818 أبو العباس بن القاص بصاد مهملة مشددة من أصحابنا أصحاب الوجوه المتقدمين تكرر في المهذب والوسيط والروضة لكن في الوسيط لا يسميه بابن القاص ولا بأبي العباس بل يعرفه بصاحب التلخيص قال السمعاني هذا الوصف بالقاص هو لمن يتعاطى المواعظ والقصص قال هو الإمام أبو العباس أحمد بن أبي أحمد القاص الطبري الفقيه الشافعي إمام عصره له التصانيف المشهورة تفقه على أبي العباس ابن سريج قال وإنما قيل لأبيه القاص لأنه دخل بلاد الديلم فقص على الناس ورغبهم في الجهاد وقادهم إلى الغزاة ودخل بلاد الروم غازيا فبينا هو يقص لحقه وجد وغشية فمات رضي الله عنه
واعلم أن أبا العباس من كبار أئمة أصحابنا المتقدمين وله مصنفات كثيرة نفيسة ومن أنفسها التلخيص فلم يصنف قبله ولا بعده مثله في أسلوبه وقد اعتنى الأصحاب بشرحه فشرحه أبو عبد الله الختن ثم القفال ثم صاحبه أبو علي السنجي وآخرون
ومن مصنفاته المفتاح كتاب لطيف وكتاب أدب القاضي وكتاب المواقيت وكتاب القبلة قال الشيخ أبو إسحاق كان ابن القاص من أئمة أصحابنا له المصنفات الكثيرة قال وتمثل فيه أبو عبد الله الختن بقول الشاعر
(عقم النساء فلن يلدن شبيهه .......... إن النساء بمثله عقم)
قال وعنه أخذ أهل طبرستان يعني الفقه توفي بطرسوس سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة رحمه الله ومن غرائب ابن القاص
533(2/532)
819 أبو عبد الله الحناطي من أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر في الروضة ولا ذكر له في باقي هذه الكتب وهو بحاء مهملة مفتوحة ثم نون مشددة واتفق العلماء على أنه بالحاء المهملة والنون كما ذكرته وقد رأيت بعض من لا أنس لهم هذا الفن يصحفه ويغلط فيه وربما أوهموا ضعيفا صحة غلطهم قال الإمام أبو سعد السمعاني في كتابه الأنساب لعل بعض أجداده كان يبيع الحنطة قال واسم أبي عبد الله هذا الحسين بن محمد بن الحسن الطبري من طبرستان قال ويعرف بالحناطي قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن عدي وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ونحوهما روى عنه أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني والقاضي أبو الطيب الطبري وغيرهما قلت وله مصنفات نفيسة كثيرة الفوائد والمسائل الغريبة المهمة ومن غرائبه
820 أبو عبد الله الختن من أئمة أصحابنا تكرر ذكره في المهذب والروضة ولا ذكر له في الوسيط وذكره في المهذب في صفة الصلاة في نية الخروج منها وفي مسألة إذا وقع عليك طلاقي فأنت طالق قبله ثلاثا وهو الختن بفتح الخاء المعجمة والتاء المثناه فوق ثم نون وهو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن إبراهيم الفارسي ثم الآستراباذي الفقيه الختن حتن الإمام أبي بكر الإسماعيلي أي زوج ابنته فيقال له الختن مطلقا ويقال حتن أبي بكر الإسماعيلي وكان أبو عبد لله الختن هذا أحد أئمة أصحابنا في عصره مقدما في علم القراءات ومعاني القرآن وفي الأدب وفي المذهب وكان مبرزا في علم النظر والجدل وسمع الحديث وصنف شرح التلخيص وله وجوه مشهورة في المذهب قال السمعاني في الأنساب تخرج به جماعة من الفقهاء قال وكان له ورع وديانة وله أربعة أولاد أبو بشر الفضل وأبو النضر عبيد الله وأبو عمرو عبد الرحمن وأبو الحسن عبد الواسع قال وكانت له رحلة إلى خراسان والعراق وأصبهان
534(2/533)
سمع ببلده أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وبأصبهان أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبري وأبا أحمد محمد بن أحمد الغسال القاضي وببغداد أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي ودعلج بن أحمد وبنيسابور أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم وطبقتهم
روى عنه حمزة بن يوسف السهمي وكان يملي الحديث من سنة سبع وسبعين وثلاثمائة إلى أن توفي يوم عرفة سنة ست وثمانين وثلاثمائة قال غير السمعاني توفي وله خمس وسبعون سنة
831 أبو عبد الله الزبير من أصحابنا أصحاب الوجوه المتقدمين تكرر ذكره في المهذب والروضة وذكره في الوسيط في باب الحيض وذكره أيضا في باب المياه في مسألة القلتين وهو صاحب الكافي الذي ذكره هناك هو أبو عبد الله الزبير بن أحمد بن سليمان بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة رضي الله عنهم هكذا ذكره الشيخ أبو إسحاق في طبقاته
وقال الخطيب في تاريخ بغداد والسمعاني في الأنساب والجمهور أن إسمه الزبير وذكر عمر بن علي المطوعي أن إسمه أحمد بن سليمان كان أبو عبد الله الزبيري هذا إمام أهل البصرة في زمانه حافظا للمذهب عارفا بالأدب عالما بالأنساب صنف كتبا كثيرة منها الكافي في المذهب مختصر نحو التنبيه وترتيبه عجيب غريب قال الشيخ أبو إسحاق صنف كتاب النية وكتاب ستر العورة وكتاب الهداية وكتاب الاستشارة والاستخارة وكتاب رياضة المتعلم وكتاب الإمارة مات قبل عشرين وثلاثمائة
وقال صاحب الحاوي في آخر باب زكاة الحلي قال أبو عبد الله الزبيري وهو شيخ أصحابنا في عصره إذا اتخذ الحلي للإجارة وجبت فيه الزكاة قولا واحدا والمشهور في المذهب أنه على قولين في الحلي المباح المتخذ للاستعمال والأصح لا تجب سمع الحديث من جماعات وروى عنه جماعات قال السمعاني وكان ثقة وكان ضريرا قلت ومن غرائب الزبيري قوله في الإقرار لو قال لي عليك ألف فقال خذه أو زنه كان إقرارا ولو قال خذ أو زن بلا هاء لم يكن إقرارا والصحيح الذي عليه الجمهور أنهما ليسا إقرارا
822 أبو عبد الله القطان من أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في آخر الغصب هو
535(2/534)
823 أبو عبد الرحمن القزاز من أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في أول الباب الثاني من كتاب الطلاق
824 أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي الإمام المذكور في المهذب والتنبيه في تفسير حبل الحبلة وفي الروضة في آخر كتاب الكفارات وهو معدود فيمن أخذ الفقه عن الشافعي وكان إماما بارعا في علوم كثيرة منها التفسير والقراءات والحديث والفقه واللغة والنحو والتاريخ قال الخطيب البغدادي كان أبوه سلام عبدا روميا لرجل من أهل هراة وسمع أبو عبيد إسماعيل بن جعفر وشريكا وإسماعيل بن عباس وإسماعيل بن علية وهشيما وسفيان بن عيينة ويزيد بن هارون ويحيى القطان وحجاج بن محمد وأبا معاوية وعبد الرحمن بن مهدي ومروان بن معاوية وأبا بكر بن عباس وآخرين
روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وابن أبي الدنيا والحارث بن أبي أسامة وعلي بن عبد العزيز البغوي وآخرون أقام ببغداد ثم ولي قضاء طرسوس ثماني عشرة سنة ثم سكن مكة حتى مات بها قال عبد الله بن جعفر بن درستوية الفارسي كان أبو عبيد من علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين ومن أداة اللغة والغريب وعلماء القرآن وجمع صنوفا من العلم وصنف الكتب في كل فن وأكثر وكان ذا فضل ودين ومذهب حسن
روى عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة والأصمعي وغيرهم من البصريين وابن الأعرابي وأبي زياد الكلابي والأموي وأبي عمرو الشيباني والكسائي والأحمر والفراء من الكوفيين
وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابا وكتبه مستحسنة وطلابه في كل بلد والرواة عنه ثقات مشهورون وقد سبقه غيره إلى جميع مصنفاته فمن ذلك الغريب المصنف وهو من أجل كتبه في اللغة سبقه إليه النضر بن شميل وكتابه في الأموال من أحسن ما صنف قالوا وكان أبو عبيد ورعا دينا جوادا وكان أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر فبعث أبو دلف إلى ابن طاهر يستهديه أبا عبيد مدة شهرين فبعثه فأقام شهرين فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها أبو عبيد وقال أنا في ناحية رجل ما يحوجني إلى صلة غيره فلا آخذ ما على فيه نقص فلما عاد إلى ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار عوضا عنها فقال له أبو عبيد أيها الأمير قد قبلتها ولكن أغنيتني بمعروفك وبرك وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا وأبعثها إلى الثغر ليكون الثواب متوافرا على الأمير ففعل قال أبو عبيد كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة وأول من سمعه مني يحيى بن معين وكتبه أحمد بن حنبل
536(2/535)
وروينا عن الأنباري قال كان أبو عبيد يصلي ثلث الليل وينام ثلثه ويصنف الكتب ثلثه قال إسحاق بن راهويه أبو عبيد أوسعنا علما وأكثرنا أدبا وأجمعنا ونحتاج إليه ولا يحتاج إلينا وقال أحمد بن كامل القاضي كان أبو عبيد فاضلا في دينه وعلمه ربانيا متقنا في أصناف علوم الإسلام من القرآن والفقه والعربية والأخبار حسن الرواية صحيح النقل لا أعلم أحدا من الناس طعن عليه في شيء من أمره ودينه وقال إبراهيم الحربي كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شيء إلا الحديث وسئل يحيى بن معين عن أبي عبيد فقال مثلي يسأل عن أبي عبيد أبو عبيد يسأل عن الناس وقال يحيى بن معين وأبو داود هو ثقة وقال أحمد بن حنبل أبو عبيد ممن يزداد كل يوم خيرا خرج أبو عبيد إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين وتوفي بها سنة أربع وعشرين ومائتين وقيل سنة ثلاث وقال الخطيب بلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة رحمه الله
825 أبو عبيد بن حربوية من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر في المهذب والروضة وحربوية بحاء مهملة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم باء موحدة ثم واو مفتوحتين ثم ياء ساكنة ثم هاء ويقال بضم الباء مع إسكان الواو وفتح الياء ويجري هذان الوجهان في كل نظائره كسيبويه وراهويه ونفطويه وعمرويه فالأول مذهب النحويين وأهل الأدب والثاني مذهب المحدثين ويقال في أبي عبيد هذا ابن حرب وكذا استعمله في المهذب في أحكام المياه من كتاب إحياء الموات والأول أشهر وأبو عبيد هذا وإبراهيم بن جابر من أصحابنا أول من حدد القلتين بخمسمائة رطل بغدادية ثم تابعهما سائر الأصحاب هكذا نقله صاحب الحاوي ونقل الشافعي تحديده بالأرطال أيضا لكن المشهور أن الشافعي إنما حدد بخمس قرب وقد أوضحت هذا مبسوطا في شرح المهذب واسم أبي عبيد هذا علي بن الحسين وله اختيارات غريبة في المذهب وتفرد بأشياء ضعيفة عند الأصحاب منها قوله إذا أخرج الرجل جناحا إلى شارع عام يشترط أن يرفع الجناح بحيث يمر تحته الفارس ناصبا رمحه والصواب ما قاله الجمهور أنه يشترط أن يمكن مرور المحمل والكنيسة ومنه ما نقلته عنه في الروضة في كفارة الظهار أن من صام شهر رمضان بنية رمضان والكفارة أجزأه عنهما جميعا حكاه القاضي أبو الطيب عنه في المجرد والمذهب أنه لا يجزيه عنهما ومنها منعه تعجيل الزكاة حكاه عنه المارودي والقاضي أبو الطيب في المجرد والمحاملي في المجموع وأنا في الروضة
537(2/536)
826 أبو عبيدة بن الجراح الصحابي رضي الله عنه تكرر ذكره في المختصر والمهذب وذكره في الوسيط في باب هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأب السابع وهو فهر وأمه أم غنم أميمة بنت جابر شهد بدرا وقتل أبوه يومئذ وشهد ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي أبو عبيدة سنة ثماني عشر في طاعون عمواس وهي قرية بالشام بين الرملة وبيت المقدس وهي بفتح العين والميم ونسب الطاعون إليها لأنه بدأ منها وقيل لأنه عم الناس وتواسوا فيه وقبر أبي عبيدة بغور بيسان عند قرية تسمى عمتا وعلى قبره من الجلالة ما هو لأئق به وقد زرته فرأيت عنده عجبا وصلى عليه معاذ بن جبل ونزل في قبره هو وعمرو بن العاص والضحاك بن قيس وتوفي وهو ابن ثمان وخمسين سنة وختم الله له بالشهادة فإنه توفي بالطاعون وهو شهادة لكل مسلم وفي الصحيحين عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح) وفي رواية مسلم (هذا أمين هذه الأمة)
827 أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود مذكور في أول كتاب ديات المهذب روى عن أبيه عبد الله بن مسعود ولم يدركه
828 أبو عبيدة مذكور في باب عقد الذمة من المهذب في بيان حد جزيرة العرب هو معمر بن المثنى وهو من كبار أئمة اللغة وهو مذكور فيمن كان يعتقد مذهب الخوارج من أهل الأهواء وقال أبو منصور الأزهري في أول تهذيب اللغة ذكر أبو عبيدة القاسم بن سلام أن أبا عبيدة تيمي من تيم قريش وأنه مولى لهم قال وكان أبو عبيدة يوثقه ويكثر الرواية عنه في كتبه قال ولأبي عبيدة كتب كثيرة في الصفات والغرائب وكتب أيام العرب ووقائعها وكان الغالب عليه الشعر والغريب وأخبار العرب وكان مخلا بالنحو كثير الخطأ في مقايس الإعراب ومتهما في رأية مقر بنشر مثالب العرب جامعا لكل غث وسمين فهو مذموم من هذه الجهة غير موثوق به هذا كلام الأزهري وقال الإمام أبو جعفر النحاس في أول كتابه صناعة الكتاب توفي أبو عبيدة سنة عشر ومائتين ويقال إحدى عشرة وقد قارب المائة
538(2/537)
829 أبو عزة الجمحي الكافر قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد صبرا مذكور في كتاب السير من المختصر والمهذب اسمه عمرو بن عبد الله وكان شاعرا يحرض بشعره على قتال المسلمين وعزة بفتح العين وتشديد الزاي وبعدها هاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم من على أبي عزة هذا يوم بدر فذهب إلى مكة وقال سخرت بمحمد فلما كان يوم أحد حضر وحرض بشعره على قتال المسلمين
830 أبو العشراء الدارمي التابعي الرواي عن أبيه مذكور في الصيد والذبائح في المختصر والمهذب والوسيط غلط في الوسيط فيه فجعله هو الراوي الصحابي واسم أبيه مالك بن قهطم ويقال قحطم بحاء مهملة وهو بكسر القاف وقد اختلف في اسم أبي العشراء واسم أبيه فقال البخاري هو أسامة بن مالك بن قحطم قاله أحمد بن حنبل وقال بعضهم عطارد بن بلز قال ويقال يسار بن بلز بن مسعود بن حولي بن حرملة بن قتادة من بني نولة بن عبد الله بن فقيم بن دارم نزل البصرة هذا كلام البخاري وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين اسم أبي العشراء أسامة بن مالك وقال ابن عبد البر وقيل اسم أبي العشراء بلز بن قهطم وقيل عطارد بن برز بفتح الراء وسكونها وهو من دارم بن مالك بن زيد مناة من تميم نقل هذا كله ابن عبد البر لا يعرف لأبي العشراء عن أبيه غير حديث الزكاة لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك
831 أبو علي البندنيجي مذكور في الروضة في صفة الصلاة فيمن لا يحسن الفاتحة يقرأ سبع آيات كتابه الجامع قل في كتب الأصحاب نظيره كثير الموافقة للشيخ أبي حامد بديع في الاختصار مستوعب الأقسام محذوف الأدلة
832 أبو علي بن خيران تكرر في المهذب والوسيط والروضة إسمه الحسين بن صالح بن خيران من تاريخ بغداد
833 أبو علي بن أبي هريرة تكرر فيها
834 أبو علي السنجي من أصحابنا المصنفين أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الوسيط هو بكسر السين المهملة وإسكان النون وبالجيم منسوب إلى سنج قرية من قرى مرو واسمه الحسين بن شعيب كبير القدر عظيم الشأن صاحب تحقيق وإتقان وإطلاع كثير تفقه على الإمامين شيخي الطريقتين أبي حامد الاسفرايني شيخ العراقيين وأبي
539(2/538)
بكر القفال شيخ الخراسانين وجمع بين طريقيهما بالنظر الدقيق والتحقيق الأنيق جمع شرح فروع ابن الحداد والتلخيص لأبي العباس بن القاص فأتى في شرحيهما بما هو لائق بتحقيقه وإتقانه وعلو منصبه وعظم شأنه وله كتاب طويل جزيل الفوائد عظيم العوائد ذكر أبو القاسم الرافعي في كتابه التذنيب أن إمام الحرمين لقب هذا الكتاب الكبير بالمذهب الكبير سمع أبو علي الحديث فسمع مسند الشافعي رحمه الله من أبي بكر الحيري
835 أبو علي الطبري من أصحابنا أصحاب الوجوه متكرر الذكر هو الإمام البارع المتفق على جلالته ذو الفنون أبو علي الحسن بن القاسم منسوب إلى طبرستان تفقه على أبي علي بن أبي هريرة قال الشيخ أبو إسحاق صنف المجرد في النظر وهو أول كتاب صنف في الخلاف المجرد وصنف الإفصاح في المذهب وصنف أصول الفقه وصنف الجدال قال ودرس ببغداد بعد أستاذه أبي علي بن أبي هريرة توفي سنة خمسين وثلاثمائة
836 أبو علي الفارقي هو القاضي أبو علي الحسن بن إبراهيم
837 أبو عمر بن حفص بن المغيرة وقيل أبو حفص بن المغيرة ويقال أبو حفص بن عمرو بن المغيرة القرشي المخزومي زوج فاطمة قيل اسمه أحمد وقيل الحميد وقيل اسمه كنيته بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فطلقها هناك ومات هناك وقيل عاش بعد ذلك
838 أبو عمرو ابن حماس الرجل الصالح المستجاب الدعوات مذكور في المختصر في أول زكاة التجارة وذكره ابن مندة وأبو نعيم في كتابيهما في معرفة الصحابة في ترجمة عمرو وقالا هو ليثي وقال أبو نعيم ولا تصح له صحبة قال ويقال فيه أبو عمرو وهو المشهور واتفقوا على أنه بكسر الحاء وتخفيف السين المهملتين
839 أبو عمرو بن العلاء في الروضة في الإجارة والصداق
540(2/539)
حرف الفاء
840 أبو الفتوح القاضي تكرر ذكره في الروضة لا ذكر له في غيرهما من هذه الكتب هو القاضي أبو الفتوح عبد الله بن محمد بن علي بن أبي عقامة من فضلاء أصحابنا المتأخرين له مصنفات حسنة من أغربها وأنفسها كتاب الخناثي مجلد لطيف فيه نفائس حسنة ولم يسبق إلى تصنيف مثله وقد انتخبت أنا مقاصده مختصرة وذكرتها في آواخر باب ما ينقض الوضوء من شرح المهذب
841 أبو الفرج الدارمي في الروضة
842 أبو الفرج السرخسي هو أبو الفرج الزاز بزائين من أصحابنا المصنفين تكرر في الروضة ذكره هو الإمام البارع الصالح الزاهد الورع أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن زاز بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن زاز بن حميد بن أبي عبد الله السرخسي التبريزي المعروف بالزاز نزل مرو وهو من تلامذة القاضي حسين قال أبو سعد السمعاني هو أحد أئمة الإسلام
843 أبو الفياض البصري اسمه محمد بن [........]
حرف القاف
844 أبو القاسم الأنماطي تكرر ذكره في الثلاثة الكتب الكبار
845 أبو القاسم الداركي من أصحابنا ذكره في المهذب في غير موضع أولها باب الصلاة على الميت وفي باب المصراة وفي باب ما يدخل في الرهن وفي كتاب التفليس وفي النكاح وتكرر ذكره في الروضة كثيرا وهو بالدال والراء المهملتين والراء مفتوحة اسمه عبد العزيز بن عبد الله قيل هو منسوب إلى دارك قرية من قرى أصبهان ذكره ابن معن قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات كان فقيها محصلا تفقه على أبي إسحاق المروزي وانتهى التدريس إليه ببغداد وعليه تفقه الشيخ أبو حامد الأسفرايني بعد موت الشيخ أبي الحسن بن المرزبان وأخذ عنه عامة شيوخ بغداد
541(2/540)
وغيرهم من أهل الآفاق مات سنة خمس وسبعين وثلاثمائة رحمه الله ورضي عنه
وقال الخطيب أبو بكر في التاريخ هو عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم الداركي الشافعي نزل بنيسابور عدة سنين ودرس بها الفقه ثم سار إلى بغداد فسكنها إلى حين موته وكان له حلقة للفتوى والنظر قال أبو حامد الأسفرايني ما رأيت أفقه من الداركي
وعن محمد بن أبي الفوارس قال كان الداركي ثقة في الحديث وكان يتهم بالإعتزال
قال الخطيب وسمعت عيسى بن أحمد بن عثمان الهمذاني يقول كان عبد العزيز بن عبد الله الداركي إذا جاءته مسألة يستفتي فيها تفكر طويلا ثم أفتى فيها وربما كان فتواه خلاف مذهب الشافعي وأبي حنيفة فيقال له في ذلك فيقول ويحكم حدث فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا والأخذ بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى من بالأخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة إذا خالفاه أو كما قال وتوفي الداركي ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلون من شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ودفن يوم الجمعة في الشونيزية وهو ابن نيف وسبعين سنة وقيل توفي في ذي القعدة من هذه السنة والصحيح أنه توفي في شوال ومن غرائب الداركي أنه قال لا يجوز السلم في الدقيق حكاه الرافعي والمشهور الجواز
846 أبو القاسم الرافعي تكرر في الروضة هو الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل القزويني الإمام البارع المتبحر في المذهب وعلوم كثيرة قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله قال وكان ذا فنون حسن السيرة جميل الأثر صنف شرحا كبيرا للوجيز في بضعة عشر مجلدا لم يشرح الوجيز بمثله قال بلغنا بدمشق وفاته في سنة أربع وعشرين وستمائة وكانت وفاته في أوائلها أو في أواخر السنة التي قبلها بقزوين
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرو بن أبي بكر الصفار الأسفرايني في أربعين خرجها شيخنا إمام الدين حقا وناصر السنة صدقا أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني رضي الله عنه كان أوحد عصره في العلوم الدينية أصولها وفروعها ومجتهد زمانه في مذهب الشافعي رضي الله عنهما وفريد وقته في تفسير القرآن والمذهب وكان له مجلس للتفسير وتسميع الحديث بجامع قزوين صنف شرح مسند الشافعي وأسمعه سنة تسع عشرة وستمائة وشرح الوجيز ثم صنف أوجز منه ووقعا موقعا عظيما عند الخاصة والعامة وصنف كثيرا وكان زاهدا ورعا متواضعا سمع الحديث الكثير وتوفي
542(2/541)
حدود سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن بقزوين هذا آخر كلام الأسفريني قلت الرافعي من الصالحين المتمكنين وكانت له كرامات كثيرة ظاهرة رحمه الله تعالى
847 أبو القاسم الصيمري من كبار أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر ذكره في المهذب والروضة هو بصاد مهملة مفتوحة ثم ياء مثناة تحت ساكنة ثم ميم مفتوحة هذا هو الصحيح المشهور وذكره ابن باطيش بفتح الميم كما ذكرته ثم قال ومن الناس من يضمها قال حكاه لي بعض أصحاب الحازمي عنه قال ابن باطيش هو منسوب إلى صيمرة بلدة قديمة في طرف ولاية خورستان كثيرة الناس لها منبر وجامع وقال الإمام أبو الفرج بن الجوزي في تاريخه الصيمري منسوب إلى صيمر نهر من أنهار البصرة عليه عدة قرى قلت وهذا هو الأظهر فإن الصيمري بصري لا شك فيه واسمه عبد الواحد بن الحسين
قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات سكن الصيمري البصرة وحضر مجلس القاضي أبي حامد المروروزي وتفقه بصاحبه أبي الفياض البصري وارتحل إليه الناس من البلاد وكان حافظا للمذهب حسن التصانيف قلت وهو ممن تفقه عليها أقضى القضاة الماوردي صاحب الحاوي وصنف كتبا كثيرة منها الإيضاح في المذهب وهو كتاب نفيس كثير الفوائد قليل الوجود ومن غرائب الصيمري ما حكاه عنه في المهذب أنه قال لا يملك الكلاء النابت في ملكه ومنها أنه قال لا يجوز مس المصحف لمن بعض بدنه نجس بغيره
848 أبو القاسم بن كج تكرر في المهذب والروضة فقط
849 أبو القاسم الكرخي من أصحابنا تكرر في الروضة في الزكاة وغيره
850 أبو قبيصة في باب الهدى من المهذب في عطب الهدي
851 أبو قتادة الصحابي تكرر في المختصر والمهذب
852 أبو قرعة في المختصر في صوم عاشوراء عن أبي الخليل
853 أبو القعيس مذكور في رضاع المهذب
854 أبو قلابة في أواخر عشرة النساء من المهذب
543(2/542)
حرف اللام
855 أبو لهب عدو الله مذكور في المهذب في باب أسمه عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف مات بعد غزوة بدر بسبعة أيام ميتة شنيعة بداء يقال له العدسة
856 أبو ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل بن أبي حثمة مذكور في المختصر في أول القسامة ينقل من الكنى في آخر ابن أبي حاتم
حرف الميم
857 أبو مجلز التابعي مذكور في المهذب في الجزية ثم في خراج السواد هو بكسر الميم وبعدها جيم ساكنة ثم لام مفتوحة ثم زاي هذا هو المشهور في ضبطه وحكي فتح الميم
858 أبو محذورة المؤذن رضي الله عنه ذكره في الأذان مختلف في اسمه قيل سمرة بن معير بميم مكسورة ثم عين مهملة ساكنة ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة ثم راء ويقال اسمه أوس بن معير كما ضبطناه ويقال سمرة بن عمير ويقال أوس بن معين بضم الميم وفتح العين وتشديد الياء وآخره نون قال البغوي في كتاب الأذان ويقال جابر بن معير وذكر ابن قتيبة في المعارف أن أسمه سليمان بن سمرة وهو قرشي جمحي روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر يده على رأسه وصدره إلى سرته وأمره بالأذان بمكة عند منصرفه من حنين فلم يزل يؤذن فيها وكان من أحسن الناس صوتا توفي بمكة سنة تسع وخمسين وقيل سنة سبع وسبعين ولم يهاجر ولم يزل مقيما بمكة حتى مات رضي الله عنه
قال ابن قتيبة أسلم أبو محذورة بعد حنين وبقي الأذان بمكة في أبي محذورة وأولاده قرنا بعد قرن إلى زمن الشافعي
وفي سنن أبي داود وغيره في حديث الأذان أن أبا محذورة كان لا يجز ناصيته ولا يفرقها لأن النبي صلى الله عليه وسلم مسح عليها
وفي رواية الشافعي في الأم وغير الشافعي عن أبي محذورة أن النبي صلى الله عليه وسلم علمني الأذان ثم أعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصيتي ثم أمرها على وجهي ثم ثديي ثم على كبدي ثم بلغت يده سرتي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بارك الله فيك وبارك عليك)
544(2/543)
859 أبو محمد الأصطخري من أصحابنا مذكور في الروضة في باب السرقة
860 أبو محمد الجويني تكرر في الروضة والوسيط
861 أبو محمد الباقي تكرر في الروضة فذكره في شروط الصوم من غرائبه قوله في تفسير يوم الشك ينقل من الروضة
862 أبو مخلد البصري من أصحابنا تكرر في الروضة وذكره في أول الخلع وهو بالنخاء المعجمة
863 أبو مرثد الغنوي الصحابي في المهذب في التعزية
864 أبو مرزوق التجيبي مذكور في المهذب في فصل نكاح المحلل هو التجيبي بضم التاء المثناة فوق وكسر الجيم ومن أهل اللغة والمحدثين من قال هو بفتح التاء والمشهور الضم منسوب إلى تجيب قبيلة معروفة وهو مصري تابعي ثقة قال أحمد بن عبد الله العجلي روى عن حبيش الصنعاني روى عنه يزيد بن أبي حبيب ولا يعارض هذا قول ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول هو مجهول لأنه لم يجرح فيه بل قال لا أعرفه وقد عرفه غيره
865 أبو مسعود الصحابي الأنصاري البدري تكرر في المختصر وذكره في المهذب في آخر باب ما يجوز بيعه وفي صفة الأئمة وفي صلاة العيدين وفي اختلاف الزوجين في الصداق وفي الشهادات
866 أبو معبد الخزاعي وأم معبد الخزاعية التي قال النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه عند خيمتها أسلما جميعا وهاجرا ذكره في تاريخ دمشق في باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم
867 أبو معتمر بن عمرو بن رافع روى عن عمرو بن جلدة روى عنه ابن أبي ذؤيب ذكره في المختصر في أول التفليس حديثه في سنن أبي داود وتحقق منه
868 أبو معشر الدارمي الصحابي مذكور في المهذب في الشهادة للولد والوالد
869 أبو منصور البغدادي الأستاذ كان شيخ إمام الحرمين في الفرائض
545(2/544)
وإمامهم تكرر ذكره في الروضة في الوصايا وغيرها وذكره في الوسيط أيضا في الوصايا في أواخر الباب الثاني
870 أبو المنهال في المختصر عن ابن عباس رضي الله عنهما روى عنه عبد الله بن أبي كثير ذكره في باب السلف والرهن
871 أبو موسى الأشعري رضي الله عنه تكرر فيها هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر هو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو موسى الأشعري الصحابي الكوفي رضي الله عنه وأم أبي موسى طيبة بنت وهب امرأة من عك أسلمت وتوفيت بالمدينة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قبل هجرته إلى المدينة فأسلم ثم هاجر إلى الحبشة ثم هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحاب السفينتين بعد فتح خيبر فأسهم لهم منها ولم يسهم منها لأحد غاب عن فتحها غيرهم قال الحافظ أبو بكر بن أبي داود السجستاني في كتابه شريعة القاري لأبي موسى مع حسن صوته فضيلة ليست لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر ثلاث هجرات هجرة من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهجرة من مكة إلى الحبشة وهجرة من الحبشة إلى المدينة قال غيره واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن وساحل اليمن واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الكوفة والبصرة وشهد وفاة أبي عبيدة بالأردن وخطبه عمر بالجابية وقدم دمشق على معاوية
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وستون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على خمسين وانفرد البخاري بخمسة عشر ومسلم بخمسة عشر توفي بمكة وقيل بالكوفة سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين وقال الهيثم والواقدي سنة اثنتين وأربعين وقال البخاري قال أبو نعيم سنة أربع وأربعين وكذلك قال أبو بكر بن أبي شيبة وزاد وهو ابن ثلاث وستين سنة وقال قتادة بلغ أبا موسى أن قوما يتأخرون عن الجمعة لعدم ثياب حسنه فخرج إلى الناس في عباءة وكان أبو موسى قدم البصرة واليا من جهة عمر بن الخطاب سنة سبع عشرة بعد عزل المغيرة ثم كتب إليه عمر أن يسير إلى الأهواز فأتاها ففتحها عنوة وقيل صلحا وافتتح أصبهان سنة ثلاث وعشرين
872 أبو المهلب عم أبي قلابة مذكور في المهذب في باب أروش الجنايات
546(2/545)
أسمه عبد الرحمن بن عمرو وقيل معاوية بن عمرو وقيل عمرو بن معاوية ذكر هذه الأقوال الثلاثة فيه البخاري في تاريخه وذكرها غيره وقيل اسمه النضر بن عمرو الحرمي الأزدي البصري التابعي الكبير
روى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأبي بن كعب وعمران بن الحصين رضي الله عنهم
روى عنه الحسن البصري وابن سيرين وابن أبيه أبو قلابة عبد الملك بن يزيد وعوف الأعرابي وكان أبو المهلب ثقة روى له مسلم في صحيحه
873 أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل التابعي
874 أبو ميمون عن أبي هريرة في المختصر في اول الحضانة
حرف النون
875 أبو النجيح مذكور في المهذب في أول باب الديات هو بفتح النون وكسر الجيم وآخره حاء مهملة واسمه يسار المكي مولى الأخنس بن شريق الثقفي تابعي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وروى عن عمر بن الخطاب وعثمان وسعد بن أبي وقاص وقيس بن سعد رضي الله عنهم أجمعين أيضا مرسلا وسمع عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وأبا هريرة
روى عنه ابنه عبد الله وعمرو بن دينار وآخرون قال وكيع هو ثقة وقد روى له مسلم في صحيحه وهو والد ابن نجيح الذي تكثر روايته عن مجاهد
876 أبو النضر عن ابن عمر في أوائل السلم من المهذب
حرف الهاء
877 أبو هريرة رضي الله عنه اختلف في اسمه اختلافا كثيرا جدا قال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر لم يختلف في اسم أحد في الجاهلية ولا في الإسلام الإختلاف فيه وذكر ابن عبد البر أيضا أنه اختلف فيه على عشرين قولا وذكر غيره نحو ثلاثين قولا واختلف العلماء في الأصح منها والأصح عند المحققين الأكثرين ما صححه البخاري وغيره من المتقنين أنه عبد الرحمن بن صخر روى البيهقي وغيره عن الشافعي رحمه الله قال أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره وأسلمت أمه رضي الله عنه وعنها وقصة إسلامها مذكورة في صحيح مسلم
547(2/546)
وروينا في صحيح مسلم عن أبي هريرة في قصة إسلام أمه قال قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني الله أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهما المؤمنين) فما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين وقد ذكره الإمام أبو بكر البرقاني وأبو مسعود الدمشقي في كتابيهما وأوله عندهما عن أبي كثير قال حدثنا أبو هريرة قال والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني قلت وما علمك بذلك يا أبا هريرة فذكر الحديث
حرف الواو
878 أبو وائل عن عبد الله هو ابن مسعود في المهذب في أول الاستسقاء هو شقيق بن سلمة وقد سبقت ترجمته في الشين
879 أبو واقد الليثي الصحابي تكرر في المهذب وذكره في أوائل الحدود من المختصر وفي المهذب في القراءة في صلاة العيد وفي الصيد
880 أبو وبرة الكلبي مذكور في أول كتاب الطلاق من المهذب وفي أوائل باب حد الخمر الذي نحفظه أنه بإسكان الباء وإسكانها ذكره جماعة منهم ابن البردي ورأيت في كتاب ابن باطيش أنه يقال بفتحها وهو مشهور بكنيته لا يعرف اسمه
881 أبو الوضيء مذكور في المختصر في أول كتاب البيوع وفي المهذب في أول باب عدد الشهود وهو بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة وبالهمزة الممدودة واسمه عباد بن نسيب بضم النون وفتح السين المهملة وبعدها مثناه من تحت ساكنة ثم موحدة وهو تابعي قيسي سمع علي بن أبي طالب وأبا برزة الأسلمي رضي الله عنهما
روى عنه جميل بن مرة وبديل بن ميسرة قال يحيى بن معين هو ثقة وقال البخاري يعد في البصريين وكان من فرسان علي وكان على شرطة علي رضي الله عنه
882 أبو الوليد الطيالسي في المهذب في خراج السواد
883 أبو الوليد النيسابوري من أئمة أصحابنا مذكور في الروضة في القنوت في الوتر وفي الصلاة على الميت وغيرهما قال أبو سعد السمعاني في الأنساب هو أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد بن هارون بن حسان بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص الأكبر بن أمية بن
548(2/547)
عبد شمس بن عبد مناة القرشي الشافعي إمام عصره وفقيه خراسان تفقه على أبي العباس بن سريج وعاد إلى خراسان فنشر العلم واشتغل بالدرس والعبادة وسمع الحديث الكثير من أبي بكر الإسماعيلي والحسن بن سفيان النسوي وغيرهما
روى عنه الحاكم أبو عبد الله وغيره توفي في خامس شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ومن غرائبه أنه قال إذا كرر المصلى الفاتحة مرتين بطلت صلاته حكاه عنه إمام الحرمين في فصل القراءة من صفة الصلاة وهو خلاف نص الشافعي والأصحاب
ونقل صاحب العدة أن ابن خيران وأبا يحيى البلخي قال تبطل قال وحكاه الشيخ أبو حامد عن القديم ومن غرائبه أنه قال الحجامة تفطر الصائم وتفطر الحاجم والمحجوم وادعى أنه مذهب الشافعي لصحة الحديث وكان يحلف أنه مذهب الشافعي وغلطه الأصحاب لأن الشافعي وقف على الحديث وقال هو منسوخ ومن أصحابنا من تأوله
ومن غرائبه أيضا أنه جوز الصلاة على قبر نبينا عليه السلام فرادى حكاه عنه في المهذب وقد ذكرته في الروضة وأنه قال يستحب القنوت في الوتر في جميع رمضان ووافقه على القنوت ثلاثة من أئمة أصحابنا منهم أبو عبد الله الزبيري وأبو الفضل بن عبدان وأبو منصور بن مهران
حرف الياء
884 أبو يحيى البلخي تكرر ذكره في المهذب والوسيط والروضة وهو من كبار أصحابنا أصحاب الوجوه قال ابن باطبش ذكره أبو حفص عمر بن علي المطوعي في كتاب المهذب في ذكر أئمة المهذب فقال أبو يحيى البلخي أصله من بلخ أحد من فارق وطنه لأجل الدين وقطع نفسه لضالة العلم ومسح عرض الأرض وسافر إلى أقاصي الدنيا في طلب الفقه حتى بلغ في ذلك الغاية وكان حسن البيان في النظر مرهف عرب اللسان في الجدل ومصداق ذلك في دلائله التي نصبها لاختياراته وبراهينة التي كشف فيها عن وجوه تخريجاته قلت ومن غرئبه أنه جوز للقاضي إذا أراد نكاح من لا ولي لها أن يتولى طرفي العقد قال الرافعي ويقال أنه قال لما كان قاضيا بدمشق تزوج امرأة ولي أمرها بنفسه ومن غرائبه أنه قال لو شرط في القراض أن يعمل رب المال مع العامل جاز حكاه عنه العبادي في الرقم وقد ذكرته في الروضة والصحيح المعروف المنع
549(2/548)
885 أبو يعقوب الأبيوردي في تيمم المهذب
886 أبو يعقوب في المهذب في جزيرة العرب
887 أبو يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة رحمه الله مذكور في المختصر في أول جامع السير تكرر ذكره فيه وفي القافة وغيرها
النوع الثالث في الأنساب والألقاب والقبائل ونحوها
حرف الألف
888 الأبهري المالكي في الروضة في كتاب البيوع في آخر باب المناهي في مسألة مبايعة من أكثر ماله حرام
889 الأصمعي مذكور في باب عقد الذمة في حد جزيرة العرب اسمه عبد الملك بن قريب بضم القاف وفتح الراء وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم باء موحدة ابن عبد الملك بن أصمع البصري الإمام صاحب اللغة والغريب والأخبار والملح يكنى أبا سعيد من أئمة الحديث الكبار والمعتمد عليه فيها
روى الحديث عن جماعات من الكبار وروى عنه جماعات من الكبار قال يحيى بن معين سمعت الأصمعي يقول سمع مني مالك بن أنس واتفقوا على أنه ثقة قال أبو منصور الأزهري في أول تهذيب اللغة عن سلمة بن عاصم النحوي قال الأصمعي أزكى من أبي عبيدة وأحفظ للغريب منه وكان أبو عبيدة أكثر رواية منه وكان هارون الرشيد قد استخلصه لمجلسه وكان يرفعه على أبي يوسف القاضي ويجيزه بجوائز كثيرة وكان علمه على لسانه وروى الأزهري بإسناده عن الرياشي قال كان الأصمعي شديد التوقي لتفسير القرآن صدوقا صاحب سنة عمر نيفا وتسعين سنة وله عقب وقال أبو جعفر النحاس في أول كتابه صناعة الكتاب كان الأصمعي شديد التوقي لتفسير القرآن وحديث النبي عليه السلام فيقال أنه تكلم فيهما بعد ذلك لما لقيه أحمد بن حنبل وأبو عبيد وكان صدوقا ويقال أنه ولد سنة ثلاث وعشرين ومائة ومات وعمر نيفا وتسعين سنة قال وسمعت علي بن سليمان يقول أهل النحو فيما نعلم معمرون ولا يكسر هذا علينا لا سيبويه ومات الأصمعي سنة ست عشرة ومائتين
وروينا في تاريخ الخطيب البغدادي رحمه الله عن عمر بن شبة قال سمعت الأصمعي يقول أحفظ ستة عشر ألف
550(2/549)
أرجوزة وذكر الخطيب عن الشافعي قال ما عبر أحد من العرب بأحسن عبارة من الأصمعي
وقال إبراهيم الحربي كان أهل العربية من أهل البصرة أصحاب الأهواز أربعة أبو عمرو بن العلاء والخليل ويونس بن حبيب والأصمعي
890 الأزرقي صاحب تاريخ مكة في الروضة في ذكر عرفات
891 الأعشى الشاعر مذكور في باب الشفعة من المختصر هو ميمون بن قيس بن جندل الأسدي المشهور
892 الأعمش في المهذب في ميراث أهل الفرض
893 إمام الحرمين في الوسيط والروضة
894 الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو إمام أهل الشام تقدم في ترجمة عبد الرحمن
حرف الباء الموحدة
895 البخاري الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم تقدم ذكره في ترجمة محمد
896 البغوي بفتح الباء في الروضة
897 البويطي هو أبو يعقوب يوسف بن يحيى وتقدم في الأسماء قال الترمذي البويطي قرشي ذكره في آخر الكتاب عند ذكر من روى عنه فقه الشافعي رضي الله عنه
حرف الثاء المثلثة
898 ثعلب مذكور في باب الوقف من المهذب والوسيط هو الإمام المجمع على إمامته وكثرة علومه وجلالته أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني مولاهم إمام الكوفيين في عصره لغة ونحوا وثعلب لقب له قال الإمام أبو منصور الأزهري في خطبة كتابه تهذيب اللغة أجمع أهل هنه الصناعة من العراقيين أنه لم يكن في زمن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب وأبي العباس محمد بن يزيد المبرد مثلهما وكان أحمد بن يحيى أعلم الرجلين وأورعهما وأرواهما للغات والغريب وأوجزهما
551(2/550)
كلاما وأقلهما فضولا وكان محمد بن يزيد أعرب الرجلين بيانا وأحفظهما للشعر المحدث والأخبار الفصيحة وأعلمهما بمواهب البصريين في النحو ومقاييسه وكان أحمد بن يحيى حافظا لمذاهب العراقيين أعني الكسائي والفراء والأحمر وكان متقدما في صناعته عفيفا عن الأطماع الدنية ورعا عن المكاسب الخبيثة
قال غير الأزهري سمع ثعلب ابن الأعرابي والأثرم والزبير بن بكار وأخذ عنه ابن الأنباري وأبو عمر الزاهد وغيرهما وكان ثقة دينا صالحا ورعا
حكى عن صاحبه أبي عمر الزاهد قال كنت في مجلس أبي العباس ثعلب فسأله سائل عن شيء فقال لا أدري فقال أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل وإليك الرحلة من كل بلد فقال له ثعلب لو كان لأمك بعدد ما لا أوري بعر لاستغنت
ولد ثعلب رحمه الله سنة مائتين وتوفي ببغداد يوم السبت لثلاث عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين قال الخطيب البغدادي ودفن بمقبرة باب الشام رحمه الله تعالى
حرف الجيم
899 الجوزجاني صاحب أبي حنيفة في الفرائض من الروضة في توريث ذوي الأرحام
حرف الحاء
900 الحطيئة الشاعر مذكور في كتاب الأقضية من المهذب هو بضم الحاء وفتح الطاء المهملتين ويقال بالهمز وبتركه وتشديد الياء واسمه جرول بفتح الجيم وإسكان الراء وفتح الواو وإنما لقب الحطيئة لقصره وهو جرول بن أوس بن مالك العبسي يكنى أبا مليكة
حرف الخاء
901 الخضري تكرر ذكره في الوسيط وهو من كبار أصحابنا أصحاب الوجوه ومتقدمي أئمة المذهب هو أبو عبد الله محمد بن أحمد المروزي الخضري
قال أبو سعد السمعاني هو نسبة إلى الجد قال وهو الخضري بكسر الخاء وإسكان الضاد المعجمتين قال والصحيح يعني الأصل في هذه النسبة الخضري بفتح الخاء وكسر الضاد ولكنهم خففوه لما ثقل عليهم قال والخضري هو إمام مرو ومتقدم الفقهاء
552(2/551)
الشافعية بها تفقه عليه جماعة من الأئمة وروى يعني الحديث عن جماعة منهم القاضي أبو عبد الله المحاملي
حرف الدال
902 الدارقطني في الوسيط في كتاب الحجر
903 الدراوردي شيخ الشافعي تكرر في المختصر عن محمد بن عمر وعن أبي سلمة
حرف الذال
904 ذو اليدين في سجود السهو وباب ما يفسد الصلاة
حرف الراء
905 الروياني صاحب البحر هو أبو المحاسن قال أبو عمرو بن الصلاح هو في البحر كثير النقل قليل التصرف والتزييف والترجيح وفعل في الحلية ضد ذلك فإنه أمعن في الأختياري حتى اختار كثيرا من مذهب العلماء غير الشافعي
حرف الزاي
906 الزعفراني صاحب الشافعي رضي الله عنهما ذكره في الوسيط في زكاة الدين وهو أحد رواة القديم الأربعة عنه قال صاحب الحاوي في مسألة وقت المغرب الزعفراني أثبت أصحاب القديم وهذا الزعفراني هو أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح قال أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي سمعت الزعفراني يقول قدم الشافعي فاجتمعنا فقال التمسوا من يقرأ لكم فلم يحسن أحد غيري وما كان في وجهي شعرة وإني لأتعجب من انطلاق لساني وجسارتي بين يديه فقرأت الكتب كلها إلا كتابين قرأهما هو المناسك والصلاة قال الساجي وسمعته يقول إني لأقرأ كتب الشافعي وتقرأ علي منذ خمسين سنة
وروى البيهقي عن أبي حامد المروروذي القاضي قال كان القاضي الزعفراني من أهل اللغة
907 الزهري محمد بن مسلم سبق في باب محمد
553(2/552)
حرف السين
908 الساجي في المهذب في خراج السواد
حرف الشين
909 الشعبي تكرر في المختصر وهو في المهذب في التفليس في أول باب الإيمان ففي الرجوع عن الشهادات عن علي أظنه مرسلا
حرف الصاد
910 صاحب البيان هو أبو الخير يحيى بن أبي الخير سالم بن أسعد بن يحيى العمراني بن عمران من قرية من اليمن يقال لها مصنعة سير كان يحفظ المهذب ويقوم به ليله وشرحه بالبيان نشر العلم ببلاد اليمن ورحل إليه وصنف البيان وغرائب الوسيط للغزالي وغير ذلك توفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة
911 صاحب البحر فيه يعني في الروضة
912 صاحب التقريب تكرر في الوسيط والروضة تكرارا كثيرا هو الإمام أبو الحسن القاسم بن الإمام أبي بكر محمد بن علي القفال الشاشي وهو القفال الكبير كما تقدم وكان أبو الحسن هذا عظيم الشأن جليل القدر صاحب إتقان وتحقيق وضبط وتدقيق وكتابه التقريب كتاب عزيز عظيم الفوائد من شروح مختصر المزني وقد يتوهم من لا إطلاع له على أن المراد بالتقريب تقريب الإمام أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي صاحب الشيخ أبي حامد الأسفرايني وذلك غلط بل الصواب ما ذكرنا أنه تصنيف أبي الحسن بن القفال قال الإمام أبو القاسم الرافعي في كتابه التذنيب ويقال أن صاحب التقريب أبوه القفال قال والأول أظهر وهو الذي ذكره الشيخ أبو عاصم العبادي والله أعلم قلت وقد وقع في نسخ الوسيط في كتاب الرهن قال صاحب التقريب أبو القاسم وهذا غلط بل صوابه القاسم وسيأتي بيانه في نوع الأوهام وقد قال الإمام الحافظ الفقيه المتقن أبو بكر البيهقي في رسالته إلى الشيخ أبي محمد الجويني رحمه الله نظرت في كتاب التقريب وكتاب جمع الجوامع وعيون المسائل وغيرهما فلم أر أحدا منهم فيما حكاه أوثق من صاحب التقريب رحمنا الله وإياه وهو في النصف الأول من كتابه أكثر حكاية لألفاظ الشافعي رضي الله عنه منه في النصف الآخر وقد غفل في
554(2/553)
النصفين جميعا من اجتماع الكتب له أو أكثرها وذهاب بعضها في عصرنا عن حكاية ألفاظ لا بد من معرفتها لئلا يجترىء على تخطئة المزني رحمه الله في بعض ما يخطئه فيه وهو منه بريء وليتخلص به عن كثير من تخريجات أصحابنا ثم ذكر البيهقي شواهد لما ذكره فرضي الله عنه ما أجزل كلامه وأشد تحقيقه وأكثر إطلاعه وأثنى إمام الحرمين في مواضع من النهاية على صاحب التقريب ثناء حسنا
913 صاحب التلخيص تكرر في الوسيط والروضة هو أبو العباس أحمد بن القاص وسبق بيانه
914 صاحب الحاوي فيه يعني الروضة
915 صاحب الكافي في الوسيط في مسألة القلتين هو أبو عبد الله الزبيري سبق بيانه
916 ذكر صاحبي كعب بن مالك في الروضة في كتاب عشرة النساء في باب الشقاق هما هلال بن أمية ومرارة بن ربيع
917 صاحب المحكم في اللغة مذكور في الروضة في أول الوليمة
حرف العين
918 العراقيان اللذان يقولان في المهذب في مواضع كثيرة قال في اختلاف العراقيين هما أبو حنيفة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وقوله العراقيين بفتح الياء الأولى وكسر النون لأنه مثنى وإنما ضبطه لأنه قد يصحف وهذا كتاب صنفه الشافعي فذكر فيه المسائل التي اختلفا فيها ويختاره تارة ذاك وتارة يضعفها ويختار ثالثا وهذا الكتاب هو أحد الكتب الأم وهو نحو نصف مجلد
919 العنسي مذكور في أول كتاب قتال البغاة من المختصر وهو الكذاب الأسود
حرف الفاء
920 الفارقي مذكور في الروضة في أول الثاني من الشفعة هو تلميذ صاحب المهذب وشيخنا في السلسلة وكتاب الفوائد قليل الجدوى
555(2/554)
921 الفراء اللغوي النحوي الإمام هو أبو زكريا يحيى بن زياد الكوفي
922 الفرزدق مذكور في المهذب في الإستثناء في الطلاق هو همام بن غالب المجاشعي التميمي البصري الشاعر المشهور التابعي المعروف يكنى أبا فراس سمع ابن عمرو وأبا هريرة قال البخاري في التاريخ روى عنه مروان الأصغر وابن أبي نجيح وابنه ليطة
923 الفوراني تكرر ذكره في الوسيط هو صاحب الإبانة وهو الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فوران بضم الفاء وإسكان الواو وبعد الألف نون منسوب إلى جده هكذا قال الإمام الحافظ أبو سعد السمعاني في كتابه الأنساب قال وله تصانيف في الفقه وروي الحديث توفي في شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة بمرو وقال وهو من أعيان تلامذة أبي بكر القفال يعني المروزي وهذا الفوراني هو صاحب الإبانة وهو شيخ الإمام أبي سعد المتولي صاحب التتمة وسمي المتولي كتابة التتمة لكونه تتميما للإبانة وشرحا لها وتفريعا عليها وأثنى عليه في خطبة التتمة قال وقد سمع البغوي منه وروى عنه في كتابه شرح السنة الذي يرويه وحيث قال إمام الحرمين قال بعض المصنفين أو في بعض التصانيف كذا فمراده صاحب الإبانة ويغلطه ويسيء القول فيه وقال في باب الأذان والرجل غير موثوق بنقل ما ينفرد به وأنكر العلماء على إمام الحرمين إفراطه في الشناعة على الفوراني وغلطوه في إفراطه وحيث قال صاحب البحر قال بعض أصحابنا بخراسان فمراده الفوراني
حرف القاف
924 القاهر الخليفة في المهذب في نكاح السامرة
925 القتبي مذكور في المهذب والوسيط في كتاب الوقف ثم في أول كتاب العدد من المهذب بضم القاف وفتح التاء بعدها موحدة وقد يزيدون فيه ياء مثناة من تحت بين التاء والباء والأول هو الفصيح المشهور الجاري على القواعد وهو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري الكاتب اللغوي الفاضل في علوم كثيرة سكن بغداد وله مصنفات كثيرة جدا رأيت فهرستها ونسيت عددها أظنها تزيد على ستين مصنفا في أنواع العلوم فمن كتبه التي رأيتها غريب القرآن ومشكل القرآن وغريب الحديث ومختلف الحديث وأدب الكاتب والمعارف وعيون الأخبار قال السمعاني في
556(2/555)
الأنساب روى ابن قتيبة عن ابن راهوية ومحمد بن زياد الزيادي وغيرهما ومات فجأة في أول رجب سنة ست وسبعين ومائتين قال وقيل مات في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين وقال الإمام أبو منصور الأزهري في مقدمة كتابه تهذيب اللغة سمع ابن قتيبة حرملة بن يحيى
926 القفال الشاشي مذكور في موضع واحد من المهذب في كتاب النكاح في مسألة تزويج الجد بنت ابنه بابن ابنه ليس له ذكر في المهذب في غير هذا الموضع ولا ذكر له في الوسيط وإنما الذي في الوسيط القفال المروزي كما سأذكره إن شاء الله تعالى وذكر الشاشي في الروضة في مواضع كثيرة منها في آخر صلاة المسافر في جواز الجمع بالمرض وفي باب العقيقة وآخر الباب الثاني من كتاب الإقرار ويعرف هذا بالقفال الشاشي الكبير والذي في الوسيط والنهاية والتعليق للقاضي حسين والإبانة والتتمة والتهذيب والعدة والبحر ونحوها من كتب الخراسانيين هو القفال المروزي الصغير ثم أن الشاشي تكرر في كتب التفسير والحديث والأصول والكلام والجدل ويوجد في كتب الفقه للمتأخرين من الخراسانيين واشترك القفالان في أن كل واحد منهما أبو بكر القفال الشافعي لكن يتميزان بما ذكرنا من مظانهما ويتميزان أيضا بالاسم والنسب فالكبير شاشي والصغير مروزي والشاشي اسمه محمد علي بن إسماعيل تفقه على ابن سريج وكان إمام عصره بما وراء النهر وأعلمهم بالأصول ورحل في طلب الحديث سمع بخراسان أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأقرانه وبالعراق محمد بن جرير الطبري والباغندي وأقرانهما وبالجزيرة أبا عروة وبالشام أبا الجهم وأقرانه وبالكوفة وغيرها وله مصنفات من أجل المصنفات وهو أول من صنف الجدل وشرح رسالة الشافعي ورأيت له كتابا نفسيا في دلائل النبوة وكتابا جليلا في محاسن الشريعة قال الشيخ أبو إسحاق في طبقاته له مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها وله كتاب في أصول الفقه وله شرح رسالة الشافعي رضي الله عنه وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر قال وتوفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة قال غيره توفي بشاش وقال الإمام أبو عبد الله الحليمي كان شيخنا القفال الشاشي أعلم من لقيته من علماء عصره
وقال أبو سعد السمعاني في الأنساب القفال الشاشي الفقيه الشافعي من أهل الشاش إمام عصره بلا مدافعة كان فقيها أصوليا محدثا لغويا شاعرا سار ذكره في
557(2/556)
الشرق والغرب له تصانيف مشهورة ورحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام والثغور سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس السراج وأبا القاسم البغوي وغيرهم
روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين ومات بالشاش في ذي الحجة سنة خمس وستين وثلاثمائة
ومن غرائب القفال الشاشي ما نقلته عنه في الروضة أنه قال يجوز الجمع بين الصلاتين بعذر المرض ومن غرائبه أن الأصحاب قالوا إن أخرت العقيقة حتى بلغ سقط حكمها في حق غير المولود وهو مخير في العقيقة عن نفسه واستحسن القفال الشاشي أن يفعلها
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة ونقلوا عن نص الشافعي في البويطي أنه لا يفعل ذلك واستغربوه قال المصنف ورأيت نصه في البويطي ولا يعق عن كبير قال وليس مخالفا لما سبق فإن معناه لا يعق عنه غيره وليس فيه نفي عقه عن نفسه والله تعالى أعلم ومن غرائبه أنه لو قال وهبت لك كذا وخرجت منه إليك قال يكون إقرارا بالإقباض لأنه نسب إلى نفسه ما يشعر بالإقباض بعد العقد المفروغ منه وخالفه الأصحاب في ذلك فقالوا لا يكون مقرا بالإقباض لجوازان يريد الخروج عنه بالهبة وفيما نرويه بالإجازة في شعب الإيمان للبيهقي قال أنشدنا أبو نصر بن قتادة أنشدنا الشيخ أبو بكر القفال الشاشي رحمه الله تعالى
(أوسع رحلي على من نزل .......... وزادي مباح على من أكل)
(نقدم حاضر ما عندنا .......... وإن لم يكن غير خبز وخل)
(فأما الكريم فيرضى به .......... وأما اللئيم فمن لم أبل)
حرف الكاف
927 الكرابيسي تكرر في الثلاثة هو الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه وأشهرهم بإثبات مجلسه وأحفظهم لمذهبه وهو أحد رواة مذهبه القديم والثاني الزعفراني والثالث أبو ثور والرابع أحمد بن حنبل ورواة الأقوال الجديدة ستة المزني والربيعان الربيع بن سليمان الجيزي والربيع بن سليمان المرادي والبويطي وحرملة ويونس بن عبد الأعلى وكنيته أبو علي وله تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه وكان متكلما عارفا بالحديث وصنف أيضا في الجرح والتعديل وغيره وأخذ عنه الفقه خلق كثير ونسب إلى الكرابيسي وهي
558(2/557)
الثياب الغلاظ وأحدها كرباس بكسر الكاف وهو لفظ فارسي معرب لأنه كان يبيعها فنسب إليها وتوفي رحمه الله في سنة خمس وأربعين وقيل سنة ثمان وأربعين ومائتين وهو أشبه بالصواب
928 الكسائي مذكور في الروضة في الصداق إذا أصدقها تعليم آيات
929 الكسعي مذكور في المسابقة من المهذب وهو بضم الكاف وفتح السين وكسر العين المهملتين اسمه غامد بالغين المعجمة وبالدال ابن الحارث من كسع ثم من بني محارب وقيل اسمه محارب بن قيس وهو الذي يضرب به المثل في الندم
930 الكوفيون الذين ذكرهم الشافعي رحمه الله في باب الشفعة وغيرها هم أبو حنيفة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأصحابهما
حرف الميم
931 الماسرجسي هو أبو الحسن محمد بن علي بن سهل تكرر ذكره في المهذب والروضة وسبق ذكره في الكنى في ترجمة أبي الحسن الماوردي
932 المتنبي الشاعر المعروف ذكره في كتاب السير من المهذب هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الله الجعفي الكوفي الشاعر الأديب المجيد صاحب الديوان المعروف وله من بدائع الشعر وحكمه أشياء عجيبة مشتملة على الآداب وغيرها ولد بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمائة ونشأ بالبادية والشام وقال الشعر في صغره واعتنى الأئمة الفضلاء بشرح ديوانه مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال السمعاني في الأنساب إنما قيل له المتنبي لأنه أدعى النبوة في بادية السماوة وتبعه كثير من كلب وغيرهم فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص بالأخشيدية فأسره وفرق أصحابه وسجنه طويلا ثم أشهد عليه بأنه تاب وكذب نفسه فيما ادعاه وأطلقه فطلب الشعر وقاله فأجاد وفاق أهل عصره وقيل إنما قيل له المتنبي لأنه قال شعر
(أنا في أمة تداركها .......... غريب كصالح في ثمود)
واتصل بسيف الدولة ابن حمدان فأكثر مدحه ثم صار إلى عضد الدولة بفارس فمدحه وعاد إلى بغداد فقتل بالطريق بالقرب من النعمانية في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة
559(2/558)
933 المزني هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى تقدم في الأسماء صنف المزني كتابا مفردا على مذهبه لا على مذهب الشافعي ذكره أبو علي البندنيجي في كتابه الجامع في آخر باب الصلاة بالنجاسة قال إمام الحرمين في باب ما ينقض الوضوء من النهاية وذهب المزني إلى أن النوم في عينه حدث ناقض للوضوء كيف فرض وطرد مذهبه في القاعد المتمكن وألحقه بجهات الغلبة على العقل وخرج ذلك قولا للشافعي قال وإذا تفرد المزني برأي فهو صاحب مذهب وإذا خرج للشافعي قولا فتخريجه أولى من تخريج غيره وهو ملتحق بالمذهب لا محالة
وقال الرافعي في باب الخلع في مسألة خلع الوكيل وفيما علق عن إمام الحرمين أنه قال أرى كل اختيار المزني تخريجا فإنه لا يخالف أقوال الشافعي لا كأبي يوسف ومحمد فإنهما يخالفان أصول صاحبهما
934 المسعودي من أصحابنا تكرر ذكره في الروضة وذكره في الوسيط في كتاب الإيمان هو محمد بن عبد الملك بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود المسعودي الإمام أبو عبد الله المروزي من أهل مرو أحد أصحاب القفال المروزي قال أبو سعد السمعاني كان المسعودي هذا إماما فاضلا مبرزا عالما زاهدا ورعا حسن السيرة شرح مختصر المزني فأحسن فيه وسمع الحديث القليل من أستاذه القفال توفي في سنة نيف وعشرين وأربعمائة بمرو هذا كلام السمعاني
وحكى الإمام أبو القاسم الفوراني صاحب الإبانة في كتابه العمدة عن المسعودي هذا أن المصلي صلاة العيد يقول بين كل تكبيرتين من التكبيرات الزوائد سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك وجل ثناؤك ولا إله غيرك هذا الذي قاله غريب والمشهور عن الأصحاب سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وقيل غير ذلك وقد أوضحته في الروضة وشرح المهذب وفي هذا النقل فوائد منها بيان هذه المسألة ومنها جلالة المسعودي فإن الفوراني رفيقه في صحبة القفال فحكايته عنه في تصنيفه دليل على عظم جلالته ومنها أن صاحب البيان يقول فيه قال المسعودي ويكثر من هذا ويريد به صاحب الإبانة وهذا غلط فاحش فاعرفه واجتنبه وسببه أن الإبانة وقعت في اليمن واختلفوا لبعد الديار في نسبتها فنسبها بعضهم إلى المسعودي وبعضهم إلى الفوراني هكذا ذكره شارح الإبانة وهو أبو عبد الله الطبري صاحب العدة في خطبة العدة ومن طرف المسعودي ما حكاه في الوسيط عنه في مسألة من حلف على البيض
560(2/559)
935 المهدي الخليفة في المختصر في باب الفيء
حرف النون
936 النابغة الشاعر مذكور في زكاة الثمار من المهذب هو النابغة الجعدي الصحابي رضي الله عنه وفي الشعراء جماعة يقال لكل واحد منهم النابغة وهذا الذي في المهذب الجعدي الصحابي وهو قيس بن عدي بن عدس بالضم ابن ربيعة بن جعدة يكنى أبا ليلى وفي نسبه خلاف وكان من المعمرين عاش في الجاهلية ثم في الإسلام دهرا طويلا قال ابن قتيبة عاش مائتين وعشرين سنة ومات بأصبهان قال ابن عبد البر إنما قيل له النابغة لأنه قال الشعر في الجاهلية ثم تركه نحو ثلاثين سنة ثم نبغ فيه بعد فقاله فقيل له النابغة وفي شعره في الجاهلية ضروب من التوحيد وإثبات البعث والجزاء والجنة والنار
937 النجاشي في الجنائز منها كلها
فصل في القبائل ونحوها
38 بنو أسد بن عبد العزي أشجع بني أمية في النشوز من المهذب
حرف الألف
939 الأنصار رضي الله عنهم ذكرهم الله تعالى في مواضع من القرآن قال الله تعالى {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار} وقال تعالى {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة}
وفي صحيح البخاري في كتاب المغازي في باب من قتل يوم أحد عن قتادة قال ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهداء أعز يوم القيامة من الأنصار قال قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة سبعون هذا لفظه في صحيح البخاري وقوله أغر وروي أعز شرحته في حاشية البخاري وفي صحيح البخاري عن غيلان بن جرير قال قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه أرأيت اسم الأنصاري أكنتم تسمون به أم سماكم الله تعالى قال بل سمانا الله تعالى
561(2/560)
حرف الباء
940 بنو بكر في آخر الهدنة من المهذب
حرف التاء
941 بنو تميم وبنو طيء كلاهما في أول ميراث العصبة من المهذب
حرف الثاء
942 بنو ثقيف
حرف الجيم
943 بنو جمح الجن ينقل من قسم اللغات {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين} إلى آخر السورة
944 جهينة
حرف الحاء
945 في حديث الأذان في [.....]
946 الحبشة ذكره في المهذب في باب الأذان هم جيل معروف ويرجع نسبهم إلى حام بن نوح عليه السلام وهم أكثر الناس وبلادهم أكثر البلاد قوله في باب الضمان من المهذب استطرق رجلا من بني
947 حنيفة هي قبيلة معروفة تنسب إلى حنيفة بن لجيم بن مصعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بهاء مكسورة ثم نون ساكنة ثم باء موحدة ابن أفصى بفتح الهمزة وإسكان الفاء وفتح الصاد المهملة ابن دعمي بدال مضمومة ثم عين ساكنة مهملتين ثم ميم مكسورة ثم ياء مشددة ابن جديلة بن أسد بن ربيعة وكان غالب هذه القبيلة باليمامة في أوائل الإسلام ثم تفرقوا
562(2/561)
حرف الخاء
948 خثعم بفتح الخاء وإسكان المثلثة وفتح العين ذكره في المختصر في الحج وفي المهذب فيه وفي أول النكاح وهي قبيلة معروفة
قال أبو الفتح الهمذاني في كتاب الإشتقاق خثعم جبل قيل إن هذه القبيلة سميت بذلك لنزولها إياه وتعاقدها عليه قال وقيل سموا بذلك من الخثعمة وهي أن يدخل كل واحد من الرجلين أصبعه في منخر ناقته ينجو به ثم يتعاقدا قال وقيل الخثعمة التلطخ بالدم
949 خزاعة اسم للقبيلة المعروفة جاء ذكرها في كتاب السير من المهذب وهي بضم الخاء وتخفيف الزاي قال الأزهري قال الليث يقال خزع فلان عن أصحابه إذا كان معهم في مسير ثم خنس عنهم وقال سميت خزاعة بهذا الأسم لأنهم لما ساروا مع قومهم من مارب فانتهوا إلى مكة تخزعوا عنهم فأقاموا وسار الآخرون إلى الشام
وقال ابن السكيت قال ابن الكلبي إنما سموا بذلك خزاعة لأنهم انخزعوا عن قومهم حين أقبلوا من مآرب فنزلوا ظهر مكة قال وهم بنو عمرو بن ربيعة وهي من حي حارثة وهو أول من بحر البحائر وغير دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم وهذا ما ذكره الأزهري قوله في أول زكاة الثمار من المهذب كتب أبو بكر رضي الله تعالى عنه إلى بني خفاش أن أدوا زكاة الذرة والورس ثم ذكر بعدهم بني شبابة بطن من فهم أما خفاش فبخاء معجمة مضمومة ثم فاء مشددة ثم ألف ثم شين معجمة وضبطه بعض من صنف في ألفاظ المهذب بكسر الخاء وضمها مع تخفيف الفاء فيهما أما شبابة فبشين معجمة مفتوحة ثم باء موحدة مخففة ثم ألف ثم باء موحدة ثم هاء هذا هو الصواب الموجود في النسخ المحققة وكذا ذكره ابن ماكولا في الإكمال وهو أكمل المصنفات في هذا الفن وضبطه بعض المصنفين في ألفاظ المهذب على وجهين أحدهما هذا والثاني سيابة بسين مهملة مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة ثم ألف ساكنة وزعم أن هذا هو الأظهر وليس كما قال وأما فهم فبفتح الفاء وإسكان الهاء قبيلة معروفة
950 الخوارج تكرر ذكرهم في قتال البغاة من جميع هذه الكتب هم طائفة خرجت على علي رضي الله عنه تنقل أحوالهم من المعارف والسمعاني
563(2/562)
حرف الزاي
951 بنو زريق في المهذب في أول باب المسابقة هم من الأنصار بتقديم الزاي
حرف السين
952 السامرة بنو سعد وبنو زهرة في الرضاع من المهذب
953 بنو سلمة بكسر اللام قبيلة معروفة من الأنصار ذكرها في فصل السلب من كتاب السير من المهذب وفي باب صفة الأئمة والنسبة إليهم سلمى بفتح اللام هذا هو الصحيح المعروف الذي قاله أهل اللغة والمحققون من المحدثين وقد كسرها كثيرون أو الأكثرون من المحدثين
954 بنو سليم في صفة الصلاة من المهذب وكذلك بنو تميم وبنو سهم
حرف الشين
955 بنو شبابة في زكاة الثمار بطن من فهم
حرف الصاد
956 الصابئون
حرف الطاء
957 طيء بالهمزة على المشهور وقال صاحب التحرير في شرح مسلم في أول كتاب المناقب يهمز ولا يهمز وهو طىء بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير
حرف العين
958 بنو عبد العزى وبنو عبد الدار ابني قصي
959 بنو عدي بن كعب
960 بنو عذرة قبيلة مذكورة في أول باب أحياء الموات من المختصر هي بضم
564(2/563)
العين المهملة قوله في كتاب السير من المهذب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فادى رجلين من عقيل هو بضم العين وفتح القاف قبيلة معروفة
961 بنو عمرو بن عوف ذكرهم في المهذب في صلاة الجمعة قبيلة معروفة من الأنصار رضي الله عنهم ينسبون إلى عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس وكانوا يسكنون قباء
حرف الغين
962 غطفان في آخر ردة المهذب
حرف الفاء
963 الفقهاء السبعة تكرر ذكرهم في المختصر والمهذب
حرف القاف
964 قريش {لإيلاف قريش} في مسلم عن جابر رفعه صريحا الناس تبع لقريش في الخير والشر وفي مسلم حديث وائلة إن الله اصطفى كنانة من قريش الحديث قال أهل الأنساب قريش نوعان قريش البطاح وهم بنو كعب بن لؤي وقريش الظواهر وهم بنو عامر بن لؤي
965 قريظة والنضير قبيلتان من يهود المدينة منسوبتان إلى القريظة والنضير أخوين
966 قضاعة قبيلة معروفة اختلف في سبب تسميتها فقال الأزهري قال ابن الأعرابي هي مأخوذة من القضع وهو القهر يقال قضعه قضعا والقضاعة أيضا كلبة الماء وكانوا أشداء كليبيين في الحروب
قال الأزهري وقال ابن الأعرابي في موضع آخر القضاعة القهر وبه سميت قضاعة هذا كلام الأزهري
وقال صحاب المحكم سمي قضاعة لإنقضاعه مع أمه والإنقضاع والتقضع التفرق قال وقيل هو من القهر
967 بنو قينقاع قبيلة من اليهود في المختصر في أول السير
565(2/564)
حرف الكاف
968 كنانة تكرر في المهذب
969 كندة قبيلة معروفة في المهذب في آخر عقد الذمة في دخول المشرك مسجدا
حرف اللام
970 بنو لحيان في السير
حرف الميم
971 المجوس بنو مخزوم
972 مزينة في المهذب في أوائل السرقة قبيلة معروفة نسبوا إلى أمهم ينقل من السمعاني في ترجمة عبد الله بن مغفل المزني
973 بنو مدلج قال الرافعي هم بطن من خزاعة قال وقيل من بني أسد
974 بنو المصطلق في المختصر والمهذب
975 الملائكة تكرر ذكرهم في الحديث (خلق الملائكة من نور) {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} {كل آمن بالله وملائكته} {من كان عدوا لله وملائكته} {الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير} من البخاري من باب شهود الملائكة بدرا
976 المهاجرون تكرر ذكرهم في المهذب هم من هاجر من مكة وغيرها وقد تظاهرت الآيات والأخبار والإجماع على فضلهم {والسابقون الأولون} {إن الذين آمنوا والذين هاجروا} {ومن يخرج من بيته مهاجرا} وحديث الهجرة تهدم ما قبلها
حرف النون
977 نصارى العرب تنوخ وبهراء وتغلب تكرر ذكرهم في المهذب وذكرهم
566(2/565)
في المختصر في الجزية بهراء بفتح الباء الموحدة وإسكان الهاء بالمد هي قبيلة معروفة من قضاعة والنسبة إليها بهراني كصنعاني على غير القياس
978 بنو نفاثة في كتاب السير من المختصر
979 بنو نوفل وبنو عبد شمس ابني عبد مناف
حرف الهاء
980 بنو هاشم وبنو المطلب تكرروا فيها
981 هزيل في أول العفو عن القصاص
982 هوازن تكررت في السير
حرف الياء
983 اليهود تكرر ذكرهم
ــــــــ
النوع الرابع ما قيل فيه ابن فلان وأخو فلان
984 ابن أبي أنيسة مذكور في المختصر في أول باب الرهن غير مضمون
985 ابن أبي بكر الصديق الذي نهى عن قتله يوم أحد هو عبد الرحمن المذكور في المختصر في آخر قتال البغاة
986 ابن أبي الحقيق اليهودي في الوسيط في آخر الأول من أبواب الجمعة
987 ابن أبي ذؤيب تكرر في المختصر اسمه محمد بن عبد الرحمن
988 ابن أبي ربيعة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في الهدنة
989 ابن أبي فديك شيخ الشافعي تكرر في المختصر
990 ابن أبي ليلى تكرر في المختصر والمهذب هو محمد
991 ابن أبي مليكة في المهذب في بيع العين الغائبة
992 ابن أبي نجيح مذكور في المختصر في باب السلف والرهن هو عبد الله بن يسار
567(2/566)
993 ابن أبي يحيى شيخ الشافعي مذكور في المختصر في مسح الخف ضعيف واه عندهم واسمه إبراهيم
994 ابن أثال في المهذب في السير في مسألة لا تقبل رسولهم
995 ابن الأذرع الصحابي المذكور في المهذب في باب المسابقة هو بفتح الهمزة وإسكان الدال وفتح الراء وبالعين المهملات اسم الأدرع سلمة بن ذكوان ذكره ابن منده وأبو نعيم واسم أبي الأدرع محجن ينقل تمامه من الإكمال
996 ابن الأعرابي الإمام اللغوي مذكور في الوقف من المهذب والوسيط واسمه محمد بن زياد كنيته أبو عبد الله قال الإمام أبو منصور الأزهري في أول تهذيب اللغة كان أبو عبد الله بن الأعرابي كوفي الأصل رجلا صالحا ورعا زاهدا صدوقا وحفظ من الغرائب ما لم يحفظه غيره وكانت له معرفة بأنساب العرب وأيامهم روى عنه ابن السكيت وشمر وأبو سعيد الضرير وأبو العباس ثعلب قال غيره مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين
997 ابن أم مكتوم هو عمرو بن قيس بن زائدة ويقال زياد بن الأصم والأصم جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيط بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري ويقال عبد الله بن زائدة القرشي المعروف بابن أم مكتوم مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح في اسمه عمرو كما ذكرنا أولا وقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه عمرا فقال لفاطمة بنت قيس في حديثها في قصة طلاق زوجها اعتدي في بيت ابن عمك عمرو ابن أم مكتوم وأم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بعين مهملة مفتوحة ثم نون ساكنة ثم كاف مفتوحة ثم ثاء مثلثة ثم هاء ابن عامر بن مخزوم وهو ابن خال خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها وعنه لأن أم خديجة فاطمة بنت زائدة ابن الأصم هاجر ابن أم مكتوم إلى المدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد مصعب بن عمير واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة مرة في غزواته على المدينة وشهد فتح القادسية وقتل بها شهيدا وكان معه اللواء يومئذ هذا هو المشهور وذكر ابن قتيبة في المعارف أنه شهد القادسية ثم رجع إلى المدينة فمات بها وهو الأعمى الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه في قوله {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} وفضيلتة مشهورة رضي الله عنه
قال ابن الأثير الأكثرون على
567(2/567)
أن اسمه عمرو وقاله مصعب والزبير قال واستشهد بالقادسية وقال الواقدي رجع منها إلى المدينة فمات بها واتفقوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة ثلاث عشرة مرة في غزواته
قال ابن عبد البر وأما قول قتادة عن أنس استخلفه مرتين فلم يبلغه ما بلغ غيره تكرر في باب الأذان من المختصر والمهذب والوسيط
قوله في باب السير من المهذب قالت أم هانىء رضي الله عنها يزعم ابن أمي أنه قاتل من أجرت ابن أمها هو أخوها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وكان أخاها لأبويها
998 ابن بنت الشافعي هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي الشافعي نسبا ومذهبا وهو ابن بنت الشافعي الإمام رضي الله عنه هكذا يعرف في كتب أصحابنا وغيرهم وأمه زينب بنت الإمام الشافعي وكنيته أبو محمد هكذا ذكره الإمام الثقة أبو الحسين الرازي وغيره وهكذا ذكره الشيخ أبو إسحاق في المهذب في الفصل الخامس من كتاب العدد أن كنيته أبو محمد وفي بعض النسخ أبو عبد الرحمن فيحقق ويقع في كتب أصحابنا اختلاف كثير جدا في اسمه وكنيته وأكثر ما يقع في كتب المهذب أن كنيته أبو عبد الرحمن وقال أبو حفص المطوعي في كتابه في شيوخ المذهب أن كنيته أبو عبد الرحمن واسمه أحمد بن محمد فخالف في كنيته والصحيح المعروف الأول فاحفظ ما حققته لك في نسبه وكنيته
روى عن أبيه وأبي الوليد بن أبي النجار وروى عنه الإمام أبو يحيى الساجي وذكر أبو الحسين الرازي أنه واسع العلم وكان جليلا فاضلا قيل لم يكن في آل شافع بعد الإمام الشافعي أجل منه وقد ذكرت حاله في كتاب طبقات الفقهاء مستوفى ولله الحمد قلت وانفرد ابن بنت الشافعي هذا بمسائل غريبة منها قوله إن المبيت بالمزدلفة ركن في الحج وقد وافقه عليه ابن خزيمة من أصحابنا ومنها قوله إن الذهاب من الصفا إلى المروة والرجوع يحسب مرة واحدة والمعروف في المذهب أنهما مرتان وقد وافقه أبو حفص بن الوكيل وأبو بكر الصيرفي ومنها قوله في ذات التلفيق إذا جاوزوهما ستة عشر يوما وقد وافقه في هذا الخضري وغيره وقد أوضحتها كلها في الروضة ومنها قوله إن المعتدة بالشهور إذا انكسر منها شهر انكسرت كلها وقد ذكره في المهذب ومنها أنه لم يعتبر النصاب في قطع السارق ومنها أنه قال المرتضع من لبن رجل لا
569(2/568)
يصير ابنه وهو غلط والصواب الذي عليه العلماء أنه يصير للأحاديث الصحيحة وقد ذكرت مذهبه في الروضة
999 ابن البيلماني في المختصر في أول الخراج
1000 ابن جريج تكرر في المختصر وهو مذكور في المهذب والوسيط في حديث القلتين وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بجيم مكررة الأولى مضمومة القرشي الأموي مولاهم المكي أبو الوليد ويقال أبو خالد وهو من تابعي التابعين سمع طاوسا وعطاء بن أبي رباح ومجاهدا وابن مليكة ونافعا مولى ابن عمر ويحيى بن سعيد الأنصاري والزهري وخلائق من التابعين وغيرهم
روى عنه الأنصاري وهو وشيخه تابعي والأوزاعي والثوري وابن عيينة والليث وابن عليه ويحيى القطان الأموي ووكيع وخلائق لا يحصون قال أحمد بن حنبل أول من صنف الكتب ابن جريج وابن أبي عروبة وقال عطاء بن أبي رباح سيد أهل الحجاز ابن جريج
وقال عبد الرزاق كنت إذا رأيت ابن جريج يصلي علمت أنه يخشى الله عز وجل وأقوال أهل العلم من السلف والخلف في الثناء عليه وذكر مناقبه أكثر من أن تحصر توفي سنة خمسين ومائة هذا قول الأكثرين وقيل سنة إحدى وخمسين وقيل تسع وأربعين وقيل سنة ستين وقد جاوز المائة
واعلم أن ابن جريج أحد شيوخنا وأئمتنا في سلسلة الفقه كما سبق في أول الكتاب فإن الشافعي أخذ الفقه عن مسلم بن خالد الزنجي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
1001 ابن جميل الصحابي في المهذب في أول الوقف
1002 ابن الحداد أبو بكر سبق في الكنى
1003 ابن الحضرمي الصحابي في المختصر في أول جامع السير
1004 ابن خطل الكافر أمر النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة بقتله مذكور في باب السير من المهذب اسمه عبد العزى وقيل اسمه غالب بن عبد الله بن عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كثير بن تيم بن غالب كذا سماه ابن الكلبي وسماه محمد بن إسحاق عبد الله بن خطل بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة قيل قتله سعيد بن
570(2/569)
حريث والسبب في قتله أنه كان أسلم ثم ارتد وكانت له قينتان يغنيان بهجاء المسلمين
1005 ابن خلف مذكور في المختصر في أول التفليس
1006 ابن الديلمي مذكور في المختصر في نكاح المشرك هو فيروز وقد بيناه في ترجمته
1007 ابن سعيد بن العاصي الذي زوج أم حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم مذكور في نكاح المختصر
1008 ابنا سعية مذكوران في كتاب السير من المختصر والمهذب بفتح السين وإسكان العين المهملتين وبعدهما ياء مثناة من تحت هذا هو الصواب وقد حكى جماعة ممن صنف في ألفاظ المهذب أنه يقال بالشين المعجمة وأنه يقال بالنون بدل الياء وكله تصحيف والمعروف في كتب أهل هذا الفن ما ذكرناه أولا وما ذكره هذا القائل إنما أخذه والله أعلم من بعض كتب الفقه المضبوطة ضبطا فاسدا وأما هذان الابنان فاسم أحدهما ثعلبة والآخر أسيد بفتح الهمزة وكسر السين وقيل بضم الهمزة وفتح السين وقيل أسد بفتح الهمزة والسين بغير ياء هذه ثلاثة أقوال ذكرها أهل هذا الفن وقد حققت هذا في كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم وتوفي هذان الابنان رضي الله عنهما في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
1009 ابن شعوب الذي قتل حنظلة بن الراهب رضي الله عنه مذكور في كتاب السير في المختصر والمهذب هو بفتح الشين وضم العين المهملة وبالباء الموحدة قال الواقدي هو الأسود بن شعوب الليثي وقال ابن سعد هو شداد بن أوس بن شعوب الليثي وقال غيرهما شداد بن شعوب الليثي المعروف بابن شعوب وقيل شداد بن الأسود
1010 ابن شهاب مذكور في المهذب في إحياء الموات هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري سبق في ترجمة محمد وفي الأنساب
1011 ابن الصباغ صاحب الشامل تكرر ذكره في الروضة هو الإمام أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر هكذا روينا نسبه في
571(2/570)
مشيخة أبي اليمن الكندي سماعيا من صاحبه شيخنا أبي البقاء خالد بن يوسف النابلسي حافظ عصره وإمامهم في معرفة أسماء الرجال
1012 ابن صياد الذي يقال له الدجال اسمه عبد الله ولقبه صاف وقد ذكره الحافظ عبد الغني المقدسي في ترجمة ابنه عمارة بن عبد الله بن صياد وعمارة هذا ثقة واتفقوا على توثيقه روى عنه مالك في الموطأ في كتاب الأضحية حديث أبي أيوب الأنصاري الشاة تكفي عن أهل البيت في الأضحية يتمم من الإكمال للمقدسي
قال ابن الأثير في نهاية الغريب في حرف صيد وقيل أنه دخيل فيهم يعني اليهود واسمه صاف وكان عنده كهانة قال ومات بالمدينة في الأكثر وقيل فقد يوم الحرة فلم يوجد وكانت الحرة في زمن يزيد سنة ثلاث وستين
1013 ابن عبد الله بن أبي بن سلول هو عبد الله بن عبد الله وهو صحابي صالح ابن رأس المنافقين
1014 ابن عبد الحكم المذكور في باب الأذان من المهذب هو أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري الراوي عن الشافعي إن لمس فرج البهيمة ينقض الوضوء هكذا ذكره الشيخ أبو حامد في تعليقه أن راوي هذه المسألة عن الشافعي هو عبد الله بن عبد الحكم وإنما ذكرت هذا لئلا يتوهم أنه ابنه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم صاحب الشافعي وكلاهما روى عن الشافعي لكن هذه المسألة عن عبد الله وكان عبد الله مالكيا رئيسا جليلا له إحسان كثير إلى الشافعي
1015 ابن عتبة بن ربيعة الصحابي في المختصر في أول الباب الثاني من السير
1016 ابن عقيل الحنبلي المتأخر مذكور في الروضة في أوائل باب تعليق الطلاق
1017 ابنا عمر بن الخطاب المذكوران في أول القراض من المختصر هما عبد الله وعبيد الله
1018 ابن قسيط مذكور في آخر باب المهذب هو بضم القاف وفتح السين المهملة وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم طاء مهملة واسمه يزيد بن عبد الله بن
572(2/571)
قسيط بن أسامة بن عمير الليثي المدني أبا عبد الله سمع عبد الله بن عمر وأبا هريرة وأبا رافع وسعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير وعطاء بن يسار وغيرهم
روى عنه مالك بن أنس وابن أبي ذؤيب ومحمد بن عجلان والليث بن سعد وغيرهم قال محمد بن سعد توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة بالمدينة وكان ثقة كثير الحديث وحكاية صاحب المهذب عنه أن بلالا كان يسلم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما يعني عند استدعائه لهما إلى الصلاة كما كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم بعيد فإن بلالا لم يؤذن بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا لأبي بكر ولا لعمر ولا لغيرهما وقيل إنه أذن لأبي بكر في خلافته والله أعلم
1019 ابن كثير أحد القراء السبعة في الروضة في الاستئجار للقراءة
1020 ابن كيسان الذي ذكره في أول كتاب الإجارة من الوسيط عنه أنه أبطل الإجارة اسمه عبد الرحمن الأصم ذكره الرافعي وكنيته أبو بكر وقوله في الوسيط لا مبالاة بالقاشاني وابن كيسان معناه لا يعتد بهما في الإجماع ولا يجرحه خلافهما وهذا موافق لقول ابن الباقلاني وإمام الحرمين فإنهما قالا لا يعتد بالأصم في الإجماع والخلاف
1021 ابن اللتبية مذكور في المهذب في تحريم الرشوة على القاضي اسمه عبد الله واللتبية بضم اللام وإسكان التاء المثناة من فوق وبعدها باء موحدة منسوب إلى بني لتب بطن من الأسد بفتح الهمزة وإسكان السين ويقال فيه ابن اللتبية بفتح التاء ويقال فيه ابن الأتبية بالهمزة وإسكان التاء وليسا بصحيحين والصواب ما قدمته ثم أن صاحب المهذب قال إن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من بني أسد يقال ابن اللتبية كذا وقع في المهذب من بني أسد وهو غلط والصواب رجلا من الأسد بفتح الهمزة وإسكان السين ويقال فيه الأزد بالزاي بدل السين وسيأتي أيضا بيان تصحيفه في نوع الأوهام إن شاء الله تعالى
1022 ابن لهيعة ذكره في المهذب في أول كتاب الحج اسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة الغافقي المصري أبو عبد الرحمن قاضي مصر وهو ضعيف عند أهل الحديث ذكره في المهذب إنه انفرد بحديث جابر رضي الله تعالى عنه أن العمرة ليست بواجبة والمشهور الصحيح أن الذي انفرد به إنما هو الحجاج بن أرطاة وسيأتي إن
573(2/572)
شاء الله تعالى مبينا في النوع الأخير من الأوهام ولهيعة بفتح اللام وكسر الهاء ولد ابن لهيعة سنة سبع وتسعين للهجرة ومات سنة أربع وسبعين ومائة
1023 ابن ماجه صاحب السنن في الروضة في آخر الاستسقاء
1024 ابن مربع الصحابي هو عبد الله بن مربع بن قبطي بن عمرو بن زيد بن جثم بن خارجة بن الحارث الأنصاري الحارثي شهد أحدا والخندق وما بعدهما من المشاهد معه صلى الله عليه وسلم واستشهد هو وأخوه عبد الرحمن يوم جسر أبي عبيد وكان أبوهما مربع منافقا أعمى ولهما أخوان لأبويهما زيد ومرارة صحابيان
1025 ابن المرزبان من أصحابنا تكرر في الروضة والمهذب وذكره في آخر إزالة النجاسة في ميراث العصبة في إرث الحمل
1026 ابن مقلاص من أصحابنا تلامذة الشافعي رحمه الله عنه تكرر في شرح الوجيز وله روايات غريبة عن الشافعي منها في باب الربا وفي مسألة معرفة أرش العيب أن المعتبر قيمته يوم القبض والمشهور من نصه وفي المهذب أن المعتبر أقل القيمتين من يومي القبض والبيع ومنها أنه نقل قولا غريبا عن الشافعي انه إذا رأى المبيع ثم غاب عنه وهو مما لا يتغير كالدار والأرض لا يصح بيعه كما قاله الأنماطي وذكرته في المجموع وذكر البيهقي في السنن الكبير في مسح الأذنين بماء جديد أن اسم ابن مقلاص عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص وكذا ذكر الشيخ أبو إسحاق في الطبقات وذكر أن له روايات عن الشافعي في مسائل فقه سمعها من الشافعي قلت وهو مصري خزاعي مولاهم
1027 ابن ملجم قاتل علي رضي الله تعالى عنه مذكور في قتال أهل البغي من المختصر والمهذب والوسيط والوجيز اسمه عبد الرحمن وملجم بضم الميم وإسكان اللام وفتح الجيم وهو من الخوارج وهو من بني مراد
1028 ابن الهاد مذكور في المختصر في أول الاعتكاف وهو شيخ مالك واسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي منسوب إلى أبيه
1029 ابن هشام مذكور في المختصر في باب النهي عن بيع وسلف وهو عبد الملك بن هشام المصري صاحب النحو والمغازي وكان علامة مصر في العربية والشعر والمغازي وقد ذكرناه في ترجمة الشافعي في المثلين على الشافعي
574(2/573)
قوله في باب الهدنة من المهذب فجاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مسلمة فجاء أخواها يطلبانها هذان الأخوان أحدهما عمارة والآخر الوليد ابنا عقبة كذلك ذكرهما ابن هشام في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وذكرهما غيره أيضا
1030 أخوا عائشة رضي الله تعالى عنهم ذكر في المهذب في باب الهبة أن أبا بكر الصديق قال لعائشة رضي الله تعالى عنهما المال اليوم للوارث وإنما هما أخواك وأختاك قالت هذان أخواي فمن أختاي قال ذو بطن بنت خارجة فإني أظنها جارية معنى هذا الكلام إنما يرثني أنت وأخواك وأختاك فأما أخواها فهما عبد الرحمن ومحمد ابنا أبي بكر وأما أختاها فأسماء وأم كلثوم ابنتا أبي بكر وأم كلثوم هي التي كانت حملا في وقت كلام أبي بكر فقالت عائشة من أختاي تعني إنما لي أخت واحدة وهي أسماء فمن الأخرى فقال هي ذو بطن بنت خارجة يعني الحمل الذي في بطن بنت خارجة فإني أظن الحمل بنتا لا إبنا وبنت خارجة هي زوجة أبي بكر وكانت حاملا حال كلام أبي بكر
وقوله بطن مجرور غير منون وهو مضاف إلى بنت وبنت مجرور بالإضافة وبنت خارجة اسمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي هريرة الأنصاري وهذه القصة من كرامات أبي بكر رضي الله تعالى عنه قوله في أول صلاة الاستسقاء من المهذب عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد بن عاصم الصحابي المزني سبق في ترجمته
1031 عم بنتي سعد بن الربيع الصحابي في المهذب في ميراث البنين
1032 عم رافع بن جريج في المهذب في المزارعة هو ظهير بن رافع
1033 عم عباد بن تميم في أول الاستسقاء من المهذب هو عبد الله بن زيد بن عاصم تقدم بيانه في ترجمته من نوع الأسماء
1034 مولى المغيرة بن شعبة مذكور في المهذب في أول قسم الصدقات هو هنيد الثقفي كذا رواه البيهقي سمي في حديث المهذب
ــــــــــــــ
النوع الخامس فلان عن أبيه عن جده منهم
1035 بهز بن حكيم بن معاوية في الزكاة منه يعني من المهذب
1036 طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده في صفة الوضوء وجد طلحة
575(2/574)
كعب بن عمرو وقيل عمرو بن كعب هكذا قاله الجمهور وقال ابن عبد البر وقيل صخر بن عمرو
1037 عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده تكرر كثيرا في المهذب
1038 كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده في المهذب في صلاة العيد
1039 أبو الأسود المالكي عن أبيه عن جده في المهذب في الأقضية في فصل يكره للقاضي أن يبيع ويشتري بنفسه
1040 أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده تكرر في العيدين وفي الجنايات والديات
ــــــــــــــ
النوع السادس ما قيل فيه زوج فلانة
1041 زوج بريرة اسمه مغيث بضم الميم وكسر الغين المعجمة سبق بيانه في الأسماء
1042 زوج بروع بنت واشق اسمه هلال بن مرة الأشجعي وقيل هلال بن مروان ذكره ابن مندة وأبو نعيم
1043 زوج سبيعة الأسلمية اسمه سعد بن خولة الذي رثى له النبي صلى الله عليه وسلم إن مات بمكة وكان بدريا رضي الله عنه توفي عنها في حجة الوداع فوضعت بعد وفاته بليال اختلف في عددها وقد سبق بيانها وسعد هذا قرشي عامري
1044 زوج الفريعة بنت مالك مذكور في مقام المعتدة
ـــــــــــــــــ
النوع السابع المبهمات والمشتبهات ونحوها
1045 قولهما في باب الغسل في المختصر المزني والمهذب أن امرأة أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله عن الغسل من دم الحيض فقال خذي فرصة من مسك هذه المرأة أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية خطيبة النساء كذا جاء اسمها مبينا وكذا قاله الخطيب أبو بكر البغدادي في كتابه الأسماء المبهمة وجاء في رواية في صحيح مسلم تسميتها أسماء بنت شكل بفتح الشين المعجمة والكاف وقيل يجوز إسكان الكاف حكاه صاحب المطالع
576(2/575)
1046 قوله في باب ما يجوز بيعه وفي باب التدبير من المهذب أن رجلا دبر غلاما له فباعه النبي صلى الله عليه وسلم اسم الغلام يعقوب القبطي وأما السيد الذي دبره فيقال له أبو بكر
1047 الشاعر الذي أنشد له في باب المسابقة في المهذب أن المذرع لا تغني خؤولته اسمه عرهم بن قيس العدوي
1048 الشاعر الذي أنشد له في المهذب في باب ميراث أهل الفرض يمدح بني أمية ورثتم قناة المجدلا عن كلالة هو الفرزدق وقد تقدم بيان نسبه في الألقاب
1049 قوله في باب ما يلحق من النسب في المهذب جاء رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال امرأتي جاءت بولد أسود قيل اسم هذا الرجل ضمضم بن قتادة بضادين معجمتين مفتوحتين بينهما ميم ساكنة
1050 قوله في أول الرضاع من المهذب روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أريد على بنت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وعنهما الذي أراده على ذلك وخطبه وطلب منه التزويج بها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه
1051 قوله في المهذب في أول كتاب الديات أن عمر رضي الله عنه استشار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم في جنين المرأة فقال بعضهم أنت وال ومؤدب ليس عليك شيء هذا القائل هو عبد الرحمن بن عوف
1052 الرجل الذي ذكره في أول باب الهبة من المهذب أنه عقر حمارا فقال يا رسول الله أنا أصبته الحديث هذا الرجل اسمه زيد بن كعب وقيل عمرو بن الحكم
1053 الرجل الذي قال يا رسول الله لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلم جلدتموه الحديث ذكره في اللعان من المهذب قيل هو سعد بن عبادة وقيل عاصم بن عدي واختلفوا في الذي وجد مع امرأته رجلا وتلاعنا على ثلاثة أقوال أحدها أنه هلال بن أمية والثاني عاصم بن عدي والثالث عويمر العجلاني قال الإمام أبو الحسن الواحدي أظهر هذه الأقوال أنه عويمر لكثرة الأحاديث قال واتفقوا على أن الموجود زانيا شريك بن السحماء
1054 قوله في آخر باب ما يلحق من النسب من المهذب لأن سعدا نازع
577(2/576)
عبد بن زمعة في ابن وليدة زمعة اسم هذا الابن عبد الرحمن بن زمعة ففي الأحكام لعبد الحق قال اسمه عبد الرحمن وأمه امرأة يمانية قال وله عقب بالمدينة
1055 قوله في آخر باب العدد من المهذب أن رجلا استهوته الجن هذا الرجل هو تميم الداري الصحابي رضي الله عنه وهو تميم بن أوس بن خارجة يكنى أبا رقية بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء أسلم سنة سبع من الهجرة وكان بالمدينة ثم انتقل إلى الشام فأقام ببيت المقدس بعد قتل عثمان رضي الله تعالى عنه
روى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة الجساسة المخرجة في صحيح مسلم وهذه منقبة شريفة له روى عنه جماعات من الصحابة ابن عباس وأنس وأبو هريرة رضي الله عنهم والله أعلم
1056 قوله في آخر باب الردة من المهذب سحر النبي صلى الله عليه وسلم كان هذا الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم لبيد بن أعصم اليهودي
1057 السائل الذي سأل عطاء عن الدعاء للسلطان فقال إنه محدث وإنما كانت الخطبة تذكيرا ذكره في صلاة الجمعة من المهذب هو عبد الملك بن جريج وعطاء هو ابن أبي رباح قال الشافعي رضي الله عنه في الأم أخبرنا عبد المجيد عن ابن جريج قال قلت لعطاء الذي أرى الناس يدعون به في الخطبة يومئذ أبلغك عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن من بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال لا إنما أحدث إنما كانت الخطبة تذكيرا هذا نصه وعبد المجيد هذا شيخ الشافعي هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد المكي أصله مروزي واسم أبي رواد ميمون قال يحيى بن معين هو ثقة كان يروي عن قوم ضعفاء وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج وكان يغلو في الإرجاء وقال الرازي لا يحتج به
وقال أحمد بن حنبل هو ثقة وكان فيه غلو في الإرجاء قال أبو حاتم الرازي ليس هو بالقوي وقال ابن عدي عامة ما أنكر عليه الإرجاء روى له مسلم بن الحجاج في الصحيح مقرونا بغيره غير محتج به روى له أبو داود والترمذي والنسائي
1058 الشاعر الذي أنشد بغاث الطير أكثرها فراخا مذكور في باب الحجر من المهذب اسمه العباس بن مرداس
1059 قوله في باب السير من المهذب قال رجل غلبت هوازن وقتل محمد قيل هذا القائل هو الشيطان تصور في صورة آدمي وقيل إنه آدمي
1060 الرجل الذي قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه من مؤذنوكم قال
578(2/577)
موالينا أو عبيدنا فقال إن ذلك لنقص كبير ذكره في باب الأذان من المهذب اسم هذا الرجل قيس بن أبي حازم كذلك رويناه مصرحا به في كتاب السنن الكبير للإمام أبي بكر البيهقي رضي الله عنه وقيس هذا هو ابن أبي حازم واسم أبي حازم عبد عوف بن الحارث وقيل عوف بن عبد الحارث الأحمسي البجلي بالباء الموحدة وبالجيم المفتوحتين وقيس كوفي يكنى أبا عبد الله وهو من أفضل التابعين رضي الله عنهم أبوه صحابي وقيس من المخضرمين بالخاء والضاد المعجمتين وفتح الراء وهم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلموا ولا صحبة لهم هكذا قاله جماعة
وقال ابن قتيبة في كتابه المعارف إنما يكون مخضرما إذا أدرك الإسلام كثيرا فلم يسلم إلا بعد رسول الله قال غيره كأنه تخضرم أي قطع عن نظرائه الذين أدركوا الصحابة وقيس هذا أدرك الجاهلية وجاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق قال الحافظ عبد الرحمن بن يوسف بن خراش ليس أحد في التابعين روى عن العشرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قيس بن أبي حازم وقال أبو داود السجستاني روى عن التسعة ولم يرو عن عبد الرحمن بن عوف مات قيس سنة أربع وثمانين وقيل سنة سبع وثمانين وقيل غير ذلك رضي الله عنه والله أعلم
1061 قوله في المختصر والوسيط في باب الربا ومعتمد الباب ما روى الشافعي بإسناده عن مسلم بن يسار ورجل آخر عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنهما فهذا فيه إبهام من وجهين أحدهما اسم رواة إسناد الشافعي والآخر اسم الرجل الراوي مع مسلم بن يسار عن عبادة أما إسناد الشافعي فقد رواه الإمام البيهقي في كتابه معرفة السنن والآثار عن الربيع قال حدثنا الشافعي حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب بن أبي تميمة عن محمد بن سيرين عن مسلم بن يسار ورجل آخر عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وهذا الإسناد ذكره الشافعي في مختصر المزني قال البيهقي رحمه الله الرجل الآخر هو عبد الله بن عبيد الله قال سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين رضي الله عنهما قال البيهقي وزعموا أن مسلم بن يسار لم يسمعه من عبادة نفسه إنما سمعه من أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة كذلك ذكره قتادة عن أبي الجليل عن مسلم المكي عن أبي الأشعث عن عبادة قال والحديث من هذا الوجه مخرج في كتاب مسلم قلت أيوب بن أبي تميمة بتاء مثناة من تحت وهو أيوب السختياني بفتح السين إمام مشهور تابعي جليل بصري وأبوه أبو تميمة اسمه كيسان وكنية أيوب أبو بكر مات
579(2/578)
سنة إحدى وثلاثين ومائة هذا قول الأكثرين وقال أبو عمر بن عبد البر في كتابه التمهيد توفي أيوب رحمه الله سنة اثنتين وثلاثين ومائة بطريق مكة راجعا إلى البصرة في طاعون الجارف لا أعلم في ذلك خلافا
1062 قوله في أول كتاب الطلاق من المهذب لما روى الشافعي رحمه الله أن مكاتبا لأم سلمة طلق امرأته اسم هذ المكاتب نبهان بفتح النون وإسكان الباء الموحدة كنيته أبو يحيى
1063 قوله في زكاة الفطر من المهذب وأما حديث أبي سعيد فقد قال أبو داود روى سفيان الدقيق ووهم فيه ثم رجع عنه المراد بأبي داود صاحب السنن وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني وقد تقدم في ترجمته في الكنى وأما سفيان فهو ابن عيينة وقد غلط بعض الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب غلطا فاحشا فقال أراد سفيان الثوري وهذا خطأ لا شك فيه
1064 قولهما في باب الجعالة في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا حيا من أحياء العرب فلدغ سيد الحي فرقاه رجل من أصحابه وهذا الرجل هو أبو سعيد راوي الحديث وحديثه مخرج في الصحيح واسم أبي سعيد سعد بن مالك كما تقدم
1065 قوله في أول كتاب الصلاة من المهذب جاء رجل من أهل نجد ثائر الرأس يسأل عن الإسلام ذكر ابن باطيش أن اسمه ضمام بن ثعلبة وفيما قاله نظر ووفادة ضمام وحديثه معروف في الصحيحين بغير هذا اللفظ وإن كان يقاربه وفي الحديث الآخر أن رجلا انصرف من الصلاة خلف معاذ لما أطال القراءة قال الخطيب هذا الرجل حرام يعني بالراء ابن ملحان خال أنس بن مالك قال واسم ملحان مالك بن خالد بن دينار بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجاد هذا الذي قاله الخطيب قاله جماعات غيره وفي سنن أبي داود تسمية هذا المنصرف حرم بن أبي بن كعب وكذا سماه البخاري في تاريخه الكبير وزاد قولا آخر فروى أن اسمه سليم بضم السين وكذا حكى هذا القول غير البخاري وقيل اسمه حازم
1066 حديث أنس صففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا هذا اليتيم اسمه ضمرة والعجوز أم سليم أم أنس بن مالك رضي الله عنهما كذا في صحيح البخاري
580(2/579)
وغيره تسميتها وهذا هو الصواب وجاء في الصحيحين في رواية عن أبي إسحاق بن عبد الله عن أنس عن جدته مليكة أنها صنعت طعاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقام وقمت أنا واليتيم والعجوز فاختلف في الضمير في جدته إلى من يعود فقيل إلى أنس فتكون جدة أنس وقيل إلى إسحاق وابن أخي أنس لأمه فتكون جدة لإسحاق أما لأنس والاعتماد على ما قدمناه من رواية البخاري وأنها أم سليم أم أنس ذكره في باب صلاة النساء خلف الرجل قبل كتاب الجمعة ببابين
1067 قوله في فصل السلب من كتاب السير من المهذب لأن ابن مسعود قتل أبا جهل وكان قد أثخنه غلامان من الأنصار هذان الغلامان هما ابنا عفراء وهما عوذ ومعوذ الأول بفتح المهملة وإسكان الواو وبعدها ذال معجمة قال ابن عبد البر وغيره في عوذ عوف بالفاء بدل الذال
1068 الشاعر الذي أنشد له في باب الحجر من المهذب بغاث الطير أكثرها فراخا هو العباس بن مرداس السلمي الصحابي كذا ذكره الجوهري وغيره وقيل اسمه معاوية بن مالك حكي هذا عن ابن الكلبي وابن حبيب وقيل اسمه عتيبة وكنيته أبو مرداس
1069 قوله في باب القذف من المهذب قال الشاعر وارق إلى الخيرات زنئأ في الجبل هذا الشاعر امرأة من العرب كانت ترقص ابنا لها وهي تقول هذا الكلام وهو نصف بيت من بيتين سأذكرهما في فصل زنأ من قسم اللغات هكذا قال ابن السكيت في إصلاح المنطق والأزهري والجوهري وغيرهم أن هذا الشعر لامرأة من العرب وقال الإمام أبو زكريا التبريزي بل هو لقيس بن عاصم المنقري وسيأتي بيانه في فصل زنأ
1070 وفي أول الجنائز من المهذب أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها بالشفاء فقال إن شئت دعوت لك الحديث هذه المرأة هي أم زفر كذا قاله ابن باطيش
1071 الرجل الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمة توفيت أفينفعها إن تصدقت عنها قال نعم ذكره في آخر كتاب الوصايا من المهذب قال ابن باطيش وغيره هذا الرجل سعد بن عبادة وأمه عمرة بنت مسعود
581(2/580)
1072 الرجل الذي قتل مرحبا اليهودي مذكور في المختصر في باب الأنفال هو علي بن أبي طالب وقيل محمد بن مسلمة وقد أوضحته في ترجمة مرحب
1073 الرجل الذي قال يا رسول الله جاءت امرأتي بولد أسود فقال صلى الله عليه وسلم هل لك ابن إبل قال نعم اسم هذا الرجل ضمضم بن قتادة رواه أبو موسى الأصبهاني بإسناده وضعفه وقال إسناد عجيب وزاد فيه فجاء عجائز من بني عجل فأخبرت أنه كان للمرأة جدة سوداء ذكره ابن الأثير في حرف الضاد
1074 الرجل الذي قتل محمد بن طلحة السجاد رضي الله عنهما اسمه عصام البصري وقيل كعب بن مدلج من بني منقذ بن طريف وقيل شريح بن أبي أوفى العنسي حكاها ابن باطيش
1075 الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني وجدت امرأة بالبستان فأصبت منها كل شيء غير أني لم أنكحها مذكور في أواخر حد الزنا من المهذب قال الخطيب هذا الرجل الذي أصاب المرأة هو أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري وقال غيره عمرو بن غزية الأنصاري
1076 الحجام الذي حجم النبي صلى الله عليه وسلم في أول إجارة المهذب هو أبو طيبة
1077 قوله أم هانىء رضي الله عنها أجرت رجلا مذكور في كتاب السير من المهذب جاء في الصحيح فلان ابن هبيرة وجاء في الأنساب للزبير بن بكار الحارث بن هشام وقال الحافظ عبد الغني المقدسي في ترجمة عبد الله بن أبي ربيعة قال بعض أهل العلم عبد الله بن أبي ربيعة هو الذي استجار بأم هانىء فأراد علي قتله ومعه الحارث بن هشام قلت كلاهما صحيح قد روى الأزرقي في تاريخ مكة بإسناده عن أم هانىء قالت يا رسول الله أجرت حمرين لي من المشركين فتغلب علي عليهما ليقتلهما قال وكان الذي أجارت أم هانىء عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة والحارث بن هشام بن المغيرة كلاهما من بني مخزوم
1078 الرجل الذي سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يقول لبيك عن شبرمة مذكور في كتاب الحج قال الخطيب لا أحفظ اسم الملبي وذكر ابن باطيش أنه قيل أن اسمه نبيشة
1079 الرجل الذي قال يا رسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن
582(2/581)
أصلي في بيت المقدس ذكره في باب النذر من المهذب قال الخطيب هذا الرجل هو الرشيد بن سويد الثقفي
1080 اليهودي الذي رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعه عنده مذكور في أول الرهن من المهذب هو أبو الشحم
1081 قوله في حديث ابن مسعود رضي الله عنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاديان ذكره في المهذب في كتاب الشهادات الحاديان أحدهما أنجشة حادي النساء والآخر البراء بن مالك أخو أنس بن مالك وهو حادي الرجال
1082 حديث القراض أن عبد الله وعبيد الله ابني عمر بن الخطاب رضي الله عنهما مرا بعامل لعمر فأعطاهما مالا فقال رجل من جلساء عمر لو جعلته قراضا العامل أبو موسى الأشعري والقائل لو جعلته قراضا عبد الرحمن بن عوف
1083 حديث رافع بن خديج عن بعض عمومته في النهي عن المخابرة هو ظهير بن رافع بضم الظاء المعجمة
1084 الأنصاري الذي نازع الزبير في شراج الحرة قال ابن باطيش هو حاطب بن أبي بلتعة وقيل ثعلبة بن حاطب وقيل حميد وقوله في حاطب لا يصح فإنه ليس أنصاريا وقد ثبت في صحيح البخاري أن هذا الأنصاري القائل كان بدريا
1085 الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء بماء البحر مذكور في اسمه العركي بفتح العين والراء وبعدهما كاف ثم ياء قاله السمعاني في الأنساب
1086 قوله في المختصر في باب بيع الطعام قبل أن يستوفي روي عن عمر أو ابن عمر أنهم كانوا يبتاعون الطعام جزافا فبعث النبي صلى الله عليه وسلم من يأمرهم بانتقاله الراوي هو ابن عمر لا عمر وحديثه صحيح مشهور
1087 قول المزني في آخر باب زكاة المعدن من مختصره في اشتراط الحولية في المعدن أخبرني من أثق به بذلك عنه يعني عن الشافعي قال الإمام أبو القاسم الرافعي في شرح الوجيز ذكر بعض الشارحين أن أخته روت لهم ذلك عن الشافعي رضي الله عنه فلم يحب تسميتها
583(2/582)
1088 قوله في الرضاع من المختصر شهدت سوداء أنها أرضعت رجلا وامرأة تناكحا هذا الرجل عقبة بن الحارث والمرأة أم يحيى بنت أبي إهاب
1089 الشاعر الذي أنشد له في المهذب والوسيط في باب الوصايا كل الأرامل قد قضيت حاجته هذا الشاعر هو جرير والمخاطب بقوله قضيت هو عمر بن عبد العزيز في حال خلافته كذا رويناه في حلية الأولياء لأبي نعيم في ترجمة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهي قصة طويلة وحكاية مليحة
1090 الشاعر المذكور في المهذب في الكفاءة في النكاح هو معاوية
1091 قوله في الوسيط في بيع العرايا في خمسة أوسق شك الراوي هذا الراوي هو داود بن الحصين الأموي المدني وقد سبق بيانه في ترجمة داود
1092 قوله في باب صلاة الجماعة من المهذب وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يتصدق على هذا فيصلي معه فقام رجل فصلى معه هذا الذي قام هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذكره البيهقي وقد أوضحته في شرح المهذب
1093 الرجل الذي حلق شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف في اسمه فذكر ابن الأثير في مختصر الأنساب في ترجمة الكلبي أن اسمه خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عوف بن عفيف والكلبي منسوب إلى كليب بن حبيشة وقيل الحالق هو معمر بن عبد الله العدوي وقد سبق بيانه في ترجمته وهذا أصح وأشهر وفي صحيح البخاري قال زعموا أنه معمر بن عبد الله
1094 قوله في المهذب في صفة الصلاة في القراءة روى رجل من جهينة القراءة {إذا زلزلت} هذا الرجل اسمه عبد الله
1095 القائل باشتراط اللفظ في نية الصلاة وبتحريم نظر كل واحد من الزوجين إلى فرج صاحبه هو أبو عبد الله الزبيري حكاهما عنه الماوردي في ذكر مسألة النظر في باب ستر العورة
1096 الرجل الذي نادى يوم خيبر بتحريم الحمر الأهلية هو أبو طلحة رواه أبو يعلى الموصلي في سنده من رواية أنس بن مالك
1097 الأعرابي الذي أحرم وعليه جبة وخلوق ذكره في المختصر هو
584(2/583)
1098 قوله في أول كتاب الخراج من الوسيط وقد تعتبر فضيلة العدد والذكورة وتأبد العصمة عند بعض العلماء أما فضيلة العدد فالقائل بأنها تعتبر عبد الله بن الزبير ومعاذ بن جبل والزهري وابن سيرين فقالوا لا يقتل الجماعة بالواحد ولكن ولي الدم يقتل واحدا منهم ويأخذ من الباقين حصصهم من الدية وقال ربيعة وداود لا قصاص على واحد منهم بل يجب الدية موزعة على الجميع
وحكى القاضي حسين وإمام الحرمين وغيرهما عن مالك أنه يقتل واحد منهم يختاره الولي ولا شيء على الباقين قالوا وهو قول الشافعي في القديم
وقال الغزالي في البسيط يقرع بينهم عند مالك فيقتل من خرجت عليه القرعة قال وهو قول الشافعي في القديم وأما فضيلة الذكورة فالقائل بأنها تعتبر الحسن البصري فقال إذا قتلت المرأة رجلا قتلت به وأخذ من مالها نصف دية الرجل وإذا قتلها الرجل قتل بها وأخذ من مالها نصف دية لورثة الرجل وهذا الذي ذهب إليه الحسن البصري رواية عن عطاء بن أبي رباح وهي أيضا رواية شاذة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد رواه الغزالي في الوسيط وشيخه والقاضي حسين عنه مقتصرين عليهما وقال أصحابنا العراقيون ليست هذه الرواية عنه بصحيحة بل الصحيح عنه كمذهبنا أن كل واحد منهما يقتل بالآخر بلا مال وأما القائل باعتبار فضيلة تأبد العصمة فهو أبو حنيفة فقال لا يقتل الذمي بالمعاهد وهو إحتمال لإمام الحرمين
1099 قوله في باب صفة القضاء من المهذب أن رجلا من حضرموت ورجلا من كندة اختصما في أرض أما الكندي فاسمه امرؤ القيس بن عابس بالباء الموحدة والسين المهملة وأما الحضرمي فربيعة بن عبدان بعين مهملة مكسورة ثم باء موحدة ساكنة ثم ألف ثم نون وقيل ربيعة بن عيدان بفتح العين وبالياء المثناة من تحت وجاء المسميين في صحيح مسلم وغيره كما ذكرته قال الخطيب البغدادي ليس بالصحابة من اسمه امرؤ القيس غير هذا وذكر أن أبا نعيم قال في الحضرمي ربيعة بن عبدان بالكسر والموحدة وأن أبا سعيد بن يونس المصري قاله بالفتح والمثناة
1100 قوله في أول كتاب الشهادات من المختصر والمهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فجحده قال الخطيب البغدادي اسم هذا الأعرابي سواء بن الحارث وقيل سواء بن قيس المحاربي
585(2/584)
1101 قوله في المهذب في أول باب الإقرار أتى رجل من أسلم فقال يا رسول الله إن الآخر زنا هذا الرجل هو ماعز رضي الله عنه
1102 قوله في أول كتاب قسم الفيء والغنائم من الوسيط وقال بعض العلماء يقسم الخمس ستة أسهم هذا القائل هو أبو العالية بالعين المهملة والياء المثناة من تحت الرياحي بكسر الراء وبالياء المثناة من تحت واسمه رفيع بضم الراء ابن مهران بكسر الميم البصري التابعي هكذا حكاه أصحابنا عن أبي العالية وحكاه الإمام أبو إسحاق الثعلبي المفسر عن الربيع بن أنس أيضا
1103 قوله في المهذب في قتل الصيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وضع ثوبه في دار الندوة فوقع عليه طائر فأخذته حية فحكم عليه من معه بالجزاء الذي حكم عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه ونافع بن الحارث كذا بينه الشافعي والبيهقي في روايتهما وقد أوضحته في شرح المهذب
1104 قولهما في صلاة الخوف عن صالح بن خوات عمن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم المصلي معه أبوه خوات ويحقق من صحيح مسلم وغيره
1105 السائل رسول الله عن الوضوء بماء البحر قال السمعاني هو العركي بفتح العين والراء فأوهم أنه أسمه وليس هو باسم له بل العركي ملاح السفينة وصف له واسم هذا السائل عبيد وقيل عبد قال أبو موسى الأصبهاني في كتابه معرفة الصحابة قال ابن منيع بلغني أن اسمه عبد وأورده الطبراني فيمن اسمه عبيد وذكره أبو نعيم الأصبهاني في كتابه معرفة الصحابة فيمن اسمه عبيد
1106 عبد الله المذكور في المهذب في وقت الصلاة هو ابن مسعود وهو المذكور في أول الإستسقاء وفي فصل كراهة النعي من باب صلاة الميت وفي ذكر التكبيرة الرابعة منه وفي الصيام في مسألة السجود وفي صفة الحج والتكبير بصلاة الصبح بمزدلفة يوم النحر وفي أول النكاح ونكاح التحليل وآخر الرجعة
1107 سعد المذكور في الوسيط في الحج في سلب من اصطاد في حرم المدينة هو سعد بن أبي وقاص سبق ذكره في ترجمته
1108 سفيان المذكور في المهذب في آخر زكاة الفطر هو ابن عيينة
586(2/585)
النوع الثامن في الأوهام وشبهها
1109 قوله في المهذب في باب التكبير في العيدين وعن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم هكذا وقع في كثير من النسخ المعتمدة أو في أكثرها وهو غلط من الكاتب أو سبق قلم لا شك فيه والصواب ما وقع في عدة من النسخ عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وقد ذكره المصنف في الفصل الأول من صلاة العيدين وفي أول كتاب الجنايات على الصواب وقد تقدم في ترجمة أبي بكر
1110 قوله في أول كتاب الحج من المهذب في حديث جابر رضي الله عنه أن العمرة ليست بواجبة قال رفعه ابن لهيعة وهو ضعيف والمشهور أن الذي تفرد برفعه إنما هو الحجاج بن أرطأة والله أعلم واسم لهيعة عبد الله ولهيعة بفتح اللام وقد تقدم بيان اسمه
1111 وفي كتاب الصلح من المهذب في الشهادة على الهلال قال روى الحسين بن حريث الجدلي كذا وقع في المهذب ابن حريث بضم الحاء وبعد الراء ياء وهو غلط لا شك فيه والصواب ابن الحارث بفتح الحاء وبالألف من غير ياء وقد تقدم بيانه في باب الحسين
1112 قوله في باب إستيفاء القصاص كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لا ترث المراة من دية زوجها حتى قال له الضحاك بن قيس كتب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها كذا وقع في المهذب في هذا الموضع الضحاك بن قيس وهو غلط والصواب الضحاك بن سفيان وقد ذكره المصنف على الصواب في كتاب الأقضية في فصل كتاب القاضي إلى القاضي وقد تقدم ذكره في ترجمته
1113 وفي كتاب السير من المهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل يوم بدر ثلاثة من قريش مطعم بن عدي والنضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط كذا وقع في المهذب مطعم بن عدي وهو غلط وصوابه طعيمة بطاء مضمومة ثم عين مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم ميم ثم هاء وهو ابن عدي وأما مطعم بن عدي فمات قبل يوم بدر
1114 وفي باب التعذير من المهذب لما روى عمر بن سعد عن علي قال ما من رجل أقمت عليه حدا فمات فأجد في نفسي إلا شارب الخمر فإنه لو مات وديته
587(2/586)
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنه هكذا وقع في نسخ المهذب عمر بن سعد وهو غلط وتصحيف في الإسمين جميعا وصوابه عمير بن سعيد بزيادة الياء فيهما وهو مشهور معروف عند أهل هذا الفن وهو عمير بن سعيد أبو يحيى النخعي الكوفي تابعي ثقة توفي سنة خمس عشرة ومائة وحديثه هذا صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بلفظه وهو الذي ذكرته من ضبط صوابه لا خلاف فيه بين أهل العلم بهذا الفن وهو مشهور في كتبهم وفي كتب الحديث وغيرهما وربما وقع في بعض نسخ الجمع بين الصحيحين للحميدي عمير بن سعد بحذف الياء من سعيد وذلك خطأ لا شك فيه إما من الحميدي وإما من بعض النساخ
1115 قوله في باب عدد الطلاق من المهذب وقال الفرزدق يمدح هشام بن إبراهيم بن المغيرة خال هشام بن عبد الملك
(وما مثله في الناس إلا مملكا .......... أبو أمه حي أبوه يقاربه)
هكذا وقع في المهذب يمدح هشام وهو غلط والصواب يمدح إبراهيم بن هشام بن إبراهيم بن المغيرة خال هشام بن عبد الملك لأن أم هشام بن عبد الملك هي عائشة بنت هشام بن إبراهيم أخت إبراهيم بن هشام بن إبراهيم هذا الممدوح فالهاء في قوله أبو أمه راجعة إلى الملك وهو هشام بن عبد الملك والهاء في قوله أبوه عائدة على الممدوح والمراد بالأب هشام بن إبراهيم بن المغيرة فهو أبو أم المملك وأبو الممدوح جميعا ومعنى البيت وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملك أبو أم ذلك المملك وهو أبو هذا الذي أمدحه ونصب مملكا لأنه استثناء مقدم له
1116 قوله في باب السير من المهذب روى فضل بن يزيد الرقاشي قال جهز عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا كنت فيه كذا وجدناه في نسخ المهذب فضل بن يزيد بإثبات الياء في يزيد وحذفها في فضل ونقل بعض الأئمة عن خطأ المصنف أنه رواه بحذفها وكل هذا غلط صريح وتصحيف والصواب فضيل بن زيد بإثبات الياء في فضيل وحذفها من يزيد هكذا ذكره أئمة هذا الفن ابن أبي خيثمة وابن أبي حاتم وغيرهما
قال ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل فضيل بن زيد الرقاش يكنى أبا حسان كناه حماد بن سلمة روى عن عمر وعبد الله بن مغفل روى عنه عامر الأحول قال يحيى بن معين هو رجل صدوق بصري ثقة والرقاشي بفتح الراء وتخفيف القاف منسوب إلى رقاش قبيلة معروفة من ربيعة
588(2/587)
1117 قوله في أول باب النذر من المهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل قائما في الشمس لا يستظل فسأل عنه فقيل هذا ابن إسرائيل نذر أن يقف ولا يقعد إلى آخره هكذا يوجد في أكثر النسخ أو كثير منها ابن إسرائيل وكذا ذكره بعض فضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب أنه وجد بخط المصنف وهو غلط بلا شك والصواب أبو إسرائيل كذا هو في روايات الحديث في صحيح البخاري وسنن أبي داود وغيرهما من رواية ابن عباس وكذا وقع في بعض نسخ المهذب أبو بالواو على الصواب والله أعلم
قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في كتابه الأسماء المبهمة قال عبد الغني بن سعيد المصري ليس في الصحابة من كنيته أبو إسرائيل غير هذا ولا يعرف إلا في هذا الحديث واسمه قيس وليس في الصحابه من اسمه قيس غيره
1118 قوله في باب المسابقة من المهذب النبي صلى الله عليه وسلم صارع يزيد بن ركانة كذا قاله وهو خطأ والصواب ركانة بن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد بن مناف القرشي المطلبي أسلم يوم الفتح وكان أشد الناس توفي في المدينة سنة أربعين وقد سبق بيانه في ترجمة ركانة
1119 قوله في أول باب أحكام المياه من المهذب لما روى إياس بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع فضل الماء هكذا هو في النسخ إياس بن عمرو بفتح العين وبواو في الخط في آخره كذا نقله بعض الأئمة عن خط المصنف وهو غلط بلا شك وصوابه إياس بن عبد بالباء والدال غير مضاف وهو إياس بن عبد المزني الحجازي وقد تقدم بيانه في النوع الأول
1120 قوله في أول الهبة من المهذب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة حتى أتى الروحاء فإذا حمار عقير فجاء رجل من فهر فقال يا رسول الله أني أصبت هذا الحمار هكذا وقع في النسخ رجل من فهر بفاء مكسورة وراء وكذا نقله بعض الأئمة الفضلاء عن خط المصنف وهو غلط وتصحيف والصواب رجل من بهز بفتح الباء الموحدة وبالزاي وحديثه مشهور رواه النسائي وغيره واتفقوا على أنه بالباء والزاي قال الخطيب واسم هذا البهزي زيد بن كعب ذكره في آخر حرف الزاي
1121 قوله في باب الأقضية من المهذب في فصل الرشوة أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من بني أسد يقال له ابن اللتبية كذا وقع في المهذب من بني أسد وهو غلط
589(2/588)
والصواب رجل من الأسد بفتح الهمزة وإسكان السين ويقال فيهم أيضا الأزد بالزاي بدل السين وقد تقدم بيانه في نوع الأبناء
1122 قوله في المهذب في آخر باب أدب القاضي لما روى أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كتب إلى المهاجر بن أمية أن أبعث إلى بقيس بن مكشوح كذا وقع في نسخ المهذب المهاجر بن أمية وهو غلط وصوابه المهاجر بن أبي أمية وهو أخو أم سلمة أم المؤمنين لأبويها
1123 قوله في الوسيط في الباب الثاني من الهبة لأنه صلى الله عليه وسلم قال للنعمان بن بشير وقد وهب بعض أولاده شيئا أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء فقال نعم فقال فارجع هكذا وقع في الوسيط وهو غلط لا شك فيه والصواب منه قال له بشير بن النعمان وقد وهب لابنه النعمان وحديثه مشهور في الصحيحين وغيرهما فإن قيل يحتمل أنهما قصتان جرتا للنعمان ولابنه فهو غلط لأن النعمان توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو صبي لم يبلغ فكيف يحتمل أن يكون له ولد والله أعلم
1124 قوله في المهذب في باب العاقلة أن عوف بن مالك الأشجعي ضرب مشركا بالسيف فرجع السيف عليه فقتله فامتنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة عليه وقالوا قد بطل جهاده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل مات مجاهدا هذا النقل خطأ صريح بلا شك فإن عوف بن مالك الأشجعي مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأزمان متطاولة فإنه مات سنة ثلاث وسبعين من الهجرة وإنما جرت هذه القصة لعامر بن الأكوع رضي الله عنه بخيبر وحديثه مخرج في الصحيح وعوف بن مالك غطفاني يكنى أبا عبد الرحمن ويقال أبو محمد ويقال أبو حماد ويقال أبو عمرو شهد فتح مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال كانت معه راية أشجع يومئذ فنزل الشام وسكن دمشق وكانت داره بها عند سوق الغزل العتيق وقال الواقدي شهد عوف بن مالك خيبر مسلما وتحول إلى الشام في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فنزل حمص روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وسبعون حديثا
1125 قوله في المهذب في آخر باب النجش في تحريم الإحتكار وروى معمر العذري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يحتكر إلا خاطىء) هكذا وجد في أصل المصنف وكذا هو في النسخ معمر العذري بعين مضمومة وذال معجمة ساكنة ثم راء وهو غلط
590(2/589)
وتصحيف وصوابه العدوي بفتح العين والدال المهملتين وبالواو منسوب إلى عدي بن كعب بن لؤي وقد تقدم بيانه في ترجمته
1126 قوله في الوسيط في باب الأذان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه إنك رجل تحب الغنم والبادية فإذا دخل وقت الصلاة فأذن وارفع صوتك فإنه لا يسمع صوتك شجر ولا مدر ولا حجر إلا شهد لك يوم القيامة هكذا هو في نسخ الوسيط وكذا قاله أيضا شيخنا إمام الحرمين وهو غلط وتغيير للصواب وإنما صوابه ما ثبت في صحيح البخاري وغيره عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال قال لي أبو سعيد الخدري إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في باديتك أو غنمك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد رضي الله عنه سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
1127 قوله في آخر باب صلاة التطوع من المهذب لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود عليه السلام الحديث هكذا هو في أكثر النسخ عبد الله بن عمر بضم العين وبغير واو في الخط وهو خطأ وصوابه عبد الله بن عمرو بفتح العين وبواو وهو ابن عمرو بن العاصي وحديثه في الصحيح مشهور معروف
1128 قوله في المهذب في فضل سهم الفقراء من قسم الصدقات لما روى عبيد الله بن عبد الله بن الخيار أن رجلين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة فقال أعطيكما بعد أن أعلمكما أنه لاحظ فيها لغني ولا لقوي يكتب هكذا وقع في أكثر نسخ المهذب عبيد الله بن عبد الله بن الخيار وهو خطأ بلا شك وصوابه عبيد الله بن عدي بن الخيار هكذا هو في روايات هذا الحديث في سنن أبي داود والنسائي والبيهقي وغيرها وهكذا هو في كتب أسماء الرجال وغيرها ولا خلاف فيه وقد تقدم بيانه في ترجمته في النوع الأول
1129 قوله في الوسيط في أول الباب الثاني من كتاب السير نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة وأبا بكر عن قتل أبويهما هكذا هو في نسخ الوسيط وهو غلط صريح وتصحيف قبيح في الإسمين جميعا وإنما صوابه نهى أبا حذيفة واسمه مهشم
591(2/590)
بكسر الميم وإسكان الهاء وفتح الشين المعجمة وقيل اسمه هشيم بضم الهاء وهو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وشهد بدرا وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن قتل أبيه يوم بدر وأما أبو بكر فهو الصديق رضي الله عنه فالصواب أنه نهاه عن قتل ابنه بالنون وهو ابنه عبد الرحمن وذلك يوم بدر فصحف أبو حذيفة وابنه بالنون بأبيه بالياء والله أعلم
وهذا الذي ذكرناه من صواب الإسمين هو المشهور المعروف الموجود في كتب المغازي وكتب الحديث التي ذكر فيها هذان الحديثان ولا خلاف بينهم فيما ذكرناه والله أعلم
1130 قوله في الوسيط في باب صلاة العيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أرخص لحمزة رضي الله عنه في لبس الحرير هذا مما أنكر عليه وغلط في قوله حمزة فإنه لا يعرف وإنما صوابه أرخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير وحديثهما في الصحيحين من رواية أنس
1131 قوله في باب العقيقة من مختصر المزني حديث أم كرز عن سباع بن وهب صوابه سباع بن ثابت وقد سبق بيانه واضحا في ترجمة سباع
1132 قوله في المهذب في أول كتاب الإيمان في اليمين الغموس والدليل عليه ما روى الشعبي عن عبد الله بن عمر قال جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر إلى آخر الحديث هكذا هو في نسخ المهذب عبد الله بن عمر بضم العين وبغير واو في الخط وهو تصحيف وصوابه عبد الله بن عمرو بفتح العين وبواو في الخط هكذا هو في صحيح البخاري في مواضع منه وفي غيره
1133 قوله في الوسيط في الركن الرابع من الباب الأول من كتاب الإقرار
وقال صاحب التلخيص قوله زنة إقرار هذا مما أنكروه عليه وقالوا صوابه قال الزبيري صاحب الكافي كذا قاله الرافعي وغيره لأن صاحب التلخيص لم يذكر المسألة في التلخيص وذكرها في كتابه المفتاح وأجاب فيها بالمهذب أنه ليس بإقرار ثم قال وفيه قول آخر أنه إقرار قاله الزبيري تخريجا
1134 قوله في المهذب في فصل أصحاب المسائل من كتاب الأقضية روى سليمان بن حريث قال شهد رجل عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر لست أعرفك ولايضرك أني لا أعرفك فأتني بمن يعرفك إلى آخر القصة هكذا وقع في نسخ المهذب سليمان بن حريث بالحاء المهملة المضمومة وبعدها راء ثم مثناة من
592(2/591)
تحت ثم ثاء مثلثة وهو تصحيف وإنما رواه الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية بإسناده عن داود بن رشيد بضم الراء عن الفضل بن زياد عن شيبان عن سليمان الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر قال شهد رجل رجل عند عمر فذكره بلفظه إلى آخره وخرشة هو بخاء معجمة ثم راء ثم شين معجمة مفتوحات وبعدهن هاء وهو خرشة بن الحر بضم الحاء المهملة وتشديد الراء الفزاري الكوفي مات سنة أربع وسبعين ذكر البخاري في تاريخه الكبير وغيره من العلماء أنه كان يتيما في حجر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن الرواة عنه المعروفين بذلك وليس في هذه الدرجة أعني درجة من يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الصحابة والتابعين من يسمى ابن حريث فتعين أن الذي في المهذب غلط وتصحيف
1135 قوله في الوسيط في أول باب العاقلة مما روي أن مولى لصفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها جنى فقضى عمر رضي الله عنه بأرش الجناية على ابن عمها كذا وقع في الوسيط ابن عمها وهو غلط فإنه ليس لها ابن عم ولا عم فإن عبد المطلب لم يكن له أخ وصوابه ابن أخيها وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان لها عشرة أخوة أحدهم أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها عمته صلى الله عليه وسلم وقد وقع في النهاية لإمام الحرمين أقبح مما وقع في الوسيط
1136 قوله في المهذب في باب الهدنة وروى سليم بن عامر قال كان بين معاوية والروم عهد فسار معاوية في أرضهم فقال عمر بن عبسة وقد وقع في أكثر النسخ ابن عنبسة بزيادة نون وهذا تحصيف بلا شك وقد أوضحته في باب عمرو وربما غلط في سليم فقيل سليمان أو سلمان وقد تقدم في ترجمة سليم إيضاحه
1137 قوله في باب صول الفحل من المهذب قاتل يعلى بن أمية رجلا فعض أحدهما صاحبه هكذا هو في المهذب وهو غلط وصوابه قاتل أجير ليعلى بن أمية رجلا وحديثه في الصحيح معروف
1138 قوله في المهذب في كتاب السير فيمن أسلم من الكفار قبل الأسر عصم دمه وماله لما روي عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) هكذا هو فيما رأيته من نسخ المهذب عمر وصوابه ابن عمر وحديثه مذكور في الصحيحين مشهور
593(2/592)
1139 قوله في المهذب والوسيط في باب الساعات التي تكره الصلاة فيها لما روى قيس بن قهد هكذا رواه بعض الرواة والصحيح الذي عليه الجمهور من أهل الحديث أنه قيس بن عمرو وقد سبق بيانه في ترجمة قيس
1140 قوله في المهذب في صلاة العيد وإذا حضر جاز أن ينتقل إلى أن يخرج الإمام لما روي عن أبي برزة وأنس والحسن وجابر بن زيد أنهم كانوا يصلون هكذا هو في نسخ المهذب عن أبي برزة بفتح الباء وبزاي بعد الراء وهو خطأ وتصحيف بلا شك وصوابه أبو بردة بضم الباء وبالدال المهملة وهو أبو بردة بن أبي موسى الأشعري كذا بينه البيهقي في كتابه السنن الكبير ومعرفة السنن والآثار وذكره غيره أيضا وأبو بردة تابعي وتقديم المصنف له في الترتيب على أنس رضي الله عنه يدل على أنه ظنه أبو برزة الصحابي
1141 قوله في الوسيط في أواخر الباب الأول من كتاب الجمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ابن أبي الحقيق عن كيفية القتل بعد قفوله من الجهاد هكذا في نسخ الوسيط وهو غلط لا شك فيه وصوابه ما قاله الإمام الشافعي وغيره من أئمة العلماء وسأل الذين قتلوا ابن أبي الحقيق لأن ابن أبي الحقيق هو المقتول بلا خلاف بين أهل العلم كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه فقتلوه بخيبر فرجعوا والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال أقتلتموه قالوا نعم والحديث طويل معروف كان ينبغي أن يقول ما قاله الإمام الشافعي كما ذكرناه أو يقول سأل قتله ابن أبي الحقيق والله أعلم والحقيق بضم الحاء المهملة وبقافين بينهما ياء مثناة من تحت ساكنة وابن أبي الحقيق هذا هو أبو رافع اليهودي
1142 قوله في السواك من المهذب وروت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك كذا هو في المهذب عن عائشة وإنما هو من رواية حذيفة كذا هو في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث
1143 قوله في المهذب في كتاب الصوم في قبلة الصائم لما روى جابر قال قبلت وأنا صائم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت قبلت وأنا صائم فقال أرأيت لو تمضمضت وأنت صائم هكذا هو في المهذب وهو خطأ والصواب عن جابر بن عمر بن الخطاب قال قبلت وأنا صائم وذكر باقي الحديث وهكذا رواه أحمد بن حنبل في
594(2/593)
مسنده وأبو داود والنسائي في سننهما والبيهقي ومن لا يحصى من أئمة الحديث وغيرهم قال النسائي هو حديث منكر
1144 قوله في المهذب في باب موقف الإمام والمأموم لما روي أن حذيفة صلى على دكان والناس أسفل منه فجذبه سليمان حتى أنزله هكذا هو في المهذب فجذبه سلمان وكذا رواه البيهقي في السنن الكبير بإسناد ضعيف جدا والصحيح المشهور فجذبه أبو مسعود وهو أبو مسعود الأنصاري البدري هكذا رواه الشافعي وأبو داود والبيهقي ومن لا يحصى من أئمة الحديث ومصنفيهم ولا خلاف فيه
1145 قوله في نكاح المشرك من الوسيط أسلم ابن عيلان على عشرة نسوة كذا وقع في الوسيط وكذا قاله إمام الحرمين ابن عيلان وهو غلط وتصحيف وصوابه غيلان بن سلمة وقد ذكره في المختصر والمهذب على الصواب
1146 قوله في الباب الثاني من كتاب الرهن من الوسيط قال صاحب التقريب أبو القاسم بن القفال الشاشي ينبغي أن يكون هكذا يوجد في نسخ الوسيط كلها أبو القاسم وهو غلط وتصحيف وصوابه القاسم بن محمد بن علي وكنيته أبو الحسن وتقدم ذكره في نوع الأنساب ورأيت بخط الشيخ تقي الدين بن صلاح رحمه الله على حاشية نسخته بالوسيط قال ليس أسمه ونسبه في أصل المصنف الذي هو بخطه وقد شاهدته وضرب الشيخ تقي الدين على أبي القاسم بن القفال الشاشي وبقي قال صاحب التقريب ينبغي
1147 قوله في الوسيط في باب صفة الوضوء ولو حلق الشعر الذي مسح عليه لم تلزمه الإعادة خلافا لابن خيران ثم قوله في الوسيط أيضا في أول الزكاة وقال ابن خيران يتخير بين مذهب الشافعي وأبي حنيفة هكذا وقع في الوسيط في الموضعين ابن خيران بالخاء ثم الياء ثم الراء ثم ألف ثم نون وهو خطأ صريح وتصحيف قبيح وصوابه في الموضعين ابن جرير بالجيم والراء المكررة وهو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الإمام المشهور مجتهد صاحب مذهب مستقل
وقوله ابن خيران يقتضي أن يكون وجها في مذهبنا فإن أبا علي بن خيران من كبار أصحابنا أصحاب الوجوه كما تقدم فيه في ترجمته وهذا الذي نقله عنه خطأ بلا شك وقد بينت ذلك موضحا في المجموع من شرح المهذب والله أعلم
595(2/594)
1148 قوله في كتاب السير من المهذب أتى برأس يناق البطريق هكذا ضبطناه وكذا هو في نسخ محققة يناق بياء مثناة من تحت مفتوحة ثم نون مشددة ثم ألف ثم قاف وهذا هو الصواب وذكر بعض الأئمة الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب أنه وجده بخط المصنف بتقديم النون وهو تصحيف والبطريق المقدم وجمعه بطارقة وهو عجمي
1149 قوله في المهذب في باب عقد الهدنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حتى أشاور السعود يعني سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وأسعد بن زرارة هكذا هو في نسخ المهذب أسعد بن زرارة وهو غلط وتصحيف بلا شك فيه لأن هذه القضية كانت في غزوة الخندق سنة خمس من الهجرة وأسعد بن زرارة مات في شوال في السنة الأولى من الهجرة وإنما صوابه سعد بن زرارة
1150 قوله في باب الهدنة من المهذب أن ناقة صالح صلى الله عليه وسلم عقرها العيزار بن سالف هكذا هو في النسخ وكذا هو بخط المصنف العيزار بعين مهملة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم زاي ثم ألف ثم راء وهو غلط وتصحيف وصوابه قدار بقاف مضمومة ثم دال مهملة مخففة ثم ألف ثم راء عقرها كذا قاله أهل التواريخ والمفسرون والجوهري في صحاحه وغيره من أهل اللغة
1151 قوله في الوسيط في آخر الباب الثاني من كتاب الوصية في الصدقة عن الميت قال سعد بن أبي وقاص يا رسول الله إن أمي أصمتت ولو نطقت لتصدقت أفينفعها إن تصدقت عنها قال نعم هكذا هو في النسخ سعد بن أبي وقاص وهو غلط بلا شك وصوابه سعد بن عبادة هكذا رواه البخاري في صحيحه ومالك في الموطأ وأبو داود والنسائي وخلائق من الأئمة رووه بمعناه
1152 قوله في الوسيط في آخر الباب الثاني من كتاب الوصية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه لما قضى دين ميت الآن بردت جلدته صوابه قال لأبي قتادة لا لعلي حديثه صحيح مشهور
1153 في الوسيط في آخر باب التعزية فإن قيل أليس قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه هكذا رواه عمر قلنا قال ابن عمر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا إنما قال يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه حسبكم قوله تعالى {ولا تزر وازرة وزر أخرى}
596(2/595)
وقالت عائشة رضي الله عنها ما كذب عمر ولكنه أخطأ ونسي إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية ماتت إبنتها إلى آخره هكذا وقع هذا كله في الوسيط في جميع النسخ وفيه غلطان فاحشان لا شك فيهما أحدهما قوله في الأول قلنا قال ابن عمر صوابه قالت عائشة فهي التي أنكرت على عمر ولم ينكر عليه ابن عمر بل روى مثله في الصحيحين من طرق والثاني قوله في الثاني وقالت عائشة ما كذب عمر وصوابه ما كذب ابن عمر هكذا ثبت الحديثان في الصحيحين وغيرهما كما ذكرت صوابه ولا شك في غلط الغزالي فيهما ولا عذر له فيهما ولا تأويل
1154 قوله في الوسيط في أول اللعان أنه ورد أولا في عوف بن مالك العجلاني هكذا هو في النسخ عوف وهو غلط صريح وصوابه عويمر العجلاني هكذا هو في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث بل في كل كتب الحديث والفقه والتواريخ والأنساب وغيرها ففي جميعها أنه عويمر والله أعلم وبه التوفيق
597(2/596)
القسم الثاني من كتاب الأسماء في النساء وفيه ثمانية أنواع
النوع الأول في الأسماء الصريحة
حرف الألف
1155 أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما امرأة الزبير بن العوام رضي الله عنه مذكور في المختصر والمهذب واسم أمها قتلة بفتح القاف وإسكان التاء فوقها نقطتان قاله ابن ماكولا وغيره قالوا ويقال أيضا قتيله بقاف مضمومة ثم تاء مثناة من فوق مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم لام ثم هاء بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب ضبطه في تاريخ دمشق قتيلة بنت العزى وعلم علامة الراء بخط الحافظ أبي محمد وفي مواضع عبد العزى بالزاي كما هنا
أسلمت أسماء قديما بعد سبعة عشر إنسانا وكانت أسماء أسن من عائشة رضي الله عنهما وهي أختها لأبيها وكان عبد الرحمن بن أبي بكر أخو أسماء شقيقها سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات النطاقين لأنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبيها سفرة لما هاجرا فلم تجد ما تشدها به فشقت نطاقها وشدت به السفرة فسماها النبي عليه السلام ذات النطاقين
هاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير فولدته بعد الهجرة فكان أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة وقد تقدمت ترجمته قال عروة بن الزبير بلغت أسماء مائة سنة لم يسقط لها سن ولم ينكر من عقلها شيء
روي لأسماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وخمسون حديثا
روى عنها عبد الله بن عباس وابناها عبد الله وعروة وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم توفيت بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بيسير لم يبق بعد إنزاله من الخشبة إلا ليالي يسيرة قيل ثلاث ليال وقيل عشر وقيل عشرون وقيل بعض وعشرون ولأسماء منقبة رويناها في ترجمة ابنها عبد الله إنها وابنها وأباها وجدها أربعة صحابيون لا يعرف لغيرهم إلا لمحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة وذكر ابن الأثير أختلاف العلماء والروايات في إسلام قتلة أم أسماء وأكثر الروايات أنها لم تسلم
وفي تاريخ دمشق قال ابن أبي الزناد كانت أسماء أكبر من عائشة بعشر سنين
وعن الحافظ أبي نعيم قال ولدت أسماء قبل هجرة
598(2/597)
رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع وعشرين سنة وكان لأبيها أبي بكر حين ولدت له إحدى وعشرون سنة
وعن أسماء أنها كانت تصدع وتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي وما يغفره الله أكثر وبإسناد الحافظ عن أسماء كانت تقول لبناتها ولأهلها أنفقوا وأنفقن وتصدقن لا تجدن فقده
وفي تاريخ دمشق أن أسماء بنت أبي بكر شهدت غزوة اليرموك مع زوجها الزبير وفيه عن خليفة بن خياط قال ولدت أسماء للزبير عبد الله وعروة والمنذر والمهاجر بني الزبير وفيه عن الزبير بن بكار أنها ولدت للزبير عبد الله وعروة وعاصما والمنذر والمهاجر وخديجة وأم حسن وعائشة
وفي تاريخ دمشق عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء قالت لأهلها اجمروا ثيابي إذا مت ثم حنطوني ولا تذروا على كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار ولا تدفنوني ليلا
وفي طبقات ابن سعد بإسناد الصحيحين عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها وفي طبقات ابن سعد عن الواقدي قال كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر
وفي طبقات ابن سعد أن أسماء قالت لابنها عبد الله بن الزبير حين قاتل الحجاج يا بني عش كريما ومت كريما ولا يأخذك اليوم أسيرا
وفي تاريخ دمشق بإسناد مصنفه عن أبي الزبير قال ما رأيت إمرأتين قط أجود من عائشة وأسماء وجودهما مختلف أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه وأما أسماء فإنها كانت لا تدخر شيئا لغد وفيه بإسناده عن عروة قال ضرب الزبير أسماء فصاحت بابنها عبد الله بن الزبير فأقبل فلما رآه قال أمك طالق إن دخلت فقال له ابنه عبد الله أتجعل أمي عرضة ليمينك فاقتحم عليه فخلصها منه فبانت منه
وبإسناده عن مصعب بن الزبير قال فرض عمر الأعطية ففرض لأسماء ألف درهم وفي رواية فرض عمر للمهاجرات ألفا ألفا منهن أم عبد وأسماء
وعن منصور بن عبد الرحيم عن أمه صعبة قالت لما صلب ابن الزبير دخل ابن عمر المسجد وذلك حين قتل ابن الزبير وهو مصلوب فقيل له إن أسماء في ناحية المسجد فمال إليها فقال إن هذه الجثث ليست بشيء وأما الأرواح فعند الله فاتقي الله وعليك بالصبر فقالت وما يمنعني وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل
599(2/598)
1156 أسماء بنت عميس إمرأة أبي بكر الصديق مذكورة في المختصر وفي المهذب في باب غسل الميت والإحرام وعميس بعين مهملة مضمومة ثم ميم مفتوحة مخففة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم سين مهملة وأم أسماء هند بنت عوف بن زهير الكنانية وأسماء خثعمية من بني خثعم بن أنمار بن معد بن عدنان كانت تحت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهاجرت معه إلى أرض الحبشة ثم قتل عنها يوم مؤتة فتزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فمات عنها ثم تزوجها علي رضي الله عنه وولدت لجعفر عبد الله ومحمدا وعونا وولدت لأبي بكر محمدا وولدت لعلي يحيى وروى عنها من الصحابة عمر بن الخطاب وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عباس وابنها عبد الله بن جعفر ومن غير الصحابة عروة بن الزبير وعبد الله بن شداد
وأسماء هي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت أم الفضل إمرأة العباس وأخت أخواتها لأمهن وكن عشر أخوات لأم وقيل تسع وكانت أسماء أكرم الناس أصهارا فمن أصهارها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة والعباس وغيرهم أسلمت أسماء قديما قال ابن سعد أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ابن أبي الأرقم بمكة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
1157 أمامة بنت أبي العاص بن الربيع واسم أبي العاص مهشم وقيل لقيط وقيل ياسر وقيل القاسم مذكور في المهذب في باب طهارة البدن وفي باب ما يفسد الصلاة وفي أول باب من يصح لعانه وفي لعان المختصر وهي أمامة بنت أبي العاص ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد مناف القرشية العبشمية أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان النبي عليه السلام يحبها ويحملها في الصلاة وثبت ذلك في الصحيح تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها وكانت فاطمة أوصت عليا أن يتزوجها ثم تزوجها بعد علي المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له يحيى وبه كان يكنى وماتت عند المغيرة وقيل إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة وليس لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لرقية ولا لم كلثوم رضي الله عنهن عقب وإنما العقب لفاطمة رضي الله عنهن
حرف الباء
1158 بحينة أم عبد الله بن بحينة مذكورة في باب صفة الصلاة ثم في باب
600(2/599)
سجود السهو وهي بباء موحدة مضمومة ثم حاء مهملة مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم نون ثم هاء وهي بحينة بنت الأرت وهو الحارث بن المطلب بن عبد مناف قال محمد بن سعد بحينة اسمها عبدة بنت الحارث وأمها أم صيفي بنت الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى قال وأسلمت بحينة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
1159 بروع بنت واشق مذكورة في كتاب الصداق منها وفي الشهادات من المختصر وهي بروع بباء موحدة مكسورة ثم راء مهملة ساكنة ثم واو مفتوحة ثم عين مهملة وأبوها واشق بالشين المعجمة المكسورة وبالقاف وهي كلابية رواسية وقيل أشجعية وكانت امرأة هلال بن مرة قال الجوهري في صحاح اللغة أصحاب الحديث يقولونه بكسر الباء والصواب الفتح لأنه ليس في الكلام فعول إلا خروع وعتود اسم واد وذكر صاحب المحكم في اللغة في بروع نحو قول الجوهري وقد قال القلعي سماعنا فيه بالباء المعجمة بموحدة مكسورة والراء المهملة قال والمعروف عند أهل اللغة في الأسماء تزوع بالتاء المعجمة بثنتين من فوق وبالزاي المعجمة وهذا الذي قاله تصحيف ليس بمعروف
1160 بريرة بنت صفوان مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه قيل كانت لعتبة ابن أبي لهب وذكرها بقي بن مخلد فيمن روى حديثا واحدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكررت بريرة فيها
1161 بسرة بنت صفوان روت حديث نقض الوضوء من مس الذكر وحديثها هذا حديث حسن صحيح قاله الترمذي ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة مذكورة في المختصر والمهذب وهي بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وهي بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية وهي خالة مروان بن الحكم وجدة عبد الملك بن مروان وهي بنت أخي ورقة بن نوفل وهي أخت عقبة بن أبي معيط لأمه وقيل هي بسرة بنت صفوان بن أمية وأمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الأوقص الأسلمية كانت تحت المغيرة بن أبي العاصي فولدت له معاوية وعائشة روى عنها عبد الله بن عمرو بن العاصي وعروة بن الزبير ومروان بن الحكم روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد عشر حديثا
601(2/600)
1162 بلقيس ملكة سبأ التي أسلمت مع سليمان لله رب العالمين قال ابن مكي الأجود والأكثر كسر الباء من بلقيس وقيل بفتحها قال في تاريخ دمشق هي بلقيس بنت شرحبيل قال وقيل بلقس بغير ياء وقال ويقال اسمها تلمص مشددة الميم من ولد صيفي بن زرعة بن عفير ثم ذكر نسبها متصلا إلى أيمن بن الهميسع بن الحمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ملكة سبأ قال بلغني أنها ملكت اليمن تسع سنين ثم كانت خليفة عليها من قبل سليمان بن داود عليه السلام أربع سنين ثم روي بإسناده أن سليمان تزوجها
وعن قتادة قال ذكر لنا أن ملكة سبأ كانت ملكة باليمن كانت في بيت مملكة يقال لها بلقيس بنت شرحبيل هلك ملكها فملكها قومها وبإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كان أحد أبوي بلقيس جنيا) وعن الحسن أنه أنكر هذا وقال لا يتوالدون يعني أن المرأة من الإنس لا تلد من الجن
وعن مجاهد قال كان تحت يدها اثنا عشر ألف قيل تحت كل قيل ألف القيل بفتح القاف الملك
وعن مجاهد بإسناد ضعيف قال ملك ذو القرنين الأرض كلها إلا بلقيس صاحبة سبأ وتحيلت عليه حتى كتب لها أمانا بملكها فلم ينج منه أحد غيرها
وعن قتادة قال كتب سليمان إلى بلقيس {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين} وكذلك كانت الأنبياء تكتب لا تطنب إنما تكتب جملا
حرف التاء
1163 تماضر بنت الأصبغ الكلبية التي طلقها عبد الرحمن بن عوف في مرضه فورثها عثمان بن عفان رضي الله عنهما مذكورة في المهذب في الفرائض في إرث المبتوتة في المرض هي بضم التاء وكسر الضاد المعجمة وآخرها راء مهملة وأبوها الأصبغ بفتح الهمزة وسكون الصاد المهملة وبعدها باء موحدة مفتوحة ثم غين معجمة سماها في المهذب وأشار في الوسيط إليها قال تورث زوجة المريض يعني على القديم ويدل عليه قصة عبد الرحمن بن عوف وقصة عبد الرحمن بن عوف ما ذكرنا أنه طلق امرأته في مرض موته فورثها عثمان بن عفان رضي الله عنه منه أخرج قصتها الإمام مالك بن أنس في موطئه ورواها الشافعي عن مالك وعن غيره وهذا لا يصح الإستدلال به فإن ابن الزبير رضي الله عنه خالف عثمان في ذلك وإذا اختلف الصحابة
602(2/601)
لم يكن قول بعضهم حجة وهذا هو جواب القول الصحيح الجديد عن فعل عثمان قال محمد بن سعد تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن كلب وأمها جويرية بنت وبرة بن رومان من بني كنانة ثم روي بإسناده عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الرحمن بن عوف إلى كلب وقال إن استجابوا لك فتزوج ابنة ملكهم أو ابنة سيدهم فلما قدم عبد الرحمن دعاهم إلى الإسلام فاستجابوا وأقام من أقام على إعطاء الجزية فتزوج عبد الرحمن بن عوف تماضر بنت الأصبغ بن عمرو ملكها ثم قدم المدينة وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال محمد بن عمر يعني الواقدي وهي أول كلبية نكحها قرشي ولم تلد لعبد الرحمن بن عوف غير أبي سلمة وكان عبد الرحمن طلقها ثلاثا طلقة واحدة في مرضه وهي آخر طلاقها يعني تمام الثلاث وفي رواية أنه طلقها ثلثا فورثها عثمان بعد انقضاء العدة وكان عبد الرحمن متعها جارية سوداء لما طلقها قال الواقدي ثم تزوج الزبير بن العوام تماضر بنت الأصبغ بعد عبد الرحمن بن عوف فلم تلبث عنده إلا يسيرا حتى طلقها هذا ما ذكره ابن سعد وهكذا جاء في رواية مالك أن عثمان ورثها بعد انقضاء العدة وجاء في رواية الشافعي رضي الله عنه عن غير مالك أن عبد الرحمن مات وهي في العدة فورثها عثمان وذكر الروايتين ابن الأثير في شرح مسند الشافعي
حرف الجيم
1164 جدامة بنت وهب راوية حديث العزل روى حديثها هذا أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم قال الترمذي هو حديث حسن صحيح ويقال بنت جندل وهي بضم الجيم وبالدال المهملة المخففة قال الدارقطني وغيره قال الدارقطني ومن ذكرها بالذال المعجمة فقد أخطأ
وحكى صاحب المطالع فيه الإختلاف في الدال المعجمة والمهملة وأن بعضهم شدد الدال المهملة والصواب ما قاله الدارقطني رحمه الله تعالى أسلمت جدامة بمكة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجرت مع قومها إلى المدينة وكانت تحت أنس بن قتادة بن ربيعة من بني عمرو بن عوف روت عنها عائشة رضي الله عنها روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثان فيما ذكر أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد وغيره
وروينا في صحيح مسلم ضبط جدامة بالمهملة والمعجمة قال مسلم والصحيح المهملة وهي رواية يحيى بن يحيى عن مالك وفي
603(2/602)
رواية خلف بن هشام عن مالك بالمعجمة والذي في صحيح مسلم وغيره جدامة بنت وهب وفي رواية له جدامة بنت وهب وهي أخت عكاشة ولعلها أختها لأمه وإلا فهو عكاشة بن محصن وقيل إنها أخت رجل آخر اسمه عكاشة ليس هو عكاشة الأسدي المشهور والظاهر الأول لأنها أسدية وهو أسدي وقال محمد بن جرير الطبري إنها جذامة بنت جندل هاجرت قال والمحدثون يقولون بنت وهب
1165 جميلة التي كان أسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة ذكرها في المهذب في باب العقيقة وهي جميلة بنت ثابت الأنصارية أخت عاصم بن ثابت وهي امرأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأم عاصم بن عمر تكنى أم عاصم بابنها عصام بن عمر بن الخطاب كان اسمها عاصية فلما أسلمت سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة سبع من الهجرة ذكر هذا كله ابن الأثير ثم قال جميلة بنت عمر بن الخطاب روى حماد بن سلمة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن بنتا لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة قال ابن الأثير هكذا أخرجه الغساني مستدركا على ابن عمر قال وليس بشيء فإن جميلة امرأة عمر وهي بنت ثابت كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة وقد تقدم ذلك قلت وقد ذكر مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى حديث حماد بن سلمة المذكور في صحيحه كما تقدم ولا يمكن رفعه فيحتمل أنها كانتا اثنتين
1166 جميلة بنت سعد في المهذب في أول كتاب العدد عن عائشة رضي الله عنها
1167 جميلة التي ذكرها في أول كتاب الخلع من المهذب الصحيح أنها حبيبة بنت سهل وسيأتي إن شاء الله بيانها في نوع الأوهام
1168 جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها وهي بضم الجيم وفتح الواو وهي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب الخزاعية المصطلقية سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع وهي غزوة بني المصطلق في السنة الخامسة من الهجرة قاله الواقدي وقال خليفة بن خياط في السادسة قال ابن قتيبة في المعارف كان يوم بني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس قال ابن سعد وغيره كانت جويرية رضي الله عنها تحت مسافع بن صفوان ذي الشفرين فقتل يوم المريسيع
روينا في صحيح مسلم عن
604(2/603)
ابن عباس رضي الله عنهما قال كان اسم جويرية برة فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها فسماها جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند برة
وذكر محمد بن سعد بإسناده أنها توفيت في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين في خلافة معاوية رضي الله عنه وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة
وروي أيضا عن محمد بن يزيد عن جدته وكانت مولاة جويرية عن جويرية قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت عشرين سنة قالت وتوفيت جويرية سنة خمسين وهي بنت خمس وستين سنة
روى عنها ابن عباس ومولاه كريب وعبد الله بن شداد بن الهادي وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث
روينا عن عائشة قالت وقعت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن خنيس فأسلمت فكاتبها وكانت امرأة حلوة ملاحة فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم تستعين في كتابتها فقال أو خير لك من ذلك أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك قالت نعم ففعل فبلغ الناس أنه تزوجها فقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبي المصطلق فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها وفي تاريخ دمشق أن أباها الحارث أسلم
حرف الحاء
1169 حبيبة بنت سهل المختلعة يتمم من الأوهام في النوع الثامن وغيره ذكر محمد بن سعد في الطبقات ترجمة لحبيبة بنت سهل فقال حبيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة من بني مالك بن النجار تزوج حبيبة ثابت بن قيس بن شماس وأسلمت حبيبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخالعها ثم تزوجها أبي بن كعب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أن يتزوجها فكره ذلك لغيرة الأنصار
وقال الخطيب البغدادي في كتابه الأسماء المبهمة وقد ذكرته فيما اختصرته من كتابه في ترجمة ابن عباس قال الخطيب هذه المختلعة حبيبة بنت سهل وقيل جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول قلت هكذا رأيته في نسخ كتاب الخطيب والمشهور جميلة بنت أبي أخت عبد الله لا ابنته قال ابن الأثير وقيل كانت بنت عبد الله وهو وهم وقوله في أول خلع المهذب روي أن جميلة بنت سهل كانت تحت ثابت بن قيس كذا وقع في
605(2/604)
المهذب جميلة والصحيح أنها حبيبة بنت سهل بن ثعلبة الأنصارية كذا ثبت اسمها في رواية الحفاظ وكذا ذكرها مالك في الموطأ والشافعي في المختصر وغيره وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم
وقد روي جميلة بنت أبي قال أبو عمر بن عبد البر يجوز أن تكون جميلة وحبيبة اختلعتا من ثابت بن قيس قال وأهل البصرة يقولون المختلعة من ثابت جميلة بنت أبي وأهل المدينة يقولون حبيبة بنت سهل وكيف كان فقول المصنف جميلة بنت سهل غلط قال محمد بن سعد في الطبقات جميلة بنت عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف أمها خولة بنت المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوج جميلة حنظلة بن أبي عامر الراهب فقتل عنها يوم أحد شهيدا وولدت عبد الله بن حنظلة بعده ثم خلف عليها ثابت بن قيس بن شماس بن مالك بن الدخشم ثم خلف عليها حبيب بن سباق فأسلمت جميلة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو جميلة عبد الله بن أبي لأبيها وأمها شهد بدرا وقتل ابناها عبد الله بن حنظلة ومحمد بن ثابت بن قيس يوم الحرة وحنظلة بن الراهب هو غسيل الملائكة ثم ذكر ابن سعد ترجمة حبيبة كما تقدم
1170 حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه وعنها تكررت فيها أمها وأم أخيها عبد الله بن عمر زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة قاله ابن المسيب والواقدي وخليفة وابن المديني وقيل سنة اثنتين وهو قول أبي عبيدة
وروى ابن سعد أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها في شعبان على رأس ثلاثين شهرا قبل أحد وكذا قال خليفة بن خياط أنه تزوجها في شعبان سنة ثلاث وكانت حفصة من المهاجرات وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس بن حذافة وخنيس بخاء معجمة مضمومة ثم نون مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم سين مهملة وكان ممن شهد بدرا وتوفي بالمدينة قال ابن سعد توفي عنها مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر فطلقها النبي صلى الله عليه وسلم طلقة ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام قال إنها صوامة قوامة وزوجتك في الجنة وفي رواية أنها صؤوم قؤوم وأنها من نسائك في الجنة
وروى ابن سعد بإسناده عن عمر رضي الله عنه أنه قال ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين وأوصى عمر إلى حفصة وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بن عمر
وروى ابن سعد عن نافع قال ما ماتت حفصة
606(2/605)
حتى ما تفطر قال ابن سعد قال الواقدي توفيت حفصة في شعبان سنة خمس وأربعين وهي بنت ستين سنة وقال أبو معشر توفيت سنة إحدى وأربعين وقال ابن أبي خيثمة توفيت أول ما بويع معاوية وبويع معاوية في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وقال أحمد بن محمد بن أيوب توفيت سنة سبع وعشرين ونحوه قال ابن قتيبة في المعارف قال توفيت في خلافة عثمان وقيل سنة سبع وأربعين وقيل سنة خمسين
وروينا في تاريخ دمشق عن مصنفه قال لا أدري قول من قال توفيت سنة ثمان وعشرين محفوظا وروى ابن سعد أن مروان بن الحكم صلى عليها وحمل بين عمودي سريرها من عند دار آل حزم الى دار المغيرة بن شعبة وحمله أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم وبنو أخيها سالم وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر وروي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستون حديثا والله أعلم
1171 حليمة السعدية التي أرضعت النبي عليه السلام هي حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن قصية بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر وزوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن قصية بن سعد بن بكر يكنى أبا ذؤيب وأولادها منه عبد الله وكانت حينئذ ترضعه وأنيسة وخذامة وهي الشيماء أولاد الحارث نقلت هذه الجملة من تاريخ دمشق وكنية حليمة أم كبشة
1172 حمنة بنت جحش مذكورة في كتاب الحيض هي بفتح الحاء وإسكان الميم وبعدها نون وجحش بجيم مفتوحة ثم حاء ساكنة ثم سين معجمة وهي أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها وسيأتي في ترجمة زينب تمام نسبها إن شاء الله تعالى كانت حمنة تحت مصعب بن عمير رضي الله عنه فاستشهد عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بن عبيد الله وكانت مستحاضة واختلف العلماء هل كانت مستحاضة مبتدأة أم معتادة والخلاف مشهور في كتب أصحابنا في المذهب وفي كتب غيرهم واختار الخطابي وجماعات من أصحابنا أنها كانت مبتدأه واختار الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في الأم أنها كانت معتادة وقد أوضحت هذا كله في شرح المهذب
607(2/606)
1173 حواء أم البشر عليها السلام مذكورة في اخر باب ميراث العصبة من المهذب هي بالمد قال أقضى القضاة الماوردي في تفسيره اختلف العلماء في الوقت الذي خلقت فيه حواء على قولين أحدهما قاله ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما دخل آدم عليه السلام الجنة وحده فلما استوحش خلقت له حواء في الجنة من ضلعه والثاني قاله ابن إسحاق أنها خلقت من ضلعه قبل دخوله الجنة ثم أدخلا جميعا إلى الجنة وفي تاريخ دمشق لابن عساكر الحافظ أبي القاسم أن حواء سكنت ببيت لهيا قرية معروفة من غوطة دمشق وفيه بإسناده عن ابن عباس قال سميت حواء لأنها أم كل شيء حي وفيه أن حواء أهبطت من الجنة بجدة وفيه عن عثمان بن الساج قال بلغني أن حواء ولدت لآدم أربعين ولدا في عشرين بطنا وكانت تلد غلاما وجارية
وعن ابن إسحاق عن الزهري وغيره أنهم قالوا ولد لآدم في الجنة هابيل وقابيل وأختاهما قال ابن إسحاق بلغني عن غير هؤلاء أنه لم يولد لآدم في الجنة والله أعلم أي ذلك كان وعن محيريز بن عبد الله عن ابن المسيب قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أخبرني جبريل عليه السلام أن الله تعالى بعثه إلى أمنا حواء حين دميت فنادت ربها جاء مني دم لا أعرفه فناداها لأدمينك وذريتك ولأجعلنه لكن كفارة وطهورا) قال الدارقطني حديث غريب
حرف الخاء
1174 خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم من بني عامر بن لؤي تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة وهي أم أولاده كلهم رضي الله عنهم إلا إبراهيم رضي الله عنه فإنه من مارية القبطية ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خديجة غيرها ولا تزوج في حياتها غيرها وبقيت معه صلى الله عليه وسلم أربعا وعشرين سنة وأشهرا تم توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل بخمس وقيل بأربع والصحيح الأول وكانت وفاتها بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام
روى البخاري في صحيحه في باب مناقب خديجة رضي الله عنها عن عروة عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة بثلاث سنين وروى البخاري أيضا في باب مناقب عائشة عن عروة قال توفيت خديجة قبل مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
608(2/607)
المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك فنكح عائشة وهي بنت ست وبنى بها وهي بنت تسع سنين وذكر الزهري وخلائق من العلماء أنها أول من أسلم وآمن بالنبي عليه السلام ونقل الثعلبي الإجماع عليه وقيل أبو بكر وقيل غير ذلك ولخديجة مناقب كثيرة في الصحيح معروفة منها عن علي رضي الله عنه عن النبي عليه السلام قال (خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتي جبريل عليه السلام فقال يارسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها السلام من ربي ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب رواه البخاري
وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر خديجة وفي مسند أبي يعلى الموصلي بإسناد حسن عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) وفي تاريخ دمشق عن ابن عباس وعائشة إن كنية خديجة أم هند كنيت بولدها من أبي هالة وروينا في تاريخ دمشق إن خديجة كانت تسمى في الجاهلية الطاهرة قالوا وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم زوجة لعتيق بن عائذ المخزومي فمات عنها وله منها ولد ثم تزوجها أبو هالة مالك وقيل هند بن زرارة وقيل تزوجها أبو هالة قبل عتيق ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها يومئذ خمس وأربعون سنة وقيل ثمان وعشرون وقيل أربعون وفي تاريخ دمشق أنها توفيت في رمضان سنة عشر من النبوة وهي بنت خمس وستين سنة ودفنت بالحجون ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في حفرتها وذلك بعد خروج بني هاشم من الشعب بيسير
1175 خنساء بنت خذام الأنصارية الصحابية مذكورة في المختصر ثم في المهذب في كتاب النكاح وهي التي أنكحها أبوها وهي كارهة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاحها روى حديثها هذا أبو داود والنسائي وغيرهما وهي خنساء بفتح الخاء المعجمة وبعدها نون ساكنة والألف ممدودة بنت خذام بخاء معجمة مكسورة ثم ذال معجمة مخففة ابن خالد وقيل ابن وديعة من بني عمرو بن عوف وكنية خذام أبو وديعة والصحيح أن أباها كان زوجها وهي ثيب وقيل وهي بكر روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أحاديث
609(2/608)
1176 خولة بنت مالك بن ثعلبة رواية كفارة الظهار وهي المجادلة ذكرها في المهذب خولة بنت مالك بن ثعلبة وفي بعضها خويلة بزيادة ياء وهما مرويان ورواية أبي داود بالياء وفي بعض الروايات خولة بنت ثعلبة بن أصرم وفي بعضها خولة بنت ثعلبة بن مالك وفي بعضها خويلة بنت خويلد بالتصغير فيهما وهي أنصارية امرأة أوس بن الصامت رضي الله عنه ويقال فيها أيضا جميلة بفتح الجيم كذا جاء في رواية لأبي داود والبيهقي وغيرهما
1177 خولة بنت يسار بالياء المثناة من تحت ثم بالسين المهملة مذكورة في باب إزالة النجاسة من المهذب روى حديثها البيهقي من رواية أبي هريرة بإسناد ضعيف وضعفه ثم روي بإسناد عن إبراهيم الحربي الإمام قال لم نسمع بخولة بنت يسار إلا في هذا الحديث
حرف الراء
1178 الربيع بنت معوذ بن عفراء الصحابية الأنصارية مذكورة في أول صفة الوضوء وفي أوائل السير من المهذب وهي بضم الراء وفتح الباء الموحدة وكسر الياء المشددة ومعوذ بضم الميم وفتح العين المهملة وكسر الواو وبعدها ذال معجمة هذا هو الأشهر وحكى فيه صاحب المطالع كسر الواو وفتحها وحكي عن بعضهم أنه لا يجيز الكسر وعفراء بعين مهملة مفتوحة ثم فاء ساكنة ثم راء ثم ألف ممدودة وهي الربيع بنت معوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث الأنصارية وهي ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة بيعة الرضوان روى عنها أهل المدينة وأبوها معوذ هو أحد الذين قتلوا أبا جهل بن هشام عدو الله يوم بدر وقد تقدم ذكره في نوع الأبناء من قسم الرجال يكتب مناقب الربيع من الباب الذي بعد شهود الملائكة بدرا من البخاري جلس على فراشي حين بنى بي ومن الحميدي في مسندها وفي صحيح البخاري عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنهما قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني بي فجلس على فراشي كمجلسك هذا مني وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقولي هذا وقولي ما كنت تقولين) وفي رواية (دعي هذه وقولي الذي كنت تقولين) وفي البخاري عن خالد أيضا عنها قالت كن نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقي القوم
610(2/609)
ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة وفي الصحيحين عن خالد بن ذكوان أيضا عنها قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد ذلك نصومه ونصومه صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكي أحدهم على الطعام أعطيناها إياه حتى يكون عند الإفطار
1179 الربيع بنت النضر بن أنس مذكورة في القصاص وهي بضم الراء وفتح الباء وكسر الياء مثل التي قبلها صحابية أنصارية نجارية من بني عدي ابن النجار وقد تقدم تمام نسبها في ترجمة أخيها أنس وهي عمة أنس بن مالك وهي أم حارثة بن سراقة الذي استشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فأتت أمه الربيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أخبرني عن حارثه فإن كان في الجنة صبرت واحتسبت وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء فقال إنها جنات وإنه أصاب الفردوس الأعلى
حرف الزاي
1180 زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها مذكورة وهي زوجة أبي العاص بن الربيع وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد وهو القائل حين سافر إلى الشام
(ذكرت زينب لما دركت أرما .......... فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما)
(بنت الأمين جزاها الله صالحة .......... وكل بعل سيبني بالذي علما) توفيت زينب سنة ثمان من الهجرة كذا قاله خليفة بن خياط وابن أبي خيثمة وآخرون ولدت لأبي العاص عليا وأمامة
1181 زينب أم المؤمنين رضي الله عنها وهي زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية تكنى أم الحكم وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت زينب قديمة الإسلام ومن المهاجرات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة قاله قتادة والواقدي وبعض أهل المدينة وقال ابن المسيب وأبو عبيدة وخليفة بن خياط تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث وروى ابن سعد أنه تزوجها لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة وهي بنت خمس وثلاثين سنة وكانت
611(2/610)
قبل رسول الله تحت زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلقها فاعتدت ثم زوجها إليه سبحانه وتعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل فيها {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} وكانت تفتخر على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول زوجني الله عز وجل من السماء وكانت امرأة صناعا تعمل بيدها وتتصدق به في سبيل الله عز وجل
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم لها سجدت
وعن أم سلمة قالت وكانت زينب لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجبة وكان يستكثر منها وكانت امراة صالحة صوامة قوامة وعن عائشة قالت يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله عز وجل زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن حوله أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا فبشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به عليه السلام وهي زوجته في الجنة قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا في بيت أحدانا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة رحمها الله تعالى ولم تكن أطولنا فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة وكانت زينب امرأة صناع اليد فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله ومناقبها كثيرة توفيت سنة عشرين وهي بنت ثلاث وخمسين سنة ذكره ابن سعد وأجمع أهل السير أنها أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بعده ودفنت بالبقيع فيما بين دار عقيل ودار ابن الحنفية قاله ابن سعد وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ونزل في قبرها أسامة بن زيد ومحمد بن عبدالله بن جحش وعبدالله بن أبي أحمد بن جحش ومحمد بن طلحة بن عبدالله وهو ابن أختها حمنة فكلهم محارم لها رضي الله عنها وهي أول امرأة جعل عليها النعش أشارت به أسماء بنت عميس كانت رأته في الحبشة وكان عمر رضي الله عنه يطلع إلى شيء يسترها فأشارت به أسماء
روى لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد عشر حديثا والمشهور الذي عليه الجمهور أنها توفيت سنة عشرين وقال خليفة بن خياط سنة إحدى وعشرين
1182 زينب امرأة عبد الله بن مسعود مذكورة في الكتابين في باب صدقة المتطوع وقد اختلف العلماء في اسم امرأة ابن مسعود فقال جماعة اسمها زينب كما وقع في المهذب والوسيط ولعله هو قول الأكثرين وهي زينب بنت عبد الله بن معاوية الثقفية وقيل اسمها رابطة وقيل ربطة بنت عبد الله هكذا ذكر هذه الأقوال الثلاثة
612(2/611)
فيها جماعة من العلماء منهم الخطيب الحافظ أبو بكر البغدادي في كتاب الأسماء المبهمة وجعل محمد بن سعد كاتب الواقدي زينب ورابطة امرأتين لعبد الله بن مسعود فقال رابطة بنت عبد الله امرأة عبدالله بن مسعود وأم ولده وكانت امرأة صناعا وذكر سؤالها النبي صلى الله عليه وسلم عن النفقة على زوجها وأولادها ثم قال زينب بنت أبي معاوية الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود أسلمت وبايعت ثم روى لها حديثا قلت وبعض أهل اللغة ينكر وجود رابطة في كلام العرب وذكر أبو عمر الزاهد في آخر شرح الفصيح عن ابن الأعرابي قال يقال ربطة لا غير ولم يحك العرب رابطة وأفصح اللغات عائشة وقد حكيت عيشة بلغة صحيحة فصيحة
1183 زينب بنت كعب بن عجرة مذكورة في باب مقام المعتدة من المهذب وهي تابعية روي عن فريعة بنت مالك يروى عنها ابن أخيها سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة قال علي بن المديني لم يرو عنها غير سعد بن إسحاق
حرف السين
1184 سبيعة الأسلمية الصحابية رضي الله عنها مذكورة في كتاب العدد من المختصر والمهذب وهي بسين مهملة مضمومة ثم باء موحدة مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم عين مهملة ثم هاء وهي سبيعة بنت الحارث الأسلمية كانت امرأة سعد بن خولة رضي الله عنه فتوفي عنها بمكة في حجة الوداع وهي حامل فوضعت بعد وفاة زوجها بليال قيل شهر وقيل خمس وعشرون وقيل أقل من ذلك والله أعلم
روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر حديثا وفي الصحيحين عن سبيعة أنها قالت إنها كانت تحت سعد بن خولة وكان ممن شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فلم تنشب أن وضعت حملها
1185 سعاد امرأة كعب بن زهير المرادة بقوله بانت سعاد فقلبي اليوم متبول مذكورة في المهذب في الشهادات في سماع الشعر
1186 سلمى أم رافع ذكرها في المهذب في كتاب الجنائز وهي بفتح السين بلا خلاف وقد غلط بعض المصنفين في ألفاظ المهذب حيث قال هي بالضم وهي مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل مولاة صفية بنت عبد المطلب وهي إمرأة أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وأم ولده وكانت قابلة بني فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقابلة إبراهيم ابن
613(2/612)
رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ترجمة لأم سلمى وذكر فيها الحديث المذكور في المهذب عن سلمى هذه وقال الإمام أبو نعيم الأصبهاني هي فيما أرى امرأة أبي رافع
1187 سهلة بنت سهيل الصحابية رضي الله عنها مذكورة في الوسيط في أول كتاب الرضاع هي بفتح السين وإسكان الهاء وأبوها بضم السين على التصغير وهي امرأة أبي حذيفة المذكورة في المختصر في الرضاع
1188 سهميمة امرأة ركانة مذكورة في المهذب في أول كتاب الطلاق وأواخر اليمين في الدعاوى هي بضم السين المهملة وفتح الهاء وإسكان الياء
1189 سودة أم المؤمنين رضي الله عنها مذكورة فيها وهي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشية العامرية أم المؤمنين قيل كنيتها أم الأسود كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عمها السكران بن عمرو أخي سهل بن عمرو وكان السكران بن عمرو رضي الله عنه مسلما وهو من مهاجرة الحبشة ثم قدما مكة فمات بها السكران مسلما قاله ابن إسحاق وغيره قال ابن قتيبة ومات ولم يعقب قال ابن سعد أسلمت سودة بمكة قديما وبايعت وأسلم زوجها السكران بن عمرو وخرجا جميعا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية قال واسم أم سودة الشموس بنت قيس بن عمرو بن عبد شمس قال وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة رضي الله عنها في رمضان سنة عشر من النبوة بعد وفاة خديجة وقبل تزوج عائشة ودخل بها بمكة وهاجر بها إلى المدينة وهكذا قال غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل عائشة وهو قول ابن إسحاق وقتادة وأبي عبيدة وابن قتيبة وغيرهم فهي أول امرأة تزوجها بعد خديجة قال ابن الأثير وقال عقيل عن الزهري وقال عبد الله بن محمد بن عقيل تزوجها بعد عائشة ورواه يونس عن الزهري روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث روى عنها عبد الله بن عباس ماتت في أخر خلافة عمر رضي الله عنه وعنها هذا قول الأكثرين وذكر محمد بن سعد عن الواقدى إنها توفيت في شوال سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالمدينة قال الواقدي وهذا أثبت عندنا والله أعلم
قال ابن إسحاق أول من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة ثم زينب بنت
614(2/613)
خزيمة أم المساكين ثم أم حبيبه ثم أم سلمة ثم زينب بنت جحش ثم جويرية ثم صفية ثم ميمونة رضي الله عنهن
حرف الصاد
1190 صفية بنت حيي بن أخطب أم المؤمنين رضي الله عنها تكررت فيها وهي صفية المذكورة في أوائل الوصية من المهذب في الوصية للذمي وحيي بحاء مهملة ثم يائين مثناتين من تحت الأولى مفتوحة والثانية مشددة ويقال بضم الحاء وبكسرها وأخطب بفتح الهمزة وبالخاء المعجمة وهي نضيرية من بني نضير وهي من ولد هارون بن عمران أخي موسى بن عمران صلى الله عليهما وسلم وأمها برة بنت سموأل سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر في شهر رمضان سنة سبع من الهجرة عتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها وقد اختلف في معناه وهو مذكور في الوسيط أو غيره وكانت عاقلة من عقلاء النساء روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أحاديث قال الواقدي وأبو عبيده وابن البرقي ماتت سنة خمسين وذكر ابن سعد عن غيره أنها توفيت سنة اثنين وخمسين وذكر ابن قتيبه في المعارف وغيره أنها توفيت سنة ست وثلاثين وهذا غريب ضعيف واتفقوا على أنها دفنت بالبقيع وتزوجها النبي عليه السلام ولم تبلغ سبع عشرة سنة
1191 صفية بنت شيبة رضي الله عنها مذكورة في المهذب في فصل السعي وقبله في آخر باب ما يجب بمحظورات الإحرام وهي صفية بنت شيبة حاجب الكعبة الكريمة زادها الله شرفا وهو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة واسم أبي طلحة هذا عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشية الصحابية قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الركن بمحجن رواه أبو داود ولها في الصحيحين خمسة أحاديث والمشهور أن لها صحبة وقيل تابعية حكاه ابن الأثير
1192 صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكورة في باب العاقلة من المختصر والوسيط وهي أم الزبير بن العوام أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة رضي الله عنهم وهي أخت حمزة بن عبد المطلب لأمه أيضا أسلمت صفية وهاجرت إلى المدينة وبها توفيت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد أجمعوا على إسلامها واختلفوا في أختيها عاتكه وأروى
615(2/614)
حرف الضاد
1193 ضباعة بنت الزبير مذكورة في المهذب والوسيط في باب الفوات والإحصار وهي ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية بنت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحت المقداد بن الأسود فولدت له عبد الله وكريمة وقتل عبد الله يوم الجمل مع عائشة روى عنه ضباعة عبد الله بن عباس وجابر وأنس وعائشة وعروة وعبد الرحمن الأعرج وسعيد بن المسيب وابنتها كريمة وكنية ضباعة أم حكيم كذلك ذكر كنيتها الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فيما رواه البيهقي عنه في مناقبه وأما قوله في الوسيط ضباعة الأسلمية فغلط فاحش وصوابه الهاشمية وسيأتي إيضاحه في النوع الثامن في الأوهام إن شاء الله تعالى
حرف الطاء
1194 طليحة الأسدية مذكورة في المهذب في أول باب اجتماع العدتين هي بضم الطاء وفتح اللام وإسكان الياء وبالحاء المهملة وبعدها هاء التأنيث
حرف العين
1195 عائشة أم المؤمنين بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وأمها أم رومان بضم الراء وسكون الواو على المشهور وقال ابن عبد البر في الاستيعاب يقال بفتح الراء وضمها بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس والخلاف في نسبها كثير وأم رومان هي أم عائشة وعبد الرحمن بن أبي بكر توفيت أم رومان في سنة ست في ذي الحجة قاله الواقدي والزبير وقيل توفيت سنة أربع أو خمس قال ابن الأثير من زعم أنها توفيت سنة أربع أو خمس فقد وهم فإنه صح أنها كانت في الإفك حية وكان الإفك في شعبان سنة ست ونزل النبي عليه السلام في قبرها واستغفر لها أسلمت قبل الهجرة رضي الله عنها كنية عائشة أم عبد الله كناها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عبد الله بابن أختها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين وذكر أبو بكر بن أبي خيثمة في تاريخه عن ابن إسحاق أن عائشة أسلمت صغيرة بعد ثمانية عشر إنسانا ممن أسلم تزوجها النبي عليه السلام بمكة قبل الهجرة لسنتين في قول أبي عبيدة وقال غيره بثلاث سنين وقيل سنة ونصف أو نحوها وهي بنت ست سنين وقبل سبع والأول أفصح وبنى بها بعد
616(2/615)
الهجرة بالمدينة بعد منصرفه من بدر في شوال سنة اثنتين بنت تسع سنين وقيل بنى بها بعد الهجرة بسبعة أشهر وهو ضعيف وقد أوضحت ضعفه في أول شرح صحيح البخاري وهي من أكثر الصحابة رواية روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفا حديث ومائتا حديث وعشرة أحاديث إتفق البخارى ومسلم منها على مائة وأربعة وسبعين حديثا وانفرد البخاري بأربعة وخمسين ومسلم بثمانية وستين
روى عنها خلق كثير من الصحابة والتابعين وفضائلها ومناقبها مشهورة معروفة روينا عن الإمام أبي محمد الحسيني ابن مسعود البغوي صاحب التهذيب من أصحابنا قال روي أن عائشة كانت تفتخر بأشياء أعطيتها لم تعطها امرأة غيرها منها أن جبريل أتى بصورتها في سرقة من حرير وقال هذه زوجتك وروي أنه أتي بصورتها في راحته وأن النبي عليه السلام لم يتزوج بكرا غيرها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجرها ودفن في بيتها وكان ينزل عليه الوحي وهو معها في لحافها ونزلت براءتها من السماء وأنها بنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقة وخلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقا وكان مسروق إذا روي عن عائشة قال حدثني الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة في السماء رضي الله عنها توفيت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة سبع وخمسين وقيل سنة ست وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلا فدفنت من ليلتها بعد الوتر واجتمع على جنازتها أهل المدينة وأهل العوالي وقالوا لم نر ليلة أكثر ناسا منها والمشهور في عائشة الذي لم يذكر الأكثرون غيره أنها عائشة بالألف وقال أبو عمرو الزاهد في آخر شرح الفصيح عن ثعلب عن ابن الأعرابي أفصح اللغات عائشة قال وقد حكيت عايشه بلغة فصيحة قال وعائشة مأخوذة من العيش قلت وحكى هذه اللغة أيضا علي بن حمزة وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) وفي مسلم في أبواب قيام الليل عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل) قال وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته واعلم أن عائشة لم تدخل الشام قط وإنما ذكرت هذا لأني رأيت من اشتبه عليه ذلك فتوهم دخولها دمشق وهذا خطأ صريح وجهل قبيح ولا خلاف بين أهل التواريخ والحديث أنها لم تدخل الشام وممن نص على عدم دخولها الشام الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في باب ذكر مساجد دمشق
617(2/616)
1196 عائشة بنت طلحة مذكورة في المختصر في صوم التطوع
حرف الفاء
1197 فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها تكررت فيها كنيتها أم الهاد روينا ذلك في تاريخ دمشق وذكره خلائق من العلماء أمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها والصحيح أنها أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سنا قال ابن عبد البر وقيل إن رقية أصغرهن وقيل أصغرهن أم كلثوم والصحيح الأول أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وقعة أحد وقيل إنه تزوجها بعد أن بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف وبنى بها بعد تزويجه إياها بسبعة أشهر ونصف وكان سنها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وقيل بثلاثة أشهر وقيل بثمانية أشهر وقيل بسبعين يوما وقيل بشهرين والصحيح الأول قيل توفيت لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وكان عمرها سبعا وعشرين سنة وقيل ثلاثين وقيل إحدى وثلاثين وقال الكلبي كان عمرها خمسا وثلاثين سنة وغسلها علي وأسماء بنت عميس وصلى عليها علي وقيل العباس وأوصت أن تدفن ليلا ففعل ذلك بها ونزل في قبرها علي والعباس والفضل ابن العباس رضي الله عنهم أجمعين ولدت لعلي الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم تزوج زينب عبد الله بن جعفر فولدت له عليا وعونا وأما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فولدت له زيدا ثم تزوجها بعد وفاة عمر عون بن جعفر ومات عنها ثم تزوجها محمد بن جعفر ثم عبد الله بن جعفر
1198 فاطمة بنت قيس التي طلقها زوجها وخطبها معاوية وأبو الجهم فتزوجت أسامة تكرر ذكرها في المختصر والمهذب وحديثها صحيح معروف وهي فاطمة بنت قيس بن خالد الأكبر ابن وهب بن ثعلبة الفهرية القرشية وهي أخت الضحاك بن قيس وكانت أكبر منه بعشر سنين وكانت من المهاجرات الأول ذات عقل وافر وكمال وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى روى لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وثلاثون حديثا وروى عنها جماعة من كبار التابعين رضي الله عنها وعنهم أجمعين
1199 فاطمة بنت أبي حبيش مذكورة في باب الغسل من المهذب وفي الحيض وكانت مستحاضة رضي الله عنها وحبيش بحاء مهملة مضمومة ثم باء موحدة
618(2/617)
مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم شين معجمة واسم أبي حبيش قيس بن المطلب بن أسعد بن عبد العزى بن قصي وهي قرشية أسدية
1200 الفريعة بنت مالك مذكورة في المهذب في باب مقام المعتدة ثم في باب نفقة المعتدة تكررت في العدد من المختصر هي بضم الفاء وفتح الراء وبالعين المهملة ويقال لها أيضا الفارعة أنصارية خدرية وهي أخت أبي سعيد الخدري قال محمد بن سعد هي أخته لأبيه وأمه وأمهما أنيسة بنت أبي خارجة عمرو بن قيس بن مالك وقال غيره اسم أمها حبيبة بنت عبد الله بن أبي بن سلول شهدت الفريعة رضي الله عنها بيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثها المذكور صحيح رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة بأسانيد صحيحة قال الترمذي حديث حسن صحيح
حرف اللام
1201 لبابة بنت الحارث الصحابية مذكورة في الوسيط في أواخر باب المياه النجسة وهي أم الفضل المذكورة في المهذب في أول باب صوم التطوع وهي بضم اللام وبباء موحدة مكررة وهي لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت ميمونة أم المؤمنين ولبابة هذه زوجة العباس بن عبد المطلب وأم أولاده وكانت من المنجيات ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امرأه مثلهم الفضل وعبد الله ومعبد وعبيد الله وقثم وعبد الرحمن وأسلمت لبابة هذه قديما قال الكلبي ومحمد بن سعد وغيره هي أول امرأة أسلمت بعد خديجة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها وهي لبابة الكبرى وأختها لبابة الصغرى أم خالد بن الوليد اختلف في صحبتها وإسلامها فأثبتها الواقدي روى لأم الفضل عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون حديثا اتفقا على حديثين ولمسلم حديث
حرف الميم
1202 مارية رضي الله عنها مذكورة في المهذب في أول باب عتق أم الولد وهي سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم ابنه إبراهيم أهداها له المقوقس ملك مصر روينا عن ابن أبي خيثمة وخليفة بن خياط قال قدم حاطب بن أبي بلتعة سنة سبع من عند المقوقس بمارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبغلته دلدل وحماره يعفور وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة فأسلمت فتسراها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت حسنة الدين توفيت سنة
619(2/618)
ست عشرة في خلافة عمر هكذا قاله الواقدي وخليفة وأبو عبيد وقيل سنة خمس عشرة ودفنت بالبقيع
1203 مريم بنت عمران الصديقة أم عيسى صلى الله عليه وسلم ذكر الإمام الحافظ أبو القاسم في تاريخ دمشق إنها كانت بالربوة قال ويقال إن قبرها بالنيرب ولم يصح ذكر نسبها وإنها من أولاد سليمان بن داود بينها وبينه أربعة وعشرون أبا ثم روي أقوال المفسرين في قول الله تعالى {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} قالوا أرض دمشق واسم أم مريم حنة بفتح الحاء المهملة وتشديد النون وعن مجاهد قال لما قيل {يا مريم اقنتي لربك} كانت تقوم حتى تورم قدماها وفي رواية تصلي حتى ترم قدماها قال الحافظ وبلغني أن مريم بقيت بعد رفع عيسى خمس سنين وكان عمرها ثلاثا وخمسين سنة وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعلمت أن الله زوجني في الجنة مريم ابنة عمران وكليم أخت موسى وآسية امرأة فرعون فقلت هنيئا لك يا رسول الله) وفي الصحيح ما من مولود يولد إلا ويمسه الشيطان إلا عيسى وأمه وفي الحديث الصحيح كمل من النساء أربع مريم ابنة عمران الحديث وفي الصحيح خير نسائها مريم
1204 ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها مذكورة في مواضع من المختصر والمهذب وفي نكاح الوسيط وهي بنت الحارث بن حزن الهلالية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ست من الهجرة وقيل سنة سبع قيل كان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة قاله كريب عن ابن عباس روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وأربعون حديثا ماتت بسرف وهو بسين مهملة مفتوحة ثم راء مكسورة ثم فاء وهو ماء بينه وبين مكة عشرة أميال قاله ابن قتيبة وغيره وقال صاحب المطالع هو على ستة أميال من مكة وقيل سبعة وقيل تسعة وقيل اثنا عشر قلت وهو إلى جهة المدينة ودفنت هناك وبنى بها النبي صلى الله عليه وسلم هناك أيضا توفيت سنة إحدى وخمسين قاله خليفة بن خياط وغيره وهو الأظهر وقيل سنة اثنتين وخمسين وقيل سنة ثلاث وخمسين وقيل سنة ست وستين وهذه الأقوال الثلاثة شاذة باطلة وقد صرح الحافظ ابن عساكر بضعفها وفي الحديث الصحيح ما يبطلها فإن في الصحيح أنها توفيت قبل عائشة وصلى عليها عبد الله بن عباس ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد بن الهاد وهم أبناء أخواتها وعبيد الله الخولاني وكان يتيما في حجرها قيل كانت ميمونة رضي الله
620(2/619)
عنها قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي رهم براء مهملة مضمومة ثم هاء ساكنة ثم ميم ابن عبد العزى وقيل عند سخبرة بن أبي رهم وقيل عند حويطب بن عبد العزى وقيل عند فروة بن عبد العزى حكاه ابن الأثير قال ابن قتيبة في المعارف كانت أم ميمونة امرأة من جرش يقال لها هند بنت عمرو وهي مشتقة من اليمن وهي البركة والميمون المبارك
حرف النون
1205 نايلة بنت الفرافصة الكلبية امرأة عثمان بن عفان رضي الله عنه مذكورة في باب ما يحرم من النكاح من المهذب وهي نائلة بالياء المثناة من تحت بعد الألف والفرافصة بفتح الفاء الأولى وكسر الثانية وبالصاد المهملة كذا ذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا وغيره ورأينا كثيرا من الناس يغلطون فيه ويضمون الفاء الأولى
وحكي عن ابن الكلبي أنه قال كل اسم في العرب فرافصة فبضم الفاء الأولى إلا نايلة بنت الفرافصة فبفتحها وفي تاريخ دمشق نايلة بنت الفرافصة ابن الأحوص بن عمير زوج عثمان بن عفان سمعت عثمان روى عنها النعمان بن بشير وغيره قدمت على معاوية بعد قتل عثمان فخطبها فأبت أن تنكحه ولدت لعثمان أم خالد وأروى وأم أبان وكانت أحظى نساء عثمان عنده في وقتها وتزوجها وهي نصرانية وأسلمت عنده على يده
حرف الهاء
1206 هند امرأة أبي سفيان بن حرب تكررت فيها في نفقة الأقارب وغيره وهي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية فهي أم معاوية بن أبي سفيان أسلمت في الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة وحسن إسلامها وشهدت اليرموك مع زوجها أبي سفيان توفيت في أول خلافة عمر رضي الله عنه في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وروى الأزرقي وغيره أن هندا هذه لما أسلمت جعلت تضرب صنما في بيتها بالقدوم فلذة فلذة وتقول كنا معك في غرور
وفي تاريخ دمشق أن هندا هذه قدمت على ابنها معاوية في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه روي عنها ابنها معاوية وعائشة
621(2/620)
النوع الثاني في الكنى
حرف الألف
1207 أم أيمن الصحابية رضي الله عنها مذكورة في كتاب الطهارة من الوسيط هي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمها بركة بفتح الباء الموحدة والراء وكنيت بابنها أيمن رضي الله عنه وهو بفتح الهمزة والميم وهي مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته أعتقها وزوجها مولاه زيد بن حارثة فولدت له أسامة بن زيد روينا في صحيح مسلم عن الزهري رحمه الله قال كان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توفي أبوه كانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعدما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر هذا كلام الزهري وذكر الإمام ابن الأثير أم أيمن فقال أسلمت قديما في أول الإسلام وهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي شربت بول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أن التي شربته بركة جارية أم حبيبة وإنما كنيت أم أيمن بابنها أيمن بن عبيد تزوجها زيد بن حارثة بعد عبيد الحبشي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أم أيمن أمي بعد أمي وكان يزورها في بيتها توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر وقيل بستة أشهر هذا كلام ابن الأثير وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي في طبقاته أم أيمن اسمها بركة قال محمد بن عمر يعني الواقدي شهدت أحدا وخيبر وتوفيت في خلافة عثمان بن عفان قلت هذا الذي قاله الواقدي من وفاتها شاذ منكر مردود وإنما نذكر مثله ليعلم أنا قد اطلعنا عليه ونعتقد بطلانه مخافة من اغترار واقف عليه استشهد أيمن رضي الله عنه يوم حنين وقد روينا عن الشافعي إكفارة على من روى عن مجاهد عن أيمن عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا يقطع السارق الا في ثمن المجن) وكان ثمن المجن يومئذ دينارا قال الشافعي قتل أيمن يوم حنين قبل مولد مجاهد قال القاضي عياض في شرح مسلم أم أيمن اسمها بركة وهي أم أسامة كان أسامة أسود وأبوه زيد أبيض ولم أر لأحد أن أم أيمن كانت سوداء إلا أحمد بن سعيد الصدفي فذكر في تاريخ عن عبد الرزاق عن ابن سيرين أنها كانت سوداء فعلى هذا خرج لون أسامة كلونها قال وقد نسبها الناس فقالوا هي أم أيمن بركة بنت محصن بن ثعلبة بن عمرو بن حفص بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان قال القاضي عياض وقد ذكر مسلم في كتاب الجهاد عن
622(2/621)
ابن شهاب أن أم أيمن كانت من الحبشة وكذا ذكر الواقدي قال وذكر بعض المؤرخين أن أم أيمن هذه كانت من سبي جيش أبرهة صاحب الفيل لما انهزم أبرهة عن مكة أخذها عبد المطلب من فل عسكره وهذا يؤكد ما ذكره ابن سيرين هذا آخر كلام القاضي عياض
حرف الحاء
1208 أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها تكررت في المهذب وفي الوسيط في الحيض اسمها رملة وقيل هند والصحيح المشهور رملة وبه قال الأكثرون كنيت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله بن جحش وكانت من السابقين إلى الإسلام وهي بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة فتوفي عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي هناك سنة ست من الهجرة قال أبو عبيدة وخليفة ويقال سنة سبع قال أبو عبيد القاسم بن سلام والواقدي توفيت سنة أربع وأربعين وقال ابن أبي خيثمة توفيت قبل وفاة معاوية بسنة وتوفي معاوية في رجب سنة ستين وهذا غريب ضعيف والله أعلم
قال الحافظ أبو القاسم في تاريخ دمشق قدمت دمشق زائرة أخاها معاوية قال وقيل إن قبرها بها قال والصحيح أنها ماتت بالمدينة قال ابن مندة توفيت سنة اثنتين وأربعين وقيل سنة أربع وأربعين قال وكان النجاشي أمهرها من عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وليها عثمان بن عفان وقال الكلاباذي أبو نصر أمهرها النجاشي أربعة آلاف درهم وبعثها إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل بن حسنة وقال أبو نعيم الأصبهاني أمهرها النجاشي أربعمائة دينار وتولاها عثمان بن عفان وقيل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وقال غيره كان التزويج سنة ست من الهجرة وقيل سنة سبع وقدم بها إلى المدينة ولها بضع وثلاثون سنة وكان الخاطب عمرو بن أمية الضمري وكان زوجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم عبيد الله بن جحش تنصر بالحبشة ومات نصرانيا وهو أخو عبد الله بن جحش الصحابي الجليل واستشهد يوم أحد
حرف الدال
1209 أم الدرداء مذكورة في باب صوم التطوع من المهذب وهي بالمد وهي زوجة أبي الدرداء وهي صحابية واعلم أن لأبي الدرداء زوجتين كل واحدة منهما
623(2/622)
كنيتها أم الدرداء وهما كبرى وصغرى فالكبرى صحابية والصغرى تابعية واسم الكبرى خيرة بفتح الخاء المعجمة وهي هذه المذكورة في المهذب واسم الصغرى هجيمة بضم الهاء وفتح الجيم وبعدها ياء مثناة تحت ساكنة ثم ميم ويقال جهيمة بنت حيي وقيل حيي الإصابية ويقال الوصابية والوصاب بطن من حمير قال البخاري في صحيحه في أبواب صفة الصلاة وكانت أم الدرداء يعني هذه فقيهة واتفقوا على وصفها بالفقه والعقل والفهم والجلالة توفي عنها أبو الدرداء بدمشق فخطبها معاوية فلم تفعل وهي أم بلال بن أبي الدرداء وسمعت أبا الدرداء وأبا هريرة وعائشة روى عنها خلائق من كبار التابعين روى لها مسلم في صحيحه قال الحميدي في آخر الجمع بين الصحيحين قال أبو بكر البرقاني أم الدرداء الصغرى هي التي روت في الصحيح وأما أم الدرداء الكبرى الصحابية فليس لها في الصحيحين حديث وفي تاريخ دمشق في ترجمة أم الدرداء الكبرى الصحابية قال اسمها خيرة بنت أبي حدرد واسم أبي حدرد سلامة بن عمير وهي أخت عبد الله بن أبي حدرد وهي أسلمية ويقال كنيتها أم محمد توفيت أم الدرداء في حياة أبي الدرداء وفي التاريخ في ترجمة أم الدرداء الصغرى هجيمة أنها روت عن أبي الدرداء وأبي هريرة وعائشة وكانت زاهدة فقيهة وفي تاريخ دمشق أن أم الدرداء الصغرى قالت لأبي الدرداء عند الموت إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوك وأنا أخطبك إلى نفسك في الآخرة قال فلا تنكحي بعدي فخطبها معاوية بن أبي سفيان فأخبرته بالذي كان فقال عليك بالصوم وفي رواية أن معاوية خطبها بعد وفاة أبي الدرداء فقالت قال أبو الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المرأة لزوجها الأخير) فلست بمتزوجة بعد أبي الدرداء زوجا حتى أتزوجه في الجنه وفي رواية خطبها معاوية فقالت لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله تعالى في الجنة وفي رواية لست أريد بأبي الدرداء بدلا
وعن عوف بن عبد الله قال جلسنا الى أم الدرداء فقلنا لها أمللناك فقالت لقد طلبت العبادة في كل شيء فما أصبت لنفسي شيئا أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم ثم أختبئت وأمرت رجلا يقرأ فقرأ ولقد وصلنا لهم القول وعنها قالت أفضل العلم المعرفة وعن عبد ربه بن سليمان بن عمر قال كتبت لي أم الدرداء في لوحي فيما تعلمني تعلموا الحكمة صغارا تعلمونها كبارا وأن كل زراع حاصد ما زرع من خير أو شر وعن ميمون قال ما دخلت على أم الدرداء في ساعة الصلاة إلا
624(2/623)
وجدتها تصلي وعنها عفى الله عنها قالت ولذكر الله أكبر وإن صليت فهو من ذكر الله عز وجل وإن صمت فهو من ذكر الله عز وجل وكل خير تعمله فهو من ذكر الله عز وجل وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله عز وجل وأفضل ذلك تسبيح الله عز وجل وأتاها رجل فقال قد نال منك رجل عند عبد الملك فقالت أن نؤمن بما فينا فطال ما زكينا بما ليس فينا وقالت لرجل يصحبهم في السفر ما يمنعك أن تقرأ وتذكر الله عز وجل كما يصنع أصحابك قال ما معي من القرآن إلا سورة وقد رددتها حتى أدبرتها فقالت وإن القرآن ليدبر ما أنا بالتي أصحبك إن شئت أن تقوم وإن شئت تتأخر فضرب دابته وانطلق رويته بإسنادي في كتاب الزهد وروينا في المستصفى عن سعيد بن عبد العزيز قال كانت أم الدرداء هجيمة تقيم ببيت المقدس وبدمشق ستة أشهر
حرف الراء
1210 أم رومان امرأة ارتدت في أول ردة المهذب
حرف السين
1211 أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها تكررت فيها اسمها هند هذا هو الصحيح المشهور قال ابن الأثير وقيل اسمها رملة قال وليس بشيء كنيت بابنها سلمة بن أبي سلمة وهي هند بنت أبي أمية واسمه حذيفة ويقال سهيل ويقال هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومية وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد قال ابن سعد هاجر بها أبو سلمة إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا فولدت له هناك زينب بنت أبي سلمة وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة بني أبي سلمة
وروى ابن سعد عن عمر بن أبي سلمة قال خرج أبي إلى أحد فرماه أبو أسامة الجشمي في عضده بسهم فمكث شهرا يداوي جرحه ثم برأ الجرح وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي قطن في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا فغاب تسعا وعشرين ليلة ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة أربع والجرح منتقض فمات منه لثمان خلون من شهر جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة فاعتدت أمي وحلت لعشر ليال بقين من شوال سنة أربع وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال بقين من شوال سنة أربع وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وروى عن غير عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها في شوال وجمعها إليه
625(2/624)
في شوال وكذا قاله خليفة بن خياط وغيره تزوجها في شوال سنة أربع
وروينا في تاريخ دمشق عن ابن المسيب أن أم سلمة كانت من أجمل الناس وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال دخلت أيم العرب على سيد المرسلين أول العشاء عروسا وقامت من آخر الليل تطحن يعني أم سلمة رضي الله عنها وذكر أن أبا هريرة صلى عليها بالبقيع وأن ابنها عمر قال نزلت في قبر أم سلمة أنا وأخي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي أمية وعبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي وكان لها يومئذ أربع وثمانون سنة وهي آخر أمهات المؤمنين وفاة وهذا الذي ذكره ابن سعد من أنها ماتت سنة تسع وخمسين وصلى عليها أبو هريرة هو الصحيح وقيل صلى عليها سعيد بن زيد أحد العشرة حكاه صاحب الكمال وابن الأثير وهذا مشكل فإن سعيد بن زيد رضي الله عنه مات سنة إحدى وخمسين وأم سلمة ماتت سنة تسع وخمسين كما تقدم بل ذكر أحمد بن أبي خيثمة أنها توفيت في ولاية يزيد بن معاوية وولي يزيد في رجب سنة ستين ومات في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين واتفقوا على أن أم سلمة دفنت بالبقيع وفي تاريخ دمشق أنها توفيت في شوال سنة تسع وخمسين وفي رواية سنة إحدى وستين حين جاء نعي الحسين قال ابن عساكر هذا هو الصحيح وقال ابن الأثير قيل توفيت أم سلمة في شهر رمضان أو شوال سنة تسع وخمسين قال وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة
1212 أم سليمان الصحابية رضي الله عنها مذكورة في المهذب في جمرة العقبة قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة من بطن الوادي وهو راكب هكذا صوابها أم سليمان ووقع في نسخ المهذب أم سليم وهو غلط بلا شك وسنوضحه في نوع الأوهام إن شاء الله تعالى وكنيتها الأصلية أم جندب إنما وصفت بابنها سليمان بن عمرو بن الأحوص
1213 أم سليم مذكورة في باب الغسل من المهذب والوسيط اختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رملة وقيل أنيسة وقيل رميثة وقيل الرميصاء وهي بنت ملحان بكسر الميم وقيل بفتحها وهي أم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا خلاف في هذا بين أهل العلم وذلك من المشهور المعروف في الصحيحين وكتب الأسماء والتواريخ وغيرها وقال الغزالي في الوسيط هي جدة أنس وكذلك قاله شيخه والصيدلاني
626(2/625)
ومحمد بن يحيى وصاحب البحر وهو غلط بالاتفاق وسيأتي في نوع الأوهام إن شاء الله تعالى وكانت أم سليم هذه هي وأختها خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الرضاع وكانت من فاضلات الصحابيات وكانت تحت أبي طلحة أخبرنا الشيخ شمس الدين قال أنا السلمي والزبيدي قال أنا أبو الوقت قال أنا الدراوردي قال أنا المحمودي قال أنا الفربري قال أنا البخاري قال أنا حجاج بن منهال قال أنا عبد العزيز بن الماجشون قال أنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت من هذا فقال هذا بلال ورأيت قصرا بفنائة جارية فقلت لمن هذا فقالوا لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك فبكى عمر وقال بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار) هذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما نفيس يشتمل على فوائد منها عدة مناقب لعمر ومنقبة لبلال ومنقبة لأم سليم الرميصاء ومنها أن الجنة مخلوقة وهذا لفظه في صحيح البخاري ورويناه في قصة أم سليم في صحيح مسلم أيضا من رواية أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الفضائل
1214 أم سليم المذكورة في فضل رمي جمرة العقبة من المهذب كذا وقع في النسخ أم سليم وصوابه أم سليمان بزيادة ألف ونون كما تقدم عرفت بابنها سليمان بن عمرو بن الأحوص وكنيتها الحقيقية أم جندب وهي أزدية صحابية مشهورة رضي الله عنها وسنزيد بيانها في فصل الأوهام إن شاء الله تعالى
حرف العين
1215 أم عطية الصحابية رضي الله عنها مذكورة في المهذب في باب الحيض وباب الغسل ومواضع من كتاب الجنائز وباب الإحداد وهي من فاضلات الصحابيات والغازيات منهن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تغسل الميتات وهي التي غسلت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمها نسيبة بنون ثم سين مهملة ثم منهم من ضم النون وفتح السين ومنهم من فتح النون وكسر السين فممن ذكر هذا الخلاف في النون والسين منها الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه الأسماء المبهمة فنقل في حرف النون منه عن علي بن المديني أن عبد العزيز بن المختار قالها بضم النون وإن يزيد بن زريع قالها بفتح النون ونقل الخلاف فيها جماعة من المتأخرين كالحافظ أبي القاسم بن عساكر
627(2/626)
والحافظ عبد الغني المقدسي وغيرهما وخالفهما ابن ماكولا وجماعة فقالوا نسيبة بالضم هي أم عطية وأما بالفتح فهي أم عمارة ثم قيل في أم عطية إنها بنت كعب وقيل بنت الحارث فأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وابن مندة وأبو نعيم وجماعة يقولون بنت كعب وقال ابن عبد البر وجماعة هي بنت الحارث روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة وانفرد كل واحد منها بحديث واحد
حرف الغين
1216 أم غراب بضم الغين سمي باسم الغراب الطائر المعروف مذكورة في آخر باب عقد الذمة من المهذب هي تابعية
حرف الفاء
1217 أم الفضل بنت الحارث الصحابية مذكورة في المهذب في أول صوم التطوع في أوائل الرضاع هي زوجة العباس واسمها لبابة بنت الحارث سبق بيانها في الأسماء في ترجمة لبابة
حرف الكاف
1218 أم كرز الصحابية رضي الله عنها مذكورة في باب العقيقة من المختصر والمهذب وفي أوائل الأضحية من المهذب وهي بكاف مضمومة ثم راء ساكنة ثم زاي هي خزاعية مكية وحديثها في العقيقة حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم قال الترمذي حديث حسن صحيح
1219 أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعنها مذكورة في صلاة الميت من المهذب هي بضم الكاف وهي بنت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فولدت له زيدا ورقية وتوفيت أم كلثوم هي وابنها زيد بن عمر في يوم واحد وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة زيد
1220 أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مذكورة في باب عقد الهدنة من المختصر والمهذب هي بضم الكاف واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن
628(2/627)
أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أسلمت أم كلثوم رضي الله عنها وهاجرت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت هجرتها سنة سبع من الهجرة وأم كلثوم هذه مذكورة أيضا في المهذب في قسم الصدقات في مسألة سقوط نصيب العامل إذا فرق المال بنفسه وهي أخت عثمان بن عفان رضي الله عنه ولما هاجرت تزوجها زيد بن حارثة فاستشهد يوم مؤتة ثم تزوجها الزبير بن العوام ثم طلقها ثم تزوجها عبد الرحمن بن عوف فمات عنها ثم تزوجها عمرو بن العاص رضي الله عنه فماتت عنده قيل أقامت عنده شهرا ثم ماتت قال الحاكم أبو أحمد في كتابه الأسماء والكنى هي أول مهاجرة من مكة إلى المدينة وهي أم حميد بن عبد الرحمن بن عوف التابعي المشهور
1221 أم كلثوم بنت عبد الرحمن مذكورة في المختصر في الهبة في باب عطية الرجل ولده
1222 أم كلثوم مولاة أسماء مذكورة في المهذب في صوم التطوع في مسألة صوم الدهر
[حرف الميم]
1223 أم معبد التي نزل النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته عند خيمتها اسمها عاتكة بنت خالد أسلمت رضي الله عنها روينا هذا كله في تاريخ دمشق
[حرف الهاء]
1224 أم هانىء بنت أبي طالب رضي الله عنها أخت علي رضي الله عنه لأبويها مذكورة في باب صلاة التطوع من المهذب وفي فصل الأمان من باب السير منه وهانىء بهمزة في آخره لا خلاف فيه بين أهل اللغة والأسماء وكلهم مصرحون به واسم أم هانىء فاختة هذا هو المشهور وقيل اسمها هند قاله الإمامان الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما وقيل فاطمة حكاه ابن الأثير أسلمت عام الفتح وكانت تحت هبيرة بن عمرو فولدت له عمرا وهانئا ويوسف وجعدة روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وأربعون حديثاً
[حرف الياء]
1225 أم يحيى بنت أبي إهاب مذكورة في المهذب في آخر باب عدد الشهود وإهاب بكسر الهمزة وهو أبو إهاب بن عزيز بفتح العين المهملة وبزاي مكررة وحديثها في صحيح البخاري وغيره
629(2/628)
النوع الثالث في الأنساب والألقاب
حرف الغين
1226 الغامدية التي أقرت على نفسها بالزنا رضي الله عنها تكررت في المهذب قيل اسمها سبيعة وقيل أبية حكاهما الخطيب
النوع الرابع ما قيل فيه بنت فلان أو أمه أو أخته أو عمته أو خالته
1227 بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي توفيت فأمرهن بغسلها ثلاثا أو خمسا أو سبعا ويبدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها مذكورة في الجنائز من المهذب وحديثها هذا في الصحيحين اسمها زينب رضي الله عنها هذا هو الصحيح المشهور والله أعلم
1228 ابنة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنها التي اختصموا في حضانتها مذكورة في الحضانة من المهذب اسمها فاطمة وقيل اسمها عمارة وقيل أمامة
1229 بنت كعب بن عجرة رضي الله عنه وعنها مذكورة في المهذب اسمها زينب
1230 بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق في المختصر في النكاح هي
1231 قوله في أول الوصية من المهذب في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله لي مال كثير وليس يرثني إلا ابنتي اسم هذه البنت عائشة ولم يكن لسعد ذلك الوقت إلا هذه البنت ثم عوفي من ذلك المرض وجاءه بعد ذلك أولاد كثيرون معروفون تقديم بيانهم في ترجمته ويأتي في حرف الواو من اللغات في فصل ورث
1232 قوله في قسم الخمس من المهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم أسهم لأم الزبير اسمها صفية بنت عبد المطلب وهي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
1233 ذكر في الصداق من المهذب قوله تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام
630(2/629)
{إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي} اختلف في اسمهما قيل إحداهما صفوراء والأخرى لياء قاله الشعبي وغيره
وقال ابن إسحاق إحداهما صفوراء والأخرى شرهاء وقيل شرقاء وقيل الكبرى صفوراء والصغرى صفيراء وقيل التي تزوجها موسى عليه السلام اسمها صفوراء وهي التي جاءته تمشي على استحياء وقالت لأبيها استأجره وروينا في حلية الأولياء أن التي تزوجها موسى عليه السلام اسمها صفراء كذا هو في الأصول المحققة صفراء
1234 قوله في النكاح من المهذب أن ابن عمر رضي الله عنهما تزوج بنت خالة عثمان بن مظعون رضي الله عنه فذهبت أختها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت بنتي تكره ذلك هذه الأم اسمها خولة بنت حكيم بن أمية وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وأما البنت المزوجة فاسمها زينب
1235 أم النعمان بن بشير رضي الله عنهم مذكورة في أوائل باب الهبة من المهذب اسمها عمرة بنت رواحة وهي أخت عبد الله بن رواحة
1236 أم سعد بن عبادة مذكورة في المهذب في الصلاة على الميت بعد دفنه قيل أنها عمرة بنت مسعود بن قيس
1237 أم عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مذكورة في أول نكاح الوسيط في الخصائص وفي المهذب في أول كتاب الطلاق وفي تخيير الزوجة سبق بيانها في ترجمة بنتها عائشة
1238 أخت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنها التي سمعها تقرأ طه مذكورة في آخر باب عقد الذمة من المهذب اسمها فاطمة
1239 أختا عائشة اللتان أرادهما أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقوله لعائشة إنما هما أخواك وأختاك قالت هذان أخواي فمن أختاي فقال ذو بطن بنت خارجة فإني أظنها جارية ذكر هذه القصة في باب الهبة من المهذب وقد تقدم بيانهما في أسماء الرجال في النوع الرابع في الأخوة وهاتان الأختان هما أسماء بنت أبي بكر وأم كلثوم وهي التي كانت حملا وقد تقدم هناك إيضاح القصة وأم كلثوم هذه تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه
631(2/630)
1240 أخت عقبة بن عامر مذكورة في آخر نذر المهذب اسمها
1241 خالة جابر المعتدة مذكورة في آخر باب مقام المعتدة من المهذب
ــــــــــــــــــ
النوع السادس ما قيل فيه زوجة فلان
1242 زوجة حبان بن منقذ التي قضى عثمان وعلي وزيد رضي الله عنهم أنها لا تنقضي عدتها إلا بالحيض مذكورة في أول كتاب العدد من الوسيط هي أنصارية لم أر أسمها وقد يظن أنها زينب الصغرى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية فإنها كانت زوجته كما تقدم في ترجمة حبان وهذا الظن خطأ بل هي أنصارية كما ذكرنا وقد روى حديثها مالك بن أنس في الموطأ والبيهقي وغيرها وقالوا فيه كانت تحت حبان امرأتان هاشمية وأنصارية فطلق الأنصارية وهي ترضع فمرت بها سنة ثم هلك عنها ولم تحض فقضى لها عثمان بالميراث هذا لفظ الموطأ فظاهر عبارة الغزالي أنها كانت ممن أنقطع حيضها بغير عارض وذلك خطأ كما ذكرناه
1243 امرأة حكيم ابن حزام وأبي سفيان بن حرب وصفوان بن أبي أمية وعكرمة بن أبي جهل مذكورات في المختصر في نكاح المشرك اسم امرأة أبي سفيان هند سبق في ترجمتها
1244 امرأة رفاعة القرظي التي تزوجها عبد الرحمن بن الزبير بفتح الزاي اختلف في اسمها فقيل سهيمة وقيل عائشة وقيل تميمة حكى الأقوال الثلاثة ابن الأثير في مواضع من كتابه وذكرها في حرف التاء تميمة بنت وهب بن عبيد القرظية مطلقة رفاعة القرظي وقال فيها القلعي تميمة بضم التاء بنت وهب الفزاري وذكرها أبي بكر الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة فقال هي تميمة وقيل سهيمة بنت وهب بن عبيد وذكر غيرهم أنه يقال فيها تميمة بفتح التاء وتميمة بضم التاء
1245 امرأة ابن مسعود مذكورة في المختصر في صدقة التطوع هي زينب الثقفية تقدم بيانها في ترجمتها
1246 زوجة عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه التي وقع بينه وبينها الشقاق
632(2/631)
فبعث عثمان رضي الله عنه الحكمين لسببهما ذكرها في المهذب في باب النشوز اسمها فاطمة بنت عقبة كذلك رواه الشافعي رحمه الله
1247 امرأة أبي حذيفة الصحابي والصحابية رضي الله عنهما مذكورة في الرضاع من المختصر اسمها سهلة بنت سهيل سبق إيضاحها في ترجمتها في حرف السين
ـــــــــــــــــ
النوع السابع المبهمات كإمرأة
1248 المرأة اليهودية التي أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الشاة المسمومة اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي روينا ذلك في مغازي ابن عقبة وفي دلائل النبوة تصنيف البيهقي رحمه الله
1249 المرأتان اللتان ضربت إحداهما الأخرى فقتلتها وقتلت جنينها وهما مذكورتان في باب دية الجنين من المهذب والوسيط إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف بضم الغين المعجمة وفتح الطاء المهملة كذلك روينا تسميتها في كتاب النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما وذكر بعض العلماء أن المقتولة اسمها مليكة بنت عويمر والقاتلة أم غفيف بن مسروح وكذا قال عفيف بالفاء وقيل غير ذلك وقد أوضحته في أول كتاب الإشارات في الأسماء المبهمات
1250 قوله في نكاح المهذب تزوج ابن عمر رضي الله عنهما بنت خالة عثمان بن مظعون فقالت أمها إن ابنتي تكره ذلك اسم البنت زينب والأم خولة بنت حكيم بن أمية
1251 قوله في أول الصداق من المهذب أن إمراة قالت قد وهبت لك نفسي يا رسول الله اسمها خولة بنت حكيم بن أمية وقيل أم شريك وهو الأشهر وقول الأكثرين وقال ابن سعد اسمها غزية بنت جابر بن حكيم
1252 امرأة لوط عليه السلام مذكورة في باب عدد الطلاق من المهذب وفي باب الإقرار قيل اسمها واهلة
1253 امرأة أيوب صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها اسمها رحمة
1254 قوله في باب استيفاء القصاص من المهذب أن إمرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت إنها زنت وهي حبلى اسمها سبيعة
633(2/632)
1255 قوله في كتاب السير من المهذب أن ظعينة كان معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه اسمها سارة وقيل أم سارة
1256 ذكر في كتاب عقد الهدنة من المهذب قول الله تعالى {وامرأته حمالة الحطب} هذه المرأة يقال لها أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان صخر بن حرب وقرىء في السبع حمالة بالرفع والنصب وقد تقدم بيانها في حرف الحاء من اللغات
1257 المرأة التي زنى بها ماعز رضي الله عنه قيل اسمها فاطمة وقيل منيرة وهي أمة الهزال رضي الله عنه
1258 الشاعر الذي أنشد له في باب القذف من المهذب وارق إلى الخيرات هي إمرأة من العرب كانت ترقص ابنها وتنشد هذا وقيل غير ذلك وقد قدمت بيانه في المبهمات من أسماء الرجال
1259 المرأة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فرأى بكشحها بياضا فقال الحقي بأهلك اسمها العالية بنت ظبيان قاله ابن باطيش
1260 المرأة السوداء التي شهدت عند النبي صلى الله عليه وسلم أنها أرضعت مذكورة في الرضاع من المهذب
1261 المرأة المستعيذة التي فارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها الحقي بأهلك مذكورة في أول نكاح الوسيط اختلف في اسمها والأصح أن أسمها أميمة
وروينا في آخر كتاب دلائل النبوة للإمام البيهقي عنه قال روينا في حديث أبي أسيد الساعدي في قصة الجونية التي استعاذت فألحقها بأهلها أن أسمها أميمة بنت النعمان بن شراحيل قال وذكر ابن مندة في كتابه المعرفة أنها أميمة بنت النعمان وأنه يقال أنها فاطمة بنت الضحاك ويقال أنها مليكة الليثية قال والصحيح أنها أميمة والله أعلم
قلت وقيل اسمها عمرة قال الخطيب في الأسماء المبهمة اسمها أسماء قال هشام بن محمد الكلبي اسمها أسماء بنت النعمان بن الحارث بن شراحيل بن عبيد بن الجون قوله في الوسيط فعلمها نساؤه كلمة هذا باطل ليس بصحيح وقد رواه محمد بن سعد في طبقاته بهذه الزيادة وإسناده ضعيف
634(2/633)
1262 المرأة السائلة عن غسل الحيض فقال (خذي فرصة) مذكورة في المهذب هي أسماء بنت يزيد وقيل غير ذلك ينقل من المبهمات وعلوم الحديث
1263 قوله في الباب الثاني من كتاب الحيض من الوسيط لقوله صلى الله عليه وسلم لبعض المستحاضات (تحيضي في علم الله) هذه المستحاضة هي حمنة بنت جحش رضي الله عنها وقد تقدم بيانها في ترجمته
1264 المرأة التي طلقها ابن عمر رضي الله عنهما وهي حائض أسمها أمية بنت غفار قاله ابن باطيش
1265 المرأة الغامدية التي زنت اسمها سبيعة وقيل أبية ذكرهما الخطيب
1266 المرأة التي رآها عمر بن أبي ربيعة مقتولة وأنشد الشعر بسببها مذكورة في كتاب السير من المهذب أسمها عمرة بنت النعمان بن بشير وهي امراة المختار حكاه ابن باطيش
1267 الجارية السوداء التي زنت فرفعت إلى عمر رضي الله عنه فقال عروس بدرهمين مذكورة في أول حد الزنا من المهذب هي أمة عجمية نوبية اعتقها حاطب كانت قد أسلمت وصلت وصامت وهي بنت كذا ذكرها الخطيب البغدادي بإسناده في آخر كتاب الفقيه والمتفقه في فصل مشاورة المفتي أصحابه وذكر في روايته أن عمر رضي الله عنه جلدها مائة وغربها عاما وظاهر حكاية صاحب المهذب أنه لم يجلدها
1268 الجارية التي غربها رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكورة في المختصر في باب ما يقع من الطلاق وهي مارية
1269 المسكينة التي توفيت ليلا فصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها أم محجن مذكورة في المهذب في الصلاة على الميت في قبره
1270 المرأة التي ارتضع النبي عليه السلام وحمزة رضي الله عنه منها أشار إليها في أول الرضاع من المهذب أسمها ثويبة بثاء مثلثة مضمومة وقبل الهاء باء موحدة وكانت مولاة لأبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ارتضع منها قبل حليمة السعدية وقبل قدوم حليمة وقد تقدم بيانه في ترجمته صلى الله عليه وسلم
1271 الظعينة التي ذهب إليها علي والزبير والمقداد رضي الله عنهم إلى روضة
635(2/634)
خاخ مذكورة في كتاب السير من المهذب قال الخطيب البغدادي يقال لها أم سارة مولاة لعمران بن حنفي القريشي
1272 العجوز في حديث أنس قمنا وراءه والعجوز من ورائنا هي أم سليم
1273 امرأة أيوب النبي عليه السلام مذكورة في باب جامع الإيمان من المهذب قال في تاريخ دمشق هي رحمة بنت افراثيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام ويقال اسمها ليا بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق ويقال لها بنت يعقوب بن إسحاق ويقال رحمة بنت ميشة بن يوسف بن يعقوب وكانت زوج أيوب عليه السلام بأرض الشام
1274 الحائض التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم (اصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي) مذكورة في المختصر هي عائشة رضي الله عنها حديثها هذا في الصحيحين
1275 مرضعة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أم سيف ويقال لها أيضا أم بردة واسمها خولة بنت المنذر الأنصارية ذكرها القاضي عياض
ــــــــــ
النوع الثامن في الأوهام وشبهها
1276 قوله في أول المهذب لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت أبي بكر في دم الحيض تصيب الثوب حتيه الحديث هكذا رواه في المهذب وكذا روي في رواية ضعيفة رواه الشافعي في الأم والصحيح المشهور الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما من المحققين من المحدثين وغيرهم لما روت أسماء أن أمرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقد بينت ذلك في المجموع من شرح المهذب
1277 قوله في الغسل من الوسيط روي أن أم سليم جدة أنس بن مالك قالت يا رسول الله هل على إحدانا من غسل إذا احتلمت هكذا وقع في الوسيط أم سليم جدة أنس وكذا ذكره الصيدلاني ثم إمام الحرمين ثم القاضي الروياني صاحب البحر ثم محمد بن يحيى تلميذ الغزالي وهو غلط بلا شك فإن أم سليم هي أم أنس لا جدته لا خلاف في ذلك بين أهل العلم بهذا الفن وقد تقدم بيانه في الكنى والله أعلم
1278 قوله في أول الجنائز من المهذب لما روت أم سلمى أم ولد رافع كذا وقع وهو غلط والصواب أم رافع أو أم ولد أبي رافع وقد تقدم بيانه في ترجمة أبي سلمى
636(2/635)
1279 قوله في أول الخلع من المهذب روي أن جميلة بنت سهل كانت تحت ثابت بن قيس كذا وقع في المهذب جميلة والصحيح أنها حبيبة بنت سهل بن ثعلبة الأنصارية كذا ثبت أسمها في رواية الحفاظ وكذا ذكرها مالك في الموطأ والشافعي في المختصر وغيره وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم وقد روي جميلة بنت أبي قال أبو عمر بن عبد البر يجوز أن تكون جميلة وحبيبة اختلعتا من ثابت بن قيس قال وأهل البصرة يقولون المختلعة من ثابت جميلة بنت أبي وأهل المدينة يقولون حبيبة بنت سهل وكيف كان فقول المصنف جميلة بنت سهل غلط
قال محمد بن سهل في الطبقات جميلة بنت عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف أمها خولة بنت المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار تزوج جميلة حنظلة بن أبي عامر الراهب فقتل عنها يوم أحد شهيدا وولدت عبد الله بن حنظلة بعده ثم خلف عليها ثابت بن قيس بن شماس ثم تزوجها مالك بن الدخشم ثم خلف عليها حبيب بن سباق فأسلمت جميلة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو جميلة عبد الله بن أبي لأبيها وأمها شهد بدرا وقتل ابناها عبد الله بن حنظلة ومحمد بن ثابت بن قيس يوم الحرة وحنظلة بن الراهب هو غسيل الملائكة ثم ذكر ابن سعد ترجمة لحبيبة بنت سهل فقال حبيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمها عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة من بني مالك بن النجار تزوج حبيبة ثابت بن قيس بن شماس وأسلمت حبيبة معه وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخالعها ثم تزوجها أبي بن كعب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أن يتزوجها فكره ذلك لغيرة الأنصار
وقال الخطيب البغدادي في كتابه الأسماء المبهمة وقد ذكرته فيما اختصرته من كتابه في ترجمة ابن عباس قال الخطيب هذه المختلعة حبيبة بنت سهل وقل جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول قلت هكذا رأيته في نسخ كتاب الخطيب والمشهور جميلة بنت أبي أخت عبد الله لا ابنته قال ابن الأثير وقيل كانت بنت عبد الله وهو وهم
1280 قوله في آخر الباب الثاني من كتاب الحيض من الوسيط لقول بنت جحش كنا لا نعتد بالصفرة وراء العادة شيئا هكذا هو في أكثر النسخ لقول بنت جحش وفي بعضها لقول زينب بنت جحش
وقال إمام الحرمين في النهاية لقول حمنة بنت جحش وهذا كله منكر لا يعرف في كتب الحديث ولا غيرها وصوابه لقول أم
637(2/636)
عطية كنا لا نعتد بالصفرة والكدرة شيئا كذا رواه أبو عبد الله البخاري في صحيحه والنسائي
1281 قوله في المهذب في فصل رمي جمرة العقبة لما روت أم سليم قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة من بطن الوادي هكذا وقع في النسخ أم سليم آخره ميم وهو خطأ بلا شك فيه وصوابه أم سليمان بعد الميم ألف ثم نون وهذا متفق عليه عند أهل الحديث والأسماء والتواريخ والأنساب وحديثها هذا في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة والبيهقي وغيرهم وجميع كتب الحديث يقولون عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة إلى آخره وهي أم جندب الأزدية صحابية معروفة
1282 قوله في باب العاقلة من الوسيط أن جاريتين اختصمتا كذا في النسخ جاريتين تثنية جارية وهو تصحيف وصوابه جارتين تثنية جارة والمراد زوجتان والحديث في الصحيح مشهور وفيه بيان كونهما جارتين لا جاريتين
1283 قوله في أواخر الحج من الوسيط في استباحة التحلل لما روي أن ضباعة الأسلمية كذا هو في النسخ الأسلمية وهو خطأ بلا شك وصوابه الهاشمية فإنها ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بنت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم بيانها في الأسماء
1284 قوله في المهذب في باب غسل الميت لما روت أم سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فإذا كان في آخر غسلة من الثلاث أو غيرها فاجعلي فيه شيئا من كافور هكذا هو في نسخ المهذب أم سليم وهو غلط وصوابه أم عطية وحديثها هذا مشهور في الصحيحين وغيرهما
1285 قوله في المهذب في باب صوم التطوع أن سلمان زار أبا الدرداء فرأى أم سلمة مبتذلة هكذا هو في نسخ المهذب وهو غلط صريح وصوابه فرأى أم الدرداء هكذا هو في صحيح البخاري وجميع كتب الحديث وغيرها وهو المعروف لأن أم الدرداء هي زوجة أبي الدرداء وأما أم سلمة فلا تعلق لها بأبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين والحمد لله وحده(2/637)
تهذيب الأسماء واللغات ج 3
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر ولا تعسر يا كريم
حرف الألف
إبط
الإبط معروف بكسر الهمزة وإسكان الباء وفيه لغتان التأنيث والتذكير حكاهما أهل اللغة أرجحهما التذكير قال ابن السكيت الإبط مذكر وقد يؤنث
أبو
يطلق الأب على زوج الأم مجازا ومن ذلك ما رويناه في مسند أبي عوانة في حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه لما صنعت أم سليم الطعام وبعثه أبو طلحة زوج أمه أم سليم ليدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعانا أبوك قلت نعم وفي رواية أرسلك أبوك قال نعم وفي روايات قال أنس يا رسول الله إن أبي يدعوك وفي رواية قال أنس فلما رجعت قلت يا أبتاه قد قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية يا أبت
أثل
قوله في كتاب السير من المهذب في فصل السلب في حديث أبي قتادة رضي الله تعالى عنه وأنه لأول مال تأثلته في الإسلام هو بهمزة مفتوحة بعد التاء وبعدها ثاء مثلثة مشددة معناه اتخذته أصلا وهو مأخوذ من الأثلة بفتح الهمزة وإسكان الثاء هي أصل الشيء والتأثيل التأصيل يقال مجد مؤثل وأثيل
أثم
في سنن أبي داود في باب ما قيل في الخلفاء عن سعيد بن زيد أحد العشرة
4(3/3)
رضي الله تعالى عنهم أجمعين قال أشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم إيثم قال الخطابي إيثم لغة لبعض العرب تقول إيثم مكان آثم وله نظائر في كلامهم
أجر
قال الواحدي قال الأخفش من العرب من يقول أجرت غلامي أجرا فهو مأجور وآجرته إيجارا فهو مؤجر وآجرته على فاعلته فهو مؤاجر قال وقال المبرد يقال أجرت داري ومملوكي غير ممدود وآجرته ممدود والأول أكثر إيجارا وإيجارة هذا كلام الواحدي قال الأزهري في شرح المختصر الأجر أصله الثواب يقال أجرت فلانا من عمله كذا أي أثبته منه والله تعالى يأجر العبد أي يثيبه والثواب العوض من ثاب يثوب أي رجع كأن المثيب يعوضه مثل ما أسدي إليه قلت والمشهور فيه الإجارة بكسر الهمزة قال أبو القاسم الرافعي وحكى الجياني في الشامل فيها أيضا ضم الهمزة
أجص
الإجاص بكسر الهمز وتشديد الجيم من غير نون بينهما ثمر معروف وهو الذي تسميه أهل دمشق الخوخ الواحدة إجاصة قال الجوهري هو دخيل يعني ليس عربيا لأن الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة واحدة في كلام العرب
أجل
قد تكرر في المهذب والتنبيه قوله إذا اختلف التعاقدان في تعجيل العوض أو تأجيله قد ينكر عليه جمعه بينهما ويقال ما اختلفا في أحدهما فقد اختلفا في الآخر فلا فائدة في جمعه بينهما فيجاب بأنهما صورتان وليس فيه تكرار فاختلافهما في تعجيله أن يقول أحدهما هو حال ويقول الآخر هو مؤجل واختلافهما في تأجيله أن يقول أحدهما هو مؤجل إلى شهر فيقول الآخر إلى شهرين
أجن
الإجانة بكسر الهمزة وتشديد الجيم وجمعها إجاجين هو الإناء الذي تغسل فيه الثياب قال الجوهري ولا يقال إيجانة وقوله في باب المساقاة يجب على العامل إصلاح الإجاجين هي ما حول المغارس محوط عليه تشبه الإجانة التي يغسل فيها
5(3/4)
أخر
ولا يشترط في الآخر إلا يبقى بعده شيء فيقول في الثلاثة أما الأول فقام وأما الآخر فصلى وأما الأخر فذهب ومنه حديث الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله تعالى وأما الآخر الخ روياه في صحيحيهما واستعمله في الوسيط في الثاني من الحيض والآخر من أسماء الله تعالى قال الله تعالى {هو الأول والآخر} قال الإمام أبو بكر الباقلاني في كتاب هداية المسترشدين في علم الكلام المراد بالآخر أنه سبحانه وتعال عالم قادر وعلى صفاته التي كان عليها في الأزل وأنه يكون كذلك بعد موت الخلق وبطلان علومهم وحواسهم وقدرهم وانتقاض أجسامهم وصورهم وتعلقت المعتزلة بهذا الاسم واحتجوا به في فناء الأجسام وذهابها بالكلية ومذهب أهل الحق خلاف ذلك وحملت المعتزلة الآخر على أنه الآخر بعد فناء خلقه وأجاب الباقلاني بما سبق أن المراد بالآخر بصفاته بعد موتهم إلى آخر ما سبق قال ولهذا يقال آخر من بقي من بني فلان فلان يراد حياته ولا يراد فناء جواهر موتاهم وعدمها واستمرار وجود أجزائها فإن هذا مما لا يخطر على بال فبطل تعلقهم بالآخر
أخو
قال الإمام أبو الحسن أحمد بن فارس اللغوي النحوي في كتابه المجمل تأخيت الشي مثل تحريته قال قال بعض اهل العلم سمي الاخوان لتآخي كل واحد منهما بالآخر ما تأخاه الآخر قال ولعل الأخوة مشتقة من هذا والإخاء ما يكون بين الإخوان قال وذكر أن الأخوة للولادة والاخوان للأصدقاء والنسبة إلى الأخت أخوي يعني بضم الهمزة وإلى الأخ أخوي يعني بفتحها هذا آخر ما ذكر ابن فارس وقال الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي رحمه الله تعالى في كتابه البسيط في تفسير القرآن العزيز {فأصبحتم بنعمته إخوانا} قال قال الزجاج أصل الأخ في اللغة من التوخي وهو الطلب فالأخ مقصده مقصد أخيه فكذلك هو في الصداقة أن يكون إرادة كل واحد من الإخوان موافقة لما يريد صاحبه قال الواحدي قال أبو حاتم قال أهل البصرة الإخوة في النسب والإخوان في الصداقة قال أبو حاتم وهذا غلط يقال للأصدقاء والأنسباء أخوة وإخوان قال الله سبحانه وتعالى {إنما المؤمنون إخوة} لم يعين النسب وقال عز وجل {أو بيوت إخوانكم} وهذا في النسب والله تعالى أعلم قلت ومما جاء في الإخوان في النسب قوله تعالى {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن}
6(3/5)
) إلى قوله {أو إخوانهن أو بني إخوانهن} وذكر ابن السكيت وغيره أنه يقال في جمع الأخ إخوة وأخوة بكسر الهمزة وضمها لغتان
أذن
الأذان الإعلام وأذان الصلاة معروف ويقال فيه الأذان والأذين والإيذان قاله الهروي قال وقال شيخي الأذين هو المؤذن المعلم بأوقات الصلاة فعيل بمعنى مفعل وقال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر الأذان اسم من قولك آذنت فلانا بكذا أوذنه إيذانا أي أعلمته إعلاما إعلام الصلاة ويقال أذن المؤذن تأذينا وأذانا أي أعلم الناس بوقت الصلاة فوضع الاسم موضع المصدر قال وأصل هذا من الاذن كأنه يلقي في آذان الناس بصوته ما إذا سمعوه علموا أنهم قد ندبوا إلى الصلاة وقوله صلى الله عليه وسلم ما أذن الله تعالى لشيء كأذنه لنبي فقوله أذن بكسر الذال وقوله كأذنه بفتح الذال قال الهروي معناه ما استمع والله تعالى لا يشغله سمع عن سمع والأذن بضم الهمزة وبضم الذال وسكونها أذن الحيوان مؤنثة وتصغيرها أذينة وفي الحديث سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الرطب بالتمر فقال أينقص الرطب إذا يبس فقيل نعم فقال فلا إذن فقوله إذن حرف مكافأة وجواب يكتب بالنون فإذا وقفت على إذن قلت إذا كما تقول رأيت زيدا قاله الجوهري
أرب
قوله في التنبيه ولا يجوز بيع الأربون فيه لغات كثيرة حاصلها ست أربون وأربون واربان وعربون وعربون وعربان ذكره ابن قتيبة في موضعين من أدب الكاتب أحدهما في باب ما ينقص منه ويزاد فيه والآخر في باب ما جاء فيه أربع لغات أربان وأربون وعربان وعربون الأولى بضم الهمزة وسكون الراء وضم الباء والثانية بفتح الهمزة وسكون الراء وضم الباء وهذه المذكورة في التنبيه والثالثة والرابعة على مثال الأولى والثانية إلا أنهما بالعين بدل الهمزة هذا ما ذكره ابن قتيبة وذكر صاحب المحكم عربان وعربون بالضم كما تقدم وزاد ثالثة عربون بفتح العين والراء قال والأربان يعني بالضم لغة في العربان قال ابن الجواليقي في كتابه المعرب الأربان والأربون عجمي يعني معربا وأما معناه فقال صاحب الحاوي فيه روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع العربان وروي عن بيع الأربون قال مالك وهو أن يشتري الرجل العبد أويتكارى الدابة ثم يقول أعطيك دينارا على أني إن رجعت عن البيع أو الكراء فما أعطيتك لك وهذا بيع باطل للنهي عنه وللشرط فيه ولأن معنى القمار قد تضمنه والله تعالى أعلم هذا ما ذكره في
7(3/6)
الحاوي وهذا الحديث رويناه في موطأ مالك رضي الله عنه عن مالك عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العربان قال مالك وذكر فيما نرى والله أعلم أن يشتري الرجل العبد أو الوليدة أو تكارى الدابة ثم يقول للذي اشترى منه أو يتكارى منه أنا أعطيك دينارا أو درهما أو أكثر من ذلك أو أقل على أني إن أخذت السلعة أو ركبت ما تكاريت منك فالذي أعطيك هو من ثمن السلعة أو من كراء الدابة وإن تركت السلعة أو الكراء فما أعطيتك فهو لك باطل بغير شيء هذا ما رويناه في الموطأ وهذا الشرط إنما يبطل البيع على مذهبنا إذا كان في نفس عقد البيع لا سابقا ولا متأخرا فإن سبق أو تأخر فلا تأثير وهو لغو لا يلزم به شيء والله أعلم
قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله في كتابه معالم السنن وهو شرح سنن أبي داود قال بعد أن ذكر الحديث وتفسير مالك هذا تفسير بيع العربان قال وقد اختلف الناس في جواز هذا البيع فأبطله مالك والشافعي للخبر ولما فيه من الشرط الفاسد والغرر ويدخل ذلك في أكل المال بالباطل وأبطله أصحاب الرأي وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أجاز هذا البيع ويروى ذلك أيضا عن عمر ومال أحمد بن حنبل إلى القول بإجازته وقال أي شيء أقدر أن أقول وهذا عمر رضي الله عنه يعني أجازه وضعف الحديث فيه لأنه منقطع وكانت رواية مالك فيه عن بلاغ هذا ما ذكره الخطابي
أرف
ذكر في الشفعة من المهذب قول عثمان بن عفان رضي الله عنه والأرف يقطع كل شفعة الأرف بضم الهمزة وفتح الراء جمع أرفة بضم الهمزة وإسكان الراء كغرفة وغرف وهي معالم الحدود بين الأرضين ويقال أرف على الأرض بضم الهمزة وكسر الراء المشددة إذا جعلت لها حدود
أرك
الأراك مذكور في السواك من التنبيه وإحياء الموات من المهذب والحج من الوسيط وهو بفتح الهمزة وهو شجر معروف من الحمض الواحدة أراكة
أزر
قوله في الوجيز الاضطباع أن يجعل وسط إزاره في أبطه هذا مما ينكر عليه فإن لفظ الشافعي والاصحاب رضي الله تعالى عنهم أن يجعل وسط ردائه لأوسط إزاره والرداء هنا أليق وقد أشار الإمام الرافعي إلى إنكاره عليه قول المزني في باب
8(3/7)
صفة الحج الشاذروان عندي تأزير البيت هو بزاي ثم راء بينهما ياء قال الرافعي سمي بذلك لأنه كالإزار له قال وقد يقال التأزيز بزاءين وهو التأسيس وسيأتي بيان حقيقة الشاذروان في حرف الشين إن شاء الله تعالى
أسا
في حديث الوضوء فمن زاد على الثلاثة أو نقص فقد اساء وظلم قيل أساء في النقص وظلم في الزيادة فإن الظلم وضع الشيء في غير موضعه ومجاوزة الحد وقيل عكسه فإن الظلم قد استعمل في النقص قال الله تعالى {آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا} وقيل أساء فيهما وظلم فيهما وهذه الإساءة والظلم للكراهة ولا تقتضي إثما وقد أوضحت كل هذا في شرح المهذب
إسك
قولهم وفي إسكتي المرأة الدية هما بكسر الهمزة وفتح الكاف هكذا ذكره الجوهري في صحاحه وأهل اللغة مطلقا قال الأزهري هما حرفا فرجها قال ويفترق الاسكتان والشفران بان الاسكتين ناحيتا الفرج والشفرين طرفا الناحيتين وكذا قال الجوهري الاسكتان بكسر الهمزة جانبا الفرج وهما قذتاه والمأسوكة هي التي أخطأت خافضتها فأصابت غير موضع الخفض وأما قول أبي المجد إسماعيل بن أبي البركات ابن أبي الرضا بن هبة الله ابن محمد المعروف بابن باطيش الموصلي في كتابه شرح ألفاظ المهذب أن الأسكتين بفتح الهمزة وأن الجوهري نص عليهما بالفتح فغلط صريح وجهل قبيح جمع فيه باطلين أحدهما زعمه الفتح والثاني نسبته ذلك إلى الجوهري وهو بريء منه فقد صرح في صحاحه بكسر الهمزة وراجعته في غير نسخة مرات والله يغفر لنا أجمعين
إصطبل
بكسر الهمزة وهي همزة أصلية فكل حروف الكلمة أصول وهو عجمي معرب وهو بيت الخيل ونحوها
أفف
قولهم أف فيها عشر لغات حكاهن القاضي عياض وآخرون ضم الهمزة مع ضم الفاء وكسرها وفتحها بلا تنوين وبالتنوين فهذه ست وأف بضم الهمزة وإسكان الفاء وإف بكسر الهمزة وفتح الفاء وأفى وأفه بضم همزتيهما قالوا وأصل الاف والتف وسخ الأظفار وتستعمل هذه الكلمة في كل ما يستقذر وهي اسم فعل يستعمل في الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد قال الله تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}
9(3/8)
قال الهروي يقال لكل ما يضجر منه ويستثقل أف له وقيل معناه الاحتقار مأخوذ من الأفف وهو القليل
أفق
قال أهل اللغة الآفاق النواحي الواحد أفق بضم الهمزة والفاء وأفق بإسكان الفاء قالوا إن النسبة إليه أفقي بضم الهمزة والفاء وبفتحهما لغتان مشهورتان وأما قول الغزالي وغيره في كتاب الحج الحاج الأفاقي فمنكر فإن الجمع إذا لم يسم به لا ينسب إليه وإنما ينسب إلى واحده
أفن
الأفيون بفتح الهمزة وإسكان الفاء وضم الياء المثناة من تحت ذكره في الروضة في أول كتاب البيع في بيع ما ينتفع به وهو من العقاقير التي تقتل ويصح بيعه لأنه ينتفع به
إلى
قول الله تبارك وتعالى {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} قال الأزهري في تهذيب اللغة جعل أبو العباس وجماعة من النحويين إلى بمعنى مع ههنا وأوجبوا غسل المرافق والكعبين قال وقال المبرد وهو قول الزجاج اليد من أطراف الأصابع إلى الكتف والرجل من الأصابع إلى أصل الفخذين فلما كانت المرافق والكعبان داخلة في تحديد اليد والرجل كانت داخلة فيما يغسل وخارجة مما لا يغسل ولو كان المعنى مع المرافق لم يكن في المرافق فائدة وكانت اليد كلها يجب أن تغسل ولكنه لما قيل إلى المرافق اقتطعت في الغسل من حد المرفق قال الأزهري وقد أشبعت هذا بأكثر من هذا الشرح في تفسير الحروف التي فسرتها من كتب الشافعي فانظر فيها إن أردت ازديادا في البيان قول الغزالي وغيره حد الوجه من مبتدأ اسطح الجبهة إلى منتهى الذقن طولا ومن الأذن إلى الأذن عرضا قال الإمام أبو القاسم الرافعي اعلم أن كلمتي من وإلى إذا دخلتا في مثل هذا الكلام قد يراد بهما دخول ماوردتا عليه في الحد وقد يراد خروجه مثال الأول حضر القوم من فلان إلى فلان ومثال الثاني من هذه الشجرة إلى هذه الشجرة عشرة أذرع وهما في قوله من مبتدأ سطح الجبهة إلى منتهى الذقن بالمعنى الأول إذ لا يريد بمبتدأ السطح إلا أوله وبمنتهى الذقن إلا آخره ومعلوم أنهما داخلان في الوجه وفي قوله من الأذن إلى الأذن مستعملا في المعنى الثاني لأن الأذنين ليستا من الوجه وقول الله عز وجل {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} إلى بمعنى مع قال
10(3/9)
الأزهري العرب تقول إليك عني أي امسك وكف وتقول إليك كذا وكذا أي خذه وإذا قالوا اذهب إليك فمعناه اشتغل بنفسك واقبل عليها والإيلاء في اللغة الحلف تقول آلى يولي إيلاء وتألى تأليا والألية اليمين والجمع آلايا كعطية وعطايا والإيلاء في الشرع الحلف على ترك وطء الزوجة في القبل مطلقا أومدة تزيد على أربعة أشهر وكان الإيلاء طلاقا في الجاهلية فغير الشرع حكمه قال أصحابنا وكان الإيلاء والظهار طلاقا في الجاهلية وذكر صاحب الحاوي والبيان خلافا لأصحابنا أنه هل عمل بهما في أول الإسلام أو لا قال صاحب الحاوي قال جمهور أصحابنا لم يعمل به وقال بعضهم عمل به قال صاحب البيان الأصح أنه لم يعمل به قال صاحب الحاوي وكان طلاقا لا رجعة فيه والألية بفتح الهمزة وجمعها أليات بفتح الهمزة واللام والتثنية أليان بياء واحدة هذه اللغة المشهورة وفيه لغة أخرى اليتان بياء مثناة تحت ثم تاء مثناة فوق وثبت في صحيح البخاري وغيره في حديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث عويمر العجلاني في اللعان فإن جاءت به عظيم الأليتين وفي حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم سابغ الأليتين بتاء بعد الياء هكذا هو في جميع النسخ
أمس
قال الجوهري أمس اسم حرك آخره لالتقاء الساكنين واختلف العرب فيه فأكثرهم يبنيه على الكسر معرفة ومنهم من يعربه معرفة وكلهم يعربه إذا دخل عليه الألف واللام أو صيره نكرة أو إضافة يقول مضى الأمس المبارك ومضى أمسنا وكل غد صائر أمسا وقال سيبويه قد جاء في ضرورة الشعر مذ أمس بالفتح قال ولا يصغر أمس كما لا يصغر غد والبارحة وكيف وأين ومتى وأي وما وعند وأسماء الشهور والأسبوع غير الجمعة هذا ما ذكره الجوهري قال الأزهري قال الفراء ومن العرب من يخفض الأمس وإن أدخل عليه الألف واللام وقال أبو سعيد تقول جاءني أمس فإذا نسبت شيئا إليه كسرت الهمزة فقلت إمس على غير القياس وقال ابن السكيت تقول ما رأيته إمس فإن لم تره يوما قبل ذلك قلت ما رأيته مذ أول من أمس فإن لم تره من يومين قبل ذلك قلت ما رأيته مذ أو من أول من أمس وقال الإمام أبو الحسن بن خروف في كتابه شرح الجمل للعرب في أمس لغات أهل الحجاز يبنونه على الكسر في كل حال ولا علة لبنائه إلا إرادة التخفيف تشبيها بالأصوات كنعاق لصوت الغراب وبنو تميم يبنونه على الكسر في الجر والنصب ويعربونه في الرفع من غير صرف ومنهم من يعربه في كل حال ولا يصرفه وعليه
11(3/10)
قوله مذ أمسا قال ووهم أبو القاسم صاحب الجمل في قوله ومن العرب من يبنيه على الفتح والذي أوقعه في ذلك قول سيبويه وقد فتح قوم أمس في مذ لما رفعوا
أمم
لفظة الأمة تطلق على معان منها من صدق النبي صلى الله عليه وسلم وآمن بما جاء به وتبعه فيه وهذا هو الذي جاء مدحه في الكتاب والسنة كقوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} وكقوله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لأمتي وقوله تأتي أمتي غرا محجلين وغير ذلك ومنها من بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم وكافر ومنه قوله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان
أمن
قال الجوهري وجمهور أهل اللغة آمين في الدعاء يمد ويقصر قالوا وتشديد الميم خطأ وهو مبني على الفتح مثل أين وكيف لاجتماع الساكنين وتقول أمن تأمينا قال الإمام الواحدي في تفسيره البسيط وأما معناه فقال الإمام الثعلبي قال ابن عباس سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى آمين فقال افعل وقال قتادة كذلك يكون وقال هلال بن يساف ومجاهد آمين اسم من أسماء الله تعالى وقال سهل معناه لا يقدر على هذا أحد سواك وقال الترمذي معناه لا تخيب رجاءنا وقال عطية العوفي آمين كلمة عبرانية أو سريانية وليست عربية وقال عبد الرحمن بن زيد آمين كنز من كنوز العرش لا يعلم أحد تأويله إلا الله تعالى وقال أبو بكر الوراق آمين قوة للدعاء واستنزال للرحمة قال الضحاك آمين أربعة أحرف مقطعة من أسماء الله عز وجل وهي خاتم رب العالمين يختم به براءة أهل الجنة وبراءة أهل النار دليله ما روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين وقال عطاء آمين دعاء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على آمين وتسليم بعضكم على بعض وقال وهب بن منبه آمين أربعة أحرف يخلق الله عز وجل من كل حرف ملكا يقول اللهم اغفر لمن قال آمين هذا ما ذكره الثعلبي رحمه الله تعالى قال الإمام المتبحر الواحدي رحمه الله تعالى في كتابه البسيط في آمين لغات المد وهو المستحب لما روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قال ولا الضالين قال آمين يمد بها صوته والقصر كما قال آمين فزاد الله ما بيننا بعدا
12(3/11)
والإمالة مع المد روي ذلك عن حمزة والكسائي والتشديد مع المد روي ذلك عن الحسن والحسين بن الفضل ويحقق ذلك ما ورى عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال في تأويله قاصدين نحوك وأنت أكرم من أن تخيب قاصدا قال وقال أبو إسحاق معناها اللهم استجب وهي موضوعة في موضع اسم الاستجابة كما أن صه موضوع موضع سكوتا وحقها من الإعراب الوقف لأنها بمنزلة الأصوات إذ كان غير مشتق من فعل إلا أن النون فتحت فيها لالتقاء الساكنين ولم تكسر لثقل الكسرة بعد الياء كما فتحوا أين وكيف هذا ما ذكره الواحدي
وفيه فوائد من أحسنها إثبات لغة التشديد في آمين التي لم يذكرها الجمهور بل أنكروها وجعلوها من قول العامة وقال الإمام أبو منصور الأزهري في كتابه شرح ألفاظ المختصر للمزني قولين آمين استجابة للدعاء وفيه لغتان قصر الألف ومدها والميم مخففة في اللغتين يوضعان موضع الاستجابة للدعاء كما أن صه ومه يوضع للإسكات وحقهما من الإعراب الوقف لأنهما بمنزلة الأصوات فإن حركتهما تحرك بفتح النون كقوله آمين فزاد الله ما بيننا بعدا وقال القاضي الإمام أبو الفضل عياض المغربي السبتي في كتابه الإكمال في شرح صحيح مسلم معنى آمين استجب لنا وقيل معناه كذلك نسأل لنا والمعروف فيها المد وتخفيف الميم وحكى ثعلب فيها القصر وأنكره غيره وقال إنما جاء مقصورا في ضرورة الشعر وقيل هي كلمة عبرانية مبنية على الفتح وقيل بل هو اسم من أسماء الله تعالى وقيل معناه يا آمين استجب لنا والمدة همزة النداء وعوض عن الياء قال وحكى الداوودي تشديد الميم مع المد وقال هي لغة شاذة ولم يعرفها غيره وخطأ ثعلب قائلها هذا ما ذكره القاضي عياض وقال ابن قرقول بضم القافين وهو أبو إسحاق صاحب مطالع الأنوار آمين مطولة ومقصورة ومخففة وأنكر أكثر العلماء تشديد الميم وأنكر ثعلب قصر الهمزة إلا في الشعر وصححه يعقوب في الشعر وغيره والنون مفتوحة أبدا مثل أين وكيف واختلف في معناه قيل كذلك يكون وقيل هو اسم من أسماء الله تعالى أصله القصر فأدخلت عليه همزة النداء قال وهذا لا يصح لأنه ليس في أسماء الله تعالى اسم مبني ولاغير معرب مع أن أسماء الله تعالى لا تثبت إلا بقرآن أو سنة متواترة وقد عدم الطريقان في آمين وقيل آمين درجة في الجنة تجب لقائلها وقيل هو طابع الله على عباده يدفع به عنهم الآفات وقيل معناه اللهم أمنا بخير هذا ما ذكره صاحب المطالع
13(3/12)
وقال الإمام أبو عبد الله صاحب التحرير في شرح صحيح مسلم في آمين لغتان فتح الألف من غير مد والثانية بالمد وهي مبنية قال بعضهم بنيت لأنها ليست عربية أو أنها اسم فعل كصه ومه ألا ترى أن معناه اللهم استجب وأعطنا ما سألناك وقالوا إن مجيء آمين دليل على أنها ليست عربية إذ ليس في كلام العرب فاعيل فأما آرى فليس بفاعيل بل هو عند جماعة فاعول وعند بعضهم فاعلى وعند بعضهم فاعى بالنقصان وقد قال جماعة إن آمين يعني المقصورة لم يجىء عن العرب والبيت الذي ينشد آمين فزاد الله ما بيننا بعدا لا يصح على هذا الوجه وإنما هو فآمين زاد الله ما بيننا بعدا قال وكثير من العامة يشددون الميم منها وهو خطأ لا وجه له هذا آخر كلام صاحب التحرير
أنم
قال الإمام الزبيدي الأنام الخلق قال ويجوز الأنيم وقال الإمام الواحدي قال الليث الأنام ما على ظهر الأرض من جميع الخلق قال واختلف المفسرون في قوله تعالى {والأرض وضعها للأنام} فقال ابن عباس هم الناس وعن مجاهد وقتادة والضحاك الخلق والخلائق وعن عطاء لجميع الخلق وقال الكلبي للخلق كلهم الذين بثهم فيها قال الواحدي وهذه الأقوال تدل على أن المراد بالأنام كل ذي روح وهو قول الشعبي وقال الحسن للجن والأنس وهو اختيار الزجاج
أنى
قولهم باب الآنية قال الجوهري في الصحاح الإناء معروف وجمعه آنية وجمع الآنية الأواني مثل سقاء وأسقية واساقي وقوله في المهذب في باب بيع المصراة فإن كان المبيع إناء من فضة وزنه ألف وقيمته ألفان فكسره ثم علم به عينا هذا تفريع على قولنا يجوز اتخاذ الآنية فتكون الصنعة محترمة لها قيمة والصحيح أنه لا يجوز اتخاذها وقوله في الوسيط في باب زكاة النقدين ولو كانت له آنية من الذهب والفضة مختلطا وزنه ألف هذه العبارة رديئة فإنه استعمل لفظ الآنية في الواحد وذلك لا يجوز عند أهل اللغة فإن الآنية جمع إناء كما تقدم والله أعلم
أهل
قوله في باب الوديعة من الوسيط لو نقل الوديعة من قرية آهلة إلى قرية غير آهلة يجوز أن تقرأ قرية آهلة بتنوين قرية ومد الألف أي قرية عامرة ويجوز قرية أهله بإضافة قرية إلى أهله أي أهل المودع وهذا أشبه بمراد الغزالي هنا والأول موافق للفظ الشافعي رضي الله عنه
14(3/13)
أول
قال الواحدي في تفسير قول الله عز وجل {إن أول بيت} قال الزجاج معنى الأول في اللغة ابتداء الشيء قال الزجاج ثم يجوز أن يكون له ثان ويجوز إلا يكون كما تقول هذا أول ما كسبته جائز أن يكون بعده كسب وجائز إلا يكون ومرادك هذا ابتداء كسى قلت ومما يستدل به على أن لفظة أول لا يشترط أن يكون له ثان قول الله تعالى {إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين} وهم كانوا يعتقدون أنه ليس لهم موتة بعدها قال الواحدي في تفسير قول الله عز وجل {ولا تكونوا أول كافر به} وقد قال الشيخ أبو علي السنجي الذي محله من الإتقان ما سبق ذكره في ترجمته إذا قال لزوجته إن كان أول ولد تلدينه من هذا الحمل ذكرا فأنت طالق فولدت ذكرا ولم يكن غيره قال أبو علي اتفق أصحابنا على أنه يقع الطلاق وليس من شرط كونه أولا أن تلد بعده آخرا إنما الشرط ألا يتقدم عليه غيره وحكى المتولي وجها أنه لا يقع الطلاق في هذه المسألة قال لأن الأول يقتضي آخرا كما أن الآخر يقتضي أولا وهو شاذ ضعيف مردود وقد ذكرت المسألة في الروضة مطلب في معنى التأويل والتفسير أما التأويل فقال العلماء هو صرف الكلام عن ظاهره إلى وجه يحتمله أوجبه برهان قطعي في القطعيات وظني في الظنيات وقيل هو التصرف في اللفظ بما يكشف عن مقصوده وأما التفسير فهو بيان معنى اللفظة القريبة أو الخفية والأيل في أواخر باب الربا من الروضة وهو بفتح الياء المثناة من تحت المشددة وقبلها همزة تضم وتكسر لغتان حكاهما الجوهري وأرجحهما الضم وهو ذكر الوعول ورايته في المجمل مضبوطا بكسر الهمزة فقط
أون
قال أبو البقاء في قول الله تعالى {فالآن باشروهن} حقيقة الآن الوقت الذي أنت فيه وقد يقع على الماضي القريب منك وعلى المستقبل القريب وقوعه تنزيلا للقريب منزلة الحاضر وهو المراد هنا لأن قوله تعالى {فالآن باشروهن} أي فالوقت الذي كان يحرم عليكم الجماع فيه من الليل قد أبحناه لكم فيه فعلى هذا الآن ظرف لباشروهن وقيل الكلام محمول على المعنى تقديره فالآن أبحنا لكم أن تباشروهن ودل على المحذوف لفظ الأمر الذي يراد به الإباحة فعلى هذا الآن على حقيقته وقال أبو البقاء قبل هذا في قوله تعالى (قالوا الئن جئت بالحق) في الآن أربعة أوجه أحدها تحقيق الهمزة وهو الأصل والثاني إلقاء حركة الهمزة على اللام وحذفها وحذف ألف اللام في هذين الوجهين لسكونها وسكون
15(3/14)
اللام في الأصل لأن حركة اللام هنا عارضة والثالث كذلك إلا أنهم حذفوا ألف اللام لما تحركت اللام فظهرت الواو في قالوا والرابع إثبات الواو في اللفظ وقطع ألف اللام وهو بعيد قال الإمام الواحدي الآن هو الوقت الذي أنت فيه وهو حد الزمانين حد الماضي من آخره وحد المستقبل من أوله قال وذكر الفراء في أصله قولين أحدهما أن أصله أوان حذفت منه الألف وغيرت واوه إلى الألف ثم أدخلت عليه الألف واللام والألف واللام له ملازمة غير مفارقة والثاني أصله آن ماضي يأين بني اسما لحاضر الوقت ثم ألحق به الألف واللام وترك على بنائه وقال أبو علي الفارسي الآن مبني لما فيه من مضارعة الحرف وهو تضمنه معناه وهو تضمنه معنى التعريف قال والألف واللام زائدتان ولا توحش من قولنا فقد قال بزيادته سيبويه والخليل في قولهم مررت بهم الجم الغفير نصبه على نية إلغاء الألف واللام نحو طرا وقاطبة وقال به أبو الحسن الأخفش في قولهم مررت بالرجل خير منك ومررت بالرجل مثلك أن اللام زائدة قال أبو علي والقولان اللذن قالهما الفراء لا يجوز واحد منهما
أوى
يقال أوى زيد بالقصر إذا كان فعلا لازما وآوى غيره بالمد إذا كان متعديا وقد جاء القرآن العزيز بهما قال الله تعالى في اللازم {قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة} وقوله تعالى {إذ أوى الفتية إلى الكهف} وقال في المتعدي {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} وقال تعالى {ألم يجدك يتيما فآوى} هذا هو الفصيح المشهور في المسألتين وقيل يقال في كل وحد بالمد والقصر لكن القصر في اللازم أفصح والمد في المتعدي أفصح وأكثر وممن حكى هذا القول القاضي عياض في شرح مسلم في آخر كتاب الحج في حرم المدينة وفي كتاب الأدب في حديث الثلاثة الذين جاؤوا إلى الحلقة ووجد أحدهم فرجة وأما قول الله تعالى {قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} قال صاحب المطالع أو إذا كانت للتقرير أو التوبيخ أو الرد أو الإنكار أو الاستفهام كانت مفتوحة الواو وإذا جاءت للشك أو التقسيم أو الإبهام أو التسوية أو التخيير أو بمعنى الواو على رأي بعضهم أو بمعنى حتى أو بمعنى بل أو بمعنى إلى وكيف كانت عاطفة فهي ساكنة الواو قال فمن ذلك أو فعلموها على التوبيخ قولهم لزمه أكثر الأمرين من الدية أو القيمة مثلا قال الرافعي الأغلب في ألسنة الفقهاء في مثل هذا كلمة أو ولو قيل من الدية والقيمة بالواو لكان صحيحا أو أوضح
16(3/15)
أيض
قال الجوهري فعلت ذلك أيضا قال ابن السكيت هو من آض يئيض أيضا أي عاد ورجع وآض فلان إلى أهله أي رجع
فصل في أسماء المواضع
الأبطح
مذكور في باب الأذان من المهذب هو بين مكة ومنى يضاف إلى كل واحدة منهما وهو البطحاء وقد ذكره المصنف في باب استقبال القبلة فقال البطحاء
أجنادين
بفتح الهمزة وبعدها جيم ساكنة ثم نون ثم ألف ثم دال مهملة ثم ياء مثناة من تحت ثم نون قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمي في كتابه المختلف والمؤتلف في أسماء الأماكن يقولها أكثر أصحاب الحديث بفتح الدال قال ومن المحققين من يكسر الدال وهو موضع مشهور بالشام ناحية دمشق كانت بها وقعة مشهورة بين المسلمين والروم
أحد
بضم الهمزة والحاء جبل بجنب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم زادها الله فضلا وشرفا على نحو ميلين وكانت غزوة أحد يوم السبت لإحدى عشرة خلت من شوال على راس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وفي الصحيح أحد جبل يحبنا ونحبه وهذا الحديث على ظاهره إذ لا استحالة فيه ولا يلتفت إلى تأويل من تأوله
أذربيجان
مذكورة في باب صلاة المسافر من الوسيط وهي بهمزة مفتوحة غير ممدودة ثم ذال معجمة ساكنة ثم راء مفتوحة ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ثم جيم ثم ألف ثم نون هذا هو الأشهر والأكثر في ضبطها قال صاحب المطالع هذا هو المشهور قال ومد الأصيلي والمهلب الهمزة يعني مع فتح الذال قال وفتح عبد الله بن سليمان وغيره الباء قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح الأشهر فيها مد الهمزة مع فتح الذال وإسكان الراء قال والأفصح القصر وإسكان الذال وهي ناحية تشتمل على بلاد معروفة
الأردن
الكورة المعروفة من أرض الشام بقرب بيت المقدس وهي بضم الهمزة وإسكان الراء وضم الدال وتشديد النون قال أبو الفتح محمد بن جعفر الهمداني النحوي في كتابه اشتقاق أسماء البلدان قال أهل العلم إنما سمي بذلك من قولهم للنعاس الثقيل أردن قال فسمي بذلك لثقل هوائه فسمي بالنعاس المخثر جسم صاحبه
17(3/16)
أصبهان
بفتح الهمزة وكسرها والفتح أشهر وبالباء والفاء قال صاحب المطالع قيدنا بالفتح عن جميع شيوخنا قال وقيدها أبو عبيد البكري بالكسر قال وأهل المشرق يقولونه أصفهان بالفاء وأهل المغرب بالباء وهي مدينة عظيمة قال الإمام الحافظ أبو محمد ابن عبد القادر الرهاوي في كتابه الأربعين الذي أخبرنا به عنه صاحباه جمال الدين وزين الدين هي من أكبر مدن الإسلام وأكثرها حديثا ما خلا بغداد قال الإمام أبو الفتح الهمداني النحوي ومن المدن العظام أصبهان بفتح الهمزة قال فإن كان الاسم عربيا فهو مؤلف من لفظتين ضم أحدهما إلى الآخر الأول منهما فعل وهو أص من أصت الناقة فهي أصوص إذا كانت كريمة موثقة الخلق واللفظ الثاني اسم وهو بهان ومثاله فعال من قولهم للمرأة بهانة وهي الضحوك وقيل الطيبة النفس والريح فلما ضم أحد هذين اللفظين إلى الاخر وسمي بهما هذا البلد خفف الأول منهما بحذف الصاد الثانية لئلا يجتمع في الكلمة ثقل التضعيف والتأليف وكأنها سميت لطيب تربتها وهوائها وصحتها
إصطخر
البلدة المعروفة التي ينسب إليها أبو سعيد الاصطخري وهي بكسر الهمزة وفتح الطاء وهمزتها همزة قطع هكذا قيده جماعة من الأئمة المحققين ومن المتأخرين الشيخ تقي الدين بن الصلاح وقاله أبو الفتح الهمداني بفتح الهمزة وقال هي همزة قطع قلت ويجوز حذفها في الوصل تحفيفا على قراءة من قرأ من الأرض ومنه قولهم مررت بلجمة يعنون بالأجمة
الإل
بكسر الهمزة وتخفيف اللام وآخره لام هو جبل صغير بعرفات ويقف عليه الإمام
الأنبار
مذكورة في الفرائض من المهذب بفتح الهمزة وإسكان النون وهي بلدة معروفة على شط الفرات على نحو مرحلتين من بغداد قال أبو الفتح الهمداني ولا يعرف باني الأنبار ولا الحيرة وقال وهما قديمتان يقال إنهما قبل الطوفان
الأندلس
الإقليم المعروف بالمغرب يقال بفتح الهمزة والدال هذا هو المشهور ويقال بضمهما ولم يذكر أبو الفتح الهمداني إلا الضم فيهما قال حكي عن بعضهم أن
18(3/17)
وزنه فنعلل قال أبو الفتح وهذا مثال لم يجىء عليه شيء من الكلام علمناه قال وقال غيره هو انفعل واشتقاقه من الدلس وهو الظلمة ومن ذلك المدالسة والتدليس والمدالسة المواربة
أوطاس
مذكورة في باب الاستبراء ومواضع وهو بفتح الهمزة وإسكان الواو وبالطاء والسين المهملتين وهو واد في بلاد هوازن وبه كانت غزوة النبي صلى الله عليه وسلم هوازن يوم حنين قال أبو الفتح الهمداني أوطاس من قولهم وطست الشيء أوطسه وطسا إذا وطئته وطئا شديدا فأوطاس جمع وطس بالتحريك كجبل وأجبال قال فسمي المكان بذلك لأنه موطا ملين قال ويمكن أن يكون من الوطيس وهو حفرة يختبز فيها فسمي بذلك لأنه مكان ذاهب في الأرض كالهوة ونحوه
أيلة
مذكورة في أوائل باب الجزية من المهذب هي بفتح الهمزة وإسكان الياء المثناة من تحت وفتح اللام وهي بلدة معروفة في طرف الشام على ساحل البحر متوسطة بين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمشق ومصر بينها وبين المدينة نحو خمس عشرة مرحلة وبينها وبين دمشق نحو اثنتي عشرة مرحلة وبينها وبين مصر نحو ثماني مراحل قال صاحب مطالع الأنوار قال أبو عبيدة هي مدينة من الشام وقال الحازمي في المؤتلف في أسماء الأماكن هي بلدة بحرية وقيل هي آخر الحجاز وأول الشام
إيليا
مذكورة في باب النذر من الوسيط وهو بيت المقدس زاده الله شرفا وهو بهمزة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم لام مكسورة ثم ياء أخرى ثم ألف ممدود هذا هو الأشهر وقال صاحب مطالع الأنوار وحكى البكري فيها القصر قال ولغة ثالثة ألياء بحذف الياء الأولى وسكون اللام والمد قال قيل معناه بيت الله قلت وفي مسند أبي يعلى الموصلي في مسند أبن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه الإيلا بألف ولام وهو غريب
حرف الباء
بأر
البئر مؤنثة مهموزة يجوز تخفيفها وجمعها في القلة أبار وآبار بالمد على القلب وفي الكثرة بئار وبأرت بئرا أي حفرتها وأبأرت الرجل جعلت له بئرا
19(3/18)
بتت
قال الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت يقال بت القاضي الحكم عليه وأبته إذا قطعه أي ألزمه وبت الحبل وأبته
بثر
قوله ذلك ابن عمر رضي الله عنهما بثره ذكره في شرائط الصلاة من الوسيط البثرة بفتح الباء وسكون الثاء وبفتحها أيضا خراج صغير قال الجوهري البثر والبثور خراج صغير واحدتها بثرة وقد بثر وجهه يبثر وكذلك بثر وجهه بالكسر وبثر بالضم ثلاث لغات قال صاحب المحكم البثر والبثير خراج صغير وخص بعضهم به الوجه واحدته بثرة وبثرة قال الأزهري قال أبو عبيد عن الكسائي بثر وجهه يبثر بثرا وهو وجه بثر من البثير وبثر يبثر بثرا قال الأزهري البثور مثل الجدري يقيح على الوجه وغيره من بدن الإنسان واحدها بثر
بحر
قول الغزالي وغيره في الحديث دم الحيض بحراني هو بفتح الباء قال أهل اللغة يقال دمه بحراني وباحر إذا كان خالص الحمرة وقال إمام الحرمين الصحيح أن الناصع اللون يقال دمه باحر وبحراني إذا كان لا يشوب لونه لون دم الاستحاضة أحمر رقيق ضارب إلى الشقرة في غالب الأمر فإذن دم الحيض أقوى لونا ومتانة من الاستحاضة هذا كلام الإمام
بخت
البخاتي من الإبل مذكورة في الزكاة نوع من الإبل معروف قال أهل اللغة الواحد منهما بختي وجمعه البخت بضم الباء وإسكان الخاء ويجمع أيضا على البخاتي بتشديد الياء وبتخفيفها لغتان مشهورتان قال أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث البخت مؤنتة جمع البختي والبختية قال ويقال بخاتي بتشديد الياء ومخففة قال وبخاتي أيضا بفتح الياء قال الجوهري البخت من الإبل معرب وبعضهم يقول هو عربي وجمعها بخاتي غير مصروف لأنه جمع الجمع بخلاف مدائني
بخع
قوله تعالى {فلعلك باخع نفسك} قال الأزهري قال الفراء أي محرج وقاتل قال الأخفش بخعت لك نفسي ونصحي أبخع بخوعا أي جهدتها وفي الحديث أهل اليمن أبخع طاعة قال الأصمعي أنصح وقال غيره أبلغ وقال صاحب المحكم بخع نفسه يبخعها بخعا وبخوعا قتلها غيظا أو غما
بدا
قال الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت يقال بدأ الله الخلق بداء وابدأهم إبداء
20(3/19)
قال الله تعالى {الله يبدأ الخلق} وقال تعالى {أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير}
بدد
قولهم لا بد من كذا قال أهل اللغة معناه لا انفكاك ولا فراق منه ولا مندوحة عنه أي هو لازم جزما قال الجوهري ويقال البد العوض
بدن
قال أهل اللغة البدن الجسد وقال صاحب العين البدن من الجسسد ما سوى الشوى والرأس قال أهل اللغة الشوى اليدان والرجلان والراس من الآدميين وكل ما ليس متصلا قال الجوهري البدن السمن والاكتناز تقول منه بدن الرجل بالفتح يبدن بدنا إذا ضخم وكذلك بدن بالضم يبدن بدانة فهو بادن وامرأة بادن أيضا وبدين وبدن بالتشديد أسن أما البدنة فحيث أطلقت في كتب الحديث والفقه فالمراد بها البعير ذكرا كان أو أنثى وشرطها أن تكون في سن الأضحية وهي التي استكملت خمس سنين ودخلت في السادسة هذا معناها في الكتب المذكورة ولا تطلق في هذه الكتب على غير ما ذكرنا بلا خلاف وأما أهل اللغة فقال كثيرون منهم أو أكثرهم تطلق على الناقة والبقرة وقال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر البدنة لا تكون إلا من الإبل والبقر والغنم هذا كلام الأزهري وقال الماوردي في كتابه التفسير في قول الله عز وجل {والبدن} قال الجمهور هي الإبل وقيل الإبل والبقر وهو قول عطاء وجابر وقيل الإبل والبقر والغنم قال وهو شاذ وأما إطلاقها على الذكر والأنثى من حيث اللغة فصحيح وممن نص عليه وصرح به صاحب كتاب العين فقال البدنة ناقة أو بقرة كذلك الذكر والأنثى منها يهدى إلى مكة هذا لفظه وجمع البدنة بدن بضم الدال وإسكانها وممن نص على الضم صاحب الصحاح
بدع
البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة قال الشيخ الإمام المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم وبراعته أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في آخر كتاب القواعد البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة قال والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فمحرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة وللبدع الواجبة أمثلة منها الاشتغال
21(3/20)
بعلم النحو الذي يفهم به كلام الله تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك واجب لأن حفظ الشريعة واجب ولا يتأتى حفظها إلا بذلك وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب الثاني حفظ غريب الكتاب والسنة في اللغة الثالث تدوين اصول الدين وأصول الفقه الرابع الكلام في الجرح والتعديل وتمييز الصحيح من السقيم وقد دلت قواعد الشريعة على أن حفظ الشريعة فرض كفاية فيما زاد على المتعين ولا يتأتى ذلك إلا بما ذكرناه وللبدع المحرمة أمثلة منها مذاهب القدرية والجبرية والمرجئة والمجسمة والرد على هؤلاء من البدع الواجبة وللبدع المندوبة أمثلة منها إحداث الربط والمدارس وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول ومنها التراويح والكلام في دقائق التصوف وفي الجدل ومنها جمع المحافل للاستدلال إن قصد بذلك وجه الله تعالى وللبدع المكروهة أمثلة كزخرفة المساجد وترويق المصاحف وللبدع المباحة أمثلة منها المصافحة عقب الصبح والعصر ومنها التوسع في اللذيذ من المآكل والمشارب والملابس والمساكن ولبس الطيالسة وتوسيع الأكمام وقد يختلف في بعض ذلك فيجعله بعض العلماء من البدع المكروهة ويجعله آخرون من السنن المفعولة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بعده وذلك كالاستعاذة في الصلاة والبسملة هذا آخر كلامه وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي رضي الله عنه قال المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة والثانية ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من العلماء وهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت ليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي رضي الله تعالى عنه
بدا
بلا همزة قال أهل اللغة بدا الشيء يبدو بدوا بتشديد الواو كقعد قعودا أي ظهر وابتديته أظهرته وبدا القوم بدوا خرجوا إلى البادية كقتلوا قتلا وبدا له في الأمر بلا همزة بداء وبدا بالمد والقصر حكاه عياض أي حدث له فيه راي لم يكن وهو ذو بدوات أي يتغير رايه ومنه قوله في مسح الخف امسح سبعا وما بدا لك والبداء محال على الله تعالى بخلاف النسخ والبدو والبادية بمعنى ومنه الحديث في باب صلاة
22(3/21)
الجماعة ما من ثلاثة في قرية أو بدو والنسب إليه بدوي وفي الحديث من بدا جفا أي من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب والبداوة الإقامة في البادية قال الجوهري بكسر الباء وفتحها وهي خلاف الحضارة قال قال ثعلب لا أعرف فتحها إلا عن أبي زيد وحده والنسبة إليه بداوي وباداه بالعداوة أي جاهره وتبادوا بالعداوة تجاهروا وتبدى أقام بالبادية وتبادى تشبه بأهل البادية وأهل المدينة يقولون بدينا بمعنى بدأنا هذا كله كلام الجوهري
بذرق
قوله في أول الحج من الوسيط والوجيز وجد بذرقة بأجرة يعني خفيرا وهي لفظة عجمية عربت وهو بفتح الباء وإسكان الذال وفتح الراء وبعدها قاف ثم هاء والذال معجمة وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح يقال بالدال المهملة وبالمعجمة وقوله في محرم المرأة يبذرقها أي يخفرها
برا
قال الإمام أبو القاسم الرافعي الاستبراء عبارة عن التربص الواجب بسبب ملك اليمين حدوثا أو زوالا خص بهذا الاسم لأن هذا التربص مقدر بأقل ما يدل على البراءة من غير تكرر وخص التربص الواجب بسبب النكاح باسم العدة اشتقاقا من العدد لما فيه من التعدد قاله المتولي في التتمة ويقال برات من المرض وبرئت منه وبروت وأبرأته من الدين فبرأ منه
برح
البارحة اسم الليلة الماضية وقال ثعلب والجمهور لا يقال البارحة إلا بعد الزوال ويقال فيما قبله الليلة وقد ثبت في صحيح مسلم في آخر كتاب الرؤيا متصلا بكتاب المناقب عن سمرة بن جندب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل علينا بوجهه الكريم فقال هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا هكذا هو في جميع النسخ البارحة فيحمل قول ثعلب على أن ذاك حقيقة وهذا مجاز وإلا فقوله مردود بهذا الحديث
برر
قوله في خطبتي الروضة والمنهاج الحمد لله البر قال إمام الحرمين البر خالق البر وحكى الواحدي عن الكلبي وغيره أنه الصادق فيما وعد أولياءه وقولهم في الدعاء عند رؤية الكعبة الكريمة اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة وزد من شرفه وعظمه ممن حجه واعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا هكذا هو يذكر المهابة أولا وحدها والبر وحده ثانيا لا يجمع بينهما وقد ذكروه في الوسيط
23(3/22)
والمهذب والتنبيه والروضة على الصواب ووقع في المختصر ذكر المهابة في الموضعين وحذف البر فيهما ووقع في الوجيز ذكر المهابة والبر جميعا في الأول وذكر البر وحده ثانيا قال الإمام أبو القاسم الرافعي رحمه الله تعالى اعلم أن الجمع بين المهابة والبر لم نره إلا لصاحب الوجيز ولا ذكر له في الحديث الوارد بهذا الدعاء ولا في كتب الأصحاب والبيت لا يتصور منه بر ولا يصح إطلاق هذا اللفظ عليه إلا أن يعني البر إليه قال وأما الثاني فالثابت في الخبر البر فقط ولم تثبت الأئمة ما نقله المزني هذا آخر كلام الرافعي قلت ولإطلاق البر على البيت وجه صحيح وهو أن يكون معناه أكثر زائريه فبره بكثرة زيارته كما أن من جملة بر الوالدين والأقارب والأصدقاء زيارتهم واحترامهم ولكن المعروف ما تقدم عن الكتب الأربعة وقد روى أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث أبي شمر الغساني الأزرقي صاحب تاريخ مكة فيه حديثا عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وبرا وزد من شرفه إلى آخره هكذا ذكره جمع أولا بين المهابة والبر كما وقع في الوجيز لكن هذه الرواية مرسلة وفي إسنادها رجل مجهول وآخر ضعيف قوله في آخر الوجيز لا قطع على النباش في برية ضائعة قال الرافعي يجوز برية بالباء الموحدة ولا يجوز تربة بالمثناة فوق قلت والأول اصوب وإن كانا جائزين
برز
في الحديث اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد والظل وقارعة الطريق قال الإمام أبو سليمان الخطابي البراز هنا مفتوحة الباء وهو اسم للفضاء الواسع من الأرض كنوا به عن حاجة الإنسان كما كنوا عنها بالخلاء يقال تبرز الرجل إذا تغوط وهو أن يخرج إلى البراز كما قيل يخلا إذا صار إلى الخلاء قال الخطابي وأكثر الرواة يقولون البراز بكسر الباء وهو غلط وإنما البراز مصدر بارزت الرجل في الحرب مبارزة وبرازا هذا آخر كلام الخطابي وذكر بعض من صنف في ألفاظ المهذب من الفضلاء أنه البراز بكسر الباء قال ولا تقل بفتحها قال لأن البراز بالكسر كناية عن ثقل الغذاء وهو المراد وهذا الذي قاله هذا القائل هو الظاهر أو الصواب قال الجوهري وغيره من أهل اللغة البراز بكسر الباء ثقل الغذاء وهو الغائط وأكثر الرواة عليه وهذا يعين المصير إليه لأن المعنى عليه ظاهر ولا يظهر معنى الفضاء الواسع
24(3/23)
إلا بتأويل وكلفة فإذ لم تكن الرواية عليه لم يصر إليه والله أعلم ويقال برز الرجل يبرز بروزا أي خرج وظهر وأبرزه غيره إبرازا وبرزه والمبارزة في الحرب معروفة وبرز الرجل في العلم وغيره إذا فاق نظراءه فيه وكذلك الفرس إذا سبق وامراة برزة بفتح الباء وإسكان الراء تبرز وتخرج في حوائجها وليست مخدرة والذهب الإبريز هو الخالص تكرر ذكره في كلام الغزالي وهو بكسر الهمزة والراء وإسكان الباء الموحدة بينهما
برسم
الأبرسيم معروف قال ابن السكيت والجوهري وغيرهما هو بكسر الهمزة والراء وفتح السين وهو منصرف معرفة ونكرة لأن العرب عربته وأدخلت عليه الألف واللام وأجرته مجرى ما أصل بنائه لهم وكذلك الديباج والأجر والزنجبيل ونظائرها وقال آخرون إبرسيم بفتح الراء وكسر الهمزة وفتحها فحصل ثلاث لغات وأما المبرسم فقال الجوهري البرسام علة معروفة وقد برسم الرجل فهو مبرسم وأما قوله في باب الضمان من مختصر المزني لا يصح ضمان المبرسم الذي يهذي فقال صاحب الحاوي لا اعتبار بالهذيان فمتى كان المبرسم زائل العقل بطل ضمانه وسائر عقوده سواء كان يهذي أم لا ولأصحابنا عن قوله يهذي جوابان أحدهما أنه زيادة ذكرها المزني لغوا والثاني لها فائدة وذلك أن المبرسم يهذي في أول برسامه لقوة جسمه فإذا طال به أضعف جسمه فلم يهذ فأبطل ضمانه في الحالة التي هو فيها صاحب قوة فالحال التي دونها أولى
برق
قال الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت قال أبو عبيدة وابو زيد يقال برق وأبرق إذا أوعد وتهدد وبرقت السماء وأبرقت قال والاختيار برق وبرقت والله أعلم
برك
قال الإمام الواحدي في قول الله تعالى {فتبارك الله أحسن الخالقين} أي استحق التعظيم والثناء بأنه لم يزل ولا يزال وقيل معناه ثبت الخير عنده قاله ابن فارس وقيل معناه تعالى إلى والبركة العلو والنماء حكاه الأزهري عن ثعلب وقيل تعظم وتمجد قاله الخليل بن أحمد وقيل غيره وأصله من البروك وهو الثبوت ومنه بركة الماء وبركة البعير وأما برك الماء فواحدتها بركة بكسر الباء وإسكان الراء هذا هو المشهور قال صاحب مطالع الأنوار يقال هكذا ويقال بفتح الباء وكسر الراء
25(3/24)
برن
التمر البرني بفتح الباء وسكون الراء قال صاحب المحكم هو ضرب من التمر أصفر مدور وهوأجود التمر واحدته برنية قال أبو حنيفة وأصله فارسي قال إنما هو بارني فالبار الحمل وني تعظيم ومبالغة
برنس
البرنس بضم الباء والنون وإسكان الراء وهو الثوب العروف مذكور في حد لباس المحرم وحديثه صحيح مخرج في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما قال الإمام أبو منصور الأزهري وصاحب المحكم وغيرهما من الأئمة البرنس كل ثوب رأسه منه ملتزق به دراعة كانت أو جبة أو ممطرا
بري
بريت القلم بريا وأبريت الناقة جعلت لها برة
بزز
ذكر في أول زكاة التجارة من المهذب قوله صلى الله عليه وسلم في البز صدقة هو بفتح الباء وبالزاي وهذا وإن كان ظاهرا لا يحتاج إلى تقييد فإنما قيدته لأنني بلغني أن بعض الكتاب صحفه بالبر بضم الباء وبالراء قال أهل اللغة البز الثياب التي هي أمتعة البزاز
بزل
قال الجوهري بزل البعير يبزل بزولا فطر نابه أي انشق فهو بازل ذكرا كان أو أنثى وذلك في السنة الثامنة والجمع بزل وبزل وبوازل والبازل أيضا اسم للسن التي طلعت هذا كلام الجوهري وقوله في الجمع بزل وبزل الأول بضم الباء وإسكان الزاي والثاني بضم الباء وفتح الزاي المشددة وقوله في صدقة المواشي من المهذب كالثنايا والبزل يجوز هذان الوجهان فيه وإنما نبهت عليه لأني رأيت اثنين صنفا فيه ضبطه أحدهما بأحد الوجهين والآخر بالآخر وغلط أحدهما صاحبه
بسر
قال الجوهري البسر أوله طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسر ثم رطب ثم تمر الواحدة بسرة وبسرة والجمع بسرات وبسر وابسر النخل صار ما عليه بسرا
بشر
البشر الآدميون قال ابن فارس في المجمل سموا بشرا لظهورهم قال أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث البشر يكون للرجل والمرأة وللجمع من الذكور والإناث تقول هو بشر وهي بشر وهم بشر وهن بشر وأما في الاثنين فهما بشران وفي القرآن العزيز {أنؤمن لبشرين مثلنا} قال أهل اللغة البشرة ظاهر جلد الإنسان والأدمة بفتح الهمزة والدال باطن الجلد قالوا وباشر الرجل المرأة من ذلك لأنه يفضي ببشرته إلى بشرتها ويقال بشرت فلانا بكذا أبشره تبشيرا وبشرته
26(3/25)
بتخفيف الشين أبشره بشرا كقتلته أقتله قتلا لغتان قال ابن فارس وغيره والبشارة تكون بالخير والشر فإذا أطلقت كانت في الخير والمقيدة مثل قوله عز وجل {فبشرهم بعذاب أليم} قال الواحدي التبشير إيراد الخبر السار الذي يظهر أثره في بشرة المخبر ثم كثر استعماله حتى صار بمنزلة الإخبار قال وقال قوم أصله فيما يسر ويغم لأنه يظهر في بشرة الوجه اثر الغم كما يظهر أثر السرور قال أهل اللغة ويقال بشارة وبشارة بكسر الباء وضمها قال الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت يقال بشرت الأديم وأبشرته وأديم مبشور ومبشر إذا بشرته
بصر
يقال أبصرت الشيء إذا رأيته وبصرت به أبصر إذا علمته
بطأ
قال الزجاج بطؤ الرجل في الأمر بطئا وأبطأ إبطاء
بطح
قوله في التيمم من الوسيط يدخل في التراب البطحاء وهو التراب اللين في مسيل الماء فالبطحاء بفتح الباء وبالمد ويقال فيه الأبطح ذكره الأزهري وهذا التفسير الذي فسره به هو الصحيح وبه فسره الأزهري وذكر اصحابنا العراقيون فيه تفسيرين أحدهما وبه قطع القاضي أبو الطيب أنه مجرى السيل إذا جف واستحجر والثاني أنها الأرض الصلبة ذكره الشيخ أبو حامد وصاحب الحاوي وغيرهما
بطن
قال أقضى القضاة الماوردي في الأحكام السلطانية في الباب الثامن عشر في وضع الديوان وأحكامه قال رتبت أنساب العرب ست مراتب جمعت طبقات أنسابهم وهي شعب ثم قبيلة ثم عمارة ثم بطن ثم فخذ ثم فصيلة فالشعب النسب الأبعد مثل عدنان وقحطان سمي شعبا لأن القبائل منه تتشعب ثم القبيلة وهي ما انقسمت فيه أنساب الشعب مثل ربيعة ومضر سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها ثم العمارة وهي ما انقمست فيه أنساب القبائل كقريش وكنانة ثم البطن وهو ما انقسمت فيه أنساب العمارة مثل بني عبد مناف وبني مخزوم ثم الفخذ وهو ما انقسمت فيه أنساب البطن مثل بني هاشم وبني أمية ثم الفصيلة وهي ما انقسمت فيه أنساب الفخذ مثل بني العباس وبني أبي طالب فالفخذ يجمع الفصائل والبطن يجمع الإفخاذ والعمارة تجمع البطون والقبيلة تجمع العمائر والشعب يجمع القبائل فإذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبا والعمائر قبائل هذا آخر كلام الماوردي
بعث
يقال بعثه وابتعثه بمعنى أرسله وبعث الكتاب وبعث به
27(3/26)
بعد
قولهم في أول الكتب أما بعد متكرر في كتب العلماء وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما في أحاديث كثيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته وشبهها أما بعد واختلف في المبتدىء به وفي ضبطه فقال جماعة من العلماء إن فصل الخطاب الذي أعطي داود عليه الصلاة والسلام هو قوله أما بعد وأنه أول من قال أما بعد روينا هذا عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه في كتاب الأربعين للحافظ عبد القادر الرهاوي قال أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب وزعم الكلبي أن أول من قال أما بعد قس ابن ساعدة قال النحاس وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن أول من قالها كعب بن لؤي قلت وروينا هذا ايضا في الأربعين قال وهو أول من سمى يوم الجمعة الجمعة وكان يقال لها العروبة قال النحاس وسئل أبو إسحاق عن معنى أما بعد فقال قال سيبويه رحمه الله تعالى معناها مهما يكن من شيء قال أبو إسحاق إذا كان رجل في حديث فأراد أن يأتي بغيره قال أما بعد قال والذي قاله هو الذي عليه النحويون ولهذا لم يجيزوا في أول الكلام أما بعد لأنها إنما ضمت لأجل ما حذف منها مما يرجع إلى ما تقدم قال النحاس واختلف النحويون في علة ضم قبل وبعد على بضعة عشر قولا وإن كانوا قد أجمعوا على أن قبل وبعد إذا كانا غايتين فسبيلهما ألا يعربا قال النحاس وأجاز الفراء أما بعدا بالنصب والتنوين قال وأجاز أيضا أما بعد بالرفع والتنوين وأجاز هشام أما بعد بفتح الدال قال النحاس وهذا الذي أجازاه غير معروف قال وتقول أما بعد أطال الله بقاك فإني نظرت في الأمر الذي كتبت فيه هذا اختيار النحويين ويجوز أما بعد فأطال الله بقاك أني قد نظرت في ذلك فتدخل الفاء في أطال وإن كان معترضا لقربه من أما ويجوز أما بعد فأطال الله بقاك فإني فتدخل الفاء فيهما جميعا ونظيره أن زيدا لفي الدار لجالس ويجوز أما بعد فأطال الله بقاك فإني نظرت ويجوز ثم إني نظرت ويجوز أما بعد وأطال الله بقاك فإني نظرت ويجوز أما بعد ثم أطال الله بقاك فإني نظرت وأجود من هذا أما بعد أطال الله بقاك هذا آخر كلام أبي جعفر النحاس قلت وروينا في كتاب الأربعين للحافظ عبد القادر الرهاوي رحمه الله تعالى قال روى قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه وكتبه أما بعد سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر وابو هريرة وسمرة بن جندب وعدى بن حاتم وأبي حميد الساعدي والطفيل بن سخبرة وجرير بن عبد الله
28(3/27)
وأبو سفيان بن حرب وزيد بن أرقم وأبو بكرة وأنس بن مالك وزيد بن خالد وقرة بن دعموص البهزي والمسور بن مخرمة وجابر بن سمرة وعمرو بن ثعلب وزر بن أنس السلمي والأسود ابن شريع وابو شريح الخزاعي وعمرو بن حزم وعبد الله بن عكيم وعقبة بن مالك وعائشة وأسماء ابنتا أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين ثم ذكر رواياتهم بالإسناد
بعض
بعض الشيء جزؤه ونقل صاحب المهذب في مسألة أنت طالق ثلاثا بعضهن للسنة أن البعض يطلق على القليل والكثير حقيقة أما قولهم أبعاض الصلاة تجبر بسجود السهو فمرادهم بها التشهد الأول وجلوسه والقنوت في الصبح أو وتر رمضان وقيامه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول وعلى آله إذا جعلناهما سنة قال الرافعي للصلاة مفروضات ومندوبات فالمفروضات الأركان والشروط والمندوب قسمان مندوبات يشرع سجود السهو لتركها ومندوبات لا يشرع السجود لها فالقسم الأول يسمى أبعاضا ومنهم من يسمي الأول مسنونات والثاني هيئات قال إمام الحرمين وليس في تسميتها أبعاضا توقيف ولعل معناها أن الفقهاء قالوا يتعلق السجود ببعض السنة دون بعض والتي يتعلق بها السجود أقل مما لا يتعلق به ولفظ البعض في أقل مسمى الشيء أغلب استعمالا وإطلاقا فلهذا سميت هذه أبعاضا وقال بعضهم السنن المجبورة بالسجود قد تأكد أمرها وجاوز سائر السنن وبذلك القدر من التأكيد شاركت الأركان فسميت أبعاضا به تشبيها بالأركان التي هي أبعاض وأجزاء حقيقة هذا آخر كلام الرافعي
بغى
قال الإمام أبو سليمان الخطابي في كتاب الزيادات في شرح ألفاظ مختصر المزني رحمهما الله تعالى ورضي عنهما انبغى لفظة يكررها الشافعي رضي الله عنه وأنكرها عليه بعض الناس وقالوا إنما تكلم به على لفظ المستقبل وأميت منه الماضي كما أماتوا ودع ووذر قال الخطابي والذي قاله الشافعي صحيح قال ثعلب عن سلمة عن الفراء عن الكسائي والعرب تقول ينبغي وانبغى فصيحتان قال ثعلب عن الأحمر قرأ اللحياني على الكسائي انبغى في النوادر وقد تكلم بودع أيضا وأنشد الليث
(وكان ما قدموا لأنفسهم .......... أكبر نفعا من الذي ودعوا)
هذا آخر كلام الخطابي وقال الواحدي في قول الله تعالى {وما علمناه الشعر وما ينبغي له}
29(3/28)
) قال الزجاج معناه ما يسهل له واصل ينبغي من قولهم بغيت الشيء أبغيه أي طلبته فانبغى لي أي حصل وتسهل كما تقول كسرته فانكسر ومن المواضع التي استعمل الشافعي انبغى فيها باب عدة المطلقة يملك زوجها رجعتها وباب القافة وأما قولهم في كتاب البغي والباغي فالباغي في اصطلاح الفقهاء هو المخالف للإمام الخارج عن طاعته بالامتناع من أداء ماعليه أو غيره وله شروط معروفة في كتب المذهب سمي باغيا لأنه ظالم والبغي الظلم وقيل لمجاوزته الحد المشروع وقيل لطلبه الاستعلاء على الإمام من قولهم بغيت كذا أي طلبته ومنه قوله تعالى {قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا} واتفق أصحابنا على البغاة إذا وجدت شروط تسميتهم أنهم بغاة ليسوا فساقا لكنهم مخطئون في شبهتهم وتأويلهم واختلف أصحابنا في أنهم عصاة أم لا مع اتفاقهم على أنهم ليسوا فسقة ومن قال يعصون قال ليست كل معصية فسقا والبغي في اللغة التعدي والاستطالة
بقق
البق معروف الواحدة بقة قال الزجاج البقاق كثير الكلام
بقل
البقل معروف قال الزجاج بقل وجه الغلام وأبقل أي خرجت لحيته
بكر
قال في مشارق الأنوار البكرة التي يستقى بها بإسكان الكاف وفتحها لغتان قال الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت بكر الرجل في حاجته يبكر بكورا وأبكر إبكارا وقال غيره بكر أيضا مشددة
بلط
البلوط الذي يؤكل مذكور في الروضة في الربا وهو معروف وهو بفتح الباء والبلاط بفتح الباء الحجارة المفروشة في الدار وغيرها ولا خلاف في فتح الباء وممن نص عليه الجوهري
بلع
قال أهل اللغة بلعت الشيء بكسر اللام أبلعه بفتحها بلعا بإسكانها وابتلعت بمعناه وأبلعته غيري قال الجوهري والبالوعة ثقب في وسط الدار وكذلك البلوعة
بلل
قال الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت يقال بل المريض من مرضه يبل بلولا وأبل إبلالا واستبل استبلالا
بلى
قال الجوهري البلوة والبلية بكسر الباء فيهما والبلية بفتحها وتشديد الياء والبلوى والبلاء واحدة والجمع البلايا وبلاه الله تعالى بلاء وأبلاه إبلاء حسنا وابتلاه
30(3/29)
اختبره والتبالي الاختبار ويكون البلاء الذي هو الاختبار في الخير والشر وقوله لا أباليه لا أكترث له وإذا قالوا لم أبل حذفوا الألف تخفيفا لكثرة الاستعمال كما حذفوا الياء من قولهم لا أدر وكذلك يفعلون في المصدر فيقولون ما أباليه بالة والأصل بالية مثل عافاه الله تعالى عافية وناس من العرب يقولون لم أبله وبلى الثوب يبلي بلى بكسر الباء فإن فتحتها مددت قال العجاج
(والمرء يبليه بلاء السربال .......... كر الليال واختلاف الأحوال)
وأبليت الثوب فبلي وبلى حرف لجواب التحقيق يوجب ما قال لك لأنها ترك للنفي هذا آخر كلام الجوهري وقولهم لا أبالي به قد استعملوه في هذه الكتب وغيرها وهو صحيح وقد أنكره بعض المتحذلقين من أهل زماننا وزعم أن الفقهاء يلحنون في هذا وأن الصواب لا أباليه وأنه لم يسمع من العرب إلا هذا وغلط هذا الزاعم بل أخبرنا بجهالته وقلة بضاعته بل يقال لا أبالي به صحيح مسموع من العرب وقد روى الخطيب الحافظ أبو بكر البغدادي الإمام في أول كتابه آداب الفقيه والمتفقه بإسناده عن معاوية رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومن لم يبال به لم يفقهه ورويناه هكذا في حلية الأولياء وثبت في الصحيحين عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبالي بتأخير العشاء هكذا هو في الصحيحين بتأخير بالباء وثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام ذكره في باب قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون} في اول كتاب البيوع وثبت في صحيح مسلم وسنن أبي داود في كتاب الجنائز منهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتته امرأة تبكي على صبي لها فقال لها اتقي الله واصبري فقالت وما تبالي بمصيبتي وثبت في صحيح البخاري في كتاب الإيمان في باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة قالوا بلى هكذا هو في الأصول وفيه التصريح باستعمال بلى في غير جواب النفي وثبت في صحيح مسلم في كتاب الهبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوالد النعمان بن بشير في حديث هبته له دون باقي أولاده أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء قال بلى قال فلا إذن
31(3/30)
بني
وأما قوله في الوسيط والوجيز في مواضع كثيرة ابتنت يده على يد الغاصب ففيه وجهان يبتنيان على القولين ونحو ذلك فيقع في غالب النسخ يبتنيان بياء مثناة تحت في أوله ثم باء موحدة ثم تاء مثناة فوق وهكذا يقع ابتنت أوله موحدة ثم مثناة فوق ثم نون وهذا لحن لأن الابتناء متعد كالبنا فلا يستعمل لازما وصوابه ينبنيان بمثناة تحت ثم نون ثم موحدة وكذا انبنت بنون ثم موحدة ويجوز ابتنيت بموحدة ساكنة ثم مثناة فوق مضمومة ثم نون مكسورة ثم مثناة تحت مفتوحة ثم مثناة فوق وقد ذكر الإمام أبو القاسم الرافعي في أوائل كتاب الغصب معنى ما ذكرته في الإنكار وبيان الصواب
بها
قوله من المهذب في باب من يصح لعانه وكيف اللعان وفي باب اليمين في الدعاوي أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رأى قوما يحلفون بين البيت والمقام فقال لقد خشيت أن يبهأ الناس بهذا البيت قوله يبهأ هو بياء مثناة من تحت مفتوحة ثم باء موحدة ساكنة ثم هاء ثم همزة ومعناه يأنسون به فتقل حرمته عندهم وتذهب مهابته من قلوبهم قال أهل اللغة يقال بهأت بالرجل وبهيت به بالفتح والكسر أبهأ بهاء وبهواء أي أنست به قال الأصمعي يقال ناقة بهاء بفتح الباء وبالمد إذا كانت قد أنست بالحالب وهو من بهأت به أي أنست قال أبو عمرو الزاهد في شرح الفصيح عن الفراء يقال بهيت به وبهأت به وبسئت وبسأت كله بمعنى أنست به قلت ضبطه بحروفه وحركاته إلا أن بدل الهاء سين مهملة وأما البها من الحسن فهو من بهي الرجل على وزن نسي غير مهموز فليس من هذه المادة والترجمة
بهم
الإبهام العظمى من الأصابع وهي مؤنثة وتذكر أيضا والتأنيث أكثر وأشهر ولم يذكر الجوهري غيره وقال ابن خروف في شرح الجمل تذكيرها قليل وجمعها أباهم على وزن أكابر وقال قال الجوهري أباهيم بزيادة ياء والبهمة اسم للذكر والأنثى من أولاد الضأن والمعز من حين يولد هكذا قاله الجمهور قال الزبيدي في مختصر العين البهمة اسم لولد الضأن والمعز والبقر وجمعها بهم وبهام هذا كلامه وقال الجوهري البهام جمع بهم والبهم جمع بهمة وهي أولاد الضأن ويقع على الذكر والأنثى والسخال أولاد المعز فإذا اجتمعت البهام والسخال قلت لهما جميعا بهام وبهم قال الزبيدي في مختصر العين البهيمة كل ذات أربع من دواب البر والبحر
32(3/31)
بوز
البازي مخفف الياء ولا يجوز تشديدها وقد أولع كثير من الناس بتشديدها وهو هذا الطائر المعروف ويقال فيه باز من غير ياء وهو مذكر قال أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث الباز مذكر لا اختلاف فيه يقال البازي والباز فمن قال البازي قال في التثنية بازيان وبزاة في الجمع كقاضيان وقضاة ومن قال باز قال بازان وأبواز وبيزان قال أبو زيد يقال للبزاة والشواهين وغيرهما مما يصيد صقور واحدها صقر مذكر والأنثى صقرة هذا آخر كلام أبي حاتم قال الجوهري الباز لغة في البازي وذكر ابن مكي فيه ثلاث لغات بازي بالتخفيف قال وهي أعلاهن وباز وبازي بالتشديد
بوغ
قوله في الوسيط في باب بيع الأصول والثمار اللفظ الثاني الباغ هو بالباء الموحدة والغين المعجمة وهو البستان وهي لفظة فارسية وذكر أبو عمرو في شرح الفصيح عن الأصمعي أنه كان يأبى أن يقول بغداد بالذال المعجمة ويقول داذ شيطان وبغ بستان قال الكسائي وغيره هي بغداذ وبغداد وبغدان ومغدان وسيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى
بوق
البوق المذكور في حديث الأذان بضم الباء وهو معروف وفي المهذب فقالوا البوق فكرهه من أجل اليهود فجعله من شعار اليهود وقد قال الجوهري في الصحاح أنشد الأصمعي زمر النصارى زمرت في البوق وهذا يدل على أن البوق عندهم للنصارى والذي جاء في صحيح مسلم فقال بعضهم ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم قرنا مثل قرن اليهود وفي صحيح البخاري وقال بعضهم بوقا مثل قرن اليهود
بين
قال أهل اللغة يقال بان الأمر واستبان بمعنى وأما قولهم بينا زيد جالس جرى كذا ويقال بينما بزيادة ميم فأصله بين قال الجوهري بينا فعلى أشبعت الفتحة فصارت ألفا وأصله بين قال وبينما بمعناه زيدت فيه ما تقول بينا نحن نرقبه إذا أتانا أي أتانا بين أوقات رقبتنا إياه والجمبل مما يضاف إليها أسماء الزمان كقولك أتيتك زمن الحجاج أمير ثم حذف المضاف الذي هو أوقات وولى الظرف الذي هو بين الجملة التي أقيمت مقام المضاف إليه وكان الأصمعي يخفض ما بعد بينا إذا صلح في موضعه بين وغيره يرفع ما بعد بينا وبينما على الابتداء والخبر
33(3/32)
باب الباء وحدها
قوله صلى الله عليه وسلم من توضأ فبها ونعمت هو حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما قال الترمذي وغيره هو حديث حسن قال الهروي قال الأصمعي قوله صلى الله عليه وسلم فبها أي فبالسنة أخذ قال وسمعت الفقيه ابا حامد الشاوكي يقول أراد فبالرخصة أخذ وذلك أن السنة الغسل يوم الجمعة فأضمر ولم يذكر الأزهري في شرح ألفاظ المختصر والخطابي في معالم السنن سوى قول الأصمعي حكاه عنه وقال صاحب الشامل معناه فبالفريضة أخذ ونعمت الخلة الفريضة قال الخطابي ونعمت الخصلة أو نعمت الفعلة أو نحو ذلك قال وإنما ظهرت الهاء التي هي علامة التأنيث لإظهار السنة أو الخصلة أو الفعلة وكذا قال الأزهري هذه التاء في نعمت هي تاء التأنيث قال ونعم ونعمت ضد بئس وبئست وهما في الأصل نعم ونعمت فخففا قلت وهذا هو المشهور في ضبطه نعمت بكسر النون وإسكان الميم وفتح الميم قال القلعي وغيره وروي ونعمت بفتح النون وكسر العين وإسكان العين وفتح التاء وروي ونعمت بفتح النون والميم وكسر العين على الأصل والله تعالى أعلم ومعنى قول الأصمعي فبالسنة أخذ أي بما جوزته السنة وجاءت به والله تعالى أعلم
فصل في أسماء المواضع
باب بني شيبة
مذكور في الوسيط والوجيز والروضة هو أحد أبواب المسجد الحرام زاده الله تعالى فضلا ويستحب الدخول منه لكل قادم سواء كان على طريقه أو لم يكن بلا خلاف بين أصحابنا بخلاف دخول مكة من ثنية كداء فإن فيه خلافا وكل هذا واضح في هذه الكتب بحمد الله تعالى والحكمة في الدخول من باب بني شيبة أنه في جهة باب وجه الكعبة والركن الأسود قوله في باب الحضانة من المهذب أن امرأة قالت يا رسول الله هذا ابني سقاني من بئر أبي عنبة هو عنبة بكسر العين المهملة وفتح النون واحدة العنب وهذه البئر على ميل من المدينة
بئر بضاعة
بضم الباء وكسرها لغتان مشهورتان ذكرهما ابن فارس في المجمل والجوهري وغيرهما والضم أشهر وأوضح وهي بالمدينة بديار بني ساعدة قيل هو اسم للبئر وقيل كان اسما لصاحبها فسميت باسمه
بئر رومة
ذكر في المهذب في باب الوقف أن عثمان بن عفان رضي الله تعالى
34(3/33)
عنه اشتراها ووقفها وهي بضم الراء وبعدها واو ساكنة ثم ميم ثم هاء وهي بئر معروفة بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام الحافظ أبو بكر الحازمي في كتابه المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن هذه البئر تنسب إلى رومة الغفاري قال أبو عبد الله بن منده رومة صاحب بئر رومة يقال إنه أسلم قال واشتراها عثمان رضي الله عنه بخمسة وثلاثين ألف درهم
بئر معونة
بالنون وهي قبل نجد بين أرض بني عامر وحرة بني سليم وكانت غزوتها في أول سنة أربع من الهجرة بعد أحد بأشهر وقتل بها خلق من فضلاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم وكان الجيش الذي حضرها أربعين من خيار المسلمين منهم المنذر بن عمرو بن خنيس المعتنق للموت ويقال المعتنق ليموت والحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعروة بن شماس بن أبي الصلت السلمي ورافع بن زيد بن ورقاء وعامر بن فهيرة فقتلوا كلهم إلا كعب بن زيد وعمرو بن أمية الضمري ذكره ابن الأثير في ترجمة المنذر بن عمرو
بدر
موضع الغزوة العظمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ماء معروف وقرية عامرة على نحو أربع مراحل من المدينة قال ابن قتيبة في كتابه المعارف بدر كانت لرجل يدعى بدرا فسميت باسمه قال أبو اليقظان كان بدر رجلا من بني غفار نسب الماء إليه وكانت وقعة بدر لسبع عشرة خلت من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة ثبت في الصحيحين من رواية البراء بن عازب أن عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر وفي صحيح مسلم كانوا ثلاثمائة وتسعة عشر من رواية عمر وثبت في البخاري عن ابن مسعود أن يوم بدر كان يوما حارا وكانت يوم الجمعة هذا هو المشهور وروى الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق في باب مولد النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد فيه ضعف أنها كانت يوم الاثنين قال والمحفوظ أنها كانت يوم الجمعة
البحرين
مذكور في باب صدقة المواشي من المهذب هو بفتح الباء وإسكان الحاء على صيغة تثنية البحر وهو اسم لإقليم معروف والنسبة إلى البحرين بحراني بنون قبل ياء النسب قال ابن فارس في المجمل البحرين بين البصرة وعمان
بخارى
مذكورة في الروضة في كتاب الأضحية هي بضم الباء وهي البلدة المشهورة بما وراء النهر وقد خرج منها من العلماء في كل فن خلائق لا يحصون ولها
35(3/34)
تاريخ مشهور ومن أعلام أهلها الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح
بزاخة
مذكورة في باب الردة من المهذب وهي بضم الباء وتخفيف الزاي والخاء المعجمة وهو موضع قال صاحب مطالع الأنوار هو موضع بالبحرين قال وقال الأصمعي هو ماء لطي وقال الشيباني ماء لبني أسد
بصرى
بضم الباء مدينة حوران فتحت صلحا في شهر ربيع الأول لخمس بقين منه سنة ثلاث عشرة وهي أول مدينة فتحت بالشام ذكره كله ابن عساكر وردها النبي صلى الله عليه وسلم مرتين
البصرة
بفتح الباء البلدة المشهورة مصرها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيها ثلاث لغات فتح الباء وضمها وكسرها حكاهن الأزهري أفصحهن الفتح وهو المشهور ويقال لها البصيرة بالتصغير وتدمر والمؤتفكه لأنها اؤتفكت بأهلها في أول الدهر أي انقلبت قاله صاحب المطالع قال أبو سعيد السمعاني يقال للبصرة قبة الإسلام وخزانة العرب بناها عتبة بن غزوان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة سبع عشرة وسكنها الناس سنة ثماني عشرة ولم يعبد الصنم قط على أرضها كذا قاله لي أبو الفضل عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية الواعظ بالبصرة هكذا كلام السمعاني والنسبة إلى البصرة بصرى بكسر الباء وفتحها وجهان مشهوران ولم يقولوه بالضم وإن ضمت البصرة على لغة لأن النسب مسموع والبصرة داخلة في سواد العراق وليس لها حكمه كذا قاله الشيخ أبو إسحاق في المهذب وغيره من أصحابنا
البطحاء
مذكورة في باب استقبال القبلة من المهذب هي بطحاء مكة وهو بفتح الباء وبالخاء المهملة وبالمد وهي الأبطح وقد تقدم بيانه في حرف الهمزة
بطن نخل
الذي صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف مذكور في باب صلاة الخوف من الوسيط ونخل بفتح النون وإسكان الخاء المعجمة وهو مكان من نجد من أرض غطفان هكذا قاله صاحب المطالع والجمهور وقال الحازمي بطن نخل قرية بالحجاز ولا مخالفة بينهما
بغداذ
قال أبو سعيد السمعاني في كتابه الأنساب ب البغداذي بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الغين المعجمة وفتح الدال المهملة وفي آخرها الذال المعجمة وهذه نسبة إلى بغداذ وإنما سميت بهذا الاسم لأن كسرى أهدى إليه خصي من المشرق
36(3/35)
فأقطعه بغداذ وكان لهم صنم يعبدونه بالمشرق يقال له البغ فقال بغداذ يقول أعطاني الصنم قال والفقهاء يكرهون هذا الاسم من أجل هذا وسماها أبو جعفر المنصور مدينة السلام لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام وروي أن رجلا ذكر عند عبد العزيز بن أبي رواد بغداذ فسأله عن معنى هذا الاسم فقال بغ بالفارسية صنم وداذ عطيته وكان ابن المبارك يقول لا يقال بغداذ يعني بالذال المعجمعة فإن بغ شيطان وداذ عطيته وأنهما شرك ولكن يقول بغداد يعني بالدالين المهملتين وبغدان كما تقول العرب وكان الأصمعي لا يوقل بغداذ وينهي عن ذلك ويقول مدينة السلام لأنه سمع في الحديث أن بغ صنم وداذ عطيته بالفارسية كأنها عطية الصنم وكان أبو عبيدة وأبو زيد يقولان بغداذ وبغداد ومغدان وبغدان جميعها راجع إلى أنه عطية الصنم وقيل عطية الملك وقال بعضهم إن بغ بالعجمية بستان وداذ اسم رجل يعني بستان داذ والله أعلم هذا آخر كلام السمعاني وذكر الخطيب البغدادي هذا كله بمعناه في اول تاريخ بغداذ وزاد عن ابن الأنباري قال من العرب من يقول بغدان بالباء والنون ومنهم من يقول بغداد بالباء والدالين قال ابن الأنباري وهاتان اللغتان هما السائرتان في العرب المشهورتان قال ابن الأنباري قال اللحياني وبعضهم يقول بغذاذ يعين بالذالين المعجمتين وهي أشذ اللغات وأقلها قال ابن الأنباري وبغداد في جميع اللغات تذكر وتؤنث فيقال هذه بغداد وهذا بغدان وقال الفتح الهمداني في كتابه الاشتقاق في حرف الزاي ومن أسماء بغداد الزوراء
البقيع
المذكور في الجنائز هو بقيع الغرقد مدفن أهل المدينة وهو بالباء وهو البقيع المذكور في قوله كنا نبيع الإبل في البقيع بالدراهم فنأخذ الدنانير وأما وقول الشيخ عماد الدين بن باطيش لم أجد أحدا ضبط البقيع في هذا الحديث وأن الظاهر أنه كان يبيع بالنقيع بالنون فإنه أشبه بالبيع من البقيع الذي هو مدفن فليس كما قال بل هو البقيع بالباء وهو المدفن ولم يكن في ذلك الوقت كثرت فيه القبور وأما قول الشيخ أبي عبد الله محمد بن معن في كتابه ألفاظ المهذب أنه بالياء قال وقيل هو بالنون فالظاهر أن حكايته النون عن ابن باطيش وأما المذكور في إحياء الموات في الحمى فهو النقيع بالنون هذا هو المشهور الذي قاله الجمهور من اللغويين والمحدثين وغيرهم وقال بعض أهل اللغة هو بالباء حكاه صاحب مطالع الأنوار وسيأتي بيانه في النون إن شاء الله تعالى
37(3/36)
بكة
زادها الله شرفا جاء ذكرها في القرآن العزيز بكة ومكة بالباء والميم فقال جماعات من العلماء هما لغتان بمعنى واحد وقال آخرون هما بمعنيين واختلفوا على هذا فقيل مكة الحرم كله وبكة بالباء المسجد خاصة حكاه الماوردي في الأحكام السلطانية عن الزهري وزيد بن سالم وقيل مكة اسم للبلد وبكة اسم للبيت حكاه الماوردي عن النخعي وغيره وقيل مكة البلد وبكة البيت وموضع الطواف سميت بكة لازدحام الناس بها يبك بعضهم بعضا أي يدفعه في زحمة الطواف
البويرة
مذكورة في باب السير من المهذب في قطع أشجار الكفار هي بضم الباء وفتح الواو وبالراء المهملة وهي نخل بقرب المدينة
البيت
اسم علم للكعبة زادها الله تعالى تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة ويقال البيت الحرام كما قال الله تعالى {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس}
حرف التاء
تبع
قال الزجاج وغيره يقال تبع الشيء وأتبعه بمعنى قال الله تعالى {فأتبعهم فرعون}
تبل
ذكر في الروضة في أوله باب الربا التوابل توابل قدر الطبخ هو بفتح أول وكسر الباء الموحدة بعد الألف وهو جمع وواحدة تابل وتابل بكسر الباء وفتحها لغتان ذكره الجوهري قال قال أبو عبيد يقال منه توبلت القدر
تبن
التبن معروف والتبان مذكور في باب الكفن وباب الإحرام بالحج من المهذب هو بضم التاء وتشديد الباء وهو سراويل قصير جدا وقال الجوهري هو مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط يكون للملاحين
تجر
التجارة تقليب المال وتصريفه لطلب النماء ويقال منها أتجر يتجر ويقال تجر يتجر تجرا وتجارة والجمع تجار كصاحب وصحاب ويقال أيضا تجار كفاجر وفجار وقوله في آخر باب زكاة الزرع من المهذب يجب العشر والخراج ولا يمنع أحدهما الاخر كأجرة المتجر وزكاة التجارة فالمتجر بفتح الميم وإسكان التاء وفتح الجيم والمراد به المخزن وكذا صرح به صاحب المهذب في كتابه في الخلاف فقال كأجرة المخزن وكذا ذكر غيره من أصحابنا
ترب
التراب معروف والصحيح المشهور الذي قاله الإمام الفراء والمحققون أنه
38(3/37)
جنس لا يثنى ولا يجمع ونقل أبو عمرو الزاهد في شرح الفصيح عن المبرد أنه قال هو جمع واحدته ترابة والنسبة إلى التراب ترابي وذكر أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب في التراب خمس عشرة لغة فقال يقال تراب وتورب يعني على مثال جعفر وتوراب وتيرب بفتح أولهما والإثلب والأثلب الأول بكسر الهمزة واللام والثاني بفتحهما والثاء مثلثة فيهما ومنه قولهم بفيه الأثلب وهو الكثكث بفتح الكافين وبالثاء المثلثة المكررة والكثكث بكسر الكافين والدقعم بكسر الدال والعين والدقعاء بفتح الدال والمد والرغام بفتح الراء والغين المعجمة ومنه أرغم الله تعالى أنفه اي الصقه بالرغام وهو البرا مقصور مفتوح الباء الموحدة كالعصا والكلخم بكسر الكاف والخاء أيضا المعجمة وإسكان اللام بينهما والكملخ بكسر الكاف واللام وإسكان الميم بينهما والخاء أيضا معجمة والعثير بكسر العين المهملة وإسكان الثاء المثلثة وبعدها مثناة من تحت مفتوحة قوله صلى الله عليه وسلم عليك بذات الدين تربت يداك مذكور في نكاح المهذب وقوله صلى الله عليه وسلم فأين الشبه تربت يمينك مذكور في الغسل من الوسيط معناه في الأصل أفتقرت يداك أي افتقرت وأضيفت إلى اليد لأن غالب الاكتساب والتصرفات تكون بها ثم إن العرب استعملت هذ اللفظة في كلامها غير مريدة معناها في الأصل ولا تقصد بها الدعاء بوقوع الفقر بل مرادهم إيقاظ المخاطب بذلك المذكور لعيتني به ولهذا نظائر كثيرة في كلامهم والله تعالى أعلم هذا هو الصحيح الذي قاله المحققون وقال بعض العلماء معناه خبت وافتقرت إن لم تفعل ما أرشدتك إليه قال الزجاج يقال تربت الكتاب بالتخفيف وأتربته لغتان أي جعلت عليه التراب
ترجم
الترجمة بفتح التاء والجيم وهي التعبير عن لغة بلغة أخرى يقال منه ترجم يترجم ترجمة فهو مترجم وهو الترجمان بضم التاء وفتحها لغتان والجيم مضمومة فيهما والتاء في هذ اللفظة أصلية ليست بزائدة والكلمة رباعية وغلطوا الجوهري رحمه الله في جعله التاء زائدة وذكره الكلمة في فصل رجم
تعس
قال الزجاج يقال تعسه الله تعالى وأتعسه لغتان
تعتع
التعتة الحركة العنيفة وقد تعتعه والتعتعة أن يعي بكلامه من حصر وعي وقد تعتع في كلامه وتعتعه العي وتعتعة الدابة ارتطامها في الرمل ونحوه
39(3/38)
تقن
قال أهل اللغة إتقان الأمر إحكامه وقد أتقن الرجل الشيء يتقنه إتقانا ورجل تقن بكسر التاء وإسكان القاف أي حاذق وقوله في إحياء الموات من المهذب وحريم النهر ملقى الطين وما يخرج منه من التقن هو بكسر التاء وإسكان القاف قال ابن فارس في المجمل التقن الطين والحمأ
تمر
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه وهو مذكور في باب السلم من المهذب ولكن أبيعك تمرا معلوما فقوله تمرا هو بالتاء المثناة لا بالثاء المثلثة وهذا الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه بمعناه قال الشيخ أبو محمد الجويني في كتاب الزكاة من كتابه الفروق كنت بالمدينة فدخل علي بعض أصدقائي فقال كنا عند الأمير فتذاكروا أنواع تمر المدينة فبلغت أنواع الأسود ستين نوعا ثم قالوا وأنواع الأحمر فبلغت هذا المبلغ
تمم
قولهم اللهم رب هذه الدعوة التامة هي دعوة الأذان قال صاحب المطالع معنى الدعوة التامة الكلمة الكاملة وكمالها أن الأذان دعاء إلى طاعة الله تعالى وفلاح في الآخرة ونعيم دائم وثواب كامل هذا كلامه وهذا لما اشتمل عليه الأذان من التوحيد والإقرار بالنبوة والأذكار وغيرها من الخيرات يقال تم الشيء وتممته وأتممته لغتان يقال تم الله عليك نعمته وأتمها أي اسبغها قاله الزجاج
تنا
قوله في التنبيه في النكاح بنت تاجر وأتأن هكذا هو في النسخ بنون منونة وهو لحن بلا خلاف وصوابه تأنى بالتاء والهمز وهذا لا خلاف فيه بين أهل اللغة قال أهل اللغة يقال تنأت بالبلد إذا قطنته قال ابن فارس والجوهري ومنه التأني قال الجوهري وجمعه تناء بالضم وتشديد النون والمد كفاجر وفجار والأسم التناءة
تور
قولهم فعل الشيء تارة أخرى أي مرة أخرى قال الواحدي قال الليث الألف في تارة واو وجمعها تير وتارات قال والفعل أترت الشيء أي أعدته تارة وتارتين وتيرا قال الجوهري وربما قالوا تار بحذف الهاء قال الراجز بالويل تارا والثبور تارا قال ويقال أتار إذا أعاد مرة بعد أخرى
توز
قوله في أوائل البيع من الوسيط في مسائل بيع الغائب الفأرة من المسك كالمسح من التوزي وهو بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الواو المفتوحة وبالزاي وهي نسبة إلى توز بلدة من بلاد فارس مما يلي الهند كذا قيدها السمعاني والحازمي ومن لا
40(3/39)
يحصى من العلماء ولا خلاف فيه قال السمعاني والحازمي وغيرهما ويقال فيها أيضا توج بالجيم
تير
قوله في الوسيط في أول كتاب الجراح لو ألقاه في تيار البحر هو بفتح التاء وتشديد الياء قال أهل اللغة هو موج البحر ولو قال صاحب الكتاب ألقاه في البحر لكان أعم وأحسن
فصل في أسماء المواضع
تبوك
مذكورة في باب المسح على الخفين من المهذب هي بفتح التاء وضم الباء وهي في طرف الشام صانه الله تعالى من جهة القبلة وبينها وبين مدينة النبي صلى الله عليه وسلم نحو أربع عشرة مرحلة وبينها وبين دمشق أحدى عشرة مرحلة وكانت غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك سنة تسع من الهجرة ومنها راسل عظماء الروم وجاء إليه صلى الله عليه وسلم من جاء وهي آخر غزواته بنفسه قال الأزهري أقام النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك بضعة عشر يوما والمشهور ترك صرف تبوك للتأنيث والعلمية ورويته في صحيح البخاري في حديث كعب في أواخر كتاب المغازي عن كعب ولم يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوكا هكذا هو في جميع النسخ تبوكا بالألف تغليبا للموضع
تستر
مذكور في باب قتل المرتد في المهذب وهي بتاءين مثناتين من فوق الأولى مضمومة والثانية مفتوحة بينهما سين مهملة ساكنة وهي مدينة مشهورة بخورستان
تكريت
بفتح التاء مدينة معروفة بالعراق قال أبو الفتح الهمداني هي تفعيل من قولهم حول كريت أي تام كامل فسميت بذلك لتكامل الأشياء المطلوبة بها
التنعيم
بفتح التاء هو عند طرف حرم مكة من جهة المدينة والشام على ثلاثة أميال وقيل أربعة من مكة سمي بذلك لأن عن يمينه جبلا يقال له نعيم وعن شماله جبلا يقال له ناعم والوادي نعمان وقوله في التنبيه الأفضل أن يحرم بالعمرة من التنعيم مما أنكروه عليه والصواب أن يقول يحرم من الجعرانة فإن لم يكن فمن التنعيم وهكذا قاله هو في المهذب والأصحاب قالوا وبعد التنعيم الحديبية وإنما ذكرت التنعيم هنا وإن كانت التاء زائدة مراعاة للفظ كما قدمت الاعتذار عنه في الخطبة ونقل الأزرقي عن عطاء بن أبي رباح أنه قال الموضع الذي اعتمرت منه عائشة رضي الله تعالى عنها هو وضع المسجد وراء الأكمة
41(3/40)
تهامة
مذكورة في الكتب في بابي الحيض والزكاة وفي مواقيت الحج وكتاب الجزية من المهذب هي بكسر التاء وهي اسم لكل مانزل عن نجد من بلاد الحجاز ومكة من تهامة قال ابن فارس في المجمل سميت تهامة من التهم يعني بفتح التاء والهاء وهو شدة الحر وركود الريح وقال صاحب المطالع سميت بذلك لتغير هوائها يقال تهم الدهر إذا تغير وذكر الحافظ الحازمي في المؤتلف أنه يقال في جمع أرض تهامة تهائم
تيماء
بفتح التاء وبالمد بلدة معروفة بين الشام والمدينة على نحو سبع أو ثمان مراحل من المدينة قال أبو الفتح الهمداني هي فعلى من التيم قال والتيم في العربية العبد ومنه قولهم تيم الله أي عبد الله وقد تيمه الحب أي استعبده فكأنه هذه الأرض قيل لها تيماء لأنها مذللة معبدة
حرف الثاء
ثدي
الثدي بفتح الثاء يذكر ويؤنث لغتان مشهورتان والتذكير أشهر ولم يذكر الفراء وثعلب غيره فممن ذكر اللغتين ابن فارس والجوهري واستعمله في التنبيه مؤنثا في قوله وإن جنى على الثدي شلت فأثبت الثاء في فشلت وجمعه أثد كأيد وثدي وثدي بضم الثاء وكسرها والدال مكسورة معهما والياء فيهما مشددة وقال الجوهري الثدي للمرأة والرجل قال ابن فارس الثدي للمرأة ويقال لذلك من الرجل ثندوة بفتح الثاء بلا همز وثندؤة بالضم والهمز فأشار إلى تخصيصه وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رجلا وضع ذباب سيفه بين ثدييه
ثرى
قال الزجاج ثرى القوم وأثروا كثرت أموالهم وثرى المكان وأثرى إذا ندى بعد يبس وكثر فيه الندى
ثغر
قولهم أهم المصالح سد الثغور وهو جمع ثغر بفتح الثاء وإسكان الغين وهو الطرف الملاصق من بلاد المسلمين بلاد الكفار ومنه قولهم في باب الوقف وقف على ثغر طرسوس والمراد بسد الثغور الأنفاق على الأجناد ونحوهم من المقيمين لحفظها قولهم قلع سن صبي لم يثغر هو بضم الياء وإسكان الثاء المثلثة وفتح الغين يقال ثغر الصبي بضم الثاء وكسر الغين يثغر فهو مثغور كضرب يضرب فهو مضروب إذا سقطت رواضعه فإذا نبتت قيل أتغر بناء مثناة فوق مشددة على مثال
42(3/41)
اتغرر قلبت الثاء تاء ثم أدغمت وقولهم لا تقلع سن البالغ الذي لم يثغر قال الرافعي المراد منه المثغور وغير المثغور وجرى ذكر الصبي والبالغ على العادة الغالبة في الحالين
ثلث
قوله صلى الله عليه وسلم لا تصروا الغنم فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها ثلاثا الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم ثلاثا معناه ثلاثة أيام وقد جاء في صحيح مسلم التصريح بذلك فقال من ابتاع مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام رواه كذلك من طريقين مع أنه ظاهر لأن بعض الناس توهم أن المراد ثلاث حلبات وهذا خطأ وحديث المصراة هذا ثابت متفق على صحته أخرجه البخاري ومسلم وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام على الباقي من ألفاظه ولا يقال لو كان المراد الأيام لقال ثلاثة ولم يقل ثلاثا كما توهم بعض الجهلة فإن لغة العرب أنهم إذا لم يذكروا الأيام حذفوا الهاء وإن كان المراد الأيام يقولون صمنا عشرا وسرنا خمسا وسيأتي بيان هذا إن شاء الله في حرف السين من قوله من صام رمضان فأتبعه بست من شوال
ثمر
في حديث سهل بن أبي خيثمة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر بالتمر الأول بالثاء المثلثة والثاني بالمثناة
ثمن
قال الأزهري قال الليث ثمن كل شيء قيمته قال قال الفراء إذا اشتريت ثوبا بكساء أيهما شئت تجعله ثمنا لصاحبه لأنه ليس من الأثمان وما كان ليس من الأثمان مثل الرقيق والدور وجميع العروض فهو على هذا تدخل الباء في أيهما شئت فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثمن لأن الدراهم ثمن أبدا والباء إنما تدخل في الأثمان فإذا اشتريت أحد هذين يعني الدنانير أو الدراهم وأتيت بصاحبه أدخلت الباء في أيهما شئت لأن كل واحد منهما في هذا الموضع مبيع وثمن هذا ما ذكره الأزهري عن الفراء قال الهروي أيضا الثمن قيمة الشيء وقال صاحب المحكم الثمن ما استحق به الشيء قال والجمع أثمان وأثمن لا يتجاوز به أدنى العدد وقد أثمنه بسلعته وأثمن له قال صاحب المحكم الثمن والثمن والثمين من الأجزاء معروف وهي الأثمان والثمانية من العدد معروف أيضا يقال ثمان على لفظ يمان وليس بنسب وقد جاء في الشعر غير مصروف حكاه سيبويه وقال أبو علي الفارسي
43(3/42)
الف ثمان للنسب وحكى ثعلب ثمان في حال الرفع قال الأزهري قال أبو حاتم عن الأصمعي يقال ثمانية رجال وثماني نسوة ولا يقال ثمان وقال هن ثماني عشرة امرأة مفتوحة الياء وهما اسمان دعلا اسما واحدا فتحت أواخرهما وكذلك رايت ثماني عشرة امرأة ومررت بثماني عشرة امرأة
ثوب
قال الزجاج يقال ثاب إلى الرجل جسمه إثابة أي رجع بعد النحول
ثوى
قال الزجاج قال أبو عبيدة وأبو الخطاب يقال ثوى الرجل بالمكان وأثوى أي اقام به والله تعالى أعلم
فصل في أسماء المواضع
ثبير
المذكور في صفة الحج هو بثاء مثلثة مفتوحة ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ثم راء وهو جبل عظيم بالمزدلفة على يسار الذاهب منها إلى منى وعلى يمين الذاهب من منى إلى عرفات فهذا هو المراد في مناسك الحج وللعرب جبال أخرى يسمى كل واحد منها ثبير قال أبو الفرج الهمداني كان محمد بن الحسن يقول إن في العرب أربعة أجبال اسم كل واحد منها ثبير وكلها حجازية
ثنية كدي
تأتي في الكاف إن شاء الله تعالى
حرف الجيم
جبب
وقوله في أول كتاب الحج من المهذب لقوله صلى الله عليه وسلم الإسلام يجب ما قبله صحيح وهو حديث رواه مسلم في صحيحه من رواية عمرو بن العاصي في حديث طويل ولفظه في مسلم الإسلام يهدم ما قبله والذي وقع في المهذب يجب بالجيم والباء الموحدة وروينا في كتاب الأنساب للزبير بن بكار يحت بالحاء والتاء المثناة وهو صحيح أيضا بمعنى الأول والله تعالى أعلم وفي الحديث الآخر التوبة تجب ما قبلها ذكره في آخر باب قطع الطريق والجب في اللغة القطع والمجبوب المقطوع ذكره وهو أقسام مقطوع كله وبعضه وله تفاصيل وأحكام معروفة في كتب المذهب والجبة من الثياب معروفة جمعها جباب وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه في قصة حمزة والشرب خرج إلى الناقتين فاجتب أسنمتهما وفي رواية فجب وفي رواية للبخاري فأجب وهي غريبة ويقال جب ذكره وأجبه
44(3/43)
جبر
وقد قال الشافعي رضي الله تعالى عنه في باب الرضاع إذا بلغ الموقوف جبر على الانتساب أي قهر وأكره وأنكر هذا عليه جماعة قالوا إنما يقال أجبر وهذا الإنكار غلط نقل البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي عن الفراء والمبرد أنه يقال أجبرته وجبرته بمعنى أكرهته وقال الخليل في كتابه العين الجبر الإكراه وذكر الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت أنه يقال جبرت الرجل على الأمر وأجبرته أي أكرهته
جدد
قوله في المهذب في اول باب التكبير في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج في العيدين مع الفضل بن العباس إلى قوله ويأخذ طريق الحدادين وهذا الحديث أخرجه البيهقي في سننه بإسناد ضعيف ورويناه في سنن البيهقي الجدادين بالجيم والحدادين بالحاء المهملة معا وضبطناه في المهذب على شيخنا كمال الدين سلار رحمه الله تعالى بالحاء وذكره ابن البرزي في كتابه في ألفاظ المهذب وغيره ممن صنف في ألفاظ المهذب بالجيم وبالحاء جميعا والله تعالى أعلم
قوله في الجنائز من المهذب في حديث فاطمة رضي الله تعالى عنها فلبست ثيابا جددا هو بضم الدال لجمع جديد كسرير وسرر وشبهه هذه هي اللغة المشهورة قال جماعات من أهل اللغة لا يجوز أن يقال جدد بفتح الدال وأنكر هذا المحققون من أهل النحو والتصريف واللغة قالوا يجوز الفتح على التخفيف وكذلك بفتح الراء من سرير وما أشبهه مما يكون الحرف الثاني والثالث منه واحدا وقد ذكرت ذلك أيضا في حرف السين ونقلت أقوال أهل اللغة فيه وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والعتاق هكذا وقع هذا الحديث في الوسيط وكذا وقع في بعض نسخ المهذب وفي بعضها والرجعة بدل العتاق وهذا هو الصواب وهكذا رواه أئمة الحديث النكاح والطلاق والرجعة رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم قال الترمذي هو حديث حسن وقوله في دعاء الاستفتاح وتعالى جدك مفتوح الجيم أي ارتفعت عظمتك وقيل المراد بالجد الغنى وكلاهما حسن ولم يذكر الخطابي إلا العظمة ومنه قوله تعالى إخبارا عن الجن {وأنه تعالى جد ربنا} أي عظمته وقوله ولا ينفع ذا الجد منك الجد هو بفتح الجيم فيهما على الصحيح المشهور وحكى ابن عبد البر وجماعة كسر الجيم أيضا قال الزجاج يقال جد في الأمر وأجد إذا ترك الهوينى قال ومنه جاد مجد
45(3/44)
جدل
الجدل والجدال والمجادلة مقابلة الحجة بالحجة وتكون بحق وباطل فإن كان للوقوف على الحق كان محمودا قال الله تعالى {وجادلهم بالتي هي أحسن} النحل وإن كان في مرافعة أو كان جدالا بغير علم كان مذموما قال الله تعالى {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} غافر وأصله الخصومة الشديدة وسمي جدلا لأن كل واحد منهما يحكم خصومته وحجته إحكاما بليغا على قدر طاقته تشبها بجدل الحبل وهو إحكام فتله يقال جادله يجادله مجادلة وجدالا وعلى هذا التفصيل الذي ذككرته ينزل ما جاء في الجدل من الذم والإباحة والمدح وقد ذكر الخطيب في كتابه كتاب الفقيه والمتفقة جميع ما جاء في الجدل ونزله على هذا التفصيل وبين ذلك أحسن بيان وكذلك ذكره غيره وقد صار الجدل علما مستقلا وصنفت فيه كتب لا تحصى وممن صنف فيه الشيخان صاحبا هذه الكتب أبو إسحاق والغزالي وكتاباهما معروفان وأول من صنف فيه أبو علي الطبري ذكر في المهذب في باب العقيقة أن في الحديث أنها تطبخ جدولا وهو بضم الجيم والدال وهو الأعضاء وأحدها جدل بفتح الجيم وإسكان الدال فمعنى الحديث أنها تفصل أعضاؤها ولا تكسر وذكر في باب المياه في الوسيط الجدول وهو بفتح الجيم وإسكان الدال وفتح الواو وهو النهر الصغير
جدي
الجدي بفتح الجيم قال الأزهري في باب العين والياء من تهذيب اللغة قال أبو عمرو العبعب بالفتح الجدي وقال ابن الأعرابي وهو العبعب يعني بضم العينين والعطعط والعريض والأمر والهلع والطلى واليعمور والبيعر والرعام والقرام والدغال واللساد قال صاحب المحكم في باب العين والخاء واللام الخالع اسم للجدي
جذم
قوله في باب الأذان من المهذب جذم حائط هو بكسر وإسكان الذال المعجمة وهو أصل الحائط قال أهل اللغة جذم الشيء أصله
جرب
الجريب المذكور في باب خراج السواد هو بفتح الجيم وكسر الراء قال الأزهري في تهذيب اللغة الجريب من الأرض مقدار معلوم المساحة وهو عشرة اقفزة كل قفيز منها عشرة أعشر فالقفيز جزء من مائة جزء من الجريب قال قال الليث وجمع جريب الأرض جربان والعدد أجربة
46(3/45)
جرثم
قوله في الوسيط في كتاب الخراج في مسائل الإكراه على القتل لو أكره إنسانا على أن يرمي على طلل غرفة فرمى المكره إنسانا يظنه الرامي جرثومة الجرثومة هنا بضم الجيم والثاء المثلثة هي شيء مجتمع من تراب أو أحجار أو نحوها قال الجوهري يقال تجرثم الشيء واجرنثم إذا اجتمع
جرد
قال أهل اللغة رجل أجرد بين الجرد بفتح الجيم والراء لا شعر عليه والجمع جرد وفرس أجرد إذا رق شعره وأرض جردة وفضاء أجرد لا نبات فيه والجمع أجارد قال الجوهري والجريد الذي تجرد عنه الخوص ولا يسمى جريدا ما دام عليه الخوص وإنما يسمى سعفا الواحدة جريدة وكل شيء جردته عن شيء فقد جردته عنه والمقشور المجرود وما قشر عنه جرادة ورجل جارود أي مشؤوم وسنة جارود أي شديدة المحل ويقال جريدة من خيل للجماعة جردت عن باقي الجيش لوجه وعام جريد أي تام قال الكسائي ما رأيته مذ اجردان أو مذ جريدان أي يومان أو شهران ويقال فلان حسن الجردة والمجرد والمتجرد كقولك حسن العرية والمعرى وهما بمعنى والجردة بالفتح البردة المتجردة الخلق والتجريد التعرية من الثياب وتجريد السيف انتضاؤه والتجرد التعري وتجرد للأمر اي جد فيه وانجرد بنا السير أي امتد وطال وانجرد فيه الثوب انسحق ولأن الجراد معروف الواحدة جرادة قال الجوهري تقع الجرادة على الذكر والأنثى والجراد اسم جنس كالبقر والبقرة وجردت الأرض فهي مجرودة أي أكل الجراد نبتها قولهم تصريف الجريد مذكور في حرف الصاد وأما قوله في الوجيز في المساقاة ويلزمه تصريف الجرين ورد الثمار إليه فهكذا هو في النسخ الجرين بالنون وقد أنكره عليه بعض الأئمة وقال إنما قال الشافعي رحمه الله تعالى وتصريف الجريد بالدال قال والصواب أن يقال وتصريف الجريد وتسوية الجرين ورد الثمار إليه وأجاب الرافعي عنه فقال قد علم أن التجفيف قد يحوج إلى تسوية الجرين وحمل التصريف على التسوية ليس ببعيد ولا ضرورة إلى تغليط صاحب الكتاب وغايته أن يكون تصريف الجريد مسكوتا عنه
جرس
الجاورس المذكور في زكاة النبات هو بفتح الواو وإسكان الراء وهو حب صغار شبيه بالذرة إلا أنه أصغر منها واصله كالقصب أقصر ساقا من الذرة وهو معرب
47(3/46)
جرن
الجرين بفتح الجيم وكسر الراء هو الموضع الذي يجفف فيه الثمار قال الجوهري هو الجرين والجرن بضم الجيم وإسكان الراء وجرن الثوب جرونا إنسحق ولان فهو جارن وكذلك الزرع والجرن الأرض الغليظة وقوله في المساقاة من الوجيز ويلزم العالم تصريف الجرين هكذا هو بالنون وقد سبق بيانه في فصل جرد
جرو
قال أهل اللغة الجرو والجرو والجرو بكسر الجيم وضمها وفتحها ثلاث لغات هو ولد الكلب والسباع والجمع أجر وجرأ وجمع الجرأ أجرية قال الجوهري والجرو والجروة يعني بكسرهما هو الصغير من القثاء وكذلك جر الحنظل والرمان وكلبة مجرو ومجرية أي معها جراؤها
جزر
الجزر الذي يؤكل بفتح الجيم والزاي الواحدة جزرة بفتحهما ويقال جزر في الجمع وجزرة في الواحدة بكسر الجيم وفتح الزاي قاله في المحكم وغيره وقال في المحكم قال ابن دريد لا أحسبها عربية وقال أبو حنيفة أصله فارسي
جزيرة العرب
قد ذكر في المهذب حدها والاختلاف فيه قال صاحب المحكم إنما سميت بذلك لأن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحاطوا بها والجزيرة أرض بنجزر عنها الماء والجزور بفتح الجيم من الإبل قال الجوهري يقع على الذكر والأنثى وهي تؤنث والجمع الجزر قال صاحب المحكم الجزور الناقة الجزورة والجمع جزائر وجزر وجزرات جمع الجمع كطرق وطرقات قال الجوهري جزرت الجزور أجزرها بالضم واجتزرتها إذا نحرتها وجلدتها قال والمجزر بكسر الزاي موضع جزرها
جزف
الجزاف بيع الشيء واشتراؤه بلا كيل ولا وزن وهو يرجع إلى المساهلة قاله في المحكم قال وهو دخيل وقال الجوهري هو فارسي معرب وذكره الجوهري بكسر الجيم وجدته كذا مضبوطا في نسخة معتمدة وكذلك نص عليه غير واحد من الأئمة منهم صاحب مطالع الأنوار وذكره صاحب المحكم بكسر الجيم وفتحها قال وهو الجزافة أيضا قال الجوهري أخذته مجازفة وجزافا ورأيته مضبوطا في نسخسة معتمدة من تهذيب اللغة للأزهري عليها خط الأزهري قال يقال
48(3/47)
جزاف وجزاف ضبط الأول بالكسر والثاني بالضم فحصل ثلاث لغات كسر الجيم وفتحها وضمها والله تعالى أعلم
جزى
والجزية بكسر الجيم جمعها جزى بالكسر أيضا كقربة وقرب ونحوه وهي مشتقة من الجزاء كأنها جزاء إسكاننا إياه في دارنا وعصمتنا دمه وماله وعياله وقيل هي مشتقة من جزي يجزى إذا قضى قال الله تعالى {واتقوا يوما لا تجزي} أي لا تقضي
جسق
قوله في المهذب في باب حد السرقة وإن سرق من البيوت التي في غير العمران كالجواسق التي في البساتين هي جمع جوسق بفتح الجيم وإسكان الواو وفتح السين المهملة وهو القصر كذا قاله الجوهري وغيره قال ابن الجواليقي وغيره هو فارسي معرب قال أهل اللغة لم تجتمع الجيم والقاف في كلمة من كلام العرب وإنما يجتمعان في المعرب قال الجوهري أو في حكاية صوت
جسم
قال الجوهري قال أبو زيد الجسم الجسد وكذلك الجسمان والجثمان وقال الأصمعي الجسم والجسمان الجسد والجثمان الشخص وقد جسم الشيء بالضم أي عظم فهو جسيم وجسام قال أبو عبيدة تجسمت فلانا من بين القوم أي اخترناه كأنك قصدت جسمه وتجسم من الجسم والأجسم الأعظم وأما الجسم الذي يطلقه المتكلمون فهو ماتركب من جزءين فصاعدا والجوهر الفرد ما تحيز والعرض ما قام به الجسم أو بالجسم أو بالجوهر لا غنى به عنه متحركا كان أو ساكنا وقد اختلفوا في إثبات الجوهر الفرد قالوا وهذه الأقسام الثلاثة هي جملة المخلوقات لا يخرج عنها شيء منها والله سبحانه وتعالى منزه عن جميعها وعن كل واحدة منها ويستحيل ذلك عليه سبحانه وتعالى
جيس
قوله في باب بيع الأصول والثمار من المهذب إن كانت الثمرة مما يقطع بسرا كالجيسوان هو بجيم مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم سين مهملة مفتوحة ثم واو ثم ألف ثم نون وهو جنس من البسر اسود اللون نخلته غليظة الجذع طويلة العنق أطول النخل عقنا طويلة الجريد والخوص كثيرة السعف قائمته دقيقة الشوك مزدوجة الشوك طويلة العرجون والشمراخ وبسرتها تؤكل حمراء أو خضراء فإذا رطبت فسدت وقيل إنها نخلة مريم عليها السلام
49(3/48)
جعر
قوله في باب السلم من الوسيط ولو أسلم في الرديء لم يجز إلا في رداءة النوع كالجعرور هو بضم الجيم والراء المهملة وبينهما عين ساكنة مهملة وهو رديء التمر قال الأزهري قال الأصمعي الجعرور ضرب من الدقل يحمل شيئا صغارا لا خير فيه قال ابن فارس قال أبو عبيدة الجعرور الدقل
جعل
وأما قولهم باب الجعالة فهي بكسر الجيم وأصلها في اللغة وفي اصطلاح العلماء ما يجعل للإنسان على شيء يفعله ومثلها الجعل والجعيلة وصورتها أن يقول من رد عبدي الآبق أو دابتي الضالة أونحوهما فله كذا وهو عقد صحيح للحاجة وتعذر الإجارة في أكثره
جفر
قولهم في جزاء الصيد في ليربوع جفرة وفي الأرنب عناق الجفرة بفتح الجيم وإسكان الفاء قال أهل اللغة هي الأنثى من ولد المعز تفطم وتفصل عن أمها فتأخذ في الرعي وذلك بعد أربعة أشهر والذكر جفر وأما العناق فهي الأنثى من ولد المعز من حين يولد إلى أن يرعى قال الرافعي هذا معناهما في اللغة قال لكن يجب أن يكون المراد بالجفرة هنا ما دون العناق فإن الأرنب خير من اليربوع وقال عياض في حديث أم زرع قال ابن الأنباري وابن دريد الجفرة من أولاد الضأن وقال أبو عبيدة وغيره من أولاد المعز قوله في مختصر المزني يقول في السلم في البعير غير مودن نقي من العيوب سبط الخلق مجفر الجنين قال الرافعي المودن ناقص الخلقة والسبط المديد القامة الوافر الأعضاء ومجفر الجنين عظيمهما وواسعهما قال واتفق الأصحاب على أن ذكر هذه الأمور تأكيدا وليس بشرط
جفل
يقال جفل القوم وأجفلوا إذا انهزموا بجماعتهم
جفن
الجفنة بفتح الجيم وإسكان الفاء قال الأزهري في باب قعر قال ابن الأعرابي القعر والجفنة والمعجن والشيزى والدسيعة بمعنى
جفا
قال الإمام أبو منصور الأزهري قال الليث يقال جفا الشيء يجفو جفاء ممدودا كالسرج يجفو عن الظهر إذا لم يلزم وكالجنب عن الفراش وتجافى مثله والحجة في أن جفا لازما بمعنى تجافى قول العجاج يصف الثور
(وشجر الهداب عنه فجفا .......... )
50(3/49)
يقول رفع هداب الأرطي بقرنه حتى تجافى عنه ويقال جافيت جنبي عن الفراش فتجافى وأجفيت القتب عن ظهر البعير فجفا قال الليث والجفا يقصر ويمد نقيض الصلة قال الأزهري قلت الجفاء ممدود عند النحويين وما أعلم أحدا أجاز فيه القصر قال والجفوة ألزم في ترك الصلة من الجفا لأن الجفا قد يكون في فعلاته إذا لم يكن له ملق ولا لبق قال الأزهري تقول جفوته أجفوه جفوة أي مرة واحدة وجفاء كثيرا مصدر عام والجفاء يكون في الخلقة والخلق يقال رجل جافى الخلقة وجافي الخلق إذا كان غليظ العشرة ويكون الجفا في سوء العشرة والخرق في المعاملة والتحامل عند الغضب وسورته على الجليس هذا آخر ما نقلته عن الأزهري وقال صاحب المحكم جفا الشيء جفاء وتجافي لم يلزم مكانه واجتفيته أنزلته عن مكانه وجفا جنبه عن الفراش وتجافى نبا عنه ولم يطمئن عليه وجفا الشيء عليه ثقل والجفاء نقيض الصلة وهو من ذلك وقد جفاه جفوا وجفاءا وجفاه ماله لم يلازمه ورجل فيه جفوة وجفوة فإذا كان هو المجفو قيل به جفوة
جلب
الجلباب بكسر الجيم هو الملحفة وجمعه جلابيب والجلبان معروف وهو أكبر من الماش قال أهل اللغة وهو الخلن بضم الخاء وتشديد اللام المفتوحة وله في كتاب الصيام من المختصر والوسيط وأكره العلك لأنه يجلب الغم ذكر الروياني في البحر أنه ضبط بالجيم وبالحاء المهملة فمن قال بالجيم فمعناه يجلب الريق ويجمعه فربما ابتلعه وذلك مفطر في احد الوجهين ومكروه في الآخر قال وقيل معنى يجلب الغم أي يطيب النكهة ويزيل الخلوف ومن قاله بالحاء فمعناه يمتص الريق ويجهد الصائم فيورث العطش
جلو
قال الزجاج وغيره يقال جلا القوم وأجلوا عن ديارهم إذا رحلوا عنها
جمر
جمار الرمي في الحج معروفة وهي الحصى وصفتها معروفة في هذه الكتب وكذا كيفية الرمي وأحكامه وروى أبو الوليد الأزرقي عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد الخدري وسعيد بن جبير رضي الله تعالى عنهم قالوا ما تقبل من الجمار رفع وما لم يتقبل ترك قال ابن عباس وكل بها ملك
جمع
يوم الجمعة معروف ويقال بضم الميم وإسكانها وفتحها فأما الضم والإسكان فمشهورتان وأما الفتح فغريبة حكاها الواحدي عن الفراء رحمهما الله
51(3/50)
تعالى قال الفراء الضم قراءة عامة القراء والإسكان قراءة الأعمش والفتح لغة بني عقيل كأنهم ذهبوا بها إلى صفة اليوم لأنه يجمع الناس كما يقال ضحكة للذي يكثر الضحك وسمي يوم الجمعة لاجتماع الناس فيه هذا هو الأشهر في اللغة وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها سميت به لأن آدم عليه السلام جمع فيها خلقه وقيل لأن المخلوقات اجتمع خلقها وفرع منها في يوم الجمعة وجمع الجمعة جمع وجمعات ويقال جمع القوم بتشديد الميم يجمعون أي شهدوا الجمعة فصلوها وكان يوم الجمعة يسمى في الجاهلية العروبة بالألف واللام قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب لا يعرفه أهل اللغة إلا بالألف واللام إلا شاذا قال ومعناه اليوم البين المعظم من أعرب إذا بين قال ولم يزل يوم الجمعة معظما عند أهل كل ملة قال ويقال له حربة أي مرتفع عال كالحربة قال وقيل من هذا اشتق المحراب ويقال جامع الرجل امرأته أي وطئها وقولهم في العيد والكسوف ينادى لهما الصلاة جامعة هو بنصب الصلاة وجامعة الصلاة على الإفراد وجامعة على الحال ويوم الجمعة قيل لم يسم بالجمعة إلا في الأسلام وقيل سماه كعب بن لؤي وكانت قريش تجتمع إليه فيه فيخطبهم فيه ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ويأمرهم بالإيمان به وممن ذكر الخلاف في الجمعة السهيلي ويقال جمعت الشيء المفرق وأجمعه جمعا فاجتمع والرجل المجتمع بكسر الميم هو الذي بلغ أشده قال الجوهري وغيره ولا يقال ذلك للنساء ويقال للجارية إذا شبت قد جمعت الثياب أي لبست الدرع والخمار والملحفة وقد تجمع القوم أي اجتمعوا ويقال للموضع الذي يجتمعون فيه مجمع القوم بفتح الميم وكسرها مثل مطلع ومطلع ذكرها الجوهري ويقال للمزدلفة جمع بفتح الجيم وإسكان الميم سميت به لاجتماع الناس بها وقيل جمعهم بين الصلاتين بها وجمع الكف بضم الجيم وإسكان الميم هو حين يقبض أصابعها ويقال فلانه من زوجها بجمع وجمع بضم الميم وكسرها أي لم يطأها وماتت فلانة بجمع بضم الميم أي ماتت وولدها في جوفها والجامع المسجد الأعظم من مساجد البلد جمعه الناس ويقال المسجد الجامع ومسجد الجامع وهو على ظاهره من الإضافة عند النحويين الكوفيين وعند البصريين لا يجوز إضافة الشيء إلى نفسه فيقولون معناه مسجد المكان الجامع والجمعاء من البهائم التي لم يذهب من ثديها شيء قال الكسائي وغيره يقال أجمعت الأمر وعلى الأمر إذا عزمت عليه والأمر مجمع ويقال هذا الشيء مجموع أي جمع من
52(3/51)
ها هنا وها هنا ويقال استجمع السيل أي اجتمع من كل مكان ويقال قبضت حقي أجمع للتوكيد ويقال جاء القوم بأجمعهم بضم الميم وفتحها لغتان فصيحتان مشهورتان الضم أجودهما معناه كلهم ويقال جماع الأمر كذا أي الذي يجمعه وقوله في خطبة التنبيه إذا قرأه المنتهي تذكر به جميع الحوادث وفي خطبة الوجيز بنحوه هذا من العام الذي يراد به الخصوص أي تذكر كثيرا منها ويجوز أن يراد به الحقيقة لمن كان متبحرا وجامعه على أمر كذا أي اجتمع معه عليه كذا قال الجوهري وقال الحريري في درة الغواص لا يقال اجتمع فلان مع فلان وإنما يقال اجتمع فلان وفلان
جمل
وقعة الجمل في خلافة علي رضي الله عنه مشهورة كانت سنة ست وثلاثين وكانت صفين سنة سبع وثلاثين وكانت وقعة الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وذكر ابن الأثير في كتابه معرفة الصحابة في ترجمة يعلى بن أمية أن إسم الجمل الذي كانت عليه عائشة رضي الله عنها يوم الجمل عسكر
جنب
يقال أجنب الرجل وجنب بضم الجيم وكسر النون من الجنابة والأول أفصح وأشهر ورجل جنب وامرأة جنب ورجلان ورجال ونساء جنب كله بلفظ واحد هذا هو الفصيح وبه جاء القرآن وفي لغة مشهورة يثنى ويجمع فيقال جنبان وجنبون وأجناب
جنن
قال الأزهري في باب عنن قال عمر بن أبي عمرو عن أبيه يقال للمجنون معنون ومصروع ومخفوع ومعتوه وممنوه وممنه إذا كان مجنونا وزاد في باب العين والهاء والراء وممسوس قال صاحب المحكم في باب خلع الخلاع والخيلع والخولع كالخبل والجنون يصيب الإنسان وقيل هو فزع يبقى في الفؤاد يكاد يعتري منه الوسواس قال الإمام أبو الحسن الواحدي في آخر سورة الأحقاف من تفسيره اختلف العلماء في حكم مؤمني الجن فروى سفيان عن الليث أن ثوابهم أن يجاروا من النار ثم يقال لهم كونوا ترابا كالبهائم قال وهذا مذهب جماعة من أهل العلم قالوا لا ثواب لهم إلا النجاة من النار وذهب آخرون أنهم كما يعاقبون بالإساءة يجازون بالإحسان وهو مذهب مالك وابن أبي ليلى قال الضحاك والجن يدخلون ويأكلون ويشربون قال الزجاج يقال جنه الليل وأجنه وجن عليه إذا أظلم وستره جنونا وجنانا وإجنانا
53(3/52)
وجننت الميت وأجننته دفنته وفي صحيح البخاري في باب ذكر الجن في اول كتاب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم أداوة لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها فقال من هذا فقال أنا أبو هريرة فقال ابغني أحجارا استنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعتها إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت فقلت ما بال العظم والروثة قال هما من طعام الجن وأنه أتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن فسألوني الزاد فدعوت الله تعالى أن لا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعاما
جهبذ
الجهبذ بكسر الجيم والباء الموحدة وبالذال المعجمة هو الفائق في تمييز جيد الدراهم من رديئها والجمع جهابذة وهي عجمية وقد تطلق على البارع في العلم استعارة وقيل الجهابذة السماسرة ذكره شارح مقامات الحريري في المقامة السادسة
جهد
قال الرازي الاجتهاد في عرف الفقهاء هو استفراغ الوسع في النظر فيما لا يلحقه فيه لوم
جهر
الجوهر معروف الواحدة جوهرة قال الجوهري وغيره هو معروف وأما الجوهر الفرد الذي يستعمله المتكلمون فهو ما تحيز وقد سبق ذكره في فصل جسم
جهل
قال الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه البسيط في التفسير في قول الله تعالى {يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية} قال الجاهلية زمان الفترة قبل الإسلام قال الجوهري الجهل خلاف العلم وقد جهل فلان جهلا وجهالة وتجاهل أرى من نفسه ذلك وليس به واستجهله عده جاهلا واستخفه أيضا والتجهيل أن تنسبه إلى الجهل والمجهلة الأمر الذي يحملك على الجهل ومنه قولهم الولد مجهلة وقولهم كان ذلك في الجاهلية الجهلاء توكيد للأول يشتق له من اسمه ما يؤكد به كما يقال وتد واتد وليلة ليلاء ويوم أيوم هذا كلام الجوهري قلت والجهل عند أهل الأصول اعتقاد الشيء جزما على خلاف ما هو به وقوله في الوسيط في باب الربا في مسألة مد عجوة والتقويم تخمين وجهل لا يفيد معرفة في الربا قال الإمام الرافعي أراد بالجهل هنا عدم العلم وإلا فحقيقة الجهل بمعناه المشهور هو الجزم بكون الشيء على خلاف ما هو وهو ضد التخمين والظن فلا يكون الشيء تخمينا وجهلا بذلك المعنى
54(3/53)
جوح
قال الأزهري قال الشافعي رضي الله عنه جماع الجوائح كل ما أذهب الثمرة أو بعضها من أمر سماوي بغير جناية آدمي قال الأزهري والجائحة تكون بالبرد يقع من السماء وتكون بالبرد المحرق أو الحر المفرط حتى يبطل الثمر وقال الأزهري أيضا في كتاب شرح ألفاظ المختصر الجوائح جمع الجائحة وهي الآفة تصيب ثمر النخل من حر مفرط أو برد يعظم حجمه فينفض الثمر ويلقيه قال الإمام أبو سليمان الخطابي الجوائح هي الآفات التي تصيب الثمار فتهلكها يقال جاحهم الدهر يجوحهم واجتاحهم الزمان إذا أصابهم بمكروه عظيم وفي الحديث أمر بوضع الجوائح معناه أن يسقط من الثمن ما يقابل الثمرة التي تلفت بالجائحة
جود
الجواد من أسماء الله تعالى قال أبو جعفر النحاس في أسماء الله تعالى وصفاته الجواد في كلام العرب الذي يتفضل على شيء لا يستحق والذي يعطي من لا يسأل ويعطي الكثير ولا يخاف الفقر من قولهم مطر جواد إذا كان كثيرا وفرس جواد إذا كان يعدو كثيرا
جون
ذكر في باب العدد من الوسيط أن الجون مشترك بين الضوء والظلمة وهو بفتح الجيم وإسكان الواو قال أهل اللغة الجون يطلق على الأسود والأبيض قالوا والسدفة تطلق على الظلمة والضوء فهذا الذي قاله الغزالي مخالف للغة
فصل في أسماء المواضع
الجحفة
ميقات أهل الشام ومصر والمغرب بضم الجيم وإسكان الحاء وهي قرية كبيرة كانت عامرة ذات منبر وهي على طريق المدينة على نحو سبع مراحل من المدينة ونحو ثلاث مراحل من مكة وهي قريبة من البحر بيها وبينها نحو ستة أميال قال صاحب المطالع وغيره سميت جحفة لأن السيل جحفها وحمل أهلها ويقال لها مهيعة بفتح الميم وإسكان الهاء وفتح الياء المثناة من تحت قال عياض في شرح مسلم يقال أيضا مهيعة كمعيشة قال أبو الفتح الهمداني هي فعلة من قولهم جحف السيل واجتحف إذا اقتلع ما يمر به من شجر وغيره وهذا الأسم من باب الغرفة
55(3/54)
كما تقول غرفت غرفة بالفتح وما يغرفه غرفة بالضم كذلك جحف السيل جحفة بالفتح والمجحوف حجفة بالضم
جدة
مذكورة في باب صلاة المسافرين وعقد الذمة من المهذب هي بضم الجيم وتشديد الدال المهملة وهي بلدة على ساحل البحر بينها وبين مكة مرحلتان قال العلماء الجد والجدة شاطىء البحر وبه سميت جدة المدينة المعروفة على ساحل البحر بقرب مكة شرفها الله تعالى
جزيرة العرب
مذكورة في كتاب الجزية وفي حدها قولان مشهوران وقد حكاهما في المهذب
الجعرانة
بكسر الجيم وإسكان العين وتخفيف الراء هكذا صوابها عند إمامنا الشافعي والأصمعي رضي الله عنهما وأهل اللغة ومحققي المحدثين وغيرهم ومنهم من يكسر العين ويشدد الراء وهو قول عبد الله بن وهب وأكثر المحدثين قال صاحب مطالع الأنوار أصحاب الحديث يشددونها وأهل الأتقان والأدب يخطؤنهم ويخففون وكلاهما صواب وحكى إسماعيل القاضي عن علي بن المديني قال أهل المدينة يثقلونها ويثقلون الحديبية وأهل العراق يخففونهما ومذهب الأصمعي تخفيف الجعرانة وسمع من العرب من يثقلها وبالتخفيف قيدها الخطابي وبه قرأنا على المتقنين وهي ما بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب هذا كلام صاحب المطالع
جلولاء
ذكرها في باب الاستبراء من المهذب وهي بفتح الجيم وضم اللام وبالمد وهي بلدة بينها وبين بغداد نحو مرحلة كانت بها غزاة للمسلمين في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غنموا من الفرس سبايا وغيرهن بحمد الله تعالى وفضله قالوا وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح بلغت غنائمها ثمانية آلاف ألف
الجمرات
التي في الحج مواضع معروفة الأولى والوسطى من منى والثالثة جمرة العقبة ليست من منى بل هي حد منى من الجانب الغربي جهة مكة والجمرة اسم لمجتمع الحصى ويقال جمرة العقبة الجمرة الكبرى
جمع
مذكور في صفة الحج من المهذب هي بفتح الجيم وإسكان الميم وهي المزدلفة سميت بذلك لاجتماع الناس فيها وقال الواحدي لجمعهم بين المغرب والعشاء
56(3/55)
جهنم
اسم لنار الآخرة نسأل الله الكريم العافية منها ومن كل بلاء قال الإمام أبو الحسن الواحدي قال يونس وأكثر النحويين جهنم اسم للنار التي يعاقب الله تعالى بها في الآخرة وهي عجمية لا تنصرف للتعريف والعجمة قال وقال آخرون جهنم اسم عربي سميت نار الآخرة بها لبعد قعرها ولم تنصرف للتعريف والتأنيث قال قطرب حكي لنا عن رؤبة أنه قال
ركية جهنام
يريد بعيدة القعر هذا ما ذكره الواحدي في سورة البقرة وذكر في قوله تعالى {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} قال جهنم لا تنصرف للتعريف والتأنيث قال وقال بعض أهل اللغة واشتقاقها من الجهومة وهي الغلظ يقال جهم الوجه أي غليظه فسميت جهنم لغلظ أمرها في العذاب
الجولان
بفتح الجيم وإسكان الواو كورة معروفة وهو إقليم مشتمل على نحو مائتي قرية قاعدتها بليدتنا نوى وهي طرفه الشرقي وبين نوى ودمشق دون مرحلتين وطول الجولان أكثر من مرحلة وعرضه نحو مرحلة وله ذكر كثير في المغازي وأشعار العرب وهو الذي قال فيه النابغة
(بكى حارث الجولان من فقد ربه .......... وحوران منه موحش متضائل)
وهو الذي عناه حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه بقوله
(قد عنى جاسم إلى بيت رأس .......... فالحوابي فحارث الجولان)
قيل حارث جبل وقيل رجل بعينه قال أبو الفتح الهمداني مثال الجولان فعلان بفتح الأول وإسكان الثاني وهو مشتق من الجولان بفتحهما من جال يجول فالجولان بفتح الواو المصدر بالإسكان الاسم سمي بذلك لا تساعه هذا كلام أبي الفتح وكذا ذكر الحازمي في المؤتلف أن الجولان ساكن الواو وهذا لا خلاف فيه
جابية
وأما الجابية فقرية معروفة بجنب نوى على ثلاثة أميال منها من جانب الشمال وإلى هذه القرية ينسب باب الجابية أحد أبواب دمشق قال أبو الفتح سميت الجابية تشبيها بما يجبى فيه الماء فإن الجابية اسم للحوض فسميت جابية لكثرة مياهها قال والجابية أيضا جماعة القوم فيجوز أن تكون سميت بذلك لاجتماع الناس بها وكثرتهم فيها لكونها أرض خصب وخير
57(3/56)
جيحون
بفتح الجيم وإسكان الياء وضم الحاء المهملة مذكور في الروضة في أول كتاب الحج في فصل الاستطاعة في ركوب البحر وهو النهر المعروف في طرف خراسان عند بلخ قال أبو الفتح الهمداني يمكن أن يكون فعلونا وفيعولا فإن جعلته فعلونا كان من الاجتياح والنون زائدة سميت بذلك لأخذه مياه الأنهار التي بقربه واجتذابه إياها إلى نفسه يقال من ذلك جاحه يجيحه ويجوحه لغتان فإن جعلته فيعولا فالنون أصل وهو من الجحن بفتح الجيم والحاء يقال غلام لجحن إذا كان سيء الغذاء فكأنه قيل له جيحون لقلة أصله وصغر ينبوعه ولك في جيحون إن كان عربيا الصرف على معنى التذكير وترك الصرف على معنى التأنيث وإن كان عجميا فيترك الصرف لا غير ونهر آخر يقال له جيحان ويكون فعلانا وفيعالا من ذلك هذا آخر كلام أبي الفتح وقال الحافظ أبو بكر الحازمي سيحان نهر عند المصيصة له ذكر في الآثار قال وهو غير سيحون وأما الجوهري فقال في الصحاح في فصل جحن جيحون نهر بلخ وهو فيعول قال وجيحان نهر بالشام والصواب أن جيحان نهر المصيصة من بلاد الأرمن وسيحان نهر آذنة وهما عظيمان جدا أكبرهما جيحان هكذا أخبرت الثقاة الذين شاهدوهما وغلط الجوهري في قوله جيحان نهر بالشام
حرف الحاء
حبر
الحبر الذي يكتب به مكسور الحاء وأما العالم فيقال بفتح الحاء وكسرها لغتان مشهورتان والمحبرة وعاء الحبر وفيها لغتان فتح الميم وكسرها وممن ذكر اللغتين فيها شيخنا جمال الدين بن مالك رضي الله تعالى عنهما في كتابه المثلث قوله برد حبرة هو بكسر الحاء وفتح الباء كعنبة وهي مفردة والجع حبر وحبرات كعنبة وعنب وعنبات ويقال برد حبرة على الوصف وبرد حبرة على الإضافة وهو أكثر في استعمالهم ويقال برد حبير على الوصف وهوثوب يمان يكون من قطن أو كتان مخطط محبر أي مزين والتحبير التزيين والتحسين
حبس
قال الجوهري الحبس ضد التخلية وحبسته واحتبسته بمعنى واحتبس أيضا بنفسه يتعدى ولا يتعدى وتحبس على كذا أي حبس نفسه على ذلك والحبسة بالضم الاسم من الاحتباس ويقال للصمت حبسه واحتبست فرسا في سبيل الله تعالى أي وقفت فهو محتبس وحبيس والحبس بالضم ما وقف والحبس بالكسر خشب أو
58(3/57)
حجارة تبنى في مجرى الماء لتحبس الماء فيشرب منه القوم ويسقوا أموالهم والجمع أحباس ويسمى مصنعة الماء حبسا
حبل
في الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع حبل الحبلة وهو بفتح الحاء والباء في حبل وفي الحبلة قال القاضي عياض ورواه بعضهم بإسكان الباء في الأول وهو وقوله حبل وهذا غلط والصواب الفتح قال أهل اللغة الحبلة هنا جمع حابل كظالم وظلمة وفاجر وفجرة وكاتب وكتبة قال الأخفش يقال حبلت المرأة فهي حابل ونسوة حبلة قال ابن الأنباري وغيره الهاء في الحبلة للمبالغة واتفق أهل اللغة على أن الحبل مختص بالآدميات وإنما يقال في غيرهن الحمل يقال حبلت المرأة ولدا وحبلت بولد وحبلت من زوجها وحملت الشاة والبقرة والناقة ونحوها ولا يقال حبلت قال أبو عبيدة لا يقال لشيء من الحيوان حبل إلا ما جاء في هذا الحديث واختلفوا في المراد بالنهي عن بيع الحبل الحبلة فقيل هو البيع بثمن مؤجل إلى أن تلد الناقة ويلد ولدها وهذا تفسير ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ومالك والشافعي وغيرهم رحمهم الله تعالى وقيل هو بيع ولد ولد الناقة الحامل في الحال قاله أبو عبيدة وأبو عبيد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وهو أقرب إلى اللغة لكن الأول أقوى لأنه تفسير الراوي وهو أعرف والبيع باطل على التقديرين
حتت
في الحديث حتيه ثم اقرضيه قالوا الحت هو الحك والقرض هو تقطيعه وقلعه بالظفر قال الأزهري في باب العين والتاء قرأ ابن مسعود عتى حين في موضع حتى
حجن
قوله في المهذب في الطواف استلم الركن بمحجن هو بميم مكسورة وحاء مهملة ساكنة ثم جيم مفتوحة ثم نون وهي عصا معقفة الرأس كالصولجان جمعه محاجين
حدق
قال أهل اللغة الحدقة سواد العين وجمعها حداق وحدق قال ابن فارس يقال للحدقة الحنديقة يعني بكسر الحاء ونون بعدها ويقال حدق القوم بالرجل وأحدقوا به أي أطافوا به وأحاطوا قالوا والتحديق والحداقة شدة النظر وفي الحديث فحدقني القوم بأبصارهم ذكره في باب ما يفسد الصلاة من المهذب هو
59(3/58)
بفتح الحاء والدال المهملتين والدال مخففة هكذا الرواية فيه وجاء في صحيح مسلم وسنن أبي داود فرماني وهذا ظاهر المعنى وأما رواية حدقني فرويناها في مسند أبي عوانة الاسفراييني كما ذكرها في المهذب وكذا رواه الخطيب البغدادي في كتاب الفقيه والمتفقه وهي مشكلة ولم يذكر أهل اللغة في هذه الكتب المشهورة حدقني بمعنى نظر وإنما ذكروا حدق بالتشديد إذا نظر نظرا شديدا لكنه لازم غير متعد يقال حدق إليه وذكر جماعة من المتأخرين أن معنى حدثني رموني بأحداقهم والمعروف في نحو هذا حدقني أصاب حدقتي ولكن قد جوز هذا هنا شيخنا جمال الدين بن مالك رضي الله تعالى عنه وهو إمام أهل اللغة والأدب في هذه الاعصار بلا مدافعة قال ومثله قولهم عنته أصبته بالعين وركبه البعير أصابه بركبته ونظائره وأما الحديقة فاختلف أهل اللغة فيها فقال الليث الحديقة أرض ذات شجر مثمر وقال أبو عبيدة معمر الحديقة الحائظ يعني البستان وقال الفراء إنما يقال حديقة لكل بستان عليه حائط فإن لم يكن عليه حائط لا يقال حديقة
حدم
قولهم في باب الحيض دم الحيض هو المحتدم القاني المحتدم بالحاء والدال المهملتين والدال مكسورة قال أصحابنا هو اللذاع للبشرة بحدته قالوا وهو مأخوذ من احتدام النهار وهو اشتداد حره وقال أهل اللغة هو الذي اشتدت حمرته حتى اسود والفعل منه احتدم
حذف
قوله في باب صدقة التطوع من المهذب أن رجلا جاء بمثل البيضة من الذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتها مغضبا فحذفه بها حذفة لو أصابه لأوجعه أوعقره قوله حذفه هو بالحاء المهملة والذال المعجمة هكذا ضبطناه في كتب الحديث كسنن أبي داود وغيره وفي المهذب وكذا هو في النسخ وكذا قيده كل من تكلم على ألفاظ المهذب ومعناه رماه بها قالوا وهو مجاز فإن الحذف يكون بالعصا ونحوها والقذف يكون بالحصاة ونحوها فالحاذف هو النبي صلى الله عليه وسلم كذا جاء في الحديث بيانه
حذم
قوله في باب الأذان من المهذب لما روي عن ابن الزبير مؤذن بيت المقدس قال قال لي عمر رضي الله تعالى عنه إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحذم هذا الحديث رويناه في كتاب السنن الكبير للبيهقي رحمه الله تعالى قوله فأحذم هو بالحاء المهملة وكسر الذال المعجمة والهمزة في أوله همزة وصل يقال حذم يحذم
60(3/59)
حذما قال الأصمعي وغيره الحذم والحذر قطع التطويل قال ابن فارس كل شيء أشرعت فيه فقد حذمته هذا الذي ذكرناه هو الصواب المشهور ونقل بعض الأئمة أنه رأى هذا بخط المصنف ورايت في كتاب الشيخ أبي القاسم بن البرزي أنه قال روي فاجذم بالجيم قال وروي بالخاء المعجمة قال والذي ذكره شيخنا بالخاء المعجمة وهو من الخذم وهو السرعة قلت وقد ذكره غيره بالأوجه الثلاثة الجيم والحاء والخاء والذال المعجمة فيها كلها مكسورة وفسروا رواية الجيم بالقطع أي قطع التطويل وهذان الوجهان صحيحان في اللغة ولكن المعروف ما قدمته وقد ذكره أبو القاسم الزمخشري في الخاء المعجمة وقال هو اختيار أبي عبيد
حرص
قال صاحب المحكم الحرص شدة الأرادة والشره إلى المطلوب وقد حرص عليه يحرص ويحرص حرصا وحرصا ورجل حريص من قوم حرصاء وحراص وامرأة حريصة في نسوة حراص وحرائص وحرص الثوب يحرصه حرصا خرقه وقيل هو أن يدقه حتى يجعل فيه ثقبا وشقوقا والحرصة من الشجاج التي حرصت من وراء الجلد ولم تخرقه والحارصة والحريصة أول الشجاج وهي التي تحرص الجلد تشقه قليلا وحرص القصار الثوب شقه والحارصة السحابة التي تحرص وجه الأرض أي تقشره من شدة وقعها وقال الهروي في الغريبين في الشجاج الحارصة وهي التي تحرص الجلد أي تشقه وكذا قال القزاز في جامعه حرصت رأسه أحرصه يعني بكسر الراء حرصا إذا قشرت الجلد عن عظمه وكذا ذكر حرصت راسه أحرصه بكسر الراء في المضارع غير واحد منهم صاحب المحكم والهروي والقزاز في جامعه والجوهري في صحاحه
حرم
قوله في الوجيز في فصل الطواف فرع لو طاف المحرم بالصبي الذي أحرم عنه أجزأ عن الصبي قال الإمام الرافعي الأولى أن يقرأ أحرم بضم الهمزة وكسر الراء إذ لا فرق بين أن يكون الحامل وليه الذي أحرم عنه أو غيره
حسر
قال الشافعي رضي الله عنه في كتاب المزارعة وإن تكاراها والماء قائم عليها وقد ينحسر يعني الماء قال البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي رضي الله عنه قال المعترض لا تقول العرب انحسر الماء عن شيء وإنما تقول حسر الماء عن كذا قاله الخليل في كتاب العين قال وجوابه أن أبا العباس كوشاذ الأديب قال يقال حسر الماء وانحسر لغتان
61(3/60)
حس
قوله في المهذب في باب الآنية ويقبل قول الأعمى يعني في تنجيس الماء لأن له طريقا إلى العلم به بالحس والخبرر هكذا ضبطناه بالحاء وهو الصواب وكذلك وجدناه في نسخ قوبلت أو قرئت على المصنف رحمه الله تعالى وليس هو بالجيم لأن الحس بالحاء أعم والله تعالى أعلم
حسن
قول الله تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} ذكره في المهذب في أول باب نفقة الأقارب قال المفسرون وأصحاب المعاني والإعراب معناه وأوصى بالوالدين إحسانا وبعضهم يقول أمر بالوالدين إحسانا ومعناه أمر أن تحسنوا إليهما بالبر لهما والعطف عليهما قال الفراء تقول العرب آمرك به خيرا وأوصيك به خيرا قال وكأن معناه أوصيك أن تفعل به خيرا ثم تحذف أن فتنصب خيرا بالأمر والوصية
حشر
قال أهل اللغة الحشر وقال الأصمعي الحشمة الغضب والاستحياء واحشمة واحتشمت منه بمعنى قال الكميت ورأيت الشريف في أعين الناس وضيعا وقل منه احتشامي ورجل حشم أي محتشم وحشم الرجل خدمه ومن يغضب له سموا بذلك لأنهم يغضبون له
حشو
قوله في مختصر المزني إذا لم يمكنه الرمل أحببت أن يصير في حاشية الطواف قال الأزهري في تفسير هذا اللفظ الحاشية الناحية وحاشية الثوب وكل شيء ناحيته وحاشية كل شيء طرفه الأقصى وكذا حشى كل شيء ناحيته ومنه قولهم حاشى الله وكذا قولهم في الاستثناء حاشى من الحشى وهوالناحية وإذا استثنى شيئا فقد نحاه عما حلف عليه قاله ابن الأعرابي وابن الأنباري هذا كلام الأزهري
حصب
الحصباء بفتح الحاء وإسكان الصاد وبالمد الحصى الصغار مذكور في المهذب في الدفن والحصبة بفتح الحاء وبفتح الصاد وكسرها وإسكانها ثلاث لغات الإسكان أفصح وأشهر ولم يذكر كثيرون أو الأكثرون سواه وممن حكى الثلاث صاحب نهاية الغريب والحصبة بثر تخرج في الجسد تقول منه حصب جلده بكسر الصاد يحصب
حصر
قولهم لو اختلط عدد محصور بعدد محصور أو بغير محصور هذا اللفظ مما تكرر في أبواب من هذه الكتب وقل من بين حقيقة الفرق بينهما وقد نقلت
62(3/61)
في الروضة في أواخر باب الصيد والذبائح فيه كلام الغزالي قال الإمام الغزالي إن قلت كل عدد فهو محصور في علم الله تعالى ولو أراد إنسان حصر اهل بلد لعذر عليه إن تمكن منهم فاعلم أن تحديد أمثال هذه الأمور غير ممكن وإنما يضبط بالتقريب فنقول كل عدد لو اجتمع في صعيد واحد لعسر على الناظر عده بمجرد النظر كالألف ونحوه فهو غير محصور وما سهل كالعشرة والعشرين فهو محصور وبين الطرفين أوساط متشابهة تلحق بأحد الطرفين بالظن وما وقع الشك فيه استفتى فيه القلب هذا كلام الغزالي
حصن
الإحصان في الشرع خمسة أقسام أحدها الإحصان في الزنا الذي يوجب الرجم على الزاني وهو الوطء بنكاح والثاني الإحصان في المقذوف وهو العفة وهو الذي يوجب على قاذفه ثمانين جلدة والثالث الإحصان بمعنى الحرية والرابع الإحصان بمعنى التزويج والخامس الإحصان بمعنى الإسلام فأما الإحصان في الزنا فليس له ذكر في القرآن العزيز إلا في قوله تعالى {محصنين غير مسافحين} قالوا معناه مصيبين بالنكاح لا بالزنا وأما الأربعة الباقية فمذكورة في الكتاب العزيز فأما الإحصان في المقذوف فهو المراد بقول الله عز وجل {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء} وفي قوله تعالى {إن الذين يرمون المحصنات} ا الإحصان بمعنى الحرية فهو المراد بقوله تعالى {والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} وفي قوله تعالى {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات} أما الإحصان بمعنى التزويج فهو المراد بقوله تعالى {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم} إلى قوله {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} النساء وأما الإحصان بمعنى الإسلام فهو المراد بقوله تعالى {فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة} النساء واختلف العلماء في المراد بأحصن هذا فقيل أسلمن وقيل تزوجن وقد قرىء بفتح الهمزة وضمها قراءتان في السبع قال الواحدي من ضمها فمعناه أحصن بالآزواج أي تزوجن قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة رحمهم الله تعالى ومن فتحها فمعناه أسلمن كذا قاله ابن عمر وابن مسعود رضي الله تعالى عنهم والشعبي وإبراهيم والسدي رحمهم الله تعالى فأما شرط المحصن الذي يرجم في الزنا فهو البالغ العاقل الحر الواطىء في نكاح صحيح
63(3/62)
في حال تكليفه وحريته وأما المحصن الذي يجلد قاذفه ثمانين جلدة فهو البالغ العاقل الحر المسلم العفيف وإن شئت قلت في الموضعين المكلف بدلا عن البالغ العاقل والأول أولى لئلا يخرج السكران والنائم فإنهما ليسا مكلفين قال الإمام الواحدي الإحصان في اللغة أصله المنع وكذلك الحصانة ومنه مدينة حصينة ودرع حصينة أي تمنع صاحبها من الجرح والحصن الموضع الحصين لمنعه والحصان بكسر الحاء الفرس لمنعه لصاحبه من الهلاك والحصان بفتح الحاء المرأة العفيفة لمنعها فرجها من الفساد وحصنت المرة تحصن حصنا فهي حصان مثل جبنت تجبن جبنا فهي جبان وقال سيوبيه وقالوا أيضا حصنا قال أبو عبيد والكسائي والزجاج حصانة وقال شمر امرأة حصان وحاصن هي العفيفة فحصل من هذا أنه يقال امرأة حصان وحاصن بينة الحصن فالحصن والحصانة ثلاثة مصادر قال الزجاج يقال امرأة حصان بينة التحصين وفرس حصان بين التحصن والتحصين وبناء حصين بين الحصانة ولو قيل في هذا كله الحصانة لجاز بإجماع قال الواحدي وأما الإحصان فيقع على معان ترجع إلى معنى واحد منها الحرية والعفاف وكون المرأة ذات زوج فالإحصان هو أن يحمي الشيء ويمنع والحرة تحصن نفسها وتحصن هي أيضا والعفة مانعة من الزنا والعفيفة تمنع نفسها من الزنا والإسلام مانع من الفواحش والمحصنة المزوجة لأن الزوج يمنعها قال الواحدي واختلف القراء في قوله تعالى (والمحصنت) النساء فقرأوا بفتح الصاد وكسرها في جميع القرآن إلا الحرف الأول في النساء {والمحصنات من النساء} فإنهم أجمعوا على فتحه قاله أبو عبيدة هذا آخر كلام الواحدي
حفل
في الحديث من ابتاع محفلة مذكور في باب المصراة من المهذب المحفلة بضم الميم وفتح الحاء المهملة وفتح الفاء قال الهروي رحمه الله تعالى المحفلة الشاة أو البقرة أو الناقة لا يحلبها صاحبها أياما ليجتمع لبنها في ضرعها فإذا احتلبها المشتري حسبها عزيرة فزاد في ثمنها فإذا حلبها بعد ذلك وجدها ناقصة اللبن عما حلبها أيام تحفيلها وقال صاحب المحكم حفل اللبن في الضرع يحفل حفلا وحفولا وتحفل واحتفل اجتمع وحفله هو وضرع حافل والجمع حفل وناقة حافلة وحفول وشاة حافل وقال الجوهري التحفيل مثل التصرية وهو ألا تحلب الشاة أياما ليجتمع اللبن في ضرعها للبيع والشاة محفلة ومصراة وكذا قال الأزهري وغيره
64(3/63)
المحفلة معناها المصراة وقال غيره هي مأخوذة من الاحتفال وهو الاجتماع قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى في حديث المحفلة ليس إسناده بذاك وكذا قال الإمام البيهقي في معرفة السنن والآثار هذه الرواية غير قوية يعني حديث ابن عمر في المحفلة
حقب
قال الهروي الحاقب الذي احتاج إلى الخلاء فلم يتبرز وحصر غائطه شبه بالبعير الحقب الذي دنا الحقب من ثيله فمنعه من أن يبول
حقد
قولهم حقد المعدن أي امتنع خروج النيل منه وأصل الحقد المنع تقول العرب حقد المعدن منع نيله وحقدت السماء منعت قطرها وحقد فلان على فلان منعه بره ولطفه
حقق
قولهم يقول إذا رفع راسه من الركوع أهل الثناء والمجد حق ما قاله العبد كلنا لك عبد هكذا هو في كتب الفقه والذي في صحيح مسلم وسنن أبي داود وسائر وهذا هو الصواب وتقديره أحق ما قال العبد لا مانع لما أعطيت إلى آخره واعترض بينهما قوله وكلنا لك عبد وهذا الاعتراض كثير في القرآن والسنة وفي كلام العرب وقد جمعت جملة منه في آخر صفة الوضوء من شرح المهذب ومنه قوله تعالى {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} الآية اعترض قوله {وله الحمد في السماوات والأرض} وأمثاله كثيرة وقولهم فلان أحق بكذا وكذا وصار المتحجر أحق به وأشباهه وفي الحديث الأيم أحق بنفسها قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر لفظ أحق في كلام العرب له معنيان أحدهما استيعاب الحق كله كقولك فلان أحق بماله أي لا حق لأحد فيه غيره والثاني على ترجيح الحق وإن كان للآخر فيه نصيب كقولك فلان أحسن وجها من فلان لا تريد به نفي الحسن عن الأول بل تريد الترجيح قال وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها من وليها أي لا يفتات عليها فيزوجها بغير إذنها ولم يرد إبطال حق الولي فإنه هو الذي يعقد عليها وينظر لها
حقل
في حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المحاقلة وفسره في الحديث في المهذب أن يبيع الرجل الزرع بمائة فرق حنطة
65(3/64)
حقن
قال الهروي الحاقن للبول كالحاقب بالغائط قال شمر الحقن والحاقن الذي حقن بوله
حكر
الاحتكار بكسر التاء قال الجوهري احتكار الطعام جمعه وحبسه يتربص به الغلاء قال وهو الحكرة بالضم
حكك قوله في المهذب في باب طهارة البدن لأن الإنسان لا يخلو من بثرة وحكة الحكة بكسر الحاء وهي الجرب قاله الجوهري
حكم
قوله نجاسة حكمية وعينية فالحكمية هي التي لا يحس لها طعم ولا لون ولا ريح والعينية نقيضها
حلب
المحلب المذكور في زكاة الخلطة هو بفتح الميم وهو موضع المحلب وهذا يشترط الاتحاد فيه في ثبوت الخلطة بلا خلاف وأما الحلب بكسر الميم فهو الإناء الذي يحلب فيه وفي اشتراط الاتحاد فيه لثبوت الخلطة وجهان أصحهما لا يشترط وكذا الوجهان في اشتراط اتحاد الحالب والأصح أنه لا يشترط أيضا وهذا الذي ذكرته هنا من النفائس المغتنمة
حلقم
الحلقوم بضم الحاء والقاف قال الجوهري هو الحلق وقد أوضحه الشيخ ابو إسحاق في المهذب فقال في باب الصيد والذبائح الحلقوم مجرى النفس والمريء مجرى الطعام وقد ذكرت في الروضة أن الحلقوم مجرى النفس خروجا ودخولا والمريء مجرى الطعام والشراب وهو تحت الحلقوم ويقال لهما مع الودجين الأوداج
حلل
قوله في باب ستر العورة من المهذب وعن ابن مسعود أنه رأى أعرابيا عليه شملة قد ذيلها وهو يصلي قال إن الذي يجر ثوبه من الخيلاء في الصلاة ليس من الله عز وجل في حل ولا حرام هكذا ذكره المصنف موقوفا على ابن مسعود من قوله وذكر البغوي صاحب التهذيب في شرح السنة أن بعضهم وقفه على ابن مسعود وبعضهم رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ليس من الله عز وجل في حل ولا حرام معناه أنه بعيد عن رضا الله عز وجل قال القلعي معناه ليس من الله تعالى في شيء قال الواحدي الإمام المفسر في قول الله سبحانه وتعالى {فليس من الله في شيء} أي ليس من دين الله في شيء فحذف الدين اكتفاء بالمضاف إليه والمعنى أنه قد برىء
66(3/65)
من الله تعالى وفارق دينه وقال بعض من شرح أحاديث المهذب في قول ابن مسعود معناه لا يؤمن بحلال الله تعالى وحرامه وقوله ذيلها جعل لها ذيلا والشملة والخيلاء تأتي في بابها إن شاء الله تعالى وأما تسمية الزوج حليلا والمرأة حليلة فقيل لأن كل واحد منهما تحل مباشرته لصاحبه وقيل لأنهما يحلان بمكان واحد وقيل لأن كل وحد منهما يحل إزار صاحبه وقيل لأنه يحال صاحبه أي ينازله قوله في المهذب وإن أدخل في إحليله مسبارا الإحليل بكسر الهمزة واللام قال أهل اللغة هو الثقب الذي في رأس الذكر يخرج منه البول وجمعه أحاليل الحلة ثوبان عند جمهور أهل اللغة لا تكون إلا ثوبين سميت به لأن أحدهما يحل فوق الآخر قيل ويقال للثوب الواحد الجديد قريب العهد حلة لأنه يحل من طيه حكاه عياض في شرح مسلم في مناقب سعد بن معاذ
حلو
في حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن حلوان الكاهن وهو حديث صحيح متفق على صحته أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وهو بضم الحاء وسكون اللام قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى حلوان الكاهن هو ما يأخذه المتكهن على كهانته وهو محرم وفعله باطل يقال حلوت الرجل شيئا يعني رشوته قال وحلوان العراف حرام كذلك وذكر الفرق بين الكاهن والعراف وهو مذكور في حرف الكاف قال قال ابن الأعرابي ويقال لحلوان الكاهن الشيع والصهميم قال الهروي الحلوان ما يعطاه الكاهن على كهانته يقال حلوته أحلوه حلوانا قال وقال بعضهم أحيله من الحلاوة شبه بالشيء الحلو يقال حلوت فلانا إذا أطعمته الحلوى كما يقال عسلته وتمرته قال أبو عبيد ويطلق الحلوان أيضا على غير هذا وهو أن يأخذ الرجل مهر ابنته لنفسه وذلك عيب عند النساء قالت امرأة تمدح زوجها
(لا يأخذ الحلوان عن بناتنا .......... )
حمد
الحمد هو الثناء على المحمود بجميل صفاته وأفعاله والشكر الثناء عليه بإنعامه على الشاكر ونقيض الحمد الذم ونقيض الشكر الكفر والحمد أعم ويقال حمده بكسر الميم يحمده بفتحها وفي الحديث الحسن في سنن أبي داود وابن ماجه ومسند أبي عوانة المخرج على شرط مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل أمر
67(3/66)
ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع وفي رواية كل كلام لا يبدأ فيه الحمد لله فهو أجذم وفي رواية بسم الله الرحمن الرحيم وقد أوضحت روايته وطرقه ومعناه في شرح المهذب ولهذا الحديث بدا العلماء في أوائل كتبهم بالحمد لله ومعنى أقطع ناقص قليل البركة وأجذم بمعناه وهو بالجيم وذال معجمة قال الإمام الواحدي الألف واللام في الحمد يحتمل كونها للجنس أي جميع المحامد لله تعالى لأنه الموصوف بصفات الكمال في نعوته وأفعاله الحميدة ويحتمل كونها للعهد أي الحمد لله الذي حمد به نفسه وحمدته أولياؤه واللام في لله لام الإضافة ولها معنيان الملك والاختصاص قال ابن فارس سمي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم محمدا لكثرة خصاله المحمودة يعني ألهم الله تعالى أهله تسميته بذلك لما علم من خصاله الحميدة قال أهل اللغة رجل محمد ومحمود أي كثير الخصال المحمودة وأنشد الجوهري وغيره
(إليك أبيت اللعن كان كلالها .......... إلى الماجد القرم الجواد المحمد) القرم السيد
حمر
في الحديث المتفق على ضعفه في أول المهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة يا حميراء لا تفعلي هذا فإنه يورث البرص قال المتكلمون على هذا الحديث من الطوائف المراد بالحميراء هنا البيضاء قال أهل اللغة تقول العرب لشديد البياض أحمر ومنه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت إلى الأسود والأحمر والمراد بالأحمر العجم وهم بيض وقيل المراد بهم الجن والتصغير في الحميراء هنا تصغير تحبيب كقولهم يا بني ويا أخي قولهم حمار قبان هو دويبة تشبه الخنفساء تحمل العذرة ونحوها قوله في الوسيط في استيفاء القصاص له القصاص في حمارة القيظ هو بفتح الحاء المهملة وتخفيف الميم وتشديد الراء وهو شدة حره قال الجوهري وربما خففت الراء في الشعر للضرورة قال والجمع حمار
حمص
الحمص هو الحب المعروف هو بكسر الحاء بلا خلاف وفي الميم لغتان الفتح والكسر الكوفيون بالفتح والبصريون بالكسر
حمق
نص الشافعي والأصحاب رحمهم الله تعالى على أنه يجزىء عتق الأحمق في كفارة الظهار وغيرها فيحتاج إلى ضبطه وقد ذكرته في أواخر باب تعليق الطلاق من الروضة فيما إذا قالت له زوجته أنت أحمق فقال إن كنت أحمق فأنت طالق واختلفت عبارة الأصحاب في ضبطه وذكروه في باب كفارة الظهار ففي المهذب
68(3/67)
والتهذيب أنه من يفعل الشيء في غير موضعه مع علمه بقبحه وفي التتمة والبيان أنه من يفعل ما يضره مع علمه بقبحه وفي الحاوي أنه الذي يضع كلامه في غير موضعه فيأتي بالحسن في موضع القبيح وعكسه وقال أبو العباس الروياني من أصحابنا الأحمق من نقصت مرتبة أموره وأحواله عن مراتب أمثاله نقصا بينا بلا مرض ولا سبب وقال أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح سئل أبو العباس ثعلب عن الأحمق فقال هو الكاسد العقل لا ينتفع بعقله قال ابن الأعرابي انحمقت النوق إذا كسدت قال الجوهري الحمق والحمق قلة العقل وقد حمق الرجل بالضم حماقة فهو أحمق ويقال أيضا حمق بالكسر يحمق حمقا مثل غنم يغنم غنما فهو حمق وامرأة حمقاء وقوم ونسوة حمق وحمقى وحماقى وحمقت النوق بالضم كسدت واحمقت المرأة جاءت بولد أحمق فهي محمق ومحمقة فإن كان عداتها أن تلد الحمقى فهي محماق ويقال أحمقت الرجل إذا وجدته أحمق وحمقته نسبته إلى الحمق وحامقته ساعدته على حمقه واستحمقته عددته أحمق وتحامق تكلف الحماقة وانحمقت النوق كسدت وانحمق الثوب أخلق
حمم
قول الله عز وجل {حم} جاء ذكره في المهذب في سجود التلاوة وقال الأزهري قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن وذكر الماوردي فيه خمس تأويلات أحدها أنه اسم من أسماء الله تعالى أقسم به قاله ابن عباس رضي الله عنهما والثاني أنه اسم من أسماء القرآن قاله قتادة والثالث أنها حروف مقطعة من أسماء الله تعالى الذي هو الرحمن الرحيم الرابع هو محمد قاله جعفر بن محمد والخامس هو فواتح السور قاله مجاهد والله أعلم ذكر في باب العاقلة في المهذب أبياتا من الشعر فيها يناشدني حم قيل معناه القرآن أي يستجير مني بالقرآن وفي الحديث شعاركم حم لا ينصرون قال الأزهري سئل أبو العباس عن قوله حم لا ينصرون فقال معناه والله لا ينصرون الكلام خبر ليس بدعاء رأيته في فصل م ح وقال أبو سليمان الخطابي في معالم السنن في كتاب الجهاد عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال معناه الخبر ولو كان معنا الدعاء لكان مجزوما أي لا ينصروا وإنما هو إخبار كأنه قال والله لا ينصرون وقد روي عن ابن عباس رحمهما الله أنه قال حم اسم من أسماء الله تعالى قوله صلى الله عليه وسلم لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه فإن عامة الوسواس منه ذكره في المهذب هو بضم الميم وفتح الحاء أخرجه أبو داود في
69(3/68)
سننه والترمذي في جامعه وغيرهما قال الترمذي هو حديث غريب قال الخطابي رحمه الله تعالى المستحم المغتسل سمي باسم الحميم وهو الماء الحار الذي يغتسل به قال وإنما ينهى عن ذلك إذا لم يكن المكان جلدا صلبا أو مبلطا أو لم يكن له مسلك ينفذ فيه البول ويسيل فيه الماء فيتوهم المغتسل أنه أصابه شيء من قطره ورشاشه فيورثه الوسواس وقال أبو عيسى الترمذي قد كره قوم من أهل العلم البول في المغتسل ورخص فيه آخرون منهم ابن سيرين فقيل له إنه يقال إن عامة الوسواس منه فقال ربنا الله لا نشرك به شيئا وقال ابن المبارك وقد وسع في البول في المغتسل إذا جرى فيه الماء والحمام بالتشديد معروف قال الأزهري قال الليث الحميم الماء الحار والحمام مشتق من الحميم يذكره العرب قال ويقال طاب حميمك وحمتك للذي يخرج من الحمام أي طاب عرفك والحمى معروفة وحم الرجل واحمه الله تعالى فهو محموم ذكره الأزهري وغيره والحممة المذكورة في باب الاستطابة بضم الحاء وفتح الميمين وتخفيفهما قال الأزهري قال الليث الحمم الفحم البارد الواحدة حممة قوله في المهذب روى ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاستنجاء بالحممة هذا بعض حديث أخرجه أبو داود في سننه ولفظه عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أنه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا قال فنهى النبي صلى الله عليه وسلم فالحممة بضم الحاء وفتح الميمين وتخفيفهما قال الأمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى الحمم الفحم وما أحرق من الخشب والعظام ونحوهما والاستنجاء به منهي عنه لأنه جعل رزقا للجن فلا يجوز إفساده عليهم قال وفيه أيضا أنه إذا مس ذلك المكان وناله أدنى غمز وضغط تفتت لرخاوته فعلق به شيء متلوثا بما يلقاه من تلك النجاسة قال وفي معناه الاستنجاء بالتراب وفتات المدر ونحوهما وذكر البغوي رحمه الله تعالى في شرح السنة هذا الحديث ثم قال فقد قيل كلها طعام الجن والاستنجاء منهي عنه وقيل المراد منها العظم المحترق والله تعالى أعلم
الحمام
الطير المعروف قال أهل اللغة الحمام عند العرب ذوات الأطواق نحو الفواخت والقمارى والقطا والوراشين وأشباهها قالوا والحمامة تقع على الذكر والأنثى وجمع الحمامة حمام وحمامات وحمائم وقد ذكره في الوسيط مجموعا في كتاب الوقف في قوله وإن وقف على حمامات مكة والله أعلم
70(3/69)
حنا
الحناء الذي يخضب به معروف وهو بكسر الحاء وتشديد النون وبالمد وأصله الهمز يقال حنأت لحيته تحنئة وتحنينا إذا خضبتها والحناء جمع الحناءة كذا قاله ابن ولاد في المقصور والممدود له وقال الجوهري الحناءة أخص من الحناء
حنت
الحانوت معروف يذكر ويؤنث لغتان وهو الدكان قال الجوهري الحانوت معروف يذكر ويؤنث لغتان وأصله حانوه مثل ترقوه فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء وجمعها حوانيت لأن الرابع منه حرف لين وإنما يرد الاسم الذي جاوز أربعة أحرف إلى الرباعي في الجمع والتصغير إذا لم يكن الرابع منه حرف لين هذا كلام الجوهري وذكر هذا الحرف في فصل حين لأنه أصله وإنما ذكرته هنا أنا لأن المتفقهين وأكثر من يطالع هذا الكتاب لا يعرفون له مظنة غير هذا الفصل فأردت التسهيل عليهم كما سبق التزامه في الخطبة وقد نبهت على أصله فحصل الجمع بين الغرضين وأما قوله في الوجيز في أول الباب الثالث من كتاب الإجارة استأجر دكانا أو حانوتا فهو مما أنكر عليه وصوابه حذف أحدهما فإن الدكان هو الحانوت كذا قاله الجوهري وغيره وسيأتي بيانه في حرف الدال إن شاء الله تعالى وقد سبق إنكاره للإمام الرافعي
حنط
الحنوط المذكور في طيب الميت هو بفتح الحاء وضم النون ويقال الحناط بكسر الحاء قال الازهري يدخل في الحنوط الكافور وذريرة القصب والصندل الأحمر والأبيض قال غيره الحنوط كل شيء خلط من الطيب للميت خاصة وقد حنط الميت تحنيطا وتحنط الرجل بالحنوط إذا استعمله متأهبا للموت وكان هذا عادة لجماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم في الغزوات والحنطة بكسر الحاء البر والقمح قال الجوهري جمعها حنط
حنك
قوله في المهذب في العقيقة يستحب أن يحنك المولود بالتمر واستند بحديث أنس رضي الله تعالى عنه في ذلك وهو حديث صحيح قال صاحب المطالع التحنيك هو أن تمضغ التمرة وتجعلها في في الصبي ويحك بها حنكه بسبابته حتى تتحلل في حلقه والحنك أعلى داخل الفم والله تعالى أعلم قال الهروي يقال حنكه وحنكه يعني بتخفيف النون وتشديدها
حوذ
في الحديث ما من ثلاثة في قرية أو بدو لا تقام فيهم الجماعة إلا قد
71(3/70)
استحوذ عليهم الشيطان ذكره في باب صلاة الجماعة من المهذب ومعنى استحوذ استولى وغلب وتمكن منهم
حول
قال صاحب المحكم الحول سنة بأسرها والجمع أحوال وحؤول وحال الحول حولا تم وأحاله الله علينا أتمه وحال عليه الحول حولا وحؤولا أتى وأحال الشيء واحتال أتى عليه حول كامل وأحول الصبي أتى عليه حول من مولده وأحال الحول بلغه والحول والحيل والحيلة والحويل والمحالة والاحتيال والتحول والتحيل كل ذلك الحذق وجودة النظر والقدرة على دقة التصرف ورجل حول وحولة وحول وحوالي وحوالي وحولول شديد الاحتيال وما أحوله وأحيله وهو أحول منك وأحيل ولا محالة من ذلك أي لا بد والمحال من الكلام ما عدل به عن وجهه وحوله جعله محالا وأحال أتى بمحال ورجل محوال كثير الكلام وكلام مستحيل محال وحاول الشيء محاولة وحوالا رامه وكلما حجز بين شيئين فقد حال بينهما حولا واسم ذلك الشيء الحوال وتحول عن الشيء زال عنه إلى غيره وحوله إليه أزاله والاسم الحول والحويل وفي التنزيل {لا يبغون عنها حولا} وحال الشيء حولا وحؤولا يحول قوله لا حول ولا قوة إلا بالله قال الهروي قال أبو الهيثم الحول الحركة يقال أحال الشخص إذا تحرك ويقال استحل هذ الشخص أي أنظر هل يتحرك أم لا وكأن القائل يقول لا حرك ولا استطاعة إلا بمشيئة الله عز وجل وكذا قاله أبو عمر في الشرح عن أبي العباس قال معناه لا حول في دفع شر ولا قوة في درك خير إلا بالله وقيل لا حول عن معصية الله تعالى إلا بعصمته ولا قوة على طاعة الله إلا بعونه ويحكى هذا عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ويقال في التعبير عن قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله الحوقلة بفتح الحاء وإسكان الواو بعدها قاف ثم لام كذا قالها الأزهري في التهذيب والأكثرون من العلماء وقال الجوهري في صحاحه هي الحولقة بتقديم اللام على القاف والمعروف المشهور هو الأول قال ابن الأثير رحمه الله تعالى في شرح مسند الشافعي رضي الله تعالى عنه على الأول تكون الحاء من الحول والقاف من القوة واللام من الله تعالى وعلى الثاني الحاء والواو واللام من الحول والقاف قال والأول أولى ومثل الحوقلة الحيعلة والحمدلة
72(3/71)
والبسملة والهيللة والسبحلة وسيأتي بيان ذلك في فصل الحيعلة إن شاء الله تعالى والحيلة بكسر الحاء الاسم من الاحتيال قال الجوهري وكذلك الحول والحيل يقال لا حيل ولا قوة في حول قال الفراء يقال هو أحيل منك وأحول أي أكثر حيلة وما أحيله لغة في ما أحوله قال أبو زيد يقال ماله حيلة ولا محالة ولا احتيال ولا محال بمعنى واحد وقولهم لا محالة أي لا بد يقال الموت آت لا محالة والحوالة بفتح الحاء يقال احتال عليه بالدين حوالة واحتال من الحيلة وحوله عن القبلة أي أداره عنها فتحول قال الجوهري وحول أيضا بنفسه يتعدى ولا يتعدى قوله في باب الأذان عقب قول النبي صلى الله عليه وسلم الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء والأمين أحسن حالا من الضمين فسره المحاملي في التجريد فقال لأن الأمين متطوع بما يفعله والضامن يفعل ما يجب عليه قوله في أول كتاب الرهن من المهذب لأن الحاجة تدعو إلى شرط الرهن بعد ثبوت الدين وحال ثبوته فقوله حال منصوب على الظرف
حيض
قال أهل اللغة يقال حاضت المرأة تحيض حيضا ومحيضا فهي حائض بغير هاء لأن هذه صفة لا تكون للمذكر فلم يحتج إلى إلحاق الهاء فيه للفرق بخلاف مسلمة وقائمة وحكى الجوهري عن الفراء أنه يقال أيضا حائضة بالهاء وأنشد
(كحائضة يزني بها غير طاهر .......... )
قال أهل اللغة عركت بفتح العين والراء تعرك عروكا كقعدت تقعد قعودا أي حاضت قال الهروي في الغريبين يقال حاضت المرأة وتحيضت ودرست وعركت وطمثت تحيض حيضا ومحيضا ومحاضا إذا سال دمها في أوانه فإذا سال في غير أوقاته المعلومة فهي المستحاضة قال أهل اللغة ويقال نساء حيض وحوائض والحيضة بفتح الحاء المرة الواحدة من الحيض والحيضة بكسر الحاء اسم للحالة والهيئة وفي الحديث خذي ثياب حيضتك هذا بالكسر وفي الحديث الآخر إذا أقبلت الحيضة قال الخطابي المحدثون يقولونها بالفتح وهو خطأ والصواب الكسر لأن المراد الحالة ورد القاضي عياض وغيره قول الخطابي وقالوا الأظهر الفتح لأن المراد إذا أقبل الحيض وفي الحديث تحيضي في علم الله تعالى أي التزمي أحكام الحيض وافعلي فعلهن وكل هذه الأحاديث صحيحة وفي الحديث الآخر لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار المراد بالحائض البالغة هنا كما في الحديث الآخر غسل الجمعة
73(3/72)
واجب على كل محتلم أي بالغ وليس للتقييد بالحائض هنا مفهوم يعمل عليه فيكون دليلا على أن غير البالغة من المميزات تقبل صلاتها بغير خمار بل هذا من التقييد الخارج على سبب لكونه الغالب كما في قوله تعالى {وربائبكم اللاتي في حجوركم} وقوله تعالى {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} وقوله {فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به} وقوله تعالى {فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} وقوله تعالى {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا} ومن زعم أن هذه الآية ليست مما نحن فيه فهو جاهل أولم يفكر والله تعالى أعلم
قال أهل اللغة والحيضة بالكسر أيضا اسم للخرقة التي تستثفر بها المرأة قال الجوهري ومنه قول عائشة رضي الله تعالى عنها ليتني كنت حيضة ملقاة قال وكذلك المحيضة وجمعها محائض هذا ما يتعلق بتصريف الكلمة وأما أصلها فقال الإمام أبو منصور الأزهري في كتابه شرح ألفاظ مختصر المزني رحمهما الله تعالى الحيض دم يرخيه رحم المرأة بعد بلوغها في أوقات معتادة وأصله من حاض السيل وفاض إذا سال يسمى حيضا لسيلان الدم في الأوقات المعتادة قال والاستحاضة أن يسيل الدم في غير أوقاته المعتادة قال ودم الحيض يخرج من قعر الرحم ويكون أسود محتدما أي حارا كأنه محترق وأما دم الاستحاضة فيسيل من العاذل وهو عرق فمه الذي يسيل منه في أدنى الرحم دون قعره قال وذكر ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما هذا كلام الأزهري وقوله العادل هو بالعين المهملة وكسر الدال المعجمة وباللام وقال الهروي قال ابن عرفة الحيض والمحيض اجتماع الدم إلى ذلك المكان وبه سمي الحوض لاجتماع الماء فيه ثم ذكر أن الحيض هو سيلان الدم في أوقاته المعتادة فقد اتفق الهروي وشيخه الأزهري على أن الاستحاضة عبارة عن جريان الدم في غير أوقاته وقد اختلف أصحابنا في حقيقة الاستحاضة فذهب جماعة إلى أن الاستحاضة لا تكون إلا دما متصلا بالحيض ليس بحيض أن ترى الدم في زمن الحيض ويجاوز خمسة عشر يوما متصلا فأما إذا رأت الدم قبل تسع سنين أو رأت بعد تسع دما غير متصل بالحيض فإن رأت دون أقل الحيض فليس هذا باستحاضة بل يسمى دم فساد وذهب جماعة من أصحابنا إلى ان الجميع يسمى استحاضة فممن قال بالأول صاحب الحاوي فقال قال الشافعي رضي الله عنه لو رأت الدم قبل
74(3/73)
استكمال تسع سنين فهو دم فساد لا يقال له يحض ولا استحاضة لأن الاستحاضة لا تكون على أثر حيض ثم قال بعد هذا بأسطر النساء أضرب طاهر وحائض ومستحاضة وذات فساد فالطاهر ذات النقاء والحائض من ترى الدم في أوانه والمستحاضة من ترى الدم على أثر الحيض على صفة لا يكون حيضا وذات الفساد من يبتدىء بها دم لا يكون حيضا هذا آخر كلام صاحب الحاوي وقد اشار كثير من أصحابنا أو أكثرهم إلى معنى ما قال وهو أن الاستحاضة الدم المتصل بدم الحيض فإن لم يتصل فدم فساد وصرح أبو عبدالله الزبيري في كتابه الكافي والقاضي حسين وصاحبه صاحب التتمة وصاحب العدة وغيرهم بخلاف هذا فقالوا دم الاستحاضة ضربان متصل بدم الحيض وغير متصل فالمتصل أن ترى البالغة الدم وتجاوز خمسة عشر وغير المتصل التي لها دون تسع سنين إذا رأت الدم والكبيرة إذا رأته وانقطع لدون يوم وليلة وهذا الذي قاله هؤلاء صحيح مليح موافق لما قدمته عن إمامي اللغة الأزهري والهروي وقد استعمل في المهذب والتنبيه الاستحاضة بهذا المعنى فقال في المهذب في فصل النفاس فإن أدر الدم قبل الولادة خمسة أيام فمن أصحابنا من قال هو استحاضة وقال في التنبيه وفي الدم الذي تراه الحامل قولان أصحهما أنه حيض والثاني أنه استحاضة والله تعالى أعلم
وذكر اصحابنا اختلاف العلماء في المحيض المذكور في القرآن العزيز قالوا مذهبنا أن الحيض والمحيض بمعنى الحيض كما قدمناه وقال بعض العلماء هو زمن الحيض وقال بعضهم مكان الحيض هو نفس الفرج وقد أوضحت هذا كله بأدلته في شرح المهذب قال صاحب الحاوي وللحيض خمسة أسماء أخر الطمث ويقال امرأة طامث والعراك ويقال امرأة عارك ونسوة عوارك والضحك وامرأة ضاحك ونسوة ضواحك والاكبار والمرأة مكبر والاعصار والمرأة المعصر وأنشد في كل هذا أبياتا أوضحتها في شرح المهذب قال قال الجاحظ في كتاب الحيوان والذي يحيض من الحيوان أربع المرأة والأرنب والخفاش والضبع وروينا في سنن الإمام البيهقي رحمه الله تعالى أنه قيل لعائشة رضي الله عنها ما تقولين في العراك قالت الحيض تعنون قالوا نعم قالت سموه كما سماه الله عز وجل وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال في الحيض هذا شيء كتبه الله تعالى على بنات آدم فظاهره أنه لم يزل فيهن وحكى أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه في صحيحه عن بعض العلماء أنه
75(3/74)
قال كان أول ما أرسل الحيض على بني إسرائيل قال البخاري وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أكثر يعني أنه عام في جميع بنات آدم وحكى صاحب الحاوي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في سبب ابتداء الحيض أن الله عز وجل قال يا آدم ما حملك على أكل الشجرة قال زينته لي حواء قال إني عاقبتها لا تحمل إلا كرها ولا تضع إلا كرها ودميتها والله تعالى أعلم
واعلم أن باب الحيض من الأبواب العويصة وقد اعتنى أصحابنا رحمهم الله تعالى بإيضاحه فبينوه أحسن بيان وبسطوه اوضح بسط وقد جمع فيه إمام الحرمين نحو نصف مجلدة في النهاية وجمع غيره نحوه ولم يكن فيه أعظم تصنيفا من كتاب أبي الفرج الدارمي من أصحابنا العراقيين في طبقة القاضي أبي الطيب الطبري فجمع مجلدة ضخمة في مسألة المستحاصة المتحيرة وحدها لم يخلط معها غيرها وقد جمعت أنا فيه في شرح المهذب جملة مستكثرة نحو مجلدة مع أني حرصت على ترك الإطالة ونسأل الله تعالى التوفيق
حيعل
قوله في باب الأذان يقول بعد الحيعلة هي بفتح الحاء وإسكان الياء وفتح العين قال الإمام أبو منصور الأزهري في اول كتابه تهذيب اللغة بعد أن فرغ من مقدمة الكتاب وشرع في الأبواب قال الليث قال الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى العين والحاء لا يلتقيان في كلمة واحدة أصلية الحروف لقرب مخرجيهما لا أن يؤلف فعل من جمع بين كلمتين مثل حي على فيقال منه حيعل قال الأزهري وهو كما قال الخليل رحمه الله تعالى وأنشده غيره
(ألا رب طيف منك بات معانقي .......... إلى أن دعا داعي الصلاة بحيعلا)
ومعنى حي على الصلاة أسرعوا إليها وهلموا إليها واقبلوا ومثله في الحديث إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر معناه أقبلوا على ذكره وقيل أسرعوا إلى ذكره ومثل الحيعلة عبارة عن حي على كذا قولهم الحمدلة والبسملة والهيللة والسبحلة إشارة إلى الحمد لله وبسم الله ولا إله إلا الله وسبحان الله ومثله قولهم ولا حول ولا قوة إلى بالله الحوقلة والحولقة كما قدمناه في فصلها
حين
قال البخاري في صحيحه في أول تفسير سورة الأعراف الحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده
76(3/75)
حيي
الحياء ممدود وهو خصلة من خصال الإيمان كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحياء من الإيمان وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال الحياء خير كله قال الواحدي قال أهل اللغة أصل الاستحياء من الحياة واستحيا الرجل من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع العيب فالحياء من قوة الحس ولطفه وقوة الحياة وقال مجد الدين ابن الأثير في باب ما ينقض الوضوء من مسند الشافعي رضي الله عنه الحياء تغير وانكسار يعرض للإنسان من تخوف ما يعاب به ويذم عليه واشتقاقه من الحياة فكأن الحي جعل متنكس القوة منتقض الحياة لما يعتريه من الانكسار والتغير يقال استحيت منه واستحييته بمعنى ويقال استحييت بياء واحدة أسقطوا الياء الأولى وألقوا حركتها على الحاء والأصل إثبات الياءين وهي لغة أهل الحجاز وحذف الأولى لغة تميم والله تعالى أعلم وقولهم في باب الغسل في حديث أم سليم رضي الله عنها أن الله لا يستحيي من الحق معناه لا يستحيي أن يبين ماهو الحق
فصل في أسماء المواضع
الحجاز
مذكور في كتاب الجزية قال في المهذب قال الشافعي رضي الله عنه هي مكة والمدينة واليمامة ومخاليفها وهكذا فسره أصحابنا كما فسره الإمام الشافعي رضي الله عنه قال في المهذب قال الأصمعي سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد وهذا الذي نقله عن الأصمعي قاله ايضا ابن الكلبي وغيره وقيل فيه غير هذا في حده واشتقاقه
الحجر
حجر الكعبة زادها الله تعالى شرفا هو بكسر الحاء وإسكان الجيم هذا هو الصواب المعروف الذي قاله العلماء من أصحاب الفنون ورايت بعض الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب أنه يقال أيضا حجر بفتح الحاء كحجر الإنسان سمي حجرا لاستدارته والحجر عرصة ملصقة بالكعبة منقوشة على صورة نصف دائرة وعليه جدار وارتفاع الجدار من الأرض نحو ستة أذرع وعرضه نحو خمسة أشبار وقيل خمسة وثلث وللجدار طرفان ينتهي أحدهما إلى ركن البيت العراقي والآخر إلى الركن الشامي وبين كل واحد من الطرفين وبين الركن فتحة يدخل منها إلى الحجر وتدويرة الحجر تسع وثلاثون ذراعا وشبر وطول الحجر من الشاذوران الملتصق بالكعبة إلى الجدار المقابل له من الحجر أربعة وثلاثون قدما ونصف قدم وما بين الفتحتين أربعون قدما إلا نصف
77(3/76)
قدم وميزاب البيت يضرب في الحجر وقد اختلفت الروايات وأقوال أصحابنا في أن الحجر كله من البيت أو ستة أذرع فحسب أم سبعة وهذا الموضع لا يحتمل بسطها فاشرت إلى أصلها وقد أوضحته في كتاب الإيضاح في المناسك الذي جمعته
الحجر الأسود
زاده الله تعالى شرفا وهو في ركن الكعبة الذي يلي البيت من جانب المشرق ويقال له الركن الأسود ويقال له وللركن اليماني الركنان اليمانيان وارتفاع الحجر الأسود من الأرض ذراعان وثلثا ذراع قاله الأزرقي قاله وذرع ما بين الركن الأسود والمقام ثمانية وعشرون ذراعا وثبت في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وروى الأزرقي في فضله وما يتعلق به أشياء كثيرة منها عن ابن عباس رضي الله عنهما وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قالا الركن والمقام من الجنة قالا ولولا ما مسه من أهل الشرك ما مسه ذو عاهة إلا شفي وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزل الله الركن والمقام مع آدم ليلة نزل
الحجون
بفتح الحاء بعدها جيم مضمومة وهو من حرم مكة زادها الله تعالى شرفا وهو الجبل المشرف على مسجد جبل الحرس بأعلى مكة على يمينك وأنت مصعد
الحديبية
بضم الحاء وفتح الدال وتخفيف الياء كذا قاله الشافعي رضي الله عنه وأهل اللغة وبعض أهل الحديث وقال أكثر المحدثين بتشديد الياء وهما وجهان مشهوران وقد تقدم في حرف الجيم عند ذكر الجعرانة فيها زيادة قال صاحب مطالع الأنوار ضبطناها بالتخفيف عن المتقنين وأما عامة الفقهاء والمحدثين فيشددونها قال وهي قرية ليست بالكبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة قال وهي على نحو مرحلة من مكة وكان الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة وهي شجرة سمرة بيعة الرضوان يوم الحديبية الفا واربعمائة وقيل ألفا وخمسمائة وقيل ألفا وثلاثمائة وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما هذه الروايات الثلاث في باب غزوة الحديبية والأشهر ألف واربعمائة وفي البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أنتم خير أهل الأرض وكنا ألفا وأربعمائة وكذا قال البيهقي وأكثر الروايات أن أهل الحديبية كانوا ألفا وأربعمائة رضي الله تعالى عنهم
78(3/77)
حديثة الموصل
المذكورة في حد سواد العراق هي بفتح الحاء وكسر الدال بعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم ثاء مثلثة ثم هاء
الحرة
المذكورة في المهذب في حديث رجم ماعز رضي الله تعالى عنه الحرة التي خارج المدينة وللمدينة حرتان وهما لا بتاها وقد تقدم تفسيرهما
الحرم
حرم مكة زادها الله تعالى شرفا وفضلا وهو ما أحاط بمكة من جوانبها وأطاف بها جعل الله عز وجل حكمه حكمها في الحرمة تشريفا لها واعلم أن معرفة حدود الحرم من أهم ما ينبغي أن يعتنى به فإنه يتعلق به أحكام كثيرة وقد اعتنيت بتحقيق حدوده وأوضحته في كتاب الإيضاح في المناسك غاية الإيضاح فحد الحرم من طريق المدينة دون التنعيم عند بيوت نفار بكسر النون وهو على ثلاثة أميال وحده من طريق اليمن طرف أضاه لبن بكسر اللام وإسكان الباء الموحدة على سبعة أميال ومن طريق العراق على ثنية جبل المقطع على سبعة أميال أيضا قال الأزرقي سمي جبل المقطع لأنهم قطعوا منه أحجار الكعبة في زمن ابن الزبير وقيل إنما سمي المقطع لأنهم كانوا في الجاهلية إذا خرجوا من الحرم علقوا في رقاب إبلهم من قشور شجر الحرم وإن كان رجلا علق في رقبته فأمنوا به حيث توجهوا وقالوا هؤلاء وفد الله تعالى إعظاما للحرم وإذا رجعوا دخلوا الحرم قطعوا ذلك هنالك فسمي المقطع ومن طريق الجعرانة في شعب آل عبد الله بن خالد على تسعة أميال عشرة إلا واحدا ومن طريق الطائف على عرفات من بطن نمرة على سبعة أميال عشر إلا ثلاثة ومن طريق جدة منقطع الأعشاش على عشرة أميال هكذا ذكر هذه الحدود أبو الوليد الأزرقي في كتاب تاريخ مكة وأصحابنا في كتب الفقه منهم الشيخ أبو إسحاق في المهذب في باب عقد الذمة وكذا صاحب الحاوي في الأحكام السلطانية إلا أنهما لم يذكرا حده من طريق اليمن وذكره الأزرقي والجماهير وانفرد الأزرقي فقال حده من طريق الطائف أحد عشر ميلا وقال الجمهور سبعة فقط كما قدمناه وهي سبعة عشر إلا ثلاثة فاعتمد ما لخصته من حد الحرم الكريم فما أظنك تجده أوضح من هذا قال الأزرقي في أنصاب الحرم على رأس الثنية ما كان من وجوهها في هذا الشق فهو حرم وما كان في ظهرها فهو حل قال وبعض الأعشاش في الحل وبعضها في الحرم ذكره في آخر الكتاب
79(3/78)
أما حرم المدينة فقد ثبت بيانه في الصحيح ففيه أكمل مقنع وأبلغ كفاية روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حرم ما بين عير إلى ثور هكذا هو في الصحيح وغيرهما عير إلى ثور وعير بفتح العين المهملة وإسكان المثناة تحت قال أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره من العلماء عير جبل بالمدينة وأما ثور فجبل لا يعرف أهل المدينة بها جبلا يقال له ثور قالوا فنرى أن أصل الحديث ما بين عير إلى أحد وقال الحازمي الرواية الصحيحة ما بين عير إلى أحد وقيل إلى ثور وليس بشيء وثبت في الصحيحين من روايات جماعة من الصحابة رفعوه ما بين لآبتيها حرام وفي مسلم ما بين مأزميها واللابة والمأزم معروفان مذكوران في هذا الكتاب في موضعهما قال الماوردي واختلف الناس في مكة وما حولها هل صارت حرما وأمنا بسؤل إبراهيم صلى الله عليه وسلم أم كانت قبله كذلك على قولين أحدهما لم تزل حرما آمنا من الجبابرة ومن الخسوف والزلازل وإنما سأل إبراهيم عليه السلام ربه سبحانه وتعالى أن يجعله آمنا من الجدب والقحط وأن يرزق أهله من كل الثمرات لقوله صلى الله عليه وسلم إن مكة حرمها الله تعالى ولم يحرمها الناس رواه البخاري في صحيحه من رواية أبي شريح وقوله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فإن هذا بلد حرمه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض وهو حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة وأنه لم يحل القتال لأحد قبلي وأنه لم يحل إلا ساعة من نهار فهو حرام حرمة الله إلى يوم القيامة رواه البخاري في صحيحه في كتاب الحج بهذا اللفظ من رواية ابن عباس رضي الله عنهما والقول الثاني إن تحريمها كان بسؤال إبراهيم عليه السلام وكانت قبله حلالا لقوله صلى الله عليه وسلم إن إبراهيم حرم مكة وإني حرمت المدينة رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال الماوردي والذي يختض به حرم مكة من الأحكام التي تخالف سائر البلاد خمسة أحكام أحدها أن لا يدخلها أحد إلا بإحرام حج أو عمرة والثاني ألا يحارب أهلها فإن بغوا على أهل العدل فقد ذهب بعض إلى تحريم قتالهم ويضيق عليهم حتى يرجعوا عن البغي ويدخلوا في أحكام أهل العدل والذي عليه أكثر الفقهاء أنهم يقاتلون على بغيهم إذا لم يمكن ردهم عن البغي إلا بالقتال لأن قتال أهل البغي من حقوق الله تعالى التي لا تجوز إضاعتها ولأن يكون محفوظا في حرم الله تعالى أولى من أن يكون مضيعا فيه والحكم الثالث تحريم صيده على المحلين والمحرمين من أهل الحرم وممن طرأ
80(3/79)
عليه الحكم الرابع تحريم قطع شجرة الحكم الخامس أنه يمنع جميع من خالف دين الإسلام من دخوله مقيما كان أو مارا هذا مذهب الشافعي رضي الله عنه وأكثر الفقهاء وجوزه أبو حنيفة إذا لم يستوطنوه هذا آخر كلام الماوردي وترك من الأحكام التي يتميز بها الحرم اللقطة فإن لقطة الحرم لا تحل إلا لمنشد لا للمتملك على المذهب الصحيح بخلاف غيره وترك أيضا تحريم إخراج أحجاره وترابه منه إلى غيره وهو حرام وبيانه مشهور في كتب المذهب وترك أيضا إدخال الأحجار والتراب من غيره إليه فإنه مكروه وترك اختصاص نحر الهدايا ودماء الحج به وترك وجوب قصده بالنذر بخلاف غيره كمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس أحد القولين فيهما وترك ايضا تغليظ الدية بالقتل فيه وترك أيضا تحريم دفن المشرك فيه وأنه إن دفن ينبش إن لم يتقطع وإنه لا يجوز له في الدخول إليه على حال وإنه لا دم على المتمتع والقارن إذا كانا من أهله وإنه لا يجوز الإذن إحرام المقيم به بالحج خارجه أنه لا يكره فيه صلاة النافلة التي لا سبب لها في أوقات الكراهة تشريفا لها وأنه يحرم استقبال الكعبة واستدبارها بالبول والغائط في الصحراء وهذا الذي ذكره الماوردي من أن البغاة إذا امتنعوا في الحرم يقاتلون عند أكثر الفقهاء هو الصحيح وقد نص عليه الشافعي في كتابه اختلاف الحديث من كتب الأم وقال القفال المروزي في أول كتاب النكاح في ذكر خصائص النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز القتال بمكة حتى لو تحصن جماعة من الكفار بمكة لا يجوز لنا قتالهم فيها وهذا الذي قاله فاسد مردود نبهت عليه لئلا يغتر به وأما الحديث الصحيح بالنهي عن القتال فيها فمعناه لا يجوز نصب القتال وقتالهم بما يعم إذا أمكن إصلاح الحال بدون ذلك بخلاف ما إذ تحرز كفار في بلد آخر
وأما حرم المدينة فحده مابين جبليها طولا وما بين لابتيها عرضا ففي الصحيحين عن علي رضي الله عنه وعن أبي هريرة رضي الله عنه ما ذكرناه قبل هذا وفي المناسك وفي صحيح البخاري في كتاب الدعاء في باب التعوذ من غلبة الرجال عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس قال أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة فقال اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة ورواه مسلم في آخر الحج ويشترك الحرمان في أمور ويختلفان في أمور
حضرموت
مذكورة في باب صفة القضاء من المهذب في قوله إن رجلا من حضرموت ورجلا من كندة تحاكما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بفتح الحاء وإسكان الضاد
81(3/80)
المعجمة وفتح الميم قال صاحب مطالع الأنوار وهذيل بضم الميم منها وهذا غريب قال أهل اللغة يجوز فيه بناء الإسمين على الفتح فتفتح التاء والراء ويجوز بناء الأول وإعراب الثاني كإعراب ما لا ينصرف فيقال هذا حضرموت برفع التاء ويجوز إعراب الأول والثاني فيقال هذا حضرموت برفع الراء وجر التاء وتنوينها والنسبة إليه حضرمي وجماعة حضارمة والتصغير حضيرموت ويصغر الأول قال أهل اللغة حضرموت اسم لبلد باليمن وهو أيضا اسم لقبيلة واختلف المتكلمون على الحديث وألفاظ المهذب في المراد بحضرموت في هذا الحديث فقيل البلدة وقيل القبيلة وهو الأظهر
الحطيم
زاده الله تعالى فضلا وشرفا وهذا الموضع المشهور بالمسجد الحرام بقرب الكعبة الكريمة روى الأزرقي في كتاب مكة عن ابن جريج قال الحطيم ما بين الركن الأسود والمقام وزمزم والحجر سمي حطيما لأن الناس يزدحمون على الدعاء فيه ويحطم بعضهم بعضا والدعاء فيه مستجاب قال وقل من حلف هناك آثما إلا عجلت عقوبته وروى أشياء كثيرة في ناس كثيرين عجلت عقوباتهم باليمين الكاذبة فيه وبالدعاء عليهم لظلمهم
حفر أبي موسى
مذكور في حد جزيرة العرب في باب عقد الذمة من المهذب هو بفتح الحاء والفاء وبالراء هو منسوب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وهو من البصرة على ست مراحل سمي حفر أبي موسى لأن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه لما أقبل إلى البصرة أخذ عل فلج حتى نزل بالحفر فعطش الناس فأمر ببئر فحفرت فأنبطت عذبة فقيل حفر أبي موسى وهو بمعنى المحفور كما قال خيط أي مخيوط وهدم بمعنى مهدوم ويسمى التراب أيضا حفرا بمعنى محفور كما ذكرنا
الحفياء
مذكورة في باب المسابقة من المهذب وهي بحاء مهملة مفتوحة ثم فاء ساكنة ثم ياء مثناة من تحت ثم ألف ممدود وهذا هو الأشهر ويقال بالقصر قال صاحب المطالع الحفيا تمد وتقصر قال وضبطه بعضهم بضم الحاء وهو خطأ قلت وذكر الإمام الحافظ أبو بكر الحازمي في كتابه المختلف والمؤتلف في أسماء الأماكن أنه يقال فيها أيضا الحيفا بتقديم الياء على الفاء ذكره في حرف الحاء قال والأشهر تقديم الفاء والله تعالى أعلم
حلوان
مذكور في حد سواد العراق هو بضم الحاء وإسكان اللام قال الإمام
82(3/81)
الحازمي في المؤتلف والمختلف حلوان البلد المعروف وهو آخر حد السواد مما يلي المشرق نسب إلى حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة لأنه بناه
حمص
مدينة معروفة من مشارق الشام لا ينصرف للعجمة والعلمية والتأنيث كماه وجوز وهي من المدن الفاضلة وفي حديث ضعيف أنها مدن الجنة وكانت في أول الأمر أشهر بالفضل من دمشق وذكر الثعلبي في العرائس في فضل الشام أنه نزل حمص تسعمائة رجل من الصحابة
حنين
تكرر ذكره في كتاب السير من المهذب وهو واد بين مكة والطائف وراء عرفات بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا وهو مصروف كما نطق به القرآن العظيم
الحيرة
مذكورة في استطاعة المرأة في كتاب الحج من المهذب حديثها في صحيح البخاري رحمه الله وهي بكسر الحاء وإسكان الياء المثناة من تحت بعدها راء ثم هاء وهي مدينة معروفة عند الكوفة وهي مدينة النعمان فهذه هي المذكورة في الحديث في كتب المذهب وليست بالحيرة المحلة المعروفة بنيسابور والله تعالى أعلم
حرف الخاء
خبث
قوله عند دخول الخلاء اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث حديثه في الصحيحين من رواية أنس وهو بضم الباء ويجوز تخفيفها بإسكانها كما في نظائره ككتب ورسل وعنق وأذن ونحوها هذا هو الصواب وأما قول الإمام أبي سليمان الخطابي أن المحدثين يروونه بإسكان الباء وأنه خطأ منهم فليس بصواب منه لأن إسكان الباء في هذا الباب وهو باب فعل بضمتين جائز بلا خلاف بين أهل اللغة والتصريف والنحو وهو أجل من أن ينكر هذا ولعله أراد الإنكار على من يقول أصله الإسكان وأما الإسكان على سبيل التخفيف فلا يمنعه أحد ومع هذا فعبارته مشكلة وأما معناه فقال الخطابي الخبث جمع خبيث والمراد ذكور الشياطين والخبائث جمع خبيثة والمراد أناث الشياطين وقال غيره الخبث بالإسكان الشر وقيل الكفر وقيل الشيطان والخبائث المعاصي قال أهل اللغة أصل الخبث في كلام العرب المذموم والمكروه والقبيح من قول أو فعل أو مال أو طعام أو شراب أو شخص أو حال وقال أبو عمر المزاهد قال ابن الأعرابي الخبث في كلام العرب المكروه فإن كان من الكلام فهو الشتم وإن كان من الملل فهو الكفر وإن كان من الطعام فهو الحرام وإن كان من الشراب فهو الضار
83(3/82)
خبر
وأما المخابرة فقال أبو عبيد والأكثرون من أهل اللغة والفقهاء هي مأخوذة من الخبير وهو الأكار بتشديد الكاف وهو الفلاحالحراث وقال آخرون من الخبار وهي الأرض اللينة والمزارعة قريب من المخابرة وقيل من الخبر بضم الخاء وهو النصيب قال الجوهري قال أبو عبيد هو النصيب من سمك أو لحم قال ويقال تخبروا خبرة إذا اشتروا شاة فذبحوها واقتسموا لحمها وقال ابن الأعرابي هي مشتقة من خيبر لأن أول هذه المعاملة كان فيها من النبي صلى الله عليه وسلم واختلف أصحابنا فيهما هل هما بمعنى أم لا فقال بعضهم هما بمعنى واحد وادعى صاحب البيان أن هذا قول أكثر أصحابنا وليس كما قاله بل الصحيح الذي ذهب إليه جمهورهم ونص عليه الشافعي رضي الله عنه ونقله صاحب الشامل والمحققون عن الجمهور أنهما مختلفان والمخابرة هي المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها ويكون البذر من العامل والمزارعة مثلها إلا أن البذر من مالك الأرض قال الرافعي وقد يقال المخابرة اكتراء الأرض ببعض ما يخرج منها والمزارعة اكتراء العامل ليزرع الأرض ببعض ما يخرج منها ولا يختلف المعنى بهذا الاختلاف
واعلم أن المشهور من مذهبنا إبطال المخابرة والمزارعة جميعا وهو نص الشافعي والأصحاب رضي الله عنهم وذهب جماعة من محققي أصحابنا إلى صحتهما وهو قول ابن سريج وابن خزيمة واختاره أيضا الخطابي وقد أوضحته في الروضة ولله الحمد وممن قال من أهل اللغة أن المخابرة والمزارعة بمعنى واحد صاحب الصحاح وقاله أيضا الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى في معالم السنن قال الخطابي الخبر النصيب
خبل
قوله في المهذب في أول صفة الصلاة وإن كان بلسانه خبل هو بفتح الخاء المعجمة وإسكان الباء الموحدة وهو فساد فيه قال ابن السكيت الخبل فساد قال الجوهري الخبل بالتسكين الفساد وجمعه خبول وقال الهروي الخبل فساد الأعضاء ورجل خبل ومختبل قال قال شمر الخبال والخبل الفساد
ختم
الخاتم والخاتم بفتح التاء وكسرها والخيتام والخاتام كله بمعنى والجمع خواتيم هذه اللغات الأربع مشهورة
خدع
قال الإمام أبو منصور الأزهري قال أبو عبيد قال أبو زيد يقال خدعته خدعا وخديعة وأجاز غيره خدعا بالفتح ويقال رجل خداع وخدوع وخدعة وإذا كان
84(3/83)
خداعا والخدعة ماخدع به وقال أبو عبيد سمعت الكسائي يقول الحرب خدعة يعني بضم الخاء وفتح الدال قال وقال أبو زيد مثله ورجل خدعة إذا كان يخدع وروي في الحديث الحرب خدعة أي ينقضي أمرها بخدعة واحدة وقيل الحرب خدعة ثلاث لغات وأجودها ما قال الكسائي وأبو زيد خدعة قال الإمام الواحدي في البسيط من التفسير اختلف أهل اللغة في أصل الخداع فقام قوم أصله من إخفاء الشيء قال الليث أخدعت الشيء أي أخفيته وقال آخرون أصل اخداع والخدع الفساد قال ابن الأعرابي الخادع الفاسد من الطعام وغيره قوله في الوسيط في كتاب شرب الخمر ويتقي يعني الجلاد المقاتل كالقرط والأخدع فالأخدع بفتح الهمزة على وزن الأحمر قال الإمام الأزهري الأخدعان عرقان في صفحتي العنق قد خفيا وبطنا والأخادع الجمع ورجل مخدوع قد أصيب أخدعه وقال صاحب المحكم وقيل الأخدعان الودجان قال وخدعه يخدعه خدعا قطع أخدعه قوله في الوسيط والله تعالى لا يخادع في العزائم ذكره في كتاب السير في مسالة الهزيمة معناه والله أعلم لا يخفى عليه شيء كما تقدم في معنى الخداع قال الواحدي قال اللحياني وأبو عبيدة خادعت الرجل بمعنى خدعته قال الأزهري والمخدع والمخدع الخزانة قال وأخدعت الشيء أخفيته وقال صاحب المحكم الخدع إظهار خلاف ما يخفيه خدعه يخدعه خدعا وخدعا وخديعة وخدعة وخداعا وخدعه واختدعه وقيل الخدع والخديعة المصدر والخدع والخداع الآسم وتخادع القوم خدع بعضهم بعضا وانخدع أرى أنه قد خدع والخدع ما يخدع به ورجل خدعة يخدع كثيرا وخدعة يخدع الناس كثيرا ورجل خداع وخدع وخيدع وخدوع كثير الخداع وكذلك المرأة بغير هاء وخادعت فلانا رمت خدعه وخدعته ظفرت به وقال الحرب خدعة وخدعة وخدعة فمن قال خدعة فمعناه من خدع فيها خدعة فزلقت قدمه وعطب فليس لها إقالة ومن قال خدعة أراد أنها تخدع كما يقال رجل لعنة يلعن كثيرا وإذا خدع أحد الفريقين صاحبه في الحرب فإنما خدعت هي ومن قال خدعة أراد أنها تخدع أهلها ورجل مخدع خدع في الحرب مرة بعد مرة والخيدع الذي لا يوثق بمودته والخيدع السراب لذلك وطريق خيدع وخادع جائر مخالف للقصد لا يفطن به وخدعت الشيء وأخدعته كتمته وأخفيته والمخدع الخزانة قال سيبويه لم يأت مفعل ساما إلا المخدع وماسواه صفة والمخدع والمخدع لعة في المخدع
85(3/84)
خدم
وروينا في صحيح البخاري في كتاب النكاح في باب النقيع والشراب الذي لا يسكر في العرس عن سهل بن سعد أن امرأة أبي سعد كانت خادمتهم في عرسهم هكذا هو في معظم الأصول خادمتهم بالتاء
خرج
وأما قول الغزالي رحمه الله تعالى وغيره من الأصحاب رحمهم الله تعالى في المسألة قولان بالنقل والتخريج فقال الإمام أبو القاسم الرافعي في كتاب التيمم معناه أنه إذا ورد نصان عن صاحب المذهب مختلفان في صورتين متشابهتين ولم يظهر بينهما ما يصلح فارقا فالأصحاب يخرجون نصه في الصورة الأخرى لاشتراكهما في المعنى فيجعل في كل واحدة من الصورتين قولان منصوص ومخرج المنصوص في هذه هو المخرج في تلك والمنصوص في تلك هو المخرج في هذه فيقولون فيهما قولان بالنقل والتخريج أي نقل المنصوص من هذ الصورة إلى تلك الصورة وخرج منها وكذلك بالعكس ويجوز أن يراد بالنقل الرواية ويكون المعنى في كل واحدة من الصورتين قول منقول أي مروي عنه وآخر مخرج ثم الغالب في مثل هذا عدم إطباق الأصحاب على هذا التصرف بل ينقسمون غالبا فريقين منهم من يقول ومنهم من يمتنع ويستخرج فارقا بين الصورتين يستند إليه افتراق النصين هذا كلام الرافعي وقد اختلف أصحابنا في القول المخرج هل ينسب إلى الشافعي رضي الله تعالى عنه فمنهم من قال ينسب والصحيح الذي قاله المحققون لا ينسب لأنه لم يقله ولعله لو روجع ذكر فارقا ظاهرا قوله في المهذب في باب الكفن ويجعل الحنوط على خراج نافذ إذا كان الخراج بضم الخاء المعجمة وتخفيف الراء وهو القرحة في الجسد
خرع
قولهم اخترع الدليل أو الحكم وما أشبهه فمعناه ارتجله وابتكره ولم يسبق إليه قال الأزهري اخترعه أي اخترقه قال والخرع الشق يقال خرعته فانخرع أي شققته فانشق وانخرعت القناة إذا انشقت قال صاحب المحكم اخترع الشيء ارتجله والاسم الخرعة
خسف
يقال خسف القمر وخسفت الشمس وكسف وكسفت وانخسف وانخسفت وانكسف وانكسفت وخسفا وكسفا كلها لغات صحيحة وصحت وثبتت كلها في صحيح البخاري ومسلم من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم قال الأزهري في باب العين والخاء والشين قال أبو زيد يقال خسفت الشمس وكسفت وخسفت بمعنى واحد
86(3/85)
خشع
قال الإمام الأزهري التخشع لله تعالى الإخبات والتذلل وقال الليث خشع الرجل يخشع خوشعا إذا رمى ببصره إلى الأرض والخشوع قريب من الخضوع إلا أن الخضوع في البدن وهو الإقرار بالأستخذاء والخشوع في البدن والصوت والبصر هذا كلام الأزهري وقال صاحب المحكم خشع واختشع وتخشع رمى ببصره نحو الأرض وخفض صوته وقوم خشع متخشعون وقال الواحدي الخشوع في اللغة السكون قال وعلى هذا يدور كلام المفسرين في تفسير الخشوع في الصلاة قال الأزهري هو سكون المرء في صلاته وقال السدي خاشعون متواضعون وقال مجاهد ساكنون وقال عمرو بن دينار هو السكوت وحسن الهيئة
خصر
قولهم في التنبيه هذا كتاب مختصر اختلفت عبارات العلماء في معنى المختصر فقال الشيخ أبو حامد الإسفرايني شيخ أصحاب العراقيين في تعليقه حقيقة الاختصار ضم بعض الشيء إلى بعض قال ومعناه عند الفقهاء رد الكثير إلى القليل وفي القليل معنى الكثير قال وقيل هو إيجاز اللفظ مع استيفاء المعنى ولم يذكر صاحب الشامل غير هذا الثاني وذكرهما جميعا المحاملي في المجموع وقال صاحب الحاوي قال الخليل بن أحمد هو مادل قليله على كثيره سمي اختصارا لاجتماعه كما سميت المخصرة مخصرة لاجتماع السيور ومخصر الإنسان لاجتماعه ودقته
خضر
قوله في المهذب في باب السير مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخضراء كتيبة فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحقد قال الأصمعي الخضراء اسم من أسماء الكتيبة والكتيبة الخيل المجتمعة وقيل سميت خضراء لكثرة الحديد فيها والعرب تسمي شديد السواد أخضر قال الجوهري يقال كتيبة خضراء للتي يعلوها سواد الحديد
خضع
قال الأزهري خضع في كلام العرب يكون لازما ومتعديا تقول خضعته فخضع وخضع الرجل رقبته فاختضعت وقال صاحب المحكم خضع يخضع خضعا وخضوعا واختضع ذل ورجل خيضع واخضع وخضيع ألان كلامه للمرأة خضعه الكبر يخضعه خضعا وخضوعا وأخضعه حناه وخضع هو وأخضع انحنى
خطأ
قال الجوهري رحمه الله تعالى الخطأ نقيض الصواب وقد يمد وقرىء بهما في قول الله تعالى {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ}
87(3/86)
تقول منه أخطأت وتخطأت بمعنى واحد ولا تقل أخطيت وبعضهم يقوله والخطأ الذنب من قول الله تعالى {إن قتلهم كان خطأ كبيرا} أي إثما تقول منه خطىء يخطأ خطأ وخطئة على فعلة والاسم الخطيئة على فعيلة ولك أن تشدد الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا للإلحاق ولا هما من نفس الكلمة فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد الياء ياء وتدغم فتقول في مقروء مقرو وفي خبيء خبي بتشديد الواو والياء قال أبو عبيدة خطىء وأخطأ بمعنى واحد لغتان قال وفي المثل مع الخواطىء سهم صائب يضرب للذي يكثر منه الخطأ ويأتي في الأحيان بالصواب قال الأموي المخطىء من أراد شيئا فصار إلى غيره والخاطىء من تعمد لما لا ينبغي وتقول خطأته تخطئة وتخطيئا إذا قلت له أخطأت وتخطأت له في المسألة أي أخطأت وجمع الخطيئة خطايا وكان الأصل خطائي على وزن فعائل فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة ثم استثقلت والجمع ثقيل وهو معتل مع ذلك فقلبت الياء ألفا ثم قلبت الهمزة الأولى ياء لخفائها ما بين الألفين هذا آخر كلام الجوهري وفي مسند أبي عوانة وأبي يعلى الموصلي عن سيعد بن جبير قال خرجت مع ابن عمر فمررنا بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ورويناه بهذه الحروف في صحيحي البخاري ومسلم وفي حديث أبي ذر أحد وقواعد الإسلام يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي يا عبادي إنكم تخطؤون بالليل والنهار ولم يقل تخطأون
خطب
قال الإمام أبو منصور الأزهري قال الليث الخطب سبب الأمر تقول ما خطبك أي ما أمرك وتقول هذا خطب جليل وخطب يسير وجمعه خطوب والخطبة مصدر الخطيب وهو يخطب المرأة ويختطبها خطبة وخطبني وقال الفراء في قول الله تعالى {من خطبة النساء} الخطبة مصدر الخطب وهو بمنزلة قولك أنه لحسن القعدة والجلسة قال والخطبة مثل الرسالة التي لها أول وآخر قال الأزهري والذي قال الليث أن الخطبة مصدر الخطيب لا يجوز إلى على وجه وهو أن الخطبة اسم للكلام الذي يتكلم به الخطيب فيوضع فوضع المصدر والعرب تقول فلان خطب فلانة إذا كان يخطبها وقال الليث الخطاب مراجعة الكلام وخطب الخاطب على المنبر يخطب خطابة واسم الكلام الخطبة وقال الزجاج أيضا في معاني
88(3/87)
القرآن الخطبة بالضم ما له أول وآخر نحو الرسالة وجمع الخطيب خطباء وجمع الخاطب خطاب هذا ما ذكره الأزهري وقال صاحب المحكم الخطب الشأن أو الأمر صغر أو كبر وخطب المرأة يخطبها خطبا وخطبة الأولى عن اللحياني واختطبها وخطبها عليه وهي خطبة والجمع أخطاب وكذلك خطبة وخطبة الضم عن كراع وخطبا وخطيبة وهو خطبها والجمع كالجمع وكذلك هو خطيبها والجمع خطيبون ولا يكسر ورجل خطاب كثير التصرف في الخطبة واختطب القوم فلانا دعوه إلى تزويج صاحبتهم والخطاب والمخاطبة مراجعة الكلام وخطب الخاطب على المنبر يخطب خطابة واسم الكلام الخطبة وقال ثعلب خطب على القوم خطبة فجعلها مصدرا ولا أدري كيف ذلك إلا أن يكون وضع الاسم موضع المصدر وذهب أبو إسحاق إلى أن الخطبة عند العرب الكلام المنثور المسجع ونحوه ورجل خطيب حسن الخطبة قال الجوهري خطب على المنبر خطبة بالضم وخطبت المرأة خطبة بالكسر واختطبت فيهما والخطيب الخاطب والخطيب الخطبة والخطابية من الرافضة ينسبون إلى أبي الخطاب وكان يأمر أصحابه أن يشهدوا على من خالفهم بالزور وقد خطب الرجل بالضم خطابة بالفتح صار خطيبا وقال أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي الفقيه الشافعي صاحب الحاوي من أصحابنا في كتابه التفسير الخطبة بكسر الخاء هي طلب النكاح والخطبة بالضم تأليف كلام يتضمن وعظا وإبلاغا وهذا الذي قاله حسن مفصح عن معنى اللفظة والله تعالى أعلم
واعلم أن الخطب المشهورة ثلاث عشرة خطبة خطبتان للجمعة وخطبتان للعيد وخطبتان للكسوف وخطبتان للاستسقاء وخمس خطب في الحج وواحدة في اليوم السابع من ذي الحجة بمكة عند الكعبة بعد صلاة الظهر وثنتان بعرفات في مسجد إبراهيم عليه السلام بعد الزوال وقبل صلاة الظهر وخطبة بعد صلاة الظهر بمنى يوم النحر والصلاة أفراد إلاى التي عند عرفات فإنها خطبتان وقبل صلاة الظهر قال الماوردي في الأحكام السلطانية في باب ولاية الحج جميع الخطب مشروعة بعد الصلاة إلا خطبتي الجمعة والتي بعرفات الخطابية الطائفة المبتدعة من الرافضة نسبوا إلى أبي الخطاب الكوفي حكاه ابن الصباغ
خطر
قال الإمام أبو منصور الأزهري رحمه الله تعالى قال الليث الخطر
89(3/88)
ارتفاع المكانة والمنزلة والمال والشرف ويقال للرجل الشريف هو عظيم الخطر وقال ابن السكيت الخطر والسبق والندب واحد وهو كله الذي يوضع في النضال والرهان فمن سبق أخذه ويقال فيه كل فعل مشددا إذا أخذه قال الليث والأشراف على شفا هلكة هو الخطر والإنسان يخاطر بنفسه إذا أشفى بها على خطر ملك أو نيل ملك ويقول خطر ببالي وعلى بالي كذا وكذا يخطر خطورا إذا وقع ذلك في بالك وهمك قال الفراء يقال أنه لعظيم الخطر وصغير الخطر في حسن فعاله وشرفه وسوء فعاله ولؤمه والخاطر ما يخطر في القلب من تدبير أو أمر هذا ما نقلته من كتاب الأزهري وقال صاحب المحكم الخاطر الهاجس والجمع الخواطر وقد خطر بباله وعليه يخطر ويخطر الأخيرة عن ابن جني خطورا إذا ذكره بعد نسيان
خطط
قال الإمام أبو منصور الأزهري رحمه الله تعالى قال الليث الخط الكتابة ونحوه مما يخط والخطة الأرض التي يختطها الرجل لم تكن له قال وإنما كسرت الخاء لأنها أخرجت على مصدر أفعل وقال في موضع أخر من الفصل اختط فلان خطة إذا تحجر موضعا وخط عليه بجدار وجمعها الخطط قال صاحب المحكم خط الشيء يخطه خطا كتبه بقلم أو غيره والتخطيط التسطير والماشي يخط برجله الأرض على التشبيه بذلك وثوب مخطط فيه خطوط وكذلك تمر مخطط وخط وجهه واختط صارت فيه خطوط والخطة كالخط كأنها اسم للطريقة والخط والخطة الأرض تترك من غير أن ينزلها نازل قبل ذلك وقد خطها لنفسه خطا واختطها وكلما خططته فقد خططت عليه قال الجوهري الخطة بالكسر الأرض يختطها الرجل لنفسه وهو أن يعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد أحتازها ليبنيها إذا أراد ومنه خطط الكوفة والبصرة والخطة بالضم القصة والأمر وفي راسه خطة إذا جاء وفي نفسه حاجة قد عزم عليها والعامة تقول خطية وقولهم خطة نائية أي مقصد بعيد وقولهم خذ خطة أي خذ خطة الانتصاف ومعناه انتصف والخطة من الخطط كالنقطة من النقط واختط الغلام نبت عذاره والله تعالى أعلم وقول الغزالي في كتاب الجمعة خطة البلد وفي باب الوقف خطة الإسلام وأشباه هذا كله بكسر الخاء على ما تقدم قوله في الجنين إن بدا فيه التخطيط وجبت فيه الغرة وانقضت العدة قال الرافعي في باب دية الجنين التخطيط قد يفسر بصورة الأعضاء من اليد والأصابع وغيرهما وقد يفسر بالشكل والتقطيع الكلي قبل تبيين آحاد أعضائه وهيئآتها وهي الأكثر قال أبو الفتح الهمداني في
90(3/89)
كتاب الآشتقاق الخط قرية ينسب إليها الرماح يقال رماح خطية بفتح الخاء قال ومنهم من يكسرها وقيل لها ذلك لأنها على ساحل البحر والساحل يقال له الخط لأنه فاصل بين الماء والتراب هذا كلام أبي الفتح واقتصر الجمهور على أن الرمح الخطي بفتح الخاء وقل من ذكر الكسر
خطف
قال الأزهري يقال خطفت الشيء واختطفته إذا اجتذبته بسرعة والخطاف طائر معروف وجمعه خطاطيف قال الأصمعي الخطاف هو الذي يجري في البكرة إذا كان من حديد فإن كان من خشب فهو القعو قال أبو الخطاب خطفت السفينة وخطفت أي سارت وقال صاحب المحكم الخطف الأخذ بسرعة واستلاب خطفه وخطفه يخطفه واختطفه وتخطفه قال سيبويه خطفه واختطفه كما قالوا نزعه وانتزعه ورجل خيطف خاطف وسيف مخطف يخطف البصر بلمعه وخطف البرق البصر وخطفه يخطف ذهب به وخطف الشيطان السمع واختطفه استرقه والخطاف العصفور الأسود وهو الذي تدعوه العامة عصفور الجنة هذا كلام صاحب المحكم والخطاف المذكور في كتاب الأطعمة قال أصحابنا لا يحل أكله هذا هو الذي ذكره الأزهري وصاحب المحكم وهو هذا الذي يأوي إلى البيوت عند ارتفاع البرد وإقبال الربيع وهو بضم الخاء وتشديد الطاء
خفر
قوله أن تجد طريقا آمنا من غير خفارة يقال بضم الخاء وفتحها وكسرها ثلاث لغات حكاها صاحب المحكم قال وهي جعل الخفير قال وقد خفر الرجل وخفر به وعليه يخفره خفرا أجاره ومنعه وأمنه وكذلك يخفر به فلان خفيري أي الذي أجيره والخفير المجير كل واحد منهما خفير لصاحبه والاسم من ذلك كله الخفرة والخفارة وقيل الخفرة والخفارة والخفارة الأمانة وهو من ذلك الأول والخفرة أيضا الخفير الذي هو المجير والخفارة أيضا جعل الخفير قال وخفرته خفرا وأخفره نقض عهده وغدره وأخفر الذمة لم يف بها هذا كله كلام صاحب المحكم وقال الجوهري خفرت بالرجل أخفر بالكسر خفرا إذا أجرته وتخفرت بفلان إذا استجرت به وسألته أن يكون لك خفيرا وأخفرته نقضت عهده ويقال أيضا أخفرته إذا بعثت معه خفيرا والاسم الخفرة بالضم وهي الذمة يقال وقت خفرتك
خفش
قال أهل اللغة الخفاش طائر معروف يطير بالليل وجمعه خفافيش
91(3/90)
وأما الرجل الأخفش المذكور في الديات وذكره في الروضة في عيوب البيع فهو نوعان ذكرهما الجوهري وغيره أحدهما أن يكون ضعيف البصر من أصل الخلقة والثاني يكون لعلة وهو الذي يبصر بالليل دون النهار وفي الغيم دون الصحو
خلب
في الحديث نهى عن كل ذي مخلب من الطير هو بكسر الميم وإسكان الخاء المعجمة وفتح اللام قال أهل اللغة والفقه وغيرهم المخلب للطير كالظفر للآدمي وفي الحديث قل لا خلابة هي بكسر الخاء وتخفيف اللام والباء وهي الخديعة يقال منه خلبه يخلبه بضم اللام واختلبه مثله
خلع
قال الإمام أبو منصور الأزهري يقال خلع الرجل ثوبه وخلع امرأته وخالعها إذا افتدت منه بمالها فطلقها وأبانها من نفسه قال وسمي ذلك الفراق خلعا لأن الله عز وجل جعل النساء لباسا للرجال والرجال لباسا لهن فقال {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} وهي ضجيعه وضجيعته فإذا افتدت منه بمال تعطيه ليبينها منه فأجابها إلى ذلك فقد بانت منه وخلع كل واحد منهما لباس صاحبه قال والاسم من ذلك الخلع والمصدر الخلع وقد اختلعت المرأة منه اختلاعا إذا افتدت بمالها فهذا معنى الخلع عند الفقهاء قال وخلعة المال وخلعته خياره يعني بضم الخاء وكسرها قال وقال أبو سعيد سمي خيار المال خلعة لأنه لم يخلع قلب الناظر إليه قال والخلعة يعني بالكسر من الثياب ما خلعته فطرحته على آخر أو لم تطرحه قال والخلع كالنزع إلا أن فيه مهلة قال وأصابه في بعض أعضائه خلع وهو زوال المفاصل من غير بينونة ويقال للشاطر من الفتيان خليع لأنه خلع رسنه وتخلع الرجل في الشراب شربه بالليل والنهار والخليع الذي خلعه أهله وتبرؤا منه وخلع من الدين والحياء وقوم خلعاء مبينو الخلاعة هذا آخر كلام الأزهري رحمه الله تعالى وفي كتاب المثلث لشيخنا جمال الدين بن مالك رضي الله عنه الخلعة بالضم لغة في الخلع وهو مصدر خلع المرأة قوله في دعاء القنوت من المهذب ونخلع من يفجرك أي نترك ونهجر من يعصيك قوله في أخر باب الخلع من المهذب وإن قال أحدهما خالعتني على ألف درهم وقال الآخر بل ألف مطلق تخالعا قوله خالعتني هو بتفح التاء خطاب للمذكر ومراده قال أحد الزوجين أو أحد الشخصين أو أحد الإنسانين فيكونان مذكرين قال الجوهري خلع الوالي عزل وخالعت المرأة بعلها فهي خالع والاسم الخلعة وقال صاحب المحكم خلع الشيء يخلعه خلعا واختلعه كنزعه إلا أن في الخلع مهلة
92(3/91)
وسوى بعضهم بين الخلع والنزع وخلع الربقة من عنقه نقض عهده وتخالع القوم نقضوا العهد وخلع دابته يخلعها خلعا وخلعا أطلقها من قيدها وخلع عذاره ألقاه عن نفسه فعدا بشر وهو على المثل وخلع امرأته خلعا وخلاعا فاختلعت أزالها عن نفسه وطلقها أنشد ابن الأعرابي
(مولعات بهات هات وأن شفر .......... مال أردن منك انخلاعا)
شفر مال قل وخلعه عن النسب أزاله وخلع الرجل خلاعة فهو خليع تباعد والخليع الشاطر منه والأنثى خليعة بالهاء وتخلع في مشيته هز منكبيه وأشار بيديه والخلع والخلع زوال المفصل من اليد أو الرجل من غير بينونة وخلع أوصالها أزالها وثوب خليع خليق هذا آخر كلام صاحب المحكم
خلف
وفي الحديث أربعون خلفة في بطونها أولادها هذا مما يسألون عنه فيقال الخلفة التي في بطنها ولدها فما حكمة قوله في بطونها أولادها وجوابه من خمسة أوجه أحدها أنه توكيد وأيضاح والثاني أنه تفسير لها لا قيد والثالث أنه نفي لوهم متوهم يتوهم أنه يكفي في الخلفة أن تكون حملت في وقت ما ولا يشترط حملها حالة دفعها في الدية والرابع أنه إيضاح لحكمها وأن يشترط في نفس الأمر أن تكون حاملا ولا يكفي قول أهل الخبرة أنها خلفة إذا تبينا أنه لم يكن في بطنها ولد والخامس ذكره الرافعي أنه قبل أن الخلفة تطلق أيضا على التي ولدت وولدها يتبعها
خلق
قولهم في السجود {فتبارك الله أحسن الخالقين} معناه أحسن المصورين والمقدرين
خلل
تكرر في الأحاديث في المهذب ذكر الخليل في حديث هذا وضوئي ووضوء خليلي إبراهيم وقوله أوصاني خليلي بثلاث قال الإمام أبو الحسن الواحدي في قول الله عز وجل {واتخذ الله إبراهيم خليلا} قال أبو بكر ابن الأنباري الخليل معناه المحب الكامل المحبة والمحبوب الموفى بحقيقة المحية اللذان ليس في حبهما نقص ولا خلل قال فتأويل قول الله تعالى {واتخذ الله إبراهيم خليلا} اتخذا الله إبراهيم محبا له خالص الحب ومحبوبا له وشرفه بلزوم هذا الاسم له الذي لا يستحق مثله إلا أنبياؤه ومن شرفه الله تعالى ورفع قدره قال ابن الأنباري وقال بعض أهل العلم معناه واتخذ الله إبراهيم فقيرا إليه لا يجعل فقره
93(3/92)
وفاقته إلى غيره ولا ينزل حوائجه بسواه فالخليل على هذا القول فعيل من الخلة بمعنى الفقير ونحو هذا قال الزجاج الخليل المحب الذي ليس في محبته خلل فجائز أن يكون إبراهيم سمي خليلا لأنه الذي أحبه الله تعالى محبة تامة وأحب الله هو محبة تامة قال وقيل الخليل الفقير قال الواحدي فهذان القولان ذكرهما جميع أهل المعاني والاختيار هو الأول لأن الله عز وجل خليل وإبراهيم خليل الله عز وجل ولا يجوز أن يقال الله تعالى خليل إبراهيم من الخلة التي هي الحاجة هذا آخر كلام الواحدي وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى أصل الخلة الاختصاص والاستصفاء وقيل أصلها الانقطاع إلى من خاللت وقيل الخلة صفاء المودة وقيل هي المحبة والألطاف
خلو
قوله إذا أراد دخول الخلاء أي موضع التغوط يقال له الخلاء والمذهب والمرفق والمرحاض واصله الخلوة لأنه شيء يستخلي به قوله في الوجيز في باب الصيد والذبائح لو رمى سهما في خلوة ولا يرجو صيدا حرم قال الإمام الرافعي ذكر الخلوة لا معنى له في هذا المعنى إلا أن يريد في موضع خال عن الصيد
خمر
الخمر هي الشراب المعروف وهي مؤنثة في اللغة الفصيحة المشهورة وذكر أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث في موضعين منه أن قوما فصحاء يذكرونها قال سمعت ذلك ممن أثق به منهم وذكرها أيضا ابن قتيبة في أدب الكاتب فيما جاء فيه لغتان التذكير والتأنيث ولا يقال خمرة بالهاء في اللغة الفصيحة وقد تكرر استعمالها بالهاء في الوسيط وهي لغة ولا إنكار عليه وقد روينا في الجعديات الكتاب المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الشيطان يحب الخمرة هكذا هو في الرواية بالهاء وكذا ذكر هذه اللغة الجوهري وغيره قال الجوهري خمرة وخمر وخمور كتمرة وتمر وتمور وذكر أبو حاتم أنه يقال خمرة كما قالوا دقيقة وسويقة وذهبة وعسلة قال شيخنا جمال الدين بن مالك في كتابه المثلث الخمرة هي الخمر قال الإمام أبو الحسن الواحدي الخمر عند أهل اللغة سميت خمرا لسترها العقل قال الليث اختمار الخمر إدراكها وغليانها ومخمرها متخذها وخمرت الدابة أخمرها سقيتها الخمر قال الكسائي يقال اختمرت خمرا ولا يقال أخمرتها وأصل هذا الحرف التغطية وقيل سميت خمرا لأنها تغطى حتى تدرك وقال ابن الأنباري سميت خمرا لأنها تخامر العقل أي تخالطه هذا كلام أهل اللغة في هذا الحرف وأما حدها فقد اختلف العلماء
94(3/93)
فيه فقال سفيان الثوري وأبو حنيفة وأهل الرأي الخمر ما اعتصر من العنب والنخلة فيغلى بطبعه دون عمل النار وما سوى ذلك ليس بخمر وقال مالك والشافعي وأحمد وأهل الأثر رضي الله عنهم إن الخمر كل شراب مسكر فسواء كان عصيرا أو نقيعا مطبوخا كان أونيئا واللغة تشهد لهذا قال الزجاج القياس إن ما عمل عمل الخمر يقال له خمر وأن يكون في التحريم بمنزلتها هذا آخر كلام الواحدي
خمس
قوله في المختصر في باب السلم يقال في العبد أنه خماسي أو سداسي وأنه يصف سنه قال الرافعي واختلفوا في تفسيره فقيل المراد بالخماسي والسداسي التعرض للقدر يعني خمسة أشبار أو ستة وقيل المراد السن يعني ابن خمس أو ست ومن قال بالأول حمل قوله يصف سنه على المعنى الثاني ومن قال بالثاني حمل قوله يصف سنه على الأسنان المعروفة وأنه يذكر أنه مفلج الأسنان أو غيره وذلك من طريق الأولى دون الاشتراط وحكى المسعودي أن الخماسي والسداسي صنفان من عبيد النوبة معروفان عنده قلت قال البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي رضي الله عنهما قد اعترض الشافعي رضي الله عنه في هذا فقيل إن أهل اللغة يقولون عبد خماسي ولا يقولون عبد سداسي ولا سباعي قال وجوابه أن الأزهري قال الخماسي الذي يكون خمسة أشبار وإنما يقال خماسي ورباعي فيمن يزداد طولا ويقال في الثوب سباعي قال الأزهري والسداسي في الرقيق والوصائف أيضا جائز أيضا عندي قال البيهقي وقال أبو منصور الخمشادي في كتابه اختلفت العرب في السداسي فمنهم من ينكره ومنهم من يجوزه كالخماسي قال البيهقي وبلغني أن ذلك لغة هذيل ثم روى البيهقي في ذلك حديثا من حديث عبد الله بن عتبة بن مسعود ابن أخي عبد الله بن مسعود قال أذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذني وأنا خماسي أوسداسي فأجلسني في حجره ومسح راسي ودعا لي وأدركتني البركة
خمع
قال صاحب المحكم خمعت الضبع تخمع خمعا وخموعا وخماعا عرجت وكذلك كل ذي عرج وبنو خماعة بطن
خنث
المخنث بكسر النون وفتحها والكسر أفصح والفتح أشهر وهو الذي خلقه خلق النساء في حركاته وهيئته وكلامه ونحو ذلك وهو ضربان أحدهما من يكون ذلك خلقة له لا يتكلفه ولا صنع له فيه فهذا لا إثم عليه ولا ذم ولا عيب إذ لا فعل له ولا
95(3/94)
كسب والثاني من يتكلف ذلك فليس ذلك هو بخلقة فيه فهذا هو المذموم الآثم الذي جاءت الأحاديث بلعنه قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله المخنثين ولعن المتشبهين بالنساء من الرجال سمي مخنثا لانكسار كلامه ولينه يقال خنثت الشيء إذا عطفته أما الخنثى فضربان أشهرهما من له فرج النساء وذكر الرجال والثاني من ليس له واحد منهما وإنما له خرق يخرج منه البول وغيره لا يشبه واحدا منهما وهذا الثاني ذكره البغوي والماوردي وغيرهما وقد وقع هذا الخنثى في البقر فجاءني جماعة أثق بهم يوم عرفة سنة أربع وسبعين وستمائة قالوا إن عندهم بقرة هي خنثى ليس له فرج الأنثى ولا ذكر الثور وإنما لها خرق عند ضرعها يخرج منه البول وسألوا عن جواز التضحية بها فقلت لهم تجزىء لأنها ذكر أو أنثى وكلاهما مجزىء وليس في ما ينقص اللحم واستثبتهم فيه فقال صاحب التتمة في أول كتاب الزكاة يقال ليس فيه شيء من الحيوانات خنثى إلا في الآدمي والإبل قلت وتكون في البقر كما حكيته
خندق
الخندق معروف مفتوح الخاء والدال ذكره ابن قتيبة في باب ما يتكلم به العرب من الكلام الأعجمي
خنزير
الخنزير هو بكسر الخاء وهو معروف قال أبو البقاء العكبري في كتاب إعراب القرآن في سورة البقرة النون في الخنزير أصل وهو على مثال عزبيب قال وقيل هي زائدة مأخوذة من الخزر
خوف
في أبيات المرأة التي أنشدت الشعر في باب الإيلاء من المهذب مخافة ربي يجوز في مخافة الرفع والنصب والرفع أجود
خير
الخير ضد الشر تقول منه خرت يا رجل فأنت خائر وخار الله تعالى لك والخيار خلاف الأشرار والخيار الاسم من الاختيار والخيار القثاء وليس بعربي قال هذه الجملة الجوهري قال والاستخارة طلب الخير وخيرته بين الشيئين أي فوضت إليه الخيار وفلانة خير الناس ولا تقل خيرة الناس وفلان خير الناس ولا تقل أخير لا يثنى ولا يجمع لأنه في معنى افعل ورجل خير وخير مشدد ومخفف وكذلك امرأة خيرة وخيرة هذا كلام الجوهري وقال الفراء رحمه الله تعالى ياق لامرأة خير وخيرة وخيرة ثلاثة أوجه وكذلك الجمع قال المبرد والخيرة المتقدمة والفاضلة قوله في الحديث لم أجد إلا جملا خيارا ذكره في باب القرض من المهذب هو بكسر الخاء
96(3/95)
المعجمة وتخفيف الياء أي جيدا مختارا يقال جمل خيار وإبل خيار وناقة خيار بلفظ واحد ذكره صاحب مطالع الأنوار قوله في المهذب في آخر الخلع فإن قال طلقتك بعوض فقالت طلقتني بعد مضي الخيار بانت بإقراره والقول في العوض قولها معنى قولها بعد مضي الخيار إني التمست منك الطلاق على العوض فلم تطلقني عقيب سؤالي بحيث يصلح أن يكون جوابا بل طلقتني بعد ذلك طلاقا مستأنفا والله تعالى أعلم وقولهم وصلاته على محمد خير خلقه وهو صلى الله عليه وسلم خير الخلق ودلائله واضحة وثبت في صحيح البخاري في باب قول الله عز وجل {وإذ قال ربك للملائكة} عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قالت اليهود في عبد الله بن سلام أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا كذا هو في الأصول أخيرنا بالألف فيهما
خيل
الخيل والخيلاء تكرر ذكرهما قال الإمام الواحدي في أول سورة آل عمران الخيل جمع لا واحد له من لفظه كالقوم والرهط والنساء قال سميت خيلا لاختيالها في مشيتها بطول أذنابها والإختلال مأخذ من التخيل وهو التشبه بالشيء فالمختال يتخيل في صورة من هو أعظم منه كبرا والخيال صورة الشيء والأخيل الشقراق لأنه يتخيل مرة أحمر ومرة أخضر هذا آخر كلام الواحدي وكذا قال جمهور الأئمة إن الخيل لا واحد له من لفظه وقال أبو البقاء في إعرابه مثل ما قال الجمهور قال وقيل واحده خائل مثل طائر وطير وواحد الخيل عند الجمهور فرس والفرس اسم للذكر والأنثى قال أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث الخيل مؤنثة وتجمع على خيول وتصغير الخيل خييل قال وقولهم يا خيل الله اركبي معناه يا أصحاب الله خيل الله اركبوا
خيم
قوله في المهذب في باب قسم الصدقات وإن كان من الخيم هو بفتح الخاء وإسكان الياء ويجوز كسر الخاء وفتح الياء يقال في الواحدة خيمة والجماعة خيم كتمرة وتمر وجمع الخيم خيام ككلب وكلاب ذكره الواحدي في تفسير قوله تعالى {حور مقصورات في الخيام} وقال الجوهري جمع الخيمة خيمات وخيم مثل بدرة وبدرات وبدر والخيم مثل الخيمة وجمعه خيام كفرخ وفراخ قال الأزهري قال ابن الأعرابي الخيمة لا تكون إلا من أربعة أعواد ثم تسقف بالثمام ولا تكون من ثياب قال الأزهري وقال غيره المظلة تكون من ثياب والخباء بيت صغير من صوف أو شعر فإذا كان بيتا من شعر فهو دوح يعني بالحاء المهملة فإن كان من آدم فهو من
97(3/96)
طراف يعني بالفاء وقال ابن السكيت الخيام أعواد تنصب يجعل عليها عوارض ويلقى عليها الثمام وسعف النخل يسكن القيظ وهي أبرد من الأخبية قال الأزهري بعد حكايته هذا كله الخيام تكون للعبيد والإماء سويت للزوايا وربما يظلل بها والنواطير يسوونها يتظللون بها ويراعون الثمار من اخصاصها هذا آخر كلام الأزهري في شرح المختصر
فصل في أسماء المواضع
خانقين
قوله في كتاب الصيام من المهذب أتانا كتاب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ونحن بخانقين أن الأهلة بعضها أكبر من بعض هي بخاء معجمة ثم ألف ثم نون ثم قاف مكسورتين ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم نون وهي بليدة بالعراق بينها وبين بغداد نحو ثلاث مراحل في جهة الجبال
خراسان
الإقليم العظيم المعروف موطن الكثير أو الأكثر من علماء المسلمين رضي الله تعالى عنهم قال أبو الفتح الهمداني ويقال له أيضا خرسان بحذف الألف وإسكان الراء
الخندق
المذكور في قولهم يوم الخندق تكرر ذكره في هذه الكتب هو خندق مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم لما تحزبت عليهم الأحزاب فيوم الخندق هو يوم الأحزاب وكان في سنة أربع من الهجرة وقيل سنة خمس وكانت مدة حصارهم خمسة عشر يوما ثم أرسل الله تعالى على الكفار ريحا وجنودا لم يرها المسلمون فهزمهم بها في صحيح البخاري في اول باب غزوة الخندق قال قال موسى بن عقبة كانت عزوة الخندق في سنة أربع وحديث ابن عمر عرضت يوم أحد ويوم الخندق
خيبر
البلدة المعروفة على نحو أربع مراحل من المدينة إلى جهة الشام ذات نجيل ومزارع فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوائل سنة سبع من الهجرة أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصارهم بضع عشرة ليلة وذكر الحازمي في المؤتلف أن أراضي خيبر يقال لها خبابر بفتح الخاء
98(3/97)
حرف الدال
دبر
الدبر بضم الباء وإسكانها دبر الحيوان وهو الآخر من كل شيء وتدبير المماليك معروف والمقابلة التي قطع من مقدم أذنها فلقة وتدلت في مقابلة الأذن ولم تنفصل والمدابرة التي قطع من مؤخر أذنها فلقة وتدلت منه ولم تنفصل والفلقة الأولى تسمى الأقبالة والأخرى تسمى الأدبارة هذا هو المهشور في كتب اللغة والحديث والفقه وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه غريب الحديث المقابلة من الشاء الموسومة بالنار في باطن أذنها والمدابرة في ظاهر أذنها وفي الحديث رجل يأتي الصلاة دبارا أي بعد فواتها وهو بكسر الدال وحكم الوطء في الدبر حكم الوطء في القبل إلا في أحكام التحليل والتحصين والخروج من التعنين والخروج من الإيلاء وتغيير إذن البكر في النكاح وأن الأمة لا يلحق السيد ولدها بوطئه في الدبر بخلاف القبل وفي مسألتي البكر والأمة وجه ضعيف قال الرافعي التدبير تعليق العتق بدبر الحياة سمي تدبيرا من لفظ الدبر وقيل لأنه دبر أمر دنياه باستخدامه واسترقاقه وأمر آخرته بإعتاقه وهذا عائد إلى الأول لأن التدبير في الأمر مأخوذ من لفظ الدبر أيضا لأنه نظر في عواقب الأمور وإدبارها
دبس
الدبس معروف قوله في المهذب في الصيد والذبائح وإن رمى الصيد بالبندق والدبوس هو بفتح الدال وهو معروف وجمعه دبابيس أنشد فيه للعرب ثم قال أراه معربا
دحو
قال أهل اللغة الدحو البسط قال الله تعالى {والأرض بعد ذلك دحاها} أي بسطها يقال دحوت الشيء أدحوه دحوا ويقال للاعب بالجوز أبعد المدى وادحه أي ارمه قوله في المسابقة من المهذب ولا تجوز المسابقة على مداحاة الأحجار هو بضم الميم قيل هو السبق بالأحجار والرمي بها وقيل هو أن تحفر حفرة ثم ترمي الأحجار إليها فمن وقع حجره فيها فقد سبق وقيل هو إشالة الأحجار باليد وقيل هو أن يضرب بعضهم إلى بعض كفعل الصبيان وكل هذا لا تجوز المسابقة فيه على عوض
دخن
قال الجوهري دخان النار معروف والجمع دواخن كما قالوا عثان وعواثن على غير قياس والدخن أيضا الدخان ومنه هدنة على دخن أي سكون لعلة لا للصلح
99(3/98)
درج
قوله في باب الأذان يرتل الأذان ويدرج الإقامة فقوله يدرج يجوز فيه وجهان أحدهما يدرج بضم الياء وكسر الراء والثاني بفتح الياء وفتح الراء ومعناه يدخل بعض كلماتها في بعض ولا يترسل فيها ويقطع بعضها عن بعض بخلاف الإذان قال الأزهري في شرح بعض ألفاظ المختصر إدراج الإقامة هو أن يصل بعضها ببعض ولا يترسل فيها ترسله في الأذان قال وأصل الإدراج الطي يقال أدرجت الكتاب والثوب ودرجتهما إدراجا ودرجا إذا طويتهما على وجوههما وذكر في باب اللقطة من المهذب الدراج وهو نوع من الطير معروف قال أهل اللغة الدراج بضم الدال وتشديد الراء وبعدها ألف الواحدة درجة كذلك إلا أنها بغير ألف وهي طائر باطن جناحيه أسود وظاهرهما أغبر على خلقة القطا إلا أنها ألطف
درر
قوله ضربه عمر رضي الله تعالى عنه بالدرة هي بكسر الدال وتشديد الراء وهي معروفة ويقال لها العرقة بفتح العين والراء وبالقاف ذكره صاحب المحكم
درك
وأما ضمان الدرك فهو بفتح الدال وبفتح الراء وإسكانها لغتان حكاهما الجوهري وقال الجوهري الدرك التبعة قال أبو سعيد المتولي في كتاب التتمة سمي ضمان الدرك لالتزامه الغرامة عند إدراك المستحق عين ماله قوله في مختصر المزني أشهر الحج شوال وذو القعدة وتسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة فمن لم يدركه من قبل الفجر يوم النحر فقد فاته الحج هذا نصه قال الرافعي قال المسعودي قوله هو يوم عرفة معناه التاسع يوم عرفة وفيه معظم الحج وقوله فمن لم يدركه قال الأكثرون معناه من لم يدرك الأحرام بالحج وقال المسعودي أي من لم يدرك الوقوف بعرفة
درهم
في الدرهم ثلاث لغات حكاهن أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح عن شيخه وأستاذه ثعلب عن سلمة عن الفراء قال أفصح اللغات درهم والثانية درهم الثالث درهام يعني الأولى بفتح الهاء والثانية بكسرها والدال مكسورة فيهن واحتج بعضهم لدرهام بقول الشاعر
(لو أن عندي مائتي درهام .......... لجاز في آفاقها خاتامي)
دفن
قال صاحب البحر في باب الاعتكاف اختلف العلماء في قول النبي صلى الله عليه وسلم في البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها فقال بعضهم المراد دفنها في المسجد وقال بعضهم المراد أخراجها من المسجد
100(3/99)
دقع
في الحديث لا تحل المسالة إلا من فقر مدقع ذكره في المهذب في باب بيع النجش وهو بضم الميم وسكون الدال وكسر القاف قال الهروي قال أبو عبيد الدقع الخضوع في طلب الحاجة مأخوذة من الدقعاء وهو التراب ومنه الحديث لا تحل المسألة إلا من فقر مدقع أي شديد يفضي بصاحبه إلى الدقعاء وقال ابن الأعرابي الدقع سوء احتمال الفقر قال الجوهري فقر مدقع أي ملصق بالدقعاء والدقعاء التراب يقال دقع الرجل بالكسر أي لصق بالتراب ذلا قال صاحب المحكم دقع الرجل دقعا وأدقع لصق بالدقعاء وغيره من أي شيء كان ودقع وأدقع افتقر وذكر الأزهري مثل قول الهروي وقال قال شمر أدقع فلان فهو مدقع إذا لزق بالأرض فقرا ويقال دقع أيضا قال ابن شميل الدقعاء والأدقع والدقاع التراب ورأيت القوم صقعى دقعى أي لاصقين بالأرض من الجوع والديقوع الشديد قال صاحب المحكم والدقعم يعني بكسرتين الدقعاء الميم زائدة والدقع بفتحتين سوء احتمال الفقر والدقعاء الذرة
دكك
الدكة بفتح الدال كذا ضبطه أهل اللغة قالوا وهي المكان المرتفع الذي يقعد عليه
دكن
الدكان بضم الدال المهملة معروف وهو مذكر قال الجوهري الدكان واحد الدكاكين وهي الحوانيت فارسي معرب وقوله في الوجيز في أول الباب الثالث من الإجارة استأجرت دكانا أو حانوتا مما أنكر عليه لأنهما بمعنى كما ترى وقد ذكرناه في حرف الحاء
دلب الدولاب المذكور في باب الزكاة وباب المساقاة وهو الذي يستقى عليه معروف قال الجوهري وغيره هو فارسي معرب وذكره الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله تعالى وغيره قبله ممن اعتنى بألفاظ المهذب بفتح الدال والذي رأيته أنا في صحاح الجوهري مضبوطا بضمها وجمعها دواليب قوله في باب المساقاة من الروضة لا تجوز المساقاة على الدلب هو بضم الدال وإسكان اللام وهو شجر معروف لا ثمر له الواحدة دلبة وأرض مدلبة ذات دلب
دلو
في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في حديثه الطويل المشتمل على معجزات قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم بئر أريس وكشف عن ساقيه
101(3/100)
ودلاهما في البئر قال ثم جاء أبو بكر رضي الله عنه ودلى رجليه في البئر ثم جاء عمر رضي الله عنه ودلى رجليه في البئر هكذا هو في النسخ
دمم
قوله في أول النكاح من المهذب عن عمر رضي الله عنه لا تزوجوا بناتكم من الرجل الدميم هو بالدال المهملة المفتوحة ومن قالها بالمعجمة فقد صحف بلا خلاف بين أهل اللغة قال الجوهري الدميم القبيح وقد دممت يا رجل تدم وتدم دمامة أي صرت دميما وروينا في حلية الأولياء في آخر ترجمة سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمد أحدكم إلى ابنته فيزوجها القبيح الدميم إنهم يردن ماتريدون
دور
قوله في المهذب في باب الأذان ولا يستدير لما روى أبو جحيفة قال رأيت بلالا خرج إلى الأبطح إلى قوله لوى عنقه يمينا وشمالا ولم يستدير هكذا ضبطنا اللفظ في المهذب ولا يستدير بكسر الدال وبعدها ياء مثناة من تحت وكذا ضبطنا الحديث لم يستدير لا أنه لم يستدبر بالباء الموحدة وضبطنا قوله في التنبيه يستدبر بالباء الموحدة وحديث أبي جحيفة رضي الله عنه هذا أخرجه أبو داود هكذا في سننه واختلف ضبط الرواة فيه في يستدير ويستدبر ورواه الترمذي وقال فيه رايت بلالا يؤذن ويدور ويتبع فاه ههنا وههنا وقال الترمذي هو حديث حسن صحيح وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من غير لفظ يستدير لفظ رواية البخاري رأيت بلالا يؤذن فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا بالأذان ومسلم يقول يمينا وشمالا ويقول حي على الصلاة حي على الفلاح
دون
قال الجوهري دون نقيض فوق وهو تقصير عن الغاية ويكون ظرفا والدون الحقير الخسيس ولا يشتق منه فعل وبعضهم يقول دان منه يدون دونا وأدين إدانة ويقال هذا دون ذاك أي أقرب منه ويقال في الإغراء بالشيء دونكه وأما الديوان فبكسر الدال على المشهور وفي لغة بفتحها وهو فارسي معرب قال الجوهري أصله دوان فعوض من إحدى الواوين ياء لأنه يجمع على دواوين ولو كانت الياء أصلية لقالوا دياوين ويقال دونت الديوان قال أقضى القضاة الماوردي في الأحكام السلطانية الديوان موضوع لحفظ الحقوق من الأموال والأعمال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال قال وفي سبب تسميته ديوانا وجهان أحدهما أن كسرى اطلع يوما
102(3/101)
على كتاب ديوانه فرآهم يحسبون مع أنفسهم فقال دوانة أي مجانين ثم حذفت الهاء لكثرة الاستعمال تخفيفا والثاني أن الديوان بالفارسية اسم للشياطين فسمي الكتاب باسمهم لحذقهم بالأمور ووقوفهم على الجلي والخفي وجمعهم لما شذ وتفرق وسمى مكانهم باسمهم وأول من وضع الديوان في الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي سببه أقوال وذكر الماوردي في أحكام الديوان وشروطه وأحكامه وما يتعلق به أكثر من كراسة مشتملة على نفائس نقلت منها إلى الروضة جملا في باب قسم الفيء والله تعالى أعلم
ديت
قوله في المذهب في فصل الغناء من كتاب الشهادات إن اتخذ جارية ليجمع الناس لغنائها ردت شهادته لأنه دياثة هي بكسر الدال وتخفيف الياء وهي فعل الديوث وهو الذي يقر السوء على أهله كذا قاله جماعات وقال الزبيدي هو الذي يدخل الرجل عل امرأته وقال الجوهري هو الذي لا غيرة له وكل هذا متقارب
دير
قول الشافعي رضي الله عنه في الجزية وأصحاب الديارات قد أنكره جماعة وقالوا إن أرادوا جمع دير فصوابه ديور كعين وعيون قال البيهقي قال أبو منصور الخمشادي هي لغة صحيحة تستعمل في نواحي الشام وبلاد الروم وهي جمع الجمع يقال دار وديار وديارات كجمل وجمالات وروى البيهقي بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات
فصل في أسماء المواضع
داريا
القرية المعروفة بجنب دمشق على دون ثلاثة أميال وهي بفتح الراء وتشديد الياء المثناة من تحت وكان فضلاء السلف يسكنونها وممن سكنها من الصحابة رضي الله عنهم بلال المؤذن وبها قبران مشهوران يقصدان للزيارة لسيدين جليلين أبي مسلم الخولاني وأبي سليمان الداراني رضي الله عنهما قال أبو الفتح الهمداني داريا وزنها فعليا من الدار والألف للتأنيث إنما زيدت فيها هذه الزوائد دلالة على التكثير لأنها كانت مجمعا لدور آل جفنة الغسانيين ومنازلهم ومثلها من الكلام مرحيا وبرديا حكاهما سيبويه
دجلة
النهر المشهور بالعراق وهو بكسر الدال ولا يدخلها الألف واللام قال
103(3/102)
أبو الفتح الهمداني يجوز أن تكون مشتقة من قولهم بعير مدجل أي مطلى بالقطران طليا كثيرا قد عم جسده وجرى عنه وبذلك سمي الدجال لأنه مطلي بالكفر والعناد ولأنه يطلي أصحابه بذلك وسميت دجلة لتغطيتها بمائها ما يمر عليه وغلبتها عليه قال ويجوز أن تكون مشتقة من معنى الكثرة ومنها اشتقاق الدجال لكثرة جموعه فسميت دجلة لكثرة مائها قال ويجوز أن تكون من معنى السرعة والدوام من قولهم للإبل التي تحمل الأثقال دجالة فسميت دجلة لدوام جريها وسرعته
دومة الجندل
مذكورة في باب الجزية من المهذب يقال بضم الدال وفتحها وجهان مشهوران والواو ساكنة فيهما وأشار الحازمي وغيره من المحدثين إلى ترجيح الضم قال الجوهري في صحاحه أصحاب اللغة يقولونه بضم الدال وأهل الحديث يفتحونهما وقال ابن دريد الصواب ضم قال وأخطأ المحدثون في الفتح قال صاحب المطالع ويقال فيها دوما حكاه عن الواقدي قال صاحب المطالع وهي بقرب تبوك وقال الحازمي هي أرض بالشام بينها وبين دمشق خمس ليال وبينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة وهذان القولان ليسا بجيدين والصواب ما نقله الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق عن الواقدي قال كانت غزوة دومة الجندل أول غزوات الشام وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة ومن الكوفة على عشر مراحل ومن دمشق على عشر مراحل في برية وهي أرض نخل وزرع يسقون على النواضح وحولها عيون قليلة وزرعهم الشعير وهي مدينة عليها سور ولها حصن عادي مشهور في العرب هذا آخر حكاية الحافظ لم ينكر منها شيئا ومحله من الاتقان والمعرفة بأرفع الغايات ويقاربه ما قاله الإمام أبو الفتح الهمداني في كتاب الاشتقاق قال دومة الجندل قرية على عشر مراحل من الكوفة وثمان من دمشق وثنتي عشر من مصر وعشر من المدينة وفيها اجتمع الحكمان قال والدومة مجتمع الشيء ومستداره فكأنما سميت دومة لأن مكانها مستدار الجندل
حرف الذال المعجمة
ذبب
الذباب معروف واحدته ذبابة وجمعه في القلة أذبة وفي الكثرة ذبان بكسر الذال وتشديد الباء كغراب وأغربة وغربان وقراد وأقردة وقردان قال الجوهري قال أبو عبيد يقال ارض مذبة يعني بفتح الميم والذال أي ذات ذباب وقال الفراء أرض
104(3/103)
مذبومة كما يقال أرض موحوشة أي ذات وحش قال الواحدي قال الزجاجي سمي هذا الطائر ذبابا لكثرة حركته واضطرابه وقال غير الواحدي سمي بذلك لأنه يذب أي يدفع والذب المنع والدفع
ذرع
الذراع ذراع اليد فيه لغتان التذكير والتأنيث والذراع الذي يذرع به يقال منه ذرعت الثوب وغيره أذرعه ذرعا وجمع الذراع أذرع وذرعان الأول جمع قلة والثاني كثرة وقد ذرعه القيء أي غلبه وسبقه وضاق بالأمر ذرعا إذا لم يطقه ولم يقو عليه قال الإمام أبو منصور الأزهري الذرع يوضع موضع الطاقة قال والأصل فيه أن يذرع البعير بيديه في سيره ذرعا على قدر سعة خطوته فإذا حمل عليه أكثر من طاقته ضاق ذرعه عن ذلك فضعف ومد عنقه فجعل ضيق الذرع عبارة عن ضيق الوسع والطاقة فيقال ما لي ذرع ولا ذراع أي مالي طاقة والدليل على صحة هذا أنهم يجعلون الذراع موضع الذرع فيقولون ضقت به ذرعا قال الواحدي لم أجد أحدا ذكر في أصل الذرع أحسن ما ذكره الأزهري قال وذكر ابن الأنباري فيه قولين أحدهما أن أصله من ذرع فلانا القيء إذا غلبه وسبقه فمعنى ضاق ذرعه أي ضاق عن حبس المكروه في نفسه والثاني قريب من معنى قول الأزهري وقول الأزهري أبين وأحسن والذريعة بفتح الذال الوسيلة وتذرع بذريعة أي توسل بوسيلة وجمعها ذرائع والقتل الذريع السريع وأذرعات بفتح الهمزة وكسر الراء كذا قيدها صاحب الصحاح وهي بلدة معروفة بالشام حماها الله تعالى بينها وبين دمشق مرحلتان وإلى بصرى دون مرحلة وإلى القدس نحو أربع مراحل والنسبة إليها أذرعي بفتح الراء قال أبو الفتح الهمداني في اشتقاق البلدان أذرعات جمع أذرعة وأذرعة جمع ذراع في لغة من ذكر قال وكأنها سميت بذلك لأنها كانت صغيرة متقاربة الأقطار متدانية البيوت ثم أدنى بعضها شيئا فشيئا ليصح خروجهم من الواحد إلى الجمع ثم جمع الجمع قوله في المهذب في باب المسابقة قال الشاعر
(إن المذرع لا تغنى خؤولته .......... كالبغل يعجز عن شوط المحاضير)
المذرع بضم الميم وفتح الذال المعجمة وفتح الراء هو الذي أمه أشرف من أبيه كذا قاله الجمهور وقال ابن فارس في المجمل المذرع من الرجال هو الذي أمه عربية وأبوه خسيس غير عربي قال ابن فارس وغيره سمي بذلك للرقمتين اللتين في ذراع البغل لأنهما أتيا من ناحية الحمار ومعنى هذا البيت أن الشاعر هجا آل ذي الجدين
105(3/104)
حيث زوجوا سليما مولى زياد بعض بناتهم لأنه ليس كفؤا وشبهه بإتيان الحمار الفرس فقوله لا تغني خؤولته أي لا تكفي فضيلة نسب أمه وكرم أخواله وكونهم عربا والمحاضير الخيل الجياد الشديدة العدو مأخوذ من الحضر وهو العدو فمعناه المذرع ناقص ولا يرفعه شرف خاله كما أن البغل لا يرفعه شرف خاله وهو الفرس ولهذا تراه يعجز عن شوط الفرس
ذرق
ذرق الطائر معروف وهو منه كالروث من الفرس والحمار وهو بفتح الذال المعجمة وإسكان الراء وفعله ذرق يذرق ويذرق بضم الراء وكسرها في المضارع حكاهما الجوهري
ذكر
قد تكرر في الكتب قولهم ذكر الله سبحانه وتعالى قال الإمام أبو الحسن الواحدي أصل الذكر في اللغة التنبيه على الشيء ومن ذكرك شيئا فقد نبهك عليه وإذا ذكرته فقد نبهته عليه قال ومعنى الذكر حضور المعنى في النفس ثم يكون تارة بالفعل وتارة بالقول وليس بشرط أن يكون بعد نسيان هذا كلام الواحدي وقد اتفق العلماء على أن الذكر على ضربين ذكر القلب وذكر اللسان قالوا وذكر اللسان يتوصل به إلى إدامة ذكر القلب قالوا وذكر القلب أفضل من ذكر اللسان وإذا ذكر بالقلب واللسان معا فهو الذكر الكامل وفي حديث الزكاة ابن لبون ذكرا اختلف العلماء في الحكمة في قوله صلى الله عليه وسلم ذكرا مع أن ابن اللبون لا يكون إلا ذكرا فقيل هو تأكيد ونفي لغلط يتطرق إلى ذلك فإن أسنان الزكاة كلها مؤنثة وهذا وحده مذكر فحسن تأكيده بذكر الذكر وقيل هو تنبيه على العلة كأن المعنى لا تستكثره أيها الدافع لكبر سنه فإنه ناقص لكونه ذكرا ولا تستقله أيها الأحد فإنه فإنه وإن كان ذكرا أسن من بنت المخاض قال الجوهري الذكر خلاف الأنثى والجمع ذكور وذكران وذكارة كحجر وحجارة والذكر المعروف والجمع مذاكير على غير قياس كأنهم فرقوا بين الذكر الذي هو الفحل وبين الذكر الذي هو العضو في الجمع قال الأخفش هو من الجمع الذي لا واحد له والذكر والذكر بالكسر خلاف النسيان وكذا التذكرة وقولهم اجعله منك على ذكر وذكر بمعنى الذكر الصيت والغناء وذكرت الشيء بعد النسيان وذكرته بلساني وبقلبي وتذكرته وأذكرته غيري وذكرته بمعنى والتذكرة ما تستذكر به الحاجة وأذكرت المرأة ولدت ذكرا والمذكار التي عادتها تلد الذكور
106(3/105)
ذكى
في الحديث ذكاة الجنين ذكاة أمه وهو حديث حسن رواه أبو داود وغيره والرواية المشهورة ذكاة أمه برفع ذكاة وبعض الناس ينصبها ويجعلها بالنصب دليلا لأصحاب أبي حنيفة رحمه الله تعالى في أنه لا يحل إلا بذكاة ويقولون تقديره كذكاة أمه حذفت الكاف فانتصب وهذا ليس بشيء لأن الرواية المعروفة بالرفع وكذا نقله الإمام أبو سليمان الخطابي وغيره وتقديره على الرفع يحتمل أوجها أحسنها أن ذكاة الجنين خبر مقدم وذكاة أمه مبتدأ والتقدير ذكاة أم الجنين ذكاة له كقول الشاعر
(بنونا بنو أبنائنا .......... )
ونظائره وذلك لأن الخبر ما حصلت به الفائدة ولا تحصل إلا بما ذكرناه وأما رواية النصب على تقدير صحتها فتقديرها ذكاة الجنين حاصلة وقت ذكاة أمه وأما قولهم تقديره كذكاة أمه فلا يصح عند النحويين بل هو لحن وإنما جاء النصب بإسقاط الحرف في مواضع معروفة عند الكوفيين بشرط ليس موجودا ههنا والله تعالى أعلم
ذمم
قولهم ثبت المال في ذمته وتعلق بذمته وبرئت ذمته واشتغلت ذمته مرادهم بالذمة الذات والذمة في اللغة تكون للعهد وتكون للأمانة ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يسعى بذمتهم أدناهم ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله عزوجل ولهم ذمة الله ورسوله فاصطلح الفقهاء على استعمال لفظ الذمة موضع الذات والنفس فقولهم وجب في ذمته أي في ذاته ونفسه لأن الذمة العهد والأمانة حملهما النفس والذات فسمى محلها باسمها
ذنب
قوله في باب السلم من المهذب إذا أسلم في الرطب لا يلزمه قبول المذنب المذنب بضم الميم وفتح الذال المعجمة وكسر النون المشددة وهو البسر الذي بدأ فيه الأرطاب من قبل ذنبه فحسب قال الجوهري وقد ذنبت البسرة فهي مذنبة
ذوق
يقال ذقت الشيء أذوقه ذوقا وذواقا ومذاقا ومذاقة وما ذقت ذواقا أي شيئا وذقت ما عند فلان أي خيرته وذقت القوس أي جذبت وترها لأنظر ما شدتها وأذاقه الله وبال أمره وتذوقته اي ذقته شيئا بعد شيء وأمر مستذاق أي مجرب معلوم والذواق الملول قوله في باب الديات من المهذب وإن جنى على لسانه فذهب ذوقه ولم يحس بشيء من المذاق وهي الخمسة الحلاوة والمرارة والحموضة والملوحة والعذوبة المذاق بفتح الميم وتخفيف الذال والقاف
107(3/106)
ذوي
قولهم ذو كذا معناه صاحبه هذا معناه في اللغة وأما قولهم في باب الأيمان وإن حلف بصفة من صفات الذات وقول صاحب المهذب في كتاب الطلاق اللون السواد والبياض أعراض تحل الذات فمرادهم بالذات الحقيقة وهذا اصطلاح للمتكلمين وقد أنكره بعض الأدباء عليهم وقال لا يعرف ذات في لغة العرب بمعنى حقيقة وإنما ذات بمعنى صاحبة وهذا الإنكار منكر بل الذي قاله الفقهاء والمتكلمون صحيح وقد قال الإمام أبو الحسن الواحدي في اول سورة الأنفال في قول الله تعالى {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب معنى ذات بينكن أي الحالة التي بينكم فالتأنيث عنده للحالة وهو قول الكوفيين قال وقال الزجاج معنى ذات بينكم حقيقة وصلكم والبين الوصل قال الواحدي فذات عنده بمعنى النفس كما يقال ذات الشيء ونفسه قال الواحدي وقال صاحب النظم ذات كناية عن الخصومة والمنازعة ههنا وهي الواقعة بينهم وفي الحديث في صلاة العيد أمرنا بأن نخرج ذوات الخدور أي صواحب الخدور وهي بكسر التاء منصوب يقال بكسر التاء في حال النصب والجر وترفع في الرفع وأما ذات المفردة فتلحقها الحركات الثلاث
فصل في أسماء المواضع
ذات الرقاع
بكسر الراء مذكورة في باب صلاة الخوف قال صاحب المطالع قيل هو أسم شجرة سميت الغزوة به وقيل لأن أقدامهم نقبت فلفوا عليها الخرق وبهذا فسرها مسلم في كتابه وقيل سميت برقاع كانت في ألويتهم والأصح أنه موضع لقوله في خبر جابر حتى إذا كنا بذات الرقاع هذا كلام صاحب المطالع وقد ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال تنقبت أقدامنا فكنا نلف على أقدامنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع كما كنا نعصب أرجلنا من الخرق قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله تعالى يجمع بين هذا وبين قول جابر بأن يقال سميت البقعة ذات الرقاع لما ذكره أبو موسى قلت معناه أن جابرا قال حتى إذا كنا بالبقعة التي صار اسمها ذات الرقاع فالصواب ما قاله أبو موسى لأنه صحابي شاهد الأمر وفسر تفسيرا موافقا للواقع وللغة ولم يخالفه صريح غيره فلا يعدل عنه
ذات السلاسل
بسينين مهملتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة واللام مخففة
108(3/107)
موضع معروف بناحية الشام في أرض بني عذرة قال ابن هشام في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سار عمرو بن العاصي رضي الله عنه حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلسل وقال وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل وكانت غزوة ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة وكان غزوة مؤتة قبلها في جمادى الأولى وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في كتابه تاريخ دمشق كانت غزوة ذات السلاسل بعد مؤتة فيما ذكره أهل المغازي سوى ابن إسحاق فإنه قال هي قبل مؤتة والمشهورة في ذات السلاسل فتح السين الأولى وذكر ابن الأثير في كتابه نهاية الغريب أنها بالضم وهو اسم ماء يقال له سلاسل بمعنى سلسال وهو السهل وأظن ابن الأثير استنبطه من الصحاح الجوهري من غير نقل عنده فيه ولا دلالة في كلامه
ذات عرق
ميقات أهل العراق هو بكسر العين المهملة وإسكان الراء بعدها قاف وهو على مرحلتين من مكة قال الحازمي وهي الحد بين أهل نجد وتهامة
ذوالحليفة
ميقات أهل المدينة زادها الله شرفا بضم الحاء المهملة وفتح اللام وإسكان الياء المثناة من تحت وبالفاء وهو على نحو ستة أميال من المدينة وقيل سبعة وقيل أربعة وفي شرح مسلم لعياض ذو الحليفة ماء لبني جشم وربما اشتبه هذا بالحليفة على لفظ الميقات وهي موضع بين حاذة وذات عرق من تهامة أو بحليقة بفتح الحاء وكسر اللام وبالقاف وهي منزل على اثني عشر ميلا من المدينة بينها وبين ديار بني سليم أو اشتبه بحليفة مثل الذي قبله إلا أنه بالفاء وهو جبل بمكة يشرف على أجبال ذكرهن عن الحازمي وقد نظم بعض الشعراء المواقيت الخمس في بيتين فقال
(عرق العراق يلملم اليمن .......... وبذي الحليفة يحرم المدن)
(والشام جحفة إن مررت بها .......... ولأهل نجد قرن فاستبن)
ذو طوى
مذكور في باب دخول مكة من الروضة وغيرها هو بفتح الطاء على الأفصح ويجوز ضمها وكسرها وبفتح الواو المخففة ويصرف ولا يصرف لغتان قرىء بهما في السبع موضع عند باب مكة بأسفل مكة في صوب طريق العمرة المعتادة ومستجاب عائشة ويعرف اليوم بأبار الزاهر يستحب لمن دخل مكة ان يغتسل به بنية غسل دخول مكة أي داخل كان ممن يصح إحرامه بحج أو عمرة حتى الحائض والنفساء والصبي هذا إن مر به وإلا اغتسل في غيره
109(3/108)
ذو مرخ
بميم ثم راء مفتوحتين ثم خاء معجمة المذكور في شعر الحطيئة في كتاب الأقضية من المهذب وسيأتي بيانه في حرف الميم إن شاء الله تعالى
حرف الراء
ربب
قول الله تبارك وتعالى (وربئبكم التي في حجوركم من نسائكم التي دخلتم بهن) قال الإمام أبو إسحاق بن إبراهيم السري الزجاج في كتابه معاني القرآن قال أبو العباس محمد بن يزيد {اللاتي دخلتم بهن} نعت للنساء اللواتي هن أمهات الربائب لا غير قال أبو العباس والدليل على ذلك أن إجماع الناس أن الربيبة تحل إذا لم يدخل بأمها وأن من أجاز أن يكون قوله {من نسائكم اللاتي دخلتم بهن} هو لأمهات نسائكم يكون معناه وأمهات نسائكم اللاتي دخلتم بهن فيخرج أن يكون اللاتي دخلتم بهن الربائب قال الزجاج والدليل على أن ما قاله أبو العباس هو الصحيح أن الجزء من الخبرين إذا اختلفا لم يكن نعتهما واحدا لا يجوز النحويون مررت بنسائك وهربت من نساء زيد الظريفات على أن تكون الظريفات نعتا لهؤلاء النساء ولهؤلاء النساء قال والذين جعلوا أمهات نسائكم بمنزلة قوله {من نسائكم اللاتي دخلتم بهن} إنما يجوز لهم أن يكون منصوبا على أعني فيكون المعنى اللاتي دخلتم بهن قال وأن يكون وأمهات نسائكم من تمام تلك التحريمات المبهمات في أول الآية وتكون الربائب هن اللاتي يحللن إذا لم يدخل بأمهاتهن فقط ودون أمهات نسائكم هو الجيد البالغ فأما الربيبة فهي بنت امرأة الرجل من غيره ومعناها مربوية لأن الرجل هو يربيها قال ويجوز أن تسمى ربيبة لأنه تولى تربيتها وكانت في حجره أو لم تكن تربت في حجره لأن الرجل إذا تزوج بأمها سمي ربيبها والعرب تسمي الفاعلين والمفعولين بما يقع بهم ويوقعونه فيقال هذا مقتول اي قد وقع به القتل وهذا قاتل أي قد قتل هذا آخر كلام الزجاج رحمه الله تعالى وقال غيره الدليل على أنه لا يجوز عود قوله تعالى {اللاتي دخلتم بهن} إلى أمهات النساء بل يختص بأمهات الربائب ان النساء في الموضعين يختلف موجب إعرابهما وجرهما ولا يجوز وصفهما بلفظ واحد
ربط
قال أهل اللغة يقال ربط الشيء أي شده يربطه ويربطه بكسر الباء في المضارع وضمها وممن حكاهما الأخفش والجوهري والموضع مربط ومربط بفتح
110(3/109)
الباء وكسرها والرباط المرابطة بالثغر وأيضا واحد الرباطات وهي الأبنية المعروفة ورباط الخيل مرابطتها والرباط ما تشد به القربة والدابة وغيرهما وفلان رابط الجاش وربيط الجاش أي شديد القلب قال الجوهري كأنه يربط نفسه عن الفرار وقول الغزالي في مواضع من الوسيط والوجيز في الرابطة قيود مراده بالرابطة الضابط الذي ذكره النحويون ولعله مأخوذ مما حكاه أهل اللغة عن العرب قالوا جيش رابطة ورابطة من الخيل أي جماعة
ربع
الربع من العدد معروف وهو جزء من أربعة يقال ربع وربع بإسكان الباء وضمها وربيع بفتح الراء وكسر الباء وبعدها ياء ثلاث لغات ذكرها في المحكم قال ويطرد ذلك في هذه الكسور عند بعضهم قال والجمع أرباع وربوع ويوم والأربعاء معروف وفيه ثلاث لغات ذكرها صاحب المحكم أربعا وأربعا وأربعا بكسر الباء وفتحها وضمها والأشهر والأجود الكسر قال صاحب المحكم هذا اليوم الرابع من الأسبوع لأن أول الأيام عندهم الأحد بدليل هذه التسمية ثم الاثنان ثم الثلاثاء ثم الأربعاء قال ولكنهم اختصوه بهذا البناء يعني اختصوا أيام الأسبوع كما اختصوا الدبران والسماك لما ذهبوا إليه من الفرق قال اللحياني كان أبو زياد يقول مضى الأربعاء بما فيه فيفرده ويذكره وكان أبو إسحاق الزجاج يقول مضت الأربعاء بما فيهن فيؤنث ويجمع يخرجه مخرج العدد وحكي عن ثعلب في جمعه أرابع ولست من هذا على ثقة وحكي أيضا عنه عن ابن الأعرابي لا شك أربعاويا أي ممن يصوم الأربعاء وحده هذا ما ذكره في المحكم ويسمى يوم الأربعاء دبارا بضم الدال وتخفيف الباء الموحدة ويجمع أربعاوات قولهم في كتاب الزكاة في المائتين هي أربع خمسينات وخمس أربعينات هذا قد أنكره بعض أهل العربية قال ولا يجوز جمع الخمسين والأربعين ونحوهما وهذا الإنكار ضعيف والصواب جوازه وقد حكاه ابن بري وغيره عن سيبويه قال كل مذكر لم يجمع جمع تكسير يجوز جمعه بالألف والتاء قياسا كحمام وحمامات فيجوز أربعينات ونحوها وفي الحديث لم أجد إلا جملا رباعيا ذكره في باب القرض من المهذب هو بفتح الراء وكسر العين وتخفيف الياء وهو الفتي من الإبل يقال هذا جمل باع ومررت برباع ورأيت رباعيا مثل قاض سواء والرباعية من الأسنان بتخفيف الياء قوله في الزكاة من المهذب ابن الشظاظان وابن المربعة هي بكسر الميم وإسكان الراء ويقال فيها المربع أيضا وهي عصى يأخذ الرجلان
111(3/110)
بطرفيها ليحملا الحمل ويضعاه على ظهر البعير ويقال منه ربعت البعير واليربوع بفتح الياء وضم الباء حيوان معروف أكبر من كبار الفار قريب الشبه منه والياء زائدة وجمعه يرابيع
ربو
الربا مقصورة وأصله الزيادة قال الإمام الثعلبي رحمه الله تعالى الربا زيادة على أصل المال من غير بيع يقال ربا الشيء إذا زاد ويقال الربا والرما وقال عمر رضي الله تعالى عنه إني أخاف عليكم الرما يعني الربا قال وقياس كتابته بالياء لكسر أوله وقد كتبوه في القرآن بالواو قال الفراء إنما كتبوه كذلك لأن أهل الحجاز تعلموا الكتابة من الحيرة ولغتهم الربو فعلموهم صورة الحرف على لغتهم وكذلك قرأها ابو سماك العدوي بالواو وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة لمكان الكسرة بالراء وقرأ الباقون بالتفخيم بفتحة الباء فأما اليوم فأنت فيه بالخيار إن شئت كتبت بالياء أو على ما في المصاحف أو بالألف هذا ما ذكره الثعلبي وقال الجوهري ربا الشيء يربو ربوا أي زاد قال والربا في البيع ويثنى ربوان وربيان وقد أربا الرجل والربية مخففة لغة في الربا قال والرماء بالمد الربا وارما فلان أي أربا قال الإمام الواحدي الربا في اللغة الزيادة يقال ربا الشيء يربو ربوا وأربا الرجل إذا عامل في الربا قال والربا في الشرع اسم للزيادة على أصل المال من غير بيع وقال أبو البقاء العكبري لام الربا واو لأنه من ربا يربو وتثنيته ربوان قال ويكتب بالألف وأجاز الكوفيون كتبه وتثنيته بالياء قالوا لأجل الكسرة التي في أوله قال وهو خطأ عندنا وذكر في المهذب قول الله تعالى {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} قال الواحدي معنى يأكلون الربا يعاملون وخص الأكل معظم الأمر كما قال الله تعالى {الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} وكما لا يجوز أكل مال اليتيم لا يجوز إتلافه ولكنه نبه بالأكل على ما سواه وقوله تعالى {لا يقومون} يعني يوم القيامة من قبورهم وقوله تعالى {إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} التخبط معناه الضرب على غير استواء وخبط البعير وتخبطه إذا مسه بخبل أو جنون لأنه كالضرب على غير استواء في الادهاش وتسمى إصابة الشيطان بالجنون أو الخبل خبطة ويقال به خبطة من جنون والمس الجنون يقال مس الرجل وبه مسيس وأصله من المس باليد كأن الشيطان يمس الإنسان فيجنه
112(3/111)
ثم سمي الجنون مسا كما أن الشيطان يتخبطه ويطأه برجله فيخبله فيسمى الجنون خبطة فالتخبط بالرجل والمس باليد فأما التفسير فقال قتادة إن أكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا وذلك علم لأكلة الربا يعرفهم بهم أهل الموقف يعلم أنهم أكلة الربا في الدنيا قال الزجاج لا يقومون في الآخرة إلا كما يقوم المجنون من حال جنونه فعلى هذا معنى الآية يقومون مجانين كمن أصابه الشيطان بجنون قال ابن قتيبة يريد أنه إذا بعث الناس من قبورهم خرجوا مسرعين لقوله تعالى {يخرجون من الأجداث سراعا} إلا أكلة الربا فإنهم يقومون ويسقطون كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان ويسقط لأنهم أكلوا الربا في الدنيا فأرباه الله تعالى في بطونهم يوم القيامة حتى أثقلهم فهم ينهضون ويسقطون ويريدون الإسراع فلا يقدرون قال وهذا المعنى غير الأول يريد أن أكلة الربا لا يمكنهم الإسراع في المشي كالذي خبله الشيطان فأصابه بخبل في أعضائه من عرج أو زمانة فهو يقوم ويسقط وهذا ليس من الجنون في شيء والأول قول أهل التفسير ويؤكد هذا الثاني ما روي في قصة الإسراء أن النبي صلى الله عليه وسلم إنطلق به جبريل إلى رجال كثير كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم يقوم أحدهم فتميل به بطنه فيصرع قال قلت يا جبريل من هؤلاء قال الذي يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس هذا ما ذكره الواحدي وقال الماوردي قوله تعالى {يأكلون الربا} يعني يأخذون الربا فعبر عن الأخذ بالأكل لأن الأخذ إنما يراد للأكل
رتت
الأرت المذكور في صفة الأئمة وهو بفتح الراء وتشديد التاء المثناة من فوق قال صاحب البيان قال أصحابنا هو الذي يدغم حرفا في حرف يعني على خلاف الإدغام الجائز في العربية وأما أهل اللغة فقالوا الأرت الذي في كلامه عجمة وهي الرتة بضم الراء
رجف
قولهم في كتاب الجهاد لا يأذن الإمام لمرجف قال الواحدي في سورة الأحزاب الارجاف إشاعة الباطل للاغتمام به
رجل
قول الله تبارك وتعالى {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا} قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى أراد فإن خفتم عدوا فحذف المفعول لإحاطة العلم به قال والرجال جمع راجل مثل تاجر وتجار وصاحب وصحاب والراجل هو الكائن
113(3/112)
على رجله ماشيا كان أو واقفا ويقال في جمع راجل مثل راحل رجل ورجالة ورجالة ورجال ورجال والركبان جمع راكب مثل فارس وفرسان ومعنى الآية فإن لم يمكنكم أن تصلوا قائمين موفين للصلاة حقوقها فصلوا مشاة على أرجلكم وركبانا على ظهور دوابكم فإن ذلكم يجزيكم قال المفسرون هذا في حال المسابقة والمطاردة يكبر الرجل مستقبل القبلة إن أمكنه وإن لم يمكنه يكبر غير مستقبل القبلة ثم يقرا ويومىء للركوع والسجود قال ابن عمر في تفسير هذه الآية مستقبلي القبلة وغير مستقبليها هذا ما ذكره الواحدي وقد ذكر في المهذب قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عقب الآية وكان بعض شيوخنا يذهب إلى أنه تفسير كما قال الواحدي وبعضهم يقول ليس بتفسير بل هو بيان حكم من أحكام صلاة الخوف وجاء عن نافع مولى ابن عمر رضي الله تعالى عنهم أنه قال لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم بالصواب
رحب
الإبل الأرحبية مذكورة في زكاة الوسيط والروضة بفتح الهمزة والحاء منسوبة إلى أرحب بطن من همدان القبيلة المعروفة
ردب
الأردب بكسر الهمزة وإسكان الراء وفتح الدال المهملة مكيال لأهل مصر معروف قال الروياني في البحر الأردب أربعة وعشرون صاعا وهو أربعة وستون منا
رسغ
قال الأزهري في كتاب الجنايات من شرح المختصر الرسغ مفصل ما بين الكف والساعد وقال صاحب الصحاح الرسغ من الدواب الموضع المستدق الذي بين الحافر وموصل للوظيف من اليد والرجل يقال رسغ ورسغ مثل عشر وعشر قال ابن دريد في الجمهرة الرسغ موضع الكف في الذراع وموصل القدم في الساق ومن ذوات الحافر موصل وظيفي اليدين والرجلين في الحافر ومن الإبل موصل الأوظفة في الأخفاف قال وجمع الرسغ أرساغ ويقال رصغ بالصاد وفيه حديث في كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرصغ في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وذكرته في آخر باب الجوع من الرياض وفيه حديث في صفة الصلاة فوضع يده اليمنى على كف اليسرى والرسغ والساعد هكذا هو في سنن أبي داود والبيهي وغيرهما من رواية وائل بن حجر وهو حديث صحيح
رسل
الرسول واحد رسل الله سبحانه وتعالى صلوات الله عليهم أجمعين قال
114(3/113)
الإمام أبو منصور الأزهري في شرح ألفاظ المختصر الرسول هو الذي يبلغ أخبار من بعثه أخذا من قولهم جاءت الإبل رسلا أي متتابعة قال الواحدي في قول الله تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} الحج الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل عليه الصلاة والسلام إليه عيانا وحاوره شفاها والنبي الذي تكون نبوته إلهاما أومناما فكل رسول نبي ولسي كل نبي رسولا قال الواحدي وهذا معنى قول الفراء الرسول النبي المرسل والنبي المحدث الذي لم يرسل هذا كلام الواحدي وفيه نقص في صفة النبي صلى الله عليه وسلم فإن ظاهره أن النبوة المجردة لا تكون برسالة ملك بذلك وليس هو كذلك وكلام الفراء الذي استشهد به يرد عليه وجمع الرسول رسل بضم السين وإسكانها على التخفيف قال الهروي وغيره يطلق لفظ الرسول على الواحد والاثنين والجمع ومنه قوله تعالى {فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين} على أحد الأقوال وقول الله تعالى {والمرسلات عرفا} في المرسلات قولان مشعوران أحدهما الملائكة والثاني الرياح وحكى الماوردي صاحب الحاوي في تفسيره عن أبي صالح قال هي الرسل قوله في الوسيط في كتاب الطلاق فروع متفرقة نذكرها أرسالا معناه متتابعة وهو بفتح أوله وقولهم أرسل الصيد والبهيمة ونحوهما أي أطلقه وخلاه وراسل صديقه وغيره كتب إليه رسالة قوله في آخر كتاب المسابقة من المهذب إذا اختلف الرامي ورسيله هو بفتح الراء وكسر السين ومعناه مراسله أي مسابقه قال أهل اللغة رسيل الرجل هو الذي يراسله في نضال أو غيره وراسله مراسلة فهو مراسل ورسيل واسترسل الشعر نزل وقوله في صفة الوضوء في المهذب اللحية المسترسلة هي بكسر السين يقال افعل كذا على رسلك أي بتؤدة وتأن وهو بكسر الراء وفتحها لغتان الكسر أشهر وقوله في مختصر المزني والمهذب يستحب أن يترسل في أذانه قال الأزهري رسله أي على هينته غير عجل ولا متعب نفسه والمرسل من الحديث هو الذي انقطع إسناده وسقط بعض رواته هذا معناه عند الفقهاء وأصحاب الأصول والخطيب البغدادي وغيره من المحدثين وقال جماعات من أهل الحديث أو أكثرهم هو الذي سقط فيه الصحابي وحده ولا يحتج به عندنا إلا بشروط مشهورة وقد ذكرته مبينا في كتاب الإرشاد مع فصل حسن في مرسل سعيد بن المسيب وغيره وقد يكون الرسول
115(3/114)
من رسل الله تعالى ملكا وقد يكون آدميا قال الله تعالى {الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس} وقد يكون نبيا وقد لا يكون ولا يكون النبي إلا آدميا
رشا
الرشاء بكسر الراء وبالمد هو الحبل وجمعه أرشية سقاء وأسقية والرشوة محرمة على القاضي وغيره من الولاة معروفة وهي بضم الراء وكسرها لغتان فصيحتان مشهورتان وجمعهما رشا بضم الراء وكسرها ويقال منها رشاه يرشوه رشوا إذا اعطاه وارتشى أخذها واسترشاه طلب الرشوة قال بعض العلماء الرشوة مأخوذة من الرشا لأنه يتوصل بها إلى مطلوبه كالحبل ولهذا قيل الرشوة رشا الحاجة ثم الرشوة محرمة على القاضي وغيره من الولاة مطلقا لأنها تدفع إليه ليحكم بحق أو ليمتنع من ظلم وكلاهما واجب عليه فلا يجوز أخذ العوض عليه وأما دافع الرشوة فإن توصل بها إلى باطل فحرام عليه وهو المراد بالراشي الملعون وإن توصل بها إلى تحصيل حق ودفع ظلم فليس بحرام ويختلف الحال في جوازه ووجوبه باختلاف المواضع
رشد
في الحديث ارشد الله الأئمة قال صاحب المحكم الرشد والرشد والرشاد نقيض الغي رشد يرشد رشدا ورشدا ورشادا وهو راشد ورشيد ورشد أمره رشد فيه وقيل إنما ينصب على توهم رشده أمره وإن لم يستعمل هكذا وأرشده إلى الأمر ورشده هداه واسترشده طلب منه الرشد قال الهروي الرشد والرشد والرشاد الهدي والاستقامة يقال رشد يرشد رشدا ورشد يرشد رشدا لغة فيه قال الجوهري رشد يرشد رشدا ورشدا بالكسر يرشد رشدا لغة فيه وقال الواحدي الرشد في اللغة إصابة الخير وهو نقيض الغي وحب الرشاد نبت يقال له الثفاء قاله في المحكم
رشش
قال الجوهري الرش الماء والدمع والدم وقد رششت المكان رشا وترشش عليه الماء قال والرشاش بالفتح ما ترشش من الدم والدمع يعني الماء ونحوها
رطب
قال أهل اللغة الرطب بفتح الراء خلاف اليابس تقول منه رطب الشيء بضم الطاء يرطب رطوبة فهو رطب ورطيب ورطبته ترطيبا وغصن رطيب ناعم والمرطوب صاحب الرطوبة والرطب بضم الراء وإسكان الطاء الكلأ ويقال بضم الطاء أيضا كعسر وعسر والرطبة بفتح الراء القضيب قال الجوهري هي القضيب ما
116(3/115)
دام رطبا والجمع رطاب تقول منه رطبت الفرس رطبا ورطوبا والرطب بضم الراء وفتح الطاء رطب التمر الواحدة رطبة والجمع رطاب وأرطاب وجمع الرطبة رطبات ورطب وأرطب البسر صار رطبا ورطبت القوم ترطيبا أطعمتهم الرطب وأرض مرطبة كثيرة الكلأ وقوله في المهذب في باب من يصح لعانه في الحديث من حلف على يمين ولو بسواك من رطب هو بضم الراء وإسكان الطاء
رطل
الرطل بكسر الراء وفتحها لغتان مشهورتان الكسر أجود وغالب استعماله يراد به الوزن وقال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر في أول كتاب البيع الرطل يكون وزنا ويكون كيلا وقوله في باب الزنا من المختصر والوسيط والوجيز راطل مائة دينار كأنه معناه وازن واعلم أن الرطل متى أطلقوه في هذه الكتب ونحوها أرادوا به رطل بغداد وقد يصرحون به وقد لا يصرحون لشهرته والعلم به ومن أهم ما ينبغي أن يعرف ضبط رطل بغداد فإنه يترتب عليه أحكام كثيرة في الزكاة والكفارات وغيرهما مما هو معروف وهو مائة وثمانية وعشرون درهما وأربعة أسباع درهم فإنه تسعون مثقالا وكل مثقال درهم وثلاثة أسباع درهم وقيل مائة وثمانية وعشرون فقط وقيل مائة وثلاثون وبهذا جزم الغزالي في الوسيط والوجيز والرافعي ولكنه ضعيف والأظهر الأول وقد أوضحت اعتبار هذا التقدير هل هو بالوزن أم بالكيل في الروضة في بابي زكاة المعشرات وزكاة الفطر
رعع
قال صاحب المحكم رعاع الناس سقاطهم وسفلتهم والرعرعة حسن شباب الغلام وتحركه وشاب رعرع ورعرعة ورعرع ورعراع أي مراهق وقيل محتلم وقيل قد تحرك وكبر وقد ترعرع ورعرعه الله تعالى وقال الأزهري رعرعت سنه وترعرعت إذا تحركت
رغس
قوله في أول حد الزنا في الجارية التي زنت مرغوس بدرهمين هو بالغين المعجمة والسين المهملة هكذا نص عليه القاضي عياض في كتابه التنبيهات وكذا رأيته مضبوطا في نسخة معتمدة من كتاب آداب الفقيه والمتفقه تصنيف الخطيب البغدادي قال الأزهري رجل مرغوس أي كثير الخير وقال صاحب المحكم الرغس النماء والبركة والكثرة وقد رغسه الله تعالى رغسا ووجه مرغوس طلق مبارك مرزوق ورغسه الله تعالى مالا وولدا أعطاه كثيرا منه وامرأة مرغوثة ولود وشاة مرغوثة كثيرة الولد
117(3/116)
والرغس النكاح وقال الأزهري امرأة مرغوث أي ولود كذا قال مرغوس بلا هاء قلت وهذا الحرف الذي في المهذب يقوله الفقهاء بالعين المهملة والشين المعجمة وليس كذلك
رفع
قوله في المهذب في باب الأذان لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا يؤذن لكم خياركم فقوله مرفوعا يعني مضافا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يؤذن لكم خياركم قال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى المرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله وأما هذا الحديث فقد أخرجه الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في السنن الكبير وأخرجه أيضا ابن ماجة في سننه
رفق
المرفق مرفق اليد فيه لغتان مشهورتان كسر الميم مع فتح الفاء وعكسه فتح الميم مع كسر الفاء قال الواحدي قال الفراء أكثر العرب على كسر الفاء وقال الأصمعي لا أعرف إلا الكسر وذكر قطرب وغيره اللغتين والرفق ضد العنف فيقال منه رفق به يرفق وحكى أبو زيد رفقت به وأرفقته وترفقت بمعنى والرفيق ضد الأخرق ويقال أرفقته اي نفعته والرفقة بضم الراء وكسرها الجماعة يترافقون في السفر والجمع رفاقة تقول رافقته فترافقنا وهو رفيقي ومرافقي وجمع رفيق رفقاء قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر سموا رفقة لأنهم يترافقون فينزلون معا ويحملون معا ويرتفق بعضهم ببعض ومرافق الدار كمصب الماء ونحوه واحدها مرفق
رقب
الرقبى بضم الباء نوع من الهبة وكذلك العمري ولهما ثلاث صور مذكورة في هذه الكتب وغيرها وهي مشتقة من الرقوب لأن كل واحد منهما يرقب موت صاحبه وكانت الجاهلية تسميها هذين الإسمين
رقع
في الحديث لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ذكره في المهذب في كتاب السير قال الهروي سبعة أرقعة يعني طباق السماء كل سماء منها رقعت التي تليها كما يرقع الثوب بالرقعة قال ويقال الرقيع اسم لسماء الدنيا لأنها رقعت بالأنوار التي فيها وقال الأزهري في تهذيب اللغة مثل ما ذكره الهروي قال صاحب المحكم الأرقع والرقيع إسمان للسماء الدنيا سميت بذلك لأنها مرقوعة بالنجوم والله تعالى أعلم قال وقيل كل واحدة من السموات رقيع للأخرى والجمع
118(3/117)
أرقعة وفي الحديث سبعة أرقعة على التذكير ذهب إلى معنى السقف وكذا قال الجوهري الرقيع سماء الدنيا وكذلك سائر السموات وذكر في معنى تذكير سبعة أرقعة كما قال في المحكم قال الأزهري قالوا الرقيع الرجل الأحمق سمي رقيعا لأن عقله كانه أخلق فاسترم فاحتاج إلى أن يرقع ورجل مرقعان وامرأة مرقعانة وقد رقع يرقع رقاعة ورقعت الثوب ورقعته ورقعني فما ارتقعت به أي لم أكترث به ورقع الغرض بسهمه اصابه وكل إصابة رقع ورقعه رقعا قبيحا إذا شتمه وهجاه ورقع ذنبه بسوط ضربه به وبالبعير رقعة ونقبة من جرب وهو أول الجرب هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم رقع الثوب والأديم يرقعه رقعا ورقعه ألحم خرقه وفيه مترقع لمن يصلحه أي موضع ترقيع وكل ما سددت من خلله فقد رقعته ورقعته وقد تجاوزوا بذلك إلى ما ليس بعين فقالوا أجد فيك مرقعا للكلام وشاعر مرقع يصل الكلام فيرقع بعضه ببعض والرقعة ما رقع به وجمعها رقع ورقاع والرقعاء من النساء دقيقة الساقين ويقال للمرأة الحمقاء رقعاء مولدة هذا آخر كلام المحكم
ركب
قال الله تعالى {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا} تقدم تفسيره في فصل الراء مع الجيم قوله في أواخر كتاب الديات من الوسيط لو قال أنا وركبان السفينة ضامنون كذا وقع في النسخ ركبان بالنون في آخره وهو منكر والمعروف في اللغة أن يقال فيهم ركاب السفينة قاله أهل اللغة والركبان راكبو الإبل خاصة وبعضهم يقول راكبو الدواب
ركد
قال أهل اللغة ركد الماء يركد بضم الكاف ركودا أي سكن وكذلك السفينة والريح وركدت الشمس إذا قام قائم الظهيرة وكل ثابت في مكان فهو راكد وركد القوم هدؤا والمراكد المواضع التي يركد فيها الإنسان وغيره قال الجوهري جفنة ركود أي مملوءة
ركع
قال الإمام أبو منصور الأزهري صلاة الصبح ركعتان وصلاة الظهر أربع ركعات وكل قومة يتلوها الركوع والسجدتان من الصلوات كلها فهي ركعة ويقال ركع المصلي ركعة وركعتين وثلاث ركعات وأما الركوع فهو أن يخفض المصلي راسه بعد القومة التي فيها القراءة حتى يطمئن ظهره راكعا يقال ركع ركوعا والأول تقول فيه ركع ركعة وكل شيء ينكب لوجهه ويمس بركبتيه الأرض أ لا يمسها بعد أن
119(3/118)
يخفض رأسه فهو راكع وجمع الراكع ركع وركوع وهذا ما ذكره الأزهري في تهذيب اللغة وقال في شرح ألفاظ المختصر الركوع الانحناء
ركن
أما الفرق بين الركن والشرط فقال الرافعي في أول صفة الصلاة الركن والشرط يشتركان في أنه لا بد منهما وكيف يفترقان قيل كافتراق العام والخاص والشرط ما لا بد منه فعلى هذا كل ركن شرط ولا ينعكس قلت وبهذا جزم الشيخ أبو حامد الإسفرايني في تعليقه في أول باب ما يجزي من الصلاة وقال الأكثرون يفترقان افتراق الخاص ثم فسر قوم الشرط يما يتقدم على الصلاة كالطهارة وستر العورة والأركان بما تشتمل عليه الصلاة قال وذلك أن تفرق بينهما بعبارتين إحداهما أن تقول الأركان هي المفروضات المتلاحقة التي أولها التكبير وآخرها التسليم ولا يلزم التروك لأنها دائمة تلحق ولا تحلق ويعين بالشروط ما يعتبر في الصلاة بحيث يقارن كل معتبر سواه والركن ما يعتبر لا على هذ الوجه مثاله الطهارة تعتبر مقارنتها للركوع والسجود
رمض
الصوم والصيام في اللغة هو الإمساك عن الشيء وفي الشريعة إمساك عن أشياء مخصوصة في وقت مخصوص من شخص مخصوص قولهم شهر رمضان أما الشهر فقال أهل اللغة هو مأخوذ من الشهرة يقال شهر الشيء يشهره شهرا إذا أظهره فسمي الشهر شهرا لشهرة أمره في حوائج الناس إليه في معاملتهم ومناسكهم من حجهم وصومهم وغير ذلك من أمورهم وأما رمضان فاختلفوا في اشتقاقه على أقوال حكاها الواحدي المفسر أحدها أنه مأخوذ من الرمض وهو حر الحجارة من شدة حر الشمس فسمى هذا الشهر رمضان لأن وجوب صومه صادف شدة الحر وهذا القول حكاه الأصمعي عن أبي عمرو والقول الثاني وهو قول الخليل أنه مأخوذ من الرميض وهو من السحاب والمطر ما كان في آخر القيظ وأول الخريف سمي رميضا لأنه يدرأ سخونة الشمس فسمي هذا الشهر رمضان لأنه يغسل الأبدان من الآثام والقول الثالث أنه من قولهم رمضت النصل أرمضه رمضا إذا دققته بين حجرين ليرق فسمي هذا الشهر رمضان لأنهم كانوا يرمضون أسلحتهم فيه ليقضوا منها أوطارهم في شوال قبل دخول الأشهر الحرم قال وهذا القول يحكى عن الأزهري قال الواحدي فعلى قول الأزهري الاسم جاهلي وعلى القولين الأولين يكون الاسم إسلاميا وقيل الإسلام لا يكون له هذا الاسم قال الواحدي وروى سلمة عن الفراء أنه يقال هذا شهر رمضان وهذا شهر ربيع ولا يذكر الشهور مع أسماء سائر الشهورة العربية ويجمع رمضان
120(3/119)
رمضانات هذا آخر كلام أهل اللغة وقد اختلف العلماء في أنه هل يكره أن يقال رمضان من غير ذكر الشهر فذهب بعض المتقدمين إلى كراهته قال أصحابنا يكره أن يقال جاء رمضان من غير ذكر الشهر وكذلك دخل رمضان وحضر رمضان وما أشبه ذلك مما لا قرينة فيه تدل على أن المراد الشهر فإن ذكر معه قرينة تدل على أنه الشهر كقولك صمت رمضان وجاء رمضان الشهر المبارك وما أشبه ذلك لم يكره هكذا قاله أصحابنا ونقله صاحب الحاوي وصاحب البيان وجماعة آخرون عن الأصحاب واحتج الأصحاب في ذلك بما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ولكن قولوا شهر رمضان وهذا الحديث رواه البيهقي وضعفه والضعف بين عليه وروى الكراهة في ذلك عن مجاهد والحسن البصري قال البيهقي والطريق إليهما في ذلك ضعيف والصحيح والله تعالى أعلم ما ذهب إليه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وجماعات من المحققين أنه لا كراهة في ذلك مطلقا كيفما قيل لأن الكراهة لا تثبت إلا بالشرع ولم يثبت في ذلك شيء وقد صنف جماعة لا يحصون في أسماء الله تعالى مصنفات مبسوطة فلم يثبتوا هذا الاسم وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة جواز ذلك وذلك مشهور في الصحيحين وغيرهما ولو قصدت جمع ذلك رجوت أن تزيد أحاديثه على مائتين لكن الغرض الإشارة إلى حديث منها ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين وفي بعض الروايات إذا دخل رمضان وفي رواية لمسلم إذا كان رمضان وفي الصحيح حديث بني الإسلام على خمس منها وصوم رمضان
رمل
الرمل معروف وجمعه رمال قال الجوهري والرملة أخص منه وأما الرمل في الطواف فهو بفتح الراء والميم وهو إسراع المشي مع تقارب الخطى دون الوثوب والعدو وهو الخبب قال الشافعي رضي الله تعالى عنه في مختصر المزني رضي الله عنه الرمل هو الخبب قال الإمام الرافعي وقد غلط من الأئمة من جعله دون الخبب قلت قال أهل اللغة الرمل والرملان الهرولة ويقال منه رمل بفتح الميم يرمل بضمها قال الجوهري وغيره من أهل اللغة الأرمل من الرجال من لا زوجة له والأرملة التي لا زوج لها وقد أرملت المرأة إذا مات عنها زوجها وأنشد
121(3/120)
(هذي الأرامل قد قضيت حاجتها .......... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر)
وقال ابن فارس أرمل الرجل إذا لم يكن معه زاد ثم أنشد هذا البيت فذهب في معناه إلى غير ما ذهب إليه غيره
رمن
الرمان معروف ونونه أصلية لقولهم مرمنة للمكان الذي يكثر فيه والواحدة رمانة وهو من الفاكهة باتفاق أهل اللغة وسيأتي في فصل الفاكهة بيان ذلك إن شاء الله تعالى
رنب
الأرنب قال الجوهري هي واحدة الأرانب قال صاحب المحكم الأرنب معروف يكون للذكر والأنثى وقيل الأرنب الأنثى والخزز الذكر والجمع أرانب وأران عن اللحياني فأما سيبويه فلم يجز أران إلا في الشعر
رنج
الرانج المذكور في بيع الأصول والثمار ضبطناه بكسر النون وكذلك وجدته في نسخة معتمدة من صحاح الجوهري مضبوطا بالكسر ورايته في نسخة من المحكم مفتوح النون قال الجوهري هو الجوز الهندي قال وما أظنه عربيا وقال صاحب المحكم هو النارجيل وهو جوز الهند حكاه أبو حنيفة وقال أحسبه معربا
روح
قوله سبوح قدوس رب الملائكة والروح قيل الروح جبريل عليه السلام وقيل ملك عظيم أعظم الملائكة خلقا وقيل أشرف الملائكة وقيل خلق كهيئة الناس وقيل أرواح بني آدم حكى هذه الأقوال الماوردي في تفسيره قوله في الوسيط في كتاب الديات لو أوقد نارا على السطح في يوم ريح الصواب فيه إسكان الياء من ريح وإضافة يوم إليه ومعناه في يوم ذي ريح ومراده ريح شديدة ولو قال في يوم راح لكان أولى أو قال في يوم ريح شديدة وأما ما قاله بعضهم أن صوابه ريح بفتح الراء وكسر الياء المشددة فليس بصحيح فإن الريح طيب الريح ومراد المصنف ريح شديدة فيفسد المعنى
رود
قال أهل اللغة الإرادة المشيئة قال الجوهري أصلها الواو ومذهب أهل السنة أن الله تعالى مريد بإرادة قديمة وهي صفة من صفات الذات ولم يزل مريدا قال الإمام أبو بكر بن الباقلاني في كتابه هداية المسترشدين فإن قيل يلزم على قولكم أنه لم يزل مريدا إنه لم يزل راضيا ومحبا وقاصدا ومختارا ومواليا ومعاديا وغضبان وساخطا وكارها ورحمانا ورحيما قلنا كذلك نقول لأن جميع هذه الأسماء والصفات راجعة إلى الإرادة فقط
122(3/121)
روق
في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن امرأة كانت تهراق الدم حديثها مشهور وهو حديث صحيح رواه مالك في الموطأ وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم وتهراق بضم التاء وفتح الهاء والدم منصوب على التشبيه بالمفعول به أو على التمييز على مذهب الكوفيين هرقت الماء وأهرقته ذهب بعض اللغويين إلى أن هرقت فعلت وأهرقت أفعلت وأنهما بمعنى واحد وهذا قول من لا يحسن التصريف لأنه يوهم أن الهاء أصل وهو غلط بل هما فعلان رباعيان معتلان بالعين أصلهما أرقت فالهاء بدل من همزة أفعلت في هرقت كأرحت الماشية وهرحتها وأبرت الثوب وهبرته والهاء في أهرقت عوض من ذهاب حركة عين الفعل عنها ونقلها إلى الياء لأن أصله أريقت أو أروقت على اختلاف فيه فنقلت حركة الواو والياء إلى الراء فانقلب حرف العلة ألفا لانفتاح ما قبله الآن وتحركه في الأصل ثم حذفت الألف لسكونها وسكون القاف والساقط إن كان واوا فهو من راق الشيء يروق وإن كان ياء فقد حكى راق الماء يريق إذا انصب والدليل على أن الهاء فيهما ليست فاء الفعل كما توهم أنها لو كانت لزم جرى هرقت في تصريفه كضربت فيقال هرقت أهرق هرقا كضربت أضرب ضربا أو مجرى غيره من الثلاثية التي مضارعها بضم العين ويجيء مصادرها مختلفة ويلزم جرى أهرقت كأكرمت أكرم أكراما ولم تقل العرب شيئا من ذلك بل يقولون في مضارع هرقت أهريق بضم الهمزة وفتح الهاء فضمها يدل على أنه رباعي أعني هرقت لا ثلاثي واسم فاعله مهريق واسم مفعوله مهراق فيفتحون الهاء لأنها بدل من همزة ولو يثبت على تصريف الفعل لفتحت فتقول في أرقت إذا لم تحذف همزته يوريق وفي اسم فاعله موريق وفي مفعوله موراق وقالوا في مصدره هراقة كأراقة وإذا صرفوا أهرقت بسكون الهاء فمضارعة أهريق واسم فاعله مهريق ومفعوله مهراق ومصدره إهراقة فأسكنوا الهاء في الجميع فدل على أنه رباعي معتل وليس بفعل صحيح وأن هاءه بدل من همزة أرقت أو عوض كما سبق والشاهد على سكون هاء مهريق قول العديل بن الفرخ العجلي
(فكنت كمهريق الذي في سقائه .......... لرقارق آل فوق رابية جلد)
والشاهد على سكون إهراقه قول ذي الرمة
(فلما دنت إهراقة الماء أنصتت .......... لأعزلة عنها وفي النفس أن أثنى)
روم
الروم جيل من الناس معروف كالعرب والفرس والزنج وغيرهم والروم
123(3/122)
الذين تسميهم أهل هذه البلاد الإفرنج قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى هم جيل من ولد روم بن عيصو بن إسحاق غلب اسم أبيهم عليهم فصار كالاسم للقبيلة قال وإن شئت هو جمع رومي منسوب إلى روم بن عيصو كما يقال زنجي وزنج ونحو ذلك قال أهل اللغة رام فلان الشيء يرومه روما أي طلبه والمرام بفتح الميم المطلب قال ابن الأعرابي يقال رومت فلانا ورومت بفلان إذا جعلته يطلب الشيء
روى
يقال رويت من الماء واللبن ونحوهما أروى ريا وريا بكسر الراء وفتحها وروى مثل رضا ثلاث لغات حكاهن الجوهري وارتويت وترويت بمعنى رويت ويوم التروية بفتح التاء وإسكان الراء ذكره في المهذب في صفة الحج هو اليوم الثامن من ذي الحجة سمي يوم التروية لأنهم كانوا يرتوون فيه الماء ويحملونه معهم في ذهابهم من مكة إلى عرفات ويقال رويت الحديث والشعر رواية فأنا راو والجمع رواة ويقال رويت القوم أرويهم أي استقيت لهم ورويته الحديث والشعر إي حملته إياه وجعلته راويا له قال الجوهري ويقال أيضا أرويته إياه والمصدر تروية ويقال فلان رواية للشعر إذا وصف بكثرة روايته والهاء للمبالغة والراية العلم وجمعه رايات والراوية البعير أو البغل أو الحمار الذي يستقى عليه هذا أصلها ثم استعملت مجازا في المزادة ويقال رؤيت في الأمر أي نظرت فيه وفكرت فيه قال الجوهري يهمز ولا يهمز ويقال ماء روى بكسر الراء والقصر وبفتحها مع المد اي عذب ويقال رجل له رواء بضم الراء وبالمد أي منظر ومن هذا قوله في خطبة الوجيز وهداية ينمحق في روائها اباطيل الخيالات
ريف
قولهم في باب الأطعمة من كتاب المهذب ويرجع في معرفة ما يستطاب من الحيوانات الذي جهلنا حاله إلى العرب من أهل الريف والقرى الريف بكسر الراء وإسكان الياء قال أهل اللغة هو الأرض التي فيها زرع وخصب وجمعه أرياف وأريفن أي سرن إلى الريف وأرافت الأرض بلا همز مثال أقامت معناه أخصبت وهي أرض ريفة بتشديد الياء
فصل في أسماء المواضع
رام هرمز
مذكور في المهذب في باب صلاة المسافرين وفي فصل الأمان من باب السير وهي بفتح الميم الأولى وضم الهاء وإسكان الراء وضم الميم الثانية وهي من بلاد خورستان بقرب شيراز
124(3/123)
الربذة
ذكرها في باب الربا من المهذب هي براء ثم باء موحدة ثم ذال معجمة مفتوحات ثم هاء وهو موضع قريب من المدينة النبي صلى الله عليه وسلم وهي منزل من منازل حاج العراق وبها قبر ابي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحازمي في المختلف والمؤتلف هي من منازل الحاج بين السليلة والعمق وقال صاحب مطالع الأنوار وهي على ثلاث مراحل من المدينة قريبة من ذات عرق
راذان
في حديث ابن مسعود لا تتخذوا الضيعة قال عبدالله براذان بالمدينة ما بالمدينة هذه اللفظة مما رأيت خلائق غلطوا فيها وآخرين تحيروا فيها فلم يدروا ما هي ولا يكف هي تقال وآخرين صحفوها وصوابها أن راذان بالراء والذال المعجمة وآخره نون قاله الحازمي في كتابه في الأماكن وهي ناحية من سواد العراق تشتمل على قرى كثيرة ذوات مزارع وهي صقعان راذان الأعلى وراذان الأسفل هذا كلام الحازمي والباء التي في قوله براذان هي باء الجر ليست من الكلمة ومعنى الكلام لا سيما إن اتخذتم الضيعة براذان أو بالمدينة يعني في راذان أو في المدينة وإنما خص هذين الموضعين لنفاستهما وكثرة الرغبة فيهما
الرذم
المذكور في أول باب دخول مكة من الروضة هو بفتح الراء وإسكان الدال المهملة وهو موضع معروف بمكة زادها الله تعالى شرفا يرى الداخل الكعبة الكريمة منها
الروحاء
مذكورة في أول باب الهبة من المهذب هي بفتح الراء وإسكان الواو وبالحاء المهملة ممدودة وهي موضع من عمل الفرع بضم الفاء وإسكان الراء وبينها وبين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وثلاثون ميلا كذا جاء في صحيح مسلم في باب الأذان عن سليمان الأعمش قال قلت لأبي سفيان وهو طلحة بن نافع التابعي المشهور كم بينها وبين المدينة قال ستة وثلاثون ميلا وحكى صاحب المطالع أن بينهما أربعين ميلا وان في كتاب ابن أبي شيبة بينهما ثلاثون ميلا والله تعالى أعلم
روضة خاخ
مذكورة في آخر كتاب السير في المهذب في فصل وإن تجسس رجل من المسلمين للكفار لم يقتل هي بخاءين معجمتين عند المدينة وبها وجد علي ورفيقه الظعينة التي معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة قاله الحازمي وقال ابن الأثير هي موضع بين مكة والمدينة
125(3/124)
الري
مذكورة في الوسيط في صلاة المسافر وهي مدينة كبيرة من مدن الجبال وينسب إليها رازي وهو من شواذ النسب
حرف الزاي
زبب
الزبيب الذي يؤكل معروف الواحدة زبيبة ويقال زبب فلان عنبه تزبيبا أي جعله زبيبا وقوله في الوسيط في باب الأحداث زبيبة الحسن وقوله في موانع النكاح ستدخل زبيبة الصغير هي بضم الزاي تصغير الزب وهو الذكر والحقت الياء فيه كما الحقت في عسيلة ودهينة ونحو ذلك
زبزب
قوله في المهذب والتنبيه لا تجوز المسابقة على الزبازب بالزاي المكررة الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وبالباء الموحدة المكررة وهو جمع زبزب على مثال جعفر وهي سفينة صغيرة تتخذ للحرب تشبه الزورق الطويل وليست عربية
زبل
المزبلة بفتح الميم والباء وبضم الباء أيضا لغتان موضع الزبل بكسر الزاي وهو السرجين يقال زبلت الأرض إذا أسمدتها قاله كله الجوهري والزبيل بفتح الزاي وبعدها ياء مكسورة مخففة من غير نون وهو القفة وجمعه زبل بضم الزاي وسكون الباء قاله في المحكم قال الجوهري فإن كسرته شددت فقلت زبيل أو زنبيل لأنه ليس في الكلام فعليل بالفتح
زحر
قوله في باب الوصية الزحير المتواتر هو بفتح الزاي وكسر الحاء وهو استطلاق البطن قاله الجوهري قال وكذلك الزحار بالضم قال والزحير التنفس بشدة يقال زحرت المرأة عند الولادة تزحر وتزحر
زرع
المزارعة المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها ويكون البذر من مالك الأرض والمخابرة مثلها إلا أن البذر من العامل وقيل هما بمعنى وقد سبق بيانهما وبسط القول فيهما في حرف الخاء قال أهل اللغة الزرع واحد الزروع وموضعه مزرعة ومزدرع والزرع أيضا طرح البذر والزرع أيضا الإنبات يقال زرعه الله تعالى أي أنبته الله تعالى ومنه قوله تعالى {أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}
زرق
قوله في أول الباب الثالث من اللعان من الوسيط لأنه يحتمل انزراق المني كذا وقع انزراق
126(3/125)
زعزع قوله في باب الإيلاء من المهذب في أبيات الشعر
(فوالله لولا الله لا شيء غيره .......... لزعزع من هذا السرير جوانبه)
هو بضم الزاي الأولى وكسر الثانية قال الإمام الأزهري زعزعزت الشيء إذا أردت إزالته من منبته فحركته تحريكا ومنه قول الشاعر
(لزعزع من هذا السرير جوانبه ..........)
وقال صاحب المحكم وزعزعته زعزعة وأنشد البيت ثم قال ويروى
(لولا الله أني أراقبه ..........)
زعق
قال الأزهري قال الليث وغيره الزعاق الماء المر الغليظ الذي لا يطلق شربه من أجوجته وطعام مزعوق أكثر ملحه وذكر صاحب المحكم مثله وزاد الواحد والجمع في الزعاق سواء وأزعق أنبط ماء زعاقا وزعق القدر يزعقها زعقا وأزعقها أكثر ملحها وزعق دوابه طردها مسرعا وقيل الزاعق الذي يسوق ويصيح بها صياحا شديدا وزعقة المؤذن صوته هذا كلام صاحب المحكم هنا وقال الأزهري في باب العين والقاف والذال المعجمة قال الليث الزعاق بمنزلة الذعاق ومعناه المر سمع ذلك من بعضهم فلا أدري ألغة أم لثغة قال الأزهري لم أسمع ذعاق بالذال لغير الليث قال وقال ابن دريد زعقه وزعقه صاح به وأفزعه قال الأزهري وهذا من أباطيل ابن دريد وذكر صاحب المحكم هاتين اللفظتين ولم ينكرهما
زعم
قال الإمام الواحدي المفسر رحمه الله تعالى في قول الله تعالى {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك} قال الزعم والزعم لغتان وأكثر ما يستعمل القول فيما لا يتحقق قال ابن المظفر أهل العربية يقولون زعم فلان إذا شك فيه ولم يدر لعله كذب أو باطل وعن الأصمعي الزعم الكذب وقال شريح زعموا كنية الكذب وقال ثعلب عن ابن الأعرابي الزعم القول يكون حقا ويكون باطلا وأنشد في الزعم الذي هو حق لأمية بن أبي الصلت
(وإني أذين لكم أنه .......... سينجزكم ربكم ما زعم)
ومثل ذلك قال شمر وأنشد للجعدي رضي الله تعالى عنه في الزعم الذي هو حق يذكر نوحا عليه الصلاة والسلام
127(3/126)
(نودي قم واركبن بأهلك .......... إن الله موف للناس ما زعما)
وهذا بمعنى التحقيق هذا آخر كلام الواحدي وروينا في الحديث المرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زعم جبريل كذا وروينا في مسند أبي عوانة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال زعمنا أن سهم ذي القربى لنا فأبى علينا قومنا أي قلنا واعتقدنا وروينا في حديث ضمام بن ثعلبة رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم زعم رسولك أن علينا خمس صلوات في كل يوم وليلة وزعم أن علينا الزكاة وزعم كذا وكذا الحديث وزعم في كل هذا بمعنى قال وليس فيها تشكك وقد أكثر سيبويه رحمه الله تعالى في كتابه الذي هو قدوة أهل العربية من قوله زعم الخليل كذا وزعم أبو الخطاب وهما شيخاه ويعني بزعم قال
زغب
قوله في الروضة في أول الحجر الزغب الذي حول الفرج لا أثر له في البلوغ وهو بفتح الزاي والغين المعجمة قال أهل اللغة هو الشعيرات الصفر فوق الفرج وقد زغب الفرج تزغيبا وازتغب إذا طلع زغبه وازتغب الشعر إذا نبت بعد الحلق
زلل
ذكر الغزالي رحمه الله تعالى في باب الوليمة من كتابيه زلة الصوفية وهي بفتح الزاي وتشديد اللام وهي الطعام يحملونه من المائدة قال أهل اللغة الزلة من الألفاظ المثلثة فالزلة بفتح الزاي الخطيئة وهي السقطة وهي الطعام الذي يدعى إليه الناس وهي المحمول من المائدة لقريب أو صديق والزلة بكسر الزاي الحجارة الملس والزلة بضم الزاي ضيق النفس
زمر
قوله مزمور الشيطان هو بضم الميم وفتحها لغتان حكاهما ابن الأثير ويقال مزمار ويقال مزمارة بالهاء في آخره رواه البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد في باب الدرق
زمل
ذكره في المهذب الزاملة في استطاعة الحج قال أهل اللغة هو البعير الذي يستظهر به المسافر يحمل عليه طعامه ومتاعه
زنا
قوله في الوسيط في باب صلاة الجماعة وقد قال صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحدكم وهو زناء هذا الحديث بهذا اللفظ رواه أبو عبيد في غريب الحديث بإسناد ضعيف وهو صحيح المعنى فقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
128(3/127)
لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حاقن حتى يتخفف رواه أبو داود وغيره وعن ثوبان رضي الله عنه نحوه رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة بحضرة الطعام ولا لمن يدافعه الأخبثان رواه مسلم في صحيحه والأخبثان البول والغائط أما ضبط اللفظة التي في حديث الوسيط فهي زناء بزاي مفتوحة ثم نون مخففة ثم ألف ممدودة ومعناه الحاقن هو الذي اضطره البول وهو يدافعه قال الجوهري تقول منه زنأ البول بالهمز يزنأ زنوءا إذا احتقن قوله في المهذب في باب القذف قال الشاعر
(وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل ..........)
هذا الذي أتى به بعض بيتين قال ابن السكيت في إصلاح المنطق والأزهري والجوهري وغيرهم من أهل اللغة وغيرهم قالت امرأة من العرب ترقص ابنا لها
(اشبه أبا أمك أو أشبه حمل .......... ولا تكونن كهلوف وكل)
(يصيح في مضجعه قد انجدل .......... وارق إلى الخيران زنأ في الجبل)
قال الأزهري حمل يعني بفتح الحاء والميم اسم رجل والهلوف يعني بكسر الهاء وفتح اللام المشددة الرجل العظيم الخلق والوكل يعني بفتح الواو والكاف الرجل الضعيف وانجدل سقط إلى الجدلة يعني بفتح الجيم وهي الأرض وكل هؤلاء ذكروا البيتين لامرأة من العرب وأنشدوهما كما قدمته إلا الجوهري فإنه قال
(أشبه أبا أمك أو أشبه عمل ..........) بعين بدل الحاء ذكره في فصل العين من حروف اللام وقال عمل اسم رجل وسمى المرأة فقال هي منفوسة بنت زيد الخيل وقال أبو زكريا التبريزي إنكارا على الجوهري وإنما قال قيس بن عاصم المنقري يرقص ابنا له فقال أشبه أبا أمك أو أشبه عمل يعني عملي ولم يرد عمل اسم رجل كما قال الجوهري واقتصر الجوهري في فصل الزاي من حرف الهمزة على القدر الذي في المهذب ونسبه إلى قيس بن عاصم المنقري فقال وقال قيس بن عاصم المنقري وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل هذا بيان حال الشعر وأما ضبط اللفظة فهي بفتح الزاي وإسكان النون وبعدها همزة منصوبة منونة ومعناه صعودا قال أهل اللغة يقال زنأ في الجبل يزنأ زنأ وزنوءا بمعنى صعد
129(3/128)
زنى
قال الله تعالى {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} وقال تعالى {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} يقال ما الحكمة في أن بدأ في الزنى بالمرأة وفي السرقة بالرجل وما الحكمة في أن جعل حد السارق بعقوبة العضو الذي وقعت به الجناية وهو اليد وفي الزاني بغيره والجواب عن الأول أن الزنى من المرأة أقبح فإنه يترتب عليه تلطيخ فراش الرجل وفساد الأنساب ولأنه في العادة يستقبح منها أكثر وتبالغ هي في إخفائه أكثر من الرجل وغير ذلك من الأمور التي تقتضي زيادة قبحه منها على الرجل ولهذا كان تقديمها أهم وأما السرقة فالغالب وقوعها من الرجال فقدموا لذلك وأما الحكمة الثانية فلآن قطع اليد يحصل به عقوبة محل الجناية من غير مفسدة وفي قطع الذكر مفسدة وهو إبطال النسل المندوب إلى إكثاره ولأن الحد لزجر المحدود وغيره فإذا قطعت اليد ظهرت العقوبة وحصل الزجر ولو قطع الذكر لم يدر به ولم يجمل قوله في المهذب ولو قال للرجل يا زانية بالهاء كان قذفا لأن الهاء قد تزاد للمبالغة كقولهم علامة ونسابة هكذا قاله جماعة من أصحابنا وأنكره آخرون قال الرافعي لم يرض إمام الحرمين وآخرون هذا قالوا وليس هذا مما يجري فيه القياس بل هو مسموع ولا يصح أن يقال لمن يكثر القتل قاتلة ولا قتالة وإما دليل كونه قد قال به إنه إذا حصلت الإشارة إلى العين لم ينظر إلى علامة التذكير والتأنيث كما لو قال لعبده أنت حرة لأنه لحن لا يمنع الفهم ولا يدفع العار
زوج
يقال للرجل زوج وللمرأة زوج هذه اللغة الفصيحة المشهورة التي جاء بها القرآن العزيز ويقال أيضا للمرأة زوجة بالهاء وهي لغة مشهورة حكاها جماعة من أهل اللغة قال أبو حاتم السجستاني في المذكر والمؤنث لغة أهل الحجاز زوج وهي التي جاء بها القرآن والجمع أزواج قال وأهل نجد يقولون زوجة للمرأة قال وأهل مكة والمدينة يتكلمون بذلك أيضا وأنشد
(زوجة اشمطعر هوب بوادره .......... قد صار في رأسه التخويص والنزع)
وثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صفة أهل الجنة لكل واحد منهم زوجتان هكذا هو في الصحيحين بالتاء وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه زوجتي فلانة يعني صفية في حديثه الطويل الذي فيه إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وثبت في صحيح البخاري في حديث ابن أبي مليكة أن
130(3/129)
ابن عباس دخل على عائشة رضي الله تعالى عنهم في مرضها فقال أنت بخير إن شاء الله تعالى زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكرا غيرك وفي أوائل كتاب النكاح من صحيح البخاري في باب كثرة النساء عن ابن عباس قال هذه ميمونة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم هكذا هو بالهاء ويقال تزوج الرجل امرأة وتزوج بامرأة وزوجت زيدا امرأة وزوجته بامرأة يعدى بنفسه وبالباء لغتان مشهورتان حكاهما جماعات من أهل اللغة عن ابن قتيبة في أدب الكاتب وأفصحهما تزوج امرأة معدى بنفسه قال الله تعالى {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} وأما قوله تعالى {وزوجناهم بحور عين} فقد اختلف العلماء في المراد بالتزويج ههنا فقال الإمام أبو الحسن الواحدي في البسيط قال أبو عبيدة معناه جعلناهم أزواجا كما يزوج النعل بالنعل أي جعلناهم اثنين اثنين وقال يونس أي قرناهم بهن وليس من عقد التزويج قال يونس والعرب لا تقول تزوجت بها وإنما تقول تزوجتها قال الواحدي وقال ابن سلام يعني أبا عبيدة تميم يقولون تزوجت بامرأة وتزوجت امرأة قال وحكى الكسائي أيضا زوجناه امرأة وزوجناه بامرأة قال وقال الأزهري تقول العرب زوجته امرأة وتزوجت امرأة وليس من كلامهم تزوجت بامرأة قال وقوله تعالى {وزوجناهم بحور عين} أي قرناهم قال وقال الفراء هي لغة في أزد شنوءة هذا كلام الأزهري وقال الأخفش قول أبي عبيد حسن والله تعالى أعلم وجزم البخاري في صحيحه بأن معنى زوجناهم أنكحناهم وفي صحيح البخاري عن أنس في قصة أم حرام وركوب البحر في الغزو قال فتزوج بها عبادة بن الصامت ذكره في كتاب الجهاد في باب ركوب البحر
زود
قال أهل اللغة الزاد طعام يتخذ للسفر يقال تزودت لسفري وزودت فلانا فتزود والمزود بكسر الميم ما يجعل فيه الزاد
زون
قوله في باب المسابقة على الحراب والزانات هي بالزاي والنون وهي نوع من الحراب تكون مع الديلم رأسها دقيق وحديدتها عريضة
زيت
الزيت معروف ويقال له الخيلع بفتح الخاء المعجمة وإسكان الياء وفتح اللام ذكره صاحب المحكم في باب خلع عن كراع والله تعالى أعلم
131(3/130)
فصل في أسماء االمواضع
زمزم
زادها الله تعالى شرفا بزاءين وفتحهما وإسكان الميم بينهما وهي بئر في المسجد الحرام زاده الله تعالى شرفا بينها وبين الكعبة زادها الله تعالى شرفا ثمان وثلاثون ذراعا قيل سميت زمزم لكثرة مائها يقال ماء زمزم وزمزوم وزمزام إذا كان كثيرا وقيل لضم هاجر عليها السلام لمائها حين انفجرت وزمها إياها وقيل لزمزمة جبريل وكلامه وقيل إنه غير مشتق ولها أسماء أخر ذكرها الأزرقي وغيره هزمة جبريل والهزمة الغمزة بالعقب في الأرض وبرة وشباعة والمضنونة وتكتم ويقال لها طعام طعم وشفاء سقم وشراب الأبرار وجاء في الحديث ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم وجاء ماء زمزم لما شرب له معناه من شربه لحاجة نالها وقد جربه العلماء والصالحون لحاجات أخروية ودنيوية فنالوها بحمد الله تعالى وفضله وفي الصحيح عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه أنه أقام شهرا بمكة لا قوت له إلا ماء زمزم وفضائلها أكثر من أن تحصر والله تعالى أعلم
وروى الأزرقي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال تنافس الناس في زمزم في زمن الجاهلية حتى إن كان أهل العيال يفدون بعيالهم فيشربون فيكون صبوحا لهم وقد كنا نعدها عونا على العيال قال العباس وكانت زمزم في الجاهلية تسمى شباعة وفي غريب الحديث لابن قتيبة عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال خير بئر في الآرض زمزم وشر بئر في الأرض برهوت قال ابن قتيبة برهوت بئر بحضرموت يقال إن أرواح الكفار فيها وذكر له دلائل قال الأزرقي كان ذرع زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا كل ذلك بنيان وما بقي فهو جبل منقور وهي تسعة وعشرون ذراعا وذرع تدوير فم زمزم أحد عشر ذراعا وسعة فم زمزم ثلاث أذرع وثلثا ذراع وعلى البئر مكبس ساج مربع فيه اثنتا بكرة يستقى عليها وأول من عمل الرخام على زمزم وعلى الشباك وفرش أرضها بالرخام أبو جعفر أمير المؤمنين في خلافته قال الأزرقي ولم تزل السقاية بيد عبد مناف فكان يسقى الماء من بئر كرادم وبئر خم على الإبل في المزاد والقرب ثم يسكب ذلك الماء في حياض من أدم بفناء الكعبة فيرده الحاج حتى يتفرقوا وكان يستعذب لذلك الماء ثم وليها من بعده ابنه هاشم بن عبد مناف ولم يزل يسقي الحاج حتى توفي فقام بأمر السقاية من بعده ابنه عبد المطلب بن هاشم فلم يزل كذلك حتى حفر زمزم فعفت على آبار مكة كلها فكان
132(3/131)
منها يشرب الحاج وكانت لعبد المطلب إبل كثيرة فإذا كان الموسم جمعها ثم يسقي لبنها بالعسل في حوض من آدم عند زمزم ويشتري الزبيب فينبذه بماء زمزم وكانت إذ ذاك غليظة جدا وكان للناس أسقية كثيرة يستقون منها الماء ثم ينبذون فيها القبضات من الزبيب والتمر لي كثر غلظ الماء وكان الماء العذب بمكة عزيزا لا يوجد إلا لإنسان يستعذب له من بئر ميمون وخارج من مكة فلبث عبد المطلب يسقي الناس حتى توفي فقام بأمر السقاية بعده ابنه العباس بن عبد المطلب فلم تزل في يده وكان للعباس كرم بالطائف فكان يحمل زبيبه وكان يداين أهل الطائف ويقتضي منهم الزبيب فينبذ ذلك كله ويسقيه الحاج في أيام الموسم حتى مضت الجاهلية وصدر من الإسلام ثم أقرها النبي صلى الله عليه وسلم في يد العباس يوم الفتح ثم لم تزل في يد العباس حتى توفي فوليها بعده ابنه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما فكان يفعل ذلك كفعله ولا ينازعه فيها منازع حتى توفي فكانت بيد ابنه علي بن عبد الله يفعل كفعل ابيه وجده يأتيه الزبيب من الطائف فينبذه حتى توفي ثم كانت بيده ألى الآن
حرف السين
سار
قوله في أول الوسيط الطهورية مخصوصة بالماء من بين سائر المائعات قد أنكره الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى فقال في كلامه هذا استعمال للفظة سائر بمعنى الجميع وذلك مردود عند أهل اللغة معدود في غلط العامة وأشباههم من الخاصة قال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة أهل اللغة اتفقوا على أن معنى سائر الباقي قال الشيخ ولا التفات إلى قول الجوهري صاحب اللغة سائر الناس جميعهم فإنهم ممن لا يقبل ما ينفرد به وقد حكم عليه بالغلط في هذا من وجيهن أحدهما في تفسير ذلك بالجميع والثاني في أنه ذكره في فصل سير وحقه أن يذكره في فصل سار لأنه من السؤر بالهمز وهو بقية الشراب وغيره قال الشيخ وقول الغزالي صحيح من حيث الحكم أن هذه الخصوصية إنما هي بالنسبة إلى المائعات فحسب لا مطلقا فإن التراب طهور أيضا بنص الحديث فهذا وجه يصح به هذا الكلام وقد استعمل الغزالي رحمه الله تعالى سائر بمعنى الجميع في مواضع كثيرة من الوسيط وهي لغة صحيحة ذكرها غير الجوهري لم ينفرد بها الجوهري بل وافقه عليها الإمام أبو منصور الجواليقي في أول كتابه شرح أدب الكاتب أن سائر بمعنى الجميع واستشهد على ذلك وإذا اتفق هذان
133(3/132)
الإمامان على نقلها فهي لغة وقال ابن دريد سائر الشيء يقع على معظمه وجله ولا يستغرقه كقولهم جاء سائر بني فلان اي جلهم ولك سائر المال أي معظمه قال ابن بري ويدل على صحة قوله قول ابن مضرس
(فما حسن أن يعذر المرء نفسه .......... وليس له من سائر الناس عاذر) وقال ذو الرمة
(معرسا في بياض الصبح وقعته .......... وسائر اليسير إلا ذاك منجذب)
إلا ذاك المستثنى التعريس من السير فسائر بمعنى الجميع وأنكر أبو علي أن يكون سائر من السؤر بمعنى البقية لأنها تقتضي الأقل والسائر الأكثر ولحذفهم عينها في نحو قوله
(وسود ماء المرد فاها فلونه .......... كلون الثؤر وهي إذا ما سارها)
لأنها لما اعتلت بالقلب اعتلت بالحذف ولو كانت العين همزة في الأصل لما حذفت قال ابن ولاد سائر يوافق بقية في نحو أخذت من المال بعضه وتركت سائره لأن المتروك بمنزلة البقية يفارقها من حيث أن السائر لما كثر والبقية لما قل ولهذا تقول أخذت من الكتاب ورقة وتركت سائره ولا تقول تركت بقيته وقوله الصحيح أن سائر بمعنى الباقي قل أو كثر لا شاهد عليه لأنه استعمل للأكثر والبقية للأقل كما قال أبو علي وقال ابن بري من جعل سائر من سار يسير فيجوز أن يقول لقيت سائر القوم أي الجماعة التي يسير فيها هذا الاسم وأنشدوا على ذلك قول ابن الرقاع
(وحجر وزيان وإن يك حافظا .......... توفي فليغفر له سائر الذنب)
وابن أحمر
(فلا يأتنا منكم كتاب بروعة .......... فلم تعدموا من سائر الناس باغيا)
وقول ذي الرمة وقد سبق قول ابن أحمر
(قضيبا من الريحان غله الندى .......... ومالت حماحمه وسائره ندى)
وقال الأحوص
(فإني لأستحييكم أن يقودني .......... إلى غيركم من سائر الناس مجمع)
وقال المعري
134(3/133)
(أشرب العالمون حبك طبعا .......... فهو فرض في سائر الأبدان)
وقال الأحوص
(فجلتها لنا لبابة ولما .......... رقد القوم سائر الحراس)
سبب
والأصبع السبابة وهي تلي الأبهام سميت بذلك لأن الناس يشيرون بها عند الس ب
سبج
قوله في باب جامع الإيمان من المهذب وإن لبس شيئا من الخرز والسبج هو السبج بسين مهملة ثم باء موحدة مفتوحتين ثم جيم وهو خرز أسود يلبس في العراق كثيرا وهو فارسي معرب قال الجوهري وقال ابن فارس في المجمل هو عربي
سبح
التسبيح في اللغة التنزيه ومعنى سبحان الله تنزيها له من النقائص مطلقا ومن صفات المحدثات كلها وهو اسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر لفعل محذوف تقديره سبحت الله تعالى قال النحويون وأهل اللغة يقال سبحت الله تعالى تسبيحا وسبحانا فالتسبيح مصدر وسبحان واقع موقعه ولا يستعمل غالبا إلا مضافا كقولنا سبحان الله وهو مضاف إلى المفعول به أي سبحت الله تعالى لأنه المسبح المنزه قال أبو البقاء رحمه الله تعالى ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل لأن المعنى تنزه الله تعالى وهذا الذي قاله وإن كان له وجه فالمشهور المعروف هو الأول قالوا وقد جاء غير مضاف كقول الشاعر
(فسبحانه ثم سبحانا أنزهه .......... )
قال أهل اللغة والمعاني والتفسير وغيرهم ويكون التسبيح بمعنى الصلاة ومنه قول الله سبحانه وتعالى {فلولا أنه كان من المسبحين} أي المصلين والسبحة بضم السين صلاة النافلة ومنه قوله في الحديث سبحة الضحى وغيرها ومنه ما حكاه في هيئة الجمعة من المهذب قعود الإمام يقطع السبحة قال الجوهري رحمه الله تعالى السبحة التطوع من الذكر والصلاة تقول قضيت سبحتي قالوا وإنما قيل للمصلي مسبح لكونه معظما لله عز وجل بالصلاة وعبادته إياه وخضوعه له فهو منزه بصورة حاله قالوا وجاء التسبيح بمعنى الاستثناء ومنه قوله تعالى {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون} أي تستثنون وتقولون إن شاء الله تعالى وهو راجع إلى معنى التعظيم لله عز وجل للتبرك باسمه قال الإمام الواحدي رحمه الله
135(3/134)
تعالى قال سيبويه رحمه الله تعالى معنى سبحان الله براءة الله من السوء وسبحان الله بهذا المعنى معرفة يدل على ذلك قول الأعشى
(سبحان من علقمة الفاجر .......... ) أي براءة منه قال وهو ذكر تعظيم لله تعالى لا يصلح لغيره وإنما ذكره الشاعر نادرا ورده إلى الأصل وأجراه كالمثل قلت ومراد سيبويه رحمه الله تعالى إنه اسم معرفة لا ينصرف إذا لم يضف للعلمية وزيادة الألف والنون ولهذا لم يصرفه الأعشى ومنهم من يصرفه ويجعله نكرة كما تقدم في البيت السابق والله تعالى أعلم
قلت هذا أصل هذه الكلمة ثم أنها يؤتى بها للتعجب ومن ذلك قول الله عز وجل {سبحانك هذا بهتان عظيم} قال أبو القاسم الزمخشري سبحانك هنا للتعجب من عظم الأمر قلت فإن قيل فما معنى التعجب في كلمة التسبيح قلنا الأصل في ذلك أن يسبح الله تعالى عند رؤية العجيب من صنائعه ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه قلت ومنه الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للمغتسلة من الحيض خذي فرصة من مسك فتطهري بها قالت كيف أتطهر بها قال سبحان الله تطهري بها وفي الحديث الآخر في الصحيح أن أبا هريرة لما سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسل ثم جاء وقال كنت جنبا فقال صلى الله عليه وسلم سبحان الله إن المؤمن لا ينجس ومعنى الحديثين التعجب من خفاء هذا الأمر الذي لا يخفى ومثله ماحكاه في أول باب العدد من المهذب عن الوليد بن مسلم قال قلت لمالك بن أنس رحمه الله تعالى حديث جميلة عن عائشة رضي الله تعالى عنها لا تزيد المرأة على السنتين في الحمل قال مالك سبحان الله من يقول هذا هذه امرأة محمد بن عجلان جارتنا تحمل أربع سنين أراد مالك رحمه الله تعالى التعجب من أنكار هذا الأمر مشاهدة المحسوس ونظائر ما ذكرنا كثيرة وكذلك يقولون في التعجب لا إله الا الله وممن ذكر هذين اللفظتين في ألفاظ التعجب من النحويين الإمام أبو بكر ابن السراج رحمه الله تعالى في كتابه الأصول والله تعالى أعلم
وقوله في السجود من المهذب يقول سبوح قدوس فيهما لغتان مشهورتان أفصحهما وأكثرهما ضم أولهما وثانيهما والثانية فتح أولهما مع ضم ثانيهما قال الجوهري سبوح من صفات الله تعالى قال ثعلب كل اسم على فعول فهو مفتوح
136(3/135)
الأول إلإ السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر وكذلك الزروج وقال ابن فارس في المجمل سبوح هو الله عز وجل وكذلك قاله الزبيدي في مختصر العين فحصل خلاف في أنه اسم الله تعالى أو صفة من صفاته وتسمية هذا خلافا يحرم على بعض أصحابنا المتكلمين من أن صفاته سبحانه وتعالى لا يقال هي الذات ولا غيرها ويكون المراد بالسبوح والقدوس المسبح والمقدس فكأنه قال مسبح مقدس رب الملائكة والروح عز وجل والله تعالى أعلم
والسبحة بضم السين وإسكان الباء خرز منظومة يسبح بها معروفة تعتادها أهل الخير مأخوذة من التسبيح والمسبحة بضم الميم وفتح السين وكسر الباء المشددة الأصبع السبابة وهي التي تلي الإبهام سميت بذلك لأن المصلي يشير بها إلى التوحيد والتنزيه لله سبحانه وتعالى عن الشرك قال أصحابنا وتكون إشارته عند الهمزة من قوله إلا الله في قوله أشهد أن لا إله إلا الله
وأما صلاة التسبيح المعروفة فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها على خلاف العادة في غيرها وقد جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره وذكرها المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا وهي سنة حسنة وقد أوضحتها أكمل إيضاح وسأزيدها إيضاحا في شرح المهذب مبسوطة إن شاء الله تعالى ومعنى سبوح قدوس المبرأ من النقائص والشريك وكل ما لا يليق بالإليهة وقدوس المطهر من كل ما لا يليق بالخالق قال الهروي وقيل القدوس المبارك قال القاضي عياض وقيل فيه سبوحا قدوسا أي أسبح سبوحا أو أذكر أو أعظم أو أعبد والسباحة بكسر السين العوم في الماء يقال سبح يسبح بفتح الباء فيهما والله تعالى أعلم
سبط
يقال شعر سبط بكسر الباء وفتحها أي مسترسل وسبط الشعر بكسر الباء يسبط بفتحها سبطا بالفتح أيضا ورجل سبط الشعر وسبط بكسر الباء وإسكانها والساباط سقيفة بين حائطين تحتها طريق أو نحوه والجمع سوابط وساباطات وفي الحديث أتى سباطة قوم فبال قائما بضم السين وتخفيف الباء وهي ملقى الكناسة والتراب ونحوهما تكون بفناء الدار وسباط بضم السين اسم الشهر المعروف في شهور الروم
سبع
قوله في مختصر المزني ويضطبع الطائف حتى يكمل سبعة اختلفت
137(3/136)
نسخ المختصر فيه ففي بعضها سبعة بالباء الموحدة قبل العين أي طوفاته السبعة وفي بعضها سعية بمثناة من تحت بعد العين وهي السعي بين الصفا والمروة وينبني على هذا الخلاف في لفظ اختلاف أصحابنا في أنه يضطبع في الركعتين بعد الطواف أم لا فمن قال بالباء قال إذا فرغ الطواف أزال الاضطباع ثم صلى ثم أعاد الآضطباع للسعي ومن قاله بالمثناة قال يستديم الاضطباع في الطواف والصلاة والسعي والصحيح عند الأصحاب هو الأول وقد أوضحته في الروضة وأرجو إيضاحه في المناسك
سبغ
قولهم إن اقتصر في الوضوء على مرة وأسبغ أجزأه وإن نقص عن المد والصاع وأسبغ أجزأه معنى أسبغ عمم الأعضاء واستوعبها ومنه ثوب سابغ ودرع سابغة
سبق
في الحديث لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل قال الإمام أبو سليمان الخطابي في معالم السنن السبق بفتح السين والباء ما يجعل للسابق على سبقه من جعل ونوال وأما السبق بسكون الباء فهو مصدر سبقت الرجل أسبقه سبقا قال والرواية الصحيحة في هذا الحديث السبق مفتوحة الباء يريد أن العطاء والجعل لا يستحق إلا في سباق الخيل والإبل وما في معناهما من النضال وهو الرمي هكذا قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله تعالى أن الرواية الصحيحة فيه فتح الباء وقوله في باب المسابقة من المهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله تعالى عنه يا علي قد جعلت إليك هذ السبقة بين الناس هو بضم السين وإسكان الباء هكذا قيده جماعة من المصنفين في ألفاظ المهذب وذكر بعض المصنفين منهم أنه روي بفتح السين وأنكره المحققون وقالوا الصواب الضم ومعناه أمر المسابقة قال الإمام الواحدي في تفسير أول سورة الحجر سبق إذا كان واقعا على شخص فمعناه جاز وخلف كقولك سبق زيد عمرا أي جازه وخلفه وراءه ومعنى استأخر قصر عنه ولم يبلغه وأما إذا كان واقعا على زمان فهو بالعكس من هذا كقولك سبق فلان الحول وسبق عام كذا أي مضى قبل مجيئه ولم يبلغه ومعنى استأخر عنه جاوزه وخلفه وراءه فقوله تعالى {ما تسبق من أمة أجلها} أي لا تقصر عنه فتهلك قبل بلوع الأجل {وما يستأخرون} أي يتجاوزنه ويتأخر الأجل عنهم
138(3/137)
سجد
قال الأزهري السجود أصله التطامن والميل وقال الواحدي أصله في اللغة الخضوع والتذلل قال وسجود كل شيء في القرأن طاعته لما سجد له هذا أصله في اللغة ثم قيل لكل من وضع جبهته على الأرض سجد لأنه غاية الخضوع
سحر
قولها بين سحري ونحري السحر فتح السين وضمها لغتان وإسكان الحاء المهملتين وهو الرئة وما يتعلق بها قال القاضي عياض وقيل إنما هو شجري بالشين المعجمة والجيم أي ضمته إلى نحرها مشبكة يديها عليه والصواب المعروف هو الأول
سحل
قوله في المهذب في باب الكفن كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث أثواب سحولية هو بضم الحاء المهملة وروي بفتح السين وضمها والفتح قول الأكثرين وروايتهم قال الأزهري في تفسير هذا الحديث سحول بفتح السين مدينة في ناحية اليمن تحمل منها الثياب فيقال لها السحولية قال واما السحولية بضم السين فهي الثياب البيض قال غير الأزهري السحولية بالفتح نسبة إلى سحول قرية باليمن وبالضم ثياب القطن وقيل بالضم ثياب نقية من القطن خاصة وفي رواية لمسلم ثلاثة أثواب سحولية بضم السين قالوا هو جمع سحل وهو ثوب القطن
سدد
قوله في المهذب في باب طهارة البدن والثوب وإن حمل يعني المصلي قارورة فيها نجاسة وقد سد رأسها ففيه وجهان قوله سد هو بالسين المهملة قال صاحب البيان لم يذكر الشيخ أبو إسحاق بأي شيء سد رأسها وسائر أصحابنا قالوا إذا سد رأسها بالصفر والرصاص وما أشبههما والتحم بالقارورة ففيه وجهان وأما إذا سد رأسها بشمعة أو خرقة وما أشبههما فلا تصح صلاته وجها واحدا قال وأطلاق الشيخ يحمل على الصفر والرصاص وما أشبههما
سدر
في الحديث المحرم يغسله بماء وسدر وفيه حديث صحيح مخرج في صحيح البخاري ومسلم السدر معروف وهو من شجر النبق ويطلق السدر على الغاسول المعروف وعلى الشجرة وواحدة الشجر سدرة ويجمع على سدرات وسدارات وسدرات وسدر الأولى بكسر السين وإسكان الدال والثانية كسر السين وفتح الدال والثالثة كسرهما والرابعة كسر السين وفتح الدال من غير ألف بعدهما وكذلك تجمع كسرة
139(3/138)
سرر
قال الله تعالى {لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا} قال صاحب المهذب وفسر الشافعي رضي الله تعالى عنه السر بالجماع لأنه يفعل سرا وقد اختلف المفسرون وغيرهم في هذا فنقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وغيره أنه الجماع كما قال الشافعي رضي الله تعالى عنه وذهب جماعات إلى أن المراد بالسر الزنا حكاه الواحدي عن الحسن وقتادة والضحاك والربيع وهو رواية عطية بن ابن عباس قالوا وكان الرجل يدخل على المرينة وهو يعرض بالنكاح فيقول لها دعيني فإذا وفيت عدتك أظهرت نكاحك فنهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك وقال الشعبي والسدي لا تأخذ عليها ميثاقا أن لا تنكح غيره وجمع الواحدي الأقوال ثم قال فحصل في السر أربعة أقوال النكاح والجماع والزنا والسر الذي تخفيه وتكمته عن غيرك قال وقوله تعالى {إلا أن تقولوا قولا معروفا} يعني به التعريض بالخطبة وتقديره قولا معروفا في هذا الموضع لأن التعريض مأذون فيه معروف والتصريح مزجور عنه فهو منكر غير معروف قال ويجوز أن يكون المعنى قولا معروفا منه الفحوى دون التصريح والسرير معروف وهو مشترك بين سرير المولود وسرير الميت وهو نفسه وسرير الملك وجمعه أسرة وسرر بضم السين والراء كما قال الله تعالى {على سرر} هذه هي اللغة الفصيحة المشهورة ويجوز فتح الراء الأولى عند المحققين من النحويين وأهل اللغة قال الجوهري في صحاحه جمع السرير سرر إلا أن بعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التصغير فيرد الأولى منهما إلى الفتح لخفته فيقول سرر وكذلك ما أشبهه كذليل وذلل ونحوه هذا كلام الجوهري وقد ذكر الفتح شيخنا جمال الدين بن مالك رحمه الله تعالى في كتابه المثلث قال ولكن الضم أقيس وأشهر وأنشد في المهذب في باب الإيلاء
(لزعزع من هذا السرير جوانبه .......... )
المراد بالسرير هنا نفس المرة التي أنشدت الشعر شبهت نفسها بالسرير من حيث أنها فراش للرجل مركوب كسرير الخشب الذي يجلس عليه
وقال الواحدي في تفسير سورة الحجر قال أبو عبيدة يقال في جمع السرير سرر بضم الراء وسرر بفتحها وكل فعيل من المضاعف يجمع على فعل وفعل بالضم والفتح وقال المفضل بعض تميم وكلب يفتحون لأنهم يستثقلون ضمتين متواليتين في
140(3/139)
حرفين من جنس واحد وقال بعض أهل المعاني السرير مجلس رفيع موطوء للسرور وهو مأخوذ منه لأنه مجلس سرور وقال الإمام أبو علي عمر بن محمد بن عمر الشلوبيني في كتابه شرح الجزولية عند قول صاحب الجزولية وإنما فتحوا عين فعل في مضاعفه والأعرف الضم قال الشلوبيني مثاله سرر وسرر جمع سرير وجدد وجدد جمع جديد وهذا قياس في النحو مطرد عند النحويين وذلك يرد قول يعقوب وغيره في قولهم ثياب جدد ولا تقول جدد إنما الجدد الطرائف فإن الضم في جدد جمع جديد جائز على ما ذكرناه ولم يعرفه يعقوب وقال أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح في أوائل باب المضموم أوله سمعت المبرد يقول ثياب جدد وثياب جدد وسرير وسرر وسرر لغتان فصيحتان وقولهم تسرى بجارية قال الأزهري تسرى بمعنى تسرر لكن كثرت الراءات فقلبت إحداهن ياء كما قالوا تظنيت من الظن وأصله تظننت وقال البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي قال أبو العلاء بن كموشاد يقال تسرى الجارية وتسررها واستسرها
سرف قال الأزهري وغيره السرف مجاوزة الحد المعروف لمثله
سرق
قال الجوهري سرق منه مالا يسرق سرقا بالتحريك يعني بفتح الراء قال والاسم السرق والسرقة بكسر الراء فيهما قال وربما قالوا سرقه مالا وسرقه نسبه إلى السرقة قوله في المهذب في باب السلم بعد أن ذكر ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في السلم في السرق والسرق الحرير فالسرق بفتح السين والراء المهملتين ولكن قال الجوهري هو شقق الحرير ثم قال قال أبو عبيد إلا أنها البيض منها الواحدة منها سرقة قال وأصلها بالفارسية سرة أي جيد فعربوه كما عرب برق للحمل ويلحق للقباء واستبرق للغليظ من الديباج والله تعالى أعلم
سرل
قال الأزهري أما سرل فليس بعربي صحيح والسراويل أعجمية عربت وجاء السراويل على لفظ الجماعة وهي واحدة وقد سمعت غير واحد من الأعراب يقول سروال وإذا قالوا سراويل أنثوا وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه كره السراويل المخرفجة يعني الواسعة الطويلة قال وقال الليث السراويل أعجمية أعربت وأنثت والجمع سراويلات قال وسرولته أي ألبسته السراويل هذا ما ذكره الأزهري وقال صاحب المحكم السراويل فارسي معرب يذكر ويؤنث ولم يعرف
141(3/140)
الأصمعي فيها إلا التأنيث والجمع سراويلات قال سيبويه ولا يكسر لأنه لو كسر لم يرجع إلى لفظ الواحد فترك وقد قيل سراويل جمع واحده سروالة وسروله فتسرول ألبسه إياها فلبسها والسراوين السراويل زعم يعقوب أن النون فيها بدل من اللام وقال الجوهري السراويل معروف يذكر ويؤنث والجمع السراويلات قال سيبويه سراويل واحدة وهي أعجمية أعربت فأشبهت من كلامهم مما لا ينصرف في معرفة ولا نكرة فهي مصروفة في النكرة ومن النحويين من لا يصرفه في النكرة ويزعم أنه جمع سروال وسروالة والعمل على القول الأول والثاني أقوى وقال أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث السراويل مؤنثة لا يذكرها من علمناه قال وبعض العرب يظن السراويل جماعة قال وسمعت من الأعراب من يقول الشراويل بالشين يعني المعجمة
سطل
السطل بفتح السين وإسكان الطاء ويقال أيضا السطيل قال الزبيدي جمع السطل سطول قال وهي طسيسة صغيرة على هيئة التور له عروة
سعد
قال أهل اللغة السعد اليمن
سعل
قال الأزهري في باب العين والهاء والكاف الهكاع السعال يعني بضم الهاء
سعن
قوله في المهذب في باب عقد الذمة في كتاب النصارى في الصلح ولا يخرج سعانينا ولا باعونا هو بسين مفتوحة ثم عين مهلمتين وبالنون وهو عيد معروف لهم وهو منصوب بإسقاط الحرف أي لا يخرج في السعانين وقال أبو السعادات ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث هو عيد لهم قبل عيدهم الكبير بأسبوع قال وهو سرياني معرب قال وقيل هو جمع واحده سعنون وهو الذي ذكرته من أنه بالسين المهملة لا خلاف فيه وممن قيده كذلك ونص عليه من العلماء أبو السعادات ابن الأثير وغيره وتقوله العوام وأشباههم من المتفقهين بالشين المعجمة وذلك خطأ ظاهر
سعى
قوله في مختصر المزني ويضطبع حتى يكمل سعيه كذا وقع في بعض النسخ وفي بعضها سبعة بموحدة قبل العين وتقدم بيانه في حرف السين والموحدة
2142(3/141)
سفتج
قوله في باب القرض اقترض على أنه يكتب له سفتجة هي بالسين المهملة والتاء وإسكان الفاء بينهما وبالجيم وهو كتاب يكتبه المستقرض للمقرض إلى نائبه ببلد آخر ليعطيه ما أقرضه وهي لفظة أعجمية
سفر
قوله في الوسيط والوجيز والروضة في مواضع إن صرح الوكيل بالسفارة وهي بكسر السين وهي النيابة قال الرافعي في آخر الباب الرابع من كتاب الخلع أصل السفارة الإصلاح يقال سفرت بين القوم أي أصلحت ثم سمي الرسول سفيرا لأنه يسعى في الإصلاح ويبعث له غالبا
سفل
قال الإمام أبو منصور الأزهري رحمه الله تعالى قال الليث الأسفل نقيض الأعلى والسفلى نقيض العليا والسفل نقيض العلو في التسفل والتعلي والسافلة نقيض العالية في النهر والرمح ونحوه والسافل نقيض العالي والسفلة نقيض العلية والسفال نقيض العلاء ويقال أمرهم في سفال وفي علاء والسفول مصدر وهو نقيض علو والسفل نقيض العلو في البناء هذا ما ذكره الأزهري وقال صاحب المحكم رحمه الله تعالى السفل والسفل يعني بضم السين وكسرها والسفلة يعني بالكسر نقيض العلو والأسفل نقيض الأعلى يكون إسما وظرفا وقد سفل وسفل يعني بفتح الفاء وضمها يسفل فيهما يعيني بضم الفاء سفالا وسفولا وتسفل وسفلة الناس وسفلتهم أسافلهم وغوغاؤهم وقيل سفالة كل شيء وعلاوته أسفله وأعلاه
سقمن
السقمونيا بفتح السين والقاف وضم الميم وكسر النون مقصورة وهي من العقاقير التي تقتل ويصح بيعها لأنه ينتفع بقليلها وقد ذكرتها في الروضة في أول كتاب البيع
سكر
السكر معروف والسكر المذكور في باب زكاة الثمار من المهذب وهو نوع من النخل وهو بضم السين وتشديد الكاف مثل السكر المعروف وتفسيره مذكور في باب الهاء في فصل هلب لمصلحة اقتضته واعلم أن المذهب الصحيح الذي جزم به أصحابنا وغيرهم في الأصول أن السكران ليس مكلفا وقال الشيخ أبو محمد الجويني في باب الأذان من كتابه الفروق والقاضي حسين في فتاويه فيه وصاحب التهذيب فيه هو مكلف واحتج بقول الله تعالى {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} وأجاب الغزالي في المتسصفى عن الآية
143(3/142)
سكن
السكين معروف قال أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكاتب حكي عن الأصمعي أن السكين تذكر وزعم الفراء أنه يذكر ويؤنث وحكى الكسائي سكينه وحكى ابن السكيت سكين حديد وحداد زاد غيره حدادا بالتخفيف والجمع حداد يعني بكسر الحاء وسكين محدد ومحددة ومحد ومحدة لأنك تقول أحددت السكين وحددته ويقال سكين مجلى ومجلو واشتقاق السكين من سكن أي هدأ ومات أي السكون بها قال النحاس قال أبو إسحاق واشتقاق المدية من المدي لأنها مدى الأجل قال ابن الأعرابي يقال للسكين مدية ومدية ثلاث لغات والنصاب أصل الشيء وأنصبت السكين جعلت له نصابا وأقبضتها وأقربتها جعلت لها مقبضا وقرابا وقربتها أدخلتها في القراب وكذا غلفتها وأغلفتها والشفرة الجانب الذي يقطع من السكين والذي لا يقطع به يقال له كل حكاه أبو زيد والحديدة الذاهبة في النصاب سيلان وحد رأس السكين الذباب والذي يليه الظبة وجانبت السكين غمدته مقلوبا هذا آخر كلام النحاس
سلب
في الحديث لا تغالو في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا فسر تفسيرين أحدهما يبلى عاجلا فلا فائدة في المغالاة فيه والثاني أن النباش يقصده إذا كان غاليا نفيسا فيسلبه والسلب اجتذاب الثوب عن الملابس
سلم
السلام اسم من أسماء الله تعالى واختلف العلماء في معناه فذكر إمام الحرمين في كتابه الإرشاد فيه ثلاثة أقوال أحدها معناه ذو السلاة من كل آفة ونقيصة فيكون من أسماء التنزيه والثاني معناه مالك تسليم العباد من المهالك فيرجع إلى القدرة والثالث معناه ذو السلام على المؤمنين في الجنان فيرجع إلى الكلام القديم والقول الأزلي هذا كلام إمام الحرمين وقال غيره معناه الذي سلم خلقه من ظلمه وقيل معناه مسلم المسلمين من العذاب وقيل المسلم على المصطفين لقوله تعالى {وسلام على عباده الذين اصطفى} أي ذو السلام وأما السلام من الصلاة وقوله في التشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وسلام الإنسان على الآخر فهو بمعنى السلامة أي لكم السلام والسلامة وذكر الأزهري فيه قولين أحدهما معناه اسم السلام وهو الله عز وجل عليك والثاني سلم الله عليك تسليما وسلاما ومن سلم الله تعالى عليه سلم من الآفات وقيل معناه السلام عليكم أي الله معكم على بمعنى مع قال الهروي ويقال نحن مسالمون لكم قال أبو جعفر
144(3/143)
النحاس قولهم سلام عليكم هو بالرفع قال ويجوز بالنصب إلا أن الاختيار الرفع قال وقد قال النحويون ما كان مشتقا من فعل فالاختيار فيه النصب نحو قولك سقيا لزيد وويل له لأن ويلا لا فعل له ويجوز في أحدهما ما جاز في الأخر إلا أن الاختيار ما قدمناه قال وكان يجب على هذا أن ينصب سلام لأن منه فعلا ولكن اختير الرفع لأنه أعم وليس يراد أفعل فعلا فيكون المعنى تحية عليك قال النحاس في موضع آخر إنما قالوا سلام عليك في أول الكتاب لأنه ما ابتدىء به ولم يتقدمه ما يكون به معرفة وجب أن يكون نكرة وقالوا في الاخر السلام عليك لأنه إشارة إلى الأول وقدموا السلام على الرحمة لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى قوله استلم الحجر الأسود قال الهروي قال الأزهري استلام الحجر افتعال من السلام وهو التحية كما يقال افترأت السلام ولذلك أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا معناه أن الناس يحيونه وقال العتبي هو افتعال من السلام وهي الحجارة واحدتها سلمة تقول استلمت الحجر إذا لمسته كما تقول اكتحلت من الكحل هذا ما ذكره الهروي وقال الجوهري استلم الحجر إما بالقبلة أو باليد ولا يهمز لأنه مأخوذ من السلام وهو الحجر وبعضهم يهمزه وقال صاحب المحكم استلم الحجر واستلأمه قبله أو اعتنقه وليس أصله الهمز قال الواحدي في تفسير سورة هود في قوله سبحانه وتعالى {قالوا سلاما} قال سلام قال قال أبوعلي الفارسي أكثر ما يستعمل سلام بغير ألف ولام وذلك أنه في مثل الدعاء فهومثل قولهم خير بين يديك لما كان في معنى المنصوب استخير فيه الابتداء بالنكرة فمن ذلك قوله تعالى {قال سلام عليك سأستغفر لك ربي} وقوله تعالى {جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} وقوله تعالى {سلام على نوح في العالمين} {سلام على موسى وهارون} وغير ذلك وجاء بالألف واللام في قوله تعالى {والسلام على من اتبع الهدى} قال وقال الأخفش ومن العرب من يقول سلام عليكم ومنهم من يقول السلام عليكم فالذين ألحقوا الألف واللام حملوه على المعهود والذين لم يلحقوه حملوه على غير المعهود وزعم أن فيهم من يقول سلام عليكم فلا ينون وحمل ذلك على وجهين أحدهما أنه حذف الزيادة من الكلمة كما تحذف من الأصل في نحو لم يك والآخر أنه لما كثر استعمال هذه الكلمة وفيها
145(3/144)
الألف واللام حذفا لكثرة الاستعمال كما حذفا من اللهم فقالوا لهم وقرأ حمزة قال سلم بكسر السين قال الفراء وهو في معنى سلام كما قالوا حل وحلال وحرم وحرام لأن التفسير جاء بأنهم سلموا عليه فرد عليهم وأنشد
(مررنا فقلنا آيه سلم فسلمت .......... كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح)
فهذا دليل على أنهم سلموا فردت عليهم فعلى هذا القراءتان بمعنى قال أبو علي ويحتمل أن يكون سلم خلاف العدو والحرب لأنهم لما تخلفوا عن طعام إبراهيم عليه السلام فنكرهم فقال سلم أي أنا سلم ولست بحرب ولا عدو فلا تمتنعوا من طعامي كطعام العدو قلت فعلى هذا لا يكون قوله سلم جوابا لقولهم سلاما بل حذف جواب ذلك للدلالة فلما قعدوا عنده وأحضر الطعام فامتنعوا قال سلم والله تعالى أعلم قال أهل العلم ويسمى السلام تحية ومنه قول الله سبحانه وتعالى {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} قال بعض العلماء سمي تحية لأنه يستقبل به محياه وهو وجهه وسلم بضم السين وفتح اللام معروف وهو الدرجة والمرقاة قاله في المحكم قال ويذكر ويؤنث قال ابن عقيل
(لا يحرز المرء أحجار البلاد ولا .......... يبنى له في السموات السلاليم) احتاج فزاد الياء هذا ما ذكره في المحكم وقال الجوهري السلم واحد السلاليم وقال الهروي في قوله تعالى {أو سلما في السماء} أي مصعدا وهو الشيء الذي سلمك إلى مصعدك مأخوذ من السلامة وقال أبو حاتم السجستاني في المذكر والمؤنث السلم مذكر وفي القرآن العزيز {أم لهم سلم يستمعون فيه} قال وقد ذكروا التأنيث أيضا عن العرب قوله في الوسيط في بيع الأصول والثمار اللفظ الثالث الدار ولا يندرج تحتها المنقولات كالرفوف المنقولة والسلاليم كذا وقع السلاليم بالياء جمع سلم كما تقدم قال أهل اللغة ويقال سلمت الشيء إلى فلان فتسلمه أي أخذه وسلم فلان من كذا يسلم سلامة وسلمه الله تعالى منه والتسليم السلام والتسليم للشيء والاستسلام له والاستسلام له الانقياد له وأسلم أمره إلى الله عز وجل أي فوضه إليه وأسلم دخل في دين الإسلام وأسلمت زيدا لكذا أي خذلته ويقال تسالم القوم مسالمة وتسالما والسليم اللديغ قال أهل اللغة في وجه تسميته بذلك قولان أحدهما التفاؤل بسلامته والثاني أنه أسلم لما به والسلم الذي هو نوع من البيع معروف ويقال فيه السلف قال الأزهري في شرح ألفاظ
146(3/145)
المختصر السلم والسلف واحد ويقال سلم وأسلم وسلف وأسلف بمعنى واحد هذا قول جميع أهل اللغة هذا ما ذكره الأزهري وأما معناه وحده في الشرع فقال إمام الحرمين فيه عبارتان للأصحاب مشعرتان بمقصوده أحدهما أنه عقد علي موصوف في الذمة ببدل يعطى عاجلا والثانية أنه عقد يفتقر إلى بدل ما يستحق تسليمه عاجلا في مقابلة ما لا يستحق تسليمه عاجلا قوله صلى الله عليه وسلم على كل سلامى من أحدكم صدقة ذكره في باب صلاة التطوع من المهذب وهو بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم مثل حبارى قال الهروي قال أبو عبيد كأن المعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة وقال ابن فارس والجوهري المراد بالسلامى عظام الأصابع وقال صاحب المطالع كلاما يجمع كل هذا فقال على كل عظم ومفصل قال وأصله عظام الكف والأكارع قولهم في كتاب الحج اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام قال القاضي أبو الطيب في كتابه المجرد السلام الأول هو اسم من أسماء الله تعالى وقوله ومنك السلام أي السلامة من الآفات قال وقوله حينا ربنا بالسلام أي اجعل تحيتنا في وفودنا عليك السلامة من الآفات قولهم جاز بشرط سلامة العاقبة قال الإمام أبو القاسم الرافعي في آخر كتاب الوديعة هذا اللفظ يكثر استعماله وليس المراد منه اشتراط السلامة في نفس الجواز حتى إذا لم يسلم ذلك الشيء يتبين عدم الجواز بل المراد إنما يجوز التأخير ويشترط عليه التزام خطر الضمان
سمت
قال الأزهري قال الليث التسمية ذكر الله تعالى على كل شيء والتسميت قولك للعاطس يرحمك الله قال الأزهري وقال أبو العباس يقال سمت العاطس تسميتا وشمته تشميتا إذا دعوت له بالهدى وقصدت التسميت المستقيم معناه هداك الله تعالى إلى السمت وذلك لما في العطاس من الانزعاج والقلق هذا قول الفارسي وقد سمته وقال ثعلب سمته إذا عطس فقال له يرحمك الله أخذا من السمت أي الطريق والقصد كأنه قصده بذلك الدعاء وقد يجعلون السين شينا وقال الهروي في باب الشين المعجمة قال أبو عبيد يقال سمت العاطس وشمته بالسين والشين إذا دعا له بالخير والسين أعلى اللغتين وقال أبو بكر يقال سمت فلانا وسمت عليه إذا دعوت له وكل داع بالخير فهو مسمت ومشمت وقال أحمد بن يحيى الأصل فيها السين من السمت وهو القصد والهدى قال ثعلب ومعناه بالمعجمة أبعد الله عنك الشماتة
147(3/146)
سمح
السماح والسماحة الجود وسمح به إذا جاء به وسمح لي أي أعطاني وما كان سمحا ولقد سمح بالضم فهو سمح وقوم سمحاء كأنه جمع سميح ومساميح كأنه جمه مسماح وامرأة سمحة ونسوة سماح لا غير عن ثعلب والمسامحة المساهلة وتسامحوا تساهلوا قال هذه الجملة الجوهري وذكر الأزهري عن الليث رجل سمح ورجال سمحاء ورجل مسماح ورجال مساميح قال وقال أبوزيد سمح لي بذلك يسمح سماحة وهي الموافقة على ما طلب وسمح لي أعطاني قال ابن قتيبة في أدب الكاتب يقال سمح وأسمح بمعنى
سمر
السمور المذكور في باب الأطعمة طائر معروف وهو بفتح السين وضم الميم المشددة مثل سفود وكلوب
سمع
قوله في الصلاة سمع الله لمن حمده أي تقبل منه حمده وجازاه به قال الإمام أبو الحسن الواحدي في تفسير قول الله عز وجل {إني آمنت بربكم فاسمعون} معناه فاسمعوا مني قاله أبو عبيدة والمبرد قال وهذا مثل قولك سمعت فلانا وإنما المسموع قوله ولكنه من المحذوف وهو من أكثر الكلام يجري على الألسنة وحق الكلام أن تقول سمعت من فلان ما قال قوله في التنبيه في باب الجمعة والمقيم في موضع لا يسمع فيه النداء من الموضع الذي تقام فيه الجمعة هو بضم الياء من يسمع فإنه لا يشترط سمع إنسان بعينه بل متى سمع إنسان في القرية لزمت الجمعة جميع أهلها
سمم
السمسم بكسر السينين معروف والسم القاتل بضم السين وفتحها وكسرها ثلاث لغات وكذلك اللغات الثلاث في سم الخياط وهي ثقبته والضم والفتح مشهوران وحكى الكسر جماعة منهم صاحب مطالع الأنوار وجمعه سمام وسموم وأفصحهن الفتح ومسام البدن ثقبه وهي بفتح الميم وتشديد الميم الثانية وسام أبرص بتشديد الميم قال أهل اللغة هو كبار الوزغ قال أهل اللغة سام أبرص اسمان جعلا اسما واحدا ويجوز فيه وجهان أحدهما أن تبنيهما على الفتح كخمسة عشر والثاني أن تعرب الأول وتضيفه إلى الثاني ويكون الثاني مفتوحا لكونه لا ينصرف قال أهل اللغة وتقول في التثنية 6 هذان ساما أبرص وفي الجمع هؤلاء سوام أبرص وإن شئت قلت هؤلاء السوام ولا تذكر أبرص وإن شئت قلت هؤلاء البرصة والأبارص
148(3/147)
سمو
السماء هو السقف المعروف مشتقة من السمو وهو العلو وفيها لغتان التذكير والتأنيث قال أبو الفتح الهمداني أما التذكير فلأحد ثلاثة أوجه أحدها على معنى السقف والثاني على اللفظ والثالث على أنه جمع مذكر وقع أولا فيكون جمع سماء مثل العطا جمع عطاء كذا سمى أبو الفتح هذا جمعا وهو اصطلاح أهل اللغة وأما أهل النحو والتصريف فيسمونه اسم جمع أو اسم جنس ولا يسمونه جمعا قال أبو الفتح وأما التأنيث فلوجهين أحدهما أنه من باب الأسماء الموضوعة للتأنيث كالآتان والعناق والثاني جمع سماء على لغة أهل الحجاز فإنهم يؤنثون هذا الضرب فيقولون هذا الصخر وهذه النمر وهذه السعير على معنى الصخور والنمور ومذهب أهل السنة وجمهور أهل اللغة أن الاسم هو المسمى ومذهب المعتزلة أنه غيره وقد يقع على التسمية وقد أوضحته في شرح مسلم في مناقب عائشة رضي الله تعالى عنها
سنخ
سنخ السن المذكور في باب الديات هو بكسر السين المهملة وإسكان النون وبالخاء المعجمة وجمعه أسناخ وهو أصل السن المستتر باللحم وسنخ كل شيء أصله
سنن
السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم أصلها الطريقة وتطلق سنته صلى الله عليه وسلم على الأحاديث المروية عنه صلى الله عليه وسلم وتطلق السنة على المندوب قال جماعة من أصحابنا في أصول الفقه السنة والمندوب والتطوع والنفل والمرغب فيه والمستحب كلها بمعنى واحد وهو ما كان فعله راجحا على تركه ولا إثم في تركه ويقال سن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أي شرعه وجعله شرعا وقوله في باب التعزير من المهذب في حديث علي رضي الله تعالى عنه ما من رجل أقمت عليه حدا فمات فأجد في نفسي إلا شارب الخمر فإنه لو مات وديته لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنه هذا حديث صحيح وقوله لم يسنه قيل معناه لم يسن الزيادة على الأربعين تعزيرا فأنا إذا زدتها تعزيرا فمات وديته والثاني معناه لم يسنه بالسوط بل بالنعال وأطراف الثياب وقوله صلى الله عليه وسلم في المجوس سنوا بهم سنة أهل الكتاب مذكورة في الجزية من المهذب وذكر لفظه في الوسيط ولم يروه معناه أسلكوا بهم مسلك أهل الكتاب واحكموا فيهم حكمهم هذا في الجزية خاصة لا في حل المناكحة والذبيحة وقولهم أقل سن تحيض فيه المرأة وقولهم إن كانت في سن من تحيض وسن اليأس وسن البلوغ وسن التمييز والمراد في الكل الزمان قوله في آخر باب
149(3/148)
المسابقة من المهذب في السهم المزدلف لأن الأرض تزيله عن سننه يقال بفتح السين وضمها لغتان مشهورتان ومعناه عن وجهه وقصده
سهم
قوله في الوجيز في الركن الثاني من الباب الأول في المساقاة وليكن الثمر مخصوصا بهما مشروطا على الاستهام يعني بالاستهام الاشتراك
سود
جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع العنب حتى يسود ذكره في باب بيع الأصول والثمار يسود بفتح الياء وإسكان السين وفتح الواو وتشديد الدال هذه اللغة الفصيحة التي جاء بها القرآن العزيز في قوله عز وجل {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} وفيه أربع لغات فتح الياء كما ذكرناه وكسرها ويسواد ويبياض بفتح الياء وكسرها مع زيادة الألف
سوك
السواك بكسر السين قال ابن قتيبة في باب ما جاء مكسورا والعامة تضمه السواك بالكسر ولا يقال السواك يعني بالضم قال الأزهري قال الليث السواك فعلك بالسواك والمسواك يقال ساك فاه يسوكه سوكا فإذا قلت استاك لم يذكر الضم قال والسواك تؤنثه العرب وفي الحديث إن السواك مطهرة للفم أي تطهر الفم قال الأزهري ما سمعت أن السواك يؤنث وهو عندي من غدد الليث والسواك يذكر وقولهم مطهرة للفم كقولهم الولد مجبنة مجهلة مبخلة قال الليث يقال جاءت الإبل تساوك إذا جاءت تحرك رؤوسها قال الأزهري قلت تقول العرب جاءت الغنم هزلاء تساوك أي تتمايل من الهزال والضعف وهكذا رواه ابن جبلة عن أبي عبيد هذا ما ذكره الأزهري وقال الجوهري السواك المسواك بجمع على سوك مثل كتاب وكتب وسوك فاه تسويكا وإذا قلت استاك أو تسوك لم تذكر الفم وجاءت الإبل تساوك أي تتمايل بالعود واستاك مشتق من ذلك واسم العود المسواك يذكر ويؤنث والسواك كالمسواك والجمع سوك قال أبو حنيفة ربما همز فقيل سؤك هذا ما ذكره في المحكم ورأيت في نسخة صحيحة على الحاشية السواك والمسواك يذكران هذا هو الصحيح استدراك على المصنف قال صاحب التحرير في شرح صحيح مسلم السواك هو استعمال عود أو غيره في الأسنان ليذهب الصفرة عنها ويقلع القلح عن بياضها والأحاديث في فضل السواك كثيرة معروفة في الصحيحين وغيرهما ومن أحسنها وأغربها وفيه فائدة لطيفة
150(3/149)
عزيزة ما رواه الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في أول كتاب النكاح بإسناده عن أبي أيوب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح قال الترمذي هذا حديث حسن غريب
سوي
قوله في المهذب في الهدي استوت ناقته على البيداء يعني علت على البيداء قال المرزوقي في شرح الفصيح تقول هذا الشيء يساوي ألفا أي يستوي معه في القدر قال والعامة تقول يسوى وليس بشيء قال والسواء وسط الشيء واستقامته ولذلك قيل سويت الشيء وسواء السبيل منه وكذلك قوله مائة سواء في صحيح مسلم في آخر كتاب النذر أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أعتق عبدا كان ضربه ثم قال ما لي فيه من الأجر ما يسوى هذا وفي صحيح البخاري في أوائل كتاب الحدود في باب لعن السارق عن الأعمش قال كانوا يرون أن الحبل الذي يقطع فيه ما يسوى دراهم كذا هو في الأصول يسوي واعتذر صاحبهم عن كلام ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال هو تغيير من بعض الرواة
سيج
في المهذب في الجنازة السياج وهو الطيلسان الأخضر المقوي وقيل هو الحسن منها قوله في التنبيه وغيره أدخل ساجا في بناء فعفن فيه الساج بتخفيف الجيم نوع من الخشب وهو من أجوده والواحدة منه ساجة وجمعه السيجان قال القاضي عياض في المشارق بعضهم يجعل هذا في حرف الياء وبعضهم في حرف الواو
سود
قال الإمام الواحدي في قصة يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام في سورة آل عمران في قول الله تعالى {وسيدا وحصورا} يقال ساد فلان قومه يسودهم سوددا وسيادة إذا صار رئيسهم قال الزجاج السيد الذي يفوق في الخير قومه وقال بعض أهل اللغة السيد المالك الذي تجب طاعته ولهذا يقال سيد الغلام ولا يقال سيد الثوب وقال الفراء السيد المالك والسيد الرئيس والسيد الحكيم والسيد السخي والسيد الزوج ومنه قوله تعالى {وألفيا سيدها لدى الباب} أي زوجها وقال أبو حيوة سمي سيدا لأنه يسود سواد الناس أي أعظمهم هذا قول أهل اللغة في السيد وأما التفسير فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما السيد الكريم على ربه عز وجل وقال قتادة السيد العابد الورع الحليم وقال عكرمة السيد هو الذي لا يغلبه غضبه
151(3/150)
سير
قولهم كتاب السير هو بكسر السين وفتح الياء جمع سيرة وهي الطريقة قال الرافعي يقال إنها من سار يسير وترجموه بكتاب السير لأن الأحكام المذكورة فيه متلقاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته ومقصودهم به الكلام في الجهاد وأحكامه وترجمه بعضهم بكتاب الجهاد وترجمه في التنبيه بباب قتال المشركين قوله في الوجيز في مسائل قبض الرهن لا بد من مضي زمان يمكنه المسير فيه إلى البيت ونص الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه لا يكون قبضا لما لم يصل إلى بيته هكذا هو فيما عندنا من النسخ المسير بالسين ولم يصر بالصاد قال الإمام الرافعي يجوز فيهما السين والصاد ولفظ الشافعي رضي الله تعالى عنه والوسيط بالصاد
فصل في أسماء المواضع
سجستان
التي ينسب إليها أبو داود السجستاني روينا عن الحافظ عبد القادر الرهاوي في كتابه الأربعين قال اسمه ذريح وسجستان اسم لتلك الديار فلما كانت ذريح قصبة ذلك الأقليم ودار مملكتها غلب عليها الاسم وهي خلف كرمان مسيرة مائة فرسخ منها أربعون فرسخا مفازة ليس بها ماء وهي التي ناحية الهند على حد غزنة قال وكرمان اسم لتلك الديار التي قصبتها بردشير وقد غلب اسم كرمان على بردشير حتى كانت مقصد القوافل والملوك والعساكر وإنما كرمان اسم لتلك الديار وهي تشتمل على مدن وكرمان وراء أصبهان إلى ناحية الهند مسيرة مائة وثلاثين فرسخا وما وراءها إلى ناحية سجستان وغزنة والهند كله مفازة وقال الحافظ أبو بكر الحازمي في كتاب المؤتلف في الأماكن سجز بالسين المهملة المكسورة وبالجيم الساكنة وآخره زاي اسم لسجستان ويقال في النسبة إليها سجزي
سر من رأى
المدينة المشهورة بالعراق قال أبو الفتح الهمداني يقال بضم السين وبفتحها
سقاية العباس
رضي الله تعالى عنه موضع بالمسجد الحرام زاده الله تعالى شرفا يستقى فيها الماء ليشربه الناس وبينها وبين زمزم أربعون ذراعا حكى الأزرقي في كتابه تاريخ مكة وغيره من العلماء أن السقاية حياض من أدم كانت على عهد قصي بن كلاب توضع بفناء الكعبة ويستقى فيها الماء العذب من الآبار على الإبل ويسقاه الحاج فجعل قصي عند موته أمر السقاية لابنه عبد مناف ولم تزل مع عبد مناف يقوم بها فكان يسقي الماء من بئر كرادم وغيره إلى أن مات ومن حصون خيبر
152(3/151)
السلالم
جاء ذكره في سنن أبي داود وغيره هو بضم السين وتخفيف اللام كذا قاله أبو الفتح وغيره
السماوة
مذكورة في حد جزيرة العرب من باب عقد الذمة من المهذب هي بفتح السين وتخفيف الميم قيل هي أرض لبني كلب لها طول ولا عرض لها تأخذ من ظهر الكوفة إلى جهة مصر قال أبوالفتح الهمداني سميت بذلك لعلوها وارتفاعها
سواد العراق
اختلف في وجه تسميته سوادا فالمشهور أنه سمي سوادا لسواده بالزرع والأشجار لأن الخضرة ترى من البعد سوداء وقيل إن المسلمين الذين قدموا العراق للفتح رضي الله تعالى عنهم لما أقبلوا على السواد قالوا ما هذا السواد فسمي به وقيل سمي سوادا لكثرته من قولهم السواد الأعظم وهذا منقول عن الأصمعي
حرف الشين
شبب
قال الحافظ أبوبكر الحازمي في كتابه المؤتلف والمختلف ذو الشب شق في أعلى جبل جهينة يستخرج من أرضه الشب
شدخ
قوله في المهذب في باب السلم إذا أسلم في الرطب لا يلزمه قبول المشدخ المشدخ بضم الميم وفتح الشين المعجمة وفتح الدال المهملة وآخره خاء معجمة قال الجوهري المشدخ البسر يغمر حتى ينشدخ
شذا
قوله في المهذب في باب المسابقة اختلفوا في المسابقة على سفن الحرب كالذباذب والشذوات هي بفتح الشين وتخفيف الذال المعجمتين وهو نوع من سفن الحرب ويقال في واحدتها شذاة ويجمع أيضا على الشذا بالقصر بحذف الهاء وهي لفظة عربية صحيحة
شرب
قول الغزالي في كتاب الشهادات وما هو من شعار الشرب قال الرافعي يجوز فيه فتح الشين على أنه جمع شارب كصاحب وصحب ويجوز ضمها أي شعار شرب الخمر
شرج
في الحديث شراج الحرة مذكور في إحياء الموات هو بكسر الشين وتخفيف الراء وهو جمع شرجة بفتح الشين والراء وهي مسيل الماء قوله في المهذب في باب السرقة إذا سرق اللبن من الحائط المشرج التشريج التنضيج وإضافة بعضه إلى
153(3/152)
بعض واتصاله وقوله في مسح الخف لبس خفا له شرج وهو بفتح الشين والراء له عرى
شرر
وفي أواخر كتاب النكاح من صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشر الناس عند الله تعالى يوم القيامة الرجل الذي يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها وتنشر سره كذا في الأصول المعتمدة وغيرها أشر بالألف
شرط
قد قدمنا في فصل ركن بيان الفرق بين الركن والشرط وحقيقة الشرط وأما قول الغزالي وغيره إذا صلى بنجاسة ناسيا ففي وجوب الإعادة قولان بناء على أن إزالة النجاسة شرط أم منهي عنه فقال الرافعي معناه أن خطاب الشرع قسمان خطاب تكليف بالأمر والنهي وهذا يؤثر فيه النسيان ولهذا لا يأثم الناس بترك المأمور به ولا بفعل المنهي عنه لأنه لم يبق مكلفا عند النسيان بل التحق بالمجنون وغيره ممن لا يخاطب والقسم الثاني خطاب الاخبار وهو ربط الأحكام بالأسباب وجعل الشيء شرطا هو من هذا القبيل لأن معناه إذا لم يوجد كذا في كذا فهو غير معتد به والنسيان لا يؤثر في هذا القسم ولهذا يجب الضمان على من أتلف مال غيره ناسيا
شرع
الشريعة ما شرع الله تعالى لعباده من الدين وقد شرع لهم شرعا أي سن قال الهروي قال ابن عرفة الشرعة والشريعة سواء وهو الظاهر المستقيم من المذهب يقال شرع الله تعالى هذا أي جعله مذهبا ظاهرا قلت قد ذكر الواحدي وغيره عن أهل اللغة في قول الله عز وجل {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} أقوالا فقالوا الشريعة الدين والملة والمنهاج والطريقة والسنة والقصد قالوا وبذلك سميت شريعة النهر لأنه يوصل منها إلى الانتفاع والشرائع في الدين المذاهب التي شرعها الله تعالى لخلقه
شرك
في الحديث وقت الظهر والفيء مثل الشراك هو بكسر الشين وهو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها وتقديره هنا ليس للتحديد والاشتراط ولكن الزوال لا يتبين بأقل منه
شزن
روي في المهذب في باب سجود التلاوة حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقرأ صلى الله عليه وسلم فلما مر بالسجود تشزنا للسجود إلى آخر الحديث هذا حديث صحيح رواه أبو داود في سننه
154(3/153)
والبيهقي وغيرهما قال البيهقي هو حديث حسن الإسناد صحيح وقوله تشزنا كذا وقع في المهذب وفي سنن أبي داود أيضا وغيره بتاء في أوله ثم شين معجمة مفتوحة ثم زاي معجمة مشددة ثم نون مشددة ثم ألف قال الإمام أبو سليمان الخطابي معناه استوفزنا للسجود وتهيأنا له قال وأصله من الشزن وهو القلق يقال بات فلان على شزن إذا بات قلقا يتقلب من جنب إلى جنب قلت وجاء في رواية البيهقي في السنن الكبير تهيأ الناس للسجود وفي معرفة السنن والآثار للبيهقي تيسرنا بالسين والراء المهملتين وبزيادة بعد التاء من التيسير قال وقال بعضهم تشزنا يعني كما ذكره أبو داود وصاحب المهذب
شسع
قال أهل اللغة شسع النعل بشين معجمة مكسورة ثم سين مهملة ساكنة وهو أحد سيور النعل الذي يدخل بين الأصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدودة في الزمام هو السير الذي يعقد فيه الشسع جمعه شسوع
شعر
والشعار الثوب الذي يلي الجسد والدثار فوقه قالوا سمي شعارا لأنه يلي شعر البدن وأما إشعار الهدي فهو من الأعلام وهو أن يضرب صفحة سنامها اليمنى بحديدة وهي مستقبلة القبلة فيدميها ويلطخها بالدم ليعلم أنها هدي وقد ذكرت في الروضة وغيرها اختلاف أصحابنا في أنه يقدم التقليد على الاشعار أم يؤخره وتقديمه هو المنصوص وذكرت أيضا قول صاحب البحر أنه إن قرن هديين في حبل أشعر أحدهما في الصفحة اليمنى والآخر في اليسرى ليشاهدا واعلم أن الإشعار سنة للأحاديث الصحيحة ولا نظر إلى ما فيه من الإيلام لأنه لا منع إلا ما منعه الشرع وهذا الإيلام شبيه بالوسم والكي وذكر أصحابنا للإشعار فوائد منها إذا اختلطت بغيرها تميزت ومنها إذا ضلت عرفت ومنها أن السارق ربما ارتدع فتركها ومنها أنها قد تعطب فتنحر فإذا رأى المساكين عليها العلامة أكلوها ومنها أن المساكين يتبعونها إلى المنحر لينالوا منها ومنها إظهار هذا الشعار العظيم وفيه حث لغيره على التشبه به قوله في الوسيط والوجيز في اول الحج في ركوب البحر لا يلزم المستشعر هو الجبان وهو بسكون الشين قبل العين وكسر العين وقوله في الوجيز يلزم غير المستشعر دون الجبان هو مما أنكره عليه الإمام الرافعي فقال الجبان والمستشعر هنا بمعنى قال ولو قال لم يلزم غير المستشعر دون المستشعر أو غير الجبان دون الجبان لكان أحسن وأقرب إلى الأفهام وقد استعمل في الوسيط حسنا فقال المستشعر وغير المستشعر
155(3/154)
قال الإمام أبو القاسم علي بن جعفر بن علي السعدي الصقلي المعروف بابن القطاع في كتابه الشافي في علم القوافي قد رأى قوم منهم الأخفش وهو شيخ هذه الصناعة بعد الخليل أن مشطور الرجز ومنهوكه ومشطور السريع ومنهوك المنسرح ليس بشعر لقول النبي صلى الله عليه وسلم الله مولانا ولا مولى لكم وقوله صلى الله عليه وسلم هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت وقوله صلى الله عليه وسلم أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وقوله صلى الله عليه وسلم لا هم إن الدار دار الآخرة وقوله صلى الله عليه وسلم الجار قبل الدار قال ابن القطاع وهذا الذي زعمه الأخفش وغيره غلط بين وذلك أن الشاعر إنما سمي شاعرا لوجوه منها أنه شعر القول وقصده وأراده واهتدى إليه وأتى به كلاما مزونا على طريقة الضرب مقفى فأما إذا خلا من هذه الأوصاف أو بعضها فلا يستحق أن يسمى شاعرا ولا قوله شعرا بدليل أنه لو قال كلاما موزونا مقفى غير إنه لم يقصد به الشعر ولم يقفه لم يسم ذلك الكلام شعرا ولا قائله شاعرا بإجماع العلماء والشعراء وكذلك لو قفاه وقصد به الشعر غير أنه لم يأت به موزونا وكذلك لو أتى به موزونا مقفى ثم أنه لم يقصد به الشعر ولا أراده لم يستحق ذلك بدليل أن كثيرا من الناس يأتون بكلام موزون مقفى غير أنهم ما شعروا به ولا قصدوه ولا أرادوه فلا يستحقون التسمية بذلك وإذا تفقد ذلك وجد في كلام الناس كثيرا كما قال بعض السؤال اختموا صلاتكم بالدعاء والصدقة في أمثال لهذا كثيرة وبدليل أن الكلام لا يكون شعرا ولا صاحبه شاعرا إلا بالأوصاف التي ذكرناها وهي الوزن على طريقة العرب والتقفية مع القصد والإرادة من الشاعر فإذا خلا من هذه الأوصاف أو من بعضها فليس بشعر البتة ولا قائله شاعر والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد بكلامه ذلك الشعر ولا شعر له ولا أراده ولا يعد ما وافق الموزون شعرا لذلك وإن كان كلاما موزونا ألا ترى أنه جاء في كتاب الله تعالى من هذا شيء كثير فهو جار مجراه فموافقة الإنسان الشعر في الوزن مع عدم القصد من قائله والإرادة له فلا حكم له فهذا مختصر ما ذكره ابن القطاع وقد بسطه بسطا كثيرا في آخر كتابه المذكور وبه ختم كتابه
شعع
قال أهل اللغة شعاع الشمس بضم الشين وهو مايرى من ضوئها عند ذروها مثل الحبال والقضبان مقبلة إليك إذا نظرت إليها قال صاحب المحكم بعد أن ذكر هذا المشهور وقيل هذا الذي تراه ممتدا كالرماح بعد الطلوع قال وقيل هو انتشار ضوئها والجمع أشعة وشعع بضم الشين والعين وأشعت الشمس نشرت شعاعها قال
156(3/155)
الأزهري قال أبو عمرو والشعشع بضم الشين هو الغلام الحسن الوجه الخفيف الروح وقوله في المهذب في فصل جواز قتل دواب الكفار في باب السير في بيت الشعر
(لأحمين صاحبي ونفسي .......... بضربة مثل شعاع الشمس)
أراد به ضربة واضحة عظيمة بينة وكذا قوله في شعر الآخر في باب الأقضية من المهذب
(الأمر أضوأ من شعاع الشمس .......... )
معناه براءتي مما رميت به واضحة جلية لا خفاء بها
شفف
قال أهل اللغة الشف بفتح الشين ستر رقيق قال الجوهري قال أبو نصر هو ستر أحمر رقيق من صوف يستشف ما وراءه الشف بكسرها الفضل والريح تقول منه شف يشف شفا بكسرها في المضارع والمصدر قال ابن السكيت والشف أيضا النقصان وهو من الأضداد وشف عليه ثوبه يشف شفوفا أي رق حتى يرى ما خلفه وثوب شف وشف أي رقيق وشف جسمه ويشف شفوفا أي نحل وأشففت بعض ولدي على بعض أي فضلتهم والشفيف لذع البرد قوله في الروضة الشفان مطر وزيادة هكذا ذكره الرافعي تقليدا لصاحب التقريب فهو الذي ذكره منفردا به عن الأصحاب وهو بفتح الشين المعجمة وتشديد الفاء وآخره نون قال أهل اللغة الشفان برد ريح فيها نداوة قال صاحب المجمل ويقال الشفيف أيضا فهذا قول أهل اللغة فيه وهو تصريح بأنه ليس بمطر فضلا عن كونه مطرا وزيادة فقوله مطر وزيادة تساهل وإطلاق فاسد وصوابه أن يقال الشفان له حكم المطر لتضمنه القدر المبيح من المطر لأن المبيح من المطر هو ما يبل الثوب وهذا موجود في الشفان فصار كالثلج الذي يبل
شفق
أجمع العلماء على أن وقت صلاة العشاء يدخل بغيبوبة الشفق والأحاديث الصحيحة مشهورة بذلك ولكن اختلفوا في الشفق المراد به هل هو الأحمر أو الأبيض والأحمر يتقدم والأبيض يتأخر فذهب الشافعي والجمهور رضي الله تعالى عنهم إلى أنه الحمرة وذهب أبو حنيفة وآخرون إلى أنه البياض وروى البيهقي بإسناده الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال الشفق الحمرة ورواه البيهقي عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن عباس وأبي هريرة
157(3/156)
وعبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضي الله تعالى عنهم ورواه عن مكحول وسفيان الثوري ورواه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بثابت عنه صلى الله عليه وسلم وحكى ابن المنذر في الأشراف أنه الحمرة عن ابن أبي ليلى ومالك والثوري وأحمد وإسحاق وأبي يوسف ومحمد بن الحسن قال وروي ذلك عن ابن عمر وابن عباس وعن ابن عباس أيضا أنه البياض قال وروينا عن انس وأبي هريرة وعمر بن عبد العزيز ما يدل على أنه البياض وبه قال أبو حنيفة قال ابن المنذر الشفق البياض وحكى القاضي أبو الطيب عن أبي ثور وداود أنه الحمرة وعن زفر والمزني أنه البياض وحكاه غيره عن معاذ بن جبل الصحابي ونقل البغوي عن أكثر أهل العلم أنه الحمرة واستدل أصحابنا للحمرة بأشياء من الحديث والمعنى لا يظهر منها دلالة محققة والذي ينبغي أن يعتمد أن المعروف عند العرب أن الشفق الحمرة وذلك مشهور في شعرهم ونثرهم ويدل عليه نقل أئمة اللغة قال الإمام أبو منصور الأزهري في شرح ألفاظ المختصر الشفق عند العرب الحمرة روى سلمة عن الفراء قال سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق وكان أحمرا وقال ابن فارس في المجمل قال ابن دريد الشفق الحمرة قال ابن فارس وقال أيضا الخليل الشفق الحمرة التي من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة وذكر قول الفراء ولم يذكر ابن فارس غير هذا وقال الزبيدي في مختصر العين الشفق الحمرة بعد غروب الشمس وقال الخطابي في معالم السنن حكي عن الفراء أنه الحمرة قال وأخبرني أبو عمر عن ثعلب أن الشفق البياض قال الخطابي وقال بعضهم الشفق اسم للحمرة والبياض إلا أنه إنما يطلق على أحمر ليس بقاني وأبيض ليس بناصع وإنما يعلم المراد به بالأدلة لا بنفس الاسم كالقر وغيره من الأسماء للشتاء
شقص
الشقص المذكور في باب الشفعة هو بكسر الشين وإسكان القاف وهو القطعة من الأرض والطائفة من الشيء قاله أهل اللغة كلهم والشقص هو الشريك
شكر
الشكر هو الثناء على المشكور بإنعامه على الشاكر وقد سبق في فصل حمد ذكر الشكر والحمد ونقيضهما ويقال شكرته وشكرت له قال الجوهري وغيره وباللام أفصح وبه جاء القرآن والشكران بمعنى الشكر وتشكرت له
شكك
أعلم أن الشك عند الأصوليين هو تردد الذهن بين أمرين على حد السواء قالوا التردد بين الطرفين إن كان على السواء فهو الشك وإلا فالراجح ظن
158(3/157)
والمرجوح وهم قال الإمام الغزالي في أوائل باب الحلال والحرام من الإحياء الشك عبارة عن اعتقادين متقابلين نشأ عن سببين فما لا سبب له لا يثبت عقده في النفس حتى يساوي العقد المقابل له فيصر شكا فلهذا يقول من شك هل صلى ثلاثا أم أربعا أخذ بالثلاث لأن الأصل عدم الزيادة ولو سئل الإنسان أن صلاة الظهر التي صلاها من عشر سنين كانت ثلاثا أم أربعا لم يتحقق قطعا أنها أربع لجواز أن تكون ثلاثا فهذا التجويز لا يكون شكا إذ لم يحضره سبب أوجب اعتقاد كونها ثلاثا فاحفظ حقيقته حتى لا يشتبه بالوهم والتجويز لغير سبب قلت واعلم أن الفقهاء يطلقون في كثير من كتب الفقه لفظ الشك على التردد بين الطرفين مستويا كان أو راجحا كقولهم شك في الحديث أو في النجاسة أو في صلاته أو في طوفه ونيته وطلاقه وغير ذلك وقد أوضحت ذلك في مواضع من شرح المهذب
شهد
الشهيد المقتول في سبيل الله تعالى اختلف في تسميته شهيدا فقال النضر بن شميل سمي بذلك لأنه حي فإن أرواحهم شهدت وحضرت دار السلام وأرواح غيرهم إنما تشهدها يوم القيامة وقال ابن الأنباري لأن الله تعالى وملائكته عليهم السلام يشهدون لهم بالجنة وقيل لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعد الله تعالى له من الثواب والكرامة وقيل لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه وقيل لأنه شهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله وقيل لأن عليه شاهدا شهد بكونه شهيدا وهو الدم فإنه يبعث يوم القيامة وأوداجه تشخب دما وحكى الأزهري وغيره قولا آخر أنه سمي شهيدا لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة وعلى هذا القول لا اختصاص له بهذا السبب
واعلم أن الشهيد ثلاثة أقسام أحدها المقتول في حرب الكفار بسبب من أسباب قتالهم فهذا له حكم الشهداء في ثواب الآخرة وفي أحكام الدنيا وهو أنه لا يغسل ولا يصلى عليه والثاني شهيد في الثواب دون أحكام الدنيا وهو المبطون والمطعون وصاحب الهدم والغريق والمرأة التي تموت في نفاسها والمقتول دون ماله وغيرهم ممن وردت الأحاديث الصحيحة بتسميته شهيدا فهذا يغسل ويصلى عليه وله ثواب الشهداء ولا يلزم أن يكون ثوابهم مثل ثواب الأول والثالث من غل في الغنيمة وشبهه ممن وردت الآثار بنفي تسميته شهيدا إذا قتل في حرب الكفار فهذا له حكم الشهداء في الدنيا فلا يغسل ولا يصلى عليه وليس له ثوابهم الكامل في الآخرة
159(3/158)
شهر
الشهر واحد الشهور وهو مأخوذ من الشهرة يقال شهرت الشيء أشهره شهرة وشهرا أظهرته هذه اللغة المشهورة ويقال أيضا أشهرته حكاها الزبيدي في مختصر العين إذا أظهرته وأعلنته واشتهر أي ظهر وشهرته تشهيرا وشهر سيفه أي سله فسمي الشهر شهرا لشهرة أمره لحاجات الناس إليه في عباداتهم ومعاملاتهم وغيرها ويقال أشهرنا دخلنا في الشهر وقوله في باب السلم من المهذب الأجل المعلوم كشهور العرب والفرس والروم الشهور عند الجميع اثنا عشر شهرا كما أخبر الله سبحانه وتعالى بقول الله تعالى {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم} فأما شهور المسلمين فمنها أربعة حرم كما قال الله عز وجل واتفق العلماء على أنها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب واختلفوا في كيفية عدها على قولين حكاهما أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب قال ذهب الكوفيون إلى أنه يقال المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة قال والكتاب يميلون إلى هذا القول ليأتوا بهن من سنة واحدة قال وأهل المدينة يقولون ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وقوم ينكرون هذا ويقولون جاءوا بها من سنتين قال النحاس وهذا غلط بين وجهل باللغة لأنه قد علم المراد وأن المقصود ذكرهما وأنها في كل سنة فكيف يتوهم أنها من سنتين قالوا والأولى والاختيار ما قاله أهل المدينة لأن الأخبار قد تظاهرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قالوا من رواية ابن عمر وأبي هريرة وأبي بكرة رضي الله تعالى عنهم قالوا وهذا أيضا قول أكثر أهل التأويل قالوا وأدخلت الألف واللام في المحرم دون غيره قال وجاء من الشهور ثلاثة مضافة شهر رمضان وشهرا ربيع وجميع هذه الشهور واشتقاقها مذكور في تراجمها من الكتاب وأما شهور الفرس فأيلول وتشرين الأول والثاني وهذه الثلاثة فصل الخريف وكانون الأول وكانون الثاني وسباط بالسين المهملة وهذه الثلاثة فصل الشتاء وآذار بالذال المعجمة ونيسان وأيار وحزيران وتموز وآب وهذه الستة فصل الصيف وفي الحديث في خروج النساء يوم العيد ولا يلبسن الشهرة من الثياب هو بضم الشين ومعناه الثياب الفاخرة التي تشتهر بها عن غيرها لحسنها
شوب
قال أهل اللغة الشوب الخلط وقد شبت الشيء بضم الشين أشوبه فهو مشوب إذا خلطته
شوش
قوله يشوش على الناس ويشوش القواعد وما أشبهه هذا قد استعمله
160(3/159)
الغزالي رحمه الله تعالى في مواضع كثيرة واستعمله صاحب المهذب في باب صلاة الجماعة وفي آخر باب المسابقة وهو غلط عند أهل اللغة عده ابن الجواليقي وجماعة من العلماء في لحن العوام وقالوا الصواب يهوش بضم الياء وفتح الهاء وكسر الواو ومعناه الخلط واللبس وقال أهل اللغة الهوشة الاضطراب وقد هوش القوم قالوا وكل شيء خلطته فقد هوشته وقد أجاز الجوهري في صحاحه التشويش وقال التشويش التخليط وقد تشوش عليه الأمر وقال ابن الجواليقي في كتابه لحن العوام تقول هوشت الشيء إذا خلطته ولا تقل شوشته فقد أجمع أهل اللغة على أن التشويش لا أصل له في اللغة وأنه من كلام المولدين قال وخطأوا الليث فيه
شوط
قال أهل اللغة الشوط بفتح الشين هو الطلق بفتح الطاء واللام يقال جرى شوطا قال الزبيدي الشوط جرى مرة إلى الغاية وجمعه أشواط وأما قول الغزالي في الوسيط والوجيز في مسائل الطواف لم يعتد بذلك الشوط فهذا من قد ينكر عليه لأن الشافعي رضي الله تعالى عنه نص على كراهة تسمية الطواف شوطا أو دورا ورواه عن مجاهد رضي الله تعالى عنهما وإنما تسمى المرة طوفة والمرتان طوفتان والمرات طوفات والمجموع طواف فإن قيل ذكر الجوهري في صحاح اللغة أنه يقال طاف بالبيت سبعة أشواط من الحجر إلى الحجر شوط وهذا يدل على صحة استعماله فجوابه أن الجوهري يتكلم فيما كانت العرب تستعمله وهذا لا ينكره وإنما يقول الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه مكروه في الشرع وقد ثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط قال ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم
شوه
قال ثعلب قال ابن الأعرابي المرأة الشوهاء تطلق على القبيحة وعلى الحسنة فهو من الأضداد
شيأ
الشيء الجزء الصغير شيىء بضم الشين وكسرها لغتان قالوا ولا يقال شوى وجمعه أشياء غير مصروف ولأهل النحو والتصريف في عدم صرفه وتحقيق أصله كلام طويل لا يحتاج إليه الفقهاء وتصغير أشياء على أشياء بتشديد الياء ويجمع على أشاوي بكسر الواو وتشديد الياء وأشاوى مثل الصحارى قال أهل اللغة والمشيئة
161(3/160)
الإرادة وقد شئت الشيء أشاوة ويقال كل شيء بشيئة الله تعالى بكسر الشين على وزن شيعة أي بمشيئته وفرق أصحابنا بين المحبة والمشيئة قالوا ولهذا يقال الإنسان يشاء دخول الدار ولا يحبه ويحب ولده ولا يسوغ فيه المشيئة وقد ذكرت هذا في الروضة في تعليق الطلاق بالمشيئة قوله صلى الله عليه وسلم إن في أعين الأنصار شيئا مذكور في نكاح المهذب وهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه من رواية أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وهكذا ضبطناه في صحيح مسلم شيئا بهمز بعد الياء وهذا هو الصواب وهذا وجد بخط المصنف وهكذا هو في النسخ المعتمدة من المهذب وروي شينا بالنون بدل الهمز وعلى الأول اختلفوا في المراد بالشيء فقيل عمش وقيل زرقة وقيل صفر وقيل ضعف في الأجفان وقيل بياض في الأجفان وفي الحديث أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء ذكره في باب ما يلحق من النسب أي ليست من دين الله تعالى في شيء ومعناه ليست مرتبطة بدينه وليست في ذمته بل هي في معنى المتبرىء منه سبحانه وتعالى عافانا الله تعالى
واعلم
أن مذهب أهل السنة أن المعدوم لا يسمى شيئا وقالت المعتزلة يسمى شيئا ووافقوا على أن المحال لا يسمى شيئا فلا يكون داخلا في قول الله عز وجل {والله على كل شيء قدير} قال أصحابنا وغيرهم من المتكلمين لا يوصف الله سبحانه وتعالى بالقدرة على المستحيل واستدل أصحابنا على أن المعدوم لا يسمى شيئا بقول الله عز وجل {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا} وأما قول الله تعالى {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} فقال أصحابنا سماها شيئا لتحقق وقوعها فسماها باسم الواقع كما قال تعالى {هذا يوم الفصل} {ونادى أصحاب الجنة} الأعراف {ونادى أصحاب النار} {ونادى أصحاب الأعراف} ونحو ذلك
شيخ
الشيخ من الآدميين يقال في جمعه شيوخ ومشيخة وشيخة ومشيوخاء حكاه أبو عمرو عن ابن الأعرابي وذكر في المهذب في أول كتاب الحدود الحديث المشهور الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة المراد بالشيخ والشيخة الرجل والمرأة المحصنين وليس معناه أنه لا يرجم أحدهما لا إذا زنا بمحصن بل ذلك من التقييد الذي لا مفهوم له فلو زنى محصن ببكر رجم المحصن وجلد البكر ومعنى البتة هنا رجما لا بد منه ولا مندوحة عنه
162(3/161)
فصل في أسماء المواضع
الشام
إقليمنا المعروف حماه الله تعالى وصانه وسائر بلاد الإسلام وأهله تكرر ذكره في هذه الكتب هو بهمزة ساكنة مثل رأس ويجوز تخفيفه بحذفها كما في رأس وشبهه وفيه لغة أخرى شآم بالمد حكاهما جماعة والشين مفتوحة بلا خلاف قال صاحب المطالع وأباها أكثرهم وهو مذكر هذا هو المشهور وقال الجوهري يذكر ويؤنث قال أهل اللغة ينسب إليه الشأمي بالهمز وحذفها مع الياء وشآم بالمد من غير ياء كثمان قال سيبويه وغيره ويجوز شأمي بالمد مع الياء ومنعه غيره لأن الألف عوض عن ياء النسب فلا يجمع بينهما والصحيح جوازه فقد حكاه سيبويه وهو إمام هذا الفن قال الجوهري وتقول امرأة شآمية بالتشديد والمد وشامية بالتخفيف وأما سبب تسميته شآما فذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله تعالى في أول تاريخ دمشق بابا في ذلك فروى فيه عن الكلبي أنه قال سمي شآما لأن قوما من بني كنعان بن حام تشاءموا إليها وعن ابن الأنباري أنه قال فيه وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشومى وهي اليسرى ويجوز أن يكون فعلا من الشؤم يقال قد أشأم إذا أتى الشام وعن ابن فارس أنه فعل من اليد الشومى قال قال قوم هو من شوم الإبل وهي سودها وعن ابن المقفع سميت شاما بسام بن نوح واسمه بالسريانية شام وعن ابن الكلبي سمي شاما بشامات له سود وحمر وبيض وقال غيره سميت شاما لكونها عن شمال الأرض وأما حد الشام فالمشهور أنه من العريش إلى الفرات طولا وقيل إلى نابلس وأما العرض فمن كذا
وروينا في تاريخ دمشق وغيره أن الشام دخله عشرة آلاف عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم
شاذروان الكعبة
زادها الله تعالى شرفا هو بفتح الذال المعجمة وسكون الراء وهو بناء لطيف جدا ملصق بحائط الكعبة وارتفاعه عن الأرض في بعض المواضع نحو شبرين وفي بعضها نحو شبر ونصف وعرضها في بعضها نحو شبرين ونصف وفي بعضها نحو شبر ونصف
163(3/162)
الشط
قوله في باب خراج السواد في المهذب عن أبي الوليد الطيالسي رحمه الله تعالى أدركت الناس بالبصرة تحمل التمر من الفرات فيطرح على حافة الشط المراد بالشط دجلة
الشعب
قوله في أول باب قسم الغنيمة والفيء من المهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم غنائم بدر بشعب من شعاب الصفراء هكذا ضبطناه في المهذب بشعب بكسر الشين والشعب الطريق بين الجبلين وقال الحافظ أبو بكر الحازمي في كتاب المؤتلف في أسماء الأماكن شعب بضم الشين واد بين مكة والمدينة يصب في الصفراء وليس في هذا مخالفة لما ضبطناه في المهذب فإن هذا الذي ضبطه الحازمي يحتمل أنه غير الذي في المهذب ولو قدر أنه هو صح أن يقال فيه شعب من الشعاب بالكسر ويكون صفة وإن كان له اسم علم بالضم قال الحازمي وأما سير بفتح السين المهملة بعدها ياء مثناة من تحت مشددة مكسورة فكثيب بين المدينة وبدر يقال هناك قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم بدر قال وقد يخالف في لفظه قلت ولا منافاة بين هذا والأول والله تعالى أعلم
حرف الصاد
صبر
الصبر في اللغة الحبس وقتله صبرا حبسه للقتل والصبر في الشرع صفة محمودة ومعناه حبس النفس على ما أمرت به من مكابدة الطاعات والصبر على البلاء وأنواع الضرر في غير معصية والصبر من أعظم الأصول التي يعتمدها الزهاد وسالكو طريق الآخرة وهو باب من أبواب كتب الرقائق وقد جمعت أنا فيه جملة من الأحاديث الصحيحة مع الآثار في كتاب رياض الصالحين وقد أمر الله تعالى به في مواضع كثيرة كقوله {اصبروا وصابروا} وفي الحديث الصحيح الصبر ضياء والصبرة من الطعام وغيره هي الكومة المجموعة قال الروياني في البحر سميت بذلك لإفراغ بعضها على بعض يقال صبرت المتاع وغيره إذا جمعته وضممت بعضها إلى بعض
صبع
الأصبع معروفة وفيها لغات كسر الهمزة وفتحها وضمها مع الحركات الثلاث في الباء فهذه تسع والعاشرة أصبوع بضم الهمزة والباء وأما قول الشافعي رضي الله تعالى عنه في المختصر في كتاب السبق والرمي الصلاة جائزة في المضربة والأصابع إذا كان جلدها مذكى أو مدبوغا والمضربة هي التي يلبسها الرامي كفه
164(3/163)
السرى حتى لا يصيبها الوتر قال الشيخ أبو حامد الأصحاب يقولون المضربة بالتشديد ولفظ الشافعي المضربة بالتخفيف بناها بناء الآلات وأما الأصابع فجلد يجعله الرامي في إبهامه وسبحته من يده اليمنى ليمد بها الوتر ومراد الشافعي رحمه الله تعالى أنه لا بأس باستصحابها في الصلاة بشرط الطهارة ويتعلق النظر فيهما أيضا بكشف اليد في السجود
صحب
قولهم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه اختلف في الصحابي على مذهبين الصحيح الذي قاله المحدثون والمحققون من غيرهم أنه كل مسلم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو ساعة وبهذا صرح البخاري في صحيحه والباقون وسواء جالسه أم لا والثاني واختاره جماعة من أهل الأصول وأكثرهم أنه من طالت صحبته له صلى الله عليه وسلم ومجالسته على سبيل التبع قال الإمام القاضي أبو بكر الباقلاني لا خلاف بين أهل اللغة أن الصحابي مشتق من الصحبة جار على كل من صحب غيره قليلا أو كثيرا يقال صحبه شهرا يوما ساعة وهذا يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة هذا هو الأصل ومع هذا فقد تقرر للائمة عرف في أنهم لا يستعملونه إلا فيمن كثرت صحبته واتصل لقاؤه ولا يجري ذلك على من لقي المرء ساعة ومشى معه خطا وسمع منه حديثا فوجب أن لا يجري في الاستعمال إلا على من هذا حاله هذا كلام القاضي المجمع على إمامته مطلقا وفيه تقدير للمذهبين ورد لحكاية السمعاني عن أهل اللغة حيث قال والصحابي من حيث اللغة والظاهر يقع على من طالت صحبته ومجالسته على طريق التبع والأخذ قال وهذا طريق الأصوليين وأما قول الفقهاء وأصحاب الشافعي وأصحاب أبي حنيفة فمجاز مستفيض للموافقة بينهم وشدة ارتباط بعضهم ببعض كالصاحب ويجمع صاحب على صحب كراكب وركب وصحاب كجائع وجياع وصحبة بالضم كفاره وفرهة وصحبان كشاب وشبان والأصحاب جمع صحب كفرخ وأفراخ والصحابة الأصحاب وجمع الأصحاب أصاحيب وقوله في النداء أيا صاح معناه صاحبي وصحبته بكسر الحاء أصحبه بفتحها صحبة بضم الصاد وصحابة بالفتح
صدق
الصداق اسم لما تستحقه المرأة بعقد النكاح قيل إنه مشتق من الصدق بفتح الصاد وإسكان الدال وهو الشيء الشديد الصلب فكأنه أشد الأعراض لزوما من حيث أنه لا ينفك عن النكاح ولا يستباح بضع المنكوحة إلا به وفيه لغات صداق
165(3/164)
وصداق بفتح الصاد وكسرها وصدقة بفتح الصاد وضم الدال وصدقة بضمهما وله ستة أسماء أخر المهر والفريضة والنحلة والأجر والعليقة والعقر بضم العين والله أعلم
صرر
قوله في كتاب الحج من مختصر المزني لا يحج الصرورة عن غيره وقد استعمله بهذا المعنى في الوسيط في أول كتاب السير هو الصرورة بفتح الصاد المهملة وتخفيف الراء المضمومة وآخره هاء وهو الذي لم يحج قال الأزهري الصرورة الذي لم يحج يقال رجل صرورة وامرأة صرورة إذا لم يحجا قال ويقال أيضا للرجل الذي لم يتزوج ولم يأت النساء صرورة لصره على ماء ظهره وإيقافه إياه وقيل للذي لم يحج صرورة لصره على نفقته وحكى الأزرقي في تاريخ مكة أنه كان من عادة الجاهلية أن الرجل يحدث الحدث يقتل الرجل أو يضربه أو يلطمه فيربط لحا من لحا الحرم قلادة في رقبته ويقول أنا صرورة فيقال دعوا الصرورة لجهله فلا يعرض له أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صرورة في الإسلام وإن من أحدث حدثا أخذ بحدثه هذا ما حكاه الأزرقي وقال الإمام أبو سليمان الخطابي هذا الحديث يفسر تفسيرين أحدهما أن الصرورة الرجل الذي انقطع عن النكاح وتبتل على طريق رهبانية النصارى والثاني أن الصرورة من لم يحج فمعناه على هذا أن سنة الدين أن لا يبقى أحد من الناس يستطيع الحج فلا يحج حتى لا يكون صرورة في الإسلام قال وقد يستدل به من يقول إن الصرورة لا يجوز أن يحج عن غيره وتقدير الكلام عنده أن الصرورة إذا شرع في الحج عن غيره صار الحج عن نفسه وانقلب إلى فرضه
صرف
قال الشافعي رضي الله تعالى عنه والأصحاب رحمهم الله يلزم العامل في المساقاة تصريف الجريد والجريد سعف النخل فذكر الأزهري والأصحاب في معناه سببين أحدهما أنه قطع ما يضر تركه يابسا وغير يابس والثاني ردها عن وجوه العناقيد وتسوية العناقيد بينها لتصيبها الشمس وليتيسر قطعها عند الإدراك وأما قوله في الوجيز في كتاب المساقاة على العامل تصريف الجرين ورد الثمار إليه فهكذا هو في النسخ الجرين بالنون وهو صحيح فتصريفه تسويته وقد سبق بيانه في حرف الجيم في جرد وفي جرن
صرم
في باب الأقطاع من المهذب في كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وازرت الصريمة والغنيمة أن تهلك ماشيته تأتي فتقول يا أمير
166(3/165)
المؤمنين الصريمة والغنيمة بضم أولها وفتح ثانيها على التصغير الصرمة والغنم قال أهل اللغة الصرمة من الإبل خاصة قالوا وهو اسم لما جاوز الذود إلى الثلاثين والذود من الخمسة إلى العشرة هكذا قاله الأزهري وابن فارس والجوهري وغيرهم قال الزبيدي في مختصر العين الصريمة القطيع من الإبل وغيرها والله أعلم قال الأزهري والغنيمة ما بين الأربعين إلى المائة من الشاء قال والغنم ما يفرد لها راع على حدة وهي ما بين المائتين إلى أربعمائة
صرى
قوله صلى الله عليه وسلم لا تصروا الإبل هو بضم التاء وفتح الصاد وضم الراء هذه رواية الأكثرين قال صاحب المطالع هو من صرى يصرى إذا جمع وهو تفسير مالك والكافة من الفقهاء وأهل اللغة وبعض الرواة يقول لا تصروا الإبل وهو خطأ على هذا التفسير ولكنه يخرج على تفسير من فسره بالربط والشد من صر يصر ويقال فيها المصرورة وهو تفسير الشافعي رضي الله تعالى عنه لهذه اللفظة كأنه يحبسه فيها يربط أخلافها هذا ما ذكره صاحب المطالع وقال الإمام أبو منصور الأزهري في شرح المختصر ذكر الشافعي رضي الله تعالى عنه المصراة ففسرها أنها الناقة تصر أخلافها ولا تحلب أياما حتى يجتمع اللبن في ضرعها فإذا حلبها المشتري استغزرها قال الأزهري وجائز أن يكون سميت مصراة من صر أخلافها كما قال الشافعي رحمه الله وجائز أن تكون مصراة من الصري وهو الجمع يقال صريت الماء في الحوض إذا جمعته ويقال لذلك الماء صرى قال ومن جعله من الصر قال كانت المصراة في الأصل مصررة فاجتمعت ثلاث راءات فقلبت إحداهن ياء كما قالوا تظنيت من الظن هذا ما ذكره الأزهري وقال أبو سليمان الخطابي في معالم السنن اختلف أهل العلم واللغة في المصراة ومن أين أخذت واشتقت فقال الشافعي رضي الله تعالى عنه التصرية أن تربط الناقة والشاة وتترك من الحلب اليومين والثلاثة حتى يجتمع لها لبن فيراه مشتريها كثيرا فيزيد في ثمنها فإذا تركت بعد تلك الحلبة حلبة أو اثنتين عرف أن ذلك ليس بلبنها قال أبو عبيد المصراة الناقة أو البقرة أو الشاة التي قد صرى اللبن في ضرعها يعني حقن فيه أياما فلم يحلب وأصل التصرية حبس الماء وجمعه يقال منها صريت الماء ويقال إنما سميت المصراة لأنها مياه اجتمعت قال أبو عبيد ولو كان من الربط لكان مصرورة أو مصررة قال الخطابي كأنه يريد به الرد على الشافعي قال الخطابي قول أبي عبيد حسن وقول الشافعي صحيح والعرب تصر
167(3/166)
ضروع الحلوبات إذا أرسلتها تسرح ويمسون ذلك الرباط صرارا فإذا راحت حلت تلك الأصرة وحلبت ومن هذا حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحل صرار ناقته بغير إذن صاحبها فإنه خاتم أهلها عليها قال ويحتمل أن تكون المصراة أصلها المصرورة أبدل إحدى الراءين ياء ومنه قوله تعالى {والشمس وضحاها} أي أحملها بمنع الخير وأصله دسسها ومثله في الكلام كثير هذا ما ذكره الخطابي وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النجش والتصرية وهذا يدل لرواية الجمهور
صعد
قولهم التيمم مثلا ضربتان فصاعدا أي فما زاد وهو منصوب على الحال
صعق
قال الأزهري الصاعقة والصعقة الصيحة يغشى منها على من يسمعها أو يموت وهو قوله تعالى {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء} يعني أصوات الرعد ويقال لها الصواقع أيضا قال الليث والصعق مثل الغشي يأخذ الإنسان من الحر وغيره وأصعقته الصيحة قتلته هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم صعق الإنسان صعقا وصعقا فهو صعق غشي عليه وذهب عقله من صوت يسمعه كالهدة الشديدة ومثله إذا مات والصاعقة العذاب وقيل هي قطعة من نار تسقط بأثر الرعد لا تأتي على شيء إلا أحرقته فصعق وصعق أصابته صاعقة وصعقته السماء واصعقتهم ألقت عليهم صاعقة
صفر
والصفرة المذكورة في كتاب الحيض مع الكدرة وقل من بينهما من أصحابنا وقد قال الشيخ أبو حامد الاسفراييني في تعليقه الصفرة والكدرة ليستا بدم وإنما هو ماء أصفر وماء كدر وقال إمام الحرمين في النهاية الصفرة شيء كالصديد تعلوه صفرة وليس على شيء من الدماء القوية والضعيفة قال والكدرة شيء كدر ليس على ألوان الدماء
صفف
قال أهل اللغة الصف واحد الصفوف وصافوهم في القتال والمصف بفتح الميم والمصاف الموقف في الحرب وجمعه مصاف وصففت القوم فاصطفوا إذا أقمتهم في صف الحرب أو الصلاة وصفت الإبل قوائمها فهي صافة وصواف وصففت السرج جعلت له صفة والصفصف المستوى من الأرض وقول أنس رضي
168(3/167)
الله تعالى عنه صففت أنا واليتيم وراءه ذكره في موقف الإمام والمأموم من المهذب هو بفتح الصاد والفاء الأولى أي صففنا أنفسنا هذا هو الصواب المعروف في رواية الحديث والفقه وحكى الشيخ عماد الدين بن ياسين رحمه الله تعالى في كتابه ألفاظ المهذب أنه روي بضم الصاد على ما لم يسم فاعله قال وهو أحسن وهذه الرواية غريبة جدا وما أظنها تصح من جهة النقل ولكنها صحيحة في المعنى وأصحاب الصفة زهاد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وهم الفقراء الغرباء الذين كانوا يأوون إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت لهم في آخره صفة وهي مكان مقتطع من المسجد مظلل عليه يبيتون فيه ويأوون إليه قاله إبراهيم الحربي والقاضي عياض وأصله من صف البيت وهو شيء كالظلة قدامه وكان أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عريفهم حين هاجروا وكانوا يقلون ويكثرون ففي وقت كانوا سبعين وفي وقت غير ذلك وقد بلغوا أربعمائة كما ذكره القرطبي في تفسير سورة النور ومثله في الكشاف في سورة البقرة عند قوله تعالى {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله} فيزيدون بمن يقدم عليهم وينقصون بمن يموت أو يسافر أو يتزوج
صفق
قوله في المهذب ويجب ستره العورة بما لا يصف البشرة من ثوب صفيق الثوب الصفيق المتين قاله في المحكم قال وقد صفق صفاقة وأصفقه الحائك ومن هذا قوله في المهذب وإن لبس جوربا جاز المسح عليه بشرطين أحدهما أن يكون صفيقا وقولهم تفريق الصفقة في البيع مأخوذ من قولك صفقت له في البيع والبيعة أي ضربت يدك على يده بالبيعة وعلى يده صفقا ضرب بيده على يده وذلك عند وجوب البيع والاسم منها الصفقة والصفقى
صقع
قولهم في المهذب في الأذان والإقامة فإن اتفق أهل بلد أو صقع على تركها قوتلوا الصقع بضم الصاد وسكون القاف هو الناحية والسقع بالسين لغة فيه كذا قاله الجوهري وصاحب المحكم وقال الأزهري في تهذيب اللغة في حرف العين مع الصاد والصقع الناحية والجمع الأصقاع وقد صقع فلان نحو صقع كذا أي قصده ثم قال في حرف العين مع السين قال الخليل رحمه الله كل صاد تجيء قبل القاف وكل سين تجيء قبل القاف فللعرب فيه لغتان منهم من يجعلها سينا ومنهم من يجعلها صادا لا يبالون أمتصلة كانت بالقاف أو منفصلة بعد أن يكونا في كلمة واحدة إلا أن الصاد في بعض الكلمات أحسن والسين في بعضها أحسن قال وكل ناحية صقع
169(3/168)
وسقع والسين أحسن هذا كلام الأزهري وقال صاحب المحكم مثله وقال أبو عمرو الزاهد في شرح الفصيح في باب المفتوح أوله يقال صقع الدين بالصاد وبالسين وبالزاي قال ويقال للجانب من كل شيء صقع وهكذا بالسين والزاي يعني بضم الصاد والسين والزاي قال الأزهري وصقعت الأرض واصقعت أصابها الصقيع وأرض صقعة ومصقوعة وأصقع الشجر فالشجر صقع ومصقع وقال صاحب المحكم الصاقعة كالصاعقة والصقيع الجليد والأصقع من الطير ما كان على رأسه بياض وخطيب مصقع بليغ قيل هو من رفع الصوت وقيل لأنه يذهب في كل صقع من الكلام أي ناحية وهو اختيار الفارسي هذا كلام صاحب المحكم وقال الليث في المحكم الخطيب مسقع بالسين أحسن منه والصاد جائز
صلح
قال الإمام أبو أسحاق الزجاج في كتابه معاني القرآن العزيز في قول الله تعالى في صفة يحيى بن زكريا صلى الله عليه وسلم في سورة آل عمران {ونبيا من الصالحين} قال الصالح هو الذي يؤدي إلى الله عز وجل ما افترض عليه ويؤدي إلى الناس حقوقهم هذا قول الزجاج وكذا قال صاحب مطالع الأنوار الرجل الصالح هو المقيم بما يلزمه من حقوق الله سبحانه وتعالى وحقوق الناس
صلخ
قوله في الوسيط في كتاب الكفارات الأصم الأصلخ هو بالخاء المعجمة وهو الأصم الذي لا يسمع شيئا أصلا يقال أصلخ بين الصلخ
صلد
قال أهل اللغة حجر صلد أي صلب أملس وهو بفتح الصاد وإسكان اللام ذكره في تيمم الوسيط
صلو
الصلاة في اللغة الدعاء هذا قول جماهير العلماء من أهل اللغة والفقه وغيرهم وسميت الصلاة الشرعية صلاة لاشتمالها عليه هذا على مذهب الجمهور من أصحابنا وغيرهم من أهل لأصول أن الصلاة ونحوها من الأسماء الشرعية منقولة من اللغة وأما من قال منهم أنه ليس في الأسماء منقول إلى الشرع بل كلها مبقاة على موضوعها في اللغة وإنما زيد عليها زيادات كالركوع والسجود وغيرهما كما أضيف إليها الطهارة فلا يحتاج هذا القائل إلى نقل بل هي عنده الدعاء في الشرع واللغة واختلف العلماء في اشتقاق الصلاة فالأشهر الأظهر أنها من الصلوين وهما عرقان من جانبي الذنب وعظمان ينحنيان في الركوع والسجود قالوا ولهذا كتبت الصلاة في المصحف
170(3/169)
بالواو وقيل مشتقة من أشياء كثيرة لا يصح دعوى الاشتقاق فيها لاختلاف الحروف الأصلية وقد تقرر أن من شروط الاشتقاق الاتفاق في الحروف الأصلية كما سبق في حرف السين قال العلماء الصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن الآدمي تضرع ودعاء وممن ذكر هذا التقسيم الإمام الأزهري وآخرون
صمخ
صماخ الأذن الخرق النافذ في أصلها إلى الرأس وهو بكسر الصاد جمعه أصمخة ويقال فيه سماخ بالسين لغتان ذكرهما جماعات من أهل اللغة وفي صحيح مسلم في حديث أبي ذر في قصة إسلامه في باب مناقبه فضرب على أسمختهم هكذا هو في جميع النسخ أسمختهم صماخ الأذن بكسر الصاد ويقال أيضا بالسين بدل الصاد والصاد أفصح ولم يذكر ابن السكيت في إصلاح المنطق وصاحبه ابن قتيبة في أدب الكاتب إلا الصاد وجعلا السين من غلط العامة وممن ذكر اللغتين ابن فارس في المجمل ذكر الصاد في بابها والسين في بابها قال في السين والسماخ لغة في الصماخ
صنف
قوله في أول خطبة الوسيط صنفت هذا الكتاب قال أهل اللغة التصنيف التمييز وصنفت الشيء جعلته أصنافا فكأن المصنف لكتاب مبين النوع أو القدر الذي أتى به في كتابه من غيره وأما الصنف بكسر الصاد فهو النوع قال الجوهري وغيره والصنف بفتح الصاد لغة فيه وصنفة الثوب والإزار طرته وهي جانبه الذي لا هدب فيه قال الجوهري وغيره ويقال هي حاشية الثوب أي جانب كان وهي بفتح الصاد وكسر النون وقد ذكرها في المهذب في باب الكفن
صهر
قال أهل اللغة صهره وأصهره إذا قربه ومنه المصاهرة في النكاح
صوت
قوله في المهذب في المؤذن يكون صيتا هو بفتح الصاد وكسر الياء المشددة وبعدها تاء مثناة من فوق قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر الصيت على وزن السيد والهين وهو الرفيع الصوت قال وهو فيعل بتقديم الياء من صات يصوت وأما الصوت فهو الذي يسمعه الناس وذهب صيت فلان في الناس أي ذكره وشرفه هذا آخر كلام الأزهري وقال الجوهري في صحاحه رجل صيت أي شديد الصوت قال وكذلك رجل صات أي شديد الصوت قال وهذا كقولهم رجل مال أي كثير الماء ورجل نال كثير النوال وأصله كله فعل بكسر العين وقد صات الشيء
171(3/170)
يصوت صوتا وكذلك صوت تصويتا قال والصيت الذكر الجميل الذي ينشر في الناس دون القبيح يقال ذهب صيته في الناس وأصله من الواو وربما قالوا انتشر صوته في الناس بمعنى الصيت
صون
قال أهل اللغة يقال صنت الشئ أصونه صونا وصيانة وصيانا بالكسر فهو مصون قال الجوهري ولا تقل مصان قال ويقال ثوب مصون ومصوون الأول على النقص والثاني على الإتمام وقوله في الروضة في بيع الغائب إن كان المرى صوانا له كقشر الرمان هو بكسر الصاد وضمها قال الجوهري الصوان والصوان بالكسر والضم والصيان بالكسر هو الوعاء الذي يصان فيه الشيء قال الجوهري والصوان بالتشديد يعني وفتح الصاد ضرب من الحجارة الواحدة صوانة
فصل في أسماء المواضع
الصخرة الشريفة
ببيت المقدس مذكورة في باب اللعان وغيره في مكان تغليظ اليمين هي معروفة وفضلها مشهور وقد صنف الحافظ أبو محمد القاسم الحافظ الكبير أبي القاسم بن علي بن الحسن المعروف بابن عساكر الدمشقي كتابه المشهور المستقصى في شرف الأقصى أتى فيه باشياء كثيرة من فضلها وغيره وقد سمعته على صاحبه الشيخ أبي محمد بن أبي اليسر عن المصنف
الصفا
هو مبدأ السعي مقصور وهو مكان مرتفع عند باب المسجد الحرام وهو أنف من جبل أبي قبيس وهو الآن إحدى عشرة درجة فوقها أزج كإيوان وعرض فتحة هذا الأزج نحو خمسين قدما وأما المروة فلاطئة جدا وهي ممن أنف جبل قيقعان وهي درجتان وعليها أيضا أزج كإيوان وعرض ما تحت الأزج نحو أربعين قدما فمن وقف عليها كان محاذيا للركن العراقي وتمنعه العمارة من رؤيته وقولهم إذا نزل من الصفا سعى حتى يكون بينه وبين الميل الأخضر المعلق بفناء المسجد نحو ست أذرع فيسعى سعيا شديدا حتى يحاذي الميلين الأخضرين اللذين بفناء المسجد وحذاء دار العباس ثم يمشي حتى يصعد المروة
اعلم أن السعي وهو ما بين الصفا والمروة واد وهو سوق البلد ملاصق للمسجد الحرام قوله في باب قسم الغنيمة ثم في باب القسمة من المهذب قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم بدر بشعب من شعاب الصفراء
172(3/171)
الصفراء
هي بفتح الصاد والمد موضع بقرب بدر إلى جهة المدينة بينهما نحو فرسخين أو ثلاثة وهو واد كثير النخل والزرع
صفين
مذكور في قتال أهل البغي من المهذب وهو موضع بقرب الفرات معروف بين الرقة وبالس وهو بكسر الصاد والفاء المشددة
صنعاء
بفتح الصاد وإسكان النون وبالمد ذكرها في أول الجنايات من المهذب في قول عمر رضي الله تعالى عنه لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلهم وذكرها في باب اليمين في الدعاوى أن الشافعي رحمه الله قال رأيت قاضيا وفي رواية عنه رأيت مطرقا بصنعاء يحلف على المصحف هي في الموضعين اليمن قاعدة اليمن ومدينته العظمى وهي من عجائب الدنيا كما قال الشافعي رحمه الله وينسب إليها صنعاني على غير قياس وإنما قيدتها بصنعاء اليمن لئلا تشتبه بصنعاء دمشق قرية كانت في جانبها الغربي في ناحية الربوة وبصنعاء الروم وذكر الحازمي في المؤتلف أن صنعاء اليمن يقال لها أزال بفتح الهمزة والزاي وآخرها لام يجوز كسرها وضمها ذكره في باب الهمزة وذكر الحازمي أيضا في حرف الضاد المعجمة أن صنعان لغة قليلة في صنعاء
الصين
مذكور في باب الإيلاء من المهذب وهو بكسر الصاد وإسكان الياء وهو إقليم عظيم معروف بالمشرق يشتمل على مدن كثيرة قال الجوهري والصواني الأواني المنسوبة إليها
حرف الضاد
ضحو
قال القاضي عياض رحمه الله قال صاحب الأفعال يقال ضحيت وضحوت ضحيا وضحوا أي برزت للشمس وضحيت ضحى أصابتني الشمس قال الله عز وجل {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} وقال الشافعي في المختصر في باب صوم عرفة أحب للحاج ترك صوم عرفة لأنه حاج مضحى مسافر هكذا هو في المختصر ونقله القاضي أبو الطيب في المجرد والأصحاب مضحى قالوا معناه بارز للشمس
ضرب
وأما قول الشافعي رحمه الله في كتاب المسابقة الصلاة في المضربة
173(3/172)
والأصابع جائزة فقد سبق بيانه في فصل صبع المضاربة القراض والمقارضة بمعنى سميت مضاربة لأن كل واحد منهما يضرب في الربح بسهم وقيل لما فيه من الضرب بالمال والتقليب واشتقاق القراض من القرض وهو القطع من قولهم قرض الفأر الثوب أي قطعه ومن المقراض لأنه يقطع فسمي قرضا لأن المالك يقطع قطعة من ماله فيدفعها إلى العامل يتجر فيها أو لأنه قطع من الربح قطعة وقيل مشتق من المقارضة وهي المساواة
ضعع
قال الأزهري ضعضع فلان إذا خضع وذل وضعضعه الدهر والعرب تسمي الفقير متضعضعا وقد تضعضع إذا افتقر والضعضع الضعيف قال ابن شميل رجل ضعضاع لا رأي له ولا حزم والضعضاع الضعيف من كل شيئ قال صاحب المحكم الضعضعة الخضوع وضعضعت الأمر فتضعضع وتضعضع الرجل ضعف وخف جسمه من مرض أو حزن وتضعضع ماله قل قال الأزهري في باب الصاد المهملة مع العين قال أبو سعيد تصعصع وتضعضع بمعنى واحد إذا ذل وخضع
ضلع
وقد ثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن اعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج رواه البخاري في صحيحه في باب قول الله عز وجل {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} ورواه مسلم في كتاب الطلاق من طريقين
ضلل
الضلال خلاف الهدى وضل عن الطريق ذهب من غيره وأضل الماء في رحله ذهب عنه قولهم في باب اللقطة ضالة الإبل والغنم قال الأزهري وغيره لا تقع الضالة إلا على الحيوان فأما المتاع فلا يسمى ضالا بل يسمى لقطة يقال ضل الإنسان والبعير وغيرهما من الحيوان فهو ضال والضوال جمع ضالة ويقال لها الهوامي والهوافي واحدتها هامية وهافية وهمت وهفت وهملت إذا ذهبت على وجهها بلا راع ولا سائق
ضمن
الضمان مصدر ضمنت الشيء أضمنه ضمانا إذا كفلت به فأنا ضامن وضمين قال صاحب المحكم ضمن الشيء وبه ضمنا وضمانا وضمنه أياه كفله فجعله يتعدى بنفسه وبحرف الجر وقوله في المهذب الأمين أحسن حالا من الضمين
174(3/173)
يعني الضامن كما تقدم قال الهروي وقوله في الحديث الإمام ضامن يريد أنه يحفظ على القوم صلاتهم ومعنى الضمان الحفظ والرعاية وقال غير الهروي معناه ضمان الدعاء أي يعم القوم به ولا يخص به نفسه وقيل معناه أنه يتحمل القراءة عن القوم في بعض الأحوال وكذلك يتحمل القيام عمن أدركه راكعا حكاهما البغوي في شرح السنة وقال الشافعي في الأم يحتمل ضمنا لما غابوا من المخالفة بالقراءة والذكر وقال صاحب الأحوذي في شرح الترمذي معنى ضمان الإمام لصلاة المأموم هو التزام بشروطها وحفظ صلاته في نفسه لأن صلاة المأموم تبتني عليه وقيل معناه أنهم إذا قاموا بالصلاة بالجماعة سقط فرض الكفاية عن سائر الناس بفعلهم قوله نهى عن بيع المضامين قال أبو عبيدة معمر بن المثنى فيما رايته في غريب الحديث له وهو أول من صنف غريب الحديث عن بعض العلماء وعند بعضهم النضر بن شميل المضامين ما في أصلاب الفحول وكذلك قاله صاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام وكذلك حكاه عنه الهروي وكذلك ذكره الجوهري وغيرهم وقال صاحب المحكم المضامين ما في بطون الحوامل من كل شيئ كأنهن تضمنه قال ومنه الحديث وناقة ضامن ومضمان وحامل من ذلك أيضا قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر المضامين ما في أصلا الفحول سميت بذلك لأن الله تعالى أودعها ظهورها فكأنها ضمنتها وحكى صاحب مطالع الأنوار عن مالك بن أنس الإمام أنه قال المضامين الأجنة في البطون وعن ابن حبيب من أصحابه هو ما في ظهور الفحول قال وقيل المضامين ما يكون في بطون مثل حبل الحبلة قوله في كتاب البيع من الوسيط توالي من الضمانين قد فسره هو في البسيط بأن معناه أن يكون مضمونا له وعليه قولهم في كتاب الحكايات وآخر كتاب الرهن من المهذب وغير ذلك وإن جرحه فبقي ضمانا إلى أن مات ونحو ذلك من المجازات هو بفتح الضاد وكسر الميم وهو على وزن وجع ومعناه أي متألما
ضنا
قوله في مختصر المزني والوسيط والوجيز في باب التيمم هل يتيمم لشدة الضنا في قولان الضنا مقصور مفتوح الضاد قال ابن فارس في المجمل هو داء يخامر صاحبه وكل ما ظن أنه برىء منه نكس وقال الرافعي في شرح الوجيز هو المرض المدنف قال وهو الذي يجعله ضمنا فهو نوع مرض هذا كلام الرافعي وهو قريب من قول ابن فارس قال أهل اللغة يقال منه ضنى بفت الضاد وكسر النون يضنى بفتح النون هنا فهو ضن بضاد ثم نون مكسورة منونة كشيخ وضنى على وزن
175(3/174)
عصى قال الجوهري واللغتان فيه مثل حرى وحر قال ويقال فيه تركته ضنا وضنيا فإذا قلت ضنا استوى فيه المذكر والمؤنث والجمع لأنه مصدر في الأصل فإذا كسرت النون ثنيت وجمعت كما قلنا في حر ويقال أضناه أي أثقله
ضوع
الضوع مذكور في الروضة في باب الأطعمة هو بضم الضاد المعجمة وفتح الواو وبالعين المهملة قال صاحب المجمل الضوع طائر قال المفضل هو ذكر البوم وجمعه ضيعان وقال الزبيدي الضوع طائر من جنس الهام وقال الجوهري هو طير الليل من جنس الهام والله أعلم
حرف الطاء
طبب
الطبيب العالم وجمع القلة أطبة والكثير أطباء تقول ما كنت طبيبا ولقد طببت بكسر الباء والمتطبب الذي يتعاطى علم الطب والطب والطب بفتح الطاء وضمها لغتان في الطب فكل حاذق طبيب عند العرب قال هذه الجملة الجوهري
طبع
في الحديث من توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك إلى آخره طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة قال أهل اللغة الطبع الختم وطبع الشيء أي ختم والطابع بفتح الباء وكسرها لغتان وهو الذي يختم به قال أهل اللغة والطبع السجية وقوله في باب زكاة الثمار من المهذب الناقة المطبعة هو بضم الميم وفتح الطاء والباء المشددة قال أهل اللغة هي المثقلة بالحمل
طحلب
الطحلب المذكور في باب المياه من المهذب والروضة هو بضم الطاء وإسكان الحاء المهملتين وتضم اللام وتفتح لغتان مشهورتان وهو شيء أخضر يعلو الماء ويقال قد طحلب الماء
طرب
قال أهل اللغة الطرب خفة تصيب الإنسان لشدة حزن أو سرور قالوا ولا يختص بالسرور والفعل قال أهل اللغة التطريب مد الصوت
طرث
الطرثوت ذكره في الروضة في أول باب الربا هو بضم الطاء المهملة وإسكان الراء وبثاءين مثلثتين الأولى مضمومة وهو نبت يؤكل باردا وفي القحط
طرف
الطرفاء بالمد شجر من شجر البوادي واحدها طرفة
176(3/175)
طرق
الطريق يذكر ويؤنث لغتان فصيحتان قال أبو حاتم السجستاني في المذكر والمؤنث الطريق يؤنثه أهل الحجاز ويذكره أهل نجد وأكثر العرب قال والقرآن كله يدل على التذكير قال الله تعالى {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم} قوله في باب الضمان من المهذب استطرقت رجلا فحلا معناه طلبت منه فحلا لأنزيه على دابتي
طعم
الطعام ما يؤكل والطعم بفتح الطاء ما يؤديه الذوق يقال طعمه مر والطعام بالضم الطعام وطعم يطعم بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل طعما فهو طاعم إذا أكل أو ذاق مثل غنم يغنم غنما فهو غانم وأطعمته أنا واستطعمته طلبت منه الطعام ورجل مطعام كثير الاطعام والقرى ومطعم بكسر الميم وفتح العين كثير الأكل ومطعم بضم الميم مرزوق والطعمة بضم الطاء المأكلة يقال جعلت هذه الضيعة طعمة لفلان قاله الجوهري وقولهم ويجزي في بول الغلام الذي لم يطعم النضح هو بفتح الياء أي الذي لم يأكل والمراد الذي لم يأكل غير اللبن وغير ما يحنك به وما أشبهه فإذا أكل الخبز وما أشبهه وجب الغسل وفي الحديث نهى عن بيع الثمرة حتى تطعم هو بضم التاء وإسكان الطاء وكسر العين قال أهل اللغة يقال أطعمت الثمرة أدركت وصار لها طعم ومنه الحديث المشهور في قصة الدجال قال أخبروني عن نخل ببستان هل أطعم وقد ذكر الشيخ أبو القاسم ابن البرزي وغيره ممن جمع ألفاظ المهذب أن قوله هنا يطعم بفتح الياء والعين وقال ابن باطيش المختار أنه بضم الياء وفتح العين وهذا غلط صريح وخطأ قبيح والصواب ما ذكرناه أولا واللفظة مشهورة في كتب اللغة والحديث كما قدمته وإنما نقصد بيان بطلان هذا لئلا يغتر به أو يوهم أنه يقال بالوجهين قال ابن فارس وغيره من أهل اللغة الطعام يقع على كل ما يطعم حتى الماء قال الله تعالى {فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني} وقال النبي صلى الله عليه وسلم في زمزم إنها طعام طعم وشفاء سقم قوله صلى الله عليه وسلم أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني الصحيح عند العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم أن معناه أعطى قوة الطاعم والشارب وقيل يطعم من طعام أهل الجنة حقيقة قال الرافعي قال المسعودي أصح ما قيل في معناه أعطى قوة الطاعم والشارب
طعن
قوله في المهذب في كتاب الديات وإن طعن وجنته وفي أثناء كتاب السير منه أيضا شعر المتنبي
177(3/176)
(ولربما طعن الفتى أقرانه .......... بالراي قبل تطاعن الفرسان)
وبعده بقليل من شعر ابن شعوب
(لأحمين صاحبي ونفسي .......... بطعنة مثل شعاع الشمس)
الطعن الضرب بالرمح وبالقرن وما يجري مجراهما وتطاعنوا واطعنوا واستعير في الوقيعة في النسب والدين قال الله تعالى {ليا بألسنتهم وطعنا في الدين} النساء وقال تعالى {وطعنوا في دينكم} ونهى صلى الله عليه وسلم عن الطعن في الأنساب وجعله من أخلاق الجاهلية وجعله كفرا هو والنياحة والاستسقاء بالأنواء والطاعون المذكور في باب الوصية مرض معروف هو بثر وورم مؤلم جدا يخرج مع لهب ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان القلب والقيء ويخرج في المراق والأباط غالبا والأيدي والأصابع وسائر الجسد
طفر
قوله في أول النكاح من الوسيط وإن زالت البكارة بوثبة أو بطفرة الطفرة بفتح الطاء المهملة وإسكان الفاء قال صاحب العين وصاحب المجمل يقال طفر إذا وثب في ارتفاع وقال الجوهري والزبيدي في مختصر العين طفر معناه وثب فعلى هذا هما بمعنى وعلى الأول يكون الوثوب عاما في الارتفاع والتقدم والطفر مختص بالارتفاع ويمكن حمل الثاني على موافقة الأول
طفل
قال الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه البسيط في أول سورة الحج قال أبو الهيثم الصبي يدعى طفلا حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم قال أبو الهيثم والعرب تقول جارية طفل وجاريتان طفل وجوار طفل وغلام طفل وغلمان طفل ويقال طفل وطفلة وطفلان وطفلتان في القياس وأطفال ويقال طفلات وأطفلت المرأة والظبية إذا صارت ذات طفل وقال المفسرون وأصحاب المعاني والنحويون وأهل اللغة في قول الله تعالى {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} المراد بالطفل هنا الأطفال قال المبرد وغيره مجازه مجاز المصدر
طلس
قال أهل اللغة الطلس المحو والطمس وقد طلست الكتاب أطلسه بكسر اللام طلسا فتطلس والأطلس والطلس بكسر الطاء الخلق وجمعه أطلاس يقال رجل أطلس الثوب والطيلسان بفتح الطاء واللام واحد الطيالسة قال الجوهري والهاء في الجمع للعجمة لأنه فارسي معرب قال ولا يجوز ترخيمة لأنه ليس في كلام العرب
178(3/177)
فيعل بكسر العين إلا معتلا نحو سيد وميت وذكر القاضي عياض في المشارق في حرف السين مع الياء في تفسير الساحة أن الطيلسان يقال بفتح اللام وكسرها وضمها وهو أقل هذا كلامه وهو غريب والمشهور الفتح
طلق
حد الطلاق تصرف مملوك للزوج يحدثه بلا سبب فينقطع النكاح به ويقال في المرأة هي طالق وطالقة بالهاء والمشهور الفصيح حذف الهاء وهو المستعمل في الحديث والفقه وغيرهما ووقع في نسخ المهذب طالقة بالهاء في قوله في باب الشرط في الطلاق في فصل وإن قال أنت طالق اليوم قال وقوله هذا يحتمل أن يكون طالقة بطلاقها اليوم ووقع في بعض المواضع من التنبيه طالقتان وهو جار على هذه اللغة
طلل
قوله في المهذب في دية الجنين ومثل ذلك يطل روي يطل بالياء المثناة المضمومة وتشديد اللام المضمومة وروي بطل بفتح الباء الموحدة واللام المخففة وقد تقدم ذلك في حرف الباء ومعنى يطل بالمثناة يهدر قال الجوهري قال أبو زيد يقال طل دمه فهو مطلول وأطل وطله الله تعالى وأطله أي أهدره قال ولا يقال طل دمه بفتح الطاء وأبو عبيدة والكسائي يقولانه قال أبو عبيدة القاسم فيه ثلاث لغات طل وطل وأطل وقوله في الوسيط في أول كتاب الجراح في مسائل الإكراه على القتل لو رمى إلى طلل هو بفتح الطاء واللام وهو الشيء المرتفع ويقال لشخص الإنسان طلل وطلالة بالفتح قال أهل اللغة يقال أطل على الشيء أي أشرف وتطال بالتشديد إذا مد عنقه ينظر إلى شيء يبعد عنه
طهر
الطهارة في اللغة النظافة والتنزة عن الأدناس وفي الشرع رفع الحدث وإزالة النجاسة أو ما في معناهما كالتيمم وتجديد الوضوء والغسلة الثانية الثالثة وفي الوضوء وإزالة النجاسة والاغسال المسنونة وطهارة المستحاضة وسلس البول وما في معناهما من حدث دائم فكل هذه طهارات ولا يرفع ولا يزل نجسا ومن اقتصر على أن الطهارة رفع الحدث وإزالة النجس فليس بمصيب فإنه حد ناقص لأنه يخرج مه ما ذكرناه والله تعالى أعلم ويقال طهر الشيء بفتح الهاء وضمها لغتان مشهورتان الفتح أفصحهما يطهر طهرا وطهارة وقوله في أول الوسيط والوجيز يستحب الاستطهار في إزالة النجاسة بغسلة ثانية وثالثة قال الإمام أبو القاسم الرافعي يجوز أن يقرأ بالطاء
179(3/178)
المهملة وبالظاء المعجمة فالمهملة معناه طلب الطهر وبالمعجمة الاحتياط وهذا كله كما قال الشافعي رحمه الله تعالى في اول المبتدأه المميزة إذا استحيضت ولا يتطهر بثلاثة أيام قرىء بهما جميعا هذا كلام الرافعي وقد ذكر صاحب البحر في باب الحيض أن قول الشافعي لا يستظهر قرىء بالوجهين بالمعجمة والمهملة ولم يرجح واحد منهما كما لم يرجحه الرافعي والصحيح الصواب المشهور المعروف المختار أنه بالمعجمة في الموضعين
طوف
الطائفة من الشيء قطعة منه قاله الجوهري وغير الجوهري في قوله تعالى {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الواحد فما فوقه وقال الهروي يجوز أن يقال للواحد طائفة يراد بها نفس طائفة قال الإمام الثعلبي اختلفوا في الطائفة في قوله تعالى {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} قال النخعي ومجاهد أقله رجل واحد وقال عطاء وعكرمة رجلان وقال أبو زيد أربعة وحكى الواحدي هذه الأقوال وزاد عن الزهري أنهم ثلاثة فصاعدا وعن الحسن أنهم عشرة وعن قتادة قال هم نفر من المسلمين وعن ابن عباس في رواية أنهم أربعة إلى أربعين قال الواحدي قال الزجاج أما من قال واحد فهو على غير ما عند أهل اللغة لأن الطائفة في معنى جماعة وأقل الجماعة اثنان وأقل ما يجب في الطائفة عندي اثنان قال الواحدي والذي ينبغي أن يتحرى في شهادة عذاب الزنا أن يكونوا جماعة الأن الأغلب على الطائفة الجماعة وحكي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك أنه قال الطائفة هنا خمسة هذه مذاهب المفسرين والعلماء وأم مذهبنا فالطائفة عندنا أربعة قال الشيخ أبو حامد الاسفرايني جعل الشافعي رضي الله تعالى عنه الطائفة في هذ الآية أربعة وفي صلاة الخوف ثلاثة وفي قوله تعالى {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين} قال الطائفة واحد فصاعدا هذا كلام أبي حامد ومذهبنا أن حضور الطافة عذاب الزنا مستحب وليس بواجب والله تعالى أعلم
وقد قال الشافعي والأصحاب في قول الله تعالى {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك} إلى آخر الآية المراد بالطائفة التي يصلي بها الإمام ثلاثة فصاعدا وكذلك الطائفة التي تكون في وجه العدو والمراد بهم ثلاثة فصاعدا قال الشافعي والأصحاب ويكره ان يصلى صلاة الخوف بأقل من ستة سوى
180(3/179)
الإمام ثلاثة منهم خلفه وثلاثة في وجه العدو وهكذا نص عليه الشافعي في مختصر المزني واتفق أصحابنا عليه قالوا فإن خالف اساء وكره كراهة تنزيهية وصحت صلاتهم واعترض أبو بكر بن داود على الشافعي رضي الله تعالى عنهم وقال قوله أقل الطائفة ثلاثة خطأ لأن الطائفة في الشرع واللغة تطلق على واحد أما اللغة فحكى ثعلب عن الفراء أنه قال مسموع عن العرب أن الطائفة الواحد وأما الشرع فقد احتج الشافعي في قبول خبر الواحد بقوله تعالى {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين} التوبة فحملها على الواحد وأجاب أصحابنا عن اعتراضه باجوبة أحدها وهو المشهور والراجح أن يسلم له أن الطائفة يجوز أن تطلق على واحد وإنما قال الشافعي في الخوف يستحب أن لا تكون الطائفة أقل من ثلاثة لقوله تعالى في الطائفة الأولى {وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم} وقال سبحانه وتعالى في الطائفة الأخرى {ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم} فعبر عنهم بضمير الجمع في هذه المواضع كلها وأقل الجمع ثلاثة وأما الطائفة في الآية التي استشهد بها فإنما حملناها على الواحد بالقرينة وهو أن الإنذار يحصل بالواحد وفي آية الزنا حملناها على أربعة لأن المقصود إظهار ذلك في ملأ من الناس فلا يحصل بواحد ولأنها البينة التي يثبت بها الزنا فإن قيل فقد قال سبحانه وتعالى {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم} فأعاد ضمير الجمع فالجواب أن الجمع عائد إلى الطوائف التي تجتمع من الفرق والله تعالى أعلم
قوله صلى الله عليه وسلم إنها من الطوافين عليكم أو الطوافات قال الهروي في تفسير هذا الحديث قال أبو الهيثم الطائف الخادم الذي يخدمك برفق وجمعه الطوافون وقال صاحب المحكم الطوافون الخدام والمماليك وقال الإمام أبو سليمان الخطابي يتأول هذا الحديث على وجهين أحدهما أن يكون شبهها بخدم البيت وبمن يطوف على أهله للخدمة ومعالجة المهنة والآخر أن يكون شبهها بمن يطوف للحاجة والمسألة يريد أن الأجر في مواساتها كالأجر في مواساة من يطوف للحاجة ويتعرض للمسألة وقال صاحب المطالع أي من المتكررين وما لا ينفك عنه ولا يقدر على التحفظ منه والطائف المتكرر بالخدمة الملاطف فيها قال وقوله أو الطوافات يحتمل الشك ويحتمل ذكر الصنفين من الذكور والإناث
181(3/180)
قلت ويشبه أن يكون معنى الحديث والله أعلم أن الطوافين من الخدم والصغار سقط الحجاب في حقهم للضرورة بكثرة مداخلتهم بخلاف غيرهم من الأحرار التابعين فهكذا يسقط حكم النجاسة في الهرة بخلاف غيرها من الحيوانات لأن الهرة من الطوافين وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام أبو بكر بن العربي المالكي صاحب كتاب الأحوذي في شرح الترمذي وهذا الحديث حديث صحيح مشهور رواه مالك في موطئه وأبو داود والترمذي وغيرهما قال الترمذي هو حديث حسن صحيح والله تعالى أعلم
طيب
قوله في المهذب في قسم الفيء حلف المطيبين هو بفتح الطاء المخففة وكسر الياء ومعهم حلف الفضول بضم الفاء هما حلفان كانا في قريش قبل نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم والحلف بكسر الحاء وإسكان اللام هو العهد والبيعة أحدهما أنه وقع تنازع بين بني عبد مناف وبني عبد الدار فيما كان إلى قصي من الحجابة والسقاية والرفادة واللواء فتبع عبد مناف قبائل منهم أسد بن عبد العزى وتيم وزهرة وبنو الحارث بن فهر وتحالفوا أنهم لا يتخاذلون وأنهم ينصرون المظلومين ويدفعون الظالمين وتبع عبد الدر جمح وسهم ومخزوم وعدي وتحالفوا أيضا وهؤلاء يسمون الأحلاف وعبد مناف ومن معهم يسمون المطيبين لأنهم خرجوا جفنة فملأوها طيبا فكانوا يغمسون أيديهم فيها ويتبايعون وقيل لأنهم أخرجوا من طيب أموالهم شيئا أعدوه للأضياف والحلف الثاني أنه كان في قريش من يستضعف الغريب فيظلمه ويأخذ ماله فأنكروا ذلك وتبايعوا على منع الظالم من الظلم في دار عبد الله بن جدعان اجتمع عليه بنو هاشم وبنو المطلب وأسد بن عبد العزى وزهرة وتيم وسمي هذا حلف الفضول قيل لأنهم أخرجوا فضول أموالهم للأضياف وقيل لأنه قام بأمرهم جماعة اسم كل واحد منهم فضل منهم الفضل بن الحارث والفضل بن وداعة والفضل بن فضالة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم في حلف الفضول وكان أيضا في الحلف الأول مع المطيبين نقلته من شرح الوجيز
فصل في أسماء المواضع
الطائف
بلد معروف على مرحلتين من مكة في جهة المشرق قال الشافعي رضي الله تعالى عنه أحد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم التي قاتل فيها غزاة الطائف ذكره في المختصر في السير
182(3/181)
طبرية الشام
مذكورة في باب الإقرار هي مدينة معروفة بالشام ذات حصن في ناحية الأردن وهي داخلة في الأرض المقدسة بينها وبين بيت المقدس نحو مرحلتين وإنما قالوا طبرية الشام ليحترزوا عن طبرستان البلدة المعروفة بعراق العجم فإنه ينسب إليها طبري وإليها ينسب أبو علي الطبري والقاضي أبو الطيب الطبري وهي بفتح الطاء والباء والراء وإسكان السين كذا قيدها الحازمي وغيره وهي مذكورة في الروضة في مواضع منها القنوت في الوتر
طرسوس
بفتح الطاء والراء وسينين مهملتين الأولى مضمومة مذكورة في كتاب الوقف من الكتابين وهي مدينة معروفة في بلد الأرمن مجاورة للشام من ناحية الفرات وقد استولى عليها الكفار في هذه الأعصار وقول الغزالي إن وقف شيئا على الثغور كطرسوس واتسعت خطة الإسلام حواليها أراد بهذا حال طرسوس قبل هذه الأعصار
طوس
كورة من كور نيسابور إلى ناحية مرو الشاهجان وطابران قصبة طوس قاله الهروي
حرف الظاء
ظبي
الظبي معروف والأنثى ظبية بالهاء وجمع الظبي في القلة أظب كدلو وأدل ووزنه أفعل وجمعه في الكثرة ظباء وظبي كثدي وهو على وزن فعول قال الجوهري ويقال أيضا ظبيات بفتح الباء وأما قوله في التنبيه فإن أتلف ظبيا ماخضا فكذا وقع في النسخ وهو لحن وصوابه ظبية ماخضا لأن الماخض الحامل ولا يقال في الأنثى إلا ظبية والذكر ظبي
ظرب
قولهم في دعاء الاستسقاء اللهم على الظراب بكسر الظاء وهي الروابي الصغار واحدها ظرب بفتح الظاء وكسر الراء
ظفر
قال الأزهري قال الليث الظفر ظفر الأصبع وظفر الطائر والجمع الأظفار وجماعات الأظفار أظافير ويقال ظفر فلان في وجه فلان إذا غرز ظفره في لحمه فعقره وكذلك التظفير في القثاء والبطيخ والأشياء كلها ويقال للظفر أظفور وجمعه أظافير وقال صاحب المحكم الظفر والظفر معروف يكون للإنسان وغيره وأما قراءة من قرأ كل ظفر بالكسر فشاذ غير مأنوس به لا يعرف ظفر بالكسر وقيل
183(3/182)
الظفر لما لا يصيد ومن الطير المخلب لما يصيد كله يذكر صرح ذلك اللحياني والجمع أظفار وهو الأظفور وعلى هذا قولهم أظافير لا على أن جمع أظفار الذي هو جمع ظفر لأنه ليس كل جمع يجمع وأما من لم يقل الأظفر فإن أظافير عنده إنما جمع الجمع فجمع ظفرا على أظفار ثم أظفار على أظافير ورجل أظفر طويل الاظفار عريضها ولا فعل لها من جهة السماع وظفره يظفره وظفره وأظفره غرز في وجهه ظفره قال الإمام الثعلبي المفسر رحمه الله تعالى في قول الله تبارك وتعالى {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} قال وقرأ الحسن ظفر مكسورة الظاء ساكنة الفاء وقرأ أبو السماك بكسر الظاء والفاء وهي لغة وقال أبو البقاء العكبري رحمه الله تعالى في كتابه إعراب القرآن كل ذي ظفر الجمهور على ضم الظاء والفاء ويقرأ بإسكان الفاء ويقرأ بكسر الظاء والإسكان قال الجوهري الظفر جمعه أظفار وأظفور وأظافير وقال ابن السكيت يقال رجل أظفر بين الظفر إذا كان طويل الأظفار كما يقال رجل أشعر لطويل الشعر قال صاحب المحكم والظفر ضرب من العطر أسود متفلق من أصله على شكل ظفر الإنسان والجمع أظفار وأظافير قال صاحب العين لا واحد له وظفر ثوبه طيبه بالظفر قال والظفر الفوز بالمطلوب وقد ظفر به أو عليه فظفره ظفرا وأظفره الله تعالى به وعليه ورجل مظفر وظفر وهو مظفور به وظفير لا يحاول أمرا إلا ظفر به وظفره دعا له بالظفر قال الأزهري قال الليث الظفر الفوز بما طلبت وتقول ظفر الله تعالى فلانا على فلان وكذا ظفره وظفرت به فأنا ظافر به وهو مظفور به وتقول أظفرني الله تعالى به وفلان مظفر لا يؤوب إلا بالظفر فيعل نعته للكثرة والمبالغة فإن قيل ظفر الله تعالى فلانا أي جعله مظفرا جاز وحسن أيضا قال ابن روح تظافر القوم عليه وتظافروا وتظاهروا بمعنى واحد
ظلل
قولهم آخر وقت الظهر إذا صار كل شيء مثله هذا مما رأيت بعض الجاهلين يتكلم فيه بأباطيل في الفرق بين الظل والفيء والصواب ما ذكره الإمام أبو محمد ابن مسلم بن قتيبة في أول أدب الكتاب قال يذهبون يعني العوام إلى أن الظل والفيء بمعنى وليس كذلك بل الظل يكون غدوة وعشية ومن أول النهار إلى آخره ومعنى الظل الستر ومنه قولهم أنا في ظلك ومنه ظل الجنة وظل شجرها إتمامه وسترها ونواحيها وظل الليل سواده لأنه يستر كل شيء وظل الشمس ما سترته الشخوص من مسقطها وأما الفيء فلا يكون إلا بعد الزوال ولا يقال لما قبل الزوال
184(3/183)
فيء وإنما سمي بعد الزوال فيئا لأنه ظل فاء من جانب إلى جانب أي رجع والفيء الرجوع هذا كلام ابن قتيبة وهو نفيس وقد ذكره غيره ما ليس بصحيح فلم أعرج عليه والله تعالى أعلم وقولهم أخشاب المظلة فوق البعير هي بكسر الميم وفتح الظاء وتشديد اللام نص عليه الجوهري وغيره وأصله البيت من شعر
ظلم
قوله صلى الله عليه وسلم في الوضوء فمن زاد على هذا فقد اساء وظلم قد تقدم معنى الظلم والإساءة هنا في فصل أساء فلا نعيده وقوله صلى الله عليه وسلم ليس لعرق ظالم حق يأتي إن شاء الله تعالى في حرف العين ويقال ظلمه يظلمه ظلما ومظلمة قال الجوهري وقال هو وغيره أصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه قال والظلمة خلاف النور والظلمة بضم اللام لغة فيه والجمع ظلم وظلمات وقد أظلم الليل وقالوا ما أظلمه ومما أضوأه وهو شاذ والظلام أول الليل والظلماء والظلمة وقال صاحب المحكم الظلمة ذهاب النور وهي الظلماء والظلام اسم يجمع ذلك كالسواد وقيل الظلام أول الليل وإن كان مقمرا وقال الهروي يقال أظلم الليل وظلم قولهم لأنه لم يستدرك الظلامة الظلامة بضم الظاء قال الجوهري رحمه الله تعالى الظلامة والظلمة والمظلمة ما تطلبه عند الظالم وهو اسم ما أخذ منك وقال صاحب المحكم الظلامة ما تظلمه وهي المظلمة وقال غيرهما جمع ظلامة ظلام بضم الظاء قال أهل اللغة أصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه قالوا هم وأصحابنا المتكلمون وهو أيضا التصرف في غير ملك قال أصحابنا وغيرهم ويستحيل أن يقع الظلم من الله تعالى فإن العالم ملكه فلا يتصرف في غير ملكه وقوله تعالى {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} واشباهه من الآيات الكريمة معناه لا يتصور الظلم في حقه سبحانه وتعالى ولا يقع منه هذا معناه الذي يجب على كل أحد اعتقاده وأما ما يقع في كتب المفسرين لا يعاقب بغير جرم خطأ صريح وجهل قبيح مردود على قائله وإن كان كبير المرتبة فلا يعتد بما يراه من ذلك وقول الله تبارك وتعالى {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} هذا مما يسأل عنه كثيرا عن الحكمة في بنائه على فعال الذي هو للكثرة ولا يلزم من نفي الظلم الكثير نفي القليل بخلاف العكس والجواب من أوجه ذكر منها أبو البقاء العكبري في كتابه إعراب القرآن أربعة أوجه في سورة آل عمران أحدها أن فعالا قد جاء ولا يراد به الكثرة كقول طرفة
185(3/184)
(ولست بحلال التلاع مخافة .......... ولكن متى يسترفد القوم أرفد)
لا يريد أنه يحل التلاع قليلا لأن ذلك يدفعه قوله متى يسترفد القوم أرفد وهذا يدل على نفي الحل في كل حال والجواب الثاني أن ظلاما هنا للكثرة لأنه مقابل للعباد وفي العباد كثرة إذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا والثالث أنه إذا انتفى الظلم الكثير انتفى القليل ضرورة لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة نفعه في حق من يجوز عليه النفع والضر كان للظلم القليل المنفعة أترك الوجه الرابع أنه على النسب أي لا ينسب إلى الظلم فيكون من باب بزاز وتمار وعطاء فهذه الأقوال التي ذكرها أبو البقاء وهي مشهورة في كتب المتقدمين والراجح عند جماعة هو الوجه الأول وأنشدوا فيه أبياتا كثيرة نحو البيت المذكور
ظنن
قوله في المهذب في آخر مقام المعتدة ولأن الليل مظنة الفساد ووقع في بعض النسخ بالظاء المعجمة والنون وفي بعضها بالطاء المهملة والياء المثناة من تحت وهذا الذي بالمهملة هو الأكثر في النسخ وبه ضبطه بعض الأئمة الفضلاء الناقلي عن خط المصنف وكلاهما صحيح أما بالمعجمة فقال أهل اللغة مظنة الشيء موضعه وأما بالمهملة فشبه الليل بالمطية التي هي الراحلة التي تركب ويتوصل بها إلى الغرض وذلك لستر الليل وعدم المزعج فيه
ظهر
صلاة الظهر معروفة سميت ظهرا لظهورها وبروزها ظهار الزوج من زوجته معروف وهو أن يقول أنت علي كظهر أمي وهو مأخوذ من الظهر قال العلماء إنما خص الظهر بهذا دون البطن والفخذ والفرج وإن كانت أولى بهذا لأنها محل الاستمتاع لأن الظهر موضع الركوب والمرأة مركوبة إذا غشيها الزوج وهو راكب أي مرتفع على مركوب فكأنه قال ركوبك علي حرام كركوب أمي فإن أمي لا تكون ظهرا أي موطوءة فكذا أنت فأقام الظهر مقام المركوب وأقام الركوب مقام الوطء وفي الحديث إنما الصدقة عن ظهر غنى معناه والله تعالى أعلم عن غنى ظاهر وهو مازاد على الكفاية فأما قدر الحاجة والكفاية فلا صدقة منه قوله في الوسيط والوجيز يستحب الاستظهار بغسلة ثانية وثالثة وقوله في مختصر المزني ولا يستظهر لثلاثة أيام كله بالظاء المعجمة ويجوز أيضا بالمهملة وقد تقدم بيانه في الطاء قوله في المهذب في باب الآنية فيما إذا اشتبه عليه ماء مطلق وماء مستعمل ففيه وجهان أحدهما لا يتحرى إلى آخره والثاني يتحرى لأنه يجوز أن يسقط الفرض بالظاهر مع
186(3/185)
القدرة على اليقين فقوله بالظاهر هو بالظاء المعجمة هكذا ضبطناه وهو الصواب وليس هو بالطاء المهملة لأنه بالمعجمة أعم ولأنه لا يختص بباب النجاسة والله تعالى أعلم
تم والحمد لله رب العالمين الجزء الأول من القسم الثاني من كتاب تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي
ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الثاني مفتتحاً بباب العين وذلك برعاية إدارة الطباعة المنيرية نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه رضاه آمين(3/186)
القسم الثاني من الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف العين
وهو الحرف الذي اعتمده الخليل بن احمد رضي الله تعالى عنه وبدأ به كتابه وتابعه الناس عليه قال الأزهري قال الليث قال الخليل لم يأتلف العين والغين في شيء من كلام العرب
عبب
قال الإمام أبو منصور الأزهري جاء في بعض الأخبار مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا والعب أن يشرب الماء ولا يتنفس وقيل إنه يورث الأكباد وقد روي في خبر مرفوع وقال أبو عمرو العب أن يشرب الماء دعرقة بلا عبث والدعرقة أن يصب الماء مرة واحدة والعبث أن يقطع الجرع قال الأزهري قال الشافعي رضي الله تعالى عنه الحمام من الطير ما عب وهدر وذلك أن الحمام يعب الماء عبا ولا يشرب كما تشرب الطير شيئا فشيئا وقال صاحب المحكم شرب الماء بلا مص وهو الجرع وقيل تتابع الجرع يقال عبه يعبه عبا وعب في الإناء والماء عبا أي كرع ويقال في الطائر عب ولا يقال شرب وفي الحديث إن الله تعالى قد وضع عنكم عبية الجاهلية قال أبو عبيدة واللحياني والأزهري وصاحب المحكم وجماعات من المتقدمين وغيرهم هي بضم العين وكسرها لغتان ومعناهما الكبر والفخر قال الأزهري لا أدري أهي فعيلة من العب أو من العبو وهو الضوء قال الإمام أبو القاسم الرافعي العب هو شرب الماء جرعا والهدير ترجيعه وصوته تغريده قال والأشبه أن يقال ما له عب وله هدير قال ولو اقتصروا في تفسير الحمام على العب لكفاهم ذلك يدل عليه نص الشافعي رحمه الله تعالى في عيون المسائل قال وما عب في الماء عبا فهو حمام وما شرب قطره قطرة كالدجاج فليس بحمام
188(3/187)
عبق
قال أهل اللغة يقال عبق به الطيب بكسر الباء أي لزق اويعبق بفتحها عبقا بالفتح وعباقية على وزن ثمانية
عتر
ذكر في الروضة في باب العقيقة قول النبي صلى الله عليه وسلم لا فرع ولا عتيرة وذكر اختلاف الأصحاب في أنهما مكروهان أم لا وهذا الحديث في صحيح البخاري من رواية أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وفيه في صحيح البخاري الفرع أول النتاج كانوا يذبحونه لطواغيتهم والعتيرة في رجب قال الخطابي في شرح صحيح البخاري أحسب هذا التفسير من كلام الزهري راوي الحديث قال الخطابي وأصل العتيرة النسيكة التي تعتر أي تذبح وكان أهل الجاهلية يذبحونها في رجب ويسمونها الرجبية فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وكان ابن سيرين من بين أهل العلم يذبحها في رجب قلت لا خلاف أن تفسير العتيرة ما ذكره إلا أنها في العشر الأول من رجب كذا قال الجوهري العتر والعتيرة بمعنى كذبح وذبيحة وقد عتر الرجل يعتر بكسر التاء في المضارع عترا بفتح العين وإسكان التاء إذا ذبح العتيرة ويقال هذه أيام ترجيب وتعتير
عتق
قوله في الحديث نهى عن الصلاة في سبع مواطن منها فوق بيت الله العتيق بمعنى الكعبة المعظمة واختلف العلماء في سبب تسميته عتيقا فروى الواحدي في الوسيط بإسناده عن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما سمى الله تعالى البيت العتيق لأن الله تعالى أعتقه من الجبابرة فلم يظهر جبار قط قال وهذا قول أكثر المفسرين وقال الإمام أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة قال الحسن والبيت القديم قال وقال غيره البيت العتيق أعتق من الغرق أيام الطوفان وقيل إنه أعتق من الجبابرة ولم يدعه منهم أحد وذكر صاحب المحكم الأقوال الثلاثة التي ذكرها الأزهري قال والأول أولى يعني أنه سمي به لقدمه وذكر الهروي أيضا هذه الأقوال وقدم الأول منها وقال صاحب مطالع الأنوار العرب تقول لكل مثناة في الجودة عتيق ومنه سميت الكعبة البيت العتيق وذكر أيضا هذه الأقوال الثلاثة قال الأزهري عن شمر العاتق الجارية التي قد أدركت وبلغت ولم تتزوج بعد وقال ابن الأعرابي العاتق الجارية التي قد بلغت أن تدرع وعتقت من الصبا والاستعانة بها وإنما سميت عاتقا لهذا وقال الجوهري جارية عاتق أي شابة أول ما أدركت فخدرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج وقال صاحب المحكم جارية عاتق شابة وقيل العاتق البكر التي لم تبن عن أهلها وقيل هي بين التي أدركت وبين التي عنست والعاتق
189(3/188)
أيضا التي لم تتزوج سميت بذلك لأنها عتقت عن خدمة أبويها ولم يملكها زوج بعد قال الفارسي وليس بقوي والجمع في ذلك كله عواتق قال الجوهري العتق الكرم يقال ما أبين والعتق في وجه فلان يعني الكرم والعتقق الجمال والعتق الحرية وكذلك العتاق بالفتح والعتاقة بالفتح تقول منها عتق العبد يعتق بالكسر عتقا وعتاقا وعتاقة فهو عتيق وعاتق وأعتقته أنا وفلان مولى عتاقة ومولى عتيق ومولاة عتيقة وموال عتقاء ونساء عتائق وذلك إذا أعتقن وعتق الشيء بالضم عتاقة أي قدم وصار عتيقا وكذلك عتق يعتق مثل دخل يدخل فهو عاتق ودنانير عتق وعتقته أنا تعتيقا والعتيق القديم من كل شيء حتى قالوا رجل عتيق أي قديم عن أبي عبيد والعتيق العبد المعتق والعتيق الكريم من كل شيء والخيار من كل شيء التمر والماء والبازي والشحم والعاتق موضع الرداء من المنكب يذكر ويؤنث وفرس عتيق أي رائع والجمع العتاق وإنما قيل قنطرة عتيقة بالهاء وقنطرة جديد بلا هاء لأن العتيقة بمعنى الفاعلة والجديدة بمعنى المفعولة ليفرق بين ما له الفعل وبين ما الفعل واقع عليه هذا ما ذكره الجوهري
وقال الأزهري عتيق التمر وغيره وعتق يعتق إذا صار قديما قال الأصمعي العاتقان ما بين المنكبين والعتق والجمع العواتق وقال ابن الأعرابي كل شيء بلغ النهاية في جودة أو رداءة أو حسن أو قبح فهو عتيق وجمعه عتق قال وبكرة عتيقة إذا كانت نجيبة كريمة هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم العتق خلاف الرق عتق يعتق وعتقا وعتاقا وعتاقة فهو عتيق وجمعه عتقاء وأعتقته فهو معتق وعتيق والجمع كالجمع وأمة عتيق وعتيقة في إماء عتائق وحلف بالعتاق أي بالاعتاق وفرس عتيق أي رائع كريم وقد عتق عتاقة والآسم العتق العتيق القديم من كل شيء وقد عتق عتاقا وعتاقة
وقال بعض حذاق اللغويين العتق للموات كالخمر والتمر والقدم للموات والحيوان جميعا وعتق الشمس وعتق أي قدم عن اللحياني والعاتق ما بين المنكب والعتق مذكر وقد أنث وليس يثبت قال اللحياني وهو مذكر لا غير والجمع عتق وعتق وعواتق وهذا ما ذكره في المحكم وقد ذكر ابن قتيبة العاتق في باب ما يذكر ويؤنث لغتان وقال ابن السكيت هو مذكر وقد يؤنث وأنشد بيتا في تأنيثه وقال شيخنا جمال الدين في كتابه المثلث العتق بالكسر التخلص من العبودية وهو نجابة الإنسان وغيره وهو قدم الشيء وقد يضم والعتق بالضم جمع عتيق وهو الجيد والجميل والقديم أيضا قال
190(3/189)
والعتاق بالفتح عتق العبد والعتاق بالكسر جمع عتيق والعتاق بالضم الجيد الجميل قال الأزهري رحمه الله تعالى في باب العتق من كتابه شرح ألفاظ مختصر المزني وإنما قيل لمن أعتق نسمة أعتق رقبة وفك رقبة وخصت الرقبة دون جميع الأعضاء لأن ملك السيد لعبده كالحبل في رقبته وكالغل فإذا أعتق فكأنه فك من ذلك وذكر أبو محمد بن قتيبة في أول كتابه غريب الحديث مثله أو نحوه
قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر العتق مأخوذ من قولهم عتق الفرس إذا سبق ونجا وعتق فرخ الطير إذا طار فاستقل فكأن العبد لما فكت رقبته من الرق تخلص وذهب حيث شاء قال صاحب مطالع الأنوار يقال عتق المملوك يعتق عتقا وعتاقة بالفتح فيهما وعتاقا ايضا بالفتح والاسم العتق بالكسر قال ولا يقال عتق إنما هو أعتق إذا أعتقه سيده قال والذهب العتق بضم العين والتاء جمع عتيق وهي القديمة قال وفي رواية بعض شيوخ الموطأ بفتح التاء وشدها على مثال سجد قال والأول أشبه والله تعالى أعلم وقوله في التنبيه وغيره وإن نذر عتق رقبة كذا وقع في النسخ وكان الأصوب أن يقول إعتاق مصدر أعتق
عته
قال الإمام أبو منصور الأزهري قال أبو عمرو المعتوه والمخفوق المجنون وقال ابن الأعرابي عن المفضل رجل معته إذا كان مجنونا مضطربا في خلقه قال وقال الأصمعي نحوا من ذلك وقال الليث المعتوه المدهوش من غير مس جنون قال والتعته التجنن هذا ما ذكره الأزهري في باب عته وقال في عنن قال أبو عمرو يقال للمجنون معنون ومهروع ومحموع ومعتوه وممنوه وممنه إذا كان مجنونا قال صاحب المحكم يقال عته الرجل عتها وعتاها وهو بين العته والعته من لا عقل له
عثث
قال الأزهري العثث السوس الواحدة عثة وقد عث الصوف إذا أكله العث ويقال للمرأة ما هي إلا عثة وقال صاحب المحكم العثة السوسة والأرضة والجمع العث وعثث وعث الصوف والثوب يعثه عثا إذا أكله والعث دويبة تأكل الجلود وقيل دويبة تعلق بالاهاب فتأكله هذا قول ابن الأعرابي قال ابن دريد بغير هاء دواب تقع في الصوف فدل على أن العث جمع وقد يجوز أن يعني بالعث الواحدة وعبر عنه بالدواب لأنه حسن معناه الجمع وإن كان معناه واحدا هذا آخر كلام صاحب المحكم
191(3/190)
عثر
في الحديث فيما سقت السماء أو كان عثريا العشر العثري بعين مهملة ثم ثاء مثلثة مفتوحتين ثم راء مهملة مكسورة ثم ياء مشددة قال صاحب الطوالع وحكى ابن المرابط عثريا بسكون الثاء قال والأول أعرف قال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح رحمه الله تعالى هو عند بعض أهل اللغة العذى قال والأصح ما ذهب إليه الأزهري وغيره من أهل اللغة أنه مخصوص بما سقى من ماء السيل فيجعل عاثور وهو شبه ساقية تحفر له يجري فيها الماء إلى أصوله سمي ذلك عاثورا لأنه يتعثر بها المار الذي لا يشعر بها وهذا هو الذي فسره الشيخ أبو إسحاق رحمه الله تعالى في مهذبه ولكن لم يقيده بماء السيل والمطر فأشكل على القلعي اليمني شارح ألفاظه فقال في معرض الإنكار العثرى هو ما سقت السماء لا اختلاف فيه بين أهل اللغة فوقع ولم يسلم أيضا من حديث أنه أطلق أيضا ولم يقيد والله تعالى أعلم هذا كلام الشيخ تقي الدين
وروينا في سنن ابن ماجه عن يحيى بن آدم أنه قال البعل والعثري ما يزرع للسحاب وللمطر خاصة ليس يصيبه إلا ماء المطر والبعل ما كان من الكروم قد ذهبت عروقه في الأرض إلى الماء فلا يحتاج إلى السقي الخمس سنين والست فذكر الجوهري في صحاحه وغيره أن العثري الزرع الذي لا يسقيه إلا ماء المطر وذكر ابن فارس في المجمل قولين أحدهما هذا والثاني وأشار إلى ترجيحه أنه ما سقي من النخل سحا والسح الماء الجاري
عجب
ذكر في باب الصيد والذبائح عجب الذنب هو بفتح العين وإسكان الجيم وهو أصل الذنب
عجج
في الحديث أفضل الحج العج والثج ذكره في المهذب العج بفتح العين قال الأزهري رحمه الله تعالى قال أبو عبيد رفع الصوت بالتلبية والثج سيلان دماء الهدي ويقال عج القوم يعجون وضح يضجون إذا رفعوا أصواتهم بالدعاء والاستغاثة قال والعجاج غبار يثور به الريح الواحدة عجاجة وفعله التعجيج قال وقال اللحياني رجل عجاج ثجاج إذا كان صياحا قال غيره عج أي صاح قال صاحب المحكم عج يعج ويعج عجا وعجيجا رفع صوته وعجة القوم وعجيجهم صياحهم وجلبتهم ورجل عجاج صياح والأنثى بالهاء ونهر عجاج تسمع لمائه عجيجا وعج البيت دخانا فتعجج ملأه
192(3/191)
عجر
قوله في الروضة في أول الجنايات العجار من المقاتل هو بكسر العين وتخفيف الجيم وهو ما بين الخصية وحلقة الدبر
عدد
في حديث أبيض بن حمال ذكر الماء العد ذكراه في باب الاقطاع والحمى من المهذب والوسيط فالعد بكسر العين وتشديد الدال المهملة قال أبو منصور الأزهري قال أبو عبيد سمعت الأصمعي يقول الماء العد الدائم الذي لا ينقطع مثل ماء العين وماء البئر وجمع العد أعداد وقال شمر قال أبو عبيدة العد القديمة من الركايا قال وهو من قولهم حسب عداي قديم قال وقال أبو عدنان سألت أبا عبيدة عن الماء العد فقال لي الماء العد بلغة تميم الكثير وهو بلغة بكر بن وائل الماء القليل قال وقالت لي الكلابية الماء العد الركي يقال أمن العد هذا أم من ماء السماء قالت ومأكل ركية عد قل أم كثر هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم الماء العد الذي له مادة وهذا نحو الأول وقولهم في كتاب الفرائض مسألة المعادة هو بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة قال الأزهري قال شمر العد أهل الذي يعادي بعضهم بعضا على الميراث قال الأزهري العدة الجماعة قلت أو كثرت يقال عدة رجال وعدة نساء قال والعدة مصدر عددت الشيء عدا وعدة قال والعدة عدة المرأة شهورا كانت أو أقراء أو وضع حمل حملته من زوجها وجمع عدتها عدد وأصل ذلك كله من العد قول الله تبارك وتعالى {واذكروا الله في أيام معدودات} مذهبنا أنها أيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر أولها وهو الحادي عشر من ذي الحجة ويسمى يوم النفر وثانيها يوم الثاني عشر وهو يوم النفر الأول وثالثها يوم الثالث عشر وهو يوم النفر الثاني قال الإمام أقضى القضاة الماوردي صاحب الحاوي في تفسير قوله تعالى {في أيام معدودات} هي أيام منى في قول جميع المفسرين وإن خالف بعض الفقهاء في أن شرك بين بعضها وبين الأيام المعلومات وقال الإمام الواحدي الأصح أن هذه الأيام يراد بها أيام التشريق أيام منى سماها معدودات لقلتها كقوله تعالى {معدودة} وجمعها على الألف والتاء تدل على القلة نحو دريهمات وحمامات قال وأكثر العلماء على ما ذكرنا وهو أن الأيام المعدودات أيام التشريق وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر
وقال الإمام الأزهري في تهذيب اللغة الأيام المعدودات في الآية ثلاثة بعد يوم النحر وهو قول ابن عباس والضحاك والشافعي رضي الله تعالى عنهم قال وقال الزجاج
193(3/192)
كل عدد قل أو كثر فهو معدود ومعدودات تدل على القلة لأن كل قليل يجمع بالألف والتاء نحو دريهمات وحمامات وقد يجوز أن تقع الألف والتاء للتكثير قال الأزهري قال أبو زيد يقال انقضت عدة الرجل إذا انقضى أجله وجمعها العدد ومثله انقضت مدته وهي المدد قال وقال أبو العباس عن ابن الأعرابي يقال هذا عداده وعده ونده ونديده وبده وبديده وسيه وزنه وزنه وحيده وحيده وعفره وغفره ودنه أي مثله وفي الحديث ما زالت أكلة خيبر تعادني قال أبو عبيد قال الأصمعي هو من العداد وهي الشيء الذي يأتيك لوقت مثل الحمى الربع والغب قال الأزهري قلت معناه تؤذيني وتراجعني في أوقات معدودة قال الأزهري ويقال فلان عداده في بني فلان إذا كان ديوانه معهم والعدائد النظراء واحدهم عديد وعداد القوس صوتها والعديد الكثرة ويقال ما أكثر عديد بني فلان وهذه الدراهم تعديد هذه إذا كانت بعددها ويقال إنهم ليتعادون على عشرة الآف أي يزيدون عليها في العدد ويقال هم يتعادون إذا اشتركوا فيما يتعادونه بعضهم بعضا من المكارم وغيرها والعدة ما أعد للأمر بحدث مثل الأهبة ويقال أعددت للأمر عدته والعدات الرماة ويقال أتيت فلانا في يوم عداد أي يوم جمعة أو فطر أو عيد وفلان به عداد من اللمم وهو يشبه الجنون يأخذ الإنسان في أوقات معلومة هذا آخر كلام الأزهري قال صاحب المحكم العد إحصاء الشيء عده يعده عدا وتعدادا وعدده وحكى اللحياني عده معدا وحكى اللحياني أيضا عن العرب عددت الدراهم أفرادا ووحادا وأعددت الدراهم أفرادا ووحادا ثم قال لا أدري أمن العدد أم من العدة فشكه في ذلك يدل على أن أعددت لغة في عددت ولا أعرفها والعدد مقدار ما يعد ومبلغه والجمع أعداد وعددت من الأفعال المتعدية إلى مفعولين بعد اعتقاد حذف الوسط والوسط حرف الجر يقولون عددتك المال وعددت لك المال وقال الفارسي عددتك وعددت لك ولم يذكر المال وإعداد الشيء واستعداده واعتداده وتعدده إحصاؤه قال ثعلب يقال استعددت للمسائل وتعددت واسم ذلك العدة قال ابن دريد والعدة من السلاح ما اعتددته خص به السلاح لفظا فلا أدري أخصه في المعنى أم لا وعدان الشباب والملك أولهما وأفضلهما والعدان الزمان والعهد وجبتك على عدان تفعل ذلك عدان تقول ذلك أي حينه هذا آخر كلام صاحب المحكم
قال الشيخ الإمام العلامة النحوي الزبيدي في شرح المجمل له لما كان المضاف
194(3/193)
يتعرف بالمضاف إليه ويتنكر به كان حكم الاسم المضاف إلى النكرة إذا عرف دخول الألف واللام على الثاني فتعرف بهما فيتعرف الأول بالإضافة إلى الثاني المتعرف بالألف واللام ولا تدخل الألف واللام على الأول لأنهما لا يجتمعان مع الإضافة وكذا كل عدد مضاف إذا عرف أدخلناه على الاسم المضاف فيتعرف بهما ويتعرف العدد بإضافته إلى ذلك الاسم سواء أضيف العدد إلى واحد أو إلى جمع نحو ثلاثة الرجال ومائة الدراهم وألف الدراهم وشاهده
(وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى .......... ثلاث الأيامى والديار البلاقع)
ومنه
(فسما فأدرك خمسة الأشبار .......... )
والعدد المفسر بواحد مركب وغير مركب فالمركب يكتفي فيه بدخول الألف واللام نحو أحد عشر درهما تقول فيه الأحد عشر درهما لأن المركب حكه وحكم غير المركب واحد لأن المركب صار كالمفرد مع غير مركب فالوجه لإدخالهما على الاسم الأول كالاسم المفرد إذا أدخلناه في أوله لا في آخره هذا هو المختار ومنهم من يدخلهما في الأول والثاني نحو الخمسة العشر درهما ووجهه أن الإسمين المركبين وإن صارا كالاسم الواحد فالأصل أيضا أن يراعى فيهما كونهما اسمين فأدخلنا في كل واحد منهما على حدته وهذا جيد والأول أجود ومنهم من يدخلهما في الأول والثاني والتمييز فيقول هذه الخمسة العشر الدراهم وهذا قبيح لدخول الألف واللام على التمييز وحكمه وجوب تنكيره ولكن لما كان التمييز مشتبها بالمفعول دخلتا عليه فنصب على التشبيه بالمفعول به لا أنه تمييز فلذا دخلتاه وإن قبح والعدد المجموع بواو ونون وياء ونون يدخل عليه الألف واللام لا على التمييز بعده نحو العشرون رجلا فتدخل على الأول والثاني لأنهما ليسا مركبين فيتعرف كل واحد منهما على حدته ويجوز الثلاثة والعشرون رجلا لأنهما وإن كانا غير مركبين فالثاني منهما معطوف على الأول ولجمع العطف لهما أشبها التركيب لأنهما عدد واحد وتعريف التمييز في هذا وجهه كوجهه فيما تقدم
عدن
قال الإمام الرافعي في إحياء الموات المعادن هي البقاع التي أودعها الله تعالى شيئا من الجواهر المطلوبة وهي قسمان ظاهرة وباطنة فالظاهرة هي التي يبدو جوهرها بلا عمل وإنما السعي والعمل لتحصيله وذلك كالنفط والكبريت والقار
195(3/194)
والمومياء والبرام والقطران وأحجار الرحى وشبهها وهذه لا يملكها أحد بالاحياء والعمارة وإن أراد بها النيل ولا يختص بها المحتجر أيضا وليس للسلطان إقطاعها بل هي مشتركة بين الناس كالماء والحطب والكلأ وأما الباطنة فهي التي لا يظهر جوهرها إلا بالعمل في المعالجة كالذهب والفضة والفيروزج والياقوت والرصاص والنحاس والحديد وسائر الجواهر المبثوثة في طبقات الأرض وهل يملك هذه بالاحياء فيه وجهان أظهرهما أنها كالظاهرة
عذب
الماء العذب هو الطيب كذا قاله أهل اللغة والمفسرون قال الواحدي سمي عذبا لأنه يعذب العطش أي يمنعه قال وأصل العذب في كلام العرب المنع يقال عذبته عذبا إذا منعته وعذب عذوبا إذا امتنع قال وسمي العذاب عذابا لأنه يمنع المعاقب من المعاودة لما جرمه ويمنع غيره من مثل فعله قال والعذاب كل ما يعيي الإنسان ويشق عليه
عذر
قوله في الوسيط في أول كتاب السير والنظر في طرفين في الواجبات على الكفاية وفي المعاذير المسقطة المراد بالمعاذير الأعذار وهذا مما ينكر عليه فيقال العذر لا يجمع على معاذير وإنما جمعه المعروف أعذار فيجاب بأن هذا صحيح فصيح موافق لقول الله عز وجل {ولو ألقى معاذيره} فإن جمهور العلماء من المفسرين وأهل العربية على أن المراد معاذيره الاعذار وروي في مسند أبي عوانة في كتاب اللعان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا شخص أحب إليه المعاذير من الله تعالى ولذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين والمراد بالمعاذير الاعذار فقد جاء في الروايات الأخر العذر وبه يصح المعنى فقد جاءت المعاذير في الكتاب والسنة بمعنى الأعذار فوجب قبوله وهو والله تعالى أعلم جمع معذور بمعنى العذر فالمعذور على هذا مصدر كما قالوا مجنون ومجلود ومعقول بمعنى الجنون والجلد والعقل فهي مصادر مسموعة خارجة عن القياس وكذا المعذور بمعنى العذر فالمعاذير جمع معذور وإن لم يسمع واحده كما قالوا في جمع المذكر مذاكير
عذط
العذيوط مذكور في الوسيط والروضة في خيار النكاح وهو بكسر العين وإسكان الذال المعجمة وفتح الياء المثناة من تحت وإسكان الواو والطاء المهملة وهو الذي يخرج منه الغائط عند جماعه والمرأة عذيوطة والمصدر عذيطة بكسر العين
196(3/195)
عذق
قال الأزهري قال الأصمعي وغيره العذق بالفتح هو التحلة نفسها والعذق بالكسر الكباسة والجمع عذوق وأعذاق وقال ابن الأعرابي اعتذق الرجل واعتذب إذا أرسل لعمامته عذبتين من خلف هذا ما ذكره الأزهري وقال صاحب المحكم العذق بالفتح كل غصن له شعب والعذق أيضا النخلة والعذق يعني بالكسر الصنو من النخل والعنقود من العنب وجمعه أعذاق وعذوق
عرب
قول الغزالي لغو اليمين قول لا والله وبلى والله لا يخفى أن لغو اليمين لا يختص بالعرب وكان حقه أن يقول قول الناس ولعل سبب ذكره العرب أن لغو اليمين في كلامهم أكثر وقد يمنع هذا ويحتمل أنه أراد أن هذا كان معروفا عند العرب فنزل قول الله تعالى {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} وحمل على ذلك
عرج
قال أهل اللغة يقال عرج في السلم ونحوه يعرج بضم الراء عروجا أي ارتقى وعرج أيضا بفتح الراء إذا أصابه شيء في رجله فجمع ومشى مشية الأعرج ذا لم يكن خلقة أصلية فإذا كان خلقة قلت عرج بكسر الراء كذا ذكره الجوهري وغيره قال ويقال من الثاني أعرج بين العرج وقوم عرج وعرجان وأعرجه الله تعالى وما أشد عرجه ولا يقال ما أعرجه والعرجان بفتح العين والراء مشية الأعرج وعرج على الشيء بالتشديد تعريجا إذا أقام عليه ويقال ما لي عليه عرجة ولا عرجة بضم العين وفتحها ولا تعريج ولا تعرج أي إقامة والمعراج السلم ومنه ليلة المعراج لنبينا صلى الله عليه وسلم هو بكسر الميم وفتحها لغتان ذكرهما الأخفش وغيره قال وهما كالمرقاة والمرقاة ويقال في جمعه المعارج والمعاريج بإثبات الياء وحذفها كالمفاتح والمفاتيح وقوله في المهذب في باب استيفاء القصاص أن رجلا طعن رجلا بقرن في رجله فعرج هو بفتح الراء على ما ذكرناه وكذا ضبطه بعض المحققين المصنفين في ألفاظ المهذب
عدا
قوله في الوسيط والبسيط والوجيز إذا غاب إلى مسافة العدوى قال إمام الحرمين وغيره هي التي يمكن قطعها في اليوم الواحد ذهابا ورجوعا ومعناه أن يتمكن المبتكر إليها من الرجوع إلى منزله قبل الليل قال الرافعي مأخذ لفظها ففي الصحاح أن العدوى الاسم من الاعداء وهي المعونة يقال أعدى الأمير فلانا على خصمه إذا أعانه عليه والعدوى أيضا ما يعدي من جرب وغيره وهي مجاوزته من صاحبه إلى غيره فقيل لهذه المسافة مسافة العدوى لأن القاضي يعدي من استعدى به
197(3/196)
على الغائب إليها فيحضره ويمكن أن يجعل من الأعداء بالمعنى الثاني لسهولة المجاوزة من أحد الموضعين إلى الآخر هذا كلام الرافعي
عرر
قال الله تعالى {وأطعموا القانع والمعتر} ذكر في باب الأضحية من المهذب وذكر تفسير الحسن ومجاهد وقال الإمام أبو منصور الأزهري قال جماعة من أهل اللغة القانع الذي يسأل والمعتر الذي يطيف بك ولا يطلب ما عندك سألك أو سكت عن السؤال قال ابن الأعرابي عراه واعتراه وعره واعتره بمعنى واحد إذا أتاه وطلب معروفه وقال الإمام أبو إسحاق الثعلبي المفسر روى العوفي عن ابن عباس وليث عن مجاهد أن القانع الذي يقنع بما يعطى ويرضى بما عنده ولا يسأل الناس والمعتر الذي يمر بك ويتعرض لك ولا يسألك وقال عكرمة وإبراهيم وقتادة القانع المتعفف الجالس في بيته والمعتر السائل الذي يعتريك فيسألك وهي رواية الوالبي عن ابن عباس وعن مجاهد القانع أهل مكة وجارك وإن كان غنيا والمعتر الذي يعتريك ويأتيك فيسألك وعلى هذه التأويلات يكون القانع من القناعة وهو الرضى والتعفف وترك السؤال قال سعيد بن جبير والكلبي القانع الذي يسألك والمعتر الذي يتعرض لك ويريك نفسه ولا يسألك وعلى هذا القول يكون القانع من القنوع وهو السؤال وقال زيد بن أسلم القانع المسكين الذي يطوف ويسأل والمعتر الصديق الزائر وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد القانع الطامع والمعتر من يعتر بالبدن من غني أوفقير وقال أبو زيد القانع المسكين والمعتر الذي يعتر القوم للحمهم وليس بمسكين ولا يكون له ذبيحة فيجيء إلى القوم لأخذ لحمهم وقال الحسن المعترى وهو مثل المعتر يقال اعتراه وعراه وأعراه إذا أتاه طالبا معروفه هذا ما ذكره الثعلبي قال صاحب المحكم المعتر الفقير وقيل المعترض للمعروف من غير أن يسأل عره واعتره واعتر به قال والعرعر شجر عظيم جبلي لا يزال أخضر قوله في المهذب في باب من تقبل شهادته لم ترد لمعرة هي بفتح الميم والعين وهي العيب
عرس
العرس بضم الراء وإسكانها لغتان مشهورتان وهي مؤنثة وتذكر ويقال أعرس اتخذ عرسا وأعرس بامرأته إذا بنى بها وكذا إذا وطأها قال الجوهري ولا يقال عرس ونقل غيره عرس أيضا وفي صحيح البخاري في أبواب الوليمة عن سهل بن سعد قال عرس أبو أسد ودعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما صنع لهم طعاما إلا امرأته
198(3/197)
عرق
قوله في المهذب قال في اختلاف العراقيين هو بفتح الياء الأولى وكسر النون على لفظ التثنية والمراد بهما ابن أبي ليلى وأبو حنيفة رحمهما الله تعالى وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى واسم ابي ليلى مختلف فيه قيل اسمه يسار وهو قول مسلم بن الحجاج ومحمد بن عبد الله بن نمير وقيل اسمه داود بن بلال وقيل سيار بن نمير وقيل اسمه بلال وقيل اسمه بليل بباء موحدة مضمومة ثم لام مفتوحة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة وقيل لا يحفظ اسمه وسيأتي إن شاء الله تعالى في الأسماء والقبائل في اختلاف العراقيين هو للإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه وهو كتاب صنفه الشافعي رضي الله تعالى عنه من جملة كتب الأم يذكر فيه المسائل التي اختلف فيها أبو حنيفة وابن أبي ليلى فتارة يختار أحدهما ويزيف الآخر وتارة يزيفهما معا ويختار غيرهما وهو كتاب حجمه لطيف قوله صلى الله عليه وسلم ليس لعرق ظالم حق أخرجه أبو داود في سننه عن هشام بن عروة عن أبيه عن سعد بن زيد أحد العشرة رضي الله تعالى عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه الترمذي أيضا وأخرجه مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا فلم يذكر فيه سعيدا وإسناد أبي داود صحيح رجاله رجال الصحيح
قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى من الناس من يرويه على إضافة العرق إلى الظالم وهو الغارس الذي غرسه في غير حقه ومهم من يجعل الظالم من نعت العرق يريد به الغراس والشجر وجعله ظالما لأنه ثبت في غير حقه قال صاحب المطالع معناه لعرق ذي ظلم على النعت ومن أضافه إلى الظالم فبين وأحسن ما قيل فيه أنه كل ما احتفر أو غرس بغير حق كما قال مالك ولم يذكر الأزهري في تهذيب اللغة وصاحبه ابن فارس في المجمل فيه إلا تنوين عرق على النعت وكذا قاله أيضا الأزهري في شرح الفاظ المختصر قال لأن الغارس ظالم وإذا كان ظالما فعرق ما غرس ظالم واصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه قال الإمامان أبو عبد الله مالك بن أنس والشافعي رضي الله تعالى عنهم العرق الظالم كل ما احتفر أوبني أو غرس ظلما في حق امرىء بغير خروجه منه هذا لفظ الشافعي ولفظ مالك العرق الظالم كل ما احتفر أو غرس أو أخذ بغير حق وفي هذا فائدة غير ذكر معنى الحديث وهو أن اختيار هذين الإمامين في ضبط هذا الحديث تنوين عرق وقال الأزهري قال أبو عبيد قال هشام بن عروة وهو الذي روى الحديث العرق الظالم أن يجيء الرجل
199(3/198)
إلى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها غرسا قلت وهذا أيضا تصريح بأن هؤلاء الأئمة رووه بالتنوين وفي حديث المستحاضة إنما ذلك عرق هو بكسر العين ومعناه أن الاستحاضة تخرج من عرق يسمى العاذل بكسر الذال المعجمة بخلاف الحيض فإنه يخرج من قعر الرحم وقد قدمت بيان هذا في فصل حيض موضحا غاية الإيضاح قال وقال الأزهري قال ابن الأعرابي العرق أهل الشرف واحدهم عريق وعروق والعرق أهل السلام في الدين وغلام عريق نحيف الجسم خفيف الروح وجمعه عراق وهي العظام الذي يؤخذ منها هين اللحم ويبقى عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤخذ إهالتها من طفاحتها ويؤكل ما على العظام من لحم رقيق وتتمشمش العظام ولحمها من أطيب اللحمان عندهم يقال عرقت العظم وتعرقته وأعرقته إذا أخذت اللحم عنه نهشا بأسنانك وعظم معروق إذا ألقى عنه لحمه والعراق مثل العراق قال الدباسي يقال عرقت العظم وأعرقه وفرس معروق ومعرق إذا لم يكن على قصبه لحم وفرس معرق أي مضمر وعرق فرسك تعريقا أي أجره حتى يعرق ويضمر ويذهب وهل لحمه وأعرق الشجر وتعرق امتدت عروقه في الأرض والعرقة الطرة تنسج على جوانب الفسطاط والعرقة خشبة تعرض على الحائط بين اللبن وجري الفرس عرقا أو عرقين أي طلقا أو طلقين والعرق النفع والثواب ولقيت منه ذات العراقي أي الداهية ويقال للخشبتين اللتين يعرضان على الدلو كالصليب العرقوتان والجمع العراقي وعرقيت الدلو عرقاة إذا شددت عليه العرقوتين والعرب تقول في الدعاء استأصل الله عرقاته بنصب التاء لأنهم يجعلونها واحد مؤنثة قال الأزهري ومن كسر التاء فجعلها جمع عرقة فقد أخطأ قال الليث العراقة من الشجر أرومه الأوسط ومنه تتشعب العروق هو على تقدير فعلاة والعرق الجبل الصغير ويقال تركت الحق معرقا وصادحا وسانحا أي لائحا بينا وعرق في الأرض عروقا أي ذهب فيها هذا آخر كلام الأزهري
وقال صاحب المحكم رحمه الله تعالى العرق ما جرى من أصول الشعر من ماء الجلد اسم للجنس لا يجمع هو في الحيوان أصل وفي غيره مستعار يقال عرق عرقا ورجل عرق كثير العرق فأما عرقة فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كضحكة وهزأة ولربما غلط بمثل هذا ولم يشعر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد فقد قال بعضهم رجل عرق وعرقة كثير العرق فيسوى بين عرق وعرقة وعرق غير مطرد وعرقة مطرد كما
200(3/199)
ذكرنا وأعرقت الفرس وعرقته أجريته ليعرق وعرق الحائط عرقا ندى وكذلك الأرض الثرية إذا نتج فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى وعرق الزجاجة ما نتح به من الشراب وغيره مما فيها ولبن عرق فاسد الطعم وذلك من أن تشد قربة على جنب البعير بلا وقاية فيصيبها عرقه وقيل هو الخبيث الحمض وقد عرق عرقا والعرق اللبن لأنه عرق يتحلب في العروق حتى ينتهي إلى الضرع وما أكثر عرق إبلك وغنمك أي لبنها ونتاجها وعرق التمر دبسه وناقة دائمة العرق أي الدرة وقيل دائمة اللبن وفي غنمه عرق أي نتاج كثير وعرق كل شيء أصله والجمع أعراق وعروق ورجل معرق في الحسب وقد عرق فيه أعمامه وأخواله وأعرقوا وأعرق فيه إعراق العبيد والإماء إذا خالطه ذلك وتخلق بأخلاقهم وعرق فيه اللئام ويجوز في الشعر أنه لمعروق له في الكرم على توهم حذف الزائد وتداركه اعراق خير واعراق شر وكذلك الفرس وغيره وقد أعرق عروق كل شيء أطناب تتشعب منه واحدها عرق وأعرق وعرق الشجر امتدت عروقه والعرقاة الأصل الذي يذهب في الأرض سفلا وتتشعب منه العروق وقال بعضهم أعرقه وعرقاة فجمع بالتاء وعرقاة كل شيء وعرقاته أصله وما يقوم عليه ويقال استأصل الله عرقاتهم وعرقاتهم أي شأفتهم فعرقاتهم بالكسر جمع عرق كأنه عرق وعرقات كعرس وعرسات إلا أن عرسا أنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالألف والتاء كسجل وسجلات وحمام وحمامات ومن قال عرقاتهم أجراه مجرى سعلاة وقد يكون عرقاتهم جمع عرق وعرقة كما قال بعضهم رأيت بناتك فشبهوها بهاء التأنيث التي في قناتهم وفتاتهم لأنهم للتأنيث كما أن هذه له والذي سمع من العرب الفصحاء عرقاتهم بالكسر والعرق الأرض الملح التي لا تنبت
وقال أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه العرق سبخة تنبت الشجر واستعرقت إبلكم أتت ذلك المكان وإبل عراقية منسوبة إلى العراق على غير قياس والعراق العظم بغير لحم فإن كان عليه لحم فهو عرق وقيل العرق الذي قد كان أخذ أكثر لحمه والعرق الفدرة من اللحم وجمعها عراق وهو من الجمع العزيز وله نظائر وحكى ابن الأعرابي في جمعه عراق بالكسر وهو أقيس وعرق العظم يعرقه عرقا وتعرقه واعترقه أكل ما عليه ورجل معروق ومعترق ومعرق قليل اللحم وكذلك الخد وعرقته الخطوب تعرقه أخذت منه والعرق الزبيب نادر والعرقة الدرة التي يضرب بها والعرقوة خشبة معروضة على الدلو والجمع عرق يعني بفتح العين وإسكان الراء وأصله عرقو إلا أنه
201(3/200)
ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم وإنما يختص بهذا الضرب الأفعال نحو سرو ونهو ودهو فإذا أدى قياس إلى مثل هذا رفض فعدلوا إلى إبدال الواو ياء فكأنهم حولوا عرقوا إلى عرقي ثم كرهوا الكسرة على الياء فأسكنوها وبعدها النون ساكنة فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعارا بالصرف فإذا لم يلتق ساكنان ردوا الياء فقالوا رأيت عرقيها والعرقاة العرقوة وذات العراقي هي الدلو والدلو من أسماء الداهية وعرق في الأرض يعرق عرقا ذهب والعراقي عند أهل اليمن التراقي هذا آخر كلام صاحب المحكم
قوله في حديث المظاهر والمجامع في شهر رمضان فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق من تمر العرق بفتح العين والراء قال الأزهري هكذا رواه ابن جبلة عن أبي عبيد عرق يعني بفتح الراء قال الأزهري وأصحاب الحديث يخففونه يعني بسكون الراء قال الأصمعي العرق الشقيقة المنسوجة من الخوص قبل أن يجعل منها زبيل فسمي الزبيل عرقا وكذلك كل شيء يصطف مثل الطير إذا اصطفت في السماء فهي عرقة قال غيره وكذلك كل شيء مظفور فهو عرق هذا أخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم العرق والعرقة الزبيل وفي حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه لا تغالوا في صداق النساء فإن الرجل يغالي في صداقها حتى يقول تجشمت إليك عرق القربة قال الأزهري قال أبو عبيد قال الكسائي معناه أن تقول تصببت وتكلفت حتى عرقت كعرق القربة وعرقها سيلان مائها قال أبو عبيد هو أن يقول تكلفت لك ما لم يبلغه أحد حتى تجشمت ما لا يكون لأن القربة لا تعرق ومثل هذا قولهم حتى يشيب الغراب ويبيض القار قال الأصمعي عرق القربة كلمة معناها الشدة ولا أدري ما أصلها قال ابن الأعرابي علق القربة وعرقها واحد وهو معلاق تحمل فيه القربة فهذا آخر كلام الأزهري عن حكاية أبي عبيد
عرم
قد تكرر في الوسيط لفظ العرامة كقوله في باب حد قاطع الطريق إذا فترت قوة السلطان وثار ذوو العرامة في البلاد فالعرامة بفتح العين وتخفيف الراء يقال عرم الرجل بكسر الراء وفتحها وضمها والعين مفتوحة بكل حال فهو عارم وهو الشرير المفسد وقيل هو الجاهل الشرس
عري
في الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في العرايا فقد فسرت في الكتب
202(3/201)
الثلاثة فلا حاجة إلى تفسيرها قال الهروي واحدة العرايا عرية فعيلة بمعنى مفعولة عن عراه يعروه ويحتمل أن تكون من عرى يعري كأنها عريت من جملة التحريم فعريت أي حلت وخرجت فهي فعيلة بمعنى فاعلة ويقال هو عرو من هذا الأمر أي خلو منه قال الأزهري هي فعيلة بمعنى فاعلة وقيل هي مشتقة من عروت الرجل إذا ألممت به لأن صاحبها يتردد إليها وقيل سميت بذلك لتخلي صاحبها الأول عنها من بين سائر نخيله وقيل غير ذلك قوله في باب ستر العورة من المهذب وإن اجتمع نساء عراة هكذا وقع في الكتاب عراة وهو لحن وصوابه عاريات كضاربة وضاربات قوله كانوا يطوفون بالبيت عراة حكى أبو الوليد الأزرقي في تاريخ مكة أن الذين كانوا يطوفون عراة هم العرب العرباء غير قريش أهل مكة فأما أهل مكة قريش فإنهم كانوا يطوفون مستترين ثم روى الأزرقي أن العرب كانت تطوف بالبيت عراة إلا قريش وأحلافها فمن جاء من غيرهم وضع ثيابه خارج المسجد قال وقال ابن جريج لما أن أهلك الله أبرهة صاحب الفيل وسلط عليه الطير الأبابيل عظم جميع العرب قريشا وأهل مكة وقالوا هم أهل الله قاتل عنهم وكفاهم مؤونة عدوهم فازدادوا في تعظيم الحرم والمشاعر الحرام ورأوا أن دينهم خير الأديان وقالت قريش وأهل مكة نحن أهل الله بنو إبراهيم خليل الله وولاة البيت الحرام وسكان حرمه فليس لأحد من العرب مثل حقنا ولا مثل منزلتنا ولا تعرف العرب لأحد مثل ما تعرف لنا فابتدعوا عند ذلك أحداثا في دينهم أداروها بينهم فقالوا لا تعظموا شيئا من الحل كما تعظموا الحرم فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمكم فتركوا الوقوف بعرفة والإفاضة منها وهم يعتقدون أنها من المشاعر العظام ودين إبراهيم عليه السلام ويقرون سائر العرب أن يقفوا عليها وأن يفيضوا منها وقالوا نحن لا ينبغي لنا أن نخرج من الحرم ولا نعظم غيره ثم جعلوا لمن ولد من سائر العرب من سكان الحل والحرم مثل الذي لهم بولادتهم إياهم يحل لهم ما يحل لهم ويحرم عليهم ما يحرم عليهم وكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك ثم ابتدعوا أمورا لم تكن حتى قالوا لا ينبغي لنا أن نأقط الأقط ولا نسلؤا السمن ونحن محرمون ولا ندخل بيتا من شعر ولا نستظل إلا في بيوت الأدم ثم زادوا في الابتداع فقالوا لا ينبغي لأهل الحرم أن يأكلوا من طعام جاؤوا به معهم من الحل في الحرم إذا جاؤوا حجاجا أو معتمرين ولا يأكلوا في الحرم إلا من طعام أهل الحرم إما قراء وإما شراء وكان مما ابتدعوا أنهم إذا حج الصرورة إنسان من غير
203(3/202)
الحمس والحمس من أهل مكة قريش وخزاعة وكنانة ومن دان دينهم ممن ولدوا من حلفائهم فلا يطوف إلا عريانا رجلا كان أو امرأة إلا أن يطوف في ثوب أحمسي إما بإعارة وإما بإجارة فيقف الغريب بباب المسجد ويقول من يعيرني ثوبا فإن أعاره أحمسي ثوبا أو أكراه طاف به وإن لم يعره ألقى ثيابه بباب المسجد من خارج ثم دخل الطواف وهو عريان فإذا فرغ من طوافه خرج فيجد ثيابه كما تركها لم تمس فيأخذها فيلبسها ولا يعود إلى الطواف بعد ذلك عريانا ولم يكن يطوف عريانا إلا الصرورة من غير الحمس فأما الحمس فكانت تطوف في ثيابها فإن قدم غير أحمسي من رجل أو امرأة ولم يجد ثياب أحمسي يطوف فيها ومعه فضل ثياب يلبسها غير ثيابه التي عليه طاف بثيابه ثم جعلها لقا واللقى أن يطرح ثيابه بين أساف ونائلة فلا يمسها أحد ولا ينتفع بها حتى تبلى من وطء الأقدام والشمس والرياح والمطر فجاءت امرأة لها جمال وهيئة فطلبت ثيابا لأحمسي فلم تجدها ولم تجد بدا من الطواف عريانة فنزعت ثيابها بباب المسجد ثم دخلت المسجد عريانة فوضعت يدها على فرجها وجعلت تقول
(اليوم يبدو بعضه أو كله .......... فما بدا منه فلا أحله)
فجعل فتيان مكة ينظرون إليها وكان لها حديث طويل وتزوجت في قريش وجاءت امرأة تطوف عريانة ولها جمال فأعجبت رجلا فطاف إلى جنبها ليمسها فأدنى عضده إلى عضدها فالتزقت عضده بعضدها فخرجا من المسجد هاربين على وجوههما فزعين لما أصابهما من العقوبة فلقيهما شيخ من قريش فأخبراه فأفتاهما أن يعودا إلى مكانهما الذي أصابهما فيه ما أصابهما فيدعوا ويخلصا أن لا يعودا فرجعا فدعوا الله تعالى وأخلصا إليه أن لا يعودا فافترقت أعضادهما فذهب كل واحد منهما إلى ناحية هذا آخر ما حكاه الأزرقي عن ابن جريج وروى الأزرقي عن ابن عباس قال كانت قبائل من العرب من بني عامر وغيرهم يطوفون عراة الرجال بالنهار والنساء بالليل وكانوا يقولون لا نطوف في الثياب التي قارفنا فيها الذنوب
عزز
قال الإمام أبو منصور الأزهري رحمه الله تعالى العزيز من صفات الله تعالى الحسنى قال أبو إسحاق بن السري هو الممتنع فلا يغلبه شيء وقال غيره هو القوي الغالب على كل شيء وقيل هو الذي {ليس كمثله شيء} قال وقوله تعالى {فعززنا بثالث} معناه قوينا وشددنا قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى في كتابه البسيط في التفسير اختلف قول أهل
204(3/203)
اللغة في معنى العزيز واشتقاقه فقال أبو إسحاق العزيز في صفات الله تعالى الممتنع فلا يغلبه شيء وهذا قول المفضل قال العزيز الذي لا تناله الأيدي وعلى هذا القول العزيز من عز يعز بفتح العين إذا اشتد يقال عز علي ما أصاب فلانا أي اشتد وتعزز لحم الناقة إذا صلب واشتد والعزاز الأرض الصلبة فمعنى العزة في اللغة الشدة ولا يجوز في وصف الله تعالى الشدة ويجوز العزة وهي امتناعه على من أراده قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما العزيز الذي لا يوجد مثله قال الفراء يقال عز الشيء يعز بالكسر إذا قل حتى لا يكاد يوجد عزة فهو عزيز وقال الكسائي وابن الأنباري وجماعة من أهل اللغة العزيز القوي الغالب تقول العرب عز فلان فلانا يعزه عزا إذا غلبه قال الله تعالى {وعزني في الخطاب} هذا ما ذكره الواحدي قال أهل اللغة العز والعزة بمعنى وهي الرفعة والامتناع والشدة والغلبة ورجل عزيز من قوم أعزة وأعزاء وأعزاز قال صاحب المحكم ولا تقل عززا كراهة التضعيف قال وامتناع هذا مطرد فما كان من هذا النحو المضاعف قال وأما قولهم عز عزيزا إما أن يكون للمبالغة وإما أن يكون بمعنى معز قال واعتز به وتعزز أي تشرف وعز علي يعز عزا وعزة وعزازة كرم قال وعززت القوم وعززتهم وأعززهم قويتهم قال وقال ثعلب في كتابه الفصيح إذا عز أخوك فهن معناه إذا تعظم أخوك شامخا عليك فالتزم له الهوان قال أبو إسحاق هذا خطأ من ثعلب إنما هو فهن بكسر الهاء معناه إذا اشتد فهن من هان يهين إذا صار هينا لينا فإن العرب لا تأمر بالهوان لأنهم أعزة أباؤن للضيم قال صاحب المحكم عندي أن قول ثعلب صحيح لقول ابن أحمر
(دببت لها الضراء وقلت أبقي .......... إذا عز ابن عمك أن تهونا)
قلت ولم يذكر الأزهري وجماعة إلا فهن بالضم قوله في كتاب الحج إنك أنت الأعز الأكرم الأعز معناه العزيز قال الأزهري يقال ملك أعز وعزيز بمعنى واحد وكذا قاله صاحب المحكم وغيره قال الأزهري عز الرجل يعز عزا وعزة إذا قوي بعد ذله وتقول العرب من عز بز أي من غلب سلب وفي الحديث استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمرو استعز بفلان أي غلب في كل أمر من مرض أو عاهة قال واستعز الله بفلان معزاز واستعز بحقي أي غلبني وفلان المرض شديده قال الأزهري قال الفراء العزة بيت الطيبة وبها سميت المرأة عزة
عزف
المعازف الملاهي وتشمل الأوتار والمزامير حكاه الرافعي قال
205(3/204)
الجوهري عزفت نفسي عن الشيء تعزف وتعزف عزوفا أي زهدت فيه وانصرفت عنه والعزيف صوت الجن وعزفت الجن تعزف بالكسر عزيفا والمعازف الملاهي والعازف اللاعب بها وعزفت عزفا
عزى
قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر التعزية التأسية لمن يصاب بمن يعز عليه وهو أن يقال له تعز بعزاء الله تعالى وعزاء الله تعالى قوله عز وجل {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} وكقوله عز وجل {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم} قال والعزاء اسم أقيم مقام التعزية ومعنى تعز بعزاء الله تعالى تصبر بالتعزية التي عزاك الله تعالى بها وأصل العزاء الصبر وعزيت فلانا أمرته بالصبر هذا كلام الأزهري وقال صاحب المحكم في باب عزز قولهم تعزيت عنه أي تصبرت أصلها تعززت أي تشددت مثل تظنيت من تظننت والاسم منه العزاء
عسس
قال أهل اللغة يقال عس يعس عسا واعتس يعتس إذا طاف بالليل فيكشف عن أهل الريبة ورجل عاس قال أكثرهم والجمع عسس كخادم وخدم وقال صاحب المحكم جمعه عساس وعسسة ككافر وكفار وكفرة قال والعسس اسم للجمع وقيل جمع عاس قال وقيل العاس يقع على الواحد والجمع واعتس الشيء أي طلبه ليلا وقصده وذئب عسعس وعساس أي طلوب لصيد بالليل وقيل يقع هذا الاسم على كل السباع إذا طلب الصيد بالليل وقيل هو الذي لا ينقاد وقيل العسعاس الخفيف من كل شيء وعسعس الليل عسعسة أدبر كذا قاله الأكثرون ونقل الفراء إجماع المفسرين عليه وقال آخرون معناه أقبل وقال آخرون هو من الأضداد يقال إذا أقبل وإذا أدبر وقد بسط الأزهري القول فيه ونقله عن أئمة اللغة بجميع ما ذكرته
عسف
قوله في الوسيط والوجيز والمنهاج راكب تعاسيف هو من العسف قال الأزهري العسف ركوب الأمر بغير روية وركوب الفلاة وقطعها على غير صوب
عسم
قوله في باب الديات من المهذب في يد الأعسم الدية قال ابن الأعرابي وغيره من أهل اللغة وصاحب الشامل وغيره من أصحابنا في كتب المذهب
206(3/205)
العسم اعوجاج وميل في رسغ اليد والرسغ مفصل الكف من الذراع قال صاحب الشامل هو جار مجرى عين الأحول وقال ابن فارس في المجمل العسم يبس في المرفق وقال الجوهري هو يبس مفصل الرسغ حتى يعوج الكف والقدم ورجل أعسم وامرأة عسماء
عسى
قال الإمام أبو الحسن الواحدي المفسر في كتابه في قول الله تبارك وتعالى {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم} عسى عند العامة شك وتوهم وهي عند الله تبارك وتعالى يقين وواجب وعسى فعل متصرف درج مضارعه وبقي ماضيه تقول عسيتما وعسيتم يتكلم فيه على فعل ماض وأميت ما سواه من وجوه فعله ويرتفع الاسم بعده كما يرتفع بعد الفعل يقال منه أعسى لفلان أن يفعل كذا مثل أحرى وأخلق بعده وبالعسي أن تفعل كما تقول بالحري أن تفعل ومعناه من جميع الوجوه قريب وقرب وأقرب به ومنه قوله تعالى {عسى أن يكون ردف لكم} أي قرب وقوله تعالى {عسى أن يكون قريبا} أي قرب ذلك وكثرت عسى على الألسنة حتى صارت كأنها مثل لعل وتأويل عسى التقريب وجاءت عسى في القرآن بدخول أن كقوله تعالى {عسى ربكم أن يرحمكم} و {عسى أن يكون ردف لكم} ولما كثرت عند العرب في ألفاظهم أسقطوا أن كما قال الشاعر
(عسى فرج يأتي به الله أنه .......... له كل يوم في خليقته أمر) وقال آخر
(عسى الكرب الذي أمسيت فيه .......... يكون وراءه فرج قريب)
هذا آخر ما ذكره الواحدي هنا وذكر في قوله تعالى {هل عسيتم إن كتب عليكم القتال} قرأ نافع وحده عسيتم بكسر السين واللغة الفصيحة المشهورة فيها فتحها قال ووجه قراءة نافع ما حكاه ابن الأعرابي أنهم يقولون هو عسى بكذا وما أعساه وأعسى به وقولهم عسى يقوي عسيتم بكسر السين ألا ترى أن عسى مثل شج وحر فإن قالوا يلزمكم أن تقرؤوا عسى ربكم قيل القياس هذا وله أن يأخذ باللغتين فيستعمل إحداهما في موضع والأخرى في موضع قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره في قوله تعالى {هل عسيتم إن كتب عليكم القتال}
207(3/206)
قال قرأ نافع وطلحة والحسن عسيتم بكسر السين في القرآن كله وهي لغة والباقون بالفتح وهي اللغة الفصيحة قال ابو عبيد لو جاز عسيتم يعني بالكسر لقرىء عسى ربكم يعني بالكسر مثله والجواب عما ذكره الواحدي كما تقدم وقال الإمام أبو البقاء النحوي في كتابه إعراب القرآن في هذه الآية جمهور القراء على فتح السين لأنه على فعل تقول عسى مثل رمى وتقرأ بكسرها وهي لغة والفعل منها عسى مثل خشي واسم الفاعل مثل عم حكاه ابن الأعرابي قال الواحدي في قول الله تعالى {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال المفسرون كلهم عسى من الله عز وجل واجب قال أهل المعاني وإنما كان كذلك لأن معنى عسى في اللغة التقريب والإطماع ومن أطمع إنسانا في شيء حرمه كان عارا والله تعالى أكرم من أن يطمع إنسانا في شيء ثم لا يعطيه ذلك
عشر
العشر من الشهر فيه لغتان التأنيث والتذكير والتأنيث أكثر في الأحاديث وكلام العرب ومنه الأحاديث الصحيحة في طلب ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ومما جاء في التذكير حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه في صحيح مسلم في آخر كتاب الصيام في حديث ليلة القدر قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العسر الأول من رمضان ثم اعتكف العسر الأوسط ثم قال صلى الله عليه وسلم إني أعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر هذا هو في جميع النسخ العشر الأوسط من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية بعده من كلام أبي سعيد العشر الوسطى
عشش
العش للطائر معروف وهو ما يجمعه من قطع العيدان والحشيش ونحوها فيبيض فيه في جبل أو شجرة أو سقف أو نحو ذلك قال صاحب المحكم جمعه أعشاش وعشاش وعشوش وعششة قال واعتش الطائر اتخذ عشا وكذلك عشعش قال الأزهري قال أبو عبيد من أمثالهم ليس هذا بعشك فادرجي يضرب مثلا لمن يرفع نفسه فوق قدره ونحوه تلمس أعشاشك أي تلمس التجني والعلل في ذويك
عشق
قال الأزهري سئل أحمد بن يحيى عن الحب والعشق أيهما أحمد فقال الحب لأن العشق فيه إفراط قال ابن الأعرابي والعشق اللبلاب واحدتها عشيقة قال وسمي العاشق عاشقا لأنه يذبل ممن شدة الهوى كما تذبل العشقة إذا تركت قال
208(3/207)
أبو عبيدة امرأة عاشق بلا هاء وحكاه عن الكسائي قال الليث عشق يعشق عشقا وعشقا العشق الاسم والعشق المصدر قال غيره والعشق بالسين والشين اللزوم للشيء لا يفارقه ولذلك قيل للكلف عاشق للزومه هواه والمعشق العشق هذا كلام الأزهري وقال الليث في العين بعد ذكره ما نقله الأزهري عنه يقال للفاعل عاشق وعاشقة وللمفعول معشوق ومعشوقة وقال صاحب المحكم العشق عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته عشقه عشقا وعشقا وتعشقه وقيل العشق الاسم والعشق المصدر ورجل عاشق وعشيق كثير العشق وامرأة عاشق وعاشقة والعشقة شجرة تخضر ثم تدق وتصفر قاله الزجاج وزعم أن اشتقاق العاشق من ذلك
عصب
في الحديث إلا ثوب عصب مذكور في العدة من المهذب هو بعين مفتوحة ثم صاد ساكنة مهملتين ثم باء موحدة وهي برود اليمن يعصب غزلها ثم يصبغ معصوبا ثم ينسج
عصص
قال الأزهري قال ابن الأعرابي يقال في عجب الذنب هو العصعص والعصعص والعصص والعصص والعصعوص كلها صحيحة قال صاحب المحكم عص الشيء يعص بفتح العين عصا إذا صلب واشتد وجمع العصعوص عصاعص
عضب
المعضوب المذكور في كتاب الحج العاجز عن الحج بنفسه لزمانة أو كسر أو مرض لا يرجى زواله أوكبر بحيث لا يستمسك على الراحلة إلا بمشقة شديدة هذا حده عند أصحابنا وتفصيله في هذه الكتب واضح معروف وهو بالعين المهملة والضاد المعجمة وهو من العضب بفتح العين وإسكان الضاد وهو القطع هكذا قاله أهل اللغة وقالوا يقال منه عضبته أي قطعته قال الجوهري في الصحاح المعضوب الضعيف قلت فيجوز أن يكون تسمية الفقهاء العاجز عن الحج معضوبا لهذا ويجوز أن يكون من القطع لأن الزمانة ونحوها قطعت حركته وهذا هو الذي قال الشارحون لألفاظ الفقهاء ثم هذا الذي ذكرناه من كونه بالضاد المعجمة هو المشهور المعروف الذي قاله الجماهير بل الجميع وقال الإمام أبو القاسم الرافعي بالمعجمة ثم قال وقيل هو المعصوب بالصاد المهملة كأنه ضرب على عصبه فتعطلت أعضاؤه قول الشافعي رضي الله تعالى عنه في المختصر في زكاة القطر ويزكي عمن كان مرهوبا أو مغصوبا المشهور أنه مغصوب بالغين المعجمة والصاد المهملة قال صاحب الحاوي ومنهم من رواه معضوب بالعين المهملة والضاد المعجمة أي زمنا وله وجه أيضا
209(3/208)
عضض
قال الأزهري العض بالأسنان والفعل عضضت يعني بكسر الضاد أعض والأمر منه عض واعضض قال صاحب المحكم العض الشد بالأسنان على الشيء وكذلك عض الحية ولا يقال للعقرب وقد عضضته أعضه وعضضت عليه عضا وعضاضا وعضيضا ويقال عضضته تميمية والعض باللسان أن يتناوله بما لا ينبغي والفعل كالفعل وكذلك المصدر ودابة ذات عضيض وعضاض وفرس عضوض وكلب عضوض وناقة عضوض بغير هاء وقال الأزهري قال الفراء العضاض ما لان من الأنف وقال الفراء والعضاضي الرجل الناعم اللين مأخوذ منه قال الأزهري واليعضوض ثمر أسود والياء ليست أصلية له ذكر في حد وفد عبد القيس قال الزبيدي في مختصر العين لا يدخله السوس أبدا
عضل
العضل بفتح العين وإسكان الضاد هو منع الولي الأيم من التزويج ومنع الزوج امرأته من حسن الصحبة لتفتدي منه وكلاهما محرم بنص القرآن العزيز قال أهل اللغة العضل المنع يقال عضل فلان أيمه إذا منعها من التزويج فهو يعضلها ويعضلها بكسر الضاد وضمها قالوا وأصل العضل الضيق يقال عضلت المرأة إذا نشب الولد في بطنها وكذلك عضلت الأرض بالجيش إذا ضاقت بهم كثرة وأعضل الداء الأطباء إذا أعياهم ويقال داء عضال بضم العين كغراب وامرأة عضال وأعضل الأمر أي اشتد
عضو
قوله في أول كتاب الرهن من المهذب لأن الرهن إنما جعل ليحفظ عوض ما زال ملكه عنه من مال ومنفعة وعضو فقوله وعضو هو بضم العين ثم ضاد ثم واو هذا هو الصحيح الصواب وهكذا هو في نسخة قوبلت مع الشيخ أبي إسحاق المصنف رحمه الله تعالى ويوجد في أكثر النسخ وعوض بتقديم الواو على الضاد وهو غلط أو فاسد من حيث النقل والمعنى والصواب ما تقدم أنه عضو بتقديم الضاد فقوله ليحفظ عوض ما زال ملكه عنه من مال ومنعفة وعضو أما عوض المال فهو ثمن المبيع وقيمة المتلف والمسلم فيه وغير ذلك وأما عوض المنفعة فأجرة الدار وشبهها ومال الخلع وغيره وأما عوض العضو فأرش الجناية والمهر فإن أرش الجناية عوض العضو المجنى عليه وكذلك الصداق ولا يقال كيف يقال زال ملك الإنسان من عضوه وكيف يملك الإنسان نفسه أو بعضها لأنا نقول سماه مالكا مجازا وكثيرا ما يطلق أصحابنا هذه العبارة لا سيما في أبواب النكاح إذ يقولون ملكت المراة نفسها
210(3/209)
بالخلع وبالطلاق فيسمون ذلك وأشباهه ملكا من حيث أنه يتصرف في نفسه تصرف المالك في ملكه ومراد المصنف والله تعالى أعلم أن يضبط أنواع الدين الذي يكون الرهن عليه وقد ذكر ذلك أولا في قوله يجوز أخذ الرهن على دين السلم وعوض القرض والثمن والأجرة والصداق وعوض الخلع ومال الصلح وأرش الجناية وغرامة المتلف والله تعالى أعلم
عطى
قوله في الوجيز في كتاب الصداق تزوجها على أن يعطي أباها ألفا قال الرافعي يجوز أن يعطي بالياء والتاء وبيانهما يعرف من الخلاف والتفصيل الذي في المسألة
عفص
العفص الذي يدبغ به معروف الواحدة عفصة وفي باب اللقطة يعرف عفاصها هو بكسر العين وبالفاء قال أهل اللغة والفقهاء هو الوعاء الذي يكون فيه اللقطة سواء كان من جلد أو خرقة أو غيرهما قالوا ويطلق العفاص أيضا على الجلد الذي يلبسه راس القارورة لأنه كالوعاء له فأما الذي يدخل في فم القارورة من خشبة أو جلد أو خرقة مجموعة ونحو ذلك فهو الصمام بكسر الصاد ويقال عفصتها عفصا إذا شددت العفاص عليها واعتفصته إعفاصا إذا جعلت لها عفاصا
عفف
قال أبو منصور الأزهري يقال عف الإنسان عن المحارم يعف عفة وعفا وعفافا فهو عفيف وجمعه أعفاء وامرأة عفيفة الفرج ونسوة عفائف وقال صاحب المحكم العفة الكف عما لا يحل ولا يحمد يقال عف يعف عفة وعفافا وعفافة وتعفف واستعفف ورجل عف وعفيف والأنثى بالهاء وجمع العفيف أعفة وأعفاء ولم يكسروا العف وقيل العفيفة من النساء السيدة الحرة ورجل عفيف وعف عن المسألة والحرص والجمع كالجمع هذا آخر كلام صاحب المحكم قال الجوهري ويقال أعفه الله تعالى قال الزبيدي في مختصر العين عفان فعلان من العفة
عقب
أركبه عقبة أي نوبة لأن كل واحد منهما يعقب صاحبه ويركب موضعه قال صاحب العين العقبة مقدار فرسخين ويقال اعتقبا وتعاقبا قال الواحدي سمي العقاب عقابا لأنه يعقب الذنب
عقد
قال صاحب المحكم العقد نقيض الحل عقده يعقده عقدا وتعاقدا وعقده واعتقده كعقده وقد انعقد وتعقد قال سيبويه وقالوا هو مني كعقد الإزار أي بتلك
211(3/210)
المنزلة له في القرب فحذف وأوصل الفعل والعقدة حجم العقد والجمع عقد والعقد الخيط ينظم فيه الخرز والجمع عقود والمعقاد خيط تنظم فيه خرزات وتعلق في عنق الصبي وعقد التاج فوق رأسه واعتقده عصبه به وعقد العهد واليمين يعقدهما عقدا وعقدهما أكد عقدهما والعقد العهد والجمع عقود وعاقده عاهده وتعاقدوا تعاهدوا والعقيد الحليف وعقد البناء بالجص يعقده عقدا ألزقه والعقد ماعقدت من البناء والجمع أعقاد وعقود وعقد العسل والرب ونحوهما يعقد ويعقد وأعقدته فهو معقد وعقيد والعقيد عسل يعقد حتى يخثر وفي لسانه عقدة وعقد أي التواء ورجل أعقد في لسانه عقدة وعقد كلامه أعوصه وعماه وعقد على الشيء لزمه وعقد النكاح واليع وجوبهما قال الفارسي هو من الشد والربط وعقد كل شيء إبرامه واعتقد الشيء صلبه وتعقد الإخاء استحكم وعقد الشحم يعقد انبنى وظهر والعقد المتراكم من الرمل واحده عقدة والجمع أعقاد والعقد بالفتح لغة في العقد هذا آخر كلام صاحب المحكم وقال الأزهري أعقدت العسل ونحوه وروى بعضهم عقدته والكلام اعتقدت وموضع العقد من الحل معقد وجمعه معاقد هذا آخر كلام الأزهري وقال الليث في العين تعقد السحاب إذا صار كأنه عقد مضروب مبني والعقدة الضيعة والجمع العقد واعتقد الرجل مالا وإخاء وعقد الرجل والمرأة فهو أعقد وهي عقداء إذا كان في لسانه عقدة وغلظ في وسطه والفعل عقد يعقد عقدا
عقر
قولهم في الشفعة لا تجب إلا في عقار هو بفتح العين قال الأزهري قال أبو عبيد سمعت الأصمعي يقول عقر الدار أصلها في لغة الحجاز فأما أهل نجد فيقولون عقر قال ومنه قيل العقار وهو المنزل والأرض والضياع هذا آخر كلام الأزهري وقال أبو إسحاق الزجاج في معاني القرآن العزيز في قوله تعالى في سورة آل عمران حكاية عن زكريا عليه السلام {وامرأتي عاقر} قال والعقار كل ما له أصل قال وقد قيل إن النخل خاصة يقال لها عقار قال وعقر دار القوم أصل مقالهم الذي عليه معولهم وإذا انتقلوا منه لنجعة رجعوا إليه هذا آخر كلام الزجاج وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم خمس من قتلهن فلا جناح عليه فذكر فيهن الكلب العقور قال الأزهري قال أبو عبيد بلغني عن سفيان بن عيينة أنه قال معناه كل سبع يعقر ولم يخص به الكلب قال أبو عبيد ولهذا يقال لكل جارح أو عاقر من السباع كلب عقور مثل الأسد والفهد والنمر وما أشبهها وفي أول باب الهبة من المهذب في الحديث
212(3/211)
مر بحمار عقير معناه معقور فعيل بمعنى مفعول كالقتيل والذبيح والجريح والعصير ونظائرها والمراد حمار وحش وجمع العقير عقرى كقتلى ومرضى وجرحى الذكر والأنثى فيه سواء قال الأزهري والعقاقير الأدوية التي يستشفى بها قال أبو الهيثم العقار والعقاقير كل نبت ينبت مما فيه شفاء قوله في الوسيط في مواضع منها كتاب الرهن بدل المنفعة ككسب العبد والعقر لا يتعدى إليه الرهن العقر هنا بضم العين المهملة وإسكان القاف وبعدها راء مهملة وهو المهر ويعني بها هنا مهر الأمة المرهونة لو وطئت بشبهة أو زنا قال الأزهري قال ابن شميل عقر المرأة مهرها وجمعه الاعقار وقال أحمد بن حنبل العقر المهر قال ابن المظفر عقر المرأة دية فرجها إذا غصبت فرجها وقال أبو عبيد عقر المرأة ثواب تثابه المرأة من نكاحها هذا ما ذكره الأزهري وقال الإمام أبو الحسن عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب العقر ما تعطاه المرأة على وطء الشبهة لأن الواطىء إذا افتضها عقرها فسمى مهرها عقرا ثم استعمل في الثيب وغيرها
قال الواحدي في البسيط في أول سورة آل عمران العاقر من النساء التي لا تلد يقال عقرت المرأة يعني بضم القاف تعقر عقرا وعقارة وعقر ثم قال ويقال أيضا عقر الرجل وعقر وعقر بضم القاف وفتحها وكسرها إذا لم يحبل ورجل عاقر ورجال ونساء عقر ويقال أعقر الله تعالى رحمها فهي معقرة ورمل عاقر لا ينبت شيئا قال شيخنا جمال الدين بن مالك في المثلث عقرت المرأة بضم القاف وفتحها وكسرها إذا انقطع حملها وكذلك الرجل إذا لم يولد له وعقمت بالكسر والضم صارت لا تلد وكذلك الرجل وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن صفية رضي الله تعالى عنها عقرى حلقى هكذا يرويه المحدثون بالألف التي هي ألف التأنيث ويكتبونه بالياء ولا ينونونه وهكذا نقله جماعة لا يحصون عن روايات المحدثين وهو صحيح فصيح قال الأزهري قال أبو عبيد معنى عقرى عقرها الله تعالى وحلقى حلقها الله تعالى يعني عقر الله تعالى جسدها وأصابها بوجع في حلقها قال أبو عبيد أصحاب الحديث يروونه عقرى حلقى وإنما هو عقرا حلقا قال وهذا على مذهب العرب في الدعاء على الشيء من غير إرادة لوقوعه قال شمر قلت لأبي عبيد لم لا تجيز عقرى قال فعلى تجيء نعتا ولم تجىء في الدعاء فقلت روى ابن شميل عن العرب مطيرى وعقرى أخف منها فلم ينكره هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم ويقال للمرأة عقرى
213(3/212)
حلقى معناه عقرها الله تعالى وحلقها أي حلق شعرها أو أصابها بوجع في حلقها فعقرى ههنا مصدر كدعوى وقيل عقرى حلقى يعقر قومها ويحلقهم بشؤمها وقيل العقرى الحائض وقيل عقرى حلقى أي عقرها الله تعالى وحلقها هذا آخر كلام صاحب المحكم وقيل معناه عاقر لا تلد وعلى الأقوال كلها كلمة استعت فيها العرب فصارت تطلقها ولا تريد حقيقة معناها الذي وضعت له كتربت يداك وقاتله الله ما أشجعه
وقال صاحب المحكم العقر والعقر العقم وقد عقرت المرأة عقارة وعقارة وعقرت تعقر عقرا وعقرا وعقرت عقارا وهي عاقر وكذلك الناقة وجمعها عقر ورجل عاقر وعقير لا يولد له ولم نسمع في المرأة عقيرا والعقرة خرزة تشدها المرأة على حقويها لئلا تحبل وعقر الأمر عقرا لم ينتج عاقبة والعاقر من الرمل ما لا ينبت وقيل هي الرملة التي تنبت جنباتها ولا ينبت وسطها والعقر شبيه بالحز عقره يعقره وعقره والعقير المعقور والجمع عقرى الذكر والأنثى سواء وعقر الفرس عقرا قطع قوائمه وعقر الناقة يعقرها ويعقرها عقرا وعقرها إذ فعل بها ذلك حتى تسقط فنحرها مستمكنا منها وكذلك كل فعيل مصروف عن مفعول به فإنه بغير هاء قال اللحياني وهو الكلام المجتمع عليه ومنه ما يقال بالهاء وعاقر صاحبه فاخره في عقر الإبل وتعاقر الرجلان عقرا إبلهما ليرى أيهما أعقر لها والعقيرة ما عقر من صيد أو غيره وعقيرة الرجل صوته إذا غنى أو بكى أو قرأ والعقيرة الرجل الشريف يقتل وعقر القتب والرحل ظهر الناقة والسرج ظهر الدابة يعقره عقرا حزه وأدبره واعتقر الظهر وانعقر دبر وسرج معقار ومعقر ومعقر وعقرة وعقر وعاقور يعقر ظهر الدابة وكذلك الرحل وقيل لا يقال معقر إلا لما عادته أن يعقر ورجل عقرة وعقر ومعقر يعقر الإبل من إتعابه إياها ولا يقال عقور والجمع عقر وكلأ أرض كذا عقار وعقار يعقر الماشية وعقر النخلة عقرا فهي عقرة قطع راسها فيبست وبيضة العقر التي تمتحن بها المرأة عند الافتضاض وقيل هي أول بيضة تبيضها الدجاجة لأنها تعقرها وقيل هي آخر بيضة تبيضها إذا هرمت وقيل هي بيضة الديك يبيضها في السنة مرة ويقال للذي لا غناء عنده بيضة العقر على التشبيه بذلك وبيضة العقر الأبتر الذي لا ولد له وعقر القوم وعقرهم محلتهم بين الدار والحوض وعقر الحوض وعقره مؤخره وقيل مقام الشاربة منه وناقة عقرة تشرب من عقر الحوض وعقر النار وعقرها أصلها الذي تتأجج منه
214(3/213)
وقيل معظمها ومجتمعها وعقر الدار وعقرها أصلها وقيل وسطها وهذا البيت عقر القصيدة أي خيارها والعقر والعقار المنزل والضيعة وخص بعضهم بالنخل العقار وعقر البيت متاعه ونضده الذي لا يتبدل إلا في الأعياد والحقوق الكبار وقيل عقار المتاع خياره وقيل عقاره متاعه ونضده إذا كان حسنا كثيرا وعاقر الشيء معاقرة وعقارا لزمه والعقار الخمر لأنها عاقرت الدن لزمته وقيل لأن أصحابه تعاقروا بها أي يلازمونها وقيل هي التي تعقر شاربها وقيل التي لا يلبث أن يسكر وعقر الرجل عقرا فجأه الروع فلم يقدر أن يتقدم أو يتأخر وقيل عقر دهش والعقر والعقر القصر وقيل القصر المنهدم بعضه على بعض وقيل البناء المرتفع هذا آخر كلام صاحب المحكم وقال الأزهري قال ابن شميل ناقة عقير وجمل عقير والعقر لا يكون إلا في القوائم
قال الأزهري والعقر عند العرب كشف عرقوب البعير ثم يجعل النحر عقرا لأن ناحر البعير يعقر ثم ينحر وذكر في سبب تسمية الخمر عقارا كمهر وهو داء في الرحم وعقرة العلم النسيان وبيضة العقر يقال إنها بيضة الديك وذلك أنه يبيض في السنة بيضة واحدة تضرب مثلا للعطية القليلة لا التي لا يربها معطيها ببر يتلوها والعاقرة الملاعنة والعقاقير الأدوية التي يستشفى بها وقال أبو الهيثم العقار والعقاقير كل نبت ينبت مما في شفاء هذا آخر كلام الأزهري
عقص
قوله في قصة الظعينة في قصة حاطب رضي الله تعالى عنه فأخرجت الكتاب من عقاصها مذكور في آخر كتاب السير من المهذب العقاص بكسر العين قال الأزهري قال أبو عبيد العقص ضرب من الضفر وهو أن يلوي الشعر على الراس ولها تقول النساء لها عقصة وجمعها عقصة وعقاص وقال الليث العقص أن تأخذ المرأة كل خصلة من شعرها فتلويها ثم تعقدها حتى يبقى فيها التواء ثم ترسلها فكل خصلة عقيصة قال والمرأة ربما اتخذت عقيصة من شعر غيرها قال ابو عبيد عن أبي زيد العقصاء من الشعر التي التوى قرناها على أذنيها من خلفها هذا كلام الأزهري وقال صاحب المحكم العقيصة الخصلة والجمع عقائص وعقاص وهي العقصة ولا يقال للرجل عقصة وعقصت شعرها تعقصه عقصا شدته في قفاها
عقق
قال الإمام أبو منصور الأزهري قال أبو عبيد قال الأصمعي وغيره العقيقة أصلها الشعر الذي يكون على رأس الصبي حين يولد وإنما سميت الشاة التي
215(3/214)
تذبح عنه في تلك الحال عقيقة لأنه يحلق عنه ذلك الشعر عند الذبح ولهذا قال في الحديث أميطوا عنه الأذى يعني بالأذى ذلك الشعر الذي يحلق عنه قال وهذا مما قلت لك إنهم ربما سموا الشيء باسم غيره إذا كان معه أو من شبهه فسميت الشاة عقيقة لعقيقة الشعر قال أبو عبيد وكذلك كل مولود من البهائم فإن الشعر الذي يكون عليه حين يولد عقيقة وعقة وقال الأزهري ويقال لذلك الشعر عقيق بغير هاء قال الأزهري العق في الأصل الشق والقطع وسميت الشعرة الذي يخرج الولد من بطن امه وهي عليه عقيقة لأنها إذا كانت على رأس الأنسي حلقت فقطعت وإن كانت على البهيمة فإنها تتنسل وقيل للذبيحة عقيقة لنها تذبح أي تشق حلقومها ومريها وودجاها قطعا كما سميت ذبيحة بالذبح وهو الشق قال ابن السكيت عق فلان عن ولده إذا ذبح عنه يوم أسبوعه قال وعق فلان أباه يعقه عقا وقال غيره عق فلان والديه يعقهما عقوقا إذا قطعهما ولم يصل رحمه منهما وجمع العاق القاطع لرحمه عققة ويقال أيضا رجل عق قال ابن الأعرابي العقق قاطعوا الأرحام قال الأزهري والعرب تقول لكل مسيل ما شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه عقيق وفي بلاد العرب أربعة أعقة وهي أودية شقتها السيول عادية فمنها عقيق عارض اليمامة وهو واد واسع مما يلي العرمة يتدقق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء ومنها عقيق بناحية المدينة فيها عيون ونخيل ومنها عقيق آخر يتدفق ماؤه في غوري تهامة هو الذي ذكره الشافعي رضي الله تعالى عنه فقال ولو أهلوا من العقيق لكان أحب إلي ومنها عقيق القنان تجري إليه مياه قلل نجد وجباله وقال الأصمعي الأعقة الأودية وقال أبو عبيدة عقيقة الصبي غرلته إذا ختن قال صاحب المحكم عق والده يعقه عقا وعقوقا شق عصى طاعته قال وقد يعم بلفظ العقوق وجميع الرحم الفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ورجل عقق وعقق وعق بمعنى عاق والمعقة العقوق قال والعقيقة الشعر الذي يولد به الطفل لأنه يشق الجلد والعلقة كالعقيقة وقيل العقة في الناس والخمر خاصة وأعقت الحامل نبت شعر ولدها في بطنها وعق عن ابنه يعق ويعق حلق عقيقته أو ذبح عن شاة والعقوق من البهائم الحامل وقيل هي من الحامل خاصة والجمع عقق وعقائق وإذا طلب الإنسان فوق ما يستحق قالوا طلب الأبلق العقوق فكأنه طلب أمرا لا يكون أبدا لأنه لا يكون الأبلق عقوقا ويقال إن رجلا سال معاوية أن يزوجه أمه فقال أمرها إليها وقد أبت أن تتزوج فقال فولني مكان كذا فقال معاوية متمثلا
216(3/215)
(طلب الأبلق العقوق فلما .......... لم ينله أراد بيض الأنوق)
والأنوق طائر أبيض يبيض في قنن الجبال فبيضه في حرز إلا أنه يطمع فيها فمعناه أنه طلب ما لا يكون فلما لم يجد ذلك طلب ما يطمع في الوصول إليه وهو مع ذلك بعيد وماعق وعقاق شديد المرارة الواحد والجمع فيه سواء والعقيق خرز أحمر يتخذ منه الفصوص الواحدة عقيقة وعقعق الطائر بصوته ذهب وجاء والعقعق طائر معروف من ذلك هذا آخر كلام صاحب المحكم
عقل
قال الأزهري قال ابن الأعرابي العقل التثبت في الأمور والعقل القلب والقلب العقل قال وقال غيره سمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه وقال آخرون العقل هو التمييز الذي يتميز به الإنسان عن سائر الحيوان قال والمعقول ما تعقله بقلبك والمعقول العقل يقال ما له معقول أي ما له عقل ويقال اعتقل لسانه إذا لم يقدر على الكلام قال والعقل في كلام العرب الدية سميت عقلا لأن الدية كانت عند العرب إبلا لأنها كانت أموالهم فسميت الدية عقلا لأن القاتل كان يكلف أن يسوق إبل الدية إلى فناء ورثة المقتول فيعقلها بالعقل ويسلمها إلى أوليائه وأصل العقل مصدر عقلت البعير بالعقال أعقله عقلا وهو حبل يثنى به يد البعير إلى ركبتيه فتشد به ويقال عقلت فلانا إذا أعطيت ديته ورثته وعقلت عن فلان إذا ألزمته جناية فغرمت ديتها عنه والمعقل الملجأ وعقل الدواء بطنه يعقله عقلا إذا أمسكه بعد استطلاقه وذلك الدواء عقول وعقل أيضا بطنه وعقل المصدق الصدقة قبضها واعتقل رمحه وضعه بين ركابه وساقه واعتقل الشاة وضع رجلها بين فخذه وساقه فحلبها ولفلان عقلة يعقل بها الناس إذا صارعهم عقل أرجلهم والعقيلة الكريمة من النساء والإبل وغيرهما والجمع العقائل وعقل الظل إذا قام قائم الظهيرة وعقل فلان فلانا وعكله إذا أقامه على إحدى رجليه وهو معقول منذ اليوم وصار دم فلان معقلة على قومه إذا غرموه واعتقل فلان من دم صاحبه إذا أخذ العقل والمعاقل حيث تعقل الإبل وعقلت المرأة شعرها إذا مشطته والماشطة العاقلة والدرة الكبيرة الصافية عقيلة البحر والعقنقل من الرمل ما ارتكم وتعقل بعضه ببعض ويجمع عقنقلات وعقاقل وأعقلت فلانا لقيته عاقلا وعقلته جعلته عاقلا هذا آخر كلام الأزهري
وقال صاحب المحكم العقل ضد الحمق والجمع عقول عقل يعقل عقالا وعقالا فهو عاقل من قوم عقلاء قال إمام الحرمين في أول الإرشاد العقل علوم ضرورية
217(3/216)
والدليل على أنه من العلوم استحالة الاتصاف به مع تقدير الخلو من جميع العلوم وليس العقل من العلوم النظرية إذ شرط النظر تقدم العقل وليس العقل جميع العلوم الضرورية فإن الضرير ومن لا يدرك يتصف بالعقل مع انتفاء علوم ضرورية عنه فبان بهذا أن العقل من العلوم الضرورية وليس كلها هذا كلام الإمام واختلف الناس في محل العقل هل هو في القلب أم في الدماغ فذهب أصحابنا من المتكلمين أنه في القلب وبه قال جمهور المتكلمين وهو قول الفلاسفة وقالت الأطباء هو في الدماغ وهو محكي عن أبي حنيفة احتج أصحابنا بقول الله تعالى {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها} وقوله تعالى {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} وبقوله صلى الله عليه وسلم ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب فجعل صلى الله عليه وسلم صلاح الجسد وفساده تابعا للقلب مع أن الدماغ من جملة الجسد واحتج القائلون بالدماغ بأنه إذا فسد الدماغ فسد العقل والجواب أن الله تعالى أجرى العادة بفساد العقل عند فساد الدماغ مع أن العقل ليس فيه ولا امتناع في هذا والمعقول العقل وهو أحد المصادر التي جاءت على مفعول كالميسور والمعسور وعاقله فعقله بعقله إذا كان أعقل منه وعقل الشيء يعقله عقلا فهمه وقلب عقول فهم وتعاقل أظهر أنه عاقل فهم وليس كذلك وعقل الدواء بطنه يعقله ويعقله عقلا أمسكه واعتقل لسانه امتسك وعقله عن حاجته يعقله وعقله وتعقله واعتقله حبسه وعقل البعير يعقله عقلا وعقله واعتقله شد وظيفه إلى ذراعه وكذلك الناقة وقد يعقل العرقوبان والعقال الرباط الذي يربط به والجمع عقل وهم على معاقلهم الأولى أي على حال الديات التي كانت في الجاهلية وعلى معاقلهم أيضا أي على مراتب آبائهم وأصله من ذلك وفلان عقال المئين وهو الرجل الشريف إذا أسر فدى بمئين من الإبل والعقل اصطكاك الركبتين وقيل التواء في الرجل وقيل هو أن يفرط الروح في الرجلين حتى يصطك العرقوبان ودا ذو عقال لا يبرأ منه والعقيلة من النساء المخدرة وعقيلة القوم سيدهم وعقيلة كل شيء أكرمه وعقائل الإنسان كرائم ماله وعاقول البحر معظمه وقيل موجه وعاقول النهر ما اعوج منه والعاقول ما التبس من الأمور وأرض عاقول لا يهتدى إليها والعقل ضرب من الوشي الأحمر وقيل هو ثوب أحمر يجلل به الهودج وعقله يعقله عقلا واعتقله صرعه وعقل إليه يعقل عقلا وعقولا لجأ والعقل الحصن وجمعه عقول وهو المعقول وفلان معقل لقومه أي ملجأ
218(3/217)
على هذا المثل هذا آخر كلام صاحب المحكم قولهم التمر المعقلي هو بفتح الميم وإسكان العين هو نوع معروف قيل منسوب إلى معقل بن يسار الصحابي رضي الله تعالى عنه قال ابن ماكولا في الأنساب وإليه أيضا ينسب نهر معقل بالبصرة وفي الحديث لو منعوني عقالا لقاتلتهم قيل هو العقال الذي هو الحبل وقيل هو صدقة عام والخلاف فيه مشهور للمتقدمين والمتأخرين من الفقهاء وأهل الحديث واللغة وكلاهما يسمى عقالا في اللغة
عكب
العنكبوت معروفة وهي هذه الناسجة قال الجوهري الغالب عليها التأنيث قال وجمعها عناكب والعنكبات العنكبوت أيضا وقال أبو حاتم السجستاني العنكبوت مؤنثة وجمعها عنكبوتات وعناكيب وعناكب وربما ذكر العنكبوت في الشعر قال الواحدي قال الليث العنكبوت دويبة تنسج نسجا رفيعا مهلهلا بين الهواء والأرض وعلى رأس التين قال وتجمع العناكب والعناكيب والعنكبوتات وتصغر عنيكبا وعنيكيبا وأهل اليمن تقول العنكبوه بالهاء وحكي عن الفراء أيضا أنها مؤنثة وقد يذكرها بعض العرب
عكف
قال الله تعالى {وأنتم عاكفون في المساجد} يقال عكف يعكف ويعكف إذا أقام قوله تعالى {والهدي معكوفا} قال الإمام أبو منصور الأزهري في التهذيب قال المفسرون وغيرهم من أهل اللغة عاكفون مقيمون في المساجد يقال عكف يعكف ويعكف إذا أقام قوله تعالى {والهدي معكوفا} الفتح فإن مجاهدا وعطاء قالا محبوسا وكذلك قال الفراء يقال عكفته أعكفه عكفا إذا حبسته قال الأزهري ويقال عكفته عكفا فعكف يعكف عكوفا وهو لازم وواقع يعني متعديا كما يقال رجعته فرجع إلا أن مصدر اللازم العكوف ومصدر الواقع العكف وقال الليث يقال عكف يعكف ويعكف عكفا وعكوفا وهو إقبالك على الشيء لا ترفع عنه وجهك
عكن
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم التحف بملحفة ورسية قال الراوي فكأني أنظر إلى أثر الورس في عكنة مذكور في باب صفة الوضوء من المهذب قوله عكنه هو بضم العين وفتح الكاف جمع عكنة بضم العين وإسكان الكاف قال الأزهري قال الليث وغيره العكن الانطواء في بطن الجارية من السمن واحدة العكن عكنة ولو قيل
219(3/218)
جارية عكناء لجاز ولكنهم يقولون معكنة ويقال تعكن الشيء تعكنا إذا ركم بعضه على بعض وانثنى
علس
العلس المذكور في زكاة النبات هو بفتح العين واللام المخففة وهو صنف من الحنطة يكون حبتان منه في نبت روى الإمام أبو منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أنه قال العلس ضرب من القمح يكون في الكمام منه حبتان وهو في ناحية اليمن ولم يذكر الأزهري غير هذا وكذا قال الجوهري وهو طعام أهل صنعاء قاعدة اليمن وأما قول الغزالي في الوسيط أنه حنطة توجد بالشام فأنكر عليه فإنه لا يعرف ذلك في الشام ولا قيل أنه كان فيه وذكر بعض فضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب أنه حنطة صلبة سمراء عسرة الاستنقاء جدا لا تنقى إلا بالمهارس وهي طيبة الخبز سنبلها لطاف قليلة الريع
علق
قولهم في نجاسة العلقة وجهان هي العلقة التي هي أصل الإنسان يعني لو ألقت المرأة العلقة ففي نجاستها وجهان قال الله تعالى {ثم خلقنا النطفة علقة} قال الأزهري العلقة الدم الجامد الغليظ ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء علقة لأنها حمراء كالدم وكل دم غليظ علق قال أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي في تفسيره سورة اقرأ العلق جمع علقة والعلق قطعة من دم رطب سميت بذلك لأنها تعلق لرطوبتها بما تمر عليه فإذا جفت لم تكن علقة وقال صاحب المحكم العلق الدم ما كان قال وقيل هو الجامد قبل أن ييبس وقيل هو ما اشتدت حمرته والقطعة منه علقة قوله في الوسيط لو حمل علاق المصحف هو بكسر العين قال الأزهري العلاقة بالكسر علاقة السيف والسوط يعني وشبههما وكذا قاله صاحب المحكم وجماعات قوله في كتاب البيع من الوسيط إذا انضم إلى البيع شرط بقيت معه علقة هي بضم العين وإسكان اللام يعني بقية ودعوى قال الأزهري عندهم علقة من طعامهم أي بقية قال وقال ابن شميل يقال لفلان في هذه الدار علاقة أي بقية نصيب وفي الدعوى له علاقة قال الأزهري الإعلاق معالجة عذرة الصبي ودفعها بالأصبع يقال أعلقت عنه أمه عذرة إذا فعلت ذلك به وغمزت ذلك الموضع بأصبعها ودفعته والعلق الدواهي وهي أيضا المنايا والاشغال وعلق العلق بحنك الدابة تعلق علقا إذا عض على موضع العذرة من حلقه فشرب الدم والمعلوق من الناس والدواب الذي أخذ العلق بحلقه عند الشرب ويقال علق فلان فلانة وعلقها تعليقا وهو معلق
220(3/219)
القلب بها إذا أحبها والعلاقة بفتح العين الهوى اللازم للقلب والعلاقة بكسر العين علاقة السيف والسوط وعلق يفعل كذا كطفق وفي الحديث أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمار الجنة قال الأزهري معناه تتناول بأفواهها يقال علقت تعلق علوقا والمعلق قدح يعلقه الراكب معه وجمعه معاليق والعلقة من الطعام والمركب ما يتبلغ به وإن لم يكن تاما وعندهم علقة من متاعهم أي بقية وما في الأرض علاق أي ما يتبلغ به وامرأة معلقة إذا لم ينفق عليها زوجها ولم يخل سبيلها فهي لا أيم ولا ذات بعل والعلق الشيء النفيس وهو علق مضغة أي مص به وجمعه أعلاق وما عليه علقة إذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة والعلق في الثوب ما علق به وفلان معلاق وذو معلاق أي شديد الخصومة ومعلاق الرجل لسانه إذا كان جدلا والمعلاق والمعلوق بكسر الميم في الأول وضمها في الثاني ما تعلق عليه الشيئ وتعليق الباب نصبه وتركيبه والعليق القصيم يعلق على الدابة ويقال للشارب عليق والعليق نبات معروف يتعلق بالشجر ويلتوي عليه هذا آخر كلام الأزهري
وقال صاحب المحكم علق بالشيء علقا وعلقة نشب فيه وهو عالق به أي نشيب فيه وأعلق الحابل علق الصيد بحبالته وعلق الشيء علقا وعلق به لزمه وعلقت نفسه الشيء فهي علقة وعلاقية وعلقنة لهجت به والعلاقة الحب اللازم للقلب وقد علقها علقا وعلاقة وعلق بها وتعلقها وتعلق بها وعلقها وعلق بها قال اللحياني العلق الهوى يكون للرجل في المرأة وإنه لذو علق في فلانة كذا عداه بفي قال اللحياني عن الكسائي لها في قلبي علق حب ولا علاقة حب وعلاقة حب قال ولم يعرف الأصمعي علق حب إنما عرف علاقة حب بالفتح وعلق حب قال بفتح العين واللام وعلق الشيء بالشيء ومنه وعليه تعليقا ناطه والعلاقة ما علقته به وتعلق الشيء ماعلقه من نفسه وعلاقة السوط هي ما في مقبضه من السير وكذلك علاقة القدح والمصحف وما أشبه ذلك وأعلق السوط والمصحف والقدح جعل لها علاقة وعلقه على الوتد وعلق الشيء خلفه كما تعلق الحقيبة وغيرها من وراء الرجل وتعلق به وتعلقه على حذف الوسيط سواء وعلق الثوب من الشجر علقا وعلوقا بقي متعلقا به والعلق الجذبة في الثوب وغيره وهو منه والعلق كل ما علق قال اللحياني وهو العلوق والمعالق بغير ياء والمعلاق والمعلوق ما علق به من عنب ونحوه لا نظير له إلا مغرود لضرب من الكمأة ومغفور ومغثور ومغبور لغة في مغثور ومزمور ومعاليق العقد السيوف ويجعل فيها من
221(3/220)
كل ما يحس فيه والأعاليق كالمعاليق كلاهما ما علق ولا واحد للأعاليق وكل شيء علق فيه شيء فهو معلاقه والمعلقة بعض أداة الراعي وعلق به علقا وعلوقا تعلق والعلوق ما تعلق بالإنسان والعلوق المسة ويقال ما بينهما علاقة يعني بفتح العين أي شيء يتعلق به أحدهما على الآخر ولي في الأمر علوق ومتعلق أي مفترض والعليق القضيم يعلق على الدابة وعلقها على الدابة وعلقها علق عليها وعلق به علقا خاصمه والعلاقة الخصومة يقال لفلان في أرض بني فلان علاقة أي خصومة والعلاقى مقصور الألقاب واحدتها علاقية وهي أيضا العلائق واحدتها علاقة لأنها تعلق على الناس والعلق دود أسود في الماء المعروف الواحدة علقة وعلق الدابة علقا تعلقت به العلقة وعلقت به علقا لزمته والمعلوق الذي أخذ العلق بحلقه عند الشرب والعلوق التي لا تحب زوجها من النوق التي لا تألف الفحل ولا تر أم الولد وكلاهما على الفال وقيل هي التي ترأم بأنفها ولا تدر وقيل هي التي عطفت على ولد غيرها ولم تدر عليه والعلق المال الكريم يقال علق خير وقد قالوا علق شر والجمع أعلاق والعلق الخمر لنفاستها وقيل هي القديمة والعلقة الثوب النفيس يكون للرجل والعلقة قميص بلا كمين وقيل ثوب صغير للصبي وقيل أول ثوب يلبسه المولود
وقال اللحياني العلق الثوب الكريم أوالترس أو السيف وكذا الشيء الواحد الكريم من غير الروحانيين ويقال له العلوق وعلق علاقا وعلوقا أكل وأكثر ما يستعمل في الجحد يقال ما ذقت علاقا ولا علوقا وفي الحديث أروح الشهداء تعلق من ثمار الجنة بضم اللام تصيب ورواه الفراء تعلق بفتح اللام والعلقى شجر تدوم خضرته في القيظ ولها أفنان طوال رقاق وورق لطاف فبعضهم يجعل ألفها للتأنيث وبعضهم يجعلها للالحاق والعلائق الصنائع هذا آخر كلام صاحب المحكم
وقال الأزهري في باب علق قال ابن الأعرابي يقال علق مصة وعلق مطة بمعنى واحد سمي علقا لأنه علق به بحبه إياه يقال ذلك لكل ما أحبه قوله في المهذب في باب الربا في حديث فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنه أتى بقلادة معلقة بذهب هكذا هو بالعين المهملة والقاف فهكذا هو في روايات الحديث وعند الفقهاء المحققين وكذا ضبطه ابن البرزي وغيره من المتكلمين على ألفاظ المهذب وحكى ابن معن أنه روى أيضا بغين معجمة وفاء وهذا الذي حكاه وإن كان صحيح المعنى فهو غير معروف في الروايات
222(3/221)
علل
قال الإمام أبو منصور الأزهري عل ولعل حرفان وضعا للترجي في قول النحويين وقال يونس في قول الله تعالى {فلعلك باخع نفسك} و {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} قال معناه كأنك فاعل ذلك إن لم يؤمنوا قال ولعل لها مواضع في كلام العرب من ذلك قوله تعالى {لعلكم تذكرون} و {لعلكم تتقون} و {لعله يتذكر} قال معناها كي كقولك ابعث إلي بدابتك لعلي أركبها بمعنى كي قال وتقول انطلق بنا لعلنا نتحدث أي كي نتحدث وقال ابن الأنباري لعل تكون ترجيا وتكون بمعنى كي وتكون ظنا كقولك لعلي أحج العام معناه أظنني سأحج وتكون بمعنى عسى تقول لعل عبد الله أن يقوم معناه عسى وتكون بمعنى الاستفهام كقولك لعلك تشتمني فإنما قيل معناه هل تشتمني وقال ابن السكيت في لعل لغات تقول بعض العرب لعلني وبعضهم لعني وبعضهم علني وبعضهم لأني ولأنني وبعضهم لو أنني هذا ما ذكره الأزهري في باب العين واللام وذكر في باب العين والنون قال الفراء لأنك وأنك ولعنك بمعنى لعلك قال الأزهري وقال ابن الأعرابي لعنك لبني تميم قال وبنو تيم الله بن ثعلبة يقولون ورعنك يقولون ذلك يريدون لعلك وقال اللحياني ومن العرب من يقول وعنك ولغنك بالغين بمعنى لعلك قوله بالغين يعني المعجمة هذا آخر كلام الأزهري
قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي المفسر في تفسيره المشهور عند ذكر تفسير قول الله تعالى {ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون} في لعل ست لغات لعل وعل ولعن وعن ورعن ولعا ولها ستة أوجه هي من الله تعالى واجبة ومن الناس على معان تكون بمعنى الاستفهام كقول القائل لعلك فعلت ذلك مستفهما وتكون بمعنى الظن يقول قام فلان فيقال لعل ذلك بمعنى أظن وأرى ذلك وتكون بمعنى الإيجاب بمعنى ما أخلقه كقولك وقد وجبت الصلاة فيقال لعل ذلك أي ما أخلقه وتكون بمعنى الترجي والتمني كقولك لعل الله تعالى أن يرزقني مالا وتكون بمعنى عسى يكون ما يراد كقوله تعالى {لعلي أبلغ الأسباب} وتكون بمعنى كي على الجزاء كقوله تعالى {انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون} أي لكي يفقهون هذا آخر ما ذكره الثعلبي
قال صاحب المحكم العلة الحدث يشغل صاحبه عن وجهه وقد اعتل الرجل
223(3/222)
وهذا علة لهذا أي سبب والعلة المرض يقال منه عل يعل واعتل وأعله الله تعالى ورجل عليل وحروف العلة والاعتلال الألف والياء والواو سميت بذلك للينها وثبوتها واستعمل أبو إسحاق لفظة المعلول في المتقارب من العروض واستعمله في المضارع وأرى هذا إنما هو على طرح الزائد كأنه جاء على عل وإن لم يلفظ به وإلا فلا وجه له والمتكلمون يستعملون لفظ المعلول في هذا كثيرا وبالجملة فلست منها على ثقة ولا ثلج لأن المعروف إنما هو أعله الله تعالى فهو معل اللهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه من قولهم مجنون ومسلول من أنه جاء على جننته وسللته وإن لم يستعملا في الكلام استغناء عنهما بأفعلت قال وإذا قالوا جن وسل فإنما يقولون جعل فيه الجنون والسل كما قالوا حرف وصل هذا آخر كلام صاحب المحكم
وقال الإمام الواحدي في قول الله عز وجل {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} قال ابن الأنباري لعل تكون ترجيا وتكون بمعنى كي وتكون ظنا وقال يونس وقطرب لعل تأتي في كلام العرب بمعنى كي وقال سيبويه لعل كلمة ترجية وتطميع للمخاطين أي كونوا على رجاء وطمع أن تتقوا بعبادتكم عقوبة الله تعالى أن تحل بكم كما قال في قصة فرعون {لعله يتذكر أو يخشى} كأنه قال اذهبا أنتما على رجائكما وطمعكما والله تعالى من وراء ذلك وعالم بما يؤول إليه أمره والله تعالى أعلم هذا آخر كلام الواحدي هنا وكذلك قال أبو إسحاق الزجاج في كتابه معاني القرآن العزيز في هذه الآية {لعلكم تتقون} قال فيها قولان أحدهما معناه عند أهل اللغة كي تتقوا قال والذي ذهب إليه سيبويه في مثل هذا أنه فرح لهم كما قال الله عز وجل في قصة فرعون {لعله يتذكر أو يخشى} أي كأنه قال اذهبا أنتما على رجائكما والله تعالى من وراء ذلك وكذا قال الزجاج والواحدي في قول الله تعالى {كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون} قالا معناه لتكونوا على رجاء هدايته وقد كرر الواحدي هذا القول في مواضع كثيرة وقال صاحب المحكم لعل ولعل يعني بفتح اللام الثانية وكسرها طمع وإشفاق كعل قال وقال بعض النحويين اللام الأولى زائدة مؤكدة وإنما هو عل وأما سيبويه فجعلها حرفا واحدا غير مزيد وحكى أبو زيد أن لغة عقيل لعل زيد منطلق بكسر اللام الأخيرة من لعل وجر زيد قال كعب بن سعد الغنوي
224(3/223)
(فقلت أدعوا أخرى وأرفع الصوت ثانيا .......... لعل أبي المغوار منك قريب)
وقال أبو الحسن الأخفش قال أبو عبيدة أنه سمع لآم لعل مفتوحة في لغة من جر بها في قول الشاعر
(لعل الله يمكنني عليها .......... جهارا من زهير أو أسيد)
قال الأزهري قال أبو زيد في نوادرة يقال هما أخوان من علة وهما ابنا علة إذا كانت أماهما شتى والأب واحد وهم بنو العلات وهم أخوة من علة وعلات كل هذا من كلامهم ونحن إخوان من علة وهو أخي من علة وهما أخوان من ضرتين ولم يقولوا من ضرة وهم أولاد العلات قال الأصمعي تعللت بالمرأة لهوت بها وقال صاحب المحكم تعلل بالأمر واعتل به تشاغل وعلله بطعام وحديث ونحوهما شغله وتعلت المرأة من نفاسها وتعللت خرجت منه وطهرت وبنو العلة من أمهات وجمعها علائل
علو
وأما قولهم في بابي السجود والتلاوة إذا فعل كذا فعليه سجود السهو وسجود التلاوة على المستمع كهو على القارىء وأشباه ذلك مع أن سجود السهو وسجود التلاوة سنتان عندنا بلا خلاف فقال الرافعي لفظة على هنا ليست للإيجاب بل المراد تأكيد الاستحباب قال وكثيرا ما يتكرر هذا في كلام الأصحاب في هاتين السجدتين ومرادهم ما ذكرنا قال وقد يستعملون لفظ الوجوب واللزوم في ذلك والمراد تأكيد الاستحباب قلت ومن هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم غسل الجمعة واجب على كل محتلم وإذا عطس فحمد الله تعالى فحق على من سمعه أن يسمته
عمد
في الحديث لا يعمد إلى أسد من أسد الله تعالى ثم يعطيك سلبه ذكره في الإيمان من المهذب معنى يعمد يقصد هو بكسر الميم والعمدة ما يعتمد عليه والعمود معروف وجمعه عمد وعمد بضم العين والميم وفتحهما والعمد ضد الخطأ وعمد الخطأ في الجنايات معروف قال الواحدي قال الفراء العمد والعمد جمع العمود كأدم وأدم والعماد والعمود ما يعمد الشيء به يقال عمدت الحائط أعمده بضم الميم إذا دعمته فاعتمد الحائط على العماد أي امتسك به وفلان عمدة قومه أي يعتمدونه فيما ينوبهم
عمر
قوله تعالى {وأتموا الحج والعمرة لله} قال الأزهري العمرة مأخوذ من الاعتمار وهو الزيارة يقال أتانا فلان معتمرا أي زائرا قال ويقال الاعتمار القصد قال وقيل إنما قيل للمحرم بالعمرة معتمر لأنه قصد لعمل في موضع عامر
225(3/224)
وقال الجوهري العمرة في الحج أصلها من الزيارة والجمع العمر والعمرى بضم العين نوع من الهبة ولها ثلاث صور مشهورة في هذه الكتب وغيرها وهي مشتقة من العمر وقد سبق في باب الراء أن الرقبى والعمرى كانتا من هبات الجاهلية قال الجوهري عمرويه شيئان جعلا واحدا وكذلك سيبويه وبني على الكسر لأن آخره أعجمي مضارع للأصوات فشبه بغاق فإن نكرته نونت فقلت مررت بعمرويه وعمرويه آخر ذكر المبرد في تثنيته وجمعه العمرويهان والعمرويهون وذكر غيره أن من قال هذا عمرويه وسيبويه ورايت عمرويه وسيبويه فأعربه وثناه وجمعه ولم يشرطه المبرد وعمرو اسم رجل يكتب بالواو فرقا بينه وبين عمر ويسقطها النصب لأن الألف تلحقها ويجمع على عمور قاله الجوهري وقال الأزهري في آخر تهذيب اللغة في آخر باب الواوات زيدت الواو في عمرو دون عمر لأن عمر أثفل من عمرو وهكذا ذكر هذا الفرق أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب قال الجوهري عمرت الخراب أعمره عمارة فهو عامر أي معمور مثل دافق أي مدفوق ومكان عمير أي عامر قوله في المهذب في استقبال القبلة إذا ركب في عمارته وفي الحج لا يلزمه حتى يجد عمارته هي بفتح العين قال ابن البرزي ثم ابن باطيش في شرحهما ألفاظ المهذب هي بفتح العين وتشديد الميم والتاء وفتحها وذكرها غيرهما بتخفيف الميم وهي مركب صغير على هيئة مهد الصبي أو قريبة من صورته ولعلها مأخوذة من العمارة بفتح العين وتخفيف الميم وهي كل شيء جعلته على رأسك من عمامة أو قلنسوة أو تاج أو غير ذلك ذكره الأزهري والجوهري عن أبي عبيدة لكن الجوهري ذكر عمارة بالهاء في آخره وهي عامرة وعمر فلان المكان سكنه وعمره جعله عامرا بفتح الميم فيهما وعمر الرجل طال عمره بفتح العين وكسر الميم وعمر بالكسر أيضا بالمكان أقام فيه وعمرت الدار ضد خربت بضم الميم عن قطرب وبفتحها عن غيره ويقال طال عمره وعمره وعمره بضم العين والميم وبضم العين وإسكان الميم وبفتح العين وإسكان الميم والتزموا في القسم لعمرك وعمرك بفتح العين قال الزجاج وغيره لأن الفتح أخف فاختاروه لكثرة القسم قال المفسرون في قول الله تعالى {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} معناه وحياتك قال وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم قال الزجاج وهذه آية عظيمة في تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم وقيل معناه وعيشك وقيل ومدة بقائك حيا قال
226(3/225)
الأزهري والعمران أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فغلب عمر لأنه أخف الأسمين وقيل شبه العمرين قبل خلافة عمر بن عبد العزيز يعني ما جاء في الحديث أنهم قالوا لعثمان رضي الله تعالى عنه يوم الدار تسلك سيرة العمرين قال الأزهري قال أبو عبيدة فإن قيل كيف بدأ بعمر قبل أبي بكر وهو قبله وهو أفضل منه فإن العرب تفعل هذا يبدأون بالأخس يقولون ربيعة ومضر وسليم وعامر ولم يترك قليلا ولا كثيرا وعن قتادة أنه قال أعتق العمران فيمن بينهما من الخلفاء أمهات الأولاد ففي قول قتادة العمران عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنهما يعني لأنه لم يكن بين أبي بكر وعمر خليفة
عمق
العمق بفتح العين وضمها قعر البئر ونحوها وكذلك الوادي وشبهه
عمم
قال الأزهري العم أخو الأب قال أبو عبيد قال أبو زيد يقال تعممت الرجل إذا دعوته عما ومثله تخولت خالا قال الأزهري ويجمع العم أعماما وعمومة قال ابن السكيت يقال هما ابنا عم ولا يقال هما ابناا خال ويقال هما ابنا خالة ولا يقال عما ابنا عمة قال الأزهري والعمامة من لباس الناس معروفة والجمع العمائم وقد تعممها الجر واعم بها وإنه لحسن العمة والعرب تقول للرجل إذا سود قد عمم وذلك أن العمائم تيجان العرب وكانوا إذا سودوا رجلا عمموه عمامة حمراء وكانت الفرس تتوج ملوكها فيقال له متوج وتقول العرب رجل معم مخول إذا كان كريم الأعمام والأخوال وقال الليث ويقال فيه معم مخول أيضا قال الأزهري ولم أسمعه لغيره ولكن يقال رجل معم ملم إذا كان يعم الناس ببره وفضله ويلمهم أي يصلح أمرهم ويجمعهم والمعمم السيد الذي يقلده القوم أمورهم ويلجأ إليه العوام هذا آخر كلام الأزهري وكذا في أصله معم ملم بكسر الميم فيهما وقال صاحب المحكم بضمهما وهو أظهر وقال الجوهري المعم المخول الكثير الأعمام والأخوال الكريمهم وقد يكسران قولهم السفر عذر عام والمرض عذر عام ونحو ذلك معناه أنه كثير ليس بنادر كالاستحاضة لأنه هو الأغلب الأكثر قوله في المهذب في باب التيمم وإن سفت عليه الريح ترابا عمه هكذا ضبطناه على شيوخنا عمه بالعين ثم لابن باطيش الإمامين قالا قوله غمه هو بغين معجمة أي غطاه قلت وهذا صحيح أيضا فقد قال أهل اللغة غممت الشيء غطيته والله تعالى أعلم
227(3/226)
وقال صاحب المحكم العم أخو الأب والجمع أعمام وعموم وعمومة قال سيبويه أدخلوا فيها الهاء لتخفيف التأنيث ونظيره البعولة والفحولة وحكى ابن الأعرابي في أدنى العدد أعم وأعمومون بإظهار التضعيف جمع الجمع وكان الحكم أعمون لكن هذا حكاه والأنثى عمة والمصدر العمومة وما كنت عما ولقد عممت ورجل معم ومعم كثر الأعمام واستعم الرجل اتخذه عما وتعممه إذا دعاه عما وتعممته النساء دعونه عما كما تقول تأخاه وتأباه وتبناه وهما ابنا عم تفرد العم ولا تثنيه لأنك إنماتريد أن كل واحد منهما مضاف إلى هذه الكنية هذا قول سيبويه والعمامة معروفة وربما كنى بها عن البيضة والمغفر والجمع عمائم وعمام الأخيرة عن اللحياني قال اللحياني والعرب تقول لما وضعوا عمائمهم عرفناهم فإما أن يكون جمع عمامة جمع تكسير وإما أن يكون من باب طلحة وطلح وعمهم الأمر يعمهم شملهم والعامة خلاف الخاصة قال ثعلب سميت بذلك لأنها تعم بالشر والأعم الجماعة حكاه الفارسي عن أبي زيد قال وليس في الكلام أفعل يدل على الجمع غير هذا إلا أن يكون اسم جنس كالاروي والأمر الذي هو الأمعاء هذا آخر كلام صاحب المحكم وهذا الذي حكاه عن ثعلب في سبب تسمية العامة محتمل لكن الأظهر والله تعالى أعلم أنهم سموا بذلك لعمومهم وكثرتهم بالنسبة إلى الخاصة قال ابن فارس في المجمل والجوهري المعمم الكثير الأعمام الكريمهم والعمية الكبر قال الجوهري ويقال يا بن عمي ويا بن عم ويا بن عم ثلاث لغات قال والنسبة إلى عم عموي كأنه منسوب إلى عمي قاله الأخفش
عنز
في حديث أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في حلة حمراء فركز غنزة فجعل يصلي إليها بالبطحاء هذا حديث متفق على صحته العنزة بعين مهملة ثم نون ثم زاي مفتوحات ثم هاء قال أبو عبيدة وغيره هي مثل نصف الرمح وأطول فيها سنان مثل سنان الرمح قال بعضهم لكن سنانها في أسفلها بخلاف الرمح فإن سنانه في أعلاه
عنف
العنف بضم العين وإسكان النون ضد الرفق وهذا الذي ذكرته من ضمه هو المعروف في كتب اللغة وممن نص على ضمه ابن الأثير في نهاية الغريب قال الجوهري العنف ضد الرفق منه عنف عليه بضم النون وعنف به أيضا والعنيف الذي ليس له رفق بركوب الخيل والجمع عنف والتعنيف التعيير واللوم وعنفوان الشيء أوله بضم العين والفاء
228(3/227)
عنق
قال صاحب المحكم العنق والعنق وصلة ما بين الرأس والجسد يذكر ويؤنث والتذكير أغلب وقيل من ثقل أنث ومن خفف ذكر قال سيبويه عنق مخفف من عنق وجمعها أعناق لم يجاوزوا هذا البناء والعنق طول العنق وغلظه يقال عنق عقنا فهو أعنق والأنثى عنقاء ورجل معنق وامرأة معنقة طويلا العنق وهضبة عنقاء ومعنقة طويلة وعانقه معانقة وعناقا التزمه فأدنى عنقه من عنقه وقيل المعانقة في المودة والاعتناق في الحرب والعنيق المعانق وكلب أعنق في عنقه بياض والمعنقة قلادة توضع في عنق الكلب وأعنقه قلده إياها واعتنقت الدابة في الرحل فأخرجت عنقها وعنق الشتاءء الصيف والسنة وكل شيء أوله والجمع أعناق وعنق الجبل ما أشرف منه والجمع كالجمع والأعناق الرؤساء والعنق الجماعة من الناس تذكر والجمع كالجمع وجاء القوم عنقا عنقا أي طوائف وله عنق في الخير أي سابقة والعنق بفتحتين من السير هو المنبسط وسير عنق وعنيق وأعنقت الدابة وهي معنق ومعناق وعنيق والعناق الحرة والعناق الأنثى من المعز والجمع أعنق وعنق وعنوق قال سيبويه رحمه الله تعالى أما تكسيرهم إياه على أفعل إذا كانا يعنقان على باب فعل وشاة معناق تلد العنوق وعناق الأرض دويبة أصغر من الفهد طويل الظهر يصيد كل شيء حتى الطير والعناق الداهية والخيبة والعناق النجم الأوسط من بنات نعش الكبرى والعنقاء الداهية والعنقاء طائر ضخم ليس بالعقاب وقيل العنقاء المغرب كلمة لا أصل لها ويقال إنها طائر عظيم لا يرى إلا في الدهور ثم كثر ذلك حتى سموا الداهية عنقاء مغربا ومغربة وقيل سميت عنقاء لأنه كان في عنقها بيضا كالطوق وقال كراع العنقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس هذا آخر كلام صاحب المحكم وقال الأزهري في قوله عز وجل {فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال أكثر المفسرين الأعناق هنا الجماعات وقيل الرقاب والعنق مؤنثة وقد ذكره بعضهم والعنق القطعة ممن المال والقطعة من العمل خيرا كان أو شرا وفي الحديث المؤذنون أطول أعناقا يوم القيامة قال ابن الأعرابي معناه أكثر الناس أعمالا وقال غيره هو من طول العنق لأن الناس يومئذ في الكرب وهم في الروح والنشاط مشرئبون لأن يؤذن لهم في دخول الجنة والعنقة القلادة والمعنقة بضم الميم والتشديد دويبة وكان ذلك على عنق الدهر أي قديمة والعناق الأنثى من أولاد العز إذا أتت عليها سنة وجمعها عنق وهذا جمع نادر ويقولون في العدد الأقل ثلاث أعنق وانطلقوا معنقين أي مسرعين
229(3/228)
وأعنقت إليه أعنق أعناقا ورجل معنق وقوم معنقون ومعانيق وأعنقت الثريا غابت وأعنقت النجوم تقدمت للمغيب والمعنق السابق هذا آخر كلام الأزهري وفي العناق من أولاد المعز كلام سبق في فصل الجفرة
عن
قال الإمام أبو منصور الأزهري في فصل عنن قال النحويون عن ساكنة النون حرف وضع لمعنى ما عداك وتراخى عنك يقال انصرف عني وتنح عني قال أبو زيد العرب تزيد عنك يقال خذ ذا عنك المعنى خذ ذا وعنك زائدة قال وقال الفراء لغة قريش ومن جاورهم أن وتميم وقيس وأسد ومن جاورهم يجعلون ألف أن إذا كانت مفتوحة عينا يقولون أشهد عنك رسول الله فإذا كسروا رجعوا إلى الألف قال والعرب تقول لأنك وتقول لعنك بمعنى لعلك وقال صاحب المحكم عن تكون حرفا واسما بدليل قولهم من عنه قال أبو أسحاق يجوز حذف النون من عن يجوز للشاعر كما يجوز له حذف نون من وكأنه حذفه إنما هو لالتقاء الساكنين إلا أن حذف نون من في الشعر أكثر من حذف نون عن لأن دخول من في الكلام أكثر من دخول عن
عنن
قولهم شركة العنان هي بكسر العين وتخفيف النون قال الأزهري قال الفراء شاركه شركة عنان أي اشتركا في شيء عن لهما أي عرض وقال ابن السكيت شاركه شركة عنان أي اشتراكا في شيء خاص كأنه عن لهما أي عرض فاشترياه واشتركا فيه قال الأزهري وقال غيرهما سميت هذه شركة عنان لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل مال صاحبه وعمل فيه مثل عمله بيعا وشراء يقال عانه عنانا ومعانة كما يقال عارضه معارضة وعراضا قال وسمي عنان اللجام عنانا لاعتراض سيرين على صفحتي عنق الدابة من عن يمينه وشماله قال الكسائي أعننت اللجام إذا عملت له عنانا وقال الأصمعي أعننت الفرس وعننته بالألف وغير الألف إذا عملت له عنانا وقال غيره جمع العنان أعنة وقال أبو الهيثم وسمي عنوان الكتاب عنوانا لأنه يعن له من ناحيته قال وأصله عننان فلما كثرت النونات قلبت أحداها واوا ومن قال علوان جعل النون لاما لأنها أخف وأظهر من النون قال وكلما استدللت بشيء تظهره على غيره فهو عنوان له قال وعننت الكتاب وأعننته وعنونته وعلونته بمعنى واحد قال الليث العلوان لغة في العنوان غير جيدة قال وهو فيما ذكر مشتق من المعنى هذا ما ذكره الأزهري وقال صاحب المحكم جمع العنان أعنة وعنن وعنون وقولهم في عيوب الزوج العنة بضم العين وتشديد النون والرجل عنين بكسر العين والنون قال
230(3/229)
الأزهري قال أبو الهيثم سمي العنين عنينا لأنه يعن ذكره عن قبل المرأة من عن يمينه وشماله فلا يقصده قال أبو عبيد عن الأموي امرأة عنينة وهي التي لا تريد الرجال وقال ابن الأعرابي العنن جمع العنين وجمع المعنون يقال عن الرجل وعنن وأعنن فهو عنين معنون معن معنن قال صاحب المحكم التعنين الحبس والعنين الذي لا يأتي النساء بين العنانة والعنينة والعنينية وقد عن عنها وهو مما تقدم كأنه اعترضه ما يحبسه عن النساء ويقال عن الشيء يعن ويعن عننا وعنونا ظهر أمامك وعن يعن عنا وعنونا واعتن اعترض والاسم العنين والعنان ورجل معن يعترض في كل شيء ويدخل فيما لا يعنيه والأنثى بالهاء والمعانة والمعارضة والعنة الخطيرة من الخشب تجعل للإبل والغنم تحبس فيها وجمعه عنن والعنان السحاب وقيل هي من السحاب التي تمسك الماء واحدتها عنانة وأعنان السماء نواحيها وعنانها ما بدا لك منها إذا نظرت إليها هذا آخر كلام صاحب المحكم وقال الأزهري في الحديث لو بلغت خطيئته عنان السماء يريد السحاب قال ورواه بعضهم أعنان السماء فإن كان أعنان محفوظا فهي النواحي وأعنان كل شيء نواحيه قال الرافعي شركة العنان أخذت من عنان الدابة إما لاستواء الشريكين في ولاية الفسخ والتصرف واستحقاق الربح على قدر رأس المال كلاستواء طرفي العنان وأما لأن كل واحد منهما يمنع الآخر من التصرف مما يشتهى كمنع العنان الدابة وأما لأن الأخذ بعنان الدابة حبس إحدى يديه على العنان والأخرى مطلقة يستعملها فيما اراد كذلك الشريك منع نفسه بالشركة عن التصرف في المشترك كما يشتهي وهو مطلق التصرف في سائر أمواله وقيل هي من عن الشيء أي ظهر إما لأنه ظهر لكل واحد منهما وإما لأنهما أظهرا وجوه الشركة ولذلك اتفقوا على ص حتها وقيل هي من المعانة وهي المعارضة لأن كل واحد يخرج بماله في معارضة الآخر
عهد
قال الإمام الأزهري رحمه الله تعالى قال أبو عبيد العهد في أشياء مختلفة فمنها الحفاظ ورعاية الحرمة ومنها الوصية كقول سعد حين خاصم عبيد الله بن زمعة في ابن أمته فقال ابن اخي عهد إلي فيه أخي أي أوصى ومنه قوله تعالى {ألم أعهد إليكم يا بني آدم} يعني الوصية قال والعهد الأمان قال الله تعالى {لا ينال عهدي الظالمين} وقال تعالى {فأتموا إليهم عهدهم} قال ومن العهد أيضا اليمين يحلفها الرجل يقول على عهد الله تعالى ومن العهد أن تعهد الرجل على حال أو في مكان فتقول عهدي به في
231(3/230)
مكان كذا وكذا أو في حال كذا قال وأما قول الناس أخذت عليه عهد الله تعالى وميثاقه فإن العهد ههنا اليمين وقد ذكرناه قال الأزهري العهد الميثاق ومنه قوله تعالى {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} وقال أبو الهيثم العهد جمع العهدة وهو الميثاق واليمين الذي تستوثق بها ممن يعاهدك قال وإنما سمي اليهود والنصارى أهل العهد للذمة التي أعطوها والعهدة المشترطة عليهم ولهم قال والعهد والعهدة واحد تقول برئت إليك من عهدة هذا العبد أي مما يدركك فيه من عيب كان معهودا فيه عندي قال ويقال استعهد فلان من فلان أي كتب إليه عهده قال وإنما قيل ولي العهد لأنه ولي الميثاق الذي يؤخذ على من بايع الخليفة والعهد ما عهدته يقال عهدي بفلان وهو شاب أي أدركته فرايته كذلك وكذلك المعهد وقال الليث المعاهدة الاعتهاد والتعاهد والتعهد واحد وهو أخذك العهد بما عهدته وقال ابن شميل يقال متى عهدك بفلان أي متى رؤيتك إياه وعهده رؤيته وقال أبو زيد تعهدت ضيعتي وكل شيء ولا يقال تعاهدت قال الأزهري وأجازهما الفراء وحكاهما ابن السكيت قال الليث والمعهد الموضع الذي كنت عهدته أو عهدت به هوى لك والجمع المعاهد ويقال أنا أعهدك من هذا الأمر أي أنا كفيلك وأنا أعهدك من إباقة أي أبرئك من إباقه وفي عقله عهدة أي ضعف وفي خطه عهدة أي إذا لم يقم حروفه ويقال عاهدت الله تعالى أن لا أفعل كذا هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم والعهد الحفاظ ومنه حس العهد والإيمان والعهد الالتقاء والعهد المنزل المعهود به الشيء سمي بالمصدر وتعهد الشيء وتعاهده واعتهده تفقده وأخذت العهد به وأما ضمان العهدة المعروف فيقال فيه أيضا ضمان الدرك كما سبق في حرف الدال وهو أن يشتري الرجل سلعة فيضمن رجل للمشتري ثمنها الذي دفعه إلى البائع إن خرجت مستحقة وتفاصيله معروفة قال أبو سعيد المتولي في التتمة سمي به لالتزامه ما في عهدة البائع رده وقيل هو مأخوذ من قول العرب الأمر عهدة أي لم يحكم لعدو في عقله عهدة أي ضعف وكأنه الضامن ضمن ضعف العقد والتزم ما يحتاج فيه من غرم
عهر
في الحديث المشهور الولد للفراش وللعاهر الحجر قال الإمام أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة العاهر الزاني قال وقال أبو عبيد معنى قوله صلى الله عليه وسلم وللعاهر الحجر أي لا حق له في النسب وهذا كقولك له التراب أي لا شيء له قال وقال أبو زيد يقال للمرأة الفاجرة عاهرة ومعاهرة ومسافحة وروى أبو عمرو عن
232(3/231)
أحمد بن يحيى والمبرد أنهما قالا هي العهيرة الفاجرة قالا والياء فيها زائدة والأصل فيه عهرة مثل تمرة هذا آخر ما ذكره الأزهري وكذا قال الخطابي وغيره من الأئمة العاهر الزاني وفي الحديث الآخر أيما عبد تزوج بغير إذن سيده فهو عاهر ذكره في كتاب الكتابة من المهذب وهو حديث أخرجه الجماعة أو داود والترمذي وغيرهما بأسانيدهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الترمذي وهو حديث حسن صحيح رواه ابن ماجه بإسناده عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الترمذي لا يصح عن ابن عمر والصحيح عن جابر قلت وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف في الاحتجاج به فاحتج به أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وضعفه جماعة كثيرون والله تعالى أعلم وقال صاحب المحكم عهر إليها يعهر عهرا وعهورا وعهارة وعهورة وعاهرها عهارا أتاها ليلا للفجور وقيل هو الفجور أي وقت كان يكون في الأمة والحرة وامرأة عاهر بغير هاء إلا أن يكون على الفعل ومعاهرة
عهن
قال الأزهري العهن الصوف المصبوغ ألوانا وجمعه عهون وقال الليث يقال لكل صوف عهن والقطعة عهنة وقال صاحب المحكم ألعهن الصوف المصبوغ ألوانا وقيل المصبوغ أي لون كان وقيل كل صوف عهن
عوج
قال أهل اللغة العوج بفتح العين والواو في كل منتصب كالحائط والعود وشبهه والعوج بكسر العين ما كان في بساط أو أرض أو دين أو معاش ويقال فلان في دينه عود بكسر العين وقال صاحب المطالع قال أهل اللغة العوج بفتح العين في كل شخص مرئي والكسر فيما ليس بمرئي كالرأي والكلام وانفرد عنهم أبو عمرو الشيباني فقال هما بالكسر معا ومصدرهما معا بالفتح حكاه ثعلب عنه قلت وفي الحديث إن المراة خلقت من ضلع أعوج فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج ذكره في الطلاق من المهذب وهو مخرج في صحيحي البخاري ومسلم واختلف في ضبط عوج فضبطه كثيرون بفتح العين وضبطه الحافظ أبو القاسم وآخرون من المحققين بالكسر وهو الصواب الجاري على ما ذكره أهل اللغة كما ذكرنا
عوذ
في الوسيط في أول كتاب النكاح ونكح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فعلمها نساؤه أن تقول عند لقائه أعوذ بالله منك وقلن هذه كلمة تعجبه فقالت ذلك فقال
233(3/232)
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد استعذت بمعاذ ألحقي بأهلك هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ولكن ليس فيه قوله فعلمها نساؤه أن تقول عند لقائه أعوذ بالله منك فهذه الزيادة ليس لها اصل صحيح وهي ضعيفة جدا من حيث الإسناد ومن حيث المعنى وقد رواها محمد بن سعد كاتب الواقدي في كتابه الطبقات لكن بإسناد ضعيف وقد اختلف في اسمها فقيل أسماء بنت النعمان الجونية وقوله صلى الله عليه وسلم بمعاذ هو بفتح الميم ومعناه بملجأ ومستجار قال صاحب المطالع العوذ والعياذ والمعاذ بمعنى الملجأ واللجأ واللياذ والله تعالى أعلم ونحوه قال الهروي وقال يقال هو عوذي أي لجاي قال والمعاذ في هذا الحديث الذي يعاذ به والله تعالى معاذ من عاذ به أي تمسك وامتنع به
عور
قوله في المهذب وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب ولا يتوضأ من الكلمة العوراء فالعوراء بالمد قال الهروي قال ابن الأعرابي العرب تقول للرديء من كل شيء من الأمور والأخلاق أعور والأنثى من هذا عوراء قال ومنه يقال للكلمة القبيحة عوراء وكذا قال الإمام أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتابه مجمع الغرائب في حديث عائشة العوراء الكلمة القبيحة الزائغة عن الرشد
عول
العول في الفرائض بفتح العين وإسكان الواو وهو إذا ضاق المال عن سهام أهل الفروض تعال المسألة أي ترفع سهامها ليدخل النقض على كل واحد بقدر فرضه لأن كل واحد يأخذ فرضه بتمامه إذا انفرد فإذا ضاق المال وجب أن يقتسموا على قدر الحقوق كأصحاب الديون والوصايا واتفقت الصحابة رضي الله تعالى عنهم على العول في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حين ماتت امرأة في خلافته وتركت زوجا وأختين وكانت أول فريضة أعيلت في الإسلام فجمع الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقال لهم فرض الله تعالى للزوج النصف وللأختين الثلثين فإن بدأت بالزوج لم يبق للأختين حقهما وإن بدأت بالأختين لم يبق للزوج حقه فأشيروا علي فأشار عليه العباس رضي الله تعالى عنه بالعول وقال أرأيت لو مات رجل وترك ستة دراهم لرجل عليه ثلاثة ولآخر أربعة أليس يجعل المال سبعة أجزاء فأخذت الصحابة رضي الله تعالى عنهم بقوله ثم أظهر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فيه الخلاف بعد ذلك وأنكر العول وقال إن الذي أحصى رمل عالج عددا لم يجعل في المال نصفا ونصفا وثلثا هكذا رويناه في سنن البيهقي وكذا ذكره إمام الفرائض وغيرها أبو الحسن محمد بن
234(3/233)
يحيى بن سراقة وعلى هذا فالمسألة التي وقعت في حال مخالفة ابن عباس كانت زوجا وأختا وأما وهي المقصودة بهذا الشعر وليس مراده التي حدثت في زمن عمر رضي الله تعالى عنه وأما قول الغزالي أنه قال لم يجعل في المال نصفا وثلثين فليس بمعروف ولا منقول ولم يأخذ بقول ابن عباس في نفي العول إلا طائفة يسيرة حكاه ابن سراقة عن أهل الظاهر ثم اجمعت الأمة على إثبات العول وأهل الظاهر لا يعتد بخلافهم وابن عباس محجوج بإجماع الصحابة تفريعا على المختار أنه لا يشترط في الإجماع انقراض العصر ثم على مذهب ابن عباس يقدم الأقوى من ذوي الفروض ويدخل النقص على غيره وبيانه أن كل من لا ينقص فرضه إلا إلى فرض كالزوج والزوجة والأم والجدة وولد الأم فهو مقدم على من يسقط فرضه في حال التعصيب وهي البنات وبنات الابن والأخوات للأبوين أو للأب والله تعالى أعلم
وأما قول الغزالي في الوسيط والوجيز والعول الرفع فمما أنكر عليه لأن العول مصدر عال يعول عولا فهو لازم فسبيله أن يقول هو الارتفاع لا الرفع فإن الأزهري وغيره من أهل اللغة فسروه بالارتفاع والزيادة وقالوا يقال عالت الفريضة إذا ارتفعت مأخوذ من قولهم عال الميزان فهو عائل أي شال وارتفع قال الرافعي وقد قال بعضهم يقال عال الرجل الفريضة وأعالها فيعديه فعلى هذا يصح كلام الغزالي والله أعلم
عيب
قال الجوهري العيب والعيبة والعاب بمعنى واحد يقال أعاب المتاع إذا صار ذا عيب وعبته أنا يتعدى ولا يتعدى فهو معيب ومعيوب أيضا على الأصل ويقال ما فيه معابة ومعاب أي عيب والمعايب العيوب وعيبه نسبه إلى العيب وعيبه جعله ذا عيب وتعيبه مثله والعيبة ما يجعل فيه الثياب والجمع عيب مثل بدرة وبدر وعياب وعيبات قلت والعيب ستة أقسام عيب في المبيع وفي رقبة الكفارة والغرة والأضحية والهدي والعقيقة وفي أحد الزوجين وفي الإجارة وحدودها مختلفة فالعيب المؤثر في المبيع الذي يثبت بسببه الخيار هو ما نقصت به المالية أو الرغبة أو العين كالخصى والعيب في الكفارة ما أضر بالعمل إضرارا بينا والعيب في الأضحية أو الهدي أو العقيقة هو مانقص به اللحم والعيب في النكاح ما ينفر عن الوطء ويكسر سورة التواق والعيب في الإجارة ما يؤثر في المنفعة تأثيرا يظهر به تفاوت الأجرة لا ما يظهر به تفاوت قيمة الرقبة لأن العقد على المنفعة فهذا تقريب ضبطها وهي مذكورة في هذه الكتب بحقائقها وفروعها وعيب الغرة في الجنين كالمبيع
235(3/234)
عين
لفظة العين مشتركة في أشياء كثيرة جمعها أو أكثرها شيخنا جمال الدين بن مالك رضي الله تعالى عنه في كتابه المثلث مختصرة قال العين حاسة النظر ومنبع الماء والجاسوس والسحابة القبيلة ومطر لا يقلع أياما وعوج في الميزان والإصابة بالعين وإصابة العين والمعاينة والدينار والشيء الحاضر وخيار الشيء وذاته وسيد القوم ونقرة في جانب الركبة أو مقدمها ولغة في العين وهم أهل الدار واحد الأعيان وهم الأخوة لأب وأم وعين الشمس وعين القبلة معروفتان هذا آخر كلام الشيخ جمال الدين قال غيره تجمع عين الحيوان على أعين وأعيان وعيون ذكره أبو حاتم السجستاني من المذكر والمؤنث وذكره غيره قال أبو حاتم وتصغيرها عيينة بضم العين ويجوز كسرها وكذلك جميع ما تصغره في المذكر والمؤنث إذا كان ثانيه ياء أصلها الياء وما اشبه ذلك يجوز في تصغيره الضم والكسر والضم أفصح وكذلك العيون والعيوب والجيوب والشيوخ وما أشبه ذلك يجوز في تصغيره الضم والكسر والضم أفصح ولا يجوز في عين وما أشبهها عوينة وتقول العامة ذو العوينتين وهو غلط والصواب العيينتين قوله في الوسيط في آخر الباب الأول من كتاب البيع فيما إذا رأى ثوبين ثم سرق أحدهما فقد اشترى معينا مرئيا قوله معينا هو بالعين المهملة والنون هذا هو الصواب وقد يصحفه بعض الناس وبيع العينة بكسر العين معروف وهومشتق من العين قال صاحب الحاوي سميت عينة لأنها أخذ عين بربح والعين الدراهم والدنانير قوله في الوسيط والوجيز في صوم رمضان أن ينوي لكل يوم نية معينة المشهور فتح الياء من معينة وقال الإمام أبو القاسم الرافعي في شرح الوجيز يجوز فتح الياء وكسرها ففتحها لأن الناوي يعينها ويخرجها عن التعليق وكسرها لكونها تعين الصوم وقولهم حلق العانة سنة المراد حلق الشعر الذي فوق ذكر الرجل وحوله والشعر الذي حول قبل المرأة هذا هو المشهور المعروف ورأيت في كتاب الودائع المنسوب إلى أبي العباس ابن سريج رحمه الله تعالى خلاف هذا فقال في باب البدن من الفرائض والسنن وهو في أوائل الكتاب عقب باب التيمم حلق العانة سنة والعانة الشعر المستدير حول الحلقة التي يخرج منها الغائط قال والعامة تظنها الشعر النابت فوق الذكر وتحت السرة وليس الأمر كما ظنوا هذا كلامه وتفسيره العانة بما حول الدبر خاصة وإنكار ما حول الذكر شاذ مردود فالأولى حلق الجميع أعني ما حول القبل والدبر والسنة في الرجل الحلق وفي المرأة النتف
236(3/235)
فصل في أسماء المواضع
بير أبي عنبة
تقدمت في الباء
ذات عرق
تقدمت في الذال
عالج
الذي يضاف إليه رمل عالج ذكره في الوسيط في الفرائض هو بكسر اللام وبعدها جيم وهو موضع بالبادية كثير الرمال
العالية
مذكورة في باب صلاة الجمعة من المهذب وهي مواضع وقرى بقرب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الشرق وأقرب العوالي إلى المدينة على أربعة أميال وقيل على ثلاثة وابعدها ثمانية
عبادان
من العراق مذكورة في حد سواد العراق هي بفتح العين وتشديد الباء الموحدة وبالدال المهملة قال الحازمي في المؤتلف في أسماء الأماكن عبادان جزيرة مشهورة تحت البصرة مقصودة للزيارة وكانت قديما من ثغور المسلمين قال ويروى في فضائلها أحاديث غير ثابتة
عدن
مذكورة في حد جزيرة العرب من باب عقد الذمة من المهذب هي بفتح العين والدال المهملتين مدينة معروفة باليمن يقال فيها عدن أبين قال الحازمي في المؤتلف يقال نسب إلى أبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ قال صاحب الحاوي في باب زكاة المعادن يقال عدن إذا أقام وسميت البلدة عدنا لأن تبعا كان يحبس فيها أصحاب الجرائم
العذيب
بضم العين المهملة وفتح الذال المعجمة منزل الحاج العراقي قريب من الكوفة قال الحازمي وهو حد السواد والعذيب أيضا موضع بالبصرة والعذيب في ديار كلب
العراق
الإقليم المعروف قال الماوردي في الأحكام السلطانية سمي عراقا لاستواء أرضه وخلوها عن جبال تعلوا أو أودية تنخفض والعراق في كلام العرب الاستواء وقال الأزهري في تهذيب اللغة قال أبو عمرو سميت العراق عراقا لقربها من البحر قال وأهل الحجاز يسمون ما كان من البحر عراقا قال وقال الليث العراق شاطىء على طوله وقيل لبلد العراق عراق لأنه على شاطىء دجلة والفرات حتى يتصل بالبحر قال الأزهري وقال غير هؤلاء العراق معرب وأصله عيران فعربته
237(3/236)
العرب فقالوا هذا عراق وأعرق أخذ في بلاد العراق وقال صاحب المحكم رحمه الله تعالى العراق من بلاد فارس حتى يتصل بالبحر مذكر سمي بذلك لأنه على شاطىء دجلة وكل شاطىء ماء عراق وقيل سمي العراق عراقا لأنه استكف ارض العرب وقيل سمي به لتواشج عروق الشجر والنخل فيه كأنه اراد عرقا ثم جمع على عراق وقيل سمي به لأن العجم سمته إيران شهر ومعناه كثرة النخل والشجر فعرب فقيل عراق وقيل سمي بعراق المزادة وهي الجلدة التي تجعل في ملتقى طرفي الجلد إذا خرز في اسفلها لأن العراق بين الريف والبر والعراقان الكوفة والبصرة هذا آخر كلام صاحب المحكم قال وحكى ثعلب اعترقوا بمعنى اعرقوا أي أتوا العراق
عرفات
وعرفة اسم لموضع الوقوف قيل سميت بذلك لأن آدم عرف حواء عليهما الصلاة والسلام هناك وقيل لأن جبريل عرف إبراهيم عليهما الصلاة والسلام المناسك هناك وجمعت عرفات وإن كان موضعا واحدا لأن كل جزء منه يسمى عرفة ولهذا كانت مصروفة كقصبات قال النحويون ويجوز ترك صرفه كما يجوز ترك صرف عامات وأذرعات على أنها اسم مفرد لبقعة قال الواحدي وغيره وعلى هذا تتوجه قراءة أشهب العقيلي {فإذا أفضتم من عرفات} بفتح التاء قال الزجاج والوجه الصرف بالتنوين عند جميع النحويين وأما حد عرفات فالموضع الذي يجوز فيه الوقوف قال الماوردي في الحاوي قيل سميت عرفات لتعارف آدم وحواء فيها لأن آدم أهبط من الجنة بأرض الهند وحواء بجدة فتعارفا بالموقف وقيل لأن جبريل عرف إبراهيم عليهما الصلاة والسلام فيها المناسك وقيل سميت بذلك للجبال التي فيها والجبال هي الأعراف وكل عال نات فهو عرف ومنه عرف الفرس والديك قال قال القاسم بن محمد سميت بذلك لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم ويسالون غفرانها فتغفر
عسفان
بعين مضمومة ثم سين ساكنة مهملتين قرية جامعة بها منبر وهي بين مكة والمدينة على نحو مرحلتين من مكة وقد نقل صاحب المهذب في أول باب صلاة المسافر عن الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه قال بين مكة وعسفان أربعة برد وهذا الذي نقله عن مالك رحمه الله تعالى صحيح عنه ذكره في الموطأ وأربعة البرد ثمانية وأربعون ميلا وذلك مرحلتان وهذا الذي ذكرناه هو الصواب وأما قول صاحب المطالع أن بينهما ستة ثلاثين ميلا فليس بمنقول
238(3/237)
عسكر مكرم
مذكورة في الروضة في أول كتاب البيع مدينة مشهورة في بلاد سير نحو شيراز
العقيق
المذكور في ميقات أهل العراق وهو واد يدفق ماؤه في غوري تهامة كذا ذكره الأزهري في تهذيب اللغة وهو أبعد من ذات عرق بقليل
حرف الغين
غبب
قوله في التنبيه ويدهن غبا هو بكسر الغين قال صاحب البيان وغيره الأدهان غبا أن يدهن يوما ثم يترك حتى يجف راسه ثم يدهن قال الهروي في الحديث زر غبا تزدد حبا يقال غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام وأغب عطاؤه إذا جاء غبا والغب من أوراد الإبل أن ترد يوما ويوما لا وقال الإمام الأزهري مثله أو نحوه فقال قال أبو عمرو غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام ومنه قوله زر غبا تزدد حبا وأما الغب من ورود الماء فهو أن يشرب يوما ويوما لا وقال صاحب المحكم الغب الإتيان في اليومين ويكون أكثر وإغب القوم وغب عنهم جاء يوما وترك يوما وقال ثعلب غب الشيء في نفسه يغب غبا وأغبني وقع بي والغب من الحمى أن تأخذ يوما وتدع يوما آخر وهو مشتق من غب الورد لأنها تأخذ يوما وترفه يوما وهي حمى غب على الصفة للحمى وأغبته الحمى وأغبت عليه وغبت غبا ورجل مغب أغبته الحمى كذلك
روي عن أبي زيد على لفظ الفاعل وقال الجوهري الغب في الزيارة قال الحسن في كل أسبوع يقال زر غبا تزدد حبا
غبر
قوله في الوجيز في غسل ولوغ الكلب ولو ذر التراب على المحل لم يكف بل لا بد من مائع يغبر به فيوصله إليه قال الرافعي يجوز أن يقرأ بالباء الموحدة من التغبير ويجوز أن يقرأ بالياء من التغيير أي يغير التراب ذلك المائع فيوصل المائع التراب إليه ويمكن أن يجعل الفعل للمائع على معنى أنه يغير التراب عن هيئته فيتهيأ للنفوذ والوصول إلى جميع الأجزاء وفي بعض النسخ يغبر به والكل جائز
غبن
قوله باعه واشتراه بغبن هو بفتح العين وسكون الباء قال صاحب المحكم الغبن في البيع والشراء الوكس قال الجوهري يقال غبنه في البيع بالفتح أي خدعه وقد غبن فهو مغبون والغبنة من الغبن كالشتمة من الشتم وقال الهروي يقال غبنه في البيع يغبنه غبنا وأصل الغبن النقص ومنه يقال غبن فلان ثوبه إذا ثنى طرفه
239(3/238)
فكفه وقال صاحب المحكم غبنه يغبنه هذا الأكثر وقد حكي بفتح الباء في يغبنه وكل هؤلاء لم يذكروا في الغبن في البيع إلا فتح الغين مع سكون الباء وذكر ابن السكيت في باب فعلت وفعل باتفاق معنى الغبن والغبن بفتح الباء وسكونها ثم قال والغبن أكثر في الشراء والبيع والغبن بتحريك الباء في الراي يقال غبنت رايي غبنا
غرر
في حديث الوضوء تأتي أمتي يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل وفي الحديث الاخر نهى عن بيع الغرر وفي الحديث الأخر في الجنين غرة عبد أو أمة وفي صفة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فرد نشر الإسلام على غره ذكره في باب بيع الغرر من المهذب فأما الغرة في الوضوء ففيها اختلاف طويل للأصحاب وقد ذكرت ذلك مستقصى في شرح المهذب والحاصل منه وجهان أظهرهما ان تطويل الغرة هو غسل مقدمات الراس مع الوجه وكذلك صفحة العنق والتحجيل غسل بعض العضد مع اليد وغسل بعض الساق عند غسل الرجل والثاني أن الغرة غسل شيء من اليد والرجل وأصل الغرة بياض في جبهة الفرس فوق قدر الدرهم والغرة ايضا أو الشيء وخياره وأما بيع الغرر فهو مفسر في هذه الكتب مشهور معلوم وقوله في الجنين غرة عبد أو أمة هكذا هو في الرواية وكذا المعروف غرة منونة وعبد أو أمة مرفوعان والغرة اسم للعبد واسم للأمة قال الجوهري في صحاحه الغرة العبد والأمة ومنه الحديث فذكره قال وكأنه عبر عن الجسم كله بالغرة وحكى القاضي عياض في الإكمال وصاحب المطالع أنه روي أيضا بإضافة غرة إلى عبد قالا والصواب التنوين أو هو أصوب وفي صحيح البخاري في كتاب الديات في باب جنين المرأة عن المغيرة بن شعبة قال قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالغرة عبد أو أمة وقوله نشر الإسلام على غره هو بفتح العين وتشديد الراء وهو التكسير في الثوب وغيره من الطي أي مواضع الطي وهو معنى قوله في المهذب أي على طيه والنشر بفتح النون والشين المنتشر قوله في باب الإقرار من المهذب له عندي تبن في غرارة هي بكسر الغين والجمع غرائر قال الجوهري أظنها معربة
غرل
قال الإمام الحافظ ابو بكر الحازمي من المتأخرين في كتابه المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن قال أئمة اللغة الراء واللام لم يجتمعا في كلمة واحدة إلا في أربع وهي أرل إسم جبل وورل وغرلة وأرض حرلة فيها حجارة وغلظ
240(3/239)
غزو
ذكر الواحدي في قول الله عز وجل {إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى} الغزى جمع غاز مثل شاهد وشهد ونائم ونوم وصائم وصوم وقائل وقول ومثله من الناقص عاف وعفى ويجوز غزاة مثل قاض وقضاة ودعاة ورماة ويجوز غزاء بالمد مثل ضراب قال ومعنى الغزو في كلام العرب قصد العدو والمغزى المقصد قال روى عمرو عن أبيه الغزو القصد وكذلك الغوز وقد غزاه وغازه غزوا وغوزا إذا قصده قال الأزهري ويجمع الغازي غزى مثل ناجي ونجى القوم يتناجون هذا آخر كلام الواحدي وقال أبو البقاء العكبري يقرأ يعني في الشواذ وكانوا غزى بتخفيف الزاي قال وفيه وجهان أحدهما أن أصله غزاة فحذف الهاء تخفيفا لأن الياء دليل الجمع وقد حصل ذلك من نفس الصيغة والثاني أنه أراد قراءة الجماعة المشددة فحذف إحدى الزايين كراهية التضعيف والله تعالى أعلم
غسل الغسل بالفتح مصدر غسل الشيء غسلا والغسل بالكسر ما يغسل به الرأس من سدر وخطمي ونحوهما والغسل بالضم اسم للاغتسال واسم للماء الذي يغتسل به وهو أيضا جمع غسول بفتح الغين وهو ما يغسل به الثوب من أشنان ونحوه وفي المهذب في حديث ميمونة رضي الله تعالى عنها أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسلا من الجنابة وفي حديث قيس بن سعد رضي الله عنه أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعنا له غسلا الغسل في هذين الحديثين مضموم الغين والمراد به الماء الذي يغتسل به كما تقدم وهذا الذي ذكرته من ضم الغين في هذين الحديثين مجمع عليه عند أهل اللغة والحديث والفقه وغيرهم وأما قول الشيخ عماد الدين بن باطيش رحمه الله تعالى في كتابه ألفاظ المهذب أنه مكسور الغين فخطأ صريح وتصحيف قبيح ومنكر لم يسبق إليه وباطل لا يتابع عليه وإنما قصدت بذكره التحذير من الاغترار به والله تعالى يغفر لنا أجمعين
قولهم في باب غسل الجنابة وغسل الميت وقولهم وجب عليه وضوء وغسل ويجب الغسل من خروج المني وشبهه هذا كله يجوز بضم الغين وفتحها لغتان فصيحتان والفتح أشهرهما وقد غلط الفقهاء في ضمهم إياه وجهل ولم يطلع على اللغة الأخرى وقد جمع شيخنا جمال الدين بن مالك إمام أهل الأدب في وقته بلا مدافعة رضي الله تعالى عنه في المثلث بين اللغتين غير مرجح إحداهما مع شدة معرفته وتحقيقه وتمكنه واطلاعه وتدقيقه ثم سألته عنه أيضا فقال إذا أريد به الاغتسال فالمختار
241(3/240)
ضمه ويجوز فتحه كقولنا غسل الجنابة أي اغتسالها ومن فتحه أراد غسل يديه غسلا قوله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة قال جمهور العلماء من المحدثين وأصحاب غريب الحديث واصحابنا في كتب الفقه وغيرهم المراد غسلا كغسل الجنابة في الصفة فيتوضأ له ويستقصى في أيصال الماء إلى المعاطف التي في البدن وإلى الشعور كلها ويدلك ما يقدر عليه من بدنه ولا يتساهل بترك شيء من سننه ليكون هذا الغسل سنة
وحكى جماعة من أصحابنا في كتب الفقه المراد غسل الجنابة حقيقة قالوا فيستحب لمن له زوجة أو مملوكة يستبيح وطئها أن يجامعها ويغتسل للجنابة منها يوم الجمعة وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر من غسل واغتسل على تفسير من فسره أنه يجامع والحكمة فيه أنه تسكن نفسه وتذهب أو تفتر شهوته لقوله صلى الله عليه وسلم من غسل واعلم أن حقيقة الغسل في الجنابة وغسل أعضاء الوضوء وجميع الاغتسال هو جريان الماء على العضو فلا بد من جريانه فإن أمسه الماء ولم يجر لم يجزه بلا خلاف نص عليه الشافعي رحمه الله تعالى وقد أوضحته في مواضع من شرح المهذب وإذا جرى كفاه ولا يشترط الدلك وإمرار اليد على العضو هذا مذهبنا ومذهب الجمهور وقال مالك والمزني يشترط إمرار اليد وقد ذكرت المسألة بدلائلها في مواضع من شرح المهذب وأوضحتها في باب صفة الغسل ولو أفاض الماء على العضو فجرى لكن لم يثبت عليه لكونه كان على العضو أثر دهن ذائب أجزأه فإن الشرط جريان الماء لا ثبوته قال أصحابنا في مسألة اشتراط الماء لإزالة النجاسة لا يعرف الغسل في اللغة إلا بالماء ولم تطلقه العرب على غير الماء
غصب
الغصب في اللغة أخذ الشيء ظلما قاله الجوهري وصاحب المحكم وغيرهما قال الجوهري تقول منه غصبه منه وغصبه عليه بمعنى والاغتصاب مثله والشيء غصب ومغصوب قال صاحب المحكم غصب الشيء يغصبه واغتصبه أخذه ظلما وغصبه على الشيء قهره هذا كلام هذين الإمامين وقد شاع في استعمال مصنفي الفقهاء قولهم غصب منه ثوبا فيعدونه بمن والمعروف في اللغة ما قدمناه غصبه ثوبا معدى بنفسه وقد أنكر بعض فضلاء زماننا هذا الاستعمال على الفقهاء ونسبهم إلى اللحن فيه وقد قدمنا في فصل بيع أنه يجوز بعت منه فرسا وذكرنا وجهه ولا يمتنع مثله هنا والصواب في حد الغصب في الشرع أنه الاستيلاء على حق غيره فيدخل في
242(3/241)
هذا غصب الكلب والسرجين وجلد الميتة ونحو ذلك من النجاسات التي يجوز اقتناؤها ويدخل في غصب المنافع والأعيان والحقوق والاختصاصات وأما قول جماعة من أصحابنا أن الغصب هو الاستيلاء على مال الغير فليس بمرضي لأنه ليس بحد جامع لما ذكرناه والله تعالى أعلم
غصص
قوله في كتاب الطهارة من الوسيط غص بلقمة الأجود فيه فتح الغين لا ضمها وبه قيده الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى وقال ابن السكيت غصصت باللقمة أغص بها غصصا قال وقال أبو عبيدة وغصصت لغة في الزيادات
غفر
قوله في المهذب روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغائط إلا قال غفرانك هذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما لفظ روايتهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال غفرانك وفي رواية الترمذي إذا خرج من الخلاء قال الترمذي هذا حديث حسن غريب قال ولا يعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة قلت غفرانك منصوب النون قال الإمام أبو سليمان الخطابي الغفران مصدر كالمغفرة قال وإنما نصبه بإضمار الطلب والمسألة كأنه يقول اللهم إني أسألك غفرانك كما تقول اللهم عفوك ورحمتك يريد هب لي عفوك ورحمتك قال وقيل في تأويل ذلك وفي تعقيبه الخروج من الخلاء بهذا قولان أحدهما أنه استغفر من ترك ذكر الله سبحانه وتعالى مدة لبثه في الخلاء وكان صلى الله عليه وسلم لا يهجر ذكر الله سبحانه وتعالى إلا عند الحاجة فكأنه رأى هجران ذكر الله تعالى في تلك الحال تقصيرا وعده على نفسه دينا فتداركه فالاستغفار وقيل معناه التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم سبحانه بها عليه فأطعمه ثم هضمه ثم سهل خروج الأذى منه فرأى شكره قاصرا عن بلوغ حق هذه النعمة ففزع إلى الاستغفار منه والله تعالى أعلم
غلصم
الغلصمة مذكورة في الوسيط في صفة الوضوء في فصل المضمضة هي بفتح الغين وإسكان اللام وفتح الصاد المهملة قال ابن فارس في المجمل والجوهري وغيرهما هي رأس الحلقوم زاد الجوهري وهو الموضع الناتىء في الحلق
غلق
يقال أغلقت الباب هذه اللغة مشهورة وفي لغة قليلة غلقت وثبت في صحيح البخاري من كلام ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال دخلوا البيت ثم غلقوا
243(3/242)
عليهم هكذا هو في الأصول غلقوا بلا ألف قال الزجاج وتلقت الباب وأتلقته بمعنى أغلقته
غلم
قال الإمام أبو الحسن الواحدي في تفسيره البسيط في قصة يحيى وزكريا صلى الله عليهما وسلم في سورة آل عمران قال الغلام الشاب من الناس وأصله من الغلمة والاغتلام وهو شدة طلب النكاح ويقال غلام بين الغلومية والغلوم والغلامية هذا آخر كلامه ويجمع الغلام على غلمان وغلمة الأول جمع كثرة والثاني جمع قلة قال القاضي عياض وغيره واسم الغلام يقع على الصبي من حين يولد في جميع حالاته إلى أن يبلغ وقوله في الوسيط في حديث الأعرابي الذي جامع في شهر رمضان مهد عذره بالغلمة هي بضم الغين وإسكان اللام وهي مصدر غلم إذا اشتدت حاجته إلى النكاح ويقال فيها الغلم بفتح الغين واللام
غلو
يقال غلت القدر تغلي غليا وغليانا وأغليتها أنا وغلا فلان في الأمر يغلو غلوا إذا جاوز فيه الحد وأغلاه الله تعالى وغلوت بالسهم غلوا إذا رميت به أبعد ما تقدر عليه والغلوة بفتح الغين غاية ما يصل إليه السهم وغالى فلان بكذا إذا اشتراه بثمن غال والغالية من الطيب هي المسك والعنبر يعجنان بالبان قال الجوهري في الصحاح يقال أول من سماها بذلك سليمان بن عبد الملك يقال منه تغاليت بالغالية
غمد
قال الجوهري وغيره غمدت السيف أغمده غمدا وأغمدته إغمادا فهو مغمود ومغمد
غمر
ذكر في المهذب في الشهادات في الحديث لا تقبل شهادة ذي غمر هو بكسر الغين وإسكان الميم وهو الغل والحقد يقال منه غمر صدره على وزن علم أي حقد والله تعالى أعلم ويقال غمر الماء الشيء غطاه والغمرة الشدة والجمع غمر كنوبة ونوب ودخلت في غمار الناس وغمارهم يعني بضم الغين وكسرها أي في زحمتهم وكثرتهم والغمرة بالضم طلاء يتخذ من الورس وقد غمرت المرأة وجهها تغمر تغميرا أي طلت به وجهها ليصفو لونها ويقال الغمنة بالنون على وزن الغمرة بمعناه والغامر من الأرض خلاف العامر بالعين المهملة قال الجوهري وقال بعضهم الغامر ما لم يرزع مما يحتمل الزراعة وإنما قيل له غامر لأن الماء يبلغه فيغمره وهو فاعل بمعنى مفعول قال وما لم يبلغه الماء من موات الأرض لا يقال له غامر
244(3/243)
غمس
اليمين الغموس بفتح الغين وضم الميم هي أن يحلف على ماض كاذبا عالما سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم ويستحق صاحبها أن يغمس في النار وهي من المعاصي الكبائر كما ذكرناه في الروضة في كتاب الإيمان والشهادات
غمم
قوله في الحديث فإن غم عليكم الهلال هو بضم الغين أي غطى وسيأتي في كلام طويل في فصل الغين مع الميم والياء إن شاء الله تعالى وقولهم في صفة الوضوء نزل الغمم إلى جبهته الغمم مصدر والأغم هو الذي نزل الشعر إلى جبهته فستراها والغم الهم والغمة بالضم هي الغم وقوله في المهذب في التيمم سفت عليه الريح ترابا غمه يقال بالغين المعجمة ومعناه غطاه ويقال بالمهملة ومعناه استوعبه وهما متقاربان وقد ضبط بالوجهين إلا أن المهملة أشهر وأجود وقد تقدم في العين المهملة والغمام بالفتح السحاب وقوله في باب ما يجب به القصاص من المهذب غمه بمخدة فمات هو بفتح الغين المعجمة وتشديد الميم أي غطى وجهه وسد موضع نفسه من فمه وأنفه
غمى
قال صاحب المحكم غمى على المريض وأغمى غشى عليه ورجل مغمى عليه ومغمى عليه كذلك الاثنان والجمع المؤنث لأنه مصدر وقد ثناه بعضهم وجمعه يقال رجلان غميان ورجال أغماء وذكر الجوهري مثله وقال قد أغمي عليه فهو مغمى عليه وغمي عليه فهو مغمى عليه على مفعول قوله صلى الله عليه وسلم في الهلال فإن غم عليكم قال الخطابي هو من قولك غممت الشيء إذا غطيته وغم علينا الهلال وغمي وأغمي فهو مغمى وكان على السماعي وهي ليلة غماء وصمنا للغمى والغمى والغمية والغمة إذا صاموا على غير رؤية ذكر ذلك كله الهروي قال صاحب المجمل غم الهلال إذا لم ير لأنه يستره غيم أو غيره قال الأزهري في الشرح غم علينا الهلال غما فهو مغموم وغمي فهو مغمى وأغمي فهو مغمى
غنم
قال أهل اللغة المغنم والغنيمة بمعنى يقال غنم القوم يغنمون غنما بالضم قال أصحابنا الغنيمة في اللغة الفائدة قال أصحابنا المال المأخوذ من الكفار منقسم إلى ما يحصل بغير قتال وإيجاف خيل وركاب وإلى حاصل بذلك ويسمى الأول فيئا والثاني غنيمة ثم ذكر المسعودي وطائفة من أصحابنا أن اسم كل واحد من المالين يقع على الآخر إذا أفرد بالذكر فإذا جمع بينهما افترقا كاسمي الفقير والمسكين وقال الشيخ
245(3/244)
أبو حاتم القزويني وغيره اسم الفيء يشمل المالين واسم الغنيمة لا يتناول الأول وفي لفظ الشافعي رحمه الله تعالى في المختصر ما يشعر بهذا قال القاضي أبو الطيب الفرق بين الفيء والغنيمة وإن كان الجميع راجعا من الكفار أن الفيء رجع من غير صنع منا فسمي فيئا لأنه فاء بنفسه وفي الغنيمة لنا صنع فلم يرجع بنفسه بل رده الغانمون على أنفسهم بتوفيق الله تعالى
غنى
قال أهل اللغة الغنى مقصور مكسور الأول هو اليسار يقال منه غني الرجل فهو غني وتغنى الرجل واستغنى بمعنى واحد وأغناه الله تعالى وتغانوا أي استغنى بعضهم عن بعض والغناء بالكسر أيضا وبالمد هو الصوت المعروف والأغنية بمعنى الغنى والجمع الأغاني يقال مه تغنى وغنى بمعنى والغناء بفتح الغين والمد هو النفع والمعنى واحد المغاني وهو المواضع التي كان بها أهلوها وغنيت المرأة بزوجها غنيانا أي استغنت وغني بالمكان أقام به وغنى أي عاش وأغنيت عنك مغنى فلان ومغناة فلان ومغنى فلان ومغناه فلان بالضم والفتح أي أجزأت عنك مجزاه ويقال ما يغني عنك هذا أي ما يجزىء عنك وما ينفعك وقوله في المهذب في باب السير قال الشاعر
(كتب القتل والقتال علينا .......... وعلى الغانيات جر الذيول)
أراد بالغانيات النساء واختلف أهل اللغة في الغانية فقيل هي المزوجة لأنها غنيت بزوجها عن غيره وأنشد ابن الأعرابي ثم الجوهري في صحاحه على هذا قول جميل صاحب بثينة
(أحب الأيامى إذ بثينة أيم .......... وأحببت لما أن غنيت الغوانيا)
أراد بالأيامي اللاتي لا أزواج لهن وبالغواني المزوجات وقوله لما أن غنيت بكسر التاء رجع من الغيبة إلى خطابها ومعناه أحب كل من كان مثلها لحبي لها فأحببت الأيامي إذ هي أيم فلما أن غنيت أي تزوجت أحببت المزوجات وقيل الغانية الشابة الجميلة الناعمة وقيل هي البارعة في الجمال التي أغناها جمالها عن الزينة
غول
قال الإمام أبو السعادات المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري في نهاية الغريب في الحديث لا غول ولا صفر الغول أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغويلا أي
246(3/245)
تتلون تلونا في صور شتى وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله وقيل معنى لا غول ليس نفيا لوجود الغول بل هو إبطال لزعم العرب في تلونه بالصور المختلة واغتياله فقوله لا غول أي لا تستطيع أن تضل أحدا ويشهد له الحديث الأخر لا غول ولكن السعالى والسعالى سحرة الجن أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ومنه الحديث الأخر إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان أي أدفعوا شرها بذكر الله تعالى وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها ومنه حديث أبي داود كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجيء فتأخذ هذا آخر كلام ابن الأثير
غير
قوله في الوجيز في غسل ولوغ الكلب ولو ذر التراب على المحل لم يكف بل لا بد من مائع يغيره وقد قدمنا بيانه في فصل غبر وأنه يجوز بالباء والياء قال الإمام أبو نزار الحسن بن أبي الحسن النحوي في كتابه المسائل السفرية منع قوم دخول الألف واللام على غير وكل وبعض وقالوا هذه كما لا تتعرف بالإضافة لا تتعرف بالألف واللام قال وعندي أنه تدخل اللام على غير وكل وبعض فيقال فعل الغير ذلك والكل خير من البعض وهذا لأن الألف واللام هنا ليستا للتعريف ولكنها المعاقبة للأضافة نحو قول الشاعر
(كان بين فكها والفك .......... )
إنما هو كان بين فكها وفكها فهذا لأنه من نص على أن غيرا يتعرف بالإضافة في بعض المواضع ثم أن الغير يحمل على الضد والكل يحمل على الجملة والبعض يحمل على الجزء فصلح دخول الألف واللام أيضا من هذا الوجه والله تعالى إعلم
فصل في أسماء المواضع
غزنة
مذكورة في الروضة في الباب الثاني من كتاب الإقرار في فصل الإقرار بدرهم وهي بفتح الغين المعجمة وبالزاي وبعدها نون على وزن قصعة وهي مدينة مشهورة بخراسان منها جماعات من الأئمة في العلوم ودراهمها أكثر وزنا من دراهم الإسلام
كراع الغميم
مذكور في كتاب الصيام من مختصر المزني هو بضم الكاف والغميم بفتح الغين وكسر الميم وهو واد بين مكة والمدينة بينه وبين مكة نحو مرحلتين وهو قدام عسفان بثمانية أميال يضاف هذا الكراع إليه وهو جبل أسود بطرف الحرة يمتد
247(3/246)
إليه وهذا الذي ذكرته من فتح الغين وكسر الميم هو الصواب المشهور المعروف عند أهل الحديث واللغة والتواريخ والسير وغيرهم قال صاحب مطالع الأنوار في باب الغين هو بفتح الغين وكسر الميم وبضم الغين وفتح الميم وقال في باب الكاف هو بالفتح وقد صغره بعض الشعراء قلت وهذا تصحيف وكأنه اشتبه عليه قال الإمام الحافظ أبو بكر الحازمي في كتابه المؤتلف والمختلف في الأماكن الغميم بفتح الغين كراع الغميم موضع بين مكة والمدينة قال وأما الغميم بضم الغين وفتح الميم فواد في ديار حنظلة من بني سليم هذا كلام الحازمي وقد صرح بأن الغميم غير الغميم والله تعالى أعلم إذا علم ما ذكرته قد وقع في كلام المزني وهم وذلك أنه احتج على جواز فطر المسافر إذا سافر في أثناء النهار وهو صائم بهذا الحديث فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام في مخرجه إلى مكة في رمضان حتى إذا بلغ كراع الغميم أفطر وأمر من صام بالإفطار وهذا استدلال باطل بلا شك وذلك لأن معنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم صام بعد خروجه من المدينة أياما فلما وصل بعد أيام إلى كراع الغميم أفطر فإن كراع الغميم عن المدينة نحو سبع مراحل فكيف يستدل بهذا على جواز الفطر في يوم إنشاء السفر قوله في أول باب اللقطة من المهذب عسى الغوير أبؤسا هو بضم الغين وفتح الواو تصغير الغائر واختلف فيه فقيل هو ماء بأرض السماوة وهي بين الشام والعراق وسبب هذا المثل ومعنى كلام عمر رضي الله تعالى عنه ذكرناه في فصل عسى
غور
المذكور في كتاب السير من الوسيط والوجيز في قوله سبايا غور هو غور تهامة مما يلي اليمن
حرف الفاء
فأر
الفأرة هي الحيوان المعروف وجمعه فيران وفأرة المسك نافجته وهي وعاؤه وذكر الفيران فؤر بفتح الفاء وبعدها همزة مضمومة وجمعه فؤور وقد فئر المكان بكسر الهمزة إذا كثرت فيرانه وهو مكان فئر كفرح يفرح فرحا فهو فرح ومصدره فأر وكل هذا مهموز وقد غلط من قال من الفقهاء وغيرهم أن الفأرة لا تهمز أو فرق بين فأرة المسك والحيوان بل الصواب أن الجميع مهموز وتخفيفه بترك الهمزة كما في نظائره كرأى وشبهه وقد جمع بين الفأرتين في الهمز شيخنا جمال الدين في المثلث وفي صحاح الجوهري أن فأرة المسك غير مهموزة
248(3/247)
فافاء
الفأفاء المذكور في الروضة في باب صفة الأئمة هو بهمزتين بعد الفاءين وبالمد صرح به الجوهري وغيره قال وهو الذي يتردد بالفاء قال ويقال رجل فأفاء على وزن فعلال وفيه فأفأة
فتح
قوله صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم رواه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما قال البغوي في شرح السنة هو حديث حسن وقال الترمذي فيه هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن قلت مفتاح بكسر الميم وسيأتي إن شاء الله تعالى بيانه بأتم من هذا قريبا قال الإمام أبو بكر بن العربي في كتابه الأحوذي في شرح الترمذي قوله صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الوضوء ومجاز ما يفتحها من غلقها وذلك أن الحدث مانع منها فهو كالغلق موضوع على المحدث حتى إذا توضأ انحل الغلق وهذه استعارة بديعة لا يقدر عليها إلا النبوة ومعنى تحريمها التكبير في حرف الحاء وقال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى في المعالم في هذا الحديث من الفقه أن تكبيرة الافتتاح جزء من أجزاء الصلاة لأنه صلى الله عليه وسلم اضافها إلى الصلاة كما يضاف إليها سائر أجزائها من ركوع وسجود وإذا كان كذلك لم يجز أن يعري مبادئها من النية لكن يضامها كما لا يجزيه إلا بمضامة سائر شرائطها قال وفيه دليل أن الصلاة لا تجوز إلا بلفظ التكبير دون غيره من الأذكار وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قد عينه بالألف واللام اللتين هما للتعريف والألف واللام مع الإضافة يفيدان السلب والإيجاب وهو أن يسلب الحكم فيما عدا المذكور كقولك فلان مبيته المساجد أي لا مأوى له غيرها وحيلة الهم الصبر أي لا مدفع له إلا بالصبر ومثله في الكلام كثير وفيه دليل على أن التحليل لا يقع بغير السلام لما ذكرناه من المعنى
فثث
قال الشافعي رضي الله تعالى عنه لا زكاة في الفث وإن كان قويا هو بفتح الفاء وتشديد الثاء المثلثة قال الإمام البيهقي في كتاب رد الانتقاد على الشافعي رحمه الله تعالى قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة سألت بعض الأعراب عن الفث فقال نبت يكون بالبادية له حب مدور فإذا أصابهم قحط حصدوه وتركوه في حفرة أياما ثم يخرج فيداس ويدق فيؤكل قال الأزهري الفث حب بري ليس مما ينبته الآدميون إذا قل قوت أهل البادية دقوه واجتزوا به في المجاعة
249(3/248)
فجل
الفجل بضم الفاء معروف واحدته فجلة وفجلة قال صاحب المحكم الفجل والفجل جميعا عن أبي حنيفة أرومة نبات خبيثة الجشأ واحدتها فجلة وفجلة وهو من ذلك
فحش
قوله تعالى {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا} احتج بهذه الآية أصحابنا على وجوب ستر العورة ونقلوا عن المفسرين أنهم قالوا الفاحشة أنهم كانوا يطوفون بالبيت العتيق عراة وهذا التفسير هو قول الأكثرين من المفسرين وقيل المراد بالفاحشة الشرك قاله ابن عباس فيما نقله الواحدي ونقله الماوردي عن الحسن قال الماوردي والأكثرون على أنه الطواف بالبيت عراة قال الواحدي قال الزجاج الفاحشة ما يشتد قبحه من الذنوب وقد نقل صاحب المهذب عن ابن عباس أنه فسرها بالطواف بالبيت عراة فيكون عن ابن عباس روايتان والله تعالى أعلم قال الواحدي واحتج أصحابنا على وجوب ستر العورة للصلاة والطواف بقوله تعالى {خذوا زينتكم عند كل مسجد} لأن الطواف صلاة
فحل
قوله في التنبيه وقيل إن تمرة الفحال للبائع بكل حال الفحال بضم الفاء وتشديد الحاء وهو ذكر النخل وجمعه فحاحيل وكذا قال في المهذب فحال وهذا هو المشهور في اللغة وقال في الوسيط فحول بضم الحاء وبعدها واو وهو جمع فحل وكذلك قاله الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه وهما لغتان وقد أنكر هذا على الشافعي من لا معرفة له باللغة كمعرفة الشافعي فقال لا يقال في اللغة فحول وإنما يقال فحال وهذا خطأ ممن يقوله بل هما لغتان وقد قال أبو محمد بن قتيبة في أدب الكاتب وهو فحال الفحل ولا يقال فحل فأنكر على ابن قتيبة أبو منصور ابن الجواليقي شارح كتابه وأشار إلى الإنكار عليه أيضا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي في كتابه الاقتضاب قال ابن الجواليقي قول ابن قتيبة هذا غير موافق عليه قد حكى فيه فحل أيضا وجمعه فحول وفي حديث عثمان رضي الله تعالى عنه لا شفعة في بئر ولا فحل وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل دار رجل من الأنصار وفي ناحية البيت فحل من تلك الفحول أي حصير من تلك الحصر التي ترمل من سعف الفحال من النخل فتكلم به على التجوز كما قالوا فلان يلبس القطن والصوف وقال أحيحة بن الجلاح
250(3/249)
(تابري يا خيرة الغسيل .......... تابري من حنذ فشولي)
(إذ ضن أهل الفحل بالفحول .......... )
قال وكان الصواب أن يقول كذا ولا يقال فحال في غير النخل كما قال ابن السكيت قلت حنذ بحاء مهملة ثم نون مفتوحتين ثم ذال معجمة اسم قرية بقرب المدينة
فرت
الماء الفرات هو الطيب قال الواحدي هو أعذب المياه أي أطيبها قال وقد فرت الماء يعني بضم الراء يفرت فروته إذا عذب أي طاب قال الجوهري يقال ماء فرات ومياه فرات
فرج
في حديث بسرة بنت صفوان رضي الله تعالى عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مس ذكره فليتوضأ وفي رواية من مس فرجه هذا حديث مشهور رواه الإمام أبو محمد الدارمي وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم في سننهم قال الترمذي هو حديث حسن صحيح ورواية أكثرهم من مس ذكره وفي إحدى روايتي الدارمي من مس فرجه قال أصحابنا الفرج يطلق على القبل والدبر من الرجل والمرأة وما يستدل به لإطلاق الفرج على القبل حديث علي رضي الله تعالى عنه قال أرسلنا المقداد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن المذي يخرج من الإنسان كيف يفعل به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ وانضح فرجك رواه مسلم في صحيحه والفرجة بين الصفين وفي المكان مطلقا كقوله إذا وجد فرجة أسرع وما أشبهه كله بضم الفاء وسكون الراء وبفتح الفاء أيضا جائز وأما الفرجة بالفتح فهي الفرجة من الهم قال الأزهري يقال ما لهذا الغم من فرجة ولا فرجة ولا فرجة يعني بضم الفاء وفتحها وكسرها وأنشد ابن الأعرابي
(ربما تجزع النفوس من الأمر .......... له فرجة كحل العقال)
قال ويقال فرجة وفرجة وفرجة اسم وفرجة مصدر وقال صاحب المحكم الفرج الخلل بين الشيئين والجمع فروج ولا تكسر على غير ذلك قال والفرجة والفرجة كالفرج وقيل الفرجة الخلل بين الشيئين والفرجة الراحة من حزن أو من مرض قال أمية بن أبي الصلت
(ربما تكره النفوس من الأم .......... ر له فرجة كحل العقال)
251(3/250)
قال وقيل الفرجة في الأمر والفرجة بالضم في الجدار والباب والمعنيان مقتربان وقد فرج له يفرج فرجا وفرجة هذا ما ذكره صاحب المحكم وقال الجوهري في الصحاح فرج الله تعالى غمك وفرجه يفرجه بالكسر والفرج العورة والفرج الثغر وموضع المخافة والفرجة بالضم فرجة الحائط وما أشبهه والفرج بالكسر الذي لا يكتم السر قال صاحب المحكم الفرج انكشاف الكرب وقد فرج الله عنه وفرجه فانفرج وتفرج والفروج الفتى من أولاد الدجاج والضم فيه لغة رواه اللحياني قال غيره فرج القوم للرجل وسعوا له
فرس
في سنن البيهقي الكبير في اول كتاب البيوع في باب من جوز بيع العين الغائبة بإسناده أن عبد الرحمن بن عوف اشترى من عثمان بن عفان فرسا بأربعين ألف درهم أو نحو ذلك الفرس الذي اشتراه من الأعرابي فجحده فشهد خزيمة بن ثابت اسمه المرتجز وحديثه في سنن أبي داود وغيره من رواية عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عمه الصحابي
فرصد
قوله في الوسيط في بيع الأصول والثمار وإن كان مما يقصد منه الورق كالفرصاد هو بكسر الفاء وسكون الراء وبالصاد والدال المهملتين قال الجوهري هو التوت الأحمر وقال الأزهري قال الليث الفرصاد شجر معروف وأهل البصرة يسمون الشجرة فرصادا وحمله التوت قال وقال بعضهم هو الفرصاد والفرصيد لحمل هذه الشجرة قلت ومراد الغزالي رحمه الله تعالى شجر التوت مطلقا والله تعالى أعلم وذكر ابن قتيبة في باب ما يصحف فيه العوام قال قال الأصمعي الفرس تقول توت والعرب تقول توت وقد شاع الفرصاد في الناس كلهم
فرض
قال الإمام أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة قال نقلت عن ابن الأعربي الفرض الحز في القدح وفي الزند وفي السير وغيره قال ومنه فرض الصلاة وغيرها إنما هو لازم للعبد كلزوم الحز للقدح قال والفرض ضرب من التمر قال والفرض الهبة يقال ما أعطاني فرضا ولا قرضا قال والفرض القراءة يقال فرضت جزئي أي قرأته قال والفرض السنة فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أي سن قال الأزهري وقال غيره فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أوجب وجوبا لازما قال وهذا هو الظاهر قال أبو عبيد الفرض الترس قال الأصمعي يقال فرض له في العطاء يفرض فرضا وأفرض له إذا جعل له فريضة والفرض مصدر كل شيء تفرضه فتوجبه على الإنسان بقدر
252(3/251)
معلوم والاسم الفريضة قال أبو الهيثم فرائض الإبل التي تجب يعني في الزكاة وقال غيره سميت فريضة لأنها فرضت أي أوجبت في عدد معلوم من الإبل فهي مفروضة وفريضة وأدخلت فيها الهاء لأنها جعلت اسما لا نعتا هذا آخر كلام الأزهري رحمه الله تعالى وقال الجوهري في صحاحه الفرض ما أوجبه الله عز وجل سمي بذلك لأن له معالم وحدودا والفرض العطية المرسومة وفرضت الرجل وأفرضته إذا أعطيته وفرضت في العطاء وفرضت له في الديوان والفارض الفرضي الذي يعرف الفرائض وقد فرض الله تعالى علينا كذا وافترضه أي أوجب والاسم الفريضة ويسمى العلم بقسمة المواريث فرائض وفي الحديث أفرضكم زيد هذا آخر كلام الجوهري وقال صاحب المحكم الفريضة من الإبل والبقر ما بلغ عدده الزكاة وأفرضت الماشية وجبت فيها الفريضة ورجل فارض وفريض عالم بالفرائض كقولك عالم وعليم عن ابن الأعرابي في الحديث في صوم التطوع آكل وإن كنت قد فرضت الصوم معناه نويته
فسط
الفسطاط بيت من شعر كذا قاله أهل اللغة وفيه ست لغات فسطاط وفستاط وفساط بضم الفاء فيهن وكسرها والضم أجود
فصح
قوله في الوسيط في باب السلم فصح النصارى هو بكسر الفاء وسكون الصاد المهلة وبالحاء المهملة قال ابن دريد هو عيد النصارى وقد تكلمت به العرب قال حسان
(قد دنا الفصح فالولائد ينظمن .......... سراعا أكلة المرجان)
وقال الجوهري أفصح النصارى إذا جاء فصحهم قال صاحب المحكم الفصح فطور النصارى وقال صاحب المحكم أيضا الفصاحة البيان فصح فصاحة فهو فصيح من قوم فصحاء وفصاح وفصح قال سيبويه كسروه تكسير الاسم نحو قضيب وقضب وامرأة فصيحة وفصاح وفصائح وفصح الأعجمي تكلم بالعربية وفهم عنه وأفصح تكلم بالفصاحة وكذلك الصبي وفصح الرجل وتفصح إذا كان عربي اللسان فازداد فصاحة والتفصيح استعمال الفصاحة وقيل التشبه بالفصحاء وقيل جميع الحيوان ضربان أعجم وفصيح والفصيح كل ناطق والأعجم كل ما لا ينطق وقد افصح الكلام وأفصح به وأفصح عن الأمر وأفصح الصبح بدا ضوؤه واستبان وكل ما وضح فقد أفصح وأفصح لك فلان بين ولم يجمجم وحكى اللحياني فصحه الصبح أي هجم عليه هذا آخر ما حكاه صاحب المحكم
253(3/252)
فضح
قال أهل اللغة يقال فضحه يفضحه فضحا وفضحة ويقال فضحه فافتضح قال الفراء ويقال فضحك الصبح أي بينك للناس قال الواحدي في تفسير سورة الحجر يقال فضحه إذا أبان من أمره ما يلزمه العار وأما قول الغزالي رحمه الله تعالى في كتاب اللعان لأن اللعان إفضاح فهو خطأ ولحن ظاهر وصوابه فضح كما ذكرنا
فضى
في الحديث إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ قال صاحب المهذب والإفضاء لا يكون إلا بباطن الكف يعني الإفضاء باليد لا يكون إلا بباطن الكف وإلا فالإفضاء يطلق على الجماع وغيره وهذه العبارة التي قالها صاحب المهذب هي عبارة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في البويطي فإنه قال فيه في هذا الحديث والإفضاء ببطن الكف ليس بظاهرها وروى البيهقي بإسناده عن الشافعي رحمه الله تعالى أنه قال والإفضاء باليد إنما هو ببطنها كما يقال أفضى بيده مبايعا وأفضى بيده إلى الأرض ساجدا وإلى ركبته راكعا وهذا الذي نقله هو نص الشافعي في الأم وهذا الذي ذكراه كذلك هو مشهور في كتب اللغة قال ابن فارس في المجمل أفضى بيده إلى الأرض إذا مسها بباطن راحته في سجوده والفضاء بالمد المكان الواسع قاله أهل اللغة
فظع
في الحديث لا تحل المسألة إلا لثلاثة لذي غرم مفظع ذكره في المهذب في باب النجش المفظع بضم الميم وإسكان الفاء وكسر الظاء قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى الغرم المفظع هو أن يلزمه الفظيعة الفادحة حتى ينقطع به فتحل له الصدقة فيعطى من سهم الغارمين
فكه
الفاكهة واحدة الفواكه وبائعها فاكهاني بكسر الكاف قال الواحدي في قول الله تعالى {فيهما فاكهة ونخل ورمان} ثم النخل والرمان من جملة الفاكهة غير أنهما ذكرا على التفصيل للتفضيل كقوله تعالى {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} فأعاد الصلاة تشديدا لها كذلك أعيد النخل والرمان ترغيبا لأهل الجنة هذا قول الفراء وقال الزجاج قال يونس النحوي وهو يتلو الخليل في القدم والحذق أن النخل والرمان من أفضل الفواكه وإنما فصلا بالواو لفضلهما وغلط أهل العراق في قولهم لا يحنث الحالف أن لا يأكل الفاكهة بأكل التمر والرمان فظنوا أنهما
254(3/253)
لما ذكرا بعد الفاكهة ليسا من الفاكهة وهو خلاف جميع أهل اللغة ولا حجة لهم في الآية قال الأزهري ما علمت أحدا من العرب قال في النخل والكرم وثمارهما أنهما ليستا من الفاكهة وإنما قاله من قاله لقلة علمه بكلام العرب وعلم اللغة وتأويل القرآن العربي المبين والعرب تذكر أشياء جملة ثم تخص شيئا منه بالتسمية تنبيها على فضل فيه قال الله تعالى {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال} فمن قال ليسا من الملائكة فهو كافر ومن قال أن تمر النخل والرمان ليسا من الفاكهة لإفراد الله تعالى لهما بعد الفاكهة فهو جاهل هذا كلام الأزهري وهو آخر كلام الواحدي
قلت وليس في هذه الآية تعلق لمن أخرج النخل والرمان من الفاكهة ولا شبهة تعلق بوجه ما وذلك أن الفاكهة نكرة تصلح للقليل والكثير وللجنس الواحد والأكثر فلما عطف النخل والرمان عليها أشعر ذلك بأنهما لم يدخلا في قوله تعالى {فيهما فاكهة} ولا يلزم من هذا خروجهما من جنس الفاكهة كلها وهذا ظاهر لا خفاء فيه
فقد
ذكر في المهذب في باب مما ينقض الوضوء في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت افتقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعت يدي على أخمص قدميه كذا وقع افتقدت وكذا هو في إحدى روايتي مسلم في صحيحه وفي الرواية الأخرى فقدت وكلاهما صحيح فهما لغتان فقدا بمعنى واحد قال أهل اللغة فقدت الشيء افقده بكسر القاف وضمها لغتان وفقدانا وفقدانا بكسر الفاء وضمها لغتان قالوا وكذلك افتقدته أفقده افتقادا مثله ويقال تفقدت الشيء أي طلبته عند غيبته وفقدت المرأة زوجها أو ولدها تفقده فهي فاقد بلا هاء
فلت
قال الجوهري يقال أفلت الشيء وتفلت وانفلت بمعنى وأفلته غيره وافتلت الكلام أي ارتجله وافتلت فلان على ما لم يسم فاعله أي مات فجأة وافتلتت نفسه أيضا وكساء فلوت لا ينظم طرفاه على لابسه لصغره ويقال كان ذلك الأمر فلتة أي فجأة إذا لم يكن عن تدبر ولا ترو
فلذ
قال أهل اللغة الفلذة بكسر الفاء القطعة من الكبد أو من اللحم أو من المال وغيرها والجمع فلذ وفلذت له من مالي أي قطعت قال الجوهري وأفلذته
255(3/254)
المال أي أخذت من ماله فلذة قال والفالوذ والفالوذق معربان قال ابن السكيت ولا يقال الفالوذج
فلع
قوله في المهذب في باب ما يفسد البيع من الشروط إذا باع فلعة بشرط أن يحذوها الفلعة بكسر الفاء وإسكان اللام وجمعها فلع على وزن قربة وقرب قال الشيخ الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ثم الدمشقي الزاهد رحمه الله تعالى في كتابه التهذيب في المذهب في باب السلم الفلع هي النعال غير المشركة يعني التي لم يعمل فيه شراك بكسر الشين المعجمة وهو السير الذي يكون على القدم يستمسك بسببه النعل في الرجل ولعلها سميت فلعة من الفلوع قال أهل اللغة فلعت الشيء فلعا فانفلع بمعنى شققته فانشق وفلعته تفليعا بمعناه وتفلعت قدمه تشققت فهي الفلوع الواحد فلع وفلع بفتح الفاء وكسرها وقوله يحذوها معناه يجعلها حذاء
فلن
قال الجوهري قال ابن السراج فلان كناية عن اسم يسمى به المحدث عنه خاص غالب ويقال في النداء يا فل فتحذف الألف والنون لغير ترخيم ولو كان ترخيما لقالوا يا فلا وربما جاء الحذف في غير النداء ضرورة ويقال في غير الناس الفلان والفلانة بالألف واللام هذا ما ذكره الجوهري وقد روينا في مسند أبي يعلى الموصلي بإسناد صحيح على شرط مسلم في مسند ابن عباس قال أبو يعلى ثنا شيبان بن فروخ ثنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت يا رسول الله ماتت فلانة تعني الشاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا أخذتم مسكها قلنا نأخذ مسك شاة قد ماتت وذكر الحديث هكذا في كل النسخ المعتمدة فلانة بغير ألف ولام وهذا تصريح بجوازه فهما لغتان
فهر
قوله في المهذب في باب ستر العورة كأنهم اليهود خرجوا من فهورهم هكذا وقع في المهذب من فهورهم على الجمع وهو بضم الفاء والهاء ورواه الهروي في الغريبين فهرهم بضم الفاء وسكون الهاء من غير واو وبلفظ الواحد قال أي موضع مدراسهم قال وهي كلمة بنطية عربت وقال الجوهري فهر اليهود بالضم مدراسهم وأصلها بهر عبرانية فعربت وقال صاحب المحكم فهر اليهود موضع مدراسهم الذي يجتمون إليه في عيدهم قال وقيل هو يوم يأكلون فيه ويشربون وأصله بهر أعجمي أعرب والنصارى يقولون فخر قال ابن دريد لا أحسب الفهر عربيا صحيحا
256(3/255)
فوض
قال أهل اللغة فوض إليه الأمر أي وكله ورده إليه وقوم فوضى أي متساوون لا رئيس لهم وجاء القوم فوضى أي مختلطا بعضهم ببعض وأموالهم فوضى بينهم أي مشتركون فيها قال الجوهري وفيضوضاء وفيضوض مثله بالمد والقصر وفاوضته في أمره أي جاريته وتفاوضوا في الأمر أي فاوض بعضهم بعضا فيه وشركة المفاوضة معروفة مشهورة بحدودها وشروطها في هذه الكتب وهي باطلة عندنا وعند جماهير العلماء وصححها أبو حنيفة رحمه الله تعالى بشروط له وقد أطنب الشافعي رحمه الله تعالى في الاستدلال على إبطالها وجعلها كالقمار وأما المفوضة في النكاح فالمشهور فيها كسر الواو وحكى الرافعي أيضا فتحها وقد نقح الكلام فيها تنقيحا يقتضيه تحقيقه وجلالته واطلاعه وبراعته وقد نقلت ذلك مختصرا في الروضة وخلاصته التي يليق ذكرها في هذا الكتاب أن التفويض جعلك الأمر إلى غيرك ويقال هو الإهمال ومنه لا تصلح الناس فوضى وتسمى المرأة مفوضة لتفويضها أمرها إلى الزوج أو الولي بلا مهر أو لأنها أهمله الأمر ومفوضة بفتح الواو لأن الولي فوض أمرها في المهر إلى الزوج أي أهلمه قال أصحابنا التفويض ضربان تفويض مهر وتفويض بضع فتفويض المهر أن تقول لوليها زوجني على أن يكون المهر ما شئت أنت أو ما شئت أنا أو ما شاء الخاطب أو فلان فإن زوجها بما عين المذكور مشيئته صح النكاح بالمسمى وإن كان دون مهر المثل وإن زوجها بلا مهر أو على ما ذكرت من الإبهام ففي صحة النكاح خلاف والأصح صحته بمهر المثل وأما تفويض البضع فالمراد منه أخلاء النكاح من المهر وهو نوعان تفويض صحيح وفاسد فالصحيح أن يصدر من مستحق المهر النافذ التصرف والفاسد كتفويض الصبية والسفيهة وتفصيل هذا كله وفروعه ومقتضى التفويض في المهر مذكور في هذه الكتب ولكن نبهت على التقسيم الذي قد يغفل عنه
فوق
فوق نقيض تحت يكون اسما وظرفا مبنيا فإذا أضيف أعرب وحكى الكسائي أفوق ينام أم أسفل بالفتح على حذف المضاف وترك البناء قاله صاحب المحكم والفاقة الحاجة والمفتاق المحتاج قاله في المحكم وقال الجوهري وافتاق الرجل أي افتقر ولا يقال فاق وأفاق من مرضه ومن غشيته أي رجعت الصحة إليه أو رجع إلى الصحة قاله الهروي قال ومنه قوله تعالى {فلما أفاق} الأعراف قال وقال بعضهم الإفاقة الراحة وأفاق المريض إذا استراح قال صاحب المحكم
257(3/256)
أفاق العليل إفاقة واستفاق نقه والاسم الفواق وكذلك السكران إذا صحا ورجل مستفيق كثير النوم عن ابن الأعرابي وأفاق عنه النعاس أقلع قال صاحب المجمل افاق السكران يفيق وأظنه من رجوع العقل إليه وقال غيره الفواق بالفتح والضم هو الإفاقة وهو الراحة أيضا وقولهم فواق ناقة بضم الفاء وفتحها لغتان فصيحتان قرىء بهما قالوا والفواق قدر ما بين الحلبتين وأطلقه هكذا أكثرهم وأوضح بعضهم فقال الإمام أبو محمد بن قتيبة في غريب القرآن فوق الناقة ما بين الحلبتين وهو أن تحلب الناقة وتترك ساعة حتى ينزل شيء من اللبن ثم تحلب فما بين الحلبتين فواق وقال الإمام أبو سليمان الخطابي في كتاب الجهاد الفواق ما بين الحلبتين قال وقيل وهو ما بين الشخبتين
فين
في الحديث لا يخلو المؤمن من الذنب يصيبه الفينة بعد الفينة ذكره في الوسيط في أول كتاب الشهادات هو بفتح الفاء وإسكان الياء المثناة من تحت بعدها نون وجمعها فينات قال أهل اللغة الفينات الساعات والفينة بعد الفينة أي الحين بعد الحين قالوا ويجوز حذف الألف واللام فيقولون لفينة فينة كذا حكاه الجوهري
فصل في أسماء المواضع
فحل
موضع مشهور في الشام ببلاد الأردن كانت به وقعة مشهورة للصحابة رضي الله تعالى عنهم مع المشركين وأظهر الله تعالى المسلمين عليهم قال الدار قطني هو بكسر الفاء وإسكان الحاء المهملة وكذا ذكره الحازمي في المؤتلف والمختلف وروينا في تاريخ دمشق عن مصنفه الحافظ أبي القاسم ابن عساكر قال قال الدارقطني بكسر الفاء قال ورأيته بخط أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الحافظ فحل بفتح الفاء وسكون الحاء وهو الصواب هكذا قاله أبو القاسم وذكر في موضع آخر أن بعض العلماء قاله بفتح الفاء وكسر الحاء وضعفه قال أبو القاسم أهل الشام يقولون إن وقعة فحل كانت قبل فتح دمشق وذكر سيف بن عمر أنها كانت بعد فتح دمشق
فدك
مذكورة في باب إقامة الحد من المهذب هي بفتح الفاء والدال المهملة وهي مدينة بينها وبين مدينة النبي صلى الله عليه وسلم مرحلتان وقيل ثلاث
الفرات
بضم الفاء وبالتاء الممدودة في الخط في حالتي الوصل والوقف تكرر ذكرها في المهذب في مواضع كثيرة وهو النهر المعروف بين الشام والجزيرة وربما قيل بين الشام والعراق كما قاله في باب جامع الإيمان من المهذب وهو من أنهار الجنة
258(3/257)
كما جاءت به الأحاديث الصحيحة المشهورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما قول ابن باطيش يقال إنه من أنهار الجنة فعبارة قبيحة من أقبح العبارات وأنكر المنكرات فإن هذه العبارة لا تقال فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها تقتضي تشكك القائل في معناها ونسأل الله تعالى التوفيق والهداية وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن النيل والفرات يخرجان من أصل سدرة المنتهى قال الحازمي في المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن مطلع الفرات من بلاد الروم ومنقطعه في أعمال البصرة
فراوة
مذكورة في الروضة في باب القصاص في الأطراف في التفاوت الثاني بالصفات هي بفتح الفاء وضمها وتخفيف الراء فأما الفتح فهو المشهور بين أهل الحديث وغيرهم وأما الضم فحكاه الإمام الحافظ أبو سعيد السمعاني في الأنساب ويقال فيها فراووة بواوين وهي بليدة من ثغر خراسان وإليها ينسب الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي الفقيه من أصحابنا الذي يقال له فقيه الحرمين وينسب إليها أيضا الشيخ الصالح ذو الكنى أبو القاسم أبو بكر أبو الفتح منصور الفراوي شيخ شيخنا في رواية صحيح مسلم
حرف القاف
قبر
القبر مدفن الإنسان وجمعه قبور والمقبرة بفتح الميم والباء وضم الباء أيضا لغتان مشهورتان واحدة المقابر وحكى شيخنا جمال الدين بن مالك رحمه الله تعالى ورضي عنه فيها لغة ثالثة وهي كسر الباء قاله الجوهري قال وقد جاء في الشعر المقبر وقال صاحب المحكم المقبرة موضع القبور قال الجوهري وقبرت الميت أقبره وأقبره قبرا أي دفنته وأقبرته أي أمرت بأن يقبر قال ابن السكيت أقبرته أي صيرت له قبرا يدفن فيه وقوله تعالى {ثم أماته فأقبره} أي جعله ممن يقبر ولم يجعله يلقى للكلاب وإن كان القبر مما أكرم به بنو آدم
قبط
قوله في المهذب في حد باب السرقة روي أن عثمان رضي الله تعالى عنه قطع سارقا سرق قبطية من منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقاف تضم وتكسر ثم ياء موحدة ثم طاء مهملة مكسورة ثم ياء مشددة ثم هاء قال أكثر أهل اللغة وغريب الحديث هي بضم القاف وقال الجوهري هي بكسر القاف وقد تضم وهي منسوبة إلى القبط الجيل المعروف فمن كسر فلكون المنسوب إليه مكسورا ومن ضم قال هذا مما غير في النسب كما إلى الدهر دهري بالضم ولم يذكر جماعة من المتأخرين المطلعين
259(3/258)
فيها إلا الضم منهم صاحب المطالع واتفقوا على أن جمعها قباطي بفتح القاف وهي ثياب تعمل بمصر كذا قاله الهروي والجمهور وقال الزبيدي في مختصر العين هو ثوب من كتان يتخذ بمصر وقال الجوهري هي ثياب بيض رقاق من كتان يتخذ بمصر والله تعالى أعلم فيحتمل أن هذه القبطية كانت سترة وزينة على المنبر
قبل
القبلة التي يصلي إليها معناها الجهة قال الهروي إنما سميت قبلة لأن المصلى يقابلها وتقابله وقال الإمام الواحدي في البسيط القبلة الوجهة وهي الفعلة من المقابلة وأصل القبلة في اللغة الحالة التي يقابل الشيء غيره عليها كالجلسة للحال التي يجلس عليها إلا أنها الآن صارت كالعلم للجهة التي تستقبل في الصلاة وقال غيره هذا الشيء قبالة هذا بالضم أي في الجهة التي تقابله وقوله في المهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم ركع ركعتين قبل الكعبة وقال هذه القبلة هذا حديث متفق على صحته أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وقوله قبل ضبطناه بضم القاف والباء قال صاحب المطالع قبل كل شيء وقبله وقبله ما استقبلك منه قال القلعي في تفسير هذا الحديث قبل الكعبة أي مقابلها بحيث يقابلها ويعاينها يقال قبل وقبل قلت وجاء في رواية ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في الصحيح فصلى ركعتين في وجه الكعبة وهذا هو المراد بقبلها وهو أحسن ما قيل فيه إن شاء الله تعالى وأما قوله صلى الله عليه وسلم هذه القبلة فقال الإمام أبو سليمان الخطابي رضي الله تعالى عنه معناه أن أمر القبلة قد استقر على هذا البيت لا ينسخ بعد اليوم فصلوا إلى الكعبة أبدا فهي قبلتكم ويحتمل وجها آخر وهو أنه صلى الله عليه وسلم علمهم السنة في مقام الإمام واستقباله القبلة من وجه الكعبة دون أركانها وجوانبها الثلاثة وإن كانت الصلاة من جميع جهاتها مجزية والله تعالى أعلم
قوله صلى الله عليه وسلم لا يزال الله تعلى مقبلا على عبده في صلاته ما لم يلتفت فإذا التفت صرف عنه وجهه أي لا يزال ثواب الله تعالى وبره ورحمته ولطفه متوجها إليه فإذا التفت قطع عنه ذلك ومثله في الحديث الآخر فإن الله تعالى قبل وجهه وقوله في باب الأضحية المقابلة والمدابرة بفتح الباء فيهما وقد تقدم في حرف الدال القبيلة واحدة القبائل وقد تقدم في حرف الباء في فصل بطن بيان القبيلة والشعب والفخذ والبطن وغيرها والقبل والمقبل نقيض الدبر والمدبر وقبلة الرجل والمرأة معروفين قيل إنهما من المقابلة وأظنها من الإقبال إلى الشيء وعليه
قثأ
القثاء بكسر القاف وضمها لغتان وبالمد وهو معروف قال الجوهري القثاء
260(3/259)
الخيار والواحدة قثاءة والمقثأة والمقثوءة موضع القثاء وأقثأت الأرض إذا كانت كثيرة القثاء قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي قرأ يحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف والأشعث العقيلي {وقثائها} بضم القاف وهي لغة تميم وذكر ابن السكيت في الباب ما يضم ويكسر قثاء وقثاء
قحد
قوله في الروضة في أول باب الثاني من الديات القمحدوة بقاف ثم ميم مفتوحتين ثم حاء مهملة ساكنة ثم دال مهملة مضمومة ثم واو مفتوحة ثم هاء وهي ما خلف الرأس قال الجوهري جمعها قماحد والميم زائدة
قحم
قوله في باب الوكالة من المهذب أن للخصومات قحما وفسره في الكتاب بالمهالك وهو بضم القاف وفتح الحاء المهملة المخففة وهي المهالك كما فسره قال الجوهري سميت بذلك لأنها تقحم بصاحبها على مالا يريده واحدتها قحمة بضم القاف وإسكان الحاء كركبة وركب قوله في باب السير من المهذب وفي كتاب قسم الغنيمة من الروضة ولا يدخل دار الحرب فرسا قحما هو بفتح القاف وإسكان الحاء المهملة قال أهل اللغة هو الهرم مثل القحل بفتح القاف وباللام
قد
قال الإمام أبوالحسن الواحدي رحمه الله تعالى في قوله تعالى {قد أفلح المؤمنون} قد حرف يوجب به الشيء كقولك قد كان كذا فأدخل قد توكيدا لتصديق ذلك وهو جواب لقولك لم يفعل ذلك قال وقال النحويون قد تقرب الماضي من الحال حتى تلحقه بحكمه ألا تراهم يقولون قد قامت الصلاة قبل حال قيامها قال الفراء الحال في الفعل الماضي لا يكون إلا بإضمار قد أو بإظهارها كقوله تعالى {أو جاؤوكم حصرت صدورهم} وقد ههنا يجوز أن تكون تأكيدا لفلاح المؤمنين ويجوز أن تكون تقريبا للماضي من الحال ويكون المعنى أن الفلاح قد حصل لهم وأنه في الحال عليه هذا كلام الواحدي وقال الجوهري قد حرف لا يدخل إلى على الأفعال وهو جواب لقولك لما يفعل قال وزعم الخليل أن هذا لمن ينتظر الخبر تقول قد مات فلان ولو أخبره وهو لا ينتظره لم يقل قد مات ولكن يقول مات فلان قال الجوهري وقد يكون قد بمعنى ربما وإن جعلته إسما شددته فقلت كتبت قدا حسنة وكذلك كي وهو ولو لأن هذه الحروف لا دليل على ما نقص منها فيجب أن يزاد في أواخرها ما هو من جنسها وتدغم إلا في الألف فإنك
261(3/260)
تهمزها ولو سميت رجلا بلا أو ما ثم زدت في آخره ألفا همزت لأنك تحرك الثانية والألف إذا تحركت صارت همزة هذا كلام الجوهري
قدر
قال أهل اللغة القدر بإسكان الدال وفتحها لغتان هو قدر الله تعالى الذي يجب الإيمان به كله خيره وشره حلوه ومره نفعه وضره ومذهب أهل الحق إثبات القدر والإيمان به كله كما ذكرناه وقد جاء من النصوص القطعيات في القرآن العزيز والسنن الصحيحة المشهورات في إثباته ما لا يحصى من الدلالات وقد أكثر العلماء في إثباته من المصنفات المستحسنات فرضي الله تعالى عنهم وأجزل لهم المثوبات وذهبت القدرية إلى إنكاره وأن الأمر أنف أي مستأنف لم يسبق به علم الله تعالى الله عن قولهم الباطل علوا كبيرا وقد جاء في الحديث تسميتهم مجوس هذا الأمة لكونهم جعلوا الأفعال للفاعلين فزعموا أن الله تعالى يخلق الخير وأن العبد يخلق الشر جل الله تعالى عن قولهم الباطل قال إمام الحرمين وغيره من متكلمي اصحابنا وابن قتيبة من أئمة أصحاب اللغة اتفقنا نحن وهم على ذم القدرية وهم يسموننا قدرية لإثبات القدر ويموهون بذلك وهذا جهل منهم ومباهته بل هم المسمون بذلك لأوجه
أحدها
النصوص الصريحة في القرآن والسنة الصحيحة المشهورة في إثبات القدر والثاني أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم فمن بعدهم من السلف لم يزالوا على الإيمان بإثبات القدر وإغلاظ القول على من ينفيه وفي أول صحيح مسلم عن ابن عمر قال اخبروهم أني بريء منهم وأنهم براء مني حتى يؤمنوا بالقدر كله خيره وشره والثالث أنا أثبتناه لله تعالى وهم زعموه لأنفسهم وادعوا أنهم مخترعون لأفعالهم ولم يتقدم بها علم فمن أثبته لنفسه كان بأن ينسب إليه أولى ممن نفاه عن نفسه وأثبته لغيره وهذا الثالث هو قول ابن قتيبة ثم إمام الحرمين رحمهما الله تعالى والله تعالى أعلم
قول الله سبحانه وتعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر} اختلف في معناه على ثلاثة أقوال أصحها وأشهرها أن معناها أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما في أوقات مختلفة في ثلاث وعشرين سنة أو عشرين أو خمس وعشرين على حسب الاختلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة والثاني معناه أنزل في عشرين ليلة قدر من عشرين سنة فكان ينزل إلى
262(3/261)
السماء الدنيا في كل سنة ما يريد الله تعالى إنزاله في السماء منجما ثم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة منجما والثالث معناه ابتدأ إنزاله في ليلة القدر ثم نزل في جميع الأوقات من جميع السنين روى الحاكم أبو عبد الله في المستدرك على الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال انزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ورواه من طريق آخر بمعناه وقال صحيح على شرطهما وحكى الواحدي وغيره القول الثاني عن مقاتل وقاله أيضا الإمام أبو عبد الله الحليمي والقول الثالث حكاه الماوردي عن الشعبي وهو ضعيف مخالف لما صح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ومحله من القرآن بالمرتبة المعروفة وقوله في أول باب المسابقة في الحديث حق على الله تعالى أن لا يرفع من هذه القدرة شيء إلا وضعه ذكر جماعات ممن شرح ألفاظ المهذب منهم أبو القاسم بن التوزي وابن باطيش وغيرهما أنه القدرة بضم القاف وبالدال المهملة قالوا والقدرة هي بمعنى المقدور كالخلقة بمعنى المخلوق ونظائره قال وروي أيضا بفتح القاف وبالذال المعجمة أي المستقذرة وتكون الإشارة إلى زينة الدنيا به وروى أبو داود هذا الحديث في أول كتاب الأدب من سننه بلفظين أحدهما حق على الله تعالى أن لا يرفع شيئا إلا وضعه والثاني أن لا يرفع شيء من الدنيا إلا وضعه
قدم
قول الشافعي رضي الله تعالى عنه القديم هو الذي قاله ببغداد وصنفه في كتاب سماه كتاب الحجة كذا قاله صاحب الشامل في خطبة الشامل وهذا الكتاب القديم يرويه عن الشافعي أربعة من كبار أصحابه العراقيين أحمد بن حنبل وأبو ثور والكرابيسي والزعفراني قال القفال في كتابه شرح التلخيص فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مذهب الشافعي القديم مثل مذهب مالك رضي الله تعالى عنهما
قرأ
قال الإمام مطلقا ذو الفنون أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي رضي الله تعالى عنه في كتابه البسيط عند ذكر قول الله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} قال رحمه الله تعالى القرآن اسم لكلام الله تعالى واختلفوا في اشتقاقه وهمزه فقرأه ابن كثير بغير همز ثم روى بإسناده ما رواه البيهقي وغيره عن الإمام الشافعي إمامنا رضي الله تعالى عنه أنه كان يقول القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت ولكنه اسم لكتاب الله تعالى مثل التوراة والإنجيل قال الشافعي
263(3/262)
ويهمز قرأت ولا يهمز القرآن وقال الواحدي وقول الشافعي أنه اسم لكتاب الله تعالى تنبيه إلى أنه ليس بمشتق وقد قال بهذا جماعات قالوا إنه اسم لكلامه يجري مجرى الإعلام في أسماء غيره كما قيل في اسم الله تعالى أنه غير مشتق من معنى يجري مجرى اللقب في صفة غيره وذهب آخرون إلى أنه مأخوذ من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى الآخر فسمي به لاقتران السور والآيات والحروف ولأن العبارة عنه قرن بعضه إلى بعض فهو مشتق من قرن والاسم قران غير مهموز ومن هذا يقال للجمع بين الحج والعمرة قران وذكر الأشعري رحمه الله تعالى هذا المعنى في بعض كتبه فقال إن كلام الله تعالى يسمى قرآنا لأن العبارة عنه قرن بعضه إلى بعض بصدق وقال الفراء أظن أن القرأن سمى من القرائن وذلك أن الآيات يصدق بعضها بعضا ويشابه بعضها بعضا فهي قرائن فمذهب هؤلاء أنه غير مهموز
وأما الذين همزوا فاختلفوا فقالت طائفة إنه مصدر القراءة قال أبو الحسن اللحياني يقال قرأت القرآن فأنا اقرأه قراءة وقرأ وقرآنا وهو الاسم فقوله وهو الاسم يعني أن القرآن يكون مصدرا لقرآت ويكون اسما لكتاب الله تعالى ومثل القرآن من المصادر الرجحان والنقصان والغفران هذا هو الأصل ثم أن المقروء يسمى قرآنا لأن المفعول يسمى بالمصدر كما قالوا للمشروب شراب وللمكتوب كتاب واشتهر هذا الاسم في المقروء حتى إذا طرق الأسماع سبق إلى القلوب أنه هو ولهذا لا يجوز أن يقال إن القرآن مخلوق مع كون القراءة مخلوقة لأن القرآن اشتهر تسميته للمقروء وقال أبو إسحاق الزجاج معنى القرآن معنى الجمع يقال ما قرأت الناقة سلى قط إذا لم يضطم رحمها على ولد وهذا مذهب أبي عبيدة قال إنما سمي القرآن قرآنا لأنه يجمع السور ويضمها وأصل القرآن الجمع ومن هذا الأصل قرء المرأة وهو أيام إجتماع الدم في رحمها
وقال قطرب في القرآن قولين أحدهما ما ذكرناه وهو قول أبي إسحاق وأبي عبيدة والثاني أنه يسمى قرآنا لأن القارىء يظهره ويبينه ويلقيه من فيه أخذا من قول العرب ما قرأت الناقة سلى قط أي ما رمت بولد ونحو هذا قال أبو الهيثم واللحياني ما أسقطت ولدا قط وتأويله ماحملت قط والقرآن يلفظه القارىء من فيه ويلقيه فسمي قرآنا ومعنى قرأت القرآن لفظت به قال أبو إسحاق وهذا القول ليس بخارج من الصحة فتبين على هذا أنه اسم منقول من اسم الحدث كما أن قولنا زيد في
264(3/263)
إسم رجل منقول من مصدر زاد يزيد فأما دخول لام التعريف بعد النقل فكدخوله في الحارث وفي الفضل والعباس بعد النقل ومذهب الخليل وسيبويه في هذه الأسماء التي سمي بها وفيها الألف واللام أنها بمنزلة صفات غالبة كالنابغة والصعق وهذا فيما ينقل من الصفات فأما الفضل فإنما دخله الألف واللام لأنه مصدر في الأصل وعلى هذا دخلت الألف واللام في القرآن ومن هذه الأسماء ما يكون اللام فيه تعريفا ثانيا كما قاله في اسم الشمس وإلاهة والآلهة ومنها ما يكون اللام فيه زائدة نحو قوله يا ليت أم العمرو كانت صاحبي قال وقول من يقول إن القرآن غير مهموز من قرنت الشيء بالشيء سهو وإنما هو تخفيف الهمزة ونقل حركتها إلى الساكن قبلها فصار اللفظ به كفعال من قريت وليس منه ألا ترى أنك لو سميت رجلا بقران مخفف الهمزة لم تصرفه في المعرفة كما لا تصرف عثمان ولو لأردت به فعالا من قرنت لا تصرفه في المعرفة ولا النكرة وذكر ذلك أبو علي في المسائل الحلبية هذا آخر ما ذكره الواحدي وأول ما نزل من القرن أول سورة اقرأ وهو قوله تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} إلى هنا ثبت في صحيح مسلم ووقع في أول صحيح البخاري إلى قوله تعالى {وربك الأكرم} وهو مختصر والزيادة من الثقة مقبولة وقيل أول ما نزل {يا أيها المدثر} وهو غلط والصواب أنه أول ما نزل بعد فترة الوحي كما ثبت في الصحيحين وقد بينته في أول الشرح لصحيحي البخاري ومسلم وآخر ما نزل من السور براءة ومن الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} البقرة الآية وقيل {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها وقيل {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين وقيل آية الربا
وأما الأقراء في العدة فقال أهل اللغة القرء والقرء بفتح القاف وضمها لغتان حكاهما القاضي عياض وابو البقاء في إعرابه وغيرهما أشهرهما الفتح وهو الذي قاله جمهور أهل اللغة واقتصروا عليه وممن حكى اللغتين في قرء وقرء الخطابي في معالم السنن في كتاب الحيض في أول أبواب المستحاضة وجمعه في القلة أقراء وفي الكثرة قروء قال الإمام الواحدي هذا الحرف من الأضداد يقال للحيض والأطهار قرء والعرب تقول أقرأت المرأة في الأمرين جميعا وعلى هذا يونس وأبو عمرو بن
265(3/264)
العلاء وأبو عبيد أنها من الأضداد وهي في لغة العرب مستعملة في المعنيين جميعا وكذلك في الشرع ومن هذا الاختلاف في اللغة وقع الخلاف في الأقراء بين الصحابة وفقهاء الأمة فعند علي وابن مسعود وأبي موسى الأشعري ومجاهد ومقاتل وفقهاء الكوفة أنها الحيض وعند زيد بن ثابت وابن عمر وعائشة ومالك والشافعي وأهل المدينة أنها الأطهار وهذا الخلاف فيما ذكر منها في العدة فأما كونه حيضا وطهرا وإن اللفظ صالح لهما جميعا فمما لا يختلف فيه أحد وأصل هذا اللفظ واشتقاقه مختلف فيه أيضا قال أبو عبيد أصله من دنو وقت الشيء وروى الأزهري عن الشافعي أن القرء إسم للوقت فلما كان الحيض يجيء لوقت والطهر يجيء لوقت جاز أن تكون الأقراء حيضا وأطهارا وذكر أبو عمرو بن العلاء أن القرء الوقت وهو يصلح للحيض ويصلح للطهر ويقال هذا قاريء الرياح لوقت هبوبها وأنشد أهل اللغة للهذلي
(إذا هبت لقاريها الرياح .......... )
أي لوقت هبوبها ولهذا يقال أقرأت النجوم إذا طلعت وأقرأت إذا أفلت فعلى هذا الأصل القرء يجوز أن يكون الحيض لأنه وقت سيلان الدم ويكون الطهر لأنه وقت إمساكه على عادة جارية فيه وقال قوم أصل القرء الجمع يقال ما قرأت الناقة سلى قط أي ما جمعت في رحمها ولدا قط قال الأخفش يقال ما قرأت حيضة أي ما ضمت رحمها على حيضة والقرآن من القرء الذي هو الجمع وقرأ القارىء أي جمع الحروف بعضها إلى بعض في لفظ وهذا الأصل يقوى أن الأقراء هي الأطهار قال أبو إسحاق يعني الزجاج والذي عندي في حقيقة هذا أن القرء الجمع من قولهم قريت الماء في الحوض وإن كان قد ألزم الياء فهو جمعت وقرأت القرآن لفظت به مجموعا وإنما القرء اجتماع الدم في الرحم وذلك إنما يكون في الطهر هذا كلام الزجاج وذكر أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال في قوله تعالى {ثلاثة قروء} جاء هذا على غير قياس والقياس ثلاثة أقرؤ لأن القروء للجمع الكثير ولا يجوز أن يقال ثلاثة فلوس إنما يقال ثلاثة أفلس فإذا كثرت فهي الفلوس قال أبو حاتم وقال النحويون في هذا أراد ثلاثة من القروء وقال أهل المعاني لما كانت كل مطلقة يلزمها هذا دخله معنى الكثرة فأتى ببناء الكثرة للاشعار بذلك فالقروء كثيرة إلا أنها في القسمة ثلاثة هذا آخر ما ذكره الإمام الواحدي
266(3/265)
وقال الزمخشري في كتابه الكشاف فإن قلت لم جاء المميز على جمع الكثرة قروء دون القلة التي هي الأقراء قلت يتوسعون في ذلك فيستعملون كل واحد من الجمعين مكان الآخر لاشتراكهما في الجمعية ألا ترى إلى قوله تعالى {يتربصن بأنفسهن} وما هي إلا نفوس كثيرة قال ولعل القروء كانت أكثر استعمالا في جمع قرء من الأقراء فأوثر عليه تنزيلا لقليل الاستعمال منزلة المهمل فيكون مثل قولهم ثلاثة شسوع قال وقرأ الزهري ثلاثة قرو بغير همز
قرح
الماء القراح المذكور في غسل الميت هو بفتح القاف وتخفيف الراء قال الأزهري وغيره الماء القراح هو الخالص الذي لم يجعل فيه كافور ولا حنوط
قرر
باب الإقرار معروف قال الرافعي الإقرار الإثبات من قولهم قر الشيء يقر وأقررته وقررته وليس تسمية هذا الباب إقرارا لأنه ابتداء إثبات بل لأنه إخبار عن ثبوت ووجوب سابق
قرص
في الحديث حتيه ثم اقرصيه قرصه تقطيعه وقلعه بالظفر وقد سبق بيانه في الحاء
قرض
قال الإمام الواحدي في تفسيره القرض اسم لكل ما يلتمس منه الجزاء يقال أقرض فلان فلانا إذا أعطاه ما يتجازاه منه والاسم منه القرض وهو ما أعطيته لتكافأ عليه هذا إجماع من اهل اللغة قال الكسائي القرض ما أسلفت من عمل صالح أو سيء وقال الأخفش تقول العرب لك عندي قرض صدق وقرض سوء لأمر يأتي فيه مسرته ومساءته وقال ابن كيسان القرض أن تعطي شيئا ليرجع إليك مثله أو ليقضى شبهه وأصله في اللغة القطع ومنه المقراض ومعنى أقرضته قطعت له قطعة تجازى عليها وانقرض القوم إذا هلكوا لانقطاع أثرهم قال شبه الله عز وجل عمل المؤمنين لله عز وجل على ما يرجون ثوابه بالقرض لأنهم إنما يعطون ما ينفقون ابتغاء ما وعدهم الله عز وجل من جزيل الثواب قال والقرض في قوله عز وجل {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} اسم لا مصدر ولو كان مصدرا لكان إقراضا قال أهل المعاني هذا تطلف من الله عز وجل في الاستدعاء إلى أعمال البر لذلك اضاف الإقراض إلى نفسه كأنه قيل من ذا الذي يعمل عمل المقرض بأن يقدم فيأخذ أضعاف ما قدم في وقت فقره وحاجته وتأويله من ذا الذي يقدم إلى الله عز وجل ما يجد ثوابه
267(3/266)
عنده هذا ما ذكره الواحدي في سورة البقرة ثم ذكر في سورة الحديد صفة القرض الحسن فقال قال أهل العلم القرض الحسن أن يجمع به حلالا وأن يكون من أكرم وأجود ما يملكه لا من رديئه وأن يكون في حال صحته وحاجته ورجائه الحياة وأن يضعه في الأحوج الأحق بالدفع إليه وأن يكتمه وأن لا يتبعه منا ولا أذى وأن يقصد به وجه الله تعالى فلا يرائي به وأن لا يستكثر ما يتصدق به وأن يكون من أحب ماله إليه فهذه الأوصاف إذا استكملها كان قرضا حسنا وقال يحيى بن معاذ الرازي رضي الله تعالى عنه عجبت لمن يبقى له مال ورب العرش يستقرضه
قرع
القرعة بضم القاف وإسكان الراء من الاستهام وهي معروفة قال الأزهري يقال أقرعت بين الشركاء في شيء يقتسمونه فاقترعوا عليه وتقارعوا فقرعهم فلان وهي القرعة وقال صاحب المحكم قارعه فقرعه يقرعه أي أصابته القرعة دونه وقارع بينهم وأقرع وقارعة الطريق أعلاه قال الأزهري والجوهري وقيل هو ما برز منه وقيل صدر الطريق قوله في الوسيط في كتاب الحج ولو دهن الأقرع راسه فلا بأس الأقرع هو الذي صلع رأسه فلم يبق عليه شعر ورجل أقرع وامرأة قرعاء وهو القرع قاله الأزهري قال الجوهري الأقرع الذي ذهب شعر رأسه من آفة وقد قرع فهو أقرع بين القرع وذلك الموضع من الرأس القرعة والقوم قرع وقرعان وكذا قال صاحب المحكم القرع ذهاب الشعر من داء قال صاحب المحكم حية أقرع متمعط شعر الرأس لجمعه السم فيه والتقريع قص الشعر والتقرع بئر يخرج بالفصلان وحاشية الإبل يسقط وبرها وفي المثل أجرد من القرع وقرع الشيء يقرعه قرعا أي ضربه والمقرعة خشبة تضرب بها البغال والحمير وقيل كل ما قرع به مقرعة والقراع والمقارعة مضاربة القوم في الحرب وقد تقارعوا وقريعك الذي يقارعك والقارعة القيامة والقارعة الشدة والقراع طائر يقرع يابس العيدان بمنقاره فيدخل فيه والجمع قراعات ولم يكسر وترس قراع صلب لصبره على القرع والقراع من كل شيء الصلب الأسفل الضيق الفم وقرع الفحل الناقة يقرعها قرعا وقراعا ضربها وناقة قريعة يكثر الفحل ضرابها ويبطىء لقاحها واستقرعت البقر إذا ارادت الفحل والتقريع التأنيب وقيل الإيجاع باللوم واقترع الشي اختاره وأقرعوه خيار مالهم أعطوه إياه والقريعة والقرعة خيار المال والقريع الفحل وهو من ذلك وقيل لأنه يقرع الناقة وجمعه أقرعة والمقروع كالقريع الذي هو الخيار واستقرعه جملا فأقرعه إياه أي أعطاه ليضرب أينقه
268(3/267)
وقرع قرعا فهو قرع ذائد عن الشيء والقريع الجبان وقرعه صرفه وقوارع القرآن منه مثل آية الكرسي وليس لأنها تصرف الفزع عمن قرأها وأقرع الفرس كبحه وأقرع إلى الحق رجع وقرعه بالحق رماه به وقرع المكان خلا وقريعة البيت خير موضع فيه إن كان في حر فمظلة أو في قر فمكنة وقيل قريعته سقفه والقرع حمل اليقطين الوحدة قرعة قال أبو حنيفة هو القرع واحدتها قرعة فحرك ثانيها والمقرعة منبته كالمبطخة والمقثأة هذا آخر كلام صاحب المحكم
وقال الأزهري قال ابن الأعرابي القرع والسبق والندب الخطر الذي يسبق عليه يعني المال وأصبحت الرياض قرعا قد جردتها المواشي فلم تترك فيها شيئا من الكلأ وقولهم ألف أقرع هو التام وترس أقرع وقراع أي صلب وفلان قريع الكتيبة وقريعها أي رئيسها وقرعة كل شيء خياره والقرعة الجراب الواسع يلقى فيه الطعام وقال أبو عمرو هو الجراب الصغير وجمعه قرع وفي الحديث قرع المسجد أي قل أهله كما يقرع الراس إذا قل شعره وفي الحديث نعم البضع لا يقرع أنفه أصله أن الرجل يأتي بناقة كريمة إلى رجل له فحل فيسأله أن يطرقها فحله فإن أخرج إليه فحلا ليس بكريم قرع أنفه وقال لا أريده وقولهم قرع سنه الندم وقرع الإناء فم الشارب إذا استوفى ما فيه واقترع فلان أي اختير وقريعة الإبل كريمتها وجفان مقرعات أي مثقلات وأقرعت نعلي وخفي إذا جعلت عليهما رقعة كثيفة وقرع التيس العنز إذا قفطها قال الأموي يقال للضأن استوبلت وللمعز استدرت وللبقرة استقرعت وللكلبة استحرمت وأقرعت فلانا كففته وهو مقرع لكذا ومعرق أي مطبق وقرع مكان يده من المائدة تقريعا إذا ترك مكان يده من المائدة فارغا وسأتقرع أي أنقلب وقرعهم أقلقهم وووبخهم وأقرع المسافر دنا من منزله وأقرع داره آجرا إذا فرشها بالآجر وأقرع الشر دام وأقرع الرجل عن صاحبه وانقرع كف وأقرع الغائص والمائح انتهى إلى الأرض والقراعة القداحة التي يقتدح بها النار وقوارع القرآن نحو ما قال صاحب المحكم وقرع الرجل إذا قمر في النضال وقرع افتقر وقرع اتعظ وقرعناك واقترعناك وقرحناك واقترحناك ومخرناك وامتخرناك وانتضلناك أي اخترناك والقريع المقروع والقريع الغالب ويقال أنزل الله تعالى به قارعة وقرعاء ومقرعة وبيضاء ومبيضة وهي المصيبة التي لا تدع مالا ولا غيره هذا آخر كلام الأزهري
قرقب
قوله في باب السلم من المهذب لا يجوز السلم في ثوب عمل فيه من
269(3/268)
غير غزله كالقرقوبي هو بقاف مفتوحة ثم راء ساكنة ثم قاف مضمومة ثم واو ساكنة ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء النسب هكذا ضبطه بعض الأئمة الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب وقال كذا تقوله العامة وإنما هو قرقبى بضم القافين من غير واو ورأيت بعض الفضلاء يقول بضم القاف الأولى مع إثبات الواو والواو ثابتة في النسخ وقد فسره المصنف
قرن
في الحديث إن الشمس تطلع ومعها قرن شيطان ذكره في الساعات التي نهى عن الصلاة فيها من الوسيط وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من رواية ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بقرني شيطان وأما الرواية التي وقعت في الوسيط فهي مرسلة واختلف العلماء في المراد بقرن الشيطان على أقوال كثيرة قال الهروي قيل قرناه ناحيتا رأسه قال وقال الحربي هذا مثل معناه حينئذ يتحرك الشيطان ويتسلط وقيل معنى القرن القوة أي تطلع حين قوة الشيطان وقال غير الهروي قرنه أمته وشيعته والراجح عند جماعة من المحققين كونه على ظاهره وهو أن المراد جانبا رأسه ومعناه أنه يدنى راسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليصير الساجد لها كالساجد له والله تعالى أعلم
وفي الحديث الآخر خيركم قرني مذكور في باب الشهادات من المهذب اختلف أيضا فيه على أقوال كثيرة قال الهروي القرن كل طبقة مقترنين في وقت ومنه قيل لأهل كل مدة أو طبقة بعث فيها نبي قلت السنون أو كثرت قرن ومنه الحديث خيركم قرني يعني أصحابي ثم الذين يلونهم يعني التابعين بإحسان واشتقاقه من الاقتران وقيل القرن ثمانون سنة وقيل أربعون وقيل مائة وقال ابن الأعرابي القرن الوقت وقال غيره قيل للزمان قرن لأنه يقرن أمه بأمة وعالما بعالم وهو مصدر قرنت جعل اسما للوقت أو لأهله هذا آخر كلام الهروي
وقال غيره قوله صلى الله عليه وسلم خيركم قرني المراد منه الصحابة وقيل جميع من كان حيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكى الحربي فيه أقوالا ثم قال وليس في هذا شيء واضح ورأى أن القرن كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد والله تعالى أعلم
وقرن الموضع الذي يحرم منه وهو ميقات أهل نجد وهو بإسكان الراء اتفق
270(3/269)
العلماء عليه واتفقوا على تغليط الجوهري في فتح الراء منه وفي قوله إن أويس القرني رضي الله تعالى عنه منسوب إليه وهذا غلطه فيهما الإمام ابن بري ويقال فيه قرن المنازل وهو على قدر مرحلتين من مكة والقران في الحج معروف وفي حديث أم عطية رضي الله تعالى عنها في غسل بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنها قالت فضفرنا ناصيتها ثلاثة قرون أي ثلاث ضفائر وذوائب فالقرون والذوائب والضفائر والغدائر كلها بمعنى واحد وهي خصل الشعر المضفورة وقولهم في باب النكاح إذا وجد أحد الزوجين بالآخر جنونا أو جذاما أو برصا أو رتقا أو قرنا ثبت له الخيار قال أهل اللغة القرن بإسكان الراء هو العفلة بفتح العين المهملة والفاء وهو لحمة تكون في فم فرج المرأة والقرن بفتح الراء مصدر قرنت تقرن قرنا على وزن برصت تبرص برصا فيجوز أن يقال هذا الذي ذكروه في كتاب النكاح بالفتح والإسكان الفتح على إرادة المصدر والإسكان على إرادة الآسم ونفس العفلة إلا أن الفتح أرجح لكونه موافقا لباقي العيوب فإنها كلها مصادر وعطف مصدر على مصدر أحسن من عطف اسم على مصدر هذا الذي ذكرناه هو الصواب وقد غلط من أنكر على الفقهاء قولهم ذلك بالفتح بل الصواب جوازه ورجحانه قال الإمام العلامة أبومحمد عبد الله بن بريء قال الفراء القرن هو العيب وهو من قولك امرأة قرناء بينة القرن وأما القرن بالإسكان فاسم العفلة والقرن بالفتح اسم العيب والله تعالى أعلم ويقال قرنت بين الشيئين أقرن بضم الراء في المضارع هذه اللغة الفصيحة ويقال كسرها في لغة قليلة
قزع
قوله في باب السواك من التنبيه وباب العقيقة من المهذب ويكره القزع هو بفتح القاف والزاي ثبت في الصحيحين من رواية ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع قال الأزهري في تهذيب اللغة قال أبو عبيد هو أن يحلق راس الصبي ويترك منه مواضع فيها الشعر متفرقة وهكذا ذكره الهروي وابن فارس والجوهري يقال قزع رأسه تقزيعا إذا حلق شعره وبقيت منه بقايا في نواحي راسه وقال الليث عن الخليل بن أحمد إمام أهل اللغة والعربية مطلقا في الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع وهو لغة أخذ بعض الشعر وترك بعضه من الراس وكذا قال صاحب المحكم في تفسير القزع في الحديث هو أخذ بعض الشعر وترك بعضه
قلت وإلى هذا أشار في المهذب بقوله ويكره أن يترك على بعض رأسه الشعر للنهي عن القزع فظاهر كلامه أن مطلق البعض مكروه
271(3/270)
قوله في باب القصاص في الجروح والأعضاء في المهذب وإن كانت الموضحة في مقدم الراس أو مؤخره أو في قنزعته هي بضم القاف وإسكان النون وفتح الزاي وضمها لغتان قال أهل اللغة هي الشعر حوالي الراس وأنشدوا لحميد الأرقط يصف الصلع
(كأن طسا بين قنزعته .......... )
ويجمع على قنازع وأرادوا بحوالي الرأس جوانبه وأما قول ابن باطيش القنزعة أعلى موضع في الرأس فلا نعرفه صحيحا في اللغة وإن كان صحيح المعنى في هذا الموضع قال صاحب المحكم القزع أيضا قطع من السحاب رقاق كأنها ظل إذا مرت من تحت السحابة الكبيرة وقيل القزع السحاب المتفرق واحدتها قزعة وما في السماء قزعة وقزاع أي لطخة غيم والقزعة والقزعة خصل من الشعر تترك على راس الصبي كالذوائب متفرقة في نواحي الراس ورجل مقزع ومتفزع لا يرى على رأسه إلا شعيرات متفرقة تطاير مع الريح والقزعة موضع الشعر المتفرق من الرأس وروينا بالإسناد المتقدم إلى أبي عوانة الاسفرايني قال ثنا موسى بن سعد الدين عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى غلاما قد حلق بعض رأسه وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال احلقوا كله أو ذروا كله قال الأزهري والقزعة ولد الزنا
قسط
في المهذب في باب الأحداث في الحديث الترخيص للمغتسلة في نبذة من قسط وأظفار هو بضم القاف ويقال فيه كست بضم الكاف وبالتاء في آخره وهو بخور معروف ليس من مقصود الطيب
قسم
قولهم كتاب القسامة هي بفتح القاف قال الرافعي قال الأئمة القسامة في اللغة اسم للأولياء الذين يحلفون على دعوى الدم وفي لسان الفقهاء هي اسم للأيمان قال وقال الجوهري هي الأيمان تقسم على الأولياء في الدم وعلى التقديرين فهي اسم أقيم مقام المصدر يقال أقسم إقساما وقسامة كأكرم إكراما وكرامة قال الإمام ولا اختصاص لها بأيمان الدماء إلا أن الفقهاء استعملوها فيها وأصحابنا استعملوها في الأيمان التي يقع الابتداء فيها بالمدعي وصورتها أن يوجد قتيل بموضع لا يعرف قاتلة ولا بينة ويدعي وليه قتله على شخص أو جماعة وتوجد قرينة تشعر بتصديق الولي في
272(3/271)
دعواه ويقال له اللوث فيحلف الولي خمسين يمينا ويثبت القتل فتجب الدية لا القصاص وفي قول يجب القصاص
قشع
قال صاحب المحكم انقشع عنه الشيء وتقشع غشيه ثم انجلى عنه كالظلام عن الصبح والهم عن القلب والسحاب عن الجو والقشع السحاب الذاهب المتقشع عن وجه السماء والقشعة والقشعة قطعة منه تبقى في أفق السماء إذا تقشع الغيم وقد أقشع الغيم وانقشع وتقشع وقشعته الريح قشعا وأقشع القوم وتقشعوا وانقشعوا إذا ذهبوا وافترقوا
قصد
قال الجوهري القصد إثبات الشيء تقول قصدته وقصدت له وقصدت إليه بمعنى وقصدت قصده أي نحوت نحوه وأقصد السهم أي أصاب والقصد العدل والقصد بين الإسراف والتقتير وهو مقتصد في النفقة والقاصد القريب يقال يننا وبين الماء ليلة قاصدة أي هينة السير لا تعب فيه ولا بطء والقصيد جمع قصيدة من الشعر كسفين جمع سفينة في أول باب غزاة أوطاس من صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه في رجل أراد قتله فقصدت له وفي كتاب الأيمان من صحيح مسلم في باب من قتل رجلا من الكفار بعد أن قال لا إله إلا الله عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه أن رجلا من المشركين كان إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله وأن رجلا من المسلمين قصد غفلته هذا لفظه بحروفه وهكذا في مسلم مرتب هذا الترتيب وفيه شيء يستظرف وهو جمعه اللغات الثلاث في سطر واحد قصدت إليه وقصدت له وقصدته
قصر
القصارة المذكورة في باب التفليس وهو قصارة الثوب هي بكسر القاف وهكذا ما أشبهها من الصنائع مكسورة كلها قال أبو إسحاق الزجاج في كتابه معاني القرآن العزيز في أول سورة البقرة في قول الله تعالى {وعلى أبصارهم غشاوة} وقال كلما كان مشتملا على الشي فهو في كلام العرب مبني على فعالة نحو الغشاوة والعمامة والقلادة والعصابة قال وكذلك أسماء الصناعات معنى الصناعة الاشتمال على كل ما فيها نحو الخياطة والقصارة قال وكذلك كل من استولى على شيء فاسم ما استولى عليه الفعالة نحو الخلافة والإمارة هذا كلام الزجاج وذكر الواحدي في البسيط في هذا الموضع مثله سواء قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى
273(3/272)
عنه صلاة الأضحى والجمعة والعيدين ركعتان تمام غير قصر ذكره في بابي الجمعة والعيدين من المهذب معناه شرعت ركعتين من اصلها ولم تشرع أربعا ثم قصرت وقوله في المختصر في تفسير الحديث أول الوقت رضوان الله تعالى وآخره عفو الله تعالى قال الشافعي الرضوان إنما يكون للمحسنين والعفو يشبه أن يكون للمقصرين في تسميته مقصر تأويلان لأصحابنا المتقدمين مشهوران في كتب المذهب أحدهما أنه مقصر بالنسبة إلى من صلى في أول الوقت وإن كان لا إثم عليه والثاني مقصر بتفويت الأفضل كما يقال من ترك صلاة الضحى فهو مقصر وإن كان لا ياثم ويقال قصر المسافر الصلاة وقصرها بتخفيف الصاد وتشديدها لغتان مشهورتان حكاهما جماعات منهم ابن فارس في كتابه حلية الفقهاء والتخفيف أفصح واشهر وبه جاء القرآن وروايات الأحاديث الصحيحة وهو القصر والتقصير وهو رد الرباعية إلى ركعتين
قصع
في الحديث ناقة تقصع بجرتها قال الأزهري قال أبو عبيد القصع ضمك الشيء على الشيء حتى تقتله أو تهشمه ومنه قصع القملة قال وقصع الجرة شدة المضغ وضم بعض الأسنان إلى بعض قال أبو زيد القصع هو المضغ بعد الدسع والدسع هو أن تنزع الجرة من كرشها وقال أبو سعيد الضرير قصع الناقة الجرة استقامة خروجها من الجوف إلى الشدق غير متقطعة ولا نزرة ومتابعة بعضها بعضا وإنما تفعل هذا إذا كانت مطمئنة ساكنة لا تسير فإذا خافت شيئا قطعت الجرة ولم تخرجها هذا كلام الأزهري قال صاحب المحكم القصعة الصحفة تشبع العشرة والجمع قصاع وقصع وقصع الماء قصعا أبتلعه جرعا وقصع الماء عطشه يقصعه قصعا وقصعه سكنه وقتله والقصع قتل الصؤاب والقملة بين الظفرين وقصع البعير بجرته مضغها وقيل هو أن يردها إلى جوفه وقيل هو أن يملأ بها فاه
قصى
في الحديث ما من ثلاثة في قرية أو بدو لا تقام فيهم الجماعة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان عليك بالجماعة فإنما يأخذ الذئب القاصية ذكره في صلاة الجماعة من المهذب القاصية البعيدة شبه صلى الله عليه وسلم تمكن الشيطان من المنفرد عن الجماعة بتمكن الذئب من الشاة المنفردة البعيدة من الأهل والغنم
قضى
قول الله عز وجل {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}
274(3/273)
مذكور في أول نفقة الأقارب من المهذب قال الواحدي قال عامة المفسرين وأهل اللغة معنى قضى هنا أمر وقال غيره أوجب وقيل ووصى وكذلك قرأها علي وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وروي هذا عن ابن عباس قال والتصقت إحدى الواوين بالصاد فصارت قافا قال الفراء تقول العرب تركته يقضي أمور الناس أي يأمر فيها فينفذ أمره والله تعالى أعلم والقضاء الولاية المعروفة ممدود قال الأزهري القضاء في الأصل إحكام الشيء والفراغ منه ويكون القضاء أيضا الحكم وقيل للحاكم قاض لأنه يمضي الأحكام ويحكمها ويكون قضى بمعنى أوجب فيجوز أن يكون سمي قاضيا لإيجابه الحكم على من يجب عليه هذا آخر كلام الأزهري وأما عمرة النبي صلى الله عليه وسلم المسماة عمرة القضاء وعمرة القضية فكانت في ذي القعدة سنة سبع من الهجرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحرم بالعمرة في ذي القعدة سنة ست فصده المشركون ثم صالحهم وقاضى سهيل بن عمرو على الهدنة ثم اعتمر في السنة السابعة وقيل لها عمرة القضاء والقضية لمقاضاة سهيل بن عمرو لا لأنها قضاء عمرة سنة ست بل لما ذكرناه ووقعت عمرة سنة سبع قضاء وأما سنة ست فحسبت عمرة في الثواب فقد جاءت الأحاديث الصحيحة بأن عمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع منها عمرة الحديبية سنة ست وعمرة القضاء سنة سبع وعمرة الجعرانة سنة ثمان وعمرة مع حجة سنة عشر
قطط
قولهم ما فعلته قط هي لتوكيد نفي الماضي وفيها لغات قط وقط بفتح القاف وضمها مع تشديد الطاء المضمومة فيهما وقط بفتح القاف وتشديد الطاء المكسورة وقط بفتح القاف وإسكان الطاء وقط بكسر القاف وكسر الطاء المخففة
قطع
قوله في المهذب أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المعادن القبلية ذكره في زكاة المعدن قال الأزهري في تهذيب اللغة يقال استقطع فلان الإمام قطيعة فأقطعه إياها إذا سأله أن يقطعها له ويبينها ملكا له فأعطاه إياها قال الجوهري والاقطاع يكون تمليكا وغير تمليك قوله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم فليصل إلى السترة وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته ذكره في استقبال القبلة من المهذب فيقطع مرفوع العين وهذا الحديث أخرجه أو داود في سننه بهذا اللفظ عن سهل بن أبي خثمة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولعل معناه والله تعالى أعلم أنه إذا لم يدن منها
275(3/274)
قال الأزهري قال أبو عمرو وقطاع النخل وقطاعه مثل الصرام والصرام وأقطع النخل إقطاعا حان قطاعه ومقاطع القرآن مواضع الوقوف ومبادئه مواضع الابتداء وفلان قطع أي شبهه في قده وخلقه وجمعه أقطاع قال الأزهري ويقال قطع فلان رحمه قطعا إذا لم يصلها والاسم القطيعة ويقال لقاطع رحمه قطعة وقطع بضم القاف وفتح الطاء ويقال قطعت الحبل قطعا فانقطع وقطعت النهر قطعا وقطوعا ومنقطع كل شيء حيث ينقطع مثل منقطع الرمل والحرة وشبههما والمقطع الشيء نفسه قال الفراء سمعت بعض العرب يقول غلبني فلان على قطعان من أرض يريد أرضا مفروزة مثل القطيعة فإذا أردت قطعة من شيء قطع منه قلت قطعة والقطعة يعني بفتحتين موضع القطع من يد الأقطع يقال ضربه بقطعته وقال الليث يقولون قطع الرجل ولا يقولون قطع الأقطع لأن الأقطع لا يكون أقطع حتى يقطعه غيره ولو لزمه ذلك من قبل نفسه لقيل قطع أو قطع قال ويجمع الأقطع على قطعان قال الليث يقال قاطعت فلانا على كذا وكذا من الأجر والعمل مقاطعة قال وسيف قاطع وقطاع ومقطع وكل شيء يقطع به فهو مقطع والمقطع موضع القطع والمقطع مصدر كالقطع والمقطع غاية ما قطع يقال مقطع الثوب ومقطع الرمل للذي لا رمل وراءه ورجل قطوع لإخوانه ومقطاع لا يثبت على مؤاخاة وبنو قطيعة حي من العرب النسبة إليهم قطعي قال وقطاع الطريق الذين يعارضون أبناء السبيل فيقطعون بهم السبيل وشيء حسن التقطيع إذا كمان حسن القد هذا آخر ما نقلته من كلام الأزهري
وقال صاحب المحكم القطع إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلا يقال قطعه يقطعه قطعا وقطيعة وقطوعا وقطعة واقتطعه فانقطع وتقطع وشيء قطيع مقطوع والقطعة والقطعة والقطاعة ما قطعته منه وخص اللحياني بالقطاعة قطاعة الأديم والجوار وهو ما قطع من الجوار أو من النخالة وتقاطع الشيء بان بعضه من بعض وأقطعه أياه أذن له في قطعه وحبل اقطاع مقطوع كأنهم جعلوه كل جزء منه قطعا وإن لم يتكلم به وكذلك ثوب أقطاع وقطع والأقطع المقطوع اليد والجمع قطع وقطعان ويد قطعاء مقطوعة وقد قطع قطعا والقطعة والقطعة موضع القطع من اليد وقيل بقية اليد المقطوعة ومقطع كل شيء ومنقطعه آخره وقطع به النهر وأقطعه إياه وأقطعه به جاوزه وهو من الفصل بين الأجزاء وانقطع الشيء ذهب وقته ومنه انقطع الحر والبرد وانقطع كلامه وقف فلم يمض وقطع لسانه أسكته بإحسانه إليه وانقطع لسانه
276(3/275)
ذهبت سلاطته وقطعه قطعا وأقطعه بكته وهو قطيع القول ومنه قطع وقطع قطاعة وأقطعت الداجة انقطع بيضها وقطع به وانقطع وأقطع وأقطع ضعف عن النكاح وانقطع بالرجل والبعير كلا والقطع والقطيعة الهجران ضد الوصل وتقاطع القوم تصارموا وقطع رحمه قطعا ورجل قطعة وقطع ومقطع وقطاع يقطع رحمه واقتطع طائفة من الشيء أخذه والقطيعة ما اقتطعته منه وأقطعني إياها أذن لي في اقتطاعها واستقطعه إياها سأله أن يقطعه إياها والقطيع الطائف من الغنم والنعم ونحوه فالغالب عليه أنه من عشر إلى أربعين وقيل ما بين خمس عشرة إلى خمس وعشرين والجمع أقطاع وأقطعة وقطعان وقطاع وأقاطيع قال سيبويه وهو مما جمع على غير بناء واحده ونظيره عنده حديث وأحاديث والقطعة كالقطيع والقطع والقطاع اللصوص يقطعون الأرض والقطع والقطعة والقطيع والقطع والقطاع طائفة من الليل تكون من أول الليل إلى ثلثه وقطع الجواد الحبل خلفه ومضى هذا آخر كلام صاحب المحكم
قطف
قوله في الوسيط في بيع الأصول والثمار الإبقاء مستحق للبائع إلى أوان القطاف يعني إلى أوان قطعه يقال قطاف وقطاف بكسر القاف وفتحها قال صاحب المحكم قطف الشيء يقطفه قطفا وقطفانا وقطافا وقطافا قطعه والقطف ما قطف من الثمر وهو أيضا العنقود ساعة يقطف والجمع قطوف والقطاف والقطاف أوان قطف الثمر وأقطف العنب حان أن يقطف وقال الجوهري القطاف بالكسر العنقود وقال الهروي القطف العنقود وهو اسم لكل ما يقطف كالذبح والطحن قولهما في باب الإجارة الدابة القطوف هي بفتح القاف وضم الطاء وهو البطء في السير
قعد
قال صاحب المحكم القعود نقيض القيام قعد يقعد قعودا وأقعدته وقعدت به والمقعد والمقعدة والمقعدة مكان القعود قال سيبويه هو مني مقعد القابلة وذلك إذا دنا فالتزق من بين يديك يريد بتلك المنزلة ولكنه حذف وأوصل كما قالوا دخلت البيت أي في البيت ومن العرب من يرفعه ويجعله هو الأول على قولهم انت مني مرأى ومسمع والقعدة بالكسر الضرب من القعود وبالفتح المرة الواحدة منه وذو القعدة إسم شهر كانت العرب تقعد فيه وتحج في ذي الحجة وقولهم في الدعاء إن كنت كاذبا فحلبت قاعدا معناه ذهبت إبلك فصرت تحلب الغنم لأن حالب الغنم لا يكون إلا قاعدا وأقعد الرجل لم يقدر على النهوض وبه قعاد أي داء يقعده وما قعدك الرجل لم يقدر واقتعدك أي حبسك ورجل قعدى وقعدى عاجز كأنه يؤثر القعود والقعدة والقعودة
277(3/276)
والقعود من الإبل ما اتخذه الراعي للركوب وحمل الزاد والجمع أقعدة وقعد وقعدان وقعائد واقتعدها اتخذها قعودا وقيل القعود القلوص وقيل القعود البكر إلى أن يثنى ثم هو جمل والقعود أيضا الفصيل وقاعد الرجل قعد معه وقعيد الرجل مقاعده وقعيدا كل إنسان حافظاه عن اليمين وعن الشمال وقعيدة الرجل وقعيدة بيته امرأته وقعدت المرأة عن الحيض والولد تقعد قعودا فهي قاعد انقطع عنها والقاعدة والقاعد أصل الأس والقعدد والقعدد الجبان اللئيم القاعد عن الحرب والمكارم والقعدد الخامل والقعدد والقعدد أملك القرابة في النسب وفلان أقعد من فلان أي أقرب منه إلى جده الأكبر هذا آخر كلام صاحب المحكم
وقال الأزهري قال أبو الهيثم القواعد من صفات الإناث لا يقال رجال قواعد ويقال رجل قاعد عن الغزو وقوم قعاد وقاعدون وقعدك الله مثل نشدتك وقعدك الله أي الله معك وقعيدك الله لتفعلن كذا القعيد ألاب وقعدت الرجل وأقعدته خدمته قال الفراء تقول العرب قعد فلان يشتمني وقام يشتمني بمعنى طفق وجعل وقال ابو عمرو القعدد القريب النسب من الجد الأكبر والقعدد البعيد النسب من الجد الأكبر وهو من الأضداد وقال النضر بن شميل القعود في الإبل من الذكور و القلوص من الإناث وقال ابن الأعرابي البكرة الأنثى قلوص والبكر الذكر قعود إلى أن يثنيا ثم هو جمل قال الأزهري وعلى هذا التفسير قول من شاهدت من العرب لا يكون القعود إلا البكر الذكر وجمعه قعدان والقعادين جمع الجمع قال ولم نسمع قعودة بالهاء لغير الليث وأخبرني المنذري أنه قرأ بخط أبي الهيثم ذكر الكسائي أنه سمع من يقول قعودة للقلوص وللذكر قعود قال الأزهري وهذا عند الكسائي من نادر الكلام الذي سمعه من بعضهم وكلام أكثر العرب على غيره قال ابن السكيت ما يقعدني عن ذلك الأمر إلا شغل أي ما حبسني قال ابن الأعرابي القعد الشراة الذين يحكمون ولا يحاربون قال الأزهري هو جمع قاعد كحارس وحرس وخادم وخدم والقعدي من الخوارج الذي يرى رأي القعد الذين يرون التحكيم حقا غير أنهم قدموا عن الخروج على الناس هذا آخر كلام الأزهري
قعر
قال صاحب المحكم قعر كل شيء أقصاه وجمعه قعور ونهر قعير بعيد القعر وكذلك بئر قعيرة وقعير وقد قعرت قعارة وقصعة قعيرة كذلك وقعر البئر يقعرها قعرا انتهى إلى قعرها وكذا الإناء إذا شربت جميع ما فيه حتى تنتهى إلى قعره
278(3/277)
وقعر الثريدة أكلها من قعرها وأقعر البئر جعل لها قعرا وقال ابن الأعرابي قعر البئر يقعرها عمقها وقعر الحفر كذلك ورجل بعيد القعر أي الغور وقعر الفم داخله وقعر في كلامه وتقعر تشدق وتكلم بأقصى قعر فمه ورجل قيعر وقيعار متقعر في كلامه وإناء قعران في قعره شيء وقصعة قعرى وقعرة فيها ما يغطي قعرها واسم ذلك الشيء القعرة والقعرة وقعب مقعار واسع بعيد القعر والمقعر الذي يبلغ قعر الشيء وامرأة قعرة وقعيرة بعيدة الشهوة وقيل هي التي تجد الغلمة في قعر فرجها وضربه فقعره أي صرعه وقعر النخلة والشجرة قطعها من أصلها فسقطت وانقعرت وقيل كل ما انصرع فقد انقعر وتقعر هذا آخر كلام صاحب المحكم
وقال الأزهري قعر الرجل بالتشديد إذا روى فنظر فيما يغمض من الراي حتى يستخرجه وقال ابن الأعرابي القعر بفتحتين العقل التام ويقال ما خرج من أهل هذا القعر أحد مثله كقولك من أهل هذا الغائط مثل البصرة والكوفة
قعل
قال أهل اللغة القعال ما تناثر عن نور العنب وشبهه من كمامه واحدته قعالة وأقعل النور انشقت عنه قعالته والاقتعال تنحية القعال والقاعلة الجبل الطويل وجمعه قواعل والمقتعل السهم الذي لم يبر بريا جيدا والقعولة في المشي إقبال القدم كله على الأخرى هذا كلام صاحب المحكم
وقال الأزهري القيعلة المرأة الجافية الغليظة وأيضا العقاب الذي يسكن قواعل الجبال والاقتعال الانتصاب في الركوب وصخرة مقعالة منتصبة لا أصل لها في الأرض
قفز
قد تكرر استعمال القفيز في كتب الفقه ويريدون به التمثيل والقفيز في الأصل مكيال معروف وهو مكيال يسع اثني عشر صاعا والصاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادي هكذا قاله أهل اللغة وأصحاب الغريب وغيرهم قال أبو منصوب الأزهري في شرح ألفاط المختصر الأردب أربعة وعشرون صاعا وهو أربعة وستون منا والقيعل وهو ثلاث كيلجات والصاع خمسة أرطال وثلث رطل والمد ربع الصاع والفرق ثلاثة أصوع وهي ستة عشر رطلا قال الإمام أبو منصور الأزهري وأخبرني المنذري عن المبرد أنه قال القسط وزن أربعمائة واحد وثمانين درهما وقال في الصحاح والقسط
279(3/278)
مكيال وهو نصف صاع وفي الغريبين للهروي عن أبي عبيدة أن القسط والوسق ستون صاعا والبهار وزن ثلاثمائة رطل والكر اثنا عشر وسقا وهو الوقر هذا آخر كلام الأزهري نقلته بحروفه وكماله لكثرة فوائده وأما القفاز الذي يلبس ذكره في باب الإحرام وفي باب ستر العورة من المهذب وهو بضم القاف وتشديد الفاء وهو لباس للكف يتخذ من الجلود وغيرها تلبسه نساء العرب ليقي أيديهن الحر ويحفظ نعومتها ويلبسه أيضا حملة الجوارح من البزاة وغيرها
قلت قوله في المهذب في باب الحجر والقرض يروى أن المسافر وماله لعلي قلت قوله يروى أي ليس هذا خبرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو من كلام بعض السلف قيل إنه عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وذكر ابن السكيت والجوهري في صحاحه إن لبعض الأعراب والقلت بفتح القاف واللام وآخره تاء مثناة من فوق وهو الهلاك قال الجوهري تقول منه قلت بكسر اللام والمقلتة بفتح الميم المهلكة
قلج
القولنج المذكور في باب الوصية مرض معروف وهوبضم القاف وإسكان الواو وفتح اللام ويقال فيه قولون وليس بعربي وهو مرض يحدث بالأمعاء
قلح
القلح المذكور في باب السواك بفتح القاف واللام قال الجوهري وغيره صفرة تعلو الأسنان وقال صاحب المحكم القلح والقلاح يعني بضم القاف في الناس وغيرهم قال وقيل هو أن تكثر الصفرة على الأسنان وتغلظ ثم تسود أوتحضر قال وقد قلح يعني بكسر اللام وكذلك صرح به الجوهري قلحا فهو قلح وأقلح وجمع الأقلح قلح ومنه الحديث لا تدخلوا علي قلحا
قلد
التقليد قبول قول المجتهد والعمل به وقال القفال في أول شرح التلخيص هو قبول قول القائل إذا لم يعلم من أين قاله وقال الشيخ أبو إسحاق هو قبول القول بلا دليل قال القفال كأنه جعل قادة له
قلس
في الحديث من قاء في صلاته أو قلس هو بفتح القاف واللام قال الجوهري القلس يعني بإسكان اللام هو القذف وقد قلس يقلس فهو قالس قال وقال الخليل القلس ما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه وليس هو بقيء فإن عاد فهو القيء هذا كلام الجوهري
قلت وقوله قاء أو فلس يحتمل أن يكون شكا من الراوي في إحدى اللفظتين
280(3/279)
ويحتمل أن يكون للتقسيم يعني سواء كان هذا أو ذاك وهذا الحديث ضعيف لا يصح الاحتجاج به وأما القلنسوة التي تلبس فالنون فيها زائدة وهي معروفة وفيها لغتان ذكرهما الجوهري وغيره قال الجوهري القلنسوة والقلنسية إذا فتحت القاف ضممت السين وإذا ضممت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء فإذا جمعت أو صغرت فأنت بالخيار في حذف الواو والنون لأنهما زائدتان فإن شئت حذفت الواو فقلت قلانس وإن شئت حذفت النون فقلت قلاس وإنما حذفت النون لالتقاء الساكنين وإن شئت عوضت فيهما ياء فقلت قلانيس أو قلاسي وتقول في التصغير قلينسة وإن شئت قلت قليسية ولك أن تعوض فيهما فتقول قلينيسة وقليسية بتشديد الياء الأخيرة وإن جمعت القلنسوة بحذف الهاء فقلت قلنس وأصله قلنسو إلا أن الواو رفضت لأنه ليس في الأسماء اسم آخره حرف علة وقبله ضمة فإذا أدى إلى ذلك قياس وجب رفضه وتبدل من الضمة كسرة فيصير آخر الاسم ياء مكسورا ما قبلها فيصير كقاض وغاز في التنوين وكذا القول في أحق وأدل جمع حقو ودلو ويقال قلسيته فتقلسي وتقلنس وتقلس أي ألبسته القلنسوة فلبسها هذا آخر كلام الجوهري
قلع
قولهم فإذا حاصر الإمام قلعة هي بفتح القاف وإسكان اللام وهي الحصن وجمعه قلوع قاله الأزهري عن ابن الأعرابي وسيأتي كلام صاحب المحكم فيها قال الأزهري وأقلع الرجل عن عمله إذا كف عنه والقلاع الساعي إلى السلطان بالباطل والقلاع القواد والقلاع النباش والقلاع الكذاب قال ابن الأعرابي القلاع الذي يقع في الناس عند الأمراء يسمى قلاعا لأنه يأتي المتمكن عند الأمير فلا يزال يقع فيه ويشي به حتى يزيله ويقلعه من مرتبته والقلاع شراع السفن والجمع قلع والقلاع والخراع واحد وهو أن يكون صحيحا فيقع ميتا وانقلع وانخرع والقلع الكنف تكون فيه الأدوات والقلعة يعني بفتح القاف واللام السحابة الضخمة والجمع قلع والحجارة الضخمة أيضا قلع والقلع بكسر القاف وإسكان اللام الرجل البليد الذي لا يفهم والقلع أيضا الذي لا يفهم والقلع أيضا الذي لا يثبت على الخيل وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشى تقلع وفي رواية إذا زال زال تقلعا معناهما واحد أي يرفع رجليه رفعا ثابتا لا كمن يمشي اختيالا والقليع المرأة الضخمة الجافية وكل هذا مأخوذ من القلعة وهي السحابة الضخمة وكذلك قلعة الجبل والحجارة قال الفراء القلاعة والقلاعة تخفف وتشدد هي قشر الأرض الذي يرتفع عن الكمأة قال ومرج القلعة اسم
281(3/280)
للقرية التي دون حلوان ولا يقال القلعة قال الأصمعي القلع الوقت الذي تقلع فيه الحمى والقلوع اسم من الانقلاع قال الليث القلاع الطين الذي ينشق إذا أنضب عنه الماء كل قطعة منه قلاعة يعني بالتشديد فيهما والقلاع بالتخفيف من أدواء الفم معروف هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم القلع انتزاع الشيء من أصله قلعه يقعله قلعا وقلعه واقتلعه وانقلع واقتلع وتقلع قال سيبويه قلعت الشيء حولته عن موضعه واقتلعته استلبته والقلاع والقلاعة والقلاعة قشر الأرض الذي يرتفع عن الكمأة فيدل عليها والقلاع أيضا الطين الذي يتشقق إذا نضب عنه الماء فكل قطعة منه قلاعة والقلاع أيضا الطين اليابس واحدته قلاعة والقلاعة المدرة المقتلعة ورمى بقلاعة أي بحجة تسكته وهي على المثل والقلاع صخور عظام مقتلعة واحدته قلاعة والقلعة صخرة عظيمة تنقلع عن الجبل صعبة المرتقى والقلعة حصن منيع في جبل وجمعها قلاع وقلع وقيل القلعة بسكون اللام حصن مشرف وجمعه قلوع وقلع الوالي قلعا وقلعة فانقلع عزل والدنيا دار قلعة أي انقلاع والقلعة من المال ما لا يدوم والقلعة الرجل الضعيف وقلع الرجل قلعا وهو قلع وقلع وقلعة وقلعة وقلاع لم يثبت على السرج والقلع والقلع الكنف وجمعه قلعة وقلاع وأقلع المطر والحمى وغيرهما انجلى والقلع حين إقلاع الحمى والقلعة الشقة وجمعها قلع والقلوع طائر أحمر الرجلين هذا آخر كلام صاحب المحكم
قلل
قوله في الركوع وما استقلت به قدمي معناه حملته قال صاحب المحكم استقله حمله ورفعه قال ابن الأثير في كتابه الشافي في شرح مسند الشافعي رضي الله تعالى عنه في قوله وما استقلت به قدمي أقللت الشيء واستقللت به إذا حملته قال والسين في استقللت يجوز أن تكون سين التكلف والتعاطي وأن تكون سين التفرد بالشيء والمراد به ما حملته قدمي أي جميع جسمي قال وفائدة قوله وما استقلت به قدمي بعد قوله سمعي وبصري وعظمي وإن كانت هذه الأشياء قد جمعت أكثر جسد الإنسان فإنه تأكيد وتتميم لما عسى أن يكون قد أحل به هذا اللفظ فلم يشمله فاستدرك فقال ما استقلت به قدمي فأنى بهذا اللفظ الحاوي لجميع البدن
قمط
في باب الصلح من الوسيط معاقد القمط قال أهل اللغة القمط بكسر القاف وإسكان الميم ما تشد به الاخصاص قال الجوهري القمط يعني بكسر القاف وإسكان الميم ما تشد به الاخصاص قال ومنه معاقد القمط قال الشافعي رحمه الله
282(3/281)
تعالى في المختصر ولا نظر إلى من إليه الدواخل ولا الخوارج ولا أنصاف اللبن ولا معاقد القمط قال الأزهري في شرح المختصر والخوارج ما خرج من أشكال البناء مخالف لأشكال ناحيته وذلك تحسين وتزيين لا يدل على ملك يثبت وحكم يجب قال ومعاقد القمط يكون في الأخصاص التي تبنى وتسوى من الحصر وشقايف الخوص قال والقمط هي الشرط وهي حبال دقاق تشد بها الحصر التي تسقف بها الاخصاص وحواجزها فلا يحكم بمعاقدها ودواخلها وخوارجها لأنها لا تثبت ملكا وإن كان العرف جرى أن ما دخل يكون أحسن مما خرج هذا آخر كلام الأزهري
قمل
القمل معروف واحدتها قملة وقد قمل رأسه بفتح القاف وكسر الميم قملا بالفتح فيهما إذا كثر قمله قال في المحكم ويقال لها قمال يعني في الواحدة
قنا
قوله في باب الحيض من المهذب دم الحيض هو المحتدم القانىء الذي يضرب إلى السواد والقانىء بهمز آخر كالقارىء يقال قنأ يقنىء فهو قانىء مثل قرأ يقرأ فهو قارىء والمصدر قنوء على وزن ركوع هذا أصله ويجوز تخفيف همزته قال أهل اللغة القانىء هو الذي اشتدت حمرته وقال أصحابنا هو الذي اشتدت حمرته حتى صارت تضرب إلى السواد
قنت
قال الجوهري القنوت الطاعة هذا هو الأصل ومنه قوله تعالى {والقانتين والقانتات} ثم سمي القيام في الصلاة قنوتا ومنه الحديث أفضل الصلاة طول القنوت ومنه قنوت الوتر هذا آخر كلام الجوهري
قنطر
قال الله تعالى {وآتيتم إحداهن قنطارا} قال أبو البقاء العكبري في إعرابه في أول سورة آل عمران النون في القنطار أصل ووزنه فعلال مثل حملان قال وقيل النون زائدة واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى والذهب والفضة يشبهان الماء في الكثرة وسرعة التقلب هذا كلام أبي البقاء وجزم أبو منصور الجواليقي في كتابه المعرب حكاية عن ابن الأنباري والمشهور في كتب اللغة أنه رباعي ونونه أصل وبهذا جزم الهروي في الغريبين والزبيدي في مختصر العين وذكر المفسرون في قوله تعالى في سورة آل عمران في {والقناطير} اختلافا كثيرا فذهب جماعة إلى أن القنطار هو مال عظيم كثير غير محدود وحكى أبو عبيدة عن العرب أنهم يقولون هو وزن لا يحد وذهب الأكثرون إلى تحديده ثم اختلفوا
283(3/282)
فقيل هو اثنا عشر ألف أوقية رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه ألف دينار وقيل ألف ومائتا أوقية رواه أبي بن كعب وهو قول ابن عمر ومعاذ بن جبل ورواية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم وقيل اثنا عشر ألف درهم أو ألف دينار وهو قول الحسن وقيل هو ملأ جلد ثور ذهبا أو فضة وقيل هو ثمانية آلاف مثقال ذهب أو فضة وقيل أربعة آلاف دينار وقيل ألف ومائتا مثقال وقيل ثمانون ألفا وقيل سبعون ألفا وقيل أربعون مثقال وقيل غير ذلك والله تعالى أعلم
قنع
قوله تعالى {وأطعموا القانع والمعتر} تقدم تفسيرهما في حرف العين في فصل عرر والمقنعة والمقنع بكسر الميم فيهما اسم لما تقنع به المرأة رأسها قاله اللحياني وصاحب المحكم وغيرهما قال صاحب المحكم قنع بنفسه قنعا وقناعة رضي ورجل قانع من قوم قنع وقنع من قنعين وقنيع من قنيعين وقنعاء وامرأة قنيع وقنيعة من نسوة قنائع ورجل قنعاني وقنعان ومقنع وكلاهما لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث يقنع به ويرضى برأيه وقضائه وربما ثني وجمع وفلان قنعان من فلان لنا أي تقنع به بدلا منه يكون ذلك في الدم وغيره ورجل قنعان يرضى باليسير وقنع يقنع قنوعا ذل للسؤال وقيل سأل وقد استعمل القنوع في الرضى وقيل هي قليلة حكاهما ابن جني وأنشد فيهما بيتين وقيل القنوع الطمع والقانع خادم القوم وأجيرهم وفي الحديث لا تقبل شهادة القانع وأقنع يديه في القنوت مدهما واسترحم ربه سبحانه وتعالى وأقنع رأسه رفعه وشخص ببصره نحو الشيء لا يصرفه عنه وأقنعت الإناء في النهر استقبلت به جريته ليمتلىء أو أملته لتصب ما فيه وقنعه بالسيف والسوط والعصا علاه به والقنوع بمنزلة الحدور من سفح الجبل مؤنث والقنع ما بقي من الماء في قرب الجبل والمقنع والمقنعة ما تغطي به المرأة رأسها والقناع أوسع من المقنعة وقد تقنعت به وقنعت رأسها وألقى عن وجهه قناع الحياء وهو على المثل وربما سموا الشيب قناعا لكونه موضع القناع من الرأس ورجل مقنع عليه بيضة ومغفر وتقنع في السلاح دخل والمقنع المغطى راسه والقنع والقناع الطبق من عسب النخل يوضع فيه الطعام والجمع أقناع وأقنعة هذا آخر كلام صاحب المحكم وقال الأزهري قال ابن السكيت من العرب من يجيز القنوع بمعنى القناعة وكلام العرب الجيد الفرق بينهما وأقنعني كذا أي أرضاني والقناع والمقنعة ما تغطي به المرأة رأسها ومحاسنها من ثوب وقال الليث القناع أوسع من المقنعة قال الأزهري ولا فرق عند الثقات من أهل اللغة بين القناع
284(3/283)
والمقنعة وهو مثل اللحاف والملحفة والقرام والمقرمة هذا آخر كلام الأزهري
قنن
العبد القن بكسر القاف وتشديد النون هو عند الفقهاء من لم يحصل فيه شيء من أسباب العتق ومقدماته بخلاف المكاتب والمدبر والمعلق عتقه على صفة والمستولدة هذا معناه في اصطلاح الفقهاء وسواء كان أبواه مملوكين أو معتقين أو حرين أصليين بان كانا كافرين واسترق هو أو أحدهما بصفة والآخر بخلافها وأما أهل اللغة فإنهم يقولون القن هو العبد إذا ملك هو وأبواه كذا صرح به صاحب المجمل والجوهري وغيرهما قال الجوهري ويستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث قال وربما قالوا عبيد أقنان لم يجمع على أقنة والله تعالى أعلم
قال الجوهري القوانين الأصول واحدها قانون وليس بعربي قال والقنينة بكسر القاف والتشديد هي ما يجعل فيه الشراب والجمع القناني
قهد
قوله في المهذب في باب الربا في بيت لبيد لمقعر قهد هو بفتح القاف وسكون الهاء قال الجوهري في هذا البيت القهد مثل القهب وهو الأبيض الأكدر وقال صاحب المحكم القهد الأبيض قال وخص بعضهم به البيض من أولاد الظباء والبقر قال وجمعه قهاد
قول
قال أهل اللغة القول والقال والقيل والقولة وأما قول الأصحاب جاز وقيل لا يجوز وشبه ذلك فهو ترجيح للأول وأن الاعتماد عليه والثاني ضعيف قال الرافعي في أول استقبال القبلة إذا اطلق المذهبيون الحكم ثم قالوا وقيل كذا فهو إشارة إلى ترجيح الأول إلا إذا نصوا على خلافه قلت وقوله إلا إذا نصوا على خلافه فيه فائدة حسنة يجاب بها عن قوله في التنبيه في مواضع قليلة منها قوله في كتاب الغصب وإن أراد صاحب الثوب قلع الصبغ وامتنع الغاصب أجبر وقيل لا يجبر وهو الأصح
قيأ
القيء معروف الفعل منه قاء بالمد قال الأزهري في باب العين والثاء المثلثة قال ابن الأعرابي قع يقع وايقع يقع واثع يثع وهاع وياع كل ذلك إذا قاء قال الأزهري وروى الليث هذا الحرف تع بالتاء المثناة من فوق إذا قاء قال الأزهري وهذا خطأ إنما هو بالمثلثة لا غير هذا كلام الأزهري وقال صاحب المحكم في باب العين والتاء المثناة تع تعا واتع قاء كثع كلاهما عن ابن دريد ثم قال في باب العين والمثلثة ثععت يعني بكسر العين ثعا وثععا وتععت قئت وتععت بفتح العين اتع بكسرها تعا مثلها وقال
285(3/284)
ابن دريد تع وثع سواء وقد تقدم واثع القيء اندفع والله تعالى أعلم
قيح
قال الجوهري القيح المدة لا يخالطها دم تقول منه قاح الجرح يقيح وقيح الجرح وتقيح
قين
قال صاحب المحكم القين الحداد وقيل كل صانع قين والجمع أقيان وقيون وقال يقين قيانة وقينا صار قينا وقان الحديدة قينا عملها وسواها وقان الإناء يقينه قينا أصلحه والتقين التزين بألوان الزينة وتقين الرجل واقتان تزين وقانت المرأة نفسها قينا وقينتها زينتها وتقين النبت واقتان حسن والقينة الأمة المغنية تكون من التزين لأنها كانت تزين وربما قالوا للمتزين باللباس من الرجال قينة وقيل القينة الأمة مغنية كانت أو غير مغنية والقين العبد والجمع قيان والقينة الدبر وقيل هي أدنى فقرة من فقر الظهر إليه وقيل هي القطن وهي ما بين الوركين وقيل هي الهزمة التي هنالك هذا آخر كلام صاحب المحكم
وقال الإمام أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة قال الليث القين والقينة العبد والأمة قال الليث وعوام الناس يقولون القينة المغنية قال الأزهري إنما قيل للمغنية قينة إذا كان الغناء صناعة لها وذلك من عمل الإماء دون الحرائر وقال ثعلب عن ابن الأعرابي القينة الماشطة والقينة المغنية والقينة الجارية تخدم حسب هذا آخر كلام الأزهري
وقال الجوهري في صحاحه القينة الأمة مغنية كانت أو غير مغنية والجمع القيان قال أبو عمرو كل عبد عند العرب قين والأمة قينة وبعض الناس يظن القينة المغنية خاصة وليس هو كذلك هذا آخر كلام الجوهري
وقال ابن فارس القين والقينة العبد والأمة قال والعامة تسمي المغنية القينة وقال صاحب مطالع الأنوار القينة المغنية والقينة أيضا الأمة وأيضا الماشطة
فصل في أسماء المواضع
القادسية
في حد السواد هي بكسر الدال والسين المهملتين وتشديد الياء بينهما وبين الكوفة نحو مرحلتين وبينها وبين بغداد نحو خمس مراحل
قاف
المذكور في كتاب الله العزيز قال المفسرون هو جبل محيط بالدنيا كلها
286(3/285)
نقله الواحدي عن أكثر المفسرين قال وقالوا هو من زبرجد وهو من وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة وما بينهما ظلمة قال وهذا قول مقاتل وابن بريدة وعكرمة والضحاك ومجاهد ورواية عطاء وأبي الجوزاء عن ابن عباس قال الفراء على هذا القول كان يجب أن يظهر الاعراب في قاف لأنه اسم وليس بهجاء قال ولعل القاف وحدها ذكرت من اسمه كما قال الشاعر
(قلت لها قفي قالت قاف .......... )
وقال قتادة قاف اسم من أسماء القرآن وقال مجاهد قاف فاتحة السورة وهذا مذهب أهل اللغة قال ابو عبيدة والزجاج افتتحت السورة به كما افتتح غيرها بحروف الهجاء نحو {ن} و {الم} و {الر} وحكى الفراء والزجاج أن قوما من أهل اللغة قالوا معنى قاف قضي الأمر أو قضي ما هو كائن واحتجوا بقول الشاعر
(قلت لها قفي قالت قاف .......... )
معناه قالت قف هذا كلام الواحدي
قباء
مذكورة في باب الاستطابة من المهذب هو بضم القاف وتخفيف الباء وبالمد وهو مذكر منون مصروف هذه هي اللغة الفصيحة المشهورة وحكى صاحب مطالع الأنوار وغيره فيه لغة أخرى وهي القصر حكاها في المطالع عن الخليل وأخرى وهي التأنيث وترك الصرف والمختار ما قدمته وهو الذي قاله الجمهور ونقله صاحب المطالع عن أبي عبيد البكري وعن أبي علي القالي
قبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الأزرقي في موضعه ثلاثة أقوال أحدها أنه بمكة في دار نابغة والثاني أنه بمكة أيضا في شعب أبي ذر والثالث أنه بالأبواء قلت هذا الثالث أصح
قبل
المعادن القبلية مذكورة في زكاة المعدن من المهذب وهي بالقاف والباء الموحدة المفتوحتين وكسر اللام بعدهما وهو موضع من ناحية الفرع والفرع بضم الفاء وإسكان الراء قرية ذات نخل وزرع ومياه جامعة بين مكة والمدينة على نحو أربع مراحل من المدينة
أبوقبيس
زاده الله تعالى شرفاً مذكور في باب استقبال القبلة من الوسيط
287(3/286)
والروضة هو بضم القاف وفتح الباء وهو الجبل المعروف بنفس مكة حكى الجوهري في سبب تسميته بذلك قولين الصحيح منهما أن أول من نهض يبني فيه رجل من مذحج يقال له أبو قبيس فلما صعد في البناء سمي أبا قبيس والثاني ضعيف أو غلط فتركته قال أبو الوليد الأزرقي الاخشبان بمكة هما الجبلان احدهما أبو قبيس وهو الجبل المشرف على الصفا إلى السويد إلى الخندمة وكان يسمى في الجاهلية الأمين لأن الحجر الأسود كان مستودعا فيه عام الطوفان قال الأزرقي وبلغني عن بعض أهل العلم من أهل مكة أنه قال إنما سمي أبا قبيس لأن رجلا كان يقال له أبو قبيس بني فيه فلما صعد فيه بالبناء سمى الجبل أبا قبيس ويقال كان الرجل من إياد قال ويقال اقتبس منه الحجر الأسود فسمي أبا قبيس والقول الأول أشهرهما عند أهل مكة قال مجاهد أول جبل وضعه الله تعالى على الأرض حين مادت أبو قبيس وأما الأخشب الآخر فهو الجبل الذي يقال له الأحمر وكان يسمى في الجاهلية الأعرف وهو الجبل المشرف على قعيقعان وعلى دور عبد الله بن الزبير
القدس
بضم القاف هو بيت المقدس زاده الله تعالى شرفا يقال بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال ويقال بضم الميم وفتح القاف وفتح الدال المشددة لغتان مشهورتان قال الجوهري في صحاحه بيت المقدس يشدد ويخفف والنسبة إليه مقدسي مثال مجلسي ومقدسي قال امرؤ القيس
(كما شبرق الولدان ثوب المقدسي .......... )
يعني يهوديا والقدس والقدس الطهر إسم ومصدر ومنه قيل للجنة حظيرة القدس والتقديس التطهير والأرض المقدسة المطهرة هذا كلام الجوهري وقال الواحدي في أول سورة البقرة البيت المقدس يعني بالتخفيف المطهر قال وقال أبو علي وأما بيت المقدس يعني بالتخفيف فلا يخلو إما أن يكون مصدرا أو مكانا فإن كان مصدرا كان كقوله تعالى {إليه مرجعكم} ونحوه من المصادر وإن كان مكانا فالمعنى بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة وتطهيره على معنى إخلائه من الأصنام وإبعاده منها انتهى قول أبي علي وقال الزجاج البيت المقدس أي المكان المطهر وبيت المقدس أي المكان الذي يطهر فيه من الذنوب هذا ما ذكره الواحدي وقال غيره البيت المقدس وبيت المقدس لغتان الأولى على الصفة والثانية على إضافة الموصوف إلى صفته كصلاة الأولى ومسجد الجامع
288(3/287)
قرن
ميقات أهل نجد ويقال له قرن المنازل بفتح الميم وقرن الثعالب كذا قاله صاحب المطالع وغيره وكذلك قال القاضي عياض وآخرون قال وأصل القرن أنه كان جبلا صغيرا انقطع من جبل كبير هو بفتح القاف وإسكان الراء لا خلاف في هذا بين رواة الحديث وأهل اللغة والفقهاء وأصحاب الأخبار وغيرهم وغلطوا الجوهري صاحب الصحاح في قوله إنه بفتح الراء وفي قوله إن أويسا القرني رضي الله تعالى عنه منسوب إليه فإن الصواب المشهور لكل أحد أن هذا ساكن الراء وأن أويسا القرني رضي الله تعالى عنه منسوب إلى قرن بالفتح بطن من مراد القبيلة المعروفة وقد قدمت شعرا في نظم المواقيت في الحاء عند ذكر ذي الحليفة وأما التقييد بكونه قرن المنازل فذكر الرافعي أن بعض شارحي المختصر قال قرن اثنان أحدهما في هبوط يقال له قرن المنازل والآخر على ارتفاع بالقرب منه وهي القرية وكلاهما ميقات
قزح
بضم القاف وفتح الزاي وبالحاء المهملة جبل معروف بالمزدلفة يقف الحجاج عليه للدعاء بعد الصبح يوم النحر قال الأزرقي وعلى قزح أسطوانة من حجارة مدورة تدويرها أربعة وعشرون ذراعا وطولها في السماء اثنا عشر ذراعا وفيها خمس وعشرون درجة وهي على خشبة مرتفعة كان يوقد عليها في خلافة هارون الرشيد بالشمع ليلة المزدلفة وكان قبل ذلك يوقد بالحطب وبعد هارون يوقد بمصابيح كبار يصل ضوؤها مكانا بعيدا ثم مصابيح صغار
قزوين
مذكورة في باب الأضحية من الروضة هي بفتح القاف وكسر الواو وكذا قيدها السمعاني وغيره وهي مدينة كبيرة معروفة بخراسان
قعيقعان
مذكورة في الروضة في كتاب الحج في أول دخول مكة هو بضم القاف الأولى وفتح العين وبعدها مثناة من تحت ساكنة وكسر القاف الثانية وهو جبل مكة المعروف مقابل لأبي قبيس قال محمد بن إسحاق سمي قعيقعان لقعقعة السلاح عندهم حين اقتتلت جرهم وغيرها هناك وقال ابن إسحاق في موضع آخر سمي بذلك لأن تبعا الثالث لما جاء مكة بنية إكرامه الكعبة وأهلها ونحر الإبل بها كان سلاحه في قعيقعان فسمي بذلك
حرف الكاف
كبش
قولهم في الشهادات شهد شاهد أنه سرق كبشا أبيض وآخر أنه سرق
289(3/288)
كبشا أسود هكذا هو كبشا بالباء الموحدة والشين المعجمة وصحفه بعضهم كيسا بالمثناة والمهملة والحكم لا يختلف لكن قال في الأم كبشا أقرن ذكر هذه الجملة صاحب الشامل
كتب
قالوا الكتابة مأخوذة من الكتب وهو الضم والجمع وكتبت القربة ضممت رأسها بالوكاء وكتبت الكتاب لضمك حروفه وكتابة العبد لضم نجم إلى نجم قال الرافعي وقيل لأنها توثق بالكتاب لأنها مؤجلة وما يدخله الأجل يستوثق بكتابته وعقد الكتابة خارج عن قياس المعاقدات لأنها جارية بين السيد والعبد لأن العوضيين من السيد لأن المكاتب متردد بين الحر والعبد لا يستقل كالحر ولا يتضيق تضيق العبد لكن الحاجة دعت إليها فأبيحت فإن السيد لا يسمح بالإعتاق مجانا فاحتمل الشرع فيها ما لا يحتمل في غيرها تشوقا إلى العتق كما احتمل الجهل بعوض القراض وعمل الجعالة وهي سنة وفي قول غريب واجبة وقد أوضحت أحكامها في هذه الكتب قال أهل اللغة يقال كتب يكتب كتبا وكتابة وكتابا ثلاثة مصادر والكتاب في اصطلح المصنفين اسم للمكتوب مجازا وهو م باب تسمية المفعول بالمصدر وهو كثير والكتاب في اصطلاحهم كالجنس الجامع لأنواع تلك الأنواع وهي الأبواب وكتاب الطهارة يشمل أبوابا باب المياه وباب الآنية وباب الوضوء وغيرها وجمع الكتاب كتب بضم التاء ويجوز إسكانها
كثر
قال أهل اللغة الكثرة بفتح الكاف نقيض القلة وفيها لغة رديئة بكسر الكاف وقد كثر الشيء بضم الثاء فهو كثير وقوم كثير وكثيرون وكاثرته فكثرته أي زدت عليه في الكثرة واستكثرت من الشيء أي أكثرت منه والمكاثرة والتكاثر بمعنى وعدد كاثر أي كثير وفلان يستكثر بمال غيره والكثر بضم الكاف وكسرها وإسكان الثاء الكثير يقال الحمد لله تعالى على القل والكثر والقل والكثر والكثار بضم الكاف الكثير والكوثر النهر الذي في الآخرة أكرم الله سبحانه وتعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم به ترد عليه أمته صلى الله عليه وسلم من شرب منه لا يظمأ أبدا أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل نسأل الله الكريم أن يسقينا منه وسائر أحبائنا والمسلمين أجمعين والكثر بفتح الكاف والثاء كذا قاله الجماهير من أهل الحديث واللغة والغريب وخالفهم ابن دريد في الجمهرة فقال هو بإسكان الثاء قال وفتحها قوم وهو جمار النخل كذا قاله الجمهور وقال الجوهري ويقال طلعه ويقال قد أكثر النخل أي أطلع وفي الحديث
290(3/289)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صاحب إبل لا يغفل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت ذكره في أول باب العارية من المهذب هكذا ضبطناه في صحيح مسلم وفي المهذب أكثر ما كانت بالثاء المثلثة وقد تصحف بالباء الموحدة فلهذا ضبطته قيل معناه أكثر عدد ملكه في عمره وجاء في روايات في الصحيح أوفر ما كانت والله تعالى أعلم
كثف
قوله في ستر العورة تكثف جلبابها هو بضم التاء وفتح الكاف وبعد الكاف ثاء مثلثة مكسورة مشددة ثم فاء ومعناه يتخذه كثيفا أي غليظا ثخينا وهذه العبارة ذكرها الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه لكن اختلف في ضبطها فحكى الشيخ أبو حامد في تعليقه والمحاملي في التجريد فيه ثلاثة أوجه أحدها تكثف بالثاء المثلثة وبعدها فاء كما ذكره صاحب المهذب فيه وفي التنبيه والثاني تكتف بالتاء المثناة من فوق بعد الكاف قال وأراد أنها تعقد إزارها حتى لا ينحل عند الركوع والسجود فتبدو عورتها والثالث تكفت بفاء بعد الكاف وبعد الفاء تاء مثناة قال ومعناه أنها تجمع إزارها عليها لأن الكفت هو الجمع وحكى هذه الأوجه الثلاثة في ضبط لفظ الشافعي أيضا صاحب البيان قال صاحب المحكم الكثيف والكثاف الكثير وهو أيضا الغليظ والمتراكم الملتف من كل شيء كثف كثافة وتكاثف وكثفه كثره وغلظه
كدر
الكدرة المذكورة في باب الحيض هي ما كدر وليس على شيء من ألوان الدماء القوية والضعيفة وقد تقدم بيانها في فصل الصاد والفاء عند الصفرة
كدم
قال الجوهري الكدم العض بأدنى الفم وقد كدمه يكدمه ويكدمه
كذب
قال الإمام الواحدي حقيقة الكذب الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو به وقد يستعار لفظ الكذب فيما ليس بكذب في الحقيقة وقال ابن السكيت يقال كذب يكذب كذبا فهو كاذب وكذوب وكيذبان قلت مذهبنا ومذهب الجمهور أن الكذب الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو به سواء أخبر عمدا أو سهوا واشترطت المعتزلة العمدية وفي الأحاديث الصحيحة من كذب علي متعمدا وهذا يدل على أن الكذب يكون في الأحاديث عمدا وغيره واعلم أن الكذب يطلق على الخبر المخالف لما أخبر عنه ماضيا كان أو مستقبلا وأنكر بعضهم استعماله في المستقبل وهذا خطأ ففي صحيح مسلم عن جابر أن عبدا لحاطب جاء يشكو حاطبا فقال يا رسول الله ليدخلن
291(3/290)
حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية وفي صحيح البخاري في آخر تفسير سورة النور عن عائشة رضي الله تعالى عنها في حديث الإفك فقام سعد فقال يا رسول الله إئذن لي في أن أضرب أعناقهم وقام رجل من الخزرج فقال كذبت وذكر الحديث ومنه قوله تعالى {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى قوله تعالى {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب}
كرب
في الحديث من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا ذكره في باب القرض من المهذب الكربة بضم الكاف وسكون الراء وجمعها كرب بضم الكاف وفتح الراء قال الجوهري الكربة بالضم الغم الذي يأخذ بالنفس وكذلك الكرب على وزن الضرب تقول منه كربه الغم إذا اشتد عليه وقوله في الباب الثاني من المساقاة في الروضة تقلب الأرض بالمساحي وكرابها بكسر الكاف وتخفيف الراء قال أهل اللغة كربت الأرض إذا قلبتها بالحرث
كرز
قوله في المهذب في باب السلم وفي السلم في الأواني المختلفة الأعلى والأسفل كالإبريق والمنارة والكراز وجهان الكراز بضم الكاف وبعدها راء مهملة مخففة ثم ألف ثم زاي معجمة وهي القارورة قال صاحب المحكم الكراز القارورة وقال ابن دريد لا أدري أعربي أم أعجمي غير أنهم قد تكلموا بها والجمع كرزان
كرس
الكرسي معروف هو بضم الكاف وكسرها لغتان الضم أفصح وأشهر قال الجوهري هو مضموم وربما كسروه وجمعه كراسي وكراسي بتشديد الياء وتخفيفها لغتان ذكرهما ابن السكيت في كل ما كان من هذا القبيل مفرده مشددا كالسراري والبخاتي والعواري وقد تقدم ذلك في أبوابها قال الجوهري والكراسة واحدة الكراس والكراريس وقال أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب معنى الكراسة الكتب المضموم بعضها إلى بعض والورق الملصق بعضه ببعض من قولهم رسم مكرس إذا ألصقت الريح التراب به قال وقال الخليل هي مأخوذة من أكراس الغنم وهي أن تبول شيئا بعد شيء فيتلبد وقال الماوردي في تفسيره أصل الكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم كراسة
كرع
قال الإمام أبو منصور الأزهري رحمه الله تعالى قال الليث الكراع من
292(3/291)
الإنسان ما دون الركبة ومن الدواب ما دون كعوبها ويقال هذه كراع وهو الوظيف قال وكراع كل شيء طرفه وكراع الأرض ناحيتها قال الليث والكراع اسم يجمع الخيل والسلاح إذا ذكر مع السلاح والكراع الخيل نفسها
كرم
الكريم من أسماء الله تعالى ذكره إمام الحرمين في الإرشاد وفي معناه ثلاثة أقوال فقال معناه المفضل وقيل العفو وقيل العلي وكل نفيس كريم وفي الحديث لا يجلس على تكرمته إلا بإذنه التكرمة بفتح التاء وكسر الراء بلا خلاف وهي ما يختص به الإنسان من فراش أو وسادة ونحوهما هذا هو المشهور قال القاضي أبو الطيب وقيل هي
كسب
قال أهل اللغة الكسب الجمع يقال كسب الشيء واكتسبه وفلان طيب الكسب وطيب المكسبة مثل المغفرة وطيب الكسبة بكسر الكاف وكسب الرجل ما لا يتعدى إلى مفعولين ويقال في لغة قليلة أكتسبه مالا وتكسب فلان أي تكلف الكسب والكواسب الجوارح والكسب بضم الكاف وإسكان السين هوعصارة الدهن وقد ذكروه في باب الربا
كشش
قوله في أول باب بيع الأصول والثمار من المهذب لأن المقصود من الفحال هو الكش الذي تلقح به الاناث الكش بضم الكاف وتشديد الشين المعجمة كذا ضبطه بعض الأئمة الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب وابن باطيش وغيرهما وذكره غيره بفتح الكاف وليس بعربي
كعب
قول الله تبارك وتعالى {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} قال الإمام أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن وحمزة {وأرجلكم} خفضا والأعشى عن أبي بكر بالنصب مثل حفص وقرأ يعقوب والكسائي ونافع بن عامر {وأرجلكم} نصبا وهي قراءة ابن عباس يرده إلى قوله تعالى {فاغسلوا} وكان الشافعي يقرأ {وأرجلكم} المائدة يعني بفتح اللام قال الأزهري واختلف الناس في الكعبين وسأل ابن جابر أحمد بن يحيى عن الكعبين فأومأ ثعلب إلى رجله إلى المفصل منها بسبابته فوضع السبابة عليه ثم قال هذا قول المفضل وابن الأعرابي وأومأ إلى المنجمين وقال هذا
293(3/292)
قول ابي عمرو بن العلاء والأصمعي وكل قد أصاب وقال الليث كعب الإنسان ما أشرف فوق رسغه وقال أبو عبيد عن الأصمعي الكعبان العظمان الناتئان من جانبي القدمين وأنكر قول الناس أنه في ظهر القدم وهو قول الشافعي هذا ما ذكره الأزهري في التهذيب وقال في كتابه شرح ألفاظ مختصر المزني هما العظمان النائتان في منتهى الساق مع القدم وهما ناتئان عن يمنة القدم ويسرتها قال وهذا قول الأصمعي والشافعي وقال الإمام الواحدي في كتابه الوسيط في التفسير بعض ما ذكره الأزهري واختلاف الرواية عن الأصمعي كما تقدم ثم قال ولا يعرج على قول من يقول إن الكعب في ظهر القدم فإنه خارج عن اللغة والاخبار وإجماع الناس قال صاحب مطالع الأنوار في كل رجل كعبان وهما عظما طرفي الساق عند ملتقى القدم هذا قول الأصمعي وأبي زيد
قلت مذهبنا ومذهب جمهور العلماء أن المراد بالكعبين في الآية العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم وحكى أصحابنا عن محمد بن الحسن أن الكعب موضع الشراك على ظهر القدم استشهادا بأن ذلك لغة أهل اليمن قال صاحب الحاوي وحكي عن أبي عبد الله الزبيري من أصحابنا أن الكعبين في لغة العرب ما قاله محمد وإنما عدل عنه الشافعي بالشرع وأنكر سائر أصحابنا ذلك وقالوا بل الكعب ما وصفه الشافعي لغة وشرعا أما اللغة فمن وجهين نقلا واشتقاقا فأما النقل فهو محكي عن قريش ونزار كلها مضر وربيعة لا يختلف لسان جميعهم أن الكعب اسم الناتىء بين الساق والقدم وهم أولى بأن يكون لسانهم معتبرا في الأحكام من أهل اليمن لأن القرآن بلسانهم نزل وأما الاشتقاق فهو أن الكعب لغة في لغة العرب كلها اسم لما استدار وعلا ولذلك قالوا كعب ثدي الجارية إذا علا واستدار وسميت الكعبة كعبة لاستدارتها وعلوها وليس يتصل بالقدم فيستحق هذا الاسم إلا ما وصفه الشافعي لعلوه واستدارته فهذا ما تقتضيه اللغة نقلا واشتقاقا وأما الشرع فمن وجهين نص واستدلال أما النص فحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار وقال صلى الله عليه وسلم لجابر بن سليم ارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين فدل نص هذين الحديثين على أن الكعبين من أسفل الساق لا ما قالوه وأما الاستدلال فبقوله تعالى {وأرجلكم إلى الكعبين} فلما ذكر الأرجل
294(3/293)
بلفظ الجمع وذكر الكعبين بلفظ التثنية ولم يذكره بلفظ الجمع كما ذكر في المرافق اقتضى أن تكون التثنية راجعة إلى كل رجل فيكون في كل رجل كعبان ولا يكون إلا فيما وصفه الشافعي من المستدير بين الساق والقدم وعلى ما قالوه يكون في كل رجل كعب واحد هذا ما ذكره صاحب الحاوي فيه والكعبة المعظمة البيت الحرام قال الإمام الأزهري البيت الحرام هو الكعبة بفتح الكاف سمي كعبة لارتفاعه وتربعه وكل بيت مرتفع عند العرب فهو كعبة قال الأزهري قال أبو عبيد الكاعب الجارية التي كعب ثديها وكعب بالتشديد والتخفيف والجمع الكواعب قال الأزهري قال أبو سعيد أعلى الله تعالى كعبه أي أعلى جده
كفر
قال الإمام أبو منصور الأزهري في شرح ألفاظ المختصر أصل الكفر التغطية والستر يقال لليل كافر لأنه يستر الأشياء بظلمته ويقال للذي لبس درعا وفوقها ثوب كافر لأنه سترها وفلان كفر النعمة إذا سترها ولم يشكرها قال وقال بعض العلماء الكفر أربعة أنواع كفر إنكار وكفر جحود وكفر عناد وكفر نفاق وهذه الأربعة من لقي الله تعالى بواحد منها لم يغفر له
كفف
قد كثر في الوسيط وغيره من كتب الفقه استعمال لفظ كافة بالألف واللام فيقولون هذا مذهب الكافة وهو قول الكافة ويقولون إنما هذا مذهب كافة العلماء فيضيفون كافة ومرادهم بذلك الجميع وأكثر من استعملها الخطيب ابن نباتة رحمه الله تعالى وهذا غلط عند أهل النحو واللغة فلا يجوز استعمال كافة مضافة ولا بالألف واللام ولا تستعمل إلا حالا فيقال هذا مذهب العلماء كافة وقول الناس كافة فتنصب كافة على الحال كما قال الله تعالى {ادخلوا في السلم كافة} وقال تعالى {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} التوبة قال الإمام الواحدي في تفسير هذه الاية قال الفراء كافة معناه جميعا وكافة لا تكون مذكرة ولا مجموعة ولا يقال كافين ولا كافات لأنها وإن كانت على لفظ فاعلة فإنها في تأويل المصدر مثل العاقبة والعافية ولذلك لم تدخل فيها العرب الألف واللام لأنها في معنى قولك قاموا معا وقاموا جميعا هذا كلام الفراء وقال الزجاج كافة منصوب على الحال وهو مصدر على فاعله كالعاقبة والعافية ولا يجوز أن يثنى ولا يجمع كما إذا قلت قاتلوهم عامة لم يثن ولم يجمع وكذلك خاصة هذا مذهب النحويين انتهى كلام الواحدي
295(3/294)
وقال الواحدي أيضا في قوله تعالى {ادخلوا في السلم كافة} معناه في جميع شرائعه قال ومعنى كافة في اللغة الحجر والمنع يقال كففت فلانا عن السوء فكف يكف كفا سواء لفظ اللازم والمتعدي ومنه كفة القميص لأنها تمنع الثوب من الانتشار وقيل لطرف اليد كف لأنه يكف بها عن سائر البدن ورجل مكفوف كف بصره من أن ينظر فكافة معناها مانعة ثم صارت اسما للجملة الجامعة لأنها تمنع من الشذوذ والتفرق انتهى كلامه
وفي الحديث عالة يتكففون الناس معناه يمدون أيديهم إلى الناس يسألونهم وكفة الميزان معروفة وهي بكسر الكاف وكف الإنسان معروفة وهي مؤنثة قال الإمام أبو حاتم السجستاني في المذكر والمؤنث الكف مؤنثة وقال بعضهم يذكر ويؤنث وذلك غير معروف
كلف
قال الواحدي في تفسير آخر سورة ص التكلف إدخال الكلفة على نفسك وهي المشقة من غير داع إليها قال وصفة المتكلف صفة نقص تجري مجرى الذم لأنه لا يحس بالعافية أن يتكلف مالم يجب عليه ولم يؤمر به
كلكن
وقوله في باب الاحداد من المهذب ويحرم عليها أن تخمر وجهها بالدمام وهو الكلكون فالكلكون بكاف مفتوحة ثم لام مشددة مفتوحة أيضا ثم كاف ثانية مضمومة ثم واو ساكنة ثم نون كذا ضبطناه وكذا ضبطه بعض الأئمة الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب وفوائده قال وأصله كلكون بضم الكاف وسكون اللام قال والكل الورد والكون اللون أي لون الورد وهي لفظة أعجمية معربة
كلم
قال الإمام أبو منصور الأزهري الكلام معروف والكلمة لغة تميمية والكلمة لغة حجازية والجمع في لغة تميم الكلم قال الأزهري الكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء وتقع على لفظة مؤلفة من جماعة حروف ذوات معنى وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة بأسرها يقال قال الشاعر في كلمته أي في قصيدته قال والقرآن كلام الله تعالى وكلم الله تعالى وكلمته وكلماته وكلام الله تعالى لا يحد ولا يعد وهو غير مخلوق تبارك الله وتعالى عما يقول المفترون علوا كبيرا ويقال رجل تكلامة حسن الكلام قال ابن السكيت يقال كانا متهاجرين فأصبحا يتكالمان ولا تقل يتكلمان وقال الليث كليمك الذي تكلمه ويكلمك هذا ما ذكره الأزهري رحمه الله تعالى
296(3/295)
وقال صاحب المحكم الكلام القول وقيل الكلام ما كان مكتفيا بنفسه وهو الجملة والقول ما لم يكن مكتفيا بنفسه وهو الجزء من الجملة قال سيبويه اعلم أن قلت إنما وقعت في الكلام على أن يحكى بها وإنما يحكى بها ما كان كلاما لا قولا قال ومن أدل الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماع الناس على أن يقولوا القرآن كلام الله تعالى ولم يقولوا القرآن قول الله تعالى قال أبو الحسن ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل واحد منهما موضع الاخر ومما يدل على أن الكلام هوالجمل المتركبة في الحقيقة قول كثير
(لو يسمعون كما سمعت كلامها .......... خروا لعزة ركعا وسجودا)
فمعلوم أن الكلمة الواحدة لا تشجي ولا تحزن ولا تتملك قلب السامع وإنما ذلك فيما طال من الكلام ومل قال سيبويه هذا باب أقل ما يكون عليه الكلم فذكر هنالك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو على حرف واحد ويسمى كل واحدة من ذلك كلمة قال والكلمة اللفظة حجازية وجمعها كلم تذكر وتؤنث يقال هو الكلما وهي الكلمة تميمية وجمعها كلم ولم يقولوا كلما على اطراد فعل في جمع فعلة وأما ابن جني فقال بنو تميم يقولون كلمة وكلم ككسرة وكسر وتكلم الرجل تكلما وتكلاما وكلمه كلاما وكالمه ناطقه ورجل تكلام وتكلامة وتكلامة وكلماني جيد الكلام فصيح وقال ثعلب رجل كلماني كثير الكلام فعبر عنه بالكثرة قال والأنثى كلمانية والكلم الجرح والجمع كلوم وكلام وكلمه يكلمه كلما وكلمه كلما جرحه ورجل مكلوم وكليم والجمع كلمى
وقال الجوهري الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير والكلم لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأنه جمع كلمة مثل نبق ونبقة ولهذا قال سيبويه هذا باب علم ما الكلم من العربية ولم يقل ما الكلام لأنه أراد نفس ثلاثة أشياء الاسم والفعل والحرف فجاء بما لا يكون إلا جمعا وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة قال وتميم تقول هي كلمة بكسر الكاف وحكى الفراء فيها ثلاث لغات كلمة وكلمة وكلمة مثل كبد وكبد وكبد وورق وورق وورق يقال كلمته تكليما وكلاما مثل كذبته تكذيبا وكذابا وتكلمت كلمة وتكلمته وكالمته جاوبته والكلماني المنطيق وفي الحديث الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس معناه الكلام الذي جرت به عادتهم في مخاطبتهم ونحوه وأما كلامهم بالتسبيح والدعاء والثناء على الله سبحانه
297(3/296)
وتعالى فمطلوب فيها وفي الحديث واستحللتم فروجهن بكلمة الله تعالى مذكور في كتاب النكاح من المهذب قال الهروي رحمه الله تعالى في هذا الحديث يعني بكلمة الله والله تعالى أعلم
قوله تعالى {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} وقال الإمام أبو سليمان الخطابي قيل فيه وجوه أحسنها المراد به قوله تعالى {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} وقال غيرهما هي قوله سبحانه وتعالى {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} هذا هو الصحيح وقيل المراد كلمة التوحيد إذ لا تحل مسلمة لكافر قولهم علم الكلام والمتكلمون المراد بالكلام أصول الدين وبالمتكلمين أصحاب هذا العلم قال السمعاني في الأنساب في ترجمة المتكلم إنما قيل لهذا النوع من العلم الكلام لأن أول خلاف وقع في كلام الله تعالى أمخلوق هو أم لا فتكلم الناس فيه فسمي هذا العلم علم الكلام وإن كان جميع العلوم نشرها بالكلام
كمل
قال الأزهري قال الليث كمل الشيء يكمل كمالا وكمل يكمل فهو كامل في اللغتين وأكملت الشيء أجملته وأتممته والكمال التمام الذي تجزأ منه أجزاؤه يقال لك نصفه وبعضه وكماله ويقال كملت له عدد حقه تكميلا وتكملة فهو مكمل ويقال هذا المكمل عشرين وقال الجوهري الكمال التمام وفيه ثلاث لغات كمل وكمل وكمل والكسر أردؤها وتكامل وأكملته أنا ورجل كامل وقوم كملة مثل حافد وحفدة وأعطه هذا المال كملا أي كله وقال صاحب المحكم كمل الشيء يكمل وكمل وكمل كمالا وكمولا وشيء كميل كامل جاؤوا به على كمل وتكمل لكمل وأكمله هو استكمله وكمله استتمه وجمله
كمه
الأكمه المذكور في باب السلم من المهذب المراد به من خلق أعمى وهذا هو المشهور في معناه وقد ذكر البخاري في صحيحه في باب قول الله تعالى {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين} قال قال مجاهد الأكمه يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل
كندج
قوله في باب بيع الغرر من المهذب وفي بيع النحل في الكندوج وجهان الكندوج بضم الكاف ثم نون ساكنة ثم دال مهملة مضمومة ثم واو ساكنة ثم جيم وهي
298(3/297)
لفظة أعجمية والمراد به وعاء النحل وهو هذه القوصرة المعروفة له وتسميها العرب الخلية وكذا يسميها أهل هذه البلاد فالخلية عربية
كنس
يقال كنست البيت أكنسه بضم السين نص عليه الجوهري كنسا فأنا كانس وكناس للتكثير والكناسة القمامة وهي المكنوسة كالنخالة والقراضة وأشباهها والمكنسة بكسر الميم ما يكنس به والكنيسة المتعبد للكفار قال الجوهري هي للنصارى
كنف
قول عمر بن الخطاب في عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما كنيف ملىء علما ذكره في باب العفو عن القصاص من المهذب هو بضم الكاف وفتح النون وإسكان الياء تصغير كنف بكسر الكاف وهو الوعاء الذي يجعل فيه الخياط أداته كأنه أشار إلى قصر ابن مسعود وكان رضي الله تعالى عنه قصيرا جدا يكاد الجالس يواريه وهو تصغير تحبب وتعظيم لا تصغير تحقير
كهر
في حديث معاوية بن الحكم رضي الله تعالى عنه ما كهرني ولا شتمني ذكره في باب ما يفسد الصلاة من المهذب وحديثه هذا الذي ذكره في المهذب حديث صحيح رواه مسلم وقوله كهرني بتخفيف الهاء وفتحها وبالراء المهملة قال الهروي قال أبو عبيد الكهر الانتهار وفي قراءة عبد الله رضي الله تعالى عنه {فأما اليتيم فلا تقهر} والكهر في غير هذا ارتفاع النهار
كهف
قوله يستسحب أن يقرأ سورة الكهف الكهف هو الغار في الجبل قال الثعلبي الكهف هو الغار في الجبل قال الماوردي هو غار الجبل الذي أوى إليه القوم رضي الله تعالى عنهم
كهن
في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن حلوان الكاهن وهو حديث صحيح متفق على صحته أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما معناه الشيء الذي يعطاه الكاهن على كهانته والكاهن هو الذي يقضي على الغائب بالنجم بالتخمين قاله الواحدي في الوسيط قال الإمام أبو منصور الأزهري رحمه الله تعالى في تهذيب اللغة قال الليث كهن الرجل يكهن كهانة وقلما كان يقول ألا تكهن الرجل وتقول كان فلان كاهنا ولقد كهن قال الأزهري وكانت الكهانة في العرب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث نبينا صلى الله عليه وسلم وحرست السماء بالشهب ومنعت الجن والشياطين من استراق السمع
299(3/298)
وإلقائه إلى الكهنة بطل علم الكهانة وأرهق الله تعالى أباطيل الكهان بالقرآن الذي به فرق الله عز وجل بين الحق والباطل وأطلع الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بالوحي على ما يشاء من علم الغيوب التي عجزت الكهنة عن الإحاطة به فلا كهانة اليوم بحمد الله تعالى ومنه وإغنائه بالتنزيل عنها
وقال الإمام أبو سليمان الخطابي في معنى هذا الحديث حلوان الكاهن هو ما يأخذه المتكهن على كهانته وهو محرم وفعله باطل وحلوان العراف حرام كذلك قال والفرق بين الكاهن والعراف أن الكاهن إنما يتعاطى الخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار والعراف هو الذي يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما من الأمور هكذا ذكره في كتاب البيوع من معالم السنن وذكر في آخر الكتاب في قول النبي صلى الله عليه وسلم من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برىء مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم قال الكاهن هو الذي يدعي مطالعة علم الغيب ويخبر الناس عن الكوائن وكان في العرب كهنة يدعون أنهم يعرفون كثيرا من الأمور فمنهم من كان يزعم أن له رئيا من الجن وتابعا يلقي إليه الأخبار ومنهم من كان يدعي أنه يستدرك الأمور بفهم أعطيه وكان منهم من يسمى عرافا وهو الذي يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها كشيء سرق فيعرف المطبون به السرقة ومتهم المرأة بالريبة فيعرف من صاحبها ونحو ذلك من الأمور ومنهم من كان يسمي المنجم كاهنا فالحديث يشمل النهي عن إتيان هؤلاء كلهم والرجوع إلى قولهم وتصديقهم على ما يدعون من هذه الأمور ومنهم من كان يدعو الطبيب كاهنا وربما دعوه أيضا عرافا فهذا غير داخل في جملة النهي وإنما هو مغالطة في الأسماء وقد أثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم الطب وأباح العلاج والتداوي هذا ما ذكره الخطابي رحمه الله تعالى
وقال أبو محمد البغوي صاحب التهذيب في كتابه شرح السنة في أول كتاب البيوع في باب بيع الكلب اتفق أهل العلم على تحريم مهر البغي وحلوان الكاهن قال وحلوان الكاهن ما يأخذه المتكهن على كهانته وفعل الكهانة باطل لا يجوز أخذ الأجرة عليه وقال الماوردي صاحب الحاوي في آخر كتابه الأحكام السلطانية ويمنع المحتسب من التكسب بالكهانة واللهو ويؤدب عليه الاخذ والمعطي
300(3/299)
كيس
قال صاحب المحكم الكيس الخفة والتوقد كاس كيسا فهو كيس وكيس والجمع أكياس قال سيبويه كسروا كيسا على أفعال تشبيها بفاعل ويدلك على أنه فيعل أنهم قد سلموه فلو كان فعلا لم يسلموه والأنثى كيسة وكيسة والكوسى والكيسى جماعة الكيسة عن كراع قال وعندي أنها تأنيث الأكيس وقال مرة لا يوجد على مثالها إلا ضيقي وضوقى في جمع ضيقة وطوبى جمع طيبة ولم يقولوا طيبى قال وعندي أن تأنيث الأفعل والكوسى الكيس عن السيرافي ورجل مكيس كيس وأكاست المرأة وأكيست ولدت ولدا كيسا وكذلك الرجل وامرأة مكياس تلد الأكياس وتكيس الرجل أظهر الكيس والكيس اسم رجل والكيس الجماع والكيس من الأوعية وعاء معروف يكون للدراهم والدنانير والدر والياقوت والجمع كيسة هذا آخر كلام صاحب المحكم
وقال الأزهري يقال كاس الرجل يكيس كيسا قال ابن الأعرابي الكيس العقل والكيس الجماع ويقال كايست فلانا فكسته أكيسه كيسا أي غلبته بالكيس هذا قول أهل اللغة وقول الأصحاب في كتب المذهب هذا من كيس الربيع هذا من كيس فلان هو بكسر الكاف ومرادهم أن هذا من عنده وتخرج لنفسه وتصرفه وليس هو منصوصا للشافعي
كيف
لفظة كيف استفهام عن الحال ويقال فيها أيضا كي بحذف الفاء نقله الشيخ أبو عبد الله بن مالك في العمدة رحمه الله تعالى
كذا قال الشافعي ثم الأصحاب رحمهم الله تعالى إذا قال له علي كذا وكذا درهما لزمه درهمان وقال جماعة من العلماء يلزمه أحد وعشرون درهما قالوا لأنه أول عدد يدخله الواو قالوا ولو قال كذا درهما لزمه أحد عشر درهما لأنه أول ما ينصب فيه الدرهم وقال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى في كتاب شرح الزيادات في شرح ألفاظ مختصر المزني هذا الذي قاله هؤلاء قد يجوز أن يحمل الكلام عليه إذا أراده المقر ونواه وأما إذا أهمل الكلام إهمالا فلا يجوز أن يحكم بذلك عليه والذمم على البراءة فلا تشغل إلا بما لا يشك في صحته فقوله له على كذا وكذا بمنزلة قوله له على شيء وشيء وهو محتمل لأصناف الأشياء فلما قال درهما كان مخبرا بالجنس الذي أراد ونصب الدرهم على التمييز كقول الله تعالى {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} وكقول الشاعر
301(3/300)
(فمر بهذا الربع هيهات تسعة .......... من الدهر أعواما وذا الدهر عاشر)
قوله في الوسيط والوجيز في كتاب قسم الفيء سهم لذوي القربى وهم المدلون بقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كبني هاشم وبني المطلب هذه الكاف خطأ والصواب حذفها لأنهما لا ثالث لهما وإدخال الكاف يقتضي مشاركة غيرهم والله تعالى أعلم
فصل في أسماء المواضع
كداء
بفتح الكاف والمد هي الثنية التي بأعلى مكة وهو معروف وأما كدا بضم الكاف والقصر والتنوين فمن أسفل مكة هذا هو الصواب المشهور الذي قاله جماهير العلماء من المحدثين وأهل الأخبار واللغة والفقه وما سوى هذا فليس بشيء وأما قول الإمام أبي القاسم الرافعي أن الذي يشعر به كلام الأكثرين أن السفلى أيضا بالمد ويدل عليه أنهم كتبوها بالألف ومنهم من كتبها بالياء فليس قوله هذا بشيء ولا يلزم من كتابتها بالألف مدها فإن الثلاثي إذا كان من ذوات الواو تعين كتبه بالألف سواء مد أو قصر كعصا وإن كان من ذوات الياء وليس منونا كتب بالياء ويجوز بالألف أيضا وإن كان منونا فمنهم من يقول لا يكتب إلا بالألف ومنهم من جوزه بالياء وهذا والله تعالى أعلم من كدوت وأما قول القاضي حسين في تعليقه في أول باب دخول مكة من الثنية العليا وهي كدا بضم الكاف ويخرج من السفلى وهي كداء بفتح الكاف فغلط وتصحيف ظاهر وهو كلام معكوس إما من المصنف وإما من غيره
كراع الغميم
ذكرته في باب الغين واضحا مبسوطا
الكعبة
البيت الحرام زادها الله تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة هو اسم للبيت العتيق خاصة سميت بذلك لاستدارتها وعلوها وقيل لتربيعها وقد تقدم إيضاح هذا في فصل الكاف مع العين والباء من اللغات وقد بنيت الكعبة الكريمة خمس مرات إحداها بناء الملائكة قبل آدم والثانية بناء إبراهيم عليه السلام والثالثة بناء قريش في الجاهلية وقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا البناء كما ثبت في الحديث الصحيح والرابعة بناء ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما والخامسة بناء الحجاج بن يوسف الثقفي وهذا هو البناء الموجود اليوم وهكذا كانت الكعبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المارودي في الأحكام السلطانية وكانت الكعبة بعد إبراهيم عليه السلام مع جرهم والعمالقة إلى أن انقرضوا وخلفهم فيها قريش بعد استيلائهم على الحرم لكثرتهم بعد القلة وعزتهم بعد الذلة
302(3/301)
فكان أول من جدد بناء الكعبة من قريش بعد إبراهيم عليه السلام قصي بن كلاب وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل ثم بنتها قريش بعده ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة وشهد بناءها وكان بابها بالأرض فقال أبو حذيفة بن المغيرة يا قوم ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخل إلا بسلم فإنه لا يدخلها حينئذ إلا من أردتم فإن جاء أحد ممن تكرهون رميتم به فسقط وصار نكالا لمن يراه ففعلت قريش ذلك وكان سبب بنائها أن الكعبة استهدمت وكانت فوق القامة فأرادوا تعليتها وقد ذكرت جملا مما يتعلق بالكعبة ومبدأ أمرها وأحكامها الآن في كتاب المناسك وضمنته من النفائس الغريبة مما يستطرف وذكرت في هذا الكتاب عند ذكر مكة وبكة والبيت والحرام جملا كثيرة تتعلق بها وهي معروفة في مواضعها
يوم الكلاب
مذكور في باب الأنية وباب ما يكره لبسه في المهذب هو بضم الكاف وتخفيف اللام اسم ماء كانت به وقعة قيل إنه بين الكوفة والبصرة
الكوفة
البلدة المعروفة ودار الفضل وأهله مصرها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه واختلف في سبب تسميتها بذلك فقيل لاستدارتها تقول العرب رأيت كوفانا وكوفا للرملة المستديرة وقيل سميت كوفة لاجتماع الناس من قول العرب تكوف الرمل إذا ركب بعضه بعضا وقيل لأن طينها خالطه حصى وكلما كان كذلك فهو كافة قال الحازمي وغيره ويقال أيضا للكوفة كوفان بضم الكاف وإسكان الواو وآخره نون وذكر ابن قتيبة في غريبه عند ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقال لها كوفان بضم الكاف وفتحها رويناهما في تاريخ دمشق في هذا الموضع والله تعالى أعلم وله الحمد والفضل والمنة
حرف اللام
اللام
اللام على ثمانية أضرب لام الملك كقولك المال لزيد ولام الاختصاص كقولك هذا أخ لزيد ولام الاستعانة كقولك يا للرجال ولام التعجب كقولك يا للعجب أي يا عجب احضر فهذا وقتك ولام العلة كقولك صحبتك لتكرمني ولام العاقبة كقول الله عز وجل {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا} أي عاقبة ذلك ولام الجحود كقول الله تعالى {وما كان الله ليعذبهم} ولام التاريخ كقولك كتبته لثلاث خلون أي بعد ثلاث
303(3/302)
لأ لأ
اللؤلؤ معروف وسيأتي إن شاء الله تعالى في فصل مرج الفرق بين اللؤلؤ والمرجان وفيه أربع لغات وهي أربع قراءات قرىء بهن في القراءات السبع إحداهن بهمزتين والثانية لولو بغير همز فيهما والثالثة بهمز الأول دون الثاني والرابعة عكسه قال الفراء رحمه الله تعالى سمعت العرب تقول لصاحب اللؤلؤ لاء مثل لعال والقياس لأء مثال لعاع
لبأ
قال الأصحاب يجب على الأم أن تسقي الولد اللباء لأنه لا يعيش بدونه قال الرافعي مرادهم الغالب أو لأنه لا يقوى ولا تشتد بنيته إلا به وإلا فيشاهد من يعيش بلا لباء والله تعالى أعلم
لبث
قال الأزهري قال الليث اللبث المكث والفعل لبث قال الأزهري يقال لبث يلبث لبثا ولبثا ولباثا كل ذلك جائز وتلبث تلبثا فهو متلبث قال صاحب المحكم لبث بالمكان لبثا ولبثانا ولباثا ولبثته وتلبث أقام
لثغ
الألثغ المذكور في باب صفة الأئمة وهو بالثاء المثلثة وهو من يبدل حرفا بحرف فيجعل السين تاء والراء غينا ونحو ذلك كذا نقله صاحب البيان عن أصحابنا
لحم
قوله وإن اشتد الخوف والتحم القتال قال الأزهري في شرح المختصر التحام القتال قطع بعضهم لحوم بعض والملحمة المقتلة وجمعها ملاحم وفي الحديث الولاء لحمة كلحمة النسب قال جمهور أهل اللغة لحمة النسب ولحمة الثوب بضم اللام فيهما وحكى الأزهري وغيره عن ابن الأعرابي أنهما بفتح اللام قال الأزهري معنى الحديث قرابته كقرابة النسب ولحمة الثوب ما في عرضه وسداه ما في طوله
لطف
قال إمام الحرمين في الإرشاد اللطف عند أهل الحق خلق قدرة الطاعة وخالفت فيه المعتزلة قال ابن فارس في المجمل اللطف من الله عز وجل لعباده الرأفة والرفق قال أهل اللغة اللطف واللطف الرفق والبر
لعق
الملعقة بكسر الميم قال الأزهري الملعقة ما يلعق به ويقال لعقت الشيء ألعقه لعقا واللعوق اسم كل طعام يلعق من دواء أو عسل واللعقة بالضم الشيء القليل منه ولعقت لعقة واحدة بالفتح واللعاق بالفتح ما بقي في فيك من طعام لعقته قال الفراء يقال للرجل إذا مات لعق أصبعه قال ابن دريد اللعوقة سرعة
304(3/303)
الإنسان فيما أخذ فيه من عمل في خفة ونزق ورجل لعوق مسلوب العقل هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم مثل هذا كله وزاد وألعقته الشيء ولعقته إياه ولعقت الماشية الأرض لم تدع من نباتها شيئا
لعن
اللعن في اللغة هو الطرد والإبعاد يقال لعنه الله تعالى يلعنه لعنا فهو ملعون ولعين ويقال رجل لعنة بفتح العين أي كثير اللعن ولعنة بإسكانها أي يلعنه الناس واللعان والملاعنة والتلاعن بمعنى واحد وهو ملاعنة الرجل امرأته وهو معروف ويقال منه تلاعنا والتعنا ولاعن القاضي بينهما وسمي لعانا لما فيه من قول الرجل وعلي لعنة الله إن كنت من الكاذبين وإنما اختير لفظ اللعن على لفظ الغضب وإن كانا موجودين في اللعان لكون اللعنة متقدمة في الآية الكريمة وفي الواقع من صورة اللعان وقيل يجوز أن يكون سمي لعانا لما فيه من الطرد والإبعاد لكل واحد منهما عن صاحبه ووقوع الحرمة المؤبدة بخلاف المطلق والمظاهر والمولى والله تعالى أعلم
وقوله في المهذب في باب صلاة الاستسقاء وقال مجاهد في قوله تعالى {ويلعنهم اللاعنون} قال دواب الأرض تلعنهم هذا الذي قاله أحد الأقوال في الآية وقال ابن عباس اللاعنون كل شيء إلا الجن والإنس قال أهل العربية وإنما قال الله تعالى {اللاعنون} بالواو والنون ولم يقل اللاعنات لأنه وصفها بصفة من يعقل فجمعها جمع من يعقل كما قال الله تعالى {أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} و {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا} {وكل في فلك يسبحون} يس وقال قتادة هم الملائكة وقال عطاء الجن والإنس وقوله صلى الله عليه وسلم من أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ذكره في فصل الأمان من كتاب السير من المهذب وقوله صلى الله عليه وسلم اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد والظل وقارعة الطريق سميت ملاعن لأن الناس يلعنون فاعل ذلك فهي مواضع لعن والله تعالى أعلم
واللعان مصدر لاعن يلاعن وجعل اللعان المعروف حجة للمضطر إلى قذف من لطخ فراشه وألحق العار به وسمي لعانا لاشتماله على كلمة اللعن قال إمام الحرمين
305(3/304)
وخصت بهذه التسمية لأن اللعن كلمة غريبة في مقام الحجج من الشهادات والإيمان والشيء يشتهر بما يقع فيه من الغريب وعلى ذلك جرى معظم تسميات سور القرآن ولم يسم بما يسبق من لفظ الغضب لأن الغضب يقع في جانب المرأة وجانب الرجل أقوى لأن لعانه يسبق لعانها وقد ينفك عن لعانها ولا ينعكس قال الرافعي قالت طائفة من أصحابنا كل ملعون مغضوب عليه ولا ينعكس وقد ورد باللعان الكتاب والسنة وأجمعت عليه الأمة وفيمن نزلت آية اللعان بسببه خلاف أوضحته في شرح الوسيط
وروينا في صحيح مسلم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا وما يجوز من اللعن وما يحرم ولعن أصحاب الصفات فقد أوضحته في أواخر كتاب الأذكار في الألفاظ التي ينهى عنها فينقل إلى هنا ملخصا واختلف العلماء في اللعان ماهو فمذهبنا المشهور الذي نص عليه الشافعي رضي الله تعالى عنه وجمهور الأصحاب أن اللعان يمين وقال أبو حنيفة شهادة وقال القاضي حسين في تعليقه اختلفوا في اللعان والأصح أنه يمين وقيل يمين أكدت بالشهادة وقيل يمين مشوبة بشهادة وقيل شهادة أكدت باليمين وقال إمام الحرمين ما يحرمه العلماء في حقيقة اللعان أن أصحاب أبي حنيفة يقولون هو شهادة وأصحابنا يقولون يمين والمنصف من أصحابنا يقول فيه شوب اليمين والشهادة فأصدق شاهد على كونه يمينا أنه يصدر عمن هو في مقام الخصومة وهو يحاول تصديق نفسه ولا يجيء هذا في الشهادة وفيه من أحكام الشهادة شيء واحد وهو أنه لو نكل عن اللعان ثم أراده كان له اللعان كما لو لم يقم المدعي البينة ثم أراد إقامتها وليس هو كاليمين في هذا فإن من نكل عن اليمين ثم أرادها لم يكن له والله أعلم وفي اللعان لطيفة وهي أنها يمين مكررة أربع مرات ولا يعرف يمين مكرر إلا اللعان والقسامة
لفو
قال أهل اللغة تلافيته تداركته وألفيته وجدته
لقح
قول الغزالي رحمه الله تعالى في الوسيط الملقاح هو ما في بطن الأم وفي بعض النسخ الملاقيح ما في بطن الأم قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله تعالى والأول لا يكاد يصح من حيث اللغة وإن كان قد قال في البسيط الملاقيح جمع ملقاح إذ واحد الملاقيح عند صاحب صحاح اللغة ملقوحة قلت كذلك قال أبو
306(3/305)
عبيدة معمر بن المثنى فيما رأيته في غريب الحديث له وكذلك قال القاسم ابن سلام أبو عبيد والأزهري وغيرهم الملاقيح الأجنة الواحدة ملقوحة قال الجوهري هو من قولهم لقحت كالمحموم من حم والمجنون من جن قال والملاقيح ما في بطون النوق من الأجنة وكذا قال أبو عبيدة معمر الملاقيح ما في بطون الحوامل من الإبل خاصة وقال الأزهري في الشرح واحدة الملاقيح ملقوحة لأن أمها لقحتها أي حملتها واللاقح الحامل قال والملاقيح الأجنة التي في بطون الأمهات وكذا قال ابن فارس في المجمل الملاقيح التي تكون في البطون ولم يخص الأزهري وابن فارس الإبل وخصها أبو عبيدة والجوهري واللقحة بكسر اللام وفتحها والكسر أفصح ولم يذكر الجوهري وغيره إلا الكسر وممن ذكر الفتح ابن الأثير وهي الناقة القريبة العهد بالولادة نحو شهرين أو ثلاثة ثم هي اللبون وجمع اللقحة لقح كقربة وقرب ويقال لها لقوح وجمعها لقاح
لقط
اللقطة هو الشيء الملتقط وهي بفتح القاف هذه اللغة الفصيحة المشهورة وفيها لغة أخرى بإسكانها قال الإمام أبو منصور الأزهري في كتاب شرح ألفاظ مختصر المزني روى الليث بن المظفر عن الخليل أنه قال اللقطة بفتح القاف هو الذي يلتقط الشيء واللقطة بإسكانها هو الشيء الملتقط قال الأزهري هذا الذي قاله قياس لأن فعلة جاء في اكثر كلامهم فاعلا وفعلة جاء مفعولا غير أن كلام العرب جاء في اللقطة على خلاف القياس أجمع أهل اللغة ورواة الاخبار على أن اللقطة يعني بالفتح هو الشيء الملتقط وكذلك قال الفراء وابن الأعرابي والأصمعي هذا آخر كلام الأزهري والله تعالى أعلم
وأما اللقيط فهو الصبي المنبوذ الملقوط قال الرافعي يقال للصبي المقلى الضائع لقيط وملقوط ومنبوذ قال شيخنا أبو عبد الله بن مالك في اللقطة أربع لغات لقطة ولقطة ولقاطة بضم اللام ولقطة بفتح اللام والقاف
لقع
قال صاحب المحكم لقعه بعينه يلقعه لقعا أصابه وبالبعرة رماه ولا يكون اللقع في غير البعر مما يرمى به واللقع العيب والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ورجل تلقاع وتلقاعة عيبة وتلقاعة أيضا كثير الكلام لا نظير له إلا تكلامة وامرأة تلقاعة كذلك ورجل لقاعة كتلقاعة وقيل هو الذي يصيب مواقع الكلام وفيه لقاعات
307(3/306)
واللقاعة أيضا الداهية المتفصح وقيل هو الظريف اللبق واللقعة الذي يتلقع بالكلام ولا شيء عنده واللقاع واللقاع الذباب الأخضر الذي يلسع الناس واحدته لقاعة ولقاعة هذا آخر كلام صاحب المحكم وقال الأزهري امرأة ملقعة فحاشة ومر فلان يلقع أسرع والتقع لونه واستقع والتمع وانتطع ونطع واستنطع كله بمعنى واحد أي تغير
لكع
قوله في أول كتاب النكاح من الوسيط روى أن عمر رضي الله تعالى عنه قال لجارية متقنعة أتتشبهين بالحرائر يالكعاء فلكعاء بفتح اللام وإسكان الكاف وبالمد قال الأزهري عبد لكع أوكع وأمة لكعاء ووكعاء وهي الحمقاء قال البكري هذا شتم للعبد والأمة قال أبو عبيد اللكع عند العرب العبد أو الأمة وقال غيره اللكع الأحمق وامرأة لكاع ولكيعة
لكم
قال الأزهري قال الليث اللكم اللكز في الصدر يقال لكمه يلكمه لكما وقال صاحب المحكم اللكم الضرب باليد مجموعة وقيل هو اللكز والدفع لكمه يلكمه لكما
لمس
قول الله تبارك وتعالى / < أو لمستم النساء > / وقرىء لامستم وهما قراءتان في السبع وهو محمول عند الشافعي وغيره على التقاء البشرتين وتفصيل ذلك وتقريره معروف في كتب الفقه ويقال منه لمس يلمس ويلمس بضم الميم في المضارع وكسرها لغتان مشهورتان وبيع الملامسة مأخوذ من اللمس وهو مفسر في هذه الكتب وفي الحديث أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن امرأتي لا ترد يد لامس قال طلقها قال إنني أحبها قال أمسكها ذكره في كتاب الطلاق من المهذب هو حديث صحيح مشهور رواه أبو داود والنسائي وغيرهما من رواية عكرمة عن ابن عباس ولفظه في سنن أبي داود أنه قال امرأتي لا تمنع يد لامس قال النبي صلى الله عليه وسلم غربها قال أخاف أن تتبعها نفسي قال فأستمتع بها وإسناده إسناد صحيح واحتج به إمامنا الشافعي ثم قال الأصحاب وغيرهم من العلماء على أن التعريض بالقذف لا يكون قذفا واحتجوا به على أن المرأة إذا لم تكن عفيفة استحب للزوج طلاقها واحتج به بعضهم على صحة نكاح الزانية وعلى أن الزوجة إذا زنت لا ينفسخ نكاحها وهذا كله مصير منهم إلى أن المراد بقوله لا ترد يد لامس معناه لا تمنع من يريدها للزنا وكذا فسره الإمام أبو
308(3/307)
سليمان الخطابي إمام هذا الفن فقال في معالم السنن قوله لا تمنع يد لامس معناه الزانية وإنها مطاوعة من أرادها لا ترد يده قال وقوله غربها أي أبعدها بالطلاق وأصل الغرب البعد قال وفيه دليل على جواز نكاح الفاجرة قال وقوله صلى الله عليه وسلم فاستمتع بها أي لا تمسكها إلا بقدر ما تقضي متعة النفس منها ومن وطرها والاستمتاع بالشيء الانتفاع به إلى مدة ومنه نكاح المتعة ومنه قوله تعالى {إنما هذه الحياة الدنيا متاع} هذا آخر كلام الخطابي
قلت فكأنه صلى الله عليه وسلم أشار عليه أولا بفراقها نصحية له وشفقة عليه في تنزهه من معاشرة من هذا حالها فأعلم الرجل شدة محبته لها وخوفه فتنة بسبب فراقها فرأى صلى الله عليه وسلم المصلحة له في هذا الحال إمساكها خوفا من مفسدة عظيمة تترتب على فراقها ودفع أعظم الضررين بأخفهما متعين ولعله يرجى لها الصلاح بعد والله تعالى أعلم
وهذا الحديث مما قد يعرض فيه إشكال فبسطنا الكلام فيه بعض البسط لهذا المعنى وإلا فهذا الكتاب مبني على الاختصار فاندفع بحمد الله تعالى الإشكال وزال بلفظه الاعضال وقد ذكر في معنى الحديث قول آخر وهو أنه أراد لا ترد من يلتمس منها مالا يقول هي سخية تعطي تضيع ما كان عندها وفي كتاب النسائي قال يقول هي سخية تعطي ورد أصحابنا هذا التأويل وقالوا لو أراد هذا لقال يد ملتمس وجواب آخر وهو لو أراد هذا لقال أحرز مالك عنها وذكر فيه معنى آخر قاله بعض المتأخرين قال معناه أمسكها عن الزنا إما بمراقبتها وإما بكثرة جماعها
لمم
في حديث الظهار أن أوس بن الصامت كان به لمم وكان إذا اشتد لممه ظاهر من امرأته قال الشيخ إبراهيم المروزي المراد باللمم الإلمام بالنساء وشدة التوق إليهن
لهث
قال أهل اللغة يقال لهث الكلب بفتح الهاء وكسرها لغتان يلهث بفتحها فيهما لا غير لهثا بإسكانها والاسم اللهث بفتحها واللهاث بضم اللام ورجل لهثان وامرأة لهثى كعطشان وعطشى وهو الكلب الذي أخرج لسانه من شدة العطش والحر
لو
قال الإمام أبو منصور الأزهري في أول كتاب تهذيب اللغة في مخارج الحروف قال الخليل بن احمد رحمه الله تعالى إذا صيرت الحرف الثاني مثل قد وهل ولو اسما أدخلت عليه التشديد فقلت هذه لو مكتوبة وهذه قد حسنة الكتبة وأنشد
309(3/308)
(ليت شعري وأين متى ليت .......... أن ليتا وأن لو عناء)
فشدد لو حين جعلها اسما
لون
قول الله عز وجل {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله} جاء ذكر هذه الآية الكريمة في كتاب السير من المهذب قال جماعات من أهل العربية أصل اللينة لونة بالواو وهي من اللون فقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها كما في ميزان وميقات وميعاد وبابه وقال آخرون بل الياء أصل وهي من اللين وممن حكى هذا الخلاف الهروي واختلف أهل اللغة والتفسير في المراد باللينة فالأظهر أنها النخل مطلقا وقيل النخل كله إلا العجوة وقيل هي الغسيل وقيل هي النخل الكرام الجيدة وقيل إنها العجوة خاصة ذكر هذه الأقوال الماوردي وغيره وقيل إنها جميع النخل إلا العجوة والبرني حكاه الهروي عن أبي عبيدة
فصل في أسماء المواضع
لوب
قوله ما بين لابتيها أهل بيت وفي المهذب ما بين لابتي المدينة بفتح الباء وهما تثنية لابة بلا همز واللابة الحرة وهي أرض ملسة حجارة سوداء والمدينة زادها الله تعالى شرفا بين لابتين في جانبي الشرق والغرب قال الجوهري ويقال فيها لابة ولوبة وجمعها لاب ولوب ولابات قال وقال أبو عبيدة يقال لوبة ونوبة ومنه قيل للأسود لوبي ونوبي
حرف الميم
ما
قال الإمام السيد الشريف النسب العلامة ذو الشرفين أبو السعادات هبة الله بن عبد الله بن علي بن محمد بن حمزة العلوي الحسني المعروف بابن الشجري رضي الله تعالى عنه وكان مولده سنة خمس وخمسين وأربعمائة وتوفي في شهر رمضان سنة اثنين وأربعين وخمسمائة قال في كتاب الأمالي ما يتصرف من المعاني كتصرف ما وهي تنقسم إلى ضربين إسم وحرف فالإسمية تنقسم إلى ستة أضرب وكذا الحرفية فالضرب الثاني كونها استفهامية كقولك ما معك فما في موضع رفع بالابتداء فإن قلت ما أخرت كانت في موضع نصب لأن الفعل غير مشغول عنها فإن أدخلت عليها حرف خفض لزمك في الأغلب حذف ألفها من اللفظ والخط تقول عم سألت وفيم
310(3/309)
جئت فرقوا بهذا بينها وبين الخبرية التي بمعنى الذي كما جاء في التنزيل {عم يتساءلون} {وما ربك بغافل عما يعملون} وقال في الاستفهامية {فبم تبشرون} وقال في الخبرية {بما أنزل إليك} البقرة ومن العرب من يقول لم فعلت بإسكان الميم قال ابن مقبل
(أاحظل لم ذكرت نساء قيس .......... فما روعن منك ولا سبينا)
وقال الآخر
(يا أبا الأسود لم خليتني .......... لهموم طارقات وذكر)
قال ومن العرب من يثبت الألف فيقول لما تفعل كذا وفيما جئت وعلى ما تشتمني قال حسان
(على ما قام يشتمني لئيم .......... كخنزير تمرغ في دمان)
الدمان السرجين وقال آخر
(إنا قتلنا بقتلانا سراتكم .......... أهل اللواء ففيما يكثر القتل)
قال وإنما يستفهمون بما عن غير ذوي العقول من الحيوان وغيره وقد يستفهمون بها عن صفات ذوي العقل نحو أن تقول من عندك فيقول زيد فلا تعرفه باسمه فتقول وما زيد فيقول شاب عطار أو شيخ بزاز كما جاء في التنزيل {قال فرعون وما رب العالمين} وقال بعض النحويين إنها قد تجيء بمعنى من واستشهد بقوله تعالى {فما يكذبك بعد بالدين} قال والمعنى فمن يكذبك لأن التكذيب لا يكون إلا من الآدميين واستشهد أيضا بما حكاه أبو زيد عن العرب في ما الخبرية سبحان ما سخركن لنا هذا ما ذكره ابن الشجري
مترس
قوله في فصل الأمان من باب السير من المهذب إذا قال للحربي مترس فهو أمان هو بميم ثم تاء مثناة من فوق مفتوحتين ثم راء ثم سين مهملتين ساكنتين ومعناه لا تخف وهي لفظة فارسية وقد حققت ما ذكرته فيها وذكر صاحب مطالع الأنوار أن فيها خلافا منهم من ضبطها كما ذكرناه ومنهم من ضبطها بإسكان التاء وفتح الراء ومنهم من يقول مطرس يبدل التاء طاء
مثل
ذكر في المهذب في باب المصراة حديث ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع محفلة فهو بالخيار ثلاثة أيام فإن ردها رد معها
311(3/310)
مثل أو مثلي لبنها قمحا هكذا وقع في المهذب مثل أو مثلي بالتثنية في قوله أو مثلي وهكذا رواه أبو داود في سننه ورواه ابن ماجه من الطريق التي رواها أبو داود ولفظه فإن ردها رد معها مثل لبنها أو قال مثل لبنها قمحا فلفظة مثل مفردة في الموضعين وهكذا ذكره البيهقي في معرفة السنن والآثار ولفظه رد معها مثل أو قال مثل لبنها قمحا وإنما ذكرت هذه الروايات ليتضح أو يتبين أن لفظة أو في قوله أو مثل للشك لا للتقسيم واختلاف الحال كما قاله بعضهم وقد تقدم في حرف الحاء عند ذكر المحفلة بيان أن هذا الحديث غير قوي قال أهل اللغة يقال مثل بالقتيل والحيوان تمثل مثلا بالتخفيف في الجمع كقتل يقتل قتلا إذا قطع أطرافه أو أنفه أو أذنه أو مذاكيره ونحو ذلك والاسم المثلة قالوا وأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة
مثن
قوله في المهذب في باب الصيام لأن مما يصل إلى المثانة لا يصل إلى الجوف هي المثانة بفتح الميم وبعدها ثاء مثلثة مخففة ثم ألف ثم نون مخففة ثم هاء قال صاحب المحكم المثانة مستقر البول من الرجل والمرأة ومثن مثنا فهو مثن وأمثن والأنثى مثناء اشتكى مثانته ومثن مثنا فهو ممثون ومثين كذلك رجع المثانة وهو أيضا أن لا يستمسك البول فيها
مجد
قوله في الدعاء في التشهد إنك حميد مجيد قال الواحدي الحميد الذي تحمد فعاله وهو بمعنى المحمود والله تعالى الحميد المحمود المستحمد إلى عباده قال والمجيد الماجد وهو ذو الشرف والكرم يقال مجد الرجل يمجد مجدا ومجادة ومجد يمجد لغتان قال الحسن والكلبي المجيد الكريم وهو قول أبي إسحاق وقال ابن الأعرابي المجيد الرفيع قال أهل المعاني المجيد الكامل الشرف والرفعة والكرم والصفات المحمودة وأصله من قولهم مجدت الدابة إذا أكثرت علفها رواه أبو عبيد عن أبي عبيدة قوله في الاعتدال من الركوع أهل الثناء والمجد أهل منصوب على النداء قيل ويجوز رفعه أي أنت أهل الثناء قال ابن دريد في الجمهرة المجد لله عز وجل الثناء الجميل يقال سبح الله تعالى ومجده أي ذكر آلاءه ذكره في الوسيط في أسنان الزكاة المجيدية قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله تعالى ثبت من وجوه أن المجيدية بضم الميم وفتح الجيم
مجر
في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المجر
312(3/311)
وفسره في المهذب أنه اشتراء ما فيه الأرحام وهكذا فسره غيره وهو بفتح الميم وإسكان الجيم والمشهور في كتب اللغة أنه اشتراء ما في بطن الناقة خاصة وقال الرافعي فسره أبوعبيد بما في الرحم قال وقيل هو الربا وقيل هو المحاقلة والمزاينة وقد سبق ذكرهما
مجن
قال الجوهري قولهم مجانا أي بلا بدل قال وهو فعال لأنه مصروف والمجن بكسر الميم الترس
مجنق
قال الجوهري المنجنيق هو الذي ترمى به الحجارة معربة وأصلها بالفارسية من جه نيك أي ما أجودني وهي مؤنثة وقال بعضهم تقديرها مفعليل لقولهم كنا نجنق مرة ونرشق مرة والجمع منجنيقات وقال سيبويه هو فنعليل الميم أصلية لقولهم في الجمع مجانيق وفي التصغير مجينيق هذا كلام الجوهري ولم يذكر هو وكثيرون إلا فتح الميم وذكر الجواليقي فتحها وكسرها
مدد
قوله في باب الأذان من المهذب والتنبيه يتشهد مرتين سرا ثم يرجع فيمد صوته قال جماعة قوله فيمد ليس بجيد وصوابه فيرفع صوته فإن المد لا يلزم أن يكون فيه رفع والمراد الرفع وهذا الذي أنكروه ليس بمنكر بل يصح استعمال مد صوته بمعنى رفعه وقد سمع ذلك عن العرب وقد روينا في مسند أبي عوانة الاسفرايني عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال أصاب النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة فأخذت منها سيفا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت نفلنيه فقال رده فرجعت إليه مرة أخرى فقلت أعطنيه فمد لي صوته وقال رده من حيث أخذته فقوله فمد لي صوته معناه رفعه وزجرني عن ذلك
مدن
المدينة معروفة والجمع مدائن بالهمز ومدائن بلا همز لغتان الهمز أفصح وأكثر وبه جاء القرآن قال الجوهري يقال مدن بالمكان أي أقام به ومنه سميت المدينة وهي فعيلة وتجمع على مدائين بالهمز وعلى مدن ومدن بإسكان الدال وضمها قال وفيه قول آخر أنها مفعلة من دنت أي ملكت قال وسألت أبا علي الفسوي عن همز مدائن فقال فيه قولان من جعله فعيلة من قولك مدن بالمكان همزة ومن جعله مفعلة من قولك دين أي ملك لم يهمزه كما لا يهمز معايش قال وإذا نسبت إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم قلت مدني وإذا نسبت إلى مدينة المنصور قلت مديني وإذا نسبت إلى
313(3/312)
مدائن كسرى قلت مدائني للفرق بين النسب لئلا يختلط هذا كلام الجوهري وقوله في الفرق بين الأنساب هذا هو الأغلب وقد جاء بخلافه وذلك معروف عند أهل الحديث وقال قطرب وابن فارس هي من دان أي اطاع والدين الطاعة
مذر
مذرت البيضة بفتح الميم وكسر الذال فسدت وأمذرتها الدجاجة قال الجوهري وصاحب المحكم وصاحب المجمل وزاد صاحب المحكم مذرت مذرا فهي مذرة واتفق أهل اللغة أنها بالذال المعجمة وقوله في المهذب في باب بيع المصراة وإن كسر المبيع فوجده لا قيمة للباقي كالبيض المذر هو بفتح الميم كسر الذال وبالراء والمراد به استحال دما أو نحوه بحيث لا ينتفع به وكذا قوله في البسيط في الباب الثاني في المياه النجسة وإن استحالت البيضة مذرة فيخرج على الوجهين المراد استحالت دما وليس المراد مطلق الدم فإن المذرة تطلق على التي اختلط صفارها بياضها وليست تلك مرادة في هذين الموضعين والله تعالى أعلم
مذي
المذي الذي يخرج من الإنسان يكون للرجال والنساء قال إمام الحرمين هو في النساء أكثر منه في الرجال قال وإذا هاجت المرأة خرج منها قال أصحابنا وهو ماء رقيق أبيض لزج يخرج عند شهوة كملاعبته زوجته وأمته ونظره ونحو ذلك ويخرج بغير شهوة ولا دفق معه ولا يعقبه فتور وربما لم يحس بخروجه ويقال رجل مذاء إذا أعتى وخروج المذي ويقال المذي بإسكان الذال وتخفيف الياء والمذي بكسر الذال وتشديد الياء والمذي بالكسر والتخفيف ثلاث لغات الأوليان مشهورتان قال الأزهري وغيره الإسكان أكثر وأما الثالثة فحكاها أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح قال أبو عمر قال ابن الأعرابي ويقال في الفعل مذي ومذي بتخفيف الذال وتشديدها وبالألف ثلاث لغات الأولى أفصح وكذا يقال في لودى ودى وودى وأودى وكذا في المني منى ومنى وأمنى قال والأولى أفصح في كل ذلك
مرى
قال الجوهري المروءة الإنسانية قال ولك أن تشدد قال أبو زيد مرؤ الرجل أي صار ذا مروءة فهو مريء على فعيل وتمرأ تكلف المروءة قال الرافعي واختلفت العبارات في المروءة فقيل صاحب المروءة من يصون نفسه عن الأدناس ولا يشينها عند الناس وقيل الذي يسير بسيرة أمثاله في زمانه ومكانه وذكر الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في باب قول الله عز وجل {واذكر عبدنا داود ذا الأيد}
314(3/313)
) قال يقال للمرأة نعجة ويقال لها شاة وكذا قال الواحدي العرب تكنى عن المرة بالشاة والنعجة
مرج
المرجان المذكور في زكاة الذهب والفضة وفي كتاب السلم من المهذب هو الخرز الأحمر المعروف والمشهور في كتب اللغة أن المرجان هو صغار اللؤلؤ ولا يمكن حمل الذي في المهذب على صغار اللؤلؤ لأنه عطف المرجان على اللؤلؤ والعقيق فدل على إرادته الخرز الأحمر وقد اختلف العلماء في قول الله عز وجل {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال الواحدي قال الفراء اللؤلؤ العظام والمرجان الصغار وهو قول جميع أهل اللغة في المرجان أنه الصغار من اللؤلؤ وقال أبو الهيثم اختلفوا في المرجان فقال بعضهم هو صغار اللؤلؤ وقال آخرون هو البسذ وهو جوهر أحمر يقال إن الجن تطرحه في البحر وهذا قول ابن مسعود وعطاء الخراساني في المرجان في هذه الآية وقال ابن عباس والحسن وابن زيد وقتادة اللؤلؤ الكبير والمرجان الصغير وقال مقاتل ضد هذا فقال اللؤلؤ الصغار والمرجان العظام وهذا قول مجاهد والسدي ومرة ورواه عكرمة عن ابن عباس هذا آخر كلام الواحدي
قلت والميم في المرجان أصلية والنون زائدة وهي فعلان هكذا ذكره أهل اللغة في فصل مرج وقال ألأزهري لا أدري ثلاثي هو أم رباعي وهذا عجب فكيف يكون رباعيا وليس في الكلام فعلال إلا في المضاعف كالزلزال والقلقال والسلسال والوسواس وأما ما حكاه الفراء من قولهم ناقة فيها خزعال أي عرج فهو شاذ ومنهم من أنكره والاقسطال وهو الغبار
مرد
الغلام الأمرد الذي لم تنبت لحيته بعد وأصل هذه المادة من الملاسة فسمي الأمرد لملاسة وجهه ومثله صرح ممرد مملس وشيطان مريد أي متملس من الخير و {مردوا على النفاق} قال الجوهري غلام أمرد بين المرد ولا تقل جارية مرداء قال الأصمعي يقال تمرد فلان زمانا ثم خرج وجهه وذلك أن يبقى أمرد حينا
مرط
قوله ينشق مريطاؤك هو بضم الميم وفتح الراء ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم طاء مهملة وهي ممدودة ومقصورة لغتان وهي مؤنثة قال الجوهري
315(3/314)
المريطاء ما بين السرة والعانة قال الأصمعي وهي ممدودة ومنه قول عمر فذكره قال الهروي هذه الكلمة جاءت مصغرة وذكر أبو عمرو في شرح الفصيح فقال ما دون السرة المثلة والمثلة والمريط والمريطاء ممدودة والمريطي مقصورة والمرفق والمرافق والثنة وقال ابن فارس في المجمل المريطاء ما بين الصدر إلى العانة
مرو
قولهم ثوب مروي هو بفتح الميم وإسكان الراء وتشديد الياء منسوب إلى مرو مدينة معروفة بخراسان وينسب إليها إيضا مروزي بزيادة زاي وهو من شواذ النسب
مري
في كتاب الإيمان من المهذب إذا حلف لا يأكل أدما فأكل المري حنث هو بضم الميم وسكون الراء وتخفيف الياء وهو أدم معروف وليس هو عربيا وهو يشبه الذي تسميه الناس الكافح والكافح ليس هو عربيا لكنه عجمي معرب وذكر الجواليقي في آخر كتابه في لحن العوام فيما جاء ساكنا فحركوه المري وقال الجوهري في صحاحه هو المري بكسر الراء وتشديدها وتشديد الياء قال كأنه منسوب إلى المرارة قال والعامة تخففه
مسح
قوله في الوسيط في مسائل بيع الغائب كالمسح من التوزي هو بكسر الميم وإسكان السين المهملة وبالحاء المهملة وهو ثوب من الشعر غليظ معروف ويقال له البلاس بفتح الباء الموحدة قال ابن الجواليقي جمعه بلس وجمع المسح مسوح
مسك
المسك بكسر الميم هو الطيب المعروف قال الجوهري هو معرب قال وكانت العرب تسميه المشموم وهو مذكر قال أبو حاتم في كتاب المؤنث والمذكر فإن أنثه إنسان فعلى مذهب العسل والذهب لأنك تقول مسكة ومسك كما تقول ذهبة حمراء وعسلة وأنشد الجوهري في تأنيثه
(لقد عاجلتني بالسباب وثوبها .......... جديد ومن أردانها المسك تنفح)
وقال أراد الرائحة وأما المسك بفتح الميم فهو الجلد ومنه قوله في المهذب في كتاب الصداق القنطار ملء مسك ثور ذهبا ومنه قول العرب غلام في مسك شيخ وجمعه مسوك كفلوس والسين في كل هذا ساكنة وأما قول ابن باطيش في الجلد أنه مسك بفتح الميم والسين جميعا فخطأ صريح وغلط قبيح بأتفاق أهل اللغة وأما قوله في زكاة الذهب والفضة من المهذب روي أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها مسكتان من ذهب فهو بفتح الميم وفتح السين أيضا الواحدة مسكة بفتحهما أيضا وهو
316(3/315)
سوار يتخذ من القرون غالبا وهذا الحديث يدل على أنه يتخذ أيضا من الذهب ويقال أمسكت الشيء بيدي ومسكته بتخفيف السين وتشديدها ثلاث لغات فما أمسكت ومسكت بالتشديد فمشهورتان وأما مسكت مخففة فذكرها الهروي في الغريبين وغيره قال الجوهري ويقال أيضا تمسكت به واستمسكت به ومسكت به وامتسكت به كله بمعنى اعتصمت به وأمسكت عن الكلام سكت وما تماسك أن فعل كذا أي ما تمالك وما لبث ويقال فيه مسكة من خير بضم الميم وإسكان السين أي بقية والإمساك اسم للبخل قال الجوهري يقال فيه إمساك ومساك ومساكة يعني بفتح الميم فيهما أي بخل قال فالمسك البخل يعني بضمتين وفي الحديث إن أبا سفيان رجل مسيك أي شحيح بخيل وهو عند أهل اللغة بفتح الميم وتخفيف السين على وزن شحيح وبخيل وأما المحدثون فيقولونه بكسر الميم وتشديد السين قال صاحب المطالع ضبطه أكثر المحدثين بكسر الميم ورواية المتقنين بفتح الميم وتخفيف السين وكذا هو لأبي بحر المستملي قال وبالوجهين قيدته على أبي الحسين وبالفتح ذكره أهل اللغة لأن أمسك لا يبني منه فعيل إنما يبنى من الثلاثي وقد يقال مسكة لغة قليلة هذا كلام صاحب المطالع قلت ورواية المحدثين صحيحة على هذه اللغة أعني مسكة بتخفيف السين وقد قدمتها
مشط
المشط فيه لغات ضم الميم مع إسكان الشين ومع فتحها أيضا وكسر الميم مع إسكان الشين ويقال ممشط بميمين الأولى مكسورة ويقال له المشقىء بكسر الميم وإسكان الشين المعجمة وبالقاف مهموز وغير مهموز والمشقاء بالمد والمكد بكسر الميم وفتح الكاف والقيلم بفتح القاف وإسكان المثناة من تحت وفتح اللام والمرجل بكسر الميم ذكرها كلها أبوعمر الزاهد في اول شرح الفصيح وفي صحيح البخاري في أول كتاب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم عند حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه هكذا هو في جميع النسخ بمشاط قال صاحب مطالع الأنوار هو بكسر الميم قلت فيكون أما جمع مشط بكسر الميم كذئب وذئاب وبئر وبئار وإما جمع مشط بالفتح ككلب وكلاب
317(3/316)
مطط
ذكر في المهذب في آخر صلاة الجمعة قال قال الشافعي رضي الله تعالى عنه يكون كلامه في الخطبة مترسلا مبينا معربا من غير تغن ولا تمطيط قال الأزهري في الشرح المط الإفراط في مد الحرف يقال مط كلامه إذا مده فإذا أفرط فيه فقد مططه
مطي
قوله في المهذب في باب مقام المعتدة لا تخرج بالليل لأن الليل مطية الفساد ووقع في بعض النسخ مظنة بالظاء المعجمة والنون وفي أكثرها بالطاء المهملة والياء المثناة من تحت وكذا ضبطه بالمهملة بعض الأئمة الفضلاء الناقلين عن خط المصنف وقد تقدم أيضا في حرف الظاء المعجمة في فصل ظنن قال أهل اللغة المطية تذكر وتؤنث وجمعها مطايا ومطي قيل مأخوذة من المطا مقصور وهو الظهور وجمعه أمطاء كقفاء وأقفاء وقال الأصمعي سميت مطية لأنها تمط في سيرها أي تمد مأخوذة من المطو وهو المد قال أبو زيد يقال منه امتطيتها أي اتخذتها مطية
مع
قال صاحب المحكم مع إسم معناه الصحبة وكذلك مع بسكون العين غير أنه مع حركة العين يكون اسما وحرفا ومع السكون حرف لا غير وأنشد سيبويه
(وريشي منكم وهواي معكم .......... وإن كانت زيارتكم لماما)
وقال اللحياني وحكى الكسائي عن ربيعة وغنم أنهم يسكنون العين من مع فيقولون معكم ومعنا قال فإذا جاءت الألف واللام وألف الوصل اختلفوا فيها فبعضهم يفتح العين وبعضهم يكسرها فيقولون مع القوم أو مع ابنك وبعضهم يقولون مع القوم أو مع ابنك أما من فتح العين مع الألف واللام فبناه على قولك كنا معا فلما جعلها حرفا وأخرجها من الاسم حذف الألف وترك العين على فتحها فقال مع القوم ومع ابنك قال وهو كلام عامة العرب يعني بفتح العين مع الألف واللام ومع ألف الوصل قال وأما من سكن فقال معكم ثم كسر عند ألف الوصل فإنه أخرجه مخرج الأدوات مثل هل وبل وقد وكم فقال مع القوم كقولك كم القوم وبل القوم وتقول جئت من معهم أي من عندهم بفتح الميم والعين هذا آخر كلام صاحب المحكم
وقال الأزهري مع كلمة تضم الشيء إلى الشيء وأصلها معا قال قال الليث وإذا أكثر الرجل من قول مع قيل هو يمعمع معمعة ودرهم معمعي كتب عليه مع مع وقال ابن الأعرابي معمع الرجل إذا لم يحصل على مذهب يقول لكل أنا معك ومنه
318(3/317)
قيل لمثله امع وامعة والمعمعان شدة الحر والنوم والمعمعاني شدة الحر ويقال للحرب معمعة وقال الجوهري مع للمصاحبة وقد تسكن وتنون تقول جاؤوا معا
معى
المعا بكسر الميم مقصور جمعه أمعاء بالمد قال الواحدي مثل ضلع وأضلاع قال وتثنيته معيان يعني بفتح العين قال وهو جميع ما في البطن من الحوايا وقال غيره الأمعاء المصارين وهو قريب منه
مقل
في الحديث إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه هو بضم القاف وقال مقله يمقله مقلا أي غمسه وهذا الحديث في صحيح البخاري والمقلة شحمة العين التي تجمع السواد والبياض ويقال مقلته أي نظرت إليه بمقلتي حكاه الجوهري عن أبي عمرو وفي كتاب المساقاة من الروضة في المساقاة على شجر المقل وجهان هو بضم الميم وإسكان القاف قال الجوهري المقل ثمر الدوم
مكس
قال أهل اللغة المماكسة هي المكالمة في النقص من الثمن ومنه مكس الظلمة وهو ما ينقصونه من أموال الناس ويأخذونه منهم
ملح
قال المزني في أول المختصر قال الشافعي رضي الله تعالى عنه كل ماء من بحر عذب أو مالح فالتطهير به جائز هكذا قاله مالح وأنكره المبرد وغيره ممن تتبع ألفاظ الشافعي رضي الله تعالى عنه وقالوا هذا لحن وإنما يقال ملح كما قال الله تعالى وأجاب أصحابنا باجوبة أصحها أن في الماء أربع لغات ماء ملح ومالح ومليح وملاح قال إمام أبو سليمان الخطابي في كتابه الزيادات في شرح ألفاظ مختصر المزني الجواب عن اعتراض هذا المعترض أن اللغة تعطي اللفظين معا قال الشاعر
(ولو تفلت في البحر والبحر مالح .......... لأصبح طعم البحر من ريقها عذبا)
وقال آخر
(وللرزق أسباب تروح وتغتدي .......... وأنى منها بين غاد ورائح)
(قنعت بثوب العدم حلة الغنى .......... ومن بارد عذب زلال بمالح)
قال الخطابي فيه ثلاث لغات ماء ملح ومالح وملاح كما قالوا أجاج وزعاق وزلال قال والكل جائز قال وإنما نزل من اللغة العالية إلى التي هي أدنى للإيضاح والبيان وحسما للإشكال والالتباس لئلا يتوهم متوهم أنه أراد بالملح المذاب فيظن أن الطهارة به جائزة هذا كلام الخطابي وأنشد أصحابنا في مالح بيتا لمحمد بن حازم
319(3/318)
(تلونت ألوانا علي كثيرة .......... ومازج عذبا من إخائك مالح)
وأنشدوا على مليح قول خالد بن يزيد في رملة بنت الزبير
(ولو وردت ماء وكان قبيله .......... مليحا شربنا ماءه باردا عذبا)
فهذا الذي ذكرناه هو الجواب الصحيح وذكروا جوابا ثانيا أن الشافعي إمام في اللغة فقوله فيها حجة وجوابا ثالثا أن هذه اللفظة ليست من كلام الشافعي وإنما هي من كلام المزني وغير عبارة الشافعي وهذا الجواب ليس بشيء وكيف ينسب الخطأ إلى المزني وعنه مندوحة وقولهم لم يذكر الشافعي هذا ليس بصحيح وقد أنكره الإمام الحافظ الفقيه أبو بكر البيهقي الشافعي فقال في رسالته إلى الشيخ أبي محمد الجويني أن أكثر أصحابنا ينسبون الغلط في هذا إلى المزني ويزعمون أن هذه اللفظة لم توجد للشافعي قال البيهقي وقد سمى الشافعي البحر مالحا في كتابين أحدهما في أمالي الحج في مسألة كون صيد البحر حلالا للمحرم والثاني في المناسك الكبير وذكر البيهقي أيضا هذين النصين في كتابه كتاب رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي قال البيهقي وذكر الإمام أبو منصور الأزهري محمد بن عبد الله الفقيه الأديب قال أخبرني أبو عمر غلام ثعلب قال سمعت ثعلبا يقول كلام العرب ماء مالح وسمك مالح وقد جاء عن العرب ماء ملح قال أبومنصور وإذا حكى ثعلب هذا عن العرب كان حجة قال أبو منصور وسألت أبا حامد الجارولجي صاحب التكملة عن قول الشافعي ماء مالح فقال صحيح جائز تقول ماء ملح ومالح وكلاهما لغة قال البيهقي وفيما حكى أبو منصور الخمشادي في كتابه عن أبي محمد بن درستويه صاحب المبرد قال ويقال ماء مالح ومليح قال أبو مصنور وسألت أبا العلاء الحسن بن كوشاد وهو أوحد أهل عصره أدبا وفصاحة عن هذا فقال يقال ماء ملح إذا كان أصله ملحا ومالح إذا مازجته ملوحة قال البيهقي وقد روينا في السنن الكبير عن أبي هريرة قال أتى نفر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا نصيد في البحر ومعنا الماء العذب فربما تخوفنا العطش فهل يصلح أن نتزود من البحر المالح فقال نعم وروى البيهقي حديثا آخر مرسلا بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا برحمته ولم يجعله مالح أجاجا بذنوبنا والملاح بفتح الميم وتشديد اللام صاحب السفينة وفي الحديث ضحى بكبشين أملحين قال أهل اللغة الأملح الذي فيه بياض وسواد وبياضه أكثر
320(3/319)
ملك
الملك بضم الميم مصدر الملك بكسر الميم ومنه قولهم في التلبية إن الحمد لك والملك وقولهم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وإما ملك من مال أو غيره فيقال فيه هو ملك فلان وملك يمينه بكسر الميم وفتحها وضمها ثلاث لغات الكسر أفصح وأشهر والملاك والملاك بكسر الميم وفتحها والأملاك كله بمعنى التزويج والأملاك أفصح وأشهر روينا في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم
ملل
قال أهل اللغة يقال مللت الشيء بكسر اللام أمله بفتحها ومللت منه مللا وملالة وملة أي سئمته واستمللته بمعنى مللته ورجل ملول ومل وملولة وذو ملة وامرأة ملولة وأمله وأمل عليه أي أماله يقال أدل فأمل وأمل عليه بمعنى أملى والملة الدين وفلان يتملل على فراشه ويتململ إذا لم يستقر من الوجع كأنه على ملة وهي الرماد الحار وقوله في خطبة الوسيط الذي هو داعية الإملال أي السآمة
ملأ
قال الجوهري أمليت الكتاب أملي وأمللته أمله لغتان جيدتان جاء بهما القرآن واستمللته الكتاب سألته أن يمليه علي وأقمت عنده ملوة من الدهر وملاوة وملاوة وملوة وملاوة أي حينا وبرهة حكاهن الفراء والملى من الزمان الطويل ومضى ملى من النهار أي ساعة طويلة والملوان الليل والنهار وأمليت له في غيه أي أطلت وأملى الله تعالى له أي أمهله قلت والاملاء من كتب الشافعي رحمه الله تعالى يتكرر ذكره في هذه الكتب وغيرها من كتب أصحابنا وهو من كتب الشافعي الجديدة بلا خلاف وهذا أظهر من أن أذكره ولكن استعمله في المهذب في مواضع استعمالا يوهم أنه من الكتب القديمة فمن تلك المواضع في باب صلاة الجماعة في مسألة من أحرم منفردا ثم دخل في الجماعة وفي باب مواقيت الصلاة في فصل وقت العشاء فنبهت عليه وقد أوضحت في شرح المهذب حاله وأزلت ذلك الوهم بفضل الله تعالى وقد ذكر الإمام الرافعي في مواضع كثيرة بيان كونه في الكتب الجديدة وذكره في صلاة الجماعة والصلاة على الميت وغيرهما وكأنه خاف ما خفته من تطرق الوهم وأما الأمالي القديمة الذي ذكره في المهذب في آخر باب إزالة النجاسة فمن الكتب القديمة وهو غير الإملاء المذكور
321(3/320)
من
تكرر في الأحاديث الصحيحة من غشنا فليس منا من حمل علينا السلاح فليس منا من لم يتغن بالقرآن فليس منا قال جمهور العلماء المراد بهذا كله ليس على سنتنا أو على هدينا أو أدبنا أو مكارم أخلاقنا وروينا في كتاب الترمذي رحمه الله تعالى في أبواب البر والصلة في باب رحمة الصبيان عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى أنه كان ينكر هذا التفسير ومراده والله تعالى أعلم أن هذا التفسير يخفف النهي ويجرىء الجاهل على انتهاك الحرمات والنبي صلى الله عليه وسلم عبر بهذه العبارات ليكون أبلغ في الزجر فلا ينبغي أن يفسر ويشاع تفسيرها هذا مراد سفيان الثوري رحمه الله تعالى وقول الفقهاء باع منه كذا هكذا يستعملونه بمن وقد عد هذه جماعة من لحن الفقهاء وقالوا صوابه باعه كذا يعدى بنفسه وهذا الإنكار غير صحيح بل قد صح استعمالها عن العرب ففي صحيح البخاري في حديث وصية الزبير عن عبد الله بن الزبير قال باع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف يعني نصيبه الذي استوفاه من ابن الزبير وفي حديث آخر فباع منه فرسا وفي مسند أبي يعلى الموصلي عن عبد الرحمن بن وعلة النسائي وهو عربي ومن الثقات وقد روى له مسلم في صحيحه قال سئل ابن عباس عن بيع الخمر من أهل الذمة وذكر الحديث وفي صحيح البخاري في كتاب النكاح في باب من قال لا نكاح إلا بولي عن معقل بن يسار قال زوجت أختا لي من رجل قيل اسم هذه جميل بضم الجيم وذكرها ابن الكلبي في تفسيره وعبد الغني في المؤتلف وفي صحيح مسلم في باب الأمر بوضع الجوائح عن جابر بن عبد الله قال قال أرايت لو بعت من أخيك تمرا ثم أصابته جائحة فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئا ثم تأخذ مال أخيك بغير حق فعلى هذا يجوز أن تكون اللفظة تعدى بنفسها وبمن ويجوز أن تكون من زائدة على مذهب الأخفش في جواز زيادة من في الواجب وفي البخاري في أول البيوع في باب ما قيل في الصواغ عن علي قال واعدت رجلا أن يرتحل معي فيأتي بأذخر أردت أن أبيع من الصواغين وأستعين به هكذا هو في جميع الأصول من الصواغين وكذا هو في صحيح مسلم من الصواغين وفي أول كتاب البيوع من البخاري في باب من اشترى شيئا فوهبه من بايعه عن ابن عمر أن عمر كان له جمل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعنيه فباعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أول الباب عن ابن عمر قال بعت من عثمان مالا بالوادي وفي صحيح مسلم في حديث جابر في بيعه الجمل قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بعنيه فبعته منه بخمس أواق
322(3/321)
منن
المنون الموت قال أبو حاتم السجستاني سمعناها مؤنثة قال وقد ذكرها قوم كثيرون ويروى لأبي ذؤيب
(أمن المنون وريبه تتوجع .......... ) ويروى وريبها وهو أكثر قال وقد جعلوا المنون جمعا قال عدي بن زيد
(من دانت المنون عن ابن أم .......... من ذا عليه من أن يضام خفير)
قال الإمام أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن عمر بن إسحاق الأسدي في كتاب شرح اللمع في باب المفعول له اعلم أن الباء تقوم مقام اللام قال الله تعالى {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم} وكذلك قال الله تعالى {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل}
منى
المنى بفتح الميم مقصور على وزن العصا هو رطل وتثنيته منوان وجمعه أمناء وقد يقال في لغة قليلة في الواحد من بتشديد النون وكذا وقع في أكثر نسخ الوسيط في مسألة القلتين وذكره في المهذب في بيع الغرر في مسائل بيع الصبرة والسمن في ظرفه يقال من على اللغة الفصيحة
مهر
قوله في كتاب زكاة الإبل المهرية هي بفتح الميم وإسكان الهاء منسوبة إلى مهرة بن حيدان بفتح الحاء المهملة وإسكان المثناة تحت ابن عمرو بن الحارث بن قضاعة قبيلة كبيرة كذا قاله السمعاني في الأنساب إلا أنه لم يقل إن الإبل منسوبة إليه ولكن قاله جماعات غيره وقال الواحدي في البسيط في تفسير الأحقاف قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الأحقاف واد بين عمان والمهرة وإليه ينسب الجمال المهرية
موت
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال موتان الأرض لله تعالى ولرسوله ثم هي لكم مني ذكره في إحياء الموات من المهذب قال أهل اللغة الموتان بفتح الميم والواو هو الموات قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر يقال للأرض التي ليس لها مالك ولا بها ماء ولا عمارة ولا ينتفع بها ألا أن يجري إليها ماء وتستنبط فيها عين أو تحفر فيها بئر موات وميتة وموتان بفتح الميم والواو وكل شيء من متاع الأرض لا روح فيه فهو موتان ويقال فلان يتبع الموتان فأما ما كان ذا روح فهو الحيوان وأرض ميتة إذا يبست ويبس نباتها فإذا سقاها السماء صارت حية بما يخرج من نباتها ورجل موتان
323(3/322)
الفؤاد إذا كان غير ذكي ولا فهم يعني بإسكان الواو ووقع في المال موتان وموات يعني بضم الميم فيهما وهو الموت الذريع هذا آخر كلام الأزهري
قال أهل اللغة ويقال مات الإنسان يموت ويمات فهو ميت وميت والجمع موتى وأموات وميتون وميتون ويقال أماته الله تعالى وموته والمتماوت صفة للناسك المرائي قاله الجوهري والمستميت للأمر المسترسل له والمستميت أيضا المستقتل الذي لا يبالي في الحرب من الموت قال الجوهري ويستوي في قولك ميت وميت المذكر والمؤنث قال الله تعالى {لنحيي به بلدة ميتا} ولم يقل ميته قال قال الفراء يقال لمن لم يمت أنه مائت عن قليل وميت ولا يقولون لمن مات هذا مائت قال أهل اللغة والفقهاء الميتة ما فارقته الروح بغير زكاة وهي محرمة كلها إلا السمك والجراد فإنهما حلالان بإجماع المسلمين وإلا جلد الميتة إذا دبغ فإن في حله إذا كان الحيوان مأكول اللحم قولين وإن كان الحيوان غير مأكول فطريقان أحدهما لا يحل قولا واحدا والثاني أنه على الخلاف في المأكول وإلا الجنين بعد زكاة أمه إذا انفصل ميتا والصيد إذا قتله الكلب المعلم والسهم وما في معناهما إذا أرسله من هو من أهل الزكاة ولم تدرك زكاته وقد يقال في هذا هذه زكاة ولكن عده صاحب الحاوي وغيره في الميتات المستثناة وكل الميتات نجسات إلا هذه المذكورات وإلا الأدمي فإنه ظاهر على أصح القولين مسلما كان أو كافرا وإلا ما ليس له نفس سائلة فإنه طاهر على وجه ضعيف والمختار المشهور أنه نجس لكن لا ينجس ما مات فيه على المذهب الصحيح وإلا دود الخل والجبن والتفاح والباقلاء والتين وما أشبهها فإن في جواز أكلها ثلاثة أوجه أصحها يجوز أكلها مع ما مات فيه ولا يجوز أكلها منفردة والثاني يجوز مطلقا والثالث لا يجوز أكلها مطلقا وقد أوضحت كل هذه المسائل بدلائلها وبسطت القول فيها في شرح المهذب ثم في شرح التنبيه وإنما أشرت إلى أحرف منها هنا لذكر الميتة والله تعالى أعلم
وفي الحديث من مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية ذكره في المهذب في أول قتال أهل البغي وهي بكسر الميم وإسكان الياء قال أهل اللغة والميتة بكسر الميم إسم للحالة وكذلك القتلة والذبحة ويقال مات فلان ميتة حسنة وطيبة وأما قوله صلى الله عليه وسلم في البحر الحل ميتته فبفتح الميم بلا خلاف بين أهل اللغة والحديث والفقه ومعناه الحيوان الميت فيه قال أهل اللغة والموتة بضم الميم
324(3/323)
وإسكان الواو ضرب من الجنون وأمات فلان إذا مات له ابن أو بنون وأماتت المرأة إذا مات ولدها وفي الحديث طريق مئتاء بكسر الميم وبعدها همزة وبالمد وتسهل فيقال ميتاء بياء ساكنة كما في نظائره قال صاحب المطالع معناه كثير السلوك عليه مفعال من الإتيان قال وقال أبو عبيد وقال بعضهم طريق مأتي أي يأتي عليه الناس وهو صحيح أيضا
موث
يقال ماث التمر ونحوه في الماء يموثه ويميثه لغتان بالواو والياء ومثته بكسر الميم أميثه ويقال أماثه في الماء لغة قليلة حكاها الهروي وصاحب المطالع والمشهور الأول ماث ثلاثي وقد ثبت أماث بالألف في صحيح البخاري في كتاب الوليمة في حديث سهل بن سعد قال بلت المرأة تمرا ثم أماثته
مول
روينا في حلية الأولياء عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال سمي المال لأنه يميل القلوب قلت وهذه مناسبة في المعنى وإلا فليس مشتقا من ذلك فإن عين المال واو والإمالة من الميل ياء ومن شروط الاشتقاق الاتفاق في الحروف الأصلية قال الجوهري تصغير المال مويل ومال الرجل يمول ويمال مولا ومؤولا إذا صار ذا مال وتمول مثله وموله غيره ورجل مال أي كثير المال
ميل
وأما قولهم مسافة القصر ثمانية وأربعون ميلا بالهاشمي فقال أبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الرحمن العبدري من أصحابنا في كتاب الكفاية في مسائل الخلاف بين العلماء كلهم الميل أربعة آلاف خطوة كل خطوة ثلاثة أقدام بوضع قدم أمام قدم ويلصق به قال القلعي الميل أربعة آلاف خطوة أو ستة الآف ذراع أو اثنا عشر ألف قدم والذراع أربعة وعشرون أصبعا والأصبع ثلاث شعيرات مضمومة بعضها إلى بعض عرضا هكذا قال ثلاث شعيرات وهو غلط وصوابه ست شعيرات والله تعالى أعلم
فصل في أسماء المواضع
مأرب
مذكور في كتاب إحياء الموات هو بهمزة ساكنة بعد الميم ثم راء مكسورة ثم باء موحدة ويجوز تخفيف الهمزة وجعلها ألفا كما في رأس وشبهه
المأزمان
المذكوران في صفة الحج هما بهمزة ساكنة بعد الميم الأولى وبعدها زاي مكسورة وهما مثنيان واحدهما مأزم وهو الذي ذكرته من كونه مهموزا متفق عليه لا
325(3/324)
خلاف فيه بين أهل اللغة والحديث والضبط لكن يجوز تخفيفها بقلب الهمزة ألفا كما في رأس وشبهه ولا يصح إنكار من أنكر على المتفقهين ترك الهمزة ونسبهم إلى اللحن بل هو غالط فإن تخفيف هذه الهمزة جائز باتفاق أهل العربية فمن همز فهو على الأصل ومن لم يهمز فهو على التخفيف فهما جائزان فصيحان والمأزمان جبلان بين عرفات والمزدلفة بينهما طريق هذا معناهما عند الفقهاء فقولهم على طريق المأزمين أي الطريق التي بينهما وأما أهل اللغة فقالوا المأزم الطريق الضيق بين الجبلين وذكر الجوهري قولا آخر فقال المأزم أيضا موضع الحرب ومنه سمي الموضع الذي بين مزدلفة وعرفة مأزمين
محسر
مذكور في صفة الحج هو بميم مضمومة ثم حاء مفتوحة ثم سين مشددة مكسورة ثم راء مهملات في صحيح مسلم في باب استحباب استدامة التلبية حتى يرمي جمرة العقبة عن ابن عباس أن وادي محسر من منى
المحصب
المذكور في صفة الحج وهو الذي نزله النبي صلى الله عليه وسلم حين انصرف من منى وهو بميم مضمومة ثم حاء ثم صاد مشددة مهملتين مفتوحتين ثم باء موحدة وهو اسم لمكان متسع بين مكة ومنى قال صاحب المطالع هو أقرب إلى منى قال وهو الأبطح والبطحاء وخيف بني كنانة والمحصب ايضا موضع الجمار من منى ولكن ليس هو المراد بالمحصب هنا قلت وقد أوضحت حد المحصب في الروضة وأنه ما بين الجبلين إلى المقابر وليست المقبرة منه وقال وسمي لاجتماع الحصى فيه بحمل السيل إليه فإنه موضع منهبط وهو بقرب مكة وقول صاحب المطالع أنه أقرب إلى منى ليس بصحيح قال أصحابنا في كتب المذهب حد المحصب ما بين الجبلين إلى المقابر وليست المقبرة منه قال وسمي لاجتماع الحصباء فيه لأنه منهبط وتحمل السيل إليه الحصباء وقال الأزرقي في حد المحصب من الحجون مصعدا في الشق الأيسر وأنت ذاهب إلى منى إلى حائط حرمان مرتفعا عن بطن الوادي فذلك كله المحصب والحجون هو الجبل المشرف على مسجد الحرس بأعلى مكة على يمينك وأنت مصعد
المدينة
مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم زادها الله تعالى فضلا وشرفا ولها أسماء المدينة وطيبة بفتح الطاء المهملة وإسكان الباء وبعدها باء موحدة وطابة وفي صحيح
326(3/325)
مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل سمى المدينة طابة قيل سميت بذلك من الطيب وهي الرائحة الحسنة والطاب والطيب لغتان بمعنى واحد وقيل مأخوذة من الشيء الطيب وهو الطاهر لخلوصها من الشرك وطهارتها منه وقيل لطيبها لساكنيها لأمنهم ودعتهم فيها وقيل من طيب العيش بها ويقال طاب لي الشيء أي وافقني ومن أسمائها الدار سميت بذلك لأمنها وللاستقرار بها ومن أسمائها يثرب وروينا في كتاب الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة قال الترمذي حديث حسن
مرج الصفر
الموضع المعروف بقرب دمشق بينهما دون مرحلة قال أبو الفتح الهمداني الصفر هنا جمع صافر كشاهد وشهد والصافر طير جبان ومنه قولهم أجبن من صافر والصافر اللص ولا شيء أجبن منه لخوفه أن يفاجا على تلك الحال والصافر أيضا كل ذي صوت من الطير قال فإن كان الصفر هنا من المعنى الأول فلأنه موضع مخافة تكون به اللصوص التي يصفر بعضها لبعض وإن كان من الثاني فلأنه مكان خال يجتمع فيه الطير فيصفر
مر
مذكور في أول صلاة المسافر من المهذب في قوله قال عطاء قلت لابن عباس أقصر إلى مر قال لا وهو بفتح الميم وتشديد الراء ويقال له مر الظهران بفتح الظاء المعجمة وإسكان الهاء فمر قرية ذات نخل وثمار وزرع ومياه والظهران إسم للوادي هكذا نقله الحازمي عن الكندي وهو على أميال من مكة إلى جهة المدينة والشام قال الحازمي قال الواقدي بين مكة ومر خمسة أميال وقال صاحب المطالع بينهما يريد يعني أربعة أميال قال وقال ابن وضاح بينهما أحد وعشرون ميلا وقيل ستة عشر ميلا قلت من قال خمسة أو أربعة أميال أو نحوها فهو غلط وإنكار للحس بل الصواب أحد القولين الاخرين والله تعالى أعلم وقوله أقصر إلى مر يعني إذا سافرت من مكة إلى مر
المروة بفتح الميم بينتها في حرف الصاد مع الصفا
المزدلفة
فيها مسجد قال الأزرقي والماوردي في الأحكام السلطانية وغيره من أصحابنا المزدلفة ما بين وادي محسر ومأزمي عرفة وليس الحران منها وتسمى جمعا
327(3/326)
بفتح الجيم وإسكان الميم لاجتماع الناس بها وسميت المزدلفة لازدلاف الناس إليها أي اقترابهم وقيل لاجتماع الناس بها وقيل لاجتماع آدم وحواء وقيل لمجيء الناس إليها في زلف من الليل أي ساعات قال الأزرقي في ذرع مسجدها تسع وخمسون ذراعا وشبر في مثله
المسجد الأقصى
هو بيت المقدس باتفاق العلماء وكذا نقل الاتفاق عليه الواحدي قالوا كلهم وسمي الأقصى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام
المسجد الحرام
زاده الله تعالى فضلا وشرفا قال الأزرقي في ذرع المسجد الحرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع وذرعه طولا من باب بني جمح إلى باب بني هاشم الذي عنده العلم الأخضر مقابل دار العباس ابن عبد المطلب أربعمائة ذراع وأربعة أذرع مع جدرانه ثم يمر في بطن الحجر لاصقا بوجه الكعبة وعرضه من باب دار الندوة إلى الجدار الذي يلي الوادي عند باب الصفا لاصقا بوجه الكعبة ثلاثمائة ذراع وأربعة أذرع قال الأزرقي وأما عدد أساطين المسجد الحرام فمن شقه الشرقي مائة وثلاث أسطوانات ومن شقه الغربي مائة أسطوانه وخمس أسطوانات ومن شقه الشامي مائة وخمس وثلاثون أسطوانه ومن شقه اليماني مائة واحد وأربعون أسطوانه طول كل أسطوانه عشرة أذرع وتدويرها ثلاثة أذرع وبعضها يزيد على بعض في الطول والغلظ من هذه الأساطين على الأبواب عشرون أسطوانه منها على الأبواب التي بلي الوادي والصفا عشر وعلى التي تلي باب بني جمح أربع وعلى الأبواب التي تلي المسعى ست وذرع ما بين كل أسطوانتين من أساطينه ستة أذرع وثلاث عشرة أصبعا وذرع ما بين الركن الأسود إلى مقام إبراهيم عليه السلام تسعة وعشرون ذراعا وتسع أصابع وذرع ما بين جدار الكعبة من وسطها إلى المقام سبعة وعشرون ذراعا وذرع ما بين شاذروان الكعبة والمقامات ستة وعشرون ذراعا ونصف ومن الركن الشامي إلى المقام ثمانية وعشرون ذراعا وتسع عشرة أصبعا من الركن الذي فيه الحجر الأسود إلى حد حجرة زمزم ستة وثلاثون ذراعا ونصف ومن الركن الأسود إلى رأس زمزم أربعون ذراعا ومن وسط جدار الكعبة إلى جدار المسعى مائتا ذراع وثلاثة عشر ذراعا ومن وسط جدار الكعبة إلى الجدار الذي يلي باب بني جمح مائة وتسعة وتسعون ذراعا ومن وسط جدار الكعبة إلى الجدار الذي يلي الوادي مائة ذراع وأحد وأربعون ذراعا وثماني عشرة أصبعا ومن وسط جدار الكعبة الذي يلي الحجر إلى الجدار الذي يلي
328(3/327)
دار الندوة مائة ذراع وتسعة وثلاثون ذراعا وأربع عشرة أصبعا ومن الركن الأسود إلى وسط باب الصفا مائة وخمسون ذراعا وست أصابع ومن الركن الشامي إلى وسط باب بني شيبة مائتا ذراع وخمسة وأربعون ذراعا وخمس أصابع ومن الركن الأسود إلى سقاية العباس وهو بيت الشراب خمسة وأربعون عشرة ذراعا ومن الركن الأسود إلى الصفا مائتا ذراع واثنان وتسعون ذراعا وثماني عشرة أصبعا ومن المقام إلى جدار المسجد الذي يلي المسعى مائة ذراع وثمانية وثمانون ذراعا ومن المقام إلى الدار الذي يلي باب بني جمح مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا ومن المقام إلى الجدار الذي يلي دار الندوة مائتا ذراع وخمسة وأربعون ذراع ومن المقام إلى الجدار الذي يلي الصفا مائة ذراع وأربعة وستون ذراعا ونصف ذراع ومن المقام إلى جدار حجرة زمزم اثنان وعشرون ذراعا ومن المقام إلى حرف زمزم أربعة وعشرون ذراعا وعشرون أصبعا قال وللمسجد الحرام ثلاثة وعشرون بابا فيها ثلاث وأربعون طاقا من ذلك الباب الأول الكبير الذي يقال له باب بني شيبة وهو باب بني عبد شمس بن عبد مناف وبهم كان يعرف في الجاهلية والإسلام عند أهل مكة فيه اسطوانتان وعليه ثلاث طاقات والطاقات طولها عشرة أذرع ووجوهها منقوشة بالفسيفساء وعلى الباب روشن ساج منقوش مزخرف بالزخرف والذهب طول الروشن سبعة وعشرون ذراعا وعرضه ثلاثة أذرع ونصف ومن الروشن إلى الأرض سبعة عشر ذراعا وما بين مصراعي الباب أربعة وعشرون ذراعا وفي عتبة الباب أربع مراقي داخلة ينزل بها في المسجد الحرام ثم ذكر باقي الأبواب مفصلة قال وذرع جدار المسجد الذي يلي باب المسعى وهو الشرقي ثمانية عشر ذراعا في السماء وطول الجدار الذي يلي الوادي وهو الشق اليماني في السماء اثنان وعشرون ذراعا وطول الجدار الذي يلي باب بني جمح وهو الغربي اثنان وعشرون ذراعا ونصف وطول الجدار الذي يلي دار الندوة وهو الشامي تسعة عشر ذراعا ونصف وعدد شرافات المسجد الحرام مائتا شرافة واثنتان وسبعون شرافة ونصف شرافة وعدد قناديله أربعمائة وخمسة وخمسون قنديلا وذرع ما بين الصفا والمروة سبعمائة ذراع وستة وستون ذراعا ونصف ذراع
واعلم أن المسجد الحرام ويراد به الكعبة فقط وقد يراد به المسجد حولها معها وقد يراد به مكة كلها مع الحرم حولها بكماله وقد جاءت نصوص الشرع بهذه الأقسام الأربعة فمن الأول قول الله تعالى {فول وجهك شطر المسجد الحرام}
329(3/328)
ومن الثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ومن الثالث قوله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام إلى آخره ومن الرابع قوله تعالى {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} وأما قوله تعالى {ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام} فقال العلماء من أصحابنا وغيرهم حاضروه من كان منه على مسافة لا تقصر فيها الصلاة ثم اختلف أصحابنا في أن هذه المسافة هل تعتبر من نفس مكة أو من طرف الحرم والأصح من طرف الحرم فتحصل من هذا خلاف في المراد بالمسجد الحرام هل هو كل الحرم وهو الأصح أم مكة وحدها وأما قوله تعالى {والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء} فحمله الشافعي رضي الله تعالى عنه وأصحابه ومن وافقهم على المسجد الحرام الذي حول الكعبة مع الكعبة فقالوا هذا يستوي فيه الناس ولا يجوز بيعه ولا إجارته وأما ماسواه من دور مكة وسائر بقاع الحرم فيجوز بيعها وأجارتها وحمله أبو حنيفة واصحابه ومن وافقهم على جميع الحرم فلم يجوزوا بيع شيء منه ولا إجارته والمسألة مشهورة بالخلاف
وأما قوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا} فقال المفسرون إن المراد به مكة وكان الإسراء من بيت أم هانىء بنت أبي طالب رضي الله تعالى عنها وليس ما ادعوه من الحرم بذلك قال الأزرقي ومن باب المسجد الحرام وهو الباب الكبير باب بني عبد شمس الذي يعرف اليوم ببني شيبة إلى أول الأميال وموضعه على جبل الصفا والميل الثاني الذي في حد جبل المغيرة والميل حجر طويل طوله ثلاثة أذرع وهو من الأميال المروانية وموضع الميل الثالث بين مأزمي منى وموضع الميل الرابع دون الجمرة الثالثة التي تلي مسجد الخيف بخمسة عشر ذراعا وموضع الميل الخامس وراء قرن الثعالب بمائة ذراع وموضع الميل السادس في جدار حائط محسر وبين جدار حائط محسر وبين جدار حائط محسر ووادي محسر خمسمائة ذراع وخمس وأربعون ذراعا وموضع الميل السابع دون مسجد مزدلفة بمائتي ذراع وسبعين ذراعا وموضع الميل الثامن من حد الجبل دون مأزمي عرفة وهو بحيال سقاية زبيدة والطريق بينه وبين سقاية زبيدة وهو على يمينك وأنت متوجه إلى عرفات وموضع الميل التاسع ما بين مأزمي عرفة بفم
330(3/329)
الشعب الذي يقال له شعب المبال الذي بال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفة ليلة المزدلفة وموضع الميل العاشر حيال سقاية ابن برمك وبينهما طريق وهو في حد الجبل جبل المنظر وموضع الميل الحادي عشر في جدار الدكان الذي تدور حوله قبلة مسجد عرفة مسجد إبراهيم خليل الرحمن صلواته وسلامه على خليله بينه وبين جدار المسجد خمسة وعشرون ذراعا وموضع الميل الثاني عشر خلف الإمام حيث يقف عشية عرفة على قرن يقال له النابت بينه وبين موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أذرع فما بين المسجد الحرام وبين موقف الإمام بعرفة بريد لا يزيد ولا ينقص هذا كلام الأزرقي
مسجد الخيف
مسجد عرفة الذي يقال له مجسد إبراهيم عليه السلام قال الأزرقي في ذرع ما بين مسجد مزدلفة إلى مسجد عرفة ثلاثة أميال وثلاثة آلاف وثلاثمائة وسبعة عشر ذراعا قال وذرع سعة مسجد عرفة من مقدمه إلى مؤخره مائة ذراع وثلاثة وستون ذراعا ومن جانبه الأيمن إلى جانبه الأيسر بين عرفة والطريق مائتا ذراع وثلاثة عشر ذراعا وله مائتا شرافة وثلاثة شرافات ونصف وله عشرة أبواب ومن حد الحرم إلى مسجد عرفة ألف ذراع وستمائة ذراع وخمسة أذرع ومن نمرة وهو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم على يمينك إذا خرجت من مأزمي عرفة تريد الموقف ومن تحت جبل عرفة غار أربعة في خمسة أذرع ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزله يوم عرفة حتى يروح إلى الموقف وهو منزل الأئمة إلى اليوم والغار داخل في حد دار الإمام ومن الغار إلى مسجد عرفة ألفا ذراع وإحدى عشر ذراعا ومن مسجد عرفة إلى موقف الإمام عشية عرفة ميل يكون الميل خلف الإمام إذا وقف وهو على حيال جبل المشاة
المشعر الحرام
بفتح الميم كذا التلاوة في القرآن والرواية في الحديث قال صاحب المطالع الأنوار ويجوز كسر الميم لكنه لم يرو إلا بالفتح وقد حكى الجوهري وغيره لغة الكسر ومعنى الحرام المحرم الذي يحرم فيه الصيد وغيره فإنه من الحرم ويجوز أن يكون معناه ذو الحرمة وأختلف فيه فالمعروف في كتب أصحابنا في المذهب أن المشعر الحرام قزح وهو جبل معروف بالمزدلفة والمعروف في كتب التفسير والحديث والأخبار والسير أنه المزدلفة كلها وسمي مشعرا لما فيه من الشعائر وهي معالم الدين وطاعة الله تعالى وثبت في صحيح البخاري في كتاب الحج في باب من قدم ضعفة أهله بليل عن سالم بن عبد الله قال كان عبد الله بن عمر يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة ويذكرون الله تعالى وهذا دليل على ما قاله أصحابنا
331(3/330)
مصر
البلد المعروفة فيها لغتان الصرف وتركه والفصيح الذي جاء به القرآن ترك الصرف ومما ذكر في مفاخرها إسلام السحرة وكانوا خلائق في لحظة واحدة {قالوا آمنا برب العالمين} قوله في باب مواقيت الحج من المهذب لما فتح المصران أتوا عمر رضي الله تعالى عنه يعني ليحد لهم ميقاتا المصران بكسر الميم والنون تثنية مصر وهو البلد الكبير العظيم والمراد بهما الكوفة والبصرة
المقام
مقام إبراهيم خليل الله عليه السلام هو في المسجد الحرام قبالة باب البيت وهو موضع معروف هذا مراد الفقهاء بقولهم يصلي ركعتي الطواف خلف المقام وشبه ذلك من ألفاظهم وأما المفسرون فقد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا منشرا وقد قدمنا عن ابن عباس وابن عمرو بن العاصي في باب الحاء في المواضع أنهما قالا الحجر الأسود والمقام من الجنة قال أبو الوليد الأزرقي في ذرع المقام ذراع قال وهو مربع سعة أعلاه أربعة عشر أصبعا في أربعة عشر أصبعا ومن أسفله مثل ذلك وفي طرفيه من أعلاه وأسفله طوقان من ذهب وما بين الطوقين من الحجر من المقام بارز بلا ذهب عليه طوله من نواحيه كلها تسع أصابع وعرضه عشر أصابع عرضا في عشر أصابع طولا وعرض حجر المقام من نواحيه إحدى وعشرون أصبعا ووسطه مربع والقدمان داخلتان في الحجر تسع أصابع ودخولهما منحرفتان وبين القدمين من الحجر أصبعان ووسطه قد استدق من التمسح به والمقام في حوض من ساج مربع حوله رصاص وعلى الحوض صفائح رصاص ملبس به وعلى المقام صندوق ساج مسقف ومن وراء المقام ملبس بساج في الأرض في طرفيه سلسلتان يدخلان في أسفل الصندوق ويقفل عليهما فيهما قفلان وهذا الموضع الذي فيه المقام اليوم هو الموضع الذي كان فيه في الجاهلية ثم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده ولم يغير من موضعه إلا أنه جاء سيل في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقال له سيل أم نهشل لأنه ذهب بأم نهشل بنت عبيدة بن أبي أحيحة فماتت فيه فاحتمل ذلك السيل المقام من موضعه هذا فذهب به إلى أسفل مكة فأتي به فربطوه في أستار الكعبة في وجهها وكتبوا بذلك إلى عمر فأقبل عمر رضي الله تعالى عنه من المدينة فزعا فدخل بعمرة في شهر رمضان وقد غبي موضعه وعفاه السيل فجمع عمر الناس وسألهم عن موضعه وتشاوروا عليه حتى اتفقوا على موضعه الذي كان فيه فجعل فيه وعمل عمر الردم لمنع السيل فلم يعله سيل بعد ذلك إلى الآن وروى الأزرقي أن موضع المقام الذي هو فيه الآن هو موضعه في
332(3/331)
الجاهلية وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وكان ذهب به السيل في خلافة عمر فقدم عمر فرده إلى موضعه بمحضر من الناس وروي نحو هذا عن عروة ابن الزبير وآخرين وبعث أمير المؤمنين المهدي ألف دينار لينصبوا بها المقام وكان قد انثلم ثم أمر المتوكل أن يجعل عليه ذهب فوق ذلك الذهب أحسن من ذلك العمل فعمل في مصدر الحاج سنة ست وثلاثين ومائتين فهو الذهب الذي عليه اليوم وهو فوق الذي عمله المهدي والله تعالى أعلم
مكة
زادها الله تعالى شرفا وفضلا هي أفضل الأرض عند الشافعي وجماعات من العلماء وبعدها المدينة وعند مالك المدينة أفضل ثم مكة وسنبين أدلة ذلك موضحة إن شاء الله تعالى في المجموع في شرح المهذب قيل سميت مكة لقلة مائها من قولهم امتك الفصيل ضرع أمه إذا امتصه وقيل لأنها تمك الذنوب أي تذهب بها ولمكة أسماء بكة بالباء وقد تقدمت في الباء وتقدم الخلاف في الفرق بينهما والبلد الأمين والبلدة وأم القرى وأم رحم بضم الراء وإسكان الحاء نقله الماوردي في الأحكام السلطانية عن مجاهد وقال سميت به لأن الناس يتراحمون فيها ويتوادعون وصلاح بفتح الصاد وكسر الحاء مبني على الكسر كقطام وحذام ونظائرهما حكاه مصعب الزبيري قال الماوردي لأمنها والباسة بالباء والسين المهملة قال المارودي لأنها تبس من ألحد فيها أي تحطمه وتهلكه ومنه قوله تعالى {وبست الجبال بسا} قال الماوردي وصاحب المطالع وغيرهما ويروى الناسة بالنون قال في المطالع ويقال الناسة قال الماوردي لأنها تنس من ألحد فيها أي تطرده وتنفيه كذا قاله الماوردي وقال الجوهري في صحاحه قال الأصمعي النس النبس يقال نس ينس وينس أي يبس وجاءنا بخبزة ناسة ومنه قيل لمكة الناسة لقلة مائها وقال صاحب المطالع ومن أسمائها الحاطمة لحطمها الملحدين والرأس مثل رأس الإنسان وكوبى باسم بقعة فيها والعرش والقادس والمقدسة من التقديس فهذه ستة عشر اسما
واعلم أن كثرة الأسماء تدل على عظم المسمى كما في أسماء الله تعالى وأسماء رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نعلم بلدا أكثر أسماء من مكة والمدينة لكونهما أفضل الأرض وذلك لكثرة الصفات المقتضية للتسمية قال الماوردي ولم تكن مكة ذات منازل وكانت قريش بعد جرهم والعمالقة ينتجعون جبالها وأوديتها ولا يخرجون من حرمها انتسابا إلى
333(3/332)
الكعبة لاستيلائهم عليها وتخصصها بالحرم لحلولهم فيه ويرون أنهم سيكون لهم بذلك شأن كلما كثر فيهم العدد
الملتزم
ذكروه في هذه الكتب وقالوا هو ما بين ركن الكعبة والباب يعنون بين الركن الذي فيه الحجر الأسود وباب الكعبة وهذا متفق عليه وقال الأزرقي وذرعه أربعة أذرع وهو بضم الميم وإسكان اللام وفتح التاء والزاي سمي بذلك لأن الناس يلتزمونه في الدعاء ويقال له المدعى والمتعود بفتح الواو وهو من المواضع التي يستجاب فيها الدعاء هناك وهي مواضع ذكرتها في المناسك
منى
بكسر الميم تصرف ولا تصرف واقتصر ابن قتيبة في أدب الكاتب على أنها لا تصرف واقتصر الجوهري في الصحاح على أن منى مذكر مصروف سميت بذلك لما تمنى فيها من الدماء أي تراق وتصب هذا هو المشهور الذي قاله الجماهير من أهل اللغة وغيرهم ونقل الأزرقي وغيره أنها سميت بذلك لأن آدم لما أراد مفارقة جبريل عليه السلام قال له تمن قال أتمنى الجنة وقيل أنها من قولهم منى الله تعالى الشيء أي قدره فسميت بذلك لما جعل الله تعالى من الشعائر فيها قال الجوهري قال يونس امتنى القوم إذا أتوا منى وقال ابن الأعرابي أمنى القوم وهي من حرم مكة زادها الله تعالى شرفا وهي شعب ممدود بين جبلين أحدهما ثبير والآخر الضائع وحدها من جهة الغرب ومن جهة مكة جمرة العقبة ومن الشرق وجهة مزدلفة وعرفات بطن المسيل إذا هبطت من وادي محسر وقال بعض المصنفين في هذا ذرع منى من جمرة العقبة إلى وادي محسر سبعة آلاف ذراع ومائتا ذراع ومائتا ذراع ومن مكة إلى منى ثلاثة أميال قال الأزرقي واصحابنا هي ما بين جمرة العقبة ووادي محسر قال الأزرقي ذرع ما بين جمرة العقبة ووادي محسر سبعة الآف ذراع ومائتا ذراع قال وعرض منى من مؤخر المسجد الذي يلي الجبل إلى الجبل الذي بحذائه ألف ذراع وثلاثمائة ذراع قال ومن جمرة العقبة إلى الجمرة الوسطى أربعمائة ذراع وسبعة وثمانون ذراعا واثنتا عشرة أصبعا ومن الجمرة الوسطى إلى الجمرة التي تلي مسجد الخيف ثلاثمائة ذراع وخمسة أذرع ومن الجمرة التي تلي مسجد الخيف ثلاثماءة ذراع وخمسة أذرع ومن الجمرة التي تلي مسجد الخيف إلى أوسط أبواب المسجد ألف ذراع وثلاثمائة ذراع وإحدى وعشرون ذراعا هذا كلام الأزرقي
334(3/333)
حرف النون
نبر
المنبر مكسور الميم وهو من النبر وهو الارتفاع قال الجوهري نبرت الشيء انبره نبرا رفعته ومنه سمي المنبر قلت واتخاذ المنبر سنة تواترت الأخبار بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له ثلاث درجات كذا رويناه في صحيح مسلم وغيره من رواية سهل بن سعد الساعدي ويستحب أن يكون المنبر على يمين المحراب قريبا منه وروى الأزرقي في كتاب مكة أن أول من خطب بمكة على منبر معاوية بن أبي سفيان قدم معه من الشام سنة حج في خلافته منبر صغير على ثلاث درجات وكانت الخلفاء والولاة قبل ذلك يخطبون على أرجهلم قياما في وجه الكعبة وفي الحجر وكان ذلك المنبر الذي قدم به معاوية ربما خرب فيعمر ولا يزاد فيه حتى حج هارون الرشيد في خلافته فأهدى له عامله على مصر موسى بن عيسى منبرا عظيما فيه تسع درجات منقوشات مكان منبر مكة ثم أخذ منبر مكة القديم فجعل لعرفة
نبط
قال العلماء الاستنباط استخراج ما خفي المراد به من اللفظ وسمي النبط والاستنباط لاستخراجهم ينابيع الأرض بحيث لا يهتدي إليها غيرهم كاهتدائهم
نبع
يقال نبع الماء ينبع وينبع وينبع بضم الباء في المضارع وفتحها وكسرها ثلاث لغات حكاهن الواحدي في تفسير سورة الزمر عن الكسائي والفراء وحكاهن أيضا في سورة سبحان عن الليث والفراء قال في سبحان نبع الماء ينبع وينبع وينبع نبعا ونبوعا ونبعانا
نبغ
قوله في خطبة الوجيز المبتدعة النابغة أي الظاهرة يقال نبغ الشيء ينبغ وينبغ بضم الباء وفتحها نبوغا أي ظهر فهو نابغ
نتر
قال صاحب المحكم النتر الجذب بجفاء نتره ينتره نترا فانتتر واستنتر الرجل من بوله اجتذبه واستخرج بقيته من الذكر عند الاستنجاء قال الأزهري قال الليث النتر جذب فيه جفوة وذكر الجوهري والهروي مثله
نثر
في المهذب عن عمرو بن عبسة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من أحد يقرب وضوءه ثم يتمضمض ثم يستنشق وينتثر إلا جرت خطايا فيه وخياشيمه مع الماء هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه قبيل كتاب صلاة
335(3/334)
الخوف بنحو ورقة قال الأزهري في تهذيب اللغة قال ابن الأعرابي النثرة طرف الأنف ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الطهارة استنثر قال ومعناه استنشق وحرك النثرة في الطهارة وروى سلمة عن الفراء أنه قال نثر الرجل وانتثر واستنثر إذا حرك النثرة في الطهارة قال الأزهري وروي لنا هذا الحرف عن أبي عبيد أنه قال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأت فأنثر بألف مقطوعة ولم يفسره أبو عبيد قال الأزهري وأهل اللغة لا يجيزون انتثر من الانتثار وإنما يقال نثر ينثر وانتثر ينتثر واستنثر يستنثر وروى أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينثر هكذا رواه أهل الضبط لألفاظ الحديث وهو الصحيح عندي وقد فسر قوله لينثر وليستنثر على غير ما فسره الفراء وابن الأعرابي قال بعض أهل العلم معنى الاستنثار والنثر ان يستنشق الماء ثم يستخرج ما فيه من أذى أو مخاط ومما يدل على هذا الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستنشق ثلاثا في كل مرة يستنثر فجعل الاستنثار غير الاستنشاق وأما قول ابن الأعرابي النثرة طرف الأنف فصحيح هذا ما ذكره الأزهري قال صاحب المحكم النثرة الخيشوم وما والاه واستنثر الإنسان استنشق الماء ثم استخرج ذلك بنفس الأنف وقال الهروي في الغريبين في نثر واستنثر في الطهارة يقال نثر ينثر بكسر الثاء ونثر الذكر ينثره بضم الثاء لا غير وقال الخطابي في معالم السنن استنثر معناه استنشق الماء ثم أخرجه من أنفه وأصله مأخوذ من النثرة وهي الأنف وقال صاحب مطالع الأنوار الاستنثار طرح الماء من الأنف بعد استنشاقه قال وقال ابن قتيبة الاستنشار والاصتنثار سواء مأخوذ من النثرة وهي الأنف قال ولم يقل شيئا وقد فرق بينهما في الحديث بقوله فليجعل في انفه ماء ثم لينتثر فدل على أنه طرحه بريح الأنف مبتدئا قوله في باب الوليمة والنثر بفتح النون وإسكان الثاء قال الأزهري قال الليث النثر نثرك الشيء بيدك ترمي به متفرقا نثر ينثره مثل نثر اللوز والجوز والسكر وهو النثار يقال شهدت نثار فلان قال صاحب المحكم النثر رميك الشيء متفرقا نثره ينثره وينثره نثرا ونثارا ونثرة فانتثر وتنثر وتناثر قوله في باب الربا والجعالة من المهذب روى المزني في المنثور عنه يعني بقوله عنه الشافعي رضي الله تعالى عنه والمنثور كتاب من كتب المزني التي نقلها عن الشافعي وقد تكرر ذكر المنثور في المهذب والروضة
نجذ
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ذكره في كتاب
336(3/335)
الصيام من المهذب هو بالذال المعجمة بلا خلاف بين أهل العلم مطلقا قال أبو العباس ثعلب وجماهير أهل اللغة وغيرهم المراد بالنواجذ هنا الأنياب وكان معظم ضحك النبي صلى الله عليه وسلم تبسما وقيل المراد بالنواجذ هنا الضواحك وقيل المراد بهما الأضراس وهذا هو الأشهر في إطلاق النواجذ في اللغة قال ابن الأثير في النهاية وعلى هذا القول يكون المراد مبالغة مثله في ضحكه من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك قال وهذا أقيس الأقوال لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان وضعف القاضي عياض والمحققون هذا القول وقالوا الصواب أنها الأنياب
نجش
روى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النجش النجش بفتح النون وإسكان الجيم قال الهروي رحمه الله تعالى قال أبو بكر معنى النهي عن النجش أي لا يمدح أحدكم السلعة ويزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها ليسمعه غيره فيزيد قال وأصل النجش مدح الشيء وإطراؤه قال الهروي وقال غيره النجش تنفير الناس عن الشيء إلى غيره والأصل فيه تنفير الوحش من مكان إلى مكان قال صاحب الحاوي أصل النجش الإثارة للشيء ولهذا قيل للصياد النجاش والناجش لإثارته الصيد ولهذا قيل لطالب السلعة نجاش والطلب نجش قال وحقيقة النجش المنهي عنه في البيع أن يحضر الرجل السوق فيرى السلعة تباع بثمن فيزيد في ثمنها وهو لا يرغب في ابتياعها ليقتدي به الراغب فيزيد لزيادته ظنا منه بأن تلك الزيادة لرخص السلعة اغترارا به وهذه خديعة محرمة
نجل
الإنجيل اسم لكتاب الله تعالى المنزل على عيسى عليه السلام وهو إفعيل واللغة المشهورة فيه كسر الهمزة وهي قراءة القراء السبعة وغيرهم وقراءة الحسن بفتح الهمزة واختلف النحويون في اشتقاقه فذكر أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب فيه ثلاثة أقوال أحدها أنه من نجلت الشيء أي أخرجته وولد الرجل نجله فيكون معناه خرج به دارس من الحق والثاني أنه من تناجل القوم إذا تنازعوا قال وحكى ذلك أبو عمرو الشيباني فسمي إنجيلا لما وقع فيه من التنازع لأنه وقع فيه من التنازع ما لم يقع في شيء من كتب الله عز وجل والقول الثالث أنه سمي إنجيلا لأنه أصل من العلم الذي أطلع الله عز وجل خلقه عليه مشتق من قولهم نجله إذا ولده وكان أصلا له قال وجمع الإنجيل أناجيل وقال غير النحاس هو أفعيل من النجل وهو الأصل الذي يتفرع عن غيره واستنجل الوادي إذا نز ماؤه وقيل هو من السعة من قولهم نجلت
337(3/336)
الاهاب إذا شققته ومن عين نجلاء أي واسعة الشق وتضمن الإنجيل سعة لم تكن لليهود
نجم
قول الله تبارك وتعالى {والنجم إذا هوى} جاء ذكره في باب سجود التلاوة في المهذب قال الماوردي فيه أربعة أقوال أحدها نجوم القرآن إذا نزلت الآية وكانت تنزل نجوما قاله مجاهد والثاني أنه الثريا والثالث الزهرة قاله السدي والرابع جماعة النجوم قاله الحسن وليس يمتنع أن يعبر عنها بلفظ الواحد قلت والزهرة بفتح الهاء وإسكانها قال الواحدي في الوسيط النجم القرآن سمي نجما لتفرقه في النزل والعرب تسمي التفرق نجوما والمفرق منجما وهو قول ابن عباس وفي رواية عنه أنه الثريا وفي رواية أخرى عنه يعني الرجوم من النجوم وهو ما ترمى به الشياطين عند استراق السمع قوله عز وجل {وعلامات وبالنجم هم يهتدون} ذكره في استقبال القبلة من المهذب قال الإمام الثعلبي قال مجاهد وإبراهيم أراد جمع النجوم فمنها ما تكون علامات ومنها ما يهتدون به وقال السدي يعني الثريا وبنات نعش والفرقدين والجدي يهتدون بها إلى الطريق والقبلة قولهم في الكتابة إنما تصح على نجمين وحل النجم وأدى نجما من نجوم كتابته وغير ذلك من ألفاظهم كله بفتح النون قال الرافعي النجم في الأصل الوقت ويقال كانت العرب لا تعرف الحساب ويبنون أمورهم على طلوع النجم والمنازل فيقول أحدهم إذا طلع نجم الثريا أديت حقك فسميت الأوقات نجوما ثم سمي المؤدي في الوقت نجما
نحل
النحل مفتوح النون ساكن الحاء معروف قال الأزهري قال الليث النحل دبر العسل الواحدة نحلة قال وقال أبو إسحاق في قول الله عز وجل {وأوحى ربك إلى النحل} جائز أن يكون سمي نحلا لأن الله عز وجل نحل الناس العسل الذي يخرج من بطونها قال وقال غيره من أهل الغريب النحل يذكر ويؤنث وأنثها الله تعالى فقال {أن اتخذي من الجبال بيوتا} والواحدة نحلة ومن ذكر النحل فلأن لفظه لفظ مذكر ومن أنثه فلأنه جمع نحلة وذكر الإمام الواحدي هذا الذي ذكره الأزهري ثم قال وهي مؤنثة في لغة الحجاز وكذا أنثها الله سبحانه وتعالى وكذلك كل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء قال الجوهري النحل والنحلة الدبر يقع على الذكر والأنثى حتى تقول يعسوب
338(3/337)
نحو
النحو في اللغة القصد ومنه سمي علم النحو لأنه قصد لكلام العرب يقال نحاه وانتحاه وتنحاه إذا قصده ونحيته وانتحيته ونحوته قصدته
نخع
قوله في باب الصيد والذبائح من المهذب يكره أن يبالغ في الذبح إلى النخاع وفسره ثم قال الماوردي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه نهى عن النخع فقوله النخاع فيه ثلاث لغات مشهورة فتح النون وضمها وكسرها والنخع بفتح النون وإسكان الخاء قال الأزهري نخع الذبيحة أن يعجل الذابح فيبلغ القطع إلى النخاع والنخاع فيما أخبر أبو العباس عن ابن الأعرابي خيط أبيض يكون داخل عظم الرقبة ويكون ممتدا إلى الصلب وقال ابن الأعرابي أيضا النخاع والنخاع يعني بالكسر والضم خيط الفقار المتصل بالدماغ هذا ماذكره الأزهري في تهذيب اللغة وقال في شرح ألفاظ المختصر النخع قطع النخاع وهو الخيط الأبيض الذي مادته من الدماغ في جوف الفقار كلها إلى عجب الذنب وإنما تنخع الذبيحة إذا أبين رأسها وقال صاحب المحكم النخاع والنخاع عرق أبيض في داخل العنق ينقاد في فقار الصلب حتى يبلغ عجب الذنب وهو يسقى العظام ونخع الشاة نخعا قطع نخاعها والمنخع موضع قطع النخاع والنخع القطع الشديد مشتق من قطع النخاع والنخاعة ما تفله الإنسان كالنخامة وتنخع الرجل رمى بنخاعته وانتخع فلان عن أرضه بعد والنخع أبو قبيلة من ذلك
نخل
النخل والنخيل بمعنى والواحدة نخلة قاله الجوهري
ندد
في الحدديث ند بعير أي نفر وذهب على وجهه شاردا يقال ند يند بكسر النون ندا وندادا وندودا والند بفتح النون الطيب المعروف وقال ابن فارس في المجمل والجوهري وغيرهما ليس هو بعربي قيل هو مخلوط من مسك وكافور والند بكسر النون هو المثل وجمعه أنداد ويقال في الواحد أيضا النديد والنديدة بزيادة الهاء
ندل
المنديل بكسر الميم وهو معروف قال ابن فارس لعل المنديل مأخوذ من الندل وهو النقل وقال غيره هو مأخوذ من الندل وهو الوسخ لأنه يندل به قال أهل اللغة يقال تندلت بالمنديل قال الجوهري ويقال أيضا تمندلت بالمنديل قال وأنكر الكسائي تمندلت وقال الجوهري في فصل ندل يقال تمندلت بالمنديل لغة في تندلت وقال أبو عمرو في شرح الفصيح قال ابن الأعرابي تقول العرب أندل لي هذا
339(3/338)
أي أنقله من مكان إلى مكان يقال منه ندلت أندل ندلا وندولا ومندولا وقال ومنه أخذ المنديل لأنه ينقل من واحد إلى واحد
نذر
ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في مواضع من الكتاب قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر وهكذا رواه في باب أيفاء النذر من العبد القدر ثم في باب الوفاء بالنذور رواه مسلم أيضا من طرق
نزع
قال أهل اللغة يقال نزعت الشيء أنزعه بكسر الزاي نزعا إذا قلعته وفلان في النزع بفتح النون وإسكان الزاي أي في قلع الحياة وإخراج الروح ونزع عن الأمر ينزع نزوعا إذا انتهى عنه وأقلع ونزع الولد إلى أبيه أو خاله أو غيره أي أشبهه وذهب إليه في الشبه ونزع في القوس نزعا أي مدها ونازع الرجل صاحبه منازعة أي جاذبه في الخصومة وبينهم نزاعة بفتح النون أي خصومة والتنازع التخاصم وانتزعت الشيء فانتزع أي قلعته فاقتلع والمنزعة ما يرجع إليه الرجل من أمر وتدبيره ورأيه والنزعتان بفتح النون والزاي واحدتهما نزعة بفتحهما وهو المعروف المشهور في كتب اللغة وذكر البيهقي في كتابه رد الانتقادد على ألفاظ الشافعي عن أبي العلاء بن كوشاد الأديب الأصبهاني أنه يقال نزعة بفتح الزاي وبإسكانها لغتان قال يروون ذلك عن ابي عمرو الشيباني وغيره قلت والنزعتان هما الموضعان اللذان يحيطان بالناصية ينحسر الشعر عنها في بعض الناس وذلك محمود عند العرب يمدحون به ويقال منه رجل أنزع بين النزع قال أهل اللغة ولا يقال امرأة نزعاء لكن يقال غراء والنزعتان من الرأس عندنا وعند جماهير العلماء واستحب الشافعي والأصحاب رحمهم الله تعالى غسلهما مع الوجه للخروج من خلاف من قال هما من الوجه وقوله صلى الله عليه وسلم ما لي أنازع القرآن بفتح الزاي معناه أجاذبه وأزاحم في قراءته قوله في باب الربا من المهذب
(لمعفر قهد تنازع شلوه .......... غبس كواسب لا يمن طعامها)
هذا البيت قبله بيت آخر يظهر معنى هذا وهو
(خنساء ضيعت الفرير فلم يرم .......... عرض الشقائق طوفها وبغامها)
الخنساء بقرة وحشية والفرير فتح الفاء وكسر الراء وهو ولد البقرة وقولهم فلم يرم بفتح الياء وكسر الراء معناه لم يبرح وعرض بضم العين هو الناحية والشقائق بفتح الشين المعجمة جمع شقيقة وهي رملة فيها نبات وقيل أرض غليظة بين رملين وقيل رمل رقيق بين رملين ضخمين وقوله طوفها بفتح الطاء ورفع الفاء أي ذهابها ومجيئها
340(3/339)
وهو فاعل يرم وبغامها بضم الباء الموحدة وبالغين المعجمة ورفع الميم معطوف على طوفها والبغام الصوت وأما بيت الكتاب فاللام في قوله لمعفر مكسورة وهي لام التعليل أي من أجل معفر وهو الذي عفر بالتراب أي سحب في التراب والقهد بضم القاف وإسكان الهاء الذي يعلو بياضه حمرة وقيل هو الذي له بياض يخالطه حمرة أو صفرة وقوله ينازع شلوه أي يجاذب عضوه وقوله غبس أي ذباب جمع أغبس وهو الذي لونه كلون الرماد وقوله كواسب أي تكسب لنفسها وقوله لا يمن طعامها فيه قولان أحدهما أنه لا منة عليها فيه بل يأخذه بالقهر والغلبة لا بالسؤال والمسكنة بخلاف السنور وشبهه والثاني أنه لا ينقص ولا يقطع كقول الله تعالى {أجر غير ممنون} ومعنى البيتين أن هذه البقرة الخنساء ضيعت ولدها في رعيها فهي لا تبرح تطوف عليه ولا تبرح تطوف في ناحية الرمل لأجل المعفر ظانة أنه فيها ولا تعلم أن الذباب تنازعت وتجاذبت أعضاءه واالله تعالى أعلم
نسك
قال صاحب المحكم النسك والنسك العبادة يعني بضم النون وكسرها والسين ساكنة فيهما وقيل لثعلب هل يسمى الصوم نسكا فقال كل حق لله عز وجل يسمى نسكا يعني بضم النون وإسكان السين نسك ينسك نسكا ونسك يعني بفتح السين وضمها في الماضي وبضمها في المضارع وبإسكانها في المصدر مع فتح النون قال وتنسك ورجل ناسك والجمع نساك والنسك والنسيكة الذبيحة وقيل النسك الدم والنسيكة الذبح يعني بكسر الذال وهو البقرة قال والمنسك ولامنسكس شرعة النسك وفي التنزيل {وأرنا مناسكنا} أي متعبداتنا وقيل المنسك النسك نفسه والمنسك الموضع الذي يذبح فيه النسائك ونسك الثوب غسله هذا ما ذكره صاحب المحكم
قال الأزهري وقال الليث النسك العبادة رجل ناسك عابد وقد نسك ينسك نسكا قال والنسك الذبيحة والمنسك الموضع الذي تذبح فيه النسائك والمنسك النسك نفسه قال النضر نسك الرجل إلى طريقة جميلة إذا داوم عليها وينسكون البيت يأتونه وقال الفراء المنسك في كلام العرب الموضع المعتاد الذي تعتاده ويقال إن لفلان منسكا يعتاده في خير كان أو غيره وبه سميت المناسك وقال ابن الأعرابي النسك سبائك الفضة كل سبيكة منها نسيكة وقيل للمتعبد ناسك لأنه خلص نفسه وصفاها لله من دنس الآثام كالسبيكة المخلصة من الخبث هذا ما ذكره الأزهري
341(3/340)
وقال الهروي كل متعبد متنسك ثم سميت أمور الحج مناسك ويقال نسك إذا ذبح ينسك نسكا والذبيحة نسيكة وجمعها نسك ومنه قوله تعالى {أو صدقة أو نسك} والنسك الطاعة قال وقال بعضهم النسك ما أمرت الشريعة به والورع ما نهى عنه قال قال الأزهري في قوله تعالى {إن صلاتي ونسكي} النسك كل ما يتقرب به إلى الله تعالى وقول الناس فلان ناسك من النساك أي عابد من العباد يؤدي المناسك وما فرض عليه وما يتقرب به إليه وقال ابن عرفة في قوله تعالى {ولكل أمة جعلنا منسكا} أي مذهبا من طاعة الله تعالى يقال نسك فلان نسك قومه إذا سلك مذهبهم هذا ما ذكره الهروي
وقال الجوهري النسك العبادة وقد نسك وتنسك أي تعبد ونسك بالضم نساكة أي صار ناسكا والناسك العابد والنسيكة الذبيحة والجمع نسك ونسائك تقول منه نسك لله ينسك والمنسك والمنسك الموضع الذي تذبح في النسائك قال الشيخ أبو حامد الاسفرايني من أصحابنا في كتابه التعليق قال أصحابنا يقال للحج نسك بتخفيف السين والنسك العبادة يقال رجل ناسك إذا كان كثير العبادة والنسيك الذبيحة والمنسك موضع الذبح والجمع مناسك قال وإنا سمي الحج مناسك لمواضع النسك فيه قال الإمام الواحدي عند ذكر قول الله تعالى {وأرنا مناسكنا} النسك في اللغة على معنيين أحدهما ذبح والآخر عبد فلا ندري أيهما الأصل وقال في قوله تعالى {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} قوله تعالى {أو نسك} جمع نسيكة وهي الذبيحة ينسكها لله عز وجل أي يذبحا قال وأصل النسك العبادة والناسك العابد هذا أصل معنى النسك ثم قيل للذبيحة نسك لأنها من أشرف العبادات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى هذا آخر كلام الواحدي
وقال أبو محمد بن قتيبة في آخر سورة الأنعام من كتابه غريب القرآن أصل النسك ما يتقرب به إلى الله تعالى قوله في كتاب الصيام من المهذب في الحديث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك لرؤية الهلال المراد بالنسك هنا الصوم وهو عبادة داخل في اسم النسك على ما تقدم ويجوز أن يكون المراد العبادة مطلقا من صوم وصلاة العيدين والتضحية والتكبير في العيدين وغير ذلك من العبادة المتعلقة برؤية الهلال والله تعالى أعلم
342(3/341)
نسم
قوله في آخر الباب الأول من كتاب اللقطة من الوسيط البعير الذي وجد مذبوحا وقد غمس منسمه في دمه هو بفتح الميم وإسكان النون وكسر السين وهو خف البعير كذا قاله الجوهري وقال ابن فارس هو باطن خف البعير وقال الزبيري في مختصر العين هو كظفر الإنسان وقال الجوهري قال الكسائي هو مشتق من الفعل يقال نسم به ينسم نسما قال الأصمعي قالوا للنعامة أيضا منسم كما قالوا للبعير منسم
نسو
النسوة بكسر النون وضمها لغتان مشهورتان ذكرهما ابن السكيت وغيره هو جمع لا واحد له من لفظه وواحده امرأة وأما النساء فقد قال أبو البقاء في إعراب قول الله تعالى {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} هو جمع نسوة وقيل لا واحد له والهمزة في النساء مبدلة من واو كقولك في معناه نسوة والله أعلم
نشب
قال أهل اللغة نشب الشيء في الشيء بكسر الشين ينشب بفتحها نشوبا أي علق فيه وأنشبته أنا فيه أي أعلقته فانتشب وانشب أعلق ونشبت الحرب بينهم والنشاب السهام الواحدة نشابة والناشب صاحب النشاب
نشد
قوله في الوسيط والوجيز في أول كتاب الإيمان ولا تجب كفارة اليمين بالمناشدة وهي أن يقسم غيره عليه قال الرافعي يقال ناشده إذا ذكره الله تعالى ونشدتك الله أي سألتك بالله أنشد نشدا كأنك ذكرته إياه فنشد أي تذكر وقيل معنى نشدتك بالله أي سألتك بالله برفع نشيدي أي صوتي وسمي طالب الضالة ناشدا لرفعه صوته بالطلب
نشر
قوله في المهذب في باب بيع الغرر عن عائشة رضي الله تعالى عنها في صفة أبي بكر رضي الله تعالى عنه فرد نشر الإسلام على غرة النشر بفتح النون والشين المعجمة ومعناه المنتشر ومثله قول الغزالي حد المكره في كتاب الطلاق من الوسيط والوجيز هذه الطريقة أضم للنشر هي بفتح النون والشين أي الانتشار وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينشر أصابعه في الصلاة نشرا ذكره في صفة الصلاة من المهذب هذا الحديث رواه الترمذي وضعفه قال البغوي في شرح السنة هذا الحديث لا يصح قال الجوهري نشر المتاع وغيره ينشره نشرا بسطه
343(3/342)
نشو
النشوة مبادىء السكر وهو بفتح النون وإسكان الشين هذه اللغة المشهورة قال الجوهري وزعم يونس أنه سمع فيه كسر النون والرجل نشوان وقد انتشى والنشا المتخذ من الحنطة مذكور في آخر باب الربا من الروضة وهو مقصور مفتوح النون قال الجوهري هو النشاستج فارسي معرب حذف شطره تخفيفا كما قالوا للمنازل منا
نصع
قوله في الوسيط في كتاب الحيض البحراني الناصع اللون قال العلماء الناصع هو خالص اللون قال الأصمعي هو كل ثوب خالص البياض أو الصفرة أو الحمرة فهو ناصع قال الجوهري الناصع الخالص من كل شيء وقد نصع الشيء ينصع بفتح الصاد فيهما نصوعا إذا وضح وبان
نصف
قال القاضي في المشارق وصاحب المطالع يقال هو نصف الشيء ونصفه ونصفه بكسر النون وضمها وفتحها ولغة رابعة نصيفه بفتح النون وزيادة ياء ونقلا كل ذلك عن الخطابي
نصل
قال الجوهري النصل نصل السهم والسيف والسكين والرمح وجمعه نصول ونصال ونصل الحافر خرج من موضعه ونصل شعره ينصل يعني بضم الصاد نصولا زال عنه الخضاب ولحيته ناصل وتنصل من كذا أي تبرأ وتنصلت الشيء واستنصلته إذا استخرجته
نضب
ذكر في الوسيط والروضة نضوب الماء في غسل الأرض النجسة قال أهل اللغة نضب الماء ينضب بضم الضاد نضوبا أي غار في الأرض وسفل ونضوب القوم بعدهم قال الأصمعي الناضب البعيد ومنه قيل للماء إذا ذهب نضب أي بعد
نطر
قال الجوهري الناطر والناطور حارس الكرم قال غيره يقال بالطاء المهملة والمعجمة ورجح الرافعي في باب المساقاة المهملة وكذلك رجحه غيره
نطع
النطع معروف وفيه أربع لغات مشهورة كسر النون وفتحها مع إسكان الطاء وفتحها وأفصحها كسر النون وفتح الطاء وجمعه نطوع وأنطاع وتنطع في الأمر وفي الكلام أي تعمق وبالغ فيه
نظر
قال الجوهري النظر تأمل الشيء بالعين وكذلك النظران بفتح الظاء وقد نظرت إلى الشيء والنظر الانتظار وداري تنظر إلى دار فلان ودورنا تناظر أي تقابل
344(3/343)
والناظر في المقلة السواد الأصفر الذي فيه إنسان العين ويقال للعين الناظرة والناظر الحافظ والنظرة بكسر الظاء التأخير وأنظرته أخرته واستنظره استمهله وتنظره انتظره في مهلة وقولهم نظار مثل قطام أي انتظره وناظره من المناظرة والمنظرة المرقبة وامرأة حسنة المنظر والمنظرة أيضا والنظارة يعني بتشديد الظاء هم القوم ينظرون إلى الشيء ونظير الشيء مثله وحكى أبو عبيدة النظر والنظير بمعنى كالند والنديد قال الفراء فلان نظيرة قومه ونظورة قومه أي ينظر إليه منهم ويجمعان على نظائر قوله في الوسيط والوجيز والروضة في باب الاعتكاف لا يجوز الخروج لأجل النظارة هي بفتح النون وتخفيف الظاء المعجمة يستعملها العجم يعنون بها النظر إلى ما يقصد النظر إليه وليست بمعروفة في هذه اللغة بهذا المعنى قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى لا يجوز أين يقرأه لأجل النظارة بتشديد الظاء وهم القوم الذين ينظرون إلى الشيء كذا قاله الجوهري
نعج
قال أهل اللغة النعجة الشاة الأنثى من الضأن قال الجوهري النعجة من الضأن والجمع نعاج ونعجات وكذا قال صاحب المجمل والزبيدي في مختصر العين وخلائق لا يحصون النعجة الأنثى من الضأن قال الواحدي النعجة الأنثى من الضأن
نعنع
النعنع مذكور في باب بيع الأصول والثمار من المهذب هو البقل المعروف يقال بضم النونين وفتحهما والفتح أشهر ولم يذكر ابن فارس في المجمل والجوهري وجماعة سوى الفتح وممن حكى اللغتين صاحب المحكم قال الجوهري النعناع بقل معروف وكذلك النعنع مقصور منه والنعنع بالضم الرجل الطويل قال صاحب المحكم النعنع والنعنع بقلة طيبة الريح قال أبو حنيفة النعنع هكذا ذكره بعض الرواة بالضم بقلة طيبة الريح والطعم فيها حرارة على اللسان قال أبو حنيفة والعامة تقول نعنع بالفتح هذا آخر كلام صاحب المحكم
نعق
قال صاحب المحكم نعق بالغنم ينعق نعقا ونعاقا ونعيقا ونعقانا صاح يكون ذلك في الضأن والمعز ونعق الغراب نعيقا ونعاقا والغين في الغراب أحسن واستعار بعضهم النعيق في الأرانب هذا آخر كلام صاحب المحكم وقال الأزهري قال أهل اللغة النعيق دعاء الراعي الشاء وقال الليث نعق الغراب ونغق يعني بالغين
345(3/344)
المعجمة وبالمهملة قال الأزهري الثقات من الأئمة يقولون كلام العرب نغق الغراب بالمعجمة ونعق الراعي بالمهملة ويجوز نعب قال الأزهري وهذا هو الصحيح
نعل
النعل التي تلبس معروفة وهي مؤنثة ونعل السيف الحديدة التي تعمل في أسفله وهي أيضا مؤنثة وقال ابو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث النعل مؤنثة قال وكذلك نعل السيف والدابة والنعل من الأرض ويقال انعلت الدابة هذه اللغة الفصيحة ويقال على لغة نعلت بلا ألف وقوله في باب النذر من التنبيه وغمس نعله في دمه يعني النعل الذي كان الهدي مقلدا به فالضمير في نعله يعود إلى الهدي وهذا النعل هو الذي تقدم في قوله حذب العرب ونحوها وقوله في باب الحجر من المهذب في فصل الحجر على السفيه أن عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهما ابتاع أرضا بستين ألفا فقال عثمان رضي الله تعالى عنه ما يسرني أن تكون لي بنعلي المراد به هذه النعل المعروفة التي تلبس ومعناه المبالغة في غبنه في صفقته
نفس
النفس تطلق على أشياء منها نفس الحيوان وذات الشيء والدم والآدمي ومنه قوله تعالى {النفس بالنفس} وأما قولهم وما ليس له نفس سائله فالمراد بالنفس الدم ومنه قول الشاعر
(تسيل على حد السيوف نفوسنا .......... وليست على غير السيوف تسيل)
ويجوز في إعراب سائلة ثلاثة أوجه الرفع والنصب مع تنوينهما والفتح بلا تنوين وهذا الحيوان الذي ليست له نفس سائلة كالذبابة والزنبور والنحلة والنملة والقمل والبراغيث والخنفساء والعقرب والصراصر وبنات وردان وحمار قبان ونحوها وكذا سام أبرص على الأصح وقيل له نفس سائلة واما الحية فالأصح أن لها نفسا سائلة والثاني لا والضفدع لها نفس سائلة على المشهور وهو المذهب وقيل فيهما وجهان ثانيهما ليس لها نفس سائلة ثم هذا الحيوان لا ينجس ما مات فيه على المذهب وفي قول ينجسه وسواء الماء الناقص عن القلتين وسائر المائعات وإن كثرت وهذا الخلاف في نجاسة الماء والمائع وأما الحيوان فنجس نفسه قولا واحدا وقيل في نجاسته قولان كتنجيسه وهذا في الحيوان الأجنبي وفي المتولد من نفس الشيء كدود الخل والجبن والفاكهة والباقلاء فلا ينجسه قولا واحدا فإذا خرج منه ثم أعيد فيه أو وضع في غيره صار كالأجنبي وأما النفاس فهو الدم الخارج بسبب الولادة وفي
346(3/345)
حقيقته خمسة أوجه قال أهل اللغة يقال نفست المرأة إذا ولدت بكسر الفاء وفي النون لغتان أشهرهما ضمها الثاني فتحها ويقال في الحيض نفست المرأة بفتح النون على المشهور وقال الأكثرون لا يجوز ضمها وحكى القاضي عياض في شرح مسلم في كتاب الحج في حديث أسماء حين نفست أنه يقال بالضم والفتح في الحيض والولادة قال لكن الضم في الولادة أكثر والفتح في الحيض أكثر وقال إبراهيم الحربي وغير واحد لا يقال في الحيض ألا بالفتح وحكى صاحب الأفعال الوجهين فيهما جميعا
نفع
النفع ضد الضر يقال نفعه بكذا ينفعه وانتفع به والاسم المنفعة
نقس
الناقوس المذكور في حديث الأذان بضم القاف قال الجوهري هو الذي تضرب به النصارى لأوقات الصلاة والنقس ضرب الناقوس وزاد صاحب المحكم فيه والنقس يعني بفتح النون وسكون القاف ضرب النواقيس وهو الخشبة الطويلة والوبيلة الخشبة القصيرة وجمع الناقوس نواقيس
نقض
قال الإمام أبو منصور الأزهري قال الليث النقض إفساد ما أبرمته من عقد أو بناء والنقض يعني بضم النون اسم للبناء المنقوض إذا هدم والنقض والنقضة يعني بكسر النون هما الجمل والناقة اللذان قد هزلتهما الأسفار وأدبرتهما والجمع الأنقاض والنقض يعني بالكسر منتقض الكمأة من الأرض إذا أرادت أن تخرج نقضت وجه الأرض نقضا فانتقضت الأرض ويقال انتقضت الجرح بعد البرء وانتقض الأمر بعد التئامه وانتقض أمر الثغر بعد سده هذا آخر كلام الأزهري وقال صاحب المحكم النقض ضد الإبرام نقضه ينقضه نقضا وانتقض وتناقض والنقض يعني بضم النون البناء المنقوض وناقضه في الشيء مناقضة ونقاضا والنقض ما نقضت والجمع أنقاض وقال ابن فارس في المجمل والجوهري في صحاحه النقض والنقض لغتان بكسر النون هو المنقوض قال الجوهري كالنكث قلت فقد حصل في نقض البناء وهو منقوض لغتان ضم النون وكسرها فالأزهري وصاحب المحكم اقتصرا على الضم وابن فارس والجوهري على الكسر والضم أولى لجلالة المقتصرين عليه والكسر هو القياس كالذبح والمدعى والنكث بمعنى المذبو والمدعى والمنكوث وليس بحسن ما فعله ابن باطيش وجماعة من شارحي ألفاظ المهذب من اقتصارهم على الكسر وإيهامهم أنه متعين اغترارا بما في صحاح الجوهري
347(3/346)
نقع
قال الأزهري قال أبو عبيد سمعت أبا زيد يقول الطعام الذي يصنع عند الأملاك النقيعة يقال منه نقعت أنقع نقوعا قال وقال الفراء النقيعة ما صنعه الرجل عند قدومه من السفر يقال أنقعت أنقاعا وقال ابن شميل النقيعة طعام الأملاك وربما نقعوا على عدة من الإبل إذا بلغتها جزورا منها أي نحروه فتلك النقيعة وقال الأصمعي النقيعة ما نحر من النهب وقال ابن السكيت النقيعة المحض من اللبن يبرد وقال الأزهري قد ذكرت اختلافهم في النقيعة ومأخذه عندي من النقع وهو النحر أو القتل يقال سم ناقع أي قاتل وأما اللبن الذي يبرد فهو النقيع والنقيعة وأصله من أنقعت اللبن فهو نقيع ولا يقال منقع ولا يقولون نقعته وهذا سماعي من العرب ويقال سم ناقع ونقيع ومنقوع أي ثابت وقيل سم منقع وموت ناقع أي دائم ونقعت بالماء ومنه أنقع نقوعا شربت حتى رويت وأنقعني الماء والنقيع الغبار والنقع رفع الصوت ونقع الصارخ بصون \ ته وأنقع تابعه وأدامه وفلان منقع أي يستغني برأيه وأصله من نقعت ونقع البئر فضل مائه وهو المنهي عن بيعه والنقيع البئر الكثيرة الماء والجمع أنقعة ونقع الماء عليه أي أروى عطشه ونقع الماء ينقع نقوعا ثبت والنقوع ما أنقعت من الشيء يقال سقونا نقوعا لدواء نقع من الليل والنقيع شراب يتخذ من الزبيب ينقع في الماء من غير طبخ واستنقع الماء اجتمع في نهر وغيره ونقع ينقع نقوعا ونقعت بذلك نفسي اطمأنت إليه وانتقع لونه تغير هذا كلام الأزهري
وقال صاحب المحكم النقع الماء الناقع والنقيع البئر الكثيرة الماء مذكر والجمع أنقعة وكل مجتمع ماء نقع والجمع نقعان والنقع القاع وقيل الأرض الحرة الطيبة الطين ليس فيها انهباط ولا ارتفاع وقيل هو ما ارتفع من الأرض والجمع نقاع وانقع واستنقع في الماء ثبت فيه يبترد ونقع الشيء في الماء وغيره ينقعه نقعا فهو نقيع وأنقعه نبذه والنقيع والنقوع شيء ينقع فيه الزبيب وغيره ثم يصفى ماؤه ويشرب والنقاعة ما أنقعت من ذلك ونقع الماء العطش ينقعه نقعا ونقوعا أذهبه والمنقع والمنقعة إناء ينقع فيه الشيء ونقاعة كل شيء الماء الذي ينقع فيه والنقيعة طعام يصنع للقادم عند السفر والنقيعة طعام الرجل ليلة إملاكه ونقع الموت كثر ونقع الصارخ بصوته ينقع نقوعا وأنقعه بلغه وما نقع بخبره أي ما عاج به ولا صدقه والنقاع المتكثر بما ليس عنده من مدح نفسه بالشجاعة والسخاء وما أشبهه ونقع له الشر أدامه والنقوع ضرب من الطيب هذا آخر كلام صاحب المحكم
348(3/347)
نقل
في الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء عن الخروج إلا عجوز في منقلها المنقلان الخفان كذا قاله أهل اللغة وغيرهم من غير تقييد وذكر إمام الحرمين بكسر الميم وفتحها لغتان والقاف مفتوحة فيهما قال الأزهري في تهذيب اللغة قال أبو عبيد قال الأموي المنقل الخف قال أبو عبيد لولا أن الرواية والشعر اتفقا على فتح الميم ما كان وجه الكلام في المنقل إلا الكسر
قال الأزهري وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال يقال للخف المندل والمنقل بكسر الميم فيهما هذا كلام الأزهري وذكر شيخنا جمال الدين في المثلث أن المنقل بالكسر والفتح الخف وبالضم الخف المصلح وقوله في باب بيع الغرر من المهذب أن عثمان بن عفان اشترى من طلحة بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أرضا بالمدينة ناقله بأرض له بالكوفة قوله ناقله هو بفتح القاف على وزن بايعه وبادله ومعناه بادله ومثله ناقلت فلانا الحديث إذا حدثته وحدثك والله تعالى أعلم والنقلة بضم النون وإسكان القاف انتقال القوم من موضع إلى موضع والنقل تحويل الشيء قاله الأزهري عن الليث وهو معروف قال الأزهري قال أبو العباس النقل الذي يتنقل به على الشراب لا يقال إلا بفتح النون وذكر جماعة كثيرون من أهل اللغة أن ما يتنقل به على الشراب نقل بالضم كذا ذكره ابن فارس في المجمل ثم قال وقال ابن دريد هو بالفتح قولهم في المسألة قولان بالنقل والتخريج ذكرنا معناه في الخاء
نمر
النمرة شملة من صوف مخططة وقيل فيها أمثال الأهلة وهي بفتح النون وكسر الميم ويجوز تخفيفها بإسكان الميم ويجوز كسر النون مع إسكان الميم كما في نظائره والنمر الحيوان المعروف ميمه مكسورة ويجوز إسكانها مع فتح النون وكسرها كما في الشملة ونمرة الموضع المعروف عند عرفات وهي بفتح النون وكسر الميم ويجوز فيها ما في نمرة الصوف
نمل
النمل المعروف الواحدة منه نملة بفتح النون وإسكان الميم هذا هو المشهور وحكى أبو البقاء في إعرابه يقال بإسكان الميم وضمها لغتان قال الواحدي ويقال في الجماعة منها نمل ونمال وأما الأنملة التي في رأس الأصبع ففيها لغات أفصحها وأشهرها فتح الهمزة مع ضم الميم والثانية بضمهما والثالثة بفتحهما
349(3/348)
والرابعة بكسر الهمزة وفتح الميم ذكرهن على هذا الترتيب أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح عن ابن الأعرابي وقال أخبرني ثعلب عن ابن الأعرابي قال هي الأنملة وبعدها أنملة والثالثة أنملة والرابعة أنملة والأنامل أطراف الأصابع وهكذا قال أكثر أهل اللغة أنها أطراف الأصابع قال أبو علي المرزوقي في شرح الفصيح وربما سميت الأصابع الأنامل وذكر البيهقي في كتابه رد الانتقاد عن الإمام أبي العلاء بن كوشاد الأصبهاني أنه نقل عن أبي عمرو الشيباني وأبي حاتم السجستاني والحربي أنهم قالوا لكل أصبع ثلاث أنملات وكذلك ذكره الشافعي رحمه الله تعالى
نمى
قولهم في باب الصيد والذبائح قال ابن عباس كل ما أصميت ودع ما أنميت قال الرافعي قال الشافعي رحمه الله تعالى معنى ما أصميت أي ما قتلته بسهمك أو كلبك وأنت تراه وما أنميت ما غاب عنك فقتلته
نهى
قال أهل اللغة النهي خلاف الأمر ونهيته عن كذا فانتهى عنه وتناهى أي كف وتناهوا عن المنكر أي نهى بعضهم بعضا ويقال هو نهو عن المنكر بفتح النون وضم الهاء على فعول كشكور وأنهيت إليه الخبر فانتهى وتناهى أي بلغ والإنهاء الإبلاغ والنهاية الغاية ومنه بلغ نهايته قال الجوهري والنهية بالضم مثله ويقال هذا رجل ناهيك من رجل ونهيك من رجل ونهاك من رجل معناه أنه يعني به ينهاك عن تطلب غيره وهذه امرأة ناهيتك من امرأة تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع لأنه اسم فاعل وإذا قلت نهيك من رجل كما تقول حسبك من رجل لم تثن ولم تجمع لأنه مصدر ويقال في المعرفة هذا عبد الله ناهيك من رجل بنصب ناهيك على الحال قال هذه الجملة الجوهري وفي الحديث أولو الأحلام والنهى هو بضم النون وفتح الهاء قال الواحدي قال اللحياني النهية يعني بضم النون العقل وجمعها النهى ورجل نهى ونه من قوم نهين وسمي العقل نهية لأنه ينتهي إلى ما أمر به ولا يتجاوزه قال الزجاج فلان ذو نهية أي عقل ينتهي به عن القبائح ويدخل به في المحاسن قال الزجاج وقال بعض أهل اللغة هو الذي ينتهي إلى رأيه وعقله قال الزجاج وهذا أحسن وهذا معنى قول اللحياني وقال أبو علي الفارسي يجوز أن يكون النهى مصدرا كالهدى وأن يكون جمعا كالظلم قال والنهى معناه في اللغة البيان والحبس ومنه النهي والنهى للمكان الذي ينتهى إليه الماء فيستنقع قال الواحدي يرجع القولان في اشتقاق النهية إلى قول واحد وهو الحبس فالنهية هي التي تنهى وتحبس عن القبائح هذا آخر كلام الواحدي
350(3/349)
نور
المنارة التي يؤذن عليها بفتح الميم ذكره الجوهري وغيره والمنارة التي يوضع عليها السراج بفتح الميم أيضا ذكرها الجوهري وصاحب المحكم قال الجوهري هي مفعلة من الاستنارة بفتح الميم والجمع المناور بالواو لأنه من النور ومن قال منائر وهمز فقد شبه الأصل بالزائد كما قالوا مصائب واصله مصاوب قال صاحب المحكم جمع المنارة مناور على القياس ومنائر مهموز على غير قياس قال ثعلب إنما ذلك لأن العرب تشبه الحرف بالحرف فشبهوا منارة وهي مفعلة من النور بفعالة فكسروها تكسيرها وأما سيبويه فيحمل ما همز من هذا على الغلط وقد وقع في التنبيه في باب السلم المنائر بالهمز ولم أره في شيء من النسخ بالواو فإذا كان جائزا على أحد اللغتين فلا بأس وإن كان الأجود بالواو قال أبو حاتم السجستاني في المذكر والمؤنث النار مؤنثة وجمعها أنور ونيران ونور النورة المذكورة في المياه قال ابن الصلاح هي حجارة بيض رخوة فيها خطوط
نيك
قال الأزهري في تهذيب اللغة قال الليث النيك معروف والفاعل نايك والمفعول به منيوك ومنيك والأنثى منيوكة
فصل في أسماء المواضع
نجد
مذكورة في باب مواقيت الحج وفي زكاة الثمار وفي الصلاة من المهذب ومواضع أخرى هي بفتح النون وهي ما بين حرثين إلى سواد الكوفة وحده من العرب الحجاز وعن يسار الكعبة اليمن ونجد كلها من عمل اليمامة ذكره صاحب المطالع واالله تعالى أعلم
نجران
مذكورة في باب عقد الذمة من المهذب في قوله صلى الله عليه وسلم أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب هي بفتح النون وإسكان الجيم وهي بلدة معروفة كانت منزلا للأنصار وهي بين مكة واليمن على نحو سبع مراحل من مكة قال في المهذب وأما نجران فليست من الحجاز ولكن صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يأكلوا الربا فأكلوه ونقضوا العهد فأمر بإخراجهم فأجلاهم عمر رضي الله تعالى عنه وهذا الذي قاله في المهذب هو الصواب وأنها ليست من الحجاز الذي هو مكة والمدينة واليمامة ومحالفيها وأما قول الإمام الحافظ أبي بكر الحازمي في كتابه المؤتلف والمختلف في الأماكن نجران من محاليف مكة من صوب اليمن ففيه تساهل وقال الجوهري في صحاحه نجران بلدة من اليمن
351(3/350)
بطن نخل
المذكور في صلاة الخوف من الوسيط تقدم بيانه في حرف الباء
دار الندوة
مذكورة في الحج من المهذب في جزاء الصيد هو بفتح النون وإسكان الدال وبالواو ثم الهاء وهي معروفة بمكة كانت منزل قصي بن كلاب ثم صارت قريش تحضرها إذا حزبها أمر قال الحازمي وهي اليوم في المسجد الحرام قال أقضى القضاة الماوردي في الأحكام السلطانية دار الندوة هي أول دار بنيت بمكة صارت بعد قصي لعبد الدار بن قصي فابتاعها معاوية في الإسلام من عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وجعلها دار الأمانة وقد تقدم بيان هذا عند ذكر مكة في حرف الميم وحكى الأزرقي في تاريخ مكة إنما سميت دار الندوة لاجتماع الندى فيها يتشاورون ويبرمون أمورهم والندى الجماعة ينتدون أي يتحدثون وروى الأزرقي أن معاوية بن أبي سفيان حج وهو خليفة فاشترى دار الندوة من ابن الزبير العبدري بمائة ألف درهم وفي كتاب الأزرقي أن دار الندوة صارت كلها في المسجد الحرام وهي في جانبه الشمالي
نصيبين
مذكورة في أول البيع من الروضة وهي بفتح النون وكسر الصاد والباء الموحدة وهي مدينة مشهورة بالجزيرة منها كثير من العلماء قال الجوهري في صحاحه نصيبين اسم بلد وفيه للعرب مذهبان منهم من يجعله اسما واحدا ويلزمه الإعراب كما يلزم الأسماء المفردة التي لا تتصرف فيقول هذه النصيبين ومررت نصيبين ورأيت نصيبين والنسبة نصيبين ومنه من يجريه مجرى الجمع فيقول هذه نصيبون ومررت بنصيبين ورأيت نصيبين وكذا القول في يبرين وفلسطين وسيلحين وياسمين وقنسرين والنسبة على هذا القول نصيبي ويبري وكذا أخواتهما
النقيع
الذي حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في كتاب إحياء الموات من مختصر المزني والمهذب والوسيط وفي كتاب الحج في الوسيط هو بفتح النون وكسر القاف وهو في صدر وادي العقيق على نحو عشرين ميلا من المدينة قال الشافعي رحمه الله تعالى في مختصر المزني وهو بلد ليس بالواسع الذي يضيق على من حوله المرعى إذا حمي يعني بالبلد الأرض وقال صاحب مطالع الأنوار مساحته ميل في بريد وفيه شجر ويستجم حتى يغيب فيه الراكب قال واختلف الرواة في ضبطه فقيده النسفي وأبو ذر والقابسي والصدفي وابن ماهان وغيرهم بالنون وكذا ذكره الهروي والخطابي قال
352(3/351)
الخطابي وقد صحفه بعض أصحاب الحديث فقاله بالباء وهذا خطأ إنما الذي بالباء بقيع الغرقد مدفن أهل المدينة قال وقال أبو عبيد البكري هو بالباء مثل بقيع الغرقد وأما نقيع الخضمات بقرب المدينة فبالنون كذا قيده الحازمي وغيره ونقل الحازمي أن الخطابي قال من قاله بالباء فقد أخطأ وهو قرية بقرب المدينة على ميل من منازل بني سلمة قاله أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى نقله الشيخ أبو حامد في تعليقه في كتاب الجمعة في صلاة الجمعة في القرى ونقلته في شرح المهذب
نمرة
مذكورة في صفة الحج وهي بفتح النون وكسر الميم وهي عند الجبل الذي عليه أنصاب الحرم عن يمينك إذا خرجت من مأزمي عرفة تريد الموقف قاله الأزرقي وغيره وقد تقدم بيانه في ذكر مسجد عرفة وروى الأزرقي عن عطاء بن أبي رباح أن منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بنمرة يوم عرفة كان في منزل الخلفاء اليوم إلى الصخرة الساقطة بأسفل الجبل عن يمينك وأنت ذاهب إلى عرفات والله تعالى أعلم
نهاوند
قال السمعاني هي بضم النون وهي مدينة من بلد الجبل قيل أن نوحا عليه السلام بناها وكان اسمها نوحا وند فأبدلوا الحاء هاء
النهروان
مذكور في قتال أهل البغي في المهذب وهو مكان بقرب بغداد وهو بفتح النون والراء وإسكان الهاء بينهما هذا هو المشهور في ضبطه وكذا ضبطه أبو العباس ثعلب وابن قتيبة في أدب الكاتب والجوهري في صحاحه وآخرون وقال ابن الأنباري هو بضم النون والراء وذكره ابن الجواليقي في كتابه المعرب بالوجهين فقال النهروان بفتح النون والراء فارسي معرب قال وقال أبو عمرو سمعت من يقول نهروان بضمها ذكره السمعاني في الأنساب بالضم فقط قال وهي بلدة قديمة لها عدة نواحي خرب أكثرها وهي بقرب بغداد
نيسابور
بفتح النون من أعظم مدن خراسان وأشهرها وأكثرها أئمة من أصحاب أنواع العلوم وللحاكم أبي عبدالله بن البيع النيسابوري كتاب كبير في تاريخها مشتمل عل نفائس كثيرة وروينا عن الحافظ عبد القادر الرهاوي في كتابه الأربعين قال أمهات مدائن خراسان أربع نيسابور ومرو وبلخ وهراة قال السمعاني في الأنساب نيسابور أحسن مدن خراسان وأجمعها للخيرات وإنما قيل لها نيسابور لأن سابور لما رآها قال يصلح أن يكون هنا مدينة وكان قصبا وأمر بقطعه وأن تبنى مدينة فقيل
353(3/352)
نيسابور إلى القصب وقد جمع الحاكم لها تاريخا في مجلدات قلت ويقال لنيسابور أيضا أبر شهر كذا ذكره الحاكم في مواضع كثيرة في أول تاريخها
نيل مصر
مذكور في باب أحكام المياه من كتاب إحياء الموات من المهذب هو بكسر النون وهو النهر المعروف وهو من أنهار الجنة كما جاء في الحديث الصحيح
حرف الهاء
هتك
قوله في المهذب في أواخر كتاب المسابقة كما لو عرض دون العرض شيء فهتكه هو بفتح الهاء والتاء المخففة ومعناه خرقه ونفذ منه قال أهل اللغة يقال هتكت الشيء هتكا فانهتك والهتك خرق الستر عما وراءه
هجر
قال الواحدي المهاجر الذي فارق عشيرته ووطنه وأصله من الهجر الذي هو ضد الوصل ومنه قيل للقبيح الهجر لأنه ينبغي أن يهجر والهاجرة وقت يهجر فيه العمل
هجع
قول الله تبارك وتعالى {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} جاء ذكره في صلاة التطوع من المهذب قال المفسرون وأهل االلغة الهجوع النوم بالليل وقال الإمام الواحدي في كتابه الوسيط في التفسير الهجوع النوم بالليل دون النهار قال وما صلة والمعنى كانوا يهجعون قليلا من الليل يصلون أكثر الليل قال عطاء وذلك حين أمروا بقيام الليل ثم نزلت الرخصة قال ويجوز أن يكون المعنى كان الليل الذي ينامون فيه كله قليلا ويكون إسما للجنس وهذا معنى قول سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كانوا أقل ليلة تمر بهم إلا صلوا فيها قال مطرف بن الشخير قل ليلة أتت عليهم هجوعا كلها وقال مجاهد كانوا لا ينامون كل الليل قال واختار قوم الوقف على قوله تعالى {قليلا} وهو قول الضحاك ومقاتل ثم ابتدأ فقال {من الليل ما يهجعون} وهذا على معنى نفي النوم عنهم البتة قال عطاء والمراد بهؤلاء القليل ثمانون من نصارى نجران آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وصدقوه هذا آخر كلام الواحدي
قال الأزهري يقال أتيت فلانا بعد هجعة أي بعد نومة خفيفة من أول الليل وقد هجع يهجع هجوعا إذا نام وقوم هجوع ونسوة هجع وهواجع وهجع القوم تهجيعا إذا
354(3/353)
ناموا ومعنى هجيع من الليل وهزيع بمعنى واحد قال صاحب المحكم الهجوع النوم بالليل خاصة ونسوة هجع وهجوع وهواجع وهواجعات جمع الجمع
هدب
في حديث المطلقة ثلاثا ليس معه إلا مثل هذه الهدبة هي بضم الهاء وإسكان الدال هذه اللغة الفصيحة قال الجوهري ويقال بضم الدال أيضا في لغة ويقال هدب بضم الهاء وإسكان الدال من غير هاء في آخره وهي طرف الثوب شبهت ذكره في الاسترخاء وعدم الانتشار عند الإفضاء إليها بالخرقة وكنت عنه بما ذكرت وأما أهداب العين فهي الشعور النابتة على أشفار العين واحدها هدب ضم الهاء وإسكان الدال وقيل فيه لغة بفتحهما ورجل أهدب كثير شعر أشفار العين والهندباء مذكور في بيع الأصول والثمار من المهذب وهو بقل معروف وهو بكسر الدال يمد ويقصر لغتان ويقال فيه أيضا هندباء بفتح الدال وهندباء وهندب
هدد
الهدهد بضم الهاءين وإسكان الدال بينهما طائر معروف ذو خطوط متوجة ويقال أيضا فيه هدهد بضم الهاء الأولى وكسر الثانية وجمعه هداهد بفتح الأولى وهو محرم ويقال هد البناء يهد بضم الهاء هدا
هدي
الهدي والهدي لغتان فصيحتان مشهورتان إسكان الدال مع تخفيف الياء وكسر الدال مع تشديد الياء قال صاحب البحر وهو اسم لما يهدى إلى مكة وحرمها زادها الله تعالى شرفا تقربا إلى الله تعالى من النعم وغيرها من الأموال إلا أنه عند الإطلاق اسم للنعم فلهذا قال أصحابنا إذا نذر هديا وسماه لزمه ما سمى وإن أطلق فقولان القديم أنه يجزيه ما يقع عليه الاسم قال صاحب البحر حتى تجزيه تمرة أو زبيبة لأنه يقع عليه اسم الهدي لغة وشرعا ودليله في حديث الجمعة من راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة والجديد الأصح لا يجزيه إلا ما يجزي في الأضحية من النعم وأما الهدية والفرق بينها وبين الهبة والصدقة والاختلاف في اشتراط الإيجاب والقبول فيها فسنذكره إن شاء الله تعالى في فصل وهب والهداية والهدي يطلق بمعنيين أحدهما خلق الإيمان واللطف والآخر بمعنى البيان فمن الأول {الحمد لله الذي هدانا لهذا} ونظائره ومن الثاني قول الله تعالى {إنا هديناه السبيل} {وهديناه النجدين} أي بينا له طريقي الخير والشر {وأما ثمود فهديناهم} أي بينا لهم الطريق
355(3/354)
هذب
قال أهل اللغة التهذيب التنقية والتصفية والمهذب المنقى من العيوب ورجل مهذب أي مطهر الأخلاق
هذذ
قوله في المهذب في وجوب قراءة الفاتحة على المأموم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلكم تقرأون خلف إمامكم قلنا نعم هذا يا رسول الله قال لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب هذا الحديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة وهذا هو في سنن أبي داود والدار قطني والبيهقي وغيرهم هذا بتشديد الذال ومنصوب مكتوب بالألف قال الخطابي في تفسير هذا الحديث الهذ سرد القراءة ومداركتها في سرعة واستعجال قال وقيل أراد بالهذ هنا الجهر بالقراءة فهذا صواب هذه اللفظة ولا خلاف فيها بين المحدثين والشارحين وغيرهم ووقع في المهذب أجل يا رسول الله نفعل هذا بزيادة لفظة نفعل وهكذا هو في رواية البيهقي والذال المشددة أيضا أي نفعل القراءة بالهذ ونهذها هذا وفي رواية الدارقطني نهذه هذا وندرسه درسا ورواية أبي داود وأكثر روايات الدارقطني أجل يا رسول الله هذا وإنما بسطت الكلام في هذه اللفظة لأني أخاف تصحيفها ممن لم يأخذ ألفاظ الحديث من مظانها محققة
هذى
قال الجوهري هذى في مرضه يهذي ويهذو هذيا وهذيانا وأما قوله في مختصر المزني في باب الضمان ولا يصح ضمان المبرسم الذي يهذي فقد ذكر صاحب الحاوي في معناه وجهين لأصحابنا وقد سبق بيانه في حرف الباء في برسم
هرر
الهر السنور والأنثى هرة وقوله في صلاة الخوف من المهذب والوسيط صلى علي رضي الله تعالى عنه ليلة الهرير هو بفتح الهاء وكسر الراء وبعدها ياء ثم راء أخرى وهي حرب جرت بينه وبين الخوارج وكان بعضهم بهر على بعض فسميت بذلك وقيل هي ليلة صفين بين علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما
هرو
قولهم ثوب هروي ودينار هروي هو بفتح الهاء والراء وكسر الواو وتشديد الياء منسوب إلى هراة وهي إحدى مدن خراسان المشهورة وقوله في الوسيط والوجيز في باب الربا لا يصح بيع الهروي بالهروي الهروي نقد فيه ذهب وفضة
هزع
قال الأزهري قال أبو عبيد قال الأحمر مضى هزيع من الليل وجرس وجوش هذا كله بمعنى واحد قال صاحب المحكم الهزيع صدر من الليل وقيل ثلثه أونحوه والجمع هزع
356(3/355)
هزل
قوله صلى الله عليه وسلم ثلاث جدهن جد وهزلهن جد تقدم في الجيم والهزل ضد الجد وقد هزل بفتح الهاء والزاي يهزل بكسر الزاي قوله سمن ثم هزل هو بضم الهاء وكسر الزاي قال الجوهري الهزال ضد السمن يقال هزلت الدابة هزالا على مالم يسم فاعله وهزلتها أنا هزلا فهو مهزول
هشش
ذكر في المهذب في أول كتاب المسابقة أن النبي صلى الله عليه وسلم راهن على فرس فجاءت سابقة فهش لذلك وأعجبه هو بفتح الهاء وتشديد الشين أي سر بذلك وفرح به وظهر السرور على وجهه الكريم قال الجوهري الهشاشة الارتياح والخفة للمعروف قال ويقال هششت لفلان بكسر الشين أهش بفتح الهاء هشاشة ورجل هش بش
هلث
قوله في باب زكاة الثمار من المهذب وإن كان رطبا لا يجيء منه التمر كالهلياث والسكر الهلياث بكسر الهاء وإسكان اللام وبعدها ياء مثناة من تحت ثم ألف ثم ثاء مثلثة نقل بعض الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب عن أبي حاتم السجستاني أنه قال في كتاب النخل الهلياث نخلة صحيحة الجذع جيدة الرأس حمراء الليف مادة الجريد قائمة الفرع طويلة الخوص مسترسلة السعف دقيقة الشوك وهي أصح النخل وأطولها عرجونا طويلة الشمراخ تدلى أعذاقها وبسرتها صفراء دقيقة الأسفل غليظة الرأس وبسرتها بشعة الطعم ورطبها أطيب الرطب يجيء مع آخر السكر قال والسكر بضم السين المهملة وتشديد الكاف نخلة ثمرتها صفراء وهي أرق الرطب وجذعها أجود أجذاع النخل الجيدة الرأس حمراء الرطب فيه سواد قليل قائمة الفرع مادة الجريد طويلة الخوص في سعفها صفرة وفي خوصها استرخاء صافية اللون مستديرة الجريد غليظة الشوك وفي شوكها سواد قليل طويلة العرجون والشمراخ تؤكل خضراء وصفراء ومدركة وهي من النخل التي لا تموت حتى تسقط أو تضرب هذا آخر ما نقل عن السجستاني رحمه الله تعالى وذكر صاحب البيان في باب زكاة الثمار أن الهلياث والسكر كثير الماء قليل اللحم والشحم والبرني والمعقلي قليل الماء كثير اللحم والشحم
هلج
ذكر في أول باب الربا من الروضة الإهليلج هو بكسر الهمزة واللام الأولى وفتح اللام الثانية هكذا ضبطه أهل اللغة قال الجوهري هو معرب قال الجوهري قال ابن السكيت هو الإهليلج والاهليلجة بالكسر يعني بكسر اللام ولا تقل هليلجة قال وقال ابن الأعرابي هو بفتح اللام وليس في الكلام إفعيلل بالكسر ولكن أفعلل مثل أهليلج وإبريسم
357(3/356)
هلع
قال أهل اللغة الهلوع الضجور وقد هلع يهلع هلعا وقال الزجاج هو الذي يفزع ويجزع وقال صاحب المحكم الهلع الحرص وقيل الجزع وقلة الصبر وقيل هو أسوأ الجزع يقال هلع هلعا وهلوعا وهلاعا ورجل هلع وهالع وهلوع وهلواع وهلواعة جزوع حريص وشيخ هالع أي محزن وهلع هلعا جاع
همس
قوله في الوسيط في مسألة الخرص بالتأبير الصحة همسة حصلت من همس القوم قال أهل اللغة والتفسير الهمس هو الصوت الخفي يقال همس بحديث إذا أخفاه قال أبوعبيدة الهمس واللكز والذب بمعنى واحد وهو الصوت الخفي والحروف المهموسة التي يذكرها أهل العربية عشرة يجمعها حثه شخص فسكت
هملج
في كتاب الإجارة من المهذب والوسيط ذكر المهملج من الدواب وهو بضم الميم وفتح الهاء وإسكان الميم وكسر اللام وهو الذي يكون حسن السير في سرعة كذا قاله أهل اللغة وذكر صاحب المحيط الوزير أبو القاسم ابن عباس أن الهملاج حسن سير الدابة في سرعة وبخترة قال أهل اللغة وجمع الهملاج هماليج كسرادح وسراديح وهي الناقة الكريمة ويقال للذكر والأنثى هملاج والفعل منه هملج يهملج هملجة فهو مهملج كدحرج يدحرج دحرجة فهو مدحرج قال الجوهري هو فارسي معرب
هود
قال الإمام أبو الحسن الواحدي في البسيط قال الليث الهود التوبة وقوله عز وجل {إنا هدنا إليك} أي تبنا إليك وقال غيره هاد في اللغة معناه مال يقال هاد يهود هيادة وهودا وقال المبرد في قوله تعالى {هدنا إليك} أي ملنا إليك ويقال لمن تاب هاد لأن من تاب من شيء مال عنه قال الليث سميت اليهود يهودا اشتقاقا من هادوا أي تابوا من عبادة العجل فعلى هذا القول لزمهم هذا الاسم في ذلك الوقت وقال غيره سموا بذلك لأنهم مالوا عن دين الإسلام وعن دين موسى فعلى هذا إنما سموا يهودا بعد أنبيائهم وقال ابن الأعرابي يقال هاد إذا رجع من خير إلى شر ومن شر إلى خير وسموا اليهود بذلك لتخليطهم وكثرة انتقالهم من مذاهبهم وحكي عن ابي عمرو بن العلاء أنه قال سميت اليهود لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة وعلى هذا التهود تفعل من الهيد بمعنى الحركة يقال هدته أهيده هيدا كأنك تحركه ثم تصلحه وقيل اليهود معرب من
358(3/357)
يهوذا بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام بالذال المعجمة عرب ثم نسب الواحد إليه فقيل يهودي ثم حذفت الياء في الجمع فقيل يهود وكل جمع منسوب إلى جنس فهو بإسقاط ياء النسبة كقولهم زنجي وزنج ورومي وروم هذا الكلام في أصل هذا الحرف ويقال هاد إذا دخل في اليهودية وتهود إذا تشبه بهم ودخل في دينهم وهود إذا دعي إلى اليهودية ومنه الحديث فأبواه يهودانه هذا آخر كلام الواحدي
وفي حديث القسامة تحلف لكم يهود لفظة يهود مرفوعة غير منونة فلا تنصرف لأن العرب أجرته إسما للقبيلة فامتنع صرفه لتأنيثه وتعريفه وكذلك مجوس قال أبو حاتم السجستاني يهود ومجوس لا يتصرفان لأنهما إسمان لأمتين كالاسمين للقبيلتين قال وأما المجوس واليهود فالمراد مذهب المجوسي واليهودي
هوس
قوله في الوسيط وقيل يجب في الشم الحكومة لأن التأذي به مع كثرة الإتيان أكثر من التلذذ وهذا هوس الهوس بفتح الهاء والواو طرف من الجنون كذا قاله الجوهري في صحاحه
هون
الهون بفتح الهاء هو السكينة والوقار والهون بالضم الهوان قوله في باب الاستطابة من المهذب حكاية عن لقمان عليه الصلاة والسلام فاقعد هوينا وأخرج قوله هوينا هو بضم الهاء وفتح الواو وإسكان الياء غير منون تصغير هونا والمشهور فيه الهوينا بالألف واللام كالدنيا وقد قيل هونا كما قيل دنيا والهوينا تأنيث الأهون والهاوون الذي يدق فيه معروف قال ابن فارس في المجمل الهاوون الذي يدق فيه عربي صحيح قال كأنه فاعول من الهون قال ولا يقال هاون لأنه ليس في الكلام فاعل يعني لا يقال هاون بواو واحدة مضمومة وكذا قاله غيره وفيه لغة أخرى هاون بفتح الواو ذكرها الجوهري قال وأصله بالواوين لأن جمعه هوانين مثل قانون وقوانين فحذفوا منه الواو الثانية استثقالا وفتحوا الأولى لأنه ليس في كلامهم فاعل بالضم
هيأ
قوله في مختصر المزني في صفة الحج وتطوف المرأة على هيئتها قال صاحب العين روي هيئتها وروي هينتها أي سكينتها هيم : قوله في الوسيط الهائم وراكب التعاسيف لا يترخص الهائم هو الذاهب إلى غير مقصود صحيح قال أبو عبد الله البخاري في أول كتاب البيوع من صحيحه الهائم المخالف القصد في كل شيء وأما جمع الغزالي بين الهائم وراكب التعاسيف فقد قال الشيخ أبو الفتوح العجلي هما عبارتان عن شيء واحد وليس كما قال بل
359(3/358)
الهائم الخارج على وجهه لا يدري أين يتوجه وإن سلك طريقا مسلوكا وراكب التعاسيف لا يسلك طريقا فهما مشتركان في أنهما لا يقصدان موضعا معلوما وإن اختلفا فيما ذكرناه قال أهل اللغة يقال هام على وجهه يهيم هيما وهيمانا ذهب من عشق أو غيره وقلب مستهام أي هائم والهيام داء يأخذ الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى يقال منه ناقة هيماء وهذا مذكور في الروضة في أول باب الأضحية
هيه
قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى هيهات إسم يسمى به إسم الفعل وهو بعد في الخبر لا في الأمر ومعنى هيهات بعد وليس له اشتقاق لأنه بمنزلة الأصوات وفيه زيادة معنى ليست في بعد وهو أن المتكلم بهيهات يخبر عن اعتقاده واستبعاد ذلك الذي يخبر عن بعده فكأنه بمنزلة قوله بعد جدا وما أبعده لا على أن يعلم المخاطب مكان ذلك الشيء في البعد ففي هيهات زيادة على بعد وإن كان تفسيره بعد قال الفراء في قوله تعالى حكاية عنهم {هيهات هيهات لما توعدون} لو لم تكن اللام في ما كان صوابا قال ودخول اللام عربي ومثله في الكلام هيهات لك وهيهات أنت منا وهيهات لأرضك وأنشد
(فهيهات هيهات العقيق وأهله .......... وهيهات خل بالعقيق نواصله)
فمن لم يدخل اللام رفع الاسم ومعنى هيهات بعد فكأنه قال بعد العقيق ومن أدخل اللام قال هيهات أداة ليست مأخوذة من فعل فإذا دخلت اللام كما يقال هلم لك إذا لم تكن مأخوذة من فعل وقال الزجاج هيهات موضعها الرفع وتأويلها البعد لما توعدون قال ويقال هيهات ما قلت وهيهات لما قلت فمن قال هيهات لما قلت معناه البعد لقولك قال أبو علي الفارسي قول الزجاج إن هيهات في موضع رفع وإجراؤه إياها مجرى البعد في أن موضعه رفع في قولك البعد لزيد خطأ وذلك أن هيهات اسم سمي به الفعل فهو إسم لبعد كما أن شتان كذلك وهيهات أشبه الأصوات نحو مه وصه وما لا حظ له في الإعراب فكما لا يجوز أن يحكم لشتان بموضع من الإعراب من حيث كان اسما للفعل ولا موضع له من الإعراب كما لا موضع للهمزة من قوله أقام زيد كذلك لا يجوز أن يحكم لهيهات بأن موضعه رفع ولو جاز أن يكون موضعه رفعا لدلالته على معنى البعد لكان شتان أيضا مرتفعا لدلالته على ذلك وليس للاسم الذي يسمى به الفعل موضع من الإعراب كما لم يكن للفعل الذي جعل هذا اسما له موضع فإذا ثبت أنه اسم سمي به الفعل لا يخلو من ذلك ولولا أن شتان
360(3/359)
وهيهات لبعد في قولك شتان زيد وهيهات العقيق وأن الاسم مرتفع به إذ لا يخلو أن يكون بمنزلة الفعل أو يمنزلة المبتدأ ولا يجوز أن يكون بمنزلة المبتدأ لأن المبتدأ هو الخبر في المعنى أو يكون له فيه ذكر وليس هيهات بالعقيق ولا شتان بزيد ولو كان إسما للمصدر لما وجب بناؤه لأن المعنى الواحد قد يسمى بعده إسما ويكون ذلك كله معربا وأيضا فإنك تقول هيهات المنازل وهيهات الديار فلو كان هيهات مبتدأ لوجب أن يجمع إذ لا يكون المبتدأ واحدا والخبر جمعا وأظن الذي حمل أبا إسحاق على أن هيهات معناه البعد رفعا أنه لم ير في قوله هيهات فاعلا ظاهرا مرتفعا فحمله على أن موضعه رفع كالبعد والقول في هذا أن في هيهات ضميرا مرتفعا وذلك أن الضمير عائد إلى قوله إنكم مخرجون الذي هو بمعنى الإخراج فصار في هيهات هذا الضمير العائد إلى الأخراج فصار في هيهات ضميرا له والمعنى هيهات إخراجكم للوعد أي بعد إخراجكم الوعد ففاعل هيهات في قول الشاعر فهيهات العقيق الاسم الظاهر وإنما كرر هيهات في الآية والبيت للتأكيد وأما قوله ويقال هيهات ما قلت وهيهات لما قلت فمن قال هيهات فمعناه البعد لما قلت ومن قال هيهات لما قلت فمعناه البعد لقولك فقد ذكرنا أن هيهات لا يجوز أن يكون للبعد وأنه اسم سمي به الفعل فأجازته هيهات ما قلت على أنه للبعد ليس بجائز وإنما قلت يرتفع بهيهات كما يرتفع ببعد وأما إجازته هيهات ما قلت فإنما قاسه على قوله تعالى {هيهات لما توعدون} وليس قولك مبتدأ هيهات لما قلت مثل الآية لأن التي في الآية فيها ضمير كما أعلمتك ولا ضمير فيها مبتدأ فبان أن قوله هيهات لما قلت ليس كما قاسه لأنه خال من ضمير الفاعل فإن قال هيهات لقولك وكان في هيهات ضمير كما في الآية جاز وإلا امتنع وقوله وأما من نون هيهات فجعلها نكرة ويكون المعنى بعد لما قلت ففيه اختلاف قيل إنه إذا نون كان نكرة لأن هذه التنوينة في الأصوات إنما تثبت علما للتنكير وتحذف علما للتعريف كقولهم عاق وعاق وايه وايه فجائز أن يكون المراد بهيهات إذا نون التنكير وقيل إنه إذا نون أيضا كان معرفة كما كان قبل التنوين لأن التنوين في مسلمات ونحوه نظير النون في مسلمين فهي إذا ثبتت لم تدل على التنكير كما تدل عليه في عاق لأنه بمنزلة ما لا يدل على تعريف ولا تنكير فهو
361(3/360)
على تعريفه الذي كان عليه قبل دخول التنوين إذ ليس التنوين فيه كالذي في عاق قال أبو العباس وهذا الوجه قوي هذا آخر كلام أبي علي الفارسي
قال الواحدي فحصل في معنى هيهات ثلاثة أقوال أحدهم أنه بمنزلة الصفة كقولك بعيد وهو قول الفراء والثاني أنه منزلة البعد وهو قول الزجاج وابن الأنباري والثالث أنه بمنزلة بعد وهو قول أبي علي وغيره من حذاق النحويين فهو على هذه الأقوال بمنزلة الصفة والمصدر والفعل وفيه لغات فتح التاء بلا تنوين قال الفراء هما أداتان جمعتا كخمسة عشر قال ويجوز أن يكون نصبها كنصب ربت وثمت واللغة الثانية هيهاتا بالتنوين مع الفتح قال ابن الأنباري هو شبيه بقوله تعالى {فقليلا ما يؤمنون} والثالثة هيهات بكسر التاء قال الفراء هوبمنزلة وراك والرابعة الكسر مع التنوين قال ابن الأنباري شبهوه بالأصوات كعاق والخامسة هيهات بالرفع بغير تنوين والسادسة هيهات بالرفع والتنوين قال ومن العرب من يقول إيهات في هذه اللغات كلها ومنهم من يقول إيها بلا تنوين وبحذف التاء كما حذفت الياء من حاش لله والمستعمل من هذه اللغات كلها استعمالا غالبا الفتح بلا تنوين قال الأزهري واتفق أهل اللغة على أن تاء هيهات ليست بأصلية قال أبو عمرو بن العلاء إذا وصلت هيهات فدع التاء على حالها وإذا وقفت فقل هيهاه ويدل على هذا ما قال سيبويه إنها بمنزلة عرقات يعني في التأنيث وإذا كان كذلك كان الوقف بالهاء قال الفراء كان الكسائي يختار الوقف على الهاء وأنا أختار التاء في الوقف على هيهات وعنده أن هذه التاء ليست بتاء تأنيث هذا آخر ما ذكره الواحدي قال الجوهري في فصل إيه ومن العرب من يقول إيها في معنى هيهات وربما قالوا أيهات وربما قالوا أيهان بالنون كالتثنية والله تعالى أعلم
فصل في أسماء المواضع
هجر
المذكور في حديث القلتين هي بفتح الهاء والجيم قرية بقرب مدينة النبي صلى الله عليه وسلم كانت هذه القلال تعمل بها أولا ثم عملت بالمدينة وغيرها ولسيت هذه هجر البحرين المدينة المعروفة التي هي قصبة البحرين بل هذه غيرها وأما قوله في المهذب في أول باب الجزية أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر فالمراد بها هجر البحري قال الحازمي بين هجر البحرين وبين يبرين سبعة أيام قال الجوهري في صحاحه هجر إسم بلد مذكر مصروف قال والنسبة إليها هاجري وقال أبو
362(3/361)
القاسم الزجاجي في الجمل هجر يذكر ويؤنث وفي صحيح البخاري في باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو الهجر فإذا هي المدينة كذا في جميع النسخ الهجر بالألف واللام لكنه حديث معلق بصيغة جزم
همذان
المدينة العظيمة الجبال وعراق العجم مذكورة في باب صلاة المسافرين من الوسيط وهي بفتح الميم وبالذال المعجمة
حرف الواو
وأد
في المهذب في عشرة النساء حديث الغزل هو الوأد الخفي رواه مسلم قال أهل اللغة الوأد بالهمز دفن البنت وهي حية وكانت العرب تفعله خشية الإملاق وربما فعلوه خوف العار والموؤدة بالهمز البنت المدفونة حية يقال منه وأدت المرأة ولدها وأدا قيل سميت موؤدة لأنها تثقل بالتراب ومنه قوله تعالى {ولا يؤوده حفظهما}
وبش
في الحديث هذه أوباش قريش ذكره في باب السير من المهذب قال أهل اللة الأوباش الأخلاط قال الجوهري والأوباش من الناس الأخلاط مثل الأوشاب قال ويقال هو جمع مقلوب من البوش كذا قاله الجوهري في فصل وبش وقال في فصل بوش البوش الجماعة من الناس المختلطين يقال بوش بائش قال والأوباش جمع مقلوب منه
وجر
قال القاضي عياض أوجره ووجره لغتان الأولى أفصح وأشهر إذا ألقيت الوجور في حلقه وهو الوجور بفتح الواو وهو ما صب في وسط الفم في الحلق واللدود ما صب في أحد جانبيه
وجز
قال أهل اللغة أوجزت الكلام قصرته وهو كلام موجز بفتح الجيم وموجز بكسرها ووجز ووجز وأما قول الغزالي في خطبة الوجيز وأوجزت لك المذهب البسيط الطويل فالظاهر أنه أراد بالمذهب البسيط كتابه البسيط وذكره أبو القاسم الرافعي في كتابه التذنيب أنه يجوز أن يريد به مطلق المذهب وأن يريد به كتابه المعروف بالبسيط
363(3/362)
وجع
في الحديث لا تحل المسألة إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي عدم مفظع أو لذي دم موجع ذكره في المهذب في باب النجش فموجع بضم الميم وإسكان الواو وكسر الجيم قال الإمام الخطابي رحمه الله تعالى الدم الموجع هو أن تتحمل حمالة في حقن الدماء وإصلاح ذات البين فتحل له المسألة فيها والله تعالى أعلم قوله في التنبيه في باب صلاة المريض وإن كان به وجع فقيل له إن صليت مستلقيا هكذا ضبطناه وجع بالتنوين من غير إضافة إلى العين وكذا وجد في نسخة المصنف رحمه الله تعالى وقد يقع في كثير من النسخ أو في أكثرها وجع العين بالإضافة إلى العين والأول أجود والله تعالى أعلم
وحد
الدراهم الأحدية ذكرها في المهذب في باب ما ينقض الوضوء وزكاة المعدن وهي بفتح الهمزة والحاء المخففة وهي المكتوب فيها {قل هو الله أحد} إلى آخرها وكان هذه الدراهم في أوائل الإسلام
ودع
ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن شر الناس عند الله تعالى منزلة يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه هكذا رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما ورواه أبو داود والترمذي على الشك وروينا في مسند أبي عوانة الاسفرايني عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال إن أدعكم فلا استحلف عليكم فقد ودعكم خير مني قال القاضي عياض في شرح مسلم في حديث سبب نزول قول الله تعالى {والضحى والليل إذا سجى} النحويون ينكرون الماضي من ودع ووذر والمصدر أيضا قالوا إنما جاء منهما المستقبل والأمر لا غير قال القاضي وقد جاء الماضي والمستقبل منهما جميعا وفي صحيح مسلم لينتهين قوم عن ودعهم الجماعات وقال الشاعر
(وكان ما قدموا لأنفسهم .......... أكثر نفعا من الذي ودعوا)
وقال
(ليت شعري في خليلي ما الذي .......... غاله في الحب حتى ودعه)
غاله بالغين المعجمة أي أخذه
ورس
الورس نبت أصفر يكون باليمن يصبغ به الثياب والخز وغيرهما يقال
364(3/363)
ورست الثوب توريسا إذا صبغته بالورس قال الجوهري وغيره ويقال ملحفة وريسة أي مصبوغة بالورس كذا قاله أهل اللغة وريسة براء مكسورة ثم ياء ساكنة ثم سين مفتوحة ووقع في المهذب في آخر باب صفة الوضوء فأتيناه بملحفة ورسة كذا هو في جميع نسخ المهذب ورسية بإسكان الراء وبعدها سين مكسورة ثم ياء مشددة وكذا رواه البيهقي في السنن الكبير وغيره من أهل الحديث
ورا
التورية أن يوهم غير مراده فيقصد شيئا ويتكلم بما يفهم منه غيره قال وأصله من وراء كأنه جعل البيان وراء ظهره وأعرض عنه حديث الشفاعة يقول إبراهيم عليه السلام إني كنت خليلا من وراء وراء هكذا سمع مبنيا على الفتح وهكذا ضبطناه عن مشايخنا في مسلم وفي المستخرج عليه لأبي نعيم ومعناه من خلف حجاب ومثله حديث معقل أنه حدث ابن زياد بحديث فقال إنني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من وراء وراء أي ممن جاء خلفه وبعده هكذا شرح معناه الأئمة المحققون وقال ابن الأثير وروي مبنيا على الفتح ثم شرحه فقال من وراء حجاب وهاتان الكلمتان أوردهما ابن دحية مفتوحتين فرد عليه الكندي وقال لا يجوز فيهما إلا البناء على الضم كقبل وبعد إذا قطعتا عن الإضافة بنيتا على الضم ومنع ابن دحية الضم وقال أبو البقاء الصواب وراء وراء لأن تقديره من وراء ذلك أو من وراء شيء آخر فإن صح الفتح قبل قلت صح الفتح والحمد لله لأن سماع الأئمة وتنبيههم على الفتح أقوى دليل على أنه ما روي بالضم فحق أبي البقاء أن يقول إن صح الضم ولا يقول إن صح الفتح وتوجيهه أعني الفتح أن تكون الكلمة مؤكدة كشذر مذر وشغر مغر وسقطوا بين بين وورد في حديث معاذة الأسدي اللهم اجعل قوت فلان يوم يوم ركبهما وبناهما على الفتح نحو لقيته صباح مساء وإن ورد منصوبا منونا جاز جوازا جيدا وأما بناء قبل وبعد على الفتح فضعيف عند البصريين وإن حكاه الكوفيون فلا يجوز في القرآن العزيز لعدم فصاحته ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وزع
قال الجوهري وزعته كففته أزعه وزعا فاتزع أي كف والأوزاع الجماعات والتوزيع القسمة والتفريق وتوزعوه تقسموه واستوزعت الله تعالى شكره فأوزعني أي استلهمته فألهمني وقوله في كتاب الرهن فيما إذا رهن الجارية الحسناء إن كان مما تزعه الحشمة هو بفتح التاء والزاي المخففتين أي يكفه الحياء ويمنعه
365(3/364)
وسق
قوله خمسة أوسق هي جمع وسق بفتح الواو وكسرها قال الهروي كل شيء حملته فقد وسقته قال وقال غيره الوسق ضمك الشيء إلى الشيء بعضه إلى بعض قال صاحب المحكم جمع الوسق والوسق أوسق ووسوق ويقال بكسر الواو وجمعه أوساق قال والأول أكثر وأشهر
وسم
قوله والمستحب أن يسم إبل الصدقة والبقر والغنم قال الخطابي إنما توسم لتتميز عن أملاكه وينزه صاحبها عن حبها من شرائها لئلا يكون عائدا فيما أخرجه إلى الله تعالى قال وفيه تأكيد إشعار البدن لتتميز من أملاكه وفيه أن النهي عن المثل وتعذيب الحيوان مخصوص به قال الجوهري وسمه وسما وسمة إذا أثرت فيه بسمة وكي والهاء عوض عن الواو قال الميسم المكواة وأصل الياء واو فإن شئت قلت في جمعه مياسم على اللفظ وإن شئت قلت مواسم على الأصل قال الأزهري قال الليث الوسم أثر كية تقول بعير موسوم أي قد وسم بسمة تعرف بها إما كية وإما قطع في أذن قال والميسم المكواة وهو الشيء الذي توسم به الدواب والجمع المواسم قال غيره يقال وسمه يسمه وسما وسمة وأصله من السمة وهي العلامة ومنه قوله تعالى {سيماهم في وجوههم} الفتح أي علامات إيمانهم وخشوعهم ومنه موسم الحج لأنه معلم لجميع الناس وفلان موسوم بالخير وعليه سمة الخير أي علامته وتوسمت فيه كذا أي رأيت فيه علامة وقوله في الديات من المهذب كان ينشد في الموسم وقوله في الوسيط في القسم الثالث من كتاب البيوع إذ من عادة العرب في الموسم شراء صبرة مكايلة المواسم بفتح الميم جمع موسم قال الأزهري قال الليث موسم الحج سمى موسما لأنه معلم يجتمع إليه قال وكذلك كانت مواسم أسواق العرب في الجاهلية
وصي
قال أهل اللغة يقال أوصيته بكذا وأوصيت ووصيت له وصيت إليه جعلته وصيا قال الرافعي قال الأزهري اللفظة مشتقة من قولهم وصي الشيء بالشيء يصيه إذا أوصله به وأرض واصية كثيرة النبات وسمى هذا التصرف وصية لما فيه من وصل القربة الواقعة بعد الموت بالقربات المنجزة في الحياة ودلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة متعاضدة على أصل الوصية
وضم
قوله في باب الوليمة من الروضة والوصيمة هي الطعام المتخذ عند المصيبة هي بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة وهي لفظة عربية حكاها الجوهري عن الفراء
366(3/365)
وعظ
قال ابن فاراس في المجمل الوعظ التخويف والعظة الاسم منه قال الخليل وهو التذكير بالخير فيما يرق له قلبه وقال الجوهري في الصحاح الوعظ النصح والتذكير بالعواقب يقال وعظته وعظا وعظة فاتعظ أي قبل الموعظة وقال الزبيدي في مختصر العين الوعظ والموعظة والعظة سواء
وغر
قوله في الوسيط في أول كتاب النكاح في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يوغر صدورهن هو بضم الياء المثناة تحت وإسكان الواو وكسر الغين المعجمة أي تحميها من الغيظ قال الجوهري الوغر شدة توقد الحر ومنه قيل في صدره علي وغر بإسكان الغين أي ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ والصدر بالفتح تقول وغر صدره علي يوغر وغورا فهو واغر الصدر علي وقد أوغرت صدره على فلان أي أحميته من الغيظ وأوغرت الماء أي أغليته
وفق
التوفيق خلاف الخذلان قال إمام الحرمين وغيره من أصحابنا المتكلمين التوفيق خلق قدرة الطاعة والخذلان خلق قدرة المعصية والموفق في شيء لا يتضرر منه خلافه
وقح
قوله في كتاب السير من الوسيط إذا أخذ الشحم لتوقيح الدواب قال الجوهري توقيح الحافر تصليبه بالشحم المذاب
وقص
الوقص في الزكاة هو ما بين النصابين وفيه لغتان فتح القاف وإسكانها والمشهور في كتب اللغة فتحها وقد عد الإمام ابن بري من لحن الفقهاء الإسكان المشهور في كتب اللغة وألسنة الفقهاء إسكانها وقد عد القاضي أبو الطيب في تعليقه وصاحب الشامل وغيرهما فصلا في أن الصواب الإسكان وتغليط من زعم من أهل اللغة أنه بالفتح ونقلوا أن أكثر أهل اللغة قالوه بالإسكان ثم قيل هو مشتق من قولهم رجل أوقص إذا كان قصير العنق لم يبلغ عنقه حد أعناق الناس فسمي وقص الزكاة لنقصانه عن النصاب قال أهل اللغة والقاضي أبو الطيب وصاحب الشامل وغيره من أصحابنا الشنق بالشين المعجمة والنون المفتوحتين وبالقاف هو ما بين الفريضتين أيضا مثل الوقص قال القاضي أكثر أهل اللغة يقولون الشنق مثل الوقص لا فرق بينهما وقال الأصمعي الشنق يختص بأوقاص الإبل والوقص يختص بالبقر والغنم قلت وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في البويطي وليس في الشنق من الإبل والبقر
367(3/366)
والغنم شيء قالوا والشنق ما بين شيئين من العدد قال وليس في الأوقاص شيء قال والأوقاص ما لم يبلغ ما تجب الزكاة فيه هذا نصه في البويطي بحروفه ومنه نقلته
قلت والمشهور في كتب اللغة والفقه أن الوقص ما بين الفريضتين وقد استعملوه أيضا فيما لا زكاة فيه وإن كان دون أول النصاب كالأربعة من الإبل وهذا النص الذي نقلته من البويطي موافق لهذا وقال الشافعي في مختصر المزني الوقس ما لم يبلغ الفريضة هكذا رأيته في نسخ مختصر المزني بالسين المهملة وكذا رواه الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه معرفة السنن والآثار عن الربيع عن الشافعي قال البيهقي كذا في رواية الربيع الوقس بالسين قال وهو في كتاب البويطي بالصاد وروى البيهقي بإسناده في السنن عن المسعودي راوي هذا الحديث أنه قال في أوقاص البقر الأوقاص ما دون الثلاثين وما بين الأربعين والستين قال المسعودى وهي الأوقاس بالسين فلا تجعلها بالصاد قلت فحصل من جميع هذا أنه يقال وقص بفتح القاف وإسكانها ووقس بالسين وشنق وأنه يستعمل فيما لم تجب فيه الزكاة مطلقا لكن أكثر استعماله فيما بين الفريضتين وأن منهم من فرق بين الشنق والوقص كما تقدم والله تعالى أعلم
وقع
سورة الواقعة هي القيامة كذا قاله ابن عباس وأبو عبيدة والأخفش وغيرهم فالواقعة والقيامة والآزفة والقارعة بمعنى واحد قال الواحدي هذا الذي قاله هؤلاء من أن الواقعة هي القيامة هو الصحيح قال وأما قول مقاتل أنها الصيحة وهي النفخة الأخيرة فبعيد لأن الله تعالى وصفها بقوله تعالى {خافضة رافعة} وهذا من صفة القيامة لا من صفة النفخة
وقف
الوقف والتحبيس والتسبيل بمعنى واحد وهي هذه الصدقة المعروفة وهذه ألفاظ صريحة فيها والوقف في اصطلاح العلماء عطية مؤبدة بشروط معروفة وهي مما اختص به المسلمون قال إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه لم يحبس أهل الجاهلية فيما علمته دارا ولا أرضا تبررا بحبسها قال وإنما حبس أهل الإسلام قال صاحب التهذيب الوقف أن يحبس عينا من أعيان ماله فيقطع تصرفه عنها ويجعل منافعها لوجه من وجوه الخير تقربا إلى الله تعالى قال صاحب التتمة حقيقة الوقف تحبيس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه يقطع تصرف الواقف وغيره عن رقبته وتصرف منافعه
368(3/367)
وفوائده إلى وجوه البر يقصد به التقرب إلى الله تعالى قال وسمي وقفا لأنعين المال موقوفة ويسمى حبسا لأن عين المال تصير محبوسة على تلك الجهة بعينها قال أصحابنا العطايا أقسام الوقف والهدية والهبة والعمري والرقبى والمنحة والعارية وصدقة التطوع والوصية والاقطاع وقد ذكرنا حد الوقف وسيأتي حد الهبة والهدية والصدقة في فصل وهب إن شاء الله تعالى
وقى
الآوقية بضم الهمزة على المشهور وفيها لغة قليلة الاستعمال وقية بحذف الألف وقد ثبتت هذه اللغة القليلة في صحيح البخاري من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من روايات ذكرها في باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز من حديث جابر في بيعة الجمل وذكرها مسلم فيه وجاءت بها أحاديث صحيحة أخرى
وكد
قال أهل اللغة يقال وكدت الأمر والعقد والعهد واليمين والسرج وغير ذلك أوكده توكيدا وأكدته تأكيدا قال الجوهري والواو أفصح قال وكذلك أوكده وأكده إيكادا فيهما أي شده وأتقنه وتأكد الأمر وتوكد أي استوثق
وكل
الوكيل معروف ويقال منه وكله توكيلا والاسم الوكالة والوكالة بفتح الواو وكسرها لغتان فصيحتان ذكرهما ابن السكيت وغيره والتوكل الاعتماد يقال توكلت على الله تعالى أو على فلان توكلا أي اعتمدت عليه والاسم التكلان بضم التاء وإسكان الكاف وهذا الأمر موكول إلى فلان ووكلت الأمر إليه وكلا ووكولا إذا فوضته إليه وجعلته نائبا قال الجوهري ويقال واكلت فلانا مواكلة إذا اتكلت عليه واتكل عليك وقوله في الخطبة حسبي الله ونعم الوكيل قيل الوكيل في صفته سبحانه وتعالى بمعنى الموكول إليه وقيل الموكول إليه بتدبير خلقه وقيل القائم بمصالح خلقه وقيل الحافظ
ولد
قال الجوهري الولد يكون واحدا وجمعا وكذلك الولد يعني بضم الواو وإسكان اللام والولد بكسر الواو لغة في الولد والوليد الصبي والعبد والجمع ولدان وولدة والوليدة الصبية والأمة والجمع الولائد ويقال ولدت المرأة ولادا وولادة ويقال أولدت أي حان ولادها والوالد الأب والوالدة الأم وهما الوالدان وتولد الشيء من الشيء يعني حصل منه وميلاد الرجل إسم الوقت الذي ولد فيه والمولد إسم للموضع الذي ولد فيه وولد الرجل إبله توليدا كما يقال نتجها نتجا ورجل مولد إذا كان عربيا غير محض هذا آخر كلام الجوهري
369(3/368)
وله
في الحديث لا توله والدة بولدها مذكور في كتاب البيع هو بضم التاء وفتح الواو واللام المشددة ويجوز في الهاء الوجهان في نظائره وهما رفعها وإسكانها فالإسكان على النهي والرفع على أنه نهي بلفظ الخبر وهو أبلغ في الزجر وقد تقدمت نظائره قال أهل اللغة والغريب الوله ذهاب العقل والتحير من شدة الحزن ويقال رجل واله وامرأة والهة بإثبات الهاء وحذفها وممن ذكر الوجهين فيهما ابن فارس ويقال في الفعل منه وله بفتح اللام يله بكسرها ووله بكسرها يوله بفتحها لغتان فصيحتان ذكرهما الهروي وغيره قالوا ومعنى التوليه المنهي عنه في الحديث أن يفرق بين المرأة وولدها فتجعل والهة
ولي
قولهم في المحجور عليه مولى عليه هو بفتح الميم وإسكان الواو كسر اللام وتشديد الياء ويقال أيضا بضم الميم وفتح الواو وتشديد اللام المفتوحة مثل المصلى عليه قال الإمام أبو السعادات المبارك بن محمد بن عبد الكريم الجزري في كتابه نهاية الغريب اسم المولى يقع على معان كثيرة فذكر ستة عشر معنى فقال هو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمنعم عليه والمعتق قال وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد منها إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكل من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه وقد تختلف مصادر هذه الأسماء
وهب
قال أهل اللغة يقال وهبت له شيئا وهبا ووهبانا بإسكان الهاء وفتحها وهبة والاسم الموهب والموهبة بكسر الهاء فيهما قال الجوهري والاتهاب قبول الهبة والاستيهاب سؤال الهبة وتواهب القوم أي وهب بعضهم بعضا ورجل وهاب ووهابة أي كثير الهبة لأمواله والهاء للمبالغة وأما قول الغزالي وغيره في كتب الفقه وهبت من فلان كذا فهو مما ينكر على الفقهاء لإدخالهم لفظة من وإنما الجيد وهبت زيدا مالا ووهب له مالا وجوابه أن إدخال من هنا صحيح وهي زائدة وزيادتها في الواجب جائزة عند الكوفيين من النحويين وعند الأخفش من البصريين وقد روينا أحاديث فيها وهبت منه كذا ويقال هب زيدا منطلقا بمعنى أحسب فيعدى إلى مفعولين ولا يستعمل منه ماض ولا مستقبل قال أصحابنا والهبة في اصطلاح العلماء تمليك العين بغير عوض وقد زاد صاحب التتمة زيادة حسنة فقال تمليك الغير عينا للتودد واكتساب المحبة وهذا الذي قاله تخرج به صدقة التطوع من الحد وهي مندوب إليها بالإجماع
370(3/369)
لدخولها في عموم قوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى} وقوله تعالى {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وقوله تعالى {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر} إلى قوله تعالى {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا} وللحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا والهبة والهدية متقاربتان فالأمر بأحدهما أمر بالاخر قال صاحب التتمة والهدية في معنى الهبة إلا أن غالب ما يستعمل لفظ الهدية فيما يحمل إلى إنسان أعلى منه قلت هذا ليس كما قال بل تستعمل في حمل الإنسان إلى نظيره ومن فوقه ودونه قال صاحب التتمة وأما الصدقة فهي صرف المال إلى المحتاجين بقصد التقرب إلى الله تعالى وقال صاحب الشامل الهبة والهدية وصدقة التطوع بمعنى واحد كل واحد من ألفاظها يقوم مقام الآخر إلا أنه إذا دفع شيئا ينوي به التقرب إلى الله تعالى إلى المحتاجين فهو صدقة وإن دفع ذلك إلى غير محتاج للتقرب إليه والمحابة فهي هبة وهدية وكذا قال الشيخ نصر المقدسي في تهذيبه الهبة والهدية ما يقصد بهما في الغالب التواصل والتحابب والصدقة ما يقصد به التقرب إلى الله تعالى وقال الرافعي كلاما لخصته في الروضة
وهد
الوهدة بفتح الواو وإسكان الهاء هي المكان المطمئن وجمعها وهاد ووهد قاله الجوهري
وهن
قال الآزهري في تهذيب اللغة قال الليث الوهن الضعف في العمل والأمر وكذلك في العظم ونحوه وقد وهن العظم يهن وهنا وأوهنه يوهنه ورجل واهن في الأمر والعمل موهون في العظم والبدن والوهن لغة فيه وقال أبو عبيد الموهن فيه والوهن نحو نصف من الليل هذا آخر ما نقلته عن الأزهري وقال صاحب المحكم الوهن الضعف في العلم والأمر ونحوه والوهن لغة فيه ويقال وهن ووهن يهن وهنا فيهما ووهنه هو وأوهنه ورجل واهن ضعيف لا بطش عنده والأنثى واهنة وهن وهن هذا آخر كلامه
وقال الجوهري في صحاحه الوهن الضعف وقد وهن الإنسان ووهنه غيره يتعدى ولا يتعدى ووهن أيضا بالكسر وهنا أي ضعف وأوهنته أيضا ووهنته توهينا وقال ابن فارس في المجمل وهن الشيء يهن وأوهنته أنا ووهنته ضعفته
371(3/370)
حرف الواو المفردة
قوله في دعاء الاستفتاح سبحانك اللهم وبحمدك قال الخطابي أخبرني ابن خلاد قال سألت الزجاج عن الواو في قوله وبحمدك فقال معناه سبحانك اللهم وبحمدك سبحتك
فصل في أسماء المواضع
وج الطائف
المنهي عن صيده مذكور في كتاب الحج من المهذب والوسيط هو بفتح الواو وتشديد الجيم قال في المهذب وهو واد في الطائف وكذا قال غيره من أصحابنا الفقهاء وأما أهل اللغة فيقولون هو بلد الطائف وربما اشتبه هذا بوح بالحاء المهملة ناحية بعمان ذكره الحازمي في الأماكن وقال الحازمي وج إسم لحصون الطائف وقيل لواحد منها وحديث تحريم صيد وج رواه أبو داود في سننه من رواية الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه وإسناده ضعيف قال البخاري لا يصح ثنية الوداع بفتح الواو وتقدم بيانها في الثاء
حرف الياء
يدي
قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء وأهل اللغة اليد إسم لهذه الجارحة المعروفة من المنكب إلى رؤوس الأصابع قال أبو سليمان الخطابي في كتاب التيمم من معالم السنن ما بين المنكب إلى أطراف الأصابع كله إسم لليد قال وقد يقسم بدن الإنسان على سبعة أراب اليدان والرجلان ورأسه وظهره وبطنه وقد يفصل كل عضو منها فيقع تحته أسماء خاصة كالعضد في اليد والذراع والكف فاسم اليد يشتمل على هذه الأشياء كلها وإنما يترك العموم في الأشياء ويصار إلى الخصوص بدليل يفهم أن المراد من الاسم بعضه لا كله وهو مما عدم دليل الخصوص كان الجواب إجراء الاسم على عمومه واستيفاء مقتضاه برمته هذا آخر كلام الخطابي ومحله من العلم مطلقا ومن اللغة خصوصا بالغاية العليا
يرع
قوله في أول الشهادة من الوسيط والوجيز والروضة في اليراع وجهان هو بفتح الياء وتخفيف الراء وبالعين المهملة وهو جمع يراعة أو إسم جنس واحدته يراعة وهي الزمارة التي تسميها الناس الشبابة قال اهل اللغة اليراع القصب الواحدة يراعة
372(3/371)
قال صاحب المحكم في باب العين مع الهاء والراء الهيرعة القصبة التي يزمر بها الراعي واعلم أن المذهب الصحيح المختار تحريم استماع اليراع صححه البغوي وغيره وقد صنف الإمام أبو القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الثعلبي الدولعي خطيب دمشق ومفتيها المحقق في علومه كتابا في تحريمه مشتملا على نفائس وأطنب في دلائل تحريمه رحمه الله تعالى
يس
قول الله تبارك وتعالى {يس} جاء ذكره في كتاب الجنائز قال الماوردي هذه السورة مكية في قول الجميع إلا ابن عباس وقتادة فإنهما قالا إلا آية منها وهي قوله تعالى {وإذا قيل لهم} الآية قال الماوردي في قوله عز وجل {يس} يس حمس تأويلات أحدها أنه إسم من أسماء الله تعالى أقسم به قاله ابن عباس والثاني أنه فواتح من كلام الله تعالى افتتح به كلامه قاله مجاهد والرابع أنه يا محمد قاله محمد بن الحنفية وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تعالى سماني في القرآن سبعة أسماء محمد وأحمد وطه ويس والمزمل والمدثر وعبد الله والخامس انه يا إنسان قاله الحسن وعكرمة والضحاك وسعيد بن جبير ثم اختلفوا فقال سعيد بن جبير وعكرمة هو بلغة الحبشة وقال آخرون بلغة كلب وقال الشعبي بلغة طيء وحكى الكلبي أنها بالسريانية والله تعالى أعلم هذا ما ذكره الماوردي ولم أر في هذه النسخة التي حصلت لي القول الثالث وأظنه يا رجل كما حكاه غيره ومن قال إنها بالسريانية فمعناه ذلك أصلها ثم عربته العرب وتكلمت به وقوله صلى الله عليه وسلم سماني عبد الله يعني في قول الله تعالى {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} وذلك مذكور في الأسماء من هذا الكتاب من أسمائه صلى الله عليه وسلم
قال الإمام أبو الحسن الواحدي من قال معناه يا إنسان فوجهه من العربية أنه اكتفى بالسين من إنسان كما يكتفي بالحرف من الكلمة
وقال الإمام أبو البقاء العكبري النحوي في كتابه إعراب القرآن الجمهور على إسكان النون من يس ومنهم من يظهر النون لأنه حقق بذلك إسكانها ومنهم من يكسر النون على أصل التقاء الساكنين ومنهم من يفتحها كما في ابن وقيل الفتحة إعراب قال ويس إسم للصورة كهابيل والتقدير اتل يس والقرآن قسم على كل وجه هذا آخر
373(3/372)
كلام أبي البقاء وقد اختلفت القراء السبعة في إمالة فتحة الياء من يس فأمالها أبو بكر وحمزة والكسائي وأما الباقون فأخلصوا فتحها واختلفوا أيضا في إظهار النون وإدغامها في الواو وكل ذلك فصيح
يقن
قال الإمام أبو القاسم الرافعي في باب الاجتهاد في المياه اعلم أن الفقهاء كثيرا ما يعبرون بلفظ المعرفة واليقين عن الاعتقاد القوي علما كان أو ظنا مؤكدا ويجري ذلك في لسان أهل العرف
يمن
ذكر القاضي عياض في شرح مسلم في أحاديث الحوض في اول كتاب المناقب قولين أحدهما أن جميع المؤمنين من الأمم يأخذون كتبهم بأيمانهم ثم يعذب الله تعالى من يشاء من عصاتهم والثاني إنما يأخذه بيمينه الناجون من النار خاصة والله تعالى أعلم
فصل في أسماء المواضع
يبرين
مذكورة في المهذب في باب عقد الذمة في حد جزيرة العرب هي بفتح الياء وإسكان الباء الموحدة وكسر الراء بعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم نون وهو موضع معروف وراء اليمامة وفيه نخل ذكره الجوهري في صحاحه في فصل الباء الموحدة من باب النون فجعل الياء زائدة والنون أصلا وهي عنده يفعيل وغلطوه في هذا وقالوا بل الصواب ذكره في فصل الياء المثناة من تحت من باب الراء لأن الياء أصل والنون زائدة وهو فعلين لقولهم فيه يبرون وقد تقدم في حرف النون عند ذكر نصيبين شيء يتعلق ب يبرين
يلملم
ميقات أهل اليمن هو بفتح الياء واللامين وإسكان الميم بينهما ويقال فيه يألملم بهمزة بعد الياء وهو على مرحلتين من مكة وفي شرح مسلم لعياض يلملم جبل تهامة على مرحلتين من مكة شرفها الله تعالى
اليمامة
بفتح الياء مدينة من اليمن على مرحلتين من الطائف وأربع من مكة سميت باسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام يقال أبصر من زرقاء اليمامة فسميت اليمامة لكثرة ما أضيفت إليها والنسبة إليها يمامي
اليمن
الإقليم المعروف ويقال في النسب إليه رجل يمني ويمان بالتخفيف من
374(3/373)
غير ياء لأن الألف بدل منها فلا يجتمعان وحكى سيبويه يماني بالياء المشددة وقوم يمنيون ويمانية ويمانيون ويمانون عل حكاية سيبويه ذكر هذا كله الجوهري وغيره وممن حكاه عن سيبويه أيضا صاحب مطالع الأنوار وذكر أبو محمد ابن السيد في كتابه الاقتضاب في شرح أدب الكتاب أن المبرد وغيره أيضا حكوا أن التشديد في اليماني لغة وأنشد الجوهري لأمية بن خلف
(يمانيا يظل يشد كيرا .......... وينفخ دائما لهب الشواظ)
قلت واليمن تشتمل على تهامة وعلى نجد اليمن والمراد بقولهم ميقات حجاج اليمن يلملم أي ميقات أهل تهامة لأن أهل نجد اليمن ميقاتهم قرن وقد ذكرت هذا في الروضة ولكن نبهت عليه هنا إكمالا لهذا الكتاب والله تعالى أعلم الصواب إليه المرجع والمآب إنه الكريم الوهاب والحمد لله رب العالمين صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
بحمد الله وتوفيقه تم الجزء الثاني من القسم الثاني من تهذيب الأسماء واللغات للعالم الإمام الرياني أبي زكريا محي الدين بن يحيى النووي قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه وبه ينتهي الكتاب كله وله الحول ومنه المعونة صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي الذي أوتي جوامع الكلم وعلى آله وصحبه والتابعين.(3/374)