وأبو نعيم الأصبهاني في مسند أبي حنيفة ص96 من طريق أبي حنيفة ،
أربعتهم ( أبو معاوية ، وابن نمير ، وعلي بن مسهر ، وأبو حنيفة ) عن الحجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن ابن عباس به مختصراً، ولفظه :" عمرة في رمضان تعدل حجة ". وقال بعضهم : " حجة معي " .
- وأخرجه البخاري 3/4 ح1782، ومسلم 4/61 ح1256 ، وأحمد 1/229 ح2025 ، وإبراهيم الحربي في الغريب 2/895 ، وابن الجارود 2/115 ح504 ، وأبو نعيم في المستخرج 3/349 ح2900 ، والبيهقي 4/346 ، وابن عبد البر في التمهيد 22/57 من طريق يحيى القطان ،
والنسائي في المجتبى 4/130 من طريق شعيب بن إسحاق ،
والنسائي في الكبرى 2/471 ح4223 من طريق سفيان بن حبيب ،
والدارمي 2/73 ح1859 ، وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 7/435ح8111 ) من طريق أبي عاصم النبيل ،
وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 7/435 ح8111 ) ، وابن حبان 9/13 ح3700 من طريق مخلد ابن يزيد ،
وابن عبد البر في التمهيد 22/56 من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد ،
وابن مندة ( الإصابة 4/463 ) من طريق صدقة بن عبد الله ،
سبعتهم ( القطان، وشعيب، وسفيان بن حبيب، وأبو عاصم ، ومخلد، وعبد المجيد، وصدقة ) عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس به ، ولفظه : " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لامرأة من الأنصار - سماها ابن عباس فنسيت اسمها - : ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت : كان لنا ناضح ، فركبه أبو فلان وابنه - لزوجها وابنها - وترك ناضحاً ننضح عليه، قال : فإذا كان رمضان اعتمري فيه ، فإن عمرة في رمضان حجة " أو نحواً مما قال . هذا لفظ رواية القطان عند البخاري ، والبقية بنحوه ، وربما اختصره بعضهم ، أو زاد فيه يسيراً .
- وأخرجه البخاري 3/24 ح1863، ومسلم 4/61 ح1256، والطبراني في الكبير 13/111 ح271 - ومن طريقه الضياء في المختارة 9/333 ح299 - ، وأبو نعيم في المستخرج 3/349 ح2901 ، وابن عبد البر في التمهيد 22/57 من طريق حبيب المعلم ،(1/3)
وابن ماجه 2/996 ح2995 ، وأحمد 3/352 ح14795 و3/361 ح14882 و3/397 ح15270 ، والخطيب في تاريخ بغداد 5/169 ، والبغوي في شرح السنة 7/7 ح1844 من طريق عبيد الله بن عمر الرقي ، عن عبد الكريم بن مالك الجزري ، وعلقه البخاري 3/24 تحت رقم 863 عن عبيد الله ، عن عبد الكريم ،
وأحمد 1/308 ح2808 ، وابن سعد 8/430 ، وابن أبي شيبة ( الفتح 3/706 ) والطبراني في الكبير 11/148 ح11322 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،
وابن حبان 9/12 ح3699 ، والطبراني في الكبير 11/176 ح11410 ، وفي الأوسط 8/121 ح8156 ، وابن عدي 7/144 ، والإسماعيلي في معجمه 1/406 من طريق أبي إسماعيل المؤدب ، عن يعقوب بن عطاء ،
وتمام في فوائده 2/251 ح1658 من طريق الأوزاعي ،
والخطيب في تاريخ بغداد 10/117 من طريق هارون بن عمران ، عن سليمان بن أبي داود ،
ستتهم ( حبيب ، وعبد الكريم، وابن أبي ليلى، ويعقوب، والأوزاعي ، وسليمان ) عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس به ، ولفظه في رواية حبيب عند البخاري : " لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من حجته قال لأم سنان الأنصارية : ما منعك من الحج ؟ قالت : أبو فلان - تعني زوجها - كان له ناضحان حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضاً لنا . قال: فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي ". وربما وقع مختصراً . ولفظه في رواية يعقوب ، وابن أبي ليلى، وسليمان بن أبي داود :" جاءت أم سليم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : حج أبو طلحة وابنه وتركاني ، فقال : يا أم سليم ، عمرة في رمضان تعدل حجة " وزاد بعضهم : " معي " واختصره بعضهم . وكذا هو مختصر في بقية الروايات ، وجعله سليمان بن أبي داود وحده: عن ابن عباس ، عن أم سليم، وأما عبد الكريم الجزري فقال : عن عطاء، عن جابر .(1/4)
- وأخرجه أبو داود 2/518 ح1983 ، وابن خزيمة 4/361 ح3077 ، والطبراني في الكبير 12/207 ح12911 ، وفي الأوسط 4/358 ح4428 ، والحاكم 1/484 ، والضياء في المختارة 9/514 ح498 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عامر الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني ،
وأحمد بن منيع ( المطالب العالية 2/58 ح1305 ) عن هشيم ، والطبراني في الكبير 12/56 ح12458 من طريق إسماعيل بن صبيح ، عن أبي الربيع السمان، كلاهما ( هشيم، وأبو الربيع ) عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية ،
وأحمد بن منيع ( المطالب العالية 2/58 ح1305 ) عن إسماعيل ، عن أيوب ،
وأبو الشيخ الأصبهاني في أحاديث أبي الزبير عن غير جابر ص118 ح68 ،
من طريق السري بن عاصم ، عن عبد الله بن نمير ، عن الحجاج ، عن أبي الزبير،
ثلاثتهم ( أبو بشر ، وأيوب ، وأبو الزبير ) عن سعيد بن جبير ،(1/5)
كلاهما ( بكر المزني ، وسعيد بن جبير ) عن ابن عباس به ، ولفظه في رواية بكر المزني :" أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحج فقالت امرأة لزوجها : أحجني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما عندي ما أحجك عليه ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله ، وإنها سألتني الحج معك ، قالت : أحجني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : ما عندي ما أحجك عليه ، فقالت : أحجني على جملك فلان، فقلت : ذاك حبيسٌ في سبيل الله ، فقال : أما إنك لو أحججتها عليه كان في سبيل الله ، قال : وإنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجة معك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أقرئها السلام ورحمة الله وبركاته ، وأخبرها أنها تعدل حجة معي - يعني عمرة في رمضان - ". ولفظ رواية أبي الربيع عن جعفر : " أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة فقال لها : ما يمنعك من الحج ؟ قالت : لم يكن لنا إلا ناضح غزا عليه أبي وزوجي ، فقال لها: اعتمري في رمضان ، فإنها لك حجة " . ولفظ رواية هشيم ، عن جعفر : " أنها أرادت الحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها : اعتمري في رمضان فإنها لك حجة ". وأحال عليه في رواية أيوب ، عن سعيد ، وهو مختصر في رواية أبي الزبير ، عن سعيد .
وجعله هشيم في روايته عن جعفر : عن سعيد بن جبير ، عن امرأة من الأنصار يقال لها أم سنان ، وأحال عليه في رواية أيوب ، عن سعيد .
- وأخرجه أبو موسى المديني في اللطائف ص63 ح82 من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، قال : دفع إلينا معاذ بن هشام كتاباً قال : سمعته من أبي ، فنسخناه ، ولم يقرأه علينا، وكان فيه : عن قتادة ، عن عامر الأحول ، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن سلمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " عمرة في رمضان تعدل حجة " .
الحكم عليه :(1/6)
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على عطاء بن أبي رباح ، وقد تبين من كلام أبي حاتم ومن التخريج السابق أنه قد اختلف فيه على عطاء، فروي عنه على أربعة أوجه.
الوجه الأول : عن عطاء ، عن أم سليم ، وهذه رواية معقل بن عبيد الله .
الوجه الثاني : عن عطاء، عن ابن عباس ، وهذه رواية الجماعة ، وهم : حجاج ابن أرطاة ، وابن جريج ، وحبيب المعلم ، وابن أبي ليلى ، ويعقوب بن عطاء ، والأوزاعي ، وعبد المجيد بن أبي روَّاد .
الوجه الثالث : عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن أم سليم ، وهذه رواية سليمان ابن أبي داود .
الوجه الرابع : عن عطاء ، عن جابر ، وهذه رواية عبد الكريم الجزري .
وقد اقتصر أبو حاتم على الوجهين الأولين ، وذكر أن الوجه الأول ، وهو حديث معقل مرسل ، وذلك لأن عطاءً لم يدرك أم سليم ، فإنها توفيت في خلافة عثمان - كما سبق في ترجمتها - ولذلك قال أبو حاتم: وقد قصر به . يعني أن معقل بن عبيد الله قصر بالحديث ، فلم يروه موصولاً بذكر ابن عباس ، بل جعله مرسلاً ، وذلك أن قوله : " عن عطاء ، عن أم سليم ". مثل قوله : " عن عطاء أن أم سليم " ، لأنه لم يدركها فحكم :" عن " و " أنَّ " هنا واحد ، والمراد حكاية قصتها ، لا الرواية عنها ، ( انظر شرح العلل لابن رجب 2/603 ) .
ثم رجح أبو حاتم الوجه الثاني الموصول بعبارة قوية ، وهي قوله : ومن خالف ابن جريج في عطاء فقد وقع في شغل .
ومفاد هذه العبارة أنه لو كان ابن جريج وحده لكان يحكم له ، فكيف وقد وافقه الجماعة .
ولم يتعرض أبو حاتم للوجهين الثالث والرابع ، ولكن عبارته السابقة تفيد أن الحكم سيكون لابن جريج على كل حال ، وهو كذلك ، فإن سليمان بن أبي داود الجزري منكر الحديث كما قال البخاري ، وابن حبان . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث جداً . وقال أبو زرعة: كان لين الحديث ( التاريخ الكبير 4/11، الجرح والتعديل 4/115، المجروحين 1/335) .(1/7)
وإما عبد الكريم الجزري ، وإن كان ثقة ، إلا أنه لا يحتمل منه مخالفة الجماعة في روايتهم عن عطاء .
وقد يفهم من صنيع البخاري أن رواية عبد الكريم غير محفوظة ، فإنه ساق رواية حبيب المعلم ، عن عطاء ، ثم ذكر رواية ابن جريج ، عن عطاء - وكان قد ساقها قبل ذلك مسندة - ثم قال : وقال عبيد الله ، عن عبد الكريم ... . فلم يسق رواية عبد الكريم مسندة ، بل علقها ، وأسند رواية حبيب ، وابن جريج ، فكأنه يشير إلى تعليل رواية عبد الكريم .
وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن رواية عبد الكريم شاذة وكذا رواية معقل ، ثم قال : وصنيع البخاري يقتضي ترجيح رواية ابن جريج ، ويومئ إلى أن رواية عبد الكريم ليست مُطَّرَحة لاحتمال أن يكون لعطاء فيه شيخان ، ويؤيد ذلك أن رواية عبد الكريم خالية عن القصة مقتصرة على المتن ( انظر الفتح 4/93 ) .
وقول ابن حجر إن صنيع البخاري يقتضي ترجيح رواية ابن جريج . هو كما قال ، ولكن ما بعده ليس كما قال. فإنه إذا ترجحت رواية عبد الكريم فما خالفها فهو مرجوح، ثم إن كون رواية عبد الكريم خالية من القصة غير مؤثر ، فإنه قد وقع خالياً من القصة في بعض طرقه عن ابن جريج وغيره ممن تابعه عليه - كما سبق في التخريج - .
والحاصل أن الصحيح في هذا الحديث هو الوجه الثاني بجعله من مسند ابن عباس ، وهو رواية ابن جريج وغيره عن عطاء ، وكل من خالف ابن جريج فيه فقد وقع في شغل .
وهو من هذا الوجه حديث صحيح ، كما هو مخرج في الصحيحين وغيرهما .(1/8)
والظاهر أن المرأة المذكورة فيه هي أم سليم ، وليست أم سنان ، فقد اتفق أربعة من الرواة عن عطاء بأنها أم سليم ، وهم : معقل بن عبيد الله ، وابن أبي ليلى ، ويعقوب ابن عطاء ، وسليمان بن أبي داود ، وليس فيهم ثقة يعتمد عليه ، ولكن لم يسمها أم سنان غير حبيب المعلم ، وقد قال الحافظ ابن حجر بعد ذكر ذلك : فهؤلاء ثلاثة - يعني الثلاثة الأولين - يبعد أن يتفقوا على الخطأ ، فلعل حبيباً لم يحفظ اسمها كما ينبغي ، ثم ذكر حديث سعيد ابن جبير ( انظر الفتح 3/706 ) ، ولعل السبب في وهم حبيب في ذلك ما جاء في رواية عبد المجيد ، وصدقة بن عبد الله ، عن ابن جريج ، وفيه : قال ابن جريج : وسمعت داود بن عاصم يحدث هذا الحديث عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، وقال : اسم المرأة أم سنان ( انظر التمهيد 22/56 ) ففي هذه الرواية دلالة على أن ابن جريج إنما سماها أم سنان من طريقٍ في حديث أبي بكر بن عبد الرحمن ، وهو حديث آخر في قصة أخرى وليس حديث ابن عباس .
وقبل نهاية هذا البحث أحب أن أنبه إلى أن هذا الحديث لا يصح عن ابن عباس إلا من حديث عطاء ، وأما حديث بكر المزني ، وسعيد بن جبير فهما ضعيفان .
فأما حديث بكر المزني فقد تفرد به عامر بن عبد الواحد الأحول ، وقد قال أبو حاتم فيه: ثقة لا بأس به . وقال ابن معين: لا بأس به . وذكره ابن حبان في الثقات، ولكن ضعفه أحمد . وقال : ليس حديثه بشيء . وقال - أيضاً - : ليس بقوي . وكذا قال النسائي . وقد لخص ابن حجر حاله بقوله: صدوق يخطئ. ( تهذيب الكمال 14/65 ، التقريب 3103 ) ، فمثله لا يقبل تفرده .(1/9)
ثم إن المحفوظ عنه رواية عبد الوارث ، وأما رواية قتادة فليست محفوظة ، فلم يسمع ذلك إبراهيم بن محمد بن عرعرة من معاذ بن هشام - كما سبق في الإسناد - وقتادة لا يروي عن عامر الأحول ، وإنما المحفوظ عن قتادة ما أخرجه سعيد بن أبي عروبة في المناسك ص86 ح61 عن قتادة مرسلاً ، فلعله قد وقع في كتاب معاذٍ الذي دفعه إلى إبراهيم تخليط .
وأما حديث سعيد بن جبير فله عنه ثلاثة طرق ، أحدها طريق أبي الزبير ، وهو طريق ساقط ، تفرد به السري بن عاصم ، عن ابن نمير، عن الحجاج بن أرطاة ، عن أبي الزبير. والسري بن عاصم متهم ، فقد ذكر ابن عدي أنه يسرق الحديث ، وكذا ابن خراش وغيره . ( انظر : الكامل 3/460 ، الميزان 2/117 ) ، وقد روى هذا الحديث أحمد بن حنبل ، عن ابن نمير ، عن الحجاج ، عن عطاء ، وهذا هو الصواب قطعاً - كما سبق تخريجه - .
والطريق الثاني عن سعيد بن جبير طريق أيوب ، وهو عن سعيد، عن أم سنان.
والطريق الثالث عن سعيد طريق جعفر بن أبي وحشية ، وقد اختلف عليه فيه، فرواه أبو الربيع السمان عنه فجعله من مسند ابن عباس ، وخالفه هشيم ، فجعله عن سعيد ، عن أم سنان .
ورواية هشيم أصح ، ويؤيد ذلك متابعة أيوب لجعفر على ذلك .
وبناءً عليه فالمحفوظ عن سعيد بن جبير ، عن أم سنان ، وقد ذكر الحافظ في الفتح 3/706 أنه إسناد صحيح ، والذي يبدو لي أنه مرسل فإن الظاهر أن سعيداً لم يدرك أم سنان ، وإنما يحكي قصتها ، والله أعلم .(1/10)
85/871- سألت أبي وأبا زرعة عن حديثٍ رواه عمر بن علي الكندي الإِسْفَذْني(1)، عن ابن أبي فديك ، عن سليمان بن يزيدٍ ، عن ربيعة ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من مات في الحرمين ... " قال أبي : هذا خطأ ، إنما هو : سليمان -أخاف أن يكون - عن الثقة ، عن أنس . قال أبو زرعة: حدثنا عباد(2)الختلي ، عن ابن أبي فديك ، عن سليمان ، عن أنس . وأخاف أن يكون أخطأ فيه عمر بن أبي بكر الكندي ، ما أعلم لربيعة معنى .
دراسة الرواة :
* عمر بن علي بن أبي بكرٍ الكندي ، الإِسْفَذْني - بكسر الهمزة وسكون السين وفتح الفاء وسكون الذال المعجمة - ، الرازي ، روى عن : الدراوردي، وأبي بكر بن عياش، وابن أبي فديك وغيرهم . وعنه : أبو زرعة ، وأبو حاتم .
صدوق ، كما قال أبو زرعة ، وأبو حاتم .
الجرح والتعديل 6/125 ، الأنساب للسمعاني 1/143 .
* ابن أبي فديك هو : محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الديلمي ، مولاهم ، أبو إسماعيل المدني ، مات سنة 200 . روى عن : محمد بن عمرو بن علقمة ، وهشام بن سعد ، وابن أبي ذئب وغيرهم . وعنه : الشافعي ، وأحمد ، والحميدي وغيرهم . أخرج له الجماعة .
وثقه ابن معين وغيره ، وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ربما أخطأ .
وقال ابن سعد : كان كثير الحديث ، وليس بحجة . وضعفه يعقوب بن سفيان .
قال الذهبي : صدوق مشهور يحتج به في الكتب الستة .
__________
(1)
(1) وقع في جميع النسخ :" الإسفذي " وهو خطأ ، والصواب الإِسْفَذْني - بكسر الهمزة وسكون السين ، وفتح القاف وسكون الذال المعجمة ، وجعله السمعاني بفتح الذال ، وضبطه ابن حجر بفتح الهمزة - وهي نسبة إلى قرية من قرى الري . ( انظر مراصد الاطلاع 1/73 ، الأنساب للسمعاني 1/143 ، وانظر : ثقات ابن حبان 8/461 ، والتقريب 4695 ترجمته أبيه علي بن أبي بكر الإسفذني ) .
(2) قوله :" عباد " ساقطة من ( ض ) .(1/1)
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
طبقات ابن سعد 5/437 ، تاريخ الدوري 2/505 ، المعرفة والتاريخ 3/53 ، الجرح والتعديل 7/188 ، ثقات ابن حبان 9/42 ، تهذيب الكمال 24/485 ، الميزان 3/483 ، الكاشف 3/21 ، تهذيب التهذيب 3/514 ، التقريب 5736 .
* سليمان بن يزيد أبو المثنى الخزاعي الكعبي المدني ، روى عن : هشام بن عروة ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسالم بن عبد الله وغيرهم . وعنه : عبد الله بن نافع الصائغ ، وابن أبي فديك ، وعبد الله بن وهب وغيرهم . أخرج له الترمذي ، وابن ماجه.
قال أبو حاتم : منكر الحديث ، ليس بقوي .
وذكره ابن حبان في الثقات . ثم ذكره في المجروحين ، وقال : شيخ يروي عن هشام بن عروة ، روى عنه عبد الله بن نافع الصايغ ، يخالف الثقات في الروايات ، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للاعتبار .
قال في التقريب : [ ضعيف ] ، وهو كما قال .
الجرح والتعديل 4/149 ، ثقات ابن حبان 6/395 ، المجروحين 3/151 ، تعليقات الدارقطني على المجروحين ص295 ، تهذيب الكمال 24/252 ، الميزان 4/569 ، تهذيب التهذيب 4/582 ، التقريب 8340 .
* ربيعة بن أبي عبد الرحمن - واسمه فروخ - القرشي ، التيمي ، مولاهم ، أبو عثمان ، ويقال : أبو عبد الرحمن المدني ، المعروف بربيعة الرأي . مات سنة 136 . روى عن : أنس بن مالك ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، ويزيد مولى المنبعث وغيرهم . وعنه : مالك ، وإسماعيل بن جعفر ، وشعبة ، والثوري ، وسليمان بن يزيد وغيرهم .
متفق على توثيقه ، وكان له جلالة وفقه . قال مالك : ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة ثبت ، أحد مفتي المدينة .
قال في التقريب : [ ثقة فقيه مشهور، قال ابن سعد : كانوا يتقونه لموضع الرأي ] .(1/2)
طبقات ابن سعد ( القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص320 )، الجرح والتعديل 3/475 ، تاريخ بغداد 8/420 ، تهذيب الكمال 9/123 ، تهذيب التهذيب 1/598 ، التقريب 1911 .
* أنس بن مالك - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الخامسة .
* عبَّاد بن موسى الْخُتَّلي - بضم المعجمة وتشديد المثناة المفتوحة - أبو محمد البغدادي ، مات سنة 230 . روى عن : إسماعيل بن جعفر ، وابن علية ، وابن عيينة وغيرهم . وعنه : مسلم ، وأبو داود ، وأبو زرعة وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن معين ، وأبو زرعة ، وصالح جزرة وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 6/87 ، ثقات ابن حبان 8/436 ، تاريخ بغداد 11/107 ، تهذيب الكمال 14/161 ، تهذيب التهذيب 2/283 ، التقريب 3143 .
التخريج :
لم أقف عليه من حديث عمر بن علي الكندي ، ولا من الوجه الذي رواه عليه بذكر ربيعة فيه .
- وأخرجه السهمي في تاريخ جرجان ص434 من طريق أبي عوانة موسى بن يوسف القطان ، عن عباد بن موسى الختلي ، عن ابن أبي فديك ، عن سليمان بن يزيد ، عن أنس به ، لكنه اقتصر على آخره ، وهو قوله : " من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة ".
- وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور ( كما في تاريخ جرجان ص220 ) - ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان 8/95 ح3860 ، وابن الجوزي في مثير العزم الساكن ص273 ح290 - عن سعيد بن عثمان الجرجاني ،
والبيهقي في شعب الإيمان 8/95 ح3861 من طريق أيوب بن الحسن ،
كلاهما ( سعيد ، وأيوب ) عن ابن أبي فديك ، عن سليمان بن يزيد ، عن أنس بن مالك به، ولفظه في رواية أيوب :" من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة، ومن زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة " واقتصر في رواية سعيد على آخره .(1/3)
- وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة 3/69 ح1813 ، وقوام السنة في الترغيب والترهيب 2/18 ح1061 من طريق أبي هشام محمد بن سليمان المخزومي ، عن عمه أيوب بن حكيم ، عن مسلم بن خالد الزنجي ، عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولفظه عند قوام السنة : " من مات بين الحرمين حشره الله يوم القيامة من الآمنين، وكتب شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة ".
واقتصر على أوله في رواية الفاكهي ، وزاد فيه : فقيل له : يا أبا حمزة ، وإن كان كافراً ؟ قال : وإن كان كافراً حتى يقضي الله بين العباد .
الحكم عليه :
محصل ما ذكره أبو حاتم ، وأبو زرعة من الاختلاف في هذا الحديث على ابن أبي فديك ثلاثة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن ابن أبي فديك ،عن سليمان بن يزيد، عن ربيعة ، عن أنس مرفوعاً ، وهذه رواية عمر بن علي الكندي .
الوجه الثاني : عن ابن أبي فديك ، عن سليمان بن يزيد، عن الثقة ، عن أنس مرفوعاً ، ولم يذكر أبو حاتم من روى هذا الوجه .
الوجه الثالث : عن ابن أبي فديك، عن سليمان بن يزيد، عن أنس مرفوعاً، وهذه رواية عباد الختلي ، وسعيد بن عثمان الجرجاني ، وأيوب بن الحسن .
وقد اتفق أبو حاتم ، وأبو زرعة على أن الوجه الأول خطأ ، قال أبو زرعة : أخاف أن يكون أخطأ فيه عمر بن أبي بكر الكندي ، ما أعلم لربيعة معنى .
ومعنى قول أبي زرعة: ما أعلم لربيعة معنى: هو استنكار ذكر ربيعة في هذا الإسناد، واستنكار أن يكون هذا الحديث عنه ، وإذا كان كذلك فلا معنى لذكره .
وقد جزم أبو زرعة بترجيح الوجه الثالث ، وأما أبو حاتم فقال : أخاف أن يكون : عن الثقة ، عن أنس .(1/4)
والذي يظهر لي أن الوجهين الثاني ، والثالث بمعنى واحد ، فإن سليمان بن يزيد لم يدرك أنس بن مالك ، وإنما روايته عن التابعين وأتباعهم ، ( انظر الصارم المنكي في الرد على السبكي للحافظ أبي عبد الله بن عبد الهادي ص231-232 ، وتعليق المعلمي على الفوائد المجموعة ص115 ) ، فسواء قال : عن أنس ، أو قال : عن الثقة ، عن أنس فهما سواء لعدم تعيين المراد بالثقة ، فهو منقطع على كل حال .
ثم إن الحديث ضعيف من جهة أخرى ، وهي تفرد سليمان بن يزيد به ، وهو ضعيف - كما سبق في ترجمته - فهذان سببان في ضعف هذا الإسناد .
وأما الطريق الثاني عن أنس ، وهو طريق أبان بن أبي عياش فهو ساقط لا يلتفت إليه ، فقد تفرد به أبان بن أبي عياش ، وهو متروك ( التقريب 142 ) ، وفي بعض من دونه - أيضاً - ضعف ، ولكن يكفي بيان حال أبان عن النظر في بقية الإسناد .
وبهذا يعلم أن هذا الحديث لا يصح عن أنس من طريقيه جميعاً ، ( وانظر الصارم المنكي ص230-233 ، والأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص275-277 ح134 ) .
ولكن قد روي في هذا المعنى عن غير أنس ، وهذا بيانه :
أولاً : حديث عمر بن الخطاب أو غيره - كما سيأتي بيانه - ولفظه : " من زار قبري ، أو من زارني كنت له شفيعاً أو شهيداً ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة " .
- أخرجه البخاري في التاريخ - معلقاً - ( كما ذكره البيهقي في شعب الإيمان 8/91 ) عن يوسف بن راشد ، والدينوري في المجالسة 1/441 ح130 ، والدارقطني 2/278 ح193 - ومن طريقه البيهقي في الشعب 8/89 ح3855 -، وابن عساكر ( الصارم المنكي ص148- 149 ) من طريق محمد بن الوليد البسري، كلاهما ( يوسف بن راشد، ومحمد بن الوليد) عن وكيع،
والطيالسي 1/66 ح65 - ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 5/245 ، وفي الشعب 8/92 ح3857 - ،
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 2/61 ح756 من طريق يونس بن بكير ،(1/5)
والعقيلي في الضعفاء 4/362 ، والبيهقي في الشعب 8/91 ح3856 من طريق شعبة ،
أربعتهم ( وكيع بن الجراح ، والطيالسي ، ويونس بن بكير ، وشعبة ) عن سوار بن ميمون ، وقد اختلفوا فيه ، فقال الطيالسي : عن سوار بن ميمون أبي الجراح العبدي ، عن رجل من آل عمر ، عن عمر مرفوعاً ، وقال في رواية يونس بن بكير : عن سوار بن ميمون ، عن أبي قزعة ، قال : حدثني رجل من آل عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ، وقال في رواية شعبة : عن سوار بن ميمون ، عن هارون بن قزعة ، عن رجل من آل الخطاب مرفوعاً . وأما وكيع ففي رواية يوسف بن راشد عنه قال : عن ميمون بن سوار العبدي ، عن هارون أبي قزعة ، عن رجل من آل حاطب . وفي رواية محمد بن الوليد عن وكيع قال : عن خالد بن أبي خالد ، وابن عون - وفي رواية الدارقطني : أبي عون - عن الشعبي، والأسود بن ميمون ، عن هارون أبي قزعة ، - وفي بعض المصادر: ابن أبي قزعة- عن رجل من آل حاطب ، عن حاطب مرفوعاً ، وفي بعض طرقه قال : هارون مولى حاطب ، عن حاطب ، وربما لم يسم مولى حاطب .
وأما متنه فمعناه متقارب إلا أنه مختصر في رواية يونس بن بكير ورواية يوسف بن راشد ، عن وكيع ، حيث اقتصر على موطن الشاهد فيمن مات في الحرمين . وفي لفظ شعبة قال : " من زارني متعمداً كان في جوار الله يوم القيامة ... " .
وهذا حديث شديد الضعف ، وقد قال العقيلي بعد ذكره : والرواية في هذا لينة ، ونقل قبل ذلك عن البخاري أنه قال في هارون بن قزعة : لا يتابع عليه . وقال البيهقي: هذا إسناد مجهول .
وهو معلول من وجوه كثيرة ، منها الاضطراب، والانقطاع ، والجهالة في سوار بن ميمون وشيخه هارون ، مع إبهام بعض رواته وإرساله في بعض وجوهه .(1/6)
وقد طوَّل الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي في نقد هذا الحديث وبيان بطلانه ، وكان مما ذكر : أنه حديث ضعيف ، مجهول الإسناد ، مضطرب اضطراباً شديداً، ومداره على هارون أبي قزعة ، وقيل: ابن قزعة ، وقيل: ابن أبي قزعة، وبعض الرواة يذكره ، وبعضهم يسقطه ، وشيخه الرجل المبهم ، بعضهم يذكره ، وبعضهم يسقطه ، وبعضهم يقول فيه : عن رجلٍ من آل عمر ، وبعضهم يقول : عن رجل من آل الخطاب، وبعضهم يقول: عن رجلٍ من ولد حاطب، ثم بعضهم يسنده عن عمر، وبعضهم يسنده عن حاطب ، وبعضهم يرسله ولا يسنده لا عن حاطب ولا عن عمر ، وهو الذي ذكره البخاري وغير واحد ، ثم الراوي عن هارون يسميه بعض الرواة سوار بن ميمون، ويقلبه بعضهم فيقول : ميمون بن سوار ، ويسميه بعضهم : الأسود بن ميمون ، ولا يرتاب من عنده أدنى معرفة بعلم المنقولات أن مثل هذا الاضطراب الشديد من أقوى الحجج وأبين الأدلة على ضعف الخبر وسقوطه وعدم قبوله وترك الاحتجاج به ... وأما ما وقع من الزيادة في الإسناد : عن وكيع ، عن خالد بن أبي خالد وأبي عون أو ابن عون ، عن الشعبي ، أو بإسقاط الشعبي فإنها زيادة منكرة غير محفوظة ، وليس للشعبي مدخل في هذا الحديث ... الخ ( انظر الصارم المنكي ص150-151، وانظره - أيضاً – ص130-151 ) .
وما قاله الحافظ ابن عبد الهادي ظاهر جداً ، وهو يغني عن تتبع أقوال الأئمة في هذا الحديث . ( وانظر : اللآلي المصنوعة 2/129 ، والفوائد المجموعة ص114-115 ، وإرواء الغليل 4/333 ، والأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص278 ، وانظر في بيان حال هارون بن قزعة : الميزان 4/288 ، واللسان 6/180 وغيرهما ) .
ثانياً : حديث جابر ، ومحمد بن قيس بن مخرمة ، ولفظه : " من مات في أحد الحرمين ، مكة أو المدينة ، بعث آمناً يوم القيامة " .(1/7)
- أخرجه الطبراني في الأوسط 6/89 ح5883 ، وفي الصغير 2/85 ح827 ، وابن عدي 4/136 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/111 ح3883 ، وابن الجوزي في الموضوعات 2/218 من طريق زيد بن الحباب ،
والفاكهي في أخبار مكة 3/69 ح1812 ، وأبو نعيم في المعرفة 1/195 ح695 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس ، وأبو نعيم في المعرفة 1/195 ح696 من طريق محمد ابن يوسف الفريابي ، كلاهما ( أحمد بن يونس ، والفريابي ) عن الثوري ،
والفاكهي في أخبار مكة 3/68 ح1811 من طريق العلاء بن عبد الجبار ،
ثلاثتهم ( زيد بن الحباب ، والثوري ، والعلاء ) عن عبد الله بن المؤمل ، وقد جعله في رواية زيد بن الحباب : عن أبي الزبير ، عن جابر. وجعله في رواية الثوري ، والعلاء: عن محمد بن عباد بن جعفر ، عن محمد بن قيس بن مخرمة مرسلاً ، إلا في رواية الفريابي، عن الثوري فإنه قال : عن محمد بن قيس ، عن أبيه .
ومدار هذا الحديث على عبد الله بن المؤمل المخزومي ، وهو ضعيف ، ضعفه أكثر الأئمة ، وقد قال أحمد : أحاديثه مناكير . وقال أبو داود : منكر الحديث ( انظر ترجمته في المسألة السادسة ) وقد اختلف عليه في هذا الحديث ، ولعل أرجح وجوهه جعله : عنه ، عن محمد بن عباد ، عن محمد بن قيس مرسلاً ، ومع ذلك فهو ضعيف على كل حال لضعف عبد الله بن المؤمل ، وقد ذكر ابن عدي حديث جابر في ترجمته وذكر أنه غير محفوظ ، وأعله ابن الجوزي في الموضوعات بعبد الله بن المؤمل . ( وانظر : اللآلي المصنوعة 2/129 ، والفوائد المجموعة ص114، والأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص271 ) .
ثالثاً : حديث سلمان الفارسي ، ولفظه : " من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي ، وكان يوم القيامة من الآمنين " .(1/8)
- أخرجه الطبراني في الكبير 6/294 ح6104 ، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص292 ح 322 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/111 ح3882 ، وابن الجوزي في الموضوعات 2/218 من طريق خلف بن عبد الحميد بن عبد الرحمن السرخسي ، عن أبي الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري ، عن أبي هاشم الرماني ، عن زاذان ، عن سلمان الفارسي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وهذا إسناد ضعيف جداً، فقد قال البيهقي بعد سياقه: عبد الغفور هذا ضعيف. وقال ابن الجوزي : أما حديث سلمان ففيه ضعفاء ، والمتهم به عبد الغفور ، قال يحيى بن معين: ليس بشيء . وقال البخاري : منكر الحديث تركوه . وقال ابن حبان : كان يضع الحديث على الثقات لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على جهة التعجب . ( وانظر : اللآلي المصنوعة 2/129 ، والفوائد المجموعة ص114، والأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص281 ، وفي حال عبد الغفور انظر : التاريخ الكبير 6/137 ، تاريخ الدوري 3/468 ، والمجروحين 2/148 ، الميزان 2/641 ) .
رابعاً: حديث عبد الله بن مسعود ، وهو مطوَّل، وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل : " ما لمن هلك في حرم الله - عز وجل -؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : من هلك في حرم الله - تعالى - محتسباً داره بعثوا آمنين يوم القيامة . قال : فما لمن هلك في حرمك ؟ قال - صلى الله عليه وسلم - : من هلك بالمدينة محتسباً داره حباً لله - تعالى - ولرسوله بعثوا آمنين يوم القيامة ... الحديث " .
- أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 4/51 ح2370 من طريق عبد الرحيم بن زيد العمِّي ، عن أبيه ، عن شقيق بن سلمة ، عن عبد الله بن مسعود به .
وهذا إسناد ساقط جداً ، تفرد به عبد الرحيم بن زيد ، وهو متروك ، كذبه ابن معين ( التقريب 4055 ) ولفظه دال على أنه مصنوع .
خامساً : مرسل الزهري ، ولفظه :" من قبر بمكة جاء آمنا يوم القيامة ، ومن قبر بالمدينة كنت عليه شهيداً وله شافعاً ".(1/9)
- أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 3/68 ح1810 عن محمد بن يوسف بن حميد ، عن موسى بن طارق ، عن ابن جريج قال : حدثت عن الزهري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به .
وهذا مرسل ومنقطع بين ابن جريج والزهري ، وهذا كافٍ في سقوطه ، ولعل ابن جريج إنما أخذه عن متهم ، فإنه معروف بتدليس الضعفاء والهلكى ، فما يبهمه فهو أحرى أن يكون من هذا النوع . وقد قال عبد الله بن أحمد : قال أبي : بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها - يعني قوله : أخبرت وحدثت عن فلان - ( انظر : تهذيب الكمال 18/348-353 ، والميزان 2/659 ) .
سادساً : مرسل غالب بن عبيد الله ، ولفظه : " من زارني - يعني من أتى المدينة - كان في جواري ، ومن مات - يعني بواحد من الحرمين - بُعِث من الآمنين يوم القيامة ".
- أخرجه عبد الرزاق 9/267 ح17166 عن يحيى بن العلاء البجلي وغيره ، عن غالب بن عبيد الله رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وهذا إسناد ساقط، يحيى بن العلاء رمي بالوضع، رماه به الإمام أحمد وغيره، وقال الفلاس ، والنسائي وغيرهما : متروك . ( انظر تهذيب الكمال 31/484 ، والتقريب 7618 ) ، وغالب بن عبيد الله قال البخاري: منكر الحديث . وقال أبو حاتم: متروك الحديث ، منكر الحديث . ( التاريخ الكبير 7/101، والجرح والتعديل 7/48 ) ، مع أنه إسناد مرسل .
فهذا أهم ما ورد في فضل من يموت في أحد الحرمين ، وقد تبين أنه لا يصح من ذلك شيء ، بل بعضها أوهى من بعض .
ولكن روي في فضل من يموت بالمدينة خاصة أحاديث أُخر ، وهذا بيانها :
أولاً : حديث ابن عمر ، ولفظه " من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن يموت بها " .(1/10)
- أخرجه الترمذي 6/203 ح3917 ، وابن ماجه 2/1039 ح3112 ، وأحمد 2/74 ح5437 ، وابن حبان 9/57 ح3741 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/116 ح3887 ، والبغوي في شرح السنة 7/324 ح2020 من طريق هشام الدستوائي ،
وأحمد 2/104 ح5818 ، والدارقطني في العلل ( الصارم المنكي ص73 ) ، وأبو بكر الأنصاري في المشيخة الكبرى 3/1265 ح639 من طريق الحسن بن أبي جعفر ،
وابن أبي شيبة 6/405 ح32421 ، والدارقطني في العلل ( الصارم المنكي ص72 ) من طريق إسماعيل بن علية ،
وأبو القاسم البغوي ، والهيثم بن كليب، والدارقطني في العلل ( الجميع في الصارم المنكي ص72-73 ) والبيهقي في شعب الإيمان 8/116 ح3888 ، من طريق سفيان بن موسى البصري ،
والدارقطني في العلل ( الصارم المنكي ص74 ) عن موسى بن هارون ، عن إبراهيم بن الحجاج ، عن وهيب ،
خمستهم ( الدستوائي ، والحسن ، وابن علية ، وسفيان بن موسى، ووهيب ) عن أيوب السختياني ،
والفاكهي في أخبار مكة 3/160 ح1918 ، وابن الجوزي في الموضوعات 2/219 من طريق عبد الله بن نافع ، عن مالك ،
كلاهما ( أيوب ، ومالك ) عن نافع مولى ابن عمر ، عن ابن عمر ، إلا أنه في رواية مالك مطول ، ولم يذكر وهيب في روايته عن أيوب : ابن عمر ، بل جعله من مرسل نافع ، وقال في رواية ابن علية - عند ابن أبي شيبة - : نبئت عن نافع أنه حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يصرح باسم أيوب ، ولم يذكر ابن عمر ، وقال في روايته - عند الدارقطني - : عن أيوب ، نبئت عن نافع قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وقال موسى بن هارون في روايته عن إبراهيم بن الحجاج عن وهيب : لا أدري سمعته من إبراهيم بن الحجاج أم لا .(1/11)
وقد تبين أن لهذا الحديث عن نافع طريقين ، أولهما : طريق مالك ، وهو طريق منكر كما قال الفاكهي بعد سياقه ، وقال ابن الجوزي بعد أن ذكره في الموضوعات : وهذا لا يصح ، قال البخاري: عبد الله بن نافع منكر. وقال يحيى: ليس بشيء . وقال النسائي : متروك الحديث .
وثانيهما : طريق أيوب السختياني، وقد اختلف فيه على أيوب فروي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً ، وهذه رواية هشام الدستوائي ، والحسن بن أبي جعفر ، وسفيان بن موسى البصري .
الوجه الثاني : عن أيوب ، عن نافع مرسلاً ، وهذه رواية وهيب ، وكذا هي رواية إسماعيل بن علية ، إلا أنه عند ابن أبي شيبة لم يصرح باسم أيوب فقال : نبئت عن نافع . وعند الدارقطني قال: عن أيوب قال نبئت عن نافع . فإما أن يكون سقط من رواية ابن أبي شيبة ذكر أيوب ، ويكون أيوب لم يسمعه من نافع في رواية ابن علية ، وإما أن يكون ما وقع في رواية الدارقطني وهماً أدى إليه أن ابن عليه لم يصرح باسم أيوب ، بل قال نبئت عن نافع ، فبينه الراوي عن إسماعيل وذكر اسمه وأبقى صيغة الأداء كما هي فصار الإسناد بهذه الصورة ، ويحتمل غير ذلك، والذي لا شك فيه أن رواية إسماعيل بن علية مرسلة ، ليس فيها ذكر ابن عمر .
وقد قال الدارقطني بعد أن ذكر هذين الوجهين : ووهيب وابن علية أثبت من الدستوائي ، ومن الجفري - يعني الحسن بن أبي جعفر - ومن سفيان بن موسى .
وهذا صريح من الدارقطني في ترجيح الوجه المرسل ، وهو ظاهر فإن ابن علية أثبت من روى هذا الحديث عن أيوب، بل هو أثبت الناس في أيوب ، والقول قوله.
أما الترمذي فقال بعد ذكر الوجه الأول : حديث حسن غريب . وزاد في بعض النسخ قوله : صحيح . ولعل عدم ذكر هذه الزيادة أصوب، فإن صحة هذا الحديث بعيدة ، وقد اكتفى البغوي بقوله : حسن .(1/12)
وقد طوَّل الدارقطني الكلام في أصل هذا الحديث عن نافع ، والذي تبين لي من كلامه ومن النظر في أصل هذا الحديث ، أن حديث أيوب هذا لا يصح فيه ذكر ابن عمر، وإنما الذي يصح فيه ذكر ابن عمر حديث عيسى بن حفص بن عاصم ، وعبيد الله بن عمر العمري وغيرهما عن نافع ، عن ابن عمر ، ولفظه :" من صبر على لأوائها كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة ". وقد أخرجه مسلم 4/119 ح1377، وأحمد 2/155 ح6440 وغيرهما من حديث عيسى بن حفص .
وأخرجه الترمذي 6/203 ح3918 وغيره من حديث عبيد الله بن عمر ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله .
وأخرجه مسلم 4/119 ح1377 وغيره من حديث يُحَنِّس مولى الزبير عن ابن عمر بنحوه .
فهذا هو الثابت عن ابن عمر في هذا الباب لا ما سواه من الألفاظ. وانظر الصارم المنكي ص68-77 ، فقد طول الكلام في هذا الحديث ، إلا أنه ذهب إلى ثبوت حديث أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وفيما قاله - رحمه الله - نظر لما سبق تقريره ، ولعل السبب في ذلك أنه لم يكن أصل كلامه على حديث أيوب . وإنما تكلم عليه تبعاً ، وكانت همته موجهة إلى بيان بطلان لفظ آخر في هذا الحديث . وهو في فضل زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لفظ باطل - أيضاً - . والله أعلم .
ثانياً : حديث الصميتة ( امرأة من بني ليث بن بكر كانت في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ) ، ولفظه :" من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه من مات بالمدينة كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة ".
- أخرجه النسائي في الكبرى 2/488 ح4285 من طريق القاسم بن مبرور ، وابن حبان 9/58 ح3742 من طريق ابن وهب ، والطبراني في الكبير 24/331 ح824 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/113 ح3885 من طريق الليث بن سعد ، والطبراني في الكبير 24/331 ح824 من طريق عنبسة بن خالد ، أربعتهم ( القاسم ، وابن وهب ، والليث ، وعنبسة ) عن يونس بن يزيد ،(1/13)
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 6/154 ح3382 من طريق عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد ،
والطبراني في الكبير 24/331 ح823 ، وابن جميع الصيداوي في معجمه ص353 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 6/3381-3382 ح7729 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/12 ح3884 من طريق صالح بن أبي الأخضر ،
والطبراني في الكبير 24/332 ح825 من طريق ابن أبي فديك ، وفي الكبير - أيضاً - 24/332 ح826 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما ( ابن أبي فديك، وعيسى ) عن ابن أبي ذئب ،
أربعتهم ( يونس بن يزيد، وعقيل ، وصالح بن أبي الأخضر ، وابن أبي ذئب ) عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن الصميتة به ، وفي بعض ألفاظه قال عبيد الله: سمعتها تحدث صفية بنت أبي عبيد أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث يعني أن الصميتة حدثت بذلك صفية . وقد جعله في رواية الليث ، عن يونس - عند البيهقي فقط - : عن الصميتة ، عن صفية . وجعله في رواية عيسى بن يونس عن ابن أبي ذئب: عن عبيد الله، عن صفية ، عن الدارية امرأة من بني عبد الدار كانت في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقد أطلق في بعض الروايات عبيد الله بن عبد الله دون ذكر جده ، وفي بعضها قال : عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وقال في بعضها: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
والمحفوظ في هذا الحديث جعله : عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، عن الصميتة ، كما ذكر ذلك ابن أبي عاصم وغيره ، وما سواه فليس بمحفوظ ، فأما جعله : عن الصميتة ، عن صفية فهو غلط من شيخ البيهقي كما نص عليه ، فإنه قال : لم يضبط شيخنا إسناده كما ينبغي فقال : عن صفية بنت أبي عبيد وهو خطأ . وكذلك من جعله عن صفية عن الدارية فإنه خطأ ، ولعل السبب في ذلك أن عبيد الله سمع الصميتة وهي تحدث صفية . فمن هنا جاء الوهم في ذكر صفية في الإسناد ، والصواب أنه لا مدخل لها في الإسناد .(1/14)
وأما من جعله : عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، فلعل سبب وهمه شهرة عبيد الله وكثرة حديثه فهو جادة معهودة تسبق إليها الألسن ، بخلاف عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فهو قليل الحديث .
ومما يؤكد أن هذا الحديث لعبيد الله بن عبد الله بن عمر ، أن الزهري قال - في رواية الليث ، عن يونس عند البيهقي -: ثم لقيت عبد الله بن عبد الله فسألته عن حديثها فحدثنيه عن الصميتة . قال البيهقي : وعبيد الله ، وعبد الله هما ابنا عبد الله بن عمر .
وكذا ذكر صفية في قصة الحديث، وهي امرأة عبد الله بن عمر يدل على أن هذا الحديث لآل عبد الله بن عمر .
وعلى كل حالٍ فإن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر ثقتان معروفان ، إلا أن الأول أشهر .
وهذا الحديث - مع ما فيه من الاختلاف - أقوى حديثٍ يروى في فضل الموت في المدينة .
ثالثاً : حديث سبيعة الأسلمية ، وهو مثل حديث الصميتة .
- أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 6/65 ح3275 ، وأبو يعلى في المسند الكبير ( المطالب العالية 2/67 ح1336 ) والطبراني في الكبير 24/294 ح747 ، وأبو محمد الفاكهي في فوائده ص496 ح258 ، وابن أبي شريح في جزء بيبي بنت عبد الصمد عنه ص30 ح2 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 6/3382 ح7730 ، وفي أخبار أصبهان 2/103 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/114 ح3886 من طريق عبد العزيز الدراوردي ، عن أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عبد الله(1)، عن أبيه عبد الله بن عمر، عن سبيعة الأسلمية ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به .
__________
(1) وقع في جزء بيبي ، وتحفة الأشراف 11/346 : عبيد الله بن عبد الله ، ولعله تصحيف .(1/15)
وقد حكم البيهقي على هذا الحديث بأنه خطأ ، وأن الصواب أنه عن الصميتة، وهذا ظاهر صنيع أبي نعيم فإنه ذكره في الاختلاف في حديث الصميتة ، وتبعه على ذلك المزي في تحفة الأشراف 11/346 ، وكذا الحافظ ابن حجر فإنه قال : هذا حديث معروف من هذا الوجه عن صميتة الليثية بدل سبيعة الأسلمية . ( المطالب العالية 2/67 ) .
وعلى كل حالٍ فهو إسناد منكر ، فلعل الدراوردي وهم فيه ، فإنه مع صدقه كان يحدث من كتبه فيخطئ ، كما سبقت ترجمته في المسألة الحادية والخمسين ، أو يكون الوهم فيه من أسامة بن زيد ، فإنه صدوق يهم ، وقد تكلم في حفظه جماعة من الأئمة ، كما سبق في المسألة التاسعة والأربعين .
وقد تحصل مما سبق أنه ليس في هذا الباب كله وهو باب فضل الموت بأحد الحرمين شيء يثبت إلا أن يكون حديث الصميتة في فضل الموت في المدينة النبوية .
وأما باب فضل زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - واحتساب شد الرجال إليه فقد استوعب الحافظ ابن عبد الهادي كل ما ورد فيه ، وبيَّن بطلانه ، وفنَّد جميع الأحاديث التي جمعها السبكي في ذلك ، وبيَّن عللها بياناً كافياً في كتابه الفذ : الصارم المنكي في الرد على السبكي ، وقد أغنى ذلك عن تتبعها في هذا الموطن ، خاصة أن أصل الكلام في هذه المسألة إنما هو في فضل الموت بأحد الحرمين ، والله أعلم .(1/16)
86/872- سألت أبي عن حديثٍ رواه عبد الله بن عمران ، عن يحيى بن الضريس ، عن عكرمة بن عمار(1)، عن الهرماس قال: " سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبي بهما جميعاً: لبيك بحجة وعمرة " قال أبي(2): فذكرته لأحمد بن حنبل فأنكره. قال أبي : أرى دخل لعبد الله بن عمران حديث في حديث ، وسرقة الشاذكوني، لأنه حدث به بعد عن يحيى بن الضريس.
دراسة الرواة :
* عبد الله بن عمران بن أبي علي الأسدي ، مولاهم ، أبو محمد الأصبهاني ثم الرازي ، روى عن : أبي داود الطيالسي ، وأبي معاوية الضرير ، ويحيى بن الضريس وغيرهم . وعنه : البخاري - في غير الصحيح - وابن ماجه ، والدارمي، وأبو حاتم وغيرهم . أخرج له ابن ماجه .
قال أبو حاتم : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : يغرب .
قال الذهبي : ثقة .
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
الجرح والتعديل 5/130 ، ثقات ابن حبان 8/359 ، تهذيب الكمال 15/379 ، الكاشف 2/115، تهذيب التهذيب 2/396 ، التقريب 3511 .
* يحيى بن الضُّرَيس - بمعجمة ثم مهملة مصغر - البجلي ، مولاهم ، أبو زكريا الرازي، القاضي، مات سنة 103. روى عن: الثوري ، وحماد بن سلمة ، وعكرمة بن عمار وغيرهم . وعنه : ابن معين ، وابن راهويه ، وعبد الله بن عمران وغيرهم . أخرج له مسلم ، والترمذي .
قال ابن معين : كان كيِّساً ثقة . وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ربما أخطأ .
وقد ذكر أبو حاتم أن عنده عن حماد بن سلمة عشرة آلاف ، وعن الثوري عشرة آلاف أو نحو ذلك . وقال وكيع : من حفاظ الناس ، لولا أنه خلط في حديثين .
وعلق الذهبي على كلمة وكيع بقوله : لو خلط في عشرين حديثاً في سعة ما روى لما عدَّ إلا ثقة .
ولذا قال في الكاشف : ثقة .
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
__________
(1) في ( ت ، م ، ط ) :" عمارة " وهو تصحيف .
(2) في ( ض ) :" لأبي " وهو تصحيف .(1/1)
الجرح والتعديل : 9/158 ، ثقات ابن حبان 9/252 ، تهذيب الكمال 31/383 ، سير النبلاء 9/500 ، الكاشف 3/259 ، تهذيب التهذيب 4/365 ، التقريب 7571 .
* عكرمة بن عمار العجلي، أبو عمار اليمامي ، أصله بصري ، مات سنة 159، روى عن : الهرماس بن زياد ، وعن جماعة من التابعين ، منهم : إياس بن سلمة بن الأكوع ، وسالم بن عبد الله ، ويحيى بن أبي كثير وغيرهم . وعنه : ابن أبي عروبة ، وشعبة، والثوري ، وابن المبارك وغيرهم . أخرج له البخاري - تعليقاً - ومسلم والأربعة.
وثقه ابن معين في رواية ، وقال في أخرى : ثبت . وقال مرة : صدوق ليس به بأس . وقال - أيضاً -: كان أمياً ، وكان حافظاً . وقال ابن المديني : كان عكرمة بن عمار عند أصحابنا ثقة ثبتاً . ووثقه أحمد ، وأبو داود ، والعجلي ، وابن عمار ، والدارقطني وغيرهم .
ولكن ضعف الأئمة روايته عن يحيى بن أبي كثير ، فقد ضعفها أحمد ، وقال : مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير . وقال - أيضاً -: مضطرب في غير إياس بن سلمة . وقال ابن المديني : أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى ليست بذاك ، مناكير ، كان يحيى بن سعيد يضعفها . وقد وصف أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير بالاضطراب جماعة من الأئمة - أيضاً - كالبخاري ، وأبي داود ، وأبي حاتم وغيرهم .
وفي عكرمة كلام غير ذلك ، لخص الذهبي حاله بقوله : ثقة ، إلا في يحيى بن أبي كثير فمضطرب .
ولخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق يغلط ، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ، ولم يكن له كتاب ] .
سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني ص133 ، العلل ومعرفة الرجال 1/380 و2/494 ، ثقات العجلي ص339 ، سؤالات الآجري 1/379 ، ضعفاء العقيلي 3/378 ، الجرح والتعديل 7/10 ، الكامل 5/272 ، تاريخ بغداد 12/261 ، تهذيب الكمال 20/256 ، الكاشف 2/276 ، الميزان 3/90 ، تهذيب التهذيب 3/132 ، التقريب 4672 .(1/2)
* الهرماس بن زياد الباهلي ، أبو حدير البصري ، صحابي ، سكن اليمامة، وهو آخر من مات بها من الصحابة ، بعد سنة 100.
معرفة الصحابة لأبي نعيم 5/2761 ، تهذيب الكمال 30/163 ، الإصابة 3/600 ، التقريب 7274 .
* الشاذكوني هو : سليمان بن داود المنقري ، أبو أيوب البصري ، الحافظ ، مات سنة 234 . روى عن : حماد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وعبد الوارث وغيرهم . وعنه : أبو قلابة الرقاشي ، وأسيد بن عاصم ، وأبو يعلى ، والحسن بن سفيان ، وكان يقولان : حدثنا سليمان أبو أيوب فيسترانه .
متروك ، ومتهم . قال ابن معين : كذاب ، عدو الله ، كان يضع الحديث . وقال أبو حاتم : ليس بشيء متروك الحديث ، وترك حديثه ولم يحدث عنه . وذكر أحمد كلاماً معناه : أنه يكذب . وقال البخاري: فيه نظر . وقال - أيضاً -: هو أضعف عندي من كل ضعيف . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال أبو زرعة : وضع الشاذكوني سبعة أحاديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقلها . وكان يحيى بن سعيد وغيره يسمونه : الخائب .
وكلام الأئمة في اتهامه كثير ، ومع ذلك فقد كان حافظاً ، قال أحمد : أحفظنا للأبواب الشاذكوني . وقال صالح جزرة : ما رأيت أحفظ من الشاذكوني ، وكان يكذب في الحديث .
وكان ناقداً للرجال . قال عمرو الناقد: قدم سليمان الشاذكوني، فقال لي أحمد بن حنبل : اذهب بنا إليه نتعلم منه نقد الرجال .
وقد علق الذهبي على ذلك بقوله : قلت : كفى بها مصيبة أن يكون رأساً في نقد الرجال ، ولا ينقد نفسه .(1/3)
أما ابن عدي فقد قال: حافظ ماجن ، عندي ممن يسرق الحديث. ثم روى عن عبدان الأهوازي قال : معاذ الله أن يتهم الشاذكوني ، وإنما كانت كتبه قد ذهبت فكان يحدث حفظاً فيغلط . ثم ذكر ابن عدي بعض منكراته ، وقال : وللشاذكوني حديث كثير مستقيم ، وهو من الحفاظ المعدودين من حفاظ البصرة ، وهو أحد من يضم إلى يحيى ، وأحمد ، وعلي، وأنكر ما رأيت له هذه الأحاديث التي ذكرتها، بعضها مناكير، وبعضها سرقة ، وما أشبه صورة أمره بما قال عبدان : إنه ذهبت كتبه ، فكان يحدث حفظاً فيغلط، وإنما أُتي من هناك يشتبه عليه ، فلجرأته واقتداره على الحفظ يمر على الحديث ، لا أنه يتعمده .
وقال الذهبي في السير : العالم البارع ... أحد الهلكى .
ضعفاء العقيلي 2/128 ، الجرح والتعديل 4/114 ، الكامل 3/295 ، سير النبلاء 10/679 ، الميزان 2/205 ، اللسان 3/84.
التخريج :
- أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 3/485 ح15971 - وعنه الطبراني في الأوسط 4/322 ح4327 ، وفي الكبير 22/203 ح534 - ،
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 2/453 ح1254 عن محمد بن أبي غالب ،
كلاهما ( عبد الله بن أحمد ، ومحمد بن أبي غالب ) عن عبد الله بن عمران به بنحوه وفي أوله زيادة يسيرة ، قال : كنت ردف أبي ... فذكره .
- وأخرجه ابن قانع في معجمه 3/211 عن إبراهيم بن هاشم ،
والطبراني في الكبير 22/203 ح534 عن أبي مسلمٍ الكشي ،
وابن عدي 3/297 عن يوسف بن عاصم الرازي ،
ثلاثتهم ( إبراهيم ، وأبو مسلم ، ويوسف ) عن سليمان بن داود الشاذكوني ، عن يحيى بن الضريس به بنحوه ، وفيه الزيادة السابقة .
الحكم عليه :(1/4)
ذكر أبو حاتم الرازي أنه ذكر هذا الحديث لأحمد بن حنبل فأنكره ، ثم ذكر أبو حاتم رأيه في أنه دخل لعبد الله بن عمران حديث في حديث ، يعني أن هذا الإسناد لمتن آخر ، وهذا المتن له إسناد آخر فدخل إسناد أحدهما على متن الآخر ، فلعل عبد الله بن عمران كان يحدث من حفظه فوهم ، أو يكون بسبب السقط عند الكتابة، أو القراءة ، أو النقل، حيث يسقط متن الحديث الأول ، وسند الحديث الثاني ، فيركب سند الحديث الأول على متن الحديث الثاني ، وعلى كل حال فإنه حديث منكر ، تفرد به عبد الله بن عمران ، وكان أحمد بن حنبل قد كتبه عن عبد الله بن عمران ، كما ذكر أبو زرعة الرازي ، ( انظر سؤالات البرذعي 2/348 ) ، وقد حكم عليه بأنه منكر .
ومما يؤكد نكارته أن يحيى بن الضريس ، وعكرمة بن عمار ، كلاً منهما له أصحاب ، ولم يرو هذا الحديث عنهما إلا بهذا الإسناد ، ثم هو عن صحابي غير مشهور ، فلو كان ثابتاً عنه لكان يشتهر ذكر هذا الصحابي جداً .
ثم ذكر أبو حاتم أن الشاذكوني قد سرقه ، لأنه حدث به عن يحيى بن الضريس، وقد سبق تخريج رواية الشاذكوني ، وسبق في ترجمته ذكر من اتهمه من الأئمة بالكذب ووضع الحديث وسرقته ، وهذا الحديث من سرقته ، ولذا قال ابن عدي بعد سياقه من رواية الشاذكوني: وهذا يعرف بعبد الله بن عمران الأصفهاني ، عن يحيى بن ضريس . وهذا موافق لكلام أبي حاتم .
والحاصل أن هذا الحديث لا يصح بهذا الإسناد ، بل هو منكر .
ولكن قد جاء هذا المتن بغير هذا الإسناد ، من وجوه متعددة ، وأشهر شيء في ذلك حديث أنس بن مالك .(1/5)
فقد أخرج البخاري 5/208 ح4353 و4354 ومسلم 4/52 ح1232 وغيرهما من حديث بكر بن عبد الله المزني ، عن أنس قال : " سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبي بالحج والعمرة جميعاً ، قال بكر : فحدثت بذلك ابن عمر ، فقال : لبى بالحج وحده ، فلقيت أنسأ فحدثته بقول ابن عمر ، فقال أنس : ما تعدوننا إلا صبياناً، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لبيك عمرة وحجاً " هذا لفظ مسلم .
وأخرج مسلم 4/59 ح1251 من حديث يحيى بن أبي إسحاق، وعبد العزيز بن صهيب ، وحميد أنهم سمعوا أنساً - رضي الله عنه - قال : " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل بهما جميعاً : لبيك عمرة وحجاً ، لبيك عمرة وحجاً " . والله أعلم .(1/6)
87/873- سألت أبي عن حديث رواه وكيع، عن شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم ، عن ابن عمر : " أنه استعصى عليه بعيره وهو محرم فرماه(1)بالحجارة حتى قتله " قال أبي : هذا الحديث مما أنكروا على عاصم بن عبيد الله ، وحديث " أن رجلاً تزوج على نعلين " .
دراسة الرواة :
* وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي ، أبو سفيان الكوفي ( 128- 196 ) أو نحوها . روى عن : أبيه ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش ، وشعبة ، والثوري ، وشريك وغيرهم كثير . وعنه: أحمد ، وإسحاق، وابن المديني ، وابن معين وغيرهم .
متفق على ثقته وجلالته وإمامته . وكان أحمد يثني عليه ثناء عظيماً جداً ، فمن ذلك قوله : ما رأيت أوعى للعلم من وكيع ، ولا أحفظ من وكيع ، وما رأيت وكيعاً شك في حديث إلا يوماً واحداً ، ولا رأيت مع وكيعٍ كتاباً ولا رقعة قط . وقال - أيضاً -: كان وكيع مطبوع الحفظ ، كان وكيع حافظاً حافظاً ، وكان وكيع أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيراً كثيراً .
قال في التقريب : [ ثقة حافظ عابد ] .
العلل ومعرفة الرجال 1/152و323 ، الجرح والتعديل 9/37 ، تهذيب الكمال 30/462 ، تهذيب التهذيب 4/311 ، التقريب 7414 .
* شريك بن عبد الله النخعي ، القاضي ، سبق في المسألة السادسة والخمسين ، وفيه كلام كثير ، وملخص حاله أنه : صدوق يخطئ كثيراً ، وقد ساء حفظه منذ ولي القضاء .
* عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري ، العدوي ، المدني مات سنة 132 . روى عن : عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وسالم بن عبد الله ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة وغيرهم . وعنه : شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، والقطان وغيرهم ، وروى عنه مالك حديثاً واحداً ، وقيل : إنه لم يحدث عنه .
__________
(1) قوله :" فرماه " ساقطة من ( ض ) .(1/1)
ضعيف ، ضعفه ابن معين ، والجوزجاني ، والنسائي ، وابن خراش وغيرهم . وقال أحمد : إلى الضعف ما هو. وقال - أيضاً -: ليس بذاك . وأنكر ابن مهدي حديثه أشد الإنكار . وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم ، والبخاري : منكر الحديث ، زاد الأولان : مضطرب الحديث ، زاد أبو حاتم : ليس له حديث يعتمد عليه . وقال مالك : عجبت من شعبة هذا الذي ينتقي الرجال ، وهو يحدث عن عاصم بن عبيد الله . وقال ابن عيينة : كان الأشياخ يتقون حديث عاصم بن عبيد الله .
وكلام الأئمة فيه كثير ، وهو مشهور بالضعف كما قال النسائي .
قال في التقريب : [ ضعيف ] .
العلل ومعرفة الرجال 2/210 ، التاريخ الكبير 6/493 ، أحوال الرجال ص138 ، ضعفاء العقيلي 3/333 ، الجرح والتعديل 6/347 ، الكامل 5/225 ، تهذيب الكمال 13/500 ، الميزان 2/353 ، تهذيب التهذيب 2/254 ، التقريب 3065 .
* سالم بن عبد الله بن عمر، سبق في المسألة الرابعة، وهو أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً فاضلاً ، كان يشبه بأبيه في الهدي والسمت .
* عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .
التخريج :
أولاً : أثر ابن عمر :
- لم أقف على هذا الأثر في شيء من المصادر التي اطلعت عليها .
ثانياً : حديث " أن رجلاً تزوج على نعلين ":
- أخرجه الترمذي 2/405 ح1113 ، وأحمد 3/445 ح15679 ، والطيالسي 2/461 ح1239 ، والبزار 9/270 ح3814 ، وأبو يعلى 13/151 ح7194 ، وأبو القاسم البغوي في حديث ابن الجعد ص135 ح868 ، وابن عدي 5/627 ، والبيهقي 7/138-139، والضياء في المختارة 8/184 ح206 و8/185 ح208 و209 من طريق شعبة بن الحجاج ،
وابن ماجه 1/608 ح1888 ، وأحمد 3/445 ح15676 و3/446 ح15691 ، وابن أبي شيبة 3/492 ح16363 و7/289 ح36165، وأبو يعلى 13/155 ح7197، وابن عدي 5/626، والبيهقي 7/238 ، والضياء في المختارة 8/184 ح207 و8/185 ح210 من طريق سفيان الثوري ،(1/2)
والبزار 9/270 ح3815 ، وأبو القاسم البغوي في حديث ابن الجعد ص330 ح2265 ، والخطيب في الموضح 1/414 من طريق شريك القاضي ،
ثلاثتهم ( شعبة ، والثوري، وشريك ) عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر ابن ربيعة ، عن أبيه " أن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أرضيتِ من نفسك ومالك بنعلين ؟ قالت : نعم . قال : فأجازه " .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن أثر ابن عمر مما أنكروا على عاصم بن عبيد الله ، وقد سبق في ترجمته بيان حاله ، وأنه ضعيف الحديث ، وذكر من ضعفه من الأئمة ، ومن ذلك قول أبي زرعة ، وأبي حاتم ، والبخاري : إنه منكر الحديث ، وهذا حديث تفرد به فهو منكر ، ثم إن في متنه ما يدل على ذلك ، فلم يكن ابن عمر ولا غيره ليقتل بعيره بالحجارة لأنه استعصى عليه ، فإنه والحالة هذه لا ينتفع به بأكل ولا غيره ، بل أقصى ما في ذلك أن يسيبه إذا استعصى عليه ، وهذا يؤكد بطلان هذا الخبر عن ابن عمر . والله أعلم .
ثم ذكر أبو حاتم - أيضاً - مما أنكروا على عاصم بن عبيد الله حديث " أن رجلاً تزوج على نعلين " ، وهو حديث تفرد به عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سبق في التخريج - وقد أعاد ابن أبي حاتم على أبيه السؤال عن هذا الحديث ، ففي علل أخبار النكاح 1/424 ح1276 : سألت أبي عن عاصم بن عبيد الله ؟ فقال : منكر الحديث ، يقال إنه ليس له حديث يعتمد عليه . قلت : ما أنكروا عليه؟ قال: روى عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه: " أن رجلاً تزوج امرأة على نعلين فأجازه النبي - صلى الله عليه وسلم - " وهو منكر .(1/3)
ووجه نكارة هذا الحديث ظاهر ، حيث تفرد به عاصم بن عبيد الله ، وهو ضعيف ، وقد ذكره ابن عدي في منكراته ثم قال : ولعاصم بن عبيد الله غير ما ذكرت من الحديث، وقد روى عنه سفيان الثوري ، وابن عيينة ، وشعبة وغيرهم من ثقات الناس ، وقد احتمله الناس ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه . وقال البيهقي : عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب تكلموا فيه ، ومع ضعفه روى عنه الأئمة .
أما الترمذي فقال : حسن صحيح . ووافقه على ذلك صاحب المختارة ، وفيه نظر ظاهر، ولذا قال الحافظ ابن حجر في البلوغ 2/86 ح1033: أخرجه الترمذي وصححه، وخولف في ذلك . وذكر في الفتح 9/119 أنه لا يثبت .
والحاصل أن هذا الحديث منكر كما قال أبو حاتم ، والله أعلم .(1/4)
88/874- سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحيم بن سليمان ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" ارموا الجمار بمثل حصى الخذف(1)". قال أبي: هذا حديث منكر بهذا الإسناد. فذكرت هذا الحديث لابن الجنيد فقال : حدثنا عبد الله(2)بن عمر بن أبان بهذا الحديث ، فقال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن يحيى بن أبي أنيسة(3)، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وعبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قوله .
دراسة الرواة :
* عبد الرحيم بن سليمان الكناني ، ويقال : الطائي ، أبو علي المروزي ، ثم الكوفي ، مات سنة 187 . روى عن : عبيد الله بن عمر ، والأعمش ، وهشام بن عروة وغيرهم . وعنه : ابن أبي شيبة ، وعبد الله بن عمر بن أبان ، وأبو كريب وغيرهم . أخرج له الجماعة .
ثقة ، وثقه ابن معين ، وأبو داود ، والعجلي وغيرهم . وقال وكيع : ما أصح حديثه . وقال أبو حاتم : صالح الحديث . وقال - أيضاً - : كان عنده مصنفات ، قد صنف الكتب. وقال النسائي، وابن المديني : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات.
قال في التقريب : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص302 ، سؤالات الآجري 1/206 ، الجرح والتعديل 5/339 ، ثقات ابن حبان 8/412 ، تهذيب الكمال 18/36 ، تهذيب التهذيب 2/570 ، التقريب 4056 .
* عبيد الله بن عمر العمري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة ثبت .
* نافع مولى ابن عمر ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة ثبت فقيه مشهور .
* عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .
__________
(1) سبق بيان معنى الخذف في المسألة رقم 29/815 .
(2) في ( س ، ح ) :" عبيد الله " وهو تصحيف .
(3) في ( س ) كأنها " شيبة " وهو تصحيف والصواب :" أنيسة ".(1/1)
* عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي الأموي، مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي ، لقبه : " مُشكُدانه " - بضم الميم والكاف بينهما ساكنة ، ومعناه : وعاء المسك - مات سنة 239. روى عن: ابن المبارك ، وحسين الجعفي ، وعبد الرحيم الأشل وغيرهم . وعنه : مسلم، وأبو داود ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم وغيرهم . أخرج له مسلم، وأبو داود ، والنسائي في الخصائص والمسند .
وثقه أحمد . وقال أبو حاتم : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال صالح جزرة : كان غالياً في التشيع .
وذكره العقيلي في الضعفاء ، وذكر فيه توثيق أحمد .
قال الذهبي : صدوق صاحب حديث .
وقال ابن حجر : [ صدوق ، فيه تشيع ] .
الجرح والتعديل 5/110 ، ضعفاء العقيلي 2/281 ، ثقات ابن حبان 8/358 ، تهذيب الكمال 15/345 ، الميزان 2/466 ، تهذيب التهذيب 2/391 ، التقريب 3493 .
* يحيى بن أبي أُنَيْسة - بنون ومهملة مصغر - واسمه : زيد ، ويقال : أسامة ، الغنوي ، أبو زيد الجزري ، مات سنة 146. روى عن: نافع ، وعمرو بن شعيب ، والزهري وغيرهم . وعنه : ابن إسحاق ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعبد الرحيم الأشل وغيرهم . أخرج له الترمذي وحده .
ضعيف ، ضعفه ابن معين، وابن المديني، وابن سعد، وأبو حاتم ، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان وغيرهم ، وقال أحمد : متروك الحديث ، وكذا قال النسائي ، والدارقطني . وقال البخاري : ليس بذاك . وقد كان أخوه زيد يتهمه بالكذب . وقد ذكر الفلاس اجتماع أهل الحديث على ترك حديثه إلا من لا يعلم .
قال الذهبي : تالف .
وقال ابن حجر : [ ضعيف ] .
طبقات ابن سعد 7/484 ، التاريخ الكبير 8/262 ، المعرفة والتاريخ 2/452 ، ضعفاء النسائي ص110 ، الجرح والتعديل 9/129 ، الكامل 7/186 ، سؤالات السهمي ص262 ، تهذيب الكمال 31/223 ، الميزان 4/364 ، الكاشف 3/250 ، تهذيب التهذيب 4/341 ، التقريب 7508.(1/2)
* أبو الزبير محمد بن مسلم المكي، سبق في المسألة السابعة والستين ، وفيه كلام كثير، وملخص حاله أنه صدوق يدلس ، وحديثه عن جابر في صحيح مسلم بكثرة .
* جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة السابعة والثلاثين .
التخريج :
أولاً : حديث ابن عمر :
- أخرجه أبو عوانة 2/390 ح3549 من طريق سهل بن عثمان ، عن عبد الرحيم ابن سليمان ، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع ، عن ابن عمر به ، ولفظه : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : حصى الجمار مثل حصى الخذف ".
ولم أقف على حديث عبد الله بن عمر بن أبان، عن عبيد الله بن عمر الموقوف على ابن عمر ، الذي ذكره ابن الجنيد ، وإنما وقفت على حديث جابر - كما سيأتي - .
- وأخرجه الطبراني في الأوسط 1/108 ح335 من طريق أشهب بن عبد العزيز ، عن ابن لهيعة ، عن أيوب بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر به ، ولفظه :" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أتى محسراً حرك راحلته ، وقال : عليكم بحصى الخذف ".
ثانياً : حديث جابر :
- أخرجه أبو يعلى 4/83 ح2108 عن عبد الله بن عمر بن أبان ، عن عبد الرحيم ابن سليمان ، عن يحيى بن أبي أنيسة ، وعبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير، عن جابر ، ولفظه : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى الجمرة بمثل حصى الخذف " .
- وأخرجه النسائي في المجتبى 5/274 ، وفي الكبرى 2/439 ح4080 عن محمد(1)ابن آدم ،
وابن خزيمة 4/277 ح2875 عن محمد بن العلاء ،
وأبو عوانة 2/390 ح3548 من طريق سعيد بن عمروٍ الأشعثي ،
__________
(1) وقع في الكبرى للنسائي المطبوعة : محمود بن آدم ، وهو تصحيف ، والصواب : محمد بن آدم ، وهو : ابن سليمان الجهني ، وانظر تحفة الأشراف 2/332 ، والتقريب 5719 .(1/3)
ثلاثتهم ( محمد بن آدم ، ومحمد بن العلاء، وسعيد ) عن عبد الرحيم(1)بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر ، عن أبي الزبير ، عن جابرٍ به ، ولفظه في رواية الأولين :" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى الجمرة بمثل حصى الخذف ". ولفظه في رواية سعيد:" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف ". وقال في رواية محمد بن آدم : عن عبيد الله بن عمر وذكر آخر ، عن أبي الزبير .
- وأخرجه ابن عدي 7/190 من طريق دحيم ، عن مروان الفزاري ، عن يحيى بن أبي أنيسة ، عن أبي الزبير ، عن جابر به بنحو الرواية التي ذكرها ابن أبي حاتم .
- وأخرجه مسلم 4/80 ح1299، والترمذي 2/232 ح897 ، والنسائي في المجتبى 5/274 ، وفي الكبرى 2/439 ح4081 ، وأحمد 3/313 ح14360 و3/319 ح14437 و3/356 ح14831 ، والشافعي في الأم 2/334 ، وفي المسند ( 1/360 ح931 بترتيب السندي ) ، وأبو عوانة 2/390 ح3545-3547 ، وابن عدي 3/399 ، والبيهقي في الكبرى 5/127 ، وفي المعرفة 4/115 ح3043 ، والبغوي في شرح السنة 7/181 ح1947 ، وفي الأنوار 2/507 ح731 من طرقٍ عن عبد الملك بن جريج ،
وأبو داود 2/503 ح1939 ، والترمذي 2/223 ح886 ، والنسائي في المجتبى 5/258 ، وفي الكبرى 2/425 ح4016 ، وابن ماجه 2/1006 ح3023 ، وأحمد 3/301 ح14219 و3/332 ح14553 و3/367 ح14946 و3/391 ح15207 ، وابن أبي شيبة 3/248 ح13903 ، والدارمي 2/86 ح1899 ، وأبو عوانة 2/390 ح3544 ، والبيهقي في السنن الكبرى 5/125و127 ، وفي بيان خطأ من أخطأ على الشافعي ص219 من طريق سفيان الثوري ،
وأحمد 3/371 ح14983 من طريق رباح المكي ،
والشافعي في سنن حرملة (كما في المعرفة للبيهقي 4/116) من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي ،
__________
(1) وقع في صحيح ابن خزيمة المطبوع : عبد الرحمن بن سليمان . وهو تصحيف ، وانظر إتحاف المهرة 3/485 .(1/4)
وأبو عوانة 2/391 ح3550 ، والطبراني في مسند الشاميين 2/54 ح909 ، وفي الأوسط 1/194 ح616 من طريق المطعم بن المقدام ،
والطبراني في الأوسط 7/63 ح6856 من طريق الجراح بن المنهال ،
ستتهم ( ابن جريج ، والثوري ، ورباح ، وعبد الله بن عامر ، والمطعم ، والجراح ) عن أبي الزبير، عن جابر به . ولفظ ابن جريج :" رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - رمى الجمرة بمثل حصى الخذف " وبنحوه لفظ الجراح، وأما البقية فهو بمعنى لفظ ابن أبي حاتم، أي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بذلك ، وقد زاد فيه بعضهم أشياء أخرى .
وقد جاء في حديث جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في قصة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - الطويل تقدير الحصيات التي رمى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها مثل حصى الخذف ، وقد أخرجه مسلم 4/38 ح1218 وغيره .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن حديث عبد الرحيم بن سليمان ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" ارموا الجمار بمثل حصى الخذف " حديث منكر بهذا الإسناد ، وهو كما ذكر - رحمه الله - وإنما المحفوظ فيه : عن عبيد الله بن عمر ، عن أبي الزبير ، عن جابر .
ولا يعرف هذا الحديث عن ابن عمر ، مرفوعاً ، إلا من هذا الطريق المنكر ، وطريق آخر أنكر منه ، وهو طريق ابن لهيعة ، عن أيوب بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وقد تفرد بهذا ابن لهيعة ، وضعفه مشهور ، ولذا قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن أيوب بن موسى إلا ابن لهيعة ، تفرد به أشهب .
ولكن قد روى ابن أبي حاتم - بعد هذا - عن ابن الجنيد ، عن عبد الله بن عمر بن أبان ، عن عبد الرحيم بن سليمان هذا الحديث ، فجعله : عن عبيد الله بن عمر، عن نافع ، عن ابن عمر موقوفاً، وعن يحيى بن أبي أنيسة ، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً.(1/5)
ومعنى هذا أن يكون هذا الحديث محفوظاً عن ابن عمر موقوفاً، وإنما النكارة في رفعه، ولكن يشكل على هذا أن أبا يعلى قد خالف ابن الجنيد في هذا ، فروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر بن أبان ، عن عبد الرحيم بن سليمان ، عن عبيد الله بن عمر ، ويحيى ابن أبي أنيسة ، عن أبي الزبير ، عن جابر .
وقد جاء ما يرجح رواية أبي يعلى هذه ، حيث توبع عبد الله بن عمر بن أبان على ذلك ، فقد تابعه محمد بن آدم ، ومحمد بن العلاء ، وسعيد بن عمرو الأشعثي، فرووا هذا الحديث عن عبد الرحيم بن سليمان ، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير ، عن جابر ، بل إن محمد بن آدم قد رواه عن عبد الرحيم ، عن عبيد الله بن عمر ، ويحيى بن أبي أنيسة ، عن أبي الزبير ، غير أن النسائي لم يشأ ذكر يحيى بن أبي أنيسة في كتابه لضعفه ، فلذلك كنى عنه بقوله : وذكر آخر .
وهذا يؤكد ترجيح رواية أبي يعلى ، عن عبد الله بن عمر بن أبان ، على رواية ابن الجنيد ، عنه ، ويدل على أن هذا الحديث لا يصح عن ابن عمر لا مرفوعاً، ولا موقوفاً، وإنما هو عن أبي الزبير ، عن جابر من جميع طرقه .
هذا ما تبين لي من خلال النظر في طرق هذا الحديث، وسواء كان هذا الكلام صواباً، أو كان الصواب ما ذكره ابن الجنيد فإن الأمر الذي لا شك فيه أن حديث ابن عمر مرفوعاً حديث منكر كما ذكره أبو حاتم .
وأما حديث جابر فهو حديث محفوظ صحيح ، وقد أخرجه مسلم في صحيحه، وقال الترمذي : حسن صحيح . والله أعلم .(1/6)
89/875- سمعت أبي وذكر حديثاً فقال: حدثنا مسدد ، قال: حدثنا عيسى بن يونس ، قال: حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن عثمان بن سليمان ، عن علقمة ابن نضلة قال :" توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع(1)مكة إلا السوائب ، من احتاج سكن ، ومن استغنى أسكن " قال أبي : كذا قال مسدد، وإنما هو : عثمان بن أبي سليمان .
دراسة الرواة :
* مسدد بن مسرهد البصري ، سبق في المسألة السابعة والأربعين ، وهو ثقة حافظ .
* عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، أبو عمرو ، ويقال: أبو محمد الكوفي ، مات سنة 187. وقيل : 191 . روى عن : الأعمش، وابن أبي عروبة، والثوري ، وشعبة ، وعمر بن سعيد وغيرهم كثير . وعنه مسدد ، وابن وهب ، وابن أبي شيبة ، وابن راهويه ، وابن المديني ، وابن معين وغيرهم .
متفق على توثيقه ، سئل عنه ابن المديني ، فقال : بخٍ بخٍ ، ثقة مأمون . وسئل عنه أحمد ، فقال : مثل عيسى بن يونس يسأل عنه.
قال في التقريب : [ ثقة مأمون ] .
الجرح والتعديل 6/291 ، تهذيب الكمال 23/62 ، تهذيب التهذيب 3/371 ، التقريب 5341 .
* عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي القرشي ، المكي ، روى عن : عبد الله ابن أبي مليكة ، وعثمان بن أبي سليمان ، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم . وعنه : الثوري ، وابن المبارك ، وعيسى بن يونس وغيرهم . أخرج له الجماعة إلا أبا داود فإنه في المراسيل .
ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، والنسائي ، والعجلي وغيرهم . وقال أبو حاتم : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص358 ، الجرح والتعديل 6/110 ، ثقات ابن حبان 7/166 ، تهذيب الكمال 21/364 ، تهذيب التهذيب 3/228 ، التقريب 4905 .
* عثمان بن سليمان . صوابه : عثمان بن أبي سليمان ، وهو :
__________
(1) الرِّباع جمع ربع ، وهو المنزل ودار الإقامة ، وربع القوم محلتهم . ( النهاية 2/189 ) .(1/1)
* عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم القرشي النوفلي، المكي، القاضي، روى عن: أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعامر بن عبد الله بن الزبير ، وعلقمة بن نضلة وغيرهم . وعنه : ابن عيينة ، وابن جريج ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين وغيرهم.
ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وأبو حاتم ، وابن سعد ، ويعقوب بن شيبة وغيرهم.
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 5/486 ، الجرح والتعديل 6/152 ، تهذيب الكمال 19/ 384 ، تهذيب التهذيب 3/62 ، التقريب 4476 .
* علقمة بن نَضْلة الكناني ، ويقال : الكندي ، المكي ، روى عن : عمر مرسل ، وعن أبي سفيان بن حرب مرسل كذلك . وعنه: عثمان بن أبي سليمان، والحسن بن القاسم الأزرقي ، روى له ابن ماجه هذا الحديث فقط .
سئل أبو حاتم : له صحبة ؟ فقال : لا أعلمه . وقال ابن معين : ليس له صحبة مرسل. وذكره ابن حبان في الثقات في أتباع التابعين . وقال ابن منده : ذكر في الصحابة وهو من التابعين .
وقال المزي : وقد ظن بعضهم أن له صحبة ، وليس ذلك بشيء.
قال ابن حجر في التهذيب : وممن ذكره في الصحابة ابن البرقي ، والعسكري ، وأبو نعيم وغيره، ثم ذكر أن ابن حبان ذكره في الثقات في أتباع التابعين ، وذكره في كتاب الصحابة وقال : يقال : إن له صحبة .
وقال في التقريب : [ تابعي صغير ، مقبول ، أخطأ من عدة في الصحابة ] .
سؤالات ابن طهمان ص99، الجرح والتعديل 6/405، المراسيل ص124، ثقات ابن حبان 7/290، تاريخ الصحابة الذين روى عنهم الأخبار لابن حبان ص196 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 4/2180 ، أسد الغابة 3/280 ، تهذيب الكمال 20/311 ، تهذيب التهذيب 3/141، التقريب 4683.
التخريج :
- أخرجه ابن قانع في معجمه 2/287 عن علي بن محمد ،
والطبراني في الكبير(1)18/8 ح7 عن معاذ بن المثنى ،
__________
(1) وقع في المعجم الكبير المطبوع : عمر بن أبي سعد بن أبي حسين ، وهو تصحيف صوابه : عمر بن سعيد بن أبي حسين .(1/2)
وأبو نعيم في معرفة الصحابة 4/2180 ح5466 من طريق أبي مسلم الكشي ،
ثلاثتهم ( علي ، ومعاذ ، وأبو مسلم ) عن مسدد به بنحوه ، وقد قالوا : عثمان بن أبي سليمان . على الصواب .
- وأخرجه ابن أبي شيبة 3/331 ح14693 - ومن طريقه ابن ماجه 2/1037 ح3107 ، والطبراني في الكبير (1) 18/8 ح7 - عن عيسى بن يونس به بنحوه ، وقد سماه على الصواب : عثمان بن أبي سليمان .
- وأخرجه الأزرقي في أخبار مكة 2/162 ، والفاكهي في أخبار مكة - أيضاً - 3/243 ح2047 ، والطحاوي في شرح المعاني 4/49 ح5666 من طريق يحيى بن سليم ،
والطحاوي في شرح المعاني 4/48 ح5665 من طريق أبي عاصم النبيل ،
والطبراني ( كما في الإصابة 2/375) من طريق أبي حذيفة ، وابن منده (كما في الإصابة -أيضاً-) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ، والبيهقي 6/35 من طريق أبي الجواب ، ثلاثتهم ( أبو حذيفة ، والفريابي ، وأبو الجواب ) عن سفيان الثوري ،
وابن عدي 7/246 من طريق يحيى بن نصر بن حاجب ،
وابن منده ( كما في أسد الغابة 2/87 ) من طريق معاوية بن هشام ،
وعلقه أبو نعيم في معرفة الصحابة عن عبد الله بن المبارك ،
ستتهم ( يحيى بن سليم ، وأبو عاصم ، والثوري ، ويحيى بن نصر ، ومعاوية بن هشام ، وابن المبارك ) عن عمر بن سعيد بن أبي حسين به بمعناه ، إلا أنه في رواية يحيى ابن نصر قال : عمار بن سليمان، أما بقية الروايات فهي على الصواب: عثمان بن أبي سليمان . وفي رواية الفريابي، عن الثوري سمى ابن نضلة: عبد الله . وأدخل معاوية بن هشام : نافع بن جبير ، بين عثمان ، وعلقمة .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن مسدداً روى هذا الحديث ، وقال فيه : عثمان بن سليمان ، فذكر أبو حاتم أن الصواب : عثمان بن أبي سليمان . والأمر كما قال أبو حاتم - رحمه الله - وهو: عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم ، كما سبق بيانه في ترجمته . وقد جاء على الصواب في جميع الطرق السابقة في التخريج التي ذكر فيها عثمان .(1/3)
ومن ذلك أن ثلاثة رووه عن مسدد على الصواب ، وهم : علي ابن محمد ، وأبو مسلم الكشي ، ومعاذ بن المثنى . فلعل مسدداً غلط فيه مرة ، وهي التي سمعها أبو حاتم، ثم رجع مسدد إلى الصواب .
هذا ما يتعلق بما ذكره أبو حاتم في هذه المسألة ، وقد بقي في ذلك أمران :
أحدهما : أنه قد وقع في بعض طرق هذا الحديث بعض الاختلاف - كما سبق
في التخريج - وملخصه أن يحيى بن نصر بن حاجب قال في روايته عن عمر بن سعيد : عن عمار بن سليمان . وهذا خطأ ، والصواب : عثمان بن أبي سليمان - كما سبق - ولعل هذا الخطأ من يحيى بن نصر نفسه ، فقد ساقه ابن عدي في ترجمته ، وقال فيه أبو زرعة : ليس بشيء . وقال أبو حاتم : تكلم الناس فيه ، وذكر أن بَلِيَّتَه قدم رجاله . وقال أحمد : كان جهمياً يقول قول جهم ( انظر : الجرح والتعديل 9/193 ، والميزان 4/411 ) .
كما أن محمد بن يوسف الفريابي في روايته عن الثوري ، قال : عبد الله بن نضلة بدل: علقمة بن نضلة . وهذا - أيضاً - خطأ ، خالف فيه الفريابي راويين عن الثوري ، وهما : أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي ، وأبو الجوَّاب أحوص بن جوابٍ الضبي ، كما خالف فيه رواية الناس عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، وقد قال ابن منده بعد ذكر رواية الفريابي : لم يتابع الفريابي عليه ، والصواب : عثمان بن أبي سليمان ، عن نافع ابن جبير، عن علقمة بن نضلة .
وقول ابن منده :" لم يتابع الفريابي عليه " صحيح، وأما تصويبه للرواية التي ذكر فيها نافع بن جبير فإنما ذلك لأنها الرواية التي وقعت له ، فقد أخرج ذلك من طريق معاوية بن هشام، وقد خالف معاوية في ذلك رواية الجماعة عن عمر بن سعيد ، وهم : عيسى بن يونس ، والثوري ، وأبو عاصم، ويحيى بن نصر ، ويحيى بن سليم ، وابن المبارك ، والمحفوظ رواية الجماعة : عثمان بن أبي سليمان ، عن علقمة بن نضلة . دون ذكر نافع ابن جبير .(1/4)
وقد يكون الوهم في ذلك من معاوية بن هشام القصار ، فإنه صدوق له أوهام ( التقريب 6771 ) ، أو يكون ذلك ممن دونه ، فإني لم أقف على بقية الإسناد .
والأمر الثاني : الحكم على إسناد هذا الحديث من وجهه المحفوظ: عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن علقمة بن نضلة . وهذا إسناد صحيح إلى علقمة بن نضلة ، ولكن علقمة ليس له صحبة ، كما سبق ، ولذا قال ابن معين : عثمان ابن أبي سليمان ، عن علقمة بن نضلة ، ليس له صحبة ، مرسل ( انظر سؤالات ابن طهمان ص99 ) فكأنه يعني هذا الحديث ، والظاهر أن علقمة لم يدرك أبا بكر ، ولا عمر ، فهو مرسل في ذلك كله ، ثم إن علقمة ليس بالمشهور ، فلم يوثقه غير ابن حبان ، ولذا قال ابن حجر : مقبول . فهو حديث غير ثابت .
وهذا الحديث وارد في مسألة مشهورة ، والخلاف فيها قديم ، وهي حكم بيع وتأجير بيوت مكة ، وفيها أخبار متعددة في المنع والجواز ، انظر : مصنف ابن أبي شيبة 3/329-331 ، وأخبار مكة للأزرقي 2/162-166 ، وأخبار مكة للفاكهي 3/243-259 ، والسنن الكبرى للبيهقي 6/34-35 ، وشفاء الغرام 1/45-49 وغيرها . والله أعلم .(1/5)
90/876- سألت أبي عن حديث رواه أبان بن تغلب(1)، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن(2)عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أنه كان يلبي : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ... " فذكر الحديث . ورواه شعبة عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كانت تلبية عبد الله بن مسعود . لم يرفعه . قال أبي : حديث شعبة أصح .
دراسة الرواة :
* أبان بن تغلب - بالتاء المثناة الفوقية المفتوحة وسكون الغين المعجمة وكسر اللام - الربعي ، أبو سعيد الكوفي ، القارئ مات سنة 140. روى عن: أبي إسحاق ، والحكم ابن عتيبة ، والأعمش. وعنه : حماد بن زيد ، وشعبة ، وابن عيينة وغيرهم . أخرج له مسلم والأربعة .
وثقه أحمد ، وابن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي وغيرهم .
ولكنه كان شيعياً ، ولذا قال الجوزجاني : مذموم المذهب ، مجاهر زائغ .
قال الذهبي في الكاشف : ثقة شيعي . وقال في الميزان : شيعي جلد ، ولكنه صدوق ، فلنا صدقه ، وعليه بدعته . ثم ذكر توثيق الأئمة له .
وقال في التقريب : [ ثقة ، تكلم فيه للتشيع ] .
الجرح والتعديل 2/296 ، أحوال الرجال ص67 ، تهذيب التهذيب 2/6 ، الميزان 1/5 ، الكاشف 1/74 ، تهذيب التهذيب 1/53 ، التقريب 136 .
* أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، سبق في المسألة الثالثة عشرة ، وهو ثقة مكثر عابد ، واختلط بأخرة .
* عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي ، أبو بكر الكوفي ، مات سنة 83 . روى عن : عثمان بن عفان ، وابن مسعود ، وعائشة وغيرهم . وعنه : إبراهيم النخعي ، والشعبي ، وأبو إسحاق وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن معين ، وابن سعد ، والعجلي وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
__________
(1) في ( ط ) : " ثعلب " وهو تصحيف . وفي ( س ) غير واضحة .
(2) في ( س ) :" بن " وهو تصحيف .(1/1)
طبقات ابن سعد 6/121 ، ثقات العجلي ص301 ، الجرح والتعديل 5/299 ، ثقات ابن حبان 5/86 ، تهذيب الكمال 18/12 ، تهذيب التهذيب 2/567 ، التقريب 4043 .
* عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الحادية والخمسين .
* شعبة بن الحجاج الواسطي ، سبق في المسألة الرابعة عشرة ، وهو ثقة حافظ متقن ، كان الثوري يقول : هو أمير المؤمنين في الحديث ، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة ، وكان عابداً رحمه الله رحمة واسعة .
التخريج :
- أخرجه النسائي في المجتبى 5/161 ، وفي الكبرى 2/353 ح3732 ، وأحمد 1/410 ح3897 ، وابن أبي شيبة في المسند 1/264 ح396 ، والبزار 5/285 ح1901 ، وأبو يعلى 8/440 ح5027 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/124 ح3552 ، والهيثم ابن كليب 2/21 ح482 ، والإسماعيلي في معجمه 1/330 ، والدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 4/91 ح3690 ) ، وأبو الحسن الحربي في فوائده ص334 ح69، وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان 2/254 ، وفي الحلية 6/266 ، وابن بشران في الأمالي 1/146 ح327 ، من طرقٍ متعددة عن حماد بن زيد ، عن أبان بن تغلب به ، ولفظه " كانت تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " هذا لفظ البزار ، والبقية بنحوه ، ولم يذكر بعضهم آخر جملة فيه .
ولم أقف على رواية شعبة بهذا السياق .
- وأخرجه ابن أبي شيبة 3/204 ح13469 عن أبي خالد الأحمر ، عن الأعمش ، عن عمارة ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كان عبد الله يعلمنا هذه التلبية : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على أبي إسحاق السبيعي على وجهين :
الوجه الأول : عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً ، وهذه رواية أبان بن تغلب .(1/2)
الوجه الثاني : عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود موقوفاً ، وهذه رواية شعبة .
وقد حكم أبو حاتم بأن رواية شعبة - وهي الوجه الثاني- موقوفاً أصح ، ويؤيد ما ذكره أبو حاتم ما يلي :
1- أن الوجه الأول تفرد به أبان بن تغلب ، ولذا قال البزار بعد سياقه : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي إسحاق إلا من حديث أبان بن تغلب . وقال الدارقطني : تفرد به حماد بن زيد ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي إسحاق .
وأبان بن تغلب ، وإن كان ثقة في نفسه إلا أنه تكلم فيه لأجل المذهب ، ثم إن الظاهر أنه إنما سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه ، فليس من مشاهير أصحاب أبي إسحاق ، ولم يذكره أحد من الأئمة فيمن سمع منه قبل الاختلاط ( انظر شرح علل الترمذي 2/709 ) .
2- أن الوجه الثاني رواية شعبة ، وهو والثوري أجلّ أصحاب أبي إسحاق وأثبتهم في قول عامة الأئمة ، ( انظر شرح العلل ) فلا يتردد في تقديم رواية شعبة في هذا الحديث .
3- أن أبا إسحاق قد توبع على الوجه الثاني الموقوف ، فقد تابعه عمارة بن عمير الكوفي - كما سبق في التخريج - ، وهو ثقة ثبت - كما سبق في ترجمته في المسألة الحادية والعشرين - .
فهذه دلائل كافية في بيان أن الصواب في هذا الحديث أنه موقوف على عبد الله بن مسعود ، على أنه قد ثبت عن ابن مسعود ذكر طرفٍ من هذه التلبية مرفوعاً ، فقد أخرج مسلم 4/71 - 72 ح 1283 ، والنسائي في المجتبى 5/265 ، وفي الكبرى 2/433 ح4053 ، وأحمد 1/374 ح3549 و1/419 ح3976 ، وغيرهم من طرقٍ متعددة عن حصين بن عبد الرحمن ، عن كثير بن مدرك الأشجعي ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله ونحن بجمع: سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المقام: " لبيك اللهم لبيك " .
كما ثبت - أيضاً - لفظ هذه التلبية مرفوعاً من غير حديث ابن مسعود ، انظر المسائل: 21/807 و56/842 و57/843 . وانظر المسألة رقم 51/837 . والله أعلم .(1/3)
91/877- سألت أبي عن حديثٍ رواه إسماعيل بن علية ، عن هشام ، عن محمد : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حلق رأسه بمنى قال هكذا - شقه الأيمن -(1)، فأعطاه أبا طلحة(2)، ثم قال هكذا - شقه الأيسر - ، فأعطاه الناس ". قال أبي : الناس(3)يروون هذا الحديث عن هشام ، عن محمد ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
دراسة الرواة :
* إسماعيل بن علية هو : إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ، مولاهم، أبو بشر البصري ، وعُلَيَّة أمه ، ( 110-193 ) ، روى عن : أيوب السختياني ، وهشام بن حسان ، وشعبة، والثوري وغيرهم . وعنه : أحمد، وإسحاق ، وابن المديني، وابن معين وغيرهم .
متفق على توثيقه وضبطه وإتقانه . قال أحمد : إليه المنتهى في التثبت بالبصرة . وقال أبو داود : ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ ، إلا إسماعيل بن علية وبشر بن المفضل .
قال في التقريب : [ ثقة حافظ ] .
الجرح والتعديل 2/154 ، تاريخ بغداد 6/223 ، تهذيب الكمال 3/23 ، تهذيب التهذيب 1/140 ، التقريب 416 .
* هشام بن حسان الأزدي القُردُوسي ، أبو عبد الله البصري ، مات سنة 146 أو بعدها . روى عن : محمد بن سيرين ، والحسن البصري ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة وغيرهم . وعنه : إسماعيل بن علية ، والحمادان ، والسفيانان وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن معين - في رواية - وقال - في أخرى - : لا بأس به . ووثقه ابن سعد، والعجلي وغيرهم . وقال أحمد : صالح . وقال - أيضاً - : لا بأس به ، وما تكاد تنكر عليه شيئاً إلا وجدت غيره قد رواه ، إما أيوب ، وإما عوف .
__________
(1) قوله :" الأيمن " ساقطة من ( ح ) .
(2) أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري النجاري ، مشهور بكنيته ، من كبار الصحابة ، شهد بدراً وما بعدها ، مات سنة 34 وقيل غير ذلك . معرفة الصحابة 3/1144 ، أسد الغابة 2/246 ، التقريب 2139 .
(3) قوله :" الناس " ساقطة من ( س ، ح ) .(1/1)
وقال أبو حاتم : كان صدوقاً ، وكان يثبت في رفع الأحاديث عن محمد بن سيرين . وقال - أيضاً - : يكتب حديثه . وذكره ابن حبان في الثقات .
وكان هشام من أثبت الناس في حديث ابن سيرين ، قال ابن أبي عروبة : ما رأيت . أو ما كان أحدٌ أحفظ عن محمد بن سيرين من هشام . وكان حماد بن سلمة لا يختار عليه في حديث ابن سيرين .
ولكن تكلم في حديثه عن الحسن البصري ، فقد ذكر عباد بن منصور ، وجرير بن حازم ، وأشعث وغيرهم أنهم لم يكونوا يرونه عند الحسن البصري . وذكر جرير أنه يرى أنه أخذ حديث الحسن عن حوشب . وقال ابن عيينة : لقد أتى هشام أمراً عظيماً بروايته عن الحسن .
ومع ذلك فقد قال ابن عيينة نفسه : كان هشام أعلم بحديث الحسن من عمرو بن دينار، لأن عمرو بن دينار لم يسمع من الحسن إلا بعدما كبر . وقال هشام نفسه : جاورت الحسن عشر سنين . وذكر البخاري أن يحيى بن سعيد، وابن مهدي كانا يحدثان عن هشام ، عن الحسن .
وحديثه عن الحسن مخرج في الصحيحين وغيرهما .
وكذا تكلم في حديثه عن عطاء ، فقد كان يحيى بن سعيد يضعف حديثه عن عطاء . وقال أبو داود : إنما تكلموا في حديثه عن الحسن ، وعن عطاء ، لأنه كان يرسل ، وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب .
وكان شعبة يتكلم في هشامٍ ويقول : لو حابيت أحداً لحابيت هشام بن حسان ، كان ختني ، ولم يكن يحفظ .
وفي هشام كلام غير ذلك ، وقد قال ابن المديني : أما أحاديث هشام عن محمد فصحاح ، وحديثه عن الحسن عامتها يدور على حوشب ، وهشام أثبت من خالد الحذاء في ابن سيرين ، وهشام ثبت . وقال ابن عدي : ولم أر في أحاديثه منكراً إذا حدث عنه ثقة ، وهو صدوق لا بأس به .
وقال الذهبي : ثقة إمام كبير الشأن .
وقال في التقريب :[ ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال ، لأنه قيل : كان يرسل عنهما ] .(1/2)
طبقات ابن سعد 7/271 ، تاريخ الدوري 2/616 ، تاريخ الدارمي ص233 ، ثقات العجلي ص457، سؤالات الآجري 1/392، ضعفاء العقيلي 4/334، الجرح والتعديل 9/54 ، ثقات ابن حبان 7/566 ، الكامل 7/112 ، تهذيب الكمال 30/181 ، الميزان 4/295 ، تهذيب التهذيب 4/268 ، التقريب 7289 .
* محمد بن سيرين الأنصاري ، مولاهم ، أبو بكر بن أبي عمرة البصري ، مات سنة 110 . روى عن : أنس بن مالك مولاه ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وابن عباس ، وسمرة وغيرهم . وعنه : أيوب السختياني ، وهشام بن حسان ، ويونس بن عبيد ، وابن عون ، وقتادة وغيرهم .
متفق على إمامته وجلالته وضبطه وإتقانه . قال ابن عون : كان محمد يحدث بالحديث على حروفه . وقال أحمد بن حنبل : محمد بن سيرين في أبي هريرة لا يقدم عليه أحد ... .
قال في التقريب : [ ثقة ثبت عابد كبير القدر ، كان لا يرى الرواية بالمعنى ] .
الجرح والتعديل 7/280 ، تهذيب الكمال 25/344 ، تهذيب التهذيب 3/585، التقريب 5947.
* أنس بن مالك - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الخامسة .
التخريج :
لم أقف على حديث إسماعيل بن علية ، عن هشام المرسل .
- وأخرجه مسلم 4/82 ح1305 ، وأبو داود 2/515 ( وهو في الحاشية لأنه من رواية أبي الحسن بن العبد ، وأبي بكر بن داسة ، كما في التحفة 1/370 ح1456 ) ، والترمذي 2/244 ح912، والنسائي في الكبرى 2/449 ح4116، وأحمد 3/111 ح12092، والشافعي في السنن المأثورة ص350 ح441 ، والحميدي 2/520 ح1220 ، وابن خزيمة 4/299 ح2928 ، والطوسي في مستخرجه 4/168 ح835 ، وأبو عوانة 2/309 ح3230 ، وابن حبان 9/191 ح3879 ، والحاكم 1/474 ، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 3/383 ح3011 ، والبيهقي في السنن الكبرى 1/25 و5/134 و7/67، وفي السنن الصغير 1/437 ح1734، وفي المعرفة 4/128 ح3067، والبغوي في الأنوار في شمائل النبي المختار - صلى الله عليه وسلم - 2/695 ح1105 من طرقٍ عن سفيان بن عيينة ،(1/3)
ومسلم 4/82 ح1305 وأبو داود 2/514 ح1975 ، وأبو عوانة 2/308 ح3227 ، وأبو نعيم في المستخرج 3/383 ح3010 ، والبيهقي في الدلائل 5/441 من طريق أبي كريب ، ومسلم 4/82 ح1305 ، وأبو يعلى 5/227 ح2840 عن أبي بكر ابن أبي شيبة، ومسلم 4/82 ح1305 ، والبيهقي 5/103 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري ، ومسلم 4/82 ح1305 عن ابن نمير ، أربعتهم ( أبو كريب ، وابن أبي شيبة ، ويحيى بن يحيى ، وابن نمير ) عن حفص بن غياث ،
ومسلم 4/82 ح1305 ، والنسائي في الكبرى 2/445 ح4102 ، من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى ،
وأحمد 3/214 ح13242 ،
وعبد بن حميد ( المنتخب ص366 ح1219 ) ،
وابن الجارود 2/105 ح484 عن سليمان بن شعيب ،
وأبو عوانة 2/308 ح3229 عن محمد بن عبد الملك الدقيقي ،
وتمام في فوائده 2/235 ح1610 من طريق بكار بن قتيبة ،
خمستهم ( أحمد ، وعبد ، وسليمان ، والدقيقي ، وبكار ) عن وهب بن جرير ،
وأحمد 3/208 ح13164 عن روح بن عبادة ،
وأحمد 3/256 ح13685 من طريق حماد بن زيد ،
وأبو يعلى 5/211 ح2827 - وعنه ابن حبان 4/206 ح1371 - من طريق أبي إسحاق الفزاري ،
وأبو عوانة 2/308 ح3228 و2/309 ح3231 من طريق عباد بن عباد ،
ثمانيتهم ( ابن عيينة ، وحفص بن غياث ، وعبد الأعلى ، ووهب بن جرير ، وروح ، وأبو إسحاق الفزاري ، وعباد ) عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين به بنحوه ، وربما اختصره بعضهم أو زاد فيه ، إلا أنهم اختلفوا في الشق الذي أعطاه أبا طلحة ، وفي بعض ألفاظه: أنه أعطاه الأيمن، وأعطاه الأيسر ليفرقه بين الناس .
وهو في جميع هذه الطرق عن ابن سيرين ، عن أنس موصولاً ، إلا في رواية أبي يعلى ، عن ابن أبي شيبة ، عن حفص ، ورواية الدقيقي ، عن وهب بن جرير فإنهما مرسلتان لم يُذْكر فيهما أنس بن مالك .(1/4)
- وأخرجه البخاري 1/54 ح171 ، وأبو عوانة 2/309 ح3232 ، والطبراني في الأوسط 4/292 ، والدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 2/231 ح1232 ) ، والبيهقي 7/67 من طريق سعيد بن سليمان " سعدويه " ، عن عباد بن العوام ، عن ابن عون ،
وأحمد 3/256 ح13685، وأبو عوانة 2/309 ح3233و3234 من طريق مؤمل ابن إسماعيل ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ،
كلاهما ( ابن عون ، وأيوب ) عن محمد بن سيرين ، عن أنس به ، ولفظ ابن عون - عند البخاري - : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره " وبعضهم طوَّله . وأما لفظ أيوب فهو عند أحمد مقرون مع حديث حماد ، عن هشام ، ولفظه عند أبي عوانة :" لما حلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر قبض شعره بيده اليمنى ، فلما حلق الحلاق شق رأسه الأيمن قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أنس انطلق بهذا إلى أبي طلحة ، وأم سليم ".
- وأخرجه مسلم 7/79 ح2325 ، وأحمد 3/133 ح12363 و3/137 ح 12400 ، وابن سعد 2/181 ، وعبد بن حميد ( المنتخب ص380 ح1273 ) ، وابن حميع الصيداوي ص125 ، والبيهقي 7/68 من طريق سليمان بن المغيرة ،
وأحمد 3/146 ح13483 و3/212 ح13218 و3/239 ح3508 و3/287 ح14059 ، وابن سعد 8/428 من طرقٍ عن حماد بن سلمة ،
كلاهما ( سليمان ، وحماد ) عن ثابت ، عن أنس به ، ولفظه في حديث سليمان : " لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والحلاق يحلقه ، وأطاف به أصحابه ، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجلٍ ". ولفظه في رواية حماد بن سلمة :" لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلق الحجام رأسه أخذ أبو طلحة شعر أحد شقي رأسه بيده ، فأخذ شعره ، وجاء به إلى أم سليم ، قال : فكانت تدوفه في طيبها " وربما زاد فيه في بعض مواطنه .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الاختلاف على هشام بن حسان على وجهين، وهما:(1/5)
الوجه الأول : عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين مرسلاً، وهذه رواية إسماعيل بن علية ، وكذا حفص بن غياث - فيما رواه أبو يعلى ، عن ابن أبي شيبة ، عنه - ورواية وهب بن جرير - فيما رواه الدقيقي عنه - .
الوجه الثاني : عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس موصولاً، وقد ذكر أبو حاتم أن هذه رواية الناس ، وهي كما ذكر، فهي رواية ابن عيينة، وعبد الأعلى، وروح بن عبادة ، وحماد بن زيد، وأبي إسحاق الفزاري، كما هي رواية حفص بن غياث - في رواية الجماعة عنه ، وهم : أبو كريب ، ويحيى بن يحيى ، وابن نمير ، وابن أبي شيبة في رواية مسلم عنه - وهي - أيضاً - رواية وهب بن جرير - فيما رواه عنه أحمد ، وعبد بن حميد ، وسليمان بن شعيب ، وبكار بن قتيبة - .
وظاهر كلام أبي حاتم ترجيح الوجه الثاني ، وهو كذلك ، فإن وصل هذا الحديث ثابت من رواية الثقات الأثبات كابن عيينة ، وعبد الأعلى وغيرهما ممن سبق ذكره ، والاعتماد على ما ثبت من تلك الطرق ، فلعل إسماعيل بن علية قصر به عندما أرسله ، أو يكون هشام نفسه قصر به حين حدث إسماعيل ، وكل ذلك لا يضر بعد ثبوت وصله .
وأما رواية أبي يعلى ، عن ابن أبي شيبة ، عن حفص بن غياث المرسلة فإن لم يكن عدم ذكر أنس فيه سقطاً في النسخة فلعله تقصير من ابن أبي شيبة أو أبي يعلى أو غيرهما، فإن مسلماً قد رواه عن ابن أبي شيبة موصولاً ، وقد تابع ابن أبي شيبة على وصله : أبو كريب ، وابن نمير ، ويحيى بن يحيى ، فلا شك أن الوصل هو المحفوظ عن حفص بن غياث .
وكذلك الحال في رواية الدقيقي ، عن وهب بن جرير المرسلة ، فإن الوصل ثابت عن وهب بن جرير من رواية الثقات ، وهم : أحمد بن حنبل ، وعبد بن حميد ، وسليمان ابن شعيب ، وبكار بن قتيبة . بل إن ابن حجر ذكر رواية الدقيقي في إتحاف المهرة 2/280 ولم يذكر أنها مرسلة ، وهذا يقوي أن الإرسال إنما هو سقط في أصل النسخة ، وعلى كل حال فالوصل هو المحفوظ عن وهب بن جرير .(1/6)
ومما يؤكد صحة وصل هذا الحديث أنه ثابت عن محمد بن سيرين من غير حديث هشام ، فقد رواه عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين ، وروايته عند البخاري في الصحيح - كما سبق - ، ولكن حديث ابن عون حديث فرد ، حيث تفرد به سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام ، عن ابن عون، كما نص على ذلك الطبراني ، والدارقطني ، إلا أنه صحيح ، وإن كان فرداً كما ذكر الدارقطني .
وكذلك روي وصل هذا الحديث عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، إلا أن الرواية في هذا عن أيوب ليست بذاك ، فقد تفرد به مؤمل بن إسماعيل - وهو صدوق سيئ الحفظ ( التقريب 7029 ) - عن حماد بن زيد ، عن أيوب .
والحاصل أن حديث محمد بن سيرين، عن أنس حديث ثابت ، وقد صححه البخاري ومسلم وغيرهما .
كما هو ثابت - أيضاً - من حديث ثابت البناني ، عن أنس ، وقد رواه عن ثابت : سليمان بن المغيرة ، وحماد بن سلمة، وسبق سياق لفظيهما، وحديث سليمان في صحيح مسلم . والله أعلم .(1/7)
92/878- سألت أبي عن حديثٍ رواه قزعة بن سويد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسير بعرفة ، فأخرجت امرأة أعرابية رأسها من هودج ومعها صبي ، فقالت : يا رسول الله ألهذا حج ؟ قال : نعم ، ولك أجر " قال أبي: قال ابن عيينة : قال إبراهيم بن عقبة : أنا حدثت(1)ابن المنكدر ، عن كريب(2)، عن ابن عباس هذا الحديث .
دراسة الرواة :
* قزعة بن سويد بن حجير الباهلي ، أبو محمد البصري ، روى عن : محمد بن المنكدر، وحميد بن قيس الأعرج ، وإسماعيل بن أمية وغيرهم . وعنه : قتيبة بن سعيد، ومسدد ، ومسلم بن إبراهيم وغيرهم . أخرج له الترمذي ، وابن ماجة فقط .
ضعيف، ضعفه ابن معين - في رواية - وأبو داود، والنسائي ، وعباس العنبري وغيرهم . وقال أحمد : مضطرب الحديث . وقال البخاري : ليس بذاك القوي . وقال أبو حاتم : ليس بذاك القوي ، محله الصدق ، وليس بالمتين ، يكتب حديثه ولا يحتج به . وذكره أبو زرعة وغيره في الضعفاء .
ووثقه ابن معين - في رواية - وقال - في رواية أخرى - : ليس بذاك القوي ، وهو صالح .
قال في التقريب : [ ضعيف ] . وهو كما قال .
تاريخ الدارمي ص192 ، تاريخ ابن طهمان ص41، التاريخ الكبير 7/192 ، الضعفاء لأبي زرعة 2/651 ، سؤالات الآجري 1/373 ، ضعفاء النسائي ص89 ، الجرح والتعديل 7/139 ، المجروحين 2/216 ، تهذيب الكمال 23/593 ، الميزان 3/389 ، تهذيب التهذيب 3/439 ، التقريب 5546 .
* محمد بن المنكدر التيمي ، سبق في المسألة العشرين ، وهو ثقة فاضل .
* جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة السابعة والثلاثين .
__________
(1)
(1) هكذا في ( ت ، ض ) :" أنا حدثت " وهو الصواب، وسيأتي كلام ابن عيينة بأطول من هذا. ووقع في ( س ، ح ) :" أما حديث " وفي ( ط ) :" إنما حديث " وهو خطأ .
(2) قوله :" عن كريب " ساقطة من ( س ، ح ) .(1/1)
* سفيان بن عيينة الهلالي، سبق في المسألة التاسعة والأربعين ، وهو ثقة حافظ إمام حجة .
* إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش الأسدي ، مولاهم ، المدني ، روى عن : سعيد ابن المسيب ، وكريب مولى ابن عباس ، وأبي الزناد وغيرهم . وعنه : السفيانان ، وزهير ابن معاوية ، وابن المبارك وغيرهم . روى له مسلم والأربعة إلا الترمذي .
ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وابن سعد ، وأبو داود ، والنسائي وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات . وقدمه ابن معين على أخيه موسى بن عقبة .
وقال أبو حاتم : صالح لا بأس به ، قيل : يحتج بحديثه ؟ قال : يكتب حديثه .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد ( القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص339 ) ، الجرح والتعديل 2/117 ، ثقات ابن حبان 6/21 ، تهذيب الكمال 2/152 ، تهذيب التهذيب 1/77 ، التقريب 217 .
* كريب بن أبي مسلم الهاشمي ، مولاهم ، أبو رشدين المدني ، مولى ابن عباس ، مات سنة 98 . روى عن : ابن عباس ، وابن عمر ، وعائشة وغيرهم . وعنه : عمرو بن دينار ، وسالم بن أبي الجعد ، وبنو عقبة : إبراهيم ، وموسى ، ومحمد وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والنسائي وغيرهم .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 5/293 ، الجرح والتعديل 7/168 ، تهذيب الكمال 24/172 ، تهذيب التهذيب 3/468 ، التقريب 5638 .
* عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
التخريج :
- أخرجه الترمذي 2/254 ح926 عن قتيبة بن سعيد ،
وابن أبي الدنيا في العيال 2/847 ح634 ، وأبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي الصوفي في حديثه عن ابن الضريس ، ويوسف بن عاصم وغيرهما من المشايخ الورقة 6 ، من طريق محمد بن سليمان " لوين " ،
والمزي في تهذيب الكمال 23/597 من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ، وأبي إبراهيم الترجماتي ،
أربعتهم ( قتيبة ، ولوين ، والقواريري ، والترجماتي ) عن قزعة بن سويد به بنحوه .(1/2)
- والترمذي 2/254 ح924 ، وابن ماجه 2/971 ح2910 ، وابن أبي الدنيا في العيال 2/845 ح641 ، والطوسي في مستخرجه 4/184 ح846 ، وابن الأعرابي في معجمه 2/661 ح1319 و2/662 ح1320 ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/120 من طريق أبي معاوية الضرير ،
وابن الأعرابي في معجمه 2/662 ح1321 من طريق أسباط بن محمد ،
وابن الأعرابي - أيضاً - 3/916 ح1923 من طريق سويد بن سعيد ، عن القاسم ابن غصن ،
ثلاثتهم ( أبو معاوية ، وأسباط ، والقاسم ) عن محمد بن سوقة ،
والحميدي 1/235 ح504 - ومن طريقه ابن أبي خيثمة في التاريخ ( تاريخ المكيين ص402 ح430 ) ، وابن عبد البر في التمهيد 1/100 - عن سفيان بن عيينة ،
وأبو عمرو مسلم بن إبراهيم الأزدي في حديثه عن شيوخه ( رواية أبي عبد الله بن ضريس الورقة 6 ) - ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/18 - عن عمارة المعولي ،
وابن أبي الدنيا في العيال 2/842 ح644 ، والطبراني في الأوسط 2/63 ح1257 - وعنه أبو نعيم في الحلية 8/295 - من طريق إسماعيل بن مسلم ،
والطبراني في الأوسط 1/231 ح759 ، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ ص224 من طريق عبيد بن جناد الحلبي ، عن يوسف بن محمد بن المنكدر ،
خمستهم ( محمد بن سوقة ، وابن عيينة ، وعمارة المعولي ، وإسماعيل بن مسلم ، ويوسف بن محمد بن المنكدر ) عن محمد بن المنكدر به بنحوه ، وربما زاد فيه بعضهم يسيراً أو نقص ، وقد جعله ابن عيينة : عن ابن المنكدر مرسلاً ، وأما البقية فوصلوه بذكر جابر ابن عبد الله ، إلا في رواية أسباط بن محمد ، عن محمد بن سوقة فإنه مرسل - أيضاً - .
وقد علقه الترمذي عن محمد بن المنكدر مرسلاً ، ولكنه لم يذكر من رواه على هذا الوجه عن ابن المنكدر .
وقال ابن عيينة - بعدما ذكر أن ابن المنكدر حدث به مرسلاً -: فقيل لي : إنما سمعه من إبراهيم - يعني ابن عقبة- فأتيت إبراهيم فسألته عنه فحدثني به، وقال: حدثت به ابن المنكدر فحج بأهله كلهم .(1/3)
وهذا تخريج حديث إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس :
- أخرجه مسلم 4/101 ح1336 ، وأبو داود 2/410 ح1733 ، وأحمد 1/219 ح1898 ، والنسائي في المجتبى 5/121، وفي الكبرى 2/326 ح3628، والشافعي في الأم 2/154 ، وفي المسند ( 1/282 ح741 بترتيب السندي ) والطيالسي 4/425 ح2830 ، والحميدي 1/234 ح504 - ومن طريقه : ابن أبي خيثمة في التاريخ ( تاريخ المكيين ص402 ح431 )، والبيهقي في السنن الصغير 1/392 ح1510- وابن أبي شيبة 3/355 ح14878 ، والدوري في تاريخه عن ابن معين 3/141 ح594 ، والفاكهي في أخبار مكة 1/384 ح814، وأبو يعلى 4/289 ح2400، وابن الجارود 2/56 ح411 ، وابن خزيمة 4/349 ح3049 ، وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 7/685 ح8754 )، والطحاوي في شرح المعاني(1)2/256 ح4145، وفي شرح المشكل 6/390 ح2555 ، وعلي بن محمد الحميري في جزئه ص85 ح30 ، وابن حبان 1/357 ح144 ، و9/107 ح3798 ، وأحمد بن سليمان بن حذلم القاضي في الجزء الأول من حديثه عن شيوخه الورقة 5 ، وأبو عمرو السمرقندي في فوائده ص55 ح16، وأبو نعيم في المستخرج 4/10 ح3106، والبيهقي 5/155 ، وابن عبد البر في التمهيد 1/100-101 ، والبغوي في شرح السنة 7/22 ح1852 من طرقٍ متعددة عن سفيان بن عيينة به بنحو لفظ حديث ابن المنكدر ، وربما زاد فيه بعضهم يسيراً أو نقص .
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/198، والنسائي في المجتبى 5/120، وفي الكبرى 2/326 ح3627 ، وأحمد 1/344 ح3202 ،والطحاوي في شرح المشكل 6/392 ح2558 ، والطبراني في الكبير 11/414 ح12176 ، والبيهقي 5/155 ، وابن عبد البر في التمهيد 1/102 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ،
والبخاري في التاريخ الكبير 1/198 من طريق يحيى بن سعيد القطان ،
__________
(1) سقط من المطبوع من شرح معاني الآثار ذكر كريب ، فإما أن يكون من الناسخ أو من الطباعة والتصحيح من إتحاف المهرة 7/686 وشرح مشكل الآثار .(1/4)
ومسلم 4/101 ح1336 ، وأحمد 1/343 ح3195 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
وأحمد 1/344 ح3202 عن أبي أحمد الزبيري ،
وابن أبي شيبة 3/354 ح14872 عن وكيع بن الجراح ،
خمستهم ( أبو نعيم ، والقطان ، وابن مهدي ، وأبو أحمد ، ووكيع ) عنسفيان الثوري ،
والبخاري في التاريخ الكبير 1/199 من طريق يعلى ، عن ابن إسحاق ،
والبخاري في التاريخ الكبير - أيضاً - 1/198 - معلقاً - وابن أبي الدنيا في العيال 2/846 ح642 من طريق عبد الله بن المبارك ،
والنسائي في المجتبى 5/121، وفي الكبرى 2/327 ح3629، وابن عبد البر في التمهيد 1/96-97 من طريق الحارث بن مسكين ، وأبي الربيع سليمان بن داود ، والطحاوي في شرح معاني الآثار 2/256 ح4146 ، وفي شرح المشكل 6/390 ح2556 عن يونس بن عبد الأعلى ، والدارقطني ( كما في التمهيد 1/95 - معلقاً -) عن أبي الطاهر ، وابن عبد البر في التمهيد 1/97 من طريق سحنون ، وأحمد بن عمرو بن السرح ، ستتهم ( الحارث ، وأبو الربيع ، ويونس ، وأبو الطاهر ، وسحنون ، وابن السرح ) عن عبد الله بن وهب ،
والشافعي في الأم 2/154 ، وفي المسند ( 1/283 ح742 بترتيب السندي ) - ومن طريقه بقي بن مخلد ( كما في التمهيد 1/97) عن حرملة، والبيهقي في الكبرى 5/155، وفي المعرفة 4/139 ح3082 ، وفي خطأ من أخطأ على الشافعي ص224 ، وابن عبد البر في التمهيد من طريق الربيع ، وفي التمهيد - أيضاً - من طريق الطحاوي، عن المزني، وعلقه البيهقي في الكبرى 5/155 ، وفي المعرفة 4/139 ، عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني في كتاب القديم ، أربعتهم ( حرملة ، والربيع ، والمزني ، والزعفراني ) عن الشافعي - ،(1/5)
وابن حبان 9/107 ح3797، وأبو أحمد الحاكم في عوالي أحمد 1/191 ح189 ، وأبو الفضل الزهري في حديثه 2/611 ح662 ، وأبو القاسم الجوهري الغافقي في مسند الموطأ ص255 ح269، والبيهقي في خطأ من أخطأ على الشافعي ص226، والبغوي في شرح السنة 7/23 ح1853 ، من طريق أبي مصعب الزهري ،
والطحاوي في شرح المشكل 6/391 ح557 من طريق القعنبي ،
وابن عبد البر في التمهيد 1/96 من طريق النسائي ، عن هلال بن بشر ، عن محمد بن خالد بن عثمة ،
خمستهم ( ابن وهب ، والشافعي ، وأبو مصعب ، والقعنبي ، ومحمد بن خالد بن عثمة ) عن مالك ،
وهو في الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى 1/336 ح244 ، ورواية أبي مصعب 1/488 ح1256 ، ورواية سويد بن سعيد ص446 ح601 ،
وقد علقه الدارقطني في أحاديث الموطأ ص16 عن ابن القاسم ، ومعن بن عيسى ، ومطرف ، وكذا علقه أبو القاسم الجوهري في مسند الموطأ ص255 عن معن ، وابن القاسم ، وعن سحنون ، عن ابن القاسم ، وعلقه البيهقي 5/155 عن يحيى بن بكير ، وعلقه ابن عبد البر في التمهيد 1/95 عن عبد الله بن يوسف ، وفي التمهيد - أيضاً - 1/99 عن يوسف بن عمرو ، والحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم ،
خمستهم - أيضاً - ( ابن القاسم ، ومعن ، ومطرف ، ويحيى بن بكير ، وعبد الله بن يوسف ) عن مالك ،
وأحمد(1)1/244 ح2187، والطحاوي في شرح المعاني 2/256 ح4147 ،
وفي شرح المشكل 6/393 ح2559 ، والبيهقي 5/155 من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ،
وأحمد 1/219 ح1899 ،
وابن عبد البر في التمهيد 1/101 من طريق إبراهيم بن عباد ،
وفي التمهيد - أيضاً - 1/102 - معلقاً - عن محمد بن يوسف الحذاقي ،
ثلاثتهم ( أحمد ، وإبراهيم ، والحذاقي ) عن عبد الرزاق ، عن معمر بن راشد ،
__________
(1) وقع في الطبعة القديمة للمسند سقط ، حيث سقط ذكر ابن عباس ، فصار مرسلاً ، وهو سقط من الطباعة ، والتصحيح من الطبعة المحققة ، ومن الأطراف 4/249 ح3824 ، وإتحاف المهرة 7/686 ح8754 .(1/6)
وأحمد 1/288 ح2610 من طريق عبد الله العمري ، عن محمد بن عقبة ،
والواقدي في المغازي 3/1097 ، والطبراني في الكبير 11/414 ح12177 ، والبيهقي 5/155 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ،
وابن أبي الدنيا في العيال 2/850 ح646 من طريق زهير بن معاوية ،
والطحاوي في شرح المشكل 6/395 من طريق حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ،
وابن عبد البر في التمهيد 1/102 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن موسى بن عقبة ،
جميعهم ( الثوري ، وابن إسحاق ، وابن المبارك ، ومالك ، والماجشون ، ومعمر ، ومحمد بن عقبة ، وإسماعيل بن إبراهيم ، وزهير ، وحماد ، وموسى بن عقبة ) عن إبراهيم ابن عقبة، عن كريب به بنحوه، وربما زاد فيه بعضهم أو نقص، ولكن اختلفوا في وصله وإرساله ، فوصله بذكر ابن عباس فيه : ابن إسحاق ، وابن المبارك ، والماجشون ، ومحمد بن عقبة ، وإسماعيل بن إبراهيم ، وموسى بن عقبة . وكذا وصله الثوري في رواية أبي نعيم ، وأبي أحمد الزبيري فقط . ووصله - أيضاً - معمر بن راشد - فيما رواه أحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن عباد ، عن عبد الرزاق ، عنه - .
وأرسله زهير بن معاوية ، وحماد بن سلمة ، وكذا سفيان الثوري في رواية القطان ، وابن مهدي ، ووكيع ، وأرسله - أيضاً - معمر بن راشد - فيما رواه محمد بن يوسف الحذاقي ، عن عبد الرزاق ، عنه - .(1/7)
وأما مالك فقد اختلفوا عليه ، فوصله عنه الشافعي(1)- في غير رواية الزعفراني - ، وعبد الله بن وهب(2)، وأبو مصعب الزبيري ، ومحمد بن خالد بن عثمة ، ومطرف ، وعبد الله بن يوسف ، وابن القاسم - في رواية يوسف بن عمروٍ والحارث بن مسكين - ومعن بن عيسى - فيما ذكره أبو القاسم الجوهري - .
وأرسله يحيى بن يحيى(3)، والقعنبي ، وسويد بن سعيد ، ويحيى بن بكير ، وابن القاسم - في رواية سحنون - ومعن بن عيسى - فيما ذكره الدارقطني -. وكذا الشافعي في رواية الزعفراني في الكتاب القديم .
وقد علقه البخاري في التاريخ الكبير 1/198 عن مالك وزهير مرسلاً ، وعن الماجشون ، وابن عيينة موصولاً .
__________
(1) ذكر البيهقي في خطأ من أخطأ على الشافعي ص225 أنه وقع في موضع آخر من المناسك في رواية الربيع عن الشافعي مرسلاً . ثم ذكر في ص228 أن الذي يغلب على الظن أن أحد الموضعين خطأ من الكاتب .
(2) ذكر ابن عبد البر في التمهيد 1/95 أنه رأى في بعض نسخ موطأ مالك رواية ابن وهب عنه هذا الحديث مرسلاً ، من رواية يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب . قال ابن عبد البر : ولا أثق بما رأيته من ذلك ، ثم ذكر أن الطحاوي رواه عن يونس مسنداً ، وذكر بقية الرواية عن ابن وهب ، وهي مسندة ، فلعله قد وقع في النسخة التي أشار إليها سقط من الناسخ ، أما رواية ابن وهب فهي موصولة مسندة بلا شك .
(3) وقع في المطبوع خطأ ، حيث زيد فيه ذكر ابن عباس فصارت رواية يحيى موصولة ، وهذا إما خطأ من الناسخ أو من الطباعة ، وذلك أنهم متفقون على أن رواية يحيى بن يحيى لهذا الحديث عن مالك مرسلة ، وقد نص على ذلك ابن عبد البر وغيره ( انظر التمهيد 1/99 ) ولم يذكر أحد أنه روي عنه موصولاً.(1/8)
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير ، والنسائي في المجتبى 5/120 ، وفي الكبرى 2/326 ح3625 - وعنه الطحاوي في شرح المشكل 6/394 ح2562 - والطبراني في المعجم الكبير 11/416 ح12183 - ومن طريقه البيهقي 5/156 - وأبو نعيم في المستخرج 4/11 ح3107(1)، وابن عبد البر في التمهيد 1/103 من طريق يحيى القطان،
والبخاري في التاريخ الكبير 1/198 ، وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 7/685 ح8754 ) ، والطحاوي في شرح المشكل 6/394 ح2561 من طريق قبيصة بن عقبة ،
والبخاري في التأريخ الكبير 1/198، والطبراني في الكبير 11/416 ح12183 - ومن طريقه أبو نعيم في الحلية 7/95 ، والبيهقي 5/156 - وابن عبد البر في التمهيد 1/103 من طريق محمد بن كثير ،
والبخاري في التاريخ الكبير 1/198 - معلقاً - عن عبد الله بن الوليد ،
ومسلم 4/101 ح1336 ، وأحمد 1/343 ح3196 - ومن طريقه أبو نعيم في الحلية 7/95 - وأبو نعيم في المستخرج 4/11 ح3107 ، والبيهقي 5/156 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
ومسلم 4/101 ح1336 ، والبيهقي 5/156 من طريق أبي أسامة ،
والنسائي في المجتبى 5/120 ، وفي الكبرى 2/326 ح3626 - ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل 6/395 ح2563 - من طريق بشر بن السري ،
وابن أبي شيبة 3/354 ح14872 عن وكيع بن الجراح ،
وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 7/685 ح8754 ) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ،
تسعتهم ( القطان ، وقبيصة ، ومحمد بن كثير ، وعبد الله بن الوليد ، وابن مهدي ، وأبو أسامة ، وبشر ، ووكيع ، وأبو نعيم ) عن سفيان الثوري ، عن محمد بن عقبة ،
والبخاري في التاريخ الكبير 1/199 - معلقاً - عن ابن بكرٍ ، عن ابن جريج ،
__________
(1) وقع في إسناد أبي نعيم في المطبوع ارتباك حيث وقع فيه : ... حدثنا بندار ، حدثنا يحيى بن مهدي ، حدثنا سفيان ... ، ولعل الصواب : حدثنا يحيى ، وابن مهدي . فسقطت الواو من الطباعة .(1/9)
والطبراني في الكبير 11/416 ح12182 ، وفي الأوسط 8/35 ح7882 من طريق وهب بن بقية ، عن خالدٍ ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ،
كلاهما ( ابن جريج ، وعبد الرحمن بن إسحاق ) عن موسى بن عقبة ،
كلاهما ( محمد ، وموسى ابني عقبة ) عن كريب به بنحو حديث ابن المنكدر ، وربما زاد فيه بعضهم أو نقص ، وهو في رواية محمد بن عقبة موصول ، إلا في رواية وكيع ، عن الثوري ، وأما موسى بن عقبة فوصله عبد الرحمن بن إسحاق وأرسله ابن جريج .
- وأخرجه عبد بن حميد ( المنتخب ص210 ح619 ) والطبراني في الكبير 11/51 ح11016 من طريق أبي نعيم، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ، عن عبد الكريم بن أبي المخارق ، عن طاوس ، عن ابن عباس به بمعناه .
الحكم عليه :
أعلَّ أبو حاتم الرازي حديث قزعة بن سويد ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بقوله: قال ابن عيينة: قال إبراهيم بن عقبة: إنا حدثت ابن المنكدر: عن كريب، عن ابن عباس.
وقد تبين من التخريج السابق أن هذا الحديث اختلف فيه على محمد بن المنكدر ، فرُوي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله موصولاً ، وهذه رواية قزعة بن سويد ، وعمارة بن مهران المعولي ، وإسماعيل بن مسلم ، ويوسف بن محمد ابن المنكدر ، وكذا محمد بن سوقة - فيما رواه عنه : أبو معاوية الضرير ، والقاسم بن غصن - .
الوجه الثاني : عن محمد بن المنكدر مرسلاً ، وهذه رواية سفيان بن عيينة ، ومحمد بن سوقة - فيما رواه عنه أسباط بن محمد - .(1/10)
والمحفوظ من هذين الوجهين الوجه الثاني ، وهو رواية ابن عيينة المرسلة ، فإنه أثبت من روى هذا الحديث عن ابن المنكدر ، وقد بيََّن ابن عيينة قصة هذا بياناً جلياً لا مزيد عليه ، وذلك في قصته السابقة التي رواها عنه الحميدي ، فقد قال ابن عيينة بعدما روى حديث إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس : وكان ابن المنكدر حدثناه أولاً مرسلاً، فقيل لي: إنما سمعه من إبراهيم ، فأتيت إبراهيم فسألته عنه فحدثني به، وقال: حدثت به ابن المنكدر فحج بأهله كلهم .
فهذه الحكاية واضحة في أن ابن المنكدر لم يكن عنده هذا الحديث عن جابر ، وإنما حدثه به إبراهيم بن عقبة ، فعمل به ابن المنكدر وحج بأهله كلهم ، وحدث به ابن المنكدر مرسلاً ، وذلك لأن روايته عن إبراهيم بن عقبة نازلة ، فلم يحدث به عنه .
وهذه الحكاية هي التي أشار إليها أبو حاتم فيما نقله عن ابن عيينة .
وبناءً عليه فمن حدث به عن ابن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله فقد غلط ، ولذا قال الترمذي : حديث جابر حديث غريب . وقد روي عن محمد بن المنكدر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً . فكأنه يشير إلى ترجيح المرسل ، وتضعيف الموصول بذكر جابر .(1/11)
ثم إن من وصله قد سلك جادة معروفة ، وذلك أن ابن المنكدر معروف بالرواية عن جابر ، ولذا قال الإمام أحمد : أهل المدينة إذا كان الحديث غلطاً يقولون : ابن المنكدر ، عن جابر . ( شرح العلل 2/693 ) يعني أنهم يسلكون هذه الجادة كثيراً ، خاصة من لم يكن منهم متقناً، كما هو الحال في رواة هذا الحديث عن ابن المنكدر، عن جابر ، فإنه ليس فيهم من يعتمد على روايته ، فإن قزعة بن سويد ضعيف - كما سبق في ترجمته - وكذا إسماعيل بن مسلم ، ويوسف بن محمد بن المنكدر، فهما ضعيفان (التقريب 484، 7881)، وأما عمارة المعولي ، فهو أصلح حالاً ، فقد وثقه أحمد، وابن معين ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم : شيخ، ولذا قال ابن حجر : لا بأس به عابد . ( انظر تهذيب التهذيب 3/213 ، التقريب 4860 ) ، وأثبت منهم جميعاً محمد بن سوقة ، فإنه ثقة مرضي وقد أخرج له الجماعة ( كما في التقريب 5942 ) لكنه قد اختلف عليه ، فرواه أبو معاوية الضرير، والقاسم بن غصن عنه، عن ابن المنكدر، عن جابر موصولاً، وخالفهما أسباط ابن محمد ، فرواه عنه ، عن ابن المنكدر مرسلاً .
ورواية أسباط بن محمد ، عن محمد بن سوقة أصح، فإنه ثقة، وقد أخرج له الجماعة، وإنما ضُعِّف في الثوري خاصة ، ( كما في التقريب 320 ) وقد وافقت روايته عن محمد بن سوقة رواية ابن عيينة .
وأما أبو معاوية الضرير فإنه مع ثقته وحفظه لحديث الأعمش إلا أنه قد يهم في غير حديث الأعمش ، بل قد نص جماعة من الأئمة على خطئه واضطرابه في غير حديث الأعمش ، منهم الإمام أحمد ، وابن معين ، وابن نمير، وأبو داود وغيرهم . ( انظر ترجمته في المسألة الثانية عشرة ) فلعل هذا الحديث مما أخطأ فيه أبو معاوية .(1/12)
ولا تنفعه متابعة القاسم بن غصن شيئاً ، فإن القاسم ضعيف ، قال الإمام أحمد : يحدث بأحاديث منكرة . وقال أبو زرعة : ليس بقوي . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث . ( انظر : الجرح والتعديل 7/116 ، والميزان 3/377 ) وقد تفرد عنه سويد بن سعيد ، وفيه كلام - كما سيأتي - .
وبهذا يظهر جلياً خطأ من حدث بهذا الحديث عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله موصولاً . وأن الصواب أن ابن المنكدر إنما حدث به مرسلاً ، وهو إنما سمعه من إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، وهذا معنى كلام أبي حاتم السابق .
وإذا تبين هذا فيبقى الكلام في الاختلاف على كريب في هذا الحديث ، وقد تبين من التخريج السابق أن مدار هذا الحديث على ثلاثة إخوة، وهم بنو عقبة: إبراهيم، ومحمد، وموسى ، وقد اختلف على كل واحد منهم وهذا بيان ذلك مبتدءاً بالأسهل فالأسهل :
أولاً : محمد بن عقبة : وقد روي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن محمد بن عقبة ، عن أخيه إبراهيم ، عن كريب، عن ابن عباس، وهذه رواية عبد الله بن عمر العمري .
الوجه الثاني : عن محمد بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس ، وهذه رواية سفيان الثوري .
غير أن الثوري قد اختلف عليه فيه ، فرواه الجماعة ، وهم : يحيى القطان، وقبيصة، ومحمد بن كثير ، وعبد الله بن الوليد ، وابن مهدي ، وأبو أسامة ، وبشر بن السري ، وأبو نعيم ، عن سفيان ، عن محمد بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس ، وخالفهم وكيع فرواه عن الثوري مرسلاً دون ذكر ابن عباس .(1/13)
ولا شك أن رواية الجماعة هي المحفوظة عن الثوري في هذا الحديث ، ولكن يظهر لي أن رواية وكيع ليست في أصلها مخالفة لرواية الجماعة ، ذلك أن روايته عن الثوري ، عن إبراهيم ، ومحمد ابني عقبة ، عن كريب ، والثوري يروي هذا الحديث عنهما جميعاً، وحديثه عن إبراهيم مرسل - كما سيأتي - فلعل وكيعاً حمل رواية محمد بن عقبة على رواية أخيه إبراهيم فأرسلهما جميعاً ، لما حدث بهما معاً ، وهذا المعنى معروف عند المحدثين ، ويعبرون عنه بحمل إحدى الروايتين على الأخرى .
وإذا تبين هذا فمما لا شك فيه أن الثوري أثبت من عبد الله العمري ، بل إن العمري ضعيف ، والثوري إمام ثبت ، فتكون رواية الثوري هي المقدمة .
ولكن هناك احتمال آخر ، وهو أن يكون الثوري قد سوى هذا الحديث ، فقد عدَّ الخطيب في الكفاية ص364 سفيان الثوري فيمن يدلس تدليس التسوية ، ومعنى هذا أن يكون أسقط إبراهيم بن عقبة ، وجعله عن محمد بن عقبة ، عن كريب .
فإن كان هذا الاحتمال صحيحاً عاد حديث محمد بن عقبة إلى أخيه إبراهيم . والله أعلم .
ثانياً : موسى بن عقبة ، وقد روي عنه على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : عن موسى بن عقبة ، عن أخيه إبراهيم ، عن كريب ، عن ابن عباس ، وهذه رواية حاتم بن إسماعيل .
الوجه الثاني : عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس ، وهذه رواية عبد الرحمن بن إسحاق .
الوجه الثالث : عن موسى بن عقبة ، عن كريب مرسلاً ، وهذه رواية ابن جريج .(1/14)
وابن جريج أثبت الثلاثة الذين رووا هذا الحديث عن موسى بن عقبة ، فإن ابن جريج إمام مشهور، جليل القدر - كما سبقت ترجمته في المسألة الثامنة- وأما حاتم بن إسماعيل فقد وثقه جماعة من الأئمة ، وتكلم فيه النسائي وغيره ، ولذا قال ابن حجر : صحيح الكتاب ، صدوق يهم ( انظر ترجمته في المسألة الحادية والسبعين ) وعبد الرحمن بن إسحاق هو المدني ، ثم البصري ، وهو صدوق ، فقد وثقه بعض الأئمة وتكلم فيه آخرون ، وقد قال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ، وهو قريب من محمد بن إسحاق صاحب المغازي ، وهو حسن الحديث وليس بثبت ولا قوي ، وهو أصلح من عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة ( انظر ترجمته في تهذيب الكمال 16/519 ، والتقريب 3800 ) ولكن موسى بن عقبه قد رمي بالتدليس ( طبقات المدلسين ص41 ) فلعله دلسه حين حدث به عن كريب ، ويدل لذلك رواية حاتم بن إسماعيل ، وبناءً عليه فإن رواية موسى بن عقبة قد رجعت إلى رواية أخيه إبراهيم .
ثالثاً : إبراهيم بن عقبة ، وقد اختلف عليه في وصله هذا الحديث وإرساله اختلافاً شديداً، كما اختلف على بعض من دونه ، وقد سبق إجمال الاختلاف عليه في التخريج، وتفصيله كالتالي :
ينقسم الرواة عن إبراهيم بن عقبة إلى قسمين : قسم اختُلِف عليهم ، وقسم لم يُختلف عليهم .
فأما الذين لم يختلف عليهم فهم : سفيان بن عيينة ، وابن إسحاق ، وابن المبارك ، والماجشون ، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، وهؤلاء رووه عن إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس موصولاً .
وممن لم يختلف عليهم - أيضاً - زهير بن معاوية ، وحماد بن سلمة ، وقد روياه عن إبراهيم بن عقبة عن كريب مرسلاً .
وأما الذين اختلف عليهم فهم : سفيان الثوري ، ومالك، ومعمر، وهذا بيان ذلك:
1- سفيان الثوري ، وقد روي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن الثوري ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس موصولاً ، وهذه رواية أبي نعيم الفضل بن دكين ، وأبي أحمد الزبيري .(1/15)
الوجه الثاني : عن الثوري، عن إبراهيم بن عقبة ، عن كريب مرسلاً، وهذه رواية يحيى القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع .
والمحفوظ عن الثوري الإرسال ، وهو الوجه الثاني ، فإن القطان ، وابن مهدي هما أثبت الناس في الثوري ، وقد رويا عنه حديث إبراهيم ، ومحمد ابني عقبة ، وبيناهما فأرسلا حديث إبراهيم ، ووصلا حديث محمد ، مما يدل على إتقانهما ، وأما أبو نعيم فوصلهما جميعاً، وخالفه وكيع فأرسلهما جميعاً - وقد سبق ما فيه- ثم إن الإرسال في حديث إبراهيم هو المشهور عن الثوري ، كما هو ظاهر كلام أحمد، وابن معين وغيرهما - وسيأتي - .
2- معمر بن راشد ، وقد تفرد عنه عبد الرزاق ، واختلف على عبد الرزاق ، فرواه الإمام أحمد ، وإبراهيم بن عباد عن عبد الرزاق موصولاً ، وخالفهما محمد بن يوسف الحذاقي ، فرواه عن عبد الرزاق مرسلاً ، دون ذكر ابن عباس ، قال ابن عبد البر : وإبراهيم بن عباد أثبت ( التمهيد 1/102) يعني: من محمد بن يوسف، وذلك لأنه لم يذكر رواية الإمام أحمد ، ولا شك بأن الصواب عن عبد الرزاق الوصل ، ويكفي أنه رواية الإمام أحمد .
3- مالك بن أنس ، وقد اتسع الاختلاف عليه في هذا الحديث ، وقد رواه عنه اثنا عشر راوياً ، ممن وقفت على ذكر روايتهم ، ويمكن تقسيمهم إلى قسمين - أيضاً - .
فأما القسم الأول ، وهم الذي لم يُختلف عليهم فهم : عبد الله بن وهب ، وأبو مصعب الزهري ، ومحمد بن خالد بن عثمة، وعبد الله بن يوسف، ومطرف بن عبد الله، فهؤلاء رووه عن مالك على الوجه الموصول بذكر ابن عباس ، ولم يُختلف عليهم .
ومن هذا القسم - أيضاً - يحيى بن يحيى ، والقعنبي ، وسويد بن سعيد ، ويحيى بن بكير ، وهؤلاء رووه عن مالك على الوجه المرسل ولم يختلف عليهم .
القسم الثاني: الرواة الذين اختُلف عليهم في روايتهم عن مالك لهذا الحديث، وهم: الإمام الشافعي ، وابن القاسم ، ومعن بن عيسى .(1/16)
فأما الشافعي فقد رواه عنه : حرملة بن يحيى ، والربيع ، والمزني على الوجه الموصول . وهذا هو المشهور عن الشافعي ، حتى لا يكاد يذكر غيره ، حتى إن ابن عبد البر - مع سعة اطلاعه على حديث مالك - لم يذكر في هذا الحديث اختلافاً عن الشافعي ، ولكن البيهقي ذكر أن الحسن الزعفراني رواه عن الشافعي في القديم منقطعاً دون ذكر ابن عباس . ومعنى هذا أن آخر الأمرين من الشافعي روايته موصولاً ، وهو المشهور عنه .
وأما ابن القاسم فوصله عنه يوسف بن عمروٍ ، والحارث بن مسكين ، وأرسله عنه سحنون ، وكأن الوصل عنه أشهر فقد اقتصر عليه الدارقطني في أحاديث الموطأ ص16 .
وأما معن بن عيسى فلم أقف على من رواه عنه ، ولكن ذكر الدارقطني أن روايته مرسلة ، وذكر أبو القاسم الجوهري الغافقي أنه موصولة فالله أعلم .
وبهذا يتبين أن الوصل والإرسال محفوظان عن مالك في هذا الحديث ، فقد روى الوصل عنه أناس من ثقات أصحابه ، وكذا يقال في الإرسال ، ويصعب القول بخطأ أحد الفريقين ، وإنما كان هذا الاختلاف من مالك - رحمه الله - ولذا قال البيهقي : ويشبه أن يكون مالك يوصله مرة ويرسله أخرى فاختلف الرواة عنه لذلك ، ( انظر خطأ من أخطأ على الشافعي ص226 ) .
ومع هذا فإن إرسال هذا الحديث عن مالك أشهر ، فقد اتفق الطحاوي ، والدارقطني ، والغافقي ، والبيهقي ، وابن عبد البر على أن الإرسال هو رواية أكثر رواة الموطأ ، أما البخاري فقد اقتصر على ذكر الإرسال عن مالك ، ولم يذكر عنه اختلافاً ، وهذا يدل على اعتماده الرواية المرسلة عن مالك .
وبعد هذا فقد تحرر أن رواة الوجه الموصول عن إبراهيم بن عقبة هم : سفيان بن عيينة ، ومحمد بن إسحاق ، وعبد الله بن المبارك ، والماجشون ، وإسماعيل بن إبراهيم ابن عقبة ، ومعمر بن راشد ، وهو رواية عن مالك .
ورواة الوجه المرسل عن إبراهيم بن عقبة هم : زهير بن معاوية ، وحماد بن سلمة ، وسفيان الثوري ، ومالك في المشهور عنه .(1/17)
وأما محمد ، وموسى ابني عقبة فقد سبق ذكر الاختلاف عليهما في هذا الحديث ، ويحتمل أن تكون الرواية عنهما راجعة إلى رواية أخيهما إبراهيم على ما سبق بيانه .
وقد اختلف الأئمة في الموازنة بين وجهي الاختلاف في هذا الحديث ، فقد صحح وصله جماعة من الأئمة ، منهم مسلم بن الحجاج فقد أخرجه في الصحيح - كما سبق - ومنهم الإمام أحمد، فقد نقل ابن عبد البر عن الأثرم أنه قال : قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل رحمه الله - : الذي يصح في هذا الحديث ، حديث كريب مرسل ؟ أو عن ابن عباس ؟ فقال : هو عن ابن عباس صحيح ، قيل لأبي عبد الله : إن الثوري ومالكاً يرسلانه ، فقال : معمر ، وابن عيينة وغيرهما قد أسندوه، ( انظر التمهيد 1/102)، وكذا صححه ابن خزيمة ، وابن حبان ، والبغوي وغيرهم . وقال ابن عبد البر : والحديث صحيح مسند ثابت الاتصال ، لا يضره تقصير من قصر به ، لأن الذين أسندوه حفاظ ثقات .
ومستند من يقول بهذا القول أن الوصل ثابت عن إبراهيم بن عقبة من رواية الثقات كابن عيينة ، ومعمر ، والماجشون وغيرهم .
ورجح الإرسال جماعة من الأئمة - أيضاً - ففي تاريخ الدوري 2/219 رقم 1052 ذكر عن ابن معين : حديث إبراهيم بن عقبة هذا ، وقال ابن معين : أخطأ فيه ابن عيينة، إنما هو مرسل ، قال يحيى : روى عنه الثوري مرسلاً . وكذا روى ابن أبي خيثمة في تاريخه ( تاريخ المكيين ص401 ) عن ابن معين أنه سئل عن هذا الحديث ، فقال : مرسل ليس فيه ابن عباس .
وقد روى الطحاوي في شرح المشكل 6/393 ح2560 عن الدوري قول ابن معين السابق إلا أن الطحاوي رده بقوله : ما عمل يحيى في هذا شيئاً .(1/18)
كما رجح الإرسال في هذا الحديث الإمام البخاري ، فقد طول في سياقه طرقه في تاريخه الكبير 1/198 . وبين الاختلاف فيه ، ثم قال : أخشى أن يكون هذا الحديث مرسلاً في الأصل . ثم أشار البخاري إلى رواية أبي ظبيان ، وأبي السفر عن ابن عباس أنه قال : " أيما صبي حج ثم أدرك فعليه الحج " وقال البخاري : وهذا المعروف عن ابن عباس .
ومراد البخاري بذلك دفع هذا الحديث بما ثبت عن ابن عباس من قوله أن حج الصبي لا يكفي عن حجة الإسلام، وهذا مأخذ لطيف ، وهو أسلوب ينتهجه كبار الأئمة في دفع بعض الأحاديث ، وتعليلها بما يخالفها عن نفس الصحابي المروية عنه ( انظر شرح العلل لابن رجب 2/891 ) ولكن بخصوص هذا الحديث فإن الإجابة على ما أورده البخاري هي أن حج الصبي صحيح ، ولكنه لا يكفي عن حجة الإسلام . كما عليه جمهور أهل العلم ، ولا يكون بين الحديثين تعارض يوجب دفع أحدهما.
وممن أعلَّ هذا الحديث - أيضاً - الإمام الدارقطني ، فإنه تعقب على مسلم إخراجه في الصحيح ( كما في التتبع ص481 ) ، إلا أنه لم يصرح بأزيد من هذا .
والذي يتبين لي في هذا الحديث أن من صحح وصله فله حجة بينة في ذلك ، وهي اتفاق جماعة من الثقات على روايته عن إبراهيم ، وهذا يدل على صحة هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان الاختلاف فيه شديداً ، إلا أن ذلك لا يمنع القول بصحته ، والله أعلم .
ومما ينبغي التنبيه عليه في نهاية هذا البحث أن الرواية عن طاوس في هذا - كما سبق في نهاية التخريج - لا يعتد بها ولا يلتفت إليها عند الموازنة لنكارتها ، فقد تفرد بذلك عبد الكريم بن أبي المخارق ، وهو ضعيف - كما سبق في المسألة الثالثة والستين - .(1/19)
كما أنه قد روي هذا الحديث من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه الطبراني في الأوسط 3/350 ح3375 من طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماتي، عن عبد الله بن محمد الطلحي ، عن خالد بن الوليد المخزومي ، عن الزهري ، عن أنس فذكر معنى هذا الحديث بأطول منه .
وهذا إسناد ساقط بمرة ، فيه خالد بن إسماعيل بن الوليد المخزومي أبو الوليد المدني ، وإنما ينسب إلى جده تدليساً لحاله، كما قال الذهبي، وهو متهم بالكذب، قال ابن عدي: كان يضع الحديث على الثقات . وقال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال . وقد ذكر الذهبي في الميزان هذا الحديث ، وذكر أنه من بلاياه . ( انظر : الكامل 3/41 ، والمجروحين 1/277 ، والميزان 1/627و644 ) والله أعلم .(1/20)
93/879- سألت أبي عن حديثٍ رواه المحاربي ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الدين خمس لا يقبل الله منها شيئاً دون شيء ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والحياة بعد الموت ، هذه واحدة ، والصلوات الخمس عمود الدين ، لا يقبل الله الإيمان إلا بالصلاة ، والزكاة طهور من الذنوب ، لا يقبل الله الإيمان ولا الصلاة إلا بالزكاة ، فمن فعل هؤلاء ثم جاء رمضان فترك صيامه متعمداً لم يقبل الله منه الإيمان ولا الصلاة ولا الزكاة ، فمن فعل هؤلاء الأربع ثم تيسر له الحج فلم يحج ولم يوص بحجة(1)ولم يحج عنه بعض أهله لم يقبل الله منه الأربع التي قبلها ، لأن الحج فريضة من فرائض الله تعالى " قال أبي : هذا حديث منكر ، يحتمل أن يكون(2)هذا كلام عطاء الخراساني ، وإنما هو عبد الحميد بن أبي جعفر شيخ كوفي(3).
دراسة الرواة :
* المحاربي هو : عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي ، أبو محمد الكوفي مات سنة 195 . روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وحجاج بن أرطاة ، والأعمش وغيرهم . وعنه : ابنا أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل وغيرهم . أخرج له الجماعة .
وثقه ابن معين ، والنسائي ، وقال - أيضاً - : ليس به بأس . وكذا قال العجلي. وقال أبو حاتم: صدوق إذا حدث عن الثقات ، ويروي عن المجهولين أحاديث منكرة فيفسد حديثه بروايته عن المجهولين . وذكره ابن حبان في الثقات .
__________
(1) في ( ط ) : " لحجه " ولم أطلع على ما في ( م ) .
(2) في ( ض ) وحدها :" يحتمل أن يكون هذا الكلام كلام " بزيادة قوله : الكلام .
(3) كرر ابن أبي حاتم هذه المسألة مرة ثانية في : علل أخبار في الإيمان 2/156 رقم 1962 .(1/1)
وذكره العقيلي في الضعفاء ، وذكر له حديثاً عن معمر استنكره أحمد ، وقال : لم نعلم أن المحاربي سمع من معمر شيئاً ، وبلغنا أن المحاربي كان يدلس .
وفيه كلام غير ذلك . قال الذهبي : ثقة صاحب حديث .
وقال ابن حجر : [ لا بأس به ، وكان يدلس قاله أحمد ] .
ثقات العجلي ص299، ضعفاء العقيلي 2/347، الجرح والتعديل 5/282، ثقات ابن حبان 7/92، تهذيب الكمال 17/386 ، الميزان 2/585 ، تهذيب الكمال 2/550 ، التقريب 3999 .
* عبد الحميد بن جعفر ، صوابه : عبد الحميد بن أبي جعفر ، وهو :
* عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء - واسم أبي جعفر : كيسان- روى عن : أبيه ، وعثمان بن عطاء . وعنه : المحاربي ، وأسود بن عامر .
ذكره ابن حبان في الثقات ، وأثنى عليه شريك خيراً . وقال أبو حاتم : شيخ كوفي . ولم يذكر فيه البخاري جرحاً ولا تعديلاً .
التاريخ الكبير 6/52 ، الجرح والتعديل 6/17 ، ثقات ابن حبان 8/398 ، تعجيل المنفعة ص244.
* عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني ، أبو مسعود المقدسي ، مات سنة 155 . وقيل : قبلها . روى عن : أبيه ، وإسحاق بن قبيصة وغيرهما . وعنه : ابن المبارك، وابن وهب ، والوليد بن مسلم وغيرهم .
ضعيف ، ضعفه ابن معين ، ومسلم ، والدارقطني وغيرهم . وقال عمرو بن علي : منكر الحديث . وقال - أيضاً -: متروك الحديث . وقال البخاري : ليس بذاك . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به . وضعفه مشهور .
قال في التقريب : [ ضعيف ] .
التاريخ الكبير 6/244 ، الكنى لمسلم ص779، الجرح والتعديل 6/162، ضعفاء العقيلي 3/210 ، تهذيب الكمال 19/441 ، الميزان 3/48 ، تهذيب التهذيب 3/71 ، التقريب 4502 .
* عطاء بن أبي مسلم الخراساني ، سبق في المسألة الستين ، وفيه كلام كثير ، والأكثر على توثيقه . وقال ابن حجر : صدوق يهم كثيراً ، ويرسل ويدلس .
* عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .(1/2)
التخريج :
- أخرجه أبو نعيم في الحلية 5/201 من طريق سهل بن عثمان، ونصر بن عبد الرحمن الوشا ، عن المحاربي به بنحوه ، وفيه : عبد الحميد بن أبي جعفر ، على الصواب .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن هذا حديث منكر ، وأنه يحتمل أن يكون من كلام عطاء الخراساني - يعني ولا يحتمل أن يكون من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر أن الصواب : عبد الحميد بن أبي جعفر ، وهو شيخ كوفي - يعني - وليس : عبد الحميد بن جعفر كما ذكر في الإسناد.
وما ذكره أبو حاتم صحيح كله ، ولا إشكال فيه ، فهذا حديث منكر ، ولا يمكن أن يكون هذا السياق من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد تفرد به عثمان بن عطاء ، وهو ضعيف - كما سبق - فلعله سمع من أبيه كلاماً فاشتبه عليه فرفعه ، وقد أشار إلى شيء من هذا الحافظ ابن رجب فقال : الظاهر أنه من تفسيره لحديث ابن عمر . وعطاء من جلة علماء الشام . ( جامع العلوم والحكم 1/150 ، وانظر فتح الباري لابن رجب 4/215 ) ، كما تفرد عن عثمان ، عبد الحميد بن أبي جعفر، ولم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال أبو نعيم بعد سياقه : غريب من حديث ابن عمر بهذا اللفظ ، لم يروه عنه إلا عطاء ، ولا عنه إلا ابنه ، تفرد به عبد الحميد بن أبي جعفر ، وهذا كله يؤيد نكارة هذا الحديث بهذا السياق .
وإنما الثابت عن ابن عمر في هذا المعنى حديثان : " بني الإسلام على خمس " ، وحديث قصة جبريل في بيان مراتب الدين ، وهما حديثان مشهوران ، والله أعلم .(1/3)
94/880- سألت أبي عن حديثٍ رواه أبو ثور(1)، عن ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها : " طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك " قال سفيان : يعني بعد المعرف(2). قال أبي : هكذا حدثنا به أبو ثور موصل ، وحدثنا علي بن هاشم بن مرزوق ، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة مرسل، ومرسل أصح.
دراسة الرواة :
* أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي ، سبق في المسألة الخامسة والسبعين، وهو ثقة .
* سفيان بن عيينة الهلالي ، سبق في المسألة التاسعة والأربعين ، وهو ثقة حافظ فقيه إمام حجة .
* ابن أبي نجيح هو : عبد الله بن يسار ، سبق في المسألة الخامسة والسبعين، وهو ثقة، وقد رمي بالقدر ، وربما دلس .
* عطاء بن أبي رباح المكي ، سبق في المسألة السادسة ، وهو ثقة فقيه فاضل ، لكنه كثير الإرسال .
* عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - سبقت ترجمتها في المسألة الثالثة .
* علي بن هاشم بن مرزوق الهاشمي ، أبو الحسن الرازي ، روى عن : أبيه ، وهشيم ، وابن عيينة وغيرهم. وعنه: ابن ماجه، وأبو حاتم ، وأبو زرعة وغيرهم. أخرج له ابن ماجه فقط .
وثقه أبو حاتم - وذكر المزي أنه قال : صدوق - وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال في التقريب :[ صدوق ] .
__________
(1) هكذا وقع في جميع النسخ : أبو ثور ، عن ابن عيينة . وقد سبق ذكره في المسألة رقم 75/861 عن أبي حاتم قال : حدثنا أبو ثور ، قال : حدثنا الشافعي ، عن سفيان بن عيينة . وهكذا أخرجه أبو نعيم في الحلية 9/157 من طريق الحسن بن سفيان عن أبي ثور . فلعل الذي وقع هنا سقط في أصل النسخة ، وإن كان أبو ثور يروي عن ابن عيينة ، ولكن هذا الحديث إنما رواه عن الشافعي ، عن ابن عيينة ، والله أعلم .
(2) في ( س ، ح ، ض ) جعلت فاء المعرف واواً وهو تصحيف .(1/1)
الجرح والتعديل 6/208 ، ثقات ابن حبان 8/475 ، تهذيب الكمال 21/170 ، تهذيب التهذيب 3/198 ، التقريب 4811 .
التخريج والحكم عليه :
سبق تخريج هذه المسألة والحكم عليها في المسألة رقم 75/861، وانظر - أيضاً - المسألة رقم 76/862 .(1/2)
95/881- سألت أبي عن حديثٍ رواه مالك ، عن أيوب السختياني ، عن محمد بن سيرين ، عن من أخبره ، عن عبيد الله بن عباس " أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إن أمي كبيرة ، لا تستطيع(1)أن تركبها(2)، لم تستمسك ، فإن(3)ربطناها خفت أن تموت ، أأحج(4)عنها ؟ قال : نعم ". قال أبي : عبيد الله بن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل(5).
دراسة الرواة :
* مالك بن أنس ، سبق في المسألة الثانية والأربعين ، وهو إمام دار الهجرة الفقيه ، رأس المتقنين وكبير المتثبتين .
* أيوب بن أبي تميمة السختياني ، سبق في المسألة العاشرة ، وهو ثقة ثبت حجة ، من كبار الفقهاء والعباد .
* محمد بن سيرين البصري ، سبق في المسألة الحادية والتسعين ، وهو ثقة ثبت عابد كبير القدر .
* عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ، ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وشقيق عبد الله ، يقال : إنه كان أصغر منه بسنة ، وكان من الكرماء الأجواد .
__________
(1) في ( س ، ح ) :" يستطيع " بالياء . وفي ( ض ) بدون نقط .
(2) في ( ح ، ط ) :" نركبها " بالنون . وفي ( ت ، س ) بدون نقط ، والمراد : لا تستطيع أن تركب الناقة ، أعاد الضمير على غير مذكور للعلم به ، والجملة التي بعدها فسرت السبب في عدم استطاعتها الركوب ، وهو أنها لا تستمسك على الراحلة .
(3) في ( ت ) :" قال " وهو تصحيف .
(4) في ( ت ، ط ) بدون همزة استفهام .
(5) ذكر ابن أبي حاتم هذه المسألة في المراسيل ص101 وزاد فيها : قال أبو محمد : كذا رواه معن بن عيسى ، عن مالك ، ورواه ابن وهب ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، عن مالك ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيد الله بن عباس ، لم يذكرا بينهما رجلاً ، وليس هذا الحديث في موطأ يحيى بن عبيد الله بن بكير ولا في موطأ أبي مصعب . اهـ .(1/1)
اختلف في صحبته ، فذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من الصحابة ، وقال العجلي: من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال ابن حبان : له صحبة . وكذا جزم بصحبته أبو نعيم ، وابن عبد البر ، وابن الأثير ، والمزي ، والعلائي ، وابن حجر وغيرهم.
أما أبو حاتم فذكر أن حديثه مرسل ، وقال : ليس لعبيد الله صحبة .
وقد علق ابن حجر في الإصابة على قول أبي حاتم : إن حديثه مرسل ، بقوله: لعله أراد حديثاً مخصوصاً ، وإلا فسِنّه يقتضي أن يكون له عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من عشر سنين ... .
ولكن قول أبي حاتم : ليس له صحبة ، صريح في مراده ، فالله أعلم .
وقد قال في التقريب : [ من صغار الصحابة ] .
المراسيل ص102، ثقات العجلي ص317 ، تاريخ الصحابة لابن حبان ص165 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 4/1873 ، الاستيعاب 2/429 ، أسد الغابة 3/172 ، تهذيب الكمال 19/60 ، جامع التحصيل ص232 ، الإنابة لمغلطاي 2/42 ، الإصابة 2/437 ، التقريب 4303 .
التخريج :
هو في موطأ مالك رواية محمد بن الحسن ص163 ح482 ، إلا أنه وقع فيه : عبد الله ابن عباس .
- وأخرجه ابن وهب في موطئه(1)ص65 ح158 ،
وابن سعد ( الطبقة الخامسة من الصحابة / قسم متمم 1/216 ح143 ) عن معن بن عيسى ،
كلاهما ( ابن وهب ، ومعن ) عن مالك به بنحوه إلا أنه قال في رواية ابن وهب : عن محمد بن سيرين ، عن عبد الله بن عباس . فلم يذكر بينهما أحداً ، وجعله عن عبد الله ، وأما رواية معن ففيها : عن أيوب ، عمن أخبره ، عن عبيد الله ... دون ذكر ابن سيرين .
وقد علقه الدارقطني في العلل 10/44 عن مالك ، وقال : عن عبيد الله بن عباس . وقيل : عبد الله بن عباس .
وسبق سياق كلام ابن أبي حاتم في الاختلاف على مالك في هذا الحديث .
__________
(1) المراد به الموطأ الخاص بابن وهب الذي هو من تأليفه ، وليس روايته لموطأ الإمام مالك ، كما بينه محقق الكتاب في مقدمته .(1/2)
- وأخرجه النسائي في المجتبى 5/119 و8/229، وفي الكبرى 2/325 ح3623، والطحاوي في شرح المشكل 6/366 ح2537 من طريق هشام بن حسان ،
وابن عدي 7/221 من طريق أبي أيوب يحيى بن أبي الحجاج الخاقاني ، والحاكم في المستدرك 1/480 من طريق عثمان بن الهيثم ، كلاهما ( أبو أيوب ، وعثمان ) عن عوف الأعرابي ،
وعلي بن عبد العزيز البغوي في منتخب المسند ( كما في الإصابة 2/437 ) ، وابن حزم في المحلى 7/57 ، وفي حجة الوداع ص465-466 ح532و533 من طريق يزيد بن إبراهيم التستري ،
ثلاثتهم ( هشام بن حسان ، وعوف الأعرابي ، ويزيد بن إبراهيم ) عن محمد بن سيرين به ، وقد جعله في رواية هشام بن حسان : عن ابن سيرين ، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن الفضل بن عباس . وجعله في رواية عوف الأعرابي: عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، وجعله في رواية يزيد بن إبراهيم : عن ابن سيرين ، عن عبيد الله(1)بن عباس . وقد ذكر في حديث عوف أن المسؤول عنه أبوه ، وهو شيخ كبير . وذكر في حديث هشام أن الفضل كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي حديث يزيد بن إبراهيم أن عبيد الله بن عباس كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سؤال هذا السائل .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن حديث عبيد الله بن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل ، يعني أن عبيد الله لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بل صرح أبو حاتم بأنه ليس له صحبة ، وقد سبق في ترجمته ذكر اختلاف الأئمة في صحبته ، وأن الأكثر على إثبات صحبته فالله أعلم .
ولكن هذا الحديث قد وقع في إسناده اختلاف على مالك ، وعلى من فوقه ، فأما الاختلاف على مالك فقد تبين من كلام ابن أبي حاتم ومن التخريج السابق أنه قد روي عنه على وجهين :
__________
(1) وقع في حجة الوداع لابن حزم : عبد الله بن عباس . وهو تصحيف .(1/3)
الوجه الأول : عن مالك ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن رجلٍ ، عن عبيد الله بن عباس . وهذه رواية معن بن عيسى ، ومحمد بن الحسن إلا أنه وقع في روايته عبد الله بن عباس ، وسقط من رواية معن عند ابن سعد ذكر محمد بن سيرين(1)
الوجه الثاني : عن مالك ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيد الله بن عباس . وهذه رواية عبد الله بن وهب ، وعبد الله بن نافع الصائغ . إلا أنه وقع في المطبوع من موطأ ابن وهب : عبد الله بن عباس .
ولعل الوجه الأول بإبهام شيخ ابن سيرين أرجح ، فإن ابن سيرين لم يسمع من عبد الله بن عباس كما ذكر ذلك أحمد ، وابن المديني وغيرهما ، بل ذكر أبو حاتم أنه لم يسمع من عبيد الله بن عبد الله بن عباس ( انظر المراسيل ص150-151 ) . وعدم سماعه من عبيد الله بن عباس أولى لأنه متقدم الوفاة ، ولم يكن بالبصرة ، ولم يأت عن ابن سيرين أنه سمع منه، بل إدخال الواسطة بينهما يدل على عدم سماعه منه .
وأما الاختلاف في عبيد الله ، وعبد الله ابني العباس في هذا الحديث فلعله من التصحيف ، وإن كان الدارقطني ذكرهما قولين . ومما يدل على هذا أن ابن أبي حاتم ذكر رواية ابن وهب عن عبيد الله . وقد وقعت في موطئه : عبد الله . ثم إن التصحيف بين هذين الاسمين شائع ، وهذا الإسناد قد عرف لعبيد الله .
ولكن قد بقي أمر مهم ، وهو أن هذا الحديث قد اختلف فيه على محمد بن سيرين ، فروي عنه على أربعة أوجه :
الوجه الأول : عن ابن سيرين ، عن رجلٍ ، عن عبيد الله بن عباس . وهذه روايه أيوب السختياني ، كما سبق القول فيها .
الوجه الثاني : عن ابن سيرين ، عن عبيد الله بن عباس ، وهذه رواية يزيد بن إبراهيم التستري ، وقد سبق أنه وجه مرجوح عن أيوب .
__________
(1) وقد يكون سقطاً من النسخة ، فإن ابن أبي حاتم ذكر رواية معن ، ولم يذكر فيها سقطاً - كما سبق - .(1/4)
الوجه الثالث : عن ابن سيرين ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، عن سليمان بن يسار ، عن الفضل بن عباس . وهذه رواية هشام بن حسان .
الوجه الرابع : عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة، وهذه رواية عوفٍ الأعرابي .
ولم يتعرض أبو حاتم لهذا الاختلاف على ابن سيرين ، وإنما ذكر ذلك الدارقطني في علله ، غير أنه لم يذكر الوجه الثاني ، وقد حكم الدارقطني على حديث أبي هريرة ، وهو الوجه الرابع بأنه وهم ، وحمل فيه على يحيى بن أبي الحجاج وذكر أنه شيخ ، وأنه وهم في هذا الحديث . ويحيى بن أبي الحجاج لين الحديث ، ( كما في التقريب 7527 ) وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمته مستنكراً له . ولا يعترض على هذا بمتابعة عثمان بن الهيثم ليحيى بن أبي إسحاق ، فإن عثمان وإن كان ثقة ، إلا أنه بأخرة كان يتلقن ما يلقن كما ذكر أبو حاتم . ( تهذيب الكمال 19/502 ، التقريب 4525 ) فلعل هذا الحديث مما لقنه عثمان، وليس من حديثه .
كما حكم الدارقطني - أيضاً - بأن أصح هذه الأوجه رواية هشام بن حسان ، وهو الوجه الثالث ، بجعله من حديث الفضل بن عباس ، ووجه هذا الترجيح ظاهر ، فإن هشام بن حسان من أثبت الناس في محمد بن سيرين . وهو من هذا الوجه منقطع ، فإن سليمان بن يسار لم يسمع من الفضل كما ذكر النسائي وغيره .
غير أنه قد يقال إن ظاهر صنيع أبي حاتم يدل على أن حديث أيوب حديث آخر وأنه محفوظ - أيضاً - عن محمد بن سيرين ، حيث أعله أبو حاتم بالإرسال ، ولم يتعرض لأصل الاختلاف فيه ، وقد يعضد ذلك بمتابعة يزيد بن إبراهيم لأيوب على أصله ، إلا أن هذا غير لازم من كلام أبي حاتم .
أما ابن حزم فإنه اقتصر على سياق هذا الحديث من الوجه الثاني ، وجزم بصحته متمسكاً بأن يزيد بن إبراهيم ثقة ، وهو كذلك ، ( انظر التقريب 7684 ) إلا أن ابن حزم أغفل النظر في الاختلاف في إسناده على عادته في ذلك .(1/5)
وعلى كل حالٍ فإن أوجه هذا الحديث جميعاً لا تفيد ثبوته على فرض ترجيح أي وجهٍ منها ، إلا أن هذا الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن عباس ، ومن حديثه ، عن أخيه الفضل ، وله طرق متعددة كما سبق ذكره في المسألة رقم 52/838 ، وانظر المسألة رقم 37/823 ، والمسألة رقم 55/841 . والله أعلم .(1/6)
96/882- سألت أبي عن حديثٍ رواه عبد الواحد بن زياد ، عن يونس بن عبيد ، عن عمرو بن سعيد ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال : قال لي سعد بن مالك : رأيت امرأة تطوف بالبيت ... قال أبي : لا أظنه أدرك أبو زرعة سعداً .
دراسة الرواة :
* عبد الواحد بن زياد العبدي ، مولاهم ، أبو بشر ، وقيل: أبو عبيدة البصري، مات سنة 177 أو نحوها. روى عن: أبي مالك الأشجعي ، والأعمش ، ويونس بن عبيد وغيرهم . وعنه: عفان، وأبو داود الطيالسي ، وابن مهدي وغيرهم .
ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وابن سعد ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، والعجلي وغيرهم . وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات .
واختلف في حديثه عن الأعمش ، فعن ابن معين ، قيل له : من أثبت أصحاب الأعمش . قال : بعد سفيان ، وشعبة : أبو معاوية الضرير ، وبعده عبد الواحد بن زياد .
ولكن قال ابن المديني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثاً قط بالبصرة ، ولا بالكوفة ، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش فلا يعرف منه حرفاً . وقال أبو داود : عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها كلها .
لخص الحافظ حاله بقوله : [ ثقة ، وفي حديثه عن الأعمش وحده مقال ] .
طبقات ابن سعد 7/289 ، ثقات العجلي ص363، ضعفاء العقيلي 3/55، الجرح والتعديل 6/20، ثقات ابن حبان 7/123 ، تهذيب الكمال 18/450 ، الميزان 2/672 ، تهذيب التهذيب 2/631 ، التقريب 4240 .
* يونس بن عبيد بن دينار العبدي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبيد البصري ، مات سنة 139. روى عن الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وعمرو بن سعيد الثقفي وغيرهم . وعنه : شعبة ، والثوري ، والحمادان ، وعبد الواحد بن زياد وغيرهم .(1/1)
متفق على توثيقه وجلالته وإمامته وصلاحه، قال ابن حبان : كان يونس - رحمة الله عليه - من سادات أهل زمانه علماً وفضلاً وحفظاً وإتقاناً وسنة وبغضاً لأهل البدع ، وهؤلاء أربعة أنفس بالبصرة هم الذين أظهروا السنة بها، مع التقشف الشديد ، والفقه في الدين ، والحفظ الكثير، والمباينة لأهل البدع : عبد الله بن عون ، ويونس بن عبيد ، وأيوب السختياني ، وسليمان التيمي .
قال في التقريب : [ ثقة ثبت فاضل ورع ] .
الجرح والتعديل 9/242 ، ثقات ابن حبان 7/647، تهذيب الكمال 32/517، تهذيب التهذيب 4/470 ، التقريب 7909 .
* عمرو بن سعيد القرشي ، ويقال : الثقفي ، مولاهم ، أبو سعيد البصري ، روى عن: أنس بن مالك ، والمغيرة بن شعبة ، وأبي زرعة بن عمرو بن جرير وغيرهم . وعنه: أيوب السختياني ، وابن عون ، ويونس بن عبيد وغيرهم .
ثقة، وثقه النسائي ، وابن سعد وغيرهما . وقال ابن معين : مشهور، وقال - أيضاً-: شيخ بصري . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 7/240، تاريخ الدروي 2/444، سؤالات ابن الجنيد ص418، الجرح والتعديل 6/236 ، ثقات ابن حبان 7/222 ، تهذيب الكمال 22/40 ، تهذيب التهذيب 3/273 ، التقريب 5035 .
* أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، الكوفي، اختلف في اسمه، فقيل: هرم ، وقيل غير ذلك ، روى عن : جده جرير ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم . وعنه : إبراهيم النخعي ، وأبو حيان التيمي ، وعمرو بن سعيد وغيرهم .
تابعي ثقة ، وثقه ابن معين وغيره . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
تاريخ الدارمي ص239 ، ثقات ابن حبان 5/513 ، تهذيب الكمال 33/323، تهذيب التهذيب 4/523 ، التقريب 8103 .(1/2)
* سعد بن مالك هو : سعد ابن أبي وقاص بن وهيب القرشي ، أبو إسحاق المدني ، أسلم قديماً ، وشهد المشاهد كلها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يقال له : فارس الإسلام ، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله ، وأحد العشرة المبشرين ، والستة أهل الشورى ، ومناقبه كثيرة جداً ، مات - رضي الله عنه - بالعقيق سنة 55 على المشهور ، وقيل قبلها ، وقيل بعدها . وهو آخر العشرة وفاة .
فضائل الصحابة لأحمد 2/748 ، تهذيب الكمال 10/309 ، الإصابة 2/33، التقريب 2259 .
التخريج :
لم أقف على من أخرج هذا الحديث في شيء من المصادر التي اطلعت عليها .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أنه لا يظن أن أبا زرعة بن عمرو بن جرير أدرك سعداً ، ومعنى ذلك أن يكون هذا الإسناد منقطعاً بين أبي زرعة ، وسعد ، وكلام أبي حاتم يحتمل أنه يستبعد إدراك أبي زرعة لسعدٍ من حيث الزمن ، يعني أنه لم يلحقه ، وفي هذا نظر فإن رواية أبي زرعة عن أبي هريرة محفوظة ومشهورة ، ووفاة أبي هريرة غير بعيدة من وفاة سعد ، فإن أبا هريرة توفي قبل سنة ستين، ولكن لعل مراد أبي حاتم أنه لم يثبت سماع أبي زرعة من سعدٍ، ولعله لم يلقه ، فعبَّر عن عدم اللقي بعدم الإدراك .
ويحتمل أن يكون مراد أبي حاتم أن رواية أبي زرعة ، عن سعد غير محفوظة ولا معروفة ، وهذا صحيح فإني لم أقف على أي رواية لأبي زرعة عن سعد ، ولم يذكره المزي في التحفة ولا في تهذيب الكمال في الرواة عن سعد . وهذا يدل على أن هذا الإسناد غير محفوظ ، وأن قوله فيه : قال لي سعد بن مالك غير ثابت ، والله أعلم .(1/3)
97/883- سئل(1)أبو زرعة عن حديثٍ رواه يعلى بن عبيد ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال :" ساق النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة ، فيها جمل لأبي جهل(2)" فقال أبو زرعة : هذا خطأ، إنما هو: الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، والخطأ من يعلى .
دراسة الرواة :
* يعلى بن عبيد الإيادي ، ويقال : الحنفي ، مولاهم ، أبو يوسف الطنافسي الكوفي ( 117-209 ) . روى عن : الأعمش ، ويحيى الأنصاري ، والثوري وغيرهم . وعنه : ابنا أبي شيبة ، ومحمد بن نمير ، وإسحاق بن راهويه وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن معين ، وابن سعد ، والعجلي وغيرهم ، وقال العجلي : كان حديثه أربعة آلاف . وقال أحمد : كان صحيح الحديث ، وكان صالحاً في نفسه . وقال أبو حاتم: صدوق ، وهو أثبت أولاد أبيه في الحديث . وذكره ابن حبان في الثقات .
ولكن تكلم في حديثه عن الثوري ، قال ابن معين : ضعيف في سفيان، ثقة في غيره .
قال الذهبي : ثقة ، وضعفه ابن معين في سفيان .
وقال ابن حجر : [ ثقة ، إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين ] .
طبقات ابن سعد 6/397 ، تاريخ الدارمي ص156 ، ثقات العجلي ص484 ، الجرح والتعديل 9/304 ، ثقات ابن حبان 7/653 ، تهذيب الكمال 32/389 ، معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ص192 ، الميزان 4/458 ، تهذيب التهذيب 4/450 ، التقريب 7844 .
__________
(1)
(1) في ( ت ) :" سألت أبو زرعة " وقد صححها المحقق في ( ط ) وجعلها :" سألت أبا زرعة " وفي ( ض ) :" سئل أبي زرعة " . والصواب ما أثبت ، وهو الذي في ( س ، ح ) . ولم أطلع على ( م ) .
(2) أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي فرعون هذه الأمة ، كان شديد الأذى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقتل يوم بدرٍ وطرح في قليب بدر . تاريخ ابن جرير 2/36 ، البداية 5/135 ، الأعلام للزركلي 5/87 .(1/1)
* سفيان الثوري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة .
* منصور بن المعتمر الكوفي ، سبق في المسألة الثانية والخمسين ، وهو ثقة ثبت.
* مِقسم - بكسر الميم - بن بُجْرة - بضم الموحدة وسكون الجيم ، ويقال : بفتحتين على وزن شجرة - ويقال : ابن نجدة، أبو القاسم ، ويقال : أبو العباس، مولى عبد الله ابن الحارث بن نوفل ، وإنما قيل له مولى ابن عباس للزومه له ، مات سنة 101. روى عن: ابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعائشة وغيرهم . وعنه : عبد الكريم الجزري ، والحكم بن عتيبة ، ويزيد بن أبي زياد وغيرهم . أخرج له البخاري حديثاً واحداً ، وأخرج له الأربعة .
وثقه أحمد بن صالح ، ويعقوب بن سفيان ، والدارقطني ، وذكره العجلي ، وابن شاهين في الثقات ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، لا بأس به .
وضعفه ابن سعد ، وابن حزم ، وذكره البخاري في الضعفاء .
وقال الذهبي في الميزان : ضعفه ابن حزم ، وقد وثقه غير واحد ، والعجب أن البخاري أخرج له في صحيحه ، وذكره في كتاب الضعفاء .
ولم أقف عليه في الضعفاء الصغير للبخاري ، فلعله في الكبير ، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن البخاري لما ذكره في الضعفاء لم يذكر فيه قدحاً ، بل ساق حديث شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم في الحجامة ، وقال : إن الحكم لم يسمعه منه .
قال في التقريب : [ صدوق ، وكان يرسل ] .
طبقات ابن سعد 5/295و471 ، ثقات العجلي ص438 ، الجرح والتعديل 8/414 ، ثقات ابن شاهين ص314 ، سؤالات الحاكم للدارقطني ص278 ، المحلى 5/219 ، تهذيب الكمال 28/461 ، الميزان 4/176 ، تهذيب التهذيب 4/147 ، التقريب 6873 .
* عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .(1/2)
* ابن أبي ليلى هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ، أبو عبد الرحمن الكوفي ، الفقيه ، القاضي ، مات سنة 148. روى عن: عطاء بن أبي رباح ، والشعبي، ونافع ، والحكم بن عتيبة وغيرهم . وعنه : السفيانان ، وشعبة ، ووكيع ، وأبو نعيم وغيرهم . أخرج له الأربعة .
ضعيف لسوء حفظه ، ضعفه يحيى بن سعيد ، وأحمد ، وابن معين وغيرهم .
وقال شعبة : ما رأيت أحداً أسوأ حفظاً من ابن أبي ليلى . وقال - أيضاً - : أفادني أحاديث فإذا هي مقلوبة . وقال أحمد : كان سيئ الحفظ ، مضطرب الحديث ، كان فقه ابن أبي ليلى أحب إلينا من حديثه ، في حديثه اضطراب . وقال ابن معين : ليس بذاك . وقال النسائي : ليس بالقوي . وقال ابن حبان : كان رديء الحفظ ، كثير الوهم ، فاحش الخطأ ، يروي الشيء على التوهم ، ويحدث على الحسبان فكثر المناكير في روايته فاستحق الترك .
وقد كان ابن أبي ليلى فقيه أهل الكوفة في زمانه ، وكان في نفسه صدوقاً ، ولذا قال أبو زرعة : صالح ، ليس بأقوى ما يكون . وقال أبو حاتم : محله الصدق ، كان سيء الحفظ ، شغل بالقضاء فساء حفظه ، لا يتهم بشيء من الكذب ، إنما ينكر عليه كثرة الخطأ ، يكتب حديثه ولا يحتج به . وقال البخاري : صدوق ، إلا أنه لا يدرى صحيح حديثه من سقيمه ، وضعف حديثه جداً .
وفيه كلام كثير غير هذا ، قال الذهبي : صدوق إمام سيء الحفظ ، وقد وثق .
وقال ابن حجر : [ صدوق ، سيء الحفظ جداً ] .
الجرح والتعديل 7/322 ، المجروحين 2/243 ، الكامل 6/183 ، تهذيب الكمال 25/622 ، الميزان 3/613 ، تهذيب التهذيب 3/627 ، التقريب 6081 .
* الحكم بن عتيبة الكوفي ، سبق في المسألة الثامنة عشرة ، وهو ثقة ثبت فقيه ، إلا أنه ربما دلس .
التخريج :
- أخرجه البيهقي 5/230 من طريق محمد بن عبد الوهاب ، عن يعلى بن عبيد به بنحوه .
- وأخرجه ابن ماجه 2/1035 ح3100 ، وأحمد 1/2079 ، وابن أبي شيبة 3/239 ح13816 من طريق وكيع بن الجراح ،(1/3)
وابن ماجه 2/1027 ح3076 ، والحاكم 3/55 من طريق عبد الله بن داود ،
وأحمد 1/269 ح2428 عن مؤمل ،
والطحاوي في شرح المشكل 4/28 ح1405 ، والطبراني في الكبير 11/378 ح12057 ، وأبو نعيم في الحلية 7/97 ، والبيهقي 5/230 من طريق أبي عاصم النبيل،
والطبراني في الكبير 11/378 ح12057 ، والبيهقي 5/230 ، وابن عبد البر في التمهيد 17/414 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ،
وأبو نعيم في الحلية 7/97 من طريق قبيصة بن عقبة ،
والخطيب في تاريخ بغداد 4/173 من طريق أحمد بن أبي الطيب، عن عبد الله بن المبارك ،
سبعتهم ( وكيع ، وعبد الله بن داود ، ومؤمل ، وأبو عاصم ، وأبو نعيم ، وقبيصة، وابن المبارك ) عن سفيان الثوري به ، ولفظه في رواية وكيع :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى في بدنه جملاً كان لأبي جهل برته فضة ". ولفظ مؤمل :" أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة ، فيها جمل أحمر لأبي جهل ، في أنفه برة من فضة " ولفظ أبي نعيم ، وأبي عاصم ، وقبيصة بنحو لفظ مؤمل ، ولفظ ابن المبارك مختصرٌ :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحر جمل أبي جهل ". وأما عبد الله بن داود فلفظه مطول فقد ذكر فيه الثوري جزءاً من حديث جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، وبيَّن الثوري الإسنادين جميعاً .
وقد جعلوه : عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، إلا أنه أسقط الحكم في رواية عبد الله بن داود عند الحاكم فقط ، وجعله في رواية ابن المبارك وحده : عن الثوري ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر. وقد ذكر البيهقي في روايته عن أبي نعيم، وأبي عاصم إسناداً آخر مع هذا الإسناد، وهو : ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس .
- وأخرجه المحاملي في الأمالي ص75 ح25 ، والبيهقي 5/230 من طريق هشيم بن بشير ،
والبيهقي - أيضاً - من طريق يحيى بن بكير ، عن زهير بن محمد ،(1/4)
كلاهما ( هشيم ، وزهير ) عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس به ، ولفظ هشيم : عن ابن عباس :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى في حجته مائة بدنة فيها جمل كان لأبي جهل في رأسه برة من فضة " ، زاد في رواية المحاملي : " قال : فنحر بيده منها أربعين ، قال : وأمر ببقيتها فنحرت ، ثم أمر من كل بدنة منها ببضعة فطبخ ". ولفظه في رواية زهير : عن ابن عباس قال :" نحر أو نحر يوم الحديبية سبعين - وفي نسخة : تسعين - بدنة ، فيها جمل لأبي جهل ، فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها " .
- وأخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد ( كما في الأطراف 3/329 ح2812) وفيه قال: تفرد به غياث بن إبراهيم ، عن عمرو بن قيس ، وأبي خالد الدالاني - يعني - عن مقسم ، عن ابن عباس ، وساق طرفاً من الحديث .
- وأخرجه أبو داود 2/416 ح1746 ، والطحاوي في شرح المشكل 4/27 ح1404، والطبراني في الكبير 11/92 ح11148 من طريق محمد بن سلمة ،
وأبو داود 2/417 ح1746 ، والبيهقي 5/229 من طريق يزيد بن زريع ،
وأحمد 1/261 ح2362 ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، والحاكم في علوم الحديث ص107 - وعنه البيهقي 5/230 - من طريق علي بن المديني ، عن يعقوب بن إبراهيم ، والطبراني في الكبير 11/91 ح11147 ، وابن عبد البر في التمهيد 17/414 ، من طريق أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي ، كلاهما ( يعقوب بن إبراهيم ، وأحمد بن محمد ) عن إبراهيم بن سعد ،
وابن خزيمة 4/286 ح2897 ، والحاكم 1/467(1)، والبيهقي 5/229 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى ،
وابن خزيمة 4/287 ح2898 من طريق سلمة بن الفضل ،
والطحاوي في شرح المشكل 4/26 ح1403 من طريق عباد بن العوام ،
__________
(1)
(1) رواية الحاكم عن عبد الأعلى مقرونة مع رواية يونس بن بكير كما في إتحاف المهرة ، ولكن سقط من مطبوعة المستدرك بعض إسناد رواية يونس فتداخل الإسنادان .(1/5)
والحاكم في المستدرك ( كما في إتحاف المهرة 8/17 ح8800 ) - وعنه البيهقي 5/185- من طريق يونس بن بكير ،
والحاكم في علوم الحديث ص107 من طريق علي بن المديني ، عن يعلى بن عبيد ،
ثمانيتهم ( محمد بن سلمة ، ويزيد بن زريع ، وإبراهيم بن سعد ، وعبد الأعلى ، وسلمة ، وعباد ، ويونس ، ويعلى ) عن محمد بن إسحاق ،
وهو في مغازي ابن إسحاق كما ذكر ابن هشام في سيرته 3-4/272 ،
وأحمد 1/273 ح2466 ، والبيهقي 5/230 من طريق جرير بن حازم ،
كلاهما ( ابن إسحاق ، وجرير بن حازم ) عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبر ، عن ابن عباس به ، ولفظه في رواية ابن إسحاق :" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهدى عام الحديبية جملاً في هداياه لأبي جهل في رأسه برة من فضة ليغيظ به المشركين ". وذكر بعض رواته عن ابن إسحاق أنها من ذهب . وذكر بعضهم أنه استلب يوم بدر . وأما لفظ جرير فهو بنحو لفظ وكيع عن الثوري وقد سبق .
وقد وقع تصريح ابن إسحاق لسماعه من ابن أبي نجيح في رواية إبراهيم بن سعد عند أحمد فقط ، ورواية سلمة بن الفضل ، ويونس بن بكير ، وكذا رواية عبد الأعلى عند الحاكم فقط ، وأما بقية الروايات فليس فيها تصريح بالسماع ، وإنما هي بالعنعنة أو قال ، وذكر ونحوها ، إلا رواية إبراهيم بن سعد عن الحاكم في علوم الحديث ففيها قال ابن إسحاق : حدثني من لا أتهم عن ابن أبي نجيح .
وجعله في رواية عباد بن العوام : عن ابن إسحاق، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس .
وجعله في رواية يعلى بن عبيد : عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي بن أبي طالب .
الحكم عليه :
تبين مما ذكره أبو زرعة في هذه المسألة ومن التخريج السابق أنه هذا الحديث قد اختلف فيه على سفيان الثوري ، فروي عنه على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : عن الثوري ، عن منصور ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، وهذه رواية يعلى بن عبيد .(1/6)
الوجه الثاني : عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، وهذه رواية الجماعة ، وهم : وكيع ، وعبد الله بن داود ، ومؤمل ، وأبو عاصم ، وأبو نعيم ، وقبيصة بن عقبة ، إلا أنه سقط من رواية عبد الله بن داود عند الحاكم ذكر الحكم بن عتيبة . فإما أن يكون ذلك سقطاً قديماً في نسخة المستدرك لأنه كذلك وقع في إتحاف المهرة 8/77 ح8945 ، أو يكون وهماً ممن دون عبد الله بن داود ، وذلك أن رواية عبد الله بن داود محفوظة بذكر الحكم فيها ، كما أخرجه ابن ماجه .
الوجه الثالث : عن الثوري ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وهذه رواية عبد الله بن المبارك ، وقد تفرد عنه بذلك أحمد بن سليمان بن أبي الطيب المروزي ، وقد قال الخطيب بعد سياقه : هذا غريب من حديث سفيان الثوري ، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد ، لا أعلم له رواة غير ابن المبارك ، وعنه : أحمد بن أبي الطيب . وقد ذكر أبو زرعة الرازي أنه كتب عن أحمد بن أبي الطيب ، وأنه كان حافظاً ، قيل له : هو صدوق ؟ قال : على هذا يوضع . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث . ولذا قال الذهبي: وثق ، وضعفه أبو حاتم وحده . وقال ابن حجر: صدوق حافظ له أغلاط ، ضعفه بسببها أبو حاتم ، وماله في البخاري سوى حديث واحدٍ متابعة ، ( انظر : الجرح والتعديل 2/52 ، تاريخ بغداد 4/173 ، تهذيب الكمال 1/357 ، الميزان 1/102 ، التقريب 51 ) ، ومن المقطوع به أن هذا الوجه خطأ ، وقد تفرد به أحمد بن أبي الطيب ، فإما أن يكون هذا خطأً منه أو ممن دونه .(1/7)
وعلى هذا تبقى الموازنة بين الوجهين الأولين عن الثوري ، وقد حكم أبو زرعة بأن الوجه الأول - وهو رواية يعلى بن عبيد - خطأ ، وأن الصواب الوجه الثاني ، وهو كما قال - رحمه الله - فإن الوجه الثاني رواية الجماعة ، وفيهم من كبار أصحاب الثوري كوكيع ، وأبي نعيم ، وهذا أمر ظاهر لا يحتاج إلى تقرير ، ثم إن مخالفهم - وهو يعلى بن عبيد - قد تكلم في حديثه عن الثوري - كما سبق في ترجمته - .
وقد توبع الثوري على هذا الحديث من وجهه المحفوظ ، تابعه زهير بن محمد ، وهشيم ابن بشير - كما سبق في التخريج - وهذا يؤكد ترجيح هذا الوجه - أيضاً - .
ولكن يبقى أن هذا الحديث من وجهه المحفوظ ، وهو : ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس إسناد ضعيف، وذلك لأمرين ، أولهما: ضعف ابن أبي ليلى - كما سبق في ترجمته - ، وثانيهما : أن الحكم لم يسمع من مقسم إلا أحاديث معينة - أربعة أو خمسة - كما ذكر ذلك شعبة وغيره من الأئمة ، وليس هذا الحديث منها ، ( انظر : العلل ومعرفة الرجال 3/35، ومقدمة الجرح والتعديل 1/130، والمعرفة والتاريخ 2/584 ، ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص110 وغيرها ) .
وبناءً على هذا يبقى النظر في الطرق الأخرى لهذا الحديث ، وهي كالتالي :
أولاً : طريق الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، وهذا الطريق لم أدرجه في الاختلاف على الثوري ، لأن راويه ساق الإسنادين جميعاً ، وهو طريق لم أقف عليه إلا عند البيهقي ، وقد رواه عن أبي عبد الله الدقاق ، عن أحمد بن عثمان الآدمي ، عن أبي قلابة الرقاشي ، عن أبي عاصم ، وأبي نعيم ، عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى فساق الطريقين جميعاً ، طريق الحكم بن عتيبة ، وطريق المنهال بن عمرو .(1/8)
وقد تفرد بذلك أبو قلابة الرقاشي عن أبي عاصم النبيل ، وأبي نعيم ، مع أن روايتهما لهذا الحديث عن الثوري مشهورة بذكر طريق الحكم فقط ، فقد روى ذلك عن أبي عاصم : أبو مسلم الكشي ، وإبراهيم بن مرزوق ، كما رواه عن أبي نعيم : علي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن عبد الله بن سنجر -ورواياتهم في مصادر التخريج السابقة- ولم يذكر أحد منهم طريق المنهال بن عمرو ، وهذا يؤكد تفرد أبي قلابة الرقاشي بذلك ، عن أبي عاصم ، وأبي نعيم .
وأبو قلابة هو : عبد الملك بن محمد الرقاشي الضرير الحافظ ، قال أبو داود : رجل صدوق أمين مأمون كتبت عنه بالبصر ة ، وقال الدارقطني : صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون ، كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام منه . وذكر ابن خزيمة أنه اختلط. وفيه كلام غير ذلك. قال ابن حجر : صدوق يخطئ ، تغير حفظه لما سكن ببغداد . ( انظر: تهذيب الكمال 18/404 ، التقريب 4210) فمن هذه حاله لا يقبل تفرده بمثل هذا الإسناد ، ومع ذلك فهو إسناد لم يخرج عن ابن أبي ليلى ، وقد سبق بيان ضعفه .
ثانياً : طريق غياث بن إبراهيم ، عن عمرو بن قيس ، وأبي خالد الدالاني ، عن مقسم ، عن ابن عباس . وقد تفرد بهذا الطريق غياث بن إبراهيم النخعي ، كما ذكر ذلك الدارقطني ، وغياث متهم ، فقد قال أحمد : ترك الناس حديثه . وقال ابن معين : ليس بثقة . وقال الجوزجاني : كان فيما سمعت غير واحد يقول: يضع الحديث . وقال البخاري : تركوه . ( انظر الميزان 3/337 )، فهذا إسناد ساقط بمرة ، وقد أغنى ذلك عن النظر في بقيته .
وقد تبين بهذا أن هذا الحديث لا يصح من حديث مقسم ، عن ابن عباس ، من جميع طرقه ، ولكن قد روي من غير طريق مقسم ، وهو كالآتي :
ثالثاً : طريق عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، وقد رواه عن ابن أبي نجيح : محمد بن إسحاق ، وجرير بن حازم .
فأما محمد بن إسحاق فقد اختلف عليه في إسناده فروي عنه على أوجه :(1/9)
الوجه الأول : عن ابن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس، وهذه رواية الجماعة عن ابن إسحاق ، وهم : محمد بن سلمة ، ويزيد بن زريع، وإبراهيم بن سعد ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وسلمة بن الفضل ، ويونس بن بكير.
الوجه الثاني : عن ابن إسحاق ، عن أبي يحيى، عن مجاهد ، عن ابن عباس. وهذه رواية عباد بن العوام ، ولم يبين من هو أبو يحيى ، ولذا فقد ذكر بعض الباحثين أن المقصود به ابن أبي نجيح ، وبهذا يعود إلى الوجه الأول ، ولكن يشكل عليه أن كنية ابن أبي نجيح أبو يسار - كما سبق في ترجمته - ومن أجل هذا فقد ذكر الطحاوي - وهو الذي أخرج هذه الرواية - أن المراد به أبو يحيى القتات .
وعلى كل حال فإن هذا الوجه غير محفوظ عن ابن إسحاق لتفرد عباد بن العوام به ومخالفته لرواية الجماعة ، وقد يكون أصله تصحيفاً قديماً .
الوجه الثالث : عن ابن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي بن أبي طالب ، وهذه رواية يعلى بن عبيد ، وهي رواية غير محفوظة عن ابن إسحاق - أيضاً - لتفرد يعلى ومخالفته للجماعة .
وبهذا يعلم أن المحفوظ عن ابن إسحاق رواية الجماعة ، عن ابن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس .
غير أنه قد اختلف في سماع ابن إسحاق لهذا الحديث من ابن أبي نجيح فقد وقع التصريح بسماع ابن إسحاق لهذا الحديث من ابن أبي نجيح في مسند الإمام أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق ، كما وقع في رواية سلمة بن الفضل، ورواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، ووقع - أيضاً - في رواية عبد الأعلى، عن ابن إسحاق عند الحاكم فقط، إلا أن رواية الحاكم هذه مقرونة برواية يونس بن بكير، فلعل التصريح الواقع فيها حملاً لرواية عبد الأعلى على رواية يونس ، ولذا فلم يرد التصريح في رواية عبد الأعلى عند غير الحاكم .(1/10)
والحاصل أن التصريح بالسماع قد وقع في بعض الروايات عن ابن إسحاق إلا أن في هذا التصريح نظراً ، فقد أخرج الحاكم في علوم الحديث - كما سبق - من طريق عبد الله ابن علي بن المديني ، عن أبيه قال: كنت أرى أن هذا من صحيح حديث ابن إسحاق فإذا هو قد دلسه ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني من لا أتهم عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، فإذا الحديث مضطرب .
وهذا الكلام الذي ذكره ابن المديني يقتضي أن التصريح بالسماع المذكور سابقاً فيه نظر ، فقد يكون وهماً من بعض من دون ابن إسحاق ، وقد يكون بعضه من وهم النساخ ، فإن الوهم في ذلك كثير ، خاصة أنه في سيرة ابن إسحاق بلفظ : قال عبد الله ... مع أنه قد ساق قبله إسناداً آخر صرح فيه بالسماع من عبد الله بن أبي نجيح مما يدل على أنه قصد المغايرة بين الإسنادين . ( كما نقل ذلك عنه ابن هشام في السيرة 3-4/272 ) .
وبهذا يتبين أن رواية ابن إسحاق لهذا الحديث لا يمكن الاعتماد عليها لتدليس ابن إسحاق .
وأما جرير بن حازم فقد رواه - كما سبق - عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال البيهقي : وهذا إسناد صحيح ، إلا أنهم يرون أن جرير بن حازم أخذه من محمد بن إسحاق ، ثم دلسه ، فإن بين فيه سماع جرير من ابن أبي نجيح صار الحديث صحيحاً .
ولم أقف على سماع جرير لهذا الحديث من ابن أبي نجيح ، وبناءً عليه يعود إلى حديث ابن إسحاق ، وفيه الكلام السابق .
وبهذا يتبين أن هذا الحديث لا يثبت عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، وبه يعلم - أيضاً - أنه لا يثبت عن ابن عباس من جميع طرقه السابقة .
ولكنه روي عن مجاهد من غير هذا الطريق ، وعلى غير هذا الوجه ، وهذا بيانه :
- أخرجه ابن أبي شيبة 3/240 ح13826 عن عبد الله بن إدريس، عن ليثٍ ،
والبزار 2/222 ح617 ، والطحاوي في شرح المشكل 2/263 ح794 من طريق إسرائيل ، عن عبد الكريم الجزري ،(1/11)
كلاهما ( ليث بن أبي سليم ، وعبد الكريم الجزري ) عن مجاهد مرسلاً في رواية ليث وحده ، وعن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً في رواية عبد الكريم ولفظه في رواية ليث : عن مجاهد قال :" كان فيما أهدى النبي - صلى الله عليه وسلم - جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة ". ولفظه في رواية عبد الكريم : عن علي قال :" أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة ، فيها جمل لأبي جهل مزموم ببرة فضة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستين منها - يعني نحرها بيده - وأعطى علياً أربعين، وقال : تصدق بجلالها ، ولا تعط الجزار منها شيئاً ". هذا لفظ الطحاوي، واقتصر على أوله في رواية البزار .
فهذا طريقان إلى مجاهد ، ولكنهما غير ثابتين - أيضاً - فأما أولهما فهو طريق ليث بن أبي سليم ، وهو ضعيف - كما سبق في ترجمته في المسألة الثلاثين - .
وأما الآخر فهو طريق عبد الكريم الجزري ، وقد تفرد عنه إسرائيل بن يونس ، وقد انتقد الأئمة على إسرائيل خلطه بين حديثين ، فإن حديث علي بن أبي طالب في قيامه على بدن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصدقته بجلودها وأجلتها محفوظ عن عبد الكريم وغيره ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي بن أبي طالب ، وهو مخرج من هذا الوجه في الصحيحين وغيرهما ( انظر تحفة الأشراف 7/424 ) وليس في شيء من طرقه ذكر قصة جمل أبي جهل إلا في رواية إسرائيل هذه ، ولذا قال الدارقطني في العلل 3/282 - بعد أن ذكر جماعة ممن روى هذا الحديث عن مجاهد -:وزاد عليهم إسرائيل في روايته عن عبد الكريم ، عن مجاهد ، عن ابن أبي ليلى ، عن علي ، ألفاظاً أغرب بها، لم يأت فيها غيره ، فصارت حديثاً آخر، وهي قوله :" أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل مزموماً بحلقة من فضة ".(1/12)
وقد أشار إلى تفرد إسرائيل بهذا - أيضاً - البزار ، وقال ابن عبد البر : وفي هذا اللفظ بهذا الإسناد نظر . ( التمهيد 17/415 ) .
وبهذا يعلم أن هذا الحديث لا يصح عن مجاهد من جميع طرقه، فإن كان له أصل عنه فهو على رواية الليث بن أبي سليم - مع ضعفه - عن مجاهدٍ مرسلاً ، وقد يحتمل أن يكون إسرائيل خلط بين حديثين ، وهما هذا المرسل عن مجاهد وحديث علي المشهور ، ثم جمع اللفظين بإسناد واحد فالله أعلم .
هذا ، وقد روي هذا الحديث من طريقين آخرين ولا يثبتان ، وهذا بيانهما :
الأول : حديث سويد بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ، عن أبي بكر الصديق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى جملاً لأبي جهل ".
- أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في المعجم 1/312 ، والسهمي في تاريخ جرجان ص114 ، والخطيب في تاريخ بغداد 3/82-84 ، والبيهقي 5/230 من طريق أبي عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ،
والخطيب في تاريخ بغداد 3/84 ، والبيهقي 5/230 من طريق يعقوب بن يوسف الأخرم ،
والخطيب - أيضاً - من طريق محمد بن عبدة بن حرب القاضي ،
ثلاثتهم ( الصوفي ، والأخرم ، والقاضي ) عن سويد بن سعيد به .
وقد علقه الدارقطني في العلل 1/226 عن أبي عبد الله الصوفي . وعلقه ابن عبد البر في التمهيد 17/413 عن سويد بن سعيد .
وهذا إسناد منكر ، وقد اتفق الأئمة على بطلانه ، وقد نسب الدارقطني الوهم فيه إلى الصوفي وقال : وهم فيه وهماً قبيحاً ، والصواب : عن مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر مرسلاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/13)
وقد تعقبه الخطيب في ذلك ، وذكر أن الوهم فيه من سويد بن سعيد ، واحتج على ذلك بأن الصوفي قد توبع على ذلك فبرأت عهدته منه ، خاصة متابعة يعقوب بن الأخرم فإنه ثقة ، وذكر أن هذا الحديث قد أنكره الناس قديماً على سويد بن سعيد ، وقد طول الخطيب في نقد هذا الحديث ، ونقل في ذلك عن جماعة من الأئمة ، فمن ذلك عن البرقاني أنه قال : هذا الحديث خطأ ، دخل حديث في حديث . وعن الحافظ عبيد بن محمد أنه قال: كذب ، من حدث به ؟. وغير ذلك، ثم روى بإسناده عن أبي داود السجستاني قال : سمعت يحيى بن معين ، وقال له الفضل بن سهل الأعرج : يا أبا زكريا : سويد بن سعيد ، عن مالك ، عن الزهري، عن أنس ، عن أبي بكر الصديق " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى جملاً لأبي جهل "؟ فقال يحيى : لو أن عندي فرساً خرجت أغزوه .
وفي هذا دلالة ظاهرة على أن الحمل في ذلك على سويد بن سعيد ، ولعل السبب الذي جعل الدارقطني يحمل فيه على الصوفي أن الحديث قد جاء على الصواب في موطأ سويد بن سعيد ، عن مالك بن أنس ( انظره ص402 ح522 ) .
وهو على الصواب - أيضاً - مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم مرسلاً في موطأ أبي مصعب الزهري 1/470 ح1199 ، وموطأ ابن بكير ( كما أخرجه من طريقه البيهقي 5/230 ) وكذا هو عند عامة الرواة عن مالك ، كما ذكر ابن عبد البر في التمهيد 17/418 .
وكذا هو - أيضاً - في موطأ يحيى بن يحيى الليثي 1/303 ح138 إلا أنه جعله عن مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم .(1/14)
وقد ذكر ابن عبد البر أن ذكر نافع في هذا الإسناد من الغلط البيِّن ، قال : ولا أدري ما وجهه ، ولم يختلف الرواة للموطأ عن مالك - فيما علمت قديماً وحديثاً- أن هذا الحديث في الموطأ لمالك عن عبد الله بن أبي بكر ، وليس لنافع فيه ذكر ، ولا وجه لذكر نافع فيه ، ولم يرو نافع عن عبد الله بن أبي بكر قط شيئاً ، بل عبد الله بن أبي بكر ممن يصلح أن يروي عن نافع ... ( التمهيد 17/418 ) .
وهذا كلام بيِّن في بيان الصواب في هذا الإسناد ، وأنه عن مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر مرسلاً .
ثانياً : حديث إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في بدنه جمل ".
- أخرجه ابن ماجه 2/1035 ح3101 عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس ، عن أبيه به .
وهو في مصنف ابن أبي شيبة 3/239 ح13817 إلا أنه لم يذكر : عن أبيه ، بل جعله : عن إياس بن سلمة مرسلاً .
وأخرجه الطبراني في الكبير 7/26 ح6264 عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، عن علي بن مجاهد أبي مجاهد الكابلي ، عن موسى بن عبيدة الربذي به موصولاً بذكر سلمة ابن الأكوع ، ولفظه قال :" أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البدن عام الحديبية جملاً كان تحت أبي جهل يوم بدرٍ ، في رأسه برة من فضة ".
وهذا الحديث فيه موسى بن عبيدة ، وهو ضعيف ( التقريب 6989 ) ، ولست أدري أهو مرسل كما هو في المصنف أو موصول كما عند ابن ماجه ، وأما رواية الطبراني فلا يلتفت إليها لحال علي بن مجاهد ، فإنه متروك ( التقريب 4790 ) ولذا قال عبد الله بن أحمد بعد روايته : حدثنا أبي عنه قديماً ثم تركه بعد . وقال ابن حجر : وليس في شيوخ أحمد أضعف منه .
وبهذا يعلم أن هذا الحديث ليس له طريق ثابت ، وأقوى ما فيه طريق مالك ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن حزم مرسلاً ، والله أعلم .(1/15)
98/884- سئل أبو زرعة عن حديث رواه يونس بن بكير ، عن(1)محمد بن إسحاق ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس قال: " بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - يقود بها بعيرها يوم النحر لترمي جمرة العقبة بمنى ، فما زلت أسمعها تقول : لبيك اللهم لبيك(2)، فلما قذفت الجمر(3)بأول حصاة أمسكت " . قال أبو زرعة : إنما هو كريب قال : بعثني ابن عباس مع ميمونة ، يونس بن بكير يهم فيه .
دراسة الرواة :
* يونس بن بكير الكوفي : سبق في المسألة الخامسة عشرة ، وهو صدوق يخطئ .
* محمد بن إسحاق المدني ، سبق في المسألة الثالثة والسبعين ، وفيه كلام كثير ، وملخص حاله أنه صدوق في نفسه، ولكنه كثير التدليس، وما تفرد به فيه ما ينكر، وهو في المغازي إمام ، وفي غيرها فيه كلام ، وقد رمي بالتشيع والقدر .
* إبراهيم بن عقبة المدني ، سبق في المسألة الثانية والتسعين ، وهو ثقة .
* كريب بن أبي مسلم ، مولى ابن عباس ، سبق في المسألة الثانية والتسعين، وهو ثقة.
* عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
التخريج :
- أخرجه ابن سعد 8/139 من طريق وهيب ،
وابن حزم في المحلى 7/135 من طريق يحيى القطان ، عن سفيان الثوري ،
والبيهقي 5/113 من طريق عبد العزيز الدراوردي ،
__________
(1) في ( ض ) ذكر واو العطف بدل :" عن " وهو خطأ من الناسخ .
(2) قوله :" اللهم لبيك " ساقط من ( ت ، ط ) ولم أطلع على ( م ) .
(3) في ( س ) لم تتضح لي هذه الكلمة كما ينبغي .(1/1)
ثلاثتهم ( وهيب ، والثوري ، والدراوردي ) عن إبراهيم بن عقبة به ، قال في رواية عبد العزيز : عن كريب مولى ابن عباس قال : أرسلني ابن عباس مع ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة فاتبعت هودجها ، فلم أزل أسمعها تلبي حتى رمت جمرة العقبة ، ثم كبرت ". إلا رواية سفيان فهي مختصرة بلفظ " أن ميمونة أم المؤمنين لبت حين رمت الجمرة " .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على وجهين :
الوجه الأول : عن كريب ، عن ابن عباس قال : بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الخ ، وهذه رواية يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن عقبة ، عن كريب .
الوجه الثاني : عن كريب قال : بعثني ابن عباس ... الخ. فيكون موقوفاً . وهذه رواية لم ينص أبو زرعة على من رواها ، ولكنه نص على أن الوهم في الوجه الأول من يونس ابن بكير ، فيحتمل أن يكون هذا الوجه يرويه غير يونس عن ابن إسحاق ، ولكن لم أقف عليه من حديثه ، وإنما رواه وهيب ، وعبد العزيز الداوردي ، والثوري عن إبراهيم ابن عقبة ، عن كريب ، إلا أن الثوري اختصره .
وقد حكم أبو زرعة بأن الوجه الثاني الموقوف هو الصواب ، وهذا أمر ظاهر فقد اتفق ثلاثة ثقات على روايته عن إبراهيم ابن عقبة على هذا الوجه .
كما حكم أبو زرعة بأن الوهم في الوجه الأول من بكير ، وقد سبق في ترجمة يونس بعض كلام الأئمة فيه ، وأنه صدوق يخطئ . فهذا من خطئه .
وهذا الحديث من وجهه الموقوف صحيح ، كما ثبتت التلبية حتى رمي جمرة العقبة ، من وجوه متعددة موقوفة على بعض الصحابة، ومرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - انظر المسائل 9/795 و51/837 و103/890 ، والله أعلم .(1/2)
99/885- سمعت أبا زرعة وحدثنا عن بكار بن عبد الله بن بكار(1)بن عبد الملك ابن الوليد بن بسر بن أرطاة القرشي الدمشقي ، عن عبد الله بن نافع (1) الصائغ ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" ما بين بيتي إلى منبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري(2)على حوضي " سئل أبو زرعة عن هذا الحديث ، قال : هكذا كان يقول عبد الله بن نافع ، وإنما هو : مالك ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص ابن عاصم ، عن أبي سعيد ، أو عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
دراسة الرواة :
* بكار بن عبد الله بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطاة القرشي الدمشقي، هكذا ساق أبو زرعة اسمه كاملاً، ولم يسقه في الجرح والتعديل كاملاً، بل قال: بكار بن عبد الله بن بسر ، وقد وقع لابن حجر في اللسان خلط ، حيث ترجم لبكار ابن عبد الملك جد هذا ، وذكر فيه قول ابن أبي حاتم في حفيده ، وساق حكاية أخرى هي في الجد ، وقد أثر ذلك على محقق الجرح والتعديل فعلق على ترجمة بكار بن عبد الله بأن المعروف أنه ابن عبد الملك ، وإنما كشف هذا الخلط سياق اسمه كاملاً .
وبكار بن عبد الله هذا قال فيه أبو حاتم : صدوق .
الجرح والتعديل 2/410 ، لسان الميزان 2/44 .
* عبد الله بن نافع الصائغ ، القرشي المخزومي ، مولاهم ، أبو محمد المدني ، مات سنة 206 أو نحوها . روى عن : مالك ، وابن أبي ذئب ، والليث بن سعد وغيرهم . وعنه : محمد بن نمير ، وأحمد بن صالح ، وأبو الطاهر بن السرح وغيرهم . أخرج له البخاري في الأدب ، وأخرج له الباقون .
__________
(1) من قوله :" عبد الملك " إلى قوله :" نافع " ساقط من ( ت ، ط ) .
(2) في ( ت ) غير واضحة ، وفي ( ط ) " قبري " وهو تصحيف .(1/1)
وثقه ابن معين ، والعجلي ، والنسائي . وقال مرة : ليس به بأس . وهكذا قال أبو زرعة - في رواية - . وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان صحيح الكتاب ، وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ . وذكر ابن سعد أنه كان قد لزم مالك بن أنس لزوماً شديداً .
وقال أحمد : كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه ، كان يحفظ حديث مالك كله ، ثم دخله بأخَرَة شك . وقال أحمد - أيضاً - : لم يكن صاحب حديث ، كان ضيقاً فيه، وكان صاحب رأي مالك ، وكان يفتي أهل المدينة برأي مالك، ولم يكن في الحديث بذاك . وقال أبو حاتم : ليس بالحافظ ، لين ، تعرف وتنكر ، وكتابه أصح . وقال البخاري : في حفظه شيء ، وأما الموطأ فأرجو . وقال - أيضاً - : يعرف حفظه وينكر، وكتابه أصح . وقال أبو زرعة - في رواية - : ابن نافع عندي منكر الحديث.
وفيه كلام غير هذا . وقد قال ابن عدي : روى عن مالك غرائب ، وروى عن غيره من أهل المدينة ، وهو في رواياته مستقيم الحديث .
لخص الحافظ حاله بقوله : [ ثقة ، صحيح الكتاب ، في حفظه لين ] .
تاريخ الدارمي ص153 ، التاريخ الكبير 5/213 ، التاريخ الأوسط 2/238 ، سؤالات البرذعي 2/376 ، ثقات العجلي ص281 ، الجرح والتعديل 5/184 ، ثقات ابن حبان 8/348، الكامل 4/242 ، تهذيب الكمال 16/208 ، الميزان 2/513 ، تهذيب التهذيب 2/443 ، التقريب 3659 .
* مالك بن أنس الأصبحي، سبق في المسألة الثانية والأربعين، وهو إمام دار الهجرة، الفقيه ، رأس المتقنين ، وكبير المتثبتين .
* نافع مولى ابن عمر ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة ثبت فقيه مشهور .
* عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .(1/2)
* خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري الخزرجي ، أبو الحارث المدني ، مات سنة 132 . روى عن : حفص بن عاصم ، وعبد الرحمن بن مسعود الأنصاري ، وعمته أنيسة بنت خبيب بن يساف ولها صحبة . وعنه : مالك ، وشعبة ، وعبيد الله بن عمر وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن معين ، والنسائي ، وابن سعد وغيرهم . وقال أبو حاتم : صالح الحديث . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
ثقات ابن حبان 6/274 ، الجرح والتعديل 3/387 ، تهذيب الكمال 8/227 ، تهذيب التهذيب 1/540 ، التقريب 1702 .
* حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري ، المدني ، روى عن : ابن عمر ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد وغيرهم . وعنه : خبيب بن عبد الرحمن ، وسعد بن إبراهيم ، وابنه عيسى بن حفص .
ثقة ، وثقه أبو زرعة ، والنسائي ، والعجلي . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال أبو القاسم الطبري : ثقة مجمع عليه .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص124 ، الجرح والتعديل 3/184 ، ثقات ابن حبان 4/152 ، تهذيب الكمال 7/17 ، تهذيب التهذيب 1/451 ، التقريب 1407 .
* أبو سعيد سعد بن مالك الخدري - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
* أبو هريرة الدوسي - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
التخريج :
هذا الحديث وقع فيه اختلاف على مالك ، وعلى غيره ، وقد روي عن نافع ، عن ابن عمر ، وعن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص ، عن أبي هريرة ، من غير حديث مالك ، وكذلك روي عن ابن عمر ، وعن أبي هريرة ، وعن أبي سعيد من طرقٍ أخرى ، وهذا بيان ذلك مبتدئاً بحديث مالك :(1/3)
- أخرجه العقيلي 4/73 ، وأبو بكر بن المقري في غرائب أحاديث مالك بن أنس ( المنتخب ص65 ح21 ) ، وأبو نعيم في الحلية 9/324 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 49/117-118 ، من طريق القاسم ين عثمان الجوعي الدمشقي ، عن عبد الله بن نافع الصائغ به بنحوه ، إلا أنه قال في بعض ألفاظه :" ما بين قبري ومنبري ".
- وهو في الموطأ رواية يحيى بن يحيى الليثي 1/174 ح10 ،
ورواية القعنبي ص238 ح291 - ومن طريقه العقيلي 4/73 ، والجوهري في مسند الموطأ ص297 ح324 - ،
ورواية أبي مصعب الزهري 1/201 ح518 - ومن طريقه أبو أحمد الحاكم في عوالي مالك 1/91 ح67 و1/215 ح212 ، وأبو الفضل الزهري في حديثه 2/635 ح694 ، والبغوي في شرح السنة 2/337 ح452 ، وفي الأنوار في شمائل النبي المختار 1/74 ح79 - ،
ورواية سويد بن سعيد ص147 ح168 ،
ورواية ابن القاسم ( ص208 ح154 بتلخيص القابسي ) ،
وأخرجه البخاري 6/129 ح7335 ، وأحمد 2/236 ح7223 و2/465 ح10008 و2/533 ح10899 ، والبزار 1/الورقة 161 ( كما في حاشية محقق علل الدارقطني 10/274 ) ، وابن عبد البر في التمهيد 2/286 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
وأحمد 3/4 ح11003 ، والحارث بن أبي أسامة ( بغية الباحث ص132 ح397 ) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 7/317 ح2877 ، والبيهقي في البعث والنشور ص110 ح177 ، وابن عبد البر في التمهيد 2/286 من طريق روح بن عبادة ،
وأحمد 2/465 ح10008 عن إسحاق الطباع ،
والعقيلي 4/72 ، والطحاوي في شرح المشكل 7/314 ح2871 ، وابن الأعرابي في معجمه 3/931 ح1970 ، وأبو عمرو السمرقندي في فوائده ص114 ح61 ، والدارقطني في غرائب مالك ( لسان الميزان 5/184 ) ، وأبو نعيم في الحلية 3/264 و6/341 ، والخطيب في الرواة عن مالك ( لسان الميزان 5/184 ) ، والضياء في المختارة 1/303 ح194 من طريق محمد بن سليمان بن معاذ القرشي ،(1/4)
والعقيلي 4/72 ، والطحاوي في شرح المشكل 7/316 ح2874 ، وتمام في فوائده 1/79 ح177 ، والخطيب في تاريخ بغداد 12/160 ، وفي الموضح 1/431 ، وأبو القاسم المهرواني في الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب " المهروانيات " تخريج الخطيب البغدادي ص182 ح102 من طريق أحمد بن يحيى ،
والعقيلي 4/73 عن موسى بن هارون ، عن حُبَاب بن جبلة الدقاق ،
والطحاوي في شرح المشكل 7/316 ح2875 من طريق عبد الله بن وهب ،
وفي شرح المشكل - أيضاً - 7/317 ح2876 من طريق مطرف بن عبد الله المدني ،
وابن الأعرابي في معجمه 1/353 ح682 من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي ،
والدارقطني في العلل 10/273 - معلقاً - عن أيوب بن صالح المري ،
وابن عبد البر في التمهيد 2/285 من طريق معن بن عيسى ،
وابن الجوزي في مثير العزم الساكن ص265 ح278 من طريق أبي عبد الله بن بطة ، عن الحسن بن إسماعيل المحاملي ، عن محمد بن إسماعيل البخاري ، عن إسماعيل بن أبي أويس ،
جميعهم ( 17 راوياً ، وهم : يحيى بن يحيى ، والقعنبي ، وأبو مصعب ، وسويد بن سعيد ، وابن القاسم ، وابن مهدي ، وروح ، وإسحاق الطباع ، ومحمد بن سليمان القرشي ، وأحمد بن يحيى ، وحباب بن جبلة ، وابن وهب ، ومطرف بن عبد الله ، وخالد بن إسماعيل ، وأيوب بن صالح ، ومعن ، وابن أبي أويس ) عن الإمام مالك بهذا الحديث بنحوه وربما اختصره بعضهم ، ووقع في بعض ألفاظه :" ما بين قبري ومنبري ".
وقد اختلفوا في إسناده ، فجعله أحمد بن يحيى الأحول ، وحباب بن جبلة ، وابن أبي أويس : عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر . وجعله محمد بن سليمان القرشي : عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب .(1/5)
وأما البقية فجعلوه: عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة أو أبي سعيد - على الشك -، إلا روح بن عبادة ، وأيوب ابن صالح ، ومعن بن عيسى فقد جعلوه عنهما جميعاً : عن أبي هريرة وأبي سعيد. ولم يذكر بن مهدي أبا سعيد إلا في الموطنين الأخيرين عند أحمد ، وأما بقية المواطن فعن أبي هريرة وحده .
وكما اختلف في هذا الحديث على مالك ، فاختلف فيه على عبيد الله ، وعبد الله ابني عمر العُمَرِيَّيْن ، وهذا بيان الاختلاف على عبيد الله :
- أخرجه البخاري 2/77 ح1196 و3/29 ح1888 ، ومسلم 4/123 ح1391 ، وأحمد 2/438 ح9641 ، وابن حبان 9/65 ح3750 ، وأبو نعيم في المستخرج 4/54 ح3213 ، وابن عبد البر في التمهيد 2/287 ، والبيهقي في الدلائل 2/564 من طريق يحيى بن سعيد القطان ،
والبخاري 8/151 ح6588 من طريق أنس بن عياض أبي ضمرة ،
ومسلم 4/123 ح1391 عن محمد بن عبد الله بن نمير ،
وابن أبي شيبة 6/305 ح31659 - وعنه ابن أبي عاصم في السنة 1/495 ح748 ، ومن طريق ابن أبي عاصم أبو نعيم في المستخرج 4/54 ح3213 - ،
والدارقطني في العلل 8/221 من طريق أبي عبيدة بن أبي السفر ،
ثلاثتهم ( محمد ، وابن أبي شيبة ، وأبو عبيدة ) عن عبد الله بن نمير ،
وأحمد 2/376 ح8885 ، وابن سعد 1/253 ، والبيهقي في السنن الكبرى 5/246 ، وفي المعرفة 2/341 ح1436 ، وفي شعب الإيمان 8/84 ح3850 ، وفي دلائل النبوة 2/564 من طريق محمد بن عبيد ،
وابن أبي شيبة 6/305 ح31659 - وعنه ابن أبي عاصم في السنة 1/495 ح748 ، ومن طريق ابن أبي عاصم أبو نعيم في المستخرج 4/54 ح3213 - عن أبي أسامة حماد بن أسامة ،
والبزار في مسنده ( 1/ الورقة 160 كما في حاشية محقق علل الدارقطني 10/274 ) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد ،(1/6)
والطحاوي في شرح المشكل 7/315 ح2873 من طريق موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والطبراني في الكبير 12/294 ح13156 من طريق إدريس بن عيسى القطان، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/294 من طريق أبي مسعود أحمد ابن الفرات ، والبيهقي 5/246 من طريق عباس الدوري ، أربعتهم ( موسى ، وإدريس ، وأبو مسعود ، والدوري ) عن محمد بن بشر العبدي ،
والدراقطني في العلل 10/284 - معلقاً - عن حماد بن سلمة ،
ثمانيتهم ( القطان ، وأبو ضمرة ، وابن نمير ، ومحمد بن عبيد ، وأبو أسامة ، وعبد الوهاب ، ومحمد بن بشر ، وحماد بن سلمة ) عن عبيد الله(1)بن عمر العمري ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة به بنحوه ، إلا في رواية أبي عبيدة بن أبي السفر ، عن عبد الله بن نمير ، ورواية المسروقي ، وإدريس بن عيسى ، عن محمد بن بشر ، ورواية حماد بن سلمة ، فقد جعله أبو عبيدة : عن عبد الله ابن نمير ، عن عبيد الله ، عن أبي الزناد ، عن أبي هريرة . وجعله حماد بن سلمة : عن عبيد الله ، وسهيل ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة . وسيأتي قريباً حديث سهيل وبيان لفظه فيه . وجعله المسروقي : عن محمد بن بشر، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر. وجعله إدريس : عن محمد بن بشر ، عن عبيد الله ، عن أبي بكر بن سالم ، عن سالم ، عن ابن عمر .
وهذا بيان الاختلاف على عبد الله بن عمر العمري :
- وأخرجه أحمد 2/401 ح9215 عن نوح بن ميمون ،
وعبد الرزاق 3/182 ح9214 ،
والدولابي في الكنى والأسماء 2/114 ح2147 عن علي بن معبد ، عن موسى بن هلال ،
والطبراني في الأوسط 1/37 ح98 من طريق عبد الرحمن بن أشرس ،
__________
(1) وقع في مصنف ابن أبي شيبة :" عبد الله " وذلك في روايتيه عن ابن نمير، وأبي أسامة وهو تحريف ، والصواب: " عبيد الله " كما هو عند ابن أبي عاصم ، وأبي نعيم من طريق ابن أبي شيبة ، وكما هو في صحيح مسلم عن ابن نمير .(1/7)
أربعتهم ( نوح ، وعبد الرزاق ، وموسى ، وعبد الرحمن ) عن عبد الله العمري ، قال في رواية عبد الرزاق : عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة به ، وفي رواية عبد الرحمن بن أشرس : عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة . وجمعهما في رواية نوح بن ميمون . وأما موسى بن هلال فجعله : عن عبد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر . وهو بنحوه في حديث حفص ، عن أبي هريرة ، ولم يذكر آخره في حديث الأعرج ، عن أبي هريرة عند الطبراني ، وأما روايته عند أحمد ففيها : " ومنبري على ترعة من ترع الجنة ". ولفظ موسى بن هلال :" ما بين قبري ومنبري ترعة من ترع الجنة ".
وقد روي هذا الحديث عن نافع ، عن ابن عمر من غير طريق مالك ، وهذا بيانه :
- أخرجه الطبراني في الأوسط 1/192 ح610 من طريق يحيى بن سليم الطائفي ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ،
وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/353 من طريق نصر بن علي بن نصر الجهضمي ، عن زياد بن عبد الله ، عن موسى بن عبد الله الجهني ،
كلاهما ( عبد الله بن عثمان ، وموسى ) عن نافع ، عن ابن عمر به بنحوه دون آخره، وقال في رواية ابن خثيم :" قبري " بدل :" بيتي ". وهو موقوف في رواية موسى ، ولفظه : قال ابن عمر :" إن ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة ".
كما روي عن ابن عمر من غير طريق نافع ، وهذا بيانه :(1/8)
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/392 ، وأحمد 3/64 ح11610 ، وابن أبي خيثمة الورقة 62 ، وأبو يعلى 2/496 ح1341 ، والطحاوي في شرح المشكل 7/318 ح2879 ، والرامهرمزي في المحدث الفاصل ص298 ، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى 2/239 ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/92 ، وابن بشران في الأمالي 2/84 ح1115 ، والخطيب في تاريخ بغداد 4/403 ، وفي الموضح 1/419 من طريق إسحاق بن شَرْفى مولى آل عمر ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر ، عن أبي سعيد الخدري به بنحوه دون آخره ، وقال فيه بعضهم : " قبري " بدل :" بيتي " .
وروي عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة من غير الطرق السابقة ، وهذا بيان ذلك :
- أخرجه أحمد 2/397 ح9153 و2/528 ح10837 ، والبزار 1/ الورقة 161(1)، والطحاوي في شرح المشكل 7/317 ح2878 ، وابن بشران في الأمالي 1/283 ح654 ، والخطيب في تلخيص المتشابه 1/453 من طريق محمد بن إسحاق بن يسار ،
والبزار 1/ الورقة 161، والطبراني في الصغير 2/249 ح1110، والدارقطني في العلل 10/275، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/332 ، وابن الجوزي في مثير العزم الساكن 2/263 ح274 و2/265 ح277 ، وفي مشيخته ص155-156 من طريق يحيى ابن عباد الضبعي ، عن شعبة ،
والدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك ص98 ح42 - معلقاً - عن ابن أبي ذئب ،
ثلاثتهم ( ابن إسحاق ، وشعبة، وابن أبي ذئب ) عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة به بنحوه ، وزاد فيه ابن إسحاق حديثاً آخر في فضل الصلاة في المسجد النبوي ، وقال في رواية شعبة :" ومنبري على ترعة من ترع الجنة ". وقال فيه بعضهم :" قبري " بدل :" بيتي " .
كما روي عن أبي هريرة من طرق أخرى وهذا بيان ذلك :
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/326 من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط ،
__________
(1) كما في حاشية محقق علل الدارقطني 10/274 .(1/9)
والترمذي 6/201 ح3915 ، والبزار 2/148 ح511 ( كشف الأستار 1/216 ح430 ) وابن عدي 3/335 من طريق أبي نباته يونس بن يحيى بن نباته ، عن سلمة بن وردان ، عن أبي سعيد بن أبي المعلى ،
والترمذي 6/202 ح3916 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم الزاهد ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ،
وأحمد 2/412 ح9338 عن عفان ، وفي 2/524 ح10908 عن روح بن عبادة ، وأبو موسى المديني في اللطائف ص248 ح471 من طريق عبيد الله العيشي ، وعصام بن يوسف ، أربعتهم ( عفان ، وروح ، والعيشي ، وعصام ) عن حماد بن سلمة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ،
وأحمد 2/397 ح9154 ، والطحاوي في شرح المشكل 7/318 ح2878 ، وابن بشران في الأمالي 1/283 ح654 من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني المسور بن رفاعة القرضي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ،
خمستهم ( يزيد بن عبد الله ، وأبو سعيد بن أبي المعلى ، والوليد بن رباح ، وأبو صالح السمان ، وأبو سلمة ) عن أبي هريرة به بنحوه ، وربما اختصره بعضهم وفي بعض ألفاظه :" قبري ". بدل :" بيتي " ، وقال في رواية يزيد ، وأبي صالح : " ومنبري على ترعة من ترع الجنة ". وزاد فيه ابن إسحاق الزيادة السابقة في حديثه عن خبيب بن عبد الرحمن ، وكذلك وقعت تلك الزيادة في حديث أبي سعيد بن أبي المعلى عند البزار في كشف الأستار فقط . وقرن في حديث أبي سعيد مع أبي هريرة علي بن أبي طالب .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على مالك ، وقد تبين من التخريج السابق أنه روي عنه على عدة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وهذه رواية عبد الله بن نافع الصائغ ، وأحمد بن يحيى الأحول ، وحباب بن جبلة ، وإسماعيل بن أبي أويس .(1/10)
الوجه الثاني : عن مالك ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة أو أبي سعيد على الشك ، وهذه رواية أصحاب الموطأ كما قال الدارقطني في العلل 10/273 ، وممن وقفت عليه : يحيى بن يحيى الليثي ، وأبو مصعب الزهري ، والقعنبي ، وسويد بن سعيد ، وابن القاسم ، وإسحاق الطباع ، وابن وهب ، ومطرف ابن عبد الله ، وخالد بن إسماعيل المخزومي ، وهي رواية عن عبد الرحمن بن مهدي .
الوجه الثالث : عن مالك ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة وأبي سعيد - بالعطف - وهذه رواية روح بن عبادة ، وأيوب بن صالح المري ، ومعن بن عيسى .
الوجه الرابع : عن مالك ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة وحده، وهذه رواية عن عبد الرحمن بن مهدي . وقد تابع مالكاً على هذا الوجه : عبيد الله ، وعبد الله ابني عمر ، وابن إسحاق ، وشعبة ، وابن أبي ذئب .
الوجه الخامس : عن مالك ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن عمر ، عن أبيه عمر بن الخطاب ، وهذا وجه تفرد به محمد بن سليمان القرشي .
ولم يذكر أبو زرعة إلا الوجهين الأولين ، ورجح الوجه الثاني ، وقد استنكر أبو زرعة في غير هذا الموضع رواية عبد الله بن نافع ، وهو الوجه الأول ، ففي سؤالات البرذعي 2/375 : قال لي أبو زرعة : ابن نافع الصائغ عندي منكر الحديث . حدث عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " ما بين بيتي ومنبري " وأحاديث غيرها مناكير ، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه .
وما ذكره أبو زرعة من نكارة الوجه الأول أمر لا شك فيه ، وأما المتابعات السابقة لعبد الله بن نافع على هذا الوجه ، وهي متابعة أحمد بن يحيى ، وحباب بن جبلة ، وإسماعيل بن أبي أويس فإنها لا تغني شيئاً، لأنها كلها منكرة - أيضاً- وهذا بيان ذلك :(1/11)
فأما أحمد بن يحيى فهو ابن المنذر المديني ، كما قال ابن أبي حاتم ، وقال : روى عن مالك بن أنس حديثاً منكراً - يعني هذا الحديث - . ومنهم من يجعله أحمد بن يحيى الكوفي الأحول مولى الأشعريين ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال: يخطئ ويخالف. وضعفه الدارقطني . وذكره في الضعفاء والمتروكين . فأما الذهبي فقد ذكر ترجمة الأحول الكوفي ، وقال : هو أحمد بن يحيى بن المنذر شيخ موسى بن إسحاق ، ومطين ، ليس بشيء . ثم ذكر ترجمة ابن المنذر المديني ، وذكر قول أبي حاتم ، وقال: قال الدارقطني : صدوق ، حدث عنه يحيى الذهلي، وهو ظاهر صنيع الخطيب في الموضح ، إلا أنه لم يذكر أن الأحول كوفي ، بل قال: الكندي . ثم ذكر أنه هو نفسه . ومال الحافظ ابن حجر إلى أنهما اثنان ، فالله أعلم . ( انظر : الجرح والتعديل 2/81 ، ثقات ابن حبان 8/24 ، الضعفاء والمتروكون ص117 ، موضح أوهام الجمع والتفريق 1/43 ، الميزان 1/162-163 ، لسان الميزان 1/321 ) .
وسواء كان واحداً أو اثنين فإن حديثه هذا عن مالك منكر ، قد توارد الأئمة على استنكاره ، فقد قال الطحاوي بعد ذكره : وهذا من حديث مالك يقول أهل العلم بالحديث إنه لم يحدث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا وغير عبد الله بن نافع الصائغ . وقال ابن عبد البر : وهذا - أيضاً - إسناد خطأ ، لم يتابع عليه ولا أصل له ( التمهيد 17/181 ) . وقال الخطيب فيما نقله عنه المهرواني : غريب من حديث مالك ، عن نافع .
وأما حُبَاب بن جبلة الدقاق فقد أثنى عليه موسى بن هارون ، وقال : هو ثقة . ولكن قال الأزدي : كذاب ، فالله أعلم بحاله ( المؤتلف والمختلف للدارقطني 1/479 ، تاريخ بغداد 8/284 ، الميزان 1/448 ، اللسان 2/164 ) .
ولم أقف على روايته لهذا الحديث عند غير العقيلي ، ولا شك أنها رواية منكرة ، سواء كان ثقة أو كان كذاباً .(1/12)
وأما إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس الأصبحي المدني فهو ابن أخت مالك بن أنس ، وقد قال أحمد : لا بأس به . وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وكان مغفلاً ، واختلف فيه قول ابن معين ، فقال مرة : لا بأس به . وقال مرة : هو وأبوه ضعيفان ، وذكر أنهما يسرقان الحديث . وقال - أيضاً - : مخلط ، يكذب ، ليس بشيء . وله فيه كلام آخر . وضعفه النسائي . وذكر حكاية تدل على طرح حديثه . وقال ابن عدي : روى عن خاله أحاديث غرائب لا يتابعه عليها أحد ، وعن سليمان بن بلال وغيرهما من شيوخه ، وقد حدث عنه الناس ، وأثنى عليه ابن معين ، وأحمد ، والبخاري يحدث عنه الكثير .
قال ابن حجر : وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله وأذن له أن ينتقي منها ، وأن يعلم له على ما يحدث به ليحدث به ويعرض عما سواه ، وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه ، لأنه كتب من أصوله ، وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره ، إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه .
وقال في التقريب : صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه . ( انظر تهذيب التهذيب 1/157 ، التقريب 460 ، هدي الساري ص410 ) .
وهذا الحديث من رواية البخاري عنه ، ولكن لم يرتضه للصحيح . ولعله لنكارته مع أنه لم يخرجه غير ابن الجوزي ، وفي إسناده ابن بطة العكبري وفيه ضعف وله أوهام ، بل منهم من اتهمه ( انظر ترجمته في الميزان 3/15 ، واللسان 4/112 )، وبه يعلم أنه إسناد ساقط .
ومما يؤكد ضعف هذا الوجه - وهو الوجه الأول - من جميع طرقه أن هؤلاء الرواة عن مالك قد سلكوا جادة معهودة ، يكثر طروقها، وتسبق إليها الألسن ، وهي : مالك، عن نافع ، عن ابن عمر .(1/13)
فهذا ما يتعلق بالوجه الأول عن نافع ، وقد تبين أنه منكر من جميع طرقه ، وقد رام بعض الباحثين تقوية هذه الطرق بعضها ببعض ، وفي ذلك نظر لا يخفى فإنه يعني رفع النكارة عنها التي حكم بها الأئمة - كما سبق - وقد قال الإمام أحمد : المنكر أبداً منكر . ( علل المروذي ص120 ) .
وكذلك الوجه الخامس في هذا الحديث عن مالك منكر ، وهو رواية محمد بن سليمان القرشي ، عن مالك ، عن ربيعة ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عمر ، عن أبيه ، وقد تفرد بهذا الوجه عن مالك محمد بن سليمان القرشي ، كما نص على ذلك الدارقطني ، وأبو نعيم ، والخطيب ، وغيرهم . وقد استنكروه عليه ، وهو أمر ظاهر لحال محمد بن سليمان ، وقد قال العقيلي : منكر الحديث . وساق حديثه هذا . وكذا قال الأزدي . وقال ابن عبد البر: ضعيف . أما ابن حبان فذكره في الثقات وقال : ربما أخطأ وأغرب . وسكت عنه ابن أبي حاتم . ( انظر : الجرح والتعديل 7/269 ، ضعفاء العقيلي 4/72 ، ثقات ابن حبان 9/75 ، الميزان 3/596 ، اللسان 5/184 ) .
وبناءً عليه فلم يبق عن مالك إلا ثلاثة أوجه ، وهي : الثاني ، والثالث ، والرابع ، وكلها بإسناد واحد ، وإنما الاختلاف بينها في ذكر أبي سعيد وعدمه ، أو أنه على الشك، أي : عن أبي هريرة أو أبي سعيد .
وهذا الأخير - وهو الوجه الثاني- أشهرها عن مالك، وهو رواية أكثر أصحابه عنه ، ولم يذكر أبو زرعة عن مالك في هذه المسألة غيره . وذكر الدارقطني أنه رواية أصحاب الموطأ . وقال ابن عبد البر : هكذا روى هذا الحديث عن مالك - رحمه الله - رواة الموطأ كلهم فيما علمت على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد ( التمهيد 2/285 ) .(1/14)
ولكن ذلك لا يمنع أن يكون مالك حدث به على الأوجه الثلاثة كلها ، فإنها من رواية الثقات من أصحابه ، وقد حدث عنه ابن مهدي بوجهين ، وهما الثاني ، والرابع ، وقد رواهما عن ابن مهدي الإمام أحمد في مسنده - كما سبق - ، واقتصر البخاري في صحيحه على الوجه الرابع بجعله من حديث أبي هريرة وحده، ولم أقف عليه إلا من حديث ابن مهدي ، عن مالك ، ولعل سبب اقتصار البخاري عليه لأنه الصواب في حقيقة الأمر - كما سيأتي - .
هذا ما يتعلق بالاختلاف على مالك في هذا الحديث(1).
وقد تبين من التخريج السابق أن هذا الحديث قد روي عن نافع، عن ابن عمر، وعن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص ، عن أبي هريرة من غير حديث مالك . وكذلك روي عن ابن عمر ، وعن أبي هريرة ، وعن أبي سعيد من طرقٍ أخرى .
فأما نافع عن ابن عمر فله عنه أربعة طرق ، وهي كالتالي :
أولاً : طريق عبيد الله بن عمر العمري ، وهو ثقة ثبت ، ولكن اختلف عليه في هذا الحديث فروي عنه على خمسة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وهذه رواية محمد بن بشر - فيما رواه عنه موسى بن عبد الرحمن المسروقي - .
__________
(1) ولعل مما ينبغي التنبيه عليه أن متن هذا الحديث عند مالك في الموطأ 1/175 ح11 من وجه آخر ، ولا علاقة له بالاختلاف في هذا الحديث على مالك ، وإنما هما حديثان مستقلان ، وإن كان متنهما واحداً ، وهذا الحديث الآخر حديث مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عباد بن تميم ، عن عبد الله بن زيد المازني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ". وهو حديث ثابت ، وقد أخرجه من طريق مالك البخاري 2/77 ح1195 ، ومسلم 4/123 ح1390 وغيرهما .(1/15)
الوجه الثاني : عن عبيد الله ، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة ، وهذه رواية الجماعة من أصحابه، وهم : يحيى القطان، وأبو ضمرة أنس بن عياض ، ومحمد بن عبيد ، وأبو أسامة ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد ، وعبد الله ابن نمير - فيما رواه عنه ابنه محمد ، وأبو بكر بن أبي شيبة - وكذا هي رواية محمد بن بشر - فيما رواه عنه أحمد بن الفرات، وعباس الدوري-.
الوجه الثالث : عن عبيد الله بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن سالم، عن ابن عمر، وهذه رواية محمد بن بشر - فيما رواه عنه إدريس بن عيسى القطان -.
الوجه الرابع : عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، وهذه رواية عبد الله بن نمير - فيما رواه عنه أبو عبيدة بن أبي السفر - .
الوجه الخامس : عن عبيد الله بن عمر ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة ، وهذه رواية علقها الدارقطني عن حماد بن سلمة .(1/16)
والمحفوظ من هذه الأوجه كلها الوجه الثاني ، وبقية الأوجه كلها خطأ ، وقد ذكر الدارقطني أن الوجه الثاني هو المعروف عن عبيد الله وأنه رواية الحفاظ من أصحابه، ( انظر علل الدارقطني 8/221 و10/274 ) ، وهو كذلك ، وهذا أمر لا يحتاج إلى تقرير لوضوحه ، بل إن الوجه الأول ، والثالث غير محفوظين عن محمد بن بشر ، وإنما المحفوظ عنه ما وافق رواية الجماعة ، وهو رواية أحمد بن الفرات ، وعباس الدوري ، عنه . كما أن الوجه الرابع غير محفوظ عن عبد الله بن نمير ، وإنما أخطأ عليه أبو عبيدة بن أبي السفر ، وقد أشار إلى ذلك الدارقطني بقوله : روي عن ابن نمير ، ثم قال : تفرد به أبو عبيدة بن أبي السفر اهـ. وأبو عبيد صدوق يهم ، ( التقريب 60 ) فهذا من وهمه ، والمحفوظ عن ابن نمير ما حدث به عنه ابنه محمد ، وأبو بكر ابن أبي شيبة ، وأما الوجه الخامس فقد سبق ذكر رواية حماد بن سلمة عن سهيل، عن أبيه ، دون ذكر عبيد الله بن عمر ، فإن كان حماد ابن سلمة ذكر عبيد الله مع سهيل فهو خطأ، والظاهر أن ذلك ممن دونه ، فقد رواه عن حماد أربعة ، وهم: عفان ، وروح ، وعبيد الله العيشي ، وعصام بن يوسف ولم يذكروا فيه عبيد الله .
ثانياً : طريق عبد الله بن عمر العمري ، وهو ضعيف - كما سبق في المسألة رقم30 - وقد روي عنه على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وهذه رواية موسى ابن هلال .
الوجه الثاني : عن عبيد الله بن عمر ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، وهذه رواية نوح بن ميمون ، وعبد الرزاق .
الوجه الثالث : عن عبد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهذه رواية نوح بن ميمون ، وعبد الرحمن بن أشرس .
وقد تبين بهذا أن عبد الله بن عمر قد حدث بالوجهين الأخيرين جميعاً ، فقد رواهما عنه نوح بن ميمون ، وروى ذلك عن نوح الإمام أحمد في مسنده .(1/17)
وأما الوجه الأول فهو وجه منكر عن عبد الله بن عمر، حيث تفرد به موسى بن هلال العبدي ، قال أبو حاتم : مجهول . وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه . وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس . قال الذهبي : هو صالح الحديث .
والظاهر أنه مجهول كما قال أبو حاتم، وكما قال الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي ( انظر : الميزان 4/225 ، والصارم المنكي ص32 ) ، وقد طول ابن عبد الهادي في نقد حديث آخر في الزيارة بهذا الإسناد بعينه ، وهو مقرون مع هذا الحديث في رواية الدولابي لهذا الوجه .
وعلى كلٍ يكفى في هذا ضعف العمري نفسه .
ثالثاً : طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم ، وهو صدوق ، ( التقريب 3466 ) ، ولكن تفرد عنه يحيى بن سليم الطائفي ، كما قال الطبراني ، ويحيى بن سليم قد اختلف فيه الأئمة فوثقه بعضهم وتكلم فيه آخرون لتخليطه وسوء حفظه، وقد قال الإمام أحمد: كان قد أتقن حديث ابن خثيم ، فقلنا : أعطنا كتابك فقال : أعطوني مصحفاً رهناً . وتكلم فيه الإمام أحمد بكلام آخر ، كما تكلم فيه غيره ، وخلاصة حاله أن صدوق سيئ الحفظ - كما سبقت ترجمته في المسألة رقم 40 - فلعل هذا الحديث مما حدث فيه من حفظه فوهم فيه ، فقد ذكر يعقوب بن سفيان أنه إذا حدث من كتابه فحديثه حسن ، وإذا حدث حفظاً فتعرف وتنكر .
رابعاً : طريق موسى بن عبد الله الجهني ، عن نافع ، عن ابن عمر موقوفاً ، وموسى ثقة عابد ، ( التقريب 6985 ) ، وقد تفرد عنه زياد بن عبد الله ، ولعله البكائي ، وهو صدوق ثبت في المغازي، وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين ، ( التقريب 2085 ) ، وهذا من حديثه عن غير ابن إسحاق ، مع أنه موقوف .
وقد تبين بهذا أنه لا يصح عن نافع ، عن ابن عمر من جميع طرقه .(1/18)
وأما خبيب بن عبد الرحمن فقد رواه عنه : مالك ، وعبيد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمر ، وابن إسحاق ، وشعبة ، وابن أبي ذئب . وقد اتفقوا على جعله : عن خبيب ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، إلا مالكاً فقد وقع عليه اختلاف في ذكر أبي سعيد مع أبي هريرة ، والمشهور عنه روايته على الشك - كما سبق - والمحفوظ في هذا الحديث رواية الجماعة بجعله عن أبي هريرة دون شك، وهي رواية عن مالك ، وهي التي اختارها البخاري فأودعها في صحيحه كما سبق، وقد أشار الدارقطني إلى مخالفة مالك للجماعة في شكه في هذا الحديث (انظر الأحاديث التي خولف فيها مالك ص98 ح42 ) . وقال الدارقطني - أيضاً - : والصحيح قول من قال : عن حفص عن أبي هريرة ( العلل 10/275 ) .
والاعتماد في رواية الجماعة على رواية عبيد الله بن عمر ، وقد اعتمدها البخاري ، ومسلم فأخرجاها في صحيحيهما - كما سبق - ، وتليها رواية محمد بن إسحاق .
وأما بقية الروايات ففيها كلام، فإن عبد الله العمري ضعيف - كما سبق - وأما ابن أبي ذئب فلم أقف على روايته موصولة . وأما شعبة فقد تفرد عنه يحيى بن عباد الضبعي، وهو صدوق ، ( التقريب 7576 ) ، وقد ذكر الدارقطني أنه رواه غيره عن شعبة ، عن خبيب ، عن حفص بن عاصم مرسلاً . قال الدارقطني : والصحيح قول من قال : عن حفص ، عن أبي هريرة ( العلل 10/275 ) .
ولكن هذا الحديث معروف عن أبي هريرة من طرقٍ أخرى - كما سبق في التخريج - وإن كان في بعضها كلام إلا أنه ليس عليها الاعتماد .
وأما أبو سعيد فلا يثبت عنه هذا الحديث، وقد مرَّ في التخريج عنه طريقان يحسن بيان ما فيهما ، وهما :
الطريق الأول : طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله ابن عمر ، عن أبي سعيد الخدري ، وهذا إسناد منقطع ، فإن أبا بكر هذا قد نسب إلى جده ، وهو : أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ، وهو ثقة ، وروايته عن جد أبيه منقطعة ( التقريب 7984 ) .(1/19)
الطريق الثاني : طريق ابن لهيعة ، عن محمد بن عبد الله بن مالك ، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد ، وهذا إسناد ضعيف لحال ابن لهيعة، وقد سبق ذكر ضعفه مراراً ، ثم هو إسناد لم أقف عليه إلا عند الطبراني ، وشيخه فيه بكر بن سهل الدمياطي ، وقد ضعفه النسائي وغيره ( الميزان 1/345 ، واللسان 2/51 ) .
وبهذا يتبين أن هذا الحديث لا يصح عن ابن عمر ، ولا عن أبي سعيد من جميع طرقه ، وإنما هو من حديث أبي هريرة كما هو من حديثه في الصحيحين وغيرهما ، وأن لفظه الصحيح هو ما ذكر ابن أبي حاتم " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي ". ومن قال فيه :" ما بين قبري ومنبري " فإنما عبر بالمعنى ، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ، ( انظر الفتاوى 1/236 ) . والله أعلم .(1/20)
100/886- سمعت أبي وذكر حديثاً رواه قران بن بن تمام ، عن أيمن بن نابل ، عن قدامة العامري قال(1):" رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت يستلم الحجر بمحجنه ". سمعت أبي يقول : لم يرو هذا الحديث عن أيمن إلا قران ، ولا أراه محفوظاً ، أين كان أصحاب أيمن بن نابل عن هذا الحديث .
دراسة الرواة :
* قُرَّان - بضم القاف وتشديد الراء - بن تمَّام الأسدي ، أبو تمام ، وقيل : أبو عامر الكوفي ، ثم البغدادي ، مات سنة 181 . روى عن : أيمن بن نابل ، وهشام بن عروة ، وابن أبي ذئب وغيرهم . وعنه : أحمد بن حنبل ، ومسدد ، ويحيى بن آدم وغيرهم . أخرج له أبو داود ، والترمذي ، والنسائي .
وثقه أحمد - في رواية - ، وقال - في أخرى -: ليس به بأس ، ووثقه ابن معين ، والدارقطني . وقال ابن معين مرة : رجل صدوق ثقة ، قيل : كان صاحب حديث ؟ قال : لا بأس به . وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : يخطئ .
وقال أبو حاتم : شيخ لين . وضعفه ابن سعد . وقال - أيضاً -: منهم من يستضعفه.
لخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق ، ربما أخطأ ] .
طبقات ابن سعد 6/399 و7/344، الجرح والتعديل 7/144، ثقات ابن حبان 7/346 و9/23، تاريخ بغداد 12/472، تهذيب الكمال 23/559، الميزان 3/386 ، تهذيب التهذيب 3/435 ، التقريب 5532 .
* أيمن بن نابل الحبشي، أبو عمران، ويقال: أبو عمر المكي ، ثم العسقلاني . روى عن : قدامة العامري ، وعطاء بن أبي رباح ، والقاسم بن محمد ، وأبي الزبير وغيرهم . وعنه : السفيانان ، وأبو عاصم النبيل ، وقران بن تمام وغيرهم . أخرج له البخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه .
وثقه الثوري ، وابن معين ، والعجلي ، وابن عمار وغيرهم . وقال الترمذي : ثقة عند أهل الحديث .
وقال النسائي : لا بأس به . وقال ابن المديني : ثقة ، وليس بالقوي . وقال يعقوب بن شيبة : صدوق ، وإلى الضعف ما هو . وقال أبو حاتم : شيخ .
__________
(1) في ( ط ) :" فقال ".(1/1)
وقال الدارقطني : ليس بالقوي ، خالف الناس . وذكره ابن حبان في المجروحين ، وقال : يخطئ ، ويتفرد بما لا يتابع عليه ، وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه ، والذي عندي تنكب حديثه عند الاحتجاج إلا ما وافق الثقات أولى من الاحتجاج به ... ثم قال : وأيمن كان يخطئ ، ويحدث على التوهم والحسبان .
وذكره ابن عدي في الكامل ، وقال : وهو لا بأس به فيما يرويه ... ولم أر أحداً ضعفه ممن تكلم في الرجال ، وأرجو أن أحاديثه لا بأس بها صالحة .
لخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق يهم ] .
سنن النسائي 3/43 ، تاريخ الدوري 2/47 ، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لابن المديني ص145 ، الجرح والتعديل 2/319 ، المجروحين 1/183، الكامل 1/433 ، سؤالات الحاكم للدارقطني ص178، تهذيب الكمال 3/447 ، الميزان 1/283 ، إكمال تهذيب الكمال 2/312 ، تهذيب التهذيب 1/198 ، التقريب 597 .
* قدامة بن عبد الله بن عمار العامري الكلابي، أبو عبد الله، صحابي ، أسلم قديماً، وسكن مكة ، وهو قليل الحديث .
التاريخ الكبير 7/178 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 4/2347 ، تهذيب الكمال 23/549 ، الإصابة 2/227 ، التقريب 5528 .
التخريج :
- أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند(1)3/413 ح15414، وأبو يعلى 2/229 ح928 ، وابن قانع في معجمه 2/358 ، والطبراني في الأوسط 8/81 ح8029 من طريق أبي الفضل محرز بن عون بن أبي عون ،
وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند - أيضاً - 3/413 ح15414 ، والطبراني في الكبير 19/38 ح80 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 4/2348 ح5771 من طريق سريج ابن يونس ،
والطبراني في الكبير 19/38 ح80 من طريق محمد بن الصباح ، ومحمود بن عوف ، وعباد بن موسى ،
وابن عدي في الكامل 1/434 من طريق محمد بن حاتم المؤدب ،
__________
(1) وقع في الطبعة الميمنية " دار صادر " جعله من المسند ، والتصحيح من الطبعة المحققة وغيرها .(1/2)
ستتهم ( محرز ، وسريج ، ومحمد بن الصباح ، ومحمود بن عوف ، وعباد ، ومحمد ابن حاتم ) عن قران بن تمام به بنحوه ، وذكر بعضهم أنه طاف على ناقته ، وذكر بعضهم - أيضاً - تقبيل المحجن .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن هذا الحديث لم يروه عن أيمن إلا قران ، قال أبو حاتم : ولا أراه محفوظاً ، أين كان أصحاب أيمن بن نابل عن هذا الحديث ؟
وهذا الذي ذكره أبو حاتم أمر صحيح ، فقد تفرد قران بن تمام بهذا الحديث ، وليس هو بالمتقن ، بل من الأئمة من يضعفه - كما سبق في ترجمته - فمثله لا يُحتمل تفرده . وأيمن بن نابل له أصحاب أثبت من قران بن تمام ، فقد روى عنه : الثوري ، وابن عيينة، وأبو خالد الأحمر ، وأبو عاصم النبيل ، ومعتمر بن سليمان ، وأبو نعيم ، ووكيع وغيرهم كثير .
فلما تفرد عنه قران وحده بهذا الحديث علم أنه غير محفوظ وأنه منكر ، وهذا معنى قول أبي حاتم السابق، وقد أشار إلى هذا التفرد الطبراني في الأوسط - أيضاً - .
أما معنى هذا الحديث فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير هذا الوجه ، ومن أشهر ما جاء في ذلك :
1- حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال :" طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن " .
أخرجه البخاري 2/185 ح1607 ، ومسلم 4/67 ح1272 وغيرهما .
2- حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال :" طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبيت في حجة الوداع على راحلته ، يستلم الحجر بمحجنه ، لأن يراه الناس وليشرف ليسألوه ، فإن الناس غشوه ".
أخرجه مسلم 4/67 ح1273 وغيره .
3- حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت :" طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع حول الكعبة على بعيره ، يستلم الركن ، كراهية أن يضرب عنه الناس ".
أخرجه مسلم 4/68 ح1274 وغيره .(1/3)
4- حديث أبي الطفيل - رضي الله عنه - يقول :" رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت ، ويستلم الركن بمحجن معه ، ويقبل المحجن ".
أخرجه مسلم 4/68 ح1275 وغيره . والله أعلم .(1/4)
101/887- سألت أبي عن حديثٍ رواه محمد بن أيوب ، عن حفص المهرقاني ، عن محمد بن سعيد بن سابق ، عن عمرو بن أبي قيس(1)، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن أبي بكر بن(2)حفص، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" الغازي والحاج والمعتمر وفد الله ، سألوا(3)الله فأعطاهم ، ودعوا الله فأجابهم ". فقال أبي : هذا حديث خطأ ، إنما هو أبو بكر بن حفص ، عن عمر مرسل ، وقد أدرك أبو بكر بن حفص ابن عمر ، ولم يدرك عمر .
وكنت(4)قدمت قزوين(5)فكتبت حديث محمد بن سعيد بن سابق عن عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم بن مهاجر(6)، عن كثير بن شهاب . فإذا هذا الحديث كما قال أبي: إبراهيم بن مهاجر ، عن أبي بكر بن حفص ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
دراسة الرواة :
* محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس ، مات بعد سنة 290 روى عن : أبي الوليد الطيالسي ، ومحمد بن سعيد بن سابق ، والقعنبي وغيرهم . وعنه : ابن أبي حاتم .
قال ابن أبي حاتم : كتبنا عنه ، وكان ثقة صدوقاً . وذكره ابن حبان في الثقات .
الجرح والتعديل 7/198 ، ثقات ابن حبان 9/152 ، التدوين في أخبار قزوين 1/229 .
__________
(1)
(1) في ( س ، ح ) :" عمرو بن أبي سابق " وهو خطأ ، ولعله سبق نظر من الناسخ ، وقد جاء اسمه في الموضع الثاني على الصواب .
(2) قوله :" بن " ساقطة من ( س ) .
(3) في ( ت ، ط ) :" شاكر الله " والصواب ما أثبت .
(4) القائل هنا هو ابن أبي حاتم ، كما يدل له السياق ، إلا أن السقط الواقع في ( ت ، ط ) جعل الكلام لأبي حاتم.
(5) قَزْوِين - بالفتح ، ثم السكون ، وكسر الواو - مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخاً . ( مراصد الاطلاع 3/1089 ). وقد جُمِعَت أخبارها في كتاب " التدوين في أخبار قزوين " لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني .
(6) قوله :" عن كثير بن شهاب . فإذا هذا الحديث كما قال أبي : إبراهيم بن مهاجر " ساقط من ( ت ، ط ) .(1/1)
* حفص بن عمر بن عبد الرحمن الرازي ، أبو عمر المهرقاني . روى عن : القطان، وابن مهدي ، ومحمد بن سعيد بن سابق وغيرهم . وعنه : النسائي ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ومحمد بن يحيى بن الضريس وغيرهم . أخرج له النسائي .
قال أبو زرعة ، وأبو حاتم : صدوق ، زاد أبو زرعة : ما علمته إلا صدوقاً . وقال النسائي: لا بأس به . وذكره ابن حبان في الثقات، وقال : حسن الحديث يغرب .
قال في التقريب : [ صدوق ] .
الجرح والتعديل 3/184 ، ثقات ابن حبان 8/201 ، تهذيب الكمال 7/33 ، تهذيب التهذيب 1/454 ، التقريب 1415 .
* محمد بن سعيد بن سابق ،أبو سعيد ، ويقال : أبو عبد الله الرازي ، ثم القزويني ، مات سنة 216 وقيل 221 . روى عن : عمرو بن أبي قيس، وابن المبارك، ويعقوب القمي وغيرهم . وعنه: أبو حاتم ، وأبو زرعة ، وحفص المهرقاني وغيرهم . أخرج له أبو داود والنسائي .
قال يعقوب بن شيبة : ثقة صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال الخليلي : ثقة كبير المحل .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 7/265 ، ثقات ابن حبان 9/62 ، الإرشاد للخليلي 2/698 ، التدوين في أخبار قزوين 1/295 ، تهذيب الكمال 25/270 ، تهذيب التهذيب 3/573 ، التقريب 5910 .
* عمرو بن أبي قيس الرازي ، الأزرق ، روى عن: أيوب السختياني ، والأعمش ، وإبراهيم بن مهاجر وغيرهم . وعنه : محمد بن سعيد بن سابق ، وهاشم بن مرزوق ، ويحيى بن الضريس وغيرهم . أخرج له البخاري تعليقاً ، وأخرج له الأربعة .
وثقه ابن معين . وقال أبو داود : لا بأس به . وقال - أيضاً -: في حديثه خطأ . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي ، وابن حجر - جميعاً -: [ صدوق ، له أوهام ] .
تاريخ الدوري 2/451 ، الجرح والتعديل 6/255 ، ثقات ابن حبان 7/220 ، تهذيب الكمال 22/203 ، الميزان 3/285 ، تهذيب التهذيب 3/300 ، التقريب 5101 .(1/2)
* إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي ، أبو إسحاق الكوفي . روى عن : الشعبي ، وأبي الشعثاء وغيرهما . وعنه : سفيان ، وشعبة ، وعمرو بن أبي قيس وغيرهم . أخرج له مسلم والأربعة .
وثقه ابن سعد ، وقال الثوري ، وأحمد، والنسائي : لا بأس به . وقال العجلي: جائز الحديث .
وضعفه يحيى القطان ، وابن معين وغيرهما . وقال القطان - أيضاً -: لم يكن بالقوي . وكذا قال أبو حاتم ، والنسائي . وعن أحمد : فيه ضعف .
وقد كره ابن مهدي من ابن معين تضعيف إبراهيم .
وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : إبراهيم بن مهاجر ليس بقوي ، هو وحصين ابن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب قرين بعضهم من بعض، محلهم عندنا محل الصدق، يكتب حديثهم ولا يحتج بحديثهم ، قلت لأبي : ما معنى لا يحتج بحديثهم ؟ قال : كانوا قوماً لا يحفظون ، فيحدثون بما لا يحفظون فيغلطون ، ترى في أحاديثهم اضطراباً ما شئت.
وذكره ابن حبان في المجروحين ، وقال : كثير الخطأ ، تستحب مجانبة ما انفرد من الروايات ، ولا يعجبني الاحتجاج بما وافق الأثبات لكثرة ما يأتي من المقلوبات. كما ذكره ابن عدي في الكامل، وقال : أحاديثه صالحة ، يحمل بعضها بعضاً ، وهو عندي أصلح من إبراهيم الهجري ، وحديثه يكتب في الضعفاء .
وفيه كلام غير ذلك ، لخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق ، لين الحفظ ] ، وهو كما قال .
طبقات ابن سعد 6/331 ، ثقات العجلي ص54، الجرح والتعديل 2/132 ، المجروحين 1/102، الكامل 1/213 ، تهذيب الكمال 2/211 ، الميزان 1/67 ، تهذيب التهذيب 1/88 ، التقريب 254 .
* أبو بكر بن حفص هو : عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص ، الزهري القرشي ، المدني ، مشهور بكنيته. روى عن: ابن عمر، وأنس ، وسالم، وعروة وغيرهم . وعنه : شعبة ، وابن جريج ، ومنصور بن المعتمر وغيرهم .
ثقة ، وثقه النسائي ، والعجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن عبد البر : كان من أهل العلم والثقة ، أجمعوا على ذلك .(1/3)
قال في التقريب : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص253، الجرح والتعديل 5/36، ثقات ابن حبان 5/12، تهذيب الكمال 14/423، تهذيب التهذيب 2/322 ، التقريب 3277 .
* عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .
* أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثامنة والثلاثين .
* كثير بن شهاب المذحجي ، أبو الحسن القزويني ، مات سنة 271 أو نحوها . روى عنه : محمد بن سعيد بن سابق ، والحسن بن محمد الطنافسي وغيرهما . وعنه : ابن أبي حاتم ، وأبو عبد الله المحاملي وغيرهما .
قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه بقزوين ، وهو صدوق . وقال الخليلي : عدل مرضي ثقة ، يقال : إنه من الأبدال .
الجرح والتعديل 7/153 ، تاريخ بغداد 12/484 ، الإرشاد للخليلي 2/713 ، التدوين في أخبار قزوين 4/52 .
التخريج :
- أخرجه قوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/474 ح851 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد المقري ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم ، عن أبي بكر بن حفصٍ ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به بنحوه .
وقد سبق تخريجه من طرقٍ أخرى في المسألة رقم 61/847 .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن حديث محمد بن أيوب ، عن حفص المهرقاني ، عن محمد بن سعيد ابن سابق، عن عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن أبي بكر بن حفص ، عن ابن عمر مرفوعاً خطأ ، وأن الصواب : أبو بكر بن حفص ، عن عمر مرسل . أي منقطع فإن أبا بكر بن حفص لم يدرك عمر بن الخطاب ، وقد أدرك ابن عمر ، كما قاله أبو حاتم .
وذكر ابن أبي حاتم أنه كتب هذا الحديث بقزوين عن كثير بن شهاب ، عن محمد بن سعيد بن سابق ... الخ وإذا هو كما قاله أبوه : أبو بكر بن حفص ، عن عمر مرفوعاً .
وظاهر كلامه أنه كتبه عن كثير بن شهاب على هذا الوجه ، وبناءً عليه يكون قد اختلف في هذا الحديث على محمد بن سعيد بن سابق ، فروي عنه على وجهين :(1/4)
الوجه الأول : عن محمد بن سعيد بن سابق ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم ابن مهاجر ، عن أبي بكر بن حفص ، عن ابن عمر مرفوعاً ، وهذه رواية حفص المهرقاني .
الوجه الثاني : عن محمد بن سعيد بن سابق ، عن عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم ابن مهاجر ، عن أبي بكر بن حفص ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية كثير بن شهاب ، وقد تابع محمداً على هذا الوجه عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد المقري .
وقد حكم أبو حاتم بأن الوجه الأول خطأ ، وكذا قال ابنه - أيضاً - وإذا كان الوجه الثاني هو الصواب فإنه يكون منقطعاً لأن أبا بكر بن حفص لم يدرك عمر بن الخطاب، فيكون الحديث ضعيفاً عن عمر لانقطاعه ، ولا يصح فيه ذكر ابن عمر .
وللحديث بوجهيه الراجح والمرجوح علة أخرى ، فقد تفرد به عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم بن المهاجر، وقد سبق كلام الأئمة فيهما وبيان حاليهما ، وهذا يدل على نكارة هذا الحديث . وانظر المسألة رقم 61/847 ، والمسألة الآتية برقم 107/894 . والله أعلم .(1/5)
102/888- وسئل أبو زرعة عن حديث رواه عمرو بن خالد الحراني ، عن ابن لهيعة ، عن محمد بن عجلان ، عن أبي سلمة ، عن سعد(1):" أنه سمع بعض بني أخيه يلبي : لبيك ذو(2)المعارج . فقال سعد : أجل إنه لذو المعارج ، وما كنا نقول هذا مع رسول - صلى الله عليه وسلم - " قال أبو زرعة : هكذا رواه عمرو بن خالد ، وإنما هو كما رواه الثوري ، وجرير ، ويحيى بن سعيد القطان ، وحاتم ، وأبو خالد الأحمر ، والدراوردي ، عن ابن عجلان ، عن عبد الله بن أبي سلمة . زاد الدراوردي : عن عامر بن سعد ، عن سعد .
دراسة الرواة :
* عمرو بن خالد بن فروخ التميمي ، ويقال : الخزاعي ، أبو الحسن الحراني، ثم المصري ، مات سنة 129 . روى عن : عبد الله بن لهيعة ، والليث بن سعد ، وحماد بن سلمة وغيرهم . وعنه: البخاري ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم وغيرهم . أخرج له البخاري، وابن ماجه .
قال ابن معين : ثقة صدوق . وقال العجلي : ثبت ثقة. وقال أبو حاتم : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
سؤالات ابن الجنيد ص397 ، ثقات العجلي ص363 ، الجرح والتعديل 6/230 ، ثقات ابن حبان 8/485 ، تهذيب الكمال 21/601 ، تهذيب التهذيب 3/266 ، التقريب 5020 .
* عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي الأعدولي ، ويقال : الغافقي ، أبو عبد الرحمن ، ويقال: أبو النضر المصري ، قاضيها الفقيه (96-174) روى عن: عطاء ابن أبي رباح ، وعبد الرحمن الأعرج ، ومحمد بن المنكدر ، وابن عجلان وغيرهم . وعنه : سفيان ، وشعبة - وماتا قبله - وابن المبارك ، وابن وهب ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، والقعنبي ، وقتيبة بن سعيد ، وعمرو بن خالدٍ وغيرهم. أخرج له مسلم مقروناً، وأما البخاري ، والنسائي فأبهماه وروى له الباقون .
__________
(1) في ( س ) :" سعيد " وهو تصحيف .
(2) هكذا في النسخ :" ذو المعارج " وهو صحيح إعراباً ، أي : أنت ذو المعارج ، والمشهور بالنصب أي : يا ذا المعارج .(1/1)
اختلف فيه ، فضعفه يحيى القطان ، وابن سعد ، وأحمد - في رواية - وابن معين ، والترمذي ، والنسائي ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، والفلاس ، والدارقطني وغيرهم .
وأثنى عليه الثوري ، وأحمد - في رواية - في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه . ووثقه أحمد بن صالح المصري ، وقال : من ضبط كتابه عنه فهو صحيح ، وقال فيما روي عنه من الأحاديث وفيها تخليط : يطرح ذلك التخليط . وذكره ابن شاهين في الثقات . وذكر بعض كلام أحمد بن صالح فيه .
ومن الأئمة من فرق بين حديثه المتقدم والمتأخر ، فحديثه المتقدم قبل احتراق كتبه كحديث العبادلة أقوى من غيرهم . قال ابن مهدي : ما أعتد بشيء سمعته من ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه . وعن أحمد قال: سماع العبادلة من ابن لهيعة عندي صالح، فذكر ابن المبارك ، وابن وهب ، والمقرئ .
وقد أنكر ابن معين وغيره أن تكون كتب ابن لهيعة احترقت خاصة الأصول منها .
وفي ابن لهيعة كلام كثير ، وقد قال الإمام أحمد : ما حديث ابن لهيعة بحجة ، وإني لأكتب كثيراً مما أكتب أعتبر به ، وهو يقوي بعضه بعضاً . وسئل أبو زرعة عن ابن لهيعة سماع المتقدمين منه ؟ فقال : آخره وأوله سواء ، إلا أن ابن المبارك ، وابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه ، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ ، وكان ابن لهيعة لا يضبط ، وليس ممن يحتاج بحديثهم . وذكر أبو زرعة - أيضاً - وأبو حاتم أن أمر ابن لهيعة مثل ابن المبارك، وابن وهب يحتج به؟ قال: لا.(1/2)
وقال ابن حبان: قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه، فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجوداً ، وما لأصل له من رواية المتقدمين كثيراً ، فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان يدلس عن قوم ضعفى، عن أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات، فالتزقت تلك الموضوعات به ... ثم قال : وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة ، وذلك أنه كان لا يبالي ما دفع إليه قرأه سواء كان ذلك من حديثه أو غير حديثه ، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن الضعفاء والمتروكين ، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه .
قال الذهبي : والعمل على تضعيفه . وقال ابن رجب : هو كثير الاضطراب .
ولخص ابن حجر حاله بقوله : [ صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن وهب، وابن المبارك عنه أعدل من غيرها ] .
جامع الترمذي 1/60 ، طبقات ابن سعد 7/516 ، تاريخ الدارمي ص153 ، سؤالات ابن الجنيد ص393 ، المعرفة والتاريخ 2/184 ، ضعفاء النسائي ص65 ، الجرح والتعديل 5/145 ، المجروحين 2/12 ، ثقات ابن شاهين ص185 ، تهذيب الكمال 15/487 ، الميزان 2/475 ، الكاشف 2/122 ، شرح العلل لابن رجب 1/419 ، تهذيب التهذيب 2/411 ، التقريب 3563 .
* محمد بن عجلان القرشي ، مولاهم ، أبو عبد الله المدني ، مات سنة 148. روى عن : أنس بن مالك ، ونافع ، وسعيد المقبري ، وعكرمة وغيرهم . وعنه : السفيانان ، ومالك ، والقطان وغيرهم . أخرج له البخاري تعليقاً ، ومسلم في المتابعات ، وأخرج له الباقون .
ثقة ، وثقه ابن عيينة ، وأحمد ، وابن معين ، وابن سعد ، ويعقوب بن شيبة ، والنسائي ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، والعجلي وغيرهم ، وذكره ابن حبان في الثقات .(1/3)
ولكن تكلم في حديثه عن سعيد المقبري ، وحديثه عن نافع ، فقال الدارقطني : سمعت محمد بن عجلان يقول : كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه ، عن أبي هريرة ، فاختلط عليّ فجعلتها كلها عن أبي هريرة . وقد ذكر البخاري هذه القصة عن القطان ، وفيها قال: لا أعلم إلا أني سمعت ابن عجلان يقول: كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة ، وعن رجلٍ ، عن أبي هريرة ، فاختلطت عليّ فجعلتها عن أبي هريرة ، وقد ذكر الذهبي أن هذا السياق أولى من السياق الأول .
وقد قال ابن حبان بعد ذكره لحكاية القطان بالسياق الأول : وقد سمع سعيد من أبي هريرة ، وسمع من أبيه ، عن أبي هريرة ، فلما اختلط على ابن عجلان صحيفته ولم يميز بينهما اختلط فيها ، وجعلها كلها عن أبي هريرة ، وليس هذا مما يوهى به الإنسان ، لأن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة ، وما قال : عن سعيد ، عن أبي هريرة فبعضها متصل صحيح ، وبعضها منقطع .
وأما حديث ابن عجلان عن نافع فقد قال يحيى القطان - أيضاً - : كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع ، ولم يكن له تلك القيمة عنده .
قال الذهبي : إمام صدوق مشهور .
ولخص ابن حجر حاله بقوله : [ صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ]، وهذا أقل ما يقال فيه ، ولكن يراعى كلام القطان في حديثه عن نافع ، والمقبري ، والله أعلم .
طبقات ابن سعد ( القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص354 ) ، العلل ومعرفة الرجال 1/198 و334و350 و3/218و268 ، التاريخ الكبير 1/196 ، ثقات العجلي ص410 ، ضعفاء العقيلي 4/118 ، الجرح والتعديل 8/49 ، ثقات ابن حبان 7/386 ، تهذيب الكمال 26/101 ، الميزان 3/644 ، التقريب 6136 .
* أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، سبق في المسألة الرابعة والعشرين ، وهو ثقة مكثر .
* سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة السادسة والتسعين .
* سفيان بن سعيد الثوري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة حافظ فقيه إمام حجة .(1/4)
* جرير بن حازم البصري ، سبق في المسألة العاشرة ، وهو ثقة ، إلا أن في حديثه عن قتادة ضعفاً ، وله أوهام إذا حدث من حفظه .
* يحيى بن سعيد القطان ، سبق في المسألة الثالثة عشرة ، وهو ثقة متقن حافظ إمام قدوة .
* حاتم بن إسماعيل المدني ، سبق في المسألة الحادية والسبعين ، وكتابه صحيح ، وهو صدوق يهم .
* أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر ، سبق في المسألة التاسعة عشرة ، وهو صدوق يخطئ .
* الدراوردي عبد العزيز بن محمد ، سبق في المسألة الحادية والخمسين ، وهو صدوق في نفسه ، ولكن كان يحدث من كتب غيره فيخطئ ، وحديثه عن عبيد الله العمري منكر .
* عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، التيمي ، مولاهم ، مات سنة 106، روى عن: عبد الله بن عمر ، وعائشة ، وأم سلمة - وقيل لم يسمع منها - وعروة ، وعبد الله بن عامر وغيرهم . وعنه : بكير بن الأشج ، وابن إسحاق ، وعمرو بن الحارث وغيرهم . أخرج له مسلم ، وأبو داود ، والنسائي .
وثقه النسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي ، وابن حجر : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 5/70 ، ثقات ابن حبان 5/59 ، تهذيب الكمال 15/55 ، الكاشف 2/93 ، تهذيب التهذيب 2/348 ، التقريب 3366 .
* عامر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري ، المدني ، مات سنة 104 ، روى عن : أبيه سعد ، وعثمان ، وأبي هريرة ، وعائشة وغيرهم . وعنه : ابنه داود ، وابن المسيب ، وابن المنكدر ، والزهري وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، والعجلي وغيرهما ، وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 5/167 ، ثقات العجلي ص243 ، الجرح والتعديل 6/321 ، ثقات ابن حبان 5/186 ، تهذيب الكمال 14/21 ، تهذيب التهذيب 2/263 ، التقريب 3089 .
التخريج :
لم أقف على من أخرج حديث عمر بن خالد ، عن ابن لهيعة .
- وأخرجه أحمد 1/171 ح1475 - ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق 2/121 ح1220 ، والضياء في المختارة 3/170 ح967 - ،(1/5)
والبزار 4/77 ح1244 عن محمد بن المثنى ، وعمرو بن علي ،
وأبو يعلى 2/77 ح724 - ومن طريقه الضياء في المختارة 3/170 ح968 - عن أبي خيثمة ،
والدارقطني في العلل 4/387 من طريق أحمد بن سنان ، وإسحاق بن البهلول ،
ستتهم ( أحمد ، وابن المثنى ، وعمرو بن علي ، وأبو خيثمة ، وأحمد بن سنان ، وإسحاق ) عن يحيى بن سعيد القطان ،
وابن أبي شيبة 3/204 ح13467 عن أبي خالد الأحمر ،
والبزار 4/78 ح1245 من طريق يعقوب بن محمد، والطحاوي في شرح المعاني 2/125 ح3562 من طريق أصبغ بن الفرج ، كلاهما ( يعقوب ، وأصبغ ) عن عبد العزيز الدراوردي ،
والدارقطني في العلل 4/386 من طريق أبي قلابة ، عن حسين بن حفص ، وفي العلل - أيضاً - معلقاً عن الفريابي ، ويزيد العدني ، ثلاثتهم ( حسين ، والفريابي ، والعدني ) عن سفيان الثوري ،
والشافعي في الأم 2/232 ، وفي المسند ( 1/305 ح793 بترتيب السندي ) - ومن طريقه البيهقي في المعرفة 4/5 ح2814 - عن سعيد بن سالم ، والبيهقي في السنن الكبرى 5/45 من طريق المعافى بن سليمان ، كلاهما ( سعيد ، والمعافى ) عن القاسم بن معن ، وعلقه الدارقطني في العلل 4/385 عن القاسم بن معن ،
خمستهم ( القطان ، وأبو خالد ، والدراوردي ، والثوري ، والقاسم ) عن ابن عجلان ، عن عبد الله بن أبي سلمة أن سعداً سمع رجلاً ... الخ . إلا في رواية الدراوردي فإنه قال : عن ابن عجلان ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه . وقال في رواية حسين بن حفص ، عن الثوري : هكذا كنا نقول . بدل قوله : ما هكذا كنا نقول . كما وقع فيها أيضاً قوله : عبد الله بن أبي لبيد ، بدل : عبد الله بن أبي سلمة . كما قال في رواية أبي خالد الأحمر : عن عبد الله بن سلمة أو عبد الله بن أبي سلمة . على الشك ، وكذا وقع في رواية المعافى بن سليمان ، عن القاسم بن معن .
ولم أقف على تخريج رواية جرير ، وحاتم بن إسماعيل .
الحكم عليه :(1/6)
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على محمد بن عجلان على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : عن محمد بن عجلان ، عن أبي سلمة ، عن سعد بن أبي وقاص . وهذه رواية ابن لهيعة . روى ذلك عنه عمرو بن خالد الحراني .
الوجه الثاني : عن محمد بن عجلان ، عن عبد الله بن أبي سلمة - يعني أن سعداً سمع ... الخ - وهذه رواية الجماعة ، وهم : الثوري ، وجرير ، ويحيى القطان ، وحاتم ابن إسماعيل ، وأبو خالد الأحمر ، وأيضاً القاسم بن معن .
الوجه الثالث : عن محمد بن عجلان ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عامر بن سعد ، عن سعدٍ ، وهذه رواية الدراوردي .
وقد حكم أبو زرعة للجماعة وهو الوجه الثاني وهذا الذي يدل عليه كلام الدارقطني - أيضاً - ، وهو أمر ظاهر ، فإن الوجه الأول لم يتابع عليه ابن لهيعة مع ضعفه - كما سبق - وقد ذكر فيه أبا سلمة بدل : عبد الله بن أبي سلمة ، وهذا من وهمه .
أما الوجه الثالث فتفرد به -أيضاً- عبد العزيز الدراوردي، وقد أشار الدارقطني إلى ضعف روايته بقوله : ولم يتابع الدراوردي على عامر . والدراوردي قد تكلم الأئمة في حفظه ، فقد قال أحمد : إذا حدث من حفظه جاء ببواطيل . وذكر أنه يحدث من كتب الناس فيخطئ . وقال أبو زرعة : سيئ الحفظ ، فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ ، وإن كان صدوقاً - كما سبق في ترجمته - ، كيف وقد خالف الثقات الأثبات ، وذكر في الإسناد ما لم يذكروه ، فلا شك في ضعف روايته .
وأما ما وقع من الاختلاف اليسير في رواية الجماعة فإنه غير مؤثر ، فإن قوله عبد الله ابن أبي لبيد في رواية أبي قلابة ، عن حسين بن حفص ، عن الثوري وهم كما قاله الدارقطني، وكذا قوله في متن الحديث:" هكذا كنا نقول" قال الدارقطني: هو وهم ، والصواب : " ما هكذا كنا نقول " والوهم من أبي قلابة .(1/7)
وكذا الشك الواقع في رواية ابن أبي شيبة ، عن أبي خالد الأحمر ، ورواية المعافى بن سليمان ، عن القاسم بن معن في اسم عبد الله بن أبي سلمة ، لا يؤثر شيئاً ، بعد ثبوت الجزم في رواية الآخرين .
وبهذا يتبين أن الصواب رواية هذا الحديث عن ابن عجلان ، عن عبد الله بن أبي سلمة مرسلاً قال : سمع سعد ... ذلك أن عبد الله بن أبي سلمة لم يدرك سعد بن أبي وقاص ، وقد قال أبو زرعة : عبد الله بن أبي سلمة ، عن سعد مرسل ( المراسيل ص98 ) .
ومما يؤكد ضعف هذا الحديث أن هذه التلبية روي إثباتها ، فقد أخرج الإمام أحمد في المسند 3/320 ح14440، وفي مسائل أبي داود ص141 ح982 - وعنه أبو داود في السنن 2/450 ح1809 - وابن خزيمة 4/173 ح2626 ، والبيهقي 5/45، وغيرهم، من طريق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر في قصة حديث الحج الطويل، وفيه : " حتى إذا استوت به راحلته على البيداء أهل بالتوحيد : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك له لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك . قال : وأما الناس يزيدون : ذا المعارج ونحوه ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقول شيئاً ".
وقد ترجم ابن خزيمة على هذا الحديث بقوله: باب إباحة الزيادة في التلبية :" ذا المعارج" ونحوه ، ضد قول من كره هذه الزيادة ، وذكر أنهم لم يقولوه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الخ. مشيراً إلى حديث سعد بن أبي وقاص . وظاهر صنيعه أنه يصحح الحديثين جميعاً ، لكنه يقدم المثبت وهو جابر على النافي وهو سعد ، بل ذكر الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة 5/149 أن ابن خزيمة أخرج حديث سعد في صحيحه، ولكن لم يتضح إسناده في إتحاف المهرة لسقط في النسخة كما لم أقف عليه في المطبوع من صحيح ابن خزيمة .(1/8)
والمقصود أنه لا لزوم لما ذهب إليه ابن خزيمة من تقديم حديث جابر المثبت على حديث سعد النافي ، بعد أن تبين ضعف حديث سعد ، ولكن يبقى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يذكر هذه التلبية ، وإنما أقر عليها أصحابه . والله أعلم .(1/9)
103/890(1)- سألت أبي عن حديث رواه معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبى حتى رمى جمرة العقبة " قال أبي : هذا حديث خطأ ، إنما يرويه سفيان ، عن حبيب ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
دراسة الرواة :
* معاوية بن هشام القصار ، سبق في المسألة السابعة والخمسين ، وهو صدوق له أوهام .
* سفيان بن سعيد الثوري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو إمام حجة .
* ابن جريج ، سبق في المسألة الثامنة ، وهو ثقة فقيه فاضل ، وكان يدلس ويرسل .
* عطاء بن أبي رباح ، سبق في المسألة السادسة ، وهو ثقة فقيه فاضل .
* عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
* حبيب بن أبي ثابت ، سبق في المسألة الخامسة عشرة ، وهو ثقة فقيه جليل ، وكان كثير الإرسال والتدليس .
التخريج :
لم أقف على من أخرج رواية معاوية بن هشام القصار التي حكم عليها أبو حاتم بأنها خطأ .
وكذلك ما ذكر أنه الصواب عن سفيان، وهو جعله: عن سفيان، عن حبيب، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . لم أقف عليه هكذا ، ويظهر لي أن ما وقع في النسخ خطأ اجتمعت عليه ، فإنها منقولة عن أصلٍ واحد ، فلعل هذا الخطأ في الأصل المنقول عنه ، فإن المعروف في هذا الحديث : عن سفيان ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وليس : عن عطاء ، عن ابن عباس .
وهذا تخريجه :
- أخرجه النسائي 5/268 ، وأحمد 1/344 ح3199 ، وأبو يعلى 5/90 ح2697 ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
والنسائي في الكبرى 2/435 ح4062 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/224 ح4009و4010 ، والطبراني في الكبير 12/21 ح15351 ، من طريق أبي نعيم الفضل ابن دكين ،
__________
(1) رقم 889 ساقط في أصل الترقيم في المطبوعة دون أن يسقط شيء من الأحاديث .(1/1)
والطحاوي في شرح المعاني 2/224 ح4009و4010 ، من طريق يحيى بن عيسى ،
وإبراهيم الحربي في الغريب 1/66 من طريق يحيى بن سعيد ،
أربعتهم ( ابن مهدي ، وأبو نعيم ، ويحيى بن عيسى ، ويحيى بن سعيد ) عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس به بنحوه .
وقد روي حديث حبيب بن أبي ثابت عن عطاء ، وسعيد بن جبير جميعاً ، ولكن من غير طريق سفيان ، وهذا تخريجه :
- أخرجه الطبراني في الكبير 18/277 ح706 ، من طريق مسعود بن سليمان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء، وسعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل بنحوه .
كما روي حديث سعيد بن جبير من غير طريق حبيب ، وهذا تخريجه :
- أخرجه النسائي 5/276 ، وأحمد 1/214 ح1832 ، وابن سعد 4/55 ، والدارمي 2/87 ح1902 ، والبزار 6/92 ح2144 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/224 ح4008 ، والطبراني في الكبير 18/287 ح736 من طريق عبد الكريم الجزري ،
وابن ماجه 2/1010 ح3039 ، والطبراني في الكبير 12/58 ح12465 ، والضياء في المختارة 10/64 ح58 من طريق الحارث بن عمير ، عن أيوب ،
وأحمد 1/213 ح213 ح1823 ، والبزار 6/91 ح2143 ، وأبو يعلى 12/97 ح6731، وابن خزيمة 4/260 ح2832، والطحاوي في شرح المعاني 2/224ح4007، والطبراني في الكبير 18/288 ح739 و740 من طريق أبي إسحاق السبيعي ،
والبزار 6/92 ح2144 ، والطبراني في الكبير 18/269 ح676 من طريق خصيف الجزري ،
أربعتهم ( عبد الكريم ، وأيوب ، وأبو إسحاق ، وخصيف ) عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس به بنحوه ، وربما زاد فيه بعضهم ، وقد جعله عبد الكريم ، وأبو إسحاق، وخصيف : عن عبد الله بن عباس ، عن أخيه الفضل بن عباس . وقرن خصيف في روايته عند الطبراني فقط مع سعيد بن جبير : مجاهداً ، وعكرمة .(1/2)
وأما حديث ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس فهو مشهور عن ابن جريج ، ولكن من غير طريق سفيان الثوري ، ثم هو - في المشهور عن ابن جريج - من رواية ابن عباس ، عن أخيه الفضل ، وهو كذلك في المشهور عن عطاء - من غير رواية ابن جريج - فله عن عطاء طرق كثيرة ، وهو كذلك - أيضاً - من طرق أخرى عن ابن عباس في أكثرها أنه يرويه عن الفضل بن عباس ، وهذا بيان ذلك :
- أخرجه البخاري 2/204 ح1685 ، وابن سعد 4/55 ، وأبو عوانة 2/279 ح3134 و2/368 ح3537، والبيهقي 5/137 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد،
ومسلم 4/71 ح1281 ، وابن الجارود 2/99 ح476 ، وأبو نعيم في المستخرج 3/364 ح2949 ، والبيهقي في الدلائل 5/440 من طريق عيسى بن يونس ،
وأحمد 1/213 ح1825 - وعنه أبو داود 2/450 ح1811 - عن وكيع ،
والترمذي 2/249 ح918 ، وأحمد في المسند 1/210 ح1793 وفي مسائل عبد الله 2/733 ح981، والبزار 6/93 ح2145 ، والطوسي 4/177 ح841، وابن حبان 9/113 ح3804 ، وأبو نعيم في المستخرج 3/364 ح2950 ، وابن عبد البر في التمهيد 13/81 ، من طريق يحيى بن سعيد القطان ،
والنسائي في المجتبى 5/268 ، وفي الكبرى 2/435 ح4061 ، والطبراني في الكبير 18/278 ح712 من طريق سفيان بن حبيب ،
وأحمد 1/210 ح1791 ، عن عباد بن عباد ،
وابن سعد 2/180 ، وأبو عوانة 2/279 ح3135و3136 ، من طريق محمد بن بكر البرساني ،
والشافعي في الأم 2/313 - ومن طريقه البيهقي في المعرفة 4/131 ح3069 - عن مسلم بن خالد ، وسعيد بن سالم ،
وابن قانع 2/323 ، من طريق نافع بن يزيد ،
والطبراني في الكبير 18/277 ح701 ، من طريق عثمان بن الهيثم ،
وأبو نعيم في المستخرج 3/364 ح2950 ، من طريق هشام بن سليمان ،
وابن عبد البر في التمهيد 13/81 من طريق عبد الله بن داود ،(1/3)
جميعهم ( 13 راوياً ، وهم : أبو عاصم ، وعيسى بن يونس ، ووكيع ، والقطان ، وسفيان بن حبيب ، وعباد ، والبرساني ، ومسلم ، وسعيد بن سالم ، ونافع بن يزيد ، وعثمان بن الهيثم، وهشام بن سليمان، وعبد الله بن داود ) عن ابن جريج ، عن عطاء، عن ابن عباس ، عن أخيه الفضل بن عباس بنحوه ، ولكنه من مسند الفضل بن عباس.
- وأخرجه النسائي في المجتبى 5/268 ، وفي الكبرى 2/435 ح4061 ، وأحمد 1/212 ح1816 و1/213 ح1820 و1/216 ح1860 و1/226 ح1986 ، وابن سعد 2/180 ، والبزار 6/95 ح2148 ، وأبو يعلى 12/79 ح1716 ، و12/98 ح6732 ، وابن خزيمة 4/258 ح 2825 ، وأبو عوانة 2/377 ح3491 ، والمحاملي في الأمالي ص76 ح26 ، والطبراني في الكبير 11/139 ح1189و1192 و18/278 ح711و712 و18/279 ح713 ، من طريق عبد الملك بن أبي سليمان ،
والنسائي 5/276 ، والطبراني في الكبير 18/277 ح703 ، من طريق خصيف ،
وأحمد 1/211 ح1802 ، وابن أبي شيبة 3/258 ح13990 ، والطبراني في الكبير 11/149 ح11324 و18/280 ح717 ، من طريق ابن أبي ليلى ،
وأحمد 1/211 ح1807 و1/212 ح1809و1814 ، والبزار 6/94 ح2147 ، والطبراني في الكبير 18/276 ح700 من طريق عامر بن عبد الواحد الأحول ،
وأحمد 1/212 ح1809و1810و1814 ، والبزار 6/94 ح2147 ، والطبراني في الكبير 18/276 ح700 من طريق جابر الجعفي ،
وأحمد 1/212 ح1809و1810و1814 ، والبزار 6/94 ح2147 ، والطبراني في الكبير 18/276 ح700 من طريق ابن عطاء بن أبي رباح ،
وسعيد بن أبي عروبة في المناسك ص88 ح66 - ومن طريقه أحمد 1/213 ح1828، والبزار 6/96 ح2150 ، والطبراني في الكبير 18/279 ح715 ، وابن عدي 6/71 - عن كثير بن شنظير ،
وأحمد 1/211 ح1806 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/224 ح4011 ، والطبراني في الكبير 18/276 ح702 ، وفي الأوسط 3/79 ح2550 من طريق قيس بن سعد ،(1/4)
ومحمد بن عبد الله الأنصاري في حديثه ص67 ح76 - ومن طريقه الطبراني في الكبير 18/276 ح699 ، وابن قانع 2/324 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 4/2280 ح5643 ، والخطيب في المتفق والمفترق 1/377 ح185 - عن إسماعيل بن مسلم ،
والبزار 6/94 ح2146 ، وأبو عروبة الحراني في أحاديثه ص42 ح25 ، والطبراني في الكبير 18/277 ح704 ، من طريق قتادة ،
والبزار 6/96 ح2149 ، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات 2/49 ح433 ، من طريق الحجاج بن أرطاة ،
والبزار 6/97 ح2152 ، والطبراني في الكبير 18/278 ح709و710 ، وفي الصغير 1/381 ح637 من طريق رباح بن أبي معروف المكي ،
والبزار 6/97 ح2151 و6/100 ح2156 ، من طريق ابن أبي نجيح ، وأبان بن صالح ،
وأبو القاسم البغوي في حديث ابن الجعد ص448 ح3060 ، والطبراني في الكبير 18/379 ح714 من طريق يزيد بن إبراهيم ،
وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات 2/225 ح699-701 و2/241 ح725، والطبراني في الكبير 18/278 ح708 من طريق مطر الوراق ،
والطبراني في الكبير 18/278 ح708 من طريق أسامة بن زيد ،
والطبراني في الكبير - أيضاً - 18/279 ح716 من طريق الأوزاعي ،
وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة ص139 من طريق أبي حنيفة ،
جميعهم ( 19 راوياً ) عن عطاء بن أبي رباح به بنحوه مطولاً لبعضهم ومختصراً لبعضهم ، وقد جعلوه عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن أخيه الفضل بن عباس ، إلا أنه لم يذكر الفضل في رواية عبد الملك بن أبي سليمان في الموطن الأخير عند أحمد ، والموطن الأول عند الطبراني ، وعند أبي عوانة ، وكذا لم يذكره في رواية يزيد بن إبراهيم عند ابن الجعد فقط ، وأسقط عبد الله بن عباس في رواية أبي
حنيفة، وقرن خصيف في روايته مع عطاء : مجاهداً ، وسعيد بن جبير .(1/5)
- وأخرجه البخاري 2/200 ح1760 ، ومسلم 4/71 ح1281 ، وأحمد 1/210 ح1792 ، والشافعي في الأم 2/314 ، والحميدي 1/220 ح462 ، والفاكهي في أخبار مكة 5/45 ح2809 ، وابن خزيمة 4/281 ح2885 ، وأبو عوانة 2/374 ح3481 ، والطبراني في الكبير 18/271 ح681 ، وأبو نعيم في المستخرج 3/363 ح2948 ، والبيهقي في المعرفة 4/131 ح3070 ، وابن عبد البر في التمهيد 13/81 من طريق كريب مولى ابن عباس ،
والبخاري 2/169 ح1543و1544 و2/204 ح1686 - 1687 ، وأبو القاسم البغوي في مسند الحب ابن الحب ص107 ح37 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/225 ح4018 ، والسهمي في تاريخ جرجان ص231 ، من طريق عبيد الله بن عبد الله ،
ومسلم 4/71 ح1282 ، والنسائي 5/258 و5/267 ، وأحمد 1/210 ح1794و1796 و1/213 ح1821 ، والدارمي 2/84 ح1891و1892 ، وابن خزيمة 4/265 ح2843 ، وأبو عوانة 2/389 ح3542 ، وابن حبان 9/184 ح3872 ، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات 2/42 ح425 ، والطبراني في الكبير 18/272 ح686 و18/274 ح692 ، وأبو الشيخ في أحاديث أبي الزبير عن غير جابر ص182 ح127و128 ، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة 4/2280 ح5644 ، والخطيب في الموضح 2/74 من طريق أبي معبد مولى بن عباس ،
والنسائي 5/276 ، وابن ماجه 2/1011 ح3040 ، وأحمد 1/214 ح1831 ، وإسماعيل بن جعفر في حديثه رواية ( علي بن حجر ) ص372 ح317 ، وابن أبي شيبة 3/257 ح13986 ، والفاكهي في أخبار مكة 4/314 ح2691 ، والحربي في المناسك المنسوب له ص436 ، والبزار 6/97 ح2151 و6/100 ح2157 و6/101 ح2158 و2159 ، وأبو يعلى 12/95 ح6727 ، والطبراني في الكبير 18/269-270 ح675-678 و18/277 ح703 من طريق مجاهد بن جبر المكي ،(1/6)
والنسائي 5/275 ، وأحمد 1/212 ح1815 ، وابن أبي شيبة 3/258 ح13989 و3/336 ح15085 ، والفاكهي في أخبار مكة 4/285 ح2633 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1/282 ح370 ، والبزار 6/89 ح2142 ، وأبو يعلى 12/96 ح6728 ، وابن خزيمة 4/279 ح2881 و4/282 ح2887 ، والمحاملي في الأمالي 1/85 ح34، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات 2/43 ح427 ، والطبراني في الكبير 18/268 ح672و673 ، والبيهقي 5/137 ، والخطيب في التاريخ 13/ 199 ، من طريق علي بن الحسين ،
وأحمد 1/283 ح2564 ، وأبو يعلى 1/271 ح321 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/224 ح4006 والطبراني في الكبير 11/231 ح11585/2 و18/269 ح676 و18/270 ح680 ، والدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 3/237 ح2530 ) من طرقٍ عن عكرمة مولى ابن عباس ،
وأحمد 1/212 ح1808 و1/213 ح1827 ، والمحاملي في الأمالي ص78 ح29 ، والطبراني في الكبير 18/290 ح746 ، والخطيب في الموضح 1/346 من طريق يوسف ابن ماهك ،
وأحمد 1/211 ح1805 ، من طريق الحكم بن عتيبة ،
وابن سعد 2/188 ، والطبراني في الكبير 11/38 ح10967 و11/44 ح10990 ، وفي الأوسط 3/146 ح2754 من طرقٍ عن الليث بن أبي سليم ، عن طاووس ،
والبزار 6/106 ح2165 من طريق يوسف بن مهران البصري ،
والطبراني في الكبير 18/271 ح683 ، وابن عدي 4/24 من طريق شعبة مولى ابن عباس ،
وفي الكبير - أيضاً - 18/271 ح648 من طريق عطاء بن يسارٍ ،
وفيه - أيضاً - 11/120 ح1135 من طريق عبد الله بن المؤمل ، عن ابن أبي مليكة،
وفيه - أيضاً - 12/138 ح12698 من طريق سلمة بن كهيل ، عن الحسن العرني ،(1/7)
جميعهم ( 14 راوياً ) عن ابن عباس به بنحوه مطولاً عند بعضهم ومختصراً عند بعضهم ، وقد جعله من مسند ابن عباس في رواية طاوس ، وابن أبي مليكة ، والحسن العرني، وكذا رواية عكرمة عند أحمد، والدارقطني ، والطبراني في الموضع الأول فقط، ورواية كريب عند الفاكهي فقط ، ورواية علي بن الحسين في الموطن الثاني عند ابن أبي شيبة فقط ، وفي بقية الروايات عن ابن عباس ، عن الفضل بن عباس ، وقرن معه في رواية عبيد الله بن عبد الله أسامة بن زيد فجعله عنهما جميعاً .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن رواية معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء، عن ابن عباس خطأ ، وأن الصواب رواية سفيان ، عن حبيب ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، وقد سبق في التخريج أني لم أقف على رواية سفيان عن ابن جريج ولا عن حبيب ، وإنما وقفت على رواية سفيان ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وليس : عن عطاء ، عن ابن عباس . وقد روى ذلك عن سفيان كبار أصحابه ابن مهدي ، وأبو نعيم ، والقطان وغيرهم . فالذي يظهر لي أن ذكر عطاء في رواية حبيب وهم ، ولعله سبق نظر من ناسخ قديم ، لاتفاق النسخ التي بيدي على ذلك ، وهي نسخ يظهر أن أصلها واحد ، فلعل الوهم في هذا الأصل ، والصواب ذكر سعيد بن جبير بدل عطاء .
ويؤيد ذلك أن رواية حبيب بن أبي ثابت لهذا الحديث عن عطاء لا تعرف من وجه صحيح ، أما رواية مسعود بن سليمان ، عن حبيب ، عن عطاء ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، فهي رواية ساقطة ؛ لأن مسعود بن سليمان مجهول ( الميزان 4/100 ) .
وبناءً على هذا يكون الحديث قد روي عن سفيان على وجهين ، وهما :
الوجه الأول : عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا رواية معاوية بن هشام .(1/8)
الوجه الثاني : عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا رواية عبد الرحمن بن مهدي ، وأبي نعيم، ويحيى القطان، ويحيى بن عيسى .
وقد حكم أبو حاتم بأن رواية معاوية بن هشام خطأ ، وهو أمر ظاهر فإنها مخالفة لرواية الجماعة الأثبات من أصحاب سفيان ، وقد سبق قول أحمد في معاوية إنه كثير الخطأ ، وقول ابن عدي : أغرب عن الثوري بأشياء .اهـ . فهذا مما أخطأ فيه وأغرب عن الثوري .
ويؤيد هذا الحكم أن الحديث معروف عن ابن جريج على غير ما حدث به معاوية بن هشام ، عن الثوري ، عنه ، فقد حدث به عن ابن جريج جماعة كثيرة، فيهم ثقات أثبات - كما سبق في التخريج - كلهم رووه عن ابن جريج ، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن العباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلوه من مسند الفضل، لا من مسند عبد الله بن عباس .
فإذا تبين هذا فقد بقي أن يقال : ما الصواب في هذا الحديث ، هل هو من مسند عبد الله بن عباس أو من مسند الفضل بن عباس ؟
والاختلاف في هذا على عبد الله بن عباس، حيث روي عنه على ثلاثة أوجه، وهي:
الوجه الأول : عن ابن عباسٍ ، عن الفضل بن عباس ، وأسامة بن زيد - جميعاً - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة .
الوجه الثاني : عن ابن عباسٍ ، عن الفضل بن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية الجماعة ، وهم : عطاء بن أبي رباح ، وكريب مولى ابن عباس ، وأبو معبد مولاه - أيضاً - ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير - في المشهور عنه - ، وعلي بن الحسين ، ويوسف ابن ماهك ، والحكم بن عتيبة ، ويوسف بن مهران ، وشعبة مولى ابن عباس ، وعطاء ابن يسار ، وهو رواية عن عكرمة .(1/9)
الوجه الثالث : عن ابن عباسٍ ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية سعيد بن جبير - فيما رواه عنه حبيب بن أبي ثابت ، وأيوب - وهو رواية عن عكرمة ، ورواية طاووس ، وابن أبي مليكة ، والحسن العرني .
فهذه ثلاثة أوجه عن ابن عباس ، وقد أخرجه البخاري ومسلم من الوجه الثاني ، والبخاري - وحده - من الوجه الأول ، مما يدل على ثبوت الوجهين عنده، وغاية ما بينهما من الاختلاف أن ابن عباس أو بعض الرواة عنه ربما ذكر الصحابيين وربما اكتفى بأحدهما .
وأما الوجه الثالث فإن ثبت عن ابن عباس ، فهو على سبيل الإرسال ، فابن عباس كان قد انصرف من جمع مع الضعفة بالليل ، (انظر: صحيح البخاري 2/202 ، وسلم 4/77 ) فلم يشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما الذي شهده من كان رديفه ، وهو أسامة من عرفة إلى المزدلفة، والفضل بن عباس من المزدلفة حتى رمى جمرة العقبة ، وهذا أمر ظاهر ، والله أعلم .(1/10)
104/891- سألت علي بن الحسين بن الجنيد عن حديث رواه سعيد بن سلام العطار ، عن عبد الله بن عمر(1)العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : { }(2)قال : " الزاد والراحلة ". قال : هذا حديث باطل .
دراسة الرواة :
* سعيد بن سلام العطار ، أبو الحسن البصري ، الأعور ، روى عن : الثوري ، وثور بن يزيد وغيرهما . وعنه : أبو مسلم الكجي ، وعبد الله بن عاصم الحماني وغيرهما .
متروك ومتهم ، قال ابن نمير : كذاب . وأمر أحمد بالضرب على حديثه . وقال أبو حاتم : منكر الحديث جداً . وقال البخاري : يذكر بوضع الحديث . وقال - أيضاً - : منكر الحديث . وقال النسائي : ضعيف .
التاريخ الكبير 3/481 ، ضعفاء النسائي ص52، ضعفاء العقيلي 2/108، الجرح والتعديل 4/31، الكامل 1/404 ، الميزان 2/141 .
* عبد الله بن عمر العمري ، سبق في المسألة الثلاثين ، وهو ضعيف .
* نافع مولى ابن عمر ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة ثبت فقيه مشهور .
* عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .
التخريج :
لم أقف عليه من حديث سعيد بن سلام العطار ، عن عبد الله بن عمر العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر . ولكن وقفت عليه عن ابن عمر من غير هذا الطريق ، وهذا بيانه :
__________
(1) في ( ض ) :" عبد الله بن عمْرو العمري " والصواب :" عبد الله بن عُمَر العمري ".
(2) من الآية رقم 97 من سورة آل عمران .(1/1)
- أخرجه الترمذي 2/166 ح813 و5/102 ح2998 ، وابن ماجة 2/967 ح2896 ، والشافعي في الأم 2/163 ، وفي المسند ( 1/284 ح744 بترتيب السندي ) ، وابن أبي شيبة 3/432 ح15703 ، والفاكهي في أخبار مكة 1/378 ح797 ، وابن جرير في التفسير 4/12 ، وابن عدي في الكامل 1/226 ، والدارقطني 2/217 ح10 ، وأبو نعيم في الحلية 7/106 ، والبيهقي في السنن الكبرى 4/327 و330 و5/225 ، وفي السنن الصغير 1/387 ح1486، وفي المعرفة 3/476 ح2662، والخطيب في الموضح 1/380، وفي تلخيص المتشابه 1/586 ، والبغوي في التفسير 2/330 ، وفي شرح السنة 7/14 ح1847 من طرقٍ متعددة عن إبراهيم بن يزيد الخوزي ،
وابن أبي حاتم في التفسير 3/713 ح3860 من طريق عبد العزيز بن عبد الله العامري ، وأبو بكر بن المقرئ في الأربعين ص123 ح63 ، وابن عدي 6/221 من طريق عبد الله بن نافع ، والدارقطني 2/217 ح11 من طريق محمد بن عبد الوهاب ، ثلاثتهم ( عبد العزيز، وعبد الله، ومحمد ) عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي،
والدارقطني 2/218 ح12 من طريق محمد بن الحجاج ، عن جرير بن حازم ،
ثلاثتهم ( الخوزي ، والليثي ، وجرير ) عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي قال : قعدنا إلى عبد الله بن عمر فسمعته يقول :" سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما الحاج ؟ فقال : الشعث التفل . فقام آخر فقال : يا رسول الله أي الحج أفضل ؟ قال : العج والثج . فقام آخر فقال : يا رسول الله ما السبيل ؟ فقال : زاد وراحلة " .
الحكم عليه :
ذكر علي بن الحسين بن الجنيد أن حديث سعيد بن سلام ، عن عبد الله العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : " من استطاع إليه سبيلاً ، قال : الزاد والراحلة " حديث باطل .(1/2)
وهو كما قال - رحمه الله - فقد تفرد به سعيد بن سلام ، وهو متروك ومتهم - كما سبق في ترجمته - وشيخه عبد الله العمري ضعيف ، ولكن الحمل فيه على سعيد بن سلام ، ولو كان هذا الحديث عند نافع لاشتهر ، وهذا يؤكد بطلانه .
هذا ما يتعلق بطريق نافع ، ولكن الحديث قد روي عن ابن عمر من غير هذا الطريق - كما سبق في التخريج - وهو رواية محمد بن عباد ، عن ابن عمر ، وله عنه ثلاثة طرق، وهي :
الطريق الأول : طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي ، وهو أشهر هذه الطرق ، ولكن الخوزي متروك الحديث ( التقريب 272 ) ، وقد سبق ذكره مراراً ، وقد ذكر الشافعي أنه حديث يمتنع أهل الحديث من تثبيته . قال البيهقي : وإنما امتنعوا منه لأن الحديث يعرف بإبراهيم بن يزيد الخوزي ، وقد ضعفه أهل العلم بالحديث ، ثم روى بسنده عن ابن معين قال : إبراهيم بن يزيد الخوزي روى حديث محمد بن عباد هذا ليس بثقة .
وقال ابن عبد البر : وهذا الحديث لو صح لكان فرض الحج في المال والبدن نصاً كما قال الشافعي ومن تابعه ، ولكنه حديث انفرد به إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو ضعيف ( التمهيد 9/125 ) .
وقد ضعف هذا الحديث لأجل الخوزي عدد من الأئمة ، كابن المنذر ، وابن جرير ، وابن حزم وغيرهم . ( انظر : المحلى 7/55 ، نصب الراية 3/9 ) .
أما الترمذي فقد قال بعد سياقه في الموطن الأول : حديث حسن ، والعمل فيه عند أهل العلم ، أن الرجل إذا ملك زاداً وراحلة وجب عليه الحج ، وإبراهيم بن يزيد الخوزي المكي ، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه . هكذا وقع كلام الترمذي في جميع النسخ التي وقفت عليها ، ومنها نسخة الكروخي المخطوطة ، وقال الترمذي في الموطن الثاني نحو هذا إلا أنه لم يقل : حسن . ونقل الزيلعي في نصب الراية 3/8 كلام الترمذي ، وفيه قوله : حديث غريب .(1/3)
وحكم الترمذي على هذا الحديث بالغرابة أليق بحال الحديث ، غير أن قوله : حسن هو الأشهر في النسخ، وهو لا يعني القبول بحال ، لما عُرِف من مراد الترمذي بقوله : حسن . كما بينه في خاتمة كتابه .
والحاصل أن هذا الطريق طريق ساقط لحال إبراهيم بن يزيد .
الطريق الثاني : طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، وهو المعروف بالمحرم ، وهو متروك - أيضاً - وقد سبقت ترجمته في المسألة السابعة والثلاثين .
وقد اختلف عليه فيه ، فرواه عبد العزيز بن عبد الله العامري، وعبد الله بن نافع ، عنه ، عن محمد بن عباد ، وخالفهما محمد بن عبد الوهاب ، فرواه عنه، عن ابن جريج، عن محمد بن عباد .
وحال محمد بن عبد الله الليثي تغني عن النظر في الاختلاف عليه . بل ذكر ابن عدي ما يدل على أن هذا الحديث يعود إلى حديث الخوزي ، فقال : وهذا معروف بإبراهيم بن يزيد الخوزي ، عن محمد بن عباد بن جعفر ... ثم قال : وهو من هذا الطريق غريب .
وهذا الطريق أضعف من الطريق الذي قبله ، ولذا قال البيهقي : وقد رواه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن محمد بن عباد ، إلا أنه أضعف من إبراهيم بن يزيد .
الطريق الثالث : طريق جرير بن حازم ، عن محمد بن عباد، وقد تفرد به عن جرير محمد بن الحجاج المصْفَرّ ، وهو متروك ، قال أحمد : قد تركنا حديثه . وقال ابن معين : ليس بثقة . وقال البخاري : سكتوا عنه . وقال النسائي : متروك . وفيه كلام غير ذلك ( انظر الميزان 3/509 ) . ولذا قال البيهقي : ورواه - أيضاً - محمد ابن الحجاج، عن جرير، عن محمد بن عباد ، ومحمد بن الحجاج متروك .
فهذا طريق ساقط - أيضاً - لا يلتفت إليه .
وقد تبين بهذا أن هذا الحديث لا يصح عن ابن عمر من طريقيه جميعاً : طريق نافع ، وطريق محمد بن عباد .(1/4)
وقد روي في هذا المعنى مرفوعاً عن جماعة من الصحابة ، ولا يصح منها شيء ، وأقوى ما فيها مرسل الحسن البصري . قال الشافعي : وقد روى أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تدل على أنه لا يجب المشي على أحدٍ إلى الحج وإن أطاقه ، غير أن منها منقطعة ، ومنها ما يمتنع أهل الحديث من تثبيته . وقال ابن المنذر : لا يثبت الحديث الذي فيه ذكر الزاد والراحلة مسنداً ، والصحيح رواية الحسن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال ابن جرير : أما الأخبار التي رويت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك بأنه الزاد والراحلة فإنها أخبار في أسانيدها نظر ، لا يجوز الاحتجاج بمثلها في الدين . ( وانظر في ذلك : المناسك لسعيد بن أبي عروبة ص57 ، الأم 2/163، وسنن سعيد بن منصور 3/1076-1082، وابن أبي شيبة 3/433، ومسائل أبي داود ص139 ، وأخبار مكة للفاكهي 1/379، وتفسير ابن جرير 4/12-13، وتفسير ابن أبي حاتم 3/713، وسنن الدارقطني 2/215-218 ، وسنن البيهقي الكبرى 4/327 ، و5/225 ، والسنن الصغير 1/387 ، والمعرفة للبيهقي 3/477 ، والمحلى 7/55 ، وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي 2/379 ، ونصب الراية 3/7-9، والتلخيص الحبير 2/334-335، والهداية للغماري 5/270-272 ، وإرواء الغليل 4/160-167 وغيرها ) والله أعلم .(1/5)
105/892- سألت أبي عن حديث رواه بشر بن المنذر الرملي ، عن محمد بن مسلم الطائفي ، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، قيل: وما بره(1)يا رسول الله ؟ قال : إطعام الطعام وطيب الكلام " . فسمعت أبي يقول : هذا حديث منكر ، شبه الموضوع(2)، وبشر بن المنذر كان صدوقاً .
دراسة الرواة :
* بشر بن المنذر الرملي ، أبو المنذر قاضي المصيصة . روى عن : محمد بن مسلم الطائفي، وابن لهيعة وغيرهما . وعنه : ابراهيم بن سعيد الجوهري ، ومحمد بن عوف الحمصي وغيرهما .
قال أبو حاتم : كان صدوقاً . وذكره ابن حبان في الثقات .
وذكره العقيلي في الضعفاء ، وقال : في حديثه وهم ، ثم ذكر حديثه هذا ، وقال : ولا يتابع عليه من حديث عمرو بن دينار ، وقد روى بشر هذا غير حديث من هذا النحو .
ضعفاء العقيلي 1/141 ، الجرح والتعديل 2/367 ، ثقات ابن حبان 8/144 ، الميزان 1/315 ، اللسان 2/34 .
* محمد بن مسلم الطائفي ، سبق في المسألة الأربعين ، وهو صدوق يخطئ من حفظه.
* عمرو بن دينار المكي ، سبق في المسألة التاسعة والستين ، وهو ثقة ثبت .
* جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة السابعة والثلاثين .
التخريج :
- أخرجه العقيلي 1/141 ، والطبراني في الأوسط 8/203 ح8405 من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري ، عن بشر بن المنذر الرملي به بنحوه دون قوله : " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما " .
__________
(1)
(1) في ( ت ، س ، ح ، ض ) هذه الكلمة غير مستقيمة وكأنها بهذا الشكل :" يرعه ". وكأنه حصل إصلاح في ( ت ) .
(2) في ( س ، ح ، ض ) :" شبه موضوع " .(1/1)
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/133 - معلقاً - وأحمد 3/325 ح14482 و3/334 ح14582 ، والعقيلي 4/40 ، وابن عدي 6/135 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/60 ح3824 ، وقوام السنة في الترغيب والترهيب 2/23 ح1074 من طرقٍ عن محمد بن ثابت ،
والبخاري في التاريخ الكبير 1/133 و6/129 - معلقاً - من طريق هشام بن حسان، عن عمر بن محمد بن المنكدر ،
وأبو داود الطيالسي 3/286 ح1824 - ومن طريقه : عبد بن حميد ( المنتخب ص329 ح1091 ) ، والخرائطي في مكارم الأخلاق 1/164 ح141 ، وأبو نعيم في الحلية 3/156 - عن طلحة بن عمرو الحضرمي ،
وعبد الرزاق 5/10 ح8817 عن الأسلمي ،
والفاكهي في أخبار مكة 1/408 ح879 ، وقوام السنة في الترغيب والترهيب 2/14 ح1052 ، من طريق إسماعيل بن عياش ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ،
وابن خزيمة ( إتحاف المهرة 3/549 ح3714 ) والطبراني في الأوسط 6/362 ح6618 ، وفي مكارم الأخلاق ص99 ح168، وابن عدي 1/364 ، والحاكم 1/483 ، والبيهقي 5/262 من طريق أيوب بن سويد ، وابن عدي في الكامل 1/365 - ومن طريقه البيهقي 5/ 262 - من طريق الوليد بن مسلم ، وأبو نعيم في الحلية 6/146 من طريق محمد بن مصعب ، ثلاثتهم ( أيوب بن سويد، والوليد ابن مسلم ، ومحمد بن مصعب ) عن الأوزاعي ،
والدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 2/391 ح1714 ) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/261 من طريق فهد بن حيان ، عن المفضل بن لاحق ،
والبيهقي في شعب الإيمان 8/61 ح3825 من طريق يحيى بن إسماعيل الواسطي ، عن عباد بن العوام ، عن سفيان بن حسين ،(1/2)
ثمانيتهم ( محمد بن ثابت ، وعمر بن محمد ، وطلحة بن عمرو ، والأسلمي ، وإسحاق بن أبي فروة ، والأوزاعي ، والمفضل ، وسفيان بن حسين ) عن محمد بن المنكدر بهذا الحديث بنحوه في رواية محمد بن ثابت ، والأسلمي ، وابن أبي فروة ، إلا أنه لم يذكر العمرة ، وزاد في رواية ابن أبي فروة عند قوام السنة فقط ذكر العج والثج ، ولفظه : " قيل يا رسول الله وما بره ؟ قال : العج والثج ، قيل فإن لم يكن ؟ قال : فطيب الكلام وإطعام الطعام ". وذكر في رواية محمد بن ثابت عند أحمد " إفشاء السلام " بدل " طيب الكلام " وكذا - أيضاً - في رواية سفيان بن حسين ، وقد اقتصر في روايته ورواية الأوزاعي على السؤال عن بر الحج ، كما اقتصر في رواية المفضل على قوله " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " وكذا في رواية محمد بن ثابت عند غير أحمد ورواية عمر ابن محمد إلا أنه ذكر العمرة فيها . ولفظ طلحة بن عمروٍ : " أفضل الأعمال إيمان بالله ، وجهاد في سبيل الله ، وحج مبرور، قال : قلنا: ما بر الحج ؟ قال : إطعام الطعام وطيب الكلام ".
وقد جعلوه جميعاً : عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، إلا عمر بن محمد فقد جعله عن أبيه محمد بن المنكدر ، عن أبي هريرة ، وجعله الأسلمي : عن ابن المنكدر مرسلاً . وكذا الأوزاعي - فيما رواه عنه الوليد بن مسلم - .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن هذا الحديث من رواية بشر بن المنذر عن محمد بن مسلم الطائفي ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر مرفوعاً حديث منكر شبه الموضوع ، ثم ذكر أن بشر بن المنذر صدوق .
وكأن في كلامه ما يشعر بتبرئة بشر بن المنذر من تبعة هذا الحديث ، في حين أن العقيلي جعل الحمل فيه على بشر ، وذكر أن في حديثه وهماً ، ومثل بهذا الحديث الذي لم يتابع عليه ، وقد نص الطبراني - أيضاً - على تفرده به .(1/3)
وقد يقال إن أبا حاتم لا يخالف ذلك ، بل هو أراد تحميل بشر بن المنذر الخطأ في هذا الحديث ، وإنما أراد بقوله في بشر : كان صدوقاً . أي أنه لم يتعمد الخطأ في هذا .
وسواء كان الحمل فيه على بشر بن المنذر ، أو شيخه محمد بن مسلم الطائفي فإن الأمر لا يتغير ، فهو حديث منكر كما قال أبو حاتم .
هذا ما يتعلق بما ذكره أبو حاتم ، وقد سبق في التخريج ذكر رواية محمد بن المنكدر لهذا الحديث ، وقد وقع عليه اختلاف في متنه وإسناده .
فأما الاختلاف في إسناده فقد روي عنه على ثلاثة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً، وهذه رواية محمد بن ثابت، وطلحة بن عمروٍ ، وإسحاق بن أبي فروة ، وسفيان بن حسين ، والمفضل بن لاحق ، والأوزاعي - فيما رواه عنه أيوب بن سويد ، ومحمد بن مصعب - .
الوجه الثاني : عن محمد بن المنكدر ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، وهذه رواية عمر بن محمد بن المنكدر .
الوجه الثالث : عن محمد بن المنكدر مرسلاً ، وهذه رواية الأسلمي وهو : إبراهيم ابن أبي يحيى ، ورواية الأوزاعي - فيما رواه عنه الوليد بن مسلم - .
وقبل الموازنة بين هذه الأوجه لابد من بيان الاختلاف في المتن ، وأهم ما فيه بيان من ذكر تفسير الحج المبرور ومن لم يذكره على سبيل الإجمال ، فإن هؤلاء الرواة عن محمد ابن المنكدر على قسمين ، القسم الأول : من لم يذكر تفسير الحج المبرور وإنما اقتصر على أول الحديث ، سواء ذكر فضل العمرة إلى العمرة أو اكتفى بقوله : " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " وهذا القسم هو : عمر بن محمد بن المنكدر . والمفضل بن لاحق فقط .(1/4)
والحديث بهذا المتن سبق الكلام عليه من حديث أبي هريرة في المسائل رقم : 25/811 و27/813 و32/818 ، وفي المسألة الأخيرة ذكرت حديث عمر بن محمد بن المنكدر هذا ، وذكرت اختلافاً فيه على هشام بن حسان راويه عن عمر بن محمد ، وسبق فيه ذكر رأي البخاري ، وهو ظنه أن أصل هذا الحديث حديث سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، فكأن محمد بن المنكدر سمعه من سمي ، ثم أرسله عن أبي هريرة .
وليس في هذا الموضع جديد على ما سبق ذكره إلا رواية المفضل بن لاحق ، ولكنها غير ثابتة حيث تفرد بذلك فهد بن حيان ، عن المفضل ، كما نص على ذلك الدارقطني في الغرائب والإفراد، وفهد بن حيان ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم. وقال ابن المديني: ذهب حديثه . وقال أبو زرعة : منكر الحديث . ( انظر : الجرح والتعديل 7/88 ، والميزان 3/366 ) ، فهو إسناد ساقط لا قيمة له .
والقسم الثاني من الرواة عن محمد بن المنكدر : من ذكر تفسير الحج المبرور ، وهم: محمد بن ثابت(1)، وطلحة بن عمروٍ الحضرمي ، والأسلمي ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، وسفيان بن حسين ، والأوزاعي ، وليس فيهم ثقة غير الأوزاعي .
فأما محمد بن ثابت فقد ذكر البخاري، والعقيلي أنه: محمد بن ثابت بن أسلم البناني، وفي ترجمته ذكره العقيلي ، والبناني هذا ضعيف ، ضعفه أبو داود ، والنسائي ، وقال ابن معين: ليس بشيء . وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، يكتب حديثه ولا يحتج به . وقال البخاري : فيه نظر . ( انظر : ضعفاء العقيلي 4/40 ، تهذيب الكمال 24/547 ، التقريب 5767 ) .
__________
(1) ولا يضر كونه جاء عنه مختصراً في بعض طرقه .(1/5)
وذكر ابن عدي في روايته أنه محمد بن ثابت العبدي ، وفي ترجمته ساق هذا الحديث ، وهو ممكن - أيضاً - إلا أن حاله لا تزيد على حال سابقه إلا قليلاً، فقد ضعفه ابن معين، وقال : ليس بشيء . وقال مرة : ليس به بأس . وكذا قال النسائي . إلا أن ابن معين روجع في قوله : ليس به بأس فقال : ما قلت هذا قط . وقال النسائي - أيضاً - : ليس بالقوي . وقال أبو حاتم : ليس بالمتين ، يكتب حديثه ، وهو أحب إلى من أبي أمية بن يعلى ، وصالح المري ، روى حديثاً منكراً . وقال البخاري : يخالف في بعض حديثه . ولخص الحافظ حاله بقوله : صدوق ، لين الحديث . ( انظر : الكامل 6/134 ، تهذيب الكمال 24/554 ، التقريب 5771 ) ، وسواء كان هذا أو ذاك فهو إسناد منكر .
وأما سفيان بن حسين فهو ثقة في غير الزهري ، ( التقريب 2437 ) ولكن تفرد بإسناد روايته يحيى بن إسماعيل الواسطي، وهو مقبول، ( التقريب 7505 ) فلا يعتمد على روايته.
وأما طلحة بن عمروٍ ، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة فهم متروكون لا يلتفت إلى رواياتهم ، ( انظر : التقريب : 30 30 ، 241 ، 368 ) .
وبناءً على ذلك فلم يبق إلا الأوزاعي ، وهو إمام جليل ، ولكن اختلف عليه في إسناد هذا الحديث فروي عنه على وجهين وهما :
الوجه الأول : عن الأوزاعي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر مرفوعاً ، وهذه رواية أيوب بن سويد ، ومحمد بن مصعب .
الوجه الثاني : عن الأوزاعي ، عن محمد بن المنكدر مرسلاً ، وهذه رواية الوليد بن مسلم .
وكأن هذا هو المشهور عن الأوزاعي ، فقد ذكر أبو نعيم في الحلية أنه لم يوصله من أصحاب الأوزاعي إلا أيوب بن سويد ومحمد بن مصعب . ومعناه أن بقية أصحاب الأوزاعي يرسلونه .(1/6)
ثم إن الوجه الأول فيه ضعف ، ولا يثبت عن الأوزاعي ، فإن أيوب بن سويد ضعيف ، ضعفه أحمد ، وأبو داود وغيرهما ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، يسرق الأحاديث ، وترك ابن المبارك حديثه . وقال البخاري : يتكلمون فيه . وقال أبو حاتم : لين الحديث . وقال النسائي : ليس بثقة . أما ابن حجر فقال : صدوق يخطئ . ولعل الصواب فيه أنه ضعيف . ( انظر : تهذيب الكمال 3/474 ، تهذيب التهذيب 1/204 ، التقريب 615 ) .
وأما محمد بن مصعب القرقساني فقد كان أحمد حسن الرأي فيه ، وذكر أن حديثه عن الأوزاعي مقارب . وكان ابن معين سيئ الرأي فيه جداً ، وذكر أنه ليس بشيء ، وأنه لم يكن من أصحاب الحديث ، وكان مغفلاً . وقد ضعفه النسائي وأبو حاتم وغيرهما . ونص صالح بن محمد البغدادي على ضعفه في الأوزاعي . واتفق أبو زرعة ، وأبو حاتم أنه حدث بأحاديث مناكير. وفيه كلام غير ذلك ، ولخص الحافظ حاله بقوله : صدوق كثير الغلط . ( انظر : تهذيب الكمال 26/460 ، التقريب 6302 ) . ثم إن روايته لهذا الحديث غير مشهورة فقد ذكر الطبراني ، والبيهقي أن هذا الوجه تفرد به أيوب بن سويد ، عن الأوزاعي .
والوليد بن مسلم أثبت هؤلاء الثلاثة الذين رووه عن الأوزاعي فإنه ثقة ، لكنه كثير التدليس والتسوية - كما سبق في ترجمته في المسألة الثانية - ولا يخشى من تدليسه وتسويته في هذا الموطن ، ولذا فإن روايته أصح ما يروى به هذا المتن ، وهي عن الأوزاعي ، عن محمد بن المنكدر مرسلاً .
ولم أقف على تفسير الحج المبرور بهذا المعنى في شيء من الأحاديث المرفوعة غير ما سبق ، وإنما فيه آثار عن بعض السلف ، ( ينظر فيها: مصنف عبد الرزاق 5/10-11 وانظر المسألة السابقة برقم 32/818 ) والله أعلم .(1/7)
106/893- سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحيم بن مطرف ، عن عيسى بن يونس ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس قال :" صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أربعاً وبذي الحليفة ركعتين(1)، ثم بات بها ، فلما استوت به راحلته لبى ". فسمعت أبي يقول : لا أعلم روى هذا الحديث غير عيسى بن يونس ، وشعيب بن إسحاق ، ولا أدري ابن جريج من أين جاء به والناس يروونه عن إبراهيم بن ميسرة ، عن أنس .
دراسة الرواة :
* عبد الرحمن بن مطرِّف الرُّؤاسي ، أبو سفيان الكوفي ، ثم السروجي ، مات سنة 232 . روى عن : عيسى بن يونس ، وأبي إسحاق الفزاري وغيرهما . وعنه : أبو داود ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم وغيرهم .
ثقة ، وثقه أبو حاتم الرازي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
قال الحافظان الذهبي ، وابن حجر : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 5/341 ، ثقات ابن حبان 8/413، تهذيب الكمال 18/41، الكاشف 2/193، تهذيب التهذيب 2/570 ، التقريب 4058 .
* عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، سبق في المسألة التاسعة والثمانين ، وهو ثقة مأمون .
* ابن جريج ، عبد الملك بن عبد العزيز المكي ، سبق في المسألة الثامنة ، وهو ثقة فقيه فاضل ، وكان يدلس ويرسل .
* الزهري محمد بن مسلم ، سبق في المسألة الرابعة والعشرين ، وهو الإمام الفقيه الحافظ ، متفق على جلالته وإتقانه .
* أنس بن مالك - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الخامسة .
__________
(1)
(1) ذو الحُلَيفة - بالتصغير كجهينة - وهي قرية كان بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة ، وهي ميقات أهل المدينة وتعرف بآبار علي ، وهي الآن على أطراف المدينة . انظر مراصد الاطلاع 1/420 ، والمغانم المطابة في معالم طابة للفيروزأبادي 2/763 .(1/1)
* شعيب بن إسحاق الأموي ، مولاهم ، البصري ، ثم الدمشقي ، مات سنة 189. روى عن : أبي حنيفة ، وابن جريج ، وابن أبي عروبة وغيرهم . وعنه : إسحاق بن راهويه، والحكم بن موسى ، وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وغيرهم .
ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وابن سعد ، وأبو داود ، والنسائي وغيرهم .
وقال أبو داود : وهو مرجئ ، وأبو مسهر لم يصلِّ عليه .
وقال أحمد : سمع شعيب من سعيد بن أبي عروبة في آخر رمق .
قال في التقريب : [ ثقة ، رمي بالإرجاء ، وسماعه من ابن أبي عروبة بأخرة ] .
طبقات ابن سعد 7/472 ، تاريخ الدوري 2/257 ، سؤالات الآجري 2/189 ، الجرح والتعديل 4/341 ، تهذيب الكمال 12/501 ، تهذيب الكمال 2/171 ، التقريب 2793 .
* إبراهيم بن ميسرة الطائفي ، ثم المكي ، مات سنة 132 . روى عن : أنس بن مالك ، وغيره من الصحابة ، وعن : عطاء بن أبي رباح ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة وغيرهم من التابعين ، وعنه : أيوب السختياني ، والسفيانان ، وشعبة ، وابن جريج وغيرهم .
متفق على توثيقه ، قال ابن عيينة : كان من أوثق الناس وأصدقهم ، كان يحدث على اللفظ .
قال في التقريب : [ ثبت حافظ ] .
الجرح والتعديل 2/133 ، تهذيب الكمال 2/221 ، تهذيب التهذيب 1/90 ، التقريب 260 .
التخريج :
لم أقف عليه عن عبد الرحيم بن مطرف .
- وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 2/122 ح3547 من طريق حجاج بن إبراهيم الأزرق ،
والطبراني في الأوسط 8/136 ح8200 من طريق إسحاق بن راهويه ،
كلاهما ( حجاج، وإسحاق ) عن عيسى بن يونس به بنحوه في رواية إسحاق ، وأحال على سابقه في رواية حجاج ، وهي رواية مكي بن إبراهيم ، عن ابن جريج ، وهي بلفظ :" بات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة حتى أصبح ، فلما ركب راحلته واستوت به أهلَّ ".
ولم أقف على رواية شعيب بن إسحاق ، عن ابن جريج .
- وأخرجه البخاري 2/170 ح1546 من طريق هشام بن يوسف ،(1/2)
وأحمد 3/378 ح15040 - وعنه أبو داود 2/430 ح1770 - عن محمد بن بكر البرساني ،
وعبد الرزاق 2/529 ح4320 ،
وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 1/221 ح343 ) ، والطحاوي في شرح المعاني 1/418 ح2404 من طريق عبد الله بن وهب ،
والطحاوي في شرح المعاني 1/417 ح2403 من طريق وهيب بن خالد ،
والطحاوي - أيضاً - 2/122 ح3546 من طريق مكي بن إبراهيم ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 10 - معلقاً - عن عثمان بن الهيثم المؤذن ، وهشام ابن سليمان بن(1)عكرمة بن خالد المخزومي ، وعبد المجيد ، وأبي عاصم،
عشرتهم ( هشام بن يوسف ، والبرساني ، وابن وهب ، ووهيب ، ومكي ، وعثمان ، وهشام بن سليمان ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد ، وأبو عاصم النبيل ) عن ابن جريج ، عن محمد بن المنكدر ، عن أنس به بنحوه ، وقد اختصره بعضهم ، واقتصر مكي على آخره وقد سبق سياق لفظه قريباً .
- وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر 1/222 ح348 ) عن الربيع بن سليمان ، عن ابن وهب ، عن أسامة بن زيد ،
وابن عدي 6/440 من طريق المؤمل بن عبد الرحمن ، عن ابن عجلان ،
كلاهما ( أسامة ، وابن عجلان ) عن الزهري ، عن أنس به بمعناه مختصراً دون آخره في رواية أسامة ، واقتصر ابن عجلان على آخره بلفظ :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبى من ذي الحليفة ".
- وأخرجه البخاري 2/54 ح1089 ، والطحاوي في شرح المعاني 1/418 ح2406 ، وأبو نعيم في الحلية 7/107 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ،
وأحمد 3/177 ح12818 ، وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 1/222 ح345 ) ، وابن حبان 6/455 ح2748 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
وعبد الرزاق 2/529 ح4316 - ومن طريقه أبو عوانة 2/76 ح2375 ، وابن المنذر في الأوسط 4/341 ح2248 - ،
وابن أبي شيبة 2/200 ح8116 ، وأبو عوانة 2/76 ح2374 من طريق وكيع بن الجراح ،
__________
(1) وقع في المخطوطة : عن عكرمة . وهو تصحيف .(1/3)
والدرامي 1/424 ح1507 عن محمد بن يوسف الفريابي ،
وأبو يعلى 6/316 ح3635 ، وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 1/222 ح346 ) من طريق مؤمل بن إسماعيل ،
وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 1/222 ح347 ) من طريق علي بن قادم ،
والبيهقي 3/146 من طريق يحيى بن الربيع المكي ،
ثمانيتهم ( أبو نعيم ، وابن مهدي ، وعبد الرزاق ، ووكيع ، والفريابي ، ومؤمل ، وعلي بن قادم ، ويحيى بن الربيع ) عن سفيان الثوري ،
ومسلم 1/144 ح690 عن سعيد بن منصور ،
وأبو داود 2/150 ح1195، وأبو يعلى 6/315 ح3633 من طريق زهير بن حرب،
والترمذي 1/549 ح546 ، والنسائي في المجتبى 1/235 ، وفي الكبرى 1/151 ح353 عن قتيبة بن سعيد ،
وأحمد 3/110 ح12079 و3/111 ح12098 ،
والشافعي في الأم 1/315، وفي المسند ( 1/182 ح519 و1/183 ح520 بترتيب السندي ) - ومن طريقه البيهقي في المعرفة 2/429 ح1598 و2/430 ح1599 - ،
وعبد الرزاق 2/529 ح4317 ،
والحميدي 2/502 ح1191 و2/503 ح1193 ،
وابن أبي شيبة 2/200 ح8115 - وعنه أبو يعلى 6/338 ح3665 - ،
والدارمي 1/424 ح1508 عن عثمان بن محمد ،
وأبو عثمان سعدان بن نصر المخرمي في جزئه ص22 ح51و52 - ومن طريقه أبو عوانة 2/76 ح2376 ، والبيهقي 3/145 - ،
وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 2/912 ح1286 ) عن صالح بن مسمارٍ المروزي ،
وأبو عوانة 2/76 ح2376 عن شعيب بن عمرو ،
جميعهم ( 12 راوياً ، وهم : سعيد ، وزهير ، وقتيبة ، وأحمد ، والشافعي، وعبد الرزاق ، والحميدي ، وابن أبي شيبة ، وعثمان بن محمد ، وسعدان ، وصالح بن مسمار ، وشعيب ) عن سفيان بن عيينة ،(1/4)
كلاهما ( السفيانان ) عن إبراهيم بن ميسرة ، ومحمد بن المنكدر - جميعاً - عن أنس ابن مالك بهذا الحديث دون آخره، ولفظه :" صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر بالمدينة أربعاً وبذي الحليفة العصر ركعتين ". هذا لفظ قتيبة عند النسائي والبقية بنحوه . وفي جميع هذه الطرق جمع بين إبراهيم بن ميسرة ، ومحمد بن المنكدر ، إلا في رواية الشافعي ، والحميدي ، وسعدان عن ابن عيينة فقد فرقوهما ، واقتصر الفريابي ، ومؤمل بن إسماعيل في روايتيهما عن الثوري على حديث ابن المنكدر ، وكذلك صالح بن مسمار في روايته عن ابن عيينة ، وفيما أخرجه أبو عوانة ، والبيهقي من طريق سعدان ، عن ابن عيينة ، كما اقتصر الطحاوي ، وأبو نعيم الأصبهاني في روايتيهما من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين على حديث إبراهيم بن ميسرة ، وكذلك اقتصر ابن أبي شيبة في روايته عن ابن عيينة على حديث إبراهيم بن ميسرة .
- وأخرجه أحمد 3/237 ح13488 عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق ،
وأبو يعلى 6/315 ح3634 من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ،
وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 1/221 ح343 ) ، والطحاوي في شرح المعاني 1/418 ح2404 ، وابن حبان 6/454 ح2746 ، والطبراني في الأوسط 6/267 ح6375 من طريق عمرو بن الحارث ،
والطحاوي في شرح المعاني 1/418 ح2404 ، وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 1/221 ح342-344 ) من طريق أسامة بن زيد الليثي ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 10 - معلقاً - عن مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي ، وشعبة ، وعبد الحميد بن جعفر ، والمنكدر بن محمد ،
ثمانيتهم ( ابن إسحاق ، والماجشون ، وعمرو بن الحارث ، وأسامة ، ومرزوق ، وشعبة ، وعبد الحميد ، والمنكدر ) عن محمد بن المنكدر ، عن أنس به مختصراً بنحو الرواية السابقة .(1/5)
- وأخرجه البخاري 2/170 ح1548 و4/59 ح2951، ومسلم 2/144 ح690، والنسائي في المجتبى 1/237 ، وفي الكبرى 1/148 ح342 ، وأبو يعلى 5/181 ح2794 و5/194 ح2812 ، وأبو عوانة في الحج ( إتحاف المهرة 2/75 ح1250 ) ، وابن حبان 6/453 ح2744 ، والبيهقي 5/10 من طريق حماد بن زيد ،
والبخاري 2/210 ح1715 ، ومسلم 2/144 ح690 ، وأحمد 3/186 ح12934 ، وأبو يعلى 5/193 ح2811 ، وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 2/913 ح1288 ) ، وابن حبان 6/454 ح2747 ، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل 1/519-520 ح51 من طريق إسماعيل بن علية ،
والبخاري 2/170 ح1551 و2/210 ح1714 ، وأبو داود 2/441 ح1793 ، وأحمد 3/268 ح13831 ، وابن سعد 2/175 ، وأبو يعلى 5/203 ح2821 ، والطحاوي في شرح المعاني 1/418 ح2405 ، وفي شرح المشكل 6/228 ح2440 ، والبيهقي 5/9 ، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل 1/516 ح51 ، والبغوي في شرح السنة 7/71 ح1879 ، وفي الأنوار 2/500 ح718 من طريق وهيب بن خالد،
والبخاري 2/170 ح1547 ، والشافعي في السنن المأثورة ص120 ح14 - ومن طريقه البيهقي في المعرفة 2/430 ح1601 - وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب 2/913 ح1289و1290)، وأبو عوانة 2/76 ح2377، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل 1/518 ح51 ، والبغوي في الأنوار 2/447 ح626 من طريق عبد الوهاب الثقفي ،
وأحمد 3/111 ح12083 ، والشافعي في الأم 1/315 ، وفي المسند ( 1/183 ح521 بترتيب السندي ) ، والحميدي 2/503 ح1192 ، وسعدان في جزئه ص22 ح52 - ومن طريقه البيهقي 3/146 - عن سفيان بن عيينة ،
وعبد الرزاق 2/529 ح4315 - ومن طريقه أبو عوانة 2/76 ح2378 ، وابن حبان 6/452 ح2743 ، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل 1/518 ح51 - عن معمر بن راشد ،(1/6)
ستتهم ( حماد ، وابن علية ، ووهيب ، وعبد الوهاب، وابن عيينة، ومعمر ) عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ، عن أنس بن مالك به بنحوه ، وربما اختصره بعضهم أو زاد فيه يسيراً ، إلا رواية وهيب فإنها مطولة في أكثر المصادر . ولم يصرح أيوب باسم شيخه في رواية عبد الوهاب عند ابن جرير في الموطن الأول فقط ، بل فيها : نبئت عن أنس . وفي رواية إسماعيل بن علية عند البخاري ساق أول الحديث - وهو قصر الصلاة - عن أيوب ، عن أبي قلابة ، وساق آخره - وهو الإهلال - عن أيوب ، عن رجل .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم استنكاره لحديث عيسى بن يونس ، وشعيب بن إسحاق ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس قال : صليت ... الحديث . وأنه لا يدري من أين جاء به ابن جريج ، وأن الناس إنما يروونه عن إبراهيم بن ميسرة ، عن أنس .
وقد تبين من التخريج السابق أن هذا الحديث قد اختلف فيه على ابن جريج ، فروي عنه على وجهين ، وهما :
الوجه الأول : عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس ، وهذه رواية عيسى بن يونس ، وشعيب بن إسحاق ، وتابع ابن جريج على هذا الوجه أسامة بن زيد الليثي ، ومحمد بن عجلان ، إلا أن الأول اقتصر على أول الحديث ، والثاني على آخره - كما سبق في التخريج - .
الوجه الثاني : عن ابن جريج ، عن محمد بن المنكدر ، عن أنس بن مالك ، وهذه رواية الجماعة ، وهم : هشام بن يوسف ، ومحمد بن بكر البرساني ، وعبد الرزاق ، وعبد الله بن وهب ، ووهيب ، ومكي بن إبراهيم ، وعثمان بن الهيثم ، وهشام بن سليمان المخزومي ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد ، وأبو عاصم النبيل .
وتابع ابن جريج على هذا الوجه : الثوري ، وابن عيينة، وابن إسحاق، وعبد العزيز الماجشون ، وعمرو بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، ومرزوق مولى طلحة الباهلي ، وشعبة ، وعبد الحميد بن جعفر ، والمنكدر بن محمد .(1/7)
وظاهر جداً أن الوجه الثاني عن ابن جريج هو المحفوظ فإنه رواية الجماعة ، وتابعه عليه الجماعة - أيضاً - وقد أشار الدارقطني إلى هذا الاختلاف على ابن جريج ، وذكر الوجه الأول عن عيسى بن يونس وحده وقال : وهم في ذكر الزهري ، وإنما رواه ابن جريج ، عن ابن المنكدر ( العلل4/ الورقة 10 ) .
ولكن الظاهر من كلام أبي حاتم أنه يرى ثبوت الوجه الأول عن ابن جريج ، ولذا فقد استنكره عليه ، ولم يشر إلى الاختلاف عليه ، ويبعد أن يكون أبو حاتم لم يطلع على الاختلاف على ابن جريج في هذا الحديث ، ولكن لعله إنما رأى ذلك لأنه قد رواه عن ابن جريج ثقتان ، وهما : عيسى بن يونس، وشعيب بن إسحاق.
وعلى كل حالٍ واحتمال ، سواء كان ابن جريج حدث به عن الزهري ، أو كان الوهم فيه ممن دونه فإن هذا الحديث لا يصح من حديث الزهري ، عن أنس من جميع وجوهه ، وإنما يصح من حديث محمد بن المنكدر ، عن أنس - كما هو المحفوظ عن ابن جريج - ويصح من حديث إبراهيم بن ميسرة ، عن أنس ، وقد ذكر أبو حاتم أنه رواية الناس ، وقد رواه عنه السفيانان ، كما يصح - أيضاً - من حديث أبي قلابة ، عن أنس، وهو من هذه الوجوه مخرج في الصحيحين وغيرهما - كما سبق في التخريج - .
وأما رواية أسامة بن زيد ، وابن عجلان ، عن الزهري ، عن أنس ، فهما روايتان منكرتان ، فإن أسامة بن زيد صدوق يهم ، وقد تركه القطان ، وذكر أحمد أن في أحاديثه نكرة (انظر ترجمته في المسألة التاسعة والأربعين )، وقد روي عنه هذا الحديث، عن ابن المنكدر، عن أنس ، وهو الصواب ، فإما أن يكون الخطأ في ذكر الزهري منه أو ممن دونه ، وكذا ابن عجلان فإن روايته منكرة حيث تفرد عنه المؤمل بن عبد الرحمن . وقد ساق ابن عدي هذه الرواية في ترجمته واستنكرها عليه بقوله : لا أعلم روى عن ابن عجلان غير مؤمل . ثم ذكر أن عامة أحاديثه غير محفوظة .(1/8)
والحاصل أن هذا الحديث لا يثبت عن الزهري، عن أنس، وإنما هو من حديث إبراهيم بن ميسرة ، ومحمد بن المنكدر ، وأبي قلابة ، عن أنس .
وقد وقع كلام في ما زيد في متن هذا الحديث في بعض طرقه ينظر في ذلك : علل الدارقطني 4/ الورقة 10 ، والفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب 1/516-520 ح51 ، وسنن البيهقي الكبرى 5/9 وغيرها . والله أعلم .(1/9)
107/894- سألت أبي عن حديثٍ رواه ابن وهب ، عن محمد بن أبي حميد ، عن محمد بن المنكدر ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الحاج والعمار وفد الله ، إن سألوا أُعطوا ، وإن دعوا أُجيبوا ، وإن أنفقوا أُخلف عليهم ، والذي نفس أبي القاسم بيده ما أهل من مهل ولا كبر من مكبر(1)على شرف من الأرض إلا أهل ما بين يديه وكبر بتكبيره حتى ينقطع منه الصوت " . فسمعت أبي يقول : هذا حديث منكر .
دراسة الرواة :
* عبد الله بن وهب المصري ، سبق في المسألة الثانية والستين ، وهو ثقة حافظ عابد .
* محمد بن أبي حميد - واسمه إبراهيم - الأنصاري الزرقي ، أبو إبراهيم المدني ، وهو حماد بن أبي حميد ، وحماد لقبه . روى عن : محمد بن المنكدر ، وزيد بن أسلم ، ونافع وغيرهم . وعنه : ابن وهب ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وابن أبي فديك وغيرهم. أخرج له الترمذي ، وابن ماجه .
ضعيف ، متفق على ضعفه . قال أحمد : أحاديثه مناكير . وضعفه ابن معين ، والبخاري ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة وغيرهم . وقال البخاري - أيضاً - : منكر الحديث . وقال النسائي : ليس بثقة .
ولم يخالف فيه إلا أحمد بن صالح فإنه وثقه ، وذكره عنه ابن شاهين في الثقات، ولكن لم يُلْتَفت إلى هذا التوثيق ، وقد رده وأنكره ابن حجر وغيره .
ولذا قال في التقريب : [ ضعيف ] وهو كما قال .
التاريخ الكبير 1/70 ، الضعفاء الصغير ص99 ، الضعفاء لأبي زرعة 2/653 ، ضعفاء النسائي ص32 ، ضعفاء العقيلي 4/61 ، الجرح والتعديل 7/233 ، المجروحين 2/271، الكامل 6/196 ، ثقات ابن شاهين ص291 ، تهذيب الكمال 25/112 ، الميزان 3/531 ، تهذيب التهذيب 3/549 ، التقريب 5836 .
* محمد بن المنكدر المدني ، سبق في المسألة العشرين ، وهو ثقة فاضل .
__________
(1) في ( ط ) وحدها :" ما أهل مهل ولا كبر مكبر " . أي : بإسقاط :" من " في الموضعين .(1/1)
* عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي ، أبو إبراهيم ، ويقال: أبو عبد الله المدني ، وعده بعضهم في أهل الطائف ، مات سنة 118. روى عن: أبيه ، وعطاء بن أبي رباح ، وعروة ، والربيّع بنت معوذ ، وزينب بنت أبي سلمة وغيرهم . وعنه : أيوب السختياني ، وابن جريج ، وعبيد الله بن عمر ، ومحمد بن أبي حميد وغيرهم . أخرج له البخاري في القراءة، وأخرج له الأربعة .
اختلف فيه ، فوثقه الجمهور ، حتى قال البخاري : رأيت أحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني ، وإسحاق بن راهويه ، وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، ما تركه أحد من المسلمين . قال البخاري : فمن الناس بعدهم ؟! . ومع ذلك فإن البخاري لم يخرج له في الصحيح شيئاً ، بل ذكره في الضعفاء الصغير ، وذكر مما يعاب عليه أنه كان لا يسمع شيئاً إلا حدث به .
وقد نص على توثيق عمروٍ : علي بن المديني ، وابن راهويه ، والنسائي ، والعجلي، وغيرهم . بل قال إسحاق بن راهويه : عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده كأيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر . وقال النسائي مرة : ليس به بأس .
وضعفه يحيى القطان ، فقال : حديثه عندنا واهٍ . وقال ابن معين - في رواية -: ليس بذاك .
وقال أحمد بن حنبل : أنا أكتب حديثه ، وربما احتججنا به وربما وجس في القلب منه شيء ، ومالك يروي عن رجلٍ عنه . وقال أبو داود عن أحمد : أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده، وإذا شاءوا تركوه . وقال أحمد - أيضاً -: له أشياء مناكير، وإنما يكتب حديثه يعتبر به، فأما أن يكون حجة فلا. وقال ابن عيينة : كان يحدث عن أبيه، عن جده ، وكان حديثه عند الناس فيه شيء . وقال ابن معين - في رواية -: يكتب حديثه . وقال أبو حاتم: ليس بقوي ، يكتب حديثه، وما روى عنه الثقات فيذاكر به .(1/2)
وقد فصّل فيه بعض الأئمة : فقال ابن المديني : ما روى عنه أيوب، وابن جريج فذلك له صحيح ، وما روى عن أبيه ، عن جده فهو كتاب ، هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو يقول : أبي عن جده ، فمن هاهنا جاء ضعفه - أو نحو هذا من الكلام - وإذا حدث عن سعيد بن المسيب، أو سليمان بن يسار ، أو عروة فهو ثقة عن هؤلاء - أو قريب من هذا -. وقال أبو زرعة : روى عنه الثقات ، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه ، عن جده ، وقالوا : إنما سمع أحاديث يسيرة ، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها ، وما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه من المنكر، وعامة هذه المناكير التي تروى عنه إنما هي من المثنى بن الصباح ، وابن لهيعة ، والضعفاء ، وهو في نفسه ثقة ، إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده .
وقد ظهر بهذا أن جمهور الأئمة على توثيقه في نفسه، وإنما الكلام فيما روى عن أبيه، عن جده ، ولعل من ضعفه أراد روايته عن أبيه ، عن جده ، كما استظهر ذلك الحافظ ابن حجر .
وقد لخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق ] وهذا أقل أحواله ، والله أعلم .
جامع الترمذي 2/26، تاريخ الدوري 2/446، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة ص104 ، التاريخ الكبير 6/342 ، الضعفاء الصغير ص84، ثقات العجلي ص365 ، ضعفاء العقيلي 3/273 ، الجرح والتعديل 6/238 ، الكامل 5/114 ، تهذيب الكمال 22/64 ، تهذيب التهذيب 3/277 ، التقريب 5050 .
* شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي ، الحجازي ، وقد ينسب إلى جده ، روى عن : جده عبد الله بن عمروٍ ، وعبادة بن الصامت ، وابن عمر ، وابن عباس وغيرهم . وعنه : ابنه عمرو ، وثابت البناني ، وعطاء الخراساني وغيرهم . أخرج له البخاري في القراءة ، وأخرج له الأربعة .(1/3)
ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : يقال : سمع جده ، وليس ذلك عندي بصحيح . ولكن أثبت ابن المديني ، والبخاري ، وأبو داود ، والترمذي وغيرهم من الأئمة سماعه من جده عبد الله بن عمرو . وقال أحمد لما سئل عن ذلك : أراه قد سمع . وقال أحمد - أيضاً - : يقال إن شعيباً حدث من كتاب جده ولم يسمعه منه .
قال الذهبي، وابن حجر : [ صدوق ، وزاد ابن حجر : ثبت سماعه من جده ].
جامع الترمذي 2/26 ، طبقات ابن سعد 5/243 ، الجرح والتعديل 4/351 ، المراسيل ص78 ، ثقات ابن حبان 4/357 و6/437 ، تهذيب الكمال 12/534 ، الكاشف 2/13 ، تهذيب التهذيب 2/175 ، التقريب 2806 .
* عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي ، أبو محمد ، وقيل : أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو نصير . أحد السابقين المكثرين من الصحابة ، وأحد العبادلة الفقهاء ، وكان غزير العلم مجتهداً في العبادة ، مات ليالي الحرة وقيل غير ذلك - رضي الله عنه - .
تاريخ الصحابة لابن حبان ص150 ، أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحدٍ من العدد ص43 ، تهذيب الكمال 15/357 ، الإصابة 2/351 ، التقريب 3499 .
التخريج :
- أخرجه تمام في فوائده 2/230 ح1595 من طريق إبراهيم بن منقذ العصفري ، عن عبد الله بن وهب به بنحوه ، ولكن لم يذكر فيه : محمد بن المنكدر .
- وأخرجه إسحاق بن راهويه ( المطالب العالية 2/19 ح1184 ) عن أبي عامر العقدي ،
والفاكهي في أخبار مكة 1/415 ح898 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي ،
والفاكهي - أيضاً - 1/418 ح905 من طريق عبيد الله بن عبد المجيد ،
والبزار ( كشف الأستار 2/39 ح1153 ) من طريق أبي عاصم ،
وأبو عمرو بكر بن بكار القيسي في جزء فيه أحاديثه ( رواية أبي الشيخ ، عن إبراهيم بن سعدان عنه ) ص167 ح27 - ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان 8/49 ح3809 - ،
وابن عدي 6/197 من طريق يحيى بن يعلى ،
والبيهقي في الشعب - أيضاً - معلقاً عن يونس بن بكير ،(1/4)
والخطيب في تلخيص المتشابه 2/839 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ ،
ثمانيتهم ( أبو عامر ، والدراوردي، وعبيد الله ، وأبو عاصم ، ويحيى ، وبكر، ويونس بن بكير ، والصائغ ) عن محمد بن أبي حميد به بنحوه مختصراً في رواية أبي عامر، وعبيد الله ، وأبي عاصم فقط ، وهو في رواية هؤلاء الثلاثة :عن محمد بن أبي حميد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر مرفوعاً ، وأما في رواية البقية فقد جعلوه : عن محمد بن أبي حميد ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، دون ذكر محمد بن المنكدر .
- وأخرجه الفاكهي 1/418 ح906 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/51 ح3812 ، من طريق طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر موقوفاً، وهو مختصر.
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن حديث محمد بن أبي حميد ، عن محمد بن المنكدر ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ... حديث منكر .
وهو كما قال - رحمه الله - ووجه نكارة هذا الحديث أنه تفرد به محمد بن أبي حميد ، وهو ضعيف - كما سبق في ترجمته - وقد قال أحمد : أحاديثه مناكير . وقال البخاري : منكر الحديث . وذكره ابن عدي في منكراته .
ومع نكارة هذا الحديث فقد وقع فيه اختلاف على محمد بن أبي حميد - كما سبق في التخريج - وهو على الأوجه التالية :
الوجه الأول : عن محمد بن أبي حميد، عن محمد بن المنكدر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً ، وهذه رواية عبد الله بن وهب - فيما ذكره عنه ابن أبي حاتم هنا - .
الوجه الثاني : عن محمد بن أبي حميد ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده مرفوعاً - بإسقاط محمد بن المنكدر - وهذه رواية الدراوردي ، ويحيى بن يعلى ، وبكر ابن بكار، وعبد الله بن نافع ، وكذا عبد الله بن وهب - فيما رواه عنه إبراهيم بن منقذ -.(1/5)
الوجه الثالث : عن محمد بن أبي حميد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر مرفوعاً ، وهذه رواية أبي عامر العقدي ، وعبيد الله بن عبد المجيد ، وأبي عاصم .
وهذه الأوجه الثلاثة كلها منكرة لتفرد محمد بن أبي حميد بها ، وقد يكون هذا الاختلاف منه ، إلا أن الوجه الأول يحتمل أن يكون ذكر محمد بن المنكدر فيه خطأ في أصل نسخة كتاب " علل الحديث لابن أبي حاتم " وذلك لا يغير شيئاً في الحكم على هذا الحديث .
وكذا فإن رواية طلحة بن عمرو ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر موقوفاً ، رواية منكرة - أيضاً - فإن طلحة هذا متروك، كما قال أحمد ، والنسائي وغيرهما ، وضعفه عامة أهل الجديث ( انظر تهذيب التهذيب 2/242 ، التقريب 3030 ) .
وقد تبين بهذا أن هذا الحديث منكر من جميع وجوهه السابقة . كما سبق الكلام على هذا الحديث من وجوه أخرى ، انظر المسألتين 61/847 و101/887 ، والله أعلم .(1/6)
108/895- سألت أبي عن حديثٍ رواه عمرو بن أبي سلمة التَّنِّيْسِي(1)، عن زهير بن محمد ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله ، عن عائشة قالت : " دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها " فسمعت أبي يقول : هذا(2)حديث منكر .
دراسة الرواة :
* عمرو بن أبي سلمة التنيسي - بمثناة ونون ثقيلة بعدها تحتانية ثم مهملة - أبو حفص الدمشقي ، مات سنة 213 أو بعدها . روى عن : الأوزاعي ، ومالك ، والليث، وصدقة بن عبد الله السمين ، وزهير بن محمد وغيرهم . وعنه : أحمد بن صالح المصري ، والشافعي ، ودحيم ، والذهلي وغيرهم . أخرج له الجماعة .
ذكره ابن حبان في الثقات ، ووثقه أبو سعيد بن يونس .
وضعفه ابن معين وغيره . وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به . وقال العقيلي : في حديثه وهم .
وقال أحمد : روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير .
قال الذهبي : صدوق مشهور ، أثنى عليه غير واحد .
وقال ابن حجر : [ صدوق له أوهام ] .
ضعفاء العقيلي 3/272 ، الجرح والتعديل 6/235 ، ثقات ابن حبان 8/482 ، تهذيب الكمال 22/51 ، الميزان 3/262 ، تهذيب التهذيب 3/275 ، التقريب 5043 .
* زهير بن محمد التميمي ، أبو المنذر الخراساني ، ثم الشامي ، ثم الحجازي . مات سنة 162. روى عن : جعفر الصادق، وأبي إسحاق السبيعي، وابن جريج، وموسى بن عقبة وغيرهم . وعنه : ابن مهدي ، وعيسى بن يونس ، والوليد بن مسلم ، وعمرو بن أبي سلمة وغيرهم .
__________
(1) في ( ط ) :" النفيسي " وهو تصحيف .
(2) في ( س ، ح ، ض ) :" هو " .(1/1)
وثقه أحمد ، وابن معين - في رواية عنهما - وقال أحمد - في رواية -: ليس به بأس. وفي أخرى : مستقيم الحديث . وقال - أيضاً -: مقارب الحديث . وقال ابن معين - في رواية -: صالح لا بأس به . وضعفه في رواية ثالثة . وقال العجلي : جائز الحديث . وذكره ابن حبان في الثقات وقال : يخطئ ويخالف .
وقد أنكر الأئمة حديثه بالشام جداً . فقال أحمد : كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر فقلب اسمه . وقال - أيضاً - بعدما ذكر رواية الشاميين : يروون عنه أحاديث مناكير ، ثم قال : ترى هذا زهير بن محمد الذي يروون - كذا - عنه أصحابنا ، ثم قال : أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة ، عبد الرحمن بن مهدي ، وأبو عامر أحاديث مستقيمة صحاح ، وأما أحاديث أبي حفص ذاك التنيسي عنه فتلك بواطيل موضوعة ، - أو نحو هذا -. وقال البخاري : ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير ، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح . وقال العجلي : لا بأس به ، وهذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني . وقال النسائي : ليس به بأس ، وعند عمرو بن أبي سلمة عنه مناكير .
وقد بيَّن أبو حاتم سبب ضعف حديثه بالشام فقال : محله الصدق ، وفي حفظه سوء ، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه ... فما حدث من حفظه ففيه أغاليط ، وما حدث من كتبه فهو صالح . وقال ابن عدي : لعل أهل الشام أخطؤوا ، فإنه إذا حدث عنه أهل العراق فرواياتهم عنه شبه المستقيمة ، وأرجو أنه لا بأس به .
ولعله لأجل ضعف حديثه بالشام أطلق ضعفه بعض الأئمة كابن معين - في رواية - والنسائي ، وقال مرة : ليس بالقوي . وذكره أبو زرعة وغيره في الضعفاء .
وقد لخص الذهبي حاله في الديوان بقوله : ثقة فيه لين . وفي المغني بقوله : ثقة له غرائب ، ثم ذكر تضعيف ابن معين وقول البخاري .(1/2)
ولخص ابن حجر حاله بقوله : [ رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها ، قال البخاري ، عن أحمد ، كأن زهيراً الذي يروي عنه الشاميون آخر ، وقال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه ] . وهو كما قال ، أما حديثه بالعراق فلا بأس به ، والله أعلم .
التاريخ الكبير 3/427 ، الضعفاء لأبي زرعة 2/618 ، ثقات العجلي ص166 ، ضعفاء العقيلي 2/92 ، الجرح والتعديل 3/589 ، ثقات ابن حبان 6/337 ، الكامل 3/217 ، تهذيب الكمال 9/414 ، الميزان 2/84 ، المغني 3/371 ، الديوان 1/306 ، تهذيب التهذيب 1/639 ، التقريب 2049 .
* سالم بن عبد الله بن عمر ، سبق في المسألة الرابعة وهو أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً فاضلاً ، كان يشبه بأبيه في الهدي والسمت .
* عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - سبقت ترجمتها في المسألة الثالثة .
التخريج :
- أخرجه ابن خزيمة 4/332 ح3012 ، والحاكم 1/479(1)- وعنه البيهقي 5/158- من طريق أحمد بن عيسى بن عبد الجبار بن مالك اللخمي التنيسي ، عن عمرو ابن أبي سلمة به بلفظه ، وفي أوله زيادة وهي قول عائشة :" عجباً للمرء المسلم إذا دخل الكعبة كيف يرفع بصره قبل السقف ، يدع ذلك إجلالاً لله وإعظاماً ، دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة ... " .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن هذا الحديث حديث منكر ، وهو كما ذكر - رحمه الله - ووجه ذلك أنه تفرد به عمرو بن أبي سلمة ، عن زهير بن محمد ، وقد سبق في ترجمة عمروٍ كلام الأئمة فيه ، ومن ذلك قول الإمام أحمد : روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله ، فغلط فقلبها عن زهير .
وسبق في ترجمة زهير بن محمد كلام الأئمة فيه - أيضاً - واستنكارهم لحديث أهل الشام عنه ، وهذا منها ، وقد نص النسائي على أن عند عمرو بن أبي سلمة عنه مناكير .
__________
(1) وقع في المستدرك المطبوع تصحيف وتصحيحه من البيهقي ، وإتحاف المهرة 16/1082 .(1/3)
فالحاصل أن هذا الحديث من الأحاديث المنكرة عند الأئمة ، التي رواها بعض أهل الشام ، وهو عمرو بن أبي سلمة ، عن زهير بن محمد ، ويضاف إلى ذلك أن راويه عن عمرو بن أبي سلمة ، وهو أحمد بن عيسى ليس بالقوي فقد قال ابن عدي : له مناكير . وقال الدارقطني : ليس بالقوي . وقال ابن طاهر : كذاب يضع الحديث . وذكره ابن حبان في المجروحين . ولذا قال ابن حجر : ليس بالقوي . ( انظر الميزان 1/126 ، تهذيب التهذيب 1/39 ، التقريب 87 ) .
ومما يؤكد نكارة هذا الحديث أني لم أقف على شيء يقوي هذا الحديث ، ويدل على المعنى الذي دل عليه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبهذا يتبين أن تصحيح ابن خزيمة والحاكم لهذا الحديث فيه نظر ظاهر والله أعلم .(1/4)
109/896- سمعت أبا زرعة ، وحدثنا عن أبي ثابت محمد بن عبيد الله المديني ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة " أن المقام كان في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وزمان أبي بكر ملتصقاً(1)بالبيت ، ثم أخره عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (2)" فسمعت أبا زرعة يقول : لا يروونه(3)عن عائشة ، إنما يروونه (3) عن هشام ، عن أبيه فقط .
دراسة الرواة :
* أبو ثابت محمد بن عبيد الله بن محمد القرشي الأموي ، مولاهم ، المدني ، روى عن : إبراهيم بن سعد ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، والدراوردي وغيرهم . وعنه : البخاري ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم وغيرهم .
قال أبو حاتم : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال الدارقطني : ثقة حافظ .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 8/3، ثقات ابن حبان 9/80 ، تهذيب الكمال 26/46، تهذيب التهذيب 3/638، التقريب 6110 .
* عبد العزيز بن محمد الدراوردي، سبق في المسألة الحادية والخمسين، وهو صدوق، وكتابه صحيح ، ولكن إذا حدث من كتاب غيره يخطئ ، وحديثه عن عبيد الله العمري منكر .
* هشام بن عروة بن الزبير ، سبق في المسألة الأولى ، وهو ثقة فقيه ، ربما دلس .
* عروة بن الزبير بن العوام ، سبق في المسألة السابعة عشرة ، وهو ثقة فقيه مشهور.
* عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - سبقت ترجمتها في المسألة الثالثة .
التخريج :
__________
(1) هكذا في ( ط ) بالنصب ، وهو الصواب . وفي النسخ الخطية :" ملتصق " .
(2) قوله : " - رضي الله عنه - " في ( م ، ط ) فقط .
(3) في ( م ، ط ) :" فسمعت أبا زرعة لا يرويه عن عائشة ، إنما يرويه عن هشام ... " وأما ( ت ) ففيها :" فسمعت أبا زرعة يقول: لا يرويه عن عائشة ... " والمثبت من ( س ، ح ، ض ) وهو أصوب .(1/1)
- أخرجه البيهقي ( كما في تفسير ابن كثير 1/418 ، ومسند الفاروق له 1/319 ) من طريق أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ، عن أبي ثابت المديني به بلفظه .
- وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة 1/455 ح998 عن يعقوب بن حميد بن كاسب ، عن الدراوردي به مختصراً ، ولفظه : " أن المقام كان في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سقع البيت " وزاد : وقال بعض المكيين : كان بين المقام وبين الكعبة ممر العنز .
وقد شك في وصله بذكر عائشة ، فقال : أُراه عن عائشة .
- وأخرجه الأزرقي في أخبار مكة 2/35 ،
والفاكهي في أخبار مكة - أيضاً - 1/456 ح1000 ،
وابن أبي حاتم في التفسير 1/226 ح1200 عن أبيه ،
ثلاثتهم ( الأزرقي ، والفاكهي ، وأبو حاتم ) عن محمد بن أبي عمر ، عن سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه مرسلاً في رواية الأزرقي والفاكهي، وفي أوله عندهما قصة ، وهي : عن سفيان ، عن حبيب بن أبي الأشرس قال: كان سيل أم نهشل قبل أن يعمل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- الردم بأعلى مكة ، فاحتمل المقام من مكانه ، فلم يدرِ أين موضعه ، فلما قدم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مكة سأل : من يعلم موضعه ؟ فقام المطلب بن أبي وداعة السهمي فقال : أنا يا أمير المؤمنين ، قد كنت قدرته وذرعته بمقاطٍ وتخوفت هذا عليه ، من الحِجْر إليه ، ومن الركن إليه ، ومن وجه الكعبة ، قال : ائت به . فجاء به فوضعه في موضعه هذا وعمل الردم عند ذلك .
قال سفيان : فذلك الذي حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه قال : إن المقام كان عند سقع البيت ، فأما موضعه الذي هو موضعه فموضعه الآن ، وأما ما يقول الناس إنه كان هناك فلا ، وذكر عمرو بن دينار نحو حديث ابن أبي الأشرس هذا لا أميز أحدهما من صاحبه . اهـ .(1/2)
فهذا لفظ الأزرقي، والفاكهي عن ابن أبي عمر، وأما أبو حاتم فلم يذكر هذه القصة، وقد جعله من قول ابن عيينة ، ولفظه : قال سفيان : كان المقام في سقع البيت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحوله عمر إلى مكانه بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعد قوله :{ واتخذوا من مقا }(1)قال : ذهب السيل به بعد تحويل عمر إياه من موضعه هذا ، فرده عمر إليه ، وقال سفيان : لا أدري كم بينه وبين الكعبة قبل تحويله ، قال سفيان : لا أدري أكان لاصقاً بها أم لا .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على هشام بن عروة على وجهين :
الوجه الأول : عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ، وهذه رواية الدراوردي، وقد رواه عنه أبو ثابت المديني ، ويعقوب بن حميد إلا أن يعقوب شك في وصله .
الوجه الثاني : عن هشام بن عروة ، عن أبيه مرسلاً ، وهذه رواية ابن عيينة .
وظاهر عبارة أبي زرعة أن الوجه الثاني هو المشهور عن هشام ، وأن الوجه الأول خطأ ، ويؤيد هذا القول أمران :
أولهما : أن ابن عيينة أثبت وأتقن من الدراوردي ، وهذا أمر ظاهر .
ثانيهما : أن الدراوردي قد اختلف عليه ، فرواه عنه أبو ثابت ولم يشك في وصله ورواه عنه يعقوب بن حميد وشك في وصله ، وهذا يدل على أن وصل هذا الحديث غير مجزوم به حتى في رواية الدراوردي ، وهذه قرينة قوية في ترجيح المرسل ، فلعل الدراوردي كان يحدث به من حفظه فأخطأ في وصله .
وبهذا يتضح أن تصحيح بعض المتأخرين من الأئمة لهذا الحديث فيه نظر ، كالحافظ ابن كثير ، فإنه قال : هذا إسناد صحيح ( تفسيره 1/418 ، ومسند الفاروق 1/319 ) والحافظ ابن حجر حيث ذكر أنه سند قوي، ( الفتح 8/19 ) وتبعهما العلامة المعلمي اليماني ( كما في مقام إبراهيم ص74 ) .
__________
(1) من الآية رقم 125 من سورة البقرة .(1/3)
ولكن بقي أن حديث ابن عيينة قد وقع فيه إشكال في إسناده ، وفي متنه ، فأما إسناده فقد تفرد به عنه محمد بن أبي عمر ، وقد قال فيه أبو حاتم : كان رجلاً صالحاً ، وكان به غفلة ، ورأيت عنده حديثاً موضوعاً حدث به عن ابن عيينة ، وكان صدوقاً . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال ابن حجر : صدوق ، صنف المسند ، وكان لازم ابن عيينة لكن قال أبو حاتم : كانت فيه غفلة . ( تهذيب التهذيب 3/73 ، التقريب 6391 ) .
وقد اختلف على ابن أبي عمر في إسناده - كما سبق في التخريج - فرواه الأزرقي ، والفاكهي ، عن ابن أبي عمر ، عن ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه مرسلاً ، وخالفهما أبو حاتم الرازي ، فرواه عن ابن أبي عمر ، عن ابن عيينة مرسلاً ، دون ذكر هشام ، وأبيه .
وكذا اختلفوا على ابن أبي عمر في متنه - وهو الإشكال المشار إليه في حديث ابن عيينة - وقد سبق في التخريج سياق لفظ الأزرقي ، والفاكهي عن ابن أبي عمر ، وسياق لفظ أبي حاتم عنه، وبين اللفظين اختلاف ظاهر ، فإن لفظ الأزرقي والفاكهي يدل على أن عمر لم ينقل المقام من مكانه الأصلي ، وإنما ردَّه إلى مكانه بعد أن قلعه السيل ، وقد جعل سفيان - في روايتهما - هذا هو معنى حديث هشام بن عروة ، عن أبيه .
وأما لفظ أبي حاتم فهو صريح في أن عمر - رضي الله عنه - حوله عن مكانه الذي كان فيه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم جاء سيل فأزاحه وذهب به فردَّه عمر - رضي الله عنه - إلى مكانه الذي وضعه فيه .
وهذا اختلاف شديد بين اللفظين مع أن مخرجهما واحد ، فإما أن يكونا حديثين مختلفين ، وإن كان مخرجهما واحداً ، ويكون لابن عيينة في هذه المسألة رأيان ، وقد يفهم هذا من صنيع الحافظ ابن رجب في الفتح 3/82-83 ، فإنه ذكر لابن عيينة في هذه المسألة قولين ، فلعل أحد القولين متقدم ، والآخر متأخر ، ويؤيد هذا القول أن سياق الخبرين مختلف .(1/4)
وإما أن يصار إلى الترجيح ، ولا شك أن أبا حاتم الرازي أثبت من الأزرقي والفاكهي جميعاً ، فيكون لفظ روايته هو المحفوظ في حديث ابن عيينة ، وهو موافق للفظ حديث هشام ، عن أبيه .
ومن المهم أن يعلم أن هذا الترجيح إنما هو في كلام ابن عيينة نفسه ، وأما فيما يرويه عن هشام فلم يقع عليه في لفظه اختلاف ، لأن أبا حاتم لم يرو عن ابن عيينة حديث هشام ، وإنما رواه من قول ابن عيينة .
ويظهر لي أن كلام ابن عيينة في رواية أبي حاتم عنه مأخوذ من حديث هشام فإنه موافق له . وهذا قد يرفع الاختلاف الوارد على ابن عيينة في إسناده .
ويمكن أن يعتذر عن الاختلاف في متنه بأن رواية الأزرقي ، والفاكهي لحديث ابن عيينة إنما كان في قصة سيل أم نهشل ، ثم ذكر ابن عيينة حديث هشام على سبيل التبع فمن هنا وقعت المخالفة في متنه ، ومع ذلك فاختلاف رأي ابن عيينة أمر محتمل .
وعلى كل احتمال ففي كلام بن عيينة ما يدل على أن حديث هشام بن عروة غير ثابت ، وذلك في قوله : لا أدري كم بينه وبين الكعبة قبل تحويله . وقوله : لا أدري أكان لاصقاً بها أم لا .
وحديث هشام بن عروة هذا أصل في مسألة مهمة ، وهي : أين كان موضع المقام في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس في المسألة حديث مرفوع أقوى من هذا الحديث ، وقد جاء عن بعض التابعين ما يدل على ما دل عليه حديث هشام بن عروة ، وعن بعض التابعين ما يدل على خلاف ذلك ، وكلها مراسيل .(1/5)
ولمزيد البحث في هذه المسألة ينظر : أخبار مكة للأزرقي2/33-36 ، وأخبار مكة للفاكهي 1/442-443 و1/454-457 ، مغازي الواقدي 2/832 ، طبقات ابن سعد 3/284 ، مصنف عبد الرزاق 5/47-48 ، فضائل الصحابة للإمام أحمد 1/324 ، القِرى لقاصد أم القُرى ص344-347 ، تفسير ابن كثير 1/417-418 ، فتح الباري لابن رجب الحنبلي 3/82-85 ، فتح الباري لابن حجر : 1/595 و8/19 ، وقارن بين الموطنين ، شفاء الغرام 1/332-337 ، مقام إبراهيم للعلامة المعلمي ، ونقض المباني من فتوى اليماني وتحقيق المرام فيما تعلق بالمقام لسليمان بن عبد الرحمن بن حمدان ، وفتاوى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم 5/56-132 والله أعلم .(1/6)
110/897- سمعت أبا زرعة(1)وانتهى إلى حديثٍ كتبه عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي ، عن ابن أبي فديك ، عن موسى بن يعقوب ، عن الزبير بن عبد الله بن أبي خالد ، وهو ابن رهيمة مولى عثمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الإيمان لينحاز(2)إليها كما يحوز(3)السيل الغثاء ، ووالله(4)إن تربتها لمؤمنة ، سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيبة . فأملى علينا أبو زرعة أن كلامه(5)الأول عن هشام بن عروة، عن(6)صالح بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
دراسة الرواة :
* عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي - بمهملة وزاي- أبو بكر المدني ، مات في حدود سنة 220. روى عن : محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، والوليد بن مسلم وغيرهم . وعنه : البخاري ، وأبو زرعة وغيرهما . أخرج له البخاري ، والنسائي .
ذكر أبو زرعة أنه اختلف إلى بيته عشرين ليلة ينظر في كتبه ، وأنه لم يكن بين تحديثه وموته كبير شيء . وذكر أبو حاتم أن سبب اختلاف أبي زرعة إليه إنه رآه وهو شاب عند الأويس يكتب عنده ، فذاكر أبا زرعة بأحاديث غرائب لم تكن عنده ، فسأله أن يحدثه فصار إليه ونظر في كتبه وسمع منه .
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ربما خالف .
وضعفه أبو بكر بن أبي داود ، وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالمتين عندهم .
قال الذهبي : صدوق .
وقال ابن حجر : [ صدوق يخطئ ] وهو كما قال .
__________
(1) قوله :" سمعت أبا زرعة " ساقط من ( س ، ح ، ض ) .
(2) في ( ت ، م ، ط ) :" لينحاف " وهو تصحيف .
(3) في ( ت ، م ، ط ) :" يحون " وهو تصحيف - أيضاً - .
(4) في ( ط ) :" والله " بواو واحدة .
(5) هكذا في ( ط ) ، ولم أتبين ما في ( م ) وأما بقية النسخ ففيها :" كلام الأول " .
(6) في ( ت ، م ، ط ) :" أبي صالح بن أبي صالح " وهو خطأ .(1/1)
التاريخ الكبير 5/318 ، الجرح والتعديل 5/259 ، ثقات ابن حبان 8/375 ، تهذيب الكمال 17/260 ، الميزان 2/578 ، تهذيب التهذيب 2/529 ، التقريب 3936 .
* ابن أبي فديك محمد بن إسماعيل ، سبق في المسألة الخامسة والثمانين ، وهو صدوق .
* موسى بن يعقوب الزمعي ، سبق في المسألة السابعة والسبعين ، وهو صدوق سيئ الحفظ .
* الزبير بن عبد الله بن أبي خالد الأموي ، مولاهم ، يقال له : ابن رهيمة ، أو رُهْمَة ، روى عن : نافع ، وهشام بن عروة ، والقاسم بن محمد ، وصفوان بن سليم وغيرهم . وعنه : ابن المبارك ، وأبو عامر العقدي ، وموسى بن يعقوب وغيرهم . أخرج له أبو داود في كتاب القدر حديثاً واحداً فقط .
قال أبو حاتم : صالح الحديث . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن معين : يكتب حديثه . وذكره ابن عدي في الكامل ، وقال : وأحاديث زبير هذا منكرة المتن والإسناد ، لا تروى إلا من هذا الوجه .
قال الذهبي : ليس بذاك .
وقال ابن حجر : [ مقبول ] .
الجرح والتعديل 3/581 ، ثقات ابن حبان 6/332 ، الكامل 3/227 ، تهذيب الكمال 9/309، الميزان 2/68 ، تهذيب التهذيب 1/625 ، التقريب 1997 .
* هشام بن عروة بن الزبير ، سبق في المسألة الأولى ، وهو ثقة فقيه ، ربما دلس .
* عروة بن الزبير بن العوام ، سبق في المسألة السابعة عشرة ، وهو ثقة فقيه مشهور .
* عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - سبقت ترجمتها في المسألة الثالثة .
* صالح بن أبي صالح - واسمه ذكوان - السمان ، أبو عبد الرحمن المدني . روى عن: أنس بن مالك ، وأبيه أبي صالح . وعنه: هشام بن عروة ، وابن أبي ذئب وغيرهما. أخرج له مسلم ، والترمذي .
وثقه ابن معين ، والبزار ، وذكره ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي ، وابن حجر : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 4/400 ، ثقات ابن حبان 6/460 ، تهذيب الكمال 13/57 ، الكاشف 2/21، تهذيب التهذيب 2/195 ، التقريب 2866 .(1/2)
* أبو صالح ذكوان السمان ، سبق في المسألة الخامسة والعشرين ، وهو ثقة ثبت .
* أبو هريرة الدوسي - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
التخريج :
- أخرجه ابن عدي 3/227 من طريق محمد بن عيسى الطرسوسي ، عن أبي بكر عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة به مختصراً ، ولفظه " المدينة تربتها مؤمنة ".
وقد أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد ، كما ذكر ذلك ابن طاهر في الأطراف 5/497 ح6190 - معلقاً - عن أبي بكر عبد الرحمن بن شيبة به ولفظه " سمى الله المدينة طيبة " وذكره ابن طاهر - أيضاً - في الأطراف 5/491 ح6168 - معلقاً - عن موسى بن يعقوب به ، بلفظ : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر المدينة فقال : تربتها طيبة " .
- وأخرجه عبد الرزاق 9/266 ح17163 عن معمر ،
وأبو بكر بن أبي داود في مسند عائشة ص74 ح57 من طريق عبدة بن سليمان ،
وابن عدي 6/336 ، والخطيب في تاريخ بغداد 4/398 من طريق أبي عبد العزيز موسى بن عبيدة الربذي ،
ثلاثتهم ( معمر، وعبدة ، وموسى ) عن هشام بن عروة به ، ولفظه " لينحازن الإيمان إليها كما يحوز السيل الدِّمن " . هذا لفظ معمر ، والبقية بمعناه ، وقد ذكر في رواية معمر معه حديثاً آخر ، وهو مرسل في رواية معمر ، وعبدة بن سليمان دون ذكر عائشة ، وموصول في رواية موسى بن عبيدة وحده .
ولم أقف على حديث صالح بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة في هذه المسألة أن أول هذا الحديث ليس بالإسناد المذكور عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، وإنما هو عن هشام بن عروة ، عن صالح بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
ولم يحدد أبو زرعة نهاية أول الحديث ، والظاهر أن المقصود به قوله : " إن الإيمان لينحاز إليها كما يحوز السيل الغثاء " .(1/3)
وقد سبق في التخريج أني لم أقف على حديث هشام بن عروة ، عن صالح بن أبي صالح الذي أشار إليه أبو زرعة ، ولكن قد جاء في هذا الباب من حديث أبي هريرة من غير هذا الوجه وسيأتي .
وسبق في التخريج - أيضاً - أنه روي عن هشام بن عروة ، عن أبيه مرسلاً .
فتحصل من هذا أنه قد اختلف على هشام بن عروة في هذا الحديث - وهو قوله:" إن الإيمان لينحاز إليها كما يحوز السيل الغثاء" فروي عنه على ثلاثة أوجه وهي:
الوجه الأول : عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً ، وهذه رواية الزبير بن عبد الله بن رهيمة ، وموسى بن عبيدة الربذي .
الوجه الثاني : عن هشام بن عروة ، عن أبيه مرسلاً، وهذه رواية معمر بن راشد ، وعبدة بن سليمان الكلابي .
الوجه الثالث : عن هشام بن عروة ، عن صالح بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، وهذا ذكره أبو زرعة ، ولم أقف على من رواه عن هشام - كما سبق - .
وأبو زرعة يميل إلى هذا الوجه الأخير ، ولم يذكر الثاني ، ويؤيد ما ذهب إليه أبو زرعة أن هذا المعنى قد روي عن أبي هريرة من غير هذا الطريق ، فأخرج البخاري 3/27 ح1876 ، ومسلم 1/90 ح147 وغيرهما من طرقٍ متعددة عن عبيد الله بن عمر ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الإيمان ليأرز إلى المدينة ، كما تأرز الحية إلى جحرها " .
وقد يقال بترجيح المرسل- وهو الوجه الثاني- عن هشام بن عروة لاتفاق ثقتين عليه، وهما : معمر ، وعبدة بن سليمان ، وعلى كل احتمال فإنه لا يصح ذكر عائشة في هذا الحديث لضعف راوييه عن هشام ، وهما : الزبير بن عبد الله ، وقد سبق بيان حاله ، وموسى بن عبيدة الربذي ، وهو ضعيف ( كما في التقريب 6989 ) .(1/4)
وأما آخر الحديث ، وهو قوله : " والله إن تربتها لمؤمنة ، سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيبة " فلم يتعرض له أبو زرعة ، وقد سبق في التخريج أن هذا قد تفرد به موسى بن يعقوب ، عن الزبير بن عبد الله ، كما نص على ذلك الدارقطني ، وساقه ابن عدي في ترجمة الزبير، وذكر أن أحاديثه مستنكرة ، فهو حديث منكر بهذا الإسناد.
ولكن قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسمية المدينة طيبة وطابة ، فمن أشهر ما جاء في ذلك ما أخرجه البخاري 3/26 ح1872 ، ومسلم 4/123 ح1392 وغيرهما من حديث أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال : " أقبلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال : هذه طابة " هذا لفظ البخاري في الموطن المشار إليه ، وله سياقات أخرى مطولة .
وأخرج مسلم 4/121 ح1385 وغيره من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله - تعالى - سمى المدينة طابة " .
وأخرج مسلم - أيضاً- 8/205 ح2942 حديث فاطمة بنت قيس في قصة الجساسة، وهو حديث مطول ، وفيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة " يعني المدينة .
وأخرج مسلم - أيضاً - 4/121 ح1384 من حديث زيد بن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" إنها طيبة - يعني المدينة - وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة ".
وفي ذلك أحاديث أخرى غير ما ذكر ، وأما وصف تربة المدينة بأنها مؤمنة فلم أقف على شيء ثابت فيه وقد روي فيه حديث آخر بإسناد ساقطٍ ، انظره في : الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص634 والله أعلم .(1/5)
111/898- سألت أبي عن حديثٍ رواه ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن عيسى بن طلحة ، عن عمير بن سلمة الضمري قال : " بينما نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم(1)حرم ، إذا حمار وحشٍ(2)معقور(3)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : دعوه فيوشك صاحبه أن يأتيه . فجاء رجل من بهز(4)هو الذي عقر الحمار(5)، قال : يا رسول الله ، شأنكم بهذا الحمار ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكرٍ فقسمه(6)بين الناس ، ثم سرنا حتى إذا كنا بالأثاية(7)إذا ظبي حاقف(8)في ظل شجرة فيه سهم ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنساناً فقال : لا يهيجه أحد . فنفذ(9)
__________
(1) في ( ت ، م ، ط ) :" وهو ".
(2) قوله :" وحش " ساقطة من ( ت ، ض ، م ، ط ) .
(3) في بعض ألفاظه : عَقِيْر ، وأصل العقر ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم . ثم اتسع في العقر حتى استعمل في القتل والهلاك ، وهذا الحمار أصابه عقر ولم يمت بعد . ( انظر النهاية 3/271-272 ) .
(4) كأن هذه الكلمة مكتوبة في ( س ، ح ، ض ) بالذال المعجمة ، أو الدال المهملة - لعدم الانضباط في النقط - والصواب ما أثبت .
(5) في ( س ، ح ) :" عقره ".
(6) في ( س ) :" فقسم ".
(7) الأَثَاية - بفتح الهمزة - موضع في طريق الجحفة . ( مراصد الاطلاع 1/25 ، التمهيد 23/344 ) .
(8) حاقف ، قال أبو عبيد : يعني الذي قد انحنى وتثنى في نومه ، ولهذا قيل للرمل إذا كان منحنياً حقف .اهـ. ولذا نقل في التمهيد أن بعضهم قال : الحاقف الذي قد لجأ إلى حقف وهو ما انعطف من الرمل . ( انظر : الغريب لأبي عبيد القاسم بن سلام 2/ 188، والتمهيد 23/344 ، والنهاية 1/413 ) .
(9) في ( ط ) :" فنفد " بالدال المهملة ، والصواب بالذال المعجمة كما في ( ح ، ض ) أما بقية النسخ فنقطة الذال غير ظاهرة فيها ، ولكن عدم الإعجام كثير فيها ..(1/1)
الناس وتركوه ". فسمعت أبي يقول : روى هذا الحديث يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عيسى ابن طلحة ، عن عمير بن سلمة ، عن البهزي(1)، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال أبي : ورواه الأوزاعي وقصر به ، ولم يجوده(2). قلت لأبي: أيهما أشبه ؟ قال : حديث ابن الهاد أشبه ، لأن في حديث ابن الهاد ذكر البهزي ، والحديث عن عمير ، وكان الْمُجْنِي على الحمار البهزي(3).
دراسة الرواة :
* ابن الهاد هو : يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي ، أبو عبد الله المدني ، مات سنة 139 . روى عن : ثعلبة بن أبي مالك القرظي ، وعمير مولى آبي اللحم ، ومحمد بن إبراهيم التيمي ، ونافع وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن معين ، وابن سعد ، والنسائي ، والترمذي ، وأبو حاتم ، والعجلي وغيرهم . وقال أحمد : لا أعلم به بأساً . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة مكثر ] .
جامع الترمذي 3/200 ، طبقات ابن سعد ( القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص277 ) ، ثقات العجلي ص479 ، الجرح والتعديل 9/275 ، ثقات ابن حبان 7/617 ، تهذيب الكمال 32/169 ، تهذيب التهذيب 4/418 ، التقريب 7737 .
* محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، أبو عبد الله المدني ، مات سنة 120 . روى عن : أنس بن مالك وغيره من الصحابة ، وعن : علقمة بن وقاص الليثي ، وعروة ، وعيسى بن طلحة وغيرهم من التابعين . وعنه : الزهري ، ويحيى الأنصاري ، ويزيد بن الهاد وغيرهم .
__________
(1) 10) في ( س ) :" النهدي " وهو تصحيف ، وفي ( ح ، ض ) كأنها " البهذي " بالذال المعجمة وهو تصحيف - أيضاً - .
(2) في ( م ) :" لم يحرره " وهي غير واضحة في مصورتي ، ولكن ذكر ذلك محقق المطبوعة .
(3) في ( س ) :" النهدي " وهو تصحيف ، وفي ( ح ، ض ) كأنها " البهذي " بالذال المعجمة وهو تصحيف - أيضاً - .(1/2)
وثقه ابن معين ، وابن سعد ، وأبو حاتم ، والنسائي، والعجلي ، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان ، وابن خراش وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن المديني : هو حسن الحديث مستقيم الرواية ، ثقة إذا روى عنه ثقة ، رأيت على حديثه النور ، وأما رواية أهل المدينة عن ابنه ، عنه ، فليس بشيء ، ابنه ضعيف منكر الحديث .
وقال أحمد : في حديثه شيء ، يروي أحاديث مناكير أو منكرة .
وقد ذكره ابن عدي في الكامل ، وذكر قول أحمد هذا ، وقال : إن كان يقصد محمد ابن إبراهيم التيمي فهو عندي لا بأس به ، ولا أعلم له شيئاً منكراً ، إذا حدث عنه ثقة .
وقال الذهبي - بعد ذكر كلمة أحمد أيضاً - : قلت : وثقه الناس ، واحتج به الشيخان ، وقفز القنطرة .
وقال في التقريب : [ ثقة له أفراد ] . فإن كان يعني أنها أفراد غير منكرة ففي تفسيره لكلام أحمد نظر ، وإن كان يعني أنها منكرة فهو كما قال . والله أعلم .
طبقات ابن سعد ( القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص99 ) ، ثقات العجلي ص400 ، المعرفة والتاريخ 1/426 و2/466 ، ضعفاء العقيلي 4/20 ، الجرح والتعديل 7/184 ، ثقات ابن حبان 5/381 ، الكامل 6/131 ، تهذيب الكمال 24/301 ، الميزان 3/445 ، تهذيب التهذيب 3/428 ، التقريب 5691 .
* عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي ، أبو محمد المدني ، مات سنة 100 . روى عن : أبيه ، وابن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي هريرة ، وعمير بن سلمة وغيرهم . وعنه : ابن أخيه طلحة بن يحيى ، والزهري ، ومحمد بن إبراهيم التيمي وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن معين ، وابن سعد ، والنسائي ، والعجلي وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : كان من أفاضل أهل المدينة وعقلائهم وأسخيائهم .
قال في التقريب : [ ثقة فاضل ] .(1/3)
طبقات ابن سعد 5/164 ، سؤالات ابن الجنيد ص389 ، ثقات العجلي ص389 ، الجرح والتعديل 6/279 ، ثقات ابن حبان 5/212 ، تهذيب الكمال 22/615 ، تهذيب التهذيب 3/359 ، التقريب 5300 .
* عمير بن سلمة الضمري ، الحجازي ، له صحبة ، وله هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، غير أن ابن حبان ذكره في ثقاته في التابعين ، وكان قد ذكره قبل ذلك في الصحابة ، كما ذكره في تاريخ الصحابة - أيضاً - . وقال ابن عبد البر : لم يختلفوا في صحبته . ولكن ذكر الاختلاف في صحبته ابن منده وغيره .
التاريخ الكبير 6/533 ، ثقات ابن حبان 3/301 و5/253 ، وتاريخ الصحابة له ص190 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 4/2088 ، الاستيعاب 2/493 ، أسد الغابة 3/417 ، تهذيب الكمال 22/378 ، الإنابة لمغلطاي 2/74 ، الإصابة 3/32 ، التقريب 5183 .
* يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري ، أبو سعيد المدني القاضي ، مات سنة 143 ، وقيل بعدها . روى عن : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، وجعفر الصادق ، ومحمد ابن إبراهيم التيمي وغيرهم . وعنه : مالك ، والليث ، والسفيانان ، وشعبة ، وابن المبارك وغيرهم .
متفق على توثيقه وإمامته وجلالته . قال الثوري : كان يحيى بن سعيد الأنصاري أجل عند أهل المدينة من الزهري . وقال أحمد : يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس .
قال في التقريب : [ ثقة ثبت ] .
المعرفة والتاريخ 1/648 ، الجرح والتعديل 9/147 ، تاريخ بغداد 14/101 ، تهذيب الكمال 31/346 ، تهذيب التهذيب 4/360 ، التقريب 7559 .
* البهزي هو : زيد بن كعب السلمي ، ثم البهزي - بفتح الموحدة وسكون الهاء بعدها زاي - صحابي ، له هذه القصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
معرفة الصحابة لأبي نعيم 3/1199 ، أسد الغابة 2/253 ، تهذيب الكمال 10/103 ، التقريب 2154 .
* الأوزاعي عبد الرحمن بن عمروٍ ، سبق في المسألة الثامنة والثلاثين ، وهو ثقة جليل .
التخريج :(1/4)
- أخرجه النسائي في المجتبى 7/205 ، وابن حبان 11/513 ح5112 ، والدارقطني في العلل 4/ الورقة 121 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 4/2088 ح5254 من طريق قتيبة بن سعيد ، عن بكر بن مضر(1)،
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 2/216 ح972 ، والدارقطني في العلل 4/ الورقة 121 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وعبد العزيز بن أبي حازم ،
والدارقطني في العلل - أيضاً - 4/ الورقة 121 من طريق عبد العزيز بن محمد وحده(2)،
والحاكم 3/623 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم وحده ،
والطحاوي في شرح المعاني 2/172 ح3808 من طريق نافع بن يزيد ،
وفي شرح المعاني - أيضاً - 2/172 ح3809 من طريق الليث بن سعد ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 121 من طريق سعيد بن سلمة ،
وفي العلل - أيضاً - 4/ الورقة 121 من طريق حيوة بن شريح ،
سبعتهم ( بكر بن مضر ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، ونافع بن يزيد ، والليث ، وسعيد ، وحيوة ) عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي به بنحوه ،
__________
(1) وقع في علل الدارقطني : قدامة بن سعيد ، عن بكر بن مضر . وهو تحريف .
(2) ساقه الدارقطني من طريقين عن الدراوردي ، وقد وقع فيه تصحيف في موطنين ، حيث وقع فيه : عيسى بن أبي طلحة ، عن يحيى بن سلمة . وصوابه : عيسى بن طلحة ، عن عمير بن سلمة . وهذا التصحيف لم يقع في الطريق الذي قبله الذي قرن فيه بين الدراوردي ، وابن أبي حازم وهما في صفحة واحدة ، والطريق المصحف متقدم في السياق ، ولأجل هذا التنبيه كررته ، والله الموفق .(1/5)
- وأخرجه مالك في الموطأ 1/284 ح79 - ومن طريقه النسائي في المجتبى 5/182، وفي الكبرى 2/369 ح3800 ، وعبد الرزاق 4/431 ح8339 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/172 ح3807 ، وابن حبان 11/511 ح5111 ، وابن قانع في معجم الصحابة 1/231، والجوهري في مسند الموطأ ص604 ح816 ، والدارقطني في العلل 4/ الورقة 118 ، والبيهقي في السنن الكبرى 6/171 و9/322 ، وفي المعرفة 2/201 ح1391 - ،
وابن ماجه 2/1033 ح3029 عن هشام بن عمار ،
والشافعي في سنن حرملة ( كما في المعرفة للبيهقي 4/201 ) ،
وابن أبي عمر في مسنده ( المطالب العالية 2/55 ح1298) - ومن طريقه الضياء في المختارة 3/31 ح829 - ،
والهيثم بن كليب في مسنده 1/75 ح14 ، والبيهقي في المعرفة 4/201 ح3190 من طريق إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 119 ، والخطيب في الأسماء المبهمة ص420 من طريق علي بن المديني ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 119 من طريق سريج بن النعمان ، ومنصور بن أبي مزاحم ،
سبعتهم ( هشام ، والشافعي ، وابن أبي عمر ، وإسحاق الطالقاني ، وابن المديني ، وسريج ، ومنصور ) عن سفيان بن عيينة ،
وأحمد 3/452 ح15744 ،
وابن أبي شيبة في المسند 2/42 ح550 - وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3/67 ح1382 - ،
وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 2/493 ح884 عن جده علي بن عبد العزيز البغوي ،
والطحاوي في شرح المعاني 2/172 ح3806 عن يزيد بن سنان ،
والطبراني في الكبير 5/259 ح5283 - وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1199 ح3028 - عن إدريس بن جعفر العطار ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 118 من طريق أحمد بن سنان ،
والبيهقي 5/188 من طريق محمد بن رمح ،
وابن عبد البر في التمهيد 23/342 من طريق عبد الله بن روح المدائني ،
ثمانيتهم ( أحمد ، وابن أبي شيبة ، والبغوي ، ويزيد بن سنان ، وإدريس ، وأحمد ابن سنان ، وابن رمح ، والمدائني ) عن يزيد بن هارون ،(1/6)
وأحمد 3/418 ح15450 ، والطوسي في المستخرج 4/72 ح778 ، وأبو القاسم البغوي في المعجم 2/493 ح884 من طريق هشيم بن بشير ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 118 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 4/2089 ح5255 من طريق علي بن مسهر ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 117، والخطيب في الأسماء المبهمة ص418، وابن عبد البر في التمهيد 23/342 من طريق حماد بن زيد ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 119 ، والخطيب في الأسماء المبهمة ص419 من طريق يونس بن راشد ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 119 من طريق عباد بن العوام ،
وفي العلل - أيضاً - 4/ الورقة 119 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ،
وفي العلل أيضاً 4/ الورقة 118 - معلقاً - عن جرير بن عبد الحميد ، وأبي ضمرة أنس بن عياض ، والنضر بن محمد المروزي ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وسويد بن عبد العزيز ،
وأبو نعيم في معرفة الصحابة 4/2089 - معلقاً - عن أبي أويس ، وحماد بن سلمة ، والليث بن سعد ،
جميعهم ( 17 راوياً، وهم: مالك ، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون ، وهشيم ، وحماد بن زيد ، وعلي بن مسهر ، ويونس بن راشد ، وعباد بن العوام ، وعبد الوهاب الثقفي ، وجرير بن عبد الحميد ، وأبو ضمرة ، والنضر المروزي ، وعبد الرحيم ، وسويد ، وأبو أويس ، وحماد بن سلمة ، والليث ) عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم التيمي به بنحوه ، وقد جعله مالك ، ويزيد بن هارون - في رواية الجماعة عنه، وهم من سوى المدائني -، والثقفي ، وعباد بن العوام، ويونس بن راشد، وجرير ، وأبو ضمرة ، والمروزي ، وعبد الرحيم ، وأبو أويس ، وحماد بن سلمة ، من حديث عمير بن سلمة ، عن البهزي ، ومنهم من يقول : عن رجل من بهز ، أو أن رجلاً من بهزٍ أخبره .(1/7)
وأما البقية فقد جعلوه من مسند عمير بن سلمة ، وهم : هشيم ، وحماد بن زيد ، وعلي بن مسهر ، وسويد بن عبد العزيز ، والليث بن سعد ، وكذا يزيد بن هارون - فيما رواه عنه المدائني فقط - .
إلا سفيان بن عيينة لوحده فقد جعله : عن عيسى بن طلحة ، عن أبيه طلحة بن عبيد الله ، ورواية الشافعي وابن المديني عنه مطولة بنحوه ، وأما البقية فروايتهم عن ابن عيينة مختصرة ، وذكر في رواية هشام ، وسريج ، ومنصور عنه أن الذي تولى قسمة الحمار طلحة بن عبيد الله ، ولفظه : عن طلحة بن عبيد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه حمار وحشٍ ، وأمره أن يفرقه بين الرفاق ، وهم محرمون .
- وأخرجه الدارقطني في العلل 4/ الورقة 120 من طريق بشر بن بكر ، ومن طريق الوليد بن مسلم ، ومن طريق سعيد بن إسحاق ،
ثلاثتهم عن الأوزاعي ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عيسى بن طلحة به بنحوه مرسلاً في رواية بشر، والوليد، وقال في رواية سعيد: عن عيسى بن طلحة، عن البهزي .
- وأخرجه ابن قانع 2/277 ، والدارقطني في العلل 4/ الورقة 122 من طريق سعيد بن هلال ، عن عبد ربه بن سعيد ،
والدارقطني في العلل 4/ الورقة 120 من طريق مخرمة بن بكيرٍ ، عن أبيه بكير بن الأشج ،
والدارقطني في العلل - أيضاً - 4/ الورقة 120 من طريق أبي عاصم ، عن مالك ، عن ثور بن يزيد ،
وفي العلل - أيضاً - 4/ الورقة 120 من طريق يحيى بن أبي كثير ،
أربعتهم ( عبد ربه ، وبكير ، وثور ، ويحيى ) عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عيسى بن طلحة به بنحوه . وقد جعله عبد ربه من مسند عمير بن سلمة ، وجعله البقية من حديث البهزي . غير أن ثور بن يزيد ، ويحيى بن أبي كثير لم يذكرا عمير بن سلمة ، بل جعلاه : عن عيسى بن طلحة ، عن البهزي . وقرن مالك مع ثورٍ يحيى بن سعيد ، وقد سبق ذكر رواية مالك عن يحيى بن سعيد .
الحكم عليه :(1/8)
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على محمد بن إبراهيم التيمي ، وقد تبين أنه قد روي عنه على عدة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عيسى بن طلحة ، عن عمير بن سلمة الضمري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وهذه رواية يزيد بن الهاد ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري ، وكذا يحيى بن سعيد - فيما رواه عنه : هشيم، وحماد بن زيد، وعلي بن مسهر، وسويد بن عبد العزيز، والليث بن سعد ، ورواية المدائني ، عن يزيد بن هارون، عنه - .
الوجه الثاني : عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة ، عن البهزي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وهذه رواية يحيى بن سعيد - فيما رواه عنه مالك ، ويزيد بن هارون ( في المحفوظ عنه ، وهو رواية الجماعة عنه ) ، وعبد الوهاب الثقفي ، وعباد بن العوام ، ويونس بن راشد ، وجرير بن عبد الحميد ، وأبو ضمرة ، والمروزي ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وأبو أويس ، وحماد بن سلمة - ولم يذكر أبو حاتم عن يحيى ابن سعيد غير هذا الوجه ، وهو - أيضاً - رواية بكير بن الأشج ، عن محمد بن إبراهيم .
الوجه الثالث : عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة في قصة البهزي مرسلاً، وهذه رواية الأوزاعي - فيما رواه عنه بشر بن بكر ، والوليد بن مسلم - وقد ذكره أبو حاتم عن الأوزاعي بقوله : وقصر به الأوزاعي ولم يجوده .
الوجه الرابع : عن محمد بن إبراهيم ، عن عيسى بن طلحة، عن البهزي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وهذه رواية يحيى بن أبي كثير ، وثور بن يزيد ، وقُرن مع ثور : يحيى بن سعيد - كما سبق - وهي - أيضاً - رواية الأوزاعي - فيما رواه عنه سعيد بن إسحاق .
الوجه الخامس : عن محمد بن إبراهيم ، عن عيسى بن طلحة ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وهذه رواية يحيى بن سعيد - فيما رواه سفيان بن عيينة وحده - .(1/9)
فهذه خمسة أوجه عن محمد بن إبراهيم ، وقد اقتصر أبو حاتم على الأوجه الثلاثة الأولى ، ورجح الوجه الأول بجعله من مسند عمير بن سلمة الضمري ، وأما البهزي فإنما هو صاحب الحمار .
وقد وافق أبا حاتم على هذا جماعة من الأئمة ، فقد قال موسى بن هارون : اتفق حماد بن زيد ، وهشيم ، وعلي بن مسهر فرووا هذا الحديث عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عيسى بن طلحة ، عن عمير بن سلمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواه يزيد بن الهاد ، وعبد ربه بن سعيد ، ورواه جماعة عن يحيى بن سعيد فقالوا في إسناده : عن عمير بن سلمة ، عن رجل من بهز ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال موسى بن هارون : وليس الوهم فيه عندي من الجماعة الذين رووه عن يحيى فقالوا في إسناده : عن البهزي ، لأن فيهم مالك بن أنس وغيره من الرفعاء ، ولكن يحيى ابن سعيد كان أرى يرويه أحياناً فلا يقول فيه : عن البهزي ، ويرويه أحياناً فيقول فيه : عن البهزي ، وكان هذا عند المشيخة الأول جائزاً ، يقولون : عن فلان ، وليس هو عن رواية فلان ، وإنما هو عن قصة فلان ، والصحيح عندنا أن هذا الحديث رواه عمير بن سلمة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليس بينه وبين النبي أحد ، وفي رواية ابن الهاد: " بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ، وفي حديث عبد ربه :" فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فهذا شيء واضح أن عمير بن سلمة - رضي الله تعالى عنه - هو روى هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد .
وقد نقل كلام موسى بن هارون هذا الجوهري في مسند الموطأ ص605 ، والدراقطني في العلل 4/ الورقة 98-99 ، ونقل بعضه ابن عبد البر في التمهيد 23/343 مقرين له ومؤيدين ، كما نقله غير واحدٍ من المتأخرين .(1/10)
ونقل الدارقطني في العلل - أيضاً - 4/ الورقة 99 عن إسماعيل بن إسحاق قال : قولهم : عن البهزي زيادة في الإسناد ، لا أنه من رواية البهزي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما رواه عمير بن سلمة الضمري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقال عمير بن سلمة فيه : فجاء رجل من بهز فقال : يا رسول الله شأنكم بهذا الحمار ، ولكن يحيى بن سعيد كان كثيراً يقول فيه : عن البهزي ، وكان أحياناً لا يقول فيه : عن البهزي ، وحماد بن زيد ممن رواه عنه فلم يقل عن البهزي ، وهشيم ممن رواه عنه فلم يقل عن البهزي ... ثم ذكر الذين رووه عن يحيى ابن سعيد وذكروا في إسناده البهزي ، ثم قال: وقد رأيت سليمان بن حرب ينكر أن يكون عمير رواه عن البهزي ، وجعل سليمان بن حرب يغضب ويقول : إنما الحديث عن عمير ابن سلمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والذين قالوا : عن البهزي ، إنما هو لأن البهزي هو صاحب القصة ، لا أن عمير بن سلمة رواه عنه . قال إسماعيل : وهو عندنا كما قال سليمان بن حرب - والله أعلم - لأن حماد بن زيد ، وهشيماً قد روياه عن يحيى بن سعيد ولم يجعلاه عن البهزي، ولأن يزيد بن الهاد قد رواه عن محمد بن إبراهيم، ولم يجعله عن البهزي اهـ.
وقد ذكر الدارقطني هذه المسألة في موطن آخر من العلل 4/209 وذكر أن الصواب جعله من مسند عمير بن سلمة . كما صوب ذلك غير واحدٍ من الأئمة المتأخرين ، غير أن ابن حجر أورد عليه بقوله : وتعكر عليه رواية عباد بن العوام ، ويونس بن راشد ، عن يحيى ، فإنه قال فيها : أن البهزي حدثه . ثم أجاب ابن حجر بقوله : ويمكن أن يجاب بأنهما غيرا قوله عن البهزي إلى قوله أن البهزي ، ظناً أنهما سواء لكون الراوي غير مدلس ، فيستوي في حقه الصيغتان . ( الإصابة 3/ 33 ) .
والجواب الذي ذكره ابن حجر متعين في هذا الموضع ، وقد يكون تغيير ذلك ممن دونهما .(1/11)
وما ذكره هؤلاء الأئمة من الدلائل على ترجيح الوجه الأول بجعله من مسند عمير بن سلمة ظاهرة وكافية في إثبات ذلك .
وأما الأوجه الأخرى لهذا الحديث فهي مرجوحة ، فقد صرح أبو حاتم بأن الأوزاعي قد قصر بهذا الحديث ولم يجوده ، وذلك أنه رواه مرسلاً كما في الوجه الثالث .
وكذا القول في الوجه الرابع فقد قصر به من رواه ولم يجوده ، وهو في حكم الوجه الثالث ، فإن من قال : عن عيسى بن طلحة، عن البهزي في حكم من قال: عن عيسى ابن طلحة أن البهزي قال، وذلك أن عيسى بن طلحة لم يدرك البهزي فيكون مرسلاً على الوجهين ، ومثل هذا أولى أن يقال فيه إن من قال : عن البهزي ، قصد بذلك : عن قصة البهزي ، وليس الرواية عنه . ولذا فإن الاختلاف على الأوزاعي بين هذين الوجهين غير مؤثر لهذا السبب .
وأما الوجه الخامس، وهو رواية سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن سعيد بجعله من مسند طلحة بن عبيد الله ، فقد ذكر إسماعيل القاضي ، عن علي بن المديني أنه قال في كتاب العلل ، بعد أن ساق هذا الحديث عن ابن عيينة مطولاً : قلت لسفيان : إنه في كتاب الثقفي : عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عيسى بن طلحة ، عن عمير ابن سلمة ، عن البهزي ، قال : فقال سفيان: ظننت أنه عن طلحة ، ولست أستيقنه ، فأما الحديث فقد حدثتك به . ( انظر علل الدارقطني 4/ الورقة 119، والأسماء المبهمة ص420 ، والمختارة 3/32 ، والنكت الظراف 4/217 وغيرها ) .
وقال الشافعي : سفيان يخالف في هذا ، يقولون : عيسى بن طلحة ، عن عمير ، عن البهزي . قال البيهقي : وهو كما قال الشافعي ( المعرفة 4/201 ) .
وقال الدارقطني في العلل 4/209 : وهو حديث تفرد به ابن عيينة ... ووهم فيه ، وغيره يرويه عن يحيى بن سعيد ، ويسنده عن عمير بن سلمة الضمري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وبعضهم يقول : عن عمير ، عن رجل من بهز ، والصواب قول من قال : عمير بن سلمة .(1/12)
وكذا ذكر الدارقطني وهم سفيان في هذا الحديث في موضع آخر من العلل 4/ الورقة 98(1).
وقال إسحاق بن إسماعيل الطالقاني : خالف سفيان الناس في حديث طلحة .
ولذا قال ابن حجر في المطالب العالية 2/55 : قلت : ظاهر هذا الإسناد الصحة ، لكنه معلول بيَّن ذلك علي بن المديني ، ثم ذكر كلامه السابق .
كما وقع لابن عيينة وهم في متن هذا الحديث - أيضاً - إلا أنه ليس في جميع طرقه ، بل في رواية هشام بن عمار ، وسريج بن النعمان ، ومنصور بن أبي مزاحم ، وذلك أنه جعل الذي تولى قسمة الحمار طلحة بن عبيد الله ، وهذا خلاف رواية الناس ، ولذا قال يعقوب بن شيبة : وهذا لا أعلم رواه هكذا غير ابن عيينة ، وأحسبه أراد أن يختصره فأخطأ فيه ، وقد خالفه الناس في هذا الحديث ... ثم ذكر بعض رواياته ، وقال : ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم - والله أعلم - لأن في إسناد الحديث عيسى بن طلحة فقال : عن أبيه . (تحفة الأشراف 4/217).
فقد ذكر يعقوب في هذا مخالفة ابن عيينة في الإسناد وفي المتن ، وقد اعترض الحافظ ابن حجر على قوله : ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم . فذكر ابن حجر كلام ابن المديني السابق ثم قال : فلم يلحق سفيان الوهم بسبب اختصاره ، بل اعترف أنه لما حدث به ظن أنه عن طلحة ، وقد أخرجه ابن أبي عمر في مسنده بطوله - أيضاً - فقال : عن طلحة .
__________
(1) ذكر الدارقطني حديث ابن عيينة لوحده في العلل المطبوع 4/209 ، ثم ذكر الحديث بطرقه موسعاً مرة أخرى ، وذلك في القسم المخطوط إلا أنه وقع في ترتيب صفحاته ارتباك عند التجليد ، وقد وفق الله لترتيبها ، وهي كالتالي لمن أراد ترتيبها في نسخته : 4/ الورقة 117/ ب، ثم الورقة 118/أ ، ثم الورقة 98/ب ، ثم الورقة 99/أ ، ثم الورقة 118/ ب ، ثم الورقة 119 -120 - 121 - 122 . وقد طول فيه جداً فرحمه الله .(1/13)
وما ذكره ابن حجر صحيح من جهة الوهم في الإسناد أنه ليس بسبب الاختصار ، ولكن الوهم في المتن يظهر أنه بسبب الاختصار ، ويعقوب قد ذكر الوهم في المتن والإسناد جميعاً ، وإنما كان نظر ابن حجر منصباً إلى الوهم في الإسناد فقط .
والظاهر أن الوهم في المتن عرض لسفيان ولم يستمر عليه لأنه قد رواه على الصواب كرواية الناس ، ولولا أن الوهم في المتن قد رواه عن سفيان ثلاثة لقيل إنه ليس من سفيان.
والحاصل أن هذا الحديث محفوظ من حديث محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عيسى بن طلحة ، عن عمير بن سلمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا إسناد صحيح لولا ما فيه من تفرد محمد بن إبراهيم ، وقد سبق قول أحمد : في حديثه شيء يروي أحاديث مناكير . ولكن قد جاء في أكل المحرم لحم الصيد إذا لم يصد له أحاديث صحيحة ، ومنها حديث أبي قتادة في قصة صيده حمار الوحش ، وقد أخرجه البخاري 3/15 ح1822 ، ومسلم 4/14-17 ح1196 وغيرهما والله أعلم .(1/14)
112/899- سمعت أبي وذكر حديثاً رواه رجاء بن صبيح أبو يحيى الحَرَشي(1)صاحب السقط(2)، عن مسافع بن شيبة ، عن عبد الله بن عمروٍ أنه قال : أشهد بالله لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" الركن والمقام ياقوتتان(3)من ياقوت الجنة ، ولولا أن الله(4)طمس نورهما [ لأضاءتا ](5)ما بين السماء والأرض ". فقال أبي : رواه(6)الزهري ، وشعبة كلاهما عن مسافع بن شيبة ، عن عبد الله بن عمرو موقوف ، وهو أشبه ، ورجاء شيخ ليس بقوي .
دراسة الرواة :
* رجاء بن صبيح الحَرَشي - بفتح المهملة والراء - أبو يحيى البصري ، صاحب السقط . روى عن : الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، ومسافع بن شيبة وغيرهم . وعنه : يزيد بن زريع ، وهدبة بن خالد ، ويونس بن محمد وغيرهم . أخرج له الترمذي وحده هذا الحديث فقط .
ضعيف ، ضعفه ابن معين ، وقال أبو حاتم : ليس بقوي . وذكره العقيلي في الضعفاء.
ومع ضعفه فقد ذكره ابن حبان في الثقات .
وقال في التقريب : [ ضعيف ] .
ضعفاء العقيلي 2/60 ، الجرح والتعديل 3/502 ، ثقات ابن حبان 6/306 ، تهذيب الكمال 9/165 ، الميزان 2/46 ، تهذيب التهذيب 1/603 ، التقريب 1926 .
__________
(1) في ( س ، ح ) :" ابن يحيى الحسنى " وهو تصحيف .
(2) قال السمعاني : هذه النسبة إلى بيع السَّقَط ، وهي الأشياء الخسيسة ، كالخرز والملاعق وخواتيم الشبه والحديد وغيرها . ثم ذكر أبا يحيى الحرشي من المشهورين بهذه النسبة . ( الأنساب 3/262 ) .
(3) في ( ت ، ط ) :" ياقوتان " ولم أتبين ما في ( م ) .
(4) في ( ض ) :" عز وجل " .
(5) هذه الكلمة سقطت من جميع النسخ ، وأضفتها من مصادر التخريج ، إذ لا يتم المعنى دون ذلك .
(6) في ( ت ، س ، ح ، ض ) :" روى " .(1/1)
* مسافع بن عبد الله بن شيبة بن عثمان العبدري ، أبو سليمان المكي ، الحجبي ، وقد ينسب لجده ، روى عن : جده شيبة ، وأبيه عبد الله بن شيبة ، وعبد الله بن عمرو ابن العاص وغيرهم . وعنه : مصعب بن شيبة ، ومنصور بن صفية ، والزهري ، وأبو يحيى رجاء بن صبيح وغيرهم . أخرج له مسلم ، وأبو داود ، والترمذي .
وثقه العجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي ، وابن حجر : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص424 ، الجرح والتعديل 8/432 ، ثقات ابن حبان 5/464 ، تهذيب الكمال 27/422 ، الكاشف 3/134 ، تهذيب التهذيب 4/55 ، التقريب 6586 .
* عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة السابعة بعد المائة .
* الزهري محمد بن مسلم ، سبق في المسألة الرابعة والعشرين ، وهو الحافظ الفقيه ، متفق على جلالته وإمامته وإتقانه .
* شعبة بن الحجاج العتكي ، سبق في المسألة الرابعة عشرة ، وهو ثقة حافظ متقن ، سماه الثوري أمير المؤمنين في الحديث .
التخريج :
- أخرجه الترمذي 2/216 ح878 ، والفاكهي في أخبار مكة 1/440 ح960 ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/214 ح7009 ، والدولابي في الكنى والأسماء 2/368 ح3048 ، وقوام السنة في الترغيب والترهيب 2/16 ح1057 من طريق يزيد بن زريع ،
وأحمد 2/213 ح7000، وابن خزيمة 4/219 ح2732، والحاكم 1/456، وابن الجوزي في مثير العزم الساكن ص146 ح137 من طريق عفان ،
وأحمد 2/314 ح7008 عن يونس بن محمد ،
وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/214 ح7008 ، وابن حبان في صحيحه 9/24 ح3710، وفي كتاب الثقات(1)6/306 من طريق هدبة بن خالد،
وابن بشران في الأمالي 1/79 ح144 من طريق عارم محمد بن النعمان ،
__________
(1) سقط من المطبوع قوله : " وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " والتصحيح من كتابه الصحيح وغيره .(1/2)
خمستهم ( يزيد ، وعفان ، ويونس ، وهدبة ، وعارم ) عن أبي يحيى رجاء بن صبيح الحرشي به بنحوه ، إلا أنه قال في رواية يونس بن محمد ، ورواية عفان - عند الحاكم فقط - : رجاء بن يحيى . وقال في رواية عارم : يحيى بن رجاء .
- وأخرجه عبد الرزاق(1)5/39 ح8921 عن ابن جريج ،
والفاكهي في أخبار مكة (2) 1/441 عن هارون بن موسى بن طريف ، عن ابن وهب ،
وابن خزيمة 4/219 ح2731 ، وأبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي في حديثه عن ابن ضريس ، ويوسف بن عاصم وغيرهما من المشايخ الورقة 16 ، والحاكم 1/456 - وعنه البيهقي في السنن الكبرى 5/75 ، وفي شعب الإيمان 7/583 ح3741 - من طريق أيوب بن سويد الرملي ،
والبيهقي في السنن الكبرى 5/75 ، وفي السنن الصغير 1/423 ح1672، وفي شعب الإيمان 7/584 ح3742 ، وفي الدلائل 2/52 من طريق أحمد بن شبيب ، عن أبيه شبيب بن سعيد الحبطي ،
ثلاثتهم ( ابن وهب ، وأيوب بن سويد ، وشبيب ) عن يونس بن يزيد الأيلي ،
كلاهما ( ابن جريج ، ويونس ) عن الزهري به بنحوه ، وزاد في رواية شبيب ، عن يونس :" ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب ، وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي "، وهو موقوف في رواية ابن جريج، ورواية ابن وهب، عن يونس ، ومرفوع في رواية أيوب بن سويد ، وشبيب بن سعيد ، عن يونس . وقد قال في رواية ابن جريج : عن مسافع الحجبي أنه سمع رجلاً يحدث عن عبد الله بن عمروٍ .
__________
(1) وقع في مصنف عبد الرزاق ، وأخبار مكة للفاكهي : عبد الله بن عمر . وهو تصحيف شائع ، والصواب : عبد الله بن عمرو بن العاص .(1/3)
- وأخرجه أبو القاسم البغوي في حديث علي بن الجعد ص251 ح1659 عن علي ابن الجعد ، عن شعبة أخبرنا رجل من قريش من بني جمح ، عن عبد الله بن عمروٍ به . فلم يصرح باسم مسافع بن شيبة ، ولفظه :" هو من حجارة الجنة - يعني الحجر - لولا ما يصيبه من الجنب والحيَّض ما مسه إنسان به داء إلا عوفي - يعني الحجر - " .
- وأخرجه الأزرقي في أخبار مكة 1/328 من طريق سعيد بن سالم القداح ، عن عثمان بن ساج ، عن المثنى بن الصباح ،
وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/432 - معلقاً - عن كلثوم بن جبر ،
وفيه - معلقاً أيضاً - عن زكريا بن أبي زائدة ، عن مصعب بن شيبة ،
ثلاثتهم ( المثنى ، وكلثوم ، ومصعب ) عن مسافع بن شيبة به بنحوه موقوفاً ، ولكنه أدخل المغيرة بن خالد بين مسافع ، وعبد الله بن عمرو ، وذلك في رواية كلثومٍ ومصعبٍ فقط ، وقال ابن أبي زائدة في روايته عن مصعب : عبد الله بن مسافع ، فقلب اسمه .
- وأخرجه عبد الرزاق 5/38 ح8915 ،
ومسدد في مسنده (المطالب العالية 2/36 ح1241) - ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 5/75 ، وفي شعب الإيمان 7/584 ح3743 - عن حماد بن زيد ،
والأزرقي في أخبار مكة 1/322 ، والفاكهي في أخبار مكة - أيضاً - 1/89 ح19 من طريق سفيان بن عيينة ،
والأزرقي 1/322 من طريق مسلم بن خالد ،
والأزرقي - أيضاً - 1/323 من طريق سعيد بن سالم ، عن عثمان بن ساج ،
والفاكهي 1/92 ح28 من طريق محمد بن جعشم ،
ستتهم ( عبد الرزاق ، وحماد ، وسفيان ، ومسلم ، وعثمان ، ومحمد بن جعشم ) عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح(1)،
وابن أبي شيبة 3/275 ح14146 عن ابن فضيل ، عن حصين ، عن مجاهد ،
وابن أبي شيبة 3/275 ح14149 من طريق سوادة بن أبي الأسود ، عن أبيه مسلم ابن مخراق البصري ،
__________
(1) سقط عطاء من الإسناد في رواية عثمان بن ساج ، وهي في أخبار مكة للأزرقي ، ولعله سقط من الطباعة .(1/4)
والأزرقي 1/327 من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، عن الليث بن سعد ، والفاكهي 1/440 ح961 ، وابن أبي حاتم في التفسير 3/711 ح3846 من طريق شريك ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن مصعب بن شيبة ، كلاهما ( الليث ، ومصعب ) عن المغيرة بن خالد ،
والأزرقي 1/325، والفاكهي 1/91 ح25 من طريق مروان بن معاوية ، عن العلاء ابن المسيب ، عن عمرو بن مرة ، عن يوسف بن ماهك ،
والأزرقي 1/322 و2/28 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار ، عن القاسم بن أبي بزة ،
والأزرقي - أيضاً - 1/328 من طريق يحيى بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه شعيب بن محمد ،
سبعتهم (عطاء بن أبي رباح ، ومجاهد ، وأبو الأسود ، والمغيرة ، ويوسف ، والقاسم، وشعيب ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص بهذا الحديث موقوفاً عليه إلا في رواية حماد ابن زيد ، عن ابن جريج ، عن عطاء فإنه قال : رفعه . وقد قرن عبد الرزاق ، ومحمد بن جعشم ، وعثمان بن ساج في روايتهم عن ابن جريج ، عن عطاء مع عبد الله بن عمروٍ كعب الأحبار .(1/5)
ولفظه في رواية عطاء : " لقد نزل الحجر وإنه أشد بياضاً من الفضة ، ولولا ما مسه من أرجاس الجاهلية وأنجاسها ما مسه ذو عاهة بعاهة إلا برأ ". وفي بعض رواياته بلفظه : " لولا ما يمسح به ذو الأنجاس من الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي ، وما من الجنة شيء إلا هو ". ولفظه في رواية مجاهد :" لقد نزل الحجر من الجنة ، وإنه أبيض من الثلج ، فما سوده إلا خطايا بني آدم ". ولفظه في رواية أبي الأسود :" حجوا هذا البيت واستلموا هذا الحجر ، فوالله ليرفعن أو ليصيبنه أمر من السماء ، إن كانا لحجرين أهبطا من الجنة فرفع أحدهما وسيرفع الآخر ، وإن لم يكن كما قلت فمن مر على قبري فليقل هذا قبر عبد الله بن عمروٍ الكذاب ". ولفظه في رواية يوسف بن ماهك :" نزل جبريل - عليه السلام - بالحجر من الجنة فوضعه حيث رأيتم ، وإنكم لن تزالوا بخير ما بقي بين ظهرانيكم ، فاستمتعوا منه ما استطعتم فإنه يوشك أن يجيء فيرجع به من حيث جاء ". ولفظه في رواية القاسم بن أبي بزة :" الركن والمقام من الجنة ". ولفظه في رواية شعيب :" كان الحجر الأسود أبيض كاللبن ، وكان طوله كعظم الذراع ، وما اسود إلا من المشركين ، كانوا يمسحونه ، ولولا ذلك ما مسه ذو عاهة إلا برأ ". وأما لفظه في رواية المغيرة بن خالد فهو بنحو لفظ مسافع ابن شيبة ، إلا أنه مختصر في رواية الليث بن سعد عنه.
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على مسافع بن شيبة من وجهين ، وقد تبين من التخريج السابق أنه قد روي عنه على ثلاثة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن مسافع بن شيبة ، عن عبد الله بن عمروٍ مرفوعاً ، وهذه رواية رجاء بن صبيح، ورواية الزهري - فيما رواه أيوب بن سويد، وشبيب بن سعيد الحبطي، عن يونس بن يزيد ، عنه -.(1/6)
الوجه الثاني : عن مسافع بن شيبة ، عن عبد الله بن عمروٍ موقوفاً ، وهذه رواية المثنى بن الصباح ، ورواية الزهري - فيما رواه ابن وهب ، عن يونس بن يزيد عنه - وهو الذي ذكره أبو حاتم عن الزهري ، وشعبة . ورواه علي بن الجعد ، عن شعبة ولكنه لم يصرح باسم مسافع، بل قال : رجل من قريش من بني جمح، مع أن مسافعاً عبدري، فلعله ظنه كذلك،أو تكون له نسبة في بني جمح من وجه آخر كالخؤولة ونحوها.
الوجه الثالث : عن مسافع بن شيبة ، عن المغيرة بن خالد ، عن عبد الله بن عمروٍ موقوفاً ، وهذه رواية كلثوم بن جبر ، ومصعب بن شيبة - فيما رواه عنه زكريا بن أبي زائدة - إلا أنه قلب اسمه فقال : عبد الله بن مسافع ، وهي رواية الزهري - فيما رواه عنه ابن جريج - لكنه لم يسم المغيرة بن خالد .
وقد اقتصر أبو حاتم على ذكر الوجهين الأولين ، وذكر أن الثاني أشبه - يعني بالصواب - وذكر أن رجاءً شيخ ليس بالقوي . وهذا أمر ظاهر وفق ما ذكره أبو حاتم .
ولكن قبل النظر في هذه الأوجه لابد من تحرير الاختلاف على الزهري في هذا الحديث ، حيث سبق أنه روي عنه على الأوجه الثلاثة كلها .
والمحفوظ عن الزهري أنه موقوف غير مرفوع ، فهو الذي لم يذكر غيره أبو حاتم عن الزهري . ثم إنه رواية ابن جريج ، ورواية عن يونس بن يزيد ، عن الزهري .
وأما الوجه المرفوع عن الزهري فهو مشهور من حديث أيوب بن سويد - وهو ضعيف كما سبق في المسألة رقم 105 - عن يونس بن يزيد ، عن الزهري . وقد استنكر الأئمة عليه هذا الحديث ، فقال ابن خزيمة : هذا الخبر لم يسنده أحد أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد - إن كان حفظ عنه -. وقال الحاكم : هذا حديث تفرد به أيوب بن سويد ، عن يونس ، وأيوب ممن لم يحتجا به ، إلا أنه من أجلة مشايخ الشام . وقد علق عليه الذهبي بقوله : ضعفه أحمد .(1/7)
وهذا الكلام يدل على أن حديث أحمد بن شبيب ، عن أبيه ، عن يونس المرفوع غير معروف ، ولم أجد من أخرجه غير البيهقي في كتبه الأربعة السابقة بإسناد واحدٍ فيها جميعاً قال : أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، حدثنا أحمد بن عبيد ، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ، حدثنا أحمد بن شبيب ... فذكره .
والظاهر أن رفعه وهم ممن دون أحمد بن شبيب . فإن حديث أحمد بن شبيب، عن أبيه لا بأس به ، كما قال ابن حجر ، وكتاب شبيب كتاب صحيح ، وقد كتبه عنه ابنه ، ذكر ذلك ابن المديني . ( انظر : تهذيب الكمال 12/360 ، التقريب 2739 ) .
والحاصل أن رفع هذا الحديث غير محفوظ عن الزهري ، ولكن يبقى أيهما أصح روايته عن الزهري ، عن مسافع ، عن عبد الله بن عمروٍ دون واسطة ، أو بذكر الواسطة بين مسافع ، وعبد الله بن عمروٍ ، وهما الوجهان الأول والثالث .
ولم يتعرض أبو حاتم لهذا الاختلاف في هذا الموطن ، ولكنه ذكره في كتاب الجرح والتعديل 8/432 ، ولم يذكر فيه عن الزهري غير الوجه الأول ، وإنما جعله من الاختلاف على مسافع نفسه ، وسيأتي بيانه .
وإذا تقرر أن المحفوظ عن الزهري روايته عن مسافع موقوفاً ، تبيَّن أنه قد تفرد برفعه عن مسافع رجاء بن صبيح ، وهو ضعيف - كما سبق - وقد أنكره عليه الأئمة غير أبي حاتم - أيضاً - فقد قال الترمذي بعد سياقه : هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفاً . وقال ابن خزيمة : لست أعرف أبا رجاءٍ هذا بعدالة ولا جرح ، ولست أحتج بحديثه . فعلم أن ابن خزيمة لا يصححه وإن أودعه في صحيحه ، كما هو الحال في حديث أيوب بن سويد السابق .
ويكفي في رد رواية رجاء بن صبيح هذه أنها مخالفة لرواية الناس عن مسافع - كما سبق ذكرهم في الوجهين الثاني والثالث - ثم إنها مخالفة للروايات الكثيرة عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً - كما سبق في التخريج - .(1/8)
هذا ما يتعلق بما ذكره أبو حاتم في هذه المسألة ، ولكن يبقى أيهما أصح جعله عن مسافع ، عن عبد الله بن عمرو مباشرة أو بواسطة ؟ قد يترجح القول بوجود الواسطة ، وإن كان رواته ليسوا بأقوى ممن لم يذكر الواسطة ، خاصة إذا أسقطت رواية الزهري للاختلاف عليه ، وذلك لاحتمال أن يكون مسافع هو الذي يسقط الواسطة مرة ويذكرها مرة ، ولا يبعد أن يكون الواسطة هو المغيرة بن خالد المخزومي .
وبناءً عليه فإن هذا الإسناد يبقى محل نظر ، فإن المغيرة لم يوثقه غير ابن حبان ، ولم يذكر فيه البخاري جرحاً ولا تعديلاً . ( الثقات 5/406 ، التاريخ الكبير 7/323 ) .
غير أن هذا المعنى ثابت عن عبد الله بن عمرو بن العاص من وجوه متعددة - كما سبق في التخريج - وهي وجوه تدل على شهرة هذا المعنى عنه لاختلاف طرقها وألفاظها وهي كلها موقوفة إلا ما جاء في حديث حماد بن زيد ، عن ابن جريج ، عن عطاء من قوله : رفعه . ولا شك أنه خطأ مخالف لرواية الجماعة عن ابن جريج، ومخالف للمحفوظ عن عبد الله بن عمرو بن العاص .
والظاهر أن هذا المعنى قد أخذه عبد الله بن عمرو عن أهل الكتاب ، مثل كعب الأحبار وغيره ، فقد قُرن معه في رواية عطاء بن أبي رباح - كما سبق - وانظر المسألة السابقة برقم 28/814 والله أعلم .(1/9)
113/900- سألت أبي عن حديثٍ رواه أبو سعيد الأشج ، عن أبي خالدٍ الأحمر ، عن ابن عجلان ، عن عبيد الله(1)بن عبد الله بن عاصم ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه قال : سمعت(2)عمر بن الخطاب يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد " فسمعت أبا سعيد الأشج يقول : كذا قال أبو خالد ، وأخطأ . ولم يبين ما الصواب(3). فسألت أبي عنه ، فقال : إنما هو ابن عجلان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
دراسة الرواة :
* أبو سعيد الأشج ، عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي ، الكوفي ، مات سنة 257 . روى عن: أبي خالدٍ الأحمر، وإسماعيل بن علية ، وأبي أسامة وغيرهم . وعنه: الجماعة ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، وابن أبي حاتم وغيرهم .
ثقة ، قال أبو حاتم : ثقة صدوق . وقال - أيضاً - : الأشج إمام أهل زمانه . وقال النسائي : صدوق . وقال - أيضاً -: ليس به بأس . وكذا قال ابن معين ، وزاد : ولكنه يروي عن قومٍ ضعفاء . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 5/73 ، ثقات ابن حبان 8/365 ، التعديل والتجريح 2/848 ، تهذيب الكمال 15/27، تذكرة الحفاظ 5/501 ، الإكمال لمغلطاي 7/381 ، تهذيب التهذيب 3/345 ، التقريب 3354.
* أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر ، سبق في المسألة التاسعة عشرة ، وهو صدوق يخطئ .
* محمد بن عجلان المدني ، سبق في المسألة الثانية بعد المائة ، وهو صدوق مشهور ، إلا أن في حديثه عن سعيد المقبري ونافع كلاماً .
* عبيد الله بن عبد الله بن عاصم ، لم أقف على هذا الاسم ، وهو خطأ ، وصوابه: عاصم بن عبيد الله ، وسيأتي .
__________
(1) في ( ض ) :" عبد الله بن عبد الله " .
(2) في ( ط ) :" فسمعت " .
(3) في ( س ، ح ) :" ولم يبين الصواب ".(1/1)
* عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي ، أبو محمد المدني ، ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومات سنة بضع وثمانين . وقد اختلف في سماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عدِّه في الصحابة ، فقد ذكره ابن حبان في الصحابة ، وقال : أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام ، وعامة روايته عن أصحابه . وقال الترمذي : رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه حرفاً ، وإنما روايته عن أصحابه .
وقال أبو حاتم : رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل على أمه، وهو صغير . وقال أبو زرعة: مديني أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ثقة صغير .
وقال ابن معين : لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال العجلي : تابعي ثقة من كبار التابعين .
طبقات ابن سعد 5/9 ، ثقات العجلي ص263 ، الجرح والتعديل 5/122 ، المراسيل ص91 ، ثقات ابن حبان 3/219 ، تاريخ الصحابة له ص153 ، أسد الغابة 3/5 ، تهذيب الكمال 15/140 ، الإصابة 3/62 ، تهذيب التهذيب 2/361 ، التقريب 3403 .
* عامر بن ربيعة بن كعب العنزي ، صحابي مشهور ، أسلم قديماً ، وهاجر الهجرتين ، وشهد بدراً وما بعدها، مات أيام قتل عثمان - رضي الله عنهما - وقيل غير ذلك .
تاريخ الصحابة ص184 ، تهذيب الكمال 14/17 ، الإصابة 2/249 ، التقريب 3088 .
* أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثامنة والثلاثين .
* عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري ، العدوي ، المدني ، مات سنة 132. روى عن عبد الله بن عمر ، وجابر ، وسالم بن عبد الله، وعبد الله بن عامر ، والقاسم بن محمد وغيرهم . وعنه : شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، ومالك - حديثاً واحداً فقط وقيل إنه لم يحدث عنه - والقطان وغيرهم .(1/2)
ضعيف ، ضعفه ابن معين ، والجوزجاني ، والنسائي ، وابن خراش وغيرهم . وقال أحمد : إلى الضعف ماهو . وقال - أيضاً – ليس بذاك . وأنكر ابن مهدي حديثه أشد الإنكار . وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم ، والبخاري : منكر الحديث ، زاد الأولان : مضطرب الحديث ، زاد أبو حاتم : ليس له حديث يعتمد عليه . وقال مالك : عجبت من شعبة هذا الذي ينتقي الرجال ، وهو يحدث عن عاصم بن عبيد الله . وقال ابن عيينة : كان الأشياخ يتقون حديث عاصم بن عبيد الله . وهو مشهور بالضعف كما قال النسائي .
قال في التقريب : [ ضعيف ] .
تاريخ الدوري 2/283 ، العلل ومعرفة الرجال 2/210 ، التاريخ الكبير 6/493 ، الضعفاء الصغير ص94 ، أحوال الرجال ص138 ، ضعفاء العقيلي 3/333 ، الجرح والتعديل 6/147 ، الكامل 5/225، تاريخ دمشق 25/256، تهذيب الكمال 13/500 ، الميزان 2/353 ، تهذيب التهذيب 2/254، التقريب 3065 .
التخريج :
لم أقف على حديث أبي خالد الأحمر ، عن ابن عجلان .
- وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1/119 ح117 ، والطبراني في الأوسط 5/352 ح5529 من طريق حاتم بن إسماعيل ،
والدارقطني في العلل 2/128 - معلقاً - عن خالد بن الحارث ، وبكر بن صدقة ، والليث بن سعد ،
أربعتهم ( حاتم ، وخالد ، وبكر ، والليث ) عن ابن عجلان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب به بنحوه ، إلا أنه أسقط عامر بن ربيعة في رواية بكر ، والليث ، ووقفه على عمر في رواية الليث وحده .
- وأخرجه ابن ماجه 2/964 ح2887 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1/120 ح118 عن أبي بكر بن أبي شيبة ،
وأحمد 1/25 ح167 ، و3/447 ح15698 ،
والحميدي 1/10 ح17 - ومن طريقه ابن أبي خيثمة في التاريخ ( تاريخ المكيين ص403 ح431 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/40 ح3801 - ،
والفاكهي في أخبار مكة 1/404 ح868 عن محمد بن أبي عمر ، ويعقوب بن حميد،(1/3)
وأبو يعلى 1/176 ح198 - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 25/258 ، والضياء في المختارة 1/252 ح143 - عن أبي خيثمة زهير بن حرب ، والقواريري ،
والهيثم بن كليب ( كما أخرجه من طريقه الضياء في المختارة 1/253 ح144 ) من طريق أبي خيثمة وحده ،
وابن جرير الطبري في التفسير 2/180 عن الفضل بن الصباح ،
وابن حبان في المجروحين 1/154 عن أحمد بن عيسى الهاشمي ، عن محمد بن عبد الأعلى ،
وابن عدي 5/226 من طريق إبراهيم بن بشار ،
والدارقطني في العلل 2/130من طريق علي بن المديني ،
والبيهقي في شعب الإيمان 8/40 ح3800 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 25/258 من طريق علي بن حرب الموصلي ،
جميعهم ( ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والحميدي ، وابن أبي عمر ، ويعقوب ، وأبو خيثمة ، والقواريري ، والفضل ، ومحمد بن عبد الأعلى ، وابن المديني ، وعلي بن حرب ) عن سفيان بن عيينة ،
وابن ماجه 2/964 ح2887 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1/119 ح116 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 25/257 من طريق محمد بن بشر ،
والمحاملي في الأمالي ص237 ح229 من طريق شجاع بن الوليد أبي بدر الكوفي ،
والدارقطني في العلل 2/17 - معلقاً - عن إسماعيل بن مسلم المكي ،
وفي العلل أيضاً 2/127-128 - معلقاً - عن زهير ، وابن نمير ، وعبدة بن سليمان، وأبي حفص الأبار ، وعلي بن مسهر ، وأبي أسامة ، ويحيى بن سعيد الأموي ،
وابن عساكر في تاريخ دمشق 25/257 من طريق عبد الله بن نمير ،
عشرتهم ( محمد بن بشر ، وإسماعيل بن مسلم ، وشجاع بن الوليد الكوفي ، وزهير ابن معاوية ، وعبد الله بن نمير ، وعبدة بن سليمان ، وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار ، وعلي بن مسهر ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، ويحيى بن سعيد الأموي ) عن عبيد الله بن عمر العمري ،
وعبد الرزاق 5/3 ح8796 - ومن طريقيه أحمد 3/446 ح15694 ، والضياء في المختارة 8/197 ح228 - عن ابن جريج ،
وأحمد 3/446 ح15697 عن أسود بن عامر ،(1/4)
وأبو بكر بن أبي شيبة 3/122 ح12661 - ومن طريقه الضياء في المختارة 8/196 ح227 - ،
والطبراني - أيضاً - ( كما أخرجه من طريقه الضياء في المختارة 8/196 ح227 ) من طريق عثمان بن أبي شيبة ،
والدارقطني في العلل 2/129 - معلقاً - عن يحيى بن طلحة ، وأسباط بن محمد ،
وابن عساكر في تاريخ دمشق 25/259 من طريق يحيى الحماني ،
ستتهم ( أسود، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأخوه عثمان ، ويحيى بن طلحة، وأسباط، والحماني ) عن شريك بن عبد الله القاضي ،
وأحمد 3/447 ح15701 - ومن طريقه الضياء في المختارة 8/195 ح224- من طريق فليح بن سليمان ،
والحارث بن أبي أسامة ( بغية الباحث ص124 ح364 ) ، والطبراني ( كما أخرجه من طريقه الضياء في المختارة 8/196 ح225 ) ، والدارقطني في العلل 2/130 من طريق محمد بن كثير ،
والدارقطني في العلل 2/130 ، وقوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب 2/15 ح1055 من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ ، عن حسين بن حفص الأصبهاني ،
والدارقطني في العلل 2/128 - معلقاً - عن أبي أحمد الزبيري ،
ثلاثتهم ( محمد بن كثير ، وحسين بن حفص ، وأبو أحمد ) عن سفيان الثوري ،
والدارقطني في الغرائب والأفراد ( كما في الأطراف 4/235 ح4153 ) من طريق الفضل بن سليمان النميري ، عن محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي المدني ،
وابن عساكر في تاريخ دمشق 25/257 من طريق خالد بن مخلد ، عن عبد الله بن عمر العمري ،(1/5)
ثمانيتهم ( ابن عيينة ، وعبيد الله بن عمر ، وابن جريج ، وشريك ، وفليح ، والثوري ، ومحمد بن عثمان ، وعبد الله بن عمر ) عن عاصم بن عبيد الله بهذا الحديث بنحوه ، وقد زاد فيه بعضهم زيادة يسيرة ، وهي : " تزيد في العمر والرزق ". وربما وقع في بعض طرقه مختصراً . إلا رواية فليح بن سليمان فإنها مختلفة عن بقية الروايات ، فهي بلفظ " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ". وفي رواية إسماعيل بن مسلم عن عبيد الله زاد في أوله أن عمر خطبهم فقال : فرقوا بين الحج والعمرة فإنه أتم لحجكم ... ثم ذكره موقوفاً على عمر .
وقد اختلفوا في إسناده ، ففي رواية ابن عيينة، وعبيد الله بن عمر ، من رواية الجماعة عن كل منهما ، جعلوه : عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر مرفوعاً ، وكذا في رواية عبد الله العمري ، ورواية يحيى بن طلحة ، عن شريك، ورواية حسين بن حفص ، عن الثوري ، عند الدارقطني فقط . وأسقط عامر بن ربيعة من الإسناد في رواية أحمد ، عن ابن عيينة ورواية ابن أبي شيبة ، عن ابن عيينة ، عند ابن ماجه فقط(1)، وأما روايته في الآحاد والمثاني فقد ذكر ابن أبي عاصم أنها بذكر عامر ، وفي موضع آخر من كتاب ابن أبي شيبة بإسقاطه ، وكذا أسقط عامر بن ربيعة في رواية علي بن مسهر ، وأبي أسامة ، ويحيى بن سعيد الأموي ، عن عبيد الله بن عمر ، وفي رواية أسباط بن محمد ، عن شريك ، ورواية أبي أحمد الزبيري ، عن الثوري ، ورواية حسين بن حفص ، عن الثوري عند قوام السنة فقط .
__________
(1) وقع في المطبوع من سنن ابن ماجه ذكر عامر بن ربيعة في رواية ابن ماجه هذه ، والصواب عدم ذكره في سنن ابن ماجه خصوصاً ، كما في تحفة الأشراف 8/35 ح10477، والمختارة 1/254 ، ومسند الفاروق 1/294.(1/6)
وجعله من مسند عامر بن ربيعة - بإسقاط عمر بن الخطاب - في رواية ابن جريج ، وفليح بن سليمان ، ورواية محمد بن كثير ، عن الثوري ، ورواية أسود بن عامر ، وابني أبي شيبة ، والحماني ، عن شريك ، إلا أنه في رواية أسود بن عامر ذكر وجهاً آخر - أيضاً - فقال : حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن أبيه ، عن النبي(1) - صلى الله عليه وسلم - قال أسود : وربما ذكر شريك عن عاصم ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه فذكره .
وفي رواية محمد بن عبد الأعلى ، عن ابن عيينة جعله : عن الزهري ، عن عبيد الله ابن عبد الله ، عن ابن عمر ، عن عمر . وفي رواية إسماعيل بن مسلم عن عبيد الله بن عمر جعله : عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر .
ولم يبين ابن طاهر في أطراف الغرائب كيفية رواية محمد بن عثمان المدني .
وقد ذكر ابن عيينة - في رواية الحميدي ، وابن المديني عنه - كلاماً في بيان الاختلاف في هذا الحديث ، وسيأتي ذكره .
- وأخرجه عبد الرزاق 5/3 ح8797 عن معمر ، عن ابن المنكدر ، عمن حدثه ،
والفاكهي في أخبار مكة 1/408 ح877 عن ابن أبي عمر ، عن سفيان ، عن أبي بكر الهذلي ، عن ابن دلاف ، عن أبيه ،
كلاهما ( شيخ ابن المنكدر ، ودلاف ) عن عمر بن الخطاب به بنحوه للأول ، ومختصراً للثاني بلفظ " ثم أبلغوا الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب " ، وهو موقوف على عمر في روايتيهما جميعاً .
الحكم عليه :
__________
(1) أشكل عليَّ فهم هذا الإسناد فسقته كما وقع ، وكأن هذا الإشكال قد ورد للحافظ ابن حجر ، فعقبه بقوله : كذا قال . ( انظر : أطراف المسند 2/634 ح2962 ، وإتحاف المهرة 6/397 ح6701 ) وظاهره أن عاصماً يرويه عن أبيه عبيد الله بن عاصم ابن عمر مرسلاً ، وهذا وجه غريب في هذا الحديث فالله أعلم .(1/7)
ذكر أبو سعيد الأشج أن أبا خالد الأحمر أخطأ في حديثه عن ابن عجلان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عاصم ، عن عبد الله بن عامر ... هذا الحديث . وذكر أبو حاتم أن الصواب فيه : ابن عجلان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقد تبين من التخريج السابق أن هذا الحديث قد اختلف فيه على ابن عجلان ، فروي عنه على عدة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن ابن عجلان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عاصم ، عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة ، عن أبيه ، عن عمر مرفوعاً ، وهذه رواية أبي خالدٍ الأحمر .
الوجه الثاني : عن ابن عجلان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر مرفوعاً ، وهذه رواية حاتم بن إسماعيل ، وخالد بن الحارث .
الوجه الثالث : عن ابن عجلان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن عمر مرفوعاً ، وبإسقاط عامر بن ربيعة ، وهذه رواية بكر بن صدقة .
الوجه الرابع : عن ابن عجلان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن عمر موقوفاً ، وبإسقاط عامر - أيضاً - ، وهذه رواية الليث بن سعد .
وقد اقتصر ابن أبي حاتم على الوجهين الأولين ، ونقل عن أبي سعيد الأشج أن الوجه الأول أخطأ فيه أبو خالد الأحمر ، ووافقه على ذلك أبو حاتم الرازي ، وهو كما قالا ، فإن الخطأ في رواية أبي خالدٍ بيِّن ، فقد أخطأ في اسم شيخ ابن عجلان ، وهو عاصم بن عبيد الله ، وسماه أبو خالد : عبيد الله بن عبد الله بن عاصم ، وغلط في ذلك أبو خالد ، فإن ابن عجلان لم يخطئ في اسم شيخه ، وأبو خالد صدوق يخطئ ، وقد سبق في ترجمته سياق كلام الأئمة فيه ، ومن ذلك قول ابن عدي : إنما أتي من سوء حفظه فيغلط ويخطئ . ونقل البزار اتفاق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظاً . فهذا الحديث مما أخطأ فيه .(1/8)
وقد ذكر أبو حاتم الرازي أن الوجه الثاني عن ابن عجلان هو الصواب ، ولكن قبل النظر في ذلك ينبغي النظر في الاختلاف على شيخ ابن عجلان، وهو عاصم بن عبيد الله، فقد اختلف عليه في هذا الحديث اختلافاً واسعاً ، وبيانه كالتالي :
الوجه الأول : عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر مرفوعاً ، وهذه رواية ابن عجلان - فيما رواه عنه حاتم بن إسماعيل ، وخالد بن الحارث - ، ورواية سفيان بن عيينة - فيما رواه عنه الجماعة - ورواية عبيد الله بن عمر - فيما رواه عنه الجماعة - أيضاً - ، ورواية شريك - فيما رواه عنه يحيى بن طلحة - ، ورواية الثوري - فيما رواه عنه حسين بن حفص عند الدارقطني - .
الوجه الثاني : عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن عمر مرفوعاً ، دون ذكر عامر بن ربيعة ، وهذه رواية ابن عجلان - فيما رواه عنه بكر بن صدقة - ، ورواية ابن عيينة - فيما رواه عنه أحمد بن حنبل ، وابن أبي شيبة في موضع - ، ورواية عبيد الله بن عمر - فيما رواه عنه : علي بن مسهر ، وأبو أسامة ، ويحيى بن سعيد الأموي - ، ورواية شريك - فيما رواه عنه أسباط بن محمد - ، ورواية الثوري - فيما رواه عنه أبو أحمد الزبيري ، وحسين بن حفص عند قوام السنة - .
الوجه الثالث : عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه مرفوعاً ، دون ذكر عمر بن الخطاب ، وهذه رواية ابن جريج ، وفليح بن سليمان - إلا أنه خالف في متنه - ورواية شريك - فيما رواه عنه : أسود بن عامر ، وابنا أبي شيبة أبو بكر ، وعثمان - ، ورواية الثوري - فيما رواه عنه محمد بن كثير - .
الوجه الرابع : عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن عمر موقوفاً ، وهذه رواية ابن عجلان - فيما رواه عنه الليث بن سعد - .(1/9)
فهذا إجمال الاختلاف على عاصم بن عبيد الله في هذا الحديث ، وإن كان في بعض أسانيده ما لم يتبين لي كيفية سياقه - كما سبقت الإشارة إليه - وهذا اختلاف شديد على عاصم بن عبيد الله، وقد بيَّن ابن عيينة سبب ذلك، فروى الحميدي، عن ابن عيينة قال: هذا الحديث حدثناه عبد الكريم الجزري، عن عبدة ، عن عاصم ، فلما قدم عبدة أتيناه لنسأله عنه ، فقال : إنما حدثنيه عاصم، وهذا عاصم حاضر ، فذهبنا إلى عاصمٍ فسألناه فحدثنا به هكذا - يعني على الوجه الأول - ثم سمعته منه بعد ذلك ، فمرة يقفه على عمر ولا يذكر فيه " عن أبيه " وأكثر ذلك كان يحدثه عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال سفيان : وربما سكتنا عن هذه الكلمة " يزيدان في الأجل " فلا نحدث بها مخافة أن يحتج بها هؤلاء - يعني القدرية - وليس لهم فيها حجة .
وكذلك روى ابن المديني ، عن ابن عيينة قال : رأيت عبد الكريم الجزري سنة ثلاث وعشرين، جاء إلى عبدة بن أبي لبابة وأنا جالس عنده، وذلك أول ما رأيت عبد الكريم، فقال له : ممن سمعت هذا الحديث - يعني " تابعوا بين الحج والعمرة " -؟ فقال عبدة : حدثنيه عاصم بن عبيد الله ، فحج عاصم فأتيناه فسألناه ، فحدثنا به ، وزاد : " ويزيدان في العمر "، قال سفيان : وكان ربما قال هذه الكلمة ، وربما سكت عنها - يعني " ويزيدان في العمر " قال سفيان : ثم سألوه عنه مرة أخرى فكأنه اختلط في إسناده قال مرة : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال مرة : عن عمر - رضي الله عنه - . أخرجه الدارقطني في العلل - كما سبق - ، وأخرج البخاري في التاريخ الأوسط 1/458 بعضه ، وانظر تاريخ دمشق 25/259 .(1/10)
وكلام ابن عيينة هذا يدل على أن أصل الاختلاف في هذا الحديث من عاصم بن عبيد الله نفسه ، ولذا قال يعقوب بن شيبة : رواه عاصم بن عبيد الله ... ، وهو مضطرب الحديث فاختلف عنه ... ثم ساق بعض الاختلاف وقال : ولا نرى هذا الاضطراب إلا من عاصم ، وقد بيَّن ابن عيينة ذلك ... ثم ذكر قوله . ( انظر تاريخ دمشق 25/259 ) .
وقال الدارقطني : يرويه عاصم بن عبيد الله ، ولم يكن بالحافظ ... وكان يضطرب فيه، ثم ذكر الدارقطني الاختلاف فيه، وطول في ذلك، ثم قال : ورواه سفيان بن عيينة عن عاصم فجوَّد إسناده ، وبين أن عاصماً كان يضطرب فيه ، فمرة ينقص من إسناده رجلاً ، ومرة يزيد فيه ، ومرة يقفه على عمر . ثم ذكر الدارقطني قول ابن عيينة : وأكثر ذلك كان يقوله : عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعاصم بن عبيد الله ليس بالحافظ .اهـ .
وهذا لا يمنع أن يكون بعض الاختلاف ممن دون عاصم بن عبيد الله ، ومن ذلك لفظ فليح بن سليمان فإنه منكر بهذا الإسناد ، ولم يأتِ به غير فليحٍ ، وهو : صدوق كثير الخطأ ( التقريب 5443 ) ، فالظاهر أنه انقلب عليه متنه ، ولم يحدث به عاصم بهذا اللفظ ، وإنما يحفظ لفظ فليحٍ من حديث أبي هريرة ( كما سبق في المسألة رقم 25 )، ومن ذلك -أيضاً- رواية محمد بن عبد الأعلى عن ابن عيينة بجعله : عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عمر ، عن عمر ، فإن هذا خطأ تفرد به أحمد بن العباس الهاشمي عن محمد بن عبد الأعلى وقد ذكره ابن حبان في ترجمة أحمد هذا وذكر أنه يقلب الأخبار ويهم في الآثار الوهم الفاحش والقلب الوحش لا يحل الاحتجاج به بحال ، ثم مثل بهذه الرواية .(1/11)
ومنه - أيضاً - رواية إسماعيل بن مسلم المكي عن عبيد الله بجعله : عن نافع، عن ابن عمر ، عن أبيه ، فإنه خلط بين حديثين فإن خطبة عمر صحيحة بهذا الإسناد ، وأما قوله : تابعوا ... فإنما هو عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله الدارقطني ، وقال : وهو الصواب. وإسماعيل بن مسلم ضعيف الحديث ، ( التقريب 484 ) .
والحاصل أن هذا الحديث قد اضطرب فيه عاصم بن عبيد الله ، إلا أن أقوى وجوهه: عن عاصم ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه ، عن عمر مرفوعاً ، كما يدل له كلام ابن عيينة ، والدارقطني ، وقد ذكر ابن أبي عاصم أنه المحفوظ ، إلا أن هذا لا يعني صحة هذا الإسناد لضعف عاصم بن عبيد الله وسوء حفظه ، ويؤكد ذلك اضطرابه في هذا الحديث .
وقد سبق في التخريج ذكر طريقين عن عمر لهذا الحديث ، وهما موقوفان عليه ، ولكنهما غير ثابتين - أيضاً - فأما أولهما فلأنه من حديث ابن المنكدر عمن حدثه عن عمر ، وهذا إسناد منقطع ، لا يعرف شيخ ابن المنكدر فيه .
وأما الثاني ففيه أبو بكر الهذلي . وهو أخباري متروك الحديث ( التقريب 8002 ) ، وشيخه ابن دلاف وأبوه لم أعرفهما .
وبهذا يتبين أن هذا الحديث لا يصح عن عمر بن الخطاب من جميع وجوهه المرفوعة والموقوفة .
ولكن لهذا الحديث شواهد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير حديث عمر بن الخطاب ، وهذا بيانها :
1- حديث عبد الله بن مسعود :(1/12)
- أخرجه الترمذي 2/164 ح810 ، والنسائي في المجتبى 5/115 وفي الكبرى 2/322 ح3610 ، وأحمد 1/378 ح3669 ، وابن أبي شيبة في المصنف 3/120 ح12638 ، وفي المسند 1/144 ح195 ، وأبو يعلى 8/389 ح4976 و9/153 ح5236 ، وابن جرير في التفسير 2/180 ، وابن خزيمة 4/130 ح2512 ، والطوسي في مستخرجه 4/16 ح745 ، والعقيلي 2/144 ، والهيثم بن كليب 2/74 ح587 ، وابن حبان 9/6 ح3693 ، والطبراني في الكبير 10/230 ح10406 ، وأبو نعيم في الحلية 4/110 ، والبغوي في شرح السنة 7/6 ح1843 من طرقٍ عن أبي خالدٍ الأحمر ، عن عمرو بن قيس ، عن عاصم بن بهدلة ، عن شقيق ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة " .
وقال الترمذي: حسن صحيح(1)غريب من حديث ابن مسعود . وكذا قال الطوسي، والبغوي . وقال أبو نعيم : غريب من حديث عاصم ، تفرد به عنه عمرو بن قيس الملائي.
وهذا إسناد غريب كما ذكر الترمذي ، وأبو نعيم ، فهو فرد ، وقد ذكر الدارقطني أنه تفرد به عمرو بن قيس ، عن عاصم ، عن شقيق ، وتفرد به أبو خالد ، عن عمرو بن قيس ( انظر : أطراف الغرائب والأفراد 4/161 ح3926 ) ، وهو كما ذكر فإنه لا يروى من هذا الوجه إلا من حديث أبي خالد ، لكنه روي عن عمرو بن قيس على غير هذا الوجه :
__________
(1) الذي في تحفة الأشراف 7/47 ح9274 : حسن غريب من حديث ابن مسعود . وليس فيها قوله : صحيح . إلا أن هذه الكلمة ثابتة في نسخ الترمذي التي رجعت إليها ، ومنها نسخة الكروخي المخطوطة . وهكذا نقله الطوسي ، والبغوي ، فلعله اختلاف قديم في النسخ ، والذي في التحفة أليق في الحكم على الحديث والله أعلم .(1/13)
فقد أخرجه ابن جرير في التفسير 2/180 قال : حدثنا ابن حميد ، عن الحكم بن بشير ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن عاصم ، عن زرٍ ، عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه .
وهذا اختلاف على عمرو بن قيس في إسناد هذا الحديث ، إلا أن شيخ ابن جرير وهو محمد بن حميد الرازي متهم ، وإن كان قد وثقه جماعة من الأئمة كابن معين وغيره ، فإن هذا قبل أن يتبين أمره ، وقد اتهمه أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن واره ، وعبد الرحمن ابن خراش ، وصالح جزرة ، وغيرهم من الأئمة ، ولذا قال ابن حجر : حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه . ( انظر : تهذيب الكمال 25/97 ، التقريب 5834 ) فلعلَّ ابن حميد أخذه عن أبي خالد وغيَّر فيه . ويدل لذلك نصوص الأئمة السابقة في غرابة حديث أبي خالد ، وأنه قد تفرد بهذا الحديث .
وبهذا يعود الحديث إلى أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ، وقد ذكره العقيلي في ترجمته في الضعفاء ، كالمستنكر له .
وأبو خالد سبقت ترجمته في المسألة التاسعة عشرة ، وسبق كلام الأئمة فيه ، ومن ذلك قول ابن عدي : إنما أتي من سوء حفظه فيغلط ويخطئ ، وقد قال ابن حجر : صدوق يخطئ . فمثله لا يحتمل هذا التفرد .
ثم في إسناده - أيضاً - عاصم بن بهدلة ، وهو ابن أبي النجود الكوفي ، وقد تكلم الأئمة في حفظه ، وأنه كان يخطئ . وقد قال ابن حجر : صدوق له أوهام ، حجة في القراءة ، وحديثه في الصحيحين مقرون . ( انظر تهذيب التهذيب 2/250 ، والتقريب 3054 ) فمثله - أيضاً - لا يحتمل التفرد .
وبناءً على هذا فلعلَّ الأولى في الحكم على هذا الحديث أنه حسن غريب ، كما هو في بعض نسخ الترمذي ، والله أعلم .
2- حديث ابن عباس :(1/14)
- أخرجه النسائي في المجتبى 5/115 ، وفي الكبرى 2/322 ح3611 - وعنه الطبراني في الكبير 11/107 ح11196 ، ومن طريق الطبراني الضياء في المختارة ( 97/99/2 كما في السلسلة الصحيحة للألباني 3/196 ) - وابن جميع الصيداوي في معجمه ص372 من طريق أبي داود سليمان بن سيفٍ الحراني ، عن أبي عتاب سهل بن حماد الدلال ، عن عزرة بن ثابت ،
وابن عدي 4/5، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص294 ح326 من طريق الحسن بن عثمان الزيادي، عن شعيب بن صفوان ، عن الربيع بن الركين الفزاري،
كلاهما ( عزرة ، والربيع ) عن عمرو بن دينار ،
والعقيلي 4/409 ، وابن الأعرابي 3/973 ح1071 ، والطبراني في الكبير 11/181 ح11428 - ومن طريقه الضياء في المختارة ( 63/14/1 كما في السلسلة الصحيحة للألباني 3/197 ) - من طريق يحيى بن بكير ، عن يحيى بن صالح الأيلي ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ،
والطبراني في الأوسط 1/139 ح3814 من طريق حمزة الزيات ، عن علي بن زيد ابن جدعان ، عن يوسف بن مهران ،
ثلاثتهم ( عمرو بن دينار ، وعطاء بن أبي رباح ، ويوسف بن مهران ) عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولفظه : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد " ولفظ يوسف بن مهران : " أديموا ... " ولفظ الربيع عن عمرو : " أدمنوا ... " ووقع في رواية عطاء بن أبي رباح عند العقيلي وحده ذكر إسماعيل بن أمية بدل : ابن جريج .
فهذه ثلاثة طرق عن ابن عباس ، فأما طريق عمرو بن دينار فله إسنادان ، تفرد بأحدهما سهل بن حماد الدلال ، وهو صدوق ، قال أحمد : لا بأس به . وقال أبو زرعة وأبو حاتم : صالح الحديث شيخ . ( انظر : تهذيب الكمال 12/179 ، والتقريب 2654 ) وقد نص على تفرده بذلك الدارقطني . ( انظر أطراف الغرائب 3/217 ح2471 ) . ومع ذلك فهذا الإسناد أحسن ما يروى به حديث ابن عباس ، وقد حسنه الذهبي ( انظر سير النبلاء 13/148 ) .(1/15)
وتفرد بالإسناد الآخر عن عمرو بن دينار : الربيع بن ركين الفزاري ، وقد ترجم له البخاري ، وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً ( انظر : التاريخ الكبير 3/274 ، والجرح والتعديل 3/460 ) ، وتفرد عن الربيع : شعيب بن صفوان الثقفي ، وهو مقبول ( التقريب 2803 ) .
وقد روي هذا الحديث عن عمرو بن دينار على وجوه أخرى كما سيأتي في ذكر حديث ابن عمر ، وحديث جابر بن عبد الله .
وأما حديث عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس ، فقد تفرد به يحيى بن صالح الأيلي، وقد أشار إلى تفرده الدارقطني . ( انظر أطراف الغرائب 3/271 ح2628 ) . ووقع عنه مرة : عن ابن جريج ، عن عطاء ، ومرة : عن إسماعيل بن أمية ، عن عطاء. مع أن الإسناد إليه واحد ، حيث تفرد عنه يحيى بن بكير . وعلى كل احتمال فقد ترجم العقيلي ليحيى ابن صالح الأيلي ، وذكر أنه روى عن إسماعيل بن أمية عن عطاء أحاديث مناكير ، أخشى أن تكون منقلبة ، هي بعمر بن قيس أشبه . ثم مثَّل العقيلي بهذا الحديث وغيره . ( وانظر - أيضاً - الميزان 4/386 ) .
وأما حديث يوسف بن مهران ، عن ابن عباس فقد تفرد به علي بن زيد بن جدعان ، كما نص على ذلك الطبراني ، وعلي بن زيد ضعيف ( التقريب 4734) .
فهذا محصل الكلام على طرق حديث ابن عباس .
3- حديث ابن عمر :
- أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 1/405 ح869 ، وابن حبان في المجروحين 1/102 ، وابن عدي 1/228 من طريق إبراهيم بن يزيد، عن أيوب ، عن نافع ،
والفاكهي في أخبار مكة - أيضاً - 1/405 ح870 ، وابن الأعرابي في معجمه 2/737 ح1498 ، وابن عدي 1/228 ، وأبو بكر بن المقرئ في حديثه ص156 ح15 من طريق إبراهيم بن يزيد ، عن عبدة بن أبي لبابة ،
والحارث بن أبي أسامة ( بغية الباحث ص124 ح365 ) عن هوذة ، عن داود بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن لعبد الله بن عمر ،
والطبراني في الكبير 12/456 ح13651 من طريق حجاج بن نصير ، عن ورقاء ، عن عمرو بن دينار ،(1/16)
وتمام في فوائده 1/23 ح31 من طريق عثمان بن سعيد الصيداوي ، عن سليمان بن صُلْحٍ(1)، عن ابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت - عن منصور بن المعتمر ، عن الشعبي ،
خمستهم ( نافع ، وعبدة ، وابن عبد الله بن عمر ، وعمرو بن دينار ، والشعبي ) عن عبد الله بن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو هذا الحديث وزاد في رواية الشعبي فقط أنها تزيد في العمر والرزق . وقد نسب أيوبَ في رواية نافع عند الفاكهي ، وابن عدي بأنه : أيوب ابن موسى . وفي رواية ابن حبان ذكر أنه : أيوب السختياني .
فهذه خمسة طرق عن ابن عمر لهذا الحديث ، فأما الأولان منهما فقد تفرد بهما إبراهيم بن يزيد الخوزي ، وهو متروك الحديث ، كما سبق مراراً ( وانظر التقريب 272 ) .
__________
(1) هكذا وقع ضبطه في فوائد تمام ، وذكر محققه أن الحافظ عبد الغني المقدسي - وهو كاتب النسخة - شكله هكذا . ووقع في الغرائب للدارقطني : سليم بن صالح ( انظر الأطراف 3/404 ح3066 ) ، وفي مسند الشاميين 1/112 ح170 : سليمان بن صالح . وبقية الحديث مخروم . وهكذا سماه المزي في الرواة عن ابن ثوبان 17/13 وزاد في نسبه : الصيداوي . فالله أعلم .(1/17)
وأما الطريقان الثالث والرابع فهما من أوجه الاختلاف على عمرو بن دينار - وقد سبق ذكر الوجه الأول في حديث ابن عباس ، وسيأتي وجه آخر في حديث جابر - وقد تفرد بالطريق الثالث هوذة بن خليفة ، وقد أثنى عليه أحمد وغيره ، وقال أبو حاتم : صدوق . وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات . ولكن تكلم فيه ابن معين ، فقال : هوذة لم يكن بالمحمود ، قيل له : لمَ ؟ قال : لم يأت أحد بهذه الأحاديث كما جاء بها ، وكان أطروشاً . ( انظر تهذيب الكمال 30/320 ) ولم يخرجه غير الحارث بن أبي أسامة ، وهو وإن كان حافظاً عارفاً بالحديث كما قال الذهبي إلا أنه قد تكلم فيه ، قال الدارقطني : اختلف فيه أصحابنا ، وهو عندي صدوق . ( انظر : سؤالات الحاكم للدارقطني ص115 ، والميزان 1/442 ) . والطريق الرابع فيه حجاج بن نصير ، وهو ضعيف وكان يقبل التلقين ( التقريب 1139 ) .
وأما الطريق الخامس ففيه عثمان بن سعيد الصيداوي ، وشيخه ولم أقف لهما على ترجمة ، وفيه : عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي ، وهو صدوق يخطئ ورمي بالقدر ، وتغير بأخرة . ( التقريب 3820 ، وانظر : تهذيب الكمال 17/12 ) ، ثم أين أصحاب منصور عن هذا الإسناد الذي هو فرد تفرد به شيخ عثمان بن سعيد كما نص على ذلك الدارقطني ( انظر أطراف الغرائب والأفراد 3/404 ح3066 ) ، فلا شك أنه إسناد ساقط .
4- حديث جابر بن عبد الله :
- أخرجه البزار ( كشف الأستار 2/37 ح1147 ) من طريق بشر(1)بن المنذر ، عن محمد بن مسلم ، عن عمرو بن دينار ،
والطبراني في الأوسط 5/170 ح4977 من طريق أبي بكر بن عياش ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ،
وابن عدي 6/219 من طريق محمد بن عبد الله العمي ، عن أيوب ، عن محمد بن المنكدر ،
__________
(1) وقع في المطبوع من كشف الأستار : شبيب بن المنذر ، وهو تصحيف ، والتصحيح من مجمع الزوائد 3/277 وغيره .(1/18)
ثلاثتهم ( عمرو بن دينار ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، ومحمد بن المنكدر ) عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث بنحوه ، إلا أنه قال في رواية ابن عقيل : " أديموا " .
فهذه ثلاثة طرق عن جابر بن عبد الله ، فأما الأول ففيه بشر بن المنذر الرملي ، وقد سبقت ترجمته في المسألة رقم 105 وفيها: قال أبو حاتم: كان صدوقاً. وذكره ابن حبان في الثقات . وذكره العقيلي في الضعفاء ، وقال : في حديثه وهم . وفي إسناده - أيضاً - محمد بن مسلم الطائفي ، وقد سبقت ترجمته في المسألة الأربعين، وقد قال الذهبي : فيه لين وقد وُثِّق ، وقال ابن حجر : صدوق يخطئ من حفظه.
ثم إن هذا الطريق أحد وجوه الاختلاف على عمرو بن دينار في هذا الحديث ، وقد تبين من سياق الأحاديث السابقة أن أوجه الاختلاف على عمرو بن دينار تتلخص بما يلي :
الوجه الأول : عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس مرفوعاً ، وهذه رواية عزرة بن ثابت ، والربيع بن ركين الفزاري .
الوجه الثاني : عن عمرو بن دينار ، عن ابن لعبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً ، وهذه رواية داود بن عبد الرحمن العطار .
الوجه الثالث : عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر مرفوعاً ، وهذه رواية ورقاء بن عمر اليشكري .
الوجه الرابع : عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً ، وهذه رواية محمد بن مسلم الطائفي .
وقد سبق الكلام على كل وجهٍ من هذه الوجوه بمفرده ، وأنه ليس منها طريق واحد يمكن الاعتماد عليه والجزم بثبوته عن عمرو بن دينار ، ثم إن هذا الاختلاف الشديد يدل على وهن هذا الحديث عن عمرو بن دينار ، ومع ذلك فإن أقوى هذه الأوجه الوجه الأول بجعله من مسند ابن عباس .
وأما الطريق الثاني عن جابر بن عبد الله فهو رواية ابن عقيل ، وقد قال الطبراني : لم يروِ هذا الحديث عن ابن عقيل إلا يزيد ، ولا عن يزيد إلا أبو بكر بن عياش .(1/19)
وابن عقيل صدوق في حديثه لين ، ويقال : تغير بأخرة ( التقريب 3592 ) .
وأما الطريق الثالث فقد ذكره ابن عدي في ترجمة العمي مستنكراً له ، وقال : وله عن أيوب غير حديث غريب . والعمي هذا لين الحديث ( التقريب 6058 ) ، وقد تفرد بهذا الإسناد .
5- حديث أبي هريرة :
- أخرجه الحارث بن أبي أسامة ( بغية الباحث ص124 ح363 ) عن داود بن المحبَّر ، عن عباد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث بنحوه .
وهذا إسناد ساقط ، داود بن المحبر متروك ( التقريب 1811 ) ، ثم إنه قد وقع في المطالب العالية مرسلاً ( انظر المطالب العالية 2/11 ح1158 ) ، وهكذا ذكره البوصيري كما ذكره محقق المطالب .
فهذا جميع ما وقفت عليه من الأحاديث الواردة في هذا المعنى ، وقد تبين أنه ليس فيه حديث ثابت بنفسه ، بل كل ما ورد في هذا لا يخلو من كلام - كما سبق- ومنها طرق ساقطة، وأخرى خطأ لا يلتفت إليها ، ولكن فيها طرق يمكن تعاضدها وشدُّ بعضها ببعض، خاصة أنها في فضيلة من الفضائل، والفضائل يتسمح فيها مالا يتسمح في غيرها، والله أعلم .(1/20)
114/901- سألت أبي عن حديثٍ رواه يعقوب بن سفيان، عن عمرو بن عاصم ، عن عبيد الله بن الوازع ، عن ليث بن أبي سليم(1)، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي :" أنه كان إذا سافر وركب قال : الحمد لله الذي سخر لنا هذا ... وذكر الحديث ". فقال : هذا حديث ليس له أصل بهذا الإسناد .
دراسة الرواة :
* يعقوب بن سفيان الفارسي ، أبو يوسف الفسوي ، مات سنة 277 . روى عن : سعيد بن منصور، وسليمان بن حرب ، والحميدي ، وعمرو بن عاصم وغيرهم، وعنه: الترمذي ، والنسائي ، وعبد الله بن جعفر " درستويه " وغيرهم.
حافظ مشهور صاحب تصانيف ، قال ابن حبان : كان ممن جمع وصنف وأكثر ، مع الورع والنسك والصلابة في السنة . وقال الحاكم : إمام أهل الحديث بفارس .
قال في التقريب : [ ثقة حافظ ] .
الجرح والتعديل 9/208 ، ثقات ابن حبان 9/287 ، تهذيب الكمال 32/324 ، تذكرة الحفاظ 2/582 ، تهذيب التهذيب 4/441 ، التقريب 7817 .
* عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع الكلابي القيسي ، أبو عثمان البصري ، مات سنة 213. روى عن : جده عبيد الله ، وحماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وشعبة وغيرهم . وعنه : البخاري ، وابن المديني ، ويعقوب بن سفيان وغيرهم . أخرج له الجماعة .
وثقه ابن سعد . وقال ابن معين : صالح . وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال أبو داود : لا أنشط لحديثه .
قال الذهبي : صدوق مشهور من علماء التابعين .
وقال ابن حجر : [ صدوق في حفظه شيء ] .
طبقات ابن سعد 7/305 ، سؤالات الآجري 1/359 ، الجرح والتعديل 6/250 ، ثقات ابن حبان 8/481 ، تهذيب الكمال 22/87 ، الميزان 3/269 ، تهذيب التهذيب 3/282 ، التقريب 5055 .
* عبيد الله بن الوازع الكلابي البصري ، روى عن : أيوب السختياني ، وهشام بن عروة وغيرهما . وتفرد عنه حفيده عمرو بن عاصم . أخرج له الترمذي ، والنسائي .
__________
(1) في ( ت ، م ، ط ) :" سليمان " وهو تصحيف .(1/1)
ذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن جرير : غير معروفٍ في نقلة الآثار .
قال في التقريب : [ مجهول ] .
ثقات ابن حبان 8/403 ، تهذيب الكمال 19/172 ، الميزان 3/17 ، تهذيب التهذيب 3/30 ، التقريب 4348 .
* ليث بن أبي سليم الكوفي ، سبق في المسألة الثلاثين ، وهو صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك .
* أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، سبق في المسألة الثالثة عشرة ، وهو ثقة مكثر عابد ، واختلط بأخرة .
* الحارث بن عبد الله الأعور الهمْداني، الحوتي - بضم الحاء المهملة، وبالتاء المثناة - أبو زهير الكوفي ، صاحب علي ، روى عن : علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وزيد ابن ثابت وغيرهم . وعنه : الشعبي ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم . أخرج له الأربعة .
كذبه الشعبي ، وأبو إسحاق ، وابن المديني وغيرهم . وذكر إبراهيم أن الحارث اتهم.
وضعفه ابن سعد، وابن معين - في رواية - وأبو حاتم، والترمذي، والدارقطني وغيرهم . وقال أبو زرعة : لا يحتج بحديثه . وقال أبو حاتم : ليس بالقوي ولا ممن يحتج بحديثه . وقال النسائي : ليس بقوي .
وذكره ابن حبان في المجروحين وقال : كان غالياً في التشيع واهياً في الحديث .
وذكره البخاري ، وأبو زرعة ، والنسائي ، والعقيلي ، وابن عدي وغيرهم في الضعفاء . وقال ابن عدي : وعامة ما يرويه غير محفوظ .
ومع أن الجمهور على ضعفه إلا أنه قد وثقه ابن معين في رواية الدارمي ، ثم تعقبه الدارمي بقوله : لا يتابع عليه . وقال ابن معين - أيضاً - : ليس به بأس . وكذا قال النسائي - مرة أيضاً - ووثقه أحمد بن صالح وذكر أن كذبه إنما هو في رأيه ، وذكره ابن شاهين في الثقات . وكذا ذكره العجلي في الثقات إلا أنه نقل اتهام إبراهيم له .(1/2)
قال الذهبي : من كبار علماء التابعين على ضعف فيه ... ثم قال : والجمهور على توهين أمره مع روايتهم لحديثه في الأبواب ، فهذا الشعبي يكذبه ، ثم يروي عنه ، والظاهر أنه يكذب في لهجته وحكاياته ، وأما في الحديث النبوي فلا ، وكان من أوعية العلم .
وقال في التقريب : [ كذبه الشعبي في رأيه ، ورمي بالرفض ، وفي حديثه ضعف ، وليس له عند النسائي سوى حديثين ] .
طبقات ابن سعد 6/168 ، تاريخ الدارمي ص90 ، الضعفاء الصغير للبخاري ص28 ، أحوال الرجال ص41 ، الكنى لمسلم ص339 ، ثقات العجلي ص103 ، الضعفاء لأبي زرعة الرازي 2/606 ، ضعفاء النسائي ص29 ، ضعفاء العقيلي 1/208 ، المجروحين 1/222 ، ثقات ابن شاهين ص108 ، الجرح والتعديل 3/78 ، الكامل 2/185 ، تهذيب الكمال 5/244 ، الميزان 1/435 ، تهذيب التهذيب 1/331 ، التقريب 1029 .
* علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثالثة عشرة .
التخريج والحكم عليه :
سبق تخريج هذا الحديث والحكم عليه في المسألتين رقم 13/799 و14/800 .(1/3)
115/902- سألت أبي رواه عن حديث مروان الفزاري ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى الأنثى من الخيل الفرس " . فقال : هذا حديث مشهور، رواه جماعة عن أبي حيان، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أنه ذكر الغلول فقال : لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على عنقه فرس " فاختصر مروان هذا الحديث لما قال :" يحملها على رقبته " أي جعل الفرس أنثى حين قال : يحملها ، ولم يقل : يحمله .
دراسة الرواة :
* مروان بن معاوية الفزاري ، سبق في المسألة الخامسة والخمسين ، وهو ثقة حافظ ، وكان يدلس أسماء الشيوخ .
* أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي ، مات سنة 145، روى عن : أبيه ، وأبي زرعة بن عمرو بن جرير ، والشعبي وغيرهم ، وعنه : أيوب السختياني ، والأعمش ، والثوري ، وشعبة ، ومروان بن معاوية وغيرهم .
ثقة لا شك فيه ، كان الثوري يعظمه ويوثقه . وقال العجلي : ثقة كان خياراً صالحاً ، صاحب سنة .
قال في التقريب : [ ثقة عابد ] .
ثقات العجلي ص471 ، الجرح والتعديل 9/149 ، تهذيب الكمال 31/323 ، تهذيب التهذيب 4/357 ، التقريب 7555 .
* أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي ، سبق في المسألة السادسة والتسعين ، وهو تابعي ثقة .
* أبو هريرة - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
التخريج :
- أخرجه أبو داود 2/236 ح2539 ، والحاكم 2/144 - وعنه البيهقي 6/330 - من طريق موسى بن مروان الرقي(1)،
وابن حبان 10/534 ح4680 من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد ،
كلاهما ( موسى ، وعمرو ) عن مروان بن معاوية الفزاري به بنحوه .
- وأخرجه البخاري 4/90 ح3073 ، والبيهقي 9/101 من طريق يحيى بن سعيد القطان ،
__________
(1)
(1) وقع في المستدرك : موسى بن سهل ، وهو تصحيف ، وتصحيحه من سنن البيهقي حيث رواه عنه . وانظر إتحاف المهرة 16/53 ح20366 .(1/1)
ومسلم 6/10 ح1831 ، وأحمد 2/426 ح9503 من طريق إسماعيل بن علية ،
ومسلم 6/10 ح1831 ، وابن أبي شيبة 6/525 ح33530 ، والبيهقي في شعب الإيمان 4/61 ح4330 من طريق عبد الرحيم بن سليمان ،
ومسلم 6/10 ح1831 ، وأبو يعلى 10/485 ح6098 - وعنه ابن حبان 11/184 ح4848 - من طريق جرير بن عبد الحميد ،
ومسلم 6/10 ح1831 ، وأبو عوانة 4/397 ح7079و7080 ، والبيهقي 9/101 من طريق أيوب السختياني ، وعلقه البخاري 4/90 عن أيوب ،
ومسلم 6/10 ح1831 ، وأبو عوانة 4/397 ح7079 من طريق حماد بن زيد ،
وأبو إسحاق الفزاري في السير ص267 ح486 ،
ويعقوب بن شيبة في مسند عمر بن الخطاب ص87 ، وأبو عوانة 4/396 ح7078 من طريق يعلى بن عبيد ،
وأبو عوانة 4/397 ح7081 ، وابن المنذر في الأوسط 11/53 ح6441 من طريق سفيان الثوري ،
وأبو عوانة 4/396 ح7077 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة ،
وأبو سعيد الرازي الصوفي في حديثه عن ابن الضريس ، ويوسف بن عاصم وغيرهما الورقة 15 من طريق يزيد بن زريع ،(1/2)
جميعهم ( 11 راوياً ، وهم : القطان ، وابن علية ، وعبد الرحيم ، وجرير، وأيوب ، وحماد بن زيد، وأبو إسحاق الفزاري، ويعلى ، والثوري ، وأبو أسامة ، ويزيد ) عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث الغلول مطولاً ، ولفظه :" قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ، قال : لا ألفينَّ أحدكم يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة ، يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك ، وعلى رقبته بعير له رغاء ، يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك ، وعلى رقبته صامت فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك ، أو على رقبته رقاع تخفق فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئاً ، قد أبلغتك " . هذا لفظ رواية القطان عند البخاري ، والبقية بنحوه ، وربما زاد فيه بعضهم يسيراً أو نقص . ولكن منهم من يقول كما في هذه الرواية :" فرس له حمحمة ". ومنهم من يقول :" فرس لها حمحمة ".
- وأخرجه مسلم 10/485 ح1831 ، وأبو يعلى 10/469 ح6083 - وعنه ابن حبان 11/182 ح4847 - من طريق جرير بن عبد الحميد ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة به بنحو حديث الغلول المطول . ورواية مسلم مقرونة قرن فيها جرير بين أبي حيان ، وعمارة بن القعقاع .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم في هذه المسألة أن مروان الفزاري قد اختصر هذا الحديث عندما رواه عن أبي حيان بلفظ :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى الأنثى من الخيل الفرس ". وأن أصل هذا الحديث حديث الغلول المطول ، كما هو مشهور عن أبي حيان ، وقد رواه عنه جماعة ، ولكن مروان الفزاري لما رأى الضمير عاد إلى الفرس بصيغة التأنيث عبَّر عن ذلك بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى الأنثى من الخيل الفرس .(1/3)
وما ذكره أبو حاتم بيِّن جداً من التخريج السابق ، فإن الجماعة من الثقات الأثبات ، وهم : القطان ، وابن علية ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وأيوب ، وحماد بن زيد ، وجرير بن عبد الحميد ، ويعلى بن عبيد ، وأبو إسحاق الفزاري ، والثوري ، وأبو أسامة ، ويزيد بن زريع ، كل هؤلاء رووا هذا الحديث عن أبي حيان بقصة الغلول مطولة - كما سبق - .
وأما اللفظ الذي جاء به مروان الفزاري فلم يروه عن أبي حيان أحد سواه ، وهذا يؤكد أن أبا حيان لم يحدث به على هذا الوجه ، وإنما صنع ذلك مروان الفزاري ، وكأن مراده الاستنباط من الحديث ، لا روايته .
وبهذا يعلم أن هذا الحديث باللفظ الذي رواه مروان الفزاري غير ثابت ، وأن تصحيح ابن حبان ، والحاكم وغيرهما له فيه نظر . وإنما الثابت في هذا قصة الغلول بطولها ، وقد أخرج ذلك البخاري ، ومسلم في صحيحيهما - كما سبق - .
ولكن بقي ما سبقت الإشارة إليه في سياق لفظ الحديث ، وهو أن بعضهم رواه بلفظ " فرس له حمحمة " بالضمير المذكر ، وبعضهم قال :" لها حمحمة " بالضمير المؤنث ، وهذا اختلاف غير مؤثر على أصل الحديث ، لأن الفرس في اللغة يطلق على الذكر والأنثى ( انظر : القاموس المحيط 2/245 ، كتاب الخيل لابن جزي الغرناطي ص44 ، لسان العرب 6/159 ) .
والظاهر أن الرواية التي وقعت لمروان بالضمير المؤنث كما يدل له كلام أبي حاتم ، وهو الذي جعله يختصره بهذا اللفظ ، ولو كانت وقعت له الرواية التي فيها تذكير الفرس لما أمكنه أن يعبر بهذا اللفظ ، ولكن اختلاف الرواة في تذكير الفرس في هذا الموطن وتأنيثه يدل على أن ما فعله مروان - رحمه الله - فيه خلل شديد ، بل إن ألفاظ هذا الحديث في الصحيحين جميعاً كلها بتذكير الفرس .
والمقصود أن علة هذا الحديث علة دقيقة وقد تنبه لها أبو حاتم -رحمه الله- والله أعلم.(1/4)
116/903- سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه ابن عيينة ، عن عمر بن ذرٍ ، عن ابن أخي أنس ، عن عمه أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علياً إلى قومٍ يقاتلهم وَوَجَّه خلفه رجلاً(1)فقال : لا تدعه من خلفه " قال أبي وأبو زرعة : هذا خطأ، أخطأ فيه ابن عيينة، وليس هو بابن أخي أنس ، إنما هو يحيى بن أبي إسحاق ، عن عمه ، وعمه ليس هو أنس ابن مالك وهو مرسل ، قلت لأبي زرعة : من عمه ؟ قال : لا أدري من عنى .
دراسة الرواة :
* سفيان بن عيينة ، سبق في المسألة التاسعة والأربعين ، وهو ثقة حافظ فقيه إمام حجة .
* عمر بن ذرٍ الهمْداني المُرْهِبي ، أبو ذر الكوفي ، مات سنة 153 وقيل غير ذلك ، روى عن : أبيه ، ومجاهد ، ويحيى بن إسحاق وغيرهم. وعنه : ابن عيينة ، وابن المبارك ، ووكيع وغيرهم .
ثقة ، وثقه يحيى بن سعيد ، وابن معين ، والنسائي ، والعجلي ، والدارقطني وغيرهم . ولكنه كان رأساً في الإرجاء كما قال أبو داود وغيره من الأئمة .
قال في التقريب : [ ثقة رمي بالإرجاء ] .
تاريخ الدوري 2/428 ، ثقات العجلي ص356 ، الجرح والتعديل 6/107 ، تهذيب الكمال 21/334 ، تهذيب التهذيب 3/223 ، التقريب 4893 .
* ابن أخي أنس : المقصود به في رواية سفيان بن عيينة خاصة : إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة ، كما سيأتي مصرحاً به ، وهو :
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، أبو يحيى المدني ، مات سنة 132 ، روى عن : عمه أنس بن مالك ، وأبيه عبد الله بن أبي طلحة وغيرهما ، وعنه : مالك ، وابن جريج ، وابن عيينة وغيرهم .
متفق على توثيقه . وقال ابن معين : ثقة حجة . وكذا قال في التقريب .
الجرح والتعديل 2/226 ، تهذيب الكمال 2/444 ، تهذيب التهذيب 1/122 ، التقريب 367 .
* أنس بن مالك - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الخامسة .
__________
(1) وقع في جميع النسخ :" رجلٌ " بالرفع ، وهو لحن ، والصواب بالنصب .(1/1)
* يحيى بن أبي إسحاق ، الظاهر أن المراد به :
يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي مولاهم ، البصري ، مات سنة 136 ، روى عن : أنس بن مالك ، وسالم بن عبد الله بن عمر وغيرهما ، وعنه : إسماعيل بن علية ، وشعبة ، والثوري وغيرهم .
وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والنسائي . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال أبو حاتم : لا بأس به صالح .
وقال ابن معين - في رواية - : في حديثه بعض الضعف . وذكره العقيلي في الضعفاء وروى عن عبد الله بن أحمد أنه سأل أباه عنه فقال : في حديثه نكارة .
لخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق ربما أخطأ ] .
طبقات ابن سعد 5/254 ، ضعفاء العقيلي 4/399 ، الجرح والتعديل 9/125 ، ثقات ابن حبان 5/524 ، تهذيب الكمال 31/199 ، تهذيب التهذيب 4/338 ، التقريب 7501 .
التخريج :
- أخرجه الطحاوي في شرح المعاني 3/207 ح5081 من طريق الحميدي ،
والطبراني في الأوسط 8/159 ح8265 ، والبغوي في الأنوار 2/713 ح1140 من طريق عثمان بن يحيى القرقساني ،
كلاهما ( الحميدي، وعثمان القرقساني ) عن ابن عيينة بهذا الحديث، ولفظه كاملاً: " بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب إلى قوم يقاتلهم ، ثم بعث إليه رجلاً فقال : لا تدعه من خلفه ، وقل له : لا تقاتلهم حتى تدعوهم ". هذا لفظ عثمان . ولفظ الحميدي بنحوه وفيه :" وائته من بين يديه". وقد صرح في رواية عثمان باسم ابن أخي أنس، وهو: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة .
وعلقه الدارقطني في العلل 6/115 بقوله : وقيل : عن ابن عيينة ، عن عمر بن ذر، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس .
- وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 5/217 ح9424 ،
وابن أبي شيبة 6/476 ح33056 ، وإسحاق بن راهويه ( المطالب العالية 2/332 ح2034 ) عن وكيع ،
والدارقطني في العلل 6/115 - معلقاً - عن أحمد بن عبد المؤمن المصري ، عن إسماعيل بن إسحاق الأنصاري ،(1/2)
ثلاثتهم ( عبد الرزاق ، ووكيع ، وإسماعيل ) عن عمر بن ذر بهذا الحديث بنحو لفظه السابق وزاد فيه بعضهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن ينتظره .
وقد جعله عبد الرزاق في روايته : عن عمر بن ذر ، عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة مرسلاً ، ثم قال عبد الرزاق : وسمعته أنا من يحيى بن إسحاق ، وعلقه الدارقطني في العلل 6/115 عن يحيى بن إسحاق بن أبي طلحة مرسلاً .
وجعله وكيع : عن عمر بن ذر ، عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن علي بن أبي طالب .
وجعله إسماعيل الأنصاري : عن عمر بن ذر ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، عن رجلٍ ، عن أبي طلحة .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة أن ابن عيينة أخطأ في هذا الحديث حيث جعله : عن عمر ابن ذر ، عن ابن أخي أنس ، عن أنس . وذكرا أن الصواب أنه عن : عمر بن ذر ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، عن عمه ، وذكر أبو زرعة أنه لا يدري من هو عمه المقصود هنا ، والمراد أنه ليس : يحيى بن إسحاق الذي عمه أنس بن مالك .
وقد تبين من التخريج السابق أن هذا الحديث قد اختلف فيه على عمر بن ذرٍ ، فروى عنه على عدة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن عمر بن ذر ، عن ابن أخي أنس بن مالك ، عن أنس بن مالك ، وهذه رواية ابن عيينة ، وصرح في بعض طرقه - كما سبق - بأن ابن أخي أنس هو إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة .
وقد حكم أبو حاتم ، وأبو زرعة بأن هذا الوجه خطأ ، وقد وافقهما على ذلك الدارقطني فقال بعد ذكره : ولا يصح . كما أشار الطبراني إلى تفرد ابن عيينة به .
الوجه الثاني : عن عمر بن ذر ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، عن عمه ، وهذا وجه ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة أنه الصواب ، ولم يذكرا من رواه عن عمر ، ولم أقف على أحدٍ رواه عن عمر على هذا الوجه .(1/3)
الوجه الثالث : عن عمر بن ذرٍ ، عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة مرسلاً ، وهذه رواية عبد الرزاق ، وقد تابع عمر على هذا الوجه عبد الرزاق - أيضاً - حيث ذكر أنه سمعه من يحيى بن إسحاق .
الوجه الرابع : عن عمر بن ذر ، عن يحيى بن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ، عن علي بن أبي طالب ، وهذه رواية وكيع بن الجراح .
وهذا الوجه مرسل ، وهو بحكم الوجه الذي قبله ، لأن يحيى بن إسحاق لا يمكن أن يدرك علياًّ، فالمراد بقوله : عن علي ، أي عن قصة علي ، وليس المراد الرواية عن علي .
الوجه الخامس : عن عمر بن ذر ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، عن رجلٍ ، عن أبي طلحة ، وهذه رواية إسماعيل بن إسحاق الأنصاري .
وقد ذكر الدارقطني أن هذا الإسناد وقع فيه وهم في قوله : يحيى بن أبي إسحاق ، وإنما هو : يحيى بن إسحاق . وفي قوله : عن رجلٍ ، عن أبي طلحة ، وإنما روى هذا الحديث عمر بن ذر ، عن يحيى بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي طلحة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علياً .
كذا وقع في علل الدارقطني : يحيى بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي طلحة ، فإن لم يكن تصحيفاً فهو وجه سادس في هذا الحديث بجعله من مرسل عبد الله بن أبي طلحة .
ولكن الذي يغلب على ظني أن هذا تصحيف ، وأن صوابه : يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وتصحُّف :" عن " إلى :" بن " أو عكسه كثير وشائع .
والحاصل أن الدارقطني انتهى إلى ترجيح الوجه المرسل بقوله : والمرسل أصح .
وقد تبين من هذا العرض أن أبا حاتم ، وأبا زرعة يرجحان في هذا الحديث وجهاً ، ويرجح الدارقطني وجهاً آخر ، فأبو حاتم ، وأبو زرعة يريان أن هذا الحديث لا مدخل لبني أبي طلحة الذين عمهم أنس بن مالك فيه ، سواء كان إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أو ابنه يحيى ، وإنما هذا الحديث لرجلٍ آخر وهو يحيى بن أبي إسحاق .(1/4)
وأما الدارقطني فيرى أن هذا خطأ ، وأن هذا الحديث إنما هو ليحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، ولكن من جعله موصولاً فقد أخطأ ، وإنما هو مرسل .
والنفس إلى ما قاله الدارقطني أميل لما يلي :
1- أنه قد جاء اسم يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة هكذا كاملاً في رواية عبد الرزاق ، ووكيع ، وهما ثقتان معتمدان .
2- أن عبد الرزاق قد ذكر أنه سمع هذا الحديث من يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وهذا وحده كافٍ في إثبات أن هذا الحديث ليحيى بن إسحاق ، وأظن أن أبا حاتم ، وأبا زرعة لو اطلعا على قول عبد الرزاق لما قالا بخلافه .
3- أن جعله عن يحيى بن أبي إسحاق لم أقف عليه إلا من حديث إسماعيل بن إسحاق الأنصاري ، عن عمر بن ذر ، وإسماعيل قال فيه العقيلي : منكر الحديث ، ثم ساق له حديثاً منكراً ، وقال : وليس هذا الشيخ ممن يقيم الحديث ( الضعفاء الكبير 1/77 ، الميزان 1/221 ) . ورواه عنه أحمد بن عبد المؤمن المصري قال ابن يونس : رفع أحاديث موقوفة . وقال مسلمة : ضعيف جداً . ( الميزان 1/117 ، اللسان 1/217 ) .
وخلاصة الكلام أن أصح الأوجه في هذا الحديث جعله من مرسل يحيى بن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة ، ويحيى هذا ثقة ( التقريب 7498 ) ، وأنس بن مالك عم جده عبد الله ، والله أعلم .(1/5)
117/904- سمعت أبي وذكر حديث صفوان ، عن الوليد ، عن(1)شيبان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية(2)، وإذا(3)استنفرتم فانفروا " قال أبي : هذا خطأ ، قال أبي : كان صفوان ربما يرويه فيقول : عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويرويه شيبان فيضطرب فيه ، مرة يقول : عن ابن عباس(4)، وأحياناً يقول : عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والصحيح إنما هو : الأعمش ، عن مجاهد ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال أبي : ويظن قوم أن حديث الوليد غريب(5).
دراسة الرواة :
* صفوان بن صالح الثقفي ، مولاهم ، أبو عبد الملك الدمشقي ، المؤذن ( 168 - 239 ) أو نحو ذلك . روى عن : الوليد بن مسلم ، ومروان بن محمد الطاطري ، وابن عيينة وغيرهم . وعنه : أبو داود ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة وغيرهم .
قال أبو داود : حجة . وقال الترمذي : ثقة عند أهل الحديث . وقال أبو حاتم : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات .
__________
(1) في ( س ) :" الوليد بن شيبان " وهو تصحيف .
(2) في ( ت ، ط ) :" وفيه " وهو تصحيف . وفي ( م ) غير واضحة .
(3) في ( ت ، ض ، م ، ط ) :" وإن " . والمثبت من ( س ، ح ) وهو الموافق لما في عامة المصادر فهو أولى .
(4) سقط من ( س ، ح ) قوله : " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويرويه شيبان فيضطرب فيه ، مرة يقول : عن ابن عباس " وتواصل الكلام الأول بالآخر ، ولم يبق لاضطراب شيبان فيه ذكر ، وسيأتي الكلام على هذه الجملة قريباً ، وبيان ما فيها .
(5) كرر المؤلف هذه المسألة مرة ثانية بأخصر من هذا في الغزو والسير - أيضاً - 1/318 ح953 .(1/1)
وقال ابن حبان في مقدمة المجروحين : سمعت ابن جوصا يقول : سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول : كان صفوان بن صالح ، ومحمد بن المصفى يسويان الحديث .
ولذا قال في التقريب :[ ثقة ، وكان يدلس تدليس التسوية، قاله أبو زرعة الدمشقي] .
جامع الترمذي 5/487 ، سؤالات الآجري 2/192 ، الجرح والتعديل 4/425 ، ثقات ابن حبان 8/321 ، المجروحين 1/94 ، تهذيب الكمال 13/191 ، تهذيب التهذيب 2/212 ، التقريب 2934 .
* الوليد بن مسلم الدمشقي ، سبق في المسألة الثانية ، وهو ثقة ، ولكنه كثير التدليس والتسوية .
* شيبان بن عبد الرحمن التميمي ، مولاهم، النحوي، أبو معاوية البصري المؤدب، مات سنة 164 . روى عن : قتادة ، ومنصور بن المعتمر ، والأعمش وغيرهم . وعنه : عبيد الله بن موسى ، ومعاذ بن هشام القصار ، والوليد بن مسلم وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والنسائي وغيرهم . وقال ابن معين - أيضاً - : ثقة صاحب كتاب ، وقال : ثقة في كل شيء . وقال أحمد : شيبان ثبت في كل المشايخ . وقال - أيضاً - : ما أقرب حديثه . وقال في كلام له : شيبان صاحب كتاب صحيح .
وقال أبو حاتم : كوفي حسن الحديث صالح الحديث ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به .
والظاهر أن قوله : ولا يحتج به زيادة من أحد النساخ ، كما قال ذلك محقق كتاب الجرح والتعديل العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي - رحمه الله - ولا محل لها في هذا الموطن ، وكان الذهبي قد نقل هذه العبارة واستشكلها الحافظ ابن حجر وذكر أنه لم يرها في نسخته مما يدل على أن هذه الكلمة في بعض النسخ دون بعض .
قال في التقريب : [ ثقة صاحب كتاب ، يقال : إنه منسوب إلى نحوة بطن من الأزد ، لا إلى علم النحو ] .
طبقات ابن سعد 7/322 ، الجرح والتعديل 4/355 ، تاريخ بغداد 9/272-273 ، تهذيب الكمال 12/592 ، تهذيب التهذيب 2/184 ، التقريب 2833 .
* الأعمش سليمان بن مهران ، سبق في المسألة الحادية والعشرين ، وهو ثقة حافظ .(1/2)
* أبو صالح ذكوان السمان ، سبق في المسألة الخامسة والعشرين ، وهو ثقة ثبت .
* أبو هريرة - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
* عبد الله بن عباس رضي الله عنهما سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
* مجاهد بن جبر المكي ، سبق في المسألة الثانية والأربعين ، وهو ثقة إمام في التفسير وفي العلم .
* طاووس بن كيسان ، سبق في المسألة السادسة والسبعين ، وهو ثقة فقيه فاضل .
التخريج :
لم أقف على حديث صفوان ، عن الوليد بجعله من مسند أبي هريرة ، ولكن وقفت عليه بجعله من مسند ابن عباس ، وهذا بيانه :
- أخرجه الطبراني في الكبير 10/413 ح10844 عن ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي ، عن صفوان بن صالح ، عن الوليد بن مسلم ، عن شيبان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس به بلفظه .
- وأخرجه ابن ماجه 2/926 ح2773 ، وأبو يعلى في المعجم ص118 ح79 ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/137-138 ، والقضاعي في مسند الشهاب 2/42 ح846 من طريق أحمد بن عبد الرحمن أبي الوليد البسري القرشي ،
وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد 2/619 ح261 عن دحيم ،
وابن حبان 10/452 ح4592 من طريق هشام بن خالد الأزرق ،
والخطيب في المتفق والمفترق 3/209 ح1657 من طريق عيسى بن عبد الله بن سليمان ،
أربعتهم ( أبو الوليد ، ودحيم ، وهشام ، وعيسى ) عن الوليد بن مسلم ، عن شيبان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس به بلفظه ، واقتصر هشام ، وعيسى على أوله ، كما اقتصر ابن ماجه في روايته عن أبي الوليد على آخره .
وقد علقه ابن أبي حاتم مرة أخرى 1/318 ح953 عن الوليد بن مسلم .
ولم أقف على حديث الأعمش ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، ولكن وقفت عليه من غير حديث الأعمش ، وهذا بيانه :(1/3)
- أخرجه البخاري 3/18 ح1834 و4/17 ح2783 و4/28 ح2825 و4/92 ح3077 و4/127 ح3189 ، ومسلم 4/109 و6/28 ح1353 ، وأبو داود 3/201 ح2472 ، والترمذي 3/243 ح1590 ، والنسائي في المجتبى 7/146 ، وفي الكبرى 5/215 ح8703 ، وأحمد 1/226 ح1991 و1/266 ح2396 و1/315 ح2896 و1/355 ح3335 ، وعبد الرزاق 5/309 ح97113 ، وابن أبي شيبة 7/407 ح36930، والدارمي 2/312 ح2512 ، والفاكهي في أخبار مكة 2/247 ح1444 ، وابن الجارود 3/279 ح1030 ، وأبو عوانة 4/436-437 ح7229-7232 ، والطحاوي في شرح المشكل 7/30 ح2615 ، وابن حبان 11/206 ح4865 ، وابن الأعرابي في معجمه 3/962 ح2042 ، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات 1/551 ح349 ، والطبراني في الكبير 11/30 ح10944 ، والقضاعي في مسند الشهاب 2/41 ح844و847 ، والبيهقي 5/195 و9/16 ، والبغوي في شرح السنة 7/294 ح2003 و10/310 ح2636 من طرقٍ متعددة عن منصور بن المعتمر ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس به بنحوه ، وقد ساق فيه بعضهم قصة مطوله في خطبة يوم الفتح ، وسقط طاوس من إسناده عند أحمد في الموطن الثاني فقط .
- وأخرجه النسائي في المجتبى 7/145 ، وفي الكبرى 5/215 ح8704 ، وأحمد 3/401 ح15306 و6/465 ح27640 ، والطحاوي في شرح المشكل 6/161 ح2388 ، والطبراني في الأوسط 7/58 ح6841 ، وابن عبد البر في التمهيد 11/219 من طرقٍ متعددة عن وهيب بن خالد ، وعبد الرزاق في المصنف5/309 ح9711 و10/230 ح18939 عن معمر بن راشد ، كلاهما ( وهيب ، ومعمر ) عن عبد الله بن طاوس ،(1/4)
وسعيد بن منصور في سننه 2/169 ح2352 ، والأزرقي في أخبار مكة 2/165 عن جده ، والفاكهي في أخبار مكة 3/253 ح2075 عن محمد بن يحيى ، وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد 2/621 ح262 ، والبيهقي 9/16 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب ، والطحاوي في شرح المشكل 6/160 ح2387 عن يونس بن عبد الأعلى ، خمستهم ( سعيد بن منصور ، وجد الأزرقي ، ومحمد بن يحيى ، وابن كاسب ، ويونس ) عن سفيان بن عيينة ، والطبراني في الكبير 11/18 ح10898 من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي ، كلاهما ( ابن عيينة ، والخوزي ) عن عمرو بن دينار ،
كلاهما ( عبد الله بن طاوس ، وعمرو بن دينار ) عن طاوس بن كيسان بهذا الحديث مطولاً ومختصراً، ومن طوَّله فقد ذكر فيه قصة سرقة رداء صفوان بن أمية ، ولفظه :" قيل لصفوان بن أمية ، وهو بأعلى مكة ، وذلك بعد الفتح : إنه لا دين لمن لم يهاجر ، قال : لا أصل إلى منزلي حتى أجيء المدينة ، فخرج إلى المدينة فنزل على العباس - رضي الله عنه - ، ثم أتى المسجد فنام فيه ووضع خميصة له تحت رأسه ، فأتاه سارق فسرقها ، فأخذه صفوان فجاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع . فقال : يا رسول الله هي له . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فهلا قبل أن تأتيني به ؟ ثم قال : ما جاء بك أبا وهب ؟ قال : قيل يا رسول الله إنه لا دين لمن لم يهاجر فجئت مهاجراً ، فقال : ارجع أبا وهب إلى أباطح مكة ، فقروا على سكنتكم ، فقد انقطعت الهجرة ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا ". هذا لفظ سعيد ، ومحمد بن يحيى ، وجد الأزرقي عن ابن عيينة . واقتصر الخوزي في روايته عن عمرو بن دينار على آخره ، وأما البقية فبعضهم ذكر معنى هذه القصة وبعضهم لم يذكرها وكلهم ساق لفظ حديث المسألة بنحو اللفظ الذي ذكره ابن أبي حاتم :" لا هجرة بعد الفتح ... " .(1/5)
وقد اختلفوا في إسناده على طاووس ، فجعله معمر في روايته عن عبد الله بن طاووس ، عن طاووس مرسلاً ، وكذلك قال سعيد بن منصور ، وجد الأزرقي ، ومحمد ابن يحيى ، ويونس ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار . وأما يعقوب بن حميد بن كاسب فقال : عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، وإبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، فوصله بذكر ابن عباس ، وقرن مع عمرو بن دينار إبراهيم بن ميسرة . وكذلك وصله إبراهيم الخوزي : عن عمر بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس . وجعله وهيب بن خالد : عن عبد الله بن طاووس ، عن أبيه ، عن صفوان بن أمية ، فوصله بذكر صفوان .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على الأعمش من ثلاثة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، وهذا وجه ذكره أبو حاتم عن صفوان بن صالح ، عن الوليد بن مسلم ، عن شيبان ، عن الأعمش ، ولم أقف على من ذكره غير أبي حاتم ، وقد ذكر أبو حاتم أنه خطأ ، وكون هذا الوجه خطأ أمر ظاهر لمخالفته للطرق الأخرى الآتية ، ولعل سبب الخطأ فيه أن رواية أبي صالح ، عن أبي هريرة مشهورة ، وهي جادة مسلوكة يسبق إليها اللسان ، والظاهر أن الخطأ فيه من صفوان بن صالح ، فكأنه كان يتردد فيه ، وتدل لهذا عبارة أبي حاتم ، فإنه ذكر أن صفوان يرويه بجعله عن أبي هريرة ، وبجعله عن ابن عباس ، ولكنه ذكر بعد ذلك أن شيبان يضطرب فيه ، فيرويه على الوجهين ، مرة بجعله عن ابن عباس ، وأحياناً بجعله عن أبي هريرة ، وهذا يدل على أن الاختلاف فيه من شيبان ، ولكن اختلفت نسخ كتاب العلل في إثبات هذه الجملة - وهي اضطراب شيبان - ففي بعض النسخ لم تذكر ، كما سبق بيانه ، وعدم ذكرها هو الذي يتمشى مع التخريج السابق ، فإني لم أقف على الاختلاف في هذا الحديث في غير طريق صفوان ، مما يدل على أن أصل الاختلاف من صفوان وليس من شيبان ، والكلام بهذا يكون مستقيماً دون ذكر هذه الجملة .(1/6)
وبناءً عليه فلعل الصواب في النسخ عدم ذكر اضطراب شيبان في هذا الحديث ، إلا أن الجزم بذلك غير متحققٍ لاحتمال أن يكون للحديث طرق أخرى تدل على صحة هذه العبارة ، فالله أعلم .
وعلى كل حال فمما يؤكد أن هذا الوجه وهم أن الجماعة قد رووه عن الوليد ، فجعلوه من مسند ابن عباس - كما سيأتي - .
الوجه الثاني : عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وهذا الوجه -أيضاً - يرويه صفوان بن صالح ، عن الوليد بن مسلم ، عن شيبان النحوي ، عن الأعمش ، وقد روى ذلك عن صفوان بن صالح ورد بن أحمد البيروتي ، وتابع صفوان عليه جماعة ، وهم : أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن البسري القرشي ، ودحيم ، وهشام بن خالد الأزرق ، وعيسى بن عبد الله .
وقد نص أبو حاتم في الموطن الثاني 1/318 ح953 على أن هذا الوجه وهم - أيضاً-.
الوجه الثالث : عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، وهذا وجه ذكره أبو حاتم عن الأعمش ، ولم أقف عليه عنه ، ولكن قد تابعه عليه منصور بن المعتمر ، وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث منصور ، عن مجاهد - كما سبق في التخريج - .
وقد ذكر أبو حاتم أن هذا الوجه هو الصحيح عن الأعمش ، ولم يذكر سبب ذلك ، والظاهر أنه من أجل متابعة منصور بن المعتمر .
ثم ذكر أبو حاتم أن قوماً يظنون أن حديث الوليد - يعني به الوجه الثاني - غريب . ومعنى كلامه - رحمه الله - أي يظنون أن حديث الوليد بن مسلم ، عن شيبان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عباس حديث مستقل لا مدخل له بحديث الأعمش ومنصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس . فيكون حديث الوليد حديثاً فرداً غريباً ، وليس وجهاً خطأً في الاختلاف على الأعمش .(1/7)
هذا ما ذكره أبو حاتم في هذه المسألة، وقد أشكل عليَّ حديث الأعمش ، عن مجاهد، عن طاووس ، عن ابن عباس ، فإني لم أقف عليه عن الأعمش ، ولم يذكر أبو حاتم من يرويه عن الأعمش - كما سبق - فهل ترجيح أبي حاتم له مبني على وقوفه على طرقه له عن الأعمش ، أو كان اعتماد أبي حاتم في نسبة هذا الوجه إلى الأعمش مبنياً على رواية منصور ، فكأنه لما رأى حديث منصور هو الثابت في هذا ، ومنصور ، والأعمش من طبقة واحدة ، وفي بلد واحد علم أن حديث الأعمش ينبغي أن يكون على هذا الوجه ، خاصة أن ما خالفه لم يرو عن الأعمش إلا من طريق شيبان .
والاحتمال الأول هو الأصل في هذا ، وهو الأظهر ، ولكن إن كان الاحتمال الثاني صحيحاً فهو السبب في ظن أولئك القوم أن حديث الوليد غريب ، أي لأنه لا يروى عن الأعمش إلا من حديث الوليد ، عن شيبان ، فمن هنا رأوا أنه حديث غريب ، وقد يستدل لذلك بأن في حديث منصور زيادة متنية ، وهي خطبة يوم الفتح بطولها ، وليس لها ذكر في حديث الوليد بن مسلم ، عن شيبان ، عن الأعمش .
وبكل حالٍ فأصح ما في هذه الطرق حديث منصور ، عن مجاهد ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، وهو الذي أخرجه صاحبا الصحيح وأعرضا عما سواه .
وأما حديث عبد الله بن طاووس ، وعمرو بن دينار ، وإبراهيم بن ميسرة ، عن طاووس ، فالذي يظهر لي أنه حديث آخر لا علاقة له بحديث مجاهد ، عن طاووس ، فإن حديث مجاهد كان بمكة ، ولذا ذكرت فيه خطبة الفتح ، وأما حديث عبد الله بن طاووس ، وعمرو بن دينار ، وإبراهيم بن ميسرة فإنما كان في المدينة في قصة هجرة صفوان بن أمية ، كما هو ظاهر من لفظه السابق ، ثم المحفوظ فيه جعله من مرسل طاووس ، وله طرق كثيرة ، وفيها قصة سرقة رداء صفوان ، ولكن ليس فيها حديث المسألة فأعرضت عنها ، ومن أراد التوسع في طرقه فلينظر رسالتي للماجستير: الأحاديث التي أشار أبو داود في سننه إلى تعارض الوصل والإرسال فيها ، الحديث رقم 61 ص393 . والله أعلم .(1/8)
118/905- سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه سويد بن عبد العزيز ، عن ابن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :" كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثاً : تأديبك(1)فرسك ، ورميك عن قوسك ، وملاعبتك أهلك فإنهن من الحق " فقال(2)رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن الله - عز وجل - يدخل الجنة بالسهم الواحد الثلاثة " فذكرت(3)لهما الحديث فقالا : هذا خطأ ، وهم فيه سويد ، إنما هو : عن ابن عجلان ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال(4): بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال. كذا رواه(5)الليث ، وحاتم بن إسماعيل وجماعة ، وهو الصحيح مرسل . قال أبي : ورواه ابن عيينة ، عن ابن أبي حسين ، عن رجلٍ ، عن أبي الشعثاء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو - أيضاً - مرسل(6).
دراسة الرواة :
* سويد بن عبد العزيز بن نمير السُّلَمِي ، مولاهم ، أبو محمد الدمشقي ( 108 - 194 ) روى عن : حميد الطويل ، وعاصم الأحول ، والأوزاعي ، ومالك ، وأبي الزبير المكي وغيرهم . وعنه : أبو مسهر ، ودحيم ، وهشام بن عمار وغيرهم .
__________
(1) في ( ت ، م ، ط ) :" رَبِيُّك ". وهو صحيح - أيضاً - .
(2) كذا في جميع النسخ :" فقال ". والأولى :" وقال " .
(3) من قوله :" إن الله ... إلى قوله : فذكرت " وهو مقدار سطر ساقط من ( س ، ح ) .
(4) وقع في جميع النسخ بتكرار " قال " . ولا معنى له ، ولعل ذلك من ناسخ النسخة الأصل .
(5) في ( س ) :" روى " .
(6) كرر ابن أبي حاتم هذه المسألة في الغزو والسير - أيضاً - : 1/335 ح997 .(1/1)
ضعيف لا شك في ضعفه . قال أحمد : متروك الحديث . وضعفه ابن معين ، والنسائي ، ويعقوب بن سفيان ، وابن عدي وغيرهم من الأئمة . وقال البخاري : في أحاديثه مناكير أنكرها أحمد . وقال - أيضاً - : في حديثه نظر ، لا يحتمل . وقال أبو حاتم : في حديثه نظر ، هو لين الحديث . وقد أنكر حديثه غيرهما من الأئمة .
قال في التقريب : [ ضعيف ] .
تاريخ الدوري 2/244 ، سؤالات ابن الجنيد ص331 ، العلل ومعرفة الرجال 2/477 ، التاريخ الكبير 4/148 ، الضعفاء الصغير ص55 ، المعرفة والتاريخ 2/451 ، ضعفاء العقيلي 2/157 ، الجرح والتعديل 4/238 ، المجروحين 1/346 ، الكامل 3/424 ، تهذيب الكمال 12/255 ، تهذيب التهذيب 2/134 ، التقريب 2692 .
* محمد بن عجلان المدني ، سبق في المسألة رقم 102 ، وفيه كلام كثير ، وملخص حاله أنه صدوق ، ولكن اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة .
* سعيد بن أبي سعيد المقبري ، سبق في المسألة الخامسة والعشرين ، وهو ثقة ، تغير قبل موته بأربع سنين .
* أبو هريرة - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
* عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث النوفلي القرشي ، المكي ، روى عن : أبي الطفيل عامر بن واثلة ، ونافع بن جبير بن مطعم ، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم . وعنه : ابن جريج ، وابن عيينة ، والثوري ، ومالك وغيرهم .
ثقة ، وثقه أحمد ، وابن سعد ، والنسائي ، وأبو زرعة ، والعجلي وغيرهم . وقال أبو حاتم : صالح . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال ابن عبد البر : ثقة عند الجميع ، فقيه ، عالم بالمناسك .
قال في التقريب : [ ثقة عالم بالمناسك ] .
طبقات ابن سعد 5/486 ، ثقات العجلي ص267 ، الجرح والتعديل 5/97 ، ثقات ابن حبان 7/43 ، تهذيب الكمال 15/205 ، تهذيب التهذيب 2/372 ، التقريب 3430 .
* الليث بن سعد المصري ، سبق في المسألة الأولى ، وهو ثقة فقيه إمام مشهور .(1/2)
* حاتم بن إسماعيل المدني، سبق في المسألة الحادية والسبعين، وهو صحيح الكتاب، صدوق يهم .
* سفيان بن عيينة الهلالي ، سبق في المسألة التاسعة والأربعين ، وهو ثقة حافظ فقيه إمام حجة .
* أبو الشعثاء جابر بن زيد البصري ، سبق في المسألة الثالثة والخمسين ، وهو ثقة فقيه .
التخريج :
- أخرجه الطبراني في الأوسط 5/278 ح5309 من طريق الحكم بن موسى ،
والحاكم 2/95 من طريق علي بن بحر بن بري ،
كلاهما ( الحكم ، وعلي ) عن سويد بن عبد العزيز به ولفظه : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة : انتضالك بقوسك ، وتأديبك فرسك ، وملاعبتك أهلك ، فإنها من الحق " وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " انتضلوا واركبوا ، وأن تنتضلوا أحب إليَّ، وإن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة ، صانعه يحتسب فيه الخير، والمنتبل ، والرامي به " هذا لفظ علي بن بحر ، ولفظ الحكم بنحوه إلا أنه زاد فيه زيادة أخرى ، وهي قوله :" وإن الله - عز وجل - ليدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة : رب البيت الآمر به ، والزوجة تصلحه ، والخادم الذي يناول المسكين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الحمد لله الذي لم ينس خدمنا " .
وقد علقه ابن أبي حاتم 1/335 ح997 عن سويد(1)بن عبد العزيز وساق لفظه بنحو لفظ علي بن بحر .
ولم أقف على حديث الليث بن سعد ، وحاتم بن إسماعيل ، عن ابن عجلان ، إلا أن أبا حاتم قد علقه عنهما - أيضاً - في الموطن الثاني .
- وأخرجه سعيد بن منصور 2/208 ح2454 عن سفيان بن عيينة به ، ولفظه : " كل لهوٍ لها به المؤمن باطل ، إلا رميه عن قوسه ، وأدبه فرسه ، وملاعبته أهله " .
__________
(1) وقع في المطبوعة :" سعيد بن عبد العزيز " وهو تصحيف . والتصحيح من النسخ الخطية .(1/3)
- وأخرجه الترمذي 3/274 ح1637 من طريق محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو حديث علي بن بحر .
- وأخرجه أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب في فضائل الرمي في سبيل الله تعالى ص285 ح12 من طريق عمر بن الصبح ، عن مقاتل بن حيان ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة به بنحو حديث علي بن بحر إلا أنه لم يذكر قوله: " انتضلوا واركبوا ، وأن تنتضلوا أحب إليَّ " .
- وأخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 5/303 ح5512 ) ، والخطيب في تاريخ بغداد 6/367 من طريق إسحاق بن البهلول ، عن يحيى بن المتوكل الباهلي ، عن عنبسة بن مهران ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ،
وأبو يعقوب القراب في فضائل الرمي في سبيل الله تعالى ص275 ح1 من طريق مالك ابن سليمان الهروي ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن محمد بن زياد ،
والخطيب في تاريخ بغداد 3/128 قال : أنبأنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال : وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل بخط يده ، حدثنا محمد بن عمرو بن الحكم أبو عبد الله الهروي - يعرف بابن عَمْرُويَه - ، حدثنا غسان بن سليمان ، حدثنا إبراهيم ابن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن مظاهر ، عن محمد بن سعيد ،
ثلاثتهم( أبو سلمة ، ومحمد بن زياد ، ومحمد بن سعيد ) عن أبي هريرة به مختصراً ، ولفظه :" إن الله ليدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة ، صانعه محتسباً صنعته ، والمقوي به ، والرامي به " .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على ابن عجلان وذلك على وجهين :
الوجه الأول : عن ابن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، وهذا وجه تفرد به سويد بن عبد العزيز .(1/4)
الوجه الثاني : عن ابن عجلان ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين مرسلاً ، وهذه رواية الليث بن سعد ، وحاتم بن إسماعيل ، وتابع ابن عجلان على هذا الوجه محمد بن إسحاق بن يسار .
وقد ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة أن الوجه الأول خطأ، وهم فيه سويد بن عبد العزيز، وأن الوجه الثاني المرسل هو الصحيح .
وما ذكراه ظاهر جداً ، فإن سويداً ضعيف كما سبق ، وقد خالفه من لا يقارن به وهو الليث بن سعد ومعه حاتم بن إسماعيل ، وتوبع ابن عجلان عليه ، تابعه محمد بن إسحاق ، فلا شك أن الوجه الثاني أصح من الأول ، وأن الأول خطأ ، ولذلك لما ذكر الحاكم أنه صحيح على شرط مسلم اعترض عليه الذهبي ، وقال : كذا قال ، وسويد متروك .
ولكن سبق في التخريج إسناد هذا الحديث عن أبي هريرة من طرقٍ أخرى إلا أنه لا يصح منها شيء ، وهي أربعة طرق ، وهذا بيان ما فيها :
الطريق الأول : طريق عمر بن الصبح ، عن مقاتل بن حيان ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وهذا إسناد ساقط . عمر بن الصبح الخراساني ، قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث على الثقات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة فقط . وقال في التقريب : متروك كذبه ابن راهويه . ( المجروحين 2/88 ، الميزان 3/206 ، التقريب 4922 ) .
الطريق الثاني : طريق إسحاق بن البهلول ، عن يحيى بن المتوكل الباهلي ، عن عنبسة بن مهران ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وهذا إسناد فيه تفرد في جميع طبقاته دون الزهري كما قال الدارقطني : تفرد به عنبسة عن الزهري ، ولم يروه عنه غير يحيى بن المتوكل ، تفرد به إسحاق بن البهلول .(1/5)
وهذا الإسناد فيه عنبسة بن مهران الحداد قال أبو حاتم : منكر الحديث . وقال البخاري : لا يتابع على حديثه . وقال العقيلي : يهم في حديثه . وقال ابن حبان : كان ممن يروي عن الزهري ما ليس من حديثه ، وفي حديثه من المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة . وقال يحيى بن معين : لا أعرفه . قال ابن أبي حاتم : لأنه مجهول . وقال ابن عدي : وابن معين لا يعرفه لأنه ليس بالمعروف . ( انظر : تاريخ الدارمي ص47و167 ، الجرح والتعديل 6/402 ، ضعفاء العقيلي 3/365 ، المجروحين 2/177 ، الكامل 5/263 ، الميزان 3/302 ) .
وقد علم بهذا أن هذا الإسناد لا يصح عن الزهري ، فلا يعتمد عليه ولا يلتفت إليه .
الطريق الثالث : طريق مالك بن سليمان الهروي ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة .
ومالك بن سليمان ذكره ابن حبان في الثقات وقال : وكان مرجئاً ممن جمع وصنف ، يخطئ كثيراً ، وامتحن بأصحاب سوء كانوا يقلبون عليه حديثه ويقرؤون عليه ، فإن اعتبر المعتبر حديثه الذي يرويه عن الثقات ويروي عنه الأثبات مما بين السماع فيه لم يجدها إلا ما يشبه حديث الناس ، على أنه من جملة الضعفاء أدخل إن شاء الله ، وهو ممن أستخير الله - عز وجل - فيه . وذكره العقيلي في الضعفاء وقال : في حديثه نظر . قال الذهبي : وكذا قال السليماني ، وضعفه الدارقطني . ( ثقات ابن حبان 9/165 ، ضعفاء العقيلي 4/173 ، الميزان 3/427 ) .
ومع ضعف مالك بن سليمان فقد خالفه أخوه غسان ، فرواه عن إبراهيم بن طهمان على وجه آخر ، وهو :
الطريق الرابع : طريق غسان بن سليمان الهروي ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن مظاهر بن أسلم ، عن محمد بن سعيد ، عن أبي هريرة .
وغسان أثبت من أخيه مالك ، فقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال : وهو أخو مالك ابن سليمان ، غسان صدوق ، ومالك واهٍ . ( الثقات 9/1 ) .(1/6)
فإن ثبت هذا الحديث عن إبراهيم بن طهمان فهو على الوجه الذي رواه غسان بن مالك ، وهو إسناد لا يصح ، فيه مظاهر بن أسلم المخزومي المدني ، وهو ضعيف ، قال ابن معين : ليس بشيء مع أنه رجل لا يعرف . وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث. وضعفه النسائي . وقال أبو داود: مجهول. ( تهذيب التهذيب 4/95، التقريب 6721). وشيخه محمد بن سعيد لم أعرفه ، وقد يكون محرفاً من محمد بن زياد . والحاصل أن هذا الإسناد لا يصح بحال .
وبهذا يتبين أن طرق هذا الحديث عن أبي هريرة جميعها غير ثابتة ، بل بعضها أوهى من بعض ، وإنما الصحيح في هذا الحديث الإرسال .
ولكن بقي الموازنة بين الوجهين المرسلين في هذا الحديث ، حيث اختلف فيه على ابن أبي حسين فروي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً ، وهذه رواية محمد بن عجلان ، ومحمد بن إسحاق .
الوجه الثاني : عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، عن رجلٍ ، عن أبي الشعثاء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً ، وهذه رواية سفيان بن عيينة .
وقد ذكر أبو حاتم رواية ابن عيينة بعد ذكره لرواية ابن عجلان ، ولم يوازن بينهما ، وإنما نبَّه على أن الروايتين جميعاً مرسلتان ، وذلك أن الحكم لا يتغير فهو مرسل على الحالين جميعاً ، وإن كان يمكن القول بتقديم رواية ابن عيينة لحفظه وجلالته ، والحديث مرسل ضعيف على كل حال . والله أعلم .
وقد روي في هذا المعنى عن جماعة من الصحابة ، وليس فيها شيء ثابت ، وأصح ما روي في ذلك حديث عقبة بن عامر ، وهو بنحو هذا الحديث ، وهذا تخريجه :
- أخرجه أبو داود 3/218 ح2505 ، والنسائي في المجتبى 6/28 و6/222 ، وفي الكبرى 3/20 ح4354 ، وأحمد 4/146 ح17321 و4/148 ح17335 وغيرهم من طرقٍ متعددة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،(1/7)
والترمذي 3/275 ح1637 ، وابن ماجه 2/940 ح2811 ، وأحمد 4/144 ح17300 و4/148 ح17338 ، والدارمي 2/269 ح2405 وغيرهم من طريق هشام الدستوائي ، وعبد الرزاق 10/409 ح19522 - وعنه أحمد 4/148 ح17337 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/233 ح3992 ، وابن عساكر في الأربعين في الحث على الجهاد ص98 ح29 - عن معمر بن راشد ، كلاهما ( هشام ، ومعمر ) عن يحيى بن أبي كثير ،
كلاهما ( عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، ويحيى بن أبي كثير ) عن أبي سلام - وهو ممطور الحبشي - قال في رواية عبد الرحمن بن يزيد : عن خالد بن زيد ، عن عقبة بن عامر ، ووقع عند النسائي : خالد بن يزيد ، وقال في رواية يحيى بن أبي كثير : عن أبي سلام ، عن عبد الله بن زيد الأزرق ، عن عقبة بن عامر ، إلا أن معمراً في روايته عن يحيى بن أبي كثير ذكر زيد بن سلام بدل أبي سلام ، وزيد حفيد أبي سلاَّم ، وهو بنحو حديث علي بن بحر السابق ، وقد وقع في بعض طرقه مختصراً ، وزاد فيه بعضهم زيادة يسيرة وهي قوله :" ومن علمه الله الرمي فتركه رغبة عنه ، فنعمة كفرها " .
وقد حسن الترمذي إسناد هذا الحديث من الطريق الذي أخرجه ، ولكن وصف بعضهم إسناد هذا الحديث بالاضطراب للاختلاف في شيخ أبي سلام ، وقد ترجم البخاري ، وابن أبي حاتم لخالد بن زيد ، وعبد الله بن زيد الأزرق ، وأشارا إلى الاختلاف في اسمه في هذا الحديث ، وعلى كل حالٍ فسواءٌ كانا واحداً اختلف في اسمه كما ذهب إلى ذلك ابن عساكر وانتصر له ، أو كانا اثنين فإنه لم يُوثق أيٌّ منهما غير أن ابن حبان ذكر في ثقاته : عبد الله بن زيد قاص مسلمة بن عبد الملك ، ووصفه بالأزرق ، وهو يروي عن عوف بن مالك ، وقد فرقهما البخاري ، وابن أبي حاتم وغيرهما ، وتبع ابن حبان على جمعهما الحافظ بن عساكر وقد ردَّ ذلك المزي وخطأ من قاله .(1/8)
وعلى كل حالٍ فإن خالد بن زيد - أو يزيد - ، وعبد الله بن زيد الأزرقي في عداد المجاهيل ، ولذا قال ابن حجر عن كلٍّ منهما : مقبول. ( انظر : التاريخ الكبير 3/150 و5/93، الجرح والتعديل 3/331 و5/58 ، ثقات ابن حبان 5/15 ، تهذيب الكمال 8/71 و14/548 ، التقريب 1634، 3334 ) .
وبهذا يعلم أن إسناد هذا الحديث ليس بالقائم . والله أعلم .
ولزيادة الكلام على هذا الحديث ينظر : العلل لابن أبي حاتم 1/319 ح955 ، وتهذيب الكمال 8/72 ، وحواشي محققي مسند الإمام أحمد في المواطن السابقة ، وحاشية محقق فضائل الرمي ص275 ، كما ينظر في فضائل الرمي - أيضاً - الأحاديث الواردة في هذا المعنى بالأرقام التالية : 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 13 ، 14 ، والله أعلم .(1/9)
119/906- سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عمرو بن حكام ، عن شعبة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : " أهدى ملك الروم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هدايا ، فكان فيما أهدى إليه جرة فيها زنجبيل " فقالا : لا نعرفه من حديث شعبة ، رواه(1)يزيد(2)بن هارون ، عن سفيان بن حسين ، عن علي بن زيد(3)، عن أنس . قلت : فهذا صحيح ؟ قالا : هذا أشبه ، وأما حديث عمرو بن حكام فإنه حديث منكر لا نعلم(4)أنه رواه أحد سوى عمرو بن حكام ، قال : قلت(5): فما حال عمرو بن حكام(6)؟ قالا: ليس بقوي . قال أبو زرعة : كان قدم الري فكتب عنه أخي أبو بكر .
دراسة الرواة :
* عمرو بن حَكَّام الأزدي ، أبو عثمان البصري ، اشتهر بالزنجبيلي أو صاحب حديث الزنجبيل - وهو هذا الحديث - روى عن : شعبة ، والثوري ، وجرير بن حازم وغيرهم ، وعنه : أبو بدر عباد بن الوليد ، وأبو مسلم الكشي وغيرهما .
__________
(1) في ( س ) :" روى " .
(2) في ( ت ، م ، ط ) :" ابن زيد بن هارون " وهو تصحيف .
(3) في ( س ، ح ، ض ) :" يزيد " وهو تصحيف .
(4) في جميع النسخ الخطية :" لا نعلمه "، وفي ( ط ) :" لا نعلم أنه ... " ، وهو الصواب .
(5) قوله : " قلت " ساقطة من ( ت ، ط ) ، والمقطع كله ساقط من ( م ) كما سيأتي .
(6) من قوله :" فإنه حديث منكر ..." إلى هذا الموطن ساقط من ( م ) وهو مقدار سطر فيها ، ولعله سبق نظر من الناسخ لتكرار اسم عمرو بن حكام .(1/1)
ضعيف ، وقد اشتهر إنكار هذا الحديث عليه . قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عنه ، فقال : كان يروي عن شعبة نحواً من أربعة آلاف حديث ، وترك حديثه ، فقلت : هو ثقة ؟ فقال : ترك حديثه . وقال مرةً : عمرو بن حكام الزنجبيلي . وقال البخاري : ليس بالقوي عندهم ، ضعفه علي بن المديني ، وأمر ابن المديني بترك حديثه . وقال ابن حبان : كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يحتج به إذا انفرد .
وقال أبو حاتم : خرج إلى خراسان ورجع فأخرج حديثاً كثيراً عن شعبة ، فلم ينكر عليه إلا حديث الزنجبيل :" أن النجاشي أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الزنجبيل " قال أبو حاتم : فلا أبعد فإن الحديث له أصل ، فقال له ابنه : ما تقول فيه ؟ قال : هو شيخ ليس بالقوي ، لين ، يكتب حديثه . وقال أبو زرعة : ليس بالقوي . وقال الخليلي : ضعفوه لحديث يتفرد به عن شعبة ... فذكر هذا الحديث ثم قال : لم يتابعه عليه أحد ، وسئل يحيى بن معين عنه ؟ فقال : الزنجبيلي ، الزنجبيلي ، كأنه ضعفه ، وهو معروف .
وروى ابن عدي بسنده عن العباس بن مصعب قال : عمرو بن حكام مولى آل جبلة قدم مرو ، وكان من أروى الناس عن شعبة ، وكان شعبة له انقطاع إلى جبلة ، فسمع منه بذلك السبب حديثاً كثيراً ، وكان عندهم من الثقات حتى حدث عن شعبة ... فذكر هذا الحديث والاختلاف فيه . ثم قال ابن عدي في آخر ترجمته : وعامة ما يرويه غير متابع عليه ، إلا أنه يكتب حديثه .
العلل ومعرفة الرجال 3/101 ، التاريخ الكبير 1/434 ، ضعفاء العقيلي 3/266 ، الجرح والتعديل 6/228 ، المجروحين 2/80 ، الكامل 5/136 ، الإرشاد للخليلي 2/490 ، الميزان 3/254 ، لسان الميزان 4/360 .
* شعبة بن الحجاج العتكي ، سبق في المسألة الرابعة عشرة ، وهو ثقة حافظ متقن ، كان الثوري يقول: هو أمير المؤمنين في الحديث ، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال، وذب عن السنة ، وكان عابداً .(1/2)
* علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي القرشي ، أبو الحسن البصري المكفوف ، أصله حجازي ، ينسب أبوه إلى جد جده ، فيقال : علي بن زيد بن جدعان ، مات سنة 131 وقيل قبلها ، روى عن : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، وعبد الرحمن بن أبي بكرة وغيرهم . وعنه : شعبة ، والسفيانان ، والحمادان وغيرهم . روى له البخاري في الأدب المفرد ، ومسلم مقروناً بثابت ، وروى له الباقون .
ضعيف مشهور ، ضعفه ابن عيينة ، وأحمد ، وابن معين ، والجوزجاني ، والنسائي وغيرهم من الأئمة ، وقال شعبة : حدثنا علي بن زيد ، وكان رفاعاً . وقال - أيضاً - : حدثنا علي بن زيد قبل أن يختلط . وقال حماد بن زيد : كان يقلب الأحاديث . وقال - أيضاً - : كان علي بن زيد يحدثنا اليوم بالحديث ، ثم يحدثنا غداً فكأنه ليس ذاك . وقال أحمد ، وابن معين : ليس بشيء . وقال أحمد ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم : ليس بقوي . زاد أحمد : روى عنه الناس . وزاد أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به . وقال ابن معين : ليس بحجة . وقال ابن حبان : كان يهم في الأخبار ويخطئ في الآثار ، حتى كثر ذلك في أخباره وتبين فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير فاستحق ترك الاحتجاج به . وكلام الأئمة في بيان ضعفه كثير .
قال في التقريب : [ ضعيف ] .
سنن النسائي 7/29 ، تاريخ الدوري 2/417 ، التاريخ الكبير 6/275 ، أحوال الرجال ص114 ، ضعفاء العقيلي 3/229 ، الجرح والتعديل 6/186 ، المجروحين 2/103 ، الكامل 5/195 ، تهذيب الكمال 20/434 ، الميزان 3/127 ، تهذيب التهذيب 3/162 ، التقريب 4734 .
* أبو المتوكل الناجي هو : علي بن داود ، ويقال : ابن دؤاد - بضم الدال بعدها واو بهمزة - السامي البصري ، مشهور بكنيته ، مات سنة 108، وقيل قبلها. روى عن: أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، وجابر ، وعائشة وغيرهم . وعنه : قتادة ، وابن جدعان ، وحميد الطويل وغيرهم .(1/3)
ثقة ، وثقه ابن معين ، وابن المديني ، وأبو زرعة ، والنسائي وغيرهم . وقال أحمد : ما علمت إلا خيراً . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
تاريخ الدوري 2/417 ، الجرح والتعديل 6/184 ، ثقات ابن حبان 5/160 ، تهذيب الكمال 20/245 ، تهذيب التهذيب 3/160 ، التقريب 4731 .
* أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
* يزيد بن هارون الواسطي ، سبق في المسألة السادسة والعشرين ، وهو ثقة متقن عابد .
* سفيان بن حسين بن الحسن السلمي ، مولاهم ، أبو محمد ، ويقال : أبو الحسن الواسطي ، روى عن ابن سيرين ، والحسن البصري ، وابن جدعان ، والحكم ، وحميد الطويل ، والزهري وغيرهم ، وعنه : شعبة ، وهشيم ، ويزيد بن هارون وغيرهم . روى له البخاري تعليقاً ، ومسلم في المقدمة ، وروى له الباقون .
قال ابن معين : ثقة وهو صالح ، حديثه عن الزهري فقط ليس بذاك ، إنما سمع من الزهري بالموسم . وقال - أيضاً - : ليس به بأس ، وليس من أكابر أصحاب الزهري . وقال - أيضاً -: ثقة في غير الزهري لا يدفع . وقال ابن معين - أيضاً - : ثقة ، وهو ضعيف الحديث عن الزهري . ووثقه العجلي وغيره . وقال ابن سعد : ثقة يخطئ في حديثه كثيراً . وقال عثمان بن أبي شيبة : كان ثقة ولكنه كان مضطرباً في الحديث قليلاً . وقال يعقوب بن شيبة : صدوق ثقة ، وفي حديثه ضعف . وقال - أيضاً - : مشهور ، وقد حمل الناس عنه ، في حديثه ضعف ما روى عن الزهري .
وقال النسائي : ليس به بأس إلا في الزهري .
وقال أحمد : ليس بذاك في حديثه عن الزهري . وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، يكتب حديثه ولا يحتج به ، هو نحو من محمد بن إسحاق ، وهو أحب إليَّ من سليمان بن كثير .(1/4)
وذكره ابن حبان في المجروحين وقال : يروي عن الزهري المقلوبات ، وإذا روى عن غيره أشبه حديثه حديث الأثبات ، وذاك أن صحيفة الزهري اختلطت عليه فكان يأتي بها على التوهم ، فالإنصاف في أمره تنكب ما روى عن الزهري والاحتجاج بماروى عن غيره .
ثم ذكره ابن حبان في الثقات وقال : وأما روايته عن الزهري فإن فيها تخاليط يجب أن يجانب ، وهو ثقة في غير حديث الزهري ، مات في ولاية هارون ، يجب أن يمحى اسمه من كتاب المجروحين .
قال ابن عدي : وهو في غير الزهري صالح الحديث كما قال ابن معين .
ولخص الحافظ حاله بقوله : [ ثقة في غير الزهري باتفاقهم ] ، ولعل مراده اتفاقهم على أنه ليس بثقة في الزهري .
طبقات ابن سعد 7/312 ، تاريخ الدوري 2/210 ، ثقات العجلي ص189 ، الجرح والتعديل 4/227 ، ثقات ابن حبان 6/404 ، المجروحين 1/354 ، الكامل 3/414 ، تاريخ بغداد 9/149 ، تهذيب الكمال 11/139 ، الميزان 2/165 ، تهذيب التهذيب 2/54 ، التقريب 2437 .
* أنس بن مالك الأنصاري - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الخامسة .
التخريج :
- أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب ص212 ح346 ) عن عبد الملك بن محمد الرقاشي ،
والعقيلي في الضعفاء 3/267 عن جده ،
وابن الأعرابي في معجمه 1/175 ح300 عن محمد بن شاذان الجوهري ،
والطبراني في الأوسط 3/43 ح2416 عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ،
وابن عدي 5/137 من طريق محمد بن علي ، وعبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني ، وأسيد بن عاصم ، وعبد العزيز بن معاوية ، وسفيان بن محمد الفزاري ،
والإسماعيلي في المعجم 2/544 ح180 عن أبي إسحاق إبراهيم بن زهير المقرئ الحلواني ،
والحاكم 4/135من طريق العباس بن الفضل الأسفاطي ، ومحمد بن غالب ،(1/5)
جميعهم ( 12 راوياً ، وهم : الرقاشي ، وجد العقيلي ، والجوهري ، والكشي ، ومحمد بن علي ، والقطواني ، وأسيد ، وعبد العزيز بن معاوية ، والفزاري ، وأبو إسحاق المقرئ ، والأسفاطي ، ومحمد بن غالب ) عن عمرو بن حكام بهذا الحديث ، ولفظه بتمامه :" أهدى ملك الروم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هدايا ، فكان فيما أهدى إليه جرةً فيها زنجبيل فأطعم كل إنسان قطعة، وأطعمني قطعة ". وربما اختصره بعضهم ، ولكنه قال في رواية العباس الأسفاطي ، ومحمد بن غالب :" ملك الهند " . وقال في رواية سفيان الفزاري :" من زنجبيل مربي " .
- وأخرجه العقيلي 3/267 عن محمد بن إسماعيل الصائغ ، عن أحمد بن عمير الراوي ، عن النضر بن محمد الجُرَشي ، عن شعبة به بنحو رواية عمرو بن حكام .
- وأخرجه أحمد 3/122 ح12224 ،
وابن أبي شيبة 6/515 ح33442 ،
والبزار ( كشف الأستار 2/394 ح1936 ) عن بشر بن خالد ، وأحمد بن سنان ،
وابن عدي 5/137 من طريق مؤمل بن إهاب ،
خمستهم ( أحمد ، وابن أبي شيبة ، وبشر ، وأحمد بن سنان ، ومؤمل ) عن يزيد ابن هارون ، عن سفيان بن حسين به ، ولفظه :" أهدى الأكيدر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرةً من مَنٍّ ، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة مر على القوم فجعل يعطي كل رجل منهم قطعة ، فأعطى جابراً قطعة ، ثم إنه رجع إليه فأعطاه قطعة أخرى ، فقال : إنك قد أعطيتني مرة ، قال : هذا لبنات عبد الله ". هذا لفظ أحمد ، وبنحوه لفظ مؤمل ، ولم يذكر ابن أبي شيبة قصة جابر ، ولفظ بشر ، وأحمد بن سنان :" أن ملك ذي يزن أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرة من المنّ فقبلها " .
- وأخرجه أبو داود 4/398 ح4044 ، وأحمد 3/229 ح13400 و3/251 ح13626 ، والطيالسي 3/536 ح2169 ، وأبو يعلى 7/60 ح3980 ، وابن عدي 5/198، والخطيب في الأسماء المبهمة ص23 من طرق متعددة عن حماد بن سلمة ،(1/6)
وأحمد في المسند 3/111 ح12093 ، وفي فضائل الصحابة 2/823 ح1498 ، والحميدي 2/506 ح1203 ، وأبو نعيم في الحلية 7/309 من طريق سفيان بن عيينة ،
كلاهما ( حماد ، وابن عيينة ) عن علي بن جدعان ، عن أنس به ، ولفظ حماد : " أن ملك الروم أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - مستقة من سندس ، فلبسها كأني أنظر إلى يديها تَذَبْذَبان من طولهما، فجعل القوم يقولون : يا رسول الله، أنزلت عليك هذه من السماء ؟ فقال: وما يعجبكم منها ؟ فوالذي نفسي بيده إن منديلاً من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها . ثم بعث بها إلى جعفر بن أبي طالب فلبسها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إني لم أعطكها لتلبسها . قال : فما أصنع بها ؟ قال : أرسل بها إلى أخيك النجاشي ". وربما وقع مختصراً. وأما لفظ سفيان :" أهدى أكيدر دومة للنبي - صلى الله عليه وسلم - يعني حلة - فعجب الناس من حسنها فقال : لمنديل سعد في الجنة خير أو أحسن منها " وفي رواية الحميدي أن الهدية جبة .
- وأخرجه البخاري 3/214 ح2615و2616 و4/144 ح3248 ، ومسلم 7/151 ح2469 ، والنسائي في الكبرى 5/471 ح9614 ، وأحمد 3/206 ح13148 و3/209 ح13188 و3/229 ح13395 و3/234 ح13455 و3/277 ح13938 ، والطيالسي 3/488 ح2102 ، وعبد بن حميد ( المنتخب ص361 ح1200)، والبزار ( كشف الأستار 3/257 ح2702 ) ، وأبو يعلى 5/423 ح3112 و6/9 ح3226 ، وأبو عوانة في المناقب ( إتحاف المهرة 2/216 ح1580 ) ، والطحاوي في شرح المعاني 4/247 ح6679 ، وابن حبان 15/509 ح7036 و15/511 ح7038 ، والطبراني في الكبير 6/13 ح5348، والبيهقي 3/274 ، والخطيب في المبهمات ص24 من طرق متعددة عن قتادة،
وأبو داود 4/392 ح4031 ، وأحمد 3/221 ح13315 ، والدارمي 2/304 ح2494، وأبو يعلى 6/142 ح3418، والطحاوي في شرح المشكل 11/129 ح4344 و11/130 ح4345 ، والحاكم 4/187 من طريق عمارة بن زاذان الصيدلاني ، عن ثابت البناني ،(1/7)
والترمذي 3/338 ح1723 ، والنسائي 8/199 ، وأحمد في المسند 3/121 ح12223 ، وفي فضائل الصحابة 2/822 ح1495 ، وابن سعد 3/435 ، وابن أبي شيبة 6/394 ح32319 و7/375 ح36797 ، وابن حبان 15/509 ح7037 ، والبيهقي 3/273 من طريق محمد بن عمرو بن علقمة ، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ،
وأحمد 3/238 ح13492 من طريق محمد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ،
والطبراني في الكبير 6/13 ح5347 ، وفي مسند الشاميين 3/7 ح1693 ، وتمام في فوائده 2/34 ح6061 من طريق عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، عن الزهري ،
خمستهم ( قتادة ، وثابت ، وواقد بن عمرو ، وعاصم بن عمر ، والزهري ) عن أنس بهذا الحديث ، وقد اختلفت ألفاظهم ، فلفظ قتادة :" أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبة حرير ، وذلك قبل أن ينهى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحرير ، فلبسها ، فعجب الناس منها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : والذي نفس محمد بيده ، لمناديل سعدٍ في الجنة أحسن من هذه " هذا أحد ألفاظ أحمد ، وبقية الألفاظ عن قتادة بمعناه ، ومنهم من لم يسم المهدي . ولفظ ثابت :" أن ملك ذي يزن أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حلة قد أخذها بثلاثة وثلاثين بعيراً ، أو ثلاثٍ وثلاثين ناقة فقبلها ".(1/8)
ولفظ واقد بن عمرو قال :" دخلت على أنس بن مالك فقال لي : من أنت ؟ قلت : أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ . قال: إنك بسعد أشبه، ثم بكى وأكثر البكاء، فقال: رحمة الله على سعد ، كان من أعظم الناس وأطولهم ، ثم قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشاً إلى أكيدر دومة ، فأرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب ، فلبسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام على المنبر أو جلس فلم يتكلم ، ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة وينظرون إليها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتعجبون منها . قالوا : ما رأينا ثوباً قط أحسن منه . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون " .
ولفظ عاصم بن عمر : عن أنس قال :" رأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتعجبون من هذا ؟ فوالذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ".
ولفظ الزهري :" أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة إستبرق ، فجعل الناس يلمسونها بأيديهم يتعجبون منها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تعجبكم هذه ؟ فوالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ".
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على علي بن زيد بن جدعان ، وذلك على وجهين :
الوجه الأول : عن علي بن زيد بن جدعان ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، وفيه أن الهدية كانت جرة من زنجبيل . وهذه رواية عمرو بن حكام عن شعبة ، عن علي بن زيد ، وروي عن النضر بن محمد ، عن شعبة - أيضاً - .(1/9)
الوجه الثاني : عن علي بن زيد بن جدعان ، عن أنس بن مالك ، وهذه رواية سفيان بن حسين ، وحماد بن سلمة ، وسفيان بن عيينة . واختلفوا في الهدية ففي حديث سفيان بن حسين أنها جرة من منٍّ . وفي حديث حماد أنه مستقة من سندس . وفي حديث ابن عيينة أنها حلة أو جبة - كما سبق في التخريج - .
وقد ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة أن حديث عمرو بن حكام حديث منكر ، وأنهما لا يعرفانه عن شعبة ، فلم يروه عنه إلا عمرو بن حكام ، حتى وصفوه بالزنجبيلي لأجل هذا الحديث ، وضعفوه بسببه ، كما سبق ذكر بعض ذلك في ترجمته .
وسبق قول أبي حاتم فيه : خرج إلى خراسان ورجع فأخرج حديثاً كثيراً عن شعبة فلم ينكر عليه إلا حديث الزنجبيل ... ثم قال أبو حاتم : فلا أبعد فإن الحديث له أصل ... .
ويظهر لي أن مراد أبي حاتم بقوله : له أصل . يعني قد روي من غير طريقه ، وكأنه يشير إلى الروايات الأخرى عن علي بن جدعان ، وإن كانت مختلفة في الإسناد والمتن ، إلا أن ذلك يمكن أن يكون من علي بن جدعان نفسه .
وقد بيَّن ذلك ابن عدي بقوله : وهذا لا يرويه عن شعبة غير عمرو بن حكام، فقال: عن علي بن زيد ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد ، ورواه سفيان بن حسين من رواية يزيد عنه ، عن علي بن زيد ، عن أنس ، كما ذكرت ، وتكلم الناس في عمرو بن حكام حيث روى عن شعبة هذا الحديث ، وقد رواه سفيان بن حسين ، عن أنس ، فكان الاختلاف من علي بن زيد ، فإذا كان بهذه الصورة لأن علي بن زيد يحتمل أن يخلِّط ويبرأ عمرو بن حكام من العهدة ، ويبقى عليه أنه لم يروه عن شعبة غيره . اهـ.
والجملة الأخيرة من كلام ابن عدي أعادت الاستنكار إلى أصله ، حيث لم يروه عن شعبة غير عمرو بن حكام ، ومن هنا جزم الأئمة بتحميل عمرو بن حكام نكارة هذا الحديث في إسناده ومتنه .(1/10)
أما الحاكم فإنه قال : لم أخرج من أول هذا الكتاب إلى هنا لعلي بن زيد بن جدعان القرشي - رحمه الله - حرفاً واحداً ، ولم أحفظ في أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزنجبيل سواه فخرجته . وتعقبه الذهبي بقوله : هذا مما ضعفوا به عمراً ، تركه أحمد .
وقد ذكر الذهبي في الميزان 3/254 وجهين في نكارة هذا الحديث ، أحدهما : أنه لا يعرف أن ملك الروم أهدى شيئاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وهذا الوجه فيه نظر ، فإن المراد بملك الروم هنا أكيدر دومة الجندل ، وهو أكيدر بن عبد الملك الكندي ، كما ذكر الخطيب في الأسماء المبهمة ص23 ، وليس المراد به قيصر ، ويدل لذلك الروايات الأخرى التي ذكر فيها أن الْمُهدي أكيدر دومة الجندل ، وقد سبق سياقها ، ثم إن عمرو بن حكام لم يتفرد بقوله : ملك الروم .
قال الذهبي : وثانيهما : أن هدية الزنجبيل من الروم إلى الحجاز شيء ينكره العقل ، فهو نظير هدية التمر من الروم إلى المدينة النبوية .
وهذا الوجه هو النكارة البينة في متن هذا الحديث ، حيث لم يرد إلا في حديث عمرو ابن حكام ، ولذلك لم يجد الحاكم غيره كما سبق قريباً .
والحاصل أن عمرو بن حكام تفرد بهذا الحديث عن شعبة ولم يروه سواه ، وقد استنكره الأئمة عليه ، وأما المتابعة المروية عن النضر بن محمد الجُرَشي ، عن شعبة فهي غير ثابتة ، وقد بيَّن العقيلي علتها بعد أن ساقها فقال : قال الصائغ : هذا حديث عمرو ابن حكام ، وكان عند أحمد بن عمير ، عن عمرو بن حكام ، وعن النضر بن محمد ، فانهدمت داره وتقطعت الكتب فاختلط عليه حديث عمرو بن حكام في حديث النضر ، ولا يعرف إلا بعمرو ، وهذا لأنهما جميعاً يحدثان عن شعبة ، فحدث بهذا عن النضر بن محمد . اهـ .(1/11)
فهذه علة بينة في هذه الرواية تدل على بطلانها ، ثم إن أحمد بن عمير لم أقف عليه في غير هذه الرواية ، وقد ترجم له ابن حجر في اللسان 1/240 ، واقتصر على ما ذكره العقيلي ، ومن اللسان استفدت تصحيح اسمه ، وإلا فقد وقع في المطبوعتين من ضعفاء العقيلي : أحمد بن عمر الوادي .
هذا ما يتعلق بحديث عمرو بن حكام ، وقد ذكر أبو حاتم أن الأشبه في هذا ما رواه يزيد بن هارون ، عن سفيان بن حسين ، عن علي بن زيد ، عن أنس .
ويؤيد ذلك أن سفيان بن حسين تابعه على ذلك حماد بن سلمة ، وسفيان بن عيينة ، ولكن اختلفوا في الهدية كما سبق ، ثم إن هذا الحديث مروي عن أنس من وجوه كثيرة كما سبق في التخريج .
وأما الاختلاف في نوع الهدية فيظهر أن ذلك من اضطراب علي بن زيد بن جدعان ، وقد سبق بيان ضعفه ، ولذا فإنه لا اعتماد على حديث علي بن زيد من جميع وجوهه .
وإنما الاعتماد في ذلك على ما ثبت من طرقٍ عن أنس ، وأصحها حديث قتادة ، عن أنس ، وهو الذي اختاره البخاري ، ومسلم فأودعاه في صحيحيهما ، ويليه حديث واقد ابن عمرو فقد قال الترمذي بعد سياقه : حديث حسن صحيح . وأما بقية الطرق عن أنس ففيها نظر ، وفي حديث قتادة ، وواقد أن الهدية من أكيدر إنما كانت جبة من حرير ، أو ديباج - على ما سبق بيانه - فهذا هو الصحيح في نوع هذه الهدية ، وقد جاء معنى ذلك عن علي بن زيد وغيره كما سبق بيانه والله أعلم .(1/12)
120/907- سألت أبي عن حديثٍ رواه عبد الرازق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ، عن عبد الله بن عدي الأنصاري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليستأذنه في قتل رجل من المنافقين ... الحديث ". قال أبي : هذا خطأ ، إنما هو : عن عبيد الله بن عدي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل . قلت لأبي : الخطأ ممن هو(1)؟ قال : من عبد الرزاق .
دراسة الرواة :
* عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري ، مولاهم اليماني ، أبو بكر الصنعاني ( 126-211 ) روى عن: معمر بن راشد ، وابن جريج ، والثوري ، وغيرهم . وعنه : أحمد بن حنبل ، وابن معين ، وابن المديني ، وابن راهويه ، والذهلي ، وإسحاق الدبري وغيرهم كثير . أخرج له الجماعة .
ثقة مشهور ، قال يعقوب بن شيبة : ثقة ثبت . وقيل لأحمد بن حنبل : رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق ؟ قال : لا . وقال أبو زرعة الدمشقي : عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه . ووثقه ابن معين ، والعجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر ، وكان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه ، على تشيع فيه .
وهو أثبت الناس في معمر بن راشد عند جماعة من الأئمة ، قال ابن معين : كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف. وقال أحمد : حديث عبد الرزاق عن معمر أحبُّ إلى من حديث هؤلاء البصريين . وكذلك قدمه أبو زرعة الرازي على هشام بن يوسف .
__________
(1) قوله : " هو " ساقط من ( س ، ح ، ض ) .(1/1)
ولكن تكلم في حديث عبد الرزاق بأخرة وتكلم في حديثه من حفظه ، قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث :" النار جبار "؟ فقال : هذا باطل ، ليس من هذا شيء . ثم قال : ومن يحدث به عن عبد الرزاق ؟ قلت : حدثني أحمد بن شبويه . قال : هؤلاء سمعوا بعدما عمي ، كان يلقن فتلقنه ، وليس هو في كتبه ، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمي . وقال أحمد - أيضاً - : من سمع من الكتب فهو أصح . وقال : أتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر ، ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف السماع . وقال البخاري : ما حدث من كتابه فهو أصح . وقال النسائي : فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة .
كما وصفه بالتشيع جماعة من الأئمة كابن عيينة ، والعجلي وغيرهما .
وتكلم فيه بعض الأئمة ، فقال ابن عيينة : أخاف أن يكون من الذين أضل سعيهم في الحياة الدنيا . وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، ولا يحتج به . وقال عباس العنبري : والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق كذاب ، ومحمد بن عمر الواقد أصدق منه .
وتعقبه الذهبي بقوله : هذا شيء ما وافق عليه العباس مسلم ، بل سائر الحفاظ وأئمة الدين يحتجون به إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى .
قال ابن عدي : ولعبد الرزاق بن همام أصناف وحديث كثير ، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه ، ولم يروا بحديثه بأساً إلا أنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليها أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا ، وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به ، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير .
قال الذهبي في الديوان : ثقة حافظ . ثم ساق بعض كلام الأئمة . وقال في المغني : أحد الأئمة الثقات . ثم ساق بعض الكلام فيه - أيضاً - .(1/2)
ولخص الحافظ ابن حجر حاله بقوله : [ ثقة حافظ مصنف شهير ، عمي في آخر عمره فتغير ، وكان يتشيع ] .
تاريخ الدوري 2/364 ، سؤالات ابن الجنيد ص453 ، التاريخ الكبير 6/130 ، ضعفاء النسائي ص70 ، ثقات العجلي ص302 ، ضعفاء العقيلي 3/107 ، الجرح والتعديل 6/38 ، ثقات ابن حبان 8/412 ، الكامل 5/311 ، تهذيب الكمال 18/52 ، الميزان 2/609 ، الديوان 2/111 ، المغني 1/622 ، تهذيب التهذيب 2/572 ، التقريب 2064 .
* معمر بن راشد البصري ، ثم اليمني ، سبق في المسألة الرابعة والعشرين ، وهو ثقة ثبت فاضل ، ولكن يُتَأنَّى في حديثه في العراق ، وحديثه عن العراقيين .
* الزهري محمد بن مسلم ، سبق في المسألة الرابعة والعشرين ، وهو الفقيه الحافظ ، متفق على جلالته وإمامته وإتقانه .
* عطاء بن يزيد الليثي ، ثم الجندعي ، أبو محمد ، وقيل أبو زيد المدني ، ويقال : الشامي - أيضاً - لأنه سكن الشام ، مات سنة 107 أو قبلها . روى عن : أبي أيوب الأنصاري ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد ، وعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيرهم ، وعنه : أبو صالح السمان ، وسهيل بن أبي صالح ، والزهري وغيرهم .
متفق على توثيقه ، وممن وثقه ابن المديني ، وابن معين ، والنسائي ، والعجلي وغيرهم .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
تاريخ ابن طهمان ص53 ، ثقات العجلي ص334، الجرح والتعديل 6/338 ، تهذيب الكمال 20/123 ، تهذيب التهذيب 3/110 ، التقريب 4604 .
* عبيد الله بن عدي بن الخيار ، سبق في المسألة الخمسين ، وهو مختلف في صحبته ، والصحيح أنه من ثقات كبار التابعين ، وهو من فقهاء قريش وعلمائها .
* عبد الله بن عدي الأنصاري ، صحابي ، وليس هو : عبد الله بن عدي بن الحمراء السابق في المسألة الرابعة والأربعين ، بل هما اثنان ، كما قال ابن المديني ، وإسماعيل القاضي وغيرهما ، وقد فرقهما غير واحدٍ ممن ألف في الصحابة كأبي نعيم ، بل غلَّط ابن عبد البر من جمعهما .(1/3)
معرفة الصحابة لأبي نعيم 3/1729 ، الاستيعاب 2/363 ، التمهيد 10/168 ، أسد الغابة 3/9 ، الإصابة 2/345 ، تهذيب التهذيب 2/384 ، التقريب 3473 .
التخريج :
- هو في مصنف عبد الرزاق 10/163 ح18688 بهذا الإسناد ، ولفظه بتمامه:" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينا هو جالس بين ظهراني الناس جاءه رجل يستأذنه ، أو يشاوره يسارُّه في قتل رجل من المنافقين ، يستأذنه فيه ، فجهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكلامه ، فقال : أليس يشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال : بلى ، ولكن لا شهادة له . قال : أليس يشهد أني رسول الله ؟ قال: بلى ، ولا شهادة له . قال: أليس يصلي ؟ قال : بلى ، ولا صلاة له . قال : أولئك الذين نهيت عنهم " .
وأخرجه أحمد 5/433 ح23671 - ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1729 ح4377 - ،
وعبد بن حميد ( المنتخب ص177 ح490 ) ،
ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1/262 - ومن طريقه البيهقي 3/367 - ، وابن عبد البر في التمهيد 10/166 من طريق علي بن المديني ،
ويعقوب بن سفيان - أيضاً - 1/262 - ومن طريقه البيهقي 3/367 - عن سلمة ابن شبيب ،
وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 4/262 ، وابن قانع في معجم الصحابة - أيضاً - 2/142 ، والبيهقي 3/367 و8/196 من طريق أحمد بن منصور ،
وابن حبان 13/309 ح5971 من طريق محمد بن حماد الطهراني ،
وأبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1729 ح4377 من طريق الحسن بن علي الخلال ، وإسحاق بن أبي كامل ،
ثمانيتهم ( أحمد ، وعبد ، وابن المديني ، وسلمة ، وأحمد بن منصور، والطهراني، والخلال ، وإسحاق ) عن عبد الرزاق به بنحوه ، إلا في رواية عبد بن حميد فإنه جعله : عن عطاء بن يزيد ، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/4)
- وأخرجه أحمد 5/432 ح23670 عن عبد الرزاق ، وابن عبد البر في التمهيد 1/161 من طريق محمد بن بكر البرساني ، كلاهما ( عبد الرزاق ، والبرساني ) عن ابن جريج ،
ومالك في الموطأ رواية يحيى بن يحيى 1/156 ح84 ،
ورواية أبي مصعب 1/222 ح569 -ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد 10/163-،
ورواية القعنبي ص255 ح327 ،
ورواية سويد بن سعيد ص159 ،
والشافعي في الأم 6/221 ، وفي المسند ( 1/13 ح8 بترتيب السندي ) - ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 8/196 ، وفي المعرفة 3/118 ح2053و2054 و6/301 ح5026 - ،
وابن عبد البر في التمهيد 10/150و164 من طريق روح بن عبادة ،
ستتهم ( يحيى، وأبو مصعب، والقعنبي ، وسويد، والشافعي، وروح ) عن مالك ،
وابن عبد البر في التمهيد 10/162 من طريق ابن المديني عن سفيان بن عيينة ،
وفي التمهيد 10/165 من طريق إسماعيل بن أبي أويس ، عن أبيه أبي أويس ،
وفي التمهيد - أيضاً- 10/165 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن الليث بن سعد،
وفيه - أيضاً - 10/167 من طريق ابن أخي الزهري ،
وفيه - معلقاً - 10/150 عن صالح بن كيسان ، وعن الليث بن سعد ، عن عقيل ابن خالد ،(1/5)
ثمانيتهم ( ابن جريج ، ومالك ، وابن عيينة ، وأبو أويس ، والليث بن سعد ، وابن أخي الزهري ، وصالح بن كيسان ، وعقيل ) عن الزهري بنحوه إلا أن ابن عيينة ذكر في روايته أن الرجل وجه به ليقتل ، ثم سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه ... الخ . وقد جعله ابن عيينة ، وعقيل ، ومالك - في غير رواية روح عنه - وابن جريج - في رواية البرساني - : عن عبيد الله بن عدي مرسلاً . وأما البقية فوصلوه ، ولكن دون التصريح باسم الصحابي ، بل قال الليث ، وابن أخي الزهري ، وابن جريج - في رواية عبد الرزاق - : عن عبيد الله بن عدي أن رجلاً من الأنصار حدثه . وقال أبو أويس ، وصالح بن كيسان : أن رجالاً من الأنصار حدثوه . ووقع في رواية ابن أخي الزهري : عبد الله بن عدي بدل : عبيد الله بن عدي بن الخيار .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث في وصله وإرساله ، وقد تبين من التخريج السابق أنه اختلف فيه على الزهري ، فروي عنه على أربعه أوجه :
الوجه الأول : عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ، عن عبد الله بن عدي الأنصاري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية معمر بن راشد ، وقد تفرد عنه عبد الرزاق ، إلا أنه في رواية عبد بن حميد عن عبد الرزاق جعله من حديث عبد الله ابن عدي بن الحمراء الأنصاري ، ولم يذكر عبيد الله بن عدي بن الخيار ، وذلك مخالف لرواية الجماعة عن عبد الرزاق ، وفيه وهم من جهتين ، أولهما أنه أسقط عبيد الله بن عدي بن الخيار ، ولم يسقطه أحد في هذا الحديث غيره ، ولعله سقط في النسخة من الناسخ أو الطباعة ، وثانيهما أنه زاد في اسم عبد الله بن عدي الأنصاري قوله : ابن الحمراء ، وهذا صحابي آخر ، وليس أنصارياً ، بل هو قرشي ، كما سبق التنبيه عليه في التراجم .(1/6)
الوجه الثاني : عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، أن رجلاً من الأنصار حدثه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية الليث بن سعد ، وابن أخي الزهري ، ومالك - فيما رواه عنه روح بن عبادة - ، وكذا ابن جريج - فيما رواه عنه عبد الرزاق - .
الوجه الثالث : عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، أن رجالاً من الأنصار حدثوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية أبي أويس ، وصالح بن كيسان .
الوجه الرابع : عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار مرسلاً ، وهذه رواية ابن عيينة ، وعقيل بن خالد ، ومالك - فيما رواه عنه الجماعة -، وكذا ابن جريج - فيما رواه عنه محمد بن بكر البرساني - .
والأوجه الثلاثة الأولى كلها موصولة ، وغاية ما بينها أن معمراً ذكر اسم الصحابي ، وغيره لم يسمه ، بل قال : رجل من الأنصار ، أو رجال من الأنصار .
وقد اقتصر أبو حاتم على ذكر الوجه الأول منها ، وهو رواية معمر ، ثم ذكر أن الصحيح كونه من مرسل عبيد الله بن عدي بن الخيار ، وذكر أن الخطأ في الوجه الأول من عبد الرزاق .
ويؤيد ما ذهب إليه أبو حاتم من ترجيح المرسل أنه رواية ابن عيينة ، وقد قال ابن المديني : سمعته من سفيان مراراً ، لم أسمعه يذكر فيه سماعاً ، وهو من قديم حديث سفيان اهـ. ثم هو رواية عقيل ، وهو المحفوظ عن مالك لأنه رواية الجماعة عنه ، بل قال ابن عبد البر : هكذا رواه سائر رواة الموطأ عن مالك ، إلا روح بن عبادة ... ( التمهيد 10/150 ) ، وهو رواية محمد بن بكر البرساني ، عن ابن جريج ، وقد ذكر الدارقطني محمد ابن بكر في أثبت أصحاب ابن جريج ، ولم يذكر عبد الرزاق . ( سؤالات ابن بكير ص56 ) .(1/7)
ويوضح رأي أبي حاتم في ترجيحه للوجه المرسل أن مالكاً ، وابن عيينة لا يقدم عليهما غيرهما من أصحاب الزهري في قول طائفة من الأئمة النقاد ، ومنهم أبو حاتم ، بل ذكر الفلاس أنه لا يختلف في تقديم مالك على غيره من أصحاب الزهري ( انظر شرح علل الترمذي 2/671 ) .
وذهب بعض الأئمة إلى ترجيح الوجه الموصول في هذا الحديث ، ومن أشهر من تكلم على هذا الحديث إسماعيل بن إسحاق القاضي، فإنه جمع طرقه مستقصاة وتكلم عليها، ولم أقف عليه في كتاب له ، ولكن نقله عنه ابن عبد البر في التمهيد ، وكثير من طرقه السابقة في التمهيد إنما هي من طريق إسماعيل القاضي ، وقد صوب إسماعيل القاضي رواية روح بن عبادة عن مالك الموصولة مستدلاً بلفظة جاءت في رواية أبي مصعب ، عن مالك المرسلة ، وهي قوله :" فلم يدر ما ساره به " قال إسماعيل القاضي : وهذا لا يقوله إلا رجل شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعبيد الله بن عدي بن الخيار لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وهذه اللفظة التي ذكرها إسماعيل القاضي واردة في غير رواية أبي مصعب - أيضاً - ووجه استدلاله هو أنه قال :" فلم يدرِ ما ساره به " كأن الراوي يقول : لا أدري أي شيء سار هذا الرجل به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وظاهرٌ أن هذا لا يقوله إلا من شهد تلك الوقعة .
ولكن الاستدلال بمثل هذه الألفاظ على تثبيت الوصل للأحاديث محل نظر ، لما قد يعتري الروايات من التعبير بالمعنى ، ثم إن هذه اللفظة يمكن قراءتها على وجه آخر يضعف الاستدلال بها ، وهو أن تكون على البناء للمفعول ، أي:" فلم يُدرَ ما ساره به ".
ثم قال القاضي : قد أسند هذا الحديث عدد اتفقوا فيه أنه عن رجل ، وجعله أبو أويس : عن نفر ، والذين اتفقوا فيه : مالك بن أنس ، وليث بن سعد ، وابن أخي الزهري ، ومعمر بن راشد ، وسمى معمر الرجل : عبد الله بن عدي الأنصاري - إن كان ذلك مضبوطاً عنه - .(1/8)
ثم قال : وليس فيهم أجود من رواية معمر - إن كان عبد الرزاق ضبط عن معمر- ... ( التمهيد 10/166-168 ) .
وظاهر صنيع ابن عبد البر موافقته للقاضي على ترجيح الوجه الموصول في هذا الحديث.
وقال الحافظ ابن حجر : إسناده صحيح ، وقد جوده معمر ، عن الزهري ، ورواه مالك ، والليث ، وابن عيينة ، عن الزهري فقالوا : عن رجلٍ من الأنصار، ولم يسموه. ( الإصابة 2/345 ) كذا قال ابن حجر ، وقد سبقت رواية ابن عيينة مرسلة ، وكذا مالك إلا في رواية روح عنه .
والذي يظهر لي أن ما ذهب إليه أبو حاتم من جزمه بخطأ عبد الرزاق في حديث معمر قول قوي ، فإن تسمية صحابي هذا الحديث : عبد الله بن عدي الأنصاري لم يأت به غير عبد الرزاق ، مع تعدد طرق هذا الحديث عن الزهري ، وظاهر كلام إسماعيل القاضي يوافق كلام أبي حاتم في هذا فإن إسماعيل قال : إن كان عبد الرزاق ضبط عن معمر . فكأنه غير مطمئن لضبط عبد الرزاق لذلك .
وأما الاختلاف في وصل هذا الحديث وإرساله فقد يقال : ربما يكون الزهري حدث به على أكثر من وجه ، وإن كان الإرسال أقوى فيما يظهر ، ولكنه مرسل قوي ، فإن عبيد الله بن عدي بن الخيار من كبار التابعين ، وهو من علماء قريش وخيارهم ، وفي صحيح البخاري 5/17 ح3696 : أنه أدى نصيحة لعثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، فقال له عثمان : أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : لا ، ولكن خلص إليَّ من علمه ما يخلص إلى العذراء في خدرها ... الحديث " ، فهذا يدل على فضله وعلمه ، والله أعلم .(1/9)
121/908- سألت أبي عن حديثٍ رواه الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء ابن زَبْر(1)، أنه سمع أبا سلام الأسود قال : سمعت عمرو بن عبسة(2)قال : " صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعير من المغنم ، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير فقال : ولا يحل لي من غنائمكم هذه إلا الخمس ، والخمس مردود فيكم " قال أبي : ما أدري ما هذا ، لم يسمع أبو سلام من عمرو بن عبسة (2) شيئاً ، إنما يروي عن أبي أمامة عنه .
دراسة الرواة :
* الوليد بن مسلم الدمشقي ، سبق في المسألة الثانية ، وهو ثقة ، لكنه كثير التدليس والتسوية .
* عبد الله بن العلاء بن زَبْر - بفتح الزاي وسكون الموحدة - الرَّبَعي ، أبو زبر ، ويقال : أبو عبد الرحمن الشامي الدمشقي ( 75-165) روى عن : أبي سلام الأسود ، والقاسم بن محمد ، ومكحول وغيرهم ، وعنه : ابنه إبراهيم ، وأبو مسهر ، والوليد بن مسلم وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، ودحيم ، والعجلي ، وأبو داود ، ويعقوب بن سفيان وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال ابن معين - مرة - والنسائي : ليس به بأس ، وقال أحمد : مقارب الحديث .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 7/468 ، تاريخ الدوري 2/320 ، ثقات العجلي ص271 ، سؤالات الآجري 2/206 ، المعرفة والتاريخ 1/153 و2/458 ، الجرح والتعديل 5/128 ، ثقات ابن حبان 7/27 ، تهذيب الكمال 15/405 ، تهذيب التهذيب 2/399 ، التقريب 3521 .
* أبو سلام الأسود اسمه : ممطور الحبشي ، ويقال : النوبي ، ويقال : الباهلي ، الأعرج الدمشقي ، روى عن : حذيفة ، وأبي مالك الأشعري ، وثوبان ، وأبي أمامة الباهلي، وعمرو بن عبسة وغيرهم . وعنه : حفيده زيد بن سلام ، وعبد الله بن العلاء، ومكحول وغيرهم .
وثقه الترمذي ، والعجلي ، والدارقطني وغيرهم .
__________
(1) في ( م ، ط ) :" زيد " وهو تصحيف .
(2) في ( ط ) :" عنبسة " وهو تصحيف - أيضاً - ولم أستطع قراءة ( م ) .(1/1)
وذكر ابن معين ، وابن المديني أنه لم يسمع من ثوبان . وقال أحمد : ما أراه سمع. وقال أبو حاتم : روى عن ثوبان ، والنعمان بن بشير ، وأبي أمامة ، وعمرو بن عبسة مرسل . قال الذهبي : غالب رواياته مرسلة ، ولذا ما أخرج له البخاري .
وقال في التقريب : [ ثقة يرسل ] .
التاريخ الكبير 8/57 ، جامع الترمذي 4/237 ح2444 ، ثقات العجلي ص431 ، الجرح والتعديل 8/431 ، المراسيل ص168 ، سؤالات البرقاني ص32 ، تهذيب الكمال 28/484، الكاشف 3/173، تهذيب التهذيب 4/151 ، التقريب 6879 .
* عمرو بن عَبَسَة - بموحدة ومهملتين مفتوحات - السلمي ، كنيته : أبو نجيح ، صحابي مشهور ، قديم الإسلام ، وهاجر بعد أحد ، وكان أخا أبي ذر لأمه - رضي الله عنهما - .
معرفة الصحابة لأبي نعيم 4/1982 ، تهذيب الكمال 22/118 ، الإصابة 3/5 ، التقريب 5070 .
* أبو أمامة : صُدَيّ بن عجلان الباهلي ، صحابي مشهور ، مات بالشام سنة 86 - رضي الله عنه - .
معجم الصحابة لأبي القاسم البغوي 3/381 ، تهذيب الكمال 13/158 ، الإصابة 2/182 ، التقريب 2923 .
التخريج :
- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/58 ( بصيغة التعليق ) عن سليمان بن عبد الرحمن ،
وأبو داود 3/335 ح2749 - ومن طريقه البيهقي 6/339 - عن الوليد بن عتبة ،
والطبراني في مسند الشاميين 1/455 ح805 من طريق هشام بن عمار ، ودحيم عبد الرحمن بن إبراهيم ،
أربعتهم ( سليمان ، والوليد بن عتبة ، وهشام ، ودحيم ) عن الوليد بن مسلم به بنحوه ، وقد وقع فيه التصريح بالسماع والتحديث في جميع طبقات الإسناد .
- وأخرجه الحاكم 3/616 من طريق العباس بن الوليد ، عن محمد بن شعيب بن شابور ،
وتمام في فوائده 1/95 من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء ،
كلاهما ( محمد بن شعيب ، وإبراهيم ) عن عبد الله بن العلاء به بنحوه ، وقد صرح بسماع أبي سلام من عمرو بن عبسة في حديث محمد بن شعيب فقط .(1/2)
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/57 - معلقاً - ، والنسائي في المجتبى 7/131 ، وفي الكبرى 3/45 ح4440 ، وأحمد 5/318 ح22714 و5/319 ح22718و22719، وأبو إسحاق الفزاري في السير ص235 ح390 ، وابن زنجويه في الأموال 2/703 ح1187 ، والدارمي 2/302 ح2487 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3/431 ح1865 ، وفي الجهاد 1/134 ح7 ، وابن المنذر في الأوسط 11/87 ح6470 ، والطحاوي في شرح المعاني 3/241 ح5224 ، والهيثم بن كليب 3/144-116 ح1174-1176 ، وابن حبان 11/193 ح4855 ، والطبراني في مسند الشاميين 4/369 ح3583 ، وفي المعجم الكبير ( تغليق التعليق 3/507 ) والحاكم 2/74 و3/49 ، والبيهقي 6/303 و9/20 ، والضياء في المختارة 8/190-192 ح355-359 و8/295 ح361 من طرقٍ عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش ، عن سليمان بن موسى، عن مكحول ،
والبخاري في التاريخ الكبير 8/57 ( بصيغة التعليق ) عن مسدد ، عن هشيم ، وبحشل في تاريخ واسط ص57 من طريق محمد بن يزيد ، كلاهما ( هشيم ، ومحمد بن يزيد ) عن داود بن عمرو ،
وأحمد 5/314 ح22680 و5/316 ح22699، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3/432 ح1866 ، وفي الجهاد 1/133 ح5و6 ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 5/326 ح22776 ، والبزار 7/153 ح2712 ، والطبراني في مسند الشاميين 2/363 ح1502 ، والبيهقي 9/104 من طريق أبي بكر بن أبي مريم ،
ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2/359-360 ، والدولابي في الكنى والأسماء 2/360 ح3021 ، والهيثم بن كليب 3/177 ح1263 ، والبيهقي 9/103، من طريق منصور الخولاني ، عن أبي يزيد غيلان مولى كنانة ،
وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند 5/326 ح22777 من طريق سعيد بن يوسف الرحبي الحمصي ، عن يحيى بن أبي كثير ،(1/3)
خمستهم ( مكحول ، وداود ، وابن أبي مريم ، وغيلان ، ويحيى بن أبي كثير ) عن أبي سلاَّم بهذا الحديث ، وقد اختلفوا في إسناده فقال مكحول : عن أبي سلام ، عن أبي أمامة ، عن عبادة ، وقال ابن أبي مريم ، ويحيى بن أبي كثير : عن أبي سلام ، عن المقدام بن معدي كرب ، عن عبادة ، وكذا قال غيلان ، إلا أنه أدخل الحارث بن معاوية بين المقدام وعبادة ، وأما داود بن عمروٍ ففي رواية هشيم عنه جعله عن أبي سلامٍ ، عن أبي إدريس الخولاني مرسلاً ، وفي رواية محمد بن يزيد عنه جعله من مرسل أبي سلام .(1/4)
ولفظه في رواية أبي بكر بن أبي مريم : عن أبي سلام ، عن المقدام بن معدي كرب الكندي :" أنه جلس مع عبادة بن الصامت ، وأبي الدرداء ، والحارث بن معاوية الكندي فتذاكروا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو الدرداء لعبادة : يا عبادة كلمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة كذا في شأن الأخماس ، فقال عبادة : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم في غزوهم إلى بعير من المقسم ، فلما سلم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتناول وبرة بين أنملتيه ، فقال : إن هذه من غنائمكم ، وإنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم ، فأدوا الخيط والمخيط ، وأكبر من ذلك وأصغر ، ولا تغلوا فإن الغلول نارٌ وعارٌ على أصحابه في الدنيا والآخرة ، وجاهدوا الناس في الله القريب والبعيد ، ولا تبالوا في الله لومة لائم ، وأقيموا حدود الله في الحضر والسفر ، وجاهدوا في سبيل الله ، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة عظيم ، ينجي الله به من الهم والغم ". ونحوه لفظ يحيى بن أبي كثير ، وكذا لفظ غيلان إلا أنه - كما سبق - جعله عن المقدام ، عن الحارث بن معاوية أنه كان جالساً مع عبادة ... الخ ، وأما لفظ مكحول فإنه لم يأت بهذا السياق تاماً ، وإنما أتى مقطعاً ، إلا أنه في بعض مواطنه ذكر معه حديثاً آخر في قسمة الأنفال يوم بدر ، ولفظ داود بن عمرو مختصر ، وربما وقع في بعض طرقه السابقة - أيضاً - مختصراً .
ولكن سقط من رواية سليمان بن موسى ، عن مكحول ذكر أبي سلام في الموطن الثالث عند أحمد ، والموطن الثاني عند الهيثم بن كليب ، ورواية الطبراني ، والحاكم ، والبيهقي في الموطن الأول ، والضياء في الموطن الرابع . كما سقط مكحول من رواية الدارمي .
الحكم عليه :(1/5)
ذكر أبو حاتم في حديث الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء، أنه سمع أبا سلام، قال سمعت عمرو بن عبسة ... الحديث : أنه لا يدري ما هذا ، وأن أبا سلام لم يسمع من عمرو بن عبسة شيئاً ، إنما يروي عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة .
ومعنى كلام أبي حاتم هذا إنكار هذا الإسناد ، وأنكر ما فيه ذكر السماع بين أبي سلام ، وعمرو بن عبسة ، وهو لم يسمع منه ، وقد ذكر أبو حاتم في المراسيل أن رواية أبي سلام ، عن عمرو بن عبسة مرسلة وكذا في الجرح والتعديل كما سبق في ترجمة أبي سلام .
فعدم سماع أبي سلام من عمرو بن عبسة أمر مؤكد عند أبي حاتم ، ويستدل لذلك أبو حاتم بأن أبا سلام إنما يروي عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة ، - يعني - فلو كان أبو سلام سمع من عمرو بن عبسة لكان يروي عنه مباشرة ، وهذه قاعدة يستدل بها الأئمة كثيراً في إثبات عدم السماع ، وهي قاعدة صحيحة لا غبار عليها .
ورواية أبي سلام ، عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة مشهورة ، وهي عند أبي داود ، وأحمد ، ( انظر : سنن أبي داود 2/185 ح1271 ، وأحمد 4/111 ح17016 ، وتحفة الأشراف 8/161 ) .
ومما يؤكد الوهم في هذا الإسناد أنه قد اختلف فيه على أبي سلام ، إلا أن أبا حاتم لم يتعرض لذلك ، وقد تبين من التخريج السابق أنه قد روي عن أبي سلام على ستة أوجه، وهي :
الوجه الأول : عن أبي سلام قال : سمعت عمرو بن عبسة ، وهذه رواية عبد الله ابن العلاء بن زبر ، وقد سبق القول في هذا الوجه ، والظاهر أن الوهم فيه من عبد الله بن العلاء بن زبر .
الوجه الثاني : عن أبي سلام ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن عبادة بن الصامت ، وهذه رواية مكحول .
الوجه الثالث : عن أبي سلام، عن المقدام بن معدي كرب، عن عبادة بن الصامت، وهذه رواية أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، ويحيى بن أبي كثير .(1/6)
الوجه الرابع : عن أبي سلام ، عن المقدام ، عن الحارث بن معاوية ، عن عبادة بن الصامت ، وهذه رواية أبي يزيد غيلان مولى كنانة .
الوجه الخامس : عن أبي سلام ، عن أبي إدريس الخولاني مرسلاً ، وهذه رواية داود بن عمروٍ - فيما رواه عنه هشيم - .
الوجه السادس : عن أبي سلام مرسلاً، وهذه رواية داود بن عمروٍ - فيما رواه عنه محمد بن يزيد - .
وقد ذكر البخاري الوجه الثاني وهو رواية مكحول ، والوجه الخامس ، وهو رواية هشيم ، عن داود بن عمرو ، ثم رجح هذا الوجه بقوله : وداود أحفظ .
هكذا قال البخاري ، وظاهر كلامه تقديم داود بن عمروٍ على مكحول في الحفظ والضبط ، ويحتمل أن يكون أراد تقديم رواية داود لحفظه وثبوت ذلك عنه ، وأما مكحول فإن هذا الحديث لم يثبت عنه ، فقد تفرد عنه سليمان بن موسى الأشدق ، وهو فقيه أهل الشام بعد مكحول ، وقد وثقه ابن معين ، ودحيم وغيرهما ، ولكن تكلم في حديثه ، فقال البخاري : عنده مناكير . وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت منه. وقال النسائي: في حديثه شيء . وقال - أيضاً - : أحد الفقهاء ، وليس بقوي في الحديث . وفيه كلام غير ذلك . وقد قال ابن حجر : صدوق فقيه ، في حديثه بعض لين ، وخولط قبل موته بقليل . ( انظر تهذيب الكمال 12/92، والتقريب 2616 ). وقد تفرد عن سليمان : عبد الرحمن ابن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي ، وهو صدوق له أوهام . ( التقريب 3831 ) فبمثل هذا الإسناد لا يثبت الحديث عن مكحول .
ويقوي هذا الاحتمال الثاني في مراد البخاري أن مكحولاً ثقة فقيه مشهور ، وهو كثير الإرسال ( التقريب 6875 ) ، وأما داود بن عمروٍ فهو الأودي الدمشقي عامل واسط ، وهو صدوق يخطئ ( تهذيب التهذيب 1/568 ، والتقريب 1804 ) .
ثم ذكر البخاري بعد هذين الوجهين حديث عمرو بن عبسة ، وهو الوجه الأول ، وظاهر صنيعه تقديم حديث داود بن عمرو عليه .(1/7)
وأما بقية الأوجه عن أبي سلام فلم أقف فيها على كلام لأحدٍ من الأئمة ، والذي يظهر لي أنه لا يثبت عن أبي سلام منها شيء غير حديث داود بن عمروٍ بطريقيه ، وأما البقية فهي طرق ضعيفة ، فإن أبا بكر بن أبي مريم ضعيف ، وقد سرق بيته فاختلط ( التقريب 7974 ) ، ويحيى بن أبي كثير لم يسمع من أبي سلام ، كما قال العجلي وغيره ( انظر : ثقات العجلي ص431 ، والمعرفة والتاريخ 3/10 ، وتهذيب الكمال 28/487 ) ، وقد تفرد عنه سعيد بن يوسف الرحبي ، وهو ضعيف ( التقريب 2425 ) ، وغيلان هو : ابن أنس أبو يزيد الدمشقي قال فيه ابن حجر : مقبول ( التقريب 5367 ) ، وقد تفرد عنه منصور الخولاني ، ولم أقف على بيان حاله .
فعلم بهذا أن هذه الطرق الموصولة جميعها ضعيفة قبل أن تصل إلى أبي سلام ، وأصح شيء عن أبي سلام حديث داود بن عمروٍ ، وهو يحتمل أن يكون من مرسل أبي إدريس الخولاني كما رواه هشيم عن داود، ويحتمل أن يكون من مرسل أبي سلام نفسه، كما رواه محمد بن يزيد الكلاعي ، عن داود ، فإن محمد بن يزيد ثقة ثبت عابد ( التقريب 6403 ) .
هذا ما يتعلق بحديث أبي سلامٍ ، وقد روي هذا الحديث عن عبادة بن الصامت من غير طريق أبي سلامٍ الأسود ( انظر : سنن ابن ماجة 2/950 ح2850 ، وزوائد عبد الله على المسند 5/330 ح22795 ، ومسند البزار 7/154-155 ح2713و2714 ، ومسند الهيثم بن كليب 3/175-177 ح1261و1262 ، والأوسط للطبراني 6/15 ح5660 ، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم 2/799 ح2107 ، والمختارة للضياء 8/280-281 ح343-345 وغيرها ) .(1/8)
كما أن هذا المعنى روي عن غير واحدٍ من الصحابة ( انظر : التاريخ الكبير 7/77 ، وسنن النسائي 7/131 ، ومسند أحمد 1/88 ح667 ، والمصنف لابن أبي شيبة 6/460 ح32915 و7/412 ح36962 ، وسنن سعيد بن منصور 2/322 ح2756 ، ومسند أبي يعلى 1/358 ح463 ، والأوسط لابن المنذر 11/87 ح6468و8469 و11/92 ح6480 ، والمعجم الكبير للطبراني 17/36 ح72 و18/260 ح649 ، والأوسط 3/45 ح2423 ، والموضح للخطيب 1/183 و1/211 ، والمختارة للضياء 2/308 ح685 ، والهداية للغماري 6/65 وغيرها ) ، والله أعلم .(1/9)
122/909- سمعت أبي وذكر حديثاً رواه عبيد الله بن أبي جعفر ، عن صفوان بن يزيد ، عن أبي العلاء بن أبي اللجلاج ، عن أبي هريرة قوله :" لا يجمع الله غباراً في سبيل الله ، ودخان جهنم في منخري عبد مسلم ... الحديث " قال أبي : قال لنا أبو صالح ، عن الليث ، وإنما هو : صفوان بن أبي يزيد ، وأرى أن بين عبيد الله بن أبي جعفر وبين صفوان سهيل بن أبي صالح .
دراسة الرواة :
* عبيد الله بن أبي جعفر المصري ، أبو بكر الفقيه ، قيل : اسم أبيه يسار ، ( 60 - 132 ) وقيل بعدها . روى عن : حمزة بن عبد الله بن عمر ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وصفوان بن أبي يزيد وغيرهم . وعنه : الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث ، وابن لهيعة وغيرهم . أخرج له الجماعة .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، والنسائي ، وأبو حاتم وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : كان يتفقه ، ليس به بأس .
وفي علل المروذي : قلت - يعني لأحمد - : فعبيد الله بن أبي جعفر ؟ قال : كان يقال : إنه حسن الفقه من أهل المدينة ، قلت : كيف هو في الحديث ؟ قال : ها(1). وذكر ابن الجوزي أن أحمد قال : ليس بقوي .
قال الذهبي في الميزان : صدوق موثق .
وقال في التقريب : [ ثقة ، وقيل عن أحمد إنه ليَّنه ، وكان فقيهاً عابداً ، وقال أبو حاتم : هو مثل يزيد بن أبي حبيب ] .
__________
(1)
(1) هكذا في علل المروذي تحقيق وصي الله عباس ، وهكذا نقله ابن عبد الهادي في بحر الدم ص285 ، وهو صواب ، ويفهم من هذه العبارة عدم التوثيق على أقل الأحوال ، ووقع في طبعة علل المروذي التي حققها صبحي السامرائي ص64 : قال : ثقة . بدل قوله : ها . ولست مطمئناً لذلك ، لكثرة الخطأ في هذه الطبعة ، فلعل هذه الكلمة لم تتضح للمحقق فاجتهد فأخطأ والله أعلم .(1/1)
طبقات ابن سعد 7/514 ، العلل ومعرفة الرجال 2/482 ، علل المروذي ص 83 ، الجرح والتعديل 5/310 ، ثقات ابن حبان 7/142 ، ضعفاء ابن الجوزي 2/161 ، تهذيب الكمال 19/18 ، الميزان 3/4 ، تهذيب التهذيب 3/6 ، التقريب 4281 .
* صفوان بن يزيد ، ويقال : ابن أبي يزيد ، ويقال : ابن سليم ، حجازي مدني ، روى عن أبي سعيد الخدري حديثاً واحداً ، وعن أبي العلاء بن اللجلاج - على اختلاف في اسمه - عن أبي هريرة هذا الحديث . وروى عنه : عبيد الله بن أبي جعفر ، وسهيل بن أبي صالح ، وابنه الحجاج بن صفوان ، ومحمد بن عمرو بن علقمة . أخرج له البخاري في الأدب والنسائي .
ذكره ابن حبان في الثقات . وترجم له البخاري في التاريخ الكبير ، وذكر الاختلاف في حديثه هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وقال في التقريب : [ مقبول ] .
التاريخ الكبير 4/307 ، ثقات ابن حبان 6/470 ، تهذيب الكمال 13/216 ، تهذيب التهذيب 2/215 ، التقريب 2944 .
* أبو العلاء بن أبي اللجلاج ، هكذا وقع اسمه في جميع النسخ ، وفي غير هذا الكتاب : ابن اللجلاج ، وقد اختلف في اسمه ، فقيل حصين ، وقيل القعقاع ، وقيل غير ذلك ، له هذا الحديث فقط .
ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وسماه : حصين بن اللجلاج .
وقال المزي : وهو شيخ مجهول .
وقال ابن حجر : [ مجهول ] .
الجرح والتعديل 3/195 ، تهذيب الكمال 6/531 ، تهذيب التهذيب 1/445 ، التقريب 1381 .
* أبو هريرة - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .(1/2)
* أبو صالح هو : عبد الله بن صالح الجهني ، مولاهم ، المصري ، كاتب الليث بن سعد ( 137-223 ) أو نحوها . روى عن : الليث بن سعد ، وابن لهيعة ، ومعاوية بن صالح وغيرهم . وعنه : ابن معين ، وعبد الله الدارمي ، وأبو حاتم وغيرهم . علق له البخاري في الصحيح ، وقيل : إنه روى عنه ، وجزم بذلك الذهبي ، وروى له البخاري في القراءة خلف الإمام ، كما روى له أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه .
قال عبد الملك بن شعيب بن الليث : أبو صالح ثقة مأمون ، قد سمع من جدي حديثه ، وكان يحدث بحضرة أبي ، وأبي يحضه على التحديث .
ووثقه يحيى بن معين . وقال : هما ثبتان ، ثبت حفظ وثبت كتاب ، وأبو صالح كاتب الليث ثبت كتاب . وقال أبو حاتم : مصري صدوق أمين ما علمته .
وقال أبو زرعة : لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب ، وكان حسن الحديث . وقال أبو حاتم - أيضاً - : الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح ، وكان أبو صالح يصحبه ، وكان أبو صالح سليم الناحية ، وكان خالد بن نجيح يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس ، ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب ، كان رجلاً صالحاً .
وقال سعيد بن منصور : كلمني يحيى بن معين قال : أحب أن تمسك عن عبد الله بن صالح . فقلت : لا أمسك عنه وأنا أعلم الناس به ، إنما كان كاتباً للضياع .
وقال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عنه فقال : كان أول أمره متماسكاً ، ثم فسد بأخرة ، وليس هو بشيء . وسمعت أبي ذكره يوماً فذمه وكرهه ، وقال : إنه روى عن الليث ، عن ابن أبي ذئب كتاباً أو أحاديث ، وأنكر أن يكون الليث سمع من ابن أبي ذئب شيئاً .
قال ابن معين في ذلك : أقل أحوال أبي صالح كاتب الليث أنه قرأ هذه الكتب على الليث فأجازها له ، ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إليه بهذا الدرج - يعني إلى الليث ابن سعد - .(1/3)
ولكن ذكر أحمد بن صالح المصري أن أبا صالح أخرج درجاً قد ذهب أعلاه ، ولم يدر حديث من هو ، فقيل له : حديث ابن أبي ذئب ، فروى عن الليث ، عن ابن أبي ذئب .
وقال أحمد بن صالح - أيضاً - : متهم ليس بشيء ، وقال فيه قولاً شديداً . وقال ابن المديني: ضربت على حديث عبد الله بن صالح ، وما أروي عنه شيئاً. وقال النسائي: ليس بثقة .
وفيه كلام كثير غير ذلك ، وقد قال ابن حبان : منكر الحديث جداً ، يروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات ، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام مشاهير أئمة ، وكان في نفسه صدوقاً يكتب لليث بن سعد الحساب ، وكان كاتبه على الغلات ، وإنما وقع المناكير في حديثه من قبل جارٍ له سوء . ثم ذكر قصة هذا الجار عن ابن خزيمة وكيف أنه يضع الحديث في بيت أبي صالح بخط يشبه خطه .
وقال ابن عدي : وهو عندي مستقيم الحديث ، إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط ، ولا يتعمد الكذب ، وقد روى عنه يحيى بن معين .
وقال الذهبي في الميزان : صاحب حديث وعلم مكثر ، وله مناكير . وقال في المغني : صالح الحديث له مناكير .
وقال ابن حجر : [ صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، وكانت فيه غفلة ] .
تاريخ أبي سعيد الطبراني عن ابن معين ص24 ، العلل ومعرفة الرجال 3/212و242 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص63 ، الجرح والتعديل 5/86 ، المجروحين 2/40 ، الكامل 4/206 ، تاريخ بغداد 9/478-481، تهذيب الكمال 15/98 ، الميزان 2/440 ، المغني 1/544 ، تهذيب التهذيب 2/354، التقريب 3388 .
* الليث بن سعد المصري ، سبق في المسألة الأولى ، وهو ثقة فقيه إمام مشهور .
* سهيل بن أبي صالح السمان ، سبق في المسألة السابعة والعشرين ، وهو صدوق تغير حفظه بأخرة .
التخريج :
- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/307 ( بصيغة التعليق ) عن الأويسي ،
والنسائي في المجتبى 6/14 ، وفي الكبرى 3/10 ح4323 عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب بن الليث ،(1/4)
كلاهما ( الأويسي ، وشعيب ) عن الليث بن سعد ، عن عبيد الله بن أبي جعفر به بنحوه ، وفيه زيادة :" ولا يجمع الله في قلب امرئٍ مسلم الإيمان بالله والشح جميعاً ". إلا أنه قال في رواية الأويسي : عن أبي العلاء بن اللجلاج ، وكذا قال في رواية شعيب في المجتبى ، وقال فيها : صفوان بن أبي يزيد ، وأما رواية شعيب في الكبرى فهي كما ذكر المصنف في الاسمين جميعاً . وهو موقوف كما ذكره المصنف .
ولم أقف عليه من حديث أبي صالح ، عن الليث .
- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/146 ح281 من طريق أبي عوانة ،
والبخاري في التاريخ الكبير 4/307 ، والطيالسي 4/207 ح2583 من طريق وهيب ،
والنسائي في المجتبى 6/12 ، وفي الكبرى 3/9 ح4317، وأحمد 2/340 ح8479، وأبو عوانة 4/476 ح7395 ، وابن حبان 10/466 ح4606 ، والطبراني في الصغير 1/251 ح410، والحاكم 2/72 ، وابن بشران في الأمالي 2/252 ح1448 ، والبيهقي في شعب الإيمان 12/13 ح6185 من طرقٍ عن الليث بن سعد ، عن محمد بن عجلان ،
والنسائي في المجتبى 6/13 ، وفي الكبرى 3/10 ح4319 ، وأحمد 2/342 ح8512 ، والحاكم 2/72 من طريق حماد بن سلمة ،
والنسائي في المجتبى 6/13 ، وفي الكبرى 3/10 ح4318 ، والحاكم 2/72 من طريق جرير بن عبد الحميد ،
والنسائي في المجتبى 6/13 ، وفي الكبرى 3/10 ح4320 ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/161 ، وفي شعب الإيمان 8/188 ح3952 ، والبغوي في شرح السنة 10/354 ح2619 من طريق يزيد بن الهاد ،
وسعيد بن منصور 2/189 ح2401 ، وابن أبي عاصم في الجهاد 1/344 ح121 ، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة 1/447 ح460 ، وابن حبان 8/43 ح3251 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي ،
والمروزي في تعظيم قدر الصلاة 1/445 من طريق إسماعيل بن عياش ،(1/5)
ثمانيتهم ( أبو عوانة ، ووهيب ، وابن عجلان ، وحماد ، وجرير ، وابن الهاد ، وخالد ، وإسماعيل ) عن سهيل بن أبي صالح ، عن صفوان بن يزيد ، عن القعقاع بن اللجلاج ، عن أبي هريرة به بنحوه مرفوعاً ، وزاد فيه بعضهم :" ولا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل مسلم ". واقتصر في بعض مواطنه على هذه الزيادة . وربما لم يقع صفوان منسوباً في بعض هذه المواطن ، وسماه حماد بن سلمة في روايته : صفوان بن سليم . وقال في روايته - أيضاً - عند النسائي : عن خالد بن اللجلاج ، وعند الحاكم : عن أبي اللجلاج . وكذا قال في رواية جرير عن الحاكم فقط .
وخالفهم محمد بن عجلان فجعله : عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، ولفظه :" لا يجتمعان في النار اجتماعاً يضر أحدهما الآخر ، مسلم قتل كافراً ، ثم سدد المسلم وقارب، ولا يجتمعان في جوف عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ، ولا يجتمعان في قلب عبدٍ الإيمان والشح " .
- وأخرجه سعيد بن منصور 2/190 ح2402 - وعنه البخاري في التاريخ الكبير 4/307 ( بصيغة التعليق ) - عن عباد بن عباد المهلبي ،
وابن أبي شيبة 4/221 ح19482 - وعنه البخاري في التاريخ الكبير 4/307 ( بصيغة التعليق ) - وهناد بن السري في الزهد 1/269 ح467 عن عبدة بن سليمان ،
والنسائي في المجتبى 6/14 ، وفي الكبرى 3/10 ح4322 ، وأحمد 2/256 ح7480 ، وأبو الفرج المقرئ في الأربعين في الجهاد والمجاهدين ص62 ح24 من طريق يزيد بن هارون ،
والنسائي في المجتبى 6/14، وفي الكبرى 3/10 ح4321 من طريق عرعرة بن البرند، وابن أبي عدي ،
وأحمد 2/342 ح8512 من طريق حماد بن سلمة ،
وأحمد - أيضاً - 2/441 ح9693 عن محمد بن عبيد ،
والطبراني في الأوسط 6/87 ح5878 من طريق إسماعيل بن محمد الطلحي ، عن يحيى بن يمان ،(1/6)
ثمانيتهم ( عباد ، وعبدة ، ويزيد ، وعرعرة ، وابن أبي عدي ، وحماد ، ومحمد بن عبيد ، ويحيى بن يمان ) عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن صفوان بن أبي يزيد ، عن حصين بن اللجلاج ، عن أبي هريرة به بنحوه مرفوعاً ، وذكر بعضهم الزيادة السابقة في حديث سهيل ، وقال حماد بن سلمة في روايته عند أحمد فقط ( وهي مقرونة مع روايته عن سهيل ) : عن صفوان - يعني ابن سليم - قال حماد : وقال أحدهما : القعقاع بن اللجلاج ، وقال الآخر : اللجلاج بن القعقاع اهـ. ووقع في رواية حماد - أيضاً - عند النسائي في الكبرى فقط : صفوان بن يزيد . وفي رواية عبدة عند ابن أبي شيبة : صفوان ابن سليم . ولم ينسبه هناد في روايته عن عبدة .
وخالفهم يحيى بن يمان فجعله : عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، وساق لفظه مختصراً " لا يجتمع الشح والإيمان في قلب مؤمن أبداً " .
- وأخرجه ابن المبارك في الجهاد ص76 ح30 - وعنه هناد بن السري في الزهد 1/268 ح465 ، وعن هناد الترمذي 3/271 ح1633 و4/144 ح2311 ، والنسائي في المجتبى 6/12 ، وفي الكبرى 3/9 ح4316 - ،
وأحمد 2/505 ح10560 - ومن طريقه ابن بشران في الأمالي 2/276 ح1498 - والبيهقي في شعب الإيمان 3/89 ح779 ، وقوام السنة في الترغيب والترهيب 1/308 ح509 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ ،
وأحمد 2/505 ح10560 - ومن طريقه ابن بشران في الأمالي 2/276 ح1498 - عن يزيد بن هارون ،
ووكيع في الزهد 1/249 ح23 - وعنه أحمد في الزهد ص222 - ،
والطيالسي 4/191 ح2565 ،
وهناد في الزهد 1/268 ح466 عن يونس بن بكير ،
والحاكم 4/260 من طريق جعفر بن عون ،
والبغوي في شرح السنة 14/364 ح4168 من طريق عاصم بن علي الواسطي ،
ثمانيتهم ( ابن المبارك ، والمقرئ ، ويزيد بن هارون، ووكيع ، والطيالسي ، ويونس، وجعفر ، وعاصم ) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ،(1/7)
والنسائي في المجتبى 6/12 ، وفي الكبرى 3/9 ح4315 ، والبيهقي في شعب الإيمان 3/90 ح870 من طريق جعفر بن عون ،
ووكيع في الزهد 1/249 ح23 - وعنه أحمد في الزهد ص222 ، وابن أبي شيبة 4/208 ح19364 - ،
والحميدي 2/466 ح1091 ، عن سفيان بن عيينة(1)، وابن حبان 10/467 ح4607 من طريق محمد بن ميمون الخياط ، عن سفيان بن عيينة ،
وابن أبي شيبة 13/127 ح34708 عن محمد بن بشر ،
وقوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/476 ح856 من طريق عبد الله بن داود الخريبي ،
ستتهم ( جعفر ، ووكيع ، وابن عيينة ، ومحمد بن بشر ، والخريبي ) عن مسعر بن كدام ،
وابن ماجه 2/927 ح2774 عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن سفيان بن عيينة،
وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص237 ح223 من طريق عمر بن علي المقدمي ،
أربعتهم ( المسعودي ، ومسعر ، وابن عيينة ، والمقدمي ) عن محمد بن عبد الرحمن مولى طلحة ، عن عيسى بن طلحة ، عن أبي هريرة به ، ولفظه :" لا يلج النار أحد بكى من خشية الله - عز وجل - حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري امرئٍ أبداً ". وربما اقتصر بعضهم على آخره ، ولكن اختلفوا في رفعه ووقفه ، فوقفه وكيع ، ويونس بن بكير في روايتهما عن المسعودي ، وكذا وكيع ، وجعفر بن عون ، ومحمد بن بشر ، في روايتهم عن مسعر ، ورفعه الباقون .
- وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد 1/338 ح119 ، والطبراني في الأوسط 2/256 ح1911 من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، عن مالك ، عن الزهري ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة به بنحوه مرفوعاً .
الحكم عليه :
__________
(1) سقط من مسند الحميدي : " سفيان بن عيينة " ، فصار : عن الحميدي حدثنا مسعر ، وهذا لا يمكن ، فإن الحميدي لا يروي عن مسعر ، وإنما يروي عن ابن عيينة ، عن مسعر ، وهو شيء ظاهر .(1/8)
ذكر أبو حاتم في هذه المسألة أمرين ، أولهما : أن الصواب أنه صفوان بن أبي يزيد ، وليس صفوان بن يزيد . وقد سبق في ترجمة صفوان وفي التخريج ذكر الاختلاف في اسمه ، على أكثر من هذين الوجهين ، وهو رجل ليس بالمشهور ، فليس له إلا هذا الحديث وحديث آخر ، وقد تبين من التخريج السابق أن أكثر الرواة سموه : صفوان بن أبي يزيد ، وهو موافق لما يراه أبو حاتم .
وثانيهما : ذكر أبو حاتم أنه يرى أن بين عبيد الله بن أبي جعفر وبين صفوان سهيل بن أبي صالح. ولم يذكر أبو حاتم رواية في هذا ، ولم أقف على شيء يدل على هذا أو ينفيه، ومعنى كلام أبي حاتم أن يكون عبيد الله دلسه بإسقاط سهيل ، أو يكون الليث سواه فأسقط سهيلاً ، ولم أقف على وصف عبيد الله بالتدليس ، ولا وصف الليث بالتسوية ، ولكن الأئمة قد يشيرون إلى سقوط راوٍ من الإسناد إذا ارتابوا فيه ، ولو لم يكن في الإسناد مدلس ، ومما يؤيده في هذا الحديث أنه مشهور عن سهيل ، عن صفوان ، كما سبق في التخريج ، والله أعلم .
هذا ما يتعلق بما ذكره أبو حاتم في هذا المسألة ، وقد تبين من التخريج السابق أن هذا الحديث قد اختلف فيه على صفوان ، فروي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن صفوان ، عن أبي العلاء بن اللجلاج ، عن أبي هريرة موقوفاً ، وهذه رواية عبيد الله بن أبي جعفر .
الوجه الثاني : عن صفوان، عن القعقاع بن اللجلاج أو حصين بن اللجلاج - على اختلاف سبق بيانه في التخريج- عن أبي هريرة مرفوعاً، وهذه رواية سهيل بن أبي صالح، ومحمد بن عمرو بن علقمة .
وليس المراد ذكر الاختلاف في اسم شيخ صفوان ، فإن هذا سبق بيانه في التخريج ، ثم هو شيخ مجهول ليس له إلا هذا الحديث .(1/9)
ولكن المراد ذكر الاختلاف في رفعه ووقفه ، ولم يذكره أبو حاتم إلا من الوجه الأول الموقوف ، وقد يفهم من ذلك أنه يرى أن أصل الحديث موقوف، وهو كذلك فيما يظهر، فإنه إن رجعت رواية عبيد الله بن أبي جعفر إلى رواية سهيل - كما يرى أبو حاتم - فهو اختلاف على سهيل ، وسهيل تكلم في حفظه ، وهذا يوهن روايته ، وأما محمد بن عمرو فهو صدوق له أوهام - كما سبق في ترجمته في المسألة السابعة والثلاثين - وإن لم ترجع رواية عبيد الله بن أبي جعفر إلى سهيل ، فإن عبيد الله بن أبي جعفر أولى الثلاثة الذين رووه عن صفوان بالتقديم .
ولكن يغني عن هذا كله أن الحديث من الوجهين جميعاً غير ثابت من أجل صفوان وشيخه .
وأما رواية محمد بن عجلان حيث جعله : عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة فهي وهم لمخالفتها لرواية الجماعة من أصحاب سهيل ، وهم : أبو عوانة ، ووهيب ، وحماد ابن سلمة ، وجرير بن عبد الحميد ، ويزيد بن الهاد ، وخالد بن عبد الله ، وإسماعيل بن عياش .
والذي يظهر لي أن محمد بن عجلان قد جمع بين حديثين بإسناد واحد ، وهما هذا الحديث ، وحديث سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً :" لا يجتمعان في النار اجتماعاً يضر أحدهما الآخر ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : مؤمن قتل كافراً ثم سدد ". وهذا قد أخرجه مسلم 6/40 ح1891 ، وأحمد 2/399 ح9186 ، والبيهقي 9/165 من طريق أبي إسحاق الفزاري ، وأحمد 2/263 ح7575 و2/353 ح8637 من طريق حماد بن سلمة ، كلاهما ( أبو إسحاق ، وحماد ) عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة به ، وهو حديث آخر ليس فيه شيء من متن حديث المسألة إلا في رواية محمد ابن عجلان فإنه جمع المتنين بإسناد واحد ، فهذا هو سبب الوهم في روايته والله أعلم .(1/10)
وكذلك القول في رواية يحيى بن يمان ، عن محمد بن عمرو بجعله : عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، فإن هذه الرواية وهم ، فقد خالف يحيى الجماعة من أصحاب محمد بن عمرو ، وهم : عباد بن عباد ، وعبدة بن سليمان ، ويزيد بن هارون ، وعرعرة بن البرند ، وابن أبي عدي ، ومحمد بن عبيد ، وقد تفرد يحيى بن يمان بذلك كما نص عليه الطبراني وهو صدوق عابد يخطئ كثيراً ، وقد تغير ، وقد قال ابن معين : ليس بثبت لم يكن يبالي أي شيء حدث كان يتوهم الحديث ، كما تكلم فيه غير واحد من الأئمة ، وقد سبقت ترجمته في المسألة الحادية عشرة ، فهذا من وهمه والله أعلم .
هذا ما يتعلق بحديث صفوان بن أبي يزيد ، وقد مرَّ في التخريج طريقان آخران لهذا الحديث عن أبي هريرة ، وهما :
الطريق الأول : طريق عيسى بن طلحة ، عن أبي هريرة ، وعيسى ثقة فاضل وقد سبقت ترجمته في المسألة رقم :111 ، وتفرد عنه محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ، وهو ثقة ( التقريب 6077 ) ، وقد رواه عنه أربعة وهم: عبد الرحمن المسعودي ، ومسعر، وابن عيينة ، وعمر بن علي المقدمي ، فأما المقدمي فلم يختلف عليه ، بل لم يرو عنه إلا من طريق واحد ، وهو ثقة ولكنه يدلس تدليساً شديداً ، وقد سبقت ترجمته في المسألة الرابعة والثلاثين .
وأما ابن عيينة فاختلف عليه ، فرواه يعقوب بن حميد ، عنه ، عن محمد بن عبد الرحمن ، وخالفه محمد بن ميمون ، فرواه عن ابن عيينة ، عن مسعر ، عن محمد ابن عبد الرحمن ، فإن صحت رواية يعقوب فالظاهر أن ابن عيينة قد دلسه حين رواه عن محمد بن عبد الرحمن ، وبهذا ترجع روايته إلى رواية مسعر ، ولكن الدارقطني ذكر رواية ابن عيينة ، عن مسعر ، ثم عقبها بقوله : ولا يثبت ( العلل 8/336 ) .
وقد اختلف على المسعودي ، ومسعر في رفعه ووقفه .(1/11)
فأما المسعودي فهو صدوق اختلط قبل موته ، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط ( التقريب 3919 ) ، وقد رواه عنه مرفوعاً : ابن المبارك ، وأبو عبد الرحمن المقرئ ، ويزيد بن هارون ، والطيالسي ، وجعفر بن عون ، وعاصم بن علي ، وخالفهم وكيع ، ويونس بن بكير فروياه عن المسعودي موقوفاً .
وهؤلاء منهم من سمع بعد الاختلاط كيزيد بن هارون وعاصم بن علي ، كما ذكر الإمام أحمد وغيره ، وذكر ابن رجب ممن سمع بعد الاختلاط أبا داود الطيالسي .
وسماع وكيع منه قديم وهو قبل الاختلاط ، نص على ذلك الإمام أحمد ، وذكر ابن الكيال ممن سمع قبل الاختلاط جعفر بن عون ، ولم ينسب ذلك لأحد من الأئمة ( ينظر في ذلك : شرح علل الترمذي 2/747 ، الكواكب النيرات ص282 ) .
وأما البقية فلم أقف على ما يبين وقت سماعهم ، ولكن الترمذي أخرجه من حديث ابن المبارك ، وقال : حديث حسن صحيح . فالظاهر أنه يصحح سماعه قبل الاختلاط ، وقد خرج ابن المبارك إلى العراق أول ما خرج سنة إحدى وأربعين ومائة ، كما قال عبدان ابن عثمان ( انظر : تاريخ بغداد 10/168 ، وتهذيب الكمال 16/14 ) ، وهذا قبل اختلاط المسعودي بمدة طويلة ، فإن كان سمع منه في تلك الفترة فهو سماع قديم ، ومع هذا فإن سماع وكيع أثبت من غيره ، وهو على اليقين قد سمع قبل الاختلاط ، وقد رواه عنه موقوفاً ، وقد حكى الدارقطني الاختلاف على المسعودي ، فقال : رفعه عنه قوم ، ووقفه وكيع ( العلل 8/336 ) ولم يرجح ، فالله أعلم .
وكذلك اختلف فيه على مسعر فرواه ابن عيينة ، وعبد الله بن داود الخريبي عن مسعر مرفوعاً ، وخالفهم جعفر بن عون ، ووكيع ، ومحمد بن بشر فرووه عن مسعر موقوفاً ، والوقف هو المشهور عن مسعر ، فلم يذكر الدارقطني عن مسعر سواه ، وقال البيهقي بعد أن ساق رواية المسعودي المرفوعة : رفعه المسعودي ووقفه مسعر .(1/12)
وعلى كل حال فالاختلاف في رفع هذا الحديث ووقفه شديد ، ومع ذلك فحديث محمد بن عبد الرحمن هذا أحسن ما يروى به هذا المعنى ، وقد صححه الترمذي ، وابن حبان كما سبق فالله أعلم .
الطريق الثاني : طريق مالك، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً، وقد تفرد به عن مالك : إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، وهو ضعيف ( التقريب 337 ) ، فهو طريق ساقط ، ولو كان هذا الحديث عند مالك لرواه الناس، ولم يتفرد به هذا الضعيف، وبهذا الإسناد المشهور ، وهذا مما يقطع بأن مالكاً لم يحدث به ، والله أعلم .(1/13)
123/910- سألت أبي عن حديثٍ رواه سفيان ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله :" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لرسول مسيلمة(1): لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك " ، ورواه أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن ابن مُعَيْن السعدي ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال أبي : الثوري أحفظ من أبي بكرٍ ، وأرى أن عاصماً حكى عن أبي وائل أن رجلا يقال له أبو معين مر بمسجد بني(2)حنيف(3)فجعل أبو بكر : عن ابن معين ، والثوري أفهم .
دراسة الرواة :
* سفيان الثوري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة .
* عاصم بن بهدلة ، وهو ابن أبي النجود الأسدي ، مولاهم ، الكوفي ، أبو بكر المقرئ ، قال أحمد وغيره : بهدلة هو أبو النجود ، وقيل : بهدلة أمه ، مات سنة 128 وقيل قبلها ، روى عن : زر بن حبيش ، وأبي وائل ، ومصعب بن سعد وغيرهم ، وعنه : شعبة ، والسفيانان ، والحمادان ، وأبو بكر بن عياش ، وحفص بن سليمان وغيرهم ، أخرج له الجماعة ، إلا أنه في الصحيحين مقرون .
قال أحمد : ثقة رجل صالح خيِّر ثقة ، والأعمش أحفظ منه . وقال - أيضاً - : كان رجلاً صالحاً قارئاً للقرآن ، وأهل الكوفة يختارون قراءته ، وأنا أختار قراءته ، وكان خيِّراً ثقة ، والأعمش أحفظ منه ، وكان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث .
ووثقه ابن معين ، وقال : لا بأس به ... وهو من نظراء الأعمش ، والأعمش أثبت منه .
__________
(1)
(1) هو : مسيلمة بن حبيب ، وقيل : ابن ثمامة الحنفي الكذاب ، كان في وفد بني حنيفة ، ثم ادعى النبوة ، واتبعه بنو حنيفة ، ثم قتل في حديقة الموت يوم اليمامة في السنة الحادية عشرة أو الثانية عشرة، لعنه الله ( انظر: تاريخ الطبري 2/275 ، والبداية والنهاية 7/256 و9/465-475 ) .
(2) في ( ت ) :" بين " ، وهو تصحيف .
(3) كذا في جميع النسخ ، والمراد بهم بنو حنيفة .(1/1)
وقال العجلي : وهو أجل مقرئ في الكوفة ... صاحب سنة وقراءة للقرآن ، وكان ثقة رأساً في القرآن ... وكان ثقة في الحديث ، وكان يختلف عليه في زرٍّ ، وأبي وائل .
وقال النسائي : لا بأس به . وقال ابن سعد : قالوا : وكان ثقة ، إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه . وقال يعقوب بن سفيان : في حديثه اضطراب وهو ثقة . وذكره ابن حبان في الثقات .
وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال : صالح . ثم قال ابن أبي حاتم : وسألت أبا زرعة عنه ، فقال : ثقة ، فذكرته لأبي ، فقال : ليس محله هذا أن يقال : إنه ثقة ، وقد تكلم فيه ابن علية فقال : كان كل من كان اسمه عاصماً سيئ الحفظ . وقال أبو حاتم : محله عندي محل الصدق ، صالح الحديث ، ولم يكن بذاك الحافظ .
وقال شعبة : حدثنا عاصم بن أبي النجود ، وفي النفس ما فيها ، قال العقيلي : لم يكن فيه إلا سوء الحفظ . وقال حماد بن سلمة : كان عاصم يحدثنا بالحديث الغداة عن زر ، وبالعشي عن أبي وائل . وقال ابن معين في رواية : ليس بالقوي في الحديث . وقال الدارقطني : في حفظه شيء .
وفيه كلام غير ذلك ، قال الذهبي في الميزان : ثبت في القراءة ، وهو في الحديث دون الثبت ، صدوق يهم .
وقال ابن رجب : كان حفظه سيئاً ، وحديثه خاصة عن زر ، وأبي وائل مضطرب ، كان يحدث بالحديث تارة عن زر ، وتارة عن أبي وائل .
ولخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق له أوهام ، حجة في القراءة ، وحديثه في الصحيحين مقرون ] .
طبقات ابن سعد 3/321 ، تاريخ ابن طهمان ص64 ، العلل ومعرفة الرجال 1/421 و3/120 ، ثقات العجلي ص239 ، ضعفاء العقيلي 3/336 ، الجرح والتعديل 6/340 ، ثقات ابن حبان 7/256، سؤالات البرقاني رقم 338 ، تاريخ دمشق 25/220-242، تهذيب الكمال 13/473، الميزان 2/357، شرح العلل 2/788 ، تهذيب التهذيب 2/250 ، التقريب 3054 .(1/2)
* أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي ، الكوفي ، أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره ، ومات سنة 82 وقيل بعدها ، وله مائة سنة ، روى عن : عمر ، وعلي ، وحذيفة ، وابن مسعود ، وأبي موسى وغيرهم . وعنه : منصور بن المعتمر ، والأعمش ، وجامع بن أبي راشد ، وعاصم بن بهدلة وغيرهم .
من مشاهير العلماء من أصحاب عبد الله بن مسعود ، قال عمرو بن مرة : قلت لأبي عبيدة : من أعلم أهل الكوفة بحديث عبد الله ؟ قال : أبو وائل . وقال الأعمش : قال لي إبراهيم: عليك بشقيق فإني أدركت الناس وهم متوافرون وإنهم ليعدونه من خيارهم.
وقال ابن معين : ثقة لا يسأل عن مثله .
قال في التقريب : [ ثقة مخضرم ] .
طبقات ابن سعد 6/96 ، التاريخ الكبير 4/245 ، الجرح والتعديل 4/371 ، تهذيب الكمال 12/548 ، تهذيب التهذيب 2/178 ، التقريب 2816 .
* عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الحادية والخمسين .
* أبو بكر بن عياش الكوفي ، سبق في المسألة السابعة عشرة ، وهو ثقة عابد ، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ، وكتابه صحيح .
* ابن مُعَين السعدي ، ليس له إلا هذا الحديث، وقد اختلف في ضبط اسمه، فقيل: ابن مُعَيْن - بضم الميم ، وفتح العين ، وسكون الياء بعدها نون - ذكر ابن ناصر الدين أن هذا هو المشهور ، وقيل : ابن مُعَيِّز - بتشديد الياء ، وبالزاي - وقيل : مُعَيْز - بسكون الياء - وقيل : معير - بالراء المهملة - وقيل غير ذلك، اسمه عبد الله فيما قيل، قيل : إن له إدراكاً ، وقد ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة بعد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .(1/3)
طبقات ابن سعد 6/196 ، الجرح والتعديل 9/328 ، المؤتلف والمختلف للدارقطني 4/2016 ، الأسماء المبهمة ص186 ، الإكمال لابن ماكولا 7/205 ، أسد الغابة 5/138 ، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين 8/197 ، تبصير المنتبه 4/1306 ، تعجيل المنفعة ص535 .
التخريج :
- أخرجه النسائي في الكبرى 5/206 ح8676 ، وأحمد 1/406 ح3855 ، والبزار 5/142 ح1733 ، وأبو يعلى 9/160 ح5247 و9/170 ح5260 ، وابن الجارود 3/300 ح1046 ، وابن حبان 11/235 ح4878 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
والدارقطني في العلل 5/89 من طريق إبراهيم بن هاني النيسابوري ، وفي العلل - أيضاً - معلقاً عن هيثم الدوري ، عن شيخ له ، والبيهقي 9/211 من طريق محمد بن يحيى ، ثلاثتهم ( إبراهيم ، وشيخ هيثم ، ومحمد ) عن أبي عاصم النبيل ،
كلاهما ( ابن مهدي ، وأبو عاصم) عن سفيان الثوري به بنحوه ، إلا أنه بأطول منه في رواية ابن مهدي عند البزار ، ولفظه :" جاء ابن النواحة رسولاً من عند مسيلمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال : أشهد أن مسيلمة رسول الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو كنت قاتلاً رسولاً لقتلتك أو لضربت عنقك ". وقد جعله شيخ هيثم : عن أبي عاصم ، عن الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل .
- وأخرجه أحمد 1/404 ح3837 - ومن طريقه الخطيب في الأسماء المبهمة ص186 - عن سليمان بن داود الهاشمي ،
والدارمي 2/307 ح2503 عن عبد الله بن سعيد ،
وابن أبي شيبة في مسنده 1/133 ح176 ،(1/4)
وابن المنذر في الإقناع 2/461 ح154 عن محمد بن إسماعيل الصائغ ، عن يحيى(1)،
والطحاوي في شرح المعاني 3/211 ح5109 و3/317 ح5447 ، وفي شرح المشكل 7/298 ح2861 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي ،
وفي شرح المعاني 2/211 ح5110 من طريق علي بن معبد ،
والدارقطني في المؤتلف والمختلف 4/2017 من طريق الحسن بن عرفة ،
وأبو الغنائم النرسي في حديث مختلفي الأسماء ( توضيح المشتبه لابن ناصر الدين 3/129 و8/198 ) من طريق أبي كريب ،
__________
(1) جاء منسوباً في الإقناع هكذا : يحيى بن أبي كثير . ولم أقف على أحدٍ بهذه الطبقة بهذا الاسم ، ولا يمكن أن يكون يحيى بن أبي كثير اليمامي ، فإنه متقدم عن هذه الطبقة كثيراً ، ولكن لعله تصحيف وأصله : يحيى بن أبي بكير الكرماني ، وهو من شيوخ الصائغ ، وروايته عن أبي بكر بن عياش محتملة ، والله أعلم .(1/5)
ثمانيتهم ( الهاشمي ، وعبد الله بن سعيد ، وابن أبي شيبة ، ويحيى ، وأبو غسان ، وعلي بن معبد ، والحسن ، وأبو كريب ) عن أبي بكر بن عياش به ، ولفظه : عن ابن معيز السعدي قال : خرجت أسقي فرساً لي في السحر ، فمررت بمسجد بني حنيفة ، وهم يقولون : إن مسيلمة رسول الله ، فأتيت عبد الله فأخبرته ، فبعث الشرطة فجاؤوا بهم ، فاستتابهم فتابوا فخلى سبيلهم ، وضرب عنق عبد الله بن النواحة، فقالوا: آخذت قوماً في أمرٍ واحدٍ فقتلت بعضهم وتركت بعضهم؟ قال : " إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقدم عليه هذا وابن أثال بن حجر ، فقال : أتشهدان أني رسول الله ؟ فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : آمنت بالله ورسله ، ولو كنت قاتلاً وفداً لقتلتكما . قال : فلذلك قتلته ". هذا لفظ الهاشمي ، والبقية بنحوه ، ولكن اختلفوا في ضبط اسم السعدي على نحو ما سبق ذكره في ترجمته ، وربما اختلفت فيه نسخ الكتاب الواحد ، كمسند أحمد ، وشرح المعاني للطحاوي وغيرهما . وأسقطه يحيى وحده في روايته ، فجعله كرواية سفيان : عن أبي وائل ، عن عبد الله .
- وأخرجه أحمد 1/390 ح3708 ، والهيثم بن كليب 2/182 ح748 من طريق يزيد بن هارون ،
وأحمد 1/396 ح3761 عن أبي النضر هاشم بن القاسم ،
والطيالسي 1/202 ح248 - ومن طريقه البيهقي في الدلائل 5/332 - ،
والبيهقي 9/212 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
أربعتهم ( يزيد ، وأبو النضر ، والطيالسي ، وابن مهدي ) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ،
وأبو يعلى 9/31 ح5097 عن إبراهيم بن الحجاج ، عن سلام أبي المنذر ،(1/6)
كلاهما ( المسعودي ، وسلام ) عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله به مطولاً ، ولفظه في رواية المسعودي : عن أبي وائل قال : قال عبد الله حيث قتل ابن النواحة :" إن هذا وابن أثال كانا أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - رسولين لمسيلمة الكذاب ، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتشهدان أني رسول الله ؟ قالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله ، فقال : لو كنت قاتلاً رسولاً لضربت أعناقكما . قال : فجرت سنة أن لا يقتل الرسول ، فإما ابن أثال فكفانا الله - عز وجل -، وأما هذا فلم يزل ذلك فيه حتى أمكن الله منه الآن ". إلا أن ابن مهدي في روايته عن المسعودي اقتصر على قول عبد الله :" مضت السنة أن لا تقتل الرسل " .
ولفظ سلام أبي المنذر : عن عبد الله بن مسعود أن مسيلمة بعث رجلين أحدهما ابن أثال بن حجر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتشهدان أن محمداً رسول الله ؟ قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله ، فقال النبي : آمنت بالله ورسله ، لو كنت قاتلاً وفداً لقتلتكما . فبينما ابن مسعود بالكوفة إذ رفع إليه الرجل الذي مع ابن أثال - وهو قريب له - فأمر بقتله ، فقال للقوم : وهل تدرون لم قتلت هذا ؟ قالوا : لا ندري . فقال : إن مسيلمة بعث هذا مع ابن أثال بن حجر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتشهدان أن محمداً رسول الله ؟ قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : آمنت بالله ورسله ، لو كنت قاتلاً وفداً لقتلتكما . قال : فلذلك قتلته " . قال أبو وائل : وكان الرجل يومئذٍ كافراً .
- وأخرجه أبو داوود 3/337 ح2756 ، والطحاوي في شرح المشكل 7/299 ح2862 ، وابن حبان 11/236 ح4879 ، والطبراني في الكبير 9/219 ح8957 ، والبيهقي 9/211 من طريق محمد بن كثير ، عن سفيان الثوري ،(1/7)
والنسائي في الكبرى 5/205 ح8675 ، وأحمد 1/384 ح3642 ، وابن أبي شيبة في المصنف 6/439 ح32742 ، وفي المسند 1/243 ح365 ، وأبو يعلى 9/141 ح5221 ، والطبراني في الكبير 9/219 ح8958 ، وفي الأوسط 3/283 ح3158 ، والخطيب في الأسماء المبهمة ص185 من طريق أبي معاوية ، عن الأعمش ،
وأحمد 1/406 ح3851 عن أسود بن عامر ، عن شريك ،
والطبراني في الكبير 9/220 ح8959 عن الحسين بن إسحاق التستري ، عن يحيى الحماني ، عن قيس بن الربيع ،
والخطيب في الموضح 2/107 من طريق أبي عوانة ،
خمستهم ( الثوري ، والأعمش ، وشريك ، وقيس ، وأبو عوانة ) عن أبي إسحاق السبيعي ، عن حارثة بن مضرب أنه أتى عبد الله فقال : ما بيني وبين أحدٍ من العرب حِنَةٌ ، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة فإذا هم يؤمنون بمسيلمة ، فأرسل إليهم عبد الله فجيء بهم فاستتابهم ، غير ابن النواحة قال له :" سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لولا أنك رسول لضربت عنقك ، فأنت اليوم لست برسول ، فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق ، ثم قال : من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلاً في السوق ". هذا لفظ الثوري عند أبي داود ، وبمعناه لفظ أبي عوانة ولكنه أطول منه ، وأما لفظ الأعمش فهو مختصر، ووقع في بعض طرقه عن الأعمش أن الرجل الذي شهد عليهم ليس هو حارثة بل آخر ، وأما لفظ قيس فهو بنحو حديث الثوري ، عن عاصم السابق .
وخالفهم شريك ، فجعله عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن ابن مسعود ، وهو بنحو حديث الثوري ، عن عاصم .
- وأخرجه عبد الرزاق 10/169 ح18708 - ومن طريقه الطبراني في الكبير 9/218 ح8956 - عن ابن عيينة ، وابن أبي شيبة 6/439 ح32743 عن وكيع ، والهيثم ابن كليب 2/181 ح746 من طريق يزيد بن هارون ، والبيهقي في الدلائل 5/333 من طريق جعفر بن عون ، أربعتهم ( ابن عيينة ، ووكيع ، ويزيد ، وجعفر ) عن إسماعيل ابن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ،(1/8)
وابن وهبٍ في موطئه ص143 ح492 - ومن طريقه الطحاوي في شرح المعاني 3/211 ح5106 - عن يونس بن يزيد ، وعبد الرزاق 10/168 ح18707 عن معمر ، وابن أبي شيبة 6/440 ح32753 من طريق ابن أبي ذئب ، والطبراني في مسند الشاميين 4/215 ح3127 من طريق شعيب بن أبي حمزة ، أربعتهم ( يونس ، ومعمر ، وابن أبي ذئب ، وشعيب ) عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ،
والهيثم بن كليب 2/181 ح747 من طريق يزيد بن هارون ، والطبراني في الكبير 9/220 ح8960 من طريق أبي نعيم ، والحاكم في المستدرك 3/53 من طريق جعفر بن عون ، ثلاثتهم ( يزيد ، وأبو نعيم ، وجعفر ) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ،
ثلاثتهم ( قيس بن أبي حازم ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ) عن عبد الله بن مسعود في ذكر قصة مسجد بني حنيفة ، واستتابة ابن مسعود لهم ، واختلفت سياقاتهم في ذلك ، ولم يذكر أحد منهم قصة وفود ابن النواحة وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا قيس بن أبي حازم في رواية ابن عيينة عنه فقط .
وقد جعل معمر حديث الزهري : عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبيه . ولم يقل : عن أبيه بقية الرواة عن الزهري .
وجاءت رواية أبي نعيم ، عن المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلاً ، ولكنه ذكر في آخر القصة ما يشير إلى أنه يرويه عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، عن ابن مسعود .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على عاصم بن أبي النجود على وجهين :
الوجه الأول : عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذه رواية سفيان الثوري ، والمسعودي ، وسلام أبي المنذر ، وهو رواية أبي بكر بن عياش - فيما رواه عنه يحيى - .(1/9)
الوجه الثاني : عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن ابن معين السعدي ، عن عبد الله ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية أبي بكر بن عياش - فيما رواه عنه الجماعة - ، وهو الذي ذكره أبو حاتم عنه .
وقد حكم أبو حاتم للثوري ، لأنه أحفظ من أبي بكر ، ثم ذكر ما يبين وهم أبي بكر ابن عياش في ذلك ، وهو أن عاصماً حكى عن أبي وائل أن رجلاً يقال له أبو معين مر بمسجد بني حنيفة ، فجعل أبو بكر الحديث عنه ، والثوري أفهم .
وما ذكره أبو حاتم في هذا ظاهر ، وإن كنت لم أقف عليه روايةً ، وإنما هو رأي أبي حاتم ، وهو وجيه ، خاصة أن أبا بكر بن عياش قد عرف عنه الخطأ ، كما سبق في ترجمته ، ومن ذلك قول أحمد إنه كثير الخطأ جداً ، وذلك إذا حدث من حفظه ، وقول أبي نعيم : لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطاً منه . وقد تفرد أبو بكر بن عياش بزيادة هذا الرجل في هذا الإسناد كما سبق في التخريج ، وقد نص على ذلك الدارقطني ( أطراف الغرائب والأفراد 4/175 ح3981 ) ، بل إن هذا الرجل ليس له ذكر إلا في هذا الإسناد كما ذكر الدارقطني في العلل ، كأنه يشير إلى ضعفه ، وقد اختلف على أبي بكر في ذكره ، وإن كان ذكره محفوظاً عنه من رواية الجماعة .
ثم إن الثوري لا يقدم عليه أحد في حفظه وإتقانه وفهمه ، ولم يختلف عليه إلا اختلافاً لا يلتفت إليه وهو رواية شيخ هيثم الدوري ، عن أبي عاصم ، عن الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ... وقد قال الدارقطني بعد ذكره : وذلك وهم ، والصواب عن الثوري ، عن عاصم . وهو أمر ظاهر فهو عن شيخ مبهم .
وقد توبع الثوري على روايته، فتابعه المسعودي، وأبو المنذر سلام بن سليمان المزني، وإن كانت المتابعة ليست بذاك ، فإن المسعودي قد اختلط ، ولم يروه عنه إلا من سمع منه بعد الاختلاط ، وأبو المنذر صدوق يهم ( التقريب 2705 ) ، ولكن هذا يعترض به على قول البزار : لا نعلم رواه عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله إلا الثوري .(1/10)
والحاصل أن الاعتماد في هذا على رواية الثوري ، وهي كافية ، وهو إسناد تفرد به عاصم ، عن أبي وائل ، وقد سبق ذكر اضطراب عاصم في حديث أبي وائل ، ولكن سبق في التخريج ذكر هذا الحديث عن ابن مسعود من طرقٍ أخرى ، وهذا بيان ما فيها :
أولاً : طريق أبي إسحاق السبيعي : وقد اختلف عليه ، فروي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن ابن مسعود ، وهذه رواية الجماعة ، وهم : الثوري ، والأعمش ، وقيس بن الربيع ، وأبو عوانة .
الوجه الثاني : عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن ابن مسعود ، وهذه رواية شريك القاضي .
والأول هو المحفوظ عن أبي إسحاق لأنه رواية الجماعة ، وفيهم الثوري، والأعمش، وهذا أمر ظاهر ، وقد وقع تصريح أبي إسحاق بالسماع في رواية الأعمش عند الخطيب في الأسماء المبهمة .
ثانياً : طريق إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عبد الله ، وهذا الطريق فيه قصة بني حنيفة ، إلا في رواية ابن عيينة فإن فيها قصتهم وفيها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن النواحة ، وهو إسناد صحيح .
ثالثاً : طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وقد اختلف فيه على الزهري ، فروي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن مسعود ، وهذه رواية يونس ، وابن أبي ذئب ، وشعيب .
الوجه الثاني : عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن مسعود، وهذه رواية معمر بن راشد . وهي في مصنف عبد الرزاق كما سبق .
وقد سبق أن هذا الطريق إنما هو في قصة مسجد بني حنيفة، واستتابة ابن مسعود لهم، وليس فيه قصة وفود ابن النواحة على النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/11)
فإن قيل بترجيح الوجه الأول فهو مرسل ، فإن رواية عبيد الله ، عن ابن مسعود مرسلة ، كما ذكر المزي في تهذيب الكمال 19/73 ، وإن قيل بصحة الوجه الثاني فهو إسناد متصل ، ولكن الظاهر أن الوجه الأول أصح لأنه رواية الجماعة ، والله أعلم .
رابعاً : طريق المسعودي : وقد اختلف عليه فيه ، فروي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن مسعود ، وهذه رواية يزيد بن هارون ، وجعفر بن عون .
الوجه الثاني : عن المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلاً ، وهذه رواية أبي نعيم الفضل بن دكين .
وأبو نعيم أثبت هؤلاء الثلاثة الذين رووه عن المسعودي ، وروايته عنه متقدمة قبل اختلاطه كما قال الإمام أحمد وغيره ، بخلاف يزيد بن هارون فإنه سمع من المسعودي بعد اختلاطه ، وأما جعفر فقد قيل إن سماعه قبل الاختلاط ، ولكن أبا نعيم أثبت منه ( انظر : شرح العلل 2/747 ، والكواكب النيرات ص288 وص293 ) ، غير أنه جاء في لفظ أبي نعيم ما يدل على اتصال إسناده ، ففيه أن ابن مسعود بعدما استتابهم سيرهم إلى الشام إلا ابن النواحة أبى فقتله ، ثم فيه : قال عبد الرحمن بن عبد الله : فلقيت شيخاً منهم كبيراً بعد ذلك بالشام فقال لي : رحم الله أباك والله لو قتلنا يومئذٍ لدخلنا النار كلنا .
ففي هذه الجملة دلالة على أن القاسم بن عبد الرحمن، يرويه عن أبيه عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود فيكون متصلاً ، ومع ذلك فإن هذا غير كافٍ للجزم بصحة هذا الإسناد بمفرده .
وقد سبق أن هذا الطريق ليس فيه إلا قصتهم ، دون قول النبي - صلى الله عليه وسلم - .
والحاصل أن هذه طرق متعددة في ذكر قصة بني حنيفة وما وقع لهم في مسجدهم ، وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ابن النواحة ما قال ، وهي تفيد صحة ذلك وثبوته .(1/12)
وقد وردت قصة وفود رسول مسيلمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وامتناعه عن قتله لأنه رسول من غير حديث ابن مسعود - أيضاً - ( ينظر في ذلك : التاريخ الكبير 8/183 ، سنن أبي داود 3/337 ح2755 ، والعلل الكبير للترمذي ص381 ، ومسند الإمام أحمد 3/487 ح15989، والآحاد والمثاني لابن أبي عاصم 3/24 ح1309 و3/307 ح1685، وشرح المعاني للطحاوي 3/318 ح5449 ، وشرح المشكل 7/301 ح2863 ، والمعجم الكبير للطبراني 22/154 ح412 ، وأطراف الغرائب والأفراد 4/331 ح4401 ، ومستدرك الحاكم 2/143 و3/52 ، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم 5/2668 ح6391 و5/2731 ح6515 ، والسنن الكبرى للبيهقي 9/211 ، ودلائل النبوة له 5/332 وغيرها ) والله أعلم .(1/13)
124/911- سألت أبي عن حديثٍ رواه بكر بن يونس بن بكير ، عن موسى بن علي، عن أبيه ، عن أبي قتادة(1)الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"خير الخيل الأَدْهَم(2)الأَقْرَح(3)الأَرْثم(4)الْمُحَجَّل(5)ثلاث(6)،
__________
(1) في جميع النسخ أقحم هنا كلمة :" عن " وليس لها معنى .
(2) الأدهم هو الأسود في الخيل والإبل وغيرهما ( لسان العرب 12/209 ) .
(3) الأقْرَح : ما كان في جبهته قرحة ، وهي بياض يسير في وسط الجبهة ( غريب الحديث للخطابي 1/392 ، النهاية 4/36 ) .
(4) في ( ط ) :" الأديم " وهو تصحيف ، ولم أتبين ما في ( م ) ، ومعنى الأَرْثَم قال الخطابي : ما كان بمجفلته وأنفه بياض ، كأنه رثم به أي لطخ . وقال ابن الأثير : الذي أنفه أبيض وشفته العليا ( انظر : غريب الحديث للخطابي 1/393 ، النهاية 2/196 ) .
(5) قال الخطابي: المحجل: أن يكون في قوائمه تحجيل، وهو بياض يبلغ الرسغ، أخذ من الحجل وهو الخلخال اهـ. وذكر ابن الأثير أن البياض يجاوز الأرساغ ولا يبلغ الركبتين ، قال : ولا يكون التحجيل باليد واليدين مالم يكن معها رجل أو رجلان ( انظر : غريب الحديث للخطابي 1/393 ، النهاية 1/346 ) .
(6) كذا وقعت هذه الكلمة في جميع النسخ بغير النصب ، وكذا هي في الموطن الثاني عند أبي حاتم ، وفي مسند الإمام أحمد ، وقد كتبت هنا هكذا :" ثلث " - يعني بحذف ألف ثلاث - وهو شيء معتاد ، وقد استشكلها محقق ( ط ) فقال : كذا . وقد تصحفت في ( ض ) إلى :" قلت " ، وقد أعرب ابن مالك هذه الكلمة على أنها مجرورة ، أي المحجل في ثلاث - يعني وحرف الجر محذوف - قال : والأجود أن يكون أصله المحجل محجل ثلاث ، فحذف البدل وبقي مجروره . (.انظر شرح التسهيل 3/193و272 ) ، وقال أبو البقاء العكبري : في هذه الرواية " ثلاث " نكرة بالجر ، والصواب أن يرفع فيكون التقدير : المحجل ثلاث منه ، وثلاث مرفوع بالمحجل ، ولا يجوز جره ، لأنهم أجمعوا على أنه لا يجوز إضافة ما فيه الألف واللام إلى النكرة . ( إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث ص122 ) ، أما مصادر التخريج الأخرى فأكثرها لم تذكر فيها هذه الكلمة ، وجاءت عند إبراهيم الحربي في الغريب وعند ابن حبان بالنصب :" ثلاثاً " وهو أجود ، وجاءت عند البيهقي :" الثلاث " وكذا هي في نسخة من نسخ المسند ، وهذا لا إشكال فيه .(1/1)
طَلْق اليمين(1)، فإن لم يكن أَدْهم فَكُمَيْتٌ(2)على هذه الشِّيَةِ(3)" ، قال أبي : إنما يروى(4)هذا الحديث عن موسى بن علي ، عن
أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل ، وبكر بن يونس ضعيف الحديث(5).
دراسة الرواة :
__________
(1) قال الخطابي : أي مطلقها. وقال ابن الأثير: أي مطلقها ليس فيها تحجيل ( غريب الحديث للخطابي 1/393، النهاية 2/134 ) . وبهذا يخالف الشكال فهو أن تكون يدا الفرس وإحدى رجليها محجلة ، كما قاله الخطابي في بيان معنى الشكال وذكر فيه بيتاً يدل عليه .
(2) الكميت : لون ليس بأشقر ولا أدهم ، والكميت من الخيل يستوي فيه المذكر والمؤنث ، كما قاله غير واحد . قال ابن الأعرابي : هي حمرة يدخلها قنوء. وقال الخليل : حمرة يخالطها سواد. وقال أبو عبيدة : فرق ما =
= بين الكميت والأشقر في الخيل بالعرف والذنب ، فإن كانا أحمرين فهو أشقر ، وإن كانا أسودين فهو كميت ( لسان العرب 2/81 ) .
(3) في ( م ) :" هذا الشبه " - بالباء الموحدة - وهو تصحيف . وفي بقية النسخ :" هذه الشية " - بالياء المثناة - إلا أن النسخ غير منضبطة بالنقط كما سبق مراراً ، ففي ( س ) لم تنقط الياء . وفي ( ت ، ض ) لم يظهر إلا نقطة واحدة للياء فصارت :" هذه الشبه " وكذا وقع في ( ط ) والصواب ما أثبت وهو كذلك في ( ح ) . قال إبراهيم الحربي : هي سواد في لونٍ أبيض ، أو بياض في لونٍ أسود . وقال ابن الأثير : الشية : كل لونٍ يخالف معظم لون الفرس وغيره ، وأصله من الوشي ... والوشي النقش . أراد : على هذه الصفة وهذا اللون من الخيل ( غريب الحديث للحربي 2/619 ، النهاية 2/522 ) .
(4) 10 ) في ( س ) : نروي " .
(5) أورد ابن أبي حاتم هذه المسألة مرة أخرى في الغزو والسير - أيضاً - من طريق آخر 1/343 ح1016 .(1/2)
* بكر بن يونس بن بكير الشيباني ، الكوفي ، روى عن : ابن لهيعة ، والليث بن سعد ، وموسى بن علي وغيرهم . وعنه : محمد بن نمير ، وأبو كريب ، وحجاج الشاعر وغيرهم ، أخرج له الترمذي ، وابن ماجه .
ضعيف كما قال أبو حاتم . وقال - أيضاً - : منكر الحديث ، وكذا قال البخاري . وقال أبو زرعة : واهي الحديث .
وذكره العجلي في الثقات ، وقال : لا بأس به ، وبعض الناس يضعفونهما - يعني بكراً وأباه - وهم الأكثر ، كتب عنه محمد بن عبد الله بن نمير ، وكان يقول : ثقة ، ومن يضعفه أكثر .
وكذا ذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن عدي : وعامة ما يرويه مما لا يتابع بعضه عليه .
قال الذهبي : ضعفوه .
وقال ابن حجر :[ ضعيف ] .
ثقات العجلي ص85 ، الجرح والتعديل 2/393 ، ثقات ابن حبان 8/147 ، الكامل 2/31 ، تهذيب الكمال 4/232 ، الكاشف 1/163 ، تهذيب التهذيب 1/246 ، التقريب 754 .
* موسى بن علي - بالتصغير على المشهور - ابن رباح اللخمي ، أبو عبد الرحمن المصري ، ( 90 - 163 ) ، روى عن : أبيه ، ومحمد بن المنكدر ، والزهري وغيرهم . وعنه : الليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وابن المبارك وغيرهم .
وثقه ابن سعد ، وأحمد وقال : شيخ ثقة ثقة ، ووثقه - أيضاً - ابن معين ، والبخاري ، وأحمد بن صالح ، والعجلي ، والنسائي وغيرهم . وقال أبو حاتم : كان رجلاً صالحاً ، وكان يتقن حديثه ، لا يزيد ولا ينقص ، صالح الحديث ، وكان من ثقات المصريين ، وكان والياً على مصر . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن حجر في التهذيب : قال الساجي : صدوق ، قال : وقال ابن معين : لم يكن بالقوي . وقال ابن عبد البر : ما انفرد به فليس بالقوي اهـ .
ولم أقف على هذا النقل عن ابن معين في شيء من تواريخه أو غيرها ، وقد نقل ذلك ابن حجر عن إكمال مغلطاي واعتمده فقال في تلخيص حاله :[ صدوق ربما أخطأ ] .
أما الذهبي فقال : ثبت صالح . ولعل هذا أولى وأقرب ، فإنه ثقة وثقه الجمهور .(1/3)
طبقات ابن سعد 7/515 ، سؤالات ابن الجنيد ص237 ، تاريخ ابن محرز 1/97 ، العلل ومعرفة الرجال 2/208 ، ثقات العجلي ص444 ، العلل الكبير ص391 ، الجرح والتعديل 8/153 ، ثقات ابن حبان 7/453، تهذيب الكمال 29/122 ، الكاشف 3/187 ، إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي 12/31، تهذيب التهذيب 4/184 ، التقريب 6994 .
* علي بن رباح اللخمي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو موسى المصري ، اشتهر اسمه بالتصغير : عُلَيّ ، وكان يغضب من ذلك ، مات سنة بضع عشرة ومائة ، روى عن : أبي قتادة الأنصاري ، وعقبة بن عامر ، وأبي هريرة ، وعمرو بن العاص ، وابنه عبد الله وغيرهم . وعنه : ابنه موسى ، ويزيد بن أبي حبيب ، وأبو هانئ الخولاني وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، والعجلي ، ويعقوب بن سفيان ، والنسائي وغيرهم . وقال أحمد : ما علمت إلا خيراً . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب :[ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 7/512 ، ثقات العجلي ص346 ، المعرفة والتاريخ 2/490 ، ثقات ابن حبان 5/161 ، الجرح والتعديل 6/186 ، تهذيب الكمال 20/426 ، تهذيب التهذيب 3/161 ، التقريب 4732 .
* أبو قتادة الأنصاري ، هو : الحارث ، ويقال : عمرو أو النعمان بن رِبْعي - بكسر الراء وسكون العين المهملتين - السَّلمي - بفتحتين - الخزرجي ، المدني ، صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وفارسه ، شهد أحداً وما بعدها ، ومات سنة 54 على المشهور ، وقيل قبل ذلك .
طبقات ابن سعد 6/15 ، الأسامي والكنى للإمام أحمد ص29 ، تهذيب الكمال 34/194 ، الإصابة 4/158 ، التقريب 8311 .
التخريج :
لم أقف عليه من حديث بكر بن يونس ، عن موسى بن علي .
- وأخرجه ابن أبي شيبة 6/422 ح32572 عن الفضل بن دكين أبي نعيم ،
والطبراني في الكبير 17/294 ح809 ، والحاكم 2/92 ، والبيهقي 6/330 من طريق عبيد بن الصباح ،(1/4)
كلاهما ( أبو نعيم، وعبيد ) عن موسى بن علي ، عن أبيه مرسلاً في رواية أبي نعيم، وموصولاً بذكر عقبة بن عامر في رواية عبيد بن الصباح . ولفظ أبي نعيم : عن موسى بن علي قال : سمعت أبي يحدث " أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني أريد أن أقيد فرساً أو أبتاع فرساً ، قال : فقال : فعليك به أقرح أرثم كميتاً ، أو أدهم محجلاً طلق اليمنى ". ولفظ عبيد :" إذا أردت أن تغزو فاشتر فرساً أغر محجلاً مطلق اليمنى ، فإنك تسلم وتغنم " .
- وأخرجه الترمذي 3/317 ح1697 ، وابن ماجه 2/933 ح2789 ، وإبراهيم الحربي في الغريب 2/616 ، وابن حبان 10/531 ح4676 ، والرامهرمزي في أمثال الحديث ص154 ح123 ، والخطابي في الغريب 1/392 ، والحاكم 2/92 ، والبيهقي 6/330 من طرقٍ متعددة عن وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن يحيى بن أيوب ،
والترمذي 3/316 ح1696 قال : حدثنا أحمد بن محمد ، والطيالسي 1/519 ح638 - ومن طريقه الخطيب في الموضح 2/197 - ، كلاهما ( أحمد بن محمد ، والطيالسي ) عن عبد الله بن المبارك ،
وأحمد 5/300 ح22561 عن حسن بن موسى ، ويحيى بن إسحاق ،
والدارمي 2/278 ح2428 من طريق الوليد بن مسلم ،
وابن أبي حاتم في العلل 1/343 ح1016 - معلقاً - عن هاني بن المتوكل الاسكندراني ،
خمستهم ( ابن المبارك ، وحسن بن موسى ، ويحيى بن إسحاق ، والوليد ، وهاني ) عن عبد الله بن لهيعة ،
كلاهما ( يحيى بن أيوب ، وابن لهيعة ) عن يزيد بن أبي حبيب ، عن علي بن رباح ، عن أبي قتادة الأنصاري به بنحوه، إلا في رواية هاني بن المتوكل عن ابن لهيعة فإنه جعله: عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن شهاب كتب إليه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره .
وفي رواية الطيالسي ، عن ابن المبارك أسقط يزيد بن أبي حبيب ونسب ابن لهيعة إلى جده ، فقال : عن عبد الله بن عقبة الحضرمي ، عن علي بن رباح .(1/5)
وقد شك في اسم صحابيه في رواية يحيى بن أيوب عند ابن حبان فقط فقال : عن عقبة بن عامر أو أبي قتادة . وجعل في هذه الرواية فقط - أي عند ابن حبان - آخره ، وهو قوله :" فإن لم يكن أدهم ... " من قول يزيد بن أبي حبيب .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على موسى بن علي ، وقد تبين من التخريج السابق أنه قد روي عنه على ثلاثة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن موسى بن علي ، عن أبيه موصولاً بذكر أبي قتادة ، وهذه رواية بكر بن يونس .
الوجه الثاني : عن موسى بن علي ، عن أبيه مرسلاً ، وهذه رواية أبي نعيم الفضل ابن دكين .
الوجه الثالث : عن موسى بن علي ، عن أبيه موصولاً بذكر عقبة بن عامر ، وهذه رواية عبيد بن الصباح .
وقد اقتصر أبو حاتم على ذكر الوجهين الأولين ، ورجح الوجه الثاني ، وذكر أن بكر ابن يونس راوي الوجه الأول ضعيف ، والأمر كما ذكر أبو حاتم ، بل إن الوجه الثاني المرسل وهو رواية أبي نعيم أصح الأوجه الثلاثة كلها عن موسى بن علي ، فإن أبا نعيم ثقة ثبت ، وبكر ، وعبيد بن الصباح ضعيفان، وقد ضعفهما أبو حاتم ( انظر في ترجمة عبيد: الجرح والتعديل 5/408 ، والميزان 3/20 ) .
وهذا الترجيح إنما هو في رواية موسى بن علي ، ولكن الحديث قد روي من طريق يزيد بن أبي حبيب ، عن علي بن رباح - كما سبق - وقد رواه عن يزيد رجلان ، وهما يحيى بن أيوب ، وعبد الله بن لهيعة .(1/6)
فأما يحيى بن أيوب فرواه عن علي بن رباح ، عن أبي قتادة الأنصاري ، ولم يختلف على يحيى فيه ، إلا أنه وقع في رواية ابن حبان شك في صحابيه هل هو عقبة بن عامر أو أبو قتادة ، ووقع في رواية ابن حبان - أيضاً - جعل آخر الحديث من قول يزيد بن أبي حبيب ، ولا أثر لذلك كله فإن الحديث قد روي عن وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن يحيى بن أيوب من طرق ، وليس في شيء منها ما وقع في رواية ابن حبان ، والظاهر أن الشك فيه من شيخ ابن حبان وهو أبو يعلى الموصلي ، عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، عن وهب بن جرير ، وقد رواه إبراهيم الحربي ، عن إبراهيم بن محمد دون شك ، ودون أن يفصل أول الحديث عن آخره .
ولكن ابن حبان قال بعد سياقه بالشك : الشك في هذا الخبر من يزيد بن أبي حبيب ، والخبر مشهور لعقبة بن عامر من حديث موسى بن علي ، عن أبيه .
وهذا الكلام فيه نظر من وجهين ، أولهما : جعله الشك من يزيد بن أبي حبيب ، وقد سبق بيان ذلك ، وثانيهما : ذكره أن حديث عقبة بن عامر مشهور من حديث موسى ابن علي ، عن أبيه ، فإن هذا خلاف ما ذكره أبو حاتم - كما سبق - وهو أن حديث موسى بن علي ، عن أبيه مرسل ، ثم إني لم أقف على حديث عقبة بن عامر من طريق موسى بن علي إلا من وجه ضعيف - كما سبق - .
وأما عبد الله بن لهيعة فقد اختلف عليه فيه ، فروي عنه على وجهين ، وهما :
الوجه الأول : عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن علي بن رباح ، عن أبي قتادة الأنصاري مرفوعاً ، وهذه رواية الجماعة ، وهم : ابن المبارك ، وحسن بن موسى ، ويحيى بن إسحاق ، والوليد بن مسلم .
إلا أن ابن المبارك في رواية الطيالسي عنه أسقط يزيد بن أبي حبيب ، ولعلَّ ذلك من أبي داود الطيالسي سَوَّاه ، ونسب ابن لهيعة إلى جده ، فإن ابن المبارك قد حدث به عن ابن لهيعة ، عن يزيد ، كما رواه عنه أحمد بن محمد شيخ الترمذي ، والطيالسي قد وصف بالتدليس ( انظر طبقات المدلسين ص52 ) .(1/7)
الوجه الثاني : عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن شهاب كتب إليه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، وهذه رواية هاني بن المتوكل الاسكندراني .
وقد ذكر أبو حاتم هذين الوجهين عن ابن لهيعة 1/343 ح1016 ، وذكر أن الوجه الثاني غلط .
وهو كما قال ، فإن هاني بن المتوكل منكر الحديث ، قال أبو حاتم : أدركته ولم أسمع منه . وذكره ابن حبان في المجروحين وقال : كان تدخل عليه المناكير وكثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال . ( الجرح والتعديل 9/102 ، المجروحين 3/97 ، الميزان 4/291 ) .
وبناءً على ما سبق فقد تحصل في الاختلاف على علي بن رباح في هذا الحديث وجهان ، وهما :
الوجه الأول : عن علي بن رباح مرسلاً ، وهذه رواية موسى بن علي .
الوجه الثاني : عن علي بن رباح موصولاً بذكر أبي قتادة ، وهذه رواية يزيد بن أبي حبيب .
وموسى ويزيد كلاهما ثقة ، إلا أن في الرواية عن يزيد بن أبي حبيبٍ وهناً ، فإن ابن لهيعة ضعيف كما سبق في المسألة رقم 102 ، ويحيى بن أيوب الغافقي صدوق ربما أخطأ ( التقريب 7511 ) ، وقد تفرد عنه جرير بن حازم ، وقد قال أبو سعيد بن يونس وهو يتكلم عن حديث الغرباء عن يحيى بن أيوب مما ليس عند أصحابه المصريين : وأحاديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب ليس عند المصريين منها حديث ، وهي تشبه عندي أن تكون من حديث ابن لهيعة ، والله أعلم ( تهذيب الكمال 31/237 ) .
وما ذكره ابن يونس بيِّن في هذا الحديث ، فإنه مشهور عن ابن لهيعة ، وإنما رواه عن يحيى بن أيوب جرير بن حازم وحده ، مما يقوي الظن بصواب ما قاله أبو سعيد بن يونس - رحمه الله - .
والحاصل أن أصح إسناد يروى به هذا الحديث : عن موسى بن علي ، عن أبيه مرسلاً ، والله أعلم .(1/8)
125/912- سمعت أبي ورأى في كتابي : عن هارون بن إسحاق ، عن محمد بن بشر ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع(1)أحاديث ، أحدها :" وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو " ، فسمعت أبي يقول : هذه الأحاديث وهم ، وإنما هو : عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (2).
دراسة الرواة :
__________
(1)
(1) كذا وقع في جميع النسخ " أربع " ، وهو صحيح على لغة الكسائي ومن تابعه ، ذلك أنه من المعلوم أن العدد يخالف المعدود في مثل هذا ، والحديث - بالإفراد - مذكر ، وبالجمع على صيغة التأنيث ، فعلى مذهب الكسائي ومن وافقه يراعى الجمع فيقال : أربع أحاديث . لأن الأحاديث مؤنث ، أما المشهور عند النحاة فيرجع إلى مراعاة المفرد - وهو مذكر - فيقال : أربعة أحاديث . والله أعلم ( انظر : شرح الأشموني على الألفية بحاشية الصبان 4/61-62 ) . .
(2) سبقت هذه المسألة في كتاب الصلاة 1/94 ح252 من هذا الطريق نفسه ، إلا أنه ذكر الأحاديث الأربعة جميعها بقوله : أحدها في ليلة القدر " تحروها في السبع الأواخر " ، " وأن الناس كانوا في صلاة الصبح ووجوههم إلى الشام ، فأتاهم آت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عليه قرآن ، وأمر أن يستقبل الكعبة فاستداروا في صلاتهم وتوجهوا قبل الكعبة " ، " وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو " ، " وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أكل الضب ، فقال : ما أنا بآكله ولا محرمه " .
وقد خرج هذه الأحاديث ودرسها د/ ناصر بن محمد بن عبد العزيز العبد الله ، حيث كانت من نصيبه في خدمة هذا الكتاب المبارك ، انظر 1/16 من رسالته .(1/1)
* هارون بن إسحاق الهمْداني ، أبو القاسم الكوفي ، مات سنة 258 ، روى عن : المعتمر بن سليمان ، وعبدة بن سليمان ، وابن عيينة وغيرهم . وعنه : البخاري في غير الصحيح ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، وابن أبي حاتم وغيرهم .
وثقه النسائي . وقال أبو حاتم : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي : ثقة متعبد .
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
الجرح والتعديل 9/87 ، ثقات ابن حبان 9/241 ، المعجم المشتمل ص307 ، تهذيب الكمال 30/75 ، الكاشف 3/213 ، تهذيب التهذيب 4/252 ، التقريب 7221 .
* محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي ، أبو عبد الله الكوفي ، مات سنة 203 ، روى عن : عبيد الله العمري ، والأعمش ، وابن أبي عروبة وغيرهم . وعنه : ابن المديني ، وابن راهويه ، وابن أبي شيبة وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والعجلي ، ويعقوب بن سفيان ، والنسائي وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال عثمان بن أبي شيبة : ثقة ثبت إذا كان يحدث من كتابه .
قال في التقريب : [ ثقة حافظ ] .
طبقات ابن سعد 6/394 ، تاريخ الدارمي ص205 ، ثقات العجلي ص401 ، المعرفة والتاريخ 3/132 ، ثقات ابن حبان 7/441 ، ثقات ابن شاهين ص293 ، تهذيب الكمال 24/520 ، تهذيب التهذيب 3/520 ، التقريب 5756 .
* عبد الرحمن بن أبي الزناد - واسمه عبد الله بن ذكوان - القرشي مولاهم ، أبو محمد المدني ( 100-174 ) ، روى عن : أبيه ، وهشام بن عروة وغيرهما . وعنه : ابن وهب ، ومعاذ بن معاذ ، وعبد الله بن نافع الصائغ وغيرهم . أخرج له البخاري تعليقاً ، ومسلم في المقدمة ، وأخرج له الأربعة .(1/2)
قال الترمذي : ثقة حافظ ، كان مالك يوثقه ويأمر بالكتابة عنه . وقد صحح له الترمذي عدة أحاديث . ووثقه العجلي . وقال أبو داود عن ابن معين : أثبت الناس في هشام بن عروة عبد الرحمن بن أبي الزناد . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة صدوق ، وفي حديثه ضعف ، سمعت علي بن المديني يقول : حديثه بالمدينة مقارب ، وما حدث بالعراق فهو مضطرب . وقال ابن المديني - أيضاً - : ما حدث بالمدينة فهو صحيح ، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون ، ورأيت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - خطط على أحاديث عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وكان يقول في حديثه : عن مشيختهم ، ولقنه البغداديون : عن فقهائهم ، عدهم فلان وفلان وفلان .
وذكر الفلاس وغيره نحو ذلك . وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به .
وضعفه أحمد ، وابن معين ، والنسائي وغيرهم . وقال ابن المديني : كان عند أصحابنا ضعيفاً . وقال ابن سعد : وكان يضعف لروايته عن أبيه . وقال النسائي : لا يحتج به .
وقال أحمد في رواية : مضطرب الحديث . وقال ابن معين : ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث ، ليس بشيء .
وقال صالح بن محمد البغدادي : روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره ، وتكلم فيه مالك من سبب روايته عن أبيه كتاب السبعة ، وقال : أين كنا نحن عن هذا ؟!
وفيه كلام غير ذلك ، وقد ذكره ابن حبان في المجروحين ، وقال : كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات ، وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه ، فلا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، فأما فيما وافق الثقات فهو صادق في الروايات يحتج به .
وقال الذهبي : أحد المحدثين الكبار ، وأخْيَر المحدثين لهشام بن عروة ... ثم قال : مشاه جماعة وعدلوه ، وكان من الحفاظ المكثرين ، ولاسيما عن أبيه ، وهشام بن عروة، حتى قال يحيى بن معين : هو أثبت الناس في هشام ... وهو إن شاء الله حسن الحال ، وقد صحح الترمذي حديثه .
ولخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق ، تغير حفظه لما قدم بغداد ، وكان فقيهاً ] .(1/3)
جامع الترمذي 3/360 ح1755 ، طبقات ابن سعد 7/324 ، تاريخ الدارمي ص152 ، تاريخ ابن محرز 1/73 ، ثقات العجلي ص292 ، ضعفاء النسائي ص68 ، ضعفاء العقيلي 2/340 ، الجرح والتعديل 5/252 ، المجروحين 2/56 ، الكامل 4/274 ، تاريخ بغداد 10/230 ، تهذيب الكمال 17/95 ، الميزان 2/575 ، شرح العلل 2/769 ، تهذيب التهذيب 2/504 ، التقريب 3861 .
* أبو الزناد عبد الله بن ذكوان ، سبق في المسألة الثامنة ، وهو ثقة فقيه .
* عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .
* عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، مولى ابن عمر ، روى عن : أبيه ، وزيد بن أسلم ، وأبي حازم سلمة بن دينار وغيرهم . وعنه : يحيى القطان ، وأبو النضر ، وسلم ابن قتيبة ، والحسن الأشيب وغيرهم . أخرج له البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي .
قال ابن خلفون : سئل عنه علي بن المديني فقال : صدوق .
وقال ابن معين : في حديثه عندي ضعف ، وقد حدث عنه يحيى بن سعيد القطان ، وحدث عنه حسن الأشيب ، وحدث عنه أبو النضر ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، فحسبه أن يحدث عنه يحيى بن سعيد القطان . وقال - أيضاً - : ليس بذاك القوي ، وقد روى عنه يحيى .
وقال عمرو بن علي : لم أسمع عبد الرحمن يحدث عنه بشيء قط .
وقال أبو حاتم : فيه لين ، يكتب حديثه ولا يحتج به . وقال أبو زرعة : ليس بذاك . وقال الدارقطني : خالف فيه البخاري الناس ، وليس بمتروك .
وذكره ابن حبان في المجروحين وقال : كان ممن ينفرد عن أبيه بما لا يتابع عليه ، مع فحش الخطأ في روايته ، لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد ، كان يحيى القطان يحدث عنه ، وكان محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري ممن يحتج به في كتابه ويترك حماد بن سلمة .
وقال ابن عدي : وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه ، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء .
وقال الذهبي : وقد وُثِّق ، وحدث عنه يحيى بن سعيد مع تعنته في الرجال .(1/4)
وقال ابن حجر في الفتح : تكلم فيه بعضهم لكنه صدوق . وقال في التقريب : [ صدوق يخطئ ] .
تاريخ الدوري 2/350 ، تاريخ ابن طهمان ص107 ، سؤالات البرذعي 2/443 ، الجرح والتعديل 5/254 ، المجروحين 2/51 ، الكامل 4/298 ، سؤالات السلمي للدارقطني ص216 ، تهذيب الكمال 17/208 ، الميزان 2/572 ، تهذيب التهذيب 2/522 ، التقريب 3913 ، هدي الساري ص438 ، فتح الباري 1/333 .
* عبد الله بن دينار المدني ، سبق في المسألة السابعة والأربعين ، وهو ثقة .
التخريج :
لم أقف عليه من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن ابن عمر .
وكذلك لم أقف عليه من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، ولكن وقفت عليه من حديث عبد الله بن دينار ، من غير حديث ابنه عنه ، عن ابن عمر ، وهذا بيانه :
- أخرجه أحمد 2/123 ح6124 عن عبيد بن أبي قرة ، وابن حبان 11/16 ح4716 ، وأبو القاسم اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/377 ح567 من طريق البخاري ، عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن أخيه أبي بكر بن أبي أويس ، كلاهما ( عبيد ، وأبو بكر ) عن سليمان بن بلال .
وابن أبي داود في المصاحف ص209 من طريق إبراهيم ، وحجاج ، ومن طريق سليمان بن حرب ، ثلاثتهم ( إبراهيم ، وحجاج ، وسليمان ) عن عبد العزيز بن مسلم القسملي ،
والطبراني في الأوسط 2/255 ح1906 و8/134 ح8191 ، وتمام في الفوائد 1/273 ح673 من طرق عن صالح بن قدامة ،
والطبراني في الأوسط 7/346 ح7686 من طريق مسلم بن خالد ،
والدارقطني في العلل 5/ الورقة 57 - معلقاً - عن عبد الله بن جعفر ،(1/5)
خمستهم ( سليمان بن بلال ، وعبد العزيز بن مسلم ، وصالح ، وسلم ، وعبد الله ابن جعفر ) عن عبد الله بن دينار به بنحوه ، وزاد فيه بعضهم قوله :" مخافة أن يناله العدو ". وأدخل صالح بن قدامة ، وسليمان بن بلال - في رواية أبي بكر بن أبي أويس عنه - بين عبد الله بن دينار ، وابن عمر نافعاً مولى ابن عمر . وجعله سليمان بن حرب في روايته : عن عبد العزيز بن مسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر .
- وأخرجه مالك في الموطأ 2/357 ح7 - ومن طريقه البخاري في الصحيح 4/68 ح2990 ، وفي خلق أفعال العباد ص87 ، ومسلم 6/30 ح1869 ، وأبو داود 3/260 ح2603 ، وابن ماجه 2/961 ح2879 ، وأحمد 2/7 ح4525 و2/63 ح5293 ، والشافعي في السنن المأثورة ص441 ح668 ، وفي القديم ( كما في المعرفة للبيهقي 7/48 ) ، وابن الجارود 3/320 ح1064 ، وأبو عوانة 4/439 ح7239-7240 ، وابن أبي داود في المصاحف ص206-207 ، وابن المنذر في الأوسط 11/288 ح6675 ، والطحاوي في شرح المشكل 5/163 ح1907 ، وأبو إسحاق الهاشمي في الجزء الأول من أماليه ص55 ح85 ، وابن حبان 11/15 ح4715 ، وأبو أحمد الحاكم في عوالي مالك 1/167 ح160 ، والجوهري في مسند الموطأ ص521 ح670 ، وابن أبي شريح في جزء بيبي عنه عن شيوخه ص55 ح58 ، واللالكائي 2/376 ح559-563 ، والبيهقي في الكبرى 9/108 ، وفي المعرفة 7/49 ح5442 ، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل 1/389-392 وغيرهم - ،
والبخاري في خلق أفعال العباد ص87 ، وأحمد 2/76 ح5465 ، وابن أبي داود في المصاحف ص206-207 من طريق محمد بن إسحاق ، وعلقه البخاري في الصحيح 4/68 عن ابن إسحاق ،
ومسلم 6/30 ح1869، والنسائي في الكبرى 5/23 ح8060 و5/243 ح8789 ، وابن ماجه 2/961 ح2780 ، وأبو عوانة 4/439 ح7241 ، وابن أبي داود في المصاحف ص209 ، والطحاوي في شرح المشكل 5/163 ح1908 من طريق الليث بن سعد ،(1/6)
ومسلم 6/30 ح1869 ، وأحمد 2/6 ح4507 و2/10 ح4576 ، والشافعي في السنن المأثورة ص441 ح667 ، وعبد الرزاق 5/212 ح9410 ، والحميدي 2/306 ح699 ، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ص101، وعبد بن حميد ( المنتخب ص246 ح766 ) ، وأبو عوانة 4/438-440 ح7238و7242و7243 ، وابن أبي داود في المصاحف ص207و209 ، وأبو القاسم البغوي في حديث ابن الجعد ص183 ح1185 ، وابن المنذر في الأوسط 11/288 ح6676 ، والطحاوي في شرح المشكل 5/163 ح1906 و5/164 ح1909 ، وابن الأعرابي في معجمه 2/570 ح118 ، وأبو عمرو السمرقندي في فوائده ص52 ح13 ، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات 2/73 ح455 ، والدارقطني في العلل 4/ الورقة 57 ، وأبو عبد الله بن منده في كتاب التوحيد 3/176 ح634 ، واللالكائي 2/377 ح564و565 ، والبيهقي في الكبرى 9/108 ، وفي المعرفة 7/49 ح4543 ، والخطيب في تاريخ بغداد 1/397 ، وأبو عمرو بن منده في الفوائد ص84 ح58 ، والشجري في أماليه 1/77 وغيرهم من طريق أيوب السختياني ،
ومسلم 6/30 ح1869 ، وابن أبي داود في المصاحف ص205 من طريق الضحاك ابن عثمان ،
وأحمد 2/55 ح5170 ، وابن أبي شيبة 7/278 ح36064 ، وإسحاق بن راهويه ( الفتح 6/155 ) ، وأبو عوانة 4/440 ح7244 ، وابن أبي داود في المصاحف ص205-206 ، والطحاوي في شرح المشكل 5/162 ح1904 ، والقاضي أبو الحسين الأشناني في جزئه ص317 ح2، وأبو عمرو بن منده في الفوائد ص86 ح59 من طريق عبيد الله ابن عمر العمري ، وعلقه البخاري 4/68 قبل حديث رقم 2990 عن محمد بن بشر ، عن عبيد الله بن عمر العمري ،
والطيالسي 3/383 ح1966 ، وابن أبي داود في المصاحف ص209 من طريق جويرية ،(1/7)
وسعيد بن منصور 2/211 ح2467 عن إسماعيل بن زكريا ، وابن أبي داود في المصاحف ص208 ، والدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 3/379 ح2979 ) من طريق عمران بن عيينة، وابن أبي داود - أيضاً - من طريق الثوري ، وزائدة بن قدامة ، والمحاربي ، ومحمد بن فضيل ، والمعتمر بن سليمان ، والطحاوي في شرح المشكل 5/165 ح1910 من طريق أبي إسحاق الفزاري ، والدارقطني في العلل 4/ الورقة 57 - معلقاً - عن زياد بن خيثمة ، وعبد الله بن مسلم القسملي ، والخطيب في المتفق والمفترق 1/658 ح376 من طريق جرير بن عبد الحميد ، جميعهم ( 11 راوياً ، وهم : إسماعيل ، وعمران ، والثوري ، وزائدة ، والمحاربي ، وابن فضيل ، والمعتمر ، وأبو إسحاق ، وزياد ، والقسملي ، وجرير ) عن ليث بن أبي سليم ،
وعبد بن حميد ( المنتخب ص247 ح768 ) ، وابن أبي داود في المصاحف ص206 ، وابن المنذر في الأوسط 11/288 ح6675 من طريق عبد الله بن عمر العمري ،
وأبو يعلى في معجمه ص285 ح252 ، وابن عدي في الكامل 6/354 ، والخطيب في تالي التلخيص 2/269 ح346 من طريق المغيرة بن زياد ،
وأبو عوانة 4/440 ح7243 ، وابن أبي داود في المصاحف ص207 ، وأبو القاسم البغوي في حديث ابن الجعد ص379 ح2588 ، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات 2/251 ح741 من طريق موسى بن عقبة ،
وأبو عوانة 4/440 ح7245 ، واللالكائي 2/377 ح566 من طريق عمر بن نافع،
وابن أبي داود في المصاحف ص207 ، والطحاوي في شرح المشكل 5/162 ح1905، وابن الأعرابي في معجمه 2/810 ح1655، والصيداوي في معجمه ص296 ، والخطيب في تاريخ بغداد 13/33 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري ،
وابن أبي داود في المصاحف ص205 من طريق عبد الله بن نافع ،
وفي المصاحف - أيضاً - ص208 من طريق ابن أبي ليلى ،
وفي المصاحف - أيضاً - ص208 من طريق حجاج ،
والطحاوي في شرح المشكل 5/165 ح1910و1911 من طريق إسماعيل بن أمية ،
وابن عدي 6/141 من طريق محمد بن أبي قيس ،(1/8)
والإسماعيلي في معجمه 2/691 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ،
وأبو نعيم في الحلية 8/322 من طريق عبد الله بن سليمان الطويل ،
جميعهم ( 20 راوياً ) عن نافع ، عن ابن عمر بهذا الحديث بنحوه، وزاد فيه بعضهم " مخافة أن يناله العدو ". واختلفت الرواية عن مالك في هذه الزيادة فذكرها حيناً ولم يذكرها حيناً آخر ، وربما قال : أراه مخافة أن يناله العدو . وبعضهم رواه عن نافع بلفظ : " لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو ، فإني أخاف أن يناله العدو ".
إلا أن عمران بن عيينة في روايته عن ليث بن أبي سليم ذكر سالماً بدل نافع .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن هذه الأحاديث الأربعة - وقد سبق ذكرها - التي رواها هارون بن إسحاق ، عن محمد بن بشر ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وَهْم ، وأن الصواب : عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ومعنى كلام أبي حاتم أن الراوي وهم فقال : عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه بدل أن يقول : عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه .
وسبق في التخريج أني لم أقف على حديث ابن أبي الزناد عن أبيه ، ولا على حديث أبي الزناد من غير طريق ابنه في غير ما ذكره المصنف ، وكذلك لم أقف على حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه ، ولكن وقفت على حديث عبد الله بن دينار من غير طريق ابنه ، وهو يدل على أن الحديث معروف لعبد الله بن دينار ، وليس لأبي الزناد ، وهذا يؤكد صحة ما ذهب إليه أبو حاتم .(1/9)
ومما يؤكد ذلك - أيضاً - أن رواية أبي الزناد عن ابن عمر غير معروفة ، فليس له رواية عنه في تحفة الأشراف ، ولا في إتحاف المهرة ، ولا ذكره المزي في الآخذين عن ابن عمر ، وإنما شيوخ أبي الزناد دون ابن عمر ، من طبقة التابعين ، كالأعرج ، وأبي سلمة ابن عبد الرحمن وغيرهما ، وإن كان قد ذكر أنه لقي ابن عمر ، ولكن ليس له عنه رواية. ( انظر تهذيب الكمال 14/479 ) .
إذا تبين هذا فقد مرَّ في التخريج أن هذا الحديث قد اختلف فيه على عبد الله بن دينار فروي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، ومسلم بن خالد ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد العزيز القسملي - فيما رواه عنه إبراهيم ، وحجاج - وهي رواية سليمان بن بلال - فيما رواه عنه عبيد بن أبي قرة - .
الوجه الثاني : عن عبد الله بن دينار ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية صالح بن قدامة ، ورواية سليمان بن بلال - فيما رواه عنه أبو بكر بن أبي أويس - .
وقد ذكر الدارقطني في العلل 4/ الورقة 57 هذا الاختلاف على عبد الله بن دينار ، ولم يفصل فيه بشيء بيِّن ، إلا أنه ذكر أنه معروف عن نافع(1).
__________
(1) وقع في النسخة سقط كلمة " نافع " والسياق لا يستقيم بدون ذكر نافع ، وفي النسخة تصحيف في بعض الأسماء .(1/10)
ولا يبعد أن يكون أصل حديث عبد الله بن دينار راجعاً إلى نافع فإن الحديث مشهور عنه - كما سبق في التخريج - وقد يكون هذا مراد الدارقطني ، والغالب في مثل هذا الاختلاف أن يكون الحكم للزائد ، خاصة أن الطرق التي فيها عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر لا تخلو من مقال ، فعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار سبق بيان حاله ، ومسلم بن خالد الزنجي صدوق كثير الأوهام ( التقريب 6625 ) ، وعبد الله بن جعفر المدني هو والد علي بن المديني ، وهو ضعيف ( التقريب 3255 ) ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ثقة عابد ربما وهم ( التقريب 4122 ) ، وقد اختلف عليه فرواه عنه إبراهيم ولعله : ابن سليمان الدباس ، وحجاج ولعله : ابن أرطاة ، روياه عن عبد العزيز بن مسلم ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، وخالفهما سليمان بن حرب فقال : عن عبد العزيز بن مسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، ولا أدري كيف وقع هذا ، فليس للقسملي رواية عن أبيه ، وهذه الطرق عن القسملي كلها في كتاب المصاحف لابن أبي داود ، ولم أقف عليها عند غيره .
وأما سليمان بن بلال فهو ثقة ( التقريب 2539 ) ، ولكن اختلف عليه فرواه عنه أبو بكر بن أبي أويس بذكر نافع في الإسناد ، وخالفه عبيد بن أبي قرة فأسقط نافعاً ، وأبو بكر أوثق من عبيد ، فإن أبا بكر ثقة (التقريب 3767) وهو من رواية البخاري عن إسماعيل ابن أبي أويس ، عن أخيه ، والبخاري قد انتقى من حديث إسماعيل ما علم أنه لم يخطئ فيه ، وقد أخرج له إسماعيل أصوله ( انظر هدي الساري ص410 ) ، وأما عبيد بن أبي قرة فهو صدوق كما قال أبو حاتم ، وقد استنكر البخاري عليه حديثاً وقال : لا يتابع عليه ( انظر : التاريخ الكبير 6/2 ، الجرح والتعديل 5/412 ، تعجيل المنفعة ص276 ) .(1/11)
والحاصل أنه يغلب على الظن أن حديث عبد الله بن دينار راجع إلى حديث نافع ، والحديث مشهور عن نافع ، وقد رواه عنه كبار أصحابه ، كمالك ، وعبيد الله ، وأيوب ونحوهم ، وعلى روايتهم الاعتماد ، وهو مخرج في الصحيحين وغيرهما من حديث نافع - كما سبق - .
ولا يصح عن غير نافع ، وأما الرواية عن سالم ، عن ابن عمر فهي رواية ساقطة ، تفرد بها عمران بن عيينة ، وهو صدوق له أوهام ( التقريب 5164 ) ، عن الليث بن أبي سليم ، عن سالم ، وقد خالفه أصحاب الليث بن أبي سليم ، وهم عشرة رواة سبق ذكرهم في التخريج ، وفيهم الثوري ، وزائدة ، والمعتمر بن سليمان فرووه عن الليث ، عن نافع ، وهو الصواب ، وقد ذكر هذا الاختلاف على الليث بن أبي سليم الدارقطني في العلل 4/ الورقة 57 ، وذكر أنه ليس بمحفوظ عن سالم ، وذكر الدارقطني بعض الاختلاف على من دون نافع مما لا حاجة له في هذا الموطن ، والله أعلم .(1/12)
126/913- سألت أبا زرعة عن حديث رواه أبو بكر بن عياش ، عن ليثٍ ، عن أبي الخطاب ، عن أبي زرعة ، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :" لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي و(1)المرتشي(2)، وإن هذا الفيء لا يحل فيه خيط ولا مخيط(3)، وإن المختلعات(4)هن المنافقات " ، قال أبو زرعة : رواه ذوَّاد(5)بن عُلبة(6)، وابن أبي زائدة ، عن ليث ، عن أبي الخطاب ، عن أبي زرعة ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن ثوبان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال أبو زرعة : وهذا الصحيح ، قد وصلوه زادوا(7)فيه رجلاً(8).
دراسة الرواة :
__________
(1) الواو ساقطة من ( ط ) .
(2) الرِّشوة والرُّشوة : الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة ، وأصله من الرشاء الذي يتوصل به إلى الماء ، فالراشي من يعطي الذي يعينه على الباطل ، والمرتشي الآخذ ، والرائش الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا ( النهاية 2/226 ) .
(3) في ( ت ، س ، ح ، ض ) بالنصب :" خيطاً ومخيطاً " وهو لحن ، ولم أستطع قراءة ( م ) ، وقد صوبه المحقق في ( ط ) .
(4) هن اللاتي يطلبن من أزواجهن الخلع والطلاق بغير عذر ، يقال : خلع امرأته خلعاً ، وخالعها مخالعة ، واختلعت هي منه فهي خالع ، وأصله من خلع الثوب ، والخلع أن يطلق زوجته على عوض تبذله له ( النهاية 2/65 ) .
(5) في ( ض ) :" داود " وهو تصحيف .
(6) في ( س ، ح ، ض ) :" علية " بالياء المثناة وهو تصحيف .
(7) كذا وقع في النسخ :" وصلوه زادوا " بالجمع ، وإنما هما اثنان ، والجادة أن يقال : وصلاه زادا فيه ... ولكن قد يصح هذا عند من يجعل أقل الجمع اثنين ، والله أعلم .
(8) في ( ت ، س ، ح ، ض ) بالرفع :" رجلٌ " وهو لحن ، ولم أستطع قراءة ( م ) ، وقد صوبه المحقق في ( ط ) .(1/1)
* أبو بكر بن عياش ، سبق في المسألة السابعة عشرة ، وفيه كلام كثير ، وقد لخص الحافظ حاله بقوله : ثقة عابد ، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ، وكتابه صحيح .
* ليث بن أبي سليم الكوفي ، سبق في المسألة الثلاثين ، وهو ضعيف سيئ الحفظ ، وقد قال الحافظ : صدوق اختلط جداً ، ولم يتميز حديثه فترك .
* أبو الخطاب شيخ لليث بن أبي سليم ، وروى عن أبي زرعة .
ذكره البخاري في الكنى من التاريخ الكبير ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وقال أبو زرعة الرازي : لا أعرفه .
وقال أبو حاتم : مجهول . وكذا قال الذهبي ، وابن حجر .
التاريخ الكبير " الكنى " 9/27 ، الجرح والتعديل 9/369 ، فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده ص292 ، تهذيب الكمال 33/284 ، الكاشف 3/331 ، تهذيب التهذيب 4/518 ، التقريب 8012 .
وقد ذكر الترمذي في علله الكبير أنه سأل البخاري عنه ، قال : لعله الهجري .
والهجري قيل اسمه عمر ، وقيل عمرو بن عمير ، روى عن زيد بن وهب الهجري، ومحدوج الذهلي ، وعنه عبد الملك بن حميد بن أبي غنية ، وعلي بن عابس .
وقد وقع في رواية ذواد بن علبة عند الدارقطني في الغرائب : عن ليث ، عن صاحب له يقال له : عمر أبو الخطاب . فقد يكون المراد به الهجري .
ولكن هو - أيضاً - مجهول ، كما قال ابن حجر ، أما الذهبي فقال : متماسك .
وظاهر صنيع البخاري في الكنى من التاريخ الكبير أن الهجري ليس هو صاحب هذا الحديث ، فإنه ترجم للهجري ، ثم ترجم لأبي الخطاب ، عن أبي زرعة ... الخ ، فالله أعلم .
التاريخ الكبير " الكنى " 9/27 ، الجرح والتعديل 9/365 ، فتح الباب ص293 ، تهذيب الكمال 33/273 ، الكاشف 3/331 ، التقريب 8081 .
* أبو زرعة ، ذكره البخاري ، وابن منده في الكنى ، واكتفيا بأنه يروي عن ثوبان ، وعنه أبو الخطاب .(1/2)
وقد اختلف في تعيينه ، فذكر ابن أبي حاتم في ترجمة أبي الخطاب أنه يروي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، وتبعه على ذلك ابن منده في ترجمة أبي الخطاب ، وابن عبد البر ، ورجحه ابن حجر .
وأبو زرعة بن عمرو بن جرير سبق في المسألة السادسة والتسعين ، وهو تابعي ثقة .
ونقل الترمذي في العلل الكبير عن البخاري أنه قال : لعله يحيى بن أبي عمرو السيباني ، وقال : كنيته أبو زرعة . وإلى هذا مال المزي ، فذكر أنه الأشبه ، قال : فإنه شامي ، وأبو إدريس شامي ، وأما أبو زرعة بن عمرو بن جرير فإنه عراقي ، ولا نعرف له رواية عن أبي إدريس الخولاني ، ولا عن أحد من الشاميين ، والله أعلم .
وأبو زرعة السيباني هو :
يحيى بن أبي عمرو السيباني - بالسين المهملة - الشامي الحمصي، ابن عم الأوزاعي، مات سنة 148 أو بعدها. روايته عن الصحابة مرسلة ، وروى عن: أبيه ، وعبد الرحمن ابن خالد بن الوليد ، وأبي سلام الأسود وغيرهم . وعنه : الأوزاعي ، وابن المبارك ، وإسماعيل بن عياش ، وأيوب بن سويد وغيرهم .
قال أحمد: شيخ ثقة ثقة ، هكذا في الجرح والتعديل وغيره، وفي العلل : بخ ثقة ثقة. ولعل هذا أولى ، ووثقه دحيم ، والعجلي ، ويعقوب بن سفيان ، وأبو علي النيسابوري وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
انظر في ترجمته: العلل ومعرفة الرجال 2/364، ثقات العجلي ص474، المعرفة والتاريخ 2/437، الجرح والتعديل 9/177 ، ثقات ابن حبان 7/609 ، تهذيب الكمال 31/480 ، تهذيب التهذيب 4/379 ، التقريب 7616 .
وانظر في الاختلاف السابق : المصادر السابقة في ترجمة أبي الخطاب ، وأيضاً : التاريخ الكبير " الكنى" 9/32 ، العلل الكبير للترمذي ص174 ، وفتح الباب لابن منده ص336 .
* ثوبان بن بُجْدُد ، ويقال جَحْدَر مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحبه ولازمه ، ونزل بعده الشام ، ومات بحمص سنة 54 - رضي الله عنه - .(1/3)
أسد الغابة 1/284 ، تهذيب الكمال 4/413 ، الإصابة 1/204 ، التقريب 858 .
* ذوَّاد بن عُلْبَه - بضم العين المهملة ، وسكون اللام، بعدها باء موحدة - الحارثي، أبو المنذر الكوفي ، روى عن : إسماعيل بن أمية ، وابن جريج ، وليث بن أبي سليم وغيرهم . وعنه : ابنه مزاحم ، والفضل بن موسى ، وسعيد بن منصور وغيرهم ، أخرج له الترمذي ، وابن ماجه .
ضعيف ، قال ابن معين : ليس بشيء . وقال : ضعيف لا يكتب حديثه . وقال أبو حاتم : ليس بالمتين ذهب حديثه. وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. وقال النسائي: ليس بالقوي ، وضعفه غيرهم وفيه كلام آخر .
قال ابن عدي : وهو في جملة الضعفاء عندي ممن يكتب حديثه .
وقال في التقريب : [ ضعيف عابد ] .
تاريخ الدوري2/158، تاريخ الدارمي ص109، التاريخ الكبير3/264، الجرح والتعديل 3/452، الكامل 3/121 ، تهذيب الكمال 8/519 ، الميزان 2/32 ، تهذيب التهذيب 2/580 ، التقريب 1844.
* ابن أبي زائدة هو : يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمْداني الوادعي ، مولاهم ، أبو سعيد الكوفي ، مات سنة 184 وقيل قبلها ، روى عن : أبيه ، والأعمش ، وليث بن أبي سليم وغيرهم ، وعنه: أحمد ، وابن معين ، وابن المديني ، وابن أبي شيبة وغيرهم.
متفق على توثيقه ، قال يحيى القطان : ما خالفني أحد بالكوفة أشد عليَّ من ابن أبي زائدة . وقال ابن المديني : لم يكن بالكوفة بعد الثوري أثبت من ابن أبي زائدة .
وقال في التقريب : [ ثقة متقن ] .
الجرح والتعديل 9/144 ، تاريخ بغداد 14/115 ، تهذيب الكمال 31/305 ، تهذيب التهذيب 4/353 ، التقريب 7548 .
* أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني، ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومات سنة 80، روى عن: عمر بن الخطاب ، وأبي بن كعب ، وأبي الدرداء وغيرهم. وعنه : مكحول، والقاسم بن محمد ، والزهري وغيرهم .(1/4)
كان من علماء أهل الشام وعبادهم وقرائهم ، وسمع من كبار الصحابة . قال مكحول : ما أدركت مثل أبي إدريس الخولاني . وقال - أيضاً - : ما رأيت أعلم من أبي إدريس ، وقال الزهري : أخبرني أبو إدريس وكان من علماء أهل الشام . وذكره أبو زرعة الدمشقي في الذين هم أحسن أهل الشام لقيا لأجلة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
الجرح والتعديل 7/37 ، تهذيب الكمال 14/88 ، تهذيب التهذيب 2/273 ، التقريب 3115 .
التخريج :
- أخرجه أحمد 5/279 ح22399 عن الأسود بن عامر .
والحربي في غريب الحديث 3/1052 ، والبيهقي في شعب الإيمان 10/129 ح5115 ، من طريق أحمد بن يونس .
كلاهما ( الأسود ، وأحمد بن يونس ) عن أبي بكر بن عياش به ولفظه في رواية أحمد بن يونس :" لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي والرائش - قال : الذي يعمل بينهما -، وإن هذا الفيء لا يحل منه خيط ولا مخيط ، لا آخذ ولا معطي ، وإن المختلعات هن المنافقات ، وما من امرأة تسأل زوجها الطلاق من غير باس فتجد ريح - أو قال : رائحة - الجنة ". واقتصر في رواية الأسود بن عامر على جملة الراشي والمرتشي والرائش .
- وأخرجه الترمذي في الجامع 2/478 ح1186، وفي العلل الكبير ص174 ح304، وابن جرير الطبري في التفسير 2/285 ، وابن عدي 3/122 ، والدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 2/339 ح1543 ) من طريق أبي كريب ، عن مزاحم بن ذوَّاد ، عن أبيه ذوَّاد بن علبه به مقتصراً على قوله في المختلعات فقط . وقال الدارقطني في روايته : عن ليث ، عن صاحب له يقال له عمر أبو الخطاب . ولم أقف على اسم أبي الخطاب في غير هذا الموطن .
- وأخرجه ابن أبي شيبة 4/444 ح24965 و4/457 ح22091 - ومن طريقه(1/5)
الطبراني في الكبير 2/94 ح1415 ، وفي الدعاء 3/1740 ح2101(1)- ،
والطحاوي في شرح المشكل 14/332 ح5656 من طريق يزيد بن خالد بن موهب ، وسهل بن محمد العسكري ،
والطبراني في الكبير 2/94 ح1415 ، والحاكم 4/103 من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني ،
والطبراني في الكبير 2/94 ح1415 من طريق محمد بن عيسى الطباع ،
خمستهم ( ابن أبي شيبة ، ويزيد بن خالد ، وسهل ، ومحمد بن سعيد ، ومحمد بن عيسى ) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة به مقتصراً على جملة الراشي والمرتشي والرائش ، وقد سقط من رواية يزيد ، وسهل أبو زرعة ، كما سقط أبو الخطاب من رواية محمد بن سعيد عند الحاكم فقط .
- وأخرجه البزار ( كشف الأستار 2/124 ح1353 ) ، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى 4/308 من طريق أبي كامل الجحدري ، عن عبد الواحد(2)بن زياد ،
وأبو يعلى الموصلي في المسند الكبير ( المطالب العالية 2/361 ح2096 ) ، والروياني في مسنده 1/418 ح638 ، وابن جرير الطبري في التفسير 2/285 من طرقٍ عن المعتمر ابن سليمان ،
__________
(1) وقع في الدعاء للطبراني قلب ، حيث جعله : عن أبي زرعة ، عن أبي الخطاب . وقد صححه المحقق وصوبه ، ولكن هذه الرواية المقلوبة هي التي وقعت للمزي وذكرها في تهذيب الكمال 33/285 وعلق على ذلك بقوله: هكذا وقع في الرواية ، ثم ذكر رواية الترمذي على الصواب وقال : فالله أعلم . ولو وقعت له - رحمه الله - رواية الطبراني في المعجم الكبير لاستظهر أنه خطأ في هذه النسخة فقط .
(2) وقع في المطبوع من الأسامي والكنى - وهي طبعة غير متقنة - : عبد الرحمن بن زياد . ولا أراه إلا تصحيفاً ، فإن البزار قد رواه من الطريق نفسه ، ولم أقف على من اسمه : عبد الرحمن بن زياد ويمكن أن يكون هو المراد في هذا الإسناد ، ولا ذكر المزي في تلاميذ ليث بن أبي سليم ، ولا في شيوخ أبي كامل من اسمه عبد الرحمن ابن زياد ، والله أعلم .(1/6)
وأبو يعلى في المسند الكبير ( المطالب العالية 2/361 ح2096 ) من طريق إسماعيل بن عياش ،
والروياني في مسنده 1/418 ح639 من طريق محمد بن فضيل ،
والطحاوي في شرح المشكل 14/332 ح5655 من طريق هريم بن سفيان ،
خمستهم ( عبد الواحد ، والمعتمر ، وإسماعيل ، وابن فضيل ، وهريم ) عن ليث ابن أبي سليم به ، وقد اقتصر على قوله في الراشي والمرتشي والرائش في رواية عبد الواحد ، وابن فضيل ، وهريم ، واقتصر في رواية إسماعيل بن عياش على ذكر الغنائم وأنه لا يحل فيها خيط ولا مخيط . وأما رواية المعتمر فعند الروياني ذكر فيها : أيما امرأة سألت زوجها الطلاق ، وذكر قوله في المختلعات ، وذكر قوله في المغنم ، ولم يذكر ابن جرير قوله في المغنم ، واقتصر على ذكره أبو يعلى .
وسقط ذكر أبي الخطاب في رواية هريم ورواية عبد الواحد عند البزار فقط ، كما سقط ذكر أبي زرعة في رواية إسماعيل بن عياش ومحمد بن فضيل ، وأسقطهما المعتمر جميعاً فجعله عن ليث ، عن أبي إدريس ، ووقع في رواية عبد الواحد عند أبي أحمد الحاكم : حدثني أبو الخطاب ، عن أبي وائل ، عن أبي إدريس . واتفقوا جميعاً على ذكر أبي إدريس الخولاني في هذا الحديث .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة الرازي الاختلاف في هذا الحديث على ليث بن أبي سليم ، وقد تبين من التخريج السابق أنه روي عنه على ستة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي الخطاب ، عن أبي زرعة ، عن ثوبان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية أبي بكر بن عياش .
الوجه الثاني : عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي الخطاب ، عن أبي زرعة ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن ثوبان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية ذوَّاد بن علبة ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة - فيما رواه عنه ابن أبي شيبة ، ومحمد بن عيسى الطباع ، ومحمد بن سعيد الأصبهاني ، وهذا الأخير عند الطبراني - .(1/7)
الوجه الثالث : عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي الخطاب ، عن أبي إدريس ، عن ثوبان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسقاط أبي زرعة - ، وهذه رواية إسماعيل بن عياش ، ومحمد ابن فضيل ، ورواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة - فيما رواه عنه يزيد بن خالد ، وسهل العسكري - .
الوجه الرابع : عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي زرعة ، عن أبي إدريس ، عن ثوبان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسقاط أبي الخطاب - وهذه رواية هريم بن سفيان ، ورواية يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة - فيما رواه عنه محمد بن سعيد الأصبهاني عند الحاكم فقط - وهي رواية عبد الواحد بن زياد عند البزار فقط .
الوجه الخامس : عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي إدريس ، عن ثوبان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسقاط أبي الخطاب وأبي زرعة جميعاً - وهذه رواية المعتمر بن سليمان .
الوجه السادس : عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي الخطاب ، عن أبي وائل ، عن أبي إدريس ، عن ثوبان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذكر أبي وائل بدل أبي زرعة - وهذه رواية عبد الواحد بن زياد عند أبي أحمد الحاكم في الأسامي والكنى .
فهذه ستة أوجه في الاختلاف على ليث بن أبي سليم في هذا الحديث ، وقد اقتصر أبو زرعة على الوجهين الأولين فقط وحكم بترجيح الوجه الثاني منهما ، وهو أتم إسناد يروى به هذا الحديث ، فلم يسقط من إسناده أحد ، ولعله لهذا رجحه أبو زرعة ، وهو إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم وجهالة أبي الخطاب ، وقد قال الترمذي : غريب من هذا الوجه ، وليس إسناده بالقوي . وذكر في العلل الكبير أنه سأل محمداً عنه فلم يعرفه ، فقلت له : أبو الخطاب من هو ؟ قال : لعله الهجري ، وأبو زرعة لعله يحيى ابن أبي عمر السيباني ، وقال : كنيته أبو زرعة .(1/8)
وقال البزار : قوله :" الرائش " لا نعلمها إلا من هذا الطريق ، وإنما يرويه ليث بن أبي سليم عن أبي زرعة ، عن أبي إدريس ، وقد أدخل ذواد بن علبه بينه وبين أبي زرعة رجلاً ، فذكره عن أبي الخطاب ، وأبو الخطاب فليس بالمعرف إلا أنه قد روى عنه ليث غير حديث اهـ .
ويؤكد ضعفه هذا الاضطراب الشديد على ليث بن أبي سليم ، فإن الظاهر أن الاختلاف السابق منه ، وإن كان ذلك لا يمنع أن يكون بعض ذلك ممن دونه ، خاصة إذا اختلف على من دونه ، أو يكون بعضه من سقط النسخ ووهم النساخ .
والحاصل أن هذا الحديث ضعيف على جميع أحواله ، ولم أقف على حديث جمع هذه المعاني الواردة في هذا الحديث جميعها ، وإنما وردت أجزاء منه متفرقة ، ومن طرق مختلفة .
تنبيه : قوله في هذا الحديث:" أيما امرأة سألت زوجها الطلاق ..." هذا حديث مستقل يروى عن ثوبان من طريق آخر ، ولم يذكره أبو زرعة الرازي في هذا الحديث ، وإنما وقع ذكره في بعض طرق هذا الحديث فقط . انظر في ذلك : تحفة الأشراف 2/136 ح2103، ومسند الإمام أحمد 5/277 ح22379 و5/283 ح22440 ، وإتحاف المهرة 3/44 ح2500 وغيرها ، والله أعلم .(1/9)
127/914- سألت أبي وأبا زرعة عن حديثٍ رواه سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن المرقع بن صيفي ، عن حنظلة الكاتب ، قال :" لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه نظر إلى امرأة مقتولة ، فقال : ما كانت هذه تقاتل ، فنهى عن قتل النساء والولدان " ، قال أبي وأبو زرعة : هذا خطأ ، يقال : إن هذا من وهم الثوري ، إنما هو المرقع بن صيفي ، عن جده رباح(1)بن الربيع أخي حنظلة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كذا يرويه مغيرة بن عبد الرحمن ، وزياد بن سعد ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، قال أبي : والصحيح هذا .
دراسة الرواة :
* سفيان الثوري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة .
* أبو الزناد عبد الله بن ذكوان ، سبق في المسألة الثامنة ، وهو ثقة فقيه .
* المرقع - بضم الميم ، وفتح الراء المهملة ، وكسر القاف المشددة - ابن صَيْفي، وقيل : ابن عبد الله بن صيفي بن رباح بن الربيع التميمي الحنظلي الأُسَيدي ، الكوفي ، روى عن : جده رباح بن الربيع ، وعم أبيه حنظلة بن الربيع الكاتب ، وابن عباس وغيرهم . وعنه : ابنه عمر ، وأبو الزناد ، وموسى بن عقبة وغيرهم .
__________
(1)
(1) هكذا وقع في النسخ :" رباح " - يعني بفتح الراء ، وبالباء الموحدة - وهو صحيح ، وهكذا نقله الزيلعي في نصب الراية 3/387 عن المؤلف ، ولكن ابن أبي حاتم يرى أن الصواب في اسمه : رِياح - بكسر الراء ، وبالياء المثناة - كما ذكره كذلك في الجرح والتعديل 3/511 ، وقد أعاد ابن أبي حاتم هذه المسألة 1/345 ح1019 ليرد على البخاري في قوله إنه رباح - بالفتح وبالموحدة - وسيأتي زيادة إيضاح لهذه المسألة ، ولكن مقتضى ذلك أن يكون ما وقع هنا :" رِيَاح " - بالكسر وبالمثناة - ليتوافق مع رأي المؤلف ، إلا أن الذي في النسخ " رَباح " - بالفتح وبالموحدة - ولكن النساخ لا يهتمون كثيراً بالنقط ، بل إن ( س ) غير منقوطة في هذه الكلمة ، والله أعلم .(1/1)
ذكره البخاري في التاريخ الكبير ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال الذهبي : ثقة .
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
التاريخ الكبير 8/58 ، الجرح والتعديل 8/418 ، ثقات ابن حبان 5/460 ، تهذيب الكمال 27/378 ، الكاشف 3/131 ، تهذيب التهذيب 4/48 ، التقريب 6561 .
* حنظلة الكاتب هو : حنظلة بن الربيع بن صَيْفي التميمي ، أبو ربعي الأسيدي ، أخو رباح بن الربيع ، وابن أخي أكثم بن صيفي ، صحابي ، قال الواقدي : إنه كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - كتاباً فسمي الكاتب اهـ . نزل الكوفة ، ومات بعد علي بقرقسيا ، رضي الله عنهما .
طبقات ابن سعد 6/55 ، معجم الصحابة لأبي القاسم البغوي 2/184، أسد الغابة 2/62 ، تهذيب الكمال 7/438 ، الإصابة 1/359 ، التقريب 1581 .
* رباح - بالباء الموحدة ، وقيل : بالياء المثناة ، والأول أكثر - ابن الربيع الأسيدي، أخو حنظلة الكاتب ، التميمي ، صحابي ، وله هذا الحديث فقط ، - رضي الله عنه - .
التاريخ الكبير 3/314 ، معجم الصحابة لأبي القاسم البغوي 2/409 ، أسد الغابة 2/171 ، تهذيب الكمال 9/41 ، الإصابة 1/501 ، التقريب 1872 .
* المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام - بحاء مهملة وزاي - القرشي الأسدي الحزامي ، المدني ، لقبه :" قصي " ، روى عن : أبي الزناد ، وموسى بن عقبة، وهشام بن عروة وغيرهم ، وعنه قتيبة بن سعيد ، وابن مهدي ، وأبو عامر العقدي ، وابن وهب وغيرهم ، أخرج له الجماعة .
قال أحمد : ما بحديثه بأس . وقال - أيضاً - : ما أرى به بأساً ، حدث عنه ابن مهدي ، وكان عنده كتاب عن أبي الزناد .
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه هو أحب إليك ، أو شعيب بن أبي حمزة ، أو عبد الرحمن بن أبي الزناد ؟ فقال : هو أحب إلي من ابن أبي الزناد .
وذكر الحافظ ابن حجر أن ابن حبان ذكره في الثقات ، ولم أقف عليه في المطبوع .(1/2)
وقال النسائي : ليس بالقوي .
وقال الدوري عن ابن معين : ليس بشيء . ولكن قال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي فقال : ضعيف ، فقلت له : إن عباساً حكى عن يحيى أنه ضعَّف الحزامي ، ووثق المخزومي ، فقال : غلط عباس .
وفي تاريخ ابن محرز : سمعت يحيى وقيل له : المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث الحزامي ؟ قال : ضعيف الحديث .
وهذا مشكل فإن الحزامي ليس في آبائه الحارث ، وإنما ذاك المخزومي ، فلعل فيه تصحيفاً ، فالله أعلم .
وقال ابن عدي : وعامة رواياته عن أبي الزناد شيء يوافقه الثقات عليها ، عن أبي الزناد ، ومنه ما لا يوافق عليه .
قال الذهبي في الميزان : ثقة ، وحديثه مخرج في الصحاح .
وقال ابن حجر : [ ثقة له غرائب ] .
تاريخ الدوري 2/580 ، تاريخ ابن محرز ص71 ، العلل ومعرفة الرجال 2/510 ، الجرح والتعديل 8/225 ، الكامل 6/355 ، تهذيب الكمال 28/387 ، الميزان 4/163 ، معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ص178 ، تهذيب التهذيب 4/136 ، التقريب 6845 .
* زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني ، أبو عبد الرحمن ، سكن مكة ، ثم تحول إلى اليمن ، روى عن : حميد الطويل ، والزهري ، وأبي الزناد وغيرهم ، وعنه : ابن عيينة ، وابن جريج ، ومالك وغيرهم .
متفق على توثيقه ، قال ابن عيينة : كان عالماً بحديث الزهري . وقال - أيضاً - : كان أثبت أصحاب الزهري .
ووثقه مالك ، وأحمد ، وابن معين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، والعجلي وغيرهم .
وقال النسائي : ثقة ثبت .
قال في التقريب : [ ثقة ثبت ، قال ابن عيينة : كان أثبت أصحاب الزهري ] .
تاريخ الدوري 2/178 ، تاريخ الدارمي ص46 ، العلل ومعرفة الرجال 1/414 ، ثقات العجلي ص168 ، الجرح والتعديل 3/533 ، تهذيب الكمال 9/474 ، تهذيب التهذيب 1/647 ، التقريب 2180 .(1/3)
* عبد الرحمن بن أبي الزناد ، سبق في المسألة رقم 125 ، وفيه كلام كثير ، وقد لخص الحافظ حاله بأنه : صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد ، وكان فقيهاً .
التخريج :
- أخرجه الترمذي في العلل الكبير ص259 ح471 ، والنسائي في الكبرى 5/187 ح8627 ، وأبو عبيد في الأموال ص42 ح95 ، وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند الزبير ابن العوام ص563 ح1033 ) ، وابن حبان 11/112 ح4791 ، وابن عبد البر في التمهيد 16/140 من طرقٍ عن عبد الرحمن بن مهدي ،
وابن ماجة 2/948 ح2842 ، وأحمد 4/178 ح17610 ، وابن أبي شيبة 6/482 ح33117 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 2/407 ح1203 ، وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند الزبير بن العوام ص563 ح1034 ) من طرقٍ عن وكيع بن الجراح ،
وعبد الرزاق في مصنفه 5/201 ح9382 - ومن طريقه الطبراني في الكبير 4/10 ح3489 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/856 ح2232 - ،
وابن زنجويه في الأموال 1/153 ح146 من طريق عبيد الله بن موسى ،
وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند الزبير بن العوام ص564 ح1035 ) من طريق أيوب بن سويد ،
والطحاوي في شرح المعاني 3/222 ح5172 ، وفي شرح المشكل 15/437 ح6136 من طريق عبد الله بن المبارك ،
وفي شرح المعاني 3/222 ح5173 من طريق الفريابي ،
وابن قانع في معجم الصحابة 1/201 من طريق عبد الصمد بن حسان السعدي ،
وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/856 ح2232 من طريق أبي إسحاق الفزاري ،(1/4)
تسعتهم ( ابن مهدي ، ووكيع ، وعبد الرزاق ، وعبيد الله بن موسى ، وأيوب بن سويد ، وابن المبارك ، والفريابي ، وعبد الصمد بن حسان ، وأبو إسحاق ) عن سفيان الثوري به ، ولفظه :" غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمررنا على امرأة مقتولة ، وقد اجتمع عليها الناس ، قال : فأفرجوا له فقال : ما كانت هذه لتقاتل . ثم قال لرجل : انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له : إن رسول الله يأمرك أن لا تقتل ذُرِّيَّة ولا عسيفاً ". هذا لفظ وكيع عند أحمد ، والبقية بمعناه .
- وأخرجه النسائي في الكبرى 5/186 ح8626 ، وابن ماجه 2/948 ح2842 ، وابن أبي شيبة في المسند 2/196 ح681 ، وإبراهيم الحربي في الغريب 1/253 ، وأبو نعيم في المعرفة 2/1106 ح2788 من طريق قتيبة بن سعيد ،
وسعيد بن منصور 2/280 ح2623 - ومن طريقه أحمد 4/346 ح19044 ، والطحاوي في شرح المعاني 3/222 ح5171 ، وفي شرح المشكل 15/438 ح6137 ، والبيهقي في المعرفة 7/29 ح5417 - ،
وأحمد 3/488 ح15992 و4/346 ح19043 ، والطحاوي في شرح المعاني 3/222 ح5170 من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ،
وأبو يعلى في المسند 3/115 ح1546 ، وفي المفاريد ص59 ح58 ، وابن حبان 11/110 ح4789 ، والطبراني في الكبير 5/72 ح4620 من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي ،
والطحاوي في شرح المعاني 3/221 ح5169 من طريق الوليد بن مسلم ،
والطبراني في الكبير 5/72 ح4619 ، من طريق سعيد بن أبي مريم ،
والبيهقي 9/91 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير ،
سبعتهم ( قتيبة ، وسعيد بن منصور ، وأبو عامر ، والكرابيسي ، والوليد ، وابن أبي مريم ، وابن بكير ) عن المغيرة بن عبد الرحمن به بنحو لفظ سليمان السابق ، إلا أنه قال في رواية الكرابيسي عند أبي يعلى ، وابن حبان : رياح - بالمثناة التحتية - .
ولم أقف على رواية زياد بن سعد في غير ما ذكره المصنف .(1/5)
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/314 ، وفي الأوسط 1/231 ح418 ، والحاكم 2/122 من طريق إسماعيل بن أبي أويس ،
والبخاري في التاريخ الكبير 3/314 ، وفي الأوسط 1/231 ح418 عن عبد العزيز ابن عبد الله ،
وأحمد 3/488 ح15993 و4/178 ح17612 عن إبراهيم بن أبي العباس ،
وأحمد 3/488 ح15994 و4/178 ح17611 عن حسين بن محمد ،
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/221 ح2751 عن زحمويه ،
وابن جرير في تهذيب الآثار ( مسند الزبير بن العوام ص562 ح1032 ) ، والطحاوي في شرح المشكل 15/439 ح6138، والطبراني في الكبير 5/72 ح4618 من طريق عبد الله ابن وهب ،
وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 2/409 ح775 ، وأبو أحمد العسكري في تصحيفات المحدثين 1/118 من طريق منصور بن أبي مزاحم ،
وابن أبي حاتم في العلل 1/345 ح1019 ( بصيغة التعليق ) عن محمد بن سعيد الأصبهاني وغيره ،
والطبراني في الكبير 5/72 ح4617 من طريق سعيد بن أبي مريم ،
تسعتهم ( إسماعيل ، وعبد العزيز ، وإبراهيم ، وحسين ، وزحمويه ، وابن وهب، ومنصور ، والأصبهاني ، وابن أبي مريم ) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به بنحو لفظ سفيان ، وربما وقع مختصراً ، ووقع في رواية الأصبهاني : رياح ، وكذا في رواية منصور ابن أبي مزاحم عند أبي أحمد العسكري . ووقع في رواية زحمويه : عن المرقع بن صيفي ابن رياح بن الربيع ، عن أبيه ، عن جده رياح . وفي رواية ابن أبي مريم : أظنه : عن أبيه ، عن جده رباح .
- وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 6/132 ح10242 - ومن طريقه أحمد 3/488 ح15995 و4/346 ح19042 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/1106 ح2789 - ،
وأبو عبيد في الأموال ص43 ح96 عن حجاج وهو ابن محمد ،(1/6)
كلاهما ( عبد الرزاق ، وحجاج ) عن ابن جريج ، أخبرت عن أبي الزناد ، عن المرقع بن صيفي شهد على جده رباح بن ربيع ... فذكره بنحو رواية سفيان ، إلا أن عبد الرزاق في المصنف قال : عن ابن جريج ، عن أبي الزناد ، فلم يقل : أخبرت عن أبي الزناد .
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/314 ، والأوسط 1/231 ، وأبو داود 3/288 ح2662 ، والنسائي في الكبرى 5/186 ح8625 ، والروياني 2/440 ح1464 ، وابن أبي حاتم في العلل 1/345 ح1019 ، والطبراني في الكبير 5/73 ح4621 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/1106 ح2790 ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/82 ، وفي المعرفة 7/29 ح5418 ، وابن عبد البر في التمهيد 16/140من طرقٍ متعددة عن أبي الوليد الطيالسي ، عن عمر بن المرقع ،
والبخاري في التاريخ الكبير 3/314 ، والأوسط 1/231 ح419 ، والطبراني في الكبير 5/73 ح4622 - وعنه أبو نعيم في المعرفة 2/1107 ح2791 - من طريق فضيل(1)بن سليمان النميري ، عن موسى بن عقبة ،
وابن أبي حاتم في العلل 1/345 ح1019 - معلقاً - عن يوسف بن عدي ،
ثلاثتهم ( عمر بن المرقع ، وموسى بن عقبة ، ويوسف بن عدي ) عن المرقع بن صيفي ، عن جده رباح به بنحوه ، إلا أنه وقع في رواية عمر بن المرقع عند الروياني ، وابن أبي حاتم ، وابن عبد البر : رياح بالمثناة .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على أبي الزناد ، وذلك على وجهين :
الوجه الأول : عن أبي الزناد ، عن المرقع بن صيفي ، عن حنظلة الكاتب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا وجه تفرد به سفيان الثوري .
__________
(1) وقع في معجم الطبراني ، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم : الفضل بن سليمان ، وهو تصحيف .(1/7)
الوجه الثاني : عن أبي الزناد ، عن المرقع بن صيفي ، عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة الكاتب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية الجماعة، وهم: المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي ، وزياد بن سعد ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد
أما ابن جريج فلا يدخل معهم لأنه لم يروه عن أبي الزناد ، وإنما أُخبر به -كما سبق- بل إن ابن جريج لم يسمع من أبي الزناد شيئاً ، كما قاله أحمد ، وأبو حاتم ، والدارقطني وغيرهم ( المراسيل ص113 ، تهذيب الكمال 18/353 ، تحفة التحصيل ص212 ) .
ولكن لعله أخذه عن زياد بن سعد ، فإنه كان شريكاً له ، وقد قال الإمام أحمد : لم يسمع ابن جريج من أبي الزناد ، إنما يروي عن زياد بن سعد ، عن أبي الزناد ( علل الدارقطني 10/312 ) ، وانظر المسألة رقم 8/794 .
وأما من قال في رواية ابن أبي الزناد : عن المرقع ، عن أبيه ، عن جده فهو خطأ لا شك فيه ، فإنه لم يقع ذلك إلا في رواية زحمويه ، وهي رواية مخالفة لرواية الجماعة ، وأما ابن أبي مريم فلم يجزم بذلك ، وإنما قال : أظنه عن أبيه ، عن جده ، والصواب رواية الجماعة : عن المرقع ، عن جده ، ولا التفات إلى ما خالف ذلك .
وقد رجح أبو حاتم ، وأبو زرعة الوجه الثاني من الوجهين السابقين ، وذكرا أن الوجه الأول خطأ ، وذكرا أنه يقال : إن الوهم فيه من الثوري .
وقد وافقهما على ذلك جماعة من الأئمة ، فقال ابن أبي شيبة بعد روايته حديث الثوري : يخطئ الثوري فيه اهـ. نقله عنه ابن ماجه . وقال البخاري بعدما ذكر حديث الثوري: وهذا وهم . ( التاريخ الكبير، والأوسط). وقال الترمذي : حديث سفيان هذا خطأ، إنما هو : عن المرقع ، عن رباح بن الربيع أخي حنظلة الكاتب ، هكذا رواه غير واحدٍ عن أبي الزناد . ( العلل الكبير ) .
ويؤيد ما ذهب إليه هؤلاء الأئمة ما يلي :(1/8)
1- أن الثوري تفرد بالوجه الأول تفرداً مطلقاً فلم يتابعه عليه أحد ، قال الطحاوي : ولا نعلم أحداً تابع الثوري على روايته كذلك ( شرح المشكل ) . والثوري وإن كان إماماً حافظاً متقناً إلا أن ذلك لا يعني أنه لا يخطئ أبداً ، وهذا الحديث مما اتفق كبار الأئمة على أنه أخطأ فيه .
2- أن الوجه الثاني رواية الجماعة ، والجماعة أولى بالصواب ، وهم زياد بن سعد، وهو ثقة ثبت . والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي له اختصاص بأبي الزناد ، فقد كان عنده كتاب عنه ، كما قال أحمد ، وابن أبي الزناد ، ولا شك أن له اختصاصاً بأبيه لقربه منه، ولم يتفرد فيخشى عليه الغلط فهذا من صحيح حديثه - انظر ترجمته - .
3- أن أبا الزناد قد توبع على الوجه الثاني ، حيث روي الوجه الثاني عن : عمر بن المرقع ، وموسى بن عقبة ، ويوسف بن عدي . فهذه المتابعة - وإن كانت لا تخلو من كلام - تؤيد صحة الوجه الثاني ، وأنه هو المعروف في هذا الحديث .
أما ابن حبان فقد أبعد حين قال : سمع هذا الخبر المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب ، وسمعه من جده ، وجده رياح بن الربيع ، وهما محفوظان .
وهذا الكلام في تصحيح الوجهين جميعاً يرده ما سبق نقله عن الأئمة في توهيم الوجه الأول ، وابن حبان يعتمد هذا المنهج في كل ما كان على هذه الشاكلة ، وهو مخالف لما عليه أئمة الحديث وصيارفته النقاد .
وهذا الحديث من وجهه الراجح تفرد به المرقع بن صيفي ، وهو تابعي صدوق ، وزعم ابن حزم أنه مجهول ، قال ابن حجر : وهو من إطلاقاته المردودة . ( المحلى 7/298 ، وتهذيب التهذيب 4/48 ) . وقال ابن القطان : ومرقع بن صيفي لا تعرف حاله ( الوهم والإيهام 5/78 ) ، والحديث قد صححه ابن حبان والحاكم وغيرهما ، وقال البيهقي بعدما أشار إلى حديث أبي الوليد ، عن عمر بن المرقع : وهذا إسناد لا بأس به إلا أن الشافعي قال : لست أعرف مرقع هذا ... - كذا في النسخة - ( معرفة السنن والآثار 7/30 ) ، والله أعلم .(1/9)
وقد جاء في النهي عن قتل الذرية من النساء والصبيان أحاديث كثيرة ، وأشهرها حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل النساء والصبيان " .
أخرجه البخاري 4/74 ح3015 ، ومسلم 5/144 ح1744 وغيرهما .
وأما النهي عن قتل العُسفاء فلم أقف على شيء أصح من هذا الحديث فيه ، وروي فيه حديث آخر ، أخرجه أحمد 3/413 ح15420 ، وابن أبي شيبة 6/482 ح33114 عن إسماعيل بن علية ،
ويحيى بن آدم في الخراج ص50 ح135 ، وسعيد بن منصور 2/281 ح2628 ، والبيهقي 9/91 من طريق حماد بن زيد ،
ويحيى بن آدم في الخراج ص50 ح135 ، والبيهقي 9/91 من طريق وهيب بن خالد ،
وعبد الرزاق 5/281 ح9379 عن معمر ،
أربعتهم ( ابن علية ، وحماد ، ووهيب ، ومعمر ) عن أيوب قال : سمعت رجلاً منا يحدث عن أبيه قال :" بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية كنت فيها ، فنهانا أن نقتل العسفاء والوصفاء ". إلا أن معمراً جعله عن أيوب مرسلاًً .
وهذا إسناد ضعيف لإبهام شيخ أيوب ، ولذا قال البيهقي : وهو مجهول كما قال الشافعي ( المعرفة 7/31 ) ، مع ما فيه من الاختلاف ، وإن كان وصله أصح ، والله أعلم .(1/10)
تنبيه : مرَّ في هذا الحديث الاختلاف في رباح بن الربيع ، هل هو رباح - بالباء الموحدة - أو رياح - بالياء المثناة - ولم يكن غرض ابن أبي حاتم في هذا الموطن الكلام على هذه المسألة ، فإنه ذكرها في موطن آخر 1/345 ح1019(1)، وبسط الكلام في ذلك ، وملخص ذلك أن ابن أبي حاتم وأباه يريان أن الصواب أنه رياح - بالمثناة - وينتقدان على البخاري أنه ذكره فيمن اسمه: رباح - بالموحدة - ويغلطانه في ذلك ، ولذا ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/511 في : من اسمه رياح - بالمثناة - . وقد تبعهما على ذلك غير واحد كأبي أحمد العسكري في تصحيفات المحدثين 1/117 ، وذكر أن من قاله بالموحدة فقد صحفه .
أما البخاري فصوَّب أنه بالموحدة رباح ، وذكر أنه لا يثبت أنه رياح بالمثناة ، ذكر ذلك في تاريخه الكبير ، وفي الأوسط ، ونقله عنه الترمذي في علله الكبير ص260 وفيه : سألت محمداً عن هذا الحديث ، فقال : رباح بن الربيع ، ومن قال : رياح بن الربيع هو وهم . قال أبو عيسى : رباح بن الربيع أصم ، وقد روى بعض ولد رباح غير هذا عن جده ، وقال : رياح بن الربيع ، وهكذا قال علي بن المديني : رياح .
واختلف الناس بعد البخاري ، وابن أبي حاتم على هذين القولين ، فمنهم من يذكره بالموحدة ، ومنهم من يذكره بالمثناة ، والكثير من المتأخرين يذكر الاختلاف فيه ، وقد لا يزيد على ذلك . وانظر في ذلك : المؤتلف والمختلف للدارقطني 2/1028 ، والإكمال لابن ماكولا 4/11 ، وتبصير المنتبه 2/588 وغيرها .
__________
(1) وقع في المطبوع من العلل تصحيف وسقط أفسد المعنى ، والفرق بين رباح ورياح هو في زيادة النقطة ونقصها ، ولذا فإن ضبط ذلك عسير حتى في النسخ المخطوطة ، وقد سبق مراراً إهمال النساخ للنقط مطلقاً ، ولكن من تأمل في المعنى عرف مراد ابن أبي حاتم من إيراده المسألة ، والله الموفق .(1/11)
ويعسر جداً الفصل في مثل هذا الاختلاف ، ولكن غالب الطرق السابقة فيها : رباح - بالموحدة - والقليل رياح - بالمثناة - ومع ذلك فإن ضبط النسخ في هذا عسير ، وتختلف فيه نسخ الكتاب الواحد ، وقد وقفت على كلام البخاري مقلوباً في بعض المصادر ، وما ذلك إلا للاشتباه الشديد بين هذين الاسمين .
ولكن الغالب أن العرب تسمى المولى رباحاً - بالموحدة - ولذلك جاء في الحديث : " ولا تسمين غلامك يساراً ، ولا رباحاً ... " أخرجه مسلم 6/172 ح2137 وغيره ، وقد نقل نحو هذا المعنى ابن ناصر الدين ، وهو أن أكثر ما كان بالباء الموحدة في الموالي ( انظر : توضيح المشتبه 4/116 ) ، والله أعلم .(1/12)
128/915- سألت أبي عن حديث رواه وكيع ، عن مالك بن أنس ، عن عبد الله ابن يزيد ، عن ابن نيار(1)، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " في قصة الرجل الذي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى بدرٍ(2)فقال :جئتك لأبايعك وأصيب(3)معك ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : أتؤمن بالله ورسوله ؟ قال : لا ، ثم أتاه فقال : نعم ، وذكر الحديث ... " قال: هذا وَهَمٌ(4)وَهِمَ فيه وكيع ، إنما هو عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار(5)، عن عروة ، عن عائشة ، وهذا الصحيح .
دراسة الرواة :
* وكيع بن الجراح ، سبق في المسألة السابعة والثمانين ، وهو ثقة حافظ عابد .
* مالك بن أنس ، سبق في المسألة الثانية ، وهو الفقيه ، إمام دار الهجرة ، رأس المتقنين ، وكبير المتثبتين .
* عبد الله بن يزيد ، عن ابن نيار ، هكذا وقع في هذه الرواية ، ووقع في رواية ابن ماجه : عبد الله بن يزيد ، عن نيار . وقد قال ابن حجر : صوابه : عبد الله بن نيار ، ليس بينهما " يزيد " ولا لفظة :" عن ". وهو يشير إلى رواية ابن ماجه وليس فيها :" عن ابن نيار " وإنما فيها :" عن نيارٍ " .
تهذيب التهذيب 3/460 ، التقريب ص330 .
__________
(1)
(1) في ( س ، ح ، ض ، ط ) :" دينار " وهو تصحيف ، ولم أستطع قراءة ( م ) ، وهو على الصواب في ( ت ) .
(2) بدر - بالفتح ثم السكون - ماء مشهور بين مكة والمدينة ... وبه كانت الوقعة المشهورة ( انظر مراصد الاطلاع 1/170 ) ، وفي بدر هذه الأيام قرية صغيرة .
(3) في ( ت ، م ، ط ) :" وأوصيت " وهو تصحيف .
(4) قوله :" وهم " ساقطة من ( س ، ح ) .
(5) في ( ت ، م ، ط ) :" دينار " وهو تصحيف .(1/1)
* ابن نيار هو : عبد الله بن نِيار - بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة - ابن مُكرَم الأسلمي ، روى عن خاله عبد الرحمن بن شاس ، وله صحبة - وقيل : لم يسمع منه - وعن : عروة بن الزبير ، وأبان بن عثمان وغيرهما . وعنه : الفضيل بن أبي عبد الله ، وأبو الزناد ، والقاسم بن عباس وغيرهم . أخرج له الجماعة سوى البخاري .
ثقة ، وثقه النسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال الحافظان الذهبي ، وابن حجر : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 5/185 ، ثقات ابن حبان 5/21 ، تهذيب الكمال 16/231 ، الكاشف 2/138 ، تهذيب التهذيب 2/446 ، التقريب 3671 .
* عروة بن الزبير ، سبق في المسألة السابعة عشرة ، وهو ثقة فقيه مشهور .
* عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - سبقت ترجمتها في المسألة الثالثة .
* الفضيل بن أبي عبد الله المدني ، مولى المَهْري ، روى عن : القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعبد الله بن نيار الأسلمي ، وعنه : مالك ، وبكير بن الأشج ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة . أخرج له الجماعة سوى البخاري ، وابن ماجه .
قال أبو حاتم : لا بأس به . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
التاريخ الكبير 7/120 ، الجرح والتعديل 7/74 ، ثقات ابن حبان 7/314 ، تهذيب الكمال 23/275 ، تهذيب التهذيب 3/398 ، التقريب 5428 .
التخريج :
- أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده 2/256 ح759 - وعنه النسائي في الكبرى 5/231 ح8760 ، والدارمي 2/305 ح2496 - ،
وأبو بكر بن أبي شيبة 6/487 ح33162 - وعنه ابن ماجه 2/945 ح2832 - ،
وابن ماجه 2/945 ح2832 عن علي بن محمد ،
وأبو بكر الخلال في أحكام أهل الملل من الجامع لمسائل الإمام أحمد ص115 ح326 عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ،
وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان 2/272 من طريق عثمان بن أبي شيبة ،(1/2)
خمستهم ( إسحاق ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي ، وأحمد ، وعثمان بن أبي شيبة ) عن وكيع به مختصراً بلفظ :" إنا لا نستعين بالمشركين ". واختلفوا عليه في إسناده . ففي رواية عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق أسقط فضيل بن أبي عبد الله ، فجعله عن مالك ، عن عبد الله بن نيار(1)، إلا في رواية النسائي عن إسحاق فإنه ذكر فضيلاً ، وذكر المزي في تحفة الأشراف 12/13 ح16358 أن رواية أبي علي الأسيوطي لسنن النسائي ليس فيها ذكر فضيل .
وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة في المصنف قال : عن مالك ، عن عبد الله بن يزيد ، عن أبي نيار ، ووقع في روايته عند ابن ماجه : عن عبد الله بن يزيد ، عن نيار ، وكذا قال في رواية علي بن محمد إلا أنه شك فيه : عبد الله بن يزيد أو زيد .
أما في رواية أحمد فقال : عن وكيع ، عن مالك ، عن عبد الله بن يزيد ، عن ابن نيار(2)، عن عروة ، عن عائشة ، وهكذا علقه الدارقطني في العلل 5/ الورقة 50 عن وكيع ، وهو الذي ذكره ابن أبي حاتم في المسألة .
- وأخرجه مسلم 5/200 ح1817 ، والنسائي في الكبرى 5/231 ح8761 ، وأحمد 6/148 ح25158 ، والطحاوي في شرح المشكل 6/410 ح2575 ، وابن حبان 11/28 ح4726 ، وأبو بكر بن المقرئ في المنتخب من غرائب أحاديث مالك ص48 ح11 ، والجوهري في مسند الموطأ ص495 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
__________
(1) هذه الكلمة تصحفت إلى :" دينار " في جملة من المصادر مخطوطها ومطبوعها ، فمنها ما يصلحه المحقق وينبه عليه ، ومنها شيء لا يزال مصحفاً ، وهي مضبوطة في جملة من المصادر منها تحفة الأشراف ، وحيث إن هذا التصحيف متكرر فسأكتفي بهذا عن التنبيه عليه في كل مصدر يقع فيه .
(2) وقد وقع في المطبوع من كتاب الخلال تصحيف حيث وقع فيه : عبد الله بن بريدة ، عن ابن بيان . ولكن المطبوعة غير متقنة ، بل كثيرة التصحيف .(1/3)
ومسلم 5/200 ح1817 ، وأبو عوانة 4/339 ح6900 ، وابن المنذر في الأوسط 11/175 ح6563 ، والطحاوي في شرح المشكل 6/407 ح2772 ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/37 ، وفي المعرفة 6/510 ح5321، والجوزقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير 2/202 ح587 من طريق عبد الله بن وهب ،
وأبو داود 3/324 ح2726 ، والنسائي في الكبرى 5/279 ح8886 ، والدارقطني في العلل 5/ الورقة 50 من طريق يحيى بن سعيد القطان ،
والترمذي 3/217 ح1558 ، وابن سعد 3/535 من طريق معن بن عيسى القزاز ،
والنسائي في الكبرى 6/493 ح11600، والجوهري في مسند الموطأ ص494 ح628 من طريق عبد الرحمن بن القاسم ،
وأحمد 6/67 ح24386 عن أبي المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي ،
والدارمي 2/305 ح2497 من طريق روح بن عبادة ،
وابن الجارود 3/304 ح1048 ، وأبو عوانة 4/339 ح6901 ، والطحاوي في شرح المشكل 6/410 ح2574 من طريق بشر بن عمر ،
وأبو عوانة 4/339 ح6901 من طريق سعيد بن عفير ، وإسماعيل بن أبي أويس ،
والطحاوي في شرح المشكل 6/408 ح2573 من طريق ابن المبارك ،
وفي شرح المشكل - أيضاً - 6/411ح2576 من طريق عبد الله بن يوسف ،(1/4)
جميعهم ( 12 راوياً ، وهم : ابن مهدي ، وابن وهب ، والقطان ، ومعن ، وابن القاسم ، وأبو المنذر ، وروح ، وبشر ، وابن عفير ، وابن أبي أويس ، وابن المبارك ، وعبد الله بن يوسف ) عن مالك ، عن الفضيل بن أبي عبد الله ، عن عبد الله بن نيار ، عن عروة ، عن عائشة به ، منهم من طوله ، ومنهم من اختصره ، ولفظ المطول : عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبَل بدرٍ ، فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ، ففرح أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رأوه ، فلما أدركه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جئت لأتبعك ، وأصيب معك ، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تؤمن بالله ورسول ؟ قال : لا ، قال : فارجع فلن أستعين بمشرك ، قالت : ثم مضى حتى إذا كان بالشجرة أدركه الرجل ، فقال له كما قال أول مرة ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال أول مرة، قال : فارجع فلن أستعين بمشرك، قال : ثم رجع فأدركه بالبيداء ، فقال له كما قال أول مرة : تؤمن بالله ورسوله ؟ قال : نعم ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فانطلق " .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على مالك ، وذلك على وجهين :
الوجه الأول : عن مالك ، عن عبد الله بن يزيد ، عن ابن نيار ، عن عروة ، عن عائشة ، وهذه رواية وكيع بن الجراح ، على اختلاف وقع عليه فيه سبق بيانه في التخريج.
الوجه الثاني : عن مالك ، عن الفضيل بن أبي عبد الله ، عن عبد الله بن نيار ، عن عروة ، عن عائشة ، وهذه رواية الجماعة عن مالك ، وهم : ابن مهدي ، وابن وهب ، والقطان ، ومعن بن عيسى ، وابن القاسم ، وأبو المنذر ، وروح ، وبشر ، وابن عفير ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وابن المبارك ، وعبد الله بن يوسف .(1/5)
وقد ذكر أبو حاتم أن رواية وكيع وهم ، وأن الوجه الثاني هو الصحيح عن مالك ، وكذلك ذكر الإمام أحمد فإنه قال : هذا خطأ أخطأ فيه وكيع . ثم ذكر أن الوجه الثاني هو الصحيح ، وكذلك قال الدارقطني في علله ، والمزي في تهذيب الكمال 16/233 ، وهو أمر ظاهر .
ومما يؤكده أن الرواية عن وكيع في هذا قد اضطربت - كما سبق في التخريج - مما يدل على أنه لم يضبط هذا الحديث كما ينبغي ، ولذا قال المزي في التحفة 12/13 بعدما ذكر رواية وكيع من رواية ابن ماجه : كذا عنده ، وهو تخليط فاحش ، والصواب ما تقدم اهـ. وقد جاء عنه ما يوافق رواية الجماعة ، وهي رواية النسائي ، عن إسحاق ، عن وكيع ، إلا أن نسخ النسائي قد اختلفت في هذا - كما سبقت الإشارة إليه - .
وهذا الحديث ليس في شيء من الموطآت إلا موطأ معن ، وابن يوسف ، وابن عفير ، كما قاله الجوهري في مسند الموطأ ص495 ، أما الدارقطني في أحاديث الموطأ ص29 فنسبه إلى الأخيرين فقط ، وقال : دون غيرهما . وذكر أن رواية معن في غير الموطأ ، فالله أعلم .
والحديث من وجهه المحفوظ في صحيح مسلم - كما سبق - وقال الترمذي : حسن غريب ، والعمل عليه عند بعض أهل العلم . والله أعلم .(1/6)
129/916- سألت أبا زرعة عن حديثٍ رواه ابن عيينة ، عن عمر بن سعيد بن مسروق ، عن أبيه ، عن عباية(1)بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج قال: " أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان(2)يوم حنين(3)وصفوان بن أمية(4)، وعيينة بن حصن(5)،
__________
(1) في ( ت ، م ، ط ) :" عبادة " وهو تصحيف .
(2) هو : أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي ، صحابي مشهور أسلم عام الفتح ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتألفه حينئذ ، وقد حسن إسلامه - رضي الله عنه - ومات سنة 32 وقيل بعدها ( انظر : أسد الغابة 2/442 و4/472 ، التقريب 2905 ) .
(3) حنين هو واد قريب من مكة ، وقيل : قبل الطائف ، وقيل بينه وبين مكة ثلاث ليالٍ وقيل بضعة عشر ميلاً ، وهو الذي ذكره الله في كتابه ( انظر مراصد الاطلاع 1/432 ) ويوم حنين يوم مشهور بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وهوازن .
(4) هو : صفوان بن أمية بن خلف القرشي الجمحي ، المكي ، أبو وهب ، صحابي مشهور ، وكان من أشراف قريش ومن مسلمة الفتح المؤلفة قلوبهم ، ثم حسن إسلامه مات أيام قتل عثمان - رضي الله عنهما - وقيل بعد ذلك ( انظر : أسد الغابة 2/452 ، تهذيب الكمال 13/180 ، التقريب 2932 ) .
(5) هو : عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ، كنيته أبو مالك ، قيل أسلم قبل الفتح وقيل بعده ، وقد شهد حنيناً والطائف ، وكان من الأعراب الجفاة ومن المؤلفة قلوبهم ، ثم ارتد وتبع طليحة الأسدي ، ثم أسر وأسلم ( انظر : أسد الغابة 3/440 ، الإصابة 3/54 ) ..(1/1)
والأقرع بن حابس(1)مائة من الإبل ... الحديث ". فقال(2)أبو زرعة : هذا خطأ، رواه الثوري فقال : عن أبيه ، عن ابن أبي نُعْم(3)، عن أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا الصحيح . قلت لأبي زرعة : ممن الوهم ؟ قال : من عمر .
دراسة الرواة :
* سفيان بن عيينة ، سبق في المسألة التاسعة والأربعين ، وهو ثقة حافظ فقيه إمام حجة .
* عمر بن سعيد بن مسروق الثوري ، الكوفي ، أخو سفيان ، روى عن : أبيه ، والأعمش ، وأشعث بن أبي الشعثاء وغيرهم. وعنه : ابن عيينة ، وإبراهيم بن طهمان ، والمبارك بن سعيد وغيرهم . أخرج له مسلم ، وأبو داود ، والنسائي .
قال أبو حاتم : ثقة لا بأس به . وقال العجلي : وهو أسن من سفيان ، وكان بعض الكوفيين يفضله على سفيان ، كوفي ثقة ، وكان رجلاً صالحاً ، يفضل على سفيان . ووثقه النسائي ، والدارقطني . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص358 ، الجرح والتعديل 6/110 ، ثقات ابن حبان 7/187 ، سؤالات السلمي للدارقطني ص96 ، تهذيب الكمال 21/366 ، تهذيب التهذيب 3/229 ، التقريب 4906 .
* سعيد بن مسروق الثوري ، الكوفي ، والد سفيان ، مات 126 ، وقيل قبلها ، روى عن : أبي وائل ، والشعبي ، وعباية بن رفاعة ، وعبد الرحمن بن أبي نعم وغيرهم. وعنه : أبناؤه : سفيان ، وعمر ، والمبارك ، وأبو الأحوص ، وشعبة وغيرهم.
__________
(1) هو : الأقرع بن حابس بن عقال من زيد مناة بن تميم، وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أشراف بني تميم وقد حضر الفتح وحنيناً والطائف ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، وكان شريفاً في الجاهلية والإسلام ، وقد شهد بعد ذلك الفتوح مع خالد بن الوليد وغيره ثم قتل بالجوزجان من خراسان ( انظر أسد الغابة 1/126 ، الإصابة 1/58 ) .
(2) في ( م ، ط ) :" قال " .
(3) في ( م ، ط ) :" نعيم " وهو تصحيف . .(1/2)
ثقة متفق على توثيقه ، وثقه ابن المديني ، وابن معين ، والعجلي ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال في التقريب : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص188 ، الجرح والتعديل 4/166 ، ثقات ابن حبان 6/371 ، تهذيب الكمال 11/60 ، تهذيب التهذيب 2/42 ، التقريب 2393 .
* عَبَاية - بفتح أوله والموحدة الخفيفة ، وبعد الألف تحتانية خفيفة - ابن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري ، الزرقي ، أبو رفاعة المدني ، روى عن : أبيه ، وجده ، والحسين بن علي ، وابن عمر وغيرهم . وعنه : سعيد بن مسروق الثوري ، ويزيد بن أبي مريم الشامي ، وجعفر بن أبي وحشية وغيرهم . أخرج له الجماعة .
ثقة ، وثقه ابن معين ، والنسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال في التقريب : [ ثقة ] .
تاريخ الدارمي ص169 ، الجرح والتعديل 7/29 ، ثقات ابن حبان 5/281 ، تهذيب الكمال 14/268 ، تهذيب التهذيب 2/297 ، التقريب 3196 .
* رافع بن خَديج بن رافع بن عدي الحارثي ، الأوسي ، الأنصاري ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو رافع المدني ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أول مشاهده أحد ، وشهد ما بعدها، ومات سنة ثلاث أو أربع وسبعين ، وقيل قبل ذلك - رضي الله عنه - .
أسد الغابة 2/160 ، تهذيب الكمال 9/22 ، الإصابة 1/495 ، التقريب 1861 .
* سفيان بن سعيد الثوري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة .
* عبد الرحمن بن أبي نُعْم البجلي ، أبو الحكم الكوفي العابد ، روى عن : أبي سعيد، وأبي هريرة ، ورافع بن خديج ، وابن عمر وغيرهم . وعنه : فضيل بن غزوان، وسعيد بن مسروق ، وقتادة وغيرهم . أخرج له الجماعة .
وثقه ابن سعد ، والنسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات . وكان مشهوراً بفضله وعبادته .
وقال الذهبي: وكان من الأولياء الثقات، وقال أحمد بن أبي خيثمة : عن ابن معين، قال : ابن أبي نعم ضعيف ، كذا نقل ابن القطان ، وهذا لم أقف عليه عند غيره .(1/3)
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
طبقات ابن سعد 6/298 ، الجرح والتعديل 5/295 ، ثقات ابن حبان 5/112 ، تهذيب الكمال 17/456 ، الميزان 2/595 ، تهذيب التهذيب 2/560 ، التقريب 4028 .
* أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
التخريج :
- أخرجه مسلم 3/108 ح1060 ، وابن حبان 11/158 ح4827 ، وأبو نعيم في المستخرج 3/125 ح2368 ، والبيهقي 7/17 من طريق أحمد بن عبدة الضبي ،
ومسلم 3/107 ح1060 ، وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 4/482 ح4546 ) ، وأبو نعيم في المستخرج 3/125 ح2367 ، والبيهقي في السنن 7/17 ، وفي الدلائل 5/178 ، والبغوي في الأنوار 1/286 ح366 من طريق محمد بن أبي عمر ،
ومسلم 3/108 ح1060 من طريق مخلد بن خالد الشعيري ،
والحميدي 1/200 ح412 - ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج 3/124 ح2367 ، والبيهقي 7/17 - ،
وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 4/482 ح4546 ) ، والطبراني في الكبير 4/273 ح4396 ، والبيهقي في الدلائل 5/178 من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي ،
خمستهم ( أحمد بن عبدة ، وابن أبي عمر ، ومخلد ، والحميدي ، والرمادي ) عن سفيان بن عيينة ، عن عمر بن سعيد به(1)، ولفظه بتمامه : عن رافع بن خديج قال : " أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حرب ، وصفوان بن أمية ، وعيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، كل إنسان منهم مائة من الإبل ، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك ، فقال عباس بن مرداس :
أتجعل نهبي ونهب العبيـ ... ... ... ــد بين عيينة والأقرعِ
فما كان بدر ولا حابس ... ... يفوقان مرداس في المجمعِ
وما كنت دون امرئ منهما ... ... ومن تخفض اليوم لا يرفع
__________
(1) وقع في مستخرج أبي نعيم تصحيف في جميع مواطنه ، فقال في رواية الحميدي ، وابن أبي عمر : عن عباءة ، عن رفاعة ، عن رافع . وقال في رواية أحمد بن عبدة : عن عباءة ، عن رفاعة بن رافع بن خديج ، عن جده رافع . والصواب : عن عباية بن رفاعة ، عن جده رافع بن خديج كبقية المصادر .(1/4)
قال : فأتم له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة " هذا لفظ ابن أبي عمر عند مسلم ، وفي لفظ أحمد ابن عبدة أن ذلك في غنائم حنين . وفيه : أنه أعطى علقمة بن علاثة مائة . وبقية ألفاظه بمعنى ذلك ، وربما زاد فيه بعضهم يسيراً أو نقص . ولم يذكر مخلد بن خالد فيه أبيات الشعر . وقال الحميدي في روايته بعد أن ذكر القسمة : ثم قال سفيان : فقال عمر أو غيره في هذا الحديث فقال عباس بن مرداس ... فذكر الأبيات . وزاد أحمد بن عبدة - عند أبي نعيم فقط - فيه قصة الأنصار ، وموعظة النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم .
- وأخرجه عبد الرزاق 10/156 ح18676 - ومن طريقه البخاري 9/155 ح7432 ، والنسائي 7/118 ، وأحمد 3/68 ح11648 و3/72 ح11693 و3/73 ح11695 ، وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 5/292 ح5430 ) ، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 3/127 ح2373 - ،
والبخاري 4/166 ح3344 و6/84 ح4667 ، وأبو داود 5/255 ح4731 عن محمد بن كثير ،
والبخاري 9/155 ح7432 ، وأبو عبيد في الأموال ص235 ح546 عن قبيصة بن عقبة ،
وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 5/292 ح5430 ) من طريق الفريابي ،(1/5)
أربعتهم ( عبد الرزاق ، ومحمد بن كثير ، وقبيصة ، والفريابي ) عن سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري به ، ولفظه : " بعث علي وهو باليمن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذهيبة في تربتها ، فقسمها بين زيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان ، وبين الأقرع بن حابس الحنظلي ، ثم أحد بني مجاشع ، وبين عيينة بن بدر الفزاري ، وبين علقمة بن علاثة العامري ، ثم أحد بني كلاب ، فغضبت قريش والأنصار وقالوا : يعطي صناديد أهل نجدٍ ويدعنا ، فقال : إنما أتألفهم ، قال : فأقبل رجل غائر العينين ، ناتئ الجبين ، كث اللحية ، مشرف الوجنتين ، محلوق ، فقال : يا محمد، اتق الله، قال : فمن يطيع الله إذا عصيته ؟ أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟ قال : فسأل رجل من القوم قتله النبي - صلى الله عليه وسلم - أراه خالد بن الوليد - قال : فمنعه ، فلما ولَّى قال : إن من ضئضئ هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام مرق السهم من الرمية ، يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان ، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عادٍ ". هذا لفظ عبد الرزاق في المصنف ، والبقية بنحوه ، وربما زاد فيه بعضهم يسيراً أو نقص . وشك فيه قبيصة هل قال : عن ابن أبي نعم ، أو أبي نعم .
- وأخرجه مسلم 3/110 ح1064 ، والنسائي في المجتبى 5/87 ، وفي الكبرى 6/356 ح11221، والطيالسي 3/678 ح2348 ، وسعيد بن منصور 2/373 ح2903، وأبو نعيم في المستخرج 3/127 ح2373 ، وفي الحلية 5/72 ، والبيهقي في الدلائل 6/426 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم ،
وأحمد 3/31 ح1167 ، وابن أبي عاصم في السنة 2/626 ح942 ، وأبو نعيم في المستخرج 3/128 ح2374 من طريق الجراح بن مليح ،
والطيالسي 3/678 ح2348 - ومن طريقه أبو نعيم في الحلية 5/72 - عن قيس بن الربيع ،
وأبو نعيم في المستخرج 3/127 ح1373 من طريق شريك القاضي ،(1/6)
أربعتهم ( أبو الأحوص ، والجراح ، وقيس ، وشريك ) عن سعيد بن مسروق ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري به بنحو لفظه السابق ، وربما وقع مختصراً ، إلا أنه قال في رواية الجراح عند ابن أبي عاصم فقط : عن أبي سعيد قال : قال علي ... الخ ، فجعله من مسند علي .
- وأخرجه البخاري 5/207 ح4351 ، ومسلم 3/110-111 ح1064 ، وأحمد 3/4 ح11008 ، وأبو يعلى 2/390 ح1163 ، وابن خزيمة في الصحيح 4/71 ح2373 ، وفي التوحيد ص118 ، وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 5/292 ح5430 ) ، وابن حبان 1/205 ح25، وأبو نعيم في المستخرج 3/128 ح2375 ، وفي الحلية 5/71، والبيهقي في الأسماء والصفات ص531 من طرقٍ عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري به بنحو لفظه السابق .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة الاختلاف على سعيد بن مسروق الثوري ، وذلك على وجهين :
الوجه الأول : عن سعيد بن مسروق ، عن عباية بن رفاعة ، عن رافع بن خديج ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية عمر بن سعيد الثوري .
الوجه الثاني : عن سعيد بن مسروق ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية سفيان الثوري ، وأبي الأحوص ، والجراح ابن مليح ، وقيس بن الربيع ، وشريك القاضي ، وتابع سعيداً على هذا الوجه عمارة بن القعقاع بن شبرمة .
وقد ذكر أبو زرعة أن الوجه الأول خطأ ، وأن الوجه الثاني هو الصحيح ، وحمل الوهم في الوجه الأول على عمر بن سعيد .
وما ذكره أبو زرعة ظاهر عند المقارنة بين الوجهين ، فإن سفيان الثوري ، أثبت من أخيه عمر بلا مرية ، ثم هو قد توبع على روايته متابعة تامة ومتابعة قاصرة - كما سبق - وهذا شيء في غاية الوضوح .(1/7)
ولكن قد يقال إن هذين الوجهين حديثان مختلفان ، مدار كلٍ منهما على سعيد بن مسروق الثوري ، والحجة في هذا أن بين لفظيهما اختلاف ظاهر ، فحديث رافع بن خديج في قسمة غنائم حنين ، والمقسوم فيه إبل ، وليس فيه ذكر للخوارج ، وفيه ذكر مرداس وما قاله في ذلك من أبيات شعر ، وإن كانت الأبيات قد تكون مدرجة في الحديث كما تدل له رواية الحميدي ، عن ابن عيينة ، وذُكِرَ فيه - أيضاً - بعض من لم يذكر في حديث أبي سعيد .
وأما حديث أبي سعيد فهو في قسمة الذهيبة التي أرسلها علي من اليمن ، وفيه قصة الخوارج ، وسياقه ظاهر الاختلاف عن حديث رافع بن خديج ، مما يدل على أنهما حديثان مختلفان .
وهذا هو الذي ذهب إليه مسلم ، فإنه أخرج حديث رافع بن خديج في صحيحه ، من طريق سعيد بن مسروق ، وأخرج حديث أبي سعيد من طريق سعيد بن مسروق - أيضاً - ومن طريق غيره ، ومقتضى ذلك أنهما حديثان مختلفان وكلاهما صحيح عنده .
فهذان احتمالان في هذا الحديث ، فيقوي ما ذهب إليه أبو زرعة أن مدار الحديث واحد ، وأصل موضوعه واحد ، وهو إعطاء جماعة من رؤوس العرب تأليفاً لقلوبهم ، ومقتضى ذلك أن يكون ما وقع في حديث رافع بن خديج من المخالفة في السياق وهماً - أيضاً - ، خاصة ما كان الاختلاف فيه شديداً .
ويقوي ما ذهب إليه الإمام مسلم أن في سياق القصتين ما يقتضي أنهما حادثتان مختلفتان ، وإن وقع بينهما اتفاق في أسماء بعض المعطين .
ومما ينبغي التذكير به أن مثل هذه المسألة كثيراً ما تختلف فيها أنظار الأئمة النقاد ، فمنهم من يجعلهما حديثين مختلفين ، تمسكاً بما وقع بينهما من اختلاف في السياق ، ومنهم من يجعلهما حديثاً واحداً ويعل أحد الطريقين بالآخر - كما وقع في هذا المثال - .(1/8)
وقد تكلم الحافظ ابن رجب في شرح العلل 2/843-845 على هذه المسألة ، وذكر هذين القولين عن الحفاظ ، ومثل بحديث تقليد الغنم ، وقد سبق برقم 54/840 وقد جعله أبو حاتم حديثين ، وسبق بيان ما فيه .
والحاصل أن هذا الحديث إما أن يصح من الوجهين جميعاً ، كما هو رأي مسلم ، وهو الأظهر لماسبق ذكره ، أو يكون الصحيح فيه حديث أبي سعيد ، وهو حديث متفق عليه .
ومما ينبه عليه أن ما وقع في رواية الجراح بن مليح عند ابن أبي عاصم حيث جعله عن أبي سعيد ، عن علي ، خطأ لا شك فيه ، وإنما هو عن قصة علي ، والله أعلم .(1/9)
130/917- سألت أبي عن حديثٍ رواه(1)قبيصة ، عن سفيان الثوري ، عن أيوب ، عن أبي العالية ، عن أُبَيّ بن كعب ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" بَشِّر هذه الأمة بالسناء(2)والرفعة في الدين والتمكين في البلاد ، فمن عمل منهم في الدنيا عملاً لا يريد به الآخرة فليس له في الآخرة نصيب " ، فقالا(3): هذا خطأ ، أخطأ فيه قبيصة ، وقد روى هذا الحديث جماعة من الحفاظ(4)فقالوا : عن الثوري ، عن المغيرة بن مسلم ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أُبَيٍّ ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
دراسة الرواة :
* قبيصة بن عقبة السُّوائي ، أبو عامر الكوفي ، مات سنة 215 أو نحوها. روى عن: الثوري ، وشعبة ، وحماد بن سلمة وغيرهم . وعنه : البخاري ، وأحمد بن حنبل ، وأبو زرعة وغيرهم . أخرج له الجماعة .
قال ابن سعد : كان ثقة صدوقاً كثير الحديث عن سفيان الثوري ، وقدمه أحمد على أبي حذيفة . وذكر - أيضاً -: أنه كثير الغلط في سفيان ، وكان صغيراً لا يضبط ، وقال: كان رجلاً صالحاً ثقة لا بأس في حديثه ، وأي شيء لم يكن عنه ؟ يعني كثرة حديثه . وقدمه أبو زرعة - أيضاً - على أبي حذيفة ، وقال : لم أر في المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة ، وأبي نعيم في حديث الثوري .
__________
(1) قوله : " عن حديث رواه " تكرر في ( ت ) مرتين وهماً من الناسخ .
(2) أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله تعالى ، وقد سَنِي يَسْنى سناء ، أي ارتفع ( النهاية 2/414 ) .
(3) هكذا في جميع النسخ بالتثنية مع أن المسؤول واحد ، وهو أبو حاتم ، فإما أن يكون خطأً في النسخة الأصل لهذه النسخ ، أو يكون سقط ذكر أبي زرعة .
(4) في ( ط ) زيادة :" له " ولا حاجة لها ، وفي ( ت ) ما يشبه ذلك ، ولم أستطع قراءة ( م ) .(1/1)
وقال ابن معين : ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي ، فإنه سمع وهو صغير . وذكره في الضعفاء عن سفيان . ولعل مراده بذكره في الضعفاء أي إذا قورن بالثقات الكبار من أصحاب سفيان ، وليس المراد تضعيفه في سفيان مطلقاً ، والله أعلم .
وقال صالح بن محمد الحافظ : كان رجلاً صالحاً إلا أنهم تكلموا في سماعه من سفيان. وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات . وفيه كلام آخر .
قال الذهبي : صدوق جليل .
وقال ابن حجر : [ صدوق ربما خالف ] .
طبقات ابن سعد 6/403 ، الجرح والتعديل 7/126 ، تاريخ بغداد 12/474 ، تهذيب الكمال 23/481 ، الميزان 3/383 ، تهذيب التهذيب 3/426 ، التقريب 5513 ، بحر الدم ص349 .
* سفيان الثوري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة حافظ ، فقيه ، عابد ، إمام حجة .
* أيوب السختياني ، سبق في المسألة العاشرة ، وهو ثقة ثبت حجة .
* أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي ، سبق في المسألة التاسعة والعشرين ، وهو ثقة كثير الإرسال .
* أبي بن كعب - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
* المغيرة بن مسلم القَسْمَليّ ، أبو سلمة السَّرَّاج المدائني ، روى عن أبي إسحاق السبيعي ، وأبي الزبير المكي ، والربيع بن أنس وغيرهم . وعنه : الثوري، وابن المبارك، وإسحاق الرازي وغيرهم . أخرج له البخاري في الأدب ، والأربعة سوى أبي داود .
وثقه ابن معين في رواية ، وقال في أخرى : صالح . ووثقه العجلي . وقال أحمد : ما أرى به بأساً . وقال أبو حاتم : صالح الحديث صدوق ، وقال الدارقطني : لا بأس به . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن الجنيد عن ابن معين : ما أنكر حديثه عن أبي الزبير .
قال في التقريب : [ صدوق ] .(1/2)
سؤالات ابن الجنيد ص233 ، العلل ومعرفة الرجال 2/510 ، ثقات العجلي ص437 ، الجرح والتعديل 8/229 ، ثقات ابن حبان 7/466 ، سؤالات البرقاني ص67 رقم 509 ، تهذيب الكمال 28/395 ، تهذيب التهذيب 4/137 ، التقريب 6850 .
* الربيع بن أنس البكري ، ويقال : الحنفي ، البصري ، ثم الخراساني ، مات سنة 139 أو بعدها . روى عن أم سلمة ، وأنس ، والحسن البصري ، وأبي العالية وغيرهم . وعنه : الأعمش ، وسليمان التيمي ، والمغيرة بن مسلم ، وابن المبارك ، وأبو جعفر الرازي وغيرهم ، أخرج له الأربعة .
وثقه العجلي . وقال أبو حاتم : صدوق ، وذكر أنه أحب إليه في أبي العالية من أبي خلدة . وقال النسائي : ليس به بأس .
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : والناس يتقون حديثه ما كان من رواية أبي جعفر ، لأن فيها اضطراباً كثيراً .
قال في التقريب : [ صدوق له أوهام ، ورمي بالتشيع ] .
ثقات العجلي ص153 ، الجرح والتعديل 3/454 ، ثقات ابن حبان 4/228 ، تهذيب الكمال 9/60 ، تهذيب التهذيب 1/589 ، التقريب 1882 .
التخريج :
- أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 5/134 ح21224 - ومن طريقه الضياء في المختارة 3/358 ح1153 - عن محمد بن عبد الرحيم البزاز ،
والبيهقي 12/204 ح6416 من طريق حفص بن عمر ،
كلاهما ( محمد ، وحفص ) عن قبيصة بن عقبة ، عن الثوري ، عن أيوب ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب به بنحوه .
- وأخرجه أحمد 5/134 ح21220 ، والخليلي في الإرشاد 2/586 ح176 ، والخطيب في الموضح 2/418 من طريق عبد الرزاق بن همام ،
وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند 5/134 ح21221 ، وابن الأعرابي في معجمه 1/340 ح653 ، وأبو نعيم في الحلية 10/290 ، والقضاعي في مسند الشهاب 1/293 ح484 ، والخطيب في الموضح 2/417 ، والضياء في المختارة 3/359 ح1154 من طريق المعتمر بن سليمان ،
وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند 5/134 ح21222 من طريق يحيى بن يمان ،(1/3)
والهيثم بن كليب 3/368 ح1491 ، والحاكم 4/311 ، والبيهقي في شعب الإيمان 12/203 ح6415 و18/342 ح9852 ، وفي الدلائل 6/318 من طريق زيد بن الحباب ،
والحاكم 4/318 من طريق عبد الصمد بن حسان ،
والبيهقي في شعب الإيمان 12/203 ح6414 ، والبغوي في شرح السنة 14/335 ح4145 من طريق محمد بن يوسف الفريابي ،
ستتهم ( عبد الرزاق ، والمعتمر ، ويحيى بن يمان، وزيد ، وعبد الصمد، والفريابي ) عن الثوري ، عن المغيرة بن مسلم ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب به بنحوه ، وربما وقع مختصراً ، إلا أنه في رواية الفريابي أسقط الربيع بن أنس ، فجعله : عن المغيرة ، عن أبي العالية ... مباشرة .
- وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/318 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي ، عن المغيرة بن مسلم ، عن الربيع بن أنس به بنحوه ، إلا أنه قال فيه :" جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : بشر هذه ... " .
- وأخرجه أحمد في المسند 5/134 ح21223 ، وفي الزهد ص41 ، وابن أبي شيبة في المسند 2/ الورقة 85(1)، وابن أبي عاصم في الزهد ص77 ح168 ، وعبد الله ابن أحمد في زوائد المسند 5/134 ح21223 ، والدولابي في الكنى والأسماء 1/400 ح1414 ، والهيثم بن كليب 3/369-371 ح1492-1495 ، وابن حبان 2/132 ح405 ، وأبو نعيم في الحلية 1/255 و9/42 ، والبيهقي في الدلائل 6/318 ، والبغوي في شرح السنة 14/334 ح4144 ، والضياء في المختارة 3/357 ح1151 من طرقٍ متعددة ، عن عبد العزيز بن مسلم القسملي ، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب به بنحوه .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على سفيان الثوري ، وقد تبين من التخريج السابق أنه قد روي عنه على ثلاثة أوجه ، وهي :
__________
(1) كما ذكره محقق مسند الهيثم بن كليب 3/370 ، ولم أقف عليه في المطبوع من مسند ابن أبي شيبة .(1/4)
الوجه الأول : عن الثوري ، عن أيوب ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية قبيصة بن عقبة .
الوجه الثاني : عن الثوري ، عن المغيرة بن مسلم ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد ذكر أبو حاتم أن هذا الوجه رواية جماعة من الحفاظ ، وقد وقفت عليه من رواية عبد الرزاق ، والمعتمر بن سليمان ، ويحيى بن يمان ، وزيد بن الحباب ، وعبد الصمد بن حسان .
الوجه الثالث : عن الثوري ، عن المغيرة بن مسلم ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسقاط الربيع بن أنس - ، وهذه رواية محمد بن يوسف الفريابي .
وقد اقتصر أبو حاتم على الوجهين الأولين ، وذكر أن الوجه الأول خطأ ، وأن الخطأ فيه من قبيصة ، وأشار إلى تصويب الوجه الثاني .
وهو أمر ظاهر ، فقد تفرد قبيصة بن عقبة بالوجه الأول ، وقد نص على ذلك الدارقطني ( انظر أطراف الغرائب والأفراد 1/397 ح613 ) ، وخالف الجماعة ممن رواه عن الثوري ، ورواية قبيصة عن الثوري فيها ضعف - كما سبق - ويظهر ذلك جلياً إذا خالف الجماعة من أصحاب الثوري ، كما في هذه المسألة .
وكذلك فإن الوجه الثالث غير محفوظ ، حيث تفرد به محمد بن يوسف الفريابي ، وقد تكلم بعضهم في حديثه عن الثوري ، وقد جعله ابن معين قريباً من قبيصة، وأبي حذيفة، وعبد الرزاق وأضرابهم في الرواية عن سفيان ، ومنهم من يقدمه ، وذكر ابن عدي أن له إفرادات عن الثوري ، وقد قال ابن حجر : ثقة فاضل ، يقال أخطأ في شيء من حديث سفيان ، وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق . ( انظر : تهذيب الكمال 27/52 ، التقريب 6415 ) .(1/5)
والحاصل أن المحفوظ عن الثوري رواية الجماعة ، وهو الوجه الثاني ، وقد تابع الثوري عليه إسحاق بن سليمان الرازي ، وهو ثقة فاضل ( التقريب 357 ) ، ولم أقف على روايته عند غير البيهقي ، وقد خالف الثوري حيث جعل الحديث من قول جبريل ، ولم يأت هذا في غير روايته ، فلعل الوهم فيه ممن دونه .
كما تابع المغيرة بن مسلم في رواية هذا الحديث على وجهه المحفوظ أخوه عبد العزيز ابن مسلم ، وهو مشهور عنه .
وقد صححه الحاكم من طريق المغيرة ، وصححه ابن حبان من طريق عبد العزيز ، وهو مما تفرد بإخراجه الإمام أحمد عن بقية السبعة ، ولولا تفرد الربيع بن أنس به لكان كما حكم ابن حبان والحاكم ، ولكن يشكل عليه تفرده به ، ولم أقف عليه من غير هذا الطريق ، والله أعلم .(1/6)
131/918- سألت أبي عن حديثٍ رواه عبد الواحد بن عمرو بن صالح قاضي رامهرمز ، عن عبد الرحيم الرازي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سماك ، عن عكرمة، عن ابن عباس قال :" قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من بدر عليك بالعير(1)ليس دونها شيء ، فناداه العباس(2)وهو أسير إن الله - عز وجل - قد وعدك إحدى الطائفتين ". قال أبي: هذا خطأ ، رواه أبو كريب وغيره ، عن عبد الرحيم ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليس هذا من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، لعله دخل له حديث في حديث .
دراسة الرواة :
* عبد الواحد بن عمرو بن صالح بن المختار بن قيس البصري ، الزهري ، المكتب ، قاضي رامهرمز ، روى عن : علي بن مسهر ، وعبد الرحيم بن سليمان .
كذا ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، وقال : سألت أبي عنه فقال : صدوق ، روى عنه أبو زرعة .
الجرح والتعديل 6/22 .
* عبد الرحيم الرازي هو : عبد الرحيم بن سليمان الكناني الأشل ، أبو علي المروزي ، سبق في المسألة الثامنة والثمانين ، وهو ثقة .
__________
(1)
(1) في ( ت ، م ، ط ) :" بالعين " وإن كان في ( م ) غموض شديد ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبت ، والمراد بهم الطائفة الثانية ، وهم عير أبي سفيان وأصحابه ، وهي القافلة القادمة من الشام . انظر تفسير ابن جرير 9/123.
(2) هو العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكان في بدرٍ في صفوف قريش، وكان مكرهاً، وقد أسر يومئذ ، ثم فدى نفسه ، وقيل إنه كان مسلماً قبل ذلك وكان يكتم إسلامه ، ومات بالمدينة سنة 32 - رضي الله عنه - ( انظر : أسد الغابة 2/543 ، التقريب 3177 ) .(1/1)
* إسماعيل بن أبي خالد البجلي الأحمسي ، مولاهم ، أبو عبد الله الكوفي ، مات سنة 146 وقيل قبلها ، رأى أنس بن مالك ، وسلمة بن الأكوع ، وروى عن : ابن أبي أوفى ، وعمرو بن حريث وغيرهما من الصحابة ، وعن : قيس بن أبي حازم ، وعامر الشعبي وغيرهما من التابعين . وعنه : شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، وابن المبارك وغيرهم .
متفق على توثيقه . قال الثوري : إسماعيل يحسو العلم حسواً . وكان الثوري به معجباً، وقال: حفاظ الناس ثلاثة، وذكره أولهم، وذكر أنه أعلم الناس بالشعبي وأثبتهم فيه. وقال أحمد: أصح الناس حديثاً عن الشعبي ابن أبي خالد، قيل: فزكريا، وفراس، وابن أبي السفر ؟ قال : ابن أبي خالد يشرب العلم شرباً ، ابن أبي خالد أحفظهم .
وقال في التقريب : [ ثقة ثبت ] .
الجرح والتعديل 2/174 ، تهذيب الكمال 3/69 ، تهذيب التهذيب 1/147 ، التقريب 438 .
* سِمَاك بن حرب الذهلي البكري، أبو المغيرة الكوفي ، مات سنة 123، روى عن: أنس بن مالك ، وجابر بن سمرة وغيرهما من الصحابة ، وعن : الحسن البصري ، والشعبي ، وعكرمة ، ومصعب بن سعد وغيرهم من التابعين ، وعنه : إسماعيل بن أبي خالد ، وشعبة ، والثوري ، وحماد بن سلمة وغيرهم . علق له البخاري في الصحيح ، وأخرج له في القراءة خلف الإمام ، وأخرج له البقية .
وثقه ابن معين في رواية . وقال أحمد : سماك أصح حديثاً من عبد الملك بن عمير ، وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ . وقال أبو حاتم : ثقة صدوق ، فذكر له ابنه قول أحمد ، فقال : هو كما قال .
وقال النسائي : ليس به بأس، وفي حديثه شيء . وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيراً .
وضعفه الثوري ، وابن المبارك ، وصالح جزرة . وقال أحمد : مضطرب الحديث .(1/2)
وفصَّل فيه آخرون ، فقال ابن معين - بعد أن وثقه - : كان شعبة يضعفه ، وكان يقول في التفسير : عكرمة ، ولو شئت أن أقول له : ابن عباس لقاله ، قال يحيى : فكان شعبة لا يروي تفسيره إلا عن عكرمة - يعني لا يذكر فيه ابن عباس - .
وسئل ابن معين : ما الذي عابه ؟ قال : أسند أحاديث لم يسندها غيره ، ثم وثقه ابن معين .
وقال يعقوب بن شيبة : قلت لعلي بن المديني : رواية سماك عن عكرمة ؟ فقال : مضطربة ، سفيان ، وشعبة يجعلانها عن عكرمة ، وغيرهما يقول : عن ابن عباس ، إسرائيل ، وأبو الأحوص ... قال يعقوب : وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، وهو في غير عكرمة صالح ، وليس من المتثبتين ، ومن سمع من سماك قديماً مثل شعبة ، وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم ، والذي قاله ابن المبارك - يعني تضعيفه له - إنما يرى أنه فيمن سمع منه بأخرة .
وقال العجلي : جائز الحديث ، إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس ، وربما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس ، وكان الثوري يضعفه بعض الضعف .
وقال ابن عمار : كان يغلط ، ويختلفون في حديثه ، وذكر النسائي أنه كان ربما لقن فقيل له عن ابن عباس ، قال : وسماك إذا انفرد بأصل لم يكن حجة ، لأنه كان يلقن فيتلقن .
وفيه كلام غير ذلك ، قال ابن عدي : ولسماك حديث كثير مستقيم - إن شاء الله - كلها ، وقد حدث عنه الأئمة ، وهو من كبار تابعي الكوفيين ، وأحاديثه حسان عن من روى عنه ، وهو صدوق لا بأس به .
قال الذهبي : ثقة ساء حفظه .
وقال ابن حجر : [ صدوق ، وروايته عن عكرمة مضطربة ، وقد تغير حفظه بأخرة ، فكان ربما تلقن ] .
ثقات العجلي ص207 ، الجرح والتعديل 5/279 ، ثقات ابن حبان 4/339 ، الكامل 3/460 ، تهذيب الكمال 12/115 ، تحفة الأشراف 5/137 ح6104 ، الميزان 2/232 الكاشف 1/403 ، تهذيب التهذيب 2/114 ، التقريب 2624 .(1/3)
* عكرمة مولى ابن عباس ، سبق في المسألة الخامسة ، وهو ثقة ثبت .
* عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
* أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب الهمْداني ، الكوفي ، مات سنة 248 ، روى عن : ابن عيينة ، وابن علية ، وابن المبارك ، وعبد الرحيم الأشل ، وغيرهم . وعنه : الجماعة ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة وغيرهم .
ثقة حافظ ، قال محمد بن عبد الله بن نمير : ما بالعراق أكثر حديثاً من أبي كريب الهمداني ولا أعرف بحديث بلدنا منه . وقال أبو عمرو الخفاف : ما رأيت من المشايخ بعد إسحاق بن إبراهيم أحفظ من أبي كريب .
ووثقه النسائي ، وقال : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : صدوق ، وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ حافظ ثقة ] .
الجرح والتعديل 8/52 ، ثقات ابن حبان 9/105 ، المعجم المشتمل ص266 ، تهذيب الكمال 26/243 ، تهذيب التهذيب 3/667 ، التقريب 6204 .
* إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، سبق في المسألة السادسة والخمسين ، وهو ثقة .
التخريج :
لم أقف على حديث عبد الواحد بن عمرو عند غير ابن أبي حاتم ، ولم أقف على هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد - أيضاً - .
ولم أقف على حديث أبي كريب ، ولكن وقفت على روايته من غير طريقه :
- أخرجه ابن أبي شيبة 3/361 ح36702 - وعنه أبو يعلي 4/261 ح2373 - عن عبد الرحيم بن سليمان ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس به بنحوه . ولفظه بتمامه : عن ابن عباس قال : " قيل يا رسول الله - حين فرغ من بدر - عليك بالعير ليس دونها شيء . قال : فناداه العباس : لا يصلح . قال : فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لم ؟ قال : لأن الله وعدك إحدى الطائفتين ، وقد أعطاك ما وعدك " .
- وأخرجه عبد الرزاق في التفسير 2/255 -ومن طريقه الترمذي 5/162 ح3080، وأحمد 1/314 ح2873 ، وابن المنذر في الأوسط 11/219 ح6617 - ،
وأحمد 1/228 ح2022 عن يحيى بن بكير ،(1/4)
وأحمد 1/326 ح3001 عن يحيى بن آدم ،
وابن أبي حاتم في التفسير 5/1660 ح8813 عن إسماعيل ،
والطبراني في الكبير 11/279 ح11733 من طريق محمد بن يوسف الفريابي ،
والحاكم 2/327 من طريق أبي نعيم ،
ستتهم ( عبد الرزاق ، وابن بكير ، ويحيى بن آدم ، وإسماعيل ، والفريابي ، وأبو نعيم ) عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس به بنحوه .
- وأخرجه ابن سعد 2/22 عن الحسن بن موسى ، عن زهير ، عن سماك ، عن عكرمة به مرسلاً بنحوه .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على عبد الرحيم بن سليمان على وجهين :
الوجه الأول : عن عبد الرحيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وهذه رواية عبد الواحد بن عمرو .
الوجه الثاني : عن عبد الرحيم ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وهذه رواية أبي كريب ، وابن أبي شيبة .
وقد ذكر أبو حاتم أن الوجه الأول خطأ ، وأن هذا الحديث ليس من حديث إسماعيل ابن أبي خالد ، ولعله دخل لعبد الواحد حديث في حديث ، واستدل بأنه رواه أبو كريب وغيره عن عبد الرحيم ، عن إسرائيل ...
والأمر كما ذكر أبو حاتم ، فأبو كريب ، وابن أبي شيبة كل منهما يقدم على عبد الواحد بمفرده فكيف وقد اجتمعا ، ثم الحديث معروف عن إسرائيل من طرقٍ متعددة - كما سبق في التخريج - ولا يعرف عن إسماعيل بن أبي خالد إلا من هذا الطريق ، وهذا ظاهر جداً في موافقة ما ذكره أبو حاتم .
هذا ما يتعلق بما ذكره أبو حاتم من الاختلاف على عبد الرحيم بن سليمان، والحديث قد اختلف فيه على سماك من جهة أخرى ، حيث روي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن سماك ، عن عكرمة، عن ابن عباس موصولاً ، وهذه رواية إسرائيل .
الوجه الثاني : عن سماك ، عن عكرمة مرسلاً ، وهذه رواية زهير بن معاوية .(1/5)
ولم يتعرض أبو حاتم لهذا الاختلاف على سماك ، والظاهر أن المحفوظ فيه رواية زهير المرسلة ، فإن سماكاً كان يلقن وصل حديث عكرمة بذكر ابن عباس - كما سبق نقله عن شعبة ، والنسائي وغيرهما - ثم إن زهيراً ثقة ثبت ، وقد أثنى الأئمة على ضبطه وإتقانه - كما سبقت ترجمته في المسألة رقم ب/48 -، وهو مقدم على إسرائيل في غير أبي إسحاق . قال أبو حاتم : زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلا في حديث أبي إسحاق ... وزهير ثقة متقن صاحب سنة . ( انظر : الجرح والتعديل 3/588 ، تهذيب الكمال 9/424 ) . على أنه لو فرض قبول رواية إسرائيل في هذا لكان الحديث ضعيفاً لاضطراب حديث سماك ، عن عكرمة ، كما سبق نقله عن الإمام أحمد ، وابن المديني ، ويعقوب ابن شيبة وغيرهم .
وبهذا يعلم أن قول الحاكم صحيح الإسناد فيه نظر بيِّن ، وأما الترمذي ففي بعض النسخ قال : حسن صحيح . وفي بعضها : حديث حسن . وهذا الثاني أثبت ، وهو الذي يمكن أن يقوله الترمذي في مثل هذا الحديث ، فإن شروط الحديث الحسن عنده قد تنطبق على هذا الحديث ، وهي لا تعني الصحة والقبول بحال ، كما سبق التنبيه عليه مراراً ، والله أعلم .(1/6)
132/919- سألت أبي عن حديث رواه الشاذكوني ، عن(1)ابن إدريس ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له فرس يقال له المرتجز(2)". قال أبي : روى هذا الحديث الهيثم بن عدي ، عن إدريس فأخذه الشاذكوني فأقلبه على ابن إدريس .
دراسة الرواة :
* الشاذكوني ، سليمان بن داود المنقري ، أبو أيوب البصري ، سبق في المسألة السادسة والثمانين ، وهو متروك ومتهم ، مع سعة علمه ، وقوة حفظه ، وبراعته .
* ابن إدريس هو : عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي ، أبو محمد الكوفي ، (115- 192 ) ، روى عن: أبيه ، وأبي مالك الأشجعي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش وغيرهم . وعنه : أحمد ، وإسحاق ، وابن أبي شيبة وغيرهم .
متفق على توثيقه ، قال أحمد : كان نسيج وحده . وسئل ابن معين : ابن إدريس أحب إليك أو ابن نمير ؟ فقال : كلاهما ثقتان ، إلا أن ابن إدريس أرفع ، وهو ثقة في كل شيء . وقال أبو حاتم : هو حجة يحتج به ، وهو إمام من أئمة المسلمين ، ثقة .
وقال في التقريب : [ ثقة فقيه عابد ] .
تاريخ الدارمي ص52 ، الجرح والتعديل 5/8 ، تهذيب الكمال 14/293 ، تهذيب التهذيب 2/301 ، التقريب 3207 .
* أبوه هو : إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأوْدي ، روى عن : أبيه ، وطلحة ابن مصرف ، وأبي إسحاق السبيعي ، وعدي بن ثابت وغيرهم . وعنه : ابنه عبد الله ، والثوري ، ووكيع ، وأبو أسامة وغيرهم . أخرج له الجماعة .
__________
(1)
(1) في ( ت ) كأنها :" فأثبته على ابن إدريس " ومعنى هذه الجملة صحيح ، وفي ( ط ) حذف قوله :" فأثبته " ففسد المعنى ، والكلمة مطموسة في ( م ) ، وما أثبته من بقية النسخ ، وهو - أيضاً - صواب .
(2) الرجز بحر من بحور الشعر معروف ، وقد قيل إن هذا الفرس سمي بهذا الاسم لحسن صهيله . ( النهاية 2/199- 200 ) .(1/1)
ثقة ، وثقه ابن معين ، وأبو داود ، والنسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات وفي المشاهير ، وقال : من متقني أهل الكوفة ، بها مات ، وكان متيقظاً .
وقال في التقريب : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 2/263 ، ثقات ابن حبان 6/78 ، مشاهير علماء الأمصار له ص168 ، تهذيب الكمال 2/299 ، تهذيب التهذيب 1/101 ، التقريب 296 .
* أبو إسحاق السبيعي ، سبق في المسألة الثالثة عشرة ، وهو ثقة مكثر عابد ، اختلط بأخرة .
* سعيد بن جبير الكوفي ، سبق في المسألة العاشرة ، وهو ثقة ثبت فقيه .
* عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
* الهيثم بن عدي الطائي ، أبو عبد الرحمن المنبجي ، ثم الكوفي ، مات سنة 207، روى عن : الأعمش ، وابن أبي ليلى ، ومسعر وغيرهم . وعنه : إسماعيل بن توبة ، وحجاج بن حمزة الخشابي .
متروك . قال ابن معين : ليس بثقة كذاب . وقال - أيضاً - : ليس بشيء . وقال البخاري : سكتوا عنه . وقال أبو داود : كذاب . وقال النسائي : متروك الحديث . وكذا قال أبو حاتم ، وزاد : محله محل الواقدي . وقد ذكر كذبه غيرهم .
تاريخ الدوري 2/626 ، تاريخ ابن طهمان ص77 ، التاريخ الكبير 8/218 ، ضعفاء النسائي ص104 ، الجرح والتعديل 9/85 ، الكامل 7/104 ، الميزان 4/324 ، اللسان 6/209 .
التخريج :
- أخرجه أبو زرعة الرازي في سؤالات البرذعي 2/563 ،
والطبراني في الأوسط 7/288 ح7515 ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - ص131 - وعنه أبو نعيم في أخبار أصبهان 1/334 - ، عن محمد بن عبد الله بن رسته ،
والحاكم 2/608 من طريق الحسين بن الحسن السكري ،
ثلاثتهم ( أبو زرعة ، ومحمد بن عبد الله ، والحسين ) عن الشاذكوني به بنحوه ، ولكن بذكر عدي بن ثابت بدل أبي إسحاق السبيعي .(1/2)
- وحديث الهيثم بن عدي أخرجه أبو زرعة في سؤالات البرذعي 2/562 قال : رأيت في كتاب الهيثم بن عدي ، عن إدريس الأودي ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس فذكره .
- وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه 2/545 ح1063 ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - ص124و131 ، والحاكم 2/608 ، والبغوي في الأنوار 2/585 ح885 من طريق حبان بن علي ، عن إدريس الأودي به ، لكنه جعله : عن الحكم ، عن يحيى الجزار ، عن علي بن أبي طالب قال :" كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - فرس يقال له المرتجز ، وبغلة يقال لها دلدل، وحمار يقال له عفير ، وسيفه ذو الفقار ، ودرعه ذات الفضول ، وناقته القصواء " .
- وأخرجه ابن سعد 1/490 ، وحماد بن إسحاق بن إسماعيل في تركة النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق محمد بن عمر الواقدي ، عن الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن مقسم ،
وابن حبان في المجروحين 2/108 - ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات 1/293- والطبراني (اللآلئ المصنوعة 1/275) من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن علي بن عروة ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، وعمرو بن دينار ،
ثلاثتهم ( مقسم ، وعطاء ، وعمرو بن دينار ) عن ابن عباس به بنحوه في رواية مقسم ، وأما رواية عطاء ، وعمرو فهي مطولة قد ذُكِرَ فيها عدد من دواب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلاحه وغير ذلك .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم أن حديث الشاذكوني ، عن ابن إدريس ، عن أبيه ... هذا الحديث ، إنما أخذه الشاذكوني من الهيثم بن عدي ، فأقلبه على ابن إدريس ، عن أبيه ، وذلك أن هذا الحديث قد عرف للهيثم بن عدي ، عن إدريس الأودي ، وأما ابن إدريس فليس هذا من حديثه ، هذا معنى كلام أبي حاتم .(1/3)
وقد ذكر نحو ذلك أبو زرعة - أيضاً - في سؤالات البرذعي 2/562-563 ، حيث ذكر أنه رأى هذا الحديث في كتاب الهيثم بن عدي ، عن إدريس الأودي ... الخ . قال أبو زرعة : قال سليمان الشاذكوني : حدثنا به ابن إدريس ، عن أبيه . فاتهمت أنه أخذه من الهيثم ، ثم تكلم أبو زرعة في الشاذكوني .
فاتفق هذا الإمامان على أن هذا الحديث ليس من حديث عبد الله بن إدريس ، وإنما أخذه الشاذكوني من حديث الهيثم بن عدي وألصقه بعبد الله بن إدريس .
وقد سبق في ترجمة الشاذكوني أنه متروك ، وأنه متهم بشيء من هذا ، يعني الكذب والوضع .
والهيثم بن عدي - أيضاً - حاله قريب من حال الشاذكوني فهو متروك - كما سبق - فهذا الإسناد كيفما تصرف فهو إسناد ساقط .
ومما ينبغي التنبيه عليه أن ابن أبي حاتم قد ذكر في هذا الإسناد أبا إسحاق السبيعي ، هكذا هو في جميع نسخه ، وغيره إنما يذكر فيه عدي بن ثابت بدل أبي إسحاق ، وقد رواه - بذكر عدي - عن الشاذكوني ثلاثة كما سبق ، فلا أدري لعل الذي وقع في نسخ العلل لابن أبي حاتم وهم قديم من ناسخ النسخة الأصل ، أو يكون الشاذكوني قد ذكره على أكثر من وجه فالله أعلم .
هذا ، وقد سبق في التخريج أن هذا الحديث قد روي عن إدريس الأودي من غير طريق الهيثم ، والشاذكوني ، وعلى وجه آخر ، وهو رواية حبان بن علي ، عن إدريس الأودي ، عن الحكم بن عتيبة ، عن يحيى الجزار ، عن علي بن أبي طالب ، وهو طريق ضعيف - أيضاً - فإن حبان بن علي ضعيف ( التقريب 1076 ) ، وقد تفرد به .
وبهذا يعلم أن هذا الحديث لا يصح عن إدريس بن يزيد الأودي من جميع طرقه . ولكنه قد روي عن ابن عباس من طريقين آخرين سبقا في التخريج ، وهما :
الطريق الأول : طريق محمد بن عمر الواقدي ، عن الحسن بن عمارة ، عن الحكم، عن مقسم ، عن ابن عباس ، وهذا إسناد ساقط بمرة ، فإن الواقدي ، والحسن بن عمارة متروكان ( انظر التقريب 1264و6175 ) .(1/4)
الطريق الثاني : طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن علي بن عروة، عن عبد الملك ابن أبي سليمان ، عن عطاء ، وعمرو بن دينار ، عن ابن عباس .
وهذا إسناد ساقط - أيضاً - وقد ذكره ابن حبان في المجروحين في ترجمة علي بن عروة في منكراته . وذكر أنه كان ممن يضع الحديث على قلته . ونقل عن ابن معين أنه قال : ليس بشيء اهـ. وقد قال أبو حاتم الرازي فيه : متروك الحديث . وكذبه صالح جزره وتكلم فيه غيرهم ، ( انظر الميزان 3/145 ) .
وقد ذكر المعلمي كلاماً جميلاً في تعليقه على الفوائد المجموعة ص324 حيث قال : ورد قليل من ذلك - يعني بعض الجمل الواردة في لفظه المطول - من أوجه أخرى ، فأما هذا الجمع فلا يعرف إلا في هذا الخبر الذي تفرد به علي بن عروة ، وهو هالك ، كأنه سمع ذكر بعض تلك الأشياء فجمعها وكملها من عنده ، ورواها بذلك السند ، ( وانظر : الموضوعات لابن الجوزي 1/293 ، واللآلئ المصنوعة 1/275 ، وتنزيه الشريعة لابن عراق 1/334 ) .
والحاصل أنه إسناد ساقط ، وقد علم بذلك أن هذا الحديث لا يصح عن ابن عباس من جميع وجوهه ، ولكنه قد روي عن علي بن أبي طالب من وجه آخر ، وهذا بيانه :
- أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - ص131و133 ، والبغوي في الأنوار 2/598 ح910 من طريق محمد بن أحمد بن تميم ، عن ابن حميد ، عن سلمة بن الفضل ، عن ابن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبد الله اليزني ، عن عبد الله بن زرير الغافقي ، عن علي بن أبي طالب به أخصر من لفظ حديثه السابق .(1/5)
وهذا أحسن إسناد يروى به هذا الحديث ، ومع ذلك فهو ضعيف ، محمد بن حميد هو : ابن حبان التميمي أبو عبد الله الرازي ، وهو متهم ، وإن كان قد وثقه جماعة من الأئمة كابن معين وغيره ، فإن هذا قبل أن يتبين أمره ، وقد اتهمه أبو زرعة ، وأبو حاتم ، وابن واره ، وعبد الرحمن بن خراش ، وصالح جزرة وغيرهم . ولذا قال ابن حجر : حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه . ( انظر : تهذيب الكمال 25/57 ، والتقريب 5834 ) ، وسلمة بن الفضل الأبرش صدوق كثير الخطأ ( التقريب 2505 ) ، وابن إسحاق لم يصرح بالسماع ، وهذا كاف في نقد هذا الإسناد .
وبه يعلم أن هذا الحديث لا يصح من جميع وجوهه ، والله أعلم .(1/6)
133/920- سألت أبي عن حديث رواه جرير بن حازم ، عن قيس بن سعد ، عن يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق(1)كتب إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى ، وعن قتل الولدان ... الحديث . ورواه حماد بن سلمة ، عن قيس بن سعد ، أن نافع بن الأزرق كتب إلى ابن عباس ، مرسل . قال أبي(2): قد زاد جرير فيه رجلين ووصله ، وهو صحيح ، وحماد قد(3)نقص رجلين .
دراسة الرواة :
* جرير بن حازم البصري ، سبق في المسألة العاشرة ، وهو ثقة في غير قتادة ، وله أوهام إذا حدث من حفظه ، وكان قد اختلط ، ولكن لم يحدث في اختلاطه .
__________
(1) كذا وقع في جميع النسخ أن الذي كتب إلى ابن عباس نافع بن الأزرق ، ولم أقف على ذلك في شيء من طرق هذا الحديث ، وإنما الذي في جميع طرق هذا الحديث أن الذي كتب إلى ابن عباس نجدة الحروري صاحب اليمامة ، فلعل ما وقع في هذه المسألة وهم وسبق ذهن - كما يقال - .
ونافع بن الأزرق هو: الحروري من رؤوس الخوارج كما ذكره الجوزجاني في كتاب الضعفاء، قاله الذهبي، وقال ابن حجر : وإليه تنسب طائفة الأزارقة ، وكان قد خرج في أواخر دولة يزيد بن معاوية ... وله أسئلة عن ابن عباس مجموعة في جزء .
انظر : أحوال الرجال للجوزجاني ص35 ، الميزان 4/241 ، لسان الميزان 6/144 وغيرها .
وأما نجدة فهو ابن عامر الحروري الحنفي ، وهو رأس الفرقة النجدية المنسوبة إليه من الحرورية الخوارج ، قال الذهبي : من رؤوس الخوارج زائغ عن الحق ذُكر في الضعفاء للجوزجاني . وذكر ابن حجر أنه خرج باليمامة عقب موت يزيد بن معاوية ، وقدم مكة ، وله مقالات معروفة وأتباع انقرضوا . وأشار إلى أنه وقع ذكره في صحيح مسلم ، ويعني به هذا الحديث قتل سنة 70 .
انظر : أحوال الرجال للجوزجاني ص35 ، الميزان 4/245 ، لسان الميزان 6/148 ، الأعلام للزركلي 8/10 وغيرها .
(2) قوله :" قال أبي " سقط من ( ض ) .
(3) قوله :" قد " ساقطة من ( س ، ح ) .(1/1)
* قيس بن سعد المكي ، أبو عبد الملك ، ويقال : أبو عبد الله الحبشي ، مات سنة بضع عشرة ومائة ، روى عن : عطاء بن أبي رباح ، ومجاهد ، وعمرو بن دينار ، وطاوس ، ويزيد بن هرمز وغيرهم . وعنه : جرير بن حازم ، والحمادان ، وسيف بن سليمان وغيرهم . أخرج له البخاري تعليقاً ، وأخرج له الباقون غير الترمذي .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وأحمد ، والعجلي ، وأبو زرعة ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو داود وغيرهم . وقال ابن معين : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 5/483 ، ثقات العجلي ص393 ، الجرح والتعديل 7/99 ، ثقات ابن حبان 7/328 ، تهذيب الكمال 24/47 ، تهذيب التهذيب 3/449 ، التقريب 5577 .
* يزيد بن هرمز المدني ، مولى بني ليث ، وقيل في ولائه غير ذلك ، والد عبد الله بن يزيد بن هرمز ، قيل هو يزيد الفارسي ، وقيل بل غيره ، وجزم بالأخير المزي ، وابن حجر وغيرهما ، وهو قول يحيى القطان ، وأبي حاتم وغيرهما ، روى عن : أبي هريرة ، وابن عباس ، وأبان بن عثمان . وعنه : سعيد المقبري ، وعمرو بن دينار ، والحارث بن أبي ذباب ، وقيس بن سعد ، ومحمد بن علي بن الحسين ، والزهري وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والعجلي ، وأبو زرعة . وقال ابن إسحاق ، عن الزهري : حدثنا يزيد بن هرمز وكان من الثقات . وقال أبو حاتم : ليس بحديثه بأس . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 5/284 ، تاريخ الدوري 2/678 ، التاريخ الكبير 8/367 ، ثقات العجلي ص483 ، الجرح والتعديل 9/293 ، ثقات ابن حبان 5/531 ، تهذيب الكمال 32/270 ، تهذيب التهذيب 4/433 ، التقريب 7790 .
* عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
* حماد بن سلمة البصري ، سبق في المسألة الثانية والعشرين ، وهو ثقة عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة ، وفيه كلام آخر .
التخريج :(1/2)
- أخرجه مسلم 5/198 ح1812 ، وأبو عوانة 4/333 ح6881 ، والطحاوي في شرح المعاني 3/220 ح5154 و3/235 ح5215 و3/304 ح5431 ، والبيهقي 9/53 من طريق وهب بن جرير ،
ومسلم 5/198 ح1812 من طريق بهز بن أسد ،
والنسائي في الكبرى 6/484 ح11577 ، وأحمد 1/344 ح3200 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،
وأحمد 1/248 ح2235 ، وابن الجارود 3/341 ح1086 من طريق عفان بن مسلم ،
وأحمد 1/294 ح2685 ، وأبو عوانة 4/334 ح6882 ، والبيهقي 9/53 من طريق عبد الوهاب بن عطاء ،
والدارمي 2/296 ح2471 ، وأبو عوانة 4/334 ح6882 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي ،
وأبو عوانة 4/334 ح6882 ، وابن المنذر في الأوسط 11/101 ح6489 ، والطبراني في الكبير 10/407 ح10830 من طريق حجاج بن منهال ،
وأبو عوانة 4/334 ح6883 من طريق ابن المبارك ،
والطبراني في الكبير 10/407 ح10830 ، وفي الأوسط 7/55 ح6834 من طريق عبد الله بن رجاء الغداني ،
والبيهقي 6/332 من طريق موسى بن إسماعيل ،(1/3)
عشرتهم ( وهب ، وبهز ، وابن مهدي ، وعفان ، وعبد الوهاب ، وأبو النعمان ، وحجاج ، وابن المبارك ، والغداني ، وموسى ) عن جرير بن حازم ، عن قيس بن سعد، عن يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس به مطولاً ومختصراً ، وليس في شيء من طرقه أن الذي كتب إلى ابن عباس نافع بن الأزرق ، وإنما هو نجدة الحروري صاحب اليمامة ، ولفظه بطوله : عن يزيد بن هرمز قال : " كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس قال : فشهدت ابن عباس حين قرأ كتابه وحين كتب جوابه ، وقال ابن عباس : والله لولا أن أرده عن نتنٍ يقع فيه ما كتبت إليه ولا نعمة عين ، قال : فكتب إليه : إنك سألت عن سهم ذي القربى الذي ذكر الله من هم ؟ وإنا كنا نرى أن قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم نحن ، فأبى ذلك علينا قومنا ، وسألت اليتيم متى ينقضي يتمه ؟ وإنه إذا بلغ النكاح وأونس منه رشد ودفع إليه ماله فقد انقضى يتمه ، وسألت هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقتل من صبيان المشركين أحداً ؟ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يقتل منهم أحداً ، وأنت فلا تقتل منهم أحداً إلا أن تكون تعلم منهم ما علم الخضر من الغلام حين قتله ، وسألت عن المرأة والعبد هل كان لهما سهم معلوم إذا حضروا البأس ؟ فإنهم لم يكن لهم سهم معلوم، إلا أن يحذيا من غنائم القوم " هذا لفظ بهز عند مسلم والبقية بمعناه ، وقد وقع مختصراً في بعض طرقه - كما سبق - .
ولم أقف على رواية حماد بن سلمة ، عن قيس بن سعد المرسلة .
- وأخرجه مسلم 5/199 ح1812 ، وأبو داود 3/322 ح2721 ، وأبو عوانة 4/335-336 ح6887-6889 ، والطبراني في الكبير 10/408 ح10831 من طريق زائدة ، عن الأعمش ، عن المختار بن صيفي ،(1/4)
ومسلم 5/197-198 ح1812 ، والنسائي في الكبرى 5/184 ح8617 ، وأحمد 1/349 ح3264 ، والحميدي 1/244 ح532 ، وسعيد بن منصور 2/329 ح2782، وأبو عوانة 4/334 ح6884 و4/335 ح6886 ، وابن المنذر في الأوسط 11/181 ح6571 ، والطبراني في الكبير 10/408 ح10832 ، والبيهقي في السنن الكبرى 6/345 و9/30 ، وفي المعرفة 6/536 ح5346 من طريق سفيان بن عيينة ، والطبراني في الكبير 10/408 ح10832 من طريق أبي إسحاق الفزاري ، كلاهما ( ابن عيينة ، وأبو إسحاق ) عن إسماعيل بن أمية ، وعبد الرزاق 5/227 ح9451 ، وابن المنذر في الأوسط 11/180 ح6570 من طريق الثوري ، عن ابن عجلان ، وأبو عبيد في الأموال ص343 ح851 ، وابن أبي شيبة 6/517 ح33454 من طريق أبي معشر ، ثلاثتهم ( إسماعيل بن أمية ، وابن عجلان ، وأبو معشر ) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ،
ومسلم 5/197 ح1812 ، والترمذي 3/215 ح1556 ، وأحمد 1/308 ح2811 ، والشافعي في الأم 4/228 ، وفي المسند ( 2/122 ح405 و2/123 ح406 بترتيب السندي ) ، والمروزي في السنة ص142 ح160 ، وابن الجارود 3/340 ح1085 ، وأبو عوانة 4/335 ح6885 و4/336 ح6890 و4/337 ح6891 و4/338 ح6897 ، والطبراني في الكبير 10/409-410 ح10833-10835 ، والبيهقي في السنن الكبرى 6/332 و9/22و29و53 ، وفي المعرفة 6/499 ح5306 و6/507 ح5319 و6/536 ح5345 ، والخطيب في الموضح 1/337 ، والبغوي في شرح السنة 11/103 ح2723 من طريق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي بن الحسين ،(1/5)
وأبو داود 3/453 ح2975 ، والنسائي في المجتبى 7/128 ، وفي الكبرى 3/44 ح4435 ، وأحمد 1/320 ح2941 ، وأبو عبيد في الأموال ص344 ح853 ، وأبو يعلى 5/123 ح2739 ، وأبو عوانة 4/337 ح6892-6896 ، وابن المنذر في الأوسط 11/100 ح6468 ، والطحاوي في شرح المعاني 3/235 ح5214 و3/303 ح5430، وابن حبان 11/155 ح4824 ، والطبراني في الكبير 10/406 ح10828و10829 ، والبيهقي 6/344 ، والخطيب في الموضح 1/337 من طرقٍ متعددة عن ابن شهاب الزهري ،
وأبو داود 3/323 ح2722 ، والنسائي في المجتبى 7/129 ، وفي الكبرى 3/44 ح4436 ، وأحمد 1/352 ح3299 ، وابن أبي شيبة 6/484 ح33128 و6/492 ح33217 و6/516 ح33450 و6/537 ح33652 ، وأبو يعلى 4/423 ح2550 و4/426 ح2551 و5/42 ح2631 ، وأبو عوانة 4/338 ح6897 ، والطبراني في الكبير 10/410 ح10835 ، والبيهقي 6/345 من طريق محمد بن إسحاق ، عن محمد ابن علي بن الحسين ، وابن شهاب الزهري ،
أربعتهم ( المختار بن صيفي ، وسعيد المقبري ، ومحمد بن علي ، والزهري ) عن يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس به بنحو لفظه السابق ، ومنهم من اختصره واكتفى بسؤال من تلك الأسئلة الموجهة إلى ابن عباس ، وربما زاد فيه بعضهم يسيراً ، وفي جميع ذلك أن السائل نجدة الحروري .
وقد أسقط ابن عجلان ، وأبو معشر في روايتيهما عن سعيد المقبري يزيد بن هرمز ، وجعلاه عن سعيد ، عن ابن عباس ، ووقع في رواية إسماعيل بن أمية ، عن سعيد المقبري عند سعيد بن منصور ، وابن المنذر شك في ذكر المقبري حيث جاء فيه : عن سعيد المقبري أو غيره .
وفي رواية ابن إسحاق ، عن محمد بن علي ، والزهري عند أبي يعلى ساق الحديث في الموطن الأول كما هو مثبت ، وفي الموطن الثاني وهو برقم 2551 قال محمد حدثني بذلك من لا أتهم عن يزيد بن هرمز فذكره اهـ . فلم يسم فيه محمد بن علي ولا الزهري .(1/6)
وفي رواية ابن إسحاق - أيضاً - عند أبي عوانة ساقه عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد ابن هرمز ، وعن محمد بن علي بن حسين ، عن يزيد بن هرمز . فلم يذكر فيه الزهري .
- وأخرجه أحمد 1/224 ح1967 من طريق حجاج بن أرطاة ،
وأبو يعلى 5/41 ح2630 من طريق محمد بن إسحاق ، عن إسماعيل بن أمية ،
كلاهما ( حجاج ، وإسماعيل ) عن عطاء ، عن ابن عباس به بنحوه مطولاً بقصة نجدة الحروري .
- وأخرجه عبد الرزاق 5/228 ح9455 عن معمر بن راشد ،
والطحاوي في شرح المعاني 3/220 ح5153 من طريق همام بن يحيى ،
كلاهما عن قتادة، قال في رواية همام : عن عكرمة قال: كتب نجدة إلى ابن عباس ... فكتب إليه ... فذكره مختصراً ، وقال في رواية معمر : عن قتادة ، وإسماعيل بن أمية أن نجدة كتب إلى ابن عباس ... فذكر القصة ، ولم يذكر عكرمة ، وقرن مع قتادة إسماعيل ابن أمية .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على قيس بن سعد ، وذلك على وجهين :
الوجه الأول : عن قيس بن سعد ، عن يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس ، وهذه من رواية جرير بن حازم .
الوجه الثاني : عن قيس بن سعد مرسلاً ، وهذه رواية حماد بن سلمة .
وقد حكم أبو حاتم لجرير بن حازم ، وأخذ بزيادته حيث زاد فيه رجلين ، وهما : يزيد بن هرمز ، وابن عباس فصار موصولاً ، وأما حماد بن سلمة فإنه نقص منه رجلين وقصر به .
ويؤيد ما ذهب إليه أبو حاتم أن قيس بن سعد قد توبع على وصله ، فتابعه المختار بن صيفي ، وسعيد المقبري ، ومحمد بن علي بن الحسين ، والزهري ، كل هؤلاء رووه عن يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس - كما سبق في التخريج - والثلاثة الأولون رواياتهم في صحيح مسلم ، فهو حديث ثابت من حديث يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس ، وكان قد شهد هذا الكتاب من ابن عباس، بل في بعض ألفاظه أنه هو الذي كتب جواب ابن عباس.(1/7)
وأما ما وقع في بعض طرقه من اختلاف يسير على بعض من دون يزيد بن هرمز - وقد سبق بيانه - فإنه لا يؤثر شيئاً بعد ثبوت الحديث من رواية الثقات - وهي روايات وفيرة - على الوجه الصحيح ، عن يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس .
ثم إن هذا الحديث لا يصح إلا من هذا الطريق عن ابن عباس ، وأما حديث عطاء ، وعكرمة ، عن ابن عباس فلا يثبتان ، فإن حديث عطاء له طريقان ، أحدهما طريق الحجاج بن أرطاة ، وفيه ضعف - كما سبق مراراً - والثاني طريق إسماعيل بن أمية ، وقد تفرد عنه ابن إسحاق وخولف فيه ، فالمحفوظ عن إسماعيل بن أمية رواية سفيان بن عيينة ، عنه ، عن سعيد المقبري ، عن يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس .
وأما حديث عكرمة فقد رواه عنه قتادة واختلف عليه ، فرواه همام ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وخالفه معمر بن راشد ، فرواه عن قتادة ولم يذكر فيه عكرمة ، ولعله أصح ، فليس همام بأثبت في قتادة من معمر ، ثم هو لا يعرف عن عكرمة إلا من هذا الطريق فيبعد ثبوته ، فلعل هماماً حدث به من حفظه ولم يراجع كتبه .
والحاصل أن هذا الحديث ثابت من حديث يزيد بن هرمز ، عن ابن عباس ، ولا يثبت من غير هذا الوجه ، والله أعلم .(1/8)
134/921- سألت أبا زرعة عن حديث رواه إبراهيم بن موسى، عن عبد الوهاب الثقفي ، عن خالدٍ الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر : و(1)هذا جبريل آخذ برأس فرسه ، عليه أداة الحرب ". قال أبو زرعة : حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، عن عبد الوهاب الثقفي(2)، عن خالد ، عن عكرمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال... . وهذا الصحيح ، ولا أدري من أين جاء إبراهيم بن موسى بابن عباس .
دراسة الرواة :
* إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي المعروف بالصغير ، وهو كبير في العلم والجلالة ، سبق في المسألة رقم أ/48 ، وهو ثقة حافظ .
* عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، أبو محمد البصري ، ( 108-194 ) ، روى عن : أيوب السختياني ، وخالد الحذاء ، وحميد الطويل وغيرهم . وعنه : أحمد ، وإسحاق ، وأبو موسى الزمن ، وبندار ، وإبراهيم بن موسى وغيرهم . أخرج له الجماعة .
ثقة ، وثقه ابن معين ، والعجلي ، وغيرهما . وقدمه أحمد على عبد الوهاب الخفاف . وقال ابن المديني : ليس في الدنيا كتاب عن يحيى - يعني الأنصاري - أصح من كتاب عبد الوهاب ، وكل كتاب عن يحيى فهو عليه كلٌّ . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن سعد : كان ثقة ، وفيه ضعف .
وذكره العقيلي في الضعفاء وقال: تغير في آخر عمره. وذكر تغيره - أيضاً- ابن معين، وأبو زرعة ، وأبو حاتم وغيرهم .
قال الذهبي : ثقة مشهور .
وقال ابن حجر : [ ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين ] .
__________
(1) الواو ساقطة من ( س ، ح ، ض ) .
(2) قوله :" الثقفي " ساقطة من ( س ، ح ، ض ) .(1/1)
طبقات ابن سعد 7/289 ، تاريخ الدوري 2/378 ، تاريخ الدارمي ص54 ، العلل ومعرفة الرجال 3/32 ، ثقات العجلي ص314 ، سؤالات البرذعي 2/444 ، المعرفة والتاريخ 1/650 ، ضعفاء العقيلي 3/75 ، الجرح والتعديل 6/71 ، ثقات ابن حبان 7/132 ، تهذيب الكمال 18/503 ، الميزان 2/680 ، تهذيب التهذيب 2/638 ، التقريب 4261 .
* خالد بن مهران الحذَّاء ، أبو المَُنازل البصري ، مات سنة 141 وقيل بعدها ، رأى أنس بن مالك ، وروى عن : الحسن البصري ، وعبد الرحمن بن أبي بكرة ، وعكرمة وغيرهم . وعنه : شعبة ، والثوري ، والحمادان ، والثقفي وغيرهم . أخرج له الجماعة .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والعجلي ، والنسائي وغيرهم . وقال أحمد : ثبت . وذكره ابن حبان في الثقات .
أما أبو حاتم فقال : يكتب حديثه ولا يحتج به .
قال الذهبي : ثقة إمام .
وقال ابن حجر : [ ثقة يرسل ... أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام ، وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان ] .
طبقات ابن سعد 7/259 ، ثقات العجلي ص142 ، الجرح والتعديل 3/352 ، ثقات ابن حبان 6/253 ، تهذيب الكمال 8/177 ، الكاشف 1/274 ، تهذيب التهذيب 1/533 ، التقريب 1680 .
* عكرمة مولى ابن عباس ، سبق في المسألة الخامسة ، وهو ثقة ثبت .
* عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة العاشرة .
* أبو بكر بن أبي شيبة هو : عبد الله بن محمد بن إبراهيم العبسي ، مولاهم ، الواسطي ، ثم الكوفي ، مات سنة 235 ، روى عن شريك القاضي ، وابن المبارك ، وابن عيينة ، وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم كثير . وعنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجه ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم وغيرهم .(1/2)
متفق على توثيقه وحفظه . قال صالح بن محمد جزرة : أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني ، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين ، وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : انتهى الحديث إلى أربعة: إلى أبي بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، فأبو بكر أسردهم له ، وأحمد أفقههم فيه ، ويحيى أجمعهم له ، وعلي أعلمهم به .
قال في التقريب : [ ثقة حافظ ، صاحب تصانيف ] .
الجرح والتعديل 1/593 و5/160 ، تاريخ بغداد 10/66-71 ، تهذيب الكمال 16/34 ، تهذيب التهذيب 2/419 ، التقريب 3575 .
التخريج :
- أخرجه البخاري 5/103 ح3995 و5/120 ح4041 - ومن طريقه البغوي في شرح السنة 13/379 ح3776 - عن إبراهيم بن موسى به بنحوه ، إلا أنه في الموطن الثاني عند البخاري ذكر أُحداً بدل بدر .
- وحديث أبي بكر بن أبي شيبة المرسل في المصنف 7/354 ح36667 بنحوه .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على عبد الوهاب الثقفي ، وذلك على وجهين :
الوجه الأول : عن عبد الوهاب الثقفي ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية إبراهيم بن موسى .
الوجه الثاني : عن عبد الوهاب الثقفي ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً .
وقد حكم أبو زرعة بأن الوجه الثاني هو الصحيح ، وقال : لا أدري من أين جاء إبراهيم بن موسى بابن عباس . وهذا يدل على أنه يرى أن الحمل في وصل هذا الحديث على إبراهيم بن موسى .
أما البخاري فحكم بصحة هذا الحديث موصولاً ، حيث أودعه في صحيحه .(1/3)
والاختلاف في هذا الحديث بين إبراهيم بن موسى ، وأبي بكر بن شيبة ، وكلاهما ثقة حافظ ، فليس أحدهما أولى بالتقديم من الآخر ، إلا أنه قد يقال بترجيح رواية ابن أبي شيبة لأنه خالف الجادة المعهودة ، وهي عكرمة ، عن ابن عباس ، ومن خالف الجادة فهو أولى بالضبط والإتقان ، كما سبق ذلك مراراً ، ولعل هذه هو السبب الذي جعل أبا زرعة يقدم رواية أبي بكر بن أبي شيبة ، مع أنه يقدم إبراهيم في الإتقان ، فقد قال أبو زرعة : إبراهيم بن موسى أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة ، وأصح حديثاً منه ، لا يحدث إلا من كتابه ، لا أعلم أني كتبت عنه خمسين حديثاً من حفظه ... ( الجرح والتعديل 2/137 ) .
تنبيه : وأما ما وقع في رواية البخاري في الموطن الثاني حيث ذكر أُحداً بدل بدر فهو وهم ، كما نبه عليه الحافظ ابن حجر ، بل ذكر أن أبا ذرٍ وغيره من متقني رواة البخاري، لم يذكروا الحديث إلا في المرة الأولى ، ولم يستخرجه في الموطن الثاني الاسماعيلي ولا أبو نعيم ( فتح الباري 7/404 ) .
كما أن هذه القصة مشهورة في السيرة ، انظر : سيرة ابن هشام 1-2/554 وغيرها . والله أعلم .(1/4)
135/922- سألت(1)أبا زرعة عن حديث رواه أبو ربيعة فهد بن عوف ، ويحيى ابن عبد الحميد الحماني ، عن أبي عوانة ، عن هارون بن سعد(2)العجلي ، عن أبي صالح الحنفي ، عن علي " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يغور(3)آبار بدر " ،(4)قال أبو زرعة : لا أعلم روى هذا الحديث عن أبي عوانة غير أبي ربيعة ، والحماني ، ولا أحسبه من حديث أبي عوانة ، (4)إنما هو من حديث يوسف بن خالد السمتي ، عن هارون بن سعد (2) .
دراسة الرواة :
* أبو ربيعة فهد بن عوف القطعي البصري ، قيل اسمه : زيد ، وفهد لقب . مات سنة 219 ، روى عن : أبي عوانة ، وحماد بن سلمة ، وهشيم وغيرهم . وعنه : أبو حاتم ، ومحمد بن الجنيد وغيرهما .
متروك ، كذبه علي بن المديني. وذكر أبو زرعة اتهامه بسرقة حديثين. وقال البخاري: سكتوا عنه . وقال - أيضاً - : تركه علي وغيره . وقال عمرو بن علي : متروك الحديث. وتركه مسلم .
وقال أبو حاتم : ما رأيت بالبصرة أكيس ولا أحلى من أبي ربيعة فهد بن عوف ، وكان علي بن المديني يتكلم فيه . وقيل لأبي حاتم ما تقول فيه : فقال : تعرف وتنكر ، وحرك يده .
وقال الذهبي : تركوه .
التاريخ الكبير 3/404 ، الجرح والتعديل 3/570 ، الكامل 3/210 ، الميزان 2/105 و3/366 .
__________
(1)
(1) في ( س ، ح ) زيادة :" أبي " وليس لأبي حاتم ذكر في الجواب ، مما يدل على أن الصواب عدم ذكره ، وإنما السؤال لأبي زرعة فقط .
(2) في ( س ، ح ) :" سعيد " وهو تصحيف ، والصواب :" سعد " ، وقد وقع مشكولاً في ( ض ) .
(3) في ( ط ) :" يعود " وهو تصحيف .
(4) زاد في ( س ) في هذين الموطنين واواً ، والكلام مستقيم دونها .(1/1)
* يحيى بن عبد الرحمن الحِِمَّاني - بكسر المهملة ، وتشديد الميم - أبو زكريا الكوفي، مات سنة 228 ، روى عن جرير بن حازم ، وحماد بن زيد ، وأبي عوانة وغيرهم ، وعنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، وأبوحاتم وغيرهم . ليس له رواية في الكتب الستة ، ولكن له ذكر في صحيح مسلم .
سئل عنه أحمد مرة فسكت ولم يقل شيئاً . وقال أبو داود : كان حافظاً ، وسألت أحمد عنه فقال : ألم تره ؟ قلت : بلى ، قال : إنك إذا رأيته عرفته . وقال أحمد - أيضاً - : كان يكذب جهاراً . وحدث هو عن أحمد بحديث فأنكر أحمد ذلك عليه . وقال فيه : ما زلنا نعرفه أنه يسرق الأحاديث أو يتلقطها أو يتلقفها. وقال: طلب وسمع، ولو اقتصر على ما سمع لكان له فيه كفاية . قال عبد الله بن أحمد : هذا أحسن ما سمعت من أبي فيه . وكلام أحمد فيه كثير مشهور .
وقال البخاري : كان أحمد ، وعلي يتكلمان في يحيى الحماني . وقال - أيضاً - : يتكلمون فيه ، رماه أحمد بن حنبل ، وابن نمير .
وقال يعقوب بن سفيان : وأما ابن الحماني فإن أحمد بن حنبل سيئ الرأي فيه ، وأبو عبد الله متحرٍ في مذهبه ، مذهبه أحمد من مذهب غيره .
وقال ابن عمار الموصلي : يحيى الحماني قد سقط حديثه ، قيل : فما علته ؟ قال : لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب ، ولا لأهل المدينة ، ولا أهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه فهذا يكون هكذا .
وقال الجوزجاني : ساقط متلون ، ترك حديثه فلا ينبعث . وقال الذهلي : ذهب كالأمس الذاهب . وضعفه النسائي ، وقال : ليس بثقة . وترك أبو زرعة الرواية عنه . وقال أبو حاتم : ليِّن . وقال علي بن الحسين بن الجنيد : لا يكتب حديثه .
ولعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي معه قصة اتهمه فيها بسرقة الحديث وعدم الأمانة .
فهذا بعض كلام الأئمة فيه ، وهو ظاهر في بيان حاله .(1/2)
أما ابن معين فكان حسن الرأي فيه ، قال عثمان بن سعيد ، عن ابن معين قال : ابن الحماني صدوق مشهور ، ما بالكوفة مثل ابن الحماني ، ما يقال فيه إلا من حسد . قال عثمان : وكان ابن الحماني شيخاً فيه غفلة ، لم يكن يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث ، ربما يجيء رجل فيفتري عليه .
وقال ابن معين - أيضاً - : يحيى بن عبد الحميد ثقة ، وما كان بالكوفة في أيامه رجل يحفظ معه ، وهؤلاء يحسدونه . وقال الدوري عن ابن معين : أبو يحيى الحماني ثقة ، وابنه ثقة . قال الدوري : ناظرناه في هذا غير مرة . وكلام ابن معين في توثيق الحماني والدفاع عنه كثير شهير .
وقال الرمادي : هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة ، ما يتكلمون فيه إلا من الحسد . وفي الحماني كلام غير ذلك .
ومع ما قيل فيه فقد كان حافظاً بارعاً يسرد مسنده سرداً . وذكر أبو حاتم أنه ممن يأتي بحديث شريك على لفظ واحد لا يغيره .
قال ابن عدي : لم أرَ في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير ، وأرجو أنه لا بأس به .
ووصفه الذهبي بالحافظ الإمام الكبير ... ، ثم قال بعد حكاية كلام الرمادي : قلت : الجرح مقدم ، وأحمد ، والدارمي بريئان من الحسد ... ثم قال بعد حكاية كلام ابن معين في أنهم لا ينصفونه : قلت : بل ينصفونه ، وأنت فما أنصفت ... ثم قال : لا ريب أنه كان مبرزاً في الحفظ ، كما كان سليمان الشاذكوني ، ولكنه أصون من الشاذكوني ، ولم يقل أحد قط إنه وضع حديثاً ، بل ربما كان يتلقَّط أحاديث ويدعي روايتها ، فيرويها على وجه التدليس ، ويوهم أنه سمعها ، وهذا قد دخل فيه طائفة ، وهو أخف من افتراء المتون ... ثم قال : وقد تواتر توثيقه عن ابن معين ، كما تواتر تجريحه عن الإمام أحمد ، مع ما صح عنه من تكفير صاحب - يعني قوله في معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - .
وقال ابن حجر : [ حافظ ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث ] .(1/3)
التاريخ الكبير 8/291 ، التاريخ الأوسط 2/251 ، الضعفاء الصغير ص120 ، أحوال الرجال ص85 ، ضعفاء النسائي ص108 ، ضعفاء العقيلي 4/412 ، الجرح والتعديل 9/168 ، الكامل 7/237 ، تاريخ بغداد 14/167 ، تهذيب الكمال 31/419 ، الميزان 4/392 ، سير النبلاء 10/536 ، تهذيب التهذيب 4/370 ، التقريب 7591 .
* أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي ، سبق في المسألة السابعة والأربعين ، وهو ثقة ثبت .
* هارون بن سعد العجلي ، ويقال : الجعفي ، الكوفي الأعور ، روى عن : أبي صالح الحنفي، وأبي حازم الأشجعي ، وإبراهيم التيمي ، وأبي إسحاق السبيعي وغيرهم. وعنه : شعبة ، والثوري ، وشريك ، والحسن بن صالح وغيرهم ، أخرج له مسلم .
قال أحمد : روى عنه الناس ، وهو صالح ، أظنه كان يتشيع . وقال ابن معين : ليس به بأس. وقال أبو حاتم : لا بأس به روى عنه الثوري ... وذكره ابن حبان في الثقات. وذكره في المجروحين - أيضاً - .
وقال الدوري عن ابن معين : كان هارون من المغلية في التشيع . وقال العقيلي : كان يغلو في الرفض . وقال ابن حبان في المجروحين: كان غالياً في الرفض، وهو رأس الزيدية، كان ممن يعتكف عند خشبة زيد بن علي ، وكان داعية إلى مذهبه ، لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحال . وفيه كلام آخر .
قال ابن عدي : وليس في حديثه حديث منكر فأذكره ، وأرجو أنه لا بأس به .
وقال الذهبي : صدوق في نفسه ، لكنه رافضي بغيض .
وقال ابن حجر في التهذيب : وحكى أبو العرب الصقلي ، عن ابن قتيبة أنه أنشد له شعراً يدل على نزوعه عن الرفض .
وقال في التقريب : [ صدوق ، رمي بالرفض ، ويقال : رجع عنه ] .
تاريخ الدوري 2/613 ، تاريخ الدارمي ص225 ، العلل ومعرفة الرجال 2/475 ، ضعفاء العقيلي 4/362 ، الجرح والتعديل 9/90 ، ثقات ابن حبان 7/579 ، المجروحين 3/94 ، الكامل 7/126 ، تهذيب الكمال 30/85 ، الميزان 4/284 ، تهذيب التهذيب 4/253 ، التقريب 7227 .(1/4)
* أبو صالح الحنفي ، عبد الرحمن بن قيس الكوفي ، أخو طليق ، وليس هو ماهان الذي قتله الحجاج ، ذاك أبو سالم ، كما حرر ذلك ابن المديني ، والبخاري ، والنسائي، وغيرهم . روى أبو صالح عن : علي ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي هريرة ، وعائشة وغيرهم ، وعنه : إسماعيل بن أبي خالد ، وأبو عون الثقفي ، وهارون بن سعد وغيرهم . أخرج له مسلم ، وأبو داود ، والنسائي .
وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والعجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 6/227 ، تاريخ الدارمي ص245 ، التاريخ الكبير 5/338 ، ثقات العجلي ص501 ، الجرح والتعديل 5/276 ، ثقات ابن حبان 5/103 ، تهذيب الكمال 17/360 ، تهذيب التهذيب 2/546 ، التقريب 3978 .
* أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، سبقت ترجمته في المسألة الثالثة عشرة .
* يوسف بن خالد بن عمير السَّمْتي ، أبو خالد البصري ، مات سنة 189 . روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وعاصم الأحول ، ويونس بن عبيد وغيرهم . وعنه : عبيد الله بن عمر القواريري ، ونصر بن علي الجهضمي ، وخليفة بن خياط وغيرهم .
متروك ، ضعفه يحيى بن معين ، وقال : كذاب خبيث عدو الله ، رجل سوء ، رأيته بالبصرة ما لا أحصي ، لا يحدث عنه أحد فيه خير . وقال - أيضاً - : كذاب زنديق ، لا يكتب عنه .
قال أبو حاتم : أنكرت قول يحيى بن معين فيه : زنديق ، حتى حُمِل إليَّ كتاب قد وضعه في التجهم ينكر فيه الميزان في القيامة ، فعلمت أن يحيى بن معين كان لا يتكلم إلا عن بصيرة وفهم ، وهو ذاهب الحديث .
وكذبه عمرو بن علي ، وأبو داود ، وضعفه غيرهما . وقال البخاري : سكتوا عنه . وقال النسائي : متروك الحديث .
قال في التقريب : [ تركوه ، وكذبه ابن معين ، وكان من فقهاء الحنفية ] .(1/5)
تاريخ الدوري 2/684 ، التاريخ الكبير 8/388 ، الجرح والتعديل 9/221 ، الكامل 7/159 ، تهذيب الكمال 32/421 ، الميزان 4/463 ، تهذيب التهذيب 4/454 ، التقريب 7862 .
التخريج :
- أخرجه البيهقي 9/84 من طريق هلال بن العلاء ، عن أبي ربيعة فهد بن عوفٍ به بنحوه .
- وأخرجه أبو نعيم في الحلية 4/367 من طريق أبي حصين الوادعي ، عن يحيى الحماني به بنحوه لكنه ذكر قيس بن الربيع بدل أبي عوانة .
- وأخرجه أبو يعلى 1/422 ح558 ، وأبو نعيم في الحلية 4/367 من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ، عن يوسف بن خالد السمتي ، عن هارون بن سعد العجلي به بنحوه .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة أن حديث أبي ربيعة ، ويحيى الحماني ، عن أبي عوانة ، عن هارون ابن سعد ... هذا الحديث ، لا يعلم رواه عن أبي عوانة غير أبي ربيعة ، والحماني ، قال أبو زرعة : ولا أحسبه من حديث أبي عوانة ، إنما هو من حديث يوسف بن خالد السمتي ، عن هارون بن سعد .
وقد تبين من التخريج السابق ما يصدِّق كلام أبي زرعة ، فلم أقف عليه من حديث أبي عوانة من غير طريقهما ، بل إن الحماني قد رواه مرة أخرى عن قيس بن الربيع ، عن هارون بن سعد ، مما يدل على تخليطه في هذا الحديث ، وإنما الحديث حديث يوسف بن خالد عن هارون ، رواه عن يوسف بن خالد عبيد الله بن عمر القواريري .
وعلى كل حالٍ فإسناده ساقط ، فإن أبا ربيعة ، والحماني ، ويوسف بن خالد كلهم متروكون - كما سبق في تراجمهم - . ولذا قال البيهقي بعدما ذكر رواية أبي ربيعة : وكذلك رواه يوسف بن خالد بن عمير ، عن هارون ، ويوسف ، وأبو ربيعة ضعيفان .(1/6)
ولم أقف على شيء ثابت في هذا المعنى ، وأصح ما وقفت عليه ما أخرجه أبو داود في المراسيل ص240 ح318 قال : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى - يعني ابن سعيد - قال : استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ ، فقال الحباب بن المنذر : نرى أن نغور المياه كلها غير ماءٍ واحد ، فنلقى القوم - يعني : العدو - عليه ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتلك القلب كلها فغورت إلا ماء بدر، فلقوا القوم عليه، واستشار الناس حين أتى خيبر: أين ننزل ؟ فقال الحباب : انزل - يعني بين الحصون - فنقطع خبر هؤلاء عن هؤلاء ، وخبر هؤلاء عن هؤلاء ، فنزل بين القصور " ،
فهذا أصح ما وقفت عليه في قصة تغوير القُلب ، وقد أشار إليه البيهقي بعد كلامه السابق بقوله : " وروى أبو داود في المراسيل ... إلخ .
ولكن هذه القصة مشهورة في السيرة ، انظر : مغازي الواقدي 1/53-54 ، والسيرة النبوية لابن هشام 1-2/548 وغيرهما ، والله أعلم .(1/7)
136/923- سمعت أبي وذكر حديثاً عن موسى بن إسماعيل ، عن حماد ، عن أبان ابن أبي عياش ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يعطى الشهيد ثلاثة ، أول دفعة يغفر له ذنوبه ، وأول من تمسح(1)التراب عن وجهه زوجته من(2)الحور العين ، وإذا وجب إلى الأرض وقع في الجنة " . قال أبي: يروي هذا الحديث مؤمل ، عن حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأبان أصح .
دراسة الرواة :
* موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي ، سبق في المسألة الثانية والعشرين ، وهو ثقة ثبت .
* حماد بن سلمة البصري ، سبق في المسألة الثانية والعشرين ، وهو ثقة عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة .
* أبان بن أبي عياش فيروز البصري ، أبو إسماعيل العبدي ، روى عن : أنس بن مالك ، وعطاء بن أبي رباح ، وسعيد بن جبير وغيرهم ، وعنه : حماد بن سلمة ، والثوري ، وعمران بن القطان وغيرهم . أخرج له أبو داود .
متروك ، كما قال أحمد ، وابن معين ، وعمرو بن علي ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، والنسائي وغيرهم . وكان شعبة سيئ الرأي فيه كما قال البخاري ، وكان يتكلم فيه ويأبى الإمساك عنه . وقال أحمد : متروك الحديث ، ترك الناس حديثه منذ دهر من الدهر ، كان وكيع إذا أتى على حديثه يقول: رجل ، ولا يسميه استضعافاً له. وضعفه ابن معين، وقال : ليس حديثه بشيء .
قال في التقريب : [ متروك ] .
__________
(1)
(1) هكذا في ( ت ) ، وفي ( ط ) :" يمسح " بالتحتية ، وكلاهما صحيح ، لأن المؤنث الحقيقي إذا فصل عن فعله بفاصل جاز في فعله التذكير والتأنيث كما هو مقرر في باب الفاعل . وبقية النسخ غير منقوطة .
(2) قوله :" من " ساقطة من ( ت ، م ) ، وأقحم المحقق بدلها في ( ط ) واواً ، وهو خطأ يفسد المعنى ، وجاءت على الصواب في بقية النسخ .(1/1)
تاريخ الدوري 2/5 ، التاريخ الكبير 1/454 ، الضعفاء الصغير ص20 ، ضعفاء النسائي ص14 ، الجرح والتعديل 2/295 ، الكامل 1/381 ، تهذيب الكمال 2/19 ، الميزان 1/10 ، تهذيب التهذيب 1/55 ، التقريب 142 .
* أنس بن مالك - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الخامسة .
* مؤمل بن إسماعيل القرشي العدوي ، مولاهم ، أبو عبد الرحمن البصري ، ثم المكي ، مات سنة 206 ، روى عن : الحمادين ، وشعبة ، والثوري وغيرهم . وعنه : أحمد ، وإسحاق ، وابن المديني ، وبندار وغيرهم ، علق له البخاري ، وأخرج له أبو داود في القدر وبقية أصحاب السنن .
وثقه ابن معين ، وابن راهويه وغيرهما . وقال ابن سعد : ثقة كثير الغلط ، وقال الدارقطني : صدوق كثير الخطأ . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال أبو حاتم : صدوق شديد في السنة ، كثير الخطأ ، يكتب حديثه . وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن مؤمل بن إسماعيل فعظمه ورفع شأنه إلا أنه يهم في الشيء.
وقال أبو زرعة : في حديثه خطأ كثير . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال محمد ابن نصر : إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف فيه ، لأنه كان سيئ الحفظ كثير الغلط .
وقال يعقوب بن سفيان : سني شيخ جليل ، سمعت سليمان بن حرب يحسن الثناء عليه، يقول: كان مشيختنا يعرفون له ويوصون به إلا أن حديثه لا يشبه حديث أصحابه، حتى ربما قال : كان لا يسعه أن يحدث ، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه ، ويتخففوا من الرواية عنه ، فإنه منكر يروي المناكير عن ثقات شيوخنا ، وهذا أشد ، فلو كانت هذه المناكير عن ضعاف لكنا نجعل له عذراً .
لخص الحافظ حاله بقوله : [ صدوق سيئ الحفظ ] .
طبقات ابن سعد 5/501 ، تاريخ الدوري 2/592 ، سؤالات الآجري 2/156 ، المعرفة والتاريخ 3/52 ، الجرح والتعديل 8/374 ، ثقات ابن حبان 9/187 ، سؤالات الحاكم للدارقطني ص277 ، تهذيب الكمال 29/176 ، الميزان 4/228 ، تهذيب التهذيب 4/193 ، التقريب 7029 .(1/2)
* ثابت بن أسلم البناني ، سبق في المسألة السابعة ، وهو ثقة عابد .
التخريج :
لم أقف عليه من الطريقين جميعاً ، وإنما وقفت عليه من طريق آخر ، وهذا بيانه :
- أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 2/114 ح904 ) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الضرير ، عن حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن أنس بن مالك به ، ولم يسق ابن طاهر في الأطراف متنه بكماله .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على حماد بن سلمة ، وقد تبين من كلام أبي حاتم ومن التخريج السابق أنه روي عنه على ثلاثة أوجه ، وهي :
الوجه الأول : عن حماد بن سلمة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس مرفوعاً ، وهذه رواية موسى بن إسماعيل .
الوجه الثاني : عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس مرفوعاً ، وهذه رواية مؤمل بن إسماعيل .
الوجه الثالث : عن حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن أنس مرفوعاً ، وهذه رواية أبي عمر الضرير .
وقد اقتصر أبو حاتم على الوجهين الأولين ، وذكر أن الوجه الأول هو الصحيح ، وهو حديث أبان ، وهو أصح الأوجه الثلاثة - أيضاً - فإن موسى بن إسماعيل أثبت هؤلاء الثلاثة الذين رووا هذا الحديث عن حماد بن سلمة ، فإنه ثقة ثبت ، وأما مؤمل فإنه كثير الخطأ كما سبق ، وأما حفص بن عمر فإنه صدوق عالم ، كما قال ابن حجر ، وليس بمنزلة موسى بن إسماعيل ، بل قد قال فيه ابن معين : لا يرضى ( تهذيب التهذيب 1/456 ، التقريب 1421 ) .
والحديث من وجهه المحفوظ ساقط ، تفرد به أبان بن أبي عياش ، وهو متروك .(1/3)
وقد روي في هذا المعنى أحاديث ، وأشهر شيء في ذلك حديث يرويه بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، واختلف عليه في إسناده ، فروي عنه على أوجه ، وقد ذكره ابن أبي حاتم في هذا الكتاب 1/328 ح976، وانظر: مسند الإمام أحمد 4/131 ح17182و17183 وتعليق المحققين عليه . وقد أخرج الترمذي 3/292 ح1663 أحد أوجه الاختلاف فيه من طريق بقية بن الوليد ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفَّع في سبعين من أقاربه ". وقال الترمذي : حديث صحيح غريب . وفي بعض النسخ حسن صحيح غريب .
هكذا قال ، مع أن فيه بقية وهو يدلس تدليس الإسناد ، وتدليس التسوية وقد عنعن ، إضافة إلى ما وقع في إسناده من اختلاف ، وفي متنه من نكارة - كما سبق - فالله أعلم .
وانظر في هذا المعنى : التاريخ الكبير 6/97 و7/143 ، ومصنف عبد الرزاق 5/264 ، وسنن سعيد بن منصور 2/258 ، ومصنف ابن أبي شيبة 4/203 ، ومسند البزار 7/156 ، ومعجم الصحابة لأبي القاسم البغوي 5/31 ح1974 ، ومسند الهيثم ابن كليب 3/174 ، والمعجم الكبير 13/31 ، ومسند الشاميين 1/129 و2/167 ، ومعجم الصحابة لابن قانع 2/355 ، والأمالي لابن بشران 2/54 ، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم 2/653 ، وشعب الإيمان للبيهقي 8/183، والمتفق والمفترق للخطيب 3/1528 ، والوهم والإيهام 5/161 وغيرها والله أعلم .(1/4)
137/924- سمعت أبي وقيل له حديث يرويه الجريري ، عن أبي عبد الله قال : " قلت لابن عمر : هل تعلم عملاً(1)في سبيل الله إلا الجهاد ؟ فقال : كل عملٍ صالحٍ فهو(2)في سبيل الله ". فقيل لأبي : من هذا أبو عبد الله ؟ وهل يسمى ؟ فقال : لا أعلمه ، إلا أنه يروي عن أبي عبد الله الجسري ، وهو حِمْيَرِيّ(3)بن بشير ، فلا أدري هو ذا أم لا .
دراسة الرواة :
* الجُرَيْريّ هو : سعيد بن إياس ، أبو مسعود البصري ، مات سنة 144 . روى عن : أبي الطفيل عامر بن واثلة ، وأبي عثمان النهدي ، وأبي نضرة العبدي ، وأبي عبد الله الجشمي وغيرهم . وعنه : شعبة ، والثوري ، وابن علية ، وابن المبارك وغيرهم. أخرج له الجماعة .
قال أحمد : الجريري محدث أهل البصرة . ووثقه ابن معين ، والعجلي ، والنسائي وغيرهم ، ولكنه اختلط بأخرة .
قال يحيى القطان عن كهمس : أنكرنا الجريري أيام الطاعون . وقال أبو حاتم : تغير حفظه قبل موته ، فمن كتب عنه قديماً فهو صالح ، وهو حسن الحديث . وكذا ذكر اختلاطه العجلي ، والنسائي وغيرهما .
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : وكان قد اختلط قبل أن يموت بثلاث سنين ، وقد رآه يحيى بن سعيد القطان وهو مختلط ، ولم يكن اختلاطه اختلاطاً فاحشاً فلذلك أدخلناه في الثقات .
قال الذهبي : أحد العلماء الثقات تغير قليلاً ، ولذلك ضعفه يحيى القطان ، ووثقه جماعة .
وقال في التقريب : [ ثقة ... تغير قبل موته بثلاث سنين ] .
تاريخ الدوري 2/195 ، ثقات العجلي ص181 ، الجرح والتعديل 4/1، ثقات ابن حبان 6/351، تهذيب الكمال 10/338 ، الميزان 2/127 ، تهذيب التهذيب 2/7 ، التقريب 2273 ، الكواكب النيرات ص178 .
__________
(1) في النسخ الخطية :" عمل " بالرفع ، وهو لحن ، وقد صححه المحقق في ( ط ) .
(2) قوله :" فهو " ساقط من ( ض ) .
(3) في ( ت ، م ، ط ) :" جمير " وهو تصحيف .(1/1)
* أبو عبد الله الجَسْري العنزي ، حِمْيَريّ - اسم بلفظ النسبة - ابن بشير ، معروف بكنيته ، روى عن : جندب البجلي ، ومعقل بن يسار ، وعبد الله بن مغفل ، وعبد الله ابن الصامت ، وعن أبي ذرٍّ ، وأبي الدرداء ، ولم يسمع منهما ، وعنه : قتادة ، والجريري ، وسليمان التيمي وغيرهم . روى له البخاري في الأدب، ومسلم ، والنسائي.
وثقه ابن معين . وقال ابن سعد : كان معروفاً قليل الحديث . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي : ثقة .
وقال ابن حجر : [ ثقة يرسل ] .
طبقات ابن سعد 7/211 ، الجرح والتعديل 3/316 ، ثقات ابن حبان 4/190 ، تهذيب الكمال 7/419 ، الكاشف 1/259 ، تهذيب التهذيب 1/502 ، التقريب 1570 .
* عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .
التخريج :
لم أقف عليه من الطريق الذي ذكره، ولكن وقفت عليه من طريق آخر ، وهذا بيانه:
- أخرجه ابن أبي شيبة 6/219 ح30837 عن ابن علية ، عن ابن عون ، عن أنس ابن سيرين أن امرأة أوصت بثلاثين درهماً في سبيل الله ، فلما كان زمن الترفه قلت لابن عمر : امرأة أوصت بثلاثين درهماً في سبيل الله فنعطيها في الحج ؟ فقال : أما إنه من سبيل الله .
وأخرجه ابن أبي شيبة - أيضاً - 6/220 ح30840 عن وكيع ، عن شعبة ، عن أنس بن سيرين أن رجلاً أوصى بشيء في سبيل الله ، فقال ابن عمر : الحج في سبيل الله .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم في هذه المسألة أنه لا يدري من هو أبو عبد الله شيخ الجريري في هذا الحديث ، وذكر أبو حاتم أن الجريري يروي عن أبي عبد الله الجسري ، فلا يدري أبو حاتم هو ذا أم لا .
وحيث إني لم أقف على تخريج هذا الحديث من هذا الطريق فلم يتبين لي تأييد لهذا ولا نفي ، واحتمال كونه الجسري احتمال قوي ، فإن الجسري من شيوخ الجريري ، ويروي عن جماعة من الصحابة - كما سبق - .(1/2)
ومن شيوخ الجريري - أيضاً - أبو عبد الله الجشمي البصري ، يروي عن جندب البجلي ، وهو مجهول . ( انظر : تهذيب الكمال 34/26 ، التقريب 8208 ) .
واحتمال كونه أبا عبد الله الجسري أولى فإنه أشهر .
والحاصل أنه لم يتبين لي باليقين من هو أبو عبد الله شيخ الجريري في هذا الحديث ، ولم أقف على من رواه عن الجريري لمعرفة وقت سماعه منه ، هل هو قبل الاختلاط أو بعده ، فيبقى هذا الحديث من هذا الطريق في حيِّز الضعف حتى تتبين حاله .
ولكن الحديث ثابت عن ابن عمر من الطريقين الآخرين الذين سبقا في التخريج بلفظيهما ، والله أعلم .(1/3)
138/925- سمعت أبا زرعة وذكر حديثاً يرويه حماد بن سلمة ، عن بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن رجل من بُلْقَيْن قال : " أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي القرى(1)قلت : يا(2)رسول الله ، لمن المغنم ؟ قال : لله سهم ولهؤلاء أربعة أسهم ... الحديث ". وروى - أيضاً - حماد بن زيد ، عن بديل ، وخالدٍ الحذاء، والزبير بن الخرِّيت(3)، عن عبد الله بن شقيق ، عن رجلٍ من بلقين قال : " أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث "، ورواه وهيب بن خالد ، عن خالدٍ الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق، عن رجلٍ من بلقين ، عن رجلٍ من قومه قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ..." قال أبو زرعة : هذا أصح .
دراسة الرواة :
* حماد بن سلمة البصري ، سبق في المسألة الثانية والعشرين ، وهو ثقة عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخره . وكان يخطئ في بعض حديثه .
* بُدَيْل - بالتصغير - ابن ميسرة العُقَيْلي البصري ، مات سنة 125 وقيل 130 ، روى عن : أنس بن مالك ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبد الله بن شقيق وغيرهم ، وعنه: شعبة ، والحمادان ، وأبان العطار وغيرهم . أخرج له الجماعة سوى البخاري .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والعجلي ، والنسائي وغيرهم . وقال أبو حاتم : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 7/240 ، ثقات العجلي ص78 ، الجرح والتعديل 2/428 ، ثقات ابن حبان 6/117 ، تهذيب الكمال 4/31 ، تهذيب التهذيب 1/215 ، التقريب 646 .
__________
(1) قوله :" القرى " ساقطة من ( س ، ح ) ، ووادي القرى هو : وادٍ بين المدينة والشام ، من أعمال المدينة كثير القرى ( مراصد الاطلاع 3/1417 ) .
(2) قوله :" يا " ساقطة من ( ح ، ض ) .
(3) في ( ت ، م ، ط ) :" الحريث " . وهو تصحيف .(1/1)
* عبد الله بن شقيق العُقَيْلي ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو محمد البصري ، مات سنة 108 ، روى عن : عمر ، وعثمان ، وعلي ، وأبي ذرٍّ ، وأبي هريرة ، وعائشة وغيرهم ، وعنه : أيوب السختياني ، وبديل بن ميسرة ، وخالد الحذاء ، وقتادة ، والجريري ، والزبير بن الخريت وغيرهم . أخرج له البخاري في الأدب المفرد ، وأخرج له الباقون .
وثقه ابن سعد ، وأحمد ، وابن معين ، والعجلي ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وابن خراش وغيرهم ، وذكره ابن حبان في الثقات . وقال ابن معين : من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه .
وقال ابن سعد : روى أحاديث صالحة ، قالوا : وكان عثمانياً . وقال أحمد : كان يحمل على علي . وقال ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد : كان سليمان التيمي سيئ الرأي في عبد الله بن شقيق .
ولذا قال الذهبي : صدوق فيه نصب ، كان سليمان التيمي سيئ الرأي فيه .
وقال ابن حجر : [ ثقة ، فيه نصب ] وهو كما قال .
طبقات ابن سعد 7/126 ، ثقات العجلي ص261 ، الجرح والتعديل 5/81 ، ثقات ابن حبان 5/10 ، تهذيب الكمال 15/89 ، معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ص126 ، تهذيب التهذيب 2/353 ، التقريب 3385 .
* رجل من بُلْقَيْن ، أي : من بني القَيْن ، كما في بعض طرق هذا الحديث ، وهم حي من أسد ، قالوها على التخفيف ، كما يقال : بلحارث في بني الحارث .
وهو رجل مبهم ، وله حديث آخر غير هذا الحديث ، وقد ذكر ابن حزم بعد ذكر حديثه هذا أنه رجل مجهول لا يُدْرَى أصدق في ادعائه الصحبة أم . ثم ذكر ابن حزم بعد أن ذكر حديثه الآخر أن اسم هذا الرجل الذي سماه به أهله : رجل من بلقين ، وصحح حديثه واعتمد عليه ، وقد تعلق بقوله في اسمه بقصة ذكرها لعلي بن المديني مع المأمون ، وقد لمز ابن حجر سند تلك القصة .
المحلى 7/338 و11/413 ، أسد الغابة 5/173 ، الإصابة 1/513و539 .(1/2)
* حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي ، مولاهم ، أبو إسماعيل البصري الأزرق ، ( 98-179 ) ، روى عن : أيوب السختياني ، وعبد العزيز بن صهيب ، وأنس بن سيرين ، وبديل بن ميسرة وغيرهم كثير ، وعنه : سليمان بن حرب ، وعارم أبو النعمان ، ويحيى القطان ، وابن مهدي ، وابن المبارك ، ومسدد وغيرهم كثير .
متفق على ثقته وضبطه وإتقانه وإمامته ، قال ابن مهدي : الأئمة في الحديث : الأوزاعي ، ومالك ، والثوري ، وحماد بن زيد . وقال - أيضاً - : ما رأيت أعلم من حماد بن زياد ، ولا من سفيان ، ولا من مالك . وله في الثناء عليه كلام آخر . وقال أحمد : حماد بن زيد من أئمة المسلمين ، من أهل الدين والإسلام .
قال في التقريب : [ ثقة ثبت فقيه ، قيل إنه كان ضريراً ، ولعله طرأ عليه لأنه صح أنه كان يكتب ] .
الجرح والتعديل المقدمة 1/176 وأيضاً 3/137 ، حلية الأولياء 6/257 ، تهذيب الكمال 7/239 ، تهذيب التهذيب 1/480 ، التقريب 1498 .
* خالد بن مهران الحذَّاء ، سبق في المسألة رقم 134 ، وهو ثقة يرسل ، وقد أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام ، وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان .
* الزبير بن الخِرِّيت - بكسر المعجمة ، وتشديد الراء المكسورة - روى عن : عبد الله بن شقيق ، ومحمد بن سيرين ، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم ، وعنه : جرير بن حازم ، وحماد بن زيد ، وهارون النحوي وغيرهم . أخرج له الجماعة سوى النسائي .
ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، والعجلي ، وأبو حاتم ، والنسائي وغيرهم ، وذكره ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي ، وابن حجر : [ ثقة ] .
العلل ومعرفة الرجال 1/418 ، ثقات العجلي ص164 ، الجرح والتعديل 3/581 ، ثقات ابن حبان 6/332 ، تهذيب الكمال 9/301 ، الكاشف 1/318 ، تهذيب التهذيب 1/624 ، التقريب 1993 .(1/3)
* وهيب - بالتصغير - ابن خالد الباهلي ، مولاهم ، أبو بكر البصري ، مات سنة 165 ، وقيل بعدها ، روى عن : أيوب السختياني ، وعبد الله بن طاوس ، وخالد الحذاء وغيرهم ، وعنه: ابن مهدي ، والقطان ، ومسلم بن إبراهيم، وعفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل وغيرهم .
متفق على توثيقه ، قال ابن مهدي : كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال . وكان ابن مهدي يختاره على إسماعيل بن علية إذا اختلفا . وذكر ابن معين أنه من أثبت شيوخ البصريين . وأحسن الثناء عليه يحيى القطان . وقال العجلي : ثقة ثبت . وقال أبو حاتم : ما أنقى حديثه ، لا تكاد تجده يحدث عن الضعفاء ، وهو الرابع من حفاظ أهل البصرة ، وهو ثقة ، ويقال : إنه لم يكن بعد شعبة أعلم بالرجال منه . وقال ابن سعد : كان قد سجن فذهب بصره ، وكان ثقة كثير الحديث حجة ، وكان يملي من حفظه ، وكان أحفظ من أبي عوانة .
وقال أبو داود : تغير وهيب بن خالد ، ووهيب ثقة . وقال - أيضاً - : ما كان بالبصرة أعلم من وهيب ، ولم يستعمل علمه .
قال في التقريب : [ ثقة ثبت ، لكنه تغير قليلاً بأخرة ] .
طبقات ابن سعد 7/287 ، ثقات العجلي ص467 ، المعرفة والتاريخ 2/132 ، الجرح والتعديل 9/34 ، تهذيب الكمال 31/164 ، تهذيب التهذيب 4/333 ، التقريب 7487 .
التخريج :
- أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف 1/445 ، وأبو يعلى 13/131 ح7179 ، والبيهقي 6/336 من طريق عبد الواحد بن غياث ،
والطحاوي في شرح المعاني 3/229 ح5198 من طريق حجاج بن المنهال ،(1/4)
كلاهما ( عبد الواحد ، وحجاج ) عن حماد بن سلمة به بنحوه مطولاً في لفظ عبد الواحد فقط ، ولفظه : عن رجلٍ من بلقين قال : " أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي القرى فقلت : يا رسول الله بم أمرت ؟ قال : أمرت أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة . قلت : يا رسول الله من هؤلاء ؟ فقال : المغضوب عليهم - يعني اليهود - . فقلت : من هؤلاء ؟ قال : الضالين(1)- يعني النصارى - . قلت : فلمن المغنم يا رسول الله ؟ قال : لله - عز وجل - سهم ، ولهؤلاء أربعة أسهم . قال : قلت : فهل أحد أحق بالمغنم من أحد ؟ قال : لا ، حتى السهم يأخذه أحدكم من جعبته فليس بأحق به من أحد " .
- وأخرجه ابن زنجويه في الأموال 2/679 ح1136 عن سليمان بن حرب ،
وابن المنذر في الأوسط 11/73 ح1464 ، والبيهقي 6/324 و636 و9/62 من طريق مسدد ،
كلاهما ( سليمان ، ومسدد ) عن حماد بن زيد ، عن بديل بن ميسرة ، وخالد الحذاء ، والزبير بن الخريت به بنحوه مطولاً في رواية سليمان ، وكذا رواية مسدد عند البيهقي في الموطن الثاني فقط . وقال في رواية سليمان : في حديث بعضهم ما ليس في حديث بعض ، وهذا الكلام عنهم جميعاً .
ولم أقف على رواية وهيب بن خالد ، عن خالد الحذاء .
__________
(1) كذا في مسند أبي يعلى ، والجادة : الضالون .(1/5)
- وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 5/242 ح9496 ، وفي التفسير 1/37 - ومن طريقه أحمد 5/32 ح20351 و5/77 ح20736 ، وابن جرير في التفسير 1/62و64- عن معمر بن راشد ، عن بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق " أنه أخبره من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي القرى ، وهو على فرسه ، وسأله رجل من بلقين ، فقال : يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال : المغضوب عليهم ، وأشار إلى اليهود ، قال : فمن هؤلاء ؟ قال: هؤلاء الضالون - يعني النصارى -، قال : وجاءه رجل فقال: استشهد مولاك ، أو قال : غلامك فلان . قال : بل يُجَرُّ إلى النار في عباءة غلها ". هذا لفظ أحمد ، واقتصر في مصنف عبد الرزاق على آخره في الغلام الغال . واقتصر في التفسير على أوله في المغضوب عليهم والضالين ، وكذا ابن جرير في التفسير .
- وأخرجه سعيد بن منصور 2/298 ح2680 ، وأحمد بن منيع ( المطالب العالية 2/354 ح2082 ) عن هشيم بن بشير ،
ومحمد بن نصر المروزي في السنة ص143 ح162 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/267 ح4020 من طريق يحيى بن يحيى ، وابن جرير في التفسير 1/62و64 من طريق الحسين بن داود ، كلاهما (يحيى ، والحسين ) عن خالد بن عبد الله الواسطي الطحان ،
والطحاوي في شرح المعاني 3/229 ح5199 و3/301 ح5421 من طريق يوسف ابن عدي ، عن عبد الله بن المبارك ،
ثلاثتهم ( هشيم ، وخالد ، وابن المبارك ) عن خالدٍ الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق به بنحوه ، وقد زاد فيه بعضهم يسيراً، إلا في رواية الحسين بن داود ، عن خالد الواسطي فقد اقتصر على ذكر المغضوب عليهم والضالين .(1/6)
وقد جعله ابن المبارك : عن عبد الله بن شقيق ، عن رجل من بلقين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأما هشيم ففي رواية سعيد بن منصور عنه جعله : عن عبد الله بن شقيق ، قال : أخبرني رجل من بلقين ، عن رجل منهم أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومثله رواية يحيى بن يحيى ، عن خالد بن عبد الله ففيها : عن رجلٍ من بلقين ، عن ابن عمٍ له أنه قال : أتيت ... ، وفي رواية أحمد بن منيع عن هشيم قال : عن رجلٍ من بلقين أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - . وأرسله الحسين بن داود في روايته عن خالد بن عبد الله فجعله : عن عبد الله بن شقيق أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - .
- وأخرجه ابن أبي شيبة 6/501 ح33302 عن وكيع ، وابن زنجويه في الأموال 2/280 ح1137 عن عثمان بن عمر، كلاهما ( وكيع ، وعثمان ) عن كهمس بن الحسن،
وأبو عبيد في الأموال ص316 ح765 ، عن إسماعيل بن علية ، وابن جرير في التفسير 1/62و64 عن يعقوب بن إبراهيم ، عن ابن علية ، وابن جرير - أيضاً - 1/61و64 من طريق بشر بن المفضل ، كلاهما ( ابن علية ، وعثمان ) عن سعيد الجريري،(1/7)
كلاهما ( كهمس ، والجريري ) عن عبد الله بن شقيق به بنحوه في رواية وكيع ، عن كهمس ، وكذا رواية الجريري عند أبي عبيد لكنه زاد ذكر المغضوب عليهم والضالين ، واقتصر ابن جرير في رواياته على هذه الزيادة ، وأحال في رواية عثمان عن كهمس إلى سابقه وهي رواية مطولة ، وهو من جميع هذه الطرق مرسل ، إلا في رواية عثمان بن عمر ، عن كهمس فهي موصولة بذكر رجل من بلقين ، وفي رواية وكيع ، عن كهمس ما يشير إلى وصله ففيها : عن عبد الله بن شقيق قال :" قام رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله أخبرني لمن الغنيمة ... قال قلت : أحد ... " ، وكذا في رواية الجريري عند ابن جرير فقط ما يشير إلى ذلك - أيضاً - ففيها : عن عبد الله بن شقيق " أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محاصر وادي القرى ، قال : قلت : من هؤلاء ؟ ... " . فقوله :" قلت " في هذين اللفظين من كلام الصحابي السائل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فهذا معنى الإشارة إلى وصله . وقد أدخل يعقوب ابن إبراهيم في روايته عن ابن علية ، عن الجريري بين الجريري ، وعبد الله ابن شقيق : عروة بن عبد الله بن قيس .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة هذا الحديث عن ثلاثة من أصحاب عبد الله بن شقيق ، وهم بديل بن ميسرة ، وخالد الحذاء ، والزبير بن الخريت ، وذكر الاختلاف على واحدٍ منهم ، وهو خالد الحذاء ، وقد تبين من التخريج السابق أن الاختلاف عليه على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : عن خالدٍ الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن رجل من بلقين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية حماد بن زيد ، وعبد الله بن المبارك ، وهشيم - فيما رواه عنه أحمد بن منيع - .(1/8)
وتابع خالداً على هذا الوجه : بديل بن ميسرة ، والزبير بن الخريت - ولم يذكر أبو زرعة عليهما في ذلك اختلافاً ، ولم أقف على اختلافٍ فيه عليهما - وتابعه - أيضاً - كهمس بن الحسن - فيما رواه عنه عثمان بن عمر - .
الوجه الثاني : عن خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن رجلٍ من بلقين ، عن رجل من قومه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية وهيب بن خالد ، وهشيم - فيما رواه عنه سعيد بن منصور - وكذا رواية خالد الواسطي - فيما رواه عنه يحيى بن يحيى - .
الوجه الثالث : عن خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق مرسلاً ، وهذه رواية خالدٍ الواسطي - فيما رواه عنه الحسين بن داود - .
وتابع خالداً على هذا الوجه كهمس بن الحسن - فيما رواه عنه وكيع - وكذا تابعه الجريري ، ولكن وقع عليه اختلاف في ذكر واسطة بينه وبين عبد الله بن شقيق ، وهو عروة بن عبد الله بن قيس .
فهذه أوجه الاختلاف في هذا الحديث على خالدٍ الحذاء، وهي نفسها أوجه الاختلاف على شيخه عبد الله بن شقيق ، وهو مدار الحديث .
وقد اقتصر أبو زرعة على ذكر الوجهين الأولين ، ورجح الوجه الثاني - بحعله من حديث عبد الله بن شقيق ، عن رجلٍ من بلقين ، عن رجل من قومه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومقتضى ذلك أن لا يكون ثابتاً ، لأنه لا يلزم منه أن يكون شيخ عبد الله بن شقيق صحابياً ، وهو مبهم .
وأما على الوجه الأول فيكون صحيحاً ، لأن إبهام اسم الصحابي لا يضر بعد ثبوت ذلك عنه .(1/9)
وعلى كل حالٍ فالاختلاف في هذا الحديث شديد ، والنظر في الموازنة بين المختلفين يقتضي ترجيح الوجه الأول لثبوته عن بديل بن ميسرة ، والزبير بن الخريت دون اختلاف عليهما ، ثم هو وجه ثابت عن خالدٍ الحذاء ، وكهمس بن الحسن ، ولكن يشكل على ترجيح هذا الوجه أن الأصل في مثل هذا الاختلاف قبول زيادة الراوي في الإسناد ، مالم يعارضه ما هو أقوى منه ، وأبو زرعة قد تمشى مع هذا الأصل فهو قد ذكر الطرق المسقطة للزيادة ، وعلم قوتها ، ومع ذلك رجح الطريق الزائد ، وذلك أن هذا إسناد معنعن ، وإسقاط أحد الرواة في مثل هذا الإسناد كثير ، فإذا روي من طريق قوي ليس فيه إسقاط أحد من الرواة فهو الصواب .
كما أنه لو رُجح الوجه الثاني فإنه يشكل عليه أنه يخشى أن يكون مرسلاً ، ويكون معنى قوله : عن رجل من بلقين أي : عن قصته ، لا على سبيل الرواية عنه ، ولعله لأجل هذا ولأجل ما ذكره أبو زرعة أعرض عنه أصحاب الصحاح فلم يخرجه أحد منهم ، والله أعلم .(1/10)
139/926- سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن حمزة ، عن المطعم بن المقدام ، عن الحسن بن أبي الحسن أن معاوية قال لابن الحنظلية حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" الخيل معقود في نواصيها(1)الخير إلى يوم القيامة ". قال أبي : هذا عندي وهم، رواه أبو إسحاق الفزاري ، عن المطعم بن المقدام ، عن جَِسْر(2)بن الحسن ، عن يعلى بن شداد ، عن سهل بن الحنظلية ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا أشبه . قلت لأبي : فَلِمَ لَم تحكم للحديث المرسل ؟ فقال : المطعم عن الحسن ليس له معنى ، لم(3)يسمع منه ، والحسن البصري ، عن سهل بن الحنظلية لا يجيء ، وأبو إسحاق الفزاري أحفظ وأتقن من يحيى بن حمزة .
دراسة الرواة :
* يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي ، أبو عبد الرحمن الدمشقي ، ( 103-183 )، روى عن : الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، ومطعم بن المقدام وغيرهم . وعنه : الحكم بن موسى ، ومحمد بن المبارك الصوري ، وهشام بن عمار ، وابن مهدي، وغيرهم . أخرج له الجماعة .
وثقه ابن معين ، وهشام بن عمار ، ودحيم ، وأبو داود ، والعجلي ، ويعقوب بن شيبة ، والنسائي وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال أحمد : ليس به بأس . وقال أبو حاتم : كان صدوقاً .
وذكر ابن معين ، وأبو داود أنه كان قدرياً .
قال في التقريب : [ ثقة ، رمي بالقدر ] .
__________
(1)
(1) النواصي جمع ناصية ، وهي قصاص الشعر في مقدم الرأس ، وقيل هو في الأصل منبت الشعر ، لا الشعر نفسه ، والله أعلم ( انظر لسان العرب 15/327 ) .
(2) في ( م ، ط ) :" جبير " . وهو تصحيف .
(3) قوله :" لم " ساقطة من ( س ، ح ، ض ) .(1/1)
تاريخ الدوري 2/642 ، العلل رواية المروذي ص41 ، ثقات العجلي ص470 ، سؤالات الآجري 2/196و207 ، المعرفة والتاريخ 2/459 ، ثقات ابن حبان 7/614 و9/249 ، تهذيب الكمال 31/278 ، تهذيب التهذيب 4/349 ، التقريب 7536 .
* المطعِم بن المقدام الصنعاني الشامي ، روى عن : الحسن البصري ، ومجاهد بن جبر ، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم . وعنه : الأوزاعي ، وإسماعيل بن عياش ، ويحيى ابن حمزة وغيرهم . أخرج له أبو داود ، والنسائي .
وثقه الأوزاعي ، وابن معين وغيرهما، وقال أبو حاتم : لا بأس به . وذكره ابن حبان في الثقات ووصفه بأنه متقن .
قال الذهبي : ثقة نبيل .
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
الجرح والتعديل 8/411 ، ثقات ابن حبان 7/509 ، تهذيب الكمال 28/74 ، الكاشف 3/150 ، تهذيب التهذيب 4/92 ، التقريب 6708 .
* الحسن بن أبي الحسن البصري ، سبق في المسألة السابعة ، وهو ثقة فقيه فاضل مشهور ، وكان يرسل كثيراً ويدلس .
* سهل بن الحنظلية ، وهو سهل بن عمرو ، وقيل : سهل بن الربيع ، وقيل غير ذلك ، الأنصاري الأوسي ، والحنظلية أمه أو جدة له . صحابي شهد أحداً وما بعدها . مات أول خلافة معاوية - رضي الله عنهما - .
معجم الصحابة للبغوي 3/96 ، أسد الغابة 2/387 ، تهذيب الكمال 12/181، الإصابة 2/86 ، التقريب 2655 .
* أبو إسحاق الفزاري هو : إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري الإمام ، مات سنة 185 وقيل بعدها ، روى عن : حميد الطويل ، وخالد الحذاء ، وهشام بن عروة وغيرهم . وعنه : أبو أسامة ، وزكريا بن عدي ، ومعاوية بن عمرو وغيرهم ، حتى روى عنه الثوري ، والأوزاعي وهما من شيوخه .
متفق على توثيقه ، قال ابن عيينة : كان إماماً . وقال ابن معين : ثقة ثقة . وقال أبو حاتم : الثقة المأمون الإمام . وقال النسائي : ثقة مأمون أحد الأئمة .
قال في التقريب : [ ثقة حافظ ، له تصانيف ] .(1/2)
تاريخ الدارمي ص62 ، الجرح والتعديل 2/128 ، تهذيب الكمال 2/167 ، تهذيب التهذيب 1/80 ، التقريب 230 .
* جَِسْر بن الحسن ، أبو عثمان اليمامي ، ويقال : الكوفي ، ويقال : البصري ، قدم الشام ، روى عن : الحسن البصري ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمر بن عبد العزيز ، ويعلى بن شداد وغيرهم ، وعنه : الأوزاعي ، وأبو إسحاق الفزاري ، وعكرمة بن عمار وغيرهم .
قال أبو حاتم : ما أرى بحديثه بأساً . وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : صدوق .
وقال ابن معين : ليس بشيء . وقال الجوزجاني : واهي الحديث . وقال النسائي : ضعيف .
قال ابن عدي : وإنما عرف جسر بالأوزاعي حين روى عنه ، ولا أعرف لجسر هذا كثير رواية .
ولخص ابن حجر حاله بقوله : [ مقبول ] .
تاريخ الدارمي ص86، أحوال الرجال ص107، ضعفاء النسائي ص29، الجرح والتعديل 2/538، ثقات ابن حبان 6/155 ، الكامل 2/170 ، تهذيب الكمال 4/556 ، الميزان 1/398 ، إكمال تهذيب الكمال 3/193 ، تهذيب التهذيب 2/298 ، التقريب 922 .
* يعلى بن شداد بن أوس الأنصاري ، أبو ثابت المدني ، ثم الشامي المقدسي ، روى عن : أبيه ، وعبادة بن الصامت ، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم . وعنه : ابنه عبد الرحمن ، وجسر بن الحسن ، وهلال بن ميمون المكي وغيرهم . أخرج له أبو داود ، وابن ماجه .
قال ابن سعد : كان ثقة إن شاء الله . وذكره ابن حبان في الثقات .
وذكره البخاري في التاريخ الكبير ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
قال الذهبي : بعض الأئمة توقفوا في الاحتجاج بخبره ، وهو :" صلوا في النعال ، خالفوا اليهود " ، ويعلى شيخ مستور محله الصدق ... وقد وثق .
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
طبقات ابن سعد 7/449 ، التاريخ الكبير 8/415 ، الجرح والتعديل 9/301 ، ثقات ابن حبان 5/556 ، تهذيب الكمال 32/387 ، الميزان 4/457 ، تهذيب التهذيب 4/450 ، التقريب 7843 .
التخريج :(1/3)
- أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 3/97 ح1005 - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 58/349 - ، وابن قانع في معجم الصحابة 1/268 من طريق منصور ابن أبي مزاحم ،
والطبراني في الكبير 6/98 ح5623 ، وفي مسند الشاميين 2/58 ح1914 من طريقين عن هشام بن عمار ،
كلاهما ( منصور ، وهشام ) عن يحيى بن حمزة به بنحوه ، ولفظه بتمامه : عن الحسن البصري : أن معاوية قال لابن الحنظلية الأنصاري : حدثني حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها ، ومن ربط فرساً في سبيل الله كانت النفقة عليه كالمادِّ يده بالصدقة لا يقبضها " إلا أنه مختصر في رواية ابن قانع عن منصور . ووقع في رواية هشام بن عمار : عن الحسن بن أبي الحسن أنه قال لسهل بن الحنظلية حدثنا حديثاً سمعته ... ولم يذكر فيه معاوية .
ولم أقف على حديث أبي إسحاق الفزاري ، عن المطعم بن المقدام .
- وأخرجه أبو عوانة 4/447 ح7282 عن أبي أسامة الحلبي ، عن أبيه ،
وابن عساكر في تاريخ دمشق 68/124 من طريق عبد الله بن محمد ، عن داود بن رشيد ،
كلاهما عن أبي سعد عمر بن حفص الأنصاري الحلبي ، عن أبيه ، عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت ، قال في رواية أبي أسامة الحلبي: أن سهل بن الحنظلية حدث معاوية قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ... فذكره بنحو سياقه السابق . وقال في رواية داود بن رشيد : عن رجلٍ كان في حرس معاوية قال : عرضت خيل ، فقال لرجل من الأنصار يقال له: ابن الحنظلية، يا ابن الحنظلية ماذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الخيل، فذكره بنحو سياقه السابق - أيضاً - .(1/4)
- وأخرجه أبو عوانة 4/448 ح7287 عن أبي بكرٍ البصري ، عن أبي عمر الحوضي ، عن إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عمن حدثه ، عن سهل بن الحنظلية قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فذكره بنحوه دون زيادة آخره .
وقد علقه الدارقطني في العلل 9/253 عن إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن سهل بن الحنظلية .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على المطعم بن المقدام ، وذلك على وجهين:
الوجه الأول : عن المطعم بن المقدام ، عن الحسن بن أبي الحسن أن معاوية قال لابن الحنظلية حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ابن الحنظلية هذا الحديث . وهذه رواية يحيى بن حمزة ، وقد روى ذلك عنه منصور بن أبي مزاحم ، وهشام بن عمار ، ولكن هشام بن عمارٍ قال فيه : أن الحسن قال لابن الحنظلية . ولم يذكر معاوية فيه .
الوجه الثاني : عن المطعم بن المقدام ، عن جسر بن الحسن ، عن يعلى بن شداد ، عن سهل بن الحنظلية ، وهذه رواية أبي إسحاق الفزاري .
وقد رجح أبو حاتم الوجه الثاني ، وبين السبب في ذلك ، وهو أن رواية المطعم عن الحسن البصري ليس لها معنى لأنه لم يسمع منه . ثم إن رواية الحسن عن سهل بن الحنظلية لا تجيء ، وأن أبا إسحاق الفزاري أحفظ وأتقن من يحيى بن حمزة .
ومعنى قول أبي حاتم إن رواية الحسن عن سهل بن الحنظلية لا تجيء أي أنه لم يسمع منه كما ذكر أبو حاتم نفسه في المراسيل ص43 ، وهذا يدل على أن ما وقع في رواية هشام ابن عمار ، عن يحيى بن حمزة خطأ شديد ، وليست رواية يحيى بن حمزة كذا ، ولعله خطأ من هشام بن عمار .
والحاصل أن أبا حاتم رجح الوجه الثاني وليس للحسن البصري فيه ذكر ، وإنما هو جسر بن الحسن ، ولعل منشأ الخطأ في الوجه الأول تصحيف ، فإن التشابه بين قوله : حسن وجسر قريب جداً .(1/5)
والحديث من وجهه الراجح والمرجوح لا يصح ، فأما وجهه الراجح ففيه جسر بن الحسن ، وفيه ضعف ، وقد قال الحافظ مقبول . وأما وجهه المرجوح على فرض قبوله فهو منقطع بين الحسن ، وسهل بن الحنظلية ، وبين المطعم ، والحسن .
هذا ما يتعلق بما ذكره أبو حاتم في هذه المسألة ، وقد سبق في التخريج ذكر طريقين آخرين له عن سهل بن الحنظلية ، وهما :
الطريق الأول : طريق عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت ، وهو مرسل في رواية: أن سهل بن الحنظلية حدث معاوية ... وفي الرواية الأخرى فيه رجل مبهم وهو الواسطة بين عبادة وسهل بن الحنظلية ، وهو حرسي لمعاوية لا يعلم من هو ، ثم قد تفرد به أبو سعد ويقال : أبو سعيد عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري، وهو مقبول (التقريب 8125)، وعبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت لم أقف عليه ، وإنما المعروف عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت .
والحاصل أنه طريق ضعيف من وجوه ، وإنما ذكرت بعضها ، وفيه كفاية .
الطريق الثاني : طريق الزهري ، عمن حدثه ، عن سهل بن الحنظلية ، وهذا ضعيف لإبهام شيخ الزهري ، وقد ذكر الدارقطني في العلل 9/253 أن الصحيح فيه : عن الزهري بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ، مرسلاً .
وبهذا يعلم أن هذا الحديث لا يصح عن سهل بن الحنظلية من جميع وجوهه وطرقه ، ولكن ثبت في هذا المعنى في فضل الخيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث عن عدد من الصحابة ، ومن أشهرها :
1- حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " .
أخرجه البخاري 4/34 ح2849 ، ومسلم 6/31 ح1871 وغيرهما .
2- حديث عروة البارقي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، الأجر والمغنم " .
أخرجه البخاري 4/34 ح2850و2852 ، ومسلم 6/32 ح1873 وغيرهما .(1/6)
3- حديث أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " البركة في نواصي الخيل " .
أخرجه البخاري 4/34 ح2851 ، ومسلم 6/32 ح1874 وغيرهما ، والله أعلم .(1/7)
140/927- سألت أبي عن حديثٍ رواه الهقل، وعمرو بن هاشم ، عن الأوزاعي، عن سليمان حبيب ، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" ثلاثة كلهم ضامن على الله ...". قال : ورواه الوليد وغيره ، عن الأوزاعي ، عن سليمان ، عن أبي أمامة موقوف . قال أبي : هقل أحفظ ، والحديث موقوف أشبه .
دراسة الرواة :
* الهقل بن زياد الدمشقي ، ثم البيروتي ، سبق في المسالة التاسعة والثلاثين ، وهو ثقة . ومن أوثق الناس في الأوزاعي ، كما قال أحمد ، وأبو مسهر ، وهشام بن عمار ، ومروان بن محمد وغيرهم .
* عمرو بن هاشم البيروتي ، روى عن : الأوزاعي ، وابن لهيعة، ومحمد بن شعيب ابن شابور وغيرهم . وعنه : أبو زرعة ، وزهير بن عباد ، وأبو صالح كاتب الليث ، ومحمد بن مسلم بن واره وغيرهم . أخرجه له ابن ماجه فقط .
قال ابن أبي حاتم: سألت محمد بن مسلم عنه فقال : كتبت عنه ، كان قليل الحديث، قلت : ما حاله ؟ قال : ليس بذاك ، كان صغيراً حين كتب عن الأوزاعي .
وذكر العقيلي في الضعفاء عمرو بن هاشم يروي عن ابن عجلان - وهو هذا فيما يظهر - وقال فيه : مجهول النقل ، ولا يتابع على حديثه .
وذكره ابن عدي في ترجمة سليمان بن أبي كريمة ، وقال : عمرو ليس به بأس .
قال الذهبي : صدوق ، وقد وثق .
وقال ابن حجر : [ صدوق يخطئ ] .
ضعفاء العقيلي 3/294 ، الجرح والتعديل 6/268 ، الكامل 3/263 ، تهذيب الكمال 22/275 ، الميزان 3/290 ، تهذيب التهذيب 3/309 ، التقريب 5127 .
* الأوزاعي عبد الرحمن بن عمروٍ ، سبق في المسألة الثامنة والثلاثين ، وهو ثقة جليل .(1/1)
* سليمان بن حبيب المحاربي ، أبو أيوب الدمشقي الداراني ، وقيل : أبو ثابت ، وقيل في كنيته غير ذلك ، القاضي بدمشق ، مات سنة 126 ، روى عن : أبي أمامة الباهلي ، وأبي هريرة ، ومعاوية وغيرهم . وعنه : الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن يزيد ابن جابر ، وكذا عمر بن عبد العزيز ، والزهري ، وهما من أقرانه ، وغيرهم ، أخرج له البخاري ، وأبو داود ، وابن ماجه .
وثقه ابن معين ، والعجلي ، والنسائي وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات . وكان أبو حاتم الرازي يرفع من شأنه .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
تاريخ الدارمي ص129 ، ثقات العجلي ص201 ، أخبار القضاة 3/210 ، الجرح والتعديل 4/105 ، ثقات ابن حبان 4/313 ، تهذيب الكمال 11/382 ، تهذيب التهذيب 2/87 ، التقريب 2544.
* أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - ، سبقت ترجمته في المسألة رقم : 121 .
* الوليد بن مسلم الدمشقي ، سبق في المسألة الثانية ، وهو ثقة ، ولكنه كثير التدليس والتسوية .
التخريج :
- أخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد 1/211 ح51 عن هشام بن عمار ، عن الهقل ابن زياد به بنحو لفظ أبي داود الآتي .
- وأخرجه الروياني 2/310 ح1265 عن عبد المجيد بن إبراهيم الدمياطي ،
والطبراني في الكبير 8/118ح4791 ، وفي الأوسط 3/262 ح3094 ، وفي مسند الشاميين 2/408 ح1596 - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 22/206 – عن بكر بن سهل الدمياطي ،
كلاهما ( عبد المجيد ، وبكر ) عن عمرو بن هاشم به بنحو لفظ أبي داود الآتي .
ولم أقف على حديث الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي .
- وأخرجه أبو داود 3/209 ح2486 ، والطبراني في الكبير 8/118 ح7492 ، والحاكم 2/73 ، والبيهقي 9/166 من طريق أبي مسهر ، عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة ،
وابن السني في عمل اليوم والليلة ص53 ح161 من طريق عمر بن عبد الواحد ،(1/2)
كلاهما ( ابن سماعة ، وعمر ) عن الأوزاعي به مرفوعاً ، ولفظ الحديث بتمامه كما هو عند أبي داود : عن أبي أمامة الباهلي ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" ثلاثة كلهم ضامن على الله - عز وجل - : رجل خرج غازياً في سبيل الله - عز وجل - ، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرده بما نال من أجرٍ وغنيمة ، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرده بما نال من أجرٍ وغنيمة ، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله - عز وجل - ".
- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 2/614 ح1094 ، وابن حبان 2/251 ح499 من طريق هشام بن عمار ، عن صدقة بن خالد ، عن أبي حفص عثمان بن أبي العاتكة ،
والطبراني في الكبير 8/118 ، وفي مسند الشاميين 2/409 ح1597 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1527 ح3873 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 11/141 و24/68 من طريق بكر بن سهل الدمياطي ، عن عبد الله بن يوسف التنيسي ، عن كلثوم بن زياد،(1/3)
كلاهما ( أبو حفص ، وكلثوم ) عن سليمان بن حبيب ، عن أبي أمامة به بنحوه مطولاً في رواية كلثومٍ فقط ، وهو مرفوع في رواية أبي حفص بن أبي العاتكة ، وأما كلثوم فهذا سياقه : عن سليمان المحاربي قال : خرجت غازياً فلما مررت بحمص خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غنى للمسافر عنه ، فلما نظرت إلى باب المسجد قلت : لو أني دخلت فركعت ركعتين ، فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد ، وابن أبي زكريا ، ومكحول في نفر من أهل دمشق ، فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم فتحدثوا شيئاً ، ثم قالوا : إنا نريد أبا أمامة الباهلي ، فقاموا وقمت معهم ، فدخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر ، وإذا عقله ومنطقه أفضل مما نرى من منظره ، وكان أول ما حدثنا أن قال :" إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم وحجته عليكم ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغ ما أرسل به ، وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا ، فبلغوا ما تسمعون، ثلاثة كلهم ضامن على الله -عز وجل- رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يدخله الجنة ، أو يرجعه بما نال من أجر وغنيمة ، ورجل دخل بيته بسلام ، ثم قال : إن في جهنم جسراً له سبع قناطر على أوسطهن القضاء ، فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له : ماذا عليك من الدين ؟ - وتلا هذه الآية : { }(1)- قال : فيقول: يا رب علي كذا وكذا ، فيقال له : اقض دينك ، فيقول : ما لي شيء، وما أدري ما أقضي ، فيقال: خذوا من حسناته ، فما زال يؤخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة ، حتى إذا أفنيت حسناته قيل : قد فنيت حسناته ، يقال : خذوا من سيئات من يطلبه فركبوا عليه ، فقد بلغني أن رجالاً يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات ، فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما تبقى لهم حسنة ". هذا لفظه في المعجم الكبير ، والبقية بنحوه .
__________
(1) من الآية 42 من سورة النساء .(1/4)
وهذا اللفظ ليس بصريح في رفعه ، بل هو موقوف ، غير أن الطبراني في مسند الشاميين لم يسق لفظه ، وإنما ساق إسناده بعد حديث عمرو بن هاشم ، عن الأوزاعي ، وقال فيه : عن أبي أمامة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله . وهو ظاهر في أنه يرى أنه مرفوع .
- وأخرجه الطبراني في الكبير 8/150 ح7579 ، وفي مسند الشاميين 2/381 ح1541 و4/316 ح3413 عن عثمان بن خالد الحمصي ، عن عبد الله بن عبد الجبار الخبائري ، عن سعيد بن عمارة ، عن هشام بن الغاز ، عن مكحول ، عن أبي أمامة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به بنحوه مختصراً .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على الأوزاعي ، حيث روي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب ، عن أبي أمامة مرفوعاً، وهذه رواية الهقل بن زياد ، وعمرو بن هاشم ، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة ، وعمر بن عبد الواحد .
الوجه الثاني : عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب ، عن أبي أمامة موقوفاً، وقد ذكر أبو حاتم أن هذه رواية الوليد بن مسلم وغيره . ولم أقف عليه - كما سبق - .
وقد قال أبو حاتم بعد ذكر هذين الوجهين : هقل أحفظ ، والحديث موقوف أشبه .
وهذا حكم بترجيح الموقوف وهو رواية الوليد بن مسلم وغيره ، مع التسليم بأن الهقل بن زياد أحفظ من الوليد بن مسلم لحديث الأوزاعي .
ولكن قد تبين أن الهقل ، وعمرو بن هاشم قد توبعا على رفعه ، فتابعهما إسماعيل ابن عبد الله بن سماعة العدوي ، وهو ثقة ( التقريب 458 ) ، وتابعهما عمر بن عبد الواحد السلمي ، وهو ثقة - أيضاً - ( التقريب 4943 ) ، فهؤلاء أربعة ، وفيهم ثلاثة ثقات رووه عن الأوزاعي مرفوعاً ، مما يدل على ثبوت رفع هذا الحديث عن الأوزاعي .(1/5)
وقد تابع الأوزاعي على رفعه أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة الأزدي الدمشقي ، وهو صدوق ، ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني ( التقريب 4483 ) ، وليس هذا من حديثه عن علي بن يزيد، وقد قال فيه أبو حاتم: لا بأس به، بليته من كثرة روايته عن علي بن يزيد، فأما ما روى عن غير علي بن يزيد فهو مقارب يكتب حديثه . ومع ذلك فقد ضعفه ابن معين وغيره ( انظر : الجرح والتعديل 6/163 ، تهذيب الكمال 19/397 ) .
كما تابع الأوزاعي على روايته عن سليمان بن حبيب كلثوم بن زياد ، وهو أبو عمرو ، ترجم له البخاري ، وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وضعفه النسائي . ( التاريخ الكبير 7/228 ، ضعفاء النسائي ص90 ، الجرح والتعديل 7/164 ، ثقات ابن حبان 7/355 ، الميزان 3/413 ، اللسان 4/489 ) .
ولكن سبق أن الظاهر أن روايته موقوفة ، وهي محتملة للرفع ، وهو الذي فهمه أبو القاسم الطبراني .
فهذا محصل الاختلاف في رفع هذا الحديث ووقفه على الأوزاعي ، وعلى سليمان بن حبيب ، ومن خلال الموازنة بين المختلفين يظهر أن رفعه أقوى من وقفه ، ولكن لا يجزم بذلك لأن أبا حاتم ذكر أن الوقف رواية الوليد بن مسلم وغيره عن الأوزاعي ، مما يدل على أن الوليد متابع على وقفه ، فلعل الأوزاعي حدث بالوجهين جميعاً ، أو لعل سبب الاختلاف هو أن رفعه ليس بصريح كما هو في رواية كلثوم المطولة التي يحكي بها سليمان قصة إتيانه أبا أمامة . فالله أعلم .
وأما رواية مكحول عن أبي أمامة فهي مرفوعة ، ولكنه إسناد فرد ، وفيه سعيد بن عمارة الكلاعي ، وهو ضعيف ( التقريب 2367 ) ، وشيخ الطبراني عثمان بن خالد بن عمروٍ السُّلَفي الحمصي لم أتبين حاله ، والله أعلم .(1/6)
141/928- سألت أبي عن حديث رواه أبو إسحاق الفزاري ، عن أبي مالك الأشجعي(1)، عن نعيم بن أبي هند ، عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قتل قتيلاً فله سلبه(2)" . قال أبي : بين نعيم ، وسمرة : ابن سمرة ، عن سمرة .
دراسة الرواة :
* أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، سبق في المسألة رقم 139، وهو ثقة حافظ، له تصانيف .
* أبو مالك الأشجعي هو : سعد بن طارق بن أَشيم الكوفي ، مات في حدود سنة 140، روى عن : أبيه - وله صحبة - ، وأنس بن مالك ، وربعي بن حِراش ، وعبد الله ابن أبي أوفى ، ونعيم بن أبي هند وغيرهم . وعنه : الثوري ، وشعبة ، وأبو إسحاق الفزاري ، ومروان بن معاوية وغيرهم . أخرج له الجماعة إلا أن البخاري تعليقاً .
ثقة، وثقه أحمد ، وابن معين ، والعجلي وغيرهم . وقال أبو حاتم: صالح الحديث، يكتب حديثه . وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال ابن عبد البر : لا أعلمهم يختلفون بأنه ثقة عالم .
وقال في التقريب : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص179 ، الجرح والتعديل 4/86 ، ثقات ابن حبان 4/294 ، تهذيب الكمال 10/269 ، تهذيب التهذيب 1/693 ، التقريب 2240 .
* نعيم بن أبي هند ، واسمه : النعمان بن أَشيم الأشجعي ، الكوفي ، وهو ابن عم أبي مالك الأشجعي ، مات سنة 110 ، روى عن أبيه - وله صحبة - ، وربعي بن حراش ، وأبي وائل ، وابن سمرة بن جندب وغيرهم . وعنه : أبو مالك الأشجعي ، وشعبة ، وسليمان التيمي وغيرهم . أخرج له الجماعة إلا أن البخاري تعليقاً ، وأبا داود في المراسيل .
__________
(1) في ( ت ، ط ) :" الأشجع " ، وفي ( م ) كأنها :" الأشج " وهو تصحيف ، والصواب ما أثبت .
(2) السلب هو : ما يأخذه أحد القِرْنَين في الحرب من قِرْنه مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها ، وهو فَعَلُ بمعنى مفعول ، أي : مسلوب ( النهاية 2/387 ) .(1/1)
ثقة ، وثقه ابن سعد ، والعجلي ، والنسائي . وقال أبو حاتم : صالح الحديث صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقيل للثوري : مالَك لم تسمع من نعيم بن أبي هند ؟ قال : كان يتناول علياً - رضي الله عنه - .
قال الذهبي في الكاشف : ثقة . وقال في الميزان : صدوق .
وقال ابن حجر : [ ثقة ، رمي بالنصب ] . وهو كما قال .
طبقات ابن سعد 6/306 ، ثقات العجلي ص452 ، الجرح والتعديل 8/460 ، ثقات ابن حبان 7/536 ، تهذيب الكمال 29/497 ، الميزان 4/271 ، الكاشف 3/208 ، تهذيب التهذيب 4/238 ، التقريب 7178 .
* سمرة بن جُنْدُب بن هلال الفزاري ، حليف الأنصار ، صحابي مشهور ، قيل في كنيته: أبو عبد الله ، وقيل : أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو سليمان، أول مشاهده أحد - فيما قيل - وشهد ما بعدها ، ومات سنة 60 وقيل قبلها - رضي الله عنه - .
معجم الصحابة للبغوي 2/207 ، أسد الغابة 2/376، تهذيب الكمال 12/130، الإصابة 2/78، التقريب 2630 .
* ابن سمرة ، لم يُبَيِّن في الرواية اسمه ، وسيأتي الكلام عليه .
التخريج :
- أخرجه الروياني 2/80 ح859 عن عبد الرحمن بن يونس السراج الرقي ،
والطبراني في الكبير 7/297 ح7000 من طريق محمد بن عيسى الطباع ،
والبيهقي في السنن الكبرى 6/309 ، وفي المعرفة 5/119 ح3951 من طريق معاوية ابن عمروٍ ،
ثلاثتهم ( السراج ، والطباع ، ومعاوية ) عن أبي إسحاق الفزاري به بنحوه ، إلا أن معاوية بن عمروٍ أدخل ابن سمرة بين نعيم ، وسمرة .
- وأخرجه ابن ماجه 2/947 ح2838 ، وأحمد 5/12 ح20144 ، وأبو عبيد في الأموال ص319 ح774 ، وابن أبي شيبة 6/478 ح33082 ، وابن زنجويه في الأموال 2/685 ح1150 ، والحارث بن أبي أسامة ( بغية الباحث ص211 ح668 ) ، وابن المنذر في الأوسط 11/118 ح6505 ، من طريق أبي معاوية الضرير ،(1/2)
والطبراني في الكبير 7/295 ح6995 ، وأبو نعيم الأصبهاني في تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عالياً ص70 ح47 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن موسى بن محمد الأنصاري ،
والطبراني في الكبير 7/296 ح6996 من طريق حاتم بن إسماعيل ، عن ابن جريج،
ثلاثتهم ( أبو معاوية، والأنصاري، وابن جريج ) عن أبي مالك الأشجعي به بنحوه، وقد جعله أبو معاوية ، والأنصاري : عن أبي مالك ، عن نعيم بن أبي هند ، عن ابن سمرة ، عن سمرة(1). وأما ابن جريج فوقع في روايته : عن أبي مالك ، عن سمرة - بإسقاط نعيم ، وابن سمرة جميعاً(2)- .
- وأخرجه الطبراني في الكبير 7/296 ح6997 من طريق يحيى بن حسان ، عن سليمان بن موسى ،
وفي الكبير - أيضاً - 7/296 ح6998 من طريق مروان بن جعفر السَّمُري ، عن محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة ،
كلاهما ( سليمان بن موسى ، ومحمد بن إبراهيم ) عن جعفر بن سعد بن سمرة ، عن خبيب بن سليمان بن سمرة ، عن أبيه ، عن سمرة به بنحوه في روايته سليمان بن موسى ، ولفظه في رواية محمد بن إبراهيم :" من قتل رجلاً فإن له سلبه من الفيء إذا ما لقيها " .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم في حديث أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن نعيم ابن أبي هند ، عن سمرة بن جندب - هذا الحديث - أن بين نعيم ، وسمرة : ابن سمرة ابن جندب .
__________
(1) وفي المطبوع من بغية الباحث سَقَطَ نعيم بن أبي هند ، وهو سقط في النسخة ، لا في أصل الرواية .
(2) وفي رواية ابن جريج في المطبوع من المعجم الكبير تصحيف - أيضاً - ، وصورة روايته : عن أبي مالك الأشجعي ، عن سعد بن طارق ، عن سمرة بن جندب . كذا فيه ، وأبو مالك هو سعد بن طارق ، فلعل الناسخ وهم في ذلك ، والله أعلم .(1/3)
وقد تبين من التخريج السابق أنه قد اختلف فيه على أبي إسحاق الفزاري ، وعلى شيخه أبي مالك في ذكر ابن سمرة ، فأما أبو إسحاق فرواه عنه دون ذكر ابن سمرة : عبد الرحمن بن يونس السراج ، ومحمد بن عيسى الطباع ، وخالفهما معاوية بن عمرو فرواه عن أبي إسحاق الفزاري بذكر ابن سمرة .
وأما أبو مالك الأشجعي فرواه عنه أبو معاوية الضرير ، وموسى بن محمد الأنصاري بذكر ابن سمرة فيه ، ورواه ابن جريج عنه ، عن سمرة - دون واسطة - وسبق أن رواية ابن جريج يجتمل أن يكون السقط فيها من نسخة المعجم الكبير للطبراني ، حيث لم أقف على روايته عند غيره ، لا أن ذلك وجه في الرواية عن أبي مالك .
وعلى كل حال فالمحفوظ في هذا الإسناد جعله : عن أبي مالك ، عن نعيم بن أبي هند ، عن ابن سمرة ، عن سمرة ، حيث اتفق عليه ثقتان ، وهما أبو معاوية ، وهو ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، وقد يهم في حديث غيره - كما سبقت ترجمته في المسألة الثانية عشرة - وموسى بن محمد الأنصاري وثقه ابن معين وغيره ، وقال أبو حاتم : لا بأس به ، وذكره ابن حبان في الثقات ( الجرح والتعديل 8/160 ، ثقات ابن حبان 7/456 ) ، ثم هو رواية عن أبي إسحاق الفزاري .
وإسناد هذا الحديث على هذا الوجه قد حكم عليه الحافظ ابن حجر بأنه لا بأس به ( التلخيص الحبير 3/120 ) ، ولكن يشكل عليه أن ابن سمرة لم يبين اسمه في شيء من الروايات عن أبي مالك ، إلا أنه جاء تسميته سليمان بن سمرة في حديث جعفر بن سعد ابن سمرة ، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة - وقد سبق تخريجه -، ولكنه إسناد غير ثابت ، فإن جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي ( التقريب 941 ) .
ولو فرض كونه سليمان بن سمرة فهو لم يوثقه غير ابن حبان ، وقد قال في التقريب: مقبول . ( تهذيب الكمال 11/448 ، التقريب 2569 ) .(1/4)
ويحتمل أن يكون سعد بن سمرة ، وهو أحسن حالاً من أخيه فقد وثقه النسائي ، وابن حبان ( ثقات ابن حبان 4/294 ، وتعجيل المنفعة ص148 ) غير أن الحافظ المزي أبدى احتمالاً ثالثاً ، فقال في ترجمة سليمان بن سمرة - بعد أن ذكر هذا الحديث - : فلا أدري هو ذا أو أخوه سعد بن سمرة أو أخ لهما ثالث . كما زاد المزي وجهاً جديداً في الاختلاف حيث ذكره عن نعيم بن أبي هند ، عن ابن سمرة ، عن أبيه ، قال : وقيل : عن نعيم ، عن مولى لسمرة ، عن سمرة ، وقيل : عن نعيم ، عن سمرة ، ليس بينهما أحد .
وكونه عن مولى لسمرة ، عن سمرة لم أقف عليه ، إلا أن ذكر ذلك يزيد في وهن الحديث ، والحاصل أن مثل هذا الإسناد لا يقال بثبوته .
ولكن متنه ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد روي من وجوه متعددة ، وأشهر ما فيه حديث أبي قتادة في الصحيحين :" من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه " ، وفيه قصة ، ( انظر : صحيح البخاري 4/112 ح3142 ، وصحيح مسلم 5/147 ح1751 ) ، وانظر حديث أنس الآتي برقم 147/934 والله أعلم .(1/5)
142/929- سألت أبي ، وأبا زرعة عن حديث رواه ابن أبي فديك ، عن موسى ابن يعقوب الزَّمعي ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة(1)، عن بُسْر(2)بن سعيد ، عن زيد بن خالد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من جهز غازياً فله مثل أجره ، ومن خلف غازياً في أهله ... " . فقالا : هذا خطأ ، رواه خالد الواسطي ، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن بُسْر (2) بن سعيد ، عن زيد بن خالد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا(3)الصحيح ، قلت لأبي زرعة : ممن الخطأ ؟ قال : من موسى بن يعقوب .
دراسة الرواة :
* ابن أبي فديك هو : محمد بن إسماعيل المدني ، سبق في المسألة الخامسة والثمانين، وهو صدوق .
* موسى بن يعقوب الزَّمعي ، سبق في المسألة السابعة والسبعين ، وقد اختلف فيه ، ولخص ابن حجر حاله بقوله : صدوق سيئ الحفظ . وهو كما قال ، فإن أحمد لم يكن يعجبه حديثه ، وقال ابن المديني : ضعيف الحديث منكر الحديث . وقال النسائي : ليس بالقوي . هذا مع توثيق ابن معين وغيره له .
* عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله القرشي العامري، مولاهم، ويقال : الثقفي، المدني ، ثم البصري ، ويقال له : عَبَّاد . روى عن : أبيه ، وسعيد المقبري ، والحسن البصري ، وابن شهاب الزهري وغيرهم . وعنه : ابن علية ، وحماد بن سلمة ، وخالد الطحان ، وموسى بن يعقوب وغيرهم . أخرج له الجماعة ، إلا أن البخاري تعليقاً ، وأخرج له في الأدب المفرد .
__________
(1) في ( ض ) كرر الناسخ هذا السطر من قوله :" عن عبد الرحمن ... سراقة " وهماً .
(2) في ( س، ط ) :" بشر " - بالشين المعجمة - وهو تصحيف .
(3) في ( ت ، م ، ط ) :" فهذا " وكلاهما صحيح .(1/1)
وثقه ابن معين . وقال : صالح الحديث . وقال مرة : صويلح ، وقدمه في الزهري على صالح بن أبي الأخضر . ونقل الترمذي عن البخاري توثيقه . وكذا وثقه أبو داود وغيره . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال أحمد : صالح الحديث . وقال - أيضاً - : ليس به بأس . فقيل له : إن يحيى ابن سعيد قال : سألت عنه أهل المدينة فلم يحمدوه ؟ فسكت . وقال ابن المديني : هو عندنا صالح وسط ، وكان يحيى بن سعيد يضعفه . وقال يعقوب بن شيبة : صالح . وقال يعقوب بن سفيان : ليس به بأس . وكذا قال النسائي وزاد : ولم يكن ليحيى القطان فيه رأي .
وقال أبو طالب : سألت أحمد بن حنبل عنه فقال : روى عن أبي الزناد أحاديث منكرة ، وكان يحيى لا يعجبه ، قلت : كيف هو ؟ قال : صالح . وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ، وهو قريب من محمد بن إسحاق صاحب المغازي ، وهو حسن الحديث ، وليس بثبت ولا قوي ، وهو أصلح من عبد الرحمن بن إسحاق بن شيبة .
وقال البخاري : ربما وهم . وقال - أيضاً - : ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه ، وإن كان ممن يحتمل في بعض ، قال : وقال إسماعيل بن إبراهيم : سألت أهل المدينة عنه فلم يحمد ، مع أنه لا يعرف له بالمدينة تلميذ إلا موسى الزمعي ، روى عنه أشياء في عدة منها اضطراب . وقال العجلي : يكتب حديثه وليس بالقوي . وقال الدارقطني : ضعيف الحديث .
وفيه كلام غير ذلك ، وقد رمي بالقدر ، قال ابن المديني : سمعت سفيان وسئل عن عبد الرحمن بن إسحاق ، قال : كان قدرياً فنفاه أهل المدينة فجاءنا هاهنا مقتل الوليد فلم نجالسه ، وقال : إنه قد سمع الحديث . وقال ابن المديني - أيضاً-: كان يرى القدر، ولم يحمل عنه أهل المدينة ، وقد وصفه بالقدر أبو داود وغيره .
قال ابن عدي : في حديثه بعض ما ينكر ولا يتابع عليه ، والأكثر منه صحاح ، وهو صالح الحديث ، كما قاله أحمد بن حنبل .
وقال في التقريب : [ صدوق ، رمي بالقدر ] .(1/2)
تاريخ الدوري 2/344 ، سؤالات ابن الجنيد ص160 ، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لابن المديني ص111 ، العلل ومعرفة الرجال 2/353و501 ، التاريخ الكبير 5/258 ، ثقات العجلي ص287 ، المعرفة والتاريخ 3/59 ، سؤالات الآجري 1/386 ، العلل الكبير ص179 ، الجرح والتعديل 1/47 و5/212 ، ثقات ابن حبان 7/86 ، الكامل 4/300 ، الضعفاء والمتروكون للدارقطني ص276، تهذيب الكمال 16/519 ، الميزان 2/546 ، تهذيب التهذيب 2/487 ، التقريب 3800 .
* ابن شهاب الزهري ، سبق في المسألة الرابعة والعشرين ، وهو الفقيه الحافظ ، متفق على جلالته وإتقانه .
* عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي ، أبو عبد الله المدني ، وهو سبط عمر بن الخطاب ، أمه زينب بنت عمر ، وكان والي مكة ، مات سنة 118 ، رأى أبا أسيد الساعدي ، وأبا قتادة ، وأبا هريرة ، وروى عن عمر مرسلاً - على الصحيح - وعن خاله عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وبسر بن سعيد ، وعنه : الزهري ، وابن أبي ذئب ، وعبيد الله بن عمر وغيرهم . أخرجه له البخاري ، وابن ماجه .
وثقه أبو زرعة ، والنسائي ، والدارقطني . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
الجرح والتعديل 6/155 ، ثقات ابن حبان 5/154 ، سؤالات الحاكم للدارقطني ص245 ، تهذيب الكمال 19/413 ، تهذيب التهذيب 3/67 ، التقريب 4489 .
* بسر بن سعيد المدني العابد ، مولى ابن الحضرمي ، مات سنة 100 ، روى عن عثمان ، وسعد بن أبي وقاص ، وزيد بن خالد ، وأبي هريرة وغيرهم . وعنه : زيد بن أسلم ، وسالم أبو النضر ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعثمان بن عبد الله بن سراقة وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والعجلي ، والنسائي وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات وقال : وكان متعبدا متخلياً ، مات ولم يخلف كفنا يكفن فيه ، حتى كفنه الناس ، وذكره في المشاهير وقال : وكان من المتقنين .(1/3)
وقال أبو حاتم : هو من التابعين ، لا يسأل عن مثله . وقدمه يحيى بن سعيد على عطاء بن يسار ، وذكر أنه يذكر بخير . وقال عمر بن عبد العزيز : إنه أفضل أهل المدينة .
قال في التقريب : [ ثقة جليل ] .
طبقات ابن سعد 5/282 ، التاريخ الكبير 2/123 ، ثقات العجلي ص79 ، الجرح والتعديل 2/423 ، ثقات ابن حبان 4/78 ، مشاهير علماء الأمصار ص76 ، تهذيب الكمال 4/72 ، تهذيب التهذيب 1/221 ، التقريب 666 .
* زيد بن خالد الجهني ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو طلحة المدني ، صحابي مشهور ، شهد الحديبية وبيعة الرضوان ، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح ، ومات سنة 68 وقيل غير ذلك - رضي الله عنه - .
طبقات ابن سعد 4/344 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 3/1189 ، أسد الغابة 2/241 ، تهذيب الكمال 10/63 ، الإصابة 1/565 ، التقريب 2133 .
* خالد بن عبد الله الواسطي ، الطحان ، أبو الهيثم ، ويقال : أبو محمد المزني ، مولاهم ، ( 110-182 ) أو نحوها. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وخالد الحذاء، وعمرو بن يحيى المازني ، وعبد الرحمن بن إسحاق وغيرهم ، وعنه : ابن مهدي ، والقطان ، ووكيع ، وعمرو بن عون ، ومسدد وغيرهم .
متفق على توثيقه ، قال أحمد : كان ثقة صالحاً في دينه ، بلغني أنه اشترى نفسه من الله ثلاث مرات ، وهو أحب إلينا من هشيم . وقال - أيضاً - : من أفاضل المسلمين ، اشترى نفسه من الله أربع مرات فتصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات .
قال في التقريب : [ ثقة ثبت ] .
الجرح والتعديل 3/340، تاريخ بغداد 8/294، تهذيب الكمال 8/99، تهذيب التهذيب 1/523، التقريب 1647 .
* محمد بن زيد بن المهاجر بن قُنْفُذ التيمي ، المدني ، رأى عبد الله بن عمر ، وروى عن : أبيه ، ومحمد بن المنكدر، وعمير مولى آبي اللحم وغيرهم ، وعنه: الزهري - وهو من أقرانه - ، وعبد العزيز الدراوردي ، وحفص بن غياث ، وبشر بن المفضل وغيرهم . أخرج له مسلم والأربعة .(1/4)
ثقة ، قال أحمد : شيخ ثقة . ووثقه - أيضاً - : ابن معين ، وأبو زرعة، والعجلي، وأبو داود وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
العلل ومعرفة الرجال 2/493 ، ثقات العجلي ص404 ، الجرح والتعديل 7/255 ، ثقات ابن حبان 5/364 ، تهذيب الكمال 25/230 ، تهذيب التهذيب 3/566 ، التقريب 5894 .
التخريج :
- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 6/230 عن ابن شيبة ، وهو : عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي ،
ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1/422 ، وأبو يعلى في معجمه ص335 ح315 ، وابن حبان 10/490 ح4632 ، والطبراني في الكبير 5/246 ح5223 ، وفي الأوسط 8/84 ح8038 ، وفي مكارم الأخلاق ص90 ح142 ، وأبو الطاهر الذهلي في الجزء الثالث والعشرين من حديثه - بانتقاء الدارقطني - ص44 ح132 ، والخطيب في تاريخ بغداد 7/206 من طريق هارون بن عبد الله الحمال ،
والطبراني في الكبير 5/246 ح5233 ، وفي مكارم الأخلاق ص90 ح142 من طريق أحمد بن صالح ،
ثلاثتهم ( ابن شيبة الحزامي ، وهارون ، وأحمد بن صالح ) عن ابن أبي فديك به بنحوه ، ولفظه بتمامه :" من جهز غازياً فله مثل أجره ، ومن خلفه في أهله فله مثل أجره " . وزادوا فيه : قال ابن شهاب : ثم أخبرنيه بسر بن سعيد .(1/5)
- وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/17 ح2553 ، وفي الجهاد 1/284 ح89 ، والطبراني في الكبير 5/246 ح5234 ، وفي الأوسط(1)8/35 ح7883 من طريق وهب بن بقية عن خالد الواسطي به :" من جهز غازياً في سبيل الله فله مثل أجره ، ومن خلف غازياً في سبيل الله في أهله وأنفق عليهم فله مثل أجره " . ولم يقل :" وأنفق عليهم " في الآحاد لابن أبي عاصم فقط .
- وأخرجه البخاري في صحيحه 4/32 ح2843 ، ومسلم 6/42 ح1895 ، وأبو داود 3/216 ح2501 ، والترمذي 3/269 ح1628 و3/270 ح1631 ، والنسائي في المجتبى 6/46 ، وفي الكبرى 3/30 ح4390 ، وأحمد 4/116 ح17045 و4/117 ح17056 و5/193 ح21681، والطيالسي 2/261 ح998 و2/668 ح1427، وعبد ابن حميد ( المنتخب ص117 ح277 )، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/18 ح2555، وفي الجهاد 1/295 ح90 ، وابن الجارود 3/291 ح1037 ، وأبو عوانة 4/479 ح7403-7405 ، والطبراني في الكبير 5/244 ح5225-5230 ، وفي مكارم الأخلاق ص90 ح143، وابن عدي 2/417، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1193 ح3015، والبيهقي 9/28 ، والبغوي في شرح السنة 10/359ح2624 وغيرهم من طريق يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ،
__________
(1) وقع في الأوسط : زيد بن ثابت بدل : زيد بن خالد ، وهو وهم من الناسخ ، فإن إسناد الطبراني في الكبير وفي الأوسط واحد ، وقد وقع في الكبير على الصواب : زيد بن خالد الجهني . هكذا مصرحاً بنسبه . ويبدو أن هذا الوهم قديم في نسخ المعجم الأوسط ، فقد وقع للمنذري وللهيثمي على الخطأ : زيد بن ثابت ، ولذا فقد ذكراه على أنه حديث مستقل ، لا علقة له بحديث زيد بن خالد ، وتبعهما الألباني ، وجعل حديث زيد بن خالد شاهداً له ، وكل هذا وهم ( انظر : الترغيب والترهيب 2/255 ، ومجمع الزوائد 5/283 ، والسلسلة الصحيحة 6/427 ) .(1/6)
والبخاري في التاريخ الكبير 3/135 ، ومسلم 6/41 ح1895 ، والنسائي في المجتبى 6/46 ، وفي الكبرى 3/30 ح4389 ، وأحمد 4/115 ح17039 ، وسعيد بن منصور 2/160 ح2325 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/18 ح2554 ، وفي الجهاد 1/296 ح91 ، وأبو عوانة 4/479 ح7406 ، وابن حبان 10/489 ح4631 ، والطبراني في الكبير 5/245 ح5231 و5/246 ح5232 ، والبيهقي 9/47و172 من طريق بكير بن الأشج ،
والطبراني في الكبير 5/245 ح5228 ، وفي مكارم الأخلاق ص90 ح143 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ،
ثلاثتهم ( أبو سلمة ، وبكير ، ومحمد بن عبد الرحمن ) عن بسر بن سعيد ، عن زيد ابن خالد الجهني به ولفظه :" من جهز غازياً في سبيل الله - عز وجل - فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخيرٍ فقد غزا " .
- وأخرجه الترمذي 2/160 ح807 و3/270 ح1630 ، والنسائي في الكبرى 2/256 ح3331 ، وابن ماجه 1/555 ح1746 و2/922 ح2759 ، وأحمد 4/114 ح17030و17033 و4/116 ح17044 و5/192 ح21676و21677 ، وابن أبي شيبة 2/60 ح6449 ، وعبد بن حميد ( المنتخب ص117 ح275و276 ) ، والدارمي 2/14 ح1702 و2/275 ح2419 ، والبزار 9/233 ح3775 و9/235 ح3777 ، وابن خزيمة 3/277 ح2064 ، وابن حبان 2/216 ح3429 و10/489 ح4630 و10/491 ح4633 ، والطبراني في الكبير 5/256-257 ح5272-5274 و5/258 ح5278-5280 ، والبيهقي في السنن الكبرى 4/240 ، وفي شعب الإيمان 7/511 ح3666، والبغوي في شرح السنة 6/377 ح1818 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان،(1/7)
والترمذي 3/270 ح1629 ، والنسائي في الكبرى 2/256 ح3330 ، وابن ماجه 1/555 ح1746 ، وعبد الرزاق 4/311 ح7905 ، والحميدي 2/358 ح818 ، وابن أبي شيبة 4/23 ح19555 ، والفاكهي في أخبار مكة 1/452 ح992 ، وابن خزيمة 3/277 ح2064 ، والطبراني في الكبير 5/255 ح5267 و5/256 ح5268و5270 و5271 ، وفي مكارم الأخلاق ص91 ح144 ، وابن ماسي في فوائده ص94 ح24 ، وأبو نعيم في الحلية 7/98 ، والبيهقي في السنن الكبرى 4/240 ، وفي شعب الإيمان 8/62-63 ح3826و3827 ، وفي فضائل الأوقات ص197 ح71 وغيرهم من طريق محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،
والنسائي في الكبرى 2/256 ح3332 من طريق حسين المعلم ،
وابن ماجه 1/555 ح1746 ، وسعيد بن منصور 2/161 ح2328 من طريق حجاج بن أرطاة ،
وعبد الرزاق 1/393 ح1533 و2/441 ح4012 ، والبيهقي في السنن الكبرى 4/240 ، وفي شعب الإيمان 7/512 ح3667 ، والبغوي في شرح السنة 6/377 ح1819 من طريق مؤمل ، عن سفيان ، كلاهما ( عبد الرزاق ، وسفيان ) عن ابن جريج ،
وابن قانع في معجم الصحابة 1/224 ، والطبراني في الكبير 5/257 ح5276 ، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار ص150 ح94 من طريق عمر بن قيس " سندل " ،
والطبراني في الكبير 5/257 ح5275 ، وفي الأوسط 2/7 ح1048 ، وابن بشران في الأمالي 1/124 ح268 ، والقضاعي في مسند الشهاب 1/241 ح382 من طريق معقل ابن عبيد الله ،
والطبراني في الكبير 5/257 ح5277 ، وفي الأوسط 7/351 ، وفي الصغير 2/89 ح836 ، والخطيب في تاريخ بغداد 1/243 من طريق يعقوب بن عطاء ،
والطبراني في الكبير 5/256 ح5269 من طريق ابن أبي ذئب ،(1/8)
تسعتهم ( عبد الملك بن أبي سليمان ، وابن أبي ليلى ، وحسين المعلم ، وحجاج ، وابن جريج ، وعمر بن قيس ، ومعقل ، ويعقوب ، وابن أبي ذئب ) عن عطاء بن أبي رباح ، عن زيد بن خالد الجهني به ، ولفظه :" لا تتخذوا بيوتكم قبوراً ، صلوا فيها ، ومن فطر صائماً كتب له مثل أجره ، لا ينقص من أجر الصائم شيء ، ومن جهز غازياً في سبيل الله أو خلفه في أهله كتب له مثل أجر الغازي ، في أنه لا ينقص من أجر الغازي شيء ". هذا لفظ الحديث تاماً ، وقد وقع في بعض المواطن السابقة مختصراً ، إما بذكر جملة القبور فقط ، أو تفطير الصائم فقط ، أو تجهيز الغازي فقط ، أو بالجملتين الأخيرتين فقط ، وزاد فيه بعضهم ذكر تجهيز الحاج والمعتمر - أيضاً - .
وقد أوقفه عبد الرزاق في روايته عن ابن جريج على زيد بن خالد ، ولكنه لم يذكر غير الجملة الأولى :" لا تتخذوا بيوتكم قبوراً ، صلوا فيها ". وجعله حسين المعلم : عن عطاء ، عن عائشة مرفوعاً ، واقتصر على جملة تفطير الصائم . وقرن معقل بن عبيد الله في روايته عند الطبراني في الكبير فقط مع عطاء عكرمة .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على عبد الرحمن بن إسحاق ، حيث روي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن خالد مرفوعاً ، وهذه رواية موسى ابن يعقوب الزمعي .
الوجه الثاني : عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن بسر ، عن زيد بن خالد مرفوعاً ، وهذه رواية خالد الواسطي .(1/9)
وقد حكم أبو حاتم ، وأبو زرعة بأن الوجه الأول خطأ ، وأن الوجه الثاني هو الصحيح ، ووجه هذا ظاهر ، فإن موسى بن يعقوب سيئ الحفظ ، وأما خالد الواسطي فهو ثقة ثبت - كما سبق في ترجمتيهما - ، كما سبق نقل قول البخاري في عبد الرحمن ابن إسحاق : أنه لا يعرف له بالمدينة تلميذ إلا موسى الزمعي ، وأنه روى عنه أشياء في عدةٍ منها اضطراب ، فلعل هذا منها .
ثم إن هذا الإسناد لا يعرف عن الزهري إلا من هذا الطريق ، والزهري له أصحاب كثر ، فلو كان هذا عنده لاشتهر ، وهذا يؤكد الخطأ في حديث موسى بن يعقوب .
والحاصل أن ما رجحه هذان الإمامان في هذه المسألة ظاهر ، وقد جزم أبو زرعة بأن الخطأ فيه من موسى بن يعقوب ، وهو كما قال - أيضاً - فإن ابن أبي فديك الراوي عنه صدوق ، فإلصاق الخطأ بموسى أولى .
والحديث من وجهه المحفوظ : عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن زيد، عن بسر بن سعيد فيه لفظة لم تأت في غير هذا الطريق، وهي قوله :" وأنفق عليه " وهي لفظة منكرة في هذا الحديث ، حيث لم ترد في الطرق الثابتة لهذا الحديث .
ثم إن الحديث ثابت عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد من طريقين آخرين، وهما: طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وهو أحسن إسناد لهذا الحديث فقد اختاره الشيخان فأودعاه في صحيحيهما وإن كان وقع فيه اختلاف على بعض من دون يحيى بن أبي كثير ، ولكن لا أثر لهذا الاختلاف ( انظر : العلل للدارقطني 11/242 ، والمعجم الأوسط للطبراني 1/170 ح532 ) ، والطريق الثاني طريق بكير بن الأشج ، وقد أودعه مسلم في صحيحه .
هذا ما يتعلق بحديث بسر بن سعيد ، عن زيد بن خالد ، وقد علم ثبوته ، وأما حديث عطاء بن أبي رباح ، عن زيد بن خالد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو محفوظ على هذا الوجه عن عطاء ، وأما جعله عن عطاء ، عن عائشة فليس بمحفوظ حيث تفرد به حسين المعلم مخالفاً للجماعة ، وهو ثقة ربما وهم ( التقريب 1320 ) فهذا من أوهامه .(1/10)
وحديث عطاءٍ هذا منقطع ، فإنه لم يسمع من زيد بن خالد الجهني ، كما قاله ابن المديني ( انظر : العلل لابن المديني ص66 ، والمراسيل لابن أبي حاتم ص129 ، وجامع التحصيل للعلائي ص237 ، وتحفة التحصيل لأبي زرعة العراقي ص228 ) .
ومع ذلك فقد صححه ابن خزيمة ، وابن حبان ، وقال الترمذي : حسن صحيح . وفي أحد مواطنه عند الترمذي وقع في بعض نسخه : حديث حسن . فقط ، ولعل هذا أليق في الحكم عليه .
ثم إن حديث عطاء هذا مشتمل على ثلاث جمل ، والشاهد منه الجملة الأخيرة فيمن جهز غازياً أو خلفه ، وهي ثابتة عن زيد بن خالد من غير هذا الطريق - كما سبق - .
وأما الجملة الأولى في الصلاة في البيوت فليس البحث فيها، وإن كانت - أيضاً - ثابتة في الصحيح وغيره ، ولكن من غير حديث زيد بن خالد، وجملة تفطير الصائم فيها أحاديث أخرى ، ولكن هذا الحديث أشهرها ، وليس البحث في هذا الموطن في هذه الجملة . والله أعلم .(1/11)
143/930- سألت أبي ، وأبا زرعة عن حديث رواه أنس بن عياض ، عن محمد ابن عمروٍ ، عن عبيدة بن سفيان ، عن أبي الجعد الضمري ، عن سلمان الفارسي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :" رباط يوم في سبيل الله(1)خير من صيام شهر وقيامه " . فقالا : هذا خطأ ، إنما هو محمد بن عمروٍ ، عن مكحولٍ ، عن سلمان ، كذا رواه يحيى القطان ، وإسماعيل ابن جعفر . قلت لهما : الوهم ممن هو ؟ قالا : من أبي ضمرة(2).
دراسة الرواة :
* أنس بن عياض الليثي ، أبو ضَمْرَة المدني ، ( 104 - 200 ) ، روى عن : ابن جريج ، وعبيد الله بن عمر ، وهشام بن عروة وغيرهم ، وعنه : أحمد بن حنبل ، والحميدي ، والقعنبي وغيرهم .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، وأبو زرعة . وقال أبو زرعة مرة : لا بأس به . وكذا قال النسائي . وقال ابن معين في رواية : صويلح . وذكره ابن حبان في الثقات .
ووثقه ابن شاهين ، وروى عن مالك أنه كان يثني عليه ، ويقول : فيه الخير ، وإنه ، وإنه ، وقد سمع وكتب . وروى أبو داود عن أحمد بن صالح أنه ذكر لمالك فقال : لم أر عند المحدثين غير أنس بن عياض ، ولكنه أحمق يدفع كتبه إلى هؤلاء العراقيين . وقال أبو داود : حدثنا محمود بن خالد قال : سمعت مروان وذكر أبا ضمرة فقال : كانت فيه غفلة الشاميين ووثقه ، ولكنه يعرض كتبه على الناس .
قال الذهبي ، وابن حجر : [ ثقة ] زاد الذهبي : سمح بعلمه جداً .
طبقات ابن سعد 5/436 ، تاريخ الدوري 2/43 ، الجرح والتعديل 2/289 ، ثقات ابن حبان 6/76 ، ثقات ابن شاهين ص72 ، التعديل والتجريح للباجي 1/391 ، تهذيب الكمال 3/349 ، الكاشف 1/140 ، إكمال تهذيب الكمال 2/277 ، تهذيب التهذيب 1/190 ، التقريب 564 .
__________
(1) سقط لفظ الجلالة من ( م ، ط ) .
(2) أورد ابن أبي حاتم هذه المسألة مرتين أخريين في الغزو والسير - أيضاً - 1/324 ح969 و1/340 ح1009 .(1/1)
* محمد بن عمرو بن علقمة الليثي ، سبق في المسألة السابعة والثلاثين ، وفيه كلام كثير ، وقد لخص الحافظ ابن حجر حاله بقوله : صدوق ، له أوهام .
* عَبِيْدة بن سفيان بن الحارث الحضرمي المدني ، روى عن : زيد بن خالد ، وأبي هريرة ، وأبي الجعد الضمري ، وعنه : محمد بن عمرو بن علقمة ، وإسماعيل بن حكيم وغيرهما ، أخرج له مسلم والأربعة .
وثقه النسائي ، والعجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن سعد : كان شيخاً قليل الحديث .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 5/252 ، ثقات العجلي ص325 ، الجرح والتعديل 6/91 ، ثقات ابن حبان 5/140 ، تهذيب الكمال 19/264 ، تهذيب التهذيب 3/45 ، التقريب 4411 .
* أبو الجَعْد بن جنادة الضمري ، قيل اسمه : أدرع ، وقيل : عمرو ، وقيل غير ذلك ، وهو صحابي له حديث ، قيل إنه قتل يوم الجمل مع عائشة - رضي الله عنهما - .
معرفة الصحابي لأبي نعيم 5/2853 ، أسد الغابة 4/402 ، تهذيب الكمال 33/188 ، الإصابة 2/32 ، التقريب 8015 .
* سلمان الفارسي ، ويقال له : سلمان الخير ، أبو عبد الله بن الإسلام الهاشمي ، مولاهم ، أصله من أصبهان ، وقيل : من رامهرمز ، أسلم عند قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، وقيل قبل ذلك ، وأول مشاهده الخندق ، مات سنة 33 وقيل غير ذلك - رضي الله عنه - .
معرفة الصحابة لأبي نعيم 3/1327 ، أسد الغابة 2/347 ، تهذيب الكمال 11/245 ، الإصابة 2/62 ، التقريب 2477 .
* مكحول الشامي ، أبو عبد الله ، ويقال في كنيته غير ذلك ، الدمشقي ، الفقيه ، مات سنة بضع عشرة ومائة ، روى عن : أنس بن مالك ، وأبي واثلة وغيرهم من الصحابة ، حتى أرسل عن من لم يدركهم كأبي بن كعب وغيره ، وروى عن : شرحبيل ابن السمط ، وسليمان بن يسار ، وأبي سلام الأسود وغيرهم من التابعين ، وعنه : سعيد بن عبد العزيز ، والهيثم بن حميد الغساني ، والحجاج بن أرطاة وغيرهم .(1/2)
إمام فقيه جليل ، متفق على توثيقه ، قال سعيد بن عبد العزيز : لم يكن في زمن مكحول أبصر بالفتيا منه . حتى قدمه على الزهري . وقال أبو حاتم : ما أعلم بالشام أفقه من مكحول .
قال في التقريب : [ ثقة فقيه ، كثير الإرسال ، مشهور ] .
تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص137 ، المعرفة والتاريخ 2/400 ، الجرح والتعديل 8/407 ، تهذيب الكمال 28/464 ، تهذيب التهذيب 4/148 ، التقريب 6875 .
* يحيى بن سعيد القطان ، سبق في المسألة الثالثة عشرة ، وهو ثقة متقن حافظ إمام قدوة .
* إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري ، الزَّرَقي ، مولاهم ، أبو إسحاق قارئ أهل المدينة ، روى عن : محمد بن أبي حرملة ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وعبد الله بن دينار ، ومحمد بن عمرو بن علقمة وغيرهم ، وعنه : علي بن حجر السعدي ، وقتيبة بن سعيد ، ومحمد بن جهضم وغيرهم .
متفق على توثيقه ، وممن وثقه ابن سعد ، وأحمد ، وابن المديني ، وابن معين ، وأبو زرعة، والنسائي . بل قال ابن معين: ثقة مأمون ، قليل الخطأ، صدوق. وقال - أيضاً-: ثقة ، أثبت من ابن أبي حازم ، وأثبت من الدراوردي ، ومن أبي ضمرة .
قال في التقريب : [ ثقة ثبت ] .
العلل ومعرفة الرجال 2/485 ، تاريخ الدوري 2/31 ، الجرح والتعديل 2/162 ، تهذيب الكمال 3/56 ، تهذيب التهذيب 1/145 ، التقريب 431 .
التخريج :
- أخرجه البزار 6/484 ح2517 عن أحمد بن عبدة ،
وابن أبي حاتم في العلل 1/340 ح1009 عن أبي زرعة ، عن إسحاق بن موسى الأنصاري ، وأبي ثابت المديني ،
وفي العلل - أيضاً - 1/324 ح969 - معلقاً - عن ابن أبي أويس ،
والطبراني في الكبير 6/233 ح6077 من طريق هارون بن موسى الفروي ،(1/3)
خمستهم ( أحمد بن عبدة ، وإسحاق ، وأبو ثابت ، وابن أبي أويس ، والفروي ) عن أبي ضمرة أنس بن عياض ، عن محمد بن عمرو ، عن عبيدة بن سفيان ، عن أبي الجعد الضمري ، عن سلمان به ، ولفظه بتمامه : عن سلمان الفارسي أنه مر على ابن السمط ، وهو يرابط في سبيل الله ، فقال له : ألا أرغبك فيما أنت فيه ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" رباط يومٍ في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، ومن مات مرابطاً في سبيل الله جرى له عمله أو أعماله ووقي فتنة القبر ". هذا لفظ الفروي ، ولفظ الباقين أخصر منه .
- وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل 2/340 ح1009 عن أبي زرعة ، عن مسدد ، عن يحيى القطان ، عن محمد بن عمرو ، عن مكحول قال : مر سلمان على ابن السمط وهو مرابط ، فقال : ألا أرغبك فيما أنت فيه ؟ قال : بلى ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه " .
- وحديث إسماعيل بن جعفر موجود في حديثه ( رواية علي بن حجر ) ص311 ح234 عن محمد بن عمرو ، عن مكحول أن سلمان الفارسي مر على ابن السمط ... فذكره تاماً بنحو حديث الفروي ، عن أنس بن عياض السابق .
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/249 ، ومسلم 6/50 ح1913، والنسائي في المجتبى 6/39 ، وفي الكبرى 3/26 ح4376 ، وابن أبي عاصم في الجهاد 2/700 ح309 ، وأبو عوانة 4/497 ح7468-7470 ، والطحاوي في شرح المشكل 6/84 ح2315 ، وابن حبان 10/483 ح4623 و10/485 ح4626 ، وابن الأعرابي في معجمه 2/456 ح891 ، والطبراني في الكبير 6/267 ح6178 ، وفي مسند الشاميين 4/350 ح3528 ، والحاكم 2/80 ، وأبو نعيم في الحلية 5/190 ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/38 ، وفي شعب الإيمان 8/220 ح3980 ، وفي إثبات عذاب القبر ص96 ح141و142 من طرقٍ متعددة عن الليث بن سعد ، عن أيوب بن موسى القرشي ،(1/4)
وابن المبارك في الجهاد ص165 ح182 ، وعبد الرزاق 5/281 ح9618 عن عبد الوهاب ، وابن أبي شيبة 4/218 ح19453 عن عيسى بن يونس ، والخطيب في تاريخ بغداد 14/43 من طريق شبابة ، أربعتهم ( ابن المبارك ، وعبد الوهاب ، وعيسى، وشبابة ) عن هشام بن الغاز ،
وعبد الرزاق 5/281 ح9617 عن محمد بن راشد ،
وابن حبان 10/485 ح4625 ، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 3/168 ح1082 ، من طريق النعمان بن المنذر ،
والطبراني في مسند الشاميين 1/367 ح634 و4/350 ح3529 من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني ، عن عبد الرزاق ، عن سفيان ، عن يزيد بن يزيد بن جابر ،
وفي مسند الشاميين - أيضاً - 4/351 ح3530و3531 من طريق إسماعيل بن عياش ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ،
ستتهم ( أيوب بن موسى ، وهشام بن الغاز ، ومحمد بن راشد ، والنعمان بن المنذر، ويزيد بن يزيد ، وابن أبي فروة ) عن مكحول به ، منهم من طوله بقصة مرابطة شرحبيل ابن السمط ، ومنهم من اختصره ، غير أن هشام بن الغاز ذكر مرابطة كعب بن عجرة بدل شرحبيل بن السمط ، وأما ابن أبي فروة فلفظه مغاير ولم يذكر فيه من متن هذا الحديث إلا فضل من مات مرابطاً .
وقد جعله أيوب بن موسى ، والنعمان بن المنذر ، ويزيد ، وابن أبي فروة ، عن : مكحول ، عن شرحبيل بن السمط ، عن سلمان ، وأما البقية فأرسلوه : عن مكحول ، عن سلمان .
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/249 ، ومحمد بن الحسن في السير الكبير 1/5 من طريق ثور بن يزيد ،
وأحمد 5/441 ح23736 عن أبي المغيرة ، والطبراني في الكبير 6/267 ح6180 ، وفي مسند الشاميين 1/116 ح178 من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ، كلاهما ( أبو المغيرة ، والطرائفي ) عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ،
وعبد الرزاق 5/282 ح9619 عن الثوري ، عن يزيد بن يزيد بن جابر ،
ثلاثتهم ( ثور ، وابن ثوبان ، ويزيد ) عن خالد بن معدان ،(1/5)
والبخاري في التاريخ الكبير 4/249 من طريق يزيد بن مرثد ،
ومسلم 6/51 ح1913، والنسائي في المجتبى 6/39 ، وفي الكبرى 3/26 ح4375، وأبو عوانة 4/496 ح7466 ، والطحاوي في شرح المشكل 6/82 ح2314 ، والحاكم 2/80 ، والبيهقي 9/38 ، والبغوي في شرح السنة 10/352 ح2617 ، وقوام السنة في الترغيب والترهيب 1/475 ح853 من طريق عبد الله بن وهب ،
وابن المبارك في الجهاد ص160 ح172 ،
وأبو عوانة 4/497 ح7467 من طريق القاسم بن كثير ،
والطبراني في الكبير 6/266 ح6177 من طريق عبد الله بن صالح ،
أربعتهم ( ابن وهب، وابن المبارك ، والقاسم، وعبد الله بن صالح ) عن عبد الرحمن ابن شريح المعافري ، عن عبد الكريم بن الحارث ، عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع ،
والبزار 6/483 ح2516 ، والطبراني في مسند الشاميين 1/221 ح396 ، وأبو بكر الآجري في الأربعين ص108 ح33 ، وابن بشران في الأمالي 1/209 ح485 من طريق برد بن سنان ، عن سليمان بن موسى ،
أربعتهم ( خالد بن معدان ، ويزيد بن مرثد ، وأبو عبيدة بن عقبة ، وسليمان بن موسى ) عن شرحبيل بن السمط ، عن سلمان الفارسي به مطولاً بذكر قصة مرابطة شرحبيل ومختصراً . إلا أنه لم يرفعه في رواية ثور بن يزيد ، ويزيد بن يزيد بن جابر ، عن خالد بن معدان ، بل جعله قول سلمان ، وأدخل أبو المغيرة في روايته عن ابن ثوبان ، عن خالد بن معدان بينهما رجلاً ، فجعله : عن ابن ثوبان حدثني من سمع خالد بن معدان يحدث عن شرحبيل ... .
وكذا أدخل ابن المبارك في روايته عن عبد الرحمن بن شريح بين أبي عبيدة بن عقبة وشرحبيل بن السمط رجلاً من أهل الشام .(1/6)
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/216 من طريق محمد بن سلمة ، وأحمد 5/440 ح23728 ، والمحاملي في الأمالي ص381 ح436 ، من طريق زائدة ، والبزار 6/492 ح2527و2528 ، والمحاملي في الأمالي ص116 ح76 من طريق جرير ، والبزار - أيضاً - من طريق أبي معاوية ، والمحاملي ص380 ح435 من طريق القاسم بن مالك ، خمستهم ( محمد بن سلمة ، وزائدة ، وجرير ، وأبو معاوية ، والقاسم بن مالك ) عن محمد بن إسحاق ، عن جميل ابن أبي ميمونة ،
وأحمد 5/441 ح23735، وابن أبي عاصم في الجهاد 2/699 ح308 ، والطبراني في مسند الشاميين 1/137 ح219 من طرقٍ عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن حسان بن عطية ،
وأحمد 5/440 ح23727 من طريق ابن لهيعة ، عن عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبان بن صالح ،
والطبراني في الكبير 6/267 ح6179 ، وفي الأوسط 3/273 ح3123 من طريق نافع بن يزيد ، عن معاوية بن يزيد بن شرحبيل ، عن عبد الله بن الوليد مولى المغيرة ،
أربعتهم ( جميل ، وحسان ، وأبان ، وعبد الله بن الوليد ) عن ابن أبي زكريا ، عن سلمان به بنحوه مطولاً ومختصراً - كما سبق - قال في رواية أبان : عن ابن أبي زكريا الخزاعي ، عن سلمان الخير أنه سمعه وهو يحدث شرحبيل بن السمط ، وهو مرابط على الساحل ... وقال في رواية عبد الله بن الوليد : عن عبد الله بن أبي زكريا يحدث عن شرحبيل بن السمط أنه رأى سلمان ... وفي رواية حسان بن عطية : عن عبد الله بن أبي زكريا ، عن رجلٍ ، عن سلمان . وسقط من روايته عند الطبراني : ابن أبي زكريا .
وأما رواية جميل بن أبي ميمونة ففي رواية محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق قال : عن ابن أبي زكريا ، عن سلمان . وقال في رواية زائدة : عن أبي زكريا الخزاعي ، عن سلمان ، ومثلها رواية القاسم بن مالك ولكنه صرح بالتحديث إلا أنه سقط ذكر سلمان من النسخة المطبوعة . وقال في رواية أبي معاوية ، وجرير : عن الخزاعي قال حدثني الفارسي - يعني سلمان - ... فذكره .(1/7)
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/261 ، وأبو زرعة الدمشقي في الجزء الأول من فوائدة - رواية أبي القاسم بن أبي العقب - الورقة 7 ، وابن أبي عاصم في الجهاد 2/692 ح304 من طريق الهيثم بن حميد ، عن محمد بن يزيد الرحبي ، عن أبي الأشعث الصنعاني ،
والطبراني في الكبير 6/252 ح6134 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن سليمان التيمي ،
كلاهما ( أبو الأشعث ، وسليمان ) عن أبي عثمان ، عن سلمان الفارسي به مطولاً في رواية أبي الأشعث حيث ذكر فيه قصة شرحبيل بن السمط وزيادة - أيضاً - ، وأما سليمان التيمي فلفظه :" رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ". وقد نسب أبو الأشعث أبا عثمان ، فذكر أنه الصنعاني ، ولم ينسبه في رواية سليمان التيمي .
- وأخرجه الترمذي 3/294 ح1665 ، وسعيد بن منصور 2/192 ح2409 من طريق سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر قال : مر سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط ، وهو في مرابطٍ له ، وقد شق عليه وعلى أصحابه ... فذكره بنحو لفظه تاماً .
- وأخرجه عبد الرزاق 5/282 ح9620 عن ابن جريج قال : أخبرني مصعب بن محمد أن سلمان الفارسي مر بالسمط بن ثابت - كذا فيه - وهو في مرابط قد شق عليه ... فذكره تاماً - أيضاً - .
- وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 4/223 ح19494 ، وفي المسند 1/303 ح455 ،
وابن قانع 1/325 عن عبد الله بن محمد ،
وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 3/282 - معلقاً - عن سلمة بن شبيب ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1449 ح3675 من طريق سلمة بن شبيب وغيره ،(1/8)
ثلاثتهم ( ابن أبي شيبة، وعبد الله بن محمد، وسلمة بن شبيب ) عن زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة الربذي ، عن محمد بن أبي منصور، وقع في المصنف لابن أبي شيبة: عن السميط بن عبد الله ، عن سلمان أنه كان في جند من المسلمين ، وأصابهم حصر وضر فقال سلمان لأمير الجند : ألا أخبرك ... فذكره بمعناه تاماً . ووقع في المسند لابن أبي شيبة : عن شرحبيل السمط بن عبد الله - كذا - ، عن سلمان ... فذكره - أيضاً - .
وأما رواية عبد الله بن محمد ، وسلمة بن شبيب ففيها : عن السميط البجلي قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ... فذكر متنه نحو ما ساق ابن أبي حاتم فقط . وقد ساقه ابن قانع في ترجمة السميط البجلي عاداً له في الصحابة .
- وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد 2/689 ح303 ، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه ص61 ح207 ، من طرقٍ عن يحيى بن حمزة ، عن عروة بن رويم ، عن القاسم أبي عبد الرحمن أنه حدثه قال : زارنا سلمان الفارسي، فصلى الإمام بالناس الظهر، ثم خرج وخرج الناس يتلقونه كما يتلقى الخليفة، فتلقيته وقد صلى بأصحابه العصر ، وهو يمشي ، فوقفنا نسلم عليه ، فلم يبق فينا شريف إلا عرض عليه أن ينزل عليه ، فقال : إني جعلت في نفسي مرتي هذه أن أنزل على بشير ابن سعد ، فلما قدم سأل عن أبي الدرداء ، فقالوا : هو مرابط ، قال : وأين مرابطكم ؟ قالوا : بيروت ، فتوجه قبله ، فقال سلمان : يا أهل بيروت ، ألا أحدثكم حديثاً يذهب الله به عنكم غرض الرباط ؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره تاماً ، إلا في رواية أبي زرعة الدمشقي فقد اقتصر على القصة دون متن الحديث .
- وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد 2/703 ح311 ، والطبراني في الأوسط 4/226 ح4049 ، وفي مسند الشاميين 2/384 ح1545 من طريق الوليد بن مسلم ،
والطبراني في الكبير 6/221 ح6064 ، وفي مسند الشاميين 2/384 ح1545 من طريق صدقة بن خالد ،(1/9)
والخطيب في تاريخ بغداد 14/43 من طريق شبابة ،
ثلاثتهم ( الوليد ، وصدقة ، وشبابة ) عن هشام بن الغاز ، عن عبادة بن نسي ، عن كعب بن عجرة أن سلمان مر به وهو مرابط بأرض فارس فقال : ألا أخبرك بأمرٍ يكون لك عوناً على رباطك ؟ قال : بلى ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ". هذا لفظ صدقة ، وفي رواية الوليد عند ابن أبي عاصم وقع قلب حيث صار ظاهره أن كعب بن عجرة هو الذي مر بسلمان ، وهو الذي حدثه ، وليس سلمان حدث كعباً ، ولم يقع ذلك في روايته عند الطبراني ، ولفظ الوليد أتم من لفظ صدقة ، وكذا لفظ شبابة فإن متنه بتمامه ، ورواية شبابة قرن فيها بين روايتي هشام بن الغاز : روايته عن مكحول وروايته عن عبادة بن نسي .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على محمد بن عمرو بن علقمة، وذلك على الوجهين الآتيين :
الوجه الأول : عن محمد بن عمروٍ ، عن عبيدة بن سفيان ، عن أبي الجعد الضمري ، عن سلمان الفارسي ، وهذه رواية أنس بن عياض .
الوجه الثاني : عن محمد بن عمرو ، عن مكحول ، عن سلمان - وهو مرسل لأن مكحولاً لم يسمع من سلمان كما سيأتي - ، وهذه رواية يحيى القطان ، وإسماعيل بن جعفر .
وقد ذكر أبو حاتم ، وأبو زرعة أن الوجه الأول خطأ ، وأن الثاني هو الصواب ، وذكرا أن الوهم في الوجه الأول من أبي ضمرة أنس بن عياض .
وهكذا رجح أبو زرعة - أيضاً - في موطن آخر 1/340 ح1009 فقال بعد ذكر هذين الوجهين : الصحيح حديث يحيى بن سعيد - وهو الوجه الثاني - .(1/10)
ولكن أبا حاتم في موطن آخر - أيضاً - 1/324 ح969 سأله ابنه عن هذا الحديث من رواية ابن أبي أويس ، عن أبي ضمرة ، فقال أبو حاتم : هذا خطأ ، دخل لابن أبي أويس حديث في حديث ، [ حديث ] سلمان في الرباط : يرويه عن محمد بن عمروٍ ، عن مكحول أن سلمان ، فذكر الحديث مرسل ، وحديث أبي الجعد الضمري هو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : محمد ابن عمرو ، عن عبيدة ، عن أبي الجعد(1)، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " من ترك ثلاث جمع متوالية طبع على قلبه ... الحديث " .
وهذا الكلام من أبي حاتم موافق لحكمه السابق في الموازنة بين الوجهين ، وأفاد زيادة على ذلك بيان سبب الوهم ، وهو دخول حديث في حديث ، يعني : أنه اشتبه حديثان على الراوي فجعل إسناد أحدهما لمتن الآخر .
ولكنه مخالف لكلامه السابق في بيان من يحمل عليه الوهم ، فإنه اتفق مع أبي زرعة على أن الوهم من أبي ضمرة ، ثم ذكر في هذا الكلام أنه دخل لابن أبي أويس حديث في حديث ، يعني أن الوهم من ابن أبي أويس .
والذي يظهر لي أن ما اتفق عليه أبو حاتم ، وأبو زرعة أولاً أصح ، فإن ابن أبي أويس قد توبع على روايته عن أبي ضمرة ، حيث روى ذلك عن أبي ضمرة أربعة غير أبي أويس، وهم: أحمد بن عبدة ، وإسحاق بن موسى الأنصاري ، وأبو ثابت المديني، وهارون بن موسى الفروي ، وأما أبو ضمرة فهو متفرد بما روى مما يدل على أن الحمل في هذا الوهم عليه ، والله أعلم .
وهذا الحديث من وجهه المحفوظ عن محمد بن عمروٍ ، عن مكحول ، عن سلمان مرسل - كما قال أبو حاتم - لأن مكحولاً لم يسمع من سلمان ، ولكن جاء هذا الحديث عن مكحول من طرقٍ أخرى موصولاً، فقد وقع إذن على مكحول اختلاف، وهذا بيانه:
الوجه الأول : عن مكحول ، عن سلمان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية محمد بن عمروٍ ، وهشام بن الغاز ، ومحمد بن راشد .
__________
(1) هذا الإسناد سقط من المطبوع ، وتصحيحه من ( س ، ح ، ض ) .(1/11)
الوجه الثاني : عن مكحولٍ، عن شرحبيل بن السمط، عن سلمان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه رواية أيوب بن موسى ، والنعمان بن المنذر ، ويزيد بن يزيد بن جابر ، وإسحاق ابن عبد الله بن أبي فروة .
وقد أخرجه مسلم - كما سبق من الوجه الثاني من حديث أيوب بن موسى ، عن مكحول ، وهذا أحسن طريق وقفت عليه لهذا الحديث ، ولأجل ذلك اختاره مسلم ، ويؤيد صحة هذا الوجه أن هذا الحديث معروف عن شرحبيل بن السمط من غير طريق مكحول ، حيث رواه عن شرحبيل : أبو عبيدة بن عقبة بن نافع - وقد أخرجه مسلم من طريقه - وخالد بن معدان ، ويزيد بن مرثد ، وسليمان بن موسى .
وإن كان بعض طرقه عن شرحبيل بن السمط فيها اختلاف أو تفرد ، سبقت الإشارة إليه في التخريج ، إلا أنها تدل على شهرة هذا الحديث عن شرحبيل .
وشرحبيل بن السمط الكندي مختلف في صحبته ، وقد جزم ابن سعد بأن له وفادة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكذا جزم غيره بصحبته ، وقيل : هو تابعي ثقة ، ( انظر : تهذيب الكمال 12/418 ، التقريب 2766 ) .
وكذلك القول في طرقه الأخرى عن سلمان فإن لآحادها عللاً تضعف بها ، وفي بعضها اختلاف ، ولكن مجموعها يزيد هذا الحديث قوة وثبوتاً عن سلمان - رضي الله عنه - ، وانظر الأحاديث الواردة في فضل الرباط في الأجوبة المرضية للسخاوي 1/118 والله أعلم .(1/12)
144/931- سألت أبي عن حديث رواه محمد بن جعفر بن أبي كثير ، عن حميد ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " غدوة(1)في سبيل الله أو روحة(2)خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء(3)أهل الجنة اطلعت إلى(4)الأرض لأضاءت ما بينهما ..." الحديث . قال أبي : حدثنا الأنصاري ، عن حميد ، عن أنس موقوف ، قال أبي : حديث حميد فيه مثل ذا كثير ، واحدٌ عنه يسند وآخر يوقف(5).
دراسة الرواة :
* محمد بن جعفر بن أبي كثير ، سبق في المسألة الثالثة والأربعين ، وهو ثقة .
* حميد بن أبي حميد الطويل ، سبق في المسألة الثالثة ، وهو ثقة مدلس .
* أنس بن مالك - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الخامسة .
* الأنصاري ، هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك ، وقد سبق في المسألة السادسة والأربعين ، وهو ثقة .
التخريج :
لم أقف عليه من حديث محمد بن جعفر بن أبي كثير ، وكذا الأنصاري ، عن حميد، ولكن وقفت عليه من طرقٍ أخرى عن حميد ، وهذا بيانها :
__________
(1)
(1) في ( ط ) :" غزوة " . ويشبه أن تكون في ( م ) كذلك . وهو تصحيف . والغَدْوَة هي : المرة من الغدُوّ ، وهو سير أول النهار نقيض الرواح ( النهاية 3/346 ) .
(2) الروحة هي المرة من الرواح ، وهو سير آخر النهار، لأنه نقيض الغدو، قيل أصل الرواح أن يكون بعد الزوال، وقد يطلق على المشي والذهاب أي وقت كان ( انظر النهاية 2/273-274 ) .
(3) لفظة :" نساء " ساقطة من ( م ) .
(4) في ( ت ، م ، ط ) :" على " .
(5) أورد ابن أبي حاتم هذه المسألة مرة أخرى ، في علل أخبار في العرض والحساب 2/214 ح2131 .(1/1)
- أخرجه إسماعيل بن جعفر في حديثه ( رواية علي بن حجر عنه) ص168 ح56 - ومن طريق إسماعيل أخرجه البخاري 8/145 ح6568 ، والترمذي 3/285 ح1651 ، وأحمد 3/141 ح12437 و3/263 ح13780 ، وابن حبان 16/411 ح7398 ، وأبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة ص29 ح55 ، والبيهقي في البعث والنشور ص196 ح372 - ،
والبخاري 4/20 ح2796 ، وابن قتيبة في الغريب 1/172 ح99 من طريق أبي إسحاق الفزاري ،
والبخاري 4/20 ح2792 من طريق وهيب بن خالد ،
وابن ماجه 2/921 ح2757 ، وابن أبي عاصم في الجهاد 1/231 ح98 ، وفي الزهد(1)ص119 ح243 ، والبزار ( الورقة 67/ب كما في حاشية محقق أحاديث محمد بن هشام ص111 ) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ،
وأحمد 3/147 ح12492 ، وابن أبي حاتم في العلل 2/214 ح2131 - معلقاً - ، وابن حبان 16/412 ح7399 من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ،
وأحمد 3/141 ح12436 و3/263 ح13779 من طريق محمد بن طلحة ،
وأحمد 3/157 ح12602و12603 من طريق يحيى بن أيوب ،
وعبد الله بن المبارك في الجهاد ص73 ح32 ، وفي الزهد ( زيادات رواية نعيم بن حماد عنه ص73 ح257 ) - ومن طريقه ابن أبي عاصم في الجهاد 1/228 ح57، وفي الزهد ص119 ح243 - ،
وابن أبي عاصم في الجهاد 1/228 ح57 ، وفي الزهد ص119 ح243 من طريق الحارث بن عمير ،
وابن أبي عاصم - أيضاً - في الجهاد 1/231 ح58 ، وفي الزهد ص119 ح243 من طريق المعتمر بن سليمان ،
وأبو يعلى 6/411 ح3775 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي الطحان ،
ومحمد بن هشام بن ملاس النميري في أحاديثه ( سباعيات الفراوي ) ص107 ح16 عن مروان بن معاوية الفزاري ،
__________
(1) جمع ابن أبي عاصم في كتاب الزهد بين رواية عبد الوهاب ، وابن المبارك ، والحارث بن عمير ، والمعتمر على طريقه التحويل ، ولكن حصل في المطبوع تداخل بين الأسانيد وتصحيف وتصحيحه من كتاب الجهاد له .(1/2)
والسهمي في تاريخ جرجان ص146 من طريق عبد الواحد بن غياث ، عن حماد بن سلمة ،
والبيهقي في البعث والنشور ص197 ح373 من طريق عبد الوارث بن سعيد ،
والبغوي في شرح السنة 10/351 ح2616 من طريق علي بن عاصم ،
جميعهم ( 15 راوياً ، وهم : إسماعيل بن جعفر ، وأبو إسحاق ، ووهيب ، والثقفي ، والماجشون ، ومحمد بن طلحة ، ويحيى بن أيوب ، وابن المبارك ، والحارث بن عمير ، والمعتمر ، والطحان ، ومروان بن معاوية ، وحماد بن سلمة ، وعبد الوارث ، وعلي بن عاصم ) عن حميد ، عن أنس به مطولاً لبعضهم ومختصراً لبعضهم ، ولفظه بتمامه :" لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قِدِّه - يعني سوطه - من الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً ، ولطاب ما بينهما ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " وهو مرفوع في جميع هذه الطرق إلا في رواية مروان بن معاوية فهو موقوف ، وكذا رواية عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد فقط ، وهي من رواية نعيم ابن حماد عنه ، وقرن حماد بن سلمة مع حميدٍ ثابتاً البناني ، وسياق لفظه بلفظ ثابت الآتي قريباً .
- وأخرجه مسلم 6/36 ح1880 ، والبيهقي في شعب الإيمان 8/186 ح3951 من طريق القعنبي ،
وأحمد 3/207 ح13161 ، وابن أبي شيبة 4/202 ح19310 ، وأبو عوانة ( إتحاف المهرة 1/501 ح558 ) من طريق عفان بن مسلم ،
وأحمد 3/132 ح12350 عن ابن مهدي ،
وأحمد 3/153 ح12556 عن حسن ،
وأحمد 3/207 ح13161 عن روح بن عبادة ،
وابن أبي عاصم في الجهاد 1/228 ح56 ، وفي الزهد ص118 ح242 ، وابن حبان 10/461 ح4602 من طريق هدبة بن خالد ،
وأبو عوانة 4/466 ح7356 من طريق مسلم بن إبراهيم ،
والسهمي في تاريخ جرجان ص146 من طريق عبد الواحد بن غياث ،
وأبو نعيم في صفة الجنة ص29 ح55 من طريق كامل بن طلحة ،(1/3)
تسعتهم ( القعنبي ، وعفان ، وابن مهدي ، وحسن ، وروح ، وهدبة ، ومسلم ، وعبد الواحد ، وكامل ) عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ،
وابن ماجه 2/927 ح2775 ، والطبراني في الأوسط 2/93 ح1359 ، والضياء في المختارة 6/184 ح2192 من طريق أبي عاصم ، عن شبيب بن بشر ،
وابن عدي في الكامل 4/59 ، والدارقطني في الغرائب والأفراد ( الأطراف 2/117 ح912 ) ، وأبو نعيم في صفة الجنة ص29 ح56 من طريق عبد الله بن الحارث الجمحي ، عن أبي واقد صالح بن محمد بن زائدة المدني الليثي الصغير ،
ثلاثتهم ( ثابت البناني ، وشبيب بن بشر ، وأبو واقد ) عن أنس بن مالك به، ولفظه في رواية ثابت :" لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها " وربما وقع مختصراً في بعض رواياته ، ولفظه في رواية شبيب بن بشر :" من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسك يوم القيامة " ، ولفظه في رواية أبي واقد :" موضع سوطٍ في الجنة خير من الدنيا وما فيها ".
وقد قرن عبد الواحد بن غياث في روايته عن حماد بن سلمة مع ثابت البناني حميداً الطويل - كما سبق ذكره في رواية حميد - .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على حميد الطويل ، حيث روي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن حميد ، عن أنس مرفوعاً ، وهذه رواية الجماعة ، وهم : محمد ابن جعفر بن أبي كثير ، وإسماعيل بن جعفر المدني ، وأبو إسحاق الفزاري ، ووهيب بن خالد ، وعبد الوهاب الثقفي ، وعبد العزيز الماجشون ، ومحمد بن طلحة ، ويحيى بن أيوب ، والحارث بن عمير ، والمعتمر بن سليمان ، وخالد الطحان ، وحماد بن سلمة ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعلي بن عاصم ، وعبد الله بن المبارك - في كتاب الجهاد له ، ( وهو من رواية أبي عثمان سعيد بن رحمة عنه ، وفيما رواه ابن أبي عاصم ، عن ابن أخي جويرية ، وهو عبد الله بن محمد بن أسماء ، عنه ) - .(1/4)
الوجه الثاني : عن حميد ، عن أنس موقوفاً ، وهذه رواية الأنصاري ، ومروان بن معاوية الفزاري ، وعبد الله بن المبارك في كتاب الزهد له ( وهو من رواية نعيم بن حماد عنه ) .
وقد قال أبو حاتم بعد ذكر رواية محمد بن جعفر المرفوعة، ورواية الأنصاري الموقوفة: حديث حميد فيه مثل ذا كثير، واحد عنه يسند وآخر يوقف وهذا يدل على أن الاختلاف فيه من حميد نفسه ، يعني أنه يرفعه مرة ويوقفه مرة ، ولعل ذلك على سبيل الورع ، أو أنه ربما عرض له فيه شك ، فقد قال علي بن المديني ، عن يحيى بن سعيد : كان حميد الطويل إذا ذهبت تقفه على بعض حديث أنس يشك فيه . ( تهذيب الكمال 7/361 ) .
وبناءً على هذا فإن هذا الحديث يكون محفوظاً عن حميد ، عن أنس مرفوعاً ، لأنه رواية الجماعة عنه وفيهم ثقات أثبات ، ولذلك أخرجه البخاري في صحيحه ، وقال الترمذي : حسن صحيح . وقد وقع تصريح حميد بسماعه له من أنس في رواية أبي إسحاق الفزاري عند البخاري فأمن بذلك تدليسه .
غير أن أبا حاتم في الموطن الثاني الذي ذكر فيه هذه المسألة 2/214 ح2131 قال بعد ذكر الوجه المرفوع : هذا خطأ ، والصحيح عن أنس موقوف . وأشار البزار إلى شهرة وقفه بقوله : وهذا الحديث رواه غير واحدٍ عن حميد ، عن أنس موقوفاً ، وروى ثابت بعض كلامه .
وجَزْم أبي حاتم بخطأ رفعه مشكل حيث إنه رواية الثقات عن حميد ، ثم قد يكون مخالفاً لكلامه السابق ، إلا أن يكون أراد أن حميداً أخطأ في رفعه فإن هذا يستقيم مع كلامه الأول ، ولعل سبب ترجيح أبي حاتم لوقفه أنه لما رأى حميداً تردد في رفعه أخذ بالأحوط ، وهو وقفه ، ولكن يجاب على ذلك بأن الأكثر من حميد رفعه ، ثم قد وافقه على رفعه ثابت البناني ، وهذا يدل على أن الصواب رفعه ، وأن وقفه تقصير ولعله على سبيل الورع .(1/5)
ومثل هذا يقال في الاختلاف على عبد الله بن المبارك ، فلعله سمعه من حميد مرفوعاً وموقوفاً فحدث بهذا وهذا، إلا أن يكون ما وقع في كتاب الزهد لابن المبارك سقط -يعني سقط قوله : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد أبدى محققه هذا الاحتمال .
والحاصل أن هذا الحديث محفوظ من حديث حميد ، وثابت ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد أخرجه البخاري من حديث حميد ، وأخرجه مسلم من حديث ثابت - كما سبق - أما بقية الروايات عن أنس فليس عليها الاعتماد .
ومما ينبه عليه في نهاية هذا البحث أن رواية حماد بن سلمة ، عن حميد هذا الحديث فيها نظر ، فإن أصحاب حماد بن سلمة كلهم إنما رووه عن حماد ، عن ثابت فقط إلا عبد الواحد بن غياث البصري، وهو صدوق ( التقريب 4247)، فإنه قرن مع ثابت حميداً، وساقه بلفظ ثابت - كما سبق - والظاهر أن حماد بن سلمة إنما يروي حديث ثابت البناني فقط . والله أعلم .(1/6)
145/932- سألت أبي عن حديث رواه الثوري ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :" كتب عمر إلى أمراء الأجناد ألا يأخذوا الجزية إلا ممن جرت عليه المواسي(1)". قال أبي : ومنهم من يقول : عن نافع ، عن أسلم ، عن عمر . قلت لأبي : فأيهما الصحيح ؟ قال : الثوري حافظ ، وأهل المدينة أعلم بحديث نافع من أهل الكوفة.
دراسة الرواة :
* سفيان الثوري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة ، وكان ربما دلس .
* عبيد الله بن عمر العمري ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة ثبت .
* نافع مولى ابن عمر ، سبق في المسألة الحادية عشرة ، وهو ثقة ثبت فقيه مشهور .
* عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - سبقت ترجمته في المسألة الرابعة .
* أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثامنة والثلاثين .
* أسلم مولى عمر ، سبق في المسألة الثالثة والأربعين ، وهو ثقة .
التخريج :
هذا الحديث في كتاب عمر إلى أمراء الأجناد في شأن أهل الذمة ، وقد روي مطولاً ومختصراً بذكر جملة أو أكثر مما جاء في هذا الكتاب .
ولم أقف على حديث الثوري ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر، عن عمر، وإنما وقفت على حديثه على الوجه الثاني بذكر أسلم بدل ابن عمر ، وهذا تخريجه :
- أخرجه البيهقي 9/202 من طريق قبيصة بن عقبة ، عن سفيان ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن أسلم قال : كتب عمر إلى أمراء الأجناد أن اختموا رقاب أهل الجزية في أعناقهم " .
وهذه الجملة التي في هذه الرواية جزء من الكتاب المذكور ، وسيأتي ذكره بأطول من هذا .
- وأخرجه أبو يوسف في الخراج ص128 ،
__________
(1)
(1) في ( س ) :" الموسى " بالإفراد ، وهو آلة الحديد التي يحلق بها ، قال أبو عبيد : يعني من أنبت اهـ . وذلك أن المواسي إنما تجري على من أنبت ( انظر : الأموال لأبي عبيد ص41 ، النهاية 4/372 ، لسان العرب 6/ 223 ) .(1/1)
وأبو عبيد في الأموال ص57 ح136 عن أبي المنذر ، ومصعب بن المقدام ،
وابن أبي شيبة 6/483 ح33119 عن عبد الله بن نمير ، والبيهقي 9/195 من طريق محمد بن عبد الله بن نمير ، عن أبيه عبد الله بن نمير ،
وابن أبي شيبة 6/429 ح32640 و6/469 ح32998 و6/484 ح33129 - ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 9/195 ، وفي المعرفة 7/127 ح5534 - عن عبد الرحيم بن سليمان ،
وابن أبي شيبة 6/428 ح32636 - ومن طريقه البيهقي 9/198 - عن عبدة بن سليمان ،
وابن زنجويه في الأموال 1/151 ح142 و1/157 ح154 و1/183 ح210 و1/368 ح593 عن محمد بن عبيد ،
والطحاوي في شرح المعاني 3/217 ح5142 من طريق حماد ولعله : ابن زيد ،
ثمانيتهم ( أبو يوسف ، وأبو المنذر ، ومصعب ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرحيم ، وعبدة ، ومحمد بن عبيد ، وحماد ) عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع به ، وهو كتاب عمر إلى أمراء الأجناد في شأن أهل الذمة ، منهم من طوله ، ومنهم من اختصره واقتصر على جزء منه ، ومن ألفاظه المطولة لفظ محمد بن عبيد ، ولفظه :" أن عمر كتب إلى أمراء أهل الجزية ألا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه المواسي منهم ، وجزيتهم أربعون درهماً على أهل الورق منهم ، وأربعة دنانير على أهل الذهب ، وعليهم أرزاق المسلمين من الحنطة مدين أو مدين وثلاثة أقساط زيت لكل إنسان ، كل شهر ، ومن الودك والعسل والكسوة التي كان أمير المؤمنين يكسوها الناس شيئاً لم يحفظه عبيد الله ، ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام ، وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعاً لكل إنسان ، قال : وكان عمر لا يضرب الجزية على النساء والصبيان ، وكان يختم في أعناق رجال أهل الجزية ". ومن ألفاظ هذا الكتاب - أيضاً - :" أن عمر كتب إلى عماله ينهاهم عن قتل النساء والصبيان ، وأمرهم بقتل من جرت عليه المواسي ". وفي بعض ألفاظه زيادات أخرى .(1/2)
وقد جعلوه جميعاً : عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن أسلم أن عمر كتب ... الخ . إلا عبد الله بن نمير في رواية ابن أبي شيبة عنه فإنه ذكر ابن عمر بدل أسلم مولى عمر.
- وأخرجه مالك في الموطأ 1/233 ح43 - ومن طريقه الشافعي في الأم 4/255 ، وفي القديم ( المعرفة للبيهقي 7/125 ) ، وأبو عبيد في الأموال ص44 ح100 وص159 ح393 ، وابن زنجويه في الأموال 1/156 ح153 و1/368 ح592 ، والبلاذري في فتوح البلدان ص131 ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/196 ، وفي المعرفة 7/124 ح5530 وغيرهم - ،
ويحيى بن آدم في الخراج ص71 ح231 ، وابن زنجويه في الأموال 1/151 ح143 و1/184 ح211 ، والبيهقي 9/189 من طريق زهير بن معاوية ، عن الحسن بن الحُرّ النخعي ،
وعبد الرزاق 6/88 ح10096 و10/329 ح19267 ، والشافعي في القديم ( المعرفة للبيهقي 7/126 ) ، وأبو عبيد في الأموال ص41 ح93 ، وابن زنجويه في الأموال 1/157 ح155 ، والطحاوي في شرح المعاني 3/217 ح5142 من طرقٍ عن أيوب السختياني ،
وعبد الرزاق 6/85 ح10090 و10/331 ح19273 ، وأبو عبيد في الأموال ص57 ح137 - وعنه ابن زنجويه في الأموال 1/185 ح214 - عن ابن مهدي(1)، والبلاذري في فتوح البلدان ص157 من طريق محمد بن الأحدب ، وأبو القاسم بن عبد الحكم في فتوح مصر وأخبارها ص152 من طريق ابن وهب ، والخلال في أحكام أهل الملل من الجامع لمسائل الإمام أحمد بن حنبل ص354 ح992 من طريق يحيى بن السكن ، وأبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري في شرح كتاب عمر بن الخطاب ( أحكام أهل الذمة لابن القيم 3/1290 ) من طريق خالد بن مخلد القطواني ، ستتهم ( عبد الرزاق ، وابن مهدي ، ومحمد بن الأحدب ، وابن وهب ، ويحيى بن السكن ، وخالد بن مخلد ) عن عبد الله بن عمر العمري ،
__________
(1) سقط ابن مهدي من مطبوعة الأموال لأبي عبيد وتصحيحه من الأموال لابن زنجويه حيث رواه عنه .(1/3)
وعبد الرزاق 6/87 ح10095 و10/328 ح19265 عن ابن جريج ، عن موسى ابن عقبة ،
وسعيد بن منصور 2/282 ح2632 عن أبي شهاب ، عن الحجاج وهو: ابن أرطاة،
وأبو عبيد في الأموال ص44 ح101 ، وابن زنجويه في الأموال 1/158 ح156 من طريق كثير بن فرقد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن غنج ،
وأبو القاسم بن عبد الحكم في فتوح مصر وأخبارها ص151 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غنجٍ وحده ،
والطحاوي في شرح المعاني 3/217 ح5141 ، والبلاذري في فتوح البلدان ص131 من طريق عمر بن محمد العمري ،
تسعتهم ( مالك ، والحسن بن الحر ، وأيوب ، وعبد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، والحجاج ، وكثير بن فرقد ، وابن غنج ، وعمر بن محمد ) عن نافع به بنحو السياقات السابقة ، ومن ألفاظه - أيضاً - :" أن عمر أمر في أهل الذمة أن تجز نواصيهم ، وأن يركبوا على الأكف ، وأن يركبوا عرضاً ، وأن لا يركبوا كما يركب المسلمون ، وأن يوثقوا المناطق ". ومن ألفاظه :" أن عمر كان يكتب إلى أمراء الأجناد أن لا يقتلوا إلا من جرت عليه المواسي ، ولا يأخذوا الجزية إلا ممن جرت عليه المواسي ، ولا يأخذوا من صبي ولا امرأة " . وفي ألفاظه زيادات أخرى ، ولم يقل في رواية مالك ، وموسى بن عقبة ، وكثير بن فرقد ، وابن غنج : أن عمر كتب ، وإنما ذكروا في رواياتهم تقدير عمر للجزية على أهل الذمة ، دون أن يذكروا الكتابة إلى أمراء الأجناد أو العمال . إلا في رواية الشافعي في القديم عن مالك فإنها بلفظ :" أن عمر كتب ألاَّ تؤخذ الجزية من النساء والصبيان " .(1/4)
وقد جعلوه جميعاً : عن نافع ، عن أسلم ، أن عمر ... الخ إلا في رواية خالد بن مخلد، ويحيى بن السكن عن عبد الله العمري ، فإنه عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر، وأسقط موسى بن عقبة الواسطة بين نافع وعمر ، وقد وقع في روايته - وهي عند عبد الرزاق - في الموطن الأول : عن نافع أنه حدثه عن عمر . وفي الموطن الثاني : عن نافع أنه حُدِّث عن عمر . وقد زاد في متنه زيادة أخرى في شكوى أهل الذمة أنهم يكلفون في الضيافة الغنم والدجاج ، وهي من طريق آخر .
- وأخرجه أبو القاسم بن عبد الحكم في فتوح مصر وأخبارهاً ص151 عن عبد الملك ابن مسلمة وهو القعنبي ،
وابن المنذر 11/16 ح6405 من طريق ابن وهب ،
كلاهما ( القعنبي ، وابن وهب ) عن القاسم بن عبد الله ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر " أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد يأمرهم أن يختموا في رقاب أهل الجزية بالرصاص، ويصلحوا مناطقهم ، ويجزوا نواصيهم، ويركبوا على الأكف عرضاً، ولا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى ، ولا يدعوهم يتشبهون بالمسلمين في ركوبهم " هذا لفظ ابن وهب ، ونحوه لفظ القعنبي لكن سقط منه قوله :" أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد ". ووقع في رواية ابن وهب " عبد الله بن عمروٍ ". كذا في الأوسط لابن المنذر(1).
الحكم عليه :
__________
(1) شروط عمر التي أخذها على أهل الذمة مشهورة ، ولذلك عن عمر طرق أخرى ، وفي جمع طرق ذلك وحصره طول ، وإنما ذكرت هذا الطريق خاصة لأنه موافق في لفظه للفظ ابن أبي حاتم الذي ذكره في المسألة ، وقد اعتنى بجمع هذه الشروط والكلام عليها غير واحد ، كأبي القاسم الطبري الذي سبق ذكره ، وقد طبع جزء فيه شروط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على النصارى ، من رواية ابن السماك ، وقد شرح ابن القيم هذه الشروط فأجاد وأفاد ، وذلك في آخر كتابه النافع أحكام أهل الذمة ، فمن أراد التوسع فليرجع إليه .(1/5)
الاختلاف في هذا الحديث إنما وقع على عبيد الله بن عمر العمري ، حيث روي عنه على وجهين :
الوجه الأول : عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر ، وهذه رواية الثوري - فيما ذكره أبو حاتم - ، ورواية عبد الله بن نمير - فيما رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة - .
الوجه الثاني : عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن أسلم ، عن عمر ، وهذه رواية أبي يوسف القاضي ، وأبي المنذر ، ومصعب بن المقدام ، وعبد الرحيم بن سليمان الأشل ، وعبدة بن سليمان ، ومحمد بن عبيدٍ ، وحماد ، وكذا سفيان الثوري - فيما رواه عنه قبيصة بن عقبة - ورواية عبد الله بن نمير - فيما رواه عنه ابنه محمد - .
وتابع عبيد الله بن عمر على هذا الوجه الرواة عن نافع ، وهم : مالك بن أنس ، والحسن بن الحر ، وأيوب السختياني ، وعبد الله بن عمر العمري - في المحفوظ عنه -، والحجاج بن أرطاة ، وكثير بن فرقد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن غنج ، وعمر بن محمد .
وقد مال أبو حاتم إلى ترجيح الوجه الثاني ، وذلك بقوله : الثوري حافظ ، وأهل المدينة أعلم بحديث نافع من أهل الكوفة .
ففي كلامه هذا إشارة إلى أن أهل المدينة رووا حديث عبيد الله على الوجه الثاني ، ورووا حديث نافع كذلك على الوجه الثاني ، وقد تبين من التخريج السابق أن الثوري - أيضاً - قد روي عنه الوجهان ، ولم أقف على من روى عنه الوجه الأول كي أوازن بينه وبين قبيصة بن عقبة ، إلا أن كلام أبي حاتم وجزمه بنسبة الوجه الأول إلى الثوري يدل على أنه وجه ثابت عنه ، فإن كان كذلك فلعل الثوري وهم فيه مرة ثم رجع إلى الصواب . وكذلك القول في الاختلاف على عبد الله بن نمير ، حيث رواه عنه ابن أبي شيبة على الوجه الأول ، ورواه عنه ابنه على الوجه الثاني .
ومما يزيد توهيم الوجه الأول قوة أن رواية نافع عن ابن عمر جادة معهودة ، وطريق مشهور تسبق إليه الألسنة فلعله من هنا جاء الوهم .(1/6)
ويؤكد ترجيح الوجه الثاني قوة أنه رواية الجماعة من أصحاب نافع - أيضاً - وفيهم ثقات أثبات ، وهو أثر ثابت عن عمر ، وإسناده من هذا الوجه المحفوظ صحيح .
تنبيهان :
1- سبق في التخريج ذكر الاختلاف في هذا الحديث على عبد الله بن عمر العمري ، أخي عبيد الله ، والاختلاف عليه على الوجهين السابقين ، والمحفوظ منهما الوجه الموافق لرواية الجماعة - كالقول في رواية عبيد الله - ، وقد قال أبو القاسم الطبري بعد أن ذكر رواية خالد بن مخلد عن عبد الله بن عمر العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر : كذا قال خالد : عن نافع عن ابن عمر . وإنما هو : عن أسلم ، عن عمر ، كذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي ، عن عبد الله العمري وهو الصواب اهـ . وقد يكون الاختلاف فيه من عبد الله العمري نفسه فإنه سيئ الحفظ - كما سبق مراراً - .
2- سبق أن موسى بن عقبة في روايته عن نافع أسقط شيخ نافع ، فجعله : عن نافع أنه حُدِّث، أو : أنه حدثه - كما سبق - عن عمر. وغاية ما في ذلك أن نافعاً أبهم شيخه، فإذا بيَّنه في طريق آخر ثابت زال الإشكال ، كما هو في هذا الحديث ، والله أعلم .(1/7)
146/933- سألت أبي عن حديثٍ رواه سعيد بن سليمان الواسطي ، عن إسحاق ابن سليمان الرازي ، [ عن أبي جعفر الرازي(1)]، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن عبد الله بن مُغَفَّل المزني قال : " كنت آخذاً بغصن من أغصان الشجرة التي بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحتها ، فبايعناه(2)على أن لا نفر ، وسمعته حين نهى عن نبيذ الجر ، وشهدته(3)حين أمر بشربه ، وقال : اجتنبوا كل مسكر ". قال أبي : كذا حدثنا سعيد ، ورواه(4)الفضل بن دكين ، عن أبي جعفر، عن الربيع ، عن أبي العالية ، عن(5)عبد الله ابن مغفل أو غيره ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أشبه .
دراسة الرواة :
* سعيد بن سليمان الواسطي " سعدويه "، سبق في المسألة السادسة، وهو ثقة حافظ.
* إسحاق بن سليمان الرازي ، أبو يحيى العبدي ، مولى عبد القيس ، روى عن : مالك ، وابن أبي ذئب ، وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم . وعنه : أحمد بن حنبل ، وسعيد بن سليمان ، ومحمد بن رافع وغيرهم . أخرج له الجماعة .
متفق على جلالته وفضله ، فقد أثنى عليه الإمام أحمد . وقال أبو أسامة : كنا نستسقي به . وقال إسحاق بن منصور : ما كان أهيأه ، ما كان أبين خشوعه ، يبكي كل ساعة . وقال أبو الأزهر : كان من خيار المسلمين . هذا مع توثيق الأئمة له .
ولذا قال في التقريب : [ ثقة فاضل ] .
__________
(1)
(1) قوله :" عن أبي جعفر الرازي " ساقط في هذا الموطن من جميع النسخ ، وإنما أضفته من الموطن الثاني في الأشربة 2/31 ح1569 حيث كرره المؤلف مرة أخرى بحروفه .
(2) في ( س ، ح ) :" بايعناه " ، بدون الفاء .
(3) في ( ت ، م ، ط ) :" وشهوته " ، وهو تصحيف .
(4) في ( ت ، ض ، م ، ط ) :" وروى " .
(5) كذا في ( ت ، ض ، م ، ط ) ، وفي ( س ، ح ) واو عاطفة بدل: عن . وسيأتي بيان الصواب في هذه الكلمة.(1/1)
الجرح والتعديل 2/223 ، تاريخ بغداد 6/324 ، تهذيب الكمال 2/429 ، تهذيب التهذيب 1/120 ، التقريب 357 .
* الربيع بن أنس البكري ، سبق في المسألة رقم 130 ، وهو صدوق ، له أوهام ، ورمي بالتشيع .
* أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي ، سبق في المسألة التاسعة والعشرين ، وهو ثقة كثير الإرسال .
* عبد الله بن مُغَفَّل المزني ، أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو زياد، صحابي له شهرة، ممن بايع تحت الشجرة ، كان مسكنه المدينة ، ثم تحول إلى البصري ، مات سنة 57 ، وقيل سنة 60 - رضي الله عنه - .
طبقات ابن سعد 7/13 ، أسد الغابة 3/83 ، تهذيب الكمال 16/173 ، الإصابة 2/272 ، التقريب 3638 .
* الفضل بن دكين أبو نعيم الملائي ، سبق في المسألة الثالثة ، وهو ثقة ثبت .
* أبو جعفر الرازي التميمي ، مولاهم ، مشهور بكنيته ، واسمه : عيسى بن أبي عيسى ، واختلف في اسم أبي عيسى ، فقيل : ماهان، وقيل غير ذلك، وأصله مروزي، ثم سكن الري ، وقيل غير ذلك، مات في حدود سنة 160، روى عن : الربيع بن أنس، وحصين بن عبد الرحمن، ومغيرة بن مقسم وغيرهم ، وعنه: شعبة - وهو من أقرانه -، وإسحاق بن سليمان ، وأبو نعيم ، ووكيع وغيرهم . أخرج له البخاري في الأدب ، وأخرج له الأربعة .
وثقه ابن معين في رواية ، وقال في أخرى : ثقة وهو يغلط فيما يروى عن مغيرة . وقال مرة: صالح . وقال - أيضاً - : يكتب حديثه ولكنه يخطئ . وقال ابن المديني : كان عندنا ثقة . وقال - أيضاً - : هو نحو موسى بن عبيدة ، وهو يخلط فيما روى عن مغيرة ونحوه . ووثقه ابن عمار الموصلي . وقال أبو حاتم : ثقة ، صدوق ، صالح الحديث .
وقال أحمد : صالح الحديث . وقال مرة : مضطرب الحديث . وقال - أيضاً - : ليس بقوي في الحديث . وكذا قال النسائي . وقال أبو زرعة : شيخ يهم كثيراً .(1/2)
وقال ابن حبان : كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير ، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات ، ولا يجوز الاعتبار بروايته إلا فيما لم يخالف .
وفيه كلام غير ذلك ، وقد قال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وقد روى عنه الناس، وأحاديثه عامتها مستقيمة ، وأرجو أنه لا بأس به .
قال الذهبي : صالح الحديث .
ولخص ابن حجر حاله بقوله : [ صدوق ، سيئ الحفظ خصوصاً عن مغيرة ] . وهو كما قال .
تاريخ الدوري 2/699 ، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لابن المديني ص122 ، سؤالات البرذعي 2/443 ، سنن النسائي 3/258 ، ضعفاء العقيلي 3/388 ، الجرح والتعديل 6/280 ، المجروحين 2/120 ، الكامل 5/254 ، تاريخ بغداد 11/143 ، تهذيب الكمال 33/192 ، الميزان 3/319 و4/510 ، تهذيب التهذيب 4/503 ، التقريب 8019 .
التخريج :
لم أقف على حديث سعيد بن سليمان ، عن إسحاق بن سليمان الرازي ، ولكن علقه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة 4/1780 عن إسحاق بن سليمان ، عن أبي جعفر الرازي .
- وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1/256 ،
والروياني 2/100 ح902 ، عن ابن إسحاق ،
والروياني - أيضاً - 2/103 ح909 عن محمد بن عبد الكريم ،
والطحاوي في شرح المعاني 4/229 ح6546 عن فهد بن سليمان ،
وابن بشران في الأمالي 2/215 ح1370 من طريق محمد بن سليمان الباغندي ،(1/3)
خمستهم ( يعقوب ، وابن إسحاق ، ومحمد بن عبد الكريم ، وفهد ، والباغندي ) عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن أبي جعفر الرازي به مختصراً ، ومنهم من اقتصر على أوله ، ومنهم اقتصر على آخره ، وذكر فيه بعضهم كون عبد الله بن مغفل من البكائين الذين نزلت فيهم الآية . وقد قالوا فيه : عن أبي العالية أو غيره ، عن عبد الله بن مغفل، إلا أنه وقع في رواية يعقوب بن سفيان، وفهد بن سليمان بالواو: عن أبي العالية وغيره(1)عن عبد الله بن مغفل .
- وأخرجه أحمد 4/87 ح16804 و5/54 ح20546 - ومن طريقه الروياني 2/100 ح903 - ، وأبو القاسم البغوي في معجمه 4/120 ، وابن أبي شيبة 5/68 ح23764 ، وابن جرير في التفسير 10/146 عن سفيان بن وكيع ، ثلاثتهم ( أحمد ، وابن أبي شيبة ، وسفيان بن وكيع ) عن وكيع بن الجراح ،
والحارث بن أبي أسامة ( بغية الباحث ص167 ح521 ) - ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة 4/1780 ح4515 - عن الحسن بن قتيبة ،
وابن أبي حاتم في التفسير 6/1862 ح10202 من طريق محمد بن سعيد بن سابق ،
والسراج (الاستيعاب 2/325) عن هارون بن عبد الله، عن أبي النضر هاشم بن القاسم،
__________
(1) ولعل ما وقع في رواية فهد بن سليمان تصحيف في نسخة شرح المعاني المطبوعة ، فقد ذكر ابن حجر في إتحاف المهرة 10/562 ح13425 روايته مثل الروايات الأخرى : عن أبي العالية أو غيره . ويظهر لي - أيضاً - أن رواية يعقوب بن سفيان مصحفة ، ولكن لم أقف عليها في مصدر آخر لأثبت ذلك .(1/4)
أربعتهم ( وكيع ، والحسن بن قتيبة ، ومحمد بن سعيد ، وأبو النضر ) عن أبي جعفر الرازي به مختصراً ومطولاً ، وقد وقع في رواية الحسن بن قتيبة ، ومحمد بن سعيد بدون شك : عن أبي العالية ، عن عبد الله بن مغفل ، أما رواية وكيع ففيها : عن أبي العالية أو عن غيره ، عن عبد الله بن مغفل إلا في رواية سفيان بن وكيع ، عن أبيه فصورة روايته : عن أبي العالية ، عن عروة(1)، عن ابن مغفل . وصورة رواية أبي النضر : عن أبي العالية ، عن عنترة (2) ، عن عبد الله بن مغفل .
- وأخرجه ابن سعد 2/99 عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي ، عن زياد بن الجصاص ، عن الحسن ، عن عبد الله بن مغفل ، قال عبد الوهاب : وأخبرني سعيد ، عن قتادة ، عن عبد الله بن مغفل قال :" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة يبايع الناس وإني(2)رافع أغصانها عن رأسه " .
- وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في السير ص198 ح292 عن خالدٍ الحذاء ، عن الحكم ابن الأعرج ، عن عبد الله بن مغفل قال :" بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية على ألاَّ نفر ، ولم نبايعه على الموت " .
__________
(1) وهذا كله تصحيف فيما يظهر لي ، ولا مكان لعروة ولا عنترة في هذا الإسناد ، وإنما صواب الرواية كما سبق: عن أبي العالية أو غيره .
(2) وقع في الطبقات المطبوع :" وأبي " وهو تصحيف .(1/5)
- وأخرجه أحمد 4/86 ح16795 و4/87 ح16807 و5/75 ح20577 ، والطيالسي 2/233 ح960 ، وابن أبي شيبة 5/72 ح23795 ، والدارمي 2/158 ح2112 ، والروياني 2/91 ح881 ، والطبراني في الأوسط 5/268 ح5280 من طرقٍ عن عاصمٍ الأحول ، عن فضيل بن زيد الرقاشي ، عن عبد الله بن مغفل المزني به بقصة النبيذ فقط ، ولفظه : سألت عبد الله بن المغفل قال : قلت : ما حرم علينا من هذا الشراب ؟ قال : الخمر . قال : قلت : هذا في القرآن . فقال : لا أحدثك إلا ما سمعت من محمد رسول الله ، أو الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إما يكون بدأ بالرسالة أو بالاسم - قال : قلت : شرعي - أي اكتفيت ، يعني - قال : " نهى عن الحنتم ، قال قلت : وما الحنتم ؟ قال : الجرُّ الأخضر والأبيض . والنقير والمزفت . قال : قلت : ما المزفت؟ قال : ما جعل فيه القار من إناء أو غيره . والدباء ". قال : فاشتريت أُفَيْقَة فنبذت فيها وعلقتها . قال أبو داود الطيالسي : والأفيقة مثل السقاء . وهذا لفظ الطيالسي ، والبقية بنحوه .
الحكم عليه :
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث على أبي جعفر الرازي، وذلك على وجهين:
الوجه الأول : عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن عبد الله بن مغفلٍ - أي دون شك في الإسناد - وهذه رواية إسحاق بن سليمان الرازي ، والحسن بن قتيبة ، ومحمد بن سعيد بن سابق .(1/6)
الوجه الثاني : عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن عبد الله بن مغفلٍ أو غيره ، كذا وقع في بعض نسخ العلل - كما سبق - وفي بعضها : عن أبي العالية وعبد الله بن مغفل أو غيره . وقد ذكر أبو حاتم أن هذه رواية أبي نعيم الفضل ابن دكين . ولم أقف عليه بأيٍّ من هاتين الصورتين المذكورتين في النسخ ، ويظهر لي أن هذا خطأ وتصحيف في النسخ ، وإنما الصواب : عن أبي العالية أو غيره ، عن عبد الله ابن مغفل ، وهذه رواية أبي نعيم - كما وقفت عليها في المصادر السابقة في التخريج - ورواية وكيع ، وأبي النضر .
وقد رجح أبو حاتم هذا الوجه الثاني ، ويظهر لي أن الاختلاف فيه من أبي جعفر الرازي نفسه ، يعني أنه حدث به مرة بالشك ، ومرة بدونه . وهو إسناد ضعيف على الوجهين لتفرده به ، ومثله لا يحتمل تفرده - وقد سبق بيان حاله - إلا أنه إذا رجح الوجه الثاني زاد ضعفه للشك في شيخ الربيع بن أنس ، واحتمال أن يكون غير أبي العالية وأن يكون ضعيفاً .
هذا ما يتعلق بما ذكره أبو حاتم في هذه المسألة ، ولكن قد جاء بعض معاني هذا الحديث من طرقٍ أخرى عن عبد الله بن المغفل ، فمن ذلك البيعة يوم الحديبية - كما سبق في التخريج - .
وقد جاء ذلك من طرق ، أولها طريق الحسن البصري ، عن عبد الله بن مغفل ، وقد رواه عنه زياد بن أبي زياد الجصاص ، وهو ضعيف. ( التقريب 2077 ) ، ولكن له عن الحسن طريق آخر يأتي ذكره قريباً .
والثاني طريق قتادة ، عن عبد الله بن المغفل ، وهو منقطع فإن قتادة لم يدرك عبد الله ابن المغفل ، بل ولد بعد وفاة عبد الله بن المغفل ، فولادة قتادة سنة 61 ، ووفاة ابن المغفل قبل ذلك - كما سبق في ترجمته - .
والطريق الثالث طريق خالد الحذاء ، عن الحكم بن الأعرج ، عن عبد الله بن المغفل .(1/7)
والحكم بن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج البصري ثقة ربما وهم . ( التقريب 1446 ) ، ولكن وقع في إسناد هذا الحديث اختلاف ، فقد أخرج مسلم 6/26 ح1858 ، وابن سعد 2/99 ، والطبراني في الكبير 20/227 ح532 من طريق يزيد بن زريع ،
وأحمد 5/25 ح20293 ، والطبراني في الكبير 20/227 ح531 من طريق عبد الوهاب الثقفي ،
وابن حبان 10/415 ح4551 و11/232 ح4876 ، والطبراني في الكبير 20/227 ح530 ، والبيهقي 8/146 من طريق خالد بن عبد الله الطحان ،
ثلاثتهم ( يزيد ، والثقفي ، والطحان ) عن خالد الحذاء ، عن الحكم بن عبد الله الأعرج ، عن معقل بن يسار قال :" لقد رأيتني يوم الشجرة ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبايع الناس ، وأنا رافع غصناً من أغصانها عن رأسه ، ونحن أربع عشرة مائة ، قال : لم نبايعه على الموت ، ولكن بايعناه على أن لا نفر ".
وهذا هو المحفوظ عن خالدٍ الحذاء حيث اتفق عليه ثلاثة من الثقات ، ثم قد توبع عليه خالد الحذاء ، فأخرجه مسلم 6/26 ح1858 من طريق يونس بن عبيد ، عن الحكم بن عبد الله به .
وكذلك النهي عن النبيذ في الجر جاء عن عبد الله بن مغفل من طريق آخر - كما سبق في التخريج - وهو طريق عاصم بن سليمان الأحول ، عن فضيل بن زيد الرقاشي ، عن عبد الله بن مغفل مرفوعاً ، وهذا إسناد لا بأس به ، فإن الفضيل بن زيد غزا في عهد عمر سبع غزوات - كما في بعض طرق هذا الحديث - وقد قال ابن معين : رجل صدوق ثقة . وذكره ابن حبان في الثقات، وذكر أنه من قراء أهل البصرة . ( انظر: طبقات ابن سعد 7/179، تاريخ الدوري 2/476 ، الجرح والتعديل 7/72 ، ثقات ابن حبان 5/294 ) .
كما جاء الأخذ بأغصان الشجرة في أحاديث أخرى عن عبد الله بن مغفل ، منها :(1/8)
1- حديث حسين بن واقد عن ثابت البناني قال : حدثني عبد الله بن مغفل المزني قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله ، وكأني بغصن من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفعته عن ظهره ... فذكر الحديث في قصة الحديبية ، وكتاب الصلح، ونزول قوله تعالى :{ عنهم عنهم }(1).
أخرجه النسائي في الكبرى 6/464 ح11511 ، وأحمد 4/86 ح16800 وغيرهما من طريق حسين بن واقد به .
ولكن خولف فيه حسين بن واقد ، فرواه حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك .
أخرجه مسلم 5/174 ح1784 و5/195 ح1808 ، وأبو داود 3/299 ح2681 ، والترمذي 3/305 ح3264، والنسائي في الكبرى 6/464 ح11510 ، وأحمد 3/122 ح12227 و3/124 ح12254 ، و3/268 ح13827 و3/290 ح14090 وغيرهم من طرق متعددة عن حماد بن سلمة به مقطعاً ، إما بذكر صلح الحديبية وما وقع فيه أو بذكر نزول الآية وسببه ، وليس في شيء من طرقه ذكر الأخذ بأغصان الشجرة . وقد قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
ولكن قال عبد الله بن أحمد بعد أن ذكر حديث عبد الله بن مغفل : قال حماد بن سلمة في هذا الحديث : عن ثابت ، عن أنس . وقال حسين بن واقد : عن عبد الله بن مغفل ، وهذا الصواب عندي إن شاء الله .
هكذا قال عبد الله - رحمه الله - ومما لا شك فيه أن حماد بن سلمة أثبت من حسين ابن واقد في ثابت البناني ، ولكن لعل عبد الله بن أحمد رجح رواية حسين بن واقد لمخالفته للجادة في هذا ، وأما حماد بن سلمة فقد سلك الجادة المعهودة : ثابت ، عن أنس ، والله أعلم .
2- حديث الحسن البصري ، عن عبد الله بن مغفل قال : إني لممن يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب فقال : " لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ... الحديث " .
__________
(1) من الآية رقم 24 من سورة الفتح(1/9)
أخرجه الترمذي 3/154 ح1489 من طريق الأعمش ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن به . وقال الترمذي : حديث حسن ، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن ، عن عبد الله بن مغفل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ولهذا الحديث طرق كثيرة عن الحسن وغيره ، ولكن المراد هنا ذكر الشجرة ، وإنما وقفت عليه في هذا الرواية ، وليس بلازم أن تكون الشجرة المذكورة هي التي ذكرت في القرآن وحصلت البيعة تحتها ، بل ربما يكون ظاهر الحال أنها غيرها - إن صح ذكرها في هذا الحديث - فالله أعلم .
فهذا مقدار ما وقفت عليه عن عبد الله بن مغفل في هذا المعنى ، على أن بعض ما جاء في هذا الحديث ثابت من غير طريق عبد الله بن المغفل ، فإن البيعة في الحديبية على عدم الفرار ثابتة في صحيح مسلم 6/25 ح1856 وغيره من حديث جابر بن عبد الله ، وسبق ذكر حديث معقل بن يسار في ذلك ، وكذا الإذن في النبيذ بالظروف والأوعية جميعها مع تجنب المسكر ثابت في صحيح مسلم 3/65 و6/82و98 ح977 وغيره من حديث بريدة ، ولفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكراً ". وفي لفظٍ له :" نهيتكم عن الظروف ، وإن الظروف - أو ظرفاً - لا يحل شيئاً ولا يحرمه ، وكل مسكر حرام " ، والله أعلم .(1/10)
147/934- سألت أبي عن حديث رواه أبو أسامة ، عن سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن أنس قال :" قال أبو طلحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته : ألا ترى إلى أم سليم في يدها خنجر(1)؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما تصنعين بالخنجر ؟ قالت : إن دنا مني رجل من العدو بعجت بطنه " . قال أبي : هذا خطأ ، إنما هو سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس .
دراسة الرواة :
* أبو أسامة حماد بن أسامة القرشي ، مولاهم ، الكوفي ، مات سنة 201 ، روى عن : هشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش ، وسليمان بن المغيرة وغيرهم . وعنه : الشافعي ، وأحمد بن حنبل ، وابن معين ، وابن راهويه وغيرهم .
اتفق الأئمة على توثيقه ، قال أحمد : كان ثبتاً ما كان أثبته ، لا يكاد يخطئ . وقال - أيضاً - : أبو أسامة أثبت من مائة أبي عاصم ، كان صحيح الكتاب ضابطاً للحديث كيساً صدوقاً . وقال ابن سعد : كان ثقة مأمونا ، كثير الحديث ، يدلس ويبين تدليسه ، وكان صاحب سنة وجماعة .
ولكن أخذ عليه أنه كان يستعير كتب غيره ، قال أحمد : سمعت وكيعاً يقول : نهيت أبا أسامة أن يستعير الكتب . وكذا ذكره أبو داود عن وكيع وزاد : وكان دفن كتبه .
ولذا قال ابن حجر : [ ثقة ثبت ، ربما دلس ، وكان بأخرة يحدث من كتب غيره ] .
طبقات ابن سعد 6/394 ، العلل ومعرفة الرجال 1/383و390 ، سؤالات الآجري 1/340 ، الجرح والتعديل 3/132 ، تهذيب الكمال 7/217 ، الميزان 1/588 ، تهذيب التهذيب 1/477 ، التقريب 1487 .
* سليمان بن المغيرة البصري ، سبق في المسألة السابعة ، وهو ثقة ثقة .
__________
(1)
(1) الخنجر - بفتح الخاء وكسرها - هو السكين ، ومنهم من يقول : السكين ذو الحدين ، جمعه خناجر . ( انظر: لسان العرب 4/260 ، المعجم الوجيز ص213 ) .(1/1)
* حميد بن هلال العدوي ، أبو نصر البصري ، روى عن : أنس ، وعبد الله بن مغفل من الصحابة ، وروى عن : الأحنف بن قيس ، وأبي صالح السمان ، وأبي بردة ابن أبي موسى وغيرهم ، وعنه : أيوب السختياني ، وسليمان بن المغيرة ، ويونس بن عبيد وغيرهم ، أخرج له الجماعة .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، وأبو حاتم، والنسائي وغيرهم . وذكره العجلي، وابن حبان في الثقات . بل قال أبو هلال الراسبي ، عن قتادة : ما كان بالبصرة أعلم من حميد بن هلال ، ما استثنى الحسن ولا ابن سيرين . وقال ابن معين : ثقة ، لا يسأل عن مثل هؤلاء .
ولكن كان ابن سيرين لا يرضاه ، كما حكى ذلك القطان ، وذكر أبو حاتم الرازي أن ذلك لأنه دخل في شيء من عمل السلطان ، فلهذا كان لا يرضاه ، وكان في الحديث ثقة .
ولذا قال في التقريب : [ ثقة عالم ، توقف فيه ابن سيرين لدخوله في عمل السلطان ] .
طبقات ابن سعد 7/231 ، سؤالات ابن الجنيد ص109 ، التاريخ الكبير 2/346 ، ثقات العجلي ص135 ، الجرح والتعديل 3/230 ، ثقات ابن حبان 4/147 ، تهذيب الكمال 7/403 ، تهذيب التهذيب 1/500 ، التقريب 1563 .
* أنس بن مالك الأنصاري - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الخامسة .
* ثابت بن أسلم البناني ، سبق في المسألة السابعة ، وهو ثقة عابد .
التخريج :
لم أقف عليه من حديث أبي أسامة ، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد ، عن أنس، ولكن وقفت عليه من حديث أبي أسامة على الوجه الثاني ، وهذا بيانه :
- أخرجه أحمد 3/112 ح1208 و3/198 ح13042 ،
وابن أبي شيبة 7/416 ح36987 ،
كلاهما عن أبي أسامة ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس به بنحوه .(1/2)
- وأخرجه مسلم 5/196 ح1809 ، وأحمد 3/286 ح14049 ، وعبد بن حميد ( المنتخب ص361 ح1202 ) ، وأبو يعلى 6/135 ح3411 و6/226 ح3510 ، وأبو عوانة 4/331 ح6873، وابن حبان 16/152 ح7185، والطبراني في الكبير 25/119 ح291 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 6/3505 ح7939 ، وفي الحلية 2/60 ، والبغوي في الأنوار 1/248 ح303 من طرقٍ متعددة عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس به ، ولفظه : عن أنس :" أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجراً ، فكان معها ، فرآها أبو طلحة فقال : يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما هذا الخنجر ؟ قالت : اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك ، قالت : يا رسول الله ، اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن ". هذا لفظ رواية مسلم والبقية بنحوه .
- وأخرجه مسلم 5/196 ح1809 ، وأبو داود 3/317 ح2712 ، وأحمد 3/190 ح12977 و3/279 ح13975 ، وابن سعد 8/425 ، والطيالسي 3/553 ح2192 ، وابن أبي شيبة 7/419 ح36999 ، وأبو عوانة 4/331 ح6875 ، وابن المنذر في الأوسط 6/306، وابن حبان 11/169 ح4838 ، وأبو نعيم في الحلية 2/60، والبيهقي في السنن الكبرى 6/306 ، وفي الدلائل 5/150 من طرقٍ متعددة عن حماد بن سلمة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ،
وأحمد 3/108 ح12058 عن ابن أبي عدي ، عن حميد ، وهو : ابن أبي حميد الطويل ،
كلاهما ( إسحاق ، وحميد الطويل ) عن أنس بن مالك به بمعناه ، وقد وقع مطولاً في بعض طرقه عن إسحاق في قصة هوازن وما جاء فيه وفي قصة السلب وغير ذلك ، وفي بعض طرقه فيه زيادة يسيرة نحو ما سبق في حديث ثابت ، وفي جميعها ذكر قصة خنجر أم سليم .
الحكم عليه :(1/3)
ذكر أبو حاتم الاختلاف في هذا الحديث ، وظاهر كلامه أن ذلك على سليمان بن المغيرة ، والذي تبين من التخريج السابق أن الاختلاف فيه على أبي أسامة ، وذلك على وجهين ، وهما :
الوجه الأول : عن أبي أسامة ، عن سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن أنس بن مالك ، ولم يذكر ابن أبي حاتم من روى ذلك عن أبي أسامة ، ولم أقف على ذلك عنه - كما سبق في التخريج - .
الوجه الثاني : عن أبي أسامة ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، وهذه رواية الإمام أحمد ، وابن أبي شيبة .
وقد حكم أبو حاتم بأن الوجه الأول خطأ ، وأن الثاني هو الصواب ، وهذا شيء ظاهر من خلال ما سبق ، فإنه رواية أحمد ، وابن أبي شيبة ، وكفى بهما حفظاً وإتقاناً ، ثم قد تابع سليمان بن المغيرة على روايته عن ثابت حماد بن سلمة ، مما يؤكد خطأ رواية هذا الحديث عن سليمان ، عن حميد بن هلال .
ولكن قد يفهم من كلام أبي حاتم أن الخطأ في الوجه الأول من أبي أسامة ، فإن كان ذلك صحيحاً فلعل أبا أسامة أخطأ فيه مرة ، ثم رجع إلى الصواب .
والحاصل أن هذا الحديث ثابت من حديث ثابت البناني ، عن أنس ، وهو في صحيح مسلم ، كما إنه ثابت من حديث إسحاق بن عبد الله ، عن أنس ، وهو في صحيح مسلم - أيضاً - ولا يثبت من حديث حميد بن هلال ، والله أعلم .(1/4)
148/935- قال أبو محمد(1): قيل لأبي زرعة : الحديث الذي يرويه شريك ، عن الرُّكيْن قال : حدثني عمي ، قال : " أصاب العدو فرساً لي ، ثم وجدته(2)بعد في مربط سعد ، فقلت : فرسي . فقال : أقم بينتك ... وذكر الحديث ". فقال أبو زرعة : الصحيح ما يرويه علي بن صالح ، عن الركين ، عن أبيه قال : " أصابوا يوم القادسية فرساً ... وذكر الحديث " .
دراسة الرواة :
* شريك بن عبد الله القاضي، سبق في المسألة السادسة والخمسين ، وفيه كلام كثير، وقد لخص الحافظ ابن حجر حاله بقوله : صدوق ، يخطئ كثيراً ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ، وكان عادلاً ، فاضلاً ، عابداً ، شديداً على أهل البدع .
* الرُّكَيْن - بالتصغير - ابن الربيع بن عُمَيْلة - وضبطه بعضهم عَمِيْلة - الفزاري ، أبو الربيع الكوفي ، روى عن : أبيه ، وعمه يسير بن عميلة ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وأبي الطفيل وغيرهم ، وعنه : شعبة ، والثوري ، وشريك ، ومعتمر بن سليمان وغيرهم . أخرج له الجماعة ، إلا أن البخاري في الأدب المفرد .
ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، والنسائي وغيرهم . وقال أبو حاتم : صالح . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
تاريخ الدارمي ص110 ، الجرح والتعديل 3/513 ، ثقات ابن حبان 4/243 ، تهذيب الكمال 9/224 ، تهذيب التهذيب 1/611 ، التقريب 1956 .
* عم الركين هو : يُسَير بن عميلة ، ويقال له : أسَيْر الفزاري ، روى عن : خريم ابن فاتك ، وعنه : أخوه الربيع ، وابن أخيه الركين بن الربيع - على خلاف في ذلك - أخرج له الترمذي ، والنسائي .
وثقه العجلي . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن حجر : [ ثقة ] .
ثقات العجلي ص483 ، الجرح والتعديل 9/308 ، ثقات ابن حبان 5/557 ، تهذيب الكمال 32/305 ، تهذيب التهذيب 4/438 ، التقريب 7809 .
__________
(1) قوله : " قال أبو محمد " ليس في ( س ، ح ، ض ) .
(2) في ( ت ، م ، ط ) :" وجدت " .(1/1)
* علي بن صالح ، الظاهر لي أنه : علي بن صالح بن صالح بن حي الهمْداني ، أبو محمد ، ويقال : أبو الحسن الكوفي ، أخو الحسن ، مات سنة 151 وقيل بعدها . روى عن : سلمة بن كهيل ، وسماك بن حرب ، وأبي إسحاق السبيعي وغيرهم ، وعنه : أخوه الحسن ، وابن عيينة ، وعبد الله بن نمير ، ووكيع وغيرهم . أخرج له مسلم والأربعة .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وأحمد ، وابن معين ، والعجلي ، ويعقوب بن سفيان ، والنسائي ، وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
قال في التقريب : [ ثقة عابد ] .
طبقات ابن سعد 6/374 ، تاريخ الدوري 2/418 ، ثقات العجلي ص348 ، المعرفة والتاريخ 3/184 ، الجرح والتعديل 6/190 ، ثقات ابن حبان 7/208 ، تهذيب الكمال 20/464 ، تهذيب التهذيب 3/168 ، التقريب 4748 .
* الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي ، روى عن : ابن مسعود ، وعمار ، وسمرة بن جندب وغيرهم . وعنه : ابنه الركين ، وعمارة بن عمير ، وهلال بن يساف وغيرهم . أخرج له مسلم والأربعة .
ثقة ، وثقه ابن سعد ، وابن معين ، والعجلي وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن حجر : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 6/176 ، تاريخ الدارمي ص110 ، ثقات العجلي ص156 ، الجرح والتعديل 3/467 ، ثقات ابن حبان 4/226 ، تهذيب الكمال 9/96 ، تهذيب التهذيب 1/595 ، التقريب 1897 .
التخريج :
- أخرجه ابن أبي شيبة 6/506 ح33358 - ومن طريقه ابن حزم في المحلى 7/ 305 - عن شريك ، عن الركين ، عن أبيه أو عن عمه قال : " حبس لي فرس فأخذه العدو ، قال : فظهر عليهم المسلمون ، قال : فوجدته في مربط سعد ، قال : فقلت : فرسي . قال : بينتك . قلت : أنا أدعوه فيحمحم ، قال : إن أجابك فلا أريد منك بينة " .
ولم أقف عليه عن علي بن صالح ، ولكن وقفت عليه من غير طريقه ، وهذا بيانه :
- أخرجه أبو إسحاق الفزاري في السير ص150 ح121 ،
وابن المنذر في الأوسط 11/193 ح6589 من طريق أبي أسامة ،(1/2)
والبيهقي 9/111 من طريق عبد الله بن المبارك ،
ثلاثتهم ( أبو إسحاق الفزاري ، وأبو أسامة ، وابن المبارك ) عن زائدة بن قدامة ، عن الركين ، عن أبيه " أن المشركين أصابوا له فرساً في زمان خالد بن الوليد ، كانوا أحرزوه ، فأصابه المسلمون في أزمان سعد فكلمناه فرده علينا ، وذلك بعدما قسم وصار في خمس الإمارة " .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على الركين بن الربيع، وذلك على وجهين:
الوجه الأول : عن الركين ، عن عمه أن العدو أصاب فرساً له ثم وجدوه في مربط سعدٍ ... الخ ، وهذه رواية شريك القاضي ، كما ذكرها ابن أبي حاتم ، وقد رواه ابن أبي شيبة ، عن شريك على الشك ، عن الركين ، عن أبيه أو عمه .
الوجه الثاني : عن الركين ، عن أبيه في قصة هذا الفرس ، وهذه رواية علي بن صالح ، وزائدة بن قدامة .
وقد حكم أبو زرعة بأن الصحيح الوجه الثاني ، أي بجعله من حديث أبي الركين ، لا من حديث عمه . ويؤيد ما ذهب إليه أبو زرعة ما يلي :
1- أن الوجه الثاني قد اتفق عليه ثقتان ، وهما علي بن صالح ، وزائدة بن قدامة ، فإنه ثقة ثبت صاحب سنة ( التقريب 1982 ) ، وإنما خالفهما شريك وهو كثير الخطأ لسوء حفظه كما سبق في ترجمته .
2- أن شريكاً قد وقع له الشك في روايته ، ففي رواية ابن أبي شيبة عنه أنه قال : عن أبيه أو عن عمه . مما يدل على عدم ضبطه لهذا الحديث ، والصواب عن أبيه بلا شك .
وإسناد هذا الحديث من وجهه المحفوظ إسناد صحيح ، والله أعلم .(1/3)
149/936- سئل أبو زرعة عن حديث رواه عبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن ابن(1)طلحة بن عبيد الله ، عن معاوية - رجلٍ من بني سليم - قال : " جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله أردت الجهاد والغزو معك . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أحية أمك ؟ قلت : نعم . قال : الزم رجليها ". فقال(2)أبو زرعة : وهم عبدة في هذا الحديث ، روى هذا الحديث - أيضاً - عبد الرحيم بن سليمان فقال : عن ابن إسحاق ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه طلحة بن معاوية السلمي قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ورواه محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - (3)عن أبيه(4)طلحة ، عن معاوية بن جاهمة السلمي قال : جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال أبو زرعة : الصحيح حديث محمد بن سلمة هذا ، وسألت أبي فقال: هذا أصح ، حديث محمد بن سلمة ، ولكن هو : محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - (3) ، عن أبيه(5)طلحة ، عن معاوية بن جاهمة السلمي قال : جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
دراسة الرواة :
* عبدة بن سليمان الكلابي ، أبو محمد الكوفي ، وقيل اسمه : عبد الرحمن ، وعبدة لقب ، مات سنة 187 ، وقيل بعدها . روى عن إسماعيل بن أبي خالد ، وهشام ابن عروة ، ومحمد بن إسحاق وغيرهم . وعنه : إبراهيم بن موسى الرازي ، وابنا أبي شيبة ، وأبو كريب وغيرهم .
__________
(1) في ( ت ، م ، ط ) :" أبي " وهو تصحيف .
(2) في ( ت ، ض ، م ، ط ) :" قال " .
(3) الترضي في ( م ، ط ) فقط .
(4) في ( ض ) أُقحِم هنا واو ، ولا معنى لها .
(5) في ( ح ، س ، ض ) أُقحم هنا واو ، ولا معنى لها - أيضاً - .(1/1)
متفق على توثيقه ، قال أحمد : ثقة ثقة وزيادة ، مع صلاح في بدنه ، وكان شديد الفقر . وسئل أبو حاتم ، وأبو زرعة عن عبدة بن سليمان ، ويونس بن بكير ، وسلمة بن الفضل أيهم أحب إليكما في ابن إسحاق ؟ فقالا : عبدة ، ثم سلمة .
الجرح والتعديل 8/89 ، تهذيب الكمال 18/530 ، تهذيب التهذيب 2/642 ، التقريب 4269 .
* محمد بن إسحاق بن يسار، سبق في المسألة الثالثة والسبعين ، وفيه كلام كثير جداً، وقد لخص الحافظ حاله بقوله : صدوق ، يدلس ، ورمي بالتشيع والقدر . ويلاحظ نكارة ما انفرد به .
* الزهري محمد بن مسلم ، سبق في المسألة الرابعة والعشرين ، وهو الفقيه الحافظ ، متفق على جلالته وإتقانه .
* ابن طلحة بن عبيد الله ، وقوعه في هذه الرواية وهم ، وسيأتي صوابه .
* معاوية بن جاهمة السلمي ، قيل في نسبه : ابن عباس بن مرداس ، له هذا الحديث ، وقد اختلف فيه ، وتبعاً لذلك فقد اختلف في صحبته ، فمن ذكر هذا الحديث في مسنده فعلى أن له صحبة ، ومن جعله من روايته عن أبيه ، فالصحبة لأبيه ، ولا يلزم له صحبة .
وظاهر صنيع أبي حاتم ، وأبي زرعة إثبات صحبته ، وإليه ذهب غير واحد ، كالترمذي ، وأبي القاسم البغوي ، وبه جزم المزي .
وقد نسب مغلطاي هذا القول للبخاري - أيضاً -، وقال : واختلف قول ابن سعد فيه ، فذكره في الطبقات الكبير فيمن له صحبة ، وفي الصغير فيمن لا صحبة له ، وذكره ابن حبان في التابعين بعد أن قال في كتاب الصحابة : له صحبة اهـ .
كذا قال مغلطاي ، فأما نسبة هذا القول إلى البخاري فقد اختلفت نسخ التاريخ الكبير في إثبات قوله :" عن أبيه " بعد قوله :" عن معاوية بن جاهمة " فلعل النسخة التي وقعت له ليس فيها قوله :" عن أبيه " مما يعني أن الحديث من مسند معاوية نفسه ، وهذا غير كاف في نسبة هذا القول للبخاري بعد العلم باختلاف النسخ ، إلا أن يكون مغلطاي وقف على كلام آخر للبخاري .(1/2)
ولم أقف على كلام ابن سعد في الطبقات المطبوع ، كما لم أقف على ذكر ابن حبان لمعاوية في التابعين ، وإنما ذكر في الثقات أن له صحبة ، وذكره في تاربخ الصحابة وأثبت له الصحبة .
والحاصل أن الاختلاف في صحبته ثابت ولذا قال ابن حجر : [ لأبيه وجده صحبة ، وقيل : إن له هو صحبة ] .
التاريخ الكبير 7/329 ، الجرح والتعديل 8/377 ، معجم الصحابة للبغوي 5/388 ، ثقات ابن حبان 3/374 ، تاريخ الصحابة له ص231، معرفة الصحابة لأبي نعيم 5/2504، الإستيعاب 3/405، أسد الغابة 4/152 ، تهذيب الكمال 28/162 ، الإنابة لمغلطاي 2/188 ، الإصابة 1/218 و3/431 ، التقريب 6749 .
* عبد الرحيم بن سليمان الأشل ، سبق في المسألة الثامنة والثمانين ، وهو ثقة .
* محمد بن طلحة بن معاوية بن جاهمة ، وهو وهم ، وسيأتي صوابه .
* طلحة بن معاوية بن جاهمة ، وهذا وهم - أيضاً - ، وإن كان قد ترجم له بعضهم وعده في الصحابة كالطبراني وأبي نعيم الأصبهاني وغيرهما ، لأن هذا الحديث قد روي من مسنده في بعض أوجه الاختلاف الآتية .
ولذا ذكره ابن عبد البر ، وابن الأثير ، وابن حجر وغيرهم في كتبهم ، ولكن ابن حجر جعله في القسم الرابع ، وهم من ذكر في الصحابة على سبيل الوهم والغلط ، وكان الوهم فيه بيناً .
انظر : معجم الطبراني 8/372 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 3/1553 ، الاستيعاب 2/226 ، أسد الغابة 2/495 ، الإصابة 2/239 وغيرها .
* محمد بن سلمة بن عبد الله الباهلي ، مولاهم ، أبو عبد الله الحراني ، مات سنة 191 ، وقيل بعدها . روى عن : أبي إسحاق الفزاري ، ومحمد بن إسحاق ، ومحمد بن عجلان وغيرهم . وعنه : أحمد بن حنبل ، وعمرو بن خالد الحراني ، ويزيد بن خالد الرملي وغيرهم . أخرج له الجماعة إلا أن البخاري في القراءة خلف الإمام .
وثقه ابن سعد ، والعجلي ، والنسائي . وذكره ابن حبان في الثقات .(1/3)
وقال أحمد : شيخ صدوق ، وهو أمثل من عتاب بن بشير . وقال - أيضاً - : كان محمد بن سلمة الحراني لا يكاد يقول في شيء من حديثه : حدثنا . وقال أحمد - أيضاً - في قصة له معه : لم يكن من أصحاب الحديث ، ولم يكن به بأس ، أراه رجلاً صالحاً ، وأثنى عليه خيراً . وقال أبو حاتم : كان له فضل ورواية .
قال في التقريب : [ ثقة ] .
طبقات ابن سعد 7/485 ، العلل ومعرفة الرجال 3/77و438 ، ثقات العجلي ص404 ، الجرح والتعديل 7/276 ، ثقات ابن حبان 9/40 ، تهذيب الكمال 25/289 ، تهذيب التهذيب 3/576 ، التقريب 5922 .
* محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - هكذا نسبه عند كل من ترجم له ، ومنهم أبو حاتم ، وانظر ترجمة أبيه الآتية - روى عن : أبيه طلحة ، وعنه : ابن جريج ، ومحمد بن إسحاق ، وداود العطار وغيرهم . أخرج له النسائي وابن ماجه .
ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا . وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : كان عاملاً لعمر بن عبد العزيز على مكة . وفي التاريخ الكبير : قال علي : سمعت سفيان : كان محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر على مكة ، استعمله عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فكان يدعو ابن شبرمة ، وابن أبي نجيح يستشيرهما ، قال أبو عبد الله : أحسبه صاحب عمر بن عبد العزيز .
قال الذهبي : وثق .
وقال ابن حجر : [ صدوق ] .
التاريخ الكبير 1/121 ، الجرح والتعديل 7/291 ، ثقات ابن حبان 7/367 ، تهذيب الكمال 25/413 ، الكاشف 3/55 ، تهذيب التهذيب 3/596 ، التقريب 5979 .(1/4)
* طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - هكذا نسبه في جميع المصادر التي تُرجم له فيها، بما في ذلك الجرح والتعديل، ولكنه ساقه فيه مرة أخرى ونسبه إلى جده عبد الرحمن وهو نفسه كما علق عليه محققه العلامة المعلمي - روى عن : أبيه ، وعمتي أبيه أم المؤمنين عائشة ، وأختها أسماء ، ومعاوية بن جاهمة ، وعنه: ابناه محمد، وشعيب ، وعكاف بن خالد المخزومي وغيرهم . أخرج له أبو داود في القدر ، والنسائي، وابن ماجه .
ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً . وذكره ابن حبان في الثقات .
وذكر يعقوب بن شيبة أنه لا علم له به .
قال في التقريب : [ مقبول ] .
التاريخ الكبير 4/345 ، الجرح والتعديل 4/275و478 ، ثقات ابن حبان 4/392 ، تهذيب الكمال 13/43 ، تهذيب التهذيب 2/239 ، التقريب 3023 .
التخريج :
- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/121 عن يوسف بن بهلول ،
وابن قانع في معجمه 3/74 من طريق هناد بن السري ،
والخطيب في الموضح 1/22 - معلقاً - عن أبي كريب محمد بن العلاء ،
ثلاثتهم ( يوسف ، وهناد ، وأبو كريب ) عن عبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن ابن طلحة بن عبيد الله ، عن معاوية قال في رواية يوسف : السلمي ، وقال في رواية هناد : رجل من بني سليم . ووقع في رواية أبي كريب : عن ابن طلحة بن معاوية رجل من بني سليم قال : جئت ... - كذا وقع في كتاب الموضح للخطيب - . وقد أحالوا في لفظه على سابقه وهو بنحوه وسيأتي قريباً سياقه تاماً .
- وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 6/518 ح33460 ، وفي المسند 2/58 ح563 - ومن طريقه ابن قانع في معجمه 3/75 ، والطبراني في الكبير 8/372 ح8162 ، وأبو الشيخ الأصبهاني في الفوائد ص56 ح24 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1553 ح3933 ، والضياء في المختارة 8/149 ح161 - وقد علقه الخطيب في الموضح 1/23عن ابن أبي شيبة ،(1/5)
وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 1/510 ح340 عن الوليد بن شجاع ،
وابن قانع 3/74 ، والخطيب في الموضح 1/22 من طريق جبارة بن المغلس ،
والخطيب في الموضح 1/23 - معلقاً - عن فروة بن أبي المغراء ،
أربعتهم ( ابن أبي شيبة ، والوليد بن شجاع ، وجبارة ، وفروة ) عن عبد الرحيم بن سليمان ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي قال :" جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، إني أريد الجهاد معك في سبيل الله أبتغي بذلك رجه الله والدار الآخرة ، قال : حية أمك ؟ قلت : نعم ، قال : فالزمها . قال : قلت : ما أرى رسول الله فهم عني ، قال : ثم جئته من ناحية أخرى فقلت له مثل ذلك ، فقال : حية أمك ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فالزمها . قال : قلت : ما أرى رسول الله فهم عني ، فأتيته من بين يديه فقلت له مثل ذلك ، فقال : حية أمك ؟ فقلت : نعم . قال : فالزم رجليها فثم الجنة ". هذا لفظ ابن أبي شيبة في المسند ، ونحوه في المصنف ، وهكذا أخرجه من رواه من طريقه ، إلا ابن قانع فإنه وقع في روايته : عن محمد بن طلحة ، عن معاوية بن جاهمة . فأسقط طلحة ، وجعله من مسند معاوية بن جاهمة ، ووقع فيما علقه الخطيب في الموضح عن ابن أبي شيبة : عن محمد بن طلحة ، عن معاوية بن جاهمة ، عن أبيه ، فلم يتم نسب محمد بن طلحة وجعله من مسند جاهمة ، ثم ذكر الخطيب أن رواية فروة بن أبي المغراء ، عن عبد الرحيم كذلك .
وأما رواية الوليد بن شجاع فصورة ما وقع في معجم البغوي كالتالي : عن محمد بن طلحة ، عن [ هرنة ](1)بن جاهمة السلمي ، عن أبيه قال : جئت ...
__________
(1) جعل محقق معجم البغوي هذه الكلمة بين معقوفين ، وذكر أن أول ذلك مطموس وآخره غير واضح. والظاهر أن هذه الكلمة هي : معاوية . ولكنها تصحفت .(1/6)
وقرن جبارة المغلس في روايته مع عبد الرحيم يونس بن بكير ، وقد وقعت روايته عند ابن قانع كالتالي : عن محمد بن طلحة ، عن أبي بكر ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة السلمي قال : قدمت ... - كذا وقع في المعجم لابن قانع المطبوع - . وأما روايته في الموضح للخطيب فهي كالتالي : عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن معاوية ابن جاهمة السلمي قال : قدمت ... .
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/121 عن الحسن بن أحمد ،
وابن ماجه 2/929 ح2781 عن أبي يوسف محمد بن أحمد الرقي ،
كلاهما ( الحسن ، وأبو يوسف الرقي ) عن محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، عن معاوية بن جاهمة السلمي قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره .
وقد علقه الدارقطني في العلل 7/77 عن محمد بن سلمة كذلك - يعني ليس فيه قوله : عن أبيه - إلا أن الدارقطني كان قد ذكر اسم محمد بن طلحة تاماً ، أي : ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، وهكذا علقه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/544 عن ابن إسحاق .
- وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3/59 ح1372 عن الحسن بن البزار ، والدارقطني في العلل 7/78 - معلقاً - عن عبيد العجلي، عن هشام بن يونس اللؤلؤي، وعلقه الخطيب في الموضح 1/23 عن هشام بن يونس ، وعن عبد الله بن محمد أبي حكيمة الكوفي ، ثلاثتهم ( الحسن البزار ، وهشام بن يونس ، وأبو حكيمة ) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي ،
وابن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة (الإصابة 1/219) من طريق إبراهيم بن سعد،
وأبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1553 من طريق علي بن مسهر ،
والخطيب في الموضح 1/22 - معلقاً - عن عقبة بن مكرم ، عن يونس بن بكير ،(1/7)
أربعتهم ( المحاربي ، وإبراهيم بن سعد ، وعلي بن مسهر ، ويونس بن بكير ) عن ابن إسحاق به بنحوه ، وقد جعله في رواية الحسن البزار، عن المحاربي : عن محمد بن طلحة، عن أبيه ، عن معاوية السلمي قال : جئت ... الخ ، ومثله رواية أبي حكيمة ، عن المحاربي إلا أن فيها : محمد بن طلحة بن عبد الرحمن .
وأما رواية هشام بن يونس عن المحاربي فهي فيما علقه الخطيب : عن المحاربي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن معاوية السلمي ، وكذا هي في ما علقه الدارقطني عن عبيدٍ العجلي ، عن هشام ، ثم قال الدارقطني بعده : ورواه غيره عن هشام ، عن المحاربي ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن طلحة ، عن معاوية السلمي ، وهو أشبه بالصواب ، وقد علقه الدارقطني قبل ذلك 7/77 عن المحاربي مثل رواية الحسن البزار وأبي حكيمة ، ولكن ليس فيه قوله : عن أبيه .
ورواية إبراهيم بن سعد مثل رواية محمد بن سلمة التي ذكرها ابن أبي حاتم ، ولكنه ذكر فيها نسب محمد بن طلحة تاماً .
ورواية علي بن مسهر ، عن ابن إسحاق قد جمع بينها وبين رواية ابن أبي شيبة ، عن عبد الرحيم بن سليمان ، وهي مثلها فيما يظهر بجعله من مسند طلحة بن معاوية .
وأما رواية عقبة بن مكرم ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق فهي مثل رواية جبارة بن المغلس ، عن يونس عند الخطيب ، وقد سبق ذكر ذلك حيث قرن جبارة بين يونس بن بكير ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وسبق - أيضاً - تخريج ابن قانع لهذه الرواية المقرونة . وقد علقه الدارقطني في العلل 7/77 عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة .(1/8)
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/121 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3/58 ح1371 عن محمد بن المثنى ، والطحاوي في شرح المشكل 5/375 ح2132 عن إبراهيم بن مرزوق ، وفيه - أيضاً - 5/377 ح2133 عن أبي أمية ، والحاكم 4/151 من طريق الحسن بن سهل المجوز ، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/347 ح1764 من طريق أبي قلابة الرقاشي ، ستتهم ( البخاري ، ومحمد بن المثنى ، وإبراهيم ، وأبو أمية ، والمجوز ، وأبو قلابة ) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ،
والبخاري في التاريخ الكبير 1/128 ، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 5/388 ح2209 ، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص276 ح291 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 5/2504 ح6078 ، والخطيب في تاريخ بغداد 3/324 من طرقٍ متعددة عن يحيى بن سعيد الأموي ،
والنسائي 6/11 ، وابن ماجه 2/930 ح2781 ، وابن سعد 4/274 و7/33 ، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 1/508 ح339 و5/388 ح2210، والطحاوي في شرح المشكل 5/375 ح2132 و5/377 ح2133 ، وابن قانع 1/158 ، والحاكم 2/104 ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/26 ، وفي شعب الإيمان 13/531-532 ح7449و7450 ، والخطيب في الموضح من طرقٍ متعددة عن حجاج بن محمد ،
وأحمد 3/429 ح15538 عن روح وهو : ابن عبادة ،
وعبد الرزاق 5/176 ح9290 ،
وأبو القاسم البغوي في المعجم 5/389 ح2210 ، وابن قانع 1/158 ، والطبراني في الكبير 2/289 ح2202 ، والبيهقي في شعب الإيمان 13/529 ح7448 من طرقٍ عن عبد الرحمن بن المبارك العيشي ، عن سفيان بن حبيب ،
وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/544 - معلقاً - عن عبد المجيد بن عبد العزيز ،
والخطيب في الموضح 1/23 - معلقاً - عن القاسم بن معن ،(1/9)
ثمانيتهم ( أبو عاصم ، ويحيى بن سعيد الأموي ، وحجاج بن محمد ، وروح ، وعبد الرزاق ، وسفيان بن حبيب ، وعبد المجيد ، والقاسم ) عن ابن جريج ، عن محمد ابن طلحة به بنحو لفظه السابق وربما زاد أو نقص يسيراً ، ولكن اختلفوا في إسناده ففي رواية أبي عاصم ، وحجاج بن محمد ، وروح قالوا : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث . إلا أنه في رواية حجاج عند أبي القاسم البغوي في الموطن الأول لم يذكر عبد الله جد محمد بن طلحة ووقع في الموطن الثاني عنده كالتالي : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة - كذا وقع فيه - ، ولم يكمل ابن قانع نسب محمد بن طلحة ، ووقع في رواية أبي قلابة الرقاشي ، عن أبي عاصم جعله : عن ابن جريج أخبرني محمد بن طلحة بن معاوية بن جاهمة ، عن أبيه ، عن جده أن جاهمة السلمي ... الحديث .
وأما يحيى بن سعيد الأموي فقال : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث ، وربما أسقط بعضهم يزيد جد محمد بن طلحة . إلا رواية أبي نعيم ففيها: عن محمد بن يزيد بن ركانة ، عن معاوية بن جاهمة قال أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل ... الحديث .
وجعله سفيان بن حبيب : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن معاوية بن جاهمة ، عن أبيه قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث ، إلا أنه لم يكمل نسب محمد بن طلحة إلا عند الطبراني .
وقال عبد الرزاق : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ... فساقه هكذا مرسلاً .(1/10)
وذكر الخطيب في الموضح أن رواية القاسم بن معن : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة بن عبد الله السلمي ، عن أبيه قال الخطيب : مثل رواية ابن جريج التي ذكرناها ، ولم يتابع القاسم بن معن أحد على قوله : السلمي .
ولم يتبين لي كيفية رواية عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد إلا أن ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل - وهو الذي ذكر روايته فقط - ذكر ذلك في ترجمة جاهمة وذكر أن له صحبة وأنه روى عنه ابنه معاوية فيما رواه عبد المجيد بن عبد العزيز ، وخالفه حجاج بن محمد ، وأبو عاصم ، عن ابن جريج ، ثم ذكر روايتهما كما سبق على المشهور عنهما بجعله من مسند معاوية بن جاهمة أن جاهمة ، فالظاهر أن هذا وجه المخالفة فقط ، وأما بقية الإسناد فهو موافق لهما أعني بذلك نسب محمد بن طلحة . والله أعلم .
- وأخرجه الدارقطني في العلل 7/78 - معلقاً - بقوله : ورواه بشر بن السري ، عن شيخ له سماه علياً ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن ابن لمعاوية بن جاهمة ، عن أبيه .
- وأخرجه الطبراني في الكبير 4/229 ح4211 - وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة 3/1018 ح2588 عن عباس بن الفضل الأسفاطي ، عن سليمان بن حرب ، عن محمد ابن طلحة ، عن معاوية بن درهم " أن درهماً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : جئتك أستفتيك في الغزو ، قال : ألك أم ؟ قال : نعم ، قال : فالزمها " .
الحكم عليه :(1/11)
ذكر أبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على محمد بن إسحاق ، وقد تبين من التخريج السابق أن مدار هذا الحديث على محمد بن طلحة ، وأن عامة طرق هذا الحديث عنه ترجع إلى راويين ، وهما محمد بن إسحاق ، وعبد الملك بن جريج ، وقد اختلف على كلٍ منهما فيه اختلافاً واسعاً ، بل وقع الاختلاف على بعض الرواة عنهما ، وأوجه الاختلاف في هذا كثيرة ومتشعبة ، ومنها أشياء ناشئة عن التصحيف والتحريف ، وقد سبق في التخريج بيان كل اختلاف وقع في هذا الحديث سواء كان اختلافاً مهماً أو كان اختلافاً يسيراً ، وسواء كان ظاهر الخطأ أو لم يكن كذلك ، وسأقتصر الآن على ذكر أوجه الاختلاف المهمة على ابن إسحاق ، وابن جريج ، وأعرض عن الاختلافات الجانبية ظاهرة السقوط اكتفاء بذكرها في التخريج ، ولئلا يكون ذكرها سبباً في وعورة تصور الاختلاف والموازنة ، فإلى بيان ذلك :
أولاً : الاختلاف على محمد بن إسحاق ، وقد روي عنه على عدة أوجه :
الوجه الأول : عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن ابن طلحة بن عبيد الله ، عن معاوية رجل من بني سليم قال : جئت ... ، وهذه رواية عبدة بن سليمان .
وقد حكم أبو زرعة بأن عبدة وهم في هذا الحديث ، والظاهر أن أبا حاتم قد وافق أبا زرعة على ذلك - أيضاً - ، وقال الدارقطني : وهم في موضعين في ذكر الزهري ، وليس من حديث الزهري ، وفي قوله : ابن عبيد الله .
والحكم على هذا الوجه بأنه وهم شيء ظاهر وبيِّن ، فإن هذا الحديث لا يعرف عن الزهري من غير هذا الوجه ، ولو كان عند الزهري لرواه الناس ، ولكن ابن قانع قال بعد سياقه : وهذا هو الصحيح - إن شاء الله - . وقد أبعد ابن قانع في هذا غاية البعد .(1/12)
الوجه الثاني : عن ابن إسحاق ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه طلحة بن معاوية السلمي قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ، وهذه رواية عبد الرحيم بن سليمان الأشل - وسبق في التخريج ذكر بعض الاختلاف عليه - وهي رواية علي بن مسهر - أيضاً - فيما يظهر .
وقد حكم أبو زرعة ، وأبو حاتم بأنه وجه مرجوح ، وذكر الحافظ ابن حجر في بيان بطلان هذا الوجه أنه غلط نشأ عن تصحيف وقلب ، والصواب : عن محمد بن طلحة ، عن معاوية بن جاهمة ، عن أبيه ، فصحف " عن " فصارت " ابن " وقدم قوله " عن أبيه " فخرج منه أن لطلحة صحبة وليس كذلك ، بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب ، ولو كان الأمر على ظاهر الإسناد لكان هؤلاء أربعة في نسقٍ صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - طلحة بن معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس . اهـ ( الإصابة 1/219 ) .
وهذا الكلام وجيه وجيد ، والوجه الذي ذكر أنه الصواب - يعني في هذه الرواية بخصوصها - وهو : عن محمد بن طلحة ، عن معاوية بن جاهمة ، عن أبيه ، يحتمل أن يكون هو رواية الوليد بن شجاع ، عن عبد الرحيم ، ولكن أصابه التصحيف . وقد ذكر المزي أن رواية عبد الرحيم عن ابن إسحاق بجعله : عن محمد بن طلحة ، عن طلحة بن معاوية بن جاهمة ، عن أبيه ( تحفة الأشراف 8/424 ) ، ولم أقف عليه هكذا . إلا أن يكون نقله من الخطيب في الموضح وتصحف في أحدهما فإن الفرق بين ذلك في كلمة " عن " و " ابن " . والحاصل أن هذا الوجه - أيضاً - وهم ، والغريب في هذا أن الحافظ ابن حجر الذي سبق نقل كلامه في تخطئة هذا الوجه قد قال في إتحاف المهرة 13/ 313 : وهذه الطريق أقرب الطرق إلى الصواب في نقدي اهـ . وهذا غريب منه - رحمه الله - .(1/13)
الوجه الثالث : عن ابن إسحاق ، عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن أبي بكر الصديق ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة ، وهذه رواية محمد بن سلمة التي ذكرها أبو زرعة ، ووافقه على ذلك أبو حاتم إلا أنه قال : محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، وهو كذلك فيما وقفت عليه عن محمد بن سلمة ، وذلك من رواية الحسن بن أحمد ، وأبي يوسف الرقي عنه ، ولكن ليس في روايتهما قوله : عن أبيه .
ولعل اعتراض أبي حاتم على أبي زرعة في اسم جد محمد بن طلحة المراد به في هذه الرواية بعينها ، فإن الذي وقفت عليه كما ذكره أبو حاتم ، وأما اسمه كاملاً فهو : محمد ابن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق -كما سبق في ترجمته- فيكون كلام أبي زرعة صحيحاً في ذكر نسبه ، وكذلك كلام أبي حاتم إلا أنه نسبه إلى أبي جده وأسقط جده متابعة للرواية في ذلك ، وهو شيء معتاد أن ينسب الرجل إلى جده أو جد أبيه الأعلى ونحو ذلك .
وقد اتفق أبو زرعة ، وأبو حاتم على أن هذا الوجه أصح الأوجه عن محمد بن إسحاق ، ولكنه كما ذكراه بقوله : عن أبيه .
وهذا الوجه هو رواية إبراهيم بن سعد ، وهو المحفوظ عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن ابن إسحاق ، إلا أنه لم يقع فيه نسب محمد بن طلحة إلا في رواية أبي حكيمة عن المحاربي ، فإنه ذكر جده عبد الرحمن فقط ، والظاهر أن أصل روايته موافقة لرواية محمد بن سلمة بأنه محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وقد وقع عليه اختلاف في قوله : عن أبيه ، فإن الدارقطني علقه عن المحاربي ولم يقل : عن أبيه ، ولكن الظاهر ذكر ذلك في رواية المحاربي .
كما أن هذا الوجه قد علقه الدارقطني عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق - كما سبق - ، إلا أنه لم يسق فيه نسب محمد بن طلحة تاماً ، والظاهر أنه موافق لهذا الوجه ، فإن الدارقطني كان قد ساق نسبه بكامله قبل ذلك بيسير .(1/14)
فتحصل أن هذا الوجه قد رواه عن ابن إسحاق أربعة ، على اختلاف على ثلاثة منهم ، وهم: محمد بن سلمة ، والمحاربي ، ويونس بن بكير، ورابعهم إبراهيم بن سعد، ولعل هذا سبب قوي في ترجيح هذا الوجه عن ابن إسحاق خاصة .
فهذه أهم أوجه الاختلاف على محمد بن إسحاق، وما عداها فهو إما ظاهر السقوط، أو ناشئ عن تصحيف .
ثانياً : ابن جريج ، وقد اختلف عليه في هذا الحديث فروي عنه على أوجه ، أهمها ما يلي :
الوجه الأول : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ، وهذه رواية أبي عاصم النبيل - في المحفوظ عنه - وحجاج بن محمد ، وروح بن عبادة .
وهذا الوجه أصح الأوجه عن ابن جريج ، بل هو أصح أوجه الاختلاف في هذا الحديث ، كما قال ذلك الدارقطني ، فإنه ذكر ذلك عن ابن جريج ثم قال : وقول ابن جريج أشبه بالصواب . وقال البيهقي : ورواية حجاج أشبه بالصواب... ثم ذكر الاختلاف على ابن إسحاق ، وقال : والصواب رواية ابن جريج ... . وقال ابن قانع : وجوده ابن إسحاق . وقال الضياء في المختارة : وهذا هو الصواب . وقال العسكري : معاوية بن جاهمة روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحسبه مرسلاً ، والحديث إنما هو عن أبيه جاهمة اهـ . ( تهذيب التهذيب 4/105 ) . وهذا القول للعسكري يفيد ترجيح هذا الوجه - أيضاً - . والله أعلم .
الوجه الثاني : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة ، وهذه رواية يحيى بن سعيد الأموي ، وهو ثقة ( التقريب 7556 ) . ولكن قال أبو القاسم البغوي : وهذا الحديث وهم الأموي عندي في إسناده اهـ . وهو كما قال أبو القاسم - رحمه الله - .(1/15)
الوجه الثالث : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن معاوية ابن جاهمة ، عن جاهمة ، وهذه رواية سفيان بن حبيب ، وهو ثقة ( التقريب 2436 ) . قال أبو القاسم البغوي : نقص من إسناده طلحة ، وزاد فيه : عن أبيه اهـ . وليس في رواية البغوي تتمة نسب محمد بن طلحة ، ولو كان فيه لوهمه في ذلك كما وَهَّم الأموي ، وقال ابن حجر في الإصابة 1/219 : ويقال عن يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن جريج مثله اهـ . وعبارته ظاهرته في تضعيفه عن القطان ، وعلى كل حالٍ فهذا الوجه وهم - أيضاً - .
الوجه الرابع : عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة مرسلاً ، وهذه رواية عبد الرزاق ، ولعله قصر به لعلمه بالاختلاف فيه ، أو يكون ابن جريج حدث به كذلك . فالله أعلم .
فهذه أهم الأوجه في الاختلاف على ابن جريج ، وقد تبين أن أرجحها الوجه الأول، بجعله عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن معاوية ابن جاهمة أن جاهمة ... ، فصار الوافد على النبي - صلى الله عليه وسلم - جاهمة ، وبناءً عليه فلا يلزم أن يكون لمعاوية بن جاهمة صحبة .
ولكثرة الاختلاف في هذا الحديث فقد وصفه الحافظ ابن حجر بقوله : فيه اضطراب كثير ( إتحاف المهرة 13/313 ) ، وقال - أيضاً - في تلخيص الاختلاف فيه : تلخص من ذلك أن الصحبة لجاهمة ، وأنه هو السائل ، وأن رواية معاوية ابنه عنه صواب ، وروايته الأخرى مرسلة ، وقول ابن إسحاق في روايته عن معاوية : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم منه ، لأن ابن جريج أحفظ من ابن إسحاق ( تهذيب التهذيب 4/105 ) .(1/16)
والحديث من وجهه المحفوظ فيه طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الصديق ، وهو مقبول - كما سبق - ولم يتابع عليه متابعة ثابتة ، مع كثرة الاختلاف فيه وشدته ، وكون معاوية بن جاهمة من الوجه المحفوظ لم يذكر فيه رواية عن أبيه ، وإنما فيه أن جاهمة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا كالمرسل إذا لم تثبت صحبة معاوية .
تنبيه : بقية الطرق التي ليست من طريق ابن إسحاق ، أو ابن جريج كلها ساقطة وهذا بيان ذلك مختصراً :
1- طريق بشر بن السري ، عن شيخ له سماه علياً ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن ابن لمعاوية بن جاهمة ، عن أبيه . وهذا الطريق ظاهر الضعف لجهالة شيخ بشر ولمخالفته للطرق السابقة .
2- طريق الطبراني ، عن عباس بن الفضل الإسفاطي ، عن سليمان بن حرب ، عن محمد بن طلحة ، عن معاوية بن درهم .
وهذا الطريق خطأ بالتأكيد ، وفيه سقط في أكثر من موطن ، فإن سليمان بن حرب لا يمكن أن يكون رواه عن محمد بن طلحة ، فإنه متأخر الطبقة عن ابن إسحاق ، وابن جريج الذين روياه عن محمد بن طلحة ، فإن كان سليمان بن حرب حدث به فلعله رواه عن أحدهما ، فإنهما من طبقة شيوخه - أعني ابن إسحاق ، وابن جريج - وسقط من الإسناد ، كما سقط منه قوله : عن أبيه ، زيادة على الخطأ في اسم معاوية بن جاهمة ، حيث قال : ابن درهم . وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الطريق في الإصابة 1/219 وعزاه إلى الطبراني فقط ، وفيه : محمد بن طلحة بن مصرف . قال ابن حجر : وهذه قصة جاهمة بعينها فإن كان جاهمة تحرف بدرهم ووقع في نسبه محمد بن طلحة فوهم في اسم جده ، وإلا فهي قصة أخرى وقعت لآخر اهـ .
والاحتمال الآخر الذي أبداه ابن حجر بعيدٌ جداً في مثل هذا الإسناد ، والله أعلم .
وقريب من هذا الطريق ما ذكره الحافظ في الإصابة - أيضاً - حيث قال : ورواه ابن لهيعة ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن إسحاق بهذا الإسناد ، لكن حرف اسم الصحابي ونسبته ، قال : عن جهم الأسلمي .(1/17)
وهذا الطريق تصحيف كما ذكر ابن حجر ، وهو من طريق ابن إسحاق ولكن لم أقف عليه في غير الإصابة ، ولم يذكر من أخرجه ، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف كما سبق مراراً ، والله أعلم .
وقد تبين بهذا أن هذا الحديث ليس بذاك الثابت ، ولكن يغني عنه ما أخرجه البخاري 4/71 ح3004 ، ومسلم 8/3 ح2549 وغيرهما من طريق أبي العباس الشاعر قال : سمعت عبد الله بن عمروٍ - رضي الله عنهما - يقول : " جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد ، فقال : أحيٌّ والداك ؟ قال : نعم . قال : ففيهما فجاهد " . والله أعلم .(1/18)
150/937-(1)سئل(2)أبو زرعة عن حديث رواه زيد بن الحباب ، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن لهيعة بن عقبة سمعت أبا الورد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إياي(3)والسرية التي إن لقيت فرت ، وإن غنمت غلت " ، ورواه ابن وهب فقال : عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن لهيعة بن عقبة ، عن أبي(4)الورد ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول . قال أبو زرعة : الحديث حديث ابن وهب .
دراسة الرواة :
* زيد بن الحباب التميمي ، سبق في المسألة الثانية والخمسين ، وهو صدوق ، يخطئ في حديث الثوري .
* عبد الله بن لهيعة المصري ، سبق في المسألة رقم 102 ، وفيه كلام كثير ، وقد قال الذهبي : والعمل على تضعيفه . وقال ابن رجب : وهو كثير الاضطراب . وقال ابن حجر : صدوق ، خلط بعد احتراق كتبه ، ورواية ابن وهب ، وابن المبارك عنه أعدل من غيرها .
* يزيد بن أبي حبيب - واسمه : سويد - الأزدي ، مولاهم ، أبو رجاء المصري ، مات سنة 128 ، روى عن : عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ، وأبي الطفيل ، وعطاء بن أبي رباح ، ولهيعة بن عقبة وغيرهم . أخرج له الجماعة .
متفق على توثيقه ، قال الليث بن سعد : يزيد بن أبي حبيب سيدنا وعالمنا .
وقال في التقريب : [ ثقة فقيه ، وكان يرسل ] .
طبقات ابن سعد 7/513 ، الجرح والتعديل 9/267 ، تهذيب الكمال 32/102 ، تهذيب التهذيب 4/408 ، التقريب 7701 .
__________
(1) في ( ت ، م ، ط ) زيادة : " قال " .
(2) في ( س ) :" سألت " ، وفي ( ح ) :" سأل " .
(3) في ( ح ، س ) :" إياك " ، ولكن في ( ح ) قد كتبت الكاف فوق ياء ، يعني أنه كتبها على الوجهين .
(4) لفظة :" أبي " ساقطة من النسخ ، لكنها ملحقة في ( ح ، س ) ، وهو الصواب .(1/1)
* لهيعة بن عقبة الحضرمي ، ثم الأعدولي ، والد عبد الله ، يكنى أبا عكرمة المصري ، مات سنة 100 ، روى عن : أبي الورد المازني ، وسفيان بن وهب الخولاني، - وله صحبة - وغيرهما ، وعنه : يزيد بن أبي حبيب ، وزبان بن فائد المصري ، ومحمد ابن عبد الله التيمي وغيرهم ، أخرج له ابن ماجه .
ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وفي تهذيب ابن حجر : قال الأزدي : حديثه ليس بالقائم . وقال ابن القطان : مجهول الحال .
قال الذهبي : وُثِّق .
وقال ابن حجر : [ مستور ] .
التاريخ الكبير 7/252 ، ثقات ابن حبان 7/372 ، تهذيب الكمال 24/252 ، الكاشف 3/13 ، تهذيب التهذيب 3/481 ، التقريب 5682 .
* أبو الورد المازني ، له صحبة ، قيل : اسمه حرب وقيل غير ذلك ، وكان سكن مصر .
أسد الغابة 5/126 ، تهذيب الكمال 34/390 ، الإصابة 4/217 ، التقريب 8435 .
* عبد الله بن وهب المصري ، سبق في المسألة الثانية والستين ، وهو ثقة حافظ عابد .
* أبو هريرة - رضي الله عنه - سبقت ترجمته في المسألة الثانية .
التخريج :
- أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده 2/39 ح547 -وعنه ابن ماجه 2/944 ح2829، وكذا ابن قانع في معجمه 2/187 عن عبد الله بن محمد ، عن ابن أبي شيبة - ،
وأبو نعيم في معرفة الصحابة 6/3044 ح7048 من طريق الليث بن هارون ،
كلاهما ( أبو بكر بن أبي شيبة ، والليث بن هارون ) عن زيد بن الحباب به ، ولفظه: " إياكم والسرية التي إن لقيت فرت ، وإن غنمت غلت ". وهو مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع هذه المواطن ، إلا رواية ابن ماجه عن ابن أبي شيبة فإنها موقوفة .
ولم أقف على رواية ابن وهب ، عن ابن لهيعة .
الحكم عليه :
ذكر أبو زرعة الاختلاف في هذا الحديث على عبد الله بن لهيعة، وذلك على وجهين:(1/2)
الوجه الأول : عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن لهيعة بن عقبة ، عن أبي الورد قوله . وهذه رواية زيد بن الحباب .
الوجه الثاني : عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن لهيعة بن عقبة ، عن أبي الورد ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وهذه رواية عبد الله بن وهب .
وقد قد حكم أبو زرعة لابن وهب - وهو الوجه الثاني - ووجه ذلك أن ابن وهب أثبت من زيد بن الحباب ، ثم حديثه عن ابن لهيعة أحسن من حديث غيره ، وهو أحد العبادلة الذين قوى بعض الأئمة حديثهم عن ابن لهيعة - وقد سبق ذلك في ترجمة ابن لهيعة - .
ثم قد تبين من التخريج السابق أن رواية زيد بن الحباب وقع فيها اختلاف رفعاً ووقفاً، فقد رواه عن زيد : ابن أبي شيبة ، والليث بن هارون العكلي ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات ( الثقات 9/29 ) .
فأما الليث فروايته مرفوعة ، وأما ابن أبي شيبة فروايته في مسنده مرفوعة ، وكذا رواية عبد الله بن محمد عنه ، ولكن رواية ابن ماجه عنه موقوفة ، والوقف هو الموافق لما ذكره أبو زرعة عن زيد بن الحباب ، وقد علم أن الرفع فيه والوقف ثابتان عن ابن أبي شيبة حيث هذا في مسنده وهذا رواية ابن ماجه عنه ، وإذا كان كذلك دلَّ على أن وقفه تقصير، وأن رفعه هو الأصل . وبناءً عليه تكون الموازنة بين جعله من مسند أبي هريرة أو من مسند أبي الورد ، وجعله من مسند أبي هريرة أولى لما فيه من الزيادة ، ولأن الزائد أثبت ، وهذا موافق لما رجحه أبو زرعة في هذه المسألة .
وبعد ذلك فإن هذا الحديث غير ثابت من جميع وجوهه لحال : ابن لهيعة وأبيه ، وقد تفردا به ، والله أعلم .(1/3)
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، فله الحمد حتى يرضى ، وله الحمد إذا رضي ، وله الحمد بعد الرضى، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على النبي المصطفى، والحبيب المجتبى ، وعلى آله وصحبه ومن بهديهم اقتفى .
أما بعد ، ففي ختام هذا الجهد المتواضع ، الذي بقيت فيه ما يزيد على أربع سنوات ، لا أشتغل بغيره إلا لماماً ، يطيب لي أن أسجل النقاط التالية كنتائج عامة ، وتوصيات مجملة ، استفدتها خلال هذه المدة التي عشتها مع هذا البحث ، وهي كالتالي :
1- تبين أن نسخ الكتاب الخطية لا تخلو من الخطأ والتصحيف ، وقد تتفق على الخطأ أو السقط في بعض المواطن ، مما يؤكد على أن من يتصدى لتحقيق الكتاب بكامله يجب عليه أن يوسع النظر في طرق الحديث لاستجلاء ما قد يقع في الأسانيد أو المتون .
2- غالب المادة العلمية في هذا الكتاب مستفادة من أبي حاتم الرازي ، وذلك قريب من ثلاثة أرباع الكتاب ، ويليه أبو زرعة الرازي ، وقد ظهرت آثار هذين الإمامين على الكتاب جلية ، وتجلت مقدرتهما الفائقة في فهم علل الحديث ، وحفظ طرقه ، ومعرفة رجاله وغير ذلك .
3- من الواضح جداً أن موضوع الكتاب يشمل العلة بمعناها الواسع ، سواء كانت مؤثرة أو غير مؤثرة ، وسواء كانت ظاهرة أو خفية ، ومن هنا فإن جملة من المسائل الواردة في هذا الكتاب في غاية الظهور ، وليست محلاً للاختلاف والجدل ، ولكن في ثناياه مسائل جمة ، وعلل دقيقة ، لا يدركها الباحث بنظره المعتاد ، إلا أن يأخذ بيده إمام من أمثال أبي حاتم ، وأبي زرعة - عليهما رحمة الله - .(1/1)
والشيء الغالب على هذا الكتاب - بالخصوص - وغيره من كتب العلل أن الإسناد المسؤول عنه إنما سئل عنه لإشكال واقع فيه ، ولذا فالكثير منه يحكم عليه بالخطأ ، أو ما ينتج منه عدم ثبوته ، وهذا ليس بمستغرب ، ذلك أن الأسانيد الصحيحة الثابتة لا تحتاج إلى السؤال عنها ، ومع ذلك فإن هناك جملة من المسائل يحكم فيها الإمام بعدم تأثير العلة ، كحكمه بتقصير الراوي حيث لم يسنده ، كما في المسألتين : 84 و111 ، أو أنه نقص منه ، كما في المسألة رقم : 133 ، أو نحو ذلك ، انظر المسألة رقم : 126 .
4- أسلوب الكتاب ، وعبارات المؤلف وشيوخه فيه ليس فيها غموض في الأعم الأغلب ، ولكن قد ترد بعض العبارات التي تحتاج إلى إمعان نظر ، وقد يوجد من ذلك ما يستغلق على القارئ فهمه ، إلا أن ذلك قليل نظراً لحجم الكتاب ، وقد ترد بعض الجمل والعبارات التي تحتمل أكثر من معنى ، وكثيراً ما يكون السبب في هذا الاختصار .
5- لا أظن باحثاً يعيش مع هذا الكتاب ، ويدرس جملة من مسائله إلا وسينطبع في ذهنه أهمية هذا العلم ، وجلالة أئمته ، وأن أحداً لا يستطيع أن يتصدى للتمييز بين صحيح الحديث وسقيمه دون أن ينظر في هذا العلم ، ويتتلمذ لأساطينه .
6- ولأجل هذا فسيرى الباحث في هذا الكتاب عظم الكارثة التي حلت في هذا العصر في جملة من الكتب المحققة ، التي عُني محققوها بالحكم على الأحاديث ، دون الالتفات إلى هذا العلم ، وسيرى أن هذا العمل الذي قاموا به، وليس لهم فيه معرفة، بل ولا عرفوا من يعرفه من أئمة هذا العلم، كان الأجدر بهم تركه ، وكان الأصلح لهم وللأمة أن لا يتصدوا لما ليس لهم به علم .(1/2)
7- ومن الأشياء المهمة في باب العلة ، أن جملة من العلل إنما عرفت بالبحث والنظر الدقيق من هؤلاء الأئمة الحفاظ ، ولو أن الباحث في هذا الزمن اقتصر على معرفة حال الرواة ما توصل إلى معرفة العلة ، وذلك مثل أخطاء الثقات الأثبات ، فقد مر في هذا القسم المحقق النص على خطأ جملة من كبار الثقات ، كمالك الإمام ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجراح ، فمَن الناس بعد هؤلاء الكبار ؟ وهذا يدل على عظمة هذا العلم وجلالة أهله .
8- وهناك مسألة يشير إليها بعض من لا عناية لهم بهذا العلم ، وهي أن جملة من مسائل العلل في الاختلاف في صحابي الحديث ، هل هو ابن عمر ، أو ابن عباس مثلاً ، فيقولون إن الفائدة في معرفة ذلك لا أثر لها ، وقد تبين من هذا البحث أن هذا النوع من العلل موجود ، بل وظاهر في جميع كتب العلل ، ولكن لذلك فوائد كثيرة وعديدة ، ولولا ذلك لم يكن لعناية الأئمة بهذا النوع معنى ، فمن فوائد ذلك أشياء تتعلق بالرواة من حيث الضبط وعدمه ، وأشياء تتعلق بالإسناد من حيث الاتصال والانقطاع ، فقد يكون التابعي سمع من هذا الصحابي ، ولم يسمع من الآخر ، ناهيك عن علل خفية كأن يكون أحد الصحابيين قد ثبت عنه خلاف ذلك ، مما يعود أثره على هذا الحديث بالتعليل ، ويضاف إلى ذلك أمر في غاية الأهمية ، وهو التوقف عن جعل أحدهما شاهداً للآخر ، كما يفعله بعض المتصدين للحكم على الأحاديث .
9- ومن النتائج التي توصلت إليها خلال هذا البحث أن علل الحديث متنوعة ، وأن حصرها بأنواع لا تخرج عنها عسير ، ولكن يمكن جمع أشهر أنواعها وأكثرها وروداً .(1/3)
10- ظهر لي بجلاء أن الباحث بدراسته للأحاديث المعللة وتوسيعه النظر في ذلك يخرج بفوائد جمة ، فمن ذلك: المقارنة بين الرواة من أصحاب الشيخ الواحد ، ومعرفة اتفاقهم واختلافهم ، وطبقاتهم في رواياتهم عن شيخهم ، ومن ذلك : المقارنة بين كلام الأئمة النقاد ، ومعرفة طبقاتهم في النقد ، ومذاهبهم في ذلك ونَفَسِهم فيه ، ومن ذلك : المقارنة بين الكتب التي اختصت بجمع الصحيح ، ومعرفة طرائق أصحابها في اختيار الأحاديث والطرق وغير ذلك ، ومن ذلك : التدقيق في مسائل المصطلح المعضلة ، وطول التأمل فيها ، مثل مسائل الاتصال والانقطاع ، والتفرد ، والتعارض بين الروايات وغيرها ، ومن ذلك : ثراء الباحث في هذا الفن بالأمثلة المتعددة لكثير من المسائل المشكلة ، مع فهم هذه الأمثلة ، ومعرفة ما فيها ، ومن ذلك : رفع التعارض بين جملة من الأحاديث ، وذلك ببيان الثابت من المعلول ، وهذا كثير جداً ، ومن ذلك : الاعتدال في النظر إلى الأحاديث من حيث الصحة والضعف ، وعدم التسرع في الحكم على ظواهر الأسانيد ، ومن ذلك : الإيمان بتقدم أئمة هذا العلم على غيرهم ، وصحة نظرهم ، وأن الذين خالفوهم في ذلك ليس لهم من المعرفة والتقدم ما يجعلهم في مصاف هؤلاء الأئمة الأفذاذ .
11- تبين أن من المهم جداً أن يُعنى الباحث في هذا العلم بأمرين ، وهما: الوضوح ، والاختصار ، فبهما جميعاً يفهم القارئ ، وتتجلى مقدرة الباحث ، ذلك أن جمع المادة العلمية مع مشقته ليس هو نهاية البحث ، بل لابد من ترتيب هذه المادة وتقريبها للقارئ بأسلوب واضح مختصر .(1/4)
12- ومن الفوائد المهمة التي اتضحت لي خلال هذا البحث أن التوسع في تخريج الحديث المختلف فيه ، وإمعان النظر في طرقه المختلفة يورث فوائد عديدة لا يمكنني حصرها في هذه العجالة ، منها : إطلاع الباحث على المصادر المتنوعة ، خاصة الكتب المسندة ، سواء ما كان منها مشهوراً أو مغموراً ، ومنها : الاطلاع على ألفاظ الأحاديث والمقارنة بينها ، ومنها : تصحيح الكتب ، وخاصة المطبوعة ، ومعرفة ما فيها من أخطاء تبينت بعد التوسع في التخريج من مصادر متعددة ، قد يدخل بعضها على بعض، ومنها: ظهور أوجه أخرى جديدة في الاختلاف في الحديث قد لا تكون مذكورة في كتب العلل ، ومنها : ظهور متابعين ومخالفين لبعض الرواة لولا التوسع في التخريج ما وقف عليهم الباحث ، ومنها : جمع الحجج والبراهين لما يذكره الأئمة من العلل والاختلاف ، سواء عند اتفاقهم على قول أو اختلافهم على أقوال .
والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .(1/5)
فهرس الآيات القرآنية
الآية ... ... ... ... رقم الصفحة
{بكيميبكلتسيبكلمتب ي بسب ل } ... 216
{ } 228 ، 248 ، 232
{ } ... 247
{ } ... 872
{ } ... 905
{ } ... 1158
{ } ... 1209(1/1)
فهرس الأحاديث والآثار على المسانيد
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
أبي بن كعب الأنصاري
1- أن جبريل عليه السلام حين ركض زمزم ... ... ... ... ... 10
أسامة بن زيد بن حارثة
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة ... ... ... ... 9
2- أنه أفاض من عرفة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ترفع راحلته يداً ... ... ... 35
3- قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - أين تنزل بالخيف ؟ ... ... ... ... ... ... 74
أنس بن مالك الأنصاري
1- أن صاحب بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره إذا عطب ... ... 62
2- أن أم سليم حاضت بعدما أفاضت ... ... ... ... 5 ، 23
3- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علياً إلى قومٍ يقاتلهم ... ... ... ... ... ... 116
4- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مشى عن زميلٍ له ... ... ... ... ... ... 7
5- الحجر الأسود من حجارة الجنة ... ... ... ... ... ... 28
6- رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يهادى بين ابنيه ... ... ... ... ... 82
7- صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أربعاً ... ... ... ... ... ... 106
8- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لرجل يسوق بدنة اركبها ... ... ... ... ... 19
9- غدوة في سبيل الله أو روحة ... ... ... ... ... ... ... 144
10- قال أبو طلحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ألا ترى إلى أم سليم في يدها خنجر... ... 147
11- من مات في الحرمين ... ... ... ... ... ... ... 85
12- يعطى الشهيد ثلاثة ... ... ... ... ... ... ... ... 136
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
بريدة بن الحصيب الأسلمي
1- جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن فريضة الله ... ... ... ... ... 55
ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
1- لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي ، وإن هذا الفيء لا يحل فيه خيط
ولا مخيط ، وإن المختلعات هن المنافقات ... ... ... ... ... 126
جابر بن عبد الله الأنصاري
1- ارموا الجمار بمثل حصى الخذف ... ... ... ... ... ... 88
2- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع الحج والعمرة فطاف لهما طوافاً واحداً ... ... ... 67(1/1)
3- العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ... ... ... ... ... ... 105
4- كان فيما أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنماً مقلدة ... ... ... ... 54
5- كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسير بعرفة ... ... ... ... ... ... 92
6- من حج عن أبيه أو عن أمه ... ... ... ... ... ... ... 37
حنظلة بن الربيع الكاتب
1- لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه نظر إلى امرأة مقتولة ... ... ... 127
ذؤيب أبو قبيصة ، وهو صاحب بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
1- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره إذا عطب منها شيء أن ... ... ... ... ... 62
رافع بن خديج الأنصاري
1- أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان يوم حنين ... ... ... ... ... ... 129
رباح بن الربيع الأسيدي
1- لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه نظر إلى امرأة مقتولة ... ... ... 127
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
زيد بن خالد الجهني
1- من جهز غازياً فله مثل أجره ... ... ... ... ... ... ... 142
زيد بن كعب البهزي
1- بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم حرم ... ... ... ... ... 111
السائب بن خلاد الأنصاري
1- اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم ... ... ... ... ... ... 1
سعد بن مالك أبو سعيد الخدري
1- أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان يوم حنين ... ... ... ... ... ... 129
2- إن عبداً صححت جسمه ... ... ... ... ... ... ... 2
3- إن من أصححته وأوسعت له ... ... ... ... ... ... ... 83
4- أيام التشريق كلها ذبح ... ... ... ... ... ... ... 66
5- سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر ... ... ... ... ... ... ... 34
6- ما بين بيتي إلى منبري روضة ... ... ... ... ... ... ... 99
7- من أصححت له جسمه ... ... ... ... ... ... ... 65
سعد بن أبي وقاص
1- أنه سمع بعض بني أخيه يلبي : لبيك ذو المعارج ... ... ... ... 102
2- رأيت امرأة تطوف بالبيت ... ... ... ... ... ... ... 96
3- قصة فرس الربيع بن عميلة حيث وجده في مربط سعد ... ... ... 148
سلمان الفارسي
1- رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ... ... ... 143
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
سلمة بن المحبق(1/2)
1- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث بدنتين مع رجل ... ... ... ... ... 63
سمرة بن جندب الفزاري
1- من قتل قتيلاً فله سلبه ... ... ... ... ... ... ... 141
سنان بن سلمة بن المحبق
1- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث بدنتين مع رجل ... ... ... ... ... 63
سهل بن الحنظلية
1- الخيل معقود في نواصيها الخير ... ... ... ... ... ... ... 139
صدي بن عجلان أبو أمامة الباهلي
1- ثلاثة كلهم ضامن على الله ... ... ... ... ... ... ... 140
طلحة بن عبيد الله
1- الحج جهاد والعمرة تطوع ... ... ... ... ... ... 64
عامر بن ربيعة
1- تابعوا بين الحج والعمرة ... ... ... ... ... ... ... 113
عبادة بن الصامت
1- اللهم من ظلم أهل المدينة ... ... ... ... ... ... 1
عبد الله بن الزبير بن العوام
1- إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة ... ... ... ... 24
2- قال رجل يا رسول الله إن أبي أدركته فريضة الحج فمات ... ... ... 52
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
عبد الله بن السائب المخزومي
1- رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الركن اليماني والحجر يقول : ربنا آتنا ... ... ... 16
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
1- أن جبريل حين ركض زمزم بعقبه ... ... ... ... ... ... 10
2- أن رجلاً وقصته ناقة فمات وهو محرم ... ... ... ... ... ... 69
3- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو محرم ... ... ... ... ... 46
4- أن صاحب بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره ... ... ... 62
5- أن الصعب بن جثامة أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ... ... ... ... 18
6- أن نافع بن الأزرق كتب إلى ابن عباس يسأله ... ... ... ... ... 133
7- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة : يكفيك طوافك الأول ... ... ... ... 76
8- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : ناولني حصيات ... ... ... ... ... ... 29
9- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدرٍ : وهذا جبريل آخذ ... ... ... ... ... 134
10- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له فرس يقال له المرتجز ... ... ... ... ... 132
11- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبى حتى رمى جمرة العقبة ... ... ... ... ... 103(1/3)
12- إن لله في كل يومٍ وليلة عشرين ومائة رحمة ... ... ... ... ... 68
13- أنه تمثل وهو محرم : وهن يمشين بنا هميساً ... ... ... ... ... 33
14- أيما محرم مات أن لا يغشى وجهه ... ... ... ... ... ... 79
15- بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ميمونة ... ... ... ... ... ... 98
16- ساق النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل ... ... ... ... 97
17- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يلبي ... ... ... ... ... ... ... 56
18- غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منى ... ... ... ... ... ... ... 70
19- قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من بدرٍ : عليك بالعير ... ... ... ... 131
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
20- كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسير بعرفة ... ... ... ... ... ... 92
21- ليس على النساء حلق ، إنما عليهن التقصير ... ... ... أ/48
22- مالها لم تحج معنا العام ... ... ... ... ... ... ... 84
23- لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ... ... ... ... ... ... 117
24- يا بني اخرجوا من مكة مشاة حتى ترجعوا مشاة ... ... ... 40
عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب بالحزورة فقال : إنك أحب أرض الله إليَّ ... ... ... 44
2- أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لمكة : والله إنك لخير أرض الله ... ... ... 50
عبد الله بن عدي الأنصاري
1- أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في قتل رجلٍ من المنافقين ... ... ... 120
عبد الله بن عمر بن الخطاب
1- ارموا الجمار بمثل حصى الخذف ... ... ... ... ... ... 88
2- أن عمر ضرب لليهود والنصاري والمجوس إقامة ثلاث ليالٍ ... ... ... 45
3- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحرم ولبى من البيت حين ... ... ... ... ... ... 15
4- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى هديه من قديد ... ... ... ... ... 11
5- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ... ... ... 125
6- أنه استعصى عليه بعيره وهو محرم فرماه بالحجارة حتى قتله ... ... 87
7- أنه كان إذا نظر إلى رجلٍ يريد السفر يقول : أودعك ... ... ... ... 4
8- الحاج والمعتمر والغازي وفد الله ... ... ... ... ... ... 61(1/4)
9- خمس تقتل في الحرم ... ... ... ... ... ... ... ... 47
10- الدين خمس لا يقبل الله منها شيئاً دون شيء ... ... ... ... ... 93
11- رأيت ابن عمر حج على ناب جمعاء ... ... ... ... ... ... 20
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
12- رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في ظل الكعبة محتبياً بيديه ... ... ... ... 78
13- سئل ابن عمر عن رجلٍ واقع أهله قبل أن يرمي الجمرة ... ... ... 30
14- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : { } ... ... 104
15- الغازي والحاج والمعتمر وفد الله ... ... ... ... ... ... ... 101
16- قلت لابن عمر : هل تعلم عملاً في سبيل الله إلا الجهاد ؟ ... ... 137
17- كتب عمر إلى أمراء الأجناد إلا يأخذوا الجزية إلا ممن ... ... ... ... 145
18- كنت مع عبد الله بن عمر بطريق مكة فبلغه عن أبيه شدة ... ... ... 43
19- ما بين بيتي ومنبري روضة ... ... ... ... ... ... ... 99
20- مشى بين الركنين ورمل بينهما ... ... ... ... ... أ/48
21- من لم يكن له نعلان فليلبس خفين ... ... ... ... ... ... 80
22- وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجد ... ... ... ... ... ... ... 81
23- لا يلبس المحرم ثوباً مسه الورس ... ... ... ... ... ... 12
24- يقتل المحرم خمساً ... ... ... ... ... ... ... ... 59
25- يكتب للحجاج كذا ... ... ... ... ... ... ... ... 60
عبد الله بن عمرو بن العاص
1- أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : الركن والمقام ياقوتتان ... ... ... 112
2- الحاج والمعتمر وفد الله ... ... ... ... ... ... ... ... 107
عبد الله بن مسعود الهذلي
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة ... ... ... ... 51
2- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لرسول مسيلمة : لولا أن الرسل لا تقتل ... ... ... 123
3- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يلبي : لبيك اللهم لبيك ... ... ... ... ... 90
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
عبد الله بن مغفل المزني ...
1- كنت آخذا بغصن من أغصان الشجرة ... ... ... ... ... ... 146
عبيد الله بن عباس
1- أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إن أمي كبيرة ... ... 95
علي بن أبي طالب(1/5)
1- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يغور آبار بدر ... ... ... ... ... 135
2- أنه كان إذا سافر وركب قال : الحمد لله ... ... ... ... ... 114
3- قال علي لعمر : لم نهيت عن متعة الحج ؟ ... ... ... ... ... 38
4- كنت ردف فلما ركب قال ... ... ... ... ... ... ... 14
5- كنت رديف علي فقال حين ركب ... ... ... ... ... ... 13
عمار بن ياسر
1- إذا أردت الحج فاشترط ... ... ... ... ... ... ... 72
عمر بن الخطاب
1- أن عمر ضرب لليهود والنصارى والمجوس إقامة ثلاث ليال بالمدينة ... ... 45
2- أنه طاف بالبيت بعد الصبح ... ... ... ... ... ... ... 49
3- تابعوا بين الحج والعمرة ... ... ... ... ... ... ... ... 113
4- الحاج والمعتمر والغازي وفد الله ... ... ... ... ... ... 61
5- الغازي والحاج والمعتمر وفد الله ... ... ... ... ... ... 101
6- قال علي لعمر : لم نهيت عن متعة الحج ؟ فقال عمر : أحببت أن
يكثر زوار هذا البيت ... ... ... ... ... ... ... ... 38
7- كتب عمر إلى أمراء الأجناد ألا يأخذوا الجزية إلا ممن جرت عليه
المواسي ... ... ... ... ... ... ... ... ... 145
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
8- نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعقيق وقال : أتاني آتٍ من ربي ... ... ... ... 39
9- وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجد ... ... ... ... ... ... ... 81
10- يكتب للحجاج كذا ... ... ... ... ... ... ... ... 60
عمرو بن خارجة الأشعري
1- خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى وهو على ناقته ... ... ... ... ... 31
عمرو بن عبسة
1- صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعيرٍ من المغنم ، فلما سلم أخذ وبرة ... ... ... 121
عمير بن سلمة الضمري
1- بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم حرم إذا حمار وحش ... ... ... 111
الفضل بن عباس بن عبد المطلب
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة ... ... ... ... 9
2- أنه كان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المزدلفة ... ... ... ... ... 36
قدامة العامري
1- رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت يستلم الحجر بمحجنه ... ... ... 100
كعب بن عجرة الأنصاري
1- قصة القمل ... ... ... ... ... ... ... ... 42
معاوية بن جاهمة السلمي(1/6)
1- جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله أردت الغزو معك ... ... ... 149
الهرماس بن زياد الباهلي
1- سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبي بهما جميعاً ، لبيك بحجة وعمرة ... ... ... 86
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
يونس بن شداد الأزدي
1- أيام التشريق إنها أيام أكل وشرب ... ... ... ... ... 53
أبو قتادة الأنصاري
1- خير الخيل الأدهم الأقرح ... ... ... ... ... ... ... 124
أبو هريرة الدوسي
1- إن عبداً أصححت له جسمه وأوسعت عليه ... ... ... ... ... 2
2- إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق ... ... ... ... ... ... 24
3- إن من أصححته وأوسعت له لم يزرني ... ... ... ... ... 83
4- إن الإيمان لينحاز إليها كما يحوز السيل الغثاء ... ... ... ... 110
5- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثاً وهم يسير ... ... ... ... ... ... 41
6- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب بالحزورة فقال ... ... ... ... ... ... 44
7- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى الأنثى من الخيل الفرس ... ... ... ... 115
8- إياي والسرية التي إن لقيت فرت ، وإن غنمت غلت ... ... ... 150
9- الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ... ... ... ... ... 25
10- العمرة تكفر ما بينهما ... ... ... ... ... ... ... ... 27
11- العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ... ... ... ... ... ... 32
12- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في بيض النعام ... ... ... ... ... ... 8
13- كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - : لبيك إله الحق ... ... ... ... ... 26
14- كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثاً ... ... ... ... ... 118
15- ما بين بيتي إلى منبري روضة من رياض الجنة ... ... ... ... ... 99
16- من أصححت له جسمه ووسعت عليه في رزقه ... ... ... ... 65
17- لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ... ... ... ... ... 117
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
18- لا يجمع الله غباراً في سبيل الله ... ... ... ... ... ... 122
أبو الورد المازني
1- إياي والسرية التي إن لقيت فرت ، وإن غنمت غلت ... ... ... 150
رجل من بلقين
1- أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي القرى قلت : يا رسول الله لمن المغنم ؟... ... 138
حبيبة بنت أبي تجراة(1/7)
1- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في السعي بين الصفا والمروة ... ... ... ... ... 6
حفصة بنت عمر بن الخطاب
1- خمس تقتل في الحرم ... ... ... ... ... ... ... ... 47
2- يقتل المحرم خمساً من الدواب ... ... ... ... ... ... 59
صفية بنت شيبة العبدرية
1- إني لأنظر إلى رسول الله الغداة وهو قائم على باب الكعبة ... ... ... 73
2- كان لا يوضع حجر على حجر بمنى إلا أن يتخذ الرجل كنيفاً ... ... 22
ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب
1- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لضباعة : اشرطي ... ... ... ... ... ... 17
عائشة بنت أبي بكر الصديق
1- إن الإيمان لينحاز إليها كما يحوز السيل الغثاء ... ... ... ... ... 110
2- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى مرة غنماً ... ... ... ... ... ... 54
3- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها : إن طوافك بالبيت وسعيك ... ... ... ... 75
4- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها : طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة ... ... ... 94
5- أن المقام كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزمان أبي بكر ملتصقاً ... ... ... ... 109
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
6- دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده ... ... 108
7- رأيت الطيب في مفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم ... ... ... ... 3
8- طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغالية الجيدة عند إحرامه ... ... ... ... 58
9- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لضباعة : اشرطي ... ... ... ... ... ... 17
10- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التلبية ... ... ... ... ... ... ... ... 21
11- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة الرجل الذي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى بدر ... ... 128
12- كان لا يوضع حجر على حجر بمنى إلا أن يتخذ الرجل كنيفاً ... ... 22
13- كانت تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبيك اللهم لبيك ... ... ... ... 57
ميمونة بنت الحارث الهلالية
1- بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ميمونة ... يقود بها بعيرها يوم النحر لترمي جمرة
العقبة بمنى فما زلت أسمعها تقول : لبيك ... ... ... ... ... 98(1/8)
أم سلمة هند بنت أبي أمية
1- أنها كانت تأمر يوم عرفة بالشمس ترعى لها ... ... ... ... ... 77
أم سليم بنت ملحان الأنصارية
1- قال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - : مالها لم تحج معنا العام ... ... ... ... 84
المراسيل والمقاطيع
الحسن البصري
1- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشى عن زميلٍ له ... ... ... ... ... 7
الحسن العرني
1- أن الصعب بن جثامة أهدى لرسول الله عجز حمار وحش ... ... ... 18
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
الحسن بن محمد بن الحنفية
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحرم ولبى من البيت حين انبعثت به راحلته ... ... ... 15
سالم بن عبد الله بن عمر
1- رأيت سالماً وهو محرم ضرب حية بسوطٍ حتى قتلها ... ... ... 71
سنان بن سلمة
1- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث بدنتين مع رجل ... ... ... ... ... ... 63
عباد بن عبد الله الأسدي
1- إذا أردت الحج فاشترط ... ... ... ... ... ... ... 72
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين
1- كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثاً ... ... ... ... ... ... 118
عبيد الله بن عدي بن الخيار
1- أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذن في قتل رجلٍ من المنافقين ... ... ... 120
2- قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمكة : والله إنك لخير أرض الله ... ... ... ... ... 50
عروة بن الزبير بن العوام
1- أن المقام كان في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وزمان أبي بكر ملتصقاً ... ... ... ... 109
2- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لضباعة اشرطي ... ... ... ... ... ... 17
عطاء بن أبي رباح
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة : إن طوافك بالبيت وسعيك ... ... ... ... 75
2- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة : طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة ... ... ... 94
عطاء مولى أبي أحمد
1- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثاً ... ... ... ... ... ... 41
الحديث ... ... ... ... ... ... رقم المسألة
عكرمة مولى ابن عباس
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدرٍ : وهذا جبريل آخذ برأس فرسه ... ... ... 134
2- أن أم سليم حاضت ... ... ... ... ... ... ... ... 23(1/9)
3- عن عكرمة في قصة صفية ، يعني قصة حيضتها ... ... ... ... 5
علقمة بن نضلة
1- توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة إلا السوائب ... ... 89
علي بن رباح
1- خير الخيل الأدهم الأقرح ... ... ... ... ... ... ... 124
قيس بن سعد
1- أن نافع بن الأزرق كتب إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى ... ... 133
محمد بن سيرين
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حلق رأسه بمنى قال : هكذا - شقه الأيمن - ... ... ... 91
يحيى بن أبي إسحاق ، عن عمه
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علياً إلى قومٍ يقاتلهم ... ... ... ... ... ... 116
أبو الشعثاء جابر بن زيد
1- كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثاً ... ... ... ... ... ... 118
أبو سلمة بن عبد الرحمن
1- نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعقيق ، وقال : أتاني آتٍ من ربي ... ... ... ... 39(1/10)
فهرس الأحاديث والآثار على حروف المعجم
الحديث ... ... ... ... ... رقم المسألة
- أتاني آت من ربي - عز وجل - فقال : صل في هذا الوادي ... ... ... 39
- أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي القرى ... ... ... ... ... ... 138
- اجتنبوا كل مسكرٍ ... ... ... ... ... ... ... ... 146
- أحببت أن يكثر زوار هذا البيت ... ... ... ... ... ... 38
- أحرم ولبى من البيت حين انبعثت به راحلته ... ... ... ... 15
- أحية أمك ؟ قلت نعم ، قال : فالزم رجليها ... ... ... ... 149
- إذا أردت الحج فاشترط ... ... ... ... ... ... ... 72
- اركبها - قاله لرجل يسوق بدنة - ... ... ... ... ... ... 19
- ارموا الجمار بمثل حصى الخذف ... ... ... ... ... ... 88
- استعصى عليه بعيره وهو محرم فرماه بالحجارة حتى قتله ... ... ... 87
- أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ... ... ... ... 4
- اشترى هديه من قديد ... ... ... ... ... ... ... 11
- أصاب العدو فرساً لي ، ثم وجدته بعد في مربط سعد ... ... ... ... 148
- أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان يوم حنين وصفوان بن أمية ... ... ... ... 129
- اللهم اجعلها حجة مبرورة لا رياء فيها ولا سمعة ... ... ... ... 70
- اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه ... ... ... ... ... 1
- ألهذا حج ؟ قال : نعم ، ولك أجر ... ... ... ... ... 92
- أن أم سليم حاضت بعدما أفاضت ... ... ... ... ... ... 5 ، 23
- إن الإيمان لينحاز إليها كما يحوز السيل الغثاء ... ... ... ... ... 110
- إن الله - عز وجل - قد وعدك إحدى الطائفتين ... ... ... ... 13
الحديث ... ... ... ... ... رقم المسألة
- إن الله - عز وجل - لن يعبأ بعناء هذا شيئاً ... ... ... ... ... 82
- إن الله - عز وجل - ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة ... ... ... 118
- إن الله قد أعطى كل ذي حقٍ حقه ... ... ... ... ... ... 31
- أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إن أمي كبيرة ... ... ... ... 95
- أن رجلا وقصته ناقة ... ... ... ... ... ... ... ... 69
- إن طوافك بالبيت وسعيك بين الصفا والمروة ... ... ... ... ... 75
- إن عبداً صححت جسمه وأوسعت عليه في الرزق ... ... ... ... 2
- أن عمر ضرب لليهود والنصارى والمجوس إقامة ... ... ... ... ... 45
- إن فريضة الله على أبي في الحج ... ... ... ... ... ... ... 55
- إن للحاج الراكب بكل خطوة يخطوها سبعين حسنة ... ... ... ... 40(1/1)
- إن لله في كل يوم وليلةٍ عشرين ومائة رحمة ... ... ... ... ... 68
- إن المختلعات هن المنافقات ... ... ... ... ... ... ... 126
- إن المقام كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزمان أبي بكر ملتصقاً بالبيت ... ... ... 109
- إن من أصححته وأوسعت له لم يزرني في كل خمسة أعوام لمحروم ... ... 83
- إن هذا الفيء لا يحل فيه خيط ولا مخيط ... ... ... ... ... 126
- إنك أحب أرض الله إلي ، ولولا أني أخرجت ما خرجت ... ... ... 44
- إن عرض لهما شيء فانحرهما ، ثم اغمس النعل ... ... ... ... 63
- إن كنت أكبر ولد أبيك فحج عنه ... ... ... ... ... ... 52
- أنه أفاض من عرفة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ... ... ... ... ... 35
- أنه ذكر الغلول فقال : لا ألفين أحدكم ... ... ... ... ... ... 115
- أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المزدلفة ... ... ... ... ... ... 36
- أنه قال لضباعة اشرطي ... ... ... ... ... ... ... 17
الحديث ... ... ... ... ... رقم المسألة
- إني لأنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغداة وهو قائم على باب الكعبة ... ... ... 73
- إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة ... ... ... ... 24
- أمره إذا عطب منها شيء أن ينحرها ... ... ... ... ... ... 62
- أمره أن يغور آبار بدرٍ ... ... ... ... ... ... ... 135
- أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجز حما وحش وهو محرم فرده ... ... ... 18
- أهدى مرة غنماً ... ... ... ... ... ... ... ... 54
- أهدى ملك الروم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هدايا، فكان فيما أهدى جرة فيها زنجبيل ... 119
- إياكم والغلواء ... ... ... ... ... ... ... ... ... 29
- أيام التشريق كلها ذبح ... ... ... ... ... ... ... 66
- إياي والسرية التي إن لقيت فرت ، وإن غنمت غلت ... ... ... 150
- أيما محرم مات أن لا يغشى وجهه ... ... ... ... ... ... ... 79
- أين عثمان بن طلحة ، فدعي له فقال : هاك مفتاحك ... ... ... ... 73
- بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة في الدين ... ... ... ... ... ... 130
- بعث بعثاً وهم يسير فدعاهم فقال لكل رجل منهم:ما معك من القرآن... ... 41
- بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ميمونة ... لترمي جمرة العقبة ... ... ... ... 98
- بعث علياً إلى قوم يقاتلهم ، ووجه خلفه رجلاً ... ... ... ... ... 116(1/2)
- بمثلهن وإياكم والغلواء فإنما أهلك من كان قبلكم ... ... ... ... 29
- بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم حرم إذا حمار وحش ... ... ... 111
- تابعوا بين الحج والعمرة ... ... ... ... ... ... ... ... 113
- تزوج ميمونة وهو محرم ... ... ... ... ... ... ... 46
- تعلم عملاً في سبيل الله إلا الجهاد ؟ فقال : كل عملٍ صالح فهو في
سبيل الله ... ... ... ... ... ... ... ... ... 137
الحديث ... ... ... ... ... رقم المسألة
- توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع إلا السوائب ... ... ... 89
- ثلاثة كلهم ضامن على الله ... ... ... ... ... ... ... 140
- جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، أردت الغزو معك ... ... ... 149
- جمع الحج والعمرة فطاف لهما طوافاً واحداً ... ... ... ... 67
- الحاج والعمار وفد الله ... ... ... ... ... ... ... ... 107
- الحاج والمعتمر والغازي وفد الله ... ... ... ... ... ... ... 61
- الحج جهاد ، والعمرة تطوع ... ... ... ... ... ... 64
- الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ... ... ... ... ... ... 25
- الحجر الأسود من حجارة الجنة ... ... ... ... ... ... 28
- خمس تقتل في الحرم ... ... ... ... ... ... ... 47
- خير الخيل الأدهم الأقرح ... ... ... ... ... ... ... ... 124
- الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ... ... ... ... 139
- دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده ... ... ... 108
- الدين خمس لا يقبل منها شيئاً دون شيء ... ... ... ... ... 93
- رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يهادى بين ابنيه فقال ... ... ... ... ... 82
- رأيت امرأة تطوف بالبيت ... ... ... ... ... ... ... 96
- رأيت سالماً وهو محرم ضرب حية بسوط حتى قتلها ... ... ... ... 71
- رأيت الطيب في مفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم ... ... ... ... 3
- رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الركن اليماني والحجر يقول :{
... } ... ... ... ... ... ... ... ... 16
- رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في ظل الكعبة محتبياً بيديه ... ... ... ... ... 78
- رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت يستلم الحجر بمحجنه ... ... ... ... 100
الحديث ... ... ... ... ... رقم المسألة
- رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ... ... ... ... 143(1/3)
- رحم الله هاجر أم إسماعيل لو تركتها كانت عيناً معيناً ... ... ... 10
- الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ... ... ... ... ... ... 112
- سئل ابن عمر عن رجلٍ واقع أهله قبل أن يرمي الجمرة ... ... ... ... 30
- سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر ، وهو بين الجمرتين عن رجلٍ حلق قبل أن
يذبح ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 34
- ساق النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة منها جمل لأبي جهل ... ... ... ... ... 97
- سمى الأنثى من الخيل الفرس ... ... ... ... ... ... 115
- صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعير من المغنم ... ... ... ... ... ... 121
- صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أربعاً ، وبذي الحليفة ركعتين ... ... ... 106
- طاف بالبيت بعد الصبح ، ثم سار ... ... ... ... ... ... 49
- طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك ... ... 94
- طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغالية الجيدة عند إحرامه ... ... ... ... 58
- العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ... ... ... ... ... 27 ، 32 ، 105
- الغازي والحاج والمعتمر وفد الله ... ... ... ... ... ... ... 101
- غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منى فلما انبعثت به راحلته ... ... ... ... 70
- غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ... ... ... ... 144
- في بيض النعام في كل بيضة صيام يوم أو إطعام مسكين ... ... ... 8
- في التلبية ... ... ... ... ... ... ... ... ... 21
- في السعي بين الصفا والمروة ... ... ... ... ... ... ... 6
- في قصة الرجل الذي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى بدر ... ... ... ... 128
- في قصة القمل ... ... ... ... ... ... ... ... 42
الحديث ... ... ... ... ... رقم المسألة
- في قوله : { } قال : الزاد والراحلة ... 104
- قيسوا من نحو العراق كنحو قرن ... ... ... ... ... ... ... 81
- قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من بدرٍ عليك بالعير ... ... ... ... ... 131
- كان إذا سافر وركب قال : الحمد لله الذي سخر لنا هذا ... ... ... 114
- كان فيما أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنم مقلدة ... ... ... ... ... 54
- كان له فرس يقال له : المرتجز ... ... ... ... ... ... 132(1/4)
- كان لا يوضع حجر على حجر بمنى إلا أن يتخذ الرجل كنيفاً ... ... 22
- كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة ... ... ... ... ... 9 ، 51
- كان يلبي : لبيك اللهم لبيك ... ... ... ... ... ... 56 ، 90
- كانت تأمر بالشمس يوم عرفة ترعى له رعية إذا زالت قطعت التلبية ... 77
- كانت تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لبيك اللهم لبيك ... ... ... ...
- كتب عمر إلى أمراء الأجناد ألا يأخذوا الجزية إلا ممن جرت عليه
المواسي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 145
- كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثاً ... ... ... ... ... ... 118
- كل عملٍ صالحٍ فهو في سبيل الله ... ... ... ... ... ... 137
- كنت آخذاً بغصن من أغصان الشجرة التي بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحتها ... ... 146
- كنت رديف علي فقال حين ركب : الحمد لله ثلاثاً ... ... ... 13 ، 14
- كنت مع عبد الله بن عمر بطريق مكة فبلغه عن أبيه شدة ... ... ... 43
- لبى حتى رمى جمرة العقبة ... ... ... ... ... ... ... 103
- لبيك إله الحق ... ... ... ... ... ... ... ... 26
- لبيك بحج وعمرة ... ... ... ... ... ... ... ... 86
- لبيك ذو المعارج ... ... ... ... ... ... ... ... 102
الحديث ... ... ... ... ... رقم المسألة
- لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي ... ... ... ... ... 126
- لما حلق رأسه بمنى قال هكذا عن شقه الأيمن فأعطاه أبا طلحة ... ... 91
- لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك ... ... ... ... ... ... 123
- ليس على النساء حلق إنما عليهن التقصير ... ... ... ... ... 48
- ما بين بيتي إلى منبري روضة من رياض الجنة ... ... ... ... ... 99
- ما تصنعين بالخنجر ؟ قالت : إن دنا من رجل ... ... ... ... ... 147
- ما كانت هذه تقاتل ، فنهى عن قتل النساء والولدان ... ... ... 127
- مالها لم تحج معنا العام ؟ ... ... ... ... ... ... ... 84
- مشى بين الركنين ورمل بينهما ... ... ... ... ... ب/48
- مشى عن زميلٍ له ... ... ... ... ... ... ... ... 7
- من أصححت له جسمه ... ... ... ... ... ... ... ... 65
- من أفرد بالحج فقد أحسن ، ومن تمتع بالحج فقد أخذ بكتاب الله - عز
وجل - ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 38
- من جهز غازياً فله مثل أجره ... ... ... ... ... ... 142
- من حج عن أبيه أو عن أمه فقد قضى عنه ... ... ... ... ... 37
- من قتل قتيلاً فله سلبه ... ... ... ... ... ... ... 141
- من لم يكن له نعلان فليلبس خفين ... ... ... ... ... ... 80(1/5)
- من مات في الحرمين ... ... ... ... ... ... ... ... 85
- ناولني حصيات فناولته حصى الخذف ... ... ... ... ... ... 29
- نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ... ... ... ... ... 125
- والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلي ... ... ... ... ... 50
- وهذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب ... ... ... ... 134
الحديث ... ... ... ... ... رقم المسألة
- وهل ترك لنا عقيل منزلاً ... ... ... ... ... ... ... 74
- وهن يمشين بنا هميساً ... ... ... ... ... ... ... 33
- ولا يحل لي من غنائمكم هذه إلا الخمس ... ... ... ... ... 121
- لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على عنقه فرس ... ... ... ... 115
- لا تدعوا الحج ولو على نابٍ جمعاء ... ... ... ... ... ... 20
- لا هجرة بعد الفتح ... ... ... ... ... ... ... ... 117
- لا يجمع الله غباراً في سبيل الله ودخان جهنم ... ... ... ... ... 122
- لا يلبس المحرم ثوباً مسه الورس ولا الزعفران .. ... ... ... ... 12
- يعطى الشهيد ثلاثة ... ... ... ... ... ... ... ... 136
- يقتل المحرم خمساً من الدواب ... ... ... ... ... ... ... 59
- يكتب للحجاج كذا ... ... ... ... ... ... ... ... 60
- يكفيك طوافك الأول بين الصفا والمروة ... ... ... ... ... ... 76(1/6)
فهرس الرواة المترجمين ( الأعلام )
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
أبان بن تغلب الربعي أبو سعد الكوفي ... 90
أبان بن أبي عياش فيروز البصري أبو إسماعيل العبدي ... 136
أبان بن يزيد العطار أبو يزيد البصري ... 31
إبراهيم بن خالد بن أبي اليماني الكلبي أبو ثور البغدادي ... 75 ، 94
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو إسحاق المدني ... 50 ، 78
إبراهيم بن طهمان الخراساني أبو سعيد الهروي ... 82
إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش الأسدي مولاهم المدني ... 92 ، 98
إبراهيم بن محمد بن الحارث الإمام أبو إسحاق الفزاري ... 139 ، 141
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمى مولاهم أبو إسحاق المدني ... 8
إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي أبو إسحاق الكوفي ... 101
إبراهيم بن موسى بن الحصين بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن معاذ ... 77
إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي الفراء أبو إسحاق الفزاري ... أ/48 ، 134
إبراهيم بن ميسرة الطائفي ثم المكي ... 106
إبراهيم بن يزيد النخعي أبو عمران الكوفي ... 54
أبي بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي أبو المنذر ... 10
أحمد بن عمرو بن عبد الله بن السرح الأموي مولاهم أبو الطاهر ... 3
أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة البزي أبو الحسن ... 70
إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ... 132
أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي أبو محمد ... 9 ، 35 ، 74
أسامة بن زيد الليثي مولاهم أبو زيد المدني ... 49
إسحاق بن سليمان الرازي أبو يحيى العبدي ... 146
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي ... 64
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري أبو يحيى المدني ... 116
إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة الفروي أبو يعقوب ... 43
أسد بن موسى الأموي المصري ... 18
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي ... 56 ، 72 ، 131
أسلم القرشي العدوي مولى عمر أبو خالد ... 43 ، 45 ، 145
إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم أبو إسحاق ... 143(1/1)
إسماعيل بن أبي خالد البجلي الأحمسي مولاهم أبو عبد الله الكوفي ... 131
إسماعيل بن علية الأسدي مولاهم أبو بشر البصري ... 91
الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمر الكوفي ... 3 ، 54
أشعث بن شعبة المصيصي ، أبو أحمد الخراساني ... 3
الأقرع بن حابس التميمي ... 129 حاشية
أنس بن عياض الليثي أبو ضمرة المدني ... 143
أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي أبو حمزة المدني ثم البصري ... 5 ، 7 ، 19 ، 23 ، 28 ، 62 ، 82 ، 85 ، 106 ، 116 ، 136 ، 144 ، 147
أيمن بن نابل الحبشي أبو عمران المكي ثم العسقلاني ... 100
أيوب بن أبي تميمة السختياني أبو بكر البصري ... 10، 32 ، 95
بديل بن ميسرة العقيلي البصري ... 138
بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي ... 55
بسر بن سعيد المدني العابد ... 142
بشر بن بكر التنيسي أبو عبد الله البجلي ... 38
بشر بن المنذر الرملي أبو المنذر ... 105
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
بكار بن عبد الله بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطاة القرشي ... 99
بكر بن يونس بن بكير الشيباني الكوفي ... 124
ثابت بت أسلم البناني أبو محمد البصري ... 7 ، 136 ، 147
ثوبان بن بجدد ... 126
جابر بن زيد الأزدي أبو الشعثاء اليحمدي الجوفي ... 53 ، 118
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي أبو عبد الله ... 37 ، 54 ، 67 ، 88 ، 92 ، 105
جرير بن حازم بن زيد الأزدي أبو النضر البصري ... 10 ، 62 ، 102 ، 133
جسر بن الحسن أبو عثمان اليمامي ... 139
حاتم بن إسماعيل المدني أبو إسماعيل الحارثي مولاهم ... 71 ، 102، 118
الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الحوتي أبو زهير الكوفي ... 114
الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب الدوسي المدني ... 51
الحارث بن عبيدة الحمصي أبو وهب الكلاعي ... 79
حبيب بن أبي ثابت بن دينار الأسدي مولاهم أبو يحيى الكوفي ... 15 ، 18 ، 82 ، 103
حبيب بن الشهيد الأزدي مولاهم أبو محمد ... 46
الحجاج بن أرطاة بن ثور النخعي ، أبو أرطاة الكوفي ... 34 ، 67 ، 84(1/2)
حجاج بن المنهال الأنماطي ، أبو محمد السلمي مولاهم البصري ... 60
الحسن بن أبي الحسن البصري الأنصاري مولاهم ... 7 ، 139
الحسن بن صالح بن صالح بن حي الهمداني الثوري أبو عبد الله الكوفي ... 30
الحسن بن عبد الله العرني البجلي الكوفي ... 18 ، 36
الحسن بن عبد العزيز الجروي أبو علي المصري ثم البغدادي ... 61
الحسن بن محمد بن الحنفية أبو محمد المدني ... 15
الحسن بن يحيى الخشني الدمشقي البلاطي ... 64
حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي أبو حفص المصري ... 58
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
حصين بن قيس الحنظلي اليربوعي أبو زياد ... 33
حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري المدني ... 99
حفص بن عمر بن عبد الرحمن الرازي أبو عمر المهرقاني ... 101
الحكم بن عتيبة الكندي مولاهم أبو محمد ... 18 ، 98
حماد بن أسامة القرشي مولاهم أبو أسامة الكوفي ... 147
حماد بن زاذان القطان الرازي أبو زياد ... 13
حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي مولاهم أبو إسماعيل البصري ... 138
حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ... 22 ، 27 ، 29 ، 60 ، 61 ، 133 ، 136 ، 138
حماد بن أبي سليمان الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي ... 69
حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة الخزاعي مولاهم البصري ... 30 ، 82 ، 144
حميد بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني ... 49
حميد بن هلال العدوي ، أبو نصر البصري ... 147
حميري بن بشير العنزي أبو عبد الله الجسري ... 137
حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الكوفي ... 3
حنظلة بن الربيع بن صيفي التميمي أبو ربعي الأسدي ... 127
حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية القرشي الجمحي ... 4
خالد بن عبد الله الواسطي الطحان المزني مولاهم أبو الهيثم ... 142
خالد بن عمرو القرشي الأموي السعيدي أبو سعيد الكوفي ... 69
خالد بن مهران الحذاء أبو المنازل البصري ... 134 ، 138
خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري الخزرجي أبو الحارث المدني ... 99
خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي مولاهم أبو أحمد الواسطي ... 65 ، 83(1/3)
خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الكوفي ... 21 ، 57
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
داود بن عمرو الضبي أبو سليمان البغدادي ... 7
ذكوان السمان الزيات أبو صالح المدني ... 25 ، 27 ، 110 ، 117
ذواد بن علبة الحارثي أبو المنذر الكوفي ... 126
رافع بن خديج بن رافع بن عدي الحارثي الأوسي أبو عبد الله المدني ... 129
رباح بن الربيع الأسيدي ... 127
الربيع بن أنس البكري البصري ثم الخراساني ... 130 ، 146
الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي ... 148
ربيعة بن أبي عبد الرحمن القرشي التيمي مولاهم أبو عثمان ... 85
رجاء بن صبيح الحرشي أبو يحيى البصري ... 112
رفيع بن مهران الرياحي مولاهم أبو العالية البصري ... 29 ، 33 ، 130 ، 146
الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري أبو الربيع الكوفي ... 148
رواد بن الجراح أبو عصام العسقلاني ... 81 ، 82
الزبير بن الخريت ... 138
الزبير بن عبد الله بن أبي خالد الأموي مولاهم ... 110
زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني ثم الشامي ثم الحجازي ... 108
زهير بن معاوية بن حديج الجعفي أبو خيثمة الكوفي ثم الجزري ... ب/48 ، 56 ، 72
زياد بن الحصين الحنظلي اليربوعي أبو جهمة البصري ... 29 ، 33
زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني ، أبو عبد الرحمن ... 127
زيد بن أسلم القرشي العدوي مولى عمر بن الخطاب أبو أسامة المدني ... 43
زيد بن جبير بن حرمل الطائي الكوفي ... 47
زيد بن الحباب التميمي أبو الحسين العكلي الخراساني ثم الكوفي ... 52 ، 150
زيد بن خالد الجهني أبو عبد الرحمن المدني ... 142
زيد بن كعب السلمي ثم البهزي ... 111
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أبو عمر المدني ... 4 ، 47 ، ب/48، 59، 71 ، 108
السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري الخزرجي أبو سهلة المدني ... 1
السائب بن عبد الله = عبد الله بن السائب ... 16
سعد بن طارق بن أشيم الأشجعي أبو مالك الكوفي ... 141
سعد بن مالك بن سنان أبو سعيد الخدري الخزرجي الأنصاري ... 2 ، 34 ، 65 ، 66 ، 83 ، 99 ، 129(1/4)
سعد بن مالك بن وهيب القرشي الزهري أبو إسحاق المدني ... 96 ، 102
سعيد بن إياس الجريري أبو مسعود البصري ... 137
سعيد بن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن الشامي ... 53
سعيد بن جبير الأسدي الوالبي مولاهم أبو محمد الكوفي ... 10 ، 18 ، 40 ، 69 ، 132
سعيد بن خثيم الهلالي أبو معمر الكوفي ... 4
سعيد بن الربيع العامري الحرشي أبو زيد الهروي البصري ... 57
سعيد بن سالم القداح أبو عثمان المكي ... أ/48
سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو سعد المدني ... 25 ، 41 ، 118
سعيد بن سليمان الضبي أبو عثمان الواسطي ثم البغدادي ... 6 ، 7 ، 146
سعيد بن سلام العطار أبو الحسن البصري ... 104
سعيد بن أبي عروبة العدوي مولاهم أبو النضر البصري ... 5 ، 23
سعيد بن مسروق الثوري الكوفي ... 129
سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي أبو محمد المدني ... 24 ، 66
سفيان بن حسين بن الحسن السلمي مولاهم أبو محمد الواسطي ... 119
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي ... 11 ، 13 ، 16 ، 17 ، 27 ، 52 ، 56 ، 57 ، 69، 97، 102، 103، 123 ، 127 ، 129 ، 130 ، 145
سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي مولاهم أبو محمد الكوفي ثم المكي ... 49 ، 75 ، 80 ، 92 ، 94 ، 116 ، 118 ، 129
سلمان الفارسي بن الإسلام الهاشمي مولاهم أبو عبد الله ... 143
سليمان بن حبيب المحاربي أبو أيوب الدمشقي الداراني ... 140
سليمان بن حيان الأزدي أبو خالد الأحمر الكوفي ... 19 ، 102 ، 113
سليمان بن داود البصري أبو داود الطيالسي ... 35 ، 36
سليمان بن داود المنقري الشاذكوني ، أبو أيوب البصري ... 86 ، 132
سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم أبو سعيد البصري ... 7 ، 147
سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم أبو محمد الكوفي ... 21 ، 54 ، 57 ، 117
سليمان بن يزيد أبو المثنى الخزاعي الكعبي المدني ... 85
سلمة بن المحبق الهذلي أبو سنان ... 63
سماك بن حرب الذهلي البكري أبو المغيرة الكوفي ... 131
سمرة بن جندب بن هلال الفزاري ... 141(1/5)
سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي أبو عبد الله ... 25 ، 27
سنان بن سلمة بن المحبق البصري ... 62 ، 63
سهل بن الحنظلية ... 139
سهل بن عقيل الواسطي ... 20
سهيل بن أبي صالح السمان أبو يزيد المدني ... 27 ، 122
سويد بن عبد العزيز بن نمير السلمي مولاهم أبو محمد الدمشقي ... 118
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
سلام بن سليم الحنفي مولاهم أبو الأحوص الكوفي ... 56 ، 72
شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي أبو عبد الله الكوفي ... 56 ، 87 ، 148
شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم أبو بسطام الواسطي ... 14 ، 18 ، 21 ، 27 ، 28 ، 57 ، 90 ، 112، 119
شعيب بن إسحاق الأموي مولاهم البصري ثم الدمشقي ... 63 ، 106
شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي ... 50
شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي ... 107
شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي ... 123
شهر بن حوشب الأشعري أبو سعيد الشامي ... 31
شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم أبو معاوية البصري ... 117
صالح بن أبي صالح السمان أبو عبد الرحمن المدني ... 110
صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام بن عبد الملك ... 24
صالح بن كيسان أبو محمد المدني ... 50
صدقة بن يزيد الخراساني ثم الشامي ... 2 ، 65 ، 83
صدي بن عجلان الباهلي أبو أمامة ... 121 ، 140
الصعب بن جثامة الليثي ... 18 حاشية
صفوان بن أمية ... 129 حاشية
صفوان بن صالح بن صفوان الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي ... 117
صفوان بن عيسى الزهري أبو محمد البصري ... 51
صفوان بن أبي يزيد ... 122
الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم الخراساني ... 56
طاووس بن كيسان الحميري مولاهم أبو عبد الرحمن اليماني ... 76 ، 117
طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ... 149
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي أبو محمد المدني ... 64
طلحة بن معاوية بن جاهمة ... 149
طلحة بن موسى بن طلحة بن عبيد الله ... 64
طلحة بن نافع القرشي مولاهم أبو سفيان الواسطي ثم المكي ... 54(1/6)
عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري العدوي المدني ... 87 ، 113
عاصم بن بهدلة الأسدي مولاهم أبو بكر الكوفي ... 123
عامر بن ربيعة بن كعب العنزي ... 113
عامر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري المدني ... 102
عامر بن شراحيل الشعبي أبو عمرو الكوفي ... 9 ، 35-36
عائذ بن عبد الله الخولاني أبو إدريس ... 126
عباد بن عبد الله الأسدي الكوفي ... 72
عباد بن العوام الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي ... 5 ، 23 ، 67
عباد بن موسى الختلي أبو محمد البغدادي ... 85
عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي أبو الوليد المدني ... 1
عبادة بن نسي الكندي أبو عمر الشامي ... 34
العباس بن عبد المطلب الهاشمي ... 131 حاشية
عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري الزرقي أبو رفاعة المدني ... 129
عبثر بن القاسم الزبيدي أبو زبيد الكوفي ... 54
عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي أبو محمد الكوفي ... 132
عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو سهل المروزي ... 55
عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري أبو بكر المدني ... 101
عبد الله بن دينار العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني ... 47 ، 59 ، 80 ، 125
عبد الله بن ذكوان القرشي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني ... 8 ، 125 ، 127
عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي أبو بكر ... 24 ، 52
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي أبو قلابة البصري ... 53
عبد الله بن السائب المخزومي ... 16
عبد الله بن سخبرة الأزدي أبو معمر الكوفي ... 51
عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي أبو سعيد الكوفي ... 113
عبد الله بن أبي سلمة الماجشون التيمي مولاهم ... 102
عبد الله بن سنان الزهري الكوفي ... 20
عبد الله بن شقيق العقيلي أبو عبد الرحمن البصري ... 138
عبد الله بن صالح الجهني مولاهم أبو صالح المصري ... 122
عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي أبو محمد المدني ... 113(1/7)
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي أبو العباس ... 10 ، 18 ، 29 ، 33 ، 39 ، 40 ، أ/48 ، 46 ، 56 ، 62 ، 68، 69، 70 ، 76 ، 79 ، 84 ، 92 ، 97 ، 98، 103 ، 117 ، 131 ، 132 ، 133 ، 134
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث النوفلي القرشي المكي ... 118
عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ثم الجندعي أبو هشام المكي ... 38
عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أبو عمر ... 44 ، 50
عبد الله بن عدي الأنصاري ... 120
عبد الله بن عطاء الطائفي أبو عطاء المكي ... 55
عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري أبو عبد الرحمن المدني ... 30 ، 104
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أبو عبد الرحمن المكي ... 4 ، 11، 12، 15، 20 ، 30 ، 43 ، 45 ، 47 ، ب/48، 58، 59، 60، 61، 78، 80، 81، 87، 88، 93، 99، 101، 104 ، 125 ، 137 ، 145
عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي الأموي مولاهم أبو عبد الرحمن ... 88
عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي أبو محمد ... 107 ، 112
عبد الله بن عمران بن أبي علي الأسدي مولاهم أبو محمد الأصبهاني ... 86
عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي أبو زبر الشامي الدمشقي ... 121
عبد الله بن الفضل الهاشمي المدني ... 26
عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي الأعدولي أبو عبد الرحمن المصري ... 102 ، 150
عبد الله بن محمد بن إبراهيم العبسي مولاهم الواسطي ثم الكوفي ... 134
عبد الله بن المبارك الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي ... ب/48
عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي أبو عبد الرحمن ... 51 ، 90 ، 123
عبد الله بن مغفل المزني أبو عبد الرحمن ... 146
عبد الله بن مؤمل القرشي المخزومي المدني ... 6
عبد الله بن نافع الصائغ القرشي المخزومي مولاهم أبو محمد المدني ... 99
عبد الله بن نيار بن مكرم الأسلمي ... 128
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري ... 62 ، 107 ، 150(1/8)
عبد الله بن يسار الثقفي مولاهم ، أبو يسار المكي ... 75 ، 94
عبد الأعلى بن عبد الأعلى القرشي السامي أبو محمد البصري ... 25
عبد الحميد بن جبير بن شيبة العبدري الحجبي المكي ... أ/48
عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري الأوسي أبو الفضل المدني ... 41
عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء ... 93
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله القرشي العامري مولاهم المدني ... 142
عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي أبو حفص الكوفي ... 3
عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي أبو محمد النيسابوري ... 14 ، 80
عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي أبو خالد المصري ... 24
عبد الرحمن بن أبي الزناد القرشي مولاهم أبو محمد المدني ... 125 ، 127
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر ... 125
عبد الرحمن بن عبدٍ القاري ... 49
عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي أبو بكر المدني ... 110
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي الشامي ... 38 ، 39 ، 68 ، 111، 140
عبد الرحمن بن عمروٍ النصري أبو زرعة الدمشقي ... 2 حاشية
عبد الرحمن بن أبي الغمر أبو زيد المصري ... 58
عبد الرحمن بن غنم الأشعري الشامي ... 31
عبد الرحمن بن قيس الحنفي أبو صالح الكوفي ... 135
عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو عيسى المدني ثم الكوفي ... 42
عبد الرحمن بن المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي ... 71
عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي أبو محمد الكوفي ... 93
عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري ... 14
عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي أبو الحكم الكوفي ... 129
عبد الرحمن بن هرمز أبو داود المدني ... 8 ، 26
عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر الكوفي ... 90
عبد الرحمن بن يعقوب الجهني الحرقي مولاهم المدني ... 2 ، 65 ، 83
عبد الرحيم بن سليمان الكناني أبو علي المروزي ثم الكوفي ... 88 ، 131 ، 149
عبد الرحيم بن مطرف الرؤاسي أبو سفيان الكوفي ثم السروجي ... 106
اسم العلم ... أرقام الأحاديث(1/9)
عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم اليماني أبو بكر الصنعاني ... 120
عبد العزيز بن أبي رواد الأزدي مولاهم المكي ... 81
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون أبو عبد الله المدني ... 26
عبد العزيز بن عبد الله العامري القرشي الأويسي أبو القاسم المدني ... 45
عبد العزيز بن عبد الصمد العمي أبو عبد الصمد البصري ... 32
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز القرشي الأموي أبو محمد المدني ... 4
عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي الجهني مولاهم أبو محمد المدني ... 51 ، 102 ، 109
عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد الحراني ... 19 ، 42
عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري ثم المكي ... 63
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم أبو الوليد المكي ... 8 ، 16 ، 19 ، أ/48 ، 63 ، 70 ، 76 ، 79 ، 84 ، 103 ، 106
عبد الملك بن عمرو القيسي البصري ... 22
عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم أبو بشر البصري ... 96
عبد الواحد بن عمرو بن صالح بن المختار بن قيس الزهري البصري ... 131
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أبو محمد البصري ... 134
عبدة بن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي ... 149
عبيد الله بن أبي جعفر أبو بكر المصري ... 122
عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ... 95
عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور القرشي مولاهم المدني ... 73
عبيد الله بن عبد الله بن عاصم ... 113
عبيد الله بن عدي بن الخيار القرشي النوفلي المدني ... 50 ، 120
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري أبو عثمان المدني ... 11 ، 12 ، 25 ، 27 ، 88 ، 145
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
عبيد الله بن الوازع الكلابي البصري ... 114
عبيد بن عمير بن قتادة الليثي ثم الجندعي أبو عاصم المكي ... 38
عبيد مولى السائب المخزومي المكي ... 16
عبيدة بن سفيان بن الحارث بن الحضرمي المدني ... 143
عبيس بن مرحوم العطار البصري ... 71
عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم القرشي النوفلي المكي ... 89
عثمان بن طلحة الحجبي ... 73 حاشية(1/10)
عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي أبو عبد الله المدني ... 142
عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم أبو عبد الرحمن الحراني ... 37
عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو مسعود المقدسي ... 93
عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي أبو عبد الله المدني ... 17، 49، 109، 110، 128
عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي الكوفي ... 9 ، 35-36
عطاء بن أبي رباح القرشي مولاهم أبو محمد المكي ... 6 ، 37 ، 68 ، 70 ، 75 ، 76 ، 79 ، 84 ، 94 ، 103
عطاء بن السائب الثقفي أبو السائب الكوفي ... 60 ، 61
عطاء بن أبي مسلم البلخي ثم الشامي الأزدي مولاهم أبو عثمان الخراساني ... 60 ، 93
عطاء مولى أبي أحمد بن جحش ... 41
عطاء بن يزيد الليثي ، ثم الجندعي أبو محمد المدني ... 120
عطاء بن يسار الهلالي مولاهم أبو محمد المدني ... 1
عقيل بن أبي طالب الهاشمي ... 74 حاشية
عكرمة بن أبي جهل المخزومي ... 73 حاشية
عكرمة بن عمار البجلي أبو عمار اليمامي ... 86
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
عكرمة القرشي الهاشمي أبو عبد الله المدني ... 5 ، 19 ، 23 ، 39 ، 131 ، 134
علقمة بن نضلة الكناني المكي ... 89
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي المدني ... 74
علي بن داود السامي أبو المتوكل البصري ... 119
علي بن رباح اللخمي أبو عبد الله المصري ... 124
علي بن ربيعة بن نضلة الوالبي أبو المغيرة الكوفي ... 13
علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي أبو الحسن ... 119
علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني أبو محمد الكوفي ... 148
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي ... 13 ، 38 ، 114 ، 135
علي بن عبد الله البارقي الأزدي أبو عبد الله ... 30
علي بن عبد الحميد بن مصعب المعني الأزدي أبو الحسن الكوفي ... 7
علي بن هاشم بن مرزوق الهاشمي أبو الحسن الرازي ... 94
عمار بن ياسر بن عامر العنسي أبو اليقظان ... 72
عمارة بن عمير التيمي الكوفي ... 21 ، 57
عمر بن إبراهيم العبدي أبو حفص البصري ... 28(1/11)
عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي أبو حفص ... 38 ، 39 ، 45 ، 49 ، 60 ، 61 ، 81 ، 101، 113 ، 145
عمر بن ذر الهمداني المرهبي أبو ذر الكوفي ... 116
عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي المكي ... 89
عمر بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي ... 129
عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي ... 6
عمر بن علي بن أبي بكر الكندي الأسفذني الرازي ... 85
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي أبو حفص البصري ... 34
عمر بن قيس أبو حفص المكي ... 64
عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني ... 78
عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم أبو أمية المدني ثم المصري ... 28
عمرو بن حكام الأزدي أبو عثمان البصري ... 119
عمرو بن خارجة بن المنتفق الأشعري ... 31
عمرو بن خالد بن فروخ التميمي أبو الحسن الحراني ... 102
عمرو بن دينار الجمحي مولاهم أبو محمد المكي ... 69 ، 76 ، 80 ، 105
عمرو بن سعيد القرشي مولاهم أبو سعيد البصري ... 96
عمرو بن أبي سلمة التنيسي أبو حفص الدمشقي ... 108
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو السهمي أبو إبراهيم المدني ... 107
عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع الكلابي القيسي أبو عثمان البصري ... 114
عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري ... 2
عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي أبو إسحاق الكوفي ... 13 ، 14 ، 56 ، 72 ، 90 ، 114 ، 132
عمرو بن عبسة السلمي أبو نجيح ... 121
عمرو بن عثمان بن سعد القرشي مولاهم أبو حفص الحمصي ... 79
عمرو بن عثمان بن عفان القرشي الأموي أبو عثمان المدني ... 74
عمرو بن أبي قيس الرازي ... 101
عمرو بن هشام البيروتي ... 140
عمير بن سلمة الحجازي ... 111
عوف بن أبي جميلة العبدي أبو سهل البصري ... 29 ، 33
العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي مولاهم أبو شبل المدني ... 2 ، 65 ، 83
العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي الكوفي ... 2 ، 65 ، 83
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي أبو محمد المدني ... 111(1/12)
عيسى بن أبي عيسى الرازي التميمي أبو جعفر ... 146
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أبو عمرو الكوفي ... 89 ، 106
عيينة بن حصن الفزاري ... 129 حاشية
الفضل بن دكين القرشي التيمي مولاهم أبو نعيم الكوفي ... 3 ، 4 ، 16 ، 75 ، 146
الفضل بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ... 9 ، 36
الفضيل بن أبي عبد الله المدني ... 128
فهد بن عوف العكلي أبو ربيعة البصري ... 135
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي أبو محمد المدني ... 4
قبيصة بن عقبة السوائي أبو عامر الكوفي ... 130
قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري ... 5 ، 9 ، 28 ، 31 ، 35 ، 36 ، 53 ، 62
قدامة بن عبد الله بن عمار العامري الكلابي أبو عبد الله ... 100
قران بن تمام الأسدي أبو تمام الكوفي ثم البغدادي ... 100
قزعة بن سويد بن حجير الباهلي أبو محمد البصري ... 92
قزعة بن يحيى أبو النادية البصري ... 4
قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي ... 18
قيس بن سعد أبو عبد الملك المكي ... 133
كثير بن شهاب المذحجي أبو الحسن القزويني ... 101
كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم أبو رشدين المدني ... 92 ، 98
كعب بن عجرة الأنصاري أبو محمد المدني ... 42
لهيعة بن عقبة الحضرمي ثم الأعدولي أبو عكرمة المصري ... 150
الليث بن سعد بن عبد الله الفهمي أبو الحارث المصري ... 1 ، 24 ، 41 ، 118 ، 122
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم أبو بكر الكوفي ... 30 ، 114 ، 126
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أبو عبد الله المدني ... 111
محمد بن إدريس بن العباس المطلبي القرشي أبو عبد الله المكي ثم المصري ... 6 ، 75
محمد بن إسحاق بن يسار القرشي المطلبي مولاهم أبو بكر المدني ... 73 ، 98 ، 149
محمد بن إسماعيل بن البختري الحساني أبو عبد الله الواسطي ثم البغدادي ... 26
محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الديلي مولاهم أبو إسماعيل المدني ... 85 ، 110 ، 142
محمد بن أيوب بن يحيى الضريس ... 101
محمد بن بشار العبدي أبو بكر البصري ... 53(1/13)
محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي أبو عبد الله الكوفي ... 125
محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي المدني ... 73
محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم المدني ... 43 ، 144
محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي أبو عبد الله الكوفي ... 7
محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقي أبو إبراهيم المدني ... 107
محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم أبو معاوية الكوفي ... 12
محمد بن خالد بن عثمة الحنفي مولاهم البصري ... 53
محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي المدني ... 142
محمد بن سعيد بن حسان بن قيس القرشي الأسدي أبو عبد الرحمن الأردني ... 34
محمد بن سعيد بن سابق أبو سعيد الرازي ثم القزويني ... 101
محمد بن سلمة بن عبد الله الباهلي مولاهم أبو عبد الله الحراني ... 149
محمد بن سيرين الأنصاري مولاهم أبو بكر البصري ... 91 ، 95
محمد بن شعيب بن شابور الأموي مولاهم أبو عبد الله الدمشقي ثم البيروتي ... 66
محمد بن طلحة بن معاوية بن جاهمة ... 149
محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ... 149
محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري ... 46 ، 144
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو عبد الرحمن الكوفي ... 97
محمد بن عبيد الله بن محمد القرشي الأموي مولاهم أبو ثابت المدني ... 109
محمد بن عجلان القرشي مولاهم أبو عبد الله المدني ... 102 ، 113 ، 118
محمد بن عروة بن الزبير القرشي الأسدي المدني ... 24
محمد بن عمر المحرم ... 37
محمد بن عمرو بن علقمة الليثي أبو عبد الله المدني ... 37 ، 44 ، 143
محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب الكوفي ... 131
محمد بن كثير العبدي أبو عبد الله البصري ... 16
محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي ... 67 ، 88
محمد بن مسلم الطائفي ثم المكي ... 40 ، 105
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري القرشي أبو بكر المدني ثم الشامي ... 24 ، 44 ، 47 ، 50 ، 59 ، 66 ، 74 ، 106، 112 ، 120 ، 142 ، 149(1/14)
محمد بن المنكدر التميمي أبو بكر المدني ... 20 ، 92 ، 107
محمد بن موسى بن مسكين الأنصاري أبو غزية ... 78
محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي مولاهم أبو عبيد الله المكي ... 70
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني ... 42، 45، 95، 99، 128
مالك بن عمر الوادعي أبو عطية الهمداني ... 21 ، 57
مجاهد بن جبر القرشي المخزومي مولاهم أبو الحجاج المكي ... 42 ، 51 ، 52 ، 60 ، 61 ، 117
المرقع بن صيفي بن رباح بن الربيع التميمي الحنظلي الأسيدي الكوفي ... 127
مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري أبو عبد الله الكوفي ثم المكي ... 55 ، 115
مسافع بن عبد الله بن شيبة بن عثمان العبدري أبو سليمان المكي ... 112
مسدد بن مسرهد الأسدي أبو الحسن البصري ... 47 ، 89
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
مسعر بن كدام الهلالي العامري أبو سلمة الكوفي ... 15
مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي مولاهم أبو عمرو البصري ... 57
المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي أبو العلاء الكوفي ... 65 ، 83
مطر بن طهمان السلمي مولاهم أبو رجاء الخراساني ثم البصري ... 31
المطعم بن المقدام الصنعاني الشامي ... 139
معاذ بن سعوة الراسبي ... 63
معاوية بن جاهمة السلمي ... 149
معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام القرشي ... 1
معاوية بن هشام الأسدي مولاهم أبو الحسن الكوفي ... 57 ، 103
معاوية بن يحيى الصدفي أبو روح الدمشقي ... 66
معقل بن عبيد الله العبسي مولاهم أبو عبد الله الحراني ... 84
معمر بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري ثم اليمني ... 24 ، 120
معن بن عيسى بن يحيى الأشجعي مولاهم أبو يحيى المدني ... 77
المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشي الأسدي المدني ... 127
المغيرة بن مسلم القسملي أبو سلمة المدائني ... 130
مقسم بن بجرة أبو القاسم ... 97
مكحول أبو عبد الله الدمشقي ... 143
ممطور أبو سلام الحبشي ... 121
منصور بن شيبة ... 22
منصور بن المعتمر السلمي أبو عتاب الكوفي ... 52 ، 97(1/15)
المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي ... 72
موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم أبو سلمة التبوذكي البصري ... 22 ، 60 ، 136
موسى بن عقبة بن أبي عياش القرشي الأسدي مولاهم أبو محمد المدني ... 1، ب/48 ، 58 ، 108
موسى بن علي بن رباح اللخمي أبو عبد الرحمن المصري ... 124
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
موسى بن يعقوب بن عبد الله المطلبي الزمعي أبو محمد المدني ... 77 ، 110 ، 142
مؤمل بن إسماعيل القرشي العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن البصري ... 136
ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب الرقي ... 46
نافع بن الأزرق ... 133 حاشية
نافع مولى ابن عمر أبو عبد الله المدني ... 11 ، 12 ، 45 ، 47 ، ب/48 ، 58 ، 59 ، 78 ، 81 ، 88 ، 99 ، 104 ، 145
نجدة الحروري ... 133 حاشية
نعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي ... 141
هارون بن إسحاق الهمداني أبو القاسم الكوفي ... 125
هارون بن سعد العجلي الكوفي ... 135
الهرماس بن زياد الباهلي أبو حدير البصري ... 86
هشام بن حسان الأزدي القردوسي أبو عبد الله البصري ... 91
هشام بن سليمان المخزومي المكي ... 76
هشام بن أبي عبيد الله الربعي أبو بكر الدستوائي ... 5 ، 23
هشام بن عروة بن الزبير القرشي الأسدي أبو المنذر المدني ... 1 ، 17 ، 109 ، 110
هشام بن عمار السلمي أبو الوليد الدمشقي ... 75
هشام بن يوسف الصنعاني أبو عبد الله الأبناري ... أ/48
الهقل بن زياد السكسكي مولاهم أبو عبد الله الدمشقي ثم البيروتي ... 39 ، 140
همام بن يحيى بن دينار العوذي أبو عبد الله البصري ... 9 ، 31 ، 35-36
الهيثم بن عدي الطائي أبو عبد الرحمن المنيحي ثم الكوفي ... 132
الوضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم أبو عوانة الواسطي ... 47 ، 135
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي ... 87 ، 128
الوليد بن مسلم القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي ... 2، 4 ، 8، 65 ، 117، 121 ، 140
وهب بن جرير بن حازم الأزدي أبو العباس البصري ... 10
وهيب بن خالد الباهلي مولاهم أبو بكر البصري ... 138(1/16)
يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي مولاهم البصري ... 116
يحيى بن إسماعيل بن جرير البجلي الكوفي ... 4
يحيى بن أبي أنيسة الغنوي أبو زيد الجزري ... 88
يحيى بن حسان بن حيان التنيسي البكري أبو زكريا ... 60 ، 61
يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي أبو عبد الرحمن الدمشقي ... 139
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني الوادعي مولاهم أبو سعيد الكوفي ... 126
يحيى بن سعيد بن حيان التميمي أبو حيان الكوفي ... 115
يحيى بن سعيد بن فروخ القطان التميمي أبو سعيد البصري ... 13 ، 102 ، 143
يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري أبو سعيد المدني ... 111
يحيى بن سليم القرشي أبو زكريا الطائفي ثم المكي ... 40
يحيى بن الضريس البجلي مولاهم أبو زكريا الرازي ... 86
يحيى بن عبد الحميد الحماني أبو زكريا الكوفي ... 135
يحيى بن عبيد المكي ... 16
يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة الحمصي ... 126
يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي ... 39
يحيى بن يمان العجلي أبو زكريا الكوفي ... 11
يزيد بن أبي حبيب الأزدي مولاهم أبو رجاء المصري ... 150
يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي أبو عبد الله المدني ... 111
يزيد بن هارون السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي ... 26
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
يزيد بن هرمز أبو عبد الله المدني ... 133
يسير بن عميلة الفزاري ... 148
يعقوب بن سفيان الفارسي أبو يوسف الفسوي ... 114
يعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني ... 58
يعقوب بن عطاء بن أبي رباح المكي ... أ/48
يعلي بن شداد بن أوس الأنصاري أبو ثابت المدني ثم الشامي المقدسي ... 139
يعلى بن عبيد الإيادي مولاهم أبو يوسف الطنافسي الكوفي ... 97
يوسف بن خالد بن عمير السمتي أبو خالد البصري ... 135
يوسف بن الزبير القرشي الأسدي المكي ... 52
يوسف بن الفيض ... 68
يونس بن بكير الشيباني أبو بكر الكوفي ... 15 ، 98
يونس بن خباب الأسيدي مولاهم أبو حمزة الكوفي ... 2 ، 83 ، 14
يونس بن شداد الأزدي ... 53
يونس بن عبيد بن دينار العبدي أبو عبد الله البصري ... 96(1/17)
أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي مولاهم الكوفي ... 17 ، 123 ، 126
أبو الجعد بن جنادة الضمري ... 143
أبو جهل بن هشام المخزومي ... 97 حاشية
أبو الخطاب ... 126
أبو الخطاب الهجري ... 126
أبو زبيد ... 34
أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي ... 96 ، 115 ، 126
أبو سفيان بن حرب الأموي ... 129 حاشية
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي ... 24 ، 26 ، 39 ، 44 ، 50 ، 102
أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري ... 91 حاشية
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
أبو العلاء بن أبي اللجلاج ... 122
أبو العلانية ، صوابه : أبو العالية رفيع بن مهران ... 29
أبو قتادة الأنصاري ... 124
أبو هريرة الدوسي اليماني ثم المدني ... 2 ، 8 ، 24، 25، 26، 27 ، 32 ، 41 ، 44 ، 65 ، 83 ، 99 ، 110، 115، 117، 118، 122 ، 150
أبو الورد المازني ... 150
ابن سمرة بن جندب ... 141
ابن طلحة بن عبيد الله ... 149
ابن سيسن ... 40
ابن معين السعدي ... 123
رجل من بلقين ... 138
حبيبة بنت أبي تجراة العبدرية الشيبية ... 6
حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين ... 47 ، 59
صفية بنت حيي أم المؤمنين ... 5 حاشية
صفية بنت شيبة بن عثمان القرشية العبدرية ... 6 ، 22 ، أ/48 ، 73
صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية ... 43 حاشية
ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية ... 17
عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية القرشية أم المؤمنين ... 3 ، 17 ، 21 ، 22 ، 54 ، 57 ، 58 ، 75 ، 94 ، 108 ، 109 ، 110 ، 128
عائشة بنت الزبير بن هشام بن عروة القرشية الأسدية الزبيرية ... 1
اسم العلم ... أرقام الأحاديث
قريبة بنت عبد الله بن هب المطلبية الزمعية الأسدية القرشية ... 77
ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين ... 46 حاشية
هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية أم سلمة أم المؤمنين ... 77
أم سليم بنت ملحان الأنصارية ... 84
أم عثمان بنت سفيان ... أ/48(1/18)
فهرس الأماكن والبلدان
المكان أو البلد ... ... رقم المسألة
الأثاية ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 111
بدر ... ... ... ... ... ... ... 128 ، 131 ، 134 ، 135
البصرة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1
بطن العقيق الذي قرب ذات عرق ... ... ... ... ... ... 81
الحزورة ... ... ... ... ... ... ... ... ... 44
حنين ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 129
الخيف ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 74
ذات عرق ... ... ... ... ... ... ... ... ... 81
ذو الحليفة ... ... ... ... ... ... ... ... ... 106
ذو طوى ... ... ... ... ... ... ... ... ... 49
الرملة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 83
طيبة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 110
العراق ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 81
عرفة ... ... ... ... ... ... ... ... ... 35 ، 77 ، 92
العقيق - عقيق المدينة - وهو الوادي المبارك ... ... ... ... ... 39
قديد ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 11
قرن ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 81
المدينة ... ... ... ... ... ... ... ... 1 ، 45 ، 106 ، 145
المزدلفة ... ... ... ... ... ... ... ... 35 ، 36
مكة ... ... ... ... ... ... ... 40 ، 43 ، 50 ، 73 ، 89
المكان أو البلد ... ... ... رقم المسألة
منى ... ... ... ... ... ... ... ... 22 ، 31 ، 70 ، 91
نجد ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 81
وادي القرى ... ... ... ... ... ... ... ... ... 138
اليمن ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 73 ... ... ... ... ...(1/1)
فهرس المصادر والمراجع
1. الآحاد والمثاني ، لأبي بكر بن أبي عاصم الشيباني المتوفى سنة 287هـ ، تحقيق : د/ باسم فيصل الجوابرة ، دار الراية ، الطبعة الأولى ، 1411هـ .
2. الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير، لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزجاني، تحقيق : عبد الرحمن الفريوائي ، دار الصميعي ، عام 1415هـ .
3. ابن أبي حاتم الرازي وأثره في علوم الحديث ، تأليف : الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب ، مكتبة الخانجي بالقاهرة ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
4. أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية ، سعدي الهاشمي ، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، الطبعة الأولى ، 1402هـ .
5. إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث ، لأبي البقاء العكبري الحنبلي المتوفى سنة 616 ، تحقيق : وحيد عبد السلام بالي ، ومحمد زكي عبد الدايم ، دار ابن رجب - أصداء المجتمع ببريدة ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
6. إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ، للمرتضى الزبيدي المتوفى سنة 1205هـ ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
7. إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة ، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ، تحقيق : نخبة من الأساتذة في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمدينة المنورة ، الطبعة الأولى .
8. الإتحاف بفضل الطواف ، لابن علاَّن البكري ، تحقيق : عمر بن عبد الله المقبل ، دار الوطن للنشر ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
9. إثبات عذاب القبر ، للإمام البيهقي المتوفى سنة 458، تحقيق : الدكتور شرف محمود القضاة ، دار الفرقان ، عمان ، الأردن ، الطبعة الثالثة ، 1413هـ .
10. الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية ، تأليف : الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ، تحقيق : د/ محمد إسحاق محمد إبراهيم ، دار الراية ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .(1/1)
11. أحاديث أبي الزبير عن غير جابر ، لأبي الشيخ عبد الله بن جعفر الأصبهاني المتوفى سنة 369 ، تحقيق : بدر بن عبد الله البدر ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
12. أحاديث أبي عمرو مسلم بن إبراهيم الأزدي عن شيوخه ، نسخة خطية .
13. الأحاديث التي أشار أبو داود في سننه إلى تعارض الوصل والإرسال فيها ، وهي رسالتي للماجستير ، 1418هـ ، ولم تطبع .
14. الأحاديث التي أعلها الإمام البخاري في كتابه التاريخ الكبير، رسالة ماجستير، إعداد: عادل بن عبد الشكور الزرقي ، 1416هـ ، لم تطبع .
15. الأحاديث التي بين أبو داود في سننه تعارض الرفع والوقف فيها ، رسالة ماجستير، إعداد : محمد بن عبد العزيز الفراج ، 1418هـ ، لم تطبع .
16. الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس للحافظ أبي الحسن الدارقطني ، المتوفى سنة 385هـ ، تحقيق رضا بن خالد الجزائري ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
17. الأحاديث التي ذكر الترمذي فيها اختلافاً في سننه ، وليست في العلل الكبير ، جمعاً ودراسة من أول أبواب الصوم إلى آخر أبواب البيوع ، رسالة ماجستير ، إعداد : بندر ابن عبد الله الشويقي ، لم تطبع ، 1419هـ .
18. الأحاديث التي ذكر الترمذي فيها اختلافاً وليست في العلل الكبير من أول كتاب الاستئذان إلى أثناء كتاب التفسير ، رسالة ماجستير ، إعداد : عبد العزيز بن عبد الله الهليل ، ولم تطبع .
19. أحاديث الشاموخي عن شيوخه ، تحقيق : مشعل المطيري ، دار ابن حزم ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
20. أحاديث الشيوخ الثقات ، المشهور بـ : المشيخة الكبرى ، رواية : القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قاضي المارستان المتوفى سنة 535 ، تحقيق : الشريف حاتم العوني ، دار عالم الفوائد ، الطبعة الأولى ، 1422هـ .(1/2)
21. الأحاديث المختارة أو المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ، للحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي ، مات سنة 643هـ، دراسة وتحقيق : عبد الملك بن عبد الله بن دهيش ، الطبعة الأولى، 1410هـ .
22. أحاديث محمد بن هشام بن ملامس النميري ، وهي سباعيات أبي المعالي الفراوي ، تحقيق : يحيى عبد الله البكري الشهري ، أضواء السلف ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
23. أحاديث الموطأ وإتقان الرواة عن مالك واختلافهم فيها زيادة ونقصاً ، للحافظ أبي الحسن الدارقطني المتوفى سنة 385هـ ، تعليق : محمد زاهد الكوثري ، المكتبة الأزهرية ، بدون تاريخ .
24. الأحاديث الواردة في فضل المدينة ، تأليف : د/ صالح بن حامد الرفاعي ، دار الخضيري ، الطبعة الثالثة ، 1418هـ .
25. أحكام أهل الذمة ، للإمام ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 751 ، تحقيق : يوسف البكري وشاكر العاروري ، دار رمادي للنشر ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
26. أحكام أهل الملل من الجامع لمسائل الإمام أحمد بن حنبل ، للإمام أبي بكر أحمد ابن محمد الخلال المتوفى سنة 211 ، تحقيق : سيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
27. الأحكام الوسطى ، لعبد الحق الإشبيلي، تحقيق: حمدي السلفي وصبحي السامرائي، مكتبة الرشد بالرياض .
28. أحوال الرجال ، لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني المتوفى سنة 259هـ ، تحقيق : صبحي السامرائي ، مؤسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
29. أخبار أصبهان ، أو تاريخ أصبهان = ذكر أخبار أصبهان .
30. أخبار القضاة ، لمحمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع المتوفى سنة 306هـ ، عالم الكتب .
31. أخبار مكة في قديم العهد وحديثه ، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي ، تحقيق: د/ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش ، دار خضر، بيروت / الطبعة الثانية ، 1414هـ.(1/3)
32. أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار ، لأبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي المتوفى سنة 223هـ ، تحقيق : رشدي الصالح ، دار الثقافة ، الطبعة السادسة ، 1414هـ .
33. أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لأبي محمد جعفر بن حيان الأصبهاني ، المعروف بأبي الشيخ المتوفى سنة 369 ، تحقيق : الدكتور السيد الجميلي ، دار الكتاب العربي ، الطبعة الثالثة ، 1409هـ .
34. الأدب المفرد ، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256هـ، تحقيق : سمير بن أمين الزهيري ، مكتبة المعارف ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
35. الأربعون في الحث على الجهاد ، للحافظ أبي القاسم ابن عساكر المتوفى سنة 571، تحقيق : عبد الله بن يوسف ، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .
36. الأربعين ، لأبي بكر محمد بن إبراهيم المعروف بابن المقرئ المتوفى سنة 381 ، تحقيق : محمد زياد عمر تكلة ، ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية ، مكتبة العبيكان ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
37. أربعين حديثاً للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري المتوفى سنة 360 ، تحقيق : بدر بن عبد الله البدر ، مكتبة المعلا ، الكويت ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
38. الأربعين في الجهاد والمجاهدين ، لأبي الفرج محمد بن عبد الرحمن المقرئ المتوفى سنة 618 ، تحقيق : بدر بن عبد الله البدر ، دار ابن حزم ، الطبعة الأولى،1413هـ.
39. الأربعين المستغني بتعيين ما فيه عن المعين ، المعروف بـ( الأربعين البلدانية ) ، للحافظ أبي الطاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني المتوفى سنة 576 ، تحقيق : مسعد السعدني ، أضواء السلف ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
40. إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه ، للحافظ إسماعيل بن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774 ، تحقيق : بهجة يوسف حمد أبو الطيب ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1416هـ .(1/4)
41. الإرشاد في معرفة علماء الحديث ، للحافظ أبي يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني ، تحقيق : محمد سعيد بن عمر إدريس ، مكتبة الرشد بالرياض ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
42. الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات ، تأليف : أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد ، مكتبة ابن تيمية ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
43. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ، للعلامة محمد ناصر الدين الألباني ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الثانية 1405هـ .
44. الأسامي والكنى ، لأبي أحمد الحاكم الكبير المتوفى سنة 374هـ ، تحقيق : يوسف ابن محمد الدخيل ، مكتبة الغرباء الأثرية ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
45. الأسامي والكنى ، للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، رواية : ابنه صالح ، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع ، مكتبة دار الأقصى ، الكويت ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
46. أسباب نزول القرآن الكريم ، للإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي ، تحقيق : كمال بسيوني زغلول ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1411هـ .
47. استدراكات الصحابة في الرواية ، دراسة حديثية ، وهي رسالة دكتوراه لم تطبع ، إعداد : نوال بنت حسن الغنام .
48. الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار وشرح ذلك كله بالإيجاز والاختصار ، لابن عبد البر الأندلسي المتوفى سنة 463هـ ، تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
49. الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لابن عبد البر النمري القرطبي ، المتوفى سنة 463 ، طبعة دار صادر ، بهامش الإصابة .
50. أسد الغابة في معرفة الصحابة للإمام عز الدين أبي الحسن علي بن محمد الجزري ابن الأثير المتوفى سنة 630 ، تحقيق : الشيخ : خليل مأمون شيحا ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .(1/5)
51. أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد لأبي محمد بن حزم المتوفى سنة 456هـ ، تحقيق : سيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1412هـ.
52. الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ، للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ ، تحقيق : عز الدين علي السعيد ، مكتبة الخانجي ، الطبعة الثانية ، 1413 هـ .
53. الإصابة في تمييز الصحابة ، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ ، طبعة دار صادر .
54. أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، للإمام الدارقطني ، تصنيف : الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي ويعرف بابن القيسراني ، تحقيق : محمود محمد والسيد يوسف ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
55. أطراف الغرائب والأفراد ، لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة 507هـ، (والغرائب والأفراد للدارقطني)، صورة من مخطوطة جامعة القرويين بفاس.
56. أطراف مسند الإمام أحمد بن حنبل ، المسمى : إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي ، للإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ ، تحقيق وتعليق : الدكتور زهير بن ناصر الناصر ، دار ابن كثير ودار الكلم الطيب كلاهما بدمشق وبيروت ، الطبعة الأولى 1414هـ .
57. الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار للحافظ العلامة أبي بكر الحازمي المتوفى سنة 584 ، تحقيق : الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي ، الطبعة الثانية ، 1410هـ .
58. الإغراب ، الجزء الرابع من حديث شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري مما أغرب بعضهم على بعض ، للإمام أبي عبد الرحمن النسائي المتوفى سنة 303هـ ، تحقيق : أبي عبد الرحمن محمد الثاني بن عمر بن موسى ، دار المآثر ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .(1/6)
59. اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ، لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني المتوفى سنة 728 هـ ، تحقيق : د/ ناصر بن عبد الكريم العقل ، مكتبة الرشد ، الطبعة الرابعة ، 1414هـ .
60. الإقناع، للإمام أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري المتوفى سنة 318هـ، تحقيق : د/ عبد العزيز بن عبد الله الجبرين ، مطابع الفرزدق ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
61. إكمال المعلم بفوائد مسلم، للقاضي عياض بن موسى اليحصبي المتوفى سنة 544، تحقيق : الدكتور يحيى إسماعيل ، دار الوفاء ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
62. إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، للعلامة علاء الدين مغلطاي بن قليج الحنفي المتوفى سنة 762 ، تحقيق : عادل بن محمد وأسامة بن إبراهيم ، الفاروق الحديثة للطباعة ، الطبعة الأولى ، 1422هـ .
63. الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب ، للأمير الحافظ علي بن هبة الله أبي نصر بن ماكولا ، تحقيق : العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ، دار الكتب العلمية .
64. ألفية الحديث ، للحافظ أبي الفضل زين الدين العراقي المتوفى سنة 806 ، مع شرحها فتح المغيث له - أيضاً - ، تحقيق : العلامة أحمد محمد شاكر ، عالم الكتب، الطبعة الثانية ، 1408هـ .
65. الأم ، للإمام محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204هـ ، تعليق وتخريج محمود مطرجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1413هـ .
66. الأمالي ، للإمام المحدث عبد الملك بن محمد بن بشران المتوفى سنة 430 ، المجلد الأول تحقيق: عادل بن يوسف العزازي ، والثاني بتحقيق: أحمد بن سليمان ، دار الوطن، الطبعة الأولى ، 1418و1420هـ .
67. الأمالي ، للشجري ، وهي الأمالي الخميسية ، للمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري ، عالم الكتب ، الطبعة الثالثة ، 1403هـ .(1/7)
68. أمالي المحاملي ، وهو القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي المتوفى سنة 330 ، رواية : ابن يحيى البيِّع ، تحقيق : الدكتور إبراهيم إبراهيم القيسي ، دار ابن القيم ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
69. الأمالي في آثار الصحابة، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة 211 ، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم ، مكتبة القرآن ، القاهرة .
70. الأمالي والقراءة ، للإمامين أبي محمد الحسن بن علي بن عفان ومحمد بن علي بن عفان ، تحقيق : مسعد عبد الحميد ، دار الصحابة للتراث ، الطبعة الأولى ، 1413هـ.
71. أمثال الحديث المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، للقاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي المتوفى سنة 360 ، تحقيق : أحمد عبد الفتاح تمام ، مؤسسة الكتب الثقافية ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
72. الأمثال في الحديث النبوي ، لأبي الشيخ الأصبهاني ، تحقيق : الدكتور عبد العلي عبد الحميد ، الدار السلفية بالهند ، الطبعة الأولى ، 1402هـ .
73. الأموال ، لأبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ ، تحقيق وتعليق : محمد خليل هراس ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
74. الأموال ، لحميد بن زنجويه المتوفى سنة 251هـ ، تحقيق : د/ شاكر ذيب فياض ، مركز الملك فيصل ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
75. الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة ، لعلاء الدين مغلطاي المتوفى سنة 762هـ ، تحقيق : دار التحقيق بدار الحرمين : السعيد عز الدين المرسي وآخرين ، مكتبة الرشد ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
76. الأنساب ، لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني المتوفى سنة 562هـ ، تعليق: عبد الله عمر البارودي ، دار الجنان ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
77. أنساب الأشراف أو جمل من أنساب الأشراف ، للإمام أحمد بن يحيى البلاذري المتوفى سنة 279 ، تحقيق : د/ سهيل زكار ود/ رياض زركلي ، دار الفكر ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .(1/8)
78. الأنوار في شمائل النبي المختار - صلى الله عليه وسلم - ، للحسين بن مسعود البغوي المتوفى سنة 516 ، تحقيق : الشيخ إبراهيم اليعقوبي ، دار المكتبي ، الطبعة الأولى ، 1416هـ .
79. الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف ، للإمام أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوريالمتوفى سنة 318هـ ، تحقيق : د/ صغير أحمد بن محمد حنيف ، دار طيبة، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
80. الإيثار بمعرفة رواة الآثار ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، تحقيق : سيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية .
81. الإيمان ، للحافظ محمد بن إسحاق بن منده المتوفى سنة 395 ، تحقيق : علي بن محمد الفقيهي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثالثة ، 1407هـ .
82. البعث والنشور ، للإمام البيهقي المتوفى سنة 458 ، تحقيق : محمد السعيد بن بسيوني زغلول ، مؤسسة الكتب الثقافية ، الطبعة الأولى ، 1408 هـ .
83. بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدحٍ أو ذم ، تأليف : يوسف بن حسن بن عبد الهادي ، تحقيق : الدكتور وصي الله محمد عباس ، دار الراية ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
84. البحر الزخار المعروف بمسند البزار ، للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو العتكي البزار المتوفى سنة 292هـ ، تحقيق : الدكتور محفوظ الرحمن زين الله ، مؤسسة علوم القرآن ببيروت ومكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة ، الطبعة الأولى 1409هـ .
85. البداية والنهاية، للحافظ أبي الفداء ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774هـ، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، دار هجر ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
86. بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى سنة 807هـ، تحقيق : مسعد عبد الحميد السعدني ، دار الطلائع .
87. بغية الملتمس في سباعيات حديث الإمام مالك بن أنس ، للحافظ صلاح الدين العلائي المتوفى سنة 761 ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، دار عالم الكتب ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .(1/9)
88. البغية في ترتيب أحاديث الحلية ، لعبد العزيز بن محمد الصديق الغماري ، دار البصائر، الطبعة الثالثة ، 1405هـ .
89. بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني ، تأليف : حماد بن محمد الأنصاري ، مكتبة الغرباء الأثرية ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
90. بلوغ المرام من أدلة الأحكام ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، تحقيق : سمير بن أمين الزهيري ، مكتبة الدليل ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
91. بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام ، لابن القطان الفاسي المتوفى سنة 628 ، تحقيق :د/ الحسين آيت سعيد ، دار طيبة ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
92. بيان خطأ من أخطأ على الشافعي ، للإمام أبي بكر البيهقي المتوفى سنة 458هـ ، تحقيق : د/ الشريف نايف الدعيسي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى 1402هـ .
93. بين الإمامين مسلم والدارقطني ، تأليف : ربيع بن هادي المدخلي ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
94. تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني عن أبي زكريا يحيى بن معين المتوفى سنة 233هـ ، تحقيق : نظر محمد الفاريابي .
95. تاريخ أسماء الثقات ، لابن شاهين ، تحقيق عبد المعطي القلعجي ، دار الكتب العلمية .
96. تاريخ ابن جرير الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الثالثة ، 1411هـ .
97. تاريخ ابن طهمان = من كلام أبي زكريا .
98. تاريخ ابن محرز = معرفة الرجال .
99. التاريخ الأوسط ، للإمام أبي عبد الله البخاري ، تحقيق : محمد بن إبراهيم اللحيدان، دار الصميعي ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
100. تاريخ الثقات ، للحافظ أحمد بن عبد الله العجلي المتوفى سنة 261هـ ، بترتيب الحافظ نور الدين الهيثمي ، تحقيق : د/ عبد المعطي قلعجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .(1/10)
101. التاريخ الكبير ، لابن أبي خيثمة أحمد بن زهير بن حرب ، المتوفى سنة 279هـ / " إخبار المكيين " تحقيق : إسماعيل حسن حسين ، دار الوطن ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
102. التاريخ الكبير ، لابن أبي خيثمة ، صورة عن النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة القرويين برقم 244، وصورتها في مكتبة الجامعة الإسلامية برقم 5072ف .
103. تاريخ المدينة المنورة ( أخبار المدينة النبوية ) ، لأبي زيد عمر بن شبه النميري البصري المتوفى سنة 262هـ ، تحقيق : فهيم محمد شلتوت ، دار التراث ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
104. تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463هـ ، دار الكتب العلمية .
105. تاريخ جرجان ، للسهمي ، تحقيق : العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ، دائرة المعارف العثمانية ، تصوير عالم الكتب ، الطبعة الرابعة ، 1407هـ .
106. تاريخ خليفة بن خياط المتوفى سنة 240هـ، تحقيق أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الطبعة الثانية ، 1405هـ .
107. تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار لابن حبان البستي ، تحقيق : بوران الضناوي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
108. تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي ، عن أبي زكريا يحيى بن معين المتوفى سنة 233هـ، تحقيق : أحمد محمد نور سيف ، دار المأمون للتراث .
109. تاريخ قزوين = التدوين في أخبار قزوين .
110. التاريخ الكبير ، للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256هـ ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية ، توزيع دار الباز .
111. تاريخ مدينة دمشق ، للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر المتوفى سنة 571هـ ، دراسة وتحقيق : محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي ، دار الفكر ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .(1/11)
112. التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم ، للإمام القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد المقدمي المتوفى سنة 301 ، تحقيق : إبراهيم صالح ، مكتبة دار العروبة ، الطبعة الأولى ، 1413هـ .
113. تاريخ واسط ، لأسلم بن سهل الرزاز الواسطي المتوفى سنة 292هـ ، تحقيق : كوركيس عواد ، عالم الكتب ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
114. تاريخ يحيى بن معين ، رواية : عباس بن محمد الدوري ، تحقيق : أحمد محمد نور سيف ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بمكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1399هـ .
115. تالي تلخيص المتشابه ، للخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 ، تحقيق : مشهور حسن سلمان وأحمد الشقيرات ، مكتبة دار الصميعي ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
116. تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، تحقيق: علي محمد البجاوي، المكتبة العلمية .
117. التتبع ، للإمام الحافظ أبي الحسن الدارقطني المتوفى سنة 385هـ ، تحقيق : أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ، توزيع دار الخلف للكتاب الإسلامي ، طبع مطبعة المدني .
118. تحرير تقريب التهذيب ، تأليف : د/ بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
119. تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ، للحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742هـ ، ومعه النكت الظراف على الأطراف، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، تحقيق عبد الصمد شرف الدين ، الدار القيمة بالهند والمكتب الإسلامي ببيروت ، الطبعة الثانية ، 1403هـ .
120. تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ، للحافظ ولي الدين أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي المتوفى سنة 826 ، تحقيق : عبد الله نوَّارة ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
121. تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ، للحافظ عماد الدين ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 779هـ ، دار حراء ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .(1/12)
122. التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ، للإمام شمس الدين السخاوي ، المتوفى سنة 902 ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
123. التحقيق ، لابن الجوزي ، من أول الكتاب إلى مسائل الأوقات في الصلاة ، تحقيق : د/ إبراهيم بن عبد الله اللاحم ، رسالة دكتوراه لم تطبع .
124. التحقيق في أحاديث الخلاف ، لأبي الفرج ابن الجوزي ، تحقيق : مسعد عبد الحميد محمد السعدني ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
125. تخريج أحاديث إحياء علوم الدين ، للعراقي المتوفى سنة 806هـ ، وابن السبكي المتوفى سنة 771هـ ، والزبيدي المتوفى سنة 1205هـ ، استخراج : أبي عبد الله محمود بن محمد الحداد ، دار العاصمة بالرياض ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
126. تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التاريخ الكبير للإمام البخاري ، إعداد : الدكتور محمد بن عبد الكريم بن عبيد ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
127. تخريج الأحاديث المرفوعة في تاريخ واسط لبحشل ودراسة أسانيدها والحكم عليها ، إعداد : عبد الكريم بن أحمد الخلف ، رسالة ماجستير لم تطبع 1412هـ .
128. التدوين في أخبار قزوين ، للمؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني، تحقيق : الشيخ عزيز الله العطاردي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
129. تذكرة الحفاظ ، للحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 748هـ ، تصوير دار الكتب العلمية .
130. تذكرة الحفاظ أطراف أحاديث كتاب المجروحين ، لابن حبان ، للحافظ محمد بن طاهر القيسراني ، المقدسي المتوفى سنة 507هـ ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي، دار الصميعي ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
131. الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك ، للإمام أبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين المتوفى سنة 385 ، تحقيق : صالح الوعيل ، دار ابن الجوزي ، الطبعة الأولى، 1415هـ .(1/13)
132. الترغيب والترهيب ، للحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني المعروف بقوام السنة المتوفى سنة 535 ، تحقيق : أيمن بن صالح بن شعبان ، دار الحديث ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
133. الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ، للحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري المتوفى سنة 656 ، تحقيق : مصطفى عمارة ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثالثة ، 1388هـ .
134. تركة النبي - صلى الله عليه وسلم - والسبل التي وجهها فيها ، تأليف : حماد بن إسحاق بن إسماعيل المتوفى سنة 267 ، تحقيق : الدكتور أكرم ضياء العمري ، الطبعة الأولى ، 1404هـ.
135. تسمية شيوخ أبي داود لأبي علي الحسين بن محمد الجياني الغساني الأندلسي المتوفى سنة 498هـ ، تحقيق : محمد السعيد بن بسيوني زغلول ، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
136. تسمية فقهاء الأمصار، للإمام النسائي ، وهو ملحق في آخر كتاب الضعفاء والمتروكين، تحقيق : محمود إبراهيم زايد ، دار الوعي بحلب ، الطبعة الأولى ، 1396هـ .
137. تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عالياً ، تصنيف : الإمام أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430 ، تحقيق : عبد الله بن يوسف الجديع ، دار العاصمة ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
138. تصحيفات المحدثين ، لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري المتوفى سنة 382، تحقيق : محمود أحمد ميرة ، المطبعة العربية الحديثة ، الطبعة الأولى ، 1402هـ .
139. تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة ، للحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ ، دار الكتاب العربي .
140. التعديل والتجريج لمن أخرج له البخاري في الجامع الصحيح ، لأبي الوليد سليمان ابن خلف الباجي المتوفى سنة 474 ، تحقيق : الدكتور أبو لبابة حسين ، دار اللواء ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .(1/14)
141. تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان ، تحقيق : خليل بن محمد العربي، الفاروق الحديثة للطباعة ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
142. تغليق التعليق ، للحافظ ابن حجر ، تحقيق سعيد عبد الرحمن موسى القزفي ، المكتب الإسلامي ودار عمار ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
143. تفسير ابن جرير الطبري = جامع البيان في تفسير القرآن .
144. تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل ، لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي المتوفى سنة 516 ، تحقيق : خالد عبد الرحمن العك وآخر ، دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، 1407هـ .
145. تفسير القرآن العظيم ، للحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774هـ ، تحقيق : سامي بن محمد السلامة ، دار طيبة ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
146. تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين ، للإمام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ ، تحقيق : أسعد محمد الطيب ، مكتبة نزار مصطفى الباز ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
147. تقدمة الجرح والتعديل = الجرح والتعديل .
148. تقريب التهذيب ، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ ، تحقيق : محمد عوامة ، دار الرشيد بحلب ، الطبعة الثالثة ، 1411هـ .
149. تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية ، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 ، وقد أتمه الحافظ ابن حجر العسقلاني ، تحقيق : محمد حسن محمد حسن إسماعيل ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
150. تقييد المهمل وتمييز المشكل ، للحافظ أبي علي الحسين بن محمد الغساني الجياني ، تحقيق : علي بن محمد العمران ومحمد عزيز شمس ، دار عالم الفوائد ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .(1/15)
151. التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد ، لأبي بكر محمد بن عبد الغني ، المعروف بابن نقطة المتوفى سنة 629هـ ، طبعة دائرة المعارف العثمانية ، تصوير دار الحديث ، 1407هـ .
152. التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة ابن الصلاح ، للحافظ زين الدين العراقي المتوفى سنة 806 ، مؤسسة الكتب الثقافية ، الطبعة الأولى ، 1411هـ .
153. التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ، للحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ ، تحقيق : د/ شعبان محمد إسماعيل ، مكتبة الكليات الأزهرية ، 1399هـ .
154. تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم، تأليف: الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 ، تحقيق : سكينة الشهابي ، دار طلاس ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
155. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، للإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري ، القرطبي المتوفى سنة 463هـ ، حققه مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد بن عبد الكبير البكري ، الطبعة الثانية ، 1402هـ .
156. التمييز، للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري المتوفى سنة 261، تحقيق: د/ محمد مصطفى الأعظمي ، مكتبة الكوثر ، الطبعة الثالثة ، 1410هـ ، ومعه : منهج النقد عند المحدثين نشأته وتاريخه للمحقق .
157. تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ، لأبي الحسن علي بن محمد ابن عرَّاق الكناني المتوفى سنة 963 ، تحقيق : عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1399هـ .
158. تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق ، لشمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي، تحقيق : أيمن صالح شعبان ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1419هـ.(1/16)
159. التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ، للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحي المعلمي المتوفى سنة 1386، تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني ، دار الكتب السلفية.
160. تهذيب الآثار، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، مسند عمر بن الخطاب، ومسند علي بن أبي طالب ، ومسند ابن عباس ، تحقيق : محمود محمد شاكر ، مطبعة المدني ، ومسند عبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير ، بتحقيق : علي رضا بن عبد الله بن علي رضا ، دار المأمون للتراث ، الطبعة الأولى 1416هـ .
161. تهذيب الأسماء واللغات ، للإمام النووي المتوفى سنة 676هـ ، إدارة الطباعة المنيرية ، دار الكتب العلمية .
162. تهذيب التهذيب ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، تحقيق : إبراهيم الزيبق وعادل مرشد ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1416هـ .
163. تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، للحافظ جمال الدين المزي المتوفى سنة 742هـ ، تحقيق : بشار عواد معروف ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1413هـ.
164. تهذيب تاريخ دمشق الكبير ، لابن عساكر ، هذبه ورتبه : الشيخ عبد القادر بن بدران المتوفى سنة 1346هـ ، دار المسيرة ، الطبعة الثانية ، 1399هـ .
165. توالي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس ، للحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ، تحقيق : عبد الله القاضي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
166. توضيح المشتبه ، لابن ناصر الدين شمس الدين محمد بن عبد الله الدمشقي المتوفى سنة 842، تحقيق : محمد نعيم العرقسوسي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414هـ.
167. الثقات ، لابن حبان البستي ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية بالهند ، تصوير : مؤسسة الكتب الثقافية .
168. ثقات ابن شاهين = تاريخ أسماء الثقات .
169. ثقات العجلي = تاريخ الثقات .(1/17)
170. ثلاثة مجالس مجالس من أمالي الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه المتوفى سنة 410 ، تحقيق : الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي ، دار علوم الحديث ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
171. الجامع ، لمعمر بن راشد اليماني ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي في آخر مصنف عبد الرزاق ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1403هـ .
172. جامع البيان في تفسير القرآن ، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310هـ .
173. جامع التحصيل في أحكام المراسيل، للحافظ صلاح الدين العلائي المتوفى سنة761هـ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية ، الطبعة الثانية ، 1407هـ .
174. جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم ، للحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي ، المشهور بابن رجب الحنبلي ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط وإبراهيم باجس ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1412هـ .
175. جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله ، للإمام أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري المتوفى سنة 463هـ ، دار الفكر .
176. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ، للخطيب البغدادي المتوفى سنة 463هـ ، تحقيق : د/ محمد عجاج الخطيب ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414هـ .
177. الجامع لشعب الإيمان ، للإمام البيهقي المتوفى سنة 458 ، تحقيق : الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد ، الدار السلفية ، الهند ، ودار الريان ، الطبعة الأولى ، 1408هـ ، والاعتماد في الإحالات على هذه النسخة .
178. الجرح والتعديل ، للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية بالهند ، تصوير دار الكتب العلمية .
179. جزء أبي الجهم العلاء بن موسى الباهلي المتوفى سنة 228 ، تحقيق : د/ عبد الرحيم القشقري ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .(1/18)
180. جزء أبي عثمان سعدان بن نصر بن منصور المخرمي المتوفى سنة 265 ، تحقيق : عبد المنعم إبراهيم ، مكتبة نزار الباز ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
181. الجزء الأول من حديث أحمد بن سليمان بن حذلم القاضي ، نسخة خطية مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية برقم 1181 .
182. جزء ابن الغطريف ، وهو حديث الإمام الحافظ أحمد بن محمد بن الغطريف الجرجاني المتوفى سنة 377 ، تحقيق : الدكتور عامر حسن صبري ، دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
183. جزء ابن عرفة ، الحسن بن عرفة العبدي المتوفى سنة 257 ، تحقيق : د/ عبد الرحمن الفريوائي ، مكتبة دار الأقصى ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
184. جزء الألف دينار ، وهو الخامس من الفوائد المنتقاة والأفراد الغرائب الحسان ، لأبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، مات سنة 368هـ ، تحقيق وتخريج : بدر بن عبد الله البدر ، دار النفائس بالكويت ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
185. الجزء الثالث والعشرون من حديث أبي الطاهر محمد بن أحمد الذهلي القاضي المتوفى سنة 367 ، انتقاء : الدارقطني ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
186. الجزء الخامس من الأفراد ، لأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين المتوفى سنة 385 ، تحقيق : بدر بن عبد الله البدر ، وهو ضمن مجموع فيه من مصنفات ابن شاهين ، دار الأثير ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
187. جزء القاضي الأشناني ، لأبي الحسن عمر بن الحسن الأشناني المتوفى سنة 339، تحقيق : مشهور بن حسن آل سلمان ، ضمن مجموعة أجزاء حديثية ، دار ابن حزم ، الطبعة الأولى ، 1422هـ .
188. جزء بيبي بنت عبد الصمد الهروية الهرثمية عن ابن أبي شريح عن شيوخه ، تحقيق : عبد الرحمن الفريوائي ، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي ، الطبعة الأولى 1406هـ .(1/19)
189. الجزء الثالث من حديث ابن الضُّرّيس ويوسف بن عاصم وغيرهما ، رواية : أبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي الرازي الصوفي المتوفى سنة 382 ، نسخة خطية مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية برقم 956 .
190. جزء حنبل ، وهو التاسع من فوائد ابن السماك ، تحقيق : هشام بن محمد ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
191. جزء علي بن محمد الحميري المتوفى سنة 323 ، تحقيق : الدكتور عبد العزيز بن سليمان البعيمي ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
192. جزء فيه أحاديث أبي عمرو بكر بن بكار القيسي البصري ، رواية : أبي الشيخ الأصبهاني عن إبراهيم بن سعدان عنه ، تحقيق : محمد زياد عمر تكلة ، ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية ، مكتبة العبيكان ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
193. جزء فيه أحاديث أبي محمد عبد الله بن محمد أبي الشيخ الأصبهاني المتوفى سنة 369هـ، انتقاء أبي بكر بن مردويه المتوفى سنة 498هـ ، تحقيق : بدر بن عبد الله البدر ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
194. جزء فيه ستة مجالس من أمالي أبي بكر محمد بن سليمان الباغندي ، تحقيق : محمد زياد عمر تكلة ، ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية ، مكتبة العبيكان ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
195. جزء فيه شروط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على النصارى ، دار ابن السماك ، اعتنى به : نظام محمد صالح يعقوبي ، دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الأولى ، 1422هـ .
196. جزء فيه ما انتقى أبو بكر بن مردويه المتوفى سنة 410 على أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 من حديثه لأهل البصرة ، تحقيق : بدر بن عبد الله البدر ، أضواء السلف ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
197. الجمع والتوضيح لمرويات الإمام البخاري وأحكامه في غير الجامع الصحيح ، جمع وترتيب وتعليق : أبي معاذ طارق بن عوض بن محمد ، دار الوطن ، الطبعة الأولى ، 1421هـ.(1/20)
198. الجهاد ، للإمام عبد الله بن المبارك المروذي المتوفى سنة 181، تحقيق : د/ نزيه حماد ، دار المطبوعات الحديثة ، جدة .
199. الجهاد ، للحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل الشيباني المتوفى سنة 287 ، تحقيق : مساعد بن سليمان الراشد الحميد ، ومعه تخريجه : السبيل الهاد إلى تخريج أحاديث كتاب الجهاد ، للمحقق ، مكتبة العلوم والحكم ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
200. حجة الوداع ، لأبي محمد بن حزم الأندلسي المتوفى سنة 456هـ ، تحقيق : أبي صهيب الكرمي ، بيت الأفكار الدولية للنشر ، 1418هـ .
201. الحجة على أهل المدينة ، للإمام محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 189هـ ، تعليق وترتيب : السيد مهدي حسن الكبلائي ، عالم الكتب ، الطبعة الثالثة ، 1403هـ .
202. حديث أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ المتوفى سنة 381 ، تحقيق : محمد زياد عمر تكلة ، ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية ، مكتبة العبيكان ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
203. حديث إسماعيل بن جعفر المدني المتوفى سنة 180 ، رواية : علي بن حجر السعدي ، تحقيق : عمر بن رفود السفياني ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
204. حديث ابن الجعد ، رواية وجمع الحافظ أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، تحقيق: الشيخ عامر أحمد حيدر ، مؤسسة ثادر ، الطبعة الأولى ، 1410هـ . وقد سماه المحقق : مسند ابن الجعد .
205. حديث الزهري : أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ، المتوفي سنة 381هـ ، رواية أبي محمد الحسن بن علي الجوهري المتوفى سنة 454هـ ، تحقيق : د/ حسن بن محمد البلوط ، أضواء السلف ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
206. حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي المتوفى سنة 343 ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، دار الكتاب العربي ، 1400هـ .(1/21)
207. حديث محمد بن عبد الله الأنصاري المتوفى سنة 215، رواية : أبي مسلم الكجي عنه، تحقيق : مسعد السعدني ، أضواء السلف ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
208. حديث هشام بن عمار ، تحقيق : الدكتور عبد الله بن وكيل الشيخ ، دار أشبيليا، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
209. حلية الأولياء ، وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم الأصبهاني ، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية ، 1387هـ .
210. حماد بن سلمة ومروياته في مسند الإمام أحمد ، عن غير ثابت، رسالة دكتوراه، إعداد : د/ محمد بن سليمان الفوزان ، 1412هـ ، لم تطبع .
211. خلق أفعال العباد، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ، تحقيق : الدكتور عبد الرحمن عميرة ، دار المعارف السعودية ، 1398هـ .
212. الخيل ، لعبد الله بن محمد بن جزي الكلبي الغرناطي ، من علماء القرن الثامن ، تحقيق : محمد العربي الخطابي ، دار الغريب الإسلامي ، 1406هـ .
213. الدر المنثور في التفسير المأثور ، لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ، دار الفكر، الطبعة الأولى ، 1403هـ .
214. الدعاء ، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360هـ ، دراسة وتحقيق وتخريج: الدكتور محمد سعيد بن محمد حسن البخاري ، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى ، 1407هـ .
215. الدعاء ، للقاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي المتوفى سنة 330هـ ، تحقيق : د/ سعيد بن عبد الرحمن القزقي ، دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
216. الدعوات الكبير ، للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458هـ ، تحقيق : بدر بن عبد الله البدر ، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
217. دلائل النبوة ، للبيهقي أحمد بن الحسين المتوفى سنة 458هـ ، تحقيق:عبد المعطي قلعجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .(1/22)
218. دلائل النبوة ، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 430 ، دون اسم المحقق ولا اسم الدار ، ولكن توزيع : عباس أحمد الباز بمكة المكرمة، وطبع عام 1397هـ.
219. دلائل النبوة، لقوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني المتوفى سنة 535، تحقيق: مساعد بن سليمان الراشد الحميد ، دار العاصمة ، الطبعة الأولى ، 1412هـ.
220. الدلائل في غريب الحديث ، لأبي محمد القاسم بن ثابت السرقسطي ، تحقيق : د/ محمد بن عبد الله القناص ، مكتبة العبيكان ، الطبعة الأولى ، 1422هـ .
221. ديوان الضعفاء والمتروكين ، للحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 748هـ ، تحقيق: لجنة من العلماء ، دار القلم ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
222. ذخيرة الحفاظ المخرج على الحروف والألفاظ ، للإمام الحافظ محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة 507هـ ، رتبه وحققه وخرج أحاديثه : الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي ، دار السلف بالرياض ، الطبعة الأولى ، 1416هـ .
223. ذكر أخبار أصبهان ، وهو تاريخ أصبهان ، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ ، دار الكتاب الإسلامي .
224. ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه ، للحافظ أبي حفص عمر بن شاهين المتوفى سنة 385 ، اعتنى بإخراجه : الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ، أضواء السلف ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
225. ذكر من اسمه شعبة ، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 430 ، تحقيق : طارق محمد العمودي ، مكتبة الغرباء الأثرية ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
226. ذيل تاريخ بغداد ، لابن النجار محمد بن محمود البغدادي المتوفى سنة 643 ، طبعة دائرة المعارف العثمانية ، تصوير : دار الكتب العلمية .
227. رجال صحيح مسلم ، للإمام أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني المتوفى سنة 428، تحقيق : عبد الله الليثي ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى ، 1407هـ .(1/23)
228. الرحمة الغيثية بالترجمة الليثية ، للحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852، تحقيق : الدكتور يوسف المرعشلي ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى ، 1407هـ .
229. رسوخ الأحبار في منسوخ الأخبار ، لأبي إسحاق برهان الدين الجعبري المتوفى سنة 732 ، تحقيق : الدكتور حسن محمد مقبولي الأهدل ، مؤسسة الكتب الثقافية ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
230. الزهد ، لأبي بكر بن أبي عاصم المتوفى سنة 287 ، تحقيق : د/ عبد العلي عبد الحميد ، الدار السلفية بالهند ، الطبعة الأولى ، 1403هـ .
231. الزهد ، للإمام أحمد ، دار الريان ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
232. الزهد ، لهناد بن السري الكوفي المتوفى سنة 243 ، تحقيق : عبد الرحمن الفريوائي ، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
233. زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة ، تأليف الدكتور خلدون الأحدب ، دار القلم ، دمشق ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
234. الزيادات في كتاب المزني ، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري المتوفى سنة 324هـ ، وهي نسخة مصورة عن الأصل المحفوظ بألمانيا الشرقية ، ليبزج رقم 320 .
235. سؤالات أبي داود ، للإمام أحمد بن حنبل في جرح الرواة وتعديلهم ، دراسة وتحقيق الدكتور زياد محمد منصور ، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
236. سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني في الجرح والتعديل ، تحقيق : د/ سليمان آنس ، دار العلوم للطباعة والنشر ، 1408هـ .
237. سؤالات أبي عبد الله بن بكير وغيره ، لأبي الحسن الدارقطني المتوفى سنة 385هـ، تحقيق: علي حسن علي عبد الحميد، دار عمار، الطبعة الأولى ، 1408هـ.
238. سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود السجستاني في معرفة الرجال وجرحهم وتعديلهم ، تحقيق : الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي ، مؤسسة الريان ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .(1/24)
239. سؤالات ابن الجنيد لأبي زكريا يحيى بن معين المتوفى سنة 233هـ ويسمى تاريخ ابن الجنيد ، تحقيق : د/ أحمد نور سيف ، مكتبة الدار بالمدينة النبوية ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
240. سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي ، تحقيق : سعدي الهاشمي ، وهو مع كتابه: أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية ، طبعة الجامعة الإسلامية ، الطبعة الأولى ، 1402هـ .
241. سؤالات البرقاني ، للدارقطني ، تحقيق : الدكتور عبد الحليم محمد أحمد القشقري ، طبعة لاهور ، باكستان ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .
242. سؤالات الحاكم النيسابوري ، للدارقطني في الجرح والتعديل ، تحقيق : موفق بن عبد الله بن عبد القادر ، مكتبة المعارف بالرياض ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .
243. سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ ، تحقيق : موفق ابن عبد الله بن عبد القادر ، مكتبة المعارف بالرياض ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .
244. سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني ، تحقيق : موفق بن عبد الله بن عبد القادر ، مكتبة المعارف بالرياض ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .
245. السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخٍ واحد ، للحافظ أبي بكر أحمد ابن علي الخطيب البغدادي ، المتوفى سنة 463 ، تحقيق : محمد بن مطر الزهراني ، دار طيبة ، الطبعة الأولى ، 1402هـ .
246. سلسلة الأحاديث الصحيحة ، للألباني ، المكتب الإسلامي ومكتبة المعارف .
247. سلسلة الأحاديث الضعيفة ، للألباني ، المكتب الإسلامي ومكتبة المعارف ، التواريخ مختلفة في السلسلتين جميعاً .
248. السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين ، تأليف : محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري ، تحقيق : محمد علي قطب ، دار الحديث .
249. السُّنة ، لأبي بكر أحمد بن محمد الخلال المتوفى سنة 311هـ، تحقيق : د/ عطية الزهراني، دار الراية ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .(1/25)
250. السنة ، لأبي بكر بن عاصم المتوفى سنة 287 ، تحقيق : د/ باسم بن فيصل الجوابرة ، دار الصميعي ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
251. السنة ، للإمام محمد بن نصر المروذي المتوفى سنة 294 ، تحقيق : الدكتور عبد الله بن محمد البصيري ، دار العاصمة ، الطبعة الأولى ، 1422هـ .
252. السنن ، للإمام الحافظ سعيد بن منصور الخراساني المتوفى سنة 227هـ ، بتحقيق وتعليق : حبيب الرحمن الأعظمي، الدار السلفية بالهند .
253. السنن ، لسعيد بن منصور ، تحقيق ودراسة : الدكتور سعد بن عبد الله الحميد ، دار الصميعي ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
254. سنن أبي داود ، إعداد وتعليق : عزت عبيد الدعاس ، دار الحديث ، حمص ، والرجوع إليها عند الحاجة .
255. سنن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى سنة 275 ، تحقيق : محمد عوامة ، دار القبلة ومؤسسة الريان والمكتبة المكية ، الطبعة الأولى ، 1419هـ ، وهذه النسخة هي المعتمدة .
256. سنن ابن ماجه ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، دار إحياء التراث العربي ، 1395هـ.
257. سنن الترمذي " الجامع الكبير "، تحقيق : أحمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وكمال يوسف الحوت ، دار الكتب العلمية ، والرجوع إليها عند الحاجة .
258. سنن الترمذي ، الطبعة الهندية ، ومعها : قوت المغتذي ، للسيوطي ، والرجوع إليها عند الحاجة .
259. سنن الترمذي ، نسخة خطية من رواية الكروخي ، والرجوع إليها عند الحاجة .
260. سنن الدارقطني ، الحافظ علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385، دار إحياء التراث العربي ، ببيروت ، 1413هـ .
261. سنن الدارمي ، الحافظ عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي المتوفى سنة 255هـ ، تحقيق: فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلمي ، دار الريان للتراث ، الطبعة الأولى، 1407هـ .(1/26)
262. السنن الصغير ، للإمام أبي بكر البيهقي المتوفى سنة 458هـ، تحقيق : عبد السلام عبد الشافي وأحمد قباني ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
263. السنن الكبرى ، للبيهقي ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية بالهند ، تصوير دار المعرفة ببيروت ، 1413هـ .
264. السنن المأثورة ، للإمام محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204 ، رواية : أبي جعفر الطحاوي عن خاله المزني عنه ، تحقيق : الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
265. سنن النسائي أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب المتوفى سنة 303هـ ، وهي السنن الصغرى ، دار الكتاب العربي .
266. سنن النسائي الكبرى ، تحقيق: دكتور عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1411هـ .
267. السير ، لشيخ الإسلام أبي إسحاق الفزاري المتوفى سنة 186 ، رواية: عبد الملك ابن حبيب عنه ، تحقيق : د/ فاروق حمادة ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
268. سير أعلام النبلاء ، للحافظ الذهبي ، تحقيق : جماعة مؤسسة الرسالة ، الطبعة السادسة ، 1409هـ .
269. سير السلف الصالحين ، للإمام أبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني ، المعروف بقوام السنة المتوفى سنة 535 ، تحقيق : د/ كرم بن حلمي بن فرحات بن أحمد ، دار الراية ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
270. السير الكبير ، للإمام محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 189 ، مع شرحه ، للإمام السرخسي المتوفى سنة 490 ، تحقيق : دكتور كمال عبد العظيم العناني ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
271. سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لأبي محمد عبد الملك بن هشام ، تحقيق : مصطفى السقا وآخرين ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
272. شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، للمؤرخ أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ ، دار الكتب العلمية .(1/27)
273. شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال ، للدكتور سعدي الهاشمي ، مطابع الصفا .
274. شرح التسهيل ، لابن مالك جمال الدين محمد بن عبد الله الطائي الأندلسي المتوفى سنة 672 ، تحقيق : الدكتور عبد الرحمن السيد والدكتور محمد بدوي المختون ، دار هجر ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
275. شرح السنة ، للإمام الحسين بن مسعود البغوي المتوفى سنة 516هـ ، تحقيق : زهير الشاويش وشعيب الأرناؤوط ، الطبعة الثانية ، 1403هـ .
276. شرح القاضي عياض = إكمال المعلم .
277. شرح علل الترمذي ، للحافظ ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795هـ ، تحقيق : د/ همام عبد الرحيم سعيد ، مكتبة المنار بالأردن ، الطبعة الأولى ، 1407هـ .
278. شرح مشكل الآثار ، للإمام أبي جعفر الطحاوي المتوفى سنة 321هـ ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
279. شرح معاني الآثار ، للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي المتوفى سنة 321هـ ، تحقيق : محمد زهري النجار ومحمد سعيد جاد الحق ، عالم الكتب ، الطبعة الأولى المنقحة والمرقمة والمفهرسة ، 1414هـ .
280. شعب الإيمان ، للبيهقي أحمد بن الحسين المتوفى سنة 458هـ ، تحقيق : محمد السعيد بن بسيوني زغلول ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1410هـ ، والإحالة إلى هذه الطبعة عند الحاجة فقط .
281. شعب الإيمان = الجامع لشعب الإيمان .
282. شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ، لتقي الدين الفاسي ، مات سنة 832هـ ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، دار الكتاب العربي ، الطبعة ، 1405هـ .
283. الشمائل المحمدية ، للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي المتوفى سنة 279هـ ، تحقيق : محمد عفيف الزعبي ، الطبعة الأولى ، 1403هـ .
284. صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414هـ .(1/28)
285. صحيح ابن خزيمة ، تحقيق : الدكتور محمد مصطفى الأعظمي ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1412هـ .
286. صحيح البخاري ، الطبعة المصورة عن الطبعة السلطانية ، وفيها تقديم للشيخ أحمد شاكر ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، وإليها الإحالة برقم الجزء والصفحة .
287. صحيح البخاري ، تحقيق : محب الدين الخطيب ، وترقيم : محمد فؤاد عبد الباقي ، المطبعة السلفية ، الطبعة الأولى ، 1400هـ ، وإلى هذه النسخة الإحالة برقم الحديث.
288. صحيح مسلم ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ، المكتبة الإسلامية ، استانبول ، تركيا، وإليها الإحالة برقم الحديث .
289. صحيح مسلم ، طبعة استانبول المصححة على عدة نسخٍ خطية معتمدة عام 1329 ، تصوير : دار الفكر ، وإلى هذه النسخة الإحالة برقم الجزء والصفحة .
290. صفة الجنة لأبي نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 430 ، تحقيق : سعيد اللحام ، دار الفكر اللبناني .
291. صفة الصفوة ، للإمام جمال الدين بن الجوزي المتوفى سنة 597 ، تحقيق : محمود فاخوري ، دار الوعي بحلب ، الطبعة الأولى ، 1389هـ .
292. الضعفاء الصغير ، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256هـ ، تحقيق : محمود إبراهيم زايد ، دار الوعي بحلب ، الطبعة الأولى ، 1396هـ .
293. الضعفاء الكبير ، للحافظ أبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي ، تحقيق : د/ عبد المعطي قلعجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى .
294. الضعفاء لأبي زرعة الرازي ، تحقيق : سعدي الهاشمي ، وهو مع كتابه : أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية، طبعة الجامعة الإسلامية ، الطبعة الأولى ، 1402هـ.
295. الضعفاء والمتروكون ، للحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385هـ، تحقيق : موفق بن عبد الله بن عبد القادر ، مكتبة المعارف بالرياض ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .(1/29)
296. الضعفاء والمتروكين ، لابن الجوزي ، تحقيق : عبد الله القاضي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
297. الضعفاء والمتروكين ، للحافظ أبي عبد الرحمن النسائي المتوفى سنة 303هـ ، تحقيق : محمود إبراهيم زايد ، دار الوعي بحلب ، الطبعة الأولى ، 1396.
298. الطبقات ، للإمام خليفة بن خياط شباب العصفري المتوفى سنة 240هـ ، تحقيق: أكرم ضياء العمري ، دار طيبة ، الطبعة الثانية ، 1402هـ .
299. طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث ، للحافظ أبي بكر أحمد بن هارون البرديجي ، تحقيق : عبده علي كوشك ، دار المأمون للتراث ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
300. الطبقات الكبرى ، لابن سعد ( الطبقة الخامسة من الصحابة / قسم متمم ) ، تحقيق : د/ محمد بن صامل السلمي ، مكتبة الصديق ، الطائف ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
301. الطبقات الكبرى ، للحافظ محمد بن سعد البصري المتوفى سنة 230هـ ، طبعة دار صادر ، بيروت ، تصوير دار الفكر .
302. الطبقات الكبرى لابن سعد ( القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ) ، تحقيق : د/ زياد محمد منصور ، مكتبة العلوم والحكم ، الطبعة الثانية ، 1408هـ .
303. طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها ، لأبي محمد عبد الله بن محمد المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني ، تحقيق : عبد الغفار سليمان البنداري ، وسيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
304. طبقات علماء الحديث ، للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي المتوفى سنة 744 ، تحقيق : أكرم البوشي وإبراهيم الزيبق ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1417هـ .
305. عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي ، لابن العربي المالكي ، المتوفى سنة 543هـ، إعداد : الشيخ هشام سمير البخاري ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .(1/30)
306. العبر في خبر من غبر ، للحافظ المؤرخ أبي عبد الله الذهبي المتوفى سنة 748هـ ، تحقيق : محمد السعيد بن بسيوني زغلول ، دار الكتب العلمية .
307. العلل ، للإمام الدارقطني - أيضاً - ، صورة عن النسخة الخطية في دار الكتب المصرية برقم 394 ، والاعتماد عليها في القسم الذي لم يطبع من الكتاب .
308. علل الترمذي الكبير بترتيب أبي طالب القاضي ، تحقيق : صبحي السامرائي وأبي المعاطي النووي ومحمود الصعيدي ، عالم الكتب ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
309. علل الحديث ، لابن أبي حاتم - أيضاً - ، القسم الأول ، تحقيق ودراسة : د/ عبد الله ابن عبد المحسن التويجري ، رسالة دكتوراه لم تنشر .
310. علل الحديث ، لابن أبي حاتم - أيضاً - ، تحقيق : أبي يعقوب نشأت بن كمال المصري ، نشرة الفاروق الحديث ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1423هـ .
311. علل الحديث ، لابن أبي حاتم ، القسم الثاني ، تحقيق ودراسة : د/ ناصر بن محمد العبد الله ، رسالة دكتوراه لم تنشر .
312. علل الحديث ، لابن أبي حاتم ، القسم الثالث ، تحقيق ودراسة : د/ محمد بن تركي التركي ، رسالة دكتوراه لم تنشر .
313. علل الحديث ، للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ ، طبعة دار المعرفة ببيروت ، بعناية محب الدين الخطيب ، 1405هـ .
314. العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة 597هـ ، تحقيق : إرشاد الحق الأثري ، إدارة ترجمان السنة .
315. العلل الواردة في الأحاديث النبوية ، للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385هـ ، تحقيق وتخريج : الدكتور محفوظ الرحمن زين الله السلفي ، دار طيبة ، الطبعة الأولى ، 1405هـ ، والبقية من الكتاب من النسخة المصورة عن دار الكتب المصرية ، رقم 394 .(1/31)
316. العلل ومعرفة الرجال ، للإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 341هـ ، رواية ابنه عبد الله ، تحقيق وتخريج : الدكتور وصي الله بن محمد عباس ، المكتب الإسلامي ودار الخاني بالرياض ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
317. العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ ، رواية المروذي وغيره ، تحقيق : الدكتور وصي الله بن محمد عباس ، الدار السلفية بالهند ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
318. علوم الحديث أو مقدمة ابن الصلاح ، لأبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري ، المعروف بابن الصلاح المتوفى سنة 643هـ ، تحقيق : نور الدين عتر ، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة ، الطبعة الثانية ، 1392هـ .
319. عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، لبدر الدين العيني المتوفى سنة 858 ، توزيع : دار الباز .
320. عمل اليوم والليلة ، لأبي بكر بن السني ، مات سنة 364هـ ، خرج أحاديثه وعلق عليه : عبد الله حجاج ، دار الجيل ، بيروت ، ومكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة ، الطبعة الثالثة ، 1404هـ .
321. عمل اليوم والليلة ، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ، مات سنة 303هـ ، راجعه وعلق عليه : مركز الخدمات والأبحاث الثقافية / مؤسسة الكتب الثقافية ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
322. عوالي مالك ، برواية: أبي أحمد محمد بن أحمد الحاكم الكبير المتوفى سنة 338.
323. عوالي مالك ، برواية : الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 .
324. عوالي مالك ، برواية : زيد بن الحسين أبي اليمن الكندي المتوفى سنة 613 .
325. عوالي مالك ، برواية : سليم بن أيوب الرازي المتوفى سنة 449 .
326. عوالي مالك ، برواية : عمر بن الحاجب الأميني المتوفى سنة 630 . وقد جمعت هذه العوالي في كتاب العوالي ، تحقيق : محمد الحاج الناصر وآخرين ، دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1419هـ .(1/32)
327. العيال ، للإمام أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا البغدادي المتوفى سنة 281هـ ، تحقيق : د/ نجم عبد الرحمن خلف ، دار ابن القيم ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
328. غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ، لمحمد ناصر الدين الألباني ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1400هـ .
329. غرائب حديث الإمام مالك بن أنس ، للحافظ أبي الحسين بن المظفر البزاز المتوفى سنة 379 ، تحقيق : رضا بن خالد الجزائري ، دار السلف ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
330. غرائب حديث شعبة بن الحجاج ، للحافظ أبي الحسين محمد بن المظفر البزاز المتوفى سنة 379هـ ، تحقيق ودراسة : د/ عبد الله بن عبد العزيز الغصن ، رسالة ماجستير لم تطبع بعد .
331. غريب الحديث ، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة 224هـ ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية ، تصوير دار الكتاب العربي .
332. غريب الحديث ، لابن الجوزي ، تحقيق : الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
333. غريب الحديث ، للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي المتوفى سنة 285هـ ، تحقيق : د/ سليمان بن إبراهيم العايد ، جامعة أم القرى ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
334. غريب الحديث، للإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي المتوفى سنة 388هـ، تحقيق : عبد الكريم بن إبراهيم الغرباوي ، وتخريج : عبد القيوم عبد رب النبي ، جامعة أم القرى ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي ، 1403هـ.
335. غنية الملتمس في إيضاح الملتبس، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463، تحقيق : د/ يحيى بن عبد الله الشهري ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1422هـ .(1/33)
336. غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة ، لأبي القاسم بن بشكوال المتوفى سنة 578هـ ، تحقيق : د/ عز الدين بن علي السعيد وآخرين ، عالم الكتب ، الطبعة الأولى ، 1407هـ .
337. غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود ، لأبي إسحاق الحويني ، دار الكتاب العربي ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
338. الغيلانيات ، وهي فوائد أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي البزاز المتوفى سنة 354هـ ، تخريج : أبي الحسن الدارقطني ، تحقيق : د/ مرزوق بن هياس الزهراني ، دار المأمون للتراث ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
339. الفائق في غريب الحديث ، للعلامة جار الله الزمخشري ، تحقيق : علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الفكر ، الطبعة الثالثة ، 1399هـ .
340. فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، طبعة دار الريان للتراث بالقاهرة ، الطبعة الأولى ، 1407هـ .
341. فتح الباري شرح صحيح البخاري ، للحافظ ابن رجب الحنبلي ، تحقيق : جماعة في مكتب تحقيق دار الحرمين ، الناشر مكتبة الغرباء الأثرية بالمدينة المنورة ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
342. فتح المغيث شرح ألفية الحديث ، للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902هـ ، تحقيق : الشيخ علي حسين علي ، دار الإمام الطبري ، الطبعة الثانية ، 1412هـ .
343. فتح باب في الكنى والألقاب ، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني المتوفى سنة 395 ، تحقيق : نظر محمد الفاريابي ، مكتبة الكوثر ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
344. فتوح مصر وأخبارها ، لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، الطبعة الثانية ، 1419هـ .
345. الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية ، لمحمد بن علان المكي المتوفى سنة 1057 ، دار إحياء التراث العربي .(1/34)
346. الفصل للوصل المدرج في النقل للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 ، تحقيق : محمد بن مطر الزهراني ، دار الهجرة ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
347. فضائل الرمي في سبيل الله تعالى ، لأبي يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب المتوفى سنة 429 ، تحقيق : مشهور بن حسن بن سلمان ، ضمن مجموعة أجزاء حديثية ، دار ابن حزم ، الطبعة الأولى ، 1422هـ .
348. فضائل الصحابة ، للإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 341هـ ، تحقيق : وصي الله بن محمد عباس ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1403هـ .
349. فضائل القرآن ، لأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي المتوفى سنة 301هـ ، تحقيق : يوسف عثمان فضل الله جبريل ، مكتبة الرشد ، الرياض ، الطبعة الأولى، 1409هـ.
350. فضائل القرآن ، لأبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224 ، تحقيق : وهبي سليمان غادجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1411هـ .
351. فضائل مكة الواردة في السنة ، تأليف : د/ محمد بن عبد الله الغبان ، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
352. الفقيه والمتفقه ، للخطيب البغدادي ، تحقيق : عادل بن يوسف العزازي ، دار ابن الجوزي ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
353. الفوائد ، لأبي الشيخ الأصبهاني المتوفى سنة 369 ، تحقيق : علي بن حسن الحلبي ، دار الصميعي ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
354. الفوائد ، لأبي عمرو بن منده ، المتوفى سنة 475هـ ، تخريج : أبي القاسم بن منده عن أبيه عن شيوخه ، الجزء الأول ، تحقيق : مسعد عبد الحميد ، دار الصحابة للتراث بطنطا ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
355. الفوائد ، لأبي عمرو بن منده المتوفى سنة 475 ، تخريج أبي القاسم بن منده عن أبيه عن شيوخه ، الجزء الأول ، تحقيق : مسعد عبد الحميد ، دار الصحابة للتراث ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .(1/35)
356. الفوائد ، للإمام الحافظ أبي الشيخ الأصبهاني المتوفى سنة 369 ، تحقيق : علي ابن حسن الحلبي ، دار الصميعي ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
357. الفوائد ، للحافظ أبي القاسم تمام بن محمد الرازي المتوفى سنة 141هـ ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، مكتبة الرشد ، الطبعة الثانية ، 1414هـ .
358. فوائد أبي القاسم بن زكريا المطرز وأماليه القديمة الغرائب الحسان المتوفى سنة 305 ، تحقيق : ناصر بن محمد المنيع ، دار الوطن ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
359. فوائد أبي زرعة الدمشقي ، رواية : أبي القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب ، الجزء الأول ، مخطوط مصور من مكتبة الجامعة الإسلامية .
360. فوائد أبي محمد الفاكهي ، مات سنة 353هـ ، تحقيق : محمد بن عبد العناني ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
361. فوائد أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي عن شيوخه المتوفى سنة 369 ، تحقيق : مسعد عبد الحميد السعدني ، أضواء السلف ، الطبعة الأولى ، 1418هـ ، مجموعاً مع حديث الأنصاري .
362. فوائد السمرقندي هي : الفوائد المنتقاة الحسان العوالي من حديث أبي عمرو عثمان بن أحمد بن محمد السمرقندي المتوفى سنة 345هـ، رواية أبي طاهر الأنباري، تحقيق: د/ محمد بن عبد الكريم بن عبيد ، طبعة جامعة أم القرى ، الطبعة الأولى ، 1418هـ.
363. الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ، للإمام محمد بن علي الشوكاني ، المتوفى سنة 1250 ، تحقيق وتعليق : العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ، مطبعة السنة المحمدية ، تصوير : دار الكتب العلمية .
364. الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب ( المهروانيات ) ، للشيخ أبي القاسم يوسف بن محمد المهرواني المتوفى سنة 468 ، تخريج : الخطيب البغدادي ، تحقيق : خليل بن محمد العربي ، دار الراية ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .(1/36)
365. الفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي ، لأبي الحسن علي بن عمر الحربي المتوفى سنة 386 ، تحقيق : تيسير بن سعد أبو حيمد ، دار الوطن ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
366. القاموس المحيط ، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ، طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، الطبعة الثانية ، 1371هـ .
367. القِرى لقاصد أم القُرى ، لمحب الدين الطبري المتوفى سنة 694هـ ، تحقيق : مصطفى السقا ، المكتبة العلمية ، بيروت .
368. القند في ذكر علماء سمرقند ، تأليف : نجم الدين عمر بن محمد النسفي المتوفى سنة 537 ، تحقيق : نظر محمد الفاريابي ، مكتبة الكوثر ، الطبعة الأولى ، 1412هـ.
369. الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ، للحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 748هـ ، تحقيق : عزت علي عبيد عطية وموسى علي الموشى ، دار الكتب الحديثة ، الطبعة الأولى ، 1392هـ .
370. الكامل في ضعفاء الرجال ، للحافظ أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني المتوفى سنة 365هـ ، تحقيق : سهيل زكار ، وتدقيق : يحيى مختار غزاوي ، دار الفكر ، الطبعة الثالثة ، 1409هـ .
371. كشف الأستار عن زوائد البزار ، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807هـ ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1399-1405هـ .
372. الكنى والأسماء ، لمسلم بن الحجاج القشيري المتوفى سنة 261 ، تحقيق : عبد الرحيم القشقري ، طبعة الجامعة الإسلامية ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .
373. الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات ، لأبي البركات محمد بن أحمد المعروف بابن الكيال المتوفى سنة 929هـ ، تحقيق : عبد القيوم عبد رب النبي، المكتبة الإمدادية ، الطبعة الثانية ، 1420هـ .
374. اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 ، دار المعرفة ، بيروت .(1/37)
375. لسان الميزان ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، دار الكتاب الإسلامي .
376. لطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف ، للحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني المتوفى سنة 581هـ ، تحقيق : أبي عبد الله محمد علي سمك ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
377. المؤتلف والمختلف ، للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385هـ ، تحقيق : د/ موفق بن عبد الله بن عبد القادر ، دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .
378. المتفق والمفترق ، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 ، تحقيق : د/ محمد صادق الحامدي ، دار القادري ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
379. مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن ، لأبي الفرج ابن الجوزي المتوفى سنة 597هـ، تحقيق : محمد حسن إسماعيل ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1416هـ ، وقد وقع عنوانه : مثير الغرام الساكن ، وهو خطأ ، كما في صورة الورقة الأولى من المخطوطة .
380. المجالسة وجواهر العلم ، تصنيف : أبي بكر أحمد بن مروان الدينوري المتوفى سنة 333 ، تحقيق : مشهور بن حسن بن سلمان ، دار ابن حزم ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
381. المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ، للإمام محمد بن حبان التميمي البستي المتوفى سنة 354هـ ، تحقيق : محمود إبراهيم زايد ، دار الوعي بحلب ، الطبعة الثانية 1402هـ .
382. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ أبي بكر الهيثمي ، دار الريان ، الطبعة الأولى ، 1407هـ .
383. مجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث ، للإمام الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني المتوفى سنة 581 ، تحقيق : عبد الكريم العزباوي ، طبعة جامعة أم القرى ، الطبعة الأولى ، 1406هـ .(1/38)
384. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ، للقاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي المتوفى سنة 360 ، تحقيق : الدكتور محمد عجاج الخطيب ، دار الفكر ، الطبعة الثالثة ، 1404هـ .
385. المحلى ، للإمام أبي محمد بن حزم الظاهري المتوفى سنة 456هـ ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، دار التراث .
386. مختصر أحكام " مستخرج الطوسي على جامع الترمذي "، للحافظ أبي علي الحسن بن علي الطوسي المتوفى سنة 312هـ ، تحقيق : أنيس بن أحمد الأندونيسي ، مكتبة الغرباء الأثرية ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
387. مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم ، تحقيق : عبد الله اللحيدان وسعد الحميد ، دار العاصمة ، الطبعة الأولى ، 1411هـ .
388. مختصر الكامل في الضعفاء وعلل الحديث لابن عدي ، للإمام تقي الدين المقريزي، المتوفى سنة 845هـ، تحقيق: أيمن عارف الدمشقي، مكتبة السنة بالقاهرة، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
389. مختصر قيام الليل ، لمحمد بن نصر المروذي المتوفى سنة 294 ، اختصره : العلامة أحمد بن علي المقريزي ، اهتم بطبعه : عبد الحميد حبيب الله ، نشر : حديث أكادي ، باكستان ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
390. المدخل إلى الصحيح، للحاكم أبي عبد الله النيسابوري المتوفى سنة 405، تحقيق: د/ ربيع بن هادي المدخلي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .
391. المراسيل ، للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ ، تحقيق : أحمد عصام الكاتب ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1403هـ .
392. المراسيل ، للإمام الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى سنة 275هـ ، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه : شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .(1/39)
393. مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي المتوفى سنة 739 ، وهو مختصر معجم البلدان لياقوت الحموي ، تحقيق : علي محمد البجاوي ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى ، 1373هـ .
394. المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس ، تأليف : الشريف حاتم بن عارف العوني ، دار الهجرة ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
395. مرويات الإمام الزهري المعلة في كتاب العلل للدارقطني، رسالة دكتوراه، إعداد: عبد الله بن محمد حسن دمفو ، عام 1415هـ .
396. مسألة الطائفين ، للحافظ الفقيه أبي بكر محمد بن الحسين الآجري المتوفى سنة 360 ، تحقيق : عمرو علي عمر ، دار الكتبي ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
397. مسائل الإمام أحمد ، رواية ابنه عبد الله ، زهير الشاويش ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الثالثة ، 1408هـ .
398. مسائل الإمام أحمد ، لأبي داود ، تحقيق : طارق بن عوض بن محمد / مكتبة ابن تيمية ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
399. مسائل الإمام أحمد بن حنبل ، رواية ابنه صالح المتوفى سنة 266هـ ، تحقيق : د/ فضل الرحمن بن دين محمد ، الدار العلمية ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
400. مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه ، رواية إسحاق بن منصور الكوسج ، تحقيق ودراسة : صالح بن محمد المزيد ، الطبعة الأولى 1415هـ ، مطبعة المدني .
401. مسائل حرب بن إسماعيل الكرماني عن الإمام أحمد ، تحقيق : فايز أحمد حابس ، رسالة دكتوراه لم تطبع .
402. مستخرج أبي عوانى = مسند أبي عوانة .
403. مستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم = المسند المستخرج .
404. مستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم = المسند المستخرج .
405. مستخرج الطوسي = مختصر الأحكام .
406. المستدرك على الصحيحين ، للحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري ، دار المعرفة ، بيروت ، لبنان .(1/40)
407. المسند ، لأبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي المتوفى سنة 335هـ ، تحقيق : د/ محفوظ الرحمن زين الله ، مكتبة العلوم والحكم ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
408. مسند أبي بكر بن أبي شيبة ، عبد الله بن محمد المتوفى سنة 235 ، تحقيق : عادل ابن يوسف الفزاري وآخر ، دار الوطن ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
409. مسند أبي داود الطيالسي ، سليمان بن داود بن الجارود المتوفى سنة 204 ، تحقيق : الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي ، دار هجر ، الطبعة الأولى، 1420هـ، والأصل أن جميع الإحالات إلى هذه النسخة ، وهي الطبعة المحققة .
410. مسند أبي داود الطيالسي ، مطبعة دار المعارف بالهند ، تصوير دار المعرفة ، ببيروت ، والرجوع إلى هذه النسخة عند الحاجة فقط .
411. مسند أبي عوانة الإسفراييني ، وهو مستخرجه على صحيح مسلم ، الأجزاء : الأول والثاني والرابع والخامس ، بمطبعة دار المعرف العثمانية بالهند ، وصورتها دار الكتبي ، وأما الجزء الثالث فهو بتحقيق : أيمن عارف الدمشقي ، مكتبة السنة ، الطبعة الأولى ، 1416هـ . والرجوع إلى هذه النسخة عند الحاجة فقط .
412. مسند أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني المتوفى سنة 316 ، وهو مستخرجه على صحيح مسلم ، تحقيق أيمن بن عارف الدمشقي ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى ، 1419هـ . والإحالات على هذه النسخة .
413. مسند أبي يعلى الموصلي الحافظ أحمد بن علي بن المثنى المتوفى سنة 307هـ ، تحقيق : حسين سليم أسد ، دار المأمون للتراث ، الطبعة الأولى ، 1416هـ .
414. مسند إسحاق بن راهويه المروزي المتوفى سنة 238هـ ، تحقيق : عبد الغفور عبد الحق البلوشي ، مكتبة الإيمان بالمدينة النبوية ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
415. مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وهو قطعة من مسند الإمام يعقوب بن شيبة المتوفى سنة 262 ، تحقيق : كمال يوسف الحوت ، مؤسسة الكتب الثقافية ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .(1/41)
416. مسند الإمام أبي حنيفة ، تأليف : أبي نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 430 ، تحقيق: نظر محمد الفاريابي ، مكتبة الكوثر ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
417. مسند الإمام أحمد ، تحقيق : جماعة من المحققين ، بإشراف : د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى مختلفة التاريخ ، وإلى هذه النسخة الإحالة برقم الحديث ، وهي الطبعة المحققة .
418. مسند الإمام أحمد بن حنبل ، طبعة دار صادر ، تصوير دار الفكر ، وإلى هذه النسخة الإحالة برقم الجزء والصفحة .
419. مسند الإمام الشافعي المتوفى سنة 204هـ ، بترتيب: محمد عابد السندي ، تحقيق: يوسف علي الزواوي وعزت العطار ، دار الكتب العلمية .
420. مسند البزار = البحر الزخار .
421. مسند الجامع ، لمجموعة من المؤلفين ، دار الجيل والشركة المتحدة، الطبعة الأولى، 1413هـ .
422. مسند الحب بن الحب أسامة بن زيد ، لأبي القاسم البغوي المتوفى سنة 317 ، تحقيق : أبي الأشبال الزهيري حسن بن أمين بن المندورة ، دار الضياء ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
423. مسند الروياني الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن هارون ، تحقيق : أيمن علي أبو يماني ، مؤسسة قرطبة ، الطبعة الأولى ، 1416هـ .
424. مسند الإمام الشافعي ، دار الريان للتراث ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
425. مسند الشاميين ، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360هـ ، تحقيق وتخريج : حمدي عبد المجيد السلفي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1413هـ .
426. مسند الشهاب ، للقاضي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المتوفى سنة 454هـ ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
427. مسند الموطأ للحافظ عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري المتوفى سنة 381هـ ، تحقيق : لطفي بن محمد الصغير وطه بن علي بوسريح ، دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1997م .(1/42)
428. مسند عائشة - رضي الله عنها - ، لأبي بكر بن أبي داود السجستاني المتوفى سنة 316هـ، تحقيق الشيخ : عبد الغفور عبد الحق حسين ، مكتبة دار الأقصى ، الكويت، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
429. مسند عبد الله بن المبارك المتوفى سنة 181 ، تحقيق : د: مصطفى عثمان محمد ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1411هـ .
430. مسند عبد الله بن عمر ، لأبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي المتوفى سنة 273، تحقيق : أحمد راتب عرموش ، دار النفائس ، الطبعة الثانية ، 1398هـ .
431. مسند الفاروق أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وأقواله على أبواب العلم للحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774هـ ، تحقيق : د/ عبد المعطي قلعجي ، دار الوفاء ، الطبعة الثانية ، 1412هـ .
432. المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم ، لأبي نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ ، تحقيق : محمد حسن الشافعي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
433. مشارق الأنوار على صحاح الآثار ، للحافظ الكبير القاضي عياض بن موسى اليحصبي المتوفى سنة 544 ، دار الفكر ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
434. مشاهير علماء الأمصار ، لابن حبان البستي، تصحيح : م. فلايشمهر ، تصوير: دار الكتب العلمية .
435. مشيخة أبي بكر بن النقور "الفوائد الحسان عن الشيوخ الثقات"، للإمام أبي بكر عبد الله ابن محمد بن النقور البزاز المتوفى سنة 565 ، تخريج الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر ، تحقيق : مسعد السعدني ، مكتبة أضواء السلف ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
436. مشيخة ابن البخاري، بقية المسندين علي بن أحمد المقدسي المتوفى سنة 960، تخريج: الحافظ جمال الدين أحمد بن محمد الظاهري الحنفي ، تحقيق : د/ عوض عتقي الحازمي ، دار عالم الفوائد ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .(1/43)
437. مشيخة ابن طهمان ، وهو إبراهيم بن طهمان المتوفى سنة 163 ، تحقيق : الدكتور محمد طاهر مالك ، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق ، 1403هـ .
438. المصاحف ، لأبي بكر بن أبي داود السجستاني المتوفى سنة 316هـ ، دار الكتب العلمية ، 1405هـ .
439. المصنف ، للحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة 211هـ ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1403هـ .
440. المصنف في الأحاديث والآثار ، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي المتوفى سنة 235هـ ، ضبط كمال يوسف الحوت ، دار التاج، الطبعة الأولى، 1409هـ .
441. المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ، النسخة المسندة ، للحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ، تحقيق : غنيم بن عباس وياسر بن إبراهيم ، دار الوطن ، الطبعة الأولى 1418هـ .
442. معالم السنن ، للإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي ، مات سنة 388هـ ، المكتبة العلمية ، الطبعة الثانية ، 1401هـ .
443. المعجم ، لأبي سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي المتوفى سنة 341 ، تحقيق : عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني ، دار ابن الجوزي ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
444. المعجم ، لابن المقرئ المتوفى سنة 381هـ ، تحقيق : عادل بن سعد ، مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
445. المعجم ، للحافظ أبي يعلى الموصلي المتوفى سنة 307هـ ، تحقيق : حسين سليم أسد وآخر ، دار المأمون للتراث ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
446. المعجم الأوسط ، للطبراني، تحقيق: طارق بن عوض الله وعبد المحسن الحسيني، دار الحرمين ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1415هـ .
447. معجم الشيوخ، لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتوفى سنة 402هـ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، مؤسسة الرسالة ودار الإيمان ، الطبعة الثانية ، 1407هـ .(1/44)
448. معجم الصحابة ، لأبي الحسين عبد الباقي بن قانع المتوفى سنة 301هـ ، تحقيق : أبي عبد الرحمن صلاح بن سالم المصراتي ، مكتبة الغرباء الأثرية ، الطبعة الأولى ، 1418هـ.
449. معجم الصحابة ، لأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي المتوفى سنة 317 ، تحقيق : محمد الأمين بن محمد محمود الجنكي ، مكتبة دار البيان بالكويت ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
450. المعجم الصغير ، للطبراني ، ومعه " الروض الداني " ، تحقيق : محمد شكور محمود الحاج أمرير ، المكتب الإسلامي ، دار عمار ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .
451. المعجم الكبير ، للطبراني ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، مكتبة ابن تيمية بالقاهرة .
452. المعجم المشتمل على ذكر أسماء وشيوخ الأئمة النبل ، للحافظ أبي القاسم علي ابن الحسن بن عساكر المتوفى سنة 571هـ ، تحقيق : سكينة الشهابي ، دار الفكر .
453. المعجم الوجيز لمجمع اللغة العربية .
454. المعجم في أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي المتوفى سنة 371هـ ، تحقيق : د/ زياد محمد منصور ، مكتبة العلوم والحكم ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
455. معجم مقاييس اللغة ، لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفى سنة 395 ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، الطبعة الثانية ، 1394هـ .
456. معرفة الرجال عن يحيى بن معين ، رواية أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز، ويسمى: تاريخ ابن محرز ، تحقيق : محمد كامل القصار ومحمد مطيع وغزوة بدير ، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق .
457. معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ، للحافظ شمس الدين الذهبي ، تحقيق وتعليق : أبي عبد الله سعيداي إدريس ، دار المعرفة .
458. معرفة السنن والآثار ، للبيهقي أحمد بن الحسين المتوفى سنة 458هـ ، تحقيق : سيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .(1/45)
459. معرفة الصحابة ، لأبي نعيم الأصبهاني ، تحقيق : عادل بن يوسف العزازي ، دار الوطن ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
460. معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي المتوفى سنة 748هـ ، تحقيق : بشار عواد وشعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1404هـ .
461. معرفة علوم الحديث، للإمام الحاكم أبي عبد الله النيسابوري المتوفى سنة 405هـ، طبع بعناية د/ معظم حسين ، مكتبة طبرية .
462. المعرفة والتاريخ ، لأبي يوسف يعقوب بن سفيان البسوي ، تحقيق : د/ أكرم ضياء العمري ، مكتبة الدار بالمدينة النبوية ، الطبعة الأولى ، 1410 .
463. المعلم بفوائد مسلم، للإمام أبي عبد الله محمد بن علي المازري المتوفى سنة 536، تحقيق: الشيخ محمد الشاذلي النيفر، دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الثانية ،1412هـ.
464. المغازي ، لمحمد بن عمر الواقدي المتوفى سنة 207هـ ، تحقيق : الدكتور مرسون جونس ، عالم الكتب ، الطبعة الثالثة ، 1404هـ .
465. المغانم المطابة في معالم طابة ، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي المتوفى سنة 817 ، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ، الطبعة الأولى ، 1423هـ .
466. مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار ، لبدر الدين العيني المتوفى سنة 855هـ ، تحقيق : أسعد محمد الطيب ، مكتبة نزار مصطفى الباز ، الطبعة الأولى ، 1418هـ .
467. المغني ، لأبي محمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة 620 ، تحقيق : د/ عبد الله التركي ود/ عبد الفتاح الحلو ، دار هجر ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
468. المغني في الضعفاء ، للحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 748هـ ، تحقيق : نور الدين عتر .
469. المفاريد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لأبي يعلى الموصلي المتوفى سنة 307 ، تحقيق : عبد الله ابن يوسف الجديع ، مكتبة دار الأقصى ، الطبعة الأولى ، 1405هـ .(1/46)
470. المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ، للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902هـ ، تصحيح : عبد الله بن الصديق الغماري ، الطبعة الأولى ، 1407هـ .
471. مقام إبراهيم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - ، للمحدث العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني المتوفى سنة 1386هـ ، تحقيق : علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي ، دار الراية للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1417هـ .
472. المقتنى في سرد الكنى ، للحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 ، تحقيق : محمد صالح عبد العزيز المراد ، طبعة الجامعة الإسلامية ، 1408هـ .
473. المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي ، للحافظ أبي بكر الهيثمي ، تحقيق : سيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1413هـ .
474. مكارم الأخلاق ، للإمام الطبراني المتوفى سنة 360 ، تحقيق : الدكتور : فاروق حمادة ، طبع الرئاسة العامة للإفتاء والبحوث العلمية والدعوة والإرشاد ، الطبعة الأولى ، 1400هـ .
475. مكارم الأخلاق ومعاليها ، لأبي بكر محمد بن حعفر الخرائطي المتوفى سنة 327هـ، تحقيق : سعاد سليمان الخندقاوي ، الطبعة الأولى ، 1411هـ .
476. من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال ، رواية أبي خالد الدقاق يزيد بن الهيثم ابن طهمان ، ويسمى : تاريخ ابن طهمان ، تحقيق : أحمد نور سيف ، دار المأمون للتراث .
477. المناسك ، لسعيد بن أبي عروبة المتوفى سنة 156 ، تحقيق : الدكتور عامر حسن صبري ، دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الأولى ، 1421هـ .
478. المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة ، المنسوب لأبي إسحاق إبراهيم الحربي ، تحقيق : حمد الجاسر ، منشورات دار اليمامة ، الطبعة الثانية ، 1401هـ .
479. المنتخب من العلل ، للخلال ، انتخاب : ابن قدامة المقدسي، قطعة منه، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد ، دار الراية ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .(1/47)
480. المنتخب من سياق لتاريخ نيسابور ، للإمام أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، انتخاب : إبراهيم بن محمد الصريفيني ، تحقيق: محمد أحمد عبد العزيز، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1409هـ .
481. المنتخب من غرائب أحاديث مالك بن أنس ، لأبي بكر بن المقرئ الأصبهاني المتوفى سنة 381 ، تحقيق : رضا بن خالد الجزائري ، دار ابن حزم ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
482. المنتخب من مسند عبد بن حميد الإمام الحافظ المتوفى سنة 249هـ ، تحقيق : صبحي السامرائي ومحمود محمد خليل الصعيدي ، مكتبة السنة ، عالم الكتب ، الطبعة الأولى ، 1408هـ .
483. المنتقى لابن الجارود = غوث المكدود .
484. منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود ، لأحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي ، المكتبة الإسلامية ببيروت .
485. المهروانيات = الفوائد المنتخبة .
486. موافقة الخُبْر الخَبَر في تخريج أحاديث المختصر ، للحافظ ابن العسقلاني ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي وصبحي السامرائي ، مكتبة الرشد بالرياض ، الطبعة الثانية ، 1414هـ .
487. موضح أوهام الجمع والتفريق ، للخطيب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، تصوير دار الكتب العلمية .
488. الموضوعات ، لأبي الفرج ابن الجوزي المتوفى سنة 597 ، تحقيق : عبد الرحمن محمد عثمان ، دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1403هـ .
489. الموطأ ، لعبد الله بن وهب ، مات سنة 197هـ ، تحقيق : هشام بن إسماعيل الصيني ، دار ابن الجوزي ، الطبعة الأولى ، 1420هـ .
490. الموطأ ، للإمام مالك، برواية: أبي مصعب الزهري، المدني المتوفى سنة 242هـ، تحقيق: د/ بشار عواد معروف ومحمود محمد خليل، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1412هـ .
491. الموطأ ، للإمام مالك ، برواية : ابن القاسم ، وتلخيص : القابسي ، تحقيق : محمد ابن علوي المالكي ، دار الشروق ، الطبعة الثانية ، 1408هـ .(1/48)
492. الموطأ ، للإمام مالك ، برواية : ابن زياد ، تحقيق : الشاذلي النيفر ، دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الخامسة ، 1404هـ .
493. الموطأ ، للإمام مالك ، برواية : عبد الله بن مسلمة القعنبي ، تحقيق : عبد المجيد تركي ، دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1419هـ .
494. الموطأ ، للإمام مالك ، برواية : يحيى بن بكير ، صورة من النسخة الخطية في مجلدين في مكتبة الجامعة الإسلامية برقم 567و568 .
495. الموطأ، للإمام مالك برواية سويد بن سعيد الحدثاني المتوفى سنة 240هـ، تحقيق: عبد المجيد تركي ، دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
496. الموطأ ، للإمام مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني ، تحقيق : عبد الوهاب عبد اللطيف ، المكتبة العلمية ، الطبعة الثانية .
497. الموطأ ، للإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث ، الطبعة الثانية ، 1413هـ .
498. الناسخ والمنسوخ من الحديث ، للحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين المتوفى سنة 385 ، تحقيق : علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1412هـ .
499. النفح الشذي في شرح جامع الترمذي ، لأبي الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري ، تحقيق : الدكتور أحمد معبد عبد الكريم ، دار العاصمة ، الطبعة الأولى، 1409هـ .
500. نقض المباني من فتوى اليماني وتحقيق المرام فيما يتعلق بالمقام ، لراجي عفو ربه : سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان ، مطبعة المدني ، 1383هـ .
501. نقعة الصديان فيمن في صحبتهم نظر من الصحابة وغير ذلك ، للإمام الحسن بن محمد الصاغاني المتوفى سنة 650 ، تحقيق : سيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1410هـ .
502. النكت الظراف = تحفة الأشراف .(1/49)
فهرس الموضوعات
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
المقدمة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 3
أهمية الموضوع ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 5 ...
أسباب اختيار الموضوع ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 6
خطة البحث ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 6
القسم الأول : الدراسة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 11
الفصل الأول : ترجمة المؤلف وشيخيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 13
المبحث الأول : ترجمة المؤلف ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 14
اسمه ونسبه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 14
ولادته ونشأته وطلبه للعلم وحرصه عليه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 15
شيوخه والآخذون عنه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 16
سيرته وعبادته وورعه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 16
محنته ووفاته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 17
أشهر مؤلفاته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 17
المبحث الثاني : ترجمة أبي حاتم الرازي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 19
اسمه ونسبه وولادته ونشأته وطلبه للعلم ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 19
شيوخه والآخذون عنه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 20
ذكر طرف من ثناء الأئمة عليه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 21
وفاته ومؤلفاته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 22
المبحث الثالث : ترجمة أبي زرعة الرازي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 23
اسمه ونسبه ومولده ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 23
طلبه للعلم وسعة حفظه وثناء الأئمة عليه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 24
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
شيوخه والآخذون عنه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 25
وفاته ومؤلفاته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 26
الفصل الثاني : دراسة موجزة لعلم العلل ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 28
المبحث الأول : لمحة تاريخية عن علم العلل ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 29
المبحث الثاني : معنى العلة وأقسامها ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 32
معنى العلة في اللغة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 32
معنى العلة في الاصطلاح ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 32(1/1)
أقسام العلة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 34
المبحث الثالث : أهمية علم العلل وأبرز المؤلفات فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 38
أهمية علم العلل ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 38
أبرز المؤلفات فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 40
المبحث الرابع : كيفية معرفة العلة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 43
الفصل الثالث: دراسة موجزة لكتاب " علل الحديث " لابن أبي حاتم ... ... ... ... 45
المبحث الأول : تسمية الكتاب ، وصحة نسبته إلى مصنفه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 46
المبحث الثاني : موضوع الكتاب ، وكيفية ترتيبه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 48
المبحث الثالث : موارد المصنف في كتابه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 51
المبحث الرابع : بيان منزلة الكتاب وأهم مزاياه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 53
المبحث الخامس : مقارنة الكتاب بغيره من كتب العلل ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 55
أولاً: المقارنة بين هذا الكتاب والعلل الكبير للترمذي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 55
ثانياً : المقارنة بين هذا الكتاب وعلل الدارقطني ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 56
الفصل الرابع : دراسة منهج المصنف في القسم المحقق ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 58
المبحث الأول : منهجه في السؤال عن الأسانيد والمتون ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 59
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
المبحث الثاني : منهج شيوخه في الإجابة عن سؤاله في الأسانيد والمتون ... ... ... ... 61
المبحث الثالث : تعقيبه على كلام شيوخه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 65
المبحث الرابع : منهجه في إثبات العلة أو دفعها ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 66
المبحث الخامس : منهجه في الكلام عن الرواة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 67
ختم هذا الفصل بنقاط مهمة في منهج المؤلف ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 67
القسم الثاني : التحقيق ، وفيه أمران قبل سياق النص ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 70
الأمر الأول : وصف النسخ الخطية ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 72
نماذج من النسخ الخطية ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 76
الأمر الثاني : الطريقة المتبعة في تحقيق النص ، ودراسة الرواة ، وتخريج
الأحاديث ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 84(1/2)
أولاً : الطريقة المتبعة في تحقيق النص ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 84
ثانياً : الطريقة المتبعة في دراسة الرواة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 87
ثالثاُ : الطريقة المتبعة في التخريج ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 88
رابعاً : الطريقة المتبعة في الحكم على الحديث ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 90
ذكر النص مع تحقيقه وتخريجه ودراسته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 93
علل أخبار رويت في مناسك الحج وآدابه وثوابه ونحو ذلك ... ... ... ... ... ... ... ... ... 94
1- حديث السائب بن خلاد ، وعبادة بن الصامت " اللهم من ظلم أهل
المدينة ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 95
2- حديث أبي هريرة ، وأبي سعيد " إن عبداً أصححت له جسمه ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 107
3- حديث عائشة " رأيت الطيب في مفرق ..." وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... 120
4- حديث ابن عمر في دعاء توديع المسافر ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... 129
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
5- حديث أنس " أن أم سليم حاضت ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... 149
6- حديث حبيبة بن أبي تجراة في السعي بين الصفا والمروة وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 158
7- حديث أنس " مشى عن زميل له " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 179
8- حديث أبي هريرة في بيض النعام وبيان علته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 185
9- حديث الفضل وأسامة " كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة " وبيان علته ... ... 193
10- حديث أبي بن كعب وابن عباس " أن جبريل حين ركض زمزم ... "
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 198
11- حديث ابن عمر " اشترى هديه من قديد " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... 213
12- حديث ابن عمر " لا يلبس المحرم ... " وإنكار زيادة في متنه ... ... ... ... ... ... ... ... 219
13- حديث علي في دعاء الركوب ، وبيان علته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 228
14- تتمة لبيان علة حديث علي السابق ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 228
15- حديث ابن عمر " أحرم ولبى من البيت ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... 243(1/3)
16- حديث عبد الله بن السائب في الدعاء بين الركن اليماني والحجر ، وبيان
خطأ أبي نعيم فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 247
17- حديث عائشة وضباعة بنت الزبير في اشتراط ضباعة ، وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 253
18- حديث ابن عباس في قصة الصعب بن جثامة لما أهدى حمار الوحش ،
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 264
19- حديث أنس في ركوب المهدي بدنته ، وبيان نكارة إسناده المذكور ... ... ... ... 273
20- حديث ابن عمر في الحج ولو على نابٍ جمعاء ، وبيان نكارته ... ... ... ... ... 276
21- حديث عائشة في التلبية ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 278
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
22- حديث عائشة وأم منصور بنت شيبة " كان لا يوضع حجر على حجر
بمنى ..." وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 285
23- حديث أنس " أن أم سليم حاضت بعدما طافت ... " وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 292
24- حديث أبي هريرة وعبد الله بن الزبير " إنما سُمي البيت العتيق ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 293
25- حديث أبي هريرة " الحج المبرور ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... 302
26- حديث أبي هريرة " لبيك إله الحق ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... 310
27- حديث أبي هريرة " العمرة تكفر ما بينهما ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... 318
28- حديث أنس " الحجر الأسود من حجارة الجنة ... " وبيان الاختلاف فيه ... 326
29- حديث ابن عباس " ناولني حصيات ... " وذكر الاختلاف في أحد رواته ... 335
30- حديث ابن عمر أنه سئل عن رجل واقع أهله قبل أن يرمي ، وبيان
إشكال كان واقعاً لأبي حاتم في أحد رواته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 342
31- حديث عمرو بن خارجة "خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى ..." وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 348
32- حديث أبي هريرة " العمرة إلى العمرة ... " وبيان اختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... 365(1/4)
33- حديث ابن عباس أنه تمثل : وهن يمشين بنا ... ، وبيان الاختلاف فيه ... 371
34- حديث أبي سعيد " سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر وهو بين الجمرتين ...
وبيان علته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 375
35- حديث أسامة بن زيد أنه أفاض من عرفة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وبيان
انقطاعه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 381
36- حديث الفضل بن عباس أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المزدلفة ... وبيان
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
انقطاعه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 381
37- حديث جابر " من حج عن أبيه ... " وبيان بطلانه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 388
38- حديث علي في قوله لعمر : لم نهيت عن متعة الحج ؟... وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 395
39- حديث عمر " نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعقيق ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... 400
40- حديث ابن عباس " يا بني اخرجوا من مكة مشاة ... " وبيان علته ... ... ... ... 405
41- حديث أبي هريرة " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثاً ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... 413
42- حديث كعب بن عجرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة القمل ، وبيان أن مالكاً
أسقط رجلاً من إسناده ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 420
43- حديث ابن عمر أنه كان بطريق مكة فبلغه عن أبيه شدة ... وبيان علته ... ... 435
44- حديث أبي هريرة وعبد الله بن عدي بن الحمراء " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب
بالحزورة ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 440
45- حديث عمر أنه ضرب لليهود والنصارى والمجوس ... وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 447
46- حديث ابن عباس " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو محرم ... " وبيان علته
من الإسناد المذكور ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 452
47- حديث حفصة وابن عمر " خمس تقتل في الحرم ... " وبيان الاختلاف(1/5)
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 457
أ/48- حديث ابن عباس " ليس على النساء حلق ..." وبيان الاختلاف فيه ... ... 469
ب/48- حديث ابن عمر أنه مشى بين الركنين ورمل بينهما وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 475
49- حديث عمر أنه طاف بالبيت بعد الصبح ... وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... 481
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
50- حديث عبيد الله بن عدي وعبد الله بن عدي بن الحمراء أنهما سمعا
النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لمكة ... وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 487
51- حديث ابن مسعود " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة"وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 498
52- حديث ابن الزبير " قال رجل : يا رسول الله إن أبي أدركته فريضة الحج
... " وبيان ما وقع فيه من النكارة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 506
53- حديث يونس بن شداد " أيام التشريق إنها أيام أكل وشرب " وبيان
نكارته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 514
54-حديث جابر وعائشة في إهداء الغنم المقلدة ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... 519
55- حديث بريدة " جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن فريضة الله ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 529
56- حديث ابن عباس في التلبية ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 537
57- حديث عائشة في التلبية ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 544
58- حديث عائشة "طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغالية ..." وبيان نكارته من الطريق
المذكور ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 547
59- حديث حفصة وابن عمر " يقتل المحرم خمساً من الدواب ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 556
60- حديث ابن عمر وعمر " يكتب للحاج كذا ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... 557
61- حديث ابن عمر وعمر " الحاج والمعتمر وفد الله ..." وبيان الاختلاف فيه ... 563(1/6)
62- حديث أنس وابن عباس " أن صاحب بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 575
63- حديث سلمة بن المحبق "عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث بدنتين مع رجل ..." وبيان
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 582
64- حديث طلحة بن عبيد الله " الحج جهاد ، والعمرة تطوع " وبيان بطلانه ... 588
65- حديث أبي هريرة وأبي سعيد " من أصححت له جسمه ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 601
66- حديث أبي سعيد " أيام التشريق كلها ذبح " وبيان بطلانه ... ... ... ... ... ... ... ... 603
67- حديث جابر "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع الحج والعمرة فطاف لهما طوافاً واحداً"
وبيان نكارته بالإسناد المذكور ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 610
68- حديث ابن عباس " إن لله في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ... "
وبيان نكارته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 620
69- حديث ابن عباس " أن رجلاً وقصته ناقة ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... 627
70- حديث ابن عباس " غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منى ... " وبيان نكارته ... ... ... ... ... 637
71- حديث ابن المجبر : رأيت سالماً وهو محرم ضرب حية ، وبيان الاختلاف
في اسم ابن المجبر ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 643
72- حديث عمار أنه قال : إذا أردت الحج فاشترط، وبيان الاختلاف فيه ... ... 646
73- حديث صفية بنت شيبة " إني لأنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغداة ... " وبيان
الإدراج في متنه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 653
74- حديث أسامة " قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أين تنزل بالخيف ؟ ... " وبيان تفرد
الزهري بروايته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 662
75- حديث عائشة " إن طوافك بالبيت ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... 668
76- حديث ابن عباس " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة : يكفيك طوافك الأول ..."(1/7)
وبيان نكارته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 675
77- حديث أم سلمة أنها كانت تأمر يوم عرفة بالشمس ترعى لها ، وبيان
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 678
78- حديث ابن عمر " رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في ظل الكعبة محتبياً " وبيان نكارته
بالإسناد المذكور ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 682
79- حديث ابن عباس " أيما محرم مات لا يغشى وجهه ... " وبيان نكارته
بالإسناد المذكور ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 686
80- حديث ابن عمر " من لم يكن له نعلان ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... 692
81- حديث عمر وابن عمر في المواقيت ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... 697
82- حديث أنس " رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يهادى بين ابنيه ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 707
83- حديث أبي هريرة وأبي سعيد " إن من أصححته وأوسعت له ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 715
84- حديث أم سليم وابن عباس في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " مالها لم تحج معنا العام
... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 717
85- حديث أنس " من مات في الحرمين ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... 727
86- حديث الهرماس في التلبية بالحج والعمرة ، وبيان نكارته ، وسرقة
الشاذكوني له ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 743
87- حديث ابن عمر أنه استعصى عليه بعيره ... وبيان نكارته ... ... ... ... ... ... ... ... ... 749
88- حديث ابن عمر ، وجابر " ارموا الجمار بمثل حصى الخذف " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 753
89- حديث علقمة بن نضلة في رباع مكة ، وبيان الاختلاف في اسم عثمان
ابن سليمان راويه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 759
90- حديث ابن مسعود في التلبية ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 764
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة(1/8)
91- حديث أنس في حلق النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... 768
92- حديث جابر وابن عباس في قصة الأعرابية السائلة عن إحرام الصبي ،
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 775
93- حديث ابن عمر " الدين خمس ... " وبيان نكارته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 794
94- حديث عائشة " طوافك بالبيت ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... 797
95- حديث عبيد الله بن عباس " أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن
أمي كبيرة ... " وبيان إرساله ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 799
96- حديث سعد بن مالك : رأيت امرأة تطوف ، وبيان انقطاعه ... ... ... ... ... ... ... 805
97- حديث ابن عباس " ساق النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل ... "
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 808
98- حديث ابن عباس " بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ميمونة ..." وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 823
99- حديث ابن عمر وأبي سعيد وأبي هريرة " ما بين بيتي ومنبري روضة ..."
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 825
100- حديث قدامة العامري " رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت..." وبيان نكارته ... 844
101- حديث ابن عمر وعمر " الغازي والحاج وفد الله ... " وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 848
102- حديث سعد بن أبي وقاص في التلبية بذي المعارج ، وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 853
103- حديث ابن عباس " لبى حتى رمي جمرة العقبة " وبيان الاختلاف فيه ... 862
104- حديث ابن عمر في { }، وبيان بطلانه ... ... ... ... 872
105- حديث جابر " العمرة إلى العمرة ... " وبيان نكارته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 877
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
106- حديث أنس " صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أربعاً ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 884(1/9)
107- حديث عبد الله بن عمروٍ " الحاج والعمار وفد الله ..." وبيان نكارته ... ... 893
108- حديث عائشة " دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة ..." وبيان نكارته ... ... ... ... ... ... 899
109- حديث عائشة " أن المقام كان في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - ... " وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 903
110- حديث عائشة وأبي هريرة في المدينة " إن الإيمان لينحاز إليها ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 909
111- حديث عمير بن سلمة والبهزي في قصة حمار الوحش ، وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 915
112- حديث عبد الله بن عمروٍ " الركن والمقام ياقوتتان ..." وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 929
113- حديث عمر " تابعوا بين الحج والعمرة ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... 938
114- حديث علي في دعاء الركوب ، وبيان نكارته بالإسناد المذكور ... ... ... ... ... 957
علل أخبار رُويت في الغزو والسير ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 960
115- حديث أبي هريرة " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى الأنثى من الخيل فرساً ..." وبيان
علته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 961
116- حديث أنس " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علياً إلى قوم يقاتلهم ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 965
117- حديث أبي هريرة وابن عباس "لا هجرة بعد الفتح..." وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 971
118- حديث أبي هريرة " كل شيء من لهو الدنيا باطل ... " وبيان الاختلاف
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 979
119- حديث أبي سعيد وأنس " أهدى ملك الروم ... " وبيان الاختلاف فيه ... 988
120- حديث عبد الله بن عدي الأنصاري " أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذن في
قتل رجل من المنافقين " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 999(1/10)
121- حديث عمرو بن عبسة " صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعير من المغنم..." وبيان
انقطاعه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1008
122- حديث أبي هريرة أنه قال : لا يجمع الله غباراً في سبيل الله ... ، وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1016
123- حديث ابن مسعود " لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك " وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1029
124- حديث أبي قتادة " خير الخيل الأدهم الأقرح ... " وبيان الاختلاف فيه ... 1041
125- حديث ابن عمر " نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1049
126- حديث ثوبان "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي..." وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1060
127- حديث حنظلة الكاتب وأخيه في النهي عن قتل النساء ، وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1069
128- حديث عائشة في قصة الرجل الذي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى بدر ،
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1081
129- حديث رافع بن خديج وأبي سعيد " أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان يوم
حنين ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1087
130- حديث أبي بن كعب " بشر هذه الأمة بالسناء ... " وبيان الاختلاف فيه ... 1095
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
131- حديث ابن عباس " قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من بدر عليك بالعير ... "
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1101
132- حديث ابن عباس " كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - فرس يقال له المرتجز " وبيان سرقة
الشاذكوني له ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1107
133- حديث ابن عباس في سؤال الحروري عن سهم ذي القربى وقتل
الولدان ... ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1113(1/11)
134- حديث ابن عباس " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر : وهذا جبريل ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1121
135- حديث علي "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يغور آبار بدر" وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1121
136- حديث أنس " يعطى للشهيد ثلاث ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... 1132
137- حديث ابن عمر قيل له : هل تعلم عملاً في سبيل الله إلا الجهاد ...
والشك في اسم أحد رواته ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1136
138- حديث رجل من بلقين في قسمة المغنم ... وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... 1139
139- حديث سهل بن الحنظلية " الخيل معقود في نواصيها الخير ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1148
140- حديث أبي أمامة " ثلاثة كلهم ضامن على الله ... " وبيان الاختلاف
فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1155
141- حديث سمرة " من قتل قتيلاً فله سلبه " وبيان إسقاط أحد رواته ... ... ... ... 1161
142- حديث زيد بن خالد " من جهز غازياً ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... 1166
143- حديث سلمان في الرباط ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1177
144- حديث أنس " غدوة في سبيل الله أو روحة ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... 1189
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
145- حديث ابن عمر " كتب عمر إلى أمراء الأجناد ألا يأخذوا ... " وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1195
146- حديث عبد الله بن المغفل " كنت آخذ بغصن من أغصان الشجرة ... "
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1202
147- حديث أنس في قصة خنجر أم سليم ، وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... 1211
148- حديث سعد في رده الفرس الذي أصابه العدو على صاحبه ، وبيان
الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1215
149- حديث معاوية بن جاهمة " جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت يا رسول الله(1/12)
أردت الغزو معك ... " وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1219
150- حديث أبي هريرة وأبي الورد " إياي والسرية التي إن لقيت فرت ... "
وبيان الاختلاف فيه ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1236
الخاتمة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1240
الفهارس الفنية ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1245
فهرس الآيات القرآنية ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1246
فهرس الأحاديث والآثار على حروف المعجم ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1247
فهرس الأحاديث والآثار على المسانيد ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1255
فهرس الرواة المترجمين ( الأعلام ) ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1269
فهرس الأماكن والبلدان ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1294
فهرس المصادر والمراجع ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1296
فهرس الموضوعات ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 1348(1/13)
المقدمة
القسم الأول
القسم الثاني
الخاتمة
الفهارس الفنية
القسم الأول : الدراسة
وفيه أربعة فصول :
الفصل الأول : ترجمة المؤلف وشيخيه بإيجاز .
الفصل الثاني : دراسة موجزة لعلم العلل .
الفصل الثالث : دراسة موجزة لكتاب " علل الحديث "
لابن أبي حاتم .
الفصل الرابع : دراسة منهج المصنف في القسم المحقق .
القسم الثاني : التحقيق
وفيه قبل الشروع بذكر نص الكتاب أمران وهما :
الأمر الأول : وصف النسخ الخطية وبيان المعتمد منها .
الأمر الثاني : الطريقة المتبعة في التحقيق والتخريج والدراسة.
ثم ذكر النص مع تحقيقه وتخريجه ودراسته .
علل الحديث
للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ
من قوله : علل أخبار رُويت في مناسك الحج ، من أول المسألة رقم :
( 787 ) ، إلى نهاية المسألة رقم ( 937 ) ، وهي قوله : سئل أبو زرعة
عن حديث رواه زيد بن الحباب
تحقيقاً وتخريجاً ودراسة
علل أخبار رُويت في مناسك الحج
وآدابه(1)وثوابه ونحو ذلك
علل أخبارٍ رويت في الغزو والسير
__________
(1)
(1) في ( ت ، ط ) :" وأدائه " ولكن الهمزة في ( ت ) تكتب ياءً ، وفي ( ح ، ض ) غير منقوطة ، وفي ( م ) غير ظاهرة .(1/1)