الكتاب : تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي
موافق للمطبوع كاملاً بحمد الله.... مفهرس كاملاً بحمد الله.
غير مقابل على نسخة مطبوعة بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث
(المكتبة الإسلامية الكبرى الشاملة)
بطاقة الكتاب كما هي في مكتبة التراث:
عدد المجلدات 3 // دار النشر: دار الفكر // مدينة النشر: بيروت // سنة النشر: 1996
الطبعة: الأولى // تحقيق: مكتب البحوث والدراسات [في دار الفكر].
ــــــــــــــــــــــ
تجد في آخر كل صفحة رقم الصفحة التالية.
قام بفهرسته أخوكم : أبو عبد الله السني.
عضو في ملتقى أهل الحديث.
راجياً منكم دعوة بظهر الغيب.(1/1)
[مقدمات]
المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي للإمام جلال الدين ابو الفضل عبد الرحمن السيوطي المتوفي 911 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الكتاب
الحمد لله العزيز الحكيم الرؤوف الرحيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له رب السموات والأرض وما بينهما ورب العرش الكريم وأشهد ان محمدا عبده ورسوله المخصوص بالاصطفاء والتكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل الجسيم
هذه اوراق فيها ترجمة الشيخ الإمام شيخ الإسلام ولي الله تعالى محيي الدين أبي زكريا النووي رحمه الله ذكرت فيها بعض مناقبه الكريمة وسميتها المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي فأقول
نسب الإمام النووي وفضائله
هو الإمام أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مري بضم الميم وكسر الراء كما رأيته مضبوطا بخطه ابن حسن بن حسين بن جزام بكسر الحاء المهملة وبالزاي المعجمة النووي ثم الدمشقي محرر المذهب ومهذبه ومحققه ومرتبه
إمام أهل عصره علما وعبادة وسيد أوانه ورعا وسيادة
العلم الفرد فدونه واسطة الدرع والجوهر السراج الوهاج فعنده يخفى الكوكب الأزهر
عابد العلماء وعالم العباد وزاهد المحققين ومحقق الزهاد
لم تسمع بعد التابعين بمثله أذن ولم تر ما يدانيه عين وجمع له في العلم والعبادة محكم النوعين
راقب الله في سره وجهره ولم يبرح طرفة عين عن امتثال أمره ولم يضيع من عمره ساعة في غير طاعة مولاه الى أن صار قطب عصره وحوى من الفضل ما حواه وبلغ ما نواه فتشرفت به نواه ولم يكن له من ناواه
(وإذا الفتى لله أخلص سره .......... فعليه منه رداء طيب يظهر)
(وإذا الفتى جعل الإله مراده .......... فلذكر عرف ذكي ينشر)
6(1/5)
أثنى عليه الموافق والمخالف وقبل كلامه النائي والآلف وشاع ثناؤه الحسن بين المذاهب ونشرت له راية مجد تخفق في المشارق والمغارب
من سلك منهاجه أيقن بروضة قطوفها دانية ومن تتبع آثاره فهو مع الصالحين في رياض عيونها جارية ومن لزم أذكاره ومهذب أخلاقه فالخير فيه مجموع ومن أستقى من بحره ظفر بأروى وأصفى ينبوع
فيه ثبت الله أركان المذهب والقواعد وبين معمات الشرع والمقاصد فطابت منه المصادر والموارد وعذبت مناهله للصادر والوارد
(وليس على الله بمستنكر .......... ان يجمع العلم في واحد)
وقال فيه الشيخ تاج الدين السبكي في طبقاته الشيخ الإمام شيخ الإسلام أستاذ المتأخرين وحجة الله على اللاحقين ما رأت الأعين ازهد منه في يقظة ولا منام ولا عاينت أكثر اتباعا منه لطرق السالفين من امة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
له التصانيف المفيدة والمناقب الحميدة والخصائل التي جمعت طارف كل فضل وتليده والورع الذي خرب به دنياه وجعل دينه معمورا والزهد الذي كان به يحيى سيدا وحصورا هذا إلى قدر في العلم لو اطل على المجرة لما ارتضى سربا في اعطانها او جاوز الجوزاء لما استطاب مقاما في اوطانها او حل في دارة الشمس لأنف من مجاورة سلطانها وطالما فاه بالحق لا تأخذه لومة لائم ونادى بحضرة الأسود الضراغم وصدع بدين الله بمقال ذي سريرة يخاف يوم تبلى السرائر ونطق معتصما بالباطن الطاهر غير متلفت الى الملك الظاهر وقبض على دينه والجمر ملتهب وصمم على مقاله والصارخ للأرواح منتهب ولم يزل رحمه الله طول عمره على طريق أهل السنة والجماعة مواظبا على الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة
وقال ابن فضل الله في المسالك شيخ الإسلام علم الأولياء قدوة الزهاد ورجل علم وعمل ونجاه سؤل وأمل وكامل قل مثله في الناس من كمل
وفق للعلم وسهل عليه ويسر له وسير إليه من اهل بيت من نوى من كرام القرى وكرامة أهل القرى لهم بها بيت مضيف لا تخمد ناره ودار قرى لا تحمل مناره
طلع من امم سادات وجمع لكرمهم عادات وجمع لهممهم أطراف السعادات
ونبت فيهم نباتا حسنا ونبغ ذكاء ولسنا واتى دمشق متلقيا للأخذ من علمائها متقللا من عيشها حتى كاد يعف فلا يشرب من مائها فنبه شكره ونهب مدى الآفاق ذكره وحلو اسمه وذكر تصنيفه وعلمه
7(1/6)
فلما توسد الملك الظاهر أمانيه وجذم نفسه من الظلم بما كاد يأتي قواعده من مبانيه وكتب له من الفقهاء من كتب وحمله سوء رأيه على بيع آخرته بشيء من الذهب ولم يبق سواه فلما حضر هابه وألقى إليه الفتيا فألقاها وقال له لقد أفتوك بالباطل ليس لك أخذ معونة حتى تنفذ اموال بيت المال وتعيد انت ونساؤك ومماليكك وأمراؤك ما اخذتم زائدا عن حقكم وتردوا فواضل بيت المال اليه
وأغلظ له في القول فلما خرج قال اقطعوا وظائف هذا الفقيه ورواتبه
فقيل له إنه لا وظيفة له ولا راتب
قال فمن أين يأكل
قالوا مما يبعث اليه أبوه
فقال والله لقد هممت بقتله فرأيت كان أسدا فاتحا فاه بيني وبينه لو عرضت له لالتقمني
ثم وقر له في صدره وقر ومد إليه يد المسألة يسأله وما افتقر
ثم كانت سمعة النواوي التي شرقت وغربت وبعدت وقربت
وعظم شان تصانيفه وبان البيان في مطاول تأليفه ثم هي اليوم محجة الفتوى وعليها العلم وما تم سوى سببها الأقوى
قال تلميذه الشيخ علاء الدين بن العطار في ترجمته التى جمعها له
أوحد عصره وفريد دهره الصوام القوام الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة صاحب الأخلاق الرضية والمحاسن السنية العالم الرباني المتفق على علمه وامانته وجلالته له الكرامات الواضحة
والمؤثر بنفسه وماله للمسلمين
ولد في العشر الأوسط من المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة بنوى
قال ابن العطار وذكر لي بعض الصالحين الكبار انه ولد وكتب من الصادقين ونشأ بنوى وقرأ القرآن
فلما بلغ سبع سنين وكانت ليلة السابع والعشرين من رمضان قال والده وكان نائما الى جنبي فانتبه نحو نصف الليل وأيقظني وقال يا أبت ما هذا النور الذي قد ملأ الدار
فاستيقظ أهله ولم نر شيئا فعرفت أنها ليلة القدر
بلوغه العشرين والتقاء الشيخ المراكشي به
به فلما بلغ عشر سنين وكان بنوى الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي من اولياء الله تعالى فرآه والصبيان يكرهونه على اللعب معهم وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم ويقرأ القرآن في تلك الحالة
قال فوقع في قلبي محبته
وجعله أبوه في دكان فجعل لا يشتغل في البيع والشراء عن القرآن
8(1/7)
قال الشيخ ياسين فأتيت الذي يقرئه القرآن فوصيته به وقلت له هذا الصبي يرجى ان يكون أعلم اهل زمانه وازهدهم وينتفع الناس به
فقال أمنجم انت فقلت لا وإنما أنطقني الله بذلك
فذكر ذلك لوالده فحرص عليه الى ان ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام
قال ابن العطار قال الشيخ فلما كان عمري تسع عشرة سنة قدم بي والدي الى دمشق سنة تسع وأربعين فسكنت المدرسة الرواحية وبقيت نحو سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض وكان قوتي جراية المدرسة لا غير
قال حفظت التنبيه في أربعة أشهر ونصف وحفظت ربع المهذب في باقي السنة
قال ولما قرأت قول التنبيه يجب الغسل من إيلاج الحشفة كنت اظن انها قرقرة الجوف وقعدت مدة أغتسل منها بالماء البارد حتى تشقق ظهري
قال وجعلت أشرح وأصحح على شيخنا الإمام العالم الزاهد الورع أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي الشافعي ولازمته فأعجب بي لما رأى من اشتغالي وملازمتي وعدم اختلاطي بالناس واحبني محبة شديدة وجعلني معيد الدرس في حلقته لأكثر الجماعة
قال فلما كانت سنة إحدى وخمسين حججت مع والدي وكانت الوقفة تلك السنة يوم الجمعة وكانت رحلتنا من اول رجب فأقمت بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من شهر ونصف
مرضه في أثناء الحج
قال والده ولما توجهنا للرحيل من نوى أخذته الحمى إلى يوم عرفة
قال ولم يتأوه قط فلما عدنا الى نوى ونزل هو إلى دمشق صب الله عليه العلم صبا فلم يزل يشتغل بالعلم ويقتفي آثار شيخه أبي إبراهيم إسحاق في العبادة من الصلاة وصيام الدهر والزهد والورع
فلما توفي شيخه ازداد اشتغاله بالعلم والعمل وحج مرة اخرى
قال ابن العطار قال لي شيخنا القاضي أبو المفاخر محمد بن عبد القادر الأنصاري لو أدرك القشيري
9(1/8)
صاحب الرسالة شيخكم وشيخه لما قدم عليهما في ذكره لمشايخهما احد لما جمع فيهما من العلم والعمل والزهد والورع والنطق بالحكمة وغير ذلك
تلقيه اثني عشر درساً كل يوم
قال وذكر لي الشيخ قال كنت أقرأ كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ شرحا وتصحيحا درسين في الوسيط ودرسا في المهذب ودرسا في الجمع بين الصحيحين ودرسا في صحيح السكيت في اللغة ودرسا في التصريف ودرسا في أصول الفقه ودرسا في أسماء الرجال ودرسا في أصول الدين
قال وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة
قال وبارك الله لي في وقتي واشتغالي وأعانني عليه
محاولة اشتغاله بعلم الطب
قال وخطر لي الاشتغال بعلم الطب فاشتريت القانون وعزمت على الاشتغال فيه فأظلم علي قلبي وبقيت أياما لا أقدر على الاشتغال بشيء ففكرت في أمري ومن أين دخل علي الداخل فألهمني الله تعالى ان سببه اشتغالي بالطب فبعت في الحال الكتاب المذكور وأخرجت من بيتي كل ما يتعلق بالطب فاستنار قلبي ورجع إلى حالي وعدت إلى ما كنت عليه أولا
تمثل إبليس له في هيئة شيخ صالح
قال وكنت مريضا بالمدرسة الرواحية فبينا انا في بعض الليالي في الصفة الشرقية منها ووالدي وإخوتي وجماعة من أقاربي نائمون إلى جنبي إذ نشطني الله وعافاني من الحمى فاشتاقت نفسي الى الذكر فجعلت أسبح فبينا انا كذلك بين الجهر والإسرار إذا شيخ حسن الصورة جميل المنظر يتوضأ على حافة البركة وقت نصف الليل او قريب منه فلما فرغ من وضوئه أتاني وقال لي
يا ولدي لا تذكر الله تعالى تشوش على والدك وإخوتك وأهلك ومن في هذه المدرسة
فقلت ياشيخ من انت
فقال انا ناصح لك ودعني اكون من كنت
10(1/9)
فوقع في نفسي أنه ابليس فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ورفعت صوتي بالتسبيح فأعرض عني ومشى إلى ناحية باب المدرسة فأنبهت والدي والجماعة على صوتي فقمت إلى باب المدرسة فوجدته مقفلا وفتشتها فلم أجد فيها أحدا غير من كان فيها فقال لي والدي يا يحيى ما خبرك فأخبرته الخبر
فجعلوا يتعجبون وقعدنا كلنا نسبح ونذكر
قال ابن العطار
شيوخه في الفقه نقلت من خط الشيخ رحمه الله أنه قرأ على القاضي أبي الفتح عمر بن التفليسي المنتخب للرازي وقطعة من المستصفى وغير ذلك
شيوخه في اللغة وعلى الشيخ فخر الدين المالكي اللمع لابن جني
وعلى أبي العباس احمد بن سالم المصري النحوي إصلاح المنطق في اللغة بحثا وكتابا في التصريف قال وكان لي عليه درس إما في كتاب سيبويه او غيره الشك منه
وعلى الإمام جمال الدين مالك كتابا من تصانيفه وعلق عنه أشياء كثيرة
شيوخه في الحديث وعلى أبي اسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي صحيح مسلم شرحا ومعظم البخاري وقطعة من الجمع بين الصحيحين للحميدي
شيوخه في سائر العلوم وقرا على جماعة من أصحاب ابن الصلاح علوم الحديث له
وعلى أبي البقاء خالد بن يوسف النابلسي الكمال في أسماء الرجال للحافظ عبد الغني المقدسي وعلق عنه حواشي وضبط عنه أشياء حسنة
واخذ الفقه عن شيخه إسحاق المغربي وكان يتأدب معه كثيرا ويملأ له الإبريق ويحمله معه إلى الطهارة
وأخذ عن الكمال سلار بن الحسن الإربلي وعن الإمام عبد الرحمن بن نوح المقدسي وأبي حفص عمر بن أسعد بن أبي غالب الربعي الأربلي
وسمع الحديث عن أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي وإسماعيل بن أبي اليسر وأبي العباس بن عبد الدائم وخالد النابلسي وعبد العزيز بن احمد بن عبد المحسن
11(1/10)
الأنصاري والضياء بن تمام الحنفي والحافظ أبي الفضل البكري وأبي الفضل عبد الكريم بن عبدالصمد خطيب دمشق وعبد الرحمن بن سالم الأنباري وأبي زكريا يحيى بن أبي الفتح الصيرفي وإبراهيم بن علي الواسطي وغيرهم
مسموعاته ومن مسموعاته الكتب الستة والموطأ ومسانيد الشافعي وأحمد والدارمي وأبي عوانة وأبي يعلى وسنن الدارقطني والبيهقي وشرح السنة للبغوي وتفسيره والأنساب للزبيري والخطب النباتية ورسالة القشيري وعمل اليوم والليلة لابن السني وأدب السامع والراوي للخطيب وغير ذلك
وسمع منه خلق من العلماء والحفاظ والصدور والرؤساء وتخرج به خلق كثير من الفقهاء وسار علمه وفتاويه في الآفاق وانتفع الناس في سائر البلاد الإسلامية بتصانيفه وأكبوا على تحصيلها
قال ابن العطار
حرصه على عدم تضييع وقته وذكر لي انه كان لا يضيع وقتا في ليل ولا نهار الا في وظيفة من الاشتغال بالعلم حتى في ذهابه في الطريق ومجيئه يشتغل في تكرار محفوظه او مطالعة وانه بقي على التحصيل على هذا الوجه نحو سنين
اشتغاله بالتصنيف ومجاهدة النفس ثم اشتغل بالتصنيف والاشتغال والإفادة والمناصحة للمسلمين وولاتهم مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه والعمل بدقائق الفقه والاجتهاد على الخروج من خلاف العلماء وإن كان بعيدا والمراقبة لأعمال القلوب وتصفيتها من الشوائب يحاسب نفسه على الخطرة بعد الخطرة
وكان محققا في علمه وفنونه مدققا في علمه وكل شؤونه حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عارفا بأنواعه كلها من صحيحه وسقيمه وغريب ألفاظه ومعانيه واستنباط فقهه حافظا لمذهب الشافعي وقواعده وأصوله وفروعه ومذاهب الصحابة والتابعين واختلاف العلماء ووفاقهم واجتماعهم وإجماعهم سالكا طريق السلف
قد صرف أوقاته كلها في الخير فبعضها للتأليف وبعضها للتعليم وبعضها للصلاة وبعضها للتلاوة بالتدبر وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال الكمال الأذفوي في البدر السافر ونوزع مرة في النقل عن الوسيط فقال أتنازعوني وقد طالعته أربعمائة مرة
قال ابن العطار وذكر لي أبو عبد الله بن ابي الفتح البعلي الحنبلي العلامة قال كنت ليلة في جامع دمشق والشيخ واقف يصلي الى سارية في ظلمة وهو يردد قوله تعالى {وقفوهم إنهم مسؤولون}
12(1/11)
مرارا بحزن وخشوع حتى حصل عندي من ذلك ما الله به عليم
وكان إذا ذكر الصالحين ذكرهم بتعظيم وتوقير واحترام وذكر مناقبهم
واخبرني الشيخ القدوة المسلك ولي الدين أبو الحسن المقيم بجامع بيت لهيا قال مرضت بالنقرس في رجلي فعادني الشيخ محيي الدين فلما جلس عندي جعل يتكلم في الصبر فكلما تكلم جعل الألم يذهب قليلا قليلا حتى زال فعرفت انه من بركته
تقشفه في عيشه وكان لا يدخل الحمام ولا يأكل في اليوم والليلة الا أكلة واحدة بعد العشاء ولا يشرب الا شربة واحدة عن السحر ولا يشرب المبرد أي الملقى فيه الثلج ولم يتزوج
قال ابن العطار وأخبرني العلامة رشيد الدين الحنفي قال عذلت الشيخ في تضييق عيشه في أكله ولباسه وجميع احواله وقلت له أخشى عليك مرضا يعطلك عن أشياء أفضل مما تقصده فقال إن فلانا صام وعبد الله حتى اخضر عظمه
قال فعرفت انه ليس له غرض في المقام في هذه الدار ولا يلتفت الى ما نحن فيه
قال ورأيت رجلا من أصحابه قشر خيارة ليطعمه إياها فامتنع من اكلها وقال أخشى ان ترطب وتجلب النوم
قال الإذفوي في البدر السافر حكى لي قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة انه سأله عن نومه فقال إذا غلبني النوم استندت الى الكتب لحظة وانتبه
قال وحكى لي أيضا انه كان إذا أتى إليه ليزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع له موضعا يجلس فيه
قال وكان لا يجمع بين إدامين ولا يأكل اللحم الا عندما يتوجه الى نوى
قال وحكى عنه قاضي القضاة جمال الدين الزرعي انه كان يتردد إليه وهو شاب قال فجئت اليه في يوم فوجدته يأكل خزيرة مدخنة فقال سليمان كل فلم يطب له فقام أخوه وتوجه إلى السوق وأحضر شويا وحلوى وقال له كل فلم يأكل
فقال يا اخي أهذا حرام فقال لا ولكنه طعام الجبابرة
13(1/12)
قال ابن العطار
ورعه وكان لا ياكل من فاكهة دمشق فسألته عن ذلك فقال دمشق كثيرة الأوقاف واملاك من هو تحت الحجر شرعا والتصرف في ذلك لا يجوز الا على وجه الغبطة والمعاملة فيها على وجه المساقاة وفيها خلاف بين العلماء ومن جوزها شرط الغبطة والناس لا يفعلونها الا على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك فكيف تطيب نفسي لأكل ذلك
ثناء الأخميني عليه قال وقال لي الشيخ العارف المحقق ابو عبد الحليم محمد الأخميني كان الشيخ محيي الدين سالكا منهاج الصحابة ولا اعلم احدا في عصرنا سالكا منهاجهم غيره
قال وكتب شيخنا أبو عبد الله محمد بن الظهير الإربلي الحنفي شيخ الأدب في وقته تصحيح التنبيه للشيخ وسألني مقابلتي معه بنسختي ليكون له عنه رواية مني فلما فرغه قال لي ما وصل ابن الصلاح الى ما وصل اليه الشيخ من الفقه والحديث واللغة وعذوبة اللفظ والعبارة
لباسه وقال الأسنوي كان يلبس ثوبا قطنا وعمامة سختيانية وكان في لحيته شعرات بيض وعليه سكينة ووقار في حال البحث مع الفقهاء وغيره
وقال الشيخ تقي الدين السبكي ما اجتمع بعد التابعين المجموع الذي اجتمع في النووي
ذكر كرامة له ورأيت في مجموع بخط الشيخ شمس الدين العيزري الشافعي أن بواب الرواحية حكى قال خرج الشيخ في الليل فتبعته فانفتح له الباب بغير مفتاح فخرج ومشيت معه خطوات فإذا نحن بمكة فأحرم الشيخ وطاف وسعى ثم طاف الى أثناء الليل ورجع فمشيت خلفه فإذا نحن بالرواحية
تولية مشيخة دار الحديث الأشرفية
قال الذهبي وتولى مشيخة دار الأشرفية بعد موت أبي شامة سنة خمسة وستين وفي البلد من هو اسن منه وأعلى سندا فلم يأخذ من معلومها شيئا الى ان مات
قال ابن العطار وأقرأ بها بحثا وشرحا صحيح البخارى ومسلم وقطعة من ابي داود ورسالة القشيري وصفوة الصفوة والحجة على تارك المحجة لنصر المقدسي وغير ذلك
قال وذكر لي تلميذه أبو العباس بن فرح قال كان الشيخ محيي الدين قد صار اليه ثلاث مراتب كل مرتبة منها لو كانت لشخص لشدت إليه آباط الإبل من أقطار الأرض
14(1/13)
المرتبة الأولى العلم والقيام بوظائفه
الثانية الزهد في الدنيا
الثالثة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كرامة له يرويها الشيخ أبو القاسم المزي
قال وأخبرني الشيخ الصدوق ابو القاسم المزي وكان من الأخيار انه رأى في النوم بالمزة رايات كثيرة وطبلا يضرب قال فقلت ما هذا فقيل لي الليلة قطب يحيى النووي فاستيقظت من منامي ولم اكن اعرف الشيخ ولا سمعت به قبل ذلك فدخلت دمشق في حاجة فذكرت ذلك لشخص فقال هو شيخ دار الحديث وهو الآن جالس فيها فدخلتها فلما وقع بصره علي نهض إلى جهتي وقال اكتم ما معك ولا تحدث به احدا ثم رجع الى موضعه
ورأيت في الدرر الكامنة لشيخ الإسلام حافظ العصر ابي الفضل بن حجر قال الشيخ محيي الدين لتلميذه الشيخ شمس الدين ابن النقيب يا شيخ شمس الدين لا بد ان تلي الشامية البرانية فما مات حتى وليها
وكرامة أخرى له عن الشيخ فرج الصفدي ورأيت فيها عن بعضهم قال توجهت لزيارة الشيخ فرج الصفدي الزاهد فجرت مسألة النظر الى الأمرد وان الرافعي حرمه بشرط الشهوة والنووي يقول يحرم مطلقا
فقال الشيخ فرج رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي (الحق في هذه المسألة مع الشيخ النووي) وكان الشيخ محي الدين إذا جاء امرد يقرأ عليه امتنع وبعث به الى الشيخ امين الدين الحلبي لعلمه بدينه وصيانته
تعظيم والد التاج السبكي للنووي
وقال الشيخ تاج الدين السبكي في الترشيح رافق الوالد مرة وهو راكب على بغلته شيخا عاميا ماشيا فوقع في كلام ذلك الشيخ انه رأى النووي ففي الحال نزل عن بغلته وقبل يد ذلك الشيخ العامي وسأله الدعاء وقال له اركب خلفي فلا أركب وعين رأت وجه النووي تمشي بين يدي
وكان الوالد سكن دار الحديث الأشرفية وكان يخرج في الليل يتهجد ويمرع خديه على الأرض فوق البساط الذي يقال انه من زمن الواقف ويقال إن النووي كان يدرس عليه
وينشد
(وفي دار الحديث لطيف معنى .......... على بسط لها أصبو وآوي)
(عسى اني أمس بحر وجهي .......... مكانا مسه قدم النواوي)
ذكر بعض من أخذ عنه منهم
الشيخ علاء الدين بن العطار والشيخ شمس الدين بن النقيب والعلامة شمس الدين بن
15(1/14)
جعوان والشيخ شمس الدين القماح والعلامة رشيد الدين الحنفي والمحدث أبو العباس بن فرح الإشبيلي وخلائق غيرهم
طريقة النووي في التصنيف قال الشيح جمال الدين الأسنوي في اوائل المهمات اعلم ان الشيخ محيي الدين رحمه الله لما تأهل للنظر والتحصيل
رأى المسارعة الى الخيرات أن جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفا ينتفع به الناظر فيه فجعل تصنيفه تحصيلا وتحصيله تصنيفا وهو غرض صحيح وقصد جميل ولولا ذلك لم يتيسر له من التصانيف ما تيسر له
واما الرافعي فإنه سلك الطريقة العالية فلم يتصدر للتأليف الا بعد كمال انتهائه وكذا ابن الرفعة رحمة الله عليهم اجمعين ونفعنا بهم
وقال الأذرعي في اول التوسط والفتح بلغني ان الشيخ محيي الدين كان يكتب الى أن يعيى فيضع القلم ليستريح وينشد
(لئن كان هذا الدمع يجري صبابة .......... على غير سعدى فهو دمع مضيع)
وذكر ابن العطار في تأليف له في الشعر ان الشيخ لم ينظم شعرا قط
فمن تصانيفه
الروضة مختصر الشرح الكبير للرافعي وهو بخطه في أربع مجلدات ضخمات مائة كراس وتقع غالبا في ست مجلدات وثمانية ورأيت بخطه فيها انه ابتدأ في تأليفها يوم الخميس الخامس والعشرين من رمضان سنة ست وستين وستمائة وختمها يوم الأحد خامس عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وستين وهي عمدة المذهب الآن وفيها يقول الأسنوي في المهمات وكانت انفس ما تأثر من تصانيفه لبركات انفاسه وتأتي من ثمرات غراسه غرس فيها احكام الشرع ولقحها وضم إليها فروعا كانت منتشرة فهذبها ونقحها فلذلك علا ينبوعها وبسقت فروعها وطابت أصولها ودنت قطوفها
إلى ان قال وتلك منقبة قد أطاب الله ذكرها وثناها وموهبة منقبة قد رفع سمكها وبناها ومن أسر سريرة حسنة ألبسه الله رداها
وفي الجواهر فإن الروضة لما جمعت اشتات المذهب وقطعت أسباب علق المطلب لاشتمالها على احكام الشرح الكبير واختصاصها بزيادات أحجم عنها الكثير وردت من قبول الكافة موردا يصدر فيه البعض وعقدت لوقوفهم عند حكمها موثقا فلن تبرح الأرض فلذلك تمسكوا بفروعها وأغصانها وتعلقوا بأصولها وأقبالها حتى صارت منزل قاصدهم ومنهل واردهم وقد استدرك فيها على الإمام الرافعي في التصحيح مواضع جمة وزاد عليها مسائل وقيودا وشروطا وقد أفرد بعضهم زياداتها في مجلدين لطيفين
وقد ذكر الأذرعي في التوسط انه هم قبل موته بغسلها فقيل له سارت بها الركبان فقال في نفسي منها أشياء
وقد أكثر الناس من الكتابة عليها والكلام على مواضع وتصحيحات فيها ظاهرها
16(1/15)
التناقض ومواضع فيها مخالفة لما في الشرح كالأسنوي والأذرعي والبلقيني والزركشي وغيرهم وقد ذكر ان سبب ما وقع فيها مخالفا للشرح انه اختصرها من نسخة منه سقيمة مع انه بحمد الله أجيب عن كثير مما زيفوه وجمع بين غالب ما زعموا تناقضه وقد شرعت في تلخيص احكامها من غير ذكر خلاف وضممت اليها زيادات شرح المهذب وبقية تصانيفه وتصانيف من بعده كابن الرفعة والسبكي والأسنوي وغيرهم ووصلت فيه الآن الى ان أعان الله على إتمامه ومنها
شرح صحيح مسلم سماه بالمنهاج قريب من حجم الروضة
وشرح المهذب سماه بالمجموع وقد وصل فيه قال ابن العطار الى باب المجراة
وقال الأسنوي الى أثناء الربا وهو قدر الروضة مبسوطا جدا وصل فيه الى أثناء الحيض في ثلاث مجلدات ضخمات ثم رأى أن ذلك يكون سبب قلة الانتفاع به لكبره فعدل عنه ولم يتفق له انه سمى شيئا من تصانيفه في الخطبة الا هذا الشرح
قال الأسنوي وهذا الشرح من أجل كتبه وانفسها وكلامه فيه يدل على انه اطلع على انه يموت قبل اتمامه فإنه يجمع النظائر في موضع ويقول معلنا ذلك فلعلنا لا نصل الى محله
وقال ابن العطار وكتب لي ورقة فيها أسماء الكتب التي كان يجمعه منها وقال إذا انتقلت الى الله فأتمه من هذه الكتب
وقد شرع في تكميله جماعة ولم ينهوه فكتب الشيخ تقي الدين السبكي من الموضع الذي انتهى اليه
من خطبة التقي السبكي في تكملة المجموع وفي خطبة تكملته يقول واصفا هذا الشرح وبعد فقد رغب إلي بعض الأصحاب في ان اكمل شرح المهذب للشيخ الإمام العالم العلامة علم الزهاد وقدوة العباد واحد عصره وفريد دهره محيي علوم الأولين ومهذب سنن الصالحين أبي زكريا النووي
وطالت رغبته إلي وكثر إلحاحه علي وأنا في ذلك أقدم رجلا وأأخر أخرى وأستهول الخطب وأراه شيئا إمرا وهو في ذلك لا يقبل عذرا وأقول وقد يكون تعرضي لذلك مع قصوري عن مقام هذا الشارح إساءة إليه وجناية مني عليه فإنني انهض بما نهض به وقد أسعف بالتأييد وساعدته المقادير فقربت منه كل بعيد
ولا شك ان ذلك يحتاج بعد الأهلية الى ثلاثة أشياء
أحدها فراغ البال وإتساع الزمان
وقد كان رحمه الله قد أوتي من ذلك الحظ الأوفر بحيث لم يكن له شاغل عن ذلك من نفس ولا اهل
الثاني جمع الكتب التى استعان بها على النظر والاطلاع على كلام العلماء وكان
17(1/16)
رحمه الله قد حصل له من ذلك خط وافر لسهولة ذلك في بلده في ذلك الوقت
الثالث حسن النية وكثرة الورع والزهد والأعمال الصالحة التي اشرقت أنوارها وكان قد اكتال من ذلك بالمكيال الأوفى
فمن اجتمعت فيه هذه الحالات الثلاث أتى يضاهيه او يدانيه من ليس فيه واحدة منها
فنسأل الله ان يحسن نياتنا وان يمدنا بمعونته وعونه وقد استخرت الله تعالى وفوضت الأمر اليه واعتمدت في كل الأمور عليه وقلت في نفسي لعل ببركة صاحبه ونيته يعينني الله تعالى عليه إنه يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فإن من الله تعالى بإكماله فلا شك من فضل الله بركة صاحبه ونيته إذ كان مقصوده النفع للناس ممن كان (أه)
ومنها
المنهاج مختصر المحرر مجلد لطيف ودقائقه نحو ثلاث كراريس
ورأيت بخطه أنه فرغه تاسع عشر شهر رمضان سنة تسع وستين وهو الان عمدة الطالبين والمدرسين والمفتين
قال ابن العطار
قال العلامة جمال الدين بن مالك والله لو استقبلت من امري ما استدبرت لحفظته
وأثنى على حسن اختصاره وعذوبة ألفاظه
قال ووقف عليه في حياته العلامة رشيد الدين الفارقي شيخ الأدب فامتدحه بأبيات وقف عليها الشيخ وهي
(اعتنى بالفضل يحيى فاغتنى .......... عن بسيط بوجيز نافع)
(وتحلى بتقاه فضله .......... فتجلى بلطيف جامع)
(ناصبا أعلام علم جازما .......... بمقال رافعا للرافعي)
(فكان ابن الصلاح حاضر .......... كأن ما غاب عنا الشافعي)
وقال فيه الشيخ جمال الدين الأسنوي
(يا ناهجا منهاج غير ناسك .......... دقت دقائق فكره وحقائقه)
(بادر لمحيي الدين فيما رمته .......... يا حبذا منهاجه ودقائقه)
وينسب للشيخ تقي الدين السبكي
(ما صنف العلماء كالمنهاج .......... في شرعة سلفت ولا منهاج)
(فاجهد على تحصيله متيقنا .......... ان الكفاية فيه للمحتاج)
ولبعضهم
(الشيخ محيي الدين هو القطب الذي .......... طلعت شموس العلم من أبراجه)
(لا يرتقي احد الى شرف العلى .......... الا فتى يمشي على منهاجه)
18(1/17)
وقلت انا
(للناس سبل في الهداية والهوى .......... ما بين إصباح وليل داج)
(فإذا أردت سلوك سبل المصطفى .......... حقا فلا تعدل عن المنهاج)
وقلت ومن جلالة هذا الكتاب ان الشيخ تاج الدين بن الفركاح كتب عليه تصحيحا وهو في مرتبة شيوخ محيي الدين
فإنه لما جاء إلى دمشق أحضر إليه ليقرأ عليه فبعث به إلى الرواحية
وأيضا فإنه كان بينهما أخيرا مقاطعة كما ذكر ذلك الصلاح الصفدي في تذكرته وانه لما توفي الشيخ محيي الدين لم يحضر الشيخ تاج الدين للصلاة عليه
ومن العجب ان الشيخ علاء الدين الباجي شيخ السبكي اختصر المحرر وسماه التحرير ومولده سنة مولد الشيخ محيي الدين وانظر ما بين المختصرين شهرة واعتمادا
وقد كنت في اول اشتغالي رأيت الشيخ في النوم وكأني حضرت درسه فقلت له في شأن المنهاج والاعتراضات التى أوردت عليه فأخذ يصلح العبارة الى ان خرج الكتاب عن هيئته فقلت له يا سيدي اجعل هذا كتابا على حدته غير المنهاج لأنه شرح وحفظ على تلك الهيئة
ثم انه ركب حمارا عاليا ومشيت خلفه مسافة يسيرة فأعطاني عمامته وفارقته فانتبهت
ورأيته مرة اخرى فأنشدني
(من شامخ العالم في كلامه .......... ليذهبن رونق انتظامه)
فاستيقظت وانا احفظه
ومنها
تهذيب الأسماء واللغات مجلدان ضخمان ويقع غالبا في أربعة
قال الأسنوي وقد مات عنه مسودة وبيضه الحافظ جمال الدين المزي وفي هذا شيء فقد وقفت على المجلد الأول بخطه مبيضا بالخزانة المحمودية لكن فيه بياضات يسيرة
ورياض الصالحين
والأذكار
ونكت التنبيه مجلد وتسمى التعليقة
قال الأسنوي وهي من اوائل ما صنف
ولا ينبغي الاعتماد على ما فيها من التصحيحات المخالفة لكتبه المشهورة ولعله جمعها من كلام شيوخه
ومما استفدته منها في قص الأظفار انه يسن البدء بمسبحة اليد اليمنى ثم بالوسطى ثم بالبنصر ثم بالخنصر ثم خنصر اليسرى ولاء ثم يختم بإبهام اليمنى
وفي الرجل يبدأ بخنصر
19(1/18)
اليمنى ويختم بخنصر اليسرى
وذكر لذلك حديثا ومعنى لطيفا ذكرته في دقائق مختصر الروضة
والإيضاح في مناسك الحج مجلد لطيف والإيجاز فيها
والمناسك الثالث والرابع والخامس
والتبيان في آداب حملة القرآن مجلد
ومختصر وشرح التنبيه مطول سماه تحفة الطالب النبيه وصل فيه الى أثناء الصلاة
وشرح الوسيط المسمى بالتنقيح
قال الأسنوي وصل فيه إلى شروط الصلاة
قال وهو كتاب جليل من اواخر ما صنف جعله مشتملا على انواع متعلقة به ضرورية كافية لمن يريد كثرة المسائل المأخوذة والمرور على الفقه في زمن قليل كتصحيح مسائله وتوضيح أدلته وذكر اغاليطه وحل إشكالاته وتخريج احاديثه واحوال الفقهاء المذكورين فيه إلى غير ذلك من الأنواع التي اكثر منها
ولم يتعرض لفروع غير فروع الوسيط
قال وهي طريقة يتيسر بها معا إقراء الوسيط في كل عام مرة
ونكت على الوسيط في نحو مجلدين
والتحقيق وصل فيه إلى صلاة المسافر
ذكر فيه غالبا ما في شرح المهذب من الأحكام والخلاف على سبيل الاختصار
ومهمات الأحكام قال الأسنوي وهو قريب من التحقيق في كثرة الأحكام الا أنه لم يذكر فيه خلافا
وقد وصل فيه إلى أثناء طهارة الثوب والبدن
وشرح البخاري كتب منه مجلدة
والعمدة في تصحيح التنبيه
والتحرير في لغات التنبيه
ونكت المهذب
ومختصر التزنيب للرافعي سماه بالمنتخب
قال الأسنوي وقد أسقط منه في آخر الفصل السادس أوراقا فلم يختصرها
ومن هنا تعلم ان قول من قال إن الشيخ محيي الدين لم يعلم بالشرح الصغير وهم فإن الرافاعي ذكره في خطبة التذنيب وقد وقف عليه النووي
نعم قول من قال لم يقف عليه ممكن
ودقائق الروضة كتب منها الى أثناء الأذان
وطبقات الشافعية مجلد قال الأسنوي ومات عنها مسودة فبيضها المزي
ومختصر الترمذي مجلد وقفت عليه بخطه مسودة وبيض منه أوراقا
وقسمة القناعة ومختصره قال الأسنوي وهذا الكتاب من اواخر ما صنف وهو مشتمل على نفائس
20(1/19)
وجزء في الاستسقاء وجزء في القيام لأهل الفضل
قال الأسنوي وهما من اواخر تصانيفه وأنفعها
ومختصر تأليف الدارمي في المتحيرة ومختصر تصنيف أبي شامة في البسملة ومناقب الشافعي
وهذه الكتب الثلاثة احال عليها هو في شرح المهذب
والتقريب في علم الحديث والإرشاد فيه
والخلاصة في الحديث
ومختصر مبهمات الخطيب
والإملاء على حديث إنما الأعمال بالنيات لم يتمه
وشرح سنن أبي داود كتب منه يسيرا
وبستان العارفين لم يتم
ورؤوس المسائل
والأصول والضوابط كتب منه اوراقا قلائل
ومختصر التنبيه كتب منه ورقة واحدة
والمسائل المنثورة وهي المعروفة بالفتاوى وصنفها غير مرتبة فرتبها تلميذه ابن العطار وزاد عليها أشياء سمعها منه
والأربعين وشرح الفاظها
هذا ما يحضرني من مصنفاته بعد الفحص
وقد قال في شرح المهذب في رفع اليدين في الركوع أرجو ان اجمع فيه كتابا مستقلا فلا أدري أفعل او لا
قال الأسنوي وينسب اليه تصنيفان ليسا له أحدهما النهاية في اختصار الغاية والثاني اغاليط على الوسيط مشتملة على خمسين موضعا بعضها فقهية وبعضها حديثية
ومن نسب إليه هذا ابن الرفعة في المطلب فاحذره فإنه لبعض الحمويين ولهذا لم يذكره ابن العطار حين عدد تصانيفه واستوعبها (اه)
وقوله إن ابن العطار استوعب تصانيفه ممنوع بل لم يستوعب ولا قارب
قال ابن العطار
وله شرح ألفاظ ومسودات كثيرة ولقد امرني بجمع نحو ألف كراس بخطه وامرني أن أقف على غسلها في الوراقة وحلفني إن خالفت امره في ذلك
فما امكنني الا طاعته وإلى الآن في قلبي منها حسرات
ذكر شيء من مكاتباته
قال ابن العطار
كتب ورقة الى الملك الظاهر تتضمن العدل في الرعية وإزالة المكوس وكتب معه فيها
21(1/20)
جماعة ووضعها في ورقة كتبها الى الأمير بدر الدين بيلبك الخزندار بإيصال ورقة العلماء الى السلطان وصورتها
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله يحيى النووي سلام الله تعالى ورحمته وبركاته على المولى المحسن ملك الأمراء بدر الدين أدام الله الكريم له الخيرات وتولاه بالحسنات وبلغه من أقصى الآخرة والأولى كل آماله وبارك له في جميع أحواله آمين
وينهي اهل العلوم الشريفة أن أهل الشام في هذه السنة في ضيق عيش وضعف حال بسبب قلة الأمطار وغلاء الأسعار وقلة الغلات والنبات وهلاك المواشي وغير ذلك
وانتم تعلمون انه تجب الشفقة على الراعي والرعية ونصيحته في مصلحته ومصلحتهم فإن الدين النصيحة وقد كتب خدمة الشرع الناصحون للسلطان المحبون له كتابا يذكره النظر في أحوال الرعية والرفق بهم
وليس فيه ضرر بل هو نصيحة محضة وشفقة وذكرى لأولي الألباب
والمسؤول من الأمير أيده الله تعالى تقديمه إلى السلطان أدام الله له الخيرات ويتكلم عنده من الإشارة بالرفق بالرعية بما يجده مدخرا له عند الله تعالى {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه} سورة آل عمران الآية 30
وهذا الكتاب أرسله العلماء أمانة ونصيحة للسلطان أعز الله انصاره والمسلمين كلهم في الدنيا والاخرة فيجب عليكم إيصاله للسلطان أعز الله انصاره وأنتم مسؤولون عن هذه الأمانة ولا عذر لكم في التأخر عنها ولا حجة لكم في التقصير فيها عند الله تعالى وتسألون عنها {يوم لا ينفع مال ولا بنون} سورة الشعراء الآية 88 {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} سورة عبس الآيات 24 - 27 وأنتم بحمد الله تحبون الخير وتحرصون عليه وتسارعون اليه وهذا من أهم الخيرات وأفضل الطاعات وقد أهلتم له وساقه الله إليكم وهو فضل من الله ونحن خائفون ان يزداد الأمر شدة إن لم يحصل النظر في الرفق بهم قال الله تعالى {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} سورة الأعراف الآية 201 وقال الله تعالى {وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم} سورة البقرة 115 والجماعة الكاتبون منتظرون ثمرة هذا فإذا فعلتموه فأجركم عند الله {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} سورة النحل الآية 128 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلما وصلت الورقتان اليه
أوقف عليهما السلطان فرد جوابهما ردا عنيفا مؤلما فتنكدت خواطر الجماعة الكاتبين فكتب رضي الله تعالى عنه جوابا لذلك الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل محمد
من عبد الله يحيى النووي ينهي ان خدمة الشرع كانوا كتبوا ما بلغ السلطان أعز الله أنصاره فجاء الجواب بالإنكار والتوبيخ والتهديد وفهمنا منه ان الجهاد ذكر في
22(1/21)
الجواب على خلاف حكم الشرع وقد اوجب الله إيضاح الأحكام عند الحكام عند الحاجة اليها فقال تعالى {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} سورة آل عمران الآية 187 فوجب علينا حينئذ بيانه وحرم علينا السكوت قال الله تعالى {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم} سورة التوبة الآية 91
وذكر في الجواب ان الجهاد ليس مختصا بالأجناد وهذا أمر لم ندعه ولكن الجهاد فرض كفاية فإذا قرر السلطان له أجنادا مخصوصين ولهم أخيار معلومة من بيت المال كما هو الواقع على الراعي والرعية مخصوصين ولهم أخبار معلومة من بيت المال كما هو الواقع تفرع باقي الرعية لمصالحهم ومصالح السلطان والأجناد وغيرهم من الزراعة والصنائع وغيرها مما يحتاج الناس كلهم إليه فجهاد الأجناد مقابل بالأخبار المقررة لهم ولا يحل ان يؤخذ من الرعية شيء ما دام في بيت المال شيء من نقد او متاع او أرض او ضياع تباع او غير ذلك وهؤلاء علماء المسلمين في بلاد السلطان أعز الله انصاره متفقون على هذا وبيت المال بحمد الله تعالى معمور زاده الله عمارة وسعة وخيرا وبركة بحياة السلطان المقرونة بكمال السعادة له والتوفيق والتسديد والظهور على اعداء الدين {وما النصر إلا من عند الله} سورة آل عمران 126 وإنما يستعان في الجهاد وغيره بالأفتقار الى الله تعالى واتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم وملازمة أحكام الشرع
وجميع ما كتبناه اولا وثانيا هو النصيحة التى نعتقدها وندين الله بها ونسأله الدوام عليها حتى نلقاه والسلطان يعلم انها نصيحة له وللرعية وليس فيها ما يلام عله ولم نكتب هذا للسلطان إلا لعلمنا انه يحب الشرع ومتابعة اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق بالرعية والشفقة عليهم وإكرامه لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وكل ناصح للسلطان موافق على هذا الذي كتبناه
واما ما ذكر في الجواب من كوننا لم ننكر على الكفار حين كانوا في البلاد فكيف تقاس ملوك الإسلام واهل الإيمان والقرآن بطغاة الكفار وبأي شيء كنا نذكر طغاة الكفار وهم لا يعتقدون شيئا من ديننا
واما تهديد الرعية بسبب نصيحتنا
وتهديد طائفة العلماء فليس هو المرجو من عدل السلطان وحلمه وأي حيلة لضعفاء المسلمين الناصحين نصيحة للسلطان ولهم ولا علم لهم به وكيف يؤاخذون به لو كان فيه ما يلام عليه
واما انا في نفسي فلا يضرني التهديد ولا اكثر منه ولا يمنعني ذلك من نصيحة السلطان فإني اعتقد ان هذا واجب علي وعلى غيري وما ترتب على الواجب فهو خير وزيادة عند الله تعالى {إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار} سورة غافر الآية 39
23(1/22)
{وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد} سورة غافر الآية 44 وقد امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول بالحق حيث كنا وان لا نخاف في الله لومة لائم
ونحن نحب للسلطان أكمل الأحوال وما ينفعه في آخرته ودنياه ويكون سببا لدوام الخيرات له ويبقي ذكره على ممر الأيام ويخلد به في الجنة ويجد نفعه {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} سورة آل عمران الآية 30 واما ما ذكر في تمهيد السلطان البلاد وإدامة الجهاد وفتح الحصون وقهر الأعداء فهذا بحمد الله من الأمور الشائعة التى اشترك في العلم بها الخاصة والعامة وطارت في أقطار الأرض ولله الحمد وثواب ذلك مدخر للسلطان إلى {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا}
ولا حجة لنا عند الله اذا تركنا هذه النصيحة الواجبة علينا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب إلى الملك الظاهر لما احتيط على املاك دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} سورة الذاريات الآية 55 وقال الله تعالى {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} سورة آل عمران الآية 187 وقال تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} سورة المائدة الآية 2
وقد اوجب الله على المكلفين نصيحة السلطان اعز الله انصاره ونصيحة عامة المسلمين
ففي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (الدين النصيحة لله وكتابه وأئمة المسلمين وعامتهم) ومن نصيحة السلطان وفقه الله تعالى لطاعته وتولاه بكرامته ان ننهي الله الأحكام إذا جرت على خلاف قواعد الإسلام واوجب الله تعالى الشفقة على الرعية والاهتمام بالضعفة وإزالة الضرر عنهم
قال الله تعالى {واخفض جناحك للمؤمنين} سورة الحجر الآية 88
وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم) وقال صلى الله عليه وسلم (من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه) وقال صلى الله عليه وسلم (اللهم من ولي من امر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن شق فاشقق عليه) وقال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وقال صلى الله عليه وسلم (إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا)
وقد انعم الله تعالى علينا وعلى سائر المسلمين بالسلطان أعز الله أنصاره فقد أقامه لنصرة الدين والذب عن المسلمين وأذل له الأعداء من جميع الطوائف وفتح عليه الفتوحات المشهودة في المدة اليسيرة وأوقع الرعب في قلوب أعداء الدين وسائر الماردين ومهد له البلاد والعباد وقمع بسيفه اهل الزيغ والفساد وامده بالإعانة واللطف والسعادة فله الحمد
24(1/23)
على هذه النعم الظاهرة والخيرات المتكاثرة ونسأل الله الكريم دوامها له وللمسلمين وزيادتها في خير وعافية آمين
قد اوجب الله شكر نعمه ووعد الزيادة للشاكرين فقال تعالى {لئن شكرتم لأزيدنكم} سورة ابراهيم الآية 7 وقد لحق المسلمين بسبب هذه الحوطة على املاكهم انواع من الضرر لا يمكن التعبير عنها وطلب منهم اثباتا لا يلزمهم فهذه الحوطة لا تجل عند احد من علماء المسلمين بل من في يده شيء فهو ملكه لا يحل لاعتراض عليه ولا يكلف بإثباته
وقد اشتهر من سيرة السلطان انه يجب العمل بالشرع ويوصي نوابه به والإفراج عن جميعهم فأطلقهم أطلقك الله من كل مكروه فهم ضعفة وفيهم الأيتام والأرامل والمساكين والضعفة والصالحون
وبهم تنصر وتغاث وترزق وهم سكان الشام المبارك جيران الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وسكان ديارهم فلهم حرمات من جهات ولو راى السلطان ما يلحق الناس من الشدائد لاشتد حزنه عليهم واطلقهم في الحال ولم يؤخرهم ولكن لا تنهى اليه الأمور على وجهها
فبالله أغث المسلمين يغثك الله وارفق بهم يرفق الله بك وعجل لهم الإفراج قبل وقوع الأمطار وتلف غلاتهم فإن اكثرهم ورثوا هذه الأملاك من أسلافهم ولا يمكنهم تحصيل كتب شراء وقد نهبت كتبهم
وإذا رفق السلطان بهم حصل له دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رفق بأمته ونصره الله على أعدائه فقد قال الله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم} سورة محمد الآية 7 وتتوفر له من رعيته الدعوات وتظهر في مملكته البركات ويبارك له في جميع ما يقصده من الخيرات
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سن سنة حسن فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)
فنسأل الله الكريم ان يوفق السلطان للسنن الحسنة التي يذكر علينا للسلطان ونرجو من فضل الله تعالى ان يلهمه فيها القبول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتابه إليه بسبب التضييق على الفقهاء
وكتب إليه لما رسم بأن الفقيه لا يكون منزلا في اكثر من مدرسة واحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
خدمة الشرع ينهون أن الله تعالى أمرنا بالتعاون على البر والتقوى ونصيحة ولاة الأمور وعامة المسلمين وأخذ على العلماء العهد بتبليغ أحكام الدين ومناصحة المسلمين وحث على تعظيم حرماته وإعظام شعائر الدين وإكرام العلماء واتباعهم
وقد بلغ الفقهاء انه رسم في حقهم بان يغيروا عن وظائفهم ويقطعوا عن بعض
25(1/24)
مدارسهم فتنكدت بذلك احوالهم وتضرروا بهذا التضييق عليهم وهم محتاجون ولهم عيال وفيهم الصالحون والمشتغلون بالعلوم وإن كان منهم أفراد لا يلتحقون بمراتب غيرهم فهم منتسبون الى العلم ومشاركون فيه ولا تخفى مراتب أهل العلم وفضلهم وثناء الله تعالى عليهم وبيان مرتبتهم على غيرهم وانهم ورثة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وان الملائكة عليهم السلام تضع اجنحتها لهم ويستغفر لهم كل شيء حتى الحيتان
واللائق بالجناب العالي إكرام هذه الطائفة والإحسان اليهم ومعاضدتهم ودفع المكروهات عنهم والنظر في احوالهم بما فيه من الرفق بهم فقد ثبت في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (اللهم من ولي من امر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به) وروى ابو عيسى الترمذي بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه انه كان يقول لطلبة العلم مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن رجالا يأتونك يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا)
والمسؤول أنه لا يغير على هذه الطائفة شيء وتستجاب دعوتهم لهذا الدولة القاهرة وقد ثبت في صحيح البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم) وقد احاطت العلوم بما أجاب به الوزير نظام الملك حين انكر عليه السلطان صرف الأموال الكثيرة في جهة طلب العلم فقال (أقمت لك بها جندا لا ترد سهامهم) فاستصوب فعله وساعده عليه
والله الكريم يوفق الجناب دائما لمرضاته والمسارعة الى طاعته والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم)
ذكر وفاته رحمه الله تعالى
قال ابن العطار كان الشيخ لا يأخذ من احد شيئا الا ممن تحقق دينه ومعرفته ولا له به علقه من إقراء أو انتفاع به
ظهور أمارات تدل على قرب وفاته
قال وكنت جالسا بين يديه قبل انتقاله بشهرين وإذا بفقير قد دخل عليه وقال الشيخ فلان من بلاد صرخد يسلم عليك وأرسل معي هذا الإبريق لك
فقبله وأمرني بوضعه في بيت حوائجه فتعجبت منه لقبوله فشعر بتعجبي وقال أرسل الي بعض الفقراء زنبيلا وهذا إبريق فهذه آله السفر
قال الذهبي وعزم عليه شخص في رمضان ليفطر عنده فقال احضر طعامك هنا نفطر جملة
قال ابن العطار ثم بعد أيام يسيرة كنت عنده فقال قد أذن لي في السفر
26(1/25)
فقلت كيف أذن لك
قال بيننا أنا جالس ها هنا يعني ببيته بالمدرسة الرواحية وقدامه طاقة مشرفة عليها مستقبل القبلة إذا مر علي شخص في الهواء من هنا ومر كذا يشير من غربي المدرسة إلى شرقيها وقال قم سافر لزيارة بيت المقدس
ثم قال قم حتى نودع أصحابنا وأحبابنا
فخرجت معه الى القبور التى دفن فيها بعض شيوخه فزارهم وبكى ثم زار أصحابه الأحياء ثم سافر صبيحة ذلك اليوم
زيارته القدس والخليل
وقال وجرى لي معه وقائع ورأيت منه امورا تحتمل مجلدات
فسار الى نوى وزار القدس والخليل عليه السلام ثم عاد الى نوى ومرض بها في بيت والده فبلغني مرضه فقدمت من دمشق لعيادته ففرح بي وقال ارجع الى أهلك
وودعته وقد أشرف على العافية يوم السبت العشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة وتوفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من رجب ودفن صبيحتها بنوى
وفاته
قال فبينا انا نائم تلك الليلة إذا مناد ينادي بجامع دمشق الصلاة على الشيخ ركن الدين الموقع
فصاح الناس لذلك النداء فاستيقظت فبلغنا ليلة الجمعة موته وصلي عليه بجامع دمشق وتأسف المسلمون عليه تأسفا بليغا الخاص والعام المادح والذام
ورأيت في تاريخ الذهبي ان بعض الصالحين قتل الشيخ بالحال لأمر ثم ندم على ذلك وانه قال لوالده
أتحب ان يموت عندكم ام في دمشق
فقال عندنا
قلت فهو رضي الله عنه شهيد جمع بين مرتبتي العلم والشهادة نفعنا الله به
قال ابن العطار وذكر لي جماعة من أقاربه أنهم سألوه ان لا ينساهم في عرصات القيامة فقال لهم إن كان ثم جاه والله لأدخلن الجنة وآخذ من أعرفه ورائي ولا أدخلها الا بعدهم
27(1/26)
رؤية بعض أهله في المنام
ولما دفن أراد اهله ان يبنوا عليه قبة فجاء في النوم الى عمته وقال لها
قولي لأخي وللجماعة لا يفعلوا هذا الذي عزموا عليه من البنيان لأنهم كلما بنوا شيئا ينهدم
فامتنعوا وحوطوا على قبره الحجارة
وقال ابن فضل الله حكى لنا اخوه الشيخ عبد الرحمن انه لما مرض مرض موته اشتهى التفاح فجيء به فلم يأكله فلما مات رآه بعض اهله فقال ما فعل الله بك
فقال أكرم نزلي وتقبل عملي واول قراي جاءني التفاح
وأخبرني بعض الطلبة ان شخصا جاء إلى قبره وجعل يقول انت الذي تخالف الرافعي وتقول قلت ويشير إليه بيده فلما قام حتى لدغته فيها عقرب
ورأيت في إنباء الغمر لشيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله في ترجمة الجمال الريمي شارح التنبيه انه كان كثير الحط على الشيخ محي الدين فلما مات جاءت هرة وهو على المغتسل فانتزعت لسانه
قال فكان ذلك عبرة للناس
خاتمة مشتملة على فوائد
الأولى روى الحاكم في المستدرك وابو داود وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)
قال الإمام احمد فكان على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز
وعلى رأس المائة الثانية الشافعي
قالوا وعلى رأس المائة الثالثة ابو العباس بن سريج وقيل الأشعري
والرابعة أبو الطيب سهل الصعلوكي وقيل الشيخ أبو حامد إمام العراقيين
والخامسة الغزالي
والسادسة الفخر الرازي وقيل الرافعي
والسابعة ابن دقيق العيد هكذا ذكره ابن السبكي في الطبقات
قلت وقد ذكر شيخ شيوخنا زين الدين العراقي في ترجمة جمعها للشيخ جمال الدين الأسنوي انه المبعوث على رأس المائة الثامنة فالشيخ محيي الدين احق بأن يكون على رأس المائة السابعة بل هو أقرب الى القرن من الأسنوي فإن وفاته كما تقدم سنة ست وسبعين ووفاة الأسنوي سنة ثلاث وسبعين وفي ظني ان الشيخ زين الدين العراقي نقل في ترجمته المذكورة ان بعضهم ذكر ذلك في شأن النووي وأنه قاس الأسنوي عليه من حيث تأخر زمنه على رأس القرن
وقيل ان المبعوث على رأس المائة الثامنة شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني
28(1/27)
وقد نظم في من تقدم أبيات مفرقة فقال بعضهم يخاطب ابن سريج
(اثنان قد مضيا فبورك فيهما .......... عمر الخليفة ثم حلف السؤدد)
(الشافعي الألمعي محمد .......... إرث النبوة وابن عم محمد)
(أبشر أبا العباس إنك ثالث .......... من بعدهم سقيا لتربة أحمد)
وقال بعضهم مذيلا
(والرابع المشهور سهل محمد .......... أضحي إماما عند كل موحد)
(يأوي إليه المسلمون بأسرهم .......... في العلم أرجا والخطيب مؤيد)
(لا زلت فيما بيننا خير الورى .......... للمذهب المختار خير مجدد)
وقال الشيخ تاج الدين السبكي مذيلا
(ويقال إن الأشعري الثالث المبعوث .......... للدين القويم الأيد)
(والحق ليس بمنكر هذا ولا .......... هذا وعلهما امران فعدد)
(هذا لنضرة أصل دين محمد .......... كنظير ذلك في فروع محمد)
(وضرورة الإسلام داعية إلى .......... هذا وذاك لتهتدي من يهتدي)
(وقضى أناس ان احمد الأسفرا .......... يني رابعهم ولا تستبعد)
(فكلاهما فرد الورى المعدود من .......... حزب الإمام الشافعي محمد)
(والخامس الحبر الإمام محمد .......... هو حجة الإسلام دون تردد)
(وابن الخطيب السادس المبعوث إذ .......... هو للشريعة كان أي مؤيد)
(والرافعي كمثله لولا تأخر .......... موته كالأشعري واحمد)
(والسابع ابن دقيق عيد فاستمع .......... فالقوم بين محمد او احمد)
(إن نتف عن عبد الكريم والأشعري .......... وسهل المأثور في ذا المسند)
(وانظر لسر الله ان الكل من .......... أصحابنا فافهم وأنصف ترشد)
(هذا على ان المصيب إمامنا .......... أجلى دليل واضح للمهتدي)
(يا أيها الرجل المريد نجاته .......... دع ذا التعصب والمراء وقلد)
29(1/28)
(هذا ابن عم المصطفى وسميه .......... والعالم المبعوث خير مجدد)
(وضح الهدى بكلامه وبهديه .......... يا أيها المسكين لم لا تقتدي)
وقلت انا مذيلا
(ويقال إن السادس الشيخ الإمام .......... الرافعي وليس بمستبعد)
(فهو المجدد للفروع وذلك المحيي .......... حقيقا اصل دين محمد)
(والسابع الشيخ النواوي الذي .......... قد حرر الدين الرضي للمقتدي)
(والثامن الشيخ الجمال الأسنوي .......... منقح الأحكام للمسترشد)
(والعالم الأسمى سراج الدين ذو .......... بلقينة نقلوا ولا تستبعد)
(فكلاهما شيخا اولاء العصر قد .......... كان لأهل الدين أفضل مرشد)
(والحق ان المبعوث لا يختص .......... فردا عنده عن مفرد)
(بل كل حبر كان موجودا فهو .......... ما قد أراد به حديث المرشد)
(ودليله ان الغموس لمن يرى .......... مفادها للجمع أظهر فاهتد)
الفائدة الثانية في سلسلة الفقه للشيخ
قال الشيخ في تهذيب الأسماء واللغات وهذا من المطلوبات والنفائس الجليلات التي ينبغي للمتفقه والفقيه معرفتها ويقبح جهالتها فإن شيوخه في العلم آباء في الدين ووصلة بينه وبين رب العالمين
وكيف لا يقبح جهل الأنساب والوصلة بينه وبين ربه الكريم الوهاب مع انه مأمور بالدعاء لهم وبرهم وذكر مآثرهم والثناء عليهم فأذكرهم مني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ يعرف من كان في عصرنا وبعده طريقه باجتماعها هي وطريقي قريبا
قال فأما أنا فأخذت الفقه قراءة وتصحيحا وسماعا وشرحا وتعليقا من جماعة اولهم شيخي الإمام أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي ثم شيخنا عبد الرحمن بن نوح المقدسي ثم شيخنا أبو الحسن سلار بن الحسن الإربلي وتفقه شيوخنا الثلاثة الأولون على الإمام أبي عمرو بن الصلاح وتفقه هو على والده وتفقه والده في طريقة العراقيين على ابي سعيد بن ابي عصرون وأبو سعيد علي أبي علي الفارقي والفارقي على الشيخ ابي اسحاق الشيرازي والشيخ على القاضي ابي الطيب الطبري والقاضي علي ابي الحسن الماسرجسي وهو علي ابي إسحاق المروزي وهو على ابي العباس بن سريج وهو على أبي القاسم الأنماطي وهو على المزني وهو على الشافعي وهو على مالك وهو على ربيعة ونافع وهما على ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
30(1/29)
قال واما طريقة الخرسانيين فأخذتها عن شيوخنا المذكورين عن ابن الصلاح عن والده عن ابي القاسم بن البزري الجزري عن ابي الحسن علي بن الكيا عن ابي المعالي إمام الحرمين عن والده عن أبي بكر عبد الله بن احمد القفال المروزي الصغير
عن ابي زيد المروزي عن أبي اسحاق المروزي عن ابن سريج بسنده السابق
قال وتفقه شيخنا سلار على الإمام أبي بكر الماهاني وهو على ابن البزري بطريقه السابق
انتهى
قلت وانا اخذت الفقه عن جماعة أجلهم شيخنا قاضي القضاة شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن سلار البلقيني وهو عن جماعة منهم الشيخ شمس الدين بن عذلان وهو عن الوجيه عبد الوهاب بن حسن البهنسي وهو عن البهاء الجميزي وهو عن ابي عصرون بطريقه السابق
فباعتبار طريقنا هذا كانه شيخي أخذه عن النووي
الفائدة الثالثة في نسبة الشيخ الحزامي
قال ابن العطار ذكر لي الشيخ قدس الله روحه ان بعض أجداده كان يزعم أنها نسبة إلى حكيم بن حزام قال الشيخ وهو غلط بل الى حزام جد لنا نزل الجولان بقرية نوى على عادة العرب فأقام بها ورزقه الله ذرية الى ان صار منهم خلق كثير
الفائدة الرابعة فيها يقول بعضهم
(لقيت خيرا يا نوى .......... وكفيت من شر النوى)
(فلقد نشابك عالم .......... لله أظهر ما نوى)
(وعلى عداه فضله .......... فضل الحبوب على النوى)
والنسبة إليها نووي بحذف الألف بين الواوين على الأصل وقلب الألف الأصلية واوا
ويقال نواوي بتخفيف الياء والألف بدلا عن إحدى ياء النسب كلا الأمرين في خطه رحمه الله تعالى
ورأيت في تعليقه للقاضي عز الدين بن جماعة بخطه
قال ابن العطار
لما ودعت الشيخ محيي الدين النووي بنوى حين أردت السفر للحج حملني السلام إلى الإمام ابي اليمن بن عساكر فلما بلغته سلامه رد علي وسألني أين تركته
فقلت ببلدة نوى فأنشدني
(أمجمعين على نوى اشتقاكم .......... شوقا يجدد لي الصبابة والجوى)
(فأروم قربكم لأني مرتج .......... يا سادتي قرب المقيم على نوى)
31(1/30)
الفائدة الخامسة والد الشيخ الشيخ شرف
ذكر الصلاح الصفدي في تاريخه إسناد حديث الشيخ رحمه الله تعالى أخبرني شيخ الإسلام علم الدين البلقيني إجازة عن والده عن الحافظ ابي الحجاج المزي انبأنا الإمام أبو زكريا النووي انبأنا الإمام بن قدامة المقدسي حدثنا ابو حفص بن طبرزد حدث وكتب الي عاليا بدرجتين أبو عبد الله الحلبي عن الصلاح بن ابي عمرو عن أبي الحسن بن البخاري أنبأنا ابن طبرز انبأنا ابو محمد الجراحي انبأنا أبو العباس المحبوبي أنبأنا أبو عيسى الترمذي أنبأنا عبد الله بن أبي زياد انبأنا سيار انبأنا عبد الواحد بن زياد عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابيه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقيت إبراهيم حين أسرى بي فقال يا محمد أقرىء أمتك مني السلام وأخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر) قال الترمذي حديث حسن
قال الشيخ في التهذيب
قد من الله الكريم علينا ان جعل لنا رواية متصلة وسببا متعلقا بخليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم كما من علينا بذلك في حبيبه وخليله وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم
أخبرني أبو الفضل محمد بن عمر انبأنا خالد بن يوسف حدث وكتب عن أبي الحسن بن البخاري قالا انبأنا ابو اليمن الكندي انبأنا المبارك بن الحسين انبأنا علي بن احمد انبأنا محمد بن عبد الرحمن أنبأنا عبد الله حدثنا شيبان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من طلب الشهادة صادقا من قلبه أعطيها ولو لم تصبه) أخرجه مسلم
وقد ختمنا بهذا الحديث كتابنا رجاء ان يختم الله لنا بالشهادة وان يجعلنا من الذين لهم الحسنى وزيادة
32(1/31)
آخر الكتاب
وكتب الناسخ
قال مؤلفه فرغت من تاليفه يوم السبت ثالث عشر صفر سنة إحدى وسبعين وثمان ومائة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
ووافق الفراغ من كتابته يوم الثلاثاء المبارك ثاني شهر صفر الخير من شهور سنة خمسة وتسعين وتسعماية على يد العبد الضعيف الحقير الفقير المعترف بالعجز والتقصير الراجي عفو ربه الكريم السرمد محمد بن احمد المقرىء الشهير بالمديني المصري بلدا الأزهري موطنا الشافعي مذهبا لطف الله به ورحم والديه ومشايخه وغفر له ولهم ولجميع المسلمين آمين يا رب العالمين آمين
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما الى يوم الدين آمين
وكتب في نسخة اخرى
وهذا آخره والله اعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم آمين
تمت وبالخير عمت على يد كاتبها لنفسه غفر الله له ولوالديه الفقير عبد الرحمن يوم السبت الثالث من شهر ذي الحجة الحرام الذي هو شهور سنة ألف ومائتين وواحد
33(1/32)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله خالق المصنوعات وبارىء البريات ومدبر الكائنات ومصرف الألسن الناطقات مفضل لغة العرب على سائر اللغات المنزل كتابه المرسل رسوله وحبيبه محمدا صلى الله عليه وسلم بها تنويها بشأنها وتعريفا بعظم محلها وارتفاع مكانها
أحمده أبلغ الحمد واكمله وازكاه وأشمله وأشهد ان لا اله الا الله اللطيف الكريم الرؤوف الرحيم وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين
اما بعد فإن لغة العرب لما كانت بالمحل الأعلى والمقام الأسنى وبها يعرف كتاب رب العالمين وسنة خير الأولين والآخرين واكرم السابقين واللاحقين صلوات الله عليه وعلى سائر النبيين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اجتهد اولو البصائر والأنفس الزاكيات والهمم المهذبة العاليات في الاعتناء بها والتمكن من إتقانها بحفظ أشعار العرب وخطبهم ونثرهم وغير ذلك من امرهم وكان هذا الاعتناء في زمن الصحابة رضي الله عنهم مع فصاحتهم نسبا ودارا ومعرفتهم باللغة استظهارا
لكن أرادوا الاستكثار من اللغة التى حالها ما ذكرنا ومحلها ما قدمنا وكان ابن عباس وعائشة وغيرهما رضي الله عنهم يحفظون من الأشعار واللغات ما هو من المعروفات الشائعات
واما ضرب عمر بن الخطاب وابنه رضي الله عنهما اولادهما لتفريطهم في حفظ العربية فمن المنقولات الواضحات الجلية
واما المنقول عن التابعين ومن بعدهم في ذلك فهو أكثر من ان يحصر وأشهر من ان يذكر
واما ثناء إمامنا الشافعي رحمه الله وحثه على تعلم العربية في اول رسالته فهو مقتضى منصبه وعظم جلالته ولا حاجة الى الإطالة في الحث عليها فالعلماء مجمعون على الدعاء إليها بل شرطوها في المفتي والإمام الأعظم والقاضي لصحة الولايات واتفقوا على ان تعلمها وتعليمها من فروض الكفايات
34(1/33)
فلما كان أمرها ما ذكرته وجلالتها بالمحل الذي وصفته اردت ان أسلك بعض طرق أهلها لعلي انال بعض فضلها
وأؤدي بعض ما ذكرته من فروض الكفاية وأساعد في معرفة اللغة من له رغبة من اهل العناية
فأجمع إن شاء الله الكريم الرؤوف الرحيم ذو الطول والإحسان والفضل والامتنان كتابا في الألفاظ الموجودة في مختصر أبي إبراهيم المزني والمهذب والتنبيه والوسيط والوجيز والروضة وهو الكتاب الذي اختصرته من شرح الوجيز للإمام أبي القاسم الرافعي رحمه الله
فإن هذه الكتب الستة تجمع ما يحتاج اليه من اللغات وأضم إلى ما فيها جملا مما يحتاج اليه مما ليس فيها ليعم الانتفاع به إن شاء الله تعالى اللغات العربية والعجمية والمعربة والاصطلاحات الشرعية والألفاظ الفقهية وأضم الى اللغات ما في هذه الكتب من اسماء الرجال والنساء والملائكة والجن وغيرهم ممن له ذكر في هذه الكتب برواية وغيرها مسلما كان او كافرا برا كان او فاجرا
وخصصت هذه الكتب بالتصنيف لأن الخمسة الأولى منها مشهورة بين أصحابنا يتداولونها أكثر تداول وهي سائرة في كل الأمصار مشهورة للخواص والمبتدئين في كل الأقطار مع عدم تصنيف مفيد يستوعبها
وقد صنف جماعة في أفرادها مصنفات غير مستوفاة وفي كثير منها إنكار وتصحيف فيقبح بمنتصب للإعادة او التدريس إهمال ذلك وأرجو من فضل الله الكريم إن تم هذا الكتاب ان يشفي القلوب الصافيات ويملأ الأعين الصحيحات الكاملات
وأرتب الكتاب على قسمين الأول في الأسماء والثاني في اللغات
فأما الأسماء فضربان الأول في الذكور والثاني في الإناث
فأما الأول فثمانية انواع الأول في الأسماء الصحيحة كمحمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وزيد وعمرو وشبهها
الثاني في الكنى كأبي القاسم وأبي بكر وأبي حفص ونظائرها
الثالث الأنساب والألقاب والقبائل كالزهري والأوزاعي والبويطي والمزني وكالأعمش والأصم وكقريش وخزاعة وخثعم
الرابع ما قيل فيه ابن فلان أو ابن فلانة او أخوه او اخته او عمه او خاله كابني سعية وابن أبي ليلى وابن ابي ذئب وابن جريج وكابن ام مكتوم وابن اللتبية وكاخوي عائشة رضي الله عنها واختيها وعم عباد بن تميم ونظائرها
الخامس ما قيل فيه فلان عن أبيه عن جده
السادس
35(1/34)
زوج فلانة وزوجة فلان
السابع المبهمات كرجل شيخ وبعض العلماء ونحوه
الثامن ما وقع من الأسماء والأنساب غلطا
واما الضرب الثاني وهو النساء فهو سبعة انواع على التريب المذكور في الرجال ويسقط منهن النوع الخامس فليس في هذه الكتب فلانة عن امها عن جدتها او عن أبيها عن جدها وباقي الأنواع موجودة وسترى كل ما ذكرته في موضعه موضحا إن شاء الله تعالى
وأرتب جميع ذلك على حروف المعجم لكن أبدأ فيه بمن اسمه محمد كما فعل عبد الله البخاري والعلماء بعده رضي الله عنهم لشرف اسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم أعود الى ترتيب الحروف فأبدأ بحرف الهمزة ثم الباء ثم التاء ثم الثاء ثم الجيم الى آخرها وأعتمد في الاسم الحرف الأول فأقول حرف الهمزة ثم أذكر فيه اسم كل من في اسمه ألف مقدما منهم من بعد الألف فيه الأول فالأول فأقدم آدم على إبراهيم لأنهما وإن اشتركا في ان اولهما همزة لكن بعد همزة آدم همزة أخرى وبعد همزة إبراهيم باء والهمزة مقدمة على الباء ثم كذلك في باقي حروف الاسم واعتبر ذلك في باقي الحروف فأقدم أبيض بن جمال على أبي بن كعب لأنهما وإن اشتركا في الهمزة والباء والياء فرابع أبيض ضاد ورابع أبي ياء أخرى فإن اشترك اثنان في جميع الحروف كإبراهيم وإبراهيم قدمت بالآباء فأقدم إبراهيم بن آزر على إبراهيم بن إبراهيم وإبراهيم بن إبراهيم على إبراهيم بن احمد وإبراهيم بن احمد على إبراهيم بن ادهم فإن استويا في اسمهما واسم أبويهما كإبراهيم بن احمد وإبراهيم بن أحمد قدمت بالجد فأقدم إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم على إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل فإن استويا في الجد ايضا اعتبرت أبا الجد ثم جده ثم هذا المثال في جميع الحروف الى حرف الياء
وكذلك أصنع في الكنى والأنساب والألقاب والقبائل ونحوها فأقدم ترجمة أبي إبراهيم على ترجمة أبي اسحاق وترجمة الأنماطي على الأوزاعي والأصمعي على الأعمش وبني تميم على بني حنيفة وكذلك في الأبناء ابن ام مكتوم على ابن اللتبية وكذا الأخوة وغيرهم وكذا الزوج والزوجة وكذا بهز بن حكيم عن ابيه عن جده على طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده وكذا طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده على عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده
واما المبهمات والأغاليط فأذكرها على ترتيب وقوعها في هذه الكتب وأفعل مثل جميع ذلك في النساء إن شاء الله تعالى
36(1/35)
واما اللغات فأرتبها أيضا على حروف المعجم على حسب ما سبق من مراعاة الحرف الأول والثاني وما بعدها مقدما الأول فالأول معتبرا الحروف الأصلية ولا انظر الى الزوائد وربما ذكرت بعض الزوائد في باب على لفظه ونبهت على ان الحرف الفلاني زائد وقد ذكرته في موضعه الأصلي وإنما أفعل هذا لأن هذا الكتاب قد يطالعه بعض المتفقهين ممن لا يعرف التصريف فربما طالع اللفظة في غير محلها الأصلي متوهما ان حروفها كلها أصول فلا يجدها هناك ولا يعلم لها مظنة أخرى فأردت التسهيل عليهم فإن خير المصنفات ما سهلت منفعته وتمكن منها كل احد
وأذكر إن شاء الله تعالى في آخر كل حرف اسم المواضع التي اولها من تلك الحروف واعتبر الحرف الزائد على عادة العلماء في أسماء الأشخاص والأماكن لأنها قليلة وذكرها في حرفها الأول أقرب الى وصول المتفقهين اليه
وأضبط إن شاء الله تعالى من أسماء الأشخاص واللغات والمواضع كل ما يحتاج الى ضبط بتقييده بالحركات والتخفيف والتشديد وان هذا الحرف بالعين المهملة او الغين المعجمة وما اشبهه
وانقل كل ذلك إن شاء الله تعالى محققا مهذبا من مظانه المعتمدة وكتب أهل التحقيق فيه فما كان مشهورا لا أضيفه غالبا الى قائليه لكثرتهم وعدم الحاجة إليه وما كان غريبا أضفته الى قائله او ناقله وما كان من الأسماء وبيان احوال أصحابها نقلته من كتب الأئمة الحفاظ الأعلام المشهورين بالإمامة في ذلك والمعتمدين عند جميع العلماء كتاريخ البخاري وابن أبي خيثمة وخليفة بن خياط المعروف بشباب والطبقات الكبير والطبقات الصغير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي وهو ثقة وإن كان شيخه الواقدي ضعيفا ومن الجرح والتعديل لابن أبي حاتم والثقات لأبي حاتم بن حبان بكسر الحاء وتاريخ نيسابور للحاكم أبي عبد الله وتاريخ بغداد للخطيب وتاريخ همدان وتاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم بن عساكر وغيرها من كتب التواريخ الكبار وغيرها ومن كتب أسماء الصحابة كالاستيعاب لابن عبد البر وكتاب ابن منده وأبي نعيم وأبي موسى وابن الأثير وغيرها ومن كتب المغازي والسير ومن كتب ضبط الأسماء كالمؤتلف والمختلف للدارقطني وعبد الغني بن سعيد والخطيب البغدادي وابن ماكولا وغيرها
ومن كتب طبقات الفقهاء كطبقات أبي عاصم العبادي وطبقات الشيخ ابي اسحاق وطبقات الشيخ أبي عمرو بن الصلاح وهي مقطعات وقد شرعت في تهذيبها وترتيبها وهو نفيس لم يصنف مثله ولا قريب منه ولا يغني عنه في
37(1/36)
معرفة الفقهاء غيره ويقبح بالمنتسب الى مذهب الشافعي جهله
واجمع فيه عيونا من روايات كتب الحديث وكتب الفقه وكتب الأصول وغيرها ومن الأنساب كالأنساب لأبي سعد السمعاني وغيره
ومن كتب المبهمات ككتاب الخطيب البغدادي وابن بشكوال وغيرهما
واما اللغات فمعظمها من تهذيب اللغة للأزهري وكتاب شرح ألفاظ مختصر المزني والمحكم في اللغة وجامع القزاز والجمهرة لابن دريد والمجمل لابن فارس وصحاح الجوهري وغيرها من الكتب المشهورة في اللغة ومن كتب غريب الحديث كغريب أبي عبيدة وصاحبه ابي عبيد وابن قتيبة والخطابي والهروي
ومن كتب تفسير القرآن كالبسيط للواحدي وكتاب الرماني المعتزلي وغيرهما من التفاسير الجامعة للغات ومن الكتب المصنفة في انواع من مفردات اللغة كغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام وإصلاح المنطق لابن السكيت وأدب الكاتب لابن قتيبة وشروحه وكتاب الزاهر لابن الأنباري وشروح الفصيح ومن الكتب المصنفة في لحن العوام للمتقدمين والمتأخرين وهي كثيرة مشهورة
ومن شروح الحديث كمعالم السنن للخطابي في شرح سنن أبي داود والأعلام له في شرح البخاري والتمهيد لابن عبد البر في شرح الموطأ
وشرح البخاري لابن بطال وشرح الترمذي لابن العربي وشرح مسلم للقاضي عياض والمشارق له ومطالع الأنوار لابن قرقول وغيرها
ومن كتب الفقه والأصول والكلام كبيان حقيقة العقل والنبي والمعجزة والكرامة والسحر والرزق والتوفيق والخذلان والكلام والوجود والآجال والأقدار والمعالم والمسيخ والبداء وغير ذلك مما لا يوجد متقنا الا في كتب الأصول والكلام
ومن كتب الأماكن ككتاب أبي عبيد البكري
والاشتقاق لأبي الفتح الهمداني والمؤتلف والمختلف في الأماكن للحازمي وغيرها
وسترى إن شاء الله تعالى ما انقله من هذه الكتب مضافا اليها كلها في مواطنها وكذا غيرها مما لم أذكره مما ستراه وتقر به عينك إن شاء الله تعالى
وأرجو من فضل الله تعالى ان هذا الكتاب يجتمع فيه من الأسماء واللغات والضوابط والكليات والمعاني المستجادات جمل مستكثرات ينتفع بها في تفسير القرآن والحديث وجميع الكتب المصنفات فإني لا أقتصر فيه على ضبط الألفاظ وحقيقتها بل
38(1/37)
أنبه مع ذلك على كثير من المعاني اللطيفة والمسائل الحقيقية بأوضح العبارات المختصرات إن شاء الله تعالى وأضبط فيه إن شاء الله تعالى من حدود الألفاظ الفقهية ومجامعها ما يصعب تحقيقه الا على النادر من اهل العنايات كضبط حقيقة الهبة والهدية والصدقة والفرق بينها وما يتعلق بالألفاظ الجامعة كقولنا الجماع يتعلق به نحو مائة حكم كذا وكذا وتلك الأحكام كلها تتعلق بالوطء في دبر المرأة الا سبعة احكام ويتعلق معظمها بالوطء في دبر الرجل ووطء البهيمة وان الأحكام كلها تتعلق بتغييب الحشفة من سليم الذكر وفي مقطوعها تفصيل نذكره في موضعه ان شاء الله تعالى ومن ذلك حقيقة الإكراه وكذا هو يسقط أثر الفعل الا في نحو ثلاثين مسألة وهي كذا وكذا ومن ذلك حرم مكة حده من كل جهة كذا وكذا ويخالف غيره من البلاد في كذا وكذا حكما
ومن ذلك الحيض يتعلق به احكام وهي كذا وكذا وتلك الأحكام كلها يتعلق بالنفاس الا كذا وكذا
والميتة كلها حرام ونجسة الا كذا وكذا مسألة
وأشباه هذه الأمثلة غير منحصرة وستراها إن شاء الله تعالى في مواضعها وكذلك أوضح إن شاء الله تعالى من بيان المواضع وحدودها وضبطها ما لا أظنك تجد مجموعها في غير هذا الموضع إلا بتعب إن وجدته وانبه على ما يشتبه منها كذي الحليفة ميقات أهل المدينة وبقربه أربعة مواضع تشبهه في الخط
وهجر المذكورة في مسألة القلتين غير هجر المذكورة في باب الجزية وإشباه ذلك كثيرة
واما الأسماء فهي إن شاء الله تعالى أتقن ما تجده واجمعه للنفائس وعيون اخبار أصحابها فأحقها أكمل تحقيق وأبلغ إيضاح ثم أسلك في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى طريقة مستحسنة من مستجادات التصنيف وهي ان ما كان فيه من الأسماء والألفاظ متكررا تكرارا كثيرا او معروف الموضع شرحته من غير بيان موضعه غالبا وما كان يخفى موضعه على بعض المتفقهين وشبهه بينت موضعه فأقول مثلا قوله في المهذب في باب كذا أو في أوله أو أوائله أو أواخره أو في اثنائه مثاله الكراز ذكره في المهذب في باب السلم في فصل السلم في الآنية وهو بضم الكاف وتخفيف الراء الخ شرحه
وروضة خاخ ذكرها في كتاب السير
وبزاخة ذكره في قتل المرتد وأشباه ذلك وكذا أسماء الأشخاص إن كان الشخص متكررا كالمزني وابن سريج لا أضيفه الى موضع وإن لم يكن متكررا او تكرر في موضعين او ثلاثة بينت موضعه فأقول مثلا البخاري ومسلم صاحبا الصحيحين ذكرهما في المهذب في باب قسم الخمس ولا ذكر
39(1/38)
لهما في المهذب إلا هنا
وذكر في الوسيط البخاري في صفة الصلاة في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم لا ذكر له في هذين الكتابين الا في هذين الموضعين وتكرر ذكرهما في الروضة
وأبو داود ذكره في المهذب في آخر زكاة الفطر وفي قسم الخمس فحسب ولا ذكر له في باقي الكتب الا في الروضة فتكرر فيها
وأبيض بن حمال الصحابي لا ذكر له في هذه الكتب الستة الا في احياء الموات من المهذب
والنجاشي في الجنائز وأشباه هذا وإذا تكرر الاسم في موضعين بلفظتين يوهمان الاختلاف وليس يختلفان او عكسه بينته فقلت مثلا أبو شريح الخزاعي في المهذب في باب ما يجب به القصاص هو أبو شريح الكعبي المذكور في باب استيفاء القصاص ثم في باب العفو عن القصاص
وعبد الله بن زيد الأنصاري المذكور في المهذب في صفة الوضوء وصلاة الاستسقاء وأول باب الشك في الطلاق هو واحد وهو غير عبد الله بن زيد المذكور في باب الأذان من المهذب والوسيط والفرق بينهما من كذا وكذا
ومرادي بهذا كله التيسير والإيضاح للطالبين رجاء رضى رب العالمين فقد صح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه) وأذكر إن شاء الله تعالى في آخر ترجمة كل واحد من فقهاء أصحابنا مسائل غريبة عنه سواء كان قوله فيها راجحا او مرجوحا وأبين ان قوله راجح او مرجوح واكثر ذلك من المرجوح والمقصود من تراجم الصحابة وغيرهم بيان الاسم والكنية والنسب والبلد والمولد والوفاة ونفيسه من مناقبه وعيون أخباره وينضم الى هذا في فقهاء أصحابنا انه على من تفقه ومن تفقه عليه وما صنف وان تصنيفه نفيس أم لا وانه يعتمد ام لا وانه قليل المخالفة للأصحاب او كثيرها وسترى في كل ذلك إن شاء الله تعالى ما تقر به عينك وترغب بسببه في مراجعة كتب العلماء من كل فن وارجو إن تم هذا الكتاب ان يحصل لصاحبه مقصود خزانة من أنواع العلوم التي يدخل فيه واستمدادي في ذلك وفي غيره من أموري التوفيق والكفاية والإعانة والصيانة والهداية من الله الكريم الوهاب اللطيف الحكيم التواب اسأله التوفيق لحسن النيات وتيسير انواع الطاعات والهداية لها دائما في ازدياد حتى الممات ومغفرة ما ظلمت نفسي به في المخالفات وإن يفعل ذلك بوالدي ومشايخي وأهلينا وأحبابنا وسائر المسلمين والمسلمات وان يجود علينا أجمعين برضاه ومحبته ودوام طاعته ويجمع بيننا في دار كرامته وغير ذلك من انواع المسرات وان ينفعنا أجمعين بهذا الكتاب ويجمع لنا المثوبات والا ينزع منا ما وهبه لنا ومن به علينا من الخيرات
40(1/39)
وألا يجعل شيئا من ذلك فتنة لنا وأن يعيذنا من كل المخالفات انه سميع الدعوات جزيل العطيات اعتصمت بالله توكلت على الله ما شاء الله لا قوة الا بالله حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وأقدم في اول الكتاب فصولا تكون لمحصلة قواعد وأصولا
فصل في معرفة أسماء الرجال
اعلم ان لمعرفة أسماء الرجال واحوالهم وأقوالهم ومراتبهم فوائد كثيرة
منها معرفة مناقبهم واحوالهم فيتأدب بآدابهم ويقتبس المحاسن من آثارهم ومنها مراتبهم واعصارهم فينزلون منازلهم ولا يقصر بالعالي في الجلالة عن درجته ولا يرفع غيره عن مرتبته
وقد قال الله تعالى {وفوق كل ذي علم عليم} 12 يوسف 76 وثبت في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليليني منكم اولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم) ثلاثاً
وعن عائشة رضي الله عنها قالت (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم) قال الحاكم أبو عبد الله في علوم الحديث هو حديث صحيح وأشار أبو داود في سننه الى انه مرسل
ومنها أنهم أئمتنا وأسلافنا كالوالدين لنا وأجدى علينا في مصالح آخرتنا التي هي دار قرارنا وانصح لنا فيما هو اعود علينا فيقبح بنا ان نجهلهم وان نهمل معرفتهم
ومنها ان يكون العلم والترجيح بقول أعلمهم واورعهم إذا تعارضت أقوالهم على ما اوضحته في مقدمة شرح المهذب
ومنها بيان مصنفاتهم وما لها من الجلالة وعدمها والتنبيه على مراتبها وفي ذلك إرشاد للطالب الى تحصيلها وتعريف له بما يعتمده منها وتحذيره مما يخاف من الاغترار به وغير ذلك وبالله التوفيق
فصل يتعلق بالتسمية والأسماء والكنى والألقاب
وقد جمعت في هذه الأقسام جملا نفيسة في كتاب الأذكار وانا أشير هنا إن شاء الله تعالى الى نبذ من عيون ذلك يستحب تحسين الاسم الحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم فأحسنوا أسماءكم) رواه أبو داود بإسناد جيد وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أحب أسمائكم الى الله عبد الله وعبد الرحمن)
وفي سنن أبي
41(1/40)
داود والنسائي عن ابن وهب الجشمي الصحابي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء الى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة)
وفي صحيح مسلم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجاحا ولا أفلح فإنك تقول أنتم هو فلا يكون فيقول لا)
ويستحب تغيير الاسم القبيح الى حسن ففي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب وفي صحيح مسلم عن زينب بنت ابي سلمة رضي الله عنها قالت سميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سموها زينب قالت ودخلت عليه زينب بنت جحش واسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن ابنة لعمر كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة ويحرم تلقيب الانسان بما يكرهه سواء كان صفة له كالأعمش والأجلح والأعمى والأصم والأقرع والأعرج والأبرص والأحول والأثبج والأصفر والأحدب والأزرق والأفطس والأشتر والأثرم والأقطع والزمن والمقعد والأشل سواء كان صفة لأبيه او أمه او غير ذلك مما يكرهه
واتفقت العلماء على جواز ذكره بذلك على سبيل التعريف لمن لا يعرفه الا بذلك كهؤلاء المذكورين في المثال فإنهم أئمة وعلماء مشهورون بهذه الألقاب في كتب الحديث وغيرها ولا يعرفهم اكثر الناس الا بالألقاب
واتفقوا على جواز تلقيبه باللقب الحسن وما لا يكرهه كعتيق لقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأبي تراب لقب علي بن ابي طالب وذي اليدين لقب الخرباق بن عمرو وسرق لقب الحباب بن أسد الجهني فهؤلاء صحابيون رضي الله عنه لقبهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الألقاب وكانوا يحبونها
وتجوز الكنية لكل مسلم ويستحب لنا ان نكني أهل الفضل من العلماء وغيرهم ويستحب ان يكنى بأكبر اولاده
وفي حديث في سنن ابي داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل رجلا عن اكبر اولاده فكناه به ويجوز فكنيته بغير اولاده
ويجوز تكنية من لا ولد له ويجوز تكنية من لم يولد له وتكنية الطفل كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يا أبا عمير ما فعل النغير) ويجوز تكنية الرجل بأبي فلانة والمرأة بأم فلان وام فلانة
ويكنى الكافر الذي اشتهر بكنيته كأبي لهب وأبي طالب وأبي رغال وغيرهم
وفي جواز التكني بأبي القاسم خلاف للعلماء أوضحته في كتاب الأذكار والروضة وانا أشير اليها ههنا وبالله التوفيق
42(1/41)
فصل في عادة الأئمة
عادة الأئمة الحذاق المصنفين في الأسماء والأنساب ان ينسبوا الرجل النسب العام ثم الخاص ليحصل في الثاني فائدة لم تكن في الأول فيقولون مثلا فلان بن فلان القريشي الهاشمي لأنه لا يلزم من كونه قرشيا كونه هاشميا ولا يعكسون فيقولون الهاشمي القرشي فإنه لا فائدة في الثاني حينئذ فإنه يلزم من كونه هاشميا كونه قرشيا
فإن قيل فينبغي ألا يذكروا القريشي بل يقتصروا على الهاشمي
فالجواب انه يخفى على بعض الناس كون الهاشمي قرشيا ويظهر هذا الخفاء في البطون الخفية كالأشهل من الأنصار فيقال الأنصاري الأشهلي ولو اقتصروا على الأشهلي لم يعرف كثير من الناس ان الأشهلي من الأنصار ام لا وكذا ما أشبهه فذكروا العام ثم الخاص لدفع هذا الوهم وقد يقتصرون على الخاص وقد يقتصرون على العام وهذا قليل ثم إنهم قد ينسبون الى البلد بعد القبيلة فيقولون القريشي المكي او المدني وإذا كان له نسب إلى بلدين بأن يستوطن احدهما ثم الآخر نسبوه غالبا إليهما وقد يقتصرون على احدها وإذا نسبوه إليهما قدموا الأول فقالوا المكي الدمشقي والأحسن المكي ثم الدمشقي
وإذا كان من قرية بلدة نسبوه تارة إلى القرية وتارة الى البلدة وتارة إليهما وحينئذ يقدمون البلدة لأنها أعم كما سبق في القبائل فيقولون فيمن هو من اهل حرستا قرية من قرى الغوطة التي هي كورة من كور دمشق فلان الدمشقي الحرستاني وقد يقولون في مثله فلان الشامي الدمشقي الحرستاني فينسبونه الى الاقليم ثم البلدة ثم القرية وقد ينسبونه إلى الكورة فيقولون الغوطي الحرستاني او الشامي الدمشقي الغوطي الحرستاني قال عبد الله بن المبارك رحمه الله وغيره إذا قام إنسان في بلد أربع سنين نسب إليه وينسبون إلى القبيلة مولاهم لقوله صلى الله عليه وسلم (موالي القوم من أنفسهم) وسواء كان مولى عتاقة وهو الأكثر او مولى حلف ومناصرة او مولى إسلام بأن أسلم على يد واحد من القبيلة كالبخاري الإمام مولى الجعفيين أسلم بعض أجداده على يد واحد من الجعفيين وسنوضحه في ترجمته إن شاء الله تعالى وقد ينسبون إلى القبيلة مولى مولاها كأبي الحباب الهاشمي مولى شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالله التوفيق
43(1/42)
فصل في حقيقة الصحابي والتابعي وبيان فضلهم ومراتب الصحابة والتابعين وأتباعهم
أما الصحابي ففيه مذهبان أصحهما وهو مذهب البخاري وسائر المحدثين وجماعة من الفقهاء وغيرهم أنه كل مسلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة وإن لم يجالسه ويخالطه
والثاني وهو مذهب أكثر اهل الأصول انه يشترط مجالسته وهذا مقتضى العرف وذاك مقتضى اللغة وهكذا قاله الإمام أبو بكر ابن الباقلاني رحمه الله وغيره
واما التابعي ففيه أيضا مذهبان أحدهما الذي رأى صحابيا
والثاني انه الذي جالس صحابيا قال الله تعالى {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار} 9 التوبة 100 الآية
واختلفوا في المراد بالسابقين في الآية فقال سعيد بن المسيب وآخرون هم من صلى إلى القبلتين
وقال الشعبي اهل بيعة الرضوان وقال محمد بن كعب القرظي وعطاء هم اهل بدر
وقال الله تعالى {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود} 48 الفتح 29 إلى آخر السورة
وقال تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} 3 آل عمران 110 وقال تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} 2 البقرة 143 وفي الصحيحين عن عمران بن الحصين رضي اله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وفي الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم (لو انفق أحدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه) أي نصفه
والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم على الإطلاق كثيرة مشهورة في الصحيحين وغيرهما
واما فضائلهم على الخصوص لطائفة ولأشخاص فأكثر من ان تحصر وسنذكر في تراجمهم منها جملا إن شاء الله تعالى
فمن له مزية من الصحابة رضي الله عنهم العشرة الذي شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم
ومنهم اهل بدر وأحد والعقبتين الأولى والثانية وأهل بيعة الرضوان تحت
44(1/43)
الشجرة
قال الله تعالى {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} 48 الفتح 18 الآية
قال الإمام أبو منصور البغدادي أصحابنا مجمعون على ان أفضلهم الخلفاء الأربعة ثم تمام العشرة ثم اهل بدر ثم احد ثم بيعة الرضوان
وأجمع اهل السنة على ان أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر وقدم جمهورهم عثمان على علي رضي الله عنهم
قال الخطابي وقدم اهل السنة من اهل الكوفة عليا على عثمان وبه قال ابن خزيمة
والصحيح قول الجمهور تقديم عثمان ولهذا اختارته الصحابة للخلافة وقدموه وهم أعلم وأعرف بالمراتب
واولهم إسلاما خديجة بنت خويلد وابو بكر هذا هو الصحيح
واختلفوا في أيهما أسبق
وآخرهم وفاة ابو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه توفي سنة مائة من الهجرة باتفاق العلماء واتفقوا على انه آخر الصحابة رضي الله عنهم وفاة
واما التابعون فواحدهم تابع وتابعي وقد ذكرنا حقيقتهم وفضلهم
واما مراتبهم فقال الإمام الحاكم ابو عبد الله الحافظ النيسابوري هم خمس عشرة طبقة اولهم الذين ادركوا العشرة من الصحابة منهم قيس بن أبي حازم سمع العشرة وروى عنهم ولم يشاركه في هذا أحد وقيل لم يسمع عبد الرحمن ويليهم الذين ولدوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اولاد الصحابة ثم ذكر طبقاتهم وفي صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أويس القرني (هو خير التابعين) رضي الله عنه وقال احمد بن حنبل أفضل التابعين سعيد بن المسيب فقيل له علقمة والأسود فقال سعيد وعلقمة والأسود وعنه لا اعلم فيهم مثل أبي عثمان النهدي وقيس بن ابي حازم وعنه أفضلهم قيس وأبو عثمان وعلقمة ومسروق ولعله اراد أفضلهم في ظاهر علوم الشرع والا فأويس خير التابعين وقال ابو عبد الله بن خفيف الزاهد اهل المدينة يقولون أفضل التابعين ابن المسيب وأهل الكوفة أويس وأهل البصرة الحسن
ومن الفضلاء التابعين الفقهاء السبعة فقهاء المدينة سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار
وفي السابع ثلاثة اقوال هل هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف او سالم بن عبد الله بن
45(1/44)
عمر بن الخطاب او أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هاشم وقد ذكرهم صاحب المهذب في باب الخيار في النكاح وسنوضحهم في تراجمهم إن شاء الله تعالى
واما تابعوا التابعين ومن بعدهم فلهم فضل في الجملة ولكن لا يلحقون من حيث الجملة بمن قبلهم لحديث أنس رضي الله عنه في صحيح البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما من عام الا والذي بعده شر منه) وفي صحيح البخاري أيضا عن مرادس الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يذهب الصالحون الأول فالأول وتبقى حفالة كحفالة الشعير والتمر لا يباليهم الله بالة) يقال لا أبالي زيدا بالا ولا بالة وبلى بكسر الباء مقصور أي لا اكترث به ولا اهتم له
ومع هذا فلهم في انفسهم فضائل ظاهرة وفي حفظ العلم آيات باهرة ففي الصحيحين ان النبي عليه السلام قال (لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم خذلان من خذلهم)
وجملة العلماء او جمهورهم على انهم حملة العلم وقد دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال (نصر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها) وجعلهم عدولا فامرهم بالتبليغ عنه فقال صلى الله عليه وسلم (ليبلغ الشاهد منكم الغائب) وفي الحديث الآخر (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) وهذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بصيانة العلم وحفظه وعدالة ناقليه وان الله تعالى يوفق له في كل عصر خلفا من العدول يحملونه وينفون عنه التحريف وما بعده فلا يضيع وهذا تصريح بعدالة حامليه في كل عصر وهكذا وقع ولله الحمد
وهذا من أعلام النبوة ولا يضر مع هذا كون بعض الفساق يعرف شيئا من العلم فإن الحديث إنما هو إخبار بان العدول يحملونه لا ان غيرهم لا يعرف شيئا منه والله أعلم
فصل في سلسلة التفقه لأصحاب الشافعي رحمة الله عليه منهم إلى الشافعي رحمه الله ثم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من المطلوبات المهمات والنفائس الجليلات التي ينبغي للمتفقه والفقيه معرفتها وتقبح به جهالتها فإن شيوخه في العلم آباء في الدين وصلة بينه وبين رب العالمين
وكيف لا يقبح جهل الإنسان والوصلة بينه وبين ربه الكريم الوهاب مع انه مامور بالدعاء لهم وبرهم وذكر مآثرهم والثناء عليهم وشكرهم
46(1/45)
فأذكرهم مني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ يعرف من كان في عصرنا وبعده طريقه باجتماعها هي وطريقتي قريبا
فأما انا فأخذت الفقه قراءة وتصحيحا وسماعا وشرحا وتعليقا عن جماعات
اولهم شيخي الإمام المتفق على علمه وزهده وورعه وكثرة عبادته وعظم فضله وتميزه في ذلك على أشكاله أبو إبراهيم إسحاق بن احمد بن عثمان المغربي ثم المقدسي رضي الله عنه وأرضاه وجمع بيني وبينه وبين سائر أحبابنا في دار كرامته مع من اصطفاه ثم شيخنا أبو محمد عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن إبراهيم بن موسى المقدسي ثم الدمشقي الإمام العارف الزاهد العابد الورع المتقن مفتي دمشق في وقته رحمه الله ثم شيخنا أبو حفص عمر بن أسعد بن ابي غالب الربعي بفتح الباء الأربلي الإمام المتقن رضي الله عنه ثم شيخنا أبو الحسن سلار بن الحسن الأربلي ثم الحلبي ثم الدمشقي المجمع على إمامته وجلالته وتقدمه في علم المذهب على اهل عصره بهذه النواحي رضي الله عنه وتفقه شيوخنا الثلاثة الأولون على شيخهم الإمام أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان المعروف بابن الصلاح وتفقه هو على والده وتفقه والده في طريقة العراقيين على ابي سعيد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن أبي عصرون الموصلي وتفقه أبو سعيد على القاضي أبي علي الفارقي وتفقه الفارقي على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وتفقه الشيخ أبو إسحاق على القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وتفقه ابو الطيب على أبي الحسن محمد بن علي بن سهل بن مصلح الماسرجسي وتفقه الماسرجسي على أبي إسحاق إبراهيم بن احمد المروزي وتفقه أبو إسحاق على أبي العباس احمد بن عمر بن سريج وتفقه ابن سريج على أبي القاسم عثمان بن بشار الأنماطي وتفقه الأنماطي على أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني وتفقه المزني على أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه وتفقه الشافعي على جماعات منهم أبو عبد الله مالك بن أنس إمام المدينة ومالك على ربيعة عن انس وعلى نافع عن ابن عمر كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
والشيخ الثاني للشافعي رحمه الله سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عمرو بن عباس رضي الله عنهم
والشيخ الثالث للشافعي رضي الله عنه أبو خالد مسلم بن خالد مفتي مكة وإمام اهلها وتفقه مسلم على أبي الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وتفقه ابن جريج على ابي محمد عطاء بن أسلم أبي رباح وتفقه عطاء على
47(1/46)
أبي العباس عبد الله بن عباس وأخذ ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب وعلي وزيد بن ثابت وجماعات من الصحابة رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
واما طريقة أصحابنا الخراسانيين فأخذتها عن شيوخنا المذكورين وأخذها شيوخنا الثلاثة عن ابي عمرو عن والده عن ابي القاسم بن البزري الجزري عن ابي الحسن علي بن محمد بن علي الكيا الهراسي عن ابي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف إمام الحرمين عن والده أبي محمد عن أبي بكر عبدالله بن احمد بن عبد الله بن احمد القفال المروزي الصغير وهو إمام طريقة خراسان عن ابي زيد محمد بن احمد بن عبد الله بن محمد المروزي عن ابي إسحاق المروزي عن ابن سريج كما سبق
وتفقه شيخنا الإمام أبو الحسن سلار على جماعات منهم الإمام أبو بكر الماهاني وتفقه الماهاني على ابن البزري بطريقه السابق فهذا مختصر السلسلة
ومعلوم ان كل واحد من هؤلاء اخذ عن جماعة بل جماعات لكن أردت الاختصار وبيان واحد من شيوخ كل واحد وذكرت اجلهم وأشهرهم له وسأوضحهم بأحوالهم وتراجمهم في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى الا شيوخنا المتأخرين فإنه لا ذكر لأكثرهم في هذا وقد ذكرتهم في كتاب الطبقات وبالله التوفيق
فصل في بدء التاريخ الهجري
ابتدأ التاريخ في الاسلام من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وهذا مجمع عليه واول من أرخ بالهجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة سبع عشرة من الهجرة وهذه أحرف في بيان جملة من الأمور المشهورة في كل سنة من سني الهجرة إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ترتيب السنين وهي عشر سنين
الأولى فيها بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده ومساكنه وآخى بين المهاجرين والأنصار وأسلم عبد الله بن سلام وشرع الأذان
السنة الثانية فيها حولت القبلة إلى الكعبة بعد ستة عشر او سبعة عشر شهرا من الهجرة في شعبان وفيها فرض صوم رمضان شهره وفيها فرضت صدقة الفطر وفيها كانت غزوة بدر في رمضان وفي شوال منها بني بعائشة وفيها تزوج علي فاطمة
الثالثة فيها غزوات وسرايا منها غزوة أحد يوم السبت السابع من شوال ثم غزوة
48(1/47)
بدر الصغرى لهلال ذي القعدة وفيها غزوة النضير وحرمت الخمر بعد احد وتزوج فيها حفصة وتزوج عثمان ام كلثوم وولد الحسن بن علي
الرابعة فيها تزوج ام سلمة وقصرت الصلاة ونزل التيمم وفيها غزوة الخندق وقيل الخندق في سنة خمس والصحيح انه سنة اربع ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وانا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وانا ابن خمس عشرة سنة فأجازني وقد اجمعوا على ان احدا في الثالثة ويقال لها الخندق والأحزاب وكان حصار الأحزاب المدينة خمسة عشر يوما ثم هزمهم الله عز وجل وأرسل عليهم ريحا وجنودا وقيل إن غزوة ذات الرقاع فيها والأصح انها في سنة خمس وهو اول صلاة الخوف وفيها قتل القراء ببئر معونة رضي الله عنهم
الخامسة فيها غزوة دومة الجندل وقريظة ونزل الحجاب
السادسة فيها غزوة الحديبية وبيعة الرضوان وغزوة بني المصطلق وكسفت الشمس ونزل الظهار
السابعة فيها غزوة خيبر والهدنة وهو الصلح مع اهل مكة والقضاء ويقال لها أيضا عمرة القضاء وعمرة القضية أيضا وفيها هاجر خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة سادن الكعبة فلقوا عمرو بن العاص واصطحبوا وأسلموا ثلاثتهم وتزوج ام حبيبة وميمونة وصفية وجاءته مارية وبغلته دلدل وقدم جعفر وأصحابه من الحبشة وأسلم أبو هريرة
الثامنة فيها غزوة مؤتة وذات السلاسل وفتح مكة في رمضان وولد إبراهيم وتوفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها غزوة حنين والطائف وفيها غلا السعر فقالوا سعر لنا فأجابهم بقوله المسعر هو الله
التاسعة فيها غزوة تبوك وحج أبو بكر رضي الله عنه بالناس وتوفيت أم كلثوم والنجاشي رضي الله عنهما وتتابعت الوفود
العاشرة فيها حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وتوفي إبراهيم ابن النبي عليه السلام وأسلم جرير ونزل {إذا جاء نصر الله والفتح} 110 النصر 1
[ من اسمه محمد مبتدَءاً بنبينا صلى الله عليه وسلم]
وهذا حين أشرع في مقصود الكتاب مستعينا بالله الكريم الوهاب مبتدئا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم من اسمه محمد لشرف اسمه ثم أعود الى ترتيب الحروف المشروطة في الخطبة
[النبي صلى الله عليه وسلم]
وهو صلى الله عليه وسلم
49(1/48)
1 - محمد صلى الله عليه وسلم
ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
الى هنا إجماع الأمة واما ما بعده إلى آدم فيختلف فيه اشد اختلاف
قال العلماء ولا يصح فيه شيء يعتمد وقصي بضم القاف ولؤي بالهمزة وتركه والياس بهمزة وصل وقيل بهمزة قطع وكنية النبي المشهورة أبو القاسم وكناه جبريل صلى الله عليهما وسلم أبا إبراهيم
ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء كثيرة أفرد فيها الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي الدمشقي المعروف بابن عساكر رحمه الله بابا في تاريخ دمشق ذكر فيه أسماء كثيرة جاء بعضها في الصحيحين وباقيها في غيرهما منها محمد واحمد والحاشر والعاقب والمقفى والماحي وخاتم الأنبياء ونبي الرحمة ونبي الملحمة
وفي رواية نبي الملاحم ونبي التوبة والفاتح وطه ويسن وعبد الله
قال الإمام الحافظ ابو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي رحمه الله زاد بعض العلماء فقال سماه الله عز وجل في القرآن رسولا ونبيا اميا شاهدا مبشرا نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ورؤوفا رحيما ومذكرا وجعله رحمة ونعمة وهاديا صلى الله عليه وسلم
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اسمي في القرآن محمد وفي الإنجيل احمد وفي التوراة أحيد وإنما سميت احيدا لأني احيد امتي عن نار جهنم)
قلت وبعض هذه المذكورات صفات فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز
وقال الإمام الحافظ القاضي ابو بكر ابن العربي المالكي في كتابه الأحوذي في شرح الترمذي قال بعض الصوفية لله عز وجل ألف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم
قال ابن الأعرابي فأما أسماء الله عز وجل فهذا العدد حقير فيها واما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فلم أحصها الا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء النبية فوعيت منها اربعة وستين اسما ثم ذكرها مفصلة مشروحة فاستوعب واجاد ثم قال وله وراء هذا أسماء
وام النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وقيل بعده بثلاثين سنة
قال
50(1/49)
الحاكم أبو احمد وقيل بعده بأربعين سنة وقيل بعده بعشر سنين رواه الحافظ ابو القاسم ابن عساكر في تاريخ دمشق والصحيح المشهور انه عام الفيل ونقل إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري وخليفة بن خياط وآخرون الإجماع عليه واتفقوا على انه ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول واختلفوا هل هو في اليوم الثاني او الثامن أم العاشر او الثاني عشر فهذه أربعة أقوال مشهورة
وتوفي صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ومنها ابتداء التاريخ كما سبق
ودفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس وقيل ليلة الأربعاء
وتوفي عليه السلام وله ثلاث وستون سنة وقيل خمس وستون سنة وقيل ستون والأول أصح وأشهر
وقد جاءت الأقوال الثلاثة في الصحيح
قال العلماء الجمع بين الروايات أن من روى ستين لم يعتبر هذه الكسور ومن روى خمسا وستين عد سنة المولد والوفاة ومن روى ثلاثا وستين لم يعدهما والصحيح ثلاث وستون وكذا الصحيح في سن ابي بكر وعمر وعلي وعائشة رضي الله عنهم ثلاث وستون سنة
قال الحاكم أبو احمد وهو شيخ الحاكم أبي عبد الله يقال ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ونبىء يوم الاثنين وهاجر من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين وروي انه عليه السلام ولد مختونا مسرورا
وكفن صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ثبت ذلك في الصحيحين
قال الحاكم ابو احمد ولما أدرج النبي صلى الله عليه وسلم في أكفانه وضع على سريره على شفير القبر ثم دخل الناس أرسالا يصلون عليه فوجا فوجا لا يؤمهم احد فأولهم صلاة عليه العباس ثم بنو هاشم ثم المهاجرون ثم الأنصار ثم سائر الناس فلما فرغ الرجال دخل الصبيان ثم النساء ثم دفن صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرته العباس وعلي والفضل وقثم ابنا العباس وشقران قال ويقال كان أسامة بن زيد وأوس بن خولي معهم ودفن في اللحد وبني عليه صلى الله عليه وسلم في لحده اللبن يقال إنها تسع لبنات ثم اهالوا التراب وجعل قبره صلى الله عليه وسلم مسطحا ورش عليه الماء رشا
قال ويقال نزل المغيرة في قبره ولا يصح
قال الحاكم ابو احمد يقال مات عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولرسول الله عليه السلام ثمانية وعشرون شهرا وقيل تسعة أشهر وقيل سبعة أشهر وقيل شهران وقيل مات وهو حمل وتوفي بالمدينة
قال الواقدي وكاتبه محمد بن سعد لا يثبت انه توفي وهو حمل
ومات جده عبد المطلب وله ثمان سنين وقيل ست سنين واوصى به إلى ابي طالب
وماتت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وله
51(1/50)
ست سنين
وقيل أربع ماتت بالأبواء مكان بين مكة والمدينة
وبعث صلى الله عليه وسلم رسولا إلى الناس كافة وهو ابن أربعين سنة وقيل اربعين ويوم وأقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة
وقيل عشرا
وقيل خمس عشرة ثم هاجر الى المدينة فأقام عشر سنين بلا خلاف وقدم المدينة يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول
قال الحاكم وبدأ الوجع برسول الله عليه السلام في بيت ميمونة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر صفر
فصل في مرضعاته صلى الله عليه وسلم
أرضعته صلى الله عليه وسلم ثويبة بضم المثلثة مولاة أبي لهب أياما
ثم أرضعته حليمة بنت ابي ذؤيب عبد الله بن الحارث السعدية وروي عنها انها قالت كان يشب في اليوم شباب الصبي في شهر ونشأ صلى الله عليه وسلم يتيما فكفله جده عبد المطلب ثم عمه ابو طالب وطهره الله عز وجل من دنس الجاهلية فلم يعظم صنما لهم في عمره قط ولم يحضر مشهدا من مشاهد كفرهم وكانوا يطلبونه لذلك فيمتنع ويعصمه الله من ذلك
وفي الحديث عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما عبدت صنما قط وما شربت خمرا قط وما زلت أعرف ان الذي هم عليه كفر) وهذا من لطف الله تعالى به ان برأه من دنس الجاهلية ومن كل عيب ومنحه كل خلق جميل حتى كان يعرف في قومه بالأمين لما شاهدوا من امانته وصدقه وطهارته فلما بلغ اثنتي عشرة سنة خرج مع عمه ابي طالب إلى الشام حتى بلغ بصرى فرآه بحيرا الراهب فعرفه بصفته فجاء وأخذ بيده وقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله حجة للعالمين قالوا فمن أين علمت ذلك قال إنكم حين أقبلتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر الا خر ساجدا ولا يسجد الا لنبي وإنا نجده في كتبنا وسأل ابا طالب ان يرده خوفا من اليهود فرده ثم خرج صلى الله عليه وسلم ثانيا الى الشام مع ميسرة غلام خديجة رضي الله عنها في تجارة لها قبل ان يتزوجها حتى بلغ سوق بصرى فلما بلغ خمسا وعشرين سنة تزوج خديجة ولما خرج الى المدينة مهاجرا خرج معه ابو بكر الصديق رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة بضم الفاء ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي وهو كافر ولا يعلم له إسلام
فصل في صفته صلى الله عليه وسلم
كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا الأبيض الأمهق ولا الآدم ولا الجعد القطط ولا السبط وتوفي وليس في رأسه عشرون شعرة بيضاء
وكان حسن
52(1/51)
الجسم بعيد ما بين المنكبين له شعر الى منكبيه وفي وقت الى شحمتي أذنيه وفي وقت الى نصف أذنيه كث اللحية شثن الكفين أي غليظ الأصابع ضخم الرأس والكراديس في وجهه تدوير أدعج العينين طويل أهدابهما احمر المآقي ذا مشربة وهي الشعر الدقيق من الصدر الى السرة كالقضيب إذا مشى تقلع كأنما ينحط في صبب أي يمشي بقوة والصبب الحدور يتلألأ وجهه كالقمر ليلة البدر كأن وجهه كالقمر حسن الصوت سهل الخدين ضليع الفم سواء البطن والصدر أشعر المنكبين والذراعين واعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة أشكل العينين أي طويل شقهما منهوس العقبين أي قليل لحم العقب بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة وكبيضة الحمامة وكان إذا مشى كانما تطوى له الأرض ويجدون في لحاقه وهو غير مكترث وكان يسدل شعر رأسه ثم فرقه وكان يرجله ويسرح لحيته ويكتحل بالأثمد كل ليلة في كل عين ثلاثة أطراف عند النوم وكان احب الثياب اليه القميص والبياض والحبرة وهي ضرب من البرود فيه حمرة وكان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ ولبس في وقت حلة حمراء وإزارا ورداء وفي وقت ثوبين اعفرين وفي وقت جبة ضيقة الكمين وفي وقت قباء وفي وقت عمامة سوداء وأرخى طرفها بين كتفيه وفي وقت مرطا اسود من شعر أي كساء ولبس الخاتم والخف والنعل
فصل في أولاده صلى الله عليه وسلم
له صلى الله عليه وسلم ثلاثة بنين القاسم وبه كان يكنى ولد قبل النبوة وتوفي وهو ابن سنتين وعبدالله وسمي الطيب والطاهر لأنه ولد بعد النبوة وقيل الطيب والطاهر غير عبد الله والصحيح الأول والثالث إبراهيم ولد بالمدينة سنة ثمان ومات بها سنة عشر وهو ابن سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر وكان له صلى الله عليه وسلم أربع بنات زينب تزوجها ابو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد الشمس وهو ابن خالتها وامه هالة بنت خويلد وفاطمة تزوجها علي بن ابي طالب رضي الله عنه ورقية وام كلثوم تزوجهما عثمان بن عفان تزوج رقية ثم ام كلثوم وتوفيتا عنده ولهذا سمي ذو النورين توفيت رقية يوم بدر في رمضان سنة اثنتين من الهجرة وتوفيت ام كلثوم في شعبان سنة تسع من الهجرة فالبنات أربع بلا خلاف والبنون ثلاثة على الصحيح
واول من ولد له القاسم ثم زينب ثم رقية ثم ام كلثوم ثم فاطمة وجاء ان فاطمة عليها السلام أسن من أم كلثوم ذكر ذلك علي بن احمد بن سعيد بن محرم أبو محمد الحافظ ثم في الاسلام عبد الله بمكة ثم
53(1/52)
إبراهيم بالمدينة وكلهم من خديجة الا إبراهيم فإنه من مارية القبطية وكلهم توفوا قبله الا فاطمة فإنها عاشت بعده ستة أشهر على الأصح الأشهر
فصل في أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم
أعمامه صلى الله عليه وسلم أحد عشر احدهم الحارث وهو اكبر اولاد عبد المطلب وبه كان يكنى وقثم والزبير وحمزة والعباس وأبو طالب وأبو لهب وعبد الكعبة وحجل بحاء مهملة مفتوحة ثم جيم ساكنة وضرار والفيداق
أسلم منهم حمزة والعباس وكان حمزة أصغرهم سنا لأنه رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم العباس قريب منه في السن وهو الذي كان يلي زمزم بعد أبيه عبد المطلب وكان اكبر سنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين
وعماته صلى الله عليه وسلم ست صفية أسلمت وهاجرت وهي ام الزبير بن العوام توفيت بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهي أخت حمزة لأمه
وعاتكة قيل انها أسلمت وهي التي رأت رؤيا غزوة بدر وقصتها مشهورة وبرة واروى واميمة وأم حكيم وهي البيضاء
فصل في أزواجه صلى الله عليه وسلم
أولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة وام حبيبة وام سلمة وزينب بنت جحش وميمونة وجويرية وصفية وسنذكرهن في تراجمهن إن شاء الله تعالى فهؤلاء التسع بعد خديجة توفي عنهن ولم يتزوج في حياة خديجة غيرها ولا تزوج بكرا غير عائشة واما اللاتي فارقهن صلى الله عليه وسلم في حياته فتركناهن لكثرة الاختلاف فيهن
وكان له سريتان مارية وريحانة بنت زيد وقيل بنت شمعون ثم اعتقها
روينا عن قتادة قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امراة فدخل بثلاث عشرة وجمع بين احدى عشرة وتوفي عن تسع
فصل في مواليه صلى الله عليه وسلم
منهم زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أبو أسامة وثوبان بن بجدد بضم الموحدة والدال وإسكان الجيم وأبو كبشة واسمه سليم شهد بدرا وباذام ورويفع وقصير وميمون وأبو بكرة وهرمز وأبو صفية عبيد وأبو سلمى وانسة بفتح الهمزة والنون وصالح وشقران ورباح بالموحدة وأسود النوبي ويسار الراعي
54(1/53)
وابو رافع واسمه اسلم وقيل غير ذلك وأبو لهثة وفضالة اليماني ورافع ومدعم بكسر الميم وإسكان الدال وفتح العين المهملتين أسود وهو الذي قتل بوادي القرى وكركرة بكسر الكافين وقيل بفتحهما كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم وزيد جد هلال بن يسار بن زيد وعبيدة وطهمان او كيسان او مهران او ذكوان او مروان ومأبور القبطي وواقد وأبو واقد وهشام وأبو ضميرة وحنين وأبو عسيب واسمه احمر وأبو عبيدة وسفينة وسليمان الفارسي وأيمن ابن ام ايمن وافلح وسابق وسالم وزيد بن بولا وسعيد وضميرة بن ابي ضميرة وعبيد الله بن أسلم ونافع ونبيل ووردان وابو أثيلة وأبو الحمراء
ومن الإماء سلمى بفتح السين ام رافع وام أيمن بركة بفتح الباء وهي ام أسامة بن زيد وميمونة بنت سعيد وخضرة ورضوى واميمة وريحانة وأم ضميرة ومارية وشيرين وهي اختها وام عباس وكثير من هؤلاء لهم ذكر في هذه الكتب وسيأتي بيان احوالهم في تراجمهم إن شاء الله تعالى
واعلم ان هؤلاء الموالي لم يكونوا موجودين في وقت واحد للنبي صلى الله عليه وسلم بل كان كل بعض منهم في وقت والله اعلم
فصل في خدمه صلى الله عليه وسلم
منهم أنس بن مالك وهند وأسماء ابنا حارثة الأسلميان وربيعة بن كعب الأسلمي وكان عبد الله بن مسعود صاحب نعليه إذا قام البسه إياهما وإذا جلس حطهما وجعلهما في ذراعيه حتى يقوم وكان عقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته صلى الله عليه وسلم يقود به في الأسفار وبلال المؤذن وسعد مولى أبي بكر الصديق وذو مخمر ويقال مخبر بالباء الموحدة ابن اخي النجاشي ويقال ابن اخته وبكير بن سراح الليثي ويقال بكر وأبو ذر الغفاري والأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي ومهاجر مولى ام سلمة وأبو السجع رضي الله عنهم
فصل في كُتَّابِهِ صلى الله عليه وسلم
ذكرهم الحافظ ابو القاسم في تاريخ دمشق أنهم ثلاثة وعشرون وروي ذلك كله بأسانيده وهم ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي والزبير وأبي بن
55(1/54)
كعب وزيد بن ثابت ومعاوية بن أبي سفيان ومحمد بن مسلمة والأرقم رقم بن ابي الأرقم وأبان بن سعيد بن العاص واخوه خالد بن سعيد وثابت بن قيس وحنظلة بن الربيع وخالد بن الوليد وعبد الله بن الأرقم وعبد الله بن زيد بن عبد ربه والعلاء بن عتبة والمغيرة بن شعبة والسجل وزاد غيره شرحبيل بن حسنة قالوا وكان اكثرهم كتابة زيد بن ثابت ومعاوية رضي الله عنهم
فصل في رسله
أرسل صلى الله عليه وسلم عمرو بن امية الضمري الى النجاشي فاخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعه على عينيه ونزل عن سريره فجلس على الأرض ثم أسلم حين احضره جعفر بن ابي طالب وحسن إسلامه
وأرسل صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي بكتاب الى هرقل عظيم الروم
وعبد الله بن حذاقة السهمي الى كسرى ملك فارس
وحاطب بن ابي بلتعة اللخمي الى المقوقس ملك الإسكندرية ومصر فقال خيرا وقارب ان يسلم وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القبطية واختها شيرين فوهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت
وأرسل عمرو بن العاص الى ملكي عمان فأسلما وخليا بين عمرو وبين الصدقة والحكم فيما بينهم فلم يزل عندهم حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأرسل سليط بن عمرو العلوي الى اليمامة إلى هوذة بن علي الحنفي وأرسل شجاع بن وهب الأسدي الى الحارث بن ابي شمر الغساني ملك البلقاء من ارض الشام وأرسل المهاجر بن أبي أمية المخزومي الى الحارث الحميري وأرسل العلاء بن الحضرمي الى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين فصدق وأسلم
وأرسل أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل الى جملة اليمن داعين الى الإسلام فأسلم عامة اهل اليمن ملوكهم وسوقتهم
فصل في مؤذنيه صلى الله عليه وسلم
له صلى الله عليه وسلم أربعة من المؤذنين بلال وابن ام مكتوم بالمدينة وأبو محذورة بمكة وسعد القرظ بقباء وسيأتي بيان احوالهم في تراجمهم إن شاء الله تعالى
فصل في حجه وعمرته
ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر بعد الهجرة ولم يحج الا حجة الوداع التي ودع الناس فيها سنة عشر من الهجرة
وغزا بنفسه صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين غزوة هذا هو المشهور وهو قول موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر وغيرهم من
56(1/55)
أئمة السير والمغازي
وقيل سبعا وعشرين
ونقل ابو عبد الله محمد بن سعد في الطبقات الاتفاق على ان غزواته صلى الله عليه وسلم بنفسه سبع وعشرون غزوة وسراياه ست وخمسون وعدها واحدة واحدة مرتبة على حسب وقوعها قالوا ولم يقاتل الا في تسع بدر وأحد والخندق وبني قريظة وبني المصطلق وخيبر وفتح مكة وحنين والطائف وهذا على قول من قال فتحت مكة عنوة وقيل قاتل بوادي القرى وفي الغابة وبني النضير والله اعلم
فصل في أخلاقه صلى الله عليه وسلم
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان وكان احسن الناس خلقا وخلقا وألينهم كفا واطيبهم ريحا واكملهم حجا واحسنهم عشرة وأعلمهم بالله وأشدهم لله خشية ولا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل فحينئذ يغضب ولا يقوم لغضبه شيء حتى ينتصر للحق وإذا غضب أعرض واشاح وكان خلقه القرآن وكان اكثر الناس تواضعا يقضي حاجة اهله ويخفض جناحه للضعفة وما سئل شيئا قط فقال لا وكان احلم الناس
وكان أشد الناس حياء من العذراء في خدرها والقريب والبعيد والقوي والضعيف عنده في الحق سواء وما عاب طعاما قط إن اشتهاه اكله والا تركه ولا يأكل متكئا ولا على خوان وياكل ما تيسر ولا يمتنع من مباح ما وكان يحب الحلواء والعسل ويعجبه الدباء وهو اليقطين وقال (نعم الإدام الخل) (وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) وكان أحب الشاة اليه الذراع
وقال أبو هريرة رضي الله عنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير يعني للعدم وكان يأتي الشهر والشهران لا يوقد في بيت من بيوته نار
وكان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ويكافىء على الهدية ويخصف النعل ويرقع الثوب ويعود المريض ويجيب من دعاه من غني او فقير او دنيء او شريف ولا يحتقر احدا وكان يقعد تارة القرفصاء وتارة متربعا واتكى في اوقات وفي كثير من الأوقات او في أكثرها محتبيا بيديه وكان ياكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن ويتنفس في الشراب بالإناء ثلاثا خارج الإناء ويتكلم بجوامع الكلم ويعيد الكلمة ثلاثا لتفهم وكلامه بين يفهمه من سمعه ولا يتكلم في غير حاجة ولا يقعد ولا يقوم الا على ذكر الله تعالى وركب الفرس والبعير والحمار والبغلة وأردف معه خلفه على ناقة وعلى حمار ولا يدع أحدا يمشي خلفه وعصب على بطنه الحجر من
57(1/56)
الجوع وكان يبيت هو واهله الليالي طاويين وفراشه من ادم حشوه ليف وكان متقللا من امتعة الدنيا كلها وقد اعطاه الله تعالى مفاتيح خزائن الأرض كلها فأبى أن يأخذها واختار الآخرة عليها وكان كثير الذكر دائم الفكر جل ضحكه التبسم وضحك في اوقات حتى بدت نواجذه وهي الأنياب ويحب الطيب ويكره الريح الكريهة ويمزح ولا يقول الا حقا ويقبل عذر المعتذر اليه وكان كما وصفه الله تعالى {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} 9 التوبة 128 وقال تعالى {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} 9 التوبة 103 وكانت معاتبته تعريضا (ما بال قوم يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى) ونحو ذلك ويامر بالرفق ويحث عليه وينهي عن العنف ويحث على العفو والصفح ومكارم الأخلاق ويحب التيمن في طهوره وترجله وتنعله وفي شانه كله وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى وإذا نام واضطجع اضطجع على جنبه الأيمن مستقبل القبلة وكان مجلسه مجلس حلم وحياء وامانة وصيانة وصبر وسكينة لا ترفع فيه الأصوات ولا يؤذين فيه الحرم اي لا يذكر فيه النساء يتعاطفون فيه بالتقوى ويتواضعون ويوقر الكبار ويرحم الصغار ويؤثرون المحتاج ويحفظون الغريب ويخرجون أدلة على الخير وكان يتألف أصحابه ويكرم كريم كل قوم ويوليه امرهم ويتفقد أصحابه ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ولم يضرب خادما ولا امرأة ولا شيئا قط الا ان يجاهد في سبيل الله وما خير بين امرين الا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ودلائل كل ما ذكرته في الصحيح مشهورة وقد جمع الله سبحانه وتعالى له صلى الله عليه وسلم كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه علم الأولين والآخرين وما فيه النجاة والفوز وهو امي لا يقرأ ولا يكتب ولا معلم له من البشر وآتاه ما لم يؤت أحدا من العالمين واختاره على جميع الأولين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه دائمين إلى يوم الدين
ثبت في الصحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه قال ما مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة أطيب من رائحة رسول الله ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي قط أف ولا قال لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا
فصل في معجزاته صلى الله عليه وسلم
لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجزات ظاهرات وأعلام متظاهرات تبلغ ألوفاً وهي مشهورات
58(1/57)
فمنها القرآن المعجزة الظاهرة والدلالة الباهرة {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} 41 فصلت 42 الذي أعجز البلغاء في افصح الأعصار وأعياهم ان ياتوا بسورة منه ولو استعانوا بجميع الخلق
قال الله تعالى {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} 17 الاسراء 88 فتحداهم صلى الله عليه وسلم بذلك مع كثرتهم وفصاحتهم وشدة عداوتهم الى يومنا هذا
وأما المعجزات غيره فلا يمكن حصرها أبدا لأنها كثيرة جدا ومتجددة متزايدة ولكن أذكر منها امثلة كانشقاق القمر ونبع الماء من بين أصابعه وتكثير الماء والطعام وتسبيح الطعام وحنين الجذع وتسليم الحجر وتكليم الذراع المسمومة ومشي الشجرة إليه واجتماع الشجرتين المتباعدتين ورجوعهما إلى مكانهما ودرور الشاة الحائل ورده عين قتادة بن النعمان بعد ان ندرت وصارت في يده الى مكانها فلم تكن تعرف بعد ذلك وتفله في عيني علي وكان ارمد فبرىء من ساعته ومسحه رجل عبد الله بن عتيك فبرأت في الحال وأخباره بمصارع المشركين يوم بدر هذا مصرع فلان فلم يعدوا مصارعهم وإخباره بقتله أبي بن خلف وإخباره بان طائفة من امته يغزون البحر وأن ام حرام منهم فكان كذلك وبأنه يفتح على أمته ما زوى له من مشارق الأرض ومغاربها وبان كنوز كسرى تنفقها امته في سبيل الله عز وجل وبانه يخاف على امته ما يفتح عليهم من زهرة الدنيا وبأن خزائن فارس والروم تفتح لنا وبان سراقة بن مالك يسور بسواري كسرى وبان الحسن بن علي يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وبأن سعد بن أبي وقاص يعيش حتى ينتفع به أقوام ويضر به آخرون وبأن النجاشي مات يومكم هذا وهو بالحبشة وبان الأسود العنسي قتل ليلتكم هذه وهو باليمن وبان المسلمين يقاتلون الترك صغار الأعين عراض الوجوه ذلف الأنوف وبأن اليمن تفتح عليكم والشام والعراق وبان المسلمين يجندون ثلاثة اجناد جندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق وبانهم يفتحون مصر ارضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا باهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما وبأن اويسا القرني يقدم عليكم في امداد اهل اليمن كان به برص فبرىء منه الا فدر درهم فقدم كذلك على عمر وبأن طائفة من امته على الحق وبان الناس يكثرون وبان الأنصار يقلون وبأن الأنصار يلقون بعده أثرة وبأن الناس لا يزالون يسالون حتى يقولوا هذا خلق الله الخلق الحديث وبأن رويفع بن ثابت تطول به الحياة وبأن عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية وبان هذه الأمة ستفترق وبأنه
59(1/58)
سيكون بينهم قتال وبانه ستخرج نار من أرض الحجاز وأشباه هذا فوقعت كلها كما ذكر صلى الله عليه وسلم واضحة جلية وقال لثابت بن قيس تعيش حميدا وتقتل شهيدا فعاش حميدا واستشهد باليمامة
وقال لعثمان تصيبه بلوى شديدة
وقال في رجل من المسلمين يقاتل قتالا شديدا وإنه من اهل النار فقتل نفسه
وجاءه وابصة بن معبد يسأله عن البر والإثم فقال جئت تسأل عن البر والإثم وقال لعلي والزبير والمقداد اذهبوا الى روضة خاخ فإن هناك ظغينة معها كتاب فوجدوها فأنكرته ثم اخرجته من عقاصها
وقال لأبي هريرة حين سرق الشيطان التمر إنه سيعود فعاد
وقال لأزواجه (أطولكن يدا أسرعكن لحاقا بي) فكان ذلك
وقال لعبد الله بن سلام (أنت على الإسلام حتى تموت) ودعا صلى الله عليه وسلم لأنس بان يكثر ماله وولده ويطول عمره فكان كذلك عاش فوق مائة سنة ولم يكن احد من الأنصار أكثر مالا منه ودفن من اولاده الذكور لصلبه مائة وعشرين ابنا قبل قدوم الحجاج سوى غيرهم وهذا مصرح به في صحيح البخاري وغيره
ودعا صلى الله عليه وسلم أن يعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب او بأبي جهل فأعزه الله بعمر رضي الله عنه ودعا على سراقة بن مالك فارتطمت به فرسه في جلد من الأرض وساخت قوائمها فيها فناداه بالأمان وسأله الدعاء له ودعا لعلي ان يذهب الله عنه الحر والبرد فلم يكن يجد حرا ولا بردا ودعا لحذيفة ليلة بعثه يأتي بخبر الأحزاب الا يجد بردا فلم يكن يجده حتى رجع
ودعا لابن عباس ان يفقهه الله في الدين فكان كذلك
ودعا على عتبة بن ابي لهب أن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله الأسد بالزرقاء
ودعا بنزول المطر حين سألوه ذلك لقحوط المطر ولم يكن في السماء قزعة فثار سحاب امثال الجبار ومطروا الى الجمعة الأخرى حتى سألوه ان يدعو برفعه فدعا فارتفع وخرجوا يمشون في الشمس
ودعا لأبي طلحة ولامرأته ام سليم ان يبارك الله لهما في ليلتهما فكان كذلك فحملت فولدت عبد الله فكان من اولاده تسعة كلهم علماء ودعا لأم أبي هريرة رضي الله عنه بالهداية فذهب ابو هريرة فوجدها تغتسل وقد أسلمت
ودعا لأم قيس بنت محص اخت عكاشة بطول العمر فلا نعلم امرأة عمرت ما عمرت
رواه النسائي في ابواب غسل الميت
ورمى الكفار يوم حنين بقبضة من تراب وقال شاهت الوجوه فهزمهم الله تعالى وامتلأت أعينهم ترابا
وخرج على مائة من قريش ينتظرونه ليفعلوا به مكروها فوضع التراب على رؤوسهم ومضى ولم يروه
60(1/59)
فصل في أفراسه صلى الله عليه وسلم
كان له صلى الله عليه وسلم أفراس فأول فرس ملكه السكب بفتح السين المهملة وإسكان الكاف وبالباء الموحدة وكان اغر محجلا طلق اليمنى وهو اول فرس غزا عليه وفرس آخر يقال له شنجة وهو الذي سابق عليه فسبق وفرس آخر يقال له المرتجز وهو الذي اشتراه من الأعرابي الذي شهد له خزيمة بن ثابت
وقال سهل بن سعد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة افراس لزاز بكسر اللام وبزاءين والظرب بفتح الظاء المعجمة وكسر الراء واللحيف بضم اللام وفتح الحاء المهملة وقيل بالمعجمة وقيل النحيف بالنون فأما لزاز فأهداه له المقوقس واللحيف اهدا له ربيعة بن ابي البراء فأثابه عليه فرايض والظرب اهداه له فروة بن عمرو الجذامي وكان له فرس يقال له الورد أهداه له تميم الداري ثم وهبه لعمر ثم وهبه عمر لرجل ثم وجده يباع
وكان له صلى الله عليه وسلم بغلته دلدل بضم الدالين المهملتين يركبها في الأسفار وعاشت بعده صلى الله عليه وسلم حتى كبرت وذهبت أسنانها وكان يحش لها الشعير وماتت بينبع
وروينا في تاريخ دمشق من طرق انها بقيت حتى قاتل عليها علي بن ابي طالب رضي الله عنه في خلافته الخوارج
وكان له صلى الله عليه وسلم ناقته العضباء ويقال لها أيضا الجدعاء والقصواء وهكذا روينا عن محمد بن ابراهيم التيمي ان هذه الأسماء الثلاثة لناقة واحدة وكذا قاله غيره وقيل هن ثلاث
وكان له حمار يقال له عفير بضم العين المهملة وفتح الفاء وذكره القاضي عياض بالغين المعجمة واتفقوا على تغليظه في ذلك مات عفير في حجة الوداع وكان له في وقت عشرون لقحة ومائة شاة وثلاثة أرماح وثلاثة أقواس وستة أسياف منها ذو الفقار تنفله يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد ودرعان وترس وخاتم وقدح غليظ من خشب وراية سوداء مربعة من نمرة ولواء ابيض وروي أسود
واعلم ان احوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيره وما اكرمه الله تعالى به وما أفاضه على العالمين من آثاره صلى الله عليه وسلم غير محصورة ولا يمكن استقصاؤها لا سيما في هذا الكتاب الموضوع للإشارة الى نبذ من عيون الأسماء وما يتعلق بها وفيما ذكرته تنبيه على ما تركته ولأن مقصودي تشريف الكتاب بتصدير بعض احوال رسول الله صلى الله عليه وسلم في اوله وقد حصل ذلك ولله الحمد وكيف لا يشرف كتاب صدر بأحوال الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم والحبيب المجتبى خيرة العالم وخاتم النبيين وإمام المتقين وسيد المرسلين هادي الأمة ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وزاده فضلا وشرفا لديه والحمد لله رب العالمين
61(1/60)
فصل في خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام وغيرها
وهذا فصل نفيس وعادة أصحابنا يذكرونه في اول كتاب النكاح لأن خصائصه صلى الله عليه وسلم في النكاح اكثر من غيرها وقد جمعتها في الروضة مستقصى ولله الحمد
وهذا الكتاب لا يحتمل بسطها فأشير فيه إلى مقاصدها مختصرة إن شاء الله تعالى قال أصحابنا خصائصه صلى الله عليه وسلم أربعة أضرب
الأول ما اختص به صلى الله عليه وسلم من الواجبات قالوا والحكمة فيه زيادة الزلفى والدرجات العلى فلم يتقرب المتقربون الى الله تعالى بمثل أداء ما افترض عليهم كما صرح به الحديث الصحيح ونقل إمام الحرمين عن بعض أصحابنا ان ثواب الفرض يزيد على ثواب النفل بسبعين درجة واستأنسوا فيه بحديث فمن هذا الضرب صلاة الضحى ومنه الأضحية والوتر والتهجد والسواك والمشاورة والصحيح عند اصحابنا انها واجبات عليه وقيل ستين والأصح عند اصحابنا ان الوتر غير التهجد والصحيح ان التهجد نسخ وجوبه في حقه صلى الله عليه وسلم كما نسخ في حق الأمة وهذا هو المنصوص للشافعي رحمه الله قال الله تعالى {ومن الليل فتهجد به نافلة لك} 17 الاسراء 79 وفي صحيح مسلم عن عائشة ما يدل عليه ومنه وجوب مصابرته العدو وإن كثروا وزادوا على الضعف ومنه قضاء دين من مات وعليه دين لم يخلف وفاء
وقيل كان يقضيه تكرما لا وجوبا والأصح عند أصحابنا انه كان واجبا
وقيل يجب عليه صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا يعجبه ان يقول لبيك ان العيش عيش الآخرة
ومن هذا الضرب في النكاح أنه اوجب عليه تخيير نسائه بين مفارقته واختياره وقال بعض أصحابنا كان هذا التخيير مستحبا والصحيح وجوبه فلما خيرهن اخترنه والدار الآخرة فحرم عليه التزوج عليهن والتبدل بهن مكافأة لهن على حسن صنيعهن قال الله تعالى {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج} 33 الأحزاب 52 ثم نسخ لتكون المنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بترك التزوج عليهن
فقال تعالى {إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن} 33 الأحزاب 50 الآية
واختلف اصحابنا هل حرم طلاقهن بعد الاختيار فالأصح انه لم يحرم وإنما حرم التبدل وهو غير مجرد الطلاق
الضرب الثاني ما اختص به من المحرمات عليه ليكون الأجر في اجتنابه أكثر وهو قسمان
62(1/61)
أحدهما في غير النكاح فمنه الشعر والخط ومنه الزكاة وفي صدقة التطوع قولان للشافعي أصحهما انها كانت محرمة عليه واما الأكل متكئا واكل الثوم والبصل والكراث فكانت مكروهة له غير محرمة في الأصح وقال بعض أصحابنا محرمات وكان يحرم عليه إذا لبس لامته ان ينزعها حتى يلقى العدو ويقاتل وقيل كان مكروها والصحيح عند أصحابنا تحريمه وقال بعض أصحابنا تفريعا على هذا انه كان اذا شرع في تطوع لزمه إتمامه وهذا ضعيف وكان يحرم عليه مد العين الى ما متع به الناس من زهرة الدنيا وحرم عليه خائنة الأعين وهي الإيماء برأس او يد او غيرهما الى مباح من قتل او ضرب او نحوها على خلاف ما يظهر ويشعر به الحال وكان لا يصلي اولا على من مات وعليه دين لا وفاء له ويأذن لأصحابه في الصلاة عليه
واختلف أصحابنا هل كان يحرم عليه الصلاة أم لا ثم نسخ ذلك وكان يصلي عليه ويوفي دينه من عنده
القسم الثاني في النكاح فمنه إمساك من كرهت نكاحه والصحيح عند أصحابنا تحريمه وقال بعضهم كان لا يفارقها تكرما ومنه نكاح الكتابية والأصح عند أصحابنا انه كان محرما عليه وبه قال ابن سريج وابو سعيد الأصطخري والقاضي أبو حامد المروروذي وقال ابو إسحاق المروذي ليس بحرام ويجري الوجهان في التسري بالأمة الكتابية ونكاح الأمة المسلمة لكن الأصح في التسري بالكتابية الحل وفي نكاح الأمة المسلمة التحريم
واما الأمة الكتابية فقطع الجمهور بأن نكاحها كان محرما عليه وطرد الحناطي الوجهين وفرع الأصحاب هنا تفريعات لا أراها لائقة بهذا الكتاب
الضرب الثالث التخفيفات والمباحات وما أبيح له صلى الله عليه وسلم دون غيره نوعان
احدهما لا يتعلق بالنكاح فمنه الوصال في الصوم واصطفاء ما يختاره من الغنيمة قبل القسمة من جارية وغيرها ويقال لذلك المختار الصفي والصفية وجمعها صفايا ومنه خمس الخمس في الفيء والغنيمة وأربعة أخماس الفيء ودخول مكة بلا إحرام وإباحة القتال فيها ساعة دخلها يوم الفتح وله ان يقضي بعلمه وفي غيره خلاف ويحكم لنفسه وولده ويشهد لنفسه وولده ويقبل شهادة من يشهد له ويحيى الموات لنفسه ولا ينتقض وضوؤه بالنوم مضطجعا
وذكر بعض اصحابنا في انتقاض وضوئه بلمس المرأة وجهين والمشهور الانتقاض
وفي إباحة مكثه في المسجد مع الجنابة وجهان لأصحابنا قال ابو العباس بن القاص في التلخيص يباح وقال القفال وغيره لا
63(1/62)
يباح وغلط إمام الحرمين وغيره صاحب التلخيص في الإباحة وقد يحتج للإباحة بحديث عطية عن ابي سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم (يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك) قال الترمذي حديث حسن
وقد يعترض على هذا الحديث بان عطية ضعيف عند الجمهور ويجاب بأن الترمذي حكم بانه حسن فلعله اعتضد بما اقتضى حسنه
وأبيح له اخذ الطعام والشراب من مالكيهما المحتاج اليهما إذا احتاج هو صلى الله عليه وسلم اليهما ويجب على صاحبهما البذل له صلى الله عليه وسلم وصيانة مهجته صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} 33 الأحزاب 6 واعلم ان معظم هذه المباحاة لم يفعلها صلى الله عليه وسلم وإن كانت مباحة له والله اعلم
النوع الثاني متعلق بالنكاح فمنه إباحة تسع نسوة والصحيح جواز الزيادة له صلى الله عليه وسلم ومنه انعقاد نكاحه بلفظ الهبة على الأصح والأصح انحصار طلاقه في الثلاث وقيل لا ينحصر وإذا عقد نكاحه بلفظ الهبة لا يجب مهر بالعقد ولا بالدخول بخلاف غيره
ومنه انعقاد نكاحه بلا ولي ولا شهود وفي حال الإحرام على الصحيح في الجميع وإذا رغب في نكاح امراة خلية لزمها الإجابة على الصحيح ويحرم على غيره خطبتها وفي وجوب القسم بين ازواجه وإمائة وجهان قال الاصطخري لا يجب فيكون من الخصائص وقال آخرون يجب فليس منها
وبنى الأصحاب اكثر هذه المسائل ونظائرها على اصل عندهم وهو ان نكاحه صلى الله عليه وسلم هل هو كالنكاح في حقنا ام كالتسري وأعتق صفية وتزوجها وجعل عنقها صداقها فقيل اعتقها وشرط ان ينكحها فلزمه الوفاء بخلاف غيره وقيل جعل نفس العتق صداقا وصح ذلك بخلاف غيره وقيل أعتقها بلا عوض وتزوجها بلا مهر لا في الحال ولا فيما بعد وهذا أصح وذكر الأصحاب في هذا النوع أشياء كثيرة جدا حذفتها
الضرب الرابع ما اختص به صلى الله عليه وسلم من الفضائل والإكرام فمنه ان ازواجه اللاتي توفي عنهن محرمات على غيره أبدا وفيمن فارقها في الحياة أوجه أصحها تحريمها وهو نص الشافعي رحمه الله في احكام القرآن وبه قال أبو علي بن أبي هريرة لقوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم) 33 الأحزاب 6 والثاني يحل والثالث يحرم التي دخل بها فقط
فإذا قلنا بالتحريم ففي أمة يفارقها بوفاة او غيرها بعد الدخول وجهان ومنه ان ازواجه امهات المؤمنين سواء من توفيت تحته ومن توفي عنها وذلك في تحريم نكاحهن ووجوب احترامهن وطاعتهن وتحريم حقوقهن لا في النظر والخلوة وتحريم بناتهن
64(1/63)
واخواتهن فلا يقال بناتهن اخوات المؤمنين ولا آباؤهن وامهاتهن أجداد وجدات المؤمنين ولا اخوتهن واخواتهن اخوال وخالات المؤمنين
وقال بعض أصحابنا يطلق اسم الإخوة على بناتهن واسم الخؤولة على أخواتهن واخوتهن وهذا ظاهر نص الشافعي رحمه الله في مختصر المزني وهل كن امهات المؤمنات فيه وجهان لأصحابنا أصحهما لا بل هن امهات المؤمنين دون المؤمنات وهو المنقول عن عائشة رضي الله عنها بناء على المذهب المختار لأهل الأصول ان النساء لا يدخلن في ضمير الرجال
وقال البغوي من اصحابنا ويقال للنبي صلى الله عليه وسلم أبو المؤمنين والمؤمنات
ونقل الواحدي عن بعض أصحابنا انه لا يقال ذلك لقوله تعالى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} 33 الأحزاب 40 قال ونص الشافعي رضي الله عنه على جوازه أي أبوهم في الحرمة قال ومعنى الآية ليس احد من رجالكم ولد صلبه
وفي الحديث الصحيح في سنن أبي داود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنما أنا لكم مثل الوالد) قيل في الشفقة وقيل في الا يستحيوا من سؤالي عما يحتاجون اليه من امر العورات وغيرها
وقيل في ذلك كله وغيره وقد أوضحت ذلك كله في كتاب الاستطابة من شرح المهذب
ومنه تفضيل نسائه صلى الله عليه وسلم على سائر النساء وجعل ثوابهن وعقابهن ضعفين وتحريم سؤالهن الا من وراء حجاب ويجوز في غيرهن مشافهة
وأفضل ازواجه خديجة وعائشة قال أبو سعد المتولي واختلف أصحابنا أيتهما افضل ومنه في غير النكاح انه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وخير الخلائق أجمعين وامته أفضل الأمم وأصحابه خير القرون وامته معصومة من الاجتماع على ضلالة وشريعته مؤبدة وناسخة لجميع الشرائع وكتابه معجزة محفوظ عن التحريف والتبديل وهو حجة على الناس بعد وفاته ومعجزات سائر الأنبياء انقرضت ونصر بالرعب مسيرة شهر وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا وأحلت له الغنائم وأعطي الشفاعة والمقام المحمود وأرسل الى الناس كافة وهو سيد ولد آدم واول من تنشق عنه الأرض واول شافع واول مشفع وأول من يقرع باب الجنة وهو أكثر الأنبياء تبعا وأعطي جوامع الكلم وصفوف امته في الصلاة كصفوف الملائكة وكان لا ينام قلبه ويرى من وراء ظهره كما يرى من قدامه ولا يحل لأحد ان يرفع صوته فوق صوته ولا ان يناديه من وراء الحجرات ولا ان يناديه باسمه فيقول يا محمد بل يقول يا نبي الله يا رسول الله ويخاطبه المصلي بقوله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ولو خاطب آدميا غيره بطلت صلاته ويلزم المصلي إذا دعاه
65(1/64)
أن يجيبه وهو في الصلاة ولا تبطل صلاته وكان بوله ودمه يتبرك بهما وكان شعره طاهرا وإن حكمنا بنجاسة شعر الأمة
واختلف اصحابنا في طهارة دمه وبوله وسائر الفضلات وكانت الهدية حلالا له بخلاف غيره من ولاة الأمور فلا تحل له هدية رعاياهم على تفصيل مشهور ولا يجوز الجنون على الأنبياء ويجوز عليهم الإغماء لأنه مرض بخلاف الجنون واختلفوا في جواز الاحتلام والأشهر امتناعه وفاته صلى الله عليه وسلم ركعتان بعد الظهر فقضاهما بعد العصر وواظب عليهما بعد العصر وفي اختصاصه بهذه الملازمة والمداومة وجهان لأصحابنا أصحهما وأشهرهما الاختصاص وقال صلى الله عليه وسلم (لا تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) وفي جواز التكني بأبي القاسم خلاف أوضحته في الروضة وفي كتاب الأذكار
وقال صلى الله عليه وسلم (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي)
وقيل معناه ان امته ينسبون اليه يوم القيامة وامم سائر الأنبياء لا تنسب اليهم
وقيل ينتفع يومئذ بالانتساب اليه ولا ينتفع بسائر الأنساب قال أصحابنا ومن استهان او زنى بحضرته كفر كذا قالوه
وفي الزنا نظر
قال ابن القاص والقفال والمروزي ومن الخصائص انه صلى الله عليه وسلم يؤخذ عن الدنيا عند تلقي الوحي ولا يسقط عنه الصلاة ولا غيرها ومنه ان من رآه في المنام فقد رآه حقا فإن الشيطان لا يتمثل بصورته ولكن لا يعمل بما يسمعه الرائي منه في المنام فيما يتعلق بالأحكام إن خالف ما استقر في الشرع لعدم ضبط الرائي لا للشك في الرؤية لأن الخبر لا يقبل الا من ضابط مكلف والنائم بخلافه ومنها ان الأرض لا تأكل لحوم الأنبياء للحديث المشهور
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم (إن كذبا علي ليس ككذب على أحد) قال أصحابنا وغيرهم فتعمد الكذب عليه من الكبائر فإن استحله المتعمد كفر والا فهو كسائر الكبائر لايكفر بها
وقال الشيخ أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين يكفر بذلك والصواب الأول وبه قطع الجمهور والله اعلم
واعلم ان هذا الضرب لا ينحصر ولكن نبهنا بما ذكرناه على ما سواه ولنختم الفصل بكلامين احدهما قال امام الحرمين قال المحقون ذكر الخلاف في مسائل الخصائص خبط لا فائدة فيه فإنه لا يتعلق به حكم ناجز تمس الحاجة إليه وإنما يجري الخلاف فيما لا تجد بدا من اثبات حكم فيه فإنه الأقيسة لا مجال لها والأحكام الخاصة تتبع فيها النصوص وما لا نص فيه فالخلاف فيه هجوم على الغيب من غير فائدة الكلام الثاني قال الصيمري منع ابو علي بن خيران الكلام في الخصائص لأنه
66(1/65)
أمر انقضى قال وقال سائر اصحابنا لا بأس به وهو الصحيح لما فيه من زيادة العلم هذا كلام الأصحاب والصواب الجزم بجواز ذلك بل باستحبابه ولو قيل بوجوبه لم يكن بعيدا إن لم يمنع منه إجماع لأنه ربما رأى جاهل بعض الخصائص ثابتا في الصحيح فعمل به اخذا بأصل التأسي فوجب بيانها لتعرف ولا مشاركة فيها وأي فائدة أعظم من هذه واما ما يقع في اثناء الخصائص مما لا فائدة فيه اليوم فقليل جدا لا تخلو ابواب الفقه عن مثله للتدرب ومعرفة الأدلة وتحقيق الشيء على ما هو عليه كما يقولون في الفرائض ترك مائة جدة ونحو ذلك وبالله التوفيق
فهذا آخر ما انتخبته من نبذ العيون المتعلقة بترجمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيب رب العالمين وخير الأولين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين وحسبي الله ونعم الوكيل
67(1/66)
[من اسمه محمد]
2 - الشافعي إمامنا رضي الله عنه
هو ابو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي الشافعي الحجازي المكي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي معه في عبد مناف
وقد اكثر العلماء رحمهم الله تعالى من المصنفات في مناقب الشافعي واحواله من المتقدمين والمتأخرين كداود الظاهري والساجي وخلائق من المتقدمين
واما المتأخرون كالدارقطني والآجري والرازي والصاحب بن عباد والبيهقي ونصر المقدسي وخلائق لا يحصون فكتبهم في مناقبه مشهورة ومن احسنها وأثبتها كتاب البيهقي وهو مجلدان ضخمان مشتملان على نفائس من كل فن استوعب فيهما معظم احواله ومناقبه بالأسانيد الصحيحة والدلائل الصريحة وكتابنا هذا مبني على الاختصار فلا يليق به البسط والتطويل والإكثار فأقتصر فيه إن شاء الله تعالى على الإشارة الى نبذ من تلك المقاصد والمرمز الى جمل من تلك الكليات والمعاقد
فأقول مستعينا بالله متوكلا عليه مفوضا أمري إليه
الشافعي رضي الله عنه قرشي مطلبي بإجماع اهل النقل من جميع الطوائف وامه أزدية وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في فضل قريش وانعقد الاجماع على تفضيلهم على جميع قبائل العرب وغيرهم
وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الأئمة من قريش) وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الناس تبع لقريش في الخير والشر) وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) وفي صحيح مسلم أيضا عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم) وفي صحيح البخاري عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد) وفي صحيح كتاب الترمذي عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأزد أسد الله في الأرض يريد الناس ان يضعوهم ويأبى الله الا ان يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل يا
68(1/67)
ليتني كنت ازديا ويا ليت أمي كانت أزدية) قال الترمذي وروي موقوفا عن انس وهو عندنا اصح
وفي الترمذي أيضا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد) يعني اليمن قال الترمذي وروي موقوفا عن ابي هريرة وهو اصح
فصل في مولد الشافعي رحمه الله ووفاته وذكر نبذ من اموره وحالاته
أجمعوا على انه ولد سنة خمسين ومائة وهي السنة التي توفي فيها ابو حنيفة رحمه الله تعالى وقيل إنه في اليوم الذي توفي فيه ابو حنيفة قال البيهقي ولم يثبت اليوم ثم المشهور الذي عليه الجمهور ان الشافعي ولد بغزة وقيل بعسقلان وهما من الأرض المقدسة التى بارك الله فيها فإنهما على نحو من مرحلتين من بيت المقدس ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين وتوفي بمصر سنة أربع ومائتين وهو ابن أربع وخمسين سنة
قال الربيع توفي الشافعي رحمه الله تعالى ليلة الجمعة بعد المغرب وانا عنده ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين وقبره رحمه الله تعالى بمصر عليه من الجلالة وله من الاحترام ما هو لائق بمنصب ذلك الإمام قال الربيع رأيت في النوم ان آدم صلى الله عليه وسلم مات فسألت عن ذلك فقيل هذا موت اعلم اهل الأرض لأن الله تعالى علم آدم الأسماء كلها فما كان الا يسير فمات الشافعي رحمه الله
ورأى غيره ليلة مات الشافعي قائلا يقول الليلة مات النبي صلى الله عليه وسلم وحزن الناس لموته الحزن الذي يوازي رزيتهم به
فصل في نشاته
نشأ الشافعي رضي الله عنه يتيما في حجر امه في قلة عيش وضيق حال وكان في صباه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في العظام ونحوها لعجزه عن الورق حتى ملأ منها حبابا
عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال كان الشافعي رحمه الله في ابتداء امره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب ثم اخذ في الفقه قال وكان سبب أخذه فيه انه كان يسير يوما على دابة له وخلفه كاتب لأبي فتمثل الشافعي ببيت شعر فقرعه كاتب أبي بسوطه ثم قال له مثلك يذهب بمروءته في مثل هذا اين انت من الفقه فهزه ذلك فقصد مجالسة مسلم بن خالد الزنجي ففي مكة ثم قدم علينا يعني المدينة فلزم مالكا رحمه الله
وعن الشافعي قال كنت أنظر في الشعر فارتقيت عقبة بمنى فإذا صوت من
69(1/68)
خلفي عليك بالفقه
وعن الحميدي قال قال الشافعي خرجت أطلب النحو والأدب فلقيني مسلم بن خالد الزنجي فقال يا فتى من اين انت قلت من اهل مكة قال اين منزلك قلت بشعب الخيف قال من اي قبيلة انت قلت من عبد مناف فقال بخ بخ لقد شرفك الله في الدنيا والاخرة الا جعلت فهمك هذا في الفقه فكان احسن بك
فصل في تحفيله ورحلاته
فلما اخذ الشافعي رحمه الله في الفقه وحصل منه على مسلم بن خالد الزنجي وغيره من أئمة مكة ما حصل رحل الى المدينة قاصدا الأخذ عن أبي عبدالله مالك بن انس رضي الله عنه ورحلته مشهورة فيها مصنف معروف مسموع وأكرمه مالك رحمه الله وعامله لنسبه وعلمه وفهمه وعقله وادبه بما هو اللائق بهما وقرأ الموطأ على مالك حفظا فأعجبته قراءته فكان مالك يستزيده من القراءة لإعجابه من قراءته ولازم مالكا فقال له اتق الله فإنه سيكون لك شأن
وفي رواية انه قال له إن الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفه بالمعصية
وكان للشافعي حين اتى مالكا ثلاث عشرة سنة ثم ولي باليمن واشتهر من حسن سيرته وحمله الناس على السنة والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة
ثم رحل الى العراق وجد في الاشتغال بالعلم وناظر محمد بن الحسن وغيره ونشر علم الحديث وأقام مذهب أهله ونصر السنة وشاع ذكره وفضله وتزايد تزايدا ملأ البقاع وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام اهل الحديث في عصره ان يصنف كتابا في اصول الفقه
وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطان يعجبان بكتاب الرسالة وكذلك اهل عصرهما ومن بعدهما وكان القطان وأحمد بن حنبل يدعوان للشافعي رضي الله عنهم اجمعين في صلاتهما لما رأيا من اهتمامه بإقامة الدين ونصر السنة وفهمها واقتباس الأحكام منها واجمع الناس على استحسان رسالته وأقوال السلف في ذلك مشهورة بأسانيدها
قال المزني قرأت الرسالة خمسمائة مرة ما من مرة الا واستفدت منها فائدة جديدة
وقال المزني أيضا انا انظر في الرسالة من خمسين سنة ما اعلم اني نظرت فيها مرة الا استفدت منها شيئا لم اكن عرفته
فلما اشتهرت جلالة الشافعي رحمه الله في العراق وسار ذكره في الآفاق وأذعن بفضله الموافقون والمخالفون واعترف به العلماء أجمعون وعظمت عند الخلائق وولاة الامور مرتبته واستقرت عندهم جلالته وإمامته وظهر من فضله في مناظراته اهل العراق وغيرهم ما لم يظهر لسواه واظهر من بيان القواعد ومهمات الأصول ما لم
70(1/69)
يعرف لمن عداه وامتحن في مواطن كثيرة مما لا يحصى من المسائل فكان جوابه فيها من الصواب والسداد بالمحل الأعلى والمقام الأسنى عكف عليه للاستفادة منه الصغار والكبار والأئمة الأخيار من اهل الحديث والفقه وغيرهم
ورجع كثير منهم عن مذاهب كانوا عليها الى مذهبه وتمسكوا بطريقته كأبي ثور وخلائق من الأئمة
وترك كثير منهم الأخذ عن شيوخهم وكبار الأئمة لانقطاعهم الى الشافعي حين رأوا عنده ما لا يجدون عند غيره وبارك الله الكريم له ولهم في تلك العلوم الباهرة والمحاسن المتظاهرة والخيرات المتكاثرة ولله الحمد على ذلك وعلى سائر نعمه التى لا تحصى
وصنف في العراق كتابه القديم المسمى كتاب الحجة ويرويه عنه اربعة من كبار أصحابه العراقيين وهم احمد بن حنبل وأبو ثور والزعفراني والكرابيسي وأتقنهم له رواية الزعفراني
ثم خرج الشافعي رحمه الله الى مصر سنة تسع وتسعين ومائة وقال ابو عبدالله حرملة بن يحيى قدم الشافعي مصر سنة تسع وتسعين ومائة وقال الربيع سنة مائتين ولعله قدم في آخر سنة تسع جمعا بين الروايتين وصنف كتبه الجديدة كلها بمصر وسار ذكره في البلدان وقصده الناس من الشام واليمن والعراق وسائر النواحي والأقطار للتفقه عليه والرواية عنه وسماع كتبه منه واخذها عنه وساد اهل مصر وغيرهم وابتكر كتبا لم يسبق اليها منها اصول الفقه وكتاب القسامة وكتاب الجزية وكتاب قتال اهل البغي وغيرها
قال الإمام ابو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي في كتاب مناقب الشافعي سمعت ابا عمرو احمد بن علي بن الحسن البصري قال سمعت محمد بن احمد بن سفيان الطرائفي البغدادي يقول سمعت الربيع بن سليمان يوما وقد حط على باب داره تسعمائة راحلة في سماع كتب الشافعي رحمه الله ورضي الله عنه
فصل في تلخيص جملة من أحوال الشافعي
أعلم انه رضي الله عنه كان من انواع المحاسن بالمحل الأعلى والمقام الأسنى لما جمعه الله الكريم له من الخيرات ووفقه له من جميل الصفات وسهله عليه من انواع المكرمات فمن ذلك شرف النسب الطاهر والعنصر الباهر واجتماعه هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وذلك غاية الشرف ونهاية الحسب ومن ذلك شرف المولد والمنشأ فإنه ولد بالأرض المقدسة ونشأ بمكة ومن ذلك انه جاء بعد ان مهدت الكتب وصنفت
71(1/70)
وقررت الأحكام ونقحت فنظر في مذاهب المتقدمين واخذ من الأئمة المبرزين وناظر الحذاق المتقنين فبحث مذاهبهم وسبرها وتحققها وخبرها فلخص منها طريقة جامعة للكتاب والسنة والإجماع والقياس ولم يقتصر على بعض ذلك كما وقع لغيره وتفرغ للاختيار والتكميل والتنقيح مع كمال قوته وعلو همته وبراعته في جميع انواع الفنون واضطلاعه منها اشد اضطلاع وهو المبرز في الاستنباط من الكتاب والسنة البارع في معرفة الناسخ والمنسوخ والمجمل والمبين والخاص والعالم وغيرها من تقاسيم الخطاب فلم يسبقه أحد الى فتح هذا الباب لأنه اول من صنف اصول الفقه بلا اختلاف ولا ارتياب وهو الذي لا يساوي بل لا يداني في معرفة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ورد بعضها الى بعض وهو الإمام الحجة في لغة العرب ونحوهم فقد اشتغل في العربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته ومع انه عربي اللسان والدار والعصر وبها يعرف الكتاب والسنة
قال عبد الملك بن هشام صاحب المغازي إمام اهل مصر في عصره في اللغة والنحو الشافعي حجة في اللغة وكان إذا شك في شيء من اللغة بعث الى الشافعي فسأله عنه وقال ابو عبيد كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة
وقال أيوب بن سويد خذوا عن الشافعي اللغة
وقال أبو عثمان المازني الشافعي عندنا حجة في النحو
وقال الأصمعي صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن إدريس
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول أروي لثلاثمائة شاعر مجنون وقال الزبير بن بكار اخذت شعر هذيل ووقائعها وأيامها من عمي مصعب وقال أخذتها من الشافعي حفظا
وأقاويل العلماء في هذا كثير وهو الذي قلد المنن الجسيمة اهل الآثار وحملة الحديث ونقلة الأخبار بتوقيفه إياهم على معاني السنن وتبيينه وقذفه بالحق على باطل مخالفي السنن وتمويههم فنعشهم بعد ان كانوا خاملين وظهرت كلمته على جميع المخالفين ودمغهم بواضحات البراهين حتى ظلت أعناقهم لها خاضعين
قال محمد بن الحسن رحمه الله إن تكلم أصحاب الحديث يوما فبلسان الشافعي يعني لما وضع من كتبه
وقال الحسن بن محمد الزعفراني كان اصحاب الحديث رقودا فأيقظهم الشافعي فتيقظوا
وقال احمد بن حنبل ما احد مس بيده محبرة ولا قلما الا وللشافعي في رقبته منه فهذا قول إمام أصحاب الحديث وأهله ومن لا يختلف الناس في ورعه وفضله ومن ذلك ان الشافعي رحمه الله مكنه الله تعالى من انواع العلوم حتى
72(1/71)
عجز لديه المناظرون من الطوائف وأصحاب الفنون واعترف بتبريزه وأذعن الموافقون والمخالفون في المحافل الكثيرة المشهورة المشتملة على أئمة عصره في البلدان
وهذه المناظرات موجودة في كتبه وكتب العلماء معروفة عند المتقدمين والمتأخرين
وفي كتاب الأم للشافعي رحمه الله من هذه المناظرات جمل من العجائب والنفائس الجليلات والقواعد المستفادات
وكم من مناظرة واقعة فيه يقطع كل من وقف عليها وانصف وصدق انه لم يسبق اليها ومن ذلك انه تصدر في عصر الأئمة المبرزين للإفتاء والتدريس والتصنيف وقد امر بذلك شيخه ابو خالد مسلم بن الزنجي إمام اهل مكة ومفتيها وقال له أفت يا ابا عبد الله فقد والله آن لك ان تفتي وكان للشافعي إذ ذاك خمس عشرة سنة وأقاويل اهل عصره في هذه كثيرة مشهورة
واخذ عن الشافعي رحمه الله العلم في سن الحداثة مع توفر العلماء في ذلك العصر وهذا من الدلائل الصريحة لعظم جلالته وعلو مرتبته وهذا كله مشهور في كتب مناقبه وغيرها ومن ذلك شدة اجتهاده في نصرة الحديث واتباع السنة وجمعه في مذهبه بين اطراف الأدلة مع الاتفاق والتحقيق والغوص التام على المعاني والتدقيق حتى لقب حين قدم العراق بناصر الحديث وغلب في عرف العلماء المتقدمين والفقهاء الخراسانيين على متبعي مذهبه لقب أصحاب الحديث في القديم والحديث
وقد روينا عن إمام الأئمة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وكان من حفظ الحديث ومعرفة السنة بالغاية العالية انه سئل هل سنة صحيحة لم يودعها الشافعي كتبه قال لا ومع هذا فاحتاط الشافعي رحمه الله لكون الإحاطة ممتنعة على البشر فقال ما هو ثابت عنه من اوجه من وصيته بالعمل بالحديث الصحيح وترك قوله المخالف للنص الثابت الصريح وقد امتثل أصحابنا رحمهم الله وصيته وعملوا بها في مسائل كثيرة مشهورة كمسألة التثويب في أذان الصبح واشتراط التحلل في الحج بعذر المرض ونحوه وغير ذلك مما هو معروف ولكن لهذا شرط قل من يتصف به في هذه الأزمان وقد اوضحته في مقدمة شرح المهذب
ومن ذلك تمسكه بالاحاديث الصحيحة وإعراضه عن الأخبار الواهية والضعيفة ولااعلم أحدا من الفقهاء اعتنى في الاحتجاج بالتمييز بين الصحيح والضعيف كاعتنائه ولا قريبا منه فرضي الله عنه وهذا واضح جلي في كتبه وإن كان أكثر أصحابنا لم يسلكوا طريقته في هذا
ومن ذلك أخذه رحمه الله بالاحتياط في مسائل العبادات وغيرها مما هو معروف
ومن ذلك شدة اجتهاده في العبادة وسلوك
73(1/72)
طرائق الورع والسخاء والزهادة وهذا من خلقه وسيرته مشهورة معروف ولا يتمارى فيه الا جاهل او ظالم عسوف فكان رضي الله عنه بالمحل الأعلى من متانة الدين وهذا مقطوع بمعرفته عند الموافقين والمخالفين
(وليس يصح في الأذهان شيء .......... إذا احتاج النهار الى دليل)
واما سخاؤه وشجاعته وكمال عقله وبراعته فإنه مما اشترك الخواص والعوام في معرفته فلا استدل عليه لشهرته وكل هذا مشهور في كتب المناقب مروي من طرق
ومن ذلك ما جاء في الحديث المشهور إن عالم قريش يملأ طباق الأرض علما وحمله العلماء المتقدمون والمتأخرون على الشافعي رحمه الله واستدلوا له بأنه لم ينقل عن الصحابة رضي الله عنهم الا مسائل معدودة إذ كانت فتاويهم مقصورة على الوقائع بل كانوا ينهون عن السؤال عما لم يقع وكانت همتهم مصروفة الى جهاد الكفار لإعلاء كلمة الاسلام والى مجاهدة النفوس والعبادة فلم يتفرغوا للتصنيف وكذلك التابعون لم يصنفوا واما من جاء بعدهم وصنف الكتب فلم يكن فيهم قرشي يتصف بهذه الصفة قبل الشافعي ولا بعده الا هو
وقد قال الساجي رحمه الله في اول كتابه المشهور في اختلاف العلماء إنما بدأت بالشافعي قبل جميع الفقهاء وقدمته عليهم وإن كان فيهم أقدم منه اتباعا للسنة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (قدموا قريشا وتعلموا من قريش) وقال الإمام أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي صاحب الربيع بن سليمان المرادي في هذا الحديث علامة بينة إذا تأمله الناظر المميز علم ان المراد به رجل من علماء هذه الأمة من قريش ظهر علمه وانتشر في البلاد وكتب كما يكتب المصاحف ودرسه المشايخ والشبان في مجالسهم وأجروا أقاويله في مجالس الحكام والأمراء والقراء وأهل الآثار وغيرهم قال وهذه صفة لا نعلمها في احد غير الشافعي قال فهو عالم قريش الأفضل الذي دون العلم وشرح الأصول والفروع ومهد القواعد
قال البيهقي بعد روايته كلام أبي نعيم وإلى هذا ذهب احمد بن حنبل في تاويل الخبر
ومن ذلك مصنفات الشافعي رحمه الله في الأصول والفروع التي لم يسبق اليها كثرة وحسنا وهي كثيرة مشهورة كالأم في نحو خمسة عشر مجلدا وهو مشهور وجامعي المزني الكبير والصغير ومختصريه ومختصر الربيع والبويطي وكتاب حرملة وكتاب الحجة وهو القديم والرسالة الجديدة والقديمة والأمالي والإملاء وغير ذلك ما
74(1/73)
هو معروف وقد جمعها البيهقي في باب من كتابه في مناقب الشافعي
قال القاضي الإمام أبو محمد الحسن بن محمد المروزي في خطبة تعليقه قيل إن الشافعي رحمه الله صنف مائة وثلاثة عشر كتابا في التفسير والفقه والأدب وغير ذلك وما احسنها فأمر يدرك بمطالعتها فلا يتمارى فيه موافق ولا مخالف واما كتب أصحابه التي هي شروح لنصوصه ومخرجة على اصوله مفهومة من قواعده فلا يحصرها الا الله تعالى مع عظم فوائدها وكثرة عوائدها وكبر حجمها وحسن ترتيبها ونظمها كتعليق الشيخ أبي حامد الاسفرائيني وصاحبيه القاضي أبي الطيب الطبري والماوردي صاحب الحاوي ونهاية المطلب لإمام الحرمين وغيرها مما هو معروف وكل هذا مصرح بغزارة علمه وجزالة كلامه وبلاغته وبراعة فهمه وصحة نيته وحسن طويته وقد نقل عنه في صحة نيته نقول كثيرة مشهورة وكفى بالاستقراء في ذلك دليلا قاطعا وبرهانا صادعا
قال الساجي في اول كتابه في الاختلاف سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول وددت ان الخلق تعلموا هذا العلم على ان لا ينسب الي منه حرف فهذا إسناده لا يمارى في صحته
وقال الشافعي رحمه الله وددت إذا ناظرت احدا ان يظهر الله الحق على يديه ونظائر هذا كثيرة مشهورة
ومن ذلك مبالغته في الشفقة على المتعلمين ونصيحته لله تعالى وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين وذلك هو الدين كما صح عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وهذا الذي ذكرته من احواله وإن كان كله مشهورا فلا بأس بالاشارة اليه ليعرفه من لم يقف عليه
فصل في نوادر من حكم الشافعي رضي الله عنه وجزيل كلامه
قال رحمه الله طلب العلم أفضل من صلاة النافلة
وقال من اراد الدنيا فعليه بالعلم ومن اراد الآخرة فعليه بالعلم
وقال ما تقرب الى الله تعالى بشيء بعد الفرائض أفصل من طلب العلم
وقال ما أفلح في العلم الا من طلبه في القلة ولقد كنت أطلب القرطاس فيعسر علي
وقال لا يطلب أحدا هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش وخدمة العلم وتواضع النفس أفلح
وقال تفقه قبل ان ترأس فإذا رأست فلا سبيل الى التفقه
وقال من طلب علما فليدقق لئلا يضيع دقيق العلم
وقال من لا يحب العلم لا خير فيه ولا يكون بينك وبينه صداقة ولا معرفة
وقال زينة العلماء التوفيق وحليتهم حسن الخلق وجمالهم كرم النفس
وقال
75(1/74)
زينة العلم الورع والحلم
وقال لا عيب بالعلماء أقبح من رغبهم فيما زهدهم الله فيه وزهدهم فيما رغبتم فيه
وقال ليس العلم ما حفظ العلم ما نفع
وقال فقر العلماء فقر اختيار وفقر الجهال فقر اضطرار
وقال المراء في العلم يقسي القلب ويورث الضغائن
وقال الناس في غفلة عن هذه السورة {إن الإنسان لفي خسر} 103 العصر 2 وكان قد جزأ الليلة ثلاثة اجزاء الثلث الأول يكتب والثاني يصلي فيه والثالث ينام
وقال الربيع نمت في منزل الشافعي ليالي فلم يكن ينام من الليل الا يسيرا
وقال بحر بن نصر ما رأيت ولا سمعت في عصر الشافعي كان اتقى لله ولا أورع ولا احسن صوتا بالقرآن منه
وقال الحميدي كان الشافعي يختم في كل يوم ختمة
وقال حرملة سمعت الشافعي يقول وددت ان كل علم يعلمه الناس أؤجر عليه ولا يحمدوني قط
وقال احمد بن حنبل رحمه الله كان الشافعي رحمه الله قد جمع الله تعالى فيه كل خير
وقال الشافعي الظرف الوقوف مع الحق كما وقف
وقال ما كذبت قط ولا حلفت بالله صادقا ولا كاذبا
وقال ما تركت غسل الجمعة في برد ولا سفر ولا غيره
وقال ما شبعت منذ ست عشرة سنة الا شبعة طرحتها من ساعتي
وفي رواية من عشرين سنة
وقال من لم تعزه التقوى فلا عز له
وقال ما فزعت من الفقر قط
وقال طلب فضول الدنيا عقوبة عاقب الله بها أهل التوحيد
وقيل للشافعي ما لك تدمن امساك العصا ولست بضعيف فقال لأذكر أني مسافر يعني في الدنيا
وقال من شهد الضعف من نفسه نال الاستقامة
وقال من غلبته شدة الشهوة لزمته العبودية لأهلها ومن رضي بالقنوع زال عنه الخضوع
وقال خير الدنيا والآخرة في خمس خصال غنى النفس
وكف الأذى
وكسب الحلال
ولبس التقوى
والثقة بالله عز وجل على كل حال
وقال الربيع عليك بالزهد
وقال أنفع الذخائر التقوى وأضرها العدوان
وقال من احب ان يفتح الله قلبه او ينوره فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه واجتناب المعاصي ويكون له خبئة فيما بينه وبين الله تعالى من عمل
وفي رواية فعليه بالخلوة وقلة الأكل وترك مخالطة السفهاء وبعض أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا ادب
وقال يا ربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها
وقال ليونس بن عبد الأعلى لو اجتهدت كل الجهد على ان ترضي الناس كلهم فلا سبيل فاخلص عملك ونيتك لله عز وجل
وقال
76(1/75)
لا يعرف الرياء الا المخلصون
وقال لو أوصى رجل بشيء لأعقل الناس صرف الى الزهاد
وقال سياسة الناس أشد من سياسة الدواب
وقال العاقل من عقله عقله عن كل مذموم
وقال لو علمت أن شرب الماء البارد ينقص مروءتي لما شربته ولو كنت اليوم ممن يقول الشعر لرثيت المروءة
وقال للمروءة أربعة أركان حسن الخلق والسخاء والتواضع والنسك
وقال المروءة عفة الجوارح عما لا يعنيها
وقال أصحاب المروءات في جهد
وقال من احب أن يقضي الله له بالخير فليحسن الظن بالناس
وقال لا يكمل الرجل في الدنيا الا بأربع بالديانة والأمانة والصيانة والرزانة
وقال أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا عن احوالهم في تزوجهم فما منهم احد قال إنه رأى خيرا
وقال ليس باخيك من احتجت الى مداراته وقال من صدق في اخوة أخيه قبل علله وسد خلله وغفر الله
وقال من علامة الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقا
وقال ليس سرور بعدل صحبة الإخوان ولا غم يعدل فراقهم
وقال لا تقصر في حق اخيك اعتمادا على مودته
وقال لا تبذل وجهك الى من يهون عليه ردك وقال من برك فقد اوثقك ومن جفاك فقد أطلقك
وقال من نم لك نم بك ومن إذا أرضيته قال فيك ما ليس فيك وإذا أغضبته قال فيك ما ليس فيك
وقال الكيس العاقل هو الفطن المتغافل
وقال من وعظ اخاه سرا فقد نصحه وزانه ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه
وقال من سام بنفسه فوق ما تساوي رده الله تعالى الى قيمته
وقال الفتوة حلي الأحرار
وقال من تزين بباطل هتك ستره
وقال التواضع من اخلاق الكرام والتكبر من شيم اللئام
وقال التواضع يورث المحبة والقناعة تورث الراحة
وقال أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره واكثرهم فضلا من لا يرى فضله
وقال إذا كثرت الحوائج فابدأ بأهمها
وقال من كتم سره كانت الخيرة في يده
وقال الشفاعات زكاة المروءات
وقال ما ضحك من خطأ رجل الا ثبت الله صوابه في قلبه
وقال أبين ما في الإنسان ضعفه فمن شهد الضعف من نفسه نال الاستقامة مع الله تعالى
وقال قال رجل لأبي بن كعب رضي الله عنه عظني فقال واخ الاخوان على قدر تقواهم ولا تجعل لسانك مذلة لمن لا يرغب فيه ولا تغبط الحي الا بما تغبط به الميت
وقال من صدق الله نجا ومن أشفق على دينه سلم من الردى ومن زهد في الدنيا قرت عيناه بما يرى من ثواب الله تعالى غدا
77(1/76)
وقال كن في الدنيا زاهدا وفي الآخرة راغبا واصدق الله تعالى في جميع أمورك تنج غدا مع الناجين
وقال من كان فيه ثلاث خصال فقد أكمل الايمان من أمر بالمعروف وائتمر به ونهى عن المنكر وانتهى عنه وحافظ على حدود الله تعالى
وقال لأخ له في الله تعالى يعظه ويخوفه يا اخي إن الدنيا دحض منزله ودار مذلة عمرانها الى الخراب صائر وساكنها للقبور زائر شملها على الفرقة موقوف وغناها الى الفقر مصروف الإكثار فيها اعسار والإعسار فيها يسار فافزع الى الله وارض بزرق الله تعالى ولا تستلف من دار بقائك في دار فنائك فإن عيشك فيء زائل وجدار مائل اكثر من عملك وقصر من املك
وقال أرجى حديث للمسلمين حديث أبي موسى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا كان يوم القيامة دفع الى كل مسلم يهودي او نصراني وقيل يا مسلم هذا فداؤك من النار) رواه مسلم في صحيحه
وقال الاستنباط الى الناس مجلبة لقرناء السوء والانقباض عنهم مكسبة للعداوة فكن بين المنقبض والمنبسط
وقال ما اكرمت أحدا فوق مقداره الا اتضع من قدري عنده بمقدار ما زدت في اكرامه
وقال لا وفاء لعبد ولا شكر للئيم ولا صنيعة عند نذل
وقال صحبة من لا يخاف العار عار يوم القيامة
وقال عاشر كرام الناس تعش كريما ولا تعاشر اللئام فتنسب الى اللؤم
وقال له رجل أوصني فقال إن الله تعالى خلقك حرا فكن حرا كما خلقك
وقال من سمع بأذنه صار حاكيا ومن أصغى بقلبه كان واعيا ومن وعظ بفعله كان هاديا
وقال من الذل أشياء حضور مجلس العلماء بلا نسخة وعبور الجسر بلا قطعة ودخول الحمام بلا سطل وتذلل الشريف للدنيء لينال منه شيئا وتذلل الرجل للمرأة لينال من مالها شيئا ومداراة الأحمق فإن مداراته غاية لا تدرك
وقال من ولي القضاء ولم يفتقر فهو لص
وقال لا بأس على الفقيه ان يكون معه سفيه يسافه به
وقال إذا أخطأتك الصنيعة الى من يتقي الله عز وجل فاصطنعها الى من يتقي العار
فصل في أحرف من المنقولات في سخائه
اعلم ان سخاء الشافعي رحمه الله مما اشتهر حتى لا يتشكك فيه من له أدنى أنس بعلم او مخالطة الناس ولكني أنثر منه أحرفا قال الحميدي قدم الشافعي رحمه الله من صنعاء الى مكة بعشرة آلاف دينار فضرب خباءه خارجا من مكة فكان الناس ياتونه
78(1/77)
فما برح حتى فرقها كلها
وقال عمرو بن سواد كان الشافعي أسخى الناس بالدينار والدرهم والطعام
وقال البويطي قدم الشافعي مصر وكانت زبيدة ترسل اليه برزم الثياب والوشي فيقسمها بين الناس
وقال الربيع كان الشافعي راكبا على حمار فمر على سوق الحدادين فسقط سوطه من يده فوثب إنسان فمسحه بكفه وناوله إياه فقال لغلامه ادفع اليه الدنانير التى معك فما أدري اكانت سبعة او تسعة
قال وكنا يوما مع الشافعي فانقطع شسع نعله فأصلحه له رجل فقال يا ربيع امعك من نفقتنا شيء قلت نعم قال كم قلت سبعة دنانير قال ادفعها اليه
وقال أبو سعد كان الشافعي من اجود الناس وأسخاهم كفا كان يشتري الجارية الصناع التي تطبخ وتعمل الحلواء ويقول لنا تشهوا ما احببتم فقد اشتريت جارية تحسن ان تعمل ما تريدون فيقول بعض أصحابنا اعملي اليوم كذا وكذا وكنا نحن نامرها
وقال الربيع كان الشافعي إذا سأله إنسان شيئا يحمر وجهه حياء من السائل ويبادر بإعطائه رحمه الله ورضي عنه
فصل في شهادة أئمة الإسلام المتقدمين فمن بعدهم للشافعي بالتقدم في العلم واعترافهم له به وحسن ثنائهم عليه وجميل دعائهم له ووصفهم له بالصفات الجميلة والخلال الحميدة وهذا الباب ربما يتسع جدا لكنا نرمز الى أحرف منه تنبيها بها على ما سواها وأسانيدها كلها موجودة مشهورة لكن نحذفها اختصارا
قال له شيخه مالك بن انس رضي الله عنه إن الله عز وجل قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بالمعصية
وقال الشافعي لما رحلت الى مالك فسمع كلامي نظر الي ساعة وكانت لمالك فراسة فقال ما اسمك قلت محمد قال يا محمد اتق الله واجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن فقلت نعم وكرامة فقال إذا كان غدا تجيء ويجيء من يقرأ لك الموطأ فقلت إني أقرأه ظاهرا فغدوت اليه وابتدأت فكلما تهيبت مالكا وأردت ان أقطع أعجبته قراءتي وأغراني بقول زد يا فتى حتى قرأته عليه في ايام يسيرة ثم أقمت بالمدينة الى ان توفي مالك رضي اله عنه ثم ذكر خروجه إلى اليمن
وفي رواية فقرأته عليه وربما قال لي في شيء قد مر أعد حديث كذا فأعيده حفظا وكانه أعجبه فقال انت يجب ان تكون قاضيا
وفي هذه الرواية اتيته وانا ابن ثلاث عشرة سنة
وقال شيخه سفيان بن عيينة وقد قرىء عليه حديث في الرقائق فغشي على الشافعي فقيل قد مات الشافعي فقال سفيان إن كان قد مات فقد مات أفضل اهل
79(1/78)
زمانه
وقال احمد بن محمد ابن بنت الشافعي سمعت أبي وعمي يقولان كان ابن عيينة إذا جاءه من التفسير والفتيا التفت الى الشافعي وقال سلوا هذا
وقال علي بن المديني كان الشافعي لما عرفته عند ابن عيينة وكان ابن عيينة يعظمه ويجله وفسر الشافعي عند ابن عيينة حديثا أشكل على سفيان فقال له سفيان جزاك الله خيرا ما يجيئنا منك الا ما نحب
وقال الحميدي صاحب سفيان كان سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد وسعيد بن سالم وعبد الحميد بن عبد العزيز
وشيوخ مكة يصفون الشافعي ويعرفونه من صغره مقدما عندهم بالذكاء والعقل والصيانة ويقولون لم نعرف له صبوة
وقال الحميدي سمعت مسلم بن خالد يقول للشافعي قد والله آن لك ان تفتي والشافعي ابن خمس عشرة سنة
وقال يحيى بن سعيد القطان إمام المحدثين في زمانه أنا ادعو الله للشافعي في صلاتي من أربع سنين
وقال القطان حين عرض عليه كتاب الرسالة للشافعي ما رأيت اعقل او افقه منه
وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي المقدم في عصره في علمي الحديث والفقه حين جاءته رسالة الشافعي وكان طلب من الشافعي أن يصنف كتاب الرسالة فأثنى عليه ثناء جميلا وأعجب بالرسالة إعجابا كثيرا
وقال ما أصلي صلاة الا أدعو للشافعي
وبعث أبو يوسف القاضي إلى الشافعي حين خرج من عند هارون الرشيد يقرئه السلام ويقول صنف الكتب فإنك اولى من يصنف في هذا الزمان
وقال ابو حسان الرازي ما رأيت محمد بن الحسن يعظم احدا من أهل العلم تعظيمه للشافعي رحمه الله
وقال أيوب بن سويد الرملي وهو احد شيوخ الشافعي ومات قبل الشافعي بإحدى عشرة سنة
ما ظننت اني اعيش حتى أرى مثل الشافعي
وقال البويطي قال يحيى بن حسان ما رأيت مثل الشافعي وكان شديد المحبة للشافعي قدم مصر وقال إنما جئت لأسلم على الشافعي وقال محمد بن المديني قال لي أبي لا تترك حرفا للشافعي إلا اكتبه
وقال يحيى بن معين وقد سئل عمن يكتب كتب الشافعي فقال عن الربيع وقال قتيبة بن سعيد مات الثوري ومات الورع ومات الشافعي وماتت السنن ويموت احمد بن حنبل وتظهر البدع وقال قتيبة لو وصلتني كتب الشافعي لكتبتها ما رأت عيناي اكيس منها
وقال مصعب بن عبد الله الزبيري ما رأيت أعلم بأيام الناس من الشافعي
وقال احمد بن حنبل رحمه الله إذا جاءت المسألة ليس فيها أثر فافت فيها بقول الشافعي
وقال أحمد ايضا ما تكلم في العلم أقل خطأ ولا أشد أخذا بسنة
80(1/79)
النبي صلى الله عليه وسلم من الشافعي
وقال احمد بن حنبل وقد سئل عن الشافعي لقد من الله به علينا لقد كنا تعلمنا كلام القوم وكتبنا كتبهم حتى قدم علينا الشافعي فلما سمعنا كلامه علمنا انه اعلم من غيره وقد جالسناه الأيام والليالي فما رأينا منه الا كل خير رحمة الله عليه
وقال الزعفراني ما ذهبت إلى الشافعي قط مجلسا الا وجدت احمد بن حنبل فيه
وقال صالح بن احمد بن حنبل ركب الشافعي حماره فسار أبي يمشي الى جانبه وهو يذاكره فبلغ ذلك يحيى بن معين فبعث إليه أبي في ذلك فبعث اليه أبي إنك لو كنت في الجانب الآخر من الحمار لكان خيرا لك
وقال الفضيل بن زياد قال أحمد بن حنبل هذا الذي ترون كله او عامته من الشافعي ما بت مدة أربعين سنة او قال ثلاثين سنة الا وادعو الله للشافعي واستغفره له
وفي رواية غير الفضيل إني لأدعو للشافعي في صلاتي من أربعين سنة اقول اللهم اغفر لي ولوالدي ولمحمد بن إدريس الشافعي فما كان فيهم اتبع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه
وفي رواية ما اعلم أحدا أعظم منة على الاسلام في زمن الشافعي من الشافعي
وقال أحمد ما احد مس بيده محبرة وقلما الا وللشافعي في عنقه منة
وقال محفوظ بن أبي توبة كنا بمكة واحمد بن حنبل جالس عند الشافعي فحدث ابن عيينة فقال هذا يفوت وذاك لا يفوت وجلس عند الشافعي وقال احمد لإسحاق بن راهويه تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله وقال احمد كان الفقه قفلا على اهله حتى فتحه الله بالشافعي
وقال احمد لمحمد بن مسلم بن دارة حين قدم من مصر كتبت كتب الشافعي قال لا قال فرطت
وقال احمد لما قدم علينا الشافعي من صنعاء سرنا على المحجة البيضاء
وقال كانت أقفيتنا لأصحاب أبي حنيفة حتى رأينا الشافعي فكان أفقه الناس في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وقال لا يستغني او لا يشبع صاحب الحديث من كتب الشافعي
وقال ما كان أصحاب الحديث يعرفون معاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينها لهم
وقال إسحاق بن راهويه الشافعي إمام العلماء وما يتكلم أحد بالرأي الا والشافعي أقل خطأ منه
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام ما رأيت أحدا اعقل ولا أورع ولا أفصح ولا انبل رأيا من الشافعي
وقال الربيع جاءني ابو عبيد فأخذ كتب الشافعي يعني ليكتبها
وقال يحيى بن اكثم ما رأيت احدا اعقل من الشافعي
وقال عبد الله بن عبد الحكم ما رأيت مثل الشافعي وما رأيت رجلا احسن
81(1/80)
استنباطا منه
وقال أبو ثور كنت أنا وإسحاق بن راهويه وحسين الكرابيسي وجماعة من العراقيين ما تركنا بدعتنا حتى رأينا الشافعي قال ولا رأى هو مثل نفسه
قال الزعفراني راوي كتب الشافعي القديمة ما رأيت مثال الشافعي أفضل ولا أكرم ولا اتقى ولا اعلم منه وما رأيته لحن قط وكان يقرأ عليه من كل شعر فيعرفه وما حمل احد محبرة الا وللشافعي عليه منة ما كان الشافعي الا بحرا
وقال الكرابيسي ما فهمنا استنباط اكثر السنن الا بتعليم الشافعي إيانا
وقال الكرابيسي أيضا ما كنا ندري ما الكتاب والسنة والإجماع حتى سمعناه من الشافعي وما رأيت مثل الشافعي ولا رأى الشافعي مثل نفسه وما رأيت أفصح منه ولا اعرف
وقال الكرابيسي أيضا ما رأيت مجلسا قط انبل من مجلس الشافعي كان يحضره اهل الحديث واهل الفقه واهل الشعر وكان يأتيه كبار اهل اللغة والشعر فكل يتكلم منه
وقال أبو بكر الحميدي المكي قال لي احمد بن حنبل ونحن بمكة الزم الشافعي فلزمته حتى خرجت معه الى مصر
وقال الحميدي كنا نريد ان نرد على أهل الرأي فلا نحسن حتى جاءنا الشافعي ففتح لنا
وقال الحميدي سيد علماء زمانه الشافعي وكان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حدثنا سيد الفقهاء الشافعي
وقال الحميدي كان الشافعي ربما يلقي علي وعلى ابنه المسألة فيقول أيكما أصاب فله دينار
وقال هارون بن سعيد الأيلي احد شيوخ مسلم في صحيحه مارأيت مثل الشافعي
وقيل لأحمد بن صالح جالست الشافعي فقال سبحان الله كنت أقصر في مجالسته
وقال علي بن معبد المصري ما عرفنا الحديث حتى جاءنا الشافعي
وقال المزني قدم الشافعي مصر وبها عبد الملك بن هشام النحوي صاحب المغازي وكان علامة أهل عصره في العربية والشعر فذهب إلى الشافعي ثم قال ما ظننت ان الله خلق مثل الشافعي ثم اتخذ قول الشافعي حجة في اللغة
وقال الربيع قال البويطي ما عرفنا قدر الشافعي حتى رأيت اهل العراق يذكرونه ويصفونه بوصف ما نحسن نصفه فقد كان حذاق العراق بالفقه والنظر وكل صنف من اهل الحديث وأهل العربية والنظار يقولون إنهم لم يروا مثل الشافعي
قال الربيع وكان البويطي يقول قد رأيت للناس والله ما رأيت أحدا يشبه
82(1/81)
الشافعي ولا يقاربه في صنف من العلم والله ان الشافعي كان عندي أورع من كل من رأيته ينسب الى الورع
قال الربيع ومن كثرة ما كنت أرى البويطي يأسف على الشافعي وما فاته قلت له يا أبا يعقوب قد كان الشافعي لك محبا يقدمك على أصحابه وكنت أراك شديد الهيبة له فما منعك ان تسأله عن كل ما كنت تريد فقال لي قد رأيت الشافعي ولينه وتواضعه والله ما كلمته في شيء قط الا وانا كالمقشعر من هيبته وقد رأيت ابن هرمز وكل من كان في زمن الشافعي كيف كانوا يهابونه وقد رأيت هيبة السلاطين له
وقال محمد بن عبد الحكم ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى مثله وقال محمد ليس فلان عندنا بفقيه لأنه يجمع أقوال الناس ويختار بعضها قيل فمن الفقيه قال الذي يستنبط أصلا من كتاب او سنة لم يسبق اليه ثم يشعب في ذلك الأصل مائة شعب قيل فمن يقوى على هذا قال محمد بن إدريس
وقال علي الرازي حج بشر المريسي فلما قدم قيل له من لقيت بمكة قال رأيت رجلا إن كان منكم فلم تغلبوا وإن كان عليكم فتأهبوه وخذوا حذركم وهو محمد بن إدريس الشافعي وقال المريسي مع الشافعي نصف عقل اهل الدنيا
وقال ما رأيت أعقل من الشافعي
وقال ما رأيت أمهر من الشافعي
وقال رأيت بمكة فتى لئن بقي ليكونن رجل الدنيا
وقال المزني لو كنا نفهم عن الشافعي كل ما قاله لأتيناكم بصنوف العلم وأي علم كان يذهب على الشافعي ولكن لم نكن نفهم فقصرنا وعاجله الموت
وقال الربيع لو رأيتم الشافعي لقلتم ما هذه كتبه كان والله لسانه اكبر من كتبه
وقال حرملة كان أبي قد رتب لي كاتبا وقال للكاتب اكتب كل ما تكلم به الشافعي
وقال داود بن علي الظاهري كان الشافعي رضي الله عنه سراجا لحملة الآثار ونقلة الأخبار ومن تعلق بشيء من بيانه صار محجاجا
قال داود ومن فضائل الشافعي حفظه لكتاب ربه وجمعه للسنن وآثار الصحابة ومعرفته بأقسام الخطاب وتقديمه ذلك على الرأي وكشفه عن تمويه المخالفين وما أبطله من زيوفهم وقذف به على باطلهم فدمغه ثم ما بين من الحق الذي سهل له بتوفيق خالقه معرفته حتى استطال به من لم يكن يميز وألفوا الكتب وناظروا المخالفين تم ما من الله تعالى به عليه من منطقه الذي لا يداني فيه وما وقاه من شح نفسه {فأولئك هم المفلحون} 59 الحشر 9 وسماحته وجوده وجميل سيرته وورعه ونسبه ثم ساق الكلام الى ان قال وما علمت أحدا كان في عصره أمن على الإنسان الإسلام منه لما نشر من الحق وقمع من الباطل وأظهر من
83(1/82)
الحجج وعلم من الخير رحمه الله ورضوانه عليه وشكر الله له جميع ذلك وجمع بيننا وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والصالحين من عباده وبينه في جنته مع جميع الأحبة إنه لطيف خبير
وقال داود كنت عند أبي ثور فدخل رجل فقال يا أبا ثور ما ترى هذه المصيبة النازلة بالناس قال ما هي قال يقولون الثوري أفقه من الشافعي قال سبحان الله العظيم أو قالوها قال نعم قال نحن نقول الشافعي أفقه من إبراهيم النخعي وذويه وجاءنا هذا بالثوري وقال إبراهيم الحربي قدم الشافعي بغداد وفي الجامع الغربي عشرون حلقة لأصحاب الرأي فلما كان في الجمعة لم يثبت منها الا ثلاث حلق او أربع
وقال هلال بن العلاء أصحاب الحديث عيال على الشافعي فتح لهم الأقفال
وقال ابو العباس ابن سريج من اراد الظرف فعليه بمذهب الشافعي وقراءة أبي عمرو
وشعر ابن المعتز
وقال الجاحظ نظرت في كتب هؤلاء المتابعة فلم أر أحسن تأليفا من الشافعي كأن فاه ينظم
وأنشد نفطويه شعرا
(مثل الشافعي في العلماء .......... مثل البدر في نجوم السماء)
وهي أبيات كثيرة مشهورة
وأقوال السلف في مدحه غير محصورة وفيما ذكرته أبلغ كفاية للمستبصر
فصل فيمن روى الشافعي عنهم من علماء الحجاز واليمن ومصر والعراق وخراسان
قال الدارقطني منهم من اهل مكة سفيان وفلان وفلان ثم ذكرهم وذكرهم الحاكم ابو عبد الله وآخرون وجمعهم البيهقي وكذلك ذكروا من أصحابه الذي سمعوا منه وتفقهوا عليه خلائق معروفين من اعلام الأئمة وغيرهم كأحمد بن حنبل وأبي ثور والحميدي والبويطي والمزني وغيرهم
ولما حضرت الوفاة الشافعي وصى ان يكون القاعد في حلقته وخليفته البويطي وستأتي مناقبه في ترجمته إن شاء الله وهو أبو يعقوب يوسف بن يحيى
فصل كان الشافعي رضي الله عنه يخضب لحيته بالحناء وتارة بصفرة اتباعا للسنة وكان طويلا سائل الخدين قليل لحم الوجه خفيف العارضين طويل العنق طويل القصب آدم يخضب لحيته بالحناء قانئة وفي وقت بصفرة حسن الصوت حسن السمت
84(1/83)
عظيم العقل حسن الوجه حسن الخلق مهيبا فصيحا إذا أخرج لسانه بلغ انفه وكان كثير الأسقام
وقولهم طويل القصب قال الأصمعي هو عظم العضد والفخذ والساق فكل عظم منها قصبة وقولهم سائل الخدين أي رقيقهما مستطيلهما والقانئة بالهمزة هي شديدة الحمرة
وقال يونس بن عبد الأعلى ما رأيت احدا لقي من السقم ما لقي الشافعي
وسبب هذا والله اعلم لطف الله تعالى به ومعاملته بمعاملة الأولياء لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (نحن معاشر الأنبياء أشد بلاء ثم الأمثل فالأمثل) وقال الربيع كان الشافعي حسن الوجه حسن الخلق محببا الى كل من كان بمصر في وقته من الفقهاء والنبلاء والأمراء كلهم يجل الشافعي ويعظمه وكان مقتصدا في لباسه ويتختم في يساره نقش خاتمه كفى بالله ثقة لمحمد بن إدريس وكان مجلسه مصونا وكان إذا خيض في مجلسه في الكلام نهى عنه وكان ذا معرفة تامة بالطب والرمي حتى كان يصيب عشرة من عشرة
قال الربيع وكان الشافعي أشجع الناس وأفرسهم وكان يأخذ بأذنه وأذن الفرس والفرس يعدو وكان ذا معرفة بالفراسة وكان مع حسن خلقه مهيبا حتى قال الربيع وهو صاحبه وخادمه والله ما اجترأت ان أشرب والشافعي ينظر إلي هيبة له
فصل في منثور من أحوال الشافعي رحمه الله
قال الربيع سمعت الشافعي يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام قبل حلمي فقال لي يا غلام فقلت لبيك يا رسول الله قال ممن انت قلت من رهطك قال ادن مني فدنوت منه ففتح فمي فأمر من ريقه على لساني وفمي وشفتي وقال امض بارك الله فيك فما أذكر أني لحنت في حديث بعد ذلك ولا شعر
وعن أبي الحسن علي بن أحمد الدينوري الزاهد قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله بقول من آخذ فأشار الى علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقال خذ بيد هذا فأت به ابن عمنا الشافعي ليعمل بمذهبه فيرشد ويبلغ باب الجنة ثم قال الشافعي بين العلماء كالبدر بين الكواكب
وقال الشافعي ما ناظرت أحدا قط على الغلبة وفي رواية ما ناظرت أحدا قط إلا على النصيحة وقال أبو عثمان محمد بن الشافعي ما سمعت أبي ناظر أحدا قط فرفع صوته
وقال الربيع رأيت من الشافعي ما لا أحصى وكان إذا انصرف اتشح بردائه ووضعت له منارة قصيرة واتكأ على وسادة وتحته مضريتان ويأخذ القلم فلا يزال يكتب
85(1/84)
وقال الربيع سمعت الشافعي يقول رأيت في المنام كأن آتيا أتاني فحمل كتبي فبثها في الهواء فسألت بعض المعبرين فقال إن صدقت رؤياك لم يبق بلد من بلاد الإسلام الا ودخل علمك فيه
وقال حرملة رأيت الشافعي يقرىء الناس في المسجد الحرام وهو ابن ثلاث عشرة سنة
وقال بحر بن نصر كنا إذا أردنا ان نبكي قمنا إلى الشافعي فإذا اتيناه استفتح القراءة حتى تساقطوا وكثر عجيجهم بالبكاء فإذا رأى ذلك امسك عن القراءة لحسن صوته
وقال الربيع سمعت الشافعي يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وقال أحب ان تكثروا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال المزني ما رأيت من العلماء من يوجب للنبي صلى الله عليه وسلم في كتبه ما يوجبه الشافعي لحسن ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال الشافعي في القديم إن الدعاء يتم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتمته بها
وقال الكرابيسي سمعت الشافعي يقول يكره ان يقول الرجل قال الرسول لكن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما له
وقال حرملة سمعت الشافعي يقول سميت ببغداد ناصر الحديث
وقال المزني ناحت الجن ليلة مات الشافعي رضي الله عنه
وقال الإمام الحافظ محمد بن مسلم بن داره بالراء لما مات أبو زرعة الرازي رأيته في المنام فقلت ما فعل الله بك قال قال لي الجبار سبحانه وتعالى ألحقوه بأبي عبد الله وأبي عبد الله وأبي عبد الله الأول مالك والثاني الشافعي والثالث احمد بن حنبل وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب الهاشمي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال الشافعي في الجنة أو من اهل الجنة
وقال ابو العباس الأصم رأيت عبد الله بن صالح في المنام وذكرت الشافعي فأشار عبد الله بيده نحو السماء وقال ليس ثم أكبر منه
فصل هذا آخر ما يتعلق بترجمة الشافعي رحمه الله وهو إن كان فيه طول بالنسبة الى هذا الكتاب المبني على الاختصار فهو مختصر جداً بالنسبة الى ما ذكره البيهقي وغيره من المتقدمين عليه والمتأخرين في مناقبه وبالنسبة الى ما أحفظه من احواله التي اطلعت عليها في غير كتب المناقب متفرقة في كتب العلماء ولكن نبهت بما ذكرته على ما حذفته فرضي الله عنه وأرضاه وأكرم نزله ومثواه وجمع بيني وبينه مع احبابنا في دار كرامته ونفعني بانتسابي اليه وانتمائي الى محبته وحشرني في زمرته والمرء مع من أحب وانا من اهل محبته
86(1/85)
3 - محمد بن إسماعيل البخاري الإمام صاحب الصحيح هو ابو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه بباء موحدة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم دال مهملة مكسورة ثم زاي ساكنة ثم باء موحدة ثم هاء هكذا قيده الأمير أبو نصر بن ماكولا وقال هو بالبخارية ومعناه بالعربية الزراع
وروينا عن الخطيب الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي قال بردزبه مجوسي مات عليها قال وابنه المغيرة أسلم على يد اليمان البخاري الجعفي والي بخارى ويمان هذا هو أبو عبد الله محمد بن جعفر بن يمان المسندي بفتح النون شيخ البخاري وإنما قيل للبخاري جعفي لأنه مولى يمان الجعفي ولاء إسلام واتفقوا على ان البخاري رحمه الله ولد بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة اربع وتسعين ومائة وأنه توفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة عيد الفطر ودفن يوم الفطر بعد الظهر سنة ست وخمسين ومائتين ودفن بخرتنك قرية على فرسخين من سمرقند
وروينا من اوجه عن الحسن بن الحسين البزاز بزاءين قال رأيت محمد بن إسماعيل البخاري نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير وهذه نبذة من عيون اخباره أشير اليها بأقرب الإشارات وهي عندي بأسانيدها المهذبات المشهورات
روينا عنه انه قال اما المادح والذام عندي سواء
وقال أرجو أن ألقى الله عز وجل ولا يطالبني اني اغتبت أحدا
وقال ما اشتريت منذ وليت من احد بدرهم ولا بعت احدا شيئا فسئل عن الورق والحبر فقال كنت آمر إنسانا ان يشتري لي وروينا عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري رواية صحيح البخاري قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال أين تريد قلت أريد محمد بن إسماعيل البخاري فقال اقرئه مني السلام
وروينا عن الفربري قال رأيت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في النوم خلف النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي كلما رفع قدمه وضع البخاري قدمه في ذلك الموضع
وعن محمد بن حمدويه قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي الف حديث غير صحيح
وروينا عن الإمام احمد بن حنبل قال ما اخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل
وعنه قال انتهى الحفظ الى أربعة من اهل خراسان أبو زرعة الرازي ومحمد بن إسماعيل البخاري وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يعني الدارمي والحسن بن شجاع البلخي
وعن الحافظ أبي علي صالح بن محمد بن جزرة قال ما رأيت خراسانيا أفهم من البخاري
وعنه قال
87(1/86)
أعلمهم بالحديث البخاري وأحفظهم أبو زرعة وهو اكثرهم حديثا
وعن محمد بن بشار شيخ البخاري ومسلم قال حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري ومسلم بن الحجاج بنيسابور وعبد الله بن عبدالرحمن الدارمي بسمرقند ومحمد بن إسماعيل ببخارى
وعنه قال ما قدم علينا يعني البصرة مثل البخاري وعنه انه قال حين دخل البخاري البصرة دخل اليوم سيد الفقهاء وعنه انه حين قدم البخاري البصرة قام إليه فأخذ بيده وعانقه وقال مرحبا بمن افتخر به منذ سنين
وروينا عن إسحاق بن احمد بن خلف قال سمعت البخاري غير مرة يقول ما تصاغرت نفسي عند احد الا عند علي بن المديني فكر لعلي بن المديني قول البخاري هذا فقال ذروا قوله هو ما رأى مثل نفسه
وروينا عن محمد بن عبد الله بن نمير وأبي بكر بن ابي شيبة قالا ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل
وروينا عن عمرو بن علي القلاس قال حديث لا يعرفه البخاري ليس بحديث
وروينا عن عبدان شيخ البخاري قال ما رأيت شابا أبصر من هذا وأشار الى البخاري
وروينا عن عبد الله بن محمد المسندي بفتح النون قال محمد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فاتهمه
وروينا عن الإمام أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراق فما رأيت فيهم اجمع من أبي عبد الله البخاري
وروينا عن ابن سهل محمود بن النصر قال دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر البخاري فضلوه على انفسهم
وروينا عن علي بن حجر لا قال أخرجت خراسان ثلاثة أبا زرعة بالري ومحمد بن إسماعيل ببخارى والدارمي بسمرقند قال والبخاري عندي أعلمهم وأبصرهم وأفهمهم
وروينا عن أبي حامد الأعمش قال رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في جنازة ومحمد بن يحيى الذهلي يعني شيخ البخاري وإمام نيسابور يسأله عن الأسماء والكنى وعلل الحديث والبخاري يمر فيها مثل السهم كانه يقرأ {قل هو الله أحد} 112 الاخلاص 1
وروينا عن حاشد بالحاء المهملة وكسر الشين المعجمة ابن اسماعيل قال رأيت اسحاق بن راهويه جالسا على السرير ومحمد بن إسماعيل معه فانكر عليه محمد بن إسماعيل شيئا فرجع إسحاق الى قول محمد وقال إسحاق يا معشر أصحاب الحديث اكتبوا عن هذا الشاب فإنه لو كان في زمن الحسن البصري لاحتاج الناس إليه لمعرفته بالحديث وفهمه
وروينا عن أبي عمرو احمد بن نصر
88(1/87)
الخفاث قال حدثني محمد بن إسماعيل البخاري التقي النقي العالم الذي لم أر مثله
وروينا عن أبي عيسى الترمذي قال لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد اعلم من محمد بن إسماعيل
وروينا عن عبد الله بن حماد الآملي وهو شيخ البخاري وددت اني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل
وروينا عن محمد بن يعقوب الحافظ عن أبيه قال رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري يسأله سؤال الصبي لمعلم
وروينا عن الإمام مسلم بن الحجاج انه قال للبخاري لا يبغضك الا حاسد وأشهد انه ليس في الدنيا مثلك
وروى الحاكم ابو عبد الله في تاريخ نيسابور بإسناد عن احمد بن حمدون قال جاء مسلم بن الحجاج الى البخاري فقبل بين عينيه وقال دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين ويا طبيب الحديث في علله
وروينا عن حاشد بن إسماعيل قال كان اهل البصرة يعدون خلف البخاري في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في الطريق ويجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه
وكان البخاري إذا ذاك شابا لم يخرج وجهه
وروينا عن أبي بكر الأغر قال كتبنا عن محمد بن إسماعيل على باب محمد بن يوسف الفرياني وما في وجهه شعرة
وروينا عن الحافظ صالح بن محمد جزرة قال كان البخاري يجلس ببغداد وكنت استملي له ويجتمع في مجلسه اكثر من عشرين ألفا
وروينا عن محمد بن يوسف بن عاصم قال كان للبخاري ثلاثة مستملين واجتمع في مجلسه أكثر من عشرين الفا
وروينا عن إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة قال ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمد بن إسماعيل البخاري
قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي وحسبك بإمام الأئمة ابن خزيمة يقول فيه هذا القول مع لقبه إمام الأئمة والمشايخ شرقا وغربا
قال أبو الفضل ولا عجب فيه فإن المشايخ قاطبة أجمعوا على قدمه وقدموه على انفسهم في عنفوان شبابه وابن خزيمة إنما رآه عند كبره وتفرده في هذا الشأن
وروينا عن إبراهيم بن محمد بن سلام بتخفيف اللام على الأصح وقيل بتشديدها قال إن الرتوت من أصحاب الحديث مثل سعيد بن أبي مريم المصري ونعيم بن حماد والحميدي والحجاج بن منهال وإسماعيل بن أبي أويس والعربي والحسن الخلال
89(1/88)
ومحمد بن ميمون صاحب ابن عيينة ومحمد بن العلاء والأشج وإبراهيم بن المنذر الخزامي وإبراهيم بن موسى الفراء كلهم كانوا يهابون محمد بن إسماعيل ويقضون له على انفسهم في النظر والمعرفة قلت الرتوت الرؤساء قاله ابن الأعرابي وغيره
وذكر الحاكم ابو عبد الله البخاري فقال هو إمام أهل الحديث بلا خلاف بين اهل النقل واعلم ان وصف البخاري رحمه الله بارتفاع المحل والتقدم في هذا العلم على الأماثل والأقران متفق عليه فيما تأخر وتقدم من الأزمان ويكفي في فضله ان معظم من اثنى عليه ونشر مناقبه شيوخه الأعلام المبرزون والحذاق المتقنون
فصل في الإشارة إلى بعض شيوخه والآخذين عنه والمنتمين إليه والمستفيدين منه
هذا الباب واسع جداً لا يمكن استقصاؤه فأنبه على جماعة من كل إقليم وبلد ليستدل بذلك على اتساع رحلته وكثرة روايته وعظم عنايته
فأما شيوخه فقال الحاكم ابو عبد الله في تاريخ نيسابور ممن سمع منه البخاري رحمه الله تعالى بمكة أبو الوليد احمد بن محمد الأزرقي وعبد الله بن يزيد المقري وإسماعيل بن سالم الصائغ وأبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي وأقرانهم
وبالمدينة إبراهيم بن المنذر الخزامي ومطرف بن عبد الله وإبراهيم بن حمزة وأبو ثابت محمد بن عبيد الله وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأقرانهم
وبالشام محمد بن يوسف الفريابي وأبو نصر إسحاق بن إبراهيم وآدم بن أبي إياس وأبو اليمان الحكم بن نافع وحيوة بن شريح وأقرانهم
وببلخ محمد بن سلام البيكندي وعبد الله بن محمد المسندي وهارون بن الأشعث وأقرانهم
وبمرو علي بن الحسن بن شقيق وعبدان ومحمد بن مقاتل وأقرانهم
ويبلخ مكي بن إبراهيم ويحيى بن بشر ومحمد بن أبان والحسن بن نجاع ويحيى بن موسى وقتيبة وأقرانهم وقد اكثر بها
وبهراة أحمد بن أبي الوليد الحنفي
وبنيسابور يحيى بن يحيى وبشر بن الحكم وإسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع ومحمد بن يحيى الذهلي وأقرانهم
وبالري إبراهيم بن موسى
90(1/89)
وببغداد محمد بن عيسى الطباع ومحمد بن سائق وسريج بالسين المهملة والجيم ابن النعمان وأحمد بن حنبل وأقرانهم
وبواسط حسان بن حسان وحسان بن عبد الله وسعيد بن عبد الله بن سليمان وأقرانهم
وبالبصرة أبو عاصم النبيل وصفوان بن عيسى وبدل بن المحرب بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة وحرمى بن عمارة وعفان بن مسلم ومحمد بن عرعرة وسليمان بن حرب وأبو الوليد الطيالسي وعارم ومحمد بن سنان وأقرانهم
وبالكوفة عبد الله بن موسى وأبو نعيم وأحمد بن يعقوب وإسماعيل بن أبان والحسن بن الربيع وخالد بن مخلد وسعيد بن حفص وطلق بن غنام بالمعجمة وعمرو بن حفص وعروة وقبيصة بن عقبة وأبو غسان وأقرانهم
وبمصر عثمان بن صالح وسعيد بن ابي مريم وعبد الله بن صالح وأحمد بن صالح وأحمد بن شبيب وأصبغ بن الفرج وسعيد بن عيسى وسعيد بن كثير بن عفير ويحيى بن عبد الله بن بكير وأقرانهم
وبالجزيرة احمد بن عبد الملك الحراني واحمد بن يزيد الحراني وعمرو بن خلف وإسماعيل بن عبد الله الرقي وأقرانهم
قال الحاكم أبو عبد الله فقد رحل البخاري رحمه الله الى هذه البلاد المذكورة في طلب العلم وأقام في كل مدينة منها على مشايخها
قال وإنما سميت من كل ناحية جماعة من المتقدمين ليستدل به على عالي إسناده وبالله التوفيق
روينا عن الخطيب البغدادي رحمه الله قال رحل البخاري رحمه الله تعالى إلى محدثي الأمصار وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق كلها وبالحجاز والشام ومصر وورد بغداد دفعات
وروينا من جهات عن جعفر بن محمد القطان قال سمعت البخاري يقول كتبت عن ألف شيخ من العلماء وزيادة وليس عندي حديث إلا أذكر إسناده
واما الآخذون عن البخاري فأكثر من ان يحصروا وأشهر من ان يذكروا
وقد روينا عن الفربري قال سمع الصحيح من البخاري سبعون ألف رجل فما بقي احد يرويه غيره
وقدروى عنه خلائق غير ذلك وقد قدمنا انه كان يحضر مجلسه
91(1/90)
أكثر من عشرين ألفا يأخذون عنه
وممن روى عنه من الأئمة الأعلام الإمام ابو الحسين مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح
وأبو عيسى الترمذي
وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان
وأبو إسحاق ابراهيم بن إسحاق الحربي الإمام
وصالح بن محمد جزرة الحافظ
وأبو بكر بن خزيمة ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن عبد الله مطين وكل هؤلاء أئمة حفاظ وآخرون من الحفاظ وغيرهم
قال الخطيب آخر من حدث ببغداد عن البخاري الحسين بن إسماعيل المحاملي
فصل في اسم صحيح البخاري وتعريف محله وسبب تصنيفه وكيفية جمعه وتأليفه
اما اسمه فسماه مؤلفه البخاري رحمه الله (الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه)
واما محله فقال العلماء هو اول مصنف صنف في الصحيح المجرد واتفق العلماء أن أصح الكتب المصنفة صحيحا البخاري ومسلم واتفق الجمهور على ان صحيح البخاري أصحهما صحيحا وأكثرهما فوائد
وقال الحافظ أبو علي النيسابوري وبعض علماء المغرب صحيح مسلم أصح وأنكر العلماء ذلك عليهم والصواب ترجيح صحيح البخاري وقد قرر الإمام الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في كتابه المدخل ترجيح صحيح البخاري على صحيح مسلم وذكر دلائله
وقال النسائي أجود هذه الكتب كتاب البخاري واجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما
وأما سبب تصنيفه وكيفية تأليفه فروينا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال قال البخاري رحمه الله كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا في الصحيح لسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك في قلبي وأخذت في جمع هذا الكتاب
وروينا من جهات عن البخاري رحمه الله قال صنفت كتاب الصحيح لست عشرة سنة خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة بيني وبين الله
92(1/91)
وروينا عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكاني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب عنه فسألت بعض المعبرين فقال انت تذب عنه الكذب فهو الذي حملني على إخراج الصحيح
وروينا عنه قال ما ادخلت في كتاب الجامع الا ما صح وتركت من الصحاح طحال القول
وروينا عن الفربري قال قال البخاري ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا الا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين
وروينا عن عبد القدوس بن همام قال سمعت عدة من المشايخ يقولون حول البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين
وقال آخرون منهم أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي صنفه ببخارى وقيل بمكة وقيل بالبصرة وكل هذا صحيح ومعناه انه كان يصنف فيه في كل بلدة من هذه البلدان فإنه بقي في تصنيفه ست عشرة سنة كما سبق
قال الحاكم ابو عبد الله حدثنا أبو عمرو إسماعيل حدثنا ابو عبد الله محمد بن علي قال سمعت البخاري يقول أقمت بالبصرة خمس سنين مع كتبي أصنف وأحج في كل سنة وأرجع من مكة الى البصرة
قال البخاري وانا أرجو ان يبارك الله تعالى للمسلمين في هذه المصنفات
وبلغني عن الشيخ أبي زيد المروزي من أصحابنا وهو أجل من روى صحيح البخاري عن الفربري قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي الى متى تدرس الفقه ولا تدرس كتابي قلت وما كتابك يا رسول الله قال جامع محمد بن إسماعيل البخاري او كما قال
فصل في أحاديث صحيحه
جملة ما في صحيح البخاري من الأحاديث المسندة سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثا بالأحاديث المكررة وبحذف المكررة نحو اربعة آلاف وقد ذكرتها مفصلة مختصرة في أول شرح صحيح البخاري وذكرت فيه جملة من احوال البخاري وروعه وتعظيمه للعلم وما يتعلق بصحيحه كبيان فائدة إعادته الحديث الواحد في أبواب
وفائدة تحديثه عن واحد في موضع ثم يروى في موضع آخر عن رجل أو رجلين عنه وبيان التعليق الذي فيه وغير ذلك
93(1/92)
فصل في أحرف من مناقبه وصفاته
روينا عن محمد بن أبي حاتم وراق البخاري قال كان البخاري إذا كنت معه في سفر جمعنا بيت الا في القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم في ليلته خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل مرة يأخذ القداحة فيوري نارا بيده ويسرج ثم يخرج أحاديث يعلمها ثم يضع رأسه وكان يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف كتاب التفسير وكان اتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث فقلت له يا أبا عبد الله سمعتك تقول ما اتيت بغير علم قط منذ عقلت فأي علم في هذا الاستلقاء فقال اتعبنا انفسنا في هذا اليوم وهذا ثغر خشيت ان يحدث حدث في امر العدو فأحببت ان استريح وآخذ أهبة ذلك فإن غافصنا عدو كان بنا حراك
فهذه الحكاية وإن اشتملت على نفائس مقصودي فيها التنبيه على قوله ما أتيت شيئاً بغير علم
فهذه أحرف من عيون مناقبه وصفاته ودرر شمائله وحالاته أشرت اليها إشارات لكونها من المعروفات الواضحات ومناقبه لا تستقصي لخروجها عن ان تحصى وهي منقسمة الى حفظ ودراية واجتهاد في التحصيل ورواية ونسك وإفادة وورع وزهادة وتحقيق وإتقان وتمكن وعرفان وأحوال وكرامات وغيرها من انواع المكرمات ويوضح ذلك ما أشرت اليه من أقوال أعلام المسلمين أولي الفضل والورع والدين والحفاظ والنقاد المتقنين الذين لا يجازفون في العبارات بل يتأملونها ويحررونها ويحافظون على صيانتها أشد المحافظات وأقاويلهم بنحو ما ذكرته غير منحصرة وفيما أشرت اليه ابلغ كفاية للمستبصر رضي الله عنه وأرضاه وجمع بيني وبينه وجميع أحبابنا في دار كرامته مع من اصطفاه وجزاه عني وعن سائر المسلمين أكمل الجزاء وحباه من فضله أبلغ الحباء
4 - محمد بن إبراهيم بن الحارث ابن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي المدني أبو عبد الله مذكور في مختصر المزني في اول الاعتكاف وهو تابعي جليل سمع ابن عمر وأنسا
94(1/93)
رضي الله عنهم وسمع جماعات من التابعين منهم علقمة بن وقاص وأبو سلمة بن عبد الرحمن وإبراهيم بن عبد الله بن حسين وعروة بن الزبير وعطاء بن يسار وآخرون
روى عنه جماعات من التابعين منهم يحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد والزهري ومحمد بن إسحاق وابن عجلان وآخرون وهو ثقة بالاتفاق روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما وهو راوي حديث (إنما الأعمال بالنيات) لم يروه عنه غير يحيى الأنصاري ولم يروه عن علقمة بن وقاص غير محمد هذا
قال محمد بن سعد كاتب الواقدي كان محمد بن إبراهيم كثير الحديث توفي سنة عشرين ومائة بالمدينة وقال خليفة بن خياط سنة إحدى وعشرين وكان جده الحارث من المهاجرين الأولين رضي الله عنهم اجمعين
5 - محمد بن إبراهيم بن مسلم بن أمية أبو أمية الطرسوسي بفتح الطاء والراء مذكور في مختصر المزني في باب بيع حاضر لباد هو بغدادي سكن طرسوس سمع عمرو بن يونس اليمامي وأبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر وصفوان بن صصالح وهشام بن عمار وخلائق وآخرين
وروى عنه ابو حاتم محمد بن إدريس الرازي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجاني وابو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني وأبو الحسن احمد بن عمير بن يوسف بن جوصا وخلائق من الحفاظ والأئمة
قال أبو داود السجستاني والجمهور هو ثقة وكان إماما في الحديث رفيع القدر مقدما فهما رحالا توفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين رحمه الله
6 - محمد بن إسحاق بن جعفر ويقال محمد بن إسحاق بن محمد أبو بكر الصاغاني بالصاد المهملة والغين المعجمة ويقال الصغاني بتخفيف الغين وحذف الألف نسبة إلى بلدة بخراسان يقال لها صاغان وصغان وهو خراساني سكن بغداد ذكره في المختصر في باب بيعتين في بيعة وهو من كبار الأئمة سمع ابا عامر العقدي بفتح العين والقاف والأسود بن عامر وسعيد بن عامر وأبا نوح قرادا وأبا النضر هاشم بن القاسم ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبا عاصم النبيل وروح بن عبادة وأبا نعيم الفضل بن دكين ويعلى بن عبيد وابا اليمان وابا مسهر وعبد الوهاب بن عطاء وخلائق من الأئمة
روى عنه أبو عمر حفص بن عمر الدوري وهو اكبر منه ومسلم بن الحجاج وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه والمزني وابن خزيمة والحسين بن إسماعيل المحاملي وابو العباس الأصم وأحمد بن محمد بن زياد الأعرابي وموسى بن هارون الحمال
95(1/94)
بالحاء وأبو عوانة الاسفراييني وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو الفوارس شجاع بن جعفر الأنصاري وهو آخر من حدث عنه وفاة وخلائق غيرهم واتفقوا على انه ثقة مأمون
قال الامام الحافظ أبو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي كان الصاغاني هذا احد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين واشتهار بالسنة واتساع في الرواية رحل في طلب العلم وكتب عن اهل بغداد والبصرة والكوفة والمدينة ومكة والشام ومصر قال وبلغني عن ابي مزاحم الخاقاني قال كان الصاغاني يشبه ابن معين في وقته
قال الدارقطني كان ثقة وفوق الثقة وهو وجه مشايخ بغداد توفي سنة سبعين ومائتين رحمه الله
7 - محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام من أصحابنا مكرر في الروضة وسنذكره في نوع الأبناء إن شاء الله تعالى فهو به أشهر
8 - محمد بن جرير تكرر ذكره في الروضة هو الإمام البارع في انواع العلوم أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري وهو في طبقة الترمذي والنسائي سمع عبد الملك بن أبي الشوارب وأحمد بن منيع البغوي ومحمد بن حميد الرازي والوليد بن شجاع وابا كريب محمد بن العلاء ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبا سعيد الأشج وعمرو بن علي ومحمد بن المثنى ومحمد بن يسار وغيرهم من شيوخ البخاري ومسلم وحدث عنه احمد بن كامل ومحمد بن عبد الله الشافعي ومخلد بن جعفر وخلائق
قال الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد استوطن الطبري بغداد وأقام بها حتى توفي وكان احد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع الى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه احد من اهل عصره وكان حافظا لكتاب الله تعالى عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني فقيها في احكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعين فمن بعدهم في الأحكام عارفا بأيام الناس وأخبارهم وله كتاب التاريخ المشهور وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله وكتاب تهذيب الآثار لم أر سواه في معناه لكنه لم يتمه وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة وتفرد بمسائل حفظت عنه قال الخطيب وسمعت علي بن عبد الله السمسار يحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة
96(1/95)
وعن الشيخ ابي حامد الإسفراييني قال لو سافر رجل الى الصين ليحصل تفسير ابن جرير الطبري لم يكن هذا كثيرا او كلاما هذا معناه
وروينا عنه انه قال لأصحابه هل تنشطون لتفسير القرآن قالوا كم يكون قدره قال ثلاثون ألف ورقة فقالوا هذا مما يفني الأعمار قبل تمامه فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة وكذلك قال لهم في التاريخ فأجابوه بمثل جواب التفسير فقال إنا لله ماتت الهمم فاختصره نحو ما اختصر التفسير
وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة ما اعلم تحت أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير
وروينا ان ابا بكر بن مجاهد إمام الناس في القراءات استمع ليلة لقراءة محمد بن جرير فقال ما ظننت ان الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة
وروى الخطيب عن القاضي أحمد بن كامل قال توفي ابو جعفر محمد بن جرير وقت المغرب ليلة الاثنين ليومين بقيا من شهر شوال سنة عشر وثلاثمائة ودفن ضحوه يوم الاثنين في داره ولم يغير شيبه وكان السواد في شعر رأسه ولحيته كثيرا وكان مولده في آخر سنة اربع او اول سنة خمس وعشرين ومائتين وكان أسمر الى الأدمة أعين نحيف الجسم مديد القامة فصيح اللسان ولم يؤذن به احد واجتمع عليه ما لا يحصيهم عددا الا الله تعالى وصلي على قبره عدة شهور ليلا ونهارا وزاره خلق كثيرة من اهل الدين والأدب ورثاه ابن الاعرابي وابن دريد وغيرهما
ولقد اجاد ابن دريد وأبلغ في ترثيته قال الرافعي في مواضع منها اول كتاب الزكاة من الشرح تفرد ابن جرير لا يعد وجها في مذهبنا وإن كان معدودا من طبقات أصحاب الشافعي رضي الله عنهم أجمعين قلت ذكره أبو عاصم العبادي في فقاء الشافعية وقال هو من أفراد علمائنا وأخذ فقه الشافعي عن الربيع المرادي والحسن الزعفراني
9 - محمد بن حاطب الصحابي ابن الصحابي والصحابية رضي الله عنهم مذكور في المهذب في الوليمة والسرقة هو أبو القاسم ويقال أبو ابراهيم محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي الكوفي وامه ما جميل فاطمة بنت المجلل بالجيم ابن عبد الله بن قيس القريشية العامرية من بني عامر بن لؤي أسلمت وهاجرت وقيل اسمها جويرية وقيل أسماء وهو اول من سمي في الإسلام محمدا ولد بأرض الحبشة في الهجرة
وقيل إن أباه هاجر به الى الحبشة وهو طفل وأرضعته أسماء بنت عميس بلبن ابنها عبد الله بن جعفر وكانا يتواصلان على ذلك حتى ماتا
وحديثه المذكور في الوليمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
97(1/96)
قال (فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه
روى عنه ابن بلج بالموحدة والجيم وسماك بن حرب وأبو عون الثقفي
شهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين والنهروان وتوفي بمكة سنة اربع وسبعين
وقال ابو نعيم توفي بالكوفة سنة ست وثمانين والأول أشهر رضي الله عنه
10 - محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رضي الله عنهما تكرر ذكره في المختصر فذكره في اختلاف المتبايعين والحوالة ونكاح المشرك والطلاق والخراج والشهادات والقافة والولاء والكتابة وغيرها وذكره في الروضة في مواضع
هو الإمام عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أصل محمد بن الحسن دمشقي من اهل قرية تسمى حرستا قدم أبوه العراق فولد له محمد بواسط ونشأ بالكوفة وسمع الحديث بها من ابي حنيفة ومسعر بن كدام وسفيان الثوري وعمر بن ذر ومالك بن مغول قال وكتب أيضا عن مالك بن أنس والأوزاعي وربيعة بن صالح وبكير بن عمار وأبي يوسف وسكن بغداد وحدث بها
روى عنه الشافعي وأبو سليمان الجوزجاني وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم وكان الرشيد ولاه القضاء وخرج معه في سفره الى خراسان فمات بالري ودفن بها
قال الخطيب وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي كان أصل محمد من الجزيرة وكان أبوه من جند اهل الشام فقدم واسطا فولد بها محمد سنة ثنتين وثلاثين ومائة ونشأ بالكوقة وطلب الحديث وسمع سماعا كثيرا وجالس أبا حنيفة وسمع منه ونظر في الرأي فغلب عليه وعرف به وتقدم فيه وقدم بغداد فنزلها واختلف اليه الناس وسمعوا منه الحديث والرأي وخرج الى الرقة وهارون الرشيد فيها فولاه قضاءها ثم عزله فقدم بغداد فلما خرج هارون الى الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة
ثم روى الخطيب بإسناده عن محمد بن الحسن قال ترك ابي ثلاثين ألف درهم فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو واللغة وخمسة عشر الفا على الحديث والفقه
وبإسناده عن الشافعي قال قال محمد بن الحسن أقمت على باب مالك ثلاث سنين وكسرا قال وكان يقول إنه سمع لفظ أكثر من سبعمائة حديث وكان إذا حدثهم عن مالك امتلأ منزله وكثر الناس حتى يضيق عليه الموضع وإذا حدث عن غير مالك
98(1/97)
لم يجئه الا اليسير من الناس فقال ما اعلم أحدا أسوأ ثناء على أصحابه منكم إذا حدثتكم عن مالك ملأتم على الموضع وإذا حدثتكم عن أصحابكم إنما تأتون متكارهين
وبإسناده عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال كان لمحمد بن الحسن مجلس في مسجد الكوفة وهو ابن عشرين سنة
وبإسناده عن الشافعي قال ما رأيت سمينا اخف روحا من محمد بن الحسن وما رأيت أفصح منه كنت إذا رأيته يقرأ كأن القرآن نزل بلغته
وعنه قال ما رأيت اعقل من محمد بن الحسن
وعنه قال ما رأيت مبدنا قط أذكى من محمد بن الحسن
وعنه قال كان محمد بن الحسن إذا اخذ في المسألة كأنه قرآن ينزل لا يقدم حرفا ولا يؤخره
وعنه قال كان محمد بن الحسن يملأ العين والقلب
وعنه قال حملت عن محمد بن الحسن وقري بختى كتبا
وعن يحيى بن معين قال كتب الجامع الصغير عن محمد بن الحسن
وعن أبي عبيد ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمد بن الحسن وعن ابراهيم الحربي قال قلت للإمام أحمد من أين لك هذه المسائل الدقيقة قال من كتب محمد بن الحسن
وعن محمد بن سماعة قال قال محمد بن الحسن لأهله لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا تشغلوا قلبي وخذوا ما تحتاجون اليه من وكيلي فإنه أقل لهمي وأفرغ لقلبي وبإسناده عن يحيى بن معين وعمرو بن علي وابي داود وغيرهم تضعيفه في رواية الحديث
وبإسناده عن احمد بن يحيى ثعلب
قال توفي الكسائي ومحمد بن الحسن في يوم واحد فقال الرشيد ذهب اليوم اللغة والفقه وماتا بالري وبإسناده عن ابن ابي رجاء عن محمويه قال وكنا نعده من الابدال قال رأيت محمد بن الحسن في المنام فقلت يا أبا عبد الله الى ما صرت قال قال لي ربي إني لم اجعلك وعاء للعلم وأنا أريد ان أعذبك قلت ما فعل أبو يوسف قال فوقي قلت أبو حنيفة قال فوق أبي يوسف بطبقات
وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات حضر محمد بن الحسن مجلس أبي حنيفة سنتين ثم تفقه على ابي يوسف وصنف الكتب الكثيرة ونشر علم أبي حنيفة قال الشافعي ما رأيت احدا يسأل مسألة فيها نظر الا تبينت في وجهه الكراهة الا محمد بن الحسن قال وروى الربيع قال كتب الشافعي الى محمد وقد طلب منه كتبا ينسخها فأخرها عنه بشعر
(قل لمن تر .......... عين من رآه مثله)
(ومن كأن من رآه .......... قد رأى من قبله)
99(1/98)
(العلم ينهى اهله .......... أن يمنعوه اهله)
(لعله يبذله .......... لأهله لعله)
فبعث اليه الكتب من وقته رحمهما الله
11 - محمد بن سيرين الأنصاري مولاهم ابو بكر البصري التابعي الإمام في التفسير والحديث والفقه وعبر الرؤيا والمقدم في الزهد والورع
تكرر ذكره في المختصر
واولاد سيرين ستة محمد ومعبد وانس ويحيى وحفصة وكريمة وكلهم رواة ثقات
وروى محمد عن يحيى عن انس عن انس بن مالك حديثا وهذا من المستطرفات لكونهم ثلاثة أخوة روى بعضهم عن بعض وكان ابوهم سيرين من سبي عين التمر وهو مولى انس بن مالك كاتبه على عشرين الف درهم فأداها وعتق
قال ابن قتيبة في المعارف
كانت ام ابن سيرين اسمها صفية مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه طيبها ثلاث من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ودعون لها وحضر إملاكها ثمانية عشر بدريا منهم أبي بن كعب يدعو وهم يؤمنون وكان سيرين يكنى ابا عمرة قال وقد ولد لسيرين ثلاثة وعشرون ولدا من امهات أولاد دخل محمد بن سيرين على زيد بن ثابت وسمع ابن عمر
قال يحيى بن معين سمع منه حديثا واحدا
وفي تاريخ بغداد عن ايوب انه سمع من ابن عمر حديثين وسمع أيضا جندب بن عبد الله البجلي وأبا هريرة وعبد الله بن الزبير وعمران بن حصين وعدي بن حاتم وسليمان بن عامر وام عطية الأنصارية وهؤلاء كلهم صحابة وسمع من التابعين عبيدة بفتح العين السلماني ومسلم بن يسار وشريحا وقيس بن عباد بضم العين وتخفيف الباء وعلقمة والربيع بن خيثم واخاه معبدا وحميد بن عبد الرحمن الحميري وعبد الرحمن بن ابي بكرة وأخته حفصة وخلائق
قال احمد بن حنبل لم يسمع ابن سيرين عباس
وقال هشام بن حسان ادرك الحسن البصري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وعشرون وأدرك ابن سيرين ثلاثين منهم
وقال البخاري حج ابن سيرين زمن ابن الزبير فسمعه زيد بن ثابت ولد السنتين بقيتا من خلافة عثمان وهو اكبر من اخيه انس وروى عنه جماعات من التابعين منهم الشعبي وأيوب وقتادة وسليمان التيمي وخلائق منهم ومن غيرهم
قال ابن عون كان سيرين يحدث بالحديث على حروفه وقال محمد بن سعد كان ثقة مامونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا
وقال هشام بن حسان حدثني أصدق من أدركت محمد بن
100(1/99)
سيرين
وقال الخطيب في تاريخ بغداد كان ابن سيرين أحد الفقهاء المذكورين بالورع في وقته قال وكان ابن سيرين مولى لأنس بن مالك فكاتبه على ألوف فعتق بالكتابة وعن محمد قال حججنا فدخلنا على زيد بن ثابت ونحن سبعة ولد سيرين فقال هذان لأم وهذان لأم وهذان لأم وهذا لأم فما اخطأ وكان معبد اخاه لأمه
وعن مورق العجلي قال ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا اورع في فقهه من محمد بن سيرين
وعن عبد الحميد بن عبدالله بن مسلم بن يسار قال لما حبس ابن سيرين في السجن قال له السجان إذا كان الليل فاذهب الى اهلك وإذا أصبحت فتعال فقال لا والله لا أعينك على خيانة السلطان
قال الخطيب وكان حبس في دين ركبه لغريم له
وبإسناده عن المدايني قال كان سبب حبس ابن سيرين أنه اشترى زيتا بأربعين الف درهم فوجد في زق منه فأرة فقال الفأرة كانت في المعصرة فصب الزيت كله وكان يقول عيرت رجلا بشيء من ثلاثين سنة احسبني عوقبت به
وكانوا يرون أنه عيره بالفقر فابتلي به
وعن ابن عون كان ابن سيرين من أرجى الناس لهذه الأمة وأشدهم ازرا على نفسه
وعن هشام بن حسان قال كنا نزولا مع ابن سيرين في الدار فكنا نسمع بكاه بالليل وضحكه بالنهار
ومر ابن سيرين برواس قد أخرج رأسا فغشي عليه وادعى عليه رجل درهمين فأنكره فقال تحلف قال نعم قيل له تحلف على درهمين قال نعم لا اطعمه حراما وانا اعلم
وعن عثمان البتي قال لم يكن بهذه البلدة أحد اعلم بالقضاء من محمد بان سيرين
قال ابن قتيبة ولد لابن سيرين ثلاثون ولدا من امرأة واحدة زوجة له عربية ولم يبق منهم غير عبد الله بن محمد وقضى عنه ابنه هذا ثلاثين ألف درهم فما مات عبد الله حتى صار ماله ثلاثمائة الف درهم
واتفقوا على ان ابن سيرين توفي بالبصرة سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم قال حماد بن زيد مات الحسن أول رجب سنة عشر ومائة وصليت عليه ومات ابن سيرين لتسع مضين من شوال سنة عشر
قال على بن المديني وعمرو بن علي القلاس وغيرهما أصح الأسانيد محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي رضي الله عنهم
وفي هذه المسألة خلاف وسنبسطه قريبا في ترجمة الزهري محمد بن مسلم إن شاء الله وبالله التوفيق
12 - محمد بن طلحة بن عبد الله مذكور في المهذب في وسط باب استيفاء القصاص ثم في قتال اهل البغي وهو ابو القاسم محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي
101(1/100)
التيمي المدني وتمام نسبه في ترجمة أبيه
قال ابن ابي حاتم ثم ادرك النبي صلى الله عليه وسلم له رواية وهو صبي مسح النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وسماه محمدا وكناه أبا القاسم
روى عنه ابنه إبراهيم وعبد الرحمن بن أبي ليلى ويقال لمحمد هذا السجاد سمي بذلك لكثرة سجوده وكان زاهدا عابدا صالحا وحضر وقعة الجمل مع عائشة رضي الله عنها وكان علي رضي الله عنه نهى عن قتله لما علم من فراغ قلبه من المنازعة ونحوها فقتله إنسان ذلك اليوم في وقعة الجمل في جمادي الأولى سنة ست وثلاثين
قال ابن قتيبة وأم محمد هذا حمنة بنت جحش
13 - محمد بن عباد مذكور في المختصر في حديث القلتين هو محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عابد بالباء الموحدة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المكي تابعي ثقة سمع ابن عمر وأبا هريرة وجابرا وابن عمرو بن العاص وغيرهم روى عنه ابن جريج وعبد الحميد بن جبير بن شيبة وغيرهما
روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما قال ابن سعد كان ثقة قليل الحدي
14 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن ابي صعصعة الأنصاري النجاري بالنون المدني أبو عبد الرحمن مذكور في المختصر في زكاة التجارة روى عن ابيه عن ابي سعيد روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار ومالك وابن عيينة وهو ثقة روى له البخاري في صحيحه
15 - محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنه مذكور في المختصر في تجارة الوصي
وفي المهذب في الإحرام بالحج وهو ابو القاسم محمد بن ابي بكر عبد الله بن عثمان وسيأتي تمام نسبه في ترجمة أبيه إن شاء الله تعالى
ولد محمد هذا بذي الحليفة عام حجة الوداع لليال بقين من ذي القعدة سنة عشر من الهجرة
وحضر مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله نحو ثلاثة أشهر ونصف روى عن أبيه وامه أسماء بنت عميس
روى عنه ابنه القاسم قال البخاري في كتاب الضعفاء يختلفون في حديثه روى له النسائي وابن ماجه
قتل بمصر سنة ثمان وثلاثين رحمه الله وحزنت عليه عائشة رضي الله عنها كثيرا
16 - محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بكسر الحاء
102(1/101)
وإسكان السين المهملتين ابن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري أبو الحارث المدني المعروف بابن أبي ذئب تكرر في المختصر وهو من تابعي التابعين سمع نافعا وعكرمة وسعيد المقبري وآخرين من التابعين
روى عنه جماعات من الأئمة الكبار تابعي التابعين منهم معمر والثوري ووكيع ويحيى القطان وابن المبارك وخلائق واتفقوا على إمامته وجلالته روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما قال احمد بن حنبل كان ابن أبي ذئب يشبه سعيد بن المسيب قيل لأحمد هل خلف ببلاده مثله قال لا ولا بغيرها وكان ثقة صدوقا
قال يحيى بن معين كل من روى عنه ابن أبي ذئب ثقة الا أبا جابر البياضي
وقال الشافعي ما فاتني احد فأسفت عليه ما أسفت على الليث بن سعد وابن أبي ذئب ولد سنة ثمانين وأقدمه المهدي بغداد فحدث بها ثم رجع يريد المدينة فتوفي بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة وهو ابن تسع وسبعين سنة وكان يفتي بالمدينة ذكر له الخطيب ترجمة نفيسة في تاريخ بغداد قال وكان ثقة صالحا ورعا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر
قال مصعب الزبيري كان ابن أبي ذئب فقيه المدينة
وعن محمد بن القاسم قال لما حج المهدي دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبق أحد الا قام الا ابن أبي ذئب فقال له المسيب بن زهير قم هذا أمير المؤمنين فقال إنما يقوم الناس لرب العالمين فقال المهدي دعه فلقد قامت كل شعرة في رأسي
وعن أبي نعيم قال حججت سنة حج ابو جعفر وانا ابن احدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب ومالك بن انس فدعا ابن ابي ذئب فأقعده معه في دار الندوة فقال ما تقول في الحسن بن زيد بن الحسن بن فاطمة فقال إنه ليتحرى العدل فقال ما تقول في مرتين أو ثلاثا فقال ورب هذه البنية إنك لجائر فأخذ الربيع بلحيته فقال ابن جعفر كف يا ابن اللخناء وامر له بثلاث مائة دينار
وكان ابن ابي ذئب يصلي الليل اجمع ويصوم يوما ويفطر يوما ثم يسرد الصوم ويجتهد في العبادة ولو قيل له إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد واجتهاد
وذكر الخطيب بأسانيده جملا من مناقبه وقوله بالحق وإنكاره على الخلفاء وانه لا يأخذه في الله لومة لائم وتمييزه على علماء عصره في ذلك رحمه الله
17 - محمد بن عجلان تكرر في المختصر وذكره في المهذب في أول العدد وهو أبو عبد الله محمد بن عجلان المدني مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة كان إماما فقيها عابدا وله حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفتي وله مذهب معروف
103(1/102)
وهو تابعي صغير
قال ابو نعيم سمع أنسا وأبا الطفيل الصحابيين وخلائق من التابعين منهم ابوه وعكرمة ونافع وسعيد المقبري
وروى عنه جماعات من كبار الأئمة منهم عبيد الله بن عمر ومنصور بن المعتمر ومالك بن أنس والليث والثوري وابن عيينة وحيوة بن شريح وشعبة والقطان وعبد الله بن إدريس وخلائق وحمل به اكثر من ثلاث سنين
توفي بالمدينة سنة ثمان او تسع وأربعين ومائة
18 - محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم القرشي الهاشمي المدني او جعفر المعروف بالباقر سمي بذلك لأنه بقر العلم اي شقه فعرف أصله وعلم خفيه وامه ام عبد الله بنت حسن بن علي بن أبي طالب تكرر في المختصر وذكره في المهذب في صدقه التطوع وفي باب تضمين الأجير وفي دية اللسان وهو تابعي جليل إمام بارع مجمع على جلالته معدود في فقهاء المدينة وأئمتهم سمع جابر وأنسا وسمع جماعات من كبار التابعين كابن المسيب وابن الحنفية وغيرهما روى عنه ابو إسحاق السبيعي وعطاء بن ابي رباح وعمرو بن دينار والأعرج وهو اسن منه والزهري وربيعة وخلائق وآخرون من التابعين وكبار الأئمة وروى له البخاري ومسلم قال مصعب الزبيري توفي سنة أربع عشرة ومائة
وقال يحيى بن معين سنة ثماني عشرة
وقال المدايني سنة سبع عشرة وهو ابن ثلاث وستين سنة
وقال الواقدي ابن ثلاث وسبعين سنة وفي تاريخ البخاري عن ابنه جعفر انه توفي وهو ابن ثمان وخمسين سنة رحمه الله
19 - محمد بن علي بن شافع القرشي المطلبي الشافعي عم الإمام الشافعي تقدم باقي نسبه في ترجمة الشافعي
روى عنه الشافعي في عشرة النساء وقال عمي ثقة روى عنه عبد الله بن علي بن السائب
20 - محمد بن علي بن ابي طالب المعروف بابن الحنفية واسمها خولة من سبي بني حنيفة وهي خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلم بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل ابن حنيفة
كنية محمد هذا ابو القاسم ويقال ابو عبد الله ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر
وقال ابن أبي حاتم لثلاث بقين وهو من كبار التابعين دخل على عمر بن الخطاب وسمع عثمان وأباه رضي الله عنهم
روى عنه بنوه الحسن وعبد الله وإبراهيم وعون وجماعات من التابعين
روينا عنه عن ابيه قال قلت يا رسول الله إن
104(1/103)
ولد لي مولود بعدك أسميه باسمك واكنيه بكنيتك قال نعم قال احمد بن عبد الله العقيلي الإمام الحافظ ثلاثة يسمون محمدا
رخص في كنيتهم بأبي القاسم محمد بن ابي بكر
ومحمد بن علي
ومحمد بن طلحة بن عبيد الله
وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الحافظ لا نعلم احدا اسند عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر ولا أصح مما اسند محمد بن الحنفية
قال عمرو بن علي وابو نعيم في رواية عنه مات محمد بن الحنفية سنة اربع عشرة ومائة
وقال البخاري قال ابو نعيم مات سنة ثمانين
وقال يحيى بن بكير سنة إحدى وثمانين
وقال المدايني سنة ثلاث وثمانين
وفي طبقات الفقهاء للشيخ إبي إسحاق عن الهيثم بن عدي سنة ثلاث او اثنتين وسبعين
وفي تاريخ البخاري عن ابي حمزة بالحاء قال قضينا نسكنا حين قتل ابن الزبير ثم رجعنا الى المدينة مع محمد بن الحنفية فمكث ثلاثة أيام ثم توفي وهذا يوافق قول الهيثم فإن ابن الزبير قتل سنة ثلاث وسبعين
وقيل سنة اثنتين
فصل يقال لمحمد هذا ابن الحنفية ويقال محمد بن علي ويقال محمد بن علي ابن الحنفية فينسب الى ابيه وامه جميعا فعلى هذا يشترط أن ينون علي ويكتب ابن الحنفية بالألف ويكون إعرابه إعراب محمد لأنه وصف لمحمد لا لعلي ولهذا نظائر وقد أفردتها في جزء منها عبد الله بن مالك بن بحينة مالك أبوه وبحينة امه
وعبد الله بن ابي ابن سلول المنافق أبي ابوه وسلول أمه
وإسماعيل بن ابراهيم بن علية مثلهما
والمقداد بن عمرو بن الأسود أبوه الحقيقي عمرو وتبناه الأسود فنسب اليه
وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه فراهويه هو إبراهيم
ومثله محمد بن يزيد بن ماجة صاحب السنن ماجه هو يزيد وآخرون كذلك
21 - محمد بن عمرو بن حزم تكرر في المختصر والمهذب وهو أبو عبد الملك ويقال أبو سليمان ويقال ابو القاسم محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بفتح اللام وإسكان الواو وبذال معجمة ابن عمرو بن عبد غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري بالنون المدني
ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنجران وأبوه عامل عليها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من كبار التابعين روى عن عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وأبيه روى عنه ابنه أبو بكر قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث له عقب بالمدينة وببغداد قتل يوم الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين وكان فقيها فاضلا من صالحي المسلمين
105(1/104)
22 - محمد بن عروة بن علقمة بن وقاص بن محصن الليثي المدني مذكور في المختصر
قال ابن أبي حاتم كنيته ابو عبد الله
وفي تاريخ البخاري ان كنيته أبو الحسن وهو من تابعي التابعين سمع ابا سلمة بن عبد الرحمن ونافعا وسالم بن عبد الله وعبد الأغر وأباه وآخرين روى عنه مالك والسفيانان وشعبة ويحيى القطان ويزيد بن هارون وعبد الله بن نمير والنضر بن شميل وخلائق قال يحيى القطان هو رجل صالح وقال عمرو بن علي توفي سنة خمس وأربعين ومائة
23 - محمد بن كعب القرظي تكرر في المختصر والمهذب هو بضم القاف وفتح الراء وبالظاء المعجمة منسوب الى بني قريظة الطائفة المعروفة من اليهود وهو تابعي جليل من كبار التابعين وأئمتهم وهو ابو حمزة محمد بن كعب بن سليم
وقال محمد بن سعد محمد بن كعب بن حيان بالمثناة ابن سليم بن أسد المدني من حلفاء الأوس وكان ابوه من سبي قريظة سكن محمد الكوفة ثم عاد إلى المدينة
قال قتيبة بلغني انه ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع ابن عباس وزيد بن أرقم ومعاوية
وقيل سمع ابن مسعود وراى ابن عمر
وروى عن جابر بن عبد الله وأنس وأبي ذر وأبي هريرة والبراء والمغيرة وعبد الله بن يزيد الخطمي وكعب بن عجزة الصحابيين رضي الله عنهم
وروى عنه جماعات من كبار التابعين وصغارهم منهم عمرو بن دينار وأبو سهيل ومحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم واتفقوا على انه ثقة
قال ابن سعد كان ثقة عالما كثير الحديث ورعا
قال أبو نعيم وابن أبي شيبة والترمذي توفي سنة ثمان ومائة
وقال عمرو بن علي والواقدي سنة سبع عشرة ومائة وقيل سنة عشرين
24 - محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي أبو بكر القريشي الزهري المدني سكن الشام وكان بأيلة ويقولون تارة الزهري وتارة ابن شهاب ينسبونه الى جد جده وقد تكرر في المختصر والمهذب والروضة وهو تابعي صغير سمع انس بن مالك وسهل بن سعد والسائب بن يزيد وشبيبا أبا جميلة وعبد الرحمن بن ازهر وربيعة بن عباد بكسر العين وتخفيف الباء ومحمود بن الربيع وعبد الله بن ثعلبة بن صعير وعبد الله بن عامر بن ربيعة وأبا امامة أسعد ابن سهل بن حنيف وأبا الطفيل ورجلا من بلى له صحبة وهؤلاء كلهم صحابة
ورأى ابن عمر وسمع خلائق من كبار التابعين
106(1/105)
وأئمتهم روى عنه خلائق من كبار التابعين وصغارهم ومن أتباع التابعين ومن شيوخه روينا بالإسناد الصحيح عن عمرو بن دينار قال ما رأيت أنص للحديث من الزهري وما رأيت أحدا الدينار والدرهم اهون عنده منه ان كانت الدنانير والدراهم عنده بمنزلة البعر
وروينا عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم قال قلت لأبي بم فاقكم الزهري قال كان ياتي المجالس من صدورها ولا يأتيها من خلفها ولا يبقى في المجالس شابا إلا سأله ولا كهلا الا سأله ثم يأتي الدار من دور الأنصار فلا يبقى فيها شابا إلا سأله ولا كهلا إلا سأله ثم يأتي الدار من دور الأنصار فلا يبقى فيها شابا إلا سأله ولا كهلا إلا سأله ولا فتى الا سأله ولا عجوزا الا سألها ولا كهلة الا سألها حتى يحاول ربات الحجال
وروينا عن الليث بن سعد قال ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب ولا اكثر علما منه
قال البخاري قال علي بن المديني للزهري نحو الفي حديث
وقال احمد بن الفرات ليس فيهم أجود مسندا من الزهري
وقال احمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه
أصح الأسانيد مطلقا الزهري عن سالم عن أبيه وقال أبو بكر بن أبي شيبة أصحها الزهري عن علي بن الحسين عن ابيه عن علي
وقال علي بن المديني وعمرو بن علي القلاس وغيرهما أصحها محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي وقال يحيى بن معين أصحها الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود
وقال البخاري أصحها مالك عن نافع عن ابن عمر فعلى هذا قال أبو منصور عبد القاهر التميمي أصحها الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر لإجماع أهل الحديث على ان الشافعي أجل أصحاب مالك رضي الله عنهم اجمعين
والمختار انه لا يحرم لإسناد انه أصحها على الإطلاق لعسر ذلك
وقال الشافعي رحمه الله لولا الزهري ذهبت السنن من المدينة
ومناقبه والثناء عليه وعلى حفظه أكثر من ان يحصر
وقال البخاري في التاريخ قال لي ابراهيم بن المنذر عن معن عن ابن اخي الزهري انه اخذ القرآن في ثمانين ليلة وهذا إسناد في نهاية من الصحة ومعناه ان الزهري حفظ القرآن في ثمانين ليلة
وبإسناده الصحيح عن أيوب السختياني قال ما رأيت اعلم من الزهري فقيل له ولا الحسن قال ما رأيت اعلم من الزهري
قال البخاري وقال لنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن الزهري
قال ما استودعت حفظي شيئا فخانني وبإسناده الصحيح عن سعد بن إبراهيم قال ما ارى احدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع ما جمع الزهري
وقال مالك حدثني
107(1/106)
الزهري بحديث فيه طول قلت أعد ما كنت تحب ان يعاد عليك فقال لا قلت أكتب فكتب
قال توفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة اربع وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ودفن بقرية له بأطراف الشام يقال لها شغبدا بشين مفتوحة وغين ساكنة معجمتين وبباء موحدة مفتوحة ثم دال مهملة مفتوحة مخففة
25 - محمد بن مسلمة الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر في السير وذكره في المهذب في الفرائض هو ابو عبد الله ويقال ابو عبد الرحمن ويقال أبو سعيد محمد ابن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي المدني شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا والمشاهد كلها وقيل استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة تبوك روى عنه جماعة من الصحابة جابر بن عبد الله والمغيرة والمسور بن مخرمة وسهل بن أبي خيثمة رضي الله عنهم وجماعات من التابعين اعتزل الفتنة وأقام بالزبذة وتوفي بالمدينة في صفر سنة ثلاث وأربعين
وقيل سبع وأربعين وهو ابن تسع وسبعين
قال محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة محمد بن مسلمة هو الذي قتل مرحبا اليهودي بخيبر قال ابن عبد البر الصحيح ان قاتله علي بن ابي طالب
وقال الشافعي في مختصر المزني في اول كتاب السير ان النبي صلى الله عليه وسلم أعطى محمد بن مسلمة سلب مرحب يوم خيبر وهذا دليل على انه قاتله
قال ابن الأثير قيل إن محمد بن مسلمة هو قاتل مرحب قال والصحيح الذي عليه أكثر اهل السير والحديث ان عليا هو قاتله خلف عشرة بنين وست بنات
26 - محمد بن نصر من أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في الوصية في ركن الصيغة وفي كتاب الصداق في باب تشطره في مسالة من أصدقها حليا فكسرته هو الإمام البارع العلامة في فنون العلم أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي الفقيه الشافعي
روينا في تاريخ بغداد عن الخطيب قال محمد بن نصر المروزي أبو عبد الله الفقيه صاحب التصانيف الكثيرة والكتب الجمة ولد ببغداد ونشأ بنيسابور ورحل الى سائر الأمصار في طلب العلم واستوطن سمرقند وكان من اعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام روى الحديث عن عبدان وصدقة بن الفضل ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وأبي قدامة السرخسي وهدبة بن خالد بالموحدة ومحمد بن بشار وابن المثنى وإبراهيم بن المنذر وغيرهم من اهل خراسان
108(1/107)
والعراق والحجاز والشام ومصر
روى عنه إبنه إسماعيل وأبو علي البلخي وعثمان بن جعفر بن اللبان ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وغيرهم ثم روى الخطيب عن محمد بن نصر قال ولدت سنة اثنتين ومائتين قبل وفاة الشافعي بسنتين قال وكان ابي مروزيا
ثم روى عن القفال الشاشي قال سمعت ابا بكر الصيرفي يقول لو لم يصنف محمد بن نصر الا كتاب القسامة لكان من افقه الناس فكيف وقد صنف كتبا سواه وعن محمد بن عبد الحكم قال كان محمد بن نصر عندنا بمصر إماما فكيف بخراسان
وعن ابي بكر احمد بن إسحاق قال ما رأيت أحسن صلاة من محمد بن نصر ولقد بلغني ان زنبورا قعد على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك
قلت هذا محمول على دم يسير بحيث يعفى عنه ولا يبطل الصلاة
اخبرني ابو محمد الأنباري أخبرنا الحرستاني أخبرنا أبو الفتح نصر الله أخبرنا ابو الفتح نصر المقدسي اخبرنا ابو الفضل احمد ابن محمد الفراتي قال سمعت جدي أبا عمرو الفراتي يقول سمعت ابا منصور بن محمد بن احمد بن حمشاد يقول سمعت الأستاذ ابا الوليد حسان بن محمد القريشي يقول سمعت أبا الفضل البلعمي يقول دخل محمد بن نصر المروزي رحمه الله على إسماعيل بن احمد والي خراسان فقام له وبجله وأبلغ في تعظيمه وإجلاله فلما خرج عاتبه أخوه إسحاق بن احمد على ذلك فقال له إسماعيل إنما قمت له إجلالا لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم إن إسماعيل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له قمت لمحمد بن نصر إجلالا لأخباري لا جرم ثبت ملكك وملك بنيك لإجلالك له وذهب ملك اخيك إسحاق وملك بنيه لاستخفافه بمحمد بن نصر فبقي ملك إسماعيل وبنيه أكثر من مائة وعشرين سنة
وذكر الشيخ ابو إسحاق في طبقات الفقهاء عن محمد بن نصر قال كتبت الحديث بضعا وعشرين سنة وسمعت قولا ومسائل ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي فبينا انا قاعد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أغفيت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله أكتب رأي أبي حنيفة فقال لا فقلت رأي مالك فقال اكتب ما وافق حديثي قلت أكتب رأي الشافعي فطأطأ رأسه شبه الغضبان وقال لا تقول رأي الشافعي ليس بالرأي بل هو رد على من خالف سنتي قال فخرجت في أثر هذه الرؤيا الى مصر وكتبت كتب الشافعي
توفي محمد بن نصر رحمه الله بسمرقند سنة أربع
109(1/108)
وتسعين ومائتين وكانت لحيته بيضاء وكان من احسن الناس صورة وله اختيارات غريبة مخالفة للمذهب ظهر له دلائلها منها وما حكيته عنه في الروضة انه قال يكفي في صحة الوصية الإشهاد عليه بان هذا الكتاب خطي وما فيه وصيتي وإن لم يعلم الشاهد ما فيه كذا نقله عنه إمام الحرمين والمتولي
وحكى ابو الحسن العبادي عنه انه يكفي الكتاب بلا شهادة والمشهور انه لا بد من الإشهاد ومعرفة الشاهدين المشهود له والله اعلم
27 - محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ مذكور في المختصر في باب الساعات التي نهى عن الصلاة فيها
وفي المهذب في خيار الشرط وفي الحجر هو ابو عبد الله محمد بن يحيى بن حبان بفتح الحاء باتفاق العلماء ابن منقذ بن عمرو ويقال عطية بدل عمرو بن خنساء بفتح الخاء المعجمة ثم نون ساكنة بن مبذول بالذال المعجمة بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري النجاري بالجيم المازني المدني تابعي مشهور سمع انسا وعمه واسع بن حبان كانت له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يفتي وكان كثير الحديث والفقه
وحبان ومنقذ صحابيان سيوضحان ترجمة حبان إن شاء الله تعالى
توفي محمد بالمدينة سنة إحدى وعشرين ومائة وهو ابن أربع وسبعين سنة
روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما
قال يحيى بن معين وأبو حاتم والباقون كان ثقة
28 - محمد بن يحيى صاحب الغزالي تكرر في الروضة هو الإمام ابو سعيد محمد بن يحيى بن ابي منصور النيسابوري الشهيد
تفقه على الغزالي وأبي المظفر احمد بن محمد الخوافي وغيرهما
وكان إماما بارعا في الفقه والزهد والورع وتفقه عليه خلائق من الأئمة
ورحل اليه الناس من الأقطار وتخرج به خلائق فصاروا أئمة قتلته الغز لما استولوا على نيسابور شهيدا في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
حرف الألف
باب من اسمه آدم
29 - آدم ابو البشر صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في مواضع منها الفرائض كنيته أبو البشر ويقال أبو محمد خلقه الله عز وجل بيده وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته واصطفاه وكرم ذريته وعلمه جميع الأسماء وجعله اول الأنبياء وعلمه ما لم يعلم
110(1/109)
الملائكة المقربين وجعل من نسله الأنبياء والمرسلين والأولياء والصديقين قال الله تعالى {إن الله اصطفى آدم ونوحا} 3 آل عمران 33 الآية
وقال تعالى {وعلم آدم الأسماء كلها} 2 البقرة 31 الآية
وثبت في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تعالى خلقه يوم الجمعة) واشتهر في كتب الحديث والتواريخ انه عاش ألف سنة روينا معناه في حديث مرفوع
وروينا في تاريخ دمشق في حديث طويل عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أنا أشبه الناس بأبي آدم عليه السلام وكان ابي إبراهيم صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بي خلقا وخلقا) فأما اشتقاق اسمه فقال الإمام أبو الحسن علي بن احمد الواحدي قال ابن عباس رضي الله عنهما سمي آدم لأنه خلق من اديم الأرض قال وهكذا قال أهل اللغة فيما حكاه الزجاج
قال الزجاج قال اهل اللغة آدم مشتق من أديم الأرض لأنه خلق من تراب وأديم الأرض وجهها
قال وقال النضر بن شميل سمي آدم لبياضه وهذا كله تصريح منهم بان آدم اسم عربي مشتق والا فالعجمي لا اشتقاق له
قال ابو البقاء آدم وزنه أفعل والألف منه مبدلة من همزة وهي فاء الفعل لأنه مشتق من أديم الأرض او من الأدمة قال ولا يجوز ان يكون أصله فاعلا بفتح العين إذا لو كان كذلك لانصرف كعالم وخاتم والتعريف وحده لا يمنع الصرف وليس هو بعجمي هذا كلام أبي البقاء
وقال الإمام ابو منصور موهوب بن احمد بن محمد بن الخضر الجواليقي في كتابه المعرب أسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلها اعجمية نحو إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وإلياس وإدريس وأيوب الا أربعة آدم وصالحا وشعيبا ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
قال ابو إسحاق الزجاج اختلفت الآيات فيما بدىء به خلق آدم ففي موضع خلقه الله تعالى من تراب وفي موضع من طين لازب
وفي موضع من حمأ مسنون
وفي موضع من صلصال قال وهذه الألفاظ راجعة الى أصل واحد وهو التراب الذي هو أصل الطين فأعلمنا الله عز وجل انه خلقه من تراب جعل طينا ثم انتقل فصار كالحمأ المسنون ثم انتقل فصار صلصالا كالفخار
ولقد أحسن الزجاج رحمه الله قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي في قول الله عز وجل إخبارا أن إبليس قال {خلقتني من نار وخلقته من طين} 7 الأعراف 12 قال الحكماء أخطأ عدو الله في تفضيله النار على الطين لأن الطين أفضل منها من اوجه
احدها انه من جوهر الطين الرزانة والسكون والوقار والحلم والإناءة والحياء
111(1/110)
والصبر وذلك سبب توبة آدم وتواضعه وتضرعه فاورثه المغفرة والاجتباء والهداية
وجوهر النار الخفة والطيش والحدة والارتفاع والاضطراب وذلك سبب استكبار إبليس فاورثه اللعنة والهلاك
الثاني ان الجنة موصوفة بأن ترابها مسك ولم ينقل أن فيها نارا
الثالث انها سبب العذاب بخلاف الطين
الرابع ان الطين مستغن عن النار وهي محتاجة الى مكان وهو التراب
الخامس ان الطين سبب جمع الأشياء وهي سبب تفريقها وبالله التوفيق
30 - آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز القرشي الأموي وتمام نسبه في ترجمة جده
مذكور في المهذب في قسم الفيء كان شاعرا ماجنا وكان ببغداد في صحابة الخليفة المهدي ثم تاب ونسك
باب أبان
31 - أبان بن عثمان مذكور في المختصر في نكاح المحرم هو أبو سعيد أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف القريشي الأموي المدني التابعي الكبير يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف وامه ام عمرو بنت جندب الدوسية
سمع أباه وزيد بن ثابت روى عنه الزهري وعمر بن عبد العزيز وخلائق من التابعين وغيرهم قال عمرو بن شعيب ما رأيت أحدا أعلم بحديث ولا فقه من أبان بن عثمان
وقال يحيى بن سعيد كان فقهاء المدينة عشرة سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن القاسم وسالم وعروة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وقبيصة بن ذؤيب وأبان بن عثمان وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار واتفق العلماء على انه ثقة وتوفي بالمدينة سنة خمس ومائة
واعلم ان في صرف أبان خلافا مشهورا الصحيح الذي عليه الأكثرون والمحققون صرفه فمن صرفه قال الهمزة أصل والألف زائدة ووزنه فعال كغزال وعناق ونظائرهما ومن منع صرفه عكس فقال الهمزة زائدة والألف بدل من ياء ووزنه أفعل فلا ينصرف لوزن الفعل وقد بسطت الكلام في تحقيقه في اوائل شرح صحيح مسلم رحمه الله
112(1/111)
باب إبراهيم
قد سبق في ترجمة آدم أن إبراهيم اسم أعجمي وفيه لغات أشهرها ابراهيم والثانية إبراهام وقرىء بهما في السبع والثالثة والرابعة والخامسة إبرهم بكسر الهاء وفتحها وضمها حكاهن الإمام أبو حفص عمر بن خلف بن مكي الصقلي النحوي اللغوي في كتابه تثقيف اللسان عن الفراء عن العرب
وحكى الكسر والضم ايضا جماعات منهم الإمام أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري قال وقرىء بهما في الشواذ قال وجمعه أباره عند قوم وعند آخرين براهم وقيل براهمة
قال الامام ابو الحسن الماوردي صاحب الحاوي معناه بالسريانية أب رحيم
وقال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة تحذف الألف من الأسماء الأعجمية نحو إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وإسرائيل استثقالا لها كما ترك صرفها قال وكذلك سليمان وهارون وسائر الأسماء الأعجمية المستعملة فاما ما لا يكثر استعماله منها كهاروت وماروت وطالوت وجالوت وقارون فلا تحذف الألف في شيء منها ولا تحذف من داود إن كان مستعملا لأنه حذف منه احد الواوين فلو حذفت الألف ايضا أجحف بالكلمة
واما ما كان على فاعل كصالح ومالك وخالد فيجوز اثبات الألف ويجوز حذفها بشرط ان يكثر استعماله فإن لم يكثر كسالم وجابر وحاتم وحامد لم يجز حذف الألف ومما كثر استعماله ويدخله الألف واللام يكتب بغير ألف مع الألف واللام فإن حذفتهما أثبت الألف تقول قال الحارث وقال حارث لئلا يشتبه بحرب ولا تحذف الألف من عمران ويجوز حذفها وإثباتها في مروان وعثمان وسفيان ونحوهم بشرط كثرة استعماله وبالله التوفيق
32 - إبراهميم خليل الرحمن صلوات الله عليه وسلامه تكرر في هذه الكتب كلها قال الله تعالى {واتخذ الله إبراهيم خليلا} 4 النساء 125 وقال تعالى {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين} 16 النحل 120 - 122 وقال تعالى {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين} 21 الأنبياء 51 وقال تعالى {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما} 2 البقرة 124 وقال تعالى {ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين} 29 العنكبوت 27 وقال تعالى {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}
113(1/112)
11 هود 75 وقال تعالى {وإبراهيم الذي وفى} 53 النجم 37 وقال تعالى {ومن يرغب عن ملة إبراهيم} 2 البقرة 130 وهو ابو إسماعيل إبراهيم بن آزر وهو تارح بمثناة من فوق وفتح الراء وبحاء مهملة قيل آزر اسم وتارح لقب وقيل عكسه والقولان مشهوران وباقي نسبه الى آدم مختلف فيه ولا يصح في تعيينه شيء فتركته لهذا ولعدم الضرورة اليه انزل الله تعالى عليه صحفا كما اخبر سبحانه في كتابه العزيز
قال اهل التواريخ كانت عشر صحائف وجعل له لسان صدق في الاخرين أي ثناء حسنا فليس احد من الأمم الا يحبه
واكرمه بالخلة وبان جعل أكثر الأنبياء من ذريته وختم ذلك سبحانه وتعالى بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم والآيات الكريمة في بيان احواله معلومة أشرت لى بعضها
هاجر صلى الله عليه وسلم من العراق الى الشام قبل بلغ عمره مائة وخمسا وسبعين سنة وقيل مائتي سنة
ودفن في الأرض المقدسة وقبره معروف بالبلدة المعروفة بالخليل بينها وبين بيت المقدس دون مرحلة
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم) روي القدوم بالتخفيف والتشديد وسنوضحه في موضعه من قسم اللغات إن شاء الله تعالى
روينا في صحيحهما عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام) وروينا في صحيح مسلم عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حين أسرى بي ورأيت إبراهيم وانا اشبه ولده به) وفي صحيح مسلم عن انس ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا خير البرية قال (ذاك إبراهيم) وهذا محمول على التواضع والا فالنبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق لقوله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم)
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال كان آخر قول ابراهيم حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل وفي رواية البخاري قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم حين القي في النار وفي الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن ليلة الاسراء ورؤيته الأنبياء في السموات ورأى إبراهيم في السماء السادسة وفي رواية في السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور
وفي صحيح البخاري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتاني الليلة اثنان فأتينا على رجل طويل لا اكاد أرى رأسه طولا وأنه إبراهيم)
روينا في موطأ الإمام مالك عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال كان
114(1/113)
إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم اول الناس ضيف الضيف واول الناس اختتن واول الناس قص شاربه واول الناس رأى الشيب فقال يارب ما هذا فقال الله تبارك وتعالى وقار يا إبراهيم فقال يا رب زدني وقارا
وروينا في تاريخ دمشق بزيادة واول من استحد وقلم أظفاره وقد من الله الكريم علينا وجعل لنا رواية متصلة وسببا متعلقا بخليله ابراهيم صلى الله عليه وسلم كما من علينا بذلك في حبيبه وخليله وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الرحمن ابن الإمام أبي عمر محمد بن احمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه أخبرنا أبو حفص بن طبرزد أنا ابو الفتح الكروخي انا القاضي أبو عامر أنا أبو محمد بن الجراحي انا أبو العباس المحبوبي انا ابو عيسى الترمذي ثنا عبد الله بن أبي زياد ثنا سيار ثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقيت إبراهيم ليلة أسرى بي فقال يا محمد أقرىء أمتك مني السلام وأخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر) قال الترمذي هذا حديث حسن
روينا في تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم بن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ولد ابراهيم صلى الله عليه وسلم بغوطة دمشق بقرية يقال لها برزة قال الحافظ كذا في هذه الرواية والصحيح انه ولد بكوثا من إقليم بابل بالعراق وإنما نسب اليه هذا المقام لأنه صلى فيه إذ جاء معينا للوط صلى الله عليه وسلم
وفي التاريخ أن آزر كان من اهل حران وان ام إبراهيم اسمها نونا وقيل أينونا وان نمرود حبسه سبع سنين ثم ألقاه في النار وانه كان يدعى أبا الضيفان وعن عكرمة ان كان يكنى أبا الضيفان وان تجارة ابراهيم كانت في البز وأن النار لم تنل منه الا وثاقه لتنطلق يداه
قال الله تبارك وتعالى {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} 21 الأنبياء 69 وان النار بردت في ذلك الوقت على أهل المشرق والمغرب فلم ينضج بها زرع وان جبريل عليه السلام مر به حين ألقي في الهواء فقال يا إبراهيم الك حاجة فقال أما إليك فلا
وفيه عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان البغال كانت تتناسل وكانت أسرع الدواب في نقل الحطب لنار إبراهيم فدعا عليها فقطع الله نسلها
وعن الحسن البصري {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} 2 البقرة 124 قال ابتلاه بالكوكب فوجده صابرا ثم ابتلاه بالقمر فوجده صابرا ثم ابتلاه بالشمس فوجده صابرا ثم ابتلاه بالنار فوجده صابرا ثم ابتلاه بذبح ابنه فوجده صابرا
وعن مجاهد ان
115(1/114)
ابراهيم واسماعيل حجا ماشيين
وعنه في قول الله تعالى {ضيف إبراهيم المكرمين} 51 الذاريات 24 إكرامهم انه خدمهم بنفسه وفي حديث مرفوع أنه كان من أغير الناس
وعن كعب الأحبار وآخرين ان سبب وفاة إبراهيم صلى الله عليه وسلم أنه اتاه ملك في صورة شيخ كبير فضيفه فكان ياكل ويسيل طعامه ولعابه على لحيته وصدره فقال له إبراهيم يا عبد الله ما هذا قال بلغت الكبر الذي يكون صاحبه هكذا قال وكم اني عليك قال مائتا سنة ولإبراهيم يومئذ مائتا سنة فكره الحياة لئلا يصير الى هذه الحال فمات بلا مرض
وعن أبي السكن الهجري قال توفي إبراهيم وداود وسليمان صلى الله عليه وسلم فجأة وكذلك الصالحون وهو تخفيف على المؤمن قلت هو تخفيف ورحمة في حق المراقبين وبالله التوفيق
وفي التاريخ أيضا في ترجمة هاجر قال هاجر ويقال آجر بالمد القبطية ويقال الجرهمية أم اسماعيل كانت للجبار الذي يسكن عين الجر بقرب بعلبك فوهبها لسارة فوهبتها لإبراهيم وانها توفيت ولابنها اسماعيل عشرون سنة ولها تسعون سنة فدفنها إسماعيل في الحجر
وفي ترجمة سارة امراة إبراهيم انها ام إسحاق وأنها كانت من احسن نساء العالمين وانها توفيت ولها مائة وسبع وعشرون سنة فتزوج ابراهيم امرأة من الكنعانيين يقال لها قنطوراء
وفي الحديث الترك بنو قنطوراء وكان إسماعيل اكبر ولد إبراهيم عليهم الصلاة والسلام
33 - إبراهيم بن ابي القاسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مذكور في المهذب في التعزية امه مارية القبطية ولدته في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وتوفي سنة عشر ثبت في صحيح البخاري انه توفي وله سبعة عشر او ثمانية عشرة شهرا هكذا ثبت على الشك
قال الواقدي وغيره توفي يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر وثبت في البخاري أيضا من رواية البراء بن عازب أنه لما توفي ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن له مرضعا في الجنة) ضبطناه بالوجهين أشهرهما بضم الميم وكسر الضاد والثاني بفتحهما وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بولادته كثيرا وكانت قابلته سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة أبي رافع فبشر أبو رافع به النبي صلى الله عليه وسلم فوهبه عبدا وحلق شعره يوم سابعه
قال الزبير بن بكار وتصدق بزنة شعره فضة ودفنه
116(1/115)
وسماه ثم دفعه الى ام سيف امرأة قين بالمدينة لترضعه قال الزبير تنافست الأنصار فيمن يرضعه واحبوا ان يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه وسلم
وفي صحيح البخاري عن انس قال دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم أي زوج مرضعته فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وابراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف وأنت يا رسول الله فقال (يا ابن عوف إنها رحمة) ثم اتبعها بأخرى فقال (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي الله ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) ودفن في البقيع وقبره مشهور عليه قبة وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر أربع تكبيرات هذا قول جمهور العلماء وهو الصحيح
وروى ابن اسحاق بإسناده عن عائشة رضي الله عنها ان النبي عليه السلام لم يصل عليه
قال ابن عبد البر هذا غلط فقد أجمع جماهير العلماء على الصلاة على الأطفال إذا استهلوا وهو عمل استفيض في السلف والخلف قيل إن الفضل ابن عباس غسل ابراهيم ونزل في قبره هو وأسامه بن زيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على شفير القبر ورش على قبره ماء وهو أول قبر رش عليه الماء
واما ما روي عن بعض المتقدمين لو عاش إبراهيم لكان نبيا فباطل وجسارة على الكلام في المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيم من الزلات والله المستعان
34 - إبراهيم بن سعد شيخ الشافعي مذكور في المختصر في كتاب الصيام في باب الجود والإفضال هو إبو إسحاق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني وسكن بغداد وتمام نسبه في ترجمة جد أبيه عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرة رضي الله عنهم هو من تابعي التابعين سمع أباه والزهري وهشام بن عروة ومحمد بن إسحاق وآخرين من الأئمة روى عنه جماعات من الأعلام شعبة والليث وابن مهدي وابناه يعقوب وسعد وأحمد بن عبد الله وموسى بن إسماعيل ويزيد بن هارون وابن وهب وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان والقعنبي واحمد بن حنبل وخلائق وهو ثقة كثير الحديث روى له البخاري ومسلم واستوطن بغداد وولي بها بيت المال لهارون الرشيد وتوفي بها سنة ثلاث وقيل أربع وثمانين ومائة وهو ابن خمس وتسعين سنة ودفن بمقابر باب التين
قال الخطيب حدث عنه يزيد بن عبد الله بن الهاد والحسين بن سيار وبين وفاتيهما مائة واثنتا عشرة سنة
توفي يزيد سنة تسع وثلاثين ومائة
117(1/116)
35 - إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى شيخ الشافعي كرره في المختصر كثيرا هو مدني مولى بني أسلم
واسم أبي يحيى سمعان ويقال له إبراهيم بن محمد بن ابي عطاء روى عن صفوان بن سليم وصالح مولى التوأمة ويحيى الأنصاري ومحمد بن المنكدر وغيرهم
روى عنه الشافعي وداود بن عبد الله ويحيى بن آدم
واتفق العلماء على تضعيفه وجرحه وأنه كان يرى القدر ويتهمونه بالكذب
قال البخاري في تاريخه قال يحيى القطان تركه ابن المبارك والناس قال وكنا نتهمه بالكذب
وحكى ابن أبي حاتم جرحه وتوهينه عن مالك ووكيع وابن المبارك وابن عيينة والقطان وابن المديني واحمد وابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم
قال أحمد لا تكتب حديثه تركه الناس لأنه يروي احاديث منكرة لا أصل لها ويأخذ أحاديث الناس يضعها في كتبه
وقال وكيع لا تكتبوا عنه حرفا
وقال ابن معين هو كذاب متروك الحديث
وقال بشر بن المفضل سألت فقهاء المدينة عنه فكلهم قالوا هو كذاب
36 - إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن النخع النخعي الكوفي فقيه أهل الكوفة أبو عمران تكرر في المختصر وذكره في المهذب في ميراث أهل الفرض ثم في الشهادات في مسألة التوبة وامه مليكه بنت يزيد بن قيس أخت الأسود بن يزيد وهو تابعي جليل دخل على عائشة رضي الله عنها ولم يثبت له منها سماع وسمع جماعات من كبار التابعين منهم علقمة وخالاه الأسود وعبد الرحمن ابنا يزيد ومسروق وأبو عبيدة بن عبد الله وغيرهم روى عنه جماعات من التابعين منهم السبيعي وحبيب بن أبي ثابت
وسماك بن حرب والحكم والأعمش وابن عون وحماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة
واجمعوا على توثيقه وجلالته وبراعته في الفقه
روينا عن الشعبي أنه قال حين توفي النخعي ما ترك أحدا اعلم منه او أفقه قيل ولا الحسن وابن سيرين قال ولا الحسن وابن سيرين ولا من اهل البصرة ولا الكوفة ولا الحجاز ولا الشام
وروينا عن أحمد بن صالح العجلي قال لم يحدث النخعي عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد أدرك منهم جماعة ورأى عائشة وروينا عن الأعمش قال كان النخعي صيرفي الحديث
وقال أبو زرعة النخعي علم من أعلام أهل الاسلام
وقال العجلي كان النخعي صالحا فقيها متوقيا قليل التكلف توفي سنة ست وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة
وقال البخاري ابن ثمان وخمسين سنة
118(1/117)
37 - إبراهيم بن يوسف من أصحابنا مذكور في الروضة قبيل كتاب الرجعة بأسطر هو أبو
38 - إبراهيم بن ميسرة مذكور في اول نكاح المهذب هو طائفي سكن مكة مولى لبعض أهل مكة تابعي جليل سمع انسا وسمع جماعة من كبار التابعين طاوسا وسعيد بن المسيب
روى عنه أبو أيوب السختياني التابعي وابن جريج والثوري وابن عيينة وآخرون
واتفقوا على انه ثقة مأمون
قال ابن عيينة كان من أوثق الناس وأصدقهم
قال الحميدي حدثنا سفيان قال أخبرني إبراهيم بن ميسرة من لم تر عيناك والله مثله
قال البخاري عن علي بن المديني لإبراهيم بن ميسرة نحو ستين حديثا
وقال توفي قريبا من سنة ست وثلاثين ومائة رحمه الله
39 - إبراهيم البلدي مذكور في الوسيط في باب الآنية لا ذكر له في هذه الكتب الا في هذا الموضع وهي روايته عن المزني عن الشافعي أنه رجع عن تنجس شعر الآدمي وقد رأيت بعض من لا معرفة له بهذا الشأن ينكر على الغزالي وينسبه الى التفرد بهذه الحكاية عن البلدي وهذا عجب فإنها مشهورة حكاها جماعة قبل الغزالي عن البلدي عن المزني منهم صاحب الحاوي وإمام الحرمين وغيرهما وهو البلدي بفتح الباء واللام منسوب الى بلد
40 - إبراهيم المروذي من أصحابنا المصنفين تكرر ذكره في الروضة وهو بفتح
119(1/118)
الميم وضم الراء المشددة وواو ساكنة ثم ذال معجمة منسوب الى مرو الروذ مدينة بخراسان وهو الإمام
باب إبليس
41 - إبليس عدو الله مذكور في المهذب في باب الإقرار قال الجوهري وغيره كنيته أبو مرة واختلف العلماء في انه من الملائكة من طائفة يقال لهم الجن ام ليس من الملائكة
وفي انه اسم عربي ام أعجمي والصحيح انه من الملائكة وانه عجمي قال الإمام أبو الحسن الواحدي قال اكثر اهل اللغة والتفسير سمي إبليس لأنه أبلس من رحمة الله تعالى أي أيس والمبلس المكتئب الحزين الآيس قال وعلى هذا هو عربي مشتق قال وقال ابن الأنباري لا يجوز أن يكون مشتقا من أبلس لأنه لو كان مشتقا لصرف كما ان إسحاق إذا كان عربيا مأخوذا من أسحقه الله إسحاقا انصرف فلو كان إبليس مشتقا لصرف كأكليل وبابه فلما لم يصرف دل على انه عجمي معرفة والعجمي ليس مشتقا
وقاله ابن جرير انما لم يصرف وان كان عربيا لقلة نظيره في كلام العرب فشبهوه بالأعجمي وهذا الذي قاله ابن جرير يبطل بباب إفعيل فإنه مصروف كله الا إبليس
قال الواحدي والاختيار انه ليس بمشتق لإجماع النحويين على انه منع الصرف للعجمة والمعرفة قال واختلفوا في انه من الملائكة فروي عن طاوس ومجاهد عن ابن عباس انه كان من الملائكة وكان اسمه عزازيل فلما عصى الله تعالى لعنه الله وجعله شيطانا مريدا وسماه إبليس وبهذا قال ابن مسعود وابن المسيب وقتادة وابن جريج وابن جرير واختاره الزجاج وابن الأنباري قالوا وهي مستثنى من جنس المستثنى منه قالوا وقول الله تعالى {كان من الجن} 18 الكهف 50 أي طائفة من الملائكة يقال لهم الجن
وقال الحسن وعبد الرحمن بن زيد وشهر بن حوشب ما كان من الملائكة قط والاستثناء منقطع والمعنى عندهم ان الملائكة وإبليس أمروا بالسجود فأطاعت الملائكة كلهم وعصى إبليس والصحيح انه من الملائكة لأنه لم ينقل أن غير الملائكة أمر بالسجود والأصل في الاستثناء ان يكون من جنس المستثنى منه والله أعلم
واما إنظاره الى يوم الدين فزيادة في عقوبته وتكثير معاصيه وغوايته نسأل الله الكريم اللطف وخاتمة الخير
120(1/119)
باب أبيض
42 - أبيض بن حمال الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر والمهذب والوسيط في إحياء الموات وحمال بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم وهو أبو سعيد أبيض بن حمال بن مرثد بن ذي لحيان بضم اللام الشيباني المأربي بعد الميم همزة ساكنة يجوز تخفيفها بقلبها ألفا ثم راء مكسورة وباء موحدة من اهل مأرب بلدة معروفة باليمن وسنوضحها في الميم من اللغات ان شاء الله تعالى
قال ابن سعد وفد أبيض على النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة قال ويقال بل لقيه بمكة في حجة الوداع حديثه عند أولاده ذكر له في المهذب حديثين أحدهما أقطاع ملح مأرب رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والآخر حديث لاحمى في الأراك رواه أبو داود
وفي الصحابة جماعة يسمون أبيض غيره
باب أبي
43 - أبي بن عمارة الصحابي الأنصاري رضي الله عنه راوي حديث ترك التوقيت في مسح الخف مذكور في المهذب في مسح الخف وهو مسكور العين ويقال بضمها والكسر أشهر وبه جزم أبو نصر بن ماكولا وآخرون من أئمة هذا الشان وحكى جماعة فيه لكسر والضم جميعا منهم الحفاظ أبو عمر بن عبد البر وأبو بكر البيهقي وأبو محمد عبدالغني المقدسي وآخرون وكل من حكى الوجهين قال الكسر أشهر وأكثر الا ابن عبد البر فقال الأكثرون على الضم واتفقوا على انه ليس في الأسماء عمارة بالكسرغيره
قال ابن أبي حاتم ويقال أبي بن عبادة يعني بالباء والدال عداده في المدنيين وسكن مصر قالوا وله حديث واحد وهو انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته الى القبلتين فسأله عن المسح على الخف فقال امسح ما شئت الحديث
واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف مضطرب وأنكر بعض العلماء كون أبي بن عمارة صحابيا
قال ابن عبد البر اضطرب حديثه ولم يذكره البخاري في تاريخه الكبير لأنهم يقولون أنه اخطأ وإنما هو أبو أبي ابن ام حزام واسمه عبد الله هذا كلام ابن عبد البر وقال ابن أبي حاتم من قال ابي بن عمارة أخطأ إنما هو أبو أبي واسمه عبدالله بن عمرو ابن ام حزام كذا رواه إبراهيم بن عبلة وذكر انه رآه وسمع منه وسمعت والدي يقول ذلك أدخله أبو زرعة في مسند البصريين والله أعلم
121(1/120)
44 - أبي بن كعب السيد القارىء رضي الله عنه تكرر في المختصر وفي المهذب هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن يزيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار واسم النجار اللات وقيل تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبري الأنصاري الخزرجي النجاري بالنون المعادي المدني
وقيل أبي بن كعب بن المنذر بن قبيس له كنيتان إحداهما أبو المنذر كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والثانية ابو الطفيل كناه بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أي بابنه الطفيل
وام ابي صهيلة بضم الصاد المهملة بنت الأسود بن حرام بالراء ابن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهي عمة ابي طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام والأوس والخزرج هما جماع الأنصار وهما ابنا حارثة بالحاء والمثلثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن مازن بن الأسد
ويقال الأزد بن الغوث بفتح الغين المعجمة وبالمثلثة ابن نبت بفتح النون واسكان الموحدة واما النجار فقيل سمي بذلك لأنه اختتن بالقدوم وقيل ضرب وجه رجل بالقدوم فنجره أي نحته شهد أبي رضي الله عنه العقبة الثانية في السبعين من الأنصار رضي الله عنهم وشهد بدرا وغيرها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وأربعة وستون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على ثلاثة وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بسبعة روى عنه جماعة من الصحابة منهم أبو أيوب وابن عباس وأبو موسى الأشعري وآخرون
ومن التابعين ابنه الطفيل وسويد بن غفلة وزر بن حبيش وعبد الرحمن بن الأسود وعبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون ثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على أبي بن كعب سورة {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} 98 البينة 1 وقال امرني الله عز وجل ان أقرأ عليك وهي منقبة عظيمة لأبي لم يشاركه فيها احد من الناس وفي كتاب الترمذي وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أقرأ امتي أبي بن كعب) وفي الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (خذوا القرآن من أربعة عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب رضي الله عنهم) وكان عمر رضي الله عنه يقول ابي سيد المسلمين
وقال مسروق كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عمر وعلي وعبد الله وأبي وزيد وأبو موسى
قال محمد بن سعد عن الواقدي اول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ابي بن كعب وهو اول من كتب في آخر
122(1/121)
الكتاب فلان بن فلان
توفي أبي رضي الله عنه بالمدينة ودفن بها قيل سنة ثلاثين في خلافة عثمان
قال أبو نعيم الأصبهاني وهذا هو الصحيح
وقيل سنة تسع عشرة
وقيل سنة عشرين وقيل سنة اثنتين وعشرين
وقيل سنة ثنتين وثلاثين
قال ابن عبد البر والأكثر انه مات في خلافة عمر وكان أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه قصيرا نحيفا رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه
باب أحمد
45 - أحمد بن حنبل الإمام رضي الله عنه تكرر في المهذب والوسيط والروضة هو الإمام البارع المجمع على جلالته وإمامته وورعه وزهادته وحفظه ووفور علمه وسيادته
أبو عبد الله احمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بالمثناة ابن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسطا بن هنب بكسر الهاء وإسكان النون وبعدها موحدة ابن أفصى بالفاء والصاد المهملة ابن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الشيباني المروزي ثم البغدادي
أبو عبد الله خرج من مرو حملا وولد ببغداد ونشأ بها الى ان توفي بها ودخل مكة والمدينة والشام واليمن والكوفة والبصرة والجزيرة
سمع سفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد ويحيى القطان وهشيما ووكيعا وابن علية وابن مهدي وعبد الرزاق وخلائق
روى عنه شيخه عبد الرزاق ويحيى بن آدم وأبو الوليد وابن مهدي ويزيد بن هارون وعلي بن المديني والبخاري ومسلم وأبو داود والذهلي وأبو زرعة الرازي والدمشقي وإبراهيم الحربي وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء الطائي الأثرم والبغوي وابن أبي الدنيا ومحمد بن إسحاق الصاغاني وأبو حاتم الرازي وأحمد بن أبي الحواري وموسى بن هارون وحنبل بن إسحاق وعثمان بن سعيد الدارمي وحجاج بن الشاعر وعبد الملك بن عبد الحميد الميموني وبقي بن مخلد الأندلسي ويعقوب بن شيبة وخلائق
روينا من طرق عن إبراهيم الحربي قال رأيت ثلاثة لم نر مثلهم ابدا أبا عبيد القاسم ما مثلته الا بجبل نفخ فيه الروح وبشر بن الحارث ما شبهته الا برجل عجن
123(1/122)
من قرنه الى قدمه عقلا وأحمد بن حنبل كان الله عز وجل جمع له علم الأولين من كل صنف
وروينا عن أبي مسهر قال ما اعلم احد يحفظ على هذه الامة امر دينها الا شابا بالمشرق يعني أحمد بن حنبل
وروينا عن علي بن المديني قال قال لي سيدي أحمد بن حنبل لا تحدث الا من كتاب
وروينا عن إبراهيم بن خالد قال كنا نجالس أحمد فيذكر الحديث ونحفظه ونتقنه فإذا أردنا ان نكتبه قال الكتاب أحفظ شيء فيثب ويجيء بالكتاب
وروينا عن الهيثم بن جميل قال وددت انه نقص من عمري وزيد في عمر أحمد بن حنبل
وروينا عن أبي زرعة قال ما رأيت من المشايخ أحفظ من احمد بن حنبل حزرت كتبه اثني عشر حملا وعدلا كل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه
وذكر ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل أبوابا في مناقب احمد بن حنبل رحمه الله فيها جمل من نفائس احواله منها عن عبد الرحمن بن مهدي قال أحمد اعلم الناس بحديث سفيان الثوري
وعن أبي عبيد قال انتهى العلم الى أربعة احمد بن حنبل وهو افقههم فيه وعلي بن المديني وهو اعلمهم به ويحيى بن معين وهو اكتبهم له وأبي بكر بن أبي شيبة وهو احفظهم له
وسئل أبو حاتم عن احمد بن حنبل وعلي بن المديني فقال كانا في الحفظ متقاربين وكان احمد أفقه
وقال أبو زرعة ما رأيت أحدا اجمع من احمد بن حنبل وما رأيت احدا اكمل منه اجتمع فيه زهد وفقه وفضل وأشياء كثيرة
وقال قتيبة أحمد إمام الدنيا
وعن الهيثم بن جميل إن عاش هذا الفتى يعني أحمد فسيكون حجة على اهل زمانه
وقال ابن المديني ليس في أصحابنا أحفظ من احمد بن حنبل
وقال عمر بن احمد الناقد إذا وافقني احمد على حديث لا ابالي من خالفني
وقال الشافعي ما رأيت اعقل من احمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي
وقال أبو حاتم كان احمد بن حنبل بارع الفهم بمعرفة صحيح الحديث وسقيمه
وقال صالح بن احمد بن حنبل قال أبي حججت خمس حجج ثلاثا منهن راجلا أنفقت في إحداهن ثلاثين درهما
قال وما رأيت ابي قط اشترى رمانا ولا سفرجلا ولا شيئا من الفاكهة الا ان يشتري بطيخة فيأكلها بخبز او عنب او تمر
قال وكثيرا ما كان يأتدم بالخل
قال وامسك أبي عن مكاتبة اسحاق بن راهويه لما ادخل كتابة الى عبد الله بن طاهر وقرأه
قال وقال أبي إذا لم يكن عندي قطعه أفرخ
قال وربما اشترينا الشيء فنستره عنه لئلا يوبخنا عليه
124(1/123)
وقال الميموني ما رأيت مصليا قط احسن صلاة من احمد بن حنبل ولا اشد اتباعا للسنن منه
وعن الحسن بن الحسين الرازي قال حضرت بمصر عند بقال فسألني عن احمد بن حنبل فقلت كتبت عنه فلم يأخذ ثمن المتاع مني
وقال لا آخذ ثمنا ممن يعرف أحمد بن حنبل
وقال أبو حاتم إذا رأيت الرجل يحب احمد بن حنبل فاعلم انه صاحب سنة
وقال إبراهيم بن الحارث من ولد عبادة بن الصامت قيل لبشر الحافي حين ضرب احمد بن حنبل في المحنة لو قمت وتكلمت كما تكلم فقال لا أقوى عليه إن أحمد قام مقام الأنبياء وقال ابن أبي حاتم سمعت أبا زرعة يقول بلغني أن المتوكل امر ان يمسح الموضع الذي قام الناس فيه للصلاة على احمد بن حنبل فبلغ مقام ألفي وخمسمائة ألف
قال وقال الوركاني أسلم يوم وفاة أحمد بن حنبل عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس
ووقع المأتم في أربعة أصناف المسلمين واليهود والنصاري والمجوس
واحوال احمد بن حنبل رحمه الله ومناقبه اكثر من ان تحصر وقد صنف فيها جماعة ومقصودي في هذا الكتاب الإشارة الى أطراف المقاصد
ولد رحمه الله في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وتوفي ضحوة يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين ودفن ببغداد وقبره مشهور معروف يتبرك به رحمه الله
وروينا في تاريخ دمشق جملا متكاثرات مما رؤي له قبل وفاته وبعدها من المنامات الصالحات رحمه الله
46 - أحمد بن محمد بن أبو الحسن الصابوني من اصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في اوائل الباب السادس من كتاب النكاح ومن غرائب الصابوني ما حكيته عنه في الروضة ان ام الزوجة لا تحرم الا بالدخول بالزوجة كعكسه وهذا شاذ مردود والصواب المشهور تحريمها بنفس العقد
47 - أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي الرازي مذكور في المختصر في باب السلف والرهن
روى عن النضر بن شميل وعبد الملك بن إبراهيم الجدي
روى عنه موسى بن اسحاق وأبو زرعة وأبو حاتم وقال هو صدوق
48 - أحمد بن سيار بن أيوب أبو الحسن الفقيه السياري من أصحابنا أصحاب
125(1/124)
الوجوه اوجب الأذان للجمعة دون غيرها كما قال ابن خيران والأصطخري ذكر الخطيب أنه كان إمام اهل الحديث في بلده علما وأدبا وزهدا وورعا وكان يقاس بعبد الله بن المبارك المروزي سمع عبدان بن عثمان وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب وإسحاق بن راهويه وغيرهم من شيوخ البخاري ومسلم روى عنه البخاري وعامة الخراسانيين وورد بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها ابن ناجية وابن صاعد
وقال الدارقطني رحل ابن سيار الى الشام ومصر وصنف وله كتاب في أخبار مرو قال وهو ثقة في الحديث
وذكر الحاكم أبو عبد الله انه سمع أبا العباس القاسم بن القاسم السياري ابن بنت أخت احمد بن سيار يذكر ان جده أحمد توفي سنة ثمان وستين ومائتين
ومن غرائبه انه اوجب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام حكاه القفال في فتاويه عنه ولا اعلم احدا من العلماء وافقه عليه الا داود الظاهري
باب أسامة وإسحاق وأسلع وأسلم
49 - أسامة بن زيد الصحابي تكرر في المختصر والمهذب هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن مولاه وابن مولاته وحبه وابن حبه أبو محمد وقيل أبو زيد وقيل أبو يزيد وقيل أبو خارجة أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد وقيل يزيد بن امرىء القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبدود بن امرىء القيس بن النعمان بن عمران بن عهد عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن وبرة بن كلب بن وبرة بن الحارث بن قضاعة الكلبي الهاشمي وامه ام أيمن بركة رضي الله عنها وسيأتي بيانها في ترجمتها إن شاء الله تعالى
روى لأسامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وثمانية وعشرون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على خمسة وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بحديثين
روى عنه ابن عباس ثم جماعات من كبار التابعين
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وامر عليهم أسامة بن زيدفطعن بعض الناس في إمارته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن احب الناس إلي وإن هذا لمن احب الناس الي) وزاد في رواية لمسلم (وأوصيكم به فإنه من صالحيكم)
وفي صحيح البخاري عن أسامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذه والحسن بن علي
126(1/125)
فيقول (اللهم احبهما فإني أحبهما) او كما قال
وفي رواية له أيضا قال كان صلى الله عليه وسلم يقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول (اللهم إني أرحمهما فارحمهما)
وفي البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها ان قريشا اهمهم شأن المراة المخزومية فقالوا من يجترىء عليه الا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البخاري عن عمرو بن دينار قال نظر ابن عمر يوما الى رجل يسحب ثيابه في المسجد فقال انظروا من هذا ليت هذا عبدي قال له إنسان أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن هذا محمد بن اسامة بن زيد فطاطأ ابن عمر رأسه في الأرض ثم قال لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه
وفي كتاب الترمذي عن عائشة قالت أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحي مخاط أسامة فقلت دعني أفعل فقال يا عائشة أحبيه فإني احبه قال الترمذي حديث حسن
وروينا في الترمذي أيضا عن أسلم مولى عمر ان عمر رضي الله عنه فرض لأسامة ثلاثة آلاف وخمسمائة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف
فقال لم فضلت أسامة علي قال لأن زيدا كان احب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وكان أسامة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فآثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي
قال الترمذي حديث حسن
ومناقب أسامة رضي الله عنه كثيرة مشهورة
وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إمارة الجيش وفيهم عمر رضي الله عنه وعقد له اللواء وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة
وقيل تسعة عشر وقيل ثماني عشرة
وثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي قائف والنبي شاهد وأسامة بن زيد وزيد مضطجعان فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبه
قال العلماء سبب سروره صلى الله عليه وسلم أن أسامة كان لونه أسود وكان طويلا خرج الى امه وكان أبو زيد قصيرا أبيض
وقيل بين البياض والسواد وكان بعض المنافقين قصد المغايظة والإيذاء فدفع الله ذلك وله الحمد
توفي أسامة رضي الله عنه بالمدينة وقيل بوادي القرى وحمل الى المدينة سنة أربع وخمسين وقيل سنة تسع او ثمان وخمسين وقيل سنة أربعين بعد علي بقليل
قال ابن عبد البر وغيره الصحيح سنة أربع وخمسين
وفي تاريخ دمشق في ترجمة فاطمة بنت أسامة انها كانت تسكن المزة القرية المعروفة بقرب دمشق وان أسامة توفي بقرية له بوادي القرى وخلف بنتا له في المزة يقال لها فاطمة فلم تزل مقيمة بها الى ان ولي عمر بن عبد العزيز
127(1/126)
فدخلت عليه فقام لها وأقعدها مكانه وقال حوائجك يا فاطمة قالت تحملني الى أخي فجهزها وحملها
وبإسناده عن الأوزاعي قال دخلت فاطمة بنت أسامة على عمر بن عبد العزيز ومعها مولاة لها تمسك بيدها فقام لها عمر ومشى إليها حتى جعل يده في يدها أو يداه في ثيابها ومشى حتى اجلسها في مجلسه وجلس بين يديها وما ترك لها حاجة الا قضاها رضي الله عنهم
50 - إسحاق بن ابراهيم خليل الرحمن النبي ابن النبي وأبو النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
مذكور في المهذب في اول باب ما يحرم من النكاح هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الخليل ابو أنبياء بني إسرائيل
والآيات في فضله كثيرة مشهورة قال الله تعالى {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} 37 الصافات 112 وقال تعالى {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين} 21 الأنبياء 72 - 73 وقال تعالى {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب} 2 البقرة 136 الآية
وقال تعالى {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} 38 ص 45 - 47 واختلف العلماء في الذبيح هل هو إسماعيل أم إسحاق والأكثرون على انه إسماعيل وكان إسماعيل اكبر من إسحاق كما سبق في ترجمة إبراهيم وسبق هناك ان ام إسحاق سارة وذكرنا طرفا من احوالها
قيل انه ولد بعد إسماعيل بأربع عشرة سنة
وثبت في الصحيحين عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له من اكرم الناس قال أكرمهم أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله بن نبي الله ابن خليل الله
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا أجمعين
وتوفي بالأرض المقدسة ومشهور ان قبره عند قبر أبيه قيل عاش مائة وثمانين سنة صلى الله عليه وسلم
51 - إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة مذكور في المختصر في غسل الحيض هو أبو يحيى بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري النجاري بالنون المدني كان يسكن دار جده بالمدينة وهو تابعي سمع عمه لأمه أنس بن مالك وأباه والطفيل بن أبي بن كعب وابا صالح وآخرون من التابعين
روى عنه يحيى بن
128(1/127)
سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير وهما تابعيان والأوزاعي ومالك وعبد العزيز الماجشون وابن عيينة وهمام وحماد بن سلمة وآخرون واتفقوا على انه ثقة واحاديثه مشهورة في الصحيحين وهو أشهر إخوته واكثرهم حديثا وهم عبد الله ويعقوب وإسماعيل وعمر بنو عبد الله
وكان مالك لا يقدم عليه في الحديث أحدا توفي سنة ثنتين وثلاثين ومائة وقيل سنة أربع وثلاثين
52 - الأسلع الصحابي الله عنه مذكور في المهذب في التيمم بفتح الهمزة واللام وسينه مهملة ساكنة وهو الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي التميمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب راحلته وحديثه المذكور في المهذب في صفة التيمم رويناه في سنن البيهقي بإسناد ضعيف وفيه مخالفة لما في المهذب في اللفظ وبعض المعنى وهذا الذي ذكرته من انه الأسلع بن شريك هو الذي قاله الحفاظ المحققون منهم أبو عبد الله بن مندة في معرفة الصحابة وآخرون
وروينا في تاريخ دمشق عن مصنفه قال في خدام رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي قال ويقال اسم الأسلع ميمون بن يسار ثم روى عنه حديث التيمم
وقال الحافظ أبو بكر الحازمي هو الأسلع بن الأسقع الأعرابي له صحبة ولا نعلم له غير هذا الحديث هذا كلام الحازمي وقد ذكر ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب الأسلع بن الأسقع الأعرابي له صحبة روى في التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين الى المرفقين قال ولا اعلم له غير هذا الحديث وفيه نظر هذا كلامه
والصواب ان المذكور في المهذب هو الأسلع بن شريك فإن لفظ روايته وساق حديثه يقتضيه بل يتعين حمله عليه والله اعلم
53 - أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول القراض وفي إحياء الموات وفي مسألة كسر الترقوة من كتاب الديات وفي الجزية هو أبو خالد ويقال ابو زيد القرشي العدوي المدني مولى عمر بن الخطاب عمر رضي الله عنه من سبي اليمن هكذا قاله البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم وآخرون وحكى عن سعيد بن المسيب انه قال هو حبشي قالوا بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنهما سنة إحدى عشرة فأقام للناس الحج واشترى أسلم سمع أبا بكر الصديق وعمر وعثمان وأبا عبيدة ومعاذا وابن عمر ومعاوية وأبا هريرة وحفصة رضي الله عنهم
روى عنه ابنه زيد والقاسم ابن محمدونافع وآخرون واتفق الحفاظ على توثيقه
وروى له البخاري ومسلم وحضر الجابية مع عمر توفي بالمدينة سنة ثمانين قاله أبو عبيد
129(1/128)
القاسم بن سلام
وقال البخاري صلى عليه مروان بن الحكم وهذا يخالف الأول لأن مروان بن الحكم مات سنة خمس وستين وكان معزولا عن المدينة قال البخاري في التاريخ توفي أسلم وهو ابن مائة وأربع عشرة سنة والله اعلم
باب إسماعيل
قد سبق في ترجمة آدم ان أسماء الأنبياء كلها أعجمية الا أربعة
وفي إسماعيل لغتان هذه أشهرهما وبها جاء القرآن والثانية اسمعين وسبق في ترجمة إبراهيم ان إسمعيل ونظائره يكتب بحذف الألف
54 - إسماعيل رسول رب العالمين ابن ابراهيم خليل الرحمن صلى الله عليهما وسلم تكرر ذكره في المهذب في كتاب النكاح
قال الله تعالى {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا} 19 مريم 54 - 55 وقال تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} 2 البقرة 127 الآيات
وقال تعالى {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب} 2 البقرة 136 الآية
وقال تعالى {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} 3 آل عمران 33 وقال الله تعالى {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين} 21 الأنبياء 85 وقال تعالى {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار} 38 ص 48
وروينا في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق) صلى الله عليهم أجمعين وسلم
وفي البخاري أيضا عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم يتناضلون فقال ارموا بني اسماعيل فإن أباكم كان راميا وفي صحيح مسلم عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)
وفي صحيح البخاري رضي الله عنهما الحديث الطويل في قصة إسماعيل وامه
130(1/129)
وزمزم وأن إبراهيم صلى الله عليه وسلم ذهب بإسماعيل وامه هاجر وهي ترضعه من الشام الى مكة فوضعهما تحت دوحة وهي الشجرة الكبيرة وليس معهما الا شنة فيها ماء وليس بمكة يومئذ أحد ولا بها ماء ووضع عندهما جرابا فيه تمر ثم رجع إبراهيم فنادته ام إسماعيل يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه انيس ولا شيء قالت له ذلك مرارا ولا يلتفت اليها
فقالت له آلله أمرك بهذا قال نعم قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات فرفع يديه فقال {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة} 14 ابراهيم 37 الآية وجعلت أم إسماعيل ترضعه وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد عطشت وعطش وجعلت تنظر اليه وهو يتلوى فانطلقت كراهية ان تنظر اليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه وذكر تمام الحديث في نداء جبريل لها وبحثه زمزم وإثارة الماء منها وقول جبريل لها لا تخافوا الضيعة فإن ههنا بيتا لله تعالى يبنيه هذا الغلام وأبوه وان الله تعالى لا يضيع أهله وإن جرهم جاؤوا اليها وطلبوا ان تأذن لهم بالنزول عندها فأذنت وان إسماعيل شب وتعلم منهم العربية وأعجبهم حين شب فلما ادرك زوجوه امراة منهم وماتت ام إسماعيل فجاء إبراهيم بعد ماتزوج إسماعيل يطالع تركته وكان إسماعيل يصيد فلم يجده ووجد امراته فشكت ضيق عيشهم فأوصاها أن يأمره بطلاقها فطلقها ثم جاء مرة أخرى فلم يجده فسال امراته الاخرى عن حالهم فشكرت الله تعالى وأتت بخبز فاوصاها ان يأمر بإمساكها ثم جاء مرة ثالثة وجد اسماعيل فقام إليه وقال له يا إسماعيل إن الله قد امرني ببناء هذا البيت وذكر تمام الحديث في بناء الكعبة وقد سبق بيان حال امه هاجر ومتى توفيت في ترجمة إبراهيم وسبق ان إسماعيل كان أكبر من إسحاق وسبق في ترجمة إسحاق الاختلاف في الذبيح وان الأكثرين على انه إسماعيل
55 - إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن علية مذكور في المختصر في نكاح المشرك والأضحية هو الإمام أبو بشر اسماعيل بن إبراهيم بن شهم بن مقسم الأسدي أسد خزيمة مولاهم البصري أصله كوفي ويقال له ابن علية هي أمه وكان يكره أن ينسب إليها ويجوز نسبته اليها للتعريف
سمع جماعات من التابعين منهم يزيد بن حميد ومحمد بن المنكدر ويزيد الرشك وعبد العزيز بن صهيب وأيوب والعلاء وعبد
131(1/130)
الرحمن وعبد الله بن عوف وآخرون من التابعين وجماعات من غيرهم منهم ابن أبي نجيح وابن جريج ومالك والثوري وشعبة وآخرون
روى عنه خلائق من الأعلام منهم ابن جريج وإبراهيم بن طهمان وشعبة وحماد بن زيد وعبد الرحمن بن مهدي واحمد بن حنبل وابن معين وابن راهويه وابن المديني وخلائق واتفقوا على جلالته وتوثيقه وحفظه وامامته
قال شعبة ابن علية ريحانة الفقهاء
وفي رواية سيد المحدثين
وقال غندر نشأت في الحديث وليس احد يقدم فيه على ابن علية
وقال احمد بن حنبل الى ابن علية المنتهى في التثبيت بالبصرة
وقال ابن معين كان ثقة مامونا صدوقا مسلما ورعا تقيا
وقال محمد بن سعد إسماعيل بن إبراهيم مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدي أسد خزيمة كان ابوه تاجرا من اهل الكوفة وكان يقدم البصرة بتجارته فتزوج بها علية بنت حسان مولاة لبني شيبان وكانت امرأة نبيلة عاقلة قال وكان إسماعيل ثقة ثبتا في الحديث ولي صدقات البصرة وولي ببغداد في آخر خلافة هارون واستوطن بغداد وتوفي بها ودفن في مقابر عبد الله بن مالك وصلى عليه ابنه ابراهيم
روينا عن عمر بن زرارة قال صحبت ابن علية أربع عشرة سنة فما رأيته ضحك فيها وصحبته تسع سنين فما رأيته تبسم فيها
قال الخطيب حدث عن ابن علية ابن جريج وموسى بن سهل الوشا وبين وفاتيهما مائة وعشرون سنة وقيل تسعة وعشرون سنة
وحدث عنه ابن طهمان وبين وفاته ووفاة الوشا مائة وعشر سنين
وقيل مائة وخمس وعشرون
وحدث عنه شعبة وبين وفاته ووفاة الوشا مائة وثماني عشرة سنة توفي الوشا اول ذي القعدة سنة ثمان وتسعين ومائتين
قال البخاري قال ابن المثنى توفي ابن علية سنة أربع وتسعين ومائة وقال احمد سنة ثلاث وتسعين قال وولد سنة عشر ومائة
56 - إسماعيل بن أبي خالد التابعي مذكور في خراج السواد من المختصر هو ابو عبد الله إسماعيل بن أبي خالد هرمز وقيل سعد وقيل كثير البجلي الأحمسي مولاهم الكوفي التابعي رأى سلمة بن الأكوع وانس بن مالك وسمع ابن أبي أوفى وعمر بن حريث وأبا جحيفة وأبا كاهل قيس بن عائذ بالذال المعجمة وكلهم صحابة
وسمع جماعات من كبار التابعين منهم قيس بن أبي حازم وابن ابي ليلى والشعبي والسبيعي والزبير بن عدي وخلائق
روى عنه مالك بن مغول والثوري وابن عيينة وشعبة وابن المبارك وخلائق من الأئمة الأعلام قال مروان بن معاوية كان إسماعيل
132(1/131)
يسمى الميزان
وقال سفيان حفاظ الاسلام ثلاثة إسماعيل بن أبي خالد
وعبد الملك بن أبي سفيان
ويحيى الأنصاري وهو اعلم الناس بالشعبي
قال ابن المديني له نحو ثلاثمائة حديث
قال الخطيب حدث عنه الحاكم ويحيى بن هشام وبين وفاتيهما نحو مائة وعشر سنين
توفي إسماعيل سنة خمس وأربعين ومائة واتفقوا على توثيقه وجلالته روى له البخاري ومسلم
57 - إسماعيل بن أبي القاسم البوشنجي من أصحابنا المتاخرين تكرر كثيرا في الروضة في الخلع والطلاق
قال أبو سعد السمعاني في الأنساب هو منسوب إلى بوشنج بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة بعدها نون ساكنة ثم جيم قال وقد يعرب فيقال فوشنج بالفاء
قال ويقال بوشنك وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة
وإسماعيل هذا هو ابو سعيد إسماعيل بن أبي القاسم عبد الواحد بن إسماعيل بن محمد قال السمعاني كان فاضلا غزير العلم حسن المعرفة بالمذهب جميل السيرة مرضي الطريقة كثير العبادة دائم الذكر خشن العيش قانعا باليسير راغبا في نشر العلم لازما للسنة غير ملتفت الى الأمراء وأبناء الدنيا
سمع بنيسابور الحافظ أبا صالح المؤذن وأحمد بن خلف الشيرازي وغيرهما وبأصبهان أبا الفضل حمد بن احمد الحداد وغيره وببغداد حين وردها حاجا أبا علي بن تيهان وغيره
سمع منه ابو سعد السمعاني وحدث عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في معجمه وسكن هراة حتى توفي بها وكان مفتيها
وصنف في المذهب وذكره أبو الحسن عبد الغافر فقال هو شاب نشأ في عبادة الله تعالى مرضي السيرة جار على منوال أبيه أبي القاسم البوشنجي الفقيه وهو فقيه مدرس مناظر ورع زاهد دخل نيسابور وحضر مجالس النظر فارتضاه الأئمة والفقهاء
وقال الامام أبو القاسم الرافعي هو إمام غواص متأخر لقيه من لقينا ولد إسماعيل سنة إحدى وستين وأربعمائة وتوفي بهراة سنة ست وثلاثين وخمسمائة رحمه الله
58 - الأسود بن يزيد التابعي مذكور في المهذب في اول الفوات والإحصار وفي ميراث الأخوات
هو أبو عمرو ويقال أبو عبد الرحمن الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهيل النخعي الكوفي التابعي الفقيه الإمام الصالح اخو عبد الرحمن بن يزيد وابن اخي علقمة بن قيس وكان أسن من علقمة وهو خال ابراهيم بن يزيد النخعي الفقيه رأى أبا بكر الصديق وعمر بن
133(1/132)
الخطاب رضي الله عنهما
وروى عن علي وابن مسعود ومعاذ وأبي موسى وعائشة
روى عنه ابنه عبد الرحمن بن الأسود واخوه عبد الرحمن بن يزيد وإبراهيم النخعي وآخرون
قال احمد بن حنبل هو ثقة من اهل الخير واتفقوا على توثيقه وجلالته
وروينا عن ميمون بن أبي حمزة قال سافر الأسود بن يزيد ثمانين حجة وعمرة لم يجمع بينهما وسافر ابنه عبد الرحمن ثمانين حجة وعمرة لم يجمع بينهما
وروينا ان ابن عبد الرحمن كان يصلي كل يوم سبعمائة ركعة وكانوا يقولون إنه أقل أهل بيته اجتهادا وانه صار عظما وجلدا رضي الله عنهم
59 - أسينفع جهينة مذكور في التفليس من المهذب والوسيط هو بضم الهمزة وفتح السين وإسكان الياء وفتح الفاء
باب أشيم وأشعث وأفلح والأقرع وأكيدر
60 - أشتيم الضبابي مذكور في المهذب في موضعين في باب استيفاء القصاص وفي كتاب القاضي الى القاضي لا ذكر له في هذه الكتب في غير هذين الموضعين هو بفتح الهمزة والياء المثناة تحت وإسكان السين المعجمة بينهما
والضبابي بكسر الصاد المعجمة وبباء موحدة مكررة
وحديث قصته ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب الى الضحاك بن سفيان ان ورث امراة أشيم الضبابي من دية زوجها
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم
قال الترمذي حديث حسن صحيح
وروى الحافظ أبو موسى الأصبهاني بإسناده عن انس قال كان قتل أشيم خطأ وهو صحابي ذكره ابن عبد البر وغيره في الصحابة رضي الله عنهم
61 - الأشعث بن قيس الصحابي مذكور في المهذب في كفالة البدن وذكره في الوسيط في اول النكاح
هو أبو محمد الأشعث بن قيس بن معد يكرب جد معاوية بن جبلة ابن عدي بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن الحارث الأصغر ابن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بضم الميم وفتح الراء وكسر التاء المثناة فوق المشددة ابن معاوية ابن ثور بن عفير الكندي وثور بن عفير هو كندة وإنما قيل له كندة لأنه كند أباه النعمة أي كفرها
ومنه قول الله سبحانه وتعالى {إن الإنسان لربه لكنود} 100 العاديات 6 وفد الأشعث الى النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر من الهجرة في وفد كندة وكانوا ستين راكبا فأسلموا ورجع الى اليمن وكان الأشعث ممن ارتد بعد
134(1/133)
النبي صلى الله عليه وسلم فبعث أبو بكر رضي الله عنه الجنود الى اليمن فأسروه فأحضروه بين يديه فأسلم وقال استبقني لحربك وزوجني اختك فأطلقه أبو بكر وزوجه أخته وهي ام محمد بن الأشعث وشهد الأشعث اليرموك بالشام ثم بالقادسية بالعراق والمدائن وجلولاء ونهاوند
وسكن الكوفة وشهد صفين مع علي رضي الله عنه وشهد الحكمين بدومة الجندل
وكان عثمان استعمله على أذربيجان وكان الحسن بن علي تزوج ابنته
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة احاديث اتفق البخاري ومسلم على حديث منها
روى عنه قيس بن ابي حازم وابو وائل والشعبي وآخرون
نزل الكوفة وتوفي بها بعد قتل علي بن أبي طالب باربعين ليلة وقيل بعده سنة ثنتين وأربعين
62 - أفلح اخو أبي القعيس الصحابي مذكور في كتاب الرضاع هم عم عائشة رضي الله عنها من الرضاع وحديثه في الصحيح مشهور ويقال أفلح بن أبي القعيس ويقال أفلح أبو القعيس
والصحيح أخو أبي القعيس قال الخطيب في كتابه الأسماء المبهمة كنيته أبو الجعد
63 - الأقرع بن حابس مذكور في المختصر في قسم الفيء وفي خراج السواد وفي المهذب في قسم الصدقات وفي الحج وفي إحياء الموات في باب الاقطاع وفي الوسيط في قسم الصدقات هو الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وحصار الطائف وشهد مع خالد بن الوليد فتح العراق والأنبار وكان على مقدمة خالد قال ابن دريد اسم الأقرع فراس ولقب الأقرع بقرع كان في رأسه وكان شريفا في الجاهلية والإسلام واستعمله عبد الله بن عامر على جيش بعثه الى خراسان فأصيب بالجوزجان هو والجيش رضي الله عنهم
64 - أكيدر دومة مذكور في المهذب في باب الجزية وفي المختصر قبيل باب الجزية هو بضم الهمزة وفتح الكاف
قال الخطيب البغدادي هو اكيدر بن عبد الملك بن عبد الحق بن أعياء بن الحارث بن معاوية الكندي هكذا ذكر نسبه الخطيب
وقال الشافعي رضي الله عنه في المختصر يقال انه من غسان أو كندة قال الخطيب في كتابه الأسماء المهمة كان نصرانيا ثم أسلم وقيل بل مات نصرانيا هذا كلام الخطيب وقال ابو عبد الله بن مندة وأبو نعيم الأصبهاني في كتابيهما في معرفة
135(1/134)
الصحابي ان اكيدر هذا أسلم وأهدى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فوهبها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال ابن الأثير اما الهدية والمصالحة فصحيحان قال وأما الإسلام فغلطا فيه فإنه لم يسلم بلا خلاف بين اهل السير ومن قال إنه أسلم فقد اخطأ خطا فاحشا قال وكان أكيدر نصرانيا فلما صالحه رسول الله صلى الله عليه وسلم عادالى حصنه وبقي فيه ثم إن خالدا حاصره في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقتله مشركا نصرانيا يعني لنقضه العهد
قال وذكر البلاذري أن أكيدر لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم وعاد الى دومة فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد أكيدر ومنع ما قبله فلما سار خالد من العراق الى الشام قتله وعلى هذا القول ينبغي أيضا ألا يذكر مع الصحابة فإن المرتد لا يذكر معهم وبالله التوفيق
باب إلياس وامرؤ القيس وأمية
65 - إلياس رسول رب العالمين مذكور في المهذب في الوقف قال الله تعالى {وإن إلياس لمن المرسلين} 37 الصافات 123 وقال تعالى (وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين) 6 الأنعام 85 الآيات وقرأ الجمهور {وإن إلياس} 37 الصافات 123 بتحقيق الهمزة المكسورة وعن ابن ذكوان وصلها
وفي صحيح البخاري في كتاب الأنبياء قال ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس
66 - الياس بن مضر مذكور في المهذب والروضة في الفيء وهو جد قريش سبق بيان نسبه في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بكسر الهمزة على الصحيح الأشهر وقال القاضي عياض في المشارق ضبطه ابن الأنباري بفتح الهمزة ولام التعريف
وقال ابن دريد بكسرها من اليأس الذي هو ضد الرجاء قال واما إلياس النبي فبالكسر لا غير
67 - امرؤ القيس الشاعر المشهور مذكور في المختصر في التعريض بالخطبة أنشد له البيتين وقد انشدهما صاحب المهذب هو الشاعر المشهور الجاهلي هو امرؤ القيس بن حجر بضم الحاء ابن الحارث بن عمر بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن يغوث بن ثور بن مرتع بضم الميم وفتح الراء وكسر المثناة فوق المشددة ابن معاوية بن كندة
قال محمد بن سلام كان امرؤ القيس بن حجر الكندي بعد مهلل ومهلهل خاله وطرفة وعبيد بفتح العين ابن الأبرص وعمرو بن قمئة بفتح القاف وكسر الميم وبعدها همزة والمتلمس كلهم في عصر واحد قال وكان اول من قصد القصائد
136(1/135)
وذكر الوقائع المهلهل واسمه عدي وانما قيل له المهلهل لهلهلة شعره وهو اضطرابه واختلافه وكان عمرو بن قمئة معلم امرىء القيس ضمه أبوه اليه ليحسن أدبه وخرج معه الى بلاد الروم
68 - أمية بن أبي الصلت الكافر مذكور في المختصر والمهذب في الشهادات سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعره الذي فيه حكمة واس أبي الصلت عبد الله بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بكسر الغين المعجمة ابن عوف بن قسي وهو ثقيف الثقفي كان امية يتعبد في الجاهلية ويؤمن بالبعث وينشد في أبياته الشعر المليح وأدرك الاسلام ولم يسلم
ثبت في صحيح مسلم عن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء قلت نعم قال هيه فأنشدته بيتا فقال هيه ثم أنشدته فقال هيه حتى أنشدته مائة بيت فقال إن كاد ليسلم
وفي رواية فلقد كاد يسلم في شعره
باب أنجشة وأنس وأنيس
69 - أنجشة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الشهادات في سماع الحدا حديثه في الصحيح هو بفتح الهمزة وإسكان النون وفتح الجيم وبالشين المعجمة كان عبدا أسود حسن الصوت فحدا بأمهات المؤمنين في حجة الوداع فأسرعت الابل فقال النبي صلى الله عليه وسلم رويدك يا أنجشة رفقا بالقوارير وحديثه هذا في الصحيحين من رواية انس لكن لم يذكر انه في حجة الوداع وهو مذكور في غيرهما
70 - أنس بن عياض تكرر في المختصر هو ابو ضمرة انس بن عياض بن ضمرة الليثي المدني سمع ربيعة وأبا حازم وصالح بن كيسان وشريكا وآخرين من التابعين
روى عنه بقية بن الوليد والشافعي وأحمد بن حنبل وابن المديني والقعنبي وقتيبة والحميدي وآخرون من الأئمة واتفقوا على تعديله وروى له البخاري ومسلم ولد سنة أربع ومائة وتوفي سنة ثمانين ومائة فقيل سنة مائتين
71 - أنس بن مالك تكرر في هذه الكتب هو ابو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بفتح الضادين المعجمتين بن زيد بن حرام بالراء ابن جندب بضم الدال وفتحها ابن عامر بن غنم بفتح الغين المعجمة وإسكان النون ابن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري النضري
137(1/136)
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتسمى بذلك ويفتخر به وحق له ذلك
كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا حمزة ببقلة كان يحبها وامه ام سليم وسأوضح احوالها في ترجمتها إن شاء الله تعالى خدم انس النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وهي مدة إقامته بالمدينة صلى الله عليه وسلم ثبت ذلك في الصحيح وحمل عنه حديثا كثيرا فروى ألفي حديث ومائتين وستة وثمانين حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على مائة وثمانية وستين وانفرد البخاري بثلاثة وثمانين ومسلم بأحد وسبعين
وكان اكثر الصحابة اولادا لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
روينا في صحيح البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سليم يعني أمه فاتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه ثم قام الى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت يا رسول الله إن لي حويجة قال ما هي قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا الا دعا به اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني لمن اكثر الأنصار مالا
وحدثتني بنتي أمينة أنه دفن لصلبي إلى مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة هذا لفظ البخاري
واتفق العلماء على مجاوزة عمره مائة سنة والصحيح الذي عليه الجمهور انه توفي سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة تسعين وقيل إحدى وتسعين وقيل اثنتين وتسعين وقيل خمس وتسعين وقيل سبع وتسعين وثبت في الصحيح انه كان له قبل الهجرة عشر سنين فعمره فوق المائة كما ترى
وأما ما نقل عن حميد ان عمر أنس مائة الا سنة فشاذ مردود وتوفي بالبصرة خارجها على نحو فرسخ ونصف ودفن هناك في موضع هناك يعرف بقصر أنس رضي الله عنه وكان له بستان يحمل في سنة مرتين وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك كان احد الرماة المصيبين
قال محمد بن عبد الله الأنصاري خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بدر وهو غلام يخدمه قال ابن قتيبة في المعارف ثلاثة من اهل البصرة لم يموتوا حتى رأى كل واحد منهم مائة ذكر من صلبه أنس بن مالك وأبو بكرة وخليفة بن بدر
روى البخاري في تاريخه عن قتادة قال لما مات انس قال مورق ذهب اليوم نصف العلم قيل له كيف ذلك قال كان الرجل من اهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث قلنا تعال الى من سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم
72 - أنس بن النضر الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول 4 باب القصاص في الجروح والأعضاء هو انس بن النضر بن ضمضم وباقي نسبه سبق في ترجمة ابن أخيه أنس بن مالك
واستشهد يوم احد
وفي صحيح البخاري عن انس بن
138(1/137)
مالك قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين فقال والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم احد انكشف المسلمون فقال اللهم إني اعتذر اليك مما صنع هؤلاء وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال أي سعد هذه الجنة ورب أنس أجد ريحها دون احد فقاتل فقتل فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح او رمية بسهم
قال أنس كنا نرى أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} 33 الأحزاب 23 وثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حقه (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)
73 - أنيس الصحابي بالتصغير مذكور في المختصر في الحدود وتكرر في المهذب حديثه واغد يا انيس على امراة هذا فإن اعترفت فارجمها وهو ثابت في الصحيحين مشهور من رواية زيد بن خالد وابي هريرة
وانيس هذا هو أنيس بن الضحاك الأسلمي معدود في الشاميين
وقال ابن عبد البر يقال له انيس بن مرثد قال ابن الأثير الأول أشبه بالصحة لكثرة الناقلين له ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد ان لا يؤمر في القبيلة الا رجل منها لنفورهم من حكم غيرهم وكانت المرأة أسلمية والله أعلم
باب أوس
74 - أوس بن أوس الصحابي رضي الله عنه راوي حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر ذكره في المهذب في الجمعة وذكر حديثه في الوسيط ايضا لكن لم يذكر ان اوسا رواه وهو حديث حسن رواه ابو داود والترمذي وغيرهما وهو أوس بن اوس الثقفي
وقال يحيى بن معين يقال له اوس بن أوس ويقال له أويس بن أبي أوس وقال البخاري أوس بن أوس وأوس بن أبي اوس وأوس بن حذيفة الثلاثة اسم لرجل واحد ووافقه جماعة وخالفه بعضهم فجعلوهم ثلاثة نزل أوس هذا دمشق ومسجده وداره بها في درب القتلى وقبره بها روى حديثين في الجمعة حديث من غسل واغتسل وحديث اكثروا من الصلاة علي وحديثا في الصيام - 75 أوس بن الصامت الصحابي رضي الله عنه مذكو في الظهار من المهذب هو اخو عبادة بن الصامت وهو اوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن غوير بن عمرو بن عوف الخزرج الأنصاري الخزرجي شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي ظاهر من امرأته قال ابن عباس رضي الله
139(1/138)
عنه
وكان ذلك أول ظهار جرى في الإسلام وكان شاعرا سكن بيت المقدس وقيل الرملة وتوفي بالرملة سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة
باب إياس وأيمن وأيوب
76 - إياس ابن عبد الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في اول باب أحكام المياه هو ابو عوف وقيل ابو الفرات إياس بن عبد المزني الكوفي وقيل الحجازي روى حديث النهي عن بيع الماء رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم
ووقع في المهذب إياس بن عمرو
وفي رواية الترمذي إياس بن عبد الله وكلاهما خطأ والصواب أياس بن عبد غير مضاف والله اعلم
77 - أيمن ابن ام أيمن مذكور في المهذب في اول باب تكبير العيد وهو أيمنا ابن عبيد بن عمرو بن بلال ابن أبي الجرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج وهو أيمن بن ام أيمن حاصنة النبي صلى الله عليه وسلم وأخو أسامة بن زيد لأمه وأيمن صحابي جليل مشهور استشهد يوم حنين قال ابن اسحاق كان أيمن على مطهرة النبي صلى الله عليه وسلم وله ابن يقال له الحجاج بن أيمن
وقد روى عطاء ومجاهد حديثا عن أيمن لا قطع الا في ثمن المجن وهو مرسل لم يدركاه
78 - أيوب النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في الوقف وفي الايمان قال الله تعالى {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب} 38 ص 41 - 44 وقال تعالى {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين} 4 النساء 163 الآيات
وقال تعالى {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر} 21 الأنبياء 83 - 84 الآية
وروينا في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينما أيوب يغتسل عريانا إذ خر عليه جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم اكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى بي عن بركتك)
وكان أيوب ببلاد حوران وقبره مشهور عندهم في قرية بقرب نوى عليه مشهد ومسجد وقرية موقوفة على مصالحه وعين جارية فيها قدم في حجر يقولون إنه أثر قدمه ويغتسلون من العين ويشربون متبركين ويقولون إنها المذكورة في القرآن وهي قطع كبير جدا في وسط صخرة عظيمة وعليها مشهد
140(1/139)
وهناك صخرة عليها مشهد يقولون إنه كان يستند اليها ويزورونها ويعتقدون بركة تلك المواضع كلها والله أعلم
79 - أيوب السختياني مذكور في المختصر في الربا هو الإمام التابعي أبو بكر أيوب بن أبي تميمة واسم أبي تميمة كيسان العبري
ويقال الجهني مولاهم البصري السختياني بكسر التاء
قال ابن عبد البر وغيره كان يبيع السختيان بالبصرة فقيل له السختياني رأى أنس بن مالك وسمع عمرو بن سلمة بكسر اللام الجرمي وأبا رجاء العطاردي وأبا عثمان النهدي وأبا الشعثاء جابر بن زيد والحسن البصري وابن سيرين وسالم بن عبد الله ونافعا وابن أبي مليكة وابن المنكدر وغيرهم من كبار التابعين وغيرهم وروى عنه جماعة من التابعين منهم شيخه محمد بن سيرين وعمرو بن دينار وقتادة وحميد الطويل ويحيى بن أبي كثير وابن عون والأعمش وغيرهم
وروى عنه من تابعي التابعين وأعلام الأئمة مالك والثوري وابن عيينة والحمادان وابن أبي عروبة وبن علية ومعمر وخلائق واتفقوا على جلالته وإمامته وحفظه وتوثيقه ووفور علمه وفهمه وسيادته
روينا عن شعبة قال حدثني أيوب وكان سيد الفقهاء
وروينا عن الحميدي صاحب ابن عيينة قال لقي ابن عيينة ستة وثمانين من التابعين وكان يقول ما بقيت فيهم مثل أيوب
وروينا عن الحسن البصري قال أيوب سيد شباب أهل البصرة
وفي رواية قال أيوب سيد الفتيان
وروينا عن محمد بن سعد قال كان أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم عدلا حجة
وقال مسلم بن أكيس قلت لمحمد بن سيرين من حدثك بحديث كذا وكذا قال الثبت الثبت أيوب
وقال أبو حاتم هو احب الي في كل شيء من خالد وهو ثقة لا يسأل عن مثله وهو اكبر من سليمان التيمي ولا يبلغ التيمي منزلة أيوب
وقال البخاري عن علي بن المديني له نحو ثمانمائة حديث
وقال ابن علية كنا نقول حديث أيوب الفا حديث فما أقل ما ذهب عني منها
وقال حماد بن زيد كان أيوب عندي أفضل من جالسته وأشدهم اتباعا للسنة ومناقبه كثيرة مشهورة
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة رحمه الله
حرف الباء الموحدة
باب البراء وبريدة وبشر وبشير
80 - البراء بن عازب الصحابي رضي الله عنهما متكرر في هذه الكتب هو
141(1/140)
بتخفيف الراء وبالمد هذا هو الصحيح المشهور عند طوائف العلماء من اهل الحديث والتاريخ والأسماء واللغات والمؤتلف والمختلف وغيرهم وحكي فيه القصر وهو أبو عمارة ويقال أبو عمرو ويقال أبو الطفيل البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي المدني أمه ام حبيبة بنت أبي حبيبة وقيل ام خالد بنت ثابت وأبوه عازب صحابي ذكر محمد بن سعد في الطبقات أنه أسلم
روي للبراء عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة حديث وخمسة أحاديث اتفق البخاري ومسلم منها على اثنين وعشرين وانفرد البخاري بخمسة عشر ومسلم بستة
روى عنه عبد الله بن يزيد الخطمي وأبو جحيفة الصحابيان وجماعة من التابعين منهم الشعبي وابن أبي ليلى والسبيعي ومعاوية بن سويد وأبو المنهال سيار بن سلامة وغيرهم نزل الكوفة وتوفي بها زمن مصعب بن الزبير استصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر واول مشاهده أحد
روينا في صحيح البخاري عن البراء قال استصغرت انا وابن عمر يوم بدر
وفي البخاري عن البراء قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة
وفي البخاري ايضاعن البراء قال يعدون الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة وذكر تمام الحديث
وفي البخاري ايضا عن البراء بن عازب ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرا حتى قرأت {سبح اسم ربك الأعلى} في سور مثلها من المفصل
وشهد البراء مع أبي موسى غزوة تستر وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين والنهروان هو وأخوه عبيد بن عازب وكان للبراء ابنان يزيد وسويد رضي الله عنه وعنهما
81 - بريدة بن الحصيب الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب والوسيط والروضة هو ابو عبد الله ويقال أبو سهل ويقال أبو الحصيب ويقال أبو ساسا بريدة بن الحصيب بضم الحاء المهملة ابن عبد الله بن الحرب بن الأعرج بن سعد بن رزاح الأسلمي سكن المدينة ثم البصرة ثم مرو وتوفي بها سنة اثنتين وستين وهو آخر من توفي من الصحابة رضي الله عنهم بخراسان
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وأربعة وستون حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديث وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بأحد عشر
اسلم بريدة قبل بدر ولم يشهدها وقيل أسلم بعدها روى عنه ابناه عبد الله وسليمان
142(1/141)
82 - بشر بن البراء الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في وجوب القصاص باطعام السم هو بشر بن البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بكسر اللام بن سعد بن علي بن أسد بفتح السين بن شاردة بن تربد بالمثناة فوق في أوله ابن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي بفتح السين واللام المدني شهد بشر العقبة وبدرا وأحدا وتوفي بخيبر حين فتحت سنة سبع من الهجرة من الأكلة التي أكلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة التي سمتها اليهودية قيل إنه مات في لحال وقيل لزمه وجعه حتى مات بعد سنة
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين واقد بن عمرو التميمي حليف بني عدي وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة من سيدكم يا بني سلمة قالوا الجد بن قيس على بخل فيه فقال وأي داء اودى من البخل بل سيدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء رضي الله عنه
83 - بشير بن سعد بفتح الباء وكسر الشين والد النعمان بن بشير مذكور في المهذب وغيره في باب الهبة وغيره هو ابو النعمان بشير بن سعد بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي المدني الصحابي الفاضل الصالح شهد العقبة الثانية وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل إنه أول من بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه من الأنصار بالخلافة واستشهد مع خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم عين التمر بعد انصرافه من اليمامة سنة ثنتي عشرة من الهجرة وهو الذي ثبت في الصحيح انه قال يا رسول الله أمرنا أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك الحديث
143(1/142)
84 - بشير بضم الباء وفتح الشين بن يسار بياء مثناة من تحت ثم سين مهملة مذكور في المختصر في بيع العرايا هو بشير بن يسار الأنصاري الحارثي مولاهم المدني التابعي روى عن جابر وأنس ورافع بن خديج وغيرهم من الصحابة
روى عنه جماعة من التابعين منهم محمد بن إسحاق ويحيى الأنصاري واتفقوا على توثيقه قال يحيى بن معين هو ثقة قال وليس هو بأخي سليمان بن يسار
وقال محمد بن سعد كان شيخا كبيرا فقيها أدرك عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان قليل الحديث رحمه الله
باب بكير وبلال وبهز
85 - بكير بضم الباء ابن عامر مذكور في المهذب في خراج السواد هو أبو إسماعيل بكير بن عامر البجلي الكوفي من تابعي التابعين روى عن قيس بن أبي حازم والنخعي والشعبي وآخرين روى عنه الثوري ووكيع والحسن بن صالح وأبو نعيم قال الجمهور هو ضعيف
86 - بكير بن عبد الله بن الأشج مذكور في المختصر في نفقة المماليك هو أبو عبد الله ويقال أبو يوسف المخزومي مولاهم ويقال الأشجعي ويقال الزهري المدني التابعي روى عن السائب بن يزيد وربيعة بن عباد بكسر العين وتخفيف الباء الصحابيين وجماعات من التابعين منهم سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله وحمران وكريب وخلائق
روى عنه جماعات من الكبار منهم محمد بن عجلان ويزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث والليث وخلائق واتفقوا على جلالته وتوثيقه وعلمه قال مالك وكان من العلماء
وقال احمد هو ثقة صالح
وقال ابن معين ما ينبغي لأحد أن يفضله او يفوقه في الحديث
وقال علي بن المديني لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب ويحيى الأنصاري وبكير بن عبد الله بن الأشج
وقال أحمد بن عبد الله لم يسمع منه مالك شيئا خرج قديما الى مصر
وقال البخاري كان من صلحاء الناس رحمه الله
87 - بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في زكاة
144(1/143)
المعدن
هو ابو عبد الرحمن بلال بن الحارث بن عصم بن سعيد بن قرة بن خلاوة بفتح الخاء المعجمة ابن ثعلبة بن ثور بن هذمة بضم الهاء وإسكان الذال المعجمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار المزني وولد عثمان المذكور يقال لهم مزنيون نسبوا الى امه مزينة وبلال هذا مزني وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد مزينة سنة خمس من الهجرة وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم المعادن القبلية بفتح القاف والباء وكان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة ثم سكن البصرة وتوفي سنة ستين وهو ابن ثمانين سنة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أحاديث
88 - بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكرر في هذه الكتب هو ابو عبد الله ويقال أبو عبد الكريم ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو عمرو بلال بن رباح الحبشي القرشي التيمي مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أمه حمامة مولاة لبني جمح
وكان بلال رضي الله عنه قديم الاسلام والهجرة شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن يعذب في الله تعالى فيصبر على العذاب وكان أمية بن خلف يعذبه ويتابع عليه العذاب فقدر الله تعالى ان بلالا قتله يوم بدر وكان بلال ممن أسلم اول النبوة ومن أول من أظهر إسلامه وكانوا يطوفون به ويعذبونه وكان من مولدي مكة وقيل من مولدي الشراة اشتراه أبو بكر بخمس اواقي وقيل بسبع وقيل بتسع وأعتقه لله عز وجل وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح
وكان بلال يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حياته سفرا وحضرا وهو اول من أذن في الاسلام
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب الى الشام للجهاد فأقام بها الى ان توفي وقيل إنه أذن لأبي بكر الصديق رضي الله عنه مدته وأذن لعمر رضي الله عنه مرة حين قدم عمر الشام لم ير باك أكثر من ذلك اليوم وأذن في قدمة قدمها الى المدينة لزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب ذلك الصحابة فأذن ولم يتم الأذان روى عنه جماعات من الصحابة رضي الله عنهم منهم أبو بكر الصديق وعمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وأسامة بن زيد وكعب بن عجرة وجابر وأبو سعيد الخدري والبراء بن عازب رضي الله عنهم وجماعات من كبار التابعين وكان عمر رضي الله عنه يقول أبو بكر سيدنا واعتق سيدنا
وثبت في صحيحي البخاري ومسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال (دخلت الجنة فسمعت خشف نعليك بين يدي) وفي صحيح البخاري عن قيس بن أبي حازم قال قال بلال لأبي بكر رضي الله عنه إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت
145(1/144)
اشتريتني لله عز وجل فدعني وعمل الله
وفضائله مشهورة
توفي بدمشق سنة عشرين وقيل إحدى وعشرين وقيل ثماني وعشرة وهو ابن أربع وستين سنة وقيل كان قرن أبي بكر رضي الله عنهما وقيل توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة وقيل ابن سبعين وكان ينزل داريا قرية بقرب دمشق ودفن بباب الصغير من دمشق وقيل بباب كيسان منها وقيل بداريا وقيل بحلب وقال السمعاني في الأنساب في ترجمة المؤذن أنه دفن بالمدينة وهو غلط والصحيح الذي عليه الجمهور انه دفن بباب الصغير
قالوا وكان آدم شديد الأدمة نحيفا طويلا خفيف العارضين قال ابن عبد البر ولبلال أخ اسمه خالد واخت اسمها عفرة وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى عفرة ولم يعقب بلال رضي الله عنه
89 - بهز بن حكيم بن معاوية تكرر ذكره قي زكاة المهذب وذكر أيضا في الشهادات في شهادة الزور هو أبو عبد الملك بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة بفتح الحاء المهملة وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة القشيري البصري روى عن أبيه وزرارة بن اوفى روى عنه الزهري وابن عون وسليمان التيمي وهم تابعيون والثوري والحمادان ومعمر ومحمد بن عبد الله الأنصاري وخلائق من الأئمة قال يحيى بن معين والجمهور هو ثقة يحتج به
قال يحيى اسناده عن أبيه عن جده صحيح
قال الخطيب حدث عنه الزهري والأنصاري وبين وفاتيهما إحدى وتسعون سنة وحدث عنه التيمي والأنصاري وبين وفاتيهما ثنتان أو إحدى وتسعون سنة
حرف التاء المثناة فوق
90 - تميم الداري الصحابي رضي الله عنه هو تميم بن اوس بن خارجة بن سويد ابن خزيمة وقيل سواد بن خزيمة وقيل سود بن خزيمة بن ذراع بن عدي ابن الدار بن هانىء بن حبيب بن أنمار بن لخم بن عدي بن عمرو بن سبأ الداري وقيل في نسبه غير هذا يكنى أبا رقية كني ببنته رقية ولم يولد له غيرها وإنما العقب لأخيه لأمه أبي هند واسمه بر بن عبدالله ويقال تميم الداري والديري فالداري منسوب
146(1/145)
الى جده الدار وقيل غير ذلك وقد أوضحت الخلاف فيه في شرح صحيح مسلم والديري نسبة الى دير كان يتعبد فيه قبل الاسلام وكان نصرانيا أسلم سنة تسع من الهجرة
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثا روى مسلم منها حديث الدين النصيحة وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عن تميم قصة الجساسة وهذه منقبة شريفة له لا يشاركه فيها غيره ويدخل في رواية الأكابر عن الأصاغر وروى عنه جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وانس وأبو هريرة رضي الله عنهم وجماعات من التابعين وكان بالمدينة ثم انتقل إلى بيت المقدس بعد قتل عثمان رضي الله عنه وكان كثير التهجد قام ليلة حتى أصبح بآية من القرآن يركع ويسجد ويبكي وهي {أم حسب الذين اجترحوا السيئات} 45 الجاثية 21 الآية
وكان له هيئة ولباس وهو اول من قص على الناس استأذن عمر رضي الله عنه في ذلك فأذن له وهو اول من أسرج في المسجد قاله ابو نعيم الأصبهاني قلت وقال الحفاظ أبو عبد الله بن مندة وأبو نعيم الأصبهانيان وأبو عمر بن عبد البر زار روح بن زنباع تميما الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه فقال له روح اما كان في هؤلاء من يكفيك قال بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من امرىء مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلفه عليه الا كتب الله له بكل حبة حسنة)
وقول المصنف وكان له هيئة ولباس
قال ابن عساكر في تاريخه عن انس ان تميما اشترى رداء بألف درهم وكان يصلي بأصحابه فيه
وعن ثابت ان تميما اشترى حلة بألف درهم فكان يلبسها في الليلة التى يرجى انها ليلة القدر
وعن قتادة عن ابن سيرين ان تميما الداري اشترى رداء بألف درهم يخرج فيه الى الصلاة
وفي رواية فكان يقوم فيها بالليل الى الصلاة
حرف الثاء المثلثة
91 - ثابت بن أرقم الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في قتال البغاة هو ثابت بن أرقم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان البلوي شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد غزوة مؤتة واستشهد يوم اليمامة سنة إحدى عشرة في قتال اهل الردة وقتله طليحة
وقتل معه عكاشة بن محصن اشترك طليحة وأخوه في قتلهما ثم أسلم طليحة وقال عروة بن الزبير بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل نجد أميرهم ثابت فأصيب فيها والصواب الأول وبه قال الشافعي في المختصر والجمهور
147(1/146)
92 - ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال مذكور في المهذب في باب الاقطاع من إحياء الموات روى عنه أبيه وروى عنه ابن اخيه فرح بن سعيد
93 - ثابت بن قيس الصحابي رضي الله عنه تكرر في مواضع منها اول الخلع ومسألة نزول اهل القلعة على حكم حاكم من كتاب السير هو ابو عبد الرحمن ويقال أبو محمد ثابت بن قيس بن شماس بن مالك بن زهير بن امرىء القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي المدني
أمه هند بنت رهم ويقال له خطيب الأنصار وخطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد احدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثبت في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر ثابت بن قيس هذا بالجنة وأخبره بانه من اهلها وثبت في الترمذي بإسناد صحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (نعم الرجل ثابت بن قيس) استشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنة إحدى عشرة ومشهور في كتب المغازي أنه لما استشهد كان عليه درع نفيسة فأخذها رجل فرأى رجل ثابتا في منامه فقال له ثابت أني أريد ان اوصيك وصية فإياك ان تقول هذا حلم فتضيعه إني قتلت امس فمر بي رجل فأخذ درعي ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفأ على الدرع برمة وفوق البرمة رحل فأت خالدا فمره فليبعث فليأخذها فإذا قدمت المدينة فقل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ان علي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي حر وفلان فأتى الرجل خالدا فبعث إلى الدرع فأتى بها على ما وصف واخبر أبا بكر رضي الله عنه برؤياه فأجاز وصيته قالوا ولا نعلم احدا اوصى بعد موته فأجيزت وصيته غير ثابت رضي الله عنه
واعلم ان ما ذكرته من ان ثابتا المذكور في مسألة القلعة هو ثابت بن قيس هو الصواب الذي ذكره العلماء كافة وتظاهرت عليه كتب الحديث والمغازي واما قول ابن باطيش انه ثابت بن الضحاك فغلط صريح لا حيلة فيه وما ادري ما حمله عليه وبالله التوفيق
94 - ثعلبة بن أبي مالك مذكور في المهذب في باب هيئة الجمعة هو أبو يحيى ثعلبة بن ابي مالك القرظي المدني إمام مسجد بني قريظة قال مصعب الزبيري رأى ثعلبة النبي صلى الله عليه وسلم وسمع عمر بن الخطاب وجابرا رضي الله عنهما وغيرهما روى عنه الزهري وابنه ابو مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري روى له البخاري
148(1/147)
95 - ثمامة بن أثال الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في السير وفي المهذب فيه وفي آخر عقد الذمة هو ثمامة بن أثال بضم الهمزة وتخفيف الثاء المثلثة وهو مصروف بلا خلاف ابن النعمان بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم الحنفي اليمامي سيد أهل اليمامة أسره رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اطلقه فأسلم وحسن إسلامه ولم يرتد مع من ارتد من اهل اليمامة ولا خرج من الطاعة قط رضي اله عنه
96 - ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكرر ذكره هو ابو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن ثوبان بن بجدد بموحدة مضمومة ثم جيم ساكنة ثم دال مهملة مكررة الأولى مضمومة ويقال ابن جحدر الهاشمي من اهل السراة موضع بين مكة واليمن وقيل إنه من حمير وقيل من الهان أصابه سباء فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه ولم يزل معه في الحضر والسفر فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى الشام فنزل الرملة ثم انتقل الى حمص وابتنى بها دارا وتوفي بها سنة خمس وأربعين وقيل سنة أربع وخمسين روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وسبعة وعشرون حديثا
روى له مسلم منها عشرة أحاديث
روى عنه جماعات من كبار التابعين روينا في صحيح مسلم عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة)
97 - ثور بن يزيد الكلاعي مذكور في المختصر في مسح الخف هو ابو خالد ثور بن يزيد بن زياد الكلاعي بفتح الكاف ويقال الرحبي الشامي الحمصي سمع جماعات من التابعين منهم عطاء ونافع والزهري ومحمد بن المنكدر وآخرون روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار ومالك والثوري وابن عيينة وابن المبارك وخلائق من الأئمة واتفقوا على توثيقه والثناء عليه
قال يحيى القطان ما رأيت شاميا أوثق منه
وقال وكيع هو أعبد من رأيت
قال محمد بن سعد مات ببيت المقدس سنة ثلاث وخمسين ومائة وهو ابن بضع وستين سنة
حرف الجيم
98 - جابر بن زيد التابعي مذكور في المهذب في صلاة العيد هو الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي البصري التابعي سمع ابن عباس وابن عمر والحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنهم روى عنه عمرو بن دينار وقتادة وعمرو بن هرم واتفقوا
149(1/148)
على توثيقه وجلالته وهو معدود في أئمة التابعين وفقهائهم وله مذهب يتفرد به وجاء عن ابن عباس قال لو اخذ اهل البصرة بقول جابر بن زيد لأوسعهم علما عن كتاب الله
قال أحمد بن حنبل وعمرو بن علي والبخاري توفي سنة ثلاث وتسعين
وقال محمد بن سعد سنة ثلاث ومائة
وقال الهيثم سنة أربع ومائة
99 - جابر بن سمرة الصحابي رضي الله عنه تكرر
هو أبو عبد الله ويقال أبو خالد جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رباب بن حبيب بن سواء بالمد وضم السين ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بالعين المهملة ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان السوائي وهو وأبوه صحابيان رضي الله عنهما روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وستة وأربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديثين وانفرد مسلم بثلاثة وعشرون حديثا
روى عنه جماعات من التابعين منهم عبد الملك بن عمير وعامر بن سعد والشعبي
توفي سنة ست وستين
روينا في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال والله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ألفي صلاة
100 - جابر بن عبد الله الصحابي ابن الصحابي رضي الله عنهما تكرر
هو أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو محمد جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بالراء ابن عمرو بن سواد بن سلمة بكسر اللام ابن سعد بن علي بن اسد بن ساردة بالسين المهملة ابن تزيد بالتاء المثناة فوق ابن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي بفتح السين واللام المدني وهو احد المكثرين الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى ألف حديث وخمسمائة حديث وأربعين حديثا اتفق البخاري ومسلم منهاعلى ستين حديثا وانفرد البخاري بستة وعشرين ومسلم بمائة وستة وعشرين
وروى عن أبي بكر وعمر وعلي وأبي عبيدة ومعاذ وخالد بن الوليد وأبي هريرة رضي الله عنهم
روى عنه جماعات من أئمة التابعين منهم سعيد بن المسيب وأبو سلمة ومحمد الباقر وعطاء وسالم بن أبي الجعد وعمرو بن دينار ومجاهد ومحمد بن المنكدر وأبو الزبير والشعبي وخلائق ومناقبه كثيرة
استشهد أبوه يوم أحد فأحياه الله تعالى وكلمه وقال يا عبد الله ماتريد فقال ان ارجع الى الدنيا فاستشهد مرة اخرى وثبت في صحيح البخاري عن جابر قال دفنت أبي يوم احد مع رجل ثم استخرجته بعد ستة اشهر فإذا هو كيوم وضعته غير إذنه
150(1/149)
وثبت في صحيح مسلم عن جابر قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة ولم أشهد بدرا ولا احدا منعني أبي فلما قتل أبي يوم احد لم اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط
وفي صحيح البخاري في كتاب المبعث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال أنا وأبي وخالي من أصحاب العقبة
توفي جابر بالمدينة سنة ثلاث وسبعين وقيل ثمان وسبعين وقيل ثمان وستين وهو ابن أربع وتسعين سنة رضي الله عنه
وكان ذهب بصره في آخر عمره
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية (أنتم اليوم خير أهل الأرض) وكنا ألفا وأربعمائة قال جابر لو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة وحيث اطلق جابر في هذه الكتب فهو جابر بن عبد الله وإدا أراد ابن سمرة قيده
101 - جبار بن صخر الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب موقف الإمام والمأموم هو بفتح الجيم وتشديد الموحدة وآخره راء وهو ابو عبدالله جبار بن صخر بن امية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن تميم بن كعب بن سلمة بكسر اللام الأنصاري السلمي بفتح السين واللام المدني قال محمد بن سعد شهد جبار بن صخر العقبة مع السبعين من الأنصار باتفاق الرواة
قال وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين المقداد بن الأسود قال وشهد جبار بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه خارجا الى خيبر قال وشهد بدرا وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين وله عقب وحديث قصته المذكورة في المهذب رواه مسلم في صحيحه
102 - جبريل الملك الكريم رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم مذكور في مواقيت الصلاة من المهذب والوسيط وفي الوصية منهما ومن الروضة وفي اول باب الزكاة من المهذب وفي الاحرام والوليمة فيه تسع لغات حكاهن ابن الأنباري وابن الجواليقي جبريل وجبريل بكسر الجيم وفتحها وجبرئل بفتح الجيم وهمزة مكسورة وتشديد اللام وجبرائل بعدها ياء وجبراييل ببائين بعد الألف وجبرئيل بهمزة بعد الراء وياء وجبرئل بكسر الهمزة وتخفيف اللام مع فتح الجيم والراء وجبرين وجبرين بفتح الجيم وكسرها قال جماعات من المفسرين وصاحب المحكم ولجوهري وغيرهما من أهل اللغة في جبريل وميكائيل ان جبر وميك اسمان أضيفا الى إيل وأل وقال وأيل وأل اسمان لله تعالى وجبر وميك معناه بالسريانية عبد فتقديره عبد الله قال أبو علي الفارسي هذا الذي
151(1/150)
قالوه خطأ من وجهين احدهما ان أيل وأل لا يعرفان في أسماء الله تعالى والثاني انه لو كان كذلك لم يتصرف آخر الاسم في وجوه العربية ولكان آخره مجرورا أبدا كعبد الله وهذا الذي قاله ابو علي هو الصواب فإنه ما زعموه باطل لا أصل له
واعلم ان جبريل يقال له الناموس بالنون كما ثبت في الصحيحين في حديث المبعث
قال أهل اللغة الناموس صاحب سر الرجل الذي يطلعه على باطن أمره وقيل الناموس صاحب خبر الخير والجاسوس صاحب خبر الشر
وقد تظاهرت الدلائل على عظم مرتبة جبريل عليه السلام قال الله تعالى {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين} 2 البقرة 97 - 98 وقال تعالى {نزل به الروح الأمين} 26 الشعراء 193 الآية
وقال تعالى {علمه شديد القوى} 53 النجم 5 الآيات المراد بشديد القوى جبريل عليه السلام
وقال تعالى {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} 53 النجم 13 - 14 الآية المراد رأى جبريل هذا قول الجمهور فرآه النبي صلى الله عليه وسلم على صورته له ستمائة جناح مرتين
وقال تعالى {إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالأفق المبين وما هو على الغيب بضنين} 81 التكوير 91 - 24 وثبت البخاري ومسلم في حديث المبعث عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل وهو يتعبد في غار حراء فأخذه فغطه ثم أرسله فقال اقرأ ثم غطه ثانية وثالثة ويقول له مثل ذلك ثم قال {اقرأ باسم ربك الذي خلق} 96 العلق 1
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود في قول الله تعالى {ولقد رآه نزلة أخرى} 53 النجم 13 قال رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح
وعن مسروق قال قلت لعائشة رضي الله عنها ألم يقل الله تعالى {ولقد رآه بالأفق المبين} 81 التكوير 23 {ولقد رآه نزلة أخرى} 53 النجم 13 فقالت أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقته ما بين السماء والأرض
وفي صحيح مسلم عن مسروق ايضا قال قلت لعائشة رضي الله عنها قوله تعالى {فكان قاب قوسين أو أدنى} 53 النجم وفقالت إنما ذلك جبريل كان يأتيه في صورة الرجال وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته فسد أفق السماء
152(1/151)
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة ان الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال واحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا) قال اهل اللغة الفصم القطع بغير إبانه ومعناه يفارقني على انه يعود
وفي صحيحيهما عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل (ما يمنعك ان تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا} 19 مريم 64 وفي البخاري عن البراء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان (أهجهم او هاجهم وجبريل معك) وفي الصحيحين في حديث الاسراء صعود رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل الى السموات والسبع وان جبريل يستفتح في باب كل سماء فيقال من هذا فيقول جبريل فيقال ومن معك فيقول محمد فيفتح
وفي الصحيح إن الله تعالى إذا احب عبدا نادي يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض والأحاديث الصحيحة المتعلقة بعظم فضل جبريل كثيرة مشهورة وكان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي ورأته الصحابة حين جاء في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد فسأل النبي صلى الله عليه وسلم وهم يرونه ويسمعونه عن الإيمان والإسلام والإحسان والساعة وأمارتها ثم خرج فطلبوه في الحال فلم يجدوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) وهذا الحديث في الصحيحين
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر (هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب) وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعناه فاخرج اليهم قال فإلى أين قال ههنا وأشار بيده الى بني قريظة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم اليهم وفي البخاري عن أنس بن مالك
153(1/152)
قال كأني أنظر الى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم موكب جبريل حين سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة
103 - جبير بن مطعم الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب ومطعم بكسر العين هو ابو محمد ويقال أبو عدي جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي المدني
أسلم قبل عام خيبر وقيل أسلم يوم فتح مكة روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستون حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بحديث
روى عنه سليمان بن صرد الصحابي وابناه نافع ومحمد ابنا جبير وسعيد بن المسيب وآخرون قال الزبير بن بكار كان من علماء قريش وساداتهم توفي بالمدينة سنة أربع وخمسين وقال ابن قتيبة سنة تسع وخمسين
104 - جرير بن عبد الله الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب هو أبو عمرو بن جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة البجلي الأحمسي بالمهملتين الكوفي وبجيلة هي بنت صعب بن سعد العشيرة أم ولد أنمار بن أراش نسبوا اليها
نزل جرير الكوفة ثم تحول الى قرقيسيا وتوفي بها سنة إحدى وخمسين روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث اتفقا منهاعلى ثمانية وانفرد البخاري بحديث ومسلم بستة
وروى عنه انس بن مالك وقيس بن أبي حازم والشعبي وبنوه الثلاثة عبيد الله وإبراهيم والمنذر بنو جرير وآخرون
قال ابن قتيبة قدم جرير على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر من الهجرة في شهر رمضان فبايعه وأسلم قال وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول جرير يوسف هذه الأمة لحسنه قال وكان طويلا يصل الى سنام البعير وكانت نعله ذراعا ويخضب لحيته بزعفران بالليل ويغسلها إذا أصبح
واعتزل عليا ومعاوية وأقام بالجزيرة ونواحيها حتى توفي سنة أربع وخمسين رضي الله تعالى عنه
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أنس قال خرجت مع جرير في سفر فكان يخدمني فقلت له لا تفعل فقال إني رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء آليت ألا أصحب أحدا منهم الا خدمته
وكان جرير اكبر من انس رضي الله عنهما
وروينا في صحيحيهما عن جرير قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم
وفي صحيحيهما عن جرير قال ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني الا تبسم في وجهي ولقد شكوت اليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده على صدري وقال (اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا)
وفي صحيحيهما عن
154(1/153)
جرير قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (استنصت لي الناس) وفي صحيحيهما عن جرير قال كان في الجاهلية بيت لخثعم يقال له ذو الخلصة والكعبة اليمانية فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هل انت مريحي من ذي الخلصة والكعبة اليمانية فنفرت اليه في مائة وخمسين فارسا من احمس فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيناه فأخبرناه فدعا لنا ولأحمس وفي رواية قال انطلق فحرقها بالنار ثم بعث جرير الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل ورجالها خمس مرات ومناقبه كثيرة ومن مستطرفاتها انه اشترى له وكيله فرسا بثلاثمائة درهم فرآها جرير فتخيل انها تساوي أربعمائة فقال لصاحبها اتبيعها بأربعمائة قال نعم ثم تخيل انها تساوي خمسمائة فقال أتبيعها بخمسمائة قال نعم ثم تخيل أنها تساوي ستمائة ثم سبعمائة ثم ثمانمائة فاشتراها بثمانمائة رضي الله عنها
105 - جعفر بن ابي طالب عبد مناف بن عبد المطلب رضي الله عنه مذكور في المختصر وفي مواضع من المهذب منها باب التكبير في العيد والتعزية والشرط في الطلاق والحضانة هو ابو عبد الله جعفر بن أبي طالب الهاشمي الطيار ذو الجناحين وذو الهجرتين الجواد أبو الجواد كان من متقدمي الاسلام وهاجر الى الحبشة وكان هو وأصحابه سبب إسلام النجاشي رحمه الله وارتفق المسلمون بجعفر هناك واعتضدوا به وكان جعفر أميرهم في الهجرة وهاجرت معه زوجته أسماء بنت عميس فولدت له هناك عبد الله بن جعفر وهو أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة وقصة جعفر مع النجاشي في أول اجتماعه به وقراءته عليه سورة مريم وقوله ثم إن عيسى عبد الله تعالى وغير ذلك مما جرى له مشهور معروف ثم قدم من الحبشة هو ومن صحبه من المهاجرين ومن دخل في الاسلام هناك وجاؤوا في سفينتين في البحر فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر فأسهم لهم منها ولم يسهم لمن لم يحضرها غير أهل السفينتين
وحديث قصتهم في الصحيح مشهورة ثم سكن المدينة ثم أمره النبي صلى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة بعد زيد بن حارثة فاستشهد هو وزيد فيها في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة فأخبر بوفاته رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر في المدينة حال وفاته واستغفر له وأمر المسلمين بالاستغفار له ووجدوا به يومئذ أربعا وخمسين ضربة بالسيف في مقدمه
روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال كنت في غزوة مؤتة فالتمسنا جعفرا فوجدناه في القتلى ووجدنا في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية
وفي رواية
155(1/154)
للبخاري أيضا فعددت به خمسين من طعنة وضربة ليس فيها شيء في دبره وقبره وقبر صاحبه زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة مشهور بأرض مؤتة من الشام على نحو مرحلتين من بيت المقدس رضي الله عنهم
روينا في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إذ كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فيشقها فنلعق مافيها
وفي صحيح البخاري عن الشعبي ان ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين جاء في غير البخاري أنه قطعت يداه يوم غزوة مؤتة فجعل الله له جناحين يطير بهما
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة) رواه الترمذي وفي اسناده ضعف وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر (أشبهت خلقي وخلقي) ومناقبه كثيرة ومشهورة
قالوا وكان جعفر أسن من علي رضي الله عنه بعشر سنين وعقيل أسن من جعفر بعشر سنين وطالب بن أبي طالب أسن من عقيل بعشر سنين وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهي أول هاشمية تزوجها هاشمي
وأسلمت رضي الله عنها وهاجرت الى المدينة وتوفيت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليها ونزل في قبرها وكان يكرمها وكان اولاد جعفر ثلاثة من أسماء عبد الله ومحمد وعون والعقب لعبد الله دون اخويه رضي الله عنهم أجمعين
وكان لجعفر يوم توفي إحدى وأربعين سنة وقيل غير ذلك رضي الله عنه
106 - جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه مذكور في المختصر في قسم الصدقات وفي الشهادات وفي المهذب في آخر صدقة التطوع وفي باب تضمين الأجير
هو الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم الهاشمي المدني الصادق
امه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم
روى عن أبيه والقاسم بن محمد ونافع وعطاء ومحمد بن المنكدر والزهري وغيرهم
روى عنه محمد بن إسحاق ويحيى الأنصاري ومالك والسفيانان وابن جريج وشعبة ويحيى القطان وآخرون واتفقوا على إمامته وجلالته وسيادته قال عمرو بن أبي المقدام كنت إذا نظرت الى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين
قال البخاري في تاريخه ولد جعفر سنة ثمانين وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة
156(1/155)
حرف الحاء المهملة
107 - الحارث بن حاطب الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الشهادة على هلال رمضان وفي باب السرقة
هو الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي المكي
وامه فاطمة بنت المجلل ولد بأرض الحبشة في الهجرة هو واخوه محمد بن حاطب وكان الحارث أسن واستعمل عبد الله بن الزبير الحارث على مكة سنة ست وستين هكذا قاله ابن الكلبي والزبير بن بكار وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم
وقال ابن اسحاق إنه هاجر الى الحبشة والأول أصح
وظن أبو عبد الله بن مندة ان الحارث بن حاطب هذا خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر هو وأبو لبابة فردهما واستخلف أبا لبابة على المدينة وضرب لهما بسهمهما وغلطوه في هذا قالوا وإنما الذي رده النبي صلى الله عليه وسلم الحارث بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن امية الأنصاري الأوسي واما الأول فقرشي جمحي ولد بالحبشة ولم يقدم المدينة الا بعد بدر وهو صبي والله أعلم
وحديثه المذكور في المهذب حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن
108 - الحارث بن عبد الرحمن مذكور في المختصر في قطع السارق هو أبو عبد الرحمن الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري المدني خال ابن أبي ذؤيب روى عن ابي سلمة بن عبد الرحمن وسالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر رضي الله عنه روى عنه ابن أبي ذؤيب
قال الحاكم ابو احمد يقال لا راوي له غيره
قال يحيى بن معين هو مشهور
109 - حارثة بن مضرب مذكور في المهذب في كفالة البدن وفي أول الأقضية ومضرب بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وكسر الراء
وحكى القلعي فتحها ايضا وهو غلط وهو حارثة بن مضرب العبدي الكوفي التابعي سمع عمر بن الخطاب وعليا وابن مسعود وأبا موسى الأشعري وعمارا وغيرهم رضي الله عنهم قال يحيى بن معين وغيره هو ثقة
110 - حاطب بن أبي بلتعة الصحابي رضي الله عنه بفتح الباء الموحدة والتاء المثناة فوق بينهما لام ساكنة مذكور في مواضع من المختصر وفي كتاب السير من المهذب هو أبو محمد وقيل أبو عبد الله حاطب بن أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك بن سعاد بفتح السين وتشديد العين ابن راشدة بن
157(1/156)
جزيلة بالزاي ابن لخم بن عدي حليف للزبير بن العوام
وقيل كان لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد فكاتبه فأدى كتابته
شهد بدرا والحديبية وشهد الله له بالإيمان في قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} 60 الممتحنة 1 الآيتين نزلتا فيه قالوا وارسله رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المقوقس صاحب الاسكندرية سنة ست من الهجرة فقال له المقوقس أخبرني عن صاحبك أليس هو نبيا قال بلى قال فما له لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلدته قال له حاطب فعيسى بن مريم رسول الله حين أراد قومه صلبه لم يدع عليهم حتى رفعه الله قال أحسنت أنت حكيم جئت من عند حكيم وبعث معه هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها مارية القبطية واختها سيرين وجارية أخرى فاتخذ مارية سرية ووهب سيرين لحسان بن ثابت والأخرى لأبي جهم بن حذيفة وأرسل معه من يوصله مأمنه
توفي حاطب سنة ثلاثين بالمدينة وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان عمره خمسا وستين سنة
وروينا في صحبح البخاري عن جابر ان عبدا لحاطب جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية) وكان حاطب حسن الجسم خفيف اللحية ذكره ابن سعد
111 - حبان بن منقذ مذكور في باب خيار الشرط في البيع من المختصر والمهذب والوسيط وفي أوائل كتاب العدد من المختصر والوسيط وفي الرد بالعيب من المهذب وهو بالباء الموحدة وبفتح الحاء بلا خلاف بين أهل العلم من اهل الحديث والتاريخ والأسماء والمؤتلف والمختلف وإنما ذكرت هذا لأني رأيت من يصحفه كثيرا فيكسر حاءه وهذا غلط بلا شك وقد سبق تمام نسبه في ترجمة ابن ابنه محمد بن يحيى بن حبان
وحبان صحابي مشهور شهد أحدا وما بعدها وتزوج زينب الصغرى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فولدت له يحيى وواسعا
وتوفي حبان في خلافة عثمان رضي الله عنه ومنقذ أيضا صحابي ذكره البخاري في تاريخه وقال له صحبة وستأتي ترجمته في حرف الميم إن شاء الله تعالى
112 - حجاج بن ارطاة بفتح الهمزة مذكور في اول حيض المهذب هو أبو أرطاة الحجاج بن أرطاة بن تور بن هبيرة بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن
158(1/157)
عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع النخعي الكوفي الفقيه أحد الأئمة في الحديث والفقه وهو من تابعي التابعين سمع عطاء والشعبي والزهري وقتادة وغيرهم من التابعين
روى عنه محمد بن إسحاق وهو تابعي ومنصور بن المعتمر والثوري وشعبة والحمادان وابن المبارك وآخرون من الأئمة واتفقوا على انه مدلس وضعفه الجمهور فلم يحتجوا به ووثقه شعبة وقليلون وكان بارعا في الحفظ والعلم
روينا عن سفيان الثوري أنه قال لطلبة العلم عليكم بالحجاج فما بقي أحدا عرف بما يخرج من رأسه منه قال وما رأيت أحفظ منه
وعن حماد بن زيد قال الحجاج عندنا أقهر للحديث من الثوري وكان قاضي البصرة
وقال هشيم سمعت الحجاج يقول استفتيت وانا ابن ست عشرة سنة
وقال الحجاج ما خاصمت قط احدا ولا جلست الى قوم يختصمون توفي بالري
113 - الحجاج بن يوسف الثقفي المشهور تكرر ذكره في المختصر والمهذب والوسيط والروضة وهو أبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود ابن عامر بن معتب بن مالك بن كعب الثقفي
قال ابن قتيبة هو من الأجلاف قال وكان اخفش دقيق الصوت واول ولاية وليها تبالة بمثناة فوق مفتوحة ثم باء موحدة مخففة فلما رآها احتقرها فتركها ثم تولى قتال ابن الزبير رضي الله عنه فقهره على مكة والحجاز وقتل ابن الزبير وصلبه بمكة سنة ثلاث وسبعين فولاه عبد الملك الحجاز ثلاث سنين وكان يصلي بالناس ويقيم لهم الموسم ثم ولاه العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فوليها عشرين سنة وحطم اهلها وفعل ما فعل وتوفي بواسط ودفن بها وعفي قبره وأجري عليه الماء وكان موته سنة خمس وتسعين
114 - حذيفة بن اليمان الصحابي رضي الله عنهما تكرر في هذه الكتب هو أبو عبد الله حذيفة بن اليمان وابن اليمان حسل بكسر الحاء وإسكان السين المهملتين ويقال حسيل بالتصغير ابن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بجيم مكسورة ابن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بفتح الموحدة وبغين وضاد معجمتين ابن ريث براء مفتوحة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم مثلثة ابن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بالعين المهملة ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العبسي حليف بني عبد
159(1/158)
الأشهل من الأنصار
قالوا واليمان لقب حسل وقال الكلبي وابن سعد هو لقب جروة قالوا ولقب باليمان لأنه أصاب دما في قومه فهرب الى المدينة فحالف بني عبد الأشهل من الأنصار فسماه قومه اليمان لأنه حالف الأنصار وهم من اليمن أسلم حذيفة وأبوه وهاجرا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدا جميعا احدا وقتل ابوه يومئذ قتله المسلمون خطأ فوهب لهم دمه وأسلمت ام حذيفة وهاجرت
وفي كتاب الترمذي في مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما حديث حسن يتضمن إسلامها
روى عن حذيفة جماعة من الصحابة منهم عمر وعلي وعمار وجندب وعبد الله بن يزيد الخطمي وأبو الطفيل
وروى عنه خلائق من التابعين منهم ابنه ابو عبيدة بن حذيفة وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين يعلمهم وحده وسأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه هل في عمالي أحد منهم قال نعم واحد قال من هو قال لا أذكره فعزله عمر كأنما دل عليه وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سرية وحده ليأتي بخبر القوم فوصلهم وجاءه بخبرهم
وحديثه هذا في الصحيح مشهور طويل مشتمل على معجزات وحضر حذيفة الحرب بنهاوند فلما قتل النعمان بن مقرن أمير الجيش أخذ الراية وكان فتح همذان والري والدينور على يد حذيفة وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين وولاه عمر رضي الله عنه المدائن وقال عمر رضي الله عنه لأصحابه تمنوا فتمنوا ملء البيت الذي هم فيه جوهرا لينفقوه في سبيل الله فقال عمر لكني اتمنى رجالا مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة وأستعملهم في طاعة الله تعالى وكان كثير السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحاديث الفتن والشر ليجتنبها وسأله رجل اي الفتن أشد قال إن يعرض عليك الخير والشر ولا تدري أيهما تترك
توفي بالمدائن سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان بن عفان رضي الله عنهما بأربعين ليلة
وقتل عثمان يوم الجمعة لثماني عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ولم يدرك حذيفة وقعة الجمل لأنها كانت في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وكان لحذيفة أخ اسمه صفوان وأختان أم سلمة وفاطمة بنو اليمان
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون من مقامه ذلك الى قيام الساعة الا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وانه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه وفي الصحيحين عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة ان
160(1/159)
يدركني وفي صحيح مسلم عنه قال أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان الى ان تقوم الساعة وفي صحيح مسلم أيضا عنه قال والله إني لأعلم الناس بكل فتنة كائنة فيما بيني وبين الساعة ومناقبه وأحواله كثيرة مشهورة رضي الله عنه
115 - حرام بالراء لا بالزاي مذكور في باب صول الفحل من المختصر والمهذب هو أبو سعيد وقيل أبو سعيد حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بالحاء ابن الحارث الأنصاري الحارثي المدني التابعي
ويقال حرام بن ساعدة ويقال حرام بن محيصة ينسب الى جده
روى عن للبراء بن عازب
وروى عنه الزهري قال محمد بن سعد كان ثقة قليل الحديث توفي بالمدينة سنة ثلاث عشرة ومائة وهو ابن سبعين سنة
واعلم انه قد وقع في المختصر والمهذب عن حرام بن سعد ان ناقة لبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على اهل الأموال حفظ أموالهم بالنهار الى آخره فجعلا الحديث مرسلا لأن حراما تابعي لم يدرك هذه القضية وهذا تغيير للحديث والحديث متصل محفوظ في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه وآخرين عن حرام عن البراء ان ناقة له دخلت وذكر الحديث والله اعلم
116 - حرملة صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه حقيقة أحد رواة كتبه تكرر في المهذب والوسيط والروضة وقولهم قال في حرملة او نص في حرملة معناه قال الشافعي في الكتاب الذي نقله عنه حرملة فسمي الكتاب باسم راوية مجازا كما يقال قرأت البخاري ومسلما والترمذي والنسائي وسيبويه والزمخشري وشبهها
وهو أبو عبد الله وقيل أبو حفص حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران بن قراد المصري التجيبي بتاء مثناة فوق ثم جيم مكسورة والمشهور ضم التاء وقيل بفتحها منسوب إلى تجيب قبيلة معروفة من العرب في اليمن
قال السمعاني هو نسبة إلى تجيب وهي اسم امرأة وهي ام عدي وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون قاله أحمد بن الحباب النسابة قال وهذه القبيلة نزلت مصر وبها محلة تنسب اليها سمع حرملة جماعات من الأئمة منهم الشافعي وابن وهب وأبوه يحيى وغيرهم
روى عنه جماعات من الأئمة منهم مسلم بن الحجاج في صحيحه وأكثر عنه وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وابن ماجه والحسن بن سفيان وآخرون وكان إماما حافظا للحديث
161(1/160)
والفقه ويكفيه جلالة إكثار مسلم بن الحجاج عنه في صحيحه
وصنف المبسوط والمختصر قال ابن ماكولا ولد حرملة سنة ست وستين ومائة وتوفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين
وقال ابن عدي توفي سنة أربع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى
روينا عن أبي سليمان الخطابي في اول كتابه معالم السن شرح سنن أبي داود ان أصحاب الشافعي المتقدمين يعتمدون روايات المزني والربيع المرادي عن الشافعي ما لا يعتمدون حرملة والربيع الجيزي رحمهم الله اجميعن
117 - حسان بن ثابت الصحابي رضي الله عنه شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في الشهادات وجواز الشعر
هو أبو عبد الرحمن ويقال أبو الوليد ويقال أبو الحسام حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بالراء ابن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري المدني
وأمه الفريعة بنت خالد
روينا عن محمد بن إسحاق وآخرين بأسانيد قالوا عاش حسان بن ثابت وأبوه ثابت وأبوه المنذر وأبوه حرام كل واحد من الأربعة مائة وعشرين سنة وهذه طرفة عجيبة لا تعرف في غيرهم كذا قاله أبو نعيم وجماعات من الأئمة قالو عاش حسان ستين سنة في الجاهلية وستين في الاسلام وتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين وشاركه في هذا حكيم بن حزام فعاش ستين سنة في الجاهلية وستين في الاسلام وتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين ولا يعرف لهما ثالث في هذا والمراد بالاسلام من حين انتشر وشاع في الناس وذلك قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ست سنين
روى عن حسان ابنه عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وثبت في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان (أهج المشكين وروح القدس معك) يعني جبريل عليه السلام
وفي رواية (اللهم أيده بروح القدس)
والأحاديث الصحيحة بمعنى ما ذكرته كثيرة قالوا ويقال له أبو الحسام لمناضلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقطيعه الكفار بشعره وتمزيق أعراضهم قال العلماء كان المشركون يهجون الصحابة والاسلام فانتدب لهجوهم ثلاثة من الأنصار
162(1/161)
حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم فكان حسان وكعب يعارضانهم في الوقائع والأيام والمآثر ويذكران مثالبهم وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وبعبادة الأوثان فكان قوله اهون عليهم من قول صاحبيه فلما أسلموا وفقهوا كان قول عبد الله أشد عليهم
وقال أبو عبيدة أجمعت العرب على ان أشعر أهل المدر اهل يثرب ثم عبد القيس ثم ثقيف وعلى ان أشعر أهل المدن حسان
ووهب له رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية اسمها سيرين وهي اخت مارية وهي ام ابنه عبد الرحمن هو ابن خالة إبراهيم ابن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبق بيانهما في ترجمة إبراهيم
118 - الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما تكرر ذكره هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالي عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي المدني سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين عليها السلام
ولد في نصف رمضان سنة ثلاث من الهجرة
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وروت عنه عائشة رضي الله عنها
وروى عنه جماعات من التابعين منهم ابنه الحسن بن الحسن وأبو الحواري بالحاء المهملة ربيعة بن سنان والشعبي وأبو وائل وابن سيرين وآخرون
توفي بالمدينة مسموما سنة تسع وأربعين وقيل سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين
ودفن بالبقيع وقبره فيه مشهور صلى عليه سعيد بن العاص وكان الحسن رضي الله عنه شبيها بالنبي صلى الله عليه وسلم سماه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن وعق عنه يوم سابعه وحلق شعره وأمره أن يتصدق بزنة شعره فضة وهو خامس أهل الكساء قال أبو احمد العسكري سماه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن وكناه أبا محمد قال ولم يكن هذا الاسم يعرف الجاهلية
ثم روي عن ابن الاعرابي عن المفضل قال إن الله تعالى حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النبي صلى الله عليه وسلم ابنيه الحسن والحسين
قال قلت له فالذين باليمن قال ذاك حسن بإسكان السين وحسين بفتح الحاء وكسرالسين
أرضعته أم الفضل امرأة العباس مع ابنها قثم بن العباس ونقلوا ان الحسن رضي الله عنه حج حجات ماشيا وقال إني أستحي من الله تعالى ان ألقاه ولم أمش الى بيته
وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات فتصدق بنصفه حتى كان يتصدق بنعل ويمسك نعلا وخرج من ماله كله مرتين وكان حليما كريما ورعا دعاه ورعه وحلمه الى ان ترك الدنيا والخلافة لله تعالى وكان من المبادرين الى نصرة عثمان بن عفان رضي الله عنه
163(1/162)
وولي الخلافة بعد قتل أبيه علي رضي الله عنه وكان قتل علي لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين وبايعه أكثر من أربعين ألفا كانوا بايعوا اباه وبقي نحو سبعة أشهر خليفة بالحجاز واليمن والعراق وخراسان وغير ذلك ثم سار اليه معاوية من الشام وسار هو إلى معاوية فلما تقاربا علم انه لن تغلب إحدى الطائفتين حتى يذهب أكثر الأخرى فأرسل الى معاوية يبذل له تسليم الأمر اليه على ان تكون له الخلافة بعده وعلى ان لا يطلب احدا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه وغير ذلك من القواعد فأجابه معاوية الى ما طلب فاصطلحا على ذلك وظهرت المعجزة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم للحسن (إن ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) قيل كان صلحهما لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وقيل في شهر ربيع الآخر وقيل في نصف جمادى الأولى من السنة المذكورة وكان وصى إلى أخيه الحسين رضي الله عنهما
روينا في صحيح البخاري ومسلم عن البراء قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه وهو يقول (اللهم إني احبه فأحبه) وفي صحيح البخاري عن أسامة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول (اللهم إني أرحمهما فارحمهما) وفي صحيح البخاري عن أبي بكرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن الى جنبه ينظرالى لناس مرة واليه مرة يقول (إن إبني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) وفي البخاري عن انس رضي الله عنه قال لم يكن احد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي رضي الله عنهما وفي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (هما ريحانتاي من الدنيا) يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما
وفي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال أبو بكر رضي الله عنه ارقبوا محمدا في أهل بيته وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب ثم قال (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن أسامة بن زيد قال طرقت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرج وهو مشتمل على شيء وقلت ما هذا فكشفه فإذا حسن
164(1/163)
وحسين على وركيه فقال (هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما) رواه الترمذي وقال حديث حسن
ومناقبه رضي الله عنه كثيرة مشهورة
119 - الحسن بن محمد بن الحنفية مذكور في المختصر في المتعة هو أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم القرشي الهاشمي المدني التابعي سمع سلمة بن الأكوع وجابر بن عبد الله الصحابيين وسمع أباه وغيره من التابعين روى عنه عمرو بن دينار والزهري وآخرون واتفقوا على توثيقه
روى له البخاري ومسلم توفي سنة مائة او تسع وتسعين رحمه الله
120 - الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني البغدادي أبو علي صاحب الشافعي رضي الله عنه أحد رواة كتبه القديمة قال صاحب الحاوي في وقت صلاة المغرب الزعفراني أثبت رواة القديم وكذا قاله غيره ودرب الزعفراني الذي ببغداد منسوب اليه وفيه مسجد الشافعي رضي الله عنه
وكان الشيخ أبو إسحاق صاحب التنبيه يدرس فيه ذكره في طبقاته سمع الزعفراني ابن عيينة وابن علية ووكيعا وعبد الوهاب بن عطاء وعبد الوهاب الثقفي والشافعي وعفان بن مسلم وآخرين
روى عنه البخاري وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وقاسم بن زكريا وزكريا بن يحيى الساجي وابن خزيمة والبغوي وابن صاعد والحسين المحاملي وآخرون
روينا عن الزعفراني قال لما قرأت كتابه الرسالة على الشافعي قال لي من أي العرب انت قلت ما أنا من العرب وما أنا الا من قرية يقال لها الزعفرانية قال أنت سيد هذه القرية قال النسائي هو ثقة وقال ابن المنادى هو احد الثقات
وقال الساجي سمعت الزعفراني يقول قدم علينا الشافعي رحمه الله فاجتمعنا فقال التمسوا من يقرأ لكم فلم يحسن غيري وما كان في وجهي شعرة وأني لأعجب من انطلاق لساني وجسارتي بين يديه فقرأت الكتب كلها الا كتابين قرأهما هو المناسك والصلاة
وروى البيهقي عن القاضي ابي حامد المروزي من أصحابنا قال كان الزعفراني من اهل اللغة توفي الزعفراني في شهررمضان سنة ستين ومائتين
121 - الحسن بن مسلم مذكور في المختصر في عدة الرجعة هو الحسن بن مسلم ابن يناق بمثناة تحت مفتوحة ثم نون ثم ألف ثم قاف المكي سمع طاوسا ومجاهدا وسعيد بن جبير وغيرهم
روى عنه حميد الطويل وعمرو بن مرة والحكم
165(1/164)
وسليمان التيمي وهؤلاء تابعيون وليس هو تابعيا وهذا من رواية الكبار عن الصغار وروى عنه أيضا ابن جريج وغيره من المتأخرين واتفقوا على توثيقه روى له البخاري ومسلم توفي قبل أبيه مسلم وقبل طاوس
122 - الحسن البصري تكرر في المختصر والمهذب هو الإمام المشهور المجمع على جلالته في كل فن أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار التابعي البصري بفتح الباء وكسرها الأنصاري مولاهم مولى زيد بن ثابت وقيل مولى جميل بن قطبة وامه اسمها خيرة مولاة لأم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها
ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قالوا فربما خرجت أمه في شغل فيبكي فتعطيه أم سلمة رضي الله عنها ثديها فيدر عليه فيرون أن تلك الفصاحة والحكم من ذلك
ونشا الحسن بوادي القرى وكان فصيحا رأى طلحة بن عبيد الله وعائشة رضي الله عنها ولم يصح له سماع منها
وقيل أنه لقي علي بن ابي طالب رضي الله عنه ولم يصح وسمع ابن عمر وأنسا وسمرة وأبا بكرة وقيس بن عاصم وجندب بن عبد الله ومعقل بن يسار وعمرو بن تغلب بالمثناة والغين المعجمة وعبد الرحمن بن سمرة وأبا برزة الأسلمي وعمران بن الحصين وعبد الله بن مغفل وأحمر بن جزء وعائد بن عمرو المزني الصحابيين رضي الله عنهم
وسمع خلائق من كبار التابعين
روى عنه خلائق من التابعين وغيرهم
وروينا عن الفضيل بن عياض رحمه الله قال سألت هشام بن حسان كم أدرك الحسن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مائة وثلاثين قلت فابن سيرين قال ثلاثين
وروينا عن الحسن قال غزونا غزوة الى خراسان معنا فيها ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الرجل منهم يصلي بنا ويقرأ الآيات من السورة ثم يركع
قال يحيى بن معين وأبو حاتم وابن أبي خيثمة وغيرهم ولم يصح للحسن سماع من أبي هريرة فقيل ليحيى يجيء في بعض الحديث عن الحسن قال حدثنا أبو هريرة قال ليس بشيء قيل له فسالم الخياط قال سمعت الحسن يقول سمعت أبا هريرة فقال سالم الخياط ليس بشيء وأثنى على ابن المديني وأبو زرعة على مراسيل الحسن
روينا عن مطر الوارق قال كان الحسن كأنما كان في الآخرة فهو يخبر عما رأى وعاين
وقال أبو بردة لم أر من لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بأصحابه من الحسن
وروينا عن الربيع بن انس قال اختلفت الى الحسن عشر سنين او ما شاء الله ما من يوم الا أسمع
166(1/165)
منه ما لم أسمع قبله
وروينا عن محمد بن سعد قال كان الحسن جامعا عالما رفيعا فقيها ثقة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما
وقدم مكة فأجلسوه على سرير واجتمع الناس اليه فيهم طاوس وعطاء ومجاهد وعمرو بن شعيب فحدثهم فقالوا او قال بعضهم لم ير مثل هذا قط
وقال أبو بكر بن عبد الله الحسن أفقه من رأينا ومناقبه كثيرة مشهورة توفي سنة عشر ومائة
ومن حكم الحسن ما ذكره الشافعي رضي الله عنه في المختصر في قول تعالى {وشاورهم في الأمر} 3 آل عمران 159 قال الحسن كان غنيا عن مشاورتهم لكن أراد ان يستن به الحكام بعده
وقال في قوله تعالى {ففهمناها سليمان} 21 الأنبياء 79 الآية لولا هذه الآية لرأيت الحكام هلكوا ولكن أثنى على هذا بصوابه واثنى على هذا باجتهاده
واعلم ان الحسن تكرر في المهذب ولا ينسبه فحيث جاء الحسن مطلقا فيه فهو البصري
123 - الحسين بضم الحاء بن علي بن أبي طالب الهاشمي ابو عبد الله سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنه وهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة وقد سبق جملة من مناقبه في مناقب أخيه الحسن بن علي رضي الله عنهما
ولد الحسين لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة
قال الزبير بن بكار وغيره وقال جعفر بن محمد لم يكن بين الحمل بالحسين وولادة الحسن الا طهر واحد
وروينا في كتاب الترمذي عن يعلى بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط) قال الترمذي حديث حسن وروينا فيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر الى الرأس والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك
قال الترمذي حديث حسن
قال الزبير بن بكار حدثني مصعب قال حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا قالوا وكان الحسين رضي الله عنه فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج والصدقة وأفعال الخير جميعها
قتل رضي الله عنه يوم الجمعة وقيل يوم السبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق وقبره مشهور يزار ويتبرك به وحزن الناس عليه كثيرا وأكثروا فيه المراثي رضي الله عنه
وللحسين رضي الله عنه اولاد علي الأكبر وعلي الأصغر وفاطمة وسكينة رضي الله عنهم
روينا في تاريخ دمشق أن سكينة اسمها اميمة وقيل أمينة
وقيل آمنة قدمت دمشق مع أهلها ثم
167(1/166)
خرجت الى المدينة ويقال عادت إلى دمشق وان قبرها بها والصحيح قول الأكثرين أنها توفيت بالمدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائة
وكانت من سيدات النساء وأهل الجود والفضل رضي الله عنها وعن آبائها
124 - الحسين بن حريث الجدلي مذكور في المهذب في شهادة هلال رمضان كذا وقع في المهذب ابن حريث وهو غلط والصواب ابن الحارث وهو مشهور معروف لا خلاف فيه بين أهل العلم بهذا الفن وهو ابو القاسم الحسين بن الحارث الكوفي التابعي الجدلي من جديلة قيس القبيلة المعروفة سمع ابن عمر والنعمان بن بشير والحارث بن حاطب وغيرهم
روى عنه سعد بن طارق وعطاء بن السائب وشعبة ويحيى بن ابي زيادة وغيرهم
وقد زعم بعض المتأخرين ممن صنف في ألفاظ المهذب بان قول صاحب المهذب الحسين الجدلي جديلة قيس غلط وان صوابه جديلة عبد القيس او الجدلي العبدي فإن النسبة الى عبد القيس لا تكون الا هكذا وهذا الذي قاله هذا الزاعم غلط صريح وجهل فاحش بل الصواب ما قاله صاحب المهذب جديلة قيس وهكذا جاء مصرحا به في جميع روايات هذا الحديث في سنن أبي داود والبيهقي وغيرهما وكذا ذكره أئمة التواريخ وأسماء الرجال كلهم يقولون الجدلي جديلة قيس
قال العلماء في العرب ثلاث قبائل تسمى كل واحدة جديلة إحداها من أسد وهو عبد القيس بن أفصى بالفاء والصاد المهملة ابن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة
والثانية من طيء وهو جديلة بن سبيع بضم السين ابن عمرو
والثالثة جديلة بن قيس عيلان بالعين المهملة وقد ذكر هذه الثالثة أئمة الأنساب أبو عبيدة معمر وابن حبيب والزبير بن بكار ونقله من الأئمة الحفاظ المتقدمين والمتأخرين أبو نصر بن ماكولا وهذا الحسين بن الحارث منسوب الى هذه الثالثة
125 - الحسين بن محمد وهو القاضي حسين من أصحابنا تكرر ذكره في الوسيط والروضة ولا ذكر له في المهذب ويأتي كثيرا معرفا بالقاضي حسين وكثيرا مطلقا القاضي فقط
وهو الإمام أبو علي الحسين بن محمد المروزي ويقال له أيضا المرورذي بالذال المعجمة وتشديد الراء الثانية وتخفيفها وهو من أصحابنا أصحاب الوجوه كبير القدر مرتفع الشأن غواص على المعاني الدقيقة والفروع المستفادة الأنيقة وهو من أجل أصحاب القفال المروزي له التعليق الكبير وما أجزل فوائده واكثر فروعه المستفادة ولكن يقع في نسخه اختلاف وكذلك تعليق الشيخ أبي حامد وللقاضي الفتاوي
168(1/167)
المفيدة وهي مشهورة
وروى الحديث وتفقه عليه جماعات من الأئمة منهم صاحب التتمة والتهذيب وكتابهما في التحقيق مختصر وتهذيب لتعليقه
وقد روينا عن القاضي جملة كثيرة من الأحاديث النبوية قال الرافعي وكان يقال له حبرالأمة قال وسمعت سبطه الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد بن القاضي حسين يقول أتى القاضي رحمه الله رجل فقال حلفت بالطلاق أنه ليس أحد في الفقه او العلم مثلك فأطرق رأسه ساعة وبكى ثم قال هكذا يفعل موت الرجال لا يقع طلاقك
قال القاضي حسين في تعليقه في باب الأذان نقل الإمام احمد البيهقي عن الشافعي رضي الله عنه قولا انه إذا ترك الترجيع في الأذان لا يصح أذانه وفي هذا الكلام فوائد منها فضيلة البيهقي بوصف القاضي له بهذا ومنها تواضع القاضي ومنها معرفة هذا القول الغريب والمذهب الصحيح أن الأذان لا يبطل بتركه ولكن يتأكد المحافظة عليه وقد أوضحته بدلائله في شرح المهذب
واعلم أنه متى أطلق القاضي في كتب متأخري الخراسانيين كالنهاية والتتمة والتهذيب وكتب الغزالي ونحوها فالمراد القاضي حسين ومتى أطلق القاضي في كتب متوسط العراقيين فالمراد القاضي أبو الباقلاني الإمام المالكي في الفروع
ومتى اطلق في كتب المعتزلة او كتب أصحابنا الأصوليين حكاية عن المعتزلة فالمراد به القاضي الجبائي والله اعلم
توفي القاضي حسين رحمه الله بعد صلاة العشاء ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من المحرم سنة اثنتين وستين واربعمائة
ومن غرائب القاضي حسين ما حكيته عنه في آخر باب ما يفسد الصلاة في شرح المهذب أنه قال لو صلى وهو يدافع الأخبثين بحيث يذهب خشوعه لم تصح صلاته وقاله قبله الشيخ أبو زيد المروذي والصحيح المشهور لا تبطل لكن تكره وله غرائب كثيرة ذكرتها في الروضة وشرح المهذب متفرقة رحمه الله
126 - الحكم بن حزن الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في صلاة الجمعة وحزن بفتح الحاء المهملة وإسكان الزاء وهو قليل الحديث لا يعرف له الا الحديث الذي في المهذب وهو حديث حسن
رويناه في سنن أبي داود بإسناد صحيح او حسن عن شعيب بن رزيق قال جلست الى رجل له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الحكم بن حزن الكلفي فقال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة
169(1/168)
فدخلنا فقلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم زرناك فادع الله لنا بخير فأمر بنا او امر لنا بشيء من التمر فأقمنا بها أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا على عصا أو قوس فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال أيها الناس إنكم لن تطيقوا أو لن تفعلوا كل ماأمرتم به ولكن سددوا وأبشروا قال أبو داود ثبتني في شيء منه بعض أصحابنا
ورويناه في مسند أبي يعلى الموصلي بحذف كلام أبي داود رحمه الله
127 - حكيم بفتح الحاء وبالياء ابن حزام بالزاي تكرر في المختصر والمهذب هو أبو خالد حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي المكي أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة وكان شهد بدرا مع المشركين وكان إذا اجتهد في يمينه قال والذي نجاني أن أكون قتيلا يوم بدر ولد قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة على الأشهر وعاش ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام ولا يشاركه في هذا أحدا إلا حسان بن ثابت وقد قدمنا في ترجمة حسان ان المراد بهذا بقولهم ستين سنة في الاسلام أي من حين ظهوره ظهورا فاشيا قالوا ولد حكيم في جوف الكعبة ولا يعرف أحد ولد فيها غيره
واما ما روي ان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد فيها فضعيف عند العلماء
توفي حكيم بالمدينة سنة أربع وخمسين
روى عنه سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبد الله بن الحارث وموسى بن طلحة وابنه حزام بن حكيم وصفوان بن محمد والمطلب بن حنطب ويوسف بن ماهك بفتح الهاء ومحمد بن سيرين وكان حكيم من أشراف قريش ووجوهها في الجاهلية والإسلام وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين مائة بعير ولم يصنع من المعروف شيئا في الجاهلية الا صنع في الإسلام مثله وكانت دار الندوة له فباعها لمعاوية بمائة ألف درهم فقيل له بعت مكرمة قريش فقال ذهبت المكارم الا بالتقوى وتصدق بثمنها
قالوا وحج في الإسلام ومعه مائة بدنة قد جللها بالحبرة أهداها ووقف بمائة وصيف معهم أطواق الفضة منقوش فيها عتقاء الله عن حكيم بن حزام وأهدى ألف شاة وكان جوادا
وحكيم ابن اخي خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها وابن عم الزبير بن العوام بن خويلد وأوصى إلى عبد الله بن الزبير وله مناقب كثيرة
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام قال قلت يا رسول الله رأيت أشياء أتحنث بها في الجاهلية من صدقة وعتاقة وصلة رحم فهل لي فيها من أجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت من خير قال قلت فوالله لا أدع شيئا صنعته في
170(1/169)
الجاهلية الا صنعت في الاسلام مثله التحنث التبرر ومعناه دفع الحنث وروينا في صحيحيهما عن حكيم قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن اخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا وكان ابو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيابى أن يقبل منه شيئا ثم دعاه عمر ليعطيه فأبى ان يقبله فقال يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذ فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى توفي رضي الله عنه
128 - حكيم بن معاوية والد بهز بن حكيم تكرر في زكاة المهذب هو أبو بهز حكيم بن معاوية بن الحيدة القشيري البصري التابعي ثقة معروف روى عنه ابنه بهز والحريري
129 - حماد مذكور في المهذب في باب الأذان أظنه حماد بن زيد وهو الامام البارع المجمع على جلالته أبو إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي البصري مولى آل جرير بن حازم سمع ثابتا البناني ومحمد بن سيرين وعمرو بن دينار وخلائق من التابعين وغيرهم
روى عنه جماعات من أعلام الأئمة منهم الثوري وابن عيينة وابن المبارك وابن مهدي ويحيى القطان ووكيع ويزيد بن هارون وخلائق
روينا عن عبد الرحمن بن مهدي قال أئمة الناس في زمانهم أربعة الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام وحماد بن زيد بالبصرة
وقال عبيد الله بن الحسن إنما هما الحمادان فإذا طلبتم العلم فاطلبوه من الحمادين يعني ابن زيد وابن سلمة
وقال يحيى بن معين ليس أحد أتقن من حماد بن زيد
وقال يحيى بن يحيى ما رأيت أحدا من الشيوخ أحفظ من حاد بن زيد
وقال ابن مهدي ما رأيت أعلم من حماد بن زيد
وقال حماد جالست أيوب عشرين سنة
ولد حماد سنة ثمان وتسعين وتوفي في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة بالبصرة وقد ذكر ابن أبي حاتم جملة صالحة من مناقبه رضي الله عنه
130 - حماس والد عمرو بن حماس مذكور في المختصر في أول زكاة
171(1/170)
التجارة قال البخاري هو ابو عمر حماس بن عمرو الليثي المدني التابعي سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
روى عنه ابنه أبو عمرو وستأتي ترجمة ابنه إن شاء الله تعالى وحماس بكسر الحاء المهملة وتخفيف الميم وبالسين المهملة وهو من الأسماء المفردة
ذكر البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما في الأفراد
131 - حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه تكرر ذكره يقال له أسد الرحمن وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمه وأخوه من الرضاعة كنيته أبو عمارة كني بابن له يقال له عمارة من امرأة من بني النجار
وقيل كنيته أبو يعلى كني بابنه يعلى ولم يعقب حمزة وأمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة وهي بنت عم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام رضي الله عنهم
وكان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين
وقيل بأربع وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة
أسلم حمزة في السنة الثانية من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر الى المدينة وشهد بدرا وبارز وأبلى فيها بلاء عظيما وقاتل بسيفين قال ابو الحسن المدائني أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب حين بعثه في سرية الى سيف البحر بكسر السين من أرض جهينة وخالفه بن إسحاق فقال اول لواء عقده لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب
استشهد يوم أحد في نصف شوال من السنة الثالثة من الهجرة بعد ان قتل أحدا وثلاثين من الكفار ودفن عند أحد في موضعه وقبره مشهور يزار ويتبرك به
وحزن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم
132 - حمزة بن عمرو الأسلمي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر والمهذب في الصيام
هو أبو صالح وقيل أبو محمد حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث ابن الأعرج بن سعد بن رزاح براء مفتوحة ثم زاي وبالحاء المهملة ابن عدي بن سهل
وقيل سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة احاديث
روى مسلم في صحيحه حديثا
روت عنه عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وابنه محمد وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار وغيرهم
توفي سنة إحدى وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة وقيل ابن ثمانين وكان يصوم الدهر ثبت هذا في صحيح مسلم
أخبرنا أبو إسحاق الواسطي أنبأ الفراوي أنبأ الفارسي انبأ الجلودي أنبأ ابن سفيان أنبأ او ثنا مسلم ثنا أبو الربيع ثنا حماد ثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان حمزة بن عمرو سأل النبي صلى الله عليه وسلم
172(1/171)
فقال يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر قال (صم إن شئت وافطر ان شئت)
وروى البخاري في تاريخه بإسناده عن محمد بن حمزة هذا عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فتفرقنا في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم وان أصابعي لتنير وروي بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم كناه أبا صالح
133 - حمل بن النابغة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في دية الجنين هو بفتح الحاء المهملة والميم
وهو أبو نضلة حمل بن مالك بن النابغة بن جابر بن ربيعة ابن كعب بن الحارث بن كبير بالباء الموحدة ابن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر الهذلي
نزل البصرة وكان له بها دار
ذكره مسلم بن الحجاج فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة وعده غيره من البصريين والله أعلم
134 - حميد بن تيرويه ويقال تير بكسر المثناة فوق الطويل مذكور في المختصر في باب بيع ثمر الحائط
هو أبو عبيدة وقيل او عبيد حميد بن أبي حميد واسم أبي حميد تيرويه وقيل تير وقيل ذاذويه وقيل طرخان وقيل مهران ويقال عبد الرحمن ويقال داود وهو تابعي بصري
سمع أنس بن مالك وسمع جماعات من التابعين روى عنه يحيى الأنصاري التابعي وعبيد الله العمري ومالك والثوري وابن عيينة وشعبة وهشيم الحمادان وابن المبارك وابن علية ويحيى القطان وخلائق
قيل إنه كان قصيرا طويل اليدين فقيل حميد الطويل قيل كان يقف عند الميت فتصل إحدى يديه رأسه والأخرى رجليه
قال البخاري قال الأصمعي رأيت حميدا لم يكن طويلا لكن طويل اليدين وهو مولى طلحة الطلحات الخزاعي
وقيل كان في جيرانه رجل يقال له حميد القصير فقيل له حميد الطويل ليتميز مات سنة ثلاث وأربعين ومائة
135 - حميد بن قيس مذكور في المختصر هو أبو صفوان حميد بن قيس الأسدي مولاهم المكي الأعرج روى عن طاوس وعطاء ومجاهد وعمر بن عبد العزيز والزهري وغيرهم
روى عنه جعفر الصادق ومالك والسفيانان وآخرون وهو من الثقات المشهورين روى له البخاري ومسلم ومن العباد والقراء وكان اهل مكة يجتمعون على قراءته
قال سفيان كان حميد أفرضهم واحسبهم يعني أهل مكة قال ولم يكن بمكة أقرأ منه ولا من عبد الله بن كثير
173(1/172)
136 - حنظلة بن الراهب الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر والمهذب في كتاب السير وفي جنائز المهذب أيضا هو حنظلة بن أبي عامر واسم أبي عامر بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة وقيل اسم أبي عامر عبد بن عمرو الأنصاري الأوسي المدني وكان أبو عامر يعرف في الجاهلية بالراهب وكان هو وعبد الله بن أبي بن سلول منافقين فعبد الله يبطن النفاق وأبو عامر يظهره
ومات أبو عامر كافرا سنة تسع وقيل سنة عشر من الهجرة
وأما حنظلة فهو من سادات الصحابة وفضلائهم وهو المعروف بغسيل الملائكة وإنما قيل له ذلك لما اشتهر في كتب التواريخ والمغازي أنه حين استشهد بأحد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما شأن حنظلة إنه غسلته الملائكة فسألوا امرأته فقالت سمع الهيعة وهو جنب فلم يتأخر للاغتسال
استشهد يوم احد نصف شوال سنة ثلاث من الهجرة رضي الله عنه
137 - حنظلة المذكور في المهذب في كتاب الصيام في مسألة الغلط بالفطر قبل غروب الشمس هو حنظلة بن قيس بن عمرو بن حصين بن خلدة بن مخلد بضم الميم وتشديد اللام ابن زريق بتقديم الزاي الأنصاري الزرقي المدني التابعي
روى عن عمر بن الخطاب وعثمان وابن الزبير وأبي هريرة ورافع بن خديج رضي الله عنهم
روى عنه يحيى الأنصاري والزهري وربيعة وغيرهم وهو ثقة روى له البخاري ومسلم وكان ذا حزم
138 - حويصة أخو محيصة مذكوران في القسامة من المختصر والمهذب ويجوز فيها تشديد الياء مكسورة ويجوز تخفيفها ساكنة والأشهر التشديد وهو أبو سعيد حويصة ابن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي المدني الصحابي رضي الله عنه شهد هو وأخوه محيصة أحدا والخندق وسائر المشاهد بعدهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى عنه محمد بن سهل بن أبي حثمة وحرام بن سعد وكان حويصة أسن من محيصة وأسلم محيصة قبله وأسلم حويصة على يد محيصة رضي الله عنهما وقصتهما مشهورة
139 - حيي بن أخطب اليهودي مذكور في أواخر الهدنة من المهذب هو والد صفية ام المؤمنين رضي الله عنها وهو بضم الحاء على المشهور وحكي كسرها وكان من رؤساء اليهود لعنهم الله
174(1/173)
حرف الخاء المعجمة
140 - خارجة بن زيد أحد الفقهاء السبعة مذكور في المهذب في مسألة خبار الأمة بالعتق هو أبو زيد خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري المدني التابعي أدرك عثمان وسمع أباه زيدا وعمه يزيد وأم العلاء الأنصارية روى عنه سالم بن عبد الله والزهري ويزيد بن عبد الله بن قسيط وأبو الزناد وآخرون وكان إماما بارعا في العلم واتفقوا على توثيقه وجلالته وهو احد فقهاء المدينة السبعة سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار وفي السابع ثلاثة أقوال فقيل سالم بن عبد الله بن عمر وقيل أبو سلمة بن عبد الرحمن وقيل أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعلى هذا جمعهم الشاعر في بيت فقال شعر
(ألا كل من لا يقتدى بأئمة فقسمته .......... ضزى عن الحق خارجة)
(فخذهم عبيد الله عروة قاسم .......... سعيدا أبو بكر سليمان خارجة)
توفي بالمدينة سنة مائة وهو ابن سبعين سنة
141 - خالد بن رباح بفتح الباء مذكور في المختصر هو أبو الفضل خالد بن رباح الهذلي البصري سمع عكرمة والحسن وغيرهما روى عنه وكيع وإسرائيل ويزيد بن هارون وغيرهم واتفقوا على توثيقه
142 - خالد بن الوليد الصحابي رضي الله عنه مذكور في أطعمة المهذب والطلاق والسير وحد الخمر وصلاة الخوف من الوسيط وغيرهما هو أبو سليمان وقيل أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي المخزومي سيف الله
أمه لبابة الصغرى بنت الحارث أخت ميمونة ام المؤمنين رضي الله عنها ولبابة الكبرى امرأة العباس أسلم بعد الحديبية وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة وشهد غزوة مؤتة وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ سيف اله وشهد خيبر وفتح مكة وحنينا
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديث
روى عنه ابن عباس وجابر والمقدام بن معدي كرب وأبو أمامة بن سهل الصحابيون رضي الله عنهم
وروى عنه
175(1/174)
من التابعين قيس بن أبي حازم وأبو وائل وغيرهما وكان من المشهورين بالشجاعة والشرف والرياسة ثبت في صحيح البخاري عنه قال لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما ثبت في يدي الا صفيحة يمانية
قال الزبير بن بكار وغيره كان خالد هو المقدم على خيول قريش في الجاهلية ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنة الخيل فيكون في مقدمتها وشهد فتح مكة فأبلى فيها وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى فهدمها وكانت بيتا عظيما لمضر تبجله ولا يصح له مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر صاحب دومة فأسره وأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية ورده إلى بلده وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر الى بني الحارث بن كعب بن مذحج فقدم معه رجال منهم فأسلموا ورجعوا الى قومهم
وأمره أبو بكر الصديق رضي الله عنه على قتال مسيلمة الكذاب والمرتدين باليمامة وكان له في قتالهم الأثر العظيم وله الآثار العظيمة المشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق افتتح دمشق وكان في قلنسوته شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصر به ويتبرك به فلا يزال منصورا ولما حضرت خالدا الوفاة قال لقد شهدت مائة زحف او نحوها وما في بدني موضع شهير الا وفيه ضربة او طعنة او رمية وها أنا اموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء وما لي من عملي أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترس بها وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة احدى وعشرين وكانت وفاته بحمص وقبره مشهور على نحو ميل من حمص
وقيل توفي بالمدينة قاله أبو زرعة الدمشقي عن دحيم والصحيح الأول
وحزن عليه عمر والمسلمون حزنا شديدا ولما حضرته الوفاة حبس فرسه وسلاحه في سبيل الله
وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن خالدا احتبس أدراعه واعتده في سبيل الله) وفضائله كثيرة مشهورة رضي الله عنه
143 - خباب بن الأرت بالتاء المثناة فوق المشددة الصحابي رضي الله عنه تكرر هو أبو عبد الله وقيل أبو محمد وقيل أبو يحيى خباب بن الأرت بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ابن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو عربي لحقه سباء في الجاهلية فبيع بمكة وقيل هو حليف بني زهرة وقيل هو مولى أم انمار بنت سباع الخزاعية وهي من حلفاء بني زهرة بن كلاب بن مرة فهو تميمي النسب خزاعي الولاء زهري الحلف
176(1/175)
وكان خباب من السابقين الى الاسلام وممن تعذب في الله تعالى وكان سادس ستة في الاسلام
قال مجاهد أول من أظهر اسلامه من الصحابة أبو بكر وخباب وصهيب وبلال وعمار وسمية ام عمار فكان أبو بكر رضي الله عنه يمنع عنه قومه وأما الآخرون فكانوا يعذبونهم وقال الشعبي إن خبابا صبر ولم يعط الكفار ما سألوه فجعلوا يلزقون ظهره بالرضف حتى ذهب لحم ظهره قال وسأله عمر رضي الله عنه عما لقي من المشركين فقال يا أمير المؤمنين أنظر الى ظهري فنظر فقال ما رأيت كاليوم ظهر رجل قال خباب لقد اوقدت نار وسحبت عليها فما اطفأها الا ودك ظهري
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا واحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وثلاثون حديثا اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بحديث
روى عنه ابنه عبد الله وقيس بن أبي حازم وأبو نوفل ومسروق وأبو ميسرة والشعبي وآخرون ومرض خباب مرضا شديدا طويلا توفي منه بالكوفة سنة سبع وثلاثين في خلافة علي رضي الله عنه وقبره أول قبر دفن بظاهر الكوفة وكان اوصى بذلك وكان الناس إنما يدفنون على أبواب بيوتهم ثم دفنوا بظاهر الكوفة حين أوصى خباب بذلك ولما رأى علي كرم الله وجهه قبره قال رحم الله خبابا أسلم راعيا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسمه ولن يضيع الله اجر من أحسن عملا
وكان عمره ثلاثا وسبعين سنة وقال بعضهم توفي سنة تسع عشرة وغلطوه
144 - خذام والد خنساء بنت خذام مذكور في نكاح المهذب هو أبو وديعة خذام بن وديعة وقيل ابن خالد الأنصاري الأوسي المدني الصحابي
وخذام بخاء مكسورة وذال معجمتين
145 - خريم بن فاتك الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الشهادة بالزور هو ابو يحيى وقيل أبو أيمن خريم بضم الخاء وفتح الراء ابن فاتك بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب بضم القاف ابن عمرو بن أسد بن خزيمة الأسدي شهد هو وأخوه سبرة بدرا وقيل لم يشهدها والصحيح الأول وبه قال البخاري والأكثرون وهو معدود في الشاميين وقيل في الكوفيين نزل الرقة روى عنه ابنه أيمن والمعرور بن سويد والربيع بن عميلة بضم العين وآخرون
146 - خزيمة بن ثابت الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب في أول
177(1/176)
باب الاحرام بالحج وفي عشرة النساء والشهادات هو ابو عمارة خزيمة بن ثابت بن عمارة بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الخطمي المدني وسمي خطمة لأنه ضرب رجلا على خطمه شهد خزيمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وما بعدها من المشاهد وكان خزيمة وعمير بن عدي يكسران أصنام بني خطمة وكانت راية بني خطمة بيده يوم فتح مكة وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين ولم يقاتل فيهما فلما قتل ابن ياسر بصفين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (تقتل عمارا الفئة الباغية) فسل سيفه وقاتل حتى قتل وكانت صفين سنة سبع وثلاثين
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثون حديثا
روى عنه ابنه عمارة وآخرون
ومن أجل مناقبه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته كشهادة رجلين فكان يسمى ذا الشهادتين روينا في صحيح البخاري عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بن ثابت شهادة رجلين
147 - الخضر صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في باب التعزية هو بفتح الخاء وكسر الضاد ويجوز إسكان الضاد مع كسر الخاء وفتحها كما في نظائره
والخضر لقب قالوا واسمه بليا بموحدة مفتوحة ثم لام ساكنة ثم مثناة تحت ابن ملكان بفتح الميم واسكان اللام وقيل كليمان
قال ابن قتيبة في المعارف قال وهب بن منبه اسم الخضر بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ من أرفخشد بن سام بن نوح قالوا وكان أبوه من الملوك واختلفوا في سبب تلقيبه بالخضر فقال الأكثرون لأنه جلس على فروة بيضاء فصارت خضراء والفروة وجه الارض وقيل الهشيم من النبات وقيل لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله والصواب الأول
فقد روينا في صحيح البخاري عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة فإذا هي تهتز من خلفه خضراء) فهذا نص صحيح صريح
وكنية الخضر أبو العباس وهو صاحب موسى النبي صلى الله عليه وسلم الذي سأل السبيل الى لقيه وقد أثنى الله تعالى عليه في كتابه بقوله تعالى {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} 18 الكهف 65 فأخبر الله عنه في باقي الآيات بتلك الأعجوبات وموسى الذي صحبه هو موسى بني اسرائيل كليم الله تعالى كما جاء به الحديث المشهور في صحيحي البخاري ومسلم وهو مشتمل على عجائب من امرهما واختلفوا في حياة الخضر ونبوته فقال الأكثرون من العلماء هو حي موجود بين أظهرنا وذلك
178(1/177)
متفق عليه عند الصوفية واهل الصلاح والمعرفة وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من ان تحصر وأشهر من ان تذكر
قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه هو حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك قال وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين
قال وهو نبي واختلفوا في كونه مرسلا وكذا قاله بهذه الحروف غير الشيخ من المتقدمين
وقال أبو القاسم القشيري في رسالته في باب الأولياء لم يكن الخضر نبيا وإنما كان وليا
وقال أقضى القضاة الماوردي في تفسيره قيل هو ولي وقيل هو نبي وقيل إنه من الملائكة وهذا الثالث غريب ضعيف أو باطل
وفي آخر صحيح مسلم في احاديث الدجال انه يقتل رجلا ثم يحيا قال ابراهيم بن سفيان صاحب مسلم يقال إن ذلك الرجل هو الخضر وكذا قال معمر في مسنده انه يقال أنه الخضر
وذكر أبو إسحاق الثعلبي المفسر اختلافا في ان الخضر كان في زمن إبراهيم الخليل عليه السلام أم بعده بقليل أم بعده بكثير قال والخضر على جميع الأقوال نبي معمر محجوب عن الأبصار قال وقيل إنه لا يموت الافي آخر الزمان عند رفع القرآن
148 - خلاس بن عمرو مذكور في المهذب في باب تضمن الأجير في المسابقة ثم في اول القذف
هو بكسر الخاء المعجمة وبالتخفيف وآخره سين مهملة وهو خلاس بن عمرو الهجري البصري التابعي
سمع عمار بن ياسر وابن عباس وعائشة وروى عن علي ابن أبي طالب وأبي هريرة رضي الله عنهم روى عنه مالك بن دينار وقتادة وعوف الأعرابي وغيرهم وهو ثقة قالوا وروايته عن علي من كتاب لا سماع
149 - الخليل بن احمد إمام العربية مذكور في الروضة في باب الاعتكاف هو إمام العربية أبو عبد الرحمن البصري الخليل بن احمد الأزدي الفراهيدي والفراهد بفتح الفاء وكسر الهاء وبدال مهملة هذا هو الصواب
وقال السمعاني هو بذال معجمة وهو تصحيف بلا شك
وكتب العلماء من الطوائف متظاهرة متطابقة على انه بالمهملة
قال الجوهري في صحاحه وكان يونس يقول فرهودي والفراهيد بطن من الأزد قال ابن أبي حاتم روى الخليل عن عثمان بن حاضر عن ابن عباس
وعن أيوب السختياني روى عنه النضر بن شميل والأصمعي وعلي بن نصر ووهب بن جرير
قال ابن قتيبة في المعارف كان الخليل ذكيا لطيفا فطنا واتفق العلماء على جلالته وفضائله وتقدمه في علوم العربية من النحو واللغة والتصريف والعروض وهو السابق الى ذلك
179(1/178)
المرجوع فيه إليه وهو شيخ سيبويه إمام اهل العربية وكان الخليل ورعا قال اهل التواريخ والأنساب لم يسم أحد بعد نبينا صلى الله عليه وسلم أحمد قبل أبي الخليل هذا
واعلم ان في العلماء والرواة ستة يسمى كل واحد منهم الخليل بن احمد قد اوضحتهم في علوم الحديث اولهم عبد الرحمن هذا وكان الخليل زاهدا متقللا من الدنيا منقطعا إلى العلم توفي بالبصرة سنة سبعين ومائة وهو ابن أربع وسبعين وصنف كتبا وبعض العلماء ينسبون كتاب العين اليه وبعضهم ينكر ذلك ويقول كانت مقطعات جمعها الليث بن المظفر بن نصر بن يسار صاحب الخليل وزاد فيها ونقص ونسبها الى الخليل وهو بريء منها واتفقوا على كثرة الأغاليط في كتاب العين وكثيرا مما ينقل الأزهري في تهذيب اللغة عن العين من الأغاليط ويقول هذا من عدد الليث وسأذكر جملا من ذلك في قسم اللغات إن شاء الله تعالى
150 - خوات بن جبير الصحابي مذكور في الوسيط في صلاة الخوف وهو بفتح الخاء المعجمة وتشديد الواو وهو خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرىء القيس وهو البرك بضم الموحدة وفتح الراء المهملة ابن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي وكنيته أبو عبد الله
وقيل أبو صالح قلت ويحتمل انهما كنيتان له كما لغيره كنيتان بل كنى وهو احد فرسان رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بدرا هو واخوه عبد الله بن جبير في قول بعضهم وقال موسى بن عقبة إنه رجع من الصفراء لمرض او جرح أصابه فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجزه وكذلك قال الحفاظ ابن مندة وأبو نعيم الاصبهانيان وأبو عمر بن عبد البر النمري الشاطبي لا القرطبي كما ظنه ابن الأثير في معرفة الصحابة وكذا قاله أيضا من أصحاب السير والمغازي محمد بن إسحاق بن يسار والكلبي وهو صاحب ذات النحيين وهي امرأة من بني تيم الله
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف وما أسكر كثيره فقليله حرام
وتوفي بالمدينة سنة أربعين وعمره أربع وتسعون سنة مائة الا ست سنين قاله ابن منده وأبو نعيم الأصبهانيان وأبوعمر بن عبد البر رحمهم الله تعالى
حرف الدال المهملة
151 - داذويه الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الباب الثاني من كتاب الأقضية وهو بدال مهملة في اوله بلا خلاف وبعد الألف ذال معجمة عند
180(1/179)
الجمهور وقيل مهملة ولم يذكر القلعي غيره والصواب الأول
وهي مفتوحة ثم واو مفتوحة ثم مثناة تحت ساكنة وداذويه هذا صحابي صالح وهو احد الثلاثة الذين قتلوا الأسود العنسي الكذاب وهم داذويه وفيروز الديلمي وقيس بن مكشوح وقتلوه بصنعاء اليمن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
152 - دانيال النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في اواخر باب أدب القاضي وذكر صاحب كتاب العين انه يقال فيه أيضا دانيا بحذف اللام والمشهور الأول وهو ممن أتاه الله عز وجل الحكمة والنبوة وكان في أيام بخت نصر
قال أهل التواريخ أسره بخت نصر مع من أسره من بني اسرائيل وحبسهم ثم رأى بخت نصر رؤيا أفزعته وعجر الناس عن تفسيرها ففسرها دانيال فأعجبه وأكرمه قالوا وقبره بنهر السوس والله أعلم
153 - داود النبي صلى الله عليه وسلم تكرر في المختصر وفي المهذب في صلاة التطوع ومواضع كثيرة هو أبو سليمان داود بن إيشا بهمزة مكسورة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم شين معجمة قال أبو إسحاق الثعلبي في كتابه العرائس هو داود بن إيشيا بن عويد بن ياعز بن سلمون بن نحشون بن عمى نادب بن رام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام
وقد تظاهرت الآيات والأحاديث الصحيحة على عظم فضل الله تعالى عليه قال الله تعالى {ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين} 27 النمل 15 وقال تعالى {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم} 21 الأنبياء 78 الآيات
وقال تعالى {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد} 34 سبأ 10 الآية
وقال تعالى {فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} 3826 الآية
وقال تعالى {وآتينا داود زبورا} 4 النساء 163 وقال تعالى {ومن ذريته داود وسليمان} 6 الأنعام 84 الآيات
وقال تعالى {وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء} 2 البقرة 251 وقال تعالى {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} 38 ص 17
وروينا في صحيحي البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الصيام الى الله صيام داود وأحب الصلاة الى الله
181(1/180)
صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر اذا لاقى) وفي رواية في الصحيحين كان يصوم نصف الدهر وفي رواية في الصحيحين صم صيام داود فإنه كان أعبد الناس وروينا في صحيحيهما عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو رأيتني وانا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود) ليس في رواية البخاري لو رأيتني وانا أستمع لقراءتك البارحة وروينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لقد خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه ان تسرج فيقرأ قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل الا من عمل يده) المراد بالقرآن الزبور
وفي صحيح البخاري عن المقدام ابن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من ان يأكل من عمل يده وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) وروينا في كتاب الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان من دعاء داود اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب الي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد) قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود قال كان أعبد البشر قال الترمذي هذا حديث حسن
وروينا في حلية الأولياء عن الفضل بن عياض رضي الله عنه قال قال داود إلهي كن لابني سليمان كما كنت لي فأوحى الله تعالى اليه يا داود قل لابنك سليمان يكون لي كما كنت لي حتى اكون له كما كنت لك
قال الثعلبي قال العلماء لما استشهد طالوت أعطت بنو إسرائيل داود خزائن طالوت وملكوه على أنفسهم وذلك بعد قتل جالوت بسبع سنين ولم يجتمع بنو إسرائيل على ملك الا داود قال وقال كعب ووهب بن منبه كان داود أحمر الوجه سبط الرأس أبيض الجسم طويل اللحية فيها جعودة حسن الصوت والخلق طاهر القلب قال ومما أعطاه الله تعالى من الفضائل الزبور وحسن الصوت فلم يعط احدا مثل صوته وحكي من آثار صوته أشياء عجيبة منها تسخير الجبال والطير للتسبيح معه
ومنها الحكمة وفصل الخطاب فالحكمة الإصابة في الأمور وفصل الخطاب قيل معرفة الأحكام واتقانها وتسهيلها
وقيل بيان الكلام وقيل قوله اما بعد وقيل الشهود والايمان
ومنها السلسلة المشهورة
ومنها القوة في العبادة والمجاهدة
ومنها قوة الملك وتمكينه
ومنها قوة بدنه
ومنها إلانة الحديد له قال قال اهل التواريخ كان عمر داود عليه السلام مائة سنة مدة ملكه منها أربعون سنة صلى الله عليه وسلم
182(1/181)
154 - داود بن الحصين مذكور في المهذب في بيع العرايا خمسة أوسق او دونها
وحديثه هذا في الصحيحين هو أبو سليمان داود بن الحصين المدني الأموي مولى عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه روى عن عكرمة والأعرج وغيرهما روى عنه محمدبن إسحاق ومالك وآخرون وثقة يحيى بن معين وغيره وضعفه أبو حاتم
وقد روى له البخاري توفي سنة خمس وثلاثين ومائة وهو ابن ست وسبعين سنة
155 - داود بن شابور بالشين المعجمة مذكور في المختصر في صوم عرفة وعاشوراء
هو أبو سليمان داود بن شابور المكي سمع عطاء ومجاهدا وشهر بن حوشب وعمرو بن شعيب
روى عنه ابن عيينة وداود بن عبد الرحمن العطار
قال يحيى بن معين هو ثقة
156 - داود بن صالح التمار المدني الأنصاري مولاهم مذكور في المختصر في باب الشعير
روى عن سالم بن عبد الله والقاسم بن محمد وغيرهما
روى عنه هشام بن عروة وابن جريج والداراوردي
قال احمد بن حنبل لا أعلم به بأسا
157 - داود بن علي بن خلف الأصبهاني ثم البغدادي إمام أهل الظاهر أبو سليمان تكرر في الوسيط والروضة
قال الشيخ أبو إسحاق في طبقاته أصله من أصبهان ومولده بالكوفة ونشأ ببغداد ولد سنة ثنتين ومائتين وتوفي ببغداد سنة سبعين ومائتين في ذي القعدة
وقيل في شهررمضان ودفن بالشونيزية أخذ العلم عن إسحاق بن راهويه وأبي ثور وكان زاهدا متقللا
قال ثعلب كان عقل داود أكثر من علمه
قيل انه كان يحضر مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر وكان من المحبين للشافعي صنف كتابين في فضائله والثناء عليه وانتهت اليه رياسة العلم ببغداد هذا كلام الشيخ أبي اسحاق وفضائل داود وزهده وورعه ومتابعته للسنة مشهورة
واختلف العلماء هلى يعتبر قوله في الاجماع فقال الاستاذ أبو إسحاق الاسفراييني اختلف أهل الحق في نفاة القياس
يعني داود وشبهه فقال الجمهور إنهم لا يبلغون رتبة الاجتهاد ولا يجوز تقليدهم القضاء وهذا ينفي الاعتداد به في الاجماع
ونقل الاستاذ أبو منصور البغدادي من أصحابنا عن أبي علي بن أبي هريرة وطائفة من الشافعيين إنه لا اعتبار بخلاف داود وسائر نقاة القياس في الفروع ويعتبر خلافهم في الأصول
وقال امام الحرمين الذي ذهب اليه أهل التحقيق أن منكري القياس لا
183(1/182)
يعدون من علماء الأمة وحملة الشريعة لأنهم معاندون مباهتون فيما ثبت استفاضة وتواترا ولأن معظم الشريعة صادرة عن الاجتهاد ولا تفي النصوص بعشر معشارها وهؤلاء ملتحقون بالعوام
وذكر إمام الحرمين أيضا في النهاية في كتاب الكفارات قول داود ان الرقبة المعيبة تجزىء في الكفارة وأن الشافعي رضي الله عنه نقل الاجماع أنها لا تجزىء ثم قال وعندي أن الشافعي رحمه الله لو عاصر داود لما عده من العلماء
وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح بعد ان ذكر ما ذكرته او معظمه قال الذي اختاره الأستاذ أبو منصور وذكر انه الصحيح من المذهب أنه يعتبر خلاف داود وقال الشيخ وهذا الذي استقر عليه الأمر آخرا كما هو الأغلب الأعرف من صفو الأئمة المتأخرين الذين أوردوا مذهب داود في مصنفاتهم المشهورة كالشيخ أبي حامد والمحاملي يعني الماوردي والقاضي أبي الطيب وشبههم فلولا اعتدادهم به لما ذكروا مذهبه في مصنفاتهم هذه قال الشيخ والذي أجيب به بعد الاستجازة والاستعانة بالله تعالى أن داود يعتبر قوله ويعتد به في الإجماع الا فيما خالف فيه القياس الجلي وما أجمع عليه القياسيون من أنواعه او بناه على أصوله التي قام الدليل القاطع على بطلانها باتفاق من سواه على خلافه إجماع منعقد وقوله المخالف حينئذ خارج من الإجماع كقوله في التغوط في الماء الراكد وتلك المسائل الشنيعة وقوله لا ربا الا في الستة المنصوص عليها فخلافة في هذا وشبهه غير معتد به لأنه مبني على ما يقطع ببطلانه والاجتهاد على خلاف لدليل القاطع مردود وينتقض حكم الحاكم به
قال الشيخ وهذا الذي اخترته ميل الى ان منصب الاجتهاد يتجزأ ويكون الشخص مجتهدا في نوع دون نوع قال ولا فرق فيما ذكرنا بين زمن داود وما بعده فإن المذاهب لا تموت بموت أصحابها والله عز وجل أعلم
سمع داود الظاهري سليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق والقعنبي ومسددا وطبقتهم ورحل الى نيسابور فسمع إسحاق بن راهويه قال الخطيب والسمعاني وغيرهما وكان زاهدا ورعا ناسكا وفي كتبه حديث كثير لكن الرواية عنه عزيزة
روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن داود وزكريا وآخرون
قال أبو عبد الله لمحاملي رأيت داود يصلي فما رأيت مصليا يشبهه في حسن تواضعه
وروى الخطيب عن أبي عمرو المستملي قال رأيت داود الظاهري يرد على إسحاق بن راهويه ومارأيت أحدا قبله ولا بعده يرد عليه هيبة له
158 - الدجال عدو الله تكرر في هذه الكتب وذكر في التنبيه وغيره في باب
184(1/183)
الإيلاء بفتح الدال وهو المسيح الكذاب سمي دجالا لتمويهه والدجل التمويه والتغطية يقال دجل فلان إذا موه ودجل الحق غطاه بباطله
وحكى ابن فارس عن ثعلب نحو ما ذكرناه وحكى عنه غيره انه سمي دجالا لكذبه وكل كذاب دجال وجمعه دجالون
وفي صحيح مسلم وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون) وسمي مسيحا لأنه يمسح الأرض كلها إلا مكة والمدينة أي يطؤها وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة بالأمر بالاستعاذة من فتنته وانها من أعظم الفتن وانه ما من نبي الا وقد أنذره قومه وانه أعور العين اليمنى وجاء أعور اليسرى
قال العلماء عيناه معينتان إحداهما طافئة بالهمز ذاهبة النور عمياء لا يبصر بها شيئا والثانية طافية بلا همز أي ناتئة حجرا كأنها عنبة طافية لكنه يبصر بها ويمكث في الارض أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامنا ومكتوب بين عينيه ك ف ر وأنه يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة وأن عيسى عليه السلام ينزل من السماء فيقتل الدجال بباب لد البلدة المعروفة بقرب بيت المقدس وكل هذه الألفاظ ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وبعضها في البخاري أيضا والأحاديث الصحيحة فيه كثيرة جدا وكان السلف يستحبون أن يلقن الصبيان أحاديث الدجال ليتحفظوها وتترسخ في نفوسهم ويتوارثها الناس وبالله التوفيق
159 - دحية الكلبي الصحابي رضي الله عنه يقال بكسر الدال وبفتحها لغتان مشهورتان هو دحية بن خليفة بن فضالة بن فروة الكلبي أسلم قديما وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهدة كلها بعد بدر وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى عظيم بصرى ليدفعه الى هرقل وحديثه في الصحيحين
وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورته وكان من أجمل الناس وحكي أنه كان إذا قدم من الشام لم تبق معصر الا خرجت تنظر اليه والمعصر التي بلغت سن المحيض
روى عن النبي عليه السلام ثلاثة أحاديث روى عنه خالد بن يزيد وعبد الله بن شداد والشعبي وغيرهم وشهد اليرموك وسكن المزة القرية المعروفة بجنب دمشق وبقي الى خلافة معاوية رضي الله عنهما
160 - دريد بن الصمة الشاعر الكافر مذكور في المهذب في كتاب السير هو بضم الدال وفتح الراء والصمة بكسر الصاد وتشديد الميم وهو دريد بن الصمة بن الحارث بن معاوية بن جداعة بضم الجيم ابن عزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن من الشعراء المذكورين قتل يوم حنين كافرا
185(1/184)
حرف الذال المعجمة
161 - ذو اليدين الصحابي رضي الله عنه مذكور في كتاب الصلاة في هذه الكتب اسمه الخرباق بن عمرو بخاء معجمة مكسورة وبموحدة وقاف وهو من بني سليم وهو الذي قال يا رسول الله أقصرت الصلاة ام نسيت حين سلم في ركعتين وليس هو ذا الشمالين الذي قتل يوم بدر لأن ذا الشمالين خزاعي قتل يوم بدر وذو اليدين سلمي عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم زمانا حتى روى المتأخرون من التابعين عنه
واستدل العلماء لما ذكرناه بأن أبا هريرة شهد قصة السهو في الصلاة ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينا نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشاء فسلم من ركعتين فقال له ذو اليدين وأشباه هذه الألفاظ المصرحة بأن أبا هريرة حضر القصة وهو مسلم وقد اجتمعوا على ان أبا هريرة إنما أسلم عام خيبر سنة سبع من الهجرة بعد بدر بخمس سنين وكان الزهري يقول إن ذا اليدين هو ذو الشمالين وانه قتل ببدر وان قصته في الصلاة كانت قبل بدر تابعه أصحاب أبي حنيفة على هذا وقالوا كلام الناسي في الصلاة يبطلها وادعوا ان هذا الحديث منسوخ والصواب ماسبق وقد أطنب أعلام المحدثين في إيضاح هذا ومن أحسنهم له إيضاحا الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد في شرح الموطأ ولقد لخصت مقاصد ما ذكره مع ما ذكره غيره في شرح صحيح مسلم وفي شرح المهذب قال ابن عبد البر واتفقوا على ان الزهري غلط في هذه القصة والله أعلم
قال العلماء وإنما قيل له ذو اليدين لأنه كان في يديه طول ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسميه ذا اليدين وكان في يديه طول
وفي رواية أنه بسيط اليدين
186(1/185)
حرف الراء
162 - رافع بن خديج الصحابي رضي الله عنه تكرر
وخديج بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة وهو ابو عبد الله ويقال أبو رافع ويقال أبو خديج رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي المدني استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فرده وأجازه يوم احد فشهد أحدا والخندق واكثر المشاهد قالوا وأصابه سهم يوم أحد فنزعه وبقي نصله الى ان مات
وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا أشهد لك يوم القيامة) وانتقضت جراحته فتوفي منها بالمدينة سنة أربع وسبعين وهو ابن ست وثمانين سنة وكان عريف قومه
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وسبعون حديثا اتفق البخاري ومسلم على خمسة ولمسلم ثلاثة
روى عنه ابن عمر والسائب بن يزيد ومحمود بن لبيد وأسيد بن ظهير الصحابيون
وروى عنه من التابعين عطاء ومجاهد والشعبي وعطاء بن صهيب وابن ابنه عباية بن رفاعة بن رافع ونافع بن جبير وسليمان بن يسار وآخرون
163 - الربيع بن سبرة التابعي رحمه الله مذكور في المختصر في باب المتعة وفي المهذب في اول كتاب الصلاة هو الربيع بن سبرة بن معبد الجهني المدني التابعي روى عن أبيه وعمر بن عبد العزيز وغيرهما روى عنه أبناء عبد الملك وعبد العزيز والزهري وآخرون قال احمد بن عبد الله العجلي هو ثقة وروى له مسلم
164 - الربيع بن سليمان الجيزي صاحب الشافعي رحمه الله ذكره في المهذب في موضع واحد فقط في مسألة دباغ جلد الميتة
روى عن الشافعي أن الشعر يطهر تبعا للجلد والأصح عند الأصحاب أنه لا يطهر وهو رواية أكثر أصحاب الشافعي عنه وذكرته في الروضة في كتاب الشهادات أنه روى عن الشافعي كراهة القراءة في الألحان ولا ذكر له في هذه الكتب الستة في غير هذين الموضعين وهذا الثاني حكاه عنه جماعة من الأصحاب منهم صاحب الشامل وهذا تصريح بغلط من زعم أنه لا ذكر له في المهذب الا في مسألة الشعر ولعله تصحيف المهذب بالمذهب وهو الجيزي بكسر الجيم والزاي منسوب إلى الجيزة موضع معروف بمصر وهو الربيع بن سليمان بن داود الأزدي مولاهم المصري الجيزي الشافعي روى عن الشافعي رحمه
187(1/186)
الله وابن وهب وأبي النضر بن عبد الجبار وعبد الله بن عبدالحكم وأسد بن موسى وآخرين
روى عنه أبو داود السجستاني والنسائي والطحاوي وآخرون قال الخطيب البغدادي كان ثقة توفي في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومائتين
165 - الربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي رحمه الله تكرر في المهذب والوسيط والروضة وهو اكثر أصحاب الشافعي رحمه الله رواية عنه وهو راوية كتبه هو أبو محمد الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم المصري المؤذن صاحب الشافعي وخادمه سمع الشافعي وابن وهب وشعيب بن الليث ويحيى بن حسان وأسد بن موسى وعبد الرحمن بن زياد وأيوب بن سويد الرملي وغيرهم
وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وابن ابي حاتم وأبو داود والنسائي وابن صاعد وابن ماجه وابن زياد والساجي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجاني والطحاوي وخلائق غيرهم
قال عبدالله بن محمد القزويني سمعت الربيع يقول كل محدث حدث بمصر بعد ابن وهب كنت مستمليه قال ابن أبي حاتم هو صدوق قال الخطيب هو ثقة توفي في شوال سنة سبعين ومائتين
واعلم ان الربيع حيث أطلق في كتب المذهب المراد بن المرادي وإذا أرادوا الجيزي قيدوه بالجيزي وقد سبق في ترجمة الجيزي الموضعان اللذان ذكر فيهما ويقال للمرادي راوية الشافعي كان الشافعي تفرس في أصحابه فقال لكل واحد منهم أنت تكون بصفة كذا وقال للمرادي أنت راوية كتبي فكان كما تفرس رضي الله عنه
قال الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي في آخر كتابه مناقب الشافعي الربيع بن سليمان المرادي هو راوي كتب الشافعي الجديدة على الصدق والاتقان فربما فاتته صفحات من كتاب فيقول فيها قال الشافعي أو يرويها عن البويطي عن الشافعي رحمه الله قال وصارت الرواحل تشد إليه من أقطار الأرض لسماع كتب الشافعي قال البويطي الربيع أثبت في الشافعي مني قال البيهقي وحج الربيع سنة أربعين ومائتين واجتمع هو وأبو علي الحسن بن محمد الزعفراني بمكة زادها الله شرفا فقال يا أبا علي أنت بالمشرق وأنا بالمغرب نبث هذا العلم يعني علم الشافعي وكتبه وكان يحب الربيع ويقربه قال وقال الشافعي للربيع لو أستطيع ان اطعمك العلم لأطعمتك
وقال الربيع قال لي الشافعي ما أحبك إلي
وقال يونس بن عبد الأعلى قال الشافعي ماخدمني أحد خدمة الربيع
وقال الربيع قال لي الشافعي رحمه الله
188(1/187)
أجب يا ربيع في المسائل فإنه لا يصيب أحد حتى يخطىء ومناقب الربيع كثيرة مشهورة رحمه الله
166 - ربيعة شيخ مالك تكرر في المختصر هو ابو عثمان ويقال أبو عبد الرحمن ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ القرشي التيمي مولاهم مولى آل المنكدر التيميين المدني يقال له ربيعة الرأي بالهمز لأنه كان يعرف بالرأي والقياس وهو تابعي جليل سمع انس بن مالك والسائب بن يزيد الصحابيين ومحمد بن يحيى بن حبان وابن المسيب والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وسليمان وعطاء ابني يسار ومكحولا وخلائق
روى عنه يحيى الأنصاري ومالك والثوري وشعبة والليث والأوزاعي وابن عيينة وسلمان بن بلال والداروردي وخلائق من الأئمة وغيرهم
قال يحيى بن سعيد ما رأيت أعقل من ربيعة وكان صاحب معضلات أهل المدينة ورئيسهم في الفتيا
وقال القاسم بن محمد لو تمنيت أحدا تلده أمي لتمنيت ربيعة
وقال الحميدي كان ربيعة حافظا وقال مالك ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة
واتفق العلماء من المحدثين وغيرهم على توثيقه وجلالته وعظم مرتبته في العلم والفهم
توفي بالمدينة سنة ست وثلاثين ومائة رضي الله عنه
167 - رجاء بن حيوة مذكور في المختصر في مسح الخف هو أبو المقدام ويقال أبو نصر رجاء بن حيوة بن جندل ويقال جنزل ويقال جرول بن الأحنف بن السمط الكندي الشامي الفلسطيني ويقال الأردني بضم الهمزة والدال وتشديد النون التابعي الإمام روى عن معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت ومعاوية بن أبي سفيان وأبي سعيد الخدري وجابر والمسور وابن عمرو بن العاص وأبي أمامة ومحمود بن الربيع وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وعن خلائق من التابعين
روى عنه جماعات من التابعين منهم الزهري وابن عون والحكم وقتادة وحميد الطويل وابن عجلان وخلائق غيرهم وقال مطر ما رأيت شاميا أفقه من رجاء بن حيوة وقال ابن سعد كان ينزل الأردن وكان ثقة عالما فاضلا كثير العلم قال أبو مسهر كان رجاء من بيسان ثم انتقل الى فلسطين
وقال مسلمة بن عبد الملك في كندة ثلاثة رجال إن الله لينزل الغيث بهم وينصر بهم على الاعداء رجاء بن حيوة وعبادة بن نسىء وعدي بن عدي
وقال مكحول رجاء شيخنا وسيدنا سيد أهل الشام ومناقبه كثيرة مشهورة
قال البخاري قيل لرجاء ما لك لا تأتي السلطان وكان يقعد عنهم فقال يكفيني الذي
189(1/188)
تركتهم له يعني رب العالمين سبحانه وتعالى قالوا وكان رجاء قاضيا وأجمعوا على جلالته وعظم فضله في نفسه وعلمه
وتوفي سنة ثنتي عشرة ومائة رحمه الله
168 - رشيد الثقفي التابعي بضم الراء وفتح الشين مذكور في المهذب في أول باب اجتماع العدتين هو
169 - رفاعة بن رافع الصحابي رضي الله عنهما مذكور في المهذب في مواضع من صفة الصلاة هو أبو معاذ رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق بتقديم الزاي الأنصاري الزرقي المدني
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة وبدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان والمشاهد كلها وأبوه رافع صحابي واختلفوا في شهوده بدرا وشهد العقبتين الأولى والثانية روي لرفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرون حديثا روى البخاري منها ثلاثة
وروى عنه ابنه معاذ ويحيى بن خلاد وعبد الله بن شداد توفي في أول خلافة معاوية وذكره في المهذب في فصل الاعتدال من الركوع وقال فيه رفاعة بن مالك فنسبه الى جده وفي صحيح البخاري في باب شهود الملائكة بدرا عن معاذ بن رفاعة بن رافع وكان رفاعة من أهل بدر وكان رافع من أهل العقبة وكان يقول لابنه ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة فظاهر هذا ان رافعا لم يشهد بدرا
170 - رفاعة القرظي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر والمهذب في الرجعة وهو رفاعة بن سموال بسين مهملة بفتح وتكسر ثم ميم ساكنة وقيل رفاعة بن رفاعة القرظي المدني من بني قريظة خال صفية أم المؤمنين رضي الله عنها لأن امها برة بنت سموال
171 - ركانة بن عبد يزيد الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في الطلاق وفي اليمين وفي المهذب في المسابقة وأول الطلاق وآخر اليمين في الدعاوى لكنه ذكره في الموضعين الأخيرين على الصواب
وقال في المسابقة يزيد بن ركانة وهو غلط لا شك فيه وسأوضحه في النوع الثامن في الأوهام إن شاء الله تعالى وهو
190(1/189)
ركانة بضم الراء وتخفيف الكاف وبالنون وليس في الأسماء ركانة غيره هكذا قاله البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما وهو ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي الحجازي المكي ثم المدني أسلم يوم فتح مكة وكان من أشد الناس وهذا الذي صارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم قال الحافظ عبد الغني المقدسي وهذا أمثل ما روي في مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم فأما ما روى في مصارعته صلى الله عليه وسلم أبا جهل فلا أصل له وله عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث روى عنه ابنه يزيد وابن ابنه علي وأخوه طلحة
توفي بالمدينة في خلافة معاوية رضي الله عنه سنة اثنتين وأربعين وقيل توفي في خلافة عثمان وحديث مصارعته النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في كتابي أبي داود والترمذي في كتاب اللباس لكنه مرسل قال الترمذي ليس اسناده بالقائم
وفي رواته مجهول ولفظه فيهماعن محمد بن علي بن ركانة ان ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي عليه الصلاة والسلام قال ركانة وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس
وركانة هذا هو الذي طلق امراته سهيمة بنت عويمر بالمدينة
172 - رويفع بن ثابت الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أواخر كتاب السير في علف الدواب من الغنيمة هو رويفع بن ثابت بن سكن بن حارثة بن عمرو ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري المصري سكن مصر وأمره معاوية على طرابلس البلدة المعروفة بالمغرب سنة ست وأربعين فغزا منها إفريقية سنة سبع وأربعين وفتحها
توفي ببرقة أميرا عليها وقبره بها وقيل مات بالشام والصحيح الأول
وهو آخر من توفي من الصحابة هناك
روى عنه جماعة من التابعين أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
حرف الزاي
173 - زاهر السرخسي من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الروضة وذكره في الوسيط في أول الخيار في النكاح بالعيب هو أبو علي زاهر بن محمد بن احمد بن عيسى منسوب الى سرخس بسين مهملة ثم راء مفتوحتين ثم خاء معجمة ساكنة ثم سين أخرى هذا هو المشهور في ضبطها
وروينا فيه شعرا
وقيل سرخس بإسكان الراء وفتح الخاء وكان من كبار أئمة أصحابنا في العصر والمرتبة ولكن
191(1/190)
المنقول عنه في المذهب قليل جدا
قال الحاكم أبو عبدالله النيسابوري الحافظ في تاريخ نيسابور هو أبو علي زاهر السرخسي المقريء الفقيه المحدث شيخ عصره بخراسان قرأ القرآن على أبي بكر ابن مجاهد وتفقه على أبي إسحاق المروزي ودرس الأدب على أبي بكر بن الأنباري وغيره
توفي رحمه الله تعالى يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ست وتسعين سنة ومن غرائبه المسالة المذكورة في الوسيط وغيره وهي انه قال يثبت الخيار اذا وجد احد الزوجين الآخر عذيوطا وهو الذي يخرج منه الغائط عند جماعه والمشهور في المذهب أنه لا خيار بهذا
174 - الزبرقان بن بدر الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في قسم الصدقات من المؤلفة هو أبو عياش الزبرقان بكسر الزاء والراء بينهما موحدة ساكنة ابن بدر ابن امرىء القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي
قالوا والزبرقان لقب له واسمه الحصين وإنما قيل له الزبرقان لحسنه والزبرقان في اللغة اسم للقمر هكذا نقله الجوهري وغيره وقال ابن السكيت وحكاه الجوهري وآخرون وإنما قيل له الزبرقان لصفرة عمامته يقال زبرقت الثوب إذا صفرته قالوا وكان يلبس عمامة مزبرقة بالزعفران وكان الزبرقان مرتفع القدر في الجاهلية ثم كان سيدا في الاسلام وكان من العراء المحسنين وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم وكانوا جمعا فأسلموا وأجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم وذلك سنة تسع من الهجرة وكان يقال للزبرقان قمر نجد لحسنه وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب ومنعت الصدقات ثبت الزبرقان على الإسلام وأخذ صدقات قومه فأداها الى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأقره أبو بكر ثم عمر على الصدقات رضي الله عنهم
175 - الزبير بن باطا اليهودي مذكورفي المهذب في كتاب السير في نزول أهل القلعة على حكم حاكم هو الزبير بفتح الزاي وكسر الباء بلا خلاف بين العلماء وكلهم مصرحون به وممن نقل الاتفاق عليه صاحب مطالع الأنوار وباطا بموحدة بلا همز ولا مد قال صاحب المطالع ويقال باطيا وهو والد عبد الرحمن بن الزبير لمذكور في المهذب في باب الرجعة وقتل الزبير بن باطا يوم بني قريظة كافرا قتله الزبير بن العوام رضي الله عنه صبرا
192(1/191)
176 - الزبير بضم الزاي ابن العوام الصحابي رضي الله عنه أحد العشرة رضي الله عنهم تكرر في هذه الكتب هو ابو عبدالله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي المدني يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصي
وام الزبير رضي الله عنها صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت وهاجرت الى المدينة
أسلم الزبير رضي الله عنه قديما في أوائل الاسلام وهو ابن خمس عشرة سنة وقيل ست عشرة وقيل وهو ابن ثمان سنين وقيل ابن ثنتي عشرة سنة وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر رضي الله عنه بقليل
قيل كان رابعا او خامسا وهو احد العشرة المشهود لهم بالجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم
وهو احد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة في أحدهم عثمان وطلحة وعلي والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وقال هؤلاء توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض
وهاجر الزبير رضي الله عنه الى أرض الحبشة ثم الى المدينة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود حين آخى بين المهاجرين بمكة فلما قدم المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش
وكان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة وحصار الطائف والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك وفتح مصر وكان أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه قال ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم الأحزاب فانتدب الزبير ثلاث مرات قال من يأتيني بخبر القوم قال الزبير انا قال من يأتيني بخبر القوم قال الزبير أنا قال من يأتيني بخبر القوم قال الزبير أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير وفي صحيحيهما عن عبد الله بن الزبير قال قال لي أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال ارم فداك أبي وأمي) وفي صحيح البخاري أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قيل له استخلف قال فلعلهم قالوا الزبير قال نعم قال أما والذي نفسي بيده أنه لخيرهم ماعلمت وإن كان لأحبهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي رواية للبخاري ايضا قال عثمان أما
193(1/192)
والله إنكم لتعلمون انه خيركم ثلاثا
وفي البخاري ايضا عن عروة ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك ألا تشد فنشد معك فحمل عليهم فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة فكنت ادخل يدي في تلك الضربات ألعب وانا صغير
وفي رواية البخاري ان الزبير حمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد
وفي صحيح البخاري عن هشام بن عروة قال أقمنا سيف الزبير بيننا بثلاثة آلاف
وفي الترمذي عنه هشام بن عروة بن الزبير قال أوصى الزبير الى ابنه عبد الله صبيحة الجمل فقال ما مني عضو الا وقد جرح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى الى فرجه قال الترمذي حديث حسن وفيما قاله نظر لأنه منقطع بين هشام والزبير
ومن مناقبه ماثبت في صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت الى جنبه فقال يا بني إني لا أراني الا سأقتل اليوم مظلوما وإن من اكبر همي لديني أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئا ثم قال يا بني بع ما لنا واقض ديننا وأوصي بالثلث قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبت من مولاك قال الله فوالله ما وقعت في كربة من دينة الا قلت با مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه قال فقتل الزبير ولم يدع دينارا ولا درهما الا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر
قال وإنما كان دينه أن الرجل كان يأتيه بالمال يستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف إني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا الا ان يكون غزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
قال عبدالله بن لزبير فحسبت ماكان عليه من الدين فكان ألف ألف ومائتي ألف وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ثم قال من كان له عندنا شيء فليوافنا بالغابة فلما فرغ عبد الله من قضاء دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين الا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه فجعل ينادي كل سنة في الموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم ودفع الثلث وكان للزبير أربع نسوة فأصاب كل امراة ألف ألف ومائتي ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف هذا لفظ رواية البخاري
ومما روينا من اموال الزبير أنه كان له ألف مملوك يؤدون اليه الخراج فيتصدق به في مجلسه ومايقوم بدرهم منه ومناقبه كثيرة وكان
194(1/193)
الزبير رضي الله عنه يوم الجمل قد ترك القتال وانصرف فلحقه جماعة من الغواة فقتلوه بوادي السباع بناحية البصرة وقبره هناك في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وكان عمره حينئذ سبعا وستين وقيل ستا وستين وقيل أربعا وستين رضي الله عنه
177 - زر بن حبيش بكسر الزاي مذكور في المهذب في كتاب السير في مسائل الأمان هو ابو مريم وقيل أبو مطرف زر بن حبيش بضم الحاء المهملة ابن حباشة بضمها ايضا ابن أوس بن هلال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الكوفي التابعي الكبير المخضرم أدرك الجاهلية وسمع عمر وعثمان وعليا وابن مسعود وآخرين من كبار الصحابة روى عنه جماعات من التابعين منهم الشعبي والنخعي وعدي بن ثابت واتفقوا على توثيقة وجلالته توفي سنة اثنتين وثمانين هو ابن مائة وعشرين سنة وقيل مائة واثنتين وعشرين سنة وقيل مائة وسبع وعشرون سنة
178 - زفر صاحب ابي حنيفة رضي الله عنهما تكرر في الوسيط في الصوم والربا وغيرهما هو أبو الهذيل زفر بن الهذيل العنبري البصري الإمام صاحب أبي حنيفة ولد سنة عشر ومائة وتوفي سنة ثمان وخمسين ومائة وله ثمان وأربعون سنة وكان جامعا بين العلم والعبادة وكان صاحب حديث ثم غلب عليه الرأي قال ابن أبي حاتم روى عن الحجاج بن أرطأة روى عنه أبو نعيم وحسان بن إبراهيم وأكثم بن محمد قال أبو نعيم كان زفر ثقة مأمونا
دخل البصرة في ميراث أخيه فتشبث به أهل البصرة فمنعوه الخروج منها
قال يحيى بن معين زفر صاحب الرأي ثقة مأمون قال ابن قتيبة توفي بالبصرة
179 - زكريا النبي صلى الله عليه وسلم أبو يحيى تكرر في المهذب في كتاب الوقف وغيره وفيه خمس لغات أشهرها زكرياء بالمد والثانية بالقصر وقرىء بهما في السبع والثالثة والرابعة زكري وزكرى بتشديد الياء وتخفيفها حكاهما ابن دريد وحكاهما من المتأخرين الجواليقي والخامسة زكر كقلم حكاها أبو البقاء قال الجواليقي فمن مد قال في التثنية زكرياءان وفي الجمع زكرياؤن ومن قصر قال زكريان وزكريون ومن قال زكرى قال زكريان كمدنيان وزكريون كمدنيون ومن خفف قال زكريان وزكريون وقد سبق أنه اسم أعجمي قال الله تعالى {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى}
195(1/194)
3 آل عمران 38 الآيات
وقال تعالى {كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا} 19 مريم 1 - 3 الآيات
وقال تعالى {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} الأنبياء 89 - 90 واختلف العلماء في قوله تعالى {أنهم كانوا} الأنبياء 90 هل هو مختص بزكريا واهله ام عائد اليه وإلى جميع الأنبياء المذكورين في السورة من موسى وهارون وعلى التقديرين فيه فضل لزكريا
وقال تعالى {وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين} 6 الأنعام 85 الآيات
وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كان زكريا نجارا وهذه من الفضائل لقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري أفضل ماأكل الرجل من عمل يده قال أهل التواريخ كان زكريا من ذرية سليمان بن داود عليهما السلام وقتل زكريا بعد قتل يحيى ابنه صلوات الله وسلامه عليهما والله اعلم
180 - زياد بن الحارث الصدائي الصحابي رضي الله عنه مذكور في باب الأذان من المهذب منسوب الى صداء بضم الصاد المهملة وتخفيف الدال وبالمد وهم حي باليمن قال البخاري وغيره وقيل إن صداء هو ابن حرب بن علة وقدم زياد على النبي صلى الله عليه وسلم وأذن له في سفره في صلاة الصبح لغيبه بلال وحديثه في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما وفيه ضعف
روي لزياد عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة احاديث قالوا وبعثه النبي عليه الصلاة والسلام الى قومه ليسلموا فأسلموا
181 - زياد بن سعد مذكور في المختصر في أول الحضانة هوابو عبد الرحمن زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني سكن مكة ثم سكن باليمن
روى عن عمرو بن دينار وثابت الأحنف وأبي الزبير والزهري وآخرين
روى عنه مالك وابن جريج وابن عيينة وآخرون واتفقوا على توثيقه روى له البخاري ومسلم
182 - زياد بن سمية المذكور في المهذب في مواضع من كتاب الحدود وهو أحد الأربعة الشهود بالزنا يقال له زياد بن سمية مولاه الحارث بن كلدة بفتح الكاف واللام وهي أم أبي بكرة وام زياد هذا
ويقال له زياد بن أبيه ويقال له زياد بن أبي
196(1/195)
سفيان بن صخر بن حرب واستلحقه معاوية بن أبي سفيان وقال أنت أخي وابن أبي كنية زياد أبو المغيرة
قيل ولد عام هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
وقيل يوم بدر وليست له صحبة ولا رواية وكان من دهاة العرب والخطباء الفصحاء واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على بعض أعمال البصرة وقيل استعمله أبو موسى رضي الله عنه وكان كاتبه ثم استعمله علي بن ابي طالب رضي الله عنه على بلاد فارس فلم يزل معه إلى ان قتل وسلم الحسن الأمر إلى معاوية فاستلحقه معاوية سنة أربع وأربعين ثم استعمله على البصرة والكوفة وبقي عليها إلى ان مات سنة ثلاث وخمسين
183 - زياد بن أبي مريم التابعي مذكور في المهذب في نصف الصيد والذبائح هو زياد بن أبي مريم القريشي الأموي مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه
سمع أبا موسى الأشعري وعبد الله بن معقل بالقاف التابعي ورأى أنس بن مالك وصاحبه
روى عنه عبد الكريم الجزري وميمون بن مهران قال احمد بن عبد الله هو تابعي ثقة
وروى البخاري في تاريخه عن زياد هذا قال كان سعيد بن جبير يستحيي ان يحدث وانا حاضر
184 - زيد بن أرقم الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب هو أبو عمرو وقيل أبو عامر وقيل أبو سعيد وقيل أبو سعد وقيل أبو حمزة وقيل أبو أنيسة زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي المدني غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة استصغره يوم احد وكان يتيما في حجر عبد الله بن رواحة وسار معه في غزوة مؤتة
روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعون حديثا اتفقا على أربعة وللبخاري حديثان
ولمسلم ستة
روى عنه انس بن مالك وابن عباس وخلائق من التابعين نزل الكوفة وتوفي بها سنة ست وخمسين وقال محمد بن سعد وآخرون سنة ثمان وستين وله مناقب منها ما روينا في صحيحي البخاري ومسلم في قصة أخباره بقول المنافقين لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية وقال ان الله صدقك
185 - زيد بن أسلم تكرر في المختصر وذكره في المهذب في مسألة الحمى هو ابو أسامة زيد بن أسلم القرشي العدوي المدني مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
197(1/196)
التابعي الصالح الفقيه رحمه الله
روى عن ابن عمر وأنس وجابر وربيعة بن عباد وسلمة بن الأكوع الصحابيين رضي الله عنهم وروى عن أبيه وعطاء بن يسار وحمران وعلي بن الحسين وأبي صالح السمان وآخرين من التابعين روى عنه الزهري ويحيى الأنصاري وأيوب السختياني ومحمد بن إسحاق التابعيون ومالك والثوري ومعمر وخلائق من الأئمة
قال يحيى بن معين سمع زيدبن أسلم من ابن عمر ولم يسمع جابرا ولا أبا هريرة وقال محمد بن سعد كانت لزيد بن أسلم حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ثقة كثير الحديث
وقال ابو حازم ولقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيها أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا وما رأيت فيه متمارين ولا متنازعين في حديث لا ينفعهما وكان أبو حازم يقول لهم لا يريني الله يوم زيد وقدمني بين يدي زيد انه لم يبق أحد أرضى لنفسي وديني غيره فأتاه نعي زيد فعقر فما قام ولا شهده وكان أبو حازم يقول اللهم إنك تعلم أني أنظر الى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك فكيف بملاقاته ومحادثته ومناقبه كثيرة توفي بالمدينة سنة ست وثلاثين ومائة وقيل سنة ثلاث وثلاثين وقيل ثلاث وأربعين وحكى البخاري في تاريخه ان علي بن الحسين رضي الله عنهما كان يجلس الى زيد بن أسلم ويتخطى مجالس قومه فقيل له تتخطى مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب فقال إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه
186 - زيد بن ثابت الصحابي رضي الله عنه تكررفي هذه الكتب هو أبو سعيد وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو خارجة زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بفتح اللام وإسكان الواو وبذال معجمة ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري المدني الفرضي الكاتب كاتب الوحي والمصحف وكان عمره حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة إحدى عشرة سنة
وحفظ قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا ست عشرة سورة وقتل أبوه ولزيد بن ثابت ست سنين
واستصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فرده وشهد احدا وقيل لم يشهدها وشهد الخندق ومابعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك راية بني النجار وقال القرآن مقدم وزيد أكثر أخذا للقرآن وكان يكتب الوحي لرسول الله ويكتب له أيضا المراسلات إلى الناس وكان يكتب لأبي بكر وعمر بن الخطاب في خلافتهما وكان أحد الثلاثة الذين جمعوا المصحف أمره بذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وكان
198(1/197)
عمر يستخلفه إذا حج وكان معه حين قدم الشام وهو الذي تولى قسم غنائم اليرموك وكان عثمان رضي الله عنه أيضا يستخلفه إذا حج ورمى يوم اليمامة بسهم فلم يضره قال ابن أبي داود وآخرون كان زيد اعلم الصحابة بالفرائض للحديث أفرضكم زيد قالوا وكان من الراسخين في العلم وكان على بيت المال لعثمان رضي الله عنه وأحواله كثيرة مشهورة
روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وتسعون حديثا اتفقا منها على خمسة وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بحديث
روى عنه جماعات من الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس وانس وأبو هريرة وسهل بن أبي حثمة وعبد الله بن زيد وسهل بن حنيف وأبو سعيد الخدري وسهل بن سعد رضي الله عنهم
وروى عنه خلائق من كبار التابعين منهم ابن المسيب وسليمان وعطاء ابنا يسار والقاسم بن محمد وأبان بن عثمان وقبيصة بن ذؤيب وابناه خارجة وسليمان ابنا زيد وآخرون
توفي بالمدينة سنة أربع وخمسين وقيل ست وخمسين وقيل سنة أربعين وقيل خمس وأربعين وقيل سنة إحدى وأربعين وقيل سنة ثلاث وأربعين وقيل إحدى وخمسين وقيل ثلاث وخمسين وقيل خمس وخمسين
وروى البخاري في تاريخه بإسناده الصحيح عن عمار بن أبي عمار قال لما مات زيد بن ثابت جلسنا الى ابن عباس فقال هذا ذهاب العلماء دفن اليوم علم كثير
ومن الغرائب المنقولة عن زيد بن ثابت ما حكيته عنه من أنه كان يقول بصحة الدور في المسألة السريجية وأنه لا يقع الطلاق
187 - زيد بن حارثة تكرر في المختصر والمهذب هو أبو أسامة زيد بن حارثة بالحاء ابن شراحيل بفتح الشين ابن كعب بن عبد العزى بن امرىء القيس بن عامر بن النعمان بن عامر ابن عبد الله بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة ابن كلب بن وبرة بن الحاف بن قضاعة الكلبي نسبا القرشي الهاشمي بالولاء الحجازي رضي الله عنه
ويقع في نسبه اختلاف وتغيير وزيادة ونقص وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهر مواليه ويقال له حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو حبه كان أصابه سباء في الجاهلية لأن امه خرجت به تزور قومها فأغارت عليهم بنو القين بن جسر فأخذوا زيدا فقدموا به سوق عكاظ فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وهو ابن ثمان سنين وقيل رآه النبي صلى الله عليه وسلم ينادى عليه بالبطحاء فذكره لخديجة فقلت له يشتريه فاشتراه من مالها لها ثم
199(1/198)
وهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه قال ابن عمر رضي الله عنهما ما كنا ندعوه الا زيد بن محمد حتى نزل قول الله تعالى {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما} 33 الأحزاب 5 الآية وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما وكان من أول من أسلم حتى ان الزهري قال في رواية عنه أنه اول من أسلم وقال غيره أولهم اسلاما خديجة ثم أبو بكر ثم علي ثم زيد رضي الله عنهم وفي المسألة خلاف مشهور ولكن تقديم زيد على الجميع ضعيف وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وكان هو البشير الى المدينة بنصر المؤمنين يوم بدر وكان من الرماة المذكورين وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن فولدت له أسامة وتزوج زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها ثم طلقها ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصته في القرآن العزيز قال العلماء ولم يذكر الله عز وجل في القرآن باسم العلم من أصحاب نبينا وغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم الا زيدا في قوله تعالى {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} 33 الأحزاب 37 ولا يرد على هذا قول من قال السجيل في قوله الله تعالى {كطي السجل للكتب} 21 الأنبياء 104 اسم كاتب فانه ضعيف او غلط ولما جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش الى غزوة مؤتة جعل أميرهم زيد بن حارثة وقال فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب فعبد الله بن رواحة فاستشهدوا ثلاثتهم بها رضي الله عنهم في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة وحزن النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليهم
روي لزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان روى عنه ابنه أسامة رضي الله عنهم روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عمرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أمر أسامة بن زيد فطعن بعض المنافقين (إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس الي بعده) ومناقبه كثيرة رضي الله عنه
وذكرنا تمام كلام الراوي في فوائده أن حارثة والد زيد أسلم حين جاء في طلب زيد ثم ذهب الى قومه مسلما
188 - زيد بن خالد الجهني الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب هو أبو عبد الرحمن وقيل أبو طلحة وقيل أبو زرعة سكن المدينة وشهد الحديبية وكان معه لواء جهينة يوم الفتح روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون
200(1/199)
حديثا اتفقا على خمسة وانفرد مسلم بثلاثة
روى عنه السائب بن يزيد والسائب بن خلاد الصحابيان وجماعات من التابعين
توفي بالمدينة وقيل بالكوفة وقيل بمصر سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وثمانين سنة وقيل توفي سنة خمسين وقيل سنة اثنتين وسبعين وقيل سنة ثمان وتسعين رضي الله عنه
189 - زيد بن الخطاب الصحابي رضي الله عنه أخو عمربن الخطاب رضي الله عنهما لأبيه هو أبو عبد الرحمن زيد بن الخطاب بن نفيل وتمام نسبه في ترجمة أخيه عمر رضي الله عنه القرشي العدوي وكان أسن من عمر وأسلم قبل عمر وهو من المهاجرين الأولين شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عدي الأنصاري فقتلا جميعا باليمامة شهيدين وكانت اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه في شهر ربيع الأول سنة ثنتي عشرة
وقيل سنة إحدى عشرة وكان طويلا ظاهرا الطول ولما قتل حزن عليه عمر رضي الله عنه حزنا شديدا وقال ما هبت الصبا إلا وأنا أجد منها ريح زيد وقال عمر رضي الله عنه يوم أحد خذ درعي فقال إني أريد من الشهادة ما تريد فتركا الدرع وكانت راية المسلمين يوم اليمامة مع زيد فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قتل ووقعت الراية فأخذها سالم مولى أبي حذيفة ولما أخبر عمر بقتل زيد قال رحم الله أخي سبقني الى الحسنيين أسلم قبلي واستشهد قبلي روى له مسلم حديثا والبخاري تعليقا وأبو داود
190 - زيد بن سعية الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول باب السلم هو أحد أحبار اليهود الذين أسلموا وأكثرهم علما ومالا أسلم وحسن إسلامه وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة وتوفي في غزوة تبوك مقبلا الى المدينة وخبر إسلامه طويل مشهور وأبوه سعية بسين مهملة مفتوحة وقال القلعي إنها مضمومة وهو غريب وهو بالنون ويقال بالياء حكاهما أبو عمر بن عبد البر وغيره قال ابن عبد البر النون أكثر واقتصر الجمهور على النون
191 - زيد بن عمر بن الخطاب مذكور في المهذب في صلاة الجنازة هو ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من زوجته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول توفي زيد وأمه ام كلثوم في ساعة واحدة وهو صغير لا يدري أيهما مات أولا
201(1/200)
192 - زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي والد سعيد بن زيد أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وزيد هذا ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل وسنذكر تمام نسبه في ترجمة ابنه سعيد إن شاء الله تعالى كان يتعبد في الفترة قبل النبوة على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم ويتطلب دين إبراهيم ويوحد الله تعالى ويعيب على قريش ذبائحهم على الأنصاب ولا يأكل مما ذبح على النصب وكان إذا دخل الكعبة قال لبيك حقا حقا تعبدا ورقا عذت بماعاذ به إبراهيم
وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره الى الكعبة يقول يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح منكم احد على دين إبراهيم غيري وكان يقول اللهم لو أني أعلم أحب الوجوه اليك عبدتك به ثم يسجد على راحتيه وكان يقول يا قريش اياكم والزنا فإنه يورث الفقر وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن زيد فقال (يبعث يوم القيامة أمة وحده) وتوفي قبل النبوة فرثاه ورقة بن نوفل بأبيات معناها أنه خلص نفسه من جهنم بتوحيده واجتنابه عبادة الأوثان
وفي صحيح البخاري في كتاب المناقب جملة من أخبار زيد ومناقبه أنه كان يحيي المودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها انا اكفيك مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها
193 - زيد بن وهب مذكور في المهذب في أوائل باب العفو عن القصاص هو أبو سليمان زيد بن وهب الجهني التابعي الكبير الكوفي رحل الى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق فسمع عمر بن الخطاب وعليا وابن مسعود وأبا ذر وحذيفة وأبا موسى وغيرهم
روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت والأعمش وغيرهم من التابعين واتفقوا على توثيقه وجلالته توفي سنة ست وتسعين وقيل قبلها
194 - زيد بن كعب بن عجرة مذكور في المهذب في أول باب الخيار في النكاح هكذا قال زيد بن كعب بن عجرة وزيد في هذا الحديث في بعض طرقه زيد بن كعب وليس هو ابن كعب بن عجرة إنما هو زيد بن كعب آخر
حرف السين
195 - سالم مولى أبي حذيفة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر
202(1/201)
في الرضاع هو أبو عبد الله سالم بن عبيد بن ربيعة هكذا نسبه ابن مندة وقال أبو نعيم هذا وهم فاحش
وقال غيره هو سالم بن معقل وهو مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي
كان سالم من أهل فارس من اصطخر وهو من فضلاء الصحابة والمهاجرين أعتقته مولاته بثينة امرأة أبي حذيفة الأنصارية فتولاه أبو حذيفة وتبناه فيقال له قريشي وأنصاري وفارسي لما ذكرناه
وثبت في الصحيح أنه هاجر من مكة إلى المدينة قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يؤم المهاجرين بالمدينة لأنه كان أكثرهم قرآنا والأحاديث الصحيحة في فضله كثيرة
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يثني عليه كثيرا حتى قال حين أوصى قبل وفاته لو كان سالم حيا ما جعلته شورى
قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله معناه انه كان يصدر عن رأيه فيمن ينجز له تولية الخلافة
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاذ بن ماغص وكان أبو حذيفة قد زوجه بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة وهي من المهاجرات وكانت من أفضل أيامى قريش
وثبت في الصحيح ان سهلة بنت سهيل بن عمرو امرأة أبي حذيفة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن سالما بلغ مبلغ الرجال وعقل ما يعقلون وأنه دخل علينا وإني أظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا فقال (أرضعيه تحرمي عليه ويذهب ما في نفس أبي حذيفة) فرجعت اليه فقالت إني أرضعته فذهب ما في نفس أبي حذيفة
وشهد سالم بدرا واحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا وكان لواء المسلمين معه يومئذ فقيل لو أعطيته غيرك لخشي عليه معك فقال بئس حامل القرآن أنا إذا فقاتل فقطعت يمينه فأخذ اللواء بيساره فقطعت يساره فاعتنق اللواء وهو يقول {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} الى قوله تعالى {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير} 3 آل عمران 144 - 146 فلما صرع قال لأصحابه ما فعل أبو حذيفة قيل قتل قال فما فعل فلان قيل قتل قال فأضجعوني بينهما فلما قتل أرسلوا ميراثه الى معتقته يثينة فلم تقبله وقالت إنما أعتقته سائبة فجعلوا ميراثه في بيت المال
روى عنه ثابت بن قيس بن شماس وابن عمر رضي الله عنه وابن عمرو رضي الله عنه
وروينا في صحيحي البخاري ومسلم عن مسروق قال ذكر عند عبد الله بن عمرو وعبدالله بن مسعود فقال لا أزال أحبه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (خذوا القرآن من
203(1/202)
أربعة من عبد الله وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ وأبي بن كعب) وفي رواية تقديم أبي علي معاذ رضي الله عنه
196 - سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم تكرر في المختصر والمهذب ولم ينسبه في المهذب في أكثر المواضع فذكره في موضعين من زكاة الماشية وفي صفة الحج وفي باب ما يجوز بيعه في الرد بالعيب هو أبو عمر ويقال أبو عبد الله سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني التابعي الإمام الفقيه الزاهد العابد سمع أباه وأبا أيوب الأنصاري ورافع بن خديج وأبا هريرة وعائشة رضي الله عنهم وسمع جماعات من التابعين
روى عنه جماعات من التابعين منهم عمرو بن دينار ونافع مولى أبيه والزهري وموسى بن عقبة وحميد الطويل وعبيد الله العمري وصالح بن كيسان وغيرهم من التابعين وخلائق من تابعي التابعين وأجمعوا على إمامته وجلالته وزهادته وعلو مرتبته
روينا عن سعيد بن المسيب قال كان عبد الله بن عمر أشبه ولد عمر به وكان سالم أشبه ولد عبد الله به
وروينا عن مالك بن أنس الإمام قال لم يكن احد أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد والعيش من سالم كان يلبس الثوب بدرهمين
وروينا عن إسحاق بن راهويه قال أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه وفي هذه المسالة خلاف سبق في ترجمة ابن سيرين
وروينا عن محمد بن سعد قال كان سالم كثير الحديث عاليا من الرجال ورعا
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة ان ابن عمر كان يلقى ابنه سالما فيقبله ويقول ألا تعجبون من شيخ يقبل شيخا وروينا عن ابن المبارك أنه عد الفقهاء السبعة فقهاء المدينة فجعل سالما أحدهم وقد سبق بيانهم والاختلاف فيهم في ترجمة خارجة بن زيد قال أبو نعيم الفضل بن دكين والبخاري توفي سالم سنة ست ومائة وقال الأصمعي سنة خمس وقال الهيثم سنة ثمان بالمدينة رضي الله عنه
197 - السائب بن يزيد الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أواخر كتاب السرقة هو أبو يزيد السائب بن يزيد بن سعيد بن تمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحارث الولادة وهو ابن أخت النمر لا يعرفون الا بذلك الكندي ويقال الأسدي ويقال الليثي ويقال الهذلي وأبو السائب صحابي وله حلف في قريش في عبد شمس
ولد السائب سنة ثلاث من الهجرة وتوفي بالمدينة سنة أربع وتسعين وقيل سنة إحدى وتسعين وقيل ست وثمانين
وقيل ثمان وثمانين والصحيح الأول
روي له عن
204(1/203)
رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث اتفق البخاري ومسلم على حديث وللبخاري أربعة
روى عنه الزهري والجعيد ويزيد بن خصيفة وغيرهم
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن السائب بن يزيد قال ذهبت بي خالتي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت الى خاتمه بين كتفيه مثل زر بالحجلة يعني الحجلة الخيمة
وفي رواية نظرت الى خاتم النبوة
وفي رواية الصحيحين عن الجعيد بن عبد الرحمن قال رأيت السائب بن يزيد سنة أربع وتسعين جلدا معتدلا فقال قد علمت ما منعت به سمعي وبصري الا بدعاء رسول الله عليه الصلاة والسلام
وفي صحيح البخاري عن السائب قال حج أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين
وفي صحيح البخاري عنه قال أذكر أني خرجت مع الغلمان الى ثنية الوداع لنلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه من غزوة تبوك
198 - سباع بن ثابت بكسر السين ذكره الشيخ إبراهيم المروزي من أصحابنا في تعليقه للمهذب أن المزني ذكره في المختصر في باب العقيقة فقال قال المزني أخبرني الشافعي عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن وهب عن ام كرز فذكر حديث العقيقة قال إبراهيم هذه رواية المزني وأنكرها أهل الحديث من وجهين أحدهما قوله عن عبيد الله عن سباع وإنما رواه ابن عيينة عن عبيد الله عن أبيه عن سباع
والثاني قوله عن سباع بن وهب وإنما هو سباع بن ثابت وقد رواه الطحاوي عن المزني عن الشافعي على الصحة وكذا سائر أصحاب ابن عيينة هذا كلام المروزي ولم أر أنا هذا الاسناد في مختصر المزني إنما فيه قال الشافعي في حديث أم كرز كذا فذكره بلا إسناد وذكر ابن أبي حاتم سباع بن ثابت هذا فقال هو حليف بني زهرة روى عن أم كرز فيما روى ابن عيينة وحماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد
وروى ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت عن محمد بن ثابت بن سباع عن ام كرز وأما ابن عيينة فيرويه عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت
199 - سبرة بن معبد الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول كتاب الصلاة هو أبو ثرية بضم المثلثة وحكى ابن الأثير فتحها وهو غريب ثم راء مفتوحة وبعدها ياء مثناة تحت مشددة هذا هو المشهور وقيل كنيته أبو الربيع حكاه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في الأطراف
سبرة بفتح السين المهملة وإسكان الموحدة
205(1/204)
ابن معبد ويقال ابن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن نصر بن سعد بن ذبيان بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني كان له دار بالمدينة
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة عشر حديثا
روى مسلم منها حديثا
روى عنه ابنه الربيع بن سبرة توفي في خلافة معاوية رضي الله عنهما
200 - سراقة بن مالك مذكور في المختصر في تفريق الخمس وفي مواضع من المهذب منها باب الاستطابة والحج والمسابقة هو أبو سفيان سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن مالك بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجي الحجازي الصحابي
وجعشم بضم الجيم والشين المعجمة هذا قول الجمهور من الطوائف
وحكى الجوهري ضم الشين وفتحها وسراقة من مشهوري الصحابة روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة عشر حديثا روى البخاري أحدها وروى عنه ابن عباس وجابر رضي الله عنهما ومن التابعين سعيد بن المسيب وابنه محمد بن سراقة كان ينزل قديدا بضم القاف بين مكة والمدينة وقيل سكن مكة ويعد في اهل المدينة
أسلم عند النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة حين انصرف من حنين والطائف وحديثه في خروجه وراء النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا مشهورا في الصحيحين
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة (كيف بك إذا لبست سواري كسرى) فلما اتى عمر رضي الله عنه بسواري كسرى وتاجه ومنطقته دعا سراقة فألبسه السوارين وقال ارفع يديك وقل الله أكبر الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة بن مالك أعرابيا من بني مدلج ورفع عمر رضي الله عنه صوته
توفي سراقة في اول خلافة عثمان رضي الله عنه سنة أربع وعشرين وقيل توفي بعد عثمان رضي الله عنه والصحيح الأول
باب سعد
201 - سعد بن الربيع الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في ميراث البنات هو سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرىء القيس بن مالك الأعرابي بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي عقبي بدري نقيب
قال جميع أهل السير إنه كان نقيب بني الحارث بن الخزرج هو وعبد الله بن رواحة وكان كاتبا في الجاهلية شهد العقبة الأولى والثانية وقتل يوم أحد شهيدا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتفقده بين من جرح أو قتل فبينما ذلك الرجل يتفقده
206(1/205)
ناداه سعد بن الربيع ما شأنك قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لآتيه بخبرك قال فاذهب اليه فاقرئه مني السلام وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة وأني قد أنفذت مقاتلي وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم أحد حي قيل الرجل الذي ذهب إليه أبي بن كعب قال أبو سعيد الخدري قال أبي فلم أبرح حتى مات قال فجئت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رحمه الله نصح لله ولرسوله حيا وميتا ودفن هو وخارجة بن زيد بن أبي زهير في قبر واحد وخلف بنتين فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلثين وفيهما نزلت {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} فبذلك علم مراد الله منها وانه أراد بفوق اثنتين اثنتين فما فوقهما
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال جاءت امراة سعد بن الربيع بابنتيها من سعد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا وان عمهما اخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ولا تنكحان الا بمال فقال (يقضي الله في ذلك) فنزلت آية المواريث فبعث رسول الله الى عمهما فقال (اعط ابنتي سعد الثلثين وأعط أمهما الثمن وما بقي فهو لك)
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه اربعتهم قال الترمذي هذا حديث صحيح
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف فعرض على عبد الرحمن أن يناصفه أهله وماله فقال بارك الله لك في أهلك ومالك أخرجه ابن منده وأبو نعيم وابن عبد البر وابن الأثير في معرفة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
ولهم آخر سعد بن الربيع بن عمرو بن عدي يكنى أبا الحارث ويعرف بابن الحنظلية والحنظلية أم جده وقيل أمه وأم أخوته
ذكره ابن عبد البر
ولهم آخر سعد بن الربيع بن عدي بن مالك من بني جحجبا قتل يوم اليمامة ذكره ابن منده وأبو نعيم وقال ابو نعيم صوابه سعيد بن الربيع
202 - سعد بن طارق مذكور في المهذب في الطواف هو ابو مالك سعد بن طارق ابن أشيم بإسكان الشين المعجمة الأشجعي التابعي الكوفي سمع اباه وهو صحابي وأنسا وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهم وسمع جماعات من التابعين
روى عنه الثوري وشعبة وأبو عوانة وعبد الواحد بن زياد ويزيد بن هارون وآخرون واتفقوا على توثيقه روى له مسلم في صحيحه
203 - سعد بن عائذ بالذال المعجمة هو سعد القرظ المؤذن مذكور في الوسيط
207(1/206)
في الأذان للصبح هو مولى عمار بن ياسر هو بإضافة سعد الى القرظ بفتح القاف وهذا لا خلاف فيه عند اهل العلم بهذا الفن ويقع في بعض نسخ الوسيط القرظي وهو خطأ فاحش بلا شك وإنما هو سعد القرظ كما سبق قال العلماء أضيف الى القرظ الذي يدبغ به لأنه كان كلما أتجر في شيء خسر فيه فأتجر في القرظ فربح فيه فلزم التجارة فيه فأضيف اليه جعله النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا بقباء فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه الخلافة وترك بلال الأذان نقله أبو بكر رضي الله عنه الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤذن فيه فلم يزل يؤذن فيه حتى مات في أيام الحجاج بن يوسف وتوارث بنوه الأذان وقيل الذي نقله عمر بن الخطاب رضي الله عنه
204 - سعد بن عبادة الصحابي رضي الله عنه هو أبو ثابت
وقيل أبو قيس سعد بن عبادة بن دليم بضم الدال المهملة وفتح اللام ابن حارثة بن حرام بن حزيمة بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي المدني اتفقوا على أنه كان نقيب بني ساعدة وكان صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها وكان سيدا جوادا وجيها في الأنصار ذا رياسة وسيادة وكرم وكان مشهورا بالكرم وكان يحمل كل يوم الى النبي صلى الله عليه وسلم جفنة مملوءة ثريدا ولحما ونقلوا أنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متوالدون الا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم وآباؤه هؤلاء
وله ولأهله في الجود والكرم أشياء كثيرة مشهورة وفي حديث طويل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قيس بن سعد بن عبادة انه من بيت جود وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بأنه غيور وكان شديد الغيرة شهد سعد العقبة وبدرا وقيل لم يشهد بدرا وشهد باقي المشاهد
روى عنه بنوه قيس وسعيد وإسحاق وعبد الله بن عباس وأبو أمامة وسهل بن سهل
وروى سعيد بن المسيب والحسن البصري عنه وروايتهما عنه مرسلة لم يدركاه
توفي سنة ست عشرة وقيل خمس عشرة وقيل أربع عشرة وقيل إحدى عشرة وهو شاذ بل غلط واتفقوا على انه كان بأرض حوران من الشام واجمعوا على انه توفي بحوران قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر وغيره من الأئمة وهذا القبر المشهور في المزة القرية المعروفة بقرب دمشق يقال إنه قبر سعد بن عبادة فيحتمل أنه نقل من حوران إليها قالوا يقال ان الجن قتلته وأنشدوا فيه البيتين المشهورين
205 - سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أحد العشرة رضي الله عنهم تكرر في
208(1/207)
هذه الكتب هو أبو إسحاق سعد بن مالك بن وهب ويقال أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري المكي المدني أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وتوفي وهو عنهم راض
وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر الخلافة اليهم وأسلم قديما بعد أربعة وقيل بعد ستة وهو ابن سبع عشرة سنة وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله تعالى وأول من أراق دما في سبيل الله تعالى وهو من المهاجرين الأولين هاجر إلى المدينة قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليها
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد كلها وكان يقال له فارس الاسلام وأبلى يوم احد بلاء شديدا وكان مجاب الدعوة وحديثه في دعائه على الرجل الكاذب عليه من أهل الكوفة وهو أبو سعدة وأجيبت دعوته فيه في ثلاثة أشياء مشهورة في الصحيحين
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتان وسبعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على خمسة عشر وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بثمانية عشر
روى عنه ابن عمر وابن عباس وجابر بن سمرة والسائب بن يزيد وعائشة رضي الله عنها
وروى عنه من التابعين اولاده الخمسة محمد وإبراهيم وعامر ومصعب وعائشة وجماعات آخرون واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الجيوش التي بعثها الى بلاد الفرس وهو كان أمير الجيش الذين هزموا الفرس بالقادسية وبجلولاء وغنموهم وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى وهو الذي بنى الكوفة وولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه العراق
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد الا لسعد بن مالك فإني سمعته يوم أحد يقول ارم فداك أبي وأمي وقد جمعهما النبي صلى الله عليه وسلم أيضا للزبير بن العوام قال الزهري رمى سعد يوم احد ألف سهم
ولما قتل عثمان رضي الله عنه اعتزل سعد الفتن فلم يقاتل في شيء من تلك الحروب
توفي سنة خمس وخمسين وقيل سنة احدى وخمسين وقيل سنة أربع وقيل سنة ست وقيل سنة سبع وقيل سنة ثمان وخمسين
توفي بقصره بالعقيق على عشرة أميال وقيل سبعة من المدينة وحمل على أعناق الرجال الى المدينة وصلي عليه بالمدينة ودفن بالبقيع وكان آدم طوالا ذا هامة ولما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف فقال كفنوني فيها فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي علي وإنما كنت أخبؤها لهذا
206 - سعد بن معاذ الأنصاري الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في
209(1/208)
حمل الجنازة وفي الحجر وفي الوليمة وفي الهدية هو ابو عمر سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس بن يزيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي المدني سيد الأوس
وامه كبشة بنت رافع أسلمت ولها صحبة أسلم سعد على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله مهاجرا إلى المدينة يعلم المسلمين أمور دينهم فلما أسلم سعد قال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا فأسلموا وكان من أعظم الناس بركة في الإسلام ومن انفعهم لقومه وشهد بدرا وأحدا والخندق وقريظة ونزلوا على حكمه فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي الذرية فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى)
وتوفي شهيدا عام الخندق من جرح أصابه من قتال الخندق
وثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ)
وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه مثله
قال العلماء اهتزاز العرش فرح الملائكة بقدومه لما راو من منزلته
وفي الصحيحين عن البراء قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فجعلنا نلمسه ونتعجب منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا وألين) وفي الصحيحين عن أنس مثله
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا) وفي الصحيحين عن أبي سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث الى سعد بن معاذ فجاء على حمار فبلغ قريبا من المسجد
قال (قوموا الى سيدكم) او قال (خيركم)
وفي الترمذي عن انس قال لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون ماأخف جنازته وذلك لحكمه في قريظة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الملائكة كانت تحمله)
قال الترمذي هذا حديث صحيح
ومناقب سعد رضي الله عنه كثيرة مشهورة وأنشدوا
(وما اهتز عرش الله من موت هالك .......... سمعنا به الا لسعد أبي عمرو)
روى له البخاري حديثا من رواية ابن مسعود فيه معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
باب سعيد
207 - سعيد بن أبيض بن حمال بفتح الحاء المهملة مذكور في المهذب في إحياء الموات في باب الأقطاع وهو يماني تابعي روى عن أبيه وهو صحابي سبق بيانه
وعن فروة بن مسيك بضم الميم
روى عنه ابنه ثابت
210(1/209)
208 - سعيد بن جبير تكرر في المختصر وذكر في المهذب والوسيط في الشهادات وغيره
هو الإمام الجليل أبو عبد الله كذا كناه الجمهور وقيل أبو محمد سعيد بن جبير بن هشام الكوفي الأسدي الوالبي بالموحدة منسوب الى ولاء بني والبة هو ابن الحارث بن ثعلبة بن دودان بدالين مهملتين الأولى مضمومة ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس
سمع سعيد جماعات من أئمة الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وعبد الله بن مغفل وأبو مسعود البدري وأنس رضي الله عنهم وجماعات من التابعين
روى عنه جماعات من التابعين وغيرهم وكان سعيد من كبار أئمة التابعين ومتقدميهم في التفسير والحديث والفقه والعبادة والورع وغيرها من صفات أهل الخير
روينا عن أصبغ بن زيد الواسطي قال كان لسعيد بن جبير ديك يقوم من الليل بصياحه فلم يصح ليلة حتى أصبح فلم يصل سعيد تلك اليلة فشق عليه فقال ما له قطع الله صوته فما سمع له صوت بعد
وذكر البخاري في تاريخه عن سفيان الثوري أنه كان يقدم سعيد بن جبير في العلم على إبراهيم النخعي
وذكر ابن أبي حاتم بإسناده عن ابن عباس أنه قال لسعيد بن جبير حدث فقال أحدث وأنت شاهد فقال أو ليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد
وبإسناده أن رجلا سأل ابن عمر عن فريضة فقال سل عنها سعيد بن جبير فإنه يعلم منها ما أعلم ولكنه أحسب مني
وبإسناده أن ابن عباس كان إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه يقول أليس فيكم سعيد بن جبير وعن أشعث بن إسحاق قال كان يقال سعيد بن جبير جهبذ العلماء ومناقبه كثيرة مشهورة قتله الحجاج بن يوسف صبرا ظلما في شعبان سنة خمس وتسعين ولم يعش الحجاج بعده الا أياما
وكان عمر سعيد بن جبير حين قتل تسعا وأربعين سنة وهذا هو الأصح ولم يذكر البخاري في تاريخه وغيره من الأئمة سواه
وقال السمعاني قتل سنة أربع وتسعين وهو ابن ثلاث وخمسين سنة
وقال ابن قتيبة قيل سنة أربع وتسعين وهو ابن تسع وأربعين روينا عن خلف بن خليفة قال حدثني بواب الحجاج قال رأيت رأس سعيد بن جبير بعدما سقط الى الارض يقول لا إله الا الله
وكان لسعيد ثلاثة بنين عبد الله ومحمد وعبد الملك
وروى ابن قتيبة ان الحجاج قال له اختر أية قتلة شئت فقال اختر أنت لنفسك فإن القصاص امامك
209 - سعيد بن زيد الصحابي أحد العشرة رضي الله عنهم تكرر ذكره هو أبو
211(1/210)
الأعور
وقيل أبو ثور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بالمثناة ابن عبد الله بن قرط بن رزاح براء مفتوحة ثم زاي وحاء مهملة ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي المكي المدني أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وتوفي وهو راض عنهم وهو ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتزوج اخت عمر فاطمة بنت الخطاب أسلمت هي وزوجها سعيد قبل عمر وكانا سبب إسلام عمر رضي الله عنهم وأسلم سعيد قديما وكان من المهاجرين الأولين وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بن كعب وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها بعد بدر واختلفوا في شهوده بدرا فقال الأكثرون لم يشهدها لعذره فإنه كان غائبا عن المدينة وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه منها وأجره
وقال جماعة شهد بدرا وذكره البخاري في صحيحه فيمن شهد بدرا وشهد اليرموك وحصار دمشق وكان مجاب الدعوة
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن عروة أن سعيد بن زيد خاصمته أروى بنت أوس الى مروان وادعت عليه انه أخذ شيئا من أرضها فقال سعيد أنا كنت آخذ من أرضها بعد ان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من أخذ شبرا من أرض ظلما طوقه الى سبع أرضين) فقال مروان لا أسألك بينة بعد هذا فقال سعيد اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واقتلها في أرضها فما ماتت حتى ذهب بصرها وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت
وفي رواية لمسلم أنها قالت أصابتني دعوة سعيد
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وأربعون حديثا اتفقا على حديثين وانفرد البخاري بحديث
روى عنه ابن عمر وعمرو بن حريث وابن الطفيل الصحابيون رضي الله عنهم وجماعات من التابعين توفي بالعقيق وقيل بالمدينة سنة خمسين أو إحدى وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة وغسله ابن عمر وقيل سعد بن أبي وقاص وصلى عليه ابن عمر ونزل في قبره سعد وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين
210 - سعيد بن العاصي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الصلاة على الجنازة وموقف الإمام منها
هو أبو عثمان وقيل أبو عبد الرحمن سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القريشي الأموي الحجازي قال محمد بن سعد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسعيد تسع سنين وكان من أشرف قريش جمع السخاء والفصاحة وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان واستعمله عثمان رضي الله عنه على الكوفة وغزا طبرستان وافتتحها وقيل إنه افتتح
212(1/211)
جرجان في خلافة عثمان وكان يقال له عكة العسل لكثرة خيره وسكن دمشق ثم تحول الى المدينة ولما قتل عثمان رضي الله عنه اعتزل الفتن فلم يشهد الجمل ولا صفين ثم استعمله معاوية رضي الله عنه على المدينة وكان يوليه إذا عزل مروان ويولي مروان إذا عزله وكان سعيد لكثرة جوده إذا سأله إنسان وليس عنده ما يعطيه كتب له عليه دينا الى وقت ميسرته وله في ذلك حكايات مشهورة وكان يجمع إخوانه كل جمعة فيصنع لهم طعاما ويخلع عليهم ويرسل اليهم بالجوائز ويبعث الى عيالهم العطاء الكثير وكان يبعث مولى له كل ليلة جمعة الى مسجد الكوفة ومعه الصرر فيها الدنانير فيضعها بين يدي المصلين
وروى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم
وروى عنه إبناه يحيى وعمرو الأشدق وسالم بن عبد الله وعروة وغيرهم قالوا ولما حضرته الوفاة قال لبنيه أيكم يقبل وصيتي قال الأكبر أنا قال إن فيها وفاء ديني قال وما هو قال ثمانون ألف دينار قال وفيم أخذتها قال في كريم سددت خلته وفي رجل جاءني ودمه يتروى في وجهه من الحياء فبدأته بحاجته قبل سؤاله
توفي سنة تسع وخمسين وقيل سنة سبع او ثمان وخمسين رضي الله عنه
211 - سعيد المقبري مذكور في المختصر في اول النفقات وفي الخراج هو سعيد ابن كيسان ويعرف بسعيد بن أبي سعيد المقبري بضم الباء وفتحها منسوب الى المقابر لأنه كان يسكن عندها وقيل لأن عمر بن الخطاب جعله على حفر القبور بالمدينة وهو أبو سعد بإسكان العين سعيد بن أبي سعيد المقبري الليثي مولاهم المدني التابعي كان ابوه مكاتبا لامرأة من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة سمع ابن عمر وأبا هريرة وأبا شريح الخزاعي وأبا سعيد الخدري رضي الله عنهم وسمع من التابعين أباه وخلائق روى عنه أبو حازم ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق ويحيى الأنصاري وعبيد الله العمري التابعيون ومالك بن أنس وابن أبي ذؤيب والليث وخلائق من أتباع التابعين والأئمة واتفقوا على توثيقه
روى له البخاري ومسلم
قال محمد بن سعد كان ثقة كثير الحديث لكنه كبر واختلط قبل موته وقدم الشام مرابطا وحدث ببيروت من ساحل دمشق
212 - سعيد بن المسيب تكرر في المختصر والمهذب والوسيط
هو الإمام الجليل او محمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بالذال المعجمة ابن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القريشي
213(1/212)
المخزومي التابعي إمام التابعين وأبوه المسيب وجده حزن صحابيان أسلما يوم فتح مكة ويقال المسيب بفتح الياء وكسرها والفتح هو المشهور
وحكي عنه انه كان يكرهه ومذهب أهل المدينة الكسر
ولد سعيد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب وقيل لأربع سنين ورأى عمر وسمع منه ومن عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر وجبير بن مطعم وعبد الله بن زيد بن عاصم وحكيم بن حزام وأبي هريرة ومعاوية وعبد الله بن عمرو بن العاصي وأبي موسى الأشعري وصفوان بن امية وأبيه والمسور بن مخرمة وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت وعثمان بن أبي العاصي وعائشة وأم سلمة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
روى عنه جماعات من أعلام التابعين منهم عطاء بن أبي رباح ومحمد الباقر وعمرو بن دينار ويحيى الأنصاري والزهري وأكثر عنه وخلائق غيرهم واتفق العلماء على إمامته وجلالته وتقدمه على أهل عصره في العلم والفضيلة ووجوه الخير قال محمد بن يحيى بن حبان كان رأس أهل المدينة في دهره المقدم عليهم في الفتوى سعيد بن المسيب ويقال له فقيه الفقهاء وقال قتادة ما رأيت أحدا أعلم بحلال الله وحرامه من سعيد بن المسيب
وقال مكحول طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أحدا أعلم من سعيد بن المسيب
وقال سليمان بن موسى كان سعيد بن المسيب أفقه التابعين
وروينا عن سعيد قال كنت أرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد
وقال علي بن المديني لا أعلم احدا في التابعين أوسع علما من سعيد بن المسيب وإذا قال سعيد مضت السنة فحسبك به قال وهو عندي أجل التابعين
وقال أحمد بن حنبل أفضل التابعين سعيد بن المسيب فقيل له فعلقمة والأسود فقال سعيد وعلقمة والأسود
وقال أبو طالب قلت لأحمد بن حنبل سعيد بن المسيب فقال ومن مثل سعيد بن المسيب ثقة من أهل الخير قلت فسعيد عن عمر حجة فقال هو عندنا حجة قد رأى عمر وسمع منه إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل وقال يحيى بن معين قد رأى عمر وكان صغيرا
وقال يحيى بن سعيد كان سعيد بن المسيب لا يكاد يفتي فتيا ولا يقول شيئا الا قال اللهم سلمني وسلم مني
وقال ابو حاتم ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب وهو أثبتهم في أبي هريرة قال الحفاظ كان أعلم الناس بحديث أبي هريرة سعيد بن المسيب وكان زوج بنت أبي هريرة
قال أحمد بن عبد الله كان سعيد فقيها صالحا لا يأخذ العطاء له بضاعة أربعمائة دينار يتجر فيها في الزيت
214(1/213)
وروى البخاري في تاريخه ان ابن المسيب حج أربعين حجة
وأقوال السلف والخلف متظاهرة على إمامته وجلالته وعظم محله في العلم والدين
توفي سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة أربع وتسعين وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها من الفقهاء وقد ذكرنا مرارا ان سعيد بن المسيب أحد فقهاء المدينة السبعة وسبق بيانهم في ترجمة خارجة بن زيد واما قول الإمام أحمد بن حنبل وغيره ان سعيد بن المسيب أفضل التابعين فمرادهم أفضلهم في علوم الشرع والا ففي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن خير التابعين رجل يقال له أويس وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم) واما قول أصحابنا المتأخرين مراسيل سعيد بن المسيب حجة عند الشافعي فليس على إطلاقه على المختار وإنما قال الشافعي ارسال ابن المسيب عندنا حسن
ولأصحابنا المتقدمين فيها وجهان مشهوران احدهما انها حجة مطلقا قالوا لأنها فتشت فوجدت مسندة
والثاني وهو الصحيح واختاره المحققون أنها كغيرها من مراسيل كبار التابعين فإن اعتضدت بمسند أو بمرسل من جهة اخرى او قول بعض الصحابة اوأكثر الفقهاء بعدهم كانت حجة عند الشافعي والا فلا لإنه وجد فيها ما ليس مسندا بحال كذا ذكره البيهقي والخطيب البغدادي وغيرهما من الحفاظ المتقنين
وقد بسطت القول فيه في علوم الحديث ومقدمة شرح المهذب
ومن غرائب ابن المسيب قوله ان المطلقة ثلاثا تحل للأول بمجرد عقد الثاني من غير وطء وقال جميع العلماء سواه يشترط الوطء
213 - سعيد بن أبي عروبة مذكور في المختصر في كتاب العتق هكذا يقال ابن أبي عروبة ولا يستعمله المحدثون وأصحاب الأسماء والتواريخ الا هكذا
وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب صوابه ابن أبي العروبة وهو أبو النضر سعيد بن مهران بن عروبة العدوي عدي يشكر مولاهم البصري سمع الحسن وابن سيرين وقتادة وآخرين من التابعين روى عنه الأعمش وهو تابعي والثوري وشعبة وخلائق واتفقوا على توثيقه
روى له البخاري ومسلم واختلط قبل وفاته
وحكم المختلط أنه لا يحتج بما روي عنه في الاختلاط أوشك في وقت تحمله ويحتج بما روي عنه قبل الاختلاط وما كان في الصحيحين عنه محمول على الأخذ عنه قبل اختلاطه
توفي سنة ست وقيل سبع وخمسين ومائة رحمه الله تعالى
215(1/214)
باب سفيان وسفينة بضم السين وكسرها وفتحها والضم أشهر
214 - سفيان الثوري تكرر في المهذب هو ابو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر الثوري الكوفي الإمام الجامع لأنواع المحاسن وهو من تابعي التابعين
ولد سنة سبع وتسعين سمع سفيان الثوري أبا إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وعمرو بن مرة وخلائق من كبار التابعين وغيرهم روى عنه محمد بن عجلان والأعمش وهما تابعيان ومعمر والأوزاعي وابن أبي إسحاق ومالك وابن عيينة وشعبة والفضيل بن عياض وأبو الأحوص وأبو إسحاق الفزاري وابن المبارك وزائدة وابن مهدي ووكيع وأبو نعيم ويحيى القطان ومحمد بن يوسف الفرياني وخلائق
واتفق العلماء على وصفه بالبراعة في العلم بالحديث والفقه والورع والزهد وخشونة العيش والقول بالحق وغير ذلك من المحاسن
قال احمد بن عبد الله أحسن إسناد الكوفة سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود وقال أبو عاصم الثوري أمير المؤمنين في الحديث
وقال ابن المبارك كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من الثوري
وقال عبد الرزاق سمعت الثوري يقول ما استودعت قلبي شيئا فخانني قط
وقال يونس بن عبيد مارأيت أفضل من الثوري فقيل قد رأيت عطاء وسعيد بن جبير ومجاهدا وتقول هذا فقال هو والله ما أقول ما رأيت أفل من الثوري
وقال يحيى بن معين كل من خالف الثوري فالقول قول الثوري
وقال ابن مهدي ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري
وقال ابن عيينة كان ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه
وقال عباس الدوري رأيت ابن معين لا يقدم على الثوري في زمانه أحدا في كل شيء
وقال القطان ما رأيت أحفظ من الثوري
وقال ابن عيينة أنا من غلمان الثوري وما رأيت أعلم بالحلال والحرام منه
وقال ابن المبارك كنت إذا شئت رأيت الثوري مصليا وإن شئت رأيته محدثا وإن شئت رأيته في غامض الفقه
وقال الأوزاعي وقد ذكر ذهاب العلماء
لم يبق منهم من يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة الا الثوري
وقال الوليد بن مسلم رأيت الثوري يستفتي بمكة ولم يختط وجهه
وروينا عن عبد الرزاق قال بعث أبو جعفر أمير المؤمنين الخشابين قدامه حين خرج إلى مكة وقال إذا رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه فوصلوا مكة ونصبوا الخشب
216(1/215)
فنودي سفيان فإذا رأسه في حجر الفضيل بن عياض ورجله في حجر ابن عيينة فقالو يا أبا عبد الله اتق الله ولا تشمت بنا الأعداء فتقدم الى أستار الكعبة فأخذها وقال برئت منه إن دخلها أبو جعفر فمات أبو جعفر قبل ان يدخل مكة
وأحوال الثوري والثناء عليه أكثر من أن تحصر وأوضح من ان تشهر وهو أحد أصحاب المذاهب الستة المتبوعة
وقد ذكرت في ترجمة الشافعي رضي الله عنه أن بعض الأئمة جمعهم في بيت شعر
قال أبو نعيم الفضل بن دكين خرج الثوري من الكوفة الى البصرة سنة خمس وخمسين ومائة فما رجع اليها
قال محمد بن سعد أجمعوا على انه توفي بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة رضي الله عنه
215 - سفيان بن عبد الله الصحابي رضي الله عنه عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مذكورفي المهذب في أواخر صدقة الغنم هو أبو عمرو وقيل أبو عمرة سفيان بن عبد الله بن أبي ربيعة بن الحارث بن مالك بن حطيط بضم الحاء المهملة ابن جشم بن ثقيف الثقفي الطائفي الصحابي كان عاملا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على الطائف استعمله إذ عزل عثمان بن أبي العاصي عنها ونقله الى البحرين
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة
روى مسلم في صحيحه منها حديثا وهو أنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا أسأل عنه احدا غيرك قال (قل أمنت بالله ثم استقم) وهذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الاسلام
روى عنه ابنه عبد الله وعروة وجبير بن نفير ونافع بن جبير وغيرهم رضي الله عنهم
216 - سفيان بن عيينة تكرر فيها كثيرا هو أبو محمد سفيان بن عيينة بضم العين والسين على المشهور ويقال بكسرهما وحكى فتح السين ايضا ابن عمران ميمون الكوفي ثم المكي الهلالي مولاهم مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك وكان بنو عيينة عشرة خزازين حدث منهم خمسة محمد وإبراهيم وسفيان وآدم وعمران أشهرهم وأجلهم سفيان سكن مكة وتوفي بها وهو من تابعي التابعين
سمع الزهري وعمرو بن دينار والشعبي وعبد الله بن دينار ومحمد بن المنكدر وخلائق من التابعين وغيرهم
روى عنه الأعمش والثوري ومسعر وابن جريج وشعبة وهمام ووكيع وابن المبارك وابن المهدي والقطان وحماد بن زيد وقيس بن الربيع والحسن بن صالح والشافعي وابن وهب وأحمد بن حنبل وابن المديني وابن معين وابن راهويه والحميدي وخلائق لا يحصون من الأئمة
وروى الثوري عن القطان عن ابن عيينة واتفقوا على
217(1/216)
إمامته وجلالته وعظم مرتبته
روينا عن ابن وهب قال ما رأيت أعلم بكتاب الله تعالى من ابن عيينة
وقال ابو يوسف الغسولي دخلت على ابن عيينة وبين يديه قرصان من شعير فقال إنهما طعامي منذ أربعين سنة
وقال الثوري ابن عيينة أحد الآخذين
وقال أبو حاتم أتيت أصحاب الزهري مالك وابن عيينة وكان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة
وقال يحيى القطان سفيان إمام من أربعين سنة وذلك في حياة سفيان
وقال يحيى أثبت الناس في حديث عمرو بن دينار ابن عيينة
وقال القطان ما رأيت أحسن حديثا من ابن عيينة
وقال الشافعي مارأيت احدا فيه من آلة العالم ما في سفيان وما رأيت أحدا أكف عن الفتيا منه وما رأيت أحدا أحسن لتفسير الحديث منه
وقال أحمد بن عبد الله كان ابن عيينة حسن الحديث وكان يعد من حكماء أصحاب الحديث وكان حديثه نحو سبعة آلاف حديث ولم يكن له كتب
وروينا عن سعد أن ابن نصر قال قال سفيان بن عيينة قرأت القرآن وأنا ابن أربع سنين وكتبت الحديث وأنا ابن سبع سنين ولما بلغت خمس عشرة سنة قال لي أبي يا بني قد انقطعت عنك شرائع الصبي فاختلط بالخير تكن من أهله واعلم أنه لن يسعد العلماء الا من أطاعهم فأطعهم تسعد وأخدمهم تقتبس من علمهم فجعلت أميل الى وصية أبي ولا أعدل عنها
وروينا عن الحسن بن عمر ان ابن عيينة قال قال لي سفيان بالمزدلفة في آخر حجة حجها قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة أقول في كل مرة الهم لا تجعله آخر العهد في هذا المكان وقد استحييت من الله تعالى من كثرة ما اسأله فرجع فتوفي في السنة الداخلة ومناقبه كثيرة مشهورة وهو احد أجداد الشافعية في طريق الفقه كما سبق في اول الكتاب وكان يقول في تفسير الحديث من غشنا فليس منا ومن حمل علينا السلاح فليس منا من تأوله على ان المراد ليس على هدينا وحسن طريقنا فقد أساء ومراده أن يبقى تفسيره مسكوتا ليكون أبلغ في الزجر عن هذه المعاصي ولد سفيان سنة سبع ومائة وتوفي يوم السبت غرة رجب سنة ثمان وتسعين ومائة رحمه الله
217 - سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في باب الاطعمة هو لقب له واسمه مهران هذا قول الأكثرين وقيل احمر قاله أبو نعيم الفضل وغيره وقيل رومان وقيل بحران وقيل عبس وقيل قيس وقيل شنبة بعد الشين نون ساكنة ثم باء موحدة وقيل عمير حكاه الحاكم أبو احمد
وكنيته أبو عبد الرحمن هذا قول الأكثرين
218(1/217)
وقيل ابو البختري ولقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة
روينا عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نمشي فمررنا بواد او نهر وكنت أعبر الناس فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت منذ اليوم الا سفينة
وروينا عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لي أبسط كساءك فبسطته فجعلوا فيه متاعهم ثم حمله علي فقال لي أحمل فإنما أنت سفينة فلو حمل علي من يومئذ بعير او بعيرين او ثلاثة او خمسة او ستة او سبعة ما ثقل علي الا ان يجفو
وفي رواية كلما أعيا بعض القوم ألقي علي سيفه وترسه ورمحه حتى حملت شيئا كثيرا وكان إذا قيل له ما اسمك يقول سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة فلا أريد غيره
وكان سفينة يسكن بطن نخلة وهو من مولدي العرب وقيل من أبناء فارس
قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه
وقال آخرون أعتقته ام سلمة فيقال له مولى النبي صلى الله عليه وسلم ويقال مولى أم سلمة
روى البخاري في تاريخه أنه بقي إلى زمن الحجاج قال وفي إسناده هذا نظر ذكره البخاري وابن أبي حاتم في الاسماء المفردة
وروينا عنه قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر حديثا
روى مسلم احدها
وروى عنه بنوه عبد الرحمن وعمر ومحمد وزياد وكثير بنو سفينة ومحمد بن المنكدر وسعيد بن جمهان وغيرهم
روينا عن سفينة رضي الله عنه قال لقيني الأسد فقلت انا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب بذنبه الأرض وقعد
وروينا عنه قال ركبت البحر في سفينة فكسرت بنا فركبت لوحا منها فطرحني في جزيرة فيها أسد فلم يرعني الا به فقلت يا أبا حارث انا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يغمزني بمنكبيه حتى أقامني على الطريق ثم همهم فظننت أنه السلام
باب سلمان
218 - سلمان الفارسي الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب هو أبو عبد الله سلمان الخير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن نسبه فقال انا سلمان ابن الإسلام
أصله من فارس من جي بفتح الجيم وتشديد الياء قرية من قرى أصبهان وقيل من رام هرمز
روى ابن أبي خيثمة في تاريخه عن ابن عباس قال حدثني سلمان رضي الله عنه قال كنت من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبي دهقانها وسبب إسلامه مشهور وأنه هرب من أبيه وكان مجوسيا فلحق براهب ثم جماعة من الرهبان واحد بعد واحد يصحبهم الى وفاتهم الى ان دله الأخير على الذهاب الى الحجاز
219(1/218)
وأخبره بظهور النبي صلى الله عليه وسلم فقصده مع عرب فغدروا به وباعوه في وادي القرى ليهودي ثم اشتراه منه يهودي من قريظة فقدم به المدينة فأقام بها مدة حتى قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه بصدقة فلم يأكل منها ثم بعد مدة أتاه بهدية فأكل منها ثم رأى خاتم النبوة وكان الراهب الأخير وصف له هذه العلامات الثلاث للنبي صلى الله عليه وسلم قال سلمان فرأيت الخاتم فقبلته وبكيت فأجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فحدثني بشأني كله وفاتني معه بدر وأحد بسبب الرق فقال لي يا سلمان كاتب عن نفسك فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته على ان أغرس له ثلاثمائة نخلة وعلي أربعين أوقية ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعينوا أخاكم سلمان بالنخل فأعانوني حتى اجتمعت لي فقال فقربها ولا تضع منها شيئا حتى أضعه بيدي ففعلت فأعانني أصحابه حتى فرغت فأتيته فكنت آتيه بالنخلة فيضعها ويسوي عليها التراب فوالذي بعثه بالحق نبيا ما ماتت منها واحدة وبقي الذهب فجاء رجل بمثل البيضة من ذهب أصابه من بعض المعادن فقال ادع سلمان المسكين الفارسي المكاتب فقال أد هذه
وروينا عنه قال تداولني بضعة عشر ربا من رب الى رب وأول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ولم يتخلف عن مشهد بعدها
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وبين سلمان ثبت ذلك في صحيح البخاري وكان من فضلاء الصحابة وزهادهم وعلمائهم وذوي القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق حين جاءت الأحزاب وسكن العراق وكان يعمل الخوص بيده فيأكل منه وكان عطاؤه خمسة آلاف فإذا خرج فرقه وكان ابو الدرداء قد سكن الشام فكتب الى سلمان أما بعد فإن الله قد رزقني بعدك مالا وولدا ونزلت الأرض المقدسة فكتب إليه سلمان سلام عليك أما بعد فإنك كتبت إلي أن الله رزقك مالا وولدا فاعلم ان الخير ليس بكثرة المال والولد ولكن الخير أن يكثر حلمك وان ينفعك علمك وكتبت الي انك بالأرض المقدسة وان الأرض لا تقدس أحدا
ونقلوا اتفاق العلماء على ان سلمان الفارسي عاش مائتين وخمسين سنة وقيل ثلاثمائة وخمسين سنة وقيل إنه أدرك عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم
روي له عن رسول الله عليه السلام ستون حديثا
اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة ولمسلم ثلاثة
وروى عنه ابن عباس وأنس وعقبة بن عامر وأبو سعيد وكعب بن عجرة وأبو الطفيل رضي الله عنهم
وروى عنه جماعات من التابعين
توفي سلمان بالمدائن في أول سنة ست وثلاثين وقيل سنة خمس وثلاثين ويقال في
220(1/219)
خلافة عمر رضي الله عنه وهو غلط
قال أبو بكر بن أبي داود وغيره لسلمان ثلاث بنات بنت بأصبهان وزعم جماعة أنهم من ولدها وبنتان بمصر
وروى الترمذي بإسناده عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الجنة لتشتاق الى ثلاثة علي وعمار وسلمان) رضي الله عنهم قال الترمذي حديث حسن
219 - سلمان بن ربيعة مذكور في المهذب في ميراث بنت الابن هو أبو عبد الله سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن نضلة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر وهو منبه بن سعد بن قيس عيلان بالعين المهملة ابن مضر بن نزار الباهلي الكوفي التابعي هكذا قاله الجمهور أنه تابعي من كبار التابعين وقيل له صحبة وشهد فتح الشام وسكن الكوفة وكان قاضيها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
روى عن عمر وولي غزو أرمينية واستشهد بها سنة تسع وعشرين
وقيل سنة ثلاثين وقيل إحدى وثلاثين
روى عنه أبو وائل وعدي بن عدي وعمرو بن ميمون قيل كان يغزو سنة ويحج سنة
قال ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة سلمان بن ربيعة كان ثقة قليل الحديث وهو أول من تولى قضاء الكوفة وكان يمكث أربعين يوما لا يأتيه خصم
وقال العقيلي هو ثقة من كبار التابعين
220 - سلمان بن عامر الصحابي رضي الله عنه مذكور في أواخر كتاب صيام المهذب وفي الوقف منه هو سلمان بن عامر بن اوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن سعد بن بكر بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر الضبي قال مسلم بن الحجاج لم يكن في الصحابة ضبي غيره نزل البصرة وله بها دار بقرب الجامع
روى عنه محمد وحفصة ولدا سيرين وعبد العزيز بن بشير والرباب بفتح الراء وبالموحدة أم الرابح
روى له البخاري حديثا واحدا وأما حديثه في المهذب عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور) فرواه أبو داود والترمذي وقال هو حديث حسن صحيح
باب سلمة وسليم
221 - سلمة بن الأكوع الصحابي رضي الله عنه تكرر هو أبو مسلم ويقال أبو إياس ويقال أبو عامر سلمة بن عمرو بن الأكوع واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي شهد بيعة الرضوان بالحديبية
221(1/220)
وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ثلاث مرات في أول الناس ووسطهم وآخرهم وكان شجاعا راميا محسنا خيرا فاضلا غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ويقال شهد غزوة مؤتة روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وسبعون حديثا اتفقا على ستة عشر وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بتسعة
روى عنه ابنه إياس ومولاه يزيد بن أبي عبيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون وكان يسكن المدينة فلما قتل عثمان خرج الى الربذة فسكنها وتزوج هناك وولد له فلم يزل بها حتى كان قبل وفاته بليال عاد الى المدينة فتوفي بها سنة أربع وسبعين وهو ابن ثمانين سنة وكان يصفر رأسه ولحيته قال ابنه اياس ما كذب أبي قط
وفي صحيح البخاري أحاديث ثلاثيات يرويها البخاري عن المكي بن إبراهيم عن يزيد مولى سلمة عن سلمة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وثبت في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خبر رجالتنا سلمة بن الأكوع قاله في غزوة ذي قرد لما استنقذ لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم من العدو الذين أغاروا عليها وهزمهم وحده
222 - سلمة بن صخر الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الظهار المؤقت هو سلمة بن صخر بن سلمان بن الصمة بن حارثة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بفتح الغين وإسكان الضاد المعجمتين ابن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ويقال له البياضي لأنه حليف بني بياضة ويقال اسمه سلمان وسلمة أصح وأشهر وهو احد البكائين
روى عنه سعيد بن المسيب وأبو سلمة وسماك بن حرب وسليمان بن يسار
223 - سلمة بن عبد الله ويقال ابن عبيد الله بن محصن الخطمي مذكور في المختصر هو الأنصاري الخطمي روى عن أبيه ولأبيه صحبة
224 - سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القريشي المخزومي وأمه ضباعة بنت عامر بن قرط وهو أخو أبي جهل عمرو بن هشام وابن عم خالد بن الوليد
أسلم سلمة رضي الله عنه قديما وكان من فضلاء الصحابة وهاجر الى الحبشة ومنعه الكفار من الهجرة إلى المدينة وعذبوه بمكة في الله عز وجل وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في قنوته في الصلاة له ولغيره من المستضعفين ويسميه فيقول (اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين) وهؤلاء الثلاثة من بني مخزوم فالوليد
222(1/221)
هو اخو خالد بن الوليد وعياش بن ربيعة بن المغيرة وهو ابن عم خالد وهاجر سلمة بعد الخندق الى المدينة وشهد غزوة مؤتة وأقام بالمدينة حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج الى الشام مجاهدا حين بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه الجيوش إلى الشام فقتل شهيدا بمرج الصفر سنة أربع عشرة في أول خلافة عمر وقيل قتل بأجنادين في جمادى الأولى قبل وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بأربع وعشرين ليلة
225 - - سلمة الأنصاري الصحابي رضي الله عنه أبو يزيد جد عبد الحميد بن يزيد ابن سلمة حديثه في أهل البصرة في تخيير الصغير بين أبويه إذا افترقا وقيل إنه والد عبد الحميد لا جده قالوا وهو غلط وذكره في المهذب في أول الحضانة وقال عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه فاختار فيه القول المردود وقيل أنه ضمري من بني كنانة
226 - سليك الغطفاني الصحابي رضي الله عنه مذكور في باب الجمعة من هذه الكتب هو سليك بضم السين المهملة وفتح اللام وإسكان المثناة تحت بعدها كاف ابن عمرو وقيل ابن هدبة بضم الهاء وبالموحدة وفي صحيح مسلم عن جابر قال جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليصل ركعتين وليتجوز فيهما)
باب سليم بضم السين
227 - سليم بن أيوب من فقهاء أصحابنا وأئمتهم ومصنفيهم تكرر ذكره في الروضة هو أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي تفقه وهو كبير وكان يشتغل في أول عمره بالنحو واللغة والتفسير والمعاني ثم بالحديث ثم رحل الى بغداد واشتغل بالفقه على الشيخ أبي حامد الاسفراييني إمام أصحابنا العراقيين وله عنه التعليقة المشهورة وله مصنفات كثيرة في التفسير والحديث وغريب الحديث والعربية والفقه وكان إماما جامعا لأنواع من العلوم ومحافظ على أوقاته فلا يصرفها في غير طاعة وهو الذي نشر العلم بصور المدينة المعروفة بساحل دمشق وعليه تفقه الشيخ أبو الفتح نصر المقدسي الزاهد وأخذ طرائقه الجميلة قيل لسليم ماالفرق بين مصنفاتك ومصنفات المحاملي فقال لأن تلك صنفت بالعراق ومصنفاتي صنفتها بالشام قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر
223(1/222)
في كتاب التبيين كان سليم فقيهاجيدا مشار اليه في علمه صنف الكثير في الفقه وغيره قال وهو أول من نشر هذا العلم بصور وانتفع به جماعة منهم الشيخ نصر المقدسي وكان سليم يحاسب نفسه على الأنفاس لا يدع وقتا يمضي عليه بغير فائدة من نسخ او تدريس او قراءة ونسخ شيئا كثيرا ثم روى الحافظ عن المؤمل بن الحسن أنه رأى سليما قد حفي قلمه فجعل يحرك شفتيه حتى قطعه فعلم انه كان يقرأ مدة إصلاحه قال وغرق سليم في بحر القلزم عند ساحل جدة بعد عوده من الحج في صفر سنة سبع وأربعين وخمسمائة وكان قد نيف على الثمانين حدث ذلك ابنه ابراهيم بن سليم
228 - سليم بن عامر مذكور في المهذب في باب الهدية هو أبو يحيى وقيل أبو ليلى سليم بن عامر الكلاعي بفتح الكاف الخبائري بخاء معجمة مفتوحة ثم موحدة مخففة وألف ثم همزة ثم راء منسوب الى الخبائر وهو ابن سواد بن عمرو بن الكلاع بن شرحبيل وهو حمصي تابعي سمع المقداد بن الأسود والمقدام بن معد يكرب وأبا الدرداء وعبد الله بن الزبير وأبا امامة وعوف بن مالك وتميأ الداري وغيرهم من الصحابة وخلائق من التابعين
وروى عنه جماعات من التابعين وغيرهم واتفقوا على توثيقه
وروى له مسلم في صحيحه قال محمد بن سعد توفي سنة ثلاثين ومائة وكان ثقة قديما معروفا رضي الله عنه
باب سليمان
229 - سليمان بن حريث ذكره في المهذب في كتاب الأقضية في فصل أصحاب المسائل وأظنه تصحيفا وسيأتي إيضاحه في النوع الثامن من الأوهام إن شاء الله تعالى
230 - سليمان بن داود النبي ابن النبي صلى الله عليه وسلم تكرر في المختصر والمهذب في الاستقاء والوقف وغيرهما وسبق بيان نسبه في ترجمة أبيه قال الله تعالى {ومن ذريته داود وسليمان} 6 الأنعام 84 الآية
وقال الله تعالى {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما} 21 الأنبياء 78 الآيات
وقال تعالى {ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون}
224(1/223)
) 27 النمل 15 - 17 الآيات الى قوله تعالى {قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} 27 النمل 44 وقال تعالى {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير} 34 سبأ 12 وقال تعالى {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} 38 ص 30 الآيات
وثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت ربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا اليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان رب هب لي ملكا لا ينغي لأحد من بعدي فرددته خاسئا) ورويناه من طرق بألفاظ متقاربة
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كانت امرأتان معهما إبناهما فجاء الذئب فذهب بابن احداهما فقالت لصاحبتها إنما ذهب بابنك وقالت الاخرى إنما ذهب بابنك فتحاكما الى داود فقضى به للكبرى فخرجنا على سليمان بن داود فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى لا تفعل رحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى)
وروينا عن عبدالله بن عمرو بن العاص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالا ثلاثا سأل الله حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل الله تعالى ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسال الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد الا يأتيه أحد لا ينهزه الا للصلاة فيه ان يخرجه من ذنوبه وخطيئته كيوم ولدته امه) رواه النسائي في سننه بإسناد صحيح
قال ابو اسحاق الثعلبي في كتابه العرائس في قول الله عز وجل {وورث سليمان داود} 27 النمل 16 أي نبوته وعلمه وحكمته دون سائر أولاد داود قال وكان لداود اثنا عشر ابنا قال وكان سليمان ملك الشام الى اصطخر قال وقيل ملك الأرض
وقد روي عن ابن عباس قال ملك الأرض مؤمنان سليمان وذو القرنين وكافران نمرود وبختنصر
قال كعب الأحبار ووهب بن منبه كان سليمان أبيض جسيما وسيما وضيئا جميلا خاشعا متواضعا يلبس الثياب البيض ويجالس المساكين ويقول مسكين جالس مسكينا وكان ابوه يشاوره في كثير من اموره مع صغر سنه لوفور عقله وعلمه قال
225(1/224)
وكان سليمان حين ملك كثير الغزو لا يكاد يتركه فتحمله الريح هو وعسكره ودوابهم حيث أراد وتمر به وبعسكره الريح على المزرعة فلا يتحرك الزرع
قال وقال محمد بن كعب القرظي بلغنا أن عسكر سليمان كان مائة فرسخ خمسة وعشرون للإنس ومثلها للجن ومثلها للطير ومثلها للوحش قال وقال أهل التاريخ كان عمر سليمان ثلاثا وخمسين سنة وملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة وابتدأ بناء بيت المقدس بعد ابتداء ملكه بأربع سنين صلى الله عليه وسلم
231 - سليمان بن صرد الصحابي رضي الله عنه هو أبو مطرف سليمان بن صرد بضم الصاد وفتح الراء مصروف ابن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أحرم بن حزام بالزاي ابن حبيشة بضم الحاء ابن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد الخزاعي الكوفي
وخزاعة هم ولد حارثة بن عمرو بن عامر روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر حديثا اتفقا على حديث وانفرد البخاري بحديث
روى عنه الشعبي وعدي بن ثابت نزل الكوفة وكان خيرا فاضلا صاحب عبادة وكان له قدر وشرف في قومه قتل سليمان بن صرد بعين الوردة من الجزيرة وهي رأس عين سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة وكان اميرا على جيش البوابين
232 - سليمان بن يسار التابعي أحد الفقهاء السبعة تكرر في المختصر والمهذب فذكره في مواضع منها باب المزارعة ثم باب الخيار في النكاح في خيار الأمة بالعتق وأوائل باب اجتماع العدتين هو أبو أيوب ويقال أبو عبد الرحمن وأبو عبد الله سليمان بن يسارالهلالي أخو عطاء وعبد الملك وعبد الله موالي ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين رضي الله عنها
قال ابن سعد ويقال إن سليمان بنفسه كان مكاتبا لها سمع ابن عباس وابن عمر وجابرا وحسان بن ثابت وأبا رافع وزيد بن ثابت والمقداد بن الأسود وأبا سعيد وأبا واقد وأبا هريرة وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم
وسمع خلائق من التابعين
روى عنه جماعات من التابعين منهم عمرو بن دينار ونافع وعمرو بن ميمون وصالح بن كيسان والزهري ويحيى الأنصاري وقتادة وآخرون رحمة الله عليهم
قال محمد بن سعد كان ثقة عالما رفيعا فقيها كثير الحديث واتفقوا على وصفه بالجلالة وكثرة العلم وهو احد فقهاء المدينة السبعة وقد سبق بيانهم في ترجمة خارجة بن زيد
قال أبو زرعة الرازي سليمان بن يسار مدني ثقة مأمون فاضل عابد
226(1/225)
قال ابن سعد توفي سنة تسع ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة وقيل توفي سنة ثلاث ومائة والله أعلم
باب سمرة وسنين
233 - سمرة بن جندب الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب وجندب بضم الدال وفتحها هو أبو سعيد ويقال أبو عبد الرحمن وأبو عبد الله وأبو سليمان وأبو محمد سمرة بن جندب بن هلال بن حريج بحاء مهملة مفتوحة ثم راء مكسورة ثم مثناة تحت ثم جيم ابن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين بخاء مضمومة وشين معجمتين بن لأي بن عصم بن شمخ بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان الفزاري
توفي أبوه وهو صغير فقدمت به أمه المدينة فتزوجها أنصاري وكان في حجره حتى كبر قيل أجازه النبي صلى الله عليه وسلم في المقاتلة يوم أحد وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات ثم سكن البصرة وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار الى الكوفة ويستخلفه على الكوفة إذا سار الى البصرة وكان يكون في كل واحدة منهما ستة أشهر وكان شديدا على الخوارج ولهذا تبغضه الحرورية ومن قاربهم في مذهبهم وكان الحسن وابن سيرين وفضلاء البصرة يثنون عليه قال ابن سيرين في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وثلاثة وعشرون حديثا اتفقا منها على حديثين وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بأربعة
روى عنه أبو رجاء العطاردي وعبد الله بن بريدة والحسن البصري والشعبي وابن سيرين وابن أبي ليلى وعلي بن ربيعة وأبو نضرة وآخرون
توفي بالبصرة سنة تسع وقيل ثمان وخمسين
وقال البخاري توفي سمرة بعد أبي هريرة يقال آخر سنة تسع وخمسين ويقال سنة ستين
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن سمرة قال لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول الا ان هنها رجالا هم أسن مني
234 - سنين ابو جميلة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول اللقيط هو بضم السين وفتح النون المخففة وإسكان الياء هذا هو المشهور في كتب الجمهور من أصحاب الفنون
وقال البخاري في تاريخه
وقال ابن أبي أويس سنين بكسر الياء المشددة وهو صحابي متفق على صحبته قال البخاري خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح
وقال الدارقطني حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع
وقال ابن أبي حاتم
227(1/226)
سمعت أبي يقول روى عنه الزهري وزيد بن أسلم ثم إن الجمهور لم يذكروا اسم أبيه
وحكى ابن ماكولا أنه سنين بن فرقد ويقال له السلمي ويقال الصخري
وعن الزهري انه سليطي قال ابن سعد وهو رجل من بني سليم من أنفسهم له أحاديث وسمع عمر رضي الله عنه وكان منزله بالعمق بضم العين المهملة وفتح الميم
باب سهل
235 - سهل بن أبي حثمة الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب فذكره في استقبال القبلة وصلاة الخوف والعرايا والقسامة
وحثمة بفتح الحاء المهملة وإسكان المثلثة واسم أبي حثمة عبد الله بن سعدة وقيل عامر بن ساعدة بن عامر بن عدي ين جشم بن مجدعة بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي وكنية سهل أبو يحيى ويقال أبو محمد وهو مدني توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين وقد حفظ عن النبي أحاديث
روي له عن النبي عليه الصلاة والسلام خمسة وعشرون حديثا اتفقا على ثلاثة منها روى عنه نافع بن جبير وعبد الرحمن بن مسعود وبشير بضم الموحدة ابن يسار بالمهملة وصالح بن خوات والزهري وقيل لم يسمع منه وحديثه في صلاة الخوف والعرايا والقسامة في الصحيحين وحديثه في استقبال القبلة في مسالة سترة المصلي صحيح أيضا رواه أبو داود وغيره بأسانيد صحيحة
236 - سهل بن حنيف الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب إقامة الحد هو أبو ثابت ويقال أبو سعد ويقال أبو الوليد سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم ابن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن خنساء بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري المدني شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعون حديثا
اتفقا على أربعة وانفرد مسلم بحديثين
روى عنه ابنه أبو أمامة أسعد بن سهل وهو صحابي أيضا وأبو وائل وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم
توفي بالكوفة سنة ثمان وثلاثين وصلى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحديث سهل بن حنيف في قيامه في الناس يوم صفين ووعظه إياهم مشهور في الصحيحين
237 - سهل بن سعد الساعدي الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر
228(1/227)
والمهذب هو أبو العباس وقيل ابو يحيى سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي المدني
كان اسمه حزنا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سهلا
شهد سهل قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتلاعنين قال الزهري سمع من النبي عليه السلام وكان له يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سنة وتوفي بالمدينة سنة ثمان وثمانين وقيل سنة إحدى وتسعين قال ابن سعد هو آخر من مات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليس فيه خلاف وقال غيره بل فيه خلاف روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وثمانية وثمانون حديثا اتفقاعلى ثمانية وعشرين وانفرد البخاري بأحد عشر روى عنه الزهري وأبو حاتم وغيرهما
238 - سهل بن محمد الصعلوكي من فقهاء أصحابنا وأئمتهم أصحاب الوجوه تكرر في الروضة هو أبو الطيب سهل ابن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن موسى بن عيسى بن إبراهيم الصعلوكي الحنفي من بني حنيفة القبيلة المعروفة العجلي الشافعي الإمام في الفقه والأدب وغيرهما ابنا الإمام والنجيب ابن النجيب
قال الحاكم أبو عبد الله في وصفه هو مفتي نيسابور وابن مفتيها واكتب من رأينا من علمائنا وأنظرهم قال وكان بعض مشايخنا يقول من أراد ان ينظر الى النجيب ابن النجيب فلينظر الى سهل بن أبي سهل سمع أباه وتفقه عليه وتخرج به وسمع أبا العباس الأصم وأبا علي حامد الهروي وأبا عمرو بن نجيد وأقرانهم من الشيوخ ودرس واجتمع اليه الخلق في اليوم الخامس من وفاة أبيه سنة تسع وستين وثلاثمائة وتخرج به جماعات من الفقهاء بنيسابور وسائر مدن خراسان وتصدى للفتوى والقضاء والتدريس وخرجت الفوائد من سماعاته وحدث وأملى قال وبلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة
توفي عشية الجمعة الثالث والعشرين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
قال الحاكم سمعت أبا الأصبع عبد العزيز بن عبد الملك وقد انصرف الينا من نيسابور ونحن ببخارى فسألناه ما الذي استفدت هذه الكرة بنيسابور فقال رؤية سهل بن أبي سهل فإني منذ فارقت وطني بأقصى المغرب وجئت الى أقصى المشرق ما رأيت مثله
وقال الشيخ أبو اسحاق كان سهل فقيها أديبا جمع رياسة الدين والدنيا وأخذ عنه فقهاء نيسابور
وذكر الحاكم وغيره في مناقبه جملة نفيسة رحمه الله
229(1/228)
باب سهيل بضم السين وزيادة الياء
239 - سهيل بن بيضاء الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول صلاة الجنازة وبيضاء أمه واسم أبيه وهب بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري وامه البيضاء اسمها دعد بنت الجحدم وهو ثلاثة أخوة سهل وسهيل وصفوان بنو بيضاء اشتهروا بأمهم وكان سهيل قديم الإسلام هاجر الى الحبشة ثم عاد الى مكة ثم هاجر الى المدينة شهد بدرا وغيرها وتوفي سنة تسع بعد رجوع رسول الله عليه السلام من تبوك وثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليه وعلى أخيه في مسجده وجاء عن انس قال كان أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وسهيل بن بيضاء
كنية سهيل أبو امية وقيل ابو موسى
240 - سهيل بن عمرو الصحابي رضي الله عنه مذكور في صلح الحديبية وفي أول قتال اهل البغي من المهذب هو ابو يزيد سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري أحد سادات قريش وأشرافهم وخطيبهم أسره المسلمون يوم بدر وعلى يديه انبرم اللحيوم الحديبية ثم أسلم يوم الفتح قال سعيد بن مسلم لم يكن أحد من كبراء قريش الذين أسلموا يوم الفتح أكثر صلاة وصوما وصدقة واشتغالا بما ينفعه في آخرته من سهيل بن عمرو حتى شحب لونه وتغير وكان كثير البكاء رقيقا عند قراءة القرآن كان يختلف إلى معاذ بن جبل يقرئه القرآن ويبكي حتى خرج معاذ من مكة فقيل له تختلف إلى هذا الخزرجي لو كان اختلافك الى رجل من قومك فقال هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق لعمري اختلف لقد وضع الاسلام أمر الجاهلية ورفع الله بالإسلام قوما كانوا في الجاهلية لا يذكرون فليتنا كنا مع اولئك فتقدمنا وإني لأذكر ما قسم الله لي في تقدم أهل بيتي من الرجال والنساء فأسر به واحمد الله عليه وأرجو ان يكون الله نفعني بدعائهم ان لا اكون مت على ما مات عليه لينظراني فقد شهدت مواطن أنا فيها معاند للحق
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ خبره مكة ارتجت مكة لما رأت من ارتداد العرب فقام سهيل بن عمرو خطيبا فقال يا معشر قريش لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد والله ليمتدن هذا الدين امتداد الشمس والقمر في خطبة طويلة
وخرج بأهل بيته إلى الشام مجاهدا فاستشهد باليرموك وقيل بمرج الصفر وقيل توفي في طاعون عمواس
230(1/229)
سنة ثماني عشرة على احد الأقوال في تاريخها وهو والد أبي جندل رضي الله عنهما
باب سويد وسيف
241 - سويد بن غفلة التابعي مذكور في المهذب في صدقة الإبل وغفلة بغين معجمة وفاء مفتوحتين وهو ابو أمية سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع بن حارث بن مالك بن أدد بن جعفي بن صعب بن سعد العشيرة الجعفي الكوفي التابعي المخضرم بفتح الراء أدرك الجاهلية كثيرا وأسلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره وأدى صدقته الى مصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قصد المدينة فوصلها في يوم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث اتيان مصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه في سنن أبي داود وغيره وحضر القادسية في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشهد اليرموك وخطبة عمر بالجابية
روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وبلال وأبي ذر وأبي بن كعب وأبي الدرداء
روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى والشعبي وخيثمة بن عبد الرحمن وآخرون من كبار التابعين
قال هشيم بلغ سويد بن غفلة مائة وثمانيا وعشرين سنة
وقال ابن نمير توفي سنة إحدى وثمانين وله مائة وعشرون سنة
وقيل توفي وهو ابن مائة وإحدى وثلاثين سنة
وقال عمر بن علي توفي سنة اثنتين وثمانين وهو ابن مائة وعشرين سنة وشهد صفين مع علي وتوفي بالكوفة واتفقوا على توثيقه
242 - سيف بن سليمان المخزومي مذكور في المختصر في الأقضية واليمين مع الشاهد
هو أبو سليمان سيف بن سليمان ويقال ابن أبي سليمان المخزومي مولهم المكي
روى عن مجاهد وابن نجيح وقيس بن سعد وعمرو بن دينار وغيرهم
روى عنه الثوري وابن المبارك والقطان ووكيع وأبو نعيم وابن نمير ومسلم بن خالد الزنجي واتفقوا على توثيقه
روى له البخاري ومسلم توفي بعد سنة خمسين ومائة
حرف الشين المعجمة
243 - شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي المكي جد جد الشافعي مذكور في كتاب الوقف والوصية من هذه الكتب ذكره أبو موسى الأصبهاني في الصحابة وكذا قال القاضي أبو الطيب الطبري أن السائب وأباه صحابيان
231(1/230)
244 - شبر بن علقمة مذكور في المختصر في باب الأنفال هو بفتح الشين وإسكان الموحدة تابعي مشهور بالنجدة وليس في الأسماء شبر غيره ذكره البخاري وابن أبي حاتم في الأفراد
قال البخاري هو كوفي سمع سعد بن أبي وقاص ثم روى البخاري عن شبر قال كنا بالقادسية فطلب رجل من العدو البراز فبرزت اليه فصاح وكبرت فصرعني فنظرت الى خنجر في قبائه فأخذته وطعنته به وعليه سواران ومنطقة فقتلته فأخذته وأتيت به سعدا فخطب الناس وقص قصته وقال إن سلبه بلغ اثني عشر ألفا وقد نفلناكه فكله هنيئا مريئا
245 - شبرمة بضم الشين والراء مذكور في الحج من المختصر والمهذب ذكره ابن مندة وأبو نعيم في الصحابة قالا هو صحابي توفي هو في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينسباه ولم يزيدا في حاله
246 - شبل بن معبد الصحابي تكرر ذكره في المهذب في كتاب الشهادات هو احد الثلاثة الذين شهدوا بالزنا وهو شبل بن معبد وقيل ابن خليد وقيل ابن خالد
قال الطبري شبل بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن احمس بن الغوث بن انمار البجلي وهو اخو أبي بكرة لأمه وهم أربعة أخوة لأم اسمها سمية وهم الشهود
247 - شداد بن اوس الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول الصيد والذبائح وفي أوائل باب استيفاء القصاص هو ابو يعلى وقيل أبو عبد الرحمن شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حزام وهو ابن أبي حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أنصاري نجاري مدني سكن بيت المقدس وأعقب به
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسون حديثا روى البخاري منها حديثا ومسلم آخر
روى عنه ابنه يعلى وجماعة من التابعين توفي ببيت المقدس سنة ثمان وخمسين وقيل إحدى وأربعين وقيل أربع وستين وهو ابن خمس وسبعين سنة وقبره بظاهر باب الرحمة باق الى لآن وحديثه المذكور في المهذب إذا قتلتم فأحسنوا القتلة رواه مسلم
قالوا وكان شداد عالما حليما كثير العبادة والورع والخوف من الله تعالى
248 - شرحبيل بن حسنة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في كتاب السير في قتل الشيخ الذي فيه رأى
وحسنة امه واسم أبيه عبد الله بن المطاع بن
232(1/231)
عبد الله بن الغطريف بن عبد العزى السهمي وقيل الكندي كنيته أبو عبد الله أسلم شرحبيل قديما وأخواه لأمه جنادة وجابر وهاجروا الى الحبشة ثم الى المدينة ثم استعمله أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما على جيوش الشام وفتوحه ولم يزل واليا لعمر رضي الله عنه على بعض نواحي الشام الى ان توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وله سبع وستون سنة طعن هو وابو عبيدة رضي الله عنهما في ويوم واحد
249 - شريح القاضي تكرر في المختصر والمهذب هو أبو أمية شريح بن الحارث ابن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة الكندي الكوفي التابعي ويقال شريح بن شرحبيل ويقال ابن شراحيل ويقال إنه من اولاد الفرس الذين كانوا باليمن والصحيح الأول
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وقيل لقيه والمشهور الأول
قال يحيى بن معين كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه
روى عن عمر بن الخطاب وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن أبي بكر وعروة البارقي رضي الله عنهم
وروى عنه قيس بن أبي حازم ومحمد وأنس ابنا سيرين ومرة والنخعي والشعبي وآخرون
قال الأكثرون استقضاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الكوفة وأقروه بعده فبقي على قضائها ستين سنة
وقضى بالبصرة سنة قالوا وولي القضاء لعمر رضي الله عنه من سنة ثنتين وعشرين
روى عن حفص بن عمر قال قضى شريح ستين سنة
وروى ميسرة عن شريح قال وليت القضاء لعمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد بن معاوية ولعبد الملك إلى أيام الحجاج فاستعفيت الحجاج وكان له يوم استعفائه مائة وعشرون سنة
وعاش بعد استعفائه سنة
وقال علي بن المديني ولي شريح البصرة سبع سنين في زمن زياد وولي الكوفة ثلاثا وخمسين سنة
وقال علي بن أبي طالب لشريح رضي الله عنه أنت أقضى العرب
وقال أبو الشعثاء قدم علينا شريح البصرة فقضى فينا سنة فما رأينا مثله قبل ولا بعد
وحكى البخاري في تاريخه أن شريحا توفي سنة ثمان وسبعين وهو ابن مائة وعشرين سنة
وقال غيره سنة تسع وسبعين
وقيل سنة ثمانين
وقيل سبع وسبعين وقيل تسع وتسعين
وقال ابن قتيبة في المعارف والشيخ ابو إسحاق في طبقاته ولي شريح القضاء خمسا وسبعين سنة
وروى البيهقي في كتابه في مناقب االشافعي في باب الجرح والتعديل أن الشافعي قال لم يكن شريح قاضيا لعمر بن الخطاب
قال
233(1/232)
البيهقي وقد اختلفوا فيه قال وبهذا قال جماعة من أهل العلم وأنكر آخرون قول الشافعي قالوا وتوليته القضاء لعمر فمن بعده مشهور
واتفقوا على توثيق شريح ودينه وفضله والاحتجاج برواياته وذكائه وانه أعلمهم بالقضاء ونقل الجوهري وأهل اللغة ان عليا رضي الله عنه قال لشريح أيها العبد الأبظر قالوا ومعناه الذي في شفته العليا نتوء
250 - شريح القاضي من أصحابنا المتأخرين ذكر في الروضة في أوائل الباب الثالث في مسند علم الشاهد هو
251 - الشريد أبو عمرو الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر والمهذب في الشهادات في سماع الشعر هو بشين معجمة مفتوحة ثم راء مكسورة وهو أبو عمرو الشريد بن سويد الثقفي الحجازي
روى عن ابنه عمرو ويعقوب بن عاصم وحديثه المذكور في المختصر والمهذب رواه مسلم في صحيحه
252 - شريك بن سحماء ويقال السحماء الصحابي رضي الله عنه مذكور في هذه الكتب في كتاب اللعان
والسحماء بسين مفتوحة وحاء ساكنة مهملتين وبالمد وهي امه وأم البراء بن مالك وهو شريك بن عبدة بن معتب بضم الميم وفتح العين المهملة ابن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بضم الضاد المعجمة البلوي وهو ابن عم معن وعاصم بن عدي بن الجد وهو حليف الأنصار وهو صاحب اللعان قيل إنه شهد مع أبيه أحدا
قال الخطيب شهد أبوه عبدة بدرا
253 - شعبة بن الحجاج الإمام المشهور مذكور في المختصر في باب السلف والرهن وفي العتق هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم الواسطي ثم البصري مولى عبدة بن الأعز وعبدة مولى يزيد بن المهلب الأزدي
كان شعبة من واسط ثم انتقل الى البصرة فاستوطنها وهو من تابعي التابعين وأعلام المحدثين وكبار المحققين رأى الحسن ومحمد بن سيرين وسمع أنس وابن سيرين وعمرو بن دينار والشعبي وخلائق لا يحصون من التابعين وخلائق من غيرهم روى عنه الأعمش وأيوب السختياني ومحمد بن إسحاق التابعيون والثوري وابن مهدي ووكيع وابن المبارك ويحيى القطان وخلائق لا يحصون من كبار الأئمة وأجمعوا على
234(1/233)
إمامته في الحديث وجلالته وتحريه واحتياطه وإتقانه
قال الإمام أحمد بن حنبل لم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث ولا أحسن حديثا منه قسم له منه حظ
وروى عن ثلاثين رجلا من الكوفة لم يرو عنهم سفيان الثوري
وقال الشافعي لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق قال وكان يجيء إلى الرجل يعني الذي ليس أهلا للحديث فيقول لا تحدث والا اشتكيت عليك الى السلطان
وقال حماد بن زيد قال لنا أيوب الآن يقدم عليكم رجل من أهل واسط يقال له شعبة هو فارس بالحديث فحدثوا عنه
وقال أبو الوليد الطيالسي اختلفت إلى حماد بن سلمة فقال إذا أردت الحديث فالزم شعبة
وقال حماد بن زيد لا أبالي من يخالفني إذا وافقني شعبة لأن شعبة كان لا يرضى ان يسمع الحديث مرة وإذا خالفني شعبة في شيء تركته
وقال يحيى القطان شعبة أكبر من الثوري بعشر سنين والثوري أكبر من ابن عيينة بعشر سنين
وقال أحمد بن حنبل كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن يعني علم الحديث وأحوال الرواة
وروينا عن ابن مهدي قال كان سفيان يعني الثوري يقول شعبة أمير المؤمنين في الحديث
وروينا عن الثوري أيضا أنه قال لمسلم بن قتيبة حين قدم من البصرة ما فعل أستاذنا شعبة وروينا عن أبي بحر البكرواي قال ما رأيت أعبد لله من شعبة حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم
وروينا عن صالح بن محمد قال اول من تكلم في الرجال شعبة ثم أتبعه يحيى القطان ثم احمد بن حنبل وابن معين
قال البخاري عن علي بن المديني لشعبة نحو ألفي حديث
وقال عبد الصمد أدرك شعبة من أصحاب ابن عمر نيفا وخمسين رجلا
توفي شعبة بالبصرة في أول سنة ستين ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة رحمه الله
254 - شعيب النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في صفة ولي النكاح قال الله تعالى إخبارا عن شعيب صلى الله عليه وسلم {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} 11 هود 88 قال الثعلبي في العرائس قال عطاء وغيره هو شعيب بن ميكائيل بن تسخر بن مدين بن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم
قال ابن قتيبة وجدة ام شعيب بنت لوط صلى الله عليه وسلم
قال الثعلبي وكان يقال لشعيب خطيب الأنبياء وعمي في آخره عمره
قال قتادة بعثه الله تعالى رسولا الى أمتين مدين وأصحاب الأيكة
وعن ابن عباس أن شعيبا كان كثير الصلاة قالوا فلما طال تمادى قومه في كفرهم وغيهم وعنادهم بعد المعجزة وكثرة المراجعة وأيس من فلاحهم دعا
235(1/234)
الله تعالى عليهم فقال {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين} 7 الأعراف 89 فأجاب الله تعالى دعاءه وأهلكهم بالرجفة وهي الزلزلة فأصبحوا في دارهم جاثمين هلكى
وأهلك أصحاب الأيكة بعذاب الظلة
قال السمعاني في الأنساب قبر شعيب عليه السلام في حطين وهي قرية بساحل الشام وهذا الذي قاله السمعاني مشهور معروف عند اهل بلادنا وعلى قبره بناء وعليه وقف ويقصده الناس من المواضع البعيدة للزيارة والتبرك وبالله التوفيق
255 - شعيب والد عمرو بن شعيب المتكرر في المهذب هو أبو عمرو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي ويأتي تمام نسبه في ترجمة جده عبد الله بن عمرو إن شاء الله تعالى وهو تابعي سمع جده عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهم
روى عنه ابناه عمرو وعمر وثابت البناني وعطاء الخراساني وغيرهم وهو ثقة وأنكر بعضهم سماعه من جده وغلطوا منكره
وسنوضحه مع ما يتعلق برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في ترجمة عمرو بن شعيب إن شاء الله تعالى
256 - شقران بضم الشين المعجمة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور بهذا اللقب اسمه صالح وكان عبدا حبشيا لعبد الرحمن بن عوف أهداه للنبي صلى الله عليه وسلم وقيل بل اشتراه فأعتقه بعد بدر وكان فيمن حضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده وانقرض عقبه فمات آخرهم بالمدينة في خلافة الرشيد
وقال ابو معشر شهد شقران بدرا ولم يسهم له لأنه كان عبدا
257 - شقيق بن سلمة التابعي مذكور في المهذب في رؤية هلال رمضان هو أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي أسد خزيمة الكوفي التابعي المخضرم أدرك زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره
وروى عن أبي بكر وسمع عمر وعثمان وعليا وابن مسعود وعمارا وحبابا وحذيفة وأبا موسى وأسامة وابن عمر وابن عباس وابن الزبير وأبا الدرداء وأبا مسعود البدري والبراء والمغيرة وجريرا البجلي وكعب بن عجرة وأبا هريرة وعائشة وام سلمة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين
وسمع خلائق من كبار التابعين
روى عنه الشعبي وعاصم الأحول والحكم والسبيعي والأعمش وخلائق غيرهم من التابعين حكوا عنه انه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم وانا ابن عشر سنين أرعى إبلا
236(1/235)
لأهلي وقال أتانا مصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروي عنه انه قال أدركت سبع سنين من سني الجاهلية قالوا وتوفي سنة تسع وتسعين واتفقوا على توثيقه وجلالته قال الأعمش قال إبراهيم عليك بشقيق فإني أدركت الناس متوافرين وإنهم يعدونه من خيارهم قال إبراهيم ومامن قرية الا وفيها من يدفع عن أهلها به وأرجو ان يكون شقيق منهم
وقال عمرو بن مرة قلت لأبي عبيدة ابن ابن مسعود من أعلم أهل الكوفة بحديث أبيك قال شقيق
258 - شيبة بن ربيعة الجاهلي الكافر مذكور في المهذب في المبارزة قتله علي رضي الله عنه في المبارزة يوم بدر كافرا وهو شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف من رؤساء قريش وصناديدهم
259 - شيث النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في التثنية وغيره من هذه الكتب في باب الجزية وتكرر في غير هذا الموضع من المهذب والروضة وهو ابن آدم لصلبه قال ابن قتيبة في المعارف قال وهب بن منبه كان شيث من أجمل ولد آدم وأفضلهم وأشبههم وأحبهم اليه وكان وصي آدم وولي عهده وهو الذي ولد البشر كلهم واليه انتهت أنساب الناس كلهم وهو الذي بنى الكعبة بالطين والحجارة وأنزل الله تعالى عليه خمسين صحيفة وعاش تسعمائة سنة واثنتي عشرة سنة
حرف الصاد المهملة
260 - صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في أواخر باب الهدية قال الثعلبي هو صالح بن عبيد بن أسيف بن ماشج بن عبيد بن جاذر بن ثمود بن عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم
قال أبو عمرو بن العلاء سميت ثمودا لقلة مائها والثمد الماء القليل وكانت مساكن ثمود الحجر بين الحجاز والشام وكانوا عربا وكان صالح صلى الله عليه وسلم من أفضلهم نسبا فبعثه الله تعالى اليهم رسولا وهو شاب فدعاهم حتى شمط ولم يتبعه منهم الا قليل مستضعفون ولما طال دعاؤه إياهم اقترحوا ان يخرج لهم الناقة آية فكان من امرها وأمرهم ما ذكره الله تعالى في كتابه قال وقالوا وكان عقر الناقة يوم الأربعاء وانتقل صالح بعد هلاك قومه الى الشام بمن أسلم معه فنزلوا رملة فلسطين ثم انتقل الى مكة فتوفي صالح بها وهو ابن ثمان وخمسين سنة وكان أقام في قومه عشرين سنة والله اعلم
237(1/236)
261 - صالح بن خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري المدني التابعي مذكور في صلاة الخوف هو بخاء معجمة مفتوحة وواو مشددة ومثناة فوق
روى عن سهل بن أبي خثمة
روى عنه القاسم بن محمد ويزيد بن رومان وهو ثقة روى له البخاري ومسلم
262 - الصعب بن جثامة الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب ذكره في مواضع منها قتل الصيد في الاحرام والحمى وكتاب السير في رمي الكفار بالمنجنيق وجثامة بفتح الجيم وتشديد المثلثة وهو الصعب بن جثامة واسم جثامة يزيد بن قيس بن عبد الله بن يعمر بن عوف بن عامر بن ليث الليثي الحجازي توفي في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
263 - صفوان بن أمية الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب هو أبو وهب وقيل أبو امية صفوان بن امية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمع القريشي الجمحي المكي أسلم بعد ان شهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم كافرا وكان من المؤلفة وشهد اليرموك
توفي بمكة سنة اثنتين وأربعين
وقيل توفي في خلافة عثمان وقيل عام الجمل سنة ست وثلاثين
روى عنه ابنه عبد الله وعبد الله بن الحارث وابن المسيب وطاوس وعطاء وقتل أبوه يوم بدر كافرا
264 - صفوان بن عسال المرادي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في الأحداث وفي المهذب وفي الوسيط في مسح الخف وعسال بفتح العين وسين مشددة مهملتين وهو مرادي كوفي غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة
ومن مناقبه أن عبد الله بن مسعود روى عنه وروى عنه جماعات من التابعين
حرف الضاد
265 - الضحاك بن سفيان الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب استيفاء القصاص ثم في كتاب القاضي الى القاضي
ولكن قال في الموضع الثاني الضحاك بن سفيان على الصواب وقال في الأول الضحاك بن قيس وهو غلط صريح لا حيلة فيه وهو الذي كتب اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها وحديثه هذا صحيح رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم
قال الترمذي حديث حسن صحيح وهو أبو سعيد الضحاك بن سفيان بن كعب بن عبد الله بن أبي
238(1/237)
بكر بن عبيد بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامريي الكلابي كان يقوم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحا بسيفه وكان من الشجعان الأبطال يعد بمائة فارس ولما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى فتح مكة أمره على بني سليم لأنهم كانوا تسعمائة فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا فوفاهم به وكان رئيسهم وإنما جعله عليهم لأنهم جميعا من قيس عيلان واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية الى بني كلاب
روى عنه سعيد بن المسيب والحسن البصري
266 - ضرار بن صرد مذكور في الروضة في أول كتاب النكاح في الخصائص هو بكسر الضاد المعجمة وأبوه صرد بضم الصاد المهملة وفتح الراء قال ابن أبي حاتم هو ضرار بن صرد أبو نعيم التيمي الكوفي الطحان
روى عن عبد العزيز الدراوردي وابن أبي حازم ومعتمر بن سليمان روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة قال يحيى بن معين هو كذاب
وقال ابن أبي حاتم هو صاحب قران وفرائض صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به قال روى حديثا في فضيلة بعض الصحابة ينكرها أهل المعرفة بالحديث والله اعلم
حرف الطاء المهملة
267 - طارق بن أشيم بفتح الهمزة وإسكان الشين وفتح الياء الصحابي والد سعد بن طارق أبي مالك مذكور في المهذب في اول صفة الحج هو أبو سعد طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
روى له مسلم في صحيحه حديثين وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم
روى عنه ابنه سعد
268 - طارق بن شهاب الصحابي مذكور في المهذب في باب الردة هو أبو عبد الله طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة الكوفي البجلي الأحمسي بالحاء والسين المهملتين منسوب إلى أحمس ابن الغوث بن انمار
أدرك الجاهلية وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في زمن أبي بكر وعمر ثلاثا وثلاثين او ثلاثا وأربعين غزوة
وروى عن الخلفاء الأربعة وابن مسعود وسلمان وخالد وأبي موسى وحذيفة
وروى عنه جماعات من التابعين منهم قيس بن مسلم ومخارق بن عبد الله وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان بن ميسرة وغيرهم سكن الكوفة وتوفي سنة ثلاث وثمانين
239(1/238)
269 - طاوس اليماني التابعي تكرر في المختصر وذكره في المهذب في أول كتاب إحياء الموات ثم في أول باب تحمل الشهادة هو أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان اليماني الحميري مولاهم
وقيل الهمداني مولاهم كان يسكن الجند بفتح الجيم والنون بلدة معروفة باليمن وهو من كبار التابعين والعلماء والفضلاء الصالحين سمع ابن عباس وابن عمر وابن عمرو وجابرا وأبا هريرة وزيد بن ثابت وابن أرقم وعائشة رضي الله عنهم
روى عنه ابنه عبد الله الصالح بن الصالح ومجاهد وعمرو بن دينار وخلائق من التابعين واتفقوا على جلالته وفضيلته ووفور علمه وصلاحه وحفظه وتثبته
قال عمرو بن دينار ما رأيت أحدا قط مثل طاوس توفي بمكة في سابع ذي الحجة سنة ست ومائة هذا قول الجمهور
وقال الهيثم بن عدي وأبو نعيم سنة بضع عشرة ومائة والمشهور الأول قالوا وكان له بضع وسبعون رحمة الله عليه
270 - طلحة بن عبيد الله الصحابي احد العشرة رضي الله عنهم تكرر فيها هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القريشي التميمي المكي المدني
وامه الصعبة بنت الحضرمي اخت العلاء بن الحضرمي أسلمت وهاجرت
واسم الحضرمي عبد الله بن عماد بن أكبر وعماد بالميم
وطلحة رضي الله عنه أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة واحد الثمانية السابقين الى الإسلام وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة الخير وطلحة الجود وهو من المهاجرين الأولين ولم يشهد بدرا ولكن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه واجره كمن حضر وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد وكان ابو بكر رضي الله عنه إذا ذكر أحدا قال ذلك يوم كان كله لطلحة
روي لطلحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثون حديثا واتفقا منها على حديثين وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة قتل رضي الله عنه يوم الجمل لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وهذا لا خلاف فيه وكان عمره أربعا وستين سنة وقيل ثمانيا وخمسين وقيل اثنتين وستين وقيل ستين وقبره بالبصرة مشهور يزار ويتبرك به روى عنه بنوه موسى وعيسى ويحيى وعامر بن سعد وخلائق غيرهم من التابعين
روينا عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (طلحة ممن قضى نحبه وما بدلوا تبديلا)
وكان طلحة ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ووقاه
240(1/239)
بيده ضربة قصد بها فشلت يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب طلحة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن أبي وقاص وذكر ابن قتيبة في المعارف ان طلحة دفن بقنطرة قرية فراته بنته عائشة بعد دفنه بثلاثين سنة في المنام فشكا اليها النز فأمرت به فاستخرج طريا فدفن في داره في الحجرتين في البصرة وذكر غيره انهم حين حولوه قال الراوي كاني انظر الى الكافور لم يتغير الا عقيصته فإنها مالت عن موضعها واخضر شقه الذي يلي الأرض من نز الماء فاشتروا له دارا من دور أبي بكرة بعشرة آلاف درهم
قال ولطلحة عشرة بنين واربع بنات وهم ومحمد وموسى وعيسى وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وزكريا ويحيى وصالح وعمران وام إسحاق وعائشة ومريم والصعبة
- 271 طلحة بن عبيد الله التابعي مذكور في المهذب في الدعاء بعرفات في حديث أفضل الدعاء يوم عرفة
هو طلحة ابن عبيد الله بن كريز بكاف مفتوحة ثم راء مكسورة ثم ياء ثم زاي ابن جابر بن ربيعة بن هلال الخزاعي الكعبي الكوفي أبو المطرف التابعي
روى عن ابن عمر وأبي الدرداء وعائشة وام الدرداء الصغرى
روى عنه أبو حازم الأعرج ومحمد بن سوقة وحميد الطويل وآخرون واتفقوا على توثيقه
روى له مسلم قال ابن سعد كان قليل الحديث وجعله في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة وحديثه المذكور في المهذب مرسل
272 - طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده مذكور في المهذب في الوضوء في صفة المضمضة
ومصرف بضم الميم وكسر الراء على المشهور وحكى القلعي فتحها وهو غلط
هو ابو محمد وقيل ابو عبد الله طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب بن جحدب بن معاوية بن سعيد بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن حنبل بن يام بن رافع اليامي ويقال الأيامي الهمداني الكوفي التابعي الإمام سمع ابن أبي أوفى وأنسا وجماعة من التابعين
روى عنه ابنه محمد وأبو إسحاق السبيعي وإسماعيل بن أبي خالد ومنصور بن المعتمر والأعمش وخلائق من الأئمة واتفقواعلى جلالته وإمامته ووفور علمه بالقرآن وغيره وورعه
قال احمد بن عبد الله وغيره كان طلحة من أقرأ أهل الكوفة وخيارهم
وقال عبد الله بن إدريس كانوا يسمون طلحة سيد القراء
وروينا عن احمد بن عبدالله قال اجتمع قراء الكوفة في منزل الحكم بن عتيبة فأجمعوا على ان أقرأ أهل الكوفة طلحة بن مصرف فبلغه ذلك فغدا الى الأعمش يقرأ عليه ليذهب ذلك الاسم
وروينا عن عبد الملك بن ابجر قال ما رأيت مثل
241(1/240)
طلحة بن مصرف وما رأيته في قوم قط الا رأيت له الفضل عليهم
وقال حريش بن سليمان شهدت ابا إسحاق وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت وأبا معشر كلهم يقول ما رأيت مثل طلحة وماأدركت مثل طلحة
وقال شعبة كنت في جنازة طلحة فقال ابو معشر ما ترك بعده مثله
توفي سنة ثنتي عشرة وقيل ثلاث عشرة
وقيل عشر ومائة
273 - طلحة بن يحيى بن طلحة مذكور في المختصر في الصوم هو طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القريشي التيمي المدني ثم سكن الكوفة التابعي أدرك عبد الله بن جعفر
وروى عن موسى وعيسى ويحيى وعائشة اولاد طلحة بن عبيد الله وهم أعمامه وعن عروة وعبيد الله بن عبد الله وأبي بردة ومجاهد وعمر بن عبد العزيز وغيرهم
روى عنه الثوري ووكيع وأبو أسامة وعبدالله بن إدريس وابن عيينة ويحيى بن سعد الأموي وغيرهم من الأعلام وهو ثقة وثقه يحيى بن معين ومحمد بن سعد وغيرهما وروى له مسلم
274 - طليحة الكذاب مذكور في المختصر في أول قتال البغاة ثم ذكر بعد قليل فقال ثم أسلم طلحة ذكره أبو عمر بن عبد البر وأبو موسى الأصبهاني في الصحابة وهو طليحة بالتصغير بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأسير بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن عفير بن الحارث بن داودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضمر الأسدي الفقعسي كان من أشجع العرب وكان يعد بألف فارس قالوا وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد أسد خزيمة سنة تسع وأسلموا فلما رجعوا ارتد طليحة وادعى النبوة فأرسل اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرار بن الأزور ليقاتله فيمن اطاعه ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقويت شوكة طليحة وأطاعه الحليفان أسد وغطفان فأرسل اليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد فقاتله بنواحي سميراء وبزاحة فأرسل اليه خالد بن الوليد عكاشة بن محصن وثابت بن أرقم رضي الله عنهما فقتل طليحة أحدهما ثم أخوه الآخر ثم هزم الله طليحة وفرق شمل تباعه وظهر عليهم المسلمون فلحق طليحة بالشام فأقام عند بني حنيفة حتى توفي أبو بكر ثم أسلم طليحة وحسن إسلامه وحج في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وله أثار جميلة في قتال الفرس في القادسية بالعراق زمن عمر رضي الله عنه وكتب الى عمر النعمان بن مقرن ان استعن في حربك بطليحة وعمرو بن معد يكرب واستشرهما
242(1/241)
حرف العين المهملة
275 - عاصم بن ضمرة مذكور في المهذب في باب زكاة الذهب والفضة هو عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي التابعي سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
روى عنه الحكم بن عتيبة بالمثناة فوق وأبو إسحاق السبيعي
قال علي بن المديني واحمد بن عبد الله وغيرهما هو ثقة توفي سنة أربع وسبعين
276 - عاصم بن عدي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في رمي الجمار هو أبو عبد الله ويقال ابو عمرو ويقال أبو عمر عاصم بن عدي بن الجد بفتح الجيم ابن العجلان بن حارثة بالحاء المهملة ابن ضبيعة بضم الضاد المعجمة القضاعي العجلاني حليف الأنصار شهد احدا ولم يشهد بدرا بنفسه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على قباء وأهل العالية وضرب له بسهم فكان له حكم من شهدها وهو صاحب عويمر العجلاني في قصة اللعان
277 - عاصم بن عمر مذكور في المختصر في آخر الهبة هو أبو عمر وقيل أبو عمرو عاصم بن عمر بن الخطاب القريشي العدوي التابعي المدني
ولد قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وامه جميلة بنت الأفلح وقيل بنت ثابت كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة وعاصم هذا جد عمر بن عبد العزيز لأمه لأن ام عمر أم عاصم بنت عاصم بن عمر وكان عاصم خيرا فاضلا فصيحا طويلا يقال كانت ذراعه قريبا من ذراع وشبر توفي سنة سبعين وحزن عليه أخوه عبد الله ورثاه سمع عاصم أباه
وروى عنه ابناه عبيد الله وحفص وعروة بن الزبير
روى له البخاري ومسلم
278 - عامر بن سعد تكرر في المهذب فذكره وفي اول الوصايا هو عامر بن سعد بن أبي وقاص القريشي الزهري المدني التابعي سمع أباه وعثمان بن عفان وابن عمر وأسامة وأبا سعيد وأبا هريرة وغيرهم رضي الله عنهم
روى عنه ابنه داود وسعيد بن المسيب وخلق من التابعين واتفقوا على توثيقه
توفي بالمدينة سنة ثلاث وقيل سنة أربع ومائة وقيل غير ذلك
279 - عامر بن عبد الله بن الزبير مذكور في المهذب في مسألة الحمى
243(1/242)
وتمام نسبه سبق في ترجمة جده الزبير بن العوام كنية عامر أبو الحارث وهو تابعي سمع أباه وأنسا وغيرهما من الصحابة
روى عنه سعيد المقبري ويحيى الأنصاري ومحمد بن عجلان وآخرون من الأئمة وكان عابدا فاضلا مجمعا على توثيقه وجلالته وهو مدني توفي قريبا من سنة أربع وعشرين ومائة
280 - عباد بفتح العين وتشديد الباء ابن تميم مذكور في المهذب في أول الاستسقاء هو عباد بن تميم بن زيد بن عاصم الأنصاري المازني المدني وتمام نسبه يأتي إن شاء الله تعالى قريبا في ترجمة عمه عبد الله بن زيد بن عاصم وعباد معدود في التابعين ونقلوا عنه انه قال أنا يوم الخندق ابن خمس سنين فأذكر أشياء وأعيها وكنا مع النساء في الآطام خوفا من بني قريظة وهذا يقتضي أنه صحابي فإنه على هذا التقدير أكبر من عبد الله بن الزبير والنعمان بن بشير وأشباههما
روى عن عمه وأبي بشير الأنصاري وغيرهما
روى عنه جماعات من التابعين منهم الزهري وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم روى له البخاري ومسلم
281 - عبادة بن الصامت الصحابي رضي الله تعالى عنه تكرر فيها هو ابو الوليد بن أبي عبادة الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبه بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي وسالم هذا يقال له الحلبى لعظم بطنه ويقال للمنتسبين اليه بنو الحبلى شهد عبادة العقبة الأولى والثانية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد بدرا واحدا والخندق وبيعة الرضوان وسائر المشاهد وكان احد النقباء ليلة العقبة كان نقيبا على القواقل لأن بني سالم يقال لجدهم قوقل كان إذا استجار به مستجير قال له قوقل سرت حيث شئت فسمي قوقل بن عوف بن الخزرج وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنوي واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقات وكان يعلم اهل الصفة القرآن ولما فتح الشام أرسله عمر بن الخطاب ومعاذا وأبا الدرداء ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفهموهم فأقام عبادة بحمص ومعاذ بفلسطين وأبو الدرداء بدمشق ثم سار عبادة الى فلسطين
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وأحد وثمانون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على ستة وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بآخرين
روى عنه انس وجابر وأبو امامة وفضالة ورفاعة بن رافع ومحمود بن الربيع ومن التابعين بنوه الوليد وعبيد الله وداود بنو عبادة وخلائق غيرهم
قال الأوزاعي اول من ولي قضاء فلسطين عبادة وكان فاضلا خيرا طويلا جسيما
244(1/243)
توفي ببيت المقدس وقيل بالرملة سنة أربع وثلاثين وهو ابن ثنتين وسبعين سنة
وقيل توفي سنة خمس وأربعين والأول أصح وأشهر
282 - العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تكرر في هذه الكتب هو أبو الفضل الهاشمي وباقي نسبه سبق في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين او ثلاث وأمه نتيلة بضم النون وفتح المثناة فوق وهي اول عربية كست الكعبة الحرير قالوا وسببه ان العباس ضاع وهو صغير فنذرت إن وجدته ان تكسوها فوجدته ففعلت وكان العباس رئيسا جليلا في قريش قبل الاسلام وكان إليه عمارة المسجد الحرام والسقاية وحضر ليلة العقبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايعته الأنصار قيل ان يسلم العباس فشدد القصر مع الأنصار وأكده وخرج مع المشركين الى بدر كرها وأسر وفدى نفسه وابني أخويه عقيلا ونوفل بن الحارث وأسلم عقيب ذلك وقيل أسلم قبل الهجرة وكان يكتم إسلامه مقيما بمكة يكتب بأخبار المشركين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عوعا للمسلمين المستضعفين بمكة قالوا وأراد القدوم الى المدينة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مقامك بمكة خير
وروينا هذا في مسند أبي يعلى الموصلي عن سهل بن سعد الساعدي وشهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت معه حين انهزم الناس فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينادي في الناس بالرجوع فنادى فيهم وكان صيتا فأقبلوا عليه وحملوا على المشركين فهزمهم الله وأظهر المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمه ويكرمه ويبجله وكان وصولا لأرحام قريش محسنا اليهم ذا رأي وكمال وعقل جوادا أعتق سبعين عبدا وكانت الصحابة تكرمه وتعظمه وتقدمه وتشاوره وتأخذ برأيه
وذكر الحازمي في المؤتلف في الأماكن في اول حرف العين عن الضحاك قال كان العباس يقف على سلع فينادي غلمانه في آخر الليل وهم في الغابة فيسمعهم قال وبين سلع والغابة ثمانية اميال وكان للعباس عشرة بنين وثلاث بنات الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم وعبد الرحمن ومعبد والحارث وكثير وعوف وتمام وآمنه وأم حبيب وصفية
فالفضل وعبيد الله وعبد الله وقثم ومعبد وعبد الرحمن وام حبيب امهم أم الفضل لبابة بنت الحارث الكبرى قالوا ولا يعرف بنو أم تباعدت قبورهم كتباعد قبور بني أم الفضل فقبر الفضل بالشام باليرموك وعبد الله بالطائف وعبيد الله بالمدينة وقثم بسمرقند ومعبد بأفريقية
توفي العباس رضي الله عنه بالمدينة يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من رجب وقيل من رمضان سنة ثنتين وثلاثين
وقيل أربع وثلاثين وهو
245(1/244)
ابن نحو ثمان وثمانين سنة وهو معتدل القامة وقبره مشهور بالبقيع
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وثلاثون حديثا اتفقا على حديث وانفرد البخاري بحديث ومسلم بثلاثة
روى عنه ابناه عبد الله وكثير وجابر والأحنف بن قيس وعبد الله بن الحارث وآخرون
وفي صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقد ذكر العباس ياعم أما شعرت ان عم الرجل صنو أبيه هو بكسر الصاد أي مثل أبيه
وفي كتاب الترمذي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس (والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ثم قال أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه) وفي الترمذي أحاديث أخرى في فضل العباس
وثبت في صحيح البخاري ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل اليك اليوم بعم نبينا فاسقنا فيسقون
ومناقبه كثيرة مشهورة رضي الله عنه
283 - العباس بن مرداس الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في قسم الفيء هو أبو الهيثم وقيل ابو الفضل العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد تبن عبس بن رافعة بن الحارث بن حيي بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي وقيل في نسبه غيرهذا أسلم قبل فتح مكة بسنتين وكان من المؤلفة وممن حسن إسلامه منهم وكان شاعرا محسنا وشجاعا مشهورا قالوا وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية وممن حرمها في الجاهلية أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وقيس بن عاصم رضي الله عنهم
قال ابن عبد البر في الاستيعاب وحرمها قبل هؤلاء عبد المطلب بن هاشم وعبد الله بن جدعان وشيبة بن ربيعة وورقة بن نوفل والوليد بن المغيرة بن الظرب
قال ويقال هو اول من حرمها في الجاهلية على نفسه ويقال بل عفيف بن معد يكرب قعبدي
قال الحافظ عبد الغني في كتابه الكمال وقد حرمها مقيس بن ضبابة بعد ان شربها وهو المقتول كافرا يوم الفتح يعني لارتداده بعد الصحبة
قال ابن عبد البر وكان مرداس أبو العباس هذا شريكا ومصافيا لحرب بن أمية يعني والد أبي سفيان وقتلتهما جميعا الجن وخبرهما معروف عند أهل الاخبار
قال وذكروا ان ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم فهاموا ولم يوجدوا ولم يسمع لهم بأثر طالب بن أبي طالب
246(1/245)
وسنان بن حارثة مرداس بن أبي عامر أبو عباس بن مرداس
وكان عباس بن مرداس ينزل البادية بناحية وقيل قدم دمشق وابتنى بها دارا والله اعلم
284 - عبد الأعلى بن عبد الله مذكور في المهذب في آخر ما يجب بمحظورات الاحرام هو عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز بضم الكاف القريشي التابعي
روى عن عبد الله بن الحارث روى عنه خالد الحذاء
285 - عبد الله بن أبي بن سلول المنافق مذكور في المهذب في باب الكفن وآخر صلاة الميت
وسلول ام عبد الله فلهذا قال العلماء الصواب في ذلك أن يقال عبد الله بن أبي ابن سلول بالرفع بتنوين أبي وكتابة ابن سلول بالألف ويعرب إعراب عبد الله لأنه صفة له لا لأبي وسياتي تمام نسبه في ترجمة ابنه عبد الله بن عبد الله الصالح الصحابي ا لجليل
وكان عبد الله بن أبي رأس المنافقين ونزل في ذمه آيات كثيرة مشهورة
وتوفي في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليه وكفنه في قميصه قيل النهي عن الصلاة على المنافقين وإنما صلى عليه لكرامة ابنه وإحسانا وكرما وحلما
286 - عبد الله بن أنيس الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في كتاب السير وفي المهذب في آخر باب صوم التطوع في طلب ليلة القدر هو أبو يحيى عبد الله بن أنيس بن أسعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن تيم بن بهثة بن باسرة بن يربوع بن البرك بفتح الموحدة وإسكان الراء ابن وبرة من قضاعة يقال له الجهني وهو حليف بني سلمة من الأنصار فيقال له الأنصاري
ويقال له قضاعي قالوا والبرك بن وبرة وجهينة كلاهما من قضاعة شهد عبد الله بن أنيس العقبة في السبعين من الأنصار وكان يكسر اصنام بني سلمة هو ومعاذ بن جبل حين أسلما شهد بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل لم يشهد بدرا وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وحده وهو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وهو الذي رحل الى جابر بن عبد الله شهرا فأدركه في الشام فسمع حديثا في المظالم والقصاص بين أهل الجنة والنار قبل دخولهما وقيل إن هذا غير الراحل الى جابر وإن الراحل أسلمي والصحيح الذي عليه الجمهور أنهما واحد روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرون حديثا روى مسلم احدها في ليلة القدر وهو المذكور في المهذب وقال البخاري في اول صحيحه رحل عبد الله بن أنيس الى جابر روى عنه جابر وأبو امامة وجماعة من
247(1/246)
التابعين منهم بنوه الأربعة عطية وعمرو وضمرة وعبد الله قال ابن عبد البر توفي سنة أربع وسبعين وقيل توفي سنة أربع وخمسين
287 - عبد الله بن أبي أوفى الصحابي ابن الصحابي رضي الله عنهما تكرر ذكره هو ابو إبراهيم وقيل ابو محمد وقيل ابو معاوية عبد الله بن أبي أوفى واسم أبي اوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أسيد بفتح الهمزة ابن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي شهد بيعة الرضوان وخيبر ومابعدهما من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يزل بالمدينة حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تحول الى الكوفة وهو آخر من بقي من الصحابة بالكوفة
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وتسعون حديثا اتفقا على عشرة وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث روى عنه طلحة بن مصرف وإسماعيل بن أبي خالد وآخرون نزل الكوفة وتوفي بها سنة ست وثمانين وقيل سنة سبع وثمانين وهو آخر من توفي من الصحابة بالكوفة
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن عبد الله بن أبي أوفى قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد
وفي رواية نأكل معه الجراد
وفي صحيحيهما عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقة قال (اللهم صل عليهم) فأتاه أبي بصدقته فقال (اللهم صل على آل أبي أوفى)
288 - عبد الله بن بحينة تكرر في المختصر والمهذب فيم صفة الصلاة وسجود السهو وغيرهما
وبحينة بضم الموحدة وهي امه وهو أبو محمد عبد الله بن مالك بن القشب بكسر القاف وإسكان المعجمة واسم القشب خندب بن نضلة بن عبد الله الأزدي أسلم عبد الله بن مالك هذا هو وأبوه وصحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عبد الله ممن أسلم وصحبه قديما وكان ناسكا فاضلا يصوم الدهر وكان ينزل موضعا بقرب المدينة
توفي في آخر خلافة معاوية
قال ابن عبد البر وقيل ان بحينة ام أبيه والصحيح انها امه
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
روى عنه ابنه علي وعطاء بن يسار والأعرج وغيرهم
289 - عبدالله بن أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان القريشي التيمي الصحابي ابن الصحابي رضي الله عنهما هو اخو أسماء بنت أبي بكر لأبويها أمهما قتيلة وهو الذي كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر بالطعام وبأخبار قريش إذ هما في الغار وكان
248(1/247)
يبيت عندهما وأسلم قديما وشهد الفتح وحنينا والطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرح يوم الطائف وبرأ ثم نقض جرحه فتوفي في شوال سنة إحدى عشرة في أوائل خلافة أبيه وصلى عليه أبوه ونزل في قبره عمر بن الخطاب وطلحة وأخوه عبد الرحمن ودفن بعد الظهر رضي الله عنه
290 - عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بفتح اللام واسكان الواو وبالذال المعجمة هو أبو محمد وقيل ابو بكر الأنصاري المدني
مذكور في المهذب في صلاة العيد وهو تابعي سمع أنسا وعبد الله بن عامر وعروة وعمر
روى عنه الزهري ومالك والسفيانان وحماد بن سلمة قال أحمدبن حنبل حديثه شفاء
وقال محمد بن سعد كان ثقة كثير الحديث عالما توفي سنة خمس وثلاثين ومائة وقيل سنة ثلاثين وهو ابن سبعين سنة
291 - عبد الله بن جحش الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في اول جامع السير هو أبو محمد عبدالله بن جحش بن رئاب بكسر الراء بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أمه آمنة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسلم قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجر الهجرتين الى أرض الحبشة هو وأخواه أبو احمد وعبيد الله وأختهم زينب بنت جحش أم المؤمنين وام حبيبة وحمنة بنات جحش فأما عبيد الله فتنصر ومات بالحبشة نصرانيا وهاجر عبد الله وأخوه أبو أحمد وأهله الى المدينة وامره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية وهو أول أمير امره اول غنيمة في الاسلام ثم شهد بدرا واستشهد يوم احد وكان من دعائه يوم احد ان يقاتل ويستشهد ويقطع أنفه وأذنه ويمثل به في الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فاستجاب الله دعاءه واستشهد وعمل الكفار به ذلك وكان يقال له المجدع في الله تعالى وكان عمره حين استشهد نيفا وأربعين سنة ودفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب في قبر واحد رضي الله عنهما
292 - عبد الله بن جعفر بن أبي طالب تكرر في المختصر والمهذب هو أبو جعفر القريشي الهاشمي الصحابي ابن الصحابي وابن الصحابية والجواد ابن الجواد وامه أسماء بنت عميس الجعثمية وسيأتي بيان احوالها في ترجمتها إن شاء الله تعالى وسبقت مناقب أبيه في ترجمته وكان ابوه جعفر هاجر بامه الى أرض الحبشة فولدت
249(1/248)
عبد الله هناك وهو اول مولود ولد في الاسلام بأرض الحبشة باتفاق العلماء وقدم مع أبيه من الحبشة مهاجرين إلى المدينة وهو أخو محمد بن أبي بكر الصديق ويحيى بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
امهما أسماء تزوجها جعفر ثم أبو بكر ثم علي
روي لعبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرون حديثا
اتفق البخاري ومسلم منها على حديثين
روى عنه بنوه الثلاثة اسماعيل وإسحاق ومعاوية ومحمد بن عبد الله بن علي بن الحسين والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير وسعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وابن أبي مليكة والحسن بن سعد ومورق والشعبي وعبد الله بن شداد وعباس بن سهل وغيرهم
وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعبد الله بن جعفر عشر سنين وكان كريما جوادا حليما وكان يسمى بحر الجود
قال الحافظ عبد الغني يقال لم يكن في الاسلام أسخى منه
وقال ابن قتيبة في المعارف كان عبد الله بن جعفر أجود العرب
وأخبار احواله في السخاء والجود والحلم مشهورة لا تحصى
ومما روينا عنه أنه اقرض الزبير بن العوام ألف ألف درهم فلما قتل الزبير قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر وجدت في كتب أبي ان له عليك ألف ألف درهم فقال هو صادق فاقبضها إذا شئت ثم لقيه فقال يا أبا جعفر إني وهمت المال لك على أبي قال فهو لك قال لا أريد ذلك قال فإن شئت فهو لك وإن كرهت ذلك فلك فيه نظرة ما شئت
قال ابن قتيبة ولد عبد الله ابن جعفر سبعة عشر ابنا وبنتين وهم جعفر الأكبر وعلي وعون الأكبر وام كلثوم أمهم زينب بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد وعبيد الله وأبو بكر أمهم الخوصاء بنت حفصة احد بني تيم الله بن ثعلبة وصالح وموسى وهارون ويحيى وام أبيها أمهم ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي تزوجها بعد علي بن أبي طالب ومعاوية وإسماعيل وإسحاق والقاسم لأمهات أولاد والحسن وعون الأصغر وامهما جمانة بنت المسيب الفزارية قال والعقب من ولد عبد الله بن جعفر لإسماعيل وإسحاق وعلي ومعاوية
وفي صحيح البخاري عن الشعبي ان ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين
توفي عبد الله ابن جعفر بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وهو ابن ثمانين سنة هذاهو الصحيح وقول الجمهور
وقال جماعة توفي سنة تسعين وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة وحضر غسله وكفنه وازدحم الناس على حمل سريره وحمل
250(1/249)
أبان معهم بين العمودين فما فارقه حتى وضعه بالبقيع ودموعه تسيل على خديه ويقول كنت والله خيرا لا شر فيك وكنت والله شريفا واصلا برا رضي الله عنه
293 - عبد الله بن الحارث مذكور في المختصر في كتاب الأقضية هو أبو محمد عبدالله بن الحارث بن عبد الملك القريشي المخزومي المكي روى عن الضحاك بن عثمان وسيف بن سليمان وعبيد الله بن عمر وجماعات غيرهم
روى عنه الشافعي وأحمد والحميدي وإسحاق بن راهويه وآخرون
روى له مسلم
294 - عبد الله بن دينار تكرر في المختصر هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن دينار القريشي العدوي المدني مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب سمع ابن عمر وأنسا وجماعات من التابعين روى عنه ابنه عبد الرحمن ويحيى الأنصاري وسهيل وربيعة الرأي وموسى بن عقبة وهؤلاء تابعيون وخلائق غيرهم واتفقوا على توثيقه توفي سنة سبع وعشرين ومائة
295 - عبد الله بن رواحة الصحابي رضي الله عنه مذكور في شهادات المختصر وغيره وفي الوسيط في الجمعة هو أبو محمد وقيل أبو رواحة وقيل أبو عمرو عبدالله بن رواحة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن عمرو بن امرىء القيس الأكبر بن مالك الأعز بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج الأنصاري الحارثي المدني
شهد العقبة وكان ليلتئذ نقيب بني الحارث بن الخزرج وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وعمرة القضاء والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الفتح ومابعدها فإنه كان توفي قبلها يوم مؤتة وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة وهو خال النعمان بن بشير وكان أول خارج الى الغزوات وآخر قادم
وكان احد الشعراء المحسنين الذين يردون الأذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام والمسلمين
وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال ما رأيت أحدا أجرأ ولا أسرع شعرا من ابن رواحة
وعن ابي الدرداء قال أعوذ بالله أن يأتي يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة كان اذا لقيني يقول ياعويمر اجلس فلنؤمن ساعة فنجلس فنذكر الله ما شاء الله ثم يقول يا عويمر هذا الايمان وهو الذي شجع المسلمين في غزوة مؤتة على لقاء الكفار وكان المسلمون ثلاثة آلاف والكفار مائتي ألف وقيل غير ذلك ومناقبه كثيرة مشهورة
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي الدرداء قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر
251(1/250)
رمضان في حر شديد حتى أن احدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة
استشهد عبد الله بن رواحة في غزوة مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة ولم يعقب رضي الله عنه
296 - عبد الله بن الزبعري بكسر الزاي الشاعر المشهور الصحابي هو عبد الله بن الزبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القريشي السهمي الساعدي الشاعر كان من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلسانه ونفسه قبل إسلامه ثم أسلم بعد الفتح وحسن إسلامه واعتذر عن زلاته حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم
297 - عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما هو أبو بكر ويقال أبو خبيب بضم الخاء المعجمة ويقال أبو بكير القريشي الأسدي المكي المدني الصحابي ابن الصحابي وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما
وأبوه الزبير أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وحواري النبي صلى الله عليه وسلم وامه بنت أبي بكر وجدته لأبيه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها أسلمت وهاجرت كما ذكرناه في ترجمة ابنها الزبير وعمة أبيه خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وخالته عائشة ام المؤمنين وهو اول مولود ولد للمهاجرين الى المدينة بعد الهجرة وفرح المسلمون بولادته فرحا شديدا لأن اليهود كانوا يقولون قد سحرناهم فلا يولد لهم فأكذبهم الله تعالى فحكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة لاكها فكان ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم أول شيء نزل في جوفه وسماه عبد الله وكناه أبا بكر بكنية جده أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسماه باسمه قاله ابن عبد البر وولد بعد عشرين شهرا من الهجرة وقيل في السنة الأولى وكان صواما قواما طويل الصلاة وصولا للرحم عظيم الشجاعة ومن مجاهدته في العبادة المنقولة عنه أنه قسم الدهر ثلاث ليال ليلة يصلي قائما حتى الصباح وليلة راكعا حتى الصباح وليلة ساجدا حتى الصباح
وغزا عبد الله بن الزبير أفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح فأتاهم ملك أفريقية في مائة ألف وعشرين ألفا وكان المسلمون عشرين ألفا فسقط في أيديهم فنظر ابن الزبير ملكهم قد خرج من عسكره فأخذ ابن الزبير جماعة فقصده فقتله ثم كان الفتح على يديه ولما مات يزيد بن معاوية منتصف شهر ربيع الأول سنة أربع وستين بويع لعبد الله بن الزبير بالخلافة وأطاعه أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان وجدد عمارة الكعبة وبقي في الخلافة الى ان حصره
252(1/251)
الحجاج بن يوسف بمكة أول ليلة من ذي الحجة سنة ثنتين وسبعين وحج الحجاج بالناس ولم يزل يحاصره الى ان قتله يوم الثلاثاء سابع عشر في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين هكذا نقله ابن سعد عن أهل العلم ونقله غيره وقيل با قتل في نصف جمادى الآخرة
وحكى البخاري عن حمزة أنه قتل سنة ثنتين وسبعين والمشهور الأول وكان اطلس لا لحية له روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون حديثا اتفقا على ستة وانفرد مسلم بحديثين
روى عنه اخوه عروة وابن أبي مليكة وعباس بن سهل وثابت البناني وعطاء وعبيدة السلماني وخلائق آخرون
قال ابن قتيبة ولد عبد الله بن الزبير حمزة وخبيبا وثابتا وعبادا وقيسا وعامرا وموسى وعبد الله وبنات
واعلم ان عبد الله بن الزبير هو احد العبادلة الأربعة وهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص هكذا سماهم أحمد بن حنبل وسائر المحدثين وغيرهم قيل لأحمد فابن مسعود قال ليس هو منهم
قال البيهقي لأنه تقدمت وفاته وهؤلاء عاشوا طويلا حتى احتيج الى عملهم فإذا اتفقوا على شيء قيل هذا قول العبادلة او فعلهم ويلتحق بابن مسعود في هذا سائر المسلمين
عبد الله من الصحابة وهم نحو مائتين وعشرين
واما قول الجوهري في صحاحه ان ابن مسعود احد العبادلة الأربعة وأخرج ابن عمرو بن العاص فغلط ظاهر نبهت عليه لئلا يغتر به
298 - عبد الله بن زيد بن عاصم الصحابي تكرر في المهذب هو راوي صفة الوضوء
وحديث الرجل يشك في الحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا
وحديث صلاة الاستسقاء ذكره في المهذب في صفة الوضوء والاستسقاء واول الشك في الطلاق وهو غير عبد الله بن زيد صاحب الأذان فإن ذلك ليس له الا حديث الأذان
وسنذكر ترجمته عقيب هذا إن شاء الله تعالى
واما هذا فهو أبو محمد عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني يعرف بابن أم عمارة واسمها نسيبة بفتح النون وضمها
شهد عبدالله بن زيد أحدا ومابعدها من المشاهد واختلفوا في شهوده بدرا فقال ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني شهدها
وقال ابن عبد البر لم يشهدها قال خليفة بن خياط والواقدي وغيرهما وهو قاتل مسيلمة الكذاب شارك وحشيا في قتله رماه وحشي بالحربة وقتله عبد الله بن زيد بسيفه
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ابن أخته عباد بن تميم
253(1/252)
ويحيى بن عمارة وواسع بن حبان وغيرهم
قتل يوم الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين وهو ابن سبعين سنة وكان أبوه زيد صحابيا رضي الله عنهما
299 - عبد الله بن زيد رائي الأذان تكرر في باب الأذان من هذه الكتب هو أبو محمد عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي
وقال عبد الله بن محمد الأنصاري ليس في نسبه ثعلبة وإنما ثعلبة بن عبد ربه أخو زيد وعم عبد الله فأدخلوه في نسبه وهو خطأ شهد عبد الله العقبة مع السبعين وبدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي أري الأذان وكانت رؤياه في السنة الأولى من الهجرة بعد ان بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده وكان أبوه وأمه صحابيين وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج ويوم فتح مكة
توفي بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين وهو ابن أربع وستين سنة وصلى عليه عثمان بن عفان قال الترمذي سمعت البخاري يقول لا يعرف لعبد الله بن زيد بن عبد ربه الا حديث الأذان قلت قد روينا في مسند أبي يعلى الموصلي عن الموصلي عن محمد بن المثنى عن عبد الوهاب عن عبيد الله بن بشير بن محمد عن عبدالله بن زيد بن عبد ربه أنه تصدق على أبويه ثم توفيا فرده اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميراثا
وروينا في تاريخ دمشق عن ابنه محمد عن أبيه عبد الله بن زيد حديثا في حلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه بمنى وقسمة شعره وهو في طبقات ابن سعد وإسناده جيد وكان عبد الله بين الطويل والقصير وله من الولد محمد وام حميد
300 عبد الله بن سرجس الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الاستطابة وسرجس بفتح السين وكسر الجيم هو ابو عبد الله سرجس المدني البصري حليف بني مخزوم
وفي صحيح مسلم عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال رايت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا او قال ثريدا فقلت يا رسول الله غفر الله لك قال ولك قال عاصم فقلت استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ولك ثم تلا {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} 47 محمد 19 روى عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعة عشر حديثا روى مسلم منها ثلاثة
301 - عبد الله بن سعد بن خيثمة بن مالك بن الحارث بن النحاط بن كعب بن عمرو من بني عمرو بن عوف كذا قاله ابن منده
وقال الكلبي وابن
254(1/253)
حبيب بن عبد الله بن سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن أسلم بن امرىء القيس بن مالك بن الأوس وله ولأبيه ولجده صحبة
استشهد جده يوم احد وأبوه يوم بدر وشهد هو العقبة رديفا لأبيه وشهد بدرا واحدا وقيل لم يشهد بدرا
302 - عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بضم الحاء المهملة وإسكان المثناة تحت قاله الكلبي وابن ماكولا وقال ابن حبيب هو بتشديد الياء قال الكلبي إنما شدده حسان للحاجة وهو حبيب بن جذيمة بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة ابن حسل بكسر الحاء المهملة بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري
كنيته أبو يحيى وهو اخو عثمان بن عفان من الرضاعة أرضعت امه عثمان أسلم قبل الفتح وهاجر وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد وسار إلى مكة وقال لقريش كان يملي علي عزيز حكيم فأقول او عليم حكيم فيقول كل صواب فلما كان يوم الفتح أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله وقتل عبد الله بن خطل ومقيس بن ضبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة ففر أبن ابي سرح الى عثمان فغيبه ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما اطمأن أهل مكة فاستأمنه له فصمت طويلا ثم قال نعم فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله (ما صمت الا لتقتلوه) فقال رجل هلا اومأت الينا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة الأعين)
ثم أسلم ذلك اليوم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وحسن إسلامه ولم يظهر منه بعده ما ينكر وهو احد العقلاء والكرماء من قريش ثم ولاه عثمان مصر سنة خمس وعشرين ففتح الله على يديه إفريقية وكان فتحا عظما بلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف مثقال ذهبا وشهد معه هذا الفتح عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبدالله بن الزبير وكان عبد الله بن سعد هذا فارس بني عامر بن لؤي وغزا بعد إفريقية الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين وغزا غزوة الصواري في البحر الى الروم وحين قتل عثمان بن عفان اعتزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح الفتنة فأقام بعسقلان وقيل بالرملة وكان دعا بان يختم عمره بالصلاة فسلم من صلاة الصبح التسليمة الأولى ثم هم بالتسليمة الثانية عن يساره فتوفي سنة ست وثلاثين
وقيل سبع وثلاثين
وقيل سنة تسع وخمسين والصحيح عندهم الأول
303 - عبد الله بن السعدي الصحابي رضي الله عنه قيل اسم السعدي قدامة
255(1/254)
وقيل وقدان قالوا وهو الصحيح وهو أبو محمد عبد الله بن السعدي بن وقدان بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القريشي العامري وإنما قيل لأبيه السعدي لأنه استرضع في بن سعد بني بكر كان عبد الله بن السعدي يسكن الشام بالأردن
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث توفي سنة سبع وخمسين
304 - عبد الله بن سلام بن الحارث الاسرائيلي ثم الأنصاري الخزرجي الصحابي رضي الله عنه كان حليفا لبني خزرج كنيته أبو يوسف كني بابنه يوسف وهو من بني قينقاع بضم النون وفتحها وكسرها وهو من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم وكان اسمه في الجاهلية حصينا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله أسلم اول قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في فضله قوله تعالى (قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) 46 الأحقاف 10 وقول الله تعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} 13 الرعد 43 روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرون حديثا اتفقا على حديث وانفرد البخاري بآخر
روى عنه ابناه محمد ويوسف وأبو هريرة وأنس وعبدالله بن مغفل المزني وجماعات من التابعين
وشهد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح بيت المقدس والجابية توفي سنة ثلاث وأربعين بالمدينة
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي على الأرض أنه من أهل الجنة الا لعبد الله بن سلام قال وفيه نزلت {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} 46 الأحقاف 10 ومناقبه كثيرة مشهورة
305 - عبد الله بن أبي سلمة مذكور في المختصر هو عبد الله بن ميمون أبي سلمة الماجشون بكسر الجيم وضم السين المعجمة ومعناه بالفارسية أبيض الخد مورد التيمي مولى آل المنكدر المدني التابعي
روى عن ابن عمر وعبد الله بن عامر
وروى عن جماعات من التابعين روى عنه يحيى الأنصاري ويحيى القطان وآخرون وهو ثقة روى له مسلم
306 - عبد الله بن سهل الصحابي الذي قتلته اليهود بخيبر مذكور في المختصر
256(1/255)
والمهذب في باب القسامة هو عبد الله بن سهل بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي بن مخدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي المدني وكان خرج الى خيبر بعد فتحها مع أصحاب له يمتارون تمرا فوجد قتيلا فيها رضي الله عنه
307 - عبد الله بن شبرمة التابعي مذكور في المهذب في أول نكاح المشرك هو أبو شبرمة عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك ابن زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي الكوفي التابعي فقيه أهل الكوفة
روى عن الشعبي وابن سيرين وآخرين
روى عنه السفيانان وشعبة ووهيب وغيرهم واتفقوا على توثيقه والثناء عليه بالجلالة وكان قاضيا لأبي جعفر المنصور على سواد الكوفة وقال الثوري مفتينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة قال وكان ابن شبرمة عفيفا عاقلا فقيها يشبه النساك ثقة في الحديث شاعرا حسن الخلق جوادا
توفي سنة أربع وأربعين ومائة
308 - عبد الله بن الشخير بشين وخاء معجمتين مكسورتين والخاء مشددة الصحابي هو عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الجريش وهو معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكعبي الجرشي البصري وهو والد مطرف ويزيد روى له مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين روى عنه ابناه
309 - عبد الله بن شداد مذكور في المهذب في أول قتال أهل البغي هو أبو عبد الله بن شداد بن أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر ويقال له عبد الله بن شداد بن الهاد والهاد لقب لأسامة وقيل لعمرو لقب به لأنه كان يوقد نارا يهتدي اليه الأضياف وغيرهم
وعبد الله هذا كنيته أبو الوليد كناني ليثي تابعي مدني وقيل كوفي
ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدركه وأمه سلمى بنت عميس الخثعمية أخت أسماء بنت عميس كانت تحت حمزة بن عبد المطلب فاستشهد عنها يوم أحد وولدت منه بنته عمارة وقيل فاطمة ثم تزوجها شداد فولدت له عبد الله وهي أخت ام الفضل زوجة العباس لأمها وكن عشر أخوات سأوضحهن إن شاء الله في ترجمة أسماء بنت عميس سمع عبد الله بن شداد عمر بن الخطاب وعليا وابن عمر وابن عباس ومعاذا وآخرين من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وروى عنه جماعات
257(1/256)
من كبار التابعين منهم طاوس والشعبي وغيرهما واتفقوا على توثيقه وكثرة حديثه وانه فقيه قتل ليلة دجيل سنة ثنتين وثمانين
310 - عبد الله بن أبي طلحة مذكور في المهذب في باب العقيقة وأبوه أبو طلحة الأنصاري الصحابي المشهور زيد بن سهل سنذكره إن شاء الله تعالى في ترجمته في الكنى
هو أبو يحيى عبد الله بن أبي طلحة زيد بن الأسهل بن الأسود بن حرام بالحاء المهملة وتمام نسبه في ترجمة أبيه الأنصاري النجاري المدني التابعي الكبير أخو أنس بن مالك لأمه
امهما أم سليم بنت ملحان الصحابية الفاضلة سنذكرها في ترجمتها إن شاء الله تعالى
ثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حنك عبد الله هذا حين ولد وسماه عبد الله
وثبت في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأبويه في ليلة وقاع أبيه لأمه حين حملت به فقال بارك الله لكما في ليلتكما فجاءت بعبد الله
وفي صحيح البخاري عن ابن عيينة قال قال رجل من الأنصار رأيت تسعة أولاد كلهم قد قرؤوا القرآن يعني من اولاد عبد الله
وفي غير البخاري عن علي بن المديني قال ولد لعبد الله بن أبي طلحة عشرة من الذكور كلهم قرؤوا القرآن وروى أكثرهم العلم
وروى عن عبد اله ابناه إسحاق وعبد الله وشهد مع علي صفين وقتل بفارس شهيدا وقيل توفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك
وقال محمد بن سعد كانت ام عبد الله حاملا به يوم حنين سنة ثمان من الهجرة ولم يزل ساكنا بالمدينة
قال وكان ثقة قليل الحديث
311 - عبد الله بن عامر بن ربيعة مذكور في المهذب في أول باب القذف هو ابو محمد بن عبد الله بن عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بإسكان النون ابن وائل بن قاسط بن هنب بكسر الهاء وإسكان النون وبعدها باء موحدة ابن أفصى بالفاء والصاد المهملة العنزي بإسكان النون حليف الخطاب والد عمر
وقال ابن منده وأبو نعيم إنه من عنزة بفتح النون وزيادة هاء وهم حي من اليمن وغلطهما العلماء في ذلك والصواب ما سبق
ولد عبد الله هذا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وله أربع سنين وقيل خمس وكان أبوه عامر من كبار الصحابة وقد روى البخاري ومسلم لعبد الله بن عامر هذا عن أبيه وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وعائشة رضي الله عنهم توفي سنة خمس وثمانين
258(1/257)
312 - عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس الهاشمي الصحابي ابن الصحابي المكي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كني بابنه العباس وهو أكبر أولاده
وامه لبابة بنت الحارث الهلالية سأذكرها في ترجمتها إن شاء الله تعالى وكان يقال لابن عباس حبر الأمة والبحر لكثرة علمه دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة وحنكه بريقه حين ولد وهم في الشعب وقال ابن مسعود نعم ترجمان القرآن ابن عباس وعاش ابن عباس بعد ابن مسعود نحو خمس وثلاثين سنة تشد اليه الرحال ويقصد من جميع الأقطار ومشهور في الصحيحين تعظيم عمر بن الخطاب لابن عباس واعتداده به وتقديمه مع حداثة سنة وعاش بعده ابن عباس نحو سبع وأربعين سنة يقصد ويستفتى ويعتمد وهو احد العبادلة الأربعة ابن عمر وابن عباس وابن عمرو بن العاص وابن الزبير وقد سبق ذكرهم في ترجمة عبدالله بن الزبير وكان ابن عباس أحد الستة من الصحابة الذين هم أكثرهم رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أبو هريرة ثم ابن عمر ثم جابر وابن عباس وأنش وعائشة رضي الله عنهم
روينا عن الإمام احمد بن حنبل قال ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الرواية عنه وعمروا فذكرهم وابن عباس أكثر الصحابة فتوى يروي كذا قاله احمد بن حنبل وغيره
وقال علي بن المديني لم يكن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب يقومون بقوله في الفقه الا ثلاثة ابن مسعود وزيد بن ثابت وابن عباس
وقال سفيان ابن عيينة كان الناس ثلاثة ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه وسفيان الثوري في زمانه
وقال عبد الله بن طاهر كان الناس أربعة ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والقاسم ابن معن في زمانه وأبو عبيد القاسم بن سلام في زمانه
وذكر الأزرقي في كتاب مكة بإسناده الصحيح عن ابن جريج قال كنا مع عطاء في المسجد الحرام فتذاكرنا ابن عباس وفضله وكان ابن عبد الله بن عباس وابنه محمد في الطواف فعجبنا من تمام قامتهما وحسن وجوههما فقال عطاء وأين حسنهما من حسن ابن عباس ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة الا ذكرت وجه ابن عباس
روي لابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف حديث وستمائة حديث وستون حديثا اتفق البخاري ومسلم منهاعلى خمسة وتسعين وانفرد البخاري بمائة وعشرين ومسلم بتسعة وأربعين
روى البيهقي بإسناد في مناقب الشافعي في باب ما يستدل به على معرفته بصحة الحديث عن الشافعي قال لم يثبت عن ابن عباس في التفسير الا شبيه بمائة حديث
روى عنه ابن
259(1/258)
عمر وأنس وأبو الطفيل وأبو امامة بن سهل وروى عنه خلائق لا يحصون من التابعين
ولد ابن عباس عام الشعب في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة
وقيل ابن عشر وهو ضعيف وقيل ابن خمس عشرة ورجحه احمد بن حنبل وغيره وثبت في الصحيحين عن ابن عباس أنه قال مررت في حجة الوداع على أتان بين يدي الصف والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى وأنا غلام قد ناهزت الاحتلام
توفي بالطائف سنة ثمان وستين قاله الواقدي وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وابن نمير
وقيل سنة تسع
وقيل سنة سبعين
وحكى ابن الاثير قولا أنه سنة ثلاث وسبعين وضعفه وهو غريب ضعيف أو باطل
وصلى عليه محمد بن الحنفية وقال اليوم مات رباني هذه الأمة
روينا عن ميمون بن مهران قال شهدت جنازة ابن عباس فلما وضع ليصلى عليه جاء طائر أبيض فوقع على أكفانه فدخل فيها فالتمس فلم يوجد فلما سوى عليه التراب
سمعنا من يسمع صوته ولا يرى شخصه يقرأ {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} 89 الفجر 27 - 30 وروينا نحوه عن سعيد بن جبير في تاريخ دمشق وكان قد كف بصره في آخر عمره وكذلك العباس وجده عبد الطلب وكان يخضب لحيته بالصفرة وقيل بالحناء وحج بالناس حين حصر عثمان وكان لموضع الدمع من خدي ابن عباس أثر لكثرة بكائه واستعمله علي رضي الله عنه على البصرة ثم فارقها قبل قتل علي وعاد الى الحجاز
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ما رأيت أحدا أعلم من ابن عباس بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقضاء أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم ولا أفقه منه ولا اعلم بتفسير القرآن وبالعربية والشعر والحساب والفرائض
وكان يجلس يوما للفقه ويوما للتأويل ويوما للمغازي ويوما للشعر ويوما لأيام العرب وما رأيت عالما قط جلس اليه الا خضع له ولا سائلا سأله الا وجد عنده علما
وثبت في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم ضم ابن عباس الى صدره وقال (اللهم علمه الكتاب) وفي رواية للبخاري (علمه الحكمة)
وفي رواية لمسلم (اللهم فقهه) ومناقبه كثيرة مشهورة رضي الله عنه
313 - عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الصحابي وأبوه هو عبد الله بن أبي بن سلول المنافق تقدم ذكره في ترجمته وكان عبد الله بن
260(1/259)
عبد الله هذا من فضلاء الصحابة وساداتهم وكان اسمه الحباب وبه كان أبوه يكنى فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله
وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذن النبي عليه السلام في قتل أبيه على نفاقه فنهاه واستشهد عبد الله بن عبدالله يوم اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنة ثنتي عشرة
314 - عبدالله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب مذكور في المختصر في مسألة القلتين هو أبو عبد الرحمن القريشي العدوي المدني التابعي سمع أباه وأوصى اليه أبوه
روى عنه القاسم بن محمد ونافع مولى ابن عمر والزهري وعبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون ومحمد بن عبادة بن جعفر ومحمد بن جعفر بن الزبير وآخرون قال وكيع وأبو زرعة ثقة
روى له البخاري ومسلم
قال الهيثم توفي في أول خلافة هشام بن عبد الملك واستخلف هشام في شعبان سنة خمس ومائة رحمه الله
315 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني التابعي
مذكور في المهذب في غسل الميت قال غسله ابن عمر
روى عن ام سلمة روى عنه زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب واتفقوا على توثيقه
روى له البخاري ومسلم حديث الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم قال البخاري في تاريخه ورث عبد الله عمته عائشة أم المؤمنين
وتوفي قبل قتل ابن الزبير
316 - عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن سعد بن أبي ذباب الدوسي التابعي مذكور في المختصر في اول باب القسامة
روى عن سهل بن سعد وأبي هريرة وغيرهما
روى عنه مجاهد وعكرمة بن إبراهيم وعبد الرحمن بن معاوية
قال يحيى بن معين هو ثقة
317 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة مذكور في المختصر هو أنصاري مازني مدني تابعي ثقة سمع أبا سعيد الخدري روى عنه ابناه محمد وعبد الرحمن
روى له البخاري
318 - عبد الله بن عبيدة بن نشيط مذكور في المختصر في آخر باب الاحرام هو زيدي عامري مولى بني عامر بن لؤي وهو اخو موسى بن عبيدة الزيدي
261(1/260)
المشهور
روى عن جابر بن عبد الله مرسلا
وسمع عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعمر بن عبد العزيز وأخاه موسى بن عبيدة
وروى عن عقبة بن عامر وسهل بن سعد قال عبد الرحمن لا ادري أسمعهما ام لا
روى عنه صالح بن كيسان واخوه موسى وغيرهما
قال احمد بن حنبل لا يشتغل بموسى بن عبيدة وأخيه
وقال يحيى بن معين عبدالله بن عبيدة ضعيف
وفي رواية ليس هو بشيء
وقال يعقوب بن شيبة هو ثقة ادرك جماعة من الصحابة
وقال ابن عدي تبين على حديثه الضعف
روى له البخاري متابعة
قال الواقدي قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين ومائة
319 - عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الحجازي ويأتي تمام نسبه في ترجمة عمه عبد الله بن مسعود إن شاء الله تعالى هو والد عبيدالله بن عبد الله بن عتبة احد الفقهاء السبعة كنيته أبو عبدالله ويقال أبو عبيد الله وأبو عبد الرحمن مدني ويقال كوفي ادرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسمع عمر بن الخطاب وعمه عبد الله بن مسعود وسبيعة الاسلمية
روى عنه ابناه عبيدالله أحد الفقهاء السبعة وعون أحد الزهاد المشهورين وحميد بن عبد الرحمن وابن سيرين والسبيعي وغيرهم
قال ابن سعد كان ثقة رفيعا كثير الحديث والفتيا فقيها
قال غيره توفي سنة أربع وتسعين روى له البخاري ومسلم
قال ابنه حمزة سألت أبي عبد الله بن عتبة أي شيء تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذكر انه أخذني وانا خماسي أو سداسي فأجلسني في حجره ومسح رأسي بيده ودعا لي ولذريتي من بعدي بالبركة
قال ابن عبد البر ذكره العقيلي في الصحابة وإنما هو تابعي من كبارهم استعمله عمر بن الخطاب
وذكره البخاري في التابعين
هذا كلام ابن عبد البر
واستعمال عمر له يدل على انه ادرك من زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنين والله أعلم
320 - عبد الله بن عدي بن الحمراء القرشي الزهري الصحابي أبو عمر وقيل أبو عمرو وقيل إنه ثقفي حليف لبني زهرة معدود في اهل الحجاز كان ينزل بين قديد وعسفان
روى عنه أبو سلمة بن عبدالرحمن ومحمد بن جبير
روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه حديث مكة والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله الى الله ولولا أني أخرجت منك ما اخرجت قال الترمذي حديث حسن صحيح
321 - عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما القرشي العدوي المدني
262(1/261)
الصحابي الزاهد أمه وأم أخته حفصة زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحي أسلم مع أبيه قبل بلوغه وهاجر قبل أبيه واجمعوا انه لم يشهد بدرا لصغره وقيل شهد أحدا وقيل لم يشهدها
وثبت في الصحيحين عنه انه قال عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم عام احد وانا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وانا ابن خمس عشرة سنة فأجازني وشهد الخندق ومابعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد عزوة مؤتة واليرموك وفتح مصر وفتح افريقية
وثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر قال اول يوم شهدته يوم الخندق وكان شديد الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انه ينزل مناوله ويصلي في كل مكان صلى فيه ويبرك ناقته في مبرك ناقته ونقلوا ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف حديث وستمائة حديث وثلاثون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على مائة وسبعين وانفرد البخاري بأحد وثمانين ومسلم بأحد وثلاثين
روى عنه اولاده الأربعة سالم وحمزة وعبد الله وبلال وخلائق لا يحصون من كبار التابعين وغيرهم ومناقبه كثيرة مشهورة بل قل نظيره في المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شيء من الأقوال والأفعال وفي الزهادة في الدنيا ومقاصدها والتطلع الى الرياسة وغيرها
روينا عن الزهري قال لا يعدل برأي ابن عمر فإنه أقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من امر الصحابة
وعن مالك قال أقام ابن عمر ستين سنة تقدم عليه وفود الناس
وروينا عن الإمام البخاري في كتابه كتاب رفع اليدين في الصلاة قال قال جابر بن عبد الله لم يكن أحد منهم ألزم لطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أتبع من ابن عمر وفي صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عمر
قال رأيت في المنام كأن في يدي قطعة استبرق وليس مكان أريد من الجنة الا طارت اليه فقصصته على حفصة فقصته على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أرى عبد الله رجلا صالحا)
وفي رواية في الصحيحين إن اخاك رجل صالح أو وإن عبد الله رجل صالح وكان ابن عمر كثير الصدقة فربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا
قال نافع كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله تقرب به الى الله تعالى وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه فربما لزم أحدهم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه فيقول له أصحابه إنهم يخدعونك فيقول من خدعنا بالله انخدعنا له قال نافع ولقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال فلما أعجبه سيره أناخه بمكان ثم نزل عنه
263(1/262)
فقال انزعوا عنه زمامه ورحله وأشعروه وجللوه وأدخلوه في البدن وكان كثير الحج
قال نافع سمعت ابن عمر وهو ساجد في الكعبة يقول قد تعلم يا رب ما يمنعني من مزاحمة قريش الا خوفك
قال وكان إذا قرأ هذه الآية {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} 57 الحديد 16 بكى حتى يغلبه البكاء
وقال ابن عمر البر شيء هين وجه طلق وكلام لين
ولم يقاتل في الحروب التى جرت بين المسلمين وروينا ان ابن عمر كاتب عبدا له على خمسة وثلاثين ألف درهم ثم حط عنه منها خمسة آلاف درهم
وكان ابن عمر يسرد الصوم وهو احد الصحابة الساردين لصوم منهم عمر وابنه وأبو طلحة وحمزة بن عمرو وعائشة
روينا في صحيح مسلم عن عبد الله مولى أسماء قال أرسلتني أسماء الى ابن عمر فقالت بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة العلم في الثوب وميثرة الأرجوان وصوم رجب كله فقال ابن عمر اما ما ذكرت من صوم رجب فكيف بمن يصوم الأبد
واعلم ان ابن عمر أحد الستة الذين هم أكثر الصحابة رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم ستة أبو هريرة ثم ابن عمر ثم أنس وابن عباس وجابر وعائشة وهو احد العبادلة الأربعة وقد سبق بيانهم في ترجمة عبد الله بن الزبير
قال البخاري أصح الأسانيد مطلقا مالك عن نافع عن ابن عمر ويسمى هذا الإسناد مسبك الذهب
قال أبو منصور التميمي فعلى هذا أصحها الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر لإجماع أهل الحديث وغيرهم على ان الشافعي أجل الرواة عن مالك
وفي أصل هذه المسألة خلاف ذكرته واضحا في أول علوم الحديث والمختار أنه لا يجزم في إسناد أنه أصحها
وروينا في صحيحي البخاري ومسلم عن سالم ابن عبد الله بن عمر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل
قال سالم فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل الا قليلا
ومناقب ابن عمر واحواله كثيرة مشهورة
قال ابن قتيبة كان لابن عمر من الأولاد سالم وعبد الله وعاصم وحمزة وبلال وواقد وبنات كانت واحدة منهن عند عمرو بن عثمان وأخرى عند عروة بن الزبير
وكان عبد الله بن عبد الله وصي أبيه وله عقب بالمدينة وامه صفية بنت أبي عبيد أخت المختار
توفي ابن عمر بمكة سنة ثلاث وسبعين بعد ان قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر
وقيل بستة أشهر وقال يحيى بن بكير توفي ابن عمر بمكة بعد الحج ودفن بالمحصب قال وبعض الناس يقول بفخ وفخ بالخاء المعجمة موضع بقرب مكة وقد ذكر
264(1/263)
صاحب المهذب في أول كتاب السير أن ابن عمر عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وهو ابن أربع عشرة سنة وهذا غلط صريح وصوابه يوم احد هكذا ثبت في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث والمغازي والتواريخ والأسماء وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة وأحد في الثالثة
322 - عبد الله بن عمرو الحضرمي مذكور في المهذب في آخر باب السرقة هو حليف بني امية قال الواقدي ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى عن عمر بن الخطاب مذكور فيمن نزل حمص
روى عنه من أهلها عمير بن الأسود ومالك بن يخامر
323 - عبد الله بن عمرو بن العاص تكرر
هو أبو محمد وقيل ابو عبد الرحمن وقيل أبو نصير بضم النون وعبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بضم السين وفتح العين ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القريشي السهمي الزاهد العابد الصحابي ابن الصحابي رضي الله عنهما كان بينه وبين أبيه في السن اثنتي عشرة سنة وقيل إحدى عشرة سنة وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم أسلمت قالوا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وام عبد الله أسلم عبد الله قبل أبيه وكان كثير العلم مجتهدا في العبادة تلاء للقرآن وكان اكثر الناس أخذا للحديث والعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثبت في الصحيح عن أبي هريرة قال ما كان أحد أكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني الا عبدالله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا اكتب
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعمائة حديث
اتفق البخاري ومسلم على سبعة عشر منها وانفرد البخاري بثمانية ومسلم بعشرين
وإنما قلت الرواية عنه مع كثرة ما حمل لأنه سكن مصر وكان الواردون اليها قليلا بخلاف أبي هريرة فإنه استوطن المدينة وهي مقصد المسلمين من كل جهة روى عنه سعيد بن المسيب وعروة وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن ومسروق وخلائق من كبار التابعين
ونقلوا عنه قال حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف مثل وانه قال لخير أعمله اليوم أحب الي من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا وإنا اليوم مالت بنا الدنيا
وشهد مع أبيه فتح الشام وكانت معه راية أبيه يوم اليرموك
وتوفي عبد الله سنة ثلاث وستين
وقيل خمس وستين بمصر وقيل سنة سبع وستين بمكة وقيل سنة خمس وستين بالطائف
265(1/264)
وقيل سنة ثمان وستين
وقيل سنة ثلاث وسبعين وهو ضعيف وقيل توفي بفلسطين سنة خمس وستين وكان عمره ثنتين وسبعين سنة
324 - عبد الله بن عمرو بن عوف والد كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده مذكور في المهذب في صلاة العيد هو عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة بكسر الميم وبالحاء المهملة ويقال بضم الميم ويقال مليحة بالتصغير وهو المدني سمع أباه الصحابي روى عنه ابنه كثير وكثير ضعيف
325 - عبد الله بن هلال وقيل ابن شرحبيل المزني والد علقمة وبكر ابني عبد الله المزني الصحابي وهو احد البكائين الذين نزلت فيهم {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع} 9 التوبة 92 ذكره في المهذب في اول كتاب السير قيل كانوا ستة ولعلهم أكثر
قال محمد بن سعد نزل البصرة وله بها عقب له أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه علقمة وأبو بريدة
326 - عبد الله بن أبي قتادة مذكور في المهذب في تحريم الصيد بالإحرام وأسلم ابي قتادة الحارث بن ربعي الصحابي سيأتي تمام نسبه في ترجمته في نوع الكنى إن شاء الله تعالى
وعبد الله هذا يكنى أبا إبراهيم ويقال أبا يحيى الأنصاري السلمي بفتح السين واللام المدني التابعي سمع أباه
روى عنه اسماعيل بن أبي خالد ويحيى بن أبي كثير وآخرون من التابعين واتفقوا على توثيقه
توفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وقد ذكر صاحب المهذب حديثه في جزاء الصيد مرسلا وهو في الصحيحين وغيرهما متصل عنه عن أبيه
327 - عبد الله بن كثير مذكور في المختصر في باب السلف والرهن هو الإمام أحد القراء السبعة أبو معبد وقيل أبو محمد وقيل أبو بكر وقيل أبو عباد وقيل أبو الصلت عبدالله بن كثير الكناني مولاهم الداري المكي مولى عمرو بن علقمة الكناني
قال ابن أبي داود وغيره إنما قيل له الداري لأنه من بني الدار ابن هاني بن حبيب بن نمارة بن لخم من رهط تميم الداري قال أبو بكر بن مجاهد هذا غلط من ابن أبي داود وليس هو من رهط تميم الداري وإنما هو من أبناء فارس من الطبقة الثانية من التابعين قال أبو عمرو الداني في التيسير هو الداري والداري العطار وهذا الذي قاله
266(1/265)
أبو عمرو هو الصواب
سمع ابن كثير عبد الله بن الزبير بن العوام ومحمد بن قيس بن مخرمة وأبا المنهال عبد الرحمن بن مطعم المكي ومجاهدا
روى عنه ابن جريج وابن أبي نجيح وشبل بن أبي عباد
قال محمد بن سعد كان ثقة وله أحاديث صالحة توفي بمكة سنة ثنتين وعشرين ومائة
وقال أبو عمرو الداني توفي بمكة سنة عشرين ومائة وأخذ القرآن عن مجاهد وقد قدمت في ترجمة الإمام محمد بن إدريس الشافعي بيتا يتضمن القراء السبعة وبيتا يتضمن أئمة المذاهب الستة
318 - عبد الله بن لهيعة مذكور في المهذب في أول الحج ولهيعة بفتح اللام وكسر الهاء وقال الأزهري في تهذيب اللغة قال ابن الأعرابي يقال في فلان لهيعة إذا كان فيه فترة وكسل قال وقال غيره رجل فيه لهيعة ولهاعة أي غفلة وقيل هي التواني في البيع والشراء حتى بغين وقال صاحب المحكم اللهع التفهق في الكلام ولهيعة اسم منه قال وقيل هي مشتقة من الهلع مقلوبة منه
وعبد الله بن لهيعة هذا هو الامام البارع أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بضم الفاء وإسكان الراء وبالعين المهملة الحضرمي الأعدولي من أنفسهم ويقال الغافقي المصري قاضي مصر سمع عطاء والأعرج وأبا الزبير وابن المنكدر وعمرو بن دينار ويحيى الانصاري وغيرهم من التابعين روى عنه الأوزاعي والثوري والليث وابن المبارك وعمرو بن الحارث والوليد بن مسلم والقعنبي وخلائق من الأئمة
قال الثوري عن ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع وقال حججت حججا لألقى ابن لهيعة
وقال عبد الرحمن بن مهدي وددت أني سمعت من ابن لهيعة خمسمائة حديث واني غرمت مالا
وقال ابن وهب حدثني والله الصادق والبار وعبدالله بن لهيعة
وقال روح بن صلاح لقي ابن لهيعة اثنين وسبعين تابعيا
وقال ابن معين ابن لهيعة ضعيف الحديث
وقال عمرو بن علي القلاس احترقت كتب ابن لهيعة ومن كتب عنه قبل ذلك كابن المبارك والمقري أصح ممن كتب بعد ذلك
وقال ابن معين هو ضعيف قبل الاحتراق وبعده وضعفه الليث بن سعد ويحيى بن سعيد والبخاري والنسائي وابن سعد وآخرون
قال البيهقي أجمع أصحاب الحديث على ضعف ابن لهيعة وترك الاحتجاج بما ينفرد به
وقال محمد بن سعد كان ضعيفا وعنده حديث كثير ومن سمع منه في اول أمره أحسن حالا ممن سمع منه آخرا
قال يحيى بن بكير احترق منزل ابن لهيعة وكتبه سنة سبعين ومائة
قال الخطيب حدث عن ابن لهيعة الثوري ومحمد بن رمح وبين وفاتيهما
267(1/266)
إحدى وثمانون سنة وعمرو بن الحارث وابن روح وبين وفاتيهما أربع وتسعون سنة
توفي ابن لهيعة بمصر سنة أربع وسبعين ومائة وكان مولده سنة سبع وتسعين رحمه الله
329 - عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم المروزي أبو عبد الرحمن الإمام المجمع على إمامته وجلالته في كل شيء الذي تستنزل الرحمة بذكره وترتجى المغفرة بحبه وهو من تابعي التابعين سمع هشام بن عروة ويحيى الأنصاري وسليمان التيمي وحميد الطويل وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأعمش وابن عون وموسى بن عقبة وجماعات غيرهم من التابعين وخلائق غيرهم من أتباع التابعين منهم السفيانان ومالك وشعبة والحمادان ومسعر وآخرون لا ينحصرون
روى عنه الثوري وجعفر بن سليمان وداود العطار وأبو الأحوص والفضيل بن عياض وأبو إسحاق الفزاري وأبو داود الطيالسي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ويحيى القطان وابن مهدي وابن وهب وعبد الرزاق وخلائق غيرهم وكان أبوه تركيا مملوكا لرجل من همدان وأمه خوارزمية قال أبو أسامة ما رأيت أطلق للعلم من ابن المبارك الشامات ومصر واليمن والحجاز
رويناعن الحسن بن عيسى قال اجتمع جماعات من أصحاب ابن المبارك فقالوا تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير فقالوا جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشعر والفصاحة والورع والأنصاف وقيام الليل والعبادة والشدة في رأيه وقلة الكلام فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه وكان كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين
(وإذا صاحبت فاصحب صاحبا .......... ذا حياء وعفاف وكرم)
(قائلا للشيء لا إن قلت لا .......... وإذا قلت نعم قال نعم)
وقال العباس بن مصعب جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء والتجارة والمحبة عند الفرق
وقال سفيان بن عيينة حين توفي ابن المبارك رحمه الله لقد كان فقيها عابدا عالما زاهدا سخيا شجاعا
وقال عمار بن الحسن يمدحه ببيتين
(إذا سار عبد الله من مرو ليلة .......... فقد سار منها نورها وجمالها)
(إذا ذكر الأحبار من كل بلدة .......... فهم أنجم فيها وأنت هلالها)
وقال المعتمر بن سليمان ما رأيت مثل ابن المبارك يصيب عنده الشيء الذي لايصاب عند احد
وقال عبد الرحمن بن مهدي حدثني ابن المبارك وكان نسيج
268(1/267)
وحده قال وهو أفضل من الثوري فقيل له إن الناس يخالفونك فقال إن الناس لم يجربوا مارأيت مثل ابن المبارك وقال ايضا الأئمة أربعة الثوري ومالك وحماد بن زيد وابن المبارك
وقال الأوزاعي لأبي عثمان الكلابي لو رأيت ابن المبارك لقرت عينك
وقال أبو اسحاق الفزاري ابن المبارك إمام المسلمين وقال أبو أسامة ابن المبارك في أصحاب الحديث كأمير المؤمنين في الناس
وقال احمد بن حنبل لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه رحل الى اليمن ومصر والشام والبصرة والكوفة وكان من رواة العلم وأهل ذلك كتب عن الصغار والكبار وجمع أمرا عظيما كان صاحب حديث حافظا وقال عبد الرحمن بن أبي جميل قلنا لابن المبارك يا عالم المشرق حدثنا فسمعنا سفيان فقال ويحكم عالم المشرق والمغرب ومابينهما
وقال شعيب بن حرب كنت نأتي ابن المبارك نحفظ عنه فما نستطيع ان يتعلق عليه بشيء
وروينا عن عبثر بن القاسم قال لما قدم ابن المبارك وهارون الرشيد بالرقة أشرفت أم ولد له من قصر فرأت الغبرة قد ارتفعت والنعال قد تقطعت وانجفل الناس فقالت من هذا قالوا عالم من خراسان يقال له ابن المبارك فقالت هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس الا بالسوط والخشب
وقال أسود بن سالم كان ابن المبارك إماما يقتدى به وهو من أثبت الناس في السنة
وقال محمد بن سعد طلب ابن المبارك العلم وروى رواية كثيرة وصنف كتبا كثيرة في أبواب العلم وصنوفه وقال الشعر في الزهد والحث على الجهاد وسمع علما كثيرا وكان ثقة مأموما حجة كثير الحديث
توفي بهيت منصرفا من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة
قال البخاري توفي في رمضان من السنة المذكورة
قلت هيت مدينة معروفة على الفرات فوق الأنبار
قال الخطيب حدث عن ابن المبارك معمر والحسين بن داود وبين وفاتيهما مائة واثنتان وثلاثون سنة
وقيل مائة وثلاثون سنة
330 - عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي المدني التابعي تكرر في المختصر سمع ابن عمر وجابرا وأنسا والربيع بنت معوذ رضي الله عنهم وسمع جماعات من كبار التابعين منهم سعيد بن المسيب ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين وأبو سلمة وعطاء بن يسار وآخرون
روى عنه شريك ومحمد بن عجلان والسفيانان وخلائق من الأئمة وغيرهم
قال الحاكم كان أحمد بن حنبل وإسحاق يحتجان بحديثه وليس بالمتين عندهم
وقال محمد بن سعد كان كثير
269(1/268)
العلم وكان منكر الحديث لا يحتج بحديثه وضعفه ابن عيينة وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة
وقال الترمذي في مواضع من جامعه كان احمد بن حنبل وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه وقال البخاري هو مقارب الحديث توفي سنة خمس وأربعين ومائة
331 - عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو هاشم القرشي الهاشمي المدني مذكور في المختصر في نكاح المتعة سمع أباه محمد بن الحنفية روى عنه سالم بن أبي الجعد وعمرو بن دينار والزهري وغيرهم
قال ابن سعد ثقة صاحب علم ورواية قليل الحديث واتفقوا على توثيقه
روى له البخاري ومسلم توفي بالحميمة من أرض البلقاء بالشام راجعا من دمشق الى المدينة سنة تسع وتسعين
وقيل سنة ثمان وتسعين رحمه الله
332 - عبد الله بن محيريز بن جنادة بن وهب بن لوذان بن سعد بن جمح بن عمرو ابن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الجمحي المكي التابعي أبو محيريز نزل الشام وسكن بيت المقدس سمع عبادة بن الصامت وأبا سعيد الخدري ومعاوية بن أبي سفيان وفضالة بن عبيد وأبا محذورة وعبد الله بن السعدي وأوس بن أوس وغيرهم من الصحابة
روى عنه أبو قلابة ومحمد بن يحيى بن حبان والزهري وآخرون من التابعين وأجمعوا على توثيقه وإمامته وجلالته وفضله
قال الأوزاعي من كان مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز فإن الله تعالى لم يكن ليضل امة فيها مثل ابن محيريز
وقال رجاء بن حيوة والله إن كنت أعد بقاء ابن محيريز أمانا لأهل الأرض
وروى له البخاري ومسلم قال البخاري عن ضمرة توفي ابن محيريز في خلافة الوليد بن عبد الملك وقيل توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم
333 - عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه متكرر
هو أبو عبد الرحمن بن مسعود بن غافل بالغين المعجمة والفاء ابن حبيب بن سمح بن فار بالفاء وتخفيف الراء ابن مخزوم بن صاهلة بالصاد المهملة والهاء ابن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار الهذلي حليف بني زهرة الكوفي وأمه أم عبد بنت عبدود بن سواء من هذيل أيضا أسلمت وهاجرت فهو صحابي ابن صحابية أسلم عبد الله قديما حين أسلم سعيد بن زيد
270(1/269)
قبل عمر بن الخطاب بزمان جاء عنه قال لقد رأيتني سادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا رواه الطبراني بإسناده
وهاجر الى الحبشة ثم الى المدينة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وسائر المشاهد وشهد اليرموك وهو الذي أجهزعلى أبي جهل يوم بدر وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وهو صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبسه إياها إذا قام فإذا خلعها وجلس جعلها ابن مسعود في ذراعه وكان كثير الولوج على رسول الله صلى الله عليه وسلم والخدمة له
وثبت في صحيح مسلم عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (آذنك على ان ترفع الحجاب وتسمع سوادي حتى انهاك) والسواد بكسر السين السرار وكان يعرف بصاحب السواد والسواك والنعل
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة وثمانية وأربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منهاعلى أربعة وستين وانفرد البخاري بأحد وعشرين ومسلم بخمسة وثلاثين روى عنه ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وأبو موسى الأشعري وانس وجابر وأبو سعيد وعمران ابن الحصين وعمرو بن حريث وأبو هريرة وغيرهم من الصحابة وخلائق لا يحصون من كبار التابعين نزل الكوفة في آخر أمره وتوفي بها سنة ثنتين وثلاثين وقيل سنة ثلاث وثلاثين وقيل عاد إلى المدينة واتفقواعلى انه توفي وهو ابن بضع وستين سنة والذين قالوا توفي بالمدينة قالوا دفن بالبقيع قيل وصلى عليه عثمان وقيل الزبير وقيل عمار بن ياسر وكان من كبار الصحابة وساداتهم وفقهائهم ومقدميهم في القرآن والفتوى وأصحاب الخلق وأصحاب الاتباع في العلم
ثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي موسى قال قدمت انا وأخي من اليمن فمكثنا حينا لا نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نرى من كثرة دخوله ودخول أمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزومه له
وفي صحيح البخاري عن عبد الرحمن بن زيد قال قلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب السمت والدل والهدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ عنه فقال ما نعلم أحدا أقرب سمتا ودلا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن ام عبد ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد أقربهم الى الله وسيلة
وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن وفي الصحيحين عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذا انفلق القمر فلقتين فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا وفي الصحيحين عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول
271(1/270)
الله اقرأ عليك وعليك أنزل قال إني احب ان أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت الى هذه الآية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} 41 النساء قال حسبك الآن فالتفت اليه فإذا عيناه تذرفان وفي الصحيحين عن مسروق قال ذكر عند عبد الله بن عمرو يعني ابن العاص عبد الله بن مسعود فقال لا ازال أحبه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (خذوا القرآن من أربعة من عبد الله وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ وأبي بن كعب)
وفي رواية تقديم أبي على معاذ رضي الله عنهم
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة الا انا أعلم حيث نزلت وما من آية الا انا أعلم فيما نزلت ولو أعلم أحدا هو اعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لركبت اليه
وفي غير الصحيحين عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تمسكوا بعهد ابن ام عبد) وبعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الكوفة وكتب اليهم بعثت اليكم عمارا اميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل بدر فاقتدوا بهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي
وقال فيه عمر كنيف ملىء علما وكان إذا هدأت العيون قام فسمع له دوي كدوي النحل حتى يصبح
وقال أبو الدرداء حين توفي ابن مسعود ما ترك بعده مثله
وقال أبو طيبة مرض ابن مسعود فعاده عثمان فقال ماتشتكي فقال ذنوبي قال فما تشتهي قال رحمة ربي قال ألا آمر لك بطبيب قال الطبيب أمرضني قال ألا آمر لك بعطاء قال لا حاجة لي فيه قال يكون لبناتك قال أتخشى على بناتي الفقر إني أمرتهن انيقرأن في كل ليلة سورة الواقعة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا)
وكان لابن مسعود ثلاثة بنين عبد الرحمن وبه كان يكنى وعتبة وأبو عبيدة واسم أبي عبيدة عامر وقيل اسمه كنيته واتفقوا على ان أبا عبيدة لم يسمع أباه ورواياته عنه كثيرة وكلها منقطعة واما عبد الرحمن فقال علي بن المديني والأكثرون سمع أباه وقال احمد بن حنبل توفي ابن مسعود ولابنه عبد الرحمن ست سنين
وقال يحي بن معين لم يسمع أباه والله اعلم
334 - عبد الله بن مغفل بضم الميم وفتح الغين المعجمة والفاء المشددة الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب هو أبو سعيد وقيل أبو عبد الرحمن وأبو زياد عبد الله بن مغفل بن عبد غنم وقيل ابن عبد نهيم بن عفيف بن أسحم بن
272(1/271)
ربيعة بن عدا وقيل عدي بن ثعلبة بن ذؤيب وقيل ذؤيد بن سعد بن عدا بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن الياس ابن مضر بن نزار المزني المدني البصري ومزينة امرأة عثمان بن عمرو نسبوا اليها وهي مزينة بنت كلب بن وبرة فولد عثمان يقال لهم مزنيون وكان عبد الله من اهل بيعة الرضوان وقال إني لممن رفع أغصان الشجرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن المدينة ثم تحول الى البصرة وابتنى بها دارا قرب الجامع وكان احد البكائين الذين نزل فيهم قوله تعالى {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون} 9 التوبة 92 وكان احد العشرة الذين بعثهم عمر بن لخطاب رضي الله عنه الى البصرة يفقهون الناس وهو اول من دخل مدينة تستر حين فتحها المسلمون
روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وأربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على أربعة وانفرد البخاري بحديث ومسلم بآخر
روى عنه جماعات من التابعين منهم الحسن البصري وأبو العالية ومطرف ويزيد ابنا عبد الله وآخرون وتوفي بالبصرة سنة ستين وقيل سنة تسع وخمسين وصلى عليه أبو يرزة الأسلمي لوصيته بذلك
روي له في المهذب في باب الاستطابة لا يبولن أحدكم في مستحمه وهو حديث حسن
وفي مواقيت الصلاة في النهي عن تسمية المغرب عشاء رواه البخاري
وفي طهارة البدن النهي عن الصلاة في أعطان الإبل وهو صحيح أيضا
وفي إحياء الموات حديثا ضعيفا
وفي كتاب السير حديث دلي جراب شحم يوم خيبر رواه البخاري ومسلم
335 - عبد الله بن نافع مذكور في المختصر في أول صدقة النخل والعنب هو ابو محمد عبد الله بن نافع الصانع المدني القريشي المخزومي مولاهم سمع مالكا وابن أبي ذؤيب وداود بن قيس وهشام بن عروة وغيرهم
روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن دحيم ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم
قال احمد بن حنبل لم يكن صاحب حديث وكان صاحب رأي مالك كان يفتي أهل المدينة ولم يكن في الحديث بذاك
وقال البخاري يعرف حفظه وينكر
وقال يحيى بن معين هو ثقة
وقال ابن عدي روى عن مالك غرائب وهو مستقيم الحديث
وقال ابن سعد كان قد لزم مالك بن أنس لزوما شديدا وكان لا يقدم عليه احدا توفي بالمدينة في شهر رمضان سنة ست ومائتين
336 - عبدالله بن النواحة الكافر مذكور في المهذب في باب الضمان وفي
273(1/272)
السير في مسألة لا يقتل رسول الكفار
والنواحة المكثرة من النوح وقد ذكر في المهذب في الضمان والسير أن ابن مسعود قتل عبد الله بن النواحة على كفره وردته واستتابه قيل قتله فأبى فقتله كافرا
باب عبد الحق وعبد الحميد وعبد خير وعبد الدائم
337 - عبد الحق صاحب كتاب الأحكام مذكور في الروفي آخر كتاب الكفارات هو الإمام الحافظ الفقيه الخطيب أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن سعيد بن إبراهيم الأزدي الأشبيلي مولده في شهر ربيع الأول سنة عشر وخمسمائة
وتوفي ببجاية في اواخر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة
338 - عبد الحميد بن سلمة مذكور في المهذب في اول الحضانة وصوابه عبد الحميد بن يزيد بن سلمة وهذا الذي في المهذب نسبه الى جده وقد سبق بيانه في ترجمة سلمة وهو أنصاري
339 - عبد خير بن يزيد الهمداني بإسكان الميم الكوفي أبو عمارة التابعي أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره قال عبد خير أتى على مائة وعشرون سنة وكنا ببلاد اليمن فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس الى خير فاجتمعوا في دير واسع فأسلموا وأسلمنا وكان عبد خير من كبار أصحاب علي رضي الله عنه واتفقوا على توثيقه سكن الكوفة
274(1/273)
340 - عبد الدائم بن دينار مذكور في المهذب في وسط باب المسابقة
باب عبد الرحمن
341 - عبد الرحمن بن أبزى الصحابي رضي الله عنه وأبزى بفتح الهمزة وإسكان الموحدة وفتح الزاي وهو خزاعي مولى نافع بن عبد الحارث سكن الكوفة واستعمله علي رضي الله عنه على خراسان وأكثر رواياته عن عمر وأبي بن كعب رضي الله عنهما
قال عمر بن الخطاب عبد الرحمن بن أبزى مما رفعه الله بالقرآن روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر حديثا
روى عنه ابناه سعيد وعبد الله وغيرهما
ثبت في صحيح مسلم عن عامر بن واثلة ان نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله بمكة فقال من استعملت على أهل الوادي قال ابن أبزى قال ومن ابن أبزى قال مولى من موالينا قال فاستخلفت عليهم مولى قال إنه قارىء لكتاب الله تعالى وأنه عالم بالفرائض قال قال عمر أما أن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين)
342 - عبد الرحمن بن أزاهر الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في أول باب حد شارب الخمر هو أبو جبير عبد الرحمن بن أزهر بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القريشي الزهري هو ابن أخي عبد الرحمن بن عوف هذا هو الصحيح
قال ابن عبد البر وقد غلط من جعله ابن عمه
وقال ابن منده ازهر بن عبد عوف وهو ابن عم عبد الرحمن بن عوف
قال ابن حزم في الجمهرة عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف فيكون ابن عم عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف
شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا روى حديث شارب الخمر وغيره
روى عنه أبو سلمة ومحمد بن إبراهيم وكريب وغيرهم
توفي قبل الحرة وكانت الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين
343 - عبد الرحمن بن بشر مذكور في المختصر في باب بيع ثمر الحائط هو أبو محمد عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي النيسابوري سمع ابن عيينة ويحيى القطان وآخرين
روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو حاتم
275(1/274)
وخلائق من الأئمة واتفقوا على توثيقه
قال الحاكم أبو عبد الله هو العالم ابن العالم ابن العالم توفي سنة ستين ومائتين وقيل سنة ثنتين وستين
344 - عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما مذكور في المختصر والمهذب هو أبو عبد الله وقيل أبو عثمان وقيل أبو محمد عبد الرحمن بن أبي بكر عبد الله بن عثمان رضي الله عنهما القريشي التيمي المكي المدني الصحابي ابن الصحابي ابن الصحابي
أمه أم رومان بضم الراء على المشهور
وحكى ابن عبد البر فتحها وضمها
سكن عبدالرحمن المدينة وتوفي بمكة قال العلماء ولا نعلم أربعة ذكور مسلمين متوالدين بعضهم من بعض أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وصحبوه الا أبو قحافة وابنه أبو بكر وابنه عبد الرحمن وابنه محمد بن عبد الرحمن أبو عتيق
وكان عبد الرحمن اخا عائشة لأبويها وشهد بدرا وأحدا مع الكفار وأسلم في هدنة الحديبية وحسن اسلامه وكان اسمه عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وقيل كان اسمه عبد العزى وكان شجاعا حسن الرمي وشهد اليمامة مع خالد فقتل سبعة من كبار الكفار وهو قاتل محكم اليمامة ابن الطفيل رماه بسهم في نحره فقتله وكان محكم في ثلمة في الحصن فلما قتله دخل المسلمون
قال الزبير بن بكار كان عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أحاديث اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة منها
روى عنه أبو عثمان النهدي وشريح القاضي وعمرو بن أوس وابن أخيه القاسم بن محمد وابن أبي مليكة وميمون بن مهران وبنته حفصة بنت عبد الرحمن وغيرهم
توفي بالحبش جبل بينه وبين مكة ستة أميال وقيل نحو عشرة أميال ثم حمل على رقاب الرجال الى مكة سنة ثلاث وخمسين وقيل خمس وخمسين وقيل ست والصحيح الأول وكانت وفاته فجأة ولما أبى البيعة ليزيد بن معاوية بعثوا اليه بمائة ألف درهم ليستعطفوه فردها وقال لا أبيع بدنياي رضي الله عنه
345 - عبد الرحمن بن أبي بكرة مذكور في المختصر في مسح الخف هو أبو عمرو عبد الرحمن بن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي البصري التابعي وهو أول مولود ولد في الاسلام بالبصرة سمع أباه وعلي بن أبي طالب وابن عمرو بن العاص
روى عنه ابن سيرين وعبد الملك بن عمير وعلي بن زيد وقتادة وخالد الحذاء وخلائق غيرهم واتفقواعلى توثيقه روى له البخاري ومسلم
276(1/275)
346 - عبد الرحمن بن الزبير مذكور في المهذب في اواخر الرجعة في وطء المحلل والزبير بفتح الزاي وكسر الباء بلا خلاف وهو الزبير بن باطا اليهودي وقد سبق بيانه في ترجمته هذا هو المشهور ان عبد الرحمن الذي تزوج امراة رفاعة القرظي هو عبد الرحمن بن الزبير بن باطا الهودي وكذا ذكره ابن عبد البر وغيره
وقال ابن منده وأبو نعيم هو عبد الرحمن بن الزبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس
347 - عبد الرحمن بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري وهو ابن وليدة زمعة الذي اختصم فيه سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة يوم الفتح فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ان الولد للفراش وللعاهر الحجر
وأجمع النسابون مصعب والزبير والعدوي وغيرهم على ما ذكرناه قالوا وأمه يمانية كانت لأبيه وهو اخو سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
ولد عبد الرحمن بالمدينة هذا كله نقل ابن عبد البر
وذكر ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني في نسبه كلاما باطلا ظاهر البطلان والله أعلم
348 - عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب القرشي العدوي ابن أخي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو صحابي حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه ودعا له بالبركة فما رؤي مع قوم قط الا فاقهم طولا وكان من أطول الرجال وأتمهم
توفي النبي صلى الله عليه وسلم وله ست سنين وكان شبيها بأبيه زيد وزوجة عمه عمر بنته فاطمة فولدت له عبد الله
349 - عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري مذكور في المهذب في العقيقة هو أبو حفص وقيل أبو محمد وقيل أبو جعفر عبد الرحمن بن سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي الخدري المدني وسيأتي تمام نسبه في ترجمة أبيه ان شاء الله تعالى وهو تابعي
روى عن أبيه وأبي حميد
روى عنه عطاء بن يسار وزيد بن أسلم وعمرو بن سليم وابنه سعيد بن عبد الرحمن وسهيل وشريك وهو ثقة توفي سنة عشرة ومائة
350 - عبد الرحمن بن سمرة الصحابي مذكور في كفارة اليمين من المهذب وغيره هو أبو سعيد عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي هكذا نسبه ابن الكلبي وأبو عبيد وابن معين والبخاري وابن أبي حاتم وأبو احمد
277(1/276)
العسكري وآخرون وزاد مصعب والزبير بن بكار في نسبه فقالا حبيب بن ربيعة بن عبد شمس فزادا ربيعة
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي الصحيح الأول وهو قرشي عبشمي المكي ثم البصري أسلم يوم الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم كانا سمه عبد الكعبة وقيل عبد كلال فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن
سكن البصرة وغزا خراسان في زمن عثمان وفتح سجستان وكابل وفتح سجستان سنة ثلاث وثلاثين
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر حديثا اتفقا على حديث وانفرد مسلم بحديثين
روى عنه ابن عباس وابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين وآخرون
توفي سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين بالبصرة
وقيل توفي بمرو وانه اول من دفن بمرو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحيح الأول وكان متواضعا فإذا وقع المطر لبس برنسا وأخذ المسحاة وكنس الطريق
351 - عبد الرحمن بن سهل أخو عبد الله المقتول بخيبر وفيه شرعت القسامة مذكور في المختصر والمهذب في القسامة وقد سبق تمام نسبه في ترجمة أخيه عبد الله بن سهل وهما صحابيان أنصاريان شهد عبد الرحمن أحدا والخندق وما بعدهما من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف في شهوده بدرا
قال ابن عبد البر شهدها واستعمله عمر بن الخطاب على البصرة بعد موت عتبة بن غزوان
352 - عبد الرحمن بن عبيد الله بن عثمان القرشي الزهري الصحابي أخو طلحة بن عبيد الله قتل هو وأخوه طلحة يوم الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين
353 - عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد مذكور في المهذب في الصلاة على عضو الميت هو عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن امية بن عبد شمس القرشي الأموي ذكره أبو موسى الأصبهاني في الصحابة وامه جويرية بنت أبي جهل التي كان علي رضي الله عنه خطبها وكان عبد الرحمن مع عائشة في وقعة الجمل فقتل هنالك
قال ابن قتيبة في المعارف كان يقال لعبد الرحمن يعسوب قريش شبهوه بيعسوب النحل وهو أميرها واتفقواعلى ان يده احتملها طائر من وقعة الجمل فألقاها بالحجاز فعرفوها بخاتمه فصلوا عليها ودفنوها قال ابن قتيبة حملتها عقاب فألقتها في ذلك اليوم باليمامة
وقال أبو موسى وغيره ألقاها بالمدينة
وقال في المهذب ألقاها بمكة والله أعلم
278(1/277)
354 - عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي الصحابي وهو ابن أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة وهو والد معاذ بن عبد الرحمن التيمي أسلم عبد الرحمن يوم الحديبية وقيل يوم الفتح روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
روى له مسلم حديثا في النهي عن لقطة الحاج
روى عنه ابناه معاذ وعثمان وابن المسيب وأبو سلمة وغيرهم
سكن المدينة وشهد اليرموك مع أبي عبيدة بن الجراح وكان من أصحاب ابن الزبير وقتل معه حين حصره الحجاج قالوا ودفنه في المسجد الحرام وأخفي قبره خوفا عليه من انتهاك أصحاب الحجاج
355 - عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد بضم المثناة من تحت وكسر الميم الأوزاعي الإمام المشهور تكرر ذكره في المختصر والمهذب في باب الحيض وغيره كنيته أبو عمرو الشامي الدمشقي كان إمام أهل الشام في عصره بلا مدافعة ولا مخالفة كان اهل الشام والمغرب على مذهبه قبل انتقالهم الى مذهب مالك رحمه الله
كان يسكن دمشق خارج باب الفراديس ثم تحول الى بيروت فسكنها مرابطا الى ان مات بها وهو من تابعي من التابعين
سمع جماعات من التابعين كعطاء بن أبي رباح وقتادة ونافع مولى ابن عمر والزهري ومحمد بن المنكدر وغيرهم
وروى عنه جماعة من التابعين وشيوخه كقتادة والزهري ويحيى بن أبي كثير وجماعات من أقرانهم وكبار العلماء كسفيان ومالك وشعبة وابن المبارك وخلائق لا يحصون واختلفوا في الأوزاع التي نسب اليها فقيل بطن من حمير وقيل من همدان بإسكان الميم وقيل إن الأوزاع قرية كانت عند باب الفراديس من دمشق وقيل هي نسبة الى اوزاع القبائل أي فرقها وبقايا مجتمعة من قبائل شتى
روينا عن الامام الحافظ الحاكم أبي أحمد محمد بن محمد بن إسحاق وهو شيخ الحاكم أبي عبد الله بن البيع النيسابوري قال هو منسوب الى الأوزاع من حمير قال وقيل الأوزاع قرية بدمشق خارج باب الفراديس قال وعرضت هذا القول على احمد بن عمير يعني ابن جوصا بفتح الجيم وإسكان الواو وبالصاد المهملة قال وكان علامة بحديث الشام وأنساب أهلها فلم يرضه وقال إنما
279(1/278)
قيل الأوزاعي لأنه من اوزاع القبائل
وبلغنا عن الهيثم بن خارجة قال سمعت أصحابنا يقولون ليس هو من الأوزاع إنما كان ينزل قرية الأوزاع
وقال الإمام أبو سليمان محمد بن عبد الله الربعي بفتح الراء والموحدة قال ضمرة الأوزاعي حميري والأوزاع من قبائل شتى
قال الربعي وذكره ابن أبي خيثمة في تاريخه فقال بطن من همدان ولم ينسب هذا القول الى أحد قال الربعي فليس هو بصحيح وقول ضمرة أصح لأنه وقع على موضع مشهور بربض دمشق يعرف بالأوزاع سكنه في صدر الاسلام بقايا من قبائل شتى
وقال محمد بن سعد الأوزاع بطن من همدان والأوزاعي من انفسهم وفيه خلاف كثير حذفته لعدم الضرورة اليه
ولد الأوزاعي رضي الله عنه سنة ثمان وثمانين من الهجرة ومات سنة سبع وخمسين ومائة قال أبو زرعة الدمشقي كان اسم الأوزاعي عبد العزيز فسمى نفسه عبد الرحمن قلت وقد اجمع العلماء على إمامة الأوزاعي وجلالته وعلو مرتبته وكمال فضله وأقاويل السلف رحمهم الله كثيرة مشهورة مصرحة بورعه وزهده وعبادته وقيامه بالحق وكثرة حديثه وغزارة فقهه وشدة تمسكه بالسنة وبراعته في الفصاحة وإجلال أعيان أئمة عصره من الأقطار له واعترافهم بمرتبته
وروينا عن هقل بكسر الهاء وإسكان القاف وهو أثبت الناس بالرواية عن الأوزاعي قال أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة او نحوها
وعن غيره أنه أفتى في ثمانين ألف مسألة
وقال عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين سمعت اميرا كان بالساحل وقد دفنا الأوزاعي ونحن عند القبر يقول رحمك الله أبا عمرو فقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال ما كان بالشام أحد اعلم بالسنة من الأوزاعي
وعن محمد بن شعيب قال قلت لأمية بن يزيد أين الأوزاعي من مكحول قال هو عندنا أرفع من مكحول قلت له إن مكحولا قد رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال وإن كان قد رآهم فإن فضل الأوزاعي في نفسه فقد جمع العبادة والورع والقول الحق
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال الأئمة في الحديث أربعة الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري وحماد بن زيد
وقال أبو حاتم الأوزاعي إمام متبع لما سمع
وعن سفيان الثوري أنه لما بلغه مقدم الأوزاعي فخرج حتى لقيه بذي طوى فحل سفيان رأس البعير عن القطار ووضعه على رقبته وكان إذا مر بجماعة قال الطريق للشيخ
وذكر الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات أن الأوزاعي سئل عن الفقه يعني استفتي وله
280(1/279)
ثلاث عشرة سنة وأقوال السلف في احواله كثيرة وكان مولده ببعلبك
ومات في حمام بيروت دخل الحمام فذهب الحمامي في حاجته وأغلق عليه الباب ثم جاء ففتح الباب فوجده ميتا متوسدا يمينه مستقبل القبلة رضي الله عنه
356 - عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب يقال له عبد الرحمن الأكبر وهو صحابي ذكره ابن منده وابن عبد البر وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهم في الصحابة وهو اخو عبد الله وحفصة لأمهم زينب بنت مظعون
ادرك عبد الرحمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا قالوا وعبد الرحمن بن عمر الأوسط هو أبو شحمة الذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر ثم حمله الى المدينة فضربه أبوه عمر بن الخطاب تأديبا ثم مرض فمات بعد شهر هكذا رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه واما ما يزعمه بعض اهل العراق أنه مات تحت السياط فغلط وعبد الرحمن بن عمر الأصغر هو أبو المجبر والمجبر اسمه ايضا عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عمر قال ابن عبد البر وإنما قبل له المجبر لأنه وقع وهو غلام فتكسر فحمل الى عمته حفصة أم المؤمنين فقيل انظري الى ابن أخيك المكسر فقالت ليس بالمكسر ولكنه المجبر
357 - عبد الرحمن بن عوف الصحابي رضي الله عنه متكرر في هذه الكتب هو أبو محمد بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري المدني كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو وقيل عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وامه الشفاء بنت عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة ولد بعد الفيل بعشر سنين أسلم عبد الرحمن قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهو احد الثمانية السابقين الى الاسلام وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر وأحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وأحد الستة الذين هم أهل الشورى الذين أوصى اليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخلافة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض وكان من المهاجرين الأولين وهاجر الهجرتين الى الحبشة ثم إلى المدينة وآخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وسائر المشاهد وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل الى بني كلب وعممه بيده وسدلها بين كتفيه وقال إن فتح الله عليك فتزوج ابنة ملكهم او قال شريفهم فتزوج بنت شريفهم الأصبغ وهب تماضر فولدت له أبا سلمة
281(1/280)
ومن مناقب عبد الرحمن التى لا توجد لغيره من الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى وراءه في غزوة تبوك حين أدركه وقد صلى بالناس ركعة وحديثه هذا في صحيح مسلم وغيره وقولنا لا يوجد لغيره من الناس احتراز من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلف جبريل حين أعلمه بالمواقيت
وجرح عبد الرحمن يوم أحد إحدى وعشرين جراحة وجرح في رجله وسقطت ثنيتاه وكان كثير الانفاق في سبيل الله تعالى أعتق في يوم احدا وثلاثيثن عبدا روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وستون حديثا اتفقا منها على حديثين وانفرد البخاري بخمسة
روى عنه ابن عمر وابن عباس وجابر وأنس وجبير بن مطعم وغيرهم من الصحابة وخلائق من التابعين منهم بنوه إبراهيم وحميد ومصعب بنو عبد الرحمن
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الرحمن بن عوف أمين في السماء أمين في الارض وكان كثير المال محظوظا في التجارة قيل إنه دخل على ام سلمة فقال يا أمة خفت ان يهلكني كثرة مالي قالت يا بني أنفق
وعن الزهري قال تصدق عبد الرحمن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة ألاف ثم بأربعين ألفا ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم تصدق بخمسمائة فرس في سبيل الله ثم بخمسمائة راحلة وكان عامة ماله التجارة
وفي كتاب الترمذي ان عبد الرحمن بن عوف اوصى لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعمائة ألف
قال الترمذي حديث حسن صحيح
وقال عروة بن الزبير أوصى عبد الرحمن بخمسين ألف دينار في سبيل الله تعالى
وقال الزهري أوصى عبد الرحمن لمن بقي ممن شهد بدرا لكل رجل بأربعمائة دينار وكانوا مائة فأخذوها وأخذه عثمان فيمن أخذ واوصى بألف فرس في سبيل الله ولما توفي قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه اذهب يا ابن عوف أدركت صفوها وسبقت كدرها
وكان سعد بن أبي وقاص فيمن حمل جنازته وهو يقول واجبلاه
وخلف مالا عظيما من ذهب قطع بالفؤوس حنى مجلت أيدي الرجال منها وترك ألف بعير ومائة فرس وثلاثة آلاف شاة ترعى وكان له اربع نسوة صالحت امراة منهن عن نصيبها بثمانين ألفا وكان أبيض مشربا حمرة حسن الوجه رقيق البشرة أعين أهدب الأشفار أقنى له جمة ضخم الكفين غليظ الاصابع لا يغير شعره
توفي سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة إحدى وثلاثين وهو ابن ثنتين وسبعين
وقيل خمس وسبعين
وقيل ثمان وسبعين ودفن بالبقيع
قال ابن قتيبة ولد عبد الرحمن محمد وإبراهيم وحميد وزيد امهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأبو سلمة الفقيه أمه تماضر ومصعب أمه يمانية وسهيل أمه يمانية وعثمان والمسور وعمر وغيرهم وبنات
282(1/281)
358 - عبد الرحمن بن غنم تكرر في باب الجزية من المهذب هوعبد الرحمن ابن غنم بن كريب بن هانىء بن ربيعة بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن الحنبل بن جماهر بن أدغم بن الأشعر الأشعري ذكره ابن يونس وابن منده وآخرون في الصحابة
وأنكر ابن أبي حاتم وآخرون صحبته وقالوا هو تابعي مخضرم وكان مسلما في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره وقال الأولون قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفينة مع أبي موسى الأشعري وأصحابه كان يسكن فلسطين وقدم دمشق قال ابن يونس وقدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وسمع عمر بن الخطاب وعليا ومعاذا وأبا الدرداء وأبا ذر وأبا مالك الأشعري رضي الله عنه ويعرف بصاحب معاذ لكثرة لزومه له وكان عبد الرحمن أفقه اهل الشام وعليه تفقه عامة التابعين بالشام وكانت له جلالة وقدر روى عنه خلائق من كبار التابعين توفي سنة ثمان وسبعين
359 - عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم تكرر في المختصر وذكره في المهذب في مشاورة القاضي الفقهاء
كنيته أبو محمد الرضي ابن الرضي والفقيه ابن الفقيه أمه أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ولد في حياة عائشة
روى عن أبيه وعبدالله بن عامر بن ربيعة وأسلم مولى عمر ونافع مولى ابن عمر وغيرهم روى عنه يحيى الأنصاري وأيوب وهشام بن عروة وسماك بن حرب وعبيد الله وعبد الله ابنا عمر بن حفص وحميد الطويل ومالك والسفيانان وعمرو بن الحارث وشعبة والليث والأوزاعي وخلائق من الأئمة وغيرهم واتفقوا على جلالته وإمامته وفضيلته وصلاحه قال احمد بن حنبل هو ثقة ثقة ثقة
وقال ابن عيينة لم يكن بالمدينة رجل أرضى من عبد الرحمن
وقال مصعب بن عبد الله كان من خيار المسلمين
وقال ابن سعد كان ورعا كثير الحديث قال أبو عبيد توفي عبد الرحمن سنة ست وعشرين ومائة يقال بالشام وقال خليفة بن خياط كذلك الا انه قال توفي بالمدينة
وقال ابن سعد توفي في بيت المقدس
وقال عمرو بن علي وخليفة في موضع آخر توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة
360 - عبد الرحمن بن كعب بن مالك مذكور في المهذب في أول التفليس هو أبو الخطاب الأنصاري السلمي بفتح السين واللام المدني التابعي وسيأتي تمام نسبه في ترجمة أبيه ان شاء الله تعالى سمع أباه وجابرا روى عنه صالح بن رستم
283(1/282)
والزهري وغيرهما وهو ثقة
روى له البخاري ومسلم توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك وقيل في خلافة هشام رحمه الله
361 - عبد الرحمن بن أبي ليلى مذكور في المختصر في تفريق الخمس وفي المهذب في اواخر الصيام وفي اول باب إقامة الحد هو أبو عيسى عبد الرحمن بن أبي ليلى واسم أبي ليلى يسار وقيل بلال وقيل بليل
وقيل داود الأنصاري الأوسي الكوفي وأبو ليلى صحابي شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انتقل الى الكوفة فسكنها وحضر مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه مشاهد وقتل معه بصفين واما ابنه عبد الرحمن صاحب الترجمة فتابعي جليل كبير
ولد لست سنين بقيت من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
روى عن عمر وعثمان وعلي وسعد وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي ذر وحذيفة وابن عمر والمقداد وأبي أيوب وأبي الدرداء وزيد بن أرقم وأنس بن مالك وكعب بن عجرة وصهيب وخوات بن جبير وأبي موسى والبراء بن عازب وسهل بن حنيف وأبي سعيد الخدري وسمرة بن جندب وأبي جحيفة وعبدالله بن زيد وقيس بن سعد وأبيه أبي ليلى وام هانىء رضي الله عنهم
روى عنه ابنه عيسى ومجاهد وثابت والحكم والشعبي وابن سيرين وعمرو بن ميمون وعمرو بن مرة وآخرون من التابعين واتفقوا على توثيقه وجلالته
قال يحيى بن معين لم يسمع عبد الرحمن بن أبي ليلى عمر بن الخطاب ولم يره فقيل له الحديث المروي كنا مع عمر نتراءى الهلال فقال ليس بشيء
قال الشافعي وغيره لم يدرك ابن ابي ليلى بلالا لأن بلالا توفي سنة عشرين بالشام وولد ابن ابي ليلى قبل ذلك بنحو سنة بالكوفة
وقال عطاء بن السائب قال عبد الرحمن بن أبي ليلى أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم من الأنصار
وقال عبد الملك بن عمير رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعون لحديثه وينصتون له منهم البراء بن عازب
وقال عبد الله بن الحارث
ما شعرت ان النساء ولدن مثل عبد الرحمن بن أبي ليلى توفي سنة ثلاث وثمانين
362 - عبد الرحمن بن مهدي مذكور في المهذب في مسألة الكفاءة في النكاح هو الإمام عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن أبو سعيد العنبري
وقيل الأزدي مولاهم البصري اللؤلؤي إمام اهل الحديث في عصره والمعول عليه في علوم الحديث ومعارفه سمع أبا خلدة خالد بن دينار وأيمن بن نائل
284(1/283)
ومالك بن مغول ومالك بن أنس والسفيانين وشعبة والماجشون والحمادين وخلائق من الاعلام
روى عنه ابن وهب واحمد بن حنبل وابن معين وابن المديني وابو خيثمة وإسحاق بن راهويه وابنا أبي شيبة والقواريري وأبو عبيد القاسم بن سلام وعمرو بن علي وأبو ثور وسوار بن عبد الله القاضي العنبري وخلائق غيرهم
روينا عن علي بن المديني قال غير مرة والله لو اخذت وحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم أر قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي قال علي وكان عبد الرحمن يختم في كل ليلتين وكان ورده في كل ليلة نصف القرآن
وقال ابن معين مارأيت رجلا أثبت في الحديث من ابن مهدي
وقال علي بن المديني أعلم الناس بالحديث ابن مهدي
وقال احمد بن حنبل كأن ابن مهدي خلق للحديث
وقال عبد الرحمن بن مهدي لا يجوز ان يكون الرجل إماما حتى يعلم ما يصح وما لا يصح وحتى لا يحتج بكل شيء وحتى يعلم مخارج العلم
وروينا عن محمد بن أبي صفوان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كتب عني الحديث وانا في حلقة مالك بن أنس
وروينا عن البخاري قال سمعت على بن المديني يقول جاء رجل الى ابن مهدي فقال يا أبا سعيد إنك تقول هذا ضعيف وهذا قوي وهذا لا يصح فعم تقول ذلك فقال ابن مهدي لو أتيت الناقد فأريته دراهم فقال هذا جيد وهذا ستوق وهذا بهرج أكنت تسأله عم ذاك أم تسلم الأمر اليه فقال بل كنت أسلم الأمر اليه فقال ابن مهدي هذا كذاك هذا بطول المجالسة والمناظرة والمذاكرة والعلم به
وروينا عن يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي قال كان ابي يحيي الليل كله
ومناقبه كثيرة مشهورة ولد سنة خمس وثلاثين ومائة وتوفي سنة ثمان وتسعين ومائة رحمه الله
363 - عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود الأعرج المشهور بالرواية عن ابي هريرة تكرر ذكره في المختصر هو تابعي مدني قرشي مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ويقال مولى عمر بن ربيعة
سمع أبا هريرة وأبا سعيد وابن بحينة وسمع جماعة من التابعين
روى عنه الزهري ويحيى الانصاري ويحيى بن أبي كثير ومحمد بن يحيى ابن حبان وأبو الزناد وهو مكثر عنه واتفقوا على توثيقه
قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث توفي بالاسكندرية سنة سبع عشرة ومائة
وقيل ستة عشر والصحيح الأول
285(1/284)
364 - عبد الرحمن بن يعمر الدؤلي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الوقوف بعرفات سكن الكوفة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا روى عنه بكير بن عطاء ويعمر بفتح الميم وضمها والفتح أشهر
باب عبد العزيز وعبد الكريم وعبدالمجيد وعبد المطلب وعبد الملك وعبد الوهاب
365 - عبد العزيز بن صهيب مذكور في المختصر في اول الأضحية هو أبو حمزة عبد العزيز بن صهيب البصري البناني بضم الموحدة مولاهم وبنانة بطن من قريش سمع عبد العزيز أنس بن مالك وغيره
روى عنه شعبة والحمادان وعبد الوارث وابن علية وهشيم ووهيب وإبراهيم بن طهمان وأبو عوانة وهشام بن حسان وآخرون واتفقوا على توثيقه
366 - عبد العزيز بن عمر مذكور في المختصر في نكاح المتعة هو أبو محمد عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان ويأتي تمام نسبه في ترجمة جده عبد العزيز بن مروان عقبه إن شاء الله تعالى القرشي الأموي المدني أخو عبد الملك وعاصم وآدم وإبراهيم بني عمر أمه أم ولد
سمع أباه والربيع بن سبرة وقزعة بن يحيى ونافعا مولى ابن عمر ومكحولا وخلائق من التابعين
روى عنه شعبة ويحيى القطان ووكيع ومسعر وابن جريج وخلائق من الأئمة وغيرهم
قال يحيى بن معين وغيره هو ثقة روى له البخاري ومسلم
336 - عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي المدني ثم الدمشقي أبو الأصبغ التابعي وهو والد عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد المشهور وكان عبد العزيز واليا على مصر ولاه إياها أبوه وجعله ولي عهده بعد اخيه عبد الملك وكانت دارعبد العزيز بدمشق هذه الخانقاه الملاصقة للجامع المعروفة بالسميساطية وكانت بعده لابنه عمر رضي الله عنه
سمع ابن الزبير وأبا هريرة وأباه مروان
روى عنه الزهري وعلي بن رباح وابنه عمر وآخرون
قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث توفي بمصر سنة خمس وثمانين
وقال خليفة سنة ثنتين وثمانين
وقال ابن يونس عن الليث سنة ست وثمانين
286(1/285)
368 - عبد العزيز بن أبي رواد مذكور في المختصر واسم أبي رواد ميمون
وعبد العزيز يكنى أبا عبد الرحمن وهو خراساني ثم مكي أزدي مولى المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة سمع نافعا وصالحا وعكرمة مولى ابن عباس ومحمد بن زياد وغيرهم
روى عنه ابنه عبد الله والثوري وحسين الجعفي وأبو عاصم النبيل وآخرون قال ابن عدي في بعض حديثه ما لا يتابع عليه
روى له البخاري حديثا واحدا
وقال ابن ابي حاتم قال يحيى القطان هو ثقة في الحديث لا ينبغي ان يترك حديثه لرأي أخطأ فيه
وقال احمد بن حنبل هو رجل صالح وكان مرجئا وليس هو في التثبت كغيره
وقال ابن معين هو ثقة
وقال ابو حاتم هو صدوق ثقة متعبد
369 - عبد الكريم مذكور في المختصر في باب عدة الرجعية هو احد رجلين أحدهما عبد الكريم بن مالك أبو سعيد الجزري الأموي مولى لآل عثمان بن عفان او معاوية بن أبي سفيان ويقال له الخضرمي بكسر الخاء وإسكان الضاد المعجمتين منسوب الى قرية باليمامة وهو تابعي رأى أنس بن مالك وسمع عكرمة ومجاهدا وطاوسا وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وابن المنكدر ونافعا روى عنه ابن جريج ومالك والسفيانان ومسعر وآخرون قال ابن عيينة ما رأيت قط مثل عبد الكريم الجزري
وقال احمد بن حنبل هو ثقة ثبت
وقال ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وابن سعد والنسائي
هو ثقة قال ابن سعد توفي سنة سبع وعشرين ومائة
والآخر عبد الكريم بن الحارث بن يزيد أبو الحارث الحضرمي بفتح الحاء المهملة المصري
روى عن المستورد القرشي وعبد الله بن الحارث البكري وغيرهما
روى عنه الليث بن سعد وعبد الرحمن بن شريح ويحيى بن أيوب وعمرو بن الحارث وابن لهيعة وحيوة بن شريح واتفقواعلى الثناء عليه ووصفه بالاجتهاد في العبادة
روينا عن يحيى بن بكير قال سمعت بكر بن مضر يقول لو قيل لعبد الكريم بن الحارث إن الساعة تقوم غدا ماكان فيه فضل للزيادة
وقال ابن يونس كان من العباد المجتهدين توفي سنة ست وثلاثين ومائة رحمه الله
370 - عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد أبو عبد الحميد الأزدي مولاهم المكي أصله مروزي واسم أبي رواد ميمون روى عن أبيه وابن جريج والليث ومعمر
روى عنه الشافعي وسريج بن يونس بالسين المهملة والجيم والحميدي وآخرون
قال ابن معين هو ثقة وكان يروي عن ضعفاء وكان اعلم الناس بحديث ابن
287(1/286)
جريج وكان يعلن بالإرجاء
وقال البخاري كان الحميدي يتكلم فيه
وقال أبو حاتم ليس هو بقوي يكتب حديثه
وقال الدارقطني يعتبر به ولا يحتج به
وقال احمد هو ثقة وكان فيه غلو في الارجاء
وقال ابن عدي عامة ما أنكر عليه الارجاء روى له مسلم مقرونا بهشام بن سليمان المكي
371 - عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي وقيل اسمه المطلب امه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب ابن هاشم توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعبد المطلب هذا بالغ وقيل قبل بلوغه
سكن المدينة ثم دمشق في خلافة عمر بن الخطاب وكانت داره بدمشق في زقاق الهاشميين
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث
روى عنه عبدالله بن الحارث بن نوفل وتوفي بدمشق سنة ثنتين وستين وقيل إحدى وقيل توفي في خلافة معاوية وصلى عليه معاوية وتوفي معاوية في رجب سنة ستين
372 - عبد الملك بن عمير التابعي مذكور في المهذب في أول باب التعزيز هو ابو عمرو ويقال أبو عمر عبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية بالجيم اللخمي ويقال القرشي الكوفي التابعي رأى علي بن أبي طالب وأبا موسى الأشعري وسمع جرير بن عبد الله وجابر بن سمرة والمغيرة بن شعبة وعدي بن حاتم وجندب بن عبد الله والأشعث بن قيس وغيرهم من الصحابة وخلائق من التابعين
روى عنه سليمان التيمي وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش والسفيانان وشعبة وجرير بن حازم وخلائق من الائمة ضعفه أحمد بن حنبل وقال ابن معين هو مخلط وقال أبو حاتم ليس بحافظ وهو صالح تغير حفظه قبل موته
وقال احمد بن عبد الله هو صالح الحديث كان قاضي الكوفة روى أكثر من مائة حديث قال وهو ثقة وقد روى له البخاري ومسلم
توفي سنة ست وثلاثين ومائة او نحوها وبلغ مائة وثلاث سنين
373 - عبد الملك بن مروان الخليفة المشهور ذكره في المهذب في صلاة المريض وفي مسالة الأكدرية وفي اول العدد هو أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي قال ابن قتيبة كان معاوية جعله على ديوان المدينة وهو ابن ست عشرة سنة وولاه أبوه مروان هجرا ثم جعله الخليفة بعده وكانت خلافته بعد أبيه سنة خمس وستين وبويع ابن الزبير بالخلافة ايضا سنة خمس وستين وولى الحجاج بن يوسف العراق سنة
288(1/287)
خمس وسبعين ونقش الدراهم والدنانير بالعربية سنة ست وسبعين وبني الحجاج واسط سنة ثلاث وثمانين وتوفي عبدالملك بدمشق سنة ست وثمانين وله ثنتتان وستون سنة ولد بالمدينة قال وله من الولد مروان الأكبر والوليد وسليمان ويزيد ومروان الأصغر وهشام وأبو بكر ومسلمة وعبدالله وسعيد والحجاج ومحمد والمنذر وعنبسة وقبيصة وعائشة وفاطمة وذكر في المهذب في باب صلاة المريض ان عبد الملك أرسل الاطباء الى ابن عباس على البرد ليعالجوا عينه فاستفتى عائشة وام سلمة فنهتاه
وقد روى البيهقي هذه القصة واستبعدها بعض المتأخرين لكون عائشة وام سلمة تقدمت وفاتهما على خلافة عبد الملك بسنين كثيرة وزعم هذا القائل ان هذه الرواية باطلة وليس كما زعم لأنه محمول على أنه بعث اليه قبل خلافته وقد اوضحته في شرح المهذب
374 - عبد الوهاب بن عبد الحميد تكرر في المختصر هو أبو محمد عبد الوهاب بن عبدالمجيد بن الصلت بن عبد الله بن الحكم بن أبي العاص بن بشر بن عبد الله بن دهمان بن عبد همام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن حشم بن قسي بفتح القاف وكسر السين المهملة المخففة ابن منبه بن بكر بن هوازن الثقفي البصري
وقسي بن منبه هو ثقيف
سمع عبد الوهاب يحيى بن سعيد الأنصاري وأيوب وابن عون وداود بن أبي هند وخالد الحذاء وجعفر الصادق ويونس بن عبيد وآخرين
روى عنه الشافعي وهاشم بن القاسم وقتيبة وأحمد وإسحاق وابن معين وابن المديني ومسدد وعمرو بن علي ومحمد بن بشار وابن المثنى وخلائق من الأئمة وغيرهم
روينا عن عمرو بن علي قال كانت غلة عبد الوهاب كل سنة مائتين وأربعين ألفا الى خمسين ألفا ينفقها على أصحاب الحديث لا يحول الحول على شيء منها
وقال علي بن المديني ليس على الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد أصح من كتاب عبد الوهاب ووثقه أحمد بن حنبل وابن معين واحمد بن عبد الله العجلي
وقال ابن سعد هو ثقة فيه ضعف
وقال عقبة بن مكرم اختلط قبل وفاته بثلاث سنين او أربع
وقد روى له البخاري ومسلم
ولد سنة ثمان ومائة وقيل سنة عشر وتوفي سنة أربع وتسعين ومائة
باب عبد وعبيد وعبيد الله وعبيدة بفتح العين وعبيدة بالضم
375 - عبد بن زمعة مذكورفي المختصر في باب الاقرار بالنسب وفي اللعان وفي المهذب في باب ما يلحق من النسب وأواخر باب الاقرار
وزمعة بفتح الميم
289(1/288)
وإسكانها وجهان مشهوران
وهو عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري المكي الصحابي أمه عاتكة بنت الأحنف وهو اخو سودة بنت زمعة أم المؤمنين لأبيها وأخو عبد الرحمن الذي تخاصم فيه سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة وكان عبد شريفا من سادات الصحابة
376 - عبيد بن سعد مذكور في المهذب في اول كتاب النكاح قال البخاري في تاريخه هو ديلمي طائفي
قال ابن عيينة هو أبو امرأة ابن جريج سمع عبدالله بن عمرو بن العاص
روى عنه ابن أبي مليكة وابراهيم بن ميسرة
قال ابن أبي حاتم قال ابن معين عبيد هذا مشهور
377 - عبيد الله بن الحسن العنبري مذكور في المهذب في آخر كتاب الحيض والنفاس هو عبيد الله بن الحسن بن الحصين بن مالك بن الخشخاش بن جناب بالجيم والنون ابن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري البصري الفقيه كان قاضي البصرة بعد سوار بن عبد الله
سمع داود بن أبي هند وخالد الحذاء وغيرهما
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي وخالد بن الحارث ومحمد بن عبدالله الأنصاري ومعاذ بن معاذ قال محمد بن سعد كان محمودا ثقة عاقلا
روى له مسلم في صحيحه
ومن غرائبه أنه يجوز التقليد في العقائد والعقليات وخالف في ذلك العلماء كافة
378 - عبيد الله بن أبي رافع مذكور في المهذب في آخر الجمعة هو عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول صلى الله عليه وسلم وفي اسم ابي رافع خلاف سنذكره في موضعه من الكنى إن شاء الله تعالى وهو تابعي سمع علي بن أبي طالب وأبا وأبا هريرة رضي الله عنهم
روى عنه الحسن بن محمد بن الحنفية ومحمد بن علي بن الحسين وبشر بن سعيد وعطاء بن يسار والأعرج واتفقواعلى توثيقه
روى له البخاري ومسلم وكان كاتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه
379 - عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المكي الصحابي أخو عبد الله وأخوته
كنيته أبو محمد كان أصغر من عبد الله بسنة استعمله علي بن أبي طالب على اليمن وأمره على الموسم فحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنه سبع وكان
290(1/289)
أحد الأجواد المشهورين
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
وروى عنه ابنه عبد الله وعطاء بن أبي رباح وسليمان بن يسار وابن سيرين
توفي سنة ثمان وخمسين قاله الخليفة وقال الواقدي والزبير بن بكار توفي في أيام يزيد بن معاوية بالمدينة وقال مصعب باليمن والأصح هو الأول
380 - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة تكرر في المختصر وذكره في المهذب في خطبة العيد وفي خيار الأمة بالعتق
هو أبو عبدالله عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي المدني الإمام التابعي أحد فقهاء المدينة السبعة سبق بيانهم في ترجمة خارجة بن زيد وقد سبق تمام نسبه في ترجمة عم أبيه عبدالله بن مسعود
سمع ابن عباس وابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري وأبا واقد الليثي وزيد بن خالد والنعمان بن بشير وعائشة وفاطمة بنت قيس وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وسمع جماعات من كبار التابعين
روى عنه عراك بن مالك والزهري وأبو الزناد وصالح بن كيسان وغيرهم
واتفقواعلى جلالته وإمامته وعظم منزلته
قال ما سمعت حديثا فط فأشاء ان أعيه الا وعيته
وقال أحمد بن عبيدالله هو تابعي ثقة رجل صالح جامع للعلم وهو معلم عمر بن عبد العزيز وذهب بصره
قال ابن سعد كان عالما ثقة فقيها كثير الحديث والعلم شاعرا
وقال الزهري كان ابن عباس يعزه وقال الزهري ما جالست عالما الا ورأيت أني أتيت على ما عنده الا عبيد الله بن عبدالله بن عتبة فإني لم آته الا وجدت عنده علما طريفا
قال ابن المديني والهيثم توفي سنة تسع وتسعين
وقال البخاري سنة خمس او أربع وتسعين
وقال الواقدي وابن نمير والترمذي سنة ثمان وتسعين رحمه الله تعالى
381 - عبيد الله بن عدي بن الخيار بكسر الخاء المعجمة
مذكور في المهذب في فصل سهم الفقراء من كتاب قسم الصدقات هو عبيد الله بن عدي بن الخيار بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي المدني التابعي أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه شيئا ولم تثبت رؤيته
روى عن عمر بن الخطاب وسمع عثمان بن عفان وعليا والمقداد وكعب الأحبار
روى عنه عروة وحميد بن عبد الرحمن وعطاء بن يزيد وغيرهم وأمه أم قتال بنت أسيد بفتح الهمزة ابن ابي العيص بن امية
وكان عبيد الله من فقهاء قريش وثقاتهم
روى له البخاري ومسلم
قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث وكان له دار بالمدينة توفي في زمن الوليد بن عبد الملك
291(1/290)
واعلم أن الحديث الذي ذكره في المهذب فيه إنكاران على صاحب المهذب لأنه قال لما روى عبيد الله بن عبد الله بن الخيار أن رجلين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة وذكر الحديث فوقع فيه غلطان أحدهما انه جعل الحديث مرسلا والحديث متصل مشهور بالاتصال عن عبيد الله بن عدي قال أخبرني رجلان أنهما اتيا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسألاه منها فرفع فينا البصر وخفضه فرآنا جلدين فقال إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب هكذا رواه أبو داود والنسائي وغيرهما بأسانيد صحيحة والرجلان المبهمان لا تضر جهالة أعيانهما لأنهما صحابيان والصحابة كلهم عدول
والغلط الثاني كونه قال عبيد الله بن عبد الله بن الخيار هكذا هو في أكثر نسخ المهذب عبيد الله بن عبد الله وهو غلط صريح وصوابه عبيد الله بن عدي بن الخيار كما سبق وليس فيه خلاف بين أهل الحديث والأنساب والتواريخ والسير الا ما ذكره البخاري في تاريخه فإنه ذكره كما قدمته ثم قال قال ابن إسحاق هوابن الخيار بن عدي بن نوفل فحصل الاتفاق على انه ليس في نسبه من يسمى عبد الله
382 - عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي المدني أبو عثمان التابعي الصغير سمع ام خالد بنت خالد بن سعيد الصحابية وسالم بن عبد الله وكريبا وسعيد المقبري وقاسم بن محمد ونافعا وعمرو بن دينار والزهري وخلائق من التابعين وغيرهم
روى عنه جماعات من التابعين منهم أيوب السختياني وحميد الطويل ومن غيرهم ابن جريج وشعبة والسفيانان ومعمر والليث والحمادان ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن سعيد الأموي وخلائق من الأئمة واجمعوا على توثيقه وجلالته
سئل أحمد بن حنبل عن عبيد الله بن عمر ومالك وأيوب أيهم أثبت في نافع فقال عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية
وقال أحمد بن صالح عبيد الله أحب الي من مالك في حديث نافع
وقال يحيى بن معين عبيد الله عن القاسم عن عائشة الذهب المشبك بالدر قيل هو أحب اليك أو الزهري عن عروة قال هو أحب الي وقال ابن منجويه كان عبيد الله من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة وشرفا وحفظا وإتقانا
روينا عن سفيان بن عيينة قال قدم علينا عبيد الله بن عمر الكوفة فاجتمعوا عليه فقال شنتم العلم وأذهبتم نوره لو أدركنا عمر وإياكم أوجعنا ضربا
292(1/291)
383 - عبيد الله بن عمر بن الخطاب مذكور في المهذب والوسيط في أول الفرائض هو عبيد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي المدني التابعي وكان شديد البطش قتل بصفين
293(1/292)
384 - عبيدة السلماني بفتح العين وكسر الباء والسلماني بإسكان اللام مذكور في المهذب في باب القسم بين النساء والنشوز هو ابو مسلم ويقال أبو عمرو عبيدة بن قيس
وقيل عبيدة بن عمرو وقيل عبيدة بن قيس بن عمرو المرادي الهمداني بإسكان الميم وبدال مهملة الكوفي التابعي الكبير
يقال له السلماني نسبة الى بني سلمان بطن من مراد قاله ابن أبي داود السجستاني
أسلم عبيدة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولم يره وسمع عمر بن الخطاب وعليا وابن مسعود وابن الزبير وهو مشهور بصحبة علي
روى عنه الشعبي والنخعي وأبو حصين وابن سيرين وآخرون
نزل الكوفة وورد المدينة وحضر مع علي قتال الخوارج وكان احد أصحاب ابن مسعود الذين يقرءون ويفتون
وكان شريح إذا أشكل عليه شيء أرسلهم الى عبيدة
وكان ابن سيرين من أروى الناس عنه قال ابن سيرين أدركت الكوفة وبها أربعة يعدون للفقه فمن بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ثنى بالحارث ومن بدا بعبيدة ثم علقمة الثالث وشريح الرابع وان أربعة أحسنهم شريح لخيار
قال ابن سيرين ما رأيت أشد توقيا من عبيدة
وقال ابن نمير كان شريح إذا أشكل عليه الأمر كتب الى عبيدة وانتهى الى قوله توفي عبيدة سنة ثنتين وسبعين وقيل ثلاث أو أربع
385 - عبيدة بن الحارث الصحابي بضم العين وفتح الباء تكرر في المختصر
294(1/293)
وذكره في المهذب في كتاب السير في المبارزة هو أبو معاوية وقيل أبو الحارث عبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين
أسلم قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم أسلم هو وأبو سلمة بن عبد الأسد وعبد الله بن الأرقم وعثمان بن مظعون رضي الله عنهم في وقت واحد
وهاجر عبيدة مع اخويه الطفيل والحصين ابني الحارث ومع مسطح بن أبي أثاثة بن المطلب الى المدينة ونزلوا على عبد الله بن سلمة العجلاني وكان لعبيدة قدر ومنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد عوده من غزوة ودان بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الأول السنة الثانية من الهجرة وبعث في مقامه ذلك عبيدة بن الحارث في ستين راكبا من المهاجرين ليس فيهم أنصاري وعقد له اللواء وكان اول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتقى عبيدة والمشركون بثنية المرة وكان على المشركين أبو سفيان بن حرب وكان اول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص
وكان هذا اول قتال جرى في الاسلام ثم شهد عبيدة بدرا وبارز شيبة بن ربيعة فاختلفا ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وبارز حمزة عتبة فقتله مكانه وبارز علي بن أبي طالب الوليد بن عتبة فقتله مكانه ثم كرا على شيبة فدففا عليه واحتملا عبيدة وجاوزاه الى المسلمين قيل إن عبيدة كان أسن المسلمين يوم بدر
وتوفي بالصفراء وهم راجعون من بدر
قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل بأصحابه هنالك قالوا إنا نجد ريح مسك
فقال وما يمنعكم وههنا قبر أبي معاوية قيل كان عمره حين قتل ثلاثا وستين سنة وكان مربوعا حسن الوجه رضي الله عنه
باب العين والتاء المثناة فوق
386 - عتاب بن أسيد الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب هو أبو عبد الرحمن ويقال أبو محمد عتاب بن أسيد بفتح الهمزة ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القريشي العبشمي أسلم يوم الفتح واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة حين انصرف عنها بعد الفتح وسنه يومئذ عشرون سنة روى عنه ابن المسيب وعطاء بن أبي رباح وروايتهما عنه مرسلة لم يدركاه بلا شك ولم يزل عتاب على مكة حتى توفي بها
قال الواقدي وآخرون منهم أولاد عتاب أنه توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وقال آخرون جاء نعي أبي بكر الى مكة يوم دفن عتاب وتوفي أبو بكر يوم الاثنين لثمان وقيل لثلاث بقين من جمادى
295(1/294)
الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة وكان عتاب خيرا صالحا فاضلا وام عتاب زينت بنت عمرو بن امية بن عبد شمس
387 - عتبة بن ربيعة الكافر مذكور في المهذب في فصل المبارزة قتله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه يوم بدر كافرا
388 عتبة بن غزوان الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في خراج السواد هو أبو عبد الله وقيل أبو غزوان عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بضم النون ابن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصيفة بن قيس عيلان بالعين المهملة ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المازني حليف بني عبد شمس أسلم قديما وهاجر الى الحبشة وهو ابن أربعين سنة ثم عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فأقام معه حتى هاجر الى المدينة مع المقداد وكان من السابقين إلى الإسلام وشهد بدرا وبيعة الرضوان وما بعدها
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة احاديث روى مسلم أحدها
وروى عنه خالد بن عميرة والحسن البصري وإبراهيم بن أبي عبلة وهارون بن رباب وغيرهم هكذا ذكره ابن ابي حاتم ورواية الحسن عنه مرسلة لأنه توفي قبل ولادة الحسن كما سبق في ترجمة الحسن
قال محمد بن سعد كان رجلا طوالا جميلا قال وهو قديم الاسلام أسلم بعد ستة رجال وهو سابعهم وكان أول من نزل البصرة وهو الذي اختطها وكان من الرماة المذكورين توفي بطريق البصرة وقيل في الربذة سنة سبع عشرة من الهجرة
وقيل سنة خمس عشرة وقيل أربع عشرة وهو ابن سبع خمسين سنة
389 - عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود سبق تمام نسبه في ترجمة أخيه وعتبة صحابي كنيته أبو عبد الله هاجر مع أخيه عبد الله الى الحبشة الهجرة الثانية وقدم المدينة وشهد احدا وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى عن الزهري قال ما كان عبد الله بن مسعود بأفقه من أخيه
وفي رواية بأقدم صحبة وهجرة من أخيه ولكنه مات سريعا
توفي عتبة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل غير ذلك
390 - عتبة بن أبي وقاص أخو سعد مذكور في آخر اللعان من المهذب واواخر الاقرار سبق تمام نسبه في ترجمة سعد لم يذكره الجمهور في الصحابة وذكره
296(1/295)
ابن منده فيهم واحتج بحديث وضيته الى أخيه سعد في ابن وليدة زمعة وأنكر ابو نعيم علي ابن منده ذكره في الصحابة قال أبو نعيم وعتبة هذا هو الذي شج وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسر رباعيته يوم احد قال وما علمت له إسلاما ولم يذكره أحد من المتقدمين في الصحابة
وقيل إنه مات كافرا
باب العين والثاء المثلثة
391 - عثمان بن حنيف الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب في اول الجزية وخراج السواد والأقضية
هو أبو عمرو وقيل أبو عبد الله عثمان بن حنيف بن واهب ابن العكيم وسبق تمام نسبه في ترجمة سهل بن حنيف وهو كوفي شهد احدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي الى زمن معاوية وولاه عمر بن الخطاب مساحة سواد العراق
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
روى عنه عمارة بن خزيمة وابن أخيه أبو امامة بن سهل وعبدالله بن عبد الله بن عتبة وغيرهم
392 - عثمان بن طلحة أبي طلحة بن عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي العبدري الحجبي الصحابي رضي الله عنه
أسلم مع خالد بن الوليد وعمرو بن العاص في هدنة الحديبية وشهد فتح مكة فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة اليه والى ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وقال خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم الا ظالم نزل المدينة ثم مكة
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم توفي بمكة سنة ثنتين وأربعين وقيل يوم أجنادين بكسر الدال وفتحها وقتل أبوه طلحة وعمه عثمان بن أبي طلحة يوم احد كافرين
393 - عثمان بن أبي العاصى الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الصوم في السفر وفي خراج السواد هو أبو عبد الله عثمان بن أبي العاص الثقفي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف ثم أقره أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث روى مسلم ثلاثة منها
روى عنه ابن المسيب ونافع بن جبير وغيرهما والحسن البصري وقيل لم يسمعه واستعمله عمر على عمان والبحرين ثم نزل البصرة
قال ابن قتيبة أقطعه عثمان بن عفان اثنى عشر ألف جريب
توفي في خلافة معاوية وله عقب كثير أشراف
394 - عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما مذكور في السير من
297(1/296)
الوسيط وتكرر في غيره وهو صحابي أسلم يوم الفتح واتى به أبو بكر الى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه وعاش بعد أبي بكر وورثه وهو اول من ورث خليفة في الاسلام الا أنه رد نصيبه من الميراث وهو السدس على اولاد أبي بكر
وتوفي أبو قحافة بمكة سنة أربع عشرة وله سبع وتسعون سنة ولا يعرف أربعة متناسلون أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم الا أبو قحافة وأولاده وقد ذكرناهم في ترجمة ابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر
وفي صحيح مسلم عن جابر قال أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ولحيته ورأسه كالثغامة بيضاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم (غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد)
395 - عثمان بن عفان أمير المؤمنين رضي الله عنه تكرر فيها هو ابو عمرو ويقال أبو عبد الله وأبو ليلى عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي المكي ثم المدني أمير المؤمنين
امه أروى بنت كريز بضم الكاف وفتح الراء ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف وامها ام حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسلم عثمان قديما دعاه أبو بكر الى الإسلام فأسلم وهاجر الهجرتين الى لحبشة ثم هاجر الى المدينة فهاجر بزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحبشة الهجرتين الأولى والثانية
روينا في تاريخ دمشق احوال بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين هاجر عثمان برقية (والذي نفسي بيده أنه لأول من هاجر بعد إبراهيم ولوط صلى الله عليهما وسلم)
ويقال لعثمان ذو النورين لأنه تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما بعد الأخرى قالوا ولا يعرف احد تزوج بنتي نبي غيره تزوج رقية رضي الله عنها قبل النبوة وتوفيت عنده في أيام غزوة بدر في شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة وكان تأخر عن بدر لتمريضها بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء البشير بنصر المؤمنين ببدر يوم دفنوها بالمدينة رضي الله عنها وولدت له رقية ثم تزوج بعد وفاتها أختها ام كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفيت رضي الله عنها عنده سنة تسع من الهجرة ولم تلد له شيئا
روي لعثمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وستة وأربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على ثلاثة وانفرد البخاري بثمانية ومسلم بخمسة
روى عنه زيد بن خالد الجهني وابن الزبير والسائب بن يزيد وغيرهم من الصحابة
وروى عنه خلائق من التابعين منهم أبان بن عثمان وعبيدالله بن عدي وحمران وغيرهم
ولد عثمان في السنة السادسة بعد الفيل
298(1/297)
وقتل شهيدا يوم الجمعة لثمان عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وقيل قتل يوم الأربعاء وهو ابن تسعين سنة وقيل ثمان وثمانين وقيل ثنتين وثمانين وقيل غير ذلك وبويع له بالخلافة غرة المحرم سنة أربع وعشرين
وكانت خلافته ثنتي عشرة سنة الا ليالي
قال ابن عبد البر بويع له يوم السبت بعد دفن عمر رضي الله عنه بثلاثة أيام وحج فيها بالناس عشر سنين متوالية وصلى عليه جبير بن مطعم ودفن ليلا بالبقيع وأخفي قبره ذلك الوقت ثم أظهر وقيل دفن بحش كوكب
قال ابن قتيبة هي أرض اشتراها عثمان وزادها في البقيع والحش البستان وكوكب اسم رجل من الأنصار
وقيل صلى عليه حكيم بن حزام وقيل المسور بن مخرمة وإنما دفن ليلا للعجز عن إظهار دفنه بسبب غلبة قاتليه
قال ابن قتيبة وفي زمن عثمان كانت غزوة الاسكندرية ثم سابور ثم أفريقية ثم قبرص واصطخر الآخرة وفارس الأولى ثم خوزز وفارس الآخرة ثم طبرستان ودارابجرد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر وغيرهن ثم مرو على يد عبد الله بن عامر سنة أربع وثلاثين ثم حصر في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين فحصر عشرين يوما في داره وقتل فيها
وقال الواقدي حصروه تسعة وأربعين يوما
وقال الزبير بن بكار حصروه شهرين وعشرين يوما وكان حسن الوجه رقيق البشرة كث الحية أسمر كثير الشعر بين الطويل والقصير وكان محببا في قريش واشترى بئر رومة من يهودي بعشرين ألف درهم وسبلها للمسلمين
وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرا وبخمسين فرسا
روينا في صحيحي البخاري ومسلم في حديث أبي موسى الأشعري الطويل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له بشره بالجنة يعني عثمان
وفي صحيحيهما عن عائشة في الحديث الطويل أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع ثيابه حين دخل عثمان وقال (ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة)
وفي صحيح البخاري عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن عثمان قال اما بعد فإن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق نبيا وكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمنت بما بعث به ثم هاجرت الهجرتين وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله تعالى ثم أبو بكر مثله ثم عمر مثله
وفي صحيح البخاري أيضا عن عبيد الله بن عدي أيضا قال دخلت على عثمان وهو محصور فقلت له إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى وهو يصلي لنا إمام فتية وأنا اتحرج من الصلاة معه فقال عثمان إن الصلاة أحسن ما يعمل الناس فإذا أحسن
299(1/298)
الناس فأحسن معهم وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم
وفي صحيح البخاري عن أبي عبدالرحمن السلمي التابعي ان عثمان حين حوصر أشرف عليهم فقال أنشدكم بالله ولا أنشد الا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألستم تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من جهز جيش العسرة فله الجنة) فجهزتهم ألستم تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من حفر بئر رومة فله الجنة) فحفرتها قال فصدقوه بما قال
وفي صحيح البخاري عن ابن عمر قال كنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر احدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم
وفي صحيح البخاري عن أنس قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فرجف فقال (اسكن فليس عليك الا نبي وصديق وشهيدان)
وفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن عثمان احد الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض
وفي كتاب الترمذي عن عبد الرحمن بن خباب بالخاء المعجمة السلمي الصحابي قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة فقال عثمان بن عفان يا رسول الله علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض على الجيش فقال عثمان يا رسول الله علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض على الجيش فقال عثمان يا رسول الله علي ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول (ما على عثمان ماعمل بعد هذه)
رواه الترمذي بإسناد جيد
وعن عبد الرحمن بن سمرة قال جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره وهو يقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين
رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن أنس قال لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اهل مكة فبايع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله) فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم
رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن ابي الأشعث الصنعاني ان خطباء قامت بالشام فيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحدهم رجل يقال له مرة بن كعب فقال لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت وذكرالفتن يقربها فمر رجل منتفع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى فقمت اليه فاذا هو عثمان بن عفان فأقبلت اليه بوجهي فقلت هذا قال نعم
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
300(1/299)
وعن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه حتى يخلعوه)
رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن كليب بن وائل عن ابن عمر قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقال (يقتل فيها هذا مظلوما)
لعثمان رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن أبي سلمة مولى عثمان قال قال عثمان يوم الدار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
قال ابن قتيبة كان لعثمان من الأولاد عبد الله الأكبر أمه فاختة بنت غزوان وعبد الله الأصغر أمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو وأبان وخالد وعمر وسعد والوليد والمغيرة وعبد الملك وام سعيد وأم أبان وام عمرو وام عائشة رضي الله عنهم
وعثمان بن عفان احد العشرة المشهود لهم بالجنة واحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وأحد الخلفاء الراشدين وأحد السابقين الى الإسلام وأحد المنفقين في سبيل الله الانفاق العظيم وأحد أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلبس السراويل في جاهلية ولا إسلام ولا إسلام الى يوم قتله وقال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام وأبا بكر وعمر فقالوا لي اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة ثم دعا بمصحف ففتحه فقتل وهو بين يديه وأعتق عشرين مملوكا وهو محصور رضي الله عنه
396 - عثمان بن مظعون الصحابي رضي الله عنه ذكره في المهذب في الجنائز وفي أول باب الوصايا وفي النكاح هو أبو السائب عثمان بن مظعون بالظاء المعجمة ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي السيد الفاضل وكان من السابقين الى الإسلام
ذكر ابن سعد بإسناده ان عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبا سلمة وأبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا في ساعة واحدة في أول الاسلام قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وان عثمان بن مظعون هاجر الهجرتين الى الحبشة ثم هاجر الى المدينة وانه حرم الخمر في الجاهلية وقال لا أشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على ان أنكح كريمتي وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال) إن عثمان بن مظعون لحيي ستير) وان النبي صلى الله عليه وسلم قال له (أما لك في أسوة) فقال بأبي وامي فما ذاك قال (تصوم النهار وتقوم اليل) قال إني أفعل ذلك قال (لا إن لعينك عليك حقا وإن لجسدك حقا وإن لأهلك حقا فصل ونم وصم وأفطر)
وهاجر عثمان وأخواه
301(1/300)
قدامة وعبد الله ابنا مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون من مكة جميعا الى المدينة فنزلوا على عبدالله بن سلمة العجلاني وقيل على خذام بن وديعة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن مظعون وأبي الهيثم بن التيهان الأنصاري وشهد عثمان بدرا وتوفي في شعبان بعد سنتين ونصف من الهجرة وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع وهو اول من دفن فيه وأول من توفي من المهاجرين بالمدينة وقال النبي صلى الله عليه وسلم (هذا فرطنا) ووضع عند رأسه حجرا
وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما توفيت بنته قال (الحقي سلفنا الصالح عثمان بن مظعون)
ووقف النبي صلى الله عليه وسلم على شفير قبره
وكان من أشد الناس اجتهادا في العبادة يصوم النهار ويصلي الليل ويتجنب الشهوات ويعتزل النساء
وفي صحيح البخاري أن ام العلاء الأنصارية قالت رأيت في النوم لعثمان بن مظعون عينا تجري فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال (ذاك عمله)
باب عجلان وعدي وعرابة والعرباض وعرفجة وعروة
397 - عجلان والد محمد بن عجلان مذكور في المختصر في اول نفقة المماليك هو تابعي مدني ثقة روى له مسلم سمع أبا هريرة ومولاته فاطمة بنت عتبة بن ربيعة
روى عنه ابنه محمد وبكير بن عبد الله بن الأشج
398 - عدي بن حاتم الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب هو أبو ظريف وقيل أبو وهب عدي بن حاتم بن عبد الله بن حشرج بن امرىء القيس ابن عدي بن ربيعة بن جرول بفتح الجيم وإسكان الراء ابن ثعل بضم الثاء المثلثة وفتح العين المهملة ابن عمرو بن الغوث بن طي بن زيد بن أدد بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب ابن قحطان الطائي الكوفي الصحابي وأبوه حاتم هو المشهور بالكرم
ويختلف النسابون في بعض الأسماء الى طي قدم عدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة تسع من الهجرة فأسلم وكان نصرانيا روي له عن رسول لله صلى الله عليه وسلم ستة وستون حديثا اتفقا منها على ثلاثة وانفرد مسلم بحديثين
روى عنه قيس بن أبي حازم ومصعب بن سعد وسعيد بن جبير والشعبي وأبو عبيدة بن حذيفة بن اليمان وهمام بن الحارث وتميم بن طرفة وغيرهم نزل الكوفة وتوفي بها سنة تسع وستين وقيل سنة ثمان وهو ابن مائة وعشرين سنة
قال ابن قتيبة وكان عدي طويلا اذا ركب الفرس كادت رجله تخط الارض وشهد مع علي الجمل ثم صفين قال ولم يبق له عقب الا من قبل ابنتيه أسدة وعمرة وانما عقب حاتم من ولده
302(1/301)
عبد الله بن حاتم وهم ينزلون نهر كربلاء ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم عدي على أبي بكر الصديق رضي الله عنه في وقت الردة بصدقة قومه وثبت على الاسلام وثبت معه قومه فلم يرتدوا فيمن ارتد من العرب وكان جوادا شريفا في قومه معظما عندهم وعند غيرهم حاضر الجواب
روي عنه انه قال ما دخل علي وقت صلاة الا وانا مشتاق اليها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه إذا دخل عليه وشهد فتوح العراق في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فحضر وقعة القادسية ووقعة مهران وجسر أبي عبيد وغير ذلك وكان مع خالد بن الوليد حين سار الى الشام وشهد معه بعض فتوحه وأرسل معه خالد بن الوليد الأخماس إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان عدي يفت الخبز للنمل ويقول إنهن جارات ولهن حق
وروينا في صحيحي البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن عدي بن حاتم قال أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أناس من قومي فجعل يفرض للرجل من طيء في ألفين ويعرض عني فاستقبلته فأعرض عني ثم أتيته من حيال وجهه فأعرض عني قلت يا أمير المؤمنين اتعرفني فضحك قال والله إني لأعرفك آمنت إذ كفروا وأقبلت إذ أدبروا ووفيت إذ غدروا وإن أول صدقة بيضت ووجوه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه أصحابه صدقة طيء جئت بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ يعتذر وقال انما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة وهم سادات عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق فقال عدي فلا أبالي إذا
399 - عدي بن عدي بن عميرة بفتح العين ابن فروة بن زرارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين ابن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور وهو كندة بن عفير الكندي أبو فروة الجزري سيد أهل الجزيرة واختلفوا في أنه صحابي أم تابعي فذكره ابن أبي عاصم وعلي العسكري والطبراني وغيرهم في الصحابة ولم يذكره الأكثرون فيهم والصحيح أنه تابعي وإنما سبب الاختلاف أنه روى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة
303(1/302)
فظنه بعضهم صحابيا واما أبوه عدي بن عميرة وعمه العرس بن عميرة مصحابيان بلا خلاف وكان دي بن عدي عامل عمر بن عبد العزيز على الجزيرة والموصل وكان يقال له سيد اهل الجزيرة واستعمال عمر له يدل على انه لا صحبة له لأنه عاش بعد عمر ولم يبق أحد من الصحابة الى خلافة عمر بن عبد العزيز
روى عدي عن أبيه عن عمه العرس
روى عنه أيوب السختياني وأبو الزبير والحكم وجرير بن حازم وخلائق واتفقوا على جلالته وعبادته وفضله وصلاحه
قال البخاري عدي بن عدي سيد اهل لجزيرة
وقال مسلمة بن عبد الملك بن مروان في كندة ثلاثة إن الله عز وجل لينزل بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء رجاء بن حيوة وعبادة بن سبأ وعدي بن عدي
وقال ابن معين وأبو حاتم ثقة
وقال احمد بن حنبل لا يسأل عن مثله
وقال ابن أبي حاتم لم يسمع من أبيه
وقال محمد بن سعد كان ناسكا فقيها
قال أبو عبيد القاسم بن سلام
توفي عدي بن عدي سنة عشرين ومائة رحمه الله
400 - عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قيظي الأسدي القرشي الصحابي رضي الله عنه أخو ورقة بن نوفل ذكره ابن عبد عبد البر في الصحابة وأمه أمية بنت جابر بن سفيان أخت تأبط شرا الفهمي هكذا ذكره الزبير بن بكار أسلم عدي يوم الفتح ثم عمل لعمر وعثمان على حضرموت
401 - عرابة الأوسي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أوائل كتاب السير هو عرابة بفتح العين وتخفيف الراء وبالباء الموحدة وهو عرابة بن أوس بن قبظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي الصحابي كان أبوه أوس من رؤوس المنافقين
قال ابن إسحاق والواقدي استصغر النبي صلى الله عليه وسلم عرابة يوم احد فرده مع نفر منهم ابن عمر والبراء بن عازب وكان عرابة من سادات قومه كريما جوادا كان يقاس في الجود بعبد الله بن جعفر وقيس بن سعد عبادة قال ابن قتيبة والمبرد لقي عرابة الشماخ الشاعر وهو يزيد المدينة فقال ما أقدمك قال أردت أمتار لأهلي وكان معه بعيران فأوقرهما له تمرا وبرا وكساه واكرمه فخرج من المدينة وامتدحه بالقصيدة التي يقول فيها
304(1/303)
(رأيت عرابة الأوسي يسمو .......... إلى الخيرات منقطع القرين)
(إذا ما راية رفعت لمجد .......... تلقاها عرابة باليمين)
402 - العرباض بن سارية أبو نجيح السلمي الصحابي رضي الله عنه كان من اهل الصفة وهو من البكائين نزل الشام وسكن حمص
قال محمد بن عوف الحمصي كل واحد من العرباض بن سارية وعمرو بن عبسة يقول أنا ربع الاسلام أي انا رابع من اسلم اول شيء لا يدرى أيهما أسلم قبل صاحبه
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عنه أبو امامة الباهلي وغيره من الصحاببة وخلق من التابعين
توفي سنة خمس وسبعين وقيل توفي في أيام ابن الزبير
403 - عرفجة بن أسعد الصحابي رضي الله عنه ذكره في المهذب في باب الآنية وباب ما يكره لبسه لا ذكر له في هذه الكتب الا فيهما
قال ابن عبد البر هو عرفجة بن أسعد بن صفوان وقال ابن منده وأبو نعيم هو عرفجة بن أسعد بن كرب التميمي البصري
وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في الأطراف هو عرفجة بن أسعد بن كرب بن صفوان بن خباب بن سحنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن زيد مناة بن تميم بن مرة التميمي العطاردي أصيب أنفه يوم الكلاب بضم الكاف وهو يوم من أيام الجاهلية والكلاب اسم ماء كانت الوقعة عنده
روى عنه ابن ابنه عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة وحديثه في اتخاذ أنف من ذهب حسن
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي وغيره هو حديث حسن
404 - عروة بن الجعد ويقال ابن أبي الجعد البارقي مذكور في المختصر والمهذب في باب الوكالة هو عروة الأزدي البارقي الكوفي الصحابي وبارق بطن من الأزد وهو بارق ابن عدي بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن ابن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإنما قيل له بارق لأنه نزل عند جبل يقال له بارق فنسب اليه وقيل غير ذلك سكن عروة الكوفة وروي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر حديثا اتفقا منها على حديث واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قضاء الكوفة قبل شريح
روى عنه قيس بن أبي حازم والشعبي والسبيعي وشريح بن هانىء وآخرون وكان مرابطا معه عدة أفراس
منهافرس اشتراه بعشرة آلاف درهم
وقال شبيب بن غرقدة رأيت في دار عروة بن الجعد سبعين فرسا مربوطة للجهاد في سبيل الله عز وجل
305(1/304)
405 - عروة بن الزبير التابعي تكرر في المختصر والمهذب هو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي المدني التابعي الجليل فقيه المدينة أحد الفقهاء السبعة فقهاء المدينة وسبق بيانهم في ترجمة خارجة بن زيد سمع أباه واخاه عبد الله وامه أسماء بنت أبي بكر وخالته عائشة وسعيد بن زيد وحكيم بن حزام وابنه هشام بن حكيم والعبادلة الأربعة وأبا أيوب وأبا حميد وأبا هريرة وأسامة والحسن بن علي والمسور والمغيرة والنعمان بن بشير ومعاوية وأم سلمة وأم هانىء وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وخلائق وغيرهم من التابعين
روى عنه عطاء وابن أبي مليكة وعراك بن مالك وأبو سلمة بن عبد الرحمن والزهري وعمر بن عبد العزيز وبنوه هشام ومحمد ويحيى وعبد الله وعثمان بنو عروة وخلائق من التابعين وغيرهم
قال ابن شهاب كان عروة بحرا لا يكدر
وقال ابنه هشام والله ما تعلمنا منه جزء من ألفي جزء من حديثه
وقال ابن عيينة كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة القاسم وعروة وعمرة
وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما مأمونا ثبتا ومناقبه كثيرة مشهورة وهو مجمع على جلالته وعلو مرتبته ووفور علمه
قال الجمهور توفي سنة أربع وتسعين
وقال البخاري سنة تسع وتسعين رحمه الله
406 - عروة بن مسعود الثقفي الصحابي رضي الله عنه هو أبو مسعود وقيل أبو يعفور بالفاء والراء عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف بن منبه بن بكر بن هوزان بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بالعين المهملة الثقفي وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف القرشية يجتمع هو والمغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود في مسعود
قال ابن إسحاق لما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من ثقيف تبعه عروة بن مسعود فأسلم وسأله أن يرجع الى قومه بالاسلام وكان فيهم محبا مطاعا فرجع اليهم وأظهر دينه ودعاهم الى الإسلام فرموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقته فقيل له ماترى في دمك فقال كرامة اكرمني الله بها وشهادة ساقها الله الي فادفنوني في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزعمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه إن مثله في قومه كمثل صاحب يسن في قومه
وفي صحيح مسلم وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورأيت عيسى بن مريم فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود
306(1/305)
407 - عروة بن مضرس الصحابي رضي الله عنه راوي حديث الوقوف بعرفات هو عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن قطرة بن طيء الطائي كان سيدا في قومه وكان يضاهي عدي بن حاتم في الرياسة وكان أبوه عظيم الرياسة وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وروى عنه حديثا
قال علي بن المديني لم يرو عنه غير الشعبي
باب عصام وعطاء وعطية
408 - عصام بكسر العين وتخفيف الصاد ابن يوسف مذكور في الروضة في الوصية للفقراء والمساكين نقل عن الشافعي أنه إذا اوصى للفقراء لم يصرف الى المساكين ويجوز عكسه والمشهور في المذهب جواز الصرف الى الفريقين سواء هو أوصى للفقراء أم للمساكين هو
409 - عطاء بن أبي رباح تكرر في المختصر والمهذب وذكره في الوسيط في الحيض والرهن في مسألة وطء المرتهن
واسم أبي رباح أسلم وكنية عطاء أبو محمد المكي القرشي مولى ابن خثيم القرشي الفهري وعطاء معدود في كبار التابعين ولد في آخر خلافة عثمان بن عفان ونشا بمكة وسمع العبادلة الأربعة ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وابن أبي العاص وجماعات آخرين من الصحابة رضي الله عنهم
روى عنه جماعات من التابعين كعمرو بن دينار والزهري وقتادة وآخرين وخلائق من غيرهم وهو من مفتيي أهل مكة وأئمتهم المشهورين وهواحد شيوخ أصحابنا الشافعيين في سلسلة الفقه المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم كما سبق في أول هذا الكتاب
روينا عن سلمة بن كهيل قال ما رأيت من يطلب بعلمه ما عند الله غيرعطاء وطاوس ومجاهد
وروينا عن الأوزاعي قال كان عطاء أرضى الناس عند الناس
وروينا عن سعيد بن أبي عروبة قال إذا اجتمع أربعة لم أبال بمن خالفهم الحسن وسعيد بن المسيب وابراهيم وعطاء هؤلاء أئمة الأنصار
وعن ابن أبي ليلى قال حج عطاء سبعين حجة
وقال الشافعي ليس في التابعين احد أكثر اتباعا للحديث من عطاء
وروى ابن أبي حاتم بإسناده
307(1/306)
الصحيح عن سفيان الثوري عن عمرو بن سعيد عن امه قالت قدم علينا ابن عمر مكة فسألوه فقال ابن عمر تجمعون لي المسائل وفيكم ابن أبي رباح
وعن ربيعة قال فاق عطاء اهل مكة في الفتوى
وعن محمد الباقر رضي الله عنه قال ما بقي أحد من الناس أعلم بأمر الحج من عطاء
وقال الباقر أيضا خذوا من حديث عطاء ما استطعتم
وقال إسماعيل اظنه ابن امية كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم يخيل الينا انه يؤيد
وقال إبراهيم بن عمر بن كيسان أذكرهم في زمان بن أمية يأمرون في الحاج صائحا يصيح لا يفتي الناس الا عطاء بن أبي رباح واتفقوا على توثيقه وجلالته وإمامته توفي بمكة
قال الجمهور سنة خمس عشرة ومائة وقيل أربع عشرة ومائة
وقيل سبع عشرة
ومن غرائبه أنه قال إذا أراد الانسان سفرا فله القصر قبل خروجه من البلد ووافقه طائفة من أصحاب ابن مسعود وخالفه الجمهور وقد اوضحته في شرح مسلم
ومن رائبه ما حكاه عنه ابن المنذر وغيره عنه انه قال إذا كان العيد يوم الجمعة وجبت صلاة العيد ولا يجب بعدها لا جمعة ولا ظهر ولا صلاة بعد العيد الا العصر
410 - عطاء الخراساني هو ابو أيوب ويقال أبو عثمان ويقال أبو محمد ويقال أبو صالح عطاء بن أبي مسلم واسم وأبي مسلم عبد الله ويقال ميسرة الأزدي الخراساني البلخي سكن عطاء الشام وهو مولى للمهلب بن أبي صفرة وعطاء من التابعين الكبار
روى معاذ بن جبل وكعب بن عجرة وابن عباس وأنس وعبد الله بن السعدي مرسلا وسمع ابن المسيب وابن جبير وعكرمة وأبا مسلم وأبا ادريس الخولانيين وعطاء بن أبي رباح ونافعا وعروة والمقبري والزهري وآخرين من التابعين
روى عنه عطاء بن أبي رباح وابن جريج ومعمر ومالك وشعبة وابنه عثمان بن عطاء والضحاك بن مزاحم والأوزاعي وخلائق من الأئمة وهو من التابعين العباد متفق على توثيقه
روينا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال كنا نعاري عطاء الخراساني وكان يحيى الليل فإذا مضى من الليل ثلثه او اكثر نادى ونحن في فساطيطنا يا عبد الرحمن بن يزيد ويا يزيد بن يزيد ويا هشام بن العار قوموا فتوضؤوا وصلوا قيام هذا الليل وصيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد ومقطعات الحديد الوحا الوحا ثم النجاء النجاء ثم يقبل على صلاته روى له مسلم
توفي بأريحاء فحمل ودفن ببيت المقدس سنة خمس وثلاثين ومائة
وقال أبو عبيد سنة ثلاث وثلاثين ومائة قيل ولد سنة خمسين رحمه الله
308(1/307)
411 - عطاء بن يسار تكرر في المختصر هو أبو محمد عطاء بن يسار الهلالي المدني مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية ام المؤمنين رضي الله عنها أخو سليمان وعبد الملك وعبد الله بني يسار وهو من كبار التابعين سمع ابن مسعود وأبي بن كعب وعبدالله بن سلام وأبا أيوب وابن عمر وابن عباس وابن عمرو بن العاص وأبا واقد الليثي وأبا رافع وأبا سعيد الخدري وأبا هريرة وأبا مالك وزيد بن ثابت وزيد بن خالد ومولاته ميمونة رضي الله عنهم
وقال أبو حاتم لم يسمع ابن مسعود وأثبت البخاري سماعه منه
روى عنه جماعات من التابعين منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن وعمرو بن دينار وغيرهما
قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث واتفقوا على توثيقه قال زيد بن أسلم توفي سنة ثلاث أو أربع ومائة
وقال عمرو بن علي وابن نمير توفي سنة أربع وتسعين وهذا أصح وقال الهيثم بن عدي سنة سبع وتسعين
412 - عطية القرظي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب الحجر كان من بني قريظة يهود المدينة فأسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم له حديث واحد في سنن أبي داود والترمذي والنسائي قال كنت من سبي بني قريظة فكانوا ينظرون فمن أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل وكنت فيمن لم ينبت فتركت
قال العلماء لا نعرف له غير هذا الحديث ولا نعرف نسبه
روى عنه مجاهد وعبد الملك بن عمير وكثير بن السائب وحديثه هذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة
قال الترمذي هو حديث حسن صحيح
باب العين والقاف
413 - عقبة بن الحارث الصحابي رضي اله عنه مذكور في المهذب في آخر باب عدد الشهود هو أبو سروعة بكسر السين المهملة على المشهور
وقيل بفتحها عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي المكي الصحابي أسلم يوم فتح مكة
روى له البخاري ثلاثة أحاديث أحدها حديثه المذكور في المهذب أنه تزوج امرأة فقالت امرأة سوداء أرضعتكما وهذا الذي ذكرناه أنه أبو سروعة هو قول أهل الحديث ومصعب الزبيري وقال جمهور أهل النسب أبو سروعة أخو عقبة أسلما يوم الفتح
414 - عقبة بن عامرالصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب
309(1/308)
هو أبوحماد ويقال أبو سعاد ويقال أبو عامر ويقال أبو لبيد ويقال أبو عمرو ويقال أبو عبس ويقال ابو أسيد ويقال أبو أسد ويقال أبو الأسود عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو ابن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وخمسون حديثا اتفقا منها على تسعة وللبخاري حديث
ولمسلم تسعة
روى عنه جابر بن عبد الله وابن عباس وغيرهما من الصحابة وخلائق من التابعين
سكن دمشق وكانت له دار في ناحية قنطرة سنان من باب توما وسكن مصر ووليها لمعاوية بن أبي سفيان سنة أربع وأربعين وتوفي بها سنة ثمان وخمسين وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وشهد فتوح الشام وهو كان البريد الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفتح دمشق ووصل المدينة في سبعة أيام ورجع منها الى الشام في يومين ونصف بدعائه عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشفعه به في تقريب طريقه
415 - عقبة بن فرقد مذكور في المهذب في خراج السواد هو
416 - عقبة بن ابي معيط الكافر قتل يوم بدر كافرا مذكور في كتاب السير من المختصر والمهذب واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي
417 - عقيل بن أبي طالب الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر وذكره في المهذب في باب النشوز هو بفتح العين وهو أبو يزيد وقيل أبو عيسى عقيل بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي المكي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أخو علي وجعفر وطالب لأبيهم كان طالب أسن من عقيل بعشر سنين وعقيل أسن من جعفر بعشر سنين وجعفر أسن من علي بعشر سنين حضر بدرا مع المشركين مكرها وأسر يومئذ ففداه عمه العباس ثم أسلم قبل الحديبية وجاء الى المدينة مهاجرا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثمان وشهد غزوة مؤتة مع أخيه جعفر ثم رجع فعرض له مرض فلم يسمع له بذكر في فتح مكة ولا غزوة حنين والطائف وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر مائة وأربعين وسقا كل سنة وكان من أنسب قريش
310(1/309)
وأعلمهم بآبائها وأيامها وكان سريع الجواب المسكت للخصم وله فيه حكايات حسنة شتى وكان تطرح له طنفسة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجتمع الناس اليه في علم النسب وأيام العرب
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وهو قليل الحديث
روى عنه ابنه محمد وابن ابنه عبد الله بن محمد بن عقيل وموسى بن طلحة والحسن البصري وغيرهم
توفي في خلافة معاوية وقد كف بصره ودفن بالبقيع وقبره مشهور عليه قبة في أول البقيع
قال ابن قتيبة كان لعقيل من الأولاد مسلم وعبدالله وعبيد الله ومحمد وعبد الرحمن وحمزة وعلي وجعفر وعثمان ويزيد وسعد وأبو سعيد ورملة وزينب وفاطمة وأسماء وأم هانىء
باب العين والكاف
418 - عكاشة بن محصن الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في قتال البغاة هو بتخفيف الكاف وتشديدها وجهان مشهوران ورواية الأكثرين بالتشديد وهو أبو محصن بكسر الميم عكاشة بن محصن بن حرثان بضم الحاء المهملة وإسكان الراء وبعدها ثاء مثلثة ابن قيس بن مرة بن بكير بالموحدة ابن غنم بن دودان بدالين مهملتين الأولى مضمومة ابن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسدي حليف بني عبد شمس شهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا قالوا وانكسر سيفه فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجونا او عودا فعاد في يده سيفا شديد المتن أبيض الحديد فقاتل به حتى فتح الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهد في قتال المرتدين في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان ذلك السيف يسمى العود وشهد احدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من اجمل الرجال توفي النبي صلى الله عليه وسلم وله أربع وأربعون سنة
روى عنه أبو هريرة وابن عباس وبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يدخل الجنة بغير حساب
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عباس في الحديث الطويل أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه الأمم فرأى سوادا عظيما فقيل له هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
ثم فسرهم النبي عليه السلام فقال (هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال (أنت منهم) ثم قام رجل آخر فقال ادع الله ان يجعلني منهم فقال (سبقك بها عكاشة)
311(1/310)
419 - عكرمة بن أبي جهل الصحابي ابن عدو الله مذكور في المختصر في نكاح المشرك هو أبو عثمان عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي المخزومي وكان أبو جهل يكنى في الجاهلية أبا الحكم وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل وكان أبو جهل وابنه عكرمة من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل الله أبا جهل يوم بدر كافرا وبقي عكرمة ثم هداه الله تعالى فأسلم عكرمة بعد الفتح بقليل
وروينا في مسند أبي يعلى الموصلي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الا أربعة رجال وامرأتين وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة بضم الصاد المهملة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما ابن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق اليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله واما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه واما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصفة فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة اخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ههنا فقال عكرمة إن لم ينجني في البحر الا الاخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم لك علي عهد إن انت عافيتني مما انا فيه أن آتى محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم
واما عبد الله بن سعد فإنه اختفى عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس للبيعة جاء به عثمان حتى وقفه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر اليه ففعل ذلك ثلاثا كل ذلك يأبى ثم بايعه ثم أقبل على أصحابه فقال اما كان فيكم رجل رشيد يقوم الى هذا حين رأني كففت يدي عن بيعته فيقتله وقيل ان زوجة عكرمة سارت اليه الى اليمن بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أسلمت فجاءت به الى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه ثم كان من صالحي المسلمين ولما أسلم قال يا رسول الله لا أدع مالا أنفقته عليك الا انفقت في سبيل الله مثله واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات هوازن عام حجة الوداع وله في قتال اهل الردة أثر عظيم
استعمله أبو بكرالصديق رضي الله عنه على جيش وسيره الى أهل عمان وكانوا ارتدوا فظهرعليهم ثم وجهه أيضا أبو بكر الى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار الى الشام مجاهدا أيام أبي بكر مع عساكر المسلمين فلماعسكروا بالجرف على ميلين من المدينة وخرج أبو بكر رضي
312(1/311)
الله عنه يطوف في عسكرهم فأبصر خباء عظيما حوله ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة فانتهى اليه فإذا هو خباء عكرمة فسلم عليه أبو بكر وجزاه خيرا وعرض عليه المعونة فقال لا حاجة لي فيها معي ألفا دينار فدعا له بخير فسار الى الشام واستشهد بأجنادين وقيل باليرموك وقيل بمرح الصفر وكانت أجنادين ومرح الصفر كلاهما سنة ثلاث عشرة وأجنادين بكسر الدال وفتحها موضع من أرض فلسطين بين الرملة وبين جبرين ويقال جبرون وكان له يوم استشهد اثنان وستون سنة وقال عكرمة يوم اليرموك قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موطن وأفر منكم ثم نادى من يبايع على الموت فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه فرسانهم فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جراحات وقتلوا إلا ضرار بن الأزور
وروينا عن الزهري ان عكرمة بن أبي جهل يوم فحل بكسر الفاء وفتحها كان أعظم الناس بلاء وانه كان يركب الاسنة حتى جرحت صدره ووجهه فقيل له اتق الله وارفق بنفسك فقال كنت اجاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلها لهما أفأستبقيها الآن عن الله ورسوله لا والله ابدا فلم يزدد الا اقداما حتى قتل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث رضي الله عنه
420 - عكرمة بن خالد مذكور في المهذب في دية المأمومة هو عكرمة بن خالد ابن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المكي التابعي المتفق على توثيقه سمع ابن عمر وابن عباس وسعيد بن جبير
روى عنه عمرو بن دينار وحنظلة بن أبي سفيان وابن طاوس وقتادة وخلائق غيرهم روى له البخاري توفي بعد عطاء وسقت وفاة عطاء
421 - عكرمة مولى ابن عباس تكرر في المختصر وذكره في المهذب في آخر الظهار هو عبد الله عكرمة مولى ابن عباس الهاشمي المدني أصله بربري من اهل المغرب وهو من كبار التابعين
سمع الحسن بن علي وأبا قتادة وابن عباس وابن عمر وابن عمرو وأبا هريرة وأبا سعيد ومعاوية وغيرهم
روى عنه جماعات من التابعين منهم ابو الشعثاء والشعبي والنخعي والسبيعي وابن سيرين وعمرو بن دينار وخلائق غيرهم من التابعين وخلائق من غيرهم قال ابن معين عكرمة ثقة قال وإذا رأيت من يتكلم في عكرمة فاتهمه على الإسلام
وقال أبو حاتم هو ثقة وإنما أنكر عليه مالك
313(1/312)
ويحيى بن سعيد لرأيه
وقال البخاري ليس أحد من أصحابنا الا يحتج بعكرمة
وقال محمد بن سعد كان كثير العلم بحرا من البحور وليس يحتج بحديثه ويتكلم الناس فيه
وذكر ابن سعد عن عمرو بن دينار قال دفع الى أبو الشعثاء مسائل أسأل عنها عكرمة وقال هذا البحر فاسألوه وقال احمد بن عبد الله العجلي عكرمة ثقة وهو برىء مما يرميه به الناس
وقال عكرمة إن لأخرج الى السوق فأسمع الرجل يتكلم بكلمة فيفتح لي خمسون بابا من العلم
وقال أبو حاتم أعلم موالي ابن عباس عكرمة
وقال أبو احمد بن عدي لم يمتنع الأئمة من الرواية عن عكرمة وادخله أصحاب الصحاح صحاحهم قال البيهقي روى له البخاري دون مسلم توفي سنة أربع ومائة وقيل خمس وقيل ست وقيل سبع
باب العين واللام
422 - العلاء بن الحضرمي الصحابي رضي الله عنه واسم الحضرمي عبد الله بن عباد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن عريف بن مالك بن الخزرج بن اياد بن صدي بن زيد بن مقنع بن حضرموت الحضرمي حليف بني أمية ويقال في أبيه عبد الله بن عماد ويقال غير ذلك
ولاه النبي صلى الله عليه وسلم البحرين وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليها فأقره أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما وتوفي سنة أربع عشرة وقيل سنة إحدى وعشرين واليا عليها قيل كان مجاب الدعوة وأنه خاض البحر بكلمات قالهن وكان له أثر عظيم في قتال اهل الردة عند البحرين
روى له البخاري ومسلم حديثا واحدا روى عنه السائب بن يزيد وأبو هريرة
423 - العلاء بن زياد مذكور في المهذب في موقف الامام في الصلاة على الميت هو العلاء بن زياد بن مطر العدوي البصري التابعي
روى عن أبيه
روى عنه قتادة وجرير ابن حازم
424 - علقمة بن علاثة بضم العين المهملة وتخفيف اللام بالثاء المثلثة ابن عوف ابن الأخوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي من الصحابة المؤلفة كان من أشراف قومه سيدا فيهم حليما عاقلا ثم ارتد علقمة حين عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف ولحق بالشام ثم عاد الى قومه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل اليه أبو بكر رضي الله عنه سرية فانهزم ثم أسلم وحسن إسلامه واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على حوران فتوفي بها
314(1/313)
425 - علقمة الراوي عن عبد الله هو ابن مسعود تكرر في مواضع من المهذب في أول النكاح وفي الطلاق وفي اول اللعان
هو أبو شبل علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك ابن علقمة بن سلامان بن كهيل بن بكر بن عوف بن النخع ويقال بكر بن المنتشر بن النخع النخعي الكوفي التابعي الكبير الجليل الفقيه البارع وهو عم الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد خالي ابراهيم النخعي
سمع عمر بن الخطاب وعثمان وعليا وابن مسعود وسلمان الفارسي وخبابا وحذيفة وأبا موسى الأشعري وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم
روى عنه أبو وائل وإبراهيم والنخعي والشعبي وابن سيرين وعبد الرحمن بن يزيد وأبو الضحى وغيرهم من التابعين واجمعوا على جلالته وعظم محله ووفور علمه وجميل طريقته قال إبراهيم النخعي كان علقمة يشبه بابن مسعود
وقال إبو إسحاق السبيعي كان علقمة من الربانيين
وقال احمد بن حنبل علقمة ثقة من أهل الخير
وقال أبو سعد السمعاني كان علقمة أكبر أصحاب ابن مسعود وأشبههم هديا ودلالة
توفي سنة ثنتين وستين
وقيل ثنتين وسبعين من الهجرة
426 - علقمة بن وائل مذكور في المهذب في أوائل باب الاقطاع من كتاب إحياء الموات هو علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي الكوفي أبوه صحابي وهو تابعي
روى عن أبيه والمغيرة بن شعبة وطارق بن سويد
روى عنه سماك بن حرب وعبد الملك بن عمير وغيرهما وهو ثقة بالاتفاق
قال يحيى بن معين ورواية رواية أخيه عبد الجبار عن أبيهما مرسلة لم يدركاه
427 - علي بن الحسين رضي الله عنهما مذكور في المختصر في باب إمامة المراة هو أبو الحسين وقيل ابو الحسن وقيل ابو محمد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني التابعي المعروف بزين العابدين رضي الله عنه سمع أباه وابن عباس والمسور وأبا رافع وعائشة وام سلمة وصفية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب وآخرين من التابعين
روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ويحيى الانصاري والزهري وأبو الزناد وزيد بن أسلم وحكيم بن جبير وابنه أبو جعفر محمد بن علي وغيرهم وأجمعوا على جلالته في كل شيء قال يحيى الأنصاري هو أفضل هاشمي رأيته بالمدينة
وقال الزهري لم أدرك بالمدينة أفضل منه
وقال حماد بن زيد كان أفضل هاشمي أدركته
وقال أبو بكر بن أبي شيبة أصح الأسانيد
315(1/314)
كلها الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي
وفي هذه المسألة خلاف
وقال احمد بن صالح ولد الزهري وعلي بن الحسين في سنة واحدة سنة خمسين
وقال يعقوب بن سفيان ولد سنة ثلاث وثلاثين
رويناعن محمد بن سعد قال كان ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا
وروينا عن شيبة بن نعامة قال لما توفي علي بن الحسين وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة في السر
توفي بالمدينة سنة أربع وتسعين وكان يقال لها سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها منهم وقيل توفي سنة ثنتين وتسعين
428 - علي بن زيد بن جدعان مذكور في المختصر في الديات في أسنان الابل هو أبو الحسن علي بن زيد بن جدعان بضم الجيم وإسكان الدال المهملة ابن عمرو بن زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن عمرو بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي البصري
ويقال المكي الأعمى نزل البصرة سمع أنس بن مالك وأبا عثمان النهدي وسعيد بن المسيب وجماعات من التابعين
روى عنه قتادة وابن عون وعبيد الله بن عمرو والسفيانان والحمادان وشعبة وابن أبي عروبة وخلائق وهو ضعيف عند المحدثين
429 - على بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي المكي المدني الكوفي أمير المؤمنين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تكرر في هذه الكتب
واسم أبي طالب عبد مناف هذا هو المشهور وقيل ام كنيته
واسم علي رضي الله عنها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية وهي اول هاشمية ولدت هاشميا أسلمت وهاجرت الى المدينة وتوفيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في قبرها
كنية علي رضي الله عنه أبو الحسن وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا تراب فكان احب ما ينادى به اليه وهو اخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين وأبو السبطين وأول هاشمي ولد بين هاشميين واول خليفة من بني هاشم وهو احد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة واحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله عليه السلام وهو عنهم راض واحد الخلفاء الراشدين
واحد العلماء الربانيين والشجعان المشهورين والزهاد المذكورين وأحد السابقين الى الإسلام وقد اختلف العلماء في أول من أسلم من الأمة فقيل خديجة
وقيل أبو بكر
وقيل علي رضي الله عنهم والصحيح خديجة ثم أبو بكر ثم علي
ونقل الثعلبي إجماع العلماء على ان أول من أسلم خديجة قال وإنما الخلاف في
316(1/315)
الأول بعدها
قال العلماء والأورع ان يقال اول من أسلم من الرجال والأحرار أبو بكر ومن الصبيان علي ومن النساء خديجة ومن الموالي زيد بن حارثة ومن العبيد بلال وممن قال بأن عليا اولهم إسلاما ابن عباس وأنس وزيد بن أرقم
رواه الترمذي عنهم
ورواه الطبراني عن سلمان الفارسي ورووه عن محمد بن كعب القرظي وقال بريدة أولهم اسلاما خديجة ثم علي وحكي مثله عن أبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري والحسن البصري وغيرهم
وقال آخرون اولهم اسلاما أبو بكر رضي الله عنه وسنذكرهم في ترجمته ان شاء الله تعالى قالوا وأسلم وهو ابن عشر سنين وقيل ابن خمس عشرة حكوه عن الحسن البصري وغيره
وقال ابو الاسود تيم عروة أسلم وعلي والزبير وهما ابنا ثمان سنين
وقال ابن عبد البر لا أعلم احدا قال كقوله هذا وهاجر علي رضي الله عنه الى المدينة واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة الى المدينة أن يقيم بعده بمكة أياما حتى يؤدي عنه امانته والودائع والوصايا التى كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم يلحقه بأهله ففعل ذلك وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وخيبر والفتح وحنينا والطائف وسائر المشاهد الا تبوك فإن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة وله فيى جميع المشاهد آثار مشهورة واجمع اهل التواريخ على شهوده بدرا وسائر المشاهد غير تبوك
قالوا وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة
وقال سعيد بن المسيب أصابت عليا يوم احد ست عشرة ضربة
وثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه الراية يوم خيبر وأخبر ان الفتح يكون على يديه
واحواله في الشجاعة وآثاره في الحروب مشهورة
واما علمه فكان من العلوم بالمحل العالي
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة حديث وستة وثمانين حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على عشرين وانفرد البخاري بتسعة ومسلم بخمسة عشر
روى عنه بنوه الثلاثة الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وأبو موسى وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير وأبو سعيد وزيد بن أرقم وجابر بن عبد الله وأبو أمامة وصهيب وأبو رافع وأبو هريرة وجابر بن سمرة وحذيفة ابن أسيد وسفينة وعمرو بن حريث وأبو ليلى والبراء بن عازب وطارق بن شهاب وطارق بن أشيم وجرير بن عبد الله وعمارة بن رويثة وأبو الطفيل وعبد الرحمن بن أبزى وبشر بن سحيم وأبو جحيفة الصحابيون رضي الله عنهم الا ابن الحنفية فإنه تابعي
وروى عنه من التابعين خلائق مشهورون ونقلوا عن ابن
317(1/316)
مسعود قال كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي وقال ابن المسيب ما كان أحد يقول سلوني غير علي
وقال ابن عباس أعطي علي تسعة أعشار العلم ووالله لقد شاركهم في العشر الباقي قال وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل الى غيره وسؤال كبار الصحابة لهه ورجوعهم الى فتاويه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور
واما زهده فهو من الأمور المشهورة التي اشترك في معرفتها الخاص والعام
ومن كلماته في الزهد قوله الدنيا جيفة فمن أراد منها شيئا فليصبر على مخالطة الكلاب
واما ما رويناه عنه في مسند الامام أحمد بن حنبل وغيره انه قال لقد رأيتني واني لأربط الحجر على بطني من الجوع وان صدقتي لتبلغ في اليوم أربعة الاف دينار وفي رواية أربعين ألف دينار
فقال العلماء لم يرد به زكاة مال يملكه وإنما أراد الوقوف التي تصدق بها وجعلها صدقة جارية وكان الحاصل من علتها يبلغ هذا القدر قالوا ولم يدخر قط مالا يقارب هذا المبلغ ولم يترك حين توفي الا ستمائة درهم
روينا عن سفيان بن عيينة قال ما بنى علي رضي الله عنه لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وروينا أنه كان عليه إزار غليظ اشتراه بخمسه دراهم
واما الأحاديث الواردة في الصحيح في فضلة فكثيرة
روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال يارسول الله تخلفني في النساء والصبيان فقال (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)
وفي صحيحيهما عن سهل بن سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر (لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)
فبات الناس يدولون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها فقال (أين علي بن أبي طالب) فقيل يا رسول الله هو يشتكي عينيه قال (فأرسلوا اليه)
فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعاله فبرىء حتى كان لم يكن فيه وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)
قوله يدولون أي يخوضون ويتحدثون وفي صحيحيهما عن سلمة بن الأكوع نحوه
318(1/317)
وفي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص في حديث طويل قال في آخره لما نزلت هذه الاية {ندع أبناءنا وأبناءكم} 3 آل عمران 61 دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال (اللهم هؤلاء أهلي)
وفي صحيح مسلم أيضا عن زيد بن أرقم في جملة حديث طويل قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال (أما بعد الا أيها الناس إنما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيب وانا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله تعالى ورغب فيه قال (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهب بيتي)
فقيل ومن اهل بيته يا زيد أليس نساؤه من اهل بيته قال نساؤه من اهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعد قال ومن هم قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس
وفي كتاب الترمذي عن أبي شربجة الصحابي او زيد بن أرقم شك شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من كنت مولاه فعلي مولاه)
رواه الترمذي وقال حديث حسن والشك في عين الصحابي لا يقدح في صحة الحديث لأنهم كلهم عدول
وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم) قيل يا رسول الله سمهم لنا قال (علي منهم) يقول ذلك ثلاثا
(وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم)
رواه الترمذي
وقال حديث حسن
وعن حبشي بن جنادة الصحابي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني الا أنا أو علي) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه قال الترمذي حديث حسن
وفي بعض النسخ حسن صحيح
وعن ابن عمر قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه فقال يا رسول الله آخيت بين أصحابك في الدنيا ولم تؤاخ بيني وبين أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنت أخي في الدنيا والآخرة) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن أم عطية قالت بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يقول (اللهم لا تمتني حتى تريني عليا)
رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن زر بن حبيش صاحب علي قال قال علي رضي الله عنه والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى ألا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني الا منافق رواه مسلم
وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا
319(1/318)
وأما الحديث المروي عن الصنابحي عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا دار الحكمة وعلي بابها)
وفي رواية (أنا مدينة العلم وعلي بابها) فحديث باطل رواه الترمذي وقال هو حديث منكر
وفي بعض النسخ غريب قال ولم يروه من الثقات غير شريك وروي مرسلا
وأحوال علي رضي الله عنه وفضائله في كل شيء مشهورة غير منحصرة
ولي الخلافة رضي الله عنه خمس سنين وقيل خمس سنين الا شهرا بويع بالخلافة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل عثمان رضي الله عنه لكونه أفضل الصحابة حينئذ وذلك في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين
قال سعيد بن المسيب لما قتل عثمان جاءت الصحابة وغيرهم الى دار علي فقالوا نبايعك فأنت أحق بها فقال إنما ذلك الى أهل بدر فمن رضوا به فهو الخليفة فلم يبق أحد الا أتى عليا فلما رأى ذلك خرج الى لمسجد وصعد المنبر وكان أول من صعد اليه فبايعه طلحة ثم بايعه الباقون ولما دخل الكوفة قال له بعض الحكماء العرب لقد زنت الخلافة وما زانتك وهي كانت أحوج اليك منك اليها وله في قتال الخوارج عجائب ثابتة في الصحيح مشهورة وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأن سيقتل ونقلوا عنه آثار كثيرة تدل على انه رضي الله عنه علم السنة والشهر والليلة التي يقتل فيها وأنه لما خرج لصلاة الصبح حين خرج صاحت الأوز في وجهه فطردن عنه فقال دعوهن فإنهن نوائح
قال محمد بن سعد قالوا يعني أهل السير انتدب ثلاثة من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم المرادي وهو من حمير وعداده في بني مراد وهو حليف بني جبلة من كندة والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكير التميمي فاجتمعوا بمكة وتعاقدوا ليقتلن علي بن أبي طالب ومعاوية وعمرو بن العاص فقال ابن ملجم أنا لعلي وقال البرك انا لمعاوية وقال الآخر أنا لعمرو وتعاهدوا على ان لا يرجع احد عن صاحبه حتى يقتله او يموت دونه وتواعدوا ليلة سبع عشرة من شهر رمضان فتوجه كل واحد الى المصر الذي فيه صاحبه الذي يريد قتله فضرب ابن ملجم عليا رضي الله عنه بسيف مسموم في جبهته فأوصله دماغه في الليلة المذكورة وهي ليلة الجمعة ثم توفي علي رضي الله عنه في الكوفة ليلة الأحد التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة
وروينا أنه لما ضربه ابن ملجم قال فزت ورب الكعبة
قالوا ولما فرع علي رضي الله عنه من وصيته قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم لم
320(1/319)
يتكلم الا بلا إله الا الله حتى توفي ودفن في السحر وصلى عليه ابنه الحسن وقيل كان عنده فضل من حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى ان يحنط به وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الاصح وقول الاكثرين وقيل أربع وستين وقيل خمس وستين وقيل ثمان وخمسين وقيل سبع وخمسين
وكان آدم اللون أصلع ربعة أبيض الرأس واللحية وربما خضب لحيته وكانت كثة طويلة حسن الوجه ضحوك السن ورثاه الناس فأكثروا فيه المراثي ودفن بالكوفة
قال ابن قتيبة ولعلي رضي الله عنه من الولد الحسن والحسين ومحسن وام كلثوم الكبرى وزينب الكبرى كلهم من فاطمة ومحمد بن الحنفية وعبيدالله وأبو بكر وعمر ورقية ويحيى وامهم أسماء بنت عميس
وجعفر والعباس وعبدالله ورملة وام الحسن وام كلثوم الصغرى وزينب الصغرى وجمانة وميمونة وخديجة وفاطمة وأم الكرام ونفيسة وام سلمة وامامة وام أبيها ومن ولده عليه السلام عمر ومحمد الأصغر قاله ابن حزم في الجمهرة
430 - علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جد خلفاء بني العباس
كنيته أبو محمد ويقال أبو عبد الله ويقال أبو الطفيل المدني التابعي روى عن أبيه وسمع ابا سعيد الخدري وغيره روى عنه ابنه محمد بن علي والزهري وخلق سواهما
قال محمد بن سعد ولد علي بن عبدالله هذا ليلة قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنهم في رمضان سنة أربعين وسمي باسمه وكني بكنيته أبا الحسن فغير عبد الملك كنيته فجعلها أبا محمد قال وكان أصغر اولاد عبد الله سنا وكان ثقة قليل الحديث وتوفي بالشام سنة سبع عشرة ومائة
وقال أبو سنان كان علي بن عبد الله يصلي كل يوم ألف ركعة
وقال محمد بن سعد وكان علي بن عبد الله أجمل من مشى على وجه الارض واوسمه وأكثره صلاة وكان يدعى السجاد وله عقب وفيهم الخلافة
وكان علي يسكن الشراة بفتح الشين المعجمة وهي بالشام في أرض البلقاء ونزل أيضا دمشق وله فيها دار
قال الزبير بن بكار مازال علي مجتهدا في العبادة حتى توفي
واتفق أهل الحديث على توثيقه
روى له مسلم
431 - علي بن المديني الامام هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم المدني مولى عروة بن عطية السعدي من بني سعد بن بكر
قال
321(1/320)
البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم أصله من المدينة
قال البخاري وهو بصري وكان على أحد أئمة الاسلام المبرزين في الحديث صنف فيه مائتي مصنف لم يسبق الى معظمها ولم يلحق في كثير منها
سمع أباه وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة ويحيى القطان وخلائق
روى عنه معاذ بن معاذ وأحمد بن حنبل والبخاري وخلائق من الأئمة واجمعوا على جلالته وإمامته وبراعته في هذا وتقدمه على غيره
قال عبد الغني بن سعيد المصري أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة علي بن المديني في وقته وموسى بن هارون في وقته والدارقطني في وقته وقال سفيان بن عيينة وهو احد شيوخ علي بن المديني حدثني علي بن المديني ويلومونني على حب علي والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني وكان سفيان يسميه حية الوادي وكان إذا سئل عن شيء يقول لو كان حية الوادي
قال حفص بن محبوب كنت عند ابن عيينة ومعنا علي بن المديني وابن الشاذكوني فلما قام ابن المديني قال سفيان إذا قامت الخيل لم نجلس مع الرجالة
وقال محمد بن يحيى رأيت لعلي بن المديني كتابا على ظهره مكتوب المائة والنيف والستون من علل الحديث
قال عباس العنبري كانوا يكتبون قيام ابن المديني وقعوده ولباسه وكل شيء يقول ويفعل أو نحو هذا
وكان ابن المديني اذا قدم بغداد تصدر بالحلقة وجاء أحمد ويحيى وخلف والمعيطي والناس يناظرون فإذا اختلفوافي شيء تكلم فيه علي
وقال الاعين رأيت ابن المديني مستلقيا واحمد بن حنبل عن يمينه ويحيى بن معين عن يساره وهو يملى عليهما
وقال البخاري مااستصغرت نفسي عند احد قط الا عند علي ابن المديني
وقال يحيى القطان نحن نستفيد من ابن المديني أكثر مما يستفيد منا
وقال عبد الرحمن بن مهدي علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بحديث ابن عيينة
وقال أبو حاتم كان ابن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل
وكان احمد بن حنبل لا يسميه بل يكنيه أبا الحسن تبجيلا وماسمعت أحمد سماه قط
قال البخاري توفي ابن المديني ليومين بقيا من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين بالعسكر
432 - علي بن مسهر مذكور في المذهب في آخر حد الزنا هو ابو الحسن علي بن مسهر بضم الميم واسكان السين وكسر الهاء الكوفي الفقيه قاضي الموصل وهو
322(1/321)
من تابعي التابعين سمع إسماعيل بن أبي خالد وأبا إسحاق الشيباني ومحمد بن قيس وداود بن أبي هند والاعمش وهشام بن عروة وعبيد الله العمري وأبا مالك الأشجعي وآخرين
روى عنه زكريا بن عدي وإسماعيل بن الخليل وخالد بن مخلد ومنجاب وأبو بكر بن أبي شيبة وخلائق من اهل طبقتهم واتفقوا على توثيقه
روى له البخاري ومسلم قال أحمد بن حنبل هو صالح الحديث أثبت من أبي معاوية الضرير
قال يحيى بن معين وأبو زرعة هو ثقة
وقال أحمد بن عبد الله هو ثقة جمع الحديث والفقه
توفي سنة تسع وثمانين ومائة
433 - علي بن معبد مذكور في المختصر في آخر الأضحية أظنه علي بن معبد بن شداد العبدي الرقي سكن مصر
روى عن عبيد الله بن عمرو وخالد بن حبان ومروان بن معاوية وبقية بن الوليد وإسماعيل بن عياش وعبد الله بن وهب وأبي معاوية الضرير وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وعيسى بن يونس ووكيع وآخرين من الأئمة
روى عنه اسحاق بن منصور ويحيى بن معين ومحمد بن إسحاق الصغاني وأبو حاتم والمزني صاحب الشافعي وغيرهم
قال أبو حاتم هو ثقة
ويحتمل أن الذي ذكره المزني علي بن معبد المصري الصغير
روى عن الاسود بن عامر وأبي أحمد الزبيري وعلي بن معبد الرقي قال ابن ابي حاتم كان صدوقا
434 - علي بن رباح اللخمي مذكور في المهذب في آخر الديات في مسألة تجاذب الواقعين في بئر
هو بضم العين وفتح اللام على المشهور
وقيل بفتحها وكسر اللام
وكان يكره الضم
وكان أهل بلده وهو بمصر يقولونه بالفتح وغيرهم بالضم
وقيل بالفتح اسم وبالضم لقب
هو أبو عبد الله ويقال أبو موسى علي بن رباح بن قصير بن رباح بن المقتشب بن ينبع بضم المثناه تحت وفتح النون ابن أردة بن حجر بن جزيلة بن لخم اللخمي المصري التابعي
سمع عمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر وفضالة بن عبيد وأبا قتادة وأبا هريرة ومعاوية وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم
روى عنه ابنه موسى والحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وآخرون واتفقواعلى توثيقه
روى له مسلم في صحيحه
قال احمد بن عبد الله ومحمد بن سعد كان ثقة ولد سنة خمس عشرة من الهجرة عام اليرموك توفي بأفريقيا سنة اربع عشرة ومائة وقيل سنة سبع عشرة وكان من أهل الوجاهة وكان يفد ل أهل مصر الى عبد الملك بدمشق
1(1/322)
تهذيب الأسماء واللغات ج 2
الإمام أبي زكريا النووي الدمشقي(2/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
باب العين والميم
435 عمر بن حبيب القاضي مذكور في المهذب في أواخر صدقة الفطر هو عمر بن حبيب القاضي البصري العدوي من عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة ولي قضاء البصرة وولي قضاء الشرقية للمأمون
روي عن هشام بن عروة ويحيى الأنصاري وابن عون وخالد الحذاء وسليمان التيمي وداود بن أبي هند وابن جريج وشعبة وابن عيينة وغيرهم
روى عنه محمد بن عبيد الله المنادي وزكريا بن الحارث وأبو قلابة الرقاشي ومحمد بن يونس وغيرهم
قال أحمد بن حنبل قدم علينا عمر بن حبيب فلم نكتب عنه حرفا وكان مستخفا به جدا
وقال يحيى بن معين هو ضعيف كان يكذب وقال أبو زكريا كان ابن علية يثني على عمر بن حبيب وليس كما قال بل عمر بن حبيب ليس بشيء
وقال البخاري في تاريخه يتكلمون فيه
وقال يعقوب بن سفيان هو ضعيف لا يكتب حديثه
وقال أبو زرعة ليس بالقوي
وقال النسائي هو ضعيف
وقال زكريا الساجي كان يهم عن الثقات وكان من أصحاب عبد الله بن الحسن فأظنهم تركوه لموضع الرأي وكان صدوقا ولم يكن من فرسان الحديث
وقال أحمد بن عبد الله ليس هو بشيء
وقال ابن عدي وهو مع ضعفه يكتب حديثه توفي سنة سبع ومائتين
وروينا له في تاريخ بغداد حكاية بديعة مختصرها أنه حضر مجلس هارون الرشيد فتكلم الحاضرون في مسألة فاحتج بعضهم بحديث عن أبي هريرة فأنكره الأكثرون وطعنوا في أبي هريرة فانتصر له عمر بن حبيب وقال أبو هريرة ثقة صحيح النقل فغضبوا عليه وهموا بقتله ولم يبق إلا قتله وجاءه رسول الخليفة فقال أجب أمير المؤمنين وتحنط وتكفن فقال اللهم إنك تعلم أني دفعت عن صاحب نبيك صلى الله عليه وسلم وأجللت نبيك صلى الله عليه وسلم أن يطعن في أحد من أصحابه فسلمني منه فدخل على الخليفة وفي يده السيف وقدامه النطع فقال يا عمر بن حبيب ما تلقاني أحد من الرد والدفع لقولي بمثل ما لقيتني فقال يا أمير المؤمنين الذي كنت تقول فيه إزراء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به وإذا كان أصحابه كذابين فالشريعة باطلة والأحكام مردودة فقال
324(2/323)
أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك الله كررها ثلاث مرات وأمر له بعشرة آلاف درهم
436 عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه تكرر ذكره في كل هذه الكتب هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بالمثناة تحت ابن عبد الله بن قرط بن رزاح براء مفتوحة ثم زاي ثم ألف ثم حاء مهملة ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي المدني أمير المؤمنين رضي الله عنه أمه حنتمة بفتح الحاء المهملة ثم نون ساكنة ثم مثناة فوق مفتوحة بنت هاشم ويقال هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب قالوا فمن قال بنت هشام كانت أخت أبي جهل ومن قال بنت هاشم كانت بنت عمه قال ابن عبد البر الصحيح بنت هاشم ومن قال بنت هشام فقد أخطأ وقال الزبير بن بكار بنت هاشم كما قال ابن عبد البر وقال ابن منده وابن نعيم هي بنت هشام أخت أبي جهل ونقله أبو نعيم عن محمد ابن إسحاق ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد الفيل بثلاث عشرة سنة وكان من أشراف قريش قالوا وإليه كانت السفارة في الجاهلية فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم أو بينهم وبين غيرهم بعثوه سفيرا أي رسولا ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عمر شديدا عليه وعلى المسلمين ثم لطف الله تعالى به فأسلم قديما بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة إمرأة وقيل بعد تسعة وثلاثين رجلا وثلاث وعشرين امرأة وقيل بعد خمسة وأربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة
وعن سعيد بن المسيب قال أسلم عمر بعد أربعين رجلا وعشرة نسوة فما هو إلا أن أسلم فظهر الإسلام بمكة وقال الزبير بن بكار أسلم عمر بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بعد أربعين رجلا أو نيف وأربعين من رجال ونساء وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال (اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام) يعني أبا جهل وخبر إسلامه مشهور وأن سببه أن أخته فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها كانت زوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة وكانت أسلمت هي وزوجها فسمع عمر بذلك فقصدهما ليعاقبهما فقرأ عليه القرآن فأوقع الله تعالى في قلبه الإسلام فأسلم ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم مختفون في دار عند الصفاء فأظهر إسلامه فكبر المسلمون فرحا بإسلامه ثم خرج إلى مجامع قريش فنادى بإسلامه وضربه جماعة منهم وضاربهم فأجاره خاله فكفوا عنه ثم لم تطب نفس عمر حين رأى
325(2/324)
المسلمين يضربون وهو لا يضرب في الله فرد جواره فكان يضاربهم ويضاربونه إلى أن أظهر الله تعالى الإسلام
وعن ابن مسعود قال كان إسلام عمر فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت إمامته رحمة ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي في البيت حتى أسلم عمر فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا فصلينا
وعن حذيفة قال لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قربا فلما قتل عمر كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعدا
قال محمد بن سعد كان إسلام عمر رضي الله عنه في السنة السادسة من النبوة واتفقوا على تسميته بالفاروق ورووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل)
وعن عائشة قالت سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر الفاروق واتفقوا على أنه أول من سمي أمير المؤمنين وإنما كان يقال لأبي بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر رضي الله عنه أحد السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الخلفاء الراشدين وأحد أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة حديث وتسعة وثلاثون حديثا أتفق البخاري ومسلم منها على ستة وعشرين حديثا وانفرد البخاري بأربعة وثلاثين ومسلم بأحد وعشرين
روى عنه عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو ذر وعمرو بن عبسة وابنه عبد الله بن عمر وابن عباس وابن الزبير وأنس وأبو موسى الأشعري وجابر بن عبد الله وعمرو بن العاص وأبو لبابة بن عبد المنذر والبراء بن عازب وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وابن السعدي وعقبة بن عامر والنعمان بن بشير وعدي بن حاتم ويعلى بن أمية وسفيان بن وهب وعبد الله بن سرجس والفلتان بن عاصم وخالد بن عرفطة والأشعث بن قيس وأبو أمامة الباهلي وعبد الله بن أنيس وبريدة الأسلمي وفضالة بن عبيد وشداد بن أوس وسعيد بن العاص وكعب بن عجرة والمسور بن مخرمة والسائب بن يزيد وعبد الله بن الأرقم وجابر بن سمرة وحبيب بن مسلمة وعبد الرحمن بن أبزى وعمرو بن حريث وطارق بن شهاب ومعمر بن عبد الله والمسيب بن حزن وسفيان بن عبد الله وأبو الطفيل وعائشة وحفصة رضي الله عنهم وكلهم صحابة
وروى عنه من التابعين خلائق منهم ابنه عاصم ومالك بن أوس وعلقمة بن
326(2/325)
وقاص وأبو عثمان النهدي وأسلم مولاهم وقيس بن أبي حازم وخلق سواهم وأجمعوا على كثرة علمه ووفور فهمه وزهده وتواضعه ورفقه بالمسلمين وإنصافه ووقوفه مع الحق وتعظيمه آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة متابعته له واهتمامه بمصالح المسلمين وإكرامه أهل الفضل والخير ومحاسنه أكثر من أن تستقصى
قال ابن مسعود حين توفي عمر ذهب بتسعة أعشار العلم وأقوال السلف في علمه مشهورة وهاجر إلى المدينة حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة فتقدم قدامه في جماعة
قال البراء بن عازب أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير ثم ابن أم مكتوم ثم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا فقلنا ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو على أثري ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه
وعن علي رضي الله عنه قال ما علمت أحدا هاجر إلا متخفيا إلا عمر بن الخطاب فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفة وتنكب قوسه وانتضى في يده أسهما وأتى الكعبة وأشراف قريش بفنائها فطاف سبعا ثم صلى ركعتين عند المقام ثم أتى حلقهم واحدة واحدة فقال شاهت الوجوه من أراد أن تثكله أمه ويؤتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فما تبعه منهم أحد
قال إبن إسحاق هاجر عمر وزيد ابنا الخطاب وسعيد بن زيد وعمرو وعبد الله ابنا سراقة وخنيث بن حذافة وواقد بن عبد الله وخولى وهلال ابنا أبي خولى وعياش ابن أبي ربيعة وخالد وإياس وعاقل بنو البكير فنزلوا على رفاعة بن المنذر في بني عمرو بن عوف
وشهد عمر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وخيبر والفتح وحنينا والطائف وتبوك وسائر المشاهد وكان شديدا على الكفار والمنافقين وهو الذي أشار بقتل أسارى بدر ونزل القرآن على وفق قوله في ذلك وكان عمر ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
وأما زهده وتواضعه فمن المشهورات التي استوى الناس في العلم بها قال طلحة بن عبد الله كان عمر أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة وقال سعد بن أبي وقاص قد علمت بأي شيء فضلنا عمر كان أزهدنا في الدنيا
وروينا أن عمر دخل على بنته حفصة فقدمت إليه مرقا باردا وصبت عليه زيتا فقال أدمان في إناء واحد لا آكله
وعن أبي عثمان قال رأيت عمر يرمي الجمرة وعليه إزار مرقوع بقطعة جراب وعن غيره أن قميص عمر كان فيه أربع عشرة رقعة أحدها من أدم
327(2/326)
وأما فضائل عمر الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح فأكثر من أن تحصر منها عن سعيد بن زيد أحد العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد بن مالك هو ابن أبي وقاص في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وأبوعبيدة بن الجراح في الجنة) وسكت عن العاشر قالوا من العاشر قال سعيد بن زيد يعني نفسه رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم قال الترمذي حديث حسن صحيح
وعن أبي موسى الأشعري في حديثه الطويل المشهور قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفتح له يعني لعمر وبشره بالجنة) رواه البخاري ومسلم وعن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص فمنها ما تبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره) قالوا فما أولته يا رسول الله قال الدين رواه البخاري ومسلم وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى أني لأرى الري يخرج من أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب) قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال العلم رواه البخاري ومسلم
وعن سعد بن أبي وقاص في حديثه الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر (يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك) رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينما أنا نائم رأيتني في الجنة وإذا إمرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر فذكرت غيرتك) فبكى عمر وقال أعليك أغار يا رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم والبخاري
وعن أبي هريرة أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يكن في أمتي أحد فأنه عمر) رواه البخاري ورواه مسلم من رواية عائشة وفي روايتهما قال ابن وهب محدثون أي ملهمون وقال ابن عيينة معناه مفهمون
وعن ابن عمر وأبي هريرة أيضا قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت في يده غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فرية حتى روى الناس وضربوا بعطن) رواهما البخاري ومسلم
قال العلماء هذه إشارة إلى خلافة
328(2/327)
أبي بكر وعمر وكثرة الفتوح وظهور الإسلام في زمن عمر
وعن ابن عمر وأنس عن عمر قال وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو أتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} وقلت يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة فقلت عسى ربه أن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك رواه البخاري ومسلم وفي رواية أسارى بدر بدل اجتماع النساء
وعن ابن مسعود قال ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر رواه البخاري
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينما راع في غنمة عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها منه فالتفت إليه الذئب فقال من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري) فقال الناس سبحان الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم (فإني أومن به وأبو بكر وعمر وما هما ثمت) رواه البخاري ورواه مسلم بمعناه
وعن محمد بن علي بن أبي طالب قال قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر قلت ثم من قال عمر رواه البخاري
وعن ابن عباس قال إني لواقف في قوم يدعون الله تعالى لعمر وقد وضع على سريره فتكنفه الناس يدعون فيصلون قبل أن يرفع فلم يرعني إلا رجل أخذ بمنكبي فإذا علي فترحم على عمر وقال ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كنت كثيرا أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر رواه البخاري ومسلم
وعن ابن عمر قال كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر ثم عثمان رواه البخاري
وعن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من أحب الرجال قال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر فعد رجالا رواه البخاري ومسلم
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال (أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) رواه البخاري
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد)
329(2/328)
رواه مسلم
وعن ابن عباس قال دخل عيينة بن حصن على عمر فقال هي يا ابن الخطاب فو الله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى هم أن يوقع به فقال الحر بن قيس يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين فو الله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان واقفا عند كتاب الله تعالى رواه البخاري
وعن حفصة قالت قال عمر اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك فقلت أنى يكون هذا فقال يأتيني به الله إذا شاء رواه البخاري
وعن ابن عمر قال ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين قبض كان أجد وأجود حتى انتهى من عمر رواه البخاري
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب) وكان أحبهما إليه عمر رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) وقال ابن عمر ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال عمر إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر (هذان سيدان كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من نبي إلا له وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن عمر رضي الله عنه قال استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي وقال (لا تنسانا يا أخي من دعائك) فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا وفي رواية قال أشركنا يا أخي في دعائك رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما) رواه
330(2/329)
أبو داود والترمذي ومعنى وأنعما زادا فضلا وقيل دخلا في النعيم وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد الأنصاري أن عمر بن الخطاب كان يحمل في العام الواحد على أربعين ألف بعير يحمل الرجل إلى الشام على بعير والرجلين إلى العراق على بعير وفي مسند الشافعي بإسناده عن مولى لعثمان قال بينما أنا مع عثمان في مال له بالعالية في يوم صائف إذ رأى رجلا يسوق بكرين وعلى الأرض مثل الفراش من الحر فقال ما على هذا لو أقام بالمدينة حتى تبرد ثم يروح فدنا الرجل فقال انظر فنظر فإذا عمر بن الخطاب فقلت هذا أمير المؤمنين فقام عثمان فأخرج رأسه من الباب فأذاه نفح السموم فأعاد رأسه حتى حاذاه فقال ما أخرجك هذه الساعة فقال بكران من إبل الصدقة تخلفا وقد مضى بإبل الصدقة فأردت أن ألحقهما بالحمى وخشيت أن يضيعا فيسألني الله عنهما فقال عثمان يا أمير المؤمنين هلم إلى الماء والظل ونكفيك فقال عد إلى ظلك فقلت عندنا من يكفيك فقال عد إلى ظلك فمضى فقال عثمان من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا فعاد إلينا فألقى نفسه
ومن المشهورات من كرامات عمر رضي الله عنه أنه كان يخطب يوم الجمعة بالمدينة فقال في خطبته يا سارية بن حصن الجبل الجبل فالتفت الناس بعضهم إلى بعض فلم يفهموا مراده فلما قضى صلاته قال له علي رضي الله عنه ما هذا الذي قلته قال وسمعته قال نعم أنا وكل من في المسجد قال وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا وركبوا أكتافهم وإنهم يمرون بجبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوه وظفروا وإن جاوزوه هلكوا فخرج مني هذا الكلام فجاء البشير بعد شهر فذكر أنهم سمعوا في ذلك اليوم وتلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر يقول يا سارية بن حصن الجبل الجبل فعدلنا إليه ففتح الله علينا
وأحوال عمر رضي الله عنه وفضائله وسيرته ورفقه برعيته وتواضعه وجميل سيرته واجتهاده في الطاعة وفي حقوق المسلمين أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر ومقصود هذا الكتاب الإشارة إلى بعض المقاصد ولي الخلافة رضي الله عنه باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه له وكان أبو بكر شاور الصحابة في استخلافه عمر
331(2/330)
فأشار به عبد الرحمن بن عوف وقال هو أفضل من رأيك فيه ثم استشار عثمان بن عفان فقال أنت أخبرنا به فقال وأيضا فقال علمي به أن سريرته خير من علانيته وأن ليس فينا مثله وشاور معهما سعيد بن زيد وأسيد بن حضير وغيرهم من المهاجرين والأنصار فقال أسيد وهو أعلم للخير بعدك يرضى للرضى ويسخط للسخط وسريرته خير من علانيته ولن يلي هذا الأمر أحد أقوى عليه منه ثم دعا أبو بكر عثمان بن عفان فقال أكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها حين يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب إني مستخلف عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا فإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيرا فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه وإن بدل فلكل إمريء ما اكتسب والخير أردت ولا أعلم الغيب {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} والسلام عليكم ورحمة الله ثم أمره فختم الكتاب وخرج به إلى الناس فبايعوا عمر جميعا ورضوا به ثم دعا أبو بكر عمر فأوصاه بما أوصاه ثم خرج فرفع أبو بكر يديه مدا ثم قال اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم وخفت عليهم الفتنة فعلمت منهم بما أنت أعلم به فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم وأحرصهم على ما أرشدهم وقد حضرني من أمرك ما حضرني فاخلفني فيهم فهم عبادك ونواصيهم في يدك وأصلح لهم ولاتهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نبي الرحمة واصلح له رعيته وقد قدمنا أنه أول من سمي أمير المؤمنين سماه بذلك عدي بن حاتم ولبيد بن ربيعة حين وفدا إليه من العراق وقيل سماه به المغيرة بن شعبة وقيل إن عمر قال للناس أنتم المؤمنون وأنا أميركم فسمي أمير المؤمنين وكان قبل ذلك يقال له خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعدلوا عن تلك العبارة لطولها ثم قام في الخلافة أتم القيام وجاهد في الله حق جهاده فجيش الجيوش وفتح البلدان ومصر الأمصار وأعز الإسلام وأزل الكفر أشد إزلال ففتح الشام والعراق ومصر والجزيرة وديار بكر وأرمينية وأذربيجان وإيران وبلاد الجبال وبلاد فارس وخورستان وغيرها واختلفوا في خراسان فقيل فتحها عثمان وقيل فتحها عمر ثم انتقضت ففتحها والصحيح عندهم أن عثمان الذي فتحها وكان عمر أول من دون الديوان للمسلمين ورتب الناس على سابقتهم في العطاء وفي الإذن والإكرام فكان أهل بدر أول الناس دخولا عليه وكان علي بن أبي طالب أولهم وأثبت أسماءهم في الديوان على قربهم
332(2/331)
من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ ببني هاشم وبني المطلب ثم الأقرب فالأقرب
روينا عن عثمان وعلي رضي الله عنهما قالا في عمر هذا هو القوي الأمين وثبت في صحيح البخاري وغيره أن عمر رضي الله عنه أول من جمع الناس لصلاة التراويح فجمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه وأجمع المسلمون في زمنه وبعده على استحبابها ورووا عن علي رضي الله عنه أنه مر على المساجد في رمضان وفيها القناديل تزهر فقال نور الله على عمر قبره كما نور علينا مساجدنا وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال خرجنا مع عمر إلى مكة فما ضرب فسطاسا ولا خباء حتى رجع وكان إذا نزل يلقي له كساء أو نطع على شجرة فيستظل له وختم الله تعالى لعمر رضي الله عنه بالشهادة وكان يسألها فطعنه العلج عدو الله أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة وهو قائم في صلاة الصبح حين أحرم بالصلاة طعنه بسكين مسمومة ذات طرفين فضربه في كتفه وخاصرته وقيل ضربه ست ضربات فقال الحمد الله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام وطعن العلج مع عمر ثلاثة عشر رجلا توفي منهم سبعة وعاش الباقون فطرح مسلم عليه برنسا فلما أحس العلج أنه مقتول قتل نفسه وشرب عمر رضي الله عنه لبنا فخرج من جرحه فعلم هو والناس أنه لا يعيش فأشاروا عليه بالوصية فجعل الخلافة شورى بين عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وقال لا أعلم أحدا أحق بها من هؤلاء الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وقال يؤمر المسلمون أحد هؤلاء الستة وحسب الدين عليه فوجده ستة وثمانين ألفا أو نحوه فقال لابنه عبد الله إن وفي مال آل عمر به فأدوة منه وإلا فسل في بني عدي فأن لم تف أموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم ثم بعث ابنه عبد الله إلى عائشة رضي الله عنها فقال قل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فجاء فسلم واستأذن فدخل فوجدها تبكي فقال لها فأذنت وقالت كنت أردته لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي فلما أقبل عبد الله من عندها قيل لعمر هذا عبد الله قال أرفعوني فأسنده رجل فقال ما لديك فقال الذي تحب قد أذنت قال الحمد لله ما كان شيء أهم إلي من ذلك فإذا أنا قبضت فاحملوني ثم سلم فقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين وأوصاهم أن يقتصدوا في كفنه ولا يغالوا وغسله ابنه عبد الله وحمل على سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم
333(2/332)
وصلي عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بهم عليه صهيب وكبر أربعا ونزل في قبره ابنه عبد الله وعثمان بن عفان وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وطعن عمر رضي الله عنه يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ودفن يوم الأحد هلال المحرم سنة أربع وعشرين فكانت خلافته عشر سنين وخمسة أشهر وأحدا وعشرين يوما وقيل توفي لأربع بقين من ذي الحجة وقيل لثلاث وقيل لليلة وقيل غير ذلك في مدة الخلافة وتاريخ الطعن والوفاة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح المشهور ثبت ذلك في الصحيح عن معاوية بن / أبي سفيان وقاله الجمهور وقيل كان له خمس وستون سنة والصحيح أن سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن أبي بكر وعمر وعلي وعائشة ثلاث وستون قالوا وكان عمر رضي الله عنه طوالا جدا أصلع أعسر يسر وهو الذي يعمل بيديه جميعا وكان أبيض يعلوه حمرة وإنما صار في لونه سمرة في عام الرمادة لأنه أكثر أكل الزيت وترك السمن للغلاء الذي وقع بالناس فامتنع من أكل اللبن والسمن حتى لا يتميز على الضعفة وقال زر بن حبيش كان عمر آدم قال الواقدي لا يعرف عندنا أن عمر كان آدم إلا أن يكون رآه عام الرمادة قال ابن عبد البر وصفه زر بن حبيش وغيره أنه كان آدم شديد الأدمة قال وهو الأكثر عند أهل العلم وقال ابن قتيبة في المعارف قال الكوفيون كان آدم شديد الأدمة وقال بعض الحجازيين كان أبيض أمهق وقال أنس كان عمر يخضب بالحناء بحتا قالوا وهو أول من اتخذ الدرة قال ابن قتيبة فتح الله تعالى في ولايته بيت المقدس ودمشق وميسان ودستميسان وإيرزناد واليرموك ثم كانت وقعة الجابية والأهواز وكورها على يد أبي موسى الأشعري وجلولاء سنة تسع عشرة أميرها سعد بن أبي وقاص وقيسارية وأميرها معاوية ثم وقعة باب اليوى سنة عشرين وأميرها عمرو بن العاص ثم وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين وأميرها النعمان بن مقرن المزني ثم فتح الرجان من الأهواز سنة اثنتين وعشرين وأميرها المغيرة بن شعبة وكانت اصطخر
334(2/333)
الأولى وهمذان سنة ثلاث وعشرين وأما الرمادة وطاعون عمواس فكان سنة ثمان عشرة قال وحج عمر رضي الله عنه بالناس عشر سنين متوالية قال وأولاد عمر عبد الله وحفصة أمهما زينب بنت مظعون وعبيد الله أمة مليكة بنت جرول الخزاعية وعاصم أمة جميلة بنت عاصم بن ثابت حمى النحل وفاطمة وزيد أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة رضي الله عنهم ومجبر واسمه عبد الرحمن وأبو شحمة واسمه أيضا عبد الرحمن وفاطمة وبنات أخر وأما موالي عمر فمنهم أسلم وهانىء وأبو أمية جد المبارك بن فضالة بن أبي أمية ومهجع مولى عمر استشهد يوم بدر ومالك الدار وذكوان وهو الذي سار من مكة إلى المدينة في يوم وليلة وأحوال عمر غير منحصرة وقد أشرنا إلى أطرافها رضي الله عنه وأرضاه
437 عمر بن أبي ربيعة الشاعر مذكور في المهذب في أول كتاب السير هو منسوب إلى جده وهو أبو حفص عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة وأسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم كان أبوه عبد الله بن أبي ربيعة وعمه عياش بالشين المعجمة صحابيين وكان عبد الله من أشراف قريش في الجاهلية ومن أحسن الناس وجها وهو الذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى النجاشي وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجند بفتح الجيم والنون بلدا باليمن ومخاليفها فلم يزل عليها حتى قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم ولاه عثمان فلما حصر عثمان جاء ينصره فوقع عن راحلته فتوفي بقرب مكة كنية عبد الله أبو عبد الرحمن وأما ابنه عمر صاحب الترجمة فهو الشاعر المشهور وهو القائل
(أيها المنكح الثريا سهيلا .......... عمرك الله كيف يلتقيان) قالوا الثريا هذه هي الثريا بنت عبد الله بن الحارث بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية الأموية المكية وسهيل هو سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
438 عمر بن سعد مذكور في المهذب في باب التعزير هكذا هو في نسخ المهذب عمر بن سعد وهو تصحيف في الاسمين جميعا وصوابه عمير بن سعيد بزيادة الياء في الاسمين وسنوضحه في النوع الثامن في الأوهام إن شاء الله تعالى وهو عمير بن سعيد أبو يحيى النخعي الكوفي التابعي روى عن علي وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وعمار وأبي موسى رضي الله عنهم روى عنه السبيعي والأعمش وأبو
335(2/334)
حصين بفتح الحاء ومسعر وغيرهم واتفقوا على توثيقه وجلالته قال الحكم حسبك به روى له البخاري ومسلم توفي سنة خمس عشرة ومائة
439 عمر بن أبي سلمة الصحابي ابن أم سلمة تكرر ذكره في المهذب وهو المذكور في المهذب في باب ستر العورة وإنما نبهت على هذا الموضع لأنه تصحف فيه هو أبو حفص عمر بن أبي سلمة واسم أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي الصحابي ابن الصحابيين ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد بأرض الحبشة مع أبويه وهما مهاجران في أواخر السنة الثانية من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر حديثا روى البخاري ومسلم منها حديثين روى عنه ابن المسيب وعروة ووهب بن كيسان وغيرهم توفي سنة ثلاث وثمانين
440 عمر بن شبة بشين معجمة مفتوحة ثم موحدة مشددة ابن عبيدة بفتح العين ابن زيد بن رابطة النميري البصري النحوي أبو زيد سكن بغداد روى عن يحيى القطان وغندر وعلي بن عاصم ويزيد بن هارون وخلق سواهم روى عنه ابن ماجه وأبو العباس الثقفي وأبو نعيم وعبد الملك بن محمد الجرجاني وابن أبي الدنيا وأبو شعيب الحراني وأبو القسم البغوي ويحي بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي وآخرون قال ابن أبي حاتم كتبت عنه مع أبي وهو صدوق صاحب عربية وأدب وقال الخطيب البغدادي كان ثقة عالما بالسير وأيام الناس وله مصنفات كثيرة قال واسم أبيه زيد وشبة لقب له توفي عمر بسر من رأى في جمادى الآخرة سنة ثنتين وستين ومائتين وعمره سبع وثمانون سنة إلا أربعة أيام
441 عمر بن صالح مذكور في المختصر في أول صدقة النخل والعنب
442 عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد والإمام العادل تكرر في المختصر والمهذب هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي التابعي بإحسان سمع أنس بن مالك والسائب بن يزيد ويوسف بن عبد الله بن سلام واستوهب من سهل بن سعد قدحا شرب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبه له وروى عن خولة بنت حكيم وسمع جماعات من التابعين منهم
336(2/335)
سعيد بن المسيب وعروة وأبو بكر بن عبد الرحمن والربيع بن سبره وعبد الله بن إبراهيم وعامر بن سعد والزهري روى عنه خلائق من التابعين منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ومحمد بن المنكدر والزهري ويحيى الأنصاري وحميد الطويل وآخرون وأجمعوا على جلالته وفضله ووفور علمه وصلاحه وزهده وورعه وعدله وشفقته على المسلمين وحسن سيرته فيهم وبذل وسعه في الاجتهاد في طاعة الله وحرصه على اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بسنته وسنة الخلفاء الراشدين وهو أحد الخلفاء الراشدين ومناقبه أكثر من أن تحصر وقد جمع ابن عبد الحكم في مناقب عمر بن عبد العزيز مجلدا مشتملا على جميل سيرته وحسن طريقته وفيه من النفائس ما لا يستغنى عن معرفته والتأدب به وذكر ابن سعد وغيره من المتقدمين أيضا له أشياء نفيسة وأجمعوا أن أمه أم عاصم حفصة بنت عاصم بن عمر بن الخطاب واسمها ليلى سكنت دمشق ولي الخلافة بعد ابن عمه سليمان بن عبد الملك وبويع عمر بن عبد العزيز بالخلافة حين مات سليمان بن عبد الملك ومات سليمان لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين وكانت خلافة عمر سنتين وخمسة أشهر نحو خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما فملأ الأرض قسطا وعدلا وسن السنن الحسنة وأمات الطرائق السيئة وصلى أنس بن مالك خلفه قبل خلافته ثم قال ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى
وقال أيوب السختياني لا أعلم أحدا ممن أدركنا كان آخذا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم منه وقال سفيان الثوري الخلفاء خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز وقال مالك بن دينار لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء في رؤوس الجبال من هذا الخليفة الصالح الذي قام على الناس فقيل لهم وما علمكم بذلك فقالوا إنه إذا قام خليفة صالح كفت الذئاب والأسد عن شيائنا وقال رجاء بن حيوة كان عمر بن عبد العزيز قبل خلافته من أعطر الناس وألبسهم فلما استخلف قوموا ثيابه باثني عشر درهما وقال حميد بن زنجوية قال أحمد بن حنبل يروي في الحديث أن الله تعالى يبعث على رأس كل مائة عام من يصحح لهذه الأمة دينها فنظرنا في المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز وهذا الحديث الذي ذكره أحمد رواه أبو داود في سننه من رواية أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله العلماء في المائة الأولى على عمر والثانية على الشافعي والثالثة على أبي العباس بن سريج وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر
337(2/336)
عندي أنه يحمل على أبي الحسن الأشعري والمشهور أنه ابن سريج رواه الحاكم أبوة عبد الله وأنشدوا فيه شعرا وفي الرابعة قيل أبو سهل الصعلوكي وقيل القاضي ابن الباقلاني وقيل أبو حامد الإسفرايني وفي الخامسة الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله والله أعلم
توفي عمر بدير سمعان قرية قريبة من حمص وقبره هناك مشهور يزار ويتبرك به كان نازلا هناك فمرض ومات ولد عمر بمصر سنة إحدى وستين وتوفي يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومائة وعمره تسع وثلاثون سنة وستة أشهر وكان عمر أشج يقال له أشج بني أمية ضربته دابة في وجهه وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا قال ابن قتيبة كان لعمر بن عبد العزيز أربعة عشر ابنا منهم عبد الملك الولد الصالح ابن الصالح كان من أعبد الناس توفي في خلافة أبيه وهو ابن سبع عشرة سنة وستة أشهر وكان أحد المشيرين على عمر بمصالح الرعية والمعينين له على الاهتمام بمصالح الناس وكان وزيرا صالحا وبطانة خير رحمه الله وكان أبر أهل عصره بوالده أو من أبرهم وله مناقب مشهورة
قال البخاري في تاريخه أصل عمر بن عبد العزيز مدني وفي الطبقات لمحمد بن سعد قالوا ولد عمر بن عبد العزيز سنة ثلاث وستين وبإسناده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ليت شعري من ذي الشين من ولدي الذي يملؤها عدلا كما ملئت جورا وأراد بالشين الشجة التي كانت في وجهه وبإسناده المتفق على صحته عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال إنا كنا نتحدث أن هذا الأمر لا ينقضي حتى يلي هذه الأمة رجل من ولد عمر يسير فيها بسيرة عمر بوجهه شامة قال فكنا نقول هو بلال بن عبد الله بن عمر وكانت بوجهه شامة حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز وبإسناده عن ابن شوذب قال لما أراد عبد العزيز بن مروان أن يتزوج أم عمر بن عبد العزيز قال لقيمه اجمع لي أربعمائة دينار من طيب مالي فإني أريد أن أتزوج أهل بيت
338(2/337)
لهم صلاح فتزوج أم عمر وبإسناده عن حجاج الصواف قال أمرني عمر بن عبد العزيز وهو وال على المدينة أن أشتري له ثيابا فاشتريت له ثيابا فكان ثوب بأربعمائة فقطعه قميصا ثم لمسه بيده فقال ما أخشنه وأغلظه ثم أمر بشراء ثوب له وهو خليفة فاشتروه بأربعة عشر درهما فلمسه فقال سبحان الله ما ألينه وأرقه
وبإسناده أن سليمان بن عبد الملك عهد بالخلافة لعمر بن العزيز فلما توفي سليمان وانصرف عمر من قبره إذا إذا دواب سليمان قد عرضت له فأشار إلى بغيلة شهيباء فأتي بها فركبها وانصرف وإذا فرش فقال لقد عجلتم ثم تناول وسادة أرمنية فطرحها بينه وبين الأرض ثم قال أما والله لولا أني في حوائج المسلمين ما جلست عليك وعن عبد الحميد بن سهيل قال رأيت عمر بن عبد العزيز بدأنا بأهل بيته فرد ما كان بأيديهم من المظالم ثم فعل ذلك بالناس بعد فقال عمر بن الوليد جئتم برجل من ولد عمر بن الخطاب فوليتموه عليكم ففعل هذا بكم وعن أبي الزناد قال كتب إلينا عمر بن عبد العزيز بالعراق في رد المظالم إلى أهلها فرددناها حتى أنفذنا ما في بيت مال العراق وحتى حمل إلينا عمر المال من الشام قال أبو الزناد وكان عمر يرد المظالم إلى أهلها بغير البينة القاطعة وكان يكتفي بأيسر ذلك إذا عرف وجها من مظلمة الرجل ردها عليه ولم يكلفه تحقيق البينة لما كان يعرفه من غشم الولاة قبله
وعن إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال ما كان يقدم على أبي بكر بن محمد كتاب من عمر إلا فيه رد مظلمة أو إحياء سنة أو إطفاء بدعة أو قسم أو تقدير عطاء أو خير حتى خرج من الدنيا وعن أبي بكر بن محمد قال كتب إلى عمر أن أستبرأ الدواوين فانظر إلى كل جور جاره من قبلي من حق مسلم أو معاهد فأرده إليه فإن كان أهل المظلمة ماتوا فادفعه إلى ورثتهم وعن أبي موسى بن عبيدة قال سمعت كتاب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد وإياك والجلوس في بيتك أخرج إلى الناس أس بينهم في المجلس والمنظر ولا يكن أحد من الناس آثر عندك من أحد ولا تقولن هؤلاء من أهل بيت أمير المؤمنين فإن أهل بيت أمير المؤمنين وغيرهم عندي اليوم سواء بل أنا أحرى أن أظن بأهل بيت أمير المؤمنين إنهم يقهرون من نازعهم وإذا أشكل عليك شيء فاكتب إلي فيه
وعن حازم بن أبي حازم قال قال عمر في كلام له فلو كان بكل بدعة يميتها
339(2/338)
الله على يدي وبكل سنة ينعشها على يدي بضعة من لحمي حتى يأتي آخر ذلك على نفسي كان في الله يسيرا وعن حماد بن أبي سليمان قال قام عمر بن عبد العزيز في جامع دمشق فقال بأعلى صوته لا طاعة لنا في معصية الله وعن عبد الله بن واقد قال آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز حمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس والله لولا أن أنعش سنة أو أشير بحق ما أحببت أن أعيش فواقا القواق ما بين الحلبتين وعن سالم بن عبد الله وخارجة بن زيد قالا إنا لنرجو لسليمان بن عبد الملك في استخلافه عمر بن عبد العزيز وبإسناده أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف باع كل ما كان يملكه من الفضول من عبد ولباس وعطر وكل ما يستغني عنه فبلغ ثلاثة عشرين ألف دينار فجعله في السبيل وبإسناده عن خادم عمر بن عبد العزيز أنه لم يتملأ من طعام من يوم ولي حتى مات وأنه وضع المكث عن كل أرض وأنه أمر بعمل الخانات بطريق خراسان وأنه كتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وكان يأتيه أن أفرض للناس يعني العطاء إلا لتاجر وأنه كتب إلى الناس أن ارفعوا إلي كل منفوس يفرض له يعني المولود فإنما هو مالكم نرده عليكم وأن أبا بكر بن محمد كان يعمل بالليل كعمله بالنهار لا ستحثاث عمر إياه وعن محمد بن قيس قال رأيت عمر بن عبد العزيز إذا صلى العشاء دعا بشمعة فيكتب في أمر المسلمين وفي رد المظالم فإذا أصبح جلس في رد المظالم وأمر بالصدقات أن تقسم لأهلها فلقد رأيت من يتصدق عليه له في العام القابل إبل فيها صدقة
وعن مهاجر بن يزيد قال بعثنا عمر بن عبد العزيز فقسمنا الصدقة فلقد رأيتنا وإنا لنأخذ الزكاة في العام القابل ممن يتصدق عليه في العام الماضي ولقد كنت أراه يغسل ثيابه فما يخرج إلينا ما له غيرها وما أحدث بناء ولقد رأيت عتبة له خربت فتكلم في إصلاحها ثم قال يا مزاحم هل لك في تركها فنخرج من الدنيا ولم نحدث شيئا قال وحرم الطلاء في كل أرض الطلاء نوع من الأنبذة كان أهل العراق يستبيحونه وعن عاصم بن كليب قال فدى عمر بن عبد العزيز رجلا من العدو رده بمائة ألف درهم وبإسناده أن سيف عمر كان محلى بفضة فنزعها وحلاه بحديد وبإسناد ضعيف أنه كان له ثلاثة عشر مؤذنا وبإسناد ضعيف أنه يمسح وجهه إذا توضأ وكان يتوضأ من مس الذكر ومن أكل ما مست النار حتى من السكر ويقنع رأسه إذا دخل الخلاء ويقول الشفق البياض بعد الحمرة وبإسناده أن عمر بن عبد العزيز عزل كاتبا له كتب بم ولم
340(2/339)
يجعل السين وأنه كان يأمر الناس إذا أخذ المؤذن في الإقامة أن يستقبلوا القبلة
وعن ميمون بن مهران قال كان عمر بن عبد العزيز معلم العلماء وعن روح بن عبادة قال أخرج مسك من الخزائن فلما وضع بين يدي عمر أمسك بأنفه مخافة أن يجد رائحته فقيل له في ذلك فقال وهل يبتغي من هذا إلا ريحه وعن نعيم بن عبد الله قال قال عمر إني لأدع كثيرا من الكلام مخافة المباهاة وبإسناده أن عمر كتب في المحبوسين لا يقيد أحد بقيد يمنع من تمام الصلاة وأنه قال لا ينبغي أن يكون قاضيا إلا من هو عفيف حليم عالم بما كان قبله يستشير ذوي الرأي لا يخاف ملامة الناس وأن محمد بن كعب القرظي دخل على عمر وكان عمر قبل الخلافة حسن الجسم فجعل ينظر إليه لا يطرف فقال ما لك قال يا أمير المؤمنين عهدي بك حسن الجسم وأراك قد اصفر لونك ونحل جسمك وذهب شعرك فقال كيف لو رأيتني في قبر بعد ثلاث وقد ابتدرت الحدقتان على وجنتي وسال منخراي وفمي صديدا ودودا لكنت أشد لي نكرة وبإسناده أن عمر خطب فقال يا أيها الناس أتقوا الله فإن في تقوى الله خلفا من كل شيء وليس لتقوى الله خلف وإنه قال معول المؤمنين الصبر وبإسناده الصحيح أن رجلا سأل عمر عن شيء من الأهواء فقال الزم دين الصبي والأعرابي واله عما سوى ذلك وبإسناده الصحيح عن عمر بن ميمون قال كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة وبإسناده أن رجلا نال من عمر فقيل له ما يمنعك منه فقال إن المتقي ملجم وأن عمر كتب إلى الأمراء لا تركبوا في الغزو إلا أضعف دابة في الجيش سيرا وأنه قال إقامة الحدود عندي كإقامة الصلاة وأنه كتب إلى عامله باليمن أما بعد فإني أكتب إليك أن ترد على المسلمين مظالمهم فتراجعني ولا تعلم بعد المسافة بيني وبينك ولا تعرف حدث الموت حتى لو كتبت إليك برد شاة رجل كتبت أردها عفراء أم سوداء فرد على المسلمين مظالمهم ولا تراجعني وأن رجلا قال له أبقاك الله فقال هذا قد فرغ منه ادع لي بالصلاح وأنه كان ينهي بناته أن ينمن مستلقيات وقال لا يزال الشيطان مطلا على إحداكن إذا استلقت يطمع فيها وأنه سئل عن الجمل وصفين وما كان فيهما فقال تلك دماء كف الله يدي عنها فأنا أكره أن أغمس لساني فيها وأن رجلا قال لعمر لو تفرغت لنا فقال وأين الفراغ ذهب الفراغ فلا فراغ إلا عند الله وأنه قيل له أن يتحفظ في طعامه وشرابه من السم وفي خروجه بحرس كعادة من قبله فقال وأين هم فلما أكثر عليه
341(2/340)
قال اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي
وعن مجاهد قال أتينا عمر بن عبد العزيز ونحن نرى أنه سيحتاج إلينا فما خرجنا من عنده حتى احتجنا إليه وبإسناده أن عمر كان إذا سمر في أمر العامة أسرج من بيت المال وإذا سمر في أمر نفسه أسرج من مال نفسه فبينما هو ذات ليلة إذا نعس السراج فقام فأصلحه فقيل إنا نكفيك قال أنا عمر حين قمت وأنا عمر حين جلست وأنه قال ما كذبت منذ علمت أن الكذب شين وأنه احتبس غلاما له يحتطب له فقال له الغلام الناس كلهم بخير غيري وغيرك قال اذهب فأنت حر وأنه قال والله لوددت لو عدلت يوما واحدا وأن الله تعالى قبضني وعن ميمون بن مهران قال أقمت عند عمر ستة أشهر ما رأيته غير رداءه إلا أنه كان يغسله بنفسه من الجمعة إلى الجمعة وعن سعيد بن سويد أن عمر صلى بهم الجمعة وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه فلما فرغ جلس وجلسنا معه قال فقال له رجل من القوم يا أمير المؤمنين إن الله قد أعطاك فلو لبست وصنعت فنكس مليا حتى عرفنا أن ذلك قد ساءه ثم رفع رأسه ثم قال إن أفضل القصد عند الجدة وأفضل العفو عند القدرة وأحوال عمر بن عبد العزيز وفضائله غير منحصرة وفيما أشرنا إليه كفاية وكان مرضه الذي توفي فيه عشرين يوما وقيل له من توصي بأهلك فقال إن ولي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين وأوصى أن يدفن معه شيء كان عنده من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وأظفار من أظفاره وقال إذا مت فاجعلوه في كفني ففعلوا ذلك وعن يوسف بن ماهك قال بينما نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز سقط علينا رق من السماء مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار
باب عمرو
اتفقوا على أن اسم عمرو يكتب في حالتي الرفع والجر بالواو ولا يكتب في النصب واو قالوا وكتبت الواو للفرق بينه وبين عمر وحذفت في النصب لحصول الفرق بالألف وجعلت الواو فيه دون عمر لخفة عمرو بثلاثة أشياء فتح أوله وسكون ثانيه وصرفه فلا يجحف به الزيادة بخلاف عمر
443 عمرو بن أمية الضمري الصحابي رضي الله عنه مذكور في مواضع من نكاح المختصر وفي وكالة المهذب هو أبو أمية عمرو بن أمية بن خويلد بن
342(2/341)
عبد الله بن أياس بن عبيد الله بن ناشرة بن كعب بن جدي بضم الجيم وفتح الدال المهملة المخففة ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمري الصحابي الحجازي أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة وأول مشاهده بئر معونة بالنون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه في أموره وبعثه عينا إلى قريش وحده فحمل خبيب بضم الخاء ابن عدي من الخشبة الى صلبوه عليها وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي وكيلا فتزوج له أم حبيبة بنت أبي سفيان وكان من أنجاد العرب ورجالها وقال ابن عبد البر إنما أسلم بعد غزوة أحد والمشهور الأول قالوا وأسرته بنو عامر يوم بئر معونة فأعتقوه عن رقبة كانت عليهم روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديث وللبخاري آخر روى عنه بنوه الثلاثة جعفر والفضل وعبد الله وآخرون توفي بالمدينة قبيل وفاة معاوية
444 عمرو بن تغلب الصحابي بفتح المثناة فوق وإسكان الغين المعجمة وكسر اللام هو عمرو بن تغلب العبدي من عبد القيس وقيل هو من بكر بن وائل وقيل من النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وجميع المذكور في نسبه يرجع إلى أسد بن ربيعة فهو ربعي بالاتفاق صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم سكن البصرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين رواهما البخاري روى عنه الحسن البصري لم يرو عنه غيره ثبت في صحيح البخاري عن عمرو بن تغلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو شيء فقسمه فأعطى رجالا وترك رجالا فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحمد الله تعالى ثم أثنى عليه ثم قال أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي ولكني أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم
445 عمرو بن الجموح بفتح الجيم بن زيد بن حرام بالحاء ابن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بكسر اللام الأنصاري السلمي من بني جشم بن الخزرج شهد العقبة واختلفوا في شهوده بدرا واستشهد يوم أحد ودفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر في قبر واحد وكانا صهرين ورووا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنفر من بني سلمة (سيدكم عمرو بن الجموح) وكان عمرو سيدا من سادات بني سلمة وشريفا من أشرافهم وكان له أربعة بنين يقاتلون مع النبي صلى الله عليه وسلم ورووا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه حين
343(2/342)
استشهد (لقد رأيته في الجنة)
446 عمرو بن الحارث بن أبي ضرار بن عائذ بن مالك بن جذيمة بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة ابن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي المصطلقي الكوفي أخو جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها والمصطلق الذي نسب إليه هو جذيمة وعمرو هذا صحابي روى له البخاري حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى له غيره روى عنه السبيعي وغيره
447 عمرو بن حريث الصحابي هو أبو سعيد عمرو بن حريث آخره ثاء مثلثه ابن عمرو بن عمرو بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي سكن الكوفة وهو أول قرشي اتخذ بالكوفة دارا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ومسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه ودعا له بالبركة في صفقته وبيعته فكسب مالا عظيما فكان من أغنى أهل الكوفة وولي لبني أمية بالكوفة وشهد القادسية وأبلى فيها توفي النبي صلى الله عليه وسلم وله اثنا عشرة سنة وقيل حملت به أمه عام بدر توفي سنة خمس وثمانين وله عقب بالكوفة روى عنه ابنه جعفر وجماعة من التابعين
448 عمرو بن حزم الصحابي تكرر في المهذب في صلاة العيد وفي القصاص والديات هو أبو الضحاك ويقال أبو محمد عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بفتح اللام وإسكان الواو بذال معجمة ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري المدني وقيل في نسبه غير هذا أول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على نجران باليمن وهو ابن سبع عشرة سنة وبعث معه كتابا فيه الفرائض والسنن والصدقات والجروح والديات وكتابه هذا مشهور في كتب السنن رواه أبو داود والنسائي وغيرهما مفرقا وأكملهم له رواية النسائي في الديات ولم يستوفه أحد منهم في موضع روى عنه ابنه محمد والنضر بن عبد الله السلمي وزياد بن نعيم الحضرمي توفي بالمدينة سنة إحدى وقيل ثلاث وقيل أربع وخمسين
449 عمرو بن دينار التابعي تكرر في المختصر وذكره في المهذب في مواضع منها مسألة عدة امرأة المفقود وفي وسط باب استيفاء القصاص وفي عدد الشهور هو أبو محمد عمرو بن دينار المكي الجمحي مولاهم سمع ابن عمر وابن عباس وابن عمرو وجابرا والمسور وآخرين من الصحابة وخلائق من أئمة التابعين
344(2/343)
كسعيد بن المسيب وطاوس وعطاء ابن أبي رباح وأروى ومحمد بن علي وسالم بن عبد الله ومجاهد وسعيد بن جبير وابن أبي مليكة وسليمان بن يسار ووهب بن عتبة والزهري وأشباههم روى عنه جعفر الصادق وأيوب وقتادة ومسعر وابن أبي نجيح والسفيانان والحمادان وخلائق من الأئمة وأجمعوا على جلالته وإمامته وتوثيقه وهو أحد أئمة التابعين وأحد المجتهدين أصحاب المذاهب قال سفيان بن عيينة هو ثقة ثقة ثقة ثقة أربع مرات قال وحديث أسمعه من عمرو أحب إلي من عشرين من غيره وكان شعبة لا يقدم عليه أحدا وكان مولى ولكن شرفه بالعلم وقال ابن أبي نجيح ما رأيت أفقه من عمرو بن دينار لا طاوس ولا عطاء ولا مجاهد توفي سنة ست وعشرين ومائة وقيل سنة خمس وقيل تسع وهو ابن ثمانين سنة
450 عمرو بن سلمة بكسر اللام مذكور في المهذب في أول باب صفة الأئمة هو أبو بريد بموحدة مضمومة وراء وقيل أبو يزيد بمثناه وزاي والصحيح المشهور الأول عمرو بن سلمة بن نقيع وقيل ابن قيس الجرمي البصري ثبت في صحيح البخاري أنه كان يؤم قومه وهو صبي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان أكثرهم قرآنا قالوا ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم وقيل رآه وليس بشيء وأبوه صحابي روى عن عمر وأبو قلابة وأيوب وعاصم الأحول وأبو الزبير المكي وغيرهم
451 عمرو بن الشريد مذكور في المختصر والمهذب في الشهادات في سماع الشعر وهو تابعي وأبوه صحابي سبق بيانه في ترجمته وهو أبو الوليد عمرو بن الشريد بن شريد الثقفي الطائفي روى عن أبيه وابن عباس وأبي رافع روى عنه الزهري وإبراهيم بن ميسرة وآخرون وهو ثقة روى له البخاري ومسلم
452 عمرو بن شعيب تكرر في المختصر والمهذب تكريرا كثيرا هو أبو إبراهيم عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي
345(2/344)
المدني ويقال المكي ويقال الطائفي سمع أباه ومعظم رواياته عنه وسعيد بن المسيب وطاوسا وعروة ومجاهدا وسليمان بن يسار وغيرهم روى عنه عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار والزهري ويحيى الأنصاري وثابت البناني وأبو إسحاق الشيباني وأيوب السختياني وأبو حازم وداود بن أبي هند وقتادة والحكم ووهب بن منبه والزبير بن عدي ومحمد بن إسحاق بن بشار ومكحول وحميد الطويل وهشام بن عروة ويزيد بن أبي حبيب ويحيى بن أبي كثير وحريز بن عثمان بالحاء وبالزاء في آخره وعبد العزيز بن رفيع وداود بن قيس وغيرهم وكل هؤلاء المذكورين تابعيون وهذا مما استدلوا به على جلالته فإنه ليس بتابعي بل هو من تابعي التابعين روى عنه نيف وعشرون من التابعين وفيهم عطاء وشبهه من الأعلام قال الأوزاعي ما رأيت قرشيا أكمل من عمرو بن شعيب وقال البخاري رأيت أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن راهوية يحتجون بحديث عمرو بن سعيد عن أبيه عن جده قال البخاري من الناس تعدهم قال ابن أبي حاتم سئل يحيى بن معين عنه فغضب فقال ما شأنه روى عنه الأئمة وروى مالك عن رجل عنه وفي رواية عن ابن معين قال إذا حدث عن أبيه عن جده فهو كتاب قال فمن ههنا جاء ضعفه وسئل أبو حاتم الرازي أيما أحب إليك عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أو بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال عمرو أحب إلي وقال أبو زرعة روى عنه الثقات وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده وإنما سمع أحاديث كثيرة وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها وقال أبو زرعة أيضا هو مكي ثقة في نفسه وقال أحمد العجلي هو ثقة وقال يحيى بن سعيد القطان هو ثقة يحتج به وفي رواية عنه قال هو واهي الحديث وقال الدارمي هو ثقة روى عنه الذين نظروا في أحوال الرجال كأيوب والزهري والحكم قال واحتج أصحابنا بحديثه وقال جرير كان مغيرة لا يعبأ بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وقال سفيان بن عيينة حديثه عن أبيه عن جده عند الناس فيه شيء وقال ابن عدي قال أبو داود قال أحمد بن حنبل أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديثه عن أبيه عن جده وإذا شاءوا تركوه وقال إسحاق بن راهويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كأيوب عن نافع عن ابن عمر وقال ابن عدي روى عنه أئمة الناس وثقاتهم ولكن أحاديثه عن أبيه عن جده مع احتمالهم إياه لم يدخلوها في الصحاح وأنكر بعضهم سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو وقال إنما سمع أباه محمد بن
346(2/345)
عبد الله بن عمرو فتكون رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وهذا إنكار ضعيف وأثبت الدارقطني وغيره من الأئمة سماع شعيب من عبد الله وقال أبو بكر النيسابوري صح سماع شعيب من جده عبد الله واعلم أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه والمهذب قال في كتاب اللمع في الأصول لا يجوز الإحتجاج بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لإحتمال أن المراد جده الأدنى وهو محمد فيكون مرسلا وكذا قال غيره من أصحابنا لا يجوز الإحتجاج به وقد أكثر صاحب المهذب في المهذب من الإحتجاج به وهذا مما ينكر عليه وجوابه أن الصحيح المختار صحة الإحتجاج به عن أبيه عن جده كما قاله الأكثرون كما سبق فاختار في المهذب هذا المذهب المختار والله أعلم
453 عمرو بن العاصي الصحابي تكرر فيها كثيرا والجمهور على كتابة العاصي بالياء وهو الفصيح عند أهل العربية ويقع في كثير من كتب الحديث والفقه أو أكثرها بحذف الياء وهي لغة وقد قرىء في السبع نحوه كالكبير المتعال والداع ونحوهما هو أبو عبد الله ويقال أبو محمد عمرو بن العاصي بن وائل بن هاشم بن سعيد بضم السين وفتح العين ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السهمي أسلم عام خيبر أول سنة سبع وقيل أسلم في صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر وقيل غير ذلك وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة فأسلموا ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل على جيش هم ثلاثمائة فلما دخل بلادهم استمده فأمده بجيش من المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم وقال لأبي عبيدة لا تختلفا واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمان فلم يزل عليها حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرسله أبو بكر رضي الله عنه أميرا إلى الشام فشهد فتوحه وولي فلسطين لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم أرسله عمر في جيش إلى مصر ففتحها ولم يزل واليا عليها حتى توفي عمر ثم أقره عثمان عليها أربع سنين ثم عزله فاعتزل عمرو بفلسطين وكان يأتي المدينة أحيانا ثم استعمله معاوية على مصر فبقي عليها حتى توفي واليا عليها ودفن بها وكانت وفاته ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين وقيل ثنتين وقيل أربع وقيل ثمان وقيل إحدى وخمسين والأول أصح وكان عمره سبعين سنة وصلى عليه ابنه عبد الله وكان من أبطال العرب ودهاتهم وكان قصيرا وذا رأي ولما حضرته الوفاة قال اللهم أمرتني فلم
347(2/346)
أأتمر ونهيتني فلم أنزجر ولست قويا فأنتصر ولا بريئا فأعتذر ولا مستكبرا بل مستغفرا لا إله إلا أنت فلم يزل يرددها حتى توفي وفي وفاته حديث مليح في كتاب الإيمان من صحيح مسلم روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وثلاثون حديثا اتفقا على ثلاثة ولمسلم حديثان وللبخاري بعض حديث روي عنه أبو عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم وعروة بن الزبير وعبد الرحمن بن شماسة بفتح الشين وضمها وأما حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاصي) فضعيف رواه الترمذي من رواية ابن لهيعة وقال لا يعرف إلا من حديث ابن لهيعة وإسناده ليس بالقوي
454 عمرو بن عبسة الصحابي رضي الله عنه ذكره في المهذب في أول صفة الوضوء وفي باب الهدنة لا ذكر له في هذه الكتب في غيرها هو أبو نجيح وقيل أبو شعيب عمرو بن عبسة بعين مهملة ثم باء موحدة مفتوحتين ثم سين مهملة على وزن عدسة وهذا الضبط لا خلاف فيه بين أهل الحديث والأسماء والتواريخ والسير والمؤتلف وغيرهم من أهل الفنون ورأيت جماعة ممن صنف في ألفاظ المهذب يزيدون فيه نونا وهذا غلط فاحش ومنكر ظاهر وإنما ذكرته تنبيها عليه لئلا يغتر به وهو عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب ويقال خفاف بن امرىء القيس بن بهثة بموحدة مضمومة ثم هاء ساكنة ثم مثلثة ابن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة ابن قيس عيلان بالعين المهملة
348(2/347)
ابن مضر بن نزار السلمي الصحابي الصالح أسلم قديما وثبت في صحيح مسلم أنه كان رابع أربعة في الإسلام وأنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فأسلم رابع أربعة وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الإقامة معه بمكة فقال إنك لا تقدر على ذلك الآن ولكن ارجع إلى قومك فإذا سمعت بخروجي فأتني وأنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى المدينة مهاجرا وحديث هجرته طويل مشتمل على جمل من أنواع العلم والأصول والقواعد وهو بطوله في صحيح مسلم قبيل صلاة الخوف وكان أخا أبي ذر لأمه وقدم المدينة بعد الخندق فسكنها ثم نزل الشام روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثون حديثا روى مسلم منها الحديث المذكور روى عنه جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود وأبو إمامة وسهل بن سعد وجماعة من التابعين سكن حمص وتوفي بها
455 عمرو بن أبي عمرو مذكور في المهذب في آخر باب حد الزنا هو أبو عثمان عمرو بن أبي عمرو واسم أبي عمرو ميسرة مولى المطلب بن عبد الله القرشي المخزومي سمع أنس بن مالك ومولاه المطلب وعكرمة وسعيد بن جبير والمقبري روى عنه مالك بن أنس ويزيد بن الهاد وسليمان بن بلال والدراوردي وآخرون قال أحمد بن حنبل ليس به بأس وقال ابن معين هو ضعيف ليس بالقوي وقال أبو زرعة ثقة وقال لا بأس به وقال ابن عدي لا بأس به لأن مالكا روى عنه ولا يروي مالك إلا عن صدوق ثقة وروى له البخاري ومسلم توفي في أول خلافة المنصور
456 عمرو بن عوف جد كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ذكره في المهذب في صفة صلاة العيد كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده هو أبو عبد الله عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة بضم الميم وقيل ملحة بضمها أيضا ابن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر المزني كان قديم الإسلام يقال هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال أول مشاهده الخندق وكان أحد البكائين في غزوة تبوك الذين نزل فيهم قوله تعالى {تولوا وأعينهم تفيض من الدمع} توفي في آخر خلافة معاوية له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ومزينة التي ينسبون إليها هي أم أولاد عثمان بن عمرو
457 عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مارن بن النجاري الأنصاري الخزرجي المازني المدني الصحابي شهد العقبة وبدرا وهو والد الحجاج بن عمرو بن غزية وأخوته الحارث
349(2/348)
وعبد الرحمن وزيد وسعيد وأكبرهم الحارث له صحبة وأختلف في صحبة الحجاج ولم يصح لغيرهما من ولده صحبة قاله ابن عبد البر قالوا وعمرو هو الذي أصاب من امرأة أجنبية كل شيء سوى الجماع ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم تائبا فصلى العصر فأنزل الله تعالى توبته {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحديث مشهور في الصحيحين لكن لم يعين اسمه فيهما
458 عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن خضم بضم الخاء وإسكان الضاد المعجمتين ابن عمرو بن زبيد الأصغر وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مارن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج المذحجي التربيدي الصحابي أبو ثور كذا نسبه ابن عبد البر وقال ابن الكلبي عصم بدل خضم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مراد لأنه كان فارق قومه سعد العشيرة ونزل في مراد ووفد معهم فأسلم وقيل قدم في وفد زبيد وأسلم سنة تسع وقيل سنة عشر قاله الواقدي ورجع إلى بلاده فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد مع الأسود العنسي فسار إليه خالد بن سعيد بن العاصي فقاتله فضربه خالد على عاتقه فانهزم فأخذ خالد سيفه فلما رأى عمرو الإمداد من أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى اليمن أسلم ودخل على المهاجر بن أبي أمية بغير أمان فأوثقه وبعثه إلى أبي بكر فقال له أبو بكر رضي الله عنه أما تستحي كل يوم مأسورا ومهزوما لو نصرت هذا الدين لرفعك الله تعالى قال لا جرم لا أقيلن ولا أعود فأطلقه وعاد إلى قومه ثم عاد إلى المدينة فبعثه أبو بكر رضي الله عنه إلى الشام فشهد اليرموك ثم بعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى العراق وكتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يصدر عن مشورته في الحرب فشهد القادسية وله فيها بلاء حسن استشهد يوم القادسية وقيل بل مات سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بن مقرن وكان يقول الشعر الحسن
459 عمرو بن ميمون أبو عبد الله وقيل أبو يحيى الأودي الكوفي من أود بن صعب بن سعد العشيرة وهو معدود في كبار التابعين أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وسمع عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود ومعاذا وأبا أيوب وأبا مسعود وابن عباس وابن عمرو بن العاص وأبا هريرة وغيرهم من الصحابة وخلفا من التابعين قال أبو إسحاق السبيعي كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضون عمرو بن ميمون وقال ابن معين هو ثقة روى له البخاري ومسلم قالوا وأسلم عمرو بن
350(2/349)
ميمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وحج مائة حجة وقيل سبعين وأدى صدقته إلى عمال النبي صلى الله عليه وسلم قال عمرو بن ميمون قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسولا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السحر رافعا صوته بالتكبير وكان حسن الصوت فألقيت عليه مجنى فما فارقته حتى جعلت عليه التراب ثم صحب ابن مسعود وتوفي سنة خمس وسبعين وقيل سنة أربع وسبعين وهو الذي روى البخاري في صحيحه عنه أنه رأى قردة زنت في الجاهلية فاجتمعت القرود فرجموها
460 عمرو بن يحيى المازني مذكور في المختصر هو عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني التابعي روى عن أبيه وعباد بن تميم ومحمد بن يحيى وعباس بن سهل وغيرهم روى عنه يحيى الأنصاري وأيوب ويحيى بن أبي كثير وابن جريج ومالك والثوري وشعبة وابن عيينة وغيرهم من الأئمة قال أبو حاتم هو ثقة روى له البخاري ومسلم
باب عمارة وعمران وعمار وعمير
461 عمارة الجرمي مذكور في المختصر في أول الحضانة هو بضم العين وهو عمارة بن ربيعة الجرمي روى عن علي بن أبي طالب وعبسة بن سعيد روى عنه يونس الجرمي ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه
462 عمارة بن حمزة بن عبد المطلب الصحابي ابن الصحابي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عبد البر في الصحابة قال وبه كان حمزة يكنى قال وقيل كان يكنى بابنه يعلى قال ولا عقب لحمزة قال وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولعمارة ويعلى ابنى حمزة أعوام ولا أحفظ لهما رواية
463 عمران بن الحصين الصحابي رضي الله عنه متكرر وهو أبو نجيم بضم النون وفتح الجيم عمران بن الحصين بن عبيد بن خلف بن عبد شهم بن سالم بن غاضرة بمعجمتين ابن سلول بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن
351(2/350)
مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان الخزاعي البصري وقيل في نسبه غير هذا أسلم هو وأبو هريرة عام خيبر سنة سبع من الهجرة روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وثمانون حديثا اتفقا منها على ثمانية وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بتسعة
روى عنه أبو رجاء العطاردي واسمه تيم ومطرف بن عبد الله وزرارة بن أوفى وزهدم وعبد الله بن بريدة وابن سيرين والحسن والشعبي وأبو الأسود الدؤلي وآخرون نزل البصرة وكان قاضيها استقضاه عبد الله بن عامر أياما ثم استعفاه فأعفاه توفي بها سنة ثنتين وخمسين وكان الحسن البصري يحلف بالله تعالى ما قدم البصرة راكب خير لهم من عمران وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوات وبعثه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى البصرة ليفقه أهلها وكان من فضلاء الصحابة وكان مجاب الدعوة ولم يشهد تلك الحروب وكان أبيض الرأس واللحية وله عقب بالبصرة وفي صحيح مسلم عن عمران قال قد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد يعني كانت الملائكة تسلم عليه ويراهم عيانا كما جاء مصرحا به في غير صحيح مسلم
واختلف العلماء في حصين والد عمران هل أسلم وله صحبة أم لا قال ابن الجوزي في التلقيح الصحيح إنه أسلم ويؤيد ما قاله أن الترمذي روى في كتابه في باب جامع الدعوات بإسناده عن عمران بن الحصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي (يا حصين كم تعبد اليوم إلها) قال سبعة ستة في الأرض وواحدا في السماء قال (فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك) قال الذي في السماء قال (يا حصين أما أنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك) فلما أسلم قال يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني قال (قل اللهم الهمني رشدي وأعذني من شر نفسي) قال الترمذي هذا حديث حسن غريب
464 عمار بن أبي عمار التابعي مذكور في المهذب في صلاة الجنازة هو أبو عمرو ويقال أبو عمر ويقال أبو عبد الله عمار بن أبي عمار الهاشمي مولاهم سمع أبا قتادة وأبا هريرة وعمران بن الحصين وابن عباس وغيرهم من الصحابة روى عنه عطاء ويونس بن عبيد وخالد الحذاء وحميد الطويل وآخرون واتفقوا على توثيقه روى له البخاري ومسلم
465 عمار بن ياسر الصحابي رضي الله تعالى عنهما تكرر فيها هو أبو
352(2/351)
اليقضان عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بكسر الذال المعجمة ابن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بالمثناة تحت ابن عنس بالنون ابن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب العنسي بالنون الشامي الدمشقي كان من السابقين إلى الإسلام وكان هو وأبوه وأمه سمية ممن أسلم أولا وكان إسلام عمار وصهيب في وقت واحد حين كان النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم وأسلم بعد بضعة وثلاثين رجلا ونقلوا عن مجاهد قال أول من أظهر إسلامه أبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وأمه سمية وكان عمار وأبوه وأمه يعذبون في الله تعالى على إسلامهم ويمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) وقتل أبو جهل سمية فهي أول شهيدة في الإسلام وأبوه ياسر عربي كما ذكرنا نسبة وأمة سمية أمه لأبي حذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي فحالف ياسرا وزوجه إياها فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة فهو مولاه وفي عمار نزل قوله تعالى {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد معه بدرا وأحدا والخندق وجميع المشاهد واختلفوا في هجرته إلى الحبشة
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إثنان وستون حديثا اتفقا على حديثين منها وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بحديث
روى عنه علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو موسى وأبو أمامة وجابر وعبد الله بن جعفر وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وابن المسيب وابن الحنفية وأبو وائل وابنه محمد بن عمار وآخرون من التابعين قتل بصفين مع علي رضي الله عنه في شهر ربيع الأول وقيل الآخر سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وقيل أربع وتسعين سنة وأوصى أن يدفن بثيابه فدفنه علي رضي الله عنه في ثيابه ولم يغسله وكان آدم طوالا لا يغير شيبه وقال قبل أن يقتل أئتوني بشربة لبن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن) وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ويح عمار تقتله الفئة الباغية) وكانت الصحابة يوم صفين يتبعونه حيث توجه لعلمهم بأنه مع الفئة العادلة لهذا الحديث قالوا وكان عمار أول من بنى مسجدا لله تعالى في الإسلام بنى مسجد قباء وشهد قتال اليمامة في زمن أبي بكر رضي الله عنه فأشرف على صخرة ونادى يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون إلي إلي أنا عمار بن ياسر وقطعت أذنه وهو يقاتل أشد القتال واستعمله عمر رضي الله عنه على الكوفة
روينا بالإسناد الصحيح في مسند الإمام أحمد بن حنبل وكتاب الترمذي وغيرهما
353(2/352)
عن علي رضي الله عنه قال (جاء عمار يستأذن علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب) قال الترمذي حديث حسن صحيح وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما) رواه الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم وعن حذيفة رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال (إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وروينا في مسند الإمام أحمد عن علقمة عن خالد بن الوليد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله) هذا منقطع لم يدرك علقمة خالدا
466 عمير مولى آبي اللحم الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في قسم الغنيمة في الرضخ للعبد وآبي اللحم بهمزة ممدودة وكسر الباء واسم آبي اللحم عبد الله وقيل خلف بن عبد الملك وقيل خلف بن مالك بن عبد الله الغفاري قيل له آبي اللحم لأنه كان لا يأكل اللحم وقيل كان لا يأكل ما ذبح للأصنام وآبي اللحم ومولاه عمير صحابيان وشهد عمير خيبر وهو عبد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضخ له وأعطاه سيفا روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث روى مسلم أحدها روى عنه يزيد بن أبي عبيد ومحمد بن زيد بن المهاجر ومحمد بن إبراهيم
467 عمير بن الحمام بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم ابن الجموح بن زيد بن حزام الأنصاري الصحابي شهد بدرا واستشهد بها وهو أول قتيل من الأنصار وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث المطلبي فاستشهدا في وقعة بدر
468 عمير بن سلمة الضمري الصحابي مذكور في المهذب في أول باب الهبة ويقال فيه الضمري والبهزي والزهري والصحيح الضمري كذا رواه النسائي في سننه في حديثه وكذا ذكره البخاري في تاريخه قال ويقال فيه الزهري وقال ابن أبي حاتم الأصح فيه الزهري ويقال البهزي وحديثه المذكور في المهذب صحيح رواه النسائي بإسناد صحيح
469 عمير بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص سبق تمام نسبه في ترجمة سعد وكان عمير صحابيا قديم الإسلام من المهاجرين شهد بدرا واستشهد بها وكان
354(2/353)
عمره ست عشرة سنة استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد المسير إلى بدر فرده فبكى فأجازه وكان سيفه طويلا فعقد عليه حمائله وكان يقول أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة فرزقه الله إياها
470 عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي الصحابي يكنى أبا أمية وهو ابن عم صفوان بن أمية كان لعمير قدر وشرف في قريش وشهد بدرا مع المشركين وهو الذي حرش بين القوم وأنشب الحرب وأسر المسلمون ابنه وهبا فجاء إلى المدينة بمعاقدة بينه وبين صفوان بن أمية ليقتل النبي صلى الله عليه وسلم فقدم المدينة وزعم أنه قدم لفك ابنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (فما الذي شرطت لصفوان) فأسلم عمير وحسن إسلامه ورجع إلى مكة فأسلم على يده ناس كثير رضي الله عنه
باب العين والواو
471 عوف الأعرابي وهو عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري البصري أبو سهل عرف بالأعرابي قال السمعاني ولم يكن أعرابيا روى عن أبي عثمان النهدي وأبي العالية والحسن البصري وابن سيرين وأبي الرجاء وأبي نضرة وزرارة ابن أبي أوفى وآخرين من التابعين روى عنه الثوري وشعبة ومعتمر ويحيى القطان وابن المبارك والنضر بن شميل ويزيد بن هارون وآخرون من الأئمة واتفقوا على توثيقه روى له البخاري ومسلم ولد سنة تسع وخمسين وتوفي سنة ست وقيل سبع وأربعين ومائة
473 عوف بن مالك الأشجعي الصحابي مذكور في المهذب في أول العاقلة وفي كتاب السير في مسألة السلب هو أبو عبد الرحمن ويقال أبو محمد ويقال أبو حماد ويقال أبو عمرو عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي الغطفاني أول مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وشهد معه فتح مكة وكانت معه راية أشجع نزل الشام وسكن دمشق وكانت داره عند سوق الغزل العتيق روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وستون حديثا روى البخاري منها واحدا ومسلم خمسة روى عنه أبو أيوب الأنصاري والمقدام بن معدي كرب وأبو هريرة وروى عنه من التابعين جماعات منهم أبو مسلم وأبو إدريس الخولانيان وجبير بن نفير ومسلم بن قرضة وشداد أبو عمار وراشد بن سعد ويزيد بن الأصم وسليم بن عامر وسالم أبو النضر وأبو بردة بن أبي موسى وشريح بن عبيدة وضمرة بن حبيب وكثير بن مرة وخلق سواهم واتفقوا على أنه توفي
355(2/354)
بدمشق سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك بن مروان وأما قول صاحب المهذب في أول باب العاقلة ابن عوف بن مالك رجع عليه سيفه يوم خيبر فقتله فغلط صريح بل الذي رجع عليه سيفه فقتله عامر بن الأكوع عم سلمة بن عمرو الأكوع وحديثه في الصحيحين مشهور وسأوضح هذا في النوع الثامن في الأوهام إن شاء الله تعالى
473 عون بن عبد الله الراوي عن ابن مسعود مذكور في المختصر هو عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي أخو عبيد الله بن عبد الله أحد الفقهاء السبعة سمع أبن عمر وأبا هريرة ويوسف بن عبد الله بن سلام وعائشة رضي الله عنهم وسمع من التابعين أخاه وأبا بردة وغيرهما وروى ابن مسعود وابن عباس مرسلا لم يسمعهما روى عنه الزهري وأبو الزبير وأبو إسحاق الشيباني ومحمد بن عجلان وآخرون من التابعين قال يحيى بن معين وغيره هو ثقة روى له مسلم
474 عويم بن ساعدة بن عائش بالشين المعجمة ابن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الصحابي رضي الله عنه أسلم قديما وشهد العقبتين وبدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ابن خمس أو ست وستين سنة ووقف عمر على قبره وقال لا يستطيع أحد أن يقول أنا خير من صاحب هذا القبر ما نصبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم راية إلا وعويم تحت ظلها رضي الله عنه
475 عويمر العجلاني الصحابي مذكور في اللعان في هذه الكتب وأيضا في طلاق المهذب هو عويمر بن أبيض الأنصاري العجلاني وقال الطبري هو عويمر بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان وهو صاحب اللعان الذي رمى زوجته بشريك بن السحماء وكان لعانهما في شعبان سنة تسع من الهجرة حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك
باب العين والياء
476 عياش بن أبي ربيعة الصحابي رضي الله عنه الذي كان من المستضعفين بمكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهم في القنوت وهو أبو عبد الرحمن وقيل أبو عبد الله عياش بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي المكي أخو عبد الله بن أبي ربيعة وأخو أبي جهل لأمه وابن
356(2/355)
عمه كان إسلام عياش قديما في أول الأمر قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجر إلى الحبشة وولد له بها ابنه عبد الله ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة هو وعمر بن الخطاب فقام إليه أخواه لأمه أبو جهل والحارث ابنا هشام فقالا إن أمك حلفت لا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتى تراك فرجع معهما فحبساه بمكة وأوثقاه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له ولجماعة من المستضعفين يسميهم بأسمائهم في القنوت واستشهد عياش يوم اليرموك وقال الطبري توفي بمكة روى عنه ابناه عبد الله والحارث وروى عنه نافع مولى ابن عمر مرسلا
477 عياض بن حمار الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول اللقطة هو عياض بن حمار على لفظ الحمار الدابة المعروفة ابن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم التميمي المجاشعي وقيل في نسبه غير هذا وصحف ابن مندة محمد بن سفيان هذا فقال مخمد بالخاء المعجمة وأسقط من نسبه جماعة فغلطوه فيهما نزل عياض البصرة وهو معدود في أهلها روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثون حديثا روى مسلم منها حديثا روى عنه مطرف ويزيد ابنا عبد الله والحسن البصري وغيرهم
478 عياض الأشعري رضي الله عنه مذكور في المهذب في عقد الذمة في دخول المشرك المسجد هو عياض بن عمرو الأشعري سكن الكوفة ذكره ابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم في الصحابة وقال ابن أبي حاتم هو تابعي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة روى عنه الشعبي وسماك بن حرب وحصين
479 عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي أبو سعد وقيل أبو سعيد الصحابي رضي الله عنه أسلم قبل الحديبية وشهدها وكان بالشام مع ابن عمه أبي عبيدة بن الجراح فلما توفي أبو عبيدة استخلفه بالشام فأقره عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال لا أغير أميرا أمره أبو عبيدة وهو الذي فتح بلاد الجزيرة وصالحه أهلها قال الزبير بن بكار وهو أول من أجاز الدروب وكان صالحا فاضلا جوادا وكان يسمى زاد الركب يطعم الناس زاده فإذا نفذ نحر لهم بعيره ولم يزل واليا لعمر على حمص حتى توفي عياض بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنة
480 عياض القاضي الإمام المالكي مذكور في الروضة في كتاب الردة هو
357(2/356)
أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي المالكي من أهل سبتة مدينة معروفة بالمغرب وهو إمام بارع متفنن متمكن في علم الحديث والأصولين والفقه والعربية وله مصنفات في كل نوع من العلوم المهمة وكان من أصحاب الأفهام الثاقبة
قال الإمام أبو القاسم خلف عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال الأنصاري المغربي في كتابه المعروف بالصلة قدم القاضي عياض الأندلس طالبا للعلم وعني بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم وجمع من الحديث كثيرا له عناية كثيرة به واهتمام بجمعه وتقييده وهو من أهل اليقين في العلم والذكاء واليقظة والفهم واستقضي ببلده مدة طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم يطل أمره بها وقد مر علينا بقرطبة في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وأخذنا عنه بعض ما عنده ولد في نصف شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة وتوفي بمراكش سنة أربع وأربعين وخمسمائة رحمه الله
481 العيزار بن سالف عاقر ناقة الله تعالى مذكور في المهذب في باب الهدية هكذا هو في نسخ المهذب العيزار وهو تصحيف بلا خلاف وإنما هو قدار بقاف مضمومة ثم دال مهملة مخففة ثم ألف ثم راء هكذا ذكره جميع أهل التواريخ والقصص والأسماء والجوهري من أهل اللغة وغيرهم وسأوضحه في النوع الثامن في الأوهام إن شاء الله تعالى وسالف بكسر اللام وبعدها فاء
482 عيسى بن أبان الحنفي مذكور في الروضة في ميراث ذوي الأرحام هو أبو موسى عيسى بن أبان بن صدقة قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات كان من أصحاب الحديث ثم غلب عليه الرأي قال وتفقه على محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة قال أبو حازم القاضي ما رأيت لأهل بغداد حدثا أزكى من عيسى بن أبان وبشر بن الوليد
483 عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم تكرر في هذه الكتب هو عبد الله ورسوله وكريمته وروح منه قال الله تعالى {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين} وقال تعالى {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ومصدقا لما بين يدي من التوراة}
358(2/357)
) الآية وقال تعالى {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} وقال تعالى {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك} الآية وقال تعالى {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} إلى قوله تعالى {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله} وقال تعالى {إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس} إلى آخر السورة وقال تعالى {قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا} إلى آخر الآيات والآيات في فضله كثيرة مشهورة وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما من بني آدم من مولود إلا نخسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من نخسه إياه إلا مريم وابنها) وروياه من طرق بإلفاظ متقاربة وفي بعضها ثم قال أبو هريرة إقرأوا إن شئتم {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أنا أولى الناس بابن مريم في الدنيا والآخرة ليس بيني وبينه نبي الأنبياء أخوة أبناء علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد) رواه البخاري ومسلم
وفي الصحيحين في حديث الإسراء عن أنس (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في السماء الثانية ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكرياء)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم حين أسري به قال ولقيت عيسى فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس يعني حماما وفي الصحيحين عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق فقال له أسرقت قال كلا والذي لا إله إلا هو فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني
وفي الصحيحين عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها) ثم يقول أبو هريرة واقرأوا إن شئتم {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته}
وفي الصحيحين عن عبادة بن
359(2/358)
الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ينزل عيسى على المنارة البيضاء شرقي دمشق) قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي في كتابه العرائس اختلف العلماء في مدة حمل مريم بعيسى فقيل تسعة أشهر وقيل ثمانية أشهر وقيل ستة وقيل ساعة وقيل ثلاث ساعات ووضعته عند الزوال وهي بنت عشر سنين وكانت حاضت قبله حيضتين وقيل كانت بنت خمس عشرة سنة وقيل ثلاث عشرة وأنه كلم الناس وهو ابن أربعين يوما ثم لم يتكلم بعدها حتى بلغ زمن كلام الصبيان وكان زاهدا لم يتخذ بيتا ولا متاعا وكان قوته يوما بيوم وكان سياحا في الأرض وكان يمشي على الماء ويبرىء الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله ويخبرهم بما يأكلون ويدخرون في بيوتهم وكان له الحواريون الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه وهم الأنصار وكانوا اثني عشر رجلا وكانوا أصفياءه وأنصاره ووزراءه وقيل كانوا أولاد صيادين وقيل قصارين وقيل ملاحين ومما أكرمه الله تعالى به تأييده بروح القدس قال الله تعالى {وأيدناه بروح القدس} قيل هو الروح الذي نفخ فيه وقيل جبريل الذي كان يأتيه ويسير معه وقيل هو اسم الله الأعظم وبه كان يحيي الموتى ويري الناس تلك العجائب ومنها علمه التوراة والإنجيل وكان يقرأهما حفظا ومنهما أنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله
قال الثعلبي قالوا وإنما كان يخلق الخفاش خاصة لأنه أكمل الطير خلقة له ثدي وأسنان ويلد ويحيض ويطير قال قال وهب بن منبه كان يطير حتى يغيب عن الناس ثم يقع ميتا حتى يتميز فعل الله تعالى من فعل غيره ومنها إبرائه الأكمه والأبرص والأكمه الذي ولد أعمى وإنما خص هذين لأنهما لا يرجى زوالهما ولا حيلة للمخلوقين فيهما وكان زمن الأطباء فظهرت بهما المعجزة ومنها إحيائه الموتى قالوا فأحيا جماعة منهم العاذر أحياه بعد موته ودفنه بثلاثة أيام فقام وعاش مدة وولد له بعد ذلك ومنهم ابن العجوز وقصته مشهورة أحياه وهو محمول على نعشه في أكفانه فعاش وولد له ومنهم بنت العاشر أحياها وولدت بعد ذلك ومنهم سام بن نوح صلى الله عليه وسلم وعزير وقصتهما مشهورة ومنها أخباره بالمغيبات قال الله تعالى إخبارا عنه {وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم} ومنها مشيه على الماء ومنها نزول المائدة عليه من السماء
360(2/359)
بنص القرآن ومنها رفعه إلى السماء هذا مختصر ما ذكره الثعلبي
وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ينزل عيسى ابن مريم من السماء ويقتل الدجال بباب لد) وأحاديثه في قصة الدجال مشهورة في الصحيح وينزل عيسى حكما عدلا كما سبق في الحديث الصحيح لا رسولا وأنه يصلي وراء الإمام منا تكرمة من الله تعالى لهذه الأمة وجاء أنه يتزوج بعد نزوله ويولد له ويدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم
فصل
قال الجوهري في صحاحه عيسى اسم عبراني أو سرياني وجمعه عيسون بفتح السين ومررت بالعيسين ورأيت العيسين قال وأجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء ولم يجزه البصريون قالوا لأن الألف إنما سقطت لاجتماع الساكنين فوجب أن تبقى السين مفتوحة كما كانت سواء كانت الألف أصلية أم غيرها وكان الكسائي يفرق بينهما ويفتح في الأصلية فيقول معطون ويضم في غيرها فيقول عيسون والنسبة عيسوي بقلب الياء واوا وإن شئت حذفتها فقلت عيسى وموسى بكسر السين والله أعلم
484 عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي والهمداني بإسكان الميم وبدال مهملة الكوفي أخو إسرائيل بن يونس رأى جده أبا إسحاق ولم يسمعه وسمع إسماعيل بن أبي خالد وعبيد الله العمري وهشام بن عروة والأعمش وعوفا الأعرابي ومالك بن أنس والأوزاعي وشعبة وخلائق من الأئمة روى عنه أبو يونس والقعنبي وابن وهب وحماد بن سلمة وإسحاق بن راهويه وداود بن عمرو والوليد بن مسلم ومروان بن محمد وأبو مسهر وهشام بن عمار وعلي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة ويحيى بن حسان وأحمد بن حنبل والوليد بن شجاع وغيرهم من الأئمة وأجمعوا على جلالته وتوثيقه وارتفاع مرتبته وكان يسكن الشام سئل عنه ابن المديني فقال بخ بخ ثقة مأمون وقال أبو زرعة هو ثقة حافظ وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال عيسى يسئل عنه وأقوالهم بنحو هذا كثيرة مشهورة
روينا عن محمد بن المنذر قال حج الرشيد ومعه ابناه الأمين والمأمون فدخل الكوفة وقال لأبي يوسف قل للمحدثين يأتونا فيحدثونا فلم يتخلف عنه من شيوخ الكوفة إلا عبد الله بن إدريس وعيسى بن يونس فركب الأمين والمأمون إلى عبد الله بن إدريس
361(2/360)
فحدثهما بمائة حديث فقال المأمون لابن إدريس يا عم أتأذن لي أن أعيدها عليك من حفظي فأعادها كما سمعها وكان ابن إدريس من أهل الحفظ فعجب من حفظ المأمون وقال المأمون يا عم إلى جانب مسجدك دار إن أذنت اشتريناها ووسعنا بها المسجد فقال ما بي إلى هذا حاجة قد أجزأ من كان قبلي وهو يجيزني فنظر إلى قرح في يد الشيخ فقال إن معنا متطببين وأدوية أفتأذن لي أن أعالجك قال لا هذا قد طهر بي مثله وبرىء فأمر له بجائزة وصدرا إلى عيسى بن يونس فحدثهما فأمر له المأمون بعشرة آلاف فأبى أن يقبلها فظن أنه استقلها فأمر له بعشرين ألفا فقال عيسى لا ولا أهليلجة ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو ملئت لي هذا المسجد إلى السقف فانصرف من عنده ومناقبه كثيرة
قال أحمد بن حباب غزا عيسى بن يونس خمسا وأربعين غزوة وحج خمسا وأربعين حجة قال ابن سعد توفي بالحدث أول سنة إحدى وتسعين ومائة وقال البخاري سنة سبع وثمانين وقال أبو داود سنة ثمان وثمانين
485 عيينة بن حصين الصحابي المؤلف مذكور في المختصر في قسم الفيء ثم في خراج السواد وفي المهذب في قسم الصدقات وقال في المختصر في خراج السواد عيينة بن بدر وهما صحيحان نسب إلى جد جده هو أبو مالك عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويرية بن لوزان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بالمهملة الفزاري أسلم بعد الفتح وقيل قبله وشهد حنينا والطائف وكان من المؤلفة والأعراب الجفاة أرتد وتبع طليحة الأسدي وقاتل معه فأسرته الصحابة وحملوه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأسلم فأطلقه وهو عم الحر بن قيس وكان الحر رجلا صالحا من أهل القرآن له منزلة رفيعة عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حرف الغين المعجمة
486 غيلان بن سلمة الصحابي مذكور في النكاح من هذه الكتب لكن صحفة في الوسيط فقال سلمة بن غيلان والصواب غيلان وسنوضح غلطه في نوع الأوهام إن شاء الله تعالى هو غيلان بن سلمة بن معيب بفتح العين المهملة وكسر المثناة تحت المشددة ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف بن منبه بن بكر بن
362(2/361)
هوازن أسلم بعد فتح الطائف وكان تحته عشر نسوة فأسلمن معه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعا منهن ويفارق باقيهن وكان أحد أشراف ثقيف ومقدميهم ووفد على كسرى وله معه خبر عجيب وكان شاعرا محسنا توفي في آخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حرف الفاء
487 الفرافصة أبو حسان التابعي مذكور في المهذب في أوائل الصيد والذبائح هو بضم الفاء بلا خلاف
488 فرعون عدو الله مذكور في الروضة في الوصية قال العلماء بالتواريخ هو فرعون موسى عمر أربعمائة سنة وكان اسمه وليد بن مصعب وقيل غير ذلك وليس في الفراعنة أعتى منه وليس هو فرعون يوسف عليه السلام لأن فرعون يوسف أسلم على يديه والله أعلم
489 فروة بن عامر وقيل ابن عمرو وقيل ابن نفاثة بضم النون وبعدها فاء ثم ألف ثم مثلثة وقيل ابن نباتة وقيل ابن نعامة الجذامي ذكر هذه الأقوال فيه ابن الأثير أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم بغلته البيضاء سكن عمان بفتح العين وتشديد الميم من أرض البلقاء بالشام وقال ابن إسحاق منزله معان وما حولها وكان عاملا للروم على من يليهم من العرب فأسلم وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه وأهدى البغلة فلما سمعت الروم بإسلامه طلبوه فصلبوه على ذلك رضي الله عنه
490 فضالة بن عبيد الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الربا وفي آخر السرقة وهو بفتح الفاء وهو أبو محمد فضالة بن عبيد بن نافذ بالمعجمة ابن قيس بن صهيب بن الأحرم بن جحجبا بجيمين مفتوحتين بينهما حاء ساكنة وبباء موحدة ابن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي العمري أول مشاهده أحد شهدها وما بعدها من المشاهد ومنها بيعة الرضوان وشهد فتح مصر وسكن دمشق وولي قضاءها لمعاوية وأمره على غزو الروم في البحر روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسون حديثا روى مسلم منها حديثين روى عنه ثمامة بن سعد وعلي بن رباح بضم العين وقيل بفتحها وحنش الصنعاني وسلمة بن صالح وعمرو بن مالك وعبد الله بن محيرز وآخرون توفي بدمشق ودفن بباب الصغير سنة ثلاث
363(2/362)
وخمسين وقيل سنة تسع وستين والصحيح الأول فقد نقلوا أن معاوية حمل نعشه وقال لابنه أعني يا بني فإنك لا تحمل بعده مثله وتوفي معاوية سنة ستين وكان لفضالة عقب بدمشق
491 الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الصحابي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تكرر في المختصر والمهذب كنيته أبو عبد الله وقيل أبو محمد وقيل أبو العباس أمه وأم أخواته أم الفضل لبابة بنت الحارث الكبرى وبه كانت هي والعباس يكنيان شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا وثبت معه يوم حنين حين انهزم الناس وشهد معه حجة الوداع وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه وراءه ليلة المزدلفة وكان من أجمل الناس وحضر غسل النبي صلى الله عليه وسلم وكان يصب الماء على علي رضي الله عنه روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرون حديثا اتفقا منها على حديثين روى عنه أخوه عبد الله وأبو هريرة وربيعة بن الحارث توفي بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة هذا هو الأصح وقيل استشهد يوم أجنادين وقيل يوم مرج الصفر وكلاهما سنة ثلاث عشرة وقيل يوم اليرموك سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ولم يترك ولدا إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري
492 فضل بن يزيد الرقاشي مذكور في المهذب في كتاب السير في الآمان هكذا هو في النسخ فضل بن يزيد وهو تصحيف بلا خلاف وصوابه فضيل بضم الفاء وزيادة ياء في فضل وحذفها من يزيد هكذا ذكره أئمة هذا الفن أبو عبد الله البخاري في تاريخه وابن أبي حيثمة في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وخلائق لا يحصون
قال البخاري هو فضيل بن زيد أبو حسان الرقاشي يعد في البصريين
وقال ابن أبي حاتم هو فضيل بن زيد الرقاشي أبو حسان روى عن عمر يعني ابن الخطاب وعبد الله بن مغفل روى عنه عامر الأحول قال يحيى بن معين هو صدوق بصري ثقة والرقاشي بفتح الراء وتخفيف القاف منسوب إلى رقاش قبيلة معروفة من ربيعة
493 فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر أبو علي التميمي اليربوعي الزاهد ولد بسمرقند ونشأ بأبيود وكتب الحديث بالكوفة ثم تحول إلى مكة فاستوطنها حتى توفي بها أول سنة تسع وثمانين ومائة سمع سليمان التيمي وحصين بن عبد الرحمن ومنصور بن المعتمر والأعمش وحميد الطويل ويحيى الأنصاري وعبد الله بن
364(2/363)
عمر العمري والعلي بن المسيب ومحمد بن إسحاق وجعفر الصادق وعطاء بن السائب وزياد بن سعد ومسلما الأعور وأشعث بن سوار وأبا هارون العبدي وعوف الأعرابي ومجالد بن سعيد وبيان بن بشر وأبا إسحاق الشيباني وعبد العزيز بن رفيع ومحمد بن عجلان ومحمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى وأبان ابن أبي عياش ونظر بن خليفة وليث بن أبي سليم وسفيان الثوري ويحيى بن عبيد الله وهشام بن حسان وغيرهم من الأئمة
روى عنه خلائق من الأئمة منهم الثوري وابن عيينة ويحيى القطان وحسين بن علي الجعفي وابن المبارك والشافعي والحميدي والقعنبي وابن مهدي ويحيى بن يحيى ويحيى بن صالح ومسدد وقتيبة ويحيى الحماني ومؤمل بن إسماعيل وإسحاق بن منصور وآخرون وأجمعوا على توثيقه والإحتجاج به وصلاحه وزهده وورعه ونحوها من طرائق الآخرة
قال أحمد بن عبد الله العجلي هو ثقة كوفي متعبد رجل صالح
وقال ابن سعد كان ثقة ثبتا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث
قيل للفضيل لما تحدث جعفر بن يحيى قال أنا أجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحدث به جعفر بن يحيى
وروينا عن إسحاق بن إبراهيم الطبري قال ما رأيت أحدا أخوف على نفسه وأرجى للناس من الفضيل
وكان صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبة للحديث وكان يثقل عليه الحديث جدا
وقال الفضيل من عرف الناس استراح يعني أنهم لا يضرون ولا ينفعون وقال ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة وقال ترك العمل بسبب الناس رياء والعمل بسببهم شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما وحكمه ومناقبه كثيرة مشهورة
494 فيروز الديلمي الصحابي رضي الله عنه مذكور في نكاح المشرك من المختصر والمهذب هو أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو الضحاك فيروز الديلمي قال محمد بن سعد من أهل الحديث من يقول فيروز الديلمي ومنهم من يقول فيروز بن الديلمي وهو واحد ويقال له الحميري لنزوله في حمير وهو من أبناء الفرس الذين بعثهم كسرى إلى سيف بن ذي يزن إلى اليمن فنفوا الحبشة عنها واستولوا عليها
وفد فيروز على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي كان ادعى النبوة باليمن قتله في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ووصل خبر قتله إياه في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه فقال صلى الله عليه وسلم (قتله الرجل الصالح فيروز الديلمي) وفي رواية قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين هذا قول كثيرين أو الأكثرين أن فيروز
365(2/364)
قتل الأسود في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال خليفة بن الخياط والواقدي وآخرون من أهل المغازي إنما قتله في خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنة إحدى عشرة وروي أنه قتل في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل إليه رأسه وأنكر الحاكم أبو أحمد هذا وأطنب في إنكاره والإستدلال على بطلانه وقال الصواب قول خليفة أنه قتل في زمن أبي بكر ذكره في ترجمة أبي عبد الرحمن قال ابن منده يقال أن فيروز ابن أخت النجاشي روى عنه ابناه الضحاك وعبد الله وغيرهما توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه
حرف القاف
495 القاسم بن ربيعة الفطفاني الجوشني مذكور في المختصر في الديات في باب أسنان الإبل هو القاسم بن ربيعة بن جوشن الجوشني منسوب إلى جده وهو تابعي روى عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وابن عمر وغيرهم رضي الله عنهم روى عنه علي بن زيد بن جدعان وخالد الحذاء وحميد الطويل وأيوب وقتادة وغيرهم قال علي بن المديني هو ثقة وكان الحسن إذا سئل عن شيء من النسب يقول عليكم بالقاسم بن ربيعة
496 القاسم بن عبد الله بن عمر مذكور في المختصر هو القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني روى عن محمد بن المنكدر وعبد الله بن دينار روى عنه هشام بن عمار وابن وهب وقتيبة وابن المديني قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يصنع الحديث ترك الناس حديثه وقال ابن معين هو ضعيف ليس بشيء وقال أبو حاتم هو متروك وقال ابو زرعة وهو ضعيف متروك الحديث منكر الحديث
497 القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي أبو عبد الرحمن الكوفي قاضيها روي عن أبيه وأبي ذر وعبد الله بن عمر وجابر بن سمرة روى عنه الأعمش والمسعودي ومسعر وآخرون قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال يحيى بن معين هو ثقة وقال أحمد بن عبد الله هو ثقة رجل صالح وكان لا يأخذ على القضاء والفتيا أجرا واتفقوا على توثيقه قال علي بن المديني لم يلق القاسم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير جابر بن سمرة قيل له فلقي ابن عمر فقال كان يحدث عنه حديثين ولم يسمع منه شيئا
498 القاسم بن عبد الرحمن الشامي مذكور في المهذب في آخر باب ما
366(2/365)
يجب به القصاص هو أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن الشامي الدمشقي مولى خالد بن يزيد بن معاوية ويقال عبد الرحمن بن خالد بن يزيد ويقال مولى جويرية بنت أبي سفيان وقال الطبراني مولى معاوية بن أبي سفيان روى عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وسلمان الفارسي وأبي أيوب وعقبة بن عامر وأبي هريرة وعائشة مرسلا وسمع أبا أمامة الباهلي روى عنه العلاء بن الحارث وعبد الله بن العلاء بن زيد وخلائق من التابعين وغيرهم
قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ما رأيت أحدا أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن قالوا وكان من فقهاء دمشق وأدرك أربعين من المهاجرين وقال يعقوب بن سفيان عن كثير بن الحارث عن القاسم وكان قد أدرك أربعين بدريا وقال أحمد بن حنبل تروى عنه أعاجيب وتكلم فيها وقال ما أرى هذا إلا من قبل القاسم
وروى يحيى بن الحارث عن القاسم قال لقيت مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يحيى بن معين القاسم بن عبد الرحمن الشامي مولى معاوية ويقال مولى يزيد ليس في الدنيا القاسم بن عبد الرحمن شامي سواه وقال الجوجزاني كان حبارا فاضلا وقال يعقوب بن سفيان هو ثقة وقال يحيى والترمذي هو ثقة وقال يعقوب بن شيبة هو ثقة توفي سنة ثنتي عشرة ويقال ثمان عشرة ومائة
499 القاسم بن محمد التابعي الجليل أحد الفقهاء السبعة فقهاء المدينة تكرر في المختصر والمهذب فذكره في المهذب في غسل الميت وفي دفنه وفي الأرحام وفي الخيار في النكاح وفي الأقضية هو أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم روى عن ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة ومعاوية وعائشة وآخرين من الصحابة وخلائق من التابعين روى عنه جماعات من التابعين منهم نافع مولى ابن عمر وابن أبي مليكة والزهري ويحيى الأنصاري وأيوب وربيعة وآخرون وأجمعوا على جلالته وتوثيقه وإمامته روينا عن ابن عيينة قال كان القاسم بن محمد أفضل أهل زمانه وقال ابن شوذب ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم بن محمد وقال أبو الزناد ما رأيت أعلم من القاسم بن محمد
وقال ابن عيينة كان أعلم الناس بحديث عائشة القاسم وعروة وعمرة وقال ابن معين عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة مسبك الذهب
وقال القاسم استقلت عائشة بالفتوى خلافة أبي بكر وعمر وعثمان إلى أن ماتت وكنت ملازما لها وكنت أجالس
367(2/366)
البحر ابن عباس وجلست مع ابن عمر وأبي هريرة فأكثرت وكان هناك يعني مع ابن عمر علم جم وورع ووقوف عما لا يعلم
وقال أحمد بن عبد الله كان القاسم من خيار التابعين وفقهائهم ثقة نزها رجلا صالحا ولما حضرته الوفاة قال أنت ربي وحسبي وسيدي قال محمد بن سعد توفي سنة اثنتي عشرة ومائة وقيل سنة ثمان ومائة وهو ابن سبعين أو اثنتين وسبعين وقد ذهب بصره وكان ثقة عالما رفيعا فقيها إماما كثير الحديث ورعا وقال غيره توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائة
500 قبيصة بن جابر الأسدي مذكور في المهذب في جزاء الصيد هو أبو العلاء قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حدان بن مرة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الكوفي التابعي سمع عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيدة الله وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود ومعاوية وعمرو بن العاصي والمغيرة وغيرهم
روى عنه الشعبي وعبد الملك بن عمير وغيرهم قال ابن سعد كان ثقة مات قبل سنة ثلاث وثمانين
501 قبيصة بن ذؤيب التابعي مذكور في المهذب في ميراث الجدة وفي دية الهاشمية هو أبو سعيد ويقال أبو إسحاق قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم الخزاعي المدني ولد عام الفتح وقيل عام الهجرة والمشهور عام الفتح وهو تابعي سمع زيد بن ثابت وأبا الدرداء وأبا هريرة وروى عن أبي بكر الصديق وعمر وعبد الرحمن بن عوف وعبادة بن الصامت وجابر وعمرو بن العاصي وابن عباس وتميم الداري وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم مرسلا
روى عنه رجاء بن حيوة والزهري ومكحول وخلائق من التابعين وغيرهم وأجمعوا على توثيقه وجلالته قال الشعبي قبيصة من من أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت
وقال محمد بن سعد سمع من عثمان بن عفان وكان آثر الناس عند عبد الملك بن مروان وكان على خاتمه وكان البريد إليه وكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخلها إلى عبد الملك فيخبره بما فيها وكان ثقة مأمونا كثير الحديث وقال مكحول ما رأيت أعلم من قبيصة وقال أبو الزناد فيما رواه عنه الأعمش كان فقهاء المدينة سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب وعبد الملك بن مروان قبل أن يدخل في الإمارة توفي في خلافة عبد الملك سنة ست أو سبع وثمانين
368(2/367)
502 قبيصة بن المخارق الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في قسم الصدقات هو أبو بشر قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة العامري الهلالي البصري وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وروى عنه ستة أحاديث روى مسلم أحدها روى عنه أبو عثمان النهدي وأبو قلابة وكنانة بن نعيم وابنه قطن بن قبيصة
503 قتادة بن دعامة بكسر الدال المهملة التابعي تكرر في المهذب فذكره في أول الخلع وأول العفو عن القصاص وفي خراج السواد هو أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز بفتح العين وبالزاي المكررة ابن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل السدوسي البصري التابعي ولد أعمى سمع أنس بن مالك وعبد الله بن سرجس وأبا الطفيل وابن المسيب وأبا عثمان النهدي والحسن وابن سيرين وعكرمة وزرارة بن أوفى والشعبي وخلائق غيرهم من التابعين
روى عنه جماعة من التابعين منهم سليمان التيمي وحميد الطويل والأعمش وأيوب وخلائق من تابعي التابعين منهم مطر الوراق وجرير بن حازم وشعبة والأوزاعي وغيرهم وأجمعوا على جلالته وتوثيقه وحفظه واتقانه وفضله
قال بكر بن عبد الله من سره أن ينظر إلى أحفظ رجل أدركنا وأحرى أن يؤدي الحديث كما سمعه فلينظر إلى قتادة
وقال سعيد بن المسيب ما أتانا عراقي أحفظ من قتادة
وقال شعبة قال لي سفيان وكان في الدنيا مثل قتادة
روينا عن معمر قال جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت حمامة التقمت لؤلؤة فخرجت منها أعظم مما دخلت ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت سواء فقال ابن سيرين الحمامة الأولى الحسن يسمع الحديث فيجوده بمنطقه ثم يصل فيه من مواعظه والثانية ابن سيرين يشك فيه فينقص منه والثالثة قتادة فهو أحفظ الناس
وروينا عن المدائني قال سئل أعرابي على باب قتادة وانصرف ففقدوا قدحا فحج قتادة بعد عشر سنين فوقف أعرابي فسأله فسمع قتادة كلامه فقال هذا صاحب القدح فسألوه فأقر
وقال ابن سعد كان قتادة ثقة مأمونا حجة في الحديث وقال قتادة جالست الحسن اثنتي عشرة سنة وما قلت برأيي منذ أربعين سنة وقدم قتادة على ابن المسيب فسأله أياما فأكثر فقال تحفظ كل ما سألتني عنه قال نعم سألتك عن كذا فقلت فيه كذا وسألتك عن
369(2/368)
كذا فقلت فيه كذا وقال فيه الحسن كذا فذكر حديثا كثيرا فقال ابن المسيب ما كنت أظن الله خلق مثلك وذكره أحمد بن حنبل فأطنب في الثناء عليه ونشر من علمه وفقهه ومعرفته بالتفسير والاختلاف وغير ذلك وقل من يتقدمه قال وكان أحفظ أهل البصرة ولا يسمع شيئا إلا حفظه وقرأت عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها وكان من العلماء
وقال عبد الرحمن بن مهدي قتادة أحفظ من خمسين مثل حميد
وقال أبو حاتم أكبر أصحاب الحسن قتادة وأثبت أصحاب أنس الزهري ثم قتادة توفي قتادة سنة سبع عشرة وقيل ثمان عشرة ومائة وهو ابن ست وخمسين وقيل سنة خمس وخمسين رضي الله عنه
504 قتادة بن النعمان الصحابي رضي الله عنه هو أبو عمرو وقيل أبو عمر وقيل أبو عبد الله وقيل أبو عثمان قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الظفري المدني وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه شهد قتادة مع النبي صلى الله عليه وسلم العقبة وأحدا وبدرا والخندق وسائر المشاهد وقلعت عينه يوم أحد وقيل يوم بدر وقيل يوم الخندق
قال ابن عبد البر الأصح يوم أحد فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أحسن عينيه
وروينا أيضا أنها صارت لا تعرف ولا يدري أيهما التي كانت ذهبت وكانت قد سالت على خده وقيل صارت في يده وروى الأصمعي عن أبي معشر قال قدم على عمر بن عبد العزيز رجل من ولد قتادة بن النعمان فقال ممن الرجل فقال
(أنا ابن الذي سالت على الخد عينه .......... فرت بكف المصطفى أحسن الرد)
(فعادت كما كانت لأول أمرها .......... فيا حسن ما عين ويا حسن ما رد) فقال عمر رضي الله عنه
(تلك المكارم لا قعبان من لبن .......... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا)
وأما قول أبي نعيم الأصبهاني سالت عيناه فغلطوه فيه وإنما سالت إحداهما وكان قتادة من فضلاء الصحابة وكانت معه راية بني ظفر يوم الفتح روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث روى البخاري أحدها روى عنه أبو سعيد الخدري ومحمود بن لبيد وابنه عمرو بن قتادة وعبيد بن حنين وعياض بن عبد الله توفي بالمدينة سنة ثلاث وعشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ابن خمس وستين سنة ونزل في قبره محمد بن مسلمة والحارث بن خزيمة
370(2/369)
505 قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه أم الفضل وهو وهو صحابي وقد غلط بعضهم فذكره في التابعين والصواب أنه صحابي فكان قثم آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم
روينا في مسند أحمد بإسناد حسن عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث قال اعتمرت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما فرغ من عمرته سأله نفر من أهل العراق فقال أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم إنه كان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أجل عن هذا جئنا نسألك قال أحدث الناس عهدا به قثم بن العباس ولما ولي علي الخلافة ولي قثم مكة فلم يزل عليها حتى قتل علي رضي الله عنه قاله خليفة بن الخياط
وقال الزبير استعمله على المدينة ثم سار أيام معاوية إلى سمرقند مع سعيد بن عثمان بن عفان فاستشهد بها ولم يعقب قثم وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل قثم بين يديه أي على مركوبه
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور الصحيح أن قثم توفي بسمرقند وقبره بها وقيل بمرو قال وكان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث أم الفضل ناطق بذلك ثم رواه بأسانيد كثيرة وقال كان أخا الحسين بن علي من الرضاعة
506 قحذم مذكور في المهذب في خراج السواد هو بقاف مفتوحة ثم حاء مهملة ساكنة ثم ذال معجمة مفتوحة ثم ميم قال البخاري في تاريخه هو قحذم بن أبي قحذم الجرمي الأسدي البصري
قال قتيبة هو قحذم بن نصر بن معبد سمع أباه وسالم بن عبد الله ومكحولا هذا كلام البخاري وذكر ابن أبي حاتم مثله وزاد روى عنه قتيبة وإبراهيم بن مهدي
507 قدامة بن عبد الله بن عمار بن معاوية العامري الكلابي الصحابي من بني كلاب بن ربيعة كنيته أبو عبد الله أسلم قديما وسكن مكة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وروى عنه روى عنه أيمن بن نائل وحميد بن كلاب
508 قدامة بن مظعون الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول الوصية ومظعون بالظاء المعجمة هو أبو عمرو وقيل أبو عمر قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي وهو أخو عثمان بن مظعون وخال ابن عمر وكان تحته صفية بنت الخطاب وهو من السابقين إلى الإسلام وهاجر إلى
371(2/370)
الحبشة مع أخويه عثمان وعبد الله ثم هاجروا إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته على البحرين توفي سنة ست وثلاثين وهو ابن ثمان وستين سنة
509 قرة بن إياس بن هلال بن رباب بن عبيد بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليمان بن أوس بن عمرو المزني الصحابي وهو جد إياس بن معاوية بن قرة قاضي البصرة الموصوف بالذكاء وكان قرة يسكن البصرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ابنه معاوية وبه كان يكنى
510 القعقاع بن حكيم مذكور في المختصر هو كناني مدني تابعي روى عن ابن عمر وجابر وأبي صالح السماك وغيرهم روى عنه سعيد المقبري وسهيل بن أبي صالح ومحمد بن عجلان وغيرهم واتفقوا على توثيقه
511 قنبر خادم علي بن أبي طالب رضي الله عنه مذكور في المهذب في مسألة لا يحتجب القاضي هو بفتح القاف والباء قال ابن أبي حاتم روى عن علي
512 قيس بن أبي حازم مذكور في المختصر والمهذب في خراج السواد هو أبو عبد الله قيس بن أبي حازم وأسمه عبد عوف بن الحارث وقيل اسمه عوف الأحمسي بالحاء والسين المهملتين البجلي الكوفي التابعي الجليل المخضرم أدرك الجاهلية وجاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق وأبوه صحابي روى قيس عن جماعات من الصحابة روى عنه جماعات من التابعين قال جماعة من الحفاظ روى قيس عن العشرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا رويناه عن الحافظ عبد الرحمن بن يوسف بن خراش والحاكم أبي عبد الله وغيرهما قال ابن خراش وغيره وليس في التابعين من روى عن العشرة غير قيس
وقال أبو داود السجستاني روى عن تسعة منهم ولم يرو عن عبد الرحمن بن عوف قال أبو داود أجود الناس إسنادا قيس بن أبي حازم توفي سنة أربع وثمانين وقيل سبع وثمانين وقيل ثمان وسبعين رحمه الله
513 قيس بن سعد بن عبادة الصحابي ابن الصحابي مذكور في المهذب في آخر صفة الوضوء هو أبو الفضل وقيل أبو عبد الله وقيل أبو عبد الملك قيس بن سعد بن عبادة ابن دليم وسبق باقي نسبه في ترجمة أبيه وهو أنصاري ساعدي مدني
372(2/371)
صحابي ابن صحابي جواد ابن جواد وهم أربعة مشهورون بالكرم روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عشر حديثا روى عنه الشعبي وأنت أبي ليلى وعمرو بن شرحبيل وغيرهم وكان من فضلاء الصحابة وأحد دهاة العرب وذوي الرأي الصائب والمكيدة في الحرب والنجدة وكان شريف قومه غير مدافع ومن بيت سادتهم
قال الزهري كان قيس يحمل راية الأنصار مع النبي صلى الله عليه وسلم وله في جوده أخبار كثيرة مشهورة ورووا أنه كان في سرية فيها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فكان يستدين ويطعم الناس فقالا إن تركناه أهلك مال أبيه فهما بمنعه فسمع سعد فقال للنبي صلى الله عليه وسلم من يعذرني منهما يبخلان على ابني وصحب قيس بعد ذلك عليا في خلافته وكان معه في حروبه واستعمله على مصر توفي سنة ستين وقيل تسع وخمسين ولم يكن في وجهه لحية ولا شعر وكانت الأنصار تقول وددنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا وكان جميلا قال ابن عبد البر وخبره في السراويل عند معاوية باطل لا أصل له
روينا في صحيح البخاري عن أنس قال كان قيس بن سعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة الشرطي من الأمير قال الأنصاري يعني يلي أموره وفي كتاب الترمذي عن قيس أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه
514 قيس بن سعد أبو عبد الملك مذكور في المختصر في اليمين مع الشاهد هو أبو عبد الملك وقيل أبو عبد الله الحبشي المكي مولى نافع بن علقمة ويقال مولى أم علقمة روى عن طاوس وعطاء بن أبي رباح ومجاهد وعمرو بن دينار
روى عنه هشام بن حسان وجرير بن حازم والحمادان واتفقوا على توثيقه
قال ابن سعد كان قد خلف عطاء في مجلسه وكان يعني بقوله واستقل بذلك لكنه لم يعمر وكان ثقة قليل الحديث توفي سنة تسع عشرة ومائة
514 قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري الصحابي أبو زيد غلبت عليه كنيته شهد بدرا وقيل أسمه سعد وقيل ثابت ولا عقب له وهو أحد الصحابة الذين جمعوا القرآن أي حفظوا جميعه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
516 قيس بن عاصم الصحابي مذكور في المهذب في باب ما يوجب الغسل وحديثه المذكور في المهذب هناك حديث حسن هو أبو علي وقيل أبو طلحة وقيل أبو
373(2/372)
قبيصة قيس بن عاصم بن خالد بن منقر بكسر الميم وفتح القاف ابن عبيد بن مقاعس واسم مقاعس الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم سنة تسع من الهجرة فأسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه هذا سيد أهل الوبر وكان قيس عاقلا حليما مشهورا بالحلم وقيل للأحنف بن قيس ممن تعلمت الحلم فقال من قيس بن عاصم رأيته يوما قاعدا بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه يحدث قومه فأتي برجل مكتوف وآخر مقتول فقيل له هذا ابن أخيك قتل ابنك قال فو الله ما حل حبوته ولا قطع كلامه فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه وقال يا ابن أخي بئس ما فعلت أثمت عند ربك فقطعت رحمك وقتلت ابن عمك ورميت نفسك بسهمك وقللت عددك ثم قال لابن له آخر قم يا بني إلى ابن عمك فحل كتافه وواري أخاك وسق إلى أمك مائة ناقة من الإبل دية ابنها فإنها غريبة
وكان قيس حرم الخمر في الجاهلية وكان جوادا وخلف إثنين وثلاثين ابنا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه الأحنف بن قيس والحسن البصري وابنه حكيم بن قيس وآخرون نزل قيس البصرة وقال عند موته فلا تنوحوا علي فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه
517 قيس بن قهد بفتح القاف وإسكان الهاء الصحابي مذكور في المهذب والوسيط في الساعات المنهي عن الصلاة فيها هكذا رواه صاحب المهذب والوسيط وغيرهما من الفقهاء وبعض المحدثين قيس بن قهد ورواه اكثر المحدثين قيس بن عمرو ولم يذكر أبو داود وآخرون من أهل السنن فيه إلا قيس بن عمرو
وذكر الترمذي الروايتين ابن قهد وابن عمرو وقال الصحيح ابن عمرو وهذا هو الصحيح عند جميع حفاظ الحديث وذكروا حديثه في الركعتين بعد الصبح وهو حديث ضعيف قالوا وهو جد يحيى بن سعيد الأنصاري قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والأكثرون قيس بن عمرو وهو جد يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري وقال مصعب الزبيري
374(2/373)
جد يحيى هو قيس بن قهد قال ابن أبي خيثمة غلط مصعب في هذا والقول ما قاله أحمد ويحيى قال وقيس بن عمرو وقيس بن قهد كلاهما من بني النجار قال وقيس بن قهد جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الكوفي قال ابن عبد البر هو كما قال ابن أبي خيثمة وقد أخطأ فيه مصعب قال وكلهم خطأه فيه وقال ابن ماكولا قيس بن قهد صحابي شهد بدرا وما بعدها توفي في خلافة عثمان
روى عنه قيس بن أبي حازم وابنه سليمان بن قيس وأما المزني في المختصر فقال فيه قيس ولم ينسبه للإختلاف فيه واتفقوا على ضعف حديثه المذكور في الركعتين بعد الصبح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وضعفوه
518 قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي الصحابي وأبو محمد وقيل أبو السائب ولد هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وكان من المؤلفة ثم حسن إسلامه روى عنه ابناه عبد الله ومحمد
519 قيس بن مكشوح بفتح الميم وضم الشين المعجمة مذكور في المهذب في آخر باب ما على القاضي في الخصوم ومكشوح لقب لأنه كوي وقيل ضرب على كشحه أي جنبه وأسم مكشوح هبيره بن هلال وقيل عبد يغوث بن هبيرة بن هلال والأول أشهر وأكثر وقال الكلبي هبيرة بن عبد يغوث وقيس هذا يكنى أبا شداد وهو بجلي حليف لبني مراد قيل هو صحابي وقيل تابعي
قال الطبري هو صحابي وقال غيره تابعي أسلم زمن أبي بكر وقيل زمن عمر رضي الله عنهما حكى هذا كله ابن عبد البر وقول من قال أسلم في زمن عمر ضعيف أو باطل لأنه أحد الجماعة الذين قتلوا الأسود العنسي أو أعان على قتله وكان قتله في خلافة أبي بكر وقيل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبق بيان هذا في ترجمة فيروز وكان قيس هذا أحد شجعان الإسلام وأبطالهم وأهل النجدة وله آثار صالحات في الفتوحات في زمن عمر وعثمان في القادسية وغيرها سار إلى العراق على مقدمة سعد بن أبي وقاص وشهد قتال نهاوند وقتل مع علي بصفين وهو ابن أخت عمرو بن معد يكرب
520 قيصر عظيم الروم في الشام مذكور في المختصر في آخر كتاب السير وقيصر لقب لكل من ملك الروم ويقال لكل من ملك الفرس كسرى والترك خاقان والحبشة النجاشي والقبط فرعون ومصر العزيز وحمير تبع وكان اسم قيصر الذي
375(2/374)
كان بالشام وكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم كتابه هرقل بكسر الهاء وفتح الراء هذا هو المشهور وقال الجوهري يقال أيضا هرقل بإسكان الراء ولا ينصرف للعجمة والعلمية وتنازع ابنا عبد الحكم في أنه هل كان يقال له هرقل أم قيصر وترافعا إلى الشافعي رحمه الله تعالى فقال هو هرقل وهو قيصر فهرقل اسم علم له وقيصر لقب وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده بالعراق) قال وسبب الحديث أن قريشا كانت تأتي الشام والعراق كثيرا للتجارات في الجاهلية فلما أسلموا خافوا انقطاع سفرهم إليهما لمخالفتهم أهل الشام والعراق بالإسلام فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم على حسب حاجتهم فقال لا قيصر ولا كسرى بعدهما في هذين الإقليمين فلا ضرر عليكم وكان كما قال صلى الله عليه وسلم فلم يكن قيصر بعده في الشام إلى الآن ولا يكون ولا كسرى بعده في العراق ولا يكون وقال صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) فكان كذلك ففتحت الصحابة الإقليمين في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حرف الكاف
521 كثير بن عبد الله مذكور في المهذب في صلاة العيد هو كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف وتقدم باقي نسبه في ترجمة أبيه ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما روى عنه مروان بن معاوية وإسماعيل بن أبي أوس وأم وهب والقعنبي وخلق سواهم واتفقوا على ضعفه قال الشافعي كثير بن عبد الله المزني أحد الكذابين وفي رواية أحد أركان الكذب وقال أحمد بن حنبل منكر الحديث ليس بشيء وقال لابن أبي خيثمة لا تحدث عن كثير وقال كثير لا يساوي شيئا وقال عبد الله بن أحمد ضرب أبي على أحاديث كثير في المسند ولم يحدث عنه وقال يحيى بن معين كثير ليس بشيء وقال أبو زرعة هو واهي الحديث وقال النسائي هو متروك الحديث وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه
522 كثير بن مرة مذكور في المهذب في الجزية هو أبو شجرة ويقال أبو القاسم كثير بن مرة الحضرمي الرهاوي بفتح الراء الحمصي التابعي سمع معاذ بن جبل وابن عمرو وعمر بن عبسة وعقبة بن عامر وأبا الدرداء وعوف بن مالك وغيرهم من الصحابة روى عنه خالد بن معدان ويزيد بن أبي حبيب وشريح بن عبيد
376(2/375)
وصالح بن أبي عريب ومكحول وآخرون واتفقوا على جلالته وتوثيقه قال البخاري عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن كثير بن مرة أدرك سبعين بدريا قال ابن سعد ثقة وقال أحمد بن عبد الله شامي ثقة
523 كريث مولى ابن عباس مذكور في المهذب في رؤية هلال رمضان هو أبو رشدين بكسر الراء والدال كريث بن أبي مسلم القرشي الهاشمي مولى ابن عباس أدرك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت وسمع ابن عباس وأسامة ومعاوية والمسور وعائشة وأم سلمة وميمونة وأم الفضل وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم روى عنه ابناه محمد ورشدين وعمرو بن دينار وسالم بن أبي الجعد والزهري وموسى بن عقبة وغيرهم من التابعين واتفقوا على توثيقه روى له البخاري ومسلم قال البخاري وغيره مات بالمدينة سنة ثمان وتسعين
524 كسرى بن هرمز الكافر عظيم الفرس في العراق وحواليها مذكور في المختصر في باب تفريق الخمس ثم في آخر كتاب السير في باب إظهار دين الله تعالى وهو بكسر الكاف وفتحها قال ابن الجواليقي الكسر أفصح وهو فارسي معرب قال وجمعه أكاسرة وكسور والنسبة إليه كسروي بفتح الكاف وسبق في ترجمة قيصر أن كل من ملك الروم يقال له قيصر ومن ملك الفرس يقال له كسرى وسبق هناك أيضا بيان معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده) قال ابن قتيبة في العارف هو كسرى أنو شروان بن قبازين فيروز وهو الذي ملك المنذر على العرب وهو الذي قصده سيف بن ذي يزن يستنصره على الحبشة فبعث معه قائدا من قواده في جند من الديلم فافتتحوا اليمن ونفوا السودان منها وأقاموا هناك قال وكان ملك كسرى سبعا وأربعين سنة وستة أشهر
525 كعب بن زهير الشاعر الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الشهادات في إنشاد الشعر هو كعب بن زهير بن أبي سلمى بضم السين واسم أبي سلمى ربيعة بن رباح بكسر الراء ابن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بالخاء المعجمة ابن ثعلبة بن ثور بن هزمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر المزني كان قد خرج هو وأخوه بجير بضم الباء وفتح الجيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم بجير ليكشف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي كعبا فيخبره فلما جاء بجير عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلم فبلغ ذلك كعبا فأنشد أبياتا ينكر فيها على أخيه إسلامه
377(2/376)
ويتعرض لغيره فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه وقال من لقيه فليقتله فبعث إليه أخوه يعلمه بذلك ويقول إنك لن تفلت من المسلمين وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتيه أحد فيسلم إلا قبل منه وأسقط ما كان قبله فإذا أتاك كتابي هذا فاقبل واسلم فجاء كعب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وأنشد قصيدته المشهورة بانت سعاد وكان قدومه وإسلامه بعد انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف وكان لكعب ابنان عقبة والعوام وكان كعب وابناه وأخوه وأبو زهير شعراء أشعرهم زهير ثم كعب
526 كعب بن سليم القرظي معدود في الصحابة كان من سبي بني قريظة الذين استحيوا حين وجدوهم لم يثبتوا وهو والد محمد بن كعب القرظي ولا يعرف لكعب رواية وغلطوا ابن منده في روايته حديثا له قالوا اشتبه عليه بغيره
527 كعب بن عجرة الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب والوسيط في كتاب الحج وفي صفة الصلاة من المهذب وعجرة بضم العين هو أبو محمد وقيل أبو عبد الله وقيل أبو إسحاق كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد بن مري بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن قران بن بلي حليف الأنصار تأخر إسلامه وشهد بيعة الرضوان وغيرها روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وأربعون حديثا اتفقا منها على حديثين وانفرد مسلم بآخرين روى عنه ابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمرو بن العاصي وطارق بن شهاب وأبو وائل وابن أبي ليلى وبنوه إسحاق وعبد الملك ومحمد والربيع أولاد كعب وزيد بن وهب والشعبي وغيرهم وفيه نزل قوله تعالى {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} سكن الكوفة وتوفي بالمدينة سنة إحدى وقيل اثنتين وقيل ثلاث وخمسين وله سبع وسبعون وقيل خمس وسبعون سنة
528 كعب بن عمرو ويقال عمرو بن كعب الهمداني اليامي ويام بطن من همدان وكعب هذا صحابي وهو جد طلحة بن مصرف المذكور في المهذب في صفة المضمضة عن أبيه عن جده سكن كعب الكوفة
529 كعب بن ماتع بالتاء المثناة فوق هو كعب الأحبار التابعي المشهور مذكور في المختصر في جزاء الصيد وفي المهذب في آخر الاستسقاء هو أبو إسحاق كعب بن ماتع بن هينوع ويقال هيسوع ويقال عمرو بن قيس بن معين بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن جمهر بن قطن بن عوف بن زهير بن أيمن بن
378(2/377)
حمير بن سبأ الحميري المعروف بكعب الأحبار أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأسلم في خلافة أبي بكر وقيل في خلافة عمر رضي الله عنهما وصحب عمر وأكثر الرواية عنه روى أيضا عن صهيب روى عنه جماعة من الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وأبو هريرة وخلائق من التابعين منهم ابن المسيب وكان يسكن حمص ذكره أبو الدرداء فقال إن عنده علما كثيرا واتفقوا على كثرة علمه وتوثيقه وكان قبل إسلامه على دين اليهود وكان يسكن اليمن توفي في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين ودفن بحمص متوجها إلى الغزو ويقال له كعب الأحبار وكعب الحبر بكسر الحاء وفتحها لكثرة علمه ومناقبه وأحواله وحكمة كثيرة مشهورة
530 كعب بن مالك الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الصيد والذبائح والتفليس والشهادات هو أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن ويقال أبو محمد وقيل أبو بشير كعب بن مالك بن عمرو بن القين بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بكسر اللام ابن سعد بن علي الأنصاري الخزرجي السلمي بفتح السين واللام شهد العقبة وأحدا وسائر المشاهد إلا بدرا وتبوك وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم وأنزل فيهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا} والثلاثة كعب بن مالك ومرارة بن ربيعة وهلال بن أمية وحديث قصتهم طويل مشهور في الصحيحين روي لكعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانون حديثا اتفقا على ثلاثة وللبخاري حديث ولمسلم حديثان روى عنه بنوه عبد الله وعبد الرحمن ومحمد وعبيد الله بنو كعب وابن عباس وجابر وأبو أمامة الباهلي ومحمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم وآخرون جرح كعب يوم أحد أحد عشر جرحا في سبيل الله وهو أحد شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا ثلاثة حسان بن ثابت وعبد اله بن رواحة وكعب بن مالك وكان حسان يقبل على الأنساب وابن رواحة يعيرهم بالكفر وكعب يخوفهم الحرب توفي بالمدينة في زمن معاوية سنة ثلاث وخمسين وقيل سنة خمسين رضي الله عنه
حرف اللام
531 لاحق بن حميد مذكور في المهذب في خراج السواد هو أبو مجلز لاحق بن حميد بن سعيد بن خالد بن كثير بن جيش بن عبد الله بن سدوس
379(2/378)
السدوسي البصري التابعي ومجلز بكسر الميم وفتح اللام قال صاحب المطالع وكان حماد يقوله بفتح الميم والمشهور كسرها وقال ابن السكيت هو مشتق من جلز السوط وهومقبضه مقبضه سمع لاحق هذا جماعات من الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وأبو موسى الأشعري وعمران بن الحصين وسمرة بن جندب وجندب بن عبد الله وحفصة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم وجماعة من التابعين
روى عنه جماعة من التابعين منهم ابو التياح وأنس بن سيرين وأيوب السختياني وقتادة وسليمان التيمي وجماعات من غيرهم وذكر بعضهم انه سمع حذيفة بن اليمان وأنكره الأكثرون وقالوا لم يدركه وممن أنكره شعبه وابن معين وابن خراش واتفقوا على توثيقه وقال خليفة بن خياط توفي سنة ست ومائة وقال ابن سعد في خلافة عمر بن عبد العزيز
532 لبيد الشاعر الصحابي رضي الله تعالى عنه مذكور في المهذب في باب الربا هو أبو عقيل بفتح العين لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العامري هكذا ذكر نسبه أبو بكر محمد بن أبي خيثمة في تاريخه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه وكان من فحول شعراء الجاهلية وهو الذي ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أصدق كلمة قالها الشاعر ألا كل شيء ما خلا الله باطل) وكان لبيد من المعمرين عاش مائة وأربعا وخمسين سنة وقيل مائة وسبعا وخمسين سنة وقال السمعاني مات أول خلافة معاوية وله مائة وأربعون سنة قالوا ولم يقل شعرا بعد إسلامه وكان يقول أبدلني الله تعالى به القرآن وقيل قال بيتا واحدا وهو
(ما عاتب المرء الكريم كنفسه .......... والمرء يصلحه القرين الصالح)
وقال جمهور أهل الأخبار والسير لم يقل شعرا منذ أسلم وكان شريفا في الجاهلية والإسلام وكان نذر أن لا تهب الصبا إلا نحر وأطعم ثم نزل الكوفة وكان المغيرة بن شعبة يقول إذا هب الصبا أعينوا أبا عقيل على مروءته وهبت الصبا يوما وهو بالكوفة ولبيد مقتر مملق فعلم بذلك الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان أميرا عليها فخطب الناس وقال إنكم قد عرفتم نذر أبي عقيل وما وكد على نفسه فأعينوا أخاكم ثو نزل فبعث إليه بمائة ناقة وبعث الناس إليه فقضى نذره وقال عمر بن الخطاب
380(2/379)
رضي الله تعالى عنه يوما للبيد أنشدني شيئا من شعرك فقال ما كنت لأقول شعرا بعد أن علمني الله تعالى البقرة وآل عمران فزاده عمر في عطائه خمسمائة وكان اعتزل الفتن وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه وقيل في أول خلافة معاوية والأول أصح
533 لقمان الحكيم عليه السلام مذكور في المهذب في باب الإستطابة قال الله تعالى {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي في كتاب العرائس في القصص كان لقمان مملوكا وكان أهون مملوكي سيده عليه قال وأول ما ظهر من حكمته أنه كان مع مولاه فدخل مولاه الخلاء فأطال الجلوس فناداه لقمان إن طول الجلوس على الحاجة تنجع منه الكبد ويورث الباسور ويصعد الحرارة إلى الرأس فاقعد هوينا وقم فخرج مولاه وكتب حكمته على باب الخلاء وروي أنه كان عبدا حبشيا نجارا قال وقال أبو هريرة رضي الله عنه مر رجل بلقمان والناس مجتمعون عليه فقال ألست العبد الأسود الذي كنت تراعينا بموضع كذا قال بلى قال فما بلغ بك ما أرى قال صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لا يعنيني قال وعن لقمان أنه قال ضرب الوالد ولده كالسماد للزرع وقال لقمان لابنه من يقارن قرين السوء لا يسلم قال ومن لا يملك لسانه يذم يا بني كن عبدا للأخيار يابني كن أمينا تكن غنيا جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ولا تجادلهم خذ منهم إذا ناولوك والطف بهم في السؤال ولا تفجرهم إن ما تأذيت به صغيرا إنتفعت به كبيرا كن لأصحابك موافقا في غير معصية ولا تحقرن من الأمور صغارها فإن الصغار غدا تصير كبارا إياك وسوء الخلق والضجر وقلة الصبر إن أردت غنى الدنيا فاقطع طمعك مما في أيدي الناس وحكمه كثيرة مشهورة
534 لقيط بن صبرة الصحابي رضي الله عنه مذكور في صفة الوضوء من المختصر والمهذب وصبرة بفتح الصاد وكسر الباء ويجوز إسكان الباء مع فتح الصاد وكسرها وهو أبو رزين ويقال أبو عاصم لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق بن عامر بن عقيل العقيلي الحجازي الطائفي هكذا نسبه الجمهور وقال بعضهم لقيط بن عامر غير لقيط بن صبرة
قال ابن عبد البر وغيره وليس هذا بشيء قال عبد الغني بن سعيد المصري أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر هو لقيط بن صبرة وقيل هو غيره وليس بصحيح
وقال ابن عبد البر يقال فيه لقيط بن صبرة ولقيط بن عامر ولقيط بن المنتفق
وقال الترمذي في كتاب العلل سمعت البخاري
381(2/380)
يقول أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر وهو عندي لقيط بن صبرة
قال الترمذي قلت له أبو رزين العقيلي أهو لقيط بن صبرة قال نعم قلت فحديث أبي هاشم عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه وهو عن أبي رزين العقيلي قال نعم قال الترمذي قال أكثر أهل الحديث لقيط بن صبرة هو لقيط بن عامر قال وسألت عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن هذا فأنكر أن يكون لقيط بن صبرة هو لقيط بن عامر وجعلهما مسلم بن الحجاج أيضا في كتاب الطبقات اثنين روى عنه ابن أخيه وكيع بن عدس ويقال ابن حدس وابنه عاصم بن لقيط وعمرو بن أوس وغيرهم قالوا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره المسائل فإذا سأله أبو رزين أعجبته مسألته
535 لوط النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في الإستثناء في الطلاق وفي القذف هو لوط بن هاران بن تارح وهو آزر ولوط ابن أخي إبراهيم الخليل صلى الله عليهما وسلم قال الثعلبي كان إبراهيم يحبه حبا شديدا والآيات في أحوال لوط صلى الله عليه وسلم مشهورة وهو أحد رسل الله عز وجل الذين انتصر لهم بإهلاك مكذبيهم وقصته في القرآن العزيز في مواضع قال الثعلبي قال وهب بن منبه خرج لوط من أرض بابل في العراق مع عمه إبراهيم تابعا له على دينه مهاجرا معه إلى الشام ومعهما سارة إمرأة إبراهيم وخرج معهما آزر أبو إبراهيم مخالفا لإبراهيم في دينه مقيما على كفره حتى وصلوا حران فمات آزر فمضى إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام ثم مضوا إلى مصر ثم عادوا إلى الشام فنزل إبراهيم فلسطين ونزل لوط الأردن فأرسله الله تعالى إلى أهل سدوم وما يليها وكانوا كفارا يأتون الفواحش ومنها إتيان الذكران ما سبقهم بها من أحد من العالمين ويتضارطون في مجالسهم فلما طال تماديهم في غيهم ولم ينزجروا دعا عليهم لوط صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى {قال رب انصرني على القوم المفسدين} فأجاب الله تعالى دعاءه وبعث جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام لإهلاكهم وبشارة إبراهيم بالولد فأقبلوا مشاة في صفه رجال مرد حسان فنزلوا على إبراهيم ضيفانا فبشروه بإسحاق ويعقوب ولما جاء آل لوط العذاب في السحر اقتلع جبريل عليه السلام قريات قوم لوط الأربع في كل قرية مائة ألف ورفعهن على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قلبهن فجعل عاليها سافلها فذلك قول الله تعالى {جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك} قالوا أمطرت الحجارة
382(2/381)
على شذهم ومسافرهم وأهلكت إمرأة لوط مع الهالكين وأسمها واغلة قال أبو بكر بن عياش عن أبي جعفر استغنت رجال قوم لوط بوطء رجالهم واستغنت نساؤهم بنسائهم والله أعلم
356 الليث بن سعد الإمام المذكور في المهذب مذكور في المختصر في الطهارة هو أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم المصري الإمام البارع وهو من تابعي التابعين سمع عطاء بن أبي رباح وعبد الله بن أبي مليكة ونافعا مولى ابن عمر وسعيد المقبري والزهري ويحيى الأنصاري وأبا الزبير وخلائق غيرهم من التابعين وآخرين من تابعيهم روى عنه محمد بن عجلان وهشام بن سعد وهما من شيوخه وقيس بن الربيع وابن المبارك وابن وهب وابن لهيعة وعبد الله بن صالح كاتبه وخلائق لا يحصون من الأئمة وغيرهم وأجمع العلماء على جلالته وإمامته وعلو مرتبته في الفقه والحديث وهو إمام أهل مصر في زمانه نقل أبو حاتم بن حبان عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال كان الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أنه ضيعه أصحابه وقال ابن وهب ما كان في كتب مالك وأخبرني من أرضى من أهل العلم فهو الليث بن سعد وقال محمد بن سعد كان الليث مولى لقريش ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين وكان ثقة كثير الحديث وصحيحه وكان استقل بالفتوى في زمانه بمصر وكان سريا نبيلا سخيا
وقال أحمد بن حنبل الليث كثير العلم صحيح الحديث ليس في هؤلاء المصريين أثبت منه ما أصح حديثه فقال أحمد رأيت من رأيت فلم أر مثل الليث كان فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن الذاكرة وعد خصالا جميلة عنه حتى بلغ عشرا وأقوال العلماء في فضله كثيرة مشهورة وقال قتيبة بن سعد لما قدم الليث المدينة أهدى له مالك بن أنس من طرف المدينة فبعث إليه الليث ألف دينار وقال محمد بن رمح صاحب الليث كان دخل الليث ثمانين ألف دينار يعني في السنة وما وجبت عليه زكاة قط توفي الليث في شعبان قال ابن بكير توفي الليث سنة خمس وسبعين ومائة وقال ابن حبان سنة ست أو سبع وسبعين وقال ابن سعد سنة خمس وستين رضي الله عنه
537 ليث بن أبي سليم بن أبي زنيم مذكور في المختصر في باب إمامة المرأة هو أبو بكر ويقال أبو بكير ليث بن أبي سليم بن أبي زنيم الكوفي القرشي مولاهم مولى عتبة أو عنبسة بن أبي سفيان وأسم أبي سليم أيمن ويقال أنس روى
383(2/382)
ليث عن مجاهد وطاوس وعطاء بن أبي رباح وابن الزبير وابن أبي مليكة والشعبي وطلحة بن مصرف وأبي بردة وآخرين روى عنه الثوري وشعبة وزائدة وشريك وزهير بن معاوية والحسن بن صالح وإسماعيل بن علية وأبو إسحاق الفزاري وآخرون واتفق العلماء على ضعفه واضطراب حديثه واختلال ضبطه توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة رحمه الله تعالى
حرف الميم
538 ماعز الأسلمي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الحدود وفي الإقرار هو ماعز بن مالك الأسلمي المعترف بالزنا المرجوم قال ابن عبد البر هو معدود في المدنيين كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بإسلام قومه روى عنه ابنه عبد الله حديثا واحدا رحمه الله
539 مالك بن أنس رحمه الله تكرر في هذه الكتب هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بالغين المعجمة والياء المثناة تحت ابن خثيل بالخاء المعجمة المضمومة وفتح الثاء المثلثة ابن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح الأصبحي المدني إمام دار الهجرة وأحد أئمة المذاهب المتبوعة وهو من تابعي التابعين سمع نافعا مولى ابن عمر ومحمد بن المنكدر وأبا الزبير والزهري وعبد الله بن دينار وأبا حازم وخلائق آخرين من التابعين
روى عنه يحيى الأنصاري والزهري وهما من شيوخه وابن جريج ويزيد بن عبد الله بن الهاد والأوزاعي والثوري وابن عيينة وشعبة والليث بن سعد وابن المبارك وابن علية والشافعي وابن وهب وإبراهيم بن هيمان والقعنبي وعبد الله بن يوسف وعبد الله بن نافع ويحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومعن بن عيسى وعبد الرحمن بن القاسم العتقي الضمري وأبو عاصم النبيل وروح بن عبادة والوليد بن مسلم وأبو عامر العقدي ويحيى بن يحيى ويحيى بن عبد الله بن بكير وعبد العزيز الأوسي وقتيبة وسعيد بن أبي مريم وسعيد بن كثير بن عفير ومطرف بن عبد الله السياري وورقاء بن عمرو وخلائق آخرون وأجمعت طوائف العلماء على إمامته وجلالته وعظم سيادته وتبجيله وتوقيره والإذعان له في الحفظ والتثبيت وتعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر وفي هذه المسألة خلاف وسبق مرات
383(2/383)
فعلى هذا المذهب قال الإمام أبو منصور التميمي أصحها الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال سفيان ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وقال ابن المديني لا أعلم مالكا ترك إنسانا إلا من في حديثه شيء
قال أحمد بن حنبل وابن معين وابن المديني أثبت أصحاب الزهري مالك وقال أبو حاتم مالك ثقة وهو إمام أهل الحجاز وهو أثبت أصحاب الزهري وقال الشافعي إذا جاء الأثر فمالك النجم وقال الشافعي أيضا لولا مالك وسفيان يعني ابن عيينة لذهب علم الحجاز وكان مالك إذا شك في شيء من الحديث تركه كله وقال أيضا مالك معلمي وعنه أخذنا العلم وقال حرملة لم يكن الشافعي يقدم على مالك أحدا في الحديث وقال وهب بن خالد ما بين المشرق والمغرب رجل آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك
وروينا بالإسناد الصحيح في الترمذي وغيره عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يوشك أن تضرب الناس أباط المطي في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة) قال الترمذي حديث حسن قال وقد روي عن سفيان بن عيينة قال هو مالك بن أنس
وروينا عن أبي سلمة الخزاعي قال كان مالك إذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوءه للصلاة ولبس أحسن ثيابه ومشط لحيته فقيل له في ذلك فقال أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروينا عن معن بن عيسى قال كان مالك إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب فإن رفع أحد صوته في مجلسه قال قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} فمن رفع صوته عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروينا عن حبيب الوراق قال دخلت على مالك فسألته عن ثلاثة رجال لم لم ترو عنهم قال فأطرق ثم رفع رأسه وقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله وكان كثيرا ما يقولها فقال يا حبيب أدركت هذا المسجد وفيه سبعون شيخا ممن أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن التابعين ولم نحمل الحديث إلا عن أهله
وقال بشر بن عمر سألت مالكا عن رجل فقال رأيته في كتبي قلت لا قال لو كان ثقة لرأيته في كتبي
وروينا عن عبد الله بن يوسف عن خلف بن عمر قال كنت عند مالك فأتاه ابن كثير قارىء المدينة فناوله رقعة فنظر فيها مالك ثم جعلها تحت مصلاة فلما قام من عنده ذهبت أقوم فقال اجلس يا خلف وناولني الرقعة فإذا فيها رأيت الليلة في منامي كأنه يقال لي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس والناس حوله يقولون له
385(2/384)
يا رسول الله أعطنا يا رسول الله مر لنا فقال لهم إني قد كنزت تحت المنبر كنزا كبيرا وقد أمرت مالكا أن يقسمه فيكم فاذهبوا إلى مالك رضي الله عنه فانصرف الناس وبعضهم يقول لبعض ما ترون مالكا فاعلا فقال بعضهم ينفذ ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرق مالك وبكى ثم خرجت من عنده وتركته على تلك الحالة
وروى ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي قال أئمة الناس في زمانهم أربعة سفيان الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام وحماد بن زيد بالبصرة وبإسناده الصحيح عن الشافعي رضي الله عنه قال ما في الأرض كتاب من العلم أكثر صوابا من موطأ مالك قال العلماء إنما قال الشافعي هذه قبل وجود صحيحي البخاري ومسلم وهما أصح من الموطأ باتفاق العلماء
وعن أيوب بن سويد الرملي قال ما رأيت أحدا قط أجود حديثا من مالك بن أنس وعن القعنبي قال كنا عند حماد بن زيد وجاءه نعي مالك بن أنس فقال رحم الله أبا عبد الله ما خلف مثله وعن عبد الرحمن بن مهدي قال ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا وعن يحيى بن سعيد القطان قال ما في القوم أصح حديثا من مالك وعن أحمد بن حنبل قال مالك أثبت أصحاب الزهري في كل شيء وكذا قال يحيى بن معين وعمرو بن علي أثبت أصحاب الزهري مالك وقيل لأحمد بن حنبل الرجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه قال يحفظ حديث مالك قيل فالرأي قال رأي مالك وقال أبو حاتم الرازي مالك ثقة إمام أهل الحجاز وهو أثبت أصحاب الزهري وإذا اختلفوا فالحكم لمالك ومالك تقي الرجال نقي الحديث وهو أتقن حديثا من الثوري والأوزاعي قال وحدثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كنا عند مالك فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر حملني أهل بلدي مسألة أسألك عنها فقال فسل فسأله فقال لا أحسن فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء قال وأي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم فقال قل قال لي مالك بن أنس لا أحسن وعن خالد بن نزار الأبلي قال ما رأيت أحدا أقرأ لكتاب الله تعالى من مالك وعن ابن وهب قال قيل لأخت مالك ما كان شغله في بيته قالت المصحف والتلاوة وعن علي بن المديني قال لم يكن بالمدينة أعلم بمذهب تابعيهم من مالك بن أنس وعن شعبة قال دخلت المدينة ونافع حي ولمالك حلقة
386(2/385)
وعن أبي مصعب قال رأيت معن بن عيسى جالسا على العتبة وما ينطق مالك بشيء إلا كتبه وعن أبي مصعب أيضا قال كانوا يزدحمون على باب مالك بن أنس فيقتتلون على الباب من الزحام وكنا نكون عند مالك فلا يكلم هذا هذا ولا يلتفت ذا إلى ذا والناس قائلون برؤوسهم هكذا وكانت السلاطين تهابه وهم قائلون ومستمعون وكان يقول في المسألة لا أو نعم فلا يقال له من أين قلت هذا وعن محمد بن رمح قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم من أربعين سنة في المنام فقلت له يا رسول الله مالك والليث يختلفان في مسألة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (مالك مالك مالك ورث جدي) يعني إبراهيم عليه السلام وعن بكر قال رأيت في النوم أني دخلت في الجنة فرأيت الأوزاعي وسفيان الثوري ولم أر مالكا فقلت وأين مالك قالوا وأين مالك وأين مالك رفع مالك فما زال يقول وأين مالك رفع مالك حتى سقطت قلنسوته وقال الإمام أبو القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدولقي في كتابه الرسالة المصنفة في بيان سبل السنة المشرفة أخذ مالك على تسعمائة شيخ منهم ثلاثمائة من التابعين وستمائة من تابعيهم ممن اختاره وارتضى دينه وفقهه وقيامه بحق الرواية وشروطها وخلصت الثقة به وترك الرواية عن أهل دين وصلاح لا يعرفون الرواية وأحوال مالك رضي الله عنه ومناقبه كثيرة مشهورة توفي بالمدينة في صفر سنة تسع وسبعين ومائة قاله محمد بن سعد وقال إسماعيل بن عبد الله بن أويس مرض مالك أياما يسيرة ثم توفي في صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة ومائة وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وهو يومئذ وال على المدينة ودفن بالبقيع وقبره بباب البقيع وعليه قبة وولد مالك سنة ثلاث وتسعين من الهجرة وقيل سنة إحدى وتسعين وقيل سنة أربع وقيل سنة سبع قالوا وحمل به في البطن ثلاث سنين وقال عند وفاته لله الأمر من قبل ومن بعد
540 مالك بن أوس بن الحدثان التابعي مذكور في المختصر في الربا ثم في باب تفريق أربعة أخماس الفيء وفي المهذب في قسم الفيء هو أبو سعد ويقال أبو سعيد مالك بن أوس بن الحدثان بفتح الحاء والدال المهملتين وبالثاء المثلثة ابن الحارث بن عوف بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري بالنون المدني التابعي سمع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعليا وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف والعباس وقيل إنه
387(2/386)
رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنهم أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أحمد بن صالح المصري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة في الصحابة وجمهور العلماء على أنه تابعي قالوا وركب الخيل في الجاهلية روى عنه محمد بن جبير بن مطعم ومحمد بن المنكدر ومحمد بن عمرو بن عطاء ومحمد بن عمر بن خلخلة ومحمد بن شهاب الزهري ومحمد بن مسلم أبو الزبير وآخرون واتفقوا على توثيقه توفي سنة إحدى وتسعين بالمدينة رضي الله عنه
541 مالك بن التيهان الصحابي رضي الله عنه هو أبو الهيثم مالك بن التيهان بفتح المثناة فوق وكسر المثناة تحت المشددة ابن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلى بن زعور بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيث بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي وقيل إنه بلوي من بلى ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة وكان أحد الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما لقيته الأنصار وشهد العقبة الأولى والثانية وهو أول من بايعه ليلة العقبة في قول بني عبد الأشهل وقال بنو النجار أول من بايعه أسعد بن زرارة وقال بنو سلمة أولهم كعب بن مالك وقيل البراء بن معرور وكان مالك نقيب بني عبد الأشهل هو والسيد ابن حضير شهد بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشرين وقيل إحدى وعشرين وقيل قتل مع علي رضي الله عنه بصفين سنة سبع وثلاثين وقيل مات بعد صفين بقليل وقال الأصمعي إنه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفقوا على تغليط الأصمعي في هذا
542 مالك بن الحويرث الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في مواضع من صفة الصلاة وصفة الأئمة هو أبو سليمان مالك بن الحويرث ويقال مالك بن الحارث وقال شعبة مالك بن حويرثة وهو ليثي ويختلفون في كيفية نسبه إلى بني ليث واتفقوا على أنه من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة وهو معدود في البصريين توفي بالبصرة سنة أربع وتسعين روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر حديثا اتفقا على حديثين وانفرد البخاري بحديث روى عنه أبو قلابة ونصر بن عاصم وغيرهما وثبت في الصحيحين أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شببة متقاربين فأقاموا عند النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة ثم أذن لهم في الرجوع إلى أهلهم وأمرهم أن يعلموهم
388(2/387)
543 مالك بن دينار الزاهد وهو أبو يحيى مالك بن دينار البصري الزاهد التابعي الناجي بالنون والجيم مولى امرأة من بني ناجية بن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر سمع مالك بن أنس والحسن البصري ومحمد بن سيرين والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وسعيد بن جبير وآخرين من الأئمة روى عنه أبان بن يزيد والسري بن يحيى وعبد الله بن شوذب وجعفر بن سليمان وعبد العزيز بن عبد الصمد وعبد السلام بن حرب وأخوه عثمان بن دينار قال النسائي هو ثقة توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة وقيل سنة تسع وعشرين
544 مالك بن الدخشم بن مالك بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف الصحابي وقيل في نسبه غير هذا والدخشم بالدال المهملة المضمومة ثم خاء معجمة ساكنة ثم شين معجمة مضمومة ثم ميم ويقال الدخيشم بالتصغر ويقال الدخشن والد خيشن بالنون مكبرا ومصغرا شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المغازي والسير واختلفوا في شهوده العقبة فقال ابن عيينة وابن إسحاق شهدها وقال أو معشر لم يشهدها وعن الواقدي روايتان في شهوده وهو الذي أسر سهيل بن عمرو يوم بدر وهو الذي أرسله صلى الله عليه وسلم ليحرق مسجد الضرار هو ومعن بن عدي فأحرقاه رحمهما الله تعالى
545 مالك بن ربيعة السلولي الصحابي كنيته أبو مريم من بني سلول من ولد مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أخي عامر بن صعصعة نسبت أولاد مرة إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة وهو والد بريد بالموحدة ابن أبي مريم شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة وهو كوفي روى عنه ابنه بريد أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له أن يبارك في ولده فولد له ثمانون ذكرا
546 مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر بالجيم والأبجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخدري الصحابي وهو والد أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان قتل مالك يوم أحد شهيدا
547 مالك بن صعصعة الأنصاري الخزرجي ثم المازني من بني مازن بن النجار الصحابي المدني روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث اتفق البخاري ومسلم على أحدها وهو حديث الإسراء والمعراج وهو أحسن أحاديث الإسراء
389(2/388)
548 مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن عمرو أبو حكيم الخثعمي من أهل فلسطين وهو صحابي وقيل تابعي وكان صالحا كثير الصلاة بالليل وكان أمير الجيوش في غزو الروم أربعين سنة أيام معاوية وقبلها وبعدها أيام يزيد وأيام عبد الملك
549 مالك بن عوف الصحابي مذكور في المهذب في كتاب السير في مسألة قتل الشيخ الذي له رأي هو أبو علي مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وايلة بالياء ابن دهمان بضم الدال ابن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري بالنون وهو الذي كان رئيس المشركين يوم حنين حين انهزم المسلمون وعادت الهزيمة على المشركين فلما انهزموا لحق مالك بالطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو أتاني مالك مسلما لرددت عليه أهله وماله) فبلغه ذلك فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرج من الجعرانة فأسلم فأعطاه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل كما أعطى سائر المؤلفة وكان معدودا فيهم ثم حسن إسلامه واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه ومن قبائل قيس عيلان وأنشد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ثم شهد فتح دمشق والقادسية
550 مالك بن مرارة الرهاوي بفتح الراء الصحابي وقيل ابن مرة وقيل ابن قرارة والصحيح مرارة قال عبد الغني بن سعيد هو منسوب إلى رها ابن يزيد بن حرب بن علية بن جلد بالجيم ابن مالك بن أدد قبيلة من مذحج
551 مالك بن هبيرة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أقل الصلاة على الميت وحديثه المذكور هناك صحيح رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم قال الترمذي حديث حسن وقال الحاكم حديث صحيح وهو مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم الكندي السلولي المصري كان أميرا لمعاوية على الجيوش
552 المثنى بن أنس التابعي مذكور في المختصر هو مجالد بن سعيد مذكور في المهذب في خراج السواد هو أبو عمير ويقال أبو عمرو ويقال أبو سعيد مجالد بالجيم وكسر اللام ابن سعيد بن عمير الهمداني الكوفي وهو من تابعي التابعين روى عن قيس بن أبي حازم والشعبي ومرة الهمداني وجبير بن نوف وغيرهم روى عنه إسماعيل بن أبي خالد والسفيانان ويحيى القطان وعبد الله بن نمير وأبو أسامة وحفص بن غياث وحماد بن زيد وعيسى بن يونس وابنه إسماعيل بن مجالد وغيرهم واتفقوا على تضعيفه توفي سنة أربع وأربعين ومائة
390(2/389)
553 مجاهد بن جبير الإمام المشهور تكرر ذكره في المختصر والمهذب هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر ويقال ابن جبير بالتصغير المكي المخزومي مولاهم مولى عبد الله بن أبي السايب المخزومي ويقال مولى السايب بن أبي السايب ويقال مولى قيس بن الحارث وهو تابعي إمام متفق على جلالته وإمامته سمع ابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله وابن عمرو بن العاصي وأبا سعيد وأبا هريرة وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وسمع من التابعين طاوسا وابن أبي ليلى ومصعب بن سعد وآخرين روى عنه طاوس وعكرمة وعمرو بن دينار وأبو الزبير والحكم وابن عون والأعمش ومنصور وحماد ابن أبي سليمان وطلحة بن مصرف وأيوب السختياني وعبد الله بن أبي نجيح وخلائق لا يحصون واتفق العلماء على إمامته وجلالته وتوثيقه وهو إمام في الفقه والتفسير والحديث قال مجاهد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة وقال خصيف كان أعلمهم بالتفسير مجاهد وقال أبو حاتم لم يسمع مجاهد عائشة ومناقبه كثيرة مشهورة وقال ابن بكير توفي مجاهد سنة إحدى ومائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة وقيل توفي سنة مائة وقيل سنة اثنتين ومائة وقيل سنة ثلاث ومائة
554 مجزز المدلجي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في باب القافة وفي المهذب في اللقيط والقافة وهو مجزز بضم الميم وفتح الجيم وبزائين معجمتين الأولى مكسورة مشددة وحكى صاحب المطالع قاله ابن ماكولا وغيره بكسر الزاي قال وذكر الدارقطني وعبد الغني عن ابن جريج أنه قاله بفتحها كذا نقله عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو علي الغساني قال عبد الغني الكسر الصواب لأنه يجز نواصي أسارى من العرب وهو مجزز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني المدلجي وحديثه في الصحيح مشهور
555 محارب بن دثار مذكور في المهذب في طلاق البدعة وفي الأقضية وفي شهادة الزور هو بضم الميم وبحاء مهملة وبكسر الراء وبباء موحدة ودثار بكسر الدال المهملة وبثاء مثلثة وهو أبو دثار ويقال أبو مطرف ويقال أبو النصر ويقال أبو كردوس محارب بن دثار بن كردوس بن قرواش بن جعونة بن سلمة بن صخر بن ثعلبة بن سدوس الأوسي الكوفي قاضيها التابعي سمع ابن عمر وعبد الله وجابر بن عبد الله بن يزيد الصحابيين وجماعة من التابعين روى عنه الأعمش ومسعر وشريك
391(2/390)
والثوري وابن عيينة وشعبة وخلائق من الأئمة واتفقوا على توثيقه قال ابن سعد توفي في ولاية خالد بن عبد الله
556 محمود بن الربيع الصحابي رضي الله عنه هو أبو نعيم ويقال أبو محمد محمود بن الربيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بن خزرج الأنصاري الخزرجي المدني ثبت عنه في الصحيح أنه قال عقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي من دلو من بئر في دارنا وأنا ابن خمس سنين وروى عنه أنس بن مالك وابنه أبو بكر بن أنس ورجاء بن حيوة والزهري ومكحول قال الواقدي توفي سنة تسع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين وقال غيره سنة ست وتسعين
557 محمود بن لبيد الصحابي رضي الله عنه مذكور هو أبو نعيم محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي المدني ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصح له سماع ولا رواية عن النبي عليه السلام وقد روى عن النبي عليه السلام أحاديث مرسلة واختلفوا في صحبته فقال ابن أبي حاتم قال البخاري له صحبة وقال أبي لا تعرف له صحبة قال ابن عبد البر قول البخاري أولى قال والأحاديث التي رواها تشهد بصحبته قال وهو أولى بأن لا يذكر في الصحابة من محمود بن الربيع فإنه أسن منه وذكره مسلم في الطبقة الثانية من التابعين ولم يصنع شيئا ولا علم منه ما علم من غيره قال محمد بن سعد وفي أبيه لبيد نزلت رخصة الإطعام لمن لا يقدر على الصوم قال وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان له عقب فانقرضوا فلم يبق منهم أحدا وتوفي محمود بالمدينة سنة ست وتسعين قال وكان ثقة قليل الحديث روى عنه عاصم بن عمرو بن قتادة وروى محمود أيضا عن عثمان بن عفان وجابر
558 محمية بن جزء الصحابي رضي الله عنه هو محمية بفتح الميم وإسكان الحاء المهملة وكسر الميم الثانية ثم ياء مثناة تحت ابن جزء بفتح الجيم وإسكان الزاي بعدها همزة ابن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد الأصغر الزبيدي
392(2/391)
قال أبو نعيم هو عم عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي وكان محمية قديم الإسلام وهو من مهاجرة الحبشة وتأخر رجوعه منها وأول مشاهده المريسيع وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الأخماس رضي الله عنه
559 محيصة بن مسعود الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر والمهذب في القسامة هو بضم الميم وفتح الحاء وكسر الياء المشددة ويقال بإسكان الياء وهو أخو حويصة وقد سبق في ترجمة حويصة بيان نسبهما وحالهما وهو أنصاري أوسي حارثي مدين كنيته أبو سعد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام وشهد أحدا والخندق وما بعدهما من المشاهد وهو أصغر من حويصة وأسلم قبل حويصة وكان إسلامه قبل الهجرة وأسلم على يده أخوه حويصة وكان محيصة أفضل منه روى عنه ابنه سعد بن محيصة وابن ابنه حرام بن سعد بن محيصة ومحمد بن سهل بن أبي حثمة وغيرهم
560 مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري أبو صفوان وقيل أبو المسور وقيل أبو الأسود والأول أصح وهو والد المسور بن مخرمة وهو ابن عم سعد بن إبي وقاص بن أهيب أسلم يوم الفتح وكان من المؤلفة قلوبهم وحسن إسلامه وكان له سن وعلم بأيام الناس وبقريش خاصة وكان يؤخذ عنه النسب وشهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه النبي عليه السلام خمسين بعيرا وهو أحد من أقام أنصاب الحرم في خلافة عمر بن الخطاب أرسله عمر رضي الله عنه وأزهر بن عبد عوف وسعيد بن يربوع وحويطب بن عبد العزى فحددوها توفي بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة وعمي في آخر عمره وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتقي لسانه
561 مخلد بن خفاف مذكور في المختصر في مسألة الخراج بالضمان وهو بفتح الميم وإسكان الخاء وخفاف بضم الخاء المعجمة وتخفيف الخاء وهو مخلد بن خفاف بن إيماء بن رخصة بفتح الراء والحاء المهملتين والضاد المعجمة الغفاري قال ابن أبي حاتم يقال أن لخفاف ولأبيه ولجده صحبة وكانوا ينزلون غبقة يأتون المدينة كثيرا روى عن عروة روى عنه ابن أبي ذؤيب قال ابن أبي حاتم لم يرو عنه غير ابن أبي ذؤيب وليس هذا إسنادا تقوم بمثله الحجة يعني الحديث المروي عن مخلد عن
393(2/392)
عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الخراج بالضمان غير أني أقول به لأنه أصلح من آراء الرجال
562 مرارة بن الربيع ويقال ابن ربيعة الأنصاري العمري الصحابي من بني عمرو بن عوف شهد بدرا وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم
563 مرثد بن أبي مرثد الغنوي الصحابي ابن الصحابي واسم أبي مرثد كنار بن الحصين وسيأتي بيان نسبه وحاله في ترجمته من الكنى شهد أبو مرثد وابنه مرثد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد مرثد في غزوة الرجيع مع عاصم بن ثابت في صفر سنة ثلاث من الهجرة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن الصامت وكان يحمل الأسارى من مكة إلى المدينة لشدته وقوته
564 مرحب اليهودي مذكور في المختصر في باب الأنفال وهو بفتح الميم والحاء قتل كافرا يوم خيبر واختلفوا في قاتله فقيل علي بن أبي طالب وقيل محمد بن مسلمة الأصاري رضي الله عنهما قال ابن عبد البر في كتابه الدرر في مختصر السيرة قال محمد بن إسحاق أن محمد بن مسلمة هو الذي قتل مرحبا اليهودي بخيبر قال وخالفه غيره فقال بل قتله علي بن أبي طالب قال ابن عبد البر هذا هو الصحيح عندنا ثم روى ذلك بإسناده عن بريدة وسلمة بن الأكوع وقال الشافعي في المختصر نفل النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر محمد بن مسلمة سلب مرحب ذكره في أول باب جامع السير وهذا تصريح منه بأن قاتله محمد بن مسلمة وقال ابن الأثير الصحيح الذي عليه أكثر أهل السير والحديث أن عليا هو قاتله قال المصنف رحمه الله قلت وفي صحيح مسلم بإسناده عن سلمة بن الأكوع التصريح بأن عليا هو الذي قتله
565 مروان بن الحكم تكرر في المختصر والمهذب هو أبو عبد الملك يكنى بابنه عبد الملك بن مروان وقيل أبو القاسم وقيل أبو الحكم مروان بن الحكم بن أبي العاصي ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي وهو ابن عم عثمان بن عفان بن أبي العاصي ولد مروان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقيل بالطائف سنة اثنتين من الهجرة وقال مالك ولد يوم أحد وقيل يوم الخندق ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ولا رآه لأنه خرج إلى الطائف طفلا لا يعقل حين نفى النبي صلى الله عليه وسلم أباه الحكم فكان مع أبيه بالطائف حتى استخلف عثمان رضي الله عنه فردهما واستكتب عثمان
394(2/393)
مروان ثم استعمله معاوية على المدينة ومكة والطائف ثم عزله عن المدينة سنة ثمان وأربعين واستعمل عليها سعيد بن العاصي وبقي عليها أميرا إلى سنة أربع وخمسين ثم عزله واستعمل الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ولم يزل عليها حتى مات معاوية ولما مات معاوية بن يزيد بن معاوية ولم يعهد إلى أحد بايع بعض الناس بالشام مروان بن الحكم بالخلافة وبايع الضحاك بن قيس الفهري بالشام لعبد الله بن زبير فالتقيا واقتتلا بمرج راهط عند دمشق فقتل الضحاك واستقام الأمر لمروان بالشام ومصر قال ابن قتيبة بويع بالجابية قال وكان أبوه الحكم أسلم يوم فتح مكة وطرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وج الطائف لأنه كان يفشي سره وتوفي في خلافة عثمان قال وكان للحكم أحد وعشرون ابنا وثمان بنات قال وكانت ولايته عشرة أشهر بالشام وتوفي بالشام سنة خمس وستين وكان له من الأولاد عبد الملك ومعاوية وعبيد الله وعبد الله وأبان وداود وعبد العزيز وعبد الرحمن وبشر ومحمد وأم عمرو وأم عثمان وعمرة
566 المستورد بن شداد الصحابي رضي الله عنه هو المستورد بن شداد بن عمرو بن حسل بن اللاحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري سمع من النبي عليه السلام سبعة أحاديث روى مسلم منها حديثين سكن الكوفة ثم مصر وروى عنه أهلهما
567 مسروق التابعي هو أبو عائشة مسروق بن الأجدع بالجيم ودال مهملة ابن مالك بن أمية بن عبد الله الهمداني الكوفي التابعي المخضرم روى عن أبي بكر الصديق وعثمان وعلي وسمع عمر بن الخطاب وابن مسعود وخباب بن الأرت وزيد بن ثابت وابن عمرو والمغيرة وعائشة رضي الله عنهم روى عنه أبو وائل وهو أكبر منه وسليم بن أسود وابن الضحى والشعبي والنخعي والسبيعي وعبد الله بن مرة وعبيد الله بن عبد الله بن عقبة وآخرون واتفقوا على جلالته وتوثيقه وفضيلته وإمامته قال الشعبي ما علمت أحدا كان أطلب للعلم من مسروق وقال مرة ما ولدت همدانية مثل مسروق وقال علي بن المديني لا أقدم على مسروق أحدا من أصحاب ابن مسعود وصلى خلف أبي بكر ولقي عمر وعليا ولم يرو عن عثمان شيئا وقال أبو داود كان أبو مسروق أفرس فارس باليمن وهو ابن أخت عمرو بن معدي كرب وقال عمر بن الخطاب لمسروق ما اسمك قال مسروق بن الأجدع فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الأجدع شيطان أنت مسروق بن عبد الرحمن قال الشعبي فرأيته في
395(2/394)
الديوان مسروق بن عبد الرحمن وكان مسروق يصلي حتى تورمت قدماه قال أبو سعد السمعاني كان مسروق سرق في صغره فغلب عليه ذلك توفي سنة اثنتين وقيل سنة ثلاث وستين رحمه الله تعالى
568 مسطح بن أثاثة هو بكسر الميم وإسكان السين وأثاثة بهمزة مضمومة ثم ثاء مثلثة مكررة وهو أبو عباد وقيل أبو عبد الله مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي ويقال اسمه عوف ومسطح لقب له واسم أم مسطح سلمى بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها رائطة بنت صخر بن عامر بن كعب خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه شهد مسطح بدرا وقيل شهد صفين مع علي وقيل توفي قبلها سنة أربع وثلاثين والأول أكثر فعلى هذا قالوا مات سنة سبع وثلاثين
569 مسعر بن كدام بكسر الكاف ابن ظهير بن عبيدة بضم العين ابن الحارث بن هلال أبو سلمة العامري الهلالي الكوفي روى عن عمر بن سعيد النخعي وأبي إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير والأعمش وخلائق وغيرهم من التابعين روى عنه سليمان التيمي ومحمد بن إسحاق والثوري وشعبة ومالك بن مغول وابن عيينة وابن المبارك ويحيى القطان ووكيع ويزيد بن هارون وخلائق وغيرهم واتفقوا على جلالته قال هشام بن عروة ما قدم علينا من العراق أفضل من أيوب السختياني ومسعر وقال يحيى بن سعيد ما رأيت مثل مسعر كان من أثبت الناس وقال سفيان الثوري كنا إذا شككنا في شيء سألنا مسعرا عنه وقال شعبة كنا نسمي مسعرا المصحف وقال أبو حاتم مسعر أتقن وأجود حديثا وأعلى إسنادا من سفيان وأتقن من حماد بن زيد وقال إبراهيم بن سعد كان شعبة وسفيان إذا اختلفا في شيء قال اذهب بنا إلى الميزان مسعر توفي سنة خمس وخمسين ومائة
570 مسلم بن الحجاج الإمام صاحب الصحيح تكرر ذكره في الروضة وذكره في المهذب في موضع واحد في باب قسم الفيء ولا ذكر له في المهذب في غير هذا الموضع ولا ذكر له في الوسيط وباقي هذه الكتب الستة هو الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري من بني قشير قبيلة من العرب معروفة النيسابوري إمام أهل الحديث سمع قتيبة بن سعيد والقعنبي وأحمد بن حنبل وإسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن يحيى وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعبد الله بن أسماء وشيبان بن
396(2/395)
فروخ وحرملة بن يحيى صاحب الشافعي ومحمد بن المثنى ومحمد بن يسار ومحمد بن مهران ومحمد بن يحيى بن أبي عمر ومحمد بن سلمة المرادي ومحمد بن عمر وربيحا ومحمد بن رمح وخلائق من الأئمة وغيرهم روى عنه أبو عيسى الترمذي ويحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الزاهد وهو راوية صحيح مسلم ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن عبد الوهاب الفراء وعلي بن الحسين ومكي بن عبدان وأبو حامد أحمد بن محمد الشرقي وأخوه عبد الله وحاتم بن أحمد الكندي والحسين بن محمد بن زياد القباني وإبراهيم بن أبي طالب وأبو بكر محمد بن النضر الجارودي وأحمد بن سلمة وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائني وأبو عمر وأحمد بن المبارك المستملي وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمش وأبو العباس محمد بن إسحاق بن السراج وزكريا بن داود الخفاف ونصر بن أحمد الحافظ يعرف بنصرك وخلائق وأجمعوا على جلالته وإمامته وعلو مرتبته وحذقه في هذه الصنعة وتقدمه فيها وتضلعه منها ومن أكبر الدلائل على جلالته وإمامته وورعه وحذقه وقعوده في علوم الحديث واضطلاعه منها وتفننه فيها كتابه الصحيح الذي لم يوجد في كتاب قبله ولا بعده من حسن الترتيب وتلخيص طرق الحديث بغير زيادة ولا نقصان والاحتراز من التحويل في الأسانيد عند اتفاقها من غير زيادة وتنبيهه على ما في ألفاظ الرواة من اختلاف في متن أو إسناد ولو في حرف واعتنائه بالتنبيه على الروايات المصرحة بسماع المدلسين وغير ذلك مما هو معروف في كتابه وقد ذكرت في مقدمة شرحي لصحيح مسلم جملا من التنبيه على هذه الأشياء وشبهها مبسوطة ووضحته ثم نبهت على تلك الدقائق والمحاسن في أثناء الشرح في مواطنها وعلى الجملة فلا نظير لكتابه في هذه الدقائق وصنعة الإسناد وهذا عندنا من المحققات التي لا شك فيها للدلائل المتظاهرة عليها ومع هذا فصحيح البخاري أصح وأكثر فوائد هذا هو مذهب جمهور العلماء وهو الصحيح المختار لكن كتاب مسلم في دقائق الأسانيد ونحوها أجود كما ذكرناه وينبغي لكل راغب في علم الحديث أن يعتني به ويتفطن في تلك الدقائق فيرى فيها العجائب من المحاسن وإن ضعف عن الاستقلال باستخراجها استعان بالشرح المذكور وبالله التوفيق وقد ذكرت في مقدمة شرح صحيح مسلم جملا من المهمات المتعلقة به التي لا بد للراغب فيه من معرفتها مع بيان جملة من أحوال مسلم وأحوال رواة الكتاب عنه
397(2/396)
واعلم أن مسلما رحمه الله أحد أعلام أئمة هذا الشأن وكبار المبرزين فيه وأهل الحفظ والإتقان والرحالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان والمعترف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان والمرجوع إلى كتابه والمعتمد عليه في كل الأزمان سمع بخراسان يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهوية وآخرين وبالري محمد بن مهران وأبا غسان وآخرين وبالعراق ابن حنبل وعبد الله بن مسلمة وآخرين وبالحجاز سعيد بن منصور وأبا مصعب وآخرين وبمصر عمرو بن سواد وحرملة بن يحيى وآخرين وخلائق كثيرين روى عنه جماعة من كبار أئمة عصره وحفاظه كما قدمناه وفيهم جماعات في درجته منهم أبو حاتم الرازي وموسى بن هارون وأحمد بن سلمة والترمذي وغيرهم وصنف مسلم رحمه الله في علم الحديث كتبا كثيرة منها هذا الكتاب الصحيح الذي من الله الكريم وله الحمد والنعمة والفضل والمنة به على المسلمين أبقى لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا إلى يوم الدين مع ما أعد له من الأجر الجزيل في دار القرار وعم نفعه المسلمين قاطبة ومنها الكتاب المسند الكبير على أسماء الرجال وكتاب الجامع الكبير على الأبواب وكتاب العللى وكتاب أوهام المحدثين وكتاب التمييز وكتاب من ليس له إلا راو واحد وكتاب طبقات التابعين وكتاب المخضرمين وغير ذلك قال الحاكم أبو عبد الله حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال سمعت أحمد بن سلمة يقول رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما وفي رواية في معرفة الحديث ومن حقق نظره في صحيح مسلم رحمه الله واطلع على ما أودعه في إسناده وترتيبه وحسن سياقه وبديع طريقه من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الروايات وتلخيص الطرق واختصارها وضبط متفرقها وانتشارها وكثيرة اطلاعة واتساع روايته وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات واللطائف الظاهرات والخفيات علم أنه إمام لا يلحقه من بعد عصره وقل من يساويه بل يدانيه من أهل دهره {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}
وقد اقتصرت من أخباره رضي الله عنه على هذا القدر فإن أحواله رضي الله عنه ومناقبه ومناقب كتابه لا تستقصي لبعدها عن أن تحصى وقد دللت بما ذكرت من الإشارة إلى حالته على ما أهملت من جميل طريقته والله الكريم أسأل أن يجزل في مثوبته ويجمع بيننا وبينه مع أحبابنا في دار كرامته بفضله وجوده ورحمته توفي مسلم
398(2/397)
رحمه الله تعالى بنيسابور سنة إحدى وستين ومائتين قال الحاكم أبو عبد الله في كتاب المزكيين سمعت أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ رحمه الله يقول توفي مسلم رحمه الله عشية الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة رضي الله عنه
571 مسلم بن خالد الزنجي شيخ الشافعي مذكور في المختصر في الأقضية وفي أوائل الدعوى والبينات وهو بفتح الزاي وكسرها وهو الإمام أبو خالد مسلم بن خالد بن فروة وقال ابن أبي حاتم ابن جرجة وقال الخطيب هو مسلم بن خالد بن سعيد بن جرجة الزنجي المكي القرشي المخزومي مولى أبي سفيان بن عبد الله بن عبد الأسد وهو من تابعي التابعين سمع ابن أبي مليكة والزهري وعمرو بن دينار وزيد بن أسلم وهشام بن عروة وعبيد الله العمري والعلاء بن عبد الرحمن وابن أبي ذؤيب وعمرو بن يحيى وابن جريج روى عنه الشافعي والحميدي وابن وهب والقعنبي وعبد الله بن محمد بن نفيل وأحمد بن عبد الله بن يونس وآدم بن أبي إياس ومسدد وهشام بن عمار وأبو نعيم وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وعبد الأعلى بن حماد ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة والأسود بن عامر وعلي بن الجعد وخلائق آخرون وقال ابن أبي حاتم مسلم الزنجي إمام في الفقه والعلم وكان أبيض مشربا بحمرة مليحا وإنما لقب بالزنجي لمحبته التمر قالت له جاريته يوما ما أنت إلا زنجي لأكله التمر فبقي عليه هذا اللقب وقال سويد بن سعيد سمي زنجيا لأنه كان شديد السواد وقال إبراهيم الحربي سمي زنجيا لأنه كان أشقر واختلفوا في توثيقه وجرحه قال ابن معين هو ثقة وفي رواية ليس به بأس وقال علي ابن المديني ليس هو بشيء وقال البخاري منكر الحديث وقال أبو حاتم ليس بذلك القوي منكر الحديث لا يكتب حديثه ولا يحتج به يعرف وينكر وقال أحمد بن محمد بن الوليد كان فقيها عابدا يصوم الدهر توفي بمكة سنة ثمانين ومائة وكان كثير الغلط في حديثه وكان في هديه نعم الرجل وقال ابن عدي هو حسن الحديث وأرجو أن لا بأس به وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات كان مسلم بن خالد مفتي مكة بعد ابن جريج وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة وقيل سنة ثمانين ومائة قال وأخذ عنه الشافعي رضي الله عنه الفقه قلت ومسلم رضي الله عنه أحد أجدادنا في سلسلة الفقه المتصلة منا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سبق بيانها في أول هذا الكتاب وبالله التوفيق
399(2/398)
572 مسلم بن يسار التابعي مذكور في المختصر في الزنا هو أبو عبد الله مسلم بن يسار البصري الفقيه قيل هو مولى عثمان بن عفان وقيل مولى طلحة بن عبيد الله وقيل مزني روى عن أبيه وعبد الله بن عمر بن الخطاب وابن عباس وأبي الأشعث الصنعاني روى عنه ابنه عبد الله وأبو قلابة وابن سيرين وثابت البناني وأيوب وغيرهم قال خليفة بن خياط كان مسلم يعد خامس خمسة من فقهاء البصرة وقال محمد بن سعد كان ثقة فاضلا ورعا عابدا وقال ابن عون كان لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان وقال ابن معين هو ثقة رجل صالح وقال أحمد بن حنبل وأحمد بن عبد الله هو ثقة وقال ابن سعد توفي سنة مائة أو سنة إحدى ومائة وقال خليفة سنة مائة
573 المسور بن مخرمة الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب في الحج والطلاق هو بكسر الميم وإسكان السين وفتح الواو وهو أبو عبد الرحمن وقيل أبو عثمان المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري أمه عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف قيل اسمها الشفا ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين وكان من فقهاء الصحابة وأهل الدين ولم يزل مع خاله عبد الرحمن بن عوف في أمر الشورى وأقام بالمدينة إلى أن قتل عثمان ثم سار إلى مكة فلم يزل بها حتى توفي معاوية وأقام مع ابن الزبير بمكة فقتل في حصار ابن الزبير أصابه حجر المنجنيق وهو يصلي في الحجر فقتله مستهل شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وقيل سنة ثلاث وسبعين ودفن بالحجون وصلى عليه ابن الزبير وللمسور ولأبيه صحبة وصح سماع المسور من رسول الله صلى الله عليه وسلم روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وعشرون حديثا اتفقا على حديثين وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بحديث روى عنه أبو أمامة بن سهل بن حنيف وهو صحابي وعلي بن حسين رضي الله عنهما وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن أبي رافع وسليمان بن يسار وجهم بن أبي الجهم وابن أبي مليكة وعروة بن الزبير وابنته أم بكر وغيرهم وأما أبوه مخرمة فكنيته أبو صفوان وقيل أبو المسور وقيل أبو الأسود والأول أكثر وهو ابن عم سعد بن أبي وقاص بن أهيب وكان من مسلمة الفتح والمؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه وكان له سن وعلم بأيام الناس وبقريش خاصة وكان يؤخذ عنه النسب وشهد حنينا مع النبي عليه السلام وهو أحد من أقام أنصاب الحرم في خلافة عمر بن الخطاب أرسله عمر رضي
400(2/399)
الله عنه وأرسل معه أزهر بن عبد عوف وسعيد بن يربوع وحويطب بن عبد العزى فحددوها توفي بالمدينة سنة أربع وخمسين وعمره مائة سنة وخمس عشرة سنة وعمي في آخر عمره
574 مسيلمة الكذاب عدو الله ذكره في المهذب في باب الضمان ثم في كتاب السير هو مسيلمة بن حبيب وهو من بني حنيفة قال ابن قتيبة كنيته أبو ثمامة وكان صاحب نيرنجيات وهو أول من أدخل البيضة في قارورة قال وله عقب وجمع جموعا كثيرة من بني حنيفة وغيرهم من سفهاء العرب وغوغائهم وقصد قتال الصحابة في أثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجهز عليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه الجيوش وأميرهم خالد بن الوليد رضي الله عنه سنة إحدى عشرة من الهجرة فقاتلوه فظهروا على مسيلمة فقتلوه كافرا قيل قتله وحشي بن حرب وقيل غيره وقتل خلائق من أتباعه وانهزم من أفلت منهم وطفيت آثارهم
575 المسيب والد سعيد بن المسيب والمسيب صحابي رضي الله عنه وهو بفتح الياء على المشهور وقيل بكسرها وهو قول أهل المدينة وكان سعيد يكره فتحها وهو أبو سعيد المسيب ابن حزن بفتح الحاء المهملة وإسكان الزاي ابن أبي وهب بن عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي الكوفي وهو وأبوه حزن صحابيان هاجرا إلى المدينة وكان المسيب ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة في قول وقال مصعب لا يختلف أصحابنا في أن المسيب وأباه من مسلمة الفتح قال أبو أحمد العسكري أحسب مصعبا وهم لأن المسيب حضر في بيعة الرضوان وشهد اليرموك روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث اتفقا على حديثين وانفرد البخاري بحديث وهو راوي حديث وفاة أبي طالب قالوا ولم يرو عنه غير ابنه سعيد
576 مصرف والد طلحة بن مصرف مذكور في المهذب في صفة الوضوء هو أبو طلحة مصرف بن عمرو ويقال ابن كعب بن عمرو واليامي الكوفي التابعي روى عن أبيه روى عنه ابنه طلحة وحديثه المذكور في المهذب ضعيف رحمه الله
577 مصعب بضم الميم ابن سعد بن أبي وقاص مذكور في المهذب في صفة الصلاة وهو تابعي وهو مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري وقد سبق تمام نسبه في ترحمة أبيه وهو مدني سمع أباه وعلي بن أبي طالب وابن عمر روى عنه
401(2/400)
مجاهد وأبو إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وآخرون واتفقوا على توثيقه قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث توفي سنة ثلاث ومائة
578 مصعب بن عمير الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الكفن وأول الفرائض هو أبو عبد الله مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي العبدري كان من فضلاء الصحابة وخيارهم ومن السابقين إلى الإسلام أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا فبصر به عثمان بن طلحة العبدري يصلي فأعلم به أمه وأهله فحبسوه فلم يزل محبوسا إلى أن هاجر إلى الحبشة ثم عاد إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن ويصلي بهم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الإثني عشر أهل العقبة الثانية ليفقه أهل المدينة ويقرئهم القرآن فنزل على أسعد بن زرارة وكان يسمى بالمدينة المقرىء قالوا وهو أول من جمع الجمعة بالمدينة وأسلم على يديه سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وكفى بذلك فضلا وأثرا في الإسلام قال البراء بن عازب أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير ثم عمرو ابن أم مكتوم ثم عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وبلال ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وشهد بدرا وأحدا واستشهد بأحد ومعه لواء المسلمين قيل كان عمره أربعين سنة أو أكثر قليلا ويقال نزل فيه وفي أصحابه قوله تعالى {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه} وكان قبل إسلامه أنعم فتى بمكة وأجوده خلة وأكمله شبابا وجمالا وجودا وكان أبواه يحبانه حبا كثيرا وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب بمكة وكان أعطر أهل مكة ثم انتهى به الحال في الإسلام إلى أن كان عليه بردة مرقوعة بفروة
وثبت في الصحيحين عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله تعالى فوقع أجرنا على الله تعالى فمنا من مات ولم يأكل من عمله شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد ولم نجد له ما نكفنه به إلا بردته إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه الأذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها ومعنى أينعت نضجت وقوله يهدبها بفتح أوله وكسر الدال وضمها أي يجتنيها وهو إشارة إلى ما فتح الله عليهم من الدنيا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مصعب زوج حمنة بنت جحش رحمه الله
402(2/401)
579 مطرف المذكور في المهذب في أواخر باب الدعاوى والبينات هو بضم الميم وفتح الطاء وكسر الراء المشددة وهو أبو أيوب مطرف بن مازن الكناني قال ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل هو أبو مطرف بن مازن الكناني مولاهم ولي القضاء بصنعاء وتوفي بالرقة ويقال بمنبج روى عن معمر ويعلى بن مقسم روى عنه بقية بن الوليد وإبراهيم بن موسى وأيوب بن محمد الوزان قال يحيى بن معين مطرف هذا كذاب هذا آخر كلام ابن أبي حاتم وهذا الذي ذكرته من أن المذكور في المهذب هو مطرف بن مازن هو الصواب وقد ذكر بعض المصنفين على المهذب أنه مطرف بن عبد الله بن الشخير وهذا غلط فاحش وجهالة عظيمة فإنه قال في المهذب قال الشافعي رأيت مطرفا يحلف الناس بصنعاء بالمصحف ومعلوم أن الشافعي ولد سنة خمسين ومائة من الهجرة وتوفي مطرف بن عبد الله سنة خمس ومائتين من الهجرة
580 المطعم بن عدي الكافر مذكور في المهذب في السير هكذا ذكره في المهذب أنه المطعم بن عدي قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر كافرا في الأسر وهذا غلط فاحش فإن مطعم بن عدي كان مات قبل يوم بدر بلا خلاف بين أهل التواريخ والسير وغيرهم وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر في أسارى بدر لو كان المطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء السبي لأطلقتهم قالوا وإنما الذي قتل يوم بدر طعيمة بن عدي لكنه قتل في حال القتال لا في الأسر ولا يصح ذكر واحد منهما في هذا الموضع
581 المطلب بن عبد الله بن حنطب مذكور في المختصر في مواضع من باب ما يقع به الطلاق وحنطب بفتح الحاء المهملة وإسكان النون وفتح الطاء المهملة هو أبو الحكم المطلب بن عبد الله بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي المدني قال ابن سعد روى عن أبيه وعمر بن الخطاب وابن عمر وابن عباس وأنس وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأبي رافع وعائشة وأم سلمة روى عنه ابنه عبد العزيز ومحمد بن عباد بن جعفر وابن جريج والأوزاعي قال ابن سعد كان كثير الحديث لا يحتج به فأنه يرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وليس له لقي وعامة أصحابه يدلسون
وقال ابن أبي حاتم روى عن هؤلاء مرسلا وعن جابر يشبه أن يكون أدركه وعامة أحاديثه مرسلة
وقال يعقوب بن سفيان والدارقطني هو ثقة وسئل أبو زرعة عنه فقال ثقة قيل أسمع عائشة قال أرجو أن يكون سمعها
403(2/402)
582 معاذ بن جبل الصحابي رضي الله عنه تكرر في هذه الكتب هو بالذال المعجمة هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بالمعجمة ابن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بالمثناة فوق ابن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الجشمي المدني الفقيه الفاضل الصالح أسلم معاذ وهو ابن ثماني عشرة سنة وشهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار ثم شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وسبعة وخمسون حديثا اتفقا على حديثين وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بحديث روى عنه ابن عمر وابن عباس وابن عمرو بن العاص وأبو قتادة وجابر وأنس وأبو أمامة وأبو ثعلبة وعبد الرحمن بن سمرة وآخرون من الصحابة رضي الله عنهم وخلائق من التابعين توفي في طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة وقيل سبع عشرة والصحيح الأول وقبره في مشارق غور بيان وعمواس التي نسب إليه الطاعون بالرملة وبيت المقدس نسب الطاعون إليها لأنه بدء منها هو بفتح العين والميم وتوفي شهيدا في الطاعون وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وقيل أربع وثلاثين وقيل ثمان وثلاثين
روينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود والنسائي عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال (يا معاذ والله أني الأحبك) وقال (أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)
وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يأتي معاذ يوم القيامة رتوة بين العلماء) والرتوة رمية بسهم وقيل بحجر
وعن ابن مسعود قال إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين قالوا يا أبا عبد الرحمن إن إبراهيم كان أمة فقال إنا كنا نشبه معاذا بإبراهيم
وعن أنس قال جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد رواه البخاري ومسلم
وعن ابن عمرو بن العاصي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب) رواه البخاري ومسلم
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أرحم أمتي لأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأشدهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرأهم أبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح) رواه
404(2/403)
الترمذي والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة حسنة وقال الترمذي هو حديث حسن صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح) رواه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح قال الترمذي هو حديث حسن
وعن معاذ رضي الله عنه قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال (يا معاذ بن جبل) فقلت لبيك يا رسول الله وسعديك فذكر حديثا (هل تدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله) إلى آخره رواه البخاري ومسلم
وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى اليمن يدعوه إلى الإسلام وشرائعه ومعاذ رضي الله تعالى عنه أحد الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة من المهاجرين عمر وعثمان وعلي وثلاثة من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت
وعن جابر بن عبد الله قال كان معاذ من أحسن الناس وجها وخلقا وأسمحهم كفا ولما وقع الطاعون بالشام قال معاذ اللهم ادخل على آل معاذ نصيبهم من هذا فطعنت له إمرأتان فماتتا ثم طعن ابنه عبد الرحمن فمات ثم طعن معاذ فجعل يغشى عليه فإذا أفاق قال رب غمني غمك فوعزتك أنك لتعلم أني أحبك ثم يغشي عليه فإذا أفاق قال مثله ولما حضرته الوفاة قال مرحبا بالموت مرحبا زائر حبيب جاء على فاقة اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك إني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لضماء الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (معاذ إمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين) الرتوة رمية الحجر
وقال ابن مسعود أن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين فقيل له إنما قال الله تعالى هذا في إبراهيم فأعاد ابن مسعود قوله ثم قال الأمة الذي يعلم الخير ويؤتم به والقانت المطيع لله عز وجل وكذلك كان معاذ معلما للخير مطيعا لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأحوال معاذ ومناقبه غير منحصرة رضي الله عنه
583 معاذ القارئ المذكور في المختصر في باب صلاة التطوع من المختصر قال البيهقي في هذا الباب من السنن الكبير هو أبو حليمة معاذ ابن الحارث شهد الجسر مع أبي عبيد الثقفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال
405(2/404)
وقيل له صحبة هذا كلام البيهقي وقال ابن أبي حاتم في كتابه معاذ ابن الحارث أبو حليمة الأنصاري القارىء شهد الجسر روى عن نافع وسعيد المقبري وعبد الله بن الحارث يقال أنه قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين بالمدينة قال وهو الذي أقامه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليصلي بهم التراويح في رمضان وفي تاريخ البخاري أنه مدني ذكره ابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم الأصبهاني في الصحابة وذكروا خلافا في شهوده الخندق وقيل شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم وقيل لم يشهدها ولم يدرك من زمنه عليه السلام إلا ست سنين ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (منبري على ترعة من ترع الجنة) قال ابن مندة وأبو نعيم توفي قبل زيد بن ثابت وقال ابن عبد البر قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين
584 معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري الصحابي ويعرف بابن عفراء وهي أمة بنت عبيد بن ثعلبة من بني غنم بن مالك بن النجار شهد معاذ وأخواه عوف ومعوذ بنو عفراء بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل عوف ومعوذ وأسلم معاذ فشهد أحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ابن إسحاق فيمن شهد بدرا من الأنصار من بني سواد بن مالك عوفا ومعوذا ومعاذا ورفاعة بني الحارث وهم بنو عفراء وقيل أن معاذا بقي إلى زمن عثمان وقيل جرح ببدر وعاد إلى المدينة فتوفى بها
وقال خليفة بن خياط عاش معاذ إلى زمن علي
وذكر الواقدي أن معاذ بن الحارث ورافع بن مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة وأن معاذا هذا من اليمانية الذين أسلموا اول من أسلم من الأنصار بمكة قال وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معمر بن الحارث قال وتوفي معاذ في زمن علي رضي الله تعالى عنه سنة صفين وأما قول ابن مندة أنه قتل ببدر فاتفقوا على تغليطه فيه وفي كلامه ما يرد على نفسه ومعاذ هذا الذي شارك في قتل أبي جهل
ثبت في صحيح البخاري وغيره عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر من ينظر ما صنع أبو جهل فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابناء عفراء حتى برد فقال أنت أبو جهل وذكر تمام الحديث
585 معاوية بن خديج بن أبي حنيفة الكوفي الكندي التجيبي الصحابي كنيته أبو عبد الرحمن وقيل أبو نعيم معدود في المصريين غزا إفريقية أميرا ثلاث مرات وأصيبت عينه فيها وقيل غزا الحبشة مع ابن أبي سرح وتوفي قبل ابن عمر بيسير
406(2/405)
586 معاوية بن الحكم الصحابي رضي الله تعالى عنه مذكور في المهذب في باب ما يفسد الصلاة وباب سجود السهو وهو معاوية بن الحكم السلمي بضم السين سكن المدينة وحديثه المذكور في المهذب في هذين البابين رواه مسلم في صحيحه وقد روى معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشر حديثا
587 معاوية بن حيدة بفتح الحاء المهملة وإسكان المثناة تحت ابن معاوية بن قيس بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري البصري الصحابي وهو جد بهز بن حكيم بن معاوية الراوي عن أبيه عن جده مذكور في المهذب في الزكاة وغزا خراسان ومات بها وسئل يحيى بن معين عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال إسناد صحيح إذا كان من دونهم ثقة
588 معاوية بن أبي سفيان الصحابي بن الصحابي تكرر في هذه الكتب هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي الأموي وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس يجتمع أبوه وأمه في عبد شمس أسلم هو وأبوه أبو سفيان وأخوه يزيد بن أبي سفيان وأمه هند في فتح مكة وكان معاوية يقول أنه أسلم يوم الحديبية وكتم إسلامه من أبيه وأمه وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير وأربعين أوقية وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامهما وكان أحد الكتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولما بعث أبو بكر رضي الله تعالى عنه الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد فلما مات يزيد استخلفه على عمله بالشام وهو دمشق فأقره عمر رضي الله عنه مكانه
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وثلاثة وستون حديثا اتفق البخاري ومسلم على أربعة منها وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة روى عنه من الصحابة ابن عباس وأبو الدرداء وجرير بن عبد الله والنعمان بن بشير وابن عمر وابن الزبير وأبو سعيد الخدري والسائب بن يزيد وأبو أمامة بن سهل ومن التابعين ابن المسيب وحميد بن عبد الرحمن وغيرهما ولما ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام مكان أخيه يزيد بقي أميرا خلافة عمر ثم أقره عثمان وولي الخلافة بعد ذلك عشرين سنة
قال محمد بن سعد بقي معاوية أميرا عشرين سنة وخليفة عشرين سنة وقال الوليد بن مسلم كانت خلافته تسع عشرة سنة ونصفا وقيل تسع عشرة سنة وثمانية أشهر وعشرين يوما وولي دمشق أربع سنين من خلافة عمر وإثنتي عشرة من خلافة عثمان مع ما
407(2/406)
أضاف إليه من باقي الشام وأربع سنين تقريبا أيام خلافة علي وستة أشهر خلافة الحسن وسلم إليه الخلافة سنة إحدى وأربعين وقيل سنة أربعين والأول أصح واتفقوا على أنه توفي بدمشق ثم المشهور أنه توفي يوم الخميس لثمان بقين من رجب وقيل لنصف رجب سنة ستين من الهجرة وقيل سنة تسع وخمسين وهو ابن إثنين وثمانين سنة وقيل ثمان وسبعين سنة وقيل ست وثمانين وهو من الموصوفين بالدهاء والحلم وذكروا أن عمر بن الخطاب لما دخل الشام فرأى معاوية قال هذا كسرى العرب ولما حضرته الوفاة أوصى أن يكفن في قميص كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كساه إياه وأن يجعل مما يلي جسده وكان عنده قلامة أظفار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوصى أن تسحق وتجعل في عينيه وفمه وقال افعلوا ذلك بي وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين ولما نزل به الموت قال يا ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى وإني لم آل من هذا الأمر شيئا وكان ابنه يزيد غائبا بحوران وقت وفاة معاوية فأرسل إليه البريد فلم يدركه وكان معاوية أبيض جميلا يخضب وروي عنه قال ما زلت أطمع بالخلافة منذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن وليت فأحسن)
قال ابن قتيبة في المعارف لم يولد لمعاوية في زمن خلافته ولد لأنه ضرب على إليته فانقطع عنه الولد ولد له قبلها عبد الرحمن لأم ولد ويزيد أمه ميسورة بنت مجدل الكلبية وعبد الله وهند ورملة وصفية
روينا عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الصحابي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاوية (اللهم اجعله هاديا مهديا) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وفي صحيح البخاري في كتاب المناقب عن ابن أبي مليكة قال قيل لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية ما أوتر إلا واحدة قال أصاب أنه فقيه وفي الصحيحين عن فاطمة بنت قيس أنها قالت يا رسول الله أن معاوية وأبا جهم خطباني إلى أخره ذكره في المهذب في النكاح المراد بمعاوية معاوية بن أبي سفيان هذا هو الصواب المشهور
وحكى أبو القاسم الرافعي في كتاب النكاح من شرح الوجيز عن بعض العلماء أنه معاوية آخر قال والمشهور أنه ابن أبي سفيان قلت وقول من قال أنه غير ابن أبي سفيان غلط صريح ففي صحيح مسلم عن فاطمة بنت قيس قالت لما حللت ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أن معاوية بن أبي سفيان وأبا الجهم خطباني وذكرت تمام الحديث
589 معاوية بن معاوية المزني ويقال الليثي ويقال معاوية بن مقرن المزني قال ابن عبد البر هذا أولى بالصواب وهو صحابي توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
408(2/407)
وروينا في دلائل النبوة للبيهقي وغيره عن أنس قال نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بتبوك فقال يا محمد مات معاوية بن معاوية المزني بالمدينة فيجب أن تصلي عليه قال نعم فضرب بجناحه الأرض فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت ورفع له حتى نظر إليه فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة في كل صف ألف ملك فقال النبي صلى الله عليه وسلم (يا جبريل بم نال هذه المنزلة) قال بحبه قل هو الله أحد وقراءته إياها جائيا وذاهبا وقائما وقاعدا وعلى كل حال قال ابن عبد البر ليس إسناده بقوي
590 معتمر بن سليمان بن طرخان أبو محمد التيمي البصري ولم يكن من بني تيم وإنما نسب إليهم لأنه نزل فيهم وهو مولى لبني مرة وهو من تابعي التابعين سمع أباه وعبد الملك بن عمير وإسماعيل بن أبي خالد وعاصما الأحول وأيوب السختياني ومنصور بن المعتمر وخلائق روى عنه ابن المبارك وابن مهدي وعبد الرزاق وعفان والحسن بن عرفة وأحمد بن حنبل وابن المديني وخلائق من الأئمة وأجمعوا على توثيقه وجلالته ووصفه بالعبادة ولد سنة ست ومائة وتوفي سنة سبع وثمانين ومائة بالبصرة
591 معقل بن سنان الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب والوسيط في الصداق في حديث يربوع بنت واشق هو بفتح الميم وإسكان العين المهملة وهو أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن وأبو يزيد وأبو عيسى وأبو سنان معقل بن سنان بن مظهر بضم الميم وفتح الظاء المعجمة وكسر الهاء ابن عركي بن فتيان بن سبيع بضم السين ابن بكر بن أشجع الأشجعي شهد فتح مكة ثم سكن الكوفة ثم تحول إلى المدينة قال الحاكم أبو أحمد في كتابه الكنى أنه قتل يوم الحرة صبرا وكانت الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين وكان فاضلا تقيا روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث يربوع بنت واشق وهو حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم وإسناده إسناد صحيح قال الترمذي هو حديث حسن صحيح وخالفهم أبو بكر بن أبي خيثمة فقال في تاريخه في ترجمة معقل هذا حديث مختلف فيه قال أبو سعيد الدارمي ما خلق الله معقل بن سنان قط ولا كانت يربوع بنت واشق قط وهذا الذي قاله الدارمي غلط منه وجهالة لما علمه الحفاظ وغيرهم والصواب ما قدمناه وإنما ذكرت هذا لأبنه على بطلانه لئلا يراه من لا يعرف حاله فيتوهمه صحيحا
409(2/408)
592 معقل بن مقرن الصحابي رضي الله عنه بفتح القاف وكسر الراء المشددة المزني وهو أخو سويد والنعمان بن مقرن وكانوا سبعة أخوة معقل وسويد والنعمان وعقيل وسنان وعبد الرحمن وسابع لم يسم
بنو مقرن هاجروا وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وقيل شهدوا الخندق قال ابن عبد البر قال الواقدي قال ابن نمير لا يعرف في أحد من الناس سبعة صحابيون مهاجرون غيرهم وقد أنكر هذا فقد ذكر ابن عبد البر في الإستيعاب أيضا أن بني حارثة بن هند الأسلمين كانوا ثمانية أسلموا كلهم وشهدوا بيعة الرضوان ذكر ذلك في ترجمة هند بن حارثة فقال وشهد هند بن حارثة بيعة الرضوان مع أخوة له سبعة وهم هند وأسماء وخراش وذوئب وفضالة وسلمة ومالك وحمران قال ولم يشهدها أخوة في عددهم غيرهم قال ولزم منهم النبي صلى الله عليه وسلم إثنان أسماء وهند حتى ظنهما أبو هريرة خادمتين له لطول لزومهما إياه وكانا من أهل الصفة وقد ذكرناهم في ترجمة هند بن حارثة أيضا من هذا الكتاب فليعلم
593 معقل بن يسار بياء ثم سين مهملة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في أول الجنائز حديثه (اقرأوا على موتاكم يس) رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد ضعيف وهو أبو عبد الله ويقال أبو يسار وأبو علي معقل بن يسار بن معبر بن حراق بن لأي بن كعب بن عبيد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المزني البصري ومعبر بضم الميم وفتح العين المهملة وكسر الموحدة المشددة وقيل معير بكسر الميم وإسكان العين وفتح المثناة تحت وحراق بضم الحاء المهملة وقيل حسان بدل حراق ويقال لأولاد عثمان وأوس ابني عمرو بنو مزينة نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة وكان معقل هذا من مشهوري الصحابة شهد بيعة الرضوان ونزل البصرة وبها توفي في آخر خلافة معاوية وقيل توفي أيام يزيد روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وثلاثون حديثا اتفقا على حديث وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديثين روى عنه عمرو بن ميمون وأبو عثمان النهدي والحسن البصري قال أحمد بن عبد الله العجلي ليس في الصحابة من يكنى أبا علي وذكر الحاكم أبو أحمد وغيره أن قيس بن عاصم كنيته أبو علي وقيل أبو قبيصة وكان لمعقل دار بالبصرة وإليه ينسب نهر معقل الذي في البصرة وإليه أيضا ينسب التمر المعقلي الذي بالبصرة
وروينا في صحيح مسلم عن معقل بن يسار هذا قال لقد رأيتني يوم
410(2/409)
الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مائة ولم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر
594 معمر بن راشد الإمام المحدث المشهور مذكور في مواضع من المختصر منها نكاح المشرك ثم أجل العنين ثم الأشربة وهو صاحب الزهري وشيخ عبد الرزاق وهو أبو عروة معمر بفتح الميم وإسكان العين ابن راشد بن أبي عمرو البصري مولى عبد السلام ابن صالح وعبد السلام مولى عبد الرحمن بن قيس أخو المهلب بن أبي صفرة لأنه سكن اليمن أدرك الحسن وشهد جنازته وسمع عمرو بن دينار والزهري وثابتا البناني وسليمان التيمي وزياد بن علاقة والسبيعي وقتادة والسختياني وهمام بن منبه ومحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وعبيد الله العمري وعاصما الأحول وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة ومنصور بن المعتمر وإسماعيل بن أمية وخالد الحذاء وسهيل بن أبي صالح وخلائق من الأئمة
روى عنه عمرو بن دينار والسبيعي وأيوب السختياني ويحيى بن أبي كثير وهم من شيوخه وابن جريج وسعيد بن أبي عروبة والثوري وابن عيينة وشعبة وحماد بن زيد وابن المبارك وابن علية ومروان بن معاوية ووهب بن خالد ويزيد بن زريع وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الواحد بن زياد وغندر وعيسى بن يونس وعبد الرزاق بن همام وخلائق من الأئمة وغيرهم قال معمر جلست إلى قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة فما سمعت منه حديث إلا كأنه ينقش في صدري
وقال أحمد بن حنبل لا يضم معمر إلى أحد إلا معمر ومعمرا أطلب للعلم منه وهو أول من رحل إلى اليمن وقال ابن معين معمر أثبت في الزهري من ابن عيينة قال أثبت الناس في الزهري مالك ومعمر ويونس وقال ابن جريج أن معمرا شرب من العلم ما نقع
وقال أحمد بن عبد الله سكن معمر صنعاء اليمن وتزوج بها رحل إليه سفيان وسمع منه هناك وسمع هو من سفيان ولما دخل معمر صنعاء كرهوا خروجه من عندهم فقال رجل نقيده فزوجوه واتفقوا على توثيقه وجلالته روى له البخاري ومسلم توفي سنة ثلاث وقيل أربع وخمسين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة
595 معمر العدوي الصحابي مذكور في المهذب في باب الزنا في آخر باب النجش وهو معمر بن عبد الله بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بضم الحاء المهملة وإسكان الراء المهملة والثاء المثلثة ابن عوف بن عبيد بفتح العين وكسر الباء ابن عويج
411(2/410)
بفتح العين وكسر الواو والجيم ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب ويقال له معمر بن أبي معمر معدود في أهل المدينة أسلم رضي الله عنه قديما وهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة وقدم المدينة عام خيبر مع أصحاب السفينتين وعاش عمرا طويلا قيل أنه الذي حلق شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهذه منقبة عظيمة لم يصل إليها غيره وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في النوع السابع من المبهمات
روي لمعمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث روى مسلم في صحيحه منها واحدا وهو الحديث المذكور في المهذب (لا يحتكر إلا خاطىء) روى عنه سعيد بن المسيب وبسر بن سعيد بضم الموحدة ووقع في نسخ المهذب في باب النجش معمر العذري بضم العين وإسكان الذال المعجمة وبالراء وهو خطأ وتصحيف وصوابه العدوي بفتح العين والدال المهملة وبالواو نسبة إلى جده عدي بن كعب
596 معيقيب الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في آخر باب ما يفسد الصلاة وهو بميم مضمومة ثم عين مهملة مفتوحة مصغرا وهو معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي أسلم قديما بمكة وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية ثم هاجر إلى المدينة شهد بدرا وكان على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما على بيت المال
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث اتفقا على حديث واحد وهو المذكور في المهذب وهو النهي عن مس الخصي ولمسلم آخر وهو الذي سقط من يده خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر أريس في المدينة في خلافة عثمان ومن حين سقط اختلفت الكلمة بين المسلمين وكان الخاتم كالأمان توفي معيقيب في آخر خلافة عثمان وقيل في سنة أربعين في خلافة علي رضي الله عنه وله عقب
597 مغفل الصحابي رضي الله عنه بضم الميم وفتح الغين المعجمة والفاء المشددة تكرر في المهذب هو والد عبد الله بن مغفل المزني الصحابي ذكره ابن عبد البر في الصحابة قال قال أبو جعفر الطبري مغفل هذا هو أخو ذي النجادين المزني توفي مغفل بطريق مكة قبل أن يدخلها قبل فتح مكة بقليل سنة ثمان رحمه الله
598 مغيث بضم الميم وكسر الغين المعجمة زوج بريرة مذكور في المختصر في خيار الأمة باسمة وذكره في المهذب زوج بريرة قال ابن منده وأبو نعيم هو
412(2/411)
مولى أبي أحمد بن جحش وقال ابن عبد البر هو مولى بني مطيع وقيل كان مولى لبني مخزوم فهو قرشي بالولاء على قول من يقول هو مولى بني مخزوم أو مولى بني مطيع لأنهم من عدي قريش وأما أبو أحمد فمن أسد خزيمة ثم الصحيح المشهور أن مغيثا كان عبدا حال عتق بريرة ثبت ذلك في الصحيح عن عائشة وقيل كان حرا وجاء ذلك في رواية لمسلم والمشهور أنه كان عبدا وفي صحيح البخاري عن عكرمة عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا تعجبون من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لو راجعتيه) قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم تأمرني قال (إنما أنا أشفع) قالت لا حاجة لي فيه
599 المغيرة بن شعبة الصحابي رضي الله تعالى عنه تكرر في هذه الكتب قال ابن السكيت وآخرون من أهل اللغة يقال المغيرة بضم الميم وكسرها والضم أشهر وهو أبو عبد الله ويقال أبو عيسى وقال أبو محمد المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بالعين المهملة المفتوحه ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي بن منبه وهو ثقيف بن بكر بن هوازن بن منصور عكرمة بن خصفة بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة بن قيس عيلان بالعين المهملة ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الثقفي الكوفي الصحابي أسلم عام الخندق روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وستة وثلاثون حديثا اتفقا منها على تسعة وانفرد البخاري بحديث ولمسلم حديثان روى عنه أبو أمامة الباهلي والمسور بن مخرمة وقرة المزني الصحابيون ومن التابعين جماعات منهم بنوه الثلاثة عروة وحمزة وعقار بتشديد القاف وبعد الألف راء وقيس بن أبي حازم ومسروق وأبو وائل وأبو إدريس الخولاني وعروة بن الزبير والشعبي ووراد كاتب المغيرة ومولاه وآخرون وكان المغيرة موصوفا بالدهاء والحلم قال ابن الأثير قيل أن المغيرة أحصن ثلاثمائة إمرأة في الإسلام وقيل ألف وشهد المغيرة الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وله في صلحها كلام مع عروة بن مسعود معروف وولاه عمر بن الخطاب البصرة مدة ثم نقله عنها فولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر فأقره عليها عثمان ثم عزله وشهد اليمامة وفتح الشام وذهبت عينه يوم اليرموك وشهد القادسية وشهد فتح نهاوند وكان على ميسرة النعمان بن مقرن وشهد فتح همدان وغيرها واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان وشهد الحكمين ثم استعمله معاوية على الكوفة
413(2/412)
فلم يزل عليها حتى توفي بها سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين قالوا وهو أول من وضع ديوان البصرة
600 مقاتل بن حبان المفسر هو أبو بسطام مقاتل بن حبان البلخي الخراز بالخاء المعجمة وراء وهو مولى بكر بن وائل وهو من تابعي التابعين روى عن سالم بن عبد الله بن عمر وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبي رباح وأبي بردة بن أبي موسى وعمر بن عبد العزيز ومجاهد والحسن البصري وأبي الصديق الناجي وشهر بن حوشب وعبد الله بن بريدة والضحاك بن مزاحم وغيرهم روى عنه علقمة بن مرثد وعتاب بن محمد وأبو جعفر الرازي وعبد الله بن المبارك وخلائق غيرهم واتفقوا على توثيقه والثناء عليه
قال مروان بن محمد ويحيى بن معين هو ثقة قال عبد الرحمن بن الحكم ذاك مرتفع مرتفع وقال الدارقطني صالح الحديث وقال أحمد بن يسار هم أربعة أخوة مقاتل والحسن وبريدة ومصعب بنو حبان وكان مقاتل ناسكا فاضلا وكان هرب إلى كابل ودعا خلقا إلى الإسلام فأسلموا وذلك أيام أبي مسلم حين هربوا منه وتوفي بكابل فتسلب عليه ملكها فقيل أنه ليس على دينك فقال إنه كان رجلا صالحا
601 مقاتل بن سليمان المفسر قال ابن أبي حاتم هو مقاتل بن سليمان صاحب التفسير والمناكير روى عن الضحاك ومجاهد والزهري وابن بريدة روى عنه عبد الرزاق وحرمي بن عمارة وعلي بن الجعد وعيسى بن أبي فاطمة
حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا أبو خالد الأحمر قال والله لقد مات الضحاك وأن مقاتل بن سليمان له قرطان وهو في الكتاب وسئل وكيع عن تفسير مقاتل فقال لا تنظرو فيه فقال ما أصنع به قال ادفنه يعني التفسير وقال وكيع أيضا كان مقاتل بن سليمان كذابا وروي أن مقاتل بن سليمان جلس في مسجد بيروت فقال لا تسألوني عن شيء دون العرش إلا أنبأتكم عنه فقال الأوزاعي لرجل قم إليه فسأله ما ميراثه من جدتيه فحار ولم يكن عنده جواب فما بات فيها إلا ليلة واحدة ثم خرج بالغداة وقال أحمد بن حنبل لا يعجبني أن أروي عن مقاتل بن سليمان شيء وقال عبد الرحمن بن الحكم ترك الناس حديثه وقال يحيى بن معين حديثه ليس بشيء وقال أبو حاتم وهو متروك الحديث
414(2/413)
602 مقداد بن الأسود تكرر في المهذب هو أبو الأسود وقيل أبو عمرو وقيل أبو معبد الصحابي المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن تمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بفتح الدال المهملة وكسر الهاء ابن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بفتح الشين المعجمة ابن هون ويقال ابن أبي هون بن فابس ويقال فاس ويقال قاس بن دريم بن القين بن أهود بن بهر بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البهراني الكندي الصحابي وهو المقداد بن عمرو حقيقة واشتهر بالمقداد بن الأسود لأنه كان في حجر الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب الزهري فتبناه فنسب إليه ويقال له المقداد الكندي لأنه أصاب دما في بهراء فهرب منهم إلى كندة فحالفهم ثم أصاب دما فيهم فهرب منهم إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث فهو بهراني ويقال كندي ويقال زهري وهو قديم الإسلام والصحبة من السابقين إلى الإسلام وقال ابن مسعود أول من أظهر إسلامه بمكة سبعة منهم المقداد بن الأسود وهاجر إلى الحبشة ثم عاد إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وسائر المشاهد ولم يثبت أنه شهد بدرا فارس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير المقداد وقيل كان الزبير فارسا أيضا روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إثنان وأربعون حديثا اتفقا على حديث واحد ولمسلم ثلاثة وروى عنه من الصحابة علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس والسائب بن يزيد وسعيد بن العاصي والمستورد بن شداد وطارق بن شهاب وروى عنه خلائق من التابعين منهم عبيد الله بن عدي وهمام بن الحارث وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسليم بن عامر وميمون بن أبي شبيب وجبير بن نفير وأبو ظبية بالظاء المعجمة وغيرهم توفي بالحرف على عشرة أميال من المدينة وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة وقيل توفي بالمدينة في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان وأوصى إلى الزبير وشهد فتح مصر ومناقبه كثيرة
وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود قال شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما عدله به أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين يوم بدر فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون} ولكن أمضي ونحن معك فكأنه سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي الترمذي
415(2/414)
عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم) قيل يا رسول الله سمهم لنا فقال (علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان) قال الترمذي حديث حسن
603 المقدام بن معدي كرب الصحابي رضي الله عنه آخره ميم مذكور في مسح الأذنين فقط وكرب بفتح الكاف وكسر الراء أما الباء فيجوز كسرها مع التنوين على الإضافة ويجوز فتحها على البناء وهما وجهان مشهوران في العربية وهو أبو كريمة وقيل أبو صالح وأبو يحيى وأبو بشر والأول أشهر المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن معدي كرب الكندي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة عداده في أهل الشام سكن حمص روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وأربعون حديثا روى عنه خالد بن معدان وشريح بن عبيد وراشد بن سعد وجبير بن نفير وعبد الرحمن بن ميسرة وعبد الرحمن بن أبي عوف والشعبي وسليم بن عامر وأبو عامر الهوزني وغيرهم توفي بالشام سنة سبع وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة
604 المقوقس صاحب الأسكندرية الكافر الذي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم مارية أم إبراهيم وأختها سيرين والبغلة ذكره ابن مندة وأبو نعيم في كتاب الصحابة وغلطا في ذلك فإنه لم يسلم وما زال نصرانيا ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه قال ابن ماكولا اسم المقوقس جريج يعني بجيمين أولهما مضمومة
605 مكحول الفقيه التابعي مذكور في التحلل من الحج هو أبو عبد الله مكحول بن زيد ويقال ابن أبي مسلم بن شاذل بن سند بن شروان بن يردك بن يغوث بن كسرى الكابلي الدمشقي يقال كابلي ويقال هذلي فالكابلي من سبي كابل والهذلي قيل لأنه كان مولى لإمرأة من هذيل وقيل كان مولى لسعيد بن العاصي فوهبه لإمرأة من قريش فأعتقته وكان يسكن دمشق وداره عند طرف سوق الأحد سمع أنس بن مالك وأبا هند الداري وواثلة بن الأسقع وأبا أمامة وعبد الرحمن بن غنم وأبا جندل بن سهيل وأم أيمن وغيرهم من الصحابة وسمع جماعات من التابعين منهم ابن المسيب ووراد كاتب المغيرة ومسروق وأبو سلمة وجبير بن نفير وكريب وأبو مسلم وأبو إدريس الخولانيان وعروة بن الزبير وعبد الله بن محيريز وعنبسة بن أبي سفيان وخالد بن اللجلاج وكثير بن مرة وأم الدرداء الصغرى وخلق سواهم روى عنه الزهري
416(2/415)
وحميد الطويل ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق وعبد الله بن العلاء بن زيد وسالم بن عبد الله المحاربي وموسى بن يسار والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز والعلاء بن الحارث وثور بن يزيد وأيوب بن موسى ومحمد بن راشد المكحولي ومحمد بن الوليد الزبيدي وبرد بن سنان وعبد الله بن عوف ويحيى بن سعيد الأنصاري وأسامة بن زيد الليثي ونخير بن سعد وصفوان بن عمرو وثابت بن ثوبان وخلائق لا يحصون
وقال أبو مسهر لم يسمع مكحول عنبسة بن أبي سفيان ولا أدري أدركه أم لا وقال ابن إسحاق سمعت مكحولا يقول طفت الأرض في طلب العلم وقال أبو وهيب عن مكحول عبقت بمصر فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى ثم أتيت العراق فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى ثم أتيت الشام فغربلتها وقال أبو حاتم ما أعلم بالشام أفقه من مكحول وقال ابن يونس كان فقيها عالما واتفقوا على توثيقه سكن دمشق توفي سنة ثماني عشرة ومائة
606 منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة بضم الراء وتشديد الباء المفتوحة أبو عتاب السلمي الكوفي وهو من كبار تابعي التابعين سمع زيد بن وهب وأبا وائل وربعي بن حراش وأبا حازم الأشجعي وأبا الضحى النخعي والشعبي والزهري وسالم بن أبي الجعد وسعيد بن جبير ومجاهد وخلائق روى عنه سليمان التيمي وأيوب وحصين والأعمش ومسعد والثوري وهو أثبت الناس فيه وشعبة وابن عيينة وزهير وإسرائيل وزائدة ووهيب بن خالد وفضيل بن عياض وخلائق واتفقوا على توثيقه وجلالته وإتقانه وزهده وعبادته قال ابن مهدي منصور أثبت أهل الكوفة وقال ابن المديني إذا حدثك عن منصور بن المعتمر ثقة فقد ملأت يديك لا تريد غيره وقال الثوري ما خلفت بالكوفة آمن على الحديث من منصور
روينا عن زائدة قال أقام منصور بن المعتمر أربعين سنة صام نهارها وقام ليلها وكان يبكي الليل فإذا أصبح اكتحل وادهن وبرق شفتيه قال وكان منصور إذا رأيته قلت رجل قد أصيب بمصيبة ولقد قالت له أمه ما هذا الذي تصنع بنفسك تبكي الليل عامته لا تكاد تسكت لعلك يا بني قتلت نفسا قال يا أمت أنا أعلم بما صنعت بنفسي وقال أبو يزيد الواسطي كان أول ما يبلى من ثياب منصور ما يلي ركبتيه من كثرة السجود قال أحمد بن عبد الله منصور بن المعتمر كوفي ثبت في الحديث ثقة كان أثبت أهل الكوفة وكان مثل القدح لا يختلف فيه أحد متعبدا رجلا صالحا أكره على القضاء وكان قد عمش
417(2/416)
من كثرة البكاء وصام ستين سنة وقامها وقال زائدة أكره على القضاء فامتنع وقالت فتاة لأبيها يا أبت الأسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت فقال يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات توفي سنة ثنتين وثلاثين ومائة
607 منصور الفقيه من أصحابنا مذكور في هو أبو الحسن منصور بن إسماعيل بن عمرو التيمي الضرير الإمام
608 منقذ بن عمرو الصحابي رضي الله عنه والد حبان بن منقذ بفتح الحاء مذكور في المهذب والوسيط في خيار الشرط هو جد محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ جده الأعلى وهو منقذ بكسر القاف وبالذال المعجمة ابن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري النجاري المازني الصحابي المدني ذكره البخاري في تاريخه وبسط ترجمته بالنسبة إلى باقي تراجم تاريخه فقال هو صحابي قال البخاري قال ابن عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى قال ثنا ابن إسحاق قال ثنا محمد بن يحيى بن حبان قال كان جدي منقذ بن عمرو أصابته آمة في رأسه فكسرت لسانه ونازعت عقله وكان لا يدع التجارة ولا يزال يغبن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا بعت فقل لا خلابة وأنت في كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال وعاش ثلاثين ومائة سنة وكان في زمن عثمان حين كثر الناس يبتاع في السوق فيصير إلى أهله فيلومونه فيرده ويقول إن النبي عليه السلام جعلني بالخيار ثلاثا وهذا الحديث هو الذي اعتمده أصحابنا في جواز شرط الخيار ثلاثة أيام وإسناده جيد إلا أنه مرسل لأن محمد بن يحيى لم يدرك منقذا
609 المهاجر بن أبي أمية الصحابي رضي الله تعالى عنه مذكور في المهذب في آخر باب ما على القاضي في الخصوم لكنه وقع في المهذب المهاجر بن أمية وهو غلط وصوابه المهاجر بن أبي أمية وهو أخو أم سلمة أم المؤمنين واسمها هند بنت أبي أمية واسم أبي أمية حذيفة ويقال سهيل ويقال هشام والصحيح المشهور حذيفة والمهاجر أخو أم سلمة لأبويها وهو المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي الصحابي كان أسمه الوليد فكرهه
418(2/417)
النبي صلى الله عليه وسلم وسماه المهاجر وأرسله إلى الحارث بن عبد كلال الحميري باليمن ثم استعمله على صدقات كندة والصدف فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسر إليها فبعثه أبو بكر رضي الله عنه إلى قتال من باليمن من المرتدين فإذا فرغ سار إلى عمله فسار إلى ما أمره به أبو بكر رضي الله عنه وهو الذي فتح حصن النجير بحضرموت مع زياد بن لبيد الأنصاري وله في قتال المرتدين باليمن آثار كثيرة
610 المهاجر بن قنفذ الصحابي رضي الله عنه هو المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان بن عمر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي وكان عبد الله بن جدعان المشهور بالكرم في الجاهلية عم أبيه وهو جد محمد بن يزيد بن مهاجر وقيل أن اسم المهاجر عمرو واسم قنفذ خلف وأن مهاجرا وقنفذا لقبان إنما قيل له المهاجر لأنه لما أراد الهجرة أخذه المشركون فعذبوه ثم هرب منهم وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المهاجر حقا وقيل أنه أسلم يوم فتح مكة وسكن البصرة وتوفي بها روى عنه أبو ساسان وأما رواية الحسن البصري عنه فمرسلة بينهما أبو ساسان وولي الشرطة لعثمان وفرض له أربعة آلاف
611 المهاجر بن مخلد أبو مخلد البصري مولى البكرات بفتح الباء والكاف مذكور في المختصر في أول باب مسح الخف وهو من تابعي التابعين روى عنه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأبو العالية وأبو مسلم روى عنه أيوب السختياني فقال عن مولى لآل أبي بكرة وعبد الوهاب بن عبد المجيد وعوف بن أبي جميلة فقال عن أبي خالد قال ابن معين هو أبو مخلد وخالد الحذاء وحماد بن زيد ووهيب قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال لين الحديث ليس بذاك وليس بالمتقن شيخ يكتب حديثه
612 مهجع بكسر الميم وفتح الجيم الصحابي رضي الله عنه هو مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو أول قتيل من المسلمين يوم بدر أتاه سهم غرب وهو بين الصفين فقتله وهو من أهل اليمن ونقلوا عن ابن عباس أنه قال نزل فيه وفي بلال وصهيب وخباب وعمار وعتبة بن غزوان وأوس بن خولي وعامر بن أبي فهيرة قوله تعالى {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}
613 المهلب بن أبي صفرة واسم أبي صفرة ظالم بن سارق ويقال سراق بن
419(2/418)
صبح أبو سعيد الأسدي وهو تابعي سمع ابن عمر وابن عمرو وسمرة والبراء وروى عنه السبيعي وعمر بن سيف وسماك بن حرب قال أبو إسحاق السبيعي ما رأيت أميرا أفضل من المهلب وقال ابن سعد أدرك المهلب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ولم يرو عنه شيئا وولي خراسان ومات بمرو الروذ سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان واستخلف على خراسان ابنه يزيد بن المهلب وذكر ابن أبي خيثمة أن مولده عام فتح مكة وقال ابن قتيبة في المعارف كان المهلب أشجع الناس وحمى البصرة من الشراة بعد إجلاء أهلها عنها إلا من كانت به قوة فهي تسمى بصرة المهلب قال ولم يكن يعاب إلا بالكذب وبقي والي خراسان خمس سنين ثم مات
614 موسى بن عقبة إمام المغازي تكرر في المختصر هو أبو محمد موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي المدني مولى آل الزبير بن العوام وهو تابعي أدرك ابن عمر وأنس بن مالك وسهل بن سعد وسمع أم خالد بنت خالد الصحابية وعلقمة بن وقاص وأبا الزبير وكريبا ونافعا وعبد الله بن دينار وسالما وحمزة بني ابن عمر وآخرين روى عنه يحيى الأنصاري وابن جريج ومالك والسفيانان وشعبة وإبراهيم بن طهمان وزهير بن معاوية وابن أبي الزناد والداروردي وابن المبارك وخلائق واتفقوا على توثيقه روى له البخاري ومسلم قيل لمالك عمن نأخذ المغازي فقال عليكم بمغازي الشيخ الصالح موسى بن عقبة فإنها أصح المغازي عندنا وفي رواية فإنه ثقة قال خليفة مات ابن عقبة سنة إحدى وأربعين ومائة
615 موسى بن عمران النبي صلى الله عليه وسلم تكرر في هذه الكتب هو نبي الله ورسوله وصفيه وكليمه قال الله تعالى {قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كل شيء}
وقال تعالى {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}
وقال تعالى {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين}
وقال تعالى {وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست}
420(2/419)
نار
وقال تعالى {فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا} الآيات وما قبلها من أول السورة
وقال تعالى {لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها} والآيات في فضله وتكريم الله تعالى والثناء عليه وأنواع مكارمه معلومة وأما الأحاديث الصحيحة في فضله فكثيرة مشهورة ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر) وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق أم كان ممن استثنى الله تعالى) وهذا الحديث متأول لأن نبينا عليه السلام أفضل المخلوقين فيحتمل أن هذا الكلام قبل أن يعلم أنه أفضل فلما علم قال (أنا سيد ولد آدم) ويحتمل أن يكون قاله تواضعا ويحتمل أن يكون نهى عن تخيير يؤدي إلى الخصومة والفتنة ويحتمل أن النهي عن تخيير يؤدي إلى الإزراء ببعضهم ويحتمل لا تخيروني في نفس النبوة فإنها لا تتفاوت وإنما الفضائل بأمور أخرى معها وهذه الأوجه الخمسة مقولة في قوله لا تخيروا بين الأنبياء وفي الصحيحين مثله أو نحوه عن أبي سعيد الخدري وفي الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (عرضت علي الأمم فرأيت سوادا كبيرا سد الأفق فقيل هذا موسى في قومه) وفي الصحيحين (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ليلة أسري به على موسى في السماء السادسة وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرض الله تعالى عليه وعلى أمته خمسين صلاة كل يوم وليلة أما ترجع فتسأل الله التخفيف فما زال يقول له حتى جعلها خمسا) وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف موسى فقال (هو أدم طوال جعد كأنه من رجال شنوءة) وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر بوادي الأزرق وهو موضع بين مكة والمدينة قال (كأني أنظر إلى موسى هابطا من الثنية وله جؤار إلى الله تعالى بالتلبية) وفي رواية واضعا أصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله تعالى بالتلبية وفي رواية على جمل أحمر مخطوم بخلبة والخلبة بضم الخاء المعجمة الليف قال أبو إسحاق الثعلبي في كتابه العرائس هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم وكان عمر عمران حين توفي مائة وسبعا وثلاثين سنة قال قال أهل التاريخ لما مات الريان بن الوليد وهو فرعون مصر الأول صاحب يوسف الذي ولاه خزائن الأرض وأسلم على يديه ملك بعده جبار وأبى
421(2/420)
أن يسلم ثم مات فملك بعده جبار آخر وتوفي يوسف وأقامت بنو إسرائيل بمصر وقد كثروا ونشأ لهم ذرية وهم تحت أيدي العمالقة وهم على بقايا من دينهم الذي كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم صلى الله عليهم وسلم شرعوه لهم متمسكين حتى كان فرعون موسى الذي بعثه الله تعالى إليه ولم يكن في الفراعنة أعتى منه ولا أقسى قلبا منه ولا أطول عمرا في الملك منه ولا أسوأ ملكة لبني إسرائيل وكان يعذبهم ويستعبدهم وجعلهم خدما وخولا وعاش فيهم أربعمائة سنة ولما ولد موسى جرى له مع فرعون ما أخبر الله تعالى به في كتابه فلما كبر قتل القبطي ثم خرج خائفا يترقب فلما ورد ماء مدين جرى له هناك مع شعيب ما جرى وتزوج بنته كما أخبر الله تعالى به فلما قضى موسى الأجل وهو أكمل الأجلين عشر سنين ثبت ذلك في الصحيح عن ابن عباس سار بأهله فآنس من جانب الطور نارا فجرى له ما أخبر الله تعالى به في كتابه قال بعض المفسرين لم يقرب موسى امرأة للآستمتاع من حين سمع كلام رب العالمين وقال المفسرون في قول الله تعالى {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} قالوا هي العصا واليد البيضاء والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمسة وفلق البحر قال الثعلبي وكان عمر موسى عليه السلام حين توفي مائة وعشرين سنة
616 موسى بن أبي الجارود بالجيم أحد أصحاب الشافعي والآخذين عنه والرواة عنه تكرر ذكره في الروضة قال الشيخ أبو إسحاق كنيته أبو الوليد قال وكان مكيا روى عن الشافعي الحديث وكتاب الأمالي وغيره من الكتب قال وكان يفتي بمكة على مذهب الشافعي رحمه الله
617 الموفق بن طاهر من أصحابنا المصنفين تكرر ذكره في الروضة
حرف النون
618 النابغة الجعدي الصحابي رضي الله تعالى عنه مذكور في المهذب في باب زكاة الثمار واسمه قيس بن عبد الله وقيل عبد الله بن قيس وقيل حبان بن قيس بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعببن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعدي هذا هو الأشهر في نسبه وقيل فيه غير ذلك وهو من الشعراء
422(2/421)
المشهورين وفي الشعراء جماعة يقال لكل واحد منهم النابغة وهذا الذي في المهذب هو الجعدي الصحابي وكان من المعمرين عاش في الجاهلية والإسلام عمرا طويلا قيل عاش مائة وثمانين سنة وقال ابن قتيبة في المعارف عاش مائتين وأربعين سنة ومات بأصبهان قالوا وعاش إلى أيام ابن الزبير وتوفي ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين قال ابن عبد البر وغيره إنما قيل له النابغة لأنه قال الشعر في الجاهلية ثم تركة نحو ثلاثين سنة ثم نبغ فيه بعد فقاله فقيل له النابغة قالوا وفي شعره في الجاهلية ضروب من التوحيد وإثبات البعث والجزاء والجنة والنار وله قصيدة أولها
(الحمد الله لا شريك له .......... من لم يقلها فنفسه ظلما)
وفيه ضروب من دلائل التوحيد والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار وقيل إن هذا الشعر لأمية بن أبي الصلت قالوا وقد صححه يونس بن حبيب وحماد الراوية ومحمد بن سلام وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة الجعدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وأنشده قصيدته الرائية وفيها
(أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى .......... ويتلو كتابا كالمجرة نيرا)
وروى النابغة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا النابغة الجعدي أسن من النابغة الذبياني ومات الذبياني ثم عمر الجعدي بعده طويلا
619 ناجية الصحابي رضي الله عنه بالنون والجيم وهو ناجية بن جندب بن كعب وقيل ناجية بن كعب بن جندب وقيل ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن عمرو بن واثلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم الأسلمي صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم معدود في أهل المدينة وشهد الحديبية وبيعة الرضوان قيل كان اسمه ذكوان فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية إذ نجا من قريش توفي في خلافة معاوية وجعل أحمد بن حنبل في مسنده صاحب البدن ناجية بن الحارث الخزاعي المصطلقي والأول هو المشهور
620 ناصر العمري بضم العين من أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في مسألة الدرر في الطلاق واشتهر بالشريف ناصر العمري هو
423(2/422)
621 نافع بن جبير التابعي مذكور في المهذب في أول الديات هو أبو محمد ويقال أبو عبد الله نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي المدني التابعي الإمام الفاضل سمع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام والعباس بن عبد المطلب وابن عباس وأبا هريرة وعثمان بن أبي العاصي وأبا شريح وسهل بن سعد وجرير بن عبد الله ورافع بن خديج وغيرهم من الصحابة وجماعة من التابعين روى عنه عروة بن الزبير وعمرو بن دينار والزهري وسعيد المقبري وصالح بن كيسان وعبد الله بن بريدة وخلائق آخرون من التابعين واتفقوا على توثيقه وجلالته توفي سنة تسع وتسعين
622 نافع بن الحارث بن كلدة بفتح الكاف واللام الصحابي أبو عبد الله الثقفي أخو أبي بكرة لأمه وأمهما سمية وسنستوفي الكلام في نسبه في ترجمة أخيه نفيع أبي بكرة ونافع هذا هو أحد الأربعة الشهود بالزنا على المغيرة وهم نافع وأبو بكرة وهما أخوان لأبوين وزياد بن أبيه وهو أخوهما لأمهما والرابع شبل بن معبد لكن زياد لم يجزم بالشهادة بحقيقة الزنا فلم يثبت ولم يحد المغيرة وجلد عمر رضي الله تعالى عنه الثلاثة وكان نافع هذا بالطائف حين حاصره النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي عليه السلام مناديا فنادى من أتانا من عبيدهم فهو حر فخرج إليه نافع وأخوه أبو بكرة فأعتقهما وسكن نافع البصرة وبنى بها دارا وأقطعه عمر عشرة أجربة وهو أول من اقتنى الخيل بالبصرة
623 نافع بن عبد الحارث الصحابي مذكور في المختصر في الحج في باب جزاء الطائر وفي المهذب في آخر باب ما يجوز بيعه هو نافع بن عبد الحارث بن جبالة بفتح الجيم وكسرها ابن عمير الخزاعي كان من فضلاء الصحابة قيل أسلم يوم الفتح وأقام بمكة واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على مكة والطائف وفيهما سادات قريش وثقيف وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو الطفيل وأبو سلمة بن عبد الرحمن وخميل بضم الخاء المعجمة وباللام وأنكر الواقدي صحبته وقال هو تابعي والمشهور أنه صحابي وقوله في المهذب أن عمر أمر نافعا بشراء دار بمكة للسجن يعني أمره بذلك حين كان عاملا له عليها ذكره الأزرقي وغيره
624 نافع بن عبد الرحمن أحد القراء السبعة مذكور في الروضة في الإجازة
424(2/423)
على القراءة هو أبو رؤيم وقيل أبو الحسن وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو عبد الله نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني أصله من أصبهان واستوطن المدينة وتوفي بها سنة تسع وستين ومائة وقال ابن أبي حاتم روى نافع هذا عن عامر بن عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن القاسم ونافع مولى ابن عمر روى عنه إسماعيل بن جعفر وعيس بن مثنى قالون والأصمعي والقعنبي وابن أبي مريم قال أحمد بن حنبل كان يؤخذ عنه القرآن وليس في الحديث بشيء وقال يحيى بن معين هو ثقة وقال أبو حاتم هو صدوق صالح الحديث
625 نافع بن أبي نافع مذكور في المختصر في أول المسابقة هو نافع بن أبي نافع البزاز بالزاي المكررة مولى أبي أحمد وهو تابعي روى عن أبي هريرة ومعقل بن يسار روى عنه ابن أبي ذؤيب قال يحيى بن معين هو ثقة
626 نافع مولى ابن عمر تكرر في المختصر والمهذب هو أبو عبد الله نافع بن هرمز ويقال ابن كاوس ذكر القولين الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور قال الحاكم قال البخاري والحسن بن الوليد هو من سبي نيسابور وقال عبد العزيز بن أبي رواد هو من سبي خراسان سبي وهو صغير فاشتراه ابن عمر وقيل من سبي كابل وقيل من سبي إيران شهر وهي نيسابور كذا ذكرها الحاكم أبو عبد الله في مواضع من أول تاريخه وقيل من سبي العرب وقيل من سبي جبال الطالقان وهو تابعي جليل سمع سيده ابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري وأبا لبابة ورافع بن خديج وعائشة والربيع بنت معوذ رضي الله تعالى عنهم وسمع خلائق من التابعين منهم القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله ويزيد بن عبد الله وأسلم مولى عمر وإبراهيم بن عبد الله بن حسين وعبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق وغيرهم روى عنه أبو إسحاق السبيعي والحكم بن عيينة ومحمد بن عجلان وبكير بن عبد الله بن الأشج ويحيى الأنصاري والزهري وصالح بن كيسان وأيوب وعبيد الله بن عمر وأخوه عبد الله وحميد الطويل وميمون بن مهران وموسى بن عقبة وابن عون والأعمش وهؤلاء كلهم تابعيون ومن غيرهم ابن جريج والأوزاعي ومالك والليث ويونس بن عبيد وابن أبي ذؤيب وبنوه عبد الله وعمر وأبو بكر بنو نافع وابن أبي ليلى والضحاك بن عثمان وخلائق لا يحصون وأجمعوا على توثيقه وجلالته قال البخاري أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر وقال مالك إذا سمعت من نافع حديثا عن ابن عمر لا أبالي أن
425(2/424)
لا أسمعه من غيره وقال عبيد الله بن عمر لقد من الله علينا بنافع وقال ابن عيينة أي حديث أوثق من حديث نافع قال ابن سعد بعث عمر بن عبد العزيز نافعا إلى مصر يعلمهم السنن قال وكان ثقة كثير الحديث مات بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة وقال الهيثم وأحمد بن حنبل مات سنة عشرين وقال النسائي أثبت أصحاب نافع مالك ثم يوب ثم عبيد الله بن عمر ثم عمر بن نافع ثم يحيى بن سعيد ثم ابن عون ثم صالح بن كيسان وموسى بن عقبة ثم أصحابه على طبقاتهم وقوله في المهذب في كتاب السير روى نافع أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق هذا مما ينكر على صاحب المهذب فإنه ذكره مرسلا كما ترى وهو صحيح متصل عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا رواه متصلا البخاري ومسلم في صحيحيهما
627 نبيه بن وهب مذكور في المختصر في النكاح في نكاح المحرم وهو نبيه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري الحجبي سمع أبان بن عثمان ومحمد بن الحنفية وكعبا مولى سعيد بن أبي العاصي روى عنه نافع مولى ابن عمر وبنوه عبد الأعلى وعبد الجبار وعبد العزيز بنو بنيه وأيوب بن موسى وسعيد بن أبي هلال وأبو الزناد قال ابن سعد توفي في فتنة الوليد بن يزيد قال وكان ثقة قليل الحديث أحاديثه حسان روى له مسلم في صحيحه
628 نجدة الحروري مذكور في المهذب في قسم الغنيمة هو بفتح النون وهو نجدة بن عامر الحنفي الحروري الخارجي من رؤوس الخوارج
629 نزار بن معد بن عدنان أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب والروضة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو بكسر النون ثم زاي معجمة
630 نصر المقدسي الزاهد تكرر في الروضة هو أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ثم الدمشقي الإمام الزاهد المجمع على جلالته وفضيلته قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر رحمه الله تأخرت وفاة الشيخ نصر أدركنا جماعة ممن أدركه وتفقه به وكان قد تفقه عند أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني الفقيه وسمع الحديث بدمشق وغيرها ودرس العلم ببيت المقدس مدة ثم أتى صور فأقام بها عشر سنين ينشر العلم بها مع كثرة المخالفين له بها من الرافضة ثم انتقل إلى دمشق فأقام بها سبع سنين
426(2/425)
يحدث ويدرس الفقه ويفتي على طريقة واحدة من الزهد في الدنيا والتنزه من الدنايا والجري على منهاج السلف من التقشف وتجنب السلاطين ورفض الطمع والاجتزاء باليسير مما يصل إليه من غلة أرض له كانت بنابلس يأتيه منها ما يقتاته ولا يقبل من أحد شيئا وكانت أوقاته كلها مستغرقة في عمل الخير إما في نشر علم وإما في صلاح عمل قال الحافظ وحكي عن بعض أهل العلم قال صحبت أمام الحرمين أبا المعالي بخراسان ثم قدمت العراق فصحبت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وكانت طريقته عندي أفضل من طريقة أبي المعالي ثم قدمت الشام فرأيت الفقيه أبا الفتح نصر المقدسي فكانت طرقته أحسن من طريقتهما جميعا توفي يوم الثلاثاء التاسع من المحرم سنة تسعين وأربع مائة بدمشق قال الراوي فخرجنا بجنازته بعد صلاة الظهر فلم يمكنا دفنه إلى قرب المغرب لأن الناس حالوا بيننا وبينه وكان الخلق متوافرين ذكر الدمشقيون أنهم لم يروا جنازة مثلها قال وأقمنا على قبره سبع ليال نقرأ كل ليلة عشرين ختمة وذكر الحافظ من كراماته وزهده جملا نفيسة قلت وقبره بباب الصغير بجنب قبر معاوية وأبي الدرداء رضي الله عنهم يكثر الناس زيارته والدعاء عنده وسمعنا الشيوخ يقولون يستجاب الدعاء عنده يوم السبت رضي الله عنه وله مصنفات كثيرة في المذهب وغيره فعندي من مصنفاته كتاب الحجة على تارك المحجة سمعته عن ابن الأنباري عن القاضي الحرستاني عن أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي عن الشيخ نصر المصنف وكتاب الانتجاب الدمشقي في المذهب نحو بضعة عشر مجلدا وهو على هيئة تعليق القاضي أبي الطيب الطبري ويحذو حذوه وينقل منه كثيرا وكتاب التهذيب في المذهب نحو عشر مجلدات وكتاب الكافي مجلد مختصر يحذو فيه حذو شيخه أبي الفتح سليم الرازي في كتاب الكفاية ولا يذكر فيه قولين ولا وجهين بل يخرج بالراجح عنده وفيه نفائس وله غير ذلك من الكتب وله الأمالي والأجزاء الكثيرة وصحبه الغزالي متبركا به حين قدم الغزالي دمشق متزهدا وله حكايات عجيبة في الورع يطول الكتاب بذكرها
631 النضر بن الحارث بالضاد المعجمة الذي قتل يوم بدر كافرا مذكور في كتاب السير من المختصر والمهذب هو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بفتح الكاف ابن عبد مناف بن عبد الدار ابن قصي القرشي العبدري أسر يوم بدر وقتل كافرا قتله علي بن أبي طالب بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمع أهل المغازي والسير على أنه قتل
427(2/426)
يوم بدر كافرا وإنما قتل لأنه كان شديد الأذى للإسلام والمسلمين ولما قتل قالت أخته قتيلة فيه أبياتا مشهورة من جملتها
(أمحمد ولأنت صنو نجيبة .......... من قومها والفحل فحل معرق)
(ما كان ضرك لو مننت وربما .......... من الفتى وهو المغيظ المحنق)
وهذا الذي ذكرته من قتله يوم بدر كافرا هو الصواب وأما ابن مندة وأبو نعيم الأصبهاني فغلطا فيه غلطين فاحشين أحدهما إنما قالا في نسبه كلدة بن علقمة وإنما هو علقمة بن كلدة هكذا ذكره الزبير بن بكار وابن الكلبي وخلائق لا يحصون من أهل هذا الفن والثاني أنهما قالا شهد النضر بن الحارث حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه مائة من الإبل وكان مسلما من المؤلفة وعزوا ذلك إلى ابن إسحاق وهذا غلط بإجماع أهل السير والمغازي فقد أجمعوا على ما ذكرناه أولا أنه قتل يوم بدر كافرا وقد أطنب الإمام ابن الأثير في تغليطهما والرد عليهما
632 النضر بن شميل بضم الشين المعجمة مذكور في المختصر في باب السلف والرهن هو الإمام أبو الحسن النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عميرة بن عروة بن جاهمة بن مجدر بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مرة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار المازني البصري الإمام في العربية واللغة سكن مرو وهو من تابعي التابعين سمع إسماعيل بن أبي خالد وحميد الطويل وهشام بن عروة وابن عون وعيسى بن سويد وحماد بن سلمة وعوف بن أبي جميلة وسعيد بن أبي عروبة وشعبة وسليمان بن المغيرة والخليل بن أحمد وهشاما الدستوائي وهشام بن حسان وابن جريج وآخرين روى عنه علي بن المديني وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأبو قدامة وعبدة ابن عبد الرحيم وإسحاق بن منصور والحسين بن حريث ويحيى بن يحيى ومحمد بن رافع والليث بن خالد البلخي وخلائق آخرون واتفقوا على توثيقه وفضيلته روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما قال ابن المبارك لم يكن أحد في أصحاب الخليل يدانيه وقال أيضا هو درة ضائعة بين مروين يعني كورة مرو ومرو الروز وقال العباس بن مصعب كان النضر إماما في العربية والحديث وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان وكان أروى الناس عن شعبة وأخرج كتبا كثيرة لم يسبق إليها وولي قضاء مرو وقال أبو حاتم هو ثقة صاحب سنة وقال ابن منجوية كان النضر من فصحاء الناس وعلمائهم بالأدب وأيام
428(2/427)
الناس ولد سنة ثلاث أو ثنتين وعشرين ومائة وتوفي سنة أربع وقيل ثلاثة ومائتين
أخبرنا شيخنا الحافظ أبو البقاء خالد رحمه الله قال أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أبي محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان البصري قال أخبرنا أبي عن أبي علي بن أبي أحمد التستري عن القاضي أبي القاسم عبد العزيز بن محمد العسكري اللغوي عن أبيه عن إبراهيم بن حامد عن محمد بن ناصح الأهوازي قال حدثنا النضر بن شميل قال كنت أدخل على المأمون في سمره فدخلت ليلة وعلي قميص مرقوع فقال يا نضر ما هذا التقشف حتى تدخل على أمير المؤمنين في هذه الخلقان قلت يا أمير المؤمنين أنا شيخ ضعيف وحر مرو شديد فأتبرد بهذه الخلقان قال لا ولكنك قشف ثم أجرينا وأجرى هو ذكر النساء فقال حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز فأورده بفتح السين فقلت صدق يا أمير المؤمنين هشيم حدثنا عوف بن أبي جميلة عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز وكان المأمون متكئا فاستوى جالسا وقال يا نضر كيف قلت سداد قلت لأن السداد هنا لحن فقال وتلحنني فقلت إنما لحن هشيم وكان لحانة فتبع أمير المؤمنين لفظه قال فما الفرق بينهما قلت السداد بالفتح القصد في الدين والسبيل والسداد بالكسر البلغة وكلما سددت به شيئا فهو سداد قال وتعرف العرب ذلك قلت نعم هذا العرجي يقول
(أضاعوني وأي فتى أضاعوا .......... ليوم كريهة وسداد ثغر) فقال المأمون قبح الله من لا أدب له ثم أطرق مليا ثم قال ما مالك يا نضر قلت أريضة لي بمرو اتصابها واتمززها قال أفلا نفيدك مالا معها قلت أني إلى ذلك لمحتاج فأخذ القرطاس ولا أدري ما يكتب ثم قال كيف تقول إذا أمرت أن يترب قلت أتربه قال فهو ماذا قلت مترب قال فمن الطين قلت طنه قال فهو ماذا قلت مطين فقال هذه أحسن من الأولى ثم قال يا غلام أتربه وطنه ثم صلى بنا العشاء وقال لخادمه تبلغ معه إلى الفضل بن سهل قال فلما قرأ الكتاب قال يا نضر إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسين ألف درهم فما كان السبب فيه فأخبرته ولم أكذبه فقال ألحنت أمير المؤمنين فقلت كلا إنما لحن هشيم وكان لحانه فتبع أمير
429(2/428)
المؤمنين لفظه وقد يتبع ألفاظ الفقهاء ورواة الآثار ثم أمر لي الفضل من خاصته بثلاثين ألف درهم فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف أستفيد مني
633 النعمان بن بشير الصحابي ابن الصحابي والصحابية رضي الله تعالى عنهم تكرر ذكره في المختصر والمهذب وذكره في الوسيط في باب الهبة لكنه وقع فيه غلط في الوسيط سيأتي بيانه في النوع الثامن من الأوهام إن شاء الله تعالى هو أبو عبد الله النعمان ابن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بضم الجيم وتخفيف اللام كذا قيده الحافظ عبد الغني المقدسي وغيره وقال ابن ماكولا هو خلاس بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام ابن زيد ابن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري وهو وأبوه وأمه صحابيون اسم أمه عمرة بنت رواحة شهد بشير العقبة الثانية وبدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أول أنصاري بايع أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما واستشهد مع خالد بن الوليد بعين التمر سنة اثنتي عشرة من الهجرة بعد إنصرافه من اليمامة روى عنه ابنه النعمان وجابر بن عبد الله وروى عنه أيضا عروة والشعبي مرسلا فإنهما لم يدركاه وولد النعمان على رأس أربعة عشر شهرا من الهجرة وهو أول مولود من الأنصار بعد الهجرة وقيل في مولده غير ما ذكرنا لكن ما ذكرناه هو الأصح الأشهر
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وأربعة عشر حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على خمسة وانفرد البخاري بحديث ومسلم بأربعة
روى عنه ابناه بشير ومحمد وعروة بن الزبير والشعبي وآخرون قتل بالشام بقرية من قرى حمص في ذي الحجة سنة أربع وستين وقال ابن أبي خيثمة سنة ستين استعمله معاوية على حمص ثم على الكوفة واستعمله عليهما بعده يزيد بن معاوية وكان كريما جوادا شاعرا رضي الله تعالى عنه
634 النعمان بن عمرو بن رفاعة بن سواد وقيل رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار الصحابي وهو الذي يقال له نعيمان شهد العقبة الثانية في السبعين وبدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الواقدي بقي نعيمان حتى توفي في أيام معاوية كذا نقله ابن عبد البر وكان كثير المزاح يضحك النبي عليه السلام من مزاحه وهو صاحب سويبط بن حرملة وقصتهما مشهورة وأن نعيمان باع سويبطا بالشام وقال للذين اشتروه هو ذو لسان وسيقول أنه حر فلا تعتبروا بقوله وله أشياء كثيرة في المزاح مشهورة
635 النعمان بن قوقل بفتح القافين بينهما واو ساكنة الصحابي رضي الله عنه
430(2/429)
هو النعمان بن مالك بن ثعلبة بن أحرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل واسمه غنم بن عوف بن عمرو بن عوف وقوقل لقب لثعلبة بن أحرم فنسب النعمان إلى جده شهد النعمان بدرا قاله موسى بن عقبة روى عنه جابر وأبو صالح ورواية أبي صالح عنه مرسلة لم يدركه استشهد يوم أحد
636 نعيم بن عبد الله النحام الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب ما يجوز بيعه وفي المختصر في باب التدبير وهو نعيم بضم النون والنحام بفتح النون وتشديد الحاء المهملة وهو نعيم بن عبد الله بن سيد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج بفتح العين فيهما ابن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي والنحام وصف لنعيم لا لأبيه وقيل له النحام للحديث المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت نحمة نعيم فيها والنحمة بفتح النون السعلة بفتح السين وقيل النحنحة الممدود آخرها هذا هو الصواب أن نعيما هو النحام ويقع في كثير من كتب الحديث نعيم بن النحام وكذا وقع في بعض نسخ المهذب وهو غلط لأن النحام وصف لنعيم لا لأبيه قالوا وأسلم نعيم قديما في أول الإسلام قيل أسلم بعد عشرة أنفس وقيل بعد ثمانية وثلاثين قبل إسلام عمر بن الخطاب وكان يكتم إسلامه وأقام بمكة فلم يهاجر إلا قبيل الفتح ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم ويمونهم فقالوا أقم عندنا على أي دين شئت فو الله لا يتعرض إليك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعا دونك ثم هاجر عام الحديبية وشهد ما بعدها من المشاهد فلما قدم المدينة كان معه أربعون من أهل بيته قالوا واعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله حين قدم وقال له قومك خير لك من قومي
روى عنه نافع ومحمد بن إبراهيم التيمي ولم يدركاه فهو مرسل واستشهد يوم اليرموك سنة خمس عشرة في خلافة عمر وقيل استشهد يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
637 نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيس بن ثعلبة بن قنفذ بن خلادة بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث آخره مثلثة ابن غطفان الغطفاني الأشجعي الصحابي أبو سلمة أسلم في وقعة الخندق وهو الذي أوقع الخلفة بين قريظة وغطفان وقريش يوم الخندق وخذل بعضهم عن بعض وأرسل الله تعالى عليهم الريح والجنود وكان نعيم يسكن المدينة وولده من بعده وهو والد سلمة بن نعيم توفي نعيم في آخر خلافة عثمان وقيل أول خلافة علي رضي الله تعالى عنهم
431(2/430)
638 النمر بن تولب بفتح المثناة فوق واللام ابن زهير بن قيس بن عبد كعب بن عوف بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد العكلي ويقال لولد عوف بن وائل عكل لأنهم حضنتهم أمه اسمها عكل فغلب عليهم وكان النمر شاعرا مشهورا فصيحا جوادا ذكره ابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم الأصبهاني في الصحابة ورووا له حديثا في التصريح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقال الأصمعي هو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام يعني فهو تابعي والله أعلم
639 نوح النبي صلى الله عليه وسلم ذكروه في هذه الكتب في صلاة الإستسقاء وقد سبق أنه اسم أعجمي والمشهور صرفه وقيل يجوز صرفه وترك صرفه قال الله تعالى {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا} وقال تعالى {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} وقال تعالى {ونوحا هدينا من قبل} وقال تعالى {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين} وقال تعالى {ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ونجيناه وأهله من الكرب العظيم وجعلنا ذريته هم الباقين وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين ثم أغرقنا الآخرين وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم} وقال تعالى {كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر} وقال تعالى {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك} إلى آخر السورة وذكر الله تعالى قصته مبسوطة في سورة هود صلى الله عليه وسلم وثبت في الصحيحين في حديث الشفاعة أن الناس يأتون آدم ثم نوحا وأن آدم يقول أئتوا نوحا فإنه أول رسول إلى أهل الأرض
قال الإمام الثعلبي في كتاب العرائس هو نوح بن لامك بن متوشلح بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم أرسله الله تعالى إلى ولد قابيل ومن تابعهم من ولد شيث
قال ابن عباس وكان بطنان من ولد آدم أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبل وكان رجال الجبل صباحا وفي النساء دمامة وكان نساء السهل صباحا وفي رجالهن دمامة فكثرت الفاحشة في أولاد
432(2/431)
قابيل وكانوا قد كثروا في طول الأزمان وأكثروا الفساد فأرسل الله تعالى إليهم نوحا عليه السلام وهو ابن خمسين سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم كما أخبر الله تعالى في كتابه العزيز ويحذرهم ويخوفهم فلم ينزجروا ولهذا قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا} وقال تعالى {وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} وقال تعالى {وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين} ولما طال دعاؤه لهم وإيذائهم له وتماديهم في غيهم سأل الله تعالى فأوحى الله إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلما أخبر أنه لم يبق في الأصلاب ولا في الأرحام مؤمن دعا عليهم فقال {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} إلى آخرها فأمره الله باتخاذ السفينة فقال يا رب وأين الخشب فقال اغرس الشجر فغرس الساج وأتى على ذلك أربعون سنة وكف عن الدعاء عليهم وأعقم الله أرحام نسائهم فلم يولد لهم ولد فلما أدرك الشجر أمره الله تعالى بقطعه وتجفيفه وصنعه الفلك وأعلمه كيف يصنعه وجعل بابه في جنبه وكان طول السفينة ثمانين ذراعا وعرضها خمسين وسمكها إلى السماء ثلاثين ذراعا والذراع إلى المنكب وعن ابن عباس أن طولها ستمائة وستون ذراعا وعرضها ثلاثمائة وثلاثون ذراعا وسمكها ثلاثة وثلاثون ذراعا وأمر الله تعالى أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين من الحيوان وحشرها الله تعالى إليه من البر والبحر قال مجاهد وغيره كان التنور الذي ابتدأ الفوران منه في الكوفة ومنها ركب نوح السفينة وقال مقاتل هو بالشام بقرية يقال لها عين الوردة قريب من بعلبك
وعن ابن عباس أنه بالهند قالوا وأول ما حمل في السفينة من الدواب الذرة وآخره الحمار وجعل السباع والدواب في الطبقة السفلى والوحوش في الطبقة الثانية والذر والآدميين في الطبقة العليا قيل كان الآدميون الذين في السفينة سبعة نوح وبنوه سام وحام ويافث وأزواج بنيه وقيل ثمانية وقيل عشرة وقيل اثنان وسبعون وقيل ثمانون من الرجال والنساء حكاه ابن عباس
وعن ابن عباس أن الماء ارتفع حين سارت السفينة على أطول جبل في الأرض خمسة عشر ذراعا قالوا وطافت السفينة بأهلها الأرض كلها في ستة أشهر ثم استقرت على الجودي وهو جبل بأرض الموصل وكان ركوبهم السفينة لعشر خلون من رجب ونزلوا منها يوم عاشوراء من المحرم وبنى هو ومن معه في السفينة حين نزلوا البناء بباقردي من أرض الجزيرة ولما حضرته الوفاة وصى إلى ابنه سام وكان سام قد ولد قبل الطوفان بثمان وتسعين
433(2/432)
سنة ويقال أنه كان بكره وقيل كان نوح أطول الأنبياء عمرا ولم ينقص له قوة والناس بعده من ذريته قال الله تعالى {وجعلنا ذريته هم الباقين}
640 نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي الصحابي أبو الحارث ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أسن من أخوته ومن سائر من أسلم من بني هاشم ومن حمزة والعباس رضي الله تعالى عنهم أجمعين أسر يوم بدر ففداه العباس فلما فداه أسلم وقيل أسلم وهاجر أيام الخندق وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس وكانا شريكين في الجاهلية متفاوضين متحابين وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف وكان ممن ثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بثلاثة آلاف رمح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى رماحك تقصف أصلاب المشركين توفي نوفل رضي الله عنه بالمدينة سنة خمس عشرة
641 نوفل بن معاوية الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في أول نكاح المشرك أسلم على خمس نسوة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بفراق واحدة وإمساك أربع هو نوفل بن معاوية بن عروة وقيل نوفل بن معاوية بن عمرو الدؤلي من بني الدؤل ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة أسلم وشهد مكة وهو أول مشاهدة ونزل المدينة وتوفي بها أيام يزيد بن معاوية روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعبد الرحمن بن مطيع وعراك بن مالك
حرف الهاء
842 هارون النبي صلى الله عليه وسلم أخو موسى النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في كتاب الوقف على الذرية قال الله تعالى {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين} وقال تعالى {ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم} 18 19 20 21
{لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري}
434(2/433)
) إلى آخر القصة والآيات في فضله مشهورة
قال الثعلبي في العرائس قال كعب الأحبار كان هارون فصيح اللسان بين الكلام إذا تكلم تكلم بتؤدة وكان أطول من موسى وتوفي قبل موسى صلى الله عليهما وسلم وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام دفنه في شعب أحد أخرجه إمام الشام ابن عساكر وثبت في الصحيحين من رواية أنس في حديث الأسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب ودعا لي بخير) وروينا في تاريخ دمشق عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء (ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون ونصف لحيته أبيض ونصفها أسود يكاد لحيته تضرب سرته من طولها قلت يا جبريل من هذا قال هذا المحبب في قومه هذا هارون بن عمران) وجمع هارون هارونون
643 هبار بن الأسود الصحابي مذكور في المختصر في باب فوات الحج هو بفتح الهاء وتشديد الباء الموحدة هو هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد ابن عبد العزى بن قصي القرشي أسلم بعد الفتح وحسن إسلامه وصحب النبي صلى الله عليه وسلم
644 الهرمزان مذكور في المهذب في كتاب السير هو بضم الهاء والميم وهو اسم لبعض أكابر الفرس وهو دهقانهم الأصغر أسره أبو موسى الأشعري وبعثه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر تكلم فلم يتكلم فقال له تكلم لا بأس عليك فتكلم ثم طلب ماء فأحضر له فقال له عمر أيضا أشرب فلا بأس عليك ثم أراد عمر قتله لكونه أسيرا فقال له أنس قد أمنته بقولك لا بأس عليك فتركه عمر ثم أسلم الهرمزان
645 هزال الأسلمي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب القذف وفي الأقضية هو بهاء مفتوحة وزاي مشددة ثم ألف ثم لام وهو هزال بن ذباب بن يزيد بن كليب بن عامر بن خزيمة بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي كذا نسبه ابن عبد البر وغيره
وقال ابن مندة وأبو نعيم هزال بن يزيد فأسقطا أباه وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجموا ماعزا ألا سترته ولو بثوبك فكان خيرا لك
435(2/434)
646 هزيل بن شرحبيل مذكور في المهذب في أوائل باب ميراث أهل الفرض ثم في أواخر باب ما يحرم من النكاح في نكاح المحلل هو بضم الهاء وفتح الزاي وشرحبيل بضم الشين المعجمة وشرحبيل عجمي لا ينصرف وهزيل هذا أودي تابعي كوفي جليل ثقة قيل أدرك الجاهلية روى له البخاري في صحيحه وهو أخو الأرقم روى عن ابن مسعود وروى عنه عبد الرحمن بن مروان واعلم أنه قد يقع في بعض نسخ المهذب وكتب مصحفا فكتبوه الهذيل بالذال وهو غلط صريح وجهل فاحش وإنما هو بالزاي باتفاق العلماء من كل الطوائف
647 هشام بن إبراهيم بن المغيرة مذكور في المهذب في باب الإستثناء في الطلاق في شعر الفرزدق يمدحه هكذا وقع في المهذب هشام بن إبراهيم بن المغيرة خال هشام بن عبد الملك وهو غلط وإنما الممدوح ابن هذا وهو إبراهيم بن هشام بن إبراهيم ابن المغيرة لأن أم هشام بن عبد الملك هي عائشة بنت هشام بن إبراهيم بن المغيرة أخت إبراهيم بن هشام بن إبراهيم بن المغيرة وسأوضحه في النوع الثامن في الأوهام إن شاء الله تعالى
648 هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي الصحابي ابن الصحابي رضي الله عنهما القرشي الأسدي أمه زينب بنت العوام ابن خويلد بن أسد أخت الزبير فالزبير خاله وخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها عمة أبيه أسلم يوم الفتح وتوفي قبل أبيه حكيم قاله ابن عبد البر وغيره وقيل استشهد بأجنادين روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أحاديث روى له مسلم حديثا واحدا
روى عنه جماعة من التابعين قال محمد بن سعد كان هشام بن حكيم رجلا جليلا مهيبا قال الزهري وغيره كان هشام يأمر بالمعروف في رجال معه وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول إذا بلغه أمر ينكره أما ما بقيت أنا وهشام فلا يكون هذا وهذا الذي سبق من أنه قيل استشهد بأجنادين قاله أبو نعيم الأصبهاني وغيره وغلطهم فيه ابن الأثير وقال هذا وهم والذي قتل بأجنادين هشام بن العاصي سنة ثلاث عشرة من الهجرة وقصة هشام بن حكيم مع عياض بن غنم تدل على أنه عاش بعد أجنادين فإنه مر على عياض بن غنم وهو وال على حمص وقد شمس ناسا من النبط في أداء الجزية فقال له هشام ما هذا يا عياض إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا) رواه مسلم في صحيحه وحمص إنما فتحت بعد أجنادين بزمان طويل
436(2/435)
649 هشام بن العاصي بن وائل أخو عمرو بن العاصي وسبق بيان تمام نسبه وهو صحابي فاضل قديم الإسلام أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم في مكة وهاجر إلى الحبشة ثم قدم مكة حين بلغه هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ليهاجر إليه فحبسه قومه فلم يتمكن حتى قدم المدينة مهاجرا بعد الخندق وكان أصغر سنا من أخيه عمرو وكان خيرا فاضلا استشهد بأجنادين وقيل باليرموك رضي الله عنه
650 هشام بن عبد الملك الخليفة مذكور في المهذب في باب الإستثناء في الطلاق في شعر الفرزدق هو أبو الوليد هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم وسبق بيان تمام نسبه في ترجمتي أبيه وجده وبويع له بالخلافة بعد أخيه يزيد بن عبد الملك يوم الجمعة لخمس بقين من شوال سنة خمس ومائة ولد بدمشق سنة قتل مصعب بن الزبير سنة ثنتين وسبعين وتوفي هشام بالرصافة من أرض قنسرين في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة قال ابن قتيبة وكانت ولايته عشرين سنة إلا شهرا وبلغ من السن ستا وخمسين سنة وهذا مخالف ما سبق من قول غيره أنه ولد سنة ثنتين وسبعين قال ابن قتيبة وكان هشام آخرهم قال وعزل عمر بن هبيرة عن العراق واستعمل خالد بن عبد الله القسري سنة ست ومائة ثم ولي يوسف بن عمر العراق سنة عشرين ومائة وكان له عشرة بنين
651 هشام بن عروة التابعي المشهور أحد الفقهاء السبعة تكرر في المختصر وذكره في أول باب الوصية وفي أواخر الولاء في الخيار في النكاح في تخيير المعتقة وهو أبو المنذر هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي المدني سبق تمام نسبه في ترجمة أبيه وجده وهو تابعي رأى عبد الله بن عمر بن الخطاب ومسح رأسه ودعا له وجابر بن عبد الله وسهل بن سعد وأنس بن مالك وسمع عمه عبد الله بن الزبير وأباه عروة وخلائق من أئمة التابعين
روى عنه زهير بن معاوية والضحاك بن عثمان والحمادان والسفيانان وشعبة ووكيع وابن علية وابن المبارك والنضر بن شميل وخلائق من الأئمة واتفقوا على توثيقه وجلالته وإمامته قال محمد بن سعد كان ثقة ثبتا حجة كثير الحديث توفي ببغداد ودفن في مقبرة الخيزران سنة ست وأربعين ومائة كذا قاله خليفة بن خياط وقال أبو نعيم سنة خمس وأربعين وقال عمرو بن علي سنة سبع وأربعين قال عبد الله بن داود ولد هشام مقتل الحسين سنة إحدى وستين
652 هشيم بن بشير مذكور في المختصر في آخر باب الديات والأضحية وهو
437(2/436)
بضم الهاء وفتح الشين وبشير بفتح الباء وهو أبو معاوية هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي وقيل أنه نجاري الأصل وهو من تابعي التابعين سمع عمرو بن دينار وأبا الزبير وسليمان التيمي وعاصما الأحول وإسماعيل بن أبي خالد وحميد الطويل وأبا إسحاق الشيباني وداود بن أبي هند وعبد العزيز بن صهيب وخالد الحذاء والأعمش وخلائق لا يحصون من الأئمة وغيرهم
روى عنه مالك والثوري وشعبة وابن المبارك ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي وخلائق لا يحصون واتفقوا على توثيقه وجلالته وحفظه
قال يعقوب الدورقي كان عند هشيم عشرون ألف حديث
وقال محمد بن حاتم المؤدب قيل لهشيم كم كنت تحفظ قال كنت أحفظ في مجلس مائة ولو سئلت عنها بعد شهر لأجبت
وقال علي بن معبد جاء عراقي ذاكر مالك بن أنس بحديث فقال مالك وهل بالعراق أحد يحسن ويحدث إلا ذاك الواسطي يعني هشيما وقال عمرو بن عون مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشر سنين
وقال عبد الرحمن بن مهدي ما رأيت أحفظ من هشيم كان يقوى في الحفظ على ما لا يقوى غيره
ورأى جماعة النبي صلى الله عليه وسلم يحثهم على الأخذ عن هشيم قال ابن سعد كان ثقة ثبتا كثير الحديث يدلس كثيرا فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة وما لا فليس بشيء ولد سنة أربع ومائة وقيل خمس وتوفي ببغداد في شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائة رحمه الله
653 هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي مذكور في الروضة في قسم الفيء والغنيمة وهو أخو مرة بن كعب بن لؤي وجد بني جمح وبني سهم وهو بضم الهاء وبصادين مهملتين الأولى مفتوحة
654 هلال بن أمية الصحابي تكرر في لعان المهذب هو هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف واسمه مالك بن امرىء القيس ابن مالك ابن الأوس الأنصاري الواقفي مدني شهد بدرا وأحدا وكان قديم الإسلام وكان يكسر أصنام بني واقف وكانت معه رايتهم يوم الفتح وهو الذي قذف امرأته بشريك بن سحماء وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم وذكرهم في سورة براءة وهم هلال وكعب بن مالك ومرارة بن الربيع رضي الله تعالى عنهم
655 هلال بن أبي ميمون مذكور في المختصر في أول الحضانة قال ابن
438(2/437)
أبي حاتم هو هلال بن علي قال ويقال هلال بن أسامة روى عن عطاء بن يسار وأبي ميمونة روى عنه يحيى بن أبي كثير وزيادة بن سعد ومالك بن أنس وأسامة بن زيد ومحمد بن حمران قال أبو حاتم يكتب حديثه وهو شيخ
656 همام بن منبه بن كامل بن سيج بسين مهملة مفتوحة وقيل مكسورة ثم مثناة تحت ساكنة ثم جيم أبو عقبة اليماني الصنعاني الأبناوي بباء موحدة ثم نون وهو أخو وهب ومعقل وغيلان وعبد الله وعمر وهم بني منبه وهمام تابعي وكذا أخوه وهب وكان همام أكبر من وهب سمع ابن عباس وأبا هريرة ومعاوية ويقال رأى معاوية ولم يسمعه
وروى عنه أخوه وهب ومعمر بن راشد وعقيل بن معقل واتفقوا على توثيقه توفي سنة ثنتين وقيل إحدى وثلاثين ومائة رحمه الله
657 هند بن حارثة الصحابي رضي الله تعالى عنه قال ابن الأثير هو هند بن حارثة بن هند وقيل هو هند بن حارثة بن سعد بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى ومالك بن أفصى هو أخو أسلم بن أفصى حجازي هكذا نسبه ابن عبد البر وقال ابن منده وأبو نعيم هو هند بن أسماء بن حارثة بن هند الأسلمي قال أبو نعيم وقيل هند بن حارثة ونسب ابن الكلبي وابن ماكولا أخاه أسماء بن حارثة كما نسبه ابن عبد البر وكلهم قالوا أنه أسلمي وهو من ولد مالك بن أفصى أخي أسلم بن أفصى ولإشتهار أسلم ينتسب ولد أخيه إليه قال وكان هند وإخوته ثمانية أخوة أسلموا وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا معه بيعة الرضوان وهم أسماء وهند وخراش وذؤيب وحمران وفضالة وسلمة ومالك رضي الله عنهم ولزم أسماء وهند النبي صلى الله عليه وسلم وكانا يخدمانه وكانا من أهل الصفة قال أبو هريرة ما كنت ارى هندا وأسماء ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه
658 هند بن أبي هالة التميمي الصحابي وهو ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنهما كان أبوه حليف بني عبد الدار واختلف في اسم أبي هالة فقيل نباش بن زرارة بن وقدان وقيل مالك بن زرارة بن النباش وقيل مالك بن النباش بن زرارة قاله الزبير بن بكار وخالفه أكثر أهل النسب وقال ابن الكلبي هو أبو هالة هند بن النباش بن زرارة وكان زوج خديجة أولا فولدت
439(2/438)
له هند بن هند وابن ابنه هند بن هند بن هند وشهد هند بن أبي هالة بدرا وقيل لم يشهدها بل شهد أحدا وقتل هند بن أبي هالة مع علي يوم الجمل وقتل ابنه هند بن هند بن أبي هالة مع مصعب بن الزبير يوم قتل المختار سنة سبع وستين وقيل بل مات بالبصرة وانقرض عقبه
وروى هند بن أبي هالة حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشهور من روايته يرويه عنه ابن أخته الحسن بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها وأما ابنه هند بن هند بن أبي هالة فذكره ابن مندة وأبو نعيم في الصحابة رضي الله تعالى عنهم
659 هنيدة بن خالد الذي شهد عليا رضي الله عنه وأقام على رجل حدا ذكره في المهذب في باب إقامة الحد وهو بالهاء في أخره تصغير هند وهو خزاعي ويقال نخعي وقال في المهذب أنه كندي والمعروف ما سبق قال ابن أبي حاتم وغيره كانت أم هنيدة هذا تحت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ونزل هنيد الكوفة وذكره ابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم في كتب الصحابة قالوا واختلف في صحبته روى عنه أبو إسحاق السبيعي
660 هني مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مذكور في المختصر والمهذب في كتاب إحياء الموات في مسألة الحمى هو بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء كذا ضبطه ابن ماكولا وغيره من أهل الإتقان في هذا الشأن وكذا ضبطناه في صحيح البخاري وفي المهذب وغيرهما ورأيت بخط بعض من لا تحقيق له أنه يقال أيضا بالهمز وهذا خطأ ظاهر نبهت عليه لئلا يغتر به روى هني عن أبي بكر وعمر ومعاوية وعمرو بن العاصي رضي الله عنهم وكان عامل عمر على الحمى والله أعلم
حرف الواو
661 وابصة بن معبد الصحابي رضي الله عنه هو أبو سالم وقيل أبو الشعثاء وقيل أبو سعيد وابصة بن معبد بن مالك بن عبيد الأسدي من أسد خزيمة كذا قاله ابن عبد البر وقال ابن مندة وأبو نعيم وابصة بن معبد بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن بشير بن كعب بن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أسلم سنة تسع سكن الكوفة ثم تحول فأقام بالرقة إلى أن توفي بها
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ابناه عمر وسالم والشعبي وزياد بن أبي الجعد وغيرهم
440(2/439)
وكان وابصة كثير البكاء لا يملك دمعته وكان له بالرقة عقب ومن ولده عبد الرحمن بن صخر قاضي الرقة أيام هارون الرشيد
662 واثلة بن الأسقع الصحابي رضي الله عنه تكرر في المهذب هو أبو شداد ويقال أبو الأسقع وقيل أبو محمد وقيل أبو الخطاب وقيل أبو قرصافة بكسر القاف واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة الكناني الليثي وقيل إنه واثلة بن عبد الله بن الأسقع قيل أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى تبوك وشهدها معه وشهد فتح دمشق وحمص وقيل إنه خدم النبي عليه السلام ثلاث سنين وكان من أهل الصفة روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وخمسون حديثا روى له البخاري حديثا ومسلم آخر سكن الشام فسكن دمشق ثم استوطن بيت جبرين وهي بلدة بقرب بيت المقدس ودخل البصرة وكان له بها دار
روى عنه عبد الواحد بن عبد الله البصري بالصاد المهملة وشداد بن عبد الله بن عامر اليحصبي وأبو إدريس الخولاني ومكحول وأبو المليح ويونس بن ميسرة وخلق سواهم توفي بدمشق سنة ست أو خمس وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة قاله أبو مسهر وقال سعيد بن خالد توفي سنة ثلاث وثمانين وهو ابن مائة وخمس سنين والصحيح الأول
663 واسع بن حبان بفتح الحاء المهملة ابن منقذ سبق تمام نسبه في ترجمة أبيه وجده وهو تابعي هذا هو الصحيح المشهور وذكره البغوي الكبير وقال في صحته يقال سمع ابن عمر وعبد الله بن زيد وجابرا وأبا سعيد روى عنه أخوه يحيى بن حبان وابن أخيه محمد بن يحيى بن حبان وهو ثقة روى له البخاري ومسلم
664 وائل بن حجر الصحابي رضي الله عنهما تكرر في هذه الكتب في صفة الصلاة وغيرها وحجر بضم الحاء وسكون الجيم وهو أبو هنيدة ويقال أبو هنيد بلا هاء وائل بن حجر بن ربيعة بن يعمر الحضرمي كذا قاله ابن عبد البر وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر وائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد قال وقيل غير ذلك
كان من ملوك حمير ويقال للملك منهم قيل بفتح القاف وسكون الياء المثناة تحت وجمعه أقيال وكان أبوه من ملوكهم وفد وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله عليه السلام
441(2/440)
بشر أصحابه بقدومه قبل وصوله بأيام وقال يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة من حضرموت طائعا راغبا في الله عز وجل وفي رسول الله وهو بقية الأقيال فلما دخل رحب به وأدناه من نفسه وبسط له رداءه وأجلسه عليه مع نفسه وقال اللهم بارك في وائل وولده وأصعده معه على المنبر وأثنى عليه واستعمله على بلاده وأقطعه أرضا وأرسل معاوية بن أبي سفيان وقال أعطه إياها
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد وسبعون حديثا روى مسلم منها ستة ولم يرو البخاري له شيئا نزل الكوفة وعاش إلى أيام معاوية ووفد عليه وأجلسه معه على السرير وشهد معه صفين وكانت معه راية حضرموت روى عنه ابناه علقمة وعبد الجبار وقيل لم يسمعه عبد الجبار روى عنه أيضا كليب بن شهاب وحجر بن عنبس وعبد الرحمن اليحصبي وغيرهم
665 وحشي بن حرب الصحابي كنيته أبو وسمة وهو من سودان مكة ويقال له الحبشي وهو مولى طعمة بن عدي وقيل مولى جبير بن معطم بن نوفل بن عبد مناف وهو قاتل حمزة يوم أحد وشارك في قتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة وكان يقول قتلت في جاهليتي خير الناس وقتلت بعد إسلامي شر الناس روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أحاديث وقيل ثمانية روى البخاري منها حديثا في قتله حمزة
روى عنه ابنه حرب بن وحشي وعبيد الله بن عدي بن الجبار وجعفر بن عمرو بن أمية قيل سكن دمشق والصحيح المشهور أنه سكن حمص
666 وراد كاتب المغيرة مذكور في المختصر في مسح الخف وهو أبو سعيد ويقال أبو ورد الثقفي الكوفي كاتب المغيرة بن شعبة ومولاه سمع المغيرة روى عنه الشعبي وعبد الملك بن عمير ورجاء بن حيوة وعبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بهدلة وآخرون واتفقوا على توثيقه وجلالته روى له البخاري ومسلم
667 ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي وهو الذي أتته خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها بالنبي صلى الله عليه وسلم في حديث المبعث وقال للنبي عليه السلام هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم قال نعم لم يأت أحد قط بمثل ما جئت به إلا عودي وأن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة بن نوفل أن توفي وهذا الذي ذكرته كله ثابت في الصحيحين بحروفه من رواية
442(2/441)
عائشة رضي الله عنها قال ابن مندة واختلفوا في إسلام ورقة وهذا الحديث الذي ذكرته ظاهر في إسلامه واتباعه وتصديقه
668 وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن حمحمة وقيل ابن فرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس بهمزة بعد الراء ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو سفيان الرؤاسي الكوفي الإمام في الحديث وغيره وهو من تابعي التابعين سمع إسماعيل بن أبي خالد والأعمش وهشام بن عروة وعبد الله بن عون وعزرة بن ثابت وحنظلة بن أبي سفيان ومالك بن مغول وكهمس بن الحسن وابن جريج وزكريا بن إسحاق وفضيل بن غزوان وشريك بن عبد الله والأوزاعي والسفيانين وخلائق من الكبار روى عنه ابن المبارك ويحيى بن آدم ويزيد بن هارون وقتيبة وابن مهدي وأحمد بن حنبل وابن راهوية والحميدي ومسدد وابن المديني وابن معين وابنا أبي شيبة وابناه مليح وسفيان ابنا وكيع وأحمد بن أبي الحواري ويحيى بن يحيى وخلائق وأجمعوا على جلالته ووفور علمه وحفظه وإتقانه وورعه وصلاحه وعبادته وتوثيقه واعتماده قال أحمد بن حنبل ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع ما رأيته يشك في حديث إلا يوما واحدا ولا رأيت معه كتابا ولا ورقة قط وقال أحمد أيضا حدثني من لم تر عيناك مثله وكيع بن الجراح وقال أحمد هو أحب إلي من يحيى بن سعيد فقيل له كيف فضلت وكيعا فقال كان وكيع صديقا لحفص بن غياث فلما ولي القضاء هجره وكيع وكان يحيى بن سعيد صديقا لمعاذ بن معاذ فولي القضاء معاذ ولم يهجره يحيى وقال أحمد ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب ويحفظ الحديث جيدا ويذاكر بالفقه مع ورع واجتهاد ولا يتكلم في أحد وقال ابن معين ما رأيت أحدا يحدث لله غير وكيع بن الجراح وهو أحب إلي من سفيان وابن مهدي وهو أحب إلي من أبي نعيم وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه وقال أحمد بن عبد الله وكيع كوفي ثقة عابد صالح من حفاظ الحديث وكان يفتي وقال ابن عمار ما كان بالكوفة في زمن وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع وكان جهبذا وقال محمد بن سعد توفي وكيع بفيد منصرفا من الحج سنة سبع وتسعين ومائة وكذا قال ابن نمير والترمذي وقال أحمد بن حنبل ولد وكيع سنة سبع وعشرين ومائة
443(2/442)
669 الوليد بن عقبة بن أبي معيط الصحابي مذكور في المهذب في صلاة العيدين وفي أول الوكالة وفي كتاب السير وفي أول حد الخمر هو أبو وهب الوليد بن عقبة بن أبي معيط واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالوليد أخو عثمان بن عفان لأمه أسلم يوم فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة قال ابن عبد البر أظنه لما أسلم كان قد ناهز الحلم
وقال ابن ماكولا كان طفلا وقال غيرهما كان كبيرا وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني المصطلق قال ابن عبد البر ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله عز وجل {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة} نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا إلى بني المصطلق فعاد وأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعوا الصدقة لأنهم خرجوا إليه يتلقونه وهم متقلدون السيوف فرحا وسرورا بقدومه فخافهم فرجع وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بردتهم فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فأخبروه الخبر وأنهم مسلمون فنزلت الآية قال ومما يرد قول من قال كان صغيرا أن الزبير بن بكار وغيره من علماء السير ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا من مكة ليردا أختهما أم كلثوم بنت عقبة عن الهجرة وكانت هجرتها في الهدنة يوم الحديبية قبل الفتح فمن يكون صغيرا يوم الفتح لا يقوى لرد أخته قبل ذلك ثم ولاه عثمان الكوفة وكان من رجال قريش ظرفا وحلما وشجاعة وكرما وأدبا وكان شاعرا وهو الذي صلى صلاة الصبح بأهل الكوفة أربع ركعات فقال أزيدكم وكان سكران وقال ابن عبد البر وخبر صلاته بهم سكران قوله أزيدكم بعد أن صلى بهم الصبح أربعا مشهور من رواية الثقات من أهل الحديث ولما شهدوا عليه بالشرب أمر عثمان فجلد وعزل من الكوفة واستعمل عليها بعده سعيد بن العاصي ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة وأقام بالبرقة إلى أن توفي بها وله بها عقب روى عنه ثابت ابن الحجاج والشعبي وغيرهما
670 الوليد بن كثير المخزومي مذكور في المختصر في أول باب الماء الذي ينجس هو أبو محمد الوليد القرشي المخزومي مولاهم المدني ثم سكن الكوفة روى عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن عباد بن جعفر وعبد الله بن عبد الله بن عمرو
444(2/443)
ووهب بن كيسان ونافع مولى الحارث بن عمرو ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن عمرو بن عطاء ومحمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عمرو بن حلحلة ومعبد بن كعب بن مالك وسعيد المقبري وآخرين
روى عنه إبراهيم بن سعد وعيسى بن يونس وأبو أسامة وابن عيينة والواقدي قال إبراهيم بن سعد كان ثقة متبعا للمغازي حريصا على علمه وقال يحيى بن معين هو ثقة وقال ابن المديني هو صدوق وقال ابن سعد توفي بالكوفة سنة إحدى وخمسين ومائة روى له البخاري ومسلم
671 الوليد بن مسلم الدمشقي صاحب الأوزاعي مذكور في المهذب في أول العدد هو أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي الأموي مولاهم وقيل مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس سمع الأوزاعي وصفوان بن عمرو وثور بن يزيد وابن جريج والثوري والليث وسعيد بن عبد العزيز وأبا إسحاق الفزاري ومحمد بن حمزة وسليمان بن موسى ومحمد بن راشد وبكر بن مضر وابن لهيعة وعبد الله بن العلاء بن زيد وخلائق لا يحصون من الأئمة وغيرهم روى عنه الليث بن سعد وهو كاف في جلالته وأحمد بن حنبل والحميدي وأبو خيثمة وهشام بن عمار وصفوان بن صالح والحسين بن حريث وعبد الله بن وهب ومحمد بن المبارك الصوري وعبد الرحمن بن إبراهيم ودهيم وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن شعيب وبقية ونعيم بن حماد وضمرة بن ربيعة وإسحاق بن أبي إسرائيل وخلائق لا يحصون وأجمعوا على جلالته وارتفاع محله في العلم وتوثيقه قال يعقوب بن سفيان كنت أسمع أصحابنا يقولون علم الشام عند إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم فأما الوليد فمضى على سننه ميمونا عند أهل العلم متقنا صحيح العلم فقال أحمد بن حنبل ليس أحد أروى لحديث الشام من إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم قال علي بن المديني الوليد ابن مسلم دخل الشام وعنده علم كثير ولم نستمكن منه توفي بذي المروة منصرفا من الحج سنة خمس وتسعين ومائة وقيل أربع وتسعين وله ثلاث وسبعون سنة
672 الوليد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي الصحابي أخو خالد بن
445(2/444)
الوليد رضي الله عنه وعن خالد وهو ابن عم أم سلمة حضر الوليد بدرا مشركا فأسره عبد الله بن جحش وقيل أسره سليط الأنصاري المازني فقدم في فدائه أخواه خالد وهشام فتمنع عبد الله بن جحش حتى افتكاه بأربعة آلاف درهم فلما فدي أسلم فقيل له هلا أسلمت قبل أن تفدى فقال كرهت أن يظن بي أني جزعت من الأسارة فلما أسلم حبسه أهله بمكة عن الهجرة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فمن يدعو له من المستضعفين المؤمنين بمكة فيقول في قنوته في الصلاة (اللهم انج الوليد بن الوليد) وحديثه هذا في الصحيحين ثم أفلت من حبسهم ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه عمرة القضية
673 وهب بن عبد الله بن محصن بن حرثان أبو سنان الأسدي الصحابي وهو ابن أخي عكاشة بن محصن وسبق تمام نسبه في ترجمة عمه قيل إن وهبا هذا أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ثم بايع الناس على بيعته
674 وهب بن منبه التابعي الأنباري اليماني أخو همام بن منبه وسبق تمام نسبه وأخوته في ترجمة همام كنية وهب أبو عبد الله ويقال الذماري بكسر الذال المعجمة منسوب إلى ذمار قرية على مرحلتين من صنعاء اليمن وهو تابعي جليل من المشهورين بمعرفة الكتب الماضية سمع جابر بن عبد الله وابن عباس وابن عمرو بن العاصي وأبا سعيد الخدري وأبا هريرة وأنسا والنعمان بن بشير روى عنه عمرو بن دينار وعوف الأعرابي والمغيرة بن حكيم وآخرون واتفقوا على توثيقه توفي سنة أربع عشرة ومائة وقال ابن سعد سنة عشر ومائة
675 وهيب بن الورد بن أبي الورد المخزومي مولاه المكي ويقال اسمه
446(2/445)
عبد الوهاب ووهيب لقب له وكنيته أبو عثمان ويقال أبو أمية روى عن عطاء مرسلا وعن عمر بن محمد بن المنكدر روى عنه عبد الله بن المبارك وعمارة بن القعقاع ومحمد بن يزيد بن خنيس قال يحيى بن معين هو ثقة وقال أبو حاتم كان من العباد وكانت له أحاديث ومواعظ وزهد وكان سفيان الثوري إذا حدث الناس وفرغ من حديثهم قال قوموا بنا إلى الطيب يعني وهيبا توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة روى له مسلم
حرف الياء
676 ياسر بن عامر الصحابي والد عمار تقدم نسبه في ترجمة عمار كنيته أبو عمار وهو حليف بني مخزوم وكان قدم من اليمن فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي وزوجه أبو حذيفة أمة له اسمها سمية فولدت له عمارا فأعتقها أبو حذيفة وأسلم ياسر وسمية وابناهما عمار وعبد الله ابنا ياسر وكان ياسر وعمار وسمية يعذبون في الله عز وجل ويقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة)
677 يحيى بن آدم بن علي الكوفي أبو زكريا المخزومي مولاهم سمع مالك بن مغول ومسعر وسعيد بن سالم وسفيان الثوري وإسرائيل بن يونس والحسن بن صالح وزهير ابن معاوية وسفيان بن عيينة وإسماعيل بن عياش وأبا معاوية وابن المبارك وأبا بكر بن عياش وفضيل بن عياض وحماد بن سلمة وجرير بن عبد الحميد ووكيعا وعبد الله بن إدريس وخلائق من الأئمة وروى عنه أحمد بن حنبل وابن راهوية وابنا أبي شيبة وابن معين وآخرون قال ابن معين وأبو حاتم وآخرون هو ثقة توفي سنة ثلاث ومائتين وهو من العلماء المصنفين
678 يحيى بن أكثم بالثاء المثلثة القاضي هو أبو محمد يحيى بن أكثم بن محمد ابن قطن بن سمعان التميمي المروزي سكن بغداد ولاه المأمون قضاءها سمع عبد العزيز ابن أبي حازم وابن المبارك وعبد الله بن إدريس وسفيان بن عيينة والفضل بن موسى وجرير ابن عبد الحميد وعبد العزيز الدراوردي وعيس بن يونس ووكيعا وآخرين روى عنه أبو حاتم والبخاري في غير صحيحه وروح بن الفرج وأبو عيس الترمذي وآخرون قال أبو الفضل صالح بن محمد ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وهو ابن إحدى وعشرين سنة فاستزرته مشايخ البصرة واستصغروه فقالوا كم
447(2/446)
سن القاضي فقال سن عتاب بن أسيد حين ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقال طلحة بن محمد بن جعفر يحيى بن أكثم أحد أعلام الدنيا ومن قد اشتهر أمره وعرف خبره ولم يخف على صغير وكبير فضله وعلمه ورياسته وقال أحمد بن حنبل ما عرفت فيه بدعة فذكر له ما يرميه به الناس فقال سبحان الله سبحان الله ومن يقول هذا وأنكره أحمد إنكارا شديدا وقال الحاكم أبو عبد الله كان من أئمة العلم ومن نظر في كتاب التنبيه له علم تقدمه في العلوم وقال أبو حاتم فيه نظر وأسأل الله السلامة وقيل لأبي زرعة كتبت عن يحيى بن أكثم فقال ما أطمعته في هذا قط ولقد كان شديد الإيجاب لي لقد مرضت ببغداد فما أحسن أصف ما كان يوليني من التعاهد وقيل لصالح بن محمد أكان يكتب عنه قال كان عنده حديث كثير إلا أني لم أكتب عنه لأنه كان يحدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم أسمعها منه توفي بالربذة منصرفا من الحج سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله
679 يحيى بن جعدة مذكور في المهذب في العدد في مسألة المفقود ثم في أواخر استيفاء القصاص هو يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بالذال المعجمة ابن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي الحجازي التابعي سمع أبا هريرة وزيد بن أرقم وأم هانىء روى عنه مجاهد وعمرو بن دينار وأبو الزبير وحبيب بن أبي ثابت قال أبو حاتم هو ثقة وقال ابن أبي حاتم هو أبن أخت علي بن أبي طالب رضي الله عنه
680 يحيى بن حسان التنيسي مذكور في أول البيوع من المختصر هو أبو زكريا يحيى بن حسان بن حبان التنيسي بكسر التاء المثناة فوق والنون منسوب إلى تنيس بلدة معروفة من بلاد مصر ويقال له البصري بالباء الموحدة وقال البخاري هو شامي وكله صحيح فأصله بصري ثم سكن تنيس وقال أبو حاتم بن حبان بكسر الحاء أصله دمشقي روى عن الليث ومعاوية بن سلام وعبد الواحد بن زياد وحماد بن سلمة وسليمان بن بلال ووهيب بن خالد والهيثم بن حميد وهشيم وعيسى بن يونس روى عنه الإمام محمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن صالح المصري والحسن بن عبد العزيز ومحمد بن مسكين ومحمد بن سهل وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وابنه محمد بن يحيى بن حسان وغيرهم واتفقوا على جلالته وتوثيقه قال أبو سعيد بن يونس كان ثقة حسن الحديث صنف كتبا وحدث بها
448(2/447)
وقال أحمد بن حنبل كان ثقة صاحب حديث وقال أيضا كان ثقة صالحا وقال أحمد بن عبد الله ثقة مأمونا عالما بالحديث وقال مروان بن محمد ما كنا نحسن لطلب الحديث حتى قدم يحيى بن حسان توفي بمصر في رجب سنة ثمان ومائتين وهو ابن أربع وستين سنة روى له البخاري ومسلم
681 يحيى بن زكريا النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في الشهادات وفي زكريا لغات سبقت في ترجمته ولفظ يحيى لفظ عجمي وقد سبق في ترجمة إبراهيم وآدم أن أسماء الأنبياء كلهاا عجمية إلا أربعة وقال الواحدي يحيى لا ينصرف عربيا كان أو عجميا لأنه لو كان عربيا امتنع لشبه الفعل مع التعريف قال العلماء أول من سمي بيحيى يحيى بن زكريا صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى {لم نجعل له من قبل سميا} قال الواحدي قال المفسرون أول من آمن بعيسى يحيى وكان يحيى أسن من عيسى عليه السلام قال العلماء بالتاريخ قتل يحيى قبل أبيه زكريا وفضائله في القرآن مشهورة قال الله تعالى {فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} وقال تعالى {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا} وقال سبحانه وتعالى {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} وقال تعالى {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين} الآيتين وثبت في الصحيحين في حديث الإسراء والمعراج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل ففتح لنا فإذا أنا يا بني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى ابن زكريا فرحبا ودعوا لي بخير) وأما ما روينا في مسند أبي يعلي الموصلي عنه قال حدثنا زهير بن حرب عن عفان بن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف ابن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا) فهو حديث ضعيف لأن علي بن زيد بن جدعان ضعيف ويوسف بن مهران مختلف في جرحه قال الثعلبي كان مولد يحيى قبل مولد عيسى بستة أشهر وقال الكلبي كان زكريا يوم بشر بالولد ابن اثنتين وتسعين سنة وقيل تسع وتسعين سنة وعن الضحاك عن ابن عباس كان ابن عشرين ومائة سنة وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين سنة قال
449(2/448)
وقال كعب الأحبار كان يحيى حسن الصورة والوجه لين الجناح قليل الشعر قصير الأصابع طويل الأنف أقرن الحاجبين رقيق الصوت كثير العبادة قويا في طاعة الله وساد الناس في عبادة الله تعالى وطاعته وقال في قوله تعالى {وآتيناه الحكم صبيا} قيل إن يحيى قاله له أقرانه من الصبيان اذهب بنا نلعب فقال ما للعب خلقنا قال وقيل إنه نبىء صغيرا فكان يعظ الناس ويقف لهم في أعيادهم وجمعهم ويدعوهم إلى الله تعالى ثم ساح يدعو الناس ولما بعثه الله تعالى إلى بني إسرائيل أمره أن يأمرهم بخمس خصال وهي عبادة الله ولا يشركون به شيئا والصلوات والصدقة وذكر الله والصيام واتفقوا على أنه قتل ظلما شهيدا وأخذ رأسه ووضع في طست وغضب الله تعالى على قاتليه وسلط عليهم بخت نصر وجيوشه فجاسوا خلاف الديار وكان وعدا مفعولا
682 يحيى بن سعيد الأنصاري تكرر في المختصر وذكره في المهذب في أول الرضاع وأول حد القذف هو الإمام أبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة ابن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري المدني التابعي القاضي قاضي المدينة وأقدمه المنصور العراق فولاه قضاء الهاشمية وقيل تولى القضاء ببغداد ولم يثبت قال البخاري وقال بعضهم هو يحيى بن سعيد بن قيس بن فهر ولا يصح سمع أنس بن مالك والسائب بن يزيد وعبد الله بن عامر بن ربيعة وأبا أمامة بن سهيل بن حنيف وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وأبا سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار وخلائق من الأئمة
روى عنه هشام بن عروة وحميد الطويل ويزيد بن عبد الله بن أسامه وابن جريج والأوزاعي ومالك بن أنس والسفيانان والحمادان والليث وابن المبارك وشعبة ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن سعيد الأموي وخلائق لا يحصون من الأعلام وأجمعوا على توثيقه وجلالته وإمامته قال ابن عيينة كان محدثو الحجاز ابن شهاب ويحيى بن سعيد وابن جريج يجيئون بالحديث على وجهه وقال جرير بن عبد الحميد ما رأيت شيخا أنبل منه وقال ابن المبارك كان من حفاظ الناس وقال أبو حاتم كان يوازن الزهري وقال أحمد بن حنبل يحيى بن سعيد أثبت الناس وقال أيوب السختياني ما تركت بالمدينة أفقه من يحيى بن سعيد وقال سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ما رأيت أقرب شبها بابن شهاب من يحيى الأنصاري
450(2/449)
ولولاهما لذهب كثير من السنن وقال محمد بن سعد كان يحيى الأنصاري ثقة ثبتا كثير الحديث حجة وقال أحمد بن عبد الله كان ثقة رجلا صالحا وله فقه قال ابن سعد توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة وقال آخرون سنة أربع وقيل سنة ست وأربعين ومائة
683 يحيى بن سعيد القطان هو أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي مولاهم البصري القطان الإمام من تابعي التابعين سمع يحيى بن سعيد الأنصاري وحنظلة بن أبي سفيان وابن عجلان وسيف بن سليمان وهشام بن حسان وابن جريج وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذؤيب والثوري وابن عيينة ومالكا ومسعرا وشعبة وخلائق غيرهم
روى عنه الثوري وابن عيينة وابن مهدي وعفان وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وإسحاق بن راهوية وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة ومسدد وعبيد الله بن عمر القواريري وعمرو بن علي وابن مثنى وابن بشار وخلائق من الأئمة وغيرهم واتفقوا على إمامته وجلالته ووفور حفظه وعلمه وصلاحه
قال أحمد بن حنبل ما رأيت مثل يحيى بن القطان في كل أحواله وقال يحيى بن معين أقام يحيى القطان عشرين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة وما رؤي يطلب جماعة قط يعني ما فاتته فيحتاج إلى طلبها
وقال أحمد بن حنبل يحيى القطان إليه المنتهى في الثبت بالبصرة وهو أثبت من وكيع وابن مهدي وأبي نعيم ويزيد بن هارون وقد روى عن خمسين شيخا ممن روى عنهم سفيان قال ولم يكن في زمان يحيى مثله وقال أبو زرعة هو من الثقات الحفاظ وقال يحيى بن معين قال لي عبد الرحمن بن مهدي لا ترى بعينك مثل يحيى القطان
وقال ابن منجوية يحيى القطان من سادات أهل زمانه حفظا وورعا وفقها وفضلا ودينا وعلما وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث وأمعن في البحث عن الثقات وترك الضعفاء وقال بندار كتب عبد الرحمن بن مهدي عن يحيى القطان ثلاثين ألفا وحفظهما
وقال زهير رأيت يحيى القطان بعد وفاته وعليه قميص مكتوب بين كتفيه بسم الله الرحمن الرحيم براءة ليحيى بن سعيد من النار قال ابن سعد توفي يحيى القطان في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة وكان مولده سنة عشرين ومائة رحمه الله
684 يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا المصري المخزومي مولاهم
451(2/450)
صاحب مالك هو مشهور بيحيى بن بكير نسبة إلى جده سمع مالكا والليث وعبد العزيز بن أبي حازم وعبد العزيز الدراوردي وابن لهيعة وبكر بن مضر ومفضل بن فضالة ومغيرة بن عبد الرحمن وآخرين روى عنه يحيى بن معين وأبو عبيد ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان ويونس بن عبد الأعلى والبخاري وآخرون
روى عنه البخاري في مواضع من صحيحه وروى أيضا عن محمد بن عبد الله عنه وروى مسلم حديثا واحدا عن أبي زرعة عنه قال أبو سعيد بن يونس ولد سنة أربع وخمسين ومائة وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين وقال عبد الغني بن سعيد ولد سنة خمس وخمسين
685 يحيى بن عمارة مذكور في المختصر هو يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني سمع أبا سعيد الخدري وعبد الله بن زيد روى عنه ابنه عمرو والزهري وعمارة بن غزية ومحمد بن يحيى بن حبان وهو ثقة باتفاقهم روى له البخاري ومسلم وجده أبو حسن صحابي شهد العقبة وبدرا واسمه تميم بن عبد عمرو
686 يحيى بن معين الإمام هو أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن وقيل ابن معين بن غياث بن زياد بن عون بن بسطام المري من مرة غطفان مولاهم قال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى يقول أنا مولى للجنيد بن عبد الرحمن المقري ويحيى بن معين بغدادي وهو إمام الحديث في زمنه والمعول عليه فيه قال الخطيب أصله من الأنبار سمع ابن المبارك وهشيما ووكيعا وابن عيينة وابن مهدي ويحيى القطان وحفص بن غياث وغندرا ومعاذ بن معاذ وعبدة بن سليمان ومروان بن معاوية ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وعبد الصمد بن عبد الوارث وهشام بن يوسف وعيسى بن يونس ويعقوب بن إبراهيم الزهري وزكريا بن يحيى وعفان بن مسلم وأبا معاوية وأبا مسهر ووهب بن جرير وقريش بن أنس وحجاج بن محمد وأبا حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار وقرادا والأصمعي وحكام بن مسيم وعبد الرزاق وعلي بن عياش وعبد الله بن صالح وسوار بن عمارة الرملي ويحيى بن صالح وعبد الله بن يوسف التنيسي وسعيد بن أبي مريم وأبا اليمان وعمرو بن الربيع والحسن بن واقع بالقاف وإسماعيل بن علية وجرير بن عبد الحميد وعبد الله بن نمير وأبا عبيدة الحداد ومعن بن عيسى وإسماعيل بن مجالد وعلي بن هاشم وعثمان بن عبيد وأبا أسامة وعباد بن عباد ومحمد بن عبد الله الأنصاري وخلائق
452(2/451)
روى عنه أحمد بن حنبل وزهير بن حرب وأحمد ويعقوب ابنا إبراهيم الدورقيان ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسحاق الصاغاني ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومحمد بن هارون وأبو زرعة الرازي والدمشقي وأبو حاتم والبخاري ومسلم وأبو داود وأحمد بن منصور وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار وأحمد بن أبي الحواري وعباس بن محمد الدوري وعبد الله بن الرمادي وأحمد بن حنبل ويعقوب بن شيبة وأبو يعلى الموصلي والحسين بن محمد وخلائق لا يحصون وأجمعوا على إمامته وتوثيقه وحفظه وجلالته وتقدمه في هذا الشأن واضطلاعه منه قال الخطيب كان إماما ربانيا عالما حافظا ثبتا متقنا قال أحمد بن حنبل السماع من يحيى بن معين شفاء لما في الصدور وقال علي بن المديني ما رأيت في الناس مثله وقال أحمد بن حنبل يحيى بن معين رجل خلقه الله لهذا الشأن يظهر كذب الكذابين وكل حديث لا يعرفه يحيى ليس بحديث
وقال عباس الدوري رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة يسأل يحيى بن معين عن أشياء يقول له يا أبا زكريا كيف حديث كذا وكذا كيف حديث كذا وكذا يستثبته في أحاديث سمعوها فكل ما قال يحيى كتبه أحمد وقال هارون بن بشير الرازي رأيت يحيى بن معين استقبل القبلة رافعا يديه يقول اللهم إن كنت تكلمت في رجل ليس هو عندي كذابا فلا تغفر لي
وقال يحيى لو لم يكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه وروينا عن احمد بن عقبة قال سمعت يحيى بن معين يقول كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث قال ابن عقبة وأظن المحدثين كتبوا له ستمائة ألف وستمائة ألف
وقال محمد بن عبد الله خلف يحيى من الكتب مائة قمطرا وأربعة عشر قمطرا وأربعة جباب مملوءة كتبا
وقال علي بن المديني ما أعلم أحدا كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين وخلف والده معين ليحيى ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم أنفقها كلها في الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسها وذكر ابن أبي حاتم في أول كتابه الجرح والتعديل بإسناده عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال انتهى العلم إلى أربعة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهو أكتبهم له وعلي بن المديني وأبي بكر بن أبي شيبة وقال أبو حاتم كتب يحيى بن معين عن موسى بن إسماعيل قريبا من ثلاثين ألف حديث وأحواله وفضائله رضي الله عنه غير منحصرة
453(2/452)
واتفقوا على أنه توفي بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغسل على السرير الذي غسل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل على السرير الذي حمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونودي عليه هذه جنازة يحيى بن معين ذاب الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يبكون واجتمعوا في جنازته خلائق لا يحصون ودفن في البقيع قال إبراهيم بن المنذر رأى رجل في المنام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مجتمعين فقال ما لكم مجتمعين فقال النبي صلى الله عليه وسلم جئت لهذا الرجل أصلي عليه فإنه كان يذب الكذب عن حديثي
وقال بشر بن مبشر رأيت يحيى بن معين في المنام فقال زوجني عز وجل أربعمائة حوراء بذبي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثاه الشعراء وأحسنوا المراثي ومن أحسنها ما ذكره ابن أبي حاتم فقال قال سليمان بن معبد يرثي يحيى بن معين رحمه الله وذكر صدر القصيدة ثم قال
(لقد عظمت في المسلمين رزية .......... غداة نعى الناعون يحيى فاسمع)
(وقالوا وإنا قد دفناه في الثرى .......... فقال فؤادي حسرة يتصدع)
(فقلت ولم أملك بعيني عبرة .......... ولا جزعا إنا إلى الله نرجع)
(ألا في سبيل الله عظم رزيتي .......... بيحيى إلى من نستريح ونفزع)
(ومن ذا الذي يؤتى فيسأل بعده .......... إذا لم يكن للناس في العلم مقنع)
(لقد كان يحيى في الحديث بقية .......... من السلف الماضين حين تقشعوا)
(فلما مضى مات الحديث بموته .......... وأدرج في أكفانه العلم أجمع)
(وصرنا حيارى بعد يحيى كأننا .......... رعية راع بثهم فتصدعوا)
(وليس بمغن عنك دمع سفحته .......... ولكن إليه يستريح المفجع)
(لعمرك ما للناس في الموت حيلة .......... ولا لقضاء الله في الخلق مدفع)
(ولو أن مخلوقا نجى من حمامه .......... إذا لنجى منه النبي المشفع)
(تعزى به عن كل ميت رزيته .......... فرزء رسول الله أشجى وأفجع)
(ولكنما أبكي على العلم إذ مضى .......... فما بعد يحيى فيه للناس نفزع)
(سقى الله قبرا بالبقيع مجاورا .......... نبي الهدى غيثا يجود ويمرع)
(فقد ترك الدنيا وفر بدينه .......... إلى الله حتى مات وهو ممتع)
(وخار له ربي خوار نبيه .......... وذو العرش يعطي من يشاء ويمنع)
(وإني لأرجو أن يكون محمد .......... له شافعا يوم القيامة يشفع)
قال البخاري توفي يحيى بن معين بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وله سبع وسبعون سنة إلا نحو عشرة أيام رحمه الله
454(2/453)
687 يحيى بن وثاب بفتح الواو وتشديد المثلثة الكوفي الأسدي مولاهم التابعي القارىء سمع ابن عمر وابن عباس وروى عن ابن مسعود وأبي هريرة وعائشة مرسلا روى عنه الأعمش وقتادة ومقاتل بن حبان وغيرهم كان إماما في القراءة وروى حديثا كثيرا قال الأعمش كان يحيى بن وثاب أحسن الناس قراءة وربما اشتهيت تقبيل رأسه لحسن قراءته وكان إذا قرأ لا يسمع في المسجد حركة قال وكنت إذا رأيته قلت هذا قد جاء من الحساب واتفقوا على توثيقه روى له البخاري ومسلم توفي سنة ثلاث ومائة قاله الهيثم بن عدي وعمرو بن علي
688 يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن بن يحيى بن حماد أبو زكريا النيسابوري التميمي مولاهم سمع عبيد الله بن إياد بن لقيط بن يزيد بن المقدام وسمع مالك بن أنس والليث ومعتمر بن سليمان وفضيل بن عياض وأنس بن عياض ومسلما الزنجي وابن عيينة وابن المبارك والحمادين وأبا عوانة وخلائق من الأئمة
روى عنه إسحاق بن راهوية ومحمد بن يحيى ومحمد بن رافع ومحمد بن أسلم الطوسي ومحمد بن عبد الوهاب والبخاري ومسلم في صحيحيهما وخلائق واتفقوا على توثيقه وجلالته
قال إسحاق بن راهوية هو أثبت من عبد الرحمن بن مهدي قال ولا رأيت مثله ولا رأى هو مثله وقال أحمد بن حنبل ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثل يحيى بن يحيى
وقال الحسن بن سفيان كنا أذا رأينا رواية ليحيى بن يحيى عن يزيد بن زريع قلنا ريحانة خراسان عن ريحانة العراق
وقال إسحاق بن راهوية مات يحيى بن يحيى وهو إمام أهل الدنيا قال محمد بن أسلم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت أعمن كتب فقال عن يحيى بن ووصفوه بأنه كان زاهدا صالحا وبأنه كان خيرا فاضلا صائنا لنفسه حسن الوجه طويل اللحية توفي سنة ست وعشرين ومائتين وهو ابن أربع وثمانين سنة
689 يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة أبو عثمان الغساني الدمشقي سيد أهل دمشق استعمله عمر بن عبد العزيز على قضاء الموصل روى عن محمود بن
455(2/454)
لبيد الصحابي وسعيد بن المسيب وأبي إدريس الخولاني وعروة ومكحول وآخرين روى عنه ابنه هشام بن يحيى وعبد الرحمن بن يزيد وابن عون ومحمد بن إسحاق وسفيان بن عيينة وآخرون واتفقوا على توثيقه وجلالته قال يحيى بن معين كان ثقة شاميا شريفا فقيها
وقال أبو محمد بن حبان هو من فقهاء الشام وقرائهم ولد يوم مرج راهط في أيام معاوية بن يزيد سنة أربع وستين توفي بدمشق سنة ثلاث وثلاثين ومائة وقال ابن أبي حاتم سنة خمس وثلاثين قال ويقال إنه شرب شربة فشرق بها فمات
690 يزفأ حاجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مذكور في المهذب في مسألة احتجاب القاضي هو بفتح الياء وإسكان الراء ومنهم من همزه والصحيح المشهور أنه غير مهموز ولم يذكر صاحب المحكم في اللغة مع جلالته إلا ترك همزه فذكر في باب الراء والفاء والياء وفي سنن البيهقي في قسمة الفيء أنه يسمى اليرفا بالألف واللام
691 يزيد بن الأسود العامري الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب صلاة الجماعة فيمن صلى منفردا بغير جماعة هو أبو جابر يزيد بن الأسود الحجازي السوائي ويقال الخزاعي حليف لقريش ويقال العامري معدود في الكوفيين وهو منسوب إلى سوأة بن عامر بن صعصعة وسواة بضم السين وتخفيف الواو يقال فيه يزيد بن أبي الأسود أيضا شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة وروى عنه حديثه المذكور في المهذب فيمن صلى في رحله ثم أدرك جماعة يصلون يعيدها معهم وهو حديث حسن روى عن ابنه جابر
692 يزيد بن الأسود التابعي الرجل الصالح الذي استسقى به معاوية مذكور في المهذب في أول صلاة الاستسقاء هو
693 يزيد بن الأصم مذكور في المختصر في نكاح المحرم هو أبو عوف يزيد بن الأصم واسم الأصم عمرو ويقال عبد عمرو بن عدس بن معاوية بن عبادة بن
456(2/455)
البكاء بن عامر بن ربيعة بن صعصعة العامري الكوفي التابعي سكن الرقة وهو ابن أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وابن خالة ابن عباس وأمه اسمها برزة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث وأخت لبابة الكبرى أم ابن عباس وأخت لبابة الصغرى أم خالد بن الوليد ولهن أخوات أخر يأتي بيانهن في النساء إن شاء الله تعالى وقيل إن يزيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم روى عن سعد بن أبي وقاص وسمع ابن عباس وأبا هريرة ومعاوية وعوف بن مالك وميمونة وعائشة وأم الدرداء روى عنه ابنا أخيه عبد الله وعبيد الله وميمون بن مهران وجعفر بن برقان ويزيد بن بريد بن جابر والليث بن أبي سليم وأبو إسحاق الشيباني وآخرون واتفقوا على توثيقه توفي بالرقة سنة ثلاث ومائة وقيل سنة ثلاث أو أربع وقيل سنة إحدى ومائة قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث
694 يزيد بن الجراح أخو أبي عبيدة بن الجراح أحد العشرة رضي الله عنهم الفهري الصحابي ذكره أبو منده وأبو نعيم في الصحابة ولا يعرف له حديث مسند
695 يزيد بن ركانة مذكور في المهذب في أول المسابقة قال إنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا غلط إنما المنقول عنه المصارعة ركانة بن عبد يزيد وقد سبق في ترجمة ركانة واضحا وهكذا حديث في السنن كما ذكرناه هناك والحديث في المصارعة ضعيف وأما يزيد بن ركانة فصحابي أيضا ولكنه لا ذكر له في المصارعة وهو ابن ركانة المذكور في المصارعة وهو يزيد بن ركانة بن عبد يزيد وسبق تمام نسبه في ترجمة أبيه والله أعلم
696 يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي الصحابي المكي أسلم قديما وهاجر الى الحبشة واستشهد يوم حنين في قول الجمهور وقال الزبير بن بكار يوم الطائف
697 يزيد بن أبي سفيان الصحابي مذكور في المهذب في كتاب السير في مسألة قتل شيوخ الكفار وهو أبو خالد يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب القرشي الأموي الصحابي ابن الصحابي سبق تمام نسبه في ترجمة أبيه وأخيه معاوية قالوا وكان
457(2/456)
أفضل بني أبي سفيان وتوفي ولا عقب له وكان يقال له يزيد الخير أسلم يوم الفتح وشهد حنينا وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة بعير وأربعين أوقية يومئذ واستعمله أبو بكر الصديق رضي الله عنه على جيوش الشام حين بعثهم لفتوحه وأوصاهم به وخرج معه ليشيعه وهو راكب وأبو بكر ماش بأمر أبي بكر فلما استخلف عمر رضي الله فلما توفي يزيد استخلف أخاه معاوية وكان موتهم في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وقال الوليد بن مسلم كانت وفاته سنة تسع عشرة بعد أن فتح قيسارية له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم
698 يزيد بن قيس بن الخطيم هو بفتح الخاء المعجمة ابن عدي بن عمرو بن سويد بن ظفر الأنصاري الظفري الصحابي وأبوه هو قيس بن الخطيم الشاعر المشهور شهد بدرا وأحدا والمشاهد بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة واستشهد يوم جسر أبي عبيد بالعراق في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكره ابن عبد البر في الصحابة وذكر ما ذكرناه
699 يزيد مولى المنبعث بنون ثم باء موحدة مذكور في المختصر في اللقطة هو تابعي مدني روى عن يزيد بن خالد الجهني روى عنه بسر بن سعيد بضم الباء الموحدة وبالسين المهملة ويحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة بن أبي عبد الرحمن واتفقوا على توثيقه روى له البخاري ومسلم
700 يزيد بن هارون بن زاذي بالزاي والذال المعجمة ويقال زاذان بن ثابت السلمي مولاهم الواسطي وأصله من بخارى وكنية يزيد أبو خالد وهو أحد الأئمة المشهورين بالحديث والفقه والصلاح سمع سليمان التيمي وداود بن أبي هند ويحيى الأنصاري وإسماعيل بن أبي خالد وحميد الطويل وأبا مالك الأشجعي وعبد الله بن عون ومحمد بن إسحاق وغيرهم من التابعين وسمع من تابعي التابعين جماعات منهم سفيان الثوري وابن أبي ذؤيب ومالك وشعبة والحمادان وخلائق لا يحصون روى عنه موسى بن إسماعيل وقتيبة وآدم بن أبي إياس وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين وابن راهوية وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة وأحمد بن منيع وأحمد بن سنان وأحمد بن الفرات وأحمد بن الوليد وأحمد بن عبد الرحمن
458(2/457)
السقطي وأحمد بن عبد الله النروسي وأحمد بن عبيد بن ناصح وخلائق لا يحصون وأجمعوا على توثيقه وجلالته وحفظه وإمامته قال أحمد بن حنبل كان حافظا متقنا للحديث
وقال علي بن المديني وابن معين كان ثقة وقال أبو حاتم هو ثقة إمام صدوق لا يسأل عن مثله
وقال أحمد بن عبد الله كان يزيد ثقة ثبتا حسن الصلاة متعبدا وعمي في آخر عمره وقال أبو بكر ما رأيت أتقن حفظا منه
وقال هشيم ما بالبصريين مثله وقال احمد بن سنان ما رأيت عالما أحسن صلاة من يزيد بن هارون يقوم كأنه أسطوانة يصلي بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء ولم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار قال العلماء هو وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار وقال علي بن المديني ما رأيت رجلا قط أحفظ من يزيد بن هارون روينا عن يزيد قال أحفظ عشرين ألف حديث بأسانيدها ولا فخر وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث وقال يحيى بن أبي طالب سمعت يزيد بن هارون في مجلسه ببغداد وكان يقال إن في المجلس سبعين ألفا ولد سنة سبع عشرة ومائة وتوفي سنة ست ومائتين
701 يزيد بن هرمز مذكور في المهذب في مسألة الرضخ للمرأة والعبد هو أبو عبد الله يزيد بن هرمز الفارسي المدني الليثي مولاهم ويقال مولى بني غفار ويقال مولى دوس وهو تابعي سمع ابن عباس وأبا هريرة روى عنه سعيد المقبري وعوف الأعرابي والحارث بن أبي ذباب ومحمد بن علي بن الحسين والمختار بن صفي وغيرهم وهو ثقة روى له مسلم في صحيحه وكان رأس الموالي يوم الحرة
702 يعقوب بن إسحاق النبي ابن النبي ابن النبي أبو الأنبياء صلوات الله عليه وسلامه عليهم أجمعين تكرر في المهذب في الوقف وغيره وهو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم تكرر الثناء عليه في القرآن وذكره الله تعالى في سورة يوسف بالآيات المشهورة وقال الله تعالى {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب} الآيات إلى قوله تعالى {سيقول السفهاء من الناس} وقال تعالى {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل} وقال تعالى {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} وقال تعالى {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} وثبت في صحيح البخاري
459(2/458)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) واعلم أن يعقوب هو إسرائيل المتكرر في القرآن وهو أبو الأنبياء بني إسرائيل وجدهم وقد اشتهر أنه مدفون بالأرض المقدسة عند أبيه وجده في البلدة المسماة بالخليل بقرب بيت المقدس
703 يعلى بن أمية الصحابي مذكور في المهذب في أول صلاة المسافر وأول باب الإحرام وأول باب صول الفحل هو أبو خلف ويقال أبو خالد ويقال أبو صفوان يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي ويقال له يعلى بن منية بنون ساكنة ثم مثناة من تحت مخففة وهي أمه وقال الزبير بن بكار هي جدته أم أبيه وغلطة ابن عبد البر وغيره
أسلم يعلى يوم فتح مكة وشهد حنينا والطائف وتبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ابن منده أنه شهد بدرا واتفقوا على تغليطه واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على بعض اليمن واستعمله عثمان على صنعاء وكان يسكن مكة وكان جوادا معروفا بالكرم روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون حديثا اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة منها روى عنه ابنه صفوان وعطاء ومجاهد وعكرمة وآخرون وقتل بصفين مع علي رضي الله عنه سنة سبع وثلاثين
704 يناق البطريق الكافر مذكور في المهذب في كتاب السير في مسألة قتل الأسارى وهو بياء مثناة من تحت مفتوحة ثم نون مشددة وبالقاف قتل كافرا بالشام وحمل رأسه إلى المدينة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأنكر نقل رأسه وقال أتحملون الجيف إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم والبطريق بكسر الباء وهو كالأمير قال ابن الجواليقي البطريق بلغة الروم هو القائد أي مقدم الجيوش وأميرها وجمعه بطارقة وتكلمت به العرب
705 يوسف بن عبد الله بن سلام الصحابي رضي الله عنهما أشار إليه في المهذب في مسألة من حلف لا يأكل أدما فأكل تمرا فروي حديثه ويوسف هذا هو راوية وكنيته يوسف أبو يعقوب وسبق تمام نسبه في ترجمة أبيه وهو مدني أجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ووضع يده على رأسه وسماه يوسف ذكره البخاري والجمهور في الصحابة وصرحوا بأنه صحابي وقال ابن أبي حاتم ليست له صحبة
460(2/459)
وليس كما قال وروى أيضا عن عثمان وعلي وأبيه وأبي الدرداء روى عنه يزيد بن أبي أمية الأعور وعمر بن عبد العزيز ويحيى بن أبي الهيثم ومحمد بن المنكدر ويحيى الأنصاري وعون بن عبد الله ومحمد بن يحيى بن حبان وآخرون
706 يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين مذكور في المهذب في آخر باب الوقف وفي يوسف ست لغات أو ستة أوجه ضم السين وفتحها وكسرها مع الهمز وبتركه والفصيح الذي جاء به القرآن ضمها بلا همز وهو اسم عجمي والصواب أنه لا اشتقاق له ولبعض المفسرين وغيرهم تخبيط في اشتقاقه ويوسف هذا نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله وخليله صلوات الله وسلامه عليهم وذكر الله تعالى قصته في القرآن مبسوطة مفصلة أكمل البسط وسورته مختصة بقصته إلى ما انضم إليها والأحاديث الصحيحة متظاهرة بفضائله منها حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) رواه البخاري
وعن أبي هريرة قال (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس قال أتقاهم لله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله وخليل الله) رواه البخاري
وعن أبي هريرة أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم أتاني الداعي لأجبته) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ البخاري
وعن أنس في حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ثم عرج بي إلى السماء الثالثة ففتح لنا فإذا أنا بيوسف إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير) وذكر أبو إسحاق الثعلبي في كتابه العرائس في قصة يوسف أنه كان أبيض اللون حسن الوجه جعد الشعر ضخم العين مستوي الخلق غليظ الساعدين والعضدين والساقين خميص البطن أقنى الأنف صغير السرة وكان بخده الأيمن خال أسود وكان ذلك الخال يزين وجهه وبين عينيه شامة تزيده حسنا وكان جده إسحاق حسنا وكانت أم إسحاق سارة حسنة قالوا وأعطى الله تعالى يوسف من الحسن وصفاء اللون ونقاء البشرة ما لم يعط أحدا قالوا ورثت سارة هذا الحسن من جدتها حواء زوج آدم قال الثعلبي عن العلماء بأخبار الماضين أقام يعقوب وأولاده بعد قدومهم على يوسف بمصر أربعا وعشرين سنة بأغبط عيش فلما حضرته الوفاة أوصاهم بأن يحمل جسده إلى بيت المقدس ويدفن عند أبيه وجده فخرج به يوسف وأخوته وعسكره محمولا في تابوت وكان عمر يعقوب مائة وسبعا وأربعين سنة
461(2/460)
وعاش يوسف بعد يعقوب ثلاث وعشرين سنة وتوفي وهو ابن مائة وعشرين سنة ودفن بمصر في النيل ثم حمله موسى في زمنه إلى الشام حين خرجت بنو إسرائيل من مصر إلى الشام
707 يونس بن متى رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في المهذب في باب الوقف ومتى بفتح الميم وتشديد التاء المثناة فوق مقصورا وفي يونس ست لغات أو أوجه ضم النون وكسرها وفتحها مع الهمز وتركه والفصيح ضمها بلا همز وبه جاء القرآن والآيات في رسالته وفضله معلومة قال الله تعالى {وإن يونس لمن المرسلين} وقال تعالى {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} وذو النون هو يونس وقال تعالى {إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} وقال تعالى {فاجتباه ربه فجعله من الصالحين} وثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى) ونسبه إلى أبيه وسقط في بعض رواياتهما قوله ونسبه إلى أبيه وفي رواية البخاري ولا أقول أن أحدا أفضل من يونس بن متى
وفي الصحيحين أيضا عن ابن عباس قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة حتى أتينا على ثنية فقال أي ثنية هذه قالوا هرشى أو لفت فقال كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء عليه جبة خطام ناقته ليف مارا بهذا الوادي ملبيا
708 يونس بن عبد الأعلى صاحب الشافعي مذكور في المهذب في باب ما يفسد الصلاة وتكرر في الروضة هو أبو موسى يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة بن حفص بن حبان الصدفي بفتح الصاد والدال المصري الإمام سمع ابن عيينة وأنس بن عياض وإسماعيل بن أبي فديك والوليد بن مسلم ومحمد بن عبيد الطنافسي والشافعي وأشهب وآخرين روى عنه مسلم بن الحجاج في اصحيحه وأكثر الرواية عنه وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو زرعة والنسائي وابن ماجه وآخرون واتفقوا على توثيقه وجلالته قال أبو حاتم سمعت أبا الطاهر بن السرح يحث عليه ويعظم أمره وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يوثقه ويرفع من شأنه وقال النسائي هو ثقة وأحد رواة النصوص الجديدة عن الشافعي وأحد اصحابه ولد في ذي الحجة سنة سبعين ومائة وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين
462(2/461)
709 يونس بن عبيد صاحب الحسن البصري مذكور في المختصر في آخر باب الأضحية وفي آخر المهذب في أوائل الولاء هو أبو عبد الله يونس بن عبيد بن دينار العبدي مولاهم البصري التابعي الجليل رأى أنس بن مالك وسمع الحسن البصري وابن سيرين وثابتا البناني وآخرين
روى عنه سفيان الثوري وشعبة والحمادان ومعتمر بن سليمان ووهيب بن خالد وخلائق واتفقوا على توثيقه وجلالته
قال سلمة بن علقمة جالست يونس بن عبيد فما استطعت أن أجد عليه كلمة
وقال أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم هو ثقة وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال غيره توفي سنة تسع وثلاثين ومائة وقال محمد بن عبد الله الأنصاري رأيت سليمان وعبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس وجعفرا ومحمدا ابني سليمان بن علي يحملون جنازة يونس بن عبيد على أعناقهم فقال عبد الله بن علي هذا والله الشرف وقال سعيد بن عامر ما رأيت رجلا قط أفضل من يونس وأهل البصرة متفقون على هذا والله أعلم
النوع الثاني الكنى
حرف الألف
باب أبي أحمد وأبي إسحاق وغيرهما
710 أبو أحمد الجرجاني من أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في أول كتاب اللعان في مسألة زنأت في الجبل هو أبو أحمد
711 أبو إسحاق الاسفرايني الفقيه من أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الوسيط والروضة ولا ذكر له في المهذب ويقال له الأستاذ أبو إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الأستاذ الاسفرايني الإمام في الكلام والأصول والفقه وغيرها
قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في تاريخ نيسابور هو الفقيه الأصولي المتكلم المقدم في هذه العلوم الزاهد انصرف من العراق بعد المقام بها وقد أقر له العلماء بالعراق وخراسان بالتقدم والفضل واختار الوطن إلى أن خرج بعد الجهد إلى
463(2/462)
نيسابور وبنيت له المدرسة التي لم يبن بنيسابور قبلها مثلها ودرس فيها وحدث سمع بنيسابور الشيخ أبا بكر الإسماعيلي وأقرانه وبالعراق أبا بكر الشافعي ودعلج ابن أحمد وأقرانهما وقال أبو بكر السمعاني حدث عنه المتقدمون من العلماء قال الإمام أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي كان الأستاذ أبو إسحاق الاسفرايني أحد العلماء الذين بلغوا حد الاجتهاد لتبحره في العلوم واستجماعه شروط الإمامة من العربية والفقه والكلام والأصول ومعرفته بالكتاب والسنة قال وكان من المجتهدين في العبادة المبالغين في الورع
وقال أبو صالح المؤذن سمعت أبا حاتم العبدوي يقول كان الأستاذ أبو إسحاق يقول لي بعد ما رجع من اسفراين أشتهي أن يكون موتي بنيسابور فتوفي بعد هذا الكلام بنحو خمسة أشهر يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة وأربع مائة وصلى عليه الإمام الموفق قال وفوائده وفضائله وأحاديثه وتصانيفه أكثر من أن تستوعب في مجلدات
وكان الأستاذ أحد الثلاثة الذين اجتمعوا في عصر واحد على نصر مذهب الحديث والسنة في المسائل الكلامية القائمين بنصرة مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري وهم الأستاذ أبو إسحاق الاسفرايني والقاضي أبو بكر الباقلاني والإمام أبو بكر بن فورك وكان الصاحب ابن عباد يثني عليهم الثناء الحسن مع أنه معتزلي مخالف لهم لكنه أنصفهم
وأما قول أبي بكر السمعاني أنه توفي باسفرائن فأنكروه عليه فالصواب أنه توفي بنيسابور وحمل إلى اسفرائن قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله وكان الأستاذ أبو إسحاق ناصرا لطريقة الفقهاء في أصول الفقه مضطلعا بتأييد مذهب الشافعي في مسائل من الأصول أشكلت على كثير من المتكلمين الشافعيين حتى جبنوا عن موافقته فيها كمسألة نسخ القرآن بالسنة ومسألة أن المصيب من المجتهدين واحد حتى كان يقول القول بأن كل مجتهد مصيب أوله سفسطة وآخره زندقة ولا يصح قول من قال أنه قول للشافعي قلت وله مسائل غريبة مهمة منها أن الصائم لو ظن غروب الشمس بالاجتهاد قال الأستاذ أبو إسحاق لا يجوز له الفطر حتى يتيقنه وجوزه جمهور الأصحاب وهو الصحيح
712 أبو إسحاق الزجاج الإمام في العربية مذكور في الروضة في الشرط في الطلاق فيمن علق طلاقها بأول ولد هو أبو إسحاق بن السري بن سهل البصري النحوي صاحب كتاب معاني القرآن قال الخطيب في تاريخ بغداد كان أبو إسحاق الزجاج هذا من أهل الفضل والدين حسن الاعتقاد وحسن المذهب له مصنفات حسان
464(2/463)
في الأدب روى عنه علي بن عبد الله بن المغيرة وغيره ثم روى الخطيب بإسناده عن الزجاج قال كنت أخرط الزجاج فاشتهيت النحو فلزمت المبرد لتعلمه وكان أبو علي الفارسي أحد تلامذة الزجاج وكان الزجاج يؤدب الوزير القاسم بن عبيد الله ونال من جهته ونسبه مالا عظيما فوق أربعين ألف دينار وتوفي الزجاج يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
713 أبو إسحاق السبيعي بفتح السين المهملة وبعدها باء موحدة مكسورة منسوب إلى جد القبيلة اسمه السبيع بن مصعب بن معاوية وأبو إسحاق هذا مذكور في المهذب في باب الضمان في مسألة الكفالة بالبدن هو تابعي كوفي وهو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله بن علي الهمداني ثم السبيعي والسبيع بطن من همدان ولد أبو إسحاق لسنتين بقيتا من خلافة عثمان ورأى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد والمغيرة بن شعبة ولم يصح له سماع منهم وسمع ابن عباس وابن عمر وابن الزبير ومعاوية وعمرو بن يزيد الخطمي والنعمان بن بشير وعمرو بن الحارث وعمرو بن حريث وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وسليمان بن صرد وحارثة بالحاء ابن وهب وعدي بن حاتم وجابر بن سمرة ورافع بن خديج وعروة البارقي وأبا حجيفة وعمارة بن رومية وخالد بن عرفطة وجرير بن عبد الله والأشعث بن قيس وحيشا بضم الحاء المهملة ابن جنادة وسلمة بن قيس والمسور بن مخرمة وذا الجوشن وعبد الرحمن بن أبزى بفتح الهمزة والزاي وإسكان الباء الموحدة بينهما وكل هؤلاء صحابة رضي الله عنهم وسمع آخرين من الصحابة وسمع خلائق من التابعين منهم عمرو بن ميمون والأسود بن يزيد وأبو الأحوص عوف بن مالك ومسروق وعبد الرحمن بن يزيد وعبد الرحمن بن الأسود وسعيد بن جبير والشعبي وآخرون
روى عنه سليمان التيمي والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وقتادة وشريك بن عبد الله وعمارة بن زريق ومنصور بن المعتمر وسفيان الثوري وهو أثبت الناس فيه ومسعر ومالك بن مغول وإبناه يوسف ويونس وابن ابنه إسرائيل بن يونس وسفيان بن عيينة وزهير بن معاوية وزائدة والحسن بن صالح وأبو بكر بن عياش وخلائق وأجمعوا على توثيقه وجلالته والثناء عليه
قال شعبة كان أبو إسحاق السبيعي أحسن حديثا من مجاهد والحسن وابن سيرين
وقال أحمد بن عبد الله العجلي هو كوفي ثقة سمع ثمانية وثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والشعبي أكبر منه بسنتين ولم يسمع أبو إسحاق
465(2/464)
من علقمة بن قيس شيئا وقال أبو حاتم هو ثقة ويشبه الزهري في كثرة الرواية وقال علي بن المديني روى السبيعي عن سبعين أو ثمانين لم يرو عنهم غيره قال وأحصينا مشايخه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة شيخ توفي سنة ست وعشرين ومائة وقيل سبع وعشرين وقيل ثمان وعشرين وقيل تسع وعشرين
714 أبو إسحاق الشيرازي صاحب المهذب والتنبيه وتكرر في الروضة هو الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله الشيرازي الفيروزاباذي منسوب إلى فيروزاباذ بفتح الفاء وأصله بالفارسية الكبير وهي بليدة من بلاد فارس وهو الإمام المحقق المتقن المدقق ذو الفنون من العلوم المتكاثرات والتصانيف النافعة المستجادات الزاهد العابد الورع المعرض عن الدنيا المقبل بقلبه على الآخرة الباذل نفسه في نصر دين الله المجانب للهوى أحد العلماء الصالحين وعباد الله العارفين الجامعين بين العلم والعبادة والورع والزهادة المواظبين على وظائف الدين المتبعين هدى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أجمعين ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وتفقه بفارس على أبي الفرج ابن البيضاوي وبالبصرة على الجوزي ثم دخل بغداد سنة خمس عشرة وأربعمائة وتفقه على شيخه القاضي الإمام الجليل أبي الطيب الطبري طاهر بن عبد الله وجماعة من مشايخه المعروفين وسمع الحديث من الإمام الحافظ أبي بكر البرقاني بفتح الباء وكسرها وأبي علي بن شاذان وغيرهما من الأئمة المشهورين ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له يا شيخ فكان يفرح بذلك ويقول سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخا وقال كنت أعيد كل درس مائة مرة وإذا كان في المسألة بيت شعر يستشهد به حفظت القصيدة كلها من أجله وكان عاملا بعلمه صابرا على خشونة العيش معظما للعلم مراعيا للعمل بدقائقه وبالإحتياط
كان يوما يمشي وبعض أصحابه معه فعرض له في الطريق كلب فحسره صاحب فنهاه الشيخ وقال أما علمت أم الطريق بيني وبينه مشترك ودخل يوما مسجدا ليأكل فيه شيئا على عادته فنسي دينارا فذكره في الطريق فرجع فوجده فتركه ولم يمسه وقال ربما وقع من غيري ولا يكون ديناري قال الحافظ أبو سعد السمعاني كان الشيخ أبو إسحاق إمام الشافعية والمدرس ببغداد في النظامية شيخ الدهر وإمام العصر رحل إليه الناس من الأقطار وقصدوه من كل
466(2/465)
النواحي والأمصار وكان يجري مجرى أبي العباس ابن سريج قال وكان زاهدا ورعا متواضعا ظريفا كريما سخيا جوادا طلق الوجه دائم البشر حسن المحاورة مليح المجاورة وكان يحكي الحكايات الحسنة والأشعار المليحة وكان يحفظ منها كثيرا وكان يضرب به المثل في الفصاحة وقال السمعاني أيضا في موضع آخر تفرد الإمام أبو إسحاق الشيرازي بالعلم الوافر كالبحر الزاخر مع السيرة الجميلة والطريقة المرضية جاءته الدنيا صاغرة فأباها وأطرحها وقلاها قال وكان عامة المدرسين بالعراق والجبال تلاميذه وأصحابه وصنف في الأصول والفروع والخلاف والجدل كتبا أضحت للدين أنجما وشهبا قال وكان يكثر مباسطة أصحابه ويكرمهم ويعظمهم ويشتري طعاما كثيرا فيدخل بعض المساجد فيأكل منه مع أصحابه وما فضل تركوه لمن يرغب فيه وكان طارحا للتكلف قال القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري حملت إليه فتوى فرأيته في الطريق فمضى إلى دكان خباز أو بقال وأخذ دواته وقلمه وكتب جوابه ومسح القلم في ثوبه وكان ذا نصيب وافر من مراقبة الله تعالى والإخلاص وإرادة إظهار الحق ونصح الخلق
وقال أبو الوفاء ابن عقيل شاهدت شيخنا أبا إسحاق لا يخرج شيئا إلى فقير إلا أحضر النية ولا يتكلم في مسألة إلا قدم الإستعاذة بالله تعالى وأخلص القصد في نصرة الحق ولا صنف شيئا إلا بعد ما صلى ركعات فلا جرم شاع اسمه واشتهرت تصانيفه شرقا وغربا ببركة إخلاصه قالوا وكان مستجاب الدعوة قال القاضي محمد بن محمد الماهاني إمامان لم يتفق لهما الحج أبو إسحاق الشيرازي والقاضي أبو عبد الله الدامغاني أنشد السمعاني وغيره للرئيس أبي الخطاب علي بن عبد الرحمن بن هارون بن الجراح شعرا
(سقيا لمن ألف التنبيه مختصرا .......... ألفاظه الغر واستقصى معانيه)
(إن الإمام أبا إسحاق صنفه .......... لله والدين لا للكبر والتيه)
(رأى علوما عن الإفهام شاردة .......... فحازها ابن علي كلها فيه)
(بقيت للشرع إبراهيم منتصرا .......... تذود عنه أعاديه وتحميه)
قوله مختصرا بكسر الصاد وألفاظه منصوبة ولأبي الخطاب أيضا
(أضحت بفضل أبي إسحاق ناطقة .......... صحائف شهدت بالعلم والورع)
(بها المعاني كسلك العقد كامنة .......... واللفظ كالدر سهل صد ممتنع)
(رأى علوما وكانت قبل شاردة .......... فحازها الألمعي الندب في اللمع)
467(2/466)
(ولا زال علمك ممدودا سرادقه .......... على الشريعة منصورا على البدع)
ولأبي الحسن القابسي
(إن شئت شرع رسول الله مجتهدا .......... تفتي وتعلم حقا كلما شرعا)
(فاقصد هديت أبا إسحاق مغتنما .......... وادرس تصانيفه ثم احفظ اللمعا)
ونقل عنه رحمه الله أنه قال بدأت في تصنيف المهذب سنة خمس وخمسين وأربعمائة وفرغت منه يوم الأحد آخر رجب سنة تسع وستين وأربعمائة توفي ببغداد يوم الأحد وقيل ليلة الأحد الحادي والعشرين من جمادى الآخرة وقيل الأولى سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ودفن بباب البرز وصلى عليه من الخلائق ما لا يعلمه إلا الله ورؤي في النوم وعليه ثياب بيض فقيل له ما هذا فقال عز العلم رحمه الله
715 أبو إسحاق المروزي تكرر في المهذب والوسيط والروضة وحيث أطلق أبو إسحاق في المذهب فهو المروزي وقد يقيدونه بالحروري وقد يطلقونه وهو إمام جماهير أصحابنا وشيخ المذهب وإليه ينتهي طريقة أصحابنا العراقيين والخراسانيين كما قدمنا في مقدمة هذا الكتاب في سلسلة الفقه تفقه على أبي العباس ابن سريج ونشر مذهب الشافعي في العراق وسائر الأمصار واسمه إبراهيم بن أحمد المروزي المتفق على عدالته وتوثيقه في روايته ودرايته قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات انتهت إليه الرئاسة في العلم ببغداد وشرح المختصر وصنف الأصول وأخذ عنه الأئمة وانتشر الفقه من أصحابه في البلاد وخرج إلى مصر وتوفي بها سنة أربعين وثلاث مائة
716 أبو إسرائيل الصحابي مذكور في المهذب في باب النذر هكذا صوابه أبو إسرائيل ويقع في كثير من النسخ أو أكثرها ابن إسرائيل وهو غلط وهو صحابي أنصاري مدني قال الخطيب البغدادي في كتابه الأسماء المبهمة هو عامري قال وقيل اسمه قيس قال قال عبد الغني المصري ليس في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنيته أبو إسرائيل غيره ولا من اسمه قيس غيره ولا يعرف إلا في هذا الحديث وحديثه المذكور في المهذب رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يخطب إذ هو برجل قائم فسأل عنه فقيل أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد ويصوم ولا يفطر نهارا ولا يستظل ولا يتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مروه فليستظل وليقعد وليتكلم وليتم صومه)
468(2/467)
717 أبو الأسود الدؤلي التابعي مذكور في المهذب في أول باب التعزير هكذا صوابه الدؤلي بضم الدال وبعدها همزة مفتوحة ومنهم من يكسرها والصحيح المشهور فتحها وقيل فيه الديلي بكسر الدال وبالياء وكذا وقع في المهذب والصحيح وهو منسوب إلى جد القبيلة الدؤل وسمي بالدؤل التي هي دويبة معروفة بضم الدال وكسر الهمزة ولكن في النسبة يفتح مثل هذه الكسرة كما قالوا في النسبة إلى ممر ممرى بفتح الميم وإلى الصدف بكسر الدال صدفي بفتحها ونظائره وقد بسطت بيان هذه الأوجه في نسبته في أوائل شرح صحيح مسلم واسم أبي الأسود هذا ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلبس بفتح الحاء المهملة وبالباء الموحدة وإسكان اللام بينهما ابن نفاثة بضم النون وتخفيف الفاء وبثاء مثلثة ابن علي بن الدول ويقال اسمه ظالم بن عمرو بن ظالم وقيل اسمه عمرو بن ظالم وقيل عثمان بن عمرو وقيل عمرو بن سفيان وقال الواقدي اسمه عويمر بن ظويلم وهو بصري كان قاضي البصرة سمع عمر بن الخطاب وعليا والزبير وأبا ذر وعمران بن الحصين وأبا موسى الأشعري وابن عباس وولي البصرة قال يحيى بن معين وأحمد بن عبد الله هو ثقة روى له البخاري ومسلم وهو أول من تكلم في النحو
718 أبو أمامة الباهلي الصحابي رضي الله عنه تكرر في هذه الكتب هو أبو أمامة صدي بضم الصاد وفتح الدال المهملتين وتشديد الياء ويقال الصدي بالألف واللام كالعباس وعباس ولم يذكره الحاكم أبو أحمد في كتابه الكنى إلا بالألف واللام وهو صدي بن عجلان بن والبة بالموحدة ابن رياح بكسر الراء ابن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بالعين المهملة ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويقال في إملاء نسبه غير هذا وهو منسوب إلى باهلة وهو من مشهوري الصحابة
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتا حديث وخمسون حديثا روى له البخاري منها خمسة ومسلم ثلاثة روى عنه رجاء بن حيوة وخالد بن معدان ومحمد بن زياد وسليمان بن حبيب وسليم بن عامر وشرحبيل بن مسلم وشداد أبو عمار وأبو سلام ممطور الحبشي والقاسم أبو عبد الرحمن الدمشقي وسالم بن أبي الجعد وأبو إدريس الخولاني وغيرهم سكن مصر ثم حمص وبها توفي سنة إحدى وثمانين وقيل ست وثمانين قيل هو آخر من توفي من الصحابة بالشام رضي الله عنه وعامة حديثه عند الشاميين
719 أبو أمامة التيمي التابعي مذكور في المهذب في أول الإجارة ويقال أبو
469(2/468)
أميمة روى عن عمر بن الخطاب روى عنه شعبة والعلاء بن المسيب والحسن بن عمرو الفقيمي قال يحيى بن معين هو ثقة لا يعرف اسمه وقال أبو زرعة هو كوفي لا بأس به
720 أبو أمية المخزومي مذكور في المهذب في أول باب الإقرار ذكره ابن أبي حاتم وأشار إلى أنه مجهول
721 أبو أوفى الصحابي رضي الله عنه مذكور في الزكاة من هذه الكتب اسمه علقمة بن خالد وسبق تمام نسبه في ترجمة ابنه عبد الله وحديثه المذكور رواه مسلم
722 أبو أيوب الصحابي رضي الله عنه تكرر في هذه الكتب هو أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري المدني الصحابي الجليل شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل عليه رسول الله عليه السلام حين قدم المدينة مهاجرا وأقام عنده شهرا حتى بنيت مساكنه ومسجده
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وخمسون حديثا اتفق البخاري ومسلم على سبعة منها وانفرد البخاري بحديث ومسلم بخمسة
روى عنه البراء بن عازب وجابر بن سمرة والمقدام بن معدي كرب وأبو أمامة الباهلي وزيد بن خالد الجهني وابن عباس وعبد الله بن يزيد الخطمي وكلهم صحابة وسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله وعروة بن الزبير وعطاء بن يزيد الليثي وعبد الله بن حنين وخلائق سواهم توفي بأرض الروم غازيا سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين وقبره بالقسطنطينية رضي الله عنه
حرف الباء الموحدة
723 أبو بردة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في أول كتاب الأضحية أسمه هانىء بنون بعدها همزة ابن نيار بنون مكسورة ثم ياء مثناة تحت مخففة بلا همزة ابن عمرو بن عبيد بن كلاب بن غنم بن هبيرة بن ذهل بن هانئ بن بلي بن عمرو بن حلوان بن الحاف بن قضاعة البلوي المدني وقيل اسمه الحارث بن عمرو وقيل مالك بن هبيرة والأول أشهر وأصح شهد العقبة الثانية مع السبعين وشهد بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم روى
470(2/469)
له البخاري ومسلم حديثا واحدا روى عنه جابر بن عبد الله ثم جماعة من التابعين شهد مع علي رضي الله عنه حروبه وتوفي سنة خمس وأربعين وقيل سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ولا عقب له وهو خال البراء بن عازب رضي الله عنهم
724 أبو بردة التابعي ابن أبي موسى الأشعري مذكور في المهذب في صلاة العيدين في التنفل قبل العيد وربما صحف في بعض النسخ بأبي برزة الصحابي الذي سيأتي ذكره بعد هذه الترجمة إن شاء الله تعالى وشبهة المصحف أن المصنف قدمه على أنس بن مالك الصحابي رضي الله عنه في الترتيب والعادة تقديم الصحابة على التابعين لا عكسه وهذا العكس مما ينكر على صاحب المهذب والصواب أبو بردة بالدال وهكذا ذكره البيهقي في كتبه وآخرون وهو أبو بردة بن أبي موسى الأشعري واسم أبي موسى عبد الله بن قيس ويأتي تمام نسبه في ترجمته واسم أبي بردة عامر هذا هو الصحيح المشهور الذي قاله الجمهور وقال يحيى بن معين اسمه الحارث وفي رواية عنه عامر كقول الجمهور وهو تابعي كوفي ولي قضاء الكوفة فعزله الحجاج وجعل أخاه أبا بكر مكانه روى عن الزبير بن العوام وعوف بن مالك وسمع أباه وعلي بن أبي طالب وابن عمر والأعز المزني وعبد الله بن سلام وعائشة رضي الله عنهم وسمع خلائق من التابعين
روى عنه جماعات من التابعين وغيرهم منهم الشعبي وأبو إسحاق والسبيعي وعبد الملك بن عمير وعمر بن عبد العزيز وثابت البناني ومحمد بن المنكدر وقتادة والقاسم بن مخيمرة وأبو حصين بفتح الحاء عثمان بن عاصم وسالم أبو النضر وعاصم بن بهدلة وأبو إسحاق الشيباني ومحمد بن واسع وطلحة بن مصرف وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ومكحول الدمشقي وأخوه إسحاق بن أبي موسى وبنوه أبو بكر وعبد الله وسعيد وبلال وبنو أبي بردة وابن ابنه يزيد بن عبد الله بن أبي بردة وخلائق آخرون واتفقوا على توثيقه وجلالته قال أحمد بن عبد الله العجلي وأبو بردة وأخوه أبو بكر تابعيان كوفيان ثقتان
وقال محمد بن سعد كان ثقة كثير الحديث وهو جد أبي الحسن الأشعري الإمام في علم الكلام توفي أبو بردة بالكوفة سنة ثلاث ومائة وقيل سنة أربع ومائة رحمه الله
725 أبو برزة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في أول كتاب البيوع وفي المهذب في مواقيت الصلاة في وقت العشاء وهو بفتح الباء الموحدة وإسكان الراء وبعدها زاي وهي كنية مفردة لا يعرف في الصحابة أحد يكنى أبو برزة
471(2/470)
غيره هكذا ذكره الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي في كتابه التنبيه على ما في الغريبين وذكره الحاكم أبو أحمد في الكنى المفردة ومعناه ليس في الناس من يكنى أبو برزة غيره ومراد الحاكم من قبله وإلا فقد وقع في الرواة من كنيته أبو برزة غيره وهو أبو برزة الفضل بن محمد الحاسب روينا عن ابن ماس بالسين المهملة عن أبي برزة الفضل بن موسى عن أبي أنس بن مالك بن سليمان الألهاني في تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم ابن عساكر في أبواب فضل دمشق والله أعلم واسم أبي برزة الصحابي نضلة بنون ثم ضاد معجمة ابن عبيد هذا هو الصحيح المشهور في اسمه ويقال نضلة بن عمرو ويقال نضلة بن عبد الله قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور وقيل اسمه عبد الله بن نضلة وقيل نضلة بن نيار قال وقيل كان اسمه نضلة بن نيار فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وقال نيار شيطان وأبو برزة هذا أسلمي من ولد أسلم بن أفصى بن حارثة أسلم أبو برزة قديما وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وأربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديثين وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بأربعة روى عنه سيار بن سلامة وأبو عثمان النهدي والأزرق بن قيس وغيرهم نزل البصرة وولد بها ثم غزا خراسان وقيل إنه رجع إلى البصرة فتوفي بها وقيل توفي بخراسان في خلافة معاوية أو يزيد وقيل توفي سنة اثنتين وقيل سنة أربع وستين قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور قيل بخراسان وقيل بنيسابور وقيل بمفازة بين سجستان وهراة وقيل بالبصرة رضي الله عنه
726 أبو بصير الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب الهدنة هو بفتح الباء الموحدة وكسر الصاد المهملة اسمه عتبة بن أسيد بفتح الهمزة وكسر السين ابن جارية بالجيم ابن أسد بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد الله بن غيرة بكسر الغين المعجمة وفتح المثناة تحت ابن عوف بن ثقيف الثقفي حليف بني زهرة وهو مشهور بكنيته توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت وفاته بسيف البحر بكسر السين وهي ساحله في الموضع الذي أقام فيه وجاءه المستضعفون من المؤمنين من مكة فأقاموا هناك حتى بلغوا ستين أو سبعين وكان أبو بصير رضي الله عنه كبيرهم وهو أول من أقام هناك وقصته مشهورة في صحيح البخاري وغيره وتوفي بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة وكان الصلح في ذي القعدة سنة ست من الهجرة وفتح مكة في رمضان سنة ثمان وصلى عليه أصحابه أبو جندل والباقون ودفنوه هناك رضي الله عنه
472(2/471)
باب أبي بكر
727 أبو بكر الصديق رضي الله عنه متكرر في هذه الكتب واسمه عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمير بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب وأم أبي بكر أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أسلم أبو بكر وأمه وصحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العلماء لا يعرف أربعة متناسلون بعضهم من بعض صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا آل أبي بكر الصديق وهم عبد الله بن أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة فهؤلاء الأربعة صحابة متناسلون وأيضا أبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم وهذا الذي ذكرناه من أن اسم أبي بكر الصديق عبد الله هو الصحيح المشهور وقيل اسمه عتيق والصواب الذي عليه العلماء كافة أن عتيقا لقب له لا إسم ولقب عتيقا لعتقه من النار وقيل لحسن وجهه وجماله قاله الليث بن سعد وجماعة وروى الترمذي بإسناده عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر عتيق الله من النار فمن يومئذ سمي عتيقا
قال مصعب بن الزبير وغيره قيل له عتيق لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به وأجمعت الأئمة على تسميتة صديقا
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن الله تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقا وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازم الصدق فلم يقع منه هناة ولا وقفة في حال من الأحوال وكانت له في الإسلام مواقف رفيعة منها قصته يوم ليلة الإسراء وثباته وجوابه للكفار في ذلك وهجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك عياله وأطفاله وملازمته في الغار وسائر الطريق ثم كلامه يوم بدر ويوم الحديبية حتى اشتبه الأمر على غيره في تأخر دخول مكة ثم بكاؤه حين قال رسول الله عليه السلام إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ثم ثباته في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبته الناس وتسكينهم ثم قيامه في قصة البيعة بمصلحة المسلمين ثم اهتمامه وثباته في بعث جيش أسامة بن زيد إلى الشام وتصميمه في ذلك ثم قيامه في قتال أهل الردة ومناظرته للصحابة حتى حجهم بالدلائل وشرح الله صدورهم لما شرح الله صدره من الحق وهو قتال أهل الردة ثم تجهيزه الجيوش إلى الشام لفتوحه وإمدادهم بالأمداد ثم ختم ذلك بمهم من أحسن مناقبه وأجل فضائله وهو استخلافه على المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتفرسه فيه ووصيته له
473(2/472)
واستيداعه الله الأمة فخلفه الله عز وجل فيهم أحسن الخلافة وظهر لعمر الذي هو حسنة من حسناته وواحدة من فعلاته تمهيد الإسلام وإعزاز الدين وتصديق وعد الله تعالى بأنه يظهره على الدين كله وكم للصديق من مواقف وأثر ومن يحصى مناقبه ويحيط بفضائله غير الله عز وجل ولكن لا بد من التذكر بنبذ من ذلك تبركا للكتاب بها ولعله يقف عليها من قد يخفي عليه بعضها
روي للصديق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث واثنان وأربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على ستة وانفرد البخاري بأحد عشر ومسلم بحديث وسبب قلة رواياته مع تقدم صحبته وملازمته النبي صلى الله عليه وسلم أنه تقدمت وفاته قبل انتشار الأحاديث واعتناء التابعين بسماعها وتحصيلها وحفظها
روى عنه عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وحذيفة وابن عمر وابن عباس وابن عمرو بن العاصي وزيد بن ثابت والبراء بن عازب وأبو هريرة وعقبة بن الحارث وابنته عائشة وطارق بن شهاب
روى عنه جماعات من التابعين منهم قيس بن أبي حازم وأبو عبد الله الصنابحي وخلق غيرهم وهو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم في أحد الأقوال وهو مذهب ابن عباس وعمرو بن عنبسة وحسان بن ثابت الصحابيين وإبراهيم النخعي وغيرهم وقيل أولهم علي وقيل خديجة وادعى الثعلبي الإجماع فيه وأن الخلاف إنما هو في أولهم بعدها وأسلم على يده خلائق من الصحابة منهم خمسة من العشرة سبق بيانهم في ترجمتهم وهم عثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن وسعد بن أبي وقاص وأعتق سبعة كانوا يعذبون في الله تعالى منهم بلال وعمار
وكان من رؤساء قريش في الجاهلية وأهل مشاورتهم ومحببا فيهم ومألفا لهم فلما جاء الإسلام آثره على ما سواه ودخل فيه أكمل دخول ولم يزل مترقيا في معارفه متزايدا في محاسنه حتى توفي
وصحب النبي صلى الله عليه وسلم من حين أسلم إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفارقه في حضر ولا سفر وثبت في الصحيحين عن عائشة قالت لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشيا فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو الحبشة وذكرت الحديث ورجوعه من الطريق إلى النبي عليه السلام إلى أن قالت فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر بحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر فداك أبي وأمي ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر فجاء
474(2/473)
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإني قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر الصحابة أي أسألك الصحبة بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال أبو بكر فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحب الجهاز ووضعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاق وفي رواية ذات النطاقين قالت ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور فمكثا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف ثم ذكرت تمام الحديث في خروجهما إلى المدينة ولحاق سراقة بن مالك بهما وارتطام فرسه به في جلد من الأرض وهاجر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك عياله وأولاده وماله رغبة في طاعة الله تعالى ورسوله عليه السلام فأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام وخبر الغار مشهور قال الله تعالى {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويجله ويعرف الصحابة مكانه ويثني عليه في وجهه واستخلفه في الصلاة ومناقبه غير منحصرة قال ابن إسحاق كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه للهجرة بعد العقبة الثانية بشهرين وأيام بايعوه في العقبة في اليوم الأوسط من أيام التشريق وخرجا لهلال شهر ربيع الأول وشهد أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان بالحديبية وخيبر وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك وحجة الوداع وسائر المشاهد وأجمع أهل السير على أن أبا بكر رضي الله عنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من مشاهده قال محمد بن سعد ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر وكانت سوداء وكان فيمن ثبت معه يوم أحد ويوم حنين
فصل مختصر في بعض الأحاديث الصحيحة بفضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
روينا عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب مر البراء ليحمل إلي الرحل فقال عازب لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكما فقال ارتحلنا من مكة فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه فإذا صخرة أتيناها فنظرت بقية ظل
475(2/474)
لها فسويته ثم فرشت للنبي صلى الله عليه وسلم فيه ثم قلت له اضطجع يا نبي الله فاضطجع النبي عليه السلام ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه فسألته فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش سماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم فقلت هل أنت حالب لبنا قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه فنفض فحلب لي كتبة من لبن وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فانطلقت به إلى النبي عليه السلام فوافقته قد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت قد آن الرحيل يا رسول الله قال بلى والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك على فرس له فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال لا تحزن إن الله معنا رواه البخاري ومسلم روياه أطول من هذا
وعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدمه لأبصرنا فقال ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما رواه البخاري ومسلم
وفي رواية نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا وذكر تمامه
وعن أبي سعيد الخدري قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال إن الله تبارك وتعالى خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله فبكى أبو بكر فعجبنا ببكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير فكان رسول الله عليه السلام هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين باب إلا سد إلا باب أبي بكر) رواه البخاري ومسلم
وعن ابن عمر قال كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر ثم عثمان رواه البخاري
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي) رواه البخاري
وعن ابن جبير بن مطعم قال أتت امرأة إلى النبي عليه السلام فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن جئت ولم أجدك كأنها تقول الموت فقال (إن لم تجديني فأتي أبا بكر) رواه البخاري ومسلم من طرق
وعن عمار قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر رواه البخاري
وعن أبي الدرداء قال كنت جالسا
476(2/475)
عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه فقال النبي عليه السلام (أما صاحبكم فقد غامر) فسلم وقال إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم قدمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال (يغفر الله لك يا أبا بكر) ثلاثا ثم أن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا لا فأتى النبي عليه السلام فجعل وجه النبي عليه السلام يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله أنا والله كنت أظلم مرتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي) مرتين فما أدري بعدها رواه البخاري قوله تمعر بالعين المهملة تغير
وعن عمرو بن العاصي أن النبي عليه السلام بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك فقال (عائشة) فقلت من الرجال فقال (أبوها) فقلت ثم من قال (ثم عمر بن الخطاب) فعد رجالا رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث فقال الناس سبحان الله فقال النبي عليه السلام أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر) رواه البخاري ومسلم من طرق وفي بعضها وما ثم أبو بكر وعمر أي لم يكونا في المجلس فشهد لهما بالإيمان بذلك لعلمه بكمال إيمانهما
وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) فقال أبو بكر إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله عليه السلام (إنك لست تصنع ذلك خيلاء) رواه البخاري
وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله عليه السلام يقول (من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان) فقال أبو بكر ما على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله قال (نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر) رواه البخاري ومسلم
وعن أنس أن النبي عليه السلام صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم
477(2/476)
فقال (اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) رواه البخاري
وعن أبي موسى الأشعري في حديثه الطويل حين دخل النبي عليه السلام بئر أريس قال جلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال (أيذن له وبشره بالجنة) وذكر الحديث رواه البخاري ومسلم
وعن عروة بن الزبير قال سألت عبد الله بن عمرو بن العاصي عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي عليه السلام وهو يصلي فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم رواه البخاري
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم اليوم صائما) قال أبو بكر أنا قال (فمن تبع منكم اليوم جنازة) قال أبو بكر أنا قال (فمن أطعم اليوم منكم مسكينا) قال أبو بكر أنا قال (فمن عاد منكم اليوم مريضا) قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة) رواه مسلم
وعن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه (ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى مثمن ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) رواه مسلم
وعن ابن أبي ملكية قال سمعت عائشة رضي الله عنها وسئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلفه فقالت أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر قالت عمر قيل لها من بعد عمر قالت أبو عبيدة بن الجراح ثم انتهت إلى هذا رواه مسلم
وعن محمد بن علي بن أبي طالب قال قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر قلت ثم من قال عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت قال ما أنا إلا رجل من المسلمين رواه البخاري
وعن أبي موسى الأشعري قال مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال (مروا أبا بكر فليصل بالناس) قالت عائشة يا رسول الله أنه رجل رقيق القلب إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس فقال (مري أبا بكر فليصل بالناس) فعادت فقال (مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف) فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم وقد روياه من رواية عائشة أيضا بأطول من هذا
وعن أنس أن أبا بكر كان يصلي بهم في وجع النبي عليه السلام الذي توفي فيه وذكر الحديث بطوله رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على
478(2/477)
حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال النبي عليه السلام (اهدأ فما عليك إلا نبي أوصديق أو شهيد) رواه مسلم
وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر (هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من نبي إلا وله وزيران من أهل الأرض فأما وزيراي من أهل السماء فجبرائيل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن سعد بن زيد قال سمعت رسول الله عليه السلام يقول (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة) وقد ذكر تمام العشرة وقد سبق بطوله في ترجمة عمر بن الخطاب رواه ابو داود والترمذي والنسائي وغيرهم وقال الترمذي هو حديث حسن صحيح
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي يدخل منه أمتي) فقال أبو بكر يا رسول الله وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما أنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي) رواه أبو داود
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة أي أصحاب رسول الله عليه السلام كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أبو بكر قلت ثم من قالت ثم عمر قلت ثم من قالت أبو عبيدة بن الجراح قلت ثم من فسكتت رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث صحيح
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافيه الله عز وجل بها يوم القيامة وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا إلا وأن صاحبكم خليل الله) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر (أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر أن سبقته يوما فجئت بنصف
479(2/478)
مالي فقال لي رسول الله عليه السلام ما أبقيت لأهلك فقلت مثله وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك فقال أبقيت لهم الله ورسوله فقلت لا أسبقه إلى شيء أبدا رواه أبو داود في كتاب الزكاة والترمذي في المناقب وقال هو حديث صحيح
وعن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله عليه السلام فقال (أنت عتيق الله من النار) فيومئذ سمي عتيقا رواه الترمذي وقال غريب
وعن علي رضي الله عنه وسئل عن أبي بكر فقال سماه الله صديقا على لسان جبريل ولسان محمد صلى الله عليه وسلم كان خليفة رسول الله عليه السلام في الصلاة رضيه لديننا فرضيناه لدنيانا
وروينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود عن سفيان الثوري قال الخلفاء خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز وأنه قال من قال أن عليا كان أحق بالولاية من أبي بكر وعمر فقد أخطأ أبا بكر وعمر والمهاجرين والأنصار وما أراه يرتفع له مع هذا عمل إلى السماء ومناقب الصديق رضي الله عنه لا يمكن استقصاؤها ولا الإحاطة بعشر معشارها إنما ذكرت هذه الأحرف تبركا للكتاب بذكره رضي الله عنه
فصل في علمه وزهده وتواضعه
استدل أصحابنا على عظم علمه بقوله رضي الله عنه في الحديث الثابت في الصحيحين أنه قال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه واستدل الشيخ أبو إسحاق بهذا وغيره في طبقاته على أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أعلم الصحابة لأنهم كلهم وقفوا عن فهم الحكمة في المسألة إلا هو ثم ظهر لهم بمباحثته لهم أن قوله هو الصواب فرجعوا إليه
وروينا عن ابن عمر أنه سئل من كان يفتي الناس في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر وعمر ما أعلم غيرهما وقد سبق قريبا حديث أبي سعيد في الصحيحين قال وكان أبو بكر أعلمنا وروينا عن عائشة رضي الله عنها قالت كان لأبي بكر الصديق غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا قال أبو بكر وما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه رواه البخاري والخراج شيء يجعله السيد على عبده يؤديه إلى السيد كل يوم وباقي كسبه يكون للعبد وكان رضي الله عنه إذا مدح يقول اللهم أنت أعلم بي من نفسي
480(2/479)
وأنا أعلم بنفسي منهم اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون وقيل له في مرضه ألا ندعو لك طبيبا قال قد نظر إلي قالوا ما قال لك قال قال إني فعال لما أريد وروينا في تاريخ دمشق عن هشام بن عروة عن أبيه قال أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا فأنفقها في سبيل الله
وفيه عن خبيب بضم الخاء المعجمة عن عبد الرحمن عن عمته أنيسة قالت نزل فينا أبو بكر سنتين قبل أن يستخلف وسنة بعد استخلافه فكان جواري الحي تأتينه بغنمهن فيحلبهن لهن
وذكر محمد بن سعد وغيره بإسنادهم أنه كان يحلب لأهل الحي منائحهم فلما استخلف قالت جارية من الحي الآن لا يحلب لنا فقال بلى لأحلبنها لكم وإني أرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه فكان بعد الخلافة يحلب لهم
فصل في استخلافه
أجمعت الأمة على صحة خلافته وقدمته الصحابة رضي الله عنهم لكونه أفضلهم وأحقهم بها من غيره وحديث بيعته مشهور في الصحيحين معروف وقد قال علي رضي الله عنه قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يصلي بالناس وأنا حاضر غير غائب وصحيح غير مريض ولو شاء أن يقدمني لقدمني فرضينا لدنيانا من رضيه الله ورسوله عليه السلام لديننا
فصل في ولادته
ولد أبو بكر رضي الله عنه بعد الفيل بثلاث سنين تقريبا وهو أول خليفة في الإسلام وأول أمير أرسل على الحج حج الناس سنة تسع من الهجرة وحديثه في الصحيحين وهو من كبار الصحابة الذين حفظوا القرآن كله قالوا ولا يعرف خليفة ورثه أبوه إلا هو فإن أباه توفي بعده بنحو ستة أشهر وهو أفضل الكتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأول الخلفاء الراشدين وأفضلهم وأول من عهد بالخلافة والصحيح أنه توفي وله ثلاث وستون سنة كرسول الله عليه السلام وعمر بن الخطاب رضي الله عنه توفي آخر يوم الاثنين
728 أبو بكر الأودني من أصحابنا أصحاب الوجوه ذكره في الوسيط في الخيار في البيع وأواخر الباب الأول من كتاب الإقرار وفي كتاب الكفارات وتكرر ذكره في الروضة كثيرا وهو بإسكان الواو وكسر الدال المهملة وبعدها نون ثم ياء النسب وأما الهمزة في أوله فقال السمعاني في الأنساب هي مضمومة وذكر ابن ماكولا بفتح الهمزة وكذا رأيتها في نسخة معتمدة من المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن مفتوحة ولكن لم ينص على فتحها في الكتاب إلا أن ترجمته وسياق كلامه
481(2/480)
يقتضي الفتح وذكرها الشيخ أبو عمرو بن الصلاح بالفتح ولم يذكر الضم وهو منسوب إلى أودنة قرية من قرى بخارى واسمه محمد ابن عبد الله بن محمد بن بصير بباء موحدة مفتوحة ابن ورقة قال الحاكم في تاريخ نيسابور محمد بن عبد الله بن محمد الفقيه أبو بكر البخاري ثم الأودني إمام الشافعيين بما وراء النهر في عصره بلا مدافعة قال وكان من أزهد الفقهاء وأروعهم وأكثرهم اجتهادا في العبادة وأبكاهم على تقصيره وأشدهم تواضعا وإخباتا وإنابة قال وتوفي ببخارى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة رحمه الله
سمع الحديث ببخارى من يعقوب بن يوسف العاصمي وأقرانه وبنسف من الهيثم بن كليب وغيره
روى عنه الحاكم أبوعبد الله وغيره
ومن غرائب الأودني ما حكيته عنه في الروضة أنه قال يحرم الربا في كل شيء فلا يجوز بيع مال بجنسه متفاضلا سواء المطعوم والمكيل والموزون وغيره وهو شاذ مردود
729 أبو بكر الحازمي المتأخر الحافظ اسمه محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمي أحد الحفاظ المحققين المطلعين له مصنفات نافعة منها الناسخ والمنسوخ في الحديث لم يصنف فيه مثله ومنها العجالة في الأنساب سمعتها على صاحب صاحبه ومنها المؤتلف في أسماء الأماكن وكان قد شرع في تخريج أحاديث المهذب فبلغ أثناء كتاب الصلاة ولم يتمه وله غير ذلك من المصنفات النفيسة سمع أبا موسى الأصبهاني وطبقته من أصحاب أبي علي الحداد وغيرهم
730 أبو بكر بن الحداد المصري من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر في المهذب والروضة كثيرا هو أبو بكر محمد بن أحمد القاضي المصري صاحب الفروع وهو من نظار أصحابنا وكبارهم ومتقدميهم في العصر والمرتبة أخذ الفقه عن أبي إسحاق المروزي وكان إماما في الفقه والعربية وانتهت إليه إمامة مصر في عصره قال الشيخ أبو إسحاق كان فقيها مدققا وفروعة تدل على فضله قال وتوفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة قلت واعتنى الأئمة بشرح فروعه فممن شرحه من أعلام أصحابنا القفال المروزي والقاضي أبو الطيب وأبو علي السنجي بكسر السين المهملة وبالجيم
731 أبو بكر السالوسي من أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في الإجارة وفي الاستيجار للقراءة هو بالسين المهملة المكررة
732 أبو بكر الشاشي المتأخر تكرر في الروضة سيأتي في الأنساب إن شاء الله تعالى
482(2/481)
733 أبو بكر الصبغي من أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الروضة فذكره في آخر صلاة الجماعة ثم في صلاة الكسوف وغيره وهو بكسر الصاد المهملة وإسكان الباء الموحدة وبالغين المعجمة وهو أحد أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه البارعين الجامعين بين الحديث والفقه قال أبو سعد السمعاني هو أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن الصبغي أحد العلماء المشهورين بالفضل والعلم الواسع من أهل نيسابور سمع بنيسابور إسماعيل بن قتيبة السلمي وبالري يعقوب بن يوسف القزويني وببغداد الحارث بن أبي أسامة وبالبصرة همام بن علي وبواسط محمد بن عيسى بن السكن وبمكة علي بن عبد العزيز وجماعة كثيرة قال وشمائله وفضائله أكثر من أن يسعها هذا الموضع كانت ولادته في رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين وتوفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة هذا كلام السمعاني في الأنساب
734 أبو بكر الصيرفي من أئمة أصحابنا المتقدمين أصحاب الوجوه والمصنفين البارعين اسمه محمد بن عبد الله قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد كان الصيرفي فهما عالما له تصانيف في أصول الفقه وسمع الحديث من أحمد المنصور الرمادي ومن بعده لكنه لم يرو كبير شيء قال وتوفي يوم الخميس لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاثمائة قال السمعاني في الأنساب هو بغدادي فهم عالم ذكي وقال غيرهما كان إماما بارعا متفننا وله مصنفات في الأصول وغيره وله وجوه كثيرة في المهذب ومن غرائبه إيجابه الحد على من وطىء في النكاح بلا ولي إذا كان يعتقد تحريمه والجمهور قالوا لا حد
735 أبو بكر الطوسي من أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في الإجارة هو منسوب إلى طوس بضم الطاء المهملة مدينة معروفة بخراسان قال السمعاني في الأنساب هذه نسبة إلى بلدة بخراسان يقال له طوس وهي محتوية على بلدتين يقال لإحداهما طابران وللأخرى نوقان قال ولهما أكثر من ألف قرية وكان فتحها في خلافة عثمان رضي الله عنه على يد عبد الله بن عامر بن كريز سنة تسع وعشرين من الهجرة خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا واسم أبي بكر الطوسي هذا
483(2/482)
736 أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي المدني التابعي أحد فقهاء المدينة السبعة مذكور في المهذب في أواخر كتاب الصيام وفي الخيار في النكاح في خيار الأمة إذا أعتقت تحت عبد وتكرر في المختصر قيل اسمه محمد وكنيته أبو بكر وقيل اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن والصحيح أن أسمه كنيته سمع أباه عبد الرحمن الصحابي وأبا مسعود البدري وأبا هريرة وعائشة وأم سلمة وأسماء بنت عميس وأم معقل الأسدية ومروان بن الحكم وغيرهم روى عنه مجاهد وعكرمة بن خالد وعمر بن عبد العزيز والشعبي وعمرو بن دينار والزهري وعبد ربه بن سعيد والحكم بن عتيبة بالتاء المثناة فوق وآخره باء موحدة وسمي مولاه وجامع بن شداد وابناه عبد الله وعبد الملك ابنا أبي بكر وعبد الواحد بن أيمن وعبد الله بن كعب الحميري وآخرون
قال محمد بن سعد ولد أبو بكر هذا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته وكان مكفوفا واستصغر يوم الجمل هو وعروة بن الزبير فردا قال وكان ثقة فقيها عالما عاقلا سخيا كثير الحديث قال ابن خراش أبو بكر هذا أحد أئمة المسلمين قال هو وإخوته عمر وعكرمة وعبد الله بنو عبد الرحمن بن الحارث كلهم ثقات جلة يضرب بهم المثل روى الزهري عنهم كلهم إلا عمر توفي أبو بكر بالمدينة قال يحيى بن بكير سنة أربع أو خمس وتسعين من الهجرة وقال علي بن المديني سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي سنة أربع قال وكان يقال لها سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها منهم
737 أبو بكر الفارسي من أئمة أصحابنا وكبارهم ومتقدميهم وأعلامهم تكرر ذكره في الروضة هو الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن سهل الفارسي ذو المصنفات الباهرة والفضائل المتظاهرة تفقه على ابن عباس بن سريج ومن غرائب أبي بكر الفارسي قوله لا يحل صيد الكلب الأسود وهو مذهب أحمد والمشهور لأصحابنا وغيرهم حله
738 أبو بكر بن لال من أصحابنا أصحاب الوجوه هو بلام ألف ثم لام على وزن مال وهو مذكور في الروضة في الفرائض وميراث الإخوة هو الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد بن لال الهمذاني هكذا نسبه الشيخ أبو إسحاق في الطبقات قال ولد سنة سبع وثلاثمائة وتوفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة قال حكى لي سبطه
484(2/483)
أبو سعيد أنه أخذ الفقه عن أبي إسحاق المروزي وأبي علي بن أبي هريرة وكان ورعا متعبدا أخذ عنه فقهاء همذان ومن غرائب ابن لال أنه حكى قولا للشافعي أن الإخوة من الأبوين يسقطون في مسألة المشركة وبه قال ابن اللبان وأبو منصور البغدادي وهما من أئمة أصحابنا وأئمة الناس في الفرائض والمشهور أنهم يشاركون أولاد الأم
739 أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم تكرر في المهذب فذكره في صلاة العيدين في باب التكبير في العيد وفي أول النكاح وأول الخيار وفي الديات وذكره فيها كلها على الصواب إلا باب التكبير في العيد فغير فيه فقال عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم فقدم في نسبه وأخر وهذا غلط من كاتب أو سيق قلم بلا شك وصوابه عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وكذا وقع في بعض النسخ في هذا الموضع ولكن أكثرها أو كثيرها مغير عن الصواب كما ذكرته والصواب أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو أنصاري مدني من تابعي التابعين وثقات المسلمين وأئمتهم يقال اسمه كنيته لا إسم له غيرها ويقال إسمه أبو بكر وكنيته أبو محمد فكان للكنية كنية قال الخطيب البغدادي لا نظير له في هذا إلا أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما سبق في ترجمته أنه يقال اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن وسمع أبو بكر بن حزم هذا أباه وعمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد وعباد بن تميم وعمرو بن سليم وعمرة بنت عبد الرحمن وغيرهم
روى عنه ابناه محمد وعبد الله وعمرو بن دينار والزهري ويحيى الأنصاري ويزيد بن عبد الله بن أسامة وأبو بكر بن نافع وإسحاق بن يحيى بن طلحة والأوزاعي والحجاج بن أرطأة وآخرون واتفقوا على توثيقه وإمامته وجلالته ولوه القضاء والإمرة والموسم في زمن سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز قال محمد بن سعد أمه كبشة وخالته عمرة بنت عبد الرحمن الراوية عن عائشة وكان ثقة كثير الحديث توفي بالمدينة سنة عشرين ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة
740 أبو بكر المحمودي من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الوسيط في باب الحيض وتكرر في الروضة ولا ذكر له في المهذب هو أبو بكر
485(2/484)
741 أبو بكر بن المنذر الإمام المشهور أحد أئمة الإسلام تكرر ذكره كثيرا في الروضة وذكره في المهذب في صفة الصلاة في رفع اليدين في تكبيرات الإنتقالات هو الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري المجمع على إمامته وجلالته ووفور علمه وجمعه بين التمكن في علمي الحديث والفقه وله المصنفات المهمة النافعة في الإجماع والخلاف وبيان مذاهب العلماء منها الأوسط والاشراف وكتاب الإجماع وغيرها واعتماد علماء الطوائف كلها في نقل المذاهب ومعرفتها على كتبه وله من التحقيق في كتبه ما لا يقاربه أحد وهو في نهاية من التمكن في معرفة صحيح الحديث وضعيفه وله عادات جميلة في كتابه الإشراف أنه إن كان في المسألة حديث صحيح قال ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا أو صح عنه كذا وإن كان فيها حديث ضعيف قال روينا أو يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا وهذا الأدب الذي سلكه هو طريق حذاق المحدثين وقد أهمله أكثر الفقهاء وغيرهم من أصحاب باقي العلوم ثم له من التحقيق ما لا يدان فيه وهو اعتماده ما دلت عليه السنة الصحيحة عموما أو خصوصا بلا معارض فيذكر مذاهب العلماء ثم يقول في أحد المذاهب وبهذا أقول ولا يقول ذلك إلا فيما كانت صفته كما ذكرته وقد يذكر دليله في بعض المواضع ولا يلتزم التقيد في الإختيار بمذهب أحد بعينه ولا يتعصب لأحد ولا على أحد على عادة أهل الخلاف بل يدور مع ظهور الدليل ودلالة السنة الصحيحة ويقول بها مع من كانت ومع هذا فهو عند أصحابنا معدود من أصحاب الشافعي مذكور في جميع كتبهم في الطبقات وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي صاحب المهذب في كتابه طبقات الفقهاء في أصحاب الشافعي فقال صنف في اختلاف العلماء كتبا لم يصنف أحد مثلها قال واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف قال لا أعلم عمن أخذ الفقه قال وتوفي بمكة سنة تسع أو عشر وثلاثمائة رحمه الله
742 أبو بكر النيسابوري من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه المتقدمين مذكور في المهذب في آخر باب التفليس قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات وهو أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابوري ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين وتوفي سنة أربعة وعشرين وثلاثمائة قال وهو مولى أبان بن عثمان بن عفان وسكن بغداد وكان زاهدا بقي أربعين سنة لم ينم الليل يصلي الصبح بطهارة العشاء قال وجمع بين الفقه والحديث وله زيادات على كتاب المزني قال الدارقطني ما رأيت
486(2/485)
أحفظ منه وقال الدارقطني أيضا كنا ببغداد في مجلس فيه جماعة من الحفاظ يتذاكرون فجاء رجل من الفقهاء فسألهم من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (جعلت لي الأرض مسجدا وجعلت تربتها طهورا) فقالت الجماعة روى هذا الحديث عنه فلان وفلان فقال السائل أريد هذه اللفظة فلم يكن عند أحد منهم جواب ثم قالوا ليس لنا غير أبي بكر النيسابوري فقاموا كلهم إليه فسألوه عن هذه اللفظة فقال نعم حدثنا فلان عن فلان وساق في الوقت الحديث من حفظه واللفظة فيه هذا آخر ما ذكره الشيخ أبو إسحاق واتفق العلماء على توثيق أبي بكر هذا والثناء عليه وأكثر الدارقطني الرواية عنه في سننه
باب أبي بكرة بالهاء في آخره
743 أبو بكرة الصحابي رضي الله عنه تكرر في هذه الكتب اسمه نقيع بن الحارث بن كلدة بكاف ولام مفتوحتين ابن عمرو بن علاج بن أبي سلمة وهو عبد العزى ابن غيرة بكسر الغين المعجمة ابن عوف بن قسي بفتح القاف وكسر السين المهملة وهو ثقيف بن منبه الثقفي البصري وأمه سمية أمة الحارث بن كلاه وهي أيضا أم زياد ابن أبيه وإنما كني أبا بكرة لأنه تدلى من حصن الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببكرة وكان أسلم وعجز عن الخروج من الطائف إلا هكذا
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث واثنان وثلاثون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على ثمانية أحاديث وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث
روى عنه ابناه عبد الرحمن ومسلم وربعي بن خراش والحسن البصري والأحنف وكان أبو بكرة من الفضلاء الصالحين ولم يزل على كثرة العبادة حتى توفي وكان أولاده أشرافا بالبصرة في كثرة العلم والمال والولايات قال الحسن البصري لم يكن بالبصرة من الصحابة أفضل من عمران بن الحصين وأبي بكرة واعتزل أبو بكرة يوم الجمل فلم يقاتل مع أحد من الفريقين توفي بالبصرة سنة إحدى وخمسين وقيل سنة ثنتين وخمسين
حرف التاء المثناة فوق
744 أبو تحسي بكسر التاء المثناة فوق مذكور في المهذب في آخر قتال أهل البغي لا ذكر له في هذه الكتب كلها إلا في هذا الموضع من المهذب خاصة واسمه حكيم بضم الحاء وفتح الكاف ابن سعد وهو تابعي كوفي حنفي من بني حنيفة ثقة روى
487(2/486)
عن علي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأم سلمة رضي الله عنهم ذكره الحاكم أبو أحمد في الكنى المفردة معناه أنه ليس في الرواة أحد يكنى بهذه الكنية غيره
حرف الثاء المثلثة
745 أبو ثعلبة الخشني الصحابي رضي الله عنه ذكره في المهذب في باب الآنية وكرره هو وغيره في باب الصيد والذبائح هو بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبعدها نون منسوب إلى خشين بضم الخاء وهو بطن من قضاعة وهو خشين بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان واختلفوا في اسم أبي ثعلبة هذا واسم ابنه على أقوال كثيرة فقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما اسمه جرهم وقيل جرثوم بضم الجيم فيهما وبضم الثاء المثلثة في الثاني وقيل عمرو وقيل الأشير بكسر الشين المعجمة وقيل غير ذلك واسم أبيه ناشم بالنون وشين معجمة مكسورة ثم ميم وقيل ناشر بالراء وقيل ناشب بالباء الموحدة في آخره وقيل ناشج بالجيم وقيل جرهم وقيل جرثومة وقيل جرثوم وكان أبو ثعلبة ممن بايع رسول الله عليه السلام بيعة الرضوان تحت الشجرة عام الحديبة سنة ست من الهجرة
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه أبو إدريس الخولاني ومسلم بن مشكم بكسر الميم وإسكان الشين المعجمة توفي في خلافة معاوية وقيل في خلافة عبد الملك سنة خمس وسبعين
746 أبو ثور الفقيه الإمام من أصحابنا تكرر في المهذب والوسيط والروضة هو أبو ثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي الإمام الجليل الجامع بين علمي الحديث والفقه أحد الأئمة المجتهدين والعلماء البارعين والفقهاء المبرزين المتفق على إمامته وجلالته وتوثيقه وبراعته قال الخطيب البغدادي هو أحد ثقات المأمونين ومن الأئمة الأعلام في الدين قال له كتب مصنفة في الأحكام جمع فيها بين الفقه والحديث وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل قال أبو ثور عندي في صلاح سفيان الثوري قال وأنا أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن مسألة فقال سل الفقهاء سل أبا ثور واعلم أن أحواله الجميلة ومناقبه الظاهرة وفضائله ومحاسنه المتظاهرة أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تشهر سمع الحديث من ابن عيينة وابن علية ووكيع وأبي معاوية الضرير والشافعي وموسى بن داود ومحمد بن
488(2/487)
عبيد الطنافسي ويزيد بن هارون ومعاذ بن معاذ وآخرين
روى عنه أبو حاتم والرازي ومسلم بن الحجاج وأكثر عنه في صحيحه وأبو داود والترمذي وابن ماجة وعبيد بن محمد بن خلف والقاسم بن زكريا وإدريس بن عبد الكريم وآخرون واتفقوا على توثيقه وجلالته
قال النسائي هو ثقة مأمون أحد الفقهاء قالوا وتوفي في صفر سنة أربعين ومائتين رحمه الله
واعلم أن أبا ثور رحمه الله كان بالجلالة التي أشرت إليها وكان أولا على مذهب أهل الرأي فلما قدم الشافعي رضي الله عنه بغداد حضره أبو ثور فرأى من علمه وفضله وحسن طريقته وجمعه بين الفقه والسنة ما صرفه عما كان عليه ورده إلى طريقة الشافعي ولازم الشافعي وصار من أعلام أصحابه وهو أحد أصحاب الشافعي البغداديين الأئمة الجلة رواه كتاب الشافعي القديم وهم أحمد بن حنبل وأبو ثور والكرابيسي والزعفراني رحمهم الله أجمعين
ومع هذا الذي ذكرته من كون أبي ثور من أصحاب الشافعي وأحد تلامذته والمنتفعين به والآخذين عنه والناقلين كتابه وأقواله فهو صاحب مذهب مستقل لا يعد تفرده وجها في المذهب بخلاف أبي القاسم الأنماطي وابن سريج وغيرهما من أصحابنا أصحاب الوجوه هذا هو الصحيح المشهور
وقال الرافعي في كتاب الغصب أبو ثور وإن كان معدودا وداخلا في طبقة أصحاب الشافعي فله مذهب مستقل لا يعد تفرده وجها هذا كلام الرافعي وهو مقتضى قول ابن المنذر وابن جرير والساجي وغيرهم من الأئمة المصنفين في إختلاف مذهب العلماء حيث يذكرونه مع الشافعي موافقا وتارة مخالفا ولا يذكرون باقي أصحاب الشافعي
وأما قول صاحب المهذب في أول باب الغصب وقال أبو ثور من أصحابنا فظاهره أنه عده صاحب وجه ويؤيد هذا أنه ذكره في الكتاب ناقلا عنه ما يخالف فيه مع أنه لا يذكر غيره من أصحاب المذاهب المخالفين كأبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم إلا في مثل قوله ليخرج من خلاف أبي حنيفة ونحوه ومع هذا فيمكن تأويل كلام صاحب المهذب على موافقة الكثيرين فيما قدمناه عنهم ويكون مراده بذكره حيث هو منسوب إلى الشافعي معدود من أصحابه إلا أن هذا ينتقض بأحمد بن حنبل وغيره فإنه أخذ عن الشافعي ولا يذكره كذكره أبا ثور وأما ما سلكه صاحب المهذب في أبي ثور حيث يقول قال أبو ثور كذا وهذا خطأ وحافظ على هذه العبارة فلا يكاد يخل بها فمسلك فاسد وعادة منكرة مستقبحة فإن كثيرا من المسائل التي يحكيها أبو ثور لا تكون ضعيفة إلى حد يقال فيها
489(2/488)
وهذا خطأ بل كثير منها مذهبه فيها قوي أو أقوى من مذهب الشافعي دليلا مع أن صاحب المهذب لا يستعمل هذه العبارة الفاسدة في أكثر أصحابنا الذين لا يساوون أبا ثور ولا يدانونه في الفضيلة وقد تكون وجوههم في كثير من المسائل أضعف من مذهب أبي ثور فالصواب إنكار هذه العبارة في أبي ثور
حرف الجيم
747 أبو جحيفة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الأذان وفي استقبال القبلة وهو بجيم مضمومة ثم حاء مهملة مفتوحة صحابي كوفي واسمه وهب بن عبد الله ويقال وهب بن وهب السواي بضم السين المهملة وتخفيف الواو وبالمد منسوب إلى سواة بن عامر بن صعصعة روى أبو جحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة وأربعين حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديثين وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة
روى عنه ابنه عون وإسماعيل بن أبي خالد وأبو إسحاق السبيعي وعلي بن الأقمر والحكم بن عتيبة بالمثناة فوق وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكرم أبا جحيفة ويسميه وهب الخير ووهب الله وكان يحبه ويثق به وجعله على بيت المال بالكوفة وشهد معه مشاهده كلها ونزل الكوفة وابتنى بها دارا توفي سنة اثنتين وسبعين وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو صبي لم يبلغ
748 أبو جعفر الإستراباذي من أصحاب الوجوه مذكور في المهذب في آخر باب الردة في مسألة السحر هو بكسر الهمزة وبسين مهملة ساكنة ثم تاء مثناة فوق مكسورة ثم راء ثم ألف ثم موحدة ثم ذال معجمة منسوب إلى استرآباذ بلدة معروفة بخراسان
749 أبو جعفر الترمذي من أصحابنا المتقدمين مذكور في المهذب في باب الآنية وفي أول الديات منسوب إلى ترمذ وفيها ثلاثة أقوال حكاها السمعاني في الأنساب أحدها ترمذ بكسر التاء والميم قال وهو الذي كنا نعرفه قديما والثاني بضمهما جميعا قال وهو الذي يقوله المتقنون وأهل المعرفة والثالث بفتح التاء وكسر الميم قال وهو المتداول عل ألسنة تلك البلدة وكنت أقمت بها اثني عشر يوما قال وهي مدينة قديمة على طرف نهر بلخ الذي يقال له جيحون وخرج منها جماعة كثيرة من العلماء والمشايخ والفضلاء منهم أبو عيسى الترمذي الإمام الحافظ المشهور ومنهم
490(2/489)
أبو جعفر هذا صاحب الترجمة وهو أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي قال كان فقيها فاضلا ورعا سديد السيرة سكن بغداد وحدث بها عن يحيى بن بكير المصري ويوسف بن علي وكثير بن يحيى وإبراهيم بن المنذر ويعقوب بن حميد بن كاسب
روى عنه أحمد بن كامل القاضي وعبد الباقي بن قانع القاضي وأحمد بن يوسف بن خلاد وغيرهم قال وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا قال الدارقطني هو ثقة مأمون ناسك
قال السمعاني وذكر الدارقطني عن أبي جعفر الترمذي قال كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة وسمعت مسائل مالك وقوله ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي فبينما أنا قاعد في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذا غفوت غفوة فرأيت النبي عليه السلام في المنام فسألته عن الأئمة إلى أن قلت يا رسول الله اكتب رأي مالك فقال ما وافق حديثي قلت أكتب رأي الشافعي فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي وقال ليس هذا بالرأي هذا رد على من خالف سنتي فخرجت في أثر هذه الرؤيا إلى مصر وكتبت كتب الشافعي قال الدارقطني ولم يكن للشافعيين بالعراق أرأس منه ولا أشد ورعا
وكان من التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر أخبرني إبراهيم بن السري الزجاج يعني أبا إسحاق الزجاج الإمام في العربية أنه كان يجري عليه أربعة دراهم في الشهر وكان لا يسأل أحدا شيئا قال وأخبرني محمد بن موسى بن حماد أنه أخبره أنه تقوت في بضعة عشر يوما بخمس حبات أو قال ثلاث حبات قلت كيف علمت قال لم يكن عندي غيرها فاشتريت بها لفتا فكنت آكل كل يوم واحدة قال السمعاني ولد في ذي الحجة سنة مائتين وتوفي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين وكذا ذكره الشيخ أبو إسحاق في سنتي مولده ووفاته قال السمعاني ولم يغير شيبه
ومن مفردات أبي جعفر الترمذي النفيسة التي خالفه فيها جمهور الأصحاب جزمه بطهارة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يطرد فيه الخلاف المعروف في شعر الآدميين المنفصل ومن غرائبه المسألة المذكورة في المهذب أنه لو أرسل سهما على حربي فأصابه وهو مسلم فمات به قال لا شيء على الرامي والأصح الأشهر وجوب دية مسلم مخففة على العاقلة
750 أبو جعفر المنصور الخليفة مذكور في المهذب في آخر باب زكاة الفطر هو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد
491(2/490)
المطلب القرشي الهاشمي أمير المؤمنين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ثاني خلفاء بني العباس وأولهم أخوه أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس المعروف بالسفاح قال ابن قتيبة بويع أبو العباس السفاح يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة وتوفي السفاح بالأنبار في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة وولي الخلافة بعده أخوه أبو جعفر المنصور صاحب الترجمة قال وولي الخلافة وهو ابن إحدى وأربعين سنة تقريبا ومولده بالشراة في ذي الحجة سنة خمس وتسعين من الهجرة وبويع بالأنبار يوم مات أخوه أبو العباس السفاح ومضى أبو جعفر حتى قدم الكوفة فصلى بالناس ثم شخص منها حتى قدم الأنبار وقدم عليه أبو مسلم فقتله أبو جعفر في شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة برومية المدائن وخرج أبو جعفر حاجا سنة أربعين ومائة وأحرم من الحرة وأمر قبل خروجه بالمسجد الحرام أن يوسع في سنة تسع وثلاثين ومائة فلما قضى حجه صدر إلى المدينة فأقام بها مدة ثم توجه إلى الشام حتى صلى في بيت المقدس ثم انصرف إلى الرقة ثم سلك الفرات حتى نزل المدينة الهاشمية بالكوفة وحضر الموسم سنة أربع وأربعين ومائة ثم تحول إلى بغداد سنة خمس وأربعين ومائة فبناها وأتم بناءها واتخذها منزلا سنة ست وأربعين ومائة توفي حاجا لسبع وقيل لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة عند بئر ميمون ودفن بأعلى مكة وكانت خلافته اثنين وعشرين سنة إلا أياما ثم ولي بعده ابنه المهدي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس يوم وفاة أبيه بمكة قال ابن قتيبة وكان للمنصور من الأولاد المهدي واسمه محمد وجعفر وصالح وسليمان وعيسى ويعقوب والقاسم وعبد العزيز والعباس والعالية
751 أبو جمرة الراوي عن ابن عباس مذكور في المهذب في أول كتاب الشركة لا ذكر له في المهذب إلا هنا ولا ذكر له في باقي هذه الكتب هو بالجيم والراء واسمه نصر بن عمران بن عصام بن واسع ويقال عاصم بدل عصام البصري الضبعي بضاد معجمة مضمومة ثم باء موحدة وهو من التابعين المشهورين سمع ابن عباس وابن عمر وجارية بالجيم ابن قدامة وزهدم بن مضرب وهلال بن حصين وأبا بكر بن أبي موسى روى عنه يزيد بن حميد وقرة بن خالد ومحمد بن أبي حفصة وأيوب السختياني وأبان بن يزيد وإبراهيم بن طهمان والحمادان وشعبة وآخرون واتفقوا
492(2/491)
على توثيقه قال ابن معين وأحمد بن حنبل وأبو زرعة وآخرون هو ثقة روى له البخاري ومسلم قال مسلم كان مقيما بنيسابور ثم انصرف إلى مرو ثم إلى سرخس وقال مسلم في صحيحه من كتاب الجنائز في حديث القطيعة توفي أبو جمرة بسرخس قال عمرو بن علي والترمذي توفي سنة ثمان وعشرين ومائة وليس في الرواة من يقال له أبو جمرة بالجيم غيره قال بعض الحفاظ يروي شعبة بن الحجاج عن سبعة عشر رجلا كلهم عن ابن عباس يقال لكل واحد منهم أبو حمزة بالحاء والزاي إلا هذا نصر بن عمران فإنه بالجيم والراء وعلامته أنه يأتي مطلقا عن ابن عباس وأما غيره فقد يوصف أو ينسب قال وكان عمران والد أبي جمرة رجلا جليلا وكان قاضي البصرة
روى عنه أبنه وغيره وذكره ابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم الأصبهاني في كتبهم في الصحابة قالوا واختلف في أنه صحابي أم تابعي
752 أبو جندل الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في باب الهدنة هو بفتح الجيم وإسكان النون وهو ابن سهيل بن عمرو وتقدم تمام نسبه في ترجمة أبيه قال الزبير بن بكار وغيره اسم أبي جندل العاصي أسلم أبو جندل رضي الله عنه فحبسه أبوه وقيده فهرب يوم الحديبية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد إليهم بسبب العهد الذي جرى ثم هرب والتحق بأبي بصير ورفقته رضي الله عنهم وأقاموا بسيف البحر بكسر السين وهو جانبه وحديثهم مشهور في الصحيح قال موسى بن عقبة لم يزل أبو جندل وأبوه سهيل مجاهدين بالشام حتى توفيا يعني في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم
753 أبو جهل عدو الله فرعون هذه الأمة مذكور في المهذب في مواضع منها الإيمان والسير اسمه عمرو بن هشام وسبق تمام نسبه في ترجمة ابنه عكرمة قتل أبو جهل يوم بدر كافرا وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة قتله عمرو بن الجموح وابن عفراء الأنصاريان وكانا حديثين وحديثهما في الصحيح مشهور وفي كتب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقتولا قال قتل فرعون هذه الأمة
754 أبو الجهم ويقال أبو جهم بحذف الألف واللام الصحابي رضي الله عنه بفتح الجيم وإسكان الهاء مذكور في المختصر والمهذب في الخطبة في النكاح أن فاطمة بنت قيس قالت خطبني معاوية وأبو الجهم ومذكور في المهذب أيضا في باب ما يفسد الصلاة في حديث الخميصة ذات الأعلام والإنبجانية واسمه عامر وقيل عبيد
493(2/492)
بضم العين بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بفتح العين وكسر الباء ابن عويج بفتحها أيضا ابن عدي بن كعب القرشي العدوي أسلم يوم الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان معظما في قريش ومقدما فيهم قال الزبير بن بكار كان أبو الجهم عالما بالنسب وكان من المعمرين شهد بنيان الكعبة في الجاهلية وشهد بنيانها في أيام ابن الزبير قيل أنه توفي في أيام ابن الزبير وقيل أنه توفي في أيام معاوية وهو أحد دافني عثمان بن عفان وهم أربعة حكيم بن حزام وجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وأبو الجهم ابن حذيفة واعلم أن أبا الجهم هذا غير أبي الجهيم بضم الجيم وفتح الهاء وزيادة ياء راوي حديث التيمم بالجدار وحديث المرور بين يدي المصلي وحديثاه في الصحيحين لأنه أنصاري نجاري اسمه عبد الله بن الحارث بن الصمة بكسر الصاد المهملة وهو صحابي أيضا
حرف الحاء المهملة
755 أبو حاتم المزني الصحابي رضي الله عنه مذكور في المهذب في الكفاءة في النكاح لا ذكر له في هذه الكتب إلا هنا وهو معدود في أهل المدينة قالوا ولا يعرف اسمه قال الترمذي لا يعرف له غير حديث الكفاءة قال وهو صحابي وقال غيره روى عنه محمد وسعيد ابنا عبيد
756 أبو حاتم القزويني من أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر في المهذب والروضة هو شيخ صاحب المهذب وهو القزويني بفتح القاف وكسر الواو منسوب إلى قزوين مدينة مشهورة بخراسان قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات هو شيخنا أبو حاتم محمود بن الحسن الطبري المعروف بالقزويني تفقه بآمل على شيوخ البلد ثم قدم بغداد وحضر مجلس الشيخ أبي حامد ودرس الفرائض على ابن اللبان وأصول الفقه على القاضي أبي بكر الأشعري المعروف بابن الباقلاني وكان حافظا للمذهب والخلاف صنف كتبا كثيرة في المذهب والخلاف والأصول والجدل ودرس ببغداد وآمل ولم أنتفع بأحد في الرحلة كما انتفعت به وبالقاضي أبي الطيب وتوفي بآمل هذا كلام الشيخ أبي إسحاق وقال غيره في نسبه هو محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عكرمة بن أنس بن مالك الأنصاري الطبري من أهل آمل طبرستان واشتهر بالقزويني
494(2/493)
757 أبو حازم التابعي مذكور في المختصر في بيع الغرر هو سلمة بن دينار المدني الأعرج الزاهد الفقيه المشهور بالمحاسن وهو مخزومي مولى الأسود بن سفيان المخزومي وقيل مولى لبني ليث سمع سهل بن سعد الساعدي وأكثر الرواية عنه في الصحيحين وغيرهما والنعمان بن أبي عياش الزرقي وسعيد بن المسيب وعطاء وسعيدا المقبري وأبا صالح وعبد الله بن أبي قتادة وأبا سلمة بن عبد الرحمن وأبا إدريس الخولاني وعطاء بن يسار وعمرو بن شعيب وأم الدرداء الصغرى وآخرين
روى عنه ابناه عبد العزيز وعبد الجبار والزهري وهو أكبر من أبي حازم ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عجلان والمسعودي ومالك بن أنس وابن أبي ذؤيب وعبيد الله بن عمر وموسى بن عبيدة وسفيان الثوري وعمرو بن صهبان وسليمان بن بلال وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهشام بن سعد وأسامة بن زيد ومعمر بن سفيان بن عيينة وأخوه محمد بن عيينة وخلائق لا يحصون وأجمعوا على توثيقه وجلالته والثناء عليه قال محمد بن إسحاق بن خزيمة لم يكن في زمن أبي حازم مثله توفي سنة خمس وثلاثين ومائة روى له البخاري ومسلم قال يحيى بن صالح قلت لابن أبي حازم سمع أبوك أبا هريرة قال من حدثك أن أبي سمع أحدا من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب
واعلم أن في هذه المرتبة اثنين يكنيان أبا حازم أحدهما هذا المشهور بالرواية عن سهل والثاني أبو حازم سلمان مولى عزة الأشجعية المشهورة بالرواية عن أبي هريرة والله أعلم
758 أبو حامد الأسفرايني إمام طريقة أصحابنا العراقيين وشيخ المذهب يعرف بالشيخ أبي حامد الأسفرايني هكذا تكرر في كتب المذهب وهو متكرر في هذه الكتب أكثر تكرر واسمه أحمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الأسفرايني ويعرف بابن أبي طاهر
قال الخطيب في تاريخ ببغداد قدم بغداد وهو حدث فدرس فقه الشافعي على أبي الحسن بن المرزبان ثم على أبي القاسم الداركي وأقام ببغداد مشغولا بالعلم حتى صار واحد وقته وانتهت إليه الرياسة وعظم جاهه عند الملوك والعوام وحدث بشيء يسير عن عبد الله بن علي وأبي محمد الإسماعيلي وإبراهيم بن محمد بن عبدك وغيرهم حدثني عنه الحسن بن محمد الحلال وعبد العزيز بن علي الأزجي ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني وكان ثقة وقد رأيته غير مرة وحضرت تدريسه
495(2/494)
في مسجد عبد الله بن المبارك وهو المسجد الذي في صدر قطيعة الربيع وسمعت من يقول أنه كان يحضر درسه ستمائة متفقه وكان الناس يقولون لو رآه الشافعي يفرح به
قال الخطيب قال أبو حامد ولدت سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وقدمت بغداد سنة أربع وستين وثلاثمائة ودرس الفقه من سنة سبعين وثلاثمائة إلى أن مات
قال الخطيب حدثني الحسن بن أبي طالب قال أنشدني أبو حامد بن أبي طاهر الأسفرايني قال كتب إلي قاضي ترمذ
(لا يغلون عليك الحمد في ثمن .......... فليس حمد وإن أثمنت بالغالي)
(الحمد يبقى على الأيام ما بقيت .......... والدهر يذهب بالأحوال والمال)
قال الخطيب حدثني محمد بن أحمد بن رزق الأسدي قال سمعت أبا الحسين القدوري يقول ما رأيت في الشافعيين أفقه من أبي حامد قال الخطيب وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي يعني صاحب التنبيه قال سألت القاضي أبا عبد الله الصيمري من أنظر من رأيت من الفقهاء فقال أبو حامد الأسفرايني قال الخطيب أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي قال أنشدني أبو الفرج الدارمي لنفسه في أبي حامد الأسفرايني وقد عاده
(مرضت فارتحت إلى عائد .......... فعادني العالم في واحد)
(ذاك الإمام ابن أبي طاهر .......... أحمد ذو الفضل أبو حامد)
ثم لقيت أبا الفرج الدارمي بدمشق فأنشدنيهما قال الخطيب توفي أبو حامد ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر شوال سنة ست وأربعمائة ودفن من الغد وصليت على جنازته في الصحراء وكان يوما مشهورا بكثرة الناس وعظم الحزن وشديد البكاء ودفن في داره إلى أن نقل منها ودفن بباب حرب سنة عشر وأربعمائة هذا آخر كلام الخطيب
وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات انتهت إلى الشيخ أبي حامد الأسفرايني رياسة الدين والدنيا ببغداد وعلق عنه تعليق في شرح المزني وعلق عنه أصول الفقه وطبق الأرض بأصحابه وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقه واتفق الموافق والمخالف على تقديمه وتفضيله في جودة الفقه وحسن النظر ونظافة العلم
وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله وتأول بعض العلماء حديث أبي هريرة يعني المشهور في كتاب الملاحم من سنن أبي داود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على
496(2/495)
رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها فكان على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز وفي الثانية الشافعي وفي الثالثة ابن سريج وفي الرابعة أبو حامد الأسفرايني
وروى الشيخ أبو عمرو بإسناده أن المحاملي لما عمل المقنع كتابه المشهور أنكر عليه شيخه أبو حامد الأسفرايني لكونه جرد فيه المذهب وأفرده عن الخلاف وذهب إلى أن ذلك مما يقصر الهمم عن تحصيل الفنين ويحمل على الاكتفاء بأحدهما ومنعه من حضور مجلسه حتى احتال لسماع درسه من حيث لا يحضر المجلس
وعن أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي أن الشيخ أبا حامد كان في ابتداء أمره يحرس في درب وأنه كان يطالع الدرس في رتب الحرس ويأكل من أجرة الحرس وأنه أفتى وهو ابن سبع عشرة سنة وأقام يفتي إلى ثمانين سنة قال ولما دنت وفاته قال لما تفقهنا متنا ولما بلغ الشيخ أبا حامد أن المحاملي صنف المجموع والتجريد والمقنع قال أبو حامد بتر كتبي بتر الله عمره فما عاش بعد ذلك إلا قليلا وأرسل أبو حامد إلى مصر فاشترى أمالي الشافعي بمائة دينار حتى كان يخرج منها
واعلم أن مدار كتب أصحابنا العراقيين أو جماهيرهم مع جماعات من الخراسانيين على تعليق الشيخ أبي حامد وهو في نحو خمسين مجلدا جمع فيه من النفائس ما لم يشارك في مجموعه من كثرة المسائل والفروع وذكر مذاهب العلماء وبسط أدلتها والجواب عنها وعنه انتشر فقه طريقة أصحابنا العراقيين
ومن تفقه على أبي حامد من أئمة أصحابنا أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي والقاضي أبو الطيب وسليم بن أيوب الرازي وأبو الحسن المحاملي وأبو علي السنجي تفقه السنجي عليه وعلى القفال المروزي وهما شيخا طريقي العراق وخراسان في عصرهما وعن هؤلاء المذكورين انتشر المذهب
واعلم أن نسخ تعليق أبي حامد تختلف في بعض المسائل وقد نبهت على كثير من ذلك في شرح المهذب والله أعلم
759 أبو حامد المروروذي بميم مفتوحة ثم راء ساكنة ثم واو مفتوحة ثم راء مضمومة مشددة ثم واو ثم ذال معجمة وقد يقال بتخفيف الراء ويقال المروذي بتشديد بتشديد الراء المضمومة وهكذا ذكره الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري وابن ماكولا وغيرهما والأول هو المشهور وهو منسوب إلى مرو الروز مدينة معروفة بخراسان ويعرف بالقاضي أبي حامد بخلاف الذي قبله فإنه معروف في كتب المذهب بالشيخ أبي حامد فغلب في الأول استعمال الشيخ وفي الثاني القاضي واسم القاضي أبي حامد
497(2/496)
هذا أحمد بن بشر بن عامر القاضي العامري المروروذي ثم البصري وهذا الذي ذكرناه من أن اسمه أحمد بن بشر بن عامر هو الصواب كذا ذكره الحافظان عبد الغني المصري وأبو نصر بن ماكولا وآخرون وذكره الشيخ أبو إسحاق في الطبقات غلطا فقال أحمد بن عامر بن بشر وغلطوه العلماء في ذلك ونسبوه إلى السهو فيه قال أبو إسحاق صحب القاضي أبو حامد أبا إسحاق المروذي وتوفي سنة ثنتين وستين وثلاثمائة ونزل البصرة ودرس بها وصنف الجامع في المذهب وشرح المختصر للمزني وصنف في أصول الفقه وكان إماما لا يشق غباره وعنه أخذ فقهاء البصرة رحمه الله
وتكرر ذكر القاضي أبي حامد في المهذب والروضة ولا ذكر له في الوسيط وباقي الستة وكتابه الجامع من أنفس الكتب
760 أبو حثمة الصحابي رضي الله عنه والد سهل بن أبي حثمة وهو ابنه سهل صحابيان رضي الله عنهما وحثمة بحاء مهملة مفتوحة ثم ثاء مثلثة ساكنة واسم أبي حثمة عبد الله وقيل عامر بن صاعدة الأنصاري الأوسي الحارثي وسبق تمام نسبه في ترجمة ابنه سهل شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان دليله إليها وشهد معه أيضا خيبر والمشاهد بعدها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يبعثونه خارصا وتوفي في أول خلافة معاوية ذكره ابن مندة وابن عبد البر وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهم
761 أبو حدرد الصحابي رضي الله عنه وهو والد أم الدرداء الكبرى خيرة وهو أسلمي قيل اسمه سلامة بن عمر بن أبي سلامة وقال أحمد بن حنبل حدثت عن أبي إسحاق أن أسمه عبد الله وقال علي بن المديني اسمه عبيد وهو حجازي روى عنه ابنه حدرد بن أبي حدرد
762 أبو حذيفة بن عتبة الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في آخر قتال البغاة وهو الذي نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبيه واسم أبي حذيفة هشم وقيل هشيم وقيل هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي وأمه فاطمة بنت صفوان بن أمية وكان أبو حذيفة من السابقين إلى الإسلام وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة وهو زوج سهلة بنت سهيل بن عمرو واستشهد أبو حذيفة يوم اليمامة ولا عقب له قال ابن إسحاق وغيره وكان من فضلاء
498(2/497)
الصحابة جمع الله تعالى له الشرف والفضل وكان إسلامه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وآخى رسول الله عليه السلام بينه وبين عباد بن بشر وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشهد يوم اليمامة وله ثلاث أو أربع وخمسون سنة وكان طويلا حسن الوجه وهو مولى سالم مولى أبي حذيفة الصحابي الفاضل الجليل وقد سبقت ترجمته في سالم وقتل أبوه عتبة بن ربيعة يوم بدر كافرا وألقي في قليب بدر
763 أبو حرملة مذكور في المختصر في صوم عاشوراء روى عن أبي قتادة الصحابي رضي الله عنه روى عنه أبو الخليل هكذا ذكره الشافعي في المختصر
764 أبو الحسن الماسرجسي من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في مواضع من المهذب منها باب إزالة النجاسة وصفة الصلاة في تطويل قراءة الركعة الأولى وفي باب الإحداد وتكرر ذكره في الروضة وهو بسين مهملة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم جيم مكسورة ثم سين مهملة مكسورة وهو أبو الحسن محمد بن علي بن سهل بن مفلح بكسر اللام وهو منسوب إلى جد من أجداده لأمه واسمه ماسرجس
قال أبو سعد السمعاني هو ابن بنت أبي علي الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري وأبو علي هذا سمع ابن المبارك وابن عيينة ووكيعا وغيرهم وسمع منه أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وغيرهم وغلبت هذه النسبة على أولاده وأعقابه قال السمعاني كان أبو الحسن الماسرجسي إماما من الفقهاء الشافعية من أعلم الناس بالمذهب وفروع المسائل تفقه بخراسان والعراق والحجاز وصحب أبا إسحاق المروزي إلى أن مات وسمع الحديث من خالد المؤمل بن الحسن بن عيسى وأصحاب المزني وأصحاب يونس بن عبد الأعلى وغيرهم وسمع منه الحاكم أبو عبد الله والقاضي أبو الطيب الطبري وغيرهما توفي عشية الأربعاء ودفن عشية الخميس سادس جمادى الآخرة سنة اربع وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ست وثمانين سنة وهذا المذكور في وفاته هو لفظ الحاكم في تاريخ نيسابور
ومن أجل من تفقه عليه الماسرجسي أبو إسحاق المروزي ومن أجل من تفقه على الماسرجسي القاضي أبو الطيب الطبري وهو أحد أجدادنا في سلسلة الفقه المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم كما سبق بيانه في مقدمة هذا الكتاب ومن طرق أخبار الماسرجسي ما حكاه عنه الرافعي وغيره في كتاب الديات قال رأيت صيادا يرى الصيد على فرسخين
499(2/498)
وقد نقلته في الروضة
وروينا في تاريخ دمشق في ترجمة ماسرجسي عن المصنف الحافظ أبي القاسم بن عساكر رحمه الله قال سمع ماسرجسي بدمشق الحسن بن جذلم وبمكة أبا سعيد بن الأعرابي وبمصر أبا طالب عمر بن الربيع بن سليمان وآخرين سماهم الحافظ وبنيسابور جماعات سماهم وبالري محمد بن عيسى وببغداد جماعات كثيرين سماهم وبالكوفة وبالبصرة سمع أبا بكر بن داسة وبواسط وبالرقة وبحلب جماعات وبهمذان وطوس روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو نعيم وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن وغيرهم من الأئمة قال الحاكم أبو عبد الله كان الماسرجسي أحد أئمة الشافعيين بخراسان وكان من أعرف أصحابه بالمذهب وترتيبه وفروعه تفقه بخراسان والعراق والحجاز وصحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر ولزمه حتى دفنه ثم انصرف إلى بغداد وكان خليفة القاضي ابن علي بن أبي هريرة في مجالسه وكان المجلس له بعد قيام القاضي أبي علي وانصرف إلى خراسان سنة أربع وأربعين وعقد له مجلس الدرس والنظر رحمه الله تعالى ومن غرائب الماسرجسي الصحيحة النفيسة استحبابه تطويل قراءة الركعة الأولى على الثانية والمشهور في المذهب التسوية بينهما ولكن قول الماسرجسي أصح وقد ثبت فيه حديث أبي قتادة في الصحيحين والله أعلم
765 أبو الحسن ابن المرزبان من أصحابنا أصحاب الوجوه ذكره في الروضة في آخر باب إزالة النجاسة وتكرر في الروضة ولا ذكر له في باقي الكتب الستة والمرزبان بفتح الميم ثم راء ساكنة ثم زاء مضمومة ثم باء موحدة وهو فارسي معرب وهو زعيم فلاحي العجم وجمعه مرازبة ذكره كله الجوهري في صحاحه وهو أبو الحسن علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي صاحب أبي الحسين بن القطان أحد المشهورين بالإمامة وهو شيخ الشيخ أبي حامد الأسفرايني إمام طريقة أصحابنا العراقيين قال الخطيب البغدادي كان ابن المرزبان أحد الشيوخ الأفاضل تفقه عليه أبو حامد الأسفرايني أول قدومه بغداد وقال الشيخ أبو إسحاق كان ابن المرزبان فقيها ورعا حكي عنه أنه قال ما أعلم أن لأحد علي مظلمة قال وكان فقيها يعلم أن الغيبة من المظالم توفي في رجب سنة ست وستين وثلاثمائة
766 أبو الحسن العبادي بفتح العين وتشديد الباء من أصحابنا الفضلاء تكرر ذكره في الروضة وهو صاحب كتاب الرقم وهو ولد الشيخ أبي عاصم العبادي الإمام
500(2/499)
واسم أبي الحسن توفي في جمادى سنة خمس وتسعين وأربعمائة وهو ابن ثمانين سنة
767 أبو الحسين بضم الحاء ابن القطان من أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر في المهذب والروضة ومن مواضعه في المهذب مسألة كلما طلقت امرأة فعبد حر وكتاب اللعان وهو أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن القطان البغدادي قال الخطيب البغدادي هو من كبار الشافعيين وله مصنفات في أصول الفقه وفروعه قال قال القاضي أبو الطيب مات ابن القطان في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وقال الشيخ أبو إسحاق آخر من عرفناه من أصحاب إبن سريج ابن القطان قال ودرس ببغداد وأخذ عنه العلماء
768 أبو حفص الباب شامي من أصحابنا أصحاب الوجوه المتقدمين تكرر ذكره في المهذب فذكره في مواضع أولها صفة الصلاة في فصل السلام وتكرر في الروضة وذكره في الوسيط في الصداق هو بالباء الموحدة المكررة المفتوحة بعد الثانية منهما شين معجمة قال أبو سعد السمعاني هذه النسبة إلى باب الشام وهو أحد المحال المشهورة بالجانب الغربي من بغداد وهذا من شواذ النسب ومقتضاه في العربية أن يقال الشامي ويجوز على رأي أن يقال البابي
769 أبو حفص بن عمرو رضي الله عنه زوج فاطمة بنت قيس مذكور في المهذب في التعريض بالخطبة ويقال له أيضا أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي ويقال أبو حفص بن المغيرة قيل اسمه أحمد وقيل عبد الحميد وهو الأشهر وقول الأكثرين وقيل اسمه كنيته بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن فطلق زوجته فاطمة وهو هناك قيل توفي هناك وقيل عاش بعد ذلك إلى خلافة عمر رضي الله عنه حكاه البخاري في التاريخ وحكى ابن عبد البر القول الأول
770 أبو حميد الساعدي الصحابي رضي الله عنه تكرر في صفة الصلاة من المهذب والوسيط واسمه عبد الرحمن وقيل المنذر بن عمرو بن سعد بن مالك بن
501(2/500)
خالد بن ثعلبة بن حارثة بالحاء المهملة ابن عمرو بن الخزرج بن ساعدة ويقال ابن عمرو بن سعد بن المنذر بن مالك الأنصاري الساعدي المدني الجليل روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وعشرون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على ثلاثة وللبخاري حديث ولمسلم آخر
روى عنه جابر بن عبد الله وعروة بن الزبير وعباس بن سهل بن سعد وعمرو بن سليم ومحمد بن عمرو بن عطاء وعبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري توفي في آخر خلافة معاوية
771 أبو حنيفة الإمام تكرر ذكره في هذه الكتب هو الإمام البارع أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى بضم الزاي وفتح الطاء قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات هو النعمان بن ثابت بن زوطى بن ماه مولى تيم الله بن ثعلبة ولد سنة ثمانين من الهجرة وتوفي ببغداد سنة خمسين ومائة وهو ابن سبعين سنة أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان قال وكان في زمنه أربعة من الصحابة أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفي وسهل بن سعد وأبو الطفيل ولم يأخذ عن أحد منهم
وقال الخطيب البغدادي في التاريخ هو أبو حنيفة التيمي إمام أصحاب الرأي وفقيه أهل العراق رأى أنس بن مالك وسمع عطاء بن أبي رباح وأبا إسحاق السبيعي ومحارب بن دثار والهيثم بن حبيب العراف وقيس بن مسلم ومحمد بن المنكدر ونافعا مولى عبد الله بن عمر وهشام بن عروة ويزيد الفقير وسماك بن حرب وعلقمة بن مرثد وعطية العوفي وعبد العزيز بن رفيع وعبد الكريم أبا أمية وغيرهم
روى عنه أبو يحيى الحماني وهشيم بن بشر وعباد بن العوام وعبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وعلي بن عاصم ويحيى بن نصر وأبو يوسف القاضي ومحمد بن الحسن وعمرو بن محمد العبقري وهودة بن خليفة وأبو عبد الرحمن المقري وعبد الرزاق بن همام وآخرون قال الخطيب وهو من أهل الكوفة نقله أبو جعفر المنصور إلى بغداد فأقام بها حتى مات ودفن بالجانب الشرقي منها في مقبرة الخيزران وقبره هناك ظاهر معروف
ثم روى الخطيب بإسناده عن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الإمام الحافظ قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت كوفي تيمي من رهط حمزة الزيات وكان خزازا يبيع الخز وبإسناده عن عمرو بن حماد بن أبي حنيفة قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زرطي فأما زوطى فإنه من أهل كابل ولد ثابت على الإسلام وكان زوطى مملوكا لبني
502(2/501)
تيم الله بن ثعلبة فأعتق فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة وكان أبو حنيفة خزازا ودكانه معروف في دار عمرو بن حريث وقال أبو نعيم الفضل بن دكين أصل أبي حنيفة من كابل
وقال أبو عبد الرحمن المقري كان أبو حنيفة من أهل بابل وقال يحييى بن النضر القرشي كان والد أبي حنيفة من سباء وقال الحارث بن إدريس أصل أبي حنيفة من ترمذ وقال إسحاق بن الهلول عن أبيه قال ثابت والد أبي حنيفة من الأنبار وبإسناد عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال أنا إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار والله ما وقع علينا رق قط ولد جدي سنة ثمانين وذهب ثابت إلى علي بن أبي طالب وهو صغير فدعا له بالبركة في ذريته ونحن نرجو من الله أن يكون قد استجاب ذلك من علي بن أبي طالب فينا
وبإسناده عن عبد الله بن عمرو الرقي قال كلم ابن هبيرة أبا حنيفة أن يلي له قضاء الكوفة فأبى عليه فضربه مائة سوط وعشرة أسواط في كل يوم عشرة أسواط وهو على الامتناع فلما رأى ذلك خلى سبيله وكان ابن هبيرة عاملا على العراق في زمن بني أمية
وعن أبي بكر بن عياش قال ضرب أبو حنيفة على القضاء وعن الربيع بن عاصم قال أرسلني يزيد بن عمر بن هبيرة فقدمت بأبي حنيفة فأراده على بيت المال فأبى فضربه أسواطا
وعن يحيى بن عبد الحميد عن أبيه قال كان أبو حنيفة كل يوم أو يومين من الأيام يضرب ليدخل في القضاء فيأبى ولقد بكى في بعض الأيام فلما أطلق قال لي كان غم والدتي أشد علي من الضرب
وعن إسماعيل بن سالم البغدادي قال أكره أبو حنيفة على الدخول في القضاء فلم يقبل قال وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة وبإسناده عن بشر بن الوليد الكندي قال أشخص المنصور أبو جعفر أمير المؤمنين أبا حنيفة يعني من الكوفة إلى بغداد فأراده على أن يوليه القضاء فأبى فحلف عليه ليفعلن فحلف أبو حنيفة أن لا فحلف المنصور ليفعلن فحلف أبو حنيفة أن لا يفعل فقال الربيع الحاجب إلا ترى أمير المؤمنين يحلف قال أبو حنيفة أمير المؤمنين على كفارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني فأمر به إلى السجن في الوقت والصحيح أنه توفي وهو في السجن
وبإسناده عن معتب قال قال خارجة بن يزيد دعا أبو جعفر المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فأبى عليه فحبسه ثم دعا به فقال أترغب عما نحن فيه فقال أبو حنيفة
503(2/502)
أصلح الله أمير المؤمنين لا أصلح للقضاء فقال له كذبت ثم عرض عليه الثانية فقال أبو حنيفة قد حكم علي أمير المؤمنين أني لا أصلح للقضاء لأنه نسبني إلى الكذب فإن كنت كذابا فلا أصلح للقضاء وإن كنت صادقا فقد أخبرت أمير المؤمنين أني لا أصلح فرده في الحبس وبإسناده عن الربيع بن يونس قال رأيت أمير المؤمنين المنصور ينازل أبا حنيفة في أمر القضاء وهو يقول اتق الله ولا تشرك في أمانتك إلا من يخاف الله والله ما أنا مأمون الرضا فكيف أكون مأمون الغضب ولا أصلح لذلك فقال له كذبت أنت تصلح فقال قد حكمت على نفسك فكيف يحل لك أنت تولي قاضيا على أمانتك وهو كذاب وقيل إنه قعد في القضاء يومين وبعض الثالث فلما كان أبو حنيفة بعد يومين أشتكى فمرض ستة أيام ثم توفي
وقال أبو نعيم كان أبو حنيفة حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح حسن المجلس كثير الكرم حسن المواساة لإخوانه وقال أبو يوسف كان أبو حنيفة ربعة من الرجال ليس بالقصير ولا بالطويل وكان أحسن الناس منطقا وأحلاهم نغمة وأنبههم على ما تريد وقال محمد بن جعفر بن إسحاق بن عمرو بن حماد بن أبي حنيفة كان أبو حنيفة طوالا تعلوه سمرة وكان لباسا حسن الهيئة كثير التعطر يعرف بريح الطيب إذا أقبل وإذا خرج من منزله وقال أبو حنيفة قدمت البصرة وظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت فيه فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب فجعلت على نفسي أن لا أفارق حمادا حتى يموت فصحبته ثماني عشرة سنة وقال أبو حنيفة ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علما أو علمته علما
وقال أبو حنيفة دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين فقال لي يا أبا حنيفة عن من أخذت العلم فقلت عن حماد يعني ابن أبي سليمان عن إبراهيم يعني عن النخعي عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس فقال أبو جعفر بخ بخ استوفيت يا أبا حنيفة ودخل أبو حنيفة يوما على المنصور فقال المنصور هذا عالم أهل الدنيا اليوم وعن هشام بن مهران قال رأى أبو حنيفة في النوم كأنه ينبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم فبعث من سأل محمد بن سيرين فقال محمد بن سيرين من صاحب هذه الرؤيا ولم يجبه عنها ثم سأله الثانية فقال مثل ذلك ثم سأله الثالثة فقال صاحب هذه الرؤيا يثور علما لم يسبقه إليه أحد قبله وفي حديث عن أبي هريرة
504(2/503)
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في أمتي رجلا يقال له أبو حنيفة هو سراج الأمة قال الخطيب هذا حديث موضوع وكذا ذكره جماعة من الأئمة أنه موضوع وعن ابن عيينة قال ما مقلت عيني مثل أبي حنيفة
وعن ابن المبارك قال كان أبو حنيفة آية قيل له في الخير أم في الشر فقال اسكت يا هذا فإنه يقال آية في الخير وغاية في الشر ثم تلا {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} وعن ابن المبارك قال ما كان أوقر مجلس أبي حنيفة كنا يوما في المسجد الجامع فوقعت حية فسقطت في حجر أبي حنيفة فهرب الناس غيره فما زاد على أن نفض الجبة وجلس مكانه وعن سهل بن مزاحم قال بذلت الدنيا لأبي حنيفة فلم يردها وضرب عليها بالسياط فلم يقبلها
وعن روح بن عبادة قال كنت عند ابن جريج سنة خمسين ومائة فأتاه موت أبي حنيفة فاسترجع وتوجع وقال أي علم ذهب
وعن مسعر بن كدام قال ما أحسد أحدا بالكوفة إلا رجلين أبا حنيفة في فقهه والحسن بن صالح في زهده
وعن الفضيل بن عياض قال كان أبو حنيفة فقيها معروفا بالفقه مشهورا بالورع وسيع المال معروفا بالإفضال على من يطيق صبورا على تعليم العلم بالليل والنهار كثير الصمت قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام وكان يحسن يدل على الحق هاربا من السلطان
وعن أبي يوسف قال إني لأدعو لأبي حنيفة قبل أبوي ولقد سمعت أبا حنيفة يقول إني لأدعو لحماد مع والدي
وعن أبي بكر بن عياش قال مات أخوه سفيان الثوري فاجتمع الناس إليه لعزائه فجاء أبو حنيفة فقام إليه سفيان وأكرمه وأقعده مكانه وقعد بين يديه ولما تفرق الناس قال أصحاب سفيان رأيناك فعلت شيئا عجيبا قال هذا رجل من العلم بمكان فإن لم أقم لعلمه قمت لسنه وإن لم أقم لسنه قمت لفقهه وإن لم أقم لفقهه قمت لورعه
وعن ابن المبارك قال ما رأيت في الفقه مثل أبي حنيفة وعن ابن المبارك قال رأيت مسعرا في حلقة أبي حنيفة جالسا بين يديه يسأله ويستفيد منه وما رأيت أحدا قط تكلم في الفقه أحسن من أبي حنيفة
وعن أبي نعيم قال كان أبو حنيفة صاحب غوص في المسائل وعن وكيع قال ما لقيت أفقه من أبي حنيفة ولا أحسن صلاة منه وعن النضر بن شميل قال كان الناس نياما عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبينه ولخصه
وعن الشافعي قال الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه وعن جعفر بن الربيع قال أقمت على أبي حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه فإذا سئل
505(2/504)
عن الشيء من الفقه يفتح ويسأل كالوادي
وعن إبراهيم بن عكرمة قال ما رأيت أورع ولا أفقه من أبي حنيفة
وعن سفيان بن عيينة قال ما قدم مكة في وقتنا رجل أكثر صلاة من أبي حنيفة
وعن يحيى بن أيوب الزاهد قال كان أبو حنيفة لا ينام الليل
وعن أبي عاصم النبيل قال كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته
وعن زافر بن سليمان قال كان أبو حنيفة يحيي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن
وعن أسد بن عمرو قال صلى أبو حنيفة صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة وكان عامة الليل يقرأ القرآن في ركعة وكان يسمع بكاؤه حتى ترحمه جيرانه وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة الآف مرة
وعن الحسن بن عمارة أنه غسل أبا حنيفة حين توفي وقال غفر الله لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة ولم تتوسد يمينك في الليل منذ أربعين سنة ولقد أتعبت من بعدك
وعن ابن المبارك أن أبا حنيفة صلى خمسا وأربعين سنة الصلوات الخمس بوضوء واحد وكان يجمع القرآن في ركعتين
وعن أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة سمع رجلا يقول لرجل هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنيفة والله لا يتحدث عني بما لا أفعله فكان يحيي الليل صلاة ودعاء وتضرعا
وعن مسعر بن كدام قال دخلت ليلة المسجد فرأيت رجلا يصلي فاستحليت قراءته فقرأ سبعا فقلت يركع ثم قرأ الثلث ثم النصف فلم يزل يقرأ القرآن حتى ختمه كله في ركعة فنظرت فإذا هو أبو حنيفة
وعن زائدة قال صليت مع أبي حنيفة في المسجد العشاء وخرج الناس ولم يعلم أن في المسجد أحدا فأردت أن أسأله مسألة فقام فافتتح الصلاة فقرأ حتى بلغ هذه الآية {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} فلم يزل يرددها حتى أذن المؤذن الصبح وأنا أنتظره
وعن القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة بهذه الآية {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} يرددها ويبكي ويتضرع
وعن مكي بن إبراهيم جالست الكوفيين فما رأيت فيهم أورع من أبي حنيفة
وعن وكيع قال كان أبو حنيفة قد جعل على نفسه أن لا يحلف بالله تعالى في عرض كلامه إلا تصدق بدرهم فحلف فتصدق به ثم جعل إن حلف أن يتصدق بدينار فكان إذا حلف صادقا في عرض كلامه تصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها وكان إذا كسا ثوبا جديدا كسا بقدر ثمنه الشيوخ والعلماء وكان إذا وضع بين يديه الطعام أخذ منه ضعف ما يأكل فجعله
506(2/505)
على الخبز ثم يعطيه الفقير
وعن وكيع قال كان أبو حنيفة عظيم الأمانة وكان يؤثر رضا الله تعالى على كل شيء ولد أخذته السيوف في الله تعالى لاحتملها
وعن ابن المبارك قال ما رأيت أورع من أبي حنيفة قد جرب بالسياط والأموال
وعن قيس بن الربيع قال كان أبو حنيفة ورعا فقيها كثير البر والصلة لكل من لجأ إليه كثير الإفضال على إخوانه وكان يبعث البضائع إلى بغداد فيشتري بها الأمتعة ويجلب إلى الكوفة ويجمع الأرباح من سنة إلى سنة فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأثوابهم وكسوتهم وما يحتاجون إليه ثم يعطيهم باقي الدنانير من الأرباح ويقول أنفقوها في حوائجكم ولا تحمدوا إلا الله تعالى فإنه والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغير
وعن حفص بن حمزة القرشي قال كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة فإذا إقام سأل عنه فإن كان به حاجة وصله وإن مرض عاده حتى يجبره إلى مواصلته وكان أكرم الناس مجالسة
وعن أبي يوسف قال كان أبو حنيفة لا يكاد يسأل حاجة إلا قضاها
وعن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة أن أبا حنيفة وهب لمعلم ابنه حماد خمسمائة درهم حين حذق حماد
وعن جعفر بن عون قال أنت امرأة إلى أبي حنيفة تشتري منه ثوب خز فأخرج لها ثوبا فقالت أنا ضعيفة وأنها أمانة فبعني هذا الثوب بما يقوم عليك فقال خذيه بأربعة دراهم فقالت لا تسخر بي أنا عجوز كبيرة فقال اشتريت ثوبين فبعت أحدهما برأس المال إلا أربعة دراهم فبقي هذا بأربعة دراهم
وعن ابن المبارك قال قلت لسفيان الثوري ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة ما سمعته يغتاب عدوا له قط قال هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها
وعن علي بن عاصم قال لو وزن عقل أبي حنيفة بعقل نصف أهل الأرض لرجح بهم
وعن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال كان عندنا طحان رافضي له بغلان فسمى أحدهما أبا بكر والآخر عمر فرمحه أحدهما فقتله فأخبر أبو حنيفة فقال أنظروا الذي رمحه الذي سماه عمر فنظروا فوجدوه كذلك
وعن عبد الواحد بن غياث قال كان أبو العباس الطوسي يسيء الرأي في أبي حنيفة وكان أبي حنيفة يعرف ذلك فدخل أبو حنيفة على أمير المؤمنين المنصور وكثر الناس فقال الطوسي اليوم أقتل أبا حنيفة فقال لأبي حنيفة إن أمير المؤمنين يأمرنا بضرب عنق الرجل ما ندري ما هو فهل
507(2/506)
لنا قتله فقال يا أبا العباس أمير المؤمنين يأمر بالحق أو بالباطل قال بالحق قال اتبع الحق حيث كان ولا تسأل عنه ثم قال أبو حنيفة لمن قرب منه إن هذا أراد أن يوثقني فربطته
وعن وكيع قال دخلت على أبي حنيفة فرأيته مطرقا مفكرا فرفع رأسه وأنشأ يقول شعر
(إن يحسدوني فإني غير لائمهم .......... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا)
(فدام لي ولهم ما بي وما بهم .......... ومات أكثرنا غيظا بما يجد)
وعاب بعض الناس عند ابن عائشة أبا حنيفة فقال ابن عائشة قال الشاعر
(أقلوا عليكم ويحكم لا أبا لكم .......... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا)
ولد أبو حنيفة سنة ثمانين من الهجرة وتوفي ببغداد سنة خمسين ومائة هذا هو المشهور الذي قاله الجمهور وكذا رواه الخطيب عن الجمهور ثم روى عن يحيى بن معين رواية غريبة أنه توفي في سنة إحدى وخمسين وعن مكي بن إبراهيم أنه توفي سنة ثلاث وخمسين والله أعلم
772 أبو حيان بالياء المثناة تحت التوحيدي من أصحابنا المصنفين بفتح التاء المثناة فوق منسوب إلى التوحيد من غرائبه أنه قال في بعض رسائله لا ربا في الزعفران ووافقه عليه القاضي أبو حامد المروروذي والصحيح المشهور تحريم الربا فيه والله أعلم
حرف الخاء المعجمة
773 أبو خلف الطبري من أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الروضة ولا ذكر له في غير الروضة من هذه الكتب هو من أصحاب القفال المروزي واسم أبي خلف هذا
ومن غرائبه أنه قال تجب الكفارة العظمى على كل من أفطر في نهار رمضان بما يأثم به من سوء الجماع والأكل وغيرهما والمشهور أنها لا تجب إلا في الجماع وأبو خلف هذا ممن صحح الوجه المختار وهو أن من غرم في معصية ثم تاب دفع إليه من الزكاة
508(2/507)
774 أبو الخليل مذكور في المختصر في صوم عاشوراء أظنه أبا الخليل صالح بن أبي مريم الضبعي البصري روى عن أبي موسى الأشعري وأبي سعيد الخدري مرسلا وسمع عبد الله بن الحارث وأبا علقمة الهاشمي وعكرمة ومجاهدا
روى عنه أيوب وقتادة ومطرف قال يحيى بن معين هو ثقة روى له البخاري ومسلم
775 أبو خيثمة الصحابي رضي الله عنه هو أبو خيثمة الأنصاري الذي تأخر عن غزوة تبوك أياما ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فقال كن أبا خيثمة وحديثه هذا مشهور في صحيحي البخاري ومسلم من رواية كعب بن مالك في حديثه الطويل في سبب توبة الله عليه واسم أبي خيثمة عبد الله بن خيثمة وقال ابن الكلبي اسمه مالك بن قيس بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأكبر الأنصاري السالمي المدني شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وباقي المشاهد وتأخر عن غزوة تبوك عشرة أيام ثم لحقه فيها قال ابن عبد البر عاش أبو خيثمة هذا إلى زمن يزيد بن معاوية قال ولا أعلم في الصحابة من يكنى أبا خيثمة إلا عبد الرحمن بن سبرة والد خيثمة ابن عبد الرحمن صاحب ابن مسعود فإنه يكنى أبا خيثمة بابنه خيثمة
776 أبو خيرة الصباحي العبدي الصحابي رضي الله عنه من ولد صباح بن لكيز ابن أفصى بن عبد القيس كان من وفد عبد القيس وقال ابن ماكولا لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني صباح غيره وصباح بصاد مهملة مضمومة ثم باء موحدة مخففة ولكيز بضم اللام وفتح الكاف وبالزاي وأفصى بالفاء والصاد المهملة
حرف الدال المهملة
777 أبو داود السجستاني صاحب السنن تكرر ذكره في الروضة وذكره في المهذب في موضعين فقط في آخر زكاة الفطر وفي قسم الفيء والسجستاني بكسر السين وفتحها والكسر أشهر والجيم مكسورة فيها وسأوضحها إن شاء الله تعالى في اللغات في آخر حرف السين واسم أبي داود سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر كذا نسبه ابن أبي حاتم وقال محمد بن عبد العزيز الهاشمي هو سليمان بن بشر بن شداد
وقال أبو عبيد الآجري وأبو بكر بن داسة البصريان والخطيب البغدادي هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد وزاد
509(2/508)
الخطيب فقال ابن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي قال الحافظ أبو طاهر السلفي هذا القول أمثل والقلب إليه أميل
سمع أبو داود عبد الله بن مسلمة القعنبي وأبا الوليد الطيالسي وأبا عمرو الحوضي وإبراهيم بن موسى الفراء وعمرو بن عون وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل وأحمد بن عبد الله بن يونس وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وأبا سعيد الأشج وأبا كريب وهشام بن عمار وأبا الجماهر محمد بن عثمان وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن وزير وهشام بن خالد الأزرق وأبا النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وأبا طاهر أحمد بن عمر بن شريح وأحمد بن صالح وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وأبا ثور وقتيبة بن سعيد وخلائق غيرهم
روى عنه الترمذي والنسائي وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني وعلي بن عبد الصمد علان وابنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود وأحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي ومحمد بن المنذر وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي وأبو الحسن علي بن محمد بن العبد وإسماعيل الصفار وأحمد بن سليمان النجاد ومحمد بن أبي بكر بن عبد الرزاق بن داسة التمار وأبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي وهما اللذان يرويان عنه كتاب السنن وخلائق غيرهم
ويقال لأبي داود السجستاني والسجزي وسجز هي سجستان واتفق العلماء على الثناء على أبي داود ووصفه بالحفظ التام والعلم الوافر والإتقان والورع والدين والفهم الثاقب في الحديث وغيره
روينا عن الحافظ أحمد بن محمد بن ياسين الهروي قال كان أبو داود أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة النسك والعفاف والورع ومن فرسان الحديث
وقال الحاكم أبو عبد الله كان أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة سمعه بمصر والحجاز والشام والعراقين وخراسان وكتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلدة هراة وكتب ببغداد عن قتيبة وبالري عن إبراهيم بن موسى إلا أن أعلى إسناده موسى بن إسماعيل والقعنبي ومسلم بن إبراهيم قال علان بن عبد الصمد كان أبو داود من فرسان هذا الشأن
روينا عن موسى بن هارون قال خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة
وقال أبو حاتم بن حبان أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا
510(2/509)
وإتقانا جمع وصنف وذب عن السنن
وروينا عن إبراهيم الحربي قال لما صنف أبو داود هذا الكتاب يعني كتاب السنن ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد
روينا عن أبي عبد الله محمد بن مخلد قال كان أبو داود يفي بمذاكرة ألف حديث فلما صنف كتاب السنن وقرأه على الناس صار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف يتبعونه ولا يخالفونه وأقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه
وقال محمد بن صالح الهاشمي قال لنا أبو داود أقمت بطرسوس عشرين سنة أكتب المسند فكتبت أربعة آلاف حديث ثم نظرت فإذا مدار الأربعة الآلاف على أربعة أحاديث لمن وفقه الله تعالى فأولها حديث (الحلال بين والحرام بين) وثانيها حديث (إنما الأعمال بالنيات) وثالثها (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا) ورابعها (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) قلت وقد قيل مدار الإسلام على حديث (الدين النصيحة) وقيل غير ذلك وقد جمعت كل ذلك في كتاب الأربعين
وقال أبو بكر بن داسة سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث أنتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه وما يقاربه ويكفي الإنسان لدينه أربعة أحاديث فذكر هذه الأربعة إلا أنه ذكر بدل الثالث (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
وروينا عن الإمام أبي سليمان الخطابي قال سمعت أبا سعيد بن الأعرابي ونحن نسمع منه كتاب السنن لأبي داود وأشار إلى النسخة وهي بين يديه يقول لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة
قال الخطابي وهذا كما قال لئن الله تعالى أنزل كتابه تبيانا لكل شيء وقال تعالى {ما فرطنا في الكتاب من شيء} إلا أن البيان ضربان بيان جلي تناوله القرآن نصا وبيان خفي تناوله القرآن ضمنا وكان تفصيل بيانه موكولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو معنى قوله تعالى {لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} فمن جمع الكتاب والسنة فقد استوفى نوعي البيان وقد جمع أبو داود في كتابه هذا من الحديث في أصول العلم وأمهات السنن وأحكام الفقه ما لا نعلم متقدما سبقه إليه ولا متأخرا لحقه فيه
قال الخطابي واعلموا رحمكم الله أن كتاب السنن لأبي داود كتاب شريف لم يصنف في حكم الدين كتاب مثله وقد رزق القبول من الناس كافة فصار حكما بين فرق
511(2/510)
العلماء وطبقات الفقهاء على اختلاف مذاهبهم وعليه معول أهل العراق ومصر والمغرب وكثير من أقطار الأرض وكان تصنيف علماء الحديث قبل أبي داود الجوامع والمسانيد ونحوها فيجمع تلك الكتب مع السنن والأحكام أخبارا وقصصا ومواعظ وآدابا فأما السنن المحضة فلم يقصد أحد منهم جمعها وإستيفاءها ولم يقدر على تلخيصها واختصار مواضعها من أثناء تلك الأحاديث الطويلة كما حصل لأبي داود ولهذا حل كتابه عند أئمة أهل الحديث وعلماء الأثر محل العجب فضربت فيه أكباد الإبل ودامت إليه الرحل
وروينا عن المحسن بن محمد إبراهيم الواذاري قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال من أراد أن يستمسك بالسنن فليقرأ كتاب أبي داود ومناقب أبي داود وكتابه كثيرة مشهورة وفيما أشرت إليه كفاية ولد أبو داود سنة ثنتين ومائتين وتوفي بالبصرة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين رحمه الله
778 أبو دجانة الصحابي رضي الله عنه بضم الدال واسمه سماك بن خرشة وقيل سماك بن أوس بن خرشة بن كوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي الساعدي من رهط سعد بن عبادة يجتمعان في طريف شهد بدرا مسلما وكان من الأبطال الشجعان المعروفين ودافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وشهد اليمامة وله مشاركة في قتل مسيلمة الكذاب وثبت في صحيح مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال (من يأخذ مني هذا) فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول أنا أنا قال (فمن يأخذه بحقه) فأحجم القوم فقال أبو دجانة رضي الله عنه أنا آخذه بحقه فأخذه ففلق به هام المشركين أي شق به رؤوسهم
779 أبو الدحداح ويقال أو الدحداحة الأنصاري الصحابي بفتح الدالين وبحائين مهملتين قال ابن عبد البر لا أقف على أسمه ولا على نسبه غير أنه من الأنصار حليف لهم وقال غيره اسمه ثابت وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كم من عذق أو مدلى في الجنة لابن الدحداح) أو قال (لأبي الدحداح) العذق بكسر العين الغصن من النخل عليه رطب
780 أبو الدرداء الصحابي رضي الله عنه تكرر ذكره في المهذب وغيره اسمه عويمر وقيل عامر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن
512(2/511)
عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وتسعة وسبعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على حديثين وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بثمانية
روى عنه ابن عمر وابن عباس وأنس وأبو أمامة وفضالة بن عبيد ويوسف بن عبد الله بن سلام رضي الله عنهم
وروى عن خلائق من التابعين منهم خالد بن ثعبان ومعدان بن أبي طلحة وأسد بن وداعة وجبير بن نفير وعلقمة بن قيس وعمرو وابنه بلال وزوجته أم الدرداء الصغرى وخلائق وكان فقيها حكيما زاهدا شهد ما بعد أحد من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلفوا في شهوده أحدا وكان إسلامه تأخر قليلا عن أول الهجرة وولي قضاء دمشق في خلافة عثمان توفي بدمشق في خلافة عثمان سنة إحدى وقيل ثنتين وثلاثين من الهجرة وقبره وقبر زوجته أم الدرداء الصغرى بباب الصغير من دمشق مشهوران وكان له امرأتان كل واحدة يقال لها أم الدرداء صحابية وتابعية تزوج التابعية بعد وفاة الصحابية اسم الصحابية خيرة والتابعية هجيمة وكانت فقيهة حكيمة وسنوضحها في قسم النساء إن شاء الله تعالى وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي وحديث زيارة سلمان له في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور من صحيح البخاري وغيره
وعن أبي الدرداء قال إني لأدعو لسبعين رجلا من إخواني في صلاتي أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم
حرف الذال المعجمة
781 أبو ذر الصحابي رضي الله عنه تكرر في هذه الكتب اسمه جندب بضم الجيم وبضم الدال وبفتحها ابن جنادة بضم الجيم وقيل اسمه برير بموحدة مضمومة وراء مكررة ابن جندب وقيل اسمه جندب بن عبد الله وقيل جندب بن السكن والمشهور جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن الرفيقة بن حرام بن غفار بن مليك بن ضمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الغفاري الحجازي وأمه رملة بنت الرفيقة وكان أبو ذر رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام ثبت في صحيح مسلم أنه قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام فقال يا رسول الله من اتبعك على هذا قال حر وعبد وأنه أقام بمكة ثلاثين بين يوم وليلة وأسلم ثم رجع إلى بلاد قومه بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر إلى النبي عليه السلام إلى المدينة وصحبه حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
513(2/512)
مائتا حديث وأحد وثمانون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على اثني عشر حديثا وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بسبعة عشر
روى عنه ابن عباس رضي الله عنه وأنس بن مالك وعبد الرحمن بن غنم وزيد بن وهب والمعرور بن سويد بالعين المهملة والأحنف بن قيس وقيس بن عباد بضم العين وتخفيف الباء وأبو الأسود الدؤلي وأبو المرواح بضم الميم وبالحاء المهملة وابن أخيه عبد الله بن الصامت ويزيد بن شريك التيمي والد إبراهيم وجبير بن نفير وأبو مسلم وأبو إدريس الخولانيان وخرشة بن الحر وخلق سواهم توفي أبو ذر بالربذة سنة اثنين وثلاثين
قال المدائني وصلى عليه ابن مسعود ثم قدم ابن مسعود المدينة فأقام عشرة أيام ثم توفي وكان أبو ذر طويلا عظيما رضي الله عنه وكان زاهدا متقللا من الدنيا وكان مذهبه أنه يحرم على الإنسان ادخار ما زاد على حاجته وكان قوالا بالحق
حرف الراء
782 أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكرر في المختصر والمهذب اسمه أسلم وقيل إبراهيم وقيل ثابت وقيل هرمز شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا والخندق والمشاهد بعدها وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته سلمى فولدت له عبيد الله بن أبي رافع وشهد أبو رافع فتح مصر وتوفي بالمدينة قبل قتل عثمان وقيل بعده وكان أبو رافع مملوكا للعباس فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم العباس أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم
783 أبو رافع الصائغ التابعي مذكور في المهذب في مسألة دعاء القنوت رواه عن عمر وهو أبو رافع نفيع المدني الصائغ أدرك الجاهلية ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم وسمع عمر بن الخطاب وعثمان وعليا وابن مسعود وأبا موسى وأبا هريرة وحفصة رضي الله عنهم
روى عنه الحسن البصري وبكر بن عبد الله المزني وثابت البناني وجماعات آخرون من التابعين واتفق الحفاظ على توثيقه واحتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما قال ثابت البناني لما أعتق أبو رافع بكى فقيل له ما يبكيك قال كان لي أجران ذهب أحدهما
784 أبو ربيع الأيلاقي من أصحابنا أصحاب الوجوه مذكور في الروضة في الباب الثاني من كتاب الرهن في مسألة تخلل الخمر وهو بهمزة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت وآخره قاف هكذا ضبطه السمعاني ثم قال وهو منسوب إلى إيلاق وهي
514(2/513)
ناحية من بلاد الشاش المتصلة بالترك على عشرة فراسخ من الشاش قال وهذه الناحية من حد نوبخت إلى فرغانة قال وذكر من دخلها أنه لم ير بلادا أحسن ولا أنزه منها وجبالها فيها الذهب والفضة وقراها وعماراتها بين المياه المطردة والخضر قال وكان منها جماعة من الأئمة أشهرهم أبو الربيع يعني صاحب هذه الترجمة قال واسمه طاهر بن عبد الله كان إماما في الفقه بارعا فيه تفقه بمرو على أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي وبنيسابور على أبي طاهر محمد بن محمد بن مجمش الزيادي وببخارى على أبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي وأخذ الأصول عن الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الأسفرايني وتفقه عليه أهل الشاش وروى الحديث عن أستاذيه وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن وغيرهم توفي في سنة خمس وستين وأربعمائة وهو ابن ست وتسعين سنة ومن مسائله المستفادة ما حكيته عنه في الروضة ووافقه عليه رفيقه القاضي حسين وغيره أنه لو غلت الخمر وارتفعت إلى أعلى الدن ثم نزلت ثم تخللت طهر الموضع الذي ارتفعت إليه كما يطهر ما يلاصقها
785 أبو رزين الأسدي التابعي مذكور في المهذب في أول كتاب الطلاق في مسألة الحر يملك ثلاث طلقات هو أبو رزين بفتح الراء مسعود بن مالك الأسدي الكوفي من أسد خزيمة مولى أبي وائل شقيق بن سلمة وهو تابعي روى عن علي وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم روى عنه إسماعيل بن سميع وإسماعيل بن أبي خالد وابنه عبد الله بن مسعود وعاصم بن أبي النجود والأعمش ومنصور وكان أكبر من أبي وائل وكان أبو رزين فقيها عالما فهما واتفقوا على توثيقه وحديثه المذكور في المهذب مرسل
حرف الزاي
786 أبو الزبير التابعي صاحب جابر بن عبد الله مذكور في المختصر في بيع حاضر لباد وفي التدبير وفي المهذب في وسط كتاب الرقة هو أبو الزبير محمد بن مسلم ابن تدرس بتاء مثناة فوق ثم دال مهملة ساكنة ثم راء مضمومة ثم سين مهملة الأسدي المكي مولى حكيم بن حزام وهو تابعي سمع جابرا وأكثر الرواية عنه وابن عمر وابن عباس وابن عمرو بن العاصي وابن الزبير وأبا الطفيل رضي الله عنهم
روى عنه هشام بن عروة والزهري وسلمة بن كهيل وأيوب وعبد الله بن عون ويحيى
515(2/514)
الأنصاري وموسى بن عقبة وداود بن أبي هند وعمرو بن الحارث وابن جريج وسفيان الثوري ومالك وابن عيينه وابن لهيعة واتفقوا على توثيقه قال يعلى بن عطاء حدثني أبو الزبير وكان من أكمل الناس عقلا وأحفظهم قال أبو الزبير كان عطاء يقدمني إلى جابر أحفظ لهم الحديث وقال يحيى بن معين أبو الزبير ثقة وهو أثبت من أبي سفيان
وقال أحمد بن حنبل أبو الزبير أحب إلي من أبي سفيان لأن أبا الزبير أعلم بالحديث منه
وقال ابن عدي روى مالك عن أبي الزبير أحاديث وكفى به صدقا أن يحدث عنه مالك فإن مالكا لا يحدث إلا عن ثقة قال ولا أعلم أحدا من الثقات امتنع عن أبي الزبير بل كتبوا عنه
روى له مسلم في صحيحه محتجا به وروى له البخاري مقرونا به غير محتج به على انفراده ولا يقدح ذلك في أبي الزبير فقد اتفقوا على توثيقه والاحتجاج به توفي سنة ثمان وعشرين ومائة
787 أبو الزبير مؤذن بيت المقدس مذكور في المهذب في باب الأذان قال الحاكم أبو أحمد وغيره لا يعرف اسم أبي الزبير هذا وروايته المذكورة في المهذب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواها أبو عبيد في غريب الحديث والبيهقي في سننه
788 أبو الزناد بزاي مكسورة ثم نون متكرر في المختصر هو الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان المدني القرشي مولاهم قيل هو مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة وقيل مولى آل عثمان بن عفان واتفقوا على أن كنيته أبو عبد الرحمن كما ذكرنا وأن أبا الزناد لقب له اشتهر به وكان يغضب منه وكان ينبغي أن أذكره في نوع الألقاب لكن لا يفطن أكثر الناس له فيضيع عليهم موضعه فلهذا ذكرته في الكنى
واعلم أن أبا الزناد من التابعين فإنه شهد مع عبد الله بن جعفر جنازة سمع عروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبا سلمة بن عبد الرحمن والشعبي وعلي بن الحسين وعبد الرحمن الأعرج وأكثر روايته عنه
وروي له عن ابن عمر وأنس وعمرو بن أبي سلمة وأبي أمامة بن سهل مرسلا
روى عنه ابن أبي مليكة وهشام بن عروة وأبو إسحاق الشيباني وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وموسى بن عقبة والأعمش ومحمد بن عجلان وعبد الله العمري ومالك بن أنس والسفيانان والليث بن سعد وزائدة وشعيب بن أبي حمزة وبنوه القاسم وأبو القاسم وعبد الرحمن بنو أبي الزناد وخلائق غيرهم واتفقوا على الثناء عليه وكثرة علمه وحفظه وفضله وتفننه في العلوم
516(2/515)
وتوثيقه والإحتجاج به قال أحمد بن حنبل كان سفيان الثوري يسمى أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث
وقال عبد ربه بن سعيد رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان فبين سائل عن فريضة وسائل عن الحساب وسائل عن الشعر وسائل عن الحديث وسائل عن معضلة
وقال علي بن المديني لم يكن بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبي الزناد وبكير بن عبد الله بن الأشج وقال الليث بن سعد رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع مع طالب علم وفقه وشعر وصنوف العلم وقال مصعب كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة وقال البخاري أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر وأصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
وقال أحمد بن حنبل أبو الزناد أعلم من ربيعة
وقال محمد بن سعد كان أبو الزناد ثقة كثير الحديث فصيحا بصيرا بالعربية عالما عاقلا مات فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة ومات وهو ابن ست وستين سنة رحمه الله
789 أبو الزياد الكلابي بعد الزاي ياء مثناة تحت مذكور في أول وكالة المهذب ولا ذكر له في هذه الكتب إلا في هذا الموضع قال الخطيب في تاريخ بغداد أبو الزياد الكلابي أعرابي قدم بغداد أيام أمير المؤمنين المهدي حين أصابت الناس المجاعة فأقام ببغداد أبعين سنة ومات بها وله شعر كثير وعلق عنه الناس أشياء كثيرة من اللغة وعلم العربية
790 أبو زيد المروزي من أئمة أصحابنا الخراسانيين أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الوسيط والروضة ولا ذكر له في المهذب هو أبو زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الإمام البارع النحرير المدقق الزاهد العابد النظار المحقق المشهور بالورع والزهادة والعلوم المتظاهرة والعبادة قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور كان أبو زيد أحد أئمة المسلمين ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي رحمه الله تعالى وأحسنهم نظرا وأزهدهم في الدنيا أقام بمكة سبع سنين وحدث بها وببغداد بصحيح البخاري عن الفربري وهي أجل الروايات لجلالة أبي زيد قال الحاكم وسمعت أبا بكر البزار يقول عادلت أبا زيد من نيسابور إلى مكة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة وقال الشيخ أبو إسحاق في طبقاته كان الشيخ أبو زيد زاهدا حافظا للمذهب حسن النظر مشهورا بالزهد وهو صاحب أبي إسحاق المروزي وتفقه عليه أبو
517(2/516)
بكر القفال المروزي وفقهاء مرو قال وتوفي بمرو سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
وقال إمام الحرمين في باب التيمم من النهاية كان أبو زيد من أذكى الأئمة قريحة
وروى الإمام الحافظ أبو سعد السمعاني بإسناده عن الشيخ أبي زيد المروزي قال كنت نائما بين الركن والمقام فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي فقلت يا رسول الله وما كتابك قال جامع محمد بن إسماعيل يعني صحيح البخاري رضي الله عنه قال الحاكم فقدم أبو زيد نيسابور غير مرة منها لغزوة الروم ومنها قدمته الخامسة متوجها إلى الحج في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة قال وسمع أبو زيد بمرو من أصحاب علي بن حجر وعلي بن خشرم وأقرانهم وأكثر الرواية عن أبي بكر المنكدري وتوفي بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة قال الحاكم سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد الفقيه يقول سمعت أبا زيد المروزي يقول لما عزمت على الرجوع من مكة إلى خراسان تقسى قلبي بذلك وقلت متى يكون هذا والمسافة بعيدة والمشقة لا أحتملها وقد طعنت في السن فرأيت في المنام كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا في المسجد الحرام وعن يمينه شاب فقلت يا رسول الله قد عزمت على الرجوع إلى خراسان والمسافة بعيدة فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشاب وقال يا روح الله أصحبه إلى وطنه فأريت أنه جبريل عليه السلام فانصرفت إلى مرو ولم أحس شيئا من مشقة السفر وبالله التوفيق
791 أبو زيد الأنصاري النحوي اللغوي صاحب الشافعي وشيخ أبي عبيد القاسم بن سلام هو الإمام أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري الإمام في النحو واللغة قال الخطيب في تاريخ بغداد حدث عن شعبة وإسرائيل وأبي عمرو وابن العلاء المازني روى عنه أبي عبيد القاسم بن سلام ومحمد بن سعد كاتب الواقدي وأبو حاتم السجستاني وأبو زيد عمرو بن شبة وأبو حاتم الرازي وأبو العيناء محمد بن القاسم وغيرهم قال الخطيب وكان ثقة ثبتا من أهل البصرة وقدم بغداد ثم ذكر الخطيب بإسناده عن أبي عثمان المازني قال كنا عند أبي زيد فجاء الأصمعي فأكب على رأسه وجلس وقال هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة فبينا نحن كذلك إذ جاء خلف الأحمر فأكب على رأسه وجلس وقال هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشرين سنة وسئل الأصمعي وأبو عبيدة عنه فقالا معا ما شئت من عفاف وتقوى وإسلام وقال صالح بن محمد الحافظ أبو زيد ثقة توفي سنة خمس عشرة ومائتين وقبل سنة أربع
518(2/517)
عشرة وقال المبرد حدثني الرياشي وهو أبو حاتم أنه توفي سنة خمس عشرة ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة توفي بالبصرة رحمه الله
حرف السين المهملة
792 أبو ساسان بسينين مهملتين مذكور في المهذب في أول حد الخمر واسمه حضين بحاء مهملة مضمومة ثم ضاد معجمة مفتوجة ابن المنذر بن الحارث الرقاشي البصري التابعي الثقة سمع عثمان بن عفان وعليا وأبا موسى الأشعري وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم روى عنه الحسن البصري وعبد الله بن فيروز وعلي بن سويد وداود بن أبي هند وابنه يحيى بن حضين توفي قبل المائة من الهجرة قيل أبو ساسان كنيته وقيل هو لقب وكنيته أبو محمد وبه قطع الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور واتفقوا على توثيق أبي ساسان
793 أبو سباع بكسر السين مذكور في المهذب في باب المصراة هو تابعي ذكره الحاكم أبو عبد الله في كتابه في الكنى فيمن لا يعرف اسمه وحديثه المذكور في المهذب رواه البيهقي في السنن الكبير بإسناده
794 أبو سعد بن أحمد من فقهاء أصحابنا وهو شارح أدب القاضي لأبي عاصم العبادي مذكور في الروضة في أول باب خيار النقص في بيان عيوب المبيع هو القاضي الإمام أبو سعد
795 أبو سعيد الخدري الصحابي رضي الله عنه تكرر في هذه الكتب هو أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر بالباء الموحدة وبالجيم وهو خدرة الذي ينسب إليه أبو سعيد هذا ابن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الخدري بضم الخاء المعجمة وإسكان الدال المهملة قال
519(2/518)
محمد بن سعد وزعم بعض الناس أن خدرة إنما هي أم الأبجر والصحيح أن خدرة هو الأبجر كما قدمناه واسم أم أبي سعيد أنيسة بنت أبي حارثة
استصغر أبو سعيد يوم أحد فرد وغزا بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة وكان أبوه مالك صحابيا استشهد يوم أحد رضي الله عنه روي لأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف حديث ومائة وسبعون حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة وأربعين منها وانفرد البخاري بستة عشر ومسلم باثنين وخمسين وروى أبو سعيد عن جماعة من الصحابة أيضا منهم أبو بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت وأبو قتادة وعبد الله بن سلام وأبوه مالك بن سنان وروى عنه جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين وروى عنه خلائق من التابعين منهم ابن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عبتة وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن بن عوف وعامر بن سعد وعطاء بن يزيد وعطاء بن يسار وعبيد بن حنين بنونين ونافع وخلائق وكان من فقهاء الصحابة وفضلائهم البارعين روينا عن سهل بن سعد قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت وأبو سعيد الخدري على أن لا تأخذنا في الله لومة لائم وعن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي عن أشياخه قالوا لم يكن من أحداث الصحابة أفقه من أبي سعيد الخدري وفي رواية أعلم ومناقبه كثيرة توفي بالمدينة يوم الجمعة سنة أربع وستين وقيل سنة أربع وسبعين ودفن بالبقيع
796 أبو سعيد الاصطخري الفقيه من أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الكتب الكبار منسوب إلى اصطخر البلدة المعروفة من بلاد فارس وهو بكسر الهمزة كذا قاله السمعاني وغيره وقيل بفتحها وهي همزة قطع كسرت أو فتحت ويجوز تخفيفه كالأحمر ونظائره فيحصل فيه أربعة أوجه واسم أبي سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى بن الفضل بن بشار بن عبد الحميد بن عبد الله بن هانىء بن قبيصة بن عمرو بن عامر قاله الخطيب في تاريخ بغداد وغيره وقال الشيخ أبو إسحاق كان أبو سعيد قاضي قم وولي الحسبة ببغداد وكان ورعا متقللا من الدنيا ولد سنة أربع وأربعين ومائتين وتوفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة قال وصنف كتابا حسنا في أدب القضاء وقال الشيخ أبو حامد في تعليقه كان الاصطخري بصيرا بكتب الشافعي قال الخطيب سمع أبو سعيد الاصطخري سعدان بن نصر وحفص بن عمرو وأحمد بن منصور الرمادي وعيسى بن جعفر الوراق وعباس بن محمد الدوري
520(2/519)
وأحمد بن سعد الزهري
وأحمد بن حازم بن أبي عزرة وحنبل بن إسحاق روى عنه محمد بن المظفر وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس وأبو قاسم بن الثلاج قال الخطيب كان الاصطخري أحد الأئمة المذكورين ومن شيوخ الفقهاء الشافعيين وكان ورعا زاهدا متقللا وقال صالح بن أحمد بن محمد الحافظ كان الاصطخري أحد الفقهاء مع ما رزق من الديانة والورع ودل كتابه الذي ألفه في القضاء على سعة فهمه ومعرفته قال الخطيب حدثني القاضي أبو الطيب الطبري قال حكى لي عن أبي القاسم الداركي قال سمعت أبا إسحاق المروزي يقول دخلت بغداد فلم يكن بها من يستحق أن أدرس عليه إلا أبو العباس بن سريج وأبو سعيد الاصطخري
قال القاضي أبو الطيب وهذا يدل على أن أبا علي بن خيران لم يكن يقاس بهما وكان من الورع والزهد بمكان قال ويقال إنه كان قميصه وسراويله وعمامته وطيلسانه من شقة واحدة قال وله تصانيف كثيرة منها كتاب أدب القضاء ليس لأحد مثله وولي الحسبة ببغداد وأحرق طاق اللعب من أجل ما يعمل فيها من الملاهي واستفتاه القاهر الخليفة في الصابئين فأفتاه بقتلهم لأنه تبين له مخالفتهم اليهود والنصارى وأنهم يعبدون الكواكب فعزم الخليفة على قتلهم فجمعوا مالا كثيرا فكف عنهم قال القاضي وحكي عن الداركي قال ما كان أبو إسحاق المرزي يفتي بحضرة الاصطخري إلا بإذنه رحمهما الله تعالى
797 أبو سفيان بن الحارث الصحابي رضي الله عنه هو أبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف واختلفوا في اسمه فقال هشام بن الكلبي وإبراهيم بن المنذر والزبير بن بكار وغيرهم اسم أبي سفيان هذا المغيرة وقال الآخرون اسمه كنيته لا اسم له غيرها وهو أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهما حليمة وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم هو وجعفر بن أبي طالب والحسن بن علي وقثم بن العباس رضي الله عنهم أجمعين وكان شاعرا أسلم وحسن إسلامه وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا وأبلى فيها بلاء حسنا وهو من فضلاء الصحابة وقال
521(2/520)
ابو سفيان عند موته لا تبكوا علي فلم أفعل خطيئة منذ أسلمت توفي بالمدينة سنة عشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب وقيل توفي سنة خمس عشرة
798 أبو سفيان بن حرب الصحابي تكرر ذكره في هذه الكتب هو أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي المكي أسلم زمن الفتح وكان شيخ مكة إذ ذاك ورئيس قريش ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطريق قبل دخوله مكة لفتحها فأسلم هناك وشهد حنينا وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية وشهد الطائف وفقئت عينه يومئذ وشهد اليرموك روى له البخاري ومسلم حديث هرقل من رواية ابن عباس عن أبي سفيان وكان ابو سفيان من تجار قريش وأشرافهم وكان من المؤلفة ثم حسن إسلامه ونزل المدينة وتوفي بها سنة إحدى وثلاثين وقيل أربع وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة وهو والد يزيد ومعاوية وأم حبيبة أولاد أبي سفيان وأخوتهم
799 أبو سفيان مولى ابن أبي أحمد مذكور في المختصر في العرايا هو تابعي وهو مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش الأسدي وقال محمد بن سعد هو مولى لبني عبد الأشهل وكان له انقطاع إلى أبي أحمد بن جحش فنسب إلى ولائه واختلفوا في اسم أبي سفيان هذا فقيل قزمان بقاف مضمومة ثم زاي ساكنة وقال الدارقطني في تسمية رجال مسلم اسمه وهب روى عن أبي سعيد الخدري روى عنه داود بن الحصين وغيره وقال داود بن الحصين كان أبو سفيان يؤم بني عبد الأشهل وفيهم ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم محمد بن سلمة وسلمة بن سلام ويصلي بهم وهو مكاتب قال محمد بن سعد وكان ثقة قليل الحديث روى له البخاري ومسلم
800 أبو سلمة الصحابي زوج أم سلمة رضي الله عنهما تكرر ذكره هو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي كان قديم الإسلام وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة بأم سلمة وشهد بدرا وأحدا وجرح بها والذمل جرحه ثم انتقض جرحه فمات منه هكذا ذكره ابن عبد البر وهو والد عمر بن أبي سليمة
801 أبو سلمة التابعي هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وسبق باقي نسبه في ترجمة أبيه عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري أحد العشرة رضي الله عنهم
522(2/521)
أجمعين تكرر ذكر أبي سلمة في المختصر وذكره في المهذب في كتاب السير في فصل الأمان عن عمر واسم أبي سلمة عبد الله وقيل إسماعيل والصحيح المشهور هو الأول وهو مدني من كبار التابعين وهو أحد فقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال كما سبق إيضاحه في ترجمة خارجة بن زيد سمع أبو سلمة جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن سلام وابن عمر وابن عباس وابن عمرو بن العاصي وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري وأبو أسيد بضم الهمزة ومعاوية بن الحكم وربيعة بن كعب وعائشة وأم سلمة وقيل سمع حسان بن ثابت ولم يسمع عمر بن الخطاب بل روايته عنه مرسلة وسمع جماعة من التابعين منهم عطاء بن أبي رباح وعروة وبشير بن سعيد بضم الباء وعمر بن عبد العزيز وروى عنه خلائق من التابعين وغيرهم فمن التابعين عامر الشعبي وعبد الرحمن الأعرج وعراك بن مالك وعمرو بن دينار وأبو حازم وأبو سلمة بن دينار والزهري ويحيى الأنصاري ويحيى بن أبي كثير وآخرون وأم أبي سلمة تماضر بنت الأصبغ وسيأتي بيانها في ترجمتها إن شاء الله تعالى واتفقوا على جلالة أبي سلمة وإمامته وعظم قدره وارتفاع منزلته
روينا عن محمد بن سعد قال كان ثقة فقيها كثير الحديث توفي بالمدينة سنة أربع وتسعين وهو ابن اثنتين وسبعين قال وهذا أثبت من قول من قال سنة أربع ومائة وقال أبو زرعة هو ثقة إمام قالوا وكان صبيح الوجه
802 أبو السنابل بن بعكك الصحابي الذي خطب سبيعة الأسلمية وهو بفتح السين وبعكك بموحدة مفتوحة ثم عين مهملة ساكنة ثم كافين وهو مصروف وهو أبو السنابل بن بعكك بن الحجاج بن الحارث بن السباق بن عبد الدار كذا نسبه ابن الكلبي وابن عبد البر وقيل في نسبه غير هذا واسمه عمرو وقيل حبة بالباء الموحدة وقيل بالنون حكاهما ابن ماكولا أسلم يوم فتح مكة وكان من المؤلفة وكان شاعرا سكن الكوفة
803 أبو سهل الصعلوكي من أصحابنا أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الروضة ولا ذكر له في المختصر والمهذب هو الإمام البارع أبو سهل الصعلوكي النيسابوري الشافعي مذهبا الحنفي نسبا من بني حنيفة قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور واسم أبي سهل هذا محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون بن عيسى بن إبراهيم بن بشير الحنفي العجلي الإمام الهمام أبو سهل الفقيه الأديب اللغوي النحوي الشاعر المتكلم المفسر المفتي الصوفي الكاتب العروضي خير زمانه وبقية أقرانه رضي
523(2/522)
الله عنه ولد سنة ست وتسعين ومائتين وسمع أول سماعه سنة خمس وثلاثمائة وطلب الفقه وتبحر في العلوم قبل خروجه إلى العراق بسنتين فإنه ناظر في مجالس أبي الفضل البلعمي الوزير سنة سبع عشرة وثلاثمائة وكان يقوم في المجالس إذ ذاك ثم خرج إلى العراق سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وهو إذ ذاك أوحد بين أصحابه ثم دخل البصرة ودرس بها إلى أن استدعي إلى أصبهان ثم أنتقل إلى نيسابور ودرس وأفتى ورأس أصحابه بنيسابور اثنتين وثلاثين سنة ومن جملة شيوخه في المذهب أبو إسحاق المروزي قال أبو إسحاق المروزي ذهبت الفائدة من مجلسنا بعد خروج أبي سهل النيسابوري
وقال الصاحب ابن عباد لا نرى مثل أبي سهل ولا رأى هو مثل نفسه وقال أبو بكر الصيرفي خرج أبو سهل إلى خراسان ولم ير أهل خراسان مثله وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقاته كان أبو سهل صاحب أبي إسحاق المروزي وتوفي في آخر سنة تسع وستين وثلاثمائة وعنه أخذ الفقه أبو الطيب وفقهاء نيسابور
وقال أبو سعد السمعاني في الأنساب الصعلوكي منسوب إلى الصعلوك قال وكان أبو سهل هذا إمام عصره بلا مدافعة المرجوع إليه في العلوم تفقه على أبي علي الثقفي بنيسابور قال وسمع بخراسان أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم وببغداد الحسين بن إسماعيل المحاملي وأبا بكر محمد بن القاسم الأنباري وآخرين سمع منه الحاكم أبو عبد الله وآخرون توفي ليلة الثلاثاء الخامس عشر من ذي القعدة سنة تسع وستين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة وأشهر وعن غرائب أبي سهل ما حكاه عنه أبو سعد المتولي أنه قال إذا نوى بغسله الجنابة والجمعة لا يجزيه لواحد منهما والمشهور في المذهب أنه يجزيه لهما ومنها أنه اشترط النية في إزالة النجاسة حكاه عنه القاضي حسين وابن الصباغ والمتولي والمشهور أنها لا تشترط ونقل الماوردي والبغوي في شرح السنة الإجماع أنها لا تشترط قال أبو العباس التستري الصوفي كان أبو سهل يقدم في علوم الصوفيه ويتكلم فيها بأحسن الكلام وصحب من أئمتهم المرتعش
524(2/523)
والشبلي وأبا علي الثقفي وغيرهم وقال أبو عبد الرحمن السلمي قال لي أبو سهل عقوق الوالدين تمحوه التوبة وعقوق الأستاذ لا يمحوه شيء البتة .
حرف الشين المعجمة
804 أبو شريح الخزاعي الصحابي رضي الله عنه مذكور في المختصر في باب ما يجب به القصاص وفي المهذب فيه وفي باب استيفاء القصاص ثم في باب العفو عن القصاص وقال في الباب الأول هو أبو شريح الخزاعي وفي الآخرين أبو شريح الكعبي وهو واحد يقال فيه الكعبي والخزاعي والعدوي واختلف في اسمه فقيل خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى بن معاوية وقيل اسمه عبد الرحمن بن عمرو وقيل عمرو بن خويلد وقيل هانىء بن عمرو وقيل كعب
أسلم قبل فتح مكة وكان يوم فتح مكة حاملا أحد ألوية بني كعب قال محمد بن سعد توفي أبو شريح بالمدينة سنة ثمان وستين رضي الله عنه روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديثين وانفرد البخاري بحديث روى عنه نافع بن جبير وسعيد المقبري
804 أبو الشعثاء التابعي مذكور في المختصر في العيب في النكاح وفي التدبير هو بشين معجمة مفتوحة ثم عين مهملة ساكنة ثم ثاء مثلثة ممدودة واسمه جابر بن زيد الأزدي البصري سمع ابن عباس وابن عمرو والحكم بن عمرو وغيرهم روى عنه عمرو بن دينار وقتادة وعمرو بن زهدم واتفقوا على توثيقه قال أحمد بن حنبل وعمرو بن علي والبخاري توفي سنة ثلاث وتسعين وقال محمد بن سعد سنة ثلاث ومائة وقال الهيثم سنة أربع ومائة
حرف الصاد المهملة
806 أبو صالح السمان الزيات التابعي تكرر في المختصر واسمه ذكوان يقال له السمان والزيات كان يجلب السمن والزيت إلى الكوفة وهو مدني غطفاني مولى جويرية بنت الأحمس سمع سعد بن أبي وقاص وابن عمر وابن عباس وجابرا وأبا سعيد وأبا هريرة وأبا عياش الزرقي وعائشة وسمع جماعة من التابعين
روى عنه عطاء بن أبي رباح وعبد لله بن دينار ومحمد بن سيرين والزهري وحبيب بن أبي ثابت ورجاء بن حيوة ويحيى الأنصاري وأبو إسحاق السبيعي وخلائق من التابعين
525(2/524)
وغيرهم واتفقوا على توثيقه وجلالته قال أحمد بن حنبل هو ثقة ثقة من أجل الناس وأوثقهم وشهد الدار زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه توفي بالمدينة سنة إحدى ومائة
حرف الضاد المعجمة
807 أبو ضمضم بضادين معجمتين مفتوحتين مذكور في المهذب في باب القذف ولا يعرف له اسم وقد ذكره أبو عمرو وابن عبد البر في الصحابة
حرف الطاء
808 أبو طاهر الزيادي من أصحابنا الخراسانيين أصحاب الوجوه تكرر ذكره في الروضة ولا ذكر له في غير هذه الكتب الستة وأسمه محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود بن أيوب بن محمد الزيادي
روى الحديث عن أبي بكر القطان وأبي طاهر لمحمد اباذي وأبي عبيد الله الصفار وأبي حامد بن بلال وغيرهم
روى عنه أبو القاسم بن عليك والحاكم أبو عبد الله وأبو بكر البيهقي وأحمد بن خلف وغيرهم توفي الحاكم قبله وأثنى عليه الحاكم فقال هو أبو طاهر الزيادي الفقيه الأديب الشروطي ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة وابتدأ سماع الحديث سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وابتدأ الفقه سنة ثمان وعشرين وتوفي بعد سنة أربعمائة وكان أبوه من أعيان العباد الذين يتبرك بهم وبدعائهم ومن غرائب أبي طاهر أنه قال يجوز للذمي إحياء الموت في دار الإسلام بإذن الإمام وقال الجمهور لا يجوز كما لا يجوز بغير إذنه بالاتفاق
809 أبو طلحة الأنصاري الصحابي رضي الله عنه تكرر في المختصر والمهذب اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حزام بالزاي ابن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري المدني شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد النقباء رضي الله عنهم
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وتسعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على حديثين وانفرد البخاري بحديث ومسلم بآخر روى عنه جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وأنس وآخرون وجماعات من التابعين توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وقيل أربع وثلاثين
526(2/525)
وهو ابن سبعين سنة كذا قال الأكثرون توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وقيل أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة كذا قال الأكثرون أنه توفي بالمدينة
وقال أبو زرعة الدمشقي توفي بالشام وقيل في البحر غازيا وروينا عن أبي زرعة الدمشقي قال عاش أبو طلحة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة يسرد الصوم وهذا القول مخالف لما قدمناه عن الجمهور في وفاته أنها كانت سنة اثنتين وثلاثين أو أربع قالوا وصلى عليه عثمان بن عفان فكيف كان يسرد الصوم أربعين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروينا في صحيح البخاري في كتاب الجهاد عن أنس قال كان أبو طلحة لا يصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى وروينا في مسند أبي يعلى الموصلي عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (صوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة)
810 أبو طيبة الذي حجم النبي صلى الله عليه وسلم مذكور في المختصر في الأطعمة وفي المهذب في آخر نفقة الأقارب وفي الوسيط في أول كتاب الطهارة هو بفتح الطاء المهملة اسمه نافع وقيل ميسرة وقيل دينار وكان عبدا لبني بياضة
811 أبو الطيب بن سلمة من متقدمي أصحابنا وأئمتهم أصحاب الوجوه تكرر في المهذب والوسيط والروضة هو الإمام أبو الطيب محمد بن الفضل بن سلمة بن عاصم البغدادي وأشتهر بأبي الطيب بن سلمة نسب إلى جده قال الخطيب البغدادي كان من كبار الفقهاء ومتقدميهم قال ويقال إنه درس على أبي العباس بن سريج قال وصنف كتبا عدة وتوفي في المحرم سنة ثمان وثلاثمائة قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله كان أبو الطيب هذا معروف النسب في الفضل والأدب فأبوه على ما حكاه الخطيب هو أبو طالب الفضل بن سلمة صاحب كتاب ضياء القلوب وغيره من الكتب في الأدب وغيره وجده هو سلمة بن عاصم صاحب الفراء وشيخ ثعلب وقد أكثر ثعلب عنه ومن غرائب أبي الطيب بن سلمة أنه قال يكفر تارك الصلاة وان اعتقد وجوبها حكاه عنه الشيخ أبو إسحاق في تعليقه في الخلاف ونقلته إلى شرح المهذب ومنها أنه قال إذا أذن الولي للسفيه أن يتزوج لم يصح كالصبي والمذهب صحته وبه قال الجمهور ومنها إذا قدم بدوي بطعام للجلب في موضع يحرم بيع الحاضر للبادي فاستشار البدوي حضريا في بيعه فهل يرشده إلى ادخاره وبيعه على التدريج فيه وجهان قال أبن سلمة وأبو إسحاق المروزي يجب إرشاده لأداء
527(2/526)
النصيحة وقال أبو حفص ابن الوكيل لا يرشده توسعة على الناس ومنها أنه جوز بيع شاة في ضرعها لبن بشاة في ضرعها لبن والصحيح الذي عليه سائر الأصحاب بطلانه
812 أبو الطيب الطبري القاضي شيخ صاحب المهذب تكرر ذكره في الكتب الثلاثة وهو الإمام البارع في علوم الفقه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد لله بن طاهر الطبري من طبرستان ثم البغدادي قال الشيخ أبو إسحاق هو شيخنا وأستاذنا ولد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وتوفي سنة خمسين وأربعمائة وهو أبن مائة وسنتين لم يختل عقله ولا تغير فهمه يفتي مع الفقهاء ويستدرك عليهم ويقضي ويشهد ويحضر المواكب بدار الخلافة إلى أن مات تفقه بآمل على أبي علي صاحب ابن القاص وقرأ على أبي سعد الإسماعيلي وعلى القاضي أبو القاسم بن كج ثم ارتحل إلى نيسابور وأدرك أبا الحسن الماسرجسي صاحب أبي إسحاق المروزي فصحبه أربع سنين وتفقه عليه ثم أرتحل إلى بغداد وعلق عن أبي محمد البافي بالباء الموحدة والفاء الخوارزمي صاحب الداركي وحضر مجلس الشيخ أبي حامد الأسفرايني ولم أر فيمن رأيت أكمل اجتهادا وأشد تحقيقا وأجود نظرا منه شرح مختصر المزني وصنف في المذهب والأصول والخلاف والجدل كتبا كثيرة ليس لأحد مثلها ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة ودرست أصحابه في مسجده سنين بإذنه ورتبني في حلقته وسألني أن أجلس في مسجده للتدريس ففعلت ذلك في سنة ثلاثين وأربعمائة أحسن الله عني جزاءه ورضي عنه وأرضاه هذا كلام الشيخ أبي إسحاق في طبقاته وقال الخطيب الغدادي هو طاهر بن عبد لله بن طاهر بن عمرو أبو الطيب الطبري الفقيه الشافعي سمع بجرجان أبا أحمد الغطريفي وبنيسابور أبا الحسن الماسرجسي وعليه درس الفقه وسمع أيضا من شيوخ نيسابور وقدم بغداد فسمع موسى بن جعفر بن عمرو وأبا الحسن الدارقطني والمعافى بن زكريا والجريري بفتح الجيم واستوطن بغداد ودرس بها وأفتى ثم ولي القضاء بربع الكرخ بعد وفاة أبي عبد الله الصيمري فلم يزل على القضاء إلى حين وفاته قال الخطيب واختلفت إليه وعلقت عنه الفقه سنين عدة وسمعته يقول ولدت بآمل سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وخرجت إلى جرجان للقاء أبي بكر الإسماعيلي والسماع منه فدخلت البلد يوم الخميس واشتغلت بدخول الحمام فلما جئت من الغد لقيني ابنه أبو سعد فقال شرب دواء لمرض كان به فتجيء غدا تسمع منه فجئت من الغد يوم السبت فإذ
528(2/527)
هو قد توفي بالليل وابتدأ بالتفقه وله أربع عشرة سنة ولم يخل به يوما واحدا حتى مات وقال أبو محمد البافي بالفاء أبو الطيب الطبري أفقه من أبي حامد الاسفرايني وقال الاسفرايني أبو الطيب أفقه من البافي قال الخطيب وكان أبو الطيب ثقة صادقا دينا ورعا عارفا بأصول الفقه وفروعه محققا في علومه سليم الصدر حسن الخلق صحيح المذهب جيد اللسان يقول الشعر على طريقة الفقهاء توفي يوم السبت لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وحضرت الصلاة عليه في جامع المنصور
قلت ومن غرائب القاضي أبي الطيب قوله إن خروج المني ينقض الوضوء والصحيح الذي قاله جمهور أصحابنا لا ينقضه بل يوجب الغسل فقط ومنها ما حكاه عنه صاحب الشيخ أبو إسحاق صاحب المهذب في تعليقه أنه لو فرقت صيعان صبرة فباع واحدا مبهما صح البيع لعدم الضرر والصحيح الذي قطع به جمهور أصحابنا بطلانه ومنها أنه قال إذا صلى الكافر في دار الحرب كانت صلاته إسلاما والصحيح المنصوص للشافعي وجمهور الأصحاب أنها ليست بإسلام إلا أن تسمع منه الشهادتان
حرف العين
813 أبو العاص بن الربيع الصحابي والد أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنهما مذكور في المهذب في أول باب من يصح لعانه وفي المن على الأسير هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها لأبويها كذا قاله ابن عبد البر وغيره وقال ابن منده وأبو نعيم اسم أمه هند بنت خويلد واختلفوا في اسم أبي العاص فقيل اسمه لقيط وقيل مهشم وقيل هشيم والأول أشهر قال ابن الأثير وهو قول الأكثر وأسر أبو العاص يوم بدر فمن عليه بلا فداء كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب زينب ثم أسلم قبيل فتح مكة وحسن إسلامه ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنكاح جديد وقيل بالنكاح الأول وتوفيت زينب عنده وتوفي هو سنة اثنتي عشرة من الهجرة ورد زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بدر بقليل حين طلبها منه
814 أبو عاصم العبادي تكرر في الروضة ولا ذكر له في غيره من هذه
529(2/528)
الكتب هو بفتح العين وتشديد الباء منسوب إلى عباد جد جد أبيه وهو أحد فقهاء أصحابنا أصحاب الوجوه قال أبو سعد السمعاني في الأنساب هو القاضي أبو عاصم محمد بن أحمد ابن محمد ابن عبد لله بن عباد العبادي الهروي كان إماما فقيها مناظرا دقيق النظر تفقه بهراة على القاضي أبي منصور الأزدي وبنيسابور على القاضي أبي عمر البسطامي وسمع الحديث الكثير وحدث وصنف كتبا في الفقه ككتاب المبسوط والهادي إلى مذهب العلماء وكتابا في الرد على القاضي السمعاني وغيرها ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وتوفي في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة رحمه الله هذا آخر كلام السمعاني ومن مصنفات أبي عاصم كتاب الشرح وكتاب الزيادات وكتاب زيادات الزيادات وكتاب الأطعمة وكتاب أحكام المياه وكتاب طبقات الفقهاء وله الفتوى ومن غرائب أبي عاصم
815 أبو عاصم النبيل مذكور في المختصر في بيع حاضر لباد هو أبو عاصم الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود بن عمرو بن وألان بن ثعلبة بن شيبان الشيباني البصري النبيل وهو من تابعي التابعين سمع عبد لله بن عون ويزيد بن أبي عبيد ومحمد بن عجلان وأيمن بن نايل وعبد الرحمن بن وردان وابن أبي ذؤيب وعبد العزيز أبي رواد والأوزاعي وسعيد بن عبد الرحمن وحيوه بن شريح وثور بن يزيد وعمران القطان وعبد العزيز بن جريج ومالك بن أنس والثوري وسعيد بن أبي عروبة وجرير بن حازم وسليمان التيمي وسمع من جعفر الصادق حديثا واحدا وعزرة بن ثابت والمثنى بن عمرو وخلائق وغيرهم
روى عنه جرير بن حازم وهو من شيوخه وأحمد بن حنبل وأبو خيثمة وعلي بن المديني وعمرو بن علي ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وأبو غسان المسمعي وأبو بكر بن أبي شيبة والحسن بن علي الحلواني والأصمعي وعبد بن حميد وعبد الله بن داود الخريبي بضم الخاء المعجمة وهو أكبر منه والبخاري
وروى عن واحد عنه وأبو داود وآخرون واتفقوا على توثيقه وجلالته وحفظه قال عمر بن شيبة حدثنا أبو عاصم النبيل والله ما رأيت مثله وقال الخليل بن عبد لله القزويني أبو عاصم النبيل متفق عليه زهدا وعلما وورعا وديانه وإتقانا وقال البخاري سمعت أبا
530(2/529)
عاصم يقول منذ عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا قط وقال ابن سعد كان ثقة فقيها توفي بالبصرة في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين وهو أبن تسعين سنة وأشهر وقيل توفي سنة ثلاث عشرة واختلفوا في سبب تلقيبه بالنبيل فقيل لأنه قدم الفيل إلى البصرة فخرج الناس يتفرجون فجاء أبو عاصم إلى ابن جريج ليستفيد منه العلم فقال ابن جريج ما لك لم تخرج مع الناس فقال لا أجد منك عوضا فقال أنت نبيل وقيل لأن شعبة حلف أن لا يحدث أصحابه شهرا فبلغ ذلك أبا عاصم فقصده فقال حدث وغلامي العطار حر لوجه الله تعالى كفارة عن يمينك فأعجبه ذلك وقال أبو عاصم نبيل فلقب به وقيل لأنه كان يلبس الثياب الفاخرة فإذا أقبل قال ابن جريج جاء النبيل وقيل غير ذلك
816 أبو العالية مذكور في المهذب في آخر باب الأطعمة هو أبو العالية بالعين المهملة وبالياء المثناه من تحت وأسمه رفيع بضم الراء وفتح الفاء ابن مهران البصري الرياحي بكسر الراء مولى امرأة من بني رياح بن يربوع حي من بني تميم واسم مولاته أميته أعتقته سايبة وهو من كبار التابعين المخضرمين أدرك الجاهلية واسلم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ودخل على أبي بكر الصديق وصلى خلف عمر رضي الله عنهما وروى عن علي وأبن مسعود وأبي بن كعب وأبي أيوب وأبي موسى وابن عباس وأبر برزة روى عنه قتادة وعاصم الأحول وداود بن أبي هند والربيع بن أنس ومحمد بن واسع وثابت البناني وحميد بن هلال وحفصة بنت سيرين وآخرون
قال يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وآخرون هو ثقة قال أبو القاسم الطبري هو ثقة مجمع على توثيقه روى له البخاري ومسلم وقال أبو بكر بن أبي داود في كتاب شريعة القاري ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقران من أبي العالية وبعده سعيد بن جبير ثم السدي ثم سفيان الثوري
817 أبو العباس ابن سريج الإمام المشهور تكرر في هذه الكتب وهو أحد أعلام أصحابنا بل أوحدهم بعد الذين صحبوا الشافعي وهو القاضي الإمام أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي إمام أصحابنا وهو الذي نشر مذهب الشافعي وبسطه تفقه على أبي القاسم الأنماطي وتفقه الأنماطي على المزني والمزني على الشافعي قال الخطيب البغدادي هو إمام أصحاب الشافعي في وقته شرح المذهب ولخصه وعمل المسائل في الفروع وصنف كتبا في الرد على المخالفين من أصحاب
531(2/530)
الرأي وأهل الظاهر وحدث شيئا بشيراز عن الحسن بن محمد الزعفراني ومحمد بن سعيد العطار وعلي بن الحسن بن أسكاب وعباس بن عبد الله الترقفي وعباس بن محمد الدوري وعباس بن عبد الملك الدقيقي وأبو داود السجستاني ونحوهم
روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد الغطريفي محمد بن أحمد بن الغطريف قال الخطيب أنبأنا أبو سعيد الماليني حدثنا عبد لله بن عدي الحافظ قال سمعت أبا علي بن خيران يقول سمعت أبا العباس بن سريج يقول رأيت في المنام كأنا مطرنا كبريتا أحمر فملأت أكمامي وجبتي وحجري منه فعبر لي إني أرزق علما عزيزا كعز الكبريت الأحمرأنشدني ابن سريج لنفسه شعر
(ولو كلما كلب عوى ملت نحوه .......... أجاوبه إن الكلاب كثير)
(ولكن مبالاتي بمن صاح أو عوى .......... قليل لأني بالكلاب بصير)
وقال أبو الحسن الدارقطني سمع ابن سريج الحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن منصور الرمادي وجالس داود الظاهري وناظره وكان يحضر مع ابنه محمد بن داود في جامع الرصافة للنظر فيناظره ويستظهر عليه وله مصنفات في الفقه على مذهب الشافعي وله رد على المخالفين والمتكلمين وله رد على عيسى بن أبان العراقي في الفقه
وقال الشيخ أبو إسحاق في طبقاته كان ابن سريج من عظماء الشافعيين وأئمة المسلمين وكان يقال له الباز الأشهب قال وولي القضاء بشيراز قال وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي حتى على المزني قال وسمعت شيخنا أبا الحسن الشيرجي الفرضي يقول إن فهرست كتب أبي العباس بن سريج يشتمل على أربعمائة مصنف وقام بنصرة مذهب الشافعي ورد المخالفين وفرع على كتب محمد بن الحسن قال وكان الشيخ أبو حامد يقول نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون الدقائق قال وأخذ العلم عن أبي القاسم الأنماطي وأخذه عن ابن سريج فقهاء الإسلام وعنه انتشر فقه الشافعي في أكثر الآفاق
وقال الشيخ أبو حامد في تعليقه في مسألة صفة الجلوس في التشهد الأول قال ابن سريج متى عرف من أصول الشافعي شيء وذكره في كتبه عمل به فمتى وجد في كتبه غير ذلك يؤول ولم ينزل على ظاهره لئلا يعد قولا آخر له
توفي أبو العباس ببغداد لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة قال الخطيب بلغني أنه بلغ سبعا وخمسين سنة وستة أشهر و دفن بحجرة بسويقة ابن غالب
532(2/531)