91- ] 1179[ وسمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ وحَدَّثَنَا عَنْ الرَّبَيْعِ بنِ يَحْيَى(1)، عَنْ شُعْبَةَ(2)، عَنْ عَمْرو بنِ دِينَار(3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(4) قَالَ :((إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ فَوَجَدَ رَجُلٌ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ))، قَالَ *: وحَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَنْ الْحُمَيْدِيّ(5)، عَنْ سُفْيَانَ(6)، عَنْ عَمْرو بن دِينَار، عَنْ هِشَامِ بنِ يَحْيَى المَخْزُومِيّ(7)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ : يَقُول قَصَّرَ بِهِ شُعْبَةُ**، قَالَ أَبُو مُحَمَّد: وحَدَّثَنَا بحَدِيثِ الْحُمَيْدِيّ عَلَى أَثَرِ حَدِيثِ شُعْبَةَ فحَدَّثَنَا بِهِ مِنْ حِفْظِهِ.
………………………………
*كذا في الأصل، و(ش)، وفي (ت) (حدثنا) بدون قال، وفي (ف) بياض.
** قَصَّرَ بِهِ شُعْبَةُ : أي جعله قصيراً ولم يصله؛ فقد أسقط بين عمرو بن دينار، وأبي هريرة هشام المخزومي، وعبارة (قَصَّرَ به) : يستعملها النُّقاد في تعليل الأحاديث ويريدون بها: عدم وصل الحديث، وهو استعمال لغويّ صحيح، قال ابن فارس (5/96):((قصر : القاف والصاد والراء أصلان صحيحان : أحدهما يدلُ على ألاَّ يبلغ الشيء مداه ونهايته، والأخر : على الحبس))، وانظر : لسان العرب (5/95-104)، وقصر الإسناد يفعله الرواة الثقات لأسباب منها: عدم النشاط عند التحديث، والتوقي، قال الدارقطني في العلل (10/25) :((وقد تقدم قولنا في ابن سيرين من توقيه وتورعه؛ تارةً يصرح بالرفع، وتارة يؤميء، وتارةً يتوقف على حسب نشاطه في الحال))، وقال أيضاً في العلل (10/29) :((وقد عرفت عادة ابن سيرين أنه ربما توقف عن رفع الحديث توقياً))، و انظر : شرح علل الترمذي لا بن رجب (2/511).
ــــــــــــــــــــــ(2/173)
(1) هو : الرَّبيع بن يحيى بن مِقْسَم المَرَئيُّ-بفتح الميم والراء-، أبو الفضل البصري الأُشْنَانيُّ، روى عن : إسرائيل بن يونس، وحماد بن سلمه، وشعبه بن الحجاج وغيرهم، روى عنه: البخاري وأبو داود، وأبو زرعه عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وغيرهم.
صدوق جمعاً بين الأقوال، فقد قال أبو حاتم :((ثقة ثبت))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال :((يخطئ))، وقال الدارقطني-كما في سؤالات البرقاني - :((ضعيف ليس بالقوي، يخطئ كثيراً))، وقال الحاكم سألت الدارقطني عنه فقال :((ليس بالقوي، يروى عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر" الجمع بين الصلاتين" وهذا يسقط مائة ألف حديث))، وقال أبو حاتم في العلل :((هذا باطل عن الثوري.. والخطأ من الربيع))، قال الذهبيُّ –في السير-تعليقاً على قول الدارقطني- :((يعني من أتى بهذا ممن هو صاحب مائة ألف حديث أثر فيه لينا بحيث تنحط رتبة المائة ألف عن درجة الاحتجاج، وإنما هذا على سبيل المبالغة فكم ممن قد روى مائتي حديث ووهم منها في حديثين وثلاثة وهو ثقة))، وقال الذهبيُّ-في الميزان- :((صدوق))، وقال ابن حجر :((صدوق له أوهام))، روى له البخاري وأبو داود، مات سنة أربع وعشرين ومائتين.
انظر : علل ابن أبي حاتم (1/116)، الجرح (3/471 رقم2106)، الثقات (8/240)، سؤالات الحاكم (ص206-207 رقم319)، سؤالات البرقاني (ص30رقم156)، تهذيب الكمال ( 9/106-108)، السير (10/452- 453)، الميزان (2/43 رقم2747)، التقريب (ص207 رقم 1903).
(2) هو : شُعبة بن الحجاج، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1102)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه وإمامته، وله بعض الأوهام في أسماء الرجال)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1106) وهو((متفق على ثقته وجلالته)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1089).(2/174)
(5) هو : عبد الله بن الزُّبير بن عيسى القرشي الأسدي، أبو بكر الحميديُّ، المكي، روى عن: إبراهيم بن سعد، وحماد بن أسامة، وسفيان بن عيينة وغيرهم، روى عنه: البخاري، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، ويعقوب بن شيبة وغيرهم.
متفقٌ على توثيقه وجلالته، وهو أثبت الناس في سفيان بن عيينة، قال أبو حاتم : ((أثبت الناس في ابن عيينة الحميديّ، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة،.. وهو ثقة إمام))، وروى له مسلم في مقدمة كتابه وابن ماجة في التفسير والباقون، مات بمكة سنة تسع عشرة ومائتين.
انظر : الجرح (5/ 56-57رقم264)، تهذيب الكمال ( 14/512-515).
(6) هو: سفيان بن عيينة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1106) وهو((متفق على ثقته وجلالته)).
(7) هو : هشام بن يحيى بن العاص بن هشام القرشي المخزومي، روى عن: عكرمة بن سلمة، وابن عمه أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبي هريرة، روى عنه: عمرو بن دينار، ومحمد بن راشد.
مستور قاله ابن حجر، وذكره بن حبان في كتاب الثقات، وذكره في مشاهير علماء الأمصار وقال :(( ذكر مشاهير التابعين بمكة…هشام بن يحيى بن العاص بن هشام المخزومي بن عم أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، صاحب حديث الإفلاس، كان يقيم بمكة مدة وبالمدينة زمانا مات بالمدينة))، روى له ابن ماجة حديثا واحدا.
انظر : الثقات (5/500)، مشاهير علماء الأمصار (ص85)، تهذيب الكمال (30/264-265)، التقريب (ص573 رقم7307 ).
- - -
- التخريج :
1- الربيع بن يحيى، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي هريرة قال :((إذا أفلس الرجل فوجد رجل متاعه بعينه فهو أحق به )).
أخرجه ابن أبي حاتم هنا، ولم أقف على من رواه عن الربيع غيره.
وتابع الربيع بن يحيى أبو داود سليمان بن داود، أخرجه :
- البغوي في الجعديات (ص152 رقم963) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو داود، عن شعبة –به-.
وتابع شعبةَ بنَ الحجاج حمادُ بنُ زيد، أخرجه :(2/175)
- البغوي في الجعديات (ص152 رقم964) قال: حدثناه القواريريّ، قال: أخبرنا حماد بن زيد.
وذكر الدارقطني في العلل (11/167) رواية شعبة هذه.
2- الحميدي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن هشام بن يحيى المخزومي، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه :
الحميدي في مسنده (2/448 رقم1035).
وتابع الحميديَّ :
عبد الرزاق بن همام، أخرجه : في مصنفه (8/265 رقم 15164) كتاب البيوع، باب الرجل يفلس فيجد سلعته بعينها.
وأحمد بن حنبل في مسنده (2/249).
وعلي بن المديني، وبيان الحضرميّ، أخرجه : الباغندي في مسند عمر بن عبدالعزيز (ص93رقم33) عن علي بن المديني، و(96 رقم41) عن بيان الحضرميّ.
وأحمد بن منيع، وابن عباد، وسريج بن يونس، ويعقوب الدورقي، أخرجه عنهم: البغوي في الجعديات (ص152 رقم965).
وتابع ابنَ عيينة :
أيوبُ السختياني، أخرجه : عبد الرزاق في المصنف (8/265 رقم 15162)، وعبد بن حميد في المنتخب (420 رقم1441)، وابن المنذر في الإقناع (1/274)، والبغوي في الجعديات (ص152 رقم966)، وابن حبان في صحيحه- كما في الإحسان (11/415رقم5038) كتاب البيوع، باب الفلس، والدارقطني (3/30، 4/229) في البيوع، والبيهقي (6/46) كتاب التفليس، باب المشتري يفلس بالثمن.
ومحمد بن مسلم الطائفي، أخرجه : عبد الرزاق في المصنف (8/265 رقم 15163).
وابن جريج، ذكره ابن عبد البر في التمهيد (8/410) تعليقاً.
وهناك أوجه من الاختلاف على عمرو بن دينار، لم تُذكر وهي :
3- عمرو بن دينار، عمن حدثه، عن أبي هريرة قال :((من وجد عين ماله عند رجل قد أفلس فهو أحق به ممن سواه ))، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/37)كتاب البيوع والأقضية، الرجل يموت أو يفلس وعنده سلعة بعينها، قال :حدثنا هشيم، عن عمرو بن دينار، -به-، وذكره الدارقطني في العلل (11/167).(2/176)
4- عمرو بن دينار، قال بلغني عن أبي هريرة مرفوعاً، ذكره البغوي في الجعديات (ص151) معلقاً، فقال :((ورواه محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، قال بلغني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )).
5- عمرو بن دينار، عن أبي هريرة مرفوعاً، ذكره الدارقطني في العلل (11/167) معلقاً عن شعبة، قال: حدثني ورقاء، عن عمرو –به-.
6- عمرو بن دينار، عن أبي عَمّار، عن أبي هريرة ، ذكره الدارقطني في العلل (11/167) معلقاً عن شبابة، عن ورقاء، عن عمرو –به-.
7- عمرو بن دينار، عن سعيد مولى أبي سفيان، عن أبي هريرة موقوفاً، ذكره الدارقطني في العلل (11/167) معلقاً عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو –به-.
8 - عمرو بن دينار، عن هشام بن يحيى بن العاص ، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه : الدارقطني في العلل (11/172-173) قال: حدثنا إسماعيل الصفار، وحمزة بن محمد، قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا به سفيان مرةً أخرى عن عمرو، عن هشام بن يحيى بن العاص بن هشام المخزومي، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قيل لسفيان : إنك كنت تقول عن أبي هريرة فتبسم سفيان، وقال: إنّ هشام بن يحيى ابن عم أبي بكر بن عبد الرحمن وما أُراه إلاّ سمعه من أبي بكر.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن عمرو بن دينار على ثمانية أوجه :
فرواه أيوبُ السختياني، وابن جريج، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن مسلم الطائفي، جميعهم عن عمرو بن دينار، عن هشام بن يحيى المخزومي، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه حماد بن زيد، وشعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي هريرة موقوفاً.
ورواه هشيم بن بشير، عمرو بن دينار، عمن حدثه، عن أبي هريرة موقوفاً.
ورواه محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، قال بلغني عن أبي هريرة مرفوعاً.(2/177)
ورواه شعبة، عن ورقاء ، عن عمرو بن دينار، عن أبي هريرة مرفوعاً.
ورواه شبابة، عن ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن أبي عَمّار، عن أبي هريرة.
ورواه زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن سعيد مولى أبي سفيان، عن أبي هريرة موقوفاً.
علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، عمرو بن دينار، عن هشام بن يحيى بن العاص ، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والوجه الأوَّل أقوى الوجوه وأرجحها لأمرين :
الأوّل: أنه رواه عن عمرو بن دينار أعلم الناس به وأثبتهم فيه سفيان بن عيينة قال أحمد-في رواية الأثرم كما في شرح العلل (2/493)- :((أعلم الناس بعمرو بن دينار ابن عيينة، ما أعلم أحداً أعلم به من ابن عيينة، قيل له: كان ابن عيينة صغيراً، قال: وإن كان صغيراً فقد يكون صغيراً كيِّساً ))، وقال أيضاً –في رواية ابنه عبد الله كما في العلل ومعرفة الرجال (1/188 رقم 166)- :((سفيان أثبت الناس في عمرو بن دينار، وأحسنه حديثاً))، وقال ابن معين - كما في تقدمة الجرح والتعديل (ص36)- قال الدوري:((سألتُ يحيى بن معين عن حديث شعبة، عن عمرو بن دينار، والثوري، عن عمرو بن دينار، وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ؟ قال: سفيان بن عيينة أعلمهم بحديث عمرو بن دينار، وهو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد))، وقال الدارمي في تاريخه (ص55-56) :(( سألتُ يحيى بن معين عن أصحاب عمرو بن دينار، قلتُ له : ابن عيينة أحب إليك في عمرو أو الثوري؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلتُ: فابن عيينة أو حماد بن زيد؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلتُ: فشعبة؟ فقال: وأيّ شيء روى عنه شعبة؟ إنما روى عنه نحو مائة حديث، أو كما قال)).(2/178)
وقال ابن المديني –كما في شرح العلل (2/494)- :((ابن جريج، وابن عيينة من أعلم الناس بعمرو بن دينار ))، وقال أيضاً في الموضع السابق :((ابن عيينة أعلم بعمرو من حماد بن زيد))، وقال الدوري –كما في تقدمة الجرح والتعديل (ص52)- :((سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان بن عيينة أثبت من محمد بن مسلم الطائفي وأوثق منه، وهو اثبت من داود العطار في عمرو بن دينار وأحب إلى منه ))، وقال أبو حاتم –كما في تقدمة الجرح والتعديل (ص52)- :((وكان بن عيينة أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة))، وقال ابن المديني –كما في تقدمة الجرح والتعديل (ص52)- :(( قلت لسفيان في حديث عمرو عن عطاء عن بن عباس قال :"إذا اشتريت بنقد وبعت بنقد" فقلت: إن ابن جريج خالف هشيما، فقال سفيان : أنا أحفظ لهذا منهما ))، وقال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/149) :((قال عليّ: قلتُ ليحيى: سفيان في عمرو بن دينار أثبت من ابن جريج ؟ فقال: بل ابن جريج أثبت)).
فتحصل مما تقدم أنّ ابن عيينة أثبت الناس في عمرو بن دينار في قول ابن معين، وابن المديني، وأحمد، وأبي حاتم، وابن جريج كذلك من المقدمين في عمرو بن دينار كما تقدم، وكذلك أيوب السختياني من الأئمة الكبار المقدمين قال ابن عيينة –كما في المعرفة والتاريخ (2/240)- :((كان أوثق من رأيتُ في زمانه)).
الثاني : أنّ بقية الوجوه لا تخلو من علة، فالوجه الثاني: وهو من رواية حماد بن زيد، وشعبة بن الحجاج من أقوى الوجوه بعد الوجه الثاني فحماد، وشعبة من أصحاب عمرو بن دينار المقدمين غير أنهما لا يقويان على مقاومة الوجه الأول؛ لأنّ في رواة الوجه الأوّل مَنْ يُقَدّم عليهما في عمرو بن دينار وهو سفيان بن عيينة، وابنُ جريج، وتابعهما أيوب السختياني، ومحمد بن مسلم فهم أكثر، وفيهم من هو أوثق.(2/179)
وأما الوجوه : الثالث، والخامس، والسادس، والسابع فرواتها ليسوا من أصحاب عمرو بن دينار المعروفين، وخالفوا أصحاب عمرو بن دينار المقدمين كما تقدم في الوجه الأوَّل، وأمّا الوجه الرابع : فقد ذكره البغوي معلقاً عن محمد بن مسلم الطائفي ولم يذكر سنده إليه، وقد تقدم في الوجه الأوّل أنّ عبد الرزاق رواه عن محمد بن مسلم على الوجه الأوَّل.
وأمّا الوجه الثامن : فقد صرح علي بن المديني أنّ سفيان بن عيينة أسنده مرةً- وهو الأكثر الذي رواه عنه أصحابه : أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وبيان الحضرميّ، والحميدي، وسريج بن يونس، وابن عباد، وعبد الرزاق، وعلي بن المديني، و يعقوب الدورقي- ، ومرةً حدّث به سفيان عن عمرو، عن هشام بن يحيى بن العاص بن هشام المخزومي، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قيل لسفيان : إنك كنت تقول عن أبي هريرة فتبسم سفيان، وقال: إنّ هشام بن يحيى ابن عم أبي بكر بن عبد الرحمن وما أُراه إلاّ سمعه من أبي بكر.
فيظهر من قول سفيان أنّ هذا الوجه المرسل إنّما هو ظنٌّ ورأي من سفيان بن عيينة، بينما الرواية في الأصل مرفوعة للنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في الرواية الأخرى لسفيان نفسه، وتابعه عليها أيوب، وابن جريج، ومحمد بن مسلم، ولا يوجد ما يدل على أنّ هشام أخذ الحديث من ابن عمه أبي بكر بن عبد الرحمن.
فالخلاصة أنّ الوجه الراجح هو الوجه الأوَّل المرفوع للنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحديث من الوجه الراجح لا بأس به من أجل هشام بن يحيى فليس بالمشهور.(2/180)
والحديث في الأصل صحيح، فقد رواه الجماعة –كما تقدم في المسألة رقم (1143)- من طرق عن عمر بن عبد العزيز ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((من أدرك ماله بعينه عند رجل أو إنسان قد أفلس فهو أحق به من غيره)).
ورواه مسلم في صحيحه –كما تقدم في المسألة رقم (1143)- من طريق بَشير بن نَهِيك، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((إذا أفلس الرجل فوجد الرجل متاعه بعينه فهو أحق به))، وأخرجه أيضاً من طريق خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((إذا أفلس الرجل فوجد الرجل عنده سلعته بعينها فهو أحق بها)).
- - - -
92- ] 1180[ وسئِلَ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ(1)، وَإِسْرَائِيلُ(2)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ(3)، فَاخْتَلَفَا فقَالَ سُفْيَانُ / الْثَّورِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ حَلامٍ(4)، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ(5)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ فَإِنَّ مَعَ أَهْلِهِ مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا))، وَرَفَعَهُ إِسْرَائِيلُ، وَأَوْقَفَهُ سُفْيَانُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ، فسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ إِسْرَائِيلَ، والْحَدِيثُ هُوَ مَوْقُوفٌ.
………………………………
*لم يتبين لي وجه إدخال هذا الحديث في البيوع، إذ موضوعه النكاح، وقد ذكر حديثاً بمعناه في كتاب النكاح، وسيأتي برقم (1238)، وهذا يدلُ على ما تقدم تقريره في المقدمة في الفصل الثاني من الباب الثالث قسم الدراسة من أنّ الكتاب مسودة لم ينقحه ابن أبي حاتم.
ــــــــــــــــــــــ(2/181)
(1) هو : سفيان بن سعيد الثّوري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1110) وهو ((متفق على ثقته وجلالته وفقهه وعبادته)).
(2) هو : إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1147) وهو ((ثقة، وهو من أثبت الناس في حديث جده )).
(3) هو : عمرو بن عبد الله السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1168) وهو ((متفق على توثيقه وجلالته، غير أنه كبر وتغير حفظه، وكان ربما دلس )).
(4) عبد الله بن حَلاَّم، روى عن : عبد الله بن مسعود، روى عنه : أبو إسحاق الهمداني.
مجهول العين، قال ابن سعد :((وكان قليل الحديث ))، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبيُّ :(( لا يكاد يعرف )).
انظر : الطبقات الكبرى (6/204)، التاريخ الكبير (5/69 رقم 172)، الجرح (5/40 رقم176)، الثقات (5/27)، الميزان (2/412رقم4280)، لسان الميزان (3/279).
(5) هو : عبد الله بن مسعود بن غافل -بمعجمة وفاء- بن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن أسلم بمكة قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره عمر على الكوفة ومات سنة اثنتين وثلاثين أو في التي بعدها بالمدينة.
انظر : تهذيب الكمال (16/121-127)، التقريب (ص323رقم3613).
- - -
- التخريج :
سفيان الثوريّ، عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود قال :((إذا رأى أحدكم… ))، الحديث.
رَوَى الحديثَ عن سفيانَ الثوري موقوفاً :
عبد الرحمن بن مهدي، أخرجه : ابن أبي شيبة في مصنفه (4/321) كتاب النكاح، ما قالوا في الرجل يرى المرأة فتعجبه، قال : حدثنا وكيع وابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن حلام قال : قال عبد الله :((من رأى منكم امرأة فأعجبته فليواطئ أهله فإن معهن مثل الذي معهن ))، والخطيب في الفصل للوصل (2/918) من طريق علي بن المديني، عن عبدالرحمن بن مهدي.(2/182)
والفضل بن دكين أبو نعيم، أخرجه : الدارقطني في العلل (5/198) قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال حدثنا عيسى بن جعفر، قال: حدثنا أبونعيم، -ومن طريقه الخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/918)-.
ومحمد بن كثير العبديّ، أخرجه : الخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/917) قال : أخبرناه أحمد بن محمد بن غالب قال : أخبرنا عمر بن نوح البجلي قال : أخبرنا أبو خليفة هو الفضل بن الحباب قال : أخبرنا ابن كثير قال: أخبرنا سفيان –به-.
وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، ذكر ذلك الدارقطني في العلل (5/197).
ووكيع بن الجراح، أخرجه : ابن أبي شيبة كما تقدم في رواية ابن مهدي.
ويحيى بن سعيد القطان، أخرجه : الخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/917) قال : أخبرني الحسن بن علي التميمي قال: حدثنا عمر بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن سليمان الوراق قال: حدثنا إسماعيل بن أبي مريم قال: أخبرنا علي ابن المديني قال: أخبرنا يحيى بن سعيد قال: أخبرنا سفيان –به-.
وتابع سفيانَ الثوريّ على الوقف مسعرُ بنُ كدام، ذكر ذلك الدارقطني –كما في أطراف الغرائب والأفراد (4/83)- وقال :((وهو غريب من حديث مسعر، عن أبي إسحاق عنه )).
إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه :
- الخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/916) قال: أخبرنا أبو الصهباء ولاد بن علي الكوفي قال: أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني قال: أخبرنا أحمد بن حازم قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى.
- وأيضاً في الفصل للوصل (2/913) فقال : أخبرني الحسن بن علي الجوهري فقال: أخبرنا محمد بن المظفر فقال: أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي فقال: أخبرنا علي بن المديني فقال: أخبرنا عثمان بن عمر.(2/183)
- وأيضاً في الفصل للوصل (2/913) فقال: أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الأصبهاني قال : أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني نا عبدان بن أحمد نا إسحاق بن إبراهيم الصواف نا عمرو ابن محمد بن أبي رزين.
جميعهم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن حلام عن عبد الله بن مسعود قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت سودة فإذا امرأة على الطريق قد تشوفت ترجو أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على سودة فإذا عندها نسوة يدفن طيبا فلما رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجن فأتى رسول الله أهله فقضى حاجته ثم خرج ورأسه يقطر ماء ثم قال : (( إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها )).
- وتابعه على الرفع سفيانُ الثوريّ عنه :
قبيصة بن عقبة، أخرجه :
-الدارمي في سننه (2/70رقم2221) كتاب النكاح، باب الرجل يرى المرأة فيخاف على نفسه.
- والدارقطني في العلل (5/197) من طريق السري بن يحيى، وعيسى بن جعفر.
- والبيهقي في شعب الإيمان (4/367-368).
- والخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/916).
كلاهما من طريق أحمد بن حازم، زاد الخطيب : حفص بن عمر بن الصباح الرقي.
جميعهم عن قبيصة قال أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته، فأتى سودة وهي تصنع طيبا وعندها نساء فأخلينه، فقضى حاجته ثم قال :((أيما رجل رأى امرأة تعجبه فليقم إلى أهله فإن معها مثل الذي معها )).
ومعاوية بن هشام، أخرجه :(2/184)
- الدارقطني في العلل (5/195) قال :حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن رافع قال :حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عبد الله بن حلام عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن الذي مع أهله مثل الذي معها ))، -ومن طريقه الخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/916) -.
وهناك اختلافات أخرى على أبي إسحاق، وهي :
أبو إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن ابن مسعود، رواه عن أبي إسحاق :
- إسرائيل بن يونس، عنه : عثمان بن عمر، وعمرو بن محمد بن أبي رزين، وقد تقدم تخريج روايتيهما.
قال الدارقطني في العلل (5/197) فقال :((ورواه إسرائيل ، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن ابن مسعود، فرفعه عنه ))، وأبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الله بن حبيب الكوفي المقرئ مشهور بكنيته ولأبيه صحبة، من كبار التابعين، وهو ثقة ثبت-التقريب (ص299رقم3271)-.
أبو إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً، رواه عن أبي إسحاق :
إسرائيل بن يونس، عنه : عبيد الله بن موسى، تقدم تخريجها قريباً.
وسفيان الثوريّ، عنه :
عبد الرحيم بن سليمان، أخرجه : ابن أبي شيبة في مصنفه (4/321) قال: حدثنا عبد الرحيم، عن سفيان-به-.
والفضل بن دكين أبو نعيم ، أخرجه : الخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/917) قال : أخبرنا علي بن يحيى قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو نعيم قال: أخبرنا سفيان–به-.
وقبيصة بن عقبة، تقدم تخريجها في روايته السابقة عن الثوري.
ومعاوية بن هشام، تقدم تخريجها في روايته السابقة عن الثوري.(2/185)
ويحيى بن سعيد القطان، تقدم تخريجها في روايته السابقة عن الثوري.
وموسى بن عقبة، ذكر ذلك الدارقطني في العلل (5/197).
وتابع أبا إسحاق السبيعي عُثمانُ بنُ عاصم أبوحَصِين، أخرجه : ابن أبي شيبة في مصنفه (4/320-321) قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حَصين عن عبد الله بن حبيب قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقي امرأة فأعجبته فرجع إلى أم سلمة وعندها نسوة يدفن طيبا، قال: فعرفن ما في وجهه فأخلينه فقضى حاجته فخرج فقال :((من رأى منكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فليواقعها فإن ما معها مثل الذي معها ))، وعُثمانُ بنُ عاصم أبوحَصِين تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1114) وهو ((متفق على ثقته وجلالته )).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن أبي إسحاق السبيعي، وعلى بعض الرواة عنه على أربعة أوجه :
الوجه الأوَّل : رواه سفيان الثوري – عنه : عبد الرحمن بن مهدي، والفضل بن دكين أبو نعيم، ومحمد بن كثير العبديّ، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان-، ومسعر بن كدام كلاهما عن أبي إسحاق عن عبد الله بن حلام قال : قال عبد الله :((من رأى منكم امرأة فأعجبته فليواطئ أهله فإن معهن مثل الذي معهن )).
الوجه الثاني : رواه إسرائيل بن يونس- عنه : عبيد الله بن موسى، وعثمان بن عمر، وعمرو بن رزين-، وسفيان الثوريّ – عنه : قبيصة بن عقبة، ومعاوية بن هشام- كلاهما عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته، فأتى سودة وهي تصنع طيبا وعندها نساء فأخلينه، فقضى حاجته ثم قال:((أيما رجل رأى امرأة تعجبه فليقم إلى أهله فإن معها مثل الذي معها )).(2/186)
الوجه الثالث : رواه إسرائيل بن يونس-عنه : عبيد الله بن موسى-، وسفيان الثوري – عنه: عبد الرحيم بن سليمان، والفضل بن دكين أبو نعيم ، وقبيصة بن عقبة، ومعاوية بن هشام، ويحيى بن سعيد القطان-، وموسى بن عقبة عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وتابع أبا إسحاق السبيعي على هذه الرواية عُثمانُ بنُ عاصم أبوحَصِين.
الوجه الرابع : رواه إسرائيل بن يونس-عنه : عثمان بن عمر، وعمرو بن أبي رزين-، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن ابن مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر أبو حاتم الوجهين الأوَّل، والثاني ورجح الوجه الأوَّل الموقوف على ابن مسعود على الوجه الثاني المرفوع معللاً ذلك بأنّ سفيان الثوري أحفظ من إسرائيل بن يونس، وترجيح الوجه الأوَّل ظاهر لأمرين :
الأوَّل : أنّ سفيان الثوري أحفظ لحديث أبي إسحاق من إسرائيل بن يونس كما هو قول بعض النقاد قال ابن معين-كما في شرح علل الترمذي (2/519)- :((لم يكن أحدٌ أعلم بحديث أبي إسحاق من الثوري ))، وقال الدارمي في تاريخه (ص59) :((سألت يحيى بن معين عن أصحاب أبي إسحاق السبيعي قلتُ: شعبة أحب إليك في أبى إسحاق أو سفيان ؟ فقال : سفيان ، قلت : فهمام أم زهير ؟ فقال : ما أحد أعلم بأبي إسحاق من سفيان وشعبة ))، وقال ابن المديني–كما في تقدمة الجرح (ص65)- :((سمعتُ معاذ بن معاذ وقيل له : أي أصحاب أبي إسحاق أثبت ؟ قال: شعبة، وسفيان ثم سكت))، وقال أحمد بن حنبل –كما في تقدمة الجرح (ص66)- :(( سفيان أحفظ للإسناد وأسماء الرجال من شعبة ))، وقال أبو زرعة-كما في تقدمة الجرح (ص66) :((أثبت أصحاب أبى إسحاق الثوري، وشعبة، وإسرائيل، ومن بينهم الثوري أحب إلى كان الثوري أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفي متنه)).(2/187)
وقال أبو عيسى الترمذي في العلل الكبير (ص157) :((وشريك وإسرائيل هما من أثبت أصحاب أبي إسحاق بعد شعبة والثوري ))، وقال أبو حاتم الرازي –كما في تقدمة الجرح (ص66)- :(( سفيان…أتقن أصحاب أبي إسحاق وهو أحفظ من شعبة وإذا اختلف الثوري وشعبه فالثورى )).
الثاني : أنّ الرواية الثانية عن سفيان الثوري والتي رواها عنه قبيصة بن عقبة – تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1111) وهو ((ثقة وله أوهام عن الثوري ))-، ومعاوية بن هشام القصار وهو صدوق له أوهام –التقريب (ص538رقم6771)- ووافقا فيها رواية إسرائيل بن يونس أنّ روايتيهما معلولة، فقد خالف قبيصةَ بنَ عقبة، ومعاويةَ بنَ هشام كبارُ أصحابِ الثوريّ المقدمين وهم :
يحيى بن سعيد القطان.
وعبد الرحمن بن مهدي.
وأبو نعيم الفضل بن دكين.
ووكيع بن الجراح.
فهؤلاء رووا الحديث عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن حلام قال: قال عبد الله بن مسعود :((من رأى منكم امرأة فأعجبته فليواطئ أهله فإن معهن مثل الذي معهن ))، وهؤلاء هم الطبقة الأولى من أصحاب الثوري لا يُقدّم عليهم أحد –كما تقدم في المسألة رقم ( 1107)-، وتابعهم على هذه الرواية محمد بن كثير العبدي، وأبو حذيفة النهدي.
فتبين من هذا أنّ الصحيح عن الثوري وقفُ الحديثِ على ابن مسعود، وكذلك قال الدارقطني في العلل (5/197).
هذا من حيث النظر بين الوجه الأوَّل، والثاني الذين ذكرهما أبو حاتم.
وأمّا من حيثُ النظر في جميع الأوجه فيتبين أنّ الوجه الأوَّل وهو : ما رواه أبو إسحاق عن عبد الله بن حلام عن عبد الله بن مسعود موقوفاً، والوجه الثالث وهو : ما رواه أبو إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً، أنّ كلا الوجهين محفوظ عن أبي إسحاق، فأمَّا الوجه الأوَّل فقد تقدم تقرير ثبوته عن أبي إسحاق، وأمّا الوجه الثالث فقد رواه عن أبي إسحاق اثنان:(2/188)
1- سفيان الثوري، ورواه عن سفيان يحيى القطان، وأبو نعيم الفضل بن دكين وهما من المقدمين في الثوري كما تقدم، وتابعهم :
عبد الرحيم بن سليمان وهو ثقة له تصانيف-التقريب (ص354رقم4056)-.
وقبيصة بن عقبة.
ومعاوية بن هشام.
2- وتابع سفيانَ الثوريَّ إسرائيلُ بنُ يونس.
وأمّا الوجه الرابع فهو معلول إذ رواه عن إسرائيل اثنان هما :
عثمان بن عمر هو ابن فارس العبدي وهو ثقة-التقريب (ص385رقم4504)-.
وعمرو بن محمد بن أبي رزين تقدم في المسألة رقم (1171) وهو صدوق ربما أخطأ.
روياه عن إسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبدالله بن حبيب، عن ابن مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وخالفهم عبيد الله بن موسى العبسي فرواه عن إسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي مرسلاً، وعبيد الله بن موسى ثقة عابد، من أثبت الناس في إسرائيل وتقدمت ترجمته في المسألة رقم (1155) وتقدم قول أبي حاتم فيه :((صدوق ثقة حسن الحديث، وأبو نعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل، كان إسرائيل يأتيه فيقرأ عليه القرآن))، فروايته تقدم على رواية المخالفين له، ومما يزيد رواية عبيد الله بن موسى قوةً أنَّ سفيان الثوري تابع إسرائيل على هذه الرواية كما تقدم.
فتبين مما تقدم أنّ الحديث محفوظ عن أبي إسحاق السبيعي من وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه أبو إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
والوجه الثاني : رواه أبو إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن حلام عن عبد الله بن مسعود موقوفاً.
والوجه الأوَّل ضعيف لأنه مرسل، والوجه الثاني موقوف على عبد الله بن مسعود.
غير أنّ الحديث قد صح من حديث جابر بن عبد الله، فقد أخرج :
مسلم في صحيحه (2/1021رقم1403) كتاب النكاح، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته أو جارية فيواقعها.(2/189)
وأبو داود في سننه (2/246 رقم2151) كتاب النكاح، باب ما يؤمر به من غض البصر.
والترمذي في سننه (3/464رقم1158) كتاب الرضاع، باب ما جاء في الرجل يرى المرأة تعجبه.
والنسائيّ في السنن الكبرى (5/351 رقم9121) كتاب عشرة النساء، مؤاكلة الحائض، والشرب من سؤرها، والانتفاع بفضلها.
وأحمد في مسنده (3/330، 341، 348، 395).
وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (12/384رقم5572) كتاب الحظر والإباحة، ذكر الأمر لمن رأى امرأة أعجبته أن يأتي امرأته حينئذ.
جميعهم من طريق أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال :(( إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه ))، قال الترمذيُّ :(( وفي الباب عن ابن مسعود، وحديث جابر حديث صحيح حسن غريب )).
وروي الحديث عن أبي كبشة الأنماري، فقد أخرج :
أحمد في مسنده (4/231) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
والبخاريّ في التاريخ الكبير (6/139)
والطبراني في الأوسط (4/158رقم3275) قال: حدثنا بكر بن سهل.
كلاهما عن عبد الله بن صالح.
كلاهما (عبد الله بن صالح، عبد الرحمن بن مهدي) عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد الحرازي قال سمعت أبا كبشة الأنماري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في أصحابه فدخل ثم خرج، وقد اغتسل فقلنا : يا رسول الله قد كان شيء قال :((أجل؛ مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء، فأتيت بعض أزواجي فأصبتها فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال )).
قال الطبرانيُّ :((لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلاّ بهذا الإسناد، تفرد به معاوية بن صالح ))، ومعاوية بن صالح هو الحضرميّ صدوق له أوهام-التقريب (ص538رقم6762)-، وأزهر بن سعيد صدوق-التقريب (ص 97رقم308)-،.
وقال العراقي في تخريج الإحياء (2/951) :((إسناده جيد ))(2/190)
- - - -
93- ] 1181[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْبٍ(1)، عَنْ ابنِ لَهِيْعَةَ(2)، عَنْ دَرَّاجٍ(3)، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ(4)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(5)، عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :(( {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}* قال : هُمْ ** الَّذِينَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ))، فسَمِعْتُ أَبِي يَقُول: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَدَرَّاج فِي حَدِيثهِ صنْعَة ***.
………………………………
*سورة النور، آية رقم 37.
** كذا في الأصل، و(ف) (قال: هم)، وفي (ش) (قال: الذين)، وفي (ت) (هم الذين) بدون قال.
***صَنْعَة : يستعمل أبي حاتم الرازي هذا الاصطلاح في جرح الرواة الضعفاء عنده، ومعناه –كما قال المعلمي في حاشية الجرح (3/311، 499) : أن يتصرف الراوي بالحديث، ولا يأتي به على الوجه المستقيم، ومن المواضع التي ذكر فيها أبو حاتم هذه اللفظة –كما في الجرح والتعديل لابنه- : ( 3/311رقم 1382، 3/442 رقم 2008، 3/499 رقم 2260، 4/87رقم380، 7/16 رقم 79، 9/ 251 رقم 1053)، وإلى الآن لم أجد من يستعمل هذه اللفظة في جرحه للرواة غير أبي حاتم.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : عبد الله بن وهب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1137) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وفضله)).
(2) هو: عبد الله بن لهيعة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1104) وهو ((ضعيفٌ، وكان يدلس، وقد تغير قبل موته بأربع سنين بعد احتراق كتبه)).
(3) هو : دَرّاج -بتثقيل الراء وآخره جيم- بن سمعان، أبو السَّمْح -بمهملتين الأولى مفتوحة والميم ساكنة- قيل: اسمه عبد الرحمن، ودراج لقب، السهميّ مولاهم المصري، روى عن : حيي بن هانئ، وعبد الله بن الحارث، وعبد الرحمن بن حجيرة وغيرهم، روى عنه : حيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، والليث بن سعد وغيرهم.(2/191)
صدوق، وحديثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد فيه ضعف، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال عثمان الدارميّ :((صدوق)) ، وقال أبو داود :((أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد)) ، وقال أحمد بن حنبل :((أحاديث دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد فيها ضعف)) ، وضعفه النسائي، وأبو حاتم، والدارقطني وقال أبو احمد بن عدي :((وعامة الأحاديث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه وفيها ما قد روي عن غيره ومن غير هذا الطريق …وسائر أخبار دراج غير ما ذكرت من هذه الأحاديث يتابعه الناس عليها وأرجو إذا أخرجت دراجا وبرأته من هذه الأحاديث التي أنكرت عليه أن سائر أحاديثه لا بأس بها وتقرب صورته مما قال فيه يحيى بن معين)) ، وقال ابن حجر :((صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف)) ، روى له البخاريّ في الأدب المفرد وغيره، والأربعة، مات سنة ست وعشرين ومائة.
انظر : سؤالات الآجري (2/166رقم1492)، الضعفاء للنسائي (ص102رقم196)، الجرح (3/441-442رقم 2008)، الثقات (5/114-115)، الكامل (3/112-115)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص170رقم261)، تهذيب الكمال (8/477-480)، التهذيب (3/208-209)، التقريب (ص201رقم1824).
(4) هو : عبد الرحمن بن حُجَيْرة -بمهملة وجيم مصغراً- الخَوْلانيّ، أبو عبد الله المصري، روى عن: عبد الله بن مسعود، وأبي ذر الغفاري، وأبي هريرة وغيرهم، روى عنه : الحارث بن يزيد الحضرمي، ودراج أبو السمح، وزهرة بن معبد وغيرهم.
متفق على توثيقه، وثقه النسائي، والذهبيّ، وابن حجر وغيرهم، روى له الجماعة، مات سنة ثلاث وثمانين.
انظر : تهذيب الكمال (17/54-57)، الكاشف (2/161رقم3211)، التقريب (ص 338رقم3838).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1089).
- - -
- التخريج :
- ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث.
أخرجه :(2/192)
- ابن أبي حاتم في تفسيره (8/2607 رقم 14645) قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب.
وتابع ابنَ وهب :
المعلى بنُ منصور، أخرجه : ابن أبي ا لدنيا في كتاب إصلاح المال (ص71رقم205) قال: حدثني إسماعيل بن أسد، قال: حدثنا المعلى بن منصور، قال أخبرنا ابن لهيعة –به-.
ويحيى بنُ إسحاق، أخرجه : ابن أبي حاتم في تفسيره (8/2607 رقم 14645) قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق قال أخبرنا ابن لهيعة –به-.
وعزاه السيوطيُّ في الدر المنثور (6/207) إلى ابن مردويه.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
يرى أبو حاتم أنّ الحديث منكر، وكأنه يرى الحمل في الحديث على دراج لأنه قال بعد قوله :((حديث منكر)) ، قال :((ودراج في حديثه صنعة)) ، ولو قيل: إنّ الحمل في الحديث على ابن لهيعة لأنه أضعف رجال الإسناد وعليه مدار الحديث لم يكن بعيداً.
- - - -
94- ] 1182[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيلَ(1)، عَنْ الأَوْزَاعِيّ(2)، عَنْ الزُّهْرِيّ(3)، عَنْ سَالِمٍ(4)، عَنْ أَبِيه(5)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((مَا أَدْرَكَتْ الصَّفْقَةُ جَمَّا * مَجْمُوعًا فَهُوَ مِنْ مَالِ اَلْمُشْتَرِي**))، قَالَ أَبِي : هَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ اَلزُّهْرِيّ عَنْ حَمْزَة بْنِ عَبْداللَّه(6)، عَنْ أَبِيهِ.
………………………………
* كذا وقع في جميع النسخ، وعند جميع المخرجين (حياً).(2/193)
** قال ابن حجر في الفتح (4/352) :((وقال ابن عمر ما أدركت الصفقة أي العقد حيا أي بمهملة وتحتانية مثقلة مجموعا أي لم يتغير عن حالته فهو من المبتاع أي من المشترى وهذا التعليق وصله الطحاوي والدارقطني من طريق الأوزاعي عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه وقال في روايته: فهو من مال المبتاع، ورواه الطحاوي أيضا من طريق ابن وهب عن يونس عن الزهري مثله لكن ليس فيه مجموعا وإسناد الإدراك إلى العقد مجاز أي ما كان عند العقد موجودا وغير منفصل قال الطحاوي ذهب ابن عمر إلى أن الصفقة إذا أدركت شيئا حيا فهلك بعد ذلك عند البائع فهو من ضمان المشترى فدل على أنه كان يرى أن البيع يتم بالأقوال قبل الفرقة بالأبدان اهـ، وما قاله ليس بلازم وكيف يحتج بأمر محتمل في معارضة أمر مصرح به فابن عمر قد تقدم عنه التصريح بأنه كان يرى الفرقة بالأبدان والمنقول عنه هنا يحتمل أن يكون قبل التفرق بالأبدان ويحتمل أن يكون بعده فحمله على ما بعده أولى جمعا بين حديثيه)) .
ــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1108)، وهو :((ثقة)).
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعيّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105) وهو ((ثقة فقيه جليل، وفي روايته عن الزهري شيء)).
(3) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهريّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه)).
(4) هو: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1122)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
(6) هو : حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمارة المدني، روى عن : أبيه عبد الله بن عمر، وعمته حفصة بنت عمر أم المؤمنين، وعائشة أم المؤمنين، روى عنه: عبيد الله بن أبي جعفر، ومحمد بن مسلم الزهري، وموسى بن عقبة وغيرهم.(2/194)
متفقٌ على توثيقه وفقهه، ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة وقال :((وأمه أم ولد وهي أم سالم بن عبد الله وكان ثقة قليل الحديث)) ، وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن علي بن المديني :((سمعت يحيى بن سعيد يقول فقهاء أهل المدينة اثنا عشر فذكره فيهم)) ، وقال الذهبيّ :((ثقة إمام)) ، وقال ابن حجر :((ثقة)) ، روى له الجماعة.
انظر : الطبقات (5/203)، تهذيب الكمال (7/330-332)، الكاشف (1/ 254رقم1246)، التقريب (ص 80رقم1524).
- - -
- التخريج :
1- حاتم بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((ما أدركت الصفقةُ حياً مجموعاً فهو من مال المشتري)) .
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
2- الزهريّ، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه.
أخرجه :
- ابن وهب في جامعه –كما قال ابن حجر في تغليق التعليق (3/243)، ومن طريقه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/256) - عن يونس بن يزيد.
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/16) كتاب البيوع، وفي شرح مشكل الآثار (13/256) قال: حدثنا سليمان بن شعيب قال: حدثنا بشر بن بكر.
-والدارقطني في سننه (3/53) كتاب البيوع، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدالعزيز قال : أخبرنا داود بن رشيد قال : أخبرنا الوليد بن مسلم.
- وابن حجر في تغليق التعليق (3/242-243) من طريق الوليد بن مسلم، ومحمد بن كثير المصيصي.
جميعهم عن الأوزاعيّ.
كلاهما (الأوزاعي، ويونس بن يزيد) عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال :((ما أدركته الصفقة حيا مجموعا فهو من مال المبتاع)) .
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن الأوزاعي على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه بشر بن بكر، ومحمد بن كثير، والوليد بن مسلم كلهم عن الأوزاعي، عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال :((ما أدركته الصفقة حيا مجموعا فهو من مال المبتاع)) .(2/195)
وتابع الأوزاعيَّ على هذا الوجه يونسُ بنُ يزيد الأيلي.
الوجه الثاني : ورواه حاتم بن إسماعيل عن الأوزاعي، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((ما أدركت الصفقةُ حياً مجموعاً فهو من مال المشتري)) .
وقد رجح أبو حاتم الوجه الأوَّل، وهذا ظاهر فإنّ في رواة الوجه الأوَّل الوليد بن مسلم وهو من المقدمين في الأوزاعيّ قال أحمد بن أبي الحواري قال لي مروان بن محمد : ((إذا كتبت حديث الأوزاعي عن الوليد فما تبالي من فاتك)) ، وقال مروان أيضا :((كان الوليد عالما بحديث الأوزاعي)) ، وقال مهنا قلتُ لأحمد :((أيما أثبت الوليد بن مسلم أو القرقساني –يعني محمد بن مصعب-؟ قال :((الوليد، كان القرقساني صغيراً في الأوزاعيّ))، انظر : شرح علل الترمذيّ (2/549)، التهذيب (11/151-155)، ويلاحظ أنّ حاتم بن إسماعيل لما أخطأ سلك بالحديث الجادة فطريق الزهري عن سالم عن أبيه طريق مشهور جداً.
ومما يقوّي الوجه الأوَّل متابعة يونس بن يزيد الأيلي للأوزاعيّ على هذا الوجه ، ويونس من المقدمين في الزهريّ كما تقدم.
وقد صحح هذا الأثر موقوفاً على ابن عمر بعض الأئمة ؛ فقال ابن حزم في المحلى (8/364-365) :((وذكر بعضهم قول ابن عمر الثابت عنه :ما أدركت الصفقة حيا مجموعا فهو من المبتاع، رويناه من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه)) ، وقال ابن حجر في تغليق التعليق (3/243) :((وهذا موقوف صحيح الإسناد)) .
- - - -(2/196)
95- ] 1183[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ(1)، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ(2)، عَنْ نَافِعٍ(3)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ(4)، عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لَهُ إِلاّ أَنْ يشترط المعتق))، قال أبي: هذا خطأ إنّما هو ((مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ)). وإنّما رواه عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ (5)، عَنْ بُكَيْرِ ، ولا أعلم ابْن لَهِيعَةَ سمع من بُكَيْرِ، وليسَ هذا الحديث عِنْدَ لَيْثٍ(6) أيضاً، إنما رواهُ عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((مَنْ بَاعَ* عَبْدًا…)).
………………………………
* كذا وقع هنا "مَنْ بَاعَ عَبْدًا.."، ويبدو أنها تصحيف وصوابها "مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا"، فعبيد الله بن أبي جعفر مشهور بتفرده بهذه اللفظة، قال ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود– كما في عون المعبود (10/503-504)-:((وهذا الحديث يعد في أفراد عبيدالله هذا، وقد أنكره عليه الأئمة…وأما قصة العتق فإنها وهم من ابن أبي جعفر خالف فيها الناس، قال البيهقي في روايته : وهي خلاف رواية الجماعة))، وجميع من أخرج هذا الطريق "عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ بُكَيْرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" رواه بلفظ "مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا".
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: عبد الله بن لهيعة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1104) وهو ((ضعيفٌ، وكان يدلس، وقد تغير قبل موته بأربع سنين بعد احتراق كتبه)).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1104) وهو ((متفق على ثقته وفضله)).(2/197)
(3) هو: نافع مولى ابن عمر، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091) ((وهو متفق على جلالته وإتقانه)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1153)، وهو ((ثقة فقيه زاهد)).
(6) هو: الليث بن سعد، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100)، وهو ((ثقة بالاتفاق وكان فقيهاً إماماً مشهوراً)).
- - -
- التخريج :
1- ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لَهُ إِلَّا أَنْ يشترط المعتق)).
أخرجه :
-الدارقطني في سننه (4/133) كتاب المكاتب، قال: حدثنا أبو عبد الله عبيدالله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، نا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي نا ابن لهيعة عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إذا أعتق الرجل العبد تبعه ماله إلا يكون شرطه المعتق))، وعمرو بن خالد ثقة-التقريب (ص420رقم5020)-.
2- عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((مَنْ بَاعَ عَبْدًا ..)).
لم أجد من أخرجه من هذا الطريق بهذا اللفظ، وتقدم التنبيه على أنّ جميع من أخرج هذا الطريق عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر، عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" رواه بلفظ "مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا"وقد أخرجه كذلك :
أبو داود في سننه (4/28 رقم 3962) كتاب العتق، باب من أعتق عبداً وله مال.
والنسائي في السنن الكبرى (3/188رقم 4981) كتاب العتق، ذكر العبد يعتق وله مال.
وابن ماجه في سننه (2/845 رقم 2529) كتاب الأحكام، باب من أعتق عبداً وله مال.
والدارقطني في سننه (4/133-134).(2/198)
والبيهقي في السنن الكبرى ( 5/325) كتاب البيوع، باب ثمر الحائط يباع أصله-ومن طريق البيهقي رواه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/393) ( ) ووقع عنده ( عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع )، ولم يذكر بكير، وفي رواية البيهقي ذكر بكير بن الأشج. ) -.
جميعهم من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، ولم يسمه النسائي-على عادته-.
وأخرجه : أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارقطني، والبيهقي جميعهم في المواضع السابقة من طريق ابن وهب، زاد ابن ماجه، والبيهقي : سعيد بن أبي مريم، وزاد البيهقي : عبد الله بن صالح ثلاثتهم عن الليث بن سعد.
كلاهما (ابن لهيعة ، والليث بن سعد) عن عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترطه السيد)).
وقال ابن حجر في موافقة الخبر الخبر-الموضع السابق-:((هذا حديث صحيح الإسناد، أخرجه البيهقي هكذا، ورجاله رجال الصحيح، لكن أشار البيهقي إلى أنّ المتن شاذ لمخالفة ابن أبي جعفر غيره عن نافع، فإنهم رووه بلفظ البيع، لا العتق، وتعقب باحتمال أن يكونا حديثين، والعلم عند الله تعالى)).
وقد تابع بكيرَ بنَ الأشج على هذه الرواية عبيدُ الله بنُ أبي جعفر :
- أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3/188 رقم4980) قال: أخبرنا محمد بن عبدالله بن عبد الحكم، عن أشهب، قال أخبرنيه الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترط السيد فيكون له))، وسيأتي أنّ رواية أشهب هذه شاذة، والصواب أنّ الليث يرويه عن عبيد الله، عن بكير.(2/199)
وقد اتفق جميع من روى هذا الحديث عن نافع أنه بلفظ :((مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ)) ، ولكن اختلفوا في رفعها ووقفها عن نافع على وجهين- مع اتفاق جميع الرواة عن نافع أنّ جملة :((مَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلاّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ)) مرفوعة إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن الاختلاف في جملة:((مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ ..))- :
الأوَّل : عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلاّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ)).
رواه عن نافع :
سليمان بن موسى، أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3/189رقم 4983) كتاب العتق، ذكر العبد يعتق وله مال، وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (11/ 293رقم 4924) كتاب البيوع، ذكر البيان بأن العبد المأذون له في التجارة إذا بيع وله مال وعليه دين يكون ماله لبائعه ودينه عليه، والبيهقي في السنن الكبرى (5/325-326) كتاب البيوع، باب ما جاء في مال العبد جميعهم من طريق حفص بن غيلان، وأحمد بن حنبل في مسنده (3/309)، والبيهقي في الموضع السابق كلاهما من طريق عبد الله الكلاعيّ، كلاهما عن سليمان –به-.
وعبد ربه بن سعيد، أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3/188رقم 4982)، وابن ماجه في سننه (2/746 رقم 2212) كتاب التجارات، باب فيمن باع نخلاً مؤبراً أو عبداً له مال، والبغوي في الجعديات (ص239)، والبيهقي في السنن الكبرى ( 5/325)، كلهم من طريق شعبة، عن عبد ربه بن سعيد –به-، زاد النسائي، والبغويّ، والبيهقي: قال شعبة فحدثته بحديث أيوب، عن نافع أنه حدثني بالنخل عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمملوك عن عمر فقال عبد ربه : لا أعلمها جميعا إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال مرة أخرى فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره.(2/200)
وعبيد الله بن عمر، أخرجه الخطيب البغدادي في الفصل للوصل (1/226-227) من طريق إسماعيل بن زكريا، وأبي معاوية الضرير، والهيثم بن عدي.
ويحيى بن سعيد الأنصاري، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/325) من طريق أبي الربيع ، عن أبي شهاب عن يحيى بن سعيد عن نافع –به-
وذكر الدارقطني في العلل (4/ ورقة 98) أنّ محمد إسحاق، ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، وأشعث بن سوار، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وحميد الأعرج، ويزيد بن سنان رووه عن نافع كذلك.
الثاني : عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال :((مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلاّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ)).
رواه عن نافع :
أيوب السختياني، أخرجه : عبد الرزاق في مصنفه (8/135 رقم 14622) عن معمر بن راشد، والبيهقي (5/298) كتاب البيوع، باب ثمر الحائط يباع أصله، والخطيب البغدادي في الفصل للوصل (1/232) كلاهما من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن أيوب عن نافع-به-، ورواه شعبة بن الحجاج، عن أيوب كما تقدم في تخريج رواية عبد ربه.
وعبد الله بن عمر، أخرجه : عبد الرزاق في مصنفه (8/136 رقم 14622) عن عبد الله بن عمر عن نافع-به-.
وعبيد الله بن عمر، أخرجه : النسائي في السنن الكبرى (3/189رقم4986)، والخطيب البغدادي في الفصل للوصل (1/232،234-237) كلاهما من طريق يحيى القطان، زاد الخطيب: بشر بن المفضل، ومحمد بن بشر، ومحمد بن عبيد، وأخرجه : ابن أبي شيبة في مصنفه (7/112) كتاب البيوع، الرجل يشتري العبد له المال أو النخل فيه التمر، عن عبدة بن سليمان، كلهم عن عبيد الله، عن نافع-به-، وذكر الدارقطني في العلل (2/52) أنّ حماد بن سلمة، وهشيم، وابن نمير رووه عن عبيدالله كذلك.
والليث بن سعد، أخرجه النسائي في الكبرى (3/189رقم4985) عن قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث، عن نافع –به-.(2/201)
ومالك بن أنس، أخرجه البخاريّ في صحيحه (5/50 رقم 2379) كتاب المساقاة، باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط أو نخل، عن عبد الله بن يوسف، وأبو داود في سننه (3/268) كتاب البيوع، باب في العبد يباع وله مال، والخطيب البغدادي في الفصل للوصل (1/233-234) كلاهما عن القعنبي، والبيهقي في السنن الكبرى ( 5/325)، من طريق يحيى بن بكير، جميعهم عن مالك، عن نافع-به-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن نافع على ثلاثة أوجه:
الأوَّل : رواه أيوب السختياني، وعبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عمر- عنه: يحيى القطان، وبشر بن المفضل، ومحمد بن بشر، ومحمد بن عبيد، وعبدة بن سليمان، وحماد بن سلمة، وهشيم، وابن نمير-والليث بن سعد، ومالك بن أنس، جميعهم عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال :((مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلاّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ)).
الثاني : ورواه سليمان بن موسى، وعبد ربه بن سعيد، وعبيد الله بن عمر – عنه إسماعيل بن زكريا، وأبي معاوية الضرير، والهيثم بن عدي-، ومحمد إسحاق، ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، وأشعث بن سوار، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وحميد الأعرج، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن سنان، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلاّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ)).
الثالث : ورواه بكير بن الأشج –عنه: عبيد الله بن أبي جعفر (في رواية ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح )، وابن لهيعة -، وعبيد الله بن أبي جعفر –عنه: أشهب – كلاهما عن نافع، عن ابن عمر، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :((من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترطه السيد)).
والوجه الأوَّل أرجح الوجوه عن نافع لأمور :(2/202)
الأوَّل: أنه رواه عن نافع أصحابه المقدمون: أيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وهؤلاء هم الطبقة الأولى من أصحاب نافع كما تقدم في المسألة رقم (1125)، فهؤلاء إذا اتفقوا لا يُقَدّم عليهم أحد في نافع، وتابعهم الليث بن سعد وهو من الثقات الأثبات.
الثاني: أنّ أصحاب الوجه الثاني خالفوا كبار أصحاب نافع المقدمين فيه، ولذلك قال الدارقطني في العلل (4/لوحة 98 أ) لمّا ذكر روايتهم :((ووهموا فيه على نافع))، وأمّا رواية عبيد الله بن عمر فالصواب أنه رواه على الوجه الأوَّل، فكبار أصحابه الثقات رووه عنه كذلك، قال الدارقطني في العلل (2/52) :((والصواب عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قوله))، وقال الخطيب البغدادي في الفصل للوصل (1/228) :((اتفق إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخلقاني، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، والهيثم بن عدي أبو عبد الرحمن الطائي على رواية هذا الحديث فرووه بطوله عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن عبدالله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووهموا في ذلك لأن نافعا إنما كان يروي الفصل الذي في بيع النخل خاصة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي الفصل الآخر الذي في بيع العبد عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قوله، بيّن ذلك يحيى بن سعيد القطان وبشر بن المفضل في روايتهما عن عبيد الله بن عمر هذا الحديث في سياقة واحدة وميزا أحد الفصلين من الآخر وضبطا إسناده)).
وأمّا الوجه الثالث : فقد اختلف فيه على الليث بن سعد :
فرواه ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح كاتب الليث ، عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن الأشج، عن نافع –به.
ورواه أشهب بن عبد العزيز القيسي، عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع –به-.(2/203)
والوجه الأوَّل هو الصحيح عن الليث، فقد رواه عنه أثبت أصحابه : ابن وهب، قال الدارقطني –كما في سؤالات أبي عبد الله بن بكير (ص55-56)- لمّا سُئل عن أثبت أصحاب الليث بن سعد قال :((ابن وهب، وشعيب بن الليث، وعبد الله بن عبدالحكم))، وتابعه : سعيد بن أبي مريم وهو ثقة ثبت –التقريب (ص234رقم2286)-، وعبدالله بن صالح كاتب الليث، وأمّا الوجه الثاني فقد تفرد به عن الليث أشهب وهو ثقة –التقريب ( ص113رقم533)- لكنه خالف من هو أوثق منه، وأكثر عدداً، وتابع الليث على هذا الوجه ابن لهيعة.
وهذا الوجه غلط على نافع من وجهين :
من جهة رفع الحديث إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصواب أنه من رواية نافع موقوف على عمر بن الخطاب كما تقدم.
ومن جهة المتن ففي هذه الرواية :((من أعتق عبداً…))، وجميع من رواه عن نافع رواه بلفظ :((من باع عبداً…))، وظاهر كلام النقاد أنَّ الخطأ من عبيد الله بن أبي جعفر، قال ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود– كما في عون المعبود (10/503-504)-:((وهذا الحديث يعد في أفراد عبيد الله هذا، وقد أنكره عليه الأئمة؛ قال الإمام أحمد وقد سئل عنه : "يرويه عبيد الله بن أبي جعفر، من أهل مصر، وهو ضعيف في الحديث، كان صاحب فقه، وأما في الحديث فليس هو فيه بالقوي"، وقال أبو الوليد : "هذا الحديث خطأ"،…وأما قصة العتق فإنها وهم من ابن أبي جعفر خالف فيها الناس، قال البيهقي في روايته : وهي خلاف رواية الجماعة))، ولم أقف على كلام أحمد في تضعيف عبيد الله بن أبي جعفر في المصادر المتقدمة، وتقدم قول ابن حجر في هدي الساري:((وثقه أحمد في رواية عبد الله ابنه عنه،…ونقل صاحب الميزان عن أحمد أنه قال: ليس بقوي، قلتُ: إن صح ذلك عن أحمد فلعله في شيء مخصوص))، والأمر كما قال ابن حجر، فهذا التضعيف –إن ثبت- منصبٌ على هذه الرواية التي تفرد بها عبيدالله، وهذا واضح من سياق الكلام الذي ذكره ابن القيم.(2/204)
الثالث : أنّ هذا الوجه هو الذي رجحه النقاد، قال الدارقطنيُّ في العلل (4/لوحة 98 أ) :((والصواب على ما تقدم قصة النخل عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقصة العبد عن ابن عمر، عن عمر قوله))، وقال الخطيبُ البغدادي في الفصل للوصل (1/237) :((وقد روى ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبدالله، عن أبيه عبدالله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم الفصلين معاً في بيع النخل وبيع العبد، وهو الصحيح عن سالم، فأما نافع فالصحيح من حديثه روايته عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بيع النخل، وعن عمر بيع العبد))، وقال ابن عبد البر في التمهيد (13/284) :((قد روي حديث "من باع عبدا وله مال فماله للبائع" الحديث عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح ذلك عند أهل العلم بالحديث، وإنما هو لنافع عن ابن عمر عن عمر قوله، كذلك رواه الحفاظ من أصحاب نافع منهم مالك وعبيدالله بن عمر)).
ومن خلال ما تقدم أرى أنّ كلام أبي حاتم المذكور في صدر المسألة يحتاج إلى توضيح :
-فقول أبي حاتم :((هذا خطأ إنّما هو "مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ"))، هذه الجملة واضحة؛ وهي أنّ رواية "مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا" خطأ، والصواب رواية "مَنْ بَاعَ عَبْدًا".
-وقوله :((وإنّما رواه عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ بُكَيْرِ))، أي أنّ عُبَيْداللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَر هو الذي تفرد برواية "مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا" عن بكير بن عبد الله، وتقدم أنّ ابن القيم الجوزية ذكر ذلك، ونقل عن أحمد، والبيهقيّ ما يشعر بذلك.(2/205)
-قال أبو حاتم :((ولا أعلم ابْن لَهِيعَةَ سمع من بُكَيْرِ))، أي أنّ ابن لهيعة لم يسمع هذا الحديث بعينه من بكير بدلالة الروايات الأخرى التي تبين أنّ بينهما عبيد الله بن أبي جعفر، وقد تقدم أنّ ابن لهيعة كان يدلس، فقد دلس هنا فأسقط الواسطة بينه وبين بكير بن الأشج، والواسطة هو: عبيد الله بن أبي جعفر، وأمّا سماع ابن لهيعة من بكير فهو ثابت في الأصل، فقد صرح بالسماع في عدد من الروايات، انظر : المعجم الكبير للطبراني (24/238 رقم605)، والكفاية (ص181).
-قال أبو حاتم :((وليس هذا الحديث عند ليث أيضاً))، أي أنّ الليث بن سعد لم يسمع هذا الحديث من بكير بن عبد الله بل رواه عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير –به- كما تقدم في التخريج.
-قال أبو حاتم :((إنما رواهُ عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ بُكَيْرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ بَاعَ عَبْدًا.."))، في هذه الجملة بيان أنّ عبيدالله بن أبي جعفر تفرد برواية هذه اللفظة، وتقدم أنّ ابن القيم الجوزية ذكر ذلك، ونقل عن أحمد، والبيهقي ما يشعر بذلك، ولكن وقع هنا "مَنْ بَاعَ عَبْدًا.."، وتقدم التنبيه أنها تصحيف وصوابها "مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا"، فعبيد الله بن أبي جعفر مشهور بهذه اللفظة، وجميع من أخرج هذا الطريق "عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ بُكَيْرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" رواه بلفظ "مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا".
وخلاصة ما تقدم :
أنّ ابن لهيعة- وهو ضعيف، وكان يدلس- دلس هذا الحديث عن بكير، فأسقط الواسطة -وهو : عبيد الله بن أبي جعفر- بينه وبين بكير، بينما الحديث لا يعرف بهذا اللفظ إلاّ من طريق عبيد الله بن أبي جعفر.(2/206)
أنّ عبيد الله بن أبي جعفر أخطأ في متن الحديث فرواه بلفظ :((من أعتق عبداً …))، وجميع من رواه عن نافع رواه بلفظ :((مَنْ بَاعَ عَبْدًا ..))، وقد خَطّأَ هذه الرواية عددٌ من الحفاظ، هم : أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، والبيهقي، وابن القيم، وهذه العلة هي محور كلام أبي حاتم في هذه المسألة.
أنّ الصواب في رواية الحديث من طريق نافع الفصلُ بين بيع النخل، وبيع العبد، فبيع النخل مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ :((مَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلاّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ))، وأمّا بيع العبد فموقوف من كلام عمر، وهذا ما رجحه عدد من الحفاظ، وتقدم ذكرُ أقوالهم.
غير أنّ الحديث ثابت في الصحيحين من طريق الزهري، عن سالم، ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((مَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلاّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، ومَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلاّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ))، وقد تقدم تخريجه في المسألة رقم (1122).
وهذا الحديث أحد الأحاديث التي خالف فيها نافع مولى ابن عمر سالم بن عبدالله بن عمر قال أبو داود في سننه (3/268):((واختلف الزهري ونافع في أربعة أحاديث هذا أحدها))، وقال الترمذي في العلل الكبير (ص185) :((سألت محمدا عن هذا الحديث وقلت له: حديث الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم "من باع عبدا.."،وقال نافع عن ابن عمر عن عمر أيهما أصح ؟ قال: إن نافعا يخالف سالما في أحاديث، وهذا من تلك الأحاديث، روى سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال نافع عن ابن عمر عن عمر كأنه رأى الحديثين صحيحين أنه يحتمل عنهما جميعا)).(2/207)
وقال البيهقي في السنن الكبرى (5/325) :((أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن الحسن يقول: سألت مسلم بن الحجاج رحمه الله عن اختلاف سالم ونافع في قصة العبد قال: القول ما قال نافع، وإن كان سالم أحفظ منه، وأخبرنا أبو عبد الله قال: سمعت أبا علي يقول: سألت أبا عبد الرحمن النسائي عن حديث سالم ونافع عن بن عمر في قصة العبد والنخل فقال: القول ما قال نافع وإن كان سالم أحفظ منه، ورأيت في كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي عن أبي عيسى قال: سألت عنه محمدا يعني البخاري رحمه الله فقال: إن نافعا يخالف سالما في أحاديث وهذا من تلك الأحاديث وكأنه رأى الحديثين صحيحين وأنه يحتمل عنهما جميعا))، وقال ابن عبد البر في التمهيد (13/282) :((واختلف نافع وسالم في رفع من "باع عبدا وله مال فماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع" وهو أحد الأحاديث الثلاثة التي رفعها سالم، وخالفه فيها نافع عن ابن عمر، قال علي بن المديني والقول فيها قول سالم))، وانظر : شرح علل الترمذي لابن رجب (2/472-473)، وطرح التثريب (6/117-119)، وفتح الباري (4/402).
- - - -
96- ] 1184[ وسُئِلَ أَبِي عَنْ حَدِيثِ الحَسَنِ(1)، عَنْ سَمُرَة(2)، والْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ(3)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلاَثاً *)) **، قَالَ أَبِي :لَيْسَ هَذَا الْحَدِيث عَنْدي بصحيحٍ، وهَذَا عَنْدي مُرْسلٌ.
………………………………
* كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع (ثلاث) وهو الصحيح لغةً، ولم ينبه أو يشر المعلق على الكتاب أنّ في الأصل (ثلاثاً) !.(2/208)
** قوله :((عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلاثٌ)) : قال ابن الأثير في النهاية (3/324) :((وفي حديث عُقْبة بن عامر:" عُهْدَةُ الرَّقيق ثلاثةُ أيام" هو أن يَشْتَرِيَ الرقيقَ ولا يَشْتَرِط البائعُ البَراءةَ من العَيْب فما أصاب المُشْتَرِي من عَيْب في الأيام الثلاثة فهو من مال البائع ويُردّ إنْ شاء بلا بَيِّنة فإن وَجَد به عَيْبا بعد الثلاثة فلا يُردّ إلاَّ بِبيِّنة)).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : الحسن البصري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو ((متفق على توثيقه ومن سادات التابعين، وهو كثير الإرسال ويدلس)).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1093).
(3) هو : عقبة بن عامر الجهني، صحابي مشهور، اختلف في كنيته على سبعة أقوال أشهرها أنه أبو حماد، ولي إمرة مصر لمعاوية ثلاث سنين، وكان فقيها فاضلا، وقد روى حديثاً كثيراً، مات ثمان وخمسين.
انظر : تهذيب الكمال (20/202-205)، التقريب (ص395رقم4641).
- - -
- التخريج :
1- الحسن البصري، عن سمرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((عهدة الرقيق ثلاث)) .
أخرجه :
-ابن ماجه في سننه (2/754 رقم 2244) كتاب التجارات، باب عهدة الرقيق.
-وأبو يعلى الموصليّ في مسنده –كما قال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/29)-.
- والطبراني في المعجم الكبير (7/254رقم6874) قال: حدثنا عبدان بن أحمد.
جميعهم عن محمد بن عبد الله بن نمير.
- وابن أبي شيبة في مسنده –كما قال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/29)-، -ومن طريقه: الطبراني في المعجم الكبير (7/254رقم6874)، وابن حزم في المحلى (8/379)-.
كلاهما عن عبدة بن سليمان، وزاد ابن أبي شيبة : محمد بن بشر.
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/373رقم6092) قال: حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد.(2/209)
جميعهم (أبو عاصم الضحاك، وعبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر ) عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عهدة الرقيق ثلاثة أيام)) .
قال البوصيريّ :((هذا إسناد رجاله ثقات وسعيد هذا هو ابن أبي عروبة اختلط بآخرة وعبدة بن سليمان روى عنه قبل الاختلاط وسماع الحسن عن سمرة مختلف فيه)).
2- الحسن البصري، عن عقبة بن عامر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ((عهدة الرقيق ثلاث)) .
أخرجه :
-أبو داود (3/284 رقم3506) كتاب البيوع، باب في عهدة الرقيق.
-والدارمي في سننه (2/166رقم2554) كتاب البيوع، باب في الخيار والعهدة.
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/372رقم 6090).
جميعهم من طريق أبان بن يزيد.
-وأخرجه : أبو داود في الموضع السابق (رقم3507).
-والدارمي في سننه (2/167رقم2555).
كلاهما من طريق همام بن يحيى.
-وأخرجه : ابن أبي شيبة في المصنف (14/227) كتاب الرد على أبي حنيفة-ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (17/348رقم958)-.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (4/152).
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/371 رقم 6088) من طريق المعلى بن منصور.
جميعهم عن ابن علية.
-والحاكم في المستدرك (2/21) كتاب البيوع، والبيهقي في السنن الكبرى (5/323) كتاب البيوع، باب ما جاء في عهدة الرقيق كلاهما من طريق عبد الوهاب بن عطاء.
كلاهما (ابن علية، وعبد الوهاب بن عطاء) عن سعيد بن أبي عروبة.
- وأخرجه : أحمد بن حنبل أيضاً -في الموضع السابق- قال: حدثنا محمد بن جعفر.
- وابن عدي في الكامل (7/38)، ومحمد بن المظفر في غرائب شعبة (ص74رقم256)، كلاهما من طريق نصر بن حماد الوراق.
كلاهما (محمد بن جعفر، ونصر بن حماد) عن شعبة بن الحجاج.
جميعهم ( أبان بن يزيد، وهمام بن يحيى، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج) عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((عهدة الرقيق ثلاث)) .(2/210)
وفي رواية شعبة -عند ابن عدي، ومحمد بن المظفر من طريق نصر بن حماد- الجمع بين يونس بن عبيد، وقتادة، قال ابن عدي :((وهذا من حديث شعبة عن يونس بن عبيد أغرب منه من حديث قتادة عن الحسن، فإن حديث قتادة قد رواه غير شعبة، وغير نصر عن شعبة عن يونس ،ولا أعرفه إلا من حديث نصر عن شعبة))، ونصر ضعيف أفرط الأزدي فزعم أنه يضع -التقريب (ص560رقم7109)-.
وعند الحاكم والبيهقي زيادة وهي قوله :((قال سعيد: فقلتُ لقتادة: كيف يكون هذا؟ قال : إذ أوجد المشتري عيبا بالسلعة فإنه يردها في تلك الأيام ولا يسأل البينة فإذا مضت عليه أيام فليس له أن يردها إلا بينة أنه اشتراها وذلك العيب بها وإلا فيمين البائع أنه لم يبعه وبه داء)) .
وهناك اختلاف آخر على قتادة في لفظ الحديث، فقد أخرج :
- أبو داود الطيالسي في مسنده (ص122رقم908) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (5/323)-.
-وأحمد بن حنبل (4/150) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
-والروياني في مسنده (1/161رقم191) من طريق ابن أبي عدي.
-والحاكم في المستدرك (2/21-22) من طريق حجاج بن منهال، و معاذ بن هشام.
- وابن حزم في المحلى (8/380)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/323) كلاهما من طريق عبد الوهاب بن عطاء.
جميعهم عن هشام الدستوائيّ، عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((عهدة الرقيق أربعة أيام))، قال قتادة :((وأهل المدينة يقولون ثلاث ليال)) ، وقال أبو داود الطيالسي في روايته عن سمرة أو عقبة بن عامر، ولكن جميع الرواة عن هشام الدستوائيّ قالوا عن عقبة بن عامر.
قال الحاكم :((هذا حديث صحيح الإسناد غير أنه على الإرسال فإن الحسن لم يسمع من عقبة بن عامر)) ،
وتابع هشام الدستوائي همامُ بنُ يحيى، أخرجه :
-الطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/373 رقم 6091) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا الخصيب بن ناصح، عن همام عن قتادة –به-.(2/211)
وتابع قتادة على هذا الوجه يونس بن عبيد، أخرجه :
-ابن ماجه في سننه (2/754) قال: حدثنا عمرو بن رافع.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (4/143).
- وأبو يعلى الموصلي في مسنده–كما قال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/29)- عن زهير بن حرب.
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/371 رقم 6089) من طريق المعلى بن منصور.
- والذهلي في الجزء الثالث والعشرون من حديثه (ص28رقم62) من طريق أبي الربيع الزهراني.
-والحاكم في المستدرك (2/21) من طريق عمرو بن عون.
- والخطيب في تاريخ بغداد (5/84) من طريق يعقوب الدوري.
جميعهم (عمرو بن رافع، وأحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، والمعلى بن منصور، وأبو الربيع الزهراني ، وعمرو بن عون، ويعقوب الدورقي )، عن هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا عهدة بعد أربعة)) .
وخالف ابنُ علية هشيماً فأرسل الحديث، أخرجه :
-ابن أبي شيبة في المصنف (14/227-228) قال: حدثنا ابن علية، عن يونس عن الحسن قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :((لا عهدة فوق أربع)) .
وابن علية وهشيم كلاهما ثقة غير أنّ ابن علية يقدّم على هشيم، وهو من أصحاب يونس بن عبيد المقدمين، قال ابن مهدي :((ابن علية أثبت من هشيم)) ، وقال الدارقطني لّما سُئل عن أرفع أصحاب يونس بن عبيد:((يزيد بن زريع، وخالد الواسطي، وابن علية))، انظر : التهذيب (1/276)، سؤالات أبي عبد الله بن بكير (ص45-46رقم37).
وتابع يونس على الإرسال زياد الأعلم، قال ابن حزم في المحلى (8/380) : ((ومن طريق حماد بن سلمة، عن زياد الأعلم، عن الحسن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لا عهدة إلاّ بعد أربعة أيام)) ، وزياد الأعلم هو: ابن حسان قال أحمد :((ثقة ثقة)) - التقريب (ص218رقم2066).(2/212)
وللحديث طريق آخر عن عقبة بن عامر، ذكره ابن حزم في المحلى (8/380) فقال :((روينا من طريق ابن وهب قال: أخبرني مسلمة بن علي عمن حدثه عن عقبة بن عامر الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :عهدة الرقيق أربعة أيام أوثلاثة)).
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً فمسلمة بن علي هو: الخشني متروك الحديث –التقريب (ص531رقم6662)-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن قتادة على أوجه :
الأوَّل : رواه أبان بن يزيد، وسعيد بن أبي عروبة – عنه : ابن علية، وعبدالوهاب بن عطاء -، وشعبة بن الحجاج، وهمام بن يحيى –عنه : عبدالصمد بن عبدالوارث، ويزيد بن هارون- جميعهم عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((عهدة الرقيق ثلاث)) .
الثاني : رواه سعيد بن أبي عروبة – عنه : أبو عاصم الضحاك، وعبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر- عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((عهدة الرقيق ثلاثة أيام)) .
الثالث : رواه هشام الدستوائي، وهمام بن يحيى –عنه : الخصيب بن ناصح-، عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((عهدة الرقيق أربعة أيام)).
وجميع هذه الأوجه مدارها على أصحاب قتادة المقدّمين فيه، وقد تقدم ذكرهم بتوسع في المسألة رقم (1103)، والذي يظهر أنّ الوجه الأوّل أرجح من بقية الوجوه، وذلك أنّه رواه عن قتادة : أبان بن يزيد، وسعيد بن أبي عروبة – في الراجح عنه -، وشعبة بن الحجاج، وهمام بن يحيى– في الراجح عنه -، وكذلك رواية هشام الدستوائي –الوجه الثالث- توافقهم من جهة رواية الحديث عن عقبة بن عامر، وتخالفهم من جهة لفظ الحديث.
والوجه الثاني : من رواية سعيد بن أبي عروبة وحدَه، وقد اختلف عليه :
فرواه ابن عليه، وعبد الوهاب الخفاف عنه على الوجه الأوّل.
ورواه أبو عاصم الضحاك، وعبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر عنه على الوجه الثاني.(2/213)
وجميع الرواة عنه هنا سمعوا منه قبل الاختلاط، وجميعهم ثقات، ولكن يُرَجّح الوجه الأوّل لرواية ابن علية له وهو من كبار المتقنين، قال ابن المديني :((ما أقول إنّ أحداً أثبت في الحديث من ابن علية)) ، وقال الدارمي :((ابن علية أثبت من الحمادين، ولا أقدم عليه أحداً من البصريين لا يحيى، ولا ابن مهدي، ولا بشر بن المفضل)) . التهذيب (1/275-279)، وكذلك لمتابعة أصحاب قتادة لسعيد بن أبي عروبة على هذا الوجه.
وأمّا الوجه الثالث : فقد رواه عن قتادة اثنان : هشام الدستوائي، وهمام بن يحيى وقد اختلف عن همام على وجهين :
فرواه عبدالصمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون عنه على الوجه الأوّل.
ورواه الخصيب بن ناصح عنه على الوجه الثالث.
ورواية عبدالصمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون تقدم على رواية الخصيب بن ناصح فهم أكثر وأوثق.
وأما رواية هشام الدستوائي فهي توافق رواة الوجه الأوَّل من جهة رواية الحديث عن عقبة بن عامر، وتخالفهم من جهة لفظ الحديث فهم رووه بلفظ :((عهدة الرقيق ثلاث)) ، وهو رواه بلفظ :((عهدة الرقيق أربعة أيام)) فرواة الوجه الأوّل يقدمون لأنهم أكثر.
والحديث من الوجه الراجح ضعيف، فإنّ الحسن لم يسمع من عقبة بن عامر، قال الطحاويُّ في شرح مشكل الآثار (15/373) :((فكان هذا الحديث قد جاء بهذا الاضطراب، فمرةً يقال فيه: عن الحسن، عن عقبة، ومرةً عن الحسن، عن سمرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأما من قال فيه : عن عقبة، فذلك مما يبعد في القلوب أيضاً، لأنَّ أهل العلم بالحديث جميعاً لا يثبتون للحسن لقاءً لعقبة)) ، وقال البيهقي في السنن الكبرى (5/323) :((مدار هذا الحديث على الحسن عن عقبة بن عامر وهو مرسل قال علي بن عبد الله المديني :لم يسمع الحسن من عقبة بن عامر شيئا))، وقد نصّ على ذلك أبو حاتم في هذه المسألة في قوله :((وهذا عندي مرسل )) أي منقطع بين الحسن وبين سمرة بن جندب، وعقبة بن عامر.(2/214)
وضعف الحديثَ ابنُ حزم فقال في المحلى (8/ 380) :(( أما الحديثان فساقطان لأنَّ الحسن لم يسمع من عقبة بن عامر شيئا قط، ولا سمع من سمرة إلا حديث العقيقة فصارا منقطعين ولا حجة في منقطع ، وقد رويناهما بغير هذا اللفظ لكن كما روينا من طريق ابن وهب أخبرني مسلمة بن علي عمن حدثه عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"عهدة الرقيق أربعة أيام أوثلاثة"، ومن طريق قاسم بن أصبغ قال: أخبرنا محمد بن الجهم قال: أخبرنا عبد الوهاب هو ابن عطاء قال: أخبرنا هشام عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر قال :" عهدة الرقيق أربع ليال"، ومن طريق حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لا عهدة إلا بعد أربعة أيام")).
و قال المنذري -كما في عون المعبود (9/414):(( والحسن لم يصح له السماع من عقبة بن عامر ذكر ذلك ابن المديني، وأبو حاتم الرازي رضي الله عنهما فهو منقطع، وقد وقع فيه أيضا الاضطراب، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده وفيه عهدة الرقيق أربع ليال، وأخرجه ابن ماجه في سننه وفيه لا عهدة بعد أربع، وقال فيه أيضا :عن سمرة أو عقبة على الشك فوقع الاضطراب في متنه وإسناده، قال البيهقي : وقيل: عنه عن سمرة وليس بمحفوظ وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل عن العهدة قلت: إلى أي شيء تذهب فيها؟ فقال: ليس في العهدة حديث يثبت هو ذاك الحديث حديث الحسن، وسعيد يعني ابن أبي عروبة أيضا يشك فيه يقول: عن سمرة أو عقبة )).
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، لكنه لا يعتمد عليه، أخرجه :
-الطبراني في المعجم الأوسط (9/152رقم8327) قال: حدثنا موسى بن زكريا.
- والجرجاني في تاريخه (ص399) قال : أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن خالد الرازي بجرجان.(2/215)
كلاهما عن عبد الله بن معاوية الجمحي قال: حدثنا هشام بن زياد أبو المقدام عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا عهدة بعد أربعة أيام، والبيعان بالخيار ما لم يتفرقا ))، قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن الحسن، عن أبي هريرة إلاّ هشام بن زياد ))، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/107) :(( رواه الطبراني في الأوسط وفيه هشام بن زياد وهو متروك )).
وقد ضعف حديث العهدة عددٌ من العلماء منهم :
الشافعيّ، نقل عنه ذلك المناويّ في فيض القدير (4/366).
وأحمد بن حنبل ، قال ابن الجوزي في التحقيق (2/182):((قال أحمد : ليس فيه حديث صحيح ولا يثبت حديث العهدة )).
وابن المنذر، فقد قال-كما في المغني لابن قدامة (6/233) - :((لا يثبت في العهدة حديث صحيح، والحسن لم يلق عقبة )).
وابن حزم، وتقدم كلامه.
والبيهقي، وتقدم كلامه.
وابن قدامة المقدسي، فقد قال في المغني (6/233) :((لا يثبت)).
- - - -(2/216)
97- ] 1185[ وسَمِعْتُ أَبِي وذَكَرَ حَدِيثاً رَوَاهُ ابنُ وَهْبٍ(1)، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ(2)، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ(3)، عَنْ الزُّهْرِيِّ(4)، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ(5)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ(6)، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ(7)، أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ* قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ ** كَانَا يَسْقِيَانِ بِهِ كِليهُمَا*** النَّخْلَ، فَقَالَ للأَنْصَارِيُّ :سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُر، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ ))، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :((يَا زُبَيْرُ اسْقِ ثُمَّ احْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ الْجَدْرِ**** )) وَاسْتَوْفَى***** رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ، وذَكَرَ الْحَدِيثَ.
فسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : أخطأ ابنُ وَهْبٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ اللَّيْثُ لا يَقُولُ عَنْ الزُّبَيْرَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد : إِنَّمَا يَقُول اللَّيْثُ عَنْ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ أنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أنَّ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ، / وأَبُو بِشْر(8)، عَنْ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ أنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ.
………………………………(2/217)
*قال السيوطي في شرح سنن النسائي (8/238) :(( قال الحافظ زين الدين العراقي في شرح الترمذي: لم يقع تسميته في شيء من طرق الحديث ولعلهم أرادوا ستره لما وقع منه وقد سماه الواحدي في أسباب النزول فقال: إنه حاطب بن أبي بلتعة وكذلك سماه محمد بن الحسن النقاش ومكي ومهدوي وهو مردود بأن حاطبا مهاجري حليف بني أسد بن عبد العزى وليس من الأنصار قال الواحدي: وقيل: إنه ثعلبة بن حاطب))، وانظر: فتح الباري (5/35).
** شِرَاج الحرَّة : قال ابن حجر في الفتح (5/36) :(( شراج الحرة : بكسر المعجمة وبالجيم جمع شَرْج بفتح أوله وسكون الراء مثل بحر وبحار ويجمع على شروج أيضا … والمراد بها هنا مسيل الماء، وإنما أضيفت إلى الحرة لكونها فيها والحرة موضع معروف بالمدينة)).
*** كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع (كلاهما) وقال المعلق في الهامش :((في الأصل:كليهما))، ولا شك أنّ الصحيح في هذا الموضع (كلاهما).
****الجَدْر : قال ابن حجر في الفتح (5/37) :(( والجدر بفتح الجيم وسكون الدال المهملة هو المسناة وهو ما وضع بين شربات النخل كالجدار، وقيل : المراد الحواجز التي تحبس الماء وجزم به السهيلي)).
***** كذا في الأصل، و(ش)، وفي (ت)، و(ف) (استوعى)، وكلاهما صحيح في الاستعمال، قال ابن حجر في الفتح (5/38) :((استوعى أي استوفى وهو من الوعي كأنه جمعه له في وعائه)).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : عبد الله بن وهب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1137) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وفضله)).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1133)، وهو :((ثقة، وحديثه من كتابه أقوى من حفظه، وهو من المقدمين في الزهري )).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100)، وهو ((ثقة بالاتفاق وكان فقيهاً إماماً مشهوراً)).
(4) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهريّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه)).(2/218)
(5) هو : عروة بن الزبير بن العوام خويلد بن أسد القرشي الأسدي، أبو عبد الله المدني، روى عن : أبيه الزبير بن العوام، وعلي بن أبي طالب، وخالته عائشة أم المؤمنين وغيرهم، وعنه : بنوه عبد الله ، وعثمان، وهشام، ويحيى، ومحمد، والزهري وغيرهم.
متفقٌ على توثيقه وفقهه وعلمه، قال ابن سعد :((كان ثقةً،كثير الحديث، فقيها عالما، مأمونا، ثبتا ))، وقال ابن حجر :(( ثقة فقيه مشهور ))، روى له الجماعة، مات سنة أربع وتسعين على الصحيح.
انظر : الطبقات (5/179)، تهذيب الكمال (20/10-25)، التقريب (ص389رقم5461).
(6) هو : عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو بكر، ويقال : أبو خبيب -بالمعجمة مصغرا-، كان أول مولود في الإسلام بالمدينة من المهاجرين، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني سنين وأربعة أشهر، وولي الخلافة تسع سنين إلى أن قتل في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين.
انظر : تهذيب الكمال (14/508-511)، التقريب (ص303رقم3319).
(7) هو : الزبير بن العوام ، أبو عبد الله القرشي الأسدي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحواريه، وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر الهجرتين، وأسلم وهو ابن ست عشرة سنة، وهو أول من سل سيفا في سبيل الله ، قتل سنة ست وثلاثين بعد منصرفه من وقعة الجمل.
انظر : تهذيب الكمال (9/319-329)، التقريب (ص214رقم2003).
(8) هو : هو : شعيب بن أبي حمزة -واسمه دينار-، القرشي الأموي، مولاهم، أبو بشر الحمصي، روى عن : محمد بن مسلم الزهري، ومحمد بن المنكدر، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم، روى عنه : ابنه بشر بن شعيب بن أبي حمزة، وأبو اليمان الحكم بن نافع البهراني، وعلي بن عياش الحمصي وغيرهم.(2/219)
متفق على توثيقه، وهو في الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، وكتابه متقن، قال أبو زرعة الدمشقي عن أحمد بن حنبل :((رأيت كتب شعيب بن أبي حمزة فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة ورفع من ذكره، قلت: أين هو من يونس ؟ قال : فوقه، قلت: فأين هو من الزبيدي ؟ قال : مثله ))، وقال الدارمي :((قلت : ليحيى بن معين فشعيب أعني ابن أبي حمزة فقال: ثقة مثل يونس وعقيل يعني في الزهري وقال: كتب عن الزهري إملاء للسلطان وكان كاتبا ))، وقال ابن حجر :(( ثقة عابد قال ابن معين : من أثبت الناس في الزهري ))، روى له الجماعة، مات سنة ثلاث وستين ومائة.
انظر : تاريخ الدارمي (ص42رقم5)، تهذيب الكمال (12/516-520)، التقريب (ص267رقم2798).
- - -
- التخريج :
1- عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، والليث بن سعد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام أنّه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا مع…الحديث.
أخرجه :
- النسائي في سننه (8/238-239) في آداب القضاة، باب الرخصة للحاكم الأمين أن يحكم وهو غضبان.
-وابن جرير الطبري في تفسيره (5/100-101)، وفي تهذيب الآثار-الجزء المفقود(ص423-425)-.
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/93رقم632، 14/57رقم5448).
- وابن أبي حاتم في تفسيره ( 3/993-994)، وفي العلل (2/93رقم1774).
جميعهم عن يونس بن عبد الأعلى، زاد النسائي : الحارث بن مسكين، والطبري : أصبغ بن الفرج.
- وابن الجارود في المنتقى (ص339-340رقم1021).
- وابن منده في الإيمان (2/407رقم253) قال: حدثنا محمد بن يعقوب-ومن طريقه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/346)-.
كلاهما عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.(2/220)
جميعهم عن ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد، والليث بن سعد ،عن ابن شهاب أنّ عروة بن الزبير حدثه أنّ عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلا من الأنصار ..وذكر الحديث كما هو في المسألة، وباقي الحديث : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي فيه السعة له وللأنصاري فلما أحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصاريُّ استوفى للزبير حقه في صريح الحكم قال الزبير :(( لا أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } )).
وعزاه ابن حجر في الفتح (5/35) إلى الإسماعيلي.
وتابع يونسَ بنَ يزيد، والليثَ بنَ سعد محمدُ بنُ عبد الله بن مسلم الزهري، أخرجه :
-الحاكم في المستدرك (3/364) كتاب معرفة الصحابة، قال :حدثني علي بن حمشاذ العدل قال :حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي قال:أخبرنا أبو نعيم ضرار بن صرد قال :حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال :حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري عن عمه عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام قال استعدى عليَّ رجل من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم…الحديث.
قال الحاكم :(( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإني لا أعلم أحدا أقام هذا الإسناد عن الزهري بذكر عبد الله بن الزبير غير ابن أخيه وهو عنه ضيق ))، وضرار صدوق له أوهام ورمي بالتشيع -التقريب (ص280رقم2982)-، ومحمد بن عبدالله بن مسلم ابن أخي الزهري صدوق له أوهام-التقريب (ص490رقم6049)-.
2- الليث بن سعد، عن الزهري، عن عروة أنَّ عبد الله بن الزبير حدّثه أنَّ رجلا من الأنصار خاصم...الحديث.
أخرجه :
- البخاريُّ في الصحيح (5/34رقم 2359) كتاب المساقاة، باب سَكْرِ الأنهار، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف.
-وأخرجه : مسلم في صحيحه (4/1829-1830رقم 2357) كتاب الفضائل، باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم.(2/221)
-والترمذي في سننه (3/644رقم1363) كتاب الأحكام، باب ما جاء في الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر في الماء، و(5/223رقم3027) كتاب الأحكام، في تفسير سورة النساء، وفي العلل الكبير (209رقم 373).
- والنسائي (8/245) كتاب آداب القضاة، إشارة الحاكم بالرفق.
-وابن منده في الإيمان (1/406 رقم252).
-وأبو نعيم الأصبهاني في المستخرج –كما في موافقة الخبر (2/344)-.
- وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (2/579-580رقم571).
جميعهم من طريق قتيبة بن سعيد.
-وأخرجه : مسلم في الموضع السابق.
-وابن ماجه في سننه (1/7رقم15) في المقدمة، باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتغليظ على من عارضه، وأيضاً (2/829رقم2480) كتاب الرهون، باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء.
-وأبو نعيم الأصبهاني في المستخرج –كما في موافقة الخبر (2/344)-.
جميعهم من طريق محمد بن رمح.
-وأخرجه : أبو داود في سننه (3/315-316رقم 3637) كتاب الأقضية، أبواب من القضاء.
-وعبد بن حميد في المنتخب (ص185رقم519).
-والبزار في مسنده (3/184 رقم 969).
- والمروزيّ في تعظيم قدر الصلاة (2/654 رقم 706).
-وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (1/203) في المقدمة، باب الاعتصام بالسنة-.
-وأبو نعيم الأصبهاني في المستخرج –كما في موافقة الخبر (2/344)-.
-و البيهقي في السنن الكبرى (10/106) كتاب آداب القاضي، باب القاضي يقضي في حال غضبه فوافق الحق.
- والهرويّ في ذم الكلام (2/249 رقم316).
جميعهم من طريق أبي الوليد الطيالسي.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (4/4-5).
-وأبو يعلى في مسنده (12/189 رقم 6814).
كلاهما من طريق هاشم بن القاسم.
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/93رقم633)، والحاكم في المدخل إلى الصحيح (ص82) كلاهما من طريق عبد الله بن صالح.
-وأيضاً (14/59رقم5449) من طريق أسد بن موسى.(2/222)
- وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم وآدابه (1/236رقم 70) من طريق ابن المبارك.
-وابن منده في الإيمان (1/406 رقم252) من طريق يحيى بن إسحاق.
-والحاكم في المدخل إلى الصحيح (ص82).
-وأبو نعيم الأصبهاني في الضعفاء (ص47).
-و البيهقي في السنن الكبرى (10/106).
جميعهم من طريق يحيى بن بكير، زاد الحاكم : أحمد بن يونس.
-و البيهقي في السنن الكبرى (6/153) كتاب إحياء الموات، باب ترتيب سقي الزرع والأشجار من الأودية المباحة، من طريق بشر بن عمر الزهراني.
جميعهم ( أحمد بن يونس، وأسد بن موسى، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن صالح، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، وهاشم بن القاسم، وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي، و يحيى بن بكير، ويحيى بن إسحاق ) عن الليث بن سعد قال : حدثني ابن شهاب عن عروة عن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري: سرح الماء يمر، فأبى عليه فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك، فغضب الأنصاري فقال: أن كان ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر، فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم }.(2/223)
وقال البخاريُّ في الصحيح :((ليس أحدٌ يذكر : عروة، عن عبد الله، إلاّ الليث فقط))، وقال أبو عيسى الترمذيّ في سننه :((هذا حديث حسن صحيح وروى شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة بن الزبير عن الزبير ولم يذكر فيه عن عبد الله بن الزبير ورواه عبد الله بن وهب عن الليث ويونس عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن الزبير نحو الحديث الأول ))، وقال أيضاً :(( سمعت محمدا يقول : قد روى ابن وهب هذا الحديث عن الليث بن سعد، ويونس عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن الزبير نحو هذا الحديث، وروى شعيب بن أبي حمزة عن عروة عن الزبير ولم يذكر عن عبد الله بن الزبير))، وقال في العلل الكبير :(( فسألت محمدا فقال : رواه شعيب وغيره عن الزهري عن عروة مرسلا، ولا يذكرون فيه عبد الله بن الزبير، قال محمد : وكأن حديث يونس عن الزهري مدرج، وكل شيء عن ابن وهب مدرج فليس بصحيح )).
3- أبو بشر شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عروة أنَّ الزبير كان يحدّث أنه خاصم رجلا من الأنصار...الحديث.
أخرجه :
- البخاريّ في صحيحه (5/309-310رقم2708) كتاب الصلح، باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى، حكم عليه بالحكم البيّن،-ومن طريقه البغوي في شرح السنة (8/283 رقم 2194)كتاب البيوع، باب ترتيب سقي الأراضي بين الشركاء-.
-و أحمد بن حنبل في مسنده (1/165)-ومن طريقه الواحدي في أسباب النزول (ص94)-.
-والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/655رقم707) قال :حدثنا محمد بن يحيى.
-والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (1/106-107رقم47) قال :حدثنا عبدالكريم بن الهيثم.
جميعهم عن أبي اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أنَّ الزبير كان يحدّث أنه خاصم رجلا من الأنصار …الحديث.
وتابع شعيباً على هذه الرواية :(2/224)
ابن جريج، أخرجه : الإسماعيليّ –كما قال ابن حجر في موافقة الخبر (2/346)-، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (6/154) من طريق حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج –به-.
وعمر بن سعيد السرجي.
ومحمد بن أبي عتيق.
ويونس بن يزيد الأيلي : من رواية :شبيب بن سعيد، وعبد الله بن وهب- عنه :أحمد بن صالح، وحرملة بن يحيى-.
ذكر رواية هؤلاء الثلاثة الدارقطنيّ في العلل (4/228-229)، ولم أقف عليها، وعمر بن سعيد ضعيف-ضعفه الدارقطني في العلل (1/171) و انظر : اللسان (4/309-310)-، ومحمد بن أبي عتيق، وهو مقبول-التقريب (ص490رقم6047)-، وشبيب بن سعيد لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب –التقريب(ص263رقم2739)-.
وهناك وجهٌ آخر من الاختلاف على الزهري وهو :
4- الزهري، عن عروة قال: خاصم الزبير رجلاً من الأنصار…الحديث مرسلاً.
أخرجه :
-البخاري في صحيحه (5/38رقم 2361) باب شرب الأعلى قبل الأسفل.
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/96رقم634).
-والبيهقي في السنن الكبرى (6/153) ، وأيضاً (10/106).
جميعهم من طريق ابن المبارك.
-وأخرجه البخاري أيضاً (8/254رقم4585) كتاب التفسير، باب {فلا وربك..}، من طريق محمد بن جعفر (غندر).
-والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/653-654رقم705).
-وابن منده في الإيمان (1/408رقم254).
كلاهما من طريق عبد الرزاق بن همام.
جميعهم عن معمر عن الزهري عن عروة قال : خاصم الزبير رجلٌ من الأنصار…الحديث.
وتابع معمر بن راشد :
ابن جريج، أخرجه : البخاري في صحيحه (5/39رقم 2362) من طريق مخلد بن يزيد الحرانيّ، قال: أخبرني ابن جريج قال: حدثني ابن شهاب عن عروة بن الزبير أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير …الحديث.(2/225)
وعبد الرحمن بن إسحاق، أخرجه : يحيى بن آدم في الخراج (ص106-107رقم337)، والطبري في التفسير (5/101)، وفي تهذيب الآثار (ص426-427رقم769) كلاهما من طريق ابن علية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري –به- نحوه.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن الزهري، على أربعة أوجه :
الوجه الأوَّل : رواه محمدُ بنُ عبد الله بن مسلم، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد– عنهما : عبد الله بن وهب من رواية يونس بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأصبغ بن الفرج- جميعهم عن ابن شهاب أنّ عروة بن الزبير حدثه أنّ عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلا من الأنصار ..وذكر الحديث.
الوجه الثاني : رواه الليث بن سعد –عنه: أحمد بن يونس، وأسد بن موسى، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن صالح، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، وهاشم بن القاسم، وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي، ويحيى بن بكير، ويحيى بن إسحاق- عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى…الحديث.
الوجه الثالث : رواه شعيب بن أبي حمزة، وعبد الملك بن جريج-عنه: الحجاج بن محمد-، وعمر بن سعيد السرجي، ومحمد بن أبي عتيق، ويونس بن يزيد الأيلي-عنه : شبيب بن سعيد، وعبد الله بن وهب- من رواية:أحمد بن صالح، وحرملة بن يحيى- عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أنَّ الزبير كان يحدّث أنه خاصم رجلا من الأنصار …الحديث.
الوجه الرابع : رواه معمر بن راشد، وعبد الملك بن جريج – عنه مخلد بن يزيد الحرانيّ-، وعبد الرحمن بن إسحاق جميعهم عن الزهري عن عروة قال : خاصم الزبير رجلٌ من الأنصار…الحديث.(2/226)
وقد خطأ أبو حاتم ابنَ وهب في روايته الوجه الأوَّل عن الليث، فقد روى الحديث عن الليث اثنا عشر من أصحابه الثقات رووه على الوجه الثاني، قال ابن حجر في الفتح (5/35):(( وكأن ابن وهب حمل رواية الليث على رواية يونس وإلا فرواية الليث ليس فيها ذكر الزبير والله أعلم))، أيّ أنّ ابن وهب لما جمع بين الليث ويونس في الرواية ذكر سياق ولفظ يونس بن يزيد دون سياق الليث فوهم في ذلك، وكذلك لا يصح هذا الوجه عن يونس أيضاً وذلك أنه رواه عنه شبيب بن سعيد، وعبد الله بن وهب- من رواية:أحمد بن صالح، وحرملة بن يحيى- على الوجه الثالث، فيبدو أنّ ابن وهب يضطرب في الرواية فتارة يهم فيرويه على الوجه الأوَّل، وتارة يضبط فيرويه على الوجه الثالث.
وأمَّا بقية الأوجه الثاني، والثالث، والرابع فالبخاريّ على تصحيحها فقد خرّجها في صحيحه، والدارقطني يرى أنَّ الوجه الثالث هو المحفوظ، والذي يظهر أن جميع هذه الأوجه (الثاني، والثالث، والرابع ) محفوظة فتارةً يروي الحديثَ عروةُ عن أخيه عبدالله بن الزبير -و عبد الله قد أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم وسمع منه فهو قد أدرك القصة-، وتارةً يروي عروةُ القصة عن أبيه الزبير -وعروة قد سمع من أبيه-، وتارةً يذكر عروةُ القصةَ مرسلة بدون أن يسمي أحداً فصورتها صورة المنقطع، لكن قد تبين من الطرق الأخرى أنّ عروة سمع القصة من أبيه وأخيه، فالقصة ثابتة لا شك فيها.(2/227)
قال ابن حجر في الفتح (5/35) :(( قلت وإنما صححه البخاري مع هذا الاختلاف اعتمادا على صحة سماع عروة من أبيه وعلى صحة سماع عبد الله بن الزبير من النبي صلى الله عليه وسلم فكيفما دار فهو على ثقة ثم الحديث ورد في شيء يتعلق بالزبير فداعية ولده متوفرة على ضبطه وقد وافقه مسلم على تصحيح طريق الليث التي ليس فيها ذكر الزبير ))، وقال في الهدي (ص360) :((الحديث الثاني والثلاثون قال الدارقطني فيما نقلت من خطه من جزء مفرد وليس هو في كتاب التتبع : أخرج البخاري عن التنيسي عن الليث عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن الزبير أن رجلا خاصم الزبير في شراج الحرة الحديث بطوله وهو إسناد متصل لم يصله هكذا غير الليث ورواه غير الليث عن الزهري فلم يذكروا فيه عبد الله بن الزبير وأخرج البخاري أيضا من حديث معمر ومن حديث ابن جريج ومن حديث شعيب كلهم عن الزهري عن عروة ولم يذكروا في حديثهم عبد الله بن الزبير كما ذكره الليث انتهى. وإنما أخرجه البخاري بالوجهين على الاحتمال لأن عروة صح سماعه من أبيه فيجوز أن يكون سمعه من أبيه وثبته فيه أخوه والحديث مشتمل على أمر متعلق بالزبير فدواعي أولاده متوفرة على ضبطه فاعتمد تصحيحه لهذه القرينة القوية وقد وافق البخاري على تصحيح حديث الليث هذا مسلم وابن خزيمة وابن الجارود وابن حبان وغيرهم مع أن في سياق بن الجارود له التصريح بأن عبد الله بن الزبير رواه عن أبيه الزبير وهي رواية يونس عن الزهري والله أعلم )).
ومما يدل على أنّ جميع هذه الأوجه محفوظة أنّ رواتها عن الزهري من أصحابه المقدمين : شعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد، ويونس بن يزيد، وابن جريج، والليث بن سعد،-وتقدم ذكر كلام النقاد في تقديمهم في الزهري في المسألة رقم (1122)، و (1133)، و (1143)، فلا مجال لتوهيم أحدهم في روايته مع إمكانية الجمع بين الروايات، ويقوي ذلك تصحيح إمام العلل في وقته البخاريّ لهذه الأوجه، والله أعلم.(2/228)
فتبين مما تقدم أنّ الحديث من الوجه الراجح صحيح، فقد اتفق الشيخان على إخراجه من الوجه الثاني، وأخرج البخاري في صحيحه بقية الأوجه المحفوظة( الثالث، والرابع).
- - - -
98- ] 1186[ وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شُرَحْبِيلَ الدِّمَشْقِيُّ(1)، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بنِ نِمْرَان(2)، عَنْ ابنِ جُرَيْج(3)، عَنْ عَمْرو بنِ دِينَار(4)، عَنْ ابن عَبَّاس(5)، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لرَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ألاَ أَمْتَنِعُ مِنْ النِّسَاءِ ؟ فقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((فَكَيْفَ لَكَ بِأَقْدَارٍ قَدْ قُدِّرَتْ، وَأَقْلاَمٍ قَدْ جَفَّتْ))، فقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
ــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1141) وهو ((ثقة، مكثر عن الضعفاء )).
(2) هو : محمد بن عبد الله بن نِمران-بكسر النون-، روى عن: زيد بن أبى أنيسة، وشراحيل بن عمرو، وسعيد بن بشير، روى عنه: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي.
ضعيف الحديث جدا، قال أبو حاتم :(( ضعيف الحديث جدا ))، وقال أبو زرعة : ((ذاهب الحديث ))، وضعفه الدارقطني وغيره، وشذَّ ابن حبان فذكره في الثقات.
انظر : التاريخ الكبير (1/141 رقم 422) الجرح (7/306 رقم 1663، 9/328رقم 1439)، الثقات (9/42)، اللسان ( 5/219-220).
(3) هو : عبد الملك بن عبدالعزيز، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1101)، وهو:((ثقة ثبت فقيه وكان يدلس ويرسل، وهو أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح لا يدلس عنه)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1106) وهو((متفق على ثقته وجلالته)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105).
- - -
- التخريج :(2/229)
- سليمان بن عبد الرحمن بن شرحبيل الدمشقي، عن محمد بن عبد الله بن نمران، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس قال : قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا امتنع من النساء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فكيف لك بأقدار قد قدرت وأقلام قد جفت )).
لم أقف على من أخرجه.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
استنكر أبو زرعة هذا الحديث، ويبدو أنَّ ذلك من أجل محمد بن عبيد الله بن نمران فهو ضعيف جداً، وتفرد به عن ابن جريج، ولم أجد ما يشهد للفظ الحديث.
99- ] 1187[ وسمِعْتُ أَبِي وذَكَرَ حَدِيثاً رَوَاهُ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ(1)، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بنِ إِدْرِيسَ(2)، عَنْ الأَعْمَشِ(3)، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ(4)، عَنْ جَابِر(5)، عَنْ أمِّ مُبِشِّر(6) أنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ امْرَأَةَ * الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ**، فقَالَتْ: إنّي شَرَطْتُ لِزَوْجِي أنْ لاَ أَتَزَوَّج بَعْدَه، فقَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((إنَّ ذَلَكَ لاَ يَصْلُحُ))، فسَمِعْتُ أَبِي يَقُول : هَذَا حَدِيثٌ خَطأ؛ رَوَاهُ ابنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللّه بنِ أَبِي قَتَادَةَ(7) ، عَنْ أُمِّهِ(8)، أَوْ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ(9) عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
………………………………
* امرأة البراء بن معرور: هي أم مبشر وستأتي ترجمتها.
** البراء بن مَعْرُورٍ بن صخر الأنصاري الخزرجي السلمي، أبو بشر، كان من النفر الذين بايعوا البيعة الأولى بالعقبة، وهو أول من بايع في قول ابن إسحاق، وأول من استقبل القبلة، وأول من أوصى بثلث ماله، وهو أحد النقباء ، مات في صفر قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بشهر. انظر : السير (1/267-269)، الإصابة (1/144-145).
ــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1162) وهو :((لَيّنُ الحديثِ على جلالته وفضله)).(2/230)
(2) هو : عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأوْدي -بسكون الواو-، أبو محمد الكوفي، روى عن: أبيه إدريس بن يزيد، وحصين بن عبد الرحمن السلمي، وسليمان الأعمش وغيرهم، روى عنه : أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين وغيرهم.
متفق على توثيقه وفضله، قال أبو حاتم :(( هو حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين ثقة))، وقال ابن حجر :(( ثقة فقيه عابد))، روى له الجماعة، مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
انظر : الجرح (5/ 8-9رقم 44)، تهذيب الكمال (14/293-300)، التقريب (ص295رقم3207).
(3) هو: سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1113) وهو ((متفقٌ على توثيقه وجلالته)).
(4) هو : طلحة بن نافع القرشي، مولاهم، أبو سفيان الواسطي، ويقال: المكي الإسكاف، روى عن : جابر بن عبد الله، وأبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري، وعبدالله بن عباس وغيرهم، روى عنه : جعفر بن أبي وحشية، وسليمان الأعمش -وهو راويته-، ومحمد بن إسحاق وغيرهم.
صدوق، وحديثه عن جابر بعضه سماع، وبعضه من كتاب، قال أحمد بن حنبل، والنسائي :((ليس به بأس ))، وقال أبو أحمد بن عدي :((لا بأس به، روى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة ))، وقال شعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة :((حديث أبي سفيان عن جابر إنما هي صحيفة -وفي رواية- إنما هو كتاب ))، وقال أبو العلاء أيوب:((قال أبو سفيان : كنت أحفظ وكان سليمان اليشكري يكتب يعني عن جابر ))، وقال ابن حجر :(( صدوق ))، روى له الجماعة البخاري مقرونا بغيره.
انظر : التاريخ الكبير (4/346 رقم3079)، الجرح (4/475 رقم 2086)، الكامل (4/113)، تهذيب الكمال (13/438-441)، التقريب (ص283رقم3035).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1098).(2/231)
(6) هي : أم مُبَشِّر الأنصاريّة امرأة زيد بن حارثة يقال اسمها حميمة بنت صيفي بن صخر صحابية مشهورة، قال الدمياطيُّ :((اسمها جهينة بنت صيفي بن صخر، وإنها زوجة البراء بن معرور أم ولديه بشر ومبشر.. وخلف عليه بعده زيد بن حارثة )).
انظر : تهذيب الكمال (35/385)، التهذيب (12/479)، التقريب (ص 758رقم8756).
(7) هو : يحيى بن عبد الله بن أبى قتادة السلمي، أبو عبد الله الأنصاري، روى عن: أبيه عبد الله بن أبى قتادة، ومحمد بن عبد الرحمن بن خلاد، روى عنه : عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وابن أبى فديك، وعبد الله بن إدريس، وزيد بن حباب.
ذكره ابن حبان في الثقات فقال :(( روى عنه أهل المدينة كنيته أبو عبد الله، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة ))، و قال ابن سعد :(( مات سنة اثنتين وستين ومائة )).
انظر : الطبقات (القسم المتمم ص409-410)، التاريخ الكبير (8/285رقم 3020)، الجرح (9/160رقم665)، الثقات (7/594).
(8) لم أقف لها على ذكر، غير أنّ ابن سعد قال في ترجمة ابنها يحيى :((أمه أم ولد)).
(9) لم أقف على تسميتهم.
- - -
- التخريج :
نعيم بن حماد، عن عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن أم مبشر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب امرأة البراء بن معرور…الحديث.
أخرجه :
- الطبراني في المعجم الكبير (2/29رقم1186، 25/102رقم 267) والصغير (2/274رقم1157) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، قال:حدثنا نعيم بن حماد قال:حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر عن أم مبشر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب امرأة البراء بن معرور فقالت: إني اشترطت لزوجي أن لا أنكح بعده قال :((إن ذلك لا يصلح ))، وقال في المعجم الصغير :(( لم يروه عن الأعمش إلا ابن إدريس تفرد به نعيم )).(2/232)
ووقع في المعجم الصغير : عن أم مبشر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أم مبشر بنت البراء بن معرور، وفي المعجم الكبير -الموضع الثاني-: خطب بنت البراء بن معرور.
ويبدو أنّ نعيم بن حماد يضطرب في الحديث فتارةً يقول : خطب امرأة البراء بن معرور، وتارةً يقول: خطب أم مبشر بنت البراء بن معرور، وأُخرى يقول:خطب بنت البراء بن معرور، وتقدم أنّ نعيم بن حماد لين الحديث، وتقدم في كلام الدمياطيّ أنّ أم مبشر التي تزوجها زيد بن حارثة هي زوجة البراء بن معرور.
عبد الله بن إدريس، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أمه، أو عن بعض أهله عن النبيّ صلى الله عليه وسلم…الحديث.
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
وهناك وجهٌ آخر من الاختلاف وهو :
- ما رواه البخاريُّ في التاريخ الكبير (8/285رقم 3020) قال: قال لنا الجعفي أخبرنا زيد بن حباب قال: أخبرنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم مبشر الأنصارية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها وهي في بعض حالاتها وكانت امرأة البراء بن معرور فتوفي عنها فقال : إن زيد بن حارثة قد مات أهله ولن آلو أن أختار له امرأة فقد اخترتك له، فقالت: يا رسول الله أني حلفت للبراء أن لا أتزوج بعده رجلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترغبين عنه، قالت: أفأرغب عنه وقد أنزله الله بالمنزلة منك إنما هي غيره، قالت: فالأمر إليك، قال فزوجها من زيد بن حارثة ونقلها إلى نسائه فكانت اللقاح تجيء فتحلب فيناولها الحلاب فتشرب ثم يناوله من أراد من نسائه قالت: فدخل علىَّ وأنا عند عائشة فوضع يده على ركبتها وأسر إليها شيئا دوني، فقالت بيدها في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم تدفعه عن نفسها فقلتُ: مالك تصنعين هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعيها فإنها تصنع هذا وأشد من هذا.(2/233)
وزيد بن الحباب تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1159) وهو صدوق، ومحمد بن عبد الرحمن الأنصاري ذكره البخاريّ في التاريخ الكبير (1/150رقم446)، وابن أبي حاتم في الجرح (7/313رقم1702) وسكتا عليه، وذكره ابن حبان في الثقات (5/379) وقال :(( من أهل المدينة، يروى عن أم مبشر ولها صحبة، روى عنه يحيى بن عبد الله بن أبى قتادة)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن عبد الله بن إدريس على وجهين:
الوجه الأوَّل: رواه نعيم بن حماد، عن عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن أم مبشر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب امرأة البراء…الحديث.
الوجه الثاني: عن عبد الله بن إدريس، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أمه، أو عن بعض أهله، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم يسمي أبو حاتم من رواه عن ابن إدريس، ولم أجد من خرجه من هذا الوجه كما تقدم.
وقد خطّأ أبو حاتم الوجه الأوَّل، وأعله بالوجه الثاني، فيبدو أنّ راوي الوجه الثاني عن ابن إدريس أقوى من نعيم بن حماد لذا رجح أبو حاتم روايته، وتقدم أنّ نعيم بن حماد لين الحديث.
وقد خالف زيدُ بنُ الحباب عبدَ الله بنَ إدريس فرواه عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم مبشر الأنصارية عن النبي صلى الله عليه وسلم…الحديث.
ولا شك أنّ عبدَ الله بنَ إدريس يُقدم على زيد بن الحباب فزيد صدوق، وعبدالله بن إدريس إمام من أئمة المسلمين ثقة كما قال أبو حاتم.
والحديث من الطريق الراجح ضعيف لجهالة شيخ يحيى بن عبد الله سواءً كانت أمه أو بعض أهله.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/255) عن الحديث:(( رواه الطبراني في الكبير والصغير ورجاله رجال الصحيح))، وتقدم في ترجمة نعيم بن حماد أنّ البخاريّ روى له مقروناً، ومسلم روى له في المقدمة فقط.(2/234)
وحَسّن الحديثَ الحافظُ ابنُ حجر فقال في الفتح (9/219) :((وأخرج الطبراني في الصغير بإسناد حسن عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أم مبشر بنت البراء بن معرور فقالت: إني شرطت لزوجي أن لا أتزوج بعده فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"أن هذا لا يصلح"))، وقد تقدم بيان ما في إسناد الطبراني من علة تمنع من تقويته.
- - - -
100- ] 1188[ وسمِعْتُ أبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا نُعَيْم(1) وحدثنا عَنْ ابنِ أبي ليلى(2)، عَنْ الْحَكَم(3)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((لاَ نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ))، فقَالَ : أبونُعَيْم أخطأ فِيهِ، فسَمِعْتُ أبي يَقُول : إِنَّمَا هُوَ الْحَكَم عَنْ عَلِيّ(4) قولُهُ.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو الفضل بن دكين، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1115) وهو ((متفق على توثيقه وإتقانه)).
(2) هو: محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أبوعبدالرحمن الكوفي، روى عن: الحكم بن عتيبة، وعامر الشعبي، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، روى عنه : شعبة بن الحجاج، وأبونعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح وغيرهم.
ضعيف الحديث، قال أحمد بن حنبل :((كان نسيء الحفظ مضطرب الحديث، كان فقه ابن أبي ليلى أحب إلينا من حديثه في حديثه اضطراب))، وقال أيضاً :((وابن أبي ليلى يغلط في أحاديث من أحاديث الحكم-أي : ابن عتيبة-))، وضعفه جمهور النقاد منهم : شعبة، ويحيى القطان، وابن معين، وأبوحاتم، والنسائي وغيرهم، روى له الأربعة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
انظر : العلل ومعرفة الرجال (1/411رقم862، 537رقم1269)، تهذيب الكمال (25/622-627)، التقريب (ص 493رقم6081).
(3) هو: الحكم بن عتيبة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1154) وهو ((متفق على توثيقه وفقهه وفضله، وهو مع منصور بن المعتمر أثبت أصحاب إبراهيم النخعيّ)).
(4) هو: الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100).
- - -(2/235)
- التخريج :
أبونعيم، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلاّ بولي)).
أخرجه :
-ابن الأعرابي في معجمه (3/1077رقم 2322) قال: أخبرنا الفضل بن يوسف الجعفي، قال: أخبرنا أبونعيم…الحديث.
الحكم بن عتيبة، عن علي بن أبي طالب موقوفاً.
لم أجد من أخرجه.
وقد روي الحديث عن علي بن أبي طالب مرفوعاً وموقوفاً، فأما المرفوع فله عدة طرق :
الطريق الأوَّل: الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب، ورُوي عن الحارث من وجهين :
الوجه الأول : أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/224) قال : أخبرنا القاضى أبوبكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي قال: أخبرنا على بن عمر الحافظ قال: أخبرنا محمد بن مخلد قال: أخبرنا محمد بن الحسين البندار أبوجعفر قال : أخبرنا الربيع قال: أخبرنا عبادة بن العوام قال: أخبرنا الحجاج عن حصين عن الشعبي عن الحارث عن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولى ولا نكاح إلا بشهود)).
قال على بن عمر الدارقطني :((هكذا حدثناه ابن مخلد مرفوعا))، قال الخطيب : ((رواه معلى بن منصور عن عبادة بن العوام موقوفا من قول على، وكذلك رواه أبوخالد الأحمر ويزيد بن هارون عن حجاج موقوفا)).
والموقوف أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/111) كتاب النكاح، باب لا نكاح إلاّ بولي، قال : وأخبرنا أبوالفتح محمد بن عبدالله الريس بالري قال : حدثنا جعفر بن عبدالله بن يعقوب قال : حدثنا محمد بن هارون قال : حدثنا أبوكريب قال : حدثنا أبوخالد الأحمر وعبيد بن زياد الفراء عن حجاج عن حصين عن الشعبي عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال :((لا نكاح إلا بولي ولا نكاح إلا بشهود))، قال البيهقي :((رواه يزيد بن هارون عن حجاج وقال لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل)).(2/236)
وهذا الإسناد مرفوعاً أو موقوفا ضعيف من أجل: الحارث الأعور وتقدم بيان حاله في المسألة رقم (1168) ، والحجاج بن أرطاة وتقدم بيان حاله أيضاً في المسألة رقم (1149)، ويبدو أنّ هذا الاضطراب في الحديث من أحدهما.
الوجه الثاني : أخرجه ابن عدي في الكامل (4/216) قال: حدثنا حاجب بن مالك قال: حدثنا سيار بن نصر بحلب قال: حدثنا شبيب بن الفضل وأخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا عيسى بن محمد بن عبدالرحمن المروزي قال: حدثني شبيب بن الفضل أبوعبدالرحمن قال: حدثنا عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن قيس عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، قال ابن عدي :((وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير عبدالله بن أبي جعفر))، وهذا الإسناد أشد ضعفاً من السابق ففيه إضافةً إلى الحارث الأعور عبدالله بن أبي جعفر الرازي قال ابن عدي :((وبعض حديثه مما لا يتابع عليه))، وقيس بن الربيع وتقدم بيان ضعفه في المسألة رقم (1114).
الطريق الثاني : أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/7) قال: حدثنا أبي أحمد الناصر وإسماعيل بن إبراهيم الفقيه قالا حدثنا يحيى الهادي بن الحسين حدثني أبي الحسن حدثني أبي الحسين عن أبيه القاسم عن أبي بكر بن أبي أويس عن حسين بن عبدالله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي وشاهدين))، وهذا إسناد باطل، ففي سنده حسين بن عبدالله قال أبوحاتم في الجرح (3/57-58 رقم259) :((متروك الحديث كذاب)).(2/237)
الطريق الثالث : أخرجه ابن عدي الكامل في ضعفاء الرجال (1/194) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن بن زياد المدائني حدثنا أحمد بن عبدالله أبوعلي الكندي حدثنا إبراهيم بن الجراح السجستاني حدثنا أبويوسف عن أبي حنيفة عن خصيف عن جابر بن عقيل عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي وشاهدين فمن نكح بغير ولي وشاهدين فنكاحه باطل فنكاحه باطل فنكاحه باطل والسلطان ولي من لا ولي له))، قال ابن عدي-بعد ما ساق عدة أحاديث لأحمد بن عبدالله- :((وهذه الأحاديث لأبي حنيفة لم يحدث بها إلا أحمد بن عبدالله هذا وهي بواطيل عن أبي حنيفة ولا يعرف أحمد بن عبدالله هذا إلا بهذه الأحاديث)).
فتلخص أنّ الحديث لا يصح مرفوعاً من حديث علي بن أبي طالب، لشدة ضعف تلك الأسانيد.
وأمَّا الموقوف عن علي بن أبي طالب فله عدة طرق:
الأوَّل : ما رواه عبدالرزاق في المصنف ( 6/196رقم10476) كتاب النكاح، باب النكاح بغير ولي، عن قيس بن الربيع عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن علي قال :((لا نكاح إلا بولي يأذن))، وتقدم أنّ قيساً ضعيف.
الثاني : رواه البيهقي في السنن الكبرى (7/111) قال : أخبرنا أبوعبدالله الحافظ وأبوسعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب قال: أخبرنا أحمد بن عبدالحميد قال: حدثنا أبوأسامة عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن معاوية بن سويد يعني ابن مقرن عن أبيه عن علي رضي الله تعالى عنه قال :((أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل لا نكاح إلا بإذن ولي))، قال البيهقي :((هذا إسناد صحيح وقد روي عن علي رضي الله تعالى عنه بأسانيد أخر وإن كان الاعتماد على هذا دونها)).(2/238)
الثالث : وما رواه البيهقي أيضاً في الموضع السابق قال: أخبرنا أبوعبدالرحمن السلمي قال: أخبرنا أبوإسحاق بن رجاء الثرارني قال: حدثنا أبوالحسين المغازي الطبري قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن هشيم عن مجالد عن الشعبي أن عمر وعليا رضي الله تعالى عنهما وشريحا ومسروقا رحمهما الله قالوا :((لا نكاح إلا بولي))، وفي إسناده مجالد وهو ابن سعيد: قال ابن حجر في التقريب (ص520رقم6478) :((ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره)).
الرابع : رواه الدارقطني في السنن (3/ 229) كتاب النكاح، -ومن طريقه البيهقي في الموضع السابق- قال الدارقطني : أبوبكر النيسابوري قال: أخبرنا أحمد بن منصور قال: أخبرنا يزيد بن أبي حكيم قال: أخبرنا سفيان عن جويبر بن سعيد عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي عليه السلام قال :((لا نكاح إلا بإذن ولي، فمن نكح أو أنكح بغير إذن ولي فنكاحه باطل))، وفي إسناده جويبر بن سعد: قال ابن حجر في التقريب (ص143رقم987) :((ضعيف جداً)).
والصحيح من هذه الأسانيد الثاني كما قال البيهقي.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن الحكم بن عتيبة على وجهين :
الأوّل : رواه أبونعيم الفضل بن دكين، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي)).
الثاني : رواه الحكم بن عتيبة، عن علي بن أبي طالب موقوفاً-ولم أقف على من رواه عن الحكم-.
وقد خطّأ أبوحاتم الوجه الأوّل، ورجح الوجه الثاني، وقال :((أبونعيم أخطأ فيه))، ولم يتبين لي وجه جعل الخطأ من أبي نعيم إذ أنه من كبار الثقات المتقنين، والحمل على ابن أبي ليلى أولى فهو ضعيف الحديث، خاصةً عن الحكم بن عتيبة، وهذا من روايته عنه، وقد تقدم قول أحمد بن حنبل :((وابن أبي ليلى يغلط في أحاديث من أحاديث الحكم)).(2/239)
والوجه الراجح ضعيف من أجل الانقطاع بين الحكم بن عتيبة، و علي بن أبي طالب فالحكم لم يدرك علياً كما قال البيهقي في السنن الكبرى (6/43).
وقد تقدم أنّ للحديث طرقاً أخرى عن علي بن أبي طالب مرفوعةً وموقوفة فأمّا المرفوعة فلم يصح منها شيء لشدة ضعفها، وأمّا الموقوفة فقد صح منها بعض الأسانيد -كما تقدم-.
هذا وللحديث مرفوعاً شواهد كثيرة –وغالبها معلول ومنكر كما سيأتي-منها :
حديث أنس بن مالك، وله طريقان :
الطريق الأوَّل: أخرجه : ابن عدي في الكامل (1/324، 6/18، 296، 7/107) من طريق هشام بن سليمان المجاشعي عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل))، ويزيد الرقاشي متروك الحديث-التهذيب (11/309-311)-.
الطريق الثاني : أخرجه : ابن عدي في الكامل (3/111) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الجرجاني حدثنا أحمد بن العباس العطار حدثنا أحمد بن رجاء الشعراني خادم دينار حدثنا دينار خادم أنس عن أنس خادم رسول الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، قال ابن عدي :((ودينار هذا شبه المجهول إلا أن بن ناجية ذكر عنه هذا الحديث الذي ذكرته وحدث عنه جماعة من الضعفاء وقال لي محمد بن أحمد بن حبيب القفاص وكان أميا عندي عن دينار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مائتين وخمسين حديثا أحفظها حفظا وكان ابن حبيب هذا أمي وكان طريقه بعيدا فلم أكتب عنه مما ذكر أن عنده عن دينار إلا هذه الأحاديث التي أمليتها ودينار ضعيف ذاهب))، ورماه ابن حبان بالوضع –المجروحين (1/295)-.
حديث أبي أمامة الباهلي، وله طريقان:(2/240)
الطريق الأوَّل: أخرجه : الروياني في مسنده (2/307رقم1259)، والطبراني في المعجم الكبير (8/351رقم8121) كلاهما من طريق محمد بن الصلت حدثنا عمر بن صهبان عن أبي الزناد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/286) :((وعمر بن صهبان وهو متروك)).
الطريق الثاني : أخرجه : ابن عدي في الكامل (6/296) قال: حدثنا محمد بن علي حدثنا إسحاق بن راهويه وصدقة بن الفضل قالا حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا زيد بن الحباب عن عمر بن موسى عن أبي غالب عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم …الحديث، قال ابن عدي :((وهذا منكر بهذا الإسناد، يحيى القطان عن زيد بن الحباب عن عمر بن موسى عن أبي غالب عن أبي أمامة ولا أعلم ليحيى عن زيد بن الحباب شيئا ويحيى أجل وأعلى إسنادا من زيد بن الحباب وإنما يروى عن عمر بن صهبان عن أبي الزناد عن أبي أمامة))، وعمر رمي بالوضع –لسان الميزان (4/332-334)-.
حديث البراء بن عازب، أخرجه : ابن عدي في الكامل (4/256) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عيسى المروذي برأس العين حدثنا أحمد بن الوليد حدثنا عبدالله بن عمرو الواقعي حدثنا شريك عن جابر عن أسلم المهري عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، قال ابن عدي :((وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلمه إلا من رواية عبدالله بن عمرو الواقعي ولم أكتبه إلا عن ابن عيسى هذا، والبراء بن عازب في هذا الباب غريب جدا))، وتقدم أنَّ الواقعي كذبه الدارقطني.
حديث جابر بن عبدالله، وله طرق :(2/241)
الطريق الأوَّل : أخرجه :الطبراني في المعجم الأوسط (5/247-248رقم4488)، وابن عدي في الكامل (4/253) من طريق عبدالله بن بزيع عن هشام القردوسي عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي وأيما امرأة تزوجت بغير ولي فنكاحها))، قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلاّ عبدالله بن بزيع، تفرد به يحيى بن غيلان))، قال ابن عدي :((وهذه الأحاديث التي أمليتها لعبدالله بن بزيع لا يتابع عليها، وقد رأيت له عند الحسن بن عثمان عن يحيى بن غيلان عن عبدالله بن بزيع أصنافا له وليس هو عندي ممن يحتج به))
الطريق الثاني : أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (6/263رقم5560) قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال : حدثنا قطن بن نسير الذارع قال : حدثنا عمرو بن النعمان الباهلي قال : حدثنا محمد بن عبدالملك عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل))، وقال :((لا يروى هذا الحديث عن جابر إلاّ بهذا الإسناد، تفرد به قطن بن نسير))، وقطن قال عنه ابن عدي في الكامل (6/52) :((يسرق الحديث ويوصله)).(2/242)
الطريق الثالث: أخرجه : ابن عدي في الكامل (6/18) قال: حدثنا الفضل حدثنا محمد بن خلف حدثنا أبوبكر الحنفي عن بن أبي ذئب عن عطاء عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، قال ابن عدي :((وهذا حدثناه أبويعلى حدثنا محمد بن المنهال حدثنا أبوبكر الحنفي عن ابن أبي ذئب عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا نكاح إلا بولي ولا طلاق قبل نكاح"، قال لنا أبويعلى وفي كتأبي في موضعين في موضع ليس فيه :ولا نكاح إلا بولي، وفي موضع فيه : ولا نكاح إلا بولي وهذا إنما هو لا طلاق قبل نكاح بهذا الإسناد))، والصواب أنّ الحديث من هذا الطريق بلفظ :((لا طلاق قبل نكاح))، وسيأتي قول أبي زرعة، وأبي حاتم المسألة رقم (1220) أنّ ابن أبي ذئب لم يسمع من عطاء.
الطريق الرابع : أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (4/551رقم3938) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : أخبرنا محمد بن العباس بن الوليد الزيتوني من أهل الزيتونة قال : أخبرنا عمرو بن عثمان الرقي، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/370) قال: أخبرنا محمد بن عمر الداودي حدثنا عبدالله بن محمد الشاهد حدثنا العباس بن أحمد المذكر حدثنا داود بن علي بن خلف حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
كلاهما عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، وقال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلاّ عيسى بن يونس، ولا عن عيسى إلاّ عمرو بن عثمان، تفرد به محمد بن العباس))، وقال الهيثمي :((وفيه عمرو بن عثمان الرقي وهو متروك، وقد وثقه ابن حبان))، وأمّا طريق الخطيب فقال عنه -وذكر حديثاً آخر- :((هذان الحديثان منكران بهذا الإسناد والحمل فيهما عندي على المذكر فإنه غير ثقة والله أعلم)).(2/243)
وحديث سمرة بن جندب ، أخرجه : ابن عدي في الكامل (6/18) قال: حدثنا الفضل بن محمد حدثنا كثير الحذاء حدثنا بقية عن إسحاق بن عبدالرحمن عن مكحول عن سمرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي وإذا نكح المرأة وليان فالأول أحق بالنكاح))، وقال ابن عدي :((وهذا حدثناه غيره عن كثير وليس فيه ولا نكاح إلا بولي زادنا فيه الأحدب))، وقال قبل ذلك :((الفضل بن محمد الباهلي أبوالعباس الأنطاكي الأحدب، وكان أحد من كتبنا عنه بأنطاكية حدثنا بأحاديث لم نكتبها عن غيره أوصل أحاديث وسرق أحاديث وزاد في المتون))،
وحديث عائشة أم المؤمنين، وسيأتي في المسألة رقم (1224)، وتقرير أنه صحيح.(2/244)
وحديث عبادة بن الصامت، أخرجه : تمام في الفوائد (2/166رقم 1438) قال: حدثني أبوالحسن علي بن الحسن بن علان الحراني حدثنا محمد ابن جرير الطبري حدثنا بشر بن دحية حدثنا أبوأمية بن يعلي عن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى بن عبادة عن عبادة يعني ابن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي لم يكن لها ولي فالسلطان ولي من لا ولي له))، قال ابن حبان في المجروحين (3/147-148) :((أبوأمية بن يعلى من أهل البصرة يروي عن أبي الزناد وهشام بن عروة روى عنه أهل العراق ممن تفرد بالمعضلات عن الثقات حتى إذا سمعها من العلم صناعته لم يشك أنها موضوعة لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للخواص من الاعتبار وهو الذي روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: خمس لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر المرآة والمكحلة والمشط والمدري والسواك، أخبرناه الحسن بن سفيان قال: حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري قال: حدثنا أبوأمية بن يعلى سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن أبي أمية بن يعلى فقال: ضعيف))، وإسحاق بن يحيى بن عبادة قال عنه ابن حجر التقريب (ص103رقم392) :((أرسل عن عبادة، وهو مجهول الحال)).
حديث عبدالله بن عباس، وله طرق :
الطريق الأوَّل : أخرجه : ابن ماجه في سننه (1/605رقم1879) كتاب النكاح، باب لا نكاح إلاّ بولي، من طريق ابن المبارك، وأحمد بن حنبل في مسنده (1/250) قال: حدثنا معمر بن سليمان الرقى، والبخاري في التاريخ الكبير (8/71) من طريق مخشي بن معاوية، وأبويعلى في مسنده (4/386رقم2507)، والطبراني في المعجم الأوسط (4/282رقم3499) من طريق ابن المبارك، عن خالد الحذاء، وابن عدي في الكامل (3/291)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/109-110) جميعهم من طريق ابن المبارك، والخطيب في الفصل للوصل (2/760) من طريق معمر بن سليمان الرقى.(2/245)
جميعهم (ابن المبارك، معمر بن سليمان الرقى، ومخشي بن معاوية، وخالد الحذاء) عن الحجاج بن أرطاة، عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي والسلطان ولي من لا ولي له))، قال ابن عدي :((سليمان بن الفضل الزيدي ليس بمستقيم الحديث...وقد حدث سليمان عن ابن المبارك بغير هذا مما أنكرت عليه عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي" وإنما هذا عند ابن المبارك عن حجاج بن أرطاة عن عكرمة، وسألت عبدان عن رواية ابن المبارك هذا الحديث عن خالد الحذاء فقال : حدثنا إبراهيم بن حرب وراق سهل بن عثمان قبل أن يقدم علينا سهل قال: حدثنا سهل حدثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي" ثم قدم علينا سهل بن عثمان فسألناه عن هذا الحديث فقال: إنما حدثناه ابن المبارك عن حجاج بن أرطاة عن عكرمة عن ابن عباس، وسليمان بن فضل هذا قد رأيت له غير حديث منكر))، وقال الطبراني :((لم يروه عن ابن المبارك، عن خالد الحذاء إلاّ سهل بن عثمان عن الحجاج بن أرطاة، عن عكرمة، ورواه الناس عن ابن المبارك، عن الحجاج بن أرطاة))، وقال البوصيريُّ في مصباح الزجاجة (2/104) :((هذا إسناد ضعيف حجاج هو ابن أرطأة مدلس وقد رواه بالعنعنة وأيضا لم يسمع حجاج من عكرمة إنما يحدث عن داود بن الحصين عن عكرمة قال الإمام أحمد ولم يسمع الحجاج أيضا من الزهري قاله عباد بن العوام وأبوزرعة وأبوحاتم))، ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/142رقم11298) قال: حدثنا حميد بن أبي مخلد الواسطي حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا معمر بن سليمان الرقي عن حجاج عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نكاح إلا بولي والسلطان ولي من لا ولي له))، وهذا مما يزيد الحديث اضطراباً، وهذا الاضطراب من حجاج نفسه.(2/246)
الطريق الثاني : أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير(12/64رقم12483) ، وفي الأوسط (1/318رقم 525)-ومن طريقه الضياء في المختارة (10/213-214رقم223-224)-، والبيهقي في السنن الكبرى (7/124) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبدالرحمن بن مهدي وبشر بن المفضل قالا حدثنا سفيان الثوري.
وأخرجه الدارقطني في سننه (3/221-222) نا علي بن أحمد بن الهيثم البزاز ومحمد بن جعفر المطيري قالا نا عيسى بن أبي حرب نا يحيى بن أبي بكير نا عدي بن الفضل.
كلاهما عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( لا نكاح إلا بولي))، قال الدارقطني :((رفعه عدي بن الفضل ولم يرفعه غيره))، وقال الزيلعيّ في نصب الراية (3/188) :((أخرجه الدارقطني في سننه عن عبدالله بن الفضل عن عبدالله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا وقال رجاله ثقات إلا أنه محفوظ من قول بن عباس ولم يرفعه إلا عبدالله بن الفضل انتهى))، وقال البيهقي في السنن الكبرى (7/124) :((تفرد به القواريري مرفوعا والقواريري ثقة إلا أن المشهور بهذا الإسناد موقوف على بن عباس رضي الله تعالى عنهما))، وقال :((كذا رواه عدي بن الفضل وهو ضعيف والصحيح موقوف والله أعلم)).
الطريق الثالث : أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير(11/155رقم 11343)، وفي الأوسط (7/97-98)، وابن شاهين في ناسخ الحديث (ص393رقم506) من طريق الربيع بن بدر حدثنا النهاس بن قهم عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا يكون نكاح إلا بولي وشاهدين ومهر ما كان قل أم كثر))، وقال في الأوسط :((لم يرو هذا الحديث عن عطاء، عن ابن عباس إلاّ نهاس بن قهم))، قال أبوحاتم –كما في العلل (1/416رقم1251)- :((هذا حديث باطل))، وقال الهيثمي في المجمع (4/286) :((وفيه الربيع بن بدر وهو متروك))،(2/247)
الطريق الرابع : أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (1/482رقم877) قال: حدثنا أحمد قال : حدثنا سعيد بن سليمان عن منصور بن أبي الأسود عن أبي يعقوب عن ابن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((أيما امرأة تزوجت بغير ولي فنكاحها باطل فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها والسلطان ولي من لا ولي له))، وقال :((لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد تفرد به سعيد))، قال الهيثمي في المجمع (4/285) :((وفيه أبويعقوب غير مسمى فان كان هو التوأم فقد وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وان كان غيره فلم أعرفه وبقية رجاله ثقات))، قال ابن حجر في التقريب (ص329رقم3698) : ((عبدالله بن يحيى بن سلمان الثقفي أبويعقوب التوأم -بمثناة مفتوحة وسكون الواو بعدها همزة مفتوحة- مشهور بكنيته وقيل اسمه عباد أو عبادة ضعيف)).
وحديث عبدالله بن عمر، وله طريقان :
الطريق الأوَّل : أخرجه ابن عدي في الكامل (2/94)، والدارقطني في سننه كلاهما عن ثابت بن زهير حدثنا نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل))، قال ابن عدي :((وهذا الحديث عن نافع ليس يرويه غير ثابت))، وقال أيضاً :((ثابت بن زهير أبوزهير بصري، حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال: ثابت أبوزهير ويقال بن زهير عن الحسن ونافع منكر الحديث…ولثابت بن زهير غير ما ذكرت من الحديث عن نافع وعن الحسن وكل أحاديثه تخالف الثقات في أسانيدها ومتونها))، ولاشك أنَّ تفرده عن نافع بهذا الحديث يدل على بطلان الحديث من هذا الطريق.(2/248)
الطريق الثاني : أخرجه : العقيلي في الضعفاء الكبير (3/294)، وابن عدي في الكامل (1/365)، وتمام في الفوائد (2/165رقم 1437) جميعهم من طريق أيوب بن عروة قال: أخبرنا أبومالك الجنبي عمرو بن هاشم قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، قال العقيليُّ:((عمرو بن هاشم الجنبي كوفى حدثني آدم بن موسى قال : سمعت البخاري قال عمرو بن هاشم الجنبي كوفى فيه نظر... حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبى قال: أبومالك الجنبي صدوق ولم يكن صاحب حديث ولا يتابع عمرو بن هاشم على هذا الحديث وقد روى من غير هذا الوجه بإسناد أيضا لين))، وقال ابن عدي :((أيوب بن عروة روى غير حديث منكر روى عن أبي مالك الجنبي عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي، كتب إليّ به محمد بن أيوب أخبرنا أيوب بن عروة بذلك وروى إبراهيم بن يوسف الصيرفي عن أبي مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ورواه إبراهيم بن محمد بن ميمون عن أبي مالك عن حجاج بن أرطاة عن هشام بن عروة ولعل هذا الاضطراب من أبي مالك الجنبي لا من أيوب بن عروة))، وقال أيضاً (2/94) : ((وروى أيوب بن عروة عن أبي مالك الجنبي عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر ولم يروه هكذا عن أبي مالك غير أيوب هذا إلا أن غيره روى عن أبي مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ومنهم من رواه عن أبي مالك عن حجاج بن أرطاة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة))، وتفرد عمرو بن هاشم- وهو لين الحديث كما قال ابن حجر في التقريب (ص427رقم5126)- بهذا الحديث عن عبيد الله بن عمر منكر جداً.
حديث عبدالله بن عمرو ، وله طريقان :(2/249)
الطريق الأوَّل : أخرجه : إسحاق بن راهويه في مسنده-كما في نصب الراية (3/190)-قال: حدثنا عبدالله بن عصمة النصيبي حدثنا حمزة بن أبي حمزة عن عطاء بن أبي رباح عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فإن كان دخل بها فلها صداقها بما استحل من فرجها ويفرق بينهما، وإن كان لم يدخل بها فرق بينهما والسلطان ولي من لا ولي له))، ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في معجمه--كما في نصب الراية (3/190)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/285) :((وفيه حمزة بن أبي حمزة وهو متروك))- وأبونعيم في الحلية (3/321)، قال أبونعيم :((تفرد به عطاء بن أبي رباح عن عبدالله بن عمرو وفي لفظه التفريق وقد روى عن عروة عن عائشة نحوه في إبطال النكاح دون لفظ التفريق))، وهذا باطل؛ في سنده عبدالله بن عصمة قال ابن عدي في الكامل (4/211) : ((وعبدالله بن عصمة رأيت له أحاديث أنكرها وليس بالكثير وإنما ذكرته لأني شرطت في أول كتأبي أني أذكر كل من أنكر حديثه أو يروي حديثا يضعف من أجله ولم أر للمتقدمين فيه كلاما))، وحمزة تقدم أنه متروك الحديث، وتفرده عن عطاء مما يزيد الحديث بطلانا.(2/250)
الطريق الثاني : أخرجه : السهمي في تاريخ جرجان (ص169) من طريق مقاتل بن سليمان، وابن عدي في الكامل (6/99) من طريق العرزمي كلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم…الحديث، ومقاتل، والعرزمي كلاهما متروك الحديث، قال ابن عدي :((وقد اختلف في هذا عن العرزمي على ثلاثة ألوان فاللون ما ذكرته –وهو : محمد بن عبيد الله العرزمي عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل فما كان على غير ذلك فباطل مردود-، والثاني حدثناه ابن ناجية حدثنا أبومعمر القطيعي حدثنا النضر بن إسماعيل عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي واللون الثالث حدثناه عبدان وعمران بن موسى قالا حدثنا قطن بن نسير حدثنا عمرو بن النعمان عن محمد بن عبيدالله العرزمي عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل قال الشيخ وهذه الثلاثة ألوان في هذا الحديث عن العرزمي والاختلاف فيه عليه كلها غير محفوظة)).(2/251)
وحديث عمران بن حصين، أخرجه : عبدالرزاق في المصنف (6/196رقم10473)، والروياني في مسنده (1/104رقم83)، والعقيلي في الضعفاء (2/309)، والطبراني في المعجم الكبير (18/142رقم299)، وتمام في الفوائد (2/182رقم1476)، والبيهقي (7/125) جميعهم من طريق عبدالله بن محرر الجزري عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا نكاح إلا بولى وشاهدى عدل))، قال الهيثمي في المجمع (4/287) :((وفيه عبدالله بن محرر وهو متروك الحديث))، وقال العقيليُّ :((قال أبوجعفر الصائغ لما قرأ عليَّ أبونعيم هذا الحديث قال: ما تصنع بحديث ابن محرر هو ضعيف، حدثنا إسحاق بن إسحاق عن عبدالرزاق عن عبدالله بن محرر عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في العسل العشر، كلاهما منكران لا يتابع عليهما حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن على الوراق قال: سأل رجل أحمد بن حنبل عن أبى عبدالله بن محرر فقال: ترك الناس حديثه، حدثنا محمد قال : حدثنا معاوية قال : سمعت يحيى قال عبدالله بن محرر العامري ضعيف حدثنا أحمد بن محمود قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال: سمعت يحيى يقول عبدالله بن محرر ليس بثقة حدثني آدم قال : سمعت البخاري قال: عبدالله بن محرر منكر الحديث فأما النكاح بولى ففيه رواية من غير هذا الوجه صالحة الإسناد وأما الشاهدان فالرواية فيها لين)).(2/252)
وقد اضطرب فيه عبدالله بن محرر فرواه عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن الحصين، عن عبدالله بن مسعود، أخرجه الدارقطني (3/225)، قال البيهقي :((إنما رواه هكذا عبدالله بن محرر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ...عبدالله بن محرر متروك لا يحتج به، وقد قيل عنه قتادة عن الحسن عن عمران عن بن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس بشيء))، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/256-257) ، والسهمي في تاريخ جرجان (ص490-491) من طريق عبدالله بن عمرو الواقعي حدثنا أبان بن يزيد العطار عن قتادة عن الحسن عن عمران بن الحصين أن النبي صلى الله عليه وسلم…الحديث، قال ابن عدي :((هذا الحديث من حديث أبان العطار عن قتادة غريب لأن هذا الحديث يرويه عن قتادة عبدالله بن محرز فقال عن الحسن عن عمران بن حصين وقال بكر بن بكار ويحيى البابلي عن عبدالله بن محرز عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه عن عبدالله بن محرر مبشر بن إسماعيل وعبدالرزاق وأبونعيم وغيرهم ولم يذكروا في إسناده عبدالله بن مسعود ولعبدالله بن عمرو الواقعي أحاديث وكلها مقلوبات وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق))، والواقعي كذبه الدارقطني –لسان الميزان (3/320)-.
وحديث عبدالله بن مسعود-سيأتي في حديث عمران بن حصين أنه وجه من اضطراب عبدالله بن محرر بالحديث-.(2/253)
وحديث معاذ بن جبل ، أخرجه : ابن عدي في الكامل (5/25) قال: حدثنا أبوقصي إسماعيل بن محمد حدثنا سليمان بن عبدالرحمن حدثنا مسلمة بن علي حدثني عمر بن صبح العدوي، وحدثنا محمد بن نوح بن عبدالله الجند، حدثنا محمد بن ثواب حدثنا محمد بن يعلى عن عمر بن صبح، والخطيب في تاريخ بغداد (2/312) –ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/622)-قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل الداودي أخبرنا على بن عمر الحافظ حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم حدثنا محمد بن عبدالرحمن الطبري حدثنا الحسين بن إسماعيل بن خالد الطبري حدثنا يوسف بن سعيد أبوالمثنى عن أبى عصمة.
كلاهما (عمر بن صبح، وأبوعصمة نوح بن أبي مريم) عن مقاتل بن حيان عن قبيصة بن ذؤيب عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((أيما امرأة زوجت نفسها من غير ولى فهى زانية))، وعمر بن صبح قال ابن حجر عنه في التقريب (ص414رقم4922) :((متروك، كذبه ابن راهويه))، ونوح قال ابن حجر عنه في التقريب (ص567رقم7210) :((كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع)).
وحديث أبي موسى الأشعري، وسيأتي في المسألة رقم (1216) وأنّ الأئمة على تصحيحه.
وحديث أبي هريرة، وله طرق:
الطريق الأوَّل: أخرجه : ابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/387-388رقم4076)-قال: أخبرنا عبدالله بن أحمد بن موسى قال : حدثنا هلال بن بشر قال : حدثنا أبوعتاب الدلال قال : حدثنا أبوعامر الخزاز صالح بن رستم.
وأخرجه : ابن عدي في الكامل (6/ 357) –ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/125،143 )-، والسهمي في تاريخ جرجان (ص86)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/244) من طريق المغيرة بن موسى، عن هشام بن حسان.(2/254)
كلاهما (أبوعامر الخزاز صالح بن رستم، وهشام بن حسان) عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، وصالح بن رستم صدوق كثير الخطأ-قاله ابن حجر في التقريب (ص272رقم2861)-، والمغيرة بن موسى قال عنه البخاري في التاريخ الكبير (7/319رقم1370) :((منكر الحديث)).
وقد رُوى الحديث من طريق هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موقوفاً عليه، رواه عن هشام :
حفص بن غياث، أخرجه : الدارقطني في السنن (3/228-228) قال: نا محمد بن مخلد نا إبراهيم بن راشد الآدمي نا محمد بن الصباح الدولابي نا حفص بن غياث.
وحماد بن أسامة، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/135) كتاب النكاح، في المرأة تزوج نفسها قال: حدثنا أبوأسامة.
وسفيان بن عيينة، أخرجه : الشافعي في مسنده (ص291) عن ابن عيينة، وذكر ذلك البيهقي في السنن الكبرى (7/110) معلقاً.
وعبدالرزاق بن همام، أخرجه في مصنفه (6/200رقم10494).
النضر بن شميل، أخرجه : الدارقطني في السنن (3/228-228) قال: نا محمد بن مخلد نا أحمد بن منصور زاج أخبرنا النضر بن شميل.
وتابع هشاماً على الوقف :
أيوبُ السختياني، أخرجه : عبدالرزاق الصنعاني في مصنفه (6/200رقم10494) عن معمر بن راشد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة-به-.
وعبدالرحمن الأوزاعي، أخرجه : البيهقي في السنن الكبرى (7/110) قال: أخبرنا أبوعبدالله الحافظ وأبوعبدالله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي وأبوبكر أحمد بن الحسن القاضي وأبوسعيد بن أبي عمرو وأبوصادق بن أبي الفوارس قالوا حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب حدثنا بحر بن نصر حدثنا بشر بن بكر أنبأنا الأوزاعي عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال :((لا تزوج المرأة المرأة ولا تزوج المرأة نفسها فإن الزانية هي التي تزوج نفسها)).(2/255)
وقد رواه بعض الرواة عن هشام مرفوعاً، والصواب أنه موقوف من كلام أبي هريرة، وقد ذكر الخلاف الدارقطني في العلل (10/21-22).
الطريق الثاني: رواه سليمان بن أرقم، وعمر بن قيس كلاهما عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وسيأتي تخريجه في المسألة رقم (1224)، وبيان أنَّ سليمان بن أرقم، وعمر بن قيس كلاهما متروك الحديث.
الطريق الثالث: رواه محمد بن عبيد الله العرزمي عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم…الحديث، وتقدم ذكره في تخريج حديث عبدالله بن عمرو قريباً، وأنّ العرزمي متروك الحديث.
فتبين مما تقدم أنّ جميع هذه الشواهد –عدا حديث أبي موسى الأشعري الآتي في المسألة رقم (1216)، وحديث عائشة أم المؤمنين الآتي في المسألة رقم (1224)- معلولة، وغالبها غرائب وأفراد منكرة تفرد بها الضعفاء والمتروكون.
وهنا فوائد يحسن ذكرها هنا :
قال الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (ص129) :((كره مالكٌ، وابنُ إدريس وغيرهما : الإكثار من طلب الأسانيد الغريبة والطرق المستنكرة؛ كأسانيد حديث"الطائر"…و"لا نكاح إلاّ بولي" وغير ذلك مما يتتبع أصحاب الحديث طرقه، ويُعنون بجمعه، والصحيح من طرقه أقلها)).(2/256)
قال الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص147-148) :(("لا نكاح إلا بولي" أورده في الأزهار من حديث أبي موسى، وابن عباس، وجابر، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وعائشة، وعمران بن حصين سبعة أنفس، قلت : ذكره ابن حجر في أماليه من حديث أبي موسى ثم قال: قال الترمذي وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وعمران ابن حصين، وأنس، وكذا قال الحاكم وزاد عن علي، ومعاذ، وابن مسعود، وأبي ذر، والمقداد، والمسور، وجابر، وابن عمر، وابن عمرو، وأم سلمة، وزينب بنت جحش وأطنب الحاكم في تخريجه ووقفت من المذكورين في كلامه على حديث علي وابن مسعود وجابر وابن عمر وأما بقية من ذكرهم فلم أقف عليهم إلى الآن اهـ، ملخصا في الأمالي المذكورة وفي تخريج أحاديث الرافعي له، قال الحاكم: وقد صحت الرواية فيه عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وأم سلمة وزينب بنت جحش قال: وفي الباب عن علي وابن عباس ثم سرد تمام ثلاثين صحابيا وقد جمع طرقه الدمياطي من المتأخرين اهـ، وفي الجمع ممن خرجه سمرة بن جندب وممن صرح بأنه متواتر الشيخ عبدالرءوف المناوي في شرح الجامع))، ولا شك أنَّ دعوى التواتر بعيدة كل البعد عن التحقيق العلميّ، والدراسة الدقيقة لجميع طرق الحديث.
أُفرد هذا الحديث بالتصنيف، فممن صنف فيه من المتقدمين:
الخطيب البغدادي، فقد قال في الفصل للوصل (2/757) :((وقد ذكرنا أحاديثهم في كتاب "إبطال النكاح بغير ولي")).
والدمياطي، قال ابن حجر في التلخيص (3/156) :((وقد جمع طرقه الدمياطي من المتأخرين)).
وصنف فيه من المعاصرين مفلح بن سليمان الرشيدي جزءاً سماه ((التحقيق الجلي لحديث لا نكاح إلاّ بولي)) طبع مؤسسة قرطبة، عام 1402هـ، وهو جيد، وقد فاته بعض الطرق، ويحتاج إلى مزيد من التدقيق في الأسانيد وعللها.
- - - -(2/257)
101- ] 1189[ وسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيّ(1)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ(2)، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بنُ عَيَّاش(3)، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ(4)، عَنْ أَنَسٍ(5)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(( خَيْرُ نِسَائِكُمْ العَفِيفَةُ الغَلِمَةُ))، فسَمِعْتُ أَبِي يَقُول : إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ زَيْدِ بنِ جَبِيرَةَ(6)، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزَيْدُ بنُ جَبِيرَةَ ضَعِيف الْحَدِيثِ.
………………………………
* الغلمة : قال ابن الأثير ( 3 /382) :(( الغُلْمة : هَيَجان شَهْوة النِّكاح من المرأة والرجُل وغَيرهما . ويقال : غَلمٍ غُلْمة , واغْتَلم اغْتِلاَماً))، و انظر : لسان العرب (12/439) مادة : غَلمَ.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : محمد بن عوف الطائي الحمصي، أبو جعفر، روى عن : الحكم بن نافع، وعبيد الله بن موسى، والفريابي وغيرهم ، وعنه : ابن جوصاء، وأبو داود، وعبدالرحمن بن أبي حاتم وغيرهم.
متفق على ثقته وإمامته، قال ابن عدى :(( هو عالم بحديث الشام الصحيح منه والضعيف، وعليه كان اعتماد ابن جوصاء، ومنه يسأل، خاصةً حديث أهل حمص))، وقال الذهبيُّ :(( عن أحمد بن حنبل قال: ما كان بالشام منذ أربعين سنةً مثلُ محمد بن عوف، وكذلك أثنى طائفةٌ من الكبار على ابن عوف، ووصفوه بالحفظ، والعلم، والتبحر)) ، روى له أبو داود، والنسائي في مسند علي، مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
انظر : تهذيب الكمال (26/236-239)، السير (12/613-616)، تذكرة الحفاظ ( 2/581).
(2) هو : الحكم بن نافع البهراني -بفتح الموحدة- أبو اليمان الحمصي، مشهور بكنيته، روى عن: إسماعيل بن عياش، وحريز بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم، وعنه: البخاري، والدارمي، ومحمد بن عوف وغيرهم.(2/258)
متفق على توثيقه، وروايته عن شعيب بن أبي حمزة مناولة، قال أبو حاتم :(( كان يسمى كاتب إسماعيل بن عياش كما يسمى أبو صالح كاتب الليث، وهو نبيل صدوق ثقة))، وقال ابن حجر :(( مجمع على ثقته، اعتمده البخاري، وروى عنه الكثير وروى له الباقون بواسطة، تكلم بعضهم في سماعه من شعيب فقيل: إنه مناولة، وقيل: إنه إذن مجرد وقد قال الفضل بن غسان: سمعت يحيى بن معين يقول :سألت أبا اليمان عن حديث شعيب فقال: ليس هو مناولة المناولة لم أخرجها لأحد وبالغ أبو زرعة الرازي فقال لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلا حديثا واحدا، قلت إن صح ذلك فهو حجة في صحة الرواية بالإجازة إلا أنه كان يقول في جميع ذلك أخبرنا ولا مشاححة في ذلك أن كان اصطلاحا له))، روى له الجماعة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
انظر : الجرح (3/129رقم586)، تهذيب الكمال (7/146-155)، الهدي (ص396)، التقريب (ص176رقم1464).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1101)، وهو (( ثقة فيما روى عن الشاميين، ضعيفٌ فيما روى عن غيرهم)).
(4) هو: الأنصاري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم ( 1100) وهو (( متفق على توثيقه وجلالته وفضله)).
(5) هو : أنس بن مالك، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1090).
(6) هو : زيد بن جَبِيرة -بفتح الجيم وكسر الموحدة- بن محمود بن أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري، أبو جبيرة المدني، روى عن : أبيه جبيرة بن محمود، وداود بن الحصين، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه : إسماعيل بن عياش، وسويد بن عبد العزيز، والليث بن سعد، ومحمد بن حمير، ونافع بن يزيد، ويحيى بن أيوب المصري.
متفق على ضعفه، وقال أبو حاتم :(( ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا، متروك الحديث، لا يكتب حديثه))، وقال ابن حجر :(( متروك))، روى له الترمذي وابن ماجة.
انظر : الجرح (3/559رقم2528)، تهذيب الكمال (10 /34)، التقريب (ص222رقم2122).
- - -
- التخريج :(2/259)
- محمد بن عوف الحمصي قال : حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( خير نسائكم العفيفة الغلمة)).
أخرجه :
- ابن حبان في المجروحين (1/125-126) قال: عمر بن سعيد ثنا محمد بن عوف –به-، مثله.
وتابع محمدَ بنَ عوف عيسى بنُ خالد ابن أخي أبي اليمان، أخرجه :
- ابن حبان في المجروحين –الموضع السابق- قال: أخبرنا محمد بن المسيب ثنا عيسى بن خالد ابن أخي أبي اليمان، قال: حدثنا أبو اليمان-به-.
- زيد بن جبيرة، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه :
-ابن عدي في الكامل (3/203-204) قال: ثنا القاسم بن الليث الرسعني وعبدالله بن محمد بن نصر الرملي وعمر بن أحمد بن سنان ومحمد بن معافى بن أبي حنظلة الصيداوي قالوا ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني ثنا زيد بن جبيرة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( خير نسائكم العفيفة الغلمة)).
وذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (2 /176رقم 2878) فقال :(( أنس وعلي : خير نسائكم العفيفة الغلمة عفيفة في فرجها غلمة على زوجها))، وقال المناوي في فيض القدير ( 3 /493) :(( ورواه ابن لال ومن طريقه أورده الديلمي مصرحا)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
روى هذا الحديث إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فوهم في روايته والصواب أنه يرويه عن زيد بن جبيرة عن يحيى بن سعيد، فالحديث معروف من طريق زيد بن جبيرة عن يحيى بن سعيد.(2/260)
وإسماعيل تكلم النقاد في روايته عن غير الشاميين، قال ابن عدي في الكامل (1/300) :(( وهذه الأحاديث من أحاديث الحجاز ليحيى بن سعيد، ومحمد بن عمرو… وغير ما ذكرت من حديثهم ومن حديث العراقيين إذا رواه ابن عياش عنهم فلا يخلو من غلط يغلط فيه إما أن يكون حديث يرسله، أو مرسلا يوصله، أو موقوفا يرفعه))، وقال الذهبيُّ في السير (8/326) :(( حديث إسماعيل عن الحجازيين، والعراقيين لا يحتج به..-ثم ذكر له بعض الأحاديث المنكرة ثم قال- أبو اليمان عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك مرفوعا: "خير نسائكم العفيفة الغلمة"، هذا حديث منكر))، وروايته هذه من أوهامه عن الحجازيين.
والحديث ضعيفٌ جداً لضعف زيد بن جبيرة، ولم أجد ما يشهد له.
- - - -
102- ] 1190[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ(1)، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ(2)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ(3)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى(4)، عَنْ أَبِيهِ(5) : أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لاِبْنِهِ سُلَيْمَانَ صلى الله عليه*:(( اعْلَمْ أنَّ الْمَرْأَةَ الصَّالِحَةَ لِزَوْجِهَا كالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ باِلتَّاجِ المُخَوَّصِ** بِالذَّهَبِ، وَاعْلَم أنَّ الْمَرْأَةَ السُّوءَ لِزَوْجِهَا كَحَامِلِ الثّقْلِ عَلَى الشَّيِخِ الضَّعِيفِ))، فسمِعْتُ أَبِي يَقُول : هَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ ابنُ إِسْحَاق***، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى فَقَط لَيْسَ فِيهِ أَبُوهُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّد : ورَوَى الأَعْمَشُ(6)، والْثَّورِيُّ(7)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى كما قَالَه أَبِي -رضي اللّه عَنْه-****.
………………………………
*كذا في الأصل، وفي (ش) (صلى الله عليه وسلم)، وفي (ف) بياض، وفي (ت) (سليمان) بدون صلى الله عليه.(2/261)
**المُخَوَّصِ : قال ابن منظور في لسان العرب (7/33) :(( تَخْوِيصُ التاج: مأْخوذٌ من خُوصِ النخل يجعل له صفائحُ من الذهب على قدر عَرْضِ الخُوصِ))، ونحوه في الفائق (1/ 402).
*** كذا في الأصل، و(ش)، وفي (ف) بياض، وفي (ت) (أبو) وهو الصحيح، وهو واضح من السياق، وهو كذلك عند المخرجين.
****ستأتي هذه المسألة في العلل (2 /340رقم 2544 ) مثل هذه المسألة، وفي هذه المسألة زيادة كلام ابن أبي حاتم.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: بقية بن الوليد، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1109)، وهو :(( ثقة مكثر من التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وفي روايته عن غير أهل الشام بعض الأوهام)).
(2) هو : شُعبة بن الحجاج، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1102)، وهو : ((متفق على جلالته وإتقانه وإمامته، وله بعض الأوهام في أسماء الرجال)).
(3) هو : عمرو بن عبد الله السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1168) وهو ((متفق على توثيقه وجلالته، غير أنه كبر وتغير حفظه، وكان ربما دلس)).
(4) هو : عبد الرحمن بن أبزى -بفتح الهمزة وسكون الموحدة بعدها زاي مقصور- الخزاعي، مولى نافع بن عبد الحارث، روى عن : أبي بن كعب، وعمر بن الخطاب، وأبي بكر الصديق وغيرهم، روى عنه : ابناه سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، وعبد الله بن عبدالرحمن بن أبزي، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي وغيرهم.
صحابي صغير وكان في عهد عمر رجلا وكان على خراسان لعلي، قال البخاري : ((له صحبة))، وقال أبو حاتم :((أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلفه))، روى له الجماعة.
انظر : التاريخ الكبير (5/245 رقم800)، الجرح (5/ 209رقم985)، تهذيب الكمال (16/501-503).(2/262)
(5) هو : أبزى الخزاعي، مولاهم، والد عبد الرحمن، قال ابن حجر :(( قال ابن السكن ذكره البخاري في الوحدان روى عنه حديث واحد إسناده صالح وقع حديثه بخراسان حدثنا أحمد بن محمد بن بسطام حدثنا أحمد بن بكير حدثنا أبو وهب محمد بن مزاحم حدثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا ثم قال: ما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون الحديث قال: لا يروي إلا بهذا الإسناد))، وقال ابن منده :((لا تصح له صحبة ولا رؤية ثم أخرج حديثه عن ابن السكن واستغربه وقال رواه إسحاق بن راهويه في المسند عن محمد بن أبي سهل وهو محمد بن مزاحم بهذا الإسناد))، وقال أبو نعيم :( لا يصح لابزى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم رواية، ولا له صحبة، ورؤية))، وصوب ابن الأثير كلامه.
انظر : معرفة الصحابة (1/362-366)، أسد الغابة (1/71-72)، الإصابة (1/17).
(6) هو: سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1113) وهو (( متفقٌ على توثيقه وجلالته)).
(7) هو : سفيان بن سعيد الثّوري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1110) وهو ((متفق على ثقته وجلالته وفقهه وعبادته)).
- - -
- التخريج :
- بقية بن الوليد، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه : أنَّ داود النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لابنه سليمان: اعلم أن المرأة الصالحة…الأثر.
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
الأعمش، والثوري،، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبد الرحمن بن أبزى قوله.(2/263)
رواية الأعمش، أخرجها : ابن أبي شيبة في المصنف (4/308) كتاب النكاح، المرأة الصالحة والسيئة الخلق، عن وكيع، وأيضاً (13/203) كتاب الزهد، كلام داود عليه السلام، قال : حدثنا أبو معاوية، كلاهما عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى قال : قال داود النبي :(( مثل المرأة الصالحة عند الرجل كمثل التاج المتخوص بالذهب على رأس الملك، ومثل المرأة السوء عند الرجل الصالح مثل الحمل الثقيل على الشيخ الكبير ))، هذا لفظ وكيع، ولفظ أبي معاوية :(( خطبة الأحمق في نادي القوم كمثل الذي يتغنى عند رأس الميت))، هذا لفظ أبي معاوية.
رواية الثوريّ، أخرجها : البخاريّ في الأدب المفرد (ص61رقم138) قال: حدثنا عمرو بن عباس قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان الثوري، عن أبى إسحاق قال سمعت عبدالرحمن بن أبزى قال: قال داود : ((كن لليتيم كالأب الرحيم واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد ما أقبح الفقر بعد الغنى وأكثر من ذلك أو أقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى وإذا وعدت صاحبك فأنجز له ما وعدته فإن لا تفعل يؤرث بينك وبينه عداوة وتعوذ بالله من صاحب إن ذكرت لم يعنك وإن نسيت لم يذكرك)).
وقد تابعهما :
3- إسرائيل بن يونس، أخرجه :
ابن أبي شيبة في المصنف (13/201) قال : حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن ابن أبزى قال : قال داود نبي الله :(( كان أيوب أحلم الناس، وأصبر الناس، وأكظمهم للغيظ)).
وإسحاق بن راهوية في مسنده –ومن طريقه ابن بشران في الأمالي (ص221رقم510)- قال: أنبا النضر بن شميل.(2/264)
كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبزى قال : قال داود النبي:(( كن لليتيم كالأب الرحيم واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد ومثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب كلما رآها قرت بها عينه ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير واعلم أن خطبة الأحمق في نادي قومه كمثل المتغني عند رأس الميت ولا تعدن أخاك شيئا ثم ملا تنجزه له فيورث بينك وبينه عداوة وتعوذ بالله عز وجل من صاحب إن ذكرت الله عز وجل لم يعنك وإن نسيته لم يذكرك وهو الشيطان وأبطن ما تكره أن يذكر منك في نادي قومك فلا إذا خلوت))، هذا لفظ النضر بن شميل، ولفظ وكيع مختصر.
وزهير بن معاوية، أخرجه : البيهقي في شعب الإيمان (7/473) قال: أخبرنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين أنا أحمد بن محمود بن خرزاد الكازروني بالأهواز ثنا إبراهيم بن شريك ثنا أحمد بن الفضل ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن عبدالرحمن بن أبزى قال كان داود عليه السلام يقول : ((كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد، وإن المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المحوض بالذهب، واعلم أن المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على ظهر الشيخ الضعيف، واعلم أن خطبة الأحمق في نادي القوم كالمغني عند رأس الميت، وتعوذ بالله من صاحب إذا ذكرت لم يعنك، وإذا نسيت لم يذكرك، وما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى)).
ومعمر بن راشد، أخرجه : عبدالرزاق في المصنف (11/300رقم20593) حق الرجل على امرأته–ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (7/473)- قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن أبزى أو ابن أبي ليلى قال: قال نبي الله داود عليه السلام :(( كن لليتيم كالأب الرحيم …))، نحو رواية زهير المتقدمة.(2/265)
ويونس بن أبي إسحاق، أخرجه : ابن أبي شيبة في المصنف (13/204) قال : حدثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن ابن أبزى قال : قال داود:(( نعم العون اليسار على الدين أو الغنى)).
وقال الهيثمي في المجمع (10/234) :(( رواه الطبراني بسندين، ورجال أحدهما رجال الصحيح))، ولم أقف عليه في معجم الطبراني الكبير، ولا في معجمي الطبراني الأوسط والصغير، فيبدو أنه في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة داود عليه السلام–كما في مختصر ابن منظور (8/127)، ولم يسق الإسناد على عادته بل قال: وعن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود…- وهو من الجزء المفقود من تاريخ ابن عساكر.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور (7/172،174) لأحمد بن حنبل، ولم أقف عليه في الزهد، ولا في المسند لأحمد، والله أعلم.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الأثر عن أبي إسحاق على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه : أنَّ داود النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لابنه سليمان : اعلم أن المرأة الصالحة…الأثر.
الوجه الثاني : رواه إسرائيل بن يونس، وزهير بن معاوية، وسفيان الثوري، وسليمان الأعمش، ومعمر بن راشد، ويونس بن أبي إسحاق جميعهم عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبد الرحمن بن أبزى قوله.
وقد خطأ أبو حاتم الوجه الأوَّل، ورجح الوجه الثاني، وهذا ظاهر فرواة الوجه الثاني أكثر، وفيهم من هو أوثق أصحاب أبي إسحاق السبيعي وهو سفيان الثوري، وكذلك إسرائيل بن يونس من المقدمين في أبي إسحاق السبيعي كما تقدم في المسألة رقم (1180).
وقد يكون الخطأ في هذه الرواية ممن دون شعبة بن الحجاج كبقية بن الوليد فهو مكثر من التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وفي روايته عن غير أهل الشام بعض الأوهام.
- - - -(2/266)
103- ] 1191[ وسئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ(1)، واخِتُلِفَ عَلى خَالِدٍ فِي الرِّوَايَةِ : فرَوَى عِيسَى بنُ يُونُس(2)، عَنْ خَالِد، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ* (3)، عَنْ الْقَاسِمِ بنِ مُحَمَّد(4)، عَنْ عَائِشَةَ(5) أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((أَظْهِرُوا النِّكَاحِ))، وروى القَعْنَبِيُّ (6)، عَنْ خَالِد**، عَنْ الْقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَة، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : الصَّحِيحُ كَمَا رَوَاهُ القَعْنَبِيُّ وَ***خَالِدُ…الْحَدِيث ****.
………………………………
* كذا في الأصل، و(ش)، وفي (ف) بياض، وفي (ت) (بن أبي عبد الرحمن) وهو الصواب.
** كذا في الأصل، وفي (ش)، و(ت) (القعنبي عن القاسم)، وفي (ف) بياض.
*** كذا في جميع النسخ، والصواب ( القعنبي عن خالد).
****ستأتي هذه المسألة في العلل (1 /425رقم 1280 ) وفيها زيادة عما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : خالد بن إلياس أو إياس بن صخر بن أبي الجهم بن حذيفة أبو الهيثم العدوي المدني، روى عن: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسعيد المقبري، وعامر بن سعد بن أبي وقاص وغيرهم، وعنه : أحمد بن عبد الله بن يونس، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعيسى بن يونس وغيرهم.
متفق على ضعفه وتركه، قال أبو حاتم :((ضعيف الحديث، منكر الحديث، قيل: يكتب حديثه؟ قال: زحفا))، وقال ابن حجر :((متروك الحديث))، روى له الترمذي وابن ماجة.
انظر : الجرح (3/ 321رقم1440)، تهذيب الكمال (8/29-33)، التقريب (ص187رقم1617).
(2) هو: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -بفتح المهملة وكسر الموحدة-، أبو عمرو ويقال: أبو محمد الكوفي، روى عن: سليمان الأعمش، ومعمر بن راشد، وأبيه: يونس بن أبي إسحاق وغيرهم، وعنه: إسحاق بن راهويه، وحماد بن سلمة، وعلي بن المديني وغيرهم.(2/267)
متفقٌ على توثيقه وإتقانه وجلالته، قال حرب بن إسماعيل :((سئل علي بن المديني عن عيسى بن يونس فقال: بخٍ بخٍ ثقة مأمون))، روى له الجماعة، مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقيل: بعدها.
انظر : الجرح (6/ رقم1618)، تهذيب الكمال (23/62-76).
(3) هو : ربيعه بن أبي عبد الرحمن واسمه فروخ القرشي التيمي أبو عثمان ويقال: أبو عبدالرحمن المدني المعروف بربيعه الرأي مولى آل المنكدر، روى عن: أنس بن مالك، والسائب بن يزيد، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وغيرهم، روى عنه: خالد بن إلياس، والليث بن سعد، ومالك بن أنس وغيرهم.
متفق على توثيقه وفقهه وجلالته، قال يعقوب بن شيبه :((ثقة ثبت أحد مفتي المدينة))، قال ابن حجر :((ثقة فقيه مشهور قال ابن سعد: كانوا يتقونه لموضع الرأي))، روى له الجماعة، مات سنة ست وثلاثين ومائة على الصحيح.
انظر : تهذيب الكمال (9/123-130)، التقريب (ص207رقم1911).
(4) القاسم بن محمد، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1104)، وهو :((متفق على ثقته وفقهه وفضله)).
(5) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
(6) هو : عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب القعنبي الحارثي أبو عبد الرحمن البصري أصله من المدينة وسكنها مدة، روى عن : أفلح بن حميد، ومالك بن أنس ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وغيرهم، وعنه : البخاري، ، وأبو داود ، ومسلم بن الحجاج وغيرهم.
متفق على توثيقه، وهو من أجل مَنْ روى الموطأ عن مالك بن أنس، قال أبو زرعة:((ما كتبت عن أحد أجل في عيني منه))، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه:((ثقة حجة، وقال أيضا قلت لأبي: القعنبي أحب إليك في الموطأ أو إسماعيل بن أبي أويس ؟ قال: القعنبي أحب إليَّ، لم أر أخشع منه ..))، وقال ابن حجر :((ثقة عابد كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحدا))، روى له الجماعة عدا ابن ماجه، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.(2/268)
انظر : الجرح (5/181 رقم 839)، تهذيب الكمال (16/136-143)، التقريب (ص: 323رقم3620).
- - -
- التخريج :
عيسى بن يونس، عن خالد بن إلياس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((اظهروا النكاح)).
أخرجه :
- ابن ماجه في سننه (1/611رقم 1895) كتاب النكاح، باب إعلان النكاح.
- وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (266-267رقم753) قال: ابن ياسين،- ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (4/137) –ومن طريق الخطيب: رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/627 رقم1033)-.
- وأبو بكر الإسماعيلي في معجمه ( 2 /640) قال: أخبرني أبو يزيد خالد بن النضر القرشي البصري.
- وأبو نعيم في حلية الأولياء ( 3/ 265) من طريق محمد بن موسى الحلواني.
جميعهم عن نصر بن علي، زاد ابن ماجه : الخليل بن عمرو.
- وسعيد بن منصور في سننه (1/174رقم 635 ) كتاب النكاح، باب ما جاء في نكاح السر، قال: حدثنا ابن المبارك.
- وإسحاق بن راهويه في مسنده (2 / 392- 393رقم945).
-وابن أبي حاتم في العلل (1/425رقم1280) قال: حدثنا أبو زرعة، عن ابن نفيل، وإبراهيم بن موسى.
- وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات في الموضع السابق قال: حدثنا أحمد بن خون قال: حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن وهب.
-وابن عدي في الكامل (3/6) قال: ثنا علي بن أحمد بن عمران الجرجاني بحلب ثنا هاشم بن القاسم.
- والبيهقي في السنن الكبرى (7/290) كتاب النكاح، باب ما يستحب من إظهار النكاح، قال: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، قال: أخبرنا أصبغ بن الفرج.
-وابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص239) قال: أخبرنا عبد الله بن علي، قال: أخبرنا جدي أبو منصور محمد بن أحمد،، قال: أخبرنا عبد الملك بن بشران، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن الفضل، قال: حدثنا أحمد بن القاسم، قال: حدثنا ابن سهم.(2/269)
جميعهم (نصر بن علي الجهضمي والخليل بن عمرو، وإسحاق بن راهويه، وابن المبارك، ابن نفيل، وإبراهيم بن موسى، وهاشم بن القاسم، وعبد الله بن وهب، وأصبغ بن الفرج، وابن سهم) عن عيسى بن يونس نا خالد بن الياس المدني عن ربيعة الرأي عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال))، قال ابن عدي :((وهذا يرويه عن ربيعة بهذا الإسناد خالد))، وقال أبو نعيم :((هذا حديث مشهور من حديث القاسم عن عائشة تفرد به خالد عن ربيعة)).
وذكر الدارقطني في العلل (5/146ب) أنّ علي بن خشرم، والحسين بن حريث، ومخلد بن مالك، وأبو همام الوليد بن شجاع رووه عن عيسى بن يونس كذلك.
وتابع عيسى بنَ يونس : المعافى بنُ عمران، ذكر ذلك الدارقطني في العلل (5/146ب).
وتابع ربيعةَ الرأي على هذه الرواية : عيسى بنُ ميمون، أخرجه :
- الترمذي في سننه (3/398 رقم1089) كتاب النكاح، باب ما جاء في إعلان النكاح، عن أحمد بن منيع –وهو في مسند أحمد بن منيع كما في الإتحاف (4/492رقم4247)، ومن طريق الترمذي رواه : ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/627 رقم1033)-.
-ومحمد بن يحيى العدني في مسنده –كما في الإتحاف (4/492رقم4247)-.
كلاهما عن يزيد بن هارون.
- وابن عدي في الكامل (5/240) قال: حدثنا سعيد بن عثمان الحراني ثنا عبدالرحمن بن عبيد الله بن أخي الأمام قال ثنا محمد بن يزيد الواسطي.
- وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/174) قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا إبراهيم بن عون، قال: حدثنا الحجاج بن نصير.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/290) قال: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، وأبو سعيد بن أبي عمرو قال: أخبرنا أبو العباس الأصم، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن جعفر.(2/270)
جميعهم ( يزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد، والحجاج بن نصير، ومحمد بن جعفر ) عن عيسى بن ميمون الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف)).
قال الترمذي :((هذا حديث غريب حسن في هذا الباب، وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعف في الحديث وعيسى بن ميمون الذي يروي عن بن أبي نجيح التفسير هو ثقة))، وقال البيهقي :((عيسى بن ميمون ضعيف)).
القعنبي، عن خالد بن إلياس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم… الحديث.
أخرجه :
-ابن أبي حاتم في العلل (1/425رقم1280) قال: حدثنا أبو زرعة، عن عبدالله بن مسلمة القعنبيّ، عن خالد –به-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن خالد بن إلياس على وجهين:
الوجه الأوَّل: رواه عيسى بن يونس، والمعافى بن عمران كلاهما عن خالد بن الياس المدني عن ربيعة الرأي عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال))
الوجه الثاني: رواه القعنبي، عن خالد بن إلياس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم… الحديث، بدون ذكر ربيعة.
وقد رجح أبو زرعة الوجه الثاني فقال :((الصحيح كما روى القعنبي))، وقال في المسألة رقم (1280) :((الصحيح هذا الحديث عن خالد، عن القاسم، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم)).
ولا يبعد أنّ خالد بن إلياس -وهو متروك الحديث كما تقدم- أنه يضطرب في الحديث فتارةً يذكر ربيعة، وتارةً لا يذكره، وسمع منه الرواة الثقات الوجهين، وهذا أقرب من تخطئة أحد الثقات، والله أعلم.
وعلى كل حال فالحديث من الوجهين ضعيف جداً من أجل خالد بن إلياس، وضعف الحديث ابن حزم في المحلى (9/63)، وابن الملقن في خلاصة البدر المنير (2/442)، وابن حجر في الفتح (9/226)، وفي التلخيص الحبير (4/201).(2/271)
وللحديث شاهد من حديث :
-عبد الله بن الزبير، أخرجه :
- أحمد بن حنبل، وابنه في المسند (4/5) –ومن طريقهما الضياء في المختارة (9/305رقم262)-.
- وأبو نعيم في حلية الأولياء ( 8 / 328)من طريق موسى بن هارون.
كلاهما عن هارون بن معروف.
-والبزار في مسنده (6/170-171رقم2214) عن عبد الله بن أبي رومان-تصحف في المطبوع إلى أبي رجاء-.
-وابن حبان في صحيحه- كما في الإحسان (9/374رقم4066) كتاب النكاح، من طريق حرملة بن يحيى.
-والطبراني في المعجم الأوسط ( 5 /222رقم5145)من طريق خالد بن خداش، وفي المعجم الكبير –قطعة من الجزء الثالث عشر (98رقم235)-.
- والحاكم في المستدرك (2/183) كتاب النكاح، -و من طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/288)- من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
-وأبو نعيم في حلية الأولياء ( 8 / 328) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع.
جميعهم عن عبد الله بن وهب عن عبد الله بن الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن النبي قال :((أعلنوا النكاح))، وزاد عبد الله بن أبي رجاء وحده –كما عند البزار- :((واضربوا عليه بالغربال يعني الدف)).
وقال البزار :((وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن الزبير إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد))، وقال الحاكم :((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه))، قال أبو نعيم :((لم يروه عن عامر إلا عبدالله تفرد به ابن وهب)).(2/272)
وعبد الله بن الأسود، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/44رقم87) وقال:((عبدالله بن الأسود القرشي، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، سمع منه عبد الله بن وهب))، وقال ابن أبي حاتم في الجرح (5 /2رقم 6) فقال :((عبد الله بن الأسود القرشي، روى عن سالم بن عبد الله بن عمر، وعامر بن عبد الله بن الزبير، روى عنه عبد الله بن وهب، سمعت أبى يقول ذلك، وسألته عنه فقال: شيخ لا أعلم روى عنه غير عبد الله بن وهب، قال أبو محمد: وروى عن يزيد بن خصيفة))، وقال الدارقطني –كما في سؤالات البرقاني (ص: 39رقم250) :((عبد الله بن الأسود القرشي، شيخ ابن وهب، مصري لا بأس به))، وذكره ابن حبان في الثقات (7/15)، و انظر : تعجيل المنفعة (1/717رقم519).
فحديث عبد الله بن الزبير جيد، ولكن زيادة :((واضربوا عليه بالغربال يعني الدف)) منكرة جداً، تفرد بها عبد الله بن أبي رومان عن عبد الله بن وهب، وجميع الثقات لم يذكروها، وعبد الله بن أبي رومان ضعيفٌ جداً- انظر : لسان الميزان (3/286)-.
ولهذه اللفظة شاهد من حديث محمد بن حاطب، أخرجه :(2/273)
-الترمذي في سننه (3/398 رقم 1088)، والنسائي في سننه (6/127) كتاب النكاح، باب إعلان النكاح بالصوت وضرب الدف، وابن ماجه في سننه (1/611رقم 896)، )، وسعيد بن منصور في سننه (1 / 202رقم 629)، وابن أبي شيبة في المصنف (4/192) كتاب النكاح، ما قالوا في اللهو وفي ضرب الدف في العرس، وأحمد بن حنبل في مسنده (3/418، 4/259وأسلم في تاريخ واسط (ص47)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/16)، وابن حبان في المجروحين (3/113)، والطبراني في المعجم الكبير (19/242رقم542)، وابن عدي في الكامل (7/229)، والحاكم في المستدرك (2/184)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/171رقم647)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/289) جميعهم من طرق عن أبى بلج يحيى بن سليم، عن محمد بن حاطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((فصل ما بين الحلال والحرام الصوت وضرب الدف في النكاح)).
قال الترمذي :((حديث حسن وأبو بلج اسمه يحيى بن أبي سليم ويقال : ابن سليم أيضا ومحمد بن حاطب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير))، وقال الحاكم :((صحيح الإسناد)).
ويحيى بن سليم وثقه ابن معين، وابن سعد، والنسائي، والدارقطني، وقال البخاري : ((فيه نظر))، وقال أبو حاتم :((صالح الحديث لا بأس به))، وذكره ابن حبان في الثقات وقال :((يخطئ))، وقال يعقوب بن سفيان :((كوفي لا بأس به))، وقال ابن حبان :((كان ممن يخطئ لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك ولا أتى منه ما لا ينفك البشر عنه فيسلك به مسلك العدول فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الرواية وهو ممن أستخير الله فيه وهو الذي روى عن محمد بن حاطب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" فصل بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح"))، ونقل ابن عبد البر وابن الجوزي أن ابن معين ضعفه وقال أحمد :((روى حديثا منكرا))، وقال ابن حجر :((صدوق ربما أخطأ))، وقال الذهبيّ :((صالح الحديث))، ولعله كما قال الذهبي جمعاً بين الأقوال.(2/274)
انظر : المجروحين (3/113)، تهذيب الكمال (33/162-163)، التهذيب (12/49)، التقريب (ص 625رقم8003).
فتبين أنّ إسناد حديث محمد بن حاطب صالح مع غرابته.
وقد ورد حديث صحيح في جواز ضرب الدف في النكاح، فقال البخاري في صحيحه (9/202رقم5147) كتاب النكاح، باب ضرب الدف في النكاح والوليمة، قال: حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان قال قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال :((دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين)).
- - - -
104- ] 1192[ وسئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ / حَدِيثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ(1)، عَنْ إِسْحَاقَ أَبِي يَعْقُوب * الْمَدَنِيّ (2)، عَنْ عَبْدِ اللّه بنِ الحَسَنِ(3)، عَنْ أَبِيهِ(4)، عَنْ جَدِّهِ(5) قَالَ: قَالَ رَسُول اللّهُ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلمَ :((مِنْ سَعَادِةِ الْمَرْءِ أنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَة، وَأَوْلاَدُهُ أَبْرَارَاً، وَإِخِوَانُهُ صَالِحينَ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلِدِهِ))، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
........................................
* كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع (بن أبي يعقوب) وهو خطأ !.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: بقية بن الوليد، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1109)، وهو :((ثقة مكثر من التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وفي روايته عن غير أهل الشام بعض الأوهام)).
(2) قال الذهبي :((إسحاق أبو يعقوب المدني شيخ لبقية، قال أبو زرعة : له حديث، وهو منكر)) ، ولم أقف له على ترجمة.
انظر : الميزان (1/205رقم805)، لسان الميزان (1/380).(2/275)
(3) هو : عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو محمد المدني، روى عن : أبيه حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وغيرهم، روى عنه: إسحاق بن راشد، وإسماعيل بن علية، ومالك بن أنس وغيرهم.
متفقٌ على توثيقه، قال أبو حاتم :((ثقة)) ، وقال ابن حجر :((ثقة جليل القدر)) ، روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، مات في أوائل سنة خمس وأربعين ومائة.
انظر : الجرح (5/ 33-34رقم150)، تهذيب الكمال (14/414-419)، التقريب (ص300رقم3274).
(4) هو : الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لقرشي الهاشمي أبو محمد المدني، روى عن : أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب وابن عمه: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وبنت عمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وكانت زوجته، روى عنه: ابنه إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وإسحاق بن يسار المدني، وابنه الحسن بن الحسن بن الحسن وغيرهم.
صدوق، قاله ابن حجر، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر : الثقات (4/121)، تهذيب الكمال (6/89-95)، التقريب (ص159رقم1226).
(5) هو: الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا، وأحد سيدي شباب أهل الجنة، وقد صحبه وحفظ عنه ، مات شهيدا بالسم سنة تسع وأربعين، وهو ابن سبع وأربعين، وقيل : بل مات سنة خمسين، وقيل: بعدها.
انظر : تهذيب الكمال ( 6/220-257)التقريب (ص162رقم1260).
- - -
- التخريج :
بقية بن الوليد، عن أبي إسحاق أبي يعقوب المدني، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من سعادة المرء..)) ، الحديث.
أخرجه :
إسحاق بن راهويه في مسنده –كما في الإتحاف (4/457رقم4173)، والمطالب العالية (3/371رقم3194)-.
وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ص130رقم54) قال: حدثني محمد بن ناصح.(2/276)
وأبو عبد الرحمن السلمي في آداب الصحبة (ص52رقم28) قال: حدثنا أبو الفتح يوسف بن عمر الزاهد، قال أخبرنا الحسين بن محمد المطبقي، قال: أخبرنا عبدالرحمن بن محمد.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/178) قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا إبراهيم بن سنان، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا هشام بن خالد.
جميعهم (إسحاق بن راهويه، ومحمد بن ناصح، وعبد الرحمن بن محمد، وهشام بن خالد ) عن بقية بن الوليد، قال: حدثني أبو يعقوب المدني، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((أربعٌ من سعادة المرء..)) ، الحديث، وقال إسحاق بن راهويه في روايته : حدثنا بقية بن الوليد، حدثني يعقوب بن عبد الله..-به-.
كذا وقع في رواية إسحاق بن راهويه، و قد ذكر ابن أبي حاتم في الجرح (9/210رقم875) يعقوب فقال :((يعقوب بن عبد الله المدني روى عن عبد الله بن عبدالله بن الحسن روى عنه بقية بن الوليد سمعت أبى يقول ذلك وسمعته يقول: هو لين الحديث)) ، وقال الذهبيّ المغني في الضعفاء (2/759رقم7195) :((يعقوب بن عبدالله المديني شيخ لبقية قال أبو حاتم لين الحديث)).
وقال ابن عساكر بعد روايته :((غريب جداً))، وعزاه الألباني-رحمه الله- في السلسلة الضعيفة (2/181) للنسائي في حديثه (132/2).
وتابع إسحاق أبا يعقوب عمرو بنُ جميع، أخرجه :
-أبو بكر الشافعيّ في الفوائد (ج73/ق258أ)، والديلمي في الفردوس –كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/182)-كلاهما من طريق عمرو بن جميع، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده مرفوعاً، وعمرو بن جميع كذبه يحيى بن معين وغيره – انظر : لسان الميزان (4/358)-.(2/277)
ورُوي الحديث موقوفاً على عبد الله بن الحسن ، أخرجه : ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ص130رقم54) قال: حدثني المثنى بن عبد الكريم، قال: حدثنا زافر بن سليمان، عن أبي عبد الله البصري قال: قال عبد الله بن الحسن :((أربعٌ من سعادة المرء…))، والمثنى قال عنه الخطيب في تاريخ بغداد (13/172) :((كان رجلاً صالحاً ))، وزافر صدوق كثير الوهم، وأبو عبد الله هو: ميمون الغزال مقبول – انظر : التقريب (ص213رقم1979، ص556رقم7051)-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
تبين مما تقدم أنّ هذا الحديث منكر كما قال أبو زرعة، فقد تفرد به بقية بن الوليد، عن شيخٍ مجهول، ومن المشهور عند المحدثين أنّ بقية بن الوليد يدلس كثيراً عن المجاهيل، والضعفاء كما تقدم في ترجمته.
وللحديث شاهد من حديث علي بن أبي طالب، أخرجه :
- الدينوري في المجالسة (2/373رقم541) قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((أربع خصال من سعادة العبد..)) ، الحديث.
وهذا الإسناد ضعيف جداً، فالدينوري وهو أحمد بن مروان رماه الدارقطني بالوضع – انظر : اللسان (1/309)-، ومحمد بن الحسين هو البغدادي متهم كما قال ابن الوراق – انظر : اللسان (5/141)-.
- - - -
105- ] 1193[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ (1)، عَنْ عَوْفٍ(2)، عَنْ الحَسَنِ(3)، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ(4)، عَنْ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((الدَّعْوَةُ أَوَّلُ يَوْمٍ حَقٌّ، وَالثَّانِي مَعْرُوفٌ، وَمَا زَادَ فَهُوَ رِباءٌ * ))، فسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ الحَسَنُ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلٌ **.
………………………………(2/278)
*كذا في جميع النسخ، والصحيح (رياء) وهو كذلك عند جميع من أخرج الحديث.
** نقل هذه المسألة ابن الملقن في البدر المنير (5/240ب)، وابن حجر في فتح الباري (9/243).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: الفزاري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1152) وهو ((ثقة حافظ، كثير الرواية عن المجاهيل، ويدلس أسماء الشيوخ)).
(2) هو : عوف بن أبي جميلة -بفتح الجيم- العبدي الهجري أبو سهل البصري المعروف بالأعرابي، روى عن: الحسن البصري، وأبي رجاء العطاردي، وأبي العالية الرياحي وغيرهم، روى عنه: عثمان بن الهيثم، ومروان بن معاوية الفزاري، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.
ثقة، رمي بالقدر والتشيع، وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وغيرهما، وقال النسائي :((ثقة ثبت))، وقال ابن حجر :((ثقة رمي بالقدر وبالتشيع))، روى له الجماعة، مات سنة سبع وأربعين ومائة.
انظر : الجرح (7/ 15رقم 71)، تهذيب الكمال (22/437-441)، التقريب (ص433رقم 5919).
(3) هو : الحسن البصري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو ((متفق على توثيقه ومن سادات التابعين، وهو كثير الإرسال ويدلس)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1090).
- - -
- التخريج :
- مروان بن معاوية، عن عوف الأعرابي، عن الحسن البصري، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :((الدعوة أول يوم حق…)).
أخرجه :
-ابن عدي في الكامل (6/388) قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا المسيب بن واضح ثنا مروان بن معاوية عن عوف عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((الدعوة أول يوم حق والثاني معروف والثالث رياء)).
وذكره الديلمي في الفردوس (2/234).
- الحسن البصري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..، مرسل.
أخرجه :
النسائي في السنن الكبرى (4/137رقم93097) كتاب الوليمة، باب عدد أيام الوليمة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا يزيد بن زريع.(2/279)
وابن أبي شيبة في المصنف (14/111) كتاب الأوائل، قال حدثنا عبدالوهاب الثقفي.
كلاهما عن يونس بن عبيد.
وعبد الرزاق في المصنف (10/447رقم19660) باب الوليمة، عن معمر بن راشد عن قتادة بن دعامة.
وقال ابن أبي شيبة أيضاً (14/130) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عوف الأعرابي.
جميعهم ( يونس بن عبيد، وقتادة بن دعامة، وعوف الأعرابي ) عن الحسن، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((الوليمة أول يوم حق والثاني معروف والثالث رياء)).
وهناك اختلاف آخر على الحسن البصري؛ وهو :
- الحسن البصري، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، عن زهير بن عثمان، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه :
-أبو داود في سننه (3/341رقم3745) كتاب الأطعمة، باب في كم تستحب الوليمة،-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/260) كتاب الصداق، باب أيام الوليمة، والمزي في تهذيب الكمال (9/409)-، والنسائي في السنن الكبرى (4/137رقم93097) – ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (9/409)-، وأحمد في مسنده (5/28، 371)، والدارمي في سننه (2/30رقم2071) كتاب الأطعمة، باب في الوليمة، والبخاري في التاريخ الكبير (3/425)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/234رقم 1594)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (8/23-24رقم3021)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/240، 3/124)، والطبراني في المعجم الكبير (5/272رقم5306)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/1225رقم3070) جميعهم من طرق عن همام بن يحيى عن قتادة بن دعامة عن الحسن البصري عن عبد الله بن عثمان الثقفي أن رجلا أعور من ثقيف قال قتادة: كان يقال له معروف أي يثني عليه خيرا يقال له زهير بن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( الوليمة في أول يوم حق، واليوم الثاني معروف واليوم الثالث سمعة ورياء)).
وللحديث عن أنس بن مالك طريقٌ آخر، أخرجه :(2/280)
- ابن عدي في الكامل (2/25) –ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/260) -قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا محمد بن عمرو بن حيان ثنا يحيى بن سعيد عن بكر بن خنيس عن الأعمش عن أنس قال، وحدثنا محمد بن عمرو في موضع آخر حدثنا يحيى بن سعيد عن بكر بن خنيس عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج أم سلمة أمر بالنطع فبسط ثم ألقى عليه تمرا وسويقا فدعا الناس فأكلوا فقال :((الوليمة في أول يوم حق والثاني معروف والثالث رياء وسمعة)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن الحسن البصري على أوجه :
الوجه الأوَّل : رواه عوف الأعرابي –عنه مروان بن معاوية-، عن الحسن البصري، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((الدعوة أول يوم…)) الحديث.
الوجه الثاني : رواه يونس بن عبيد، وقتادة بن دعامة- عنه : معمر بن راشد-، وعوف الأعرابي –عنه أبو خالد الأحمر- جميعهم عن الحسن، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((الوليمة أول يوم..)) الحديث.
الوجه الثالث : رواه قتادة بن دعامة –عنه: همام بن يحيى-، عن الحسن البصري، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، عن زهير بن عثمان، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم..الحديث.
وقد رجح أبو حاتم، والدارقطنيُّ في العلل –كما قال ابنُ حجر في التلخيص الحبير (3/ 196)، والنسائيُّ–كما قال ابن حجر في الفتح (9/243)- الوجه الثاني، وهو الأظهر لعدة أمور:(2/281)
الأوَّل : أنه رواه عن الحسن البصري أوثقُ أصحابهِ يونسُ بنُ عبيد، قال أحمد بن حنبل :((ما في أصحاب الحسن أثبت من يونس، ولا أسند عن الحسن من قتادة))، وقال حرب :((سئل أحمد عن أصحاب الحسن؟ فقال: لا يعدل أحد يونس))، وقال الدارمي : ((قلتُ:-أي ليحيى بن معين-: فيونس بن عبيد أحب إليك في الحسن أو حميد؟ فقال: كلاهما، قال أبو سعيد : يونس أكثر من حميد بكثير))، قال على بن المديني :((يونس أثبت في الحسن من ابن عون))، وقال ابن أبي حاتم :((سألت أبى عن يونس بن عبيد ؟ فقال: ثقة، ويونس أحب إلى من هشام بن حسان وهو أكثر من سليمان التيمى ولا يبلغ التيمى منزلة يونس))، وقال أيضاً :((سمعت أبا زرعة يقول : يونس بن عبيد أحب إلى في الحسن من قتادة لأن يونس من أصحاب الحسن وقتادة ليس من أقران يونس ويونس أحب إلى من هشام بن حسان)).
انظر : تاريخ الدارمي (ص100-101رقم283)، الجرح ( 9 /242)، تهذيب الكمال (32/517-534)، شرح علل الترمذي (2/495-497).
الثاني : أن يونس تابعه على الرواية المرسلة : عوفٌ الأعرابي-عنه : أبو خالد الأحمر-، وقتادة بن دعامة-عنه: معمر بن راشد-.(2/282)
الثالث : أنّ بقية الأوجه لا تخلو من علة، فالوجه الأوَّل : فيه المسيب بن واضح وهو ضعيف ضعفه الدارقطني وغيره انظر : اللسان (6/40)، والوجه الثالث : ضعفه البخاري فقال في التاريخ الكبير (3/425) في ترجمة زهير بن عثمان :((ولم يصح إسناده ولا يعرف له صحبة))، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (2 / 522) :((زهير بن عثمان الثقفي الأعور بصرى وروى الحسن البصري عن عبد الله بن عثمان الثقفي عنه حديثا في إسناده نظر يقال: إنه مرسل))، وقد يكون الخطأ من قتادة نفسه، فقد رواه عنه على الوجه الثالث همام بنُ يحيى –وتقدم في المسألة رقم (1148) أنه ثقة، وتقدم أيضاً في المسألة رقم (1103) أنه من أصحاب قتادة-، وهمام بن يحيى أقوى في قتادة من معمر بن راشد – انظر : شرح علل الترمذي (2/508-509)-، ولعل مما يؤيد أنّ الوهم من قتادة نفسه أنّ النسائي لمّا ذكر حديث قتادة قال عقبه : خالفه يونس ثم روى حديث يونس.
فتبين مما تقدم أنّ الحديث من الطريق الراجح ضعيفٌ لإرساله، وكذلك الطريق الآخر عن أنس بن مالك ضعيف، فيه بكر بن خنيس قال ابن عدي في الكامل (2/25):((ولبكر بن خنيس من الرواية غير ما ذكرت أخبار من الرقاق وغيره وهو ممن يكتب حديثه وهو يحدث بأحاديث مناكير عن قوم لا بأس بهم وهو في نفسه رجل صالح إلا أن الصالحين شبه عليهم الحديث وربما حدثوا بالتوهم وحديثه في جملة حديث الضعفاء وليس هو ممن يحتج بحديثه))، وقال البيهقي في السنن الكبرى (7/260) :((وليس هذا بقوي بكر بن خنيس تكلموا فيه))، وقال ابن حجر في الفتح (9/243) :((وعن أنس مثله أخرجه بن عدي والبيهقي وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف)).
وقد رويت للحديث شواهد ، وهي :
- حديث أبي هريرة، أخرجه :(2/283)
- ابن ماجه في سننه (1/617رقم1915) كتاب النكاح، باب إجابة الداعي، وأسلم في تاريخ واسط (ص: 125)، والطبراني في المعجم الأوسط (2/326رقم2116، 7/243رقم7393) جميعهم من طريق يزيد بن هارون ثنا عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي، عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((الوليمة أول يوم حق والثاني معروف والثالث رياء وسمعة))، وقال ابن حجر في الفتح (9/243) :((وفيه عبد الملك بن حسين وهو ضعيف جدا))، وكذلك قال في تغليق التعليق (4/ 422)، وضعفه ابن الملقن في خلاصة البدر المنير ( 2 / 208).
وقال ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 422) :((وله طريق أخرى عن أبي هريرة رواها أبو الشيخ في كتاب النكاح له من رواية أبي معاوية عن شريك عن إسماعيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة))، وهذا إسناد غريب.
-وحديث عبد الله بن مسعود، أخرجه :
-الترمذي في سننه (3/403رقم1097) كتاب النكاح، باب ما جاء في الوليمة، والبيهقي في السنن الكبرى (7/260) من طريق زياد بن عبد الله حدثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((طعام أول يوم حق وطعام يوم الثاني سنة وطعام يوم الثالث سمعة ومن سمع سمع الله به)).
قال الترمذي :((حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث زياد بن عبد الله وزياد بن عبد الله كثير الغرائب والمناكير قال وسمعت محمد بن إسماعيل يذكر عن محمد بن عقبة قال: قال وكيع زياد بن عبد الله مع شرفه يكذب في الحديث))، وقال ابن حجر في الفتح (9/243) :((وعن ابن مسعود أخرجه الترمذي بلفظ" طعام أول يوم حق وطعام يوم الثاني سنة وطعام يوم الثالث سمعت ومن سمع سمع الله به "، وقال: لا نعرفه إلا من حديث زياد بن عبد الله البكائي وهو كثير الغرائب والمناكير، قلت: وشيخه فيه عطاء بن السائب وسماع زياد منه بعد اختلاطه فهذه علته)).(2/284)
وللحديث علةٌ أخرى فقد خالف زيادَ بنَ عبد الله عبدُ السلام بنُ حرب، فرواه عن عطاء موقوفاً على ابن مسعود، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (9/222رقم 8967)قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام بن حرب عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله قال :((الوليمة أول يوم حق والثاني فضل والثالث رياء وسمعة ومن يسمع يسمع الله به))، وعبد السلام تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1131) وهو ((ثقة حافظ له مناكير))، فروايته تقدم على رواية زياد بن عبدالله.
وضعف حديث ابن مسعود ابنُ الملقن في خلاصة البدر المنير ( 2 / 208).
3- وحديث وحشي بن حرب، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (22/136رقم 362) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق ثنا هوبر بن معاذ ثنا محمد بن سليمان ثنا وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أفاء الله عليه صفية قال لأصحابه :((ما تقولون في هذه الجارية))، قالوا : يقولون أنك أولى الناس بها وأحقهم قال :((فإني قد أعتقتها واستنكحتها وجعلت عتقها مهرها))، فقال رجل: يا رسول الله الوليمة ؟قال :((الوليمة حق والثانية معروف والثالثة فخر وحرج)).
وهذا إسناد ضعيفٌ غريب، فوحشي بن حرب بن وحشي، وأبوه قال عنهما الحافظ صالح بنُ محمد :((لا يشتغل به، ولا بأبيه )) – انظر : التهذيب (11/111-112)-.(2/285)
4- وحديث عبد الله بن عباس، أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير (11/151رقم11331) قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن سورة، قال: حدثنا عبد الله بن يونس بن بكير، قال: حدثني أبي ، قال: حدثني محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عطاء، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((طعام في العرس يوم سنة وطعام يومين فضل وطعام ثلاثة أيام رياء وسمعة))، قال ابن حجر في الفتح (9/243) :((أخرجه الطبراني بسند ضعيف))، وقال في التلخيص الحبير (3/196) :((وعن وحشي بن حرب وابن عباس رواهما الطبراني في الكبير وإسنادهما ضعيف))، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/49) :((رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف)).
فتبين مما تقدم أنّ جميع أحاديث الباب ضعيفة، وقد أشار إلى ذلك البخاري في صحيحه فقال (9/240) في كتاب النكاح :((باب حق إجابة الوليمة والدعوة، ومَنْ أولم سبعة أيام ونحوه، ولم يوقت النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً ولا يومين)).
وقال المناوي في فيض القدير (6/ 379) :((وهذا الحديث أشار البخاري في صحيحه إلى عدم صحته وترك العمل به فقال لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم للوليمة يوما ولا يومين أي لم يجعل له وقتا معينا تختص به… وقال الحافظ الوليُّ العراقيُّ :طرقه كلها ضعيفة جدا ، وقال والده الزين العراقي : لا يصح من جميع طرقه، وقال ابن حجر ضعيف جدا لكن له شواهد منها عن أبي هريرة مثله خرجه ابن ماجه وغيره)).(2/286)
ومال ابن حجر إلى تقوية الحديث فقال في الفتح (9/241) :((وهذه الأحاديث وإن كان كل منها لا يخلو عن مقال فمجموعها يدل على أن للحديث أصلا))، وقال في تغليق التعليق (4/ 422) :((وأما حديث زهير بن عثمان فرواه أبو داود والنسائي من رواية قتادة عن الحسن عن عبدالله بن عثمان عن رجل أعور من ثقيف كان يقال له معروفا أي يثنى عليه خيرا إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه فذكره قال قتادة: وحدثني رجل أن سعيد بن المسيب دعي أول يوم فأجاب ودعي اليوم الثاني فأجاب ودعي اليوم الثالث فلم يجب وقال أهل سمعة ورياء وإسناده حسن والله أعلم)).
وقد تبين مما تقدم ما في حديث زهير بن عثمان من علة، وتضعيف البخاري له، والأرجح قول العراقي، وابنه ولي الدين، من تضعيف جميع أحاديث الباب، وأشار إلى تضعيفها البخاريُّ في الصحيح كما تقدم، والله أعلم.
- - - -(2/287)
106- ] 1194[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ يُونُس بنُ حَبِيبٍ الأَصْبَهَانِيُّ(1)، عَنْ أَبِي دَاوُدَ(2)، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ (3)، وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ(4)، وَحَمَّادِ بْنِ نَجِيحٍ(5)، وَمسَلْمِ * بْنِ رَزِين(6)، وَصَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ(7)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ(8)، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ(9)، وابنِ عَبَّاسٍ(10)، قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ فإِذَا أَكْثَر أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ ، وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ فإِذَا أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ)) ، فسَمِعْتُ أَبِي يَقُول: هَذَا فإِنَّ بَعْضَهُمْ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعضهم يَرْوَى عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ أَعْلَمُ وَاحِدَاً مِنْهُمْ يَجْمَعُ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، بَيْنَ ابنِ عَبَّاسٍ، وعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : أَبُو الأَشْهَبِ جَعْفَرُ بنُ حَيِّان، وَ حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ فَإنَّهُمْ يَرْوُونَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيّ، عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَذْكُرُونَ عِمْرَانَ بنَ حُصَيْنٍ، وَأَمَّا سَالِم** بْنُ رَزِين فإِنهُ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيّ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فَلاَ أَدْرِي كَيْفَ يروي فإِنهُ لَمْ يَقَعْ عِنْدَنَا فهَذَا عِلَةُ هَذَا الْحَدِيثِ.(2/288)
وَرَوَى أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ(11)، و سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ(12)، فإِنَّهُمَا رَوَيَا عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى قَتَادَةُ(13)، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ(14)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ***.
………………………………
* كذا في الأصل، وفي باقي النسخ (سلم) وهو الصحيح.
** كذا في الأصل، (وش)، وفي (ف) (أسلم)، وفي (ت) (سلم) وهو الصحيح.
*** ستأتي هذه المسألة برقم (1807)، بأقصر مما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : يونس بن حبيب بن عبد القاهر الماصر، أبو بشر، صاحب أبي داود الطيالسي، روى عن: بكر بن بكار، أبي داود الطيالسي، وعامر بن إبراهيم وغيرهم، وعنه: أبو بكر بن أبي عاصم، ووعلي بن رستم، وابن أبي حاتم وغيرهم.
ثقة، قال ابن أبي حاتم :((كتبت عنه بأصبهان وهو ثقة)) ، وقال أبو الشيخ :((كان من المعروفين بالستر والصلاح وكان مقبول القول وكان كتب إليه المعتز بالله كتابا بالنظر في أمر مستظلم تظلم إليه وحمله وإياه على الحق وكان عظيم القدر خطيرا)) ، مات سنة سبع وستين ومائتين.
انظر : الجرح (9/237رقم1000)، طبقات المحدثين بأصبهان (3/44-46)، السير (12/596-597).
(2) هو: سليمان بن داود الطيالسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم ( 1099)، وهو :((ثقة حافظ ربما غلط)) .
(3) هو : جعفر بن حيان السعدي أبو الأشهب العطاردي البصري مشهور بكنيته، روى عن: بكر بن عبد الله المزني، والحسن البصري،وأبي رجاء العطاردي وغيرهم، روى عنه : مسلم بن إبراهيم، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.
ثقة، وثقه جمهور النقاد منهم: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو زرعة وغيرهم، ووثقه ابن حجر، روى له الجماعة، مات سنة خمس وستين ومائة.
انظر : تهذيب الكمال (5/22-25)، التقريب (ص140رقم935).(2/289)
(4) هو: جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي أبو النضر البصري ،روى عن: ثابت البناني، والحسن البصري، وأبي رجاء العطاردي وغيرهم.
ثقة، في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه، ولما اختلط حجبه ولده فلم يحدث، وثقه يحيى بن معين، والعجليّ، وابن عدي وغيرهم، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت :((يحيى بن معين عن جرير بن حازم، فقال: ليس به بأس، فقلت: إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير، فقال: ليس بشيء هو عن قتادة ضعيف)) ، وقال ابن عدي :((جرير بن حازم له أحاديث كثيرة عن مشايخه، وهو مستقيم الحديث، صالح فيه، إلا روايته عن قتادة فإنه يروي أشياء عن قتادة لا يرويها غيره، وجرير عندي من ثقات المسلمين حدث عنه الأئمة من الناس: أيوب السختياني وابن عون وحماد بن زيد..))، وقال الذهبيُّ :((ثقة لما اختلط حجبه ولده)) ، وقال ابن حجر :((وهب ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه وهو من السادسة مات سنة سبعين –أي ومائة- بعد ما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه))، روى له الجماعة.
انظر : الجرح (2/504رقم2079)، الكامل (2/124-130)، تهذيب الكمال (4/524-531)، الكاشف (1/181رقم777)، التقريب (ص138رقم911).
(5) هو: حماد بن نجيح الإسكاف السدوسي أبو عبد الله البصري، روى عن: محمد بن سيرين وأبي التياح الضبعي، وأبي رجاء العطاردي، وأبي عمران الجوني، روى عنه: مسلم بن إبراهيم، ووكيع بن الجراح، وأبو داود الطيالسي وغيرهم.
ثقة، مقل من الرواية، وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو حاتم وغيرهم، قال ابن عدي :((ليس بكثير الرواية)) ، روى له النسائي، وابن ماجه.
انظر : الجرح (3/149رقم649)، الكامل (2/250)، تهذيب الكمال (7/285-288).(2/290)
(6) هو: سلم بن رَزين-بفتح الراء بعدها زاي - ، ويقال: زَرِير-بفتح الزاي وراءين-، ورجح البخاري أنه زرير- العُطاردي، أبو بشر البصري ، روى عن: بريد بن أبي مريم السلولي وخالد بن باب، وأبي رجاء العطاردي وغيرهم، روى عنه : حبان بن هلال، وسلم بن قتيبة، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي وغيرهم.
صدوق، وقال أبو حاتم :((ثقة ما به بأس)) ، وقال أبو زرعة :((صدوق)) ، وقال العجلي :((في عداد الشيوخ ثقة)) ، وقال البخاري عن علي بن المديني :((له نحو عشرة أحاديث)) ، وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين :((ضعيف)) ، وقال أبو داود :((ليس بذاك)) ، وقال أبو أحمد بن عدي :((أحاديثه قليلة… وليس في مقدار ماله من الحديث أن يعتبر حديثه ضعيفٌ هو أو صدوق)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم :((أخرجه محمد في الأصول ومسلم في الشواهد وضعفه يحيى بن معين لقلة اشتغاله بالحديث وقد حدث بأحاديث مستقيمة)) ، وقال الذهبي :((ثقة)) ، وقال ابن حجر :((وثقه أبو حاتم، وقال: النسائي ليس بالقوي)) ، روى له البخاري ومسلم والنسائي، مات في حدود الستين ومائة.
انظر : التاريخ الكبير (4/181-182)، سؤالات الآجري (1/302رقم448)، الجرح (4/264رقم1142)، الكامل (3/327)، تهذيب الكمال (11/222-226)، ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق (ص91رقم141)، التهذيب (4/130)، التقريب (ص245رقم 2466).
(7) هو : صخر بن جويرية أبو نافع مولى بني تميم أو بني هلال، روى عن: حميد بن نافع ، وأبي رجاء العطاردي، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص وغيرهم، روى عنه: أبو داود سليمان بن داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم وغيرهم.
ثقة، وثقه ابن سعد، وابن معين، والذهليُّ وغيرهم، قال أحمد بن حنبل :((شيخ ثقة ثقة))، وقال أبو زرعة وأبو حاتم :((لا بأس به)) ، وقال ابن حجر :((قال أحمد ثقة ثقة وقال القطان ذهب كتابه ثم وجده فتكلم فيه لذلك)) ، روى له الجماعة سوى بن ماجة.(2/291)
انظر : الطبقات (7/275)، سؤالات ابن الجنيد (ص479رقم838)، الجرح (4/427 رقم1880)، تهذيب الكمال (13/116-19)، التهذيب (4/410)، التقريب (ص274رقم2904).
(8) هو : عمران بن ملحان -بكسر الميم وسكون اللام بعدها مهملة-ويقال: ابن تيم أبو رجاء العطاردي، مشهور بكنيته وقيل غير ذلك في اسم أبيه، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأسلم بعد الفتح وأتى عليه مائة وعشرون سنة، وقيل أكثر من ذلك روى عن : عبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب، وعمران بن حصين وغيرهم، روى عنه : أيوب السختياني، وجرير بن حازم، وأبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي وغيرهم.
متفقٌ على توثيقه وعلمه وفضله، قال محمد بن سعد :((وكان ثقة في الحديث وله رواية وعلم بالقرآن وأم قومه في مسجدهم أربعين سنة)) ، روى له الجماعة، مات سنة خمس ومائة.
انظر : الطبقات (7/139)، تهذيب الكمال (22/356-360)، التقريب (ص430رقم5171).
(9) هو : عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي أبو نجيد بنون وجيم مصغر أسلم عام خيبر وصحب وكان فاضلا نزل البصرة وكان قاضيا بها استقضاه عبد الله بن عامر فأقام أياما ثم استعفاه فأعفاه ومات بها سنة اثنتين وخمسين وكان الحسن البصري يحلف بالله ما قدمها يعني البصرة راكب خير لهم من عمران بن حصين.
انظر : تهذيب الكمال (22/319-321)، التقريب (ص429رقم5150).
(10) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105).
(11) هو : السختياني، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1093) ((متفق على ثقته وجلالته وإتقانه)) .
(12) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1148) وهو ((ثقة ثبت، من أحفظ أصحاب قتادة وأثبتهم، وكان يرسل، واختلط سنة ثلاثٍ وأربعين ومائة، فمن سمع منه بعد الاختلاط فحديثه ضعيف)) .
(13) هو : قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103)، وهو :((متفق على توثيقه وجلالته، وهو كثير الإرسال ويدلس)) .(2/292)
(14) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1193) وهو ((ثقة، رمي بالقدر والتشيع)) .
- - -
- التخريج :
أَبِو دَاوُد عَنْ أَبِي الأشهب، وجَرِير بن حازم، وحَمَّاد بن نجيح، وسلم بن رزين، وصخر بن جويرية، عَنْ أَبِي رجاء، عَنْ عِمْرَان بن حصين، وابن عَبَّاس قَالاَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((نظرت فِي الجنة فإِذَا أكثر أهلها الفقراء ونظرت فِي النار فإِذَا اكثر أهلها النِّسَاء)) ،
أخرجه :
-أبو داود الطيالسي في مسنده (ص112رقم833، ص360رقم2759)- ومن طريقه رواه : أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان (3/47رقم360)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 308)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 302)، والخطيب في الفصل للوصل المدرج (2/ 878)، والمزي في تهذيب الكمال (7/ 287)- قال أبوداود: حدثنا أبو الأشهب وجرير بن حازم وسلم بن زرير وحماد بن نجيح وصخر بن جويرية عن أبي رجاء عن عمران بن حصين وابن عباس رضي الله تعالى عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((نظرت في الجنة فإذا أكثر أهلها الفقراء ونظرت في النار فإذا أكثر أهلها النساء)) .
وتابع أبا داود في روايته الجمع عن سلم بن زَرِير : سكنُ بنُ سليمان الأزدي البصري ، أخرجه :
-البخاري في التاريخ الكبير (4/181) قال: حدثني محمد بن يحيى قال: أخبرنا السكن نا سلم بن زرير عن أبي رجاء عن ابن عباس وعمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم :((اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)) .
أَبُو رجاء عَنْ عِمْرَان بن حصين، عن النبيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه عن أبي رجاء :
سلم بن زرير، أخرجه:
-البخاري في الصحيح (6/318رقم3241) كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، وفي (11/273رقم6449) الرقاق، باب فضل الفقر، وفي التاريخ الكبير (4/182).(2/293)
-والخطيب في الفصل للوصل (2/ 883-884) من طريق محمد بن زكريا، ومحمد بن أيوب.
-والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (2/ 201) من طريق عبد الرحيم بن منيب.
-والبيهقي في البعث والنشور (ص129رقم214) من طريق ابن أبي قماش.
جميعهم (البخاري، ومحمد بن زكريا، ومحمد بن أيوب، وعبد الرحيم بن منيب، وابن أبي قماش) عن أبي الوليد الطيالسي، قال: حدثنا سلم بن زرير حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)) ، قال البخاريُّ :((تابعه أيوب وعوف وقال صخر وحماد بن نجيح: عن أبي رجاء عن ابن عباس)) .
وقتادة بن دعامة، أخرجه:
-عبد الرزاق في المصنف (11/305رقم20610) باب أكثر أهل الجنة والنار، قال: أخبرنا معمر بن راشد عن قتادة عن أبي رجاء قال جاء عمران بن حصين إلى امرأته من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: حدثنا ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه ليس حين حديث فلم تدعه أو قال فأغضبته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((نظرت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ثم نظرت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه :
- أحمد بن حنبل في مسنده (4/437).
-والبخاري في التاريخ الكبير (4/181).
-والطبراني في المعجم الكبير (18/131-132رقم275).
-والخطيب في الفصل للوصل (2/ 884-885).
وعوف الأعرابي، أخرجه :
-البخاري في الصحيح (9/298رقم5198) كتاب النكاح، باب كفران العشير، و(11/415رقم6546) في الرقاق، باب صفة الجنة والنار.
-والخطيب في الفصل للوصل (2/ 885) من طريق إسحاق بن الحسن.
-والبيهقي في البعث والنشور (ص129رقم214) من طريق إسحاق الحربي.
جميعهم عن عثمان بن الهيثم.
-و الترمذي في سننه (4/617رقم2603) كتاب صفة جهنم، باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء.(2/294)
-والنسائي في السنن الكبرى (5/398رقم9259) كتاب عشرة النساء، ما ذكر في النساء.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (4/429)
جميعهم من طريق محمد بن جعفر، زاد الترمذيُّ: ابن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي.
- والبزار في مسنده (9/55رقم3582) من طريق يحيى بن سعيد القطان.
- وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (16/493رقم7455) كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة، باب وصف الجنة وأهلها- من طريق النضر بن شميل.
-والطبراني في المعجم الكبير (18/134رقم 278-279)
-والقطيعي في جزء الألف دينار (ص157رقم 97) - ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء ( 2/ 308)-.
كلاهما من طريق هوذة بن خليفة، زاد الطبراني : يزيد بن زريع، ومروان بن معاوية.
جميعهم (عثمان بن الهيثم، ومحمد بن جعفر، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى بن سعيد القطان، والنضر بن شميل، وهوذة بن خليفة، ويزيد بن زريع، ومروان بن معاوية ) عن عوف عن أبي رجاء عن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء))، قال البخاري :((تابعه أيوب، وسلم بن زرير)) ، وقال الترمذي :((هذا حديث حسن صحيح)) .
وشذَّ هوذة بن خليفة وحده في روايته فقال :((عن عمران بن حصين قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء)) ، وهوذة صدوق –التقريب (ص575رقم7327)، وخالفه البقية وجزموا بأنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح.
وتابعهم :(2/295)
أيوب السختياني، أخرجه : البخاري في صحيحه معلقاً –الموضع السابق-، والنسائي في السنن الكبرى (5/398-399رقم9260)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (447رقم3049 )، والإسماعيلي في مستخرجه –كما قال ابن حجر في تغليق التعليق (4/429) -، والخطيب في الفصل للوصل (2/ 884)، وابن حجر في تغليق التعليق (4/429) جميعهم من طريق عبد الوارث بن سعيد قال نا أيوب عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث.
ويحيى بن أبي كثير، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (18/138-139رقم 290) قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي ثنا عمر بن يونس ثنا سليمان بن أبي سليمان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي رجاء عن عمران قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..الحديث.
وتابع أبا رجاء العطارديَّ مطرفُ بنُ عبد الله، أخرجه : أحمد بن حنبل في مسنده (4/443)، والقطيعيُّ في جزء الألف دينار (ص: 327رقم213)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/158) جميعهم من طريق الضحاك بن يسار، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((اطلعتُ في الجنة..)) ، الحديث.
والضحاك بن يسار فيه ضعف-اللسان (3/201)-، وقد خالفه قتادةُ بن دعامة فرواه عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((عامة أهل النار النساء)) ، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى (5/399رقم9266) قال: أخبرنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني : أبي، عن قتادة –به-.(2/296)
وأخرجه : مسلم في صحيحه (4/2097رقم2737) كتاب الذكر والدعاء والرقاق، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، والنسائي في السنن الكبرى (5/400رقم9267)، وأحمد في مسنده (4/427،433، 436)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/182)، والطبراني في المعجم الكبير (18/127-128رقم262-264) جميعهم من طريق أبي التياح يزيد بن حميد، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إنّ أقل ساكني الجنة النساء)) .
أَبُو رجاء عَنْ عبد الله بن عباس، عن النبيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه عن أبي رجاء :
جعفر بن حيان أبو الأشهب، أخرجه : مسلم في صحيحه (4/2097رقم2737)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (447رقم 3045)، والطبراني في المعجم الكبير (12/162رقم 12766)، والخطيب في الفصل للوصل (2/880) جميعهم من طريق شيبان النحوي قال: أخبرنا أبو الأشهب نا أبو رجاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم :اطلع في النار فرأى أكثر أهلها النساء وأطلع في الجنة فرأى أكثر أهلها الفقراء.
وحماد بن نجيح، أخرجه:
- النسائي في السنن الكبرى (5/399رقم9264).
-والبخاري في التاريخ الكبير (4/182).
-والخطيب في موضح أوهام الجمع (2/38).
جميعهم من طريق عثمان بن عمر.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (1/234) ثنا وكيع بن الجرح.
-وأبو بكر الإسماعيلي في المعجم (1 /386)-ومن طريقه السهمي في تاريخ جرجان (ص87-88)-.
-والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 302)، وفي البعث والنشور (ص130رقم215).
-والخطيب في الفصل للوصل (2/ 880-881)، وموضح أوهام الجمع (2/38).
جميعهم من طريق مسلم بن إبراهيم.
جميعهم عن حماد بن نجيح قال: حدثنا أبو رجاء العطاردي سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..الحديث.
وصخر بن جويرية، أخرجه :
- النسائي في السنن الكبرى (5/399رقم9263) من طريق المعافى بن عمران-وهو في الزهد للمعافى (ص245رقم104)-.(2/297)
-والبخاري في التاريخ الكبير (4/182) من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم.
-والبغوي في الجعديات (447رقم 3044) عن علي بن الجعد، -و من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (12/162رقم 12765)، والآجري في الشريعة (ص390)، وابن حجر في تغليق التعليق (5/168-169)-.
-وأخرجه : أبو بكر الإسماعيلي في المعجم (1 /386)-ومن طريقه السهمي في تاريخ جرجان (ص87-88)-.
-والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 302)، وفي البعث والنشور (ص130رقم215).
-والخطيب في الفصل للوصل (2/ 880-881)، وموضح أوهام الجمع (2/38).
جميعهم من طريق مسلم بن إبراهيم.
جميعهم عن صخر بن جويرية قال: نا أبو رجاء العطاردي قال سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث.
وأيوب السختياني، أخرجه :
-مسلم في صحيحه (4/2096رقم2737).
-و الترمذي في سننه (4/617رقم2602).
-و أحمد بن حنبل في مسنده (1/359)-ومن طريقه الخطيب في الفصل للوصل (2/881)-.
-وأبو القاسم البغوي في الجعديات (447رقم3046)-ومن طريقه الخطيب في الفصل للوصل (2/882)-.
-والطبراني في المعجم الكبير (12/163رقم12767).
جميعهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية.
-ومسلم أيضاً-الموضع السابق-.
-والنسائي في السنن الكبرى (5/399رقم9261).
-والطبراني في المعجم الكبير –(الموضع السابق رقم12768)-.
جميعهم من طريق عبد الوهاب الثقفيّ.
-وأبو القاسم البغوي في الجعديات (447رقم3047-3048).
-والآجري في الشريعة (ص391).
كلاهما من طريق من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، زاد البغوي: وهيب بن خالد
-والطبراني في المعجم الكبير (12/163رقم12769).
-والخطيب في الفصل للوصل (2/883).
كلاهما من طريق داود بن الزبرقان.
جميعهم (إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، وعبد الوهاب الثقفيّ، وطريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ووهيب بن خالد، ومحمد بن عبد الرحمن، وداود بن الزبرقان ) عن أيوب السختياني ، عن أبي رجاء –به-.
وسعيد بن أبي عروبة، أخرجه:(2/298)
-مسلم في صحيحه (4/2097رقم2737) من طريق حماد بن أسامة.
-والنسائي في السنن الكبرى (5/399رقم9261).
-و عبد بن حميد في مسنده (ص230رقم689).
-والبخاري في التاريخ الكبير (4/182).
-والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 302).
-الخطيب في الفصل للوصل (2/882).
جميعهم من طريق جعفر بن عون.
-وهناد بن السري في الزهد (1 /171رقم 246، 2/330رقم604) قال: حدثنا عبدة بن سليمان.
جميعهم عن سعيد بن أبي عروبة عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث.
وتابعهم :
6- مطر الوراق، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (12/163رقم12769)، والخطيب في الفصل للوصل (2/883) من طريق داود بن الزبرقان، عن مطر الوراق عن أبي رجاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم …الحديث.
وأمَّا رواية جرير بن حازم : فقد ذكر ابنُ أبي حاتم في هذه المسألة أنه لم يقع عليها، وقال الخطيب في الفصل للوصل المدرج (2/ 879) :((وأما جرير بن حازم فلا نعلم كيف كان يرويه لأنه لم يقع إلينا حديثه إلا من رواية أبي داود هذه مجموعا مع رواية غيره)) ، وقد بحثت عن روايته جَهْدي فلم أقف عليها.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن أبي رجاء على ثلاثة أوجه :
الوجه الأوَّل: رواه أبو داود: عن أبي الأشهب وجرير بن حازم وسلم بن زرير وحماد بن نجيح وصخر بن جويرية عن أبي رجاء عن عمران بن حصين وابن عباس رضي الله تعالى عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((نظرت في الجنة فإذا أكثر أهلها الفقراء ونظرت في النار فإذا أكثر أهلها النساء)) .
وتابع أبا داود في روايته الجمع عن سلم بنِ زرير : سكنُ بنُ سليمان الأزدي البصري.(2/299)
الوجه الثاني : رواه سلم بن زرير، وقتادة بن دعامة، وعوف الأعرابي، وأيوب السختياني-عنه: عبد الوارث بن سعيد-، ويحيى بن أبي كثير، جميعهم عن أبي رجاء عَنْ عِمْرَان بن حصين، عن النبيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الوجه الثالث: رواه جعفر بن حيان أبو الأشهب، وحماد بن نجيح، وصخر بن جويرية، وأيوب السختياني – عنه : إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، وعبد الوهاب الثقفيّ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ووهيب بن خالد، ومحمد بن عبد الرحمن، وداود بن الزبرقان –، وسعيد بن أبي عروبة، مطر الوراق، جميعهم عن أبي رجاء عَنْ عبد الله بن عباس، عن النبيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وقد خطّأ النقادُ أبا داود الطيالسيَّ في روايته الجمع بين ابن عباس، وعمران بن حصين، وممن بيّن ذلك أبو حاتم وابنه في هذه المسألة، وقال الخطيبُ في الفصل للوصل المدرج (2/ 879) :((كذا روى أبو داود الطيالسي هذا الحديث وخَلَطَ في جمعه بين روايات هؤلاء الخمسة وذلك أن أبا الأشهب جعفر بن حيان وحماد بن نجيح وصخر بن جويرية كانوا يروونه عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس وحده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سلم بن زرير يرويه عن أبي رجاء عن عمران بن حصين وحده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما جرير بن حازم فلا نعلم كيف كان يرويه لأنه لم يقع إلينا حديثه إلا من رواية أبي داود هذه مجموعا مع رواية غيره)) .
وأمَّا رواية سكن بن سليمان عن سلم بن زرير الجمع بين ابن عباس، وعمران بن حصين فهي رواية منكرة؛ فإن سكن مجهول ذكره البخاريُّ في التاريخ الكبير (4/181رقم2415)، وابن أبي حاتم في الجرح (4/288رقم1244)، وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في الثقات (8/306)، وقد خالفه أبو الوليد الطيالسي فجعله من مسند عمران بن حصين، وأبو الوليد متفق على توثيقه وإتقانه.
وقبل الترجيح بين الوجهين الآخرين لا بدّ من تحقيق الراجح في رواية بعض الرواة:(2/300)
- رواية يحيى بن أبي كثير، لا تصح فيها أحمد بن محمد بن عمر بن يونس وهو متروك –السير (9/423)-.
- ورواية قتادة بن دعامة اختلف فيها عنه على وجهين :
الوجه الأوَّل: رواه معمر بن راشد، عنه، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:((نظرت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ثم نظرت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)) ، وفيه قصة.
الوجه الثاني : رواه هشام الدستوائي، عنه، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((عامة أهل النار النساء)) .
والوجه الثاني أرجح، فإنّ هشاماً الدستوائي من أصحاب قتادة المقدمين كما تقدم في المسألة رقم (1103)، وأما معمر بن راشد فقد تكلم في روايته عن قتادة، وتقدم بيان ذلك في ترجمة معمر بن راشد في المسألة رقم (1093).
- ورواية أيوب السختياني اختلف فيها عنه على وجهين :
الوجه الأوَّل: رواه عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عن أبي رجاء عَنْ عِمْرَان بن حصين، عن النبيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الوجه الثاني: رواه إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، وعبد الوهاب الثقفيّ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ووهيب بن خالد، ومحمد بن عبد الرحمن، وداود بن الزبرقان جميعهم عن أيوب، عن أبي رجاء عَنْ عبد الله بن عباس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال أبو القاسم البغوي في الجعديات (447ص):((روى هذا الحديث غير واحد عن أيوب عن أبي رجاء عن بن عباس ورواه عبد الوارث عن أيوب عن أبي رجاء عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم وخالف رواية الجميع)) .
وقال أبو مسعود الدمشقي –كما في تحفة الأشراف (8/197) -:((إنما رواه عن أيوب كذلك عبد الوارث، وسائر أصحاب أيوب يقولون : عن أيوب، عن أبي رجاء، عن ابن عباس، وقد رواه أبو الأشهب، وابن أبي عروبة، وابن علية، والثقفي، وعاصم بن هلال وجماعة عن أيوب، عن أبي رجاء، عن ابن عباس)) .(2/301)
ولا شك أن الوجه الثاني عن أيوب أرجح فقد رواه عنه أصحابه المقدمون : ابن علية، وعبد الوهاب الثقفي، -وتقدم ذكر أصحاب أيوب في المسألة رقم (1093)- وتابعهما غيرُ واحد من الثقات، وتفرد بالوجه الأول عبد الوارث بن سعيد وهو وإن كان متفقاً على توثيقه وإتقانه، وهو أيضاً من أصحاب أيوب المقدمين كما قال ابن معين وغيره–التهذيب (6/441-443)- لكنه خالف من هو أوثق منه في أيوب وهو ابن علية، ومَنْ هم أكثر عدداً، ويفهم ترجيح الوجه الثاني من كلام أبي حاتم-كما سيأتي-، ومن كلام الترمذي، والبغوي، وأبي مسعود الدمشقي، ومن تصرف مسلم في صحيحه فقد أخرج الحديث عن أيوب من الوجه الثاني.
فتلخص من هذا :
1- أنّ سلم بن رزين، وعوف الأعرابي رويا الحديث عن أَبُي رجاء عَنْ عِمْرَان بن حصين، عن النبيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
2- وأنّ جعفر بن حيان، وحماد بن نجيح، وصخر بن جويرية، أيوب السختياني – في الراجح عنه –، وسعيد بن أبي عروبة، ومطر الوراق، رووه عن أبي رجاء عَنْ عبد الله بن عباس، عن النبيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وقد اختلف النقاد في هذين الوجهين على قولين:(2/302)
القول الأوّل : ترجيح رواية من رواه عن ابن عباس، قال ابن أبي حاتم في العلل (2/105رقم 1807) :((سألت أبي عن حديث رواه صخر بن جويرية، وأيوب، وحماد بن نجيح عن أبي رجاء العطاردي، حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء والمساكين واطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء"، قال أبي : رواه عوف، وسلم بن رزين، عن أبي رجاء عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبي: ابنُ عباس أشبه لان أيوب أحفظهم وأشبههم)) ، ويبدو أنّ هذا رأي مسلم فقد خرّج الحديث في صحيحه من طريق أيوب السختياني، وجعفر بن حيان، وسعيد بن أبي عروبة جميعهم عن أبي رجاء، عن عبدالله بن عباس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أو يشير إلى رواية عمران بن حصين.
القول الثاني : أنَّ كلا الوجهين محفوظ، قال الترمذي في سننه (4/617):((هكذا يقول عوف عن أبي رجاء عن عمران بن حصين ويقول أيوب عن أبي رجاء عن ابن عباس، وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعا، وقد روى غير عوف أيضا هذا الحديث عن أبي رجاء عن عمران بن حصين)).
وهو ظاهر كلام الخطيب في الفصل للوصل (2/879) فقد قال:((والحديث عند أبي رجاء عن ابن عباس وعن عمران جميعا)) .
ويظهر هذا من تصرف البخاريّ في صحيحه فقد خرّج رواية سلم بن زرير، وعوف كلاهما عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال في صحيحه (11/273) بعد سياقه رواية سلم بن زرير:((تابعه أيوب، وعوف، وقال صخر، وحماد بن نجيح، عن أبي رجاء، عن ابن عباس))، ومما يقوي هذا الاستظهار أنّ الترمذي وهو من أقرب تلاميذ البخاري إليه، وناقل كثيرٍ من كلام البخاري في العلل رجح القول الثاني.
والذي يظهر –والله أعلم-أنّ قول أبي حاتم أرجح، فإنّ رواه الوجه الثاني أقوى بدرجات من رواة الوجه الثاني، وأكثر عدداً.(2/303)
وعلى كل حال لا يترتب على الترجيح ضعف، فالحديث كيفما دار دار على صحابي جليل، فالحديث من طريق عمران بن حصين أخرجه : البخاري في صحيحه، ومن طريق ابن عباس أخرجه : مسلم في صحيحه، وقال أبو نعيم في حلية الأولياء (2/308) :((والحديث صحيح متفق عليه على شرط الجماعة)).
- - - -
107- ] 1195[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ سَعِيدِ بنِ أَبِي هَانِيءٍ(1)، وأَبُوهُ أَبُو هَانِيء: إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيْفَةَ قَاضِي أَصْبَهَانَ، عَنْ أَبِيهِ(2)، عَنْ سُفْيَان الْثَّورِيّ(3)، عَنْ مُحَمَّد بنِ سَعِيدٍ(4)، عَنْ حُمَيْضَةَ بْنِ الشَّمَرْدَلِ(5)، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ(6) :((أّنَّهُ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ ثَمَانِ نِسْوَةٍ فَأَمَرَهُ أنْ يُمْسِكَ أّرْبَعَاً))، فسَمِعْتُ أَبِي يَقُول : هَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ الْثَّورِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ(7)، عَنْ حُمَيْضَةَ بْنِ الشَّمَرْدَلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : سعيد بن أبي هانئ، أبو النضر، روى عن : أبيه إسماعيل بن خليفة، وعنه: محمد بن يحيى بن منده.
مجهول، قال أبو الشيخ :((لم يسمع من أبيه، وذكر عنه وجادة)).
انظر : طبقات المحدثين (2/414رقم234)، وذكر أخبار أصبهان (1/326).
(2) هو : إسماعيل بن خليفة الأنصاري أبو هانئ قاضى أصبهان كوفى، روى عن: إسماعيل بن أبي خالد ، وسفيان الثوري، وعبد الملك بن أبى سليمان وغيرهم، روى عنه: حسين بن حفص، وابنه : سعيد بن إسماعيل، وصالح بن مهران وغيرهم.(2/304)
صالح الحديث، وله بعض الأوهام عن الثوري، قال ابن أبي حاتم :((سألت يونس بن حبيب عن أبى هانئ إسماعيل بن خليفة فقال: محله الصدق كتب عنه مشايخنا))، وذكره ابن حبان في الثقات وقال :((كان يخطئ))، وقال العلائيُّ :(( منصور بن المعتمر…قال أبو حاتم لم يسمع من عكرمة شيئا وأنكر رواية إسماعيل بن خليفة عن سفيان الثوري عن منصور ومجاهد عن عكرمة في تفسير آية)).
انظر : الجرح (2/167رقم561)، الثقات (8/96)، طبقات المحدثين (2/16-20رقم82)، جامع التحصيل (ص287)، لسان الميزان (1/403).
(3) هو : سفيان بن سعيد الثّوري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1110) وهو ((متفق على ثقته وجلالته وفقهه وعبادته)).
(4) لم أقف له على ترجمة، ويظهر أنه لا وجود لشخص بهذا الاسم في هذه الطبقة، وإنما هو وهم من إسماعيل بن خليفة فبدل أن يذكر محمد بن السائب ذكر محمد بن سعيد.
(5) هو : حُمَيضة - بالضاد المعجمة مصغراً- بن الشّمَرْدَل -بمعجمة ثم ميم مفتوحتين وزن سفرجل- الأسدي الكوفي، ووقع عند ابن ماجة حميضة بنت الشمردل، وهو خطأ، روى عن: قيس بن الحارث الأسدي، روى عنه: سليمان الشيباني، ومحمد بن السائب الكلبي، ومحمد بن سعيد شيخ لسفيان الثوري، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
ضعيف، قال البخاري :((يعد في الكوفيين، فيه نظر))، وقال ابن عدي :((ليس له إلا حديثان أو ثلاثة يروي ذلك ابن أبي ليلى))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن القطان :((لا يعرف حاله))، وضعف ابن السكن حديثه، قال ابن حجر :(( مقبول))، روى له أبو داود وابن ماجة حديثا واحدا.
انظر : التاريخ الكبير (3/ 133رقم449)، الضعفاء الكبير (1/299)، الثقات (6/243)، الكامل (2/436)، بيان الوهم والإيهام (3/168)، تهذيب الكمال (7/421-423)، التهذيب (3/55-56)، التقريب (ص 183رقم1571).(2/305)
(6) هو : قيس بن الحارث بن جدار الأسدي، ويقال: الحارث بن قيس بن الأسود، ويقال : ابن عميرة جد قيس بن الربيع الأسدي، له صحبة يعد في الكوفيين، قال ابن حجر :(( قيس بن الحارث... وقيل: الحارث بن قيس كذا جاء بالتردد، والثاني أشبه لأنه قول الجمهور، وجزم بالأول أحمد بن إبراهيم الدورقي وجماعة، وبالثاني البخاري وابن السكن وغيرهما وقال ابن حبان : قيس بن الحارث الأسدي له صحبة، وقال ابن أبي حاتم مثله)).
انظر : تهذيب الكمال (24/6-8)، الإصابة (3/243)
(7) هو : محمد بن السائب بن بشر الكلبي أبو النضر الكوفي ، روى عن : الأصبغ بن نباتة، و أبي صالح باذام مولى أم هاني، وأخويه سفيان بن السائب وسلمة بن السائب وعامر الشعبي، روى عنه : سفيان الثوري، ومحمد بن خازم الضرير، وابنه هشام بن محمد بن السائب وغيرهم.
متفق على ضعفه وتركه، ورمي بالرفض، قال أبو حاتم :((الناس مجمعون على ترك حديثه لا يشتغل به هو ذاهب الحديث))، وقال الذهبيُّ :((تركوه، كذبه سليمان التيمي، وزائدة، وابن معين، وتركه القطان، وعبد الرحمن))، قال ابن حجر :((متهم بالكذب ورمي بالرفض))، روى له الترمذي، وابن ماجه في التفسير، مات سنة ست وأربعين ومائة.
انظر : الجرح (7/270 رقم1478)، تهذيب الكمال (246-253)، المغني (2/584رقم5542)، التقريب (ص479رقم5901).
- - -
- التخريج :
أبو النضر سعيد بن أبي هانيء، عن أبيه، عن سفيان الثوريّ، عن محمد بن سعيد، عن حميضة بن الشمردل، عن قيس بن الحارث أنه أسلم وعنده ثمان نسوة…الحديث.
أخرجه :
أبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/414رقم327) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن منده، قال: حدثنا سعيد بن أبي هانيء-به-.
سفيان الثوريّ، عن محمد بن السائب الكلبيّ، عن حميضة بن الشمردل، عن قيس بن الحارث …الحديث.
أخرجه :
أبو يعلى في مسنده (12/294 رقم6874) قال: قال أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الدورقي وحدّثت عن الثوري.(2/306)
وابن قانع في معجم الصحابة (2/353) قال: حدثنا معاذ بن المثنى نا محمد بن كثير العبدي.
والدارقطني في سننه (3/270-271) كتاب النكاح، قال: نا ابن مخلد نا الحسين بن بحر النيروزي نا حسين بن حفص.
وابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/200) من طريق ابن منده قال: أخبرنا محمد بن الحسن، قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: أخبرنا عبد الله بن الوليد العدني.
جميعهم (محمد بن كثير، وحسين بن حفص، وعبد الله بن الوليد ) عن سفيان الثوري نا محمد بن السائب الكلبي عن حميضة بن الشمردل عن قيس بن الحارث قال أسلمت وعندي ثمان نسوة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال :((اختر منهن أربعا واترك أربعا)).
وتابع سفيانَ الثوريَّ في روايته عن الكلبيّ :
جريرُ بنُ عبد الحميد، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (18/359رقم923) قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ثنا أبي، وأخرجه: ابن عبد البر في التمهيد (12/57) قال : حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد.
وشريك بن عبد الله، أخرجه : ابن عبد البر في التمهيد (12/57)-ومن طريقه الذهبيّ في سير أعلام النبلاء (16/19-20)، وفي تذكرة الحفاظ (3/919)- قال : أخبرنا قاسم بن محمد قال: حدثنا خالد بن سعد قال: حدثنا أحمد بن عمرو قال: حدثنا ابن سنجر قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك بن عبد الله.
وشيبانُ النحوي، أخرجه : ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/208 رقم2737) قال: حدثنا أسيد بن عاصم نا حسين بن حفص نا شيبان النحوي.
وعبد الوهاب بن عطاء أخرجه : ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/200) من طريق ابن منده قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ومحمد بن يعقوب قالا: أخبرنا يحيى بن أبي طالب، قال : أخبرنا عبدالوهاب بن عطاء.
وعلي بن مسهر، ذكر ذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2314) معلقاً.(2/307)
وعيسى بن أبي عيسى أبو جعفر الرازي، أخرجه : ابن النحاس في الناسخ والمنسوخ (ص293) قال: قريء على أحمد بن محمد بن الحجاج عن يحيى بن سليمان قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد عن أبي جعفر الرازي.
وقيس بن الربيع، أخرجه : أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2314رقم5701) قال: حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات، قال: حدثنا محمد بن صالح بن ذريح، قال: حدثنا جبارة بن المغلس، قال: حدثنا قيس بن الربيع.
ومعمر بن راشد، أخرجه : عبد الرزاق في المصنف (7/162رقم12624) عن معمر عن الكلبي عن رجل عن قيس بن الحارث الأسدي قال : أسلمت وتحتي ثمان نسوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(( اختر منهن أربعا))، فلم يسمى معمر شيخ الكلبي في هذا الإسناد.
وهشيمُ بن بشير، أخرجه : سعيد بن منصور في سننه (2/23رقم1865) باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة أو أختان-ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (18/359رقم923)-، والبيهقي في السنن الكبرى (7/149) كتاب النكاح، باب من يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة، من طريق أبي الربيع الزهراني، كلاهما عن هشيم-به-، وفي آخره : قال الكلبي: وحدثنا أبو صالح، عن ابن عباس، عن الحارث بن قيس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
وتابع محمدَ بن السائب محمدُ بنُ عبد الرحمن بن أبي ليلى، أخرجه :
-أبو داود في سننه (2/272رقم2241) كتاب الطلاق، باب في من أسلم وعنده نساء أكثر من أربع أو أختان، -ومن طريقه رواه البيهقي في السنن الكبرى (7/149) كتاب النكاح، باب عدد ما يحل من الحرائر والإماء، وابن عبد البر في التمهيد (12/56)، وابن الأثير في أسد الغابة (1/503-504)-.
-وابن ماجه في سننه (1/628رقم1952) كتاب النكاح، باب الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة.
-وأبو يعلى في مسنده (12/292رقم6872)-ومن طريقه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/199)-.
جميعهم عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، زاد أبو داود : مسدد بن مسرهد، ووهب بن بقية.(2/308)
- وسعيد بن منصور في سننه (2/23رقم1865) باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة أو أختان-ومن طريقه الطحاويّ في شرح معاني الآثار (3/255)-.
-والعقيليّ في الضعفاء الكبير (1/299).
- والطبراني في المعجم الكبير (18/359رقم923) -ومن طريقه المزيّ في تهذيب الكمال (7/422)-.
كلاهما من طريق عمرو بن عون.
-وابن قانع في معجم الصحابة (1/175) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: أخبرنا شجاع بن مخلد.
-والدارقطني في سننه (3/270-271) من طريق معلى بن منصور.
جميعهم (أحمد بن إبراهيم الدورقي، ومسدد بن مسرهد، ووهب بن بقية، عمرو بن عون، وشجاع بن مخلد، ومعلى بن منصور) عن هشيم بن بشير.
وأخرجه :
-أبو داود في سننه-الموضع السابق (رقم 2242)-، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم.
-وابن سعد في الطبقات (6/60).
-وابن أبي شيبة في مسنده (2/209رقم694)، وفي المصنف (4/318) كتاب النكاح، ما قالوا فيه إذا أسلم وعنده عشر نسوة-وعنه رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/292رقم1054)، والخلال في أهل الملل من الجامع (1/254رقم500)، وابن عبد البر في التمهيد (12/58)، وابن الأثير في أسد الغابة (4/441)-.
جميعهم (أحمد بن إبراهيم، وابن سعد، وابن أبي شيبة ) عن بكر بن عبد الرحمن قال: حدثنا عيسى بن المختار.
-والطبراني في المعجم الأوسط (5/35-36رقم4059) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي.
-والإسماعيلي في معجمه (1/445) قال: حدثنا أبو بكر البوراني.
كلاهما عن السري بن عاصم حدثنا عيسى بن يونس عن المختار بن فلفل.
جميعهم (هشيم بن بشير، وعيسى بن المختار، والمختار بن فلفل) عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن حميضة بن الشمردل عن قيس بن الحارث أنه أسلم وعنده ثماني نسوة فأمره يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختار منهن أربعا(2/309)
قال أبو داود :(( قال مسدد: ابن عميرة وقال وهب: الأسدي))، وقال أيضاً : ((وحدثنا به أحمد بن إبراهيم ثنا هشيم بهذا الحديث فقال قيس بن الحارث مكان الحارث بن قيس قال أحمد بن إبراهيم هذا الصواب يعني قيس بن الحارث)).
قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن المختار بن فلفل إلاّ عيسى بن يونس، تفرد به السري بن عاصم)).
وللحديث طريق آخر، أخرجه :
- سعيد بن منصور في سننه (2/22-23رقم1864) –ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/255)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/183)- قال: حدثنا هشيم أنا مغيرة عن بعض ولد الحارث بن قيس بن عميرة الأسدي أن الحارث أسلم وعنده ثمان نسوة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال :(( اختر منهن أربعا))، وتابع سعيد بن منصور: معلى بن منصور؛ أخرجه: الدارقطني في سننه (3/271)، ورواه معلى بن منصور أيضاً عن هشيم، عن مغيرة، عن الربيع بن قيس أنّ جده الحارث بن قيس أسلمَ..، أخرجه: الدارقطني في سننه (3/271).
-والبخاري في التاريخ الكبير (2/262) قال: قال لنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبوعوانة عن مغيرة عن قيس بن عبد الله بن الحارث قال أسلم جدي وعنده ثمان نسوة فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال اختر منهن أربعا.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/184) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن سعيد ثنا معلى بن مهدي ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن قيس بن الربيع قال أسلم جدي وعنده ثمان نسوة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال :((اختر منهن أربعا أيتهن شئت)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن سفيان الثوري على وجهين:(2/310)
الوجه الأوَّل: رواه حسين بن حفص، وعبد الله بن الوليد، ومحمد بن كثير عن سفيان الثوري نا محمد بن السائب الكلبي عن حميضة بن الشمردل عن قيس بن الحارث قال أسلمت وعندي ثمان نسوة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال :((اختر منهن أربعا واترك أربعا)).
الوجه الثاني: رواه إسماعيل بن خليفة، عن سفيان الثوري نا محمد بن سعيد، عن حميضة بنت الشمردل عن قيس بن الحارث..الحديث.
وقد رجح أبو حاتم الوجه الأوَّل، وخطأ الوجه الثاني، وهو الصحيح لأمرين :
أنّ رواة الوجه الأوَّل أكثر.
أنهم أوثق من إسماعيل بن خليفة، فحسين بن حفص صدوق من كبار العاشرة –التقريب (ص166رقم1319)-،وعبد الله بن الوليد هو العدني قال حرب بن إسماعيل قلت لأحمد بن حنبل :(( عبد الله بن الوليد العدني كيف حديثه؟ قال :سمع من سفيان، وجعل يصحح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث وحديثه حديث صحيح وكان ربما أخطأ في الأسماء وقد كتبت عنه أنا كثيرا))، وقال أبو أحمد بن عدي في الكامل (4/248) :((روى عن الثوري جامعه كتبناه عن محمد بن يوسف الفربري عن زهير بن سالم المروزي عنه وقد روى عبد الله بن الوليد عن الثوري غرائب غير الجامع وعن غير الثوري وما رأيت في حديثه شيئا منكرا فأذكره))، ومحمد بن كثير ثقة – تقدم في المسألة رقم (1093)-.
وإسماعيل بن خليفة تقدم أنه صالح الحديث، وله بعض الأوهام عن الثوري، وهذا من أوهامه عن الثوري.
وتابع محمدَ بنَ السائب، محمدُ بنُ أبي ليلى كلاهما عن حميضة بن الشمردل، عن قيس بن الحارث.
وهذا الإسناد ضعيف فمحمد بن السائب متفق على ضعفه وتركه، ورمي بالرفض، ومحمد بن أبي ليلى، وحميضة بن الشمردل ضعيفا الحديث.(2/311)
والطريق الآخر مداره على مغيرة وهو : ابن مقسم ثقة متقن وكان يدلس عن إبراهيم النخعي –التقريب (ص543رقم 6851)-، ويبدو أنه يضطرب بالحديث فتارةً يرويه عن : بعض ولد الحارث بن قيس، وتارةً عن : الربيع بن قيس، وتارةً عن : قيس بن الربيع، وتارةً عن : قيس بن عبد الله بن الحارث وفي جميع الطرق ضعف، فالطريق الأوَّل: فيه إبهام بعض ولد الحارث بن قيس، ولا يعرف من هو؟، والطريق الآخر: فيه الربيع بن قيس، ويبدو أنه منقلب عن قيس بن الربيع، وقيس تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1114) وهو ((ضعيف الحديث))، والوجه الآخر عن : قيس بن عبدالله بن الحارث ولم أقف له على ترجمة، وكلها فيها انقطاع فجميعهم لم يدركوا القصة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقد ضعف الحديثَ عددٌ من الأئمة :
فقال البخاري في التاريخ الكبير (2/262) :(( ورواه حميضة بن الشمردل، عن الحارث بن قيس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم يصح إسناده)).
وقال ابن عبد البر في التمهيد (12/58) :(( الأحاديث المروية في هذا الباب كلها معلولة وليست أسانيدها بالقوية، ولكنها لم يرو شيء يخالفها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأصول تعضدها والقول بها والمصير إليها أولى وبالله التوفيق))، وقال في الاستيعاب (8/300) ((الحارث بن قيس… ليس له إلا حديث واحد ولم يأت من وجه صحيح)).
وقال ابن كثير في تحفة الطالب (ص344) :(( وفي إسناده نظر لأنه من رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن حميضة بن الشمردل عن قيس بن الحارث، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيئ الحفظ لا يحتج به عند أكثرهم وحميضة بن الشمردل قال البخاري فيه نظر))،
وقال الذهبي في ديوان الضعفاء (ص106) :((حميضة بن الشمردل لا يصح حديثه)).
وللحديث شواهد :
حديث غيلان بن سلمة، ويأتي في المسألة رقم (1199)، و المسألة رقم (1200)، وسيأتي أنّ الصحيح أنه مرسل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وحديث عروة بن مسعود، أخرجه :(2/312)
ابن قانع في معجم الصحابة (2/261).
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/3344رقم7659).
البيهقي في السنن الكبرى (7/184).
والخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص363).
جميعهم من طريق ورقاء بن عمر، وزاد أبو نعيم معلقاً : يحيى بن العلاء.
وابن منده في معرفة الصحابة –كما في الإصابة (4/316-317)- من طريق النضر بن محمد المروزي.
جميعهم (النضر بن محمد المروزي، وورقاء بن عمر، ويحيى بن العلا) عن أبي إسحاق سليمان الشيباني عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي عن عروة بن مسعود قال: أسلمت وتحتي عشر نسوة أربع منهن من قريش إحداهن بنت أبي سفيان فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :((اختر منهن أربعا وخل سائرهن))، فاخترت منهن أربعا منهن ابنة أبي سفيان.
قال ابن حجر في موافقة الخبر (2/199) :((ورجال إسناده ثقات إلاَّ أنّ فيه انقطاعاً، فإنّ أبا عون لم يدرك عروة،..وكان عروة من رؤساء ثقيف، فأسلم فبعثه النبيّ صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوه)).
ورواه عباد بن العوام، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي عون محمد بن عبيد الله قال: إنّ أبا مسعود بن عبد ياليل بن عمرو بن عبيد الثقفي أسلم وتحته ثمان نسوة، فخير منهن أربعاً، أخرجه : الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص363) من طريق محمد بن الحسن، قال: حدثنا عباد بن العوام –به-.
وحديث نوفل معاوية الديلي، أخرجه :(2/313)
-الشافعي في الأم (4/265) وفي مسنده (ص274)-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/184)- قال الشافعي : أنبأنا بعض أصحابنا، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، عن عوف بن الحارث، عن نوفل معاوية الديلي قال : أسلمت وتحتي خمس نسوة فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"فارق واحدة وأمسك أربعا"، فعمدت إلى أقدمهن عندي عاقر منذ ستين سنة ففارقتها))، قال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (2/194) :(( رواه الشافعي والبيهقي عنه بإسناد غير قوي))، وذلك لإبهام شيخ الشافعي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيها-التقريب (ص340رقم3861)، وعوفُ بن الحارث لم يوثقه إلاّ ابن حبان، وقال ابن حجر :((مقبول))-التهذيب(8/168)، التقريب (ص433رقم5216)-.
وقد ضعف جميعَ أحاديثِ الباب البخاريُّ فقال في التاريخ الصغير (الأوسط) (1/298) :(( ولم يثبت في ذلك خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في الأختين إذا أسلم وعنده أختان))، وابنُ عبد البر فقد قال-كما تقدم- :(( الأحاديث المروية في هذا الباب كلها معلولة وليست أسانيدها بالقوية، ولكنها لم يرو شيء يخالفها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأصول تعضدها والقول بها والمصير إليها أولى وبالله التوفيق)).(2/314)
فتبين مما تقدم أنّ جميع أحاديث هذا الباب معلولة، وإن كان العلماء متفقين على أنه لا يحل لأحد زواج أكثر من أربع نسوة، قال ابن حزم في المحلى (9/441):((فلم يختلف في أنه لا يحل لأحد زواج أكثر من أربع نسوة أحد من أهل الإسلام، وخالف في ذلك قوم من الروافض لا يصح لهم عقد الإسلام))، وقال ابن قدامة المقدسي في المغني (10/14):(( وجملة ذلك أن الكافر إذا أسلم ومعه أكثر من أربع نسوة فأسلمن في عدتهن أو كن كتابيات لم يكن له إمساكهن كلهن بغير خلاف نعلمه، ولا يملك إمساك أكثر من أربعة، فإذا أحب ذلك اختار أربعا منهن وفارق سائرهن سواء تزوجن في عقد أو في عقود وسواء اختار الأوائل أو الأواخر نص عليه أحمد وبه قال الحسن ومالك والليث والأوزاعي والثوري والشافعي وإسحاق ومحمد بن الحسن)).
- - - -
108- ] 1196[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ(1)، عَنْ شُعْبَةَ(2)، عَنْ يُونُسَ الْجَرْمِيّ(3)، عَنْ عَلِيّ بنِ رَبيِعَةَ (4) * قَالَ : شَهِدْتُ عَلِيًّا(5) وَنَازَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ فِي وَلَدِهَا وَعَمّ**، مَعَهَا اثنان*** لَهَا أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الآخَرِ فَخَيِّرَ عَلِيٌّ الأَكْبَرَ مِنْهُمَا، وقَالَ لِلأصْغَرِ : هَذَا إِذَا بَلَغَ مِثلَ هَذَا خُيِّرَ، فسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ / يُونُسُ الْجَرْمِيّ عَنْ عَلِيّ بنِ عِمَارَةَ(6) ****، عَنْ عَلِيّ، قُلْتُ لأَبِي: الخَطَأُ مِمَّنْ هُوَ مِنْ شُعْبَةَ أَوْ مِنْ أَبِي دَاوُدَ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي وَكَانَ أَكْثَرُ خَطَأ شُعْبَةَ فِي أَسْمَاءِ الرُّوَاةِ.
………………………………
* كذا وقع في جميع النسخ، ونقله كذلك ابن الملقن في البدر المنير (6/10ب)، وابن حجر في التلخيص الحبير (4/12).(2/315)
ويشكل على هذا قول ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/197رقم1086) : ((على بن عمارة، روى عن أبى أيوب الأنصاري، وجابر بن سمرة، روى عنه: عمران بن مسلم بن رباح، سمعت أبى يقول ذلك، قال أبو محمد: وروى عن على رضي الله عنه أنّه شهده خير صبيا بين الأم والعم روى شعبة، عن يونس الجرمي عنه)).
ويشكل عليه أيضاً ما قاله البخاريّ في التاريخ الكبير (6/ 497) في ترجمة عمارة بن ربيعة:((قال قبيصة عن سفيان عن يونس عن عمارة خيرني علي رضي الله عنه فاخترت أمي فجعلني معها، وقال شعبة حدثنا يونس عن عامر بن عبد الله والأول أصح)).
فقد يكون شعبة بن الحجاج يضطرب في اسم هذا الراوي فتارةً يقول: عامر بن عبد الله، وتارةً يقول: علي بن عمارة، وتارةً يقول: علي بن ربيعة، والله أعلم.
**كذا في الأصل، و(ش)، و(ف)، وفي (ت) (عمر) وهو خطأ.
*** كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع (ابنان).
****كذا وقع في جميع النسخ، وهو خطأ والصواب ( عن عمارة بن ربيعة عن علي) كذا وقع في مصادر التخريج، ونقله على الصواب عن علل ابن أبي حاتم ابنُ الملقن في البدر المنير (6/10ب)، وابنُ حجر في التلخيص الحبير (4/12).
ويبدو أنّ هناك خلطاً في المسألة بين أسماء الرواة، وأسماء آبائهم، وذلك أنّ شعبة روى عن يونس الجرمي فقال عن: علي بن عمارة-فيما نقله ابن أبي حاتم هنا-، ورواه بعضهم عن يونس الجرمي فقال: عن عمارة بن ربيعة.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: سليمان بن داود الطيالسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم ( 1099)، وهو :((ثقة حافظ ربما غلط)).
(2) هو : شُعبة بن الحجاج، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1102)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه وإمامته، وله بعض الأوهام في أسماء الرجال)).
(3) هو : يونس بن عبد الله الجرمي، روى عن :دينار الحجام، وعمارة بن ربيعة، ويونس بن خباب، روى عنه: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجاج، ومندل بن علي، ويعلى بن عبيد.(2/316)
ثقة، قال أحمد بن حنبل :((شيخ ثقة حدثنا عنه ابن عيينة ومعتمر وحدث عنه شعبة))، وقال يحيى بن معين :((كوفي ثقة))، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر : التاريخ الكبير (8/406رقم )، الجرح (9/241رقم 1014)، الثقات (7/649)، تعجيل المنفعة (2/397رقم1210).
(4) تقدم أنّ الصواب أنّ شعبة قال: علي بن عمارة لا علي بن ربيعة، ولعلي أترجمُ لكلا الرجلين :
فعلي بن ربيعة هو : هو: الوالبي الأسدي ويقال البجلي، أبو المغيرة الكوفي، روى عن: سلمان الفارسي، وسمرة بن جندب، وعلي بن أبي طالب وغيرهم، روى عنه : إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء، والحكم بن عتيبة، وعثمان بن المغيرة وغيرهم.
متفقٌ على توثيقه، وثقه ابن سعد، ويحيى بن معين، والنسائي وغيرهم، روى له الجماعة.
انظر : الطبقات (6/226)، الجرح (6/ 185رقم1017)، تهذيب الكمال (20/431-433)، التقريب (ص401رقم4733).
وعلي بن عمارة روى عن: جابر بن سمرة، وعلي بن أبي طالب، وأبي أيوب الأنصاري، روى عنه: عمران بن مسلم، ويونس الجرمي.
مقبول، قاله ابن حجر، وذكره البخاريُّ، وابن أبي حاتم وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، روى له البخاري في الأدب حديثا واحدا.
انظر : التاريخ الكبير (6/291رقم2437)، الجرح (6/197رقم1086)، الثقات (5/163)، تهذيب الكمال (21/77-78)، التقريب (ص404رقم4774).
(5) هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100).(2/317)
(6) كذا وقع، والصواب عمارة بن ربيعة كما تقدم بيان ذلك، وعمارة بن ربيعة هو : الجرمي، قال البخاري :((عمارة بن ربيعة الجرمي نسبه ابن المبارك عن عنبسة بن سعيد قال قبيصة عن سفيان عن يونس عن عمارة خيرني علي رضي الله عنه فاخترت أمي فجعلني معها وقال شعبة حدثنا يونس عن عامر بن عبد الله والأول أصح))، وقال ابن أبي حاتم :((عمارة بن ربيعة الجرمي قال خيرنى على رضي الله عنه وأنا صبي فاخترت أمي فجعلنى معها وروى عن عنبسة بن سعيد روى سفيان الثوري عن يونس الجرمي عنه سمعت أبى يقول ذلك))، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر : الطبقات (6/227)، التاريخ الكبير (6/497رقم 3098)، الجرح (6/365رقم 2014)، الثقات (5/241)، تعجيل المنفعة (2/34رقم760)،
- - -
- التخريج :
أبو داود الطيالسي، عن شعبة بن الحجاج، عن يونس الجرمي، عن علي بن ربيعة، عن علي بن أبي طالب…الأثر.
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه، ولكن قال البخاريُّ في التاريخ الكبير (6/497) :((قال قبيصة عن سفيان عن يونس عن عمارة : خيرني علي رضي الله عنه فاخترت أمي فجعلني معها وقال شعبة حدثنا يونس، عن عامر بن عبد الله والأول أصح)).
وتقدم أنه من المحتمل أن شعبة بن الحجاج يضطرب في اسم الراوي.
يونس الجرمي، عن عمارة بن ربيعة، عن علي بن أبي طالب…الأثر.
أخرجه :
-الشافعي في الأم (5/92)، وفي مسنده (ص288)- ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (8/4) كتاب النفقات، باب الأبوين إذا افترقا- قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي.
- وعبد الرزاق في المصنف (7/156رقم12609) كتاب النكاح، باب أي الأبوين أحق بالولد.
- والبخاريُّ في التاريخ الكبير (6/ 497) قال قبيصة بن عقبة.
كلاهما عن سفيان الثوري.
-وابن أبي شيبة في المصنف (5/239) كتاب الطلاق، ما قالوا في الأولياء والأعمام أيهم أحق بالولد، عباد بن العوام.
-وابن حزم في المحلى (10/ 328) من طريق يحيى بن سعيد القطان.(2/318)
جميعهم (سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن أبي يحيى، وسفيان الثوري، وعباد بن العوام، ويحيى بن سعيد القطان) عن يونس بن عبيد الله الجرمي عن عمارة بن ربيعة الجرمي قال: خاصمت فيّ أمي عمي من أهل البصرة إلى علي، قال :فجاء عمي وأمي فأرسلوني إلى علي فدعوته فجاء فقصوا عليه، فقال: أمك أحب إليك أم عمك؟ قال قلت: بل أمي ثلاث مرات، قال: وكانوا يستحبون الثلاث في كل شيء، فقال لي : أنت مع أمك، وأخوك هذا إذا بلغ ما بلغت خير كما خيرت، قال: وأنا غلام، وهذا لفظ الثوريّ عند عبد الرزاق، وزاد إبراهيم بن أبي يحيى : وكنت ابن سبع أو ثمان سنين، وهذه الزيادة منكرة، تفرد بها إبراهيم بن أبي يحيى وهو متروك –المغني في الضعفاء (1/23رقم157)-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الأثر عن يونس بن عبد الله الجرمي على وجهين:
الوجه الأوَّل: رواه أبو داود الطيالسي، عن شعبة بن الحجاج، عن يونس، عن علي بن عمارة، أو عامر بن عبد الله، عن علي بن أبي طالب.
الوجه الثاني : رواه سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن أبي يحيى، وسفيان الثوري، وعباد بن العوام، ويحيى بن سعيد القطان جميعهم عن يونس بن عبيد الله الجرمي عن عمارة بن ربيعة الجرمي، عن علي بن أبي طالب.
وقد رجح أبو حاتم الوجه الثاني، و لا شك أنَّ الوجه الثاني أرجح ففي رواته أئمة ثقات من كبار الحفاظ وهم : سفيان الثوري، ويحيى القطان، وابن عيينة.(2/319)
وأمَّا تحديد المخطئ في الوجه الأوَّل فلم يجزم أبو حاتم بأنَّ الخطأ من أبي داود الطيالسي ولا من شعبة؛ فقد قال لابنه لمَّا سأله : الخطأ ممن هو من شعبة أو من أبي داود ؟ قال :((لا أدري، وكان أكثر خطأ شعبة في أسماء الرواة))، وكأنّ في كلام أبي حاتم ميلاً إلى أنّ المخطئ في الرواية شعبة بن الحجاج فهو –رحمه الله- على جلالته وإتقانه حُفِظَ له عدد من الأوهام في أسماء الرواة، وتقدم في ترجمة شعبة بن الحجاج في المسألة رقم (1102) ذكر أقوال النقاد في ذلك.
- - - -
109- ] 1197[ وسُئِلَ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ يَرْوِيهِ شُعْبَةُ(1)، وأَبُو الأحْوَصِ(2)، عَنْ سِمَاكٍ(3)، فقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ الأَغَرِّ بنِ سُّلَيْكِ(4)، وقَالَ أَبُو الأحْوَصِ : عَنْ الأَغَرِّ بنِ حَنْظَلَةَ(5)، عَنْ عَلِيّ(6) :((ثَلاَثَةٌ يبْغِضُهُمْ اللَّهُ تَعَالى الشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ))، قِيْلَ لأَبِي : أَيُّهُمَا أَصَحُ ؟ قَالَ : شُعْبَةُ أَحْفَظُ. *
………………………………
* ستأتي هذه المسألة في العلل (2/246رقم2229).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : شُعبة بن الحجاج، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1102)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه وإمامته، وله بعض الأوهام في أسماء الرجال)).
(2) هو: سلام بن سليم، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1120) وهو ((ثقة)).
(3) هو : سماك بن حرب بن الذهلي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1120) وهو ((صدوق، وروايته عن عكرمة مضطربة)).(2/320)
(4) هو : الأغَرُّ-بفتح المعجمة، بعدها راء- ابن سليك ويقال: ابن حنظلة كوفي، وقال ابن سعد :((الأغر بن سليك وفي حديث آخر الأغر بن حنظلة …ولعله نسب إلى جده سليك بن حنظلة))، وقال الخطيب البغدادي :((ذكر الأغر بن سليك –ثم ذكر أحاديث شعبة بن الحجاج، والتي صرح فيها باسم الأغر بن سليك، ثم قال- وهو الأغر بن حنظلة الذي روى أبو الأحوص سلام بن سليم وإسرائيل بن يونس عنه –ثم ذكر رواياتهم مسندةً ثم قال- أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا أبو شعيب الحراني قال قال علي بن المديني : فنظرت بعد فإذا الأغر هذا هو الأغر بن حنظلة بن سليك فإذا القوم قد أصابوا جميعا في روايتهم)).
روى عن : علي بن أبي طالب، وأبي هريرة، روى عنه :سماك بن حرب، وعلي بن الأقمر، وأبو إسحاق السبيعي.
صدوق، قاله ابن حجر، وذكره ابن حبان في الثقات وقال :((يروي المراسيل))، وقال الذهبي :((مقل))، روى له النسائي في سننه حديثاً واحداً، وذكره الذهبي في الطبقة التاسعة وهم من توفي بين سنة ثمانين، وتسعين من الهجرة.
انظر : الطبقات (6/243)، التاريخ الكبير (2/44رقم1631) الجرح (2/308رقم1153)، الثقات (4/53)، موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 481-483)، تهذيب الكمال (3/314-315)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 81-100ص41-42)، التقريب (ص114رقم540).
(5) تقدم في الترجمة السابقة أنه هو الأغر بن سليك.
(6) هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100).
- - -
- التخريج :
- شعبة بن الحجاج، عن الأغر بن سليك، عن علي بن أبي طالب قوله :((ثلاثة يبغضهم الله تعالى الشيخ الزاني..))، الأثر.
أخرجه :
- ابن سعد في الطبقات (6/243)، قال أخبرنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي.(2/321)
- والخطيب في موضح أوهام الجمع (1/482) قال: أخبرناه أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني حدثنا عثمان بن محمد بن بشر السقطي حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا غندر محمد بن جعفر.
-وقال أيضاً: أخبرناه أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني حدثنا علي بن عبد الله المديني حدثنا سليمان بن داود الطيالسي.
-وقال أيضاً: أخبرناه أبو نعيم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا أبو شعيب الحراني حدثنا علي بن عبد الله المديني حدثنا بدل بن المحبر.
- وذكر الدارقطني في العلل (3/132) أنّ مسلم بن إبراهيم وغيره رووه نحو رواية غندر.
جميعهم ( عبد الملك بن عمرو، وغندر، وأبو داود الطيالسي، وبدل بن المحبر، ومسلم بن إبراهيم ) عن شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت الأغر بن سليك يحدث عن علي قال :((ثلاثة يبغضهم الله الشيخ الزاني والغني الظلوم والفقير المختال))، هذا لفظ روح، وغندر، وقال أبو داود الطيالسي : عن شعبة عن سماك بن حرب، وعلي بن الأقمر، وقال بدل بن المحبر: عن شعبة عن علي بن الأقمر.
وخالفهم روح بن عبادة فرواه عن شعبة مرفوعاً، أخرجه :
-الدارقطني في العلل (3/132) من طريق إسماعيل بن أبي الحارث، والخطيب في موضح أوهام الجمع (1/481-482) من طريق عبيد الله بن سعد كلاهما عن روح بن عبادة قال: حدثنا شعبة حدثنا سماك بن حرب وعلي بن الأقمر سمعا لأغر بن سليك قال سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((ثلاثة لا يحبهم الله وقال الآخر ثلاثة يبغضهم الله ولا يحبهم الشيخ الزاني والغني الظلوم والفقير المختال)).(2/322)
قال الخطيب :((تفرد روح برواية هذا الحديث هكذا عن شعبة مرفوعا وخالفه أبوداود سليمان بن داود الطيالسي فرواه عن شعبة عن الرجلين موقوفا ووافق أبا داود على وقفه عن شعبة محمد بن جعفر غندر وبدل ابن المحبر إلا أن غندرا رواه عن شعبة عن سماك وحده وبدل رواه عن شعبة عن علي وحده عن الأغر)).
- أبو الأحوص، عن الأغر بن حنظلة، عن علي بن أبي طالب قوله :((ثلاثة يبغضهم الله تعالى الشيخ الزاني..))، الأثر.
أخرجه :
- الخطيب في موضح أوهام الجمع (1/483) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أبان التغلبي الهيتي لفظا حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان حدثنا منجاب حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن الأغر بن حنظلة قال سمعت عليا يقول :((ثلاثة لا يرضى الله عنهم الأشمط الزاني والغني الظلوم والفقير المختال)).
وذكره البخاري في التاريخ الكبير ( 2/44) معلقاً فقال :((قال أبو الأحوص عن سماك عن أغر بن حنظلة))،
وتابع أبا الأحوص إسرائيلُ بنُ يونس، أخرجه :
- ابن سعد في الطبقات (6/243) قال أخبرنا عبيد الله بن موسى.
-والخطيب في موضح أوهام الجمع (1/483) قال: أخبرنا طلحة بن علي الكناني حدثنا عثمان بن محمد بن بشر حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا عباد بن موسى حدثنا إسماعيل بن جعفر.
كلاهما عن إسرائيل عن سماك عن الأغر بن حنظلة قال قام علي فقال :((إن الله يبغض من خلقه الأشمط الزاني والغني الظلوم والعائل المستكبر)).
وللحديث عن علي بن أبي طالب طريقٌ آخر مرفوع، أخرجه :
- المعافى بن عمران في الزهد (243رقم101-102)، والبزار في مسنده (3/87رقم 860)، والطبراني في المعجم الأوسط ( 5 /330رقم5458) والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (2/ 368) جميعهم من طريق أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((لا يحب الله الشيخ الجهول، ولا الغني الظلوم، ولا الفقير المحتال)).(2/323)
قال البزار :((وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه ولا نحفظه أيضا عن غير علي عن النبي صلى الله عليه وسلم))، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/75) :((وفيه الحارث وهو ضعيف جدا)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الأثر عن سماك بن حرب على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه شعبة بن الحجاج، عن سماك، عن الأغر بن سليك، عن علي بن أبي طالب قوله :((ثلاثة يبغضهم الله تعالى الشيخ الزاني..))، الأثر.
الوجه الثاني: رواه إسرائيل بن يونس، وأبو الأحوص كلاهما عن سماك، عن الأغر بن حنظلة، عن علي بن أبي طالب قوله.
وقد رجح أبو حاتم رواية شعبة بن الحجاج وعلل ذلك بأنه أحفظ، ويرى علي بن المديني، أنّ كلا الوجهين صحيح وأنّ من قال: الأغر بن سليك فقد نسبه إلى جده، ومن قال: الأغر بن حنظلة نسبه إلى أبيه، ونسبةُ الراوي إلى جده كثيرة عند المحدثين، وعلى هذا فليس بينهما اختلاف، قال علي بن المديني-كما تقدم في ترجمة الأغر بن سليك- : ((فنظرت بعد فإذا الأغر هذا هو الأغر بن حنظلة بن سليك فإذا القوم قد أصابوا جميعا في روايتهم))، ونحو كلام ابن المدين قال ابن سعد في طبقاته كما تقدم، لكنه قال من قال : الأغر بن حنظلة …فقد نسبه إلى جده سليك بن حنظلة.
ولم يتعرض أبو حاتم للاختلاف في رفع الحديث، ووقفه على علي بن أبي طالب، وذلك أنه اختلف على شعبة بن الحجاج على وجهين:
الوجه الأوَّل: رواه روح بن عبادة، عن شعبة، عن سماك بن حرب وعلي بن الأقمر سمعا لأغر بن سليك قال سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((ثلاثة لا يحبهم الله وقال الآخر ثلاثة يبغضهم الله ولا يحبهم الشيخ الزاني والغني الظلوم والفقير المختال)).(2/324)
الوجه الثاني: رواه عبد الملك بن عمرو، وغندر، وأبو داود الطيالسي، وبدل بن المحبر، ومسلم بن إبراهيم جميعهم عن شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت الأغر بن سليك يحدث عن علي قال :((ثلاثة يبغضهم الله الشيخ الزاني والغني الظلوم والفقير المختال)).
قال الدارقطني في العلل (3 / 132) –وقد سئل عن حديث الأغر بن سليك عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة يبغضهم الله ولا يحبهم الشيخ الزاني والغني الظلوم والفقير المحتال – فقال :((يرويه سماك بن حرب واختلف عنه فرواه شعبة عن سماك بن حرب واختلف عن شعبة فرواه روح بن عبادة عن شعبة عن سماك وعلي بن الأقمر عن الأغر بن سليك عن علي ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وخالفه غندر ومسلم بن إبراهيم وغيرهما فرووه عن شعبة عن سماك عن الأغر عن علي موقوفا وكذلك رواه أبو الأحوص عن سماك عن الأغر عن علي موقوفا وهو أصح)).
ولا شك أنّ الوجه الثاني أرجح، فإنّ روح بن عبادة وإن كان ثقة–التقريب (ص211رقم1962)- لكنه خالف أوثق أصحاب شعبة بن الحجاج محمد بن جعفر غندر، قال العجلي –كما في شرح علل الترمذي (2/514-515)-:((غندر من أثبت الناس في حديث شعبة))، وتابعه أبو داود الطيالسي وهو من أصحاب شعبة أيضاً، قال ابن عدي-في الموضع السابق من شرح العلل- :((أصحاب شعبة معاذ بن معاذ، وخالد بن الحارث، ويحيى القطان، وغندر، وأبو داود خامسهم))، وتابعهم عدد من الثقات على ذلك.
والأثر من الوجه الراجح موقوف على علي بن أبي طالب وسنده حسن.
وقد روي الحديث مرفوعاً من حديث أبي ذر الغفاري، أخرجه :(2/325)
-الترمذي في سننه (4/601رقم2568) كتاب صفة الجنة، والنسائي في سننه المجتبى (5/84)، وفي السنن الكبرى (2/44رقم 2351) كتاب الزكاة، باب ثواب من يعطي، كتاب -ومن طريقه ابن حزم في المحلى (11/228)-، وابن أبي شيية في المصنف (5/289) كتاب الجهاد، ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه، وأحمد في مسنده (5/153)، وابن أبي عاصم في الجهاد (1/364رقم129)، والبزار في مسنده (9/421-422رقم4027)، وابن خزيمة في صحيحه (4/104رقم2456) كتاب الزكاة، باب ذكر حب الله عز وجل المخفي بالصدقة، وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (8/136-137رقم3349) كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع-، والحاكم في المستدرك (1/416-417) كتاب الزكاة جميعهم من طرق عن شعبة بن الحجاج.
- وأخرجه : البزار في مسنده (9/422رقم4028) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي.
- وأخرجه : محمد بن نصر في قيام الليل (ص177)، وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (8/138رقم3350)- من طريق جرير بن عبد الحميد.
جميعهم (شعبة بن الحجاج، وشيبان بن عبد الرحمن، وجرير بن عبد الحميد) عن منصور بن المعتمر، قال سمعت ربعيا يحدث عن زيد بن ظبيان رفعه إلى أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((ثلاثة يحبهم الله عز وجل وثلاثة يبغضهم الله عز وجل أما الذين يحبهم الله عز وجل فرجل أتى قوما فسألهم بالله عز وجل ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه فتخلفه رجل بأعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله عز وجل والذي أعطاه وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني ويتلوا آياتي ورجل كان في سرية فلقوا العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح الله له والثلاثة الذين يبغضهم الله عز وجل الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم)).(2/326)
قال الترمذي :((هذا حديث صحيح وهكذا روى شيبان عن منصور نحو هذا وهذا أصح من حديث أبي بكر بن عياش))، وقال الحاكم :((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)).
ووقع في الحديث اختلاف بينه الدارقطني بقوله في العلل (6/241-242)- وقد سئل عن حديث زيد بن ظبيان عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله الحديث - فقال :((يرويه منصور واختلف عنه فرواه شعبة وشيبان وغيرهما عن منصور عن ربعي عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر وكذلك قال الأشجعي وأبو عامر عن الثوري غير أن في حديث شيبان عن زيد بن ظبيان أو غيره عن أبي ذر وقال مؤمل عن الثوري عن منصور عن ربعي عن رجل لم يسمه عن أبي ذر ورواه الأعمش عن منصور عن ربعي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وأبو بكر بن عياش عن الأعمش ووهم والصواب حديث زيد بن ظبيان)).
وقال أيضاً في العلل (5/50-51) :((يرويه أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن منصور عن ربعي عن ابن مسعود ووقع فيه وهم وليس هذا من حديث ابن مسعود وإنما هو من حديث أبي ذر وقد اختلف فيه على منصور فرواه الثوري عن منصور عن ربعي عن أبي ذر وقيل عن الثوري عن منصور عن ربعي عن رجا عن أبي ذر قاله مؤمل بن إسماعيل عن الثوري ورواه شعبة عن منصور عن ربعي عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر وقال جرير عن منصور عن ربعي عن زيد بن ظبيان أو غيره عن أبي ذر وهو المحفوظ))، وقال المزي في تهذيب الكمال (9 /55) :((والصحيح أنَّ بينهما زيد بن ظبيان)).
وزيد بن ظبيان ذكره البخاري، وابن أبي حاتم وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر :((مقبول))،
انظر : التاريخ الكبير (3/399رقم1329)، الجرح (3/566رقم2563)، الثقات (4/249)، التقريب (ص224رقم2142).
- - - -(2/327)
110/ أ - ] 1198/ أ [ سَأَلْتُ أَبِي وأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ(1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ(2)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ(3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(4)، أَوْ عَائِشَةَ(5) أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ الْمَرْأَةَ مِنْ بَنَاتِهِ جَلَسَ إِلَى خِدْرِهَا فَقَالَ :((إِنَّ فُلاَنًا يَذْكُرُ فُلاَنَةً)) فَإِنْ هِيَ سَكَتَتْ زَوَّجَهَا وَإِنْ هِيَ نَقَرَتْ السِّتْرَ فَهَكَذَا، الْحَدِيثَ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : هَذَا خَطَأٌ رُوِي عَنْ يَحْيَى، عَنْ المهاجْر بن عِكْرِمَة(6)، عَنْ عَبْد اللّه بن أَبِي بَكْر(7) قَالَ : كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالاَ: هَذَا الصَّحِيح، قَالَ أَبِي : وَكَانَ أَيُّوبُ قَدِمَ بَغْدَادَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ كُتُبُهُ وَكَانَ يُحَدّثُ مِنْ حِفْظِهِ عَلَى التّوَهُمِ فَيَغْلَطُ وَأَمَّا كُتُبُهُ فِي الأَصْلِ فَهي صَحِيْحَةٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
ــــــــــــــــــــــ
(1) أيوب بن عتبة اليمامي، أبو يحيي من بني قيس بن ثعلبة، روى عن: إياس بن سلمة بن الأكوع، وعطاء بن أبي رباح، ويحيي بن أبي كثير وغيرهم، روى عنه: أحمد بن عبد الله بن يونس، وآدم بن أبي إياس، وسعيد بن سليمان وغيرهم.(2/328)
لين الحديث، خاصةً عن يحيى بن أبي كثير، وحديثه من كتابه وما حدّث به في اليمامة أقوى من حفظه، قال أحمد بن حنبل :((مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير، وفي غير يحيى على ذاك)) ، وقال البخاري :((هو عندهم لين)) ، قال أبو زرعة :((قال لي سليمان بن داود بن شعبة اليمامي: وقع أيوب بن عتبة إلى البصرة وليس معه كتب فحدث من حفظه وكان لا يحفظ فأما حديث اليمامة ما حدث به ثمة فهو مستقيم)) ، وضعفه يحيى بن معين-في رواية ابن أبي خيثمة وغيره-، وعلي بن المديني، وعمرو بن علي، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ومسلم بن الحجاج وغيرهم، وقال ابن حجر :((ضعيف)) ، روى له ابن ماجة حديثاً واحداً، مات سنة ستين ومائة.
انظر : التاريخ الكبير (1/420 رقم1347)، الجرح (2/253 رقم907 )، الكامل (1/351-353)، تاريخ بغداد (7/3-5 )، تهذيب الكمال (3/484-489)، التقريب (ص118رقم619).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1094 )، وهو ((ثقة ثبت يرسل)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105)، وهو :((متفق على ثقته وفقهه وجلالته)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1089).
(5) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
(6) مهاجر بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي المخزومي، الحجازي، روى عن: جابر بن عبد الله، وابن عمه عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري -وهو من أقرانه-، روى عنه: جابر بن يزيد الجعفي وأبو قزعة سويد بن حجير الباهلي، ويحيى بن أبي كثير.(2/329)
فيه جهالة، قال أبو حاتم –كما في العلل لابنه-:((ليس بالمشهور، ولا أعلم أحداً روى عنه إلاّ يحيى بن أبي كثير)) ، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال ابن حجر :((مقبول)) ، وقال أيضاً -في التهذيب- :((وقال الخطابي: ضعف الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق حديث مهاجر في رفع اليدين عند رؤية البيت لأن مهاجرا عندهم مجهول))، روى له أبو داود والترمذي والنسائي حديثا واحدا عن جابر في رفع اليدين عند رؤية البيت.
انظر : العلل لابن أبي حاتم (1/36رقم74)، الجرح (8/260رقم1179)، الثقات (5/428)، تهذيب الكمال (28/576)، التهذيب (10/322)، التقريب (ص548رقم6921).
(7) عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي المخزومي المدني، روى عن: أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وأبيه أبي بكر بن عبدالرحمن، روى عنه : محمد بن عبد الله الشعيثي، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومكمل بن أبي سهل، وابن عمه مهاجر بن عكرمة.
صدوق، قاله ابن حجر، روى له النسائي، وابن ماجة حديثا واحدا.
انظر : الكامل (4/231)، تهذيب الكمال (14/346-347)، التقريب (ص297رقم3237).
- - -
- التخريج:
1- أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أو عائشة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد….الحديث.
أخرجه :
-أحمد بن حنبل في مسنده (6/78) قال: حدثنا حسين بن محمد.
-وابن عدي في الكامل (1/353 ) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد بن الهيثم،قال: حدثنا عبد الله بن صالح المقريء.
كلاهما عن أيوب بن عتبة عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يزوج شيئا من بناته جلس إلى خدرها فقال :((إن فلانا يذكر فلانة)) ، يسميها ويسمي الرجل الذي يذكرها فإن هي سكتت زوجها وإن كرهت نقرت الستر فإذا نقرته لم يزوجها، هذا لفظ أحمد في مسنده، ونحوه رواية ابن عدي.
وتابع أيوب بن عتبة :(2/330)
حجاج الصواف، قال الدارقطني في العلل (9/277) :((فرواه أيوب بن عتبه عن ابن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وكذلك قال السكن بن أبي السكن الأصم عن حجاج الصواف عن يحيى وكذلك قال أبو الأسباط الحارثي وزاد فيه عن يحيى عن عكرمة عن ابن عباس)) .
وبشر بن رافع الحارثي أبو الأسباط، أخرجه :
-أبو عبيد في غريب الحديث (2/673).
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/123) كتاب النكاح، باب إذن البكر الصمت وإذن الثيب الكلام، قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد.
كلاهما عن هشام بن بهرام.
-والطبراني في المعجم الكبير (11/355رقم11999) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني.
كلاهما (هشام بن إبراهيم، ويحيى بن عبد الحميد ) عن حاتم بن إسماعيل عن أبي الأسباط عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب إليه بعض بناته أتى الخدر فقال إن رجلا أو إن فلانا يخطب فلانة فإن طعنت في الخدر لم ينكحها وإن لم تطعن في الخدر أنكحها، هذا لفظ الطبراني ، والبيهقي، ولم يذكر أبو عبيد طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قال البيهقي :((كذا رواه أبو الأسباط الحارثي وليس بمحفوظ، والمحفوظ من حديث يحيى مرسل))، وذكره الدارقطني في العلل في كلامه السابق.
وللحديث طريقٌ آخر عن عائشة أم المؤمنين، أخرجه :
-أبو يعلى في مسنده (8/294 رقم4883) قال: حدثنا الحارث بن سريج.
-وابن عدي في الكامل (4/160) قال: حدثنا الساجي، قال: حدثنا نصر بن علي.
كلاهما عن يزيد بن زريع، قال: حدثنا فضيل بن ميسرة أبو معاذ، عن أبي حريز، عن الشعبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يزوج امرأة من نسائه قال :((إن فلان بن فلان يذكر فلانة بنت فلان)) .(2/331)
2- يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن عبد الله بن أبي بكر قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم ….الحديث.
أخرجه :
-مسدد بن مسرهد في مسنده –كما في المطالب العالية (2/161رقم1598)، ومن طريق مسدد رواه ابن قانع في معجم الصحابة (2/100)- قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة بن مهاجر أو مهاجر بن عكرمة عن عبد الله بن أبي بكر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرق بين جارية بكر وبين زوجها، زوجها أبوها وهي كارهة، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زوج أحداً من بناته أتى خدرها وقال :((إنّ فلاناً يذكر فلانة)) .
وهناك وجهان آخران رويا عن يحيى بن أبي كثير وهما :
3- يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً، أخرجه :
- عبد الرزاق في المصنف (6/141-142 رقم10278) كتاب النكاح باب استئمار النساء في أبضاعهن.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/123) قال: أخبرنا وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ أخبرني يزيد بن الهيثم أن إبراهيم بن أبي الليث حدثهم ثنا الأشجعي.
كلاهما عن سفيان الثوري.
-وسعيد بن منصور في سننه (1/155-156رقم562) كتاب النكاح، باب ما جاء في استئمار البكر والثيب، قال: أخبرنا هشيم بن بشير.
-وقال أيضاً (1/159رقم577) نا إسماعيل بن إبراهيم.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/123) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير.
جميعهم عن هشام الدستوائي.
وأخرجه :
-عبد الرزاق في المصنف –الموضع السابق ( رقم10277)- عن معمر بن راشد.
وأخرجه أيضاً (142رقم10279) قال: أخبرنا عمر بن راشد.(2/332)
جميعهم (هشام الدستوائي، ومعمر بن راشد، وعمر بن راشد) عن يحيى بن أبى كثير عن المهاجر بن عكرمة قال: كان إذا خطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعض بناته أتى إلى الخدر فقال إن فلانا يخطب فلانة فإن حركته لم ينكحها وإن لم تحركه أنكحها، هذا لفظ الثوري عن هشام الدستوائي ونحوه رواية البقية، وزاد إسماعيل بن إبراهيم عن هشام الدستوائي في أوله : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرق بين امرأة بكر وزوجها أنكحها أبوها بغير إذنها.
ورواه كذلك عن يحيى بن أبي كثير :
الأوزاعي ذكر ذلك ابن عبد البر في التمهيد (19/80) معلقاً.
وشيبان النحوي.
وعلي بن المبارك.
ذكرهما الدارقطني في العلل (9/ 277-278).
4- يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، أخرجه :
- الدولابي في الكنى والأسماء (1/194) قال: حدثنا إسحاق بن سيار، قال: حدثنا داود بن شبيب ابو سليمان، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يزوج إحدى بناته أتى إلى الخدر فقال :((إن فلانا يذكر فلانة)) ، فإذا سكتت أنكحها، وإسحاق بن سيار صدوق ثقة قاله ابن أبي حاتم –الجرح (2/223رقم770)-، وداود بن شبيب صدوق –التقريب (ص198رقم1789)-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
تبين مما تقدم أنّ الحديث اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير على أربعة أوجه :
الوجه الأوَّل: رواه أيوب بن عتبة، وبشر بن رافع الحارثي أبو الأسباط، وحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد….الحديث.
الوجه الثاني: رواه هشام الدستوائي –عنه: يحيى بن سعيد القطان- عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن عبد الله بن أبي بكر قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم ….الحديث.(2/333)
الوجه الثالث: رواه الأوزاعي، وشيبان النحوي، وعلي بن المبارك، عمر بن راشد، ومعمر بن راشد، وهشام الدستوائي – عنه: سفيان الثوري، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن إبراهيم ابن علية، ويونس بن بكير – عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
الوجه الرابع : رواه همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه مرفوعاً.
وقد رجح أبو حاتم وأبو زرعة في هذه المسألة الوجه الثاني مقابل الوجه الأوَّل، وهذا ظاهر لأمرين :
الأوَّل: أنّ الوجه الثاني رواه عن يحيى بن أبي كثير هشام الدستوائي وهو أوثق أصحاب يحيى بن أبي كثير قال أبو حاتم :((سألت أحمد بن حنبل عن الأوزاعي والدستوائي أيهما أثبت في يحيى بن أبي كثير ؟ قال: الدستوائي لا تسأل عنه أحدا ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه أما مثله فعسى وأما أثبت منه فلا)) ، وقال أبو حاتم أيضاً :((سألت ابن المديني من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير ؟ فقال: هشام، قلت : ثم أي؟ قال: ثم الأوزاعي وسمي غيره قال: فإذا سمعت عن هشام عن يحيى فلا ترد به بدلا)) ، وقال ابن أبي حاتم :((سألت أبي وأبا زرعة من أحب إليكما من أصحاب يحيى بن أبي كثير؟ قالا :هشام قالا والأوزاعي بعده)) انظر : شرح علل الترمذي (2/486-487)، -وتقدم في المسألة رقم (1094) ذكر أقوال النقاد في أصحاب يحيى بن أبي كثير-.
الثاني : أنّ المخالفين لهشام ثلاثة :
أيوب بن عتبة، وتقدم أنه لين الحديث، خاصةً عن يحيى بن أبي كثير.
وبشر بن رافع وهو ضعيف الحديث –التقريب (ص123رقم685)-.
وحجاج الصواف وهو ثقة حافظ، ورواه عن حجاج السكن بن إسماعيل الأنصاري صدوق –التقريب (ص153رقم1131، ص245رقم2459)-، ولم أقف على من أسند هذه الرواية عن حجاج وعلى كل حال فإنّ حجاج الصواف لا يرقى لدرجة هشام الدستوائي وخاصةً عن يحيى بن أبي كثير.(2/334)
وأمّا الوجه الرابع فقد رواه عن يحيى همام بن يحيى العوذي وهو ثقة ومن أصحاب يحيى بن أبي كثير –كما سيأتي في المسألة رقم (1210)- ولكن لا يصل لدرجة هشام الدستوائي.
وقد ضعف الدارقطني هذين الوجهين فقال في العلل (9/277) :((يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه فرواه أيوب بن عتبه عن ابن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وكذلك قال السكن بن أبي السكن الأصم عن حجاج الصواف عن يحيى وكذلك قال أبو الأسباط الحارثي وزاد فيه عن يحيى عن عكرمة عن بن عباس وخالفهم همام بن يحيى فرواه عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قاله داود بن شبيب عنه وكلها وهم)) ، وقال البيهقي عن الوجه الأوَّل :((وليس بمحفوظ)) .
وبقي النظر بين الوجهين الثاني والثالث وقد اختلف فيهما على هشام الدستوائي:
- فقال يحيى بن سعيد القطان عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن عبد الله بن أبي بكر قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم ….الحديث مرسلاً.
-وقال سفيان الثوري، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن إبراهيم ابن علية، ويونس بن بكير جميعهم عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وتابع هشام على هذا الوجه : الأوزاعي، وشيبان النحوي، وعلي بن المبارك، وعمر بن راشد، ومعمر بن راشد.
ورجح الدارقطني الوجه الثاني عن هشام فقال في العلل (9/277-278) :((والصحيح ما رواه هشام الدستوائي ومعمر وشيبان وعلي بن المبارك عن يحيى عن المهاجر بن عكرمة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم)).
وترجيح الوجه الثاني عن هشام قوي لأنّ الرواة عنه أكثر وفيهم ثقات أثبات، ثم إن هشاماً توبع على هذا الوجه.
وعلى كل حال فإنّ كلا الروايتين عن هشام ضعيفةٌ للإرسال، ولأنَّ المهاجر بن عكرمة فيه جهالة.
وأمّا الطريق المتقدم عن عائشة ففيه عدة علل:(2/335)
-فضيل بن ميسرة اختلطت عليه أحاديث أبي حريز فأخذها عن راو مجهول قال علي بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : قلت للفضيل بن ميسرة: أحاديث أبي حريز قال: سمعتها فذهب كتابي فأخذته بعد ذلك من إنسان-الكامل (4/158)، التهذيب (8/300)-.
-و أبو حريز عبد الله بن الحسين منكر الحديث قاله أحمد بن حنبل –الكامل (4/158)-، وهو يضطرب في هذا الحديث أيضاً قال ابن عدي في الكامل (4/160) حدثنا بشر بن موسى الغزي ثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا مسلم ثنا عثمان بن مطر ثنا أبو حريز عن عكرمة عن بن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يزوج أحدا من بناته جاء فأخذ بعضادتي الباب ثم قال: إن فلان يذكر فلانة بنت محمد فإذا سكتت زوجها.
-والشعبي لم يسمع من عائشة –جامع التحصيل (ص204)-.
وللحديث شواهد :(2/336)
حديث أبي هريرة، أخرجه : البزار في مسنده –كما كشف الأستار (2/160رقم1421)- قال: حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا المغيرة بن مسلم، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد أن يزوج بنتا من بناته جلس عند خدرها ثم يقول :((إن فلانا يخطب فلانة)) ، فان سكتت فذلك إذنها أو قال سكوتها إذنها، قال الهيثمي في مجمع زوائد (4/278) :((رواه البزار ورجاله ثقات))، والمغيرة بن مسلم صدوق كما قال ابن حجر في التقريب (ص543رقم6850)، وهذا الإسناد على جودته غريب فلم أقف عليه عند غير البزار في مسنده، وأخشى أن يكون هذا من أوهام البزار قال ابن حجر في لسان الميزان (1/237) :(( أحمد بن عمرو بن عبد الخالق الحافظ أبو بكر البزار صاحب المسند الكبير صدوق مشهور قال أبو أحمد الحاكم يخطئ في الإسناد والمتن يروي عن الفلاس وبندار والطبقة وقال الحاكم سألت الدارقطني عنه فقال يخطئ في الإسناد والمتن حدث بالمسند بمصر حفظا ينظر في كتب الناس ويحدث من حفظه ولم يكن معه كتب فأخطأ في أحاديث كثيرة جرحه النسائي وهو ثقة يخطئ كثيرا )).(2/337)
وحديث أنس بن مالك، أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (7/146رقم 7113) قال: حدثنا محمد بن نوح بن حرب ثنا وهب بن حفص الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن عبد العزيز بن الحصين عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب بعض بناته جلس إلى الخدر فقال إن فلانا يخطب فإن هي سكتت كان سكوتها رضاها وإن هي كرهت طعنت في الحجاب فكان ذلك منها كراهية، قال الهيثمي (4/278) :((رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبدالعزيز بن الحصين وهو ضعيف))، وعبدالعزيز قال عنه أبو داود :((متروك الحديث)) -لسان الميزان (4/28)-، وعثمان بن عبد الرحمن صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب وقد وثقة ابن معين–التقريب (ص428رقم5129، وص385رقم4494).
وحديث عبد الله بن عباس، تقدم تخريجه عند ذكر متابعة أبي الأسباط بشر بن رافع لأيوب بن عتبة وهو ضعيف لضعف بشر بن رافع كما تقدم، ورواه أيضاً أبو حريز عبد الله بن الحسين واضطرب فيه كما تقدم.
وحديث جبير بن حية الثقفي، أخرجه : البيهقي في السنن الكبرى (7/123) قال أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا حسين بن محمد ثنا جرير بن حازم عن حميد الطويل عن جبير بن حية الثقفي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يزوج إحدى بناته يجلس إلى خدرها فقال :((لها إن فلانا يذكر فلانة ))، فإن تكلمت فكرهت لم يزوجها وإن هي صمتت زوجها، وقال البيهقي :((مرسل)) ، وجبير بن حية ثقة جليل من الثالثة مات في خلافة عبد الملك بن مروان –التقريب (ص138رقم899)-.
فتبين مما تقدم أنَّ جميع الأحاديث الواردة في هذا الباب لا تخلو من مقال ولعله بمجموع هذه الطرق والمراسيل يقوى الحديث، والله أعلم.
- - - -(2/338)
112- ] 1199[ وسَمِعْتُ أَبَي * زُرْعَةَ وحَدَّثَنَا بِهَذَا الْبَابِ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ** بِطُرُقٍ*** مَعْمَرٍ(1)، عَنْ الزُّهْرِيِّ(2)، عَنْ سَالِمِ(3)، عَنْ أَبِيهِ(4) قَالَ:((أسلم غَيْلاَنُ بْنُ سَلَمَةَ **** وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْتَارَ أَرْبَعًا))، وأَخْبَرَنا أَبُو مُحَمَّد قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَنْ عَبْدِالْعَزِيزِ الأُوَيْسِيِّ(5)، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِك(6)، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ أسلم وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ :((أَمْسِكْ أَرْبَعًا وَفَارِقْ سَائِرَهُنَّ))، فسَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ : مُرْسل أَصَح.
113- ] 1200[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ(7)، ومَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ(8)، وابنُ عُلَيّةَ(9)، وعِيسَى بن يُونُس(10)، عَنْ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِصّةِ غَيْلاَنَ بْنِ سَلَمَةَ حَيْثُ أسلم وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فَأَمَرَهُ أنْ يُمْسكَ أَرْبَعة***** وذَكَرَ الْحَدِيث. قَالَ أَبِي : هُوَ وَهمٌ إِنَّمَا هُوَ الزُّهْرِيّ عَنْ ابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ(11) قَالَ : بَلَغَنَا أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَوَاهُ عُقَيْلٌ(12)، عَنْ الزُّهْرِيّ قَالَ : بَلَغَنَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي / سُوَيْدٍ أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبِي : وهَذَا أيضاً وَهْمٌ إِنَّمَا هُوَ الزُّهْرِيّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ قَالَ : بَلَغَنَا أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
………………………………(2/339)
* كذا في الأصل، وفي باقي النسخ (أبا) وهو الصواب.
**لم أقف على من ذكر أنّ له كتاباً مفرداً في النكاح، ويبدو أنّ هذا كتاب من مصنف له كبير على أبواب الفقه، وقد سمى ابن أبي حاتم في كتابه العلل عدة كتب من هذا المصنف، منها: كتاب الأطعمة، والفرائض، والآداب، والشفعة، انظر : العلل (1/11،479، 2/11، 23)، و انظر : أبو زرعة الرازي (1/186-187).
*** كذا في الأصل، و(ش)، و(ف)، وفي (ت) (عن) وهو أصح.
**** كذا في الأصل، و(ت)، وفي (ش) أربعاً وهو الصحيح لغة.
*****غيلان بن سلمة بن معتب الثقفي، سكن الطائف، وكان شاعرا، وفد على كسرى فسأله يبني له حصنا بالطائف فبنى له حصنا بالطائف، وأسلم بعد فتح الطائف، وكان أحد وجوه ثقيف، وقيل: إنه أحد من نزل فيه {على رجل من القريتين عظيم}، مات غيلان بن سلمة في آخر خلافة عمر بن الخطاب.
انظر : الطبقات الكبرى (5/505)، الثقات (3/328) ، الإصابة (3/189-192).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: معمر بن راشد، تقدمت ترجمته في المسألة رقم ( 1093 ) وهو :((ثقةٌ ثبتٌ خاصةً عن الزهري وفي روايته عن ثابت البنُاني، وسليمان الأعمش،، وعاصم بن أبي النجود، وقتادة، وهشام بن عروة بعض الأوهام)).
(2) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهريّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه)).
(3) هو: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1122)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
(5) هو: عبد العزيز بن عبد الله العامري الأويسي أبو القاسم المدني، روى عن : إبراهيم بن سعد، ومالك بن أنس، ونافع بن عمر الجمحي وغيرهم، روى عنه: البخاري، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن إدريس أبو حاتم الرازي وغيرهم.(2/340)
ثقة، وثقه يعقوب بن شيبة السدوسي، وأبو داود، وابن حجر وغيرهم، وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم :((سمعت أبي يقول : هو أحب إلي من يحيى بن عبد الله بن بكير، ويذكر أنه سمع الكثير من الموطأ من مالك يعني وسمع بقيه الموطأ قراءة على مالك سئل أبي عنه فقال: صدوق))، روى له أبو داود والترمذي والنسائي في حديث مالك وابن ماجة.
انظر : الجرح (5/387 رقم1804)، تهذيب الكمال (18/160-163)، التقريب (ص357رقم4106).
(6) مالك بن أنس، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو :(( متفقٌ على توثيقه، وجلالته، وفضله، وفقهه)).
(7) هو : يزيد بن زريع -بتقديم الزاي مصغراً- العيشي، أبو معاوية البصري، روى عن: أيوب السختياني، ومعمر بن راشد، ويونس بن عبيد وغيرهم، وعنه : عفان بن مسلم، وعلي بن المديني، ومسدد بن مسرهد وغيرهم.
متفقٌ على توثيقه وتثبته، وهو من أبت الناس في سعيد بن أبي عروبة، قال أحمد : ((إليه المنتهي في التثبت بالبصرة))، وقال أبو حاتم :(( ثقة إمام))، روى له الجماعة، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
انظر : الجرح (9/263-265رقم 1113)، تهذيب الكمال (32/124-130).
(8) هو: الفزاري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1152) وهو ((ثقة حافظ، كثير الرواية عن المجاهيل، ويدلس أسماء الشيوخ)).
(9) هو : إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ، مولاهم، أبو بشر البصري، المعروف بابن عُلَيَّة، روى عن: أيوب بن أبي تميمة السختياني، وعطاء بن السائب، وعلي بن جدعان وغيرهم، وعنه : أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، ويحيى بن معين وغيرهم.
ثقة ثبت إمام عابد، قال شعبة بن الحجاج :(( ابن علية سيد المحدثين))، وقال أحمد بن حنبل :(( إليه المنتهى في التثبت بالبصرة))، وقال يحيى بن معين :((كان ثقة مأمونا صدوقا مسلما ورعا تقيا))، وقال ابن حجر :(( علية ثقة حافظ))، روى له الجماعة، مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.(2/341)
انظر : الجرح (2/153-154رقم513)، تاريخ بغداد (6/229-240)، تهذيب الكمال (3/23-33)، التقريب (ص105رقم416).
(10) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1191) وهو ((متفقٌ على توثيقه وإتقانه وجلالته )).
(11) هو : عثمان بن محمد بن أبي سويد، روى عن : طلحة بن عبيد الله، وعنه : الزهري، ومحمد بن المنكدر.
مجهول، قال ابن أبي حاتم :((روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل))، وذكره ابن حبان في التابعين من الثقات وقال :((يروي المراسيل))، وقال ابن القطان :((لا يعرف ألبتة)).
انظر : التاريخ الكبير (6/248رقم2304)، المعرفة والتاريخ (1/401)، الجرح (6/165رقم908)، الثقات (5/158)، تعجيل المنفعة (2/7رقم727).
(12) هو : عُقيل -بالضم - بن خالد بن عَقيل –بالفتح- الأيلي -بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة ثم لام- أبو خالد الأموي مولاهم ، روى عن: عكرمة مولى بن عباس، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وغيرهم، وعنه: ضمام بن إسماعيل، والليث بن سعد، والمفضل بن فضالة وغيرهم.
متفق على توثيقه، وهو من أثبت الناس في الزهري، قال يحيى بن معين :(( أثبت من روى عن الزهري مالك بن أنس ثم معمر ثم عقيل))، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : ((سألت أبي عقيل بن خالد أحب إليك أم يونس ؟ قال: عقيل أحب إلي من يونس، عقيل لا بأس به، وقال أيضا سئل أبي عن عقيل ومعمر أيهما أثبت؟ فقال: عقيل أثبت كان صاحب كتاب وكان الزهري يكون بأيلة وللزهري هناك ضيعة وكان يكتب عنه هناك))، روى له الجماعة، مات سنة أربع وأربعين ومائة .
انظر : الجرح (7/43 رقم243)، تهذيب الكمال (20/242-245).
- - -
- التخريج :
يزيد بن زريع، ومروان بن معاوية، وابن علية، وعيسى بن يونس عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر قال: أسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة…الحديث.
أخرج رواياتهم :(2/342)
يزيد بن زريع، أخرجه : عبد بن حميد في مسنده-كما في إتحاف الخيرة (5/13رقم4362)-، وابن حزم في المحلى (9/441) من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن يزيد بن زريع.
ومروان بن معاوية، أخرجه : ابن أبي شيبة في المصنف (4/317) كتاب النكاح، ما قالوا فيه إذا أسلم وعنده عشر نسوة-ومن طريقه ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (1/219رقم161)-، والبخاريّ في التاريخ الكبير (6/248) معلقاً، والدارقطني في سننه (3/269) كتاب النكاح.
وإسماعيل بن علية، أخرجه : ابن أبي شيبة في الموضع السابق، وأحمد بن حنبل في مسنده (2/13، 14)، وإسحاق بن راهويه في مسنده –كما في الإصابة (3/191)-، وأبو يعلى في مسنده (9/325رقم5437)، وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/463رقم4156) كتاب النكاح، باب نكاح الكفار-، والبيهقي في السنن الكبرى (7/181) كتاب النكاح، باب من يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2270رقم5627)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (48/136).
وعيسى بن يونس، أخرجه : إسحاق بن راهويه في مسنده –كما في الإصابة (3/191)-، وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/466رقم4158)-، والحاكم في المستدرك (2/193)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2270رقم5627)،
وتابعهم :
محمد بن جعفر غندر، أخرجه : ابن ماجه في سننه (1/628رقم1953) كتاب النكاح، باب الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة، وأحمد بن حنبل في مسنده (2/ 14،44)، والخلال في أهل الملل من الجامع (1/252رقم494)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (2/537رقم572)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/181).(2/343)
وسعيد بن أبي عروية، أخرجه : الترمذي في سننه (3/435رقم1128) كتاب النكاح، باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة، قال: حدثنا هناد بن السري حدثنا عبدة بن سليمان، وأحمد بن حنبل في مسنده (2/83)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/254)، والدارقطني في سننه (3/269)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2270رقم5626)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/181)، والخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص362)، وابن عبد البر في التمهيد (12/54-55)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (48/136) جميعهم من طريق يزيد بن هارون، زاد الدارقطني، والبيهقي: عبد الله بن بكر، وابن المظفر في غرائب مالك (103-104رقم50)-ومن طريقه ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (1/219رقم161)-، من طريق يحيى بن سلام -وقد جمع في روايته بين مالك وسعيد-.
وعبد الرزاق بن همام، أخرجه : في المصنف (7/162رقم12621) باب من فرق الإسلام بينه وبين امرأته، عن معمر عن الزهري أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ منهن أربعا ذكره عن سالم عن ابن عمر.
والفضل بن موسى، أخرجه : ابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/465رقم4157)-، والحاكم في المستدرك (2/193)، والنحاس في الناسخ والمنسوخ (ص292-293)، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (1/219رقم162).
وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، أخرجه : أحمد بن حنبل في مسنده (2/44)، والروياني في مسنده (2/400-401رقم1399)، والطحاويّ في شرح معاني الآثار (3/252).
وسفيان الثوري، أخرجه : أبو الشيخ في ذكر الأقران (ص100رقم363)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/181)، وابن عبد البر في التمهيد (12/55).
ويحيى بن أبي كثير، أخرجه : ابن عدي في الكامل (1/178)، وأبو الشيخ في ذكر الأقران (ص69رقم221)، والحاكم في المستدرك (2/193)، وأبونعيم في معرفة الصحابة (4/2271رقم5629)، وابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/197).(2/344)
وعبد الرحمن المحاربيّ، أخرجه : الحاكم في المستدرك (2/192) كتاب النكاح.
وتابع معمر بنَ راشد :
بحرُ السقاء ، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (18/263رقم658)، والأوسط (8/241رقم7490)-ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2271-2272رقم5631)، قال: حدثنا محمد بن شعيب الأصبهاني ثنا يعقوب بن إسحاق الدشتكي الرازي ثنا الحارث بن مسلم عن بحر السقاء عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر أن رجلا من ثقيف يقال له: غيلان بن سلمة أسلم وله عشر نسوة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختار منهن أربعا ويدع ستا، وقال الطبراني في الأوسط :((لم يرو هذه الأحاديث عن بحر السقاء إلاّ الحارث بن مسلم)).
ومالك بن أنس، أخرجه : ابن المظفر في غرائب مالك (103-104رقم50)-ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2271رقم5630)، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (1/219رقم161)- قال ابن المظفر: قال ثنا أحمد بن عامر قال حدثني الحسن بن علي بن الأشعث ثنا محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه عن مالك بن أنس وعن سعيد بن أبي عروبة عن معمر عن الزهري عن سالم عن عبدالله بن عمر أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده ثمان نسوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :((اختر منهن أربعا وفارق سائرهن)).
وتابع الزهريَّ على الوصل:
النعمان بن المنذر، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/315رقم13221)، وفي مسند الشاميين (2/234رقم1249) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه حدثني النعمان بن المنذر عن سالم عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة كان تحته عشر نسوة في الجاهلية فأسلم وأسلمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((اختر منهن أربعا)).
وأيوب السختياني، أخرجه :
- الطبراني في المعجم الأوسط (2/406رقم1701) عن النسائيّ.
-وابن مردويه في ((جزء فيه أحاديث أبي محمد بن حيان))(237رقم124) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق .(2/345)
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/183)،
وابن عساكر في تاريخ دمشق (48/138)كلاهما من طريق عبد الله بن محمد بن ناجية، زاد البيهقي : النسائيّ.
كلاهما عن عمرو بن يزيد الجرمي.
- والدارقطني في سننه (3/271-272)-ومن طريقه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/198)-قال الدارقطنيُّ: نا محمد بن نوح الجنديسابوري نا عبدالقدوس بن محمد ح ونا محمد بن مخلد نا حفص بن عمر بن يزيد أبو بكر.
جميعهم (عمرو بن يزيد الجرمي، وعبدالقدوس بن محمد ، وحفص بن عمر ) عن سيف بن عبيد الله الجرمي حدثنا سرار بن مجشر عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر رضي الله عنه أن غيلان بن سلمة الثقفي كان تحته عشر نسوة فأسلم وأسلمن معه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار منهن أربعا قال أيوب فلما أسن طلقهن فقال له عمر رضي الله عنه راجعهن وإلا إن مت أمرت بقبرك أن يرجم كما رجم قبر أبي رغال)).
قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلاّ سرار، تفرد به سيف))، وقال ابن حجر في موافقة الخبر (2/198) عن سيف بن عبيد الله :((وثقه البزار، وابن السكن، وقالا: إنه تفرد بهذا الحديث عن سرار، وتفرد به سرار عن أيوب، ولم أر هذا الحديث في السنن للنسائيّ، ولا ذكره أصحاب الأطراف))، وقال الدارقطني في الغرائب –كما في الأطراف (3/435) :((غريب من حديث أيوب عنه، تفرد به سرار بن مجشر أبو عبيدة عنه، وتفرد به سيف بن عبيد الله، عن سرار))، وقال نحو ذلك في كتاب العلل –كما في بيان الوهم (3/499-500)-.
عبد العزيز الأويسي، عن مالك بن أنس، عن الزهري أنه قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من ثقيف أسلم وعنده عشر نسوة…الحديث.
لم أقف على من أخرج رواية عبد العزيز الأويسي عن مالك.
وتابع الأويسيَّ :
الشافعيّ، أخرجه : في الأم (4/265)، وفي مسنده (ص292)-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/182)-.(2/346)
وعبد الله بن يوسف ، أخرجه : الدارقطني في سننه (3/270) قال: نا محمد بن مخلد نا الصغاني نا عبد الله بن يوسف.
وعبد الله بن وهب، أخرجه: الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/253) قال: يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب.
والقعنبي، أخرجه : الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص362) من طريق إسحاق الحربي، عن القعنبي.
وسعيد بن منصور، أخرجه : في سننه (2/23رقم1868).
ويحيى بن يحيى الليثي في روايته للموطأ (2/458رقم76) كتاب الطلاق، باب جامع الطلاق-ومن طريقه ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (1/218رقم160)-.
وسويد بن سعيد في روايته للموطأ (ص340رقم759).
وأبي مصعب الزهري في روايته للموطأ (1/650رقم1693).
ومحمد بن الحسن في روايته الموطأ (ص178رقم530).
قال ابن عبد البر في التمهيد (12/54) :(( هكذا رواه جماعة رواة الموطأ وأكثر رواة ابن شهاب … ورواه يحيى بن سلام عن مالك ومعمر وبحر السقاء عن الزهري عن سالم عن أبيه مسندا فأخطأ فيه يحيى بن سلام على مالك ولم يتابع عنه على ذلك)).
وتابع مالكاً على هذه الرواية المرسلة معمرُ بنُ راشد، أخرجه :
أبو داود في المراسيل (ص197) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
والدارقطني في سننه (3/270) قال: نا ابن مخلد نا الرمادي.
والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/253) قال: حدثنا أحمد بن داود المكي قال ثنا يعقوب بن حميد.
والبيهقي في السنن الكبرى (7/182) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا إبراهيم بن أبي طالب، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2270رقم5628) قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا ابن شيرويه، كلاهما عن إسحاق بن راهويه.
وابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/197) من طريق أحمد بن يوسف السلمي.
جميعهم (محمد بن يحيى، والرمادي، ويعقوب بن حميد، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن يوسف السلمي) عن عبدالرزاق.(2/347)
- والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/253) قال: حدثنا أحمد بن داود المكي قال ثنا يعقوب بن حميد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
كلاهما ( عبد الرزاق بن همام، وسفيان بن عيينة) عن معمر عن الزهري أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ منهن أربعا.
الزهري ، عن ابن أبي سويد قال: بلغنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.
أخرجه :
-البخاريّ في التاريخ الكبير (6/248) والصغير (1/333) قال: حدثنا أحمد بن صالح.
-والدارقطني في سننه (3/270) قال: أخبرنا محمد بن مخلد نا الرمادي نا أصبغ بن الفرج.
-وابن عساكر في تاريخ دمشق (48/136) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
جميعهم عن ابن وهب.
- والبيهقي في السنن الكبرى (7/182) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم البزاز ثنا عثمان بن عمر.
كلاهما (ابن وهب، وعثمان بن عمر) عن يونس عن ابن شهاب عن عثمان بن محمد بن أبي سويد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لغيلان بن سلمة حين أسلم وعنده عشر نسوة :((خذ منهن أربعا وفارق سائرهن )).
قال ابن عساكر :((والمحفوظ عن الزهري حديث يونس بن يزيد)).
عُقيل بن خالد، عن الزهري قال: بلغنا عن عثمان بن أبي سويد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.
أخرجه :
-البخاريّ في التاريخ الكبير (6/248)، وفي الصغير (1/332).
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/253) قال: حدثنا نصر بن مرزوق وابن أبي داود.
- والبيهقي في السنن الكبرى (7/182) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي.
جميعهم عن عبد الله بن صالح، زاد البخاريُّ: ويحيى بن بكير.(2/348)
كلاهما (عبد الله بن صالح، وابن بكير ) عن الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لغيلان بن سلمة الثقفي حين أسلم وتحته عشر نسوة :((خذ منهن أربعا وفارق سائرهن)).
تابعه :
يونس بن يزيد، أخرجه : الدارقطني في سننه (3/270) قال: أخبرنا محمد بن مخلد نا الصاغاني نا أبو صالح حدثني الليث نا يونس عن ابن شهاب قال بلغني عن عثمان بن أبي سويد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله.
وشعيب بن أبي حمزة، قال البخاري –كما في علل الترمذي الكبير (ص164)- :(( وروى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري قال: حُدِّثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم)).
وهناك طريق آخر أخرجه :
- الحارث بن أبي أسامة في مسنده –كما في المطالب العالية(2/227رقم1758)-.
-والدارقطني في سننه (3/269).
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/183)، والخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص363) كلاهما عن أبي الحسين بن بشران.
كلاهما ( الدارقطني، وأبو الحسين بن بشران) عن محمد بن عمرو بن البختري نا أحمد بن الخليل.
كلاهما (الحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن الخليل) عن الواقدي نا عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن بن عباس قال أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسك أربعا ويفارق سائرهن قال وأسلم صفوان بن أمية وعنده ثمان نسوة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك أربعا ويفارق سائرهن.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن الزهري على أوجه :(2/349)
الوجه الأوَّل : رواه معمر بن راشد- رواه عنه : يزيد بن زريع، ومروان بن معاوية، وإسماعيل بن علية، وعيسى بن يونس، ومحمد بن جعفر غندر، وسعيد بن أبي عروبة، وعبد الرزاق بن همام-عنه الدبري-، والفضل بن موسى، وعبد الأعلى بن عبدالأعلى، وسفيان الثوري، ويحيى بن أبي كثير، وعبد الرحمن المحاربيّ- ، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر قال: أسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة…الحديث.
وتابع معمر بنَ راشد : بحرُ السقاء ، ومالك بن أنس- عنه : يحيى بن سلام-، وتابع الزهريَّ : النعمان بن المنذر، وأيوب السختياني.
الوجه الثاني : رواه مالك بن أنس – رواه عنه: عبد العزيز الأويسي، والشافعيّ، وعبدالله بن يوسف، وعبد الله بن وهب، والقعنبي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى الليثي، وسويد بن سعيد وأبو مصعب الزهري ومحمد بن الحسن - عن الزهري أنه قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من ثقيف أسلم وعنده عشر نسوة…الحديث.
وتابع مالكاً على هذه الرواية المرسلة معمر بن راشد – رواه عنه : عبدالرزاق (عن عبد الرزاق : محمد بن يحيى، والرمادي، ويعقوب بن حميد، وإسحاق بن راهويه، أحمد بن يوسف السلمي)، وسفيان بن عيينة -.
الوجه الثالث : رواه يونس بن يزيد – عنه : ابن وهب، وعثمان بن عمر- الزهري ، عن ابن أبي سويد قال: بلغنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.
الوجه الرابع : رواه عُقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد-عنه: الليث بن سعد- عن الزهري قال: بلغنا عن عثمان بن أبي سويد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.(2/350)
وقد اتفق أئمة العلل المتقدمون وغيرهم على أنّ رواية معمر بن راشد –الوجه الأوَّل- خطأ، وبينوا أنّ معمر بن راشد كان من أهل البصرة، ثم سكن اليمن ونزل بها، وكان يتعاهد كتبه وينظر فيها وهو باليمن، ثم قدم البصرة، وحدّث بها من حفظه، وليست كتبه معه فأخطأ في عدد من الأحاديث فلم رجع إلى اليمن رجع عن تلك الأحاديث، وصرح بأنه أخطأ فيها بالبصرة، ومن تلك الأحاديث حديث غيلان هذا، وبينوا أنَّ لمعمر في هذا الحديث عن الزهري في قصة غيلان حديثين أحدهما : عن الزهري مرسلاً أنّ غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة، فأمره النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يختار منهن أربعاً، والآخر : عن الزهري، عن سالم عن أبيه : أن غيلان بن سلمة طلق نساءه وقسم ماله فبلغ ذلك عمر فأمره أن يرتجع نساءه وماله وقال: لو مت على ذلك لرجمت قبرك كما رجم قبر أبي رغال في الجاهلية فأخطأ معمر فجعل إسناد هذا الحديث الذي فيه كلام عمر للحديث الذي فيه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وممن بين ذلك من النقاد :(2/351)
علي بن المديني، روى ابنُ عساكر في تاريخ دمشق (59/415) بسنده عن يعقوب بن شيبة قال :(( معمر بن راشد أبو عروة، أصله بصريّ، خرج إلى اليمن قديما، ثم قدم عليهم البصرة فحدثهم بها وليست كتبه معه، فمن سمع منه بالبصرة بعد مقدمه من اليمن ففي سماعه شيء، ومن سمع منه باليمن فسماعه صحيح، سمعت عليا يقول: حدثهم معمر بالبصرة بأحاديث على خلاف ما هي عندهم، حدثهم بالبصرة عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي أن غيلان طلق نساءه، وحدثهم به باليمن عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان طلق نساءه فقال له عمر، وعن الزهري مرسل : أن النبي قال له :"اختر منهن أربعا"…قال يعقوب : حدثني أحمد بن شبوية نا عبدالرزاق قال: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة أنه أسلم وعنده عشر نسوة))، أي : أنّ معمر بن راشد بالبصرة أسند الحديث كله عن سالم، عن أبيه، وفي اليمن بيّن: فأسند قصة عمر مع غيلان، وأرسل قصة غيلان مع النبيّ صلى الله عليه وسلم.
ويحيى بن معين، قال الخلال في أهل الملل من كتاب الجامع (1/ 253) : ((أخبرني محمد بن علي، قال: حدثنا مهنا قال: سألتُ يحيى بن معين عنه، فقال: كان معمر يخطئ فيه بالعراق، وأمَّا مالك فكان يقول: عن الزهري مرسلاً، وقال لي يحيى : في كتاب عُقيل، عن الزهري، عن محمد بن أبي سويد، قلتُ: من يقول هذا عن عقيل ؟ قال : أصحابه)).(2/352)
وأحمد بن حنبل، فقد قال-في رواية ابنه صالح- :((معمر أخطأ بالبصرة في إسناد حديث غيلان، ورجع باليمن فجعله منقطعاً))، وقال الأثرم :((ذكرت لأبي عبد الله الحديث الذي رواه البصريون عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه : أنّ غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة، فأمره النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يختار منهن أربعاً، فقلتُ: صحيحٌ هو ؟ قال: لا، ما هو بصحيح، فقلتُ له: هو في كتبهم مرسل، قال: نعم، قال أبو عبد الله : هذا حدّث به بالبصرة))، وقال مهنا :((سألتُ أحمد عن حديث معمر عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة، فأمره النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يمسك أربعاً، ويدع سائرهن، قال: ليس بصحيح، والعمل عليه، كان عبد الرزاق يقول: عن معمر، عن الزهري مرسلاً أنّ غيلان أسلم، وحدّث معمر ههنا بالعراق بحفظه من غير كتاب، فجعله عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال أحمد: ورأيت في كتاب عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن ابن أبي سويد أنّ غيلان أسلم وعنده عشر نسوة)).(2/353)
والبخاري، قال الترمذي في سننه-الموضع السابق- :(( سمعت محمد بن إسماعيل يقول : هذا حديث غير محفوظ، والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري قال: حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة، قال محمد وإنما حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن رجلا من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر :لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال))، وقال أيضاً في العلل الكبير (ص164) :((سألت محمدا عن حديث معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة أسلم وتحته عشر نسوة، فقال :هو حديث غير محفوظ، إنما روى هذا معمر بالعراق، وقد روي عن معمر عن الزهري هذا الحديث مرسلا، وروى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري قال حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم، قال محمد: وهذا أصح وإنما روى الزهري عن سالم عن أبيه أن عمر قال لرجل من ثقيف طلق نساءه فقال لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم النبي صلى الله عليه وسلم قبر أبي رغال)).(2/354)
ومسلم بن الحجاج في كتاب التمييز، نقل ذلك الحاكم في المستدرك (2/192)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/182)، قال ابن حجر في التلخيص (3/168) :(( وحكم مسلم في التمييز على معمر بالوهم فيه…وحكى الحاكم عن مسلم أن هذا الحديث مما وهم فيه معمر بالبصرة قال: فإن رواه عنه ثقة خارج البصرة حكمنا له بالصحة، وقد أخذ ابن حبان والحاكم والبيهقي بظاهر هذا الحكم فأخرجوه من طرق عن معمر من حديث أهل الكوفة وأهل خراسان وأهل اليمامة عنه قلت: ولا يفيد ذلك شيئا فإن هؤلاء كلهم إنما سمعوا منه بالبصرة وإن كانوا من غير أهلها وعلى تقدير تسليم أنهم سمعوا منه بغيرها فحديثه الذي حدث به في غير بلده مضطرب لأنه كان يحدث في بلده من كتبه على الصحة وأما إذ رحل فحدث من حفظه بأشياء وهم فيها اتفق على ذلك أهل العلم به كابن المديني والبخاري وأبي حاتم ويعقوب بن شيبة وغيرهم وقد قال الأثرم عن أحمد هذا الحديث ليس بصحيح والعمل عليه وأعله بتفرد معمر بوصله وتحديثه به في غير بلده هكذا))، وانظر : موافقة الخبر الخبر (2/196-197).
وأبو زرعة، كما في هذه المسالة.
وأبو حاتم، كما في هذه المسالة.
والعباس بن يزيد البحراني، فروى ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/392) بسنده عن العباس بن يزيد البحراني قال :(( وهذا مما غلط فيه معمر بالبصرة وذلك أنه لم يكن معه كتاب فغلط في هذا وغلط في حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة فأمره النبي أن يأخذ منهن أربعا وأراد حديث الزهري عن سالم أن غيلان بن سلمة طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه وأما حديث غيلان عن الزهري مرسل وسمعه منه قديما)).
والبزار، قال البزار –كما في موافقة الخبر الخبر لابن حجر (2/197)- : ((تفرد معمر بوصله بالبصرة، وأفسده باليمن فأرسله))،(2/355)
والطحاوي، فقال في شرح معاني الآثار (3/253) :(( ولكن إنما أتى معمر في هذا الحديث لأنه كان عنده عن الزهري في قصة غيلان حديثان هذا أحدهما والآخر عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة طلق نساءه وقسم ماله فبلغ ذلك عمر فأمره أن يرتجع نساءه وماله وقال لو مت على ذلك لرجمت قبرك كما رجم قبر أبي رغال في الجاهلية فأخطأ معمر فجعل إسناد هذا الحديث الذي فيه كلام عمر للحديث الذي فيه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ففسد هذا الحديث من جهة الإسناد)).
وابن عدي، فقد قال في الكامل (1/178) :((وحدثنا عبد الله بن محمد بن نصر بن طويط الرملي حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس حدثنا عمر بن يونس حدثنا يحيى بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة أسلم وله ثمان نسوة فقال له النبي :"اختر منهن أربعة واترك سائرهن"، وهذا الحديث إنما يرويه معمر عن الزهري وهو مما أخطأ فيه معمر بالبصرة))،
وابن عبد البر، فقال في التمهيد (12/54) :(( ووصله معمر فرواه عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر ويقولون: إنه من خطأ معمر ومما حدث به بالعراق من حفظه وصحيح حديثه ما حدث به باليمن من كتبه)).(2/356)
وقد صرح معمرُ بنُ راشد بأنه أخطأ في هذا الحديث بالبصرة فقال عبد الرزاق –كما نقل ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/392-393)- :(( فلما قدم علينا قال: إني قد غلطت بالبصرة في حديثين حدثتهم عن الزهري عن أنس أن النبي كوى أسعد بن زرارة وإنما حدثنا الزهري عن أبي أمامة بن سهل مرسل، وحدثتهم عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة قال معمر: ذهبت إلى حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة طلق نساءه وقسم ماله بين ولده فبلغ ذلك عمر فقال: بلغني أنك طلقت نساءك وقسمت مالك بين ولدك والله إني لأظن أن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك وألقاه في نفسك والله لئن لم ترجع نساءك وترجع في مالك ثم مت لأورثنهم منك ولآمرن بقبرك أن يرجم كما رجم قبر أبي رغال قال: فراجع نساءه ورجع في ماله)).
وقد رَوَى الحديثَ عن معمر مرسلاً : عبدُالرزاق بن همام -عنه: محمد بن يحيى، والرمادي، ويعقوب بن حميد، وإسحاق بن راهويه، أحمد بن يوسف السلمي-، وسفيان بن عيينة، قال البخاري في التاريخ الكبير (6/249)، والصغير (1/333) : ((وقال أهل اليمن : عن معمر، عن الزهري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً))، وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2270) :((رواه بعض المتأخرين عن أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، عن معمر مثله متصلاً وهو وهم، لأنّ الأثبات والأعلام رووه عن عبدالرزاق مرسلاً)).(2/357)
وصحح حديث معمر ابن حبان في صحيحه كما تقدم، وقواه الحاكم فقال في المستدرك (2/193) :(( الذي يؤدي إليه اجتهادي أن معمر بن راشد حدث به على الوجهين أرسله مرة ووصله مرة والدليل عليه أن الذين وصلوه عنه من أهل البصرة فقد أرسلوه أيضا والوصل أولى من الإرسال فإن الزيادة من الثقة مقبولة والله أعلم))، وصرح البيهقي بصحته في الخلافيات-كما في مختصر الخلافيات (4/146)-، وقال ابن حزم في المحلى (9/441) :(( فإن قيل فإن معمرا أخطأ في هذا الحديث خطأ فاسدا فأسنده قلنا معمر ثقة مأمون فمن ادعى عليه أنه أخطأ فعليه البرهان بذلك ولا سبيل له إليه))، وقواه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (3/500) وقال :((والمتحصل من هذا هو أنّ حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه، من رواية معمر في قصة غيلان صحيح، ولم يعتلَّ عليه من ضعفه بأكثر من الاختلاف على الزهري)).
وفي النقول السابقة عن أئمة العلل ما يرد كلام من قوى هذا الطريق أو صححه، بل إنّ معمر بن راشد نفسه أقر بأنه غلط في هذا الحديث بالبصرة، ورجع عنه باليمن !.
وقد تابع معمر بن راشد على هذا الوجه المرجوح :
بحر السقاء، فرواه عن الزهري مثل رواية معمر، وبحر بن كنيز تقدم في المسألة رقم (1149) أنه ضعيف، وتفرده عن الزهري يعد منكراً جداً، والراوي عنه: الحارث بن مسلم الرازي : فيه نظر كما قال السليماني-لسان الميزان (2/159)-.
ومالك بن أنس، وهذا الوجه عن مالك باطل، فقد تفرد به يحيى بن سلام وهو ضعيف كما في التلخيص (3/168)، وخالفه جميع أصحاب مالك مثل: عبد العزيز الأويسي، والشافعيّ، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن وهب، والقعنبي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى الليثي، وسويد بن سعيد وأبو مصعب الزهري ومحمد بن الحسن، فرووه عن مالك، عن الزهري مرسلاً، قال ابن عبد البر في التمهيد (12/54) :(( رواه يحيى بن سلام عن مالك… فأخطأ فيه يحيى بن سلام على مالك ولم يتابع عنه على ذلك)).
وتابع الزهريَّ :(2/358)
النعمان بن المنذر، والنعمان قال عنه ابن حجر في التقريب (ص564رقم7164) :((صدوق، رمي بالقدر))، وفي الإسناد إليه : أحمد بن محمد بن يحيى وهو ضعيف الحديث خاصةً عن أبيه-وهذا الحديث مما رواه عن أبيه-، قال الذهبيُّ في المغني (1/58رقم452):((أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي الدمشقي عن أبيه له مناكير، قال أبو أحمد الحاكم فيه نظر))، قال ابن حجر في لسان الميزان (1/295) :(( وقال أبو عوانة الإسفرائيني في صحيحه بعد أن روى عنه سألني أبو حاتم ما كتبت بالشام قدمتي الثالثة فأخبرته بكتبي مائة حديث لأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة كلها عن أبيه فساءه ذلك وقال: سمعت أن أحمد يقول: لم أسمع من أبي شيئا، فقلت: لا يقول حدثني أبي، فقال: إنما يقول عن أبيه إجازة، وقال الحاكم أبو أحمد: الغالب علي أنني سمعت أبا الجهم وسألته عن حال أحمد بن محمد فقال قد كان كبر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن مات سنة تسع وثمانين ومائتين))، ومحمد بن يحيى بن حمزة قال عنه ابن حبان في الثقات (9/74) :(( محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي من أهل دمشق يروى عن أبيه روى عنه أهل الشام ثقة في نفسه يتقى حديثه ما روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء))، وانظر: لسان الميزان (5/423).
وأيوب السختياني، ومدار هذا الطريق كما قال البزار، وابن السكن، والطبراني، والدارقطني على سيف بن عبيد الله الجرمي عن سرار بن مجشر عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر.(2/359)
وسرَّار بن مُجشِّر أبو عبيدة البصري، قال أحمد بن حنبل:(( سرار أبو عبيدة كان ثقة وكان من كبار أصحاب سعيد بن أبى عروبة))، و قال يحيى بن معين:(( قد روى عبدالرحمن بن مهدى عن سرار، سرار من أصحاب سعيد بن أبى عروبة القدماء ولكنه مات قديما ولذلك لم يكثر الناس عنه))، وقال ابن معين، النسائي، وأبو علي بن السكن، والدارقطني الذهبي، وابن حجر :(( ثقة))، وقال النسائيّ :(( و أثبت أصحاب سعيد بن أبي عروبة يزيد بن زريع و سرار بن مجشر))، وذكره ابن حبان في الثقات وقال :(( ربما خالف ولست أحفظ له من تابعي سماعا صحيحا))، فسرار ثقة، ومن المقدمين في سعيد بن أبي عروبة.
انظر : تاريخ الدوري (2/189-190)، تسمية من لم يرو عنه غير رجل واحد للنسائي (ص128)، الجرح (4/325رقم 1421)، الثقات (8/305)، الكاشف (1/348رقم1824)، التهذيب (3/455)، التقريب (ص229رقم2215).
وسيف بن عبيد الله الجرميّ، قال عنه عمرو بن علي الصيرفي :((من خيار الخلق))، وقال عمرو بن يزيد الجرمي، والبزار :(( ثقة))، وقال مسلمة بن قاسم :((فيه ضعف))، ذكره ابن حبان في الثقات وقال :((ربما خالف))، وقال الذهبيّ :(( ثقة صالح متأله))، وقال ابن حجر :(( صدوق ربما خالف))، ويبدو أنه لا بأس به ما لم يخالف غيره من الثقات.
انظر : الثقات (8/300)، الكاشف (1/415رقم2244)، التهذيب (4/295)، التقريب (ص262رقم2723)-.
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/168) عن هذا الإسناد :(( ورجال إسناده ثقات، ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني، واستدل به ابن القطان على صحة حديث معمر)).(2/360)
وقد أعلَّ هذا الإسناد ابنُ القيم فقال في حاشية سنن أبي داود (6/328) :(( وقد رواه الدارقطنيُّ من حديث سيف بن عبيد الله الجرمي أخبرنا سرار بن مجشر عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسك منهن أربعا فلما كان زمن عمر طلقهن فقال له عمر:" راجعهن وإلا ورثتهن مالك وأمرت بقبرك يرجم"، ولكن سيف وسرار ليسا بمعروفين بحمل الحديث وحفظه، وقال الدارقطني في كتاب العلل وقد ذكر هذا الحديث : تفرد به سيف بن عبيد الله الجرمي عن سرار، وسرار ثقة من أهل البصرة، ومعلوم أن تفرد سيف بهذا مانع من الحكم بصحته، بل لو تفرد به من هو أجل من سيف لكان تفرده علة))، وقال ابن حجر في الإصابة (3/191) :((وفي إسناده مقال)).
والذي يظهر أنّ الأمر كما قال ابن القيم فأيوب السختياني من الشهرة والمكانة ما يصعب معه التفرد بشيء من أحاديثه، وقد قال أحمد بن حنبل في عبد الوارث بن سعيد وهو من أصحاب أيوب –كما في شرح العلل (2/512)- :((عبد الوارث قد غلط في غير شيء، روى عن أيوب أحاديث لم يروها أحد من أصحابه))، وتقدم قول الدارقطني : ((غريب من حديث أيوب عنه، تفرد به سرار بن مجشر أبو عبيدة عنه، وتفرد به سيف بن عبيد الله، عن سرار))، ولم يرو هذا الحديث أحد من أصحاب الكتب الستة مما يدل على شدة غرابة هذا الإسناد.
فتحصل مما تقدم أن جميع المتابعات لمعمر أو للزهري عن سالم معلولة، ولا تصح.
وبقي الترجيح بين الأوجه الثلاثة عن الزهري، وقد اختلف النقاد فيها :
فرجح البخاريُّ رواية : عُقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد-عنه: الليث بن سعد- عن الزهري قال: بلغنا عن عثمان بن أبي سويد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.(2/361)
ورجح أبو زرعة رواية : مالك بن أنس، ومعمر بن راشد – وهي التي حدّث بها في اليمن-عن الزهري أنه قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من ثقيف أسلم وعنده عشر نسوة…الحديث.
ورجح أبو حاتم رواية : يونس بن يزيد – عنه : ابن وهب، وعثمان بن عمر- الزهري ، عن ابن أبي سويد قال: بلغنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.
والذي يظهر أنّ الزهري حدّث بهذه الأوجه كلها فجميع رواة هذه الأوجه عن الزهري هم من الطبقة الأولى من أصحابه -وتقدم ذكرهم في المسائل رقم (1122، 1133، 1143)-، فالزهريُّ تارةً يرسل الحديث، وتارةً يرسله عن ابن أبي سويد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وتارةً يُبْلِغ به عن عثمان بن أبي سويد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على أنه لم يسمع منه.
وعلى كل حال فالحديث في جميع هذه الأوجه مرسل سواءً كان عن الزهري، أو عن ابن أبي سويد، والله أعلم.
وأمّا حديث ابن عباس المتقدم ذكره ففي سنده الواقدي وتقدم أنه متروك.
وللحديث شواهد لا تصح تقدم ذكرها في المسألة رقم (1195)، والله أعلم.
- - - -(2/362)
114- ] 1201[ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر*، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ صَالِحٍ(1)، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانَ بْنُ مُحَمَّدٍ(2)، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بنُ يُونُس(3)، عَنْ ابنِ جُرَيْج(4)، عَنْ عَطَاء(5)، عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ(6) أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْغَيْلِ ثُّمَّ رَخَّصَ فِيهِ وَقَالَ :(( لَوْ كَانَ ضَارًّا أَحَدَاً لضَارَّ فَارِسَ وَالرُّومَ))، قَالَ أَبِي : الْغَيْلِ أنْ يَطَأَ الرَجُلُ امِرَأَتَهُ وَهِي تُرْضِعُ، قُلْتُ لأَبِي : فَإِنَّ ابنَ عُيَيْنَةَ(7) يحدِّثُ عَنْ عَمْروِ بنِ دِينَارٍ(8)، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْغِيلَةِ، قَالَ أَبِي : الصَّحِيحُ مُرْسلٌ، وَأَصَحَابُ ابنِ جُرَيْجٍ لاَ يَقُولونَ ابنَ عَبَّاسٍ، فَلاَ أَدْرِي الْخَطَأُ مِنْ مَرْوَانَ أَمْ مِنْ عِيسَى بنِ يُونُس.
………………………………
* كذا وقع في جميع النسخ، ولم يتبين لي من هو أبو بكر ، وأبوه !، ويبدو أنه غلط، والصواب أبو محمد –وهو ابن أبي حاتم-، عن أبيه، ويدل على ذلك قوله قال: أبي، وقد روى ابن أبي حاتم في العلل (1/252-253رقم744) حديثاً عن أبيه، عن صفوان بن صالح، عن مروان بن محمد الطاطري عن يحيى بن الحارث عن أبى الأشعث الصنعانى عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم :((من صام رمضان وأتبعه بست من شوال ))، وهذا أيضاً مما يدل على أنَّ الصواب أبو محمد بدل أبي بكر.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار الثقفي، أبو عبد الملك الدمشقي، روى عن: سفيان بن عيينة، ومروان بن محمد الطاطري، ووكيع بن الجراح وغيرهم، روى عنه: أبو داود السجستاني، وجعفر بن محمد، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وغيرهم.(2/363)
ثقة وكان يدلس تدليس التسوية ، قال أبو داود :((حجة))، ووثقه الترمذي، ومسلمة بن القاسم وغيرهما، وقال ابن حجر :(( ثقة وكان يدلس تدليس التسوية قاله أبوزرعة الدمشقي ))، وذكره في الطبقة الثالثة من المدلسين، روى له الترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير، مات سنة ثمان أو سبع أو تسع وثلاثين ومائتين.
انظر : تهذيب الكمال (13/191-196)، التهذيب (4/426)، تعريف أهل التقديس (ص135رقم74)، التقريب (ص276رقم2934).
(2) هو : مروان بن محمد بن حسان الأسدي الطاطري، أبو بكر ويقال: أبو حفص، ويقال: أبو عبد الرحمن الدمشقي، روى عن : إسماعيل بن عياش، وسعيد بن عبدالعزيز، ومعاوية بن سلام وغيرهم، روى عنه : ابنه إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري، وعباس بن عبد الله الترقفي ومعاوية بن سلام وغيرهم.
ثقة، وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وصالح بن محمد، والدارقطني وغيرهم، وقال الذهبيُّ:(( ثقة إمام))، وقال ابن حجر :((ثقة))، روى له الجماعة سوى البخاري، مات سنة عشر ومائتين.
انظر : تاريخ الطبراني عن ابن معين (ص45رقم39)، الجرح (8/257رقم1257)، سنن الدارقطني (2/156)، تهذيب الكمال (27/398-403)، الكاشف (3/133رقم5462)، التهذيب (10/95-96)، التقريب (ص526رقم6573).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1191) وهو ((متفقٌ على توثيقه وإتقانه وجلالته )).
(4) هو : عبد الملك بن عبدالعزيز، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1101)، وهو:((ثقة ثبت فقيه وكان يدلس ويرسل، وهو أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح لا يدلس عنه)).
(5) هو: عطاء بن أبي رباح، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1097) وهو((متفق على ثقته وجلالته، وفقهه وعبادته)).
(6) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105).
(7) هو: سفيان بن عيينة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1106) وهو(( متفق على ثقته وجلالته)).
(8) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1106) وهو((متفق على ثقته وجلالته)).
- - -
- التخريج :(2/364)
صفوان بن صالح، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الغيل ثم رخص فيه…الحديث.
أخرجه :
- البزار في مسنده – كما في كشف الأستار (2/172 رقم1454)- قال: حدثنا محمد بن أبي غالب، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الغيل فقال:(( لو كان ضاراً أحداً ضرّ فارس والروم )).
وتابع ابنَ جريج عمرو بن دينار أخرجه :
- الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/47) كتاب النكاح، وفي شرح مشكل الآثار (9/288رقم3663)، والطبراني في المعجم الكبير (11/169رقم11389) كلاهما عن روح بن الفرج قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن الاغتيال ثم قال :(( لو ضر أحدا لضر فارس والروم ))، وهذا الإسناد صحيح،وجميع رواته تقدموا.
سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الغيلة.
لم أقف أخرجه من هذا الوجه.
وتقدم في الوجه السابق أنَّ يحيى بن عبد الله بن بكير رواه عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً.
أصحاب ابن جريج، عن ابن جريج، عن عطاء أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الغيل.
لم أقف على أحد أخرجه عن ابن جريج من هذا الوجه.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن ابن جريج على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه عيسى بن يونس، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الغيل ثم رخص فيه…الحديث.
وتابع ابن جريج على هذه الرواية عمرو بن دينار- عنه : سفيان بن عيينة، وعن سفيان بن عيينة: يحيى بن عبد الله بن بكير-.(2/365)
الوجه الثاني : رواه أصحاب ابن جريج، عن ابن جريج، عن عطاء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم… مرسلاً.
وتابع ابن جريج على هذه الرواية عمرو بن دينار- عنه : سفيان بن عيينة، ولم أقف على من رواه عن سفيان بن عيينة-.
وقد رجح أبو حاتم الوجه الثاني المرسل، فقال :(( الصحيح مرسل، وأصحاب ابن جريج لا يقولون ابن عباس فلا أدري الخطأ من مروان أم من عيسى بن يونس )).
ولا شك أنّ ترجيح الرواية المرسلة في ضوء الطرق التي ذكرها أبو حاتم وابنه متوجه نظراً لأنَّ عيسى بن يونس خالف أصحاب ابن جريج، وأيد روايةَ أصحابِ ابنِ جريج روايةُ سفيان بنِ عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء مرسلاً.
ولكن من خلال تتبع طرق الحديث تبين أنّ يحيى بن عبد الله بن بكير رواه عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً فوافق رواية عيسى بن يونس عن ابن جريج الموصولة، فرواية سفيان بن عيينة عن عمرو ترجح الرواية المتصلة، ولم أقف على أحدٍ من أصحاب ابن جريج رواه عنه مرسلاً بعد البحث، فالذي يظهر أنَّ الصواب أنَّ الحديث متصل، وإسناده صحيح.
وللحديث شاهد من حديث جدامة بنت وهب الأسدية، أخرجه :(2/366)
- مسلم في صحيحه (2/1066رقم1442) كتاب النكاح، باب جواز الغيلة..، وأبو داود (4/9رقم3882) كتاب الطب، باب في الغيل، والترمذي (4/354رقم2076) كتاب الطب، باب ما جاء في الغيلة، والنسائيّ (6/106) كتاب النكاح، باب الغيلة، وابن ماجه (1/648رقم2011) كتاب النكاح، باب الغيل جميعهم في سننهم، ومالك في الموطأ (2/474رقم )، وأحمد في مسنده (6/316) وغيرهم من طرق عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة قالت: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس وهو يقول :((لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا))، ثم سألوه عن العزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ذلك الوأد الخفي))، وهذا لفظ مسلم في صحيحه.
- - - -
115- ] 1202[ وسأَلْتُ أَبِي وأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ ابنُ فُضَيلٍ(1)، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائِبِ(2)، عَنْ عَبْدِ خَيْر(3)، عَنْ عَبْدِ اللّهِ(4) قَالَ: أُتِي عَبْدُاللّهِ بن مَسْعُودٍ فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقَهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فقَالَ عَبْدُ اللّهِ : هَذَا أَمْرٌ مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيءٍ، وَذَكَرَتُ لَهُمَا الْحَدِيثَ، فقَالاَ: رَوَاهُ جَرِيرُ(5)، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائِبِ، عَنْ الشَّعْبِيّ(6) قَالَ: أُتِي عَبْدُاللّهِ، وَهُوَ أَشْبَهُ.
………………………………
* ستأتي هذه المسألة في العلل (1/426رقم 1281) بأطول مما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: محمد بن فضيل بن غَزْوان -بفتح المعجمة، وسكون الزاي- الضبي مولاهم أبوعبدالرحمن الكوفي ، روى عن : حصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، وأبيه فضيل بن غزوان وغيرهم، روى عنه : أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبدالله بن سعيد الأشج وغيرهم.(2/367)
صدوق، رمي بالتشيع، قال أحمد بن حنبل :((كان يتشيع وكان حسن الحديث))، وقال أبوزرعة :((صدوق من أهل العلم))، وقال النسائي :((ليس به بأس))، وقال الذهبيُّ، وابن حجر :((صدوق))، روى له الجماعة، مات سنة خمس وتسعين ومائة.
انظر : الجرح (8/57رقم263)، تهذيب الكمال (26/293-298)، الميزان (3/9 رقم8062)، التقريب (ص502رقم6227).
(2) هو : عطاء بن السائب أبومحمد ويقال أبوالسائب الثقفي الكوفي ، روى عن: أبيه السائب الثقفي، وعامر الشعبي، وعبد خير الهمذاني وغيرهم، روى عنه : حماد بن زيد، وشعبة بن الحجاج، ومحمد بن فضيل بن غزوان وغيرهم.(2/368)
ثقة قبل أن يختلط، وقد اختلط بآخره فسماع من سمع منه بآخره ضعيف، قال يحيى بن معين :((عطاء بن السائب اختلط فمن سمع منه قديما فهو صحيح وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديث عطاء وقد سمع أبوعوانة من عطاء في الصحة وفي الاختلاط جميعا ولا يحتج بحديثه))، وقال يعقوب بن سفيان :((عطاء ثقة، حديثه حجة، ما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة سماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بآخره فرواية جرير وابن فضيل وطبقتهم ضعيفة))، وقال أبوأحمد بن عدي :((وعطاء اختلط في آخر عمره فمن سمع منه قديما مثل الثوري وشعبة فحديثه مستقيم ومن سمع منه بعد الاختلاط فأحاديثه فيها بعض النكرة))، وقال الدارقطني :((اختلط في آخر عمره))، وقال أيضاً :((ولا يحتج من حديثه إلا بما رواه الأكابر شعبة والثوري ووهيب ونظراؤهم وأما ابن علية والمتأخرون ففي حديثهم عنه نظر))، والصحيح أن وهيب بن خالد سمع منه بعد الاختلاط قال أبوداود :((قلت لأحمد: عطاء بن السائب –أعني كيف حديثه؟ قال: من سمع منه بالبصرة فسماعه مضطرب، قلت : وهيب؟ قال: نعم..وسمعت أبا عبد الله أحمد قال: قال عبد الرحمن بن مهدي: قال وهيب لعطاء بن السائب: سمعت من عبيدة؟ قال: نعم، أراد بذلك: أن عطاء لقيه وهيب وقد تغير؛ لأنّ عطاء لا يعرف له سماع من عبيدة ولا لقاء))، وقال ابن حجر :((فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيرا وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم والظاهر أنه سمع منه مرتين مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه والله أعلم))، روى له البخاري حديثا واحدا متابعة والباقون سوى مسلم، مات سنة ست وثلاثين ومائة.(2/369)
انظر : المعرفة والتاريخ (3/84)، مسائل الإمام أحمد-رواية أبي داود- (ص383)، الجرح (2/ رقم1848)، الكامل (5/361-364)، تهذيب الكمال (20/86-94)، التهذيب (7/203-208)، الكواكب النيرات (ص319-333).
(3) هو: عبد خير بن يزيد الهمداني، عمارة الكوفي أدرك الجاهلية، وروى عن : عبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر الصديق وغيرهم، روى عنه: حصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، وأبوإسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي وغيرهم.
متفق على توثيقه، وثقه ابن معين وغيره، وقال ابن حجر :((ثقة من الثانية لم يصح له صحبة))، روى له الأربعة.
انظر : تهذيب الكمال (16/469-471)، التقريب (ص335رقم 3781),
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1180).
(5) هو: جرير بن عبد الحميد الضبيّ تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100) وهو ((ثقة صحيح الكتاب)).
(6) هو: عامر بن شراحيل الشعبي -بفتح المعجمة- أبوعمرو الكوفي، روى عن: عبد الله بن مسعود -ولم يسمع منه-، وعلي بن أبي طالب، والمغيرة بن شعبة وغيرهم، روى عنه: الأجلح بن عبد الله الكندي، وعطاء بن السائب، ومنصور بن المعتمر وغيرهم كثير.
متفق على توثيقه وجلالته وفقهه، قال يحيى بن معين :((إذا حدث الشعبي عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه))، وقال ابن حجر :((ثقة مشهور فقيه فاضل…قال مكحول: ما رأيت أفقه منه))، روى له الجماعة، مات بعد المائة.
انظر : تهذيب الكمال (14/28-40)، التقريب (ص287رقم3092).
- - -
- التخريج :
محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن عبد خير، عن عبد الله بن مسعود.
أخرجه :(2/370)
- الطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/ 351رقم5326) قال: حدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفيّ، قال: حدثني محمد بن فضيل، قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن عبد خير قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فسأله عن رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها ثم مات ولم يدخل بها فجعل عبد الله يرددهم، ثم قال: أقول فيها برأيي فإن يك صواباً فمن الله عز وجل، وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان: أرى لها صداق نسائها، وعليها العدة، ولها الميراث، فقال معقل بن سنان الأشجعي وكان حاضراً: أشهد لقضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة منا، يقال لها: بروع ابنة واشق، قال: فما رئي عبد الله أشد فرحاً منه يومئذ، لموافقته قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، روح بن الفرج ثقة -تقدمت ترجمته أثناء المسألة رقم (1135)-، ويحيى بن سليمان صدوق يخطئ –التقريب (ص591رقم7564)-.
وذكر هذا الوجه الدارقطني في العلل (5/ورقة 11).
جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن الشعبيّ قال: أتي عبدالله.
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
وتابع عطاء بن السائب على هذا الوجه :
إسماعيلُ بنُ أبي خالد، أخرجه : النسائي في السنن الكبرى (3/318رقم 5523 ) كتاب النكاح، ذكر الاختلاف على عامر الشعبي في هذا الحديث، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي عن يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي قال: أتي ابن مسعود في امرأة مات زوجها ولم يفرض لها الحديث، أحمد بن سليمان ثقة حافظ، ويعلى بن عبيد ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين–التقريب (ص80رقم43، وص609رقم7844)-.(2/371)
وسيار أبوالحكم،أخرجه : النسائي في الموضع السابق رقم (5522) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم البصري عن محمد بن جعفر عن شعبة عن سيار عن الشعبي قال: اختلف إلى عبد الله شهرا في رجل مات ولم يفرض لامرأته صداقا فذكره، وأحمد بن عبد الله ثقة –التقريب (ص81رقم56)-، وبقية الرواة ثقات تقدمت تراجمهم.
وعاصم الأحول، أخرجه : النسائي في الموضع السابق رقم (5521) قال: أخبرنا محمد بن بشار عن محمد غندر عن شعبة، وعبدالرزاق في المصنف (6/294رقم10899) كتاب النكاح، باب الذي يتزوج فلا يدخل ولا يفرض حتى يموت، كلاهما عن عاصم الأحول عن الشعبي قال: سئل عبدالله عن امرأة توفي عنها زوجها فذكره إلى قوله فقام رجل من أشجع فقال: قضى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك في امرأة منا يقال لها: بروع بنت واشق فقال ابن مسعود هل معك أحد فقام أناس منهم فشهدوا، ومحمد بن بشار ثقة –التقريب (ص469رقم5754)، وبقية الرواة ثقات تقدمت تراجمهم.
وهناك وجهان آخران عن عطاء بن السائب وهما :
جعفر بن سليمان الضبعي، وخالد بن عبد الله، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبدة بن سليمان، وعلي بن عاصم عن عطاء بن السائب، عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب موقوفاً عليه، أخرج رواياتهم:
رواية جعفر بن سليمان الضبعي، أخرج روايته : عبد الرزاق في المصنف (6/293رقم10893) قال: عن جعفر عن عطاء بن السائب عن عبدخير عن علي أنه كان يجعل لها الميراث وعليها العدة ولا يجعل لها صداقا.
رواية خالد بن عبد الله الواسطي، أخرجها : سعيد بن منصور في سننه (1/230-231رقم922) كتاب النكاح، باب الرجل يتزوج المرأة فيموت ولم يفرض لها صداقها-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/247) كتاب الصداق، باب من قال لا صداق لها-قال سعيد: ثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن عبد خير عن علي رضي الله عنه أنه قال في المتوفى عنها ولم يفرض لها صداقا : لها الميراث ولا صداق لها.(2/372)
وسفيان الثوري، أخرجها : عبد الرزاق في المصنف-الموضع السابق-.
وسفيان بن عيينة، أخرجها: الشافعيّ في الأم (7/172)، وابن أبي شيبة في المصنف (4/301) كتاب النكاح، في الرجل يتزوج المرأة فيموت عنها ولم يعرض لها.
وعبدة بن سليمان، أخرجها: ابن أبي شيبة في المصنف (4/301).
وعلي بن عاصم، أخرجها: البيهقي في السنن الكبرى (7/247).
وذكر هذا الوجه الدارقطني في العلل (5/ورقة 11) قال :((ورواه الثوريّ، عن عطاء بن السائب، عن عبد خير، عن علي موقوفاً لم يرفعه)).
وهيب بن خالد، عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي أن امرأة كانت تختلف…الحديث، أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (3/68رقم2129) قال: حدثنا أحمد قال نا نصر بن علي بن نصر الجهني قال: نا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال: نا وهيب بن خالد قال: نا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي أن امرأة كانت تختلف إلى ابن مسعود شهرا كل ذلك يرددها وكانت توفي عنها زوجها ولم يفرض لها صداقا فقال عبد الله: أقول فيها برأي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن ابن أم عبد لها صداق إحدى نسائها ولها الميراث الربع والثمن وعنده رجل من أشجع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد الله لقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم في امرأة منا يقال لها بروع بنت واشق.
قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب إلاّ وهيب، تفرد به أحمد بن إسحاق))، وأحمد بن إسحاق ثقة كان يحفظ –التقريب (ص77رقم 7)-، وبقية الرواة ثقات تقدمت تراجمهم.
وللحديث عن عبد الله بن مسعود طرق صحيحة :(2/373)
الطريق الأوَّل: قتادة بن دعامة، عن خلاس بن عمرو، وأبي حسان الأعرج، عن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن مسعود أتى في رجل بهذا الخبر قال: فاختلفوا إليه شهرا أو قال: مرات قال: فإني أقول فيها إن لها صداقا كصداق نسائها لا وكس ولا شطط وإن لها الميراث وعليها العدة فإن يك صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان فقام ناس من أشجع فيهم الجراح وأبوسنان فقالوا : يا ابن مسعود نحن نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاها فينا في بروع بنت واشق وإن زوجها هلال بن مرة الأشجعي كما قضيت قال: ففرح عبد الله بن مسعود فرحا شديدا حين وافق قضاؤه قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه :
أبوداود في سننه (2/237رقم2116) كتاب النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسم صداقاً-ومن طريقه ابن بشكوال في غوامض الأسماء (1/441رقم144)- من طريق يزيد بن زريع.
وأحمد بن حنبل في مسنده (1/447) عن محمد بن جعفر.
والبيهقي في السنن الكبرى (7/246) كتاب الصداق، باب أحد الزوجين يموت ولم يفرض لها صداقا ولم يدخل بها، من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.
جميعهم عن سعيد بن أبي عروبة.
وأخرجه :
أبوداود الطيالسي في مسنده (ص179رقم1273)-وعنه: أحمد بن حنبل في مسنده (4/279)-.
وأحمد بن حنبل في مسنده (1/430) عن يحيى بن سعيد.
والمحاملي في الأمالي (ص333-334رقم362) من طريق أبي زيد الهروي.
جميعهم عن هشام الدستوائي.
وأخرجه :
أحمد بن حنبل في مسنده (1/447)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/344رقم5318) كلاهما من طريق همام بن يحيى.
جميعهم (سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وهمام بن يحيى) عن قتادة بن دعامة –به-.
وعبد الله بن عتبة هو : ابن مسعود الهذلي بن أخي عبد الله بن مسعود ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ووثقه العجلي وجماعة وهو من كبار التابعين –التقريب (ص313رقم3461)-.(2/374)
الطريق الثاني : سفيان الثوريّ، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود أنه سئل عن رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ولم يدخل بها حتى مات فقال ابن مسعود لها مثل صداق نسائها لا وكس ولا شطط وعليها العدة ولها الميراث فقام معقل بن سنان الأشجعي فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق امرأة منا مثل الذي قضيت، ففرح بها ابن مسعود، أخرجه:
أبوداود في سننه (2/237رقم2115) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/245)-.
والنسائي (6/121-122) كتاب النكاح، باب إباحة التزويج بغير صداق.
-ابن ماجه في سننه (1/609رقم1819) كتاب النكاح، باب الرجل يتزوج ولا يفرض لها فيموت على ذلك.
-وابن أبي شيبة في المصنف (4/300)، وفي المسند (2/255رقم747).
-وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/10رقم1297).
-وابن الجارود في المنتقى (ص179رقم718).
-وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/409رقم4099) كتاب النكاح، باب الصداق-.
جميعهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه : أبوداود في سننه الموضع السابق.
والنسائي الموضع السابق.
-والترمذي في سننه (3/450رقم1145) كتاب النكاح، باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فيموت عنها قبل أن يفرض لها.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (3/480).
-وابن الجارود في المنتقى (ص179رقم718).
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/344رقم5318).
جميعهم من طريق يزيد بن هارون.
وأخرجه : الترمذي في سننه –الموضع السابق-.
والنسائي في سننه (6/198) كتاب الطلاق، باب عدة المتوفى عنها قبل أن يدخل بها.
كلاهما من طريق زيد بن الحباب.
-وعبد الرزاق في المصنف (6/294رقم10898)، -ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (20/231رقم543)-.
-والدارمي في سننه (2/78رقم 2252) كتاب النكاح، باب الرجل يتزوج المرأة فيموت قبل أن يفرض لها، عن محمد بن يوسف.(2/375)
جميعهم (عبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وعبدالرزاق بن همام، ومحمد بن يوسف ) عن سفيان الثوري –به-.
قال الترمذي :((حديث بن مسعود حديث حسن صحيح وقد روى عنه من غير وجه والعمل))، قال الطحاويُّ :((و لا نعلم أحداً من رواة هذا الحديث عن منصور خالف الثوري فيما رواه عليه عنه، ولا في الإسناد الذي رواه عليه به عنه، وقد رواه أيضاً عن منصور زائدةُ بنُ قدامة فوافق الثوري في متنه وفي إسناده غير أنه زاد فيه الأسود مع علقمة))، وقد أخرج رواية زائدة بن قدامة :
- النسائي في سننه (6/121)، وأحمد بن حنبل في مسنده (4/279-280)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/346-347رقم5321) ، وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/409رقم4100)-.
الطريق الثالث : رواه عامر بن شراحيل الشعبيّ، وقد اختلف عنه في من أخذ هذا الحديث عنه :
فرواه إسماعيل بن أبي خالد-عنه: محمد بن فضيل-، وداود بن أبي هند عنه، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود، أخرج رواية إسماعيل بن أبي خالد :
- الطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/349رقم5324) قال: حدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثني محمد بن فضيل، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد.
وأخرج رواية داود بن أبي هند :
- النسائي في سننه (6/122)، وابن أبي شيبة في المصنف (4/301-302)، وأحمد بن حنبل في المسند (4/280)، وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/410رقم4101)-، والطبراني في المعجم الكبير (20/231رقم542)، والحاكم في المستدرك (2/180) كتاب النكاح- وعنه: البيهقي في السنن الكبرى (7/245)- وغيرهم من طرق عن داود بن أبي هند.(2/376)
كلاهما (إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند ) عن الشعبي عن علقمة بن قيس عن عبد الله أنه أتاه قوم فقالوا: إن رجلا منا تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ولم يجمعها إليه حتى مات فقال عبد الله : ما سئلت منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد علي من هذه فأتوا غيري فاختلفوا إليه فيها شهرا ثم قالوا له في آخر ذلك: من نسأل إن لم نسألك وأنت من جلة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بهذا البلد ولا نجد غيرك قال: سأقول فيها بجهد رأيي فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء أرى أن أجعل لها صداق نسائها لا وكس ولا شطط ولها الميراث وعليها العدة أربعة أشهر وعشرا قال: وذلك بسمع أناس من أشجع فقاموا فقالوا: نشهد أنك قضيت بما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة منا يقال منا يقال لها: بروع بنت واشق قال فما رؤى عبد الله فرح فرحة يومئذ إلا بإسلامه، هذا لفظ النسائي في سننه ونحوه لفظ البقية.
قال الحاكم :((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وقيل له: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت حرملة بن يحيى يقول: سمعت الشافعي يقول: إن صح حديث بروع بنت واشق به قلت به، فقال أبوعبدالله: لو حضرت الشافعي رضي الله عنه لقمت على رؤوس أصحابه وقلت: فقد صح الحديث فقل به، قال الحاكم : فالشافعي إنما قال: لو صح الحديث لأن هذه الرواية وإن كانت صحيحة فإن الفتوى فيه لعبد الله بن مسعود وسند الحديث لنفر من أشجع وشيخنا أبوعبد الله رحمه الله إنما حكم بصحة الحديث لأن الثقة قد سمي فيه رجلا من الصحابة وهو معقل بن سنان الأشجعي)).(2/377)
ورواه فراس بن يحيى عنه عن مسروق بن الأجدع، عن ابن مسعود، أخرجه: أبوداود – (2/237 رقم2114)-، والنسائي (6/122)، وابن ماجه (1/609رقم1891) في سننهم، وابن أبي شيبة في المصنف (4/300)، وفي المسند (2/255رقم747)، وأحمد بن حنبل في مسنده (4/280)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/ 350رقم5325،5326)، وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/407رقم4098)- وغيرهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري، عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله في رجل تزوج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها الصداق فقال لها الصداق كاملا وعليها العدة ولها الميراث فقال معقل بن سنان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به في بروع بنت واشق، هذا لفظ أبي داود، ونحوه رواية البقية، وفراس بن يحيى ثقة، وثقه أحمد، وابن معين، والنسائي وغيرهم –التهذيب (8/259-260)-.
ورواه عبد الله بن عون عنه، عن الأشجعي، عن ابن مسعود، أخرجه : النسائي في السنن الكبرى (3/317رقم5520) أخبرنا شعيب بن يوسف النسائي، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/ 347-348رقم5322) قال: حدثنا علي بن شيبة، كلاهما عن يزيد بن هارون عن عبد الله بن عون عن الشعبي عن الأشجعي قال: رأيت ابن مسعود فرح فرحة وجاءه رجل فسأله عن رجل وهب ابنته لرجل فمات قبل أن يدخل بها ولم يفرض لها الصداق فقال لها الصداق كاملا وعليها العدة ولها الميراث فقال معقل بن سنان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به في بروع بنت واشق قال الأشجعي شهدت النبي صلى الله عليه وسلم قضى بها ففرح فرحة ما فرح مثلها، وعبد الله بن عون ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن –التقريب (ص317رقم 3519)-.(2/378)
قال الطحاوي :((والأشجعي المذكور الذي أخذ الشعبي هذا الحديث عنه هو معقل بن سنان وهو ممن تأخر موته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان موته في يوم الحرة، وهو أحد المقتولين بها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
ورواه إسماعيل بن أبي خالد –عنه: يعلى بن عبيد-، وسيار أبوالحكم، وعاصم الأحول، وعطاء بن السائب عن الشعبيّ مرسلاً، وتقدم تخريج روايتهم.
ويظهر أنّ الأمر كما قال الطحاوي –كما تقدم-:((وقد يحتمل أن يكون الشعبيّ أخذه عن هؤلاء الثلاثة جميعاً، فحدث به مرةً عن أحدهم، وحدث به مرة أخرى عن آخر منهم، وحدث به مرة أخرى عن آخر منهم))، ويدل على ذلك :
أنّ الشعبي إمام مكثر متسع الرواية فلا يبعد أن يكون سمع الخبر من هؤلاء جميعاً.
أنّ جميع رواة هذا الخبر عن الشعبي ثقات-كما تقدم-.
أنّ إسماعيل بن أبي خالد وهو مقدم في الشعبي رواه على الوجهين –الوجه الأوّل، والوجه الرابع-، وكلا الوجهين ثابت عن إسماعيل بن أبي خالد مما يدل على أنّ الشعبي حدّث به على الوجهين.
أنّ الخبر روي بأسانيد أخرى صحيحة كما تقدم.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن عطاء بن السائب على أوجه :
الوجه الأوَّل: رواه محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن عبد خير، عن عبدالله بن مسعود.
الوجه الثاني: رواه جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن الشعبيّ قال: أتي عبدالله، مرسلاً.
وتابع عطاء بن السائب على هذا الوجه : إسماعيل بن أبي خالد-عنه:يعلى بن عبيد-، وسيار أبوالحكم، وعاصم الأحول.
الوجه الثالث: رواه جعفر بن سليمان الضبعي، وخالد بن عبد الله الواسطي، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبدة بن سليمان، وعلي بن عاصم عن عطاء بن السائب، عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب موقوفاً عليه.
الوجه الرابع: رواه وهيب بن خالد، عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود.(2/379)
وأرجح هذه الأوجه عن عطاء بن السائب الوجه الثالث إذ أن سماع سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة من عطاء قبل الاختلاط، وأمَّا سماعُ محمد بنِ فضيل، وجرير بنِ عبدالحميد، ووهيب بن خالد منه بآخره كما تقدم في ترجمة عطاء بن السائب.
ولم يذكر أبوحاتم، وأبوزرعة الوجه الثالث، والرابع، وذكرا الوجه الأوَّل والثاني، ومالا لترجيح الوجه الثاني على الوجه الأوَّل وهو ما رواه جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن الشعبيّ قال: أتي عبد الله، مرسلاً، ويظهر أنّ سبب الترجيح لهذا الوجه أنّ عطاء بن السائب توبع على هذا الوجه فقد تابعه ثلاثة :
إسماعيل بن أبي خالد-عنه: يعلى بن عبيد -، وإسماعيل متفق على ثقته وإتقانه، وهو مقدم في الشعبي على غيره، قال أحمد بن حنبل :((أصح الناس حديثاً عن الشعبيّ إسماعيل بن أبي خالد))، وقال أبوحاتم :((لا أقدم عليه أحدا من أصحاب الشعبي، وهو ثقة، أروى من بيان، وفراس، وأحفظ من مجالد))، وكذلك قدّمه علي بنُ المديني، ويحيى بنُ معين -وتقدمت ترجمة إسماعيل في المسألة رقم (1172)-.
وسيار أبوالحكم، متفق على توثيقه -تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1121)-.
وعاصم الأحول، ثقة –تقدمت ترجمته أثناء المسألة رقم (1150)-.
ولا شك أنّ الوجه الثاني أقوى من الوجه الأوَّل للمتابعات، ولكن من حيث النظر بين الأوجه الأربعة عن عطاء بن السائب يظهر أنّ الوجه الثالث الموقوف على علي بن أبي طالب أقوى تلك الوجوه إذ أن سماع سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة من عطاء قبل الاختلاط.
وقد تقدم أنّ للحديث طرقاً صحيحة عن عبد الله بن مسعود، وصحح الحديث عدد من العلماء منهم :
ابن مهدي، ذكر ذلك ابن حجر في التلخيص الحبير (3/191).
والترمذي في سننه كما تقدم.
والطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/344).(2/380)
وأبوعبد الله محمد بن يعقوب الأصم شيخ الحاكم قال الحاكم في المستدرك-كما تقدم- :((:((سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وقيل له: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت حرملة بن يحيى يقول سمعت الشافعي يقول: إن صح حديث بروع بنت واشق به قلت به، فقال أبوعبدالله: لو حضرت الشافعي رضي الله عنه لقمت على رؤوس أصحابه وقلت فقد صح الحديث فقل به)).
وابن حبان فقد أخرجه في صحيحه كما تقدم.
والحاكم فقد صححه في المستدرك كما تقدم.
وابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام (6/46).
والبيهقيّ في السنن الكبرى (7/245).
والنوويّ، قال في تهذيب الأسماء (2/105) :(( حديث بروع بنت واشق وهو حديث صحيح رواه أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم وإسناده إسناد صحيح، قال الترمذي :هو حديث حسن صحيح، وخالفهم أبوبكر بن أبي خيثمة فقال في تاريخه في ترجمة معقل: هذا حديث مختلف فيه، قال أبوسعيد الدارمي: ما خلق الله معقل بن سنان قط ولا كانت بروع بنت واشق قط، وهذا الذي قاله الدارمي غلط منه وجهالة لما علمه الحفاظ وغيرهم والصواب ما قدمناه وإنما ذكرت هذا لأنبه على بطلانه لئلا يراه من لا يعرف حاله فيتوهمه صحيحا)).
وقد وقع اختلاف في تسمية الصحابي الذي نقل خبر بروع بنت واشق؛ قال البيهقي في السنن الكبرى (7/246) :(( هذا الاختلاف في تسمية من روى قصة بروع بنت واشق عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يوهن الحديث فإن جميع هذه الروايات أسانيدها صحاح وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك فكأن الراوي سمى منهم واحدا، وبعضهم سمى اثنين، وبعضهم أطلق ولم يسم، ومثله لا يرد الحديث ولولا ثقة من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان لفرح عبد الله بن مسعود بروايته معنى والله أعلم)).(2/381)
وقد رجح أبوزرعة الرازي أنَّ الصحابي معقل بن سنان قال ابن أبي حاتم في العلل (1/426) :(( سئل أبوزرعة عن حديث قتادة عن خلاس وأبي حسان عن عبد الله بن عقبة قال أتي عبد الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها صداقها فقال: لها صداق نسائها وعليه العدة ولها الميراث، فقام أبوالجراح وأبوسنان فشهدا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به فيهم في بروع بنت واشق الأشجعية بمثل ذلك، رواه سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: فقام معقل بن سنان الأشجعي فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله أنه سئل فقال: معقل بن سنان، وروى زائدة عن منصور عن علقمة والأسود انه قال: فقام رجل من أشجع، قال منصور: أراه سلمة بن يزيد، وروى حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة قال: فقام أبوسنان الأشجعي في رهط من أشجع فقال أبوزرعة: معقل بن سنان أصح)).
- - - -
116- ] 1203[ وسأَلْتُ أبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أشعث بْنُ عَبْدِالَمْلِكِ(1)، عَنْ الحَسَنِ(2)، عَنْ سَعْدِ بنِ هِشَامٍ(3)، عَنْ عَائِشَةَ(4) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ التبتل، ورَوَاهُ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ(5)، عَنْ أَبِيهِ(6)، عَنْ قَتَادَةَ(7)، عَنْ الحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ(8) أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ التبتل، قُلْتُ: أَيُّهُمَا أَصَح ؟ قَالَ أَبِي : قَتَادَةُ أَحْفَظُ مِنْ أَشْعَت، وَأَحْسَبُ الْحَدِيثينِ صَحِيحَينِ لأَنَّ لِسَعْدِ بنِ هِشَامٍ قِصّةً فِي سُؤَالِهِ عَائِشَةَ عَنْ تَرْكِ النّكَاحِ يعَنْي التبتل.
ــــــــــــــــــــــ(2/382)
(1) هو : أشعث بن عبد الملك الحُمْراني -بضم المهملة-، أبوهانئ البصري، روى عن : بكر بن عبد الله المزني والحسن البصري، ومحمد بن سيرين وغيرهم، روى عنه : حماد بن زيد، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.
ثقة، وهو متثبت في الحسن البصري، قال يحيى بن سعيد القطان :(( أشعث بن عبدالملك هو عندي ثقة مأمون ))، وقال أيضاً :((لم ألق أحدا يحدث عن الحسن أثبت من أشعث بن عبد الملك ))، ووثقه يحيى بن معين، والنسائي، والدارقطني وغيرهم، وقال ابن حجر :(( ثقة فقيه ))، روى له البخاري في الصحيح تعليقاً، وفي غيره، والباقون سوى مسلم، مات سنة ثنتين وأربعين، وقيل: سنة ست وأربعين ومائة.
انظر : تاريخ ابن معين للدوري (2/41)، سؤالات البرقاني (ص17رقم42)، تهذيب الكمال (3/277-286)، التقريب (ص113رقم531).
(2) هو : الحسن بن أبي الحسن: يسار، الأنصاريّ، مولاهم، البصريُّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو ((متفق على توثيقه ومن سادات التابعين، وهو كثير الإرسال ويدلس وقد احتمل الأئمة تدليسه)).
(3) هو : سعد بن هشام بن عامر الأنصاري المدني، ابن عم أنس بن مالك، روى عن: أنس بن مالك، وعن أبيه هشام بن عامر، وعائشة أم المؤمنين وغيرهم، روى عنه: الحسن البصري، وحميد بن عبد الرحمن، وزرارة بن أوفى وغيرهم.
ثقة، وثقه ابن سعد، النسائيُّ وغيرهما، وقال ابن حجر :(( ثقة ))، روى له الجماعة، استشهد بأرض الهند.
انظر : الطبقات (7/209)، تهذيب الكمال (10/307-309)، التقريب (ص232رقم2258).
(4) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
(5) هو: معاذ بن هشام الدستوائي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو ((صدوق )).
(6) هو : هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتَوائيّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو :((متفق على ثقته وفضله وقد رمي بالقدر)).(2/383)
(7) هو : قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103)، وهو :((متفق على توثيقه وجلالته، وهو كثير الإرسال ويدلس)) .
(8) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1093).
- - -
- التخريج :
أشعث بن عبد الملك، عن الحسن البصري، عن سعد بن هشام، عن عائشة أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل.
أخرجه :
-النسائي في سننه (6/58-59) كتاب النكاح، باب النهي عن التبتل، قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود.
- وأحمد في مسنده (6/125) قال: حدثنا عفان بن مسلم.
كلاهما عن خالد بن الحارث.
- وإسحاق بن راهويه في مسنده ( 3 /707رقم 1311).
- وأحمد بن حنبل في مسنده (6/157)
كلاهما عن حماد بن مسعدة.
-والترمذي في العلل الكبير (153رقم262) أبواب النكاح، ما جاء في النهي عن التبتل، قال: حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري.
-وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند (6/252) قال: حدثنا القواريري قال ثنا يحيى بن سعيد القطان.
جميعهم عن أشعث بن عبد الملك عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبتل.
معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن البصري، عن سمرة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل.
أخرجه :
-الترمذيُّ في سننه (3/393رقم1082) كتاب النكاح، باب ما جاء في النهي عن التبتل، وفي العلل الكبير –الموضع السابق- قال: حدثنا أبوهشام الرفاعي وزيد بن أخزم الطائي وإسحاق بن إبراهيم الصواف البصري.
-والنسائي في سننه (6/59) وقال: حدثنا إسحاق بن راهويه.
-وابن ماجه في سننه (1/593رقم 1849) كتاب النكاح، باب النهي عن التبتل، قال: حدثنا بشر بن آدم، وزيد بن أخزم.
- وابن أبي شيبة في المصنف (4/128) كتاب النكاح، في التزويج من كان يأمر به ويحث عليه.
-وإسحاق بن راهويه في مسنده ( 3 /708رقم 1312).
-وأحمد بن حنبل في مسنده (5/17) قال: حدثنا علي بن المديني.(2/384)
-وابن الجارود في المنتقى (ص169رقم 673 ) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، وأبوجعفر المخزومي محمد بن عبد الله بن المبارك.
-والطبراني في المعجم الكبير (7/259-260رقم6893) قال: حدثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن المديني ح وحدثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن راهويه، وفي المعجم الأوسط (8/234رقم8496) قال: حدثنا معاذ، قال: أخبرنا أبوبكر بن أبي الأسود.
جميعهم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل.
قال الترمذي :(( وزاد زيد بن أخزم في حديثه وقرأ قتادة {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}…وحديث سمرة حديث حسن غريب، وروى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ويقال كلا الحديثين صحيح )).
سؤال سعد بن هشام عائشة في ترك النكاح.
أخرجه :
-النسائي في سننه (6/60) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الخلنجي.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (6/97).
كلاهما عن أبي سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا حصين بن نافع المازني.
وأخرجه :
-أحمد بن حنبل في مسنده (6/ 112) قال: حدثنا حسين بن محمد.
-وأبويعلى في مسنده (8/275رقم4862) قال: حدثنا هدبة بن خالد.
كلاهما عن المبارك بن فضالة.(2/385)
كلاهما (حصين بن نافع المازني، والمبارك بن فضالة) عن الحسن البصريّ، عن سعد بن هشام إنه دخل على أم المؤمنين عائشة فسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان يصلي من الليل ثماني ركعات ويوتر بالتاسعة ويصلي ركعتين وهو جالس وذكرت الوضوء إنه كان يقوم إلى صلاته فيأمر بطهوره وسواكه فلما بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ست ركعات وأوتر بالسابعة وصلى ركعتين وهو جالس قالت: فلم يزل على ذلك حتى قبض قلت: إني أريد أن أسألك عن التبتل فما ترين فيه؟ قالت: فلا تفعل أما سمعت الله عز وجل يقول {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} فلا تبتل، قال: فخرج وقد فقه فقدم البصرة فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج إلى أرض مكران فقتل هناك على أفضل عمله، وحصين بن نافع لا بأس به، ومبارك بن فضالة صدوق يدلس ويسوي –التقريب (ص171رقم1388، ص519رقم6464)-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن الحسن البصري على ثلاثة أوجه :
الوجه الأوَّل: رواه أشعث بن عبد الملك عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبتل.
الوجه الثاني: رواه قتادة بن دعامة، عن الحسن البصري، عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل.
الوجه الثالث: رواه حصين بن نافع المازني، والمبارك بن فضالة عن الحسن البصريّ، عن سعد بن هشام، عن عائشة موقوفاً عليها.
وقد رجح أبوحاتم أنّ كلا الوجهين (الأول والثاني) صحيح وعلل ذلك بأنّ لسعد ابن هشام قصة مع عائشة في ترك النكاح مما قد يثبت رواية الحسن عنه مرفوعاً، وقال الترمذي-كما تقدم- :(( وحديث سمرة حديث حسن غريب، وروى الأشعث بن عبدالملك هذا الحديث عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ويقال: كلا الحديثين صحيح ))، وقال النسائي في سننه (6/59) :((قتادة أثبت وأحفظ من أشعث، وحديث أشعث أشبه بالصواب، والله أعلم )).(2/386)
قال الترمذي في العلل الكبير (ص153) :(( سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث الحسن عن سمرة محفوظ، وحديث الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة هو حسن، قال محمد: وقد روي عن سعد بن هشام عن عائشة موقوفا)).
فرواية أشعث بن عبد الملك محفوظة لأمرين:
الأوَّل: أنه من المتثبتين في الحسن البصري، والمقدمين من أصحابه.
الثاني: أنّ لسعد بن هشام قصة مع عائشة في ترك النكاح، ونهي عائشة له عن التبتل، فلا يبعد أن عائشة حدثته أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك.
فتبين مما تقدم أنّ الحديث محفوظ عن الحسن البصري من الوجهين : من حديث سمرة بن جندب، ومن حديث سعد بن هشام، عن عائشة موقوفاً ومرفوعاً، والحديث له شاهد صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص يأتي ذكره بعد ذكر الخلاف في سماع الحسن من سمرة بن جندب.
هذا وقد اختلف المحدثون في سماع الحسن البصري من سمرة بن جندب على ثلاثة أقوال :(2/387)
القول الأوَّل : صحة سماعه منه مطلقا قال علي بن المديني في علله (ص53) : ((والحسن قد سمع من سمرة لأنه كان في عهد عثمان ابن أربع عشرة وأشهر ومات سمرة في عهد زياد ))، وهذا قول يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني وغيرهما، قال الزيلعيُّ في نصب الراية (1/89) :(( وفي سماع الحسن من سمرة ثلاثة مذاهب أحدها: أنه سمع منه مطلقا وهو قول ابن المديني ذكره عنه البخاري في أول تاريخه الوسط فقال حدثنا الحميدي ثنا سفيان عن إسرائيل قال سمعت الحسن يقول ولدت لسنتين بقيتا من خلافة عمر قال علي: سماع الحسن من سمرة صحيح انتهى ونقله الترمذي في كتابه فقال في باب الصلاة الوسطى قال محمد بن إسماعيل يعني البخاري: قال على يعني بن المديني: سماع الحسن من سمرة صحيح انتهى… الظاهر من الترمذي انه يختار هذا القول فإنه صحح في كتابه عدة أحاديث من رواية الحسن عن سمرة واختار الحاكم هذا القول فقال في كتابه المستدرك بعد أن اخرج حديث الحسن عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له سكتتان سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءته ولا يتوهم أن الحسن لم يسمع من سمرة فإنه سمع منه انتهى واخرج في كتابه عدة أحاديث من رواية الحسن عن سمرة وقال في بعضها على شرط البخاري وقال في كتاب البيوع بعد أن روى حديث الحسن عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الشاة باللحم وقد احتج البخاري بالحسن عن سمرة )).(2/388)
القول الثاني : أنه لا يصح سماعه منه وإنما روايته عنه من كتاب، قال الزيلعيُّ في –الموضع السابق- :(( القول الثاني: انه لم يسمع منه شيئا واختاره ابن حبان في صحيحه فقال في النوع الرابع من القسم الخامس بعد أن روى حديث الحسن عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له سكتتان والحسن لم يسمع من سمرة شيئا انتهى وقال صاحب التنقيح قال ابن معين: الحسن لم يلق سمرة وقال شعبة: الحسن لم يسمع من سمرة وقال البرديجي: أحاديث الحسن عن سمرة كتاب ولا يثبت عنه حديث قال فيه سمعت سمرة)).
القول الثالث : صحة سماعه منه حديث العقيقة وحده، قال الزيلعيُّ في –الموضع السابق- :(( القول الثالث انه سمع منه حديث العقيقة فقط قاله النسائي وإليه مال الدارقطني في سننه فقال في حديث السكتتين : والحسن اختلف في سماعه من سمرة ولم يسمع منه إلا حديث العقيقة فيما قاله قريش بن أنس انتهى واختاره عبد الحق في أحكامه فقال عند ذكره هذا الحديث : والحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة واختاره البزار في مسنده فقال في آخر ترجمة سعيد بن المسيب عن أبي هريرة : والحسن سمع من سمرة حديث العقيقة ثم رغب عن السماع عنه ولما رجع إلى ولده اخرجوا له صحيفة سمعوها من أبيهم فكان يرويها عنه من غير أن يخبر بسماع لأنه لم يسمعها منه انتهى روى البخاري في تاريخه عن عبد الله بن أبي الأسود عن قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد قال: قال محمد بن سيرين سئل الحسن ممن سمع حديثه في العقيقة فسألته فقال: سمعته من سمرة وعن البخاري رواه الترمذي في جامعه بسنده ومتنه )).(2/389)
والذي يظهر –والله أعلم- رجحان القول الأوَّل لما ثبت في صحيح البخاري (9/590رقم5472) كتاب العقيقة، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة، عن حبيب بن الشهيد قال: أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن: ممن سمع حديث العقيقة، فسألته فقال: من سمرة بن جندب، قال الذهبيُّ في السير (4/587) :((قلت: اختلف النقاد في الاحتجاج بنسخة الحسن عن سمرة وهي نحو من خمسين حديثا فقد ثبت سماعه من سمرة فذكر أنه سمع منه حديث العقيقة ))، وقال ابن حجر في التهذيب (2/269) : ((وأما رواية الحسن عن سمرة بن جندب ففي صحيح البخاري سماعا منه لحديث العقيقة وقد روى عنه نسخة كبيرة غالبها في السنن الأربعة وعند علي بن المديني أن كلها سماع وكذا حكى الترمذي عن البخاري وقال يحيى القطان وآخرون هي كتاب وذلك لا يقتضي الانقطاع)).
ويحسن التنبه لما ذكره الذهبي في السير (4/588) قال :((وإنْ ثبتنا سماعه من سمرة، يجوز أن يكون لم يسمع منه غالب النسخة التي عن سمرة ))، فيكون الأصل سماعه من سمرة إلاّ أن تدل قرينة في الإسناد أو المتن على عدم سماعه منه.
ولحديث الباب شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، أخرجه :
- البخاري (9/117رقم5073) كتاب النكاح، باب ما يكره من التبتل، ومسلم (2/1020-1221 رقم 1402) كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه، في صحيحهما، والترمذي –في الموضع السابق رقم(1083)-، والنسائي (6/58)، وابن ماجه –في الموضع السابق رقم1848- في سننهم وغيرهم من طرق عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص قال: ردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا.
- - - -(2/390)
117- ] 1204[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ الأَجْلَحُ(1)، عَنْ الشَّعْبِيّ(2)، عَنْ عَبْدِاللّهِ بنِ الْخَلِيلِ(3)، عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمْ(4) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: إِنَّ عَلِيَّاً أَفْتَى بِالْيَمَنِ فِي ثَلاَثَةٍ وَقَعُوا عَلَى جَارِيةٍ فَوُلَدَ بينهم وَلَدٌ…الْحَدِيثَ، فقَالَ أَبِي : قَدْ اخِتَلَفُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَاضْطَرَبُوا، وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْل(5).
………………………………
* ستأتي هذه المسألة في العلل (2/273رقم 2317) بأطول مما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : أجلح بن عبد الله بن حُجّية -بالمهملة والجيم مصغر- يكنى أبا حُجية الكندي، يقال اسمه يحيى ، روى عن: سلمة بن كهيل، وعامر الشعبي، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم، روى عنه: شعبة بن الحجاج، وعبد الله بن نمير، ويحيي بن سعيد القطان وغيرهم.
صدوق، قال عباس الدوري عن يحيي بن معين :(( ثقة))، وقال في موضع آخر : ((ليس به بأس))، وقال أبو أحمد بن عدي :(( له أحاديث صالحة يروي عنه الكوفيون وغيرهم ولم أجد له حديثا منكرا مجاوزا للحد لا إسنادا ولا متنا إلا أنه يعد في شيعة الكوفة وهو عندي مستقيم الحديث صدوق))، وقال عمرو بن علي :(( مستقيم الحديث صدوق))، وقال الذهبيُّ، وابن حجر :((صدوق شيعي))، روى له البخاري في كتاب الأدب وغيره والباقون سوى مسلم، مات سنة خمس وأربعين ومائة.
انظر : تاريخ الدوري (2/19)، الكامل (1/426-428)، تهذيب الكمال (2/275-280)، ديوان الضعفاء (ص23رقم287)، التقريب (ص96رقم285).
(2) هو: عامر بن شراحيل الشعبي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1202)، وهو:(( متفق على توثيقه وجلالته وفقهه)).(2/391)
(3) هو : عبد الله بن الخليل ويقال : ابن أبي الخليل ويقال: ابن الخليل بن أبي الخليل الحضرمي، أبو الخليل الكوفي، روى عن: زيد بن أرقم، وعبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، روى عنه: إسماعيل بن رجاء، وسليمان الأعمش، وعامر الشعبي، وأبو إسحاق السبيعي.
لا بأس به، قال ابن سعد :(( كان قليل الحديث))، قال ابن عدي :(( عبد الله بن الخليل الحضرمي سمعت ابن حماد يقول قال البخاري: عبد الله بن الخليل الحضرمي، عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم في القرعة لم يتابع عليه، وعبد الله بن الخليل أنكر عليه البخاري حديث القرعة وهو معروف به))، ، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال الذهبيُّ-في الكاشف-:((ثقة))، وقال الذهبيّ –في الميزان – :(( قال البخاري: لا يتابع عليه، وقال غيره: صدوق))، وقال ابن حجر :((مقبول، من الثانية، وفرّق البخاريّ وابنُ حبان بين الراوي عن علي، فقال فيه: ابن أبي الخليل، والراوي عن زيد بن أرقم فقال فيه: ابن الخليل))، وكذلك فرق بينهما ابن أبي حاتم، روى له الأربعة.
انظر : التاريخ الكبير (5/ رقم215،216)، الجرح (5/209، 210)، الكامل (4/176)، الثقات (5/13،29)، تهذيب الكمال (14/457-458)، الكاشف (2/83رقم2728)، التقريب (ص301رقم3296).
(4) هو : زيد بن أرقم بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي صحابي مشهور، أول مشاهده الخندق، وأنزل الله تصديقه في سورة المنافقين، مات سنة ست أو ثمان وستين.
انظر : التقريب (ص222رقم2116).
(5) هو: سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي أبو يحيى الكوفي، رأى زيد بن أرقم، وروى عن: جندب بن عبد الله البجلي، وعلقمة بن قيس النخعي، وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي وغيرهم،روى عنه: الأجلح بن عبد الله الكندي، وسفيان بن الثوري، وشعبة بن الحجاج وغيرهم.(2/392)
متفق على توثيقه وإتقانه، قال أبو زرعة :(( ثقة مأمون ذكي))، وقال أبو حاتم :((ثقة متقن))، وقال النسائي :(( ثقة ثبت))، روى له الجماعة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.
انظر : الجرح (4/170 رقم 742)، تهذيب الكمال (11/313-317)، التهذيب (4/155).
- - -
- التخريج :
الأجلح، عن الشعبيّ، عن عبد الله بن الخليل، عَنْ زيد بن أرقم قَالَ: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ علياً…الحديث.
أخرجه :
- أبو داود في سننه (2/281 رقم2269) كتابا الطلاق، باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا في الولد.
-والحاكم في المستدرك (2/207) كتاب الطلاق، -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (10/267) كتاب الدعوى والبينات، باب من قال: يقرع بينهما إذا لم يكن قافة- قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو المثنى معاذ بن المثنى.
كلاهما ( أبو داود، ومعاذ بن المثنى) عن مسدد بن مسرهد.
-والنسائي في سننه (6/182) كتاب الطلاق، باب القرعة في الولد إذا تنازعوا فيه وذكر الاختلاف على الشعبي فيه في حديث زيد بن أرقم، قال: أخبرنا عمرو بن علي.
كلاهما (مسدد بن مسرهد، وعمرو بن علي) عن يحيى بن سعيد القطان.
-وأخرجه النسائي أيضاً -في الموضع السابق-، قال: أخبرنا علي بن حجر.
- وابن أبي شيبة في المصنف (7/352) كتاب البيوع والأقضية، ما جاء في القرعة، -ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (5/173رقم4990)-.
كلاهما ( علي بن حجر، وابن أبي شيبة) عن علي بن مسهر.
-و الحميدي في مسنده (2/345رقم785)- ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (5/173رقم4990)، والحاكم في المستدرك (3/136) كتاب معرفة الصحابة، في مناقب علي بن أبي طالب-.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (4/374).
-وأبو بكر القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة لأحمدبن حنبل (2 /645رقم 1095) قال: حدثنا الفضل بن الحباب قال: حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي.(2/393)
جميعهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن بشار الرمادي) عن سفيان بن عيينة.
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/382) قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الكوفي.
-والعقيلي في الضعفاء الكبير (1/123) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا زهير بن حرب.
كلاهما عن جعفر بن عون -في رواية الطحاوي شك هل هو: جعفر بن عون أو يعلى بن عبيد-.
-والعقيليُّ-في الموضع السابق-.
-والطبراني في المعجم الكبير (5/173رقم4990).
كلاهما عن معاذ بن المثنى قال حدثنا مسدد قال حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي.
-والحاكم في المستدرك (3/135-136) قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العدل ثنا محمد بن أيوب أنبأ إبراهيم بن موسى ثنا عيسى بن يونس.
-وقال الحاكم أيضاً (4/96) كتاب الأحكام،: أخبرني علي بن محمد بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا مالك بن إسماعيل النهدي.
-والطبراني في المعجم الكبير –في الموضع السابق- قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير.
-وقال الطبرانيُّ أيضاً: حدثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى الحماني ح وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جبارة بن المغلس.
-والخطيب البغدادي في المؤتنف تكملة المؤتلف (ورقة217) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم، قال: أخبرنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا أحمد بن حازم، قال: أخبرنا بكر بن عبد الرحمن.
جميعهم عن قيس بن الربيع.
-وقال الطبرانيُّ أيضاً: حدثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى الحماني ثنا أبو بكر بن عياش.(2/394)
جميعهم (يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن مسهر، وسفيان بن عيينة، وجعفر بن عون، وخالد بن عبد الله، وعيسى بن يونس، ومالك بن إسماعيل، وعبد الله بن نمير، وقيس بن الربيع ، وأبو بكر بن عياش) عن الأجلح عن الشعبي عن عبد الله بن الخليل عن زيد بن أرقم قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من اليمن فقال إن ثلاثة نفر من أهل اليمن أتوا عليا يختصمون إليه في ولد وقد وقعوا على امرأة في طهر واحد فقال لاثنين منهما: طيبا بالولد لهذا، فغليا ، ثم قال لاثنين: طيبا بالولد لهذا فغليا ثم قال لاثنين: طيبا بالولد لهذا فغليا فقال: أنتم شركاء متشاكسون إني مقرع بينكم فمن قرع فله الولد وعليه لصاحبيه ثلثا الدية فأقرع بينهم فجعله لمن قرع فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أضراسه أو نواجذه، وفي رواية النسائي، والعقيليّ-في الموضع الأوَّل- : عبد الله بن أبي الخليل، وذكر رواية الأجلح البخاريُّ في التاريخ الكبير (5/79).
قال العقيلي :((ولا يتابع الأجلح على هذا مع اضطرابه إلاّ من هو دونه محمد بن سالم))، قال الحاكم :(( قد اتفق الشيخان على ترك الاحتجاج بالأجلح بن عبد الله الكندي وإنما نقما عليه حديثا واحدا لعبد الله بن بريدة وقد تابعه على ذلك الحديث ثلاثة من الثقات فهذا الحديث إذا صحيح ولم يخرجاه)).
وذكر هذا الوجه الدارقطني في العلل (3/117) معلقاً.
وتابع الأجلح :
- جابرُ الجعفي، أخرجه : الخطيب البغدادي في المؤتنف تكملة المؤتلف –في الموضع السابق- بإسناده عن قيس بن الربيع، عن جابر الجعفي –به-، وذكر هذا الوجه الدارقطني في العلل (3/117) معلقاً.
-ومحمدُ بن سالم، ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/273رقم2317)،و البيهقي في السنن الكبرى (10/267) معلقاً وقال :((ومحمد بن سالم متروك)).(2/395)
-وأبو إسحاق الشيباني، أخرجه : الخطيب البغدادي في المؤتنف تكملة المؤتلف (ورقة217) قال: أخبرنا محمد بن علي، قال: أخبرنا علي بن عمر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا إسحاق بن سيار، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبيّ، عن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فأخبره أنّ علياً…الحديث، وذكر هذا الوجه الدارقطني في العلل (3/118) معلقاً.
حديث سلمة بن كهيل.
أخرجه :
- أبو داود في سننه (2/281رقم 2271) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبريّ ثنا أبي-ومن طريقه الخطيب البغدادي في المؤتنف تكملة المؤتلف (ورقة217)-.
-والنسائي في سننه (6/184) قال: أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر غندر.
-والبيهقي في السنن الكبرى –في الموضع السابق- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا شبابة بن سوار.
جميعهم عن شعبة بن الحجاج عن سلمة بن كهيل قال سمعت الشعبي يحدث عن الخليل أو ابن الخليل عن علي رضي الله عنه أن ثلاثة اشتركوا في طهر امرأة فادعوا الولد فأمر علي رضي الله عنه رجلا أن يقرع بينهم وأمر الذي قرع أن يعطي الآخرين ثلثي الدية ويكون الولد له، هذا لفظ البيهقي، ولم يسق أبو داود والنسائي المتن كاملاً، وأحالا على الرواية السابقة، وفي رواية النسائي، والبيهقي: عن أبي الخليل، أو ابن الخليل.
قال أبو داود :((لم يذكر اليمن، ولا النبي صلى الله عليه وسلم، ولا قوله : طيبا بالولد))، وقال النسائيّ :(( ولم يذكر زيد بن أرقم ولم يرفعه قال: أبو عبد الرحمن هذا صواب والله سبحانه وتعالى أعلم))، وقال البيهقي :(( وأصح ما روى في هذا الباب ..-وساق رواية شبابة بن سوار ثم قال:وهذا موقوف وابن الخليل ينفرد به والله أعلم)).
وذكر هذا الوجه الدارقطني في العلل (3/119) معلقاً.(2/396)
وهناك أوجه أخرى من الاختلاف على الشعبي وهي:
الشعبي، عن عبد الله بن خليل الحضرمي، عن علي بن أبي طالب، أخرجه : أبو داود الطيالسي في مسنده (ص26رقم187) قال حدثنا قيس بن الربيع عن الأجلح عن الشعبي عن عبد الله بن خليل الحضرمي عن علي أنه أتى في ثلاثة اشتركوا في طهر امرأة فأقرع بينهم وقال أنتم شركاء متشاكسون فجعل الولد للذي أقرع وجعل لهما ثلث الدية فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه.
الشعبي عن عبد خير عن زيد بن أرقم، أخرجه :
- أبو داود، والنسائي كلاهما في السنن –الموضع السابق- قالا: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم.
-وابن ماجه في سننه (2/786رقم2348) كتاب الأحكام ، باب القضاء بالقرعة، قال: حدثنا إسحاق بن منصور.
- والبيهقي في السنن الكبرى (10/266-267) قال: اخبرنا أبو طاهر الفقيه، قال أبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، قال: حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر.
-والخطيب البغدادي في المؤتنف تكملة المؤتلف (ورقة217) قال: أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي، قال: أخبرنا عمر بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن سهل.
جميعهم عن عبد الرزاق بن همام، عن سفيان الثوري عن صالح الهمداني.
وأخرجه :
- العقيلي في الضعفاء الكبير (1/123) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن معمر النجومى قال حدثنا إسحاق بن يوسف الحذاقى قال حدثنا عبد الملك بن الصباح عن سفيان عن الأجلح.
كلاهما ( صالح الهمداني، والأجلح) عن الشعبي عن عبد خير عن زيد بن أرقم قال: أتي علي رضي الله عنه بثلاثة وهو باليمن وقعوا على امرأة في طهر واحد فسأل اثنين أتقران لهذا بالولد؟ قالا: لا، ثم سأل اثنين أتقران لهذا بالولد؟ قالا: لا، فأقرع بينهم فألحق الولد بالذي صارت عليه القرعة وجعل عليه ثلثي الدية فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه.(2/397)
قال البيهقي :((هذا الحديث مما يعد في أفراد عبد الرزاق عن سفيان الثوري))، وذكر هذا الوجه البخاريُّ في التاريخ الكبير (5/79)، و الدارقطني في العلل (3/119) معلقاً.
الشعبي عن رجل من حضرموت عن زيد بن أرقم ، أخرجه :
-النسائي في سننه –الموضع السابق- قال: أخبرنا إسحاق بن شاهين.
-والخطيب البغدادي في المؤتنف تكملة المؤتلف (ورقة217) قال: أخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا معاذ بن المثنى، قال: أخبرنا مسدد بن مسرهد.
كلاهما عن خالد بن عبد الله الواسطي.
-والطبراني في المعجم الكبير (5/174رقم4993) قال: حدثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي ثنا أبو كريب ثنا عبد الله بن إسماعيل الأزدي.
كلاهما عن أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي عن رجل من حضرموت عن زيد بن أرقم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا على اليمن فأتي بغلام تنازع فيه ثلاثة.
وذكر هذا الوجه الدارقطني في العلل (3/119) معلقاً.
الشعبي عن على بن ذرى عن زيد بن أرقم ، أخرجه :
- العقيلي في الضعفاء الكبير (1/123) قال: حدثنا محمد بن أحمد الورامينى قال حدثنا عون بن جرير بن عبد الحميد.
- والطبراني في المعجم الكبير (5/173-174رقم4991) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جندل بن والق ثنا عبد الرحيم بن سليمان ح وحدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة.
كلاهما (عون بن جرير، وعثمان بن أبي شيبة) عن جرير بن عبد الحميد.
-وقال الطبراني –في الموضع السابق-: حدثنا محمد بن هشام المستملي ثنا علي بن المديني ثنا سفيان بن عيينة.
كلاهما (جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة) عن محمد بن سالم.
-والخطيب البغدادي في المؤتنف تكملة المؤتلف (ورقة217) قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا إبراهيم بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا أبي، عن ورقاء بن عمر، عن جابر الجعفي.(2/398)
كلاهما ( محمد بن سالم، وجابر الجعفي ) عن الشعبي عن على بن ذرى عن زيد بن أرقم قال: كنت جالسا عند النبي عليه السلام إذ جاءه كتاب على فذكر نحوه قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدا ناجذاه ثم قال: لا أعلم فيها إلا ما قال علي، هذا لفظ العقيلي، وفي رواية الطبراني-في الموضع الثاني- : علي بن ذريح.
الشعبي عن أبي جحيفة السوائي، أخرجه: البيهقي في السنن الكبرى (10/267)، والخطيب البغدادي في المؤتنف تكملة المؤتلف (ورقة217) كلاهما من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ داود الأودي عن الشعبي عن أبي جحيفة السوائي قال: لما كان علي رضي الله عنه باليمن أتاه ثلاثة نفر يحتقون في غلام أو قال: يختصمون في غلام فقال كل واحد منهم: هو ابني فأقرع علي رضي الله عنه بينهم فجعل الولد للقارع وجعل عليه للرجلين ثلثي الدية قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه من قضاء علي رضي الله عنه، قال البيهقي :(( داود بن يزيد الأودي غير محتج به))، وقال ابن حجر : ((ضعيف)) –التقريب (200رقم1818)-، وذكر هذا الوجه البخاري في التاريخ الكبير (5/79).
الشعبي مرسلاً، ذكره الدارقطني في العلل (3/119) معلقاً، فقال : ((وروى هذا الحديث داود بن يزيد الأودي عن الشعبي واختلف عنه فرواه عبيد الله بن موسى عن داود الأودي عن الشعبي عن أبي جحيفة عن علي وخالفه الحسن بن يزيد الأصم صاحب السدي رواه عن داود الأودي عن الشعبي مرسلا)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن الشعبي على أوجه :(2/399)
الوجه الأوَّل: رواه الأجلح-عنه :جعفر بن عون، وخالد بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، و عيسى بن يونس، ومالك بن إسماعيل، وقيس بن الربيع ، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو بكر بن عياش-، وجابر الجعفي، وسليمان الشيباني-عنه: أبو إسحاق الفزاري-، ومحمد بن سالم جميعهم عن الشعبيّ، عن عبد الله بن الخليل، عَنْ زيد بن أرقم قَالَ: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ علياً…الحديث.
الوجه الثاني: رواه سلمة بن كهيل، عن الشعبي عن الخليل أو ابن الخليل قال: أتي علي بن أبي طالب موقوفاً عليه.
الوجه الثالث: رواه الأجلح-عنه: قيس بن الربيع- عن الشعبي عن عبد الله بن خليل الحضرمي عن علي..الحديث.
الوجه الرابع: رواه الأجلح-عنه: سفيان الثوري-، وصالح الهمداني عن الشعبي عن عبد خير، عن زيد بن أرقم.
الوجه الخامس: رواه أبو إسحاق الشيباني-عنه: خالد بن عبد الله الواسطي، وعبدالله بن إسماعيل الأزدي-، عن الشعبي عن رجل من حضرموت عن زيد بن أرقم.
الوجه السادس: رواه محمد بن سالم، وجابر الجعفي-عنه: ورقاء بن عمر- ، عن الشعبي عن على بن ذرى عن زيد بن أرقم.
الوجه السابع : رواه داود الأودي-عنه عبيد الله بن موسى- عن الشعبي عن أبي جحيفة السوائي، عن علي –به-.
الوجه الثامن : رواه داود الأودي أيضاً –عنه: الحسن بن يزيد- عن الشعبي مرسلاً.(2/400)
وقد رجح النقاد الوجه الثاني وهو ما رواه سلمة بن كهيل، عن الشعبي عن الخليل أو ابن الخليل قال: أتي علي بن أبي طالب موقوفاً عليه، فقال أبو حاتم كما في هذه المسألة:((والصحيح حديث سلمة بن كهيل))، وقال أيضاً –كما في العلل (2/273رقم2317)- :((ورواه سلمة بن كهيل عن الشعبي عن أبي الخليل أو ابن الخليل أنّ عليا قضى ولم يذكر زيد بن أرقم وأتقنهم سلمة بن كهيل))، وقال النسائيُّ في السنن الكبرى (3/380-381) :(( هذه الأحاديث كلها مضطربة الأسانيد…وسلمة بن كهيل أثبتهم وحديثه أولى بالصواب))،وقال))، وقال البيهقي :((وأصح ما روى في هذا الباب ..-وساق رواية سلمة بن كهيل ثم قال: وهذا موقوف وابن الخليل ينفرد به والله أعلم)).
وهذا الترجيح ظاهر لأمور :
الأوَّل : أنّ سلمة بن كهيل متفق على توثيقه وإتقانه.
الثاني : أنَّ بقية الأوجه لا تخلو من علة، فالوجه الأوّل: رواه عن الشعبيّ أربعة :
جابر الجعفي ومحمد بن سالم وكلاهما ضعيف الحديث، والأجلح-في الراجح عنه-، والشيباني وقد اختلف عنه في الحديث على وجهين:
الوجه الأوَّل: رواه أبوإسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن عبد الله بن خليل، عن زيد بن أرقم مرفوعاً.
الوجه الثاني: ورواه خالد بن عبد الله الواسطي، وعبد الله بن إسماعيل الأزدي، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي عن رجل من حضرموت عن زيد بن أرقم مرفوعاً.
وأبو إسحاق الفزاري هو إبراهيم بن محمد بن الحارث ثقة حافظ، وخالد بن عبد الله الواسطي ثقة ثبت، وعبد الله بن إسماعيل الأزدي مجهول، –التقريب (ص92 رقم230، ص189رقم1647، ص296رقم3212)-، فكلا الوجهين قوي عن الشعبي، فيبدو أنّ أبا إسحاق الشيباني تارةً يسمي الراوي عن زيد بن أرقم وتارةً ينسبه إلى بلده.(2/401)
وعلى كل حال فقد خالف سلمةُ بنُ كُهيل الشيبانيَّ والأجلحَ فرواه على الوجه الثاني، وسلمةُ بنُ كُهيل أقوى منهما، قال النسائي :((هو أثبت من الشيباني والأجلح)) –التهذيب (4/157)-.
والوجه الثالث: رواه قيس بن الربيع، عن الأجلح، وقيس بن الربيع تقدم في المسألة رقم (1114) أنه ضعيف الحديث، وخالف في هذه الرواية كبار الثقات حيث رووه عن الأجلح على الوجه الأوَّل.
والوجه الرابع: اختلف فيه عن سفيان الثوري على وجهين:
فرواه عبد الرزاق بن همام، عن سفيان الثوري، عن صالح الهمداني عن الشعبيّ، عن عبد خير، عن زيد بن أرقم…الحديث.
ورواه عبد الملك بن الصباح، عن سفيان الثوري، عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد خير الحضرمي، عن زيد بن أرقم…الحديث.
وعبد الملك بن الصباح صدوق –التقريب (ص363رقم4186)، وعبد الرزاق بن همام أقوى منه وأثبت فروايته تقدم، وهذا الوجه الراجح عن سفيان الثوري معلول؛ فصالح الهمداني هو صالح بن صالح بن حي وهو ثقة-التقريب (ص272رقم2865)- لكنه خالف من هو أوثق منه سلمة بن كهيل.
والوجه الخامس: هو أحد الاختلافات على أبي إسحاق الشيباني، وتقدم الكلام عليه في الوجه الأوَّل.
والوجه السادس : رواه محمد بن سالم، وجابر الجعفي وكلاهما ضعيف، وخالفا من هو أوثق منهما سلمة بن كهيل.
والوجه السابع، والثامن : تفرد بهما داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف الحديث كما تقدم، وخالف من هو أوثق منه.
فتبين مما تقدم أنَّ الصواب أنَّ الحديث موقوف على علي بن أبي طالب، وهذا ما رجحه النقاد كما تقدم، وإسناد الأثر جيد.
- - - -(2/402)
118- ] 1205[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ(1)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ(2)، عَنْ الزُّهْرِيِّ(3)، عَنْ سَالِمٍ(4)، عَنْ أَبِيهِ(5)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وأَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، قَالَ أَبِي : هَذَانِ الْحَدِيثانِ خَطَأ يَرْوِيهِ عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ رَجُلٍ(6)، عَنْ الزُّهْرِيّ هَكَذَا، ولَيْسَ هَذَا مِنْ صَحِيحِ حَدِيثِ الزُّهْرِيّ، أَمَّا حَدِيثُ نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وعَلَى خَالَتِهَا، فَإِنَّ عُقَيْلاً(7)، رَوَاهُ عَنْ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بنِ عَبْدِ اللّهِ(8)، وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ(9)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(10)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَشْبَهُ،/ وَأَمَّا قِصّةُ المَائِدَةِ فهو مُفْتَعَلٌ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ الثِّقَاتِ.
………………………………
* تكررت هذه المسألة برقم (1474) وبرقم (1555) وبرقم (1576) بنحو هذه المسألة.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : كثير بن هشام الكِلاَبيُّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1156) وهو ((ثقة)) .
(2) هو : جعفر بن بُرْقان -بضم الموحدة وسكون الراء بعدها قاف- الكلابي أبو عبدالله الرقي، روى عن: عطاء بن أبي رباح، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وميمون بن مهران وغيرهم، روى عنه : أبو نعيم الفضل بن دكين، وكثير بن هشام، ووكيع بن الجراح وغيرهم.(2/403)
متفقٌ على توثيقه في غير الزهري، وهو من أثبت الناس في ميمون بن مهران، ويزيد بن الأصم، وروايته عن الزهري ضعيفة، قال أحمد بن حنبل :((جعفر بن برقان ثقة ضابط لحديث ميمون وحديث يزيد بن الأصم وهو في حديث الزهري يضطرب ويختلف فيه)) ، وقال يحيى بن معين :((ثقة فيما روى عن غير الزهري وأما ما روى عن الزهري فهو فيه ضعيف وكان أميا لا يكتب فليس هو مستقيم الحديث عن الزهري وهو في غير الزهري أصح حديثا)) ، وقال الدارقطني :((ربما حدث الثقة عن ابن برقان عن الزهري ويحدثه الآخر عن ابن برقان عن رجل عن الزهري أو يقول بلغني عن الزهري فأما حديثه عن ميمون بن مهران ويزيد بن الأصم فثابت صحيح)) ، وكذلك قال ابن نمير، والنسائي، وابن عدي وغيرهم، روى له البخاري في الأدب، والباقون، مات سنة خمسين ومائة.
انظر : الجرح (2/ 474-475رقم1932)، الكامل (2/140-142)، سؤالات البرقاني (ص: 21رقم81)، تهذيب الكمال (5/11-18)، التقريب (ص140رقم932).
(3) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهريّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه)).
(4) هو: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1122)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
(6) لم أقف له على تسمية.
(7) هو: عُقيل -بالضم - بن خالد بن عَقيل –بالفتح- الأيلي، أبو خالد الأموي مولاهم ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1200) وهو ((متفق على توثيقه، وهو من أثبت الناس في الزهري)) .
(8) هو : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن : عائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة وغيرهم، وعنه : صالح بن كيسان، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وغيرهم.(2/404)
متفقٌ على توثيقه وفقه وجلالته، وقال أبو زرعة :((ثقة مأمون إمام)) ، قال ابن حجر :((ثقة فقيه ثبت)) ، روى له الجماعة، مات سنة أربع وتسعين.
انظر : الجرح (5/ 320رقم1520)، تهذيب الكمال (19/73-77)، التقريب (ص372رقم4309).
(9) هو: قبيصة بن ذؤيب بن حَلْحَلة، أبو سعيد الخزاعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1148) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه)) .
(10) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1089).
- - -
- التخريج :
1- كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يجلس الرجل على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن تنكح المرأة على عمتها.
أخرجه :
أبو داود في سننه (3/349رقم3774) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الجلوس على مائدة عليها بعض ما يكره، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
وابن ماجه في سننه (2/1118رقم3370) كتاب الأطعمة، باب النهي عن الأكل منبطحاً.
والترمذي في العلل الكبير (ص162رقم276).
والروياني في مسنده (2/398رقم 1392).
جميعهم عن محمد بن بشار، زاد الترمذيُّ : أحمد بن منيع ومحمود بن غيلان.
وابن أبي شيبة في المصنف (4/247) كتاب النكاح، في المرأة تنكح على عمتها أو خالتها-ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (18/35-36)-.
والبزار في مسنده –كما في كشف الأستار (2/165رقم1436)-.
والروياني في مسنده (2/406رقم1407).
كلاهما عن محمد بن المثنى.
والمروزي في السنة (ص80رقم284) قال: حدثنا الحسين بن عيسى.
والعقيليُّ في الضعفاء الكبير (1/ 184) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا عيسى بن محمد.
والحاكم في المستدرك (4/129) كتاب الأطعمة، قال: أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي بمرو.
وابن عبد البر في التمهيد لابن عبد البر (13/11-12) قال: حدثنا أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن قال حدثنا قاسم ابن أصبغ.
كلاهما عن الحارث بن أبي أسامة.(2/405)
والبيهقي في السنن الكبرى (7 /266) كتاب الصداق، باب الرجل يدعى إلى الوليمة وفيها المعصية نهاهم، وفي شعب الإيمان (5 /110) قال: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ أنا أبو عمرو وعثمان بن أحمد الدقاق ثنا عبدالله بن مرزوق.
والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12/482) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (50/65) - قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى حدثنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء حدثنا محمد بن حسان الأزرق.
وفي الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/533-534) قال: أخبرنا أحمد بن محمد الأهوازي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد المطيري حدثنا علي بن حرب حدثنا عمر بن أيوب العبدي.
جميعهم عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه، هذا لفظ أبي داود، والروياني، والحاكم، والبيهقي، والخطيب البغدادي، زاد الروياني في مسنده :((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاحين أن تزوج المرأة على عمتها أو خالتها))، ورواية الترمذي، وابن أبي شيبة والمروزي فيه النهي عن نكاحين أن تزوج المرأة على عمتها، ولا على خالتها.(2/406)
ولفظ العقيلي مطولاً وهو :((عن سالم عن أبيه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين الصماء وأن يلتحف الرجل في الثوب الواحد يرفع جانبيه على منكبيه وليس عليه ثوب غيره، وأن يحتبي الرجل في الثوب الواحد ليس بين فرجه وبين السماء شيء يعنى سترا، ونهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاحين أن تزوج المرأة على عمتها ولا على خالتها، ونهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر وأن يأكل الرجل وهو منبطح على وجهه، ونهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعين بيع المنابذة والملامسة وهي بيوع كانوا يتبايعون بها في الجاهلية)).
قال أبو داود :((هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري وهو منكر)) ، وقال العقيليُّ في ترجمة جعفر بن برقان –في الموضع السابق- :((ولا يتابع عليه من حديث الزهرى وأما الكلام فيروى من غير طريق الزهري كله بأسانيد صالحة خلا الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر فالرواية فيه فيها لين)) ، وقال الحاكم :((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)) .
2- جعفر بن برقان عن رجل، عن الزهري.
أخرجه :
أبو داود في سننه (3/349رقم3775).
والنسائي في السنن الكبرى (5/496رقم 9749).
كلاهما عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء قال: ثنا أبي قال: ثنا جعفر بن برقان قال: بلغني عن الزهري عن سالم عن أبيه قال :((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين وهو أن يلتحف الرجل بثوب ليس عليه غيره ثم يرفع جانبيه على منكبيه أو يحتبي الرجل في ثوب واحد ليس بينه وبين السماء شيء يعني سترا)) ، هذا لفظ النسائي، وأبوداود أحال على المتن السابق، وهارون بن زيد صدوق، وأبوه ثقة –التقريب (ص568رقم7226، وص223رقم2138)-.
3- عُقيل بن خالد، عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، وقبيصة بن ذؤيب، عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تنكح المرأة على عمتها، أو خالتها.
أخرجه :(2/407)
- البزار في مسنده –كما في حاشية علل الدارقطني (11/147)- قال: حدثنا أحمد بن منصور.
-والمروزي في السنة (ص76رقم 272) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
- والطبراني في المعجم الأوسط (1/ 231 رقم354) قال: حدثنا أحمد بن رشدين.
جميعهم عن سعيد بن أبي مريم أنبأ يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عُقيل عن ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها، قال البزار :((وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن الزهري عن عروة وقبيصة وعبيد الله عن أبي هريرة فجمعهم إلاّ عُقيل، ولا رواه عن عُقيل إلاّ يحيى بن أيوب، وابن لهيعة)) .
ورُوي عن عُقيل، عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب فقط، أخرجه :
أحمد بنُ حنبل في مسنده (2/452) قال: ثنا حجاج بن محمد.
والطحاويُّ في شرح مشكل الآثار (15/207رقم5952) من طريق عبد الله بن صالح.
كلاهما عن الليث بن سعد، عن عُقيل عن ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب قال: سمعت أبا هريرة يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين المرأة وخالتها وبين المرأة وعمتها.
وتابع عُقيل بنَ خالد في روايته عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب:
عبدُ الرحمن بن عبد العزيز، أخرجه :مسلم في صحيحه (2/1028رقم1408) كتاب النكاح، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم (4/74رقم 3269) كلاهما عن عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال بن مسلمة مدني من الأنصار من ولد أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((لا تنكح العمة على بنت الأخ ولا ابنة الأخت على الخالة)) .
وعمرو بن الحارث، ذكر ذلك الدارقطني في العلل (11/146).(2/408)
ومالك بن أنس ، أخرجه : أحمد بن حنبل في مسنده (2/518) قال: حدثنا عثمان بن عمر أنا مالك عن الزهري أخبرني قبيصة بن ذؤيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها
ويونس بن يزيد الأيلي، أخرجه : البخاري في صحيحه (9/160 رقم5110) كتاب النكاح، باب لا تنكح المرأة على عمتها، ومسلم (2/1028) في صحيحهما، وأبو داود (2/224 رقم2066) كتاب النكاح، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، والنسائي (6/96) كتاب النكاح، الجمع بين المرأة وعمتها في سننهما، وأحمد بن حنبل في مسنده (2/401، 518)، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/404-405)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/207رقم5952)، وأبونعيم في المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم (4/74رقم3270)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 165)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (49/250-251) جميعهم من طرق عن يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني قبيصة بن ذؤيب الكعبي أنه سمع أبا هريرة يقول : ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع الرجل بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها)) .
وتابع قبيصةَ بنَ ذؤيب، وعبيدَ الله بنَ عبد الله :
إبراهيمُ النخعيّ، أخرجه : سعيد بن منصور في سننه (1/208 رقم 652) كتاب النكاح، باب ما جاء في الرجل لا ينكح المرأة على عمتها ولا خالتها، قال نا هشيم أنا مغيرة عن إبراهيم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفئ ما في صحفتها ولتزوج فإنما لها ما كتب لها)) .
وأبو سلمة بن عبد الرحمن، يأتي تخريجه في المسألة رقم (1214).(2/409)
وسعيد بن المسيب، وأبو العالية، أخرجه : ابن أبي حاتم في العلل (1/419 رقم 1263)، والطبراني في المعجم الأوسط (5/65رقم4681) من طريق محمد بن بكار عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سعيد بن المسيب وأبي العالية عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتزوج الرجل على عمتها أو على خالتها.
قال ابن أبي حاتم :((قال أبي : يروى هذا الحديث ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي العالية وسعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، قالا : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاينكح وهو أشبه وابن أبي عروبة أحفظ)) .
وسليمان بن يسار، أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (3/293رقم3195).
وأبو صالح السمان، أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (5/67رقم4688).
وعامر الشعبيّ، أخرجه : البخاري في صحيحه (9/160) تعليقاً، وأبوداود في سننه (2/224رقم2065)، والترمذي (3/433 رقم1126) كتاب النكاح، باب ما جاء لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ، وأحمد (2/426)، وعبد الرزاق بن همام (6/262رقم10758) كتاب النكاح، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء وسعيد بن منصور في سننه-الموضع السابق (رقم 652)- وغيرهم من طريق داود بن أبى هند عن الشعبى عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا تنكح المرأة على عمتها ولا العمة على بنت أخيها ولا المرأة على خالتها ولا الخالة على بنت أختها ولا تنكح الكبرى على الصغرى ولا الصغرى على الكبرى)) ، وهذا لفظ أبي داود في سننه.
وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، أخرجه : البخاري، ومسلم في صحيحيهما، والنسائي، وسعيد بن منصور في سننهما –جميعهم في المواضع السابقة-، وغيرهم عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها)) ، هذا لفظ البخاريّ.(2/410)
وعبد الملك بن يسار، أخرجه : النسائي في سننه، والمروزي في السنة- كلاهما في الموضعين السابقين-، والطبراني في المعجم الأوسط (8/281رقم8641)، وابن عبد البر في التمهيد (18/27) بنحو لفظ الأعرج المتقدم.
وعراك بن مالك، أخرجه : مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه- كلاهما في الموضعين السابقين-، بنحو لفظ الأعرج المتقدم.
وعروة بن الزبير، أخرجه : المروزي في السنة- في الموضع السابق-.
وعكرمة مولى ابن عباس، أخرجه : أبو الشيخ في طبقات المحدثين (4/59-60رقم828) بنحو ما تقدم.
ومحمد بن سيرين، أخرجه : مسلم في صحيحه، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في سننهم–جميعهم في المواضع السابقة-، بنحو لفظ الأعرج المتقدم.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن الزهري على أوجه :
الوجه الأوَّل: رواه جعفر بن برقان، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يجلس الرجل على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن تنكح المرأة على عمتها.
الوجه الثاني: رواه عقيل بن خالد-عنه : يحيى بن أيوب، وعبد الله بن لهيعة- ، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها.
الوجه الثالث : رواه عقيل بن خالد-عنه : الليث بن سعد- ، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها.
وتابع عقيل بن خالد : عبدُ الرحمن بنُ عبد العزيز، وعمرو بنُ الحارث، ومالكُ بنُ أنس، ويونس بن يزيد.
وقد خطأ النقاد جعفر بن برقان في روايته الوجه الأوَّل عن الزهري :
- قال الترمذي في العلل الكبير (ص162رقم276) –وقد روى حديث جعفر بن برقان عن الزهري – :((سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو غلط إنما هو عن الزهرى عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة)) .(2/411)
-وقال أبو حاتم –كما في المسألة رقم (1555)- :((هذا حديث خطأ يروونه عن جعفر عن رجل عن الزهري هكذا وليس هذا من صحيح حديث الزهري وهو مفتعل ليس من حديث الثقات)).
-ونحو ذلك قال أبو زرعة في العلل (1/491 رقم (1474).
-وقال أبو داود –كما تقدم- :((هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري وهو منكر)).
-وقال العقيليُّ في ترجمة جعفر بن برقان –كما تقدم- :((ولا يتابع عليه من حديث الزهرى وأما الكلام فيروى من غير طريق الزهري كله بأسانيد صالحة خلا الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر فالرواية فيه فيها لين)) .
-وقال ابن حزم في المحلى (7/435) :((إن ذكروا ما روينا من طريق أبي داود عن عثمان بن أبي شيبة عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن أن يأكل الرجل منبطحا على بطنه قلنا: هذا خبر لم يسمعه جعفر من الزهري، قال أبو داود نا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء نا أبي نا جعفر بن برقان أنه بلغه عن الزهري هذا الحديث نفسه فسقط وبالله تعالى التوفيق)).
-وقال ابن عبد البر في التمهيد (13/11) :((وقد روى هذا الحديث جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن أبيه فأخطأ في إسناده عند أهل العلم بالحديث)).
وتخطئة جعفر بن برقان بيّنة لأمرين :
الأوَّل: أنه خالف كبار أصحاب الزهري الثقات وهم : مالكُ بنُ أنس، ويونس بن يزيد، وعقيل بن خالد ومن تابعهم من الثقات.
الثاني : أنّ جعفر بن برقان ضُعف في روايته عن الزهري، وتقدم ذكر أقوال النقاد في ترجمته.
الثالث : أنه صرح في بعض الروايات أنه لم يسمع هذا الخبر من الزهري بل قال بلغني، وتقدم قول أبي داود :((هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري وهو منكر)) ، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/196) :((وأعله أبو داود والنسائي وأبو حاتم بأن جعفرا لم يسمعه من الزهري وجاء التصريح عنه بقوله إنه بلغه عن الزهري)) .(2/412)
وأمّا الوجهان الآخران عن الزهري ( الثاني والثالث) فقد اختلف فيهما على عُقيل بن خالد على وجهين :
الوجه الأوَّل: رواه يحيى بن أيوب، وعبد الله بن لهيعة عن عقيل بن خالد عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها، فجمعا في روايتهم عن عقيل بن خالد بين قبيصة بن ذؤيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبدالله.
الوجه الثاني : رواه الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها.
والوجه الثاني أرجح عن عقيل لأمور :
الأمر الأوَّل : أنّ الليث بن سعد -وهو ثقة بالاتفاق وكان فقيهاً إماماً مشهوراً كما تقدم في المسألة رقم (1100)- أوثق وأرفع من يحيى بن أيوب –وهو صدوق فقيه كما تقدم في المسألة رقم (1138)-، ومن عبد الله بن لهيعة-وهو ضعيف وكان يدلس، وقد تغير قبل موته بأربع سنين بعد احتراق كتبه كما تقدم في المسألة رقم (1104)- فهو مقدم عليهما.
الأمر الثاني: أنَّ عقيل بن خالد توبع على رواية الوجه الثاني من كبار أصحاب الزهري المقدمين وهم: مالكُ بنُ أنس، ويونس بن يزيد، و تابعهم أيضاً : عبدُ الرحمن بنُ عبد العزيز، وعمرو بنُ الحارث، وهذه المتابعة تدل على أنّ الوجه الثاني هو المحفوظ عن عقيل بن خالد، وأنّ يحيى بن أيوب، وعبد الله بن لهيعة وهما في روايتهم عن عقيل بن خالد.
ويفهم من كلام البخاري هذا الترجيح فقد قال الترمذي-كما تقدم-:((سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو غلط إنما هو عن الزهرى عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة)).(2/413)
غير أنّ الدارقطنيَّ في العلل (11/146-147) يرى أنّ الوجه الذي رواه يحيى بن أيوب، وابن لهيعة محفوظاً –ولم يجزم بأنه محفوظ بل قال: أرجو- فقد سئل عن حديث قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها)) ، فقال :((يرويه الزهري، واختلف عنه فرواه يونس بن يزيد، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة، وتابعه عمرو بن الحارث، وعبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري عن الزهري، ورواه عقيل، عن الزهري، فقال: عن قبيصة بن ذؤيب، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، قاله يحيى بن أيوب، وابن لهيعة عن عقيل، و أرجو أن يكون محفوظاً)) .
والذي يظهر أنّ الوجه الذي رواه يحيى بن أيوب، وابن لهيعة غير محفوظ لما تقدم فقد خالفهما الليث بن سعد، وكبار أصحاب الزهري رووه عن الزهري كما رواه الليث بن سعد عن عقيل بن خالد.
والحديث من الوجه الراجح مخرج في الصحيحين وغيرهما.
وأمَّا حديث النهي عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر فله شواهد :
حديث جابر بن عبد الله، وله طريقان عن جابر :
الأوَّل : طريق أبي الزبير، وله عدة طرق عن أبي الزبير :(2/414)
أ - الطريق الأوَّل : أخرجه : النسائي في السنن الكبرى (4/171رقم6741) كتاب الوليمة، النهي عن الجلوس على مائدة يدار عليها الخمر، والطبراني في المعجم الأوسط (2/415 رقم 1715، 8/141 رقم 8214 )، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/183)، والحاكم في المستدرك (4/320)، والبيهقي في شعب الإيمان (5/12رقم5596)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/244) جميعهم من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عطاء عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلا الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر)) ، قال الطبراني –في الموضع الأوَّل- :((يقال إن عطاء الذي روى عنه هشام الدستوائي هذا الحديث هو عطاء بن السائب ولم يرو هذا الحديث عنه إلا هشام ولا عن هشام إلا ابنه تفرد به إسحاق)) ، وقال الحاكم :((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه))، وعطاء بن السائب صدوق وقد اختلط بآخره، وسماع هشام منه قبل الاختلاط-التقريب (ص391رقم4592)، الكواكب النيرات (ص319-333)-، وقال ابن حجر –كما في حاشية تحفة الأشراف (2/333)-:((ذكر شيخنا -يقصد العراقي- أنَّ النسائي قال في الوليمة: إنّ عطاء هذا هو ابن دينار مديني)) ، وعطاء بن دينار هو : الهذلي مولاهم صدوق إلا أن روايته عن سعيد بن جبير من صحيفة -التقريب (ص391رقم 4589)-، وأمّا المزي فقد ذكر –في تحفة الأشراف الموضع السابق- أنه عطاء بن أبي رباح.(2/415)
ب- الطريق الثاني : أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1/394 رقم 692 ) قال: حدثنا أحمد قال حدثنا عمرو بن هشام أبو أمية الحراني قال حدثنا عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي قال حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر)) ، وقال :((لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا عثمان)) ، وعمرو بن هشام ثقة، وعثمان صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب وقد وثقة ابن معين–التقريب (ص428رقم5129، وص385رقم4494).
ج - الطريق الثالث: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/69رقم 2510) قال: حدثنا أبو مسلم قال حدثنا حجاج بن نصير قال حدثنا عباد بن كثير المكي قال حدثنا أبو الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث نحو اللفظ السابق، قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن عباد إلا حجاج)) ، وعباد بن كثير الثقفي البصري متروك الحديث -تقريب التهذيب ( ص290رقم3139) -.
د- الطريق الرابع : أحمد بن حنبل في مسنده (3/339) قال: ثنا يحيى بن إسحاق أنا بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث نحو اللفظ السابق، وابن لهيعة تقدم أنه ضعيف.
هـ- الطريق الخامس: أخرجه الدارمي في سننه (2/153رقم 2092) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا الحسن بن أبي جعفر ثنا أبو الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث نحو اللفظ السابق، والحسن بن أبي جعفر تقدم في المسألة رقم (1126) أنه ضعيف.(2/416)
و- الطريق السادس: أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (3/97) قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الأشناني ثنا إسماعيل بن موسى السدي قال ثنا داود بن الزبرقان عن أبي الزبير عن جابر رفعه قال …الحديث نحو اللفظ السابق، وداود بن الزبرقان متروك الحديث -التقريب (ص198رقم1785)-.
و- الطريق السابع : أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص: 191) قال أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال كتب إلى الحسين بن محمد الآبسكوني وأنا ببغداد حدثنا محمد بن بندار أبو عبد الله السباك حدثنا أحمد بن أبي طيبة حدثنا أبو طيبة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من …الحديث نحو اللفظ السابق، وأبو طيبة هو: عيسى بن سليمان الجرجاني ضعيف الحديث –الكامل (5/256)-.
الثاني : طريق طاووس بن كيسان، أخرجه :
- الترمذي في سننه (5/104-105رقم2801) كتاب الأدب، باب ما جاء في دخول الحمام، وأبو يعلى في مسنده (3/435رقم1925)، والطبراني في المعجم الأوسط (1/186رقم 588)، وابن عدي في الكامل (2/315) جميعهم من طريق الحسن بن صالح عن ليث عن طاووس عن جابر قال: قال رسول الله :((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدون على مائدة يدار عليها الخمر)) ، قال الترمذيُّ :((هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث طاووس عن جابر إلا من هذا الوجه قال محمد بن إسماعيل ليث بن أبي سليم صدوق وربما يهم في الشيء قال محمد بن إسماعيل وقال أحمد بن حنبل ليث لا يفرح بحديثه كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره فلذلك ضعفوه)) ، وقال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن ليث إلا الحسن)) ، والليث هو ابن أبي سليم وتقدم في المسألة رقم (1132) أنه ضعيف.
وحديث عبد الله بن عباس، أخرجه :(2/417)
- الطبراني في المعجم الكبير (11/191رقم 11462) قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبد الله بن رجاء أنا يحيى بن أبي سليمان المدني عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم)) ، ويحيى بن أبي سليمان قال عنه البخاري- كما في ضعفاء العقيلي (4/407)-:((منكر الحديث)) ، وتفرده عن عطاء بن أبي رباح يعد منكراً جداً، وضعف الحديث ابن حجر في التلخيص الحبير (3/196).
3 - وحديث عمر بن الخطاب، أخرجه :
- أحمد بن حنبل (1/20) وأبو يعلى (1/216 رقم 251) في مسنديهما، والبيهقي في السنن الكبرى (7/266) و في شعب الإيمان (6/157رقم7770) جميعهم من طريق عبد الله بن وهب حدثني عمرو بن الحارث أن عمر بن السائب حدثه أن القاسم بن أبي القاسم السبائي حدثه عن قاص الأجناد بالقسطنطينية أنه سمعه يحدث أن عمر بن الخطاب قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدة تدار عليها الخمر…)) ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/277) :((رواه أحمد وفيه رجل لم يسم))، وضعف الحديث ابن حجر في التلخيص الحبير (3/196).
وحديث أبي سعيد الخدري، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير (3/196) وعزاه إلى البزار-ولم أقف عليه-، وضعفه.
وحديث عمران بن حصين، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير (3/196) وعزاه إلى الطبراني-ولم أقف عليه-، وضعفه.
ومرسل عبد الله بن محمد مولى أسلم ، أخرجه :(2/418)
- عبد الرزاق في المصنف (9/248رقم 17089) كتاب الأشربة، باب لا يجلس على مائدة يشرب عليها، عن ابن جريج قال أخبرني أبو بكر بن عبد الله عن عبد الله بن محمد مولى أسلم أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتخلف عن الجمعة)) ، قال عبد الرزاق وسمعته عن أبي بكر بن عبد الله بهذا الإسناد.
فتبين مما تقدم أنّ أقوى طرق حديث النهي عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر الطريق الذي رواه هشام الدستوائي، عن عطاء بن السائب، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً، وقد قواه ابن حجر فقال في فتح الباري (9/250) :((أخرجه النسائي من حديث جابر مرفوعا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر وإسناده جيد وأخرجه الترمذي من وجه آخر فيه ضعف عن جابر وأبوداود من حديث ابن عمر بسند فيه انقطاع وأحمد من حديث عمر)).
- - - -
119- ] 1206[ وسمعْتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثاً رَوَاهُ ابنُ عُيَيْنَةَ(1)، عَنْ ابْنِ الْهَادِ(2)، ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ(3)، عَنْ أَبِيهِ(4)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((لاَ تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ))، قَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ أَخْطأَ فِيهِ ابنُ عُيَيْنَةَ؛ إِنَّمَا هُوَ ابنُ الْهَادِ، عَنْ عَلِيٍّ بنِ عبداللّهِ بنِ السَّائِبَ* (5)، عَنْ عُبَيْدِاللّهِ بنِ مُحَمَّد* (6)، عَنْ هَرَمِيِّ(7)، عَنْ خُزَيْمَةَ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ**.
………………………………
* كذا وقع في جميع النسخ المخطوطة، والصواب كما سيأتي ( عبدالله بن علي بن السائب، عن عبيد الله بن عبدالله ) كذا وقع في كتب التخريج، والتراجم، ولم أجد أحداً باسم علي بن عبدالله بن السائب، أو عبيد الله بن محمد.(2/419)
** كذا وقع الترجيح في نسخ العلل، بينما نقل ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه (ص216) عن أبيه قوله:((الصحيح: ابن الهاد، عن عبيد الله بن عبدالله بن الحصين، عن هرمي بن عبدالله، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم))، أي: بإسقاط عبدالله بن علي بن السائب، وهذا القول أصح لمن نظر في طرق الحديث والاختلاف فيه-كما سيأتي-، وهو الأليق بالترجيح من أبي حاتم، بل لم أجد أحداً روى الحديث عن يزيد بن الهاد على هذه الصفة المذكورة في المسألة-كما سيأتي في التخريج-، وأخشى أن يكون ذكر عبدالله بن علي وهم، أو خطأ في النسخة.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: سفيان بن عيينة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1106) وهو((متفق على ثقته وجلالته)).
(2) هو : يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهاد الليثي، أبوعبدالله المدني، روى عن: عمارة بن خزيمة، ومحمد بن كعب القرظي، وأبي مرة مولى أم هانئ وغيرهم، روى عنه: أنس بن عياض ، وسفيان بن عيينة، ومالك بن أنس وغيرهم.
متفقٌ على توثيقه، قال ابن سعد:((كان ثقة كثير الحديث))، ووثقه يحيى بن معين، والنسائي، وأبوحاتم، والذهبي، وابن حجر، روى له الجماعة، مات سنة تسع وثلاثين ومائة.
انظر: الطبقات (القسم المتتم ص277رقم162)، الجرح (9/ 275رقم1156)، تهذيب الكمال (32/169-172)، الكاشف(3/281رقم6431)،التقريب (ص602رقم7737).
(3) هو : عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري الأوسي، أبوعبدالله ويقال: أبومحمد المدني، روى عن: أبيه خزيمة بن ثابت، وعمرو بن العاص، وكثير بن السائب وغيرهم، روى عنه: محمد بن مسلم الزهري، ويزيد بن عبدالله بن الهاد، وأبوجعفر الخطمي وغيرهم.
ثقة، قال ابن سعد، والنسائي، وابن حجر:((ثقة))، زاد ابن سعد: قليل الحديث، وذكره بن حبان في كتاب الثقات، روى له الأربعة، مات سنة خمس ومائة.
انظر: الطبقات (5/71)، الثقات (5/240)، تهذيب الكمال (21/241-242)، التقريب (ص409رقم4844).(2/420)
(4) هو : خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصاري الخطمي -بفتح المعجمة- أبوعمارة المدني، ذو الشهادتين شهد بدرا وأحدا وما بعدهما من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد الفتح وكان يحمل راية بني خطمة، وقتل مع علي بصفين سنة سبع وثلاثين.
انظر: تهذيب الكمال (8/244)، التقريب (ص193رقم1710).
(5) كذا وقع!، والصواب: عبدالله بن علي بن السائب وهو: القرشي المطلبي، روى عن: حصين بن محصن الأنصاري، وعبيد الله بن عبدالله بن الحصين الخطمي، وعثمان بن عفان، وعمرو بن أحيحة بن الجلاح، ونافع بن عجير المطلبي، وهرمي بن عمرو الواقفي -على خلاف فيه-، روى عنه: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وسعيد بن أبي هلال، وعمر بن عبدالله مولى غفرة، ومحمد بن علي المطلبي.
لا بأس به، قال الشافعي:((عبدالله بن علي ثقة))، وقال محمد بن كعب القرظي:((هذا شيخ قريش))، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبيّ:((لم يضعف))، وقال ابن حجر:((مستور))، روى له أبوداود والنسائي.
انظر: مسند الشافعي (2/19)، الآحاد والمثاني (4/116)، الثقات (5/34)، تهذيب الكمال (15/322)، الكاشف (2/111رقم2896)، التقريب (ص314رقم3485).
(6) كذا وقع!، والصواب: عبيد الله بن عبدالله بن الحُصين بن محصن الأنصاري، الخَطمي-بفتح المعجمة-، أبوميمون المدني، وقيل: عبدالله –مكبر-، وقد ينسب إلى جده حصين، روى عن: روى عن: جابر بن عبدالله، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وهرمي بن عبدالله الواقفي الخطمي -وقيل بينهما عبدالملك بن عمرو بن قيس الخطمي-، روى عنه: عبدالله بن علي بن السائب، وعبدالرحمن بن النعمان الأنصاري، ومحمد بن إسحاق بن يسار، والوليد بن كثير، ويزيد بن عبدالله بن الهاد.(2/421)
صدوق، قال العقيلي:((قال البخاري: في حديثه نظر، وهذا الحديث حدثناه محمد بن إسماعيل …عبيد الله بن عبدالله الخطمي قال صلينا على جنازة مع جابر بن عبدالله ثم رجع من الجنازة فجلسنا حوله في المسجد فقال ألا أخبركم كيف كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بلى فأهوى بيده إلى الحصباء فملأ كفيه ثم نضح على قدميه ثم ألقى الحصباء على قدميه ثم قال هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخل يده من تحت بطن رجله وقد روى في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث جياد عن عثمان وعلى وغيره ثابتة الألفاظ بغير هذه الألفاظ))، وقال أبوزرعة:((ثقة))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال الذهبيُّ:((ثقة))، وقال ابن حجر:((فيه لين))، روى له النسائي حديثا واحداً.
انظر: الضعفاء الكبير (3/122)، تهذيب الكمال (19/72)، الجرح (5/321رقم1525)، الكاشف (2/228رقم 367)، التهذيب (7/22-23)، التقريب (ص372رقم4308).
(7) هو : هرمي بن عبدالله الواقفي الخطمي، المدني، ويقال: ابن عتبة، أو ابن عمرو، ومنهم من قلبه فقال: عبدالله بن هرمي فوهم، له حديث واحد عن خزيمة بن ثابت، روى عنه: ثمامة بن قيس بن رفاعة الواقفي، وحصين بن محصن الخطمي، وحميد بن قيس الأعرج، وعبدالله بن علي بن السائب بن شافع، وعبدالملك بن عمرو بن قيس الخطمي، وعبيد الله بن عبدالله بن الحصين الخطمي، وعمرو بن شعيب، ويزيد بن عبدالله بن الهاد- على خلاف في ذلك-.(2/422)
تابعي، مجهول الحال، قال محمد بن سعد:((هرمي بن عبدالله بن رفاعة بن بجرة بن مجدعة بن عدي بن نمير بن واقف كان قديم الإسلام وهو من البكائين الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد الخروج إلى تبوك فاستحملوه))، وقال ابن حجر-في التهذيب-:((الذي يظهر أن هرمي بن عبدالله الواقفي صحابي كبير غير هرمي بن عبدالله الخطمي أو الواقفي أيضا الراوي عن خزيمة بن ثابت وقد روى بن إسحاق عن ثمامة بن قيس بن رفاعة عن هرمي بن عبدالله رجل من قومه كان ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع الأذان بالجمعة ولم يأتها كان في التي بعدها اثقل رواه إبراهيم بن سعد وعبدالرحمن بن مغراء عن بن إسحاق هكذا فهرمي بن عبدالله هذا هو الذي روى عن خزيمة وأما الذي شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض مشاهده وكان في غزوة تبوك ممن استحمله فلا يوصف بكونه ولد في عهده والله تعالى أعلم وقد فرق بينهما أبونصر بن ماكولا في الإكمال في باب الهاء))، وذكره أبوحاتم بن حبان في التابعين من كتاب الثقات، وقال المزي، والذهبيّ:((مختلف في صحبته))، وقال ابن حجر:((مستور من الثانية وقد قيل إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه))، روى له النسائي وابن ماجة.
انظر: الإكمال (7/410-411)، الثقات (5/516)، تهذيب الكمال (30/165-166)، الإصابة (3/601-602، 615-616) ، الكاشف (3/220رقم6048)، التهذيب (11/28029)، التقريب (ص571رقم7276).
- - -
- التخريج:
سفيان بن عيينة، عن يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:((لا تأتوا النساء في أدبارهن)).
أخرجه:
- الحميدي في مسنده (1/207رقم436)-ومن طريقه رواه الخرائطيّ في مساوئ الأخلاق (ص208رقم 461)، والبيهقي في سننه الكبرى (7/197) كتاب النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن-.(2/423)
-وسعيد بن منصور في سننه (3/762رقم369).
-وأحمد بن حنبل في مسنده (5/213).
- والنسائي في السنن الكبرى (5/316رقم8982) كتاب عشرة النساء، ذكر اختلاف الناقلين لخبر خزيمة بن ثابت في إتيان النساء في أعجازهن الاختلاف على يزيد بن عبدالله بن الهاد، قال: أخبرنا محمد بن منصور- ومن طريقه رواه ابن حزم في المحلى (10/70)-.
-وابن الجارود في المنتقى (ص243رقم728) كتاب النكاح، قال: حدثنا ابن المقرئ.
-وأبوعوانة في مسنده (3/85رقم4294).
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/43) كتاب النكاح، باب وطء النساء في أدبارهن، وفي شرح مشكل الآثار (15/429-430رقم6131).
-وابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه (ص215-216).
جميعهم عن يونس بن عبدالأعلى، زاد ابن أبي حاتم: ومحمد بن عبدالله المقرئ.
- والطبراني في المعجم الكبير (4/97رقم3716) قال: حدثنا أبويزيد القراطيسي حدثنا أسد بن موسى ح وحدثنا أبوحصين القاضي ثنا يحيى الحماني.
جميعهم عن سفيان بن عيينة، قال حدثني يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهاد عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن))، وقال أبوعوانة عقب روايته:((في إسناده نظر)).
وذكره: البخاري في تاريخه (8/256) معلقاً فقال:((وقال بن عيينة عن بن الهاد عن عمارة بن خزيمة عن أبيه وهو وهم)).
يزيد بن الهاد، عن عبدالله بن علي بن السائب، عن عبيد الله بن عبدالله، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه، وأخشى أن يكون ذكر عبدالله بن علي وهم، أو خطأ في النسخة، وتقدم التنبيه على هذا قريباً.
وقد اختلف في الحديث على هرمي بن عبدالله، وعلى الرواة عنه على أوجه:
أ- فرواه يزيد بن الهاد واختلف عليه على أوجه:
الوجه الأوَّل: يزيد بن الهاد، عن هرمي، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عن يزيد بن الهاد:(2/424)
- الليث بن سعد، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى (5/317)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/101) من طريق زكريا بن يحيى كلاهما عن قتيبة بن سعيد قال نا الليث عن بن الهاد عن هرمي بن عبدالله عن خزيمة بن ثابت أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله لا يستحي من الحق يقولها ثلاثا لا تأتوا النساء في أعجازهن))، وخالف قتيبة بنَ سعيد سعيدُ بنُ كثير بن عفير فرواه عن الليث بن سعد، قال: حدثني عبيد الله بن عبدالله بن الحصين، عن هرمي بن عبدالله، عن خزيمة –به-.
الوجه الثاني: يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عن يزيد بن الهاد: سفيان بن عيينة، وتقدم تخريج هذا الوجه.
الوجه الثالث: يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبيد الله بن حصين، عن هرمي، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عن يزيد بن الهاد:
إبراهيم بن سعد، أخرجه: أحمد بن حنبل في المسند (5/215)، والنسائي في السنن الكبرى (5/316رقم8984) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/512-513 رقم4198) كتاب النكاح، باب النهي عن إتيان النساء في أعجازهن- من طريق أبي خيثمة، جميعهم عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن سعد.
وزهير بن محمد، أخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط (1/524رقم981) قال: حدثنا أحمد بن مسعود، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: زهير بن محمد.
وعبدالسلام بن حفص المدني أو مصعب، أخرجه: البخاري في تاريخه (8/256) قال لي إسحاق، والنسائي في السنن الكبرى (5/317) قال: أخبرنا العباس بن عبدالعظيم، والطبراني في المعجم الكبير (4/89رقم3741) قال: حدثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ح وحدثنا أحمد بن زهير التستري ثنا بندار، جميعهم عن أبي عامر العقدي، عن عبدالسلام.(2/425)
وعبدالعزيز بن أبي حازم، أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير (4/90رقم3742) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا مصعب بن عبدالله الزبيري ثنا بن أبي حازم.
وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي، أخرجه: سعيد بن منصور في سننه (3/846رقم368)-ومن طريقه البيهقي في سننه (7/197)-، والخرائطي في مساوئ الخلاق (ص208رقم461) من طريق أبي عامر العقدي، والطبراني في المعجم الكبير (4/90رقم3743) من طريق إبراهيم الزبيري كلاهما ( سعيد بن منصور، والعقدي ، والزبيري) عن الدراوردي.
وتابع يزيدَ بنَ الهاد على هذه الرواية الليثُ بنُ سعد –في رواية سعيد بن كثير، وتقدم ذكرها-.
الوجه الرابع: يزيد بن الهاد، عن علي بن عبدالله بن السائب، عن عبيد الله بن عبدالله، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ذكره أبوحاتم في هذه المسألة، ولم أقف على من رواه عن يزيد بن الهاد.
الوجه الخامس: يزيد بن الهاد، عن عمر بن الخطاب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عن يزيد بن الهاد:
-طاووس بن كيسان، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى (5/321-322رقم9008)، والبزار في مسنده (1/474رقم339)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص209رقم466)، والضياء في المختارة (1/269رقم158) جميعهم من طريق عثمان بن اليمان، عن زمعة بن صالح، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الهاد، عن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم…الحديث، هذا سياق النسائي في سننه، ووقع عند البزار: عثمان بن اليمان، زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهران، عن طاووس، عن ابن الهاد، عن عمر…الحديث، وعند الخرائطيّ: عثمان بن اليمان، قال: حدثنا هارون المكيّ، عن زمعة بن صالح…-به-.(2/426)
وأخرجه النسائي أيضاً-في الموضع السابق- قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا يزيد بن أبي حكيم عن زمعة بن صالح عن عمرو بن دينار عن طاوس عن عبدالله بن الهاد قال: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((استحيوا من الله فإن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن)).
وأخرجه: أبونعيم في الحلية (8/376) قال: حدثنا إسحاق بن احمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا محمد ابن أبان مستملى وكيع ثنا وكيع ثنا زمعة بن صالح عن ابن طاووس عن أبيه وعن عمرو بن دينار عن عبدالله بن يزيد قالا قال عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الله تعالى لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن))، قال أبونعيم:((غريب من حديث طاووس وعمرو لم نكتبه إلا من حديث زمعة)).
ب- ورواه عبدالله بن علي بن السائب، واختلف عليه على أوجه:
الوجه الأوَّل: عبدالله بن علي، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عنه:
سعيد بن أبي هلال، أخرجه: أحمد في مسنده (5/214) -و من طريق المزي في تهذيب الكمال (6/33)-، والنسائي في السنن الكبرى (5/318)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/44)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص209رقم464)، والطبراني في المعجم الكبير (4/89رقم3739) جميعهم من طريق عبدالله بن يزيد المقريء، قال: حدثنا حيوة بن شريح، وابن لهيعة، عن حسان مولى محمد بن سهل.
وأخرجه: النسائي في السنن الكبرى (5/318) قال: أخبرنا محمد بن عبدالله بن عبدالحكم عن شعيب عن الليث قال نا خالد بن يزيد.
كلاهما (حسان مولى محمد بن سهل، وخالد بن يزيد ) عن سعيد بن أبي هلال عن عبدالله بن علي –به-.
الوجه الثاني: عبدالله بن علي، أنّ حصين بن محصن الخطميّ حدثه، أنّ هرمي بن عبدالله حدثه، أنّ خزيمة بن ثابت حدثه…الحديث، رواه عنه:(2/427)
- سعيد بن أبي هلال أيضاً، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى (5/318)، وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/514-515رقم4200 )-، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص477رقم578) ، والطبراني في المعجم الكبير (4/89رقم3738)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/196) جميعهم من طريق عبدالله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد –به-.
الوجه الثالث: عبدالله بن علي، عن عبيد الله بن عبدالله، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عنه:
1- عمر مولى غفرة، أخرجه: البخاري في التاريخ الكبير (8/257)، والخرائطي في مساوئ الخلاق (ص208رقم462) قال: حدثنا علي بن داود القنطري، والطبراني في المعجم الكبير (4/89رقم3736) قال: حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، جميعهم عن عبدالله بن صالح كاتب الليث، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/43) قال: حدثنا روح بن الفرج قال ثنا يحيى بن عبدالله بن بكير،كلاهما (عبدالله بن صالح، ويحيى بن عبدالله بن بكير) عن الليث بن سعد.
-والطبراني في الموضع السابق رقم (3737) قال: حدثنا عبدان بن أحمد ثنا هشام بن عمار، وابن عساكر في تاريخ دمشق (23/120-121) من طريق العباس بن الوليد، كلاهما (هشام بن عمار، والعباس بن الوليد) عن محمد بن شعيب بن شابور.
كلاهما (الليث بن سعد، ومحمد بن شعيب بن شابور ) عن عمر مولى غفرة عن عبدالله بن علي بن السائب أنه أخبره عن عبيد الله بن حصين بن محصن عن عبدالله بن هرمي عن خزيمة بن ثابت قال أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:((إن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن))، وفي أسانيد ابن عساكر أوهام نبه عليها ابن عساكر عقب الحديث، قال البخاريّ عقب روايته:((ولا يصح عبدالله))، أي: عبدالله بن هرمي، فالصواب: هرمي بن عبدالله.
2- ويزيد بن الهاد، ذكره أبوحاتم في هذه المسألة، ولم أقف على من رواه عن يزيد بن الهاد.(2/428)
الوجه الرابع: عبدالله بن علي، عن عمرو بن أحيحة، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عنه:
- محمد بن علي بن شافع، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى (5/318رقم8992)، والشافعي في الأم (5/173-174)-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/196)، والبغوي في تفسيره (1/199)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/197)-، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/116رقم 2086)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/43-44)، وفي شرح مشكل الآثار (15/430رقم6132)، والطبراني في المعجم الكبير (4/190رقم3744) جميعهم من طريق إبراهيم بن محمد الشافعيّ، زاد النسائي: الحسن بن محمد بن أعين، ويونس بن محمد.
جميعهم عن محمد بن علي بن شافع، عن قال: حدثني عبدالله بن علي بن السائب عن عمرو بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري قال سمعت خزيمة بن ثابت يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الله ينهاكم أن تأتوا النساء في أدبارهن)).
قال الشافعي عقب الحديث:((عمي ثقة وعبدالله بن علي ثقة وقد أخبرني محمد عن الأنصاري المحدث بها أنه أثنى عليه خيرا وخزيمة ممن لا يشك عالم في ثقته فلست أرخص فيه بل أنهى عنه)).
ج- ورواه عبدالملك بن عمرو بن قيس عن هرمي، أخرجه:(2/429)
- النسائي في السنن الكبرى (5/317رقم8986)، وابن أبي شيبة في المصنف (4/253) كتاب النكاح، ما جاء في إتيان النساء في أدبارهن، وفي مسنده (1/36رقم16)، والدارمي في سننه (2/69رقم 2219) كتاب النكاح، باب النهي عن إتيان النساء في أعجازهن، والبخاري في التاريخ الكبير (8/256)، وبحشل في تاريخ واسط (ص252)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/117رقم 2087)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/196) جميعهم من طريق حماد بن أسامة، عن قال نا الوليد بن كثير قال نا عبيد الله بن عبدالله بن الحصين عن عبدالملك بن عمرو بن قيس الخطمي عن هرمي بن عبدالله قال سمعت خزيمة بن ثابت يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازه)).
وتابع الوليدَ بنَ كثير: محمدُ بن إسحاق، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى –الموضع السابق- من طريق محمد بن سلمة، والدارمي في سننه (1/208رقم 1148) كتاب الطهارة، باب من أتى امرأته في دبرها، من طريق يزيد بن زريع، والبخاري في التاريخ الكبير (8/256) من طريق عبدالأعلى السامي، جميعهم عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبيد الله بن عبدالله بن حصين الأنصاري قال: حدثني عبدالملك بن عمرو بن قيس رجل من قومي وكان من أسناني حدثني هرم بن عبدالله قال تذاكرنا شأن النساء في مجلس بني واقف وما يؤتى منهن فقال خزيمة بن ثابت …الحديث.
ج- ورواه عمرو بن شعيب، عن هرمي، أخرجه:
النسائي في السنن الكبرى (5/317رقم8988) قال: أخبرني زكريا بن يحيى قال نا إسحاق بن إبراهيم قال أنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن علي بن الحكم.
وأخرجه : ابن ماجه في سننه (1/619رقم1924) كتاب النكاح، باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهن، قال: حدثنا أحمد بن عبدة أنبأنا عبدالواحد بن زياد.
وأحمد في مسنده (5/213) قال: حدثنا أبومعاوية محمد بن خازم، وابن أبي زائدة.(2/430)
والهيثم بن خلف الدوري في ذم اللواط (ص176،178رقم102،104)
والطبراني في المعجم الكبير (4/88 رقم 3733).
والبيهقي في السنن الكبرى (7/197) كلاهما من طريق أبي معاوية، زاد الطبراني: عبدالرحيم بن سليمان.
جميعهم (عبدالواحد بن زياد، وأبومعاوية محمد بن خازم، وابن أبي زائدة، وعبدالرحيم بن سليمان) عن الحجاج بن أرطاة
والطبراني في المعجم الكبير (4/88 رقم 3733) قال: حدثنا أبويزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة.
والبيهقي في السنن الكبرى (7/197) قال: علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا بن عفير ثنا يحيى بن أيوب عن المثنى بن الصباح.
جميعهم (علي بن الحكم، والحجاج بن أرطاة، وابن لهيعة، والمثنى بن الصباح) عن عمرو بن شعيب عن هرمي بن عبدالله عن خزيمة بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازهن))
قال البيهقي عقب روايته:((ولعمرو بن شعيب فيه إسناد آخر أخبرناه أبوبكر بن فورك أنبأ عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبوداود ثنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تلك اللوطية الصغرى يعني إتيان المرأة في دبرها))، وقد أخرجه أحمد في مسنده (2/182) قال: حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، و(2/210) قال: حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث، وهدبة بن خالد جميعهم عن همام، عن قتادة –به-.
د- ورواه حميد بن قيس الأعرج، عن هرمي، أخرجه:
-البخاري في التاريخ الكبير (8/257) وقال لي محمد بن المثنى حدثني مغيرة بن سلمة قال نا وهيب سمع حميدا الأعرج سمع هرميا عن خزيمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن ابن أبي عدي عن حبيب بن الشهيد عن حميد مثله وقال إبراهيم بن حبيب عن أبيه مثله.(2/431)
- والبيهقي في السنن الكبرى (7/197) قال: أخبرنا أبوعلي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبوأحمد بن محمد بن العباس ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي ومسلم بن إبراهيم واللفظ للحضرمي قالا ثنا وهيب بن خالد صاحب الكرابيسي ، عن حميد بن قيس –به-.
وتابع هرمي بنَ عبدالله رجلٌ مبهمٌ، أخرجه:
-والنسائي في السنن الكبرى (5/319رقم8995) قال: أخبرنا محمد بن بشار.
-أحمد بن حنبل في مسنده (5/213).
-والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص160)-وسقط اسم الراوي عن ابن مهدي.
كلاهما (محمد بن بشار، وأحمد بن حنبل) عن عبدالرحمن بن مهدي، قال: أخبرنا سفيان الثوري عن عبدالله بن شداد الأعرج عن رجل عن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إتيان النساء في أدبارهن حرام))، وقال الحاكم:((هكذا رواه عبدالرحمن بن مهدي عن الثوري ولم يسم الرجل وقال عن عبدالله بن شداد الأعرج فأما عبدالله بن شداد فإنا لا نعلم أحدا روى عنه غير سفيان الثوري وقد تفرد الثوري بالرواية من بضعة عشر شيخا)).
قال ابن حجر في التقريب (ص734):((عبدالله بن شداد عن رجل عن خزيمة يحتمل أن يكون عمارة بن خزيمة أو هرمي)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
تبين مما تقدم أنّ الحديث مداره على هرمي بن عبدالله – وقد نصَّ على ذلك البيهقيُّ في السنن الكبرى (7/197)-، واختلف عنه، وعن الرواة عنه اختلافاً شديداً، فقد رواه عن هرمي بن عبدالله:
يزيد بن الهاد، واختلف عنه على أوجه:
الوجه الأوَّل: يزيد بن الهاد، عن هرمي، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عن يزيد بن الهاد: الليث بن سعد-عنه قتيبة بن سعيد-.
الوجه الثاني: يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عن يزيد بن الهاد: سفيان بن عيينة.(2/432)
الوجه الثالث: يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبيد الله بن حصين، عن هرمي، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عن يزيد بن الهاد: إبراهيم بن سعد، وزهير بن محمد، وعبدالسلام بن حفص المدني أبومصعب، وعبدالعزيز بن أبي حازم، وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي.
وتابع يزيدَ بنَ الهاد على هذه الرواية الليثُ بنُ سعد –عنه سعيد بن كثير-.
الوجه الرابع: يزيد بن الهاد، عن عبدالله بن علي بن السائب، عن عبيد الله بن عبدالله، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ذكره أبوحاتم في هذه المسألة، ولم أقف على من رواه عن يزيد بن الهاد.
وتابع يزيدَ بنَ الهاد على هذه الرواية عمر مولى غفرة.
الوجه الخامس: يزيد بن الهاد، عن عمر بن الخطاب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عن يزيد بن الهاد:طاووس بن كيسان.
وأصح هذه الأوجه عن يزيد بن الهاد الوجه الثالث، وهو الذي رجحه أبوحاتم كما نقل ذلك ابنه في آداب الشافعي ومناقبه (ص216) قال:((سمعتُ أبي يقول:الصحيح: ابن الهاد، عن عبيد الله بن عبدالله بن الحصين، عن هرمي بن عبدالله، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم))، وقد روى هذا الوجه عن يزيد بن الهاد:
إبراهيم بن سعد، وهو ثقة حجة، قال الذهبي-في الميزان ( 1/34)-: ((ثقة بلا ثنيا، قد روى عنه شعبة مع تقدمه وجلالته))، وقال أيضاً– في الرواة الثقات (ص37-38)-:((من أئمة العلم وثقات المدنيين...اتفق أرباب الصحاح على الاحتجاج بإبراهيم بن سعد مطلقاً مع أنه ليس في الزهري كمالك، ولا كابن عيينة))، وقال ابن حجر في التقريب ( ص89 رقم 177):((ثقة حجة، تكلم فيه بلا قادح))،
وزهير بن محمد، قال ابن حجر في التقريب (ص217رقم 2049):((سكن الشام ثم الحجاز، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها، قال البخاري عن أحمد كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر وقال أبوحاتم حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه)).(2/433)
وعبدالسلام بن حفص المدني أبومصعب، تقدم في المسألة رقم (1101) أنّ ابن معين وثقه .
وعبدالعزيز بن أبي حازم، قال ابن حجر في التقريب (ص356رقم4088):((صدوق فقيه)).
وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1129) وهو ((صدوق، وحديثه من كتابه صحيح، وحديثه من كتب غيره فيه ضعف، وكذلك حديثه عن عبيد الله العمري فيه ضعف)).
وتابع يزيدَ بنَ الهاد على هذه الرواية الليثُ بنُ سعد –عنه سعيد بن كثير-.
وأمَّا بقية الأوجه عن يزيد فهي معلولة، فالوجه الأوَّل: وهو ما رواه قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن هرمي، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإن سعيد بن كثير بن عفير خالف قتيبة بنَ سعيد فرواه عنه على الوجه الثالث الراجح، وسعيد بن كثير:((صدوق عالم بالأنساب وغيرها قال الحاكم يقال إن مصر لم تخرج أجمع للعلوم منه وقد رد بن عدي على السعدي في تضعيفه)) قاله ابن حجر في التقريب (ص240رقم2382)، ومما يرجح رواية سعيد بن كثير المتابعات الصحيحة لليث بن سعد على هذا الوجه.(2/434)
وأمَّا الوجه الثاني: وهو ما رواه سفيان بن عيينة، عن يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإنّ النقاد متفقون على توهيم سفيان في هذه الرواية، قال ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه (ص215):((أخبرنا محمد بن عبدالله بن عبدالحكم قراءةً قال: قال: الشافعيُّ: غلط سفيان في إسناد هذا الحديث، حديث ابن الهاد))، وقال البخاريُّ في التاريخ الكبير (8/256):((وقال ابن عيينة عن ابن الهاد عن عمارة بن خزيمة عن أبيه وهو وهم))، وكذلك قال أبوحاتم كما في هذه المسألة، وقال البيهقي في السنن الكبرى (7/197):((له مدار هذا الحديث على هرمي بن عبدالله وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل إلا من حديث بن عيينة وأهل العلم بالحديث يرونه خطأ))، وقد أبعد ابن حزم النجعة فروى الحديث في المحلى (10/70) من طريق النسائي وقال:((سفيان هو الثوري)) وما تقدم يردّ على هذا القول.
وأمَّا الوجه الرابع: وهو يزيد بن الهاد، عن عبدالله بن علي بن السائب، عن عبيدالله بن عبدالله، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ذكره أبوحاتم في هذه المسألة، ولم أقف على من رواه عن يزيد بن الهاد، وتقدم التنبيه على أنه ربما كان ذكر عبدالله بن علي بن السائب فيه خطأ، وأنّ المراد ذكر الوجه الثالث الراجح عند أبي حاتم كما نقل ذلك عنه ابنه في آداب الشافعي ومناقبه وتقدم.(2/435)
وأمَّا الوجه الخامس: وهو ما رواه زمعة بن صالح، عن ابن طاووس، عن أبيه طاووس بن كيسان، عن يزيد بن الهاد، عن عمر بن الخطاب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإنّ في إسناده زمعة بن صالح وهو ضعيف-التقريب (ص217رقم217)-، وقد اضطرب في الحديث اضطراباً شديداً –كما تقدم-، قال الدارقطني في العلل (2/166-167) -وقد سئل عن حديث عبدالله بن شداد بن الهاد عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا تأتوا في أدبارهن"-فقال:((هو حديث يرويه زمعة بن صالح واختلف عنه فرواه عثمان بن اليمان عن زمعة عن بن طاوس عن أبيه عن عبدالله بن شداد عن عمر ورواه يزيد بن أبي حكيم العدني عن زمعة عن بن طاوس عن أبيه وعن عمرو عن طاوس عن عبدالله بن فلان عن عمر ولم يذكر طاوسا في حديث عمرو بن دينار وقول عثمان بن اليمان أصحها والله أعلم)).
فتبين مما تقدم أنّ أصح الوجوه عن يزيد بن الهاد الوجه الثالث، عن عبيد الله بن عبدالله بن الحصين، عن هرمي بن عبدالله، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وسيأتي أنّ الوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق خالفا يزيد فروياه عن عبيد الله بن عبدالله بن الحصين، عن عبدالملك بن عمرو بن قيس، عن هرمي بن عبدالله، عن خزيمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
عبدالله بن علي بن السائب، واختلف عليه على أوجه:
الوجه الأوَّل: عبدالله بن علي، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عنه: سعيد بن أبي هلال-عنه حسان مولى محمد بن سهل، وخالد بن يزيد -.
الوجه الثاني: عبدالله بن علي، أنّ حصين بن محصن الخطميّ حدثه، أنّ هرمي بن عبدالله حدثه، أنّ خزيمة بن ثابت حدثه…الحديث، رواه عنه: سعيد بن أبي هلال-عنه عمرو بن الحارث-.
الوجه الثالث: عبدالله بن علي، عن عبيد الله بن عبدالله، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عنه: عمر مولى غفرة.(2/436)
الوجه الرابع: عبدالله بن علي، عن عمرو بن أحيحه، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، رواه عنه: محمد بن علي بن شافع.
وأقوى الأوجه الوجه الأوًّل، والثاني وكلاهما مداره على سعيد بن أبي هلال وهو متفق على الاحتجاج به –قاله ابن حجر في فتح الباري (13/357)-، فرواه:
- حسان بن عبدالله وهو مقبول، وخالد بن يزيد وهو ثقة فقيه قاله ابن حجر في التقريب (ص158رقم1203، ص191رقم1691) كلاهما عن سعيد، عن عبدالله بن علي، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
- ورواه عمرو بن الحارث، عن سعيد، عن عبدالله بن علي، أنّ حصين بن محصن الخطميّ حدثه، أنّ هرمي بن عبدالله حدثه، أنّ خزيمة بن ثابت حدثه…الحديث، وعمرو ثقة فقيه حافظ قاله ابن حجر في التقريب (ص419رقم5004).
ولعل الوجه الأوَّل عن سعيد أقوى فخالد بن يزيد متقن لحديث سعيد بن أبي هلال يدل على ذلك ما رواه ابن أبي حاتم في العلل (1/90) قال:((قال أبي سمعت أبا صالح كاتب الليث قال: قال الليث بن سعد: كان سعيد قرأ عليَّ هذه الأحاديث فشككت في بعضها فأعدتها عن خالد بن يزيد))، وفي المعرفة ليعقوب الفسوي (1/120-121):((قال ابن بكير: وكان الليث يقول: حدثني رجل رضي، عن سعيد بن أبي هلال…))، وذكر نحو ما تقدم، وتابع خالداً حسانُ بن عبدالله.
وأمّا الوجه الثالث: ففيه عمر مولى غفرة وهو ضعيف وكان كثير الإرسال، قاله ابن حجر في التقريب (ص414رقم4934)، والوجه الرابع: وهو من رواية محمد بن علي بن شافع، ولم أجد فيه إلاّ توثيق الشافعي له، وروى عنه: الإمام محمد بن إدريس، وسبطه إبراهيم بن محمد الشافعي، والحسن بن محمد بن أعين يونس بن محمد المؤدب –التهذيب (9/353-354)-، وكلاهما (عمر مولى غفرة، ومحمد بن علي بن شافع) خالفا سعيد بن أبي هلال وهو أوثق منهما.(2/437)
3- عبدالملك بن عمرو بن قيس-عنه: عبيد الله بن عبدالله بن الحصين وعن عبيدالله: الوليد بن كثير، و محمدُ بن إسحاق-، وعبدالملك بن عمرو مقبول، وتفرد بالرواية عنه عبيد الله بن عبدالله، والوليد بن كثير ثقة، وثقه ابن معين، وأبوداود، وعيسى بن يونس وغيرهم، واختار الذهبي أنه ثقة-الكاشف(3/241رقم6192)، التهذيب (11/148)-، ومحمد بن إسحاق تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1140) وهو ((صدوق، وكان يدلس)).
وتقدم أنّ يزيد بن الهاد خالفهما فرواه عن عبيد الله بن عبدالله بن الحصين، عن هرمي بن عبدالله..-به-، ولم يذكر عبدالملك بن عمرو، ولعل رواية الوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق تقدم لأنهما أكثر، والله أعلم.
4- عمرو بن شعيب –عنه: علي بن الحكم، والحجاج بن أرطاة، وابن لهيعة، والمثنى بن الصباح-، وعلي بن الحكم هو: البناني ثقة ضعفه الأزدي بلا حجة، قاله ابن حجر في التقريب (ص400رقم4722)، ومن تابعه ضعفاء ولكن تقبل روايتهم في المتابعات، وتقدمت تراجمهم، غير أنّ هذا الطريق معلول فقد اختلف فيه على عمرو بن شعيب قال البيهقي عقب روايته:((ولعمرو بن شعيب فيه إسناد آخر أخبرناه أبوبكر بن فورك أنبأ عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبوداود ثنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تلك اللوطية الصغرى يعني إتيان المرأة في دبرها))، قال ابن كثير في تفسيره (1/264):((وقد روى هذا الحديث يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبدالله بن عمرو بن العاص قوله وهذا أصح والله أعلم، وكذلك رواه عبد بن حميد عن يزيد بن هارون عن حميد الأعرج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبدالله بن عمرو موقوفا من قوله)).(2/438)
5- وحميد بن قيس الأعرج، وحميد ثقة وثقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد –في رواية أبي طالب-، وأبوزرعة الرازي، والدمشقي، وأبوداود، وغيرهم، واختار الذهبي توثيقه- تهذيب الكمال (7/384-389)، الكاشف (1/257رقم1264)-، وتشدد ابن حجر في التقريب (ص182رقم1556) فقال:((ليس به بأس))، والإسناد إليه صحيح فقد رواه البخاري في التاريخ الكبير عن محمد بن المثنى وهو: ثقة-التقريب (ص469رقم5754)-، قال:حدثني المغيرة بن سلمة وهو: ثقة ثبت –التقريب (ص543رقم6838)-، قال: أخبرنا وهيب وهو: ابن خالد تقد في المسألة رقم (1093) أنه ثقة ثبت، وتابعه حبيب الشهيد وهو ثقة ثبت-التقريب (ص151رقم1097) كلاهما عن حميد بن قيس –به-.
وهذا الإسناد مع قوة رجاله، وسلامته من الاختلاف لم أجد من أخرجه غير البخاري في التاريخ الكبير، والبيهقي في السنن الكبرى، فلم يذكره النسائي، والطبراني مع توسعهما في ذكر طرق الحديث، ورواياته فهو غريب.
فتلخص مما تقدم أنّ أقوى الروايات عن هرمي:
رواية حميد بن قيس، عنه، عن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((استحيوا فإن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن)).
ورواية الوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق كلاهما عن عبيد الله بن عبدالله بن الحصين عن عبدالملك بن عمرو بن قيس الخطمي عن هرمي بن عبدالله قال سمعت خزيمة بن ثابت يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازه)).
ورواية حسان بن عبدالله مولى محمد بن سهل، وخالد بن يزيد، كلاهما عن سعيد بن أبي هلا، عن عبدالله بن علي، عن هرمي، عن خزيمة بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وخلاصة ما سبق أنّ حديث خزيمة بن ثابت ضعيف إذ مداره على هرمي بن عبدالله وهو مجهول الحال، ومما يزيد الحديث ضعفاً الاختلاف الشديد في طرق الحديث ورواياته.(2/439)
وأمّا الطريق الآخر عن خزيمة وهو ما رواه سفيان الثوري عن عبدالله بن شداد الأعرج عن رجل عن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إتيان النساء في أدبارهن حرام))، ففي سنده رجل مبهم لا تقوم به الحجة، وربما كان هرمي نفسه، وعبدالله بن شداد هو الواسطي صدوق –التقريب (ص307رقم3383)-.
وقد ضعف الحديثَ غيرُ واحدٍ من النقاد قال ابن حجر في التلخيص (3/180):((هرمي لا يعرف حاله... وقال البزار: لا أعلم في الباب حديثا صحيحا لا في الحظر ولا في الإطلاق وكلما روى فيه عن خزيمة بن ثابت من طريق فيه فغير صحيح انتهى، وكذا روى الحاكم عن الحافظ أبي علي النيسابوري ومثله عن النسائي وقاله قبلهما البخاري))، وقبل البخاري الشافعيّ فقد قال ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه (ص217):((أخبرنا ابن عبدالحكم قراءةً قال: سمعت الشافعيُّ يقول: ليس فيه-يعني إتيان النساء في الدبر- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحريم والتحليل حديثٌ ثابت))، وقال الذهبي في الكاشف (2/323) في ترجمة عمرو بن أحيحة:((له حديث عن خزيمة لم يصح))، وقال ابن حجر في التهذيب (11/28):((في إسناده اضطراب كثير))، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/110-111):((والحديث منكر لا يصح كما صرح بذلك البخاري والبزار والنسائي وغير واحد..)).(2/440)
وقوى الحديث بعض العلماء فقال الشافعي عقب روايته الحديث –كما تقدم-: ((عمي ثقة وعبدالله بن علي ثقة وقد أخبرني محمد عن الأنصاري المحدث بها أنه أثنى عليه خيرا وخزيمة ممن لا يشك عالم في ثقته فلست أرخص فيه بل أنهى عنه))، ولكن تقدم أنّ هذا الطريق معلول، وقال ابن حزم في المحلى (10/70):((هذا خبر صحيح تقوم الحجة به))، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/290):((جيد))، وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (2/200-201):((رواه الشافعي والبيهقي من رواية خزيمة بن ثابت بإسناد صحيح، وصححه الشافعي ورواه بنحوه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان)).
والأظهر قول من قال بتضعيف الحديث لما تقدم، والله أعلم.
هذا وقد رُويت شواهد للحديث بمعناه، وكلها لا تخلوا من مقال:
حديث عقبة بن عامر، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((لعَنْ اللّه الذين يأتون النِّسَاء فِي محاشهن))، وسيأتي برقم (1229) وبيان أنه منكر.
حديث جابر بن عبدالله، أخرجه: الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/41)، وابن أبي حاتم في تفسيره (2/404-405) كلاهما عن يونس قال ثنا ابن وهب قال أخبرني ابن جريج أن محمد بن المنكدر حدثه عن جابر بن عبدالله: أن اليهود قالوا للمسلمين من أتى امرأته وهي مدبرة جاء ولدها أحول فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((مقبلة ومدبرة ما كان في الفرج)).(2/441)
هكذا روى ابن وهب، عن ابن جريج، وخالفه حماد بن مسعدة، ومخلد بن يزيد فروياه عن ابن جريج فلم يذكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((مقبلة …))، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى (5/313-314رقم8973) إتيان المرأة مجباة ، قال: أخبرنا هلال بن بشر قال نا حماد بن مسعدة، وأبوعوانة في مسنده (3/84رقم4287) قال: حدثنا أبوعمر الإمام، قال: حدثنا مخلد بن يزيد كلاهما عن ابن جريج عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن اليهود تقول: إذا جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أحول فقال:((كذبت يهود))، فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم، وحماد بن مسعدة ثقة-التقريب (ص178رقم1505)-، ومخلد بن يزيد صدوق-التهذيب(10/77-78)- ولعل الوهم من ابن وهب فقد قال ابن معين –كما في شرح علل الترمذي (2/492)-:((عبدالله بن وهب ليس بذاك في ابن جريج، كان يستصغر)).
ومما يدل على أنّ هذه الرواية وهم بل منكرة جداً؛ أنّ سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وسلمة بن دينار، أيوب السختياني، ومعمر بن راشد، والزهري، وسهيل بن أبي صالح وغيرهم رووه عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم، وقد أخرج هذه الروايات:
1- رواية سفيان الثوري، أخرجها: البخاري في صحيحه (8/189رقم4528) كتاب التفسير، باب {فنزلت نساؤكم حرث لكم }، ومسلم في صحيحه (2/1059 رقم119) وأخرجها غيرهما.(2/442)
2-6 - ورواية أيوب السختياني، وشعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، وسلمة بن دينار أبوحازم، والزهري، وسهيل بن أبي صالح: أخرجها مسلم في صحيحة (2/1058-1059رقم 117-119)، وأبوعوانة في مسنده (3/83-85رقم4284-4290)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/194-195)، قال مسلم:((وزاد في حديث النعمان عن الزهري: إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد))، قال ابن حجر في الفتح (8/193):((هذه الزيادة يشبه أن تكون من تفسير الزهري لخلوها من رواية غيره من أصحاب بن المنكدر مع كثرتهم))، وقال الشوكاني في نيل الأوطار (6/357):((وهو الظاهر ولو كانت مرفوعة لما صح قول البزار هو الوطء في الدبر لا أعلم في هذا الباب حديثا صحيحا لا في الحضر ولا في الإطلاق، وكذا روى نحو ذلك الحاكم عن أبي علي النيسابوري ومثله عن النسائي وقاله قبلهما البخاري كذا قال الحافظ))، وقال ابن عدي في الكامل (7/13):((وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه غير النعمان عن الزهرى وعن النعمان جرير بن حازم وعن جرير ابنه وهب))، والنعمان بن راشد صدوق سيئ الحفظ –التقريب (ص564رقم7154)-.
7- ورواية مالك بن أنس، أخرجها: الدارمي في سننه (1/206رقم1127) باب إتيان النساء في أدبارهن، قال: أخبرنا أحمد بن عبدالله بن يونس، قال: حدثنا مالك-به.
8-ورواية معمر بن راشد، أخرجها: عبدالرزاق في تفسيره (1/103رقم264).
فجميع روايات هؤلاء ليس فيها نسبةً ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بل من كلام جابر بن عبدالله رضي الله عنه.(2/443)
حديث أم سلمة، أخرجه: الترمذي في سننه (5/198رقم2979) كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة، وابن أبي شيبة في المصنف (4/230) النكاح، في قوله تعالى {نساؤكم حرث لكم}، وأحمد في مسنده (6/318-319)، وأبويعلى في مسنده (12/407رقم6972)، والطبري في تفسيره (2/335)، وابن أبي حاتم في تفسيره (2/404رقم2131)، والدارقطني في العلل (5/ورقة182ب)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/195) جميعهم من طرق عن سفيان الثوري، عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن عبدالرحمن بن عبدالله بن سابط عن حفصة بنت عبدالرحمن عن أم سلمة قالت لما قدم المهاجرون المدينة على الأنصار تزوجوا من نسائهم وكان المهاجرون يجبون وكانت الأنصار لا تجبى فأراد رجل من المهاجرين امرأته على ذلك فأبت عليه حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فأتته فاستحيت أن تسأله فسألته أم سلمة فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقال:((لا إلا في صمام واحد))، هذا لفظ أحمد في مسنده، ونحوه لفظ البقية، وقال الترمذي:((حديث حسن)).
وتابع الثوريَّ:
2- وهيب بن خالد، أخرجه: أحمد في مسنده (6/305)، والدارمي في سننه (1/204-205رقم1124)، والطبري في التفسير (2/335)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/42-43) جميعهم من طريق وهيب بن خالد قال: حدثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم عن عبدالرحمن بن سابط قال دخلت على حفصة ابنة عبدالرحمن فقلت إني سائلك عن أمر وأنا استحي أن أسألك عنه فقالت لا تستحي يا بن أخي قال عن آتيان النساء في أدبارهن قالت حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا لا يحبون النساء …الحديث.
3- ومعمر بن راشد، أخرجه: إسحاق بن راهويه في مسنده (4/95رقم49)، وأحمد في مسنده (6/310).
4-وعبدالرحيم بن سليمان، أخرجه: الطبري في تفسيره-الموضع السابق-.
5- وروح بن القاسم، أخرجه: البيهقي في الموضع السابق.(2/444)
وابن خثيم تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1178) وهو ((صدوق))، وعبدالرحمن بن عبدالله بن سابط وثقه ابن سعد، وابن معين، وأبوزرعة، والعجلي، والفسوي، والنسائي، والدارقطني وغيرهم، وهو كثير الإرسال-تهذيب الكمال (17/123-127)،
وحفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق هي زوجة المنذر بن الزبير روت عن أبيها وعمتها عائشة وأم سلمة وعنها عراك بن مالك وعبدالرحمن بن سابط ويوسف بن ماهك وعون بن عباس قال العجلي تابعية ثقة وذكرها ابن حبان في الثقات –التهذيب (12/410)-.
وقد اضطرب ابن خثيم في الحديث فرواه عن صفية بنت شيبة، عن أم سلمة، أخرجه: عبدالرزاق في المصنف (11/443رقم 20959) - ومن طريقه: أحمد في مسنده (6/310)، والطبراني في المعجم الكبير (23/356رقم 837)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/355)- عن معمر، عن ابن خثيم، أن صفية بنت شيبة قالت: لما قدم المهاجرون المدينة أرادوا أن يأتوا النساء في أدبارهن في فروجهن فأنكرن ذلك فجئن إلى أم سلمة فذكرن لها ذلك فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم:((صماما واحدا))، هذا لفظ عبدالرزاق في المصنف ونحو لفظ أحمد، والبيهقي، قال ابن حجر في التقريب (ص749رقم8622):((صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية لها رؤية وحدثت عن عائشة وغيرها من الصحابة وفي البخاري التصريح بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر الدارقطني إدراكها)).
فتلخص أنّ حديث ابن خثيم فيه ضعف من جهة اضطراب ابن خثيم في الحديث، وجهالة حال حفصة بنت عبدالرحمن.(2/445)
حديث عمر بن الخطاب، أخرجه: الترمذي في سننه (5/200رقم3980)، والنسائي في السنن الكبرى (5/314رقم8977)، وأحمد في مسنده (1/297)- ومن طريقه الضياء في المختارة (10/100رقم96)-، وأبويعلى في مسنده (5/121رقم2736)-ومن طريقه الواحدي في أسباب النزول (ص42)، والضياء في المختارة (10/99 رقم95)-، والطبري في تفسيره (2/235)، وابن أبي حاتم في تفسيره (2/405)، والخرائطي في مساوئ الخلاق (ص210رقم469)، وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان(9/516رقم4202)-، والطبراني في المعجم الكبير (12/10رقم 12317)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/198) وغيرهم من طريق يعقوب بن عبدالله الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال: وما أهلكك؟، قال: حولت رحلي الليلة قال فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قال فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم:((أقبل وأدبر وأتق الدبر والحيضة)).
قال الترمذي:((هذا حديث حسن غريب))، وجعفر بن أبي المغيرة قال عنه أحمد:((ثقة))، وقال أيضاً:((ليس بالمشهور))، وقال ابن معين-رواية ابن محرز-:((ليس به باس))، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن منده:((ليس بالقوي في سعيد بن جبير))، وقال الذهبي:((صدوق))، وقال ابن حجر:((صدوق يهم))، فلعل الأقرب أنه صدوق إلاّ في روايته عن سعيد بن جبير،- انظر: العلل ومعرفة الرجال (3/102رقم4393، 283رقم5256)، معرفة الرجال (1/100رقم436)، الجرح (2/490رقم2008)، الثقات (6/134)، تهذيب الكمال (5/112-114)، الميزان (1/417رقم1536)، التهذيب (2/108)، التقريب (ص141رقم960)-.(2/446)
ويعقوب بن عبدالله الأشعري قال عنه النسائي:((ليس به بأس))، وقال أبوالقاسم الطبراني:((كان ثقة))، وقال الدارقطني:((ليس بالقوي))، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبيّ:((صدوق))، وقال ابن حجر:((صدوق يهم)) – انظر: العلل للدارقطني (3/91)،تهذيب الكمال (32/344-346)، الكاشف (3/292رقم6502)، التقريب (ص608رقم7822)-.
حديث أبي هريرة، وله عدة طرق:
الطريق الأوَّل: طريق أبي تميمة الهجيمي، أخرجه: أبوداود في السنن (4/15 رقم3904) كتاب الطب، باب الكاهن، والترمذي في سننه (1/242-243رقم135) كتاب الطهارة، باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض، وابن ماجه في سننه (1/209رقم639) كتاب الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض، والنسائي في الكبرى (5/323رقم9016)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (1/423رقم482)، وأحمد في مسنده (2/408، 476) وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من أتى امرأة حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))، وقد ضعف النقاد هذا الحديث فقال البخاري في التاريخ الكبير (3/16) بعد رواية الحديث:((هذا حديث لا يتابع عليه ولا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة))، وقال الترمذيُّ غي العلل الكبير (ص59):((سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من هذا الوجه وضعف هذا الحديث جدا))، وقال في السنن:((لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة، وإنما معنى هذا عند أهل العلم على التغليظ، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى حائضا فليتصدق بدينار، فلو كان إتيان الحائض كفرا لم يؤمر فيه بالكفارة، وضعف محمد هذا الحديث من قبل إسناده ، وأبوتميمة الهجيمي اسمه طريف بن مجالد))، وقال البزار –كما في التلخيص الحبير (3/182)-:((هذا حديث منكر وحكيم لا يحتج به وما انفرد به فليس بشيء)).(2/447)
وذكره العقيليُّ في الضعفاء الكبير (1/317) فقال:((حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي –ثم روى الحديث بسنده، وقال:- وهذا رواه جماعة عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبى هريرة موقوفا))، وقال ابن عدي في الكامل (2/219) بعد روايته الحديث:((وحكيم الأثرم يعرف بهذا الحديث وليس له غيرها إلا اليسير))، وقال ابن حجر في التقريب (ص177رقم1481):((حكيم الأثرم البصري فيه لين من السادسة)).
وقال المناويُّ في فيض القدير (6/24):((قال البغوي: سنده ضعيف، قال المناوي: وهو كما قال، وقال الترمذيّ: ضعفه البخاريّ، وقال ابن سيد الناس: فيه أربع علل: التفرد عن غير ثقة وهو موجب للضعف، وضعف رواته، والانقطاع، ونكارة متنه وأطال في بيانه، وقال الذهبيُّ في الكبائر: ليس إسناده بالقائم)).
الطريق الثاني: طريق الحارث بن مخلد، أخرجه: أبوداود في سننه (2/ 249رقم 2162) كتاب النكاح، باب في جامع النكاح، والنسائي في السنن الكبرى (5/322-323رقم9011-9015) ، وابن ماجه في سننه (1/619رقم1923)، وابن أبي شيبة في المصنف (4/253)، وأحمد في المسند(2/444، 479)، وغيرهم من طريق الحارث بن مخلد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها))، هذا لفظ ابن ماجه، ولفظ أبي داود:((ملعون من أتى امرأته في دبرها)).
وقال ابن حجر في التلخيص (3/182):((وأخرجه البزار وقال الحارث بن مخلد ليس بمشهور وقال ابن القطان: لا يعرف حاله وقد اختلف فيه على سهيل فرواه إسماعيل بن عياش عنه عن محمد بن المنكدر عن جابر أخرجه الدارقطني وابن شاهين ورواه عمر مولى غفرة عن سهيل عن أبيه عن جابر أخرجه بن عدي وإسناده ضعيف)).(2/448)
الطريق الثالث: طريق مجاهد بن جبر، أخرجه: العقيليّ في الضعفاء الكبير (1/148-149) قال: حدثنا عبدالله بن الحسن بن أحمد بن أبى شعيب الحراني قال حدثني جدي أحمد بن أبى شعيب قال حدثنا موسى بن أعين عن بكر بن خنيس عن ليث عن مجاهد عن أبى هريرة عن النبي عليه السلام قال من أتى شيئا من النساء أو الرجال في أدبارهن فقد كفر))، قال العقيليّ:((رواه سفيان الثوري ومعمر بن راشد وأبوبكر بن عياش والمحاربى ويزيد بن عطاء اليشكري وعلى بن الفضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن أبى هريرة فأوقفوه))، وقال ابن كثير في تفسيره (1/265):((والموقوف أصح وبكر بن خنيس ضعفه غير واحد من الأئمة تركه آخرون))،
وقال ابن حجر في التلخيص (3/180-181):((وبكر وليث ضعيفان وقد رواه الثوري عن ليث بهذا السند موقوفا ولفظه إتيان الرجال النساء في أدبارهم كفر وكذا أخرجه أحمد عن إسماعيل عن ليث والهيثم بن خلف في كتاب ذم اللواط من طريق محمد بن فضيل عن ليث)).
الطريق الرابعة: طريق أبي سلمة، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى (5/322رقم9010) قال: أخبرني عثمان بن عبدالله قال نا سليمان بن عبدالرحمن من كتابه قال نا عبدالملك بن محمد الصنعاني قال نا سعيد بن عبدالعزيز عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((استحيوا من الله حق الحياء لا تأتوا النساء في أدبارهن)).
قال ابن حجر في التلخيص (3/180):((قال حمزة الكناني الراوي عن النسائي هذا حديث منكر ولعل عبدالملك بن محمد الصنعاني سمعه من سعيد بن عبدالعزيز بعد اختلاطه قال: وهو باطل من حديث الزهري والمحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة أنه كان ينهى عن ذلك انتهى وعبدالملك قد تكلم فيه دحيم وأبوحاتم وغيرهما)).(2/449)
الطريق الخامسة: طريق العلاء، عن أبيه، قال ابن حجر في التلخيص (3/181):((وله طريق خامسة رواها عبدالله بن عمر بن أبان عن مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ ملعون من أتى النساء في أدبارهن ومسلم فيه ضعف وقد رواه يزيد بن أبي حكيم عنه موقوفا)).
فالصواب أنّ هذا الحديث موقوف على أبي هريرة فقد رواه النسائي في السنن الكبرى (5/324) قال: أخبرني معاوية بن صالح الدمشقي قال نا منصور يعني بن أبي مزاحم قال نا أبوسعيد يعني المؤدب عن علي بن بذيمة عن مجاهد عن أبي هريرة قال:((من أتى أدبار الرجال والنساء فقد كفر))، ومعاوية بن صالح صدوق، ومنصور ثقة، وعلي بن بذيمة ثقة- انظر:التقريب (538رقم6763)، و(ص547رقم6907)، (ص398رقم4692)- وأبوسعيد هو محمد بن مسلم بن أبي الوضاح ثقة وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين والعجلي والنسائي وأبوحاتم وأبوداود وغيرهم – انظر: التهذيب (9/453-454)-.(2/450)
حديث علي بن طلق، أخرجه: الترمذي في السنن (3/468رقم 1164) كتاب الرضاع، باب ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن ، والنسائي في السنن الكبرى (5/324-325رقم9023-9026) ذكر حديث علي بن طلق في إتيان النساء في أدبارهن، وعبدالرزاق (11/441-442رقم 20950) باب تقبيل الرأس واليد وغير ذلك، وابن أبي شيبة (4/251) في مصنفيهما، وأحمد في مسنده –كما في أطراف المسند لابن حجر (4/384)، وقد سقط من المطبوع-، وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/514رقم4199) وغيرهم من طرق عن عاصم الأحول عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي بن طلق قال أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله الرجل منا يكون في الفلاة فتكون منه الرويحة ويكون في الماء قلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهن فإن الله لا يستحي من الحق))، قال الترمذي:((حديث علي بن طلق حديث حسن، وسمعت محمدا يقول: لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي، وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم))، وقال في العلل الكبير (ص44):((سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: علي بن طلق هذا أراه غير طلق بن علي، ولا أعرف لعلي بن طلق إلا هذا الحديث، وعيسى بن حطان الذي روى عنه هذا الحديث رجل مجهول، فقلت له: أتعرف هذا الحديث الذي روى علي بن طلق من حديث طلق بن علي فقال: لا)).
وأخرجه الترمذي في سننه –الموضع السابق رقم 1166)، وأحمد في مسنده (1/86)، والنسائي في السنن الكبرى-الموضع السابق- من طريق وكيع عن عبدالملك بن مسلم وهو بن سلام عن أبيه عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا فسا أحدكم فليتوضأ ولا تأتوا النساء في أعجازهن)).(2/451)
وهذا الطريق معلول، والصواب أنه عبدالملك بن مسلم عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي بن طلق –به-، قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/399):((هكذا روى الحديث وكيع بن الجراح عن عبدالملك بن مسلم عن أبيه ولم يسمعه عبدالملك عن أبيه وإنما رواه عن عيسى بن حطان عن أبيه مسلم بن سلام كما سقناه عن شبابة عنه وقد وافق شبابة عبيد الله بن موسى وأبونعيم وأبوقتيبة بن قتيبة وأحمد بن خالد الوهبي وعلي بن نصر الجهضمي فرووه كلهم عن عبدالملك عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام وعلي الذي اسند هذا الحديث ليس بابن أبي طالب وإنما هو علي بن طلق الحنفي بين نسبة الجماعة الذي سميناه في روايتهم هذا الحديث عن عبدالملك وقد وهم غير واحد من أهل العلم فاخرج هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم)).
ومسلم بن سلام روى عن: طلق بن علي، عنه ابنه: عبدالملك، وعيسى بن حطان والصحيح أن رواية عبدالملك عن عيسى بن حطان، عن مسلم، وذكره ابن حبان في الثقات،وقال ابن القطان:((مجهول الحال))، وقال الذهبي:((وثق))، و قال ابن حجر:((مقبول))، - انظر: الثقات (5/395)، تهذيب الكمال (27/519-520)، الكاشف(3/141رقم5510)، نصب الراية (2/62)، والتلخيص الحبير (1/274)، التقريب (ص529رقم6631)-.
وعيسى بن حطان قال البخاري عنه-كما تقدم-:((مجهول))،))، وقال العجليّ:((ثقة))، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي:((وثق))، وقال ابن عبدالبر:((ليس ممن يحتج بحديثه))، و قال ابن حجر:((مقبول))، - انظر: معرفة الثقات (2/199رقم1459)، الثقات (5/214)، الاستيعاب (8/1206)، الكاشف (2/366رقم4435)، المغني في الضعفاء (2/497رقم4789)، التقريب (ص438رقم5289)، لسان الميزان (4/393-394)-.
فهذا الإسناد ضعيفٌ لتفرد عيسى بن حطان، ومسلم بن سلام به، وكلاهما مجهول الحال.(2/452)
حديث عبدالله بن مسعود، أخرجه: ابن عدي في الكامل (3/205) قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا سعيد بن يحيى ثنا محمد بن حمزة عن زيد بن رفيع عن أبي عبيدة عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا تأتوا النساء في أعجازهن ولا في أدبارهن)).
قال ابن كثير تفسيره (1/265):((محمد بن حمزة هو الجزري وشيخه فيهما مقال))، وقال ابن حجر في التلخيص (3/181):((إسناد واه)).
قال ابن كثير تفسيره (1/265):((حديث آخر قال أبوبكر الأثرم في سننه حدثنا أبومسلم الحرمي حدثنا أخي أنيس بن إبراهيم أن أباه إبراهيم بن عبدالرحمن بن القعقاع أخبره عن أبيه أبي القعقاع عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: محاش النساء حرام وقد رواه إسماعيل بن علية وسفيان الثوري وشعبة وغيرهم عن أبي عبدالله الشقري واسمه سلمة بن تمام ثقة عن أبي القعقاع عن ابن مسعود موقوفا وهو أصح)).
حديث عبدالله بن عباس، أخرجه: الترمذي في سننه (3/469رقم 1165)، والنسائي في السنن الكبرى (5/320رقم9001) ذكر حديث بن عباس فيه واختلاف ألفاظ الناقلين عليه، وابن أبي شيبة في المصنف (4/251)، وأبويعلى في مسنده (4/ 266رقم2378)، وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (10/266-267 رقم4418 )-، وابن عدي في الكامل (3/282) وغيرهم من طريق أبي خالد الأحمر، عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبر))، قال الترمذي:((حديث حسن غريب))، وقال ابن عدي:((لا أعلم يرويه غير أبي خالد الأحمر))، وقال البزار-كما في التلخيص (3/180)-:((لا نعلمه يروى عن ابن عباس بإسناد أحسن من هذا تفرد به أبوخالد الأحمر عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان عن كريب)).(2/453)
وخالف أبا خالد الأحمر وكيعُ بنُ الجراح فرواه عن الضحاك موقوفاً على ابن عباس، أخرجه: النسائي في السنن الكبرى-الموضع السابق-، قال ابن حجر في التلخيص (3/180)-:((ورواه النسائي عن هناد عن وكيع عن الضحاك موقوفا وهو أصح عندهم من المرفوع، وعن ابن عباس طريق أخرى موقوفة رواها عبدالرزاق عن معمر عن بن طاوس عن أبيه أن رجلا سأل بن عباس عن إتيان المرأة في دبرها فقال تسألني عن الكفر وأخرجه النسائي من رواية بن المبارك عن معمر وإسناده قوي)).
حديث عبدالله بن عمرو بن العاص، تقدم أنّ الصواب أنه موقوف على عبدالله بن عمرو، وترجيح ابن كثير، وابن حجر للموقوف.
حديث عمران بن حصين، أخرجه: الحارث بن أبي أسامة في مسنده-كما في بغية الباحث (ص548رقم493)- قال: حدثنا الخليل بن زكريا ثنا عمرو بن عبيد ثنا الحسن بن أبي الحسن عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((محاش النساء عليكم حرام))، والخليل بن زكريا قال المطرز:((كذاب))، وقال العقيليّ:((يحدث بالبواطيل عن الثقات))، وقال ابن حجر:((متروك الحديث))– الضعفاء الكبير (2/20)، التهذيب(3/166-167)، التقريب (ص195رقم1752)-.
حديث سمرة بن جندب، أخرجه: الحارث بن أبي أسامة في مسنده-كما في بغية الباحث (ص548رقم494)- قال: حدثنا الخليل بن زكريا ثنا عمرو بن عبيد عن الحسن بن أبي الحسن عن سمرة بن جندب قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أن تؤتى النساء في أعجازهن))، وتقدم أنّ الخليل متروك الحديث، ولا يبعد أنّ هذا الإسناد والذي قبله مفتعلان.(2/454)
حديث أنس بن مالك، أخرجه: الإسماعيليُّ في معجمه (1/375) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بواسط إملاءً من حفظه، قال: حدثنا ابن عرفة، قال: حدثنا أبومعاوية، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إنّ الله لا يستحيي من الحق فلا تأتوا النساء في أدبارهن، إيتوهن من حيث أمركم الله عز وجل))، ويزيد الرقاشي تقدم في المسألة رقم (1188) أنه متروك الحديث، وأحمد بن إسحاق قال عنه الإسماعيليُّ:((لم يكن بذاك)).
وقال ابن كثير في تفسيره (1/265):((وقد روى من حديث أبي بن كعب، والبراء بن عازب، وعقبة بن عامر، وأبي ذر وغيرهم وفي كل منها مقال لا يصح معه الحديث والله أعلم)).
وقد ضعف جميعَ أحاديثِ الباب عددٌ من كبار الأئمة قال ابن حجر في التلخيص (3/180):((وقال البزار: لا أعلم في الباب حديثا صحيحا لا في الحظر ولا في الإطلاق، وكل ما روى فيه عن خزيمة بن ثابت من طريق فيه فغير صحيح انتهى، وكذا روى الحاكم عن الحافظ أبي علي النيسابوري، ومثله عن النسائي، وقاله قبلهما البخاري))، وقبل البخاري الشافعيّ فقد قال ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه (ص217):((أخبرنا ابن عبدالحكم قراءةً قال: سمعت الشافعيُّ يقول: ليس فيه-يعني إتيان النساء في الدبر- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحريم والتحليل حديثٌ ثابت))، وقال ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار (1/583):((والحديث منكر لا يصح من وجه، كما صرح بذلك البخاريّ، والبزار، والنسائيّ وغير واحد))، والنسائي -رحمه الله- في السنن الكبرى (5/314-325) أطال النفس في بيان علل أشهر، وأقوى أحاديث الباب بما لا مزيد عليه.
وقال ابن حجر في فتح الباري (8/191):((وذهب جماعة من أئمة الحديث كالبخارى والذهلي والبزار والنسائي وأبي على النيسابوري إلى أنه لا يثبت فيه شيء، قلت: لكن طرقها كثيرة فمجموعها صالح للاحتجاج به)).(2/455)
والذي يظهر أنّ الأحاديث في الباب ضعيفة كما قال الحفاظ، فطرقها وإن كانت كثيرة لكنها تدور على مجاهيل، وضعفاء، ومتروكين والله أعلم.
تنبيهان:
الأوَّل: قال الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص149):((النهي عن وطء النساء في أدبارهن عن:خزيمة بن ثابت، وأبي هريرة، وابن عباس، وعلي بن طلق، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأنس، وأبي بن كعب، وابن مسعود، وعقبة بن عامر، وعمر، وجابر بن عبدالله وغيرهم، وقد قال الطحاوي في شرح معاني الآثار ما نصه: جاءت الآثار متواترة بالنهي عن إتيان النساء في أدبارهن ثم ساق بعضا منها ثم قال فلما تواترت هذه الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن وطء المرأة في دبرها ثم جاء عن أصحابه وعن تابعيهم ما يوافق ذلك وجب القول به وترك ما يخالفه وهذا أيضا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمة الله عليهم أجمعين اهـ منه والله سبحانه وتعالى أعلم))، ولا شك أنَّ دعوى التواتر بعيدة كل البعد عن التحقيق العلميّ، والدراسة الدقيقة لجميع طرق الحديث، والله أعلم.
الثاني: أُفرد هذا الحديث بالتصنيف، فممن صنف فيه من المتقدمين:
أسامة بن أحمد التجيبي، قال ابن حجر في لسان الميزان (1/341): ((أسامة بن أحمد أبوسلمة التجيبي المصري …مات في رمضان سنة سبع وثلاث مائة، قلت: ورأيت له مصنفا في حرمة الوطء في الدبر يدل على سعة معرفته بالحديث)).
وابن الجوزي في جزء سماه:((تحريم المحل المكروه))، قال في التحقيق في أحاديث الخلاف (2/280):((وقد ذكرتُ جميع ذلك في جزء أفردت فيه هذه المسألة مستوفاة))، وقال القرطبي في تفسيره (3/95):((وقد جمعها أبوالفرج بن الجوزى بطرقها في جزء سماه "تحريم المحل المكروه"، ولشيخنا أبى العباس أيضا في ذلك جزء سماه "إظهار إدبار من أجاز الوطء في الأدبار")).
وأبوالعباس القرطبي شيخ القرطبي في جزء سماه((إظهار إدبار من أجاز الوطء في الأدبار))، ذكره القرطبي في كلامه السابق.(2/456)
ومحمد بن سحنون.
ومحمد بن شعبان.
قال ابن حجر في الفتح (8/189):((قال أبوبكر ابن العربي في سراج المريدين: أورد البخاري هذا الحديث في التفسير فقال: يأتيها في، وترك بياضا، والمسألة مشهورة صنف فيها محمد بن سحنون جزءاً، وصنف فيها محمد بن شعبان كتابا وبين أن حديث ابن عمر في إتيان المرأة في دبرها)).
والذهبي، قال في سير أعلام النبلاء (5/100):((وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد لا يطالعه عالم إلا ويقطع بتحريم ذلك))، وقال أيضاً (14/128):((ولي في ذلك مصنف كبير)).
وابن حجر في جزء سماه ((تحفة المستريض بمسألة التحميض))، ذكر ذلك السخاوي في الجواهر والدرر (ورقة159أ) وغيره- انظر: ابن حجر العسقلاني، مصنفاته، ودراسة في منهجه لشاكر محمود (1/209)-.
- - - -(2/457)
120- ] 1207[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ(1)، عَنْ أَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ(2)، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ(3)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ(4)، عَنْ خَالِهِ أَنَّ رَجُلاً تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ أَوْ امْرَأَةَ ابِنِهِ فَأْرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتلَهُ، فقُلْتُ لأَبِي: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ(5)، عَنْ أَبِي خَالِدٍ كَمَا ذَكَرَتُ وحَدَّثَنَا الأَشَجُّ، عَنْ حَفْصٍ(6)، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيِّ، عَنْ الْبَرَاءِ(7) قَالَ: مَرَّ بِي خَالِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ (8) وَمَعَهُ لِوَاءٌ فَقُلْتُ: أَيْنَ تريد ؟ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ أَنْ آتِيَهُ بِرَأْسِهِ ، فقَالَ أَبِي : وَهِمَا جَمِيعَاً إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ(9)، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ الْبَرَاءِ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عَمّهِ أَبِي بُرْدَةَ. *
………………………………
* ستأتي هذه المسألة في العلل (1/424 رقم 1277) بنحو مما هنا مع زيادة.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: سليمان بن حيان الأزدي أبو خالد الأحمر الكوفي ، روى عن : أشعث بن سوار، وعاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم، روى عنه : أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وهناد بن السري وغيرهم.
صدوق، قال يحيى بن معين-في رواية الدوري- :((صدوق وليس بحجة))، ووثقه ابن معين –في رواية ابن أبي مريم-وعلي بن المديني، وقال النسائي :((ليس به بأس))، وقال أبو حاتم :((صدوق))، وقال الذهبيُّ :((صدوق إمام))، وقال ابن حجر :((صدوق يخطىء))، روى له الجماعة، مات سنة تسعين ومائة.(2/458)
انظر : الجرح (4/106رقم477)، الكامل (3/281-282)، تهذيب الكمال (11/394-398)، الكاشف (1/392رقم2101)، التقريب (ص250رقم 2547).
(2) هو: أشعث بن سوار الكندي النجار الأفرق الأثرم صاحب التوابيت قاضي الأهواز، روى عن: الحكم بن عتيبة، وعامر الشعبي، وعدي بن ثابت وغيرهم، روى عنه: أبو خالد سليمان بن حيان، وعبد الله بن نمير، وهشيم بن بشير وغيرهم.
لين، ضعفه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، والنسائي والدارقطني وغيرهم، وقال أبو زرعة :((لين))، وقال الذهبيُّ :((وهو من الضعفاء الذين روى لهم مسلم متابعة))، وقال ابن حجر :((ضعيف))، روى له البخاري في الأدب ومسلم في المتابعات والباقون سوى أبي داود، مات سنة ست وثلاثين ومائة.
انظر : الجرح والتعديل (2/271رقم978)، الكامل (1/371)، تهذيب الكمال (3/264-270)، المغني في الضعفاء (1/91رقم756)، التقريب (ص113رقم 524).
(3) هو: عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي، روى عن: البراء بن عازب، وأبيه ثابت، وعبد الله بن أبي أوفى وغيرهم، روى عنه : أشعث بن سوار، وشعبة بن الحجاج، ومسعر بن كدام وغيرهم.
متفق على توثيقه، وثقه أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله العجلي، والنسائي، وقال أبو حاتم :((صدوق وكان إمام مسجد الشيعة وقاصهم))، وقال الذهبيُّ:((تابعي كوفي شيعي جلد ثقة مع ذلك))، وقال ابن حجر :((ثقة رمي بالتشيع))، روى له الجماعة، مات سنة ست عشرة ومائة.
انظر : الجرح (7/ 2رقم5)، تهذيب الكمال (19/522-524)، المغني في الضعفاء (1/431)، التقريب (ص388رقم4539).
(4) هو: يزيد بن البراء بن عازب الأنصاري الحارثي الكوفي، قيل: إنه كان أميراً على عمان، روى عن: أبيه البراء بن عازب، روى عنه : سيف أبو عائذ السعدي أمير عمان، وعدي بن ثابت الأنصاري، وأبو جناب الكلبي.
صدوق، قال العجليُّ :((كوفي تابعي ثقة))، و ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال ابن حجر :((صدوق)).(2/459)
انظر : معرفة الثقات (2/360رقم2005)، تهذيب الكمال (32/93)، التقريب (ص600رقم7695).
(5) هو : عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي أبو سعيد الأشج الكوفي، روى عن: الحارث بن عمران الجعفري، والمطلب بن زياد، وهشيم بن بشير وغيرهم، روى عنه: عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وغيرهم.
متفق على توثيقه، وقال أبو حاتم :((ثقة صدوق -وقال في رواية أخرى- الأشج إمام أهل زمانه)) ، وقال محمد بن أحمد بن بلال الشطوي :((ما رأيت أحفظ منه)) ، روى له الجماعة، مات سنة سبع وخمسين ومائتين.
انظر : الجرح (5/ 73رقم342)، تهذيب الكمال (15/27-30)، التقريب (ص305رقم3354).
(6) هو : حفص بن غياث -بمعجمة مكسورة وياء ومثلثة- بن طلق بن معاوية النخعي أبو عمر الكوفي القاضي، روى عن : أشعث بن سوار، وسليمان الأعمش، وعاصم وغيرهم، روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن سعيد الأشج وغيرهم.
ثقة، من أوثق الناس في الأعمش، وحديثه من كتابه صحيح، وحديثه بعد ما ولي القضاء فيه أوهام، وثقه يحيى بن معين، وابن سعد، والعجلي وغيرهم، وقال يعقوب بن شيبة :((ثقة ثبت إذا حدث من كتابه ويتقى بعض حفظه))، وقال علي بن المديني : ((سمعت يحيى بن سعيد يقول أوثق أصحاب الأعمش حفص بن غياث فأنكرت ذلك ثم قدمت الكوفة بأخرة فأخرج إلي عمر بن حفص كتاب أبيه عن الأعمش فجعلت أترحم على يحيى فقال لي تنظر في كتاب أبي وتترحم على يحيى قلت سمعته يقول حفص أوثق أصحاب الأعمش ولم أعلم حتى رأيت كتابه))، وقال أبو زرعة :((ساء حفظه بعدما استقضي فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح وإلا فهو كذا))، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم :((سئل أبي عن حفص بن غياث وأبي خالد الأحمر فقال: حفص أتقن وأحفظ من أبي خالد الأحمر))، وقال ابن حجر :((ثقة فقيه تغير حفظه قليل في الآخر))، روى له الجماعة، مات سنة أربع وتسعين ومائة.(2/460)
انظر : الجرح (3/ 185رقم803)، تاريخ بغداد (8/188-199)، تهذيب الكمال (7/56-70)، التقريب(ص 173رقم1430).
(7) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1136).
(8) هو : أبو بردة بن نيار- بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة- البلوي حليف الأنصار، صحابي، اسمه هانئ، وقيل: الحارث بن عمرو، وقيل: مالك بن هبيرة، مات سنة إحدى وأربعين وقيل بعدها.
انظر : التقريب (ص621رقم 7953).
(9) هو: زيد بن أبي أُنَيْسة الرُّهاويُّ تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1154) وهو ((ثقة له أفراد)).
- - -
- التخريج :
1- عبد الله بن سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر، عن أشعث ابن سوار عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء، عن خاله أنَّ رجلا تزوج امرأة أبيه أو امرأة ابنه فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله.
لم أقف على من أخرج هذا الطريق هكذا مسنداً، وقد ذكره البخاريُّ التاريخ الكبير (8/321) معلقاً فقال :((يزيد بن البراء بن عازب أن رجلا من بني تيم تزوج امرأة ابنه أو أبيه فأرسل إليه رجلا فقتله قاله سليمان بن حيان عن الأشعث عن عدي بن ثابت عن يزيد))، وذكره الترمذيُّ في السنن (3/643) معلقاً فقال :((وروي عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء عن خاله عن النبي صلى الله عليه وسلم)).
وقد رُوي الحديث من طريق أبي سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر وفيه زيادة : ((البراء بن عازب))، وسيأتي ذكره عند ذكر المتابعات لزيد بن أبي أنيسة.
2- أبو سعيد الأشج، عن حفص بن غياث، عن أشعث عن عدي عن البراء قال: مر بي خالي أبو بردة بن نيار ومعه لواء فقلت: أين تريد؟؟ فقال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه آتيه برأسه.
أخرجه :
- الترمذي في سننه (3/643رقم1362) كتاب الأحكام، باب فيمن تزوج امرأة أبيه.
-والبزار في مسنده (9/255رقم3794).
- والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/148) كتاب الحدود، باب من تزوج امرأة أبيه أو ذات محرم منه فدخل بها، قال: حدثنا فهد بن سليمان.(2/461)
جميعهم عن أبي سعيد الأشج، عن حفص بن غياث، عن أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت عن البراء قال: مر بي خالي أبو بردة بن نيار ومعه لواء فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن آتيه برأسه.
قال الترمذيُّ :((حديث البراء حديث حسنٌ غريبٌ))
وتابع أبا سعيد الأشج :
إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر القطيعي ، أخرجه : أبو يعلى في مسنده (3/228رقم1667)، والدارقطني في سننه (3/196) كتاب الحدود والديات، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، كلاهما عن أبي معمر القطيعي.
وسهل بن أبي سهل، أخرجه : ابن ماجه في سننه (2/869رقم2607) كتاب الحدود، باب من تزوج امرأة أبيه من بعده، قال: حدثنا سهل بن أبي سهل.
وعبد الله بن محمد أبو بكر ابن أبي شيبة، أخرجه : في مصنفه (10/104) كتاب الحدود، في الرجل يقع على ذات محرم منه.
ويوسف بن مبارك الكوفي، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (22/195 رقم 510) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا يوسف بن مبارك الكوفي.
ويوسف بن المنازل، أخرجه : الطبري في تهذيب الآثار-مسند عبد الله بن عباس- (1/568 رقم894) قال: حدثني سليمان بن عبد الجبار، والطحاوي في شرح معاني الآثار-الموضع السابق- قال: حدثنا فهد بن سليمان، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص252رقم572) قال: حدثنا العباس بن عبد الله جميعهم عن يوسف بن المنازل.
جميعهم عن حفص بن غياث عن أشعث عن عدي بن ثابت عن البراء قال: لقيت خالي فقلت: أين تريد؟ قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه، وآتيه برأسه، قال يوسف بن المبارك، ويوسف بن المنازل في روايتهما :((مر بي خالي أبو بردة)).
وتابع أشعث بن سوار على هذه الرواية :
- إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، أخرجه :(2/462)
- النسائي في المجتبى (6/109-110)، وفي السنن الكبرى (3/307رقم 5489 ) كتاب النكاح، باب تحريم نكاح ما نكح الآباء، قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم.
- والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/148) قال: حدثنا فهد بن سليمان.
كلاهما عن أبي نعيم الفضل بن دكين.
-وابن أبي شيبة في المصنف (10/104-105) –ومن طريقه ابن حبان في صحيحه- كما في الإحسان (9/4223رقم4112) كتاب النكاح، ذكر الزجر عن تزوج المرء امرأة أبيه أو وطئه جاريته التي هي في فراشه-.
- وأحمد بن حنبل في مسنده (4290)- ومن طريقه رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص251رقم569)-.
كلاهما عن وكيع بن الجراح.
-والبزار في مسنده (9/255رقم3795 ) قال: حدثنا شعيب بن أيوب قال نا يحيى بن آدم.
-وابن قانع في معجم الصحابة (1/88) قال: حدثنا الحسين بن جعفر القتات بالكوفة نا أحمد بن يونس.
- والطبراني في المعجم الكبير (3/278رقم 3407، 22/194رقم509) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل.
- والحاكم في المستدرك (2/191) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري حدثنا يحيى بن فضيل.
-وقال الحاكم أيضاً في المستدرك(3/631) كتاب معرفة الصحابة، ذكر أبي بردة ابن نيار، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عتبة الشيباني بالكوفة ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي.
- أبو نعيم في حلية الأولياء (7/334) قال: حدثنا عبدالله بن الحسن بن بندار ثنا إسماعيل الصائغ.
كلاهما (إبراهيم بن إسحاق، وإسماعيل الصائغ) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، زاد الحاكم: عبيد الله بن موسى.(2/463)
جميعهم عن الحسن بن صالح عن السدي عن عدي بن ثابت عن البراء قال: لقيت خالي ومعه الراية فقلت: أين تريد؟ قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه من بعده أن أضرب عنقه أو أقتله، وفي رواية وكيع -عند ابن أبي شيبة-، وعبيد الله بن موسى، ومالك بن إسماعيل –عند الحاكم- :((لقيت خالي أبا بردة)) وقال الحاكم :((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وله شواهد عن عدي بن ثابت وعن البراء من غير حديث عدي بن ثابت))
وجمع يحيى بن آدم في روايته –عند البزار-بين الحسن بن صالح، وسفيان الثوري.
-والربيع بن الركين، أخرجه :
-أحمد بن حنبل في مسنده (4/292) –ومن طريقه الحاكم في المستدرك (2/191-192) –.
-والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص252رقم570) قال: حدثنا عمر بن شبة النميري.
كلاهما عن محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الربيع بن الركين بن الربيع بن عميلة قال: سمعت عدي بن ثابت يحدث عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: مر بنا ناس ينطلقون فقلنا لهم : أين تذهبون؟ قالوا: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يأتي امرأة أبيه أن نقتله.
3- زيد بن أبي أنيسة عن عدي عن يزيد بن البراء عن البراء عن خاله أبي بردة، أوعن عمه أبي بردة.
أخرجه :
- أبو داود في سننه (4/157رقم4457) كتاب الحدود، باب في الرجل يزني بحريمه –ومن طريقه الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص469)-.
- والطبراني في المعجم الأوسط (7/339رقم6648) قال: حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما ( أبو داود، ومحمد بن جعفر ) عن عمرو بن قسيط الرقي.
- والنسائي في المجتبى (6/109-110)، قال: أخبرنا عمرو بن منصور.
- والدارمي في سننه (2/76رقم2245) كتاب النكاح، باب الرجل يتزوج امرأة أبيه.
- وابن حزم في المحلى (9/527، 11/252) من طريق أحمد بن زهير.
جميعهم (عمرو بن منصور، والدارمي، وأحمد بن زهير) عن عبد الله بن جعفر.(2/464)
- وابن الجارود في المنتقى (ص228رقم681)- ومن طريقه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (1/222رقم166)- قال: حدثنا روح بن الفرج.
- والطبراني في المعجم الكبير (3/314رقم 3406 ) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي المصري-وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/769رقم2048)-.
-والحاكم في المستدرك (4/357) كتاب الحدود –ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/162) كتاب النكاح، باب ما جاء في قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء- من طريق عباس بن محمد.
جميعهم (روح بن الفرج،ومحمد بن أحمد، وعباس بن محمد) عن عبيد بن جناد الحلبي.
- والروياني في مسنده (1/236رقم337) قال: أخبرنا محمد بن عبد الكريم، قال: أخبرنا سليمان بن عبد الله الرقي.
جميعهم (عمرو بن قسيط، وعبد الله بن جعفر، وعبيد بن جناد، وسليمان بن عبدالله الرقي ) عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه قال: لقيت عمي وقد اعتقد راية فقلت أين تريد؟ قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه أضرب عنقه وآخذ ماله، وقال سليمان بن عبدالله الرقي في روايته :((لقيت خالي)) وقال البقية :((لقيت عمي))، ولم يسم في جميع الروايات عن زيد بن أبي أنيسة.
وروايةُ :((لقيت عمي)) أرجح فقد رواها عن عبيد الله بن عمرو ثلاثة وهم :
عمرو بن قسيط الرقي وهو صدوق-التقريب (ص425رقم5098)-.
وعبد الله بن جعفر الرقي وهو ثقة وثقه يحيى بن معين، وأبو حاتم وغيرهما، وقال ابن حجر :((ثقة، لكنه تغير بأخرة فلم يفحش اختلاطه )) –الجرح (5/23رقم104)، التقريب (ص298رقم3253)-.
وعبيد بن جناد الكلابي، قال أبو حاتم :((صدوق )) –الجرح (5/404رقم1871)-.
وأمَّا رواية ((لقيت خالي)) فقد تفرد بها سليمان بن عبدالله الرقي وهو صويلح –تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1154)- فرواية الثلاثة تقدم على روايته فهم أكثر وأوثق.(2/465)
وتابع زيد بن أبي أنيسة على هذا الإسناد :
-أشعث بن سوار، أخرجه :
-عبد الرزاق بن همام في المصنف (6/271رقم10804) –ومن طريقه النسائي في السنن الكبرى (4/296رقم7223) كتاب الرجم، باب عقوبة من أتى ذات محرم وذكر اختلاف الناقلين لخبر البراء بن عازب فيه، والطبراني في المعجم الكبير (3/313-314رقم3404)، أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/769رقم2047)- قال: أخبرنا معمر بن راشد .
- والترمذي في العلل الكبير (ص208رقم372).
-والبيهقي في السنن الكبرى (8/237) كتاب الحدود، باب من وقع على ذات محرم له، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق.
كلاهما عن عبد الله بن سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر.
-و الطبري في تهذيب الآثار-مسند عبد الله بن عباس- (1/567-568 رقم893) قال: حدثني محمد بن إبراهيم.
-وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/769رقم1977) قال: حدثنا عمرو بن حمدان، قال: حدثنا الحسن بن سفيان.
كلاهما عن الفضل بن العلاء.
- والطبراني في المعجم الكبير (3/314رقم3405) قال: حدثنا يوسف القاضي ثنا أبو الربيع الزهراني ح وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو الربيع الزهراني، عن هشيم بن بشير.
جميعهم ( معمر بن راشد، وأبو خالد الأحمر، والفضل بن العلاء، وهشيم بن بشير) عن أشعث عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه قال لقيني عمي ومعه الراية فقلت أين تريد؟ فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرني أن أقتله، وفي رواية أبي خالد الأحمر :((عن البراء عن خاله أن رجلا)).
قال الطبراني :((وهكذا رواه أشعث بن سوار وزيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه قال لقيت عمي وخالفهما السدي فرواه عن عدي بن ثابت عن البراء قال لقيت خالي وخاله أبو بردة بن نيار ولم يدخل بين عدي والبراء يزيد)).(2/466)
وقال الفضل بن العلاء في روايته :((عن البراء قال: حدثني عمي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل …)).
وذكر البخاريّ في التاريخ الكبير (8/321) رواية معمر معلقة فقال :((وقال معمر عن الأشعث فقال عن البراء)).
-وعبد الغفار بن القاسم ، أخرجه : أحمد بن حنبل في مسنده (4/295) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير ثنا عبد الغفار بن القاسم حدثني عدى بن ثابت قال حدثني يزيد بن البراء عن أبيه قال: لقيت خالي معه راية فقلت: أين تريد؟ قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من بنى تميم تزوج امرأة أبيه من بعده فأمرنا أن نقتله ونأخذ ماله قال: ففعلوا ، قال أبو عبد الرحمن: ما حدث أبي عن أبي مريم عبد الغفار إلا هذا الحديث لعلته، وعبد الغفار بن القاسم تقدم في المسألة رقم (1154) أنه متروك الحديث، ورمي بالوضع.
وهناك اختلافات أخرى عن عدي بت ثابت :
- عدي بن ثابت عن البراء بن عازب عن الحارث بن عمرو ، أخرجه :
- ابن ماجه في سننه –الموضع السابق- قال: حدثنا إسماعيل بن موسى.
-وسعيد بن منصور في سننه (1/235رقم942) كتاب النكاح، باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فتموت قبل أن يدخل بها أو يطلقها هل يصلح له أن يتزوج أمه.
- وابن أبي عاصم في الأحاد والمثاني (4/ 64رقم2010) قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي.
-و أبو يعلى في مسنده (3/228رقم1666) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
- والطبري في تهذيب الآثار-مسند عبد الله بن عباس- (1/566 رقم892) من طريق عثمان بن سعيد.
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/148) من طريق سعيد بن يعقوب الطالقاني.
-والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص252رقم571) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام.
-وابن قانع في معجم الصحابة (1/174) من طريق سنيد بن داود.
- وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/768رقم2046) من طريق أبي الربيع الزهراني، و الحارث بن عبد الله، و زياد بن أيوب.(2/467)
-وابن حزم في المحلى (11/252) من طريق إبراهيم بن عبد الله.
جميعهم عن هشيم بن بشير قال أنا أشعت بن سوار عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب قال: مربى عمى الحارث بن عمرو وقد عقد له النبى صلى الله عليه وسلم لواء فعدلت إليه فقلت أين بعثك النبى صلى الله عليه وسلم قال بعثنى إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرنى أن أضرب عنقه، قال أبو نعيم :((ورواه حجاج بن أرطاة، عن عدي، عن البراء قال: لقيت عمي كرواية هشيم، عن أشعث)).
وأخرجه :
-أبو نعيم في حلية الأولياء (7/117) قال: حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى ثنا صالح بن أبي خداش ثنا وكيع عن سفيان الثوري عن أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب عن الحارث بن عمرو قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه بقتله وسلب ماله، قال أبو نعيم :((تفرد به وكيع عن سفيان)).
- عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء، ذكر هذه الرواية الترمذي في سننه (3/643) فقال :((وقد روى محمد بن إسحاق هذا الحديث عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء)) و الدارقطني في العلل (6/22).
- عدي بن ثابت عن أنس بن مالك قال: لقيتُ عمي …، ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/424رقم 1277) قال :((سئل أبو زرعة عن حديث رواه سليمان بن شرحبيل عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن يزيد الرهاوي أبي شيبة عن زيد ابن أبي أنيسة بن عن عدي بن ثابت عن أنس بن مالك قال لقيت عمي قد اعتقد لواء فسألته أين تريد؟ فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أهل المدينة تزوج امرأة أبيه وأمرني أن اضرب عنقه وان اقسم ماله…))، ولم أقف على من أخرجه مسنداً.
وتابع يزيد بن البراء أو عدي بن ثابت أبو الجهم، أخرجه :(2/468)
- أبو داود في سننه (4/157رقم4456)، والنسائي في السنن الكبرى (3/308رقم5490)، و(4/295رقم7220)، وأحمد بن حنبل في مسنده (4/259، 297)، وسعيد بن منصور في سننه (1/235 رقم943)، والروياني في مسنده (1/274-275رقم405-406)، والطبري في تهذيب الآثار-مسند عبد الله بن عباس- (1/569 رقم895)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/149)، والدارقطني في سننه (3/196)، والحاكم في المستدرك (2/192)، و(4/357)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/237) جميعهم من طرق عن مطرف بن طريف عن أبي الجهم سليمان بن الجهم، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: بينا أنا أطوف على إبل لي ضلت إذ أقبل ركب أو فوارس معهم لواء، فجعل الأعراب يطيفون بي لمنزلتي من النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أتوا قبة فاستخرجوا منها رجلا فضربوا عنقه فسألت عنه فذكروا أنه أعرس بامرأة أبيه.
ومطرف -بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء المكسورة- بن طريف ثقة فاضل، وسليمان بن الجهم هو : ابن أبي الجهم الأنصاري الحارثي أبو الجهم الجوزجاني مولى البراء ثقة -التقريب (ص534رقم 6705 )، ( ص 250رقم 2543)-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن عدي بن ثابت على أوجه :
الوجه الأوَّل: رواه أشعث بن سوار –عنه: أبو خالد الأحمر-، عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء، عن خاله أنَّ رجلا تزوج امرأة أبيه أو امرأة ابنه فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله.
الوجه الثاني: رواه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وأشعث بن سوار- عنه: حفص بن غياث-، والربيع بن الركين عن عدي عن البراء قال: مر بي خالي أبو بردة بن نيار ومعه لواء فقلت: أين تريد؟ فقال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه آتيه برأسه.(2/469)
الوجه الثالث: رواه أشعث بن سوار-عنه: معمر بن راشد، وأبو خالد الأحمر، والفضل بن العلاء، وهشيم بن بشير-، وزيد بن أبي أنيسة-عنه: عبيد الله بن عمرو الرقي -، وعبد الغفار بن القاسم جميعهم عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن البراء عن عمه، وقال: عبد الغفار في روايته: لقيت خالي .
الوجه الرابع: رواه أشعث بن سوار –عنه: هشيم بن بشير، وسفيان الثوري-، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب عن عمه الحارث بن عمرو.
الوجه الخامس: رواه محمد بن إسحاق، عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء بن عازب.
الوجه السادس: رواه زيد بن أبي أنيسة –عنه: يحيى بن يزيد الرهاوي-، عن عدي بن ثابت، عن أنس بن مالك قال: لقيت عمي.
وقد رجح أبو حاتم رواية زيد بن أبي أنيسة - الوجه الثالث- عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن البراء عن عمه أو عن خاله، وهذا هو الأظهر، إذ إنّ بقية الأوجه لا تخلو من علة:
فالوجه الأوَّل، والخامس : تفرد بهما أشعث بن سوار وهو لين الحديث، وقد اضطرب في هذا الحديث بعينه فرواه على أربعة أوجه كما تقدم.
والوجه الثاني: رواه ثلاثة :أشعث بن سوار وتقدم الكلام عليه، الربيع بن الركين وهو ضعيف الحديث ضعفه النسائي، وأبو داود، والدارقطني وغيرهم، وقال أبو زرعة : ((منكر الحديث)) – انظر: تعجيل المنفعة (1/521-522رقم307)-، ورواه أيضاً إسماعيل بن عبد الرحمن السدي وهو صدوق يهم قاله ابن حجر-التقريب (ص108رقم463)-، ولكنه خالف في هذه الرواية من هو أوثق منه زيد بن أبي أنيسة فلا يعتد بروايته.
والوجه الخامس: رواه محمد بن إسحاق، عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء بن عازب، ولم أقف على من أخرجه مسنداً، ومحمد بن إسحاق تقدم في المسألة رقم (1140) أنه صدوق، ولكنه خالف في هذه الرواية من هو أوثق منه زيد بن أبي أنيسة.(2/470)
والوجه السادس : رواه يحيى بن يزيد الرهاوي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن أنس بن مالك قال: لقيت عمي..، وهذا الوجه لا يصح عن زيد لعدة علل:
الأولى: أنّ يحيى بن يزيد متكلم فيه قال الذهبيّ :((ضعيف))، وقال ابن حجر : ((مقبول))–المغني (2/746رقم7068)، التقريب (ص5987674)-.
الثانية: أن يحيى بن يزيد خالف عبيدَ الله بنَ عمرو، وعبيدُ الله ثقة فقيه، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1154) فهو مُقدّم على يحيى.
الثالثة: أن في الطريق إليه إسماعيل بن عياش، وفي روايته عن غير أهل بلده ضعف، وهذا منها.
وقد خطأ أبو زرعة هذا الوجه في الموضع السابق من العلل.
والحديث من الوجه الراجح إسناده حسن فيزيد بن البراء صدوق، وصححه ابن حزم في المحلى (11/252) فقال :((وهذا الخبر من طريق الرقيين صحيح نقي الإسناد، وأما من طريق هشيم فليست بشيء لأن أشعث بن سوار ضعيف)).
وتقدم أنّ أبا الجهم سليمان بن الجهم رواه عن البراء بنحو رواية يزيد بن البراء من غير ذكر لخاله أو عمه، وسنده صحيح.
وقد ذكر الترمذيُّ الخلاف في الحديث في العلل الكبير (ص208رقم372) وذكر أنّ البخاري لم يذكر أي الروايات أصح فقال الترمذيّ :((وقال حفص عن أشعث عن عدي بن ثابت عن البراء قال: مر بي خالي أبو بردة وقال محمد بن إسحاق عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء فسألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: إن معمرا روى هذا الحديث فقال: عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه ولم يذكر فيه أي الروايات أصح)).(2/471)
وكذلك ذكر الخلاف في الحديث الدارقطني في العلل (6/20-22) فقال :((رواه عدي بن ثابت واختلف عنه فرواه أشعث بن سوار واختلف عنه أيضا فقال معمر عن الأشعث عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء بن عازب عن أبيه قال لقيني عمى ومعه راية فقلت أين تريد؟ فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وقال حفص بن غياث عن أشعث عن عدي بن ثابت عن البراء قال مربى خالي أبو بردة بن نيار ومعه لواء فقلت أين تريد؟ فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الفضل بن العلاء عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء عن أبيه حدثني عمي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هشيم عن أشعث عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: حدثني عمي الحارث بن عمرو ومعه لواء عقدة قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل الحديث وقال خالد الواسطي عن أشعث عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن خاله أن رجلا تزوج بامرأة أبيه فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله ورواه السدي عن عدي بن ثابت عن البراء قال: لقيت خالي ومعه الراية فقلت: أين تريد؟ فقال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم الحديث قاله أبو نعيم عن الحسن بن صالح عن السدي ورواه يحيى بن آدم عن الثوري والحسن بن صالح عن السدي كذلك أيضا وقال زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه قال لقيت عمى وقد عقد راية فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فقال حجاج بن أرطاة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب يقول: مر بي عمي ومعه الرمح فقلت: أين تريد؟ فقال: الحديث وقال ابن إسحاق عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء)).(2/472)
وسلك ابن القيم في كلامه على هذا الحديث مسلك الجمع بين الروايات فقال في حاشيته على سنن أبي داود –كما في عون المعبود (12/148)- :((وهذا كله يدل على أن الحديث محفوظ ولا يوجب هذا تركه بوجه فإن البراء بن عازب حدث به عن أبي بردة بن نيار واسمه الحارث بن عمرو وأبو بردة كنيته وهو عمه وخاله وهذا واقع في النسب وكان معه رهط فاقتصر على ذكر الرهط مرة وعين من بينهم أبا بردة بن نيار باسمه مرة وبكنيته أخرى وبالعمومة تارة وبالخؤولة أخرى فأي علة في هذا توجب ترك الحديث والله الموفق للصواب، والحديث له طرق حسان يؤيد بعضها بعضا منها: مطرف عن أبي الجهم عن البراء، ومنها شعبة عن الركين بن الربيع عن عدي بن ثابت عن البراء، ومنها الحسن بن صالح عن السدي عن عدي عن البراء، ومنها معمر عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء عن أبيه وذكر النسائي في سننه من حديث عبد الله بن إدريس حدثنا خالد بن أبي كريمة عن معاوية بن قرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أباه جد معاوية إلى رجل عرس بامرأة أبيه فضرب عنقه وخمس ماله)).
وتقدم أنّ جميع الروايات عن عدي بن ثابت لا تخلو من علة، وأنّ أقوى من روى الحديث عن عدي بن ثابت زيد بن أبي أنيسة، وروايته هي التي رجحها أبو حاتم كما تقدم.
- - - -
121- ] 1208[ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بنُ عِمْرَانَ الجَعْفَريُّ(1)، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ(2)، عَنْ أَبِيهِ(3)، عَنْ عَائِشَةَ(4)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ :((تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكمْ)) ، قَالَ أَبِي : الْحَدِيثُ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، وَقَدْ رَوَاهُ مِنْدَلُ(5) أَيْضاً، قُلْتُ : فحَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الْحَارِث * (6)، عَنْ الحَارِثِ بنِ عِمْرَانَ هَذَا الْحَدِيثَ هَذَا المِقْدَار مِنْ الْمَتْنِ.(2/473)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ(7)، عَنْ الحَارِثِ بنِ عِمْرَانَ هَذَا الْحَدِيثَ وَزَادَ فِيهِ :((وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ))، قَالَ أَبِي: الْحَارِثُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
قُلْتُ لأَبِي: ورَوَاهُ أَبُو أُمَيَّةَ بنُ يعَلَى(8)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((انْكِحُوا الأَكْفَاءَ واختاروا لِنُطَفِكُمْ)) الْحَدِيث، قَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لاَ يَحْتَمِلُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ هَذَا، قُلْتُ : فَمِمَنْ هُوَ ؟ قَالَ: مِنْ رَاوِيهِ، قُلْتُ : مَا حَالُ أَبِي أُمَيَّةَ بنُ يعَلَى ؟ قَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ **.
………………………………
* كذا في الأصل، وفي (ش) و(ت)، و(ف) (الحرب)، والصواب علي بن حرب كما سيأتي في ترجمته.
** ستأتي هذه المسألة بأقصر مما هنا في المسألة رقم (1219).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : الحارث بن عمران الجعفري المدني، روى عن: جعفر بن محمد، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي، وهشام بن عروة وغيرهم، روى عنه : إبراهيم بن ميمون، وعلي بن حرب الطائي، ومحمود بن غيلان المروزي وغيرهم.
متفق على ضعفه، قال أبو زرعة :((ضعيف الحديث واهي الحديث)) ، وقال ابن حجر :((ضعيف رماه ابن حبان بالوضع)) ، روى له ابن ماجه حديثاً واحداً.
انظر : الجرح (3/84رقم385)، تهذيب الكمال (5/267-269)، التقريب (ص147رقم1040).
(2) هو : هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، أبو المنذر المدني، روى عن: عمه عبد الله بن الزبير، وأبيه عروة بن الزبير، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وغيرهم، روى عنه: سفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس وغيرهم.(2/474)
ثقة حجة، وحديث المدنيين عنه أصح من حديث العراقيين، قال أبو حاتم :((ثقة إمام في الحديث)) ، وقال يعقوب بن شيبة :((ثبت ثقة لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر ذلك عليه أهل بلده والذي يرى أن هشاما يسهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه)) ، وقال الذهبيُّ :((حجة إمام، لكن في الكبر تناقص حفظه، ولم يختلط أبدا…ولما قدم العراق آخر عمره حدث بجملة كثيرة من العلم، في غضون ذلك يسير أحاديث لم يجودها، ومثل هذا يقع لمالك ولشعبة..))، وقال ابن حجر :((ثقة فقيه ربما دلس)) ، روى له الجماعة، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائة.
انظر : الجرح (9/63-64 رقم249)، تاريخ بغداد (14/37-42)، تهذيب الكمال (30/232-242)، الميزان (4/301-302رقم9233)، التقريب (ص573رقم7302).
(3) هو: عروة بن الزبير، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1185) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وعلمه)).
(4) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
(5) هو : مِنْدل-مثلث الميم ساكن الثاني- بن علي العَنَزي -بفتح المهملة والنون ثم زاي- أبو عبدالله الكوفي يقال: اسمه عمرو، ومندل لقب، روى عن: عاصم الأحول، ومغيرة بن مقسم الضبي ، وهشام بن عروة وغيرهم، روى عنه: أحمد بن عبد الله بن يونس، وجبارة بن مغلس التيمي، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وغيرهم.
ضعيف الحديث، ضعفه جمهور النقاد منهم : أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين –في رواية ابن أبي خيثمة وغيره-، والبخاري، وأبو زرعة وغيرهم، وقال ابن حجر : ((ضعيف)) ، روى له أبو داود، وابن ماجه، ومات سنة سبع أو ثمان وستين ومائة.
انظر : الضعفاء الكبير (4/266)، والجرح (8/434رقم1987)، تهذيب الكمال (28/493-499)، التقريب (ص545رقم6883).(2/475)
(6) هو : علي بن حرب بن محمد بن علي أبو الحسن الطائي ،روى عن: حفص بن غياث، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس وغيرهم، روى عنه: النسائي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن يحيى بن عمر وغيرهم.
ثقة فاضل، قال أبو حاتم :((صدوق))، وقال النسائي :((صالح))، ووثقه الدارقطني، ومسلمة بن قاسم، وقال الخطيب :((كان ثقة ثبتا)) ، وقال ابن حجر :((صدوق فاضل)) ، مات سنة خمس وستين ومائتين.
انظر : الجرح (6/ 183رقم 106)، تاريخ بغداد (11/418-420)، تهذيب الكمال (20/361-365)، التهذيب (7/294-297)، التقريب (ص399رقم4701).
(7) هو : عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج الكوفي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1207) وهو ((متفق على توثيقه)).
(8) هو : إسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي البصري، روى عن : سعيد المقبري ، ونافع مولى ابن عمر، وهشام بن عروة وغيرهم، روى عنه : الحكم بن يزيد البزاز ، وسعيد بن هبيرة ، وشيبان النحوي وغيرهم.
متفقٌ على ضعفه، قال يحيى بن معين :((أبو أمية بن يعلى متروك الحديث))، وقال البخاري :((وإسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي البصري سكتوا عنه)) .
انظر : الضعفاء الكبير (1/95)، المجروحين (3/147-148)، الكامل (1/315-317)، لسان الميزان ((7/12).
- - -
- التخريج :
الحارث بن عمران الجعفري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :((تخيروا لنطفكم)) الحديث.
رواية علي بن حرب، عن الحارث بن عمران، أخرجها :
- ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (2 /195) قال: ثنا يعقوب بن خليفة العباداني والحسين بن إسماعيل .
- والقضاعي في مسند الشهاب (1/390رقم667) قال: أخبرنا هبة الله بن إبراهيم الخولاني أبنا عبد الله بن أحمد بن طالب البغدادي ثنا أحمد بن جعفر المطيري.(2/476)
-والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/264) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/123رقم1009)- قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال نا أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد الأثرم.
جميعهم عن علي بن حرب ثنا الحارث بن عمران الجعفري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((تخيروا لنطفكم ولا تضعوها إلا في الأكفاء)) .
رواية أبي سعيد الأشج، عن الحارث بن عمران، أخرجها :
- ابن ماجه في سننه (1/632 رقم1968) كتاب النكاح، باب الأكفاء.
-وابن حبان في المجروحين (1/225) قال: حدثنا ابن خزيمة.
- والدارقطني في سننه (3 /299) كتاب النكاح، قال: أحمد بن إسحاق بن بهلول.
- والحاكم في المستدرك (2/163) كتاب النكاح،- ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7 /133) كتاب النكاح، باب اعتبار الكفاءة- قال: حدثنا علي بن عيسى حدثنا إبراهيم بن أبي طالب.
جميعهم عن أبي سعيد الأشج ثنا الحارث بن عمران عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم)) .
قال ابن حبان :((وقد تابع عكرمة بن إبراهيم الحارث بن عمران في هذه الرواية عن هشام بن عروة وهما جميعا ضعيفان أصل الحديث مرسل ورفعه باطل))، وقال الحاكم : ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) كذا قال الحاكم –رحمه الله- فتعقبه الذهبيُّ في تلخيص المستدرك –في حاشية المستدرك-بقوله :((الحارث متهم)) .
مندل بن علي، عن هشام بن عروة… الحديث.
لم أقف على من أخرج روايته، وقد ذكرها ابن أبي حاتم في المسألة رقم (1219) معلقة.
أبو أمية بن يعلى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :((أنكحوا الأكفاء)) الحديث.
أخرجه :(2/477)
- الدارقطني في سننه (3/299) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/124رقم1010)-قال: نا أحمد بن محمد بن زياد نا محمد بن حماد بن ماهان حدثني محمد بن عقبة نا أبو أمية بن يعلى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((أنكحوا إلى الأكفاء وأنكحوهم واختاروا لنطفكم وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه)) .
ورواه عن هشام بن عروة أيضاً:
- وأيوب بن فرقد، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/264) معلقاً.
-وجعفر بن خالد الزبيري، ذكر ابن أبي حاتم روايته في المسألة رقم (1219) معلقة.
- والحكم بن هشام، أخرجه :
-ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (1/280رقم130) قال: حدثنا محمد بن إدريس.
-وابن عساكر في تاريخ دمشق (15/ 84) قال :أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد أنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وعقيل بن عبيد الله ح وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الكريم بن حمزة قالا أنا أبوالحسن بن أبي الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنا أبو بكر أحمد بن القاسم أنا أبوزرعة.
كلاهما عن أبي النضر الدمشقي إسحاق بن إبراهيم حدثنا الحكم بن هشام عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وتزوجوا إليهم)) ، والحكم بن هشام ثقة كما سيأتي في المسألة رقم (1219)، ولكن للحديث بينها أبو حاتم في المسألة رقم (1219) وبينها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/264) :((واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه عن هشام، ورواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن مندل بن علي عن هشام)) ، فرجع هذا الطريق إلى مندل بن علي المتقدم.(2/478)
-و صالح بن موسى، أخرجه : الدارقطني في سننه (3/298-299) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/124رقم1010)- قال: نا أحمد بن محمد بن زياد نا موسى بن إسحاق نا عمر بن أبي الرطيل نا صالح بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((اختاروا لنطفكم المواضع الصالحة)) ، وصالح بن موسى متروك الحديث –التقريب (ص274رقم2891)-.
- وعكرمة بن هشام ، أخرجه : الحاكم في المستدرك (2/163)،- ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7 /133) - قال: ثنا علي بن عيسى ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا زياد بن أيوب ثنا عكرمة بن إبراهيم عن هشام بن عروة…به، وذكره ابن حبان في المجروحين (1/225) معلقاً فقال:((وقد تابع عكرمة بن إبراهيم الحارث بن عمران في هذه الرواية عن هشام بن عروة وهما جميعا ضعيفان، أصل الحديث مرسل ورفعه باطل)).
-وعيسى بن ميمون، أخرجه : وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/3213رقم7397) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال: حدثنا حاتم بن عبيد الله، قال: حدثنا عيسى بن ميمون، قال: سمعت هشام بن عروة، يحدث عن أبيه، عن عائشة، قالت قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تخيروا..)) ، الحديث، قال ابن عدي (5/241) :((ولعيسى بن ميمون غير ما ذكرت من الحديث وعامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه)).(2/479)
- ومحمد بن مروان السدي، أخرجه : ابن حبان في المجروحين (2/286) قال: أخبرنا قاسم بن علي المؤذن بالمصيصة قال حدثنا المثنى بن الضحاك الأسدي قال حدثنا محمد بن مروان السدي، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((زوجوا الأكفاء وتزوجوا إليهم واختاروا لنطفكم وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه)) ، وقال ابن حبان :((محمد بن مروان السدي من أهل الكوفة يروي عن الكلبي وداود بن أبي هند روى عنه العراقيون كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار ولا الاحتجاج به بحال من الأحوال)) .
- وهشام بن زياد مولى عثمان، أخرجه : أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/314) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن أجمد بن يزيد، قال : حدثنا أبو غسان أحمد بن محمد الزاهد، قال: حدثنا روح بن جبر، قال: حدثنا الهيثم بن عدي، عن هشام مولى عثمان ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ..الحديث، وهشام بن زياد متروك الحديث –التقريب (ص572رقم7292)-.
- ويحيى بن هاشم السمسار، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/264) معلقاً.
وتابع عروةَ بن الزبير القاسمُ بن محمد، أخرجه :
-ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (5/241) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/362)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/124رقم1012)-قال: حدثنا عمر بن سنان قال ثنا هشام بن عبد الملك قال ثنا يحيى بن سعيد عن عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأشباه أخواتهن)) ، وتقدم أنّ عيسى رواه عن هشام بن عروة فيبدو أنه يضطرب في الحديث.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
تبين مما تقدم أنّ الحديث مداره على هشام بن عروة، وجميع من رواه عن هشام من الضعفاء والمتروكين.(2/480)
وقد حكم عليه أبو حاتم بأنه باطل، وقال أبو زرعة : لا يصح ووافقهما على ذلك أئمة الحديث :
فقال ابن حبان في المجروحين (1/225) :((أصل الحديث مرسل، ورفعه باطل)) .
وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/264) :((هذا حديث غريب من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة اشتهر برواية الحارث بن عمران الجعفري عنه، وقد روى أيضا عن أبي أمية بن يعلى وعكرمة بن إبراهيم وأيوب بن واقد ويحيى بن هشام السمسار عن هشام، واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه عن هشام، ورواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن مندل بن علي عن هشام، وكل طرقه واهية، وروى عن قتادة عن عروة عن عائشة كذلك حدث به أبو معاوية الضرير عن المختار بن صبيح عن قتادة ويقال: لم يروه عن المختار غير أبي معاوية ورواه أبو المقدام هشام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو أشبه بالصواب والله أعلم)) .
وقال ابن عبد البر في التمهيد (19/164-165) :((روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :انكحوا إلى الأكفاء وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه وهذا الحديث منكر باطل لا أصل له رواه داود بن المجبر عن أبي أمية بن يعلى الثقفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وداود هذا وأبو أمية بن يعلى متروكان والحديث ضعيف منكر)) .
وقال ابن طاهر-كما في الإسعاف بأحاديث الكشاف (1/274)- :((لم يروه عن هشام ثقة)).
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/123-124) :((هذه الأحاديث لا تصح)).
وقال عبد الحق الإشبيلي في أحكامه-كما في الإسعاف بأحاديث الكشاف (1/274)، وبيان الوهم والإيهام (2/314-315)- :((حديث لا أصل له، رواه الحارث بن عمران، وأبو أمية الثقفي، ومندل بن علي، وعكرمة بن إبراهيم، وأيوب واقد وكلهم ضعفاء، ورواه أبو المقدام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلاً وهو أشبه بالصواب)) .(2/481)
وقال الزيلعي في نصب الراية (3/196) :((استدل بن الجوزي في التحقيق على اشتراطها بحديث عائشة أنه عليه السلام قال تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وهذا روى من حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث عمر بن الخطاب من طرق عديدة كلها ضعيفة استوفيناها والكلام عليها في كتاب الإسعاف بأحاديث الكشاف في أول سورة النساء والله أعلم)).
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/146):((تنبيه الرافعي احتج به على استحباب النسبية وأولى منه ما أخرجه بن ماجة والدارقطني عن عائشة مرفوعا تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم ومداره على أناس ضعفاء)).
ولقوله صلى الله عليه وسلم :((تخيروا لنطفكم)) ، شاهد من حديث :
- أنس بن مالك، أخرجه : تمام في الفوائد (2/201رقم1527) –ومن طريقه الضياء في المختارة (7/197-198رقم2634)- وأبو نعيم في حلية الأولياء (3/ 377)-ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/123رقم1008)- كلاهما من طريق عبد العظيم بن إبراهيم السالمي ثنا محمد بن عبد الملك ثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((تخيروا لنطفكم)) ، هذا لفظ تمام، وزاد أبونعيم في روايته :((واجتنبوا هذا السواد فإنه لون مشوه)) ، وقال أبو نعيم :((غريب من حديث زياد والزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه))، قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/123) :((وأما حديث أنس ففيه مجاهيل)) ، وعبدالعظيم السالمي ذكره ابن حجر في اللسان (4/39-40) وقال :((يغرب)) ، وذكره ابن حبان في الثقات، وشيخه محمد بن عبد الملك لم أقف على ترجمة.(2/482)
- وحديث عمر بن الخطاب، أخرجه : ابن عدي في الكامل (3/285) قال: حدثنا أحمد بن علي المدائني ثنا إبراهيم بن أبي داود ثنا يحيى بن صالح الوحاضي ثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبيد الله عن عمه أبي مشجعة عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((تخيروا لنطفكم وعليكم بذوات الأوراك فإنهن أنجب)) .
قال ابن عدي :((سليمان بن عطاء، ثنا الجنيدي ثنا البخاري قال : سليمان بن عطاء سمع مسلمة بن عبد الله وسمع منه يحيى بن صالح في حديثه بعض المناكير-ثم قال ابن عدي -ولسليمان بن عطاء عن مسلمة عن عمه أبي مشجعة عن أبي الدرداء وغيره غير ما ذكرت من الحديث وفي بعض أحاديثه وليس بالكثير مقدار ما يرويه بعض الأنكار كما ذكره البخاري)) ، ، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/123-124) :((حديث عمر ففيه سليمان بن عطاء وهو يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني أشياء موضوعة قال ابن حبان: لا أدري التخليط منه أو من مسلمة)) .
-ومرسل عروة بن الزبير، أخرجه : ابن أبي شيبة في المصنف (4/363) كتاب النكاح، من كان يحب أن يتخير، قال حدثنا أبو معاوية عن مختار بن صبيح عن قتادة عن عروة بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((تخيروا لنطفكم)) .
وهذا مرسل، ومختار ذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/386رقم1680) وقال : ((مختار بن صبيح الثقفي عن قتادة عن عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبومعاوية مرسل)).
فتبين مما تقدم أنَّ الحديث من جميع طرقه وشواهده لا يصح، وقد نصّ على الأئمة وتقدم ذكر أقوالهم.
- - - -(2/483)
122- ] 1209 [ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ(1)، عَنْ ثَابِتٍ(2)، عَنْ أَنَسٍ(3)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ …، فقَالَ أَبِي : سَأَلْتُ أبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ(4)، عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فقَالَ: ما تصنعون بِهَذَا هَذَا خَطَأٌ، قلنا : وما الصَّحِيح يا أبا الْوَلِيد ؟ قَالَ: ما حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ(5)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ(6)، عَنْ أَبِيهِ(7)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ(8)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبِي : فقُلْتُ لَهُ: قَدْ حَدَّثَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيّ، عَنْ الْحَكَمِ فَلمْ يُبَالِ بِهِ، ولم يُحَدِّثنَا بِهِ.
قُلْتُ لأَبِي :وما الصَّحِيحُ عِنْدكَ ؟ قَالَ : حَدِيثُ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، قُلْتُ : فإنَّ جَعْفَرَ بنَ سُلَيْمَانَ(9)، يُحَدّثُ بِهِ عَنْ ثَابِت، عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَة، لا يقول عن ابْنِ عُمَر بن أَبِي سَلَمَة، قَالَ أَبِي : نَقَصَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَان رَجُل *، والصَّحِيحُ حَدِيثُ حَمَّادِ بنِ سلَمَةَ، قِيلَ لأَبِي : فَإنَّ عَفَّانَ(10) حَدّثَ ** هَذَا الْحَدِيث، قَالَ : اخْتَصَرَ عَفَّانُ مِنْ الْحَدِيثِ شيء***.
………………………………
*كذا في جميع النسخ، وأصلحها المعلق على المطبوع إلى (رجلاً) وهو الصحيح لغة، ولم يشر إلى أنّ في الأصل (رجل)!.
** كذا وقع في الأصل، و(ش)، وفي (ت)، و(ف) زيادة (حدث عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِت، عَنْ ابْنِ عُمَر بن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أم سَلَمَة بَعْضَ).
*** كذا وقع في جميع النسخ، وأصلحها المعلق على المطبوع إلى (شيئا) وهو الصحيح لغة، ولم يشر إلى أنّ في الأصل (شيء)!.(2/484)
ستتكرر هذه المسألة برقم (1211) بأخصر مما هنا، وبرقم (1272) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، وقال في الموضع الثاني :((لم يسمع ثابت من عمر بن أبي سلمة)).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : الحكم بن عطية العَيْشي -بالتحتانية والمعجمة- البصري، روى عن : ثابت البناني، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين وغيرهم، روى عنه : سليمان بن داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وغيرهم.
لا بأس به، وفي روايته عن ثابت البناني ضعف، قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : ((لا بأس به إلا أن أبا داود روى عنه أحاديث منكرة))، وقال أحمد :((وجدت له غرائب عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة على قيمة عشرة دراهم وهؤلاء الشيوخ يخطئون على ثابت))، وقال ابن معين-رواية الدوري- :((ليس به بأس))، وذكر له ابن عدي عدداً من الأحاديث الغرائب عن ثابت، وقال الدارقطني :((حدث عن ثابت أحاديث لا يتابع عليها))، وقال ابن حجر :((صدوق له أوهام))، روى له أبو داود في المراسيل والترمذي.
انظر : تاريخ الدوري (4/200)، الجرح (3/125-126رقم570)، الكامل (2/205)، موضح أوهام (1/208)، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي (1/228رقم962)، تهذيب الكمال (7/120-124)، التهذيب (2/436)، التقريب (ص: 175رقم1455).
(2) هو : ابن أسلم البناني، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1096) وهو ((متفق على ثقته وصلاحه)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1090).
(4) هو : هشام بن عبد الملك، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1120) وهو ((متفق على توثيقه وجلالته)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1118)، وهو :((ثقة عابد له أوهام، من أثبت الناس في حديث ثابت البناني، وحميد الطويل، وعمار بن أبي عمار، وعلي بن زيد بن جدعان، وهشام بن عروة)).(2/485)
(6) ابن عمر بن أبي سلمة، لم يسمى قال الحاكم :((ابن عمر بن أبي سلمة الذي لم يسمه حماد بن سلمة في هذا الحديث سماه غيرهُ سعيد بن عمر بن أبي سلمة))، وقال المزي:((روى يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، عن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن جده أحاديث فيحتمل أن يكون هذا والله أعلم))، وقال ابن حجر:((قيل: اسمه محمد))، روى عن : أبيه عمر بن أبي سلمة، روى عنه: ثابت البناني.
مجهول، قاله ابن حزم، وقال الطحاوي، والذهبي :((لا يعرف))، وقال ابن حجر : ((مقبول))، روى له أبو داود والنسائي.
انظر : شرح مشكل الآثار (14/454)، المستدرك (4/17)، المحلى (9/457)، تهذيب الكمال (34/464)، الميزان (4/ 457رقم10818)، التهذيب (12/305)، التقريب (ص696رقم5525).
وأما محمد بن عمر بن أبي سلمة فقال عنه أبو حاتم :((لا أعرفه))، وقال ابن حجر : ((مقبول)).
انظر : التاريخ الكبير (1/176رقم534)، الجرح (8/18رقم80)، التقريب (ص498رقم6168).
وأمّا سعيد بن عمر بن أبي سلمة الذي جزم الحاكم بأنه هو المراد في رواية حماد بن سلمة فلم أقف له على ذكر.
(7) هو : عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، صحابي صغير، أمه أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولد في السنة الثانية من الهجرة بأرض الحبشة، وقيل: إنه كان يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن تسع سنين وشهد مع علي يوم الجمل، واستعمله على فارس وعلى البحرين، ومات سنة ثلاث وثمانين على الصحيح.
انظر : تهذيب الكمال (21/372)، تقريب التهذيب (ص 413رقم4909).
(8) هي : هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومية أم سلمة أم المؤمنين، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة سنة أربع، وقيل: ثلاث، وعاشت بعد ذلك ستين سنة، ماتت سنة اثنتين وستين وقيل: سنة إحدى وقيل: قبل ذلك والأول أصح.
انظر : الإصابة (4/423-424)، التقريب (ص754رقم8694).(2/486)
(9) هو : جعفر بن سليمان الضُبَعي -بضم المعجمة وفتح الموحدة- أبو سليمان البصري، روى عن : ثابت البناني، وحميد بن قيس الأعرج، وأبي عمران الجوني وغيرهم، روى عنه : إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد بن مسرهد وغيرهم.
ثقة، وفي روايته عن ثابت بعض الأوهام، وتكلم فيه بسبب التشيع، قال علي بن المديني :((ثقة عندنا، وقد كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه))، وقال أيضاً :((أكثر عن ثابت وكتب مراسيل وفيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم))، ووثقه يحيى بن معين-رواية ابن أبي خيثمة-، وابن سعد، والجوزجاني وغيرهم، وقال البزار :((لم نسمع أحداً يطعن عليه في الحديث ولا في خطأ فيه إنما ذكرت عنه شيعيته، وأما حديثه فمستقيم))، وقال ابن حبان :((وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات غير أنه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ولم يكن بداعية إلى مذهبه وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره ولهذه العلة))، وقال ابن شاهين :((وهذا الخلاف في جعفر…لعلة المذهب))، قال الذهبيُّ :((ثقة فيه شيء مع كثرة علومه قيل كان أميا وهو من زهاد الشيعة))، وقال ابن حجر :((صدوق زاهد لكنه كان يتشيع))، روى له البخاري في الأدب والباقون، مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
انظر : الطبقات (7/288)، سؤالات محمد بن عثمان لعلي بن المديني (ص53رقم14)، الجرح (2/481رقم1957)، الثقات (6/140-141)، ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه (ص44-45رقم 4)، تهذيب الكمال (5/43-50)، الكاشف (1/185رقم 801)، التهذيب (2/95-98)، التقريب (ص140رقم942).(2/487)
(10) هو: عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي أبو عثمان الصفار البصري، روى عن: حماد بن سلمة، وهشام الدستوائي، وهمام بن يحيى وغيرهم، وعنه : إبراهيم الحربي، والبخاري، وأبو زرعة الرازي وغيرهم.
متفق على ثقته وإتقانه وجلالته، قال أبو حاتم :((عفان إمام ثقةٌ متقن متين))، روى له الجماعة، مات سنة تسع عشرة ومائتين.
انظر : الجرح (7/ رقم165)، تهذيب الكمال (20/160-176).
- - -
- التخريج :
الحكم بن عطية، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه تزوج أم سلمة…الحديث.
أخرجه :
أبو داود الطيالسي في مسنده (ص270رقم1559).
ومن طريقه :
البزار في مسنده – كما في كشف الأستار (2/161رقم1426).
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/422رقم3079).
وأبو يعلى في مسنده (6/114-115رقم630).
والطبراني في المعجم الكبير ( 23 /247رقم 498 ).
وابن عدي في الكامل (2/205).
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/3221رقم7416).
جميعهم من طرق عن أبي داود الطيالسي ثنا الحكم بن عطية عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة على متاع قيمته عشرة دراهم، قال البزار :((لا نعلمه عن ثابت، عن أنس إلاّ من طريق الحكم)).
حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.
رواه عن حماد بن سلمة :(2/488)
إبراهيم بن الحجاج السامي، أخرجه : ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/16رقم685،5/423رقم3081)، وأبو يعلى في مسنده (12/334رقم6907)-وعنه : ابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (7/212-213رقم2949) كتاب الجنائز، باب ما جاء في الصبر وثواب الأمراض-، والبيهقي في السنن الكبرى (7/131) كتاب النكاح، باب الابن يزوجها إذا كان عصبة لها بغير البنوة- قال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا حماد عن ثابت البناني عن ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي، فأجرني فيها وأبدلنا بها خيرا منها))، فلما قبض أبو سلمة قالت: قلت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها فكنت إذا أردت أن أقول وأبدلني بها خيرا قلتُ: ومن خير من أبي سلمة، قالت: فلم أزل حتى قلتها فلما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته، وخطبها عمر فردته، ثم بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها فقالت : مرحبا برسول الله وبرسوله أقرىء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره أني امرأة غيرى وأني مصبية وأنه ليس لي أحد من أوليائي شاهد فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :((أما قولك إني غيرى فإني أدعوا الله عز وجل فيذهب غيرتك وأما قولك إني مصبية فإن الله عز وجل سيكفيك صبيانك وأما أولياؤك فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني))، فقالت لابنها: قم يا عمر فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه وقال لها : ((أما لا أنقصك مما أعطيت أختك فلانة جرتين ووجاءين ووسادة من آدم حشوها ليف))، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها وهي ترضع زينب فكانت إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذتها فوضعتها في حجرها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا كريما ففطن لها عمار بن ياسر وكان أخاها من الرضاعة فأراد رسول الله(2/489)
صلى الله عليه وسلم أن يأتيها ذات يوم فجاء عمار فدخل عليها فانتشط زينب من حجرها وقال: دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي قد آذيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل فجعل يقلب بصره في البيت ويقول : ((أين زناب ما فعلت زناب ما لي لا أرى زناب))، قالت: جاء عمار فذهب بها فبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهله فقال لها :((إن شئت أن أسبع لك كما سبعت للنساء))، هذا لفظ أبي يعلى، وابن حبان، ولفظ ابن أبي عاصم مختصر.
وموسى بن إسماعيل، أخرجه : أبو داود في سننه (3/191رقم3119) كتاب الجنائز، باب في الاسترجاع، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/11/29)، وفي شرح مشكل الآثار (14/453رقم5752) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود، والحاكم في المستدرك (4/16) كتاب معرفة الصحابة، من طريق السري بن خزيمة جميعهم (أبوداود، وإبراهيم بن أبي داود، والسري بن خزيمة) عن موسى بن إسماعيل ثنا حماد أخبرنا ثابت عن ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة قالت..الحديث، لفظ أبي داود، والطحاوي مختصر، ولفظ الحاكم مطولاً وفيه القصة، وقال الحاكم : ((حديث صحيح الإسناد…ولم يخرجاه)).
وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي، أخرجه : ابن أبي حاتم في هذه المسألة، ولم يسق متن الحديث.
ويزيد بن هارون، أخرجه : النسائي في سننه (6/81-82)، وفي السنن الكبرى (3/286رقم5396) كتاب النكاح، باب انكاح الابن أمه، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، وأحمد بن حنبل في مسنده (6/295،317)، وابن حبان في صحيحه –الموضع السابق-قال: أخبرنا ابن خزيمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحاكم في المستدرك (2/178-179) من طريق سعيد بن مسعود.(2/490)
جميعهم ( محمد بن إسماعيل، وأحمد بن حنبل، والدورقي، وسعيد بن مسعود) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني قال حدثني ابن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أم سلمة …الحديث، لفظ النسائي مختصر، ولفظ أحمد، وابن حبان، والحاكم مطولاً وفيه القصة، وقال الحاكم :((حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
وتابع حماد بنَ سلمة على هذه الرواية سليمانُ بنُ المغيرة، أخرجه :
- ابن الجارود في ( ص: 236-237رقم 706 ) قال : حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا سعيد بن سليمان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة قال قالت أم سلمة رضي الله عنها سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وهو أعجب إلي من كذا لا يصاب أحد بمصيبة…الحديث، مطولاً، وفيه القصة.
جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، عن عمر بن أبي سلمة –به-…الحديث.
أخرجه :
-أحمد بن حنبل في مسنده (6/314) قال: حدثنا عفان بن مسلم.
-و الطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/454-455رقم5754) قال: إسحاق بن إبراهيم بن يونس، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه.
- والطبراني في كتاب الدعاء (3/1377رقم1230) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري.
كلاهما (محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وإسحاق بن إبراهيم الدبري) عن عبدالرزاق بن همام.(2/491)
كلاهما ( عفان بن مسلم، وعبدالرزاق بن همام) عن جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال أخبرني عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة عن زوجها أبي سلمة رضي الله عنهم أنه سمع رسول الله يقول :((ما من أحد من المسلمين يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم إني أحتسب مصيبتي عندك اللهم أبدلني بها خيرا منها إلا أبدله الله عز وجل بها خيرا منها))، قال فلما توفي أبو سلمة قالت أم سلمة إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم إني أحتسب مصيبتي في أبي سلمة عندك اللهم أبدلني به خيرا منه فجعلت أقول في نفسي من خير من أبي سلمة فجاء رسول الله فخطبني فتزوجته، هذا لفظ عبد الرزاق، ولم يسق الإمام أحمد بن حنبل لفظ حديث عفان .
وتابعه :
1- حماد بن سلمة، أخرجه :
-الترمذي في سننه (5/498رقم3511) كتاب الدعوات، قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عمرو بن عاصم.
-والنسائي في السنن الكبرى (6/264رقم10909) كتاب عمل اليوم والليلة، ما يقول إذا مات له ميت، قال: أخبرنا محمد بن يحي بن محمد بن كثير الحراني قال حدثنا آدم بن أبي إياس.
-والطبراني في المعجم الكبير (23 /247رقم496) قال: حدثنا محمد بن معاذ الحلبي ثنا محمد بن كثير العبدي.
-والحاكم في المستدرك (3/ 629) قال: حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا السري بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل.
-وابن عبد البر في التمهيد (3/186-188) قال: أخبرني أبو عبد الله عبيد أ بن محمد ومحمد ابن عبد الملك قالا اخبرنا عبد الله بن مسور العسال قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سنجر قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي.(2/492)
جميعهم (عمرو بن عاصم، وآدم بن أبي إياس، ومحمد بن كثير العبدي، وموسى بن إسماعيل، وعبيد الله بن محمد بن حفص العيشي) عن حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت قال أخبرني عمر بن أبي سلمة عن أمه أم سلمة أن أبا سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي فأجرني فيها أبدلني بها خيرا منها))، ولفظ عمرو بن عاصم، وآدم بن أبي إياس، وموسى بن إسماعيل مختصر، والبقية مطولاً، وفيه القصة.
قال الترمذي :((هذا حديث غريب من هذا الوجه، وروى هذا الحديث من غير وجه عن أم سلمة))، وقال الحاكم :((هذا حديث مخرج في الصحيحين وإنما خرجته لأني لم أجد لأبي سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا مسندا غير هذا)).
2- وسليمان بن المغيرة، أخرجه :
إسحاق بن راهويه في مسنده (4/64-66رقم13) قال: أخبرنا النضر بن شميل.
وأحمد بن منيع في مسنده –كما في إتحاف الخيرة المهرة (5/41-42رقم4402)، وأطراف مسند الإمام أحمد (9/413)، والمطالب العالية (4/320رقم4114)- قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم .
وأبو يعلى في مسنده (12/337رقم6908) قال: حدثنا هدبة بن خالد.
والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/11، 29) ، وشرح مشكل الآثار (14/452رقم5751) قال:حدثنا إبراهيم بن أبي داود أيضا قال ثنا آدم بن أبي إياس.
وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم (3/466رقم741) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن رستة، قال: أخبرنا عبد الله بن عمران، قال : أخبرنا أبو داود الطيالسي.(2/493)
جميعهم (النضر بن شميل، وهاشم بن القاسم، وهدبة بن خالد، وآدم بن أبي إياس، وأبو داود الطيالسي) عن سليمان بن المغيرة قال: حدثنا ثابت عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم بعد وفاة أبي سلمة فخطبني إلى نفسي…الحديث، لفظ آدم بن أبي إياس ، وأبي داود الطيالسي مختصراً، ولفظ البقية مطولا وفيه قصة، وزاد النضر بن شميل، هاشم بن القاسم،وهدبة بن خالد في أوله :((جاء أبو سلمة إلى أم سلمة، فقال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً هو أعجب لي من كذا وكذا …))، الحديث.
3- وزهير بن العلاء، أخرجه :
-الطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/456رقم5755) قال: حدثنا علي بن الحسين بن حرب.
-والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/354) قال: حدثني الأزهري حدثنا محمد بن إبراهيم بن حمدان القاضي أخبرنا علي بن بنان بن السندي الدير عاقولي
كلاهما عن أحمد بن المقدام حدثنا زهير بن العلاء حدثنا ثابت البناني عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أحدكم مصيبة…الحديث، وفيه قصة تزوج النبيّ صلى الله عليه وسلم أم سلمة.
وهناك وجه آخر عن حماد بن سلمة، وهو :
- حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن أبي سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث، أخرجه :
-ابن سعد في الطبقات (8/89-90)، وأحمد في مسنده (6/313-314)-ومن طريقه رواه ابن عبد البر في التمهيد (17/244)- كلاهما عن عفان بن مسلم.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (4/27) قال: حدثنا روح بن عبادة.
- والنسائي في السنن الكبرى (6/264رقم10911) قال: أملي علي عمرو بن منصور قال حدثنا محمد بن كثير.
-وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 67) قال: حدثنا الحسن بن علي بن شبيب نا هدبة بن خالد.(2/494)
-وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/1697رقم4246) قال: حدثنا فاروق الخطابيّ، قال: حدثنا أبو مسلم الكشي، قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الضرير.
جميعهم ( عفان بن مسلم، وروح بن عبادة، ومحمد بن كثير المصيصي ، وهدبة بن خالد، و حفص بن عمر أبو عمر الضرير) عن حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت قال حدثني ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة قالت حدثنا أبو سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني بها خيرا منها))، ولفظ عفان مطولاً، وفيه القصة، ولفظ البقية مختصر.
وتابع ابنَ عمر بن أبي سلمة، أو ثابتاً البناني-على ما وقع من الاختلاف- عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، عن أبي سلمة :
- قدامةُ بنُ إبراهيم الجمحي، أخرجه : ابن ماجه في سننه (1/509رقم1598) كتاب الجنائز، باب ما جاء في الصبر على المصيبة، - والطبراني في الدعاء (1/1377رقم1229)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/3)، وابن عبد البر في التمهيد (3/185)، جميعهم من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا عبدالملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة أن أبا سلمة حدثها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمر الله به من قوله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي فأجرني فيها وعوضني منها إلا آجره الله عليها وعاضه خيرا منها))، قالت: فلما توفي أبو سلمة ذكرت الذي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي هذه فأجرني عليها فإذا أردت أن أقول وعضني خيرا منها قلت في نفسي أعاض خيرا من أبي سلمة ثم قلتها فعاضني الله محمدا صلى الله عليه وسلم وآجرني في مصيبتي.
وتابع عمرَ بنَ أبي سلمة ببعض المتن :(2/495)
1- ابنُ سفينة، أخرجه : مسلم في صحيحه (2/631-633رقم918) كتاب الجنائز، باب ما يقال عند المصيبة من طريق سعد بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن ابن سفينة، عن أم سلمة أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في صيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها))، قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت: إن لي بنتا وأنا غيور فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة.(2/496)
2- وأبو بكر بن عبد الرحمن، أخرجه : مسلم في صحيحه (2/1083رقم1460) كتاب النكاح، باب قدر ما تستحقه البكر والثيب من إقامة الزوج عندها عقب الزفاف، وأبو داود في سننه (2/240رقم 2122) كتاب النكاح، باب في المقام عند البكر، وابن ماجه في سننه (1/617رقم1917) كتاب النكاح، باب الإقامة على البكر والثيب من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، عن محمد بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج أم سلمة أقام عندها ثلاثا وقال :((إنه ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لنسائي))، وأخرجه: ابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/372-373رقم4065) كتاب النكاح، ذكر وصف تزويج المصطفى صلى الله عليه وسلم أم سلمة- من طريق حبيب بن أبي ثابت أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمر والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يخبر أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها بنت أبي أمية بن المغيرة فكذبوها وجعلوا يقولون: ما أكذب الغرائب ثم أنشأ ناس منهم الحج فقالوا: تكتبين إلى أهلك فكتبت معهم فرجعوا إلى المدينة فصدقوها فازدادت عليهم كرامة فقالت لما وضعت زينب: جاءني النبي صلى الله عليه وسلم يخطبني فقلت: مثلي لا ينكح أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال قال صلى الله عليه وسلم: أنا أكبر منك وأما الغيرة فيذهبها الله وأما العيال فإلى الله وإلى رسوله فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إني آتيكم الليلة قالت فأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي وأخرجت شحما فعصدت له قال فبات ثم أصبح فقال حين أصبح :((إن بك على أهلك كرامة إن شئت سبعت لك وإن أسبع لك أسبع لنسائي))، وصححه الدارقطني في العلل (5/ورقة 170).(2/497)
3- وعبد العزيز بن بنت أم سلمة، أخرجه : أحمد في مسنده (6/320-321) قال: حدثنا وكيع ثنا إسماعيل بن عبد الملك بن أبى الصفيرا، قال حدثني عبدالعزيز بن بنت أم سلمة عن أم سلمة أن أبا سلمة لما توفى عنها وانقضت عدتها خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن في ثلاث خصال أنا امرأة كبيرة فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أكبر منك قالت: وأنا امرأة غيور قال: أدعو الله عز وجل فيذهب عنك غيرتك قالت: يا رسول الله وأنا امرأة مصبية قال: هم إلى الله والى رسوله قال: فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتاها فوجدها ترضع فانصرف ثم أتاها فوجدها ترضع فانصرف قال: فبلغ ذلك عمار بن ياسر فأتاها فقال: حلت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين حاجته هلم الصبية قال: فأخذها فاسترضع لها فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين زناب يعنى زينب قالت: يا رسول الله أخذها عمار فدخل بها وقال :((إن بك على أهلك كرامة))، قال فأقام عندها إلى العشي ثم قال :((إن شئت سبعت لك وان سبعت لك سبعت لسائر نسائي وان شئت قسمت لك))، قالت لا بل اقسم لي، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبى الصفيرا صدوق كثير الوهم-التقريب (ص108رقم465)، وعبد العزيز بن بنت أم سلمة مجهول قاله أبو حاتم –الجرح (5/383رقم1788).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
قبل النظر في الاختلاف على ثابت البناني لا بدَّ من تحقيق الراجح في رواية حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة :
فأمَّا رواية حماد بن سلمة فقد اختلف فيها عليه على ثلاثة أوجه :
الوجه الأوَّل : رواه عن حماد بن سلمة :
-إبراهيمُ بنُ الحجاج السامي، وهو ثقة يهم قليلاً –التقريب (ص88رقم162)-.
-وموسى بنُ إسماعيل، وهو ثقة ثبت –التقريب (ص549رقم6943)-، وعنه : السري بن خزيمة وهو: ثقة حافظ-السير (13/245-246)-.(2/498)
-وهشام بنُ عبد الملك أبو الوليد الطيالسي، تقدمت ترجمته، وهو متفق على توثيقه وجلالته.
-ويزيد بن هارون، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1174) وهو ((متفقٌ على ثقته وإمامته وعبادته)).
جميعهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلنا بها خيرا منها))، فلما قبض أبو سلمة قالت: قلت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها فكنت إذا أردت أن أقول وأبدلني بها خيرا…الحديث.
الوجه الثاني : رواه عن حماد بن سلمة :
-آدم بن أبي إياس، وهو ثقة عابد –التقريب (ص86رقم132)-.
-ومحمد بن كثير العبدي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1195) وهو ثقة.
-وموسى بن إسماعيل، وتقدم أنه ثقة ثبت، وعنه: السري بن خزيمة وتقدم أنه ثقة حافظ.
-وعبيد الله بن محمد بن حفص العيشي، وهو ثقة جواد –التقريب (ص374رقم4334)-.
-وعمرو بن عاصم الكلابي، وهو صدوق في حفظه شيء –التقريب (ص423رقم5055)-.
جميعهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، عن أبي سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث، بدون ذكر ابن عمر بن أبي سلمة، وجعل أوله من مسند أبي سلمة.
الوجه الثالث : رواه عن حماد بن سلمة :
- روح بن عبادة، وهو ثقة فاضل له تصانيف – تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1197)-.(2/499)
-وعفان بن مسلم، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1148) وهو ((ثقة ثبت))، وهو من أوثق الناس في حماد بن سلمة، قال ابن معين –كما في شرح العلل (2/517)- : ((من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان بن مسلم))، وقال الحسين بن حيان :((سألت أبا زكريا إذا اختلف أبو الوليد وعفان في حديث عن حماد بن سلمة فالقول قول مَنْ؟ قال: عفان))، وقال أيضاً :((عفان –والله- أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة))، وقال أيضاً :((كان يحيى إذا تابعه عفان على شيء ثبت عليه وإن كان خطأ وإذا خالفه عفان في حديث عن حماد رجع عنه يحيى لا يحدث به أصلا))- انظر : التهذيب (7/230-235)-.
-وحفص بن عمر وأبو عمر الضرير، وتقدم في المسألة رقم (1178) أنه صدوق.
-ومحمد بن كثير المصيصي، وهو صدوق كثير الغلط –التقريب (ص504رقم6251)-.
-وهدبة بن خالد، تقدم في المسألة رقم (1148) أنه ثقة.
جميعهم عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن قالت حدثنا أبو سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني بها خيرا منها))، ولفظ عفان مطولاً، وفيه القصة، ولفظ البقية مختصر.
وكلا الوجهين الأوَّل، والثالث مداره على حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، وإنما الخلاف بينهما في الدعاء الذي يقال عند المصيبة فأصحاب القول الأول جعلوه من مسند أم سلمة، وأصحاب القول الثالث: جعلوه من مسند أبي سلمة، وأمّا بقية القصة وتزوج النبيّ صلى الله عليه وسلم إيّاها فهم متفقون على أنه من رواية ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة –به-.(2/500)
والذي يظهر أنّ كلا الوجهين صحيح عن حماد بن سلمة؛ وقد سمعته أم سلمة من زوجها أبي سلمة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وسمعته من النبيّ صلى الله عليه وسلم مباشرة، فتارةً تحدث به أم سلمة عن زوجها أبي سلمة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وتارةً تحدث به عن النبيّ صلى الله عليه وسلم،والله أعلم.
قال ابن عبد البر في التمهيد (3/181) :((هذا الحديث يتصل من وجوه شتى ألا أن بعضهم يجعله لأم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يجعله لأم سلمة عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم..، وهذا مما ليس يقدح في الحديث لأن رواية الصحابة بعضهم عن بعض ورفعهم ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم سواء عند العلماء لأن جميعهم مقبول الحديث مأمون على ما جاء به بثناء الله عليهم وقد أوضحنا هذا المعنى في غير هذا الموضع)).
وأمّا الوجه الثاني : فهو معلول لأمرين :
أنّ أكثر أصحاب حماد بن سلمة رووه عنه بذكر ابن عمر بن أبي سلمة، ومنهم عفان بن مسلم وهو من أوثق أصحاب حماد بن سلمة كما تقدم، وتابعه على ذلك كثير من الثقات الأثبات.
أنّ ثابت لم يسمع من عمر بن أبي سلمة كما قال أبو حاتم في المسألة رقم (1272).
وأمَّا رواية سليمان بن المغيرة فقد اختلف فيها عليه على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه سعيد بن سليمان عنه عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث، وسعيد بن سليمان هو الضبي ثقة حافظ-التقريب (ص237رقم2329)-.
الوجه الثاني: رواه آدم بن أبي إياس، وأبو داود الطيالسي، والنضر بن شميل، وهاشم بن القاسم، وهدبة بن خالد، عنه عن ثابت البناني، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث، وآدم، وأبو داود، وهدبة كلهم ثقات، تقدمت تراجمهم قريباً، والنضر بن شميل، وهاشم بن القاسم الليثي كلاهما ثقة ثبت-التقريب (ص562رقم7135)، (570رقم7256)-.(3/1)
والوجه الثاني عن سليمان بن المغيرة أرجح فرواته أكثر وأوثق من سعيد بن سليمان الذي تفرد بالوجه الأوَّل عن سليمان.
فتحصل مما تقدم أنَّ الحديث اختلف فيه عن ثابت على ثلاثة أوجه :
الوجه الأوَّل : رواه الحكم بن عطية، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه تزوج أم سلمة على متاع قيمته عشرة دراهم.
الوجه الثاني : رواه حماد بن سلمة- في الراجح عنه- عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.
الوجه الثالث : رواه جعفر بن سليمان، وزهير بن العلاء ، وسليمان بن المغيرة- في الراجح عنه-، جميعهم عن ثابت البناني، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث.
وقد رجح النقاد الوجه الثاني وهو ما رواه حمادُ بن سلمة- في الراجح عنه- عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديث، وممن رجح ذلك :
أبو الوليد الطيالسي، فقد قال في هذه المسألة :((ما تصنعون بهذا هذا خطأ، قلنا: وما الصحيح يا أبا الوليد ؟ قال: ما حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم)).
وأحمد بن حنبل، فقد نقل عنه الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/208) عن الأثرم قوله :(وقال أبو عبد الله : وكان ذلك الشيخ الآخر الحكم بن عطية الذي يروي عن الحسن أشياء عندي أي صالح حتى وجدت له غرائب عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة على قيمة عشرة دراهم وهؤلاء الشيوخ يخطئون على ثابت وإنما يريد الحديث الذي رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن عمر بن أبي سلمة، فقلت: نعم وسليمان أيضا يرويه ؟ فقال: نعم ولكن حماد بن سلمة أحسن له حديثا، قلت: وأسنده حماد ولم يسنده سليمان؟ قال: نعم)).(3/2)
وأبو زرعة الرازي، قال ابن أبي حاتم في المسألة رقم (1211) :((سألتُ أبي وأبا زرعة عن حديث رواه جعفر، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم تزوجها، فقال أبي، وأبو زرعة: رواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، (عن أم سلمة)، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهذا أصح الحديثين، زاد فيه رجلاً، قال أبي : أضبط الناس لحديث ثابت، وعلي بنِ زيد حمادُ بنُ سلمة، بَيّنَ خطأ الناسِ)).
وأبو حاتم الرازي، كما تقدم في الكلام السابق، وفي هذه المسألة.
والدارقطني،فقال في العلل (5/روقة173)-وقد سئل عن حديث عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، في وفاة أبي سلمة، وفيه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم تزوجها حديثاً طويلاً- :((يرويه ثابت البناني، واختلف عنه : فرواه جعفر بن سليمان الضبعي، وزهير بن العلاء، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، وخالفه حماد بن سلمة رواه عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، وقال سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن ابن أم سلمة-ولم يسمه-، عن أم سلمة، وقول حماد بن سلمة أشبههما بالصواب)).
وابن عبد البر، فقال في التمهيد (17/245) :((قول جعفر بن سليمان في هذا الحديث عن ثابت حدثني عمر بن أبي سلمة خطأ، وإنما هو الثابت عن ابن عمر بن أبي سلمة، كما قال حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة)).
وهذا الترجيح ظاهر لأمرين :(3/3)
أنّ حماد بن سلمة أوثق أصحاب ثابت البناني على الإطلاق، قال مسلم في كتاب التمييز ( ص: 217) :((اجتماع أهل الحديث ومن علمائهم على أن أثبت الناس في ثابت البناني حماد بن سلمة، وكذلك قال يحيى القطان، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم من أهل المعرفة))، وقال أبو حاتم –كما في العلل لابنه (1/405)- :((أضبط الناس لحديث ثابت وعلى بن زيد حماد بن سلمة بين خطأ الناس))، قال ابن معين –كما في تاريخ الدوري (4/265) :((من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد قيل له فسليمان بن مغيرة عن ثابت قال سليمان ثبت وحماد أعلم الناس بثابت))، وقال ابن المديني :((لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة)).
أنّ كلا الوجهين الآخرين معلول : فالوجه الأوَّل من رواية الحكم بن عطية وهو ضعيف في ثابت كما تقدم، وقد سلك في الحديث الجادة، وخالف أوثق أصحاب ثابت حمادَ بنَ سلمة، فطريق ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جادة، وطريق مشهور فكثيراً ما يقع فيه الوهم والخطأ، قال أحمد بن حنبل-كما في الكامل لابن عدي (4/307-308)- :((وأهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون : "ابن المنكدر، عن جابر" ، وأهل البصرة يقولون :" ثابت عن أنس " يحيلون عليهم))، وقال أيضاً-كما في مسائل أبي داود (ص302)- :((كان ابن المنكدر رجلاً صالحاً، وكان يُعرف بجابر مثل :ثابت، عن أنس، وكان يُحدث يزيد الرقاشي، فربما حدّث بالشيء مرسلاً،؛ فجعلوه عن جابر)).
والوجه الثالث: رواه :
-جعفر بن سليمان وتقدم أنه ثقة، وفي روايته عن ثابت بعض الأوهام، وهذا منها.
-وسليمان بن المغيرة وهو ثقة ثقة –التقريب (ص254رقم2612)-، لكنه خالف من هو أوثق منه حماد بن سلمة.(3/4)
-وزهير بن العلاء وهو ضعيف جداً، قال ابن أبي حاتم في العلل (2/367) :((سئل أبي عن حديث رواه أبو الأشعث أحمد بن المقدام عن زهير بن العلاء عن عطاء بن أبي ميمونة عن أوس بن ضمعج عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كثرة العرب قرة عين لي"، فقال: هذا حديث موضوع وذكر أحاديث من روايته فقال: هذه أحاديث موضوعة وهذا شيخ لا يشتغل به يعنى زهير بن العلاء)).
والحديث من الطريق الراجح فيه ابن عمر بن أبي سلمة وهو مجهول كما تقدم، وتابعه قدامة بن إبراهيم وهو مقبول، وفي الطريق إليه ابنه : عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم وهو ضعيف الحديث،–التقريب (ص668رقم3472)، و(ص4545525)، ولبعض المتن متابعات صحيحة تقدم ذكرها عند ذكر منْ تابع عمر بن أبي سلمة.
وأمّا أمْرُ أمِّ سلمةَ ابنَها عمر أن يزوجها النبيّ صلى الله عليه وسلم فلم ترد إلاّ من طريق ابن عمر بن أبي سلمة، ولم أجد ما يشهد لها فهي ضعيفة، قال الذهبيّ في الميزان (4/594رقم 10818) :((ابن عمر بن أبي سلمة القرشي المخزومي عن أبيه أن أم سلمة قالت: يا عمر قم فزوج رسول الله فهذا لا يعرف قاله عبد الحق الأزدي، ومدار الحديث على ثابت البناني عن ابن عمر وفيه مقال لجهالته)).
- - - -(3/5)
123- ] 1210 [ وسأَلتُ أبِي وأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ(1)، وَ أَبَانُ(2)، فقَالاَ : عَنْ قَتَادَةَ(3)، عَنْ الْحَسَنِ(4)، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ(5)، قَالَ أَبُو مُحَمَّد : وَرَوَاهُ هَمَّامُ(6)، وهِشَامُ الْدَّسْتَوَائِيّ(7)، وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ(8)، وَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ(9)، فقَالَوا عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ(10)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((إِذَا زَوَّجَ الْوَلِيانِ فَهُوَ لِلأَوَّلِ))، فقَالاَ: عَنْ سَمُرَةَ عَنْ النبيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصحُ، لأَنَّ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ حَدَّثَ بِهِ قَدِيمَاً فَقَالَ: عَنْ سَمُرَةَ، وَبِآخِرِهِ شَكَّ فِيهِ.
ــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1148) وهو ((ثقة ثبت، من أحفظ أصحاب قتادة وأثبتهم، وكان يرسل، واختلط سنة ثلاثٍ وأربعين ومائة، فمن سمع منه بعد الاختلاط فحديثه ضعيف)).
(2) هو : أبان بن يزيد العطار، أبو يزيد البصري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو ((ثقة)).
(3) هو : قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103)، وهو :((متفق على توثيقه وجلالته، وهو كثير الإرسال ويدلس)) .
(4) هو : الحسن البصريُّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو ((متفق على توثيقه ومن سادات التابعين، وهو كثير الإرسال ويدلس وقد احتمل الأئمة تدليسه)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1184).
(6) هو: همام بن يحيى بن دينار العَوْذي -بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة- أبو عبد الله أو أبو بكر البصري، روى عن: الحسن البصري، وقتادة بن دعامة، ويحيى بن أبي كثير وغيرهم، وعنه : شيبان بن فروخ، وعبد الرحمن بن مهدي، وهدبة بن خالد وغيرهم.(3/6)
ثقة خاصةً إذا روى عن يحيى بن أبي كثير أو قتادة أو حدّث من كتابه، ورواية المتأخرين عنه أقوى من رواية المتقدمين، قال أحمد بن حنبل :((همام ثقة وهو أثبت من أبان في يحيى بن أبي كثير)) ، وقال يحيى بن معين :((همام في قتادة أحب إلي من أبي عوانة، همام ثم أبو عوانة ثم أبان العطار ثم حماد بن سلمة)) ، وقال عمرو بن علي :((الأثبات من أصحاب قتادة بن أبي عروبة وهشام وشعبة وهمام)) ، وقال عمرو بن علي :((كان عبدالرحمن بن مهدي يقول: إذا حدث همام من كتابه فهو صحيح)) ، وقال الحسن بن علي الحلواني :((سمعت عفان يقول: كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه ثم رجع بعد فنظر في كتبه فقال : يا عفان كنا نخطئ كثيرا فنستغفر الله تعالى)) ، قال ابن حجر :((وهذا يقتضي أن حديث همام بآخره أصح ممن سمع منه قديما وقد نص على ذلك أحمد بن حنبل)) ، وقال ابن أبي حاتم :((سئل أبي عن همام وأبان العطار من تقدم منهما قال : همام أحب إلي ما حدث من كتابه وإذا حدث من حفظه فهما متقاربان في الحفظ والغلط)) ، وقال ابن حجر :((ثقة ربما وهم))، روى له الجماعة، مات سنة أربع وستين ومائة.
انظر : الضعفاء الكبير (4/367) الجرح (9/107 رقم457)، الكامل (7/129-130)، تهذيب الكمال (30/302-310) ، التهذيب (11/67-70)، التقريب (ص574رقم7319).
(7) هو : هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتَوائيّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو :((متفق على ثقته وفضله وقد رمي بالقدر)).
(8) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1118)، وهو :((ثقة عابد له أوهام، من أثبت الناس في حديث ثابت البناني، وحميد الطويل، وعمار بن أبي عمار، وعلي بن زيد بن جدعان، وهشام بن عروة)).(3/7)
(9) هو : سعيد بن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي أصله من البصرة أو واسط ، روى عن : أبان بن تغلب، وقتادة بن دعامة، ومحمد بن مسلم الزهري وغيرهم، روى عنه : عبد الأعلى بن مسهر الغساني، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن بكار بن بلال العاملي وغيرهم.
ضعيف، خاصةً في روايته عن قتادة، وعمرو بن دينار، قال محمد بن عبد الله بن نمير:((منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروى عن قتادة المنكرات)) ، وقال ابن حبان :((كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يروي عن قتادة مالا يتابع عليه وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من حديثه)) ، وضعفه ابن معين، وابن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبو داود وغيرهم، وقد أثنى على صدقه شعبة بن الحجاج، وقال سفيان بن عيينة:((كان حافظاً)) ، غير أنّ جمهور النقاد على تضعيفه وتليينه، وقال ابن حجر : ((ضعيف)) ، روى له الأربعة، مات سنة ثمان أو تسع وستين ومائة.
انظر : الجرح (4/6 رقم20)، المجروحين (1/319)، تهذيب الكمال (10/348-356)، التهذيب (4/8)، التقريب (ص234رقم2276).
(10) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1093).
- - -
- التخريج :
سعيد بن أبي عروبة، وأبان العطار، عن قتادة بن دعامة، عن الحسن البصري، عن عقبة بن عامر.
-رواية سعيد بن أبي عروبة، أخرجها :
- ابن ماجه في سننه (2/738رقم 2190) كتاب البيوع، باب إذا باع المجيزان فهو للأول، حدثنا حميد بن مسعدة ثنا خالد بن الحارث.
- والشافعيّ في الأم (5/16) كتاب النكاح، انكاح الوليين والوكالة في النكاح-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/140) كتاب النكاح، باب انكاح الوليين-.
-وابن أبي شيبة في المصنف (4/139) كتاب النكاح، في الوليين يزوجان -ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 348رقم 959)-.
كلاهما عن ابن علية.
-وعبد الرزاق في المصنف (6/232رقم10629) كتاب النكاح، باب نكاح الرجلين المرأة والنصراني ابنته مسلمة، عن عثمان بن مطر.(3/8)
-وأحمد بن حنبل في مسنده (5/8) قال: ثنا محمد بن جعفر.
-والدارمي في سننه (2/63-64رقم 2199) كتاب النكاح، باب المرأة يزوجها الوليان، قال: أخبرنا يزيد بن هارون.
-و الطبراني في المعجم الكبير (17/ 348رقم 960).
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/140) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق.
كلاهما (الطبراني، والحسن بن محمد ) عن يوسف بن يعقوب ثنا أبو الخطاب ثنا أبوبحر البكراوي.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/140) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الوهاب بن عطاء.
-وقال البيهقي أيضاً: وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن سهل المجوز ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد.
جميعهم (خالد بن الحارث، وعثمان بن مطر، وإسماعيل بن علية، ومحمد بن جعغر غندر، ويزيد بن هارون، وأبو بحر البكراوي، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ) عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((أيما امرأة زوجها وليان فهي للأول منهما ومن باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما)) ، وفي رواية خالد بن الحارث، ومحمد بن جعفر، ويزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، والضحاك بن مخلد شك سعيد بن أبي عروبة فقال: عن عقبة أو سمرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم..الحديث، وفي رواية ابن ماجه ذكر البيع فقط.
قال محمد بن جعفر في روايته :((عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وشك فيه في كتاب البيوع فقال عن عقبة أو سمرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم…)) ، وقال عبد الوهاب بن عطاء : ((عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بن دعامة السدوسي عن الحسن عن سمرة أو عن عقبة قال سعيد ما أراه إلا عن عقبة الشك من سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه…)).(3/9)
قال البيهقي :((هذا الاختلاف وقع من ابن أبي عروبة في إسناد هذا الحديث، وقد تابعه أبان العطار عن قتادة في قوله عن عقبة بن عامر والصحيح رواية من رواه عن سمرة بن جندب)) .
-رواية أبان العطار، أخرجها :
- أحمد بن حنبل في مسنده (4/149) قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ويونس بن محمد.
-و البيهقي في السنن الكبرى (7/139) قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن غالب ثنا موسى بن إسماعيل.
جميعهم عن أبان بن يزيد قال ثنا قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال :((إذا أنكح الوليان فهو للأول منهما وإذا باع من رجلين فهو للأول منهما)) .
وتابع سعيد بن أبي عروبة، وأبان العطار :
-شعبةُ بنُ الحجاج، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (17/349 رقم961) قال: حدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا إبراهيم بن المختار ثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم..الحديث.
-وعبد الله بن محرر، أخرجه : عبد الرزاق في المصنف (6/232رقم10628) عن عبد الله بن محرر عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال …الحديث.
-ومعمر بن راشد، أخرجه : عبد الرزاق في المصنف (6/233 رقم 10635) عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: أحسبه عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال …الحديث.
همام، وهشام الدستوائي، وحماد بن سلمة، وسعيد بن بشير عن قتادة بن دعامة، عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ..الحديث.
-رواية همام بن يحيى، أخرجها :
-أبو داود في سننه (2/230رقم 2088) كتاب النكاح، باب إذا أنكح الوليان، قال: حدثنا محمد بن كثير .
-وأحمد بن حنبل في مسنده (5/11) ثنا عفان بن مسلم.
-والطبراني في المعجم الكبير (7/245رقم 6841) قال: حدثنا محمد بن يحيى القزاز ثنا أبو عمر الحوضي.(3/10)
جميعهم عن همام ثنا قتادة عن الحسن عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إذا أنكحت المرأة زوجين فهي للأول منهما وإذا بيع البيع من رجلين فهو للأول منها)).
-رواية هشام الدستوائي، أخرجها :
-أبو داود في سننه –الموضع السابق-.
-والطبراني في المعجم الكبير (7/245رقم 6841) قال: حدثنا أبو مسلم الكشي.
كلاهما ( أبو داود، وأبو مسلم الكشي) عن مسلم بن إبراهيم.
- والنسائي في السنن الكبرى (3/286-287رقم5397-5398) كتاب النكاح، باب في امرأة زوجها وليان، قال: أخبرنا محمد بن عبد الوهاب النيسابوري قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا إسرائيل بن يونس.
-وقال النسائيُّ أيضاً-الموضع السابق-: أخبرنا محمد بن عبدالله بن بزيع.
-والروياني في مسنده (2/50رقم810) قال: أخبرنا أبو عبد الله الزيادي.
كلاهما عن يزيد بن زريع.
-وأبو داود الطيالسي في مسنده (ص: 122رقم903) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/139)-.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (5/11).
- وابن الجارود في المنتقى (ص: 158 رقم 622) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
-وقال أحمد بن حنبل أيضاً (5/12، 18) ثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن، وروح بن عبادة.
-والروياني في مسنده (2/46 رقم 800) نا محمد بن بشار.
-والحاكم في المستدرك (2/174-175) كتاب النكاح، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ببغداد حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي.
كلاهما (محمد بن بشار، وعبد الرحمن بن محمد) عن معاذ بن هشام.
-والحاكم في المستدرك (2/35) قال: أخبرني عبد الصمد بن علي بن مكرم البزاز حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا أبو الوليد الطيالسي وعفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم.(3/11)
جميعهم عن هشام بن أبي عبد الله حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((أيما رجل باع بيعا من رجل أو رجلين فهو الأول منهما وأيما امرأة زوجها وليان فهي للأول منهما)) ، وقال الحاكم :((هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه)) ، وقال البيهقي :((هكذا رواية الجماعة وهو المحفوظ)) .
-رواية حماد بن سلمة، أخرجها :
-أبو داود في سننه –الموضع السابق- قال: ثنا موسى بن إسماعيل.
- وأحمد بن حنبل في مسنده (5/18) قال: ثنا روح بن عبادة.
-والطبراني في المعجم الكبير (7/245رقم 6841) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ح وحدثنا محمد بن محمد التمار ثنا عبيد الله بن عائشة ح وحدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا عبد الواحد بن غياث.
- وأبو عروبة الحراني في أحاديثه (ص40رقم20) قال: حدثنا المسيب، قال: حدثنا ابن المبارك.
جميعهم عن حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إذا زوج الرجلان المرأة فالأول أحق وإذا اشترى الرجلان بيعا فالأول)).
-رواية سعيد بن بشير، أخرجها :
- ابن ماجه في سننه (2/738رقم 2191) قال: حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني ومحمد بن إسماعيل قالا ثنا وكيع بن الجراح.
-والطبراني في مسند الشاميين (4/31رقم2651) قال: حدثنا موسى بن عيسى، قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي.
-والحاكم في المستدرك (2/175) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/141)-قال: حدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبيد بن شريك حدثنا أبوالجماهر محمد بن عثمان.
جميعهم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إذا نكح الوليان فهو للأول وإذا باع المجيزان فهو للأول)) .
وتابعهم :
1- سعيد بن أبي عروبة :(3/12)
- الترمذي في سننه (3/418-419 رقم1110) كتاب النكاح، باب ما جاء في الوليين يزوجان، حدثنا قتيبة بن سعيد.
- وأحمد بن حنبل في مسنده (5/8)
كلاهما عن محمد بن جعفر غندر.
-وابن أبي شيبة في المصنف (4/139) قال: حدثنا علي بن مسهر.
-والطبراني في المعجم الكبير (7/245رقم 6842) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق الدقيقي التستري ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن فضيل عن حسن بن صالح.
-والحاكم في المستدرك (2/175) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/140)- قال: أخبرناه أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء.
جميعهم (محمد بن جعفر، وعلي بن مسهر، وحسن بن صالح، وعبد الوهاب بن عطاء ) عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((أيما امرأة زوجها وليان فهي للأول منهما ومن باع بيعا من رجلين فهو للأول منها)) ، قال أبو عيسى :((هذا حديث حسن)) .
2- سلام بن أبي مطيع، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (7/246رقم 6843)-ومن طريقه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/190)- قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ..الحديث.
قال أبو نعيم :((غريب من حديث سلام لم نكتبه عاليا إلا من هذا الوجه ورواه عن قتادة هشام وحماد بن سلمة وسعيد بن أبي عروبة وهمام)) .
3- وشعبة بن الحجاج، أخرجه : النسائي في السنن (7/314) كتاب البيوع، باب الرجل يبيع السلعة فيستحقها مستحق، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا غندر عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم…الحديث.
وتابع قتادة بن دعامة السدوسيّ :(3/13)
1- أشعث بن عبد الملك الحمراني، أخرجه : الحاكم في المستدرك (2/174-175) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/141)- قال: أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن عبدالله بن أبي الوزير ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أشعث بن عبد الملك عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ..الحديث، وقال :((هذه الطرق الواضحة التي ذكرتها لهذا المتن كلها صحيحة على شرط البخاري ولم يخرجاه)) .
-ويونس بن عبيد، أخرجه :
الطبراني في المعجم الكبير (7/268رقم 6924)، وفي المعجم الأوسط (6/225رقم5475) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أحمد بن طارق الوابشي.
وأبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري في جزئه (29رقم13) قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي عن جده أحمد بن منيع.
وأبو طاهر الذهلي في جزئه (ص26-27رقم53) قال: حدثنا موسى بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن بكار العيشي.
جميعهم عن يوسف بن عطية الصفار عن يونس بن عبيد عن الحسن عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..الحديث.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن قتادة بن دعامة على وجهين :(3/14)
الوجه الأوًّل : رواه أبان العطار، وسعيد بن أبي عروبة – عنه : إسماعيل بن علية، وخالد بن الحارث، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وعبد الوهاب بن عطاء، وعثمان بن مطر، ، ومحمد بن جعفر غندر، ويزيد بن هارون، وأبو بحر البكراوي -، وشعبة بن الحجاج-عنه: إبراهيم بن المختار-، وعبد الله بن محرر، ومعمر بن راشد جميعهم عن قتادة بن دعامة، عن الحسن البصري، عن عقبة بن عامر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((:((أيما امرأة زوجها وليان فهي للأول منهما ومن باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما)) ، وفي رواية خالد بن الحارث، ومحمد بن جعفر، ويزيد بن هارون، وعبدالوهاب بن عطاء، والضحاك بن مخلد شك سعيد بن أبي عروبة فقال: عن عقبة أو سمرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم..الحديث.
الوجه الثاني : رواه حماد بن سلمة، وسعيد بن بشير، وسعيد بن أبي عروبة-عنه: محمد بن جعفر، وعلي بن مسهر، وحسن بن صالح، وعبد الوهاب بن عطاء-، وسلام بن أبي مطيع، وشعبة بن الحجاج- عنه: محمد بن جعفر غندر-و هشام الدستوائي، وهمام بن يحيى جميعهم عن قتادة بن دعامة، عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ..الحديث.
وتابع قتادةَ بنَ دعامة السدوسيّ على هذا الوجه : أشعثُ بنُ عبد الملك الحمراني، ويونسُ بنُ عبيد.
وقد رجح أبو حاتم وأبو زرعة الوجه الثاني، وقال البيهقي :((هذا الاختلاف وقع من ابن أبي عروبة في إسناد هذا الحديث وقد تابعه أبان العطار عن قتادة في قوله عن عقبة بن عامر والصحيح رواية من رواه عن سمرة بن جندب)) .
وهذا الترجيح ظاهر لأمور :
أنّ رواة الوجه الثاني أكثر من رواة الوجه الثاني.(3/15)
أنّ في رواة الوجه الثاني مَنْ هو من أصحاب قتادة المقدمين وهم: سعيد بن أبي عروبة –في الراجح عنه-، وهشام الدستوائي، وشعبة بن الحجاج قال عليّ بن المديني :((سعيد أحفظهم عن قتادة، وشعبة أعلم بما يسمع وما لم يسمع، وهشام أروى القوم، وهمام أسندهم إذا حدث من كتابه، هم هؤلاء الأربعة أصحاب قتادة))، وقال الفلاّس:((والأثبات من أصحاب قتادة : ابن أبي عروبة، وهشام، وشعبة، وهمام)) ، وقال أبو حاتم :((قتادة كان واسع الحديث، وأحفظهم سعيد بن أبي عروبة قبل أن يختلط، ثم هشام، ثم همّام))، وقال البرديجيُّ:((فإذا أردت أن تعلم صحيح حديث قتادة فانظر إلى رواية شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، فإذا اتفقوا فهو صحيح، وإذا خالف هشام شعبة فالقول قول شعبة…))، وقال الدارقطنيُّ –لمّا سئل عن أثبت أصحاب قتادة :((شعبة، وسعيد، وهشام)) -وقد تقدمت هذه الأقوال في المسألة رقم (1103)-، وقد تابعهم عدد من الثقات.
أنّ روايات الوجه الأوَّل لا تخلو من علة :(3/16)
- فرواية سعيد بن أبي عروبة مرت بثلاث مراحل : المرحلة الأولى: الجزم بأنَّ الحديث من رواية سمرة بن جندب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وحدّث بهذا قديماً قبل أن يضعف حفظه ويختلط، ورواه عنه قديماً : محمد بن جعفر، وعلي بن مسهر، وحسن بن صالح، وعبد الوهاب بن عطاء وقد كان عبد الوهاب كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة قاله أحمد بن حنبل-التهذيب (6/450)-، المرحلة الثانية: مرحلة الشك وفيها كان سعيد يروي الحديث على الشك فكان يقول: عن سمرة بن جندب أو عقبة بن عامر ورواه عنه على الشك : خالد بن الحارث، ومحمد بن جعفر، ويزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، والضحاك بن مخلد، المرحلة الثالثة: الجزم بأنَّ الحديث من رواية عقبة بن عامر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وحدّث بهذا لما تغير حفظه واختلط، ورواه عنه: إسماعيل بن علية وهو ممن سمع من سعيد بعد الاختلاط، قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/567) :((وأمّا من سمع منه بعد الاختلاط فجماعة : منهم محمد بن جعفر غندر نهى عبد الرحمن بن مهدي أن يكتب حديثه عن سعيد بن أبي عروبة وقال: إنه سمع منه بعد الاختلاط))، وعثمان بن مطر وهو ضعيف الحديث –التقريب (ص368رقم4519)-، ، وأبو بحر البكراوي وفيه ضعف واختلط بآخره-التهذيب (1/419)-.(3/17)
وقد أشار إلى هذه المراحل محمد بن جعفر فقال في روايته :((عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وشك فيه في كتاب البيوع فقال عن عقبة أو سمرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم…)) ، وقال عبد الوهاب بن عطاء :((عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بن دعامة السدوسي عن الحسن عن سمرة أو عن عقبة قال سعيد ما أراه إلا عن عقبة الشك من سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه…)) ، ونصَّ على ذلك أبو زرعة، وأبو حاتم فقال-كما في هذه المسألة- :((عن سمرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أصح، لأنَّ ابن أبي عروبة حدث به قديماً، فقال: عن سمرة وبآخره شك فيه)) .
-وشعبة بن الحجاج لا يصح الإسناد إليه فقد رواه عنه إبراهيم بن المختار وهو ضعيف الحفظ، والراوي عن إبراهيم بن المختار محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف الحديث –التقريب ( ص 93رقم245، ص475رقم5834)، وخالف إبراهيم بن المختار محمد بن جعفر غندر فرواه عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحمد بن جعفر غندر تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1171) وهو ((ثقة عابد، صحيح الكتاب، من أثبت الناس في شعبة)) ، فدل هذا على أنّ رواية إبراهيم بن المختار باطلة عن شعبة بن الحجاج.
-وعبد الله بن محرر تقدم في المسألة رقم (1188) أنه متروك الحديث، فلا يعتد بروايته.
-ومعمر بن راشد تقدم في المسألة رقم (1093) أنّ في روايته عن قتادة بعض الأوهام قال الدارقطني:((معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش)) ، وقال ابن عساكر:((ذكر عبدالغني بن سعيد الحافظ أنّ سماع معمر من قتادة، وثابت البناني فيه ضعف، وليس هو في شيء أقوى منه في الزهري)).
-وأبان العطار ثقة غير أنه خالف كبار أصحاب قتادة المقدمين هشام الدستوائي، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عروبة-في حديثه القديم- وغيرهم من الثقات ممن رواه على الوجه الثاني.(3/18)
والحديث من الوجه الراجح متوقف على ثبوت سماع الحسن البصري من سمرة بن جندب، وقد تقدم الكلام على سماعه منه في المسألة رقم (1203) وتصحيح أنه سمع منه كما هو قول يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، والبخاري وغيرهم.
فالحديث على هذا صحيح، وقد حسنه الترمذي كما تقدم، وصححه الحاكم.
- - - -
124- ] 1211 [ وسأَلْتُ أَبِي وأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ جَعْفَر(1)، عَنْ ثَابِت(2)، عَنْ عُمَر بن أَبِي سَلَمَة(3)، عَنْ أم سَلَمَة(4)، أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها…الْحَدِيث، قَالَ * أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ : رَوَاهُ حَمَّاد بن سَلَمَة(5)، عَنْ ثَابِت، عَنْ ابْنِ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ(6)، عَنْ أَبِيهِ، ** عنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهَذَا أَصَحُ الْحَدِيثينِ زَادَ فِيهِ رَجُلاً، قَالَ أَبِي : أضْبَطُ النَّاسِ لحَدِيثِ ثَابِت، وعَلَى بنِ زَيْد *** حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ بَيِّنَ خَطَأ الناسِ****.
………………………………
* كذا في الأصل، و(ش)، وفي (ت)، و(ف) (فقال).
**كذا وقع في جميع النسخ (عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم)، والصواب (عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم)، فقد اتفق الرواة عن حماد على ذلك كما تقدم بيان ذلك في المسألة رقم (1209).
*** هو: علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري، أصله حجازي، وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان ينسب أبوه إلى جد جده ، ضعيف من الرابعة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وقيل قبلها، انظر : التقريب (ص401رقم4734).
**** تقدمت هذه المسألة برقم (1209) بأطول مما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : جعفر بن سليمان الضبعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1209) وهو:(( ثقة، وفي روايته عن ثابت بعض الأوهام، وتكلم فيه بسبب التشيع)).(3/19)
(2) هو : ابن أسلم البناني، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1096) وهو ((متفق على ثقته وصلاحه)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1209) وهو صحابي صغير.
(4) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1209) وهي زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم.
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1118)، وهو :((ثقة عابد له أوهام، من أثبت الناس في حديث ثابت البناني، وحميد الطويل، وعمار بن أبي عمار، وعلي بن زيد بن جدعان، وهشام بن عروة)).
(6) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1209) وهو :((مجهول)).
- - -
- التخريج، والدراسة والحكم على الحديث :
تقدم الكلام على الحديث مستوفى في المسألة رقم (1209).
- - - -
125- ] 1212 [ وسأَلْتُ أبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مُوسَى بنُ خَلَفٍ(1)، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ(2)، عَنْ ثَابِتٍ(3)، قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ : وَأَحْسَبُهُ عَنْ أنس(4)، وَقَالَ مُوسَى : عَنْ أنس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتانِ أَوْ ثَلاثَةٌ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ))، الْحَدِيثَ، قَالَ أَبِي : رَوَاهُ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ(5)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَائِشَةَ(6)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَشْبَهُ بالصوابِ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ، وَعَلِي بنِ زَيْدٍ*.**
………………………………
* هو : علي بن زيد بن جدعان تقدمت ترجمته في المسألة السابقة رقم (1211).
**سوف تتكرر هذه المسألة في العلل (2/170رقم 2004).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : موسى بن خلف العمّي -بتشديد الميم- أبو خلف البصري، روى عن: أيوب السختياني، وثابت البناني، وقتادة بن دعامة وغيرهم، روى عنه: ابناه خلف وعبدالحميد ابني موسى، وعفان بن مسلم وغيرهم.(3/20)
صدوق، قال يحيى بن معين :((ليس به بأس))، وقال أبو حاتم :((صالح الحديث))، وقال العجلي، ويعقوب بن شيبة :((ثقة))، وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني :((حدثني عفان قال حدثنا أبو خلف موسى بن خلف وأثنى عليه عفان ثناء حسنا وقال ما رأيت مثله قط))، وقال أبو داود :((ليس به بأس ليس بذاك القوي))، وقال ابن عدي :((لا أرى بروايته بأساً))، وقال ابن حجر :((صدوق عابد له أوهام))، استشهد به البخاري في الصحيح وروى له في الأدب وروى له أبو داود والنسائي.
انظر : معرفة الثقات (2/303رقم1815)، الجرح (8/140رقم 634)، الكامل (6/345)، تهذيب الكمال (29/55-57)، التقريب (ص550رقم6958).
(2) هو : حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل البصري الأزرق مولى آل جرير بن حازم، روى عن: ثابت البناني، وأبي جمرة نصر بن عمران الضبعي، وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه: سعيد بن منصور، وعلي بن المديني، ومسدد بن مسرهد وغيرهم.
متفق على توثيقه وفقهه، وهو من أثبت الناس في أيوب السختياني، قال أحمد بن حنبل :((حماد بن زيد أحب إلينا من عبد الوارث، حماد بن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين والإسلام وهو أحب إلي من حماد بن سلمة))، وقال ابن حجر :((ثقة ثبت فقيه قيل: إنه كان ضريرا ولعله طرأ عليه لأنه صح أنه كان يكتب من كبار))، روى له الجماعة، مات سنة تسع وسبعين ومائة.
انظر : الجرح (3/137رقم617)، تهذيب الكمال ( 7/239-252)، التقريب (ص178رقم1498).
(3) هو : ابن أسلم البناني، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1096) وهو ((متفق على ثقته وصلاحه)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1090).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1118)، وهو :((ثقة عابد له أوهام، من أثبت الناس في حديث ثابت البناني، وحميد الطويل، وعمار بن أبي عمار، وعلي بن زيد بن جدعان، وهشام بن عروة)).
(6) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
( ( (
( التخريج :(3/21)
موسى بن خلف، وحماد بن زيد عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من كان له ابنتان أو ثلاثة…)).
رواية موسى بن خلف.
لم أقف على من أخرجها.
رواية حماد بن زيد، أخرجها :
- أحمد بن حنبل في مسنده (3/147) قال: حدثنا يونس بن محمد.
-وعبد بن حميد في مسنده (406 رقم1378) قال: حدثنا محمد بن الفضل.
-وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (1/256رقم110) قال: حدثنا خالد بن خداش.
-وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (2/191رقم447) كتاب البر والإحسان، ذكر المدة التي بصحبته إياهن يعطى هذا الأجر له بها- قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وإبراهيم بن الحسن العلاف.
-والخطيب في تاريخ بغداد (11/80) قال: أخبرنا أبو منصور المطرز في جامع المدينة أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن كيسان المروزي النحوي في دكان الأبناء حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي.
جميعهم عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من عال ابنتين أو أختين أو ثلاثا حتى يبن-أي يتزوجن- أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين))، وأشار بإصبعه الوسطى والتي تليها.
قال يونس في روايته :((عن أنس أو غيره))، وقال محمد بن الفضل :((عن ثابت ولا أحسبه إلا عن أنس))، وقال خالد بن خداش، ومحمد بن أبي بكر :((حدثنا ثابت وأظنه عن أنس))، وتفرد إبراهيم بن الحسن العلاف فجزم في روايته عن حماد بأنه :((عن أنس بن مالك))، وإبراهيم بن الحسن وثقه أبو زرعة –الجرح (2/92رقم242)- ولكنه خالف من هم أكثر منه وأوثق حيث رووه عن حماد على الشك.
وتابع موسى بنَ خلف وحماد بنَ زيد :
1- زيادُ بن خيثمة، أخرجه :
-البخاري في التاريخ الكبير (1/ 83).
-والطبراني في المعجم الأوسط (6/206رقم5428) قال: حدثنا محمد بن جعفر الرازي.(3/22)
كلاهما ( البخاريّ، ومحمد بن جعفر) عن الوليد بن شجاع قال حدثنا أبي عن زياد بن خثيمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((ما من أمتي من أحد يكون له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات يعولهن حتى يبن إلا كان معي في الجنة هكذا)) وجمع بين إصبعيه السبابة والوسطى، قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن زياد بن خيثمة إلا شجاع بن الوليد))، وزياد بن خيثمة ثقة تقدمت ترجمته في المسالة رقم (1158).
2-وعامر بن عمرو مؤذن مسجد أرسوف، أخرجه : العقيلي في الضعفاء الكبير (3/312) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا عامر بن عمرو مؤذن مسجد أرسوف قال حدثنا ثابت البناني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( من كانت له ابنتان فأقام فيهما أمر الله حتى يبينهما أو يقيمهما كنت أنا وهو في الجنة هكذا ))، وأشار بإصبعه المشيرة والتي تليها، قال العقيليُّ:(( عامر بن عمرو مؤذن مسجد أرسوف عن ثابت لا يتابع على حديثه))، وقال الذهبيُّ في الميزان (2/362رقم4090) :((لا يعرف)).
3- وعبيس بن ميمون، أخرجه : عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال (3/ 458)- ومن طريقه العقيلي في الضعفاء الكبير (3/418)- قال عبد الله :((سألت أبي عن حديث حدثنا به خلف بن هشام البزار قال حدثنا عبيس بن ميمون عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((أيما امرأة قامت نفسها على ثلاث بنات لها إلا كانت معي في الجنة وأهوى بإصبعيه وأيما رجل أنفق على ثلاث أو مثلهن من الأخوات كان معي في الجنة هكذا)) وأهوى بإصبعيه فقال أبي: هذا حديث منكر)) وعبيسُ بنُ ميمون متروكُ الحديث قاله ابنُ معين، وعمرو بنُ علي وغيرهما – تهذيب الكمال (19/276-281)-.
4-ومحمد بن زياد البرجمي، أخرجه :
-أحمد بن حنبل في مسنده (3/156) قال: حدثنا يونس بن محمد.(3/23)
- وأبو يعلى في مسنده (6/ 166رقم 3448) قال: حدثنا شيبان بن فروخ.
كلاهما عن محمد بن زياد البرجمي حدثنا ثابت البناني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فاتقى الله وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا)) وأومأ بالسبابة والوسطى.
وذكره البخاريّ في التاريخ الكبير (1/ 83) معلقاً فقال :((محمد بن زياد البرجمي سمع ثابتا عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كن له ثلاث بنات كان معي في الجنة))، ومحمد بن زياد البرجمي مجهول قاله أبو حاتم –الجرح (7/258رقم1413)، تعجيل المنفعة (2/180رقم934)-.
وتابع ثابتاً البناني :
1- عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، أخرجه : مسلم في صحيحه (4/2027رقم2631) كتاب البر والصلة، باب فضل الإحسان إلى البنات، والترمذي في سننه (4/281 رقم1914) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات، وابن المبارك في كتاب البر والصلة (ص154رقم154)، والبخاري في الأدب المفرد ( رقم894)، وفي التاريخ الكبير (1/ 166، 3/310)- ومن طريقه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 41)-، والطبراني في المعجم الأوسط (1/334رقم561)، والبيهقي في شعب الإيمان (6/404 رقم8674)، وفي الآداب (ص13رقم24)، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/44) جميعهم من طرق عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو)) وضم أصابعه، هذا لفظ مسلم، قال الترمذي :((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)) وقال الطبرانيّ :((لم يرو هذا الحديث عن روح إلا بن المبارك)).
- ويزيد بن أبان الرقاشي، أخرجه :
ابن أبي شيبة في المصنف (8/363) كتاب الأدب، في العطف على البنات.
وهناد بن السري في الزهد (2/496 رقم1021).
وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (1/262رقم115) قال: حدثنا علي بن الجعد.(3/24)
والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص211رقم638) قال: حدثنا الحسن بن عرفة.
جميعهم عن أبي معاوية عن الأعمش عن الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من كان له ابنتان أو أختان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين)) يعني السبابة والوسطى.
- ويحيى بن سعيد الأنصاري، أخرجه : الطبراني –ولم أقف عليه في المعاجم، ومن طريقه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (7/272رقم 2726)- قال: ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا القاسم بن هاني الضرير ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من كانت له ابنتين أو أختين فآواهن وكفاهن حتى يبن أو يمتن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين)) وفرق بين إصبعيه، قال الضياء:((في إسناده من لم أعرف حاله…روى في الصحيح من حديث أنس نحو هذا))، ويشير الضياء إلى القاسم بن هاني الضرير فلم أجد له ترجمة.
حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عائشة أم المؤمنين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من كان له ابنتان أو ثلاثة…)).
لم أقف على من أخرجه مسنداً.
وقد ذكره البخاريُّ في التاريخ الكبير (1/83) معلقاً فقال :((وقال حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا)).
وكذلك ذكره البيهقيُّ في شعب الإيمان (6/407) معلقاً فقال :((ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن عائشة وهو أيضا مرسل بين ثابت وعائشة)).
( ( (
( الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن ثابت البناني على وجهين:
الوجه الأوَّل: رواه حماد بن زيد، وزياد بن خيثمة، ومحمد بن زياد البرجمي، وعبيس بن ميمون، وموسى بن خلف جميعهم عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من كان له ابنتان أو ثلاثة…)).
الوجه الثاني: رواه حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عائشة أم المؤمنين، عن النبي صلى الله عليه وسلم.(3/25)
وقد رجح أبو حاتم الوجه الثاني وعلل ذلك بأنَّ حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني، وترجيح أبي حاتم ظاهر لأمور :
أنّ حماد بن سلمة أوثق أصحاب ثابت البناني على الإطلاق، قال مسلم بن الحجاج في كتاب التمييز ( ص: 217) :((اجتماع أهل الحديث ومن علمائهم على أن أثبت الناس في ثابت البناني حماد بن سلمة، وكذلك قال يحيى القطان، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم من أهل المعرفة))، وتقدم بيان أن حماد بن سلمة أوثق أصحاب ثابت في المسألة رقم (1209).
أنّ في رواة الوجه الأوّل من تكلم فيه : فعامر بن عمرو مؤذن مسجد أرسوف فيه جهالة، وعبيس بن ميمون متروك الحديث، ومحمد بن زياد البرجمي مجهول، كما تقدم في التخريج.
أنّ رواية حماد بن زيد مختلفٌ فيها عليه، كما يشعر بذلك قول البيهقي في شعب الإيمان (6/407) :((فرُوي فيه عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم موصولا، والمحفوظ عنه عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وقيل عنه عن ثابت عن أنس أو غيره وقيل غير ذلك، ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن عائشة وهو أيضا مرسل بين ثابت وعائشة))، ولم اقف على من أسند هذه الروايات المختلفة عن حماد بن زيد، ثم إنَّ حماد بن زيد روى الحديث على الشك كما تقدم.(3/26)
وقد ذكر البخاريُّ في التاريخ الكبير (1/83) الخلاف في الحديث فقال :((محمد بن زياد البرجمي سمع ثابتا عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : من كن له ثلاث بنات كان معي في الجنة، وقال لي الوليد بن شجاع حدثنا أبي قال حدثنا زياد بن خيثمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقال حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا))، وقال ابن حجر في تعجيل المنفعة (2/180رقم934) :((محمد بن زياد البرجمي عن ثابت البناني عن أنس بحديث من كان له ثلاث بنات، وعنه يونس بن محمد المؤدب وشيبان بن فروخ، قال أبو حاتم: مجهول، قلت : ذكر البخاري علته بأن زياد بن خيثمة تابعه عن ثابت وخالفهما حماد بن سلمة وهو أثبت الناس في ثابت فرواه عنه عن عائشة رضي الله عنها منقطعا)).
ويلاحظ أنَّ البخاريّ ذكر متابعة زياد بن خيثمة لمحمد بن زياد ولم يذكر متابعة حماد بن زيد له مع أن حماد بن زيد أقوى من زياد مما يشعر بأنَّ الرواية عن حماد بن زيد معلولة و لا تصح عنه، والله أعلم.
وسبب خطأ رواة الوجه الأوَّل أمران:
الأمر الأوَّل : أنّ رواية ثابت عن أنس بن مالك كثيرة، ففي الكتب الستة فقط مائتان وثمان وثلاثون (238) حديثاً، فأخطأ رواة الوجه الأوَّل فسلكوا بالحديث الجادة.
الأمر الثاني: أنّ الحديث ورد من حديث أنس بن مالك من غير رواية ثابت البناني، كما تقدم في المتابعات لثابت البناني، فظن هؤلاء الرواة أنه أيضاً من رواية ثابت البناني عن أنس بن مالك لما تقدم في الأمر الأوَّل من أنّ رواية ثابت عن أنس بن مالك كثيرة.
والحديث من الوجه الراجح ضعيف لانقطاعه بين ثابت البناني، وعائشة أم المؤمنين كما قال البيهقي، وابن حجر وتقدم ذكر كلامهما.(3/27)
وأمَّا المتن فقد صح عن أنس بن مالك من طريق آخر فقد رواه مسلم وغيرهُ عن عبيدالله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو)) وضم أصابعه، وتقدم تخريجه عند ذكر المتابعين لثابت البناني.
ومما يذكر هنا ما رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص180-181رقم35) باب فضل الطالب لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والراغب فيها والمستن بها –ومن طريقه السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (1/164-165رقم55)-، قال الرامهرمزي: حدثني أحمد بن محمود بن خرزاذ ثنا إبراهيم بن يونس البصري ثنا أبوغسان نصر بن منصور الطفاوي ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد قال: دخل المأمون مصر فقام إليه فرج النوبي أبو حرملة فقال: يا أمير المؤمنين الحمد لله الذي كفاك أمر عدوك وأدان لك العراقين والحرمين والشامات والجزيرة والثغور والعواصم وأنت العالم بالله وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ويلك يا فرج، أو قال: ويحك قد بقيت لي خلة، قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: جلوس في عسكر ومستمل يجيء –قال إبراهيم العسكر الجناح- يقول: من ذكرت رضي الله عنك؟ فأقول: حدثنا الحمادان حماد بن سلمة بن دينار وحماد بن زيد بن درهم قالا ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من عال ابنين أو ثلاثا أو أختين أو ثلاثا حتى يمتن أو يموت كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وأومأ حماد بإصبعه الوسطى.
ورواه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (ص98-99رقم217) من طريق آخر، ثم قال :((في هذا الخبر غلط فاحش ويشبه أن يكون المأمون رواه عن رجل عن الحمادين، وذلك أن مولد المأمون كان في سنة سبعين ومائة ومات حماد بن سلمة في سنة سبع وستين ومائة قبل مولده بثلاث سنين وأما حماد بن زيد فمات في سنة سبع وسبعين ومائة )).(3/28)
فهذا الإسناد لا يعتمد عليه فهو مجرد تمني من المأمون من غير رواية ولا إسناد فهو لم يدرك الحمادين كما بيّن ذلك الخطيب.
( ( ( (
126- ] 1213 [ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو قُتَيْبَةَ(1)، عَنْ إِسْرَائِيلَ(2)، عَنْ أَبِي إِسْحاَقَ(3)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ(4)، عَنْ أمِّ سَلَمَةَ(5)، أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما خَطَبَهَا قَالَ لَهُا :(( إِنْ شِئْتِ/ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي، وَإنْ شِئْتِ زِدْتُ فِي مَهْرِكِ وَزِدْتُ فِي مُهُورِهِنَّ))، قَالَ: كَذَا رَوَاهُ أَبُو قُتَيْبَة، والنَّاسُ يَرْوُونَ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحاَقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لامِّ سَلَمَة… الْحَدِيث، وَهُوَ أَشْبَه، قَالَ أَبِي : لو صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ كَانَ الزيادةُ فِي المَهْرِ جَائِزاً *. **
………………………………(3/29)
* يشير أبو حاتم في كلامه هذا إلى مسألةٍ اختلف فيها الفقهاء وهي : الزيادة في المهر بعد العقد هل تعد مهراً كما هو قول أبي حنيفة ورواية عن أحمد، أو لا تعد مهراً بل تعد هبة كما هو قول الشافعيّ، ورواية عن أحمد، قال ابن قدامة في المغني (10/178-180) :((الزيادة في الصداق بعد العقد تلحق به، نص عليه أحمد، قال : في الرجل يتزوج المرأة على مهر فلما رآها زادها في مهرها فهو جائز فإن طلقها قبل أن يدخل بها فلها نصف الصداق الأول والذي زادها وهذا قول أبي حنيفة، وقال الشافعي: لا تلحق الزيادة بالعقد فإن زادها فهي هبة تفتقر إلى شروط الهبة وإن طلقها بعد هبتها لم يرجع بشيء من الزيادة قال القاضي وعن أحمد مثل ذلك…واحتج الشافعي بأن الزوج ملك البضع بالمسمى في العقد فلم يحصل بالزيادة شيء من المعقود عليه فلا تكون عوضا في النكاح كما لو وهبها شيئا ولأنها زيادة في عوض العقد بعد لزومه فلم يلحق به كما في البيع ولنا قول الله تعالى ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة النساء ولأن ما بعد العقد زمن لفرض المهر فكان حالة الزيادة كحالة العقد وبهذا فارق البيع والإجارة وقولهم إنه لم يملك به شيئا من المعقود عليه قلنا هذا يبطل بجميع الصداق فإن الملك ما حصل به ولهذا صح خلوه عنه وهذا ألزم عندهم فإنهم قالوا مهر المفوضة إنما وجب بفرضه لا بالعقد وقد ملك البضع بدونه ثم إنه يجوز أن يستند ثبوت هذه الزيادة إلى حالة العقد فيكون كأنه ثبت بهما جميعا كما قالوا في مهر المفوضة إذا فرضه وكما قلنا جميعا فيما إذا فرض لها أكثر من مهر مثلها إذا ثبت هذا فإن معنى لحوق الزيادة بالعقد أنه يثبت لها حكم المسمى في العقد في أنها تتنصف بالطلاق ولا تفتقر إلى شروط الهبة وليس معناه أن الملك يثبت فيها من حين العقد ولأنها تثبت لمن كان الصداق له لأن الملك لا يجوز تقدمه على سببه ولا وجوده في حال عدمه وإنما يثبت الملك بعد سببه من حينئذ)).(3/30)
وقال الطحاوي في مختصر اختلاف العلماء ( 2 /266) :((في الزيادة في المهر قال أصحابنا الزيادة في الصداق بعد النكاح جائزة وهي ثابتة إن دخل بها أو مات عنها وإن طلقها قبل الدخول بطلت الزيادة وكان لها نصف المسمى في العقد، وقال زفر والشافعي: الزيادة بمنزلة هبة مستقبلة إن أقبضها جازت في قولهما وإن لم يقبضها بطلت، وقال مالك: الزيادة تصح فإن طلقها قبل الدخول رجع نصف ما زادها إليه وهي بمنزلة ما وهبه لها يقوم به عليه وإن مات عنها قبل أن تقبض فلا شيء لها منه لأنها عطية لم تقبض))، و انظر : الإفصاح عن معاني الصحاح (2/138).
وأراد أبو حاتم من كلامه السابق أنّ الحديث لو صح كان حجة لمن ألحق الزيادة بالمهر، ولكن هذه الزيادة وهي قوله :(( وَإنْ شئت زدت فِي مهرك وزدت فِي مهورهن))، لم تثبت كما سيأتي، والله أعلم.
** نقل هذه المسألة ابن الملقن في البدر المنير (5/ل 248أ) بتصرف.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : سلم بن قتيبة الشَّعيري -بفتح المعجمة-، أبو قتيبة الخراساني نزيل البصرة، روى عن : إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طهمان ،ويونس بن أبي إسحاق وغيرهم، وعنه : عمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون بن سليمان وغيرهم.
ثقة ربما وهم، قال يحيى بن معين :(( ليس به بأس))، وقال أبو داود، وأبو زرعة، والدارقطني :((ثقة))، قال أبو حاتم :((ليس به بأس كثير الوهم يكتب حديثه))، وقال يحيى بن سعيد القطان :(( ليس أبو قتيبة من الجمال التي تحمل المحامل))، وقال الذهبيُّ : ((ثقة يهم))، وقال ابن حجر :((صدوق))، روى له الجماعة سوى مسلم، مات سنة مائتين.
انظر : تاريخ الدوري (2/223)، الضعفاء الكبير (2/166)، الجرح (4/266رقم1148)، سؤالات الحاكم (ص222رقم348)، تهذيب الكمال (11/232-235)، الكاشف (1/381رقم2035)، التهذيب (4/133)، تقريب التهذيب (ص246رقم 2471).(3/31)
(2) هو: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1147) وهو ((ثقة، وهو من أثبت الناس في حديث جده)).
(3) هو : عمرو بن عبد الله السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1168) وهو ((متفق على توثيقه وجلالته، غير أنه كبر وتغير حفظه، وكان ربما دلس)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105)، وهو :(( متفق على ثقته وفقهه وجلالته)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1209).
- - -
- التخريج :
1- أبو قتيبة، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أم سلمة أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا خطبها قال لها :((إنْ شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي، وإن شئت زدت في مهرك، وزدت في مهورهن)).
أخرجه :
-ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/423رقم3080).
- والطبراني في المعجم الكبير (23/253-254رقم518) قال: حدثنا الحسن بن علي المعمري ومحمد بن علي الصائغ وعبدان بن أحمد.
جميعهم عن محمد بن بكار العيشي ثنا أبو قتيبة عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاها فلف رداءه ووضعه على أسكفة الباب واتكأ عليه وقال :((هل لك يا أم سلمة))، قالت: إني امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن يبدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ما يكره فانصرف ثم عاد وقال :((هل لك يا أم سلمة إن كان بك الزيادة في صداقك زدنا))، فعادت لقولها فقالت أم عبد: يا أم سلمة تدرين ما تتحدث به نساء قريش تقلن إن أم سلمة إنما ردت محمدا لأنها أرادت شابا من قريش أحدث منه سنا وأكثر مالا قالت: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/245) :((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح)).
2- إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن : أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة…الحديث.(3/32)
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن إسرائيل بن يونس على وجهين :
الوجه الأوَّل: رواه سلم بن قتيبة أبو قتيبة، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا خطبها قال لها :((إنْ شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي، وإن شئت زدت في مهرك، وزدت في مهورهن)).
الوجه الثاني : رواه الناس –كما قال أبو حاتم، ولم أقف على أحد منهم-، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة…الحديث مرسلاً.
وقد رجح أبو حاتم الوجه الثاني بقوله :((وهو أشبه))، ولم أقف على تسمية الذين خالفوا سلم بن قتيبة للنظر في حالهم، ويفهم من كلام أبي حاتم أنهم عدد من الرواة كما هي عادته إذ قال :((الناس)).
فالحديث من الوجه الراجح ضعيفٌ لإرساله، وأبو حاتم أشار إلى ضعفه بقوله :((لو صح هذا الحديث…)).
ولكن لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث :(( إنْ شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي)) شاهد أخرجه : مسلم في صحيحه كما تقدم في المسألة رقم (1209)، ويشهد له أيضاً قول أنس بن مالك :(( السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثا))، وسيأتي في المسألة رقم (1221)، وأما لفظة الزيادة في المهر فلم أجد ما يشهد لها فلا تصح ، والله أعلم.
- - - -
127- ] 1214 [ وسَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رواهُ * هَمَّامٍ(1)، عَنْ قَتَادَة(2)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ(3)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ(4)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(5)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((لاَ عَلَى خَالَتِهَا، لاَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا))، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : إِنَّمَا هُوَ هَمَّامُ، عَنْ يَحْيَى نَفْسِهِ. **
………………………………(3/33)
* كذا في الأصل، و(ش)، وفي (ت)، و(ف) (روى عن).
** كذا في الأصل، و(ش)، وفي (ت)، و(ف) (هَذَا خَطَأٌ).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: همام بن يحيى بن دينار العوذي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1210) وهو ((ثقة خاصةً إذا روى عن يحيى بن أبي كثير أو قتادة أو حدّث من كتابه، ورواية المتأخرين عنه أقوى من رواية المتقدمين )).
(2) هو : قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103)، وهو :((متفق على توثيقه وجلالته، وهو كثير الإرسال ويدلس)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1094 )، وهو ((ثقة ثبت يرسل)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105)، وهو :((متفق على ثقته وفقهه وجلالته)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1089).
- - -
- التخريج:
همام بن يحيى، عن قتادة بن دعامة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((لا تنكح المرأة على عمتها…)) .
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير.
أخرجه :
البخاري في التاريخ الكبير (1/439).
والبزار في مسنده –كما في حاشية علل الدارقطني (9/204)- عن محمد بن سعيد التستري.
وابن عبد البر في التمهيد لابن عبد البر (18/276) من طريق أبي قلابة الرقاشي.
جميعهم عن أبي عاصم قال حدثنا همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وحدثنا همام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تنكح المرأة على عمتها وعلى خالتها، هذا لفظ البخاري، ومحمد بن سعيد أرسلاه عن سعيد بن المسيب، وأمَّا أبو قلابة فقال: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير (4/37) معلقاً، والدارقطني في العلل (9/205)
وتابع همام بن يحيى في روايته عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة:(3/34)
أبان بن يزيد العطار، أخرجه : أحمد بن حنبل في مسنده (2/ 394) قال: حدثنا يونس ثنا أبان العطار عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تتزوج المرأة على عمتها أو على خالتها.
وإبراهيم بن عبد الملك أبو إسماعيل القناد ، أخرجه : النسائي في السنن (6/97) كتاب النكاح، باب الجمع بين المرأة وعمتها، قال: أخبرنا يحيى بن درست قال: حدثنا أبو إسماعيل القناد قال حدثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها )).
وشيبان بن يحيى، أخرجه : مسلم في صحيحه (2/1029رقم1408) كتاب النكاح، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها، وأبو نعيم في المسند (4/74)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/165) كتاب الصداق، باب الرجل يدعى إلى الوليمة وفيها المعصية نهاهم جميعهم من طريق عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى حدثني أبو سلمة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..الحديث، نحو رواية القناد.
وهشام الدستوائي ، أخرجه : مسلم في صحيحه –الموضع السابق- قال: حدثني أبو معن الرقاشي حدثنا خالد بن الحارث، وأحمد بن حنبل في مسنده (2/255) قال: حدثنا أبو عامر جميعهم عن هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم..الحديث، نحو رواية القناد.
وتابع يحيى بن أبي كثير :
عمر بن أبي سلمة ، أخرجه : سعيد بن منصور في سننه (1/208 رقم 652) كتاب النكاح، باب ما جاء في الرجل لا ينكح المرأة على عمتها ولا خالتها-ومن طريقه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/205رقم5950)-، و أحمد بن حنبل في مسنده (2/229) كلاهما عن هشيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها.(3/35)
وعمرو بن دينار، أخرجه : مسلم في صحيحه –الموضع السابق-،والنسائي في السنن (6/97)، وسعيد بن منصور في سننه (1/208 رقم 651)، والمروزي في السنة (ص 78رقم 269)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/165) جميعهم من طرق عن عمرو بن دينار سمع أبا سلمة يحدث عن أبى هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على ابنة وعلى خالتها.
ورُوي عن همام بن يحيى على أوجه أخرى :
3 –همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه :
-العقيلي في الضعفاء الكبير (4/37)، والطبراني في المعجم الأوسط (6/95) كلاهما عن محمد بن يحيى القزاز.
-وابن عبد البر في التمهيد (18/276) قال: حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أبو قلابة الرقاشي.
كلاهما عن أبي عاصم قال: حدثنا همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنكح المرأة على عمتها وعلى خالتها.
وقال الدارقطني في العلل (9/205) :((وقال أبو قلابة الرقاشي عن أبي عاصم عن همام عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة فلم يتابع عليه)) .
4- همام بن يحيى، عن قتادة بن دعامة، عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه :
- البخاري في التاريخ الكبير (1/439) -ومن طريقه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/37)، والطبراني في المعجم الأوسط (6/ 117رقم 5973)، وابن عدي في الكامل (6/133)- قال: حدثني محمد بن بلال سمع هماما عن قتادة عن الحسن عن سمرة نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها ، قال البخاريُّ : ((ولا يصح فيه سمرة)) ، وقال العقيلي :((محمد بن بلال بصري عن همام وعمران القطان بصري يهم في حديثه كثيرا)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن همام بن يحيى على أوجه :(3/36)
الوجه الأوَّل: عن همام بن يحيى، عن قتادة بن دعامة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم أقف على من رواه عن همام بن يحيى.
الوجه الثاني : رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد –عنه: البخاريّ، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن سعيد التستري- عن همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن همام أيضاً عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تنكح المرأة على عمتها وعلى خالتها، وقال أبوقلابة في روايته عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثالث: رواه أبو عاصم- عنه: محمد بن يحيى القزاز، وأبو قلابة الرقاشي - عن همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنكح المرأة على عمتها وعلى خالتها.
الوجه الرابع: رواه محمد بن بلال عن همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها.
وأصح الأوجه الوجه الثاني وهو الذي رجحه أبو زرعة في هذه المسألة، وقال البزار في مسنده –الموضع السابق-:((وهذا الحديث إنما الرفع فيه عندي لحديث يحيى بن أبي كثير، وحديث سعيد مرسل، وجمع بينهما في هذا الحديث)) ، وكذلك رجح العقيليُّ، والدارقطني الرواية المرسلة فقال العقيليُّ في الضعفاء الكبير (4/37):((المراسيل في هذا الحديث أولى)) ، وقال الدارقطني في العلل (9/204) :((وخالفه همام بن يحيى فرواه عن قتادة عن ابن المسيب مرسلا وهو المحفوظ)).(3/37)
وهذا الترجيح ظاهر فإنّ الوجه الأوّل لم أقف على رواه عن أبي عاصم، وهي رواية مرجوحة عند أبي زرعة كما في هذه المسألة، والوجه الثالث : رواه محمد بن يحيى القزاز – ومحمد ذكره ابن حبان في الثقات (9/153) ولم أقف له على ترجمة عند غيره، وأبو قلابة الرقاشي وهو صدوق يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد-التقريب (ص365رقم4210)- فخالفا البخاريَّ، ومحمد بن سعيد التستري ولا شك في تقديم البخاريَّ، ومحمد بن سعيد على القزار، والرقاشي فهما أوثق منهما وأعلى درجة، وقد انتقد الدارقطني في العلل (9/205) رواية الرقاشي فقال :((وقال أبو قلابة الرقاشي عن أبي عاصم عن همام عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة فلم يتابع عليه)).
ويؤيد ذلك أنّ سعيد بن أبي عروبة رواه عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً، أخرجه : العقيليّ في الضعفاء الكبير (4/37) قال: حدثنا معاذ بن المديني حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العالية وسعيد بن المسيب قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها.
والوجه الرابع : تفرد به محمد بن بلال وهو صدوق يغرب –التقريب (ص470رقم5766)-، فخالف من هو أوثق منه أبا عاصم الضحاك بن مخلد-في الراجح عنه-، وقد أعل البخاريُّ هذه الرواية فقال-كما تقدم- :((ولا يصح فيه سمرة)).
والحديث من الوجه الراجح صحيح، والمتنُ مرويٌّ في الصحيحين، وتقدم تخريجه موسعاً في المسألة رقم (1205).
- - - -(3/38)
128- ] 1215 [ وسَأَلْتُ أَبِي وأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ(1)، وَإِسْرَائِيلُ(2)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ(3)، عَنْ أَبِي لَيْلَى الكِنْدي(4) قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ(5) :((لاَ نَؤُمُكُمْ، وَلاَ نَنْكِحُ نِسَاءَكُمْ))، قَالَ أَبُو مُحَمَّد: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ(6)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ(7)، عَنْ سَلْمَانَ، قُلْتُ: أَيُّهُمَا الصَّحِيحُ؟ قَالاَ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ شُعْبَةَ ، وَحَدِيثُ الْثَّورِيِّ أَصَحُ*. **
………………………………
* تقدمت هذه المسألة في العلل (1/110رقم299).(3/39)
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (19/26-27) :((وكذلك التقديم في إمامة الصلاة بالنسب لا يقول به أكثر العلماء وليس فيه نص عن النبي بل الذي ثبت في الصحيح عنه أنه قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فان كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فان كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا فقدمه بالفضيلة العلمية ثم بالفضيلة العملية وقدم العالم بالقرآن على العالم بالسنة ثم الأسبق إلى الدين باختياره ثم الأسبق إلى الدين بسنه ولم يذكر النسب وبهذا أخذ أحمد وغيره فرتب الأئمة كما رتبهم النبي ولم يذكر النسب وكذلك أكثر العلماء كمالك وأبى حنيفة لم يرجحوا بالنسب ولكن رجح به الشافعي وطائفة من أصحاب أحمد كالخرقى وابن حامد والقاضى وغيرهم واحتجوا بقول سلمان الفارسي :" إن لكم علينا معشر العرب ألا نؤمكم في صلاتكم ولا تنكح نساءكم"، والأولون يقولون إنما قال سلمان هذا تقديما منه للعرب على الفرس كما يقول الرجل لمن هو أشرف منه حقك على كذا وليس قول سلمان حكما شرعيا يلزم جميع الخلق اتباعه كما يحب عليهم اتباع أحكام الله ورسوله ولكن من تأسى من الفرس بسلمان فله به أسوة حسنة فإن سلمان سابق الفرس وكذلك اعتبار النسب في أهل الكتاب ليس هو قول أحد من الصحابة ولا يقول به جمهور العلماء كمالك وأبى حنيفة وأحمد بن حنبل وقدماء أصحابه ولكن طائفة منهم ذكرت عنه روايتين واختار بعضهم اعتبار النسب موافقة للشافعي والشافعي أخذ ذلك عن عطاء)).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : سفيان بن سعيد الثّوري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1110) وهو ((متفق على ثقته وجلالته وفقهه وعبادته)).
(2) هو: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1147) وهو ((ثقة، وهو من أثبت الناس في حديث جده)).(3/40)
(3) هو : عمرو بن عبد الله السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1168) وهو ((متفق على توثيقه وجلالته، غير أنه كبر وتغير حفظه، وكان ربما دلس)).
(4) أبو ليلى الكندي يقال : مولاهم الكوفي، قيل: اسمه سلمة بن معاوية وقيل: معاوية بن سلمة وقيل: سعيد بن أشرف بن سنان، وقيل: المعلى، روى عن : حجر بن عدي، وخباب بن الأرت، وسلمان الفارسي وغيرهم، روى عنه : عبد الملك بن أبي سليمان، وعثمان بن أبي زرعة الثقفي،وأبو إسحاق السبيعي، وأبو جعفر الفراء.
ثقة، قال يحيى بن معين :((ثقة مشهور)) ، وقال العجليُّ :((كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين)) ، وقال المزيُّ :((وفرق الحاكم أبو أحمد بين أبي ليلى الكندي سلمة بن معاوية ويقال: معاوية بن سلمة روى عن سلمان وروى عنه أبو إسحاق، وبين أبي ليلى الكندي روى عن سويد بن غفلة وروى عنه عثمان بن أبي زرعة وذكر الراوي عن سويد بن غفلة فيمن لم يقف على اسمه وقال: ضعفه يحيى بن معين وقال حدثني علي بن محمد بن سختويه قال سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت يحيى يعني بن معين وسئل عن أبي ليلى الكندي فقال: كان ضعيفا)) ، وقال الذهبيُّ :((أبوليلى الكندي، عن سويد بن غفلة ضعفه يحيى بن معين و قيل وثقه و كأنهما اثنان الثقة عن سلمان و خباب))، وقال ابن حجر :((ثقة)) ، روى له البخاري في الأدب وأبو داود وابن ماجة.
انظر : معرقة الثقات (2/422رقم2236)، تهذيب الكمال (34/239-240)، الميزان (4/566رقم10549)، التقريب (ص669رقم8332) .
(5) هو : سلمان الفارسي، أبو عبد الله ويقال له : سلمان الخير، أصله من أصبهان وقيل: من رامهرمز أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأول مشاهده الخندق، مات سنة أربع وثلاثين يقال : بلغ ثلاثمائة سنة.
انظر : تهذيب الكمال (11/245-255)، التقريب (ص246رقم2477).(3/41)
(6) هو : شُعبة بن الحجاج، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1102)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه وإمامته، وله بعض الأوهام في أسماء الرجال)).
(7) هو : أوس بن ضَمْعَج -بفتح المعجمة وسكون الميم بعدها مهملة مفتوحة ثم جيم- الكوفي حضرمي أو نخعي، روى عن : البراء بن عازب، وسلمان الفارسي، وأبي مسعود الأنصاري البدري، وعائشة أم المؤمنين، روى عنه : إسماعيل بن أبي خالد وإسماعيل بن رجاء الزبيدي، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي وغيرهم.
متفق على توثيقه، قال شعبة -وذكر عنده أوس بن ضمعج- :((والله ما أراه كان إلا شيطانا يعني لجودة حديثه)) ، وقال ابن سعد :((وكان ثقة معروفا قليل الحديث وقد أدرك الجاهلية)) ، قال ابن حجر :((ثقة مخضرم)) ، روى له الجماعة سوى البخاري ، مات في ولاية بشر بن مروان سنة أربع وسبعين.
انظر : الطبقات (6/213)، الجعديات (ص135رقم862)، تهذيب الكمال (3/390-392)، التقريب (ص116رقم576).
- - -
- التخريج :
سفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي قال: قال سلمان: لا نؤمكم… الأثر.
- رواية سفيان الثوري، أخرجها :
-ابن أبي شيبة في المصنف (4/419) كتاب النكاح، ما قالوا في الأكفاء في النكاح، قال: حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي عن سلمان قال :((لا نؤمهم ولا ننكح نساءهم)) .
- رواية إسرائيل بن يونس، أخرجها :(3/42)
- عبد الرزاق في المصنف (2/520رقم 4283) كتاب الصلاة، باب الصلاة في السفر، و(6/153رقم 10329) كتاب النكاح، باب الأكفاء–ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (6/217رقم6053)، وأبو نعيم في الحلية (1/189)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/144) كتاب الصلاة، باب من ترك القصر في السفر غير رغبة عن السنة، وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/438)- عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال :أقبل سليمان في اثني عشر راكبا أو ثلاثة عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حضرت الصلاة قالوا تقدم يا أبا عبد الله قال : إنا لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم إن الله هدانا بكم قال: فتقدم رجل من القوم فصلى أربع ركعات فلما سلم فقال سلمان ما لنا وللمربعة إنما كان يكفينا نصف المربعة ونحن إلى الرخصة أحوج.
وتابع سفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس :
سلام بن سليم أبو الأحوص ، أخرجه :
-ابن أبي شيبة في المصنف (2/488) كتاب الصلاة، من كان يقصر الصلاة.
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/419) كتاب الصلاة، باب صلاة المسافر، قال: حدثنا روح بن الفرج قال ثنا يوسف عدى.
كلاهما عن أبي الأحوص عن أبى إسحاق عن أبى ليلى الكندي قال: خرج سلمان رضي الله تعالى عنه في ثلاثة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة وكان سلمان رضي الله تعالى عنه أسنهم فحضرت الصلاة فأقيمت الصلاة فقالوا: تقدم يا أبا عبد الله، فقال : ما أنا بالذي أتقدم أنتم العرب ومنكم النبي صلى الله عليه وسلم فليتقدم بعضكم فتقدم بعض القوم فصلى أربع ركعات، فلما قضى الصلاة قال سلمان: ما لنا وللمربعة إنما يكفينا نصف المربعة.
وحديج بن معاوية، أخرجه :(3/43)
-سعيد بن منصور في سننه (1/164رقم 593) كتاب النكاح، باب ما جاء في المناكحة، قال: حدثنا حديج بن معاوية عن أبى إسحاق عن أبى ليلى الكندى قال :خرج سلمان رضى الله عنه في ثلاثة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما حضرت الصلاة قالوا تقدم يا أبا عبد الله فأنت أعلمنا وأسننا فقال: إن الله عز وجل قد فضلكم علينا يا معشر العرب تأمونا ولا نؤمكم وتنكحون نساءنا ولا ننكح نساءكم فتقدم رجل من القوم فصلى بهم أربعا فلما انصرف قال له سلمان : صليت أربعا كنا إلى الرخصة.
شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق، عن أوس بن ضمعج، عن سلمان: … الأثر.
أخرجه :
- سعيد بن منصور في سننه (1/164رقم 593) قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد.
- والخلال في السنة (1/ 95رقم33) قال: أخبرني محمد بن علي قال ثنا مهنا أن أبا عبدالله ذكر عن يحيى بن سعيد القطان.
- والبغوي في الجعديات (ص79رقم442) حدثنا علي بن الجعد.
جميعهم عن شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أوس بن ضمعج قال : قال سلمان: لا نؤمكم في الصلاة ولا ننكح نساءكم يعني العرب.
وتابع شعبةَ بنَ الحجاج :
1- عبدُ الجبار بنُ العباس، أخرجه :
- أبو بكر البزار –كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/393-394)-.
- والطبراني في المعجم الكبير (6/260رقم6158) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ومحمد بن عبدوس بن كامل وعيس بن محمد السمسار الواسطي.
جميعهم عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الجبار بن العباس عن أبي إسحاق عن أوس بن ضمعج عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال : ((تفضلكم بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني العرب لا ننكح نساءكم)).(3/44)
2-وعمار بنُ رزيق، أخرجه : البيهقي في السنن الكبرى (7/134) كتاب النكاح، باب اعتبار النسب في الكفاءة، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الجواب ثنا عمار يعني بن رزيق عن أبي إسحاق عن أوس بن ضمعج عن سلمان قال: ثنتان فضلتمونا بها يا معشر العرب لا تنكح نساءكم ولا نؤمكم
قال البيهقي :((هذا هو المحفوظ موقوف)) .
وهناك اختلافات أخرى على أبي إسحاق السبيعي؛ وهي :
3- أبو إسحاق عن الحارث عن سلمان مرفوعاً، أخرجه : البيهقي في السنن الكبرى (7/134) وقد حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي ثنا معمر بن محمد البلخي ثنا مكي بن إبراهيم ثنا شريك بن عبدالله عن أبي إسحاق عن الحارث عن سلمان رضي الله عنه قال : نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتقدم أمامكم أو ننكح نساءكم.
4- أبو إسحاق عن عمرو بن أبي قرة، عن سلمان، أخرجه : ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/90) قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن أبي إسحاق عن عمرو بن أبي قرة قال : قال سلمان : لا نؤمكم في مساجدكم ولا ننكح نساءكم يعني العرب.
وللأثر عن سلمان طريقٌ آخر، أخرجه : الخطيب في تاريخ بغداد (13/323) –ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (19/439)-قال: أخبرنا العتيقي أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي المروذي حدثنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبدالكريم العبدي حدثنا جدي حدثنا الهيثم بن عدي حدثنا إسرائيل عن سماك عن أبي قدامة قال : كان سلمان علينا بالمدائن وهو أميرنا فقال : إنا أمرنا أن لا نؤمكم تقدم يا زيد، فكان زيد بن صوحان يؤمنا ويخطبنا.(3/45)
وفي سنده الهيثم بن عدي قال الذهبيُّ في المغني في الضعفاء (2 / 717رقم 6807):((الهيثم بن عدي الطائي أبو عبد الرحمن الأخباري عن هشام بن عروة ونحوه تركوه وقال أبو داود السجستاني: كذاب)) ، وتقدم أنّ عبد الرزاق بن همام رواه عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى، عن سلمان، وهذه المخالفة تزيد رواية الهيثم بطلاناً.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن أبي إسحاق على أربعة أوجه :
الوجه الأوَّل: رواه سفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس، وسلام بن سليم أبوالأحوص، وحُديج بن معاوية جميعهم عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي قال: قال سلمان: لا نؤمكم… الأثر.
الوجه الثاني : رواه شعبة بن الحجاج، وعبد الجبار بن العباس، وعمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن أوس بن ضمعج، عن سلمان: … الأثر.
الوجه الثالث: رواه شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن الحارث عن سلمان مرفوعاً.
الوجه الرابع : رواه حجاج بن أرطارة، عن أبي إسحاق عن عمرو بن أبي قرة، عن سلمان…الأثر.
وقد رجح أبو حاتم، وأبو زرعة الوجه الأوَّل، وعللا ذلك بأنَّ سفيان الثوري أحفظ من شعبة، وهذا هو الأظهر فقد تقدم في المسألة رقم (1180) أن ابن معين، وأحمد بن حنبل، وأبا حاتم، وأبا زرعة قدموا الثوري على شعبة، وقال البرديجيُّ –كما في شرح علل الترمذي (2/520)- :((حديث أبي إسحاق من حديث شعبة، وسفيان الثوري إذا اتفقا لم يختلفا صحيح، فإذا اختلفا كان القول قول سفيان لأنه أحفظ الرجلين)) ، ومما يزيد رواية الثوري قوةً أنه تابعه على ذلك عدد من الرواة، وهم:
إسرائيلُ بنُ يونس، وتقدم أنه ثقة، وهو من أثبت الناس في حديث جده أبي إسحاق السبيعيّ.
وسلام بن سليم أبو الأحوص، وتقدم في المسألة رقم (1120) أنه ((ثقة)).
وحُديج بن معاوية، وهو صدوق يخطئ-التقريب (ص154رقم 1152)-.
وقد تابع شعبةَ بنَ الحجاج على الوجه الثاني :(3/46)
عبد الجبار بن العباس، وهو صدوق يتشيع –التقريب (ص332رقم3741)-.
وعمار بن رزيق، وهو لا بأس به –التقريب (ص407رقم4821)-.
وكلاهما ليسا بالدرجة العليا من الثقة والقوة بحيث يقويا رواية شعبة بن الحجاج.
وأمّا الوجه الثالث : وهو ما رواه شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن الحارث عن سلمان مرفوعاً فهو باطل عن أبي إسحاق، فشريك بن عبد الله القاضي تقدم في المسألة رقم (1114) أنه ((صدوق إن حدّث من كتابه أو حدّث عنه القدماء قبل ولايته القضاء، ولم يكن المتن الذي رواه منكراً، وإلاَّ ففيه ضعف، خاصةً عن الأعمش))، وقد خالف كبار أصحاب أبي إسحاق السبيعي، وتفرد بهذا الوجه، ويبدو أن هذا الحديث حدّث به بعد ما تغير وقد ذكر فضلك الرازي أنّ شريك بن عبد الله حدّث بواسط بأحاديث بواطيل-التهذيب (4/335)-، فلعل هذا منها.
وأمَّا الوجه الرابع : وهو ما رواه حجاج بن أرطارة، عن أبي إسحاق عن عمرو بن أبي قرة، عن سلمان، فهو باطل أيضاً عن أبي إسحاق، فحجاج بن أرطارة تقدم في المسألة رقم (1149) أنه ((ضعيف))، وقد خالف كبار أصحاب أبي إسحاق السبيعي، وتفرد بهذا الوجه.
والأثر من الطريق الراجح صحيح، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/394) :((إسناده جيد)) .
- - - -(3/47)
129- ] 1216 [ وسأَلْتُ أَبِي، وأبازُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أبوعَوَانَةَ(1)، عَنْ أَبِي إِسْحاَقَ(2)، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ(3)، عَنْ أَبِي مُوسَى(4)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ))، قَالَ أَحْمَدُ(5)، : ثُمَّ إنَّ أباعَوَانَةَ قَالَ يَوْمَاً : لَمْ أسْمَعْ مِنْ إِسْرَائِيلَ(6)، عَنْ أَبِي إِسْحاَقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبيهِ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ * ، قُلْنَا لأحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ: سَمِعْتَ أباعَوَانَةَ يَذْكُرُ هَذَا قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ حَمَّادٍ(7)، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ.
………………………………
* كذا وقع في جميع النسخ :((لَمْ أسْمَعْ مِنْ إِسْرَائِيل، عَنْ أَبِي إِسْحاَقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبيهِ، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))، وهذا خلاف مراد أبي عوانة-كما سيأتي في التخريح- فهو يريد أنه لم يسمع الحديث من أبي إسحاق بل سمعه من إسرائيل، عن أبي إسحاق، وقد قال-كما سيأتي- :((لم أسمعه من أبي إسحاق بيني وبينه إسرائيل))، وقال أيضاً لمعلى بن منصور :((لا أدلسه لك بيني وبينه إسرائيل)).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : وَضَّاح -بتشديد المعجمة ثم مهملة- بن عبد الله اليشكري –بالمعجمة-الواسطي البزاز مولى يزيد بن عطاء اليشكري، أبوعوانة مشهور بكنيته، روى عن : قتادة بن دعامة، ومحمد بن المنكدر، ومنصور بن المعتمر وغيرهم، وعنه : أحمد بن عبدة الضبي، وعفان بن مسلم، وقتيبة بن سعيد وغيرهم.(3/48)
ثقة ثبت إذا حدّث من كتابه، وربما وهم إذا حدث من حفظه، وهو مقدم في المغيرة بن مقسم، قال هشام بن عبيد الله الرازي :((سألت بن المبارك من أروى الناس وأحسن الناس حديثا عن المغيرة ؟ قال : أبوعوانة))، وقال أحمد بن حنبل :((إذا حدث أبوعوانة من كتابه فهو أثبت وإذا حدث من غير كتابه ربما وهم))، وقال ابن عبد البر : ((أجمعوا على أنه ثقة ثبت حجة فيما حدّث من كتابه، وكان إذا حدث من حفظه ربما غلط))، وقال الذهبيُّ :((ثقة متقن لكتابه))، وقال ابن حجر :((ثقة ثبت))، روى له الجماعة، مات سنة خمس أو ست وسبعين ومائة.
انظر : الجرح (9/ 40رقم 173)، الاستغناء (2/851-852 رقم997)، تهذيب الكمال ( 30/441-448)، الكاشف (3/235رقم6152)، التقريب (ص580رقم7407).
(2) هو : عمرو بن عبد الله السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1168) وهو ((متفق على توثيقه وجلالته، غير أنه كبر وتغير حفظه، وكان ربما دلس)).
(3) هو : أبوبردة بن أبي موسى الأشعري، اسمه الحارث، ويقال: عامر بن عبدالله بن قيس، ويقال: اسمه كنيته، روى عن: الزبير بن العوام، علي بن أبي طالب، وأبيه: أبي موسى الأشعري وغيرهم، وعنه : أبوإسحاق السبيعي، وبنوه بلال، وسعيد، وعبد الله، ويوسف وغيرهم.
متفق على توثيقه، قال ابن سعد :((كان ثقة كثير الحديث))، روى له الجماعة، مات سنة أربع ومائة وقيل غير ذلك.
انظر : الطبقات (6/268)، تهذيب الكمال ( 33/66-71)، التقريب (ص621رقم7953).
(4) هو : عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار -بفتح المهملة وتشديد الضاد المعجمة-، أبوموسى الأشعري، صحابي مشهور، وكان من فقهاء الصحابة وقرائهم، أمره عمر، ثم عثمان، وهو أحد الحكمين بصفين، مات سنة خمسين وقيل بعدها.
انظر : تهذيب الكمال (15/446-453)، التقريب (ص318رقم3542).(3/49)
(5) هو : أحمد بن عبدة بن موسى الضبي، أبوعبد الله البصري، روى عن : حماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وعباد بن عباد، وعيسى بن يونس وغيرهم، روى عنه : إسماعيل بن إسحاق، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان وغيرهم.
ثقة، قال أبوحاتم، والنسائي :((ثقة))، وقال الذهبي :((حجة))، وقال ابن حجر :((ثقة رمي بالنصب))، روى له الجماعة سوى البخاري، مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
انظر : الجرح (2/62 رقم 100)، تهذيب الكمال (1/397-399)، الكاشف (1/64رقم59)، التقريب (ص82رقم74).
(6) هو: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1147) وهو ((ثقة، وهو من أثبت الناس في حديث جده)).
(7) هو : يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني، مولاهم، أبوبكر البصري، ختن أبي عوانة، روى عن: شعبة بن الحجاج، وعكرمة بن عمار، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله وغيرهم، روى عنه : البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد بن يونس الكديمي وغيرهم.
متفق على توثيقه، قال محمد بن سعد :((كان ثقة كثير الحديث))، وروى له أبوداود في الناسخ والمنسوخ وفي القدر والباقون، مات سنة خمس عشرة ومائتين.
انظر : الطبقات (7/306)، تهذيب الكمال (31/276-278).
- - -
- التخريج :
- أبوعوانة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلاّ بولي)).
أخرجه :
الترمذي في سننه (3/407رقم1101) كتاب النكاح، باب ماجاء لا نكاح إلا بولي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد.
وابن ماجه في سننه (1/ 605رقم1881) كتاب النكاح، باب لا نكاح إلا بولي، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
وأبوداود الطيالسي في مسنده (ص71رقم523).
وسعيد بن منصور في سننه (1/149رقم527)-ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/9)كتاب النكاح-.
والروياني في مسنده (1/335رقم509) من طريق عبد الرحمن بن مهدي.
وابن المنذر في الإقناع (1/296-297).(3/50)
والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/9).
كلاهما من طريق أبي غسان النهدي، زاد الطحاوي: أبا الوليد الطيالسي.
وابن عدي في الكامل (1/425) من طريق سليمان بن أيوب صاحب البصري وعباس بن الوليد النرسي ويحيى بن درست.
والحاكم في المستدرك (2/171) كتاب النكاح.
والبيهقي في السنن الكبرى (7/107).
وابن عبد البر في التمهيد (19/88).
جميعهم من طريق معلى بن منصور.
وأخرجه: ابن عبد البر في الموضع السابق من طريق إسحاق بن عيسى، وابن أبي زائدة، ووكيع بن الجراح.
جميعهم (قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك، وأبوداود الطيالسي، وسعيد بن منصور، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبوغسان مالك بن إسماعيل، وسعيد بن منصور، وأبوالوليد الطيالسي، وسليمان بن أيوب صاحب البصري، وعباس بن الوليد النرسي، ويحيى بن درست، والمعلى بن منصور، وإسحاق بن عيسى، وابن أبي زائدة، ووكيع بن الجراح ) عن أبي عوانة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي)).
وفي رواية البيهقي قال معلى بن منصور :((ثم قال أبوعوانة بعد ذلك : لم أسمعه من أبي إسحاق بيني وبينه إسرائيل))، وقال ابن حجر في النكت الظراف (6/460) :((لم يسمعه أبوعوانة من أبي إسحاق، قال محمد بن إسحاق الصغاني: حدثنا معلى بن منصور، قال: حدثنا أبوعوانة، عن أبي إسحاق، ثم قال: لا أدلسه لك بيني وبينه إسرائيل))، والمعلى بن منصور ثقة سني فقيه قاله ابن حجر في التقريب (ص541رقم6806)، وتابعه على هذا النقل يحيى بن حماد –كما في هذه المسألة-، ومحمد بن الفضل، قال عباس بن الوليد النرسي – كما في رواية ابن عدي- :((كان محمد بن الفضل جارا لنا يحدث بهذا الحديث ويقول: إن هذا الحديث وحديث عاصم بن ضمرة عن علي إنما حدث به أبوعوانة عن إسرائيل عن أبي إسحاق)).(3/51)
غير أنّ في رواية محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب –عند ابن ماجة- تصريح أبي عوانة بالسماع من أبي إسحاق السبيعي، ويبدو أنّ ابن أبي الشوارب –وهو صدوق كما في التقريب (ص494رقم6098)- وهم في ذكر السماع، فكبار الحفاظ رووه عن أبي عوانة بالعنعنة، وصريح كلام أبي عوانة المتقدم يدل على أنه سمع الحديث من إسرائيل، وقد رواه عنه كذلك المعلى بن منصور كما سيأتي.
هذا وقد روى الحديث عن أبي إسحاق مرفوعاً عدد من الرواة، وهم:
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، أخرجه :
-أبوداود في سننه (2/229رقم2085) قال: حدثنا محمد بن قدامة بن أعين قال: حدثنا أبوعبيدة الحداد.
-والترمذي في سننه (3/407رقم1101).
-وأحمد في المسند (4/394).
-والروياني في مسنده (1/303رقم449، 1/335رقم508).
-وأبويعلى الموصلي في مسنده (13/195رقم7227).
- وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/394-395رقم4083) كتاب النكاح، باب الولي-.
-والدارقطني في سننه (3/218-219).
جميعهم من طريق عبدالرحمن بن مهدي.
-وابن أبي شيبة في المصنف (4/131) كتاب النكاح، من قال لا نكاح إلا بولي أوسلطان.
-وأحمد بن حنبل في المسند (4/413).
كلاهما عن يزيد بن هارون.
-وأحمد في المسند (4/394).
- وابن الجارود في المنتقى (ص235رقم702) كتاب النكاح، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل.
كلاهما عن وكيع بن الجراح.
-والدارمي في سننه (2/61 رقم2188) كتاب النكاح، باب النهي عن النكاح بغير ولي.
-والحاكم في المستدرك (2/170) من طريق محمد بن سليمان الواسطي.
كلاهما عن أبي غسان مالك بن إسماعيل.
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/8،9).
- وتمام في الفوائد (2/164رقم1434-1436).
كلاهما من طريق عبد الله بن رجاء، زاد الطحاوي : أبا عوانة الوضاح.
-والحاكم في المستدرك (2/170) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/107)-.
- وتمام في الفوائد (2/164رقم1434-1436).
-والخطيب البغدادي في الكفاية (ص409).(3/52)
جميعهم من طريق أحمد بن خالد الوهبي، زاد الحاكم والخطيب : طلق بن غنام، وزاد الحاكم أيضاً : النضر بن شميل، وهاشم بن القاسم وعبيد الله بن موسى، وزاد تمام: سلام بن سليمان.
-والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/214، 13/86) من طريق مالك بن سليمان.
جميعهم (أبوعبيدة الحداد، وابن مهدي، ويزيد بن هارون، ووكيع بن الجراح، ومالك بن إسماعيل، وعبد الله بن رجاء، وأبوعوانة، والنضر بن شميل ، وعبيد الله بن موسى، وهاشم بن القاسم، وأحمد بن خالد الوهبي ، وطلق بن غنام، وسلام بن سليمان، ومالك بن سليمان) عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي)).
قال الحاكم :((هذه الأسانيد كلها صحيحة وقد علونا فيه عن إسرائيل وقد وصله الأئمة المتقدمون الذين ينزلون في رواياتهم عن إسرائيل مثل عبد الرحمن بن مهدي ووكيع ويحيى بن آدم ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وغيرهم وقد حكموا لهذا الحديث بالصحة سمعت أبانصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول سمعت علي بن عبد الله المديني يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ الحمد)).
وشريك بن عبد الله القاضي، أخرجه :
- الترمذي في السنن (3/407رقم1101).
-والدارمي في سننه (2/62رقم2189)-ومن طريقه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/371)-.
-وابن حبان في صحيحه–كما في الإحسان (9/394-395رقم4083) –قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة والحسن بن سفيان وعبدالله بن محمد بن ماهك.
-وأبوعلي الصواف في الفوائد (29رقم11)-ومن طريقه ابن نقطة في التقييد (1/157-158)، ومن طريقه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/371)-.
- والطبراني في المعجم الأوسط (8/438رقم7896)، و(1/391رقم685).(3/53)
كلاهما عن محمود بن محمد المروزي، زاد الطبراني -في الموضع الثاني- : أحمد بن علي.
-والحاكم في المستدرك (2/170) من طريق ابن خزيمة.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/107) من طريق محمد بن إسماعيل المروزي، ويعقوب الأصم.
- وابن عساكر في تاريخ دمشق (5/449) من طريق ابن خزيمة، وجعفر بن أحمد بن نصر.
جميعهم (الترمذي، والدارمي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون الرياني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة والحسن بن سفيان وعبدالله بن محمد بن ماهك، ومحمود بن محمد المروزي، وأحمد بن علي، ومحمد بن إسماعيل المروزي، ويعقوب الأصم، وجعفر بن أحمد بن نصر) عن علي بن حجر قال: أخبرنا شريك عن أبي إسحاق..الحديث.
وطريق شريك بن عبد الله معروف من رواية علي بن حجر عنه كما قال الطبراني : ((لم يرو هذا الحديث عن شريك إلاّ علي بن حجر))، وقد رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (6/40) من طريق آخر فقال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى الجيري حدثنا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي حدثنا لوين محمد بن سليمان المصيصي حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، قال محمد بن نعيم الضبيُّ :((سمعت محمد بن العباس الضبي يذكر أن الغسيلي لما حدث بهراة بهذا الحديث شنعوا عليه وأنكروه وقالوا هذا حديث علي بن حجر))، وقال ابن حبان في المجروحين (1/119) :((إبراهيم بن إسحاق…كان يقلب الأخبار ويسرق الحديث فعمد إلى حديث تفرد به رجل واحد لم يره فجاء به عن شيخ آخر وروى عن لوين عن شريك عن ما رواه لوين قط أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا نكاح إلا بولي"، وهذا إنما هو حديث على حجر عن ما حدث به شريك ثقة غيره وأبوغسان النهدي روى هذا الحديث عن إسرائيل ليس عن شريك فمن زعم أنه عن شريك فقد وهم)).
وقيس بن الربيع، أخرجه :(3/54)
- الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/9).
-والحاكم في المستدرك (2/170).
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/107).
جميعهم من طرق عن أبي الوليد الطيالسي، زاد الطحاوي: محمد بن الصلت الكوفي.
- والطبراني في المعجم الأوسط (1/391رقم685) من طريق أبي بلال الأشعري.
- وأبونعيم في تاريخ أصبهان (1/120).
- والخطيب في الكفاية (ص409).
كلاهما من طريق طلق بن غنام.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/107) من طريق شبابة بن سوار.
- وابن عساكر في تاريخ دمشق (5/44) من طريق نوح بن ميمون المضروب.
جميعهم (محمد بن الصلت، وأبوالوليد الطيالسي، وأبوبلال الأشعري، وطلق بن غنام، وشبابة بن سوار، ونوح بن ميمون المضروب ) عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق…الحديث، وتقدم في المسألة رقم (1114) أنّ قيس بن الربيع ضعيف.
وزهير بن معاوية، أخرجه :
- ابن الجارود في المنتقى (ص235رقم703) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر.
-ابن حبان في صحيحه–كما في الإحسان (9/388-389رقم4083) –من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.
-وابن عدي في الكامل (5/140) من طريق محمد بن يحيى بن كثير.
-والحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/171)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/107) كلاهما عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر.
- والذهبي في تذكرة الحفاظ (3/827) من طريق أحمد بن هاشم الأنطاكي.
جميعهم (محمد بن سهل بن عسكر، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ومحمد بن يحيى بن كثير، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن هاشم الأنطاكي) عن عمرو بن عثمان الرقي قال: حدثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي))، قال البيهقي :((وتفرد به عمرو)).
وسفيان الثوري، أخرجه :
-البزار في مسنده-ومن طريقه ابن حزم في المحلى (9/452)، وتمام في الفوائد (2/163رقم1433)-.(3/55)
- ابن الجارود في المنتقى (ص235رقم704) قال: حدثنا أبوبكر حمدان بن محمد بن رجاء بن السندي ومحمد بن زكريا الجوهري.
- والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/9)قال:حدثنا يزيد بن سنان.
جميعهم عن أبي كامل الفضل بن الحسين، عن بشر بن منصور.
-والروياني في مسنده (1/303رقم448) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا مؤمل بن إسماعيل.
- وأبوعلي الصواف في الفوائد (ص33رقم12) قال: حدثنا ابن عبدان، قال: حدثنا ابن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان.
-وأبوبكر الإسماعيلي في معجم الشيوخ (2/609-610) قال: حدثني الحسن بن إبراهيم أبوعلي الروياني قال: حدثنا أحمد بن ثابت رازي يلقب فرخويه حدثنا عبدالرزاق عن سفيان الثوري قال وحدثنا المسروقي حدثنا جعفر بن عون.
-وابن عدي في الكامل (3/298).
-والحاكم في المستدرك (2/169).
- وتمام في الفوائد (2/163رقم1432).
-و البيهقي في السنن الكبرى (7/109).
جميعهم من طريق سليمان بن داود الشاذكوني قال: حدثني النعمان بن عبد السلام.
- وأبويعلى الخليلي في الإرشاد (3/871) قال: حدثني علي بن احمد بن صالح المقري حدثنا الحسن بن علي الطوسي حدثنا الفضل بن خرم اليشكري الهروي، قال: حدثنا مالك بن سليمان.
-وتمام في الفوائد (2/163رقم1431) قال: أخبرنا أبوعلي الحسن بن حبيب حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا عبد الله بن وهب.
-والخطيب في تاريخ بغداد (6/279) قال :أخبرني الأزهري حدثنا عبد الله بن أحمد التمار حدثنا أبوالحسن بن عبيد العجل إملاء حدثنا إسماعيل بن عمر القطربلي حدثنا خالد بن عمرو الأموي.
جميعهم (بشر بن منصور، ومؤمل بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبان، وجعفر بن عون، والنعمان بن عبد السلام، ومالك بن سليمان، وعبد الله بن وهب، وخالد بن عمرو الأموي ) عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق-به-.(3/56)
وفي رواية النعمان بن عبد السلام، ومالك بن سليمان الجمع بين شعبة بن الحجاج، والثوري، قال ابن عدي :((وهذا بهذا التفصيل لم يجمع أحد بين شعبة والثوري فوصل عنهما غير النعمان هذا وعن النعمان الشاذكوني وجاء أبوقلابة الرقاشي فرواه عن الشاذكوني فترك التفصيل فجمع بين الثوري وشعبة فوصله))، وقال الحاكم :((قد جمع النعمان بن عبد السلام بين الثوري وشعبة في إسناد هذا الحديث ووصله عنهما والنعمان بن عبد السلام ثقة مأمون وقد رواه جماعة من الثقات عن الثوري على حدة وعن شعبة على حدة فوصلوه))، وقال البيهقي :((تفرد به سليمان بن داود الشاذكوني عن النعمان بن عبد السلام وقد روي عن مؤمل بن إسماعيل وبشر بن منصور عن الثوري موصولا وعن يزيد بن زريع عن شعبة موصولا والمحفوظ عنهما غير موصول والاعتماد على ما مضى من رواية إسرائيل ومن تابعه في وصل الحديث والله أعلم))، وقال الخليلي :((لم يسنده عن شعبة إلا مالك ويزيد بن زريع والنعمان بن عبد السلام ومؤمل بن إسماعيل جميعا بين شعبة وسفيان وأسنداه فأما الباقون من كبار أصحاب سفيان وشعبة رووا عنهما عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا)).
وشعبة بن الحجاج، أخرجه :
- البزار في مسنده-ومن طريقه ابن حزم في المحلى (9/452)-.
-أبوعلي الصواف في الفوائد (ص33رقم12) قال: أحمد بن يوسف.
-والدارقطني في سننه (3/220) قال: حدثنا محمد بن سليمان المالكي.
جميعهم عن محمد بن موسى الحرشي قال: أخبرنا يزيد بن زريع، وتابع الحرشي : معمر بن مخلد السروجي، ومحمد بن الحصين ذكر ذلك الدارقطني في الغرائب والأفراد-كما في أطراف الغرائب (5/145)-، وفي العلل (7/207).
-والحاكم في المستدرك (2/169)
- وتمام في الفوائد (2/163رقم1432).
-و البيهقي في السنن الكبرى (7/109).
كلاهما من طريق سليمان بن داود الشاذكوني قال: حدثني النعمان بن عبد السلام.(3/57)
-والخطيب في تاريخ بغداد (2/213) قال: حدثنا عنه القاضى أبوالعلاء الواسطي أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال أنبانا محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد البحيرى النيسابوري ببغداد في درب السلولي قال نبأنا أبوالعباس محمد بن محمد بن سعيد البحيرى قال نبأنا الفضل بن عبد الله قال نبأنا مالك بن سليمان.
- وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/237) قال : أخبرنا أبوالحسن الفرضي حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة الملطي قراءة عليه ثنا عبيد الله بن الحسين ثنا أحمد بن عبد الله البرقي ثنا عمرو بن حكام.
جميعهم (يزيد بن زريع، والنعمان بن عبد السلام، ومالك بن سليمان، وعمرو بن حكام) عن شعبة، عن أبي إسحاق –به-.
ويونس بن أبي إسحاق، أخرجه :
-الترمذي في سننه (3/407رقم1101) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا زيد بن حباب.
- والحاكم في المستدرك (2/171) قال: حدثنا مكرم بن أحمد القاضي قال: حدثنا أبوالوليد محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي قال : حدثنا الهيثم بن جميل قال : حدثنا عيسى بن يونس.
- والحاكم في نفس الموضع.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/109) قال: أخبرنا أبوزكريا بن أبي إسحاق.
كلاهما عن أحمد بن سلمان الفقيه.
- والخطيب في الفصل للوصل (2/925)، وفي الكفاية (ص409) أخبرناه أبوبكر محمد بن أحمد بن أبي يوسف الصياد أنا أحمد بن يوسف بن خلاد.
كلاهما عن الحارث بن محمد قال: حدثنا الحسن بن قتيبة.
- وقال الخطيب أيضاً في نفس الموضع : أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي أنا أبوالفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري أنا عبد الله بن سليمان نا محمد بن بشار نا عبدالله بن داود.
- وقال أيضاً في نفس الموضع : وأخبرني محمد بن عبد الملك أنا أبوالفضل الزهري أنا عبد الله هو ابن سليمان بن الأشعث نا أحمد بن سنان نا أبوقطن عمرو بن الهيثم.(3/58)
- ورواه أيضاً من طريق : عيسى بن يونس، ومن طريق عمر بن سهل، وعثمان بن هشام، وأحمد بن يحيى السوسي جميعهم عن زيد بن الحباب.
حميعهم (زيد بن الحباب، وعيسى بن يونس، والحسن بن قتيبة، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبي قطن عمرو بن الهيثم ) عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، وعبد الله بن أبي زياد صدوق-التقريب (ص300رقم3280)-، ومكرم بن أحمد تقدم في المسألة رقم ( 1178) أنه ثقة، ومحمد بن أحمد وثقه الدارقطني –تاريخ بغداد (1/367)-، والهيثم بن جميل ثقة من أصحاب الحديث –التقريب (ص577رقم7359)-.
قال الترمذي :((وروى أسباط بن محمد، وزيد بن حباب عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم))، ولم أجد من أسند رواية أسباط بن محمد هكذا، وسيأتي أنه رواه عن يونس، عن أبي بردة بدون ذكر أبي إسحاق، وأشار البيهقي في السنن الكبرى (7/109) إلى أنّ الحجاج بن محمد رواه كذلك، ولم أقف على من أسند ذلك عنه.
أبوحنيفة النعمان بن ثابت، ذكر ذلك الحاكم في المستدرك (2/170) بدون إسناد، ولم أقف على من أسند روايته.
ورقبة بن مصقلة العبدي، أخرجه : الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع (1/395-396) قال: أخبرني الحسن بن أبي طالب قال :حدثنا علي بن عمرو بن سهل الحريري قال :حدثنا أبونصر محمد بن عبد الله بن أحمد القاري، ح، وأخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطعان قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن عيسى المستملي، ح، وأخبرنا أبوعبيد محمد بن أبي نصر النيسابوري وأبوالمظفر محمد بن الحسن المروزي قالا: حدثنا زاهر بن أحمد الفقيه بسرخس،ح، وأخبرنا أبونعيم الحافظ حدثنا أبويعلى الحسين بن محمد الزبيري بنيسابور.(3/59)
جميعهم (محمد بن عبد الله بن أحمد القاري، وعلي بن إبراهيم بن عيسى المستملي، وزاهر بن أحمد، والحسين بن محمد الزبيري ) عن محمد بن المسيب الأرغياني قال: حدثنا إبراهيم بن يونس بن محمد قال: حدثنا أبي قال : حدثنا أبوعوانة عن رقبة بن مصقلة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، وهذا الإسناد رجاله ثقات عدا إبراهيم بن يونس بن محمد فهو صدوق –التقريب (ص95رقم277)-، فمحمد بن المسيب إمام من الأئمة-السير (14/422-426)-، ويونس بن محمد ثقة ثبت –التقريب (ص616رقم7914)-، ورقبة تقدم في المسألة رقم (1154) أنه ثقة مأمون، ويبدو أنّ هذا الإسناد معلول فقد تقدم أن كثيراً من الحفاظ الثقات رووه عن أبي عوانة عن أبي إسحاق، وقد صرح أبوعوانة أنّ الواسطة بينه وبين أبي إسحاق إسرائيل، وتقدم بيان ذلك، ويبدو أنّ الوهم من إبراهيم بن يونس بن محمد، فقد قال ابن حبان في الثقات (8/82) :((يغرب)).
ومطرف بن طريف الحارثي، : أخرجه ابن عدي في الكامل (1/202) قال: حدثنا مسعر بن علي البردعي حدثنا أحمد بن محمد الأزهر قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن علي بن عاصم قال : حدثني جدي علي بن عاصم عن مطرف عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، قال ابن عدي :((وهذا الحديث من حديث مطرف ليس له أصل))، وقال أيضاً :((أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث بن مجاهد أبوالعباس السجزي كان بنيسابور حدث بمناكير))، وعلي بن عاصم ضعيف كما تقدم في المسألة رقم (1093).(3/60)
وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، أخرجه : ابن عدي في الكامل (5/322) قال: حدثنا محمد بن الحسن البصري قال: حدثنا أبوكامل قال: حدثنا عبدالحميد الهلالي قال: حدثنا أبوإسحاق عن أبي بردة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، قال ابن عدي :((وعبد الحميد في روايته عن أبي إسحاق لهذا الحديث يوصله قد شارك في جماعة رووه عن أبي إسحاق فروى ذلك موصولا عن الثوري وشعبة وإسرائيل وقيس وزهير بن معاوية وغيرهم ، والأصل في هذا الحديث مرسل عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم))، وتقدم في المسألة رقم (1146-1147) أن عبد الحميد الهلالي ضعيف.
وزكريا بن أبي زائدة، ذكر ذلك الحاكم في المستدرك (2/170) بدون إسناد، ولم أقف على من أسند روايته.
ومحمد بن بشر الأسلمي، ذكر ذلك الخطيب في الفصل للوصل (2/757) بدون إسناد.
وقد خالفهم بعض الرواة فرووه عن أبي إسحاق مرسلاً، وهم:
سفيان الثوري، أخرجه :
-عبد الرزاق في المصنف (6/196رقم10475).
-والترمذي في العلل الكبير (155رقم265).
- والروياني في مسنده (1/302رقم447).
كلاهما عن محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي.
-وأبوعروبة الحراني في أحاديثه (ص39رقم19) قال : حدثنا المسيب بن واضح، قال: حدثنا ابن المبارك.
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/9) قال: حدثنا ابن مرزوق، قال: حدثنا أبوعامر العقدي.
-والخطيب البغدادي في الكفاية (ص410-411) قال : أخبرنا أبوالفرج عبد الواحد بن محمد بن عبد الله البزاني بأصبهان، قال أنا عبد الله بن الحسن بن بندار المديني قال ثنا أسيد بن عاصم قال حدثنا الحسين بن حفص.
- وابن عبد البر في التمهيد (19/88) قال: حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا ابن أبي دليم وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قالا :حدثنا ابن وضاح قال: حدثنا موسى بن معاوية قال: حدثنا وكيع بن الجراح.(3/61)
- وذكر الدارقطني في العلل (7/207) أن أبانعيم الفضل بن دكين وغيره رووه عن الثوري.
جميعهم ( عبد الرزاق، وابن مهدي، وابن المبارك، وأبوعامر العقدي، والحسين بن حفص، ووكيع بن الجراح، وأبونعيم الفضل بن دكين) عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، وقال الروياني :((لم يرفع يحيى، وعبدالرحمن))، يقصد يحيى القطان.
وسلام بن سليم أبوالأحوص، أخرجه : ابن أبي شيبة في المصنف (4/131، 14/168) قال: حدثنا أبوالأحوص عن أبي إسحاق عن أبي بردة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي)).
وشعبة بن الحجاج، أخرجه :
-الترمذي في العلل الكبير (155رقم266) قال:حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبوداود الطيالسي.
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/9) قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا وهب بن جرير.
-والخطيب البغدادي في الكفاية (ص411) قال : أخبرنا أبوعبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق قال أنا أحمد بن سلمان النجاد قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر غندر.
-وذكر الدارقطني في العلل (7/207) أن محمد بن المنهال، والحسين المروزي، وغيرهما رووه عن يزيد بن زريع.
جميعهم (أبوداود الطيالسي، ووهب بن جرير، ومحمد بن جعفر، ويزيد بن زريع ) عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :((لا نكاح إلا بولي)).
ويونس بن أبي إسحاق، ذكر ذلك الخطيب فقال في الفصل للوصل (2/925) :((رواه محمد بن إسحاق الصغاني عن شبابة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي بردة كذلك)).
وتابع أباإسحاق على رواية الوصل :
يونس بن أبي إسحاق، أخرجه :
--أبوداود في سننه (2/229رقم2085) قال: حدثنا محمد بن قدامة بن أعين،-ومن طريقه الخطيب في الفصل للوصل (2/921)-.
-وأحمد بن حنبل في المسند (4/413)، و(4/418)، -ومن طريقه الخطيب في الفصل للوصل (2/923)-.(3/62)
كلاهما عن عبد الواحد بن واصل الحداد، وزاد أحمد في الموضع الأول: حدثنا أسباط بن محمد.
- وابن الجارود في المنتقى (235رقم701) قال:حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: حدثنا قبيصة بن عقبة.
-والحاكم في المستدرك (2/ 171-172) من طريق أسباط بن محمد، وقبيصة بن عقبة.
-و البيهقي في السنن الكبرى (7/109) من طريق أبي عبيدة الحداد، وقبيصة بن عقبة، وأسباط بن محمد.
-والخطيب في الفصل للوصل (2/923-924) قال : أخبرنا أبوالقاسم عبيدالله بن أحمد بن عثمان الصيرفي والقاضي أبوبكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي قالا أنا علي بن عمر الحافظ نا محمد بن مخلد نا إبراهيم بن نصر الكندي نا الحكم بن مروان.
- وقال أيضاً : أخبرناه أبوعبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر أنا عبدالعزيز بن جعفر الخرقي نا شعيب بن محمد الذراع قال حدثني سليمان بن الجراح نا زيد بن الحباب.
-ورواه أيضاً من طريق أبي عبيدة الحداد، وأسباط بن محمد.
جميعهم (أبوعبيدة الحداد، وقبيصة بن عقبة، وأسباط بن محمد، والحكم بن مروان، وزيد بن الحباب) عن يونس عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، قال الحاكم :((قال ابن عسكر فقال لي قبيصة بن عقبة: جاءني علي بن المديني فسألني عن هذا الحديث فحدثته به فقال علي بن المديني : قد استرحنا من خلاف أبي إسحاق))، ومحمد بن سهل ثقة قاله ابن حجر في التقريب (ص482رقم5937).
وأبوحَصين عثمان بن عاصم، أخرجه : الحاكم في المستدرك (2/172) قال: حدثنا أبوعلي الحافظ أنبأنا أبويوسف يعقوب بن خليفة بن حسان الأيلي بالأيلة وصالح بن أحمد بن يونس وأبوالعباس الأزهري قالوا حدثنا أبوشيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن يزيد الطبيب حدثنا أبوبكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي)).(3/63)
وهذا الإسناد جيد، فأبوشيبة هو إبراهيم بن محمد أبي بكر بن أبي شيبة وهو صدوق قاله أبوحاتم، وهو اختيار ابن حجر، وقال الخليلي :((كان ثقة))، وهو اختيار الذهبي – انظر : الكاشف (1/85رقم158)، التهذيب (1/136-137)، التقريب (ص91رقم200)- وخالد بن يزيد هو أبوالهيثم الكاهلي قال الدارقطني :((ليس به بأس))، وقال أبوحاتم :((صدوق))، وهو اختيار الذهبي- انظر : التهذيب (3/ 135)، الكاشف (1/275رقم1372)-، وأبوبكر بن عياش ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح قاله ابن حجر في التقريب (ص624رقم7985) ، وأبوحَصين هو عُثمان بن عاصم تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1114) وهو ((متفق على ثقته))، وفي نفسي من هذا الإسناد شيء وأخشى أن يكون وهم أبوبكر في ذكر شيخه فبدل أن يرويه عن أبي إسحاق وهم فرواه عن أبي حصين.
وتابع أباإسحاق على رواية الإرسال :
- ابنه : يونس بن أبي إسحاق، أخرجه : الخطيب في الفصل للوصل (2/924) قال: أخبرناه أبوالقاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور نا أبوالعباس محمد بن يعقوب الأصم نا محمد بن عبيد الله ابن المنادي نا شبابة نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي))، وقد ذكر هذه الرواية الترمذي في سننه (3/408) ( ) وقع في المطبوع من سنن الترمذي: عن يونس عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يستقيم فقد ذكر الترمذيّ هذا الوجه قبله فلا فائدة من التكرار، وهو على الصواب في تحفة الأشراف (6/461)، وكذا في نقل الخطيب لهذا الكلام في الكفاية (ص412). ).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن أبي إسحاق على وجهين:(3/64)
الوجه الأوَّل: رواه إسرائيل بن يونس، ورقبة بن مصقلة، وزهير بن معاوية، وسفيان الثوري –عنه: بشر بن منصور، وجعفر بن عون، وخالد بن عمرو الأموي، وعبدالعزيز بن أبان، وعبدالله بن وهب، ومالك بن سليمان، ومؤمل بن إسماعيل، ، والنعمان بن عبدالسلام -، وشريك بن عبد الله، وشعبة بن الحجاج-عنه: مالك بن سليمان ، والنعمان بن عبد السلام، ويزيد بن زريع-، وعبدالحميد بن الحسن الهلالي، وقيس بن الربيع، والوضاح بن عبد الله وأبوعوانة ، ويونس بن أبي إسحاق- عنه: أسباط بن محمد، وزيد بن الحباب، وعيسى بن يونس -، جميعهم عن أبي إسحاق عن أبي بردة، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :((لا نكاح إلا بولي)).
وتابع أبا إسحاق على هذا الوجه : يونس بن أبي إسحاق- عنه: أبوعبيدة الحداد، والحسن بن قتيبة ، وقبيصة بن عقبة، وأسباط بن محمد، وأسباط بن نصر -، وأبوحصين عثمان بن عاصم.
الوجه الثاني : رواه سفيان الثوري-عنه : عبد الرزاق بن همام، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبوعامر العقدي، ووكيع بن الجراح، وأبونعيم الفضل بن دكين-، وسلام بن سليم، وشعبة بن الحجاج - عنه : أبوداود الطيالسي، ووهب بن جرير، ويزيد بن زريع - جميعهم عن أبي إسحاق عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :((لا نكاح إلا بولي)).
وقبل الترجيح بين الوجهين لا بدّ من تحقيق الراجح في رواية بعض الرواة عن أبي إسحاق :
رواية أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، تقدم أنّ الصواب أنّ أباعوانة يرويه عن إسرائيل، وقد صرح بذلك كما تقدم، قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/9) : ((فإن قالوا فإن أباعوانة قد رواه مرفوعا كما رواه إسرائيل…قيل لهم قد رُوي عن أبي عوانة هذا كما ذكرتم، ولكنا نظرنا في أصل ذلك فإذا هو عن أبي عوانة عن إسرائيل عن أبي إسحاق فرجع حديث أبي عوانة أيضا إلى حديث إسرائيل)).(3/65)
رواية زهير بن معاوية، في السند إليه عمرو بن عثمان وهو متروك الحديث كما قال النسائي –كما في الكامل لابن عدي-، وقال ابن حجر :((ضعيف)) -في التقريب (ص424رقم5074)-وهو شديد الضعف.
رواية مطرف بن طريف، تقدم أنّ في السند إليه علي بن عاصم، وأحمد بن محمد وهما ضعيفان، بل قال ابن عدي-كما تقدم- :((وهذا الحديث من حديث مطرف ليس له أصل)).
رواية رقبة بن مصقلة، تقدم أنّ هذه الرواية معلولة، ولا تثبت عن رقبة بن مصقلة.
رواية يونس بن أبي إسحاق، اختلف عنه على أربعة أوجه :
الوجه الأوّل: رواه الحسن بن قتيبة ، وزيد بن الحباب-عنه: عمر بن سهل، وعثمان بن هشام، وأحمد بن يحيى السوسي، وعبد الله بن أبي زياد-، وعبد الله بن داود الخريبي، وعمرو بن الهيثم، وعيسى بن يونس، جميعهم عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي)).
والحسن بن قتيبة متروك الحديث قاله الدارقطني، –لسان الميزان (2/246)-، وزيد بن الحباب تقدم في المسألة رقم (1159) أنه صدوق، وعبد الله بن داود الخريبي ثقة عابد-التقريب (ص301رقم3297)-، وعمرو بن الهيثم ثقة-التقريب (ص428رقم5130)-، وعيسى بن يونس ثقة مأمون –التقريب (ص441رقم5341).
الوجه الثاني : رواه أسباط بن محمد، والحكم بن مروان، وزيد بن الحباب-عنه: سليمان الجراح-، وأبوعبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد، وقبيصة بن عقبة عن يونس عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي)).
وأسباط بن محمد ثقة ضعف في الثوري قاله ابن حجر في التقريب (ص98رقم320)، والحكم بن مروان -وهو الكوفي- لا بأس به، قاله أبوحاتم كما في الجرح (3/129رقم585)، وعبد الواحد بن واصل الحداد ثقة تكلم فيه الأزدي بغير حجة قاله ابن حجر في التقريب (ص367رقم4249)، وقبيصة بن عقبة تقدم في المسألة رقم (1111) أنه ثقة له أوهام عن الثوري.(3/66)
الوجه الثالث : رواه شبابة بن سوار-عنه: ابن المنادي- عن يونس عن أبي بردة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ..الحديث.
وشبابة بن سوار ثقة حافظ رمي بالإرجاء قاله ابن حجر في التقريب (ص263رقم2733).
الوجه الرابع : رواه شبابة بن سوار-عنه: محمد بن إسحاق الصغاني-، عن يونس عن أبي إسحاق، عن أبي بردة مرسلاً.
قال الحاكم في المستدرك (2/171-172) :((لست أعلم بين أئمة هذا العلم خلافا على عدالة يونس بن أبي إسحاق وإن سماعه من أبي بردة مع أبيه صحيح ثم لم يختلف على يونس في وصل هذا الحديث ففيه الدليل الواضح أن الخلاف الذي وقع على أبيه فيه من جهة أصحابه لا من جهة أبي إسحاق والله أعلم))، وقال الخطيب في الفصل للوصل (2/922) :((ويشبه أن يكون يونس سمعه من أبي بردة وسمعه أيضا من أبي إسحاق عن أبي بردة فرواه على الوجهين معا والله أعلم)).
والذي يظهر أنّ هذا الاضطراب من يونس بن أبي إسحاق نفسه، -وإن كان الراجح أنه صدوق في الأصل كما هو اختيار الذهبي في الكاشف (3/303رقم6574)، فقد وُصف بأنه مضطرب الحديث، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه :((حديثه مضطرب))، وقال أبوأحمد الحاكم :((ربما وهم في روايته))، -التهذيب 11/433-434)-، ومما تقدم يتبين ما في كلام الحاكم من مبالغة فيونس مختلف فيه، ومختلفٌ عليه في وصل هذا الحديث-كما تقدم-.
رواية سفيان الثوري، اختلف عنه على وجهين :
الأوَّل : رواه عبد الرزاق بن همام، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبوعامر العقدي، والحسين بن حفص، ووكيع بن الجراح، وأبونعيم الفضل بن دكين عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، وأشار الروياني إلى أنّ يحيى القطان رواه كذلك.(3/67)
الثاني : رواه مؤمل بن إسماعيل، وبشر بن منصور، وعبد العزيز بن أبان، وجعفر بن عون، والنعمان بن عبد السلام، ومالك بن سليمان، وعبد الله بن وهب، وخالد بن عمرو الأموي عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي)).
ولا شك أنّ الوجه الأوّل هو الراجح عن سفيان الثوري فقد رواه عنه كبار أصحابه الثقات، قال الترمذي في السنن (3/409) :((وقد ذكر بعض أصحاب سفيان عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى ولا يصح))، وقال البيهقي -كما تقدم- :((تفرد به سليمان بن داود الشاذكوني عن النعمان بن عبد السلام وقد روي عن مؤمل بن إسماعيل وبشر بن منصور عن الثوري موصولا وعن يزيد بن زريع عن شعبة موصولا والمحفوظ عنهما غير موصول والاعتماد على ما مضى من رواية إسرائيل ومن تابعه في وصل الحديث والله أعلم))، وقال الخليلي :((لم يسنده عن شعبة إلا مالك ويزيد بن زريع والنعمان بن عبد السلام ومؤمل بن إسماعيل جميعا بين شعبة وسفيان، وأسنداه فأما الباقون من كبار أصحاب سفيان وشعبة رووا عنهما عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا)).
رواية شعبة بن الحجاج، اختلف عنه على وجهين :
الأوَّل : رواه أبوداود الطيالسي، ووهب بن جرير، ومحمد بن جعفر، ويزيد بن زريع-في رواية- عن شعبة، عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي)).
الثاني : رواه يزيد بن زريع -في رواية-، والنعمان بن عبد السلام، ومالك بن سليمان، وعمرو بن حكام عن شعبة، عن أبي إسحاق عن أبي بردة، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي)).
وقد رجح الدارقطني الوجه الأوَّل المرسل في العلل (7/207) :((وهو المحفوظ))، وتقدم أنّ البيهقي، والخليلي رجحا الإرسال أيضاً.
فتبين مما تقدم :(3/68)
أنّ إسرائيل بن يونس، وشريك بن عبد الله، وقيس بن الربيع، وعبدالحميد الهلالي رووه عن أبي إسحاق موصولاً.
وأنّ سفيان الثوري-في الراجح عنه-، وسلام بن سليم، وشعبة بن الحجاج-في الراجح عنه- رووه عن أبي إسحاق مرسلاً.
والذي يظهر أنّ أباإسحاق يرويه على الوجهين، فمرةً يصل الحديث-وهو الأكثر-، وأحياناً يرسل الحديث، قال ابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/394)- :((سمع هذا الخبر أبوبردة عن أبي موسى مرفوعا فمرة كان يحدث به عن أبيه مسندا ومرة يرسله، وسمعه أبوإسحاق بن أبي بردة مرسلا ومسندا معا فمرة كان يحدث به مرفوعا وتارة مرسلا فالخبر صحيح مرسلا ومسندا معا لا شك ولا ارتياب في صحته))، وقال الدارقطني في العلل (7/210) :((ويشبه أن يكون القول قوله وأن أباإسحاق كان ربما أرسله فإذا سئل عنه وصله)).
ويدل على صحة الوصل عن أبي إسحاق أمور :
ما قاله الترمذي في سننه (3/409) :((ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي عندي أصح لأن سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث فإن رواية هؤلاء عندي أشبه لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد ومما يدل على ذلك ما حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبوداود قال أنبأنا شعبة قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أباإسحاق : أسمعت أبابردة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي فقال: نعم فدل هذا الحديث على أن سماع شعبة والثوري هذا الحديث في وقت واحد)).
أنّ إسرائيل من أتقن الناس في جده بعد شعبة والثوري كما تقدم في المسألة رقم (1180).(3/69)
أنّ إسرائيل توبع على الوصل فقد تابعه شريك بن عبد الله وهو يضبط حديث أبي إسحاق كما قال أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وقيس بن الربيع، وعبدالحميد الهلالي وهم وإن كان فيهم ضعفاً لكن تقبل رواياتهم في الشواهد والمتابعات.
أنّ أباحصين عثمان بن عاصم تابع أباإسحاق على الوصل كما تقدم.
أنّ كبار أئمة العلل على تصحيح الحديث موصولاً، منهم:
عبد الرحمن بن مهدي، قال الحاكم في المستدرك (2/170) :((سمعت أبانصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول سمعت علي بن عبد الله المديني يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ الحمد سمعت أباالحسن بن منصور يقول سمعت أبابكر محمد بن إسحاق يقول سمعت أباموسى يقول: كان عبد الرحمن بن مهدي يثبت حديث إسرائيل عن أبي إسحاق يعني في النكاح بغير ولي)).
وأبوالوليد الطيالسي، قال الحاكم-في الموضع السابق- :((حدثني محمد بن عبدالله الشيباني حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن حدثنا حاتم بن يونس الجرجاني قال قلت لأبي الوليد الطيالسي ما تقول في النكاح بغير ولي فقال لا يجوز قلت ما الحجة في ذلك فقال حدثنا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه قلت فإن الثوري وشعبة يرسلان قال فإن إسرائيل قد تابع قيسا)).
وعلي بن المديني، قال الحاكم-في الموضع السابق- :((حدثني محمد بن صالح بن هانئ حدثنا محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جبلة سمعت علي بن المديني يقول حديث إسرائيل صحيح في لا نكاح إلا بولي)).
ويحيى بن معين، قال المروذي :((سألت أحمد ويحيى عن حديث لا نكاح إلا بولي فقالا: صحيح))، نقله ابن قدامة في المغني (9/345).(3/70)
وأحمد بن حنبل، قال ابن عدي في الكامل (3/266) :((حدثنا ابن أبي عصمة قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول: أحاديث أفطر الحاجم والمحجوم ولا نكاح إلا بولي أحاديث يشد بعضها بعضا وأنا أذهب إليها)).
والبخاري، قال الخطيب في الكفاية (ص413) أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي، وقال البيهقي في السنن الكبرى (7/109) قال: أخبرنا أبوعبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن المنذر، كلاهما عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى قال سمعت محمد بن هارون المكي يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري وسئل عن حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا نكاح إلا بولي ؟ فقال :((الزيادة من الثقة مقبولة وإسرائيل بن يونس ثقة وان كان شعبة والثوري أرسلاه فان ذلك لا يضر الحديث)).
ومحمد بن يحيى الذهلي، قال الحاكم-في الموضع السابق- :((سمعت أباالحسن بن منصور يقول سمعت أبابكر محمد بن إسحاق الإمام يقول سألت محمد بن يحيى عن هذا الباب فقال حديث إسرائيل صحيح عندي فقلت له رواه شريك أيضا فقال من رواه فقلت حدثنا به علي بن حجر وذكرت له حديث يونس عن أبي إسحاق وقلت له رواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم هكذا روياه ولكنهم كانوا يحدثون بالحديث فيرسلونه حتى يقال لهم عمن فيسندونه)).
والترمذي، وتقدم ذكر كلامه.
وابن خزيمة.
وابن حبان، وتقدم ذكر كلامه.
والدارقطني، وتقدم ذكر كلامه.
والحاكم في المستدرك.(3/71)
قال ابن القيم في حاشية سنن أبي داود (6/102-104حاشية عون المعبود) : ((والترجيح لحديث إسرائيل في وصله من وجهوه عديدة : أحدها تصحيح من تقدم من الأئمة له وحكمهم لروايته بالصحة كالبخاري وعلي بن المديني والترمذي وبعدهم الحاكم وابن حبان وابن خزيمة، الثاني ترجيح إسرائيل في حفظه وإتقانه لحديث أبي إسحاق وهذا شهادة الأئمة له وإن كان شعبة والثوري أجل منه لكنه لحديث أبي إسحاق أتقن وبه أعرف، الثالث : متابعة من وافق إسرائيل على وصله كشريك ويونس بن أبي إسحاق، قال عثمان الدارمي سألت يحيى بن معين شريك أحب إليك في أبي إسحاق أو إسرائيل فقال شريك أحب إلي وهو أقدم وإسرائيل صدوق قلت يونس بن أبي إسحاق أحب إليك أو إسرائيل فقال كل ثقة، الرابع ما ذكره الترمذي وهو أن سماع الذين وصلوه عن أبي إسحاق كان في أوقات مختلفة وشعبة والثوري سمعاه منه في مجلس واحد، الخامس أن وصله زيادة من ثقة ليس دون من أرسله والزيادة إذا كان هذا حالها فهي مقبولة كما أشار إليه البخاري والله أعلم)).
وما أحسن ما قال ابن حجر في فتح الباري (9/184) :((ومن تأمل ما ذكرته عرف أن الذين صححوا وصله لم يستندوا في ذلك إلى كونه زيادة ثقة فقط بل للقرائن المذكورة المقتضية لترجيح رواية إسرائيل الذي وصله على غيره))، -وتوسع بي بيان ذلك في النكت على كتاب ابن الصلاح (2/605-607)-، فإسرائيل وإن كان دون شعبة، والثوري في أبي إسحاق لكن احتفت بروايته قرائن جعلت الأئمة يصححون روايته هذه، وهذا مضمون قول الترمذي المتقدم:((ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي عندي أصح لأن سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث فإن رواية هؤلاء عندي أشبه لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد)).(3/72)
فتبين مما تقدم أنّ الحديث صحيح، وتقدم في المسألة رقم (1188) ذكر شواهد للحديث، وسيأتي أيضاً في المسألة رقم (1224) من حديث عائشة.
- - - -
130- ] 1217 [ وسَمِعْتُ أَبِي وذَكَرَ حَدِيثَ حَمَّادٍ(1)، عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بنِ عُمَر(2)، عَنْ نَافِع(3) أَنَّ عُمَرَ(4) كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ * : أَنْ مُرُوا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَنْ يَقْدُمُوا عَلَى نِسَائِهِمْ أَوْ يُطَلِّقُوهُنَّ فَإنْ طَلَّقُوهُنَّ فَلْيَبْعَثُوا إِلَيْهِنَّ بِنَفَقَةٍ لِمَا مَضَى، قَالَ أَبِي: نَحْنُ نَأْخُذُ بِهَذَا فِي نَفَقَةِ مَا مَضَى**.***
………………………………
* أمراء الأجناد : قال ابن حجر في هدي الساري (ص: 100) :((أمراء الأجناد: جمع جند كان عمر قسم الشام أجنادا أربعة وقيل خمسة فولى على كل جند منها أميرا))، وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/295) :((أمراء الأجناد : بالفتح جمع جند أبو عبيدة عامر ابن الجراح أحد العشرة وأصحابه خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وكان عمر قسم الشام أجناداً : الأردن جند، وحمص جند، ودمشق جند، وفلسطين جند، وقنسرين جند، وجعل على كل جند أميرا ثم لم يمت عمر حتى جمع الشام لمعاوية)) .(3/73)
** اختلف العلماءُ فيمن غاب عن زوجته مدة ولم ينفق عليها هل تلزمه نفقة ما مضى وتكون ديناً في ذمته، أو تسقط عنه، قال ابن قدامة في المغني (11/366-367) :((ومن ترك الإنفاق الواجب لامرأة مدة، لم يسقط بذلك، وكانت ديناً في ذمته سواء تركها لعذر، أو غير عذر في أظهر الروايتين وهذا قول الحسن ومالك والشافعي وإسحاق وابن المنذر، والرواية الأخرى: تسقط نفقتها ما لم يكن الحاكم قد فرضها لها وهذا مذهب أبي حنيفة لأنها نفقة تجب يوما فيوما فتسقط بتأخيرها إذا لم يفرضها الحاكم كنفقة الأقارب ولأن نفقة الماضي قد استغنى عنها بمضي وقتها فتسقط كنفقة الأقارب ولنا : أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد في رجال غابوا عن نسائهم يأمرهم أن ينفقوا أو يطلقوا فإن طلقوا بعثوا بنفقة ما مضى ولأنها حق يجب مع اليسار والإعسار فلم يسقط بمضي الزمان كأجرة العقار والديون، قال ابن المنذر : هذه نفقة وجبت بالكتاب والسنة والإجماع ولا يزول ما وجب بهذه الحجج إلا بمثلها ولأنها عوض واجب فأشبهت الأجرة))، وأبو حاتم في هذه المسألة يختار القول الأوَّل وهو عدم سقوط النفقة محتجاً بأثر عمر بن الخطاب هذا.
*** نقل المسألة ابن الملقن في البدر المنير (6/ل7أ)، وابن حجر في التلخيص الحبير (4/10).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: حماد بن سلمة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1118)، وهو :((ثقة عابد له أوهام، من أثبت الناس في حديث ثابت البناني، وحميد الطويل، وعمار بن أبي عمار، وعلي بن زيد بن جدعان، وهشام بن عروة)).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1107) وهو((متفق على ثقته وجلالته)).
(3) هو: نافع مولى ابن عمر، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091) ((وهو متفق على جلالته وإتقانه)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1133).
- - -
- التخريج :
لم أقف على من أخرجه من طريق حماد بن سلمة.
وقد تابع حمادَ بنَ سلمة :(3/74)
1- عبدُ الله بن نمير، أخرجه : ابن أبي شيبة في المصنف (5/214) كتاب الطلاق، من قال على الغائب نفقة فإن بعث وإلا طلق، قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال نا عبيدالله بن عمر عن نافع قال: كتب عمر إلى أمراء الأجناد فيمن غاب عن نسائه من أهل المدينة فأمرهم أن يرجعوا إلى نسائهم إما أن يفارقوا وإما أن يبعثوا بالنفقة فمن فارق منهم فليبعث بنفقة ما ترك.
وتابع عبيدَ الله بنَ عمر أيوبُ السختياني، أخرجه : عبد الرزاق بن همام في المصنف (7/93رقم 12346) عن معمر عن أيوب عن نافع قال: كتب عمر إلى عماله في الذي يغيب عن امرأته فلا يبعث بنفقة فكتب أن ادعهم فأمرهم أن ينفقوا أو يطلقوا فإن لم يطلقوا خذوهم بنفقة ما مضى وما استقبل.
ورُوي الأثر عن عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر، رواه عن عبيد الله :
عبد الرزاق بن همام، أخرجه : في المصنف (7/93رقم 12346) كتاب النكاح، باب الرجل يغيب عن امرأته فلا ينفق عليها،-ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط-كما قال ابن الملقن في البدر المنير (6/ل7أ)- قال: عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كتب عمر إلى أمراء الأجناد أن ادع فلانا وفلانا ناسا قد انقطعوا من المدينة وخلوا منها فإما أن يرجعوا إلى نسائهم وإما أن يبعثوا إليهن بنفقة وإما أن يطلقوا ويبعثوا بنفقة ما مضى.
وعبد الله بن إدريس، أخرجه : أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري في جزئه (ص63رقم64) قال: أخبرنا محمد بن الحسين، قال: أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا ابن إدريس، عن عبيد الله بن عمر-به-.
ومسلم بن خالد، أخرجه : الشافعيّ في الأم (5/91)، وفي المسند (ص267)–ومن طريقه البيهقيُّ في السنن الكبرى (7/469) كتاب النفقات، باب الرجل لا يجد نفقة امرأته - أنا مسلم بن خالد عن عبيدالله بن عمر -به-.(3/75)
ويحيى بن سعيد القطان ، أخرجه : ابن حزم في المحلى (9/510)، و(10/89) قال: أخبرنا يونس بن عبد الله نا أحمد بن عبد الله بن عبدالرحيم نا أحمد بن خالد نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان نا عبيد الله بن عمر -به-.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الأثر عن عبيدالله بن عمر على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه حماد بن سلمة، وعبد الله بن نمير، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع قال: كتب عمر…الأثر.
وتابع عبيد الله بن عمر أيوبُ السختياني.
الوجه الثاني : رواه عبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن إدريس، ومسلم بن خالد، ويحيى القطان جميعهم عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كتب عمر…الأثر.
والوجه الأوَّل معلول فإنّ نافعاً لم يسمع من عمر بن الخطاب كما قال أحمد بن حنبل، والترمذي، وابن عبد البر وغيرهم – انظر : سنن الترمذي (1/395)، التمهيد (5/4)، التهذيب (10/ 414)، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ص 325)-.
وأمَّا الوجه الثاني فهو متصل صحيح، ويبدو أن نافعاً يحدث به على الوجهين فتارةً يرسله، وتارة يصله فرواة الوجهين من كبار الثقات الأثبات، وقد صحح الأثر ابن المنذر-كما نقل ابنُ قدامة في المغني (11/361)-، وقال ابنُ الملقن في خلاصة البدر المنير (2/257) :((رواه الشافعي في مسنده بإسناد صحيح على شرطه)).
ويفهم من كلام أبي حاتم في المسألة تصحيح الأثر عن عمر بن الخطاب، وكذلك فهم ابن كثير من كلام أبي حاتم أنه يصحح الأثر؛ قال الصنعاني في سبل السلام (3/221) :((وأخرج الشافعي بإسناد جيد عن عمر رضي الله عنه أنه كتب إلى أمراء الأجناد في رجال غابوا عن نسائهم فأمرهم أن يأمروهم بأن ينفقوا أو يطلقوا فإن طلقوا بعثوا بنفقة ما حبسوا وصححه الحافظ أبو حاتم الرازي، ذكره ابن كثير في الإرشاد)).(3/76)
ويبدو أنّ ابن أبي حاتم إنما أورد هذا الأثر في العلل ليبين رأي أبيه في مسألة من غاب عن زوجته مدة ولم ينفق عليها هل تلزمه نفقة ما مضى وتكون ديناً في ذمته، كما هو مذهب جمهور العلماء، وهو ما اختاره أبو حاتم هنا، أو تسقط عنه كما هو مذهب أبي حنيفة، وتقدم الكلام على المسألة.
- - - -
131- ] 1218 [ وسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ هُدْبَةَ(1)، قال: حدثنا أَبُو هِلاَلٍ الرَّاسِبِيُّ(2)، قال: حدثنا قَتَادَةُ(3)، عَنْ مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ(4) قالَ : مَا كَانَ شَيْءٌ أَعْجَبَ إِلَى رسولِ اللهِ * صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْخَيْلِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ غُفْرًا إِلاَّ النِّسَاءُ، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : قَالَ هُدْبَةُ مَرَّةً عَنْ الْحَسَنِ(5)، وَلَمْ يَذْكُرْ مَرَّةً الْحَسَنَ.
………………………………
* كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع (النبي)!.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : هُدْبة -بضم أوله وسكون الدال بعدها موحدة- بن خالد بن الأسود القيسي أبو خالد البصري ويقال له هَدّاب -بالتثقيل وفتح أوله-، روى عن : جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وأبي هلال الراسبي وغيرهم، روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي وغيرهم.
ثقة، وثقه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم :((صدوق)) ، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال ابن عدي :((سمعت أبا يعلى وسئل عن هدبة وشيبان أيهما أفضل؟ فقال: هدبة أفضلهما وأوثقهما وأكثرهما حديثا كان حديث حماد بن سلمة عنده نسختين واحدة على الشيوخ وواحدة على التصنيف …-ثم قال ابن عدي :- استغنيت أن أخرج له حديثا لأني لا أعرف له حديثا منكرا فيما يرويه وهو كثير الحديث وقد وفقه الناس وهو صدوق لا بأس به)) ، وقال الذهبيُّ :((ثقة عالم صاحب حديث ومعرفة وعلو إسناد)) ، وقال ابن حجر :((أوله ثقة عابد تفرد النسائي بتليينه)) ، مات سنة بضع وثلاثين ومائتين.(3/77)
انظر : الجرح (9/ 114رقم484)، الثقات (9/246)، الكامل (7/138-139)، تهذيب الكمال (30/152-157)، الميزان (4/294 رقم9212)، التقريب (ص571رقم7269).
(2) هو : محمد بن سليم أبو هلال الراسبي- بمهملة ثم موحدة- البصري، قيل كان مكفوفا، روى عن : الحسن البصري، وقتادة بن دعامة، ومحمد بن سيرين وغيرهم، وعنه: طالوت بن عباد، وعبد الرحمن بن مهدي، وموسى بن إسماعيل وغيرهم.
فيه لين، خاصةً عن قتادة، قال أبو بكر الأثرم :((سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن أبى هلال يعنى الراسبي قال :قد احتمل حديثه إلا أنه يخالف في حديث قتادة، وهو مضطرب الحديث عن قتادة)) ، وقال الحسين بن الحسن :((سألت يحيى بن معين عن أبى هلال الراسبي كيف روايته عن قتادة ؟ فقال: فيه ضعف صويلح)) ، وقال ابن أبي حاتم : ((سألت أبى عن أبى هلال الراسبي ؟ فقال: محله الصدق، لم يكن بذاك المتين، قلت: سلام بن مسكين أحب إليك أو أبو هلال؟ قال : أبو هلال أشبه بالمحدثين وما أقربهما في السن، وقال ابن أبي حاتم أيضاً :((سئل أبو زرعة عن أبى هلال الراسبي فقال: لين)) ، وقال ابن حجر :((صدوق فيه لين)) ، استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في كتاب القراءة خلف الإمام وغيره، والباقون سوى مسلم، مات في آخر سنة سبع وستين ومائة.
انظر : الجرح (7/273رقم1484)، تهذيب الكمال (25/292-296)، التقريب (ص481رقم5923).
(3) هو : قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103)، وهو :((متفق على توثيقه وجلالته، وهو كثير الإرسال ويدلس))، وقتادة لم يسمع من معقل، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص: 174رقم639) :((قال أبو زرعة قتادة عن معقل مرسل)) .(3/78)
(4) هو : معقل بن يسار المزني، صحابي جليل، وكان ممن بايع تحت الشجرة،وكنيته أبو علي، قال العجلي :((كوفي يكنى أبا علي ولا نعلم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكنى أبا علي غيره)) ، وهو الذي ينسب إليه نهر معقل بالبصرة قيل: إنه مات بالبصرة في آخر خلافة معاوية وقيل: في خلافة يزيد بن معاوية .
انظر : تهذيب الكمال (28/279-281)،)التقريب (ص540رقم6800).
(5) هو : الحسن البصري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103) وهو ((متفق على توثيقه ومن سادات التابعين، وهو كثير الإرسال ويدلس))، وقد اختلف في سماع الحسن البصري من معقل بن يسار فقال الدوري في تاريخ ابن معين (4/230):((سئل يحيى سمع الحسن من معقل بن يسار قال ليس ذاك ببين)) ، وقال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص: 42) :((سمعت أبي يقول: لم يصح للحسن سماع من معقل بن يسار، وسئل أبو زرعة الحسن عن معقل بن يسار أو معقل بن سنان ؟ فقال: الحسن عن معقل بن يسار أشبه والحسن عن معقل بن سنان بعيد جدا)) ، وأثبته آخرون ومنهم البخاري فقد روى في صحيحه حديثاً من طريق الحسن عن معقل انظر : فتح الباري (8/192رقم4529).
- - -
- التخريج :
1 - هدبة بن خالد، عن أبي هلال عن قتادة عن معقل بن يسار قال: ما كان شيء أعجب إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم من الخيل ثم قال اللهم غفرا إلاّ النساء.
أخرجه ابن أبي حاتم في هذه المسألة، ولم أقف عليه عند غيره.
وتابع هدبةَ بنَ خالد :
-إسماعيلُ بنُ مسلمة بن قعنب ، أخرجه : ابن عبد البر في التمهيد (24/103) قال: حدثناه خلف بن القاسم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد قال: حدثنا يوسف بن يزيد قال: حدثنا إسماعيل بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا أبو هلال محمد بن سليم الراسي عن قتادة عن معقل بن يسار قال :لم يكن شيء أعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل ثم قال: اللهم غفرا بل النساء.
-وسليمان بن حرب.
-وموسى بن إسماعيل.(3/79)
أخرجه عنهما ابن أبي حاتم في المراسيل لابن أبي حاتم (ص: 174رقم639) قال: سألت أبا زرعة عن حديث حدثنا به عن سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل عن أبي هلال عن قتادة عن معقل بن يسار قال: ما كان شيء أعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل، ثم قال: اللهم اغفر لأهل الشاء، قال أبو زرعة: قتادة عن معقل مرسل.
- وعفان بن مسلم، أخرجه : ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/398) قال: أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبو هلال عن قتادة عن معقل بن يسار قال :ما كان شيء أعجب إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم من الخيل، ثم قال: اللهم غفرا بل النساء.
2 - هدبة بن خالد، عن أبي هلال عن قتادة عن الحسن، عن معقل بن يسار قال: ما كان شيء…
لم أقف على من أخرجه.
وتابع هدبةَ بنَ خالد على هذه الرواية :
-حسنُ بن موسى.
- وعبدُ الصمد بن عبد الوارث.
أخرجه عنهما: أحمد بن حنبل في مسنده (5/27) قال: حدثنا عبد الصمد وحسن قالا: ثنا أبو هلال ثنا قتادة عن رجل هو الحسن أن شاء الله عن معقل بن يسار قال: لم يكن شيء أحب إلى سول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل ثم قال: اللهم غفراً إلا النساء.
ورُوي عن قتادة، عن أنس بن مالك، أخرجه : النسائي في سننه (6/217) كتاب الخيل، باب حب الخيل-ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (24/102)، والضياء في المختارة (7/102رقم2518)-، قال: أخبرني أحمد بن حفص قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال :لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل، وأحمد بن حفص، وأبوه كلاهما صدوق –التقريب (ص78رقم27، ص172رقم1408)-، وإبراهيم بن طهمان تقدم في المسألة رقم (1101) أنه ثقة يغرب، وسعيد بن أبي عروبة تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1148) وهو ((ثقة ثبت، من أحفظ أصحاب قتادة وأثبتهم، وكان يرسل، واختلط سنة ثلاثٍ وأربعين ومائة، فمن سمع منه بعد الاختلاط فحديثه ضعيف)).(3/80)
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن قتادة بن دعامة على أوجه :
الوجه الأوَّل: رواه أبو هلال الراسبي –عنه : هدبة بن خالد، وإسماعيل بن مسلمة بن قعنب ، وسليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، وعفان بن مسلم- عن قتادة عن معقل بن يسار قال :ما كان شيء أعجب إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم من الخيل ثم قال: اللهم غفرا بل النساء.
الوجه الثاني: رواه أبو هلال الراسبي أيضاً–عنه: هدبة بن خالد، وحسن بن موسى، وعبدالصمد بن عبد الوارث – عن قتادة عن الحسن عن معقل بن يسار قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل ثم قال: اللهم غفراً إلا النساء.
الوجه الثالث: رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال :لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل.
ويبدو أنّ محمد بن سليم –وتقدم أنه لين الحديث وخاصةً عن قتادة- يضطربُ في الحديث فتارةً يذكر الحسن البصري، وتارةً لا يذكره، وقد حفظ عنه الوجهين هدبةُ بنُ خالد فرواه كذلك على الوجهين، وقد قال ابن عبد البر في التمهيد (24/103) عن رواية أبي هلال محمد بن سليم :((ليس بشيء)) .
وخالف أبا هلال محمدَ بنَ سليم سعيدُ بنُ أبي عروبة فرواه عن قتادة، عن أنس بن مالك –به-، ولا شك أنّ سعيد بن أبي عروبة مقدم على أبي هلال، فالوجه الثالث أرجح من الوجهين الآخرين.(3/81)
والحديث من الوجه الراجح جيد، ولكن لم أقف على سماع إبراهيم بن طهمان من سعيد بن أبي عروبة هل كان قبل الاختلاط أو بعده ولكن إبراهيم بن طهمان من الرواة القدماء عن سعيد والقدماء في الغالب سماعهم من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، قال ابن حبان في الثقات (6/360) :((وكان قد اختلط سنة خمس وأربعين ومائة وبقى خمس سنين في اختلاطه وأحب إلى ان لا يحتج به إلا بما روى عنه القدماء قبل اختلاطه مثل ابن المبارك ويزيد بن زريع وذويهما ويعتبر برواية المتأخرين عنه دون الاحتجاج بهما)).
وقد سئل الدارقطني عن حديث قتادة عن أنس قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل، فقال-كما في العلل (4/ورقة31)- : ((يرويه إبراهيم بن طهمان، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، حدّث به حفص بن عبد الله النيسابوري عنه، ورواه أبو هلال الراسبي، عن قتادة، عن معقل بن يسار، وقيل: عنه، عن قتادة، عن الحسن، عن معقل، والمرسل أصح)) .
ويبدو أنّ ترجيح الدارقطني هذا مبني على النظر بين روايتي أبي هلال المرسلة وهي : قتادة، عن معقل بن يسار، والمتصلة وهي : قتادة، عن الحسن، عن معقل، وأمّا بالنسبة لمجموع الروايات عن قتادة فسعيد بن أبي عروبة من كبار أصحاب قتادة فإذا ثبتت الرواية عنه فلا يقدم عليه أحد.
- - - -(3/82)
132- ] 1219 [ وسَمِعْتُ أَبِي، وأَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَا حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ(1)، عَنْ أَبِيهِ(2)، عَنْ عَائِشَةَ(3)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((انْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ))، فَقَالاَ جَمِيعَاً: لاَ يَصِحُ هَذَا الْحَدِيثُ، وَقَالاَ: رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ الزُّبَيْريّ(4)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ، وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ(5)، وَالْحَكَمُ بْنُ هِشَامِ(6) *، عَنْ مِنْدَلِ(7)، عَنْ هِشَامِ [بن عروة، وقال أبي بحضرة أبي زرعة : ولا أراه إلاّ ومندل قد دلسه عن هشام]*، فَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : الحَدِيثُ لَيْسَ بِصَّحِيحٍ.
………………………………
* كذا وقع والصواب ( هشام بن عمار عن الحكم بن هشام ) قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/264) :((واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه عن هشام، ورواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن مندل بن علي عن هشام)) فكأنّ أبا حاتم يريد أن يبين أنّ الصواب في رواية الحكم بن هشام أنه يرويه عن مندل بن علي لا هشام بن عروة.
** ما بين القوسين ساقط من (ت)، وهو ثابت في بقية النسخ، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1208) بأطول ما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : هشام بن عروة الأسدي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1208) وهو ((ثقة حجة، وحديث المدنيين عنه أصح من حديث العراقيين)) .
(2) هو: عروة بن الزبير، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1185) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وعلمه)).
(3) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
(4) هو : جعفر بن خالد بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، وقيل: جعفر بن محمد بن خالد، روى عن : عمر بن عبد الله بن عروة وهشام بن عروة، وروى عنه : خالد بن مخلد، ومعن بن عيسى، ومحمد بن خالد بن عثمة.(3/83)
ضعيف، قال البخاري :((لا يتابع في حديثه)) ، وقال الأزدي :((منكر الحديث)) ، وذكره بن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر : التاريخ الكبير (2/189رقم 2154)، الجرح (2/487رقم 1990)، الثقات (6/133)، لسان الميزان (2/124).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1152)، وهو ((صدوق، ولمّا كبر تغير حفظه فكان يُلَقن فيتلقن فحديثه القديم أصح)).
(6) هو : الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الثقفي مولاهم أبو محمد الكوفي نزيل دمشق ، روى عن : قتادة بن دعامة، ومنصور بن المعتمر، وهشام بن عروة وغيرهم، روى عنه : عبد الله بن المبارك، ومحمد بن عائذ الدمشقي، وهشام بن عمار وغيرهم.
ثقة، وثقه يحيى بن معين، والعجلي، وأبو داود وغيرهم، وقال أبو زرعة :((لا بأس به))، وقال أبو حاتم :((يكتب حديثه ولا يحتج به)) ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبيُّ :((وثقوه)) ، وقال ابن حجر :((صدوق)) ، روى له ابن ماجه، والنسائي.
انظر : معرفة الثقات (1/314رقم342)، الجرح (3/130 رقم588)، الثقات (6/187)، تهذيب الكمال (7/155-159)، المغني في الضعفاء (1/186رقم1680)، التقريب (ص176رقم1465).
(7) هو : مندل بن علي العنزي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1208) وهو ((ضعيف الحديث)) .
- - -
- التخريج والدراسة والحكم على الحديث :
تقدم الكلام على هذا الحديث في المسألة رقم (1208) وبيان أنَّ الحديث ضعيف من جميع طرقه.
- - - -
133- ]1220[ وسَأَلْتُ أَبِي، وأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ(1)، عَنْ عَطَاء(2)، عَنْ جَابِر(3)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحِ)) ، فَقَالاَ : لم يَسْمَعْ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ مِنْ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ(4) يَقُولُ فِي هَذَا الحَدِيثِ : بَلَغَنِي عَنْ عَطَاء.(3/84)
فقُلْتُ لَهُمَا / : رَوَاهُ صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللّهِ(5)، وَ*مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِر، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالاَ : كَذَا رَوَاهُ صَدَقَةُ !، وَرَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَطَاء، عَنْ جَابِر، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَى ابْنُ لَهِيْعَةَ(6)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ طَاوُوسٍ(7)، عَنْ ابنِ عَبَّاس(8)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَى ابِنُ سَمْعَانَ (9)–مَعَ لِينِهِ- عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ ابنِ عَبَّاس، عَنْ عَلِي(10)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ جَمِيعَاً : هَذِه الأسَانِيدُ كُلُهَم** وَهْمٌ عِنْدَنَا، وَالصَّحِيحُ ما رَوَى الْثَّورِيُّ(11)، عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَمَّنْ سَمِعَ طَاوُوسَاً عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ***.
………………………………
* كذا وقع في جميع النسخ والصواب (صدقة بن عبد الله، عن محمد المنكدر) كما في مصادر التخريج، وهو على الصواب في المسألة رقم (1222).
** كذا في جميع النسخ، وفي (ف) (كلها).
*** ستأتي هذه المسألة برقم ( 1222)، وفي المسألة رقم (1312) بأقصر مما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1133) وهو ((ثقة فقيه فاضل، وله بعض الأوهام عن الزهري)).
(2) هو: عطاء بن أبي رباح، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1097) وهو((متفق على ثقته وجلالته، وفقهه وعبادته)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1098).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1146) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفضله)) .(3/85)
(5) هو : صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية ويقال: أبو محمد الدمشقي، روى عن: سعيد بن أبي عروبة، والقاسم أبي عبد الرحمن، ومحمد بن المنكدر وغيرهم، روى عنه: إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وعلي بن عياش وغيرهم.
ضعيف، ضعفه جمهور النقاد منهم : أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو زرعة، والبخاري، والنسائي وغيرهم، وكذلك قال الذهبي، وابن حجر، روى له الترمذي والنسائي وابن ماجة، مات سنة ست وستين ومائة.
انظر : الجرح (4/ 429-430رقم1889)، تهذيب الكمال (13/133-138)، الكاشف (1/27رقم2403)، التقريب (ص275رقم2913).
(6) هو: عبد الله بن لهيعة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1104) وهو ((ضعيفٌ، وكان يدلس، وقد تغير قبل موته بأربع سنين بعد احتراق كتبه)).
(7) هو: طاووس بن كيسان، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1111) وهو((متفق على ثقته وجلالته وفقهه وعبادته)).
(8) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105).
(9) هو : عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي، أبو عبد الرحمن المدني، روى عن : عبد الرحمن الأعرج، ومجاهد بن جبير، ومحمد بن المنكدر وغيرهم، وعنه: عبد الله بن وهب، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن فضيل وغيرهم.
متفق على تركه، قال أبو زرعة :((لا شيء)) ، وقال أبو حاتم :((ضعيف الحديث، سبيله سبيل الترك)) ، وقال ابن حجر :((متروك اتهمه بالكذب أبو داود وغيره)) ، روى له أبو داود في المراسيل، وابن ماجه.
انظر : الجرح (5/ 60-62رقم279)، تهذيب الكمال (14/526-532)، التقريب (ص303رقم3326).
(10) هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100).
(11) هو : سفيان بن سعيد الثّوري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1110) وهو ((متفق على ثقته وجلالته وفقهه وعبادته)).
- - -
- التخريج :
ابن أبي ذئب، عن عطاء، عن جابر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ((لا طلاق قبل نكاح)) .
أخرجه :(3/86)
-أبو يعلى في مسنده- كما قال البوصيري في الإتحاف (5/83رقم4470)، ومن طريقه ابن حجر في تغليق التعليق (4/447-448)-، وعنه: ابن عدي في الكامل (6/18).
- والطبراني في المعجم الأوسط (9/104-105رقم8220) -ومن طريقه ابن حجر في تغليق التعليق (4/447-448)- قال: حدثنا موسى بن هارون.
كلاهما (أبو يعلى، وموسى بن هارون) عن محمد بن منهال.
- والحاكم في المستدرك (2/204) كتاب الطلاق -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/319) كتاب الخلع والطلاق، باب الطلاق قبل النكاح- قال : حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز.
كلاهما (محمد بن منهال، ومحمد بن سنان) عن أبي بكر الحنفي.
- و أبو علي الحسن بن حبيب الحضائري في جزئه – كما قال ابن حجر في تغليق التعليق (4/449)- قال: حدثنا إبراهيم بن منقذ، قال :حدثنا أيوب بن سويد.
-والحنائي في جزئه –ومن طريقه ابن حجر في التغليق (4/448)-قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: قرئ على يوسف بن القاسم، قال: أخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع بن الجراح.
جميعهم ( أبو بكر الحنفي، وأيوب بن سويد، ووكيع بن الجراح) عن ابن أبي ذئب، عن عطاء، عن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :((لا طلاق لمن لم يملك ولا عتاق لمن لم يملك)) ،
قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث إلا أبو بكر الحنفي ووكيع، ولم يقل وكيع في حديثه "ولا عتق إلاّ بعد ملك" ولا رواه عن أبي بكر الحنفي إلا محمد بن المنهال)) ، وقال الحاكم :((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) .
وتابع ابنَ أبي ذئب ابنُ جريج، أخرجه :(3/87)
-أبو قرة موسى بنُ طارق في سننه-كما قال ابن حجر في التلخيص (3/213)، و في التغليق (4/449)، وفي الفتح (9/385)- عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر مرفوعاً، وقال ابن حجر في التغليق :((وهذا الإسناد أصح ما ورد فيه)) ، وهذه الرواية معلولة فقد خالف موسى عبدُ الرزاق بنُ همام فرواه في المصنف (6/415-416رقم11448) كتاب الطلاق، باب الطلاق قبل النكاح، عن ابن جريج موقوفاً على ابن عباس، وتابع عبدَ الرزاق : معاذُ العنبريّ ، أخرجه: البيهقي في السنن الكبرى (7/320)
محمد بن المنكدر قال: بلغني عن عطاء.
لم أقف على من أخرجه هكذا، وأخشى أن يكون هنا تحريف، والصواب : محمد بن أبي ذئب قال: بلغني عن عطاء، وقد رواه هكذا :
- الطيالسي في مسنده (ص234رقم1682) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/319)- قال أبو داود: حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثني من سمع عطاء عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا طلاق لمن لم ينكح ولا عتاق لمن لم يملك)) .
-وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص222رقم597) قال: حدثنا جعفر بن شاكر، قال: حدثنا حسين بن محمد المروذي قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن رجل، عن عطاء، عن جابر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((لا طلاق لمن لم ينكح ولا عتاق لمن لا يملك)) .
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص: 196) :((محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب سئل أبو زرعة عن حديث جابر "لا طلاق قبل النكاح" قال :لم يسمع ابن أبي ذئب من عطاء، رواه ابن أبي ذئب عمن سمع من عطاء)).
صدقة بن عبد الله، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه :
- الطبراني في المعجم الأوسط (1/284رقم462).
-وابن المقرئ في المعجم (ص328رقم1086) قال: حدثنا أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصمد-ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/39)- .
كلاهما ( الطبراني، وعبيد الله بن عبد الصمد) عن أحمد بن خليل الكندي .(3/88)
-والحاكم في المستدرك (2/420) كتاب التفسير،-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى ( 7 / 319)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/39)- – قال الحاكم : حدثنا يحيى بن منصور القاضي ويحيى بن محمد العنبري وأبو النضر الفقيه والحسن بن يعقوب العدل ومحمد بن جعفر المزكي قالوا حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي.
-وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/39) قال :أخبرنا أبو الحرم مكي بن الحسن بن المعافى الحنبلي وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري قراءة عليه نا أبوبكر محمد بن إسحاق بن يوسف الربعي البندار نا محمد بن الفيض الغساني.
جميعهم (أحمد بن خليل، ومحمد بن إبراهيم، ومحمد بن الفيض ) عن عبد الله بن يزيد الدمشقي نا صدقة بن عبد الله الدمشقي قال: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت: آلله أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة قال: أنا ، لكن حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((لا طلاق لمن لا يملك ولا عتق لمن لا يملك)).
قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن صدقة بن عبد الله إلاّ عبد الله بن يزيد)) ، وعزاه الزيلعيُّ في نصب الراية (3/278) إلى ابن مردويه في تفسيره.
ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، وعطاء، عن جابر بن عبد الله، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه :
- ابن أبي شيبة في مسنده - كما في الإتحاف (5/82رقم4467)، والمطالب العالية(2/215رقم1726)، ولم أقف عليه في المطبوع من المسند-.
- البزار في مسنده – كما في كشف الأستار (2/192 رقم1499)، ومختصر زوائد البزار (1/599رقم1067)- قال: حدثنا يوسف بن موسى.
- والحاكم في المستدرك (2/420) قال: حدثناه أبو علي الحافظ حدثنا عبد الله بن محمود حدثنا أحمد بن عبد الله الحاكم.(3/89)
جميعهم ( ابن أبي شيبة، ويوسف بن موسى، وأحمد بن عبد الله) عن وكيع، قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن عطاء ومحمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((:((لا طلاق قبل نكاح)) ، قال يوسف بن موسى في روايته : رفعه محمد، وأوقفه عطاء.
قال البزار :((رواه بعضهم عن ابن أبي ذئب، عمن حدثه، عن محمد بن المنكدر وعطاء)) .
ورُوي عن ابن أبي ذئب على أوجه آخر :
-فروى أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص222رقم597) قال: حدثنا جعفر بن شاكر، قال: حدثنا حسين بن محمد المروذي قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن طاووس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وتابع ابن أبي ذئب إسماعيل المكي، أخرجه : البيهقي في السنن الكبرى (8/65) كتاب الجنايات، باب ما لا قصاص فيه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ثنا إسماعيل المكي عن محمد بن المنكدر عن طاوس ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :((لا طلاق قبل ملك ولا قصاص فيما دون الموضحة من الجراحات))، قال البيهقي :((هذا منقطع))، وإسماعيل المكي هو: ابن مسلم وهو ضعيف –التقريب (ص110رقم484).
وللحديث عن جابر طرق أخرى :(3/90)
أبو عتيق عبد الرحمن بن جابر، ومحمد بن جابر، أخرجه : الطيالسي في مسنده (243رقم 1767)، وعبد الرزاق في المصنف (7/464رقم13899 ) كتاب النكاح، باب لا رضاع بعد الفطام، والحارث بن أبي أسامة في مسنده –كما في بغية الباحث (ص459)، وابن عدي في الكامل (2/447)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/179) ، جميعهم من طريق حرام بن عثمان، عن أبي عتيق ومحمد بن جابر، عن أبيهما جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لا يمين لولد مع يمين والد ولا يمين لزوجة مع يمين زوج ولا يمين لمملوك مع يمين مالك ولا يمين في قطيعة ولا نذر في معصية ولا طلاق قبل نكاح ولا عتاقة قبل ملك ولا صمت يوم إلى الليل ولا مواصلة في الصيام ولا يتم بعد حلم ولا رضاع بعد الفطام ولا تعرب بعد الهجرة ولا هجرة بعد الفتح)) ، وحرام بن عثمان متروك بالاتفاق قاله الذهبي –ديوان الضعفاء (1/174)-.
ويزيد بن الفقير، أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/318)، وابن عدي في الكامل (3/385) كلاهما من طريق أبي سعد البقال، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا طلاق قبل نكاح ولا عتق لمن لا يملك ولا صمت يوم إلى الليل ولا وصال في صيام ولا رضاع بعد فطام ولا يتم بعد حلم ولا رهبانية فينا)) ، قال ابن حبان :((سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال مولى حذيفة بن اليمان وكان أعور من أهل الكوفة يروي عن أنس بن مالك وأبي وائل كثير الوهم فاحش الخطأ ضعفه يحيى بن معين…)) .
وعمرو بن دينار، أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (9/137رقم8292) قال: حدثنا موسى بن زكريا نا شباب العصفري نا عمرو بن عاصم الكلابي نا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا طلاق قبل نكاح ولا عتق قبل ملك))، وموسى بن زكريا متروك الحديث، قاله الدارقطني –سؤالات الحاكم(ص156رقم227)-.(3/91)
عبد الله بن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه :
- الطبراني في المعجم الكبير ( 11/49رقم 11004 ) قال: حدثنا أبو الزنباع ثنا عمرو بن خالد الحراني ويحيى بن بكير قالا ثنا ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن طاوس عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لا طلاق إلا من بعد ملك ولا عتق إلا من بعد ملك)) .
وتابع محمد بنَ المنكدر يحيى بنُ أبي كثير، أخرجه :
-الدارقطني في سننه (4/16) قال: نا محمد بن أحمد بن قطن نا الحسن بن عرفة نا عمر بن يونس عن سليمان بن أبي سليمان الزهري عن يحيى بن أبي كثير عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نذر إلا فيما أطيع الله فيه ولا يمين في قطيعة رحم ولا عتاق ولا طلاق فيما لا يملك)) ، قال الزيلعي في نصب الراية (9/383) :((وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة الدارقطني وقال: إسناده ضعيف قال ابن القطان: وعلته سليمان بن أبي سليمان فإنه شيخ ضعيف الحديث قاله أبو حاتم الرازي انتهى وقال صاحب التنقيح هذا حديث لا يصح فإن سليمان بن أبي سليمان هو سليمان بن داود اليمامي متفق على ضعفه قال ابن معين ليس بشيء وقال البخاري منكر الحديث وقال بن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه))، قال ابن حجر في التلخيص (3/211) : ((سليمان ضعيف))
وله طريقٌ آخر عن ابن عباس، أخرجه :
أبو إسحاق بن أبي ثابت في فوائده-ومن طريقه ابن حجر في تغليق التعليق (4/440)، وفي فتح الباري (9/381)- قال: حدثنا علي بن داود.
والحاكم في المستدرك (2 /455) قال : أخبرناه أبو جعفر محمد بن محمد بن عبدالله البغدادي حدثنا يحيى بن أيوب العلاف بمصر .(3/92)
كلاهما عن عمرو بن خالد الحراني حدثنا أيوب بن سليمان عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((لا طلاق لمن لا يملك))، وفي رواية علي بن داود : عن أيوب عن عطاء، وفي رواية يحيى : أيوب، عن ربيعة، عن عطاء، قال ابن حجر في التلخيص (3/211) :((فيه من لا يعرف)) ، وتقدم أنّ ابن جريج رواه عن عطاء موقوفاً على ابن عباس.
ابن سمعان، عن محمد بن المنكدر، عن طاووس، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه :
- ابن عدي في الكامل ( 4 /126) –ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/640)- قال: حدثنا محمد بن جعفر الإمام.
- والخطيب في تاريخ بغداد (9 /455) قال: أخبرنا محمد بن عمر القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي أخبرنا إسحاق بن الحسن الحربي وأحمد بن بشر المرثدي.
جميعهم عن على بن الجعد أخبرنا عبد الله بن زياد بن سمعان عن محمد بن المنكدر عن طاوس عن ابن عباس عن على بن أبى طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا طلاق إلا بعد نكاح ولا عتق إلا بعد ملك)) .
وللحديث طريقان آخران عن علي :(3/93)
الطريق الأوَّل: أخرجه : ابن ماجه في سننه (1/660رقم ) كتاب الطلاق، باب لا طلاق قبل نكاح، وابن عدي في الكامل (2/122)، وابن بشران في الأمالي (ص: 415رقم 968) جميعهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر بن راشد، عن جويبر بن سعيد، عن الضحاك، عن النزال بن سبرة، عن علي، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم :((لا طلاق قبل نكاح ولا عتق قبل ملك ولا يتم بعد حلم ولا رضاع بعد فصال ولا وصال في صيام ولا صمت يوم إلى الليل)) ، فقال الثوري لمعمر: إن جويبرا حدثنا بهذا الحديث ولما يرفعه فقال معمر حدثناه مرارا رفعه، ومرارا لم يرفعه ، وفي إسناده جويبر وهو ضعيف جداً كما تقدم في المسألة رقم (1188)، وهو يضطرب في الحديث فتارةً يرفعه، وتارةً يوقفه، وقال العقيلي في الضعفاء الكبير (4/428) :((وهذا يرويه معمر عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن على مرفوعا، ورواه الثوري وغيره عن جويبر موقوف وهو الصواب)).
الطريق الثاني : أخرجه : الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/131رقم658)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/428)، والطبراني في المعجم الأوسط (1/95رقم290)، والصغير (1/169رقم266) -ومن طريقه ابن حجر في تغليق التعليق (4/440)-، وابن عساكر في تاريخ دمشق (29/356-357) جميعهم من طريق أحمد بن صالح حدثنا يحيى بن محمد الجاري حدثنا أبو شاكر عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش الأنصاري أنه سمع خاله عبد الله بن أبي أحمد بن جحش يقول قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه حفظت لكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ستا :((لا طلاق إلا من بعد نكاح ولا عتاق إلا من بعد ملك ولا وفاء لنذر في معصية ولا يتم بعد احتلام ولا صمات يوم إلى الليل ولا وصال في الصيام)) .(3/94)
قال العقيلي :((يحيى بن محمد الجاري مديني حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: يحيى بن محمد الجاري يتكلمون فيه…وهذا الحديث لا يتابع عليه يحيى وهذا يرويه معمر عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن على مرفوعا ورواه الثوري وغيره عن جويبر موقوف وهو الصواب)).
سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عمن سمع طاووساً، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه :
عبد الرزاق في مصنفه (6/417 رقم 11457).
وابن أبي شيبة في مصنفه (5/16) كتاب الطلاق، الرجل يقول: يوم أتزوج فلانة فهي طالق من كان لا يراه شيئاً.
وإسحاق بن راهويه في مسنده –كما في المطالب العالية(2/215رقم1725)-.
كلاهما عن وكيع بن الجراح.
كلاهما (عبد الرزاق بن همام، ووكيع بن الجراح) عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر عمن سمع طاوسا يقول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا طلاق إلا بعد نكاح ولا عتق قبل ملك)) ،
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن محمد بن المنكدر وعن بعض الرواة عنه على أوجه :
الوجه الأوَّل : رواه ابن أبي ذئب-عنه: وكيع بن الجراح-، عن عطاء ومحمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني : رواه إسماعيل المكي، وابن أبي ذئب أيضاً - عنه: حسين بن محمد المروذي -، كلاهما عن محمد بن المنكدر، عن طاووس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثالث : رواه صدقة بن عبد الله، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الرابع : رواه عبد الله بن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الخامس : رواه عبد الله بن سمعان، عن محمد بن المنكدر، عن طاووس، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه السادس : رواه سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عمن سمع طاووساً، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً.(3/95)
وقد رجح النقاد الوجه السادس وهو ما رواه سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عمن سمع طاووساً، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً، فقال ابن أبي حاتم في المسألة رقم (1312) :((سمعت أبى يقول: سمعت محمد بن خلف العسقلاني يقول : قال لي يحيى بن معين: لا يصح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم " لا طلاق قبل نكاح"، وأصح شيء فيه حديث الثورى عن ابن المنكدر عمن سمع طاوسا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا طلاق قبل نكاح")) ، وكذلك قال أبو زرعة، وأبو حاتم كما في هذه المسألة، وقال الدارقطني في العلل (3/ 74-75)-وقد سئل عن حديث ابن عباس عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم لإطلاق قبل نكاح- فقال :((هو حديث يرويه عبد الله بن زياد بن سمعان، عن محمد بن المنكدر، عن طاوس، عن ابن عباس، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وغيره يرويه عن ابن المنكدر، عن طاوس مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله حسين المروذي عن ابن أبي ذئب، وقيل عن ابن أبي ذئب عن ابن المنكدر عن جابر ولا يصح عن جابر، وإنما رواه ابن المنكدر مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب، وعبد الله بن زياد بن سمعان متروك الحديث)).
وهذا الترجيح ظاهر لثلاثة أمور :
أنّ الراوي عن محمد بن المنكدر سفيان الثوري وهو من كبار الأئمة المتقنين، قال شعبة وابن عيينة وأبو عاصم وابن معين وغير واحد من العلماء:((سفيان أمير المؤمنين في الحديث))، وقال ابن المبارك :((كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان))، قال الدوري :((رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان في زمانه أحدا في الفقه والحديث والزهد وكل شيء)) ، وقال أبو داود :((بلغني عن بن معين ما خالف أحد سفيان في شيء إلا كان القول قول سفيان)) انظر : التهذيب (4/111-115).(3/96)
أنّ هذا الحديث لو كان عند محمد بن المنكدر عن جابر مباشرةً لم يحدث به محمد بن المنكدر بنزول، قال ابن أبي حاتم – في المسألة رقم (1222) – : ((سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللّهِ السَّمِينُ أَبُو مُعَاوِيَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ قُلْتُ : أَنْتَ أحْلَلَتَ لِلِوَلِيدِ بنِ يَزِيد امرَأَتَهُ أمّ سَلَمَة قُلْتُ : أَنَا، لَكِنْ حَدّثني جَابِرُ بنُ عَبْد اللّه، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نكَاحِ ، قَالَ أَبِي : هَذَا خَطَأٌ، وَالصَّحِيحُ ما رَوَاهُ الْثَّورِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ طَاوُوسَاً، قَالَ أَبِي : فلو كَانَ سَمِعَ من جَابِر لَمْ يُحَدّثْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ طَاوُوس مُرْسَل)) .
أن بقية الأوجه لا تخلو من علة :
فالوجه الأوَّل والثاني من رواية ابن أبي ذئب وقد اضطرب في الحديث على أربعة أوجه :
الوجه الأوَّل : رواه وكيع بن الجراح، عنه، عن عطاء ومحمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني : رواه حسين بن محمد المروذي، عنه، عن محمد بن المنكدر، عن طاووس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثالث : رواه أبو بكر الحنفي، وأيوب بن سويد، ووكيع بن الجراح، عنه، عن عطاء حدثني جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الرابع : رواه أبو داود الطيالسيّ، وحسين بن محمد المروذي، عنه، عمن سمع عطاء، عن جابر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم،قال أبو داود : حدثني من سمع، وقال حسين: عن رجل.(3/97)
وقد ذُكر أنّ رواية العراقيين عنه فيها وهم كثير؛ قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/619) :((ذكر مسلم في كتاب التمييز أن سماع الحجازيين منه –يعني أنه صحيح- قال: وفي حديث العراقيين عنه وهم كثير، وقال: ولعله كان يُلقن فيتلقن يعني بالعراق)) ، -و انظر : التمييز لمسلم (ص191)-، وجميع الرواة عنه هنا عراقيون فوكيع بن الجراح كوفي، وأبو بكر الحنفي –واسمه : عبد الكبير بن عبد المجيد -، وأبوداود الطيالسي بصريان، وحسين بن محمد نزيل بغداد، وجميعهم ثقات، ، وأمَّا أيوب بن سويد فهو من الرملة بفلسطين وهو ضعيف قاله ابن حجر في الفتح (9/385)، ومما يدل على وهمه في هذا الحديث مخالفته لسفيان الثوري.
وبقية الأوجه كلها من رواية الضعفاء فالوجه الثالث: من رواية صدقة بن عبد الله، والوجه الرابع: من رواية ابن لهيعة، والوجه الخامس: من رواية ابن سمعان وتقدم بيان ضعفهم، فكيف وقد انضم إلى ضعفهم مخالفتهم لسفيان الثوري!.
فتبين مما تقدم أن الحديث من الطريق الراجح مرسل ، وفيه راوٍ لم يسم، فالحديث ضعيف.
وللحديث شواهد، وهي :
حديث أنس بن مالك، أخرجه : الضياء في الأحاديث المختارة (6/189رقم 2202) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني أن أبا الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الأخشيذ أخبرهم وهو حاضر أبنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم أبنا عبد الله بن محمد القباب أبنا القاضي أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ثنا أبي عمرو بن الضحاك ثنا أبي أبنا شبيب بن بشر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله :((لا طلاق من غير نكاح ولا عتق من غير ملك)) ، وشبيب بن بشر مختلف فيه؛ قال الدوري عن ابن معين :((ثقة قال ولم يرو عنه غير أبي عاصم)) ، وقال أبوحاتم :((لين الحديث حديثه حديث الشيوخ)) ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : ((يخطئ كثيرا))، وقال ابن حجر :((صدوق يخطئ)) ، انظر : التهذيب (4/306)، التقريب (ص263رقم2738).(3/98)
وحديث عائشة أم المؤمنين،: وفيه اختلاف كثير، ومداره على هشام بن سعد، واختلف عنه على أوجه :
الأوَّل : رواه حماد بن خالد، ونعيم بن حماد، عن هشام بن سعد عن الزهري، عن عروة، عن عائشة موقوفاً، أخرجه : ابن أبي شيبة في المصنف (5/16) عن حماد بن خالد، وأخرجه : الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/193)، والبيهقي في السن الكبرى (7/321) من طريق نعيم بن حماد.
الثاني: بشر بن السري، ، عن هشام بن سعد عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً، ذكره الدارقطني في العلل (5/177أ).
الثالث: بشر بن السري، وعلي بن حسين ، عن هشام بن سعد عن الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة مرفوعاً، ذكر رواية بشر بن السري الدارقطني في العلل (5/177أ)، وأخرج رواية علي بن حسين : ابن ماجه في سننه (1/660رقم2050)، والطبراني في الأوسط (7/119)، وابن عدي في الكامل (7/109)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص256).
الرابع : بشر بن السري،وعلي بن حسين، عن هشام بن سعد عن الزهري، عن عروة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ذكر رواية بشر بن السري البيهقي في السنن الكبرى (7/321) معلقاً، وأخرج رواية علي بن حسين : ابن عدي في الكامل (7/109) من طريق محمد بن عقيل، عن علي بن حسين –به-.(3/99)
وقد رجح النقاد الوجه الأوَّل؛ فقال الترمذي في العلل الكبير (173) :((سألت محمدا عن هذا الحديث فقلت: أي حديث في هذا الباب أصح في الطلاق قبل النكاح ؟ فقال: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحديث هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة، فقلت : إن بشر بن السري وغيره قالوا عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، : إن حماد بن خالد روى عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة موقوفا)) ، وقال الدارقطني في العلل (5/117أ) :((والصحيح عن هشام بن سعد ما قاله حماد بن خالد))، ومع ذلك فإنّ هشام بن سعد فيه لين، وتفرده عن الزهري منكراً، قال أبو حاتم – كما في سؤالات البرذعي (695)- :((سألت أحمد بن حنبل عن حديث عائشة لا طلاق قبل نكاح الذي رواه هشام بن سعد فقال هشام لم يكن بالحافظ))، وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/422رقم المسألة (1271)- :((سألت أبي عن حديث رواه حماد بن خالد الخياط عن هشام ابن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:" لا طلاق إلا بعد نكاح"، قال أبي هذا حديث منكر، وإنما يروى عن الزهري أنه قال : ما بلغني في هذا رواية عن أحد من السلف ولو كان عنده عن عروة عن عائشة كان لا يقول ذلك)) ، وللحديث عن عائشة طرق أخرى واهية.
وحديث عبد الله بن عمر، وله طريقان:(3/100)
الطريق الأوَّل: أخرجه : الطبراني في المعجم الصغير (1/180)، وابن عدي في الكامل (4/73، 5/232)، والحاكم في المستدرك (2/419) جميعهم من طريق عاصم بن هلال، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((لا طلاق إلا بعد نكاح)) ، قال ابن حجر في الفتح (9/383) :((استنكروه على ابن صاعد، ولا ذنب له فيه، وغنما علته ضعف حفظ عاصم)) ، وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/362) بسنده عن أبي أحمد الحاكم الحافظ قوله :((كان أبو عروبة إماما بحقه وصدقه، فقال لي : أول ما قدمت حران بلغني أن أبا محمد بن صاعد حدث عن محمد بن يحيى القطعي عن عاصم بن هلال عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي قال :" لا طلاق قبل نكاح"، قلت له : يا أبا عروبة حدَّثَنا به من أصله، فقال لنا : هذه مسألة مختلف فيها من لدن التابعين لو كان ثم أيوب عن نافع عن ابن عمر لكان علم البيطار في الشهرة، ولما كانوا يحتجون في هذه المسألة ضرورةً بحسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده)) ، وانظر : السير (14/504).
الطريق الثاني : أخرجه : الدارقطني في سننه (4/16) من طريق أبي خالد الواسطي عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن رجل قال يوم أتزوج فلانة فهي طالق قال :((طلق ما لا يملك)) ، قال الزيلعي في نصب الراية (3/231) :((قال صاحب التنقيح: حديث باطل، وأبو خالد الواسطي هو: عمرو بن خالد وهو وضاع)) .(3/101)
وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، أخرجه : أبو داود في سننه (2/258رقم2190-2192) كتاب النكاح، باب في الطلاق قبل النكاح، والترمذي في سننه (3/486رقم1181) كتاب الطلاق، باب ما جاء لا طلاق قبل النكاح، وابن ماجه في سننه (1/660رقم2047)، وأبو داود الطيالسي في مسنده (ص299رقم2265)، وسعيد بن منصور في سننه (1/289رقم1020)، وأحمد بن حنبل (2/189، 190،207)والبزار في مسنده (6/439رقم2472)، وابن الجارود في المنتقى (ص247-248رقم743)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/133-134رقم659-660)، وأبو عروبة الحراني في أحاديثه (ص44رقم28)، والدارقطني في سننه (4/15)، والحاكم في المستدرك (2/304-305) وغيرهم من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نذر لابن آدم فيما لا يملك ولا عتق له فيما لا يملك ولا طلاق له فيما لا يملك))، هذا لفظ الترمذي، وقال :((حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن وهو أحسن شيء روي في هذا الباب))، وتقدم قول الترمذي :((سألت محمدا عن هذا الحديث فقلت: أي حديث في هذا الباب أصح في الطلاق قبل النكاح ؟ فقال: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده)) .(3/102)
وهذا الحديث وإن كان أقوى الأحاديث الواردة في هذا الباب إلاّ أنه معلول، قال ابن حجر في الفتح (9/384) :((وأخرجه الحاكم والبيهقي من طريق ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا طلاق إلا بعد نكاح ولا عتق إلا بعد ملك"، ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين طاوس ومعاذ، وقد اختلف فيه على عمرو بن شعيب فرواه عامر الأحول ومطر الوراق وعبدالرحمن بن الحارث وحسين المعلم كلهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده والأربعة ثقات وأحاديثهم في السنن ومن ثم صححه من يقوي حديث عمرو بن شعيب وهو قوي لكن فيه علة الاختلاف، وقد اختلف عليه فيه اختلافا آخر فأخرج سعيد بن منصور من وجه آخر عن عمرو بن شعيب أنه سئل عن ذلك فقال كان أبي عرض علي امرأة يزوجنيها فأبيت أن أتزوجها وقلت هي طالق البتة يوم أتزوجها ثم ندمت فقدمت المدينة فسألت سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير فقالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طلاق إلا بعد نكاح وهذا يشعر بأن من قال فيه عن أبيه عن جده سلك الجادة ولا فلو كان عنده عن أبيه عن جده لما أحتاج أن يرحل فيه إلى المدينة ويكتفي فيه بحديث مرسل))، وهذا تعليلٌ قويّ.
وحديث عمرو بن حزم، أخرجه : الدارمي في سننه (2/84 رقم2271)كتاب الطلاق، باب لا طلاق قبل نكاح، والبخاري في التاريخ الكبير (4/10)-ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/311)-، كلاهما من طريق يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود الخولاني الشامي عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم :((لا طلاق قبل نكاح بطوله)) .(3/103)
قال البخاريُّ عقبه :((قال أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري قرأت عند أبي بكر بن عمرو كتابا فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم بعضه، فيه نظر)) ، وكأنّ البخاريَّ أراد إعلال رواية سليمان، وبيان تفرده عن الزهري بهذه اللفظة، وقد نقل ابن عساكر في تاريخه –في الموضع السابق- عن : يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وابن المديني، والدارقطني تضعيف سليمان بن داود وتضعيف حديثه هذا، ولا شك أنّ تفرد سليمان عن الزهري يعد منكراً جداً.
وحديث المسور بن مخرمة، وهو وجه من الاختلاف على هشام بن سعد، تقدم ذكره في حديث عائشة، وهو وجه مرجوح.
وحديث معاذ بن جبل، وله طرق :
الطريق الأوَّل: خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، أخرجه : ابن عدي في الكامل (5/66) قال: حدثنا علي بن محمد بن حاتم ثنا أبو قرصافة ثنا عمر بن عمرو ثنا أبوفاطمة النخعي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا طلاق إلا بعد ملك)) ، قال ابن عدي :((وهذان الحديثان عن ثور بن يزيد ليسا محفوظين وأبو فاطمة هذا لا يعرف وعمر بن عمرو عامة ما يرويه موضوع)) .
الطريق الثاني : سعيد بن المسيب، عن معاذ بن جبل، أخرجه : الدارقطني في سننه (4/17) نا محمد بن الحسين الحراني نا أحمد بن يحيى بن زهير نا عبد الرحمن بن سعد أبوأمية نا إبراهيم أبو إسحاق الضرير نا يزيد بن عياض عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا طلاق إلا بعد نكاح وإن سميت المرأة بعينها)) ، قال الدارقطني عقبه :((يزيد بن عياض ضعيف)) ، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/212) :((إسناده منقطع، ويزيد بن عياض متروك)) .(3/104)
الطريق الثالث: طاووس بن كيسان، عن معاذ بن جبل، وهو وجه من الاختلاف على عمرو بن شعيب، وهو وجه مرجوح، وإسناده منقطع فطاووس لم يسمع من معاذ بن جبل، انظر : نصب الراية (3/231)، التلخيص الحبير (3/211)، وقال الدارقطني في العلل (6/65) –وقد سئل عن حديث طاوس عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم لا طلاق قبل نكاح ولا نذر فيما لا يملك- فقال :((يرويه عمرو بن شعيب واختلف عنه فرواه بن جريح عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ قاله عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن بن جريح وخالفه عامر الأحول ومطر الوراق وغيرهما رووه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهو الصواب)) .
وحديث أبي ثعلبة الخشني، أخرجه الدارقطني في سننه (4/35) من طريق علي بن قرين ثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال عم لي: اعمل لي عملا حتى أزوجك ابنتي فقلت: إن تزوجتها فهي طالق ثلاثا ثم بدا لي أن أتزوجها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فقال لي: تزوجها فإنه لا طلاق إلا بعد نكاح قال: فتزوجتها فولدت لي سعدا وسعيدا، قال الزيلعيُّ في نصب الراية (3/231) :((قال صاحب التنقيح وهذا أيضا باطل وعلي بن قرين كذبه يحيى بن معين وغيره وقال ابن عدي يسرق الحديث))، وقال ابن حجر في الفتح (9/383) :((فيه بقية بن الوليد وقد عنعنه، وأظن فيه إرسالاً أيضاً)).(3/105)
ومما ينبه عليه هنا ما روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/270) قال : كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا سعيد ابن القاسم المطوعي حدثني أبو علي الحسين بن بعسكر مكرم نا الحسن بن كثير الطائي نا سهل بن عبدالمؤمن بن يحيى بن أبي كثير أنا عباد بن عمر التمامي نا ثابت بن أبي ثابت حدثني محمد بن المهاجر قاضي اليمامة قال : كتب أمير المؤمنين الوليد بن يزيد إلى المهاجر بن عبد الله إني حلفت بطلاق سلمى يوم تزويجي فإذا قرأت كتابي هذا فسل يحيى بن أبي كثير الطائي واكتب لي بما يجيبك فلما قرأ الكتاب أبي كتب إلى يحيى بن أبي كثير فقال يحيى نا عكرمة وطاووس عن ابن عباس وحدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن سيرين عن أبي هريرة وحدثني أبان بن عثمان عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت وحدثني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي سعيد الخدري وحدثني عاصم بن ضمرة بن علي بن أبي طالب وحدثني الحكم بن عيينة عن مجاهد عن ابن عمر وحدثني عمر بن شعيب عن أبيه عن جده وحدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله وحدثني الحسن بن أبي الحسن عن عمران بن حصين وحدثني بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده أبي موسى الأشعري كلهم يقولون قال رسول الله :((لا طلاق إلا بعد نكاح ولا عتق إلا بعد ملك))، قال فكتب إلى المهاجر بن عبد الله إلى الوليد بن يزيد بما حدثه به.
فهذه القصة باطلة جداً، في سندها محمد بن المهاجر وهو من أكذب خلق الله كما قال الحافظ صالح بن محمد- انظر : الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/102رقم3216).(3/106)
فتبين مما تقدم أنّ الحديث من جميع طرقه لا يصح، وقد قال ابن معين–كما تقدم-: ((لا يصح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم " لا طلاق قبل نكاح"، وأصح شيء فيه حديث الثورى عن ابن المنكدر عمن سمع طاوسا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا طلاق قبل نكاح")) ، وكذلك قال أبو زرعة، وأبو حاتم كما في هذه المسألة، وقال ابن عبد البر في الاستذكار (4/212) :((روي في ذلك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة، إلاّ أنها عند أهل الحديث معلولة)) .
ويبدو أنّ هذا رأي البخاري فقد قال في صحيحه (9/381) في كتاب الطلاق : ((باب لا طلاق قبل النكاح وقول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا} وقال ابن عباس : جعل الله الطلاق بعد النكاح، ويروى في ذلك عن علي وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وأبي بكر بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبان بن عثمان وعلي بن حسين وشريح وسعيد بن جبير والقاسم وسالم وطاوس والحسن وعكرمة وعطاء وعامر بن سعد وجابر بن زيد ونافع بن جبير ومحمد بن كعب وسليمان بن يسار ومجاهد والقاسم بن عبد الرحمن وعمرو بن هرم والشعبي أنها لا تطلق)) ، فلم يورد أيَّ شيءٍ مرفوعٍ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم مما يدل على عدم صحتها عنده.
- - - -(3/107)
134- ] 1221 [ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ(1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ(2)، عَنْ أَيُّوبَ(3)، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ(4)، عَنْ أنس(5)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :((لِلْبِكْرِ سَبْعٌ، وَلِلثَّيِّبِ ثَلَاثٌ، ثُمَّ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ))، قَالَ أبي : رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ الحَسَنِ بنِ دِينَار(6)، عَنْ أَيُّوبَ، وَكُنْتُ مُعْجَبَاً بِهَذَا الْحَدِيثِ حَتَّى رَأيْتُ عِلَتَهُ.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : محمد بن سلمة بن عبد الله الباهليّ، مولاهم، أبو عبد الله الحرَّانيّ، روى عن: محمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان، وأبي إسحاق الفزاري وغيرهم، وعنه : أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، ومحمد بن سلام البيكندي وغيرهم.
ثقة، وثقه العجلي، النسائي، وقال ابن سعد : ((كان صدوقاً ثقة إن شاء الله، له فضل ورواية وفتوى))، وقال أحمد : ((شيخ صدوق))، وقال أبو عروبة : ((أدركنا الناس لا يختلفون في فضله وحفظه))، وقال الذهبي : ((الإمام المحدث المفتي)) ، وقال ابن حجر : ((ثقة))، روى له البخاري في القراءة خلف الإمام وفي الأدب، ومسلم والأربعة، مات في آخر سنة إحدى وتسعين ومائة.
انظر : الطبقات ( 7/ 485 )، معرفة الثقات ( 2/ 239 )، الجرح (7/276)، تهذيب الكمال (25/ 289-291)، السير ( 9/ 49 )، التهذيب ( 9/193-194)، التقريب (ص 481 رقم 5922).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1140) وهو ((صدوق، وكان يدلس)) .
(3) هو : السختياني، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1093) ((متفق على ثقته وجلالته وإتقانه)).
(4) هو : عبد الله بن زيد الجرمي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1093) وهو ((متفق على توثيقه وإتقانه)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1090).(3/108)
(6) هو : الحسن بن دينار أبو سعيد التميمي وقيل: الحسن بن واصل روى عن : أيوب السختياني، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين وغيرهم، روى عنه : زهير بن معاوية، ومحمد بن إسحاق، وعلي بن بكار وغيرهم.
متفق على تركه، قال الفلاس :((اجتمع أهل العلم من أهل الحديث انه لا يروي عن الحسن بن دينار))، وقال ابن أبي حاتم :(( سألت أبي عن الحسن بن دينار ؟ فقال: هو متروك الحديث كذاب، وترك أبو زرعة حديث الحسن بن دينار ولم يقرأه علينا فقيل له : عندنا مكتوب، قال : اضربوا عليه))،
انظر : الجرح (3/ 11رقم37)، لسان الميزان (2/ 203-204).
- - -
- التخريج :
محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :((للبكر سبع، وللثيب ثلاث …))، الحديث.
أخرجه :
- الدارقطني في سننه (3/283) كتاب النكاح، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبدالعزيز قراءة عليه نا حاجب بن الوليد نا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((للبكر سبعة أيام وللثيب ثلاثة أيام ثم يعود إلى نسائه)).
وتابع محمد بن سلمة :
1- عبدةُ بنُ سليمان، أخرجه :
-ابن ماجه في سننه (1/617رقم1916) كتاب النكاح، باب الإقامة على البكر والثيب، قال: حدثنا هناد بن السري .
-وابن أبي شيبة في مصنفه (4/277) كتاب النكاح، في الرجل يتزوج المرأة بكراً أو ثيباً كم يقيم عندها ؟–ومن طريقه رواه ابن عبد البر في التمهيد (17/248)-.
كلاهما ( هناد بن السري، وابن أبي شيبة) عن عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إن للثيب ثلاثا وللبكر سبعا)).
2-ويعلى بنُ عبيد، أخرجه :
- الدارمي في سننه (2/68رقم2215) كتاب النكاح، باب الإقامة عند الثيب والبكر إذا بنى بها.(3/109)
-والبزار في مسنده –كما قال ابن حزم في المحلى (10/63)- قال: أخبرنا محمد بن معمر.
- وأبو نعيم في الحلية (2/288،3/13)، وفي تاريخ أصبهان (2/86) من طريق محمد الصائغ.
كلاهما ( الدارميّ، ومحمد بن معمر، والصائغ) عن يعلى ثنا محمد بن إسحاق عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((للبكر سبع وللثيب ثلاث)).
وتابع محمد بن إسحاق :
سفيان الثوري، أخرجه : أبو عوانة في مسنده (3/90رقم4311) كتاب النكاح، بيان السنة في المكث عند المرأة الثيب، والدينوري في المجالسة (3/11رقم610)، وابن حزم في المحلى (10/63)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/302) كتاب النكاح، باب الحال التي يختلف فيها حال النساء، وابن عبد البر في التمهيد (17/248)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/425) جميعهم من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي نا أبو عاصم النبيل، عن سفيان الثوري، عن أيوب السختياني، وخالد الحذاء، عن أبي قلابة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاثا)).
وسفيان بن عيينة، أخرجه : ابن خزيمة في صحيحه –كما قال ابن حجر في الفتح (9/315)- ، وعنه: ابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (10/8رقم4208)- كتاب النكاح، ذكر الأمر للمرء إذا تزوج على امرأته بكرا أن يقسم لها سبعا أو ثلاثا إذا كانت ثيبا ثم الاعتدال بينهما في القسمة، قال: ابن خزيمة :حدثنا عبد الجبار بن العلاء عن سفيان بن عيينة قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((سبع للبكر وثلاث للثيب)).
وعبد الوهاب الثقفي، أخرجه : الإسماعيلي –كما قال ابن حجر في الفتح (9/315)-.
وتابع أيوبَ السختياني حميدُ الطويل، أخرجه :(3/110)
-أبو يعلى في مسنده (6/421رقم 3789)، وفي المعجم (ص65رقم41) قال: حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي قال ثنا عبد الله بن نافع عن عبد الله بن عمر عن حميد الطويل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( سبع للبكر وثلاث للثيب)).
محمد بن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن أيوب السختياني –به-.
لم أقف على من أخرجه من هذا الطريق.
وقد رُوي الحديث عن أنس بن مالك موقوفاً عليه، رواه عن أنس :
حميد الطويل، أخرجه : مالك في الموطأ (2/530رقم1103) كتاب النكاح، باب المقام عند البكر والأيم، وعنه: الشافعي في الأم (5/110)، وفي مسنده (ص261)، ورواه في السنن المأثورة (ص294رقم287) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، وسعيد بن منصور في سننه (1/237رقم778) كتاب النكاح، باب الإقامة عند البكر والثيب، عن هشيم بن بشير، وابن أبي شيبة في مصنفه (4/278)، عن يزيد بن هارون، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/28)، من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وزهير بن معاوية، وهشام الدستوائي، والبيهقي في السنن الكبرى (7/302) من طريق أيوب السختياني، وعبد الله بن بكر جميعهم عن حميد، عن أنس قال :(( سنة البكر سبع، والثيب ثلاث)).
وعبد الله بن زيد أبو قلابة الجرمي، رواه عن أبي قلابة :
أ- أيوب السختياني، رواه عنه:
- معمر بن راشد، أخرجه : عبد الرزاق في مصنفه (6/235رقم10642) كتاب النكاح، باب نكاح البكر، عن معمر بن راشد.(3/111)
- وسفيان الثوري، أخرجه: عبد الرزاق في مصنفه ( 6/235رقم10643) وعنه: البخاري في صحيحه (9/314رقم5214) معلقاً، ومسلم في صحيحه (2/1084رقم1461) كتاب الرضاع، باب قدر ما تستحقه البكر والثيب، وأبو عوانة في مسنده (3/90رقم4315)، والطبراني في المعجم الأوسط (10/7رقم9007)، وأبونعيم في مستخرجه على مسلم (4/134رقم3427)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/301)، وأخرجه : الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/28) كتاب النكاح، باب مقدار ما يقيم الرجل عند الثيب أو البكر إذا تزوجها، من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبو عوانة –الموضع السابق- من طريق عبد الملك الذماري، ويزيد بن أبي حكيم، جميعهم عن الثوري.
-وسفيان بن عيينة، أخرجه : الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/27) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان بن عيينة.
- وحماد بن سلمة، أخرجه : البيهقي في السنن الكبرى (7/302) قال: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا حجاج بن منهال نا حماد بن سلمة.
جميعهم (معمر بن راشد، والسفيانان : الثوري، وابن عيينة، وحماد بن سلمة ) عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال :(( من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندها سبعاً وقسم، وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاثاً ثم قسم)) هذا لفظ البخاريّ في صحيحه.
ب - وخالد الحذاء، رواه عن خالد :
- إسماعيل بن علية، أخرجه : أبو داود في سننه (2/240رقم2123) كتاب النكاح، باب في المقام عند البكر، وأبو يعلى في مسنده (5/204-205رقم2823)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (4/134رقم3426).
-وبشر بن المفضل، أخرجه : البخاري في صحيحه (9/313رقم5213) كتاب النكاح، باب إذا تزوج البكر على الثيب، والترمذي في سننه (3/445رقم1139) كتاب النكاح، باب ما جاء في القسمة للبكر والثيب.(3/112)
-وسفيان الثوري، أخرجه : البخاري أيضاً من طريق حماد بن أسامة، وابن الجارود في المنتقى (ص242رقم724) من طريق وكيع بن الجراح، والبيهقي في السنن الكبرى –الموضع السابق- من طريق عبد الله بن الوليد العدني، وعبد الرزاق-تقدم تخريج روايته- جميعهم عن الثوري.
-وشعبة بن الحجاج، أخرجه : الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/27) قال:حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة بن الحجاج.
-وهشام الدستوائي، أخرجه : الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/27) قال:حدثنا صالح قال ثنا سعيد قال ثنا هشام.
-وهشيم بن بشير، أخرجه : مسلم في صحيحه –الموضع السابق-، وأبو داود في سننه (2/240رقم2123)، وسعيد بن منصور في سننه (1/237رقم778)، وأبو عوانة في مسنده (3/89رقم4309)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/301)، وابن عبد البر في التمهيد (17/247) من طريق هشيم بن بشير.
جميعهم (إسماعيل بن علية، وبشر بن المفضل، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وهشام الدستوائي، وهشيم بن بشير ) عن خالد عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال:((السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثا))، قال أبوقلابة –في رواية ابن علية، والثوري :عنه حماد بن أسامة- :" لو شئت لقلت: إنَّ أنساً رفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم"، ونسبه بشر بن المفضل، والثوري: عنه عبدالرزاق، وهشام الدستوائي، وهشيم بن بشير إلى خالد الحذاء، قال ابن حجر في الفتح (9/315):((ولا منافاة بينهما كما تقدم لاحتمال أن يكون كل منهما قال ذلك)).
قال الترمذيُّ :((حديث أنس حديث حسن صحيح، وقد رفعه محمد بن إسحاق عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس ولم يرفعه بعضهم)).(3/113)
وقتادة بن دعامة، أخرجه : البيهقي في السنن الكبرى (7/302) قال : أخبرنا أبو عبد الله نا أبو العباس نا محمد بن إسحاق نا عبد الله بن بكر نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال :((يقيم عند البكر سبعا ثم يقسم وإن كانت ثيبا أقام عندها ثلاثا ثم يقسم)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في الحديث عن محمد بن إسحاق على وجهين :
الوجه الأوَّل: رواه عبدة بن سليمان، ومحمد بن سلمة، ويعلى بن عبيد جميعهم عن محمد بن إسحاق، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة الجرمي، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :(( للبكر سبعة أيام وللثيب ثلاثة أيام ثم يعود إلى نسائه)).
الوجه الثاني : رواه محمد بن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن أيوب السختياني-به-، ولم أقف على من رواه عن محمد بن إسحاق.
وبيّن أبو حاتم أنه كان معجباً بالحديث من الطريق الأوَّل، وسبب إعجابه بالحديث أنَّ المشهور وقف الحديث على أنس بن مالك، فهذه الرواية تبين أنه مرفوع، ولكن تبين لأبي حاتم أنّ محمد بن إسحاق –وهو مدلس- دلس الحديث، فأسقط الحسن بن دينار، والحسن متفق على تركه كما تقدم فسقط هذا الطريق.
وقد توبع الحسن بن دينار على رفع الحديث؛ تابعه:(3/114)
1- سفيان الثوري، وهذه المتابعة معلولة، وبيان ذلك: أنّ الضحاك بن مخلد روى الحديث عن سفيان الثوري، عن أيوب السختياني، وخالد الحذاء، عن أبي قلابة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاثا))، وخالف الضحاك بن مخلد : حمادُ بنُ أسامة،وعبدُ الرزاق بنُ همام، وعبدُ الله بنُ الوليد العدني، وعبدُ الملك الذماري، ووكيعُ بن الجراح، ويزيدُ بن أبي حكيم فرووه جميعهم عن الثوريّ، عن أيوب السختياني، وخالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال :((السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثا))، قال ابن عبد البر في التمهيد (17/248) :((هذا الحديث فيما يقولون خطأ من أبي عاصم النبيل وله خطأ كثير عن مالك والثوري وإنما المحفوظ في حديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس أنه قال السنة للبكر سبع وللثيب ثلاث)).
2- وسفيان بن عيينة، وهذه الرواية معلولة أيضاً فقد رواها عن سفيان عبدُالجبار بن العلاء – ولا بأس به، التقريب (ص332رقم3743)-، وخالفه يونسُ بنُ عبد الأعلى فرواه عن سفيان بن عيينة موقوفاً على أنس بن مالك، ويونسُ تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1167) وهو ثقة، فروايته تقدم على رواية عبد الجبار بن العلاء.(3/115)
3- وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وعبد الوهاب ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين –التقريب (ص368رقم4261)-، وقد عزا ابن حجر روايته إلى الإسماعيلي فقال في فتح الباري (9/315) :((وقد أخرج الإسماعيلي من طريق أيوب من رواية عبدالوهاب الثقفي عنه عن أبي قلابة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرح برفعه))، ولم أقف على إسناد هذه الرواية للنظر في حال الرواة عن عبد الوهاب، وعلى فرض ثبوت هذه الرواية عن عبد الوهاب، فقد خالفه معمر بن راشد، والسفيانان : الثوري، وابن عيينة، وحماد بن سلمة فرووه عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال :(( للبكر سبعة أيام وللثيب ثلاثة أيام))، فروايتهم تقدم.
وقد رُوي الحديث عن عبد الوهاب بوجه آخر فرواه الشافعي في السنن المأثورة –كما تقدم- عن عبد الوهاب، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك أنه قال :((البكر سبع، والثيب ثلاث فتلكم السنة)).
وأمَّا رواية حميد الطويل المرفوعة فهي معلولة من وجهين :
أنَّ في سندها عبد الله بن عمر العمري، وقد تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1125) وهو ضعيف.
أنَّ عبد الله بن عمر العمري خولف في هذه الرواية، فقد رواه : أيوب السختياني، وخالد بن عبد الله الواسطي، وزهير بن معاوية، وعبد الله بن بكر، وعبدالوهاب الثقفي، ومالك بن أنس، وهشام الدستوائي، وهشيم بن بشير، ويزيد بن هارون جميعهم عن حميد، عن أنس قال :((سنة البكر سبع، والثيب ثلاث))، فتبين أنَّ رواية عبد الله العمري منكرة جداً.
فتبين مما تقدم أنّ الصواب وقف الحديث على أنس بن مالك، وكذلك رواه عنه حميد الطويل، وأبو قلابة –في الراجح عنهما-، وقتادة بن دعامة السدوسي.(3/116)
ولكن قال أبو قلابة-كما تقدم- :((لوشئت لقلت: إنَّ أنساً رفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم))، ، وقال خالد الحذاء :((ولو قلت: إنه رفعه لصدقت، ولكنه قال: السنة كذلك))، قال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام (4/41) :((الذي اختاره أكثر الأصوليين أنّ قول الراوي : من السنة كذا، في حكم المرفوع، لأنَّ الظاهر أنه ينصرف إلى سنة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وإن كان يحتمل أن يكون ذلك قاله بناء على اجتهاد رآه، ولكن الأظهر خلافه، وقول أبي قلابة : لوشئت لقلت: إنَّ أنساً رفعه..، يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون ظن ذلك مرفوعاً لفظا من أنس فتحرز عن ذلك تورعاً، والثاني: أن يكون رأى أن قول أنس من السنة في حكم المرفوع فلو شاء لعبر عنه بأنه مرفوع على حسب ما اعتقده من أنه في حكم المرفوع، والأول أقرب، لأن قوله من السنة يقتضي أن يكون مرفوعا بطريق اجتهادي محتمل)).
وقال ابن حجر في فتح الباري (9/314) :((قوله قال من السنة أي سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي يتبادر للفهم من قول الصحابي وقد مضى في الحج قول سالم بن عبد الله بن عمر لما سأله الزهري عن قول ابن عمر للحجاج: إن كنت تريد السنة هل تريد سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقال له سالم: وهل يعنون بذلك إلا سنته…قوله قال أبو قلابة : ولو شئت لقلت أن أنسا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يشير إلى أنه لو صرح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكان صادقا ويكون روى بالمعنى وهو جائز عنده لكنه رأى أن المحافظة على اللفظ أولى)).(3/117)
وقال أيضاً في التلخيص الحبير (3/202) :((حديث أنس للبكر سبع وللثيب ثلاث موقوف البخاري من حديث أنس قال من السنة فذكره قال أبو قلابة ولو شئت لقلت إن أنسا رفعه ورواه مسلم بنحوه تنبيه قوله إن هذا موقوف خلاف ما عليه الأكثر من أهل العلم بالحديث حيث قالوا إن قول الراوي من السنة كذا كان مرفوعا على أن بن ماجة والدارمي وابن خزيمة والإسماعيلي والدارقطني والبيهقي وابن حبان أخرجوا هذا الحديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((سبع للبكر وثلاث للثيب)).
ولكن يدل على ما قال أنس بن مالك حديثُ أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها أقام عندها ثلاثا وقال :((إنه ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لنسائي))،أخرجه : مسلم في صحيحه كما تقدم في المسألة رقم (1209).
- - - -
135-] 1222 [ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللّهِ السَّمِينُ أَبُو مُعَاوِيَة(1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ(2) قَالَ قُلْتُ : أَنْتَ أحْلَلَتَ لِلِوَلِيدِ بنِ يَزِيد * امرَأَتَهُ أمّ سَلَمَة ** قُلْتُ : أَنَا، لَكِنْ حَدّثني جَابِرُ بنُ عَبْداللّه(3)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نكَاحِ))، قَالَ أَبِي : هَذَا خَطَأٌ، وَالصَّحِيحُ ما رَوَاهُ الْثَّورِيُّ(4)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ طَاوُوس***(5)، قَالَ أَبِي : فلو كَانَ سَمِعَ من جَابِر لَمْ يُحَدّثْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ طَاوُوس مُرْسَل****.
………………………………(3/118)
* هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو العباس الأموي الدمشقي الخليفة، بويع له بالخلافة بعد عمه هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين ومائة،وقتل سنة ست وعشرين ومائة، قال الذهبي :((ولم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة، نعم اشتهر بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك))، قال معمر بن راشد :((كتب الوليد بن يزيد إلى أمراء الأمصار أن يكتبوا إليه بالطلاق قبل النكاح وكان قد ابتلي بذلك فكتب إلى عامله باليمن فدعا ابن طاوس وإسماعيل بن شروس وسماك بن الفضل فأخبرهم ابن طاوس عن أبيه وإسماعيل بن شروس عن عطاء وسماك بن الفضل عن وهب بن منبه أنهم قالوا لا طلاق قبل النكاح ثم قال سماك من عنده: إنما النكاح عقدة تعقد والطلاق يحلها فكيف تحل عقدة قبل أن تعقد)).
انظر : مصنف عبد الرزاق (6/420)، تاريخ دمشق (63/319-349)، تاريخ الإسلام للذهبي وفيات 121-141(ص287-295).
** هي : سلمى بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، زوج هشام بن عبد الملك ثم خلف عليها الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكان قد حلف بطلاقها قبل دخوله بها واستقدم فقهاء المدينة ليفتوه في أمرها. انظر : تاريخ دمشق (69/219-224).
*** كذا في الأصل، وفي باقي النسخ (طاووساً) وهو الصواب.
**** تقدمت هذه المسألة برقم ( 1220) بأطول مما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1220) وهو ((ضعيف)).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1146) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفضله)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1098).
(4) هو : سفيان بن سعيد الثّوري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1110) وهو ((متفق على ثقته وجلالته وفقهه وعبادته)).
(5) هو: طاووس بن كيسان، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1111) وهو((متفق على ثقته وجلالته وفقهه وعبادته)).
- - -
- التخريج، والدراسة والحكم على الحديث :(3/119)
تقدم الكلام على الحديث مستوفى في المسألة رقم (1220)، وبيان أنه لم يصح مرفوعاً.
135- ] 1223 [ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ(1)، عَنْ ابنِ عُيَيْنَةَ(2)، عَنْ ابنِ عَجْلاَن(3) قَالَ: قَالَ عُمَرُ(4) : مَا رَأَيْتُ رَجُلاً بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }* قَالَ عُمَرُ : اِبْتَغُوا الْغِنَى فِي النِّكَاحِ ، وقَالَ أَبِي : أَخْشَى أَنْ يَكُونَ وَهِمَ ابنُ أَبِي عُمَرَ فِي الكَلاَمِ الأَخِيرِ لأَنَّ ابنَ عُيَيْنَة يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ(5) قَالَ: قَالَ عُمَرُ : اِبْتَغُوا الْغِنَى فِي النِّكَاحِ.
………………………………
* سورة النور، الآية :32.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : محمد بن يحيى بن أبي عُمر العَدَنيّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1169) وهو ((ثقة، وله بعض الأوهام عن ابن عيينة)).
(2) هو: سفيان بن عيينة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1106) وهو((متفق على ثقته وجلالته)).
(3) هو : محمد بن عجلان القرشي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1106) وهو ((ثقة، وفي روايته نافع اضطراب ووهم، واختلطت عليه أحاديث أبي هريرة التي رواها عن سعيد المقبري)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1133).
(5) هو : هشام بن عروة الأسدي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1208) وهو ((ثقة حجة، وحديث المدنيين عنه أصح من حديث العراقيين)) .
- - -
- التخريج:
ابن أبي عمر العدني، عن ابن عيينة، عن محمد بن عجلان، قال: قال عمر : ما رأيت رجلاً…الأثر.
لم أقف على من أخرجه هذا الوجه.
ابن عيينة، عن هشام بن عروة، قال: قال عمر : ابتغوا الغنى في النكاح…الأثر.
لم أقف على من أخرجه هذا الوجه.
وللأثر طريقان آخران عن عمر بن الخطاب:(3/120)
1- طريق الحسن البصري، أخرجه : عبد الرزاق في المصنف (6/170رقم 10385) كتاب النكاح، باب وجوب النكاح وفضله، قال: أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن قال : قال عمر بن الخطاب: اطلبوا الفضل في الباءة قال وتلا عمر {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
2- طريق قتادة السدوسي، أخرجه : عبد الرزاق في المصنف (6/173رقم 10393) عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال : ما رأيت مثل رجل لم يلتمس الفضل في الباءة والله يقول {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور (6/187) إلى ابن أبي شيبة في المصنف ولم أقف عليه بعد البحث، والله أعلم.
وقال الشافعيّ في الأم (5 /144):((وبلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ما رأيت مثل من ترك النكاح بعد هذه الآية {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله})) .
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الأثر على ابن عيينة على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه ابن أبي عمر العدني، عن ابن عيينة، عن محمد بن عجلان، قال: قال عمر : ما رأيت رجلاً…الأثر.
الوجه الثاني : رُوي عن ابنِ عيينة، عن هشام بن عروة، قال: قال عمر : ابتغوا الغنى في النكاح…الأثر، ولم يذكر أبو حاتم مَنْ رواه عن ابن عيينة.
قال أبو حاتم :((أخشى أن يكون وهم ابن أبي عمر في الكلام الأخير، لأنَّ ابن عيينة يرويه عن هشام بن عروة قال: قال عمر: ابتغوا الغنى في النكاح)) ، وتقدم أنَّ ابن أبي عمر له بعض الأوهام عن ابن عيينة، فلا يبعد أن يكون وهم في روايته هذه، ولكن لم أقف على الراوي عن ابن عيينة الوجه الثاني للنظر في حاله ومدى قوته لمعارضة ابن أبي عمر له.
وعلى كل حال فإنَّ كلا الوجهين منقطعان عن عمر بن الخطاب، فإنّ محمد بن عجلان، وهشام بن عروة لم يسمعا من عمر بن الخطاب.(3/121)
وتقدم أنّ للأثر عن عمر طريقين آخرين الأوَّل: عن الحسن البصري، والثاني: عن قتادة السدودسي، وكلاهما لم يسمع من عمر بن الخطاب أيضاً.
- - - -
136- ] 1224 [ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَل عَنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى (1)، عَنْ الزُّهْرِيّ(2)، عَنْ عُرْوَةَ (3)، عَنْ عَائِشَةَ(4)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ))، وذَكَرَتُ لَهُ حِكَايةَ ابنِ عُلَيّةَ(5)، فقَالَ : كُتُبُ ابنِ جُرَيْج(6) مُدَوَنة فِيهِا أحاديثه مَنْ حَدَّثَ عَنْهُم ثُمَّ لَقِيْتُ عَطَاءً ثُمَّ لَقِيْتُ فُلاناً، فلو كَانَ مَحْفُوظاً عَنْه لكَانَ هَذَا فِي كُتُبهِ ومُرَاجَعَاتِهِ.
………………………………
* نقل كلام أحمد بن حنبل الحاكمُ في المستدرك (2/169)-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/105)- قال :((أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر عنده أن ابن علية يذكر حديث بن جريج في "لا نكاح إلا بولي" قال ابن جريج فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى قال أحمد بن حنبل : إن ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج)).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1173) وهو ((ثقة فقيه وله جلالة وقدر، وعنده في تفرداته بعض المناكير، وهو من أوثق أصحاب مكحول)).
(2) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهريّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو :((متفق على جلالته وإتقانه)).
(3) هو: عروة بن الزبير، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1185) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وعلمه)).
(4) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
(5) هو : إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1200) وهو (( ثقة ثبت إمام عابد )).(3/122)
(6) هو : عبد الملك بن عبدالعزيز، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1101)، وهو :((ثقة ثبت فقيه وكان يدلس ويرسل، وهو أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح لا يدلس عنه)).
- - -
- التخريج :
- سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلاّ بولي)).
أخرجه :
أبو داود في سننه (2/229رقم2083) كتاب النكاح، باب في الولي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان الثوري.
والترمذي في سننه (3/407رقم1102) كتاب النكاح، باب ما جاء لا نكاح إلا بولي، قال : حدثنا بن أبي عمر قال :حدثنا سفيان بن عيينة.
والنسائي في السنن الكبرى (3/285رقم5394) كتاب النكاح، باب الثيب تجعل أمرها لغير وليها، قال: أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى قال: حدثنا الحسن بن أعين قال: حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري.
وابن ماجه في سننه (1/605رقم1879) كتاب النكاح، باب لا نكاح إلاّ بولي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معاذ بن معاذ.
والشافعي في الأم (5/13، 166) باب لا نكاح إلاّ بولي، قال: أخبرنا مسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبد المجيد بن أبي رواد.
وأبو داود الطيالسي في مسنده (206رقم1463) قال: حدثنا همام بن يحيى.
وعبد الرزاق في المصنف (6/196رقم 10472) كتاب النكاح، باب النكاح بغير ولي- ومن طريق ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/205)-.
والحميدي في مسنده (1/112رقم 228) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وعبد الله بن رجاء المزني-ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (19/86)-.
وابن أبي شيبة في المصنف (4/128) كتاب النكاح، باب من قال: لا نكاح إلاّ بولي أو سلطان، قال: حدثنا معاذ بن معاذ.
وسعيد بن منصور في سننه (1/148رقم 528، 529) كتاب النكاح، باب من قال: لا نكاح إلاّ بولي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، وإسماعيل بن زكريا.(3/123)
وإسحاق بن راهوية في مسنده (2/194رقم 698-699) قال: أخبرنا عيسى بن يونس، وعبد الرزاق بن همام.
وأحمد في مسنده (6/47) قال: حدثنا إسماعيل بن علية-ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/372)-.
والدارمي في سننه (2/62رقم 2190) كتاب النكاح، باب النهي عن النكاح بغير بولي، قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد- ومن طريق ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/205)-.
والبخاري في التاريخ الكبير (4/38)، وفي الصغير (1/304) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، عن ابن علية-ومن طريقه أبو أحمد الحاكم في الكنى (1/290-291)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/372)--.
وأبو يعلى في مسنده (8/191رقم4750) قال : حدثنا سريج بن يونس حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري.
وابن الجارود في المنتقى (234-235 رقم 700) كتاب النكاح، قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام.
وأبو عوانة في صحيحه (3/18-19رقم4037-4039) قال: حدثنا أبو حميد عبد الله بن محمد بن أبي عمير المصيصي، قال: سمعتُ حجاج بن محمد،ح، وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، و أسنده أيضاً من طريق عبد الرزاق بن همام، وسفيان الثوري، وعبد المجيد بن أبي رواد، ويحيى الأنصاري.
وأبو عروبة الحراني في أحاديثه (ص39رقم18) قال : حدثنا المسيب بن واضح، قال: حدثنا ابن المبارك.
والطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7) كتاب النكاح، باب النكاح بغير ولي عصبة، من طريق عبد الله بن وهب، و يحيى بن سعيد الأنصاري.
و العقيلي في الضعفاء الكبير (2/140) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: حدثنا ابن علية.
وابن الأعرابي في معجمه (1/346رقم664) قال: أخبرنا محمد بن طيفور، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري.(3/124)
وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/384-386رقم 4074، 4075) كتاب النكاح، باب الولي- قال: أخبرنا بن خزيمة حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى حدثنا يعلى بن عبيد عن يحيى بن سعيد، ح، قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني من أصل كتابه حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا حفص بن غياث، وأشار إلى رواية الحارث بن خالد.
وابن عدي في الكامل (3/266) قال: حدثنا يوسف بن عاصم الرازي حدثنا الشاذكوني حدثنا بشر بن المفضل، وأشار إلى أنّ الليث بن سعد رواه أيضاً.
وأبو الشيخ في الأقران (60رقم181) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري.
وأبو طاهر المخلص في جزئه (ص96-97رقم 40) من طريق عيسى بن يونس،-ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/370-371)-.
والدارقطني في سننه (3/221) كتاب النكاح، من طريق عبد الرزاق، و(ص225-226) من طريق عيسى بن يونس، وفي العلل (5/ورقة 115أ -120) من طريق عيسى بن يونس، ويحيى بن سعيد، والثوري، وسفيان بن عيينة، ومؤمل بن إسماعيل، وحجاج بن محمد، وإسماعيل بن علية، وعبد المجيد بن أبي رواد، ومحمد الأنصاري، وعبد الرزاق بن همام، والضحاك بن مخلد، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبد الله بن وهب.
والحاكم في المستدرك (2/168) كتاب النكاح، من طريق الضحاك بن مخلد، وعبدالرزاق بن همام.
وقال أيضاً: حدثناه أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد قال قرأ علي محمد بن إسماعيل السلمي وأنا أسمع حدثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ يحيى بن أيوب.
وقال أيضاً : حدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة وأخبرني أبو يحيى أحمد بن محمد السمرقندي حدثنا أبو عبد الله محمد بن نصر وأخبرني أبو عمرو بن جعفر العدل حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي قالوا حدثنا يحيى بن يحيى أنبأ حجاج بن محمد.
وأخرجه أيضاً في معرفة علوم الحديث (ص134) من طريق عيسى بن يونس.(3/125)
والسهمي في تاريخ جرجان (ص315) قال: علي بن محمد بن عبد الله الصائغ الجرجاني أخبرنا أحمد بن موسى بن عيسى الوكيل بجرجان حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الصائغ الجرجاني حدثنا أبو بشر السيرافي اللؤلؤي.
وأبو نعيم في الحلية (6/88) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري.
والبيهقي في السنن الكبرى (7/105،113، 125) كتاب النكاح، باب لا نكاح إلاّ بولي، من طريق عبدالله بن وهب، وعبيد الله بن موسى، وعبد الرزاق بن همام، وحجاج بن محمد، وعيسى بن يونس، ويحيى بن سعيد الأموي.
والخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/760) من طريق عبد الله بن وهب، وفي الكفاية (ص379) من طريق ابن علية.
وابن عبد البر في التمهيد (19/85) من طريق الثوري.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369-370) من طريق يحيى الأنصاري، وحجاج بن محمد، وابن أبي الورد، ومؤمل بن إسماعيل، وعبد الله بن وهب، والضحاك بن مخلد، ، وسفيان الثوري، وعبد الرزاق بن همام، وإسماعيل بن علية.(3/126)
جميعهم-وعددهم سبعةٌ وعشرون- (إسماعيل بن زكريا، وإسماعيل بن علية، والضحاك بن مخلد، وبشر بن المفضل، وحجاج بن محمد، وحفص بن غياث، وخالد بن الحارث، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن رجاء، وعبد الله بن وهب، وعبد المجيد بن أبي رواد، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبيد الله بن موسى، والليث بن سعد، ومؤمل بن إسماعيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومسلم بن خالد،ومعاذ بن معاذ، وهمام بن يحيى، وسعيد بن سالم، ويحيى بن أيوب، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبو بشر السيرافي اللؤلؤي ) عن ابن جريج قال: أخبرني سليمان بن موسى أن ابن شهاب أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له))، وقد صرح ابن جريج بالسماع في رواية عبدالرزاق بن همام، وابن علية، ومحمد الأنصاري، والضحاك بن مخلد، وحجاج بن محمد، ويحيى بن أيوب، وأبي بشر السيرافي اللؤلؤي.
وقال أحمد، والبخاري في روايتهما عن ابن علية :(( قال ابن جريج فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه، قال وكان سليمان بن موسى وكان فأثنى عليه))، وقد تابع بشر بن المفضل ابنَ علية على هذه الزيادة، ولكن في الإسناد إليه الشاذكوني، قال ابن عدي :(( وهذه القصة معروفة بابن علية أن بن جريج سأل الزهري فلم يعرف هذه القصة بعينها التي ذكرتها عن بشر بن المفضل عن ابن جريج كما حكاه ابن علية)).(3/127)
قال الترمذي :(( هذا حديث حسن وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أيوب وسفيان الثوري وغير واحد من الحفاظ عن بن جريج نحو هذا))، وقال أيضاً :((وحديث عائشة في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي حديث عندي حسن رواه ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الحجاج بن أرطاة وجعفر بن ربيعة عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله))، وقال الحاكم :(( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين))، وقال في معرفة علوم الحديث :(( هذا حديث محفوظ من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى الأشدق فأما ذكر الشاهدين فيه فإنا لم نكتبه إلا عن أبي علي بهذا الإسناد))، وقال ابن عدي :((وهذا حديث جليل في هذا الباب في باب لا نكاح إلا بولي وعلى هذا الاعتماد في إبطال نكاح بغير ولي وقد رواه عن بن جريج الكبار من الناس منهم يحيى بن سعيد الأنصاري ورواه عن يحيى بن سعيد زهير بن معاوية ورواه عن يحيى يعلى بن عبيد وأبو بدر شجاع بن الوليد وأبو حمزة السكري ورواه عن ابن جريج الليث بن سعد عن ابن وهب عن بن جريج ورواه الليث عن يحيى بن أيوب عن بن جريج ورواه الثوري عن بن جريج ولا يعرف بهذا الإسناد عن بن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن هذا النسق حديث آخر))، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/157) :(( وعد أبو القاسم ابن مندة عدة من رواه عن بن جريج فبلغوا عشرين رجلا، وذكر أن معمراً وعبيد الله بن زحر تابعا ابن جريج على روايته إياه عن سليمان بن موسى)).
وتابع سليمانَ بنَ موسى :(3/128)
1- الحجاج بن أرطاة، أخرجه : ابن ماجه في سننه (رقم1880) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلا، قال:حدثنا عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة في المصنف (4/130)، وأحمد بن حنبل في المسند (6/260) كلاهما عن أبي خالد الأحمر، وأبو يعلى في مسنده (8/308رقم4906) قال: حدثنا عمرو الناقد حدثنا هشيم بن بشير، وأيضاً (4/386رقم2507) قال: حدثنا أبو كريب، وأبو عروبة الحراني في أحاديثه (ص38رقم16) قال : حدثنا المسيب بن واضح، كلاهما عن ابن المبارك، والطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7) حدثنا أبو بشر الرقي قال: حدثنا المعتمر بن سليمان الرقي، والبيهقي في السنن الكبرى (7/106) من طريق ابن المبارك، وابن عبد البر في التمهيد (19/87) من طريق هشيم.
جميعهم (عبد الله بن المبارك، وأبو خالد الأحمر، وهشيم بن بشير، والمعتمر بن سليمان) عن حجاج بن أرطاة عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي ، والسلطان ولي من لا ولي له)).
2-وجعفر بن ربيعة، أخرجه : أبو داود في سننه (رقم2084) قال: حدثنا القعنبي، وأحمد في المسند (6/66) قال : حدثنا حسن بن موسى، وأبو يعلى في مسنده (8/ 251رقم 4837) حدثنا كامل بن طلحة، والطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7) قال: حدثنا ربيع المؤذن قال: حدثنا أسد بن موسى، والبيهقي في السنن الكبرى (7/106)، وابن عبد البر في التمهيد (19/87)، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (2/67) جميعهم من طريق معلى بن منصور، زاد البيهقي: ابن أبي مريم، وزاد ابن عبدالبر: القعنبي.
جميعهم عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( أيما امرأة نكحت بغير أذن وليها فنكاحها باطل فان أصابها فلها مهرها بما أصاب من فرجها وان اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له)).(3/129)
3- وعبيد الله بن أبي جعفر، أخرجه : الطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7) حدثنا ربيع الجيزي قال: حدثنا أبو الأسود قال: أخبرنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن ابن شهاب…الحديث، وتقدم أن ابن لهيعة ضعيف الحديث ويضطرب في الحديث.
4- وقرة بن حيوئيل، أخرجه : الدارقطني في العلل (5/ورقة115ب)قال: حدثنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري، وأحمد بن حماد، قالا: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن قرة، عن الزهري…الحديث.
5- وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، أخرجه : الطبراني في المعجم الأوسط (10/135رقم9287) قال: حدثنا هاشم بن مرثد نا المعافى بن سليمان نا عيسى بن يونس عن عثمان بن عبدالرحمن، قال سمعت الزهري يحدث عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل))، وقال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن عبدالرحمن إلاّ عيسى بن يونس)).
6-ومحمد بن سعيد أبي قيس المصلوب، أخرجه : الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع (2/347) قال: أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال بصور أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد أخبرنا أبو الوليد خلف بن أحمد بن خلف السمري حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مروان عن محمد بن أبي قيس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :((لا نكاح إلا بولي من أنكح بغير ولي فنكاحه باطل)).
7- وإبراهيم بن أبي عبلة، أخرجه : الدارقطني في العلل (5/ورقة115ب)قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المصري، وعثمان بن علي الصيدلاني، قالا: حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي حمزة، قال: حدثنا يحيى بن أبي الحصيب، عن هانيء بن عبد الرحمن بن أبي عبلة، قال: حدثني عمي إبراهيم بن أبي عبلة، عن الزهري…الحديث.(3/130)
8- ويونس بن يزيد، أخرجه : الدارقطني في العلل (5/ورقة115ب)قال: حدثنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن محمد بن القاسم البحراني شحيم، قال: حدثنا طلحة، عن يزيد بن محمد الأيلي، عن يونس، عن الزهري…الحديث.
9- ومحمد بن إسحاق، أخرجه : الدارقطني في العلل (5/ورقة115ب)قال: حدثنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي، قال: حدثنا عبدالله بن يزيد الدمشقي، عن صدقة بن عبد الله، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري…الحديث.
10- وأيوب بن موسى، أخرجه : ابن عدي في الكامل (4/199) قال :حنا محمد بن أبي علي حدثني يحيى بن عثمان بن صالح ثنا بن أبي مريم ثنا عبد الله بن فروخ عن أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا نكاح إلا بولي)).
وتابع الزهريَّ :
1- هشامُ بن عروة، أخرجه :
أبو يعلى في مسنده (8/139 رقم4682)قال: حدثنا أبو هشام حدثنا أبو عامر حدثنا زمعة بن صالح، ومن طريق زمعة أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/30).
وقال أبو يعلى في مسنده أيضاً (8/191رقم 4749) : حدثنا سريج بن يونس قال: حدثنا علي بن ثابت قال: حدثنا مندل بن علي.
والطبراني في المعجم الأوسط (7/469-470رقم 6923) قال: محمد بن علي بن حبيب، قال: حدثنا علي بن جميل الرقي، قال: حدثنا حسين بن عياش، عن جعفر بن برقان، ومن طريق علي بن جميل أخرجه : الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (3/2122رقم1830).
وابن عدي في الكامل (2/360) قال: ثنا أحمد بن صالح أبو العلاء الفارسي بصور ثنا عماد بن رجاء ثنا الحسين بن علوان، وقال أيضاً (6/376) ثنا أحمد بن حفص السعدي ثنا داود بن رشيد ثنا مطرف بن مازن، عن ابن جريج.
وابن المقريء في معجمه (ص154رقم457) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان بن سيف، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا صدقة بن عبد الله.(3/131)
والدارقطني في سننه (3/227) قال: نا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر نا أحمد بن الحسين بن عباد النسائي نا محمد بن يزيد بن سنان نا أبي.
وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/239) قال: حدثنا القاضي ابو أحمد قال: حدثني أبو بكر محمد بن يعقوب، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، قال: حدثنا أبو مالك عمرو بن هاشم الجنبي.
والخطيب في تاريخ بغداد (12/157) قال: أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن معاذ النيسابوري حدثنا سهل بن عمار حدثنا البيع بن سعدان حدثنا نوح بن دراج.
جميعهم (زمعة بن صالح، ومندل بن علي، وجعفر بن برقان، والحسين بن علوان، وابن جريج، ويزيد بن سنان ، وصدقة بن عبد الله، وأبو مالك عمرو بن هاشم الجنبي، ونوح بن دراج) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل))، قال الطبراني :((لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن برقان، عن هشام بن عروة إلاّ الحسين بن عياش، تفرد به علي بن جميل)).
2- وأبو الغصن ثابت بن قيس، أخرجه : ابن عدي في الكامل (3/16) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله البزاز البلدي، والدارقطني في العلل (5/120أ) قال: حدثنا جعفر الخلدي، ودعلج السجزي.
جميعهم عن محمد بن علي بن زيد قال ثنا أبو الوليد خالد بن يزيد العدوي ثنا أبو الغصن وهو ثابت بن قيس انه سمع عروة يحدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( أيما امرأة تزوجت بغير اذن وليها فنكاحها باطل فان كان دخل بها فلها صداقها بما استحل منها فان اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له)).
وتابع عروة بن الزبير :(3/132)
1- عبد الله بن شداد بن الهاد، أخرجه : ابن عدي في الكامل (2/26) قال: ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن أبي السري ثنا بكر بن الشرود عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن شداد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي)).
2- والقاسم بن محمد، أخرجه ابن عدي في الكامل (6/456) قال: خبرنا أبو يعلى ثنا جبارة بن المغلس، ثنا مندل بن علي، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي والسلطان ولي من لا ولي له)).
وخالف سليمانَ بنَ موسى ومن تابعه سليمانُ بنُ أرقم، وعمرُ بنُ قيس: فروياه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أخرجه :
- الطبراني في المعجم الأوسط (7/191رقم6362)، وابن عدي في الكامل (3/250)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/224) من طريق محمد بن سلمة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل والسلطان ولي من لا ولي له))، وقال الطبراني :((لم يرو هذين الحديثين عن الزهري إلاّ سليمان بن أرقم، تفرد بهما محمد بن سلمة))،
-وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (10/172رقم9369) قال: حدثنا هارون بن محمد بن المنخل نا الفضل بن أبي طالب نا الحارث بن منصور نا عمر بن قيس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا تنكح المرأة إلا بإذن ولي))، وقال :((لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلاّ عمر بن قيس، تفرد به الحارث بن منصور)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
تبين مما تقدم أنّ الحديث اختلف فيه على الزهري على وجهين :(3/133)
فرواه إبراهيم بن أبي عبلة، وأيوب بن موسى، وجعفر بن ربيعة، والحجاج بن أرطاة، وسليمان بن موسى، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعثمان بن عبدالرحمن، وقرة بن حيوئيل، ومحمد بن إسحاق، ومحمد المصلوب، ويونس بن يزيد جميعهم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة…الحديث.
وتابع الزهريَّ على هذا الوجه : أبو الغصن ثابت بن قيس، وهشام بن عروة، وتابع عروةَ بنَ الزبير : عبد الله بن شداد بن الهاد، والقاسم بن محمد.
ورواه سليمان بن أرقم، وعمر بن قيس كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة…الحديث.
والوجه الثاني باطل عن الزهري فسليمان بن أرقم، وعمر بن قيس كلاهما متروك الحديث –تقدمت ترجمة سليمان في المسألة رقم (1163)، وعمر قال عنه ابن حجر :((متروك))، التقريب (ص416رقم4959)-، وتفردهما عن الزهري منكر جداً، قال الدارقطني (9/198) :((فرواه عمر بن قيس عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، ووهم في إسناده ومتنه، وإنما روى الزهري هذا الحديث عن عروة عن عائشة)).
وأمّا الوجه الأوَّل فأقوى رواياته وأشهرها رواية سليمان بن موسى، وأمّا باقي الروايات فلا تصح قال يحيى بن معين –كما في تاريخ الدوري عنه (3/232)- :(( ليس يصح في هذا شيء إلا حديث سليمان بن موسى))، وقال أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (1/293) :((وقد رُوي هذا الحديث عن جعفر بن ربيعة، وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، ويزيد بن أبي حبيب، والحجاج بن أرطاة عن الزهري، بنحو ما رواه سليمان بن موسى، عن عروة،ورُوي أيضاً من حديث ابن الأسود، عن عروة لكنها واهنة كلها ليست مما يقوم به الحجة))، وقال ابن عدي في الكامل (3/267) :(( وقد حدث بحديث" لا نكاح إلا بولي" عن الزهري عن عروة عن عائشة مع سليمان موسى : حجاج بن أرطاة ويزيد بن أبي حبيب وقرة بن حيوئيل وأيوب بن موسى وابن عيينة وإبراهيم بن سعد وكل هؤلاء طرقهم طرق غريبة إلا حديث حجاج بن أرطاة فإنه مشهور رواه عنه جماعة)).(3/134)
وتفصيل ذلك :
أنّ رواية الحجاج بن أرطاة فيها الحجاج وهو ضعيف كما تقدم في المسألة رقم (1149)، وقد اتفق الحفاظ على أنه لم يسمع من الزهري، – انظر : تحفة التحصيل (ص61-62)-، وقال البوصيريُّ في مصباح الزجاجة (2/104) :((هذا إسناد ضعيف حجاج هو ابن أرطأة مدلس وقد رواه بالعنعنة وأيضا لم يسمع حجاج من عكرمة إنما يحدث عن داود بن الحصين عن عكرمة قال الامام أحمد ولم يسمع الحجاج أيضا من الزهري قاله عباد بن العوام وأبو زرعة وأبو حاتم)).
ورواية جعفر بن ربيعة مدارها على ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث كما تقدم في المسألة رقم (1104)، ويبدو أنه يضطرب في رواية هذا الحديث، فقد رواه أيضاً عن عبيد الله بن أبي جعفر.
ورواية عبيد الله بن أبي جعفر، فيها ابن لهيعة.
ورواية قرة بن حيوئيل، فيها رشدين بن سعد وهو ضعيف الحديث-التقريب (ص209رقم1942)-، وقرة صدوق له مناكير –التقريب (ص455رقم5541)-.
ورواية عثمان بن عبدالرحمن الوقاصي فيها عثمان وهو متروك الحديث كما تقدم في المسألة رقم (1097).
ورواية محمد بن سعيد أبي قيس المصلوب، فيها محمد قال ابن حجر في التقريب (ص480رقم5907) :((كذبوه)).
ورواية إبراهيم بن أبي عبلة فيها هانيء بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في الثقات (7/584) وقال :((ربما أغرب)).
ورواية يونس بن يزيد فيها يزيد بن محمد الأيلي قال فيه أبو حاتم-كما في الجرح (9/289رقم1232)- :(( هذا شيخ أدركته ولم أسمع منه وأتاه قوم قبلى فسألوه التحديث فأخبرهم أنه ذهب كتبه عن يونس بن يزيد))، وتفرده عن يزيد مما يستنكر.
ورواية محمد بن إسحاق فيها صدقة بن عبد الله هو السمين ضعيف الحديث-كما تقدم في المسألة رقم (1220)-.
ورواية أيوب بن موسى فيها عبد الله بن فروخ له مناكير وأغلاط، وقد ذكر هذا الحديث ابن عدي في الكامل في ترجمته كما تقدم.
فتبين مما تقدم أنّ جميع المتابعات لسليمان بن موسى معلولة وغريبة كما قال ابن عدي وغيره-كما تقدم-.(3/135)
وأما المتابعات للزهري فهي معلولة أيضاً، وبيان ذلك :
أ- متابعة هشام بن عروة، رواها عنه :
زمعة بن صالح، وزمعة ضعيف-كما تقدم في المسألة رقم (1206)- .
ومندل بن علي، ومندل ضعيف-التقريب (ص545رقم6883)-، قال الدوري في تاريخه (4/30) :((سمعت يحيى يقول : روى مندل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نكاح إلا بولي قال يحيى وهذا حديث ليس بشيء)).
وجعفر بن برقان، ورواية جعفر بن برقان في السند إليه علي بن جميل قال عنه ابن حبان في المجروحين (2/116) :(( يضع الحديث وضعا لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال)) .
والحسين بن علوان، والحسين بن علوان قال عنه ابن حبان في المجروحين (1/245) :(( كان يضع الحديث على هشام بن عروة وغيره من الثقات وضعا لا تحل كتابة حديثه إلى على جهة التعجب كذبه أحمد بن حنبل)) .
وابن جريج، في السند إليه مطرف بن مازن قال عنه ابن حبان في المجروحين (3/29) :((كان ممن يحدث بما لم يسمع ويروي ما لم يكتب عمن لم يره لا تجوز الرواية عنه إلا عند الخواص للاعتبار فقط)) وكذبه ابن معين.
ويزيد بن سنان وهو ضعيف والراوي عنه ابنه محمد وهو ضعيف قاله الدارقطني –نصب الراية (3/187)-.
وصدقة بن عبد الله هو السمين تقدم أنه ضعيف.
وأبو مالك عمرو بن هاشم الجنبي ، وهو ضعيف الحديث- انظر : التقريب (ص427رقم5126)، المحروحين (2/77)-، وقد اضطرب في الحديث كما بين ذلك ابن عدي في الكامل (1/365).
ونوح بن دراج كذبه ابن معين وغيره-التهذيب (10/482-484).
قال الخليلي (1/350) :((وفي هذا الحديث اختلاف كثير من حديث عروة فقد رواه زمعة بن صالح وصدقة وغيرهما عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة ولم يتباعهم الأئمة من أصحاب هشام)).(3/136)
ب- متابعة أبي الغصن ثابت بن قيس، قال ابن حجر في التقريب (ص133رقم828) :((ثابت بن قيس…صدوق يهم))، وفي السند إليه خالد العمري، قال ابن معين-كما في الجرح 3/360)- :((خالد بن يزيد العمري كذاب))، قال ابن عدي (3/16) :(( وهذا الحديث عن عروة بن الزبير يحدثه عنه الزهري وهشام بن عروة وثابت بن قيس هذا ثالثهم ولا أعلم عنه غير خالد بن يزيد هذا ولعل البلاء فيه من أبي الغصن لا من خالد ولخالد بن يزيد العدوي غير هذا من الحديث ومقدار ما يرويه عن من رواه لا يتابع عليه)).
وكذلك المتابعات لعروة بن الزبير معلولة أيضاً، وبيان ذلك :
1- متابعة عبد الله بن شداد بن الهاد، في السند إليه بكر بن الشرود قال ابن حجر :((تفرد به بكر عن الثوري، وهو باطل بهذا الإسناد))، وبكر كذبه ابن معين –اللسان (2/52-54)-.
2- والقاسم بن محمد، والإسناد إليه مسلسل بالضعفاء : جبارة بن المغلس، ومندل بن علي، وليث بن أبي سليم.
فتبين مما تقدم أنّ أقوى طرق الحديث وأشهرها ما رواه ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة،عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلاّ بولي))، وقد أعلَّ هذا الطريق بعلتين :(3/137)
العلة الأولى –وهي التي أوردها أبو حاتم في هذه المسألة-: أنَّ إسماعيل بن علية روى هذا الحديث عن ابن جريج، وزاد في روايته :((عن ابن جريج قال: فسألت عنه الزهريَّ فلم يعرفه))، كذا رواه عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن موسى، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو عبيد القاسم بن سلام، زاد أحمد بن حنبل، ، وإبراهيم بن موسى في روايتيهما :(( وأثنى على سليمان بن موسى)) قال الترمذي :((وقد تكلم بعض أصحاب الحديث في حديث الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن جريج ثم لقيت الزهري فسألته فأنكره فضعفوا هذا الحديث من أجل هذا))، كذا نقل الترمذيُّ كلام ابن جريج :(( ثم لقيت الزهري فسألته فأنكره))، فلفظة :((فأنكره)) لم يسندها الترمذي، والأئمةُ-المتقدم ذكرهم- رووه عن ابن علية بلفظ :((فلم يعرفه)) وفرق بين اللفظين-كما لا يخفى-!، والأظهر أنَّ الصحيح رواية ((فلم يعرفه)).
وقد أجيب عن هذه العلة بجوابين :(3/138)
الجواب الأوَّل : توهيمُ ابنِ عليةَ في هذه الزيادة، فقد روى الحديث عن ابن جريج أكثر من عشرين راوياً-كما تقدم- فلم يذكر أحدٌ منهم هذه الزيادة، قال الدوري في تاريخه عن ابن معين (3/86) :((سمعت يحيى يقول : "لا نكاح إلا بولى" الذي يرويه ابن جريج، فقلتُ له: إن ابن علية يقول: قال ابن جريج لسليمان بن موسى فقال: نسيت بعد، قال يحيى: ليس يقول هذا إلا ابن علية، وابن علية عرض كتب ابن جريج على عبدالمجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد فأصلحها له فقلت ليحيى: ما كنت أظن أن عبد المجيد بن عبدالعزيز بن أبى رواد هكذا قال كان أعلم الناس بحديث ابن جريج ولكنه لم يكن يبذل نفسه للحديث))، وقال الترمذي :(( وقد تكلم بعض أصحاب الحديث في حديث الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن جريج ثم لقيت الزهري فسألته فأنكره فضعفوا هذا الحديث من أجل هذا وذكر عن يحيى بن معين أنه قال لم يذكر هذا الحرف عن ابن جريج إلا إسماعيل بن إبراهيم قال يحيى بن معين وسماع إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج ليس بذاك إنما صحح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ما سمع من ابن جريج وضعف يحيى رواية إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج))، وقال الحاكم في المستدرك (2/169) :((أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر عنده أن ابن علية يذكر حديث ابن جريج في لا نكاح إلا بولي قال ابن جريج فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى قال أحمد بن حنبل أن ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول في حديث "لا نكاح إلا بولي" الذي يرويه ابن جريج فقلت له إن ابن علية يقول قال ابن جريج فسألت عنه الزهري فقال: لست أحفظه، فقال يحيى بن معين ليس يقول(3/139)
هذا إلا ابن علية وإنما عرض ابن علية كتب ابن جريج على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فأصلحها له ولكن لم يبذل نفسه للحديث))، وقال البيهقي في السنن الكبرى (7/105) :((أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر عنده أن ابن علية يذكر حديث ابن جريج "لا نكاح إلا بولي" قال ابن جريج فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى فقال أحمد بن حنبل إن ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج)).(3/140)
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/373) :(( أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وأبو القاسم إسماعيل بن محمد قالا أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر أنا محمد بن عبدالله بن خلف نا عمر بن محمد الجوهري أنا أحمد بن محمد بن هانيء الأثرم قال قلت لأبي عبدالله حديث الولي الكلام الذي يزيد فيه إسماعيل فقال نعم لم أسمعه من أحد غيره قال أبو عبدالله: إسماعيل إنما سمع هذا بالبصرة فكيف هذا ؟ كالمنكر له إن شاء الله قلت له: فذاك حديث ثبت عندك فقال ما أدري أخبرك قال أبو بكر معنى هذا الكلام أن ابن جريج روى عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي قال : أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فرواه إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج فزاد فيه قال ابن جريج فسألت الزهري عنه فلم يعرفه فكأنه أنكر هذه الزيادة قيل لأبي عبدالله كان إسماعيل حمل على ابن جريج فنفص يده وأنكر ذلك وقال من قال هذا كيف وهو قد سمع من ابن جريج فقدم مكة فأراد أن يصحح سماعه فقال: من أعلم هاهنا بابن جريج؟ فقيل له عبدالمجيد بن أبي رواد فعرضها عليه))، وقال أيضاً (374) :(( أخبرنا أبو عبدالله الحسن بن أحمد بن علي و أخبرنا أبوالقاسم الشحامي قالا أنا أبو بكر البيهقي قال أنا أبو عبدالله الحافظ قال سمعت أبا إسحاق المزكي يقول سمعت أبا سعيد محمد بن هارون يقول سمعت جعفر الطيالسي يقول سمعت يحيى بن معين يوهن رواية ابن علية عن ابن جريج أنه أنكر معرفة حديث سليمان بن موسى وقال لم يذكره عن ابن جريج غير ابن علية وإنما سمع ابن علية من ابن جريج سماعا ليس بذاك إنما صحح كتبه على كتب عبدالمجيد بن عبدالعزيز وضعف يحيى بن معين رواية إسماعيل عن ابن جريج جدا))، وقال أيضاً (صلى الله عليه وسلم375) :(( أخبرنا أبو محمد عبدالكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب أنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي ثنا علي بن عمر الحافظ نا محمد بن مخلد حدثني علي بن(3/141)
الحسين بن حبان بن عمار قال وجدت في كتاب أبي بخطة قال قال أبو زكريا يحيى بن معين كتب إلي يحيى بن أكثم هل يصح عندك حديث الزهري عن عروة عن عائشة "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فكتب إليه نعم هو صحيح سليمان بن موسى ثقة ولعل الزهري نسيه بعد، وهذه الكلمة لم يحدث بها غير إسماعيل ابن علية قال ابن جريج سألت عنه الزهري فلم يعرفه وهو عندنا صحيح))، وقال ابن حزم في المحلى (9/452-453) :(( فاعترض قوم على حديث أم المؤمنين هذا بأن ابن علية روى عن ابن جريج أنه سأل الزهري عن هذا الحديث فلم يعرفه…فقلنا أما قولكم إن الزهري سأله عنه ابن جريج فلم يعرفه فإن أبا سليمان داود بن بابشاد بن داود بن سليمان كتب إلي نا عبد الغني ابن سعيد الأزدي الحافظ نا هشام بن محمد بن قرة الرعيني قال نا أبو جعفر الطحاوي نا أحمد بن أبي داود عمران قال نا يحيى بن معين عن ابن علية عن ابن جريج أنه سأل الزهري عن هذا الحديث فلم يعرفه، قال أبو محمد وهذا لا شيء لوجهين أحدهما ما حدثناه القاضي أبو بكر حمام بن أحمد قال نا عباس بن أصبغ نا محمد بن عبدالملك بن أيمن نا غيلان نا عباس نا يحيى بن معين حديث ابن جريج هذا قال عباس فقلت له إن ابن علية يقول قال ابن جريج لسليمان بن موسى فقال نسيت بعد فقال ابن معين ليس يقول هذا إلا ابن علية وابن علية عرض كتب ابن جريج على عبدالمجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فأصلحها له قال ابن معين لا يصح في هذا إلا حديث سليمان بن موسى قال أبو محمد فصح أن سماع ابن علية من ابن جريج مدخول))، وقال ابن عبدالبر في التمهيد (19/86) :(( هذا لو صح ما حكى ابن علية عن ابن جريج فكيف وقد أنكر أهل العلم ذلك من حكايته ولم يعرجوا عليه)).(3/142)
الجواب الثاني : أنّ رواية ابن علية صحيحة، وأنّ الزهري نسي الحديث بعد أن حدّث به سليمان بن موسى، قال أبو حاتم ابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/385-386)- :(( هذا خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه منقطع أو لا أصل له بحكاية حكاها ابن علية عن ابن جريج في عقب هذا الخبر قال ثم لقيت الزهري فذكرت ذلك له فلم يعرفه وليس هذا مما يهي الخبر بمثله وذلك أنّ الخيِّرَ الفاضل المتقن الضابط من أهل العلم قد يحدث بالحديث ثم ينساه وإذا سئل عنه لم يعرفه فليس بنسيانه الشيء الذي حدث به بدال على بطلان أصل الخبر والمصطفى صلى الله عليه وسلم خير البشر صلى فسها فقيل له يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت فقال كل ذلك لم يكن فلما جاز على من اصطفاه الله لرسالته وعصمه من بين خلقه النيسان في أعم الأمور للمسلمين الذي هو الصلاة حتى نسي فلما استثبتوه أنكر ذلك ولم يكن نسيانه بدال على بطلان الحكم الذي نسيه كان من بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم من أمته الذين لم يكونوا معصومين جواز النسيان عليهم أجوز ولا يحوز مع وجوده أن يكون فيه دليل على بطلان الشيء الذي صح عنهم قبل نسيانهم ذلك)).
وقال ابن عدي في الكامل (3/266) :(( ثنا بن أبي عصمة ثنا أحمد بن أبي يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول أحاديث أفطر الحاجم والمحجوم ولا نكاح إلا بولي أحاديث يشد بعضها بعضا وأنا أذهب إليها وسمعت أحمد بن حفص السعيد يقول سئل أحمد بن حنبل يعني وهو حاضر حديث الزهري يقولون في النكاح بلا ولي فقال روح الكرابيسي: الزهريُّ قد نسي هذا ، واحتج بحديث سمع ابن عيينة من عمرو بن دينار ثم لقي الزهري فقال: لا أعلمه قال فقلت لعمرو بن دينار فقال: حدثني به في مس الإبط أن فيه وضوءا)).(3/143)
وقال الحاكم :(( فقد صح وثبت بروايات الأئمة الأثبات سماع الرواة بعضهم من بعض فلا تعلل هذه الروايات بحديث ابن علية وسؤاله ابن جريج عنه وقوله أني سألت الزهري عنه فلم يعرفه فقد ينسى الثقة الحافظ الحديث بعد أن حدث به وقد فعله غير واحد من حفاظ الحديث)).
وقال ابن حزم في المحلى (9/452-453) :((ثم لو صح أن الزهري أنكره وأن سليمان بن موسى نسيه فقد روينا من طريق مسلم بن الحجاج نا ابن نمير قال قال لي عبدة وأبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قالت كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسمع قراءة رجل في المسجد فقال رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أنسيتها نا أحمد بن محمد بن الجسور نا وهب بن مسرة نا ابن وضاح نا أبوبكر ابن أبي شيبة نا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ذر بن عبد الله المرهبي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الفجر فأغفل آية فلما صلى قال أفي القوم أبي بن كعب فقال له أبي بن كعب يا رسول الله أغفلت آية كذا أو نسخت فقال عليه الصلاة والسلام بل أنسيتها قال أبو محمد فإذا صح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسى آية من القرآن فمن الزهري ومن سليمان ومن يحيى حتى لا ينسى وقد قال عز وجل {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى}، لكن ابن جريج ثقة فإذا روى لنا عن سليمان بن موسى وهو ثقة أنه أخبره عن الزهري بخبر مسند فقد قامت الحجة به سواء نسوه بعد أن بلغوه وحدثوا به أو لم ينسوه، وقد نسى أبو هريرة حديث لا عدوى، ونسى الحسن حديث من قتل عبده ونسى أبومعبد مولى ابن عباس حديث التكبير بعد الصلاة بعد أن حدثوا بها فكان ماذا لا يعترض بهذا إلا جاهل أو مدافع للحق بالباطل ولا ندري في أي القرآن أم في أي السنن أم في أي حكم العقول وجدوا أن من حدث بحديث ثم نسيه أن حكم ذلك الخبر يبطل ما هم إلا في دعوى كاذبة بلا برهان)).(3/144)
وقال ابن عبد البر في التمهيد (19/86) :(( روى هذا الحديث إسماعيل ابن علية عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة كما رواه غيره وزاد عن ابن جريج قال فسألت عنه الزهري فلم يعرفه ولم يقل هذا أحد عن ابن جريج غير ابن علية وقد رواه عنه جماعة لم يذكروا ذلك ولو ثبت هذا عن الزهري لم يكن في ذلك حجة لأنه قد نقله عنه ثقات منهم سليمان بن موسى وهو فقيه ثقة إمام وجعفر بن ربيعة والحجاج بن أرطاة فلو نسيه الزهري لم يضره ذلك شيء لأن النسيان لا يعصم منه إنسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"نسي آدم فنسيت ذريته" وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسى فمن سواه أحرى أن ينسى ومن حفظ فهو حجة على من نسي فإذا روى الخبر ثقة عن ثقة فلا يضره نسيان من نسيه هذا لو صح ما حكى ابن علية عن ابن جريج فكيف وقد أنكر أهل العلم ذلك من حكايته ولم يعرجوا عليه))، وانظر أيضاً (2/141-142).
وقال الخطيب في الكفاية (379-384) :(( باب القول فيمن روى حديثا ثم نسيه هل يجب العمل به أم لا؟،…وقد اختلف الناس في العمل بمثل هذا وشبهه فقال أهل الحديث وعامة الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وغيرهما وجمهور المتكلمين ان العمل به واجب إذا كان سامعه حافظا والناسي له بعد روايته عدلا وهو القول الصحيح، وزعم المتأخرون من أصحاب أبي حنيفة انه لا يجب قبول الخبر على هذا السبيل ولا العمل به قالوا ولهذا لزم اطراح حديث الزهري في المرأة تنكح بغير اذن وليها وحديث سهيل بن أبي صالح في القضاء باليمين مع الشاهد لأنهما لم يعترفا به لما ذكراه…)).(3/145)
العلة الثانية : ذكرها الإمام أحمدُ بنُ صالح المصري، قال أبو أحمد الحاكم (1/290) :((أخبرني أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبيّ، قال: قراتُ على أحمد بن محمد بن الحجاج قال: سمعت أحمد بن صالح-وسئل عن حديث سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة:"أيما امراة نكحت"- قال أحمد: أخبرني من رأى هذا الحديث في كتاب ذاك الخبيث محمد بن سعيد عن الزهري، وأنا أظن أنه ألقاه إلى سليمان بن موسى، وألقاه سليمان إلى ابن جريج)).
والجواب عن هذه العلة من ثلاثة أوجه :
أنّ هذا الكلام ليس عليه دليل، وإنما هو ظن من أحمد بن صالح كما صرح هو بذلك في قوله :(( وأنا أظن أنه ألقاه)).
أنّ هذا فيه جرح ورمي لسليمان بن موسى بالغفلة وقبول التلقين من أحد الكذابين المقتولين بالزندقة.
أنّ هذه العلة لم يذكرها أحدٌ من الأئمة قبل أحمد بن صالح كابن معين، وأحمد بن حنبل مع نقدهم للزيادة التي رواها ابن علية، ففي خفاء مثل هذه العلة عنهم بعد !!.
فتبين مما تقدم أنّ الحديث من طريق سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم صحيح، وقد صححه ابن معين من هذا الطريق –كما تقدم- وصححه أبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، وابن حزم، وقال ابن عدي –كما تقدم-:((وهذا حديث جليل في هذا الباب في باب لا نكاح إلا بولي وعلى هذا الاعتماد في إبطال نكاح بغير ولي وقد رواه عن بن جريج الكبار من الناس))، وقال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (3/144) :((الحديث من أجود ما روى الحاكم في مستدركه، وإن كان عنده تساهل )).(3/146)
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/157) :(( وأعل ابن حبان وابن عدي وابن عبد البر والحاكم وغيرهم الحكاية عن بن جريج وأجابوا عنها على تقدير الصحة بأنه لا يلزم من نسيان الزهري له أن يكون سليمان بن موسى وهم فيه وقد تكلم عليه أيضا الدارقطي في جزء من حدث ونسي والخطيب بعده وأطال في الكلام عليه البيهقي في السنن وفي الخلافيات وابن الجوزي في التحقيق وأطال الماوردي في الحاوي في ذكر ما دل عليه هذا الحديث من الأحكام نصا واستنباطا فأفاد )).
وللحديث شواهد تقدم ذكرها في المسألة رقم (1188) وفي المسألة رقم (1216) وجميع هذه الشواهد معلولة ولا تصح عدا حديث أبي موسى الأشعري، وتقدم بيان ذلك في المسألتين المذكورتين.
- - - -
138- ] 1225[ وسألْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ لنا مُحَمَّدُ بنُ عبداللّهِ بنِ عبدالحَكَم(1)، عَنْ أَبي بَكْر بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ(2)، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَل(3)، عَنْ زَيْدِ بنِ أسلم(4)، عَنْ ابن عُمَرَ(5)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قولِهِ عز وجل { نساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } *، قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عبداللّهِ بنُ نَافِع الصَّائِغُ(6)، عَنْ دَاوُدَ بنِ قَيْسٍ(7)، عَنْ زَيْدِ بنِ أسلم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ(8)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ(9)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا أَشْبَه، وهَذَا أَيْضاً مُنْكَرٌ، وَهُوَ أَشْبَه مِنْ حَدِيثِ ابن عُمَرَ؛ لأَنَّ النَّاسَ أَقْبَلُوا قِبَلَ نَافِع(10) فِيما حَكَى عَنْ ابن عمر في قولِهِ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} فِي الرُّخْصَةِ، فَلُو كَانَ عَنْدَ زَيْدِ بنِ أسلم عَنْ ابن عمر/ لكانوا لا يُولَعُون بِنَافِع، وَأَوْلُ مَا رَأيْتُ حَدِيثَ ابن عبدالحَكَم اسْتَغْرَبْنَاهُ ثم تَبَيَّنَ لِي عِلَتَهُ**.
………………………………
* سورة البقرة: آية 223.(3/147)
** نقل كلام أبي حاتم ابن كثير في تفسيره (1/263) فقال:((قال أبوحاتم الرازي: لو كان هذا عند زيد بن أسلم عن ابن عمر لما أولع الناس بنافع وهذا تعليل منه لهذا الحديث وقد رواه عبدالله بن نافع عن داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري فذكره)).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : محمد بن عبدالله بن عبدالحكم بن أعين، أبوعبدالله المصري ، روى عن: إسحاق بن بكر، وعبدالله بن وهب، وأبي بكر عبدالحميد بن أبي أويس وغيرهم، روى عنه: أحمد بن شعيب النسائي، وعبدالرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم.
ثقةٌ، قال النسائي، وسعيد بن عثمان، ومسلمة، وابن حجر:((ثقة))، وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم:((كتبت عنه وهو صدوق ثقة أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك))، مات سنة ثمان وستين ومائتين.
انظر: الجرح (7/300-301 رقم 1630)، المعجم المشتمل (ص249رقم864)، تهذيب الكمال (25/497-502)، التهذيب (9/260-262)، التقريب (ص488رقم6028).
(2) هو : عبدالحميد بن عبدالله بن عبدالله بن أويس الأصبحي، أبوبكر بن أبي أويس مشهور بكنيته كأبيه، روى عن: سليمان بن بلال، وأبيه أبي أويس عبدالله بن عبدالله المدني، ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب وغيرهم، روى عنه: أخوه إسماعيل بن أبي أويس ، وأيوب بن سليمان بن بلال، ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم وغيرهم.
ثقة، قال يحيى بن معين، والذهبي ، وابن حجر:((ثقة))، وقال أبوعبيد الآجري:((سألت أبا داود عنه فقدمه على إسماعيل تقديما شديدا))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، روى له الجماعة سوى ابن ماجة، مات سنة اثنتين ومائتين.
انظر: الجرح (6/15رقم72)، الثقات (8/398)، تهذيب الكمال (16/444-446)، الكاشف (2/151رقم3147)،التقريب (ص 333رقم3767).(3/148)
(3) هو : سليمان بن بلال القرشي التيمي، أبومحمد ويقال: أبوأيوب المدني ، مولى عبدالله بن أبي عتيق، روى عن: زيد بن أسلم، وعبدالله بن دينار، ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم، روى عنه: عبدالله بن مسلمة القعنبي، وأبوبكر عبدالحميد بن أبي أويس، وأبوعامر عبدالملك بن عمرو وغيرهم.
متفق على توثيقه، قال محمد بن سعد:((كان بربريا جميلا حسن الهيئة عاقلا وكان يفتي بالبلد وولي خراج المدينة وكان ثقة كثير الحديث))، وقال أبوزرعة:((سليمان بن بلال أحب إلى من هشام بن سعد))، روى له الجماعة، مات سنة سبع وسبعين ومائة.
انظر: الطبقات (5/420)، الجرح (4/103رقم460)، تهذيب الكمال (11/372-376).
(4) هو : زيد بن أسلم القرشي العدوي، أبوأسامة، ويقال: أبوعبدالله المدني، مولى عمر بن الخطاب، روى عن: أبيه أسلم، وعبدالله بن عمر، وعطاء بن يسار وغيرهم، روى عنه: داود بن قيس الفراء، وسليمان بن بلال، ومالك بن أنس وغيرهم.
متفق على ثقته وعلمه، قال يعقوب بن شيبة:((ثقة من أهل الفقه والعلم وكان عالما بتفسير القرآن له كتاب فيه تفسير القرآن))، روى له الجماعة، مات سنة ست وثلاثين ومائة.(3/149)
وقد تكلم في سماعه من ابن عمر فقال سفيان بن عيينة:((ما سمع من ابن عمر إلا حديثين))، وقال ابن عبدالبر:((وقد زعم أبوجعفر الطحاوي أن زيد بن أسلم لم يسمع من ابن عمر وهذا غلط، وقد بان لك في حديث ابن عيينة هذا سماعه ومما يدل على ذلك أيضا ما ذكره ابن وهب في كتاب المجالس قال: أخبرنا ابن زيد عن أبيه أن أباه أسلم أرسله إلى عبدالله بن عمر يكتب له إلى قيمه بخيبر أن يصنع له خصفتين …))، وقال ابن حجر في النكت الظراف:((زعم الطحاوي في كتاب الاختلاف أنّ زيد بن أسلم لم يسمع من ابن عمر))، وقال البخاريّ:((سمع ابن عمر))، وأخرج له في صحيحه حديثين عن ابن عمر أحدهما مقروناً بنافع، وعبدالله بن دينار، والآخر غير مقرون، والحديثان مذكوران في تحفة الأشراف، وكذلك أثبت سماعه مسلم بن الحجاج، وأبونعيم.
انظر: التاريخ الكبير (3/387رقم 1287)، الكنى والأسماء (ص104رقم241)، التمهيد (3/246-247)، حلية الأولياء (3/224)، تاريخ دمشق (19/274-294)، تهذيب الكمال (10/12-18)، جامع التحصيل (ص178)، النكت الظراف-حاشية تحفة الأشراف (5/347-348)-، التقريب (ص222رقم2117).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
(6) هو : عبدالله بن نافع بن أبي نافع الصائغ ، القرشي المخزومي مولاهم، أبومحمد المدني، روى عن: أسامة بن زيد الليثي، وداود بن قيس الفراء، وعبدالرحمن بن أبي وغيرهم، روى عنه: إبراهيم بن المنذر، وسلمة بن شبيب النيسابوري، ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم.(3/150)
صدوق، وكتابه صحيح، وهو من المقدمين في مالك، قال أحمد بن حنبل:((لم يكن صاحب حديث كان ضيقا فيه وكان صاحب رأي مالك وكان يفتي أهل المدينة برأي مالك ولم يكن في الحديث بذاك))، وقال يحيى بن معين، والنسائي-في موضع-:((ثقة))، وقال النسائي في موضع أخر:((ليس به بأس))، وقال أبوزرعة:((لا بأس به))، وقال البخاري-في التاريخ الصغير-:((في حفظه شيء))، وقال-في التاريخ الكبير-:((يعرفُ حفظه وينكر وكتابه أصح))، وقال أبوحاتم:((ليس بالحافظ هو لين في حفظه وكتابه أصح))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال:((كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ))، وقال محمد بن سعد:((كان قد لزم مالك بن أنس لزوما شديدا لا يقدم عليه أحدا وهو دون معن))، وقال أحمد بن صالح:((كان أعلم الناس بمالك وحديثه))، وقال أبوأحمد بن عدي:((روى عن مالك غرائب وهو في رواياته مستقيم الحديث))، وقال الذهبيُّ:((ثقة لينه بعضهم))، وقال ابن حجر:((ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين))، روى له البخاري في الأدب والباقون، مات سنة ست ومائتين وقيل بعدها.
انظر: الطبقات (5/438)، التاريخ الكبير (5/213 رقم687)، التاريخ الصغير (2/282)، الجرح (5/183-184 رقم856)، الثقات (8/348)، الكامل (4/242)، تهذيب الكمال (16/ 208-212)، ديوان الضعفاء (ص230رقم2330)، التهذيب (6/51-52)، التقريب (ص326رقم3659).
(7) هو : داود بن قيس الفراء الدباغ، أبوسليمان القرشي، مولاهم المدني، روى عن: إبراهيم بن عبدالله بن حنين، وزيد بن أسلم، ونافع بن جبير بن مطعم وغيرهم، روى عنه: عبدالله بن مسلمة القعنبي، وعبدالله بن نافع الصائغ، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.(3/151)
متفق على توثيقه، قال الشافعي:((ثقة حافظ))، وقال أحمد بن حنبل:((ثقة وهو أكبر من هشام بن سعد))، قال أبوحاتم:((ثقة، وهو أقوى عندنا من هشام بن سعد كان القعنبي يثني عليه))، استشهد به البخاري في الجامع وروى له في القراءة خلف الإمام وفي الأدب وروى له الباقون، مات في خلافة أبي جعفر المنصور.
انظر: الجرح (3/ 422-423رقم 1924)، تهذيب الكمال (8/439-442)، التقريب (ص199رقم1808).
(8) هو : عطاء بن يسار الهلالي، أبومحمد المدني القاص، مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن: أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبي سعيد الخدري وغيرهم، روى عنه: زيد بن أسلم، وشريك بن عبدالله بن أبي نمر، ويزيد بن عبدالله بن قسيط وغيرهم.
متفق على توثيقه، وعلمه، وفضله، قال الذهبي:((كان من كبار التابعين وعلمائهم))، وقال ابن حجر:((ثقة فاضل صاحب مواعظ وعبادة))، روى له الجماعة، مات سنة أربع وتسعين وقيل بعد ذلك .
انظر: تهذيب الكمال (20/125-128)، الكاشف (2/267رقم3862)، التقريب (ص392رقم4605).
(9) هو سعد بن مالك أبوسعيد الخدري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1095).
(10) هو: نافع مولى ابن عمر، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091) ((وهو متفق على جلالته وإتقانه)).
- - -
- التخريج:
محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل{نساؤكم حرث لكم}.
أخرجه:
النسائي في السنن الكبرى (5/316رقم 8981) كتاب النكاح، باب تأويل قول الله جل ثناؤه هذه الآية على وجه آخر.
والطبري في تفسيره (2/234).
والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/410رقم6117).(3/152)
جميعهم عن محمد بن عبدالله بن الحكم قال: أخبرنا أبوبكر بن أبي أويس قال: حدثني سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عمر:((أن رجلا أتى امرأته في دبرها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم})).
وسيأتي نحو ذلك من رواية نافع عن ابن عمر.
عبدالله بن نافع الصائغ، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
لم أقف على من أخرجه من طريق عبدالله بن نافع الصائغ، عن داود بن قيس.
وجميع من أخرج طريق عبدالله بن نافع الصائغ جعله من روايته عن هشام بن سعد، وقد أخرجه كذلك:
أبويعلى في مسنده (2/354-355رقم1103) قال: حدثنا الحارث بن سريج.
والطبري في تفسيره (2/234) قال: حدثني يونس بن عبدالأعلى.
والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/40)، وفي شرح مشكل الآثار (15/410رقم6118)قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب.
جميعهم عن عبدالله بن نافع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: أثفر( ) أثفرها : مأخوذ من الثفر، قال ابن منظور في لسان العرب (4/105) :((الثَّفَرُ، بالتحريك: ثَفَرُ الدابة، قال ابن سيده: الثَّفَرُ السَّيْرُ الذي في مؤخّر السَّرْج،…وأَثْفَرَ الدابة: عَمِلَ لها ثَفَراً أَو شدّها به)). ) رجل امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أثفر فلان امرأته فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم})).(3/153)
ووقع عند الطبري:((عن عطاء بن يسار أنّ رجلاً أصاب…))، ولم يذكر أبا سعيد، وذكره النسائي في السنن الكبرى (5/316) معلقاً فقال:((خالفه هشام بن سعد فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار))، وقال ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (6/201):((مع أن هشام بن سعد قد خالف سليمان في هذا فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلا)).
وتابع عبدالله بنَ نافع يحيى بنُ أيوب فرواه عن هشام بن سعد-به-، أخرجه: أسامة بن أحمد التجيبي ( ) ترجم له ابن حجر في لسان الميزان (1/341) فقال: ((أسامة بن أحمد أبوسلمة التجيبي المصري حدث عنه أبوسعيد بن يونس وقال يعرف وينكر انتهى وباقي كلامه لم يكن في الحديث بذاك مات في رمضان سنة سبع وثلاث مائة قلت روى عن أبي الطاهر بن السرح وهارون بن سعيد ومحمد بن سخبر ومحمد بن زياد الميموني وعلي بن زيد الفرائضي وغيرهم روى عنه أبوبكر الشافعي وأبوسعيد بن الأعرابي وجعفر بن أحمد بن جعفر التجيبي وابنه أحمد بن أسامة بن أحمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن السمح بن أسامة والحسن بن رشيق ومحمد بن معاوية بن الأحمر وأبوأحمد بن عدي وآخرون قال مسلمة بن قاسم:كان ثقة عالما بالحديث، قلت: ورأيت له مصنفا في حرمة الوطىء في الدبر يدل على سعة معرفته بالحديث)). ) في فوائده –كما في التلخيص الحبير(3/185).
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير:((ورواه-أي: أسامة بن أحمد التجيبي - من طريق معن بن عيسى عن هشام ولم يسم أبا سعيد قال: كان رجال من الأنصار)).
قال السيوطي في الدر المنثور (1/637):((وأخرج ابن راهويه، وأبويعلى، وابن جرير، والطحاوي في مشكل الآثار، وابن مردويه بسند حسن عن أبي سعيد الخدري أنَّ رجلاً أصاب امرأته في دبرها…))، الحديث.
نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر في الرخصة في ذلك –أي: في إتيان المرأة في دبرها-.
روى ذلك عن نافع جماعة ، وهم:
عبدالله بن عون، أخرجه:(3/154)
-البخاري في صحيحه (8/189رقم 4526) كتاب التفسير، باب {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم } الآية قال:حدثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا النضر بن شميل.
-وأبوعبيد في فضائل القرآن (ص190-191) قال: معاذ بن معاذ.
-وإسحاق بن راهويه في مسنده، وفي تفسيره -كما في فتح الباري (8/190)-. عن النضر بن شميل.
-وابن جرير الطبري في تفسيره (2/233) قال: حدثني يعقوب قال ثنا هشيم بن بشير.
-وقال أيضاً: حدثني يعقوب قال ثنا ابن علية.
-وقال أيضاً: حدثني إبراهيم بن عبدالله بن مسلم أبومسلم قال ثنا أبوعمر الضرير قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيس.
جميعهم عن عبدالله بن عون عن نافع قال:((كان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان، قال: تدري فيما أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا ثم مضى)) وهذا لفظ النضر بن شميل-في سياق البخاري-، ومعاذ بن معاذ.
ورواه إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيس، وإسماعيل بن علية، والنضر بن شميل-في سياق إسحاق بن راهوية في مسنده كما قال الحافظ-، وهشيم بن بشير، بلفظ:((كان ابن عمر إذا قرىء القرآن لم يتكلم، قال: فقرأت ذات يوم هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال: أتدري فيمن نزلت هذه ؟ قلت: لا، قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن)).
أيوب السختياني، أخرجه:
-البخاري في صحيحه –في الموضع السابق رقم (4527)- فقال: وعن عبدالصمد حدثني أبي،- قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/189):((وعن عبدالصمد هو معطوف على قوله أخبرنا النضر بن شميل وهو عند المصنف أيضا عن إسحاق بن راهويه عن عبدالصمد وهو ابن عبدالوارث بن سعيد،وقد أخرج أبونعيم في المستخرج هذا الحديث من طريق إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل بسنده وعن عبدالصمد بسنده)).
-وابن جرير الطبري في تفسيره (2/233) قال: حدثني أبوقلابة الرقاشي.(3/155)
كلاهما (إسحاق بن راهويه ، وأبوقلابة الرقاشي) عن عبدالصمد قال: حدثني أبي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر:((فأتوا حرثكم أنى شئتم قال: يأتيها في))، هذا لفظ البخاري في صحيحه، قال ابن حجر في الفتح (8/189):((قال أبوبكر بن العربي في سراج المريدين أورد البخاري هذا الحديث في التفسير فقال: يأتيها في..وترك بياضا)).
ولفظ ابن جرير في تفسيره:((عن ابن عمر فأتوا حرثكم أنى شئتم قال: في الدبر)).
وعبدالصمد هو: ابن عبدالوارث تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1126) وهو ((ثقة))، وأبوه: متفق على توثيقه وإتقانه –كما تقدم في المسألة رقم (1194)-.
عبيدالله بن عمر، أخرجه:
-البخاري في صحيحه –في الموضع السابق رقم (4527)- معلقاً قال:((رواه محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر)).
ووصلها:
-الحسن بن سفيان في مسنده-كما قال ابن حجر في تغليق التعليق (4/182)، وقال: ومن طريقه رواه أبونعيم في المستخرج، والحاكم في التاريخ-.
- والطبراني في المعجم الأوسط (4/494-495رقم3839)-ومن طريقه ابن حجر في تغليق التعليق (4/181)- قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي.
كلاهما (الحسن بن سفيان ، وعلي بن سعيد ) عن محمد بن أبي عتاب أبي بكر الأعين قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: أخبرنا أبي عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {نساؤكم حرث لكم} رخصة في إتيان الدبر)).
قال الطبراني:((لم يرو هذا الحديث عن عبيدالله بن عمر إلاّ يحيى بن سعيد، تفرد به محمد بن يحيى))، وقال ابن حجر في تغليق التعليق (4/182):((ورجاله ثقات))، وقال في الفتح (8/190):((قال الطبراني "لم يروه عن عبيدالله بن عمر إلا يحيى بن سعيد تفرد به ابنه محمد"، كذا قال ولم يتفرد به يحيى بن سعيد فقد رواه عبدالعزيز الدراوردي عن عبيدالله بن عمر أيضا…أخرجها الدارقطني في غرائب مالك)).(3/156)
ومحمد بن يحيى بن سعيد ثقة، ومحمد بن أبي عتاب أبي بكر الأعين صدوق قال ذلك ابن حجر في التقريب (ص512رقم6384، 495رقم6126).
ومتابعة عبدالعزيز الدراوردي ليحيى بن سعيد، أخرجها:
- الدارقطني في غرائب مالك-كما قال ابن حجر في الفتح (8/190)، وفي التلخيص الحبير (3/183)، وفي العجاب في بيان الأسباب (1/567-568)، والسيوطي في الدر المنثور (1/636)- قال: أخبرنا أبوجعفر الأسواني المالكيّ بمصر، قال: أخبرنا أبوبشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابيّ، قال: أنبأنا أبوالحارث أحمد بن سعيد الفهري، قال: أنبأنا أبوثابت محمد بن عبيدالله المدني، قال: حدثني عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيدالله بن عمر بن حفص، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس فرقهم كلهم عن نافع قال: قال لي ابن عمر: امسك عليّ المصحف يا نافع، فقرا حتى أتى على { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فأتوا حرثكم أنى شئتم… } قال لي: أتدري يا نافع فيم نزلت هذه الآية؟ قلتُ: لا، قال: نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها، فأعظم الناس ذلك، فانزل الله { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فأتوا حرثكم أنى شئتم… } الآية، قلتُ له: من دبرها في قبلها؟ قال: لا إلاّ في دبرها)).
وعبدالعزيز الدراوردي تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1129) وهو ((صدوق، وحديثه من كتابه صحيح، وحديثه من كتب غيره فيه ضعف، وكذلك حديثه عن عبيدالله العمري فيه ضعف))، ومحمد بن عبيدالله بن محمد بن زيد المدني أبوثابت مولى آل عثمان ثقة قاله ابن حجر في التقريب (ص494رقم6110).
ومالك بن أنس، أخرجه:(3/157)
-أبوالشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين (2/190-191رقم192) –ومن طريقه رواه أبونعيم في أخبار أصبهان (1/312)- قال: حدثنا أبوعبدالرحمن عبدالله بن محمد بن عيسى قال ثنا عقيل بن يحيى قال ثنا درهم بن مظاهر قال ثنا محمد بن صدقة الفدكي عن مالك عن نافع عن ابن عمر:((أن رجلا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم أتى امرأة في دبرها فاشتد على الناس فأنزل الله عز وجل {نسائكم حرث لكم }الآية))، ومحمد بن صدقة قال عنه الدارقطني في العلل (2/142):((ليس بالمشهور ولكن ليس به بأس))، وقال ابن حبان في الثقات (9/49):((يروى عن مالك بن أنس روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامى يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته فإنه كان يسمع من قوم ضعفاء عن مالك ثم يدلس عنهم))، وقال الذهبيّ في الميزان (3/585رقم7703):((حديثه حديث منكر))، وجعله ابن حجر في كتاب تعريف أهل التقديس(ص148رقم95) في المرتبة الثالثة من المدلسين.
-والدارقطني في غرائب مالك-كما تقدم من طريق الدراوردي.
-ورواه الدارقطني أيضاً في غرائب مالك من طريق زكريا الساجي عن محمد بن الحارث المدني عن أبي مصعب.
-ورواه أبوإسحاق الثعلبي في تفسيره والدارقطني في غرائب مالك ، ودعلج السجزي كلهم من طريق إسحاق بن محمد الفروي.
-ورواه الخطيب في الرواة عن مالك من طريق أحمد بن الحكم العبد، والنضر بن عبيدالله الأزدي.
كلهم عن مالك، عن نافع-به-، قال الدارقطني:((هذا ثابت عن مالك)).
ذَكَرَ هذه الروايات عن مالك بن أنس: ابن حجر في التلخيص الحبير (3/184)، والسيوطي في الدر المنثور (1/636-637).
وأخرجه:(3/158)
- الحاكم في تاريخ نيسابور-كما في لسان الميزان (3/121) قال: سمعت أبا عبدالله محمد بن العباس الضبي سمعت أبا إسحاق أحمد بن محمد بن سعيد سمعت محمد بن علي يقول سمعت سهل بن عمار وهو عندنا بهراة على القضاء سمعت عبدالله بن نافع يقول سئل مالك عن إتيان النساء في أدبارهن فقال:((الآن فعلت بأم ولدى، وسمعت نافعا يقول: إني لأفعله بنسائي وجواري وفيه نزلت {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}))، قال أبوإسحاق يكذب سهل -والله- على ابن نافع وعلى مالك ونافع وعلى ابن عمر، قال ابن حجر:((أصله في سبب النزول مروى عن ابن عمر وعن نافع وعن مالك من طرق عديدة صحيحة بعضها في صحيح البخاري وفي غرائب مالك لدارقطني إلا التسلسل هكذا بالفعل فإنه مختلق فيما يظهر والله اعلم)).
ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب، أخرجه:
- الطبراني في المعجم الأوسط (7/161رقم6294) قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ نا يعقوب بن حميد ثنا أبوصفوان عبدالله بن سعيد بن عبدالملك عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر أن رجلا أصاب امرأة في دبرها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فأنكر ذلك الناس فأنزل الله { نساؤكم حرث لكم }))، وقال:((لم يرو هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا أبوصفوان))، وعبدالله بن سعيد بن عبدالملك ثقة قاله ابن حجر في التقريب (ص306رقم3357)، ويعقوب بن حميد قال عنه الذهبيّ في ذكر أسماء من تكلم فيهم (ص201رقم384):((والظاهر أنه فيه لين وله ما ينكر وقال أبوحاتم ضعيف))، وقال ابن حجر في التقريب (ص607رقم7815):((صدوق ربما وهم))، ومحمد بن علي الصائغ قال عنه الذهبي في السير (13/428):((المحدث الإمام الثقة)).
وقال الهيثمي في المجمع (6/319):((وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان، وضعفه الأكثرون، وبقية رجاله ثقات))، ويشهد له الإسناد الآخر الآتي.(3/159)
-وقال الرَفَّا في فوائده تخريج الدارقطني -كما قال ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب (1/568)، والسيوطي في الدر المنثور (1/636-637)- أنبأنا أبوأحمد بن عبدوس، قال: أنبأنا علي بن الجعد قال: أنبأنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال: وقع رجل على امرأته في دبرها فأنزل الله { نساؤكم حرث لكم} قال: فقلتُ لابن أبي ذئب: ما تقول أنت في هذا؟قال: ما أقول فيه بعد هذا.
والرَفَّا هو: حامد بن محمد أبوعلي الرفا الهروي قال الخطيب في تاريخ بغداد (8/173):((قدم بغداد في حداثته حاجا فسمع بها وبالكوفة ومكة وحلوان وهمذان والري ونيسابور …كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني .. وكان ثقة توفي أبوعلي حامد بن محمد الرفا بهراة يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاثمائة)).
وابن عبدوس هو محمد بن عبدوس بن كامل قال عنه الذهبيّ في التذكرة (2/683):((هو الحافظ الثبت المأمون))، وعلي بن الجعد تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1168) وهو ((ثقة ثبت))،
-وتقدم أنَّ الدارقطني أخرجه في غرائب مالك من طريق عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، عن ابن أبي ذئب…الحديث.
وعبدالله بن نافع، أخرجه: أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده –كما قال ابن حجر في العجاب (1/569-570)- من طريق أشهب، قال: حدثني عبدالله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر قال: أصاب رجل امرأته…الحديث، وعبدالله بن نافع ضعيف-التقريب (ص326رقم661)-.
وهشام بن سعد، أخرجه –كما قال ابن حجر في العجاب (1/570-571)-: الطبراني، وابن مردويه من طريق هارون بن موسى، عن أبيه، وأخرجه: أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده من طريق معن بن موسى كلاهما عن هشام بن سعد، عن نافع قال: قرأ ابن عمر هذه السورة فمر بهذه الآية { نساؤكم حرث لكم}الآية فقال: تدري قيم أنزلت هذه الآية؟ قلتُ: لا، قال: في رجال كانوا يأتون النساء في أدبارهن.(3/160)
وعمر بن محمد بن زيد، أخرجه: عبدالرزاق في تفسيره –كما قال ابن حجر في العجاب (1/570-571)، ولم أجده في التفسير المطبوع- قال: أخبرنا سفيان الثوري، عن عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر في قوله تعالى {أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم } أي: مثله من النساء.
قال ابن حجر في العجاب (1/571):((وأخرج أبوالشيخ ابن حيان الأصبهاني في فوائده من طريق عصام بن زيد، عن الثوريّ، عن عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يتأول هذه الآية { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } أي: حيث شئتم، وعمر بن محمد ثقة-التقريب (ص417رقم4965)-.
وأبان بن صالح، أخرجه: الحاكم في تاريخه–كما قال ابن حجر في العجاب (1/571)- من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن نافع قال: كنت أمسك المصحف على ابن عمر…الحديث، قال ابن حجر:((وهو في القطعة التي انقطعت روايتها من صحيح ابن خزيمة، أخرجه الحاكم عن أبي علي الحافظ النيسابوري، عن ابن خزيمة، وقال أبوعلي: لم أكتبه إلاّ عن ابن خزيمة)) ، وأبان بن صالح قال عنه ابن حجر في التقريب (ص87 رقم137):((وثقه الأئمة، ووهم بن حزم فجهله وابن عبدالبر فضعفه)).
وإسحاق بن عبدالله بن أبي فروة، أخرجه: أحمد بن أسامة التجيبي في فوائده –كما قال ابن حجر في العجاب (1/569-570)- من طريق أبي علقمة القروي عن إسحاق، عن نافع –به، وإسحاق بن عبدالله تقدم في المسألة رقم (1145) أنه متروك.(3/161)
قال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/183) فقال:((أما حديث ابن عمر فله طرق رواه عنه: نافع، وعبيدالله بن عبدالله بن عمر، وزيد بن أسلم، وسعيد بن يسار وغيرهم ، أما نافع فاشتهر عنه من طرق كثيرة جدا منها: رواية مالك، وأيوب، وعبيدالله بن عمر العمري، وابن أبي ذئب، وعبدالله بن عون، وهشام بن سعد، وعمر بن محمد بن زيد، وعبدالله بن نافع، وأبان بن صالح ، وإسحاق بن عبدالله بن أبي فروة)).
وقال أيضاً في الفتح (8/189):((وقد روى هذا الحديث عن نافع أيضا جماعة غير من ذكرنا ورواياتهم بذلك ثابتة عند بن مردويه في تفسيره وفي فوائد الأصبهانيين لأبي الشيخ وتاريخ نيسابور للحاكم وغرائب مالك الدارقطني وغيرها)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
اختلف في الحديث عن زيد بن أسلم على وجهين:
الوجه الأوّل: رواه سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر:((أن رجلا أتى امرأته في دبرها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم})).
الوجه الثاني: رواه داود بن قيس، وهشام بن سعد كلاهما عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: أثفر رجل امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أثفر فلان امرأته فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم})).
وقد رجح أبوحاتم الوجه الثاني، وذكر أنّ الوجه الأوَّل منكر، وبين أنه استغرب الوجه الأوَّل أوَّل ما سمعه من ابن عبدالحكم، وذلك أنّ المشهور أنّ الرخصة التي رُويت عن ابن عمر في تفسير قوله تعالى الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} إنما رُويت من طريق نافع واشتهرت عنه، ثم تبين له بعد أنّ طريق سليمان بن بلال معلول فقد خالفه داود بنُ قيس، وهشامُ بن سعد فروياه عن زيد بن أسلم وجعلاه من مسند أبي سعيد الخدري.(3/162)
والوجه الراجح عند أبي حاتم منكر أيضاً ولم يبين سبب نكارته، ويبدو أنه بسبب عبدالله الصائغ فقد قال عنه أبوحاتم-كما تقدم-:((ليس بالحافظ، هو لين، وكتابه أصح)).
ويبدو أنّ الأمر كما قال أبوحاتم لأمرين:
مخالفة هشام بن سعد لسليمان بن بلال في رواية هذا الحديث، وهشام بن سعد وإنْ كان فيه لين في قول جمهور النقاد من المتقدمين منهم: أحمد بن حنبل، وابن معين-في رواية-، وابن المديني، وابن سعد، والنسائي وغيرهم، وقال ابن حجر:((صدوق له أوهام)) إلاّ أنّ أنه أثبت الناس في زيد بن أسلم، قال الآجري عن أبي داود:((هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم))، - انظر: التهذيب (11/39-41)، التقريب (ص572رقم7294)-، وتابع هشامَ بنَ سعد داودُ بنُ قيس فيما ذكره أبوحاتم في هذه المسألة.
ما ذكره أبوحاتم في قوله:((لأَنَّ النَّاسَ أَقْبَلُوا قِبَلَ نَافِع فِيما حَكَى عَنْ ابن عمر فِي {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} فِي الرُّخْصَةِ، فَلُو كَانَ عَنْدَ زَيْدِ بنِ أسلم عَنْ ابن عمر لكانوا لا يُولَعُون بِنَافِع)) ، وهذا التعليل وجيه جداً، وذلك أنّ الأئمة رووا تفسير الآية من طريق نافع عن ابن عمر، فلو كان عند غيره لأشتهر ذلك لما عرف من حرص ذلك الجيل على طلب العلم والحديث، وخاصةً في مثل هذه المسألة.
وأمَّا الوجه الثاني عن زيد بن أسلم فالأرجح أنه مرسل عن عطاء بن يسار، وبيان ذلك أنه اختلف في الحديث على زيد بن أسلم على وجهين:
الأوَّل: رواه معن بن عيسى القزاز-وهو ثقة ثبت قال أبوحاتم-كما في الجرح (8/277رقم1271)-:((أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن بن عيسى وهو أحب إلي من عبدالله بن نافع الصائغ ومن ابن وهب))، وقال ابن حجر في التقريب (ص542رقم6820):((ثقة ثبت))،-، وعبدالله بن نافع-عنه:يونس بن عبدالأعلى الصدفي- وتقدم في المسألة رقم (1167) أنه ثقة- كلاهما عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلاً.(3/163)
والثاني: رواه يحيى بن أيوب الغافقي-ويحيى تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1138) وهو ((صدوق فقيه))-، وعبدالله بن نافع- عنه: الحارث النقال قال ابن عدي في الكامل (2/196):((ضعيف يسرق الحديث)) ، ويعقوب بن حميد وفيه لين كما تقدم قريباً- كلاهما عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والوجه الأوَّل الثاني معلول فرواية عبدالله بن نافع الصحيح أنها على الوجه الأوَّل لأنّ يونس أوثق من الحارث النقال، ويعقوب بن حميد، فرواية معن بن عيسى، وعبدالله بن نافع تقدم على رواية يحيى بن أيوب.
وقد أعل الخبر أيضاً ابن القيم الجوزية فقال في حاشيته على سنن أبي داود (6/201):((فإن قيل: فما تصنعون بما رواه النسائي من حديث سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عمر أن رجلا أتى امرأته في دبرها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله عز وجل{ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم } قيل: هذا غلط بلا شك غلط فيه سليمان بن بلال، أو ابن أبي أويس راويه عنه، وانقلبت عليه لفظة "من" بلفظة "في" وإنما هو أتى امرأة من دبرها، ولعل هذه هي قصة عمر بن الخطاب بعينها لما حول رحله ووجد من ذلك وجدا شديدا فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم هلكت وقد تقدمت، أو يكون بعض الرواة ظن أن ذلك هو الوطء في الدبر فرواه بالمعنى الذي ظنه مع أن هشام بن سعد قد خالف سليمان في هذا فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلا)).
فتبين مما تقدم أنّ الصواب رواية هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلاً، والله أعلم.
وتبين أيضاً أنّ الرخصة المنقولة عن ابن عمر في تفسير الآية { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم } إنمّا ثبتت من طريق نافع، فممن ثبتت روايته عن نافع في ذلك-وتقدم تخريج هذه الروايات-:(3/164)
1- عبدالله بن عون، ولفظه: عن نافع قال:((كان ابن عمر إذا قرىء القرآن لم يتكلم، قال: فقرأت ذات يوم هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال: أتدري فيمن نزلت هذه ؟ قلت: لا ، قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن)).
2-وأيوب السختياني، ولفظه: عن نافع عن ابن عمر:(({فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال: يأتيها: في الدبر)).
3- وعبيدالله بن عمر بن حفص، عن نافع عن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {نساؤكم حرث لكم }رخصة في إتيان الدبر)).
4- ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب، عن نافع عن ابن عمر قال:((وقع رجل على امرأته في دبرها فأنزل الله { نساؤكم حرث لكم})).
5- ومالك بن أنس، نحو الروايات السابقة، قال الدارقطني-كما في الدر المنثور (1/637)-:((هذا ثابت عن مالك)).
وهؤلاء هم أصحاب نافع الكبار كما تقدم في المسألة رقم (1125)، و المسألة رقم (1183)، وتابعهم على الرواية عن نافع أبانُ بنُ صالح وغيرهُ –كما تقدم-.
وأمَّا قول ابن حجر في الفتح (8/190):((تابع نافعا على ذلك زيد بن أسلم عن ابن عمر وروايته عند النسائي بإسناد صحيح، وتكلم الأزدي في بعض رواته ورد عليه ابن عبدالبر فأصاب قال: ورواية ابن عمر لهذا المعنى صحيحة مشهورة من رواية نافع عنه بغير نكير أن يرويها عنه زيد بن أسلم، قلت: وقد رواه عن عبدالله بن عمر أيضا ابنه عبيدالله أخرجه النسائي أيضا وسعيد بن يسار وسالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه مثل ما قال نافع وروايتهما عنه عند النسائي وابن جرير)).
ففيه أمران:
أنّ رواية زيد بن أسلم عن ابن عمر في تفسير الآية معلولة كما تقدم، وقد استنكرها أبوحاتم وبين ما فيها.(3/165)
أنّ قول ابن حجر:((وقد رواه عن عبدالله بن عمر أيضا: ابنه عبيدالله أخرجه النسائي أيضا ، وسعيد بن يسار وسالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه مثل ما قال نافع وروايتهما عنه عند النسائي وابن جرير)) فيه نظر من جهة أنّ هؤلاء إنما نقلوا رأي ابن عمر في المسألة لا في تفسير الآية، فتفسير الآية عن ابن عمر بالرخصة إنما تفرد به نافع عنه، على أنه أيضاً لم يثبت ذلك إلاّ عن سعيد بن يسار، وأما الباقون فروايتهم معلولة، وبيان ذلك:
1- رواية عبيدالله بن عبدالله بن عمر، أخرجها: النسائي في السنن الكبرى (5/315رقم8980) قال: أخبرنا محمد بن عبدالله بن عمار الموصلي قال: أخبرنا معن قال: حدثني خارجة بن عبدالله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن يزيد بن رومان عن عبيدالله بن عبدالله بن عمر أن ابن عمر كان لا يرى بأسا أن يأتي الرجل امرأته في دبرها، قال معن: وسمعت مالكا يقول ما علمته حرام.
ومحمد بن عبدالله ثقة حافظ –التقريب (ص489رقم6036)، ومعن هو ابن عيسى ثقة تقدم، وخارجة بن عبدالله ضعفه أحمد بن حنبل، والدارقطني، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبوحاتم، وأبوداود: شيخ، وقال ابن عدي:((وهو عندي لا بأس به وبرواياته وإن كان ينفرد عن يزيد بن رومان بما ذكره البخاري))، وقال ابن حجر:((صدوق له أوهام))، وقال الذهبيّ:((فيه ضعف))، وهذا هو الأقرب خاصةً عن يزيد بن رومان، انظر: الكامل (3/50-51)، ديوان الضعفاء (ص108رقم1196)، التهذيب(3/76)، التقريب (ص186رقم1611)، وعبيدالله بن عبدالله بن عمر ثقة-التقريب (ص372رقم4310).
ففي هذا الإسناد ضعف من أجل خارجة بن عبدالله.(3/166)
2- رواية سالم بن عبدالله، أخرجها: الطبري في تفسيره (2/233-234) قال: حدثني عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم قال ثنا أبوزيد عبدالرحمن بن أحمد بن أبي الغمر قال ثني عبدالرحمن بن القاسم عن مالك بن أنس أنه قيل له يا أبا عبدالله إن الناس يروون عن سالم كذب العبد أو العلج على أبي فقال مالك أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم بن عبدالله عن ابن عمر مثل ما قال: أخبرنا نافع، فقيل له إن الحارث بن يعقوب يروي عن أبي الحباب سعيد بن يسار أنه سأل ابن عمر فقال له: يا أبا عبدالرحمن إنا نشتري الجواري فنحمض لهن فقال: وما التحميض؟ قال: الدبر فقال ابن عمر: أف أف يفعل ذلك مؤمن أو قال مسلم فقال مالك: أشهد على ربيعة لأخبرني عن أبي الحباب عن ابن عمر مثل ما قال نافع.
-وعبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم صدوق قال ذلك أبوحاتم وابنه في الجرح (5/257رقم1213).
-وأبوزيد عبدالرحمن بن أحمد بن أبي الغمر ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (5/274-275) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الهيثمي في المجمع (7/256-257):((وفيه أبوزيد عبدالرحمن بن أبي الغمر ولم أعرفه))، وقال ابن حجر في التهذيب (6/249-250):((عبدالرحمن بن أبي الغمر أبوزيد المصري الفقيه...... قال الدارقطني حديثه عند المصريين... ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين))، وقد أنكرت عليه بعض الروايات قال ابن عبدالبر في التمهيد (19/301):((وهذا الحديث بهذا اللفظ وهذا الإسناد لم يروه إلا أبوزيد ابن أبي الغمر وقد أنكروه عليه)) .
-وعبدالرحمن بن القاسم ثقة من كبار العاشرة قاله ابن حجر في التقريب (ص348رقم3980).
-ويزيد بن رومان ثقة من الخامسة قاله ابن حجر في التقريب (ص601رقم7712).
-والحارث بن يعقوب ثقة عابد من الخامسة قاله ابن حجر في التقريب (ص148رقم1059).
-وسعيد بن يسار تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1161) وهو ((متفقٌ على توثيقه)).(3/167)
-و ربيعة هو: ابن أبي عبدالرحمن المعروف بربيعة الرأي، وهو ثقة فقيه مشهور قاله ابن حجر في التقريب (ص207رقم1911).
وفي هذا الإسناد ضعف فابن أبي الغمر فيه جهالة، وعنده بعض الأوهام كما قال ابن عبدالبر، وقد خالفه أصبغ بن الفرج-كما سيأتي- فلم يذكر سالماً، وأصبغ بن الفرج ثقة قاله ابن حجر في التقريب (ص113رقم536).
3- وسعيد بن يسار، أخرجه:
- النسائي في السنن الكبرى (5/315رقم8980) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا أصبغ بن الفرج قال: أخبرنا عبدالرحمن بن القاسم قال: قلت لمالك إن عندنا بمصر الليث بن سعد يحدث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار قال: قلت لابن عمر إنا نشتري الجواري فنحمض لهن، قال: وما التحميض؟ قال: نأتيهن في أدبارهن، قال: أو يعمل هذا مسلم، فقال لي مالك: فأشهد على ربيعة لحدثني عن سعيد بن يسار أنه سأل بن عمر عنه فقال:((لا بأس به)).
-والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/41) وفي شرح مشكل الآثار (15/425) قال: حدثنا أبوقرة محمد بن حميد بن هشام الرعيني، عن عبدالرحمن بن أبي الغمر، زاد الطحاوي: أصبغ بن الفرج قالا: قال أبوالقاسم وحدثني مالك بن أنس قال: حدثني ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن أبي الحباب سعيد بن يسار أنه سأل ابن عمر عنه يعني عن وطء النساء في أدبارهن؟ فقال: لا بأس به.
وأمّا ما أخرجه: الدارمي في سننه (1/208 رقم 1143) قال: أخبرنا عبدالله بن صالح، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/41) وشرح مشكل الآثار (15/426) قال: حدثنا الربيع المرادي ، قال:حدثنا عبدالله بن وهب.
كلاهما عن الليث حدثني الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال قلت لابن عمر : ما تقول في الجواري حين أحمض لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكرت الدبر، فقال: هل يفعل ذلك أحد من المسلمين.(3/168)
فإنّ مالكاً ردَّ هذا –كما تقدم- فقال:((أشهد على ربيعة لأخبرني عن أبي الحباب عن ابن عمر مثل ما قال نافع)) ، أي أنّ ربيعة الرأي خالف الحارث بن يعقوب، وربيعةُ أوثق من الحارث، ولو ثبت ذلك عن سعيد بن يسار لكانت رواية نافع مقدمة، وذلك أنّ نافعاً-مع سالم بن عبدالله- أجل، وأرفع أصحاب ابن عمر، وإنما الخلاف في أيهما يقدم عند التعارض سالم أم نافع – انظر: شرح علل الترمذي (2/472-473)-.
وقد أجيب عن ما ثبت عن نافع، وعن ابن عمر بعدة أجوبة:
1- توهيم ابن عمر في ذلك، قاله ابن عباس، فقد أخرج:
-أبوداود في سننه (2/249-250رقم2164) كتاب النكاح، باب في جامع النكاح، قال: حدثنا عبدالعزيز بن يحيى أبوالأصبغ، قال: حدثني محمد بن سلمة الحراني، ومن طريق عبدالعزيز بن يحيى رواه: الحاكم في المستدرك (2/195) كتاب النكاح، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (7/195) كتاب النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن.
-والطبراني في المعجم الكبير (11/77-78رقم11097) قال: حدثنا أبويزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي.(3/169)
عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس قال:((إن ابن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة، فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني حتى شري أمرهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد))، وفي رواية الطبراني:((فقال ابن عباس: قال ابن عمر: في دبرها، فأوهم ابن عمر والله يغفر له وإنما كان الحديث على هذا)).
وقال الحاكم:((هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه))، وقال ابن كثير في تفسيره (1/269):((تفرد به أبوداود، ويشهد له بالصحة ما تقدم له من الأحاديث ولا سيما رواية أم سلمة فإنها مشابهة لهذا السياق))، ومحمد بن إسحاق تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1140) وهو ((صدوق، وكان يدلس))، وقد صرح بالسماع في رواية الحاكم (2/279)، وأبان بن صالح تقدم قريباً أنه ثقة.(3/170)
فهذا إسنادٌ حسنٌ ، وقول ابن عباس ((قال ابن عمر: في دبرها، فأوهم ابن عمر والله يغفر له وإنما كان الحديث على هذا))، قال الخطابي في المعالم:((هكذا وقع في الروايات والصواب بغير ألف يقال وَهِمَ الرجل بكسر الهاء إذا غلط في الشيء ووهم مفتوحة الهاء إذا ذهب وهمه إلى الشيء وأوْهَم بالألف إذا أسقط من قراءته أو كلامه شيئا ويشبه أن يكون قد بلغ ابن عباس عن ابن عمر في تأويل الآية شيء خلاف ما كان يذهب إليه ابن عباس))، وقال ابن حجر في الفتح (8/191):((وكأنّ حديث أبي سعيد لم يبلغ ابن عباس وبلغه حديث ابن عمر فَوَهّمَه فيه))، وقال في العجاب (1/574):((وقد أنكر عبدالله بن عباس على عبدالله بن عمر هذا القول، ونسبه إلى الوهم في الفهم)).(3/171)
ومما يؤيد تأويل ابن عباس وتقديمه على رأي ابن عمر ما رواه البخاريّ في صحيحه-في الموضع السابق-، ومسلم في صحيحه (2/1059رقم119) وغيرهما من طريق محمد بن المنكدر، قال: سمعتُ جابراً قال:((كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت {نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنَّى شئتم}))، قال ابن حجر في الفتح (8/192):((قوله كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت هذا السياق قد يوهم أنه مطابق لحديث ابن عمر وليس كذلك فقد أخرجه الإسماعيلي من طريق يحيى بن أبي زائدة عن سفيان الثوري بلفظ "باركة مدبرة في فرجها من ورائها" وكذا أخرجه مسلم من طريق سفيان بن عيينة عن بن المنكدر بلفظ "إذا أتيت امرأة من دبرها في قبلها"، ومن طريق أبي حازم عن بن المنكدر بلفظ "إذا أتيت المرأة من دبرها فحملت"، وقوله فحملت يدل على أن مراده أن الإتيان في الفرج لا في الدبر وهذا كله يؤيد تأويل ابن عباس الذي ردَّ به على ابن عمر، وقد أكذب الله اليهود في زعمهم وأباح للرجال أن يتمتعوا بنسائهم كيف شاءوا وإذا تعارض المجمل والمفسر قدم المفسر وحديث جابر مفسر فهو أولى أن يعمل به من حديث ابن عمر والله أعلم)).
2- توهيم وتخطئة نافع في ذلك، وممن رُوي عنه ذلك:
- سالم بن عبدالله بن عمر، وقد ورد ذلك من طريقين:
الطريق الأوَّل: أخرجه: العقيلي في الضعفاء الكبير (4/159) قال:حدثنا محمد بن بشير بن الهيثم حدثنا أحمد بن محسن الأزهر أبوالأزهر حدثنا مروان بن محمد، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/41) وشرح مشكل الآثار (15/426) قال: حدثنا ابن أبي داود قال ثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا عطاف بن خالد، وابن عساكر في تاريخ دمشق (61/438) من طريق سلمة بن بشر، والمعلى بن منصور.(3/172)
جميعهم عن موسى بن عبدالله بن الحسن أن أباه سأل سالم بن عبدالله أن يحدثه بحديث نافع عن بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان لا يرى بأسا بإتيان النساء في أدبارهن فقال سالم كذب العبد أو أخطأ إنما قال:((لا بأس أن يؤتين في فروجهن من أدبارهن))، زاد العقيليُّ:((قال ثم سألت عبدالله بن عبدالله بن عمر فقال: بئس ما قال ولم يقل كذب قال: ثم سألت عبدالله بن عبدالحميد بن زيد بن الخطاب فقال: بئس ما قال)).
وفي سنده موسى بن عبدالله، قال العقيليّ في الضعفاء الكبير (4/159):((موسى بن عبدالله بن حسن عن أبيه حدثني آدم قال: سمعت البخاري قال: موسى بن عبدالله بن الحسن عن أبيه فقلت لسالم في أدبار النساء فقال: كذب العبد أو أخطأ قال البخاري: فيه نظر))، وقال ابن معين-رواية الدوري (2/593)-:((ثقة))، وله ترجمة في تاريخ بغداد (13/26)، لسان الميزان (6/123)، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (2/684رقم6505)،وفي ديوان الضعفاء (ص402رقم4289).
الطريق الثاني: ما تقدم من طريق ابن أبي الغمر عن عبدالرحمن بن القاسم عن مالك بن أنس أنه قيل له: يا أبا عبدالله إن الناس يروون عن سالم:كذب العبد أو العلج على أبي، فقال مالك: أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم بن عبدالله عن ابن عمر مثل ما قال نافع.
وتقدم أنّ هذا الإسناد فيه ضعف من جهة ابن أبي الغمر، أضف إلى ذلك أنه لم يذكر من نقله عن سالم بل قال:((إن الناس يروون عن سالم)).
- وميمون بن مهران، أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/42)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (61/439) كلاهما من طريق علي بن معبد قال: تذاكروا عند عبيدالله بن عمرو الرقي حديث نافع في إتيان الدبر فحدثنا عبيدالله عن ميمون بن مهران قال:((إنما قال هذا نافع بعدما كبر وذهب عقله)).(3/173)
وعلي بن معبد هو: ابن شداد الرقي نزيل مصر ثقة فقيه من كبار العاشرة مات سنة ثماني عشرة ومائتين –التقريب (ص405رقم 4801)-، وعبيدالله بن عمرو تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1154) وهو ((ثقة فقيه)) .
قال الذهبي في السير (5/101):((وقول ميمون بن مهران: كبر وذهب عقله، قول شاذ، بل اتفقت الأمة على أنه حجة مطلقاً)).
-وسعيد بن جبير، أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/437-438) قال: أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي ، قال: اخبرنا أبوالقاسم بن مسعدة، قال: أخبرنا حمزة بن يوسف أنا أبوأحمد بن عدي نا أحمد بن علي بن المثنى نا عبدالجبار بن عاصم حدثنا عتاب عن خصيف قال سألت سعيد بن جبير عن الذي روى نافع عن ابن عمر في قوله {فائتوا حرثكم أنى شئتم} فقال سعيد: كذب نافع أو قال أخطأ نافع، ثم قال لي خصيف: إن ابن عمر لم يكن يرى العزل فأي عزل أشد مما قال أمرت أن تعتزل في المحيض.
وهذا الإسناد ضعيفٌ جداً، فيه خصيف قال ابن حجر في التقريب (ص193رقم 1718):((خصيف -بالصاد المهملة مصغراً- بن عبدالرحمن الجزري أبوعون صدوق سيئ الحفظ خلط بأخرة ورمي بالإرجاء))، وعتاب هو ابن بشير وهو ضعيف خاصةً عن خصيف قال أحمد بن حنبل:((أحاديث عتاب عن خصيف منكرة))، وقال ابن عدي:((عتاب بن بشير هذا روى عن خصيف نسخة وفي تلك النسخة أحاديث ومتون أنكرت عليه فمنها…))- الكامل(5/356)،التهذيب(7/90-91)-.
- وأبوماجد الزيادي، أخرج ذلك ابن جرير في تفسيره (2/234) قال: حدثني محمد بن إسحاق قال: أخبرنا عمرو بن طارق قال: أخبرنا يحيى بن أيوب عن موسى بن أيوب الغافقي قال: قلت لأبي ماجد الزيادي إن نافعا حدث عن ابن عمر في دبر المرأة فقال:((كذب نافع، صحبت ابن عمر ونافع مملوك فسمعته يقول: ما نظرت إلى فرج امرأتي منذ كذا وكذا)).(3/174)
وأبوماجد الزيادي تابعي ذكره البخاريّ في التاريخ الكبير في الكنى (8/73رقم688) فقال:((أبوماجد الزيادي سمع ابن عمر قال ما نظرت إلى فرج امرأة منذ أسلمت قاله يحيى بن سليمان عن ابن وهب سمع موسى بن أيوب عن أبي ماجد))، وابن أبي حاتم في الجرح(9/445رقم2250)، وموسى بن أيوب وثقه ابن معين، وأبوداود، وذكره ابن حبان في الثقات-التهذيب(10/336)-، وقال الذهبي في الكاشف (3/181رقم5774):((ثقة مأمون))، وقال ابن المديني –كما في سؤالات ابن أبي شيبة (ص160رقم229):((كان ثقة وأنا أنكر من أحاديثه أحاديث رواها عن عمه فكان يرفعها))، ويحيى هو: الغافقيّ تقدم أنه صدوق، وعمرو هو: ابن الربيع بن طارق قال ابن حجر في التقريب (ص421رقم5030):((ثقة)).
فهذا الإسناد حسن، ولكن لا يقبل مثل هذا الكلام من الزيادي، فهو لا يعرف بعلم ولا غيره، فمثله لا يقبل كلامه في عالم أهل المدينة ومفتياها في زمانه، ثم إنه لم يورد حجة واضحة تدل على خطأ نافع، ويبدو أنّ كذب هنا بمعنى: أخطأ كما هو استعمال أهل الحجاز.
3- حمل ما ثبت عن نافع على ما إذا أتاها من ورائها في قبلها، وممن نصّ على ذلك –وأغلبُ المتأخرين من أهل العلم على هذا-:
-الذهبيّ فقال في السير (5/100):((وقد جاءت رواية أخرى عنه بتحريم أدبار النساء وما جاء عنه بالرخصة فلو صح لما كان صريحا بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد لا يطالعه عالم إلا ويقطع بتحريم ذلك))، وقال نحو ابن كثير في تفسيره (1/263)، وقد استدل من قال بهذا القول بالحديث الذي أخرجه:
-النسائي في السنن الكبرى (5/315رقم8978) قال: أخبرنا علي بن عثمان بن محمد بن سعيد بن عبدالله بن نفيل قال: أخبرنا سعيد بن عيسى.
-والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/423-424) قال: حدثنا يزيد بن سنان.
-وابن مردويه في تفسيره –كما قال ابن كثير في تفسيره (1/263)- عن الطبراني عن الحسين بن إسحاق.(3/175)
كلاهما عن زكريا بن يحيى كاتب العمري.
كلاهما ( سعيد بن عيسى، وزكريا بن يحيى كاتب العمري) عن المفضل بن فضالة، قال: حدثني عبدالله بن سليمان عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى عبدالله بن عمر: قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارها، قال: أخبرنا نافع: لقد كذبوا عليّ ولكني سأخبرك كيف كان الأمر إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } قال: يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية إنا كنا معشر قريش نجيء النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد من نسائنا فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}، قال ابن كثير في تفسيره (1/263) عن هذا الإسناد:((وهذا إسناد صحيح)).
والمفضل بن فضالة هو ابن عبيد بن ثمامة القتباني -بكسر القاف وسكون المثناة بعدها موحدة- المصري أبومعاوية القاضي ثقة فاضل عابد أخطأ بن سعد في تضعيفه-التقريب (ص544رقم6858)-، وعبدالله بن سليمان هو: الطويل قال البزار:((حدث بأحاديث لم يتابع عليها))، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر:((صدوق يخطئ))، -التهذيب (5/245)، التقريب (ص306رقم3370)-، وكعب بن علقمة قال ابن حجر:((صدوق))-التقريب (ص461رقم5644)، وأبوالنضر هو سالم مولى عمر بن عبيدالله ثقة ثبت –التقريب (ص226رقم2169)-.
فالذي يظهر أنّ هذا الإسناد لا يصح لأمرين:
أنّ في سندها عبدالله بن سليمان الطويل، وفيه لين.
أنه تفرد بهذا الخبر المخالف لما رواه كبار أصحاب نافع المقدمين.(3/176)
ويردُّ على هذا التوجيه النصوصُ الصريحةُ الصحيحةُ المتقدم ذكرها عن نافع كقوله:((:((كان ابن عمر إذا قرىء القرآن لم يتكلم، قال: فقرأت ذات يوم هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال: أتدري فيمن نزلت هذه ؟ قلت: لا ، قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن))، وقوله: عن ابن عمر:(({فأتوا حرثكم أنى شئتم } قال: يأتيها: في الدبر))، وقوله: عن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {نساؤكم حرث لكم }رخصة في إتيان الدبر))، وقال ابن حجر في الفتح (8/189):((قال أبوبكر بن العربي في سراج المريدين:… والمسألة مشهورة صنف فيها محمد بن سحنون جزءاً، وصنف فيها محمد بن شعبان كتابا وبين أن حديث ابن عمر في إتيان المرأة في دبرها)).
والذي ظهر لي من خلال بحث هذه المسألة أنّ جواز إتيان المرأة في الدبر هو رأي ابن عمر، وهو ما أوَّل به قوله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}، قال ابن حزم في المحلى (10/70):((وما رويت إباحة ذلك عن أحد إلا عن ابن عمر وحده باختلاف عنه، وعن نافع باختلاف عنه، وعن مالك باختلاف عنه فقط)).(3/177)
وخالف ابن عمر في هذا الفهم والتأويل حبر الأمة ابن عباس، ووَهّم ابن عمر في ذلك –كما تقدم-، وكذلك خالفه جابرُ بنُ عبدالله كما تقدم، قال ابن حجر في الفتح (8/192):((قوله كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت هذا السياق قد يوهم أنه مطابق لحديث بن عمر وليس كذلك فقد أخرجه الإسماعيلي من طريق يحيى بن أبي زائدة عن سفيان الثوري بلفظ "باركة مدبرة في فرجها من ورائها" وكذا أخرجه مسلم من طريق سفيان بن عيينة عن بن المنكدر بلفظ "إذا أتيت امرأة من دبرها في قبلها" ومن طريق أبي حازم عن بن المنكدر بلفظ "إذا أتيت المرأة من دبرها فحملت" وقوله فحملت يدل على أن مراده أن الإتيان في الفرج لا في الدبر وهذا كله يؤيد تأويل بن عباس الذي رد به على بن عمر وقد أكذب الله اليهود في زعمهم وأباح للرجال أن يتمتعوا بنسائهم كيف شاءوا وإذا تعارض المجمل والمفسر قدم المفسر وحديث جابر مفسر فهو أولى أن يعمل به من حديث بن عمر والله أعلم)).
وقد وردت أحاديث تنهى عن إتيان النساء في أدبارهن تقدم ذكرها في المسألة رقم (1206) وبيان أنها لا تصح.
- - - -
139- ] 1226 [ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بنُ ثَابِتٍ الجَزَرِيُّ(1)، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مَيْسَرَةَ أَبِي الوَفَاءِ(2)، عَنْ أَبِيهِ(3)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ(4)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((لعنَ اللّهُ الْمُسَّوِّفَاتِ)) قِيلَ: وَمَا الْمُسَّوِّفَاتِ ؟ قَالَ:((الرَجُلُ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلى فِرَاشِهِ فَتَقُولُ: سَوْفَ سَوْفَ حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ)).(3/178)
وبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ:((لاَ يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تَبِيتَ لَيْلَةً حَتَّى تَعْرِضَ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا))، قِيْلَ: وَمَا عَرْضُهَا نَفْسَهَا ؟ قَالَ:((إِذَا نَزَعَتْ ثِيَابَهَا وَدَخَلَتْ فِي فِرَاشِهِ وَأَلْزَقَتْ جِلْدَهَا بِجِلْدِهِ فَقَدْ عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيهِ))، قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ بَاطِلاَنِ.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : علي بن ثابت الجزري أبو أحمد الهاشمي مولاهم لهاشمي، سكن بغداد، روى عن: جعفر بن برقان، وجعفر بن أبي حمزة النصيبي، وعبد الله بن عون وغيرهم، روى عنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن عرفة، وزهير بن حرب وغيرهم.
ثقة، قال أحمد بن حنبل:((ثقة صدوق))، ووثقه يحيى بن معين، وأبو داود، ومحمد بن عبدالله بن نمير وغيرهم، وروى له أبو داود والترمذي.
انظر: الجرح (6/177رقم969)، تاريخ بغداد (11/356-358)، تهذيب الكمال (20/335-339).
(2) جعفر بن ميسرة أبي جعفر الأشجعي، أبو الوفاء، روى عن: أبيه، وعنه: علي بن ثابت، وغسان بن الربيع.
متفقٌ على ضعفه، قال البخاري:((ضعيف منكر الحديث))، وقال أبو حاتم:((منكر الحديث جدا))، وقال ابن حبان:((ابن ميسرة الأشجعي عن أبيه عن ابن عمر في نسخة كتبناها عنه بهذا الإسناد لا يحل ذكرها في الكتب إلى على سبيل التعجب)).
انظر: التاريخ الكبير (2/189رقم2148)، المجروحين (1/212-213)، الكامل (2/143)، لسان الميزان (2/129).
(3) هو : ميسرة أبو جعفر الأشجعي، مولى موسى بن باذان من أهل مكة، روى عن: عبد الله بن عمر، وأبى هريرة ومروان بن الحكم، روى عنه: حصين بن عبد الرحمن، وحميد بن قيس، وعطاء بن أبي رباح، ومطرف بن الشخير.
مستقيم الحديث، قاله ابن حبان-في المجروحين-.
انظر: الجرح والتعديل (8/ 252رقم1145)، الثقات (5/426)، المجروحين (1/212-213).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
- - -
- التخريج:
أخرجه:(3/179)
- أحمد بن منيع في مسنده –كما في المطالب العالية (2/171-172)-.
-وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/749رقم553) قال: حدثني سريج بن يونس.
- وابن حبان في المجروحين (1/212-213) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/628-629)-قال: حدثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن الصباح.
جميعهم عن علي بن ثابت بن ميسرة الأشجعي عن أبيه عن ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم …الحديثين.
وتابع علي بن ثابت غسانُ بنُ الربيع على الحديث الأوَّل، أخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط (4/346رقم 4393) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عزيز قال: نا غسان بن الربيع قال: نا جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((لعن الله المسوفات))، فقيل: يا نبي الله وما المسوفات ؟ قال:((التي يدعوها زوجها إلى فراشها فتقول سوف حتى تغلبه عيناه)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
تبين مما تقدم أنّ الحديثين باطلان كما قال أبو حاتم إذ مدارهما على جعفر بن ميسرة وهو ضعيفٌ جداً، وأبوه لا يعلم سماعه أصلاً من ابن عمر، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/296):((ولم أر لأبيه من ابن عمر سماعا)).
وقد ضعف الحديث الهيثميُّ في مجمع الزوائد (4/296)، والبوصيريُّ في الإتحاف (4/510-511).
وللمتن الأوَّل شاهدٌ من حديث أبي هريرة، أخرجه: أبو يعلى في مسنده (11/354رقم6467)، وابن عدي في الكامل (7/200) كلاهما من طريق محمد بن ربيعة الكلابي عن يحيى بن العلاء الرازي عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبى هريرة قال:((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المسوفة والمفلسة فأما المسوفة فالتي إذا أرادها زوجها قالت إني سوف والآن، أما المفلسة فالتي إذا أرادها زوجها قالت إني حائض وليست بحائض)).(3/180)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/296):((رواه أبو يعلي وفيه يحيى بن العلاء وهو ضعيف متروك))، وكذلك قال البوصيري في الإتحاف (4/510-511).
ورُوي عن أبي هريرة مختصراً، أخرجه: العقيليُّ في الضعفاء الكبير (4/229)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/220) كلاهما من طريق محمد بن حميد قال حدثنا مهران بن أبي عمر الرازي قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المسوفات))، زاد الخطيب: قال أبو عبد الله يعني محمد بن حميد: يدعو الرجل امرأته فتقول سوف سوف.
وقال العقيليُّ:((مهران بن أبي عمر الرازي، حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: مهران بن أبي عمر الرازي في حديثه اضطراب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن موسى يضعف مهران-ثم ذكر له هذا الحديث وقال: -روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها وهذا يروى بغير هذا الإسناد من طريق فيها لين))، ولا شك أنّ تفرد مثل هذا عن الثوري يعد باطلاً، ويبدو أنّ الثوري رواه مرسلاً عن عكرمة كما سيأتي، فوهم فيه مهران فجعله عن الأعمش موصولاً.
ورُوي مرسلاً عن عكرمة، أخرجه: البخاريُّ في التاريخ الكبير (1/269) قال: قال لي أبو حفص عمرو بن علي حدثنا يحيى القطان قال حدثنا سفيان الثوريُّ قال حدثني رجل يقال له محمد قال سمعت عكرمة قال:((لعن النبي صلى الله عليه وسلم المشوفات أو المسوفات))، وهذا لا يصح لجهالة شيخ الثوري، ولإرساله.
- - - -(3/181)
140- ] 1227 [ وسأَلْتُ أبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ عِيسَى بنُ يُونُس الرَّمْلِيّ(1)، قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بنُ رَبَيْعةَ(2)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ عَيَّاش(3)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الْوَلِيد الزُّبَيْدِيِّ(4)، عَنْ الزُّهْرِيّ(5)، عَنْ عُرْوَةَ (6)، عَنْ عَائِشَةَ(7): أنَّ أَبَا هِنْدٍ مَوْلَى بَنِي بَيَاضَةَ * وَكَانَ حَجَّامَاً يَحْجُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ **:((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ نَوَّرَ اللّهُ الإِيمَانَ فِي قَلبِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي هِنْدٍ))، وقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((أَنْكِحُوهُ وَانِكِحُوا إِلَيْهِ)) ، قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، فذَكَرَتُ هَذَا الْحَدِيثَ لابنِ جُنَيدٍ حَافِظِ حَدِيثِ الزُّهْرِيّ *** فقَالَ: أَفْسَدَ هَذَا الْحَدِيثَ حَدِيثه**** رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بنُ حَمْزَةَ الرَّمْلِيُّ(8)، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ الزُّبَيْدِيِّ، وابنِ سَمْعَانَ(9)، عَنْ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَة،[ وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ بَقِيّةُ(10)، عَنْ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَة، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] ***** مُرْسَلاً.
………………………………
* بنو بَياضة- بفتح الباء المنقوطة بواحدة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الضاد المعجمة- هذه النسبة إلى بياضة الأنصار وهم بطن منه.(3/182)
وأبو هند: اختلف في اسمه فقال ابن السكن:((يقال: اسمه عبد الله)) وقال الأزدي:((أبو هند الحجام من بني بياضة اسمه عبد الله بن هند))، وقال ابن منده:((يقال: اسمه يسار، ويقال سالم)) وقال ابن إسحاق:((ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الموضع أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي بحميت مملوء حيسا، وكان قد تخلف عن بدر ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كان حجام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو أبو هند امرؤ من الأنصار فأنكحوه وأنكحوا إليه ففعلوا)).
انظر: السيرة النبوية (3/ 194)، أسماء من يعرف بكنيته (ص: 63رقم143)، الاستيعاب (4/1772)، الأنساب (1/425)، الإصابة (4/211).
** كذا في الأصل، و(ش)، وفي (ت)، و(ف) (فقال).
*** هو: علي بن الحسين بن الجنيد أبو الحسن النخعي الرازي ، قال ابن أبي حاتم:((كتبنا عنه وهو صدوق ثقة))،وقال الذهبيُّ:((الإمام الحافظ الحجة…المعروف في بلده بالمالكي لكونه جمع حديث مالك الإمام وكان من أئمة هذا الشأن…حدث عنه ابن أبي حاتم…وثقه ابن أبي حاتم وسماه حافظ حديث الزهري ومالك قال أبو الشيخ: توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين بالري)).
انظر: الجرح (6/179رقم981)، السير (14/16-17).
**** كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع (حديث) وهو أنسب للسياق.
***** ما بين القوسين ساقط من (ت)، وهو موجود في بقية النسخ، وفي الكلام خطأ، إذ رواية بقية بن الوليد إنّما هي عن الزبيدي، عن الزهري قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بياضة أن يزوجوا… مرسلة -وسيأتي تخريجها-، ويدل على ذلك قول أبي حاتم:((مرسلاً)) إذ الرواية المذكورة متصلة ليس فيها إرسال، ثم لو كانت صواباً لذكرها مع رواية إسماعيل بن عياش المذكورة أولاً إذ هي مماثلة لها، فهذا يدل على خطأ هذا الكلام، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــ(3/183)
(1) هو: عيسى بن يونس الفاخُوريّ، أبو موسى الرّمْليُّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1116) وهو ((صدوق)).
(2) هو: ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله الرَّملي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1090) وهو ((ثقة فقيه)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1101)، وهو ((ثقة فيما روى عن الشاميين، ضعيفٌ فيما روى عن غيرهم)).
(4) هو: محمد بن الوليد الزُّبَيْدِيُّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1143)، وهو:((متفقُ على توثيقه وتثبته، وهو من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري)).
(5) هو: محمد بن مسلم بن شهاب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو:((متفق على جلالته وإتقانه)).
(6) هو: عروة بن الزبير، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1185) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وعلمه)).
(7) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
(8) هو: إبراهيم بن حمزة بن سليمان بن أبي يحيى الرملي، أبو إسحاق البزاز، روى عن: زيد بن أبي الزرقاء، وضمرة بن ربيعة، وعبد الغني بن عبد الله الدمشقي، روى عنه: أبو داود، وابنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود، وعبدان الأهوازي، وعبيد الله بن أحمد بن الصنام الرملي.
صدوق، قال ابن أبي حاتم:((كتب عنه أبى بالرملة في الرحلة الثانية سئل أبى عنه فقال: صدوق))، قال ابن حجر:((صدوق)).
انظر: الجرح (2/93رقم245)، تهذيب الكمال (2/76)، التقريب (ص89رقم167).
(9) هو: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي، أبو عبد الرحمن المدني، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1220) وهو ((متفق على تركه)).
(10) هو: بقية بن الوليد، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1109)، وهو:((ثقة مكثر من التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وفي روايته عن غير أهل الشام بعض الأوهام)).
- - -
- التخريج:
1- عيسى بن يونس الرملي، عن ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة…الحديث.
أخرجه:(3/184)
- الدولابيُّ في الكنى (1/60) قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا ضمرة –به- مثله.
وتابع عيسى بنَ يونس:
- عبدُ الواحد بن إسحاق الطبراني، أخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط (7/279رقم6540) قال: حدثنا محمد بن رزيق بن جامع ثنا عبدالواحد بن إسحاق الطبراني نا ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجاما يحجم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((من سره أن ينظر إلى من صور الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند))، وقال:((أنكحوه وأنكحوا أليه)) ، وقال:((لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا الزبيدي)).
وتابع ضمرة بنَ ربيعة:
أحمدُ بنُ أبي الطيب، أخرجه: الدارقطني في سننه (3/301) كتاب النكاح، قال: أخبرنا محمد بن مخلد نا محمد بن إسحاق الصغاني نا أحمد بن أبي الطيب نا إسماعيل بن عياش نا محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من سره أن ينظر إلى من نور الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند)) ، وقال:((أنكحوه وأنكحوا إليه وكان حجاما)).
وعبد الرحمن بن واقد أبو مسلم الواقدي، أخرجه: ابن عدي في الكامل (4/318) قال: ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد أبو شبيل ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة وكان حجاما يحجم النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من سره أن ينظر إلى من صور الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أنكحوه وانكحوا إليه)).
2- إبراهيم بن حمزة الرملي، عن ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، وابن سمعان عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم..الحديث.(3/185)
لم أقف على من أخرجه من طريق إبراهيم بن حمزة.
وقد تابع إبراهيمَ بنَ حمزة:
خالدُ بنُ يزيد الرملي، أخرجه: ابن عدي في الكامل (1/ 295-296) قال: حدثنا إبراهيم بن دحيم بمكة حدثنا خالد بن يزيد الرملي -وسألت عنه أبي فقال: ثقة -قال حدثنا ضمرة عن بن عياش عن الزبيدي وابن سمعان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجاما حجم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((من سره أن ينظر إلى من صور الكتاب في قلبه فلينظر إلى أبي هند وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكحوا أبا هند وانكحوا إليه)) .
وعيسى بن محمد النحاس، أخرجه: الدارقطني في سننه (3/300) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/299)- قال: أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا عيسى بن محمد النحاس نا ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن الوليد الزبيدي وابن سمعان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجاما فحجم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((من سره أن ينظر إلى من صور الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند)) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أنكحوه وانكحوا إليه)) .
3- بقية بن الوليد، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم..الحديث مرسلاً.
تقدم أنّ هذا الوجه خطأ، والصواب بقية بن الوليد، عن الزبيدي، عن الزهري قال:..، مرسلاً، وقد أخرجه:(3/186)
-أبو داود في المراسيل (ص: 195رقم230) -ونقله عن أبي داود البيهقيُّ في السنن الكبرى (7 /136) كتاب النكاح، باب لا يرد نكاح غير الكفء إذا رضيت به الزوجة ومن له الأمر معها،وكان مسلماً- قال: حدثنا عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد قالا حدثنا بقية حدثني الزبيدي حدثني الزهري قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم فقالوا يا رسول الله نزوج بناتنا موالينا فأنزل الله عز وجل {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل }قال الزهري: نزلت في أبي هند خاصة، قال أبو داود: وروي بعضه مسندا وهو ضعيف.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
اختلف في هذا الحديث عن ضمرة بن ربيعة على وجهين:
الوجه الأوَّل: رواه عيسى بن يونس، وعبد الواحد بن إسحاق، كلاهما عن ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة…الحديث.
وتابع ضمرةَ بنَ ربيعة أحمدُ بنُ أبي الطيب، وعبدُ الرحمن بن واقد.
الوجه الثاني: رواه إبراهيم بن حمزة، وخالد بن يزيد، وعيسى بن محمد النحاس جميعهم عن ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، وابن سمعان عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم..الحديث.
وقد حكم أبو حاتم على الوجه الأوَّل بأنه باطل، وقال ابن الجنيد ((أفسد هذا الحديث حديث رواه إبراهيم بن حمزة الرملي..)) وذكر الوجه الثاني، ولا شك أنّ الوجه الثاني أرجح من الأوَّل، فقد روى الوجه الأوَّل:
عيسى بن يونس الرملي، وهو صدوق كما تقدم.
وعبد الواحد بن إسحاق، ولم أقف له على ترجمة، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/377):((وفيه عبد الواحد بن إسحاق الطبراني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات)).(3/187)
وأمّا متابعة أحمد بن أبي الطيب، وعبد الرحمن بن واقد لضمرة على هذا الوجه فلا تصح؛ وذلك أنّ عبد الرحمن بن واقد متروك يسرق الأحاديث قال ابن عدي في الكامل (4/318):((عبد الرحمن بن واقد أبو مسلم الواقدي حدث بالمناكير عن الثقات وسرق الحديث …-ثم ذكر هذا الحديث وقال:- وهذا الحديث برواية عبد الرحمن بن واقد هذا الحديث عن إسماعيل بن عياش تبين ضعفه وسرقته هذا..))، وأحمد بن أبي الطيب قال عنه ابن حجر في التقريب (ص80رقم51):((صدوق حافظ له أغلاط ضعفه بسببها أبو حاتم وما له في البخاري سوى حديث واحد متابعة)) فهو مخالف لضمرة بن ربيعة –في الوجه الراجح عنه كما سيأتي-، وضمرة أوثق وأرفع منه.
وأمَّا الوجه الثاني فرواه عن ضمرة:
إبراهيم بن حمزة، وهو صدوق كما تقدم.
وخالد بن يزيد، وهو ثقة كما قال دحيم.
وعيسى بن محمد ثقة قال إبراهيم بن الجنيد سئل يحيى بن معين عن أبي عمير بن النحاس فقال:((ثقة من أحفظ الناس لحديث ضمرة)) ، وقال ابن حجر:((ثقة فاضل))- سؤالات ابن الجنيد (ص398رقم524)، التقريب (ص440رقم5321))-.
فتبين أنّ الوجه الثاني أرجح إذ رواته أكثر وأوثق من رواة الوجه الأوَّل، وفيهم عيسى بن محمد وهو من أحفظ الناس لحديث ضمرة.
والحديث من الوجه الراجح ضعيف، وقد أخطأ فيه إسماعيل بن عياش خطأ خفياً دقيقاً، وبيان ذلك: أنّ الحديث رواه عن الزهري اثنان:
الأوَّل: محمد بن الوليد الزبيدي-وهو من أوثق الناس في الزهري-، فقال: حدثني الزهري قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم فقالوا يا رسول الله نزوج بناتنا موالينا فأنزل الله عز وجل {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل }قال الزهري: نزلت في أبي هند خاصة، وهذا الوجه صحيح عن الزهري، فقد رواه أبو داود في المراسيل –كما تقدم- قال: حدثنا عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد قالا حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثني الزبيدي قال: حدثني الزهري.(3/188)
وعمرو بن عثمان تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1143)، وهو:((ثقة))، وكذلك كثير بن عبيد ثقة وقد تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1144)، وبقية صرح بالتحديث.
الثاني: ابن سمعان –وهو متفق على تركه- فرواه عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم..الحديث.
فجمع إسماعيل بن عياش بين الزبيديّ، وابنِ سمعان وذكر لفظ ابن سمعان، وقد نبه على ذلك ابنُ عدي في الكامل (4/318) فقال:((وهذا الحديث يعرف بضمرة عن إسماعيل بن عياش وهذا منكر من حديث الزبيدي عن الزهري لا يرويه إلا ضمرة عن إسماعيل عنه وقد روى بعض الرواة عن ضمرة عن إسماعيل بن عياش عن الزبيدي وابن سمعان عن الزهري عن عروة عن عائشة فحمل ابن عياش حديث ابن سمعان وهو ضعيف على حديث الزبيدي وهو ثقة فجاء بهما وروى عنهما عن الزهري عن عروة عن عائشة)) ، وقال أيضاً (1/295-296):((وهذا الحديث ينفرد به ابن عياش عن الزبيدي وهو منكر من حديث الزبيدي إلا أن خالد بن يزيد ذكر الزبيدي وابن سمعان في الإسناد فكأن ابن عياش حمل حديث الزبيدي على حديث ابن سمعان فأخطأ والزبيدي ثقة وابن سمعان ضعيف)).
وقد نبه النقاد وأئمة العلل على هذا المسلك الدقيق الذي يسلكه بعض الرواة وقد عقد ابنُ رجب في شرح علل الترمذي (2/672) مبحثاً في هذا الموضوع بدأ المبحث بقوله:((ذكر من ضعف حديثه إذا جمع الشيوخ دون ما إذا أفردهم ))، وهو مبحث قيم ومفيد.
ولقوله صلى الله عليه وسلم:((أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه)) شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه:
-أبو داود في سننه (2/233رقم 2102) كتاب النكاح، باب في الأكفاء، قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث.
-وأبو يعلى في مسنده (10/318رقم5911) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/136)-.
- والدارقطني في سننه (3/300) قال: نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز.
كلاهما عن عبد الأعلى بن حماد النرسي.(3/189)
- وابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/375رقم4067) كتاب النكاح، ذكر الأمر بالإنكاح إلى الحجامين واستعمال ذلك منهم- قال: أخبرنا ابن خزيمة.
- والحاكم في المستدرك (2/ 178) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/136)-قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب.
كلاهما عن الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى.
-والطبراني في المعجم الكبير (22/321رقم808) قال: حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا ابن عائشة.
-وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/3047-3048) من طريق أحمد بن يونس.
جميعهم عن حماد بن سلمة.
وأخرجه:
-البخاري في التاريخ الكبير (1/268)-ومن طريقه ابن عدي في الكامل (6/267) معلقاً عن محمد بن يعلى السلمي الكوفي.
كلاهما (حماد بن سلمة، ومحمد بن يعلى) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((يا معشر الأنصار أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه)) ، وقال الحاكم:((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)) .
وهذا الطريق معلول فمحمد بن يعلى هو زنبور ضعيف جداً قال البخاري:((ذاهب الحديث))، وقال ابن عدي:((محمد بن يعلى…يروي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أحاديث لا يتابع عليه)) ، -انظر: الضعفاء الكبير (4/149)، الكامل (6/167)-.(3/190)
وحماد بن سلمة خولف في رواية هذا الحديث قال الدارقطني في العلل (9/289) -وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أن أبا هند حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليافوخ من وجع كان به وقال إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة-: ((يرويه محمد بن عمرو واختلف عنه فرواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وغيره يرويه عن محمد بن عمرو عن أبي سلم مرسلا والمرسل أشبه قيل من يقدم في حديث محمد بن عمرو قال: إسماعيل بن جعفر)) ، وقال ابن حجر في الإصابة (4/211):((كذا قال حماد بن سلمة وخالفه الدراوردي فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هند قال حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليافوخ فقال إن كان في شيء من الدواء خير فهو في هذه الحجامة يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه أخرجه ابن جريج والحاكم أبو أحمد عنه)).
وقد ضعف الحديث أحمدُ بنُ حنبل وقال ابن قدامة في المغني (9/389):((وقد روي أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه رواه أبو داود إلا أن أحمد ضعفه وأنكره إنكارا شديدا)) .
ومما تقدم يتبين أنَّ قول الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (3/164):((روى أبوداود والحاكم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا :يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا عليه قال وكان حجاما إسناده حسن)) ، وقوله في بلوغ المرام (ص209):((رواه أبو داود والحاكم بسند جيد)) متعقب فالحديث معلول كما تقدم، وضعفه أحمد بن حنبل جداً، ورجح الدارقطني إرساله.
- - - -(3/191)
141- ] 1228 [ وسمِعْتُ أَبِي وحَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بنِ عَبْدِ الْحَكَم(1)، عَنْ أَبِي صَالِحٍ كَاتِبِ اللَّيْثِ(2)، عَنْ عَمْروِ بنِ هَاشِمٍ(3)، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي كَرِيمَةَ(4)، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ(5)، عَنْ أَبِيهِ(6)، عَنْ عَائِشَةَ(7) أنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((أَعْظَمُ نِسَاءِ أُمَّتِي بَرَكَةً أَصْبَحَهُنَّ وَجْهَاً وَ أَقَلَهُنَّ مَهْرَاً)) ، قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَابنُ أَبِي كَرِيمَةَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَعَمْروُ بنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيّ قَدِمَ عَليهم مِصْرَ وَكَتَبَ عَنْ هِقْل *.
………………………………
* هو: هقل -بكسر أوله وسكون القاف ثم لام- بن زياد السكسكي -بمهملتين مفتوحتين بينهما كاف ساكنة- الدمشقي نزيل بيروت قيل هقل لقب واسمه محمد أو عبدالله وكان كاتب الأوزاعي ثقة من التاسعة مات سنة تسع وسبعين ومائة أو بعدها. التقريب(ص574رقم 7314).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، أبوالقاسم المصري، يقال: مولى عثمان بن عفان، روى عن: أشهب بن عبد العزيز، وأبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، وأبيه عبد الله بن عبد الحكم وغيرهم، روى عنه: أحمد النسائي، وأبوحاتم محمد بن إدريس الرازي، ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول البيروتي وغيرهم.
صدوق، قال أبوحاتم:((صدوق)) ، وقال النسائي:((لا بأس به)) ، وقال أبوسعيد بن يونس:((كان فقيها والأغلب عليه الحديث والأخبار وكان ثقة)) ، وقال ابن حجر:((ثقة))، روى له النسائي، مات سنة سبع وخمسين ومائتين.
انظر: الجرح والتعديل (5/ 257رقم 1213)، تهذيب الكمال (17/213-215)، التقريب (ص344رقم3915).(3/192)
(2) هو: عبد الله بن صالح الجهني مولاهم أبوصالح المصري كاتب الليث بن سعد، روى عن: عبد الله بن لهيعة، والليث بن سعد، ومعاوية بن صالح الحضرمي وغيرهم، روى عنه: البخاري، وأبوحاتم محمد بن إدريس الرازي، ويحيى بن معين وغيرهم.
فيه ضعف، ورواية المتقدمين عنه أقوى من رواية المتأخرين، وكتابه صالح، وهو في نفسه رجل صالح، وكانت فيه غفلة، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل:((سألت أبي عنه فقال: كان أول أمره متماسكا ثم فسد بأخرة، وليس هو بشيء، قال وسمعت أبي ذكره يوما فذمه وكرهه وقال: إنه روى عن الليث، عن ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث وأنكر أن يكون الليث سمع من بن أبي ذئب شيئا))، وقال علي بن المديني:((ضربت على حديث عبد الله بن صالح وما أروي عنه شيئا))، وقال النسائي:((ليس بثقة))، وقال أبوحاتم:((الأحاديث التي أخرجها أبوصالح في آخر عمره فأنكروها عليه أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبوصالح يصحبه وكان سليم الناحية وكان خالد بن نجيح يفتعل الحديث ويضعه في كتب الناس ولم يكن وزن أبى صالح وزن الكذب كان رجلا صالحا))، وقال أبوزرعة:((لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب وكان حسن الحديث))، وقال يحيى بن معين:((هما ثبتان ثبت حفظ وثبت كتاب، وأبوصالح كاتب الليث ثبت كتاب))، قال الذهبي:((صالح الحديث، له مناكير))، وقال ابن حجر –في الهدي-:((ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيما ثم طرأ عليه فيه تخليط فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه))، وقال أيضاً-في التقريب-:((صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة))، روى له أبوداود والترمذي وابن ماجة، واستشهد به البخاري في الصحيح، وروى عنه في كتاب القراءة خلف الإمام وغيره، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.(3/193)
انظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص149رقم351)، الجرح (5/ 86-870.رقم398)، تاريخ بغداد (9/478-481)،تهذيب الكمال (15/98-109)، المغني (1/342-343رقم 3218)، التهذيب (5/256-261)، الهدي (457-458)، التقريب (ص308رقم3388).
(3) هو : عمرو بن هاشم البيروتي -بفتح الموحدة وسكون التحتانية وبالمثناة -، روى عن: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، ومحمد بن سليمان بن أبي كريمة، وهقل بن زياد وغيرهم، روى عنه: أبوصالح عبد الله بن صالح المصري، وأبوزرعة عبيد الله بن عبدالكريم، ومحمد بن مسلم بن وارة الرازي وغيرهم.
لا بأس به، وفي روايته عن الأوزاعي ضعف، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم:((سألت محمد بن مسلم عنه فقال: كتبت عنه كان قليل الحديث، قلت ما حاله؟ قال: ليس بذاك كان صغيرا حين كتب عن الأوزاعي)) ، وقال أبوأحمد بن عدي:((ليس به بأس)) ، وقال الذهبيُّ:((صدوق وقد وثق)) ، وقال ابن حجر:((صدوق يخطئ)) ، روى له ابن ماجة.
انظر: الجرح (6/268رقم1479)، الكامل (3/262)، تهذيب الكمال (22/275-276)، الميزان (3/290رقم6462)، التقريب (ص428رقم5127).
(4) هو : محمد بن سليمان بن أبي كريمة ، ضعفه أبوحاتم – كما في هذه المسألة- وقال العقيليُّ:((محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن عروة ببواطيل لا أصل لها)) ، وقال الذهبيُّ:((لا يكاد يعرف والخبر منكر)) .
انظر: الضعفاء الكبير (4/74)، الميزان (4/22رقم8105)، لسان الميزان ( 5 / 186).
(5) هو: هشام بن عروة الأسدي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1208) وهو ((ثقة حجة، وحديث المدنيين عنه أصح من حديث العراقيين)) .
(6) هو: عروة بن الزبير، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1185) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وعلمه)).
(7) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
- - -
- التخريج:
أخرجه –غير ابن أبي حاتم- :(3/194)
-القضاعيُّ في مسند الشهاب (2/183رقم1146) قال: أخبرنا هبة الله بن إبراهيم نا علي بن الحسين بن بندار نا إسماعيل بن أحمد بن أبي حازم أخبرني أبي نا عمرو بن هاشم البيروتي نا سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث، كذا وقع سليمان بن أبي كريمة، وعند ابن أبي حاتم في هذه المسألة: محمد بن سليمان، ويبدو أنّ عمرو بن هاشم يضطرب في اسمه.
وذكره الديلمي في الفردوس (1/360)، وعزاه العراقي في تخريج الأحياء (2/966-967) إلى أبي عمر النوقاني في كتاب "معاشرة الأهلين".
وللحديث طريقٌ آخر عن عائشة بنحوه بدون "أصبحهن وجهاً"، أخرجه:
-النسائي في السنن الكبرى (5 /402رقم9274) كتاب عشرة النساء، بركة المرأة، وابن أبي شيبة في المصنف (4/189) كتاب النكاح، ما قالوا في مهر النساء، وأحمد بن حنبل (6/145)، وأحمد بن منيع، وأبويعلى الموصلي –كما في الإتحاف (4/460رقم4181، 4184)- في مسانيدهم، والدينوري في المجالسة (5/9-14رقم1802) والحاكم في المستدرك (2/178)، وأبونعيم في الحلية (2/186، و6/256)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/235) كتاب الصداق، باب ما يستحب من القصد في الصداق، والخطيب البغدادي في الموضح (1/297) جميعهم عن يزيد بن هارون.
وأخرجه:
- ابن أبي عمر في مسنده –كما في الإتحاف (4/460رقم4181، 4184)- قال: حدثنا بشر بن السري.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (6/82) قال: حدثنا عفان بن مسلم.
-وأبونعيم في الحلية (6/256)، والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (2/1245 رقم782) من طريق مسلم بن إبراهيم.
-والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق-الموضع السابق-من طريق عطاف بن خالد.(3/195)
جميعهم عن حماد بن سلمة عن ابن سخبرة عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة))، - قال عفان بن مسلم في روايته: عوف بن الطفيل بن سخبرة- في المطبوع: سقط عوف، وهو على الصواب في أطراف المسند (9/203)-.
هذا وقد اختلف في اسم الراوي عن القاسم بن محمد على أقوال:
فقيل هو: ابن سخبرة ، وهو قول حماد بن سلمة، وتقدم.
وقيل هو: موسى بن بكر الأنصاري، وهو قول وكيع بن الجراح، أخرجه: إسحاق بن راهويه في مسنده (2/394 رقم946) قال: أخبرنا وكيع نا أبوعيسى موسى بن بكر الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة، فقال له أبي أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم هكذا أخبرت قال إسحاق قلت للملائي هو أبوعيسى الأنصاري فقال نعم، ثم قال إسحاق وذكر عن حماد بن سلمة عن شيخ سماه عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وتابع وكيع بن الجراح أبونعيم الفضل بن دكين، أخرجه: الخطيب البغدادي في الموضح (1/298).(3/196)
وقيل هو: موسى بن تليدان ، وهو قول أبي داود الطيالسي، أخرجه: في مسنده (ص: 202رقم1428) –ومن طريقه رواه أبونعيم في الحلية (2/186)، والخطيب البغدادي في الموضح (1/297)- ثنا موسى بن تليدان من آل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة، فقالت له أي عائشة رضي الله تعالى عنها أخبرتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هكذا حدثت وهكذا حفظت، وقال أبونعيم:((رواه عمر بن علي المقدمي وعبد الصمد وسعيد بن عامر عن موسى مرفوعا، ورواه حماد بن سلمة عن يزيد بن سخبرة عن القاسم عن عائشة مرفوعا حدثنا أبوبكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا حماد بن سلمة عن ابن سخبرة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة رواه أحمد بن حنبل وأبوخيثمة والناس عن يزيد بن هارون مثله ورواه صفوان ابن سليم عن عروة عن عائشة نحوه)).
وقيل هو: موسى بن تليدان ، وهو قول يزيد بن هارون، أخرجه: أحمد بن منيع في مسنده كما في الإتحاف (4/460رقم4182)-، والخطيب البغدادي في الموضح (1/297) من طريق يحيى بن أبي طالب كلاهما عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا عيسى بن ميمون، عن القاسم بن محمد-به-، وتابع يزيد بن هارون: محمد بن مصعب أخرجه: القضاعي في مسند الشهاب (1/105رقم123).
وقيل هو: موسى المدني ، وهو قول عمر بن هارون، أخرجه: أبوالشيخ في الأمثال (103-104رقم65)، وعمر بن هارون متروك الحديث-التقريب (ص417رقم4979)-.(3/197)
ويبدو أنّ كل هذه الأقوال لشخص واحد تفرد بالحديث عن القاسم بن محمد، قال الخطيب البغدادي في الموضح (1/ 296-297):((وقد ذكر يحيى بن معين أن شيخ حماد بن سلمة ابن سخبرة هو عيسى بن ميمون الذي روى عنه يزيد بن هارون، وهو أيضا ابن تليدان الذي روى عنه وكيع بن الجراح وعثمان بن عمر بن فارس، أخبرنا محمد بن عبدالواحد الأكبر أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حدثنا عباس بن محمد قال: قال يحيى بن معين: عيسى بن ميمون الذي يروي أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة يقال له: ابن تليدان وهو من ولد أبي قحافة ويروي عنه حماد بن سلمة يقول: ابن سخبرة وهو هذا ما يبعد عندي هذا القول لأنّ ابن سخبرة وعيسى بن ميمون وابن تليدان رووا جميعا عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق حديثا واحدا)) .(3/198)
وقال المزيُّ في تهذيب الكمال (23/48-51):((عيسى بن ميمون المدني المعروف بالواسطي مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق يقال له: ابن تليدان ويقال:إنه الذي يحدث عنه حماد بن سلمة ويسميه الطفيل بن سخبرة…، روى عنه:…عثمان بن عمر بن فارس فصحف في اسمه فقال: أبوعيسى المدني ... قال أحمد بن سنان القطان عن عبدالرحمن بن مهدي: استعديت على عيسى بن ميمون في هذه الأحاديث عن القاسم بن محمد في النكاح وغيره فقال: لا أعود وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد سمعت يحيى بن معين يقول:عيسى بن ميمون الذي يحدث عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة يقال له ابن تليدان وهو من آل أبي قحافة ليس به بأس وهو الذي حدث عنه حماد بن سلمة قال حدثني ابن سخبرة هو هذا ولم يرو هذا عن محمد بن كعب شيئا والذي يحدث عن محمد بن كعب ليس بشيء يعني إن الذي يحدث عن محمد بن كعب آخر وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: عيسى بن ميمون صاحب القاسم عن عائشة ليس بشيء وقال في موضع آخر عيسى الذي يروي أعلنوا النكاح ويروي حديث محمد بن كعب القرظي هو الضعيف وليس بشيء ، وقال إسحاق بن راهويه عن وكيع وأبي نعيم عن أبي عيسى موسى بن بكر بن تليد الأنصاري عن القاسم عن عائشة أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة وقال عمرو بن علي وأبوحاتم: متروك الحديث وقال البخاري: منكر الحديث وقال أبوعبيد الآجري عن أبي داود: موسى يقول يعني عن حماد بن سلمة عيسى بن تليدان يحدث عن القاسم ثقة وقال الترمذي: يضعف في الحديث وقال النسائي: ليس بثقة روى له الترمذي وابن ماجة)) .
فتبين أنّ هذا الطريق تالف إذ مداره على ابن سخبرة –على الخلاف المتقدم-، وتفرده عن القاسم بن محمد يعد منكراً جداً.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:(3/199)
الحديث باطل كما قال أبوحاتم، فقد تفرد به محمد بن سليمان بن أبي كريمة –وهو شديد الضعف-، عن هشام بن عروة، وهذا التفرد مما يدل على ضعف محمد بن سليمان ونكارة روايته.
وتقدم أنّ للحديث طريقاً آخر عن عائشة ولكنه لا يصح إذ مداره على ابن سخبرة –وهو ضعيف جداً-، وتفرد به عن القاسم بن محمد.
- - - -
142- ] 1229 [ وسمِعْتُ أَبِي وحَدَّثَنَا عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْن الْفَضْلِ بْنِ هِلاَل الرَّبَعِيِّ(1)، عَنْ ابنِ وَهْب(2)، عَنْ ابنِ لَهِيْعَةَ(3)، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ(4)، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ(5)، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(( لعَنْ اللّه الذين يأتون النِّسَاء فِي محاشهن* ))، قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، مَا أَعْلَم رَوَاهُ عَنْ ابنِ وَهْبٍ غَيْرهُ.
………………………………
* محاشهنّ: قال ابن الأثير (1/390-391):(( جمع مَحشّة وهي الدُّبر، قال الأزهري: ويقال أيضاً بالسين المهملة , كَنى بالمَحاشّ عن الأدْبار، كما يُكَنَّى بالحُشُوش عن مواضع الغائط)).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : عبد الصمد بن الفضل بن خالد بن هلال الربعي، أبونصر المصري، روى عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، ومعاذ بن هشام، وعنه: أحمد بن محمد بن نافع، و أزهر بن رفد الحضرمي ، وعبد الكريم بن إبراهيم المرادي، وأبوحاتم محمد بن إدريس.
صالح الحال، قال العقيلي:((لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به ))-وذكر حديث الباب-، وقال ابن أبي حاتم:((سمع منه أبى بمصر في الرحلة الثانية ))، وقال الذهبي:(( عن ابن وهب له حديث يستنكر وهو صالح الحال إن شاء الله تعالى )).
انظر: الضعفاء الكبير (3/84)، الجرح (6/52رقم274)، الميزان (2/621رقم5077)، المغني (2/396)، لسان الميزان (4/22).(3/200)
(2) هو: عبد الله بن وهب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1137) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وفضله)).
(3) هو: عبد الله بن لهيعة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1104) وهو ((ضعيفٌ، وكان يدلس، وقد تغير قبل موته بأربع سنين بعد احتراق كتبه)).
(4) هو : مِشْرَح -بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه وآخره مهملة- بن هَاعَان المعافري -بفتحتين وفاء- المصري أبومصعب، روى عن: سليم بن عِتْر، وعقبة بن عامر الجهني، والمحرر بن أبي هريرة، روى عنه: بكر بن عمرو المعافري، وخالد بن عبيد المعافري، وعبد الله بن لهيعة وغيرهم.
صدوق، قال أحمد بن حنبل:((معروف ))، وقال يحيى بن معين-رواية الدارمي-، والعجليُّ:(( ثقة ))، وقال عثمان الدارمي:(( ومشرح ليس بذاك وهو صدوق ))، ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:(( يخطىء ويخالف ))، وقال في المجروحين:(( روي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها روى عنه ابن لهيعة والليث وأهل مصر والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات ))، وقال ابن عدي:(( وأرجو أنه لا بأس به ))، وقال الذهبي في الكاشف:((ثقة ))، وقال في الميزان:((صدوق ))، وقال ابن حجر:((مقبول ))، روى له البخاري في أفعال العباد وأبوداود والترمذي وابن ماجة، مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
انظر: معرفة الثقات (2/279رقم 1728)، تاريخ الدارمي (ص204رقم755)، الجرح (8/ 431رقم1973)، الثقات (5/452)، المجروحين (3/28)، الكامل (6/469-470)، الكاشف (3/146رقم5549)، الميزان (4/117رقم8549)، التقريب (ص532رقم6679).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1184).
- - -
- التخريج:
أخرجه:
- العقيلي في الضعفاء الكبير (4/84).
- والطبراني في المعجم الأوسط (2/555رقم1952).
كلاهما عن أحمد بن محمد بن نافع، زاد العقيليُّ: وأزهر بن رفد الحضرمي.
- وابن عدي في الكامل (4/148) قال: حدثنا عبد الكريم بن إبراهيم بن حيان المرادي بمصر(3/201)
جميعهم عن عبد الصمد بن الفضل، قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهن)).
قال العقيلي:((لم يأت به عن ابن وهب غيره ))، وقال الطبراني:((لم يرو هذا الحديث عن ابن لهيعة إلا ابن وهب تفرد به عبد الصمد بن الفضل )).
وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/633) إلى ابن وهب.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
أنكر أبو حاتم الحديث، ويبدو أنّ الحمل فيه على ابن لهيعة فقد ذكر ابنُ عدي هذا الحديث ضمن أفراد ابن لهيعة المنكرة، وهو أضعف رجال الإسناد، وقال الذهبي في ديوان الضعفاء (ص251رقم2544) عن الحديث:((لا يصح))، وقال أيضاً-كما تقدم-:((يستنكر))، وقال ابن كثير في تفسيره (1/265):((وقد روى من حديث أبي بن كعب والبراء بن عازب وعقبة بن عامر وأبي ذر وغيرهم وفي كل منها مقال لا يصح معه الحديث والله أعلم)).
وللحديث شواهد تقدم ذكرها في المسألة رقم (1206)، وكلها ضعيفة لا تصح.
- - - -
143- ] 1230 [ وسمِعْتُ أَبِي وحَدَّثَنَا عَنْ حَرْمَلَةَ(1)، عَنْ ابنِ وَهْبٍ(2)، عَنْ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ(3)، عَنْ هِشَامٍ(4) *، عَنْ لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمان** (5)، عَنْ مُجَاهِد(6)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ(7) أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(( الزِّنَا يُورِثُ الْفَقْرَ))، قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَمَاضِي لاَ أَعْرِفُهُ.
………………………………
* كذا وقع في جميع النسخ، وفي جميع مصادر التخريج (الماضي بن محمد، عن ليث بن أبي سليم) بدون ذكر هشام.
** كذا في جميع النسخ، وفي (ت) (سليم) وهو الصواب.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: حرملة بن يحيي التُّجِيبي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1137) وهو (( ثقة يُغرب، وهو من أعلم الناس بابن وهب، وأرواهم عنه)).(3/202)
(2) هو: عبد الله بن وهب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1137) وهو (( متفقٌ على توثيقه وفقهه وفضله)).
(3) هو: الماضي بن محمد بن مسعود الغافقي ثم التيمي، أبومسعود المصري، كان وراقا يكتب المصاحف، روى عن: أبان بن أبي عياش، وليث بن أبي سليم، وهشام بن عروة وغيرهم، روي عنه: عبد الله بن وهب.
ضعيف، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم:(( سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه والحديث الذي رواه باطل)) ، وقال ابن عدي:(( منكر الحديث وعامة ما يرويه لا يتابع عليه ولا أعلم روى عنه غير ابن وهب)) ، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال:(( يعتبر حديثه إذا روى عن غير ليث)) ، وقال أبوسعيد بن يونس:(( كان يضعف))، وقال الذهبيُّ:(( فيه جهالة وله ما ينكر)) ، وقال ابن حجر:(( ضعيف)) ، روى له ابن ماجة حديثا واحدا، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل (8/442 رقم2021)، الثقات (9/195)، الكامل (6/432)، تهذيب الكمال (27/85-86)، الكاشف (3/112رقم5327)، التقريب (ص516رقم6423).
(4) تقدم التنبيه على أنّ في جميع مصادر التخريج (الماضي بن محمد، عن ليث بن أبي سليم) بدون ذكر هشام بن عروة، وقد تقدمت ترجمة هشام بن عروة في المسألة رقم (1208).
(5) هو: ليث بن أبي سُلَيم، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1132) وهو ((ضعيف)).
(6) هو: مجاهد بن جَبْر-بفتح الجيم وسكون الموحدة - أبوالحجاج المخزومي، مولاهم، روى عن: سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب وغيرهم، روى عنه: عبد الله بن عون، وقتادة بن دعامة، وليث بن أبي سليم وغيرهم.
متفق على توثيقه وإمامته وجلالته، قال ابن حجر:(( ثقة إمام في التفسير وفي العلم))، روى له الجماعة، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة.
انظر: تهذيب الكمال ( 27/228- 235)، التقريب (ص 520رقم6481).
(7) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
- - -
- التخريج:
أخرجه:
وابنُ حبان في المجروحين (2/231).(3/203)
ابنُ عدي في الكامل (6/423) –ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (4/363) -.
كلاهما عن الحسن بن سفيان عن حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب.
وتابع حرملةَ بنَ يحيى أحمدُ بنُ عبدالرحمن بن وهب، أخرجه: ابنُ عدي –في الموضع السابق-، والقضاعيُّ في مسند الشهاب (1/ 73رقم66)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/227رقم1483) جميعهم من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن أخي ابن وهب ثنا عمي ثنا الماضي بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( الزنا يورث الفقر)).
وقال الدارقطني-كما في أطراف الغرائب والأفراد (3/420)-:((تفرد به عبد الله بن وهب، عن الماضي بن محمد، عن ليث عنه )).
وللحديث طريقٌ آخر عن ابن عمر، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4/363) قال: أخبرنا أبوعبد الله الحافظ أخبرني محمد بن صالح بن هانىء ثنا أحمد بن سهل بن مالك حدثني محمد بن إسماعيل البخاري ثنا الحسن بن علي الصفار ثنا أبوخالد الأحمر ثنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( الزنا يورث الفقر))، وهذا إسناد غريبٌ جداً، ولم أقف على ترجمة محمد بن صالح شيخ الحاكم، وتقدم في المسألة رقم (1169) أنّ في رواية محمد بن عجلان عن نافع مولى ابن عمر اضطراباً ووهماً.
ورُوي موقوفاً على ابن عمر، أخرجه: ابن حبان في الثقات (7/574) قال: حدثني مكحول ببيروت حدثنا يوسف بن يحيى الجبلي ثنا أبوالنضر هاشم بن القاسم قال أبوشهاب الحناط عن هلال بن مصعب عن مكحول الشامي قال: قال لي ابن عمر:(( يا مكحول إياك والزنا فإنه يورث الفقر)). وهلال بن مصعب ذكره ابن حبان في الثقات (7/573)، ولم أقف له على ترجمة، وتقدم في المسألة رقم (1141) أنّ مكحولاً لم يسمع من أحد من الصحابة في قول بعض العلماء، وعند بعض العلماء أنه سمع من بعض الصحابة، ولكن لم يذكروا منهم: عبد الله بن عمر.
- - -(3/204)
- الدراسة والحكم على الحديث:
الحديث باطل كما قال أبوحاتم ففي إسناده الماضي بن محمد وهو ضعيف كما تقدم، وشيخه ليث بن أبي سليم ضعيف، وتفرُدُّهُ عن مجاهد يعد منكراً جداً.
وقال الذهبيُّ في ميزان الإعتدال (3/424) في ترجمة الماضي بن محمد:(( له أحاديث منكرة منها بإسناد فيه ضعف بمرة "الزنا يورث الفقر")) .
وتقدم أنّ للحديث طريقاً آخر عن ابن عمر، ولكنه ضعيف مع غرابته.
وللحديث شاهد من حديث حذيفة بن اليمان، أخرجه: ابن عدي في الكامل (6/317)، وأبونعيم في الحلية (4/111) كلاهما من طريق مسلمة بن علي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إياكم والزنا فان فيه ست خصال ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة فأما اللواتي في الدنيا فانه يذهب بالبهاء، ويورث الفقر، وينقص الرزق وأما اللواتي في الآخرة فانه يورث سخط الرب وسوء الحساب والخلود في النار )).
قال ابن عدي:(( وهذا عن الأعمش غير محفوظ وهو منكر واختلف ابن عفير وهشام في إسناده فقال هشام عن مسلمة عن الأعمش وقال ابن عفير عن مسلمة عن أبي علي الكوفي عن الأعمش، وأبوعلي لا يدري من هو ويروي هذا الحديث عن عبدالله بن عصمة النصيبي عن محمد بن سلمة البناني عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحاديث غير محفوظة ))، وقال أبونعيم:((غريب من حديث الأعمش تفرد به مسلمة وهو ضعيف الحديث )).
وعزاه ابن كثير في تفسيره ( 2/85) إلى ابن أبي حاتم وقال:((وهذا حديث ضعيف على كل حال ))، وقال ابن حجر –كما في كشف الخفاء (1/532)-: ((وفي إسناده ضعيف أو متروك ومجهول )).
- - - -(3/205)
144- ] 1231 [ وسَمِعْتُ أَبِي وذَكَرَ حَدِيثَ ابنِ وَهْبٍ(1)، عَنْ ابنِ لَهِيْعَةَ(2)، عَنْ الْحَارِثِ بنِ يَزِيدَ(3)، عَنْ / عَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْر(4) أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ الْمُسْتَوْرِدُ(5)، وَعَمْرِوُ بْنُ غَيْلاَنَ(6) فَسَمِعَ الْمُسْتَوْرِدَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:((مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلاً فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ…))، وذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ خَطَأ إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ اللَّيْثُ(7) عَنْ الْحَارِثِ بنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ(8) ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولَهُ صُحْبَةٌ.
………………………………
* تقدمت هذه المسألة في العلل (1/219رقم636)، بأطول مما هنا.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: عبد الله بن وهب، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1137) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وفضله)).
(2) هو: عبد الله بن لهيعة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1104) وهو ((ضعيفٌ، وكان يدلس، وقد تغير قبل موته بأربع سنين بعد احتراق كتبه)).
(3) هو : الحارث بن يزيد الحضرمي أبوعبد الكريم المصري، روى عن: جبير بن نفير الحضرمي، وعبد الرحمن بن جبير المصري، وعلي بن رباح اللخمي وغيرهم، روى عنه: عبد الله بن لهيعة، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، والليث بن سعد وغيرهم.
متفق على توثيقه، وكان عابداً، قال أحمد بن حنبل:((ثقة من الثقات)) ، وقال ابن حجر:((ثقة ثبت عابد)) ، روى له مسلم وأبوداود والنسائي وابن ماجة، مات سنة ثلاثين ومائة.
انظر: تهذيب الكمال (5/306-308)، التقريب (ص148رقم1057).
(4) نُسب في بعض الروايات عن ابن لهيعة، وفي بعض الروايات عن الأوزاعي –كما سيأتي في التخريج- أنه: ابن نفير، وابن نفير هو:(3/206)
عبد الرحمن بن جبير- بجيم وموحدة مصغر- ابن نفير الحضرمي، الحمصي ، روى عن: أنس بن مالك، و أبيه جبير بن نفير، وخالد بن معدان، وكثير بن مرة، روى عنه: إسماعيل بن عياش، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح وغيرهم.
ثقة، قال أبوزرعة، والنسائي:((ثقة ))، وقال أبوحاتم:((صالح الحديث))، وقال ابن حجر:((ثقة ))، روى له البخاري في الأدب والباقون، مات سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام.
انظر: تهذيب الكمال (17/26-27)، التقريب (ص338رقم3827).
بينما لم يذكر المزيّ في شيوخ الحارث بن يزيد إلاّ عبد الرحمن بن جبير المصري، وكذلك لم يُذكر في الرواة عن المستورد إلاّ عبد الرحمن بن جبير المصري، وسيأتي قول محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر: …ولأهل مصر عنه أحاديث ولم يرو عنه إلا أهل مصر فيما أعلم إلا قيس بن أبي حازم فإن له عنه رواية وقيل إن أبا إسحاق السبيعي روى عنه أيضا.
وعبد الرحمن بن جُبير هو: المصري المؤذن مولى نافع بن عمرو، روى عن: عقبة بن عامر، وعمرو بن غيلان بن سلمة، والمستورد بن شداد وغيرهم، روى عنه: بكر بن سوادة، والحارث بن يزيد، ودراج أبوالسمح وغيرهم.
متفق على توثيقه، وثقه النسائي وغيرهُ، وقال ابن حجر:((ثقة عارف بالفرائض)) ، روى له مسلم وأبوداود والترمذي والنسائي، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين.
انظر: تهذيب الكمال (17/28-33)، التقريب (ص338رقم3828).
(5) هو : المستورد بن شداد بن عمرو القرشي الفهري، حجازيّ، نزل الكوفة له ولأبيه صحبة، قال ابن حجر:((قال محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر: شهد فتح مصر واختط بها ولأهل مصر عنه أحاديث ولم يرو عنه إلا أهل مصر فيما أعلم إلا قيس بن أبي حازم فإن له عنه رواية وقيل إن أبا إسحاق السبيعي روى عنه أيضا))، مات سنة خمس وأربعين.
انظر: تهذيب الكمال (27/439-441)، الإصابة (3/407)، التقريب (ص527رقم6596).(3/207)
(6) هو : عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحداً، وعن: عبد الله بن مسعود، وكعب الأحبار، روى عنه: عبد الرحمن بن جبير، وقتادة بن دعامة، وأبوعبيد الله مسلم بن مشكم.
مختلف في صحبته ، قال ابن حجر:((ذكره خليفة والمستغفري وغيرهما في الصحابة وقال ابن السكن: يقال له صحبة، وقد ذكره بعضهم في الصحابة وقال ابن منده: مختلف في صحبته، وقال ابن البرقي: لا تصح له صحبة، وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام وقال: أدرك الجاهلية، قلت: إن كان أدرك الجاهلية فهو صحابي كما تقدم غير مرة أنه لم يبق في حجة الوداع أحد من أهل مكة والطائف إلا أسلم وشهدها، وقد ذكره علي بن المديني فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ونزل البصرة)) ، روى له ابن ماجة حديثا واحدا، قال ابن عبد البر:((ليس إسناده بالقوي)) ، وقال ابن السكن:((لم يذكر في حديثه رواية ولا سماعا)) .
انظر: تهذيب الكمال (22/186-188)، الإصابة (3/10)، التقريب (ص425رقم5093).
(7) هو: الليث بن سعد المصري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100)، وهو ((ثقة بالاتفاق وكان فقيهاً إماماً مشهوراً)).
(8) لم أقف على تسميته.
- - -
- التخريج:
ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن المستورد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
لم أقف على من أخرجه من طريق ابن وهب.
وقد تابع ابنَ وهب:
- حسنُ بن موسى، أخرجه: أحمد في مسنده (4/229) قال: حدثنا حسن بن موسى.
- وزيد بن الحباب، أخرجه: ابن أبي شيبة في مسنده (2/281رقم778) قال: ثنا زيد بن الحباب.
-وعبدُ الله بن مسلمة القعنبي، أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير (20/304رقم725)، وابن بشران في أماليه (1/77-78رقم140) كلاهما من طريق القعنبي.
-وعمروُ بن طارق، أخرجه: أبوعبيد في الأموال (ص279رقم654) قال: حدثنا عمرو بن طارق.(3/208)
-وموسى بنُ داود، أخرجه: أحمد في مسنده (4/229) قال: ثنا موسى بن داود.
-ويحيى بنُ إسحاق، أخرجه: أحمد في مسنده (4/229) قال: ثنا يحيى بن إسحاق.
جميعهم عن ابن لهيعة قال ثنا الحارث بن يزيد الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير أنه كان في مجلس فيه المستورد بن شداد وعمرو بن غيلان بن سلمة فسمع المستورد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((من ولي لنا عملا فلم يكن له زوجة فليتزوج، أو خادما فليتخذ خادما، أو مسكنا فليتخذ مسكنا، أو دابة فليتخذ دابة، فمن أصاب شيئا سوى ذلك فهو غال أو سارق))، وفي رواية موسى بن داود، ويحيى بن إسحاق جَمَعَ ابنُ لهيعة بين ابن هبيرة والحارث بن يزيد.
ورواه ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير، رواه عنه:
-أسدُ بن موسى ، أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير (20/304رقم725) قال: حدثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا ابن هبيرة عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال كنت في مجلس فيه المستورد بن شداد وعمرو بن غيلان فسمعت المستورد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولي لنا عملا فلم يكن له زوجة فليتزوج أو خادم فليتخذ خادما أو مسكن فليتخذ مسكنا أو دابة فليتخذ دابة فمن أصاب سوى ذلك فهو غال أو سارق.
- حسنُ بن موسى، أخرجه: أحمد في مسنده –في الموضع السابق- قال: حدثنا حسن بن موسى قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن جبير قال: كنت في مجلس..الحديث.
-وعمروُ بن طارق، أخرجه: أبوعبيد في الأموال –في الموضع السابق- قال: حدثنا عمرو بن طارق، عن ابن لهيعة، قال: وأخبرني عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير…الحديث.
-والنضرُ بن عبد الجبار أبوالأسود، أخرجه: ابن زنجوية في الأموال (2/594رقم978) قال: حدثنا أبوالأسود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير قال: كنت في مجلس..الحديث.(3/209)
وهذا الاختلاف من ابن لهيعة نفسه، فتارةً يجمع بين الحارث، وابن هبيرة، وتارة يحدث به عن أحدهما.
ورواه ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن علي، أخرجه: المعافى بن عمران في الزهد (ص273رقم159) قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكر بن عمرو، عن ابن هبيرة، عن علي، وأحال المعافى على المتن السابق الذي رواه الأوزاعي عن الحارث بنحو لفظ ابن لهيعة السابق، وذكر زيادة في آخر المتن-، وهذا الرواية من اضطراب ابن لهيعة بالحديث.
وتابع ابنَ لهيعة في روايته عن الحارث بن يزيد الأوزاعيُّ، أخرجه:
- المعافى بن عمران في الزهد (ص272رقم158)- وفي المسند أيضاً كما قال ابن الأثير في أسد الغابة (5/163)-.
ومن طريقه:
-النسائي في السنن الكبرى، كتاب الجهاد –في رواية ابن الأحمر كما قال ابن حجر في النكت الظراف (8/377)، ورواه ابن يونس في تاريخه عن النسائي-.
-وابن خزيمة في صحيحه (4/70رقم2370) كتاب الزكاة، باب إذن الإمام للعامل بالتزويج واتخاذ الخادم والمسكن من الصدقة.
كلاهما عن يحيى بن مخلد.
- والطبراني في المعجم الكبير (20/305رقم727) عن جعفر الفريابي.
كلاهما (يحيى بن مخلد، وجعفر الفريابي) عن موسى بن مروان الرقي.
-والحاكم في المستدرك (1/406)، وأبونعيم في الحلية (8/291)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/355) كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب ما يكون للوالي الأعظم ووالي الأقليم من مال الله، جميعهم من طريق محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي.
- وأبونعيم في معرفة الصحابة (5/2604رقم6273) من طريق عبد الكبير بن المعافى.(3/210)
جميعهم (موسى بن مروان، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، عبد الكبير بن المعافى) عن المعافى بن عمران الموصلي عن الأوزاعي حدثنا الحارث بن يزيد عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن المستورد بن شداد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادما ومن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنا)) ، قال أبوبكر -يعني المعافى- أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق))، هذا لفظ محمد بن عبدالله بن عمار، وموسى بن مروان-عنه: جعفر الفريابي- قالا: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وقال عبد الكبير: عن عبد الرحمن بن جبير.
وقال الحاكم:((هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه)) ، وقال أبونعيم:((تفرد به الحارث، عن عبد الرحمن، وروى ابن لهيعة عن الحارث مثله، ورواه: من أصاب سوى ذلك فهو غال أو سارق)) ، والمعافى بن عمران ثقة عابد فقيه من كبار التاسعة –التقريب (ص537رقم6745)-.
وأخرجه: أبوداود في سننه (3/354رقم 2945) كتاب الخراج والإمارة، باب في أرزاق العمال،-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (6/355)- قال: حدثنا موسى بن مروان الرقي ثنا المعافى ثنا الأوزاعي عن الحارث بن يزيد عن جبير بن نفير عن المستورد بن شداد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادما فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنا)) ، قال: قال أبوبكر:أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق.
وموسى بن مروان صدوق في الأصل كما قال أبوحاتم، والذهبي – انظر: الجرح (8/165رقم730)، الكاشف (3/188رقم5827)-، ولكنه اضطرب في اسم شيخ الحارث بن يزيد على ثلاثة أوجه:
فقال في رواية أبي داود: عن جبير بن نفير.
وقال في رواية يحيى بن مخلد: عن عبد الرحمن بن جبير.(3/211)
وقال في رواية جعفر الفريابي: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير.
قال المزيُّ في تحفة الأشراف (8/378) عن رواية عبد الرحمن بن جبير:((وهو أشبه بالصواب)) ، وقال ابن حجر في النكت الظراف –الموضع السابق من تحفة الأشراف في الهامش-:((يحتمل أن يكون في أصل أبي داود: ابن جبير بن نفير، فسقطت ابن)).
وتقدم أنّ محمد بن عبد الله بن عمار -وهو ثقة حافظ كما تقدم في المسألة رقم (1225)- قال: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير.
وقال عبدُ الكبير بن المعافى -وهو ثقة رضى يعد من الأبدال قاله أبوحاتم كما في الجرح (6/63رقم333)-: عن عبد الرحمن بن جبير.
وأقوى مَنْ روى الحديثَ عن المعافى بن عمران محمدُ بنُ عبد الله بن عمار فهو ثقة حافظ كما تقدم، وهو بلديّ المعافى فكلاهما من الموصل، وابن عمار له خصوصية في المعافى فمسند المعافى يُروى من طريق- انظر: أسد الغابة (1/25)-، فقوله: عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير هو الأقوى.
ومما تقدم يتبين أنّ قول ابن حجر في النكت الظراف –الموضع السابق-:((رواه أحمد من طريق ابن لهيعة، عن ابن هبيرة والحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، فيحتمل أن يكون في أصل أبي داود: ابن جبير بن نفير، فسقطت ابن، ثم وجدت الحديث في تاريخ ابن يونس أخرجه: عن النسائي، عن يحيى بن مخلد، عن موسى بن مروان بسند أبي داود، ولكن قال فيه: عن عبد الرحمن بن جبير حسب، وكذلك ساقه النسائي في كتاب الجهاد من رواية ابن الأحمر، وهو مما أغفله المزي فيستدرك كنظائره، وعلى هذا فذكر نفير في هذا الإسناد غلط ممن ذكره، فإنَّ الذي جده نفير شامي، وصاحب هذا الحديث مصري، والمستورد أيضا مصري )) فيه نظر إذ نسبة عبد الرحمن بن جبير من رواية ابن عمار وهو من أوثق الناس في المعافى، وكذلك وقعت نسبته في رواية جعفر الفريابي، عن موسى بن مروان كما تقدم، والله أعلم.
الليث بن سعد، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.(3/212)
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
وقد رُوي عن الليث بن سعد على وجه آخر، أخرجه:
أبوعبيد في الأموال (ص279رقم653).
وابن زنجوية في الأموال (2/594رقم 979).
كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد بن شداد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:((من ولي لنا شيئاً…))، الحديث، وعياش بن عباس ثقة –التقريب (ص437 رقم5269)، وفي السند إليه عبد الله بن صالح تأتي ترجمته في المسألة رقم (1232) وفيه ضعف، ورواية المتقدمين عنه أقوى من رواية المتأخرين، وكتابه صالح، وهو في نفسه رجل صالح، وكانت فيه غفلة.
ولكن يبدو أن الراوي الوجه الأوَّل عن الليث بن سعد أقوى من عبد الله بن صالح لذا رجح أبوحاتم روايته.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
اختلف في الحديث عن الحارث بن يزيد على أوجه:
الوجه الأوَّل: رواه ابن لهيعة، والأوزاعيّ، عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن المستورد بن شداد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: رواه الليث بن سعد-لم أقف على من رواه عنه- عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد بن شداد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثالث: رواه الليث بن سعد-عنه: عبد الله بن صالح- عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد بن شداد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقد رجح أبوحاتم الوجه الثاني من رواية الليث بن سعد، مقابل رواية ابن لهيعة في الوجه الأوَّل، فقال:((هذا حديث خطأ إنما هو كما رواه الليث عن الحارث بن يزيد عن رجل عن المستورد عن النبي صلى الله عليه وسلم)) ، ونحو ذلك قال في المسألة رقم (636).(3/213)
ولا شك أنّ الليث بن سعد يقدم على ابن لهيعة، ولكن لم يتعرض أبوحاتم لمتابعة الأوزاعي لابن لهيعة وهي متابعة صحيحة إلى الأوزاعي، والأوزاعي تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105) وهو ((ثقة فقيه جليل، وفي روايته عن الزهري شيء)) فروايته تقوي رواية ابن لهيعة.
ولعل الرجل المبهم في رواية الليث بن سعد هو: عبد الرحمن بن جبير المذكور في رواية الأوزاعي، والله أعلم.
والحديث من الوجه الراجح صحيح وقد رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الحاكم.
- - - -
145- ] 1232 [ وسمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ وذَكَرَ حَدِيثاً رَوَاهُ أَبُو صَالِح كَاتِبُ اللَّيْثِ(1)، وَعُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ(2)، قَالاَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ(3)، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ(4)، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ (5)، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِالتَّيْسِ * الْمُسْتَعَارِ؟))، قَالُوا: بَلَى، قَالَ:((المُحِلّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ**، فلَعَنَ اللَّهُ الْحَالّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ))، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ***ذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ ليَحْيَى بنِ عبداللّه بن بُكَيْر(6)، وَأَخْبَرْتُهُ بِرِوَايةِ عبداللّه بنِ صَالِح، وعُثْمَانَ بنِ صَالِح، فَأَنْكَرَ ذَلكَ إنْكَاراً شَديداً، وقَالَ: لم يَسْمَعْ اللَّيْثُ من مِشْرَح شَيْئاً، ولا رَوَى عَنْه شَيْئاً، وَإِنَّمَا حَدَّثَني اللَّيْثُ بنُ سَعْد بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عبدالرَّحْمَنِ(7)، أنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُوزُرْعَةَ: والصَّوَابُ عِنْدي حَدِيث يَحْيَى بن عبداللّه بنِ بُكَيْر.****
………………………………
* التيس هو: الذكر من الظباء والمعز والوعول إذا أتى عليه سنة، انظر: لسان العرب (6/33-34).(3/214)
** المُحِلّ: اسم فاعل من الإحلال، وَالْمُحَلَّلَ: اسم مفعول من التحليل والمراد من المحل هو: من تزوج المرأة المطلقة ثلاثا بقصد الطلاق أو شروطه لتحل هي لزوجها الأول، والمراد من المحلل له: الزوج الأول. انظر: تحفة الأحوذي (4/221).
*** في (ت) (وذكرت).
**** في (ت)، و(ف) (يحيى يعني ابن).
***** نقل هذه المسألة الزيلعيُّ في نصب الراية (3/239) بتصرف، وابن الملقن في البدر المنير (5/ل221ب).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو: عبدالله بن صالح الجهني مولاهم أبو صالح المصري كاتب الليث بن سعد، روى عن: عبدالله بن لهيعة، والليث بن سعد، ومعاوية بن صالح الحضرمي وغيرهم، روى عنه: البخاري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، ويحيى بن معين وغيرهم.(3/215)
فيه ضعف، ورواية المتقدمين عنه أقوى من رواية المتأخرين، وكتابه صالح، وهو في نفسه رجل صالح، وكانت فيه غفلة، وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل:((سألت أبي عنه فقال: كان أول أمره متماسكا ثم فسد بأخرة، وليس هو بشيء، قال وسمعت أبي ذكره يوما فذمه وكرهه وقال: إنه روى عن الليث، عن ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث وأنكر أن يكون الليث سمع من بن أبي ذئب شيئا))، وقال علي بن المديني:((ضربت على حديث عبدالله بن صالح وما أروي عنه شيئا))، وقال النسائي:((ليس بثقة))، وقال أبوحاتم:((الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه وكان سليم الناحية وكان خالد بن نجيح يفتعل الحديث ويضعه في كتب الناس ولم يكن وزن أبى صالح وزن الكذب كان رجلا صالحا))، وقال أبو زرعة:((لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب وكان حسن الحديث))، وقال يحيى بن معين:((هما ثبتان ثبت حفظ وثبت كتاب، وأبو صالح كاتب الليث ثبت كتاب))، قال الذهبي:((صالح الحديث، له مناكير))، وقال ابن حجر –في الهدي-:((ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيما ثم طرأ عليه فيه تخليط فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه))، وقال أيضاً-في التقريب-:((صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة))، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجة، واستشهد به البخاري في الصحيح، وروى عنه في كتاب القراءة خلف الإمام وغيره، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
انظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص149رقم351)، الجرح (5/ 86-870.رقم398)، تاريخ بغداد (9/478-481)،تهذيب الكمال (15/98-109)، المغني (1/342-343رقم 3218)، التهذيب (5/256-261)، الهدي (457-458)، التقريب (ص308رقم3388).(3/216)
(2) هو : عثمان بن صالح بن صفوان السهمي مولاهم أبو يحيى المصري ، روى عن: عبدالله بن وهب، والليث بن سعد، ومالك بن أنس وغيرهم، روى عنه: البخاري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وابنه يحيى بن عثمان بن صالح وغيرهم.
صدوق، قال عبدالرحمن بن أبي حاتم:((سمعت أبي يقول: كان عثمان بن صالح شيخا صالحا سليم الناحية قيل له: كان يلقن؟ قال: لا، …فقيل له ما حاله قال: شيخ))، وقال البرذعيُّ قلتُ لأبي زرعة:((رأيت بمصر نحوا من مائة حديث عن عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار وعطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم منها:"لا تكرم أخاك بما يشق عليه"، فقال: لم يكن عندي عثمان ممن يكذب ولكنه كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به وقد بلى به أبو صالح أيضا))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال:((كان راويا لابن وهب))، وقال الذهبيُّ، وابن حجر:((صدوق))، روى له النسائي وابن ماجة، مات سنة تسع عشرة ومائتين.
انظر: أبو زرعة الرازي وجهوده (2/417-418)، الجرح (6/154رقم 846)، الثقات (8/453)، تهذيب الكمال (19/391-393)، ذكر أسماء من تكلم فيهم (ص132رقم235)، التقريب (ص384رقم4480).
(3) هو: الليث بن سعد المصري، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100)، وهو ((ثقة بالاتفاق وكان فقيهاً إماماً مشهوراً)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1229) وهو ((صدوق)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1184).
(6) هو : يحيى بن عبدالله بن بكير أبو زكريا المخزومي مولاهم المصري وقد ينسب إلى جده، روى عن: عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة الماجشون، والليث بن سعد، ومالك بن أنس وغيرهم، روى عنه: البخاري، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة عبيدالله بن عبدالكريم الرازي وغيرهم.(3/217)
ثقة في الليث من أثبت الناس فيه، وعن غير الليث صدوق، وفي روايته عن مالك بعض الأخطاء والأوهام، قال أبو داود سمعت يحيى بن معين يقول:((أبو صالح أكثر كتبا، ويحيى بن بكير أحفظ منه))، وقال الساجي:((قال ابن معين: سمع يحيى بن بكير الموطأ بعرض حبيب كاتب الليث وكان شر عرض كان يقرأ على مالك خطوط الناس ويصفح ورقتين ثلاثة وقال يحيى سألني عنه أهل مصر فقلت ليس بشيء))، وقال مسلم:((تكلم في سماعه عن مالك))، وقال أبو حاتم:((يكتب حديثه ولا يحتج به، وكان يفهم هذا الشأن))، وقال ابن عدي:((كان جاراً لليث بن سعد وهو أثبت الناس في الليث، وعنده عن الليث ما ليس عند أحد))، وقال يعقوب الفسوي:((ثقة))، وقال الخليلي:((كان ثقة وتفرد عن مالك بأحاديث))، وقال الذهبيّ:((صدوق))، وقال ابن حجر-في الهدي-:((وقال البخاري في تاريخه الصغير: ما روى يحيى بن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني أتقيه قلت فهذا يدلك على أنه ينتقى حديث شيوخه ولهذا ما أخرج عنه عن مالك سوى خمسة أحاديث مشهورة متابعة ومعظم ما أخرج عنه عن الليث))، وقال –في التقريب-:((ثقة في الليث وتكلموا في سماعه من مالك))، روى له البخاري، ومسلم وابن ماجة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
انظر: المعرفة والتاريخ (1/347)، الجرح (9/ 165رقم682)، أسامي من روى عنهم البخاري (ص170رقم274)، الإرشاد (1/262)، تهذيب الكمال (31/401-404)، التهذيب (11/237)، هدي الساري (ص452)، التقريب (ص592رقم7580).(3/218)
(7) هو : سليمان بن عبدالرحمن بن عيسى ويقال: سليمان بن يسار بن عبدالرحمن، ويقال: سليمان بن إنسان بن عبدالرحمن الدمشقي الكبير أبو عمرو ويقال: أبو عمر مولى بني أسد بن خزيمة ويقال: مولى بني أمية ويقال: مولى بني شيبان، خراساني الأصل، وحديثه في المصريين، روى عن: عبيد بن فيروز، والقاسم أبي عبدالرحمن، ونافع بن كيسان القرشي، روى عنه: زيد بن أبي أنيسة، وشعبة بن الحجاج، وعبدالله بن لهيعة، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، ومعاوية بن صالح الحضرمي- فيما قيل-، ويزيد بن أبي حبيب.
متفقٌ على توثيقه، وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، روى له الأربعة.
انظر: الجرح (4/128 رقم554)، تهذيب الكمال (12/32-34)، التقريب (ص253رقم2589).
- - -
- التخريج:
أبو صالح كاتب الليث بن سعد، وعثمان بن صالح، قالا: حدثنا الليث بن سعد، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ألا أخبركم بالتيس المستعار…))،الحديث.
أ-رواية أبي صالح عبدالله بن صالح كاتب الليث، أخرجها:
- الطبراني في المعجم الكبير ( 17 /299رقم 825 ) قال: حدثنا مطلب بن شعيب.
-والدارقطني في سننه (3/251) –ومن طريقه رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/646رقم1072)- قال: حدثنا أبو بكر الشافعي قال: أخبرنا إبراهيم بن الهيثم.
- والحاكم في المستدرك (2/ 198-199) –ومن طريقه رواه البيهقي في السنن الكبرى (7/208) كتاب النكاح، باب ما جاء في نكاح المحلل - قال: أخبرنيه أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن حدثنا الفضل بن محمد الشعراني.(3/219)
جميعهم (مطلب بن شعيب، وإبراهيم بن الهيثم، والفضل بن محمد الشعراني) عن أبي صالح كاتب الليث قال: حدثنا الليث بن سعد ، عن مشرح بن هاعان يحدث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ألا أخبركم بالتيس المستعار))، قالوا: بلى يا رسول الله قال:((هو المحل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله المحل والمحلل له)).
قال الحاكم:((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه))، ووقع في رواية الفضل بن محمد تصريح الليث بن سعد بالسماع من مشرح بن هاعان.
وأشار إلى رواية عبدالله بن صالح الترمذيُّ في العلل الكبير (ص161)، وقال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى ( 3/277-278):((رويناه من حديث أبي بكر القطيعي أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثني العباس المعروف بابن فريق وحدثنا أبو صالح حدثني الليث به فذكره)) ، وذكره ابن كثير في تفسيره (1/280-281).
ب -رواية عثمان بن صالح ، أخرجها:
- ابن ماجه في سننه (1/623رقم1936) كتاب النكاح، باب المحلل، والمحلل له.
- والحاكم في المستدرك ( 2 / 198-199) كتاب النكاح، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبدالله.
كلاهما ( ابن ماجه، ومحمد بن محمد ) عن يحيى بن عثمان بن صالح.
- والروياني في مسنده ( 1/175رقم226)
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/208) قال: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب.
كلاهما ( الروياني، ومحمد بن يعقوب) عن محمد بن إسحاق.
كلاهما ( يحيى بن عثمان، ومحمد بن إسحاق ) عن عثمان بن صالح عن الليث بن سعد قال: قال مشرح بن هاعان قال عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ألا أخبركم بالتيس المستعار))، قالوا: بلى يا رسول الله قال:((هو المحل فلعن الله المحل والمحلل له)).(3/220)
قال الحاكم:((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد ذكر أبو صالح كاتب الليث عن ليث سماعه من مشرح بن هاعان))، وفي رواية محمد بن إسحاق تصريح الليث بالسماع من مشرح، وفي رواية يحيى –عند ابن ماجه-: عن الليث قال: قال لي مشرح، و-عند الحاكم-: عن الليث قال: قال مشرح.
وقال ابن كثير في تفسيره ( 1 /280-281):((رواه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن عثمان بن صالح عن الليث به ثم قال: كانوا ينكرون علي عثمان في هذا الحديث إنكارا شديداً)).
يحيى بن عبدالله بن بكير، عن الليث بن سعد، عن سليمان بن عبدالرحمن، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم …، الحديث.
لم أقف على من أخرجه غير ابن أبي حاتم في العلل.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
اختلف في الحديث عن الليث بن سعد على وجهين:
الوجه الأوَّل: رواه يحيى بن عبدالله بن بكير، عن الليث بن سعد، عن سليمان بن عبدالرحمن، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ألا أخبركم بالتيس المستعار؟))، قالوا: بلى يا رسول الله قال:((هو المحل فلعن الله المحل والمحلل له)).
الوجه الثاني: رواه عبدالله بن صالح، وعثمان بن صالح كلاهما عن الليث بن سعد عن مشرح بن هاعان قال: قال عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه..الحديث.
وقد رجح أبو زرعة الوجه الأوَّل المرسل، وهو الأظهر لأمرين:
أنّ يحيى بن عبدالله بن بكير أقوى في الليث بن سعد من المخالفين له، وقد تقدم قول ابن عدي:((كان جاراً لليث بن سعد وهو أثبت الناس في الليث، وعنده عن الليث ما ليس عند أحد))، وقول ابن معين:((أبو صالح أكثر كتبا، ويحيى بن بكير أحفظ منه)).(3/221)
أن الليث بن سعد لم يسمع من مشرح شيئاً، ولا روى عنه، كما قال يحيى بن بكير-في هذه المسألة-:((لم يسمع الليث من مشرح شيئاً، ولا روى عنه شيئاً))، وقال الترمذي في العلل الكبير ( ص: 161):((وسألت محمدا عن حديث عبدالله بن صالح حدثني الليث عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أخبركم بالتيس المستعار وهو المحل والمحلل له لعن الله المحل والمحلل له"، فقال: عبدالله بن صالح لم يكن أخرجه في أيامنا، ما أرى الليث سمعه من مشرح بن هاعان، لأن حيوة روى عن بكر بن عمرو عن مشرح))، وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني –كما نقل ذلك ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (3/277)، وابن كثير في تفسيره (1/280-281)-:((كانوا ينكرون على عثمان في هذا الحديث إنكارا شديدا)).
وقد تعقب ابن الملقن البخاريَّ فقال في البدر المنير (5/ل221ب):((قد ذكر الحاكم في روايته لهذا الحديث سمعتُ مشرح بن هاعان، وقال قبله: قد ذكر كاتب الليث سماعه فيه، وكونه لم يخرجه في أيامه لا يضر إذن، وقوله: لأن حيوة روى عن بكر بن عمرو عن مشرح، يريد أنّ حيوة من أقران الليث أو أكبر منه، وإنما يروي عن بكر عن مشرح، وهذا غير لازم لأنَّ الليث كان معاصراً لمشرح، وقد صرح بسماعه منه)) .
وقد قوى الزيلعي في نصب الراية (3/239) سماعه منه فقال:((قوله في الإسناد قال لي أبو مصعب يردُّ ذلك، ورواه الدارقطني في سننه معنعنا عن أبي صالح كاتب الليث، عن الليث عن مشرح به وكذلك حسنه عبدالحق لأنه ذكره من جهة الدارقطني)).
وفي كلام ابن الملقن، الزيلعي نظر وذلك أنّ يحيى بن عثمان وإن كان صرح بسماع الليث بن سعد من مشرح فإنه خالف في ذلك مَنْ هو أوثق منه في الليث يحيى بنَ بكير الذي أنكر أن يكون الليث سمع من مشرح، وبيّن الصواب في رواية الليث.(3/222)
وأمَّا متابعة عبدالله بن صالح كاتب الليث لعثمان فلا تنفع؛ لأنّ عبدالله فيه ضعف، ويبدو أنه أخرج هذا الحديث في آخر حياته كما أشار إلى ذلك البخاري بقوله:((عبدالله بن صالح لم يكن أخرجه في أيامنا))، وتقدم أنّ حديثه الأخير فيه أوهام كثيرة، وتقدم قول أحمد بن حنبل:((: كان أول أمره متماسكا ثم فسد بأخرة))، ويبدو أنه يضطرب في الحديث فقد صرح بسماع الليث من مشرح في رواية الفضل بن محمد – والفضل صدوق، انظر: لسان الميزان (4/447) -، وعنعن في رواية مطلب بن شعيب –وهو صدوق، انظر: لسان الميزان (6/50) -، وإبراهيم بن الهيثم –وثقه الدارقطني، انظر: المغني للذهبي (1/29رقم202)-.
ولا يبعد أنْ يكون هذا الحديث مما لقنه خالدُ بنُ نجيح عثمانَ بنَ صالح، وعبدالله بنَ صالح، فقد ابتليا به، وخالد كما قال عنه أبو حاتم: كذاب، -انظر: لسان الميزان (2/388)-، وتقدم قول أبي زرعة:((لم يكن عندي عثمان ممن يكذب ولكنه كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به، وقد بلى به أبو صالح أيضا))، وقول أبي حاتم:((:((الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه وكان سليم الناحية وكان خالد بن نجيح يفتعل الحديث ويضعه في كتب الناس ولم يكن وزن أبى صالح وزن الكذب كان رجلا صالحا)).
فتبين مما تقدم أنَّ الحديث من الطريق الراجح لا يصح لانقطاعه.(3/223)
وقد قوى الحديثَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية فقال في الفتاوى الكبرى ( 3/277-278):((وروى ابن ماجه، والجوزجاني من حديث عثمان بن صالح قال سمعتُ الليث بن سعيد يقول قال مشرح بن هاعان قال عقبة بن عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أخبركم بالتيس المستعار"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هو المحلل لعن الله المحلل والمحلل له، وفي لفظ الجوزجاني: الحال، بدل: المحلل، رواه الجوزجاني: عن عثمان، وقال: كانوا ينكرون على عثمان هذا الحديث إنكارا شديدا، قلت: وإنكار من أنكر هذا الحديث على عثمان غير جيد، إنما هو لتوهم انفراده به عن الليث وظنهم أنه لعله أخطأ فيه حيث لم يبلغهم عن غيره من أصحاب الليث كما قد يتوهم بعض من يكتب الحديث أن الحديث إذا انفرد به عن الرجل من ليس بالمشهور من أصحابه كان ذلك شذوذا فيه وعلة قادحة، وهذا لا يتوجه هاهنا لوجهين: أحدهما: إنه قد تابعه عليه أبو صالح كاتب الليث عنه رويناه من حديث أبي بكر القطيعي أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثني العباس المعروف بابن فريق وحدثنا أبو صالح حدثني الليث به فذكره ورواه أيضا الدار قطني في سننه وحدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن الهيثم أخبرنا أبو صالح فذكره، الثاني: أنّ عثمان بن صالح هذا المصري ثقة، روى عنه البخاري في صحيحه وروى عنه ابن معين وأبو حاتم الرازي وقال: شيخ صالح ، سليم الناحية، قيل له: كان يلقن، قال: لا، ومن كان بهذه المثابة كان ما ينفرد به حجة، وإنما الشاذ ما خالف به الثقات لا ما انفرد به عنهم فكيف إذا تابعه مثل أبي صالح وهو كاتب الليث وأكثر الناس حديثا عنه وهو ثقة أيضا، وإن كان قد وقع في بعض حديثه غلط، ومشرح بن هاعان قال فيه ابن معين: ثقة وقال الإمام أحمد هو معروف، فثبت أن هذا الحديث جيد وإسناده حسن)).(3/224)
كذا قال ابن تيمية -رحمه الله-، ويظهر أنه لم يطلع على كلام يحيى بن عبدالله بن بكير، وكلام أبي زرعة المذكور في العلل، وأنَّ من أعلَّ الحديث لم يعله لمجرد التفرد، بل من أجل المخالفة، وعدم سماع الليث من مشرح كما تقدم بيان ذلك.
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 170):((ورواه بن ماجة والحاكم من حديث الليث عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر وأعله أبو زرعة وأبو حاتم بأن الصواب رواية الليث عن سليمان بن عبدالرحمن مرسلا، وحكى الترمذي عن البخاري أنه استنكره، وقال أبو حاتم ذكرته ليحيى بن بكير فأنكره إنكارا شديدا، وقال: إنما حدثنا به الليث عن سليمان ولم يسمع الليث من مشرح شيئا)).
كذا وقع:((وقال أبو حاتم ذكرته ليحيى بن بكير فأنكره إنكارا شديدا))، والمذكور في العلل في هذه المسألة أنّ أبا زرعة هو الذي ذكر الحديث ليحيى بن عبدالله بن بكير، ولم أجد لأبي حاتم كلاماً على الحديث في العلل ولا غيره.
وللحديث شواهد:
حديث أبي هريرة، وهو حديثٌ حسن الإسناد، يأتي في المسألة رقم (1237).
وحديث عبدالله بن مسعود، وله عنه طرق:
الطريق الأوَّل: أخرجه: الترمذي في سننه (3/428 رقم 1120) كتاب النكاح، باب ما جاء في المحل والمحلل له، والنسائي في سننه (6/149)كتاب الطلاق، باب إحلال المطلقة ثلاثاً وما فيه من التغليظ، وابن أبي شيبة في المصنف (4/295)، وأحمد بن حنبل في مسنده (1/448،462)، والدارمي في سننه (2/81رقم2263) كتاب النكاح، باب في النهي عن التحليل، وأبو يعلى في مسنده (9/237رقم5350)، والطبراني في المعجم الكبير (10/46 رقم 9878)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/208) وغيرهم من طريق أبي قيس عبدالرحمن بن ثروان الأودي، عن هزيل بن شرحبيل عن عبدالله بن مسعود قال:((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل له)).(3/225)
قال الترمذي:((هذا حديث حسن صحيح وأبو قيس الأودي اسمه عبدالرحمن بن ثروان))، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/170):((وصححه بن القطان وابن دقيق العيد على شرط البخاري))، وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/269):((إسناده صحيح))، وهزيل ثقة مخضرم، وعبدالرحمن بن ثروان صدوق جيد الحديث –التقريب (ص572 رقم7283)، والتهذيب (6/152-153)-، فهذا الطريق حسن الإسناد.
الطريق الثاني: أخرجه: إسحاق بن راهويه في مسنده-كما في نصب الراية(3/238)-، وأحمد بن حنبل في مسنده (1/450-451)، وأبو يعلى في مسنده (8/468رقم5054)، والشاشي في مسنده (2/286رقم862)، والبغوي في شرح السنة (9/100رقم2293) كتاب النكاح، نكاح المحلل من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبدالكريم الجزري عن أبي الواصل عن بن مسعود فذكره، عبيد الله بن عمرو تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1154) وهو ((ثقة فقيه)) ، وعبدالكريم الجزري ثقة متقن، وأبوالواصل مجهول قاله الحسيني – انظر: التقريب (ص361رقم4154)، تعجيل المنفعة (2/527رقم1424)-.
الطريق الثالث: أخرجه: عبدالرزاق في المصنف (6/269رقم10793) عن معمر عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن الحارث عن ابن مسعود قال:((آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه إذا علموا به والواصلة والمستوصلة ولاوي الصدقة والمتعدي فيها والمرتد على عقبيه أعرابيا بعد هجرته والمحلل والمحلل له ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة))، وفي سنده الحارث الأعور وتقدم في المسألة رقم (1168) أنه ضعيف، ورمي بالرفض، وهو يضطرب في هذا الحديث فتارةً يرويه عن ابن مسعود، وتارةً عن علي بن أبي طالب.
وحديث علي بن أبي طالب، أخرجه:(3/226)
- أبو داود في سننه (2/227رقم 2076، و2077) كتاب النكاح، باب في التحليل، والترمذي في سننه (3/427-428رقم1119)، وابن ماجه في سننه (1/622رقم1935)، وعبدالرزاق في المصنف (6/269رقم)، وسعيد بن منصور في سننه (2/52رقم2008) كتاب النكاح، باب ما جاء في المحل والمحلل له، وأحمد (1/83،87،88،93،107، 121،133،158-159)، والبزار في مسنده (3/62رقم819-827)، وابن عدي في الكامل (1/379)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/207-208) وغيرهم من طريق مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبدالله وعن الحارث عن علي قالا:((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المحل والمحلل له))، وهذا لفظ الترمذي وسياقه.
قال الترمذي:((حديث علي وجابر حديث معلول وهكذا روى أشعث بن عبدالرحمن عن مجالد عن عامر هو الشعبي عن الحارث عن علي وعامر عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حديث ليس إسناده بالقائم لأن مجالد بن سعيد قد ضعفه بعض أهل العلم منهم أحمد بن حنبل وروى عبدالله بن نمير هذا الحديث عن مجالد عن عامر عن جابر بن عبدالله عن علي وهذا قد وهم فيه بن نمير والحديث الأول أصح وقد رواه مغيرة وابن أبي خالد وغير واحد عن الشعبي عن الحارث عن علي))، وتقدم بيان حال الحارث الأعور.
ووقع فيه اختلاف كبير على الشعبي فتارةً يروى عن الشعبي، عن الحارث عن علي، وتارةً عن الشعبيّ، عن جابر بن عبدالله، وتارةً عن الشعبي، عن الحارث مرسلاً، انظر: علل الدارقطني (3/153-156).
وحديث جابر بن عبدالله، تقدم ذكره في حديث علي بن أبي طالب، وهو أحد الاختلافات على الشعبي في الحديث، ولا يصح.
وحديث عبدالله بن عباس، أخرجه:
- ابن ماجه في سننه (1/ 622رقم1934)، وابن عدي في الكامل (3/339) من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن بن عباس قال:((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له)).(3/227)
قال البوصيريّ في مصباح الزجاجة (2/112):((هذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح الجندي رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده))، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/170):((في إسناده زمعة بن صالح وهو ضعيف))، وقد تكلم النقاد في سلسلة زمعة عن سلمة بن وهرام قال أحمد بن حنبل:((روى عنه زمعة أحاديث مناكير أخشى أن يكون حديثه ضعيفا))، وقال ابن عدي:((أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة))، وقال ابن حبان في الثقات:((يعتبر حديثه من غير رواية زمعة بن صالح عنه))،-انظر: التهذيب (4/161)-.
وحديث عبيد بن عمير عن أبيه عن جده، أخرجه:
-ابن قانع في معجم الصحابة (2/229) قال: حدثنا محمد بن يونس نا يعلى بن الفضل نا داود بن عبدالرحمن العطار عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن نافع بن سرجس عن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل له، والمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، قال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/170):((ورواه ابن قانع في معجم الصحابة من رواية عبيد بن عمير عن أبيه عن جده وإسناده ضعيف)).
فتبين مما تقدم أنّ لعن المحلل والمحلل له ثابت من حديث أبي هريرة، ومن حديث عبدالله بن مسعود، وأمَّا تسميته بالتيس المستعار فلا يصح من ذلك شيء مرفوعاً.
- - - -(3/228)
146- ] 1233 [ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ(1)، عَنْ ابنِ لَهِيْعَةَ(2)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ(3)، عَنِ الزُّهْرِيِّ(4)، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ(5)، عَنْ أَبِيه(6)، عَنْ عُمَرَ(7)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((لاَ يَعْزَلُ * عَنْ الْحُرَّةِ إِلاَّ بِإِذْنِهَا))، قَالَ أَبِي: هَذَا مِنْ تَخَالِيْطِ ابنِ لَهِيْعَة، وَمَنْ لا يَفْهَمُ يَسْتَغرِب هَذَا، وَهُوَ عِنْدي خَطأ، وأخبرنا أَبُو مُحَمَّد قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ(8)، عَنْ ابن لَهِيْعَةَ عَنْ جَعْفَرِ بن رَبَيْعة عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيه أنه كَانَ يَقُولُ:((لاَ يُعْزَلُ عَنْ الْحُرَّةِ إِلاَّ بِإِذْنِهَا))، وهَذَا أَشْبَهُ.
147- ] 1234 [ وسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنِيْه أَبِي عَنْ رِضْوَانَ بنِ إِسْحَاقَ(9)، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ ابنِ لَهِيْعَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيه عَنْ عُمَرَ:((أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْعَزْلِ عَنْ الْحُرَّةِ إِلاَّ بِإِذْنِهَا))، قَالَ أَبِي:حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح كاتبُ اللَّيْثِ(10)، عَنْ ابنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ أَبِي: حَدِيث أَبِي صَالِح أَصَحُ، وهَذَا مِنْ تَخَالِيْطِ ابنِ لَهِيْعَة.
………………………………
* العزل: هو أن يجامع فإذا قارب الإنزال نزع وأنزل خارج الفرج، انظر: شرح النووي لمسلم (10/9)، فتح الباري (9/305).
ــــــــــــــــــــــ(3/229)
(1) إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو يعقوب بن الطباع، نزيل أذنة، روى عن: جرير بن حازم، وحماد بن زيد، وعبد الله بن وغيرهم، روى عنه: أحمد بن حنبل، ورضوان بن إسحاق، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وغيرهم.
صدوق، قال البخاري:((مشهور الحديث))، وقال صالح بن محمد الحافظ:((لا بأس به صدوق))، وقال أبو حاتم:((محمد أخوه أحب إلي منه وهو صدوق))، وقال ابن حجر:((صدوق))، روى له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة، مات سنة أربع عشرة ومائتين، وقيل بعدها بسنة .
انظر: التاريخ الكبير (1/399رقم1268)، الجرح (2/230رقم806)، تاريخ بغداد (6/332-333)، تهذيب الكمال ( 2/462-464)، التقريب (ص102رقم375).
(2) هو: عبد الله بن لهيعة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1104) وهو ((ضعيفٌ، وكان يدلس، وقد تغير قبل موته بأربع سنين بعد احتراق كتبه)).
(3) هو : جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي، أبو شرحبيل المصري، روى عن: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري-كتابةً-، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وغيرهم، روى عنه: بكر بن مضر، وعبد الله بن لهيعة، والليث بن سعد وغيرهم.
ثقة، وثقه ابن سعد، وأحمد بن حنبل، والنسائي، وابن حجر وغيرهم، وقال الآجري عن أبي داود:((لم يسمع من الزهري))، وقال الطحاوي:((لا نعلم له من أبي سلمة سماعا))، روى له الجماعة ، مات سنة ست وثلاثين ومائة.
انظر: الطبقات (7/514)،تهذيب الكمال (5/29-32)، التهذيب (2/90)، التقريب (ص140رقم938).
(4) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهريّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو:((متفق على جلالته وإتقانه)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1182) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه)).
(6) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
(7) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1133).(3/230)
(8) هو : النضر بن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري أبو الأسود مشهور بكنيته، روى عن: بكر بن مضر، وعبدالله بن لهيعة، والليث بن سعد وغيرهم، روى عنه: المقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن معين، ويعقوب بن سفيان الفارسي وغيرهم.
ثقة عابد، وثقه يحيى بن معين-رواية ابن محرز-، ويعقوب بن سفيان، وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى بن معين:((كان راوية عن ابن لهيعة وكان شيخ صدق))، وقال أبو حاتم:((صدوق عابد شبهته بالقعنبي))، وقال النسائي:((ليس به بأس))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال ابن حجر:((ثقة))، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة، مات سنة تسع عشرة ومائتين.
انظر: معرفة الرجال (1/101رقم438)، وسؤالات ابن الجنيد (ص393رقم500)، المعرفة والتاريخ (2/434)، الجرح (8/480رقم2197)، الثقات (9/213)، تهذيب الكمال (29/391-393)، التقريب (ص562رقم7143).
(9) هو : رضوان بن إسحاق القرشي أبو زفر الدمشقي من بنى سامة بن لؤي روى عن: إسحاق بن إبراهيم الحنيني، وعثمان بن سعيد، وكثير بن العلاء، وموسى بن داود، وعنه: أبو حاتم محمد بن إدريس.
قال ابن أبي حاتم:((كتب عنه أبى بأذنه عند ابن الطباع في الرحلة الأولى ..,سئل أبى عنه فقال: صدوق)).
انظر: الجرح (3/524رقم2370)، تاريخ دمشق (18/152-153).
(10) هو: عبد الله بن صالح، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1232) و((فيه ضعف، ورواية المتقدمين عنه أقوى من رواية المتأخرين، وكتابه صالح، وهو في نفسه رجل صالح، وكانت فيه غفلة)).
- - -
- التخريج:
1- إسحاق بن عيسى الطباع عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها)).
لم أقف على من أخرجه.
2- أبو الأسود عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن أبيه أنه كان يقول:((لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها)).(3/231)
لم أقف على من أخرجه غير ابن أبي حاتم في العلل.
3- رضوان بن إسحاق عن إسحاق بن عيسى عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن عمر أنه نهى عن العزل عن الحرة إلا بأذنها.
لم أقف على من أخرجه غير ابن أبي حاتم في العلل.
وتابع إسحاقَ بنَ عيسى على هذا الوجه: عبدُ الله بنُ وهب، ذكر ذلك الدارقطني في العلل (2/93) معلقاً.
4- أبو صالح كاتب الليث عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن حمزة بن عبدالله عن أبيه عن عمر.
لم أقف على من أخرجه غير ابن أبي حاتم في العلل.
وقد رَوَى الحديثَ ابنُ لهيعة على وجهٍ آخر وهو:
5- ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:((نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها))، أخرجه:
-ابن ماجه في سننه (1/620رقم1928) كتاب النكاح، باب العزل، قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (1/31).
-ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/385)- ومن طريقه رواه البيهقي في السنن الكبرى (7/231) كتاب النكاح، باب من قال يعزل عن الحرة بإذنها وعن الجارية بغير إذنها وما روي فيه-.
- والطبراني في الأوسط (4/410رقم3691) قال: حدثنا طالب بن قرة الاذني.
كلاهما (طالب بن قرة ، ويعقوب بن سفيان) عن محمد بن عيسى الطباع.
-وابن عبد البر في التمهيد (3/150) قال: حدثناه خلف بن قاسم قال حدثنا ابن المفسر، قال حدثنا أحمد بن علي القاضي قال حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب.
جميعهم (الحسن بن علي الخلال، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن عيسى، وزهير بن حرب ) عن إسحاق بن عيسى عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:((نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها)).(3/232)
قال الطبراني:((لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلاَّ جعفر بن ربيعة، ولا عن جعفر إلاَّ ابن لهيعة، تفرد به إسحاق بن عيسى، ولا يُرْوى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ بهذا الإسناد))، وقال الدارقطني في العلل (2/93):((تفرد به إسحاق الطباع عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر ووهم فيه)).
وقد رويت كراهية العزل، والنهي عنه عن ابن عمر بإسناد صحيح، أخرجه:
- مالك في الموطأ (2/595رقم1242) عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه:((كان لا يعزل، وكان يكره العزل)).
-وعبد الرزاق في المصنف (7/146رقم12577) كتاب النكاح، باب العزل، عن معمر عن الزهري عن سالم أن: ابن عمر كان يكره العزل، قال معمر: ولا أعلم الزهري إلا قد قال: وكان عمر يكره ذلك.
-وسعيد بن منصور في سننه (2/100رقم2232) باب جامع الطلاق، قال: أخبرنا هشيم بن بشير-ومن طريقه ابن جزم في المحلى (10/71)-.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/231) كتاب النكاح، باب من كره العزل ومن اختلفت الرواية عنه فيه وما روي في كراهيته، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر سنة ستين ومائتين إملاء ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق.
كلاهما (هشيم بن بشير، وإسحاق بن يوسف الأزرق) عن عبد الله بن عون عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضرب بنيه على العزل أي ينهي عنه.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/231) قال: أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ثنا علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: قال سالم بن عبد الله كان عمر رضي الله تعالى عنه ينهي عن العزل وكان عبد الله بن عمر ينهى عن ذلك وكان سعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهما يعزلان.(3/233)
- وسعيد بن منصور في سننه (2/100رقم22321) قال: نا هشيم أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان ينكران العزل،-ومن طريقه ابن جزم في المحلى (10/71)-.
- وقال ابن حزم في المحلى (10/71):((وصح المنع منه عن جماعة كما روينا عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر كان لا يعزل وقال: لو علمت أحدا من ولدي يعزل لنكلته)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
رُوي حديث النهي عن العزل عن عبد الله بن لهيعة على عدة أوجه:
الوجه الأوَّل: رواه إسحاقُ بنُ عيسى الطباع عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها)).
الوجه الثاني: رواه أبو الأسود عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن أبيه أنه كان يقول:((لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها)).
الوجه الثالث: رواه إسحاق بن عيسى-عنه: رضوان بن إسحاق -، وعبد الله بن وهب كلاهما عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن عمر أنه:((نهى عن العزل عن الحرة إلا بأذنها)).
الوجه الرابع: رواه أبو صالح كاتب الليث عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب.
الوجه الخامس: رواه إسحاق بن عيسى –عنه: الحسن بن علي الخلال، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن عيسى - عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:((نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها)).(3/234)
فالوجه الأوَّل: رفعه ابن لهيعة إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، والوجه الثاني: رواه ابن لهيعة موقوفاً على ابن عمر، والوجه الثالث: رواه ابن لهيعة موقوفاً على عمر بن الخطاب، والوجه الرابع: أسقط من إسناده الزهريَّ، والوجه الخامس: رواه ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر بن الخطاب.
ويرى أبو حاتم أنَّ هذا الاختلاف من تخليط ابن لهيعة فقال:((هَذَا مِنْ تَخَالِيْطِ ابنِ لَهِيْعَة))، وهذا هو الأقرب فابن لهيعة ضعيف الحديث.
وسئل الدارقطني عن الحديث فقال في العلل (2/93):((تفرد به إسحاق الطباع عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر ووهم فيه، وخالفه ابن وهب فرواه عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن عمر وهو وهم أيضا، والصواب مرسل عن عمر))، وظاهر كلام الدارقطني أنّ هذا الاختلاف من الرواة عنه، وهذا فيه نظر، فابن لهيعة هو مدار الحديث وهو ضعيف الحديث، والرواة عنه بين ثقة وصدوق، فهو أقرب من يعل به الحديث، ولعل مما يدل على ذلك أنَّ الوجه الأوّل، والثالث، والخامس كلها من رواية إسحاقُ بنُ عيسى الطباع عنه مما يدل على أنَّ ابن لهيعة حدث بهذه الأوجه كلها فسمعها منه إسحاق بن عيسى وحدَّث بها على هذه الأوجه.
وقال أبو داود في مسائله عن الإمام أحمد (ص389):((سمعت أبا عبدالله ذكر حديث ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن المحرر بن أبي هريرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها، فقال: ما أنكرَهُ))، وضعفه ابنُ عبد البر في التمهيد (3/150)، وابنُ الملقن في البدر المنير فقال في خلاصة البدر (2/202).
وقد ثبت النهي عن العزل عن ابن عمر كما تقدم.
وقد وردت أحاديثه مرفوعة يفهم منها النهي عن العزل، والذي صح من هذه الأحاديث:(3/235)
حديث عائشة عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة قالت: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس وهو يقول:((لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا))، ثم سألوه عن العزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ذلك الوأد الخفي)) أخرجه: مسلم في صحيحه (2/1067رقم1442) كتاب النكاح، باب جواز الغيلة وهي وطء المرضع وكراهة العزل، قال النووي في شرح صحيح مسلم (10/17):((معناه أن العزل يشبه الوأد المذكور في هذه الآية))، وقال أيضاً (10/9):((ولهذا جاء في الحديث الآخر تسميته الوأد الخفى لأنه قطع طريق الولادة كما يقتل المولود بالوأد)).
غير أنّ أحاديث الإباحة أكثر، وأصرح، ومن تلك الأحاديث:
حديث أبي سعيد الخدري قال: أصبنا سبيا فكنا نعزل فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((وإنكم لتفعلون ؟))، قالها ثلاثا:((ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة))، أخرجه: البخاري في صحيحه (9/305رقم5210) كتاب النكاح، باب العزل، ومسلم في صحيحه (2/ 1061رقم1438) باب حكم العزل.
وحديث جابر قال:((كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل))، أخرجه: البخاري في صحيحه (9/305رقم5207-5209)، ومسلم في صحيحه (2/ 1061رقم1440)، وفي لفظ لمسلم عنه قال: كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا.
حديث أسامة بن زيد أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أعزل عن امرأتي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لم تفعل ذلك))، فقال الرجل: أشفق على ولدها أو قال على أولادها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لو كان ضارا ضر فارس والروم))، أخرجه: مسلم في صحيحه (2/1067رقم1443).(3/236)
قال البيهقي في السنن الكبرى (7/231):((ورواة الإباحة أكثر وأحفظ، وإباحة من سمينا من الصحابة فهي أولى وتحتمل كراهية من كرهه منهم التنزيه دون التحريم والله أعلم))، وقال النووي في شرح مسلم (10/9):((هذه الأحاديث مع غيرها يجمع بينها بأن ما ورد في النهى محمول على كراهة التنزيه، وما ورد في الإذن في ذلك محمول على أنه ليس بحرام)).
- - - -
148- ] 1235 [ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ أحَادِيثَ رَوَاهُا أَبُو يُوسُفَ الْمَدِينِيّ(1) *، فذَكَرَت مِنْهَا حَدِيثَاً حَدَّثَنا**، بِهِ أَبُو يُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الْمُنْكَدِرِ(2) قَالَ: قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((عُفّوا تَعُفُ نِسَاؤُكُمْ))، قَالَ أَبِي: أَبُو يُوسُفَ هَذَا اسمُهُ يَعْقُوبُ و*** الْوَلِيد ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وهَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ.
………………………………
* ذكر ابن أبي حاتم في العلل (2 /14رقم 1515 ) حديثاً من هذه الأحاديث فقال:((سألت أبي عن أحاديث ثلاثة رواها أبو يوسف المديني منها حديث أبي يوسف عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الطبيخ بالرطب، قال أبي: أبو يوسف هذا اسمه يعقوب بن الوليد ضعيف الحديث، وحديث سهل هو باطل، وهذه الأحاديث الثلاثة بواطيل)).
** كذا وقع في جميع النسخ، والصواب (حدّث) لأنّ أبا يوسف متقدم لم يسمع منه ابن أبي حاتم.
*** كذا وقع في جميع النسخ، والصواب (بن) كما هو واضح.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : يعقوب بن الوليد بن عبد الله بن أبي هلال الأزدي، أبو يوسف، وقيل: أبو هلال، المدني، سكن بغداد، روى عن: جعفر بن محمد بن علي، وأبي حازم سلمة بن دينار المدني، وهشام بن عروة وغيرهم، روى عنه: أحمد بن منيع، والحسن بن عرفة العبدي، ومحمود بن خداش الطالقاني وغيرهم.
متفق على تركه، قال يحيى بن معين:((ولم يكن بشيء)) ، وقال ابن حجر:((كذبه أحمد وغيره)) ، روى له الترمذي وابن ماجة.(3/237)
انظر: تاريخ الدوري (3 /104)، تهذيب الكمال (32 /372-373)، التقريب (ص609رقم8735).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1146) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفضله)).
- - -
- التخريج:
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
ذكر أبو حاتم هذا الحديث من رواية أبي يوسف المديني، عن ابن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وحكم عليه بأنه باطل، وذلك لأنَّ أبا يوسف ضعيف الحديث، بل متروك الحديث كما تقدم، ومما يزيد الحديث نكارةً وضعفاً تفرد أبي يوسف بالحديث عن محمد بن المنكدر وهو من الأئمة المشهورين الذين يجمع حديثهم.
هذا وقد رويت للحديث شواهد وكلها لا يخلو من مقال، وهي:
-حديث أنس بن مالك، ، أخرجه: ابن عساكر في سباعياته –كما قال السيوطي في اللآلئ المصنوعة (2/190)- من طريق أبي هدبة الفارسي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يرد على الحوض)) ، وأبو هدبة الفارسي هو إبراهيم بن هدبة وهو كذاب، قال ابن حبان في المجروحين (1/114):((إبراهيم بن هدبة أبو هدبة شيخ يروى عن أنس بن مالك دجال من الدجاجلة وكان رقاصا بالبصرة يدعى إلى الأعراس فيرقص فيها فلما كبر جعل يروى عن أنس ويضع عليه…)) .(3/238)
- حديث جابر بن عبد الله، أخرجه: العقيلي في الضعفاء الكبير (3/249)، وابن عدي في الكامل (5/207)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/311)،وابن عمشليق في جزئه (ص 63رقم 30)، والحاكم في المستدرك (4/154) كتاب البر والصلة، وأبو نعيم في حلية الأولياء (6/335)، وابن عبد البر في التمهيد (2/308-309)، وابن بشكوال في الذيل على جزء بقي بن مخلد (ص: 116رقم51)، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (4/91) جميعهم من طريق علي بن قتيبة ثنا مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بروا آبائكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم)).
وقال العقيلي:((على بن قتيبة الرفاعي بصري يحدث عن الثقات بالبواطيل وما لا أصل له من حديثه –ثم ذكر له هذا الحديث، وحديثاً آخر ثم قال:- ليس لهما أصل من حديث مالك ولا من وجه يثبت)) ، وقال ابن عدي:((علي بن قتيبة الرفاعي منكر الحديث …وقد حدث عن علي بن قتيبة غير أحمد بن داود بهذه الأحاديث عن مالك وهذه الأحاديث باطلة عن مالك)) ، وقال ابن عبد البر:((وهذا حديث غريب من حديث مالك ولا أصل له في حديث مالك عندي)) .
- حديث عبد الله بن عباس، أخرجه: ابن عدي في الكامل (1/330)، وابن بشران في الأمالي (ص182رقم420) كلاهما من طريق إسحاق بن نجيح الملطي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((عفوا تعف نساؤكم)).
قال ابن الجوزي في الموضوعات (3/324):((وفي الطريق…: إسحاق بن نجيح، قال أحمد بن حنبل: هو أكذب الناس…)) .
- حديث عبد الله بن عمر، أخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط (2/8رقم1006) قال: حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا علي بن قتيبة قال حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم)) .(3/239)
وتقدم أنّ على بن قتيبة منكر الحديث، وهو يضطرب في الحديث فقد تقدم أنه يرويه عن مالك، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله ، وتقدم بيانه.
-حديث عائشة بنت أبي بكر، أخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط (7/160رقم6291) قال: حدثنا محمد بن علي ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا عبد الملك ابن يحيى بن الزبير عن عامر بن عبدالله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((عفوا تعف نساؤكم وبروا آباءكم يبركم أبناؤكم ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يرد على الحوض)) ، وقال:((لم يرو هذا الحديث عن عامر بن عبدالله بن الزبير إلا عبد الملك بن يحيى بن الزبير تفرد به خالد بن يزيد العمري)) .
وقال الهيثميُّ في مجمع الزوائد (8/139):((رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب)) .
-حديث علي بن بي طالب، أخرجه: أبو بكر الشافعيّ في الغيلانيات (68رقم95)-ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/319رقم1553)-، وابنُ عدي في الكامل (5/244) كلاهما من طريق عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((لا تزنوا فتذهب لذة نسائكم من أجوافكم، وعفوا تعف نساؤكم حتى إن بني فلان زنوا فزنت نساؤهم)).
قال ابن حبان في المجروحين (2/121):((عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب من أهل الكوفة يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به كأنه كان يهم)).(3/240)
وقال ابن حبان في المجروحين (2/168) في ترجمة عباد بن كثير:((.. سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن عباد بن كثير الذي يكون بمكة قال: ليس بشيء في الحديث وكان رجلا صالحا… وروى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" بروا آباءكم يبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم" فيما يشبه هذا من الأشياء المقلوبة)) .
- حديث أبي هريرة، أخرجه: الحاكم في المستدرك (4/154)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/48) من طريق سويد أبو حاتم عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض)) ، وقال:((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) ، وفي رواية أبي نعيم: عن قتادة عن الحسن البصري عن أبي هريرة.
وفي سنده سويد أبو حاتم، قال ابن حبان في المجروحين (1/350):((سويد بن إبراهيم أبو حاتم العطار الهذلي صاحب الطعام من أهل البصرة يروي عن قتادة روى عنه صفوان بن عيسى والبصريون يروي الموضوعات عن الأثبات وهو صاحب حديث البرغوث روى عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يسب برغوثا فقال لا تسبه فإنه نبه نبيا من الأنبياء لصلاة الصبح..))، ولا شك أنَّ تفرد مثل هذا عن قتادة بن دعامة يعد منكراً جداً.
وللحديث عن أبي هريرة طريقٌ آخر، أخرجه: وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/285) من طريق الوليد بن مسلم، عن صدقة بن يزيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((عفوا تعف نساؤكم))، وفي سنده صدقة بن يزيد قال البخاري –كما في الميزان (2/313رقم3882)-:((منكر الحديث)).(3/241)
فتبين مما تقدم أنّ جميع الأحاديث التي فيها:((عفوا تعف نسائكم)) ، ضعيفة جداً، إذ مدارها على الضعفاء جداً، والمتروكين.
- - - -
149- ] 1236 [ وسأَلتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو بَدْر(1)، عَنْ بَقِيَّةَ(2)، عَنْ زُرْعَةَ بنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيّ (3)، عَنْ عِمْرَانَ بنِ أَبِي الْفَضْلِ(4)، عَنْ نَافِع(5)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ(6) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ/:((الْعَرَبُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ * إِلاَّ حَائِكٌ ** أَوْ حَجَّامٌ***))، قَالَ أَبُوبَدْر: وسَمِعْتُ ابنَ جُرَيْجٍ(7)، عَنْ ابنِ أَبِي مُلَيْكة(8)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبِي :هَذَا كَذِبٌ لاَ أَصْلَ لَهُ يعَنْي حَدِيثَ ابنِ جُرَيْجٍ. ****
………………………………
* أكفاء : قال ابن الأثير النهاية ( 4/ 180) في مادة كفأ :((ومنه الكَفاءة في النِكاح وهو أن يكون الزَّوْج مُساوِياً للمرأة في حَسَبِها ودِينها ونَسَبِها وبَيْتِها وغير ذلك)).
** حائك : قال ابن منظور في لسان العرب (10/418) في مادة حوك :((حاك الثوب يَحُوكه حَوْكاً و حِياكاً و حِياكة: نسجه. ورجل حائِك من قوم حاكةٍ و حوكةٍ أَيضاً)).
*** حَجَّام : قال في لسان العرب (12/117) في مادة حجم :((الحَجَّامُ: المَصَّاص. قال الأزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة، وقد حَجَمَ يَحْجِمُ و يَحْجُم حَجْماً)).
**** ستأتي هذه المسألة في العلل (1/421رقم1267)، و(1/421-424رقم1275).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : شجاع بن الوليد السَّكُوني، أبو بدر الكوفي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1158) وهو ((صدوق عابد)).
(2) هو: بقية بن الوليد، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1109)، وهو :((ثقة مكثر من التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وفي روايته عن غير أهل الشام بعض الأوهام)).(3/242)
(3) زرعة بن عبد الرحمن الزبيدي شيخ لبقية.
مجهول وحديثه باطل، وتقدم في المسألة رقم (1144) زرعة بن عبد الله روى عنه بقية وحده، وروى هو عن : عمران بن أبي الفضل، فيبدو أنه هذا، قال ابن حجر : ((زرعة بن عبد الرحمن الزبيدي شيخ لبقية متروك والخبر باطل انتهى، والذي قال في ابن عبد الله مجهول هو أبو حاتم وزاد شيخ ضعيف الحديث ونسبه زبيديا ابن عبد الرحمن قال فيه الأزدي متروك الحديث ونسبه زبيديا والظاهر انهما واحد تصحف أحدهما قال ابن أبي حاتم : زرعة بن عبد الله بن زياد الزبيدي روى عن عمران بن أبي الفضل روى عنه بقية قال أبي شيخ مجهول ولم يذكر أحد في شيوخ بقية زرعة بن عبد الرحمن فيحرر ثم إنني رأيت الذهبي إنما تبع في جعلها ترجمتين ابنَ الجوزي، وابنُ الجوزي تبع الأزدي فإنه ذكره كذلك وقال متروك الحديث))، انظر : لسان الميزان (2/475).
(4) هو: الأيلي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1144) وهو ((ضعيفٌ جداً بالاتفاق)).
(5) هو: نافع مولى ابن عمر، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091) ((وهو متفق على جلالته وإتقانه)).
(6) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091).
(7) هو : عبد الملك بن عبدالعزيز، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1101)، وهو:((ثقة ثبت فقيه وكان يدلس ويرسل، وهو أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح لا يدلس عنه)).
(8) هو: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مُلَيْكة تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1159) وهو ((متفق على توثيقه وفضله وفقهه)).
- - -
- التخريج :
1- أبو بدر شجاع بن الوليد، عن بقية بن الوليد، عن زرعة بن أبي عبد الرحمن الزبيدي عن عمران بن أبي الفضل عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((العرب بعضها لبعض أكفاء إلا حائك أو حجام)) .
أخرجه :
-ابن حبان في المجروحين (2/124) قال: أخبرنا يحيى بن محمد بن عمروس بالفسطاط قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي.(3/243)
-وابن عدي في الكامل (5/95) قال: حدثنا محمد بن معافى بصيدا قال ثنا كثير بن عبيد.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/135) كتاب النكاح، باب اعتبار الصنعة في الكفاءة، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفرائيني وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو صادق محمد بن أحمد الصيدلاني قالوا ثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج.
جميعهم عن بقية بن الوليد، عن زرعة بن عبد الله بن زياد الزبيدي عن عمران بن أبي الفضل عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((العرب أكفاء بعضها بعضا قبيل بقبيل ورجل برجل والموالي أكفاء بعضها بعضا قبيل بقبيل ورجل برجل إلا حائك أو حجام)) .
وذكر له ابن عدي حديثاً آخر وقال :((وهذان الحديثان بهذا الإسناد منكران وإنما يرويهما بقية عن زرعة بن عبد الله وزرعة غير معروف، ولعمران بن أبي الفضل غير ما ذكرت من الحديث من رواية ابن عياش عنه وضعفه بيّن على حديثه)).
وعزاه الزيلعي في نصب الراية (3/198) إلى أبي يعلى في مسنده –ولم أقف عليه في المسند المطبوع-.
وتابع عمرانَ بنَ أبي الفضل :
1- ابنُ جريج، أخرجه : ابن عدي في الكامل (5/209)-ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/618)- قال: حدثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبدالله بن عمار قال ثنا عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن علي بن عروة عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((العرب بعضها لبعض أكفاء والموالي بعضها لبعض أكفاء إلا حائكا أو حجاما)) .(3/244)
وذكره البيهقي في السنن الكبرى (7/134) تعليقاً وقال :((ضعيف)) ، وهذا الإسناد عن ابن جريج باطل ففي سنده عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو متروك كما تقدم في المسألة رقم (1097)، وكذلك علي بن عروة متروك الحديث –التقريب (ص403 رقم4771)-، قال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/164) :((وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريقين إلى ابن عمر في أحدهما علي بن عروة وقد رماه ابن حبان بالوضع وفي الآخر محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك)).
2- وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم، أخرجه : أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص174) قال: حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد ثنا أحمد بن جعفر الزيبقي ثنا محمد بن أحمد الخراساني ثنا الحسن بن سليمان العلوي ثنا الحسن بن قتيبة ثنا أبوحنيفة عن عبد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((الناس أكفاء بعضهم لبعض إلا حائكا وحجاما)) ، وهذا إسناد باطل أيضاً، فعبدالله بن عمر ضعيف كما تقدم في المسألة رقم (1125)، وتفرده عن نافع منكر جداً.
3- وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم، أخرجه : الدارقطني –ولم أقف عليه في سنن الدارقطني، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/128-129)- قال: حدثنا أبوحامد محمد بن هارون الحضرمي قال نا محمد بن زكريا الأزرق قال نا سويد قال نا بقية بن الوليد قال حدثني محمد بن الفضل عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((الناس أكفاء قبيلة بقبيلة وعربي لعربي ومولى إلا حائك أو حجام)) ، قال ابن الجوزي :((بقية مغموز بالتدليس، ومحمد بن الفضل مطعون فيه)) ، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير –كما تقدم- :((وفي الآخر محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك)).
2- أبو بدر شجاع بن الوليد قال: سمعت ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لم أقف على من أخرجه هكذا.(3/245)
-وقد أخرجه الحاكم –كما في نصب الراية (3/197) ولم أقف عليه في المستدرك، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/134) - قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني نا شجاع بن الوليد ثنا بعض إخواننا عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((العرب بعضهم أكفاء لبعض قبيلة بقبيلة ورجل برجل والموالي بعضهم أكفاء لبعض قبيلة بقبيلة ورجل برجل إلا حائك أو حجام)) ، وقال البيهقي : ((هذا منقطع بين شجاع وابن جريج حيث لم يسم شجاع بعض أصحابه)) ، قال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/164) :((الحاكم من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عمر به، والراوي عن ابن جريج لم يسم وقد سأل ابن أبي حاتم عنه أباه فقال: هذا كذب لا أصل له وقال: في موضع آخر باطل)) .
وتابع نافعاً، وابنَ أبي مليكة :
1- زيدُ بنُ أسلم، أخرجه : أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين (4/132)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (4/132) كلاهما من طريق مسلمة بن علي عن الزبيدي عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((العرب بعضهم أكفاء لبعض حي بحيى قبيلة بقبيلة ورجل برجل والموالي بعضها أكفاء لبعض وحي بحي وقبيلة بقبيلة ورجل برجل إلا حائك أو حجام))، وهذا إسناد باطل فيه مسلمة بن علي وهو متروك الحديث كما تقدم في المسألة رقم (1184).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
ذكر أبو حاتم أنّ هذا الحديث كذب لا أصل له من حديث ابن عمر، فجميع طرقه مدارها على الضعفاء جداً، والمتروكين.(3/246)
قال ابن عبد البر في التمهيد (19/165) :((وكذلك حديث بقية عن زرعة عن عمران بن الفضل عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال العرب أكفاء بعضها لبعض قبيلة لقبيلة وحي لحي ورجل لرجل إلا حائك وحجام حديث منكر موضوع وقد روي من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عمر مرفوعا مثله ولا يصح أيضا عن ابن جريج والله أعلم)) .
وللحديث شواهد لا تخلو من مقال :
- حديث عائشة بنت أبي بكر، أخرجه : البيهقي في السنن الكبرى (7/135) قال: أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا عبد الله بن عبدالجبار ثنا الحكم بن عبد الله الأزدي حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((العرب للعرب أكفاء والموالي أكفاء للموالي إلا حائك أو حجام)) ، وقال :((ضعيف)) ، وفي سنده الحكم بن عبد الله الأيلي قال أبو حاتم –كما في الجرح (3/120)- :((كذاب)) .
- حديث معاذ بن جبل، أخرجه : البزار في مسنده (7/121رقم2677) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال أخبرنا سليمان بن أبي الجون قال أخبرنا ثور يعني ابن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((العرب بعضها أكفاء لبعض والموالي بعضهم أكفاء لبعض)) ، قال ابن القطان في بيان الوهم (3/62-63) :((وذكر-أي عبد الحق الاشبيلي في كتابه الأحكام- عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العرب بعضها لبعض أكفاء.. الحديث، ثم رده بان قال: خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، وهذا كما ذكر.. وسليمان بن أبي الجون لم أجد له ذكرا)) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/275) :((رواه البزار وفيه سليمان بن أبي الجون لم أجد من ذكره وبقية رجاله رجال الصحيح)).(3/247)
فتبين مما تقدم أنه لا يثبت في الباب حديث، قال ابن حجر في الفتح (9/133):((ولم يثبت في اعتبار الكفاءة بالنسب حديث)).
- - - -
150- ] 1237 [ وسأَلتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ(1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ(2)، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ(3)، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ(4)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(5) قَالَ :(( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُحِلّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ *))، قَالَ أَبِي :إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عن** عُثْمَانَ الأَخْنَسِيّ(6).
………………………………
* تقدم بيان معنى المحل، والمحلل له في المسألة رقم (1223).
** كذا في الأصل، و(ف)، وفي (ت) و(ش) (بن)، والصواب (عن) كما سيأتي في التخريج.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : مروان بن محمد بن حسان الأسدي الطاطري، أبو بكر ويقال: أبوحفص، ويقال: أبو عبد الرحمن الدمشقي، روى عن : إسماعيل بن عياش، وسعيد بن عبدالعزيز، ومعاوية بن سلام وغيرهم، روى عنه : ابنه إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري، وعباس بن عبد الله الترقفي ومعاوية بن سلام وغيرهم.
ثقة، وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وصالح بن محمد، والدارقطني وغيرهم، وقال الذهبيُّ:(( ثقة إمام))، وقال ابن حجر :((ثقة))، روى له الجماعة سوى البخاري، مات سنة عشر ومائتين.
انظر : تاريخ الطبراني عن ابن معين (ص45رقم39)، الجرح (8/257رقم1257)، سنن الدارقطني (2/156)، تهذيب الكمال (27/398-403)، الكاشف (3/133رقم5462)، التهذيب (10/95-96)، التقريب (ص526رقم6573).(3/248)
(2) هو : عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، أبو محمد المدني، المَخْرَمي -بسكون المعجمة وفتح الراء الخفيفة-، روى عن: سعد بن إبراهيم، وعبدالواحد بن أبي عون، وعثمان بن محمد الأخنسي وغيرهم، روى عنه : إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.
ثقة، عالم بالمغازي والفتوى، وثقه علي بن المديني، وابن معين-في رواية الدارمي-، وأحمد بن حنبل، والبخاريُّ وغيرهم، وقال أبو حاتم، والنسائي :((ليس به بأس))، وكذلك قال ابن حجر، استشهد به البخاري في الجامع وروى له في كتاب أفعال العباد والباقون، ومات بالمدينة سنة سبعين ومائة.
انظر : علل الترمذي الكبير (ص161)، تاريخ الدارمي (ص164رقم588)، الجرح (5/22رقم 100)، تهذيب الكمال (14/372-376)، التهذيب (5/171)، التقريب (ص298رقم3252).
(3) هو : عبد الواحد بن أبي عون الدَّوسي، ويقال: الأويسي المدنيُّ، روى عن : سعيد المقبري، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ومحمد بن مسلم الزهري وغيرهم، روى عنه : عبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد العزيز الماجشون، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومحمد بن إسحاق .
ثقة، وثقه ابن معين، والبزار، والدارقطني، وقال أبو حاتم :((من ثقات أصحاب الزهري ممن يجمع حديثه))، وقال النسائي :((ليس به بأس))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال :(( يخطئ))، وقال الذهبيُّ :((ثقة))، وتشدد ابن حجر فقال :(( صدوق يخطئ))، استشهد به البخاري وروى له بن ماجة، مات سنة أربع وأربعين ومائة.
انظر : الجرح (6/22-23رقم118)، سؤالات البرقاني (ص46رقم309)، تهذيب الكمال (18/463-466)، الكاشف (2/218رقم3550)، التهذيب (6/438)، التقريب (ص367رقم4246).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1100) وهو ((ثقة تغير قبل موته بأربع سنين ولم تظهر له منكرات)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1089).(3/249)
(6) هو : عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي الأخنسي حجازي ، روى عن : سعيد بن المسيب، وسعيد المقبري، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وغيرهم، روى عنه : عبد الله بن جعفر المخرمي، وعثمان بن الضحاك، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وغيرهم.
صدوق، وفي روايته عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أحاديث مناكير، قال يحيى بن معين :((ثقة))، وقال علي بن المديني :((روى عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أحاديث مناكير))، وقال النسائيّ :((ليس بذاك القوي))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال الذهبيُّ :((صدوق،..وله ما ينكر))، ابن حجر :(( صدوق له أوهام))، روى له الأربعة.
انظر : علل ابن المديني (ص74)، الجرح (6/166رقم910)، الثقات (7/203)، تهذيب الكمال (19/488-489)، الميزان (3/52رقم5557)، التقريب (ص386رقم4515).
- - -
- التخريج :
مروان الطاطري، عن عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا عبد الواحد بن أبي عون، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال :((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل، والمحلل له)).
لم أقف على من أخرجه من طريق مروان الطاطري.
عبد الله بن جعفر، عن عثمان الأخنسيّ.
أخرجه:
-ابن أبي شيبة في المصنف (4/296) كتاب النكاح، في الرجل يطلق امرأته فيتزوجها رجل ليحلها له.
- والترمذي في العلل الكبير (ص:161).
- وابن الجارود في المنتقى (ص: 229-230رقم684).
كلاهما (الترمذي، وابن الجارود) عن محمد بن يحيى، زاد ابن الجارود: محمد بن عبدالرحيم.
-والبيهقي في السنن الكبرى (7/208)كتاب النكاح، باب ما جاء في نكاح المحلل أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق.
جميعهم (ابن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن عبد الرحيم، ومحمد بن إسحاق) عن معلى بن منصور.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (2/323) قال: حدثنا أبو عامر العقدي.(3/250)
-وتمام في الفوائد (1/322رقم815) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان التنوخي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن معدام، قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي.
-والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (3/2046رقم1705) قال: أخبرنا أبوسعيد محمد بن موسى الصيرفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن حسان.
جميعهم (المعلى بن منصور، وأبو عامر العقدي، وعبد العزيز الأويسي، ويحيى بن حسان) عن عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لعن الله المحلل والمحلل له)) .
وعزاه الزيلعي في نصب الراية (3/240) إلى أبي يعلى الموصلي، وإسحاق بن راهويه في مسنديهما، وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (4/267) إلى البزار في مسنده.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
اختلف في هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه المعلى بن منصور، وأبو عامر العقدي، وعبد العزيز الأويسي، ويحيى بن حسان جميعهم عن عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لعن الله المحلل والمحلل له)).
الوجه الثاني : رواه مروان بن محمد الطاطريّ، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..الحديث.
ورجح أبو حاتم الوجه الأوَّل، وهذا ظاهر فإنَّ الوجه الأوَّل رواه :
المعلى بن منصور وهو ثقة فقيه كما تقدم في المسألة رقم (1216).
وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، وهو ثقة –التقريب (ص364رقم4199)-.
وعبد العزيز الأويسي وهو ثقة كما تقدم في المسألة رقم (1199).
ويحيى بن حسان التنيسي وهو ثقة –التقريب (ص589رقم7529).(3/251)
فجميع رواة الوجه الأوَّل ثقات، وخالفهم مروان بن محمد الطاطري وَحْدَه، ولا شك أنَّ رواية الأكثر تقدم.
قال الترمذي في العلل الكبير (ص:161) :((فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن، وعبد الله بن جعفر المخرمي صدوق ثقة، وعثمان بن محمد الأخنسي ثقة، وكنت أظن أن عثمان لم يسمع من سعيد المقبري))، وهذه العبارة تفيد أنّ البخاري يميل إلى سماع عثمان من سعيد، ولم أجد أحداً نفى سماعه منه.
وقد قوّى الحديثَ من هذا الطريق عددٌ من العلماء فقال ابنُ تيمية في الفتاوى الكبرى (3/277) :((إسناده جيد))، وحسن إسناده ابنُ القيم في زاد المعاد (5/110)، وقال الزيلعيُّ في نصب الراية (3/240) :((وعبد الله بن جعفر وثقه أحمد وابن المديني وابن معين وغيرهم وأخرج له مسلم في صحيحه، وعثمان بن محمد الأخنسي وثقه ابن معين، وسعيد المقبري متفق عليه فالحديث صحيح))، وقال ابن الملقن في البدر المنير (5/ل221ب) : ((إسناد جيد ))، وقال ابن حجر في الدراية (2/73) :(( ورجاله موثقون)).
والذي يظهر أنّ الحديث من الطريق الراجح حسن من أجل عثمان الأخنسيّ فهو صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وتقدم في المسألة رقم (1223) ذكر شواهد للحديث يصح بها.
- - - -
عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(3/252)
150- ] 1238 [ وسأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بن بَكَّارٍ(1)، عَنْ سَعِيدَ بْنِ بَشِيرٍ(2)، عَنْ قَتَادَةَ(3)، عَنْ أَنَسٍ(4) أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إلى امْرَأَةٍ فَأَعْجَبَتْهُ فَأَتَى زَوْجَتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ* فَقَضَى حَاجَتَهُ ثم خَرَجَ فقَالَ :((إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إلى امْرَأَةٍ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَلْيَقْضِ حَاجَتَهُ))، فقَالَ رَجُلٌ: فَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ امْرَأَة قَالَ :(( فَلْيَنْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ ))، قَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
………………………………
* زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر الأسدية أم المؤمنين أمها أميمة بنت عبد المطلب، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس ، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به، قال الواقدي: ماتت سنة عشرين من الهجرة وصلى عليها عمر بن الخطاب.
انظر : تهذيب الكمال (35/184-185)، التقريب (ص747رقم8594).
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو : محمد بن بكار بن بلال العامليُّ، أبو عبد الله الدمشقي، روى عن : سعيد بن بشير، وسعيد بن عبد العزيز والليث بن سعد وغيرهم، روى عنه : أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو الحكم الهيثم بن مروان العنسي وغيرهم.
صدوق، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم :((كتب عنه أبي بمكة سنة خمس عشرة ومائتين، وسئل عنه فقال: صدوق ))، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال الذهبي، وابن حجر :((صدوق ))، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، مات سنة ست عشرة ومائتين
انظر : الجرح (7/ رقم 1173)، الثقات (9/60)، تهذيب الكمال (24/523-525)، الكاشف ( 3/24رقم4811)، التقريب (ص469رقم5757).
(2) هو : سعيد بن بشير الأزدي تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1210) وهو ((ضعيف، خاصةً في روايته عن قتادة، وعمرو بن دينار)) .(3/253)
(3) هو : قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103)، وهو :((متفق على توثيقه وجلالته، وهو كثير الإرسال ويدلس)).
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1090).
- - -
- التخريج :
- محمد بن بكار عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى امرأة فأعجبته فأتى زوجته زينب بنت جحش فقضى حاجته ثم خرج فقال إذا نظر أحدكم إلى امرأة فليأت أهله فليقض حاجته فقال رجل فإن لم يكن له امرأة قال فلينظر إلى السماء.
لم أقف على من أخرجه.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
ذكر أبو حاتم أنّ الحديث منكر بهذا الإسناد، وسبب نكارته تفرد سعيد بن بشير بالحديث، وسعيد ضعيف خاصة عن قتادة وهو شيخه في هذا الحديث، وقد زاد في الحديث زيادة منكرة جداً وهي قوله :(( فإن لم يكن له امرأة فلينظر إلى السماء))، وقد تقدم في المسألة رقم (1180) ذكر حديث جابر الذي خرّجه مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال :(( إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه ))، ونحوه أيضاً حديث أبي كبشة الأنماري المتقدم ذكره في تلك المسألة، وليس في ألفاظهم هذه الزيادة المنكرة.(3/254)
وقد رُويت هذه الزيادة من كلام أبي الدرداء ، فقد أخرج الطبراني في مسند الشاميين (2/87رقم966) قال: حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال: حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي قال: حدثنا صفوان بن عمرو قال: حدثني شريح بن عبيد عن أبي الدرداء أنه خرج من منزله فرأى امرأة فأعجبته وانصرف راجعا حتى أتى بيته فأعجل امرأته وإنها لتعالج بعض عملها فأصابها قالت ما شأنك قال رأيت امرأة فأعجبتني فأحببت أن أقضي شهوتي وإنما هن النساء بعضهن من بعض وكان يقال: إذا رأيت امرأة تعجبك فانطلق حتى تأتي أهلك إن كانوا بحضرتك، وإن لم يكونوا بحضرتك فاهو إلى السماء فاردد إليها بصرك ينقلب إليك خاسئا وهو حسير كما قال الله عز وجل.
وهذا الإسناد ضعيف لعلتين :
الأولى : في سنده يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف –التقريب (ص593رقم7585)-.
الثانية: أنَّ شريح بن عبيد لم يسمع من أبي الدرداء، انظر : تحفة التحصيل (ص146-147).
- - - -
152- ] 1239 [ وسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بنُ بَكَّارٍ(1)، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2)، عَنْ قَتَادَةَ(3)، عَنْ عِكْرِمَةَ(4)، عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ(5) أنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((لَعَنَ مُخَنَّثِي * الرِّجَالِ، وَمُذَكَّرَاتِ** النِّسَاءِ))، قَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
………………………………
* قال المناوي في فيض القدير (5/271) :((المخنثين من : خَنِثَ يَخْنَث كعلم يعلم إذا لان وتكسر من الرجال تشبيها بالنساء والمخنث من يتخلق بخلق النساء حركة أو هيئة زيا أو كلاما)).
** قال ابن منظور في لسان العرب (4 /309) :((وامرأَة ذَكِرَةٌ و مُذَكَّرَةٌ و مُتَذَكِّرَةٌ : مُتَشَبِّهَةٌ بالذُّكُورِ)).
ــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1238) وهو ((صدوق)).(3/255)
(2) هو : سعيد بن بشير الأزدي تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1210) وهو ((ضعيف، خاصةً في روايته عن قتادة، وعمرو بن دينار)) .
(3) هو : قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1103)، وهو :((متفق على توثيقه وجلالته، وهو كثير الإرسال ويدلس)).
(4) هو: عكرمة مولى ابن عباس، تقدمت ترجمته في المسالة رقم (1119)، وهو : ((ثقة ثبت)).
(5) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105).
- - -
- التخريج :
-محمد بن بكار، عن سعيد بن بشير، عن قتادة بن دعامة، عن عكرمة، عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لعن مخنثي الرجال…)) ، الحديث.
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه.
وتابع سعيدَ بنَ بشير شعبةُ بنُ الحجاج، وهمامُ بنُ يحيى فروياه عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً، ولكن بلفظ :((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال من النساء والمتشبهين بالنساء من الرجال)) ، أخرجه :
- البخاريُّ في صحيحه (10/332رقم5885) كتاب اللباس، باب المتشبهون بالنساء، والمتشبهات بالرجال، وأبو داود في سننه (4/60رقم4097)كتاب اللباس، باب لباس النساء، والترمذي (5/ 98رقم2784) كتاب الأدب، باب ما جاء في المتشبهات بالرجال من النساء، وابن ماجه في سننه (1/614رقم1904) كتاب النكاح، باب في المخنثين، وأبو داود الطيالسي (349رقم2679)، وأحمد بن حنبل (1/339) في مسنديهما، والبغوي في الجعديات (ص150رقم958)، والطبراني في المعجم الكبير (11/307رقم11823) جميعهم من طرق عن شعبة بن الحجاج.
وأخرجه :
-الترمذي في سننه ، وأبو داود الطيالسي –كلاهما في الموضع السابق-، من طريق همام بن يحيى.
كلاهما (شعبة بن الحجاج، وهمام بن يحيى) عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال:((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال من النساء والمتشبهين بالنساء من الرجال)) ، قال أبو عيسى :((هذا حديث حسن صحيح)) .
وتابع قتادةَ بنَ دعامة :(3/256)
1- يحيى بنُ أبي كثير، أخرجه :
- البخاريُّ في صحيحه (10/333رقم5886) كتاب اللباس، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، و(12/159رقم6834) الحدود، باب نفي أهل المعاصي والمخنثين، وأبو داود في سننه (4/283رقم4930)كتاب الأدب، باب في الحكم في المخنثين، والترمذي في سننه (5/ 98رقم2785)، والنسائي في السنن الكبرى (5/396-397 رقم9251-9254) كتاب عشرة النساء، لعن المتبرجات من النساء، ولعن المخنثين، وأحمد بن حنبل في مسنده (1/225،237)، والطبراني في المعجم الكبير (11/352رقم11989-11990)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/224) كتاب الحدود، باب ما جاء في نفي المخنثين، جميعهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال :((أخرجوهم من بيوتكم)) ، وأَخَرَج فلانا وأخرج عمر فلانا.
2- وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، أخرجه : أحمد بن حنبل في مسنده (1/251،330)، -ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (11/204رقم11502)- قال أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن إسحاق أنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لعن الواصلة والموصولة والمتشبهين بالرجال من النساء والمتشبهات من النساء بالرجال)) .
3- ويزيد بن أبي زياد، أخرجه : ابن أبي شيبة في مصنفه (9/63) كتاب الأدب، ما ذكر في التخنيث، وأحمد بن حنبل في (1/254)، وأبو يعلى (4/323رقم2433) في مسنديهما جميعهم من طرق عن يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس قال :((لعن الله المتخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء)) ، قال قلت لعكرمة : ما المترجلات ؟ قال: المتشبهات بالرجال.(3/257)
4- وعمرو بن دينار، أخرجه : الطبراني في المعجم الكبير (11/252رقم11647)، وفي المعجم الأوسط (2/258رقم1458) قال: حدثنا أحمد قال حدثنا مالك بن سعد القيسي قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس :((أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن المتشبهات من النساء بالرجال)) ، وقال :((لم يرو هذا الحديث عن عمر إلا زكريا تفرد به روح)) .
5- والحارث بن حصيرة، أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير (11/262رقم11683) قال: حدثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن عمر بن سليط ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحارث بن حصيرة ثنا عكرمة عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال :((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المترجلات من النساء، والمخنثين من الرجال)) .
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
استنكر أبو حاتم هذا الحديث بهذا الإسناد، ووجه الاستنكار أنّ سعيد بن بشير-وهو ضعيف؛ خاصةً في روايته عن قتادة، وعمرو بن دينار كما تقدم- تفرد عن قتادة بلفظ ((لعن مخنثي الرجال، ومذكرات النساء))، بينما لفظُ قتادةَ الذي رواه عنه شعبةُ بنُ الحجاج، وهمامُ بن يحيى هو:((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال من النساء، والمتشبهين بالنساء من الرجال)).
ويبدو أنّ سعيد بن بشير خلط بين لفظ يحيى بن أبي كثير، ولفظ قتادة بن دعامة، فجعل لفظ يحيى بن أبي كثير لقتادة بن دعامة، والصحيح ما تقدم، والله أعلم.
والحديثُ بكلا اللفظيين صحيحٌ مخرجٌ في صحيح البخاري كما تقدم.
- - - -(3/258)
111- ] 1198/ ب [* وسَأَلْتُ أَبِي وأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيث رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ(1)، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ(2)، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ(3)، عَنْ أَنَسٍ(4) أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ ** قَالَتْ للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلاَ تَتَزَوَّجُ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ؟ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَهُنَّ غَيْر***)) ، قَالاَ جميعاً: هَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلٌ، وسَمِعْتُ أَبِي بَعْدَ ذلكَ يَقُولُ: حَدِيثُ بِشْرِ بنِ السَّرِيِّ خَطأٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَان(5)، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بنُ هَارُون(6)، عَنْ حَمَّاد عَنْ إِسْمَاعِيل**** بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ الْحَدِيث*****.
………………………………
* وقع في المطبوعة تداخل بين هذه المسألة، والمسألة التي قبلها مما جعل مرقم الكتاب يعطيهما رقماً واحداً، وللتوفيق بين أرقام المسائل في الرسالة، وفي المطبوع من العلل جعلتُ للمسألتين رقماً واحداً-حسب الرقم الموجود في المطبوعة- وميزت بينهما بحرفي ( أ، ب).
**هي : أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد الأنصارية ، اشتهرت بكنيتها، وهي أم أنس بن مالك وأخت أم حرام بنت ملحان لها صحبة يقال إنها الغميصاء ويقال الرميصاء وقال أبو داود الرميصاء أخت أم سليم من الرضاعة واسمها سهلة ويقال رميلة ويقال رميثة ويقال أنيفة وقيل مليكة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن.
انظر : تهذيب الكمال (35/ 365-366)، الإصابة (4/461-462).
*** كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع (غيرة).(3/259)
**** كذا في جميع النسخ، والصواب (إسحاق) كما مر قبل.
*****ستأتي هذه المسألة برقم (1261) بنحو مما هنا وفيها زيادة.
ــــــــــــــــــــــ
(1) بشر بن السري أبو عمرو الأفوه بصري سكن مكة ، روى عن: حماد بن سلمة، وزكريا بن إسحاق، ومعاوية بن صالح الحضرمي وغيرهم، روى عنه : أحمد بن محمد بن حنبل، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وعبد الأعلى بن حماد النرسي وغيرهم.
متفق على توثيقه، طعن فيه برأي جهم ثم اعتذر وتاب، قال أحمد بن حنبل :(( حدثنا بشر بن السري وكان متقنا للحديث عجبا عن سفيان فذكر عنه حديثا)) ، وقال الدارقطني :(( ثقة وجدوا عليه في أمر المذهب فحلف واعتذر إلى الحميدي في ذلك، وهو في الحديث صدوق)) ، وقال ابن حجر :(( ثقة متقنا طعن فيه برأي جهم ثم اعتذر وتاب)) ، روى له الجماعة، مات سنة خمس أو ست وتسعين ومائة.
انظر : تهذيب الكمال (4/122-126)، التهذيب (1/450-451)، التقريب (ص123رقم687).
(2) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1118)، وهو :(( ثقة عابد له أوهام، من أثبت الناس في حديث ثابت البناني، وحميد الطويل، وعمار بن أبي عمار، وعلي بن زيد بن جدعان، وهشام بن عروة)).
(3) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1136) وهو (( متفق على توثيقه)) .
(4) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1090).
(5) أحمد بن سنان بن أسد بن حِبان -بكسر المهملة بعدها موحدة- أبو جعفر القطان الواسطي ، روى عن: محمد بن فضيل، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون وغيرهم، روى عنه : النسائي في حديث مالك والباقون سوى الترمذي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وغيرهم.
متفقٌ على ثقته وإمامته، قال النسائي :(( ثقة)) ، وقال ابن حجر :(( الواسطي ثقة حافظ)) ، مات سنة ست وقيل سنة ثمان وقيل سنة تسع وخمسين ومائتين.
انظر : الجرح (2/53رقم 60)، تهذيب الكمال (1/322-323)، التقريب (ص80رقم44).
(6) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1174) وهو (( متفقٌ على ثقته وإمامته وعبادته)) .(3/260)
- - -
- التخريج :
بشر بن السري، عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أنَّ أم سليم قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ألا تتزوج من نساء الأنصار..الحديث.
أخرجه :
- الضياء في الأحاديث المختارة (4/368رقم1534) قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الإخوة بأصبهان أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم أنا أبو العباس أحمد بن النعمان الجصاص أنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ نا إسحاق بن أحمد بن نافع نا محمد بن أبي عمر العدني نا بشر بن السري نا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن أم سليم قالت: يا رسول الله ألا تتزوج نساء الأنصار؟ قال :(( إن فيهم لغيرة)) ، قال الضياء :(( رواه بعضهم عن حماد عن إسحاق أن أم سليم فأرسله قلت فقد رواه النضر بن شميل كرواية بشر بن السري)).
وتابع بشر بنَ السري :
1- النضر بن شميل، أخرجه:
-النسائي في السنن (6/69) كتاب النكاح، باب المرأة الغيراء.
- والطبراني في المعجم الأوسط (8/139رقم8207) قال: حدثنا موسى بن هارون.
كلاهما عن إسحاق بن راهويه.
-وأبو يعلى في مسنده – ولم أقف عليه في النسخة المطبوعة، وعنه: ابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/346رقم 4038) كتاب النكاح، ذكر ما يجب على المرء من التفقد في أسباب من يريد أن يتزوج بها من النساء، ومن طريقه الضياء في الأحاديث المختارة الموضع السابق (رقم1535)- عن خلاد بن أسلم.
كلاهما عن النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قالوا: يا رسول الله ألا تتزوج من نساء الأنصار قال :(( إن فيهن لغيرة شديدة)) .
ولفظ ابن حبان في صحيحه عن أنس بن مالك قال قيل: يا رسول الله ألا تتزوج في الأنصار قال :(( إن في أعينهم شيئا)) .
2- ويزيد بن هارون، أخرجه : ابن أبي حاتم في هذه المسألة.(3/261)
حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنَّ أم سليم قالت للنبي صلى الله عليه وسلم..الحديث.
أخرجه :
-ابن أبي حاتم في العلل (1/419 رقم 1261) قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنَّ أم سليم قالت للنبي صلى الله عليه وسلم..مرسل.
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث :
تبين مما تقدم أنّ الحديث اختلف فيه على حماد بن سلمة على وجهين :
الوجه الأوَّل : رواه بشر بن السري، والنضر بن شميل، ويزيد بن هارون جميعهم عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أنَّ أم سليم قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا تتزوج من نساء الأنصار..الحديث.
الوجه الثاني : رواه موسى بن إسماعيل أبوسلمة، عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة أنَّ أم سليم قالت للنبي صلى الله عليه وسلم..مرسل.
وقد رجح أبو حاتم وأبو زرعة الوجه الثاني وحكما على الوجه الأوَّل بأنه خطأ، ويبدو أنَّ الخطأ هنا من حماد بن سلمة إذ أنّ رواة الوجهين عنه ثقات أثبات :
فالوجه الأوَّل : رواه بشر بن السري، ويزيد بن هارون وهما متفق على توثيقهما، وتابعهما النضر بن شميل وهو ثقة ثبت-التقريب (ص562رقم7135)-.
والوجه الثاني: رواه موسى بن إسماعيل أبوسلمة وهو ثقة ثبت –التقريب (ص549رقم6943)-.
وحماد بن سلمة له أوهام وتقدم قول يعقوب بن شيبة :(( حماد بن سلمة ثقة، في حديثه اضطراب شديد؛ إلاّ عن شيوخ فإنه حسن الحديث عنهم، متقن لحديثهم، مقدم على غيره فيهم، منهم: ثابت البناني، وعمار بن أبي عمار))، وقال مسلم في كتاب التمييز (ص218) :(( وحماد يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت كحديثه عن قتادة، وأيوب، ويونس، وداود بن أبي هند،…وأشباههم فإنه يخطئ في حديثهم كثيراً)) .(3/262)
ويبدو أنّ سبب ترجيح أبي حاتم وأبي زرعة للرواية المرسلة على المتصلة أنّ الرواية المتصلة سلك فيها حماد بن سلمة الجادة إذ رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك مشهورة فأخطأ حماد فسلكها، ومما يدل على ذلك أنه رواه مرسلاً مرةً أخرى فخالف الجادة.
فتبين أنّ الحديث من الطريق الراجح ضعيفٌ لإرساله.
وللحديث شاهد أخرجه :
- ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/205) قال: أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد الأنصاري عن ريطة عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تتزوج يا رسول الله في نساء الأنصار فإن فيهن جمالا، فقال رسول الله :(( هن نساء فيهن غيرة شديدة ولا يصبرن على الضرائر وأنا صاحب ضرائر وأكره أن أسوء قومها فيها)) ، ولكن في إسناده محمد بن عمر الواقدي وتقدم في المسألة رقم (1145) أنه متروك.
- - - -
137- ] 1224 [ وسمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَل عَنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى (1)، عَنْ الزُّهْرِيّ(2)، عَنْ عُرْوَةَ (3)، عَنْ عَائِشَةَ(4)، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(( لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ))، وذَكَرَتُ لَهُ حِكَايةَ ابن علية(5)، فقَالَ: كُتُبُ ابن جريج(6) مُدَوَنة فِيهِا أحاديثه مَنْ حَدَّثَ عَنْهُم ثُمَّ لَقِيْتُ عَطَاءً ثُمَّ لَقِيْتُ فُلاناً، فلو كَانَ مَحْفُوظاً عَنْه لكَانَ هَذَا فِي كُتُبهِ ومُرَاجَعَاتِهِ.
………………………………(3/263)
* نقل كلام أحمد بن حنبل الحاكمُ في المستدرك (2/169)-ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/105)- قال:((أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب حدثنا أبوحاتم محمد بن إدريس الرازي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر عنده أن ابن علية يذكر حديث ابن جريج في "لا نكاح إلا بولي" قال ابن جريج فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى قال أحمد بن حنبل: إن ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج)).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1173) وهو ((ثقة فقيه وله جلالة وقدر، وعنده في تفرداته بعض المناكير، وهو من أوثق أصحاب مكحول)).
(2) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهريّ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1091)، وهو:((متفق على جلالته وإتقانه)).
(3) هو: عروة بن الزبير، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1185) وهو ((متفقٌ على توثيقه وفقهه وعلمه)).
(4) تقدمت ترجمتها في المسألة رقم (1104).
(5) هو: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1200) وهو (( ثقة ثبت إمام عابد )).
(6) هو: عبدالملك بن عبدالعزيز، تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1101)، وهو:((ثقة ثبت فقيه وكان يدلس ويرسل، وهو أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح لا يدلس عنه)).
- - -
- التخريج:
- سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:((لا نكاح إلاّ بولي)).
أخرجه:
أبوداود في سننه (2/229رقم2083) كتاب النكاح، باب في الولي.
وأبوعوانة في صحيحه (3/18رقم4038) كتاب النكاح، باب بيان إبطال نكاح المرأة التي تنكح بلا ولي وفساده.
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
وابن عبدالبر في التمهيد (19/85).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/370).
جميعهم من طريق سفيان الثوري.
والترمذي في سننه (3/407رقم1102) كتاب النكاح، باب ما جاء لا نكاح إلا بولي.(3/264)
والحميدي في مسنده (1/112رقم 228) -ومن طريقه ابن عبدالبر في التمهيد (19/86)-.
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة
والنسائي في السنن الكبرى (3/285رقم5394) كتاب النكاح، باب الثيب تجعل أمرها لغير وليها.
وأبوعوانة في صحيحه (3/19رقم4039).
والطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7) كتاب النكاح، باب النكاح بغير ولي عصبة.
وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/384-386رقم 4074، 4075) كتاب النكاح، باب الولي-.
وأبوالشيخ في الأقران (60رقم181).
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
وأبونعيم في الحلية (6/88).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369).
من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري.
وابن ماجه في سننه (1/605رقم1879) كتاب النكاح، باب لا نكاح إلاّ بولي.
وابن أبي شيبة في المصنف (4/128) كتاب النكاح، باب من قال: لا نكاح إلاّ بولي أو سلطان.
كلاهما عن معاذ بن معاذ.
والشافعي في الأم (5/13، 166) باب لا نكاح إلاّ بولي.
وأبوعوانة في صحيحه (3/19رقم4038).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369)
جميعهم من طريق عبدالمجيد بن أبي رواد، زاد الشافعي: مسلم بن خالد، وسعيد بن سالم.
وأبوداود الطيالسي في مسنده (206رقم1463) قال: حدثنا همام بن يحيى.
وعبدالرزاق في المصنف (6/196رقم 10472) كتاب النكاح، باب النكاح بغير ولي- وعنه: إسحاق بن راهويه في مسنده (2/194رقم 698-699)، ومن طريقه: ابن الجارود في المنتقى (234-235 رقم 700) كتاب النكاح، وأبوعوانة في صحيحه (3/18رقم4038)، والدارقطني في السنن (3/221) كتاب النكاح، وفي العلل (5/ورقة 115أ -120)، والحاكم في المستدرك (2/168) كتاب النكاح، والبيهقي في السنن الكبرى (7/105،113، 125) كتاب النكاح، باب لا نكاح إلاّ بولي، وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369-370) ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/205)-.
والحميدي في مسنده (1/112رقم 228) قال: حدثنا عبدالله بن رجاء المزني.(3/265)
وسعيد بن منصور في سننه (1/148رقم 528، 529) كتاب النكاح، باب من قال: لا نكاح إلاّ بولي.
وأبوعروبة الحراني في أحاديثه (ص39رقم18) قال: حدثنا المسيب بن واضح.
كلاهما عن عبدالله بن المبارك، زاد سعيد بن منصور: إسماعيل بن زكريا.
وإسحاق بن راهويه في مسنده (2/194رقم 698-699).
وأبوطاهر المخلص في جزئه (ص96-97رقم 40)-ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/370-371)-.
والدارقطني في سننه (3/225-226)، و(ص225-226)، وفي العلل (5/ورقة 115أ -120).
والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص134).
والبيهقي في السنن الكبرى (7/105،113، 125).
جميعهم من طريق عيسى بن يونس.
وأحمد بن حنبل في مسنده (6/47) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/372)-.
والبخاري في التاريخ الكبير (4/38)، وفي الصغير (1/304)-ومن طريقه: أبوأحمد الحاكم في الكنى (1/290-291)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/372)--.
و العقيلي في الضعفاء الكبير (2/140).
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
والخطيب البغدادي في الكفاية (ص379).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369-370).
جميعهم من طرق عن إسماعيل بن علية.
والدارمي في سننه (2/62رقم 2190) كتاب النكاح، باب النهي عن النكاح بغير بولي- ومن طريق ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (2/205)-.
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
والحاكم في المستدرك (2/168).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369-370).
جميعهم من طريق الضحاك بن مخلد.
وأبويعلى في مسنده (8/191رقم4750).
وابن الأعرابي في معجمه (1/346رقم664).
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
جميعهم من طريق محمد بن عبدالله الأنصاري.
وأبوعوانة في صحيحه (3/18رقم4038).
والطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7).
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
والبيهقي في السنن الكبرى (7/105،113، 125).
والخطيب البغدادي في الفصل للوصل (2/760).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369-370).(3/266)
جميعهم من طريق عبدالله بن وهب.
وأبوعوانة في صحيحه (3/18رقم4037).
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
والحاكم في المستدرك (2/168).
والبيهقي في السنن الكبرى (7/105،113، 125).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369-370).
جميعهم من طريق حجاج بن محمد
وابن حبان في صحيحه –كما في الإحسان (9/384-386رقم 4074، 4075) كتاب النكاح، باب الولي- من طريق حفص بن غياث، وأشار إلى رواية الحارث بن خالد.
وابن عدي في الكامل (3/266) من طريق بشر بن المفضل، وأشار إلى أنّ الليث بن سعد رواه أيضاً.
والدارقطني في العلل (5/ورقة 115أ -120).
وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/369-370).
كلاهما من طريق مؤمل بن إسماعيل، زاد الدارقطني: عبدالوهاب بن عطاء.
والحاكم في المستدرك (2/168) من طريق يحيى بن أيوب.
والسهمي في تاريخ جرجان (ص315) من طريق أبي بشر السيرافي اللؤلؤي.
والبيهقي في السنن الكبرى (7/105،113، 125) من طريق عبيدالله بن موسى، ويحيى بن سعيد الأموي.(3/267)
جميعهم-وعددهم سبعةٌ وعشرون- (إسماعيل بن زكريا، وإسماعيل بن علية، والضحاك بن مخلد، وبشر بن المفضل، وحجاج بن محمد، وحفص بن غياث، وخالد بن الحارث، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبدالرزاق بن همام، وعبدالله بن المبارك، وعبدالله بن رجاء، وعبدالله بن وهب، وعبدالمجيد بن أبي رواد، وعبدالوهاب بن عطاء، وعبيد الله بن موسى، والليث بن سعد، ومؤمل بن إسماعيل، ومحمد بن عبدالله الأنصاري، ومسلم بن خالد،ومعاذ بن معاذ، وهمام بن يحيى، وسعيد بن سالم، ويحيى بن أيوب، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبوبشر السيرافي اللؤلؤي ) عن ابن جريج قال: أخبرني سليمان بن موسى أن ابن شهاب أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له))، وقد صرح ابن جريج بالسماع في رواية عبدالرزاق بن همام، وابن علية، ومحمد الأنصاري، والضحاك بن مخلد، وحجاج بن محمد، ويحيى بن أيوب، وأبي بشر السيرافي اللؤلؤي.
وقال أحمد، والبخاري في روايتهما عن ابن علية:(( قال ابن جريج فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه، قال وكان سليمان بن موسى وكان فأثنى عليه))، وقد تابع بشر بن المفضل ابن علية على هذه الزيادة، ولكن في الإسناد إليه الشاذكوني، قال ابن عدي:(( وهذه القصة معروفة بابن علية أن ابن جريج سأل الزهري فلم يعرف هذه القصة بعينها التي ذكرتها عن بشر بن المفضل عن ابن جريج كما حكاه ابن علية)).(3/268)
قال الترمذي:(( هذا حديث حسن وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أيوب وسفيان الثوري وغير واحد من الحفاظ عن ابن جريج نحو هذا))، وقال أيضاً: ((وحديث عائشة في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي حديث عندي حسن رواه ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الحجاج بن أرطاة وجعفر بن ربيعة عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله)).
وقال الحاكم:(( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين))، وقال في معرفة علوم الحديث:(( هذا حديث محفوظ من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى الأشدق فأما ذكر الشاهدين فيه فإنا لم نكتبه إلا عن أبي علي بهذا الإسناد)).
وقال ابن عدي:((وهذا حديث جليل في هذا الباب في باب لا نكاح إلا بولي وعلى هذا الاعتماد في إبطال نكاح بغير ولي وقد رواه عن ابن جريج الكبار من الناس منهم يحيى بن سعيد الأنصاري ورواه عن يحيى بن سعيد زهير بن معاوية ورواه عن يحيى يعلى بن عبيد وأبوبدر شجاع بن الوليد وأبوحمزة السكري ورواه عن ابن جريج الليث بن سعد عن ابن وهب عن ابن جريج ورواه الليث عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج ورواه الثوري عن ابن جريج ولا يعرف بهذا الإسناد عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن هذا النسق حديث آخر))، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/157):(( وعد أبوالقاسم ابن مندة عدة من رواه عن ابن جريج فبلغوا عشرين رجلا، وذكر أن معمراً وعبيد الله بن زحر تابعا ابن جريج على روايته إياه عن سليمان بن موسى)).
وتابع سليمانَ بنَ موسى:(3/269)
1- الحجاج بن أرطاة، أخرجه: ابن ماجه في سننه (رقم1880)، وأبويعلى في مسنده (4/386رقم2507)، وأبوعروبة الحراني في أحاديثه (ص38رقم16)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/106) جميعهم من طريق عبدالله بن المبارك، وابن أبي شيبة في المصنف (4/130)، وأحمد بن حنبل في المسند (6/260) كلاهما عن أبي خالد الأحمر، وأبويعلى في مسنده (8/308رقم4906) وابن عبدالبر في التمهيد (19/87) من طريق هشيم بن بشير، ، والطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7) حدثنا أبوبشر الرقي قال: حدثنا المعتمر بن سليمان الرقي.
جميعهم (عبدالله بن المبارك، وأبوخالد الأحمر، وهشيم بن بشير، والمعتمر بن سليمان) عن حجاج بن أرطاة عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا نكاح إلا بولي ، والسلطان ولي من لا ولي له)).
2-وجعفر بن ربيعة، أخرجه: أبوداود في سننه (رقم2084) قال: حدثنا القعنبي، وأحمد في المسند (6/66) قال: حدثنا حسن بن موسى، وأبويعلى في مسنده (8/251رقم 4837) حدثنا كامل بن طلحة، والطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7) قال: حدثنا ربيع المؤذن قال: حدثنا أسد بن موسى، والبيهقي في السنن الكبرى (7/106)، وابن عبدالبر في التمهيد (19/87)، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (2/67) جميعهم من طريق معلى بن منصور، زاد البيهقي: ابن أبي مريم.
جميعهم عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( أيما امرأة نكحت بغير أذن وليها فنكاحها باطل فان أصابها فلها مهرها بما أصاب من فرجها وان اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له)).
3- وعبيد الله بن أبي جعفر، أخرجه: الطحاوي في شرح معاني الأخبار (3/7) حدثنا ربيع الجيزي قال: حدثنا أبوالأسود قال: أخبرنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن ابن شهاب…الحديث، وتقدم أن ابن لهيعة ضعيف الحديث ويضطرب في الحديث.(3/270)
4- وقرة بن حيوئيل، أخرجه: الدارقطني في العلل (5/ورقة115ب)قال: حدثنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري، وأحمد بن حماد، قالا: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن قرة، عن الزهري…الحديث.
5- وعثمان بن عبدالرحمن الوقاصي، أخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط (10/135رقم9287) قال: حدثنا هاشم بن مرثد نا المعافى بن سليمان نا عيسى بن يونس عن عثمان بن عبدالرحمن، قال سمعت الزهري يحدث عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل))، وقال الطبراني:((لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن عبدالرحمن إلاّ عيسى بن يونس)).
6-ومحمد بن سعيد أبي قيس المصلوب، أخرجه: الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع (2/347) قال: أخبرنا أبوالفرج عبدالوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال بصور أخبرنا عمر بن محمد بن علي الناقد أخبرنا أبوالوليد خلف بن أحمد بن خلف السمري حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مروان عن محمد بن أبي قيس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((لا نكاح إلا بولي من أنكح بغير ولي فنكاحه باطل)).
7- وإبراهيم بن أبي عبلة، أخرجه: الدارقطني في العلل (5/ورقة115ب)قال: حدثنا عبدالله بن جعفر المصري، وعثمان بن علي الصيدلاني، قالا: حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي حمزة، قال: حدثنا يحيى بن أبي الحصيب، عن هانئ بن عبدالرحمن بن أبي عبلة، قال: حدثني عمي إبراهيم بن أبي عبلة، عن الزهري…الحديث.
8- ويونس بن يزيد، أخرجه: الدارقطني في العلل (5/ورقة115ب)قال: حدثنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا عبدالله بن يزيد، عن محمد بن القاسم البحراني شحيم، قال: حدثنا طلحة، عن يزيد بن محمد الأيلي، عن يونس، عن الزهري…الحديث.(3/271)
9- ومحمد بن إسحاق، أخرجه: الدارقطني في العلل (5/ورقة115ب)قال: حدثنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي، قال: حدثنا عبدالله بن يزيد الدمشقي، عن صدقة بن عبدالله، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري…الحديث.
10- وأيوب بن موسى، أخرجه: ابن عدي في الكامل (4/199) قال:حدثنا محمد بن أبي علي حدثني يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا بن أبي مريم حدثنا عبدالله بن فروخ عن أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا نكاح إلا بولي)).
وتابع الزهريَّ:
1- هشامُ بن عروة، أخرجه:
أبويعلى في مسنده (8/139 رقم4682)، وأبونعيم في أخبار أصبهان (2/30) من طريق زمعة بن صالح.
وقال أبويعلى في مسنده أيضاً (8/191رقم 4749): حدثنا سريج بن يونس قال: حدثنا علي بن ثابت قال: حدثنا مندل بن علي.
والطبراني في المعجم الأوسط (7/469-470رقم 6923)، والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (3/2122رقم1830) كلاهما من طريق علي بن جميل الرقي، قال: حدثنا حسين بن عياش، عن جعفر بن برقان.
وابن عدي في الكامل (2/360) قال: حدثنا أحمد بن صالح أبوالعلاء الفارسي بصور حدثنا عماد بن رجاء حدثنا الحسين بن علوان، وقال أيضاً (6/376) حدثنا أحمد بن حفص السعدي حدثنا داود بن رشيد حدثنا مطرف بن مازن، عن ابن جريج.
وابن المقرئ في معجمه (ص154رقم457) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان بن سيف، قال: حدثنا يحيى بن عبدالله، قال: حدثنا صدقة بن عبدالله.
والدارقطني في سننه (3/227) قال: نا أبوذر أحمد بن محمد بن أبي بكر نا أحمد بن الحسين بن عباد النسائي نا محمد بن يزيد بن سنان نا أبي.
وأبونعيم في أخبار أصبهان (2/239) قال: حدثنا القاضي أبوأحمد قال: حدثني أبوبكر محمد بن يعقوب، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، قال: حدثنا أبومالك عمرو بن هاشم الجنبي.(3/272)
والخطيب في تاريخ بغداد (12/157) قال: أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا أبوالفضل العباس بن محمد بن معاذ النيسابوري حدثنا سهل بن عمار حدثنا البيع بن سعدان حدثنا نوح بن دراج.
جميعهم (زمعة بن صالح، ومندل بن علي، وجعفر بن برقان، والحسين بن علوان، وابن جريج، ويزيد بن سنان ، وصدقة بن عبدالله، وأبومالك عمرو بن هاشم الجنبي، ونوح بن دراج) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل))، قال الطبراني:((لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن برقان، عن هشام بن عروة إلاّ الحسين بن عياش، تفرد به علي بن جميل)).
2- وأبوالغصن ثابت بن قيس، أخرجه: ابن عدي في الكامل (3/16) قال: حدثنا أحمد بن عبدالله البزاز البلدي، والدارقطني في العلل (5/120أ) قال: حدثنا جعفر الخلدي، ودعلج السجزي.
جميعهم عن محمد بن علي بن زيد قال حدثنا أبوالوليد خالد بن يزيد العدوي حدثنا أبوالغصن وهو ثابت بن قيس انه سمع عروة يحدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( أيما امرأة تزوجت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فان كان دخل بها فلها صداقها بما استحل منها فان اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له)).
وتابع عروة بن الزبير:
1- عبدالله بن شداد بن الهاد، أخرجه: ابن عدي في الكامل (2/26) قال: حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن أبي السري حدثنا بكر بن الشرود عن سفيان الثوري عن عبدالملك بن عمير عن عبدالله بن شداد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا نكاح إلا بولي)).(3/273)
2- والقاسم بن محمد، أخرجه ابن عدي في الكامل (6/456) قال: أخبرنا أبويعلى حدثنا جبارة بن المغلس، حدثنا مندل بن علي، عن ليث بن أبي سليم، عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا نكاح إلا بولي والسلطان ولي من لا ولي له)).
وخالف سليمانَ بنَ موسى ومن تابعه سليمانُ بنُ أرقم، وعمرُ بنُ قيس: فروياه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أخرجه:
- الطبراني في المعجم الأوسط (7/191رقم6362)، وابن عدي في الكامل (3/250)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/224) من طريق محمد بن سلمة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل والسلطان ولي من لا ولي له))، وقال الطبراني:((لم يرو هذين الحديثين عن الزهري إلاّ سليمان بن أرقم، تفرد بهما محمد بن سلمة)).
-وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (10/172رقم9369) قال: حدثنا هارون بن محمد بن المنخل نا الفضل بن أبي طالب نا الحارث بن منصور نا عمر بن قيس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا تنكح المرأة إلا بإذن ولي))، وقال:((لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلاّ عمر بن قيس، تفرد به الحارث بن منصور)).
- - -
- الدراسة والحكم على الحديث:
اختلف في الحديث عن الزهري على وجهين:
الوجه الأوَّل : رواه إبراهيم بن أبي عبلة، وأيوب بن موسى، وجعفر بن ربيعة، والحجاج بن أرطاة، وسليمان بن موسى، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعثمان بن عبدالرحمن، وقرة بن حيوئيل، ومحمد بن إسحاق، ومحمد المصلوب، ويونس بن يزيد جميعهم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة…الحديث.
وتابع الزهريَّ على هذا الوجه: أبوالغصن ثابت بن قيس، وهشام بن عروة، وتابع عروةَ بنَ الزبير: عبدالله بن شداد بن الهاد، والقاسم بن محمد.(3/274)
الوجه الثاني : رواه سليمان بن أرقم، وعمر بن قيس كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة…الحديث.
والوجه الثاني باطل عن الزهري فسليمان بن أرقم، وعمر بن قيس كلاهما متروك الحديث –تقدمت ترجمة سليمان في المسألة رقم (1163)، وعمر قال عنه ابن حجر:((متروك))، التقريب (ص416رقم4959)-، وتفردهما عن الزهري منكر جداً، قال الدارقطني (9/198):((فرواه عمر بن قيس عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، ووهم في إسناده ومتنه، وإنما روى الزهري هذا الحديث عن عروة عن عائشة)).
وأمّا الوجه الأوَّل فأقوى رواياته وأشهرها رواية سليمان بن موسى، وأمّا باقي الروايات فلا تصح قال يحيى بن معين –كما في تاريخ الدوري عنه (3/232)-:(( ليس يصح في هذا شيء إلا حديث سليمان بن موسى))، وقال أبوأحمد الحاكم في الأسامي والكنى (1/293):((وقد رُوي هذا الحديث عن جعفر بن ربيعة، وقرة بن عبدالرحمن بن حيوئيل، ويزيد بن أبي حبيب، والحجاج بن أرطاة عن الزهري، بنحو ما رواه سليمان بن موسى، عن عروة،ورُوي أيضاً من حديث ابن الأسود، عن عروة لكنها واهنة كلها ليست مما يقوم به الحجة))، وقال ابن عدي في الكامل (3/267):(( وقد حدث بحديث" لا نكاح إلا بولي" عن الزهري عن عروة عن عائشة مع سليمان موسى: حجاج بن أرطاة ويزيد بن أبي حبيب وقرة بن حيوئيل وأيوب بن موسى وابن عيينة وإبراهيم بن سعد وكل هؤلاء طرقهم طرق غريبة إلا حديث حجاج بن أرطاة فإنه مشهور رواه عنه جماعة)).
وتفصيل ذلك:(3/275)
أنّ رواية الحجاج بن أرطاة فيها الحجاج وهو ضعيف كما تقدم في المسألة رقم (1149)، وقد اتفق الحفاظ على أنه لم يسمع من الزهري، – انظر: تحفة التحصيل (ص61-62)-، وقال البوصيريُّ في مصباح الزجاجة (2/104):((هذا إسناد ضعيف حجاج هو ابن أرطاة مدلس وقد رواه بالعنعنة وأيضا لم يسمع حجاج من عكرمة إنما يحدث عن داود بن الحصين عن عكرمة قال الأمام أحمد ولم يسمع الحجاج أيضا من الزهري قاله عباد بن العوام وأبوزرعة وأبوحاتم)).
ورواية جعفر بن ربيعة مدارها على ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث كما تقدم في المسألة رقم (1104)، ويبدو أنه يضطرب في رواية هذا الحديث، فقد رواه أيضاً عن عبيد الله بن أبي جعفر.
ورواية عبيد الله بن أبي جعفر، فيها ابن لهيعة.
ورواية قرة بن حيوئيل، فيها رشدين بن سعد وهو ضعيف الحديث-التقريب (ص209رقم1942)-، وقرة صدوق له مناكير –التقريب (ص455رقم5541)-.
ورواية عثمان بن عبدالرحمن الوقاصي فيها عثمان وهو متروك الحديث كما تقدم في المسألة رقم (1097).
ورواية محمد بن سعيد أبي قيس المصلوب، فيها محمد قال ابن حجر في التقريب (ص480رقم5907):((كذبوه)).
ورواية إبراهيم بن أبي عبلة فيها هانئ بن عبدالرحمن ذكره ابن حبان في الثقات (7/584) وقال:((ربما أغرب)).
ورواية يونس بن يزيد فيها يزيد بن محمد الأيلي قال فيه أبوحاتم-كما في الجرح (9/289رقم1232)-:(( هذا شيخ أدركته ولم أسمع منه وأتاه قوم قبلي فسألوه التحديث فأخبرهم أنه ذهب كتبه عن يونس بن يزيد))، وتفرده عن يزيد مما يستنكر.
ورواية محمد بن إسحاق فيها صدقة بن عبدالله هو السمين ضعيف الحديث-كما تقدم في المسألة رقم (1220)-.
ورواية أيوب بن موسى فيها عبدالله بن فروخ له مناكير وأغلاط، وقد ذكر هذا الحديث ابن عدي في الكامل في ترجمته كما تقدم.
فتبين مما تقدم أنّ جميع المتابعات لسليمان بن موسى معلولة وغريبة كما قال ابن عدي وغيره-كما تقدم-.(3/276)
وأما المتابعات للزهري فهي معلولة أيضاً، وبيان ذلك:
أ- متابعة هشام بن عروة، رواها عنه:
زمعة بن صالح، وزمعة ضعيف-كما تقدم في المسألة رقم (1206)- .
ومندل بن علي، ومندل ضعيف-التقريب (ص545رقم6883)-، قال الدوري في تاريخه (4/30):((سمعت يحيى يقول: روى مندل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نكاح إلا بولي قال يحيى وهذا حديث ليس بشيء)).
وجعفر بن برقان، ورواية جعفر بن برقان في السند إليه علي بن جميل قال عنه ابن حبان في المجروحين (2/116):(( يضع الحديث وضعا لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال)) .
والحسين بن علوان، والحسين بن علوان قال عنه ابن حبان في المجروحين (1/245):(( كان يضع الحديث على هشام بن عروة وغيره من الثقات وضعا لا تحل كتابة حديثه إلى على جهة التعجب كذبه أحمد بن حنبل)) .
وابن جريج، في السند إليه مطرف بن مازن قال عنه ابن حبان في المجروحين (3/29):((كان ممن يحدث بما لم يسمع ويروي ما لم يكتب عمن لم يره لا تجوز الرواية عنه إلا عند الخواص للاعتبار فقط)) وكذبه ابن معين.
ويزيد بن سنان وهو ضعيف والراوي عنه ابنه محمد وهو ضعيف قاله الدارقطني –نصب الراية (3/187)-.
وصدقة بن عبدالله هو السمين تقدم أنه ضعيف.
وأبومالك عمرو بن هاشم الجنبي ، وهو ضعيف الحديث- انظر: التقريب (ص427رقم5126)، المجروحين (2/77)-، وقد اضطرب في الحديث كما بين ذلك ابن عدي في الكامل (1/365).
ونوح بن دراج كذبه ابن معين وغيره-التهذيب (10/482-484).
قال الخليلي (1/350):((وفي هذا الحديث اختلاف كثير من حديث عروة فقد رواه زمعة بن صالح وصدقة وغيرهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ولم يتباعهم الأئمة من أصحاب هشام)).(3/277)
ب- متابعة أبي الغصن ثابت بن قيس، قال ابن حجر في التقريب (ص133رقم828):((ثابت بن قيس…صدوق يهم))، وفي السند إليه خالد العمري، قال ابن معين-كما في الجرح 3/360)-:((خالد بن يزيد العمري كذاب))، قال ابن عدي (3/16):(( وهذا الحديث عن عروة بن الزبير يحدثه عنه الزهري وهشام بن عروة وثابت بن قيس هذا ثالثهم ولا أعلم عنه غير خالد بن يزيد هذا ولعل البلاء فيه من أبي الغصن لا من خالد ولخالد بن يزيد العدوي غير هذا من الحديث ومقدار ما يرويه عن من رواه لا يتابع عليه)).
وكذلك المتابعات لعروة بن الزبير معلولة أيضاً، وبيان ذلك:
1- متابعة عبدالله بن شداد بن الهاد، في السند إليه بكر بن الشرود قال ابن حجر:((تفرد به بكر عن الثوري، وهو باطل بهذا الإسناد))، وبكر كذبه ابن معين –اللسان (2/52-54)-.
2- والقاسم بن محمد، والإسناد إليه مسلسل بالضعفاء: جبارة بن المغلس، ومندل بن علي، وليث بن أبي سليم.
فتبين مما تقدم أنّ أقوى طرق الحديث وأشهرها ما رواه ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة،عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:((لا نكاح إلاّ بولي))، وقد أعلَّ هذا الطريق بعلتين:(3/278)
العلة الأولى –وهي التي أوردها أبوحاتم في هذه المسألة-: أنَّ إسماعيل بن علية روى هذا الحديث عن ابن جريج، وزاد في روايته:((عن ابن جريج قال: فسألت عنه الزهريَّ فلم يعرفه))، كذا رواه عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن موسى، وأبوخيثمة زهير بن حرب، وأبوعبيد القاسم بن سلام، زاد أحمد بن حنبل، ، وإبراهيم بن موسى في روايتيهما:(( وأثنى على سليمان بن موسى)) قال الترمذي:((وقد تكلم بعض أصحاب الحديث في حديث الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن جريج ثم لقيت الزهري فسألته فأنكره فضعفوا هذا الحديث من أجل هذا))، كذا نقل الترمذيُّ كلام ابن جريج:(( ثم لقيت الزهري فسألته فأنكره))، فلفظة:((فأنكره)) لم يسندها الترمذي، والأئمةُ-المتقدم ذكرهم- رووه عن ابن علية بلفظ:((فلم يعرفه)) وفرق بين اللفظين-كما لا يخفى-!، والأظهر أنَّ الصحيح رواية ((فلم يعرفه)).
وقد أجيب عن هذه العلة بجوابين:(3/279)
الجواب الأوَّل: توهيمُ ابن علية في هذه الزيادة، فقد روى الحديث عن ابن جريج أكثر من عشرين راوياً-كما تقدم- فلم يذكر أحدٌ منهم هذه الزيادة، قال الدوري في تاريخه عن ابن معين (3/86):((سمعت يحيى يقول: "لا نكاح إلا بولي" الذي يرويه ابن جريج، فقلتُ له: إن ابن علية يقول: قال ابن جريج لسليمان بن موسى فقال: نسيت بعد، قال يحيى: ليس يقول هذا إلا ابن علية، وابن علية عرض كتب ابن جريج على عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبى رواد فأصلحها له فقلت ليحيى: ما كنت أظن أن عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبى رواد هكذا قال كان أعلم الناس بحديث ابن جريج ولكنه لم يكن يبذل نفسه للحديث))، وقال الترمذي:(( وقد تكلم بعض أصحاب الحديث في حديث الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن جريج ثم لقيت الزهري فسألته فأنكره فضعفوا هذا الحديث من أجل هذا وذكر عن يحيى بن معين أنه قال لم يذكر هذا الحرف عن ابن جريج إلا إسماعيل بن إبراهيم قال يحيى بن معين وسماع إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج ليس بذاك إنما صحح كتبه على كتب عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد ما سمع من ابن جريج وضعف يحيى رواية إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج)).(3/280)
وقال الحاكم في المستدرك (2/169):((أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب حدثنا أبوحاتم محمد بن إدريس الرازي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر عنده أن ابن علية يذكر حديث ابن جريج في لا نكاح إلا بولي قال ابن جريج فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى قال أحمد بن حنبل أن ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول في حديث "لا نكاح إلا بولي" الذي يرويه ابن جريج فقلت له إن ابن علية يقول قال ابن جريج فسألت عنه الزهري فقال: لست أحفظه، فقال يحيى بن معين ليس يقول هذا إلا ابن علية وإنما عرض ابن علية كتب ابن جريج على عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد فأصلحها له ولكن لم يبذل نفسه للحديث)).
وقال البيهقي في السنن الكبرى (7/105):((أخبرنا أبوعبدالله الحافظ أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي حدثنا أبوحاتم محمد بن إدريس الرازي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر عنده أن ابن علية يذكر حديث ابن جريج "لا نكاح إلا بولي" قال ابن جريج فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى فقال أحمد بن حنبل إن ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج)).(3/281)
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/373):(( أنبأنا أبوالفضل بن ناصر وأبوالقاسم إسماعيل بن محمد قالا أنا أبوالحسين بن الطيوري أنا أبوإسحاق إبراهيم بن عمر أنا محمد بن عبدالله بن خلف نا عمر بن محمد الجوهري أنا أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم قال قلت لأبي عبدالله حديث الولي الكلام الذي يزيد فيه إسماعيل فقال نعم لم أسمعه من أحد غيره قال أبوعبدالله: إسماعيل إنما سمع هذا بالبصرة فكيف هذا ؟ كالمنكر له إن شاء الله قلت له: فذاك حديث ثبت عندك فقال ما أدري أخبرك قال أبوبكر معنى هذا الكلام أن ابن جريج روى عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي قال: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فرواه إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج فزاد فيه قال ابن جريج فسألت الزهري عنه فلم يعرفه فكأنه أنكر هذه الزيادة قيل لأبي عبدالله كان إسماعيل حمل على ابن جريج فنفض يده وأنكر ذلك وقال من قال هذا كيف وهو قد سمع من ابن جريج فقدم مكة فأراد أن يصحح سماعه فقال: من أعلم هاهنا بابن جريج؟ فقيل له عبدالمجيد بن أبي رواد فعرضها عليه))، وقال أيضاً (374):((أخبرنا أبوعبدالله الحسن بن أحمد بن علي و أخبرنا أبوالقاسم الشحامي قالا أنا أبوبكر البيهقي قال أنا أبوعبدالله الحافظ قال سمعت أبا إسحاق المزكي يقول سمعت أبا سعيد محمد بن هارون يقول سمعت جعفر الطيالسي يقول سمعت يحيى بن معين يوهن رواية ابن علية عن ابن جريج أنه أنكر معرفة حديث سليمان بن موسى وقال لم يذكره عن ابن جريج غير ابن علية وإنما سمع ابن علية من ابن جريج سماعا ليس بذاك إنما صحح كتبه على كتب عبدالمجيد بن عبدالعزيز وضعف يحيى بن معين رواية إسماعيل عن ابن جريج جدا))، وقال أيضاً (ص375):(( أخبرنا أبومحمد عبدالكريم بن حمزة نا أبوبكر الخطيب أنا القاضي أبوبكر محمد بن عمر الداودي حدثنا علي بن عمر الحافظ نا محمد بن مخلد حدثني علي بن الحسين بن حبان بن عمار قال وجدت(3/282)
في كتاب أبي بخطة قال: قال أبوزكريا يحيى بن معين كتب إلي يحيى بن أكثم هل يصح عندك حديث الزهري عن عروة عن عائشة "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فكتب إليه نعم هو صحيح سليمان بن موسى ثقة ولعل الزهري نسيه بعد، وهذه الكلمة لم يحدث بها غير إسماعيل ابن علية قال ابن جريج سألت عنه الزهري فلم يعرفه وهو عندنا صحيح)).
وقال ابن حزم في المحلى (9/452-453):(( فاعترض قوم على حديث أم المؤمنين هذا بأن ابن علية روى عن ابن جريج أنه سأل الزهري عن هذا الحديث فلم يعرفه…فقلنا أما قولكم إن الزهري سأله عنه ابن جريج فلم يعرفه فإن أبا سليمان داود بن بابشاد بن داود بن سليمان كتب إلي نا عبدالغني ابن سعيد الأزدي الحافظ نا هشام بن محمد بن قرة الرعيني قال نا أبوجعفر الطحاوي نا أحمد بن أبي داود عمران قال نا يحيى بن معين عن ابن علية عن ابن جريج أنه سأل الزهري عن هذا الحديث فلم يعرفه، قال أبومحمد وهذا لا شيء لوجهين أحدهما ما حدثناه القاضي أبوبكر حمام بن أحمد قال نا عباس بن أصبغ نا محمد بن عبدالملك بن أيمن نا غيلان نا عباس نا يحيى بن معين حديث ابن جريج هذا قال عباس فقلت له إن ابن علية يقول قال ابن جريج لسليمان بن موسى فقال نسيت بعد فقال ابن معين ليس يقول هذا إلا ابن علية وابن علية عرض كتب ابن جريج على عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد فأصلحها له قال ابن معين لا يصح في هذا إلا حديث سليمان بن موسى قال أبومحمد فصح أن سماع ابن علية من ابن جريج مدخول)).
وقال ابن عبدالبر في التمهيد (19/86):(( هذا لو صح ما حكى ابن علية عن ابن جريج فكيف وقد أنكر أهل العلم ذلك من حكايته ولم يعرجوا عليه)).(3/283)
الجواب الثاني: أنّ رواية ابن علية صحيحة، وأنّ الزهري نسي الحديث بعد أن حدّث به سليمان بن موسى، قال أبوحاتم ابن حبان في صحيحه-كما في الإحسان (9/385-386)-:(( هذا خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه منقطع أو لا أصل له بحكاية حكاها ابن علية عن ابن جريج في عقب هذا الخبر قال ثم لقيت الزهري فذكرت ذلك له فلم يعرفه وليس هذا مما يهي الخبر بمثله وذلك أنّ الخيِّرَ الفاضل المتقن الضابط من أهل العلم قد يحدث بالحديث ثم ينساه وإذا سئل عنه لم يعرفه فليس بنسيانه الشيء الذي حدث به بدال على بطلان أصل الخبر والمصطفى صلى الله عليه وسلم خير البشر صلى فسها فقيل له يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت فقال كل ذلك لم يكن فلما جاز على من اصطفاه الله لرسالته وعصمه من بين خلقه النيسان في أعم الأمور للمسلمين الذي هو الصلاة حتى نسي فلما استثبتوه أنكر ذلك ولم يكن نسيانه بدال على بطلان الحكم الذي نسيه كان من بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم من أمته الذين لم يكونوا معصومين جواز النسيان عليهم أجوز ولا يحوز مع وجوده أن يكون فيه دليل على بطلان الشيء الذي صح عنهم قبل نسيانهم ذلك)).
وقال ابن عدي في الكامل (3/266):(( حدثنا بن أبي عصمة حدثنا أحمد بن أبي يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول: أحاديث أفطر الحاجم والمحجوم ولا نكاح إلا بولي أحاديث يشد بعضها بعضا وأنا أذهب إليها وسمعت أحمد بن حفص السعيد يقول سئل أحمد بن حنبل يعني وهو حاضر حديث الزهري يقولون في النكاح بلا ولي فقال روح الكرابيسي: الزهريُّ قد نسي هذا ، واحتج بحديث سمع ابن عيينة من عمرو بن دينار ثم لقي الزهري فقال: لا أعلمه قال فقلت لعمرو بن دينار فقال: حدثني به في مس الإبط أن فيه وضوءا)).(3/284)
وقال الحاكم:(( فقد صح وثبت بروايات الأئمة الأثبات سماع الرواة بعضهم من بعض فلا تعلل هذه الروايات بحديث ابن علية وسؤاله ابن جريج عنه وقوله أني سألت الزهري عنه فلم يعرفه فقد ينسى الثقة الحافظ الحديث بعد أن حدث به وقد فعله غير واحد من حفاظ الحديث)).
وقال ابن حزم في المحلى (9/452-453):((ثم لو صح أن الزهري أنكره وأن سليمان بن موسى نسيه فقد روينا من طريق مسلم بن الحجاج نا ابن نمير قال: قال لي عبدة وأبومعاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قالت كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسمع قراءة رجل في المسجد فقال رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أنسيتها نا أحمد بن محمد بن الجسور نا وهب بن مسرة نا ابن وضاح نا أبوبكر ابن أبي شيبة نا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ذر بن عبدالله المرهبي عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الفجر فأغفل آية فلما صلى قال أفي القوم أبي بن كعب فقال له أبي بن كعب يا رسول الله أغفلت آية كذا أو نسخت فقال عليه الصلاة والسلام بل أنسيتها قال أبومحمد فإذا صح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسى آية من القرآن فمن الزهري ومن سليمان ومن يحيى حتى لا ينسى وقد قال عز وجل {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى}، لكن ابن جريج ثقة فإذا روى لنا عن سليمان بن موسى وهو ثقة أنه أخبره عن الزهري بخبر مسند فقد قامت الحجة به سواء نسوه بعد أن بلغوه وحدثوا به أو لم ينسوه، وقد نسى أبوهريرة حديث لا عدوى، ونسى الحسن حديث من قتل عبده ونسى أبومعبد مولى ابن عباس حديث التكبير بعد الصلاة بعد أن حدثوا بها فكان ماذا لا يعترض بهذا إلا جاهل أو مدافع للحق بالباطل ولا ندري في أي القرآن أم في أي السنن أم في أي حكم العقول وجدوا أن من حدث بحديث ثم نسيه أن حكم ذلك الخبر يبطل ما هم إلا في دعوى كاذبة بلا برهان)).(3/285)
وقال ابن عبدالبر في التمهيد (19/86):(( روى هذا الحديث إسماعيل ابن علية عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة كما رواه غيره وزاد عن ابن جريج قال فسألت عنه الزهري فلم يعرفه ولم يقل هذا أحد عن ابن جريج غير ابن علية وقد رواه عنه جماعة لم يذكروا ذلك ولو ثبت هذا عن الزهري لم يكن في ذلك حجة لأنه قد نقله عنه ثقات منهم سليمان بن موسى وهو فقيه ثقة إمام وجعفر بن ربيعة والحجاج بن أرطاة فلو نسيه الزهري لم يضره ذلك شيء لأن النسيان لا يعصم منه إنسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نسي آدم فنسيت ذريته" وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسى فمن سواه أحرى أن ينسى ومن حفظ فهو حجة على من نسي فإذا روى الخبر ثقة عن ثقة فلا يضره نسيان من نسيه هذا لو صح ما حكى ابن علية عن ابن جريج فكيف وقد أنكر أهل العلم ذلك من حكايته ولم يعرجوا عليه))، وانظر أيضاً (2/141-142).
وقال الخطيب في الكفاية (379-384):(( باب القول فيمن روى حديثا ثم نسيه هل يجب العمل به أم لا؟،…وقد اختلف الناس في العمل بمثل هذا وشبهه فقال أهل الحديث وعامة الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وغيرهما وجمهور المتكلمين أن العمل به واجب إذا كان سامعه حافظا والناسي له بعد روايته عدلا وهو القول الصحيح، وزعم المتأخرون من أصحاب أبي حنيفة انه لا يجب قبول الخبر على هذا السبيل ولا العمل به قالوا ولهذا لزم اطراح حديث الزهري في المرأة تنكح بغير إذن وليها وحديث سهيل بن أبي صالح في القضاء باليمين مع الشاهد لأنهما لم يعترفا به لما ذكراه…)).(3/286)
العلة الثانية: ذكرها الإمام أحمدُ بنُ صالح المصري، قال أبوأحمد الحاكم (1/290):((أخبرني أبوجعفر محمد بن عبدالرحمن الضبيّ، قال: قرأتُ على أحمد بن محمد بن الحجاج قال: سمعت أحمد بن صالح-وسئل عن حديث سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة:"أيما امرأة نكحت"- قال أحمد: أخبرني من رأى هذا الحديث في كتاب ذاك الخبيث محمد بن سعيد عن الزهري، وأنا أظن أنه ألقاه إلى سليمان بن موسى، وألقاه سليمان إلى ابن جريج)).
والجواب عن هذه العلة من ثلاثة أوجه:
أنّ هذا الكلام ليس عليه دليل، وإنما هو ظن من أحمد بن صالح كما صرح هو بذلك في قوله:(( وأنا أظن أنه ألقاه)).
أنّ هذا فيه جرح ورمي لسليمان بن موسى بالغفلة وقبول التلقين من أحد الكذابين المقتولين بالزندقة.
أنّ هذه العلة لم يذكرها أحدٌ من الأئمة قبل أحمد بن صالح كابن معين، وأحمد بن حنبل مع نقدهم للزيادة التي رواها ابن علية، ففي خفاء مثل هذه العلة عنهم بعد !!.
فتبين مما تقدم أنّ الحديث من طريق سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم صحيح، وقد صححه ابن معين من هذا الطريق –كما تقدم- وصححه أبوعوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، وابن حزم، وقال ابن عدي –كما تقدم-:((وهذا حديث جليل في هذا الباب في باب لا نكاح إلا بولي وعلى هذا الاعتماد في إبطال نكاح بغير ولي وقد رواه عن ابن جريج الكبار من الناس))، وقال ابن عبدالهادي في تنقيح التحقيق (3/144):((الحديث من أجود ما روى الحاكم في مستدركه، وإن كان عنده تساهل )).(3/287)
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/157):(( وأعل ابن حبان وابن عدي وابن عبدالبر والحاكم وغيرهم الحكاية عن ابن جريج وأجابوا عنها على تقدير الصحة بأنه لا يلزم من نسيان الزهري له أن يكون سليمان بن موسى وهم فيه وقد تكلم عليه أيضا الدارقطي في جزء من حدث ونسي والخطيب بعده وأطال في الكلام عليه البيهقي في السنن وفي الخلافيات وابن الجوزي في التحقيق وأطال الماوردي في الحاوي في ذكر ما دل عليه هذا الحديث من الأحكام نصا واستنباطا فأفاد )).
وللحديث شواهد تقدم ذكرها في المسألة رقم (1188) وفي المسألة رقم (1216) وجميع هذه الشواهد معلولة ولا تصح عدا حديث أبي موسى الأشعري، وتقدم بيان ذلك في المسألتين المذكورتين.
- - - -
الحمدُ لله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأصلي وأسلم على خيرته من خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد :
ففي نهاية تحقيق هذا القسم من كتاب " العلل " لابن أبي حاتم يحسن أن أذكر بعض وأبرز فوائد البحث، فمن ذلك :
أنَّ لابن أبي حاتم جهداً لا يستهانُ به في هذا الكتاب فهو ليس راوياً فقط، ولا جامعاً حسب، بل ناقداً ومعللاً ومدققاً ومحاوراً.
أهمية ودقة وعمق كلام أبي زرعة، وأبي حاتم الرازيين في هذا الفن، وجميع مسائل هذا الكتاب شاهدةً على ذلك، فينبغي العناية بأقوالهما والاستفادة منها.
تنبيه أبي زرعة، وأبي حاتم على صور عديدة ودقيقة من علل الأسانيد، وعلل المتون، فمن أهم صور علل الأسانيد :
الجمع في الرواية بين عددٍ من الرواة، وسوق روايتهم مساقاً واحداً، وهي مختلفة.
تلقين الراوي حديثاً ليس من حديثه.
تَوَهّم أنّ أحد الرواة أخذ الحديث عن راوٍ آخر اشتهر برواية الحديث، أو غَلِطَ في روايته لأنّ الحديث اشتهر من طريق معين.
عدم ضبط الراوي عن المدلس صيغة التحمل.
الجمع بين راويين، والصواب أنّ أحدهما أخذه عن الآخر.
ومن أهم صور علل المتون :
إبدالُ متنٍ بمتنٍ آخر.(3/288)
إدراجُ كلامٍ في الحديثِ ليس منه.
اختصارُ المتنِ.
وغير ذلك من الصور المتقدم ذكرها بتوسع في المقدمة -الفصل الرابع، من الباب الرابع قسم الدارسة-.
أنه ليس هناك قواعد وأسس مطردة لا تتخلف تنبني عليها الترجيحات في هذا الفن، بل الترجيحات خاضعةٌ للقرائن والأحوال، فمثلاً : "زيادة راوٍ في الإسناد" قبلها أبو حاتم في بعض المواضع، وردها في مواضع أخرى، وكذلك قد يرجح أبو حاتم المتصل على المنقطع في مواضع، وقد يرجح العكس في مواضع أخرى، ومما يذكر هنا أنّ بعض الناس فهم من قول البخاريّ لمّا سئل عن حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، فقال :((الزيادة من الثقة مقبولة وإسرائيل بن يونس ثقة وان كان شعبة والثوري أرسلاه فان ذلك لا يضر الحديث))، فهم أنّ البخاري يقبل زيادة الثقة مطلقاً، قال ابن رجب :((مراده الزيادة في هذا الحديث، وإلاّ فمن تأمل كتاب تاريخ البخاري تبين له قطعاً أنه لم يكن يرى أنّ زيادة كل ثقة في الإسناد مقبولة، وهكذا الدارقطني يذكر في بعض المواضع أنَّ الزيادة من الثقة مقبولة، ثم يرد في أكثر المواضع زيادات كثيرة من الثقات، ويرجح الإرسال على الإسناد، فدل على أنّ مرادهم زيادة الثقة في مثل تلك المواضع الخاصة))( ) شرح علل الترمذي (1/429). ).
من أهم القرائن التي طبقها الأئمة في هذا الكتاب :
الترجيح بالحفظ.
الترجيح بالعدد.
الترجيح باعتبار البلد.
الترجيح بالزيادة.
عدمُ وجودِ الحديث في كتب الراوي الذي رُوي الحديث عنه.
سلوك الراوي للجادة والطريق المشهور.
الترجيح بالنظر إلى أصحاب الراوي المقدمين فيه.
شهرة الحديث وانتشاره من طريق يدل على غلط من رواه من طريق آخر.
وجود قصة في الخبر تدل على صحة الطريق.
التحديث بنزول مع إمكانية العلو في السماع.(3/289)
وغيرها من القرائن المتقدم ذكرها بتوسع في المقدمة -الفصل الرابع، من الباب الرابع قسم الدارسة-.
استعمال أبي حاتم، وأبي زرعة لمصطلح ((منكر)) كثيراً والمراد به : تفردُ ضعيفٍ أو مجهولٍ أو مَنْ لا يحتملُ تفرده بحديثٍ أو طريقٍ، سواءً خالفه غيره –ولم أجد في هذا القسم إلاّ مثالاً واحداً-، أو لم يخالفه أحد –وهو كثير في هذا القسم- وتقدم في المقدمة-الفصل الرابع، من الباب الرابع- بيان ذلك.
لا بدَّ لمن أراد دراسة حديث معل من جمع طرق الحديث، وتأمل مخارجه، وأحوال رواته، وكلام الأئمة عليه، وهل اتفقوا على إعلاله فيتبع كلامهم، أو اختلفوا فيرجح من أقوالهم ما دلت عليه القرائن الترجيحية.
ضرورة تعلم هذا الفن لمن كان مشتغلاً بالحديث، وإلاّ وَقَعَ في أوهامٍ وأخطاء ومخالفات صريحة للأئمة كما هو واقع في هذا العصر.
أنّ نسخة "العلل" المطبوعة كثيرة السقط، والتحريف، والتصحيف فلا يعتمد عليها كثيراً، وضرورة تحقيق الكتاب جميعه تحقيقاً علمياً.
ومما تبين لي أنّ هناك أغلاطاً –ليست قليلة- في أصل الرواية والنسخة، وقد بدا لي أنّ هذه النسخة مسودة لم يبيضها ابن أبي حاتم، وقد ذكرت ما يدل على ذلك بتوسع في المقدمة -الفصل الثاني من الباب الثالث-، وهذا الاحتمال الذي ذكرته لم أر من أشار إليه من الزملاء، وأرجو أن تظهر أدلة أخرى وقرائن تدل عليه عند الانتهاء من تحقيق جميع الكتاب.
الحذر والتنبه عند مراجعة الكتب المطبوعة ولا أقصد الأخطاء المطبعية فهي كثيرة ومعلومة، بل أقصد تجاوزت مُخْرِجي ومعلقي الكتب الذين يتصرفون بنص الكتاب زيادة ونقصاً، تقديماً وتأخيراً، تصويباً وتعديلاً، حيث إني كثيراً ما أقف حائراً مستشكلاً وجهاً من الوجوه وعندما أرجع إلى مخطوط ذلك الكتاب أجده على الصواب.(3/290)
وأخيراً أسأل الله سبحانه أن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن، وأن يحفظنا من فتنةِ القولِ والعملِ، إنه على كل شيءٍ قدير، وصلى اللهُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبهِ وسلّم.
- - - -
sSO0الآيةs ... السورة، ورقم الآيةs ... المسألةSs
s { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } s ... البقرة آية رقم223s ... 1225Ss
s { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } s ... الحج، آية رقم 25s ... 1110Ss
s { إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } s ... النور، آية رقم32s ... 1223Ss
s { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } s ... النور، آية رقم 37s ... 1181OSs
sSO0طرف الحديث أو الأثرs ... الراويs ... رقم المسألةSs
sابتغوا الْغِنَى فِي النِّكَاحِs ... عمر بن الخطاب (أثر )s ... 1223Ss
sأتي عبد الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقهاs ... عامر الشعبيs ... 1202Ss
sأد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانكs ... أبو هريرةs ... 1114Ss
sأدركهما فارتجعهما، ولا تبعهما إلا جميعاs ... علي بن أبي طالبs ... 1154Ss
sإذا أفلس الرجل فوجد رجل متاعه بعينه..s ... أبو هريرةs ... 1179Ss
sإذا أفلس الرجل فوجد ماله بعينه..s ... أبو هريرةs ... 1162Ss
sإذا ابتعت فاكتل وإذا بعت فكلs ... عثمان بن عفانs ... 1145Ss
sإذا ابتعت متاعاً فضممته إليك بذلك قبضتهs ... عمر بن الخطاب (أثر)s ... 1166Ss
sإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليقم إلى أهلهs ... عبد الله بن مسعودs ... 1180Ss
sإذا زوج الوليان فهو للأول s ... سمرة بن جندب، عقبة بن عامرs ... 1210Ss
sإذا نظر أحدكم إلى امرأة فليأت أهلهs ... أنس بن مالكs ... 1238Ss
sاسق يا زبير ثم أرسل إلى جاركs ... الزبير بن العوامs ... 1185Ss
sاشترى من جابر بعيراً..s ... جابر بن عبد اللهs ... 1121Ss
sأظهروا النكاحs ... عائشة بنت أبي بكرs ... 1191Ss(3/291)
sأعظم نساء أمتي بركة أصبحهن وجهاs ... عائشة بنت أبي بكرs ... 1228Ss
sاعلم إن المرأة الصالحة لزوجها كالملك (قول داود عليه السلام)s ... أبزى الخزاعيs ... 1190Ss
sألا أخبركم بالتيس المستعارs ... عقبة بن عامر، سليمان بن عبد الرحمنs ... 1232Ss
sأمره إن يمسك أربعاs ... قيس بن الحارثs ... 1195Ss
sأمسك أربعا، وفارق سائرهنs ... عبد الله بن عمر، وابن شهاب، وعثمان بن أبي سويدs ... 1199-1200Ss
sإن أطيب الكسب كسب التجارs ... معاذ بن جبلs ... 1151Ss
sإن الدرهم من رباً أعظم عند الله من سبع وثلاثين زنيةs ... عائشة، وكعب الأحبارs ... 1159Ss
sإن ذلك لا يصلحs ... أم مبشرs ... 1187Ss
sإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثوب نجراني وريطتينs ... أبو هريرةs ... 1103Ss
sإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمةs ... أنس بن مالكs ... 1209Ss
sأن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم كان يقومُ في الجنازة ثم جلسَ بعدُs ... علي بن أبي طالبs ... 1100Ss
sإن شئت سبعت لك وإن سبعت لكs ... أم سلمةs ... 1213Ss
sإن فلانا يذكر فلانةs ... عائشةs ... 1198/أSs
sإن لم يثمرها الله فبم يستحل أحدكم مال أخيهs ... أنس بن مالكs ... 1129Ss
sإن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَنَازِيرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْأَصْنَامِs ... عبد الله بن عمرو، جابر بن عبد اللهs ... 1140Ss
sإن الميت يؤذيه في قبره ما يؤذيه في بيته s ... عائشة بنت أبي بكرs ... 1104Ss
sإن النبيّ صلى الله عليه وسلم تزوجهاs ... أم سلمةs ... 1211Ss
sأنكحوا الأكفاء وانكحوا إليهمs ... عائشة أم المؤمنينs ... 1219Ss
sإنه كان لا يرى بأساً أن يستقرضَ الرجلُ الخبزَ من الجيرانs ... أبو قلابة –أثر-s ... 1117Ss
sإنهما يعذبانs ... أبو بكرة الثقفيs ... 1099Ss
sأيما امرئ أفلس وعنده مال امرئ بعينه..s ... أبو هريرةs ... 1143Ss(3/292)
sبعث عبد الله بن رواحة إلى خيبر يخرصs ... جابر بن عبد اللهs ... 1139Ss
sبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيهs ... البراء بن عازب، أبو بردة بن نيارs ... 1207Ss
sبيع الأبل والبقر والغنمs ... عبد الله بن عمرs ... 1144Ss
sالتاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامةs ... عبد الله بن عمرs ... 1156Ss
sتجارة الأمير فيه، : تفسير قوله تعالى { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } .s ... أثر عن ابن عباسs ... 1110Ss
sتخيروا لنطفكمs ... عائشة أم المؤمنينs ... 1208Ss
sتلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكمs ... حذيفة بن اليمانs ... 1135Ss
sثلاثة يبغضهم الله تعالى الشيخ الزانيs ... علي بن أبي طالب (أثر )s ... 1197Ss
sجاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إن علياً أفتى باليمن…s ... زيد بن أرقمs ... 1204Ss
sجافي الأرض عن جثتهs ... أنس – موقوف-s ... 1090Ss
sخذ في قلاص الصدقة s ... عبد الله بن عمروs ... 1167Ss
sخذوا ما وجدتم ليس لكم غيرهs ... أبو سعيد الخدريs ... 1169Ss
sالخز والبزs ... عبد الله بن عمرs ... 1144Ss
sخصلتان لا يحل منعهما: الماء والنارs ... أنس بن مالكs ... 1126Ss
sخير نسائكم العفيفة الغلمةs ... أنس بن مالكs ... 1189Ss
sالدعوة أول يوم حقs ... أنس بن مالكs ... 1193Ss
sالدينار بالدينار، والدرهم بالدرهمs ... عثمان بن عفان، أبو سعيدs ... 1157Ss
sالذهب بالذهبs ... أبو هريرة، أبو سعيدs ... 1106،1131Ss
sالربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيانs ... البراء بن عازبs ... 1136Ss
sالربا بضع وسبعون باباًs ... أبو هريرة، وابن عباسs ... 1105Ss
sالربا سبعون باباً، أدناها مثل إن ينكح…s ... أبو هريرة.s ... 1132Ss
sربا –قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في بيع حبل الحبلة-.s ... ابن عباس، ابن عمرs ... 1171Ss(3/293)
sالربا نيف وسبعون باباً، أهون باب من الرباs ... ابن عباسs ... 1170Ss
sرحم الله عبدا إذا باع سمحاs ... جابر بن عبد اللهs ... 1146Ss
sالرهن مَرْكُوبٌ ومَحْلوبٌs ... أبو هريرةs ... 1113Ss
sزجر عن الخرص، وقال : أرأيتم إن أهلك الثمر..s ... جابر بن عبد اللهs ... 1139Ss
sزجرهم إن يصلوا إذا تروح الإمام في رمضان فجعل يزجرهم وهم لا يبالون ولا ينتهونs ... عبادة بن الصامت (أثر)s ... 1167Ss
sالزنا يورث الفقرs ... عبد الله بن عمرs ... 1230Ss
sسئل عن رجل استأجر أجيرا يحفر لهs ... أبو هريرةs ... 1163Ss
sصل ركعتينs ... جابر بن عبد اللهs ... 1112Ss
sصلى على النجاشي فكبر أربعاًs ... أبو هريرة ، ابن عمرs ... 1091Ss
sعباد الله لا تمنعوا فضل ماء ولا نارs ... واثلة بن الأسقعs ... 1141Ss
sالعرب بعضها لبعض أكفاءs ... عبد الله بن عمرs ... 1236Ss
sعفوا تعف نساؤكمs ... محمد بن المنكدرs ... 1235Ss
sعليكم بهذا البياض فليلبسهs ... سمرة بن جندبs ... 1093Ss
sعمل الرجل بيده وكل بيع مبرورs ... عبد الله بن عمرs ... 1172Ss
sعهدة الرقيق ثلاثs ... سمرة بن جندب، وعقبة بن عامرs ... 1184Ss
sغفر الله لرجل كان قبلكم سهلا إذا باعs ... جابر بن عبد اللهs ... 1147Ss
sفباع النبي صلى الله عليه وسلم متاعه فيمن يزيدs ... أنس بن مالكs ... 1116Ss
sفضعوا وتعجلواs ... ابن عباسs ... 1134Ss
sفكيف لك بأقدار قد قدرت، وأقلام قد جفتs ... عبد الله بن عباسs ... 1186Ss
sقضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وزادني واشترط..s ... جابر بن عبد اللهs ... 1123Ss
sكان لي على النبيّ صلى الله عليه وسلم دين فقضاني…s ... جابر بن عبد اللهs ... 1112Ss
sكذب اليهودي، إنا خير من بايعs ... أنس بن مالكs ... 1124Ss
sكسب المرء بيده وكل بيع مبرورs ... علي بن أبي طالبs ... 1168Ss
sكسر عَظم الميت ميتاً ككسره وهو حيّs ... عائشة بنت أبي بكرs ... 1104Ss(3/294)
sالكفن من جميع المال s ... جابر بن عبد الله -موقوف-s ... 1098Ss
sكل معروف صدقةs ... جابر بن عبد اللهs ... 1146Ss
sكيلوا طعامكم يبارك لكمs ... أبو أيوب الأنصاريs ... 1164Ss
sكيلوا طعامكم يبارك لكمs ... المقدام بن معدي كربs ... 1128Ss
sلا إسْعَادَ في الإسلام، ولا سعار في الإسلام، و لا عَقْرَ في الإسلام، ولا جَلَبَ ولا جَنَبَ، ومن انتَهبَ فليس منَّا s ... أنس بن مالكs ... 1096Ss
sلا بأس بالقمح بالشعير اثنين بواحدs ... عبادة بن الصامتs ... 1148Ss
sلا بأس عَلَى امرئ اِبْتَاعَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب خَلاً لَمْ يَعْلَمْs ... عمر بن الخطاب (أثر)، الزهري (موقوف عليه )s ... 1133Ss
sلا تأتوا النساء في أدبارهنs ... خزيمة بن ثابتs ... 1206Ss
sلا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليهاs ... أبو مرثد الغنويs ... 1092Ss
sلا تعضية في الميراث إلاّ إن يكون المال..s ... أبو بكر بن عمرو بن حزمs ... 1176Ss
sلا تنكح المرأة على عمتهاs ... أبو هريرةs ... 1214Ss
sلا طلاق قبل نكاحs ... جابر بن عبد الله، عبد الله بن عباس، علي بن أبي طالب، طاووس بن كيسانs ... 1220، 1222Ss
sلا نؤمكم ولا ننكح نساءكمs ... سلمان الفارسي (اثر)s ... 1215Ss
sلا نكاح إلاّ بوليs ... الحكم بن عتيبة- علي بن أبي طالب- أبو موسى الأشعري- عائشة بنت أبي بكر.s ... 1188-1216-1224.Ss
sلا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر إن تبيت ليلة حتى تعرض نفسهاs ... عبد الله بن عمرs ... 1226Ss
sلا يعزل عن الحرة إلاّ بإذنهاs ... عبد الله بن عمر (أثر)، وعن عمر بن الخطابs ... 1233Ss
sلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل لهs ... أبو هريرةs ... 1237Ss
sلعن رسول الله صلى اللُه عليه وسلم النائحة والمستمعةs ... أبو سعيد الخدريs ... 1095Ss
sلعن الله الذين يأتون النساء في محاشهنs ... عقبة بن عامرs ... 1229Ss(3/295)
sلعن الله المسوفاتs ... عبد الله بن عمرs ... 1226Ss
sلعن مخنثي الرجال ومذكرات النساءs ... عبد الله بن عباسs ... 1239Ss
sلقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاد نرمل بها رملاs ... أبو بكرةs ... 1102Ss
sللبكر سبع وللثيب ثلاثs ... أنس بن مالكs ... 1221Ss
sلو باعه لعله كان يخسر فيه اكثر من ذلك (أثر)s ... عبد الله بن عمرs ... 1142Ss
sليس بين الأب وبين ابنه رباs ... أثر عن جابر بن زيدs ... 1127Ss
sما أدركت الصفقةُ حيا مجموعا فهو من مال المشتريs ... عبد الله بن عمرs ... 1182Ss
sما كان شيء أعجب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم من النساءs ... معقل بن يسارs ... 1218Ss
sمروا أهل المدينة إن يقدموا على نسائهمs ... عمر بن الخطاب (أثر )s ... 1217Ss
sالمكيال مكيال أهل المدينةs ... ابن عمر، ابن عباسs ... 1115Ss
sمن ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يَسْتوفيَهs ... عبد الله بن عباسs ... 1111Ss
sمن احتكر طعام المسلمين فليس مناs ... حذيفة بن اليمانs ... 1155Ss
sمن احتكر طعاما أربعين يوما فقد بريء من الله…s ... عبد الله بن عمرs ... 1174Ss
sمن أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيرهs ... عبد الله بن عباس s ... 1158Ss
sمن اشترى مصراة فهو بالخيار..s ... أبو هريرةs ... 1161Ss
sمن أعتق عبداً وله مالs ... عبد الله بن عمرs ... 1183Ss
sمن أنظر معسرا أو وضع لهs ... كعب بن عمروs ... 1150Ss
sمن باع عبداً وله مالs ... عبد الله بن عمرs ... 1175Ss
sمن باع عيبا لم يبينه لم يزل في مقت الله…s ... واثلة بن الأسقعs ... 1173Ss
sمن باع نخلا قد أبرتs ... عبد الله بن عمرs ... 1122Ss
sمن تجر بالخمر فليشقص الخنازيرs ... المغيرة بن شعبةs ... 1152Ss
sمن حبس العنب أيام القطاف ليبيع من يهودي أو نصرانيs ... بريدة بن الحصيبs ... 1165Ss
sمن سره إن ينجيه الله من كرب يوم القيامةs ... جابر بن عبد اللهs ... 1160Ss(3/296)
sمن سعادة المرء إن تكون زوجتهs ... الحسن بن عليs ... 1192Ss
sمن غسل ميتاً فليعتسل s ... أبو هريرةs ... 1094Ss
sمن قال: لا إله إلاّ الله فصلوا عليه وصلوا وراءه s ... ابن عمرs ... 1097Ss
sمن كان له ابنتان أو ثلاثة كنت إنا وهوs ... أنس بن مالك، وعائشة بنت أبي بكر الصديقs ... 1212Ss
sمن ولي لنا عملا فلم يكن له زوجةs ... المستورد بن شدادs ... 1231Ss
sنساء الأنصار لهن غيرةs ... أنس بن مالك، إسحاق بن عبد اللهs ... 1198/بSs
sنظرت في الجنة فإذا أكثر أهلهاs ... عبد الله بن عباس، عمران بن حصينs ... 1194Ss
sنهى إن تنكح المرأة على عمتهاs ... أبو هريرةs ... 1205، 1214Ss
sنهى أن يجلس الرجل على مائدة يشرب عليها الخمرs ... عبد الله بن عمرs ... 1205Ss
sنهى أن يستأجر الأجير حتى يعلم أجرهs ... أبو سعيد الخدريs ... 1118Ss
sنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين ولُبْستينs ... أبو هريرةs ... 1119Ss
sنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلبs ... أبو هريرةs ... 1177Ss
sنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، وإن كان ضارياs ... عبد الله بن عمرs ... 1153Ss
sنهى عن أجر عسب الفحلs ... أنس بن مالكs ... 1137Ss
sنهى عن التبتلs ... سمرة بن جندب، عائشة بنت أبي بكرs ... 1203Ss
sنهى عن العزل عن الحرة إلاّ بإذنهاs ... عمر بن الخطاب (أثر)s ... 1234Ss
sنهى عن الغيل ثم رخص فيهs ... عبد الله بن عباس، عطاء بن أبي رباحs ... 1201Ss
sنهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئةs ... عبد الله بن عباسs ... 1149Ss
sنهى عن بيع الطعام حتى يقبضs ... عبد الله بن عمرs ... 1125Ss
sنهى عن بيع الغرر، وعن بيع الحصاةs ... أبو هريرة، عبد الله بن عمرs ... 1138Ss
sنهى عن بيع الولاء، وعن هبتهs ... عبد الله بن عمرs ... 1107، 1130Ss
sنهى عن شراء ما في بطون الإنعام حتى تضعs ... أبو سعيد الخدريs ... 1108-1109Ss(3/297)
sهذا إذا بلغ مثل هذا خيرs ... علي بن أبي طالب (أثر )s ... 1196Ss
sهم الذين يضربون في الأرض - تفسير قوله تعالى :((رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ))-.s ... أبو هريرةs ... 1181Ss
sالولاء لحمةs ... عبد الله بن عمرs ... 1130Ss
sيا معشر التجار إن الله عز وجل باعثكم يوم القيامة فجاراًs ... عبد الله بن عباس، رفاعة بن رافعs ... 1178Ss
sيكره الضحك في موضعين عند رؤية الجنازةs ... أبو هريرةs ... 1089OSs
O0أبزى الخزاعي
عبدالرحمن بن أبزى
اعلم أنّ المرأة الصالحة لزوجها كالملك -قول داود عليه السلام-
1190
إسحاق بن عبد الله
حماد بن سلمة
نساء الأنصار لهن غيرة
1198/ب
أم سلمة
أبو سلمة بن عبدالرحمن
إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك
1213
عمر بن أبي سلمة
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم تزوجها
1209، 1211
أم مبشر
جابر بن عبد الله
إن ذلك لا يصلح
1187
أنس بن مالك
قتادة بن دعامة
إذا نظر أحدكم إلى امرأة فليأت أهله
1238
إسحاق بن عبد الله
نساء الأنصار لهن غيرة
1198/ب
الحسن البصري
الدعوة أول يوم حق
1193
يحيى بن سعيد
خير نسائكم العفيفة الغلمة
1189
أبو قلابة الجرمي
للبكر سبع وللثيب ثلاث
1221
ثابت البناني
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة
1209
الزهري
نهى عن أجر عسب الفحل
1137
حميد الطويل
إن لم يثمرها الله فبم يستحل أحدكم مال أخيه
1129
بديل بن ميسرة
خصلتان لا يحل منعهما: الماء والنار
1126
الربيع بن أنس
كذب اليهودي، أنا خير من بايع
1124
زهير الحنفي أبو بكر
فباع النبي صلى الله عليه وسلم متاعه فيمن يزيد
1116
ثمامة بن عبد الله، ثمامة بن النضر
جافي الأرض عن جثته
1090
ثابت البناني
لا إسعاد في الإسلام، ولا شغار…
1096
أبو أيوب الأنصاري
جبير بن نفير
كيلوا طعامكم يبارك لكم
1164
المقدام بن معدي كرب
كيلوا طعامكم يبارك لكم
1164
البراء بن عازب
يزيد بن البراء، عدي بن ثابت(3/298)
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه
1207
يحيى بن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة
الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان
1136
بريدة بن الحصيب
عبدالله بن بريدة
من حبس العنب أيام القطاف ليبيع من يهودي أو نصراني
1165
أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث
الزهري
أيما امرئ أفلس وعنده مال امرئ بعينه..
1143،1162
أبو بكر بن عمرو بن حزم
محمد بن أبي بكر
لا تعضية في الميراث إلاّ أن يكون المال..
1176
أبو بكرة الثقفي
بحر بن مرار
إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير…
1099
عبدالرحمن بن جوشن
لقد رايتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاد نرمل بها رملا
1099
عبدالرحمن بن أبي بكرة
إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير…
1099
جابر بن زيد
قتادة بن دعامة
ليس بين الأب وبين ابنه ربا
1127
جابر بن عبد الله
محمد بن المنكدر
لا طلاق قبل نكاح
1220، 1222
عطاء بن أبي رباح
إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَنَازِيرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْأَصْنَامِ
1140
أبو قتادة
من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة
1160
محمد بن المنكدر
غفر الله لرجل كان قبلكم سهلا إذا باع
1147
محمد بن المنكدر
رحم الله عبدا إذا باع سمحا
1146
محمد بن المنكدر
كل معروف صدقة
1146
أبو الزبير المكي
زجر عن الخرص، وقال : أرأيتم إن أهلك الثمر..
1139
أبو الزبير المكي
بعث عبدالله بن رواحة إلى خيبر يخرص
1139
أبو الزبير
الكفن من جميع المال
1098
محارب بن دثار
صل ركعتين
1112
يحيى بن عباد
إن النبيّ صلى الله عليه وسلم اشترى من جابر بعيراً..
1121
محارب بن دثار
قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وزادني واشترط..
1123
حذيفة بن اليمان
مسلم بن مخراق
من احتكر طعام المسلمين فليس منا
1155
ربعي بن حراش
تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم
1135
الحسن البصري
الدعوة أول يوم حق
1193
الحسن البصري
قتادة بن دعامة(3/299)
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثوب نجراني وريطتين
1103
الحسن بن علي بن أبي طالب
الحسن بن الحسن
من سعادة المرء أن تكون زوجته
1192
الحكم بن عتيبة
ابن أبي ليلى
لا نكاح إلاّ بولي
1188
خزيمة بن ثابت
عمارة بن خزيمة، هرمي بن عبد الله
لا تأتوا النساء في أدبارهن
1206
رفاعة بن رافع
عبيد بن رفاعة
يا معشر التجار إنّ الله عز وجل باعثكم يوم القيامة فجاراً
1178
الزبير بن العوام
عبدالله بن الزبير
اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك
1185
عروة بن الزبير
اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك
1185
سعد بن مالك أبو سعيد الخدري
عطاء بن يسار
في تفسير قوله تعالى { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ }
1225
عياض بن عبد الله
خذوا ما وجدتم ليس لكم غيره
1169
عطية العوفي
من أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيره
1158
ذكوان
الذهب بالذهب
1106،
1131
سالم بن عبد الله
الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم
1157
عطية العوفي
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة
1095
إبراهيم النخعي
نهى أن يستأجر الأجير حتى يعلم أجره
1118
شهر بن حوشب
نهى عن شراء ما في بطون الأنعام حتى تضع
1108-1109
سعيد بن المسيب
صالح بن كيسان
سئل عن رجل استأجر أجيرا يحفر له
1163
سلمان الفارسي
أبو ليلى الكندي، أوس بن ضمعج
لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم
1215
أبو سلمة بن عبدالرحمن
أبو إسحاق السبيعي
إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك
1213
سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي
الليث بن سعد
ألا أخبركم بالتيس المستعار
1232
سمرة بن جندب
الحسن البصري
إذا زوج الوليان فهو للأول
1210
الحسن البصري
عهدة الرقيق ثلاث
1184
أبو المهلب
عليكم بهذا البياض فليلبسه أحياؤكم..
1093
أبو قلابة
عليكم بهذا البياض فليلبسه أحياؤكم..
1093
طاووس بن كيسان
مبهم
لا طلاق قبل نكاح
1220،1222
عائشة بنت أبي بكر
ابن أبي مليكة
إن الدرهم من رباً أعظم عند الله من سبع وثلاثين زنية
1159
أبو سلمة
إن فلانا يذكر فلانة
1198/أ(3/300)
عروة بن الزبير
تخيروا لنطفكم
1208
عروة بن الزبير
أنكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم
1219
عروة بن الزبير
أعظم نساء أمتي بركة أصبحهن وجها
1228
القاسم بن محمد
اظهروا النكاح
1191
عمرة بنت عبدالرحمن
كسر عَظم الميت ميتاً ككسره وهو حيّ
1104
القاسم بن محمد
إن الميت يؤذيه في قبره ما يؤذيه في بيته
1104
عروة بن الزبير
لا نكاح إلاّ بولي
1224
عبادة بن الصامت
قبيصة بن ذؤيب
لا بأس بالقمح بالشعير اثنين بواحد
1148
أبو الأشعث الصنعاني
لا بأس بالقمح بالشعير اثنين بواحد
1148
عبادة بن الصامت (أثر)
بحير بن ريسان
زجرهم أن يصلوا إذا تروح الإمام في رمضان فجعل يزجرهم وهم لا يبالون ولا ينتهون
1167
عبدالرحمن بن أبزى
أبو إسحاق السبيعي
اعلم أنّ المرأة الصالحة لزوجها كالملك (قول داود عليه السلام
1190
عبدالله بن أبي بكر
المهاجر بن عكرمة
إن فلانا يذكر فلانة
1198/أ
عبدالله بن الزبير
عروة بن الزبير
اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك
1185
عبدالله بن زيد –أثر-
واصل بن أبي جميلة
انه كان لا يرى بأساً أنْ يستقرضَ الرجلُ الخبزَ من الجيران
1117
عبدالله بن عباس
عكرمة مولى ابن عباس
لعن مخنثي الرجال ومذكرات النساء
1239
أبو رجاء عمران بن تميم
نظرت في الجنة فإذا أكثر أهلها
1194
طاووس بن كيسان
لا طلاق قبل نكاح
1220
سعيد بن جبير
ربا –قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في بيع حبل الحبلة-.
1171
سعيد بن جبير
يا معشر التجار إنّ الله عز وجل باعثكم يوم القيامة فجاراً
1178
عكرمة مولى ابن عباس
نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
1149
عكرمة مولى ابن عباس
فضعوا وتعجلوا
1134
طاووس
المكيال مكيال أهل المدينة
1115
طاووس، عطاء بن أبي رباح
مَنْ ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يَسْتوفيَه
1111
ميمون بن مهران، ومهران أبو صفوان
(( تجارة الأمير فيه))، تفسير قوله تعالى { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } .
1110
طاووس(3/301)
الربا نيف وسبعون باباً، أهون باب من الربا
1170
عبدالله بن عباس (موقوف)
عطية العوفي
من أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيره
1158
يحيى بن أبي كثير
الربا بضع وسبعون باباً
1105
عبدالله بن عمر
سالم بن عبد الله
نهى أن يجلس الرجل على مائدة
1205
نافع، وابن أبي مليكة
العرب بعضها لبعض أكفاء
1236
ميسرة الأشجعي
لعن الله المسوفات
1226
ميسرة الأشجعي
لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تبيت ليلة حتى تعرض نفسها
1226
مجاهد بن جبر
الزنا يورث الفقر
1230
زيد بن أسلم
في تفسير قوله تعالى { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ }
1225
نافع مولى ابن عمر
في تفسير قوله تعالى { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ }
1225
سالم بن عبد الله
ما أدركت الصفقةُ حيا مجموعا فهو من مال المشتري
1182
سعيد بن جبير
ربا –قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في بيع حبل الحبلة-.
1171
وبرة بن عبدالرحمن
عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور
1172
نافع مولى ابن عمر
التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة
1156
كثير بن مرة
من احتكر طعاما أربعين يوما فقد بريء من الله…
1174
نافع
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، وإن كان ضاريا
1153
نافع مولى ابن عمر
بيع الإبل والبقر والغنم
1144
طاووس
لو باعه لعله كان يخسر فيه اكثر من ذلك (أثر)
1142
أبو الزناد
نهى عن بيع الغرر، وعن بيع الحصاة
1138
نافع
نهى عن بيع الطعام حتى يقبض
1125
عكرمة بن خالد
من باع نخلا قد أبرت
1122
الزهري
من باع نخلا قد أبرت
1122
نافع مولى ابن عمر
من أعتق عبداً
1183
نافع مولى ابن عمر
من باع عبداً
1183
سالم بن عبد الله
من باع عبداً
1175
سالم بن عبد الله
من باع نخلا قد أبرت
1122
طاووس
المكيال مكيال أهل المدينة
1115
عبدالله بن دينار، ونافع
نهى عن بيع الولاء، وعن هبته
1107، 1130
نافع
صلى على النجاشي فكبر أربعا
1091
عطاء بن أبي رباح
من قال: لا إله إلاّ الله فصلوا عليه
1097
عبدالله بن عمر(3/302)
سالم بن عبد الله
أسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة فأمره النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعا
1199،1200
عبدالله بن عمر-موقوف-
حمزة بن عبد الله
ما أدركت الصفقةُ حيا مجموعا فهو من مال المشتري
1182
حمزة بن عبد الله
لا يعزل عن الحرة إلاّ بإذنها
1233
نافع
الولاء لحمة
1130
عبدالله بن عمرو بن العاص
عمرو بن حريش
خذ في قلاص الصدقة
1167
عمرو بن الوليد بن عبدة
إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَنَازِيرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْأَصْنَامِ
1140
عبدالله بن قيس أبوموسى الأشعري
أبو بردة
لا نكاح إلاّ بولي
1216
عبدالله بن مسعود
عمرو بن دينار
فكيف لك بأقدار قد قدرت، وأقلام قد جفت
1186
أبو إسحاق السبيعي
إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليقم إلى أهله
1180
عثمان بن أبي سويد
الزهري
أمسك أربعا، وفارق سائرهن
1200
عثمان بن عفان
أبو قتادة
إذا ابتعت فاكتل وإذا بعت فكل
1145
سالم مولى دوس
الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم
1157
عقبة بن عامر
الحسن البصري
إذا زوج الوليان فهو للأول
1210
مشرح بن هاعان
ألا أخبركم بالتيس المستعار
1232
مشرح بن هاعان
لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهن
1229
الحسن البصري
عهدة الرقيق ثلاث
1184
عكرمة مولى ابن عباس
نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
1149
ابن ركانة
فضعوا وتعجلوا
1134
علي بن أبي طالب
عبدالله بن عباس
لا طلاق قبل نكاح
1220
الحكم بن عتيبة
لا نكاح إلاّ بولي
1188
ميمون بن أبي شبيب
أدركهما فارتجعهما، ولا تبعهما إلا جميعا
1154
عبدالرحمن بن أبي ليلى
أدركهما فارتجعهما، ولا تبعهما إلا جميعا
1154
الحارث الأعور
كسب المرء بيده وكل بيع مبرور
1168
مسعود بن الحكم
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الجنازة ثم جلس بعد
1100، 1101
علي بن أبي طالب –موقوف-
الأغر بن حنظلة، أو الأغر بن سليك
ثلاثة يبغضهم الله تعالى الشيخ الزاني
1197
علي بن عمارة، أو عمارة بن ربيعة(3/303)
هذا إذا بلغ مثل هذا خير
1196
عمر بن الخطاب
عبدالله بن عمر
من باع عبداً
1175
عمر بن الخطاب
-موقوف-
محمد بن عجلان، هشام بن عروة
ابتغوا الْغِنَى فِي النِّكَاحِ
1223
نافع
مروا أهل المدينة أن يقدموا على نسائهم
1217
عبدالله بن عمر
إذا ابتعت متاعاً فضممته إليك بذلك قبضته
1166
عبدالله بن عمر
لا يعزل عن الحرة إلاّ بإذنها
1233
أسلم مولاه
لا بأس عَلَى امرئ اِبْتَاعَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب خَلاً لَمْ يَعْلَمْ
1133
عبدالله بن عمر
نهى عن العزل عن الحرة إلاّ بإذنها
1234
عمران بن حصين
أبو رجاء عمران بن تميم
نظرت في الجنة فإذا أكثر أهلها
1194
قيس بن الحارث
حميضة بن الشمردل
أنه أسلم وعنده ثمان نسوة فأمره أن يمسك أربعا
1195
كعب بن عمرو
حنظلة بن قيس أو عبادة بن الوليد
من أنظر معسرا أو وضع له
1150
كعب بن ماتع-موقوف-
عبدالله بن حنظلة
إن الدرهم من رباً أعظم عند الله من سبع وثلاثين زنية
1159
محمد بن المنكدر
يعقوب بن الوليد أبو يوسف
عفوا تعف نساؤكم
1235
محمد بن مسلم الزهري
مالك بن أنس
أمسك أربعا، وفارق سائرهن
1199
محمد بن مسلم الزهري (أثر)
يونس بن يزيد
لا بأس عَلَى امرئ اِبْتَاعَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب خَلاً لَمْ يَعْلَمْ
1133
أبو مرثد الغنوي
واثلة بن الأسقع
لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها
1092
المستورد بن شداد
عبدالرحمن بن جبير
من ولي لنا عملا فلم يكن له زوجة
1231
مسعود بن الحكم
إسماعيل بن مسعود
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الجنازة ثم جلس بعد
1101
مسلم بن مخراق
فضيل بن جرير
من احتكر طعام المسلمين فليس منا
1155
معاذ بن جبل
خالد بن معدان
إن أطيب الكسب كسب التجار
1151
معقل بن يسار
الحسن البصري، وقتادة بن دعامة
ما كان شيء أعجب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم من النساء
1218
المغيرة بن شعبة
عروة بن المغيرة
من تجر بالخمر فليشقص الخنازير
1152
المقدام بن معدي كرب
جبير بن نفير(3/304)
كيلوا طعامكم يبارك لكم
1128
خالد بن معدان
كيلوا طعامكم يبارك لكم
1128
أبو هريرة
أبو سلمة
لا تنكح المرأة على عمتها
1214
عبيد الله بن عبدالله، قبيصة بن ذؤيب
نهى أن تنكح المرأة على عمتها
1205
سعيد المقبري
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل له
1237
سعيد بن يسار
من اشترى مصراة فهو بالخيار..
1161
موسى بن يسار
من اشترى مصراة فهو بالخيار..
1161
ابن حجيرة
هم الذين يضربون في الأرض : تفسير قوله تعالى :((رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)).
1181
سعيد بن المسيب
سئل عن رجل استأجر أجيرا يحفر له
1163
محمد بن سيرين
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلب
1177
أبو سلمة
أيما امرئ أفلس وعنده مال امرئ بعينه..
1143
أبو سلمة
إذا أفلس الرجل فوجد ماله بعينه....
1162
أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث
إذا أفلس الرجل فوجد ماله بعينه....
1162
عمرو بن دينار
إذا أفلس الرجل فوجد رجل متاعه بعينه..
1179
هشام بن يحيى المخزومي
إذا أفلس الرجل فوجد رجل متاعه بعينه..
1179
الأعرج
نهى عن بيع الغرر، وعن بيع الحصاة
1138
أبو صالح
أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك
1114
سعيد بن المسيب
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثوب نجراني وريطتين
1103
سعيد بن المسيب
صلى على النجاشي فكبر أربعا
1091
ذكوان
الذهب بالذهب
1106،
1131
أبو صالح
الرهن مركوب ومحلوب
1113
علي بن رباح
يكره الضحك في موضعين
1089
أبو إسحاق
من غسل ميتاً فليغتسل
1094
عطاء بن ميناء
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين ولُبْستين
1119
أبو سلمة
الربا بضع وسبعون باباً
1105
زياد أبو المغيرة
الربا سبعون باباً، أدناها مثل أن ينكح…
1132
واثلة بن الأسقع
مكحول، وسليمان بن موسى
من باع عيبا لم يبينه لم يزل في مقت الله…
1171
مكحول
عباد الله لا تمنعوا فضل ماء ولا نار
1141O(3/305)
أبان بن صالح ت1225( ) (ت) : تعني من ذكر حاله أثناء الكلام على المسألة، وليس ممن ذكر في متن المسألة، و(م) تعني من ذكر في متن المسألة وليس من رجال الإسناد، ومن لم يوضع أمامه رمز مما سبق فهو من رجال الإسناد، والرقم الأوّل هو موضع ترجمته. )
أبان بن أبي عياش ت 1096
أبان بن يزيد العطار 1103- 1210
إبراهيم بن إسحاق الغسيلي ت1216
إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ت1171
إبراهيم بن إسماعيل المؤدب ت1168
إبراهيم بن الحجاج السامي ت1209
إبراهيم بن الحسن العلاف ت1212
إبراهيم بن سعد ت1206
إبراهيم بن سعد ت1206
إبراهيم بن طهمان ت 1101
إبراهيم بن عبد الله بن حاتم 1175
إبراهيم بن عمر الصنعاني 1170
إبراهيم بن الفضل 1097
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أبي شيبة ت1216
إبراهيم بن المختار ت1210
إبراهيم بن هدبة الفارسي ت1235
إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي ت1196
إبراهيم بن يزيد النخعي 1118-
إبراهيم بن يوسف الهسنجاني م1176
إبراهيم بن يونس ت1216
أبزى الخزاعي 1190
أجلح بن عبد الله الكندي 1204
أحمد بن إبراهيم الموصلي ت1171
أحمد بن إسحاق الحضرمي ت 1202
أحمد بن جواس 1112
أحمد بن زيد الرملي ت 1114
أحمد بن سعيد الجمّال ت 1178
أحمد بن سليمان الرهاوي ت1202
أحمد بن سنان 1198/ب
أحمد بن أبي طيبة ت1143
أحمد بن عبد الله بن الحكم ت1202
أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد 1103
أحمد بن عبد الملك ت1177
أحمد بن عبدة الضبي 1216
أحمد بن عبيد الصفار ت1090
أحمد بن علي المدائني ت 1188
أحمد بن علي بن الحسن بن زياد المدائني ت1188
أحمد بن عمرو البزار ت1198/أ
أحمد بن الفرج ت 1095
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ت1199-1200
أحمد بن محمود الثقفي ت1146
أحمد بن موسى ت1143
أحمد بن يوسف السلمي ت1149
أحمد بن يونس ت1150
آدم بن أبي إياس ت1209
أزهر بن سعيد ت1180
أسامة بن أحمد التجيبي ش 1225.
أسامة بن زيد الليثي ت1138، ت1140
أسباط بن محمد ت1216(3/306)
إسحاق بن إبراهيم الحنيني ت1161
إسحاق بن إبراهيم الدبري ت 1143
إسحاق بن إبراهيم الصنعاني ت1143
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ت1144
إسحاق بن بهلول الأنباري 1117
إسحاق بن سُنَيْن ت 1097
إسحاق بن سيار ت1198/أ
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة 1136-1198/ب
إسحاق بن عيسى الطباع 1233-1234
إسحاق بن أبي فروة ت1145
إسحاق بن نجيح ت1235
إسحاق بن يحيى بن عبادة ت 1188
إسحاق أبو يعقوب المدني 1192
إسرائيل بن يونس 1147- 1180-1213-1215- 1216
أسلم مولى عمر بن الخطاب 1133
إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ابن علية 1200-1224
إسماعيل بن أسد أبي الحارث ت1154
إسماعيل بن أبي خالد 1172
إسماعيل بن خليفة الكوفيّ 1195
إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيرا ت1209
إسماعيل بن عبيد بن رفاعة 1178
إسماعيل بن عياش 1101- 1109- 1144-1160-1162- 1164- 1189-1227
إسماعيل بن مسعود بن الحكم 1101
إسماعيل بن مسلم المكي ت1220
أسود بن شيبان 1099
أسود بن عامر ت1168
أشعث بن سوار 1207
أشعث بن عبد الملك الحمراني 1203
أغر بن سليك أو ابن حنظلة 1197
أمية بن يعلى أبو أمية 1208.
أوس بن ضمعج 1215
أيوب بن أبي تميمَة كَيْسان السَّخْتياني 1093- 1156-1171- 1177-1194- 1221
أيوب بن سويد ت1092
أيوب بن عتبة 1198/أ
أيوب بن مدرك 1141-
أخضر بن عجلان ت1116
أصبغ بن زيد 1174
أنس بن عياض 1130
أنس بن مالك 1090-1096- 1116- 1209- 1221- 1124- 1126-1129-1189-1198/ب- 1193- 1137-12012- 1238
بحر بن كنيز السقاء ت1149
بحر بن مرار 1099
بحير بن ريسان 1167
بحير بن سعد 1128-1164
بديل بن ميسرة 1126
البراء بن عازب 1136-1207
البراء بن معرور م1187
بريدة بن الحصيب 1165
بسر بن عبيد الله الحضرمي 1092
بشر بن بكر ت1092
بشر بن رافع الحارثي أبو الأسباط ت1198/أ
بشر بن السري 1198/ب
بشر بن عون 1141
بقية بن الوليد 1109-1128- 1142-1144- 1148- 1151- 1162-1163- 1173- 1177-1190- 1192-1227- 1236(3/307)
بكار بن تميم 1141
بكر بن خنيس ت1206
بكر بن الشرود ت1224
بكر بن يزيد الطويل ت1092
بكير بن عبد الله بن الأشج 1104- 1157- 1169- 1183
بهلول بن عبيد 1168
ثابت بن أسلم البُناني 1096-1209-1211-1212
ثابت بن ثوبان العنسي 1142- 1145
ثابت بن زهير ت 1188
ثابت بن قيس أبو الغصن ت1224
ثمامة بن عبد الله بن أنس 1090
ثمامة بن عبيدة العبديُّ 1098
ثمامة بن النضر بن أنس 1090
ثور بن يزيد 1128- 1151- 1164
جابر بن زيد الأزدي 1127-1148
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حَرَام 1098- 1112- 1121-1123- 1127- 1139-1140- 1146-1147- 1160-1187- 1220
جابر بن يزيد 1124
جابر بن يزيد الجعفي 1166
جبارة بن المغلس ت1224
جبير بن حية الثقفي ت1198/أ
جبير بن نفير 1128-1164
جرير بن حازم البصري 1194
جرير بن عبد الحميد 1100-1201
جعفر بن برقان الكلابي 1205
جعفر بن حيان أبو الأشهب 1194
جعفر بن خالد الزبيري 1219
جعفر بن ربيعة 1233-1234
جعفر بن سليمان الضبعي 1209-1211
جعفر بن أبي المغيرة ت1206
جعفر بن ميسرة الأشجعي 1226
جنادة بن سلم ت 1101
جهضم بن عبد الله اليمامي 1108- 1109
جويبر بن سعيد ت 1188
حاتم بن إسماعيل 1108- 1140- 1182
حاتم بن أبي صغيرة ت 1178
الحارث بن ربعي = انظر : أبو قتادة الأنصاري
الحارث بن سريج النقال ت1225
الحارث بن عبد الله الأعور 1168
الحارث بن عبيدة 1178
الحارث بن عمران الجعفري 1208
الحارث بن مخلد ت1206
الحارث بن مسلم ت1199-1200
الحارث بن يزيد الحضرمي 1231
الحارث بن يعقوب ت1225
حامد بن محمد الرفا ت1225
الحباب بن جَبَلة الدَّقاق ت 1091
حبان بن زيد الشرعبي ت1126
حبان بن علي ت 1094
حبيب بن أبي ثابت ت 1093
حبيب بن الشهيد ت1206
حبيب بن أبي فضالة ت1096
الحجاج بن أرطاة ت1149، ت1154
حجاج بن محمد الصواف ت1198/أ
حديج بن معاوية ت1215
حدير بن كعب أبو الزهراية 1174
حذيفة بن اليمان 1135- 1155
حرام بن عثمان ت1220(3/308)
حرب بن وحشي ت1193
حرملة بن يحيى التجيبي 1137- 1230
حريز بن عثمان ت1126
حسان بن عبد الله ت1206
الحسن البصري 1103- 1184- 1193-1203-1210- 1218
الحسن بن أبي جعفر 1126
الحسن بن حبيب ت1138
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب 1192
الحسن بن خلف شاذان ت 1168
الحسن بن دينار 1221
الحسن بن عرفة ت1172
حسن بن عطيَّة بن سعد العَوْفِيّ 1095
الحسن بن علي بن أبي طالب 1192
الحسن بن علي بن عاصم 1117
الحسن بن قتيبة ت1216
الحسن بن محمد الزعفراني ت1154
الحسن بن مسلم 1165
حسين بن حفص ت1195
حسين بن عبد الله ت 1188
الحسين بن عبد الله بن يزيد الأزرق القطان ت1146
الحسين بن عبد الملك ت1146
الحسين بن علوان ت1224
الحسين بن واقد المروزي 1165
حفص بن سليمان القارئ ت1149
حفص بن عبد الله السلمي ت1149
حفص بن عمر الثقفي 1152
حفص بن عمر الضرير أبو عمر ت1178
حفص بن غياث 1207
حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ت1206
الحكم بن عبد الله الأيلي ت1237
الحكم بن عتيبة 1154-1188
الحكم بن عطية 1209
الحكم بن مروان ت1216
الحكم بن نافع أبو اليمان 1189
الحكم بن هشام الثقفي 1219
حكيم الأثرم ت1206
حكيم بن جابر ت 1148
حماد بن أسامة ت1161
حماد بن زيد 1212
حماد بن سلمة 1118- 1119- 1122- 1167-1198/ب- 1209-1210- 1211-1212- 1217
حماد بن أبي سليمان 1118
حماد بن مسعدة ت1206
حماد بن نجيح السدوسي 1194
حمزة بن أبي حمزة ت 1093
حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب 1182- 1233-1234
حميد بن أبي حميد الطويل 1129
حميد بن قيس العرج ت1206
حميضة بن الشمردل1195
حنظلة بن أبي سفيان 1115
حنظلة بن قيس 1150
خارجة بن عبد الله بن سليمان ت1225
خالد بن إسماعيل المخزومي ت 1097
خالد بن إلياس 1191
خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري 1164
خالد بن معدان 1128- 1151-1164
خالد بن نجيح ت1232
خالد بن يزيد العمري ت1224
خالد بن يزيد الكاهلي ت1216
خالد بن يزيد المصري ت1206(3/309)
خزيمة بن ثابت 1206
الخصيب بن ناصح ت 1148
خصيف بن عبد الرحمن ت1225
الخليل بن زكريا ت1206
داود بن الحصين 1134
داود بن رشيد ت1176
داود بن الزبرقان ت1205
داود بن شبيب ت 1198/أ
داود بن عبد الرحمن العطار ت1149
داود بن قيس 1161
داود بن يزيد الأودي ت1204
دراج أبو السمح 1181
دينار خادم أنس ت 1188
ذكوان السمان 1106- - 1113- 1114- 1131- 1160
ربعي بن حراش 1135
الربيع بن أنس 1124
الربيع بن بدر ت 1188
الربيع بن نافع أبو توبة ت1177
الربيع بن يحيى 1179-
ربيعة بن أبي عبد الرحمن 1191
رجاء بن محمد العذري ت1171
رشدين بن سعد ت1224
رضوان بن إسحاق 1234
رفاعة بن رافع 1178
رقبة بن مصقلة ت1154
روح بن عبادة ت1209
روح بن الفرج المصري ت1135
زائدة بن قدامة ت1150
زافر بن سليمان ت1191
الزبير بن العوام 1185
زرعة بن عبد الله الزبيدي 1144
زمعة بن صالح ت1206-
زهير الحنفي أبو بكر 1116
زهير بن العلاء ت1209
زهير بن محمد ت1206
زهير بن معاوية 1135- 1166
زياد أبو المغيرة 1132
زياد بن حسان الأعلم ت1184
زياد بن خيثمة 1158
زيد بن أرقم 1204
زيد بن أسلم ت1206
زيد بن أبي أنيسة 1154-1207
زيد بن جبيرة 1189
زيد بن حباب 1159
زيد بن سلام ت1178
زيد بن ظبيان ت1197
زيد بن عطاء بن السائب 1147
زين بن شعيب (ت) 1138
زينب بنت جحش أم المؤمنين م 1238
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب 1122- 1175- 1182-1199-1200-1205
سالم بن عبد الله النصري 1157
سالم بن عَجْلان الأفْطَس 1097
سالم مولى النصريين 1157
سالم مولى دوس 1157
سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله ت1225
سرار بن مجشر ت1199-1200
السري بن خزيمة ت1209
سعد بن سعيد 1104
سعد بن الصلت ت1146
سعد الطائي 1158
سعد بن طارق أبو مالك الأشجعي ت1135
سعد بن مالك أبو سعيد الخدري 1095- 1106- 1108- 1109-1118- 1131- 1157- 1158- 1169- 1225
سعد بن هشام 1203
سعيد بن إسماعيل بن خليفة 1195(3/310)
سعيد بن بشير 1210- 1238-1239
سعيد بن جبير 1171- 1178
سعيد بن سالم القداح ت1137
سعيد بن سليمان الضبي ت1209
سعيد بن سنان الحنفي ت 1174
سعيد بن عبد الجبار ت 1096
سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ت 1101
سعيد بن أبي عروبة 1148- 1194-1210
سعيد بن عمير ت1168
سعيد بن كثير بن عفير ت1206
سعيد بن كيسان المقبري 1100-1237
سعيد بن المسيّب 1091- 1103- 1163-
سعيد بن يحيى 1102
سعيد بن يحيى الأموي 1107
سعيد بن يسار 1161
سفيان بن حسين 1175
سفيان الزيات 1124
سفيان بن سعيد الثوري 1110- 1111-1112- 1115-1118- 1159- 1161- 1180-1190- 1195-1215- 1220-1222
سفيان بن عيينة 1106- 1123- 1169- 1179-1201-1206- 1223
سفيان بن وكيع ت1149
السكن بن إسماعيل ت1198/أ
سكن بن سليمان الأزدي ت1194
سلام بن سليم 1120- 1197
سلم بن زرير أو رزين 1194
سلم بن قتيبة الشعيري أبو قتيبة 1213
سلمان الفارسي 1215
سلمة بن دينار أبو حازم 1150
سلمة بن كهيل 1204
سلمى بنت سعيد بن خالد م1222
سليمان بن أرقم 1163
سليمان بن بلال ت1206-
سليمان بن أبي الجون ت1237
سليمان بن حرب 1099
سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر 1207
سليمان بن داود الخولاني ت1220
سليمان بن داود الطيالسي 1099- 1102- 1103- 1194-1196
سليمان بن سلمة 1141
سليمان بن سليم 1124
سليمان بن سليم الأنصاري 1163
سليمان بن سليمان الرفاعي 1124
سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ 1141- 1186
سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى الدمشقي الكبير 1232
سليمان بن عبيد الله الرقي 1154
سليمان بن المغيرة ت1209
سليمان بن مهران الأعمش 1113- 1187- 1190
سليمان بن موسى الأشدق 1173-1224
سماك بن حرب 1120-1197
سمرة بن جُنْدب 1093-1184-1203-1210
سهل بن أبي سهل ت1091
سهيل بن أبي صالح 1106- 1131- 1160
سويد بن إبراهيم أبو حاتم العطار ت1235
سويد أبو حاتم 1127
سويد بن عمر ت 1097
سيار أبو الحكم 1121-
سيف بن عبيد الله الجرمي ت1199-1200(3/311)
شبيب بن بشر ت1220
شبيب بن عبد الله البجلي ت1137
شجاع بن الوليد أبو بدر 1158-1236
شراحيل بن آدة 1148
شريك بن عبد الله النخعيّ 1114
شعبة بن الحجاج 1102- 1171- 1179- 1190-1196- 1197-1215
شعيب بن أبي حمزة 1185
شعيب بن محمد ت1140
شميط بن عجلان 1116
شهاب بن عباد ت1149
شهر بن حوشب 1108- 1109
صالح بن رستم ت 1188
صالح بن صالح بن حي ت1204
صالح بن عمر ت 1178
صالح بن كيسان 1163
صالح بن محمد أبوواقد ت 1094
الصباح أبو عبد الله الفراء ت 1095
صخر بن جويرية 1194
صدقة بن خالد ت1092
صدقة بن عبد الله السمين 1220-1222
صدقة بن يزيد ت1235
صديق بن موسى 1176
صفوان بن صالح 1201
صفية بنت شيبة ت1206
الضحاك بن يسار ت1194
ضرار بن صرد ت1185
ضمرة بن ربيعة الفلسطيني 1090- 1227
طاووس بن كيسان 1111- 1115- 1142- 1170- 1220-1222
طعمة بن عمرو ت1152
طلحة بن نافع القرشي، أبو سفيان الواسطي 1187
طلق بن غنام 1114-
عائذ الله بن عبد الله الخولاني 1092
عائذ بن حبيب 1100
عائشة بنت أبي بكر 1104- 1159- 1191- 1198-1203- 1208-1212- 1219- 1224-1227- 1228
عاصم بن سليمان الأحول ت1150
عامر بن شراحيل الشعبي 1202-1204
عامر بن عمرو ت1212
عباد بن كثير ت1205
عبادة بن الصامت 1148- 1167
عبادة بن الوليد بن عبادة 1150
عباس البحراني ت1143
العباس بن الفضل ت 1090
عباس بن محمد الدوري 1147
عباس بن الوليد الخلال 1141
عبد الجبار بن العباس الشبامي ت1215
عبد الجبار بن العلاء ت1221
عبد الجبار بن عمر ت1146
عبد الحميد بن جعفر 1140
عبد الحميد بن الحسن الهلالي ت1146
عبد الحميد بن حفص 1089
عبد الحميد بن عبد الله بن أبي أويس ت1206
عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي 1190
عبد الرحمن بن أحمد بن أبي الغمر ت1225
عبد الرحمن بن بشر ت1143
عبد الرحمن بن بكرة 1099
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان 1142- 1150-
عبد الرحمن بن ثروان ت1232
عبد الرحمن بن جبير المصري 1231(3/312)
عبد الرحمن بن جبير بن نفير الشامي 1231
عبد الرحمن بن جوشن 1102-
عبد الرحمن بن حجيرة 1181
عبد الرحمن بن أبي الزناد ت1195
عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط ت1206-
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم 1228
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي 1105- 1117- 1145- 1182-
عبد الرحمن بن القاسم ت1225-
عبد الرحمن بن أبي ليلى 1154
عبد الرحمن بن محمد المُحاربيُّ 1097
عبد الرحمن بن هرمز الأعرج 1138-
عبد الرحمن بن يزيد 1092
عبد الرحمن بن معاوية الزرقي ت1150
عبد الرحيم بن سليمان ت1180
عبد الرزاق بن همام الصنعاني 1093- 1094- 1096- 1101-
عبد السلام بن حرب 1131-
عبد السلام بن حفص ت 1101
عبد الصمد بن عبد الوارث 1126
عبد الصمد بن الفضل الربعي 1229
عبد العزيز بن بنت أم سلمة ت1209
عبد العزيز بن حازم ت1206
عبد العزيز بن الحصين ت1198/أ
عبد العزيز بن رفيع 1159
عبد العزيز بن عبد الله الأويسي 1199
عبد العزيز بن محمد الدراوردي 1129-
عبد العزيز بن مسلم 1116-
عبد الغفار بن قاسم أبو مريم ت1154
عبد الكبير بن المعافى ت1231
عبد الكريم بن عبد الكريم 1165
عبد الكريم بن مالك الجزري ت1232
عبد اللطيف بن نباته ت1138
عبد الله الحنفي أبو بكر 1116
عبد الله بن إدريس 1187
عبد الله بن الأسود القرشي ت1191
عبد الله بن بركة ت1143
عبد الله بن بريدة بن الحصيب 1165
عبد الله بن بزيع ت 1188
عبد الله بن بكر السهمي ت 1178
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن القرشي 1198/أ
عبد الله بن أبي بكر العتكي 1099
عبد الله بن جابر البصري ت 1156
عبد الله بن أبي جعفر ت1188
عبد الله بن جعفر الرقي ت1177
عبد الله بن جعفر المخرمي 1237
عبد الله بن الحارث المخزومي ت1161
عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي ت1180
عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب 1192
عبد الله بن حسين أبو حريز ت1198/أ
عبد الله بن حلام 1180
عبد الله بن حنظلة 1159-(3/313)
عبد الله بن الخليل 1204
عبد الله بن داود الخريبي ت1216
عبد الله بن دينار 1107- 1130
عبد الله بن ذكوان أبو الزناد 1138- 1166
عبد الله بن رواحة 1139
عبد الله بن رومان ت1191
عبد الله بن الزبير الحميدي 1179
عبد الله بن الزبير بن العوام 1185
عبد الله بن زياد بن سمعان 1220-1227
عبد الله بن زيد 1105
عبد الله بن زيد الجرمي أبو قلابة 1093- 1117- 1148-1221
عبد الله بن سعيد الأشج أبو سعيد 1207-1208
عبد الله بن سعيد بن عبد الملك ت1225
عبد الله بن سعيد المقبري ت1150
عبد الله بن سليم 1163
عبد الله بن سليمان الطويل ت1225
عبد الله بن شداد الواسطي ت1206
عبد الله بن شوذب ت 1114
عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد 1228- 1232- 1234
عبد الله بن عباس 1105- 1110-1111- 1115- 1120- 1134- 1149- 1158- 1170-1171- 1178- 1186- 1194- 1201-1220- 1239
عبد الله بن عبد الرحمن بن حسين النوفلي ت1146
عبد الله بن عبد الله بن أويس، أبو أُوَيس 1131
عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة 1159- 1236
عبد الله بن عتبة بن مسعود ت 1202
عبد الله بن عثمان بن خثيم 1178
عبد الله بن عصمة ت 1188
عبد الله بن عطاء 1110
عبد الله بن علي بن السائب1206
عبد الله بن عمر العُمري ت 1096
عبد الله بن عمر بن الخطاب 1091 –1097- 1107-1115- 1122- 1125- 1130- 1138- 1142-1144- 1153- 1156- 1166-1172-1171- 1172-1175-1182-1183-1199-1200-1205-1225-1226-1230-1233-1234-1236-
عبد الله بن عمر بن حفص العمري 1125
عبد الله بن عمرو الواقعي ت 1188
عبد الله بن عمرو بن العاص 1140- 1167
عبد الله بن فروخ ت1224
عبد الله بن قيس الأشعري 1216
عبد الله بن لهيعة 1104-1137- 1139- 1153- 1157- 1181- 1183-1220- 1229-1231- 1233-1234
عبد الله بن المبارك 1092-1128- 1133
عبد الله بن محرر ت 1188
عبد الله بن محمد المسندي ت1155
عبد الله بن محمد النيسابوري ت1167(3/314)
عبد الله بن مروان الحراني 1135
عبد الله بن مسعود 1180-1202
عبد الله بن مسلمة القعنبي 1191
عبد الله بن نافع الصائغ ت1161
عبد الله بن نافع مولى عمر ت1225
عبد الله بن نمير ت1168
عبد الله بن الوليد العدني ت1195
عبد الله بن وهب 1137- 1181- 1185- 1229-1230-1231
عبد الله بن يحيى الثقفي أبو يعقوب التوأم ت 1188
عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد 1149-
عبد الملك بن حسين النخعي ت1193
عبد الملك بن حميد بن أبي غنية ت1145
عبد الملك بن الصباح ت1204
عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ت1149
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 1101- 1119- 1134- 1176- 1186-1201- 1224-1236-
عبد الملك بن عمرو العقدي ت1237
عبد الملك بن عمير ت1135
عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم الجمحي ت1209
عبد الملك بن محمد الرقاشي ت1214
عبد الملك بن ميسرة 1131
عبد الواحد بن عون الدوسي 1237
عبد الواحد بن غياث ت1090
عبد الواحد بن واصل ت1216
عبد الوارث بن سعيد ت1194
عبد الوهاب بن الضحاك العُرْضيّ ت1173
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ت1221
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف 1147
عبد خير بن يزيد الهمداني 1202
عبدة بن سليمان ت 1148
عبيد الله بن أبي بكر ت1090
عبيد الله بن أبي جعفر 1153- 1183
عبيد الله بن شميط ت1116
عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي 1112
عبيد الله بن عبد الله الهذلي 1205
عبيد الله بن عبد الله بن الحصين 1206
عبيد الله بن عبد الله بن عمرت1225
عبيد الله بن عمر بن حفص 1107- 1130- 1138-1217
عبيد الله بن عمرو الرقي 1154- 1177
عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي ت1209
عبيد الله بن المغيرة ت1145
عبيد الله بن موسى 1155
عبيد بن إسحاق العطار 1135
عبيد بن حنين 1166
عبيد بن رفاعة 1178
عبيدة بن حميد ت1135
عبيس بن ميمون ت1212
عتاب بن بشير ت1225
عثمان بن سعيد بن كثير 1146
عثمان بن صالح السهمي 1232
عثمان بن عاصم أبو حصين 1114(3/315)
عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ت1205
عثمان بن عبد الرحمن الوقاصيّ ت1097
عثمان بن عبد الله القرشي ت 1097
عثمان بن عطاء الخراساني 1090
عثمان بن عفان 1145
عثمان بن عمر بن فارس العبدي ت1180
عثمان بن محمد الأخنسي 1237
عثمان بن محمد بن أبي سويد 1200
عدي بن ثابت 1207
عدي بن الفضل ت 1188
عروة بن الزبير بن العوام 1185- 1208-1219-1224-1227-1228
عروة بن المغيرة بن شعبة 1152
عطاء بن دينار ت1205
عطاء بن أبي رباح 1097 –1111- 1123- 1140-1201- 1220
عطاء بن السائب 1202
عطاء بن فروخ ت1146
عطاء بن ميناء 1119
عطاء بن يسار 1225
عطية بن سعد العَوْفِيّ 1095-1158
عفان بن مسلم الصفار 1209
عفير بن معدان ت 1095
عقبة بن عامر 1184-1210- 1229-1232
عقيل بن خالد الأيلي 1200-1205.
عكرمة بن خالد 1122
عكرمة بن عمار 1105
عكرمة مولى ابن عباس 1120- 1134- 1149- 1239
العلاء بن الحارث 1173
علي بن أحمد بن عبدان ت1090
علي بن الجعد ت1168
علي بن الحكم البناني ت1206
علي بن بذيمة ت1206
علي بن ثابت الجزري 1226
علي بن جميل ت1224
علي بن حرب 1208
علي بن رباح بن قَصير اللَّخمي 1089
علي بن ربيعة الوالبي 1196
علي بن سهل البزاز ت1154
علي بن أبي طالب 1100- 1154- 1168- 1188-1196- 1197-1220
علي بن عاصم ت 1093
علي بن عروة ت1237
علي بن عمارة 1196
علي بن عياش ت1146
علي بن قتيبة الرفاعي ت1235
علي بن المبارك ت1149
علي بن محمد الطنافسي 1113
علي بن معبد بن شداد ت1225
علي بن يزيد بن ركانة 1134
عمار بن رزيق ت1215
عمارة بن خزيمة بن ثابت1206
عمارة بن ربيعة 1196
عمر بن بيان 1152
عمر بن الخطاب 1133-1166- 1175- 1217-1223- 1233-1234
عمر بن راشد 1136
عمر بن سعد الحفري ت1149
عمر بن سعيد السرجي ت1185
عمر بن أبي سلمة 1209-1211
عمر بن صبح ت 1188
عمر بن صهبان ت 1188
عمر بن قيس ت1224
عمر بن محمد بن زيد ت1225
عمر بن المغيرة 1148
عمر بن موسى ت 1188(3/316)
عمر بن يزيد المدائني ت 1095
عمر مولى غفرة ت1206
عمران بن أنس 1159
عمران بن حصين 1194
عمران بن دوار 1103
عمران بن أبي الفضل 1144
عمران بن ملحان العطاردي أبو رجاء 1194
عمرة بنت عبد الرحمن 1104
عمرو بن حارث المصري ت1206
عمرو بن حريش 1167
عمرو بن الحصين العقيلي ت1174
عمرو بن دينار 1106- 1111- 1119-1123- 1179- 1186-1201
عمرو بن شعيب بن محمد ت1140
عمرو بن عاصم الكلابي ت1209
عمرو بن عبد الله السبيعي 1168-1180-1190-1213- 1216
عمرو بن عثمان الرقي ت 1188
عمرو بن عثمان بن سعيد 1143- 1146- 1178
عمرو بن عون 1123
عمرو بن غيلان بن سلمة 1231
عمرو بن محمد الناقد 1163
عمرو بن محمد بن أبي رزين ت1171
عمرو بن هاشم البيروتي 1228
عمرو بن هاشم الجنبي ت 1188
عمرو بن الهيثم ت1216
عمرو بن الوليد بن عبدة 1140
عوف بن أبي جميلة الأعرابي 1193-1194
عوف بن الحارث ت1195
عون بن عبد الله بن عتبة ت1150
عياض بن عبد الله بن سعد 1169
عيسى بن حطان ت1206
عيسى بن سالم ت1177
عيسى بن طيبة ت1205
عيسى بن عبد الله ت1235
عيسى بن أبي عيسى الرازي ت1173
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق 1191- 1200-1201
عيسى بن يونس الرملي 1116-1227
عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن 1102
غيلان بن سلمة م 1199-1200
الفضل بن دكين 1115- 1155-1188
الفضل بن محمد الباهلي ت 1188
فضيل بن جرير الطحان 1155
فضيل بن حسين الجحدري ت1171
فضيل بن عياض 1132
فضيل بن ميسرة ت1198/أ
فليح بن سليمان 1106- 1131
القاسم بن محمد 1104-1191- 1133
قبيصة بن ذؤيب 1148-1205.
قبيصة بن عقبة 1111
قتادة بن دعامة 1103- 1122- 1127- 1148-1194-1203-1210-1214-1218- 1238-1239
قتيبة بن سعيد 1131
قدامة بن إبراهيم الجمحي ت1209
قدامة بن شهاب المازني 1172
قرة بن حيوئيل ت1224
قطن بن نسير ت 1188
قيس بن الحارث 1195
قيس بن الربيع 1114
قيس بن مسعود بن الحكم1101
كثير بن عبد الله بن عمرو المزني ت1096(3/317)
كثير بن عبيد ت1144
كثير بن مرة 1174
كثير بن هشام 1156-1205
كثير بن يحيى ت 1090
كثير بن عبد الله المزني ت 1096
كعب بن علقمة ت1225
كعب بن عمرو أبو اليسر 1150
كعب بن ماتع 1159
كلثوم بن جوشن 1156
كناز بن حصين الغَنَوي أبو مرثد 1092
الليث بن سعد 1100- 1183- 1185-1231- 1232
ليث بن أبي سليم 1132- 1142-1230
مؤمل بن إسماعيل 1116-1125
مؤمل بن سعيد ت1144
ماضي بن محمد 1230
مالك بن أنس الأصبحي 1091- 1100-1129-1199
المثنى بن عبد الكريم ت1191
مجالد بن سعيد ت 1188
محارب بن دثار 1112- 1123
محمد بن إبراهيم الباهلي 1108- 1109
محمد بن إبراهيم بن المقرئ ت1146
محمد بن أحمد الشرقي أبو حامد ت1149
محمد بن أحمد العودي ت1090
محمد بن أحمد ت1216
محمد بن إدريس الشافعي ت1143
محمد بن إسحاق 1140- 1167- 1221
محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك 1089
محمد بن بشار ت 1202
محمد بن بشر العبدي 1110
محمد بن بكار 1238-1239
محمد بن أبي بكر الصديق م1176
محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم 1176
محمد بن بلال ت1214
محمد بن جعفر غندر 1171
محمد بن الجهم ت1154
محمد بن حجر ت 1096
محمد بن حسن بن عطيَّة بن سعد العَوْفِيّ 1095
محمد بن الحسين العلويت1149
محمد بن حماد ت1091
محمد بن حميد الرازي ت1210
محمد بن حميد المعمري ت1149
محمد بن حمير 1145
محمد بن خازم 1113
محمد بن دينار الطاحي ت1149
محمد بن رافع النيسابوري 1170
محمد بن ربيعة 1095
محمد بن زياد البرجمي ت1212
محمد بن زيد 1108- 1109
محمد بن السائب الكلبي 1195
محمد بن سالم ت1204
محمد بن سعيد الأزرق ت 1096
محمد بن سعيد المصلوب ت1224
محمد بن سلمة الباهلي 1221
محمد بن سلمة الحراني 1221
محمد بن سليم أبو هلال الراسبي 1218
محمد بن سليمان بن كريمة 1228
محمد بن سليمان لُوين ت1177
محمد بن سهل بن عسكر ت1216
محمد بن سيرين 1177
محمد بن شجاع ت 1094
محمد بن شعيب ت1092
محمد بن صدقة الفدكي ت1225(3/318)
محمد بن عباد 1129
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب 1133-1220
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى 1188
محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري ت1187
محمد بن عبد الله بن الحكم ت1206
محمد بن عبد الله الزبيري 1115
محمد بن عبد الله أبي عتيق ت1185
محمد بن عبد الله بن عمار ت1225
محمد بن عبد الله بن مسلم، ابن أخي الزهري ت1185
محمد بن عبد الله بن نمران 1186
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ت1216
محمد بن عبدوس بن كامل ت1225-
محمد بن عبيد الطنافسي ت1168
محمد بن عبيد الله العرزمي ت1154
محمد بن عبيد الله المدني أبو ثابت ت1225
محمد بن عبيد بن حساب ت1171
محمد بن أبي عتاب الأعين ت1225
محمد بن عجلان 1169-1223
محمد بن علي بن الصائغ ت1225
محمد بن علي الصنعاني ت1143
محمد بن عمار بن حارث ت1091
محمد بن عمر الواقدي ت1145
محمد بن عمر بن أبي سلمة 1209
محمد بن عوف الحمصي 1189
محمد بن فضل السدوسي عارم ت1171
محمد بن فضل بن عطية ت 1097
محمد بن فضيل بن غزوان 1202
محمد بن كثير العبدي ت1093
محمد بن كثير المصيصي ت1209
محمد بن المثنى ت1206
محمد بن مسلم الزهري 1091- 1122- 1133- 1137- 1143-1162- 1182- 1185-1199-1200- 1205- 1224-1227- 1233-1234
محمد بن مسلم أبو الزُّبير المكي 1098- 1139
محمد بن مسلم الطائفي 1106
محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب ت1206
محمد بن المسيب الأرغياني ت1216
محمد بن مصفى 1148
محمد بن مطرف 1146
محمد بن المنكدر 1146- 1147- 1220-1222-1235
محمد بن مهاجر ت1220
محمد بن موسى البكاء 1157
محمد بن ميمون ت 1114
محمد بن النضر الأزدي ت1150
محمد بن الوليد الزُّبيدي 1143- 1162
محمد بن الوليد الفحام ت1154
محمد بن يحيى الذهلي ت 1143
محمد بن يحيى القزاز ت1214
محمد بن يحيى بن أبي عمر 1169-1223
محمد بن يحيى بن حمزة ت1199-1200
محمد بن يحيى بن سعيد القطان ت1225
محمد بن يزيد بن سنان ت1224
محمد بن يوسف الزبيدي ت1143(3/319)
محمد بن يوسف الفريابي 1136- 1150-1161
مخلد بن يزيد ت1206
مروان بن محمد الطاطري 1201-1237
مروان بن معاوية الفزاري 1152- 1193- 1200
المستورد بن شداد 1231
مسعر بن كدام 1112- 1123
مسعود بن الحكم 1100- 1101
مسلم بن إبراهيم 1099- 1102
مسلم بن جبير 1167
مسلم بن خالد 1134
مسلم بن سلام الحنفي ت1206
مسلم بن مخراق 1155
مسلمة بن علي الخشني ت1184
المسور بن الصلت ت1146
مشرح بن هاعان 1229- 1232
المشمعل بن ملحان ت 1097
مطر بن طهمان الوراق ت1145
مطرف بن مازن ت1224
معاذ بن جبل 1151
معاذ بن هشام 1103-1203
المعافى بن عمران الظهري الحمصي 1153
المعافى بن عمران الموصلي ت1231
معاوية بن سلام ت1178
معاوية بن صالح الأشعري ت1206
معاوية بن صالح الحضرمي ت1180
معاوية بن يحيى الصدفي 1173
معقل بن عبيد الله 1119
معقل بن يسار 1218
المعلى بن منصور ت1216
معمر بن راشد الأزْدي 1093- 1094- 1096-1149- 1199-1200
معن بن عيسى القزاز ت1225
المغيرة 1132
المغيرة بن سلمة ت1206
المغيرة بن شعبة 1152
المغيرة بن مسلم ت1198/أ
مغيرة بن مقسم ت1195
المغيرة بن موسى ت 1188
المفضل بن فضالة القتباني ت1225
المقدام بن معدي كرب 1128-1164
مكحول الشامي 1141- 1145- 1173
مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي ت 1178
مكي بن إبراهيم التميمي 1091
ممطور أبو سلام الحبشي ت1178
مندل بن علي 1208-1219.
منصور بن أبي مزاحم ت1206
منصور بن المعتمر 1135
منقذ مولى ابن سراقة ت1145
المنكدر بن محمد بن المنكدر ت1146
مهاجر بن عكرمة 1198/أ
مهران أبو صفوان 1110-
موسى بن إسماعيل التبوذكي ت1198/ب
موسى بن أيوب الغافقي ت1225
موسى بن خلف 1212
موسى بن زكريا ت1220
موسى بن عبد الله بن الحسن ت1225
موسى بن عقبة 1101- 1162
موسى بن علي بن رباح اللّخمي 1089
موسى بن مروان ت1231
موسى بن وردان ت1145
موسى بن يسار 1161
ميسرة الأشجعي 1226
ميمون أبو حمزة الأعور ت 1156(3/320)
ميمون الغزال أبو عبد الله البصري ت1191
ميمون بن أبي شبيب 1154
ميمون بن مهران 1110-
نافع بن جبير 1100
نافع مولى ابن عمر 1091 – 1107-1125-1130- 1144- 1153- 1156-1174-1175- 1183-1217- 1225-1236
النجاشي 1091م
نصر بن حريش ت 1097
نصر بن حماد الوراق ت1184
نصر بن علي الجهضمي 1115- 1124
النضر بن شميل ت1198/ب
النضر بن عبد الجبار أبو الأسود 1233
النعمان بن الزبير 1170
النعمان بن المنذر ت1199-1200
نعيم بن أبي هند ت1135
نعيم بن حماد الخزاعي 1162- 1187
نفيع بن الحارث 1099- 1102
نوح بن دراج ت1224
هاشم بن القاسم ت1209
هانئ بن عبد الرحمن ت1224
هدبة بن خالد 1218
هرمي بن عبد الله الواقفي 1206-
هزيل بن شرحبيل ت1232
هشام بن سنبر الدستوائي 1103- 1127- 1203-1210
هشام بن حسان ت1177
هشام بن زياد ت1184
هشام بن سعد ت1225
هشام بن عبد الملك الطيالسي أبو الوليد 1120- 1209
هشام بن عبد الملك اليزني أبو تقي 1151-
هشام بن عروة 1208-1219- 1223-1228.
هشام بن عمار 1152- 1160-1219
هشام بن يحيى المخزومي 1179
هشيم بن بشير 1102- 1121- 1175
هقل بن زياد السكسكي م1228
همام بن يحيى العوذي 1210- 1214
هند بنت أبي أمية أم سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم 1209-1211-1213
هوذة بن خليفة ت1194
الهيثم بن جميل ت1216
الهيثم بن عدي ت1215
وائل بن داود ت1168
واثلة بن الأسقع 1092-1141- 1173
واصل بن أبي جميل 1117
واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ 1100
وبرة بن عبد الرحمن 1172
وحشي بن حرب بن وحشي ت1193
وضاح بن حسان ت1154
وضاح بن عبد الله اليشكري أبو عوانة 1216
وعبد الأعلى بن عبدالواحد ت1138
وكيع بن الجراح 1099- 1102
الوليد بن كثير ت1206
الوليد بن محمد الموقري ت 1093
الوليد بن مزيد ت1092
الوليد بن مسلم ت1092
الوليد بن يزيد بن عبد الملك م1222
وهب بن وهب ت 1097
وهيب بن خالد ت1093
يحيى بن آدم 1166
يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة 1136(3/321)
يحيى بن أيوب الغافقي 1138
يحيى بن جعفر أبي طالب ت1154
يحيى بن حسان التنيسي ت1237
يحيى بن حماد الشيباني 1216
يحيى بن أبي زائدة ت1145
يحيى بن سعيد الأموي 1107
يحيى بن سعيد الأنصاري 1100-1189
يحيى بن سليم ت1191
يحيى بن أبي سليمان ت1205
يحيى بن سليمان الجعفي ت 1202
يحيى بن عباد أبو هبيرة 1121
يحيى بن عبد الحميد الحماني ت 1101
يحيى بن عبد الله البابلتي ت1238
يحيى بن عبد الله بن أبى قتادة السلمي 1187
يحيى بن عبد الله بن بكير المصري 1232
يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية ت1145
يحيى بن عثمان بن صالح ت 1114
يحيى بن العلاء ت1108-1109
يحيى بن أبي كَثِير 1094 –1198- 1105- 1149- 1167-1214
يحيى بن محمد الجاري ت1220
يحيى بن محمد بن محمد النيسابوري 1103
يحيى بن معين 1131
يزيد الرقاشي ت 1188
يزيد بن أبي حبيب 1137- 1140
يزيد بن البراء 1207.
يزيد بن حميد أبو التياح ت 1114
يزيد بن رومان ت1225
يزيد بن زريع 1200
يزيد بن سنان ت1224
يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني 1131
يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد 1206
يزيد بن عبد ربه الحمصي 1173
يزيد بن عياض ت1220
يزيد بن محمد الأيلي ت1224
يزيد بن هارون 1174-1198/ب
يعقوب بن الوليد أبو يوسف المديني 1235
يعقوب بن حميد بن كاسب ت1225-
يعقوب بن عبد الرحمن الاسكندرانيّ 1106- 1131
يعقوب بن عبد الله الأشعري ت1206
يعلى بن عبيد ت1202
اليمان بن عدي 1143- 1162
يوسف بن عدي ت1135
يوسف بن محمد بن المنكدر ت1146
يوسف بن يعقوب ت 1114
يونس بن أبي إسحاق ت1216
يونس بن حبيب الأصبهاني 1194
يونس بن عبد الأعلى الصدفي ت1167
يونس بن عبد الله الجرمي 1196
يونس بن عبيد ت1146
يونس بن محمد المؤدب ت1216
يونس بن يزيد الأيلي 1133- 1185
أبو، أو ابن، أو أم ونحوها
أبو أحمد الزبيري = انظر : محمد بن عبدالله
أبو الأحوص = انظر : سلام بن سليم
أبو إدريس الخولاني= انظر: عائذ الله(3/322)
أبو إسحاق السبيعي = انظر : عمرو بن عبد الله
أبو الأشعث الصنعاني = انظر : شراحيل بن آدة.
أبو الأشهب = انظر : جعفر بن حيان
أبو أمية بن يعلى ت 1188
أبو بحر البكراوي ت 1094
أبو بدر = انظر : شجاع بن الوليد
أبو بردة بن أبي موسى الأشعري1216
أبو بشر الأملوكي 1174
أبو بكر الحنفي = انظر : زهير الحنفي و عبد الله الحنفي
أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة ت1176
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث 1143- 1162
أبو بكر بن عمرو بن حزم 1176
أبو بكر بن عياش ت1216
أبو بكر النيسابوري = انظر : عبد الله بن محمد النيسابوري.
أبو بكر الهذلي ت 1093
أبو بكرة الثقفي = انظر : نفيع
أبو توبة = انظر : الربيع بن نافع ت1177
أبو جعفر الرازي = انظر : عيسى بن أبي عيسى
أبو حصين = انظر : عثمان بن عاصم
أبو داود الطيالسي انظر : سليمان بن داود
أبو راشد الحبراني ت1178
أبو رجاء = انظر : عمران بن ملحان العطاردي
أبو الزبير مكي = انظر : محمد بن مسلم
أبو الزناد = انظر : عبد الله بن ذكوان
أبو الزهراية = انظر : حدير بن كعب
أبو سباع ت1173
أبو سعيد الخدري = انظر : سعد بن مالك
أبو سفيان الجرشي 1167
أبو سلمة بن عبد الرحمن 1105- 1143- 1162- 1198- 1213-1214.
أبو السمح = انظر : دراج
أبو صالح = انظر : ذكوان السمان
أبو ضمرة = انظر : أنس بن عياض
أبو عمر الطحان = فضيل بن جرير الطحان
أبو عوانة = انظر : وضاح
أبو قتادة الأنصاري 1145-1160-
أبو قلابة: انظر= عبد الله بن زيد
أبو ليلى الكندي 1215
أبو ماجد الزيادي ت1225
أبو مجاهد = انظر : سعد الطائي
أبو مرثد الغنوي= انظر: كناز بن حصين
أبو المهلب الجَرْميُّ 1093
أبو هارون البكاء = انظر : محمد بن موسى
أبو هبيرة= انظر : يحيى بن عباد
أبو هريرة الدوسيّ 1089- 1094 - 1103- 1105- 1106- 1113- 1114- 11119- 1131- 1132- 1138- 1143- 1161- 1162-1163 1177- 1179- 1181- 1198- 1205- 1214- 1237.(3/323)
أبو الواصل ت1232
أبو الوليد الطيالسي = انظر : هشام بن عبد الملك
أبو اليسر = انظر : كعب بن عم
أبو اليمان = انظر : الحكم بن نافع
أم سلمة = انظر : هند بنت أبي أمية
أم مبشر الأنصارية 1187-
ابن أبي فديك= انظر : محمد بن إسماعيل
ابن أخي الزهري = انظر : محمد بن عبد الله
ابن سخبرة ت1228
ابن علية = انظر : إسماعيل بن إبراهيم ابن علية
ابن عمر بن أبي سلمة 1209-1211-
الأنساب،الألقاب، والكنى
الأعرج = انظر : عبد الرحمن بن هرمز
الأوزاعي = انظر : عبد الرحمن بن عمرو
الحميدي = انظر : عبد الله بن الزبير
الزهري = انظر :محمد بن مسلم
سعدان = انظر : سعيد بن يحيى
لوين = انظر : محمد بن سليمان المصيصي
كعب الأحبار = انظر : كعب بن ماتع
O11176
قَالَ ابن أبي حاتم :((قد غَلِطَ جَمَاعَةٌ صَنَّفُوا مُسْنَدَ أَبِي بَكْرٍ فَظَنُّوا أنَّ هَذَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَأدْخَلُوُه فِيهِ مِنْهُم: مُحَمَّدُ بنُ عَوْف الْحِمْصِيّ، وإِبْرَاهِيمُ بنُ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيّ وَغَيْرُهُمَا)).
إبراهيم بن يوسف الهسنجاني
1136
قال أبوحاتم :((لم يدرك يحيى بن إسحاق البراء، ولا أدرك والده البراء))
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
1130
قال أبوحاتم :((وهم فيه أبوضمرة..)).
أنس بن عياض
1198/أ
قال أبوحاتم :((وَكَانَ أَيُّوبُ قَدِمَ بَغْدَادَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ كُتُبُهُ وَكَانَ يُحَدّثُ مِنْ حِفْظِهِ عَلَى التّوَهُمِ فَيَغْلَطُ وَأَمَّا كُتُبُهُ فِي الأَصْلِ فَهي صَحِيْحَةٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ)).
أيوب بن عتبة
1168
قال أبوحاتم :((بهلول ذاهب الحديث)).
بهلول بن عبيد
1100
قال أبوزرعة :((هذا حديثٌ وهم))
جرير بن عبد الحميد
1209
قال أبوحاتم :((نفض جعفر بن سليمان رجلاً والصحيح حديث حماد بن سلمة))
جعفر بن سليمان الضبعي
1208
قال أبوحاتم :((ضعيف الحديث))
الحارث بن عمران الجعفري
1184
قال أبوحاتم :((هذا عندي مرسل))(3/324)
الحسن البصري عن سمرة بن جندب، وعن عقبة بن عامر
1095
قال أبوحاتم :((ضعيف الحديث))
حسن بن عطية
1117
قال أبوحاتم :((الحسن بن علي بن عاصم مات قديما لم يدركه، وهو شيخ، وهذا الحديث لا أدري كيف هو!، واصل عن أبي قلابة لا يجيء، ولا أعلم أحداً روى هذا عن الأوزاعي غيره)).
الحسن بن علي بن عاصم
1165
قال ابن أبي حاتم :((قلتُ: فتعرف الحسن بن مسلم ؟ قال: لا ولكن تدل روايتهم على الكذب)).
الحسن بن مسلم
1152
قال أبوحاتم :((حفص بن عمر هذا هو: ابن بيان، وحفص مجهول، وأبوه معروف)).
حفص بن عمر الثقفي
1211
قال أبوحاتم :((أضبط الناس لحديث ثابت وعلي بن زيد، حماد بن سلمة بين خطأ الناس))
حماد بن سلمة
1181
قال أبوحاتم :((دراج في حديثه صنعة)).
دراج أبوالسمح
1144
قال أبوحاتم :((هَذَا حَدِيثٌ باطِلٌ، وزُرْعَةُ، وعِمْرَانُ جَمِيعًا ضَعِيفَيْنِ))
زرعة بن عبد الله
1116
قال أبوحاتم :((زهير هذا هو أبوبكر الحنفي)).
زهير الحنفي
1189
قال أبوحاتم :((ضعيف))
زيد بن جبيرة
1097
قال أبوحاتم :((لا أعلمُ لسالمٍ حديثاً مسنداً -يعني في هذا الباب -))
سالم بن عجلان الأفطس
1210
قال أبوحاتم :((عن سمرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أصح لأنّ ابن أبي عروبة حدث به قديما فقال: عن سمرة وبآخره شك فيه)).
سعيد بن أبي عروبة
1124
قال أبوحاتم :((وسليمانُ، وسفيانُ مجهولان)).
سفيان الزيات
1118
قال أبوحاتم :((لأنّ الثوري أحفظ)).
سفيان بن سعيد الثوري
1161
قيل لأَبِي زُرْعَةَ : الوَهْمُ ممنْ هُوَ ؟ قَالَ : إمَّا مِنْ الْفِرْيَابِيّ، وإمَّا مِنْ الْثَّورِيّ.
1180
قال أبوحاتم :((سفيان أحفظ من إسرائيل))
1215
قال أبوحاتم وأبوزرعة:((سفيان أحفظ من شعبة، وحديث الثوري اصح)).
1206
قال أبوحاتم :((هذا خطأ أخطأ فيه ابن عيينة)).
سفيان بن عيينة
1124
قال أبوحاتم :((وسليمانُ، وسفيانُ مجهولان)).
سليمان بن سليم
1163(3/325)
قال أبوحاتم :((وسليمان بن سليم هو سليمان بن أرقم))،
سليمان بن سليم
1179
قال أبوزرعة :((قصر به شعبة))
شعبة بن الحجاج
1171
قال أبوزرعة :((وَهِمَ شُعْبَةُ عِنْدِي في هَذا الحَدِيثِ)).
1196
قال أبوحاتم :((وكان أكثر خطأ شعبة في أسماء الرواة)).
1197
قال أبوحاتم :((شعبة أحفظ))- أي أحفظ من أبي الأحوص سلام بن سليم-.
1114
قال أبوحاتم :((طَلْق بنُ غَنَّام، هو ابنُ عم حفص بن غياث وهو كاتب حفص بن غياث روى حديثاً منكراً عن شَريك، وقيس، عن أبي حَصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :((أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك)) قال أبي : ولم يرو هذا الحديثَ غيرهُ.
طلق بن غنام
1140
قال أبوحاتم :((فَإِنْ كَانَ عَبْدُ الْحَمِيد سَمِعَهُ وحَفِظَهُ فَإِنَّ مَحَلّهُ الْصِّدْق))
عبد الحميد بن جعفر
1165
قال ابن أبي حاتم :((قلتُ: تعرف عبد الكريم هذا ؟ قال: لا، قلتُ: فتعرف الحسن بن مسلم ؟ قال: لا ولكن تدل روايتهم على الكذب)).
عبد الكريم بن عبد الكريم الناجي
1138، 1166
قال أبوحاتم :((أبوالزناد لم يَسْمَعْ مِنْ ابن عمر شيئاً))، وقال أيضاً :((عبد الله بْنُ ذَكْوَانَ هُوَ أبوالْزِّنَاد، ولم يَرَ ابْنَ عُمَرَ، وبَيْنَهُمَا عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ)).
عبد الله بن ذكوان أبوالزناد
1163
قال أبوحاتم :((شيخ ليس بالمشهور))
عبد الله بن سليم
1220
قال أبوحاتم :((ورواه ابن سمعان مع لينه))
عبد الله بن سمعان
1131
قال أبوحاتم :((وكان يحيى بن معين حمل على فليح، وعلى أبي أويس))
عبدالله بن عبدالله أبوأويس
1104
قال أبوحاتم :((ابن لهيعة لم يسمع من سعد بن سعيد))
عبد الله بن لهيعة
1183
قال أبوحاتم :((ولا أعلم ابن لهيعة سمع من بكير))
1233-1234
قال أبوحاتم :((هَذَا مِنْ تَخَالِيْطِ ابنِ لَهِيْعَة، وَمَنْ لا يَفْهَمُ يَسْتَغرِب هَذَا، وَهُوَ عِنْدي خَطأ،))
1092(3/326)
قال أبوحاتم :((وَهِمَ ابنُ المبارك في زيادته أبا إدريس))
عبدالله بن المبارك
1185
قال أبوحاتم :((أخطأ ابن وهب في هذا الحديث الليث لا يقول عن الزبير)).
عبد الله بن وهب
1119
قال أبوحاتم :((ضبط ابنُ جريج هو : عطاء بن مينا)).
عبد الملك بن جريج
1177
قال أبوحاتم :((وأبووهب : هو عبيدالله بن عمرو الرقي)).
عبيد الله بن عمرو الأسدي
1095
قال أبوحاتم :((ضعيف الحديث))
عطية بن سعد العوفي
1227
قال ابن أبي حاتم :((حافظ حديث الزهري))
علي بن الحسين بن الجنيد
1209
قال أبوحاتم :((اختصر عفان من الحديث شيئاً))
عفان بن مسلم الصفار
1152
قال أبوحاتم :((حفص بن عمر هذا هو: ابن بيان، وحفص مجهول، وأبوه معروف)).
عمر بن بيان الثقفي
1144
قال أبوحاتم :((هَذَا حَدِيثٌ باطِلٌ، وزُرْعَةُ، وعِمْرَانُ جَمِيعًا ضَعِيفَيْنِ))، وقال أيضاً :((وهَذَا حَدِيثٌ باطِلٌ مَوْضُوعٌ، وكَانَ ذَلكَ مِنْ عِمْرَان)).
عمران بن أبي الفضل
1123
قال أبوحاتم :((كذا حدثنا عمرو بن عون وأحسبه قد غلط…))
عمرو بن عون
1228
قال أبوحاتم :((عمرو بن هاشم البيروتي قدم عليهم مصر وكتب عن هقل)).
عمرو بن هاشم البيروتي
1115
قال أبوحاتم :((أخطأ أبونُعيم في هذا الحديث)).
الفضل بن دكين
1188
قال أبوحاتم :((أبونُعيم أخطأ فيه))
1131
قال أبوحاتم :((وكان يحيى بن معين حمل على فليح، وعلى أبي أويس))
فليح بن سليمان
1172
قال أبوحاتم :((قدامة ليس بقويّ)).
قدامة بن شهاب
1156
قال أبوحاتم :((ضعيف الحديث)).
كلثوم بن جوشن
1232
قال أبوحاتم :((لم يَسْمَعْ اللَّيْثُ من مِشْرَح شَيْئاً، ولا رَوَى عَنْه شَيْئاً)).
الليث بن سعد
1230
قال أبوحاتم :((ماضي لا أعرفه)).
ماضي بن محمد
1108-1109
قال أبوحاتم :((شيخ مجهول))
محمد بن إبراهيم
1176
قال أبوحاتم :((ليس لأبيه صحبة))
محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم
1095
قال أبوحاتم :((ضعيف الحديث))
محمد بنُ حسن بن عطية
1228(3/327)
قال أبوحاتم :((بن أبي كريمة ضعيف الحديث)).
محمد بن سليمان بن أبي كريمة
1220
قال أبوزرعة وأبوحاتم :((لم يسمع ابن أبي ذئب من عطاء))
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب
1176
قَالَ ابن أبي حاتم :((قد غَلِطَ جَمَاعَةٌ صَنَّفُوا مُسْنَدَ أَبِي بَكْرٍ فَظَنُّوا أنَّ هَذَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الصديق فأدخلوه فِيهِ مِنْهُم: مُحَمَّدُ بنُ عَوْف الْحِمْصِيّ، وإِبْرَاهِيمُ بنُ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيّ وَغَيْرُهُمَا)).
محمد بن عوف الحمصي
1222
قال أبوحاتم :((فلو كان سمع من جابر لم يحدث عن رجل عن طاووس مرسل))،
محمد بن المنكدر
1223
قال أبوحاتم :((أَخْشَى أَنْ يَكُونَ وَهِمَ ابنُ أَبِي عُمَرَ فِي الكَلاَمِ الأَخِيرِ لأَنَّ ابنَ عُيَيْنَة يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ : اِبْتَغُوا الْغِنَى فِي النِّكَاحِ)).
محمد بن يحيى بن أبي عمر
1161
قيل لأَبِي زُرْعَةَ : الوَهْمُ ممنْ هُوَ ؟ قَالَ : إمَّا مِنْ الْفِرْيَابِيّ، وإمَّا مِنْ الْثَّورِيّ.
محمد بن يوسف الفريابي
1231
قال أبوحاتم :((له صحبة))
المستورد بن شداد
1167
قال ابن أبي حاتم :((قُلْتُ لأَبِي : مَنْ مُسْلِمُ بنُ جُبَيْر ؟ قَالَ : هُوَ مِصْرِيٌّ)).
مسلم بن جبير
1173
قال أبوحاتم :((معاوية بن يحيى هو الصدفي))
معاوية بن يحيى
1093
قال أبوحاتم :((لم يتُابع مَعْمَر على تَوْصِيل هذا الحديث))
معمر بن راشد
1091
قال أبوزرعة :((وَهِمَ فيه مكيُّ))
مكي بن إبراهيم
1219
قال أبوحاتم :((ولا أراه إلاّ ومندل قد دلسه عن هشام))
مندل بن علي
1116
قال أبوحاتم :((ووهم مؤمل في لفظ متن هذا الحديث))
مؤمل بن إسماعيل
1107
قال أبوحاتم :((نافع أخذ عن عبد الله بن دينار هذا الحديث- حديث "نهى عن بيع الولاء، وعن هبته" -، ولكن هكذا قال)).
نافع مولى ابن عمر
1162(3/328)
قال أبوزرعة :((رَوَى نُعَيْمُ بنُ حَمَّاد، عَنْ بَقِيَّةَ أحَادِيثَ لَيْسَتْ مِنْ حَدِيثِ بَقِيَّة أَصْلاً))
نعيم بن حماد الخزاعي
1151
قال أبوحاتم :((ولَمْ يَضْبِطْ أبوتَقِيِّ، عَنْ بَقِيَّةَ، وكان بَقِيَّةُ لا يذَكَرَ الخَبَر فِي مِثْلِ هَذَا)).
هشام بن عبد الملك اليزني أبوتقي
1160
قال أبوحاتم :((هذا حديث باطل كذب، قد أدخل على هشام)).
هشام بن عمار
1117
قال أبوحاتم :((واصل عن أبي قلابة لا يجيء))
واصل بن أبي جميل
1099
قال أبوحاتم :((هذا أصح من حديث وكيع))
وكيع بن الجراح
1136
قال أبوحاتم :((لم يدرك يحيى بن إسحاق البراء، ولا أدرك والده البراء))
يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
1137
قال أبوحاتم :((ويَزِيدُ لم يَسْمَعْ مِنْ الزُّهْرِيّ إِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ)).
يزيد بن أبي حبيب
1140
قال أبوحاتم :((ولا أَعْلَمُ يَزَيْدَ بنَ أَبِي حَبِيب سمع مِنْ عَطَاء شَيْئاً)).
1131
قال أبوحاتم :((وكان يعقوب الإسكندراني من أهل المدينة سكن الإسكندرية))
يعقوب بن عبد الرحمن
1235
قال أبوحاتم :((ضعيف الحديث)).
يعقوب بن الوليد المديني
1143
قال أبوحاتم :((اليمان هذا شيخ ضعيف الحديث))
اليمان بن عدي
1092
قال أبوحاتم :((لا أعلم أبا إدريس روى عن واثلة شيئاً))
أبوإدريس خولاني
1094
قال أبوحاتم : ((لا يسمى))
أبوإسحاق، عن أبي هريرة
1208
قال أبوحاتم :((ضعيف الحديث))
أبوأمية بن يعلى
1174
قال أبوحاتم :((لا أعرفه))
أبوبشر
1167
قال ابن أبي حاتم :((قُلْتُ : فأبوسُفْيَانَ مَنْ هُوَ ؟ قَالَ: هُوَ الشَّامِيُّ، إنْ لَمْ يَكُنْ الَّذِي رَوَى عَنْه يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ رَجُلٍ مِنْ أهَلِ الشَّامِ عَنْ بَجِيرِ بنِ رَيْسَان، عَنْ عُبَادَةَ فِي الصَّلاةِ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ قَالَ: لا أَدْرِي مَنْ هُوَ)).
أبوسفيان الجرشيO
المسألة الفقهيةSs ... sSO1رقم المسألةs(3/329)
رأي أبي زرعة في مسألة القيام عند رؤية الجنازة.Ss ... s1100s
توجيه أبي حاتم للنهي عن الخرص.Ss ... s1139s
بيان أبي زرعة لمعنى بيع الحصاة.Ss ... s1138s
الزيادة في المهرSs ... s1213s
رأي أبي حاتم في المسألة من غاب عن زوجته مدة ولم ينفق عليها أنه تلزمه النفقة لما مضىOSs ... s1217s
sSO1أبرت 1122Ss
sاحتكر 1155Ss
sإسعاد 1096Ss
sأسلم 1158Ss
sأسوة الغرماء 1143Ss
sأكفاء 1236Ss
sأهل الصفة 1116Ss
sالبز 1144Ss
sتعضية 1176Ss
sتحفّلوا 1119Ss
sالتيس1232Ss
sالجدر 1185Ss
sجريدة 1099Ss
sجلب 1096Ss
sجنب 1096Ss
sحائك 1236Ss
sحبل الحبلة 1171Ss
sحجام 1236Ss
sالخَرْص 1139Ss
sالخز 1144Ss
sخل 1133Ss
sالدبّ 1102Ss
sرقاع 1124Ss
sرَمَلَ 1102Ss
sالرهن مركوب ومحلوب 1113Ss
sالريطة 1103Ss
sسحولية 1103Ss
sشراج الحرة 1185Ss
sشغار 1096Ss
sصنعة 1181Ss
sضاريا 1153Ss
sضربة الغائص 1108Ss
sطلاء 1133Ss
sعرصة 1174Ss
sالعزل 1233Ss
sعسب الفحل 1137Ss
sعَقْرَ 1096Ss
sعهدة الرقيق ثلاث 1184Ss
sالغرر 1138Ss
sالغلمة 1189Ss
sفليشقص 1152Ss
sقصر به 1179Ss
sالقطاف 1165Ss
sقلاص 1167Ss
sالكرسف 1103Ss
sما أدركت الصفقة حيا مجموعا 1182Ss
sالمجازفة 1166Ss
sمحاشهن 1229Ss
sالمحل1232Ss
sالمحلل له 1232Ss
sمخنثي الرجال 1239Ss
sالمخوص 1190Ss
sمذكرات النساء 1239Ss
sمصراة 1161Ss
sالمكاتبة 1137Ss
sمنّ 1176Ss
sيطروا 1151Ss
sيعسروا 1151Ss
sيمطلوا 1151OSs
الكتابSs ... sSO1رقم المسألةs
مسند أبي بكر الصديق لمحمد بن عوف الحمصيSs ... s1176s
مسند أبي بكر الصديق لإبراهيم بن يوسف الهسنجانيSs ... s1176s
كتب ابن جريجSs ... s1224s
كتاب النكاح لأبي زرعةOSs ... s1199-1200s
فهرس القواعد والفوائد الحديثية
قال أبو حاتم :(( أهل الشام أعرف بحديثهم من الغرباء ))Ss ... sSO11092s
سلوك الجادةSs ... s1092- 1106-1146-1147-1209-s(3/330)
أصحاب أيوب السختيانيSs ... s1093، 1171،1194s
أصحاب يحيى بن ابي كثيرSs ... s1094s
تقديم عُقيل بن خالد على شعيب بن أبي حمزة في الزهريSs ... s1094s
الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرةSs ... s1095s
نقد العلماء لرواية معمر بن راشد، عن ثابت البنانيSs ... s1096s
الحسن البصري لم يسمع من عمران بن حصينSs ... s1096s
أصحاب يحيى بن سعيد الأنصاريSs ... s1100s
أكثر أخطاء شعبة في أسماء الرجالSs ... s1102-1196s
أصحاب قتادة بن دعامة السدوسيSs ... s1090، 1103، 1148، 1184، 1194s
نقد العلماء لسلسلة قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاًSs ... s1103s
ضعف جميع الأحاديث الواردة في أنّ الربا أشد من الزناSs ... s1105-1132-1159-1170s
أصحاب سفيان بن سعيد الثوريSs ... s1107-1115-1149-1180-1190-s
أصحاب عبد الله بن دينارSs ... s1107s
بيان أنّ حديث :((نهى عن بيع الولاء، وعن هبته)) لا يصح إلاّ من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً بهذا اللفظ.Ss ... s1107s
أصحاب عمرو بن دينارSs ... s1111- 1119-s
أصحاب الأعمش Ss ... s1113-s
أصحاب الزهريSs ... s1122، 1133، 1143، 1199-1200s
رواية يزيد بن أبي حبيب عن الزهري، وعطاء بن أبي رباح مكاتبة ومع ذلك اعتمدها الأئمة في صحاحهم.Ss ... s1137-1140s
تقديم بحير بن سعد على ثور بن يزيد في خالد بن معدان في رأي الإمام أحمد.Ss ... s1128s
أصحاب مالك بن أنس Ss ... s1091، 1143s
أصحاب نافع مولى ابن عمرSs ... s1125، 1183، s
قاعدة ابن حبان في توثيق المجاهيلSs ... s1152s
سماع محمد بن إبراهيم التيمي من أنس بن مالك فيه نظرSs ... s1137s
سعيد بن أبي عروبة لم يسمع من الحكم بن عتيبةSs ... s1154s
الحسن البصري لم يسمع من أبي سعيد الخدريSs ... s1156s
عمرو بن دينار لم يسمع من البراء بن عازبSs ... s1178s
أصحاب ابن جريجSs ... s1176s
أصحاب أبي إسحاق السبيعي Ss ... s1180-1215-1216s(3/331)
عبيد الله بن موسى من أثبت الناس في إسرائيل بن يونسSs ... s1180s
أصحاب الأوزاعيSs ... s1182s
أصحاب يونس بن عبيدSs ... s1184s
الحسن البصري لم يسمع من عقبة بن عامرSs ... s1184s
ونقد العلماء لرواية ابن علية عن ابن جريجSs ... s1224s
خالد بن يزيد المصري متقن لحديث سعيد بن أبي هلال.Ss ... s1206s
إسماعيل بن خليفة الكوفي يخطيء في روايته عن الثوريSs ... s1195s
أصحاب الليث بن سعد Ss ... s1232s
أصحاب حماد بن سلمة، وتقديم عفان بن مسلم على جميع أصحاب حماد بن سلمةSs ... s1209s
أصحاب ثابت البناني، وتقديم حماد بن سلمةعلى جميع أصحاب ثابت البناني Ss ... s1209s
ثابت البناني لم يسمع من عمر بن أبي سلمة Ss ... s1209s
قال أبو حاتم :((فلو كان سمع من جابر لم يحدث عن رجل عن طاووس مرسل )).Ss ... s1222s
أصحاب الحسن البصري Ss ... s1193s
أصحاب شعبة بن الحجاجOSs ... s1197s
فهرس الأطراف
الصحابيّOSs ... الراوي عنهs ... طرف المتنs ... sSO1رقم المسألةs
سمرة بن جندبSs ... الحسن البصريs ... اذا زوج الوليان فهو للأولs ... sSO11210s
انس بن مالكSs ... اسحاق بن عبد اللهs ... نساء الأنصار لهن غيرةs ... s1198/بs
اسحاق بن عبد اللهSs ... حماد بن سلمةs ... نساء الأنصار لهن غيرةs ... s1198/بs
عقبة بن عامرSs ... الحسن البصريs ... اذا زوج الوليان فهو للأولs ... s1210s
عبد الله بن ابي بكرSs ... المهاجر بن عكرمةs ... ان فلانا يذكر فلانةs ... s1198/أs
عائشة أم المؤمنينSs ... أبو سلمةs ... ان فلانا يذكر فلانةs ... s1198/أs
هريرةSs ... أبو سلمةs ... لا تنكح المرأة على عمتهاs ... s1214s
هريرةSs ... عبيد الله بن عبدالله، قبيصة بن ذؤيبs ... نهى أن تنكح المرأة على عمتهاs ... s1205s
عبد الله بن عمرSs ... سالم بن عبد اللهs ... نهى أن يجلس الرجل على مائدة s ... s1205s(3/332)
عائشة بنت أبي بكرSs ... عروة بن الزبيرs ... تخيروا لنطفكمs ... s1208s
عائشة بنت أبي بكرSs ... عروة بن الزبيرs ... انكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهمs ... s1219s
عائشة بنت أبي بكرSs ... عروة بن الزبيرs ... أعظم نساء أمتي بركة أصبحهن وجهاs ... s1228s
معقل بن يسارSs ... الحسن البصري، وقتادة بن دعامةs ... ما كان شيء أعجب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم من النساءs ... s1218s
محمد بن المنكدرSs ... يعقوب بن الوليد أبو يوسفs ... عفوا تعف نساؤكمs ... s1235s
عبد الله بن عمرSs ... نافع، وابن أبي مليكةs ... العرب بعضها لبعض أكفاءs ... s1236s
سلمان الفارسيSs ... أبو ليلى الكندي، أوس بن ضمعجs ... لا نؤمكم ولا ننكح نساءكمs ... s1215s
عمر بن الخطابSs ... محمد بن عجلان، هشام بن عروةs ... ابتغوا الْغِنَى فِي النِّكَاحِs ... s1223s
عمر بن الخطابSs ... نافعs ... مروا أهل المدينة أن يقدموا على نسائهمs ... s1217s
عبد الله بن عمرSs ... ميسرة الأشجعيs ... لعن الله المسوفاتs ... s1226s
عبد الله بن عمرSs ... ميسرة الأشجعيs ... لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تبيت ليلة حتى تعرض نفسهاs ... s1226s
عبد الله بن عمر Ss ... مجاهد بن جبرs ... الزنا يورث الفقرs ... s1230s
عبد الله بن عباسSs ... عكرمة مولى ابن عباسs ... لعن مخنثي الرجال ومذكرات النساءs ... s1239s
علي بن أبي طالب (أثر)Ss ... الأغر بن حنظلة، أو الأغر بن سليكs ... ثلاثة يبغضهم الله تعالى الشيخ الزانيs ... s1197s
علي بن أبي طالب (أثر)Ss ... علي بن عمارة، أو عمارة بن ربيعةs ... هذا إذا بلغ مثل هذا خيرs ... s1196s
عمران بن حصينSs ... أبو رجاء عمران بن تميمs ... نظرت في الجنة فإذا أكثر أهلهاs ... s1194s
عبد الله بن عباسSs ... أبو رجاء عمران بن تميمs ... نظرت في الجنة فإذا أكثر أهلهاs ... s1194s(3/333)
انس بن مالكSs ... الحسن البصريs ... الدعوة أول يوم حقs ... s1193s
الحسن البصريSs ... s ... الدعوة أول يوم حقs ... s1193s
الحسن بن علي بن أبي طالبSs ... الحسن بن الحسنs ... من سعادة المرء أن تكون زوجتهs ... s1192s
عائشة بنت أبي بكرSs ... القاسم بن محمدs ... اظهروا النكاحs ... s1191s
عبد الرحمن بن ابزىSs ... أبو إسحاق السبيعيs ... اعلم أنّ المرأة الصالحة لزوجها كالملك (قول داود عليه السلامs ... s1190s
ابزى الخزاعيSs ... عبد الرحمن بن ابزىs ... اعلم أنّ المرأة الصالحة لزوجها كالملك (قول داود عليه السلامs ... s1190s
جابر بن عبد اللهSs ... محمد بن المنكدرs ... لا طلاق قبل نكاحs ... s1220، 1222s
علي بن أبي طالبSs ... عبد الله بن عباسs ... لا طلاق قبل نكاحs ... s1220s
عبد الله بن عباسSs ... طاووس بن كيسانs ... لا طلاق قبل نكاحs ... s1220s
طاووس بن كيسانSs ... مبهمs ... لا طلاق قبل نكاحs ... s1220،1222s
انس بن مالك Ss ... يحيى بن سعيدs ... خير نسائكم العفيفة الغلمةs ... s1189s
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
ام سلمةSs ... أبو سلمة بن عبدالرحمنs ... ان شئت سبعت لك وإن سبعت لكs ... s1213s
انس بن مالكSs ... أبو قلابة الجرميs ... للبكر سبع وللثيب ثلاثs ... s1221s
سلمة : أبو سلمة بن عبد الرحمنSs ... أبو إسحاق السبيعيs ... ان شئت سبعت لك وإن سبعت لكs ... s1213s
انس بن مالكSs ... ثابت البنانيs ... أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمةs ... s1209s
ام سلمةSs ... عمر بن أبي سلمةs ... أن النبيّ صلى الله عليه وسلم تزوجهاs ... s1209، 1211s
هريرةSs ... سعيد المقبريs ... لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل لهs ... s1237s
سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي Ss ... الليث بن سعدs ... الا أخبركم بالتيس المستعارs ... s1232s(3/334)
عقبة بن عامرSs ... مشرح بن هاعانs ... الا أخبركم بالتيس المستعارs ... s1232s
عقبة بن عامرSs ... مشرح بن هاعانs ... لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهنs ... s1229s
سعد بن مالك أبو سعيد الخدريSs ... عطاء بن يسارs ... في تفسيرقوله تعالى { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } s ... s1225s
عبد الله بن عمرSs ... زيد بن أسلمs ... في تفسيرقوله تعالى { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } s ... s1225s
عبد الله بن عمرSs ... نافع مولى ابن عمرs ... في تفسيرقوله تعالى { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } s ... s1225s
خزيمة بن ثابتSs ... عمارة بن خزيمة، هرمي بن عبد اللهs ... لا تأتوا النساء في أدبارهنs ... s1206s
عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعريSs ... أبو بردةs ... لا نكاح إلاّ بوليs ... s1216s
علي بن أبي طالبSs ... الحكم بن عتيبةs ... لا نكاح إلاّ بوليs ... s1188s
الحكم بن عتيبةSs ... ابن أبي ليلىs ... لا نكاح إلاّ بوليs ... s1188s
عائشة بنت أبي بكر الصديقSs ... عروة بن الزبيرs ... لا نكاح إلاّ بوليs ... s1224s
ام مبشرSs ... جابر بن عبد اللهs ... إن ذلك لا يصلحs ... s1187s
عبد الله بن مسعود Ss ... عمرو بن دينارs ... فكيف لك بأقدار قد قدرت، وأقلام قد جفتs ... s1186s
أنس بن مالكSs ... قتادة بن دعامةs ... اذا نظر أحدكم إلى امرأة فليات أهلهs ... s1238s
عبد الله بن مسعودSs ... أبو إسحاق السبيعيs ... اذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليقم إلى أهلهs ... s1180s
انس بن مالكSs ... الزهريs ... نهى عن أجر عسب الفحلs ... s1137s
انس بن مالكSs ... حميد الطويلs ... ان لم يثمرها الله فبم يستحل أحدكم مال اخيهs ... s1129s
انس بن مالكSs ... بديل بن ميسرةs ... خصلتان لا يحل منعهما: الماء والنارs ... s1126s
انس بن مالكSs ... الربيع بن أنسs ... كذب اليهودي، أنا خير من بايعs ... s1124s(3/335)
انس بن مالكSs ... زهير الحنفي ابو بكرs ... فباع النبي صلى الله عليه وسلم متاعه فيمن يزيدs ... s1116s
انس بن مالكSs ... ثمامة بن عبد الله، ثمامة بن النضرs ... جافي الأرض عن جثتهs ... s1090s
انس بن مالكSs ... ثابت البنانيs ... لا إسعاد في الإسلام، ولا شغار…s ... s1096s
ايوب الأنصاري أبوSs ... جبير بن نفيرs ... كيلوا طعامكم يبارك لكمs ... s1164s
ايوب الأنصاري أبوSs ... المقدام بن معدي كربs ... كيلوا طعامكم يبارك لكمs ... s1164s
البراء بن عازبSs ... يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحةs ... الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل اتيانs ... s1136s
بريدة بن الحصيبSs ... عبد الله بن بريدةs ... من حبس العنب أيام القطاف ليبيع من يهودي أو نصرانيs ... s1165s
بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ( ابو بكرSs ... الزهريs ... أيما امريء أفلس وعنده مال امريء بعينه..s ... s1143،1162s
بكر بن عمرو بن حزم ( أبو بكر بن عمروSs ... محمد بن أبي بكرs ... لا تعضية في الميراث إلاّ أن يكون المال..s ... s1176s
بكرة الثقفي أبوSs ... بحر بن مرارs ... إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير…s ... s1099s
بكرة الثقفي أبوSs ... عبدالرحمن بن جوشنs ... لقد رايتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاد نرمل بها رملاs ... s1099s
بكرة الثقفي أبوSs ... عبد الرحمن بن ابي بكرةs ... إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير…s ... s1099s
جابر بن زيدSs ... قتادة بن دعامةs ... ليس بين الأب وبين ابنه رباs ... s1127s
جابر بن عبد اللهSs ... عطاء بن أبي رباحs ... ان اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَنَازِيرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْأَصْنَامِs ... s1140s
جابر بن عبد اللهSs ... أبو قتادةs ... من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامةs ... s1160s
جابر بن عبد اللهSs ... محمد بن المنكدرs ... غفر الله لرجل كان قبلكم سهلا إذا باعs ... s1147s(3/336)
جابر بن عبد اللهSs ... محمد بن المنكدرs ... رحم الله عبدا إذا باع سمحاs ... s1146s
جابر بن عبد اللهSs ... محمد بن المنكدرs ... كل معروف صدقةs ... s1146s
جابر بن عبد الله Ss ... أبو الزبير المكيs ... زجر عن الخرص، وقال : ارأيتم إن أهلك الثمر..s ... s1139s
جابر بن عبد اللهSs ... أبو الزبير المكيs ... بعث عبد الله بن رواحة إلى خيبر يخرصs ... s1139s
جابر بن عبد اللهSs ... أبو الزبيرs ... الكفن من جميع المالs ... s1098s
جابر بن عبد اللهSs ... محارب بن دثارs ... صل ركعتينs ... s1112s
جابر بن عبد اللهSs ... يحيى بن عبادs ... ان النبيّ صلى الله عليه وسلم اشترى من جابر بعيراً..s ... s1121s
جابر بن عبد اللهSs ... محارب بن دثارs ... قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وزادني واشترط..s ... s1123s
حذيفة بن اليمانSs ... مسلم بن مخراقs ... من احتكر طعام المسلمين فليس مناs ... s1155s
حذيفة بن اليمانSs ... ربعي بن حراشs ... تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكمs ... s1135s
الحسن البصريSs ... قتادة بن دعامةs ... ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثوب نجراني وريطتينs ... s1103s
رفاعة بن رافعSs ... عبيد بن رفاعةs ... يا معشر التجار إنّ الله عز وجل باعثكم يوم القيامة فجاراًs ... s1178s
الزبير بن العوامSs ... عبد الله بن الزبيرs ... اسق يا زبير ثم أرسل إلى جاركs ... s1185s
الزبير بن العوامSs ... عروة بن الزبيرs ... اسق يا زبير ثم أرسل إلى جاركs ... s1185s
سعد بن مالك أبو سعيد الخدريSs ... عياض بن عبد اللهs ... خذوا ما وجدتم ليس لكم غيرهs ... s1169s
سعد بن مالك أبو سعيد الخدريSs ... عطية العوفيs ... من أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيرهs ... s1158s
سعيد الخدري (أبوSs ... ذكوانs ... الذهب بالذهبs ... s1106،
1131s(3/337)
سعيد الخدري (أبوSs ... سالم بن عبد اللهs ... الدينار بالدينار والدرهم بالدرهمs ... s1157s
سعيد الخدري أبوSs ... عطية العوفيs ... لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعةs ... s1095s
سعيد الخدري أبوSs ... ابراهيم النخعيs ... نهى أن يستأجر الاجير حتى يعلم أجرهs ... s1118s
سعيد الخدري أبوSs ... شهر بن حوشبs ... نهى عن شراء ما في بطون الأنعام حتى تضعs ... s1108-1109s
سعيد بن المسيبSs ... صالح بن كيسانs ... سئل عن رجل استأجر أجيرا يحفر لهs ... s1163s
سمرة بن جندبSs ... الحسن البصريs ... عهدة الرقيق ثلاثs ... s1184s
سمرة بن جندبSs ... أبو المهلبs ... عليكم بهذا البياض فليلبسه احياؤكم..s ... s1093s
سمرة بن جندبSs ... أبو قلابةs ... عليكم بهذا البياض فليلبسه احياؤكم..s ... s1093s
عائشةSs ... ابن أبي مليكةs ... ان الدرهم من رباً أعظم عند الله من سبع وثلاثين زنيةs ... s1159s
عائشة بنت أبي بكرSs ... عمرة بنت عبدالرحمنs ... كسر عَظم الميت ميتاً ككسره وهو حيّs ... s1104s
عائشة بنت أبي بكرSs ... القاسم بن محمدs ... ان الميت يؤذيه في قبره ما يؤذيه في بيتهs ... s1104s
عبادة بن الصامتSs ... قبيصة بن ذؤيبs ... لا بأس بالقمح بالشعير اثنين بواحدs ... s1148s
عبادة بن الصامتSs ... أبو الأشعث الصنعانيs ... لا بأس بالقمح بالشعير اثنين بواحدs ... s1148s
عبادة بن الصامت (أثر)Ss ... بحير بن ريسانs ... زجرهم أن يصلوا إذا تروح الإمام في رمضان فجعل يزجرهم وهم لا يبالون ولا ينتهونs ... s1167s
عبد الله بن الزبيرSs ... عروة بن الزبيرs ... اسق يا زبير ثم أرسل إلى جاركs ... s1185s
عبد الله بن زيد –أثر-Ss ... واصل بن أبي جميلةs ... انه كان لا يرى بأساً أنْ يستقرضَ الرجلُ الخبزَ من الجيرانs ... s1117s(3/338)
عبد الله بن عباسSs ... سعيد بن جبيرs ... ربا –قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في بيع حبل الحبلة-.s ... s1171s
عبد الله بن عباسSs ... سعيد بن جبيرs ... يا معشر التجار إنّ الله عز وجل باعثكم يوم القيامة فجاراًs ... s1178s
عبد الله بن عباسSs ... عكرمة مولى ابن عباسs ... نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئةs ... s1149s
عبد الله بن عباسSs ... عكرمة مولى ابن عباسs ... فضعوا وتعجلواs ... s1134s
عبد الله بن عباسSs ... طاووسs ... المكيال مكيال أهل المدينةs ... s1115s
عبد الله بن عباسSs ... طاووس، عطاء بن أبي رباحs ... مَنْ ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يَسْتوفيَهs ... s1111s
عبد الله بن عباسSs ... ميمون بن مهران، ومهران أبو صفوانs ... (( تجارة الأمير فيه))، تفسير قوله تعالى { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } .s ... s1110s
عبد الله بن عباسSs ... طاووسs ... الربا نيف وسبعون باباً، أهون باب من الرباs ... s1170s
عبد الله بن عباس (موقوف)Ss ... عطية العوفيs ... من أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيرهs ... s1158s
عبد الله بن عباس-موقوف- Ss ... يحيى بن ابي كثيرs ... الربا بضع وسبعون باباًs ... s1105s
عبد الله بن عمر Ss ... سالم بن عبد اللهs ... ما أدركت الصفقةُ حيا مجموعا فهو من مال المشتريs ... s1182s
عبد الله بن عمرSs ... سعيد بن جبيرs ... ربا –قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في بيع حبل الحبلة-.s ... s1171s
عبد الله بن عمر Ss ... وبرة بن عبدالرحمنs ... عمل الرجل بيده وكل بيع مبرورs ... s1172s
عبد الله بن عمرSs ... نافع مولى ابن عمرs ... التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامةs ... s1156s
عبد الله بن عمرSs ... كثير بن مرةs ... من احتكر طعاما اربعين يوما فقد بريء من الله…s ... s1174s(3/339)
عبد الله بن عمرSs ... نافعs ... نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، وإن كان ضارياs ... s1153s
عبد الله بن عمرSs ... نافع مولى ابن عمرs ... بيع الأبل والبقر والغنمs ... s1144s
عبد الله بن عمرSs ... طاووسs ... لو باعه لعله كان يخسر فيه اكثر من ذلك (أثر)s ... s1142s
عبد الله بن عمرSs ... أبو الزنادs ... نهى عن بيع الغرر، وعن بيع الحصاةs ... s1138s
عبد الله بن عمرSs ... نافعs ... نهى عن بيع الطعام حتى يقبضs ... s1125s
عبد الله بن عمرSs ... عكرمة بن خالدs ... من باع نخلا قد أبرتs ... s1122s
عبد الله بن عمرSs ... الزهريs ... من باع نخلا قد أبرتs ... s1122s
عبد الله بن عمرSs ... نافع مولى ابن عمرs ... من أعتق عبداًs ... s1183s
عبد الله بن عمرSs ... نافع مولى ابن عمرs ... من باع عبداًs ... s1183s
عبد الله بن عمرSs ... سالم بن عبد اللهs ... من باع عبداًs ... s1175s
عبد الله بن عمرSs ... سالم بن عبد اللهs ... من باع نخلا قد أبرتs ... s1122s
عبد الله بن عمرSs ... طاووسs ... المكيال مكيال أهل المدينةs ... s1115s
عبد الله بن عمرSs ... عبد الله بن دينار، ونافعs ... نهى عن بيع الولاء، وعن هبتهs ... s1107، 1130s
عبد الله بن عمرSs ... نافعs ... صلى على النجاشي فكبر اربعاًs ... s1091s
عبد الله بن عمرSs ... عطاء بن ابي رباحs ... من قال: لا إله إلاّ الله فصلوا عليهs ... s1097s
عبد الله بن عمر(أثر)Ss ... حمزة بن عبد اللهs ... ما أدركت الصفقةُ حيا مجموعا فهو من مال المشتريs ... s1182s
عبد الله بن عمر-موقوف-Ss ... نافعs ... الولاء لحمةs ... s1130s
عبد الله بن عمروSs ... عمرو بن حريشs ... خذ في قلاص الصدقةs ... s1167s
عبد الله بن عمرو بن العاصSs ... عمرو بن الوليد بن عبدةs ... ان اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَنَازِيرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْأَصْنَامِs ... s1140s(3/340)
عثمان بن عفانSs ... أبو قتادةs ... اذا ابتعت فاكتل وإذا بعت فكلs ... s1145s
عثمان بن عفانSs ... سالم مولى دوسs ... الدينار بالدينار والدرهم بالدرهمs ... s1157s
عقبة بن عامرSs ... الحسن البصريs ... عهدة الرقيق ثلاثs ... s1184s
عكرمة مولى ابن عباسSs ... s ... نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئةs ... s1149s
عكرمة مولى ابن عباسSs ... ابن ركانةs ... فضعوا وتعجلواs ... s1134s
علي بن أبي طالبSs ... ميمون بن أبي شبيبs ... أدركهما فارتجعهما، ولا تبعهما إلا جميعاs ... s1154s
علي بن أبي طالبSs ... عبد الرحمن بن أبي ليلىs ... أدركهما فارتجعهما، ولا تبعهما إلا جميعاs ... s1154s
علي بن ابي طالبSs ... الحارث الأعورs ... كسب المرء بيده وكل بيع مبرورs ... s1168s
علي بن ابي طالبSs ... مسعود بن الحكمs ... أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الجنازة ثم جلس بعدs ... s1100، 1101s
عمر بن الخطابSs ... عبد الله بن عمرs ... إذا ابتعت متاعاً فضممته إليك بذلك قبضتهs ... s1166s
عمر بن الخطابSs ... عبد الله بن عمرs ... من باع عبداًs ... s1175s
عمر بن الخطاب (أثر)Ss ... أسلم مولاهs ... لا بأس عَلَى امرئ اِبْتَاعَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب خَلاً لَمْ يَعْلَمْs ... s1133s
كعب بن عمروSs ... حنظلة بن قيس او عبادة بن الوليدs ... من أنظر معسرا أو وضع لهs ... s1150s
كعب بن ماتع-موقوف-Ss ... عبد الله بن حنظلةs ... ان الدرهم من رباً أعظم عند الله من سبع وثلاثين زنيةs ... s1159s
محمد بن مسلم الزهري (أثر)Ss ... يونس بن يزيدs ... لا بأس عَلَى امرئ اِبْتَاعَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب خَلاً لَمْ يَعْلَمْs ... s1133s
مرثد الغنوي أبوSs ... واثلة بن الأسقعs ... لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليهاs ... s1092s(3/341)
مسعود بن الحكمSs ... إسماعيل بن مسعودs ... أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الجنازة ثم جلس بعدs ... s1101s
مسلم بن مخراقSs ... فضيل بن جريرs ... من احتكر طعام المسلمين فليس مناs ... s1155s
معاذ بن جبلSs ... خالد بن معدانs ... إن أطيب الكسب كسب التجارs ... s1151s
المغيرة بن شعبةSs ... عروة بن المغيرةs ... من تجر بالخمر فليشقص الخنازيرs ... s1152s
المقدام بن معدي كربSs ... جبير بن نفيرs ... كيلوا طعامكم يبارك لكمs ... s1128s
المقدام بن معدي كربSs ... خالد بن معدانs ... كيلوا طعامكم يبارك لكمs ... s1128s
هريرةSs ... سعيد بن يسارs ... من اشترى مصراة فهو بالخيار..s ... s1161s
هريرةSs ... موسى بن يسارs ... من اشترى مصراة فهو بالخيار..s ... s1161s
هريرةSs ... ابن حجيرةs ... هم الذين يضربون في الأرض : تفسير قوله تعالى :((رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )).s ... s1181s
هريرةSs ... سعيد بن المسيبs ... سئل عن رجل استأجر أجيرا يحفر لهs ... s1163s
هريرةSs ... محمد بن سيرينs ... نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلبs ... s1177s
هريرةSs ... أبو سلمةs ... أيما امريء أفلس وعنده مال امريء بعينه..s ... s1143s
هريرةSs ... أبو سلمةs ... إذا أفلس الرجل فوجد ماله بعينه....s ... s1162s
هريرةSs ... أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارثs ... إذا أفلس الرجل فوجد ماله بعينه....s ... s1162s
هريرةSs ... عمرو بن دينارs ... إذا أفلس الرجل فوجد رجل متاعه بعينه..s ... s1179s
هريرةSs ... هشام بن يحيى المخزوميs ... إذا أفلس الرجل فوجد رجل متاعه بعينه..s ... s1179s
هريرةSs ... الأعرجs ... نهى عن بيع الغرر، وعن بيع الحصاةs ... s1138s
هريرةSs ... أبو صالحs ... اد الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانكs ... s1114s(3/342)
هريرةSs ... سعيد بن المسيبs ... ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثوب نجراني وريطتينs ... s1103s
هريرةSs ... سعيد بن المسيبs ... صلى على النجاشي فكبر اربعاًs ... s1091s
هريرةSs ... ذكوانs ... الذهب بالذهبs ... s1106،
1131s
هريرة أبوSs ... أبو صالحs ... الرهن مركوب ومحلوبs ... s1113s
هريرة أبوSs ... علي بن رباحs ... يكره الضحك في موضعينs ... s1089s
هريرة أبوSs ... أبو إسحاقs ... من غسل ميتاً فليغتسلs ... s1094s
هريرة أبوSs ... عطاء بن ميناءs ... نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين ولُبْستينs ... s1119s
هريرة أبوSs ... أبو سلمةs ... الربا بضع وسبعون باباًs ... s1105s
هريرة أبوSs ... زياد أبو المغيرةs ... الربا سبعون باباً، أدناها مثل أن ينكح…s ... s1132s
واثلة بن الأسقعSs ... مكحول، وسليمان بن موسىs ... من باع عيبا لم يبينه لم يزل في مقت الله…s ... s1171s
واثلة بن الأسقعSs ... مكحولs ... عباد الله لا تمنعوا فضل ماء ولا نارs ... s1141s
قيس بن الحارثSs ... حميضة بن الشمردلs ... أنه أسلم وعنده ثمان نسوة فأمره أن يمسك اربعاs ... s1195s
محمد بن مسلم الزهريSs ... مالك بن أنسs ... أمسك أربعا، وفارق سائرهنs ... s1199s
عبد الله بن عمرSs ... سالم بن عبد اللهs ... أسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة فأمره النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعاs ... s1199،1200s
عثمان بن أبي سويدSs ... الزهريs ... أمسك أربعا، وفارق سائرهنs ... s1200s
عمر بن الخطاب Ss ... عبد الله بن عمرs ... لا يعزل عن الحرة إلاّ بإذنهاs ... s1233s
عبد الله بن عمر(أثر)Ss ... حمزة بن عبد اللهs ... لا يعزل عن الحرة إلاّ بإذنهاs ... s1233s
عمر بن الخطاب(أثر )Ss ... عبد الله بن عمرs ... نهى عن العزل عن الحرة إلاّ بإذنهاs ... s1234s(3/343)
المستورد بن شدادSs ... عبد الرحمن بن جبيرs ... من ولي لنا عملا فلم يكن له زوجةs ... s1231s
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
Ss ... s ... s ... ss
OSs ... s ... s ... ss
Ss ... sSO1إتحاف الخيرة المهرة بأطراف المسانيد العشرة.
تأليف : أحمد البوصيري (ت842هـ)، تحقيق: عادل سعد، والسيد محمود، الطبعة الأولى، 1419 هـ، مكتبة الرشد.s
Ss ... sإثبات عذاب القبر.
تأليف : أحمد بن الحسين البيهقي( ت 458 هـ)، تحقيق: شرف محمد القظاة، الطبعة الثانية، 1405 هـ، دار الفرقان –الأردن-.
ومخطوط مصور بجامعة الإمام، برقم 4839/ف.s
Ss ... sالأجوبة المرضية فيما سُئل عنه السخاوي من الأحاديث النبوية.
تأليف: محمد بن عبدالرحمن السخاوي (ت 902 هـ)، تحقيق د. محمد إسحاق، الطبعة الأولى، 1418 هـ، دار الراية –الرياض-.s
Ss ... sالآحاد والمثاني.(3/344)
تأليف : ابن أبي عاصم (ت287هـ)، تحقيق د. باسم الجوابرة، الطبعة الأولى، 1411 هـ، دار الراية -الرياض-.s
Ss ... sالأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس.
تأليف : علي بن عمر الدارقطني(385 هـ)، تحقيق: عبد الباري الجزائري، الطبعة الأولى، 1418 هـ، مكتبة الرشد –الرياض-.s
Ss ... sالأحاديث المختارة.
تأليف : ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي(ت 643 هـ)، دراسة وتحقيق : عبد الملك بن دهيش، الطبعة الأولى، 1410 هـ، مكتبة النهضة الحديثة -مكة المكرمة-s
Ss ... sالإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان= انظر : صحيح ابن حبان.s
Ss ... sإحكام الأحكام.
تأليف : تقي الدين ابن دقيق العيد(ت 702 هـ)، دار الكتب العلمية.s
Ss ... sأحكام أهل الذمة.
تأليف : محمد بن أبي بكر الزرعي ابن القيم ( ت 751 هـ)، تحقيق : صبحي الصالح، الطبعة الثالثة 1983م، دار العلم للملايين.s
Ss ... sالإحكام في أصول الأحكام.
تأليف : أحمد بن علي بن حزم (ت 456 هـ)، تحقيق : أحمد شاكر،، الطبعة الثانية، 1403 هـ، منشورات دار الأفاق الجديدة -بيروت-.s
Ss ... sأخبار مكة.
تأليف : الفاكهي (القرن الثالث)، تحقيق: عبد الملك بن دهيش، الطبعة الثانية، 1414 هـ، دار خضر –بيروت-.s
Ss ... sأخبار المكيين من كتاب التاريخ الكبير.
تأليف : ابن أبي خيثمة (279هـ)، تحقيق: إسماعيل حسن، الطبعة الأولى، 1418 هـ، دار الوطن –الرياض-.s
Ss ... sاختصار علوم الحديث لابن كثير = انظر: "الباعث الحثيث".s
Ss ... sأخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم وآدابه.
تأليف : أبو الشيخ الأصبهاني عبدالله بن محمد الأنصاري ( ت369 هـ)، تحقيق : صالح الونيان، الطبعة الأولى، 1418 هـ، دار المسلم للنشر والتوزيع-الرياض-.s
Ss ... sالأخوان.
تأليف: ابن أبي الدنيا (ت282هـ)، تحقيق: طوالبة، دار الأعتصام.s
Ss ... sالآداب.(3/345)
تأليف : أحمد بن الحسين البيهقي( ت 458 هـ)، تعليق: السعيد المندرة، الطبعة الأولى، 1408 هـ، مؤسسة الكتب العلمية.s
Ss ... sآداب الشافعي ومناقبه.
تأليف : ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد (ت 327 هـ) تحقيق :عبد الغني عبد الخالق، مكتبة التراث الإسلامي-حلب-.s
Ss ... sآداب الصحبة.
تأليف: أبي عبد الرحمن السلمي (ت412هـ)، تحقيق: مجدي السيد، s
Ss ... sأدب الإملاء والاستملاء.
تأليف : عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ)، دراسة وتحقيق : أحمد محمود، الطبعة الأولى، 1414 هـ، مطبعة المحمودية –جدة-.s
Ss ... sأربعون حديثاً لأربعين شيخاً من أربعين بلدة.
لأبي القاسم ابن عساكر (ت571هـ)، تحقيق : مصطفى عاشور، الطبعة الأولى، 1409 هـ، مكتبة القرآن-القاهرة-.s
Ss ... sالأربعون الصغرى.
تأليف : أحمد بن الحسين البيهقي ( ت 458 هـ)، تحقيق: ابو إسحاق الحويني، الطبعة الأولى، 1408 هـ، دار الكتاب العربي.s
Ss ... sالأربعين.
تأليف : الحسن بن سفيان النسوي (ت303هـ)، محمد العجمي، الطبعة الأولى، 1414 هـ، دار البشائر الإسلامية -بيروت-.s
Ss ... sالإرشاد في معرفة علماء الحديث.
تأليف : الخليل بن عبد الله القزويني ( ت 446 هـ)، تحقيق د. محمد سعيد إدريس، الطبعة الأولى، 1409 هـ، مكتبة الرشد -الرياض-.s
Ss ... sأسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين.
تأليف : أبو زرعة الرازي (ت 264 هـ)، طبع ضمن كتاب " أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية"، انظر : أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية.s
Ss ... sأسامي من روى عنهم محمد بن إسماعيل البخاري من مشايخه الذين ذكرهم في جامعه الصحيح.
تأليف : عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365 هـ)، تحقيق : بدر العماش، الطبعة الأولى، 1415 هـ، دار البخاري-المدينة المنورة-.s
Ss ... sالأسامي والكنى.(3/346)
تأليف : أبي أحمد الحاكم (ت 378هـ)، تحقيق: يوسف الدخيل، الطبعة الأولى، 1414 هـ، مكتبة الغرباء الأثرية-المدينة المنورة-.s
Ss ... sالاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى.
تأليف : يوسف بن عبد البر (ت 463 هـ)، دراسة وتحقيق وتخريج د. عبد الله بن مرحول السوالمة، الطبعة الثانية، 1412 هـ، دار ابن تيمية للنشر والتوزيع-الرياض-.s
Ss ... sالاستيعاب في أسماء الأصحاب - بهامش الإصابة -.
تأليف : يوسف بن عبد البر (ت 463 هـ)، 1398 هـ، دار الفكر – بيروت-.s
Ss ... sأسد الغابة في معرفة الصحابة.
تأليف: ابن الأثير الجزري (ت630هـ)، دار إحياء التراث العربي.s
Ss ... sالإسعاف بأحاديث الكشاف- مطبوع باسم: تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف-.
تأليف : عبدالله بن يوسف الزيلعي(ت 762 هـ)، تحقيق: سلطان الطبيشي، الطبعة الأولى، 1414 هـ، دار ابن خزيمة-الرياض-.s
Ss ... sالأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة.
تأليف : الخطيب البغدادي أحمد بن علي(ت 463 هـ)، تحقيق : عز الدين السيد، الطبعة الثانية، 1413 هـ، مكتبة الخانجي –القاهرة-.s
Ss ... sأسماء من يعرف بكنيته.
تأليف : محمد بن الحسين الأزدي (ت374)، تحقيق: إقبال، ، الطبعة الأولى، 1410 هـ، الدار السلفية –الهند-.s
Ss ... sالإصابة في تمييز الصحابة.
تأليف : أحمد بن علي ابن حجر (ت 852 هـ).s
Ss ... sأصل السنة واعتقاد الدين.
تأليف : أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي (ت 277 هـ)، تحقيق : إبراهيم بن إسحاق الحازمي، الطبعة الأولى، 1413 هـ، دار الشريف للنشر والتوزيع.s
Ss ... sإصلاح المال.
تأليف: ابن أبي الدنيا (ت282هـ)، تحقيق: محمد عطاء، الطبعة الأولى، 1414 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية.s
Ss ... sالأطراف بأوهام الأطراف.
تأليف: ولي الدين العراقي (ت826هـ)، تحقيق: كمال الحوت، الطبعة الأولى، 1406 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية.s(3/347)
Ss ... sأطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام الدارقطني.
تأليف : محمد بن القيسراني (ت507هـ)، تحقيق: نصار، ويوسف، الطبعة الأولى، 1419 هـ، دار الكتب العلمية.s
Ss ... sأطراف مسند أحمد بن حنبل.
تأليف : ابن حجر (ت852هـ)، تحقيق: زهير الناصر، ، الطبعة الأولى، 1414 هـ، دار ابن كثير، دار الكلم الطيب- دمشق-.s
Ss ... sالاعتبار لمعرفة الناسخ والمنسوخ من الأخبار.
تأليف : محمد بن موسى الحازمي(ت 584 هـ)، تعليق : راتب الحاكمي، الطبعة الأولى، 1386 هـ، مطبعة الأندلس -حمص-.s
Ss ... sأعلام الموقعين عن رب العالمين.
تأليف : محمد بن أبي بكر الزرعي ابن القيم ( ت 751 هـ)، تحقيق : طه عبدالرؤف، دار الكتب العلمية –بيروت-.s
Ss ... sإغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
تأليف : محمد بن أبي بكر الزرعي ابن القيم ( ت 751 هـ)، تحقيق : محمد سيد الكيلاني، عام 1381هـ، شركة ومطبعة الحلبي –مصر-.s
Ss ... sالإفصاح عن معاني الصحاح.
تأليف : يحيى بن هبيرة(560هـ)، نشر المؤسسة السعيدية –الرياض-.s
Ss ... sالاقتراح في بيان الاصطلاح وما أضيف إلى ذلك من الأحاديث المعدودة من الصحاح.
تأليف : تقي الدين ابن دقيق العيد(ت 702 هـ)، دراسة وتحقيق : قحطان بن عبدالرحمن الدوري، 1402 هـ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية-بغداد-.s
Ss ... sاقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم.
تأليف : أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية(ت 728 هـ)، تحقيق : ناصر العقل ،الطبعة الأولى، 1404 هـ.s
Ss ... sالإقناع.
تأليف: محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (ت318هـ)، تحقيق :عبد الله الجبرين، الطبعة الأولى، 1408 هـs
Ss ... sإكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال.
تأليف : مغلطاي بن قليج (ت 762 هـ)، مخطوطة مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية بالقاهرةs
Ss ... sالإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب.(3/348)
تأليف : علي بن هبة الله بن علي المعروف بابن ما كولا(ت 475 هـ)، تصحيح : عبدالرحمن المعلمي، دار الكتاب الإسلامي.s
Ss ... sالإلزامات والتتبع.
تأليف : علي بن عمر الدارقطني(385 هـ)، تحقيق، ودراسة: مقبل الوادعي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي –الكويت-.s
Ss ... sألفية السيوطي في علوم الحديث.
شرح : أحمد شاكر، الطبعة الثانية، 1409 هـ، مكتبة ابن تيمية -مصر-.s
Ss ... sالإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع.
تأليف : القاضي عياض بن موسى(ت 544 هـ)، تحقيق : أحمد صقر، الطبعة الثانية، دار التراث.s
Ss ... sالإلمام بأحاديث الحكام.
تأليف : تقي الدين ابن دقيق العيد(ت 702 هـ)، تحقيق : حسين الجمل، الطبعة الأولى، 1414 هـ، دارالمواج الدولية –الرياض-. s
Ss ... sالأم.
محمد بن إدريس الشافعي(ت 204 هـ)، إشراف: محمد بن زهري النجار، دار المعرفة-بيروت-.s
Ss ... sالإمام في معرفة أحاديث الأحكام.
تأليف : تقي الدين ابن دقيق العيد(ت 702 هـ)، تحقيق: سعد الحميد، الطبعة الأولى، 1420 هـ، دارالمحقق-الرياض-.s
Ss ... sالأمالي.
تأليف: عبد الملك بن بشران (ت430)، تحقيق: عادل العزازي، الطبعة الأولى، 1418هـ، دار الوطن-الرياض-.s
Ss ... sالأمثال.
تأليف : أبو الشيخ الأصبهاني ( ت369 هـ)، تحقيق : عبد العلي عبد الحميد، الطبعة الثانية، 1408 هـ، الدار السلفية –الهند-.s
Ss ... sالأموال.
تأليف : أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، تحقيق : محمد بن خليل، الطبعة الأولى، 1406 هـ، دار الكتب العلمية-الرياض-.s
Ss ... sالأموال.
تأليف : حميد بن زنجوية (251هـ)، تحقيق : شاكر فياض، ، الطبعة الأولى، 1406 هـ، مركز الملك فيصل للبحوث.s
Ss ... sالأنساب.
تأليف : عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ)، تحقيق : البارودي، الطبعة الأولى، 1408 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.
s
Ss ... sالأوسط في السنن والإجماع والاختلاف.(3/349)
تأليف: محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (ت318هـ)، تحقيق د.صغير حنيف، الطبعة الأولى، 1413 هـ، دار طيبة – الرياض-.s
Ss ... sالإيمان.
تأليف: محمد بن منده (ت395هـ)، تحقيق: علي الفقيهي، الطبعة الثالثة، 1407 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت -.s
Ss ... sالباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير.
شرح : أحمد شاكر، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية، بيروت.s
Ss ... sالبحر الزخار" مسند البزار".
تأليف : أحمد بن عمرو البزار(ت 292 هـ)، تحقيق د. محفوظ الرحمن السلفي، الطبعة الأولى، 1409 هـ، مؤسسة علوم القرآن- بيروت-، ومكتبة العلوم والحكم- المدينة المنورة-.s
Ss ... sالبداية والنهاية.
تأليف : إسماعيل بن عمر بن كثير(ت 774 هـ)، نشر مكتبة المعارف . s
Ss ... sالبدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير.
تأليف : ابن الملقن (ت 804 هـ)، تحقيق: جمال السيد، الطبعة الأولى، 1414 هـ، دار العاصمة-الرياض-.
مخطوط، نسخة أحمد الثالث، مصورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية رقم (2582-2587).s
Ss ... sالبر والصلة.
لابن المبارك (ت181هـ)، تحقيق: مصطفى عثمان، الطبعة الأولى، 1411 هـ ، دار الكتب العلمية-بيروت-.s
Ss ... sالبعث والنشور.
تأليف : أحمد بن الحسين البيهقي( ت 458 هـ)، تعليق :محمد زغلول، الطبعة الأولى، 1408 هـ ، مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت-.s
Ss ... sبغية الباحث عن زوائد مسند الحارث.
تأليف : علي بن أبي بكر الهيثمي (ت807)، تحقيق: مسعد السعدني، الطبعة الأولى، 1399 هـ، دار الطلاع –القاهرة-.s
Ss ... sبيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام.
تأليف : علي بن الحسن المعروف بابن القطان ( ت628هـ)، تحقيق د:الحسين آيت سعيد، الطبعة الأولى، 1418هـ، دار طيبة -الرياض-.s
Ss ... sتاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم.(3/350)
تأليف : عمر بن شاهين(ت 385 هـ)، تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى، 1406 هـ، دار الكتب العلمية-بيروت-.s
Ss ... sتاريخ أسماء الضعفاء والكذابين.
تأليف : عمر بن شاهين(ت 385 هـ)، تحقيق د. عبد الرحيم محمد القشقري، الطبعة الأولى، 1409 هـ.s
Ss ... sتاريخ الإسلام.
تأليف : محمد بن أحمد الذهبي(ت 748 هـ)، تحقيق د. عبدالسلام تدمري، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى.s
Ss ... sتاريخ بغداد.
تأليف : الخطيب البغدادي أحمد بن علي(ت 463 هـ)، نشر دار الكتاب العربي -بيروت-.s
Ss ... sتاريخ جرجان.
تأليف : حمزة بن يوسف السهمي(ت 427 هـ)، عناية: محمد عبد المعيد خان، الطبعة الرابعة، 1407، عالم الكتب-بيروت-.s
Ss ... sتاريخ خليفة بن خياط.
تحقيق د. أكرم العمري، الطبعة الثانية، 1405 هـ، دار طيبة،-الرياض-.s
Ss ... sتاريخ الدارمي= ينظر : تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي.s
Ss ... sتاريخ الدوري عن ابن معين( يحيى بن معين وكتابه التاريخ).
تحقيق د. أحمد نور سيف، الطبعة الأولى، 1399 هـ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، جامعة الملك عبدالعزيز.s
Ss ... sتاريخ أبي زرعة الدمشقي.
تأليف : عبدالرحمن بن عمرو النصري الدمشقي(ت 281 هـ)، تحقيق : خليل المنصور، الطبعة الأولى، 1417 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت-.s
Ss ... sتاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني عن أبي زكريا يحيى بن معين.
تحقيق : نظر الفاريابي، الطبعة الأولى، 1410 هـ.s
Ss ... sالتاريخ الصغير.
تأليف : محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، تحقيق : محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى، 1406 هـ، دار المعرفة –بيروت-.s
Ss ... sتاريخ عثمان بن سعيد الدارمي عن أبي زكريا يحيى بن معين في تجريح الرواة وتعديلهم.
تحقيق د. أحمد محمد نور سيف، دار المأمون للتراث -دمشق-.s
Ss ... sالتاريخ الكبير.
تأليف : محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت.s(3/351)
Ss ... sالتاريخ الكبير لابن أبي خيثمة = انظر : أخبارالمكيين.s
Ss ... sتاريخ مدينة دمشق.
تأليف : ابن عساكر علي بن الحسن (ت 571 هـ)، المطبوع تحقيق : عمر العمروي، طبع دار الفكر-بيروت-.s
Ss ... sتاريخ مولد العلماء ووفياتهم.
تأليف : محمد بن عبد الله بن زبر الربعي(ت 379 هـ)، تحقيق د. عبد الله بن أحمد الحمد، الطبعة الأولى، 1411 هـ، دار العاصمة –الرياض-.s
Ss ... sتاريخ واسط.
تأليف : أسلم بن سهل الواسطي (292هـ)، ت:كوركيس عواد، الطبعة الأولى، 1406 هـ، عالم الكتب.s
Ss ... sتالي تلخيص المتشابه.
تأليف : الخطيب البغدادي أحمد بن علي(ت 463 هـ)، تحقيق : مشهور حسن، وأحمد الشقيرات، الطبعة الأولى، 1417 هـ، دار الصميعي –الرياض-.s
Ss ... sالتتبع = انظر : الإلزامات والتتبع.s
Ss ... sالتحبير في المعجم الكبير .
تأليف : عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ)،تحقيق : منيرة سالم.s
Ss ... sتحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل.
تأليف: ولي الدين العراقي (ت826هـ)، تحقيق : عبد الله نوارة، الطبعة الأولى، 1419 هـ، مكتبة الرشد. s
Ss ... sتحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب.
تأليف: ابن كثير، تحقيق : عبد الغني الكبيسي، الطبعة الأولى، 1406 هـ، دار حراء-مكة المكرمة-.s
Ss ... sتحقيق النصوص ونشرها.تأليف: عبد السلام هارون، الطبعة الخامسة، 1410 هـ، مكتبة السنة-القاهرة-. s
Ss ... sالتحقيق في أحاديث الخلاف.
تأليف : عبد الرحمن ابن الجوزي(ت597هـ)، تحقيق : مسعد السعدني، الطبعة الأولى، 1415 هـ، دار الكتب العلمية-بيروت-.s
Ss ... sتخريج أحاديث إحياء علوم الدين (للعراقي، وابن السبكي، والزبيدي ) .
استخراج : محمود حداد، ، الطبعة الأولى، 1408 هـ، دار العاصمة- الرياض-.s
Ss ... sتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي.
تأليف : جلال الدين السيوطي(ت 911 هـ)، تحقيق : نظر الفاريابي، الطبعة الثانية، 1415 هـ، مكتبة الكوثر -الرياض-.s(3/352)
Ss ... sالتدوين في أخبار قزوين.
تأليف : عبد الكريم بن محمد القزويني، تحقيق : عزيز الله العطاردي، 1408 هـ، دار الكتب العلمية-بيروت-.s
Ss ... sتذكرة الحفاظ .
تأليف : محمد بن أحمد الذهبي(ت 748 هـ)، دار إحياء التراث العلمي .s
Ss ... sالترغيب والترهيب.
تأليف : إسماعيل الأصبهاني (ت535هـ)، تحقيق: ايمن شعبان، ، الطبعة الأولى، 1414 هـ، دار الحديث- القاهرة-.s
Ss ... sالترغيب والترهيب.
تأليف : زكي الدين المنذري (ت656هـ)، الطبعة الأولى، 1407 هـ، دار الحديث- القاهرة-.s
Ss ... sتسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين.
تأليف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ( ت 430 هـ)، تحقيق. عبد الله الجديع، الطبعة الأولى، 1409 هـ، دار العاصمة-الرياض-.s
Ss ... sتسمية من روي عنه من أولاد عشرة.
تأليف : علي بن المديني(ت 234 هـ)، تحقيق : باسم الجوابرة، الطبعة الأولى، 1408 هـ، دار الراية-الرياض-s
Ss ... sتصحيفات المحدثين.
للعسكري (ت382هـ)، تحقيق: محمود ميرة، الطبعة الأولى، 1402 هـ، المطبعة العربية الحديثة-القاهرة-.s
Ss ... sتعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة.
تأليف : أحمد بن علي بن حجر(ت 852 هـ)، تحقيق : إكرام الله، الطبعة الأولى، 1416 هـ، دار البشائر الإسلامية.s
Ss ... sتعريف أهل التقديس بمراتب الموصفين بالتدليس.
تأليف : أحمد بن علي بن حجر(ت 852 هـ)، تحقيق د. أحمد المباركي، الطبعة الأولى ، 1413 هـ.s
Ss ... sتعظيم قدر الصلاة.
لمحمد بن نصر المروزي (ت394هـ)، تحقيق: الفريوائي، الطبعة الأولى ، 1406 هـ، مكتبة الدار-المدينة النبوية-.s
Ss ... sتغليق التعليق على صحيح البخاري.
تأليف : أحمد بن علي بن حجر(ت 852 هـ)، تحقيق : سعيد بن عبدالرحمن القزقي، الطبعة الأولى، 1405 هـ، المكتب الإسلامي-عمان-.s
Ss ... sتفسير الطبري = انظر : جامع البيان.s
Ss ... sتفسير القرآن العظيم.(3/353)
تأليف : ابن كثير، الطبعة الأولى، 1407 هـ، دار الفكر.s
Ss ... sتفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تأليف : ابن أبي حاتم عبدالرحمن بن محمد (ت 327 هـ) تحقيق : أسعد الطيب، الطبعة الثانية، 1419هـ، مكتبة الباز-الرياض-.s
Ss ... sالتفسير.
تأليف : أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت516هـ)، تحقيق :خالد العك، ومروان سوار، الطبعة الثانية 1407هـ، دار المعرفة.s
Ss ... sتقدمة الجرح والتعديل = انظر : الجرح والتعديل.s
Ss ... sتقريب التهذيب.
تأليف : أحمد بن علي بن حجر(ت 852 هـ)، تحقيق : محمد عوامة ، الطبعة الرابعة، 1412 هـ، دار الرشيد -حلب-.s
Ss ... sالتقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد.
تأليف : ابن نقطة (ت629هـ)، دار الحديث-بيروت-.s
Ss ... sالتقييد والإيضاح لما أُطلق وأُغلق من مقدمة ابن الصلاح.
تأليف : عبد الرحيم بن حسين العراقي(ت 806 هـ)، تعليق : محمد راغب الطباخ، مؤسسة الكتب الثقافية.s
Ss ... sتلبيس إبليس.
تأليف : عبد الرحمن ابن الجوزي(ت597هـ)، دار العلوم الحديثة –بيروت-.s
Ss ... sالتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير.
تأليف : أحمد بن علي ابن حجر (ت 852 هـ)، دار المعرفة.s
Ss ... sتلخيص كتاب العلل المتناهية لابن الجوزي.
تأليف : محمد بن أحمد الذهبي(ت 748 هـ)، تحقيق : ياسر بن محمد، الطبعة الأولى، 1419 هـ، مكتبة الرشد، الرياض.s
Ss ... sتلخيص المتشابه في الرسم.
تأليف : الخطيب البغدادي أحمد بن علي(ت 463 هـ)، تحقيق : سكينة الشهابي، الطبعة الأولى، 1985 هـ، طلاس للدراسات- سوريا-.s
Ss ... sالتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد .
تأليف : يوسف بن عبد البر(ت 463 هـ)، طبع المملكة المغربية ،وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية .s
Ss ... sالتمييز.
تأليف : مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261 هـ)، تحقيق د. محمد مصطفى الأعظمي، الطبعة الثالثة، 1410 هـ، مكتبة الكوثر-الرياض-.s(3/354)