علينا بغداد [و] [1] أنبأنا محمد بن طالب بن زيد بن شهريار وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرِ بْنِ غَانِمٍ التَّاجِرِ وَابْنِ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ بِقِرَاءَتِي عليهم بأصبهان قالوا: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ غَانِمُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الواحد التاجر قراءة عليه قالا: أنبأنا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ بْنِ موسى التاجر قراءة عليه أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ، أنبأنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَبْدُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز قالا: حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شُعْبَةُ وَهِشَامٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» [3]
قَرَأْتُ بخط أَبِي بكر مُحَمَّد بْن أَبِي نصر اللفتواني قَالَ: قتل قاضي القضاة أَبُو إسماعيل عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عُبَيْد اللَّه الخطيبي بهمدان يوم الجمعة ثالث صفر سنة اثنتين وخمسمائة قتله ملحد من الملحدين.
وسمعت أَبَا نصر اليونارتي [4] يَقُول سألته عن مولده فَقَالَ: ولدت في صفر سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
335- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن شاشير المخرمي، أَبُو الْقَاسِمِ الحنبلي:
كان يصلي إماما فِي مسجد بدرب فراشا، وكان شيخا صالحا، سمع أَبَا القَاسِم عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن البسري وأبي الغنائم محمد بن علي بن أَبِي عثمان وأبا عَبْد اللَّه مالك بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ البانياسي وأبا مُحَمَّد رزق اللَّه بْن عَبْد الوهاب التميمي وغيرهم. وحدث باليسير، روى عنه شيخنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن بوش [5] .
أَنْبَأَنَا ابْنُ بَوْشٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن شاشيرَ قراءة عليه وأنبأنا أَبُو الْمَسْعُودِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الداريج [6] قراءة عليه، أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بْن عليّ بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن يُوْسٌف قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالا: أنبأنا أبو عبد الله مالك
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في النسخ: بن عبد العزيز» .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/48، 8/88. وفتح الباري 1/142، 11/129.
[4] في (ب) : «اليوناني» .
[5] في الأصل، (ب) : «بن نوش» في كل المواضع.
[6] في الأصل، (ج) : الدارح» وفي (ب) بدون نقط.(17/60)
ابن أحمد البانياسي قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ موسى القرشي، أنبأنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، حدثنا عبيد بن أسباط، حدثنا أَبِي عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: إِنِّي مِمَّنْ رَفَعَ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يَخْطُبُ فَقَالَ: «لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا وَلَكِنِ اقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ، وَأَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ يَرْتَبِطُونَ كَلْبًا إلا نقص من أورهم كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ إِلا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ كَلْبَ غَنَمٍ» [1] .
قَرَأْتُ فِي كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قَالَ: مات أَبُو الْقَاسِمِ بْن شاشير في يوم السبت سابع عشري رجب سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وصلى عليه بجامع الخليفة وجامع المنصور، ودفن بقبر أَحْمَد.
336- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عمر بن حقي [2] ، أَبُو الْقَاسِمِ:
من أهل عكبرا، حدث [عن] [3] أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ العكبري.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الحافظ وعبد القادر بن خلف الْمُؤَذِّنُ قَالا: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله بن نصر عن أبي منصور العكبري ونحن نسمع قال: أنبأنا أَبُو القاسم عُبَيْد الله بْن عَلِيّ بْن عمر، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ العزيز المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الرجال، حدثنا أَبُو يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: كُنَّا بَيْنَ يَدَيِ الْمَهْدِيِّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ آبَائِهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدٌ مِنَ الْعَجَمِ قَدْ حَلَقُوا لِحَاهُمْ وَحَفُّوا شَوَارِبَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَالِفُوا عَلَيْهِمْ، فَحِفُّوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى» [4]
، قَالَ: وَالْحَفُّ أَنْ يُؤْخَذَ عَلَى طُرَّةِ الشَّفَةِ.
337- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن المبارك بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الوهاب بْن نغوبا،
أَبُو
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2849. وسنن النسائي 7/185. وسنن ابن ماجة 3205.
ومسند أحمد 5/56، 57. وكشف الخفا 2/232.
[2] في الأصل: «هي» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من النسخ.
[4] انظر الحديث في صحيح البخاري 7/206. وصحيح مسلم، كتاب الطهارة باب 16.(17/61)
المعالي بْن أَبِي الحَسَن بْن أَبِي السعادات:
من أهل واسط من أولاد المحدثين، سمع أباه وأبا مُحَمَّد أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الآمدي المقرئ وأبا الفضل [1] مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي زنبقة [2] وأبا مُحَمَّد صالح بْن سعد اللَّه بْن سعد اللَّه بْن الجوابي العلوي، وقدم بغداد مع والده وهو صبي فسمع بها أَبَا المظفر هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشبلي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن المعمر الحسيني وأبا العباس أحمد بن المبارك بن الرقعاني [3] ثم قدم بغداد بعد علو سنة مرات وسمع بها من جماعة من المتأخرين وسكنها فِي آخر عمره إلى حين وفاته، وحدث بها وكتبنا عنه، وكان شيخا حسنا لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن المبارك بْن نغوبا قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِجَامِعِ الْقَصْرِ مِنْ شَرْقِيِّ بَغْدَادَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ هِبَةُ اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشبلي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، حدثنا عبد الله [4] هو البغوي، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثني هانئ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ [5] وَكَانَ قَوْمُهُ [6] بَعَثُوهُ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمَسُّ [7] رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ بِوَجْهِهِ مُوَلٍّ إلى اليمن ظهره إذا أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَذَالَ النَّاسُ الْخَيْلَ وَوَضَعُوا السِّلاحَ وَزَعَمُوا أَنَّ الْحَرْبَ قَدْ وَضَعَتْ أَوْزَارَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ كَذَبُوا بَلِ الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لا تَزَالُ فِرْقَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُزِيغُ [8] اللَّهُ بِهِمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ وَيَنْصُرُهُمْ عَلَيْهِمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ، الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القيامة، وهو
__________
[1] في النسخ: «المفضل» .
[2] في النسخ: «رينقة» .
[3] في (ج) : «المرقعاني» .
[4] في (ب) : «عبيد الله» .
[5] في الإصابة والتهذيب: «السكوني» .
[6] في النسخ: «وكان يومه» .
[7] في الأصل، (ب) : «تمشى» .
[8] في النسخ: «يرفع الله لهم» .(17/62)
يُوحَى إِلَيَّ أَنِّي مَقْبُوضٌ غَيْرَ مُلَبَّثٍ وَأَنَّكُمْ مُتَّبِعِيَّ أَفْنَادًا [يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ-] [1] وَعُقْرُ دَارِ [2] الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّامِ» [3] .
سألت أَبَا المعالي بْن نغوبا عن مولده فَقَالَ: فِي إحدى الجماديين من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بواسط، وتوفي ببغداد فِي ليلة الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وستمائة ودفن من الغد بالوردية.
338- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن الفَرَّاء، أَبُو الْقَاسِمِ بْن أَبِي الفرج بْن أَبِي حازم بن أَبِي يعلى الحنبلي [4] :
من أهل باب الأزج، أسمعه والده الكثير فِي صباه من أبوي منصور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد [5] الواحد القزاز [6] ومحمد بْن عَبْد الملك بْن الحَسَن بْن خيرون وأبي المعالي عَبْد الخالق بْن عَبْد الصمد بْن البدن وأبي سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الزوزني وأبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبي عبد الله محمد بن محمد ابن أَحْمَد بْن السلال [7] الوراق وآباء الحَسَن عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام ومحمد ابن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الصائغ وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الآبنوسي وأبي الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن المقرئ، وسمع هو بنفسه من أَبِي الفضل بْن ناصر وأبي بَكْر بْن الزاغوني وسعيد بْن أَحْمَد بْن البناء، وأكثر عن أصحاب عاصم وابن أَبِي عثمان وابن البطر وابن طلحة وطراد الزينبي، وبالغ في الطلب حتى سمع من جماعة من المتأخرين.
وكتب بخطه وحصل الأصول الحسان، وكانت داره مجمعا لأهل العلم يحضر بها المشايخ ويقرأ عليهم، ويحضر الناس منزله للسماع. وكان ينفق عليهم بسخاء نفس وجود بموجوده وكان لطيفا حسن الأخلاق ذا مروءة وصدر واسع، شهد عند قاضي
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر، وليست في النسخ.
[2] في النسخ: «وعقودا و» .
[3] انظر الحديث في: سنن النسائي 6/214. وصحيح ابن حبان 1617. وطبقات ابن سعد 7/143. وكنز العمال 11345، 11349.
[4] انظر: لسان الميزان 4/109.
[5] في الأصل: «عبد الرحمن» .
[6] في (ج) : «الفرار» .
[7] في (ج) : «السلام» .(17/63)
القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني فِي ولايته الأولى فِي يوم الأربعاء التاسع من شهر ربيع الأول من سنة خمس وخمسمائة فقبل شهادته، ولم يزل يشهد عند القضاة إلى أن طرت عنه أشياء لا تليق بأهل الدين فِي شهادته، فعزل عن الشهادة قبل موته بقليل، حدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وشيخنا أبو محمد بن الأخضر وروى لنا عنه، وكان يصفه كثيرا، بالسخاء وسعة النفس والبذل والعطاء وحسن الخلق ولطف المعاشرة.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الأَخْضَرِ قَالَ: أنبأنا أَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الفراء وأنبأنا أَبُو أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عليّ الأمين وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ النَّحَّاسِ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النُّهَاوَنْدِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ قَالُوا جَمِيعًا أنبأنا إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي، أنبأنا أحمد بن محمد البزاز، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا بقية عن معاوية بن سعيد التجيي [1] قَالَ: سَمِعْت أَبَا قَبِيلٍ [2] يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من مَاتَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَوْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ فتنة القبر» [3] .
قرأت بخط القاضي أبي الفرج عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الفراء قَالَ: مولد ابني أَبِي القَاسِم عُبَيْد اللَّه ليلة الإثنين رابع عشر ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمسمائة، سَمِعْت أَبَا الحَسَن بْن القطيعي يَقُول: أصاب القاضي أَبَا القَاسِم بْن الفراء الفالج ليلة السبت ثالث ذي الحجة وتوفي عاشر ذي الحجة سنة ثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان عارفا بالشهادة والقضاء مهيب المجلس عدلا من روايته ضعيفا فِي شهادته.
339- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن أبي عمر البزاز، أَبُو جعفر بْن أَبِي الحَسَن الدباس المعروف بابن الباقلا:
من أولاد المحدثين كان يسكن بخرابة الهراس، ذكر لي والده أَبُو الحَسَن علي أنه قرأ القرآن بالروايات عَلَى أَبِي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط،
__________
[1] في النسخ: «النجيبى» .
[2] في النسخ: «أبا عقيل» .
[3] انظر الحديث في: كشف الخفا 2/318. ومصنف عبد الرزاق 5595.(17/64)
كانت له سماعات مع أَبِي الفتح بْن شاتيل من أَبِي بكر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن بدران الحلواني فِي ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة، وما أظنه روى شيئا.
ذكر لي ولده أَبُو الحَسَن أنه توفى فِي التاسع والعشرين من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
340- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن المعمر بْن مُحَمَّد بْن المعمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْد اللَّه [1] بْن عَلِيّ بْن الحسين بن علي بن الحسين ابن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، أَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي الحَسَن بْن أَبِي الغنائم العلوي الحسيني:
أخو أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد الذي قدمنا ذكره وكان الأسن، [و] [2] كان أبوهما وجدهما نقيبى [3] الطالبين ببغداد، وسيأتي ذكرهما إن شاء اللَّه. كان أَبُو الْحُسَيْن هَذَا شادنا [4] حسن الطريقة، أدركه أجله شابا، وقد روى عنه ابن السمعاني أناشيد علقها عنه، وكان أسن منه.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد ابن السمعاني قَالَ: أنشدني أَبُو الْحُسَيْن عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن المعمر لأبي تمام:
ألا يا خليلي اللذين كلاهما ... ملبيك عند النائبات نجيب
أعينا على ظني جعلت نصيبه ... وما لي فيه ما حييت نصيب
بلغني أن أَبَا الْحُسَيْن بْن النقيب أَبِي الحَسَن ولد فِي شعبان سنة تسع وخمسمائة، أخبرني الحاتمي قال: أنبأنا ابن السمعاني قَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن المعمر كان حسن الأخلاق والصحبة متوددا لطيفا متواضعا، سمع بقراءتي الحديث، علقت عنه أبياتا من الشعر.
مات يوم الإثنين تاسع صفر سنة أربع وأربعين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش.
341- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن نصر بْن حمرة [5] بْن عَلِيّ بْن عبيد الله، أبو بكر
__________
[1] في (ج) : «عبد الله» . [2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) . [3] في النسخ: «يفتني» وعلى هامش (ب) : «نقيب» . [4] في (ج) : «شاديا» . [5] في النسخ: «بن حمزة» في كل المواضع. خطأ. ابن أَبِي الفرج التيمي، المعروف بابن المارستانية [1] .(17/65)
هكذا كان يذكر نسبه ويوصله إلى أَبِي بكر الصديق. ورأيت المشايخ الثقات من أصحاب الحديث وغيرهم ينكرون نسبه هَذَا ويقولون: [إن] [2] أباه وأمه كانا يخدمان المرضي بالمارستان البتشي [3] فِي أسفل البلد، وكان أبوه مشهورا بفريج- تصغير أَبِي الفرج- عاميا لا يفهم شيئا، وأنه سئل عن نسبه فلم يعرفه وأنكر ذلك، ثم إنه أدعى لأمه نسبا إلى قحطان وأدعى لأبيه سماعا من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ وسمعته منه، وكذلك أدعى لنفسه سماعا من أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن عمر الأرموي وكل ذلك باطل، وكان قد طلب العلم فِي صباه، فقرأ الأدب وتفقه عَلَى مذهب أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل، وسمع كثيرا من الحديث من أَبِي المظفر بْن الشبلي وأبي الفتح بْن البطي ويحيى بْن ثابت بْن بندار وأمثالهم، وقرأ كثيرا عَلَى المتأخرين وعلى مشايخنا.
وكتب بخطه. وحصل الأصول ولم يقنع بذلك حتى أدعى السماع عمن لم يدركه وألحق طباقا [4] عَلَى الكتب بخطوط مجهولة تشهد بكذبه وتزويره [5] وجمع [6] مجموعات فِي فنون من التواريخ وأخبار الناس. من نظر فيها ظهر له من كذبه وقبحه [7] وتهوره ما كان مخفيا عنه، وبان له تركيبه الإسناد عَلَى الحكايات والأشعار والأخبار وتزويق الكلام فيخفى بينه الكذب والأخلاق، ويأبى اللَّه سبحانه إلا أظهار ما أخفاه، نعوذ باللَّه من تسويل الشيطان.
وكان قد قرأ كثيرا من علم الطب والمنطق والفلسفة، وكانت بينه وبين عبيد الله ابن يونس صداقة ومصاحبه، فلما أفضت إليه الوزارة اختص به وقوى جاهه وبنى دارا بدرب الشاكرية وسماها دار العلم، وجعل فيها خزانة كتب وأوقفها على طلاب العلم، وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ فيها الحديث يوم الجمعة ويحضر عنده الناس
__________
[1] انظر الأعلام 4/351. وشذرات الذهب 4/339.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .
[3] في (ب) : «النتشمى» .
[4] في (ب) : «طببا» .
[5] في ب: «تزوره» .
[6] في (ب) : «جميع» .
[7] في النسخ: «قحه» .(17/66)
فيسمعون منه، ورتب ناظرا في أوقاف المارستاني العضدي، فلم تحمد [1] سيرته فقبض عليه وسجن فِي المارستان مدة مع المجانين مسلسلًا، وبيعت دار العلم بما فيها من الكتب مع سائر أمواله وقبضت، وبقى معتقلًا مدة ثم أطلق فصار يطبب الناس ويدور عَلَى المرضى فِي منازلهم، وصادف قبولا فِي ذلك فأثرى وعاد إلى حالة حسنة، وحصل كتبا كثيرة، ثم إنه ندب للتوجه فِي رسالة من الديوان فخلع عليه خلعة سوداء قميص وعمامة وطرحة، وأعطى سيفا وأركب مركبا جميلًا، وتوجه إلى تفليس فِي صفر سنة تسع وتسعين إلى الأمير أَبِي بكر المذكر بْن البهلوان زعيم تلك البلاد فأدركه أجله هناك.
وكان أديبا فاضلًا فصيحا مليح العبارة بليغا حسن التصنيف، وقد حدث بكثير مما اختلقه وعن جماعة لم يلقهم، سمع منه الغرباء ومن لا يعرف طريقة الحديث، ورأيته كثيرا ولم أكتب عنه شيئا.
وقد نقلت فِي هَذَا الكتاب من خطه وقوله وروايته أشياء العهدة عليه فِي صحتها، فأني لا أطمئن إلى صحتها ولا أشهد بحقيقة بطلانها- واللَّه أعلم بالصحيح.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه الحنبلي بأصبهان عن معمر بْن عَبْد الواحد بْن الفاخر الْقُرَشِيّ ونقلته من خطه قَالَ: أنشدني أَبُو بكر عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن نصر بْن حمرة التيمي لنفسه:
أفردتني بالهموم ... ذات ذل ونعيم
أودعت قلبي سقاما ... [و] [2] الحشا نار الجحيم
ليس لي شغل سواها ... من خليل وحميم
هي داء للمعافي ... ودواء للسقيم
شغلت قلبي بأمر ... مقعد فيها مقيم
سَمِعْت أبا الحسين [3] بْن القطيعي يَقُول: سَمِعْت أَبَا الفرج بْن الجوزي يَقُول: قَالَ لي أَبُو بكر ابن المارستانية: مولدي في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
__________
[1] في (ب) : «فلم نجد» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[3] في (ج) : «الحسن» .(17/67)
بلغنا أنه توفي في موضع «بجرخ بند» [1] وكان راجعا من تفليس قاصدا للأمير أَبِي بكر فِي ليلة الأحد غرة ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ودفن فِي ذلك الموضع- رحمه اللَّه.
342- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن نصر بْن عقيل بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ العبدي، المعروف بابن الغبران، ويلقب بالصارم:
أخو الحَسَن بْن عَلِيّ الملقب بالهمام، من أهل الحلة السفينة سكن الشام وكان يمدح ملوكها وأعيانها ويقال: إنه كان يسرق شعر أخيه الحَسَن ويدعيه ويمدح به الناس، رأيت له قصيدة يمدح بها الملك المنصور مُحَمَّد بْن تقي الدين عمر بْن شاهنشاه بْن أيوب، أولها:
كم برسم لعلع من البدور الطلع ... يمنعن أقمار السماء فِي الدجى عن مطلع
يراغم وراتع أكرم بها من ... كل رداح كالقضيب سهلة المقنع
تعصمني القلوب بسهام من حلال البرقع ... صحيحة لا نائلي عن قلبي المصدع
وأحر قلبي لبرود ريقها الممنع ... وآه من ذكر لئيلات الحمى والأجرع
لهفي عَلَى تفريق طيب شملي المجتمع ... وما خلا بذلك المصطاف والمرتبع
واستبدلت بعد الأنيس بالغراب الأبقع ... وبالقيان أنه الفرعل والسمعمع
تعد بعد أهلها من الديار البلقع ... كم لي عَلَى رسومها من وقفة المعجع
وزفرة تذكى لهيب النار بين أضلعي ... اندب ماضي زمن بربعها لم يرجع
وأستهل فِي ذرى تلك الرسوم أدمعي ... ولم أجد للقذل فِي سلوهم سمعا يعي
ومن مديحها:
الملك المنصور والطول الجزيل الرفع ... وطرد ناس وحجى بالخطب لم تزعزع
جامع فضل تسوى غلاه لم يجمع ... بالبأس والنوال والإحسان والتورع
ذو مقول بخرس كل مفصح ومصقع ... كهف العفاة ملجأ الخائف والمنقطع
يردى الكماة بالمراضي والرماح الشرع ... سل عنه فِي يوم النزال بالقنا المزعزع
هل غيره كان المجيب فِي الوغا إذا دعي
__________
[1] في النسخ: «بحرخ نبذ» .(17/68)
بلغني أنه توفى بحلب فِي سنة ست أو سبع وستمائة.
343- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن أَبِي الوفا بْن عزيز بْن عَلِيّ بْن عزيز بْن الْحُسَيْن، أَبُو بكر بْن أَبِي الحَسَن الدباس:
من أهل باب الأزج، سمع أبوي الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي ومحمد ابن ناصر الحافظ وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا متيقظا حسن الأخلاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الدَّبَّاسِ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأرموي قال: حدثنا الْوَزِيرُ نِظَامُ الْمُلْكِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ إِمْلاءً بِمَدْرَسَتِهِ بِبَغْدَادَ قَالَ: أنبأنا محمد بن أحمد أبو بكر بأصبهان، حدثنا محمد ابن أحمد، حدثنا محمد بن عياش الجصاص، حدثنا أبو هاشم بن أبي خداش، حدثنا الْمُعَافَى عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ قَالَ: قَدِمَ عَدِيُّ [1] بْنُ حَاتِمٍ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُهُ في أناس من رفقائهم [2] وَأَنَا شَابٌّ قُلْنَا: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الإِسْلامُ؟ قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَتُؤْمِنُ بِالأَقْدَارِ خَيْرِهَا وَشَرِّهَا»
سألته عن مولده فَقَالَ: فِي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في سنة اثنتين وستمائة، ودفن بمقبرة معروف الكرخي.
344- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ الطحان:
حكى عن أَبِي مُحَمَّد الخلدي، روى عنه أَبُو عَلِيّ بْن المبارك فِي مشيخته.
أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيد بْن مُحَمَّد المؤدب عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني أَبِي عَلِيّ الحَسَن بْن أَحْمَد بْن البنا قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ قَالَ: أنبأنا عبيد الله بن علي الطحان قال: أنبأنا أَبُو مُحَمَّد جعفر بْن نصير الخلدي قَالَ: سافرت عشرين سنة فكتبت كثيرا، وقمت أطلب العراق فجئت إلى نيل مصر فلم أجد معبرا، فأرشدوني إلى مكان ضيق فإذا جبلان، فجئت أعبر فزلقت فوقعت الكتب فِي الماء فرأيتها تمر عَلَى رأس الماء، فقلت: وا بعد سفراه! فسمعت
__________
[1] في النسخ: «على بن حاتم» تحريف.
[2] في (ب) : «فقابهم» .(17/69)
هاتفا يَقُول اسمع صوته ولا أراه: يا جعفر! لا تكن من أصحاب الورق وكن من أصحاب الخرق. قَالَ: ففهمت كل ما كان قد مر مني.
345- عُبَيْد اللَّه بْن عمر بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمر بْن عَلِيّ بْن البقال المقرئ، أَبُو الكرم:
من أهل باب الأزج، من أولاد المحدثين، سمع الأمير أَبَا مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله وأبا طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز وأبا طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن العلاف وابوي القَاسِم [1] [روى عنه] أَبُو بكر عَبْد اللَّه بْن عمر بْن أحمد ابن النقور.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن النقور، أنبأنا أبو الكرم عبيد الله بن عمر بن عبد الله المعروف بابن البقال، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف المقرئ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، أنبأنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ محمد ابن حنبل، حدثنا وكيع، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ بن حبيش عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: عَهِدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ لا يُحِبُّكَ إِلا مُؤْمِنٌ وَلا يُبْغِضُكَ إِلا مُنَافِقٌ» [3] .
قَرَأْتُ بخط أَبِي عامر العبدري وأنبأنيه عنه أَبُو الحَسَن الحاكم قَالَ: سألته يعني أَبَا الكرم عُبَيْد اللَّه بْن عمر [بْن] [4] البقال- عن مولده، فَقَالَ: فِي السادس والعشرين من شوال سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفي ليلة الأحد رابع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة.
346- عُبَيْد اللَّه بْن الفضل بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْحُسَيْن القصيري:
من أهل القصير بلدة عَلَى الفرات [5] من نواحي هيت والأنبار، روى عنه
__________
[1] هكذا في النسخ.
[2] في الأصل: «عبيد الله» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/95. والأحاديث الصحيحة 1720. وتاريخ بغداد 14/426.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل» .
[5] في الأصل، (ب) : «القراءات» .(17/70)
أَبُو الْقَاسِمِ حمزة بْن يوسف السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجيزي بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن محمد بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو هشام محمد بن الحسين الخفافي، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ إِمْلاءً قال: أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُصَيْرِيُّ بِهَا وَهِيَ بَلْدَةٌ عَلَى الفرات، حدثنا محمد بن عبد الله البغدادي، حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي، حدثنا محمد بن سعد الأصبهاني، حدثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ [قَالَ: نِعْمَ] [1] وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طويل الصمت قليل الضحك.
347- عبيد اللَّه بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن جعفر الأنباري:
حدث عن إسماعيل بْن مسرور، روى عنه مُحَمَّد بْن جعفر غندر أَبُو الطيب البغدادي.
348- عبيد الله بن القاسم الواسطي، أبو القاسم الصوفي:
روى عنه حمزة بن يوسف السهمي في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد اللَّه النحوي عن أَبِي سعد الواعظ قَالَ: كتب إليّ أبو هاشم الخفافي قال: حدثنا أبو القاسم السهمي إملاء قَالَ: سَمِعْت أَبَا القَاسِم عُبَيْد اللَّه [2] بْن الْقَاسِمِ الواسطي الصوفي ببغداد يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا شُعَيْب صالح بْن الْعَبَّاس بْن حويرة يَقُول: سَمِعْت ذا النون المصري يَقُول: اللَّهم! اجعلني لك كما تحب وإن كنت فيما يورث سخطك أسعى وأدب ولم أقم لك طرفة عين كما تحب، يا خير واهب! اجعلني لك تقيا مراقبا ولا تجعل الهوى لي غالبا.
349- عُبَيْد اللَّه بْن المبارك بْن إِبْرَاهِيم بْن مختار بْن ثعلب، أَبُو الْقَاسِمِ بْن شيخنا أبي محمد الدقاق، المعروف بابن السيبي [3] :
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد 5/86.
[2] في (ب) : «عبد الله» .
[3] انظر: لسان الميزان 4/111.(17/71)
من أهل باب الأزج، سمع الحديث الكثير بنفسه، وقرأ على المشايخ في صباه إلى أن شاخ، وحصل الأصول الكثيرة، وكتب بخطه واستكتب بخط غيره، وبالغ فِي ذلك واجتهد من غير فهم ولا معرفة، وكان خطه فِي غاية الرداءة، ثم إنه فتر وتزهد فِي ذلك وباع أصوله واشتغل بما لا يليق بأهل الدين، ثم رجع فِي آخر عمره وعلو سنه إلى سماع الحديث وسلوك طريق الستر [1] وبذل شيئا من المال حتى شهد عند قاضي القضاة أَبِي القَاسِم عَبْد اللَّه [2] بْن الْحُسَيْن الدامغاني فِي شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وستمائة فقبل شهادته، وكان سيئ الطريقة فِي شهادته، يشهد بالزور بحطام يسير يتناوله، ولم يكن محمود الطريقة فِي الحديث ولا مأمونا- عفا اللَّه عنا وعنه.
سمع أَبَا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا الحَسَن عَبْد الحق بْن عَبْد الباقي [3] ابن يوسف وأبا عَبْد اللَّه بْن مَنْصُور بْن هبة اللَّه بْن منصور الموصلي وأبا أَحْمَد الأسعد ابن يلدرك الجبريلي وشهدة بنت أَحْمَد الإبري وجماعة غيرهم من أصحاب ابن بيان وابن نبهان وابن النرسي وابن يوسف، وأكثر عن أصحاب ابن الحصين وابني البنا وابن كادش والأنصاري، وسمع معنا من جماعة من الشيوخ، كتبت عنه شيئا يسيرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ابن السيي بقراءتي عليه في منزلنا قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الباقي بن أحمد، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ محمد ابن يُوسُفَ إِمْلاءً قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلالِ قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بن شاهين إملاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السُّلْطَانُ ظِلُّ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، يَأْوِي إِلَيْهِ الضَّعِيفُ، وَبِهِ يَنْتَصِرُ الْمَظْلُومُ، وَمَنْ أَكْرَمَ سُلْطَانَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [4] .
سألت أَبَا القَاسِم ابن السيبي عن مولده فَقَالَ: فِي جمادى الأولى سنة خمسين
__________
[1] في الأصل، (ب) : «طريق السير» .
[2] في (ج) : «عبيد الله» .
[3] في (ب) ، (ج) : «عبد الخالق» .
[4] انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 3/169. ومجمع الزوائد 4/96. والأحاديث الضعيفة 604، 475.(17/72)
وخمسمائة.
وتوفى فِي ليلة الجمعة الرابع والعشرين من رجب سنة تسع عشرة وستمائة، وصلى عليه من الغد بجامع القصر ودفن بباب حرب.
350- عُبَيْد اللَّه بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ البغدادي، أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي المظفر البقال المؤدب، ويعرف بالمجة:
من أهل باب المراتب، وسيأتي ذكر أبيه فِي باب الميم إن شاء اللَّه تعالى، ذكر لي أنه سمع شيئا من أَبِي الفتح بْن شاتيل وهو كبير، وحدث عن والده، وروى لنا عن عمه أَبِي الحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد شيئا من شعره وعن ابن شاتيل بالإجازة، وهو متأدب لا بأس به، أضر فِي آخر عمره.
قُرِئَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبِ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنْ أَبِي الْفَتْحِ عُبَيْدِ الله ابن عبد الله الدباس قال: أنبأنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ قَالَ: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنبأنا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاسِ الدهقان، حَدَّثَنَا أحمد بن الوليد، حدثنا أبو أحمد هو الزبير، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» [1]
سألته عن مولده، فَقَالَ: فِي ليلة السبت منتصف صفر من سنة سبع وخمسين وخمسمائة بباب المراتب.
وتوفى يوم السبت لست خلون من شهر ربيع الأول من سنة تسع وثلاثين وستمائة، ودفن بمقبرة الحلال بباب الأزج.
351- عُبَيْد اللَّه بْن المبارك بْن الحَسَن بْن عَلِيّ بْن طراد [2] الباماوردي، أبو القاسم بن أبي النجم الفرضي، المعروف بابن القابلة:
من أهل القطيعة بباب الأزج، وهو أخو عبد الرحيم الذي تقدم ذكره وكان الأكبر، سمع أَبَا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيره.
__________
[1] انظر الحديث في: الأحاديث الصحيحة 1869.
[2] في الأصل: «بن طرد»(17/73)
وحدث باليسير، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا يتكلم عَلَى الفقراء بكلام أهل الحقيقة ويقصده الناس لذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي النَّجْمِ الْفَرَضِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسن الصوفي الصغير، حدثنا عبد الله بن مطيع، حدثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن أفضل أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا» [1]
توفى يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس عشرة وستمائة بيعقوبا وقد بلغ السبعين أو جاوزها.
352- عُبَيْد الله بن محمد بن إبراهيم بن شاذة الفارسي:
حدث عن أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادِ بحديث منكر، كأنه مركب عَلَى إسناد صحيح.
حَدَّثَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَازْرُونِيُّ قَالَ: سَمِعْت أَبَا سَعْدٍ سَعِيدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر المعدل بنيسابور قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بن جعفر النسوي إملاء، حدثنا خَالِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَةَ الْفَارِسِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ [2] النَّجَّادِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ حدثكم عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا عون، حدثنا حَيَّانُ بْنُ الْعَلاءِ عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ عن قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَجْوَدُ خُرَاسَانَ نَيْسَابُورُ» [3]
353- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْحُسَيْن:
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد [بن] [4] الكسائي قال:
كتب إلي أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي قال: حدثنا أبو سعد أحمد
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2/206.
[2] في (ج) : «بن سليمان» .
[3] انظر الحديث في: لسان الميزان 4/232. وتنزيه الشريعة 2/64.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(17/74)
ابن محمد الماليني قال: حدثنا أَبُو الْحُسَيْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم ببغداد، حدثنا أَبُو عيسى عُبَيْد اللَّه بْن الفضل بْن هلال، حدثنا الحَسَن بْن عَلِيّ بْن الحَسَن بْن الْحُسَيْن السامري، حدثنا إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الموصلي عن إِبْرَاهِيم بْن سعد الزهري قَالَ: قَالَ لي الرشيد أمير المؤمنين: من بالمدينة ممن يحرم الغنا؟ فقلت: من قنعه اللَّه بحزبه، فَقَالَ:
بلغني أن مالك بن أنس يحرمه، قلت: ولمالك بْن أنس يا أمير المؤمنين أن يحلل أو يحرم؟
واللَّه! ما كان هَذَا لابن عمك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أكرم الخلق عَلَى اللَّه عز وجل إلا عَلَى وحي من ربه تعالى، فمن جعل هَذَا لمالك بْن أنس؟ وسماعي من أبي [1] أنه سمع مالك ابن أنس فِي عرس حنظلة الغسيل يتغنى:
سليمى أزمعت بينا ... فأين يقولها [2] أينا
قَالَ: فتبسم الرشيد.
354- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعدويه، أَبُو الفضل بْن أَبِي سهل:
من أهل أصبهان، تقدم ذكر والده، سمع الكثير من أَبِي الفضل المطهر بْن عَبْد الواحد البزاني وأبي منصور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن سكرويه وأبي عيسى عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن زيادة وأبي بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن ماجه وأبي الخير مُحَمَّد بْن أحمد بن محمد بن هارون بْن رزا [3] إمام جامع أصبهان وأبي مسعود سليمان بْن إِبْرَاهِيم الحافظ وجماعة غيرهم.
قدم بغداد مع والده حاجا وحدث بها، سمع منه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب «المعجم» لأَبِي بَكْرِ بْنِ كَامِلٍ بِخَطِّهِ وَأَنْبَأَنِيهِ عَنْهُ ابْنُهُ يُوسُفُ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن سعدويه قراءة عليه ببغداد وأنبأنا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: أنبأنا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَدِمَ علينا قالا: أنبأنا محمد بن أحمد بن علي بن سكرويه، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن حوشيد قوله [4] أنبأنا أحمد بن محمد بن سليمان المخرمي [5] ، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا
__________
[1] في النسخ: «لبيته» .
[2] في تاريخ بغداد: «لقاؤها» .
[3] هكذا في النسخ.
[4] هكذا في النسخ.
[5] في (ب) : «المحرمي» .(17/75)
أَبُو ضَمْرَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَرْفَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَرُّوخَ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَذَلَّ بِهَا لِسَانُهُ وَاطْمَأَنَّ بِهَا قَلْبُهُ لَمْ تَطْعَمْهُ النَّارُ» [2] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنبأنا أَبُو سعد بْن السمعاني قَالَ: عُبَيْد اللَّه بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه شيخ عالم فاضل صالح متميز من أهل العلم والدين والخير ومن بيت الحديث والعدالة والتزكية، مليح الشبيه بهي المنظر، سَمِعْت منه الكثير، وكانت له أصول حسنة بخطوط قديمه، وكان تقيا ثبتا سديدا متفننا.
توفي فِي ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
355- عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن جعفر، أَبُو الْقَاسِمِ السقطي:
سمع الكثير من أَبِي جعفر مُحَمَّد بْن عمرو بْن البحتري وأبي علي إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار وأبوي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادِ ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي وأبي سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زياد القطان وأبي مُحَمَّد جعفر بْن مُحَمَّد [3] بْن نصير الخلدي وأبي بكر مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مقسم المقرئ وأبي الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حماد العسكري وأبي بكر أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم [4] الختلي وأبي مُحَمَّد عَبْد الخالق بْن الحَسَن السقطي وأبي عمرو عثمان بْن أحمد [ابن] [5] السماك وأبي بكر أحمد بن السندي ابن الحداد وأبي الحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يوسف السقطى وأبي جعفر مُحَمَّد بْن يحيى بْن عَلِيّ بْن عمر [6] بْن حرب الطائي وأبوي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد التوزي وإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى المزكي النيسابوري وأبي القَاسِم عَبْد الصمد بْن عَلِيّ الطستي وأبي بَحْرٍ [7] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرَ الْبَرْبَهَارِيُّ وأبي جعفر مُحَمَّد بْن أَبِي الحَسَن اليقطيني وأبي الْحُسَيْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الزينبي
__________
[1] في النسخ: «فروح» .
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] «جعفر محمد» سقط من (ب) .
[4] في (ج) : «سالم» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .
[6] في (ب) : «عمر بن على» .
[7] في الأصل: «أبى بكر» .(17/76)
وأبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ وأَبِي عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ الْخَزَّازُ وأبي الحَسَن عَلِيّ بْن عمر الدارقطني وجماعة غيرهم.
وسافر إلى مكة وجاور بها إلى آخر عمره، وسمع بها أَبَا سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الأعرابي وأبا بكر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه الآجري، خرج له الحافظ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس فوائد فِي مائة جزء؛ ثم انتخب منها عشرة أجزاء، وكان من الصالحين، حدث بالكثير، روى عنه أَبُو الْقَاسِمِ حمزة بْن يوسف السهمي الجرجاني وأبو الحَسَن عَلِيّ بْن بشرى الليثي السجزي فِي معجميهما وأَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن الْحَسَن الأصبهاني وأبو سعد المظفر بْن الحَسَن السبط الهمذاني وأبو ذر عَبْد بْن أَحْمَد الهروي وأبو الفضل عَبْد الصمد بْن جعفر بْن مُحَمَّد البغدادي وأبو عَلِيّ الحَسَن بْن عَبْد الرحمن الشافعي المكي وأَبُو الْقَاسِمِ عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي وأبو الوفا إسماعيل بْن عَبْد العزيز العكي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن الْمُظَفَّرِ بْن الْحَسَنِ بْنِ السِّبْطِ قَالَ: أنبأنا أبي، أنبأنا أبي [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن جعفر السقطي ببغداد، أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو بكر بن عياش بن الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ بِأَرْضِ فَلاةٍ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ» [2] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمود الحافظ قال: أنبأنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد ابن عبد العزيز المكي: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَن بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ بن الْحَسَن بن أحمد الشافعي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن جعفر بن السقطي وأنبأنا أبو الفرج الحراني، أنبأنا أبو القاسم بن بيان، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد قالا: أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ [3] عَنْ بُكَيْرِ بْنِ سِمْسَارٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ قَالَ سَعْدٌ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «ثَلاثًا لا يَكُونُ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إليّ من حمر النعم»
__________
[1] «أنبا أبي أنبا أبى» سقط من (ب) .
[2] انظر الحديث في: السنة لابن أبي عاصم 1/103. وتفسير القرطبي 1/188.
[3] في الأصل، (ب) : «الخزري» .(17/77)
نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ فَأَدْخَلَ [1] عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَابْنَيْهَا تَحْتَ ثَوْبِهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي وَأَهْلُ بَيْتِي»
وَقَالَ لَهُ حِينَ خَلَّفَهُ فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لا نُبُوَّةَ»
، وَقَوْلُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ» ، فَتَطَاوَلَ الْمُهَاجِرُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرَاهُمْ، فَقَالَ:
«أَيْنَ عَلِيٌّ؟» فَقَالُوا: هُوَ رَمِدٌ، قَالَ: «ادْعُوهُ!» فَدَعَوْهُ فَبَصَقَ في عينيه ففتح الله على يديه [2] .
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي الفضل مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي قَالَ: سَمِعْت الإمام أَبَا القَاسِم سعد بْن عَلِيّ الزنجاني بمكة وما رأيت مثله يَقُول: كان أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد السقطي البغدادي ببغداد يدعو اللَّه تعالى أن يرزقه الحج والإقامة بمكة أربعين سنة [3] فحج وأقام بمكة مجاورا أربعين سنة، فلما تمت الأربعون رأى رؤيا كان قائلا يقول: يا أَبَا القَاسِم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين لأن الحسنة بعشر أمثالها.
ومات فِي تلك السنة، بلغنا أن السقطي مات بمكة سنة ست وأربعمائة.
356- عبيد الله بْن مُحمد بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن موسى، أَبُو الحَسَن ابن أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي بكر البيهقي [4] :
كان جده من أئمة الحديث، وله المصنفات الكثيرة فيه، وأبو الحَسَن هَذَا مما كان يعرف شيئا من العلم، سمع من جده كثيرا من مصنفاته، وسمع أيضًا من أَبِي سعد أحمد ابن إِبْرَاهِيم المقرئ وأبي يعلى إسحاق بْن عَبْد الرحمن الصابوني وغيرهما، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه ابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري، وسمع منه شيخنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الماندائي الواسطي ببغداد «كتاب الأسماء والصفات» من جمع جده وكان سماعه منه ورواه شيخنا عنه، ببغداد غيرة مرة، وسمعت منه قطعة منه
__________
[1] في الأصل: «فأدخلت» .
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2/214.
[3] هكذا في الأصل.
[4] انظر: لسان الميزان 4/116. والعبر 4/54.(17/78)
وناولني باقيه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَتْحِ الْوَاسِطِيُّ قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال:
أنبأنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قِرَاءَةً عليه في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال:
أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى لا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات وَالأَرْضَ [فَإِنَّهُ] [1] لَمْ يَنْقُصْ [مَا] [2]
فِي يَمِينِهِ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْقَبْضُ يرفع ويخفض» [3] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عبيد الله ابن مُحَمَّد بْن أَحْمَد البيهقي ورد بغداد وحدث بها بعدة من تصانيف جده عنه، سمع منه جماعة وكره [4] آخرون السماع منه لقلة معرفته بالحديث، روى لنا عنه أَبُو الْقَاسِمِ الدمشقي وسألته عنه فَقَالَ: ما كان يعرف شيئا، وكان يتغالى بكتب الإجازة وكان يَقُول: ما أجيز إلا بطسوج [5] ، قَالَ: وسمع [6] لنفسه في جزء عن جده تسميعا طريا، وكان سماعه فِي غير ذلك صحيحا عن جده.
قَرَأْتُ بخط أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ قَالَ: ومرض هَذَا الشيخ يعني أَبَا الْحَسَن بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد البيهقي عن مولده فَقَالَ: فِي سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
قَرَأْتُ بخط أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ قَالَ: ومرض هَذَا الشيخ يعني أَبَا الحسن بن البيهقي ثلاثة عشر يوما، وتوفى ليلة الأربعاء الثالث من جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، وصلى عليه فِي يوم الأربعاء فِي الجامع وحمل فدفن في
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من (ب) ، (ج) .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من (ج) .
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزكاة 36. ومسند أحمد 2/242. وسنن الترمذي 3045. وسنن ابن ماجة 197.
[4] في النسخ: «كثيرة» .
[5] في (ج) : «لطسبرح» وفي الأصل: لطرح» .
[6] في (ج) : «سمعت» .(17/79)
مقبرة الوردية، وكان ابن بضع وسبعين سنة لأن [1] تاريخ سماعه فِي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
357- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد المنتصر بْن مُحَمَّد المتوكل على اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بْن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب [2] :
ذكره أَبُو بكر الصولي فيمن خلفه المنتصر من الأولاد، ولا أدري إلى أين انتهت حاله.
358- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جرو الأسدي، أَبُو الْقَاسِمِ النحوي [3] :
من أهل الموصل، سكن بغداد وسمع بها من أَبِي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، وقرأ الأدب عَلَى أَبِي سَعِيد السيرافي وأبي علي الفارسي وأبي الحَسَن الرماني وأبي بكر بن الجراح وغيرهم، وكان حسن الحظ صحيح النقل جيد الضبط، وله مصنفات فِي علوم القرآن والعروض والقوافي، وكان معتزليا. سمع منه ولده أَبُو الفتح أَحْمَد.
قَرَأْتُ فِي كتاب التاريخ لهلال بْن المحسن الصابي بخطه قَالَ: فِي يوم الثلاثاء لأربع بقين من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة توفي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جرو الأسدي.
359- عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن خلف الفراء، أبو القاسم ابن القاضي أَبِي يعلى [4] الفقيه الحنبلي [5] :
أخو أَبِي الحسين وأبي حازم محمد ومحمد ابني أبي يعلى المتقدم ذكرهما، كان الأكبر من أولاد أبيه، قرأ القرآن بالروايات عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ موسى الخياط وأبي عَلِيّ الحَسَن بْن أَحْمَد [6] بْن البنا وأبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي
__________
[1] في النسخ: «لابن» .
[2] انظر: النجوم الزاهرة 2/93، 101.
[3] انظر: لسان الميزان 4/115. والأعلام 4/354. وبغية الوعاة، ص 320.
[4] في (ج) : «ابن يعلى» .
[5] انظر: شذرات الذهب 3/334.
[6] في (ج) : «محمد» .(17/80)
وأحمد بْن الحَسَن [بْن] اللحياني وغيرهم، وقرأ الفقه عَلَى والده مدة حياته ثم بعده عَلَى الشريف أَبِي جعفر بْن أَبِي موسى وعلق عنهما مسائل الخلاف، وسافر إلى آمد وقرأ بها عَلَى أَبِي الحَسَن البغدادي تلميذ والده قطعة صالحة من المذهب والخلاف، وسمع الحديث الكثير ببغداد وسافر فِي طلبه إلى الكوفة والبصرة وواسط والموصل والجزيرة وآمد. وصحب أَبَا بكر الخطيب وأبا عَبْد اللَّه الصوري ونقل عنهما معرفة الحديث وتحقيق أسماء الرواة وأنسابهم، وكتب بخطه كثيرا من الحديث والفقهيات ومصنفات الخطيب، وكان يكتب خطا حسنا صحيحا، ويحضر مجالس النظر في الجمع وغيرهما، ويتكلم مع شيوخ عصره فِي مسائل الخلاف.
وكان شابا عفيفا نزها متدينا فاضلًا عالما، كان والده يأتم به في صلاة التراويح إلى حين وفاته، سمع أباه وأبا مُحَمَّد الجوهري وأبوي الْحُسَيْن بْن المهتدي وابن الآبنوسي وأبا الغنائم بْن المأمون وأبا جعفر بْن المسلمة وأبا عَلِيّ بْن وشاح وأبا محمد الصريفيني وأبا الحسين بن النقور وجده لأمه جابر بْن ياسين الحنائي وجماعة غيرهم، وحدث باليسير لأمه، مات شابا طريا لم يبلغ الثلاثين، روى عنه أَبُو الْحُسَيْن المبارك بْن عَبْد الجبار الصيرفي وعمر بْن عَبْد الكريم بْن سعدويه الدهستاني.
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ أخبره قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قراءة عليه قال: حدثنا القاضي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّه بْن القاضي الإمام أَبِي يعلى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفراء قال: أنبأنا القاضي أبو محمد همام ابن الحسن الأيلي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْن بن قسانية الخطيب، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّه الْحُسَيْنُ بْن بَكْرٍ الْوَرَّاقُ، حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: لما انطلق أَبِي إلى المحنة خشي أن يجيء إليه إسحاق بْن راهويه، فرحل أَبِي إليه- يعني ابن حنبل- فلما بلغ أَبِي إلى الري دخل إلى المسجد فجاءه مطر كأفواه القرب، فلما كان العتمة قالوا له: أخرج من المسجد فأنا نريد أن نغلقه، فَقَالَ لهم: هَذَا مسجد الله وأنا عَبْد اللَّه، فقيل له: بعد كرى الصناع ما أعطيناهم أيما أحب إليك تخرج أو نجر برجلك، قَالَ: فقلت: سلاما، فخرجت من المسجد والمطر والرعد والبرق فلا أدري أين أضع رحلي ولا أين أتوجه، فإذا رجل قد خرج من داره فَقَالَ لي: يا هَذَا إلى أين تمر فِي هَذَا الوقت؟ فقلت: لا أدري أين أمر،(17/81)
فَقَالَ لي: ادخل! فأدخلني دارا ونزع ثيابي، وأعطوني ثيابا جافة وتطهرت للصلاة، فدخلت إلى بيت فيه كانون فحم وكبود ومائدة منصوبة، قيل لي: كل! فأكلت معهم، فَقَالَ لي: من أين أنت؟ قلت: أنا من بغداد، فَقَالَ لي: تعرف رجلا يقال له أحمد بن حنبل؟ فقلت: أنا أَحْمَد بْن حنبل. فَقَالَ لي: وأنا إسحاق بْن راهويه.
أَنْبَأَنَا القاضي أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيد [1] بْن مُحَمَّد الموصلي عن القاضي أَبِي الْحُسَيْن محمد ابن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفراء قَالَ: أنشدني أخي أبو القاسم عبيد الله لبعضهم [قوله] [2] :
وليس خليلي بالملول [3] ولا الذي ... إذا غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يدوم وصاله ... ويحفظ سرى عند كل دخيل
قَرَأْتُ بخط أَبِي علي بْن البناء قَالَ: ولد أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين ابن الفراء فِي ليلة الأحد لثمان خلون من شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قَرَأْتُ فِي كتاب القاضي أَبِي الْحُسَيْن بْن الفراء بخطه قَالَ: وكانت وفاة الأخ عُبَيْد اللَّه فِي [4] مضيه إلى مكة بموضع يعرف بمعدن البقرة فِي أواخر ذي القعدة من سنة تسع وستين وأربعمائة، وله ست وعشرون سنة وثلاثة أشهر ونيف وعشرون يوما.
360- عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن سهل، أَبُو الْقَاسِمِ البزاز:
حدث عن موسى بْن الحَسَن الكوفي وأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ القزويني، روى عنه أَبُو الْقَاسِمِ هبة اللَّه بْن إبراهيم بن عمر بن الحسن الصواف البصري.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن أبي بكر الحنبلي قال: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الصقر الأنباري إذنا قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خلف ابن سهل البغدادي البزاز، حدثنا موسى بن الحسن الكوفي، حدثنا خشيش بن أصرم،
__________
[1] في (ج) : «سعد» .
[2] (ج ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[3] في (ب) : «بالملوك» .
[4] في (ج) : «بن» .(17/82)
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَيْ جَابِرٍ يُحَدِّثَانِ عَنْ أَبِيهِمَا جَابِرٍ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ شُقَّ قميصه حتى خرج منه، فقيل له: «إِنِّي وَاعَدْتُهُمْ أَنْ يُقَلِّدُوا هَدْيَ الْيَوْمِ فَنَسِيتُ» [1] .
وبه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بمصر قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خلف البغدادي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر القزويني، حدثنا الحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْن إدريس الشافعي: لا يقبل الوديعة إلا خائن أو طامع.
361- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خلف، أَبُو الْقَاسِمِ البنى القاضي:
روى عن والده حكاية رواها عنه أَبُو المظفر هناد بْن إِبْرَاهِيم النسفي، وقد تقدم ذكر والده.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ الأمين عن مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي البزاز وإسماعيل بْن أَحْمَد السمرقندي أن القاضي أَبَا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أخبرهما قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خلف البني القاضي قال: حدثنا أبي، حدثنا الْحُسَيْن بْن صافي القاضي، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد الكاتب البنى قَالَ: كان لي صديق من أهل زاذان عظيم النعمة والضيعة، فحدثني قَالَ:
تزوجت فِي شبابي امرأة ببغداد من آل وهب ضخمة النعمة حسنة الخلق والأدب والمروة، ذات جوار مغنيات، فأحببتها حبا مبرحا، وتمكن لها فِي قلبي أمر عظيم، وكان عيشي بها طيبا مدة طويلة، ثم جرى بيني وبينها بعض ما يجرى بين الناس فغضبت علي وهجرتني وغلقت باب حجرتها من الدار دوني ومنعتني الدخول إليها، وراسلتني أن أطلقها، فرضيتها بكل ما يمكنني فلم ترض، وتوسطت بيننا أهل أنسها فلم تنجع، ولحقني من الغم والكرب والقلق والجزع ما كاد [2] أن يذهب عقلي وهي مقيمة عَلَى حالها، فجئت إلى باب حجرتها وجلست عنده مفترشا للتراب، ووضعت خدي عَلَى العتبة أبكي وأنتحب وأتلافاها وأسألها الرضا وأقول كما يجوز أن يقال فِي مثل هَذَا، وهي لا تكلمني ولا تفتح لي الباب ولا تراسلني بشيء، ثم جاء الليل فتوسدت
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 12885.
[2] في (ج) : «ما كان» .(17/83)
العتبة إلى أن أصبحت، وأقمت عَلَى ذلك ثلاثة أيام بلياليها وهي مقيمة عَلَى الهجر لي فأيست منها وعذلت نفسي ووبختها، ومضيت إلى الحمام وكان فِي داري فأمطت من جسدي الوسخ الذي قد لحقني، وخرجت فجلست لأغير ثيابي وأبتخر، وإذا بزوجتي قد خرجت إليّ وجواريها معها مع بعضهن طبق فيه أوساط وسبوسج وبزناورد وما أشبه ذلك، فحين رأيتها استطرت فرحا وقمت إليها فانكببت عَلَى يديها ورجليها فقلت: ما هَذَا يا ستي؟ فقالت: تعال حتى نأكل ونشرب ودع السؤال، وجلست وقدم الطبق فأكلنا جميعها، وجيء بالشراب واندفع الجواري فِي الغناء وقد كان عقلي يزول فرحا وسرورا، فلما توسطنا أمرنا قلت لها: يا سيدتي! إنك قد هجرتني بغير ذنب كبير أوجب مما بلغته من الهجران وترضيتك بكل ما فِي القدرة فما رضيت، ثم تفضلت ابتداء بالرجوع إلى وصالي بما لم تبلغه آمالي، فعرفيني ما سبب هَذَا؟ فقالت:
قد كان الأمر فِي سبب الهجر ضعيفا كما قلت، ولكن تداخلني فِي التجني ما تداخل المجنون ثم استمر بي اللجاج وأراني الشيطان الصواب فيما فعلته، فأقمت عَلَى ما رأيته، فلما كان الساعة أخذت دفترا [فلما كان] [1] بين [2] يدي فصفحته فوقعت عيني منه عَلَى قول الشاعر:
الدهر أقصر مدة ... من أن تلحق [3] بالعتاب
أو أن تكدر ما صفا ... منه بهم واجتناب
فتعمني أوقاته ... فتمرها مر السحاب
فعلمت أنها عظة [و] [4] أن سبيلي أن لا أسخط اللَّه تعالى بإسخاط زوجي ولا أستعمل اللجاج، فجئتك أترضاك وأرضيك، فانكببت عَلَى يديها ورجليها، وصفا ما بيننا أحسن صفاء.
362- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن طلحة بن الحسن، أبو محمد الدامغاني [5] :
ابن أخت قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ الدامغاني، شهد عند خاله فِي
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ج) : «من يدي» .
[3] في (ج) : «يمحق» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من (ب) ، الأصل.
[5] انظر: الجواهر المضية 340.(17/84)
يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة فقبل شهادته ثم ولاه القضاء بربع الكرخ فِي يوم الثلاثاء التاسع عشر من رجب سنة سبعين وأربعمائة ... [1] قاضي القضاة أَبِي بكر الشامي عن الحكم ومنع الشهود من حضور مجلسه [أذن لأبي مُحَمَّد] [2] بالنظر فِي الحكم فِي السابع عشر من المحرم سنة إحدى وثمانين، وأمر الشهود بحضور مجلسه والشهادة عنده وعليه فيما يثبته ويسجله، وكان صالحا ورعا عفيفا، سمع أَبَا القَاسِم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي وأبا مُحَمَّد الحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري وأبا الفتح عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المحاملي [3] وأبا نصر بن أحمد ابن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ السكري وغيرهم، روى عنه عَبْد الوهاب الأنماطي وعمر بْن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَضَّلِ المقدسي بالإسكندرية قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السلفي، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة بن الحسن الدامغاني ببغداد، أنبأنا أَبُو القاسم علي بْن المحسن بْن علي التنوخي وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ [4] بْنُ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن ثَابِتٍ الْبَزَّازُ قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كيسان النحوي، أنبأنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أَعْتَقْتُ [فِي الْجَاهِلِيَّةِ] [5] مِائَةَ رَقَبَةٍ وَحَمَلْتُ عَلَى مِائَةِ بَعِيرٍ، وَفِي الإِسْلامِ مِثْلُ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ» [6] .
قَرَأْتُ عَلَى المرتضى بْن حاتم بمصر عن أَبِي طاهر السلفي قَالَ: ذكر لي عبيد الله ابن مُحَمَّد الدامغاني أن مولده بالدامغان سنة ثلاث وعشرين عَلَى ما ذكره له خاله أَبُو عبد الله الدامغاني.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي
__________
[1] بياض بالأصول مكان النقط.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في (ب) زيادة: «وأبا نصر بن أحمد بن المحاملي» .
[4] في (ب) : «أبو ضياء» .
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح البخاري.
[6] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/141، 3/107، 197، 8/7.(17/85)
أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة الدامغاني فِي ليلة الإثنين السابع والعشرين من صفر سنة اثنتين وخمسمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة الخيزران عند قبر أَبِي حنيفة.
363- عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن هبة الله بن المظفر بْن عَلِيّ بْن الحَسَن بْن المسلمة، أَبُو الفضل بْن الوزير أَبِي الفرج، المعروف بابن رئيس الرؤساء [1] :
تقدم ذكر والده، كان يلقب بكمال الدين، وكان والده يتولى أستاذية دار الخلافة، فلما ولي الوزارة فِي شهر ربيع الأول سنة ست وستين وخمسمائة ولى ولده هَذَا أستاذية دار الخلافة، وكانت فيه شدة وصرامة [2] وغلظة وجفاء وشدة بطش وقسوة وجبرية وسوء سيرة، ولم يكن فِي بيته أسوأ طريقة منه، ورأيت الناس وكافة مجتمعين عَلَى ذمة، وقد سمع الحديث فِي صباه من جماعة، ومات شابا لم يرو شيئا، وكان أديبا يَقُول الشعر الحَسَن.
كتب [3] إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمد بْن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من كتابه [4] قَالَ: عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ ابن رئيس الرؤساء الملقب بكمال الدين أستاذ الدار العزيزية شهم مهيب، وله فهم مصيب، وهو غضنفر بني المظفر، وصيل أَبِي الرفيل وله شعر مروق ومفرق، فمن ذلك قوله فِي بعض المماليك المستنجدية كان مليحا:
وأهيف معسول الفكاهة والملهى [5] ... مليح التثني والشمائل والقد [6]
به ري عيني وهو ظام إلى دمي ... وخدي له ورد ومن خده وردي
وله يمدح المستنجد:
رب الزمان أجل قدرا ... أن يهنئ بالزمان
لكنها العادات فِي ... رفع المدائح والتهاني
__________
[1] انظر: الأعلام 4/355.
[2] في (ب) ، (ج) : «حرابة» .
[3] في (ب) ، (ج) : «كتبت» .
[4] «من كتابه» قط من (ب) . وفي (ج) : «بخطه» .
[5] في (ج) : «اللهى» .
[6] في (ب) ، (ج) : «القر» .(17/86)
أنت الذي أثنت عَلَى ... عليائه السبع المثاني
ملك يدين لأمره ... الثقلان من إنس وجان
يلقي الندى والعفو عف ... وا عنده جان وجاني
أضحى بسيرته الأنام ... [من] الحوادث في أمان
أفنى بذابله ذبا ... ئله الأعادي والأماني
لا زلت محفوظ العدا ... سام الدعائم والمباني
خذلان مخضر الثرى ... والعود مجمر السنان [1]
ما افتر فِي وجه الربيع ... الطلق ثغر الأقحوان
واستخدمت عين القوا ... في منك أبكار المعاني [2]
وعزل عُبَيْد اللَّه عن أستاذية دار الخلافة ووالده وزير فِي عاشر شوال سنة سبع وستين وخمسمائة لما اشتهر عنه من سوء السيرة فِي أذى الناس واهتضامهم، ومات فِي محرم سنة ست وسبعين وخمسمائة ولم يبلغ الخمسين.
364- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن الساوي، أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح بْن أَبِي سعد القاضي [3] :
شهد هو وأبوه وجده، وقد تقدم ذكرهما، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بْن الْحُسَيْن الزينبي فِي يوم الأربعاء لخمس خلون من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته، واستنابه قاضي القضاة أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الدامغاني فِي الحكم والقضاء بدار الخلافة فِي سنة ثمانين، وأذن للشهود بالشهادة عنده وعليه فيما يسجله، فكان عَلَى القضاء إلى أن مات قاضي القضاة فِي آخر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين، فلما ولى ابن أخيه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الدامغاني القضاء ببغداد فِي سنة ست وثمانين استناب القاضي عُبَيْد اللَّه بْن الساوي مدة ولايته إلى أن عزل فِي رجب سنة أربع وتسعين، فلزم ابن الساوي منزله وعجز عن الحركة والنهوض، وصار حليف الفراش إلى حين وفاته.
__________
[1] هكذا في النسخ.
[2] في (ب) : «المعالي» .
[3] انظر: الجواهر المضية، ص 341.(17/87)
وكان شيخ القضاء والشهود فِي وقته، وآخر من بقى من شهود الزينبي، وكان فقيها فاضلًا عَلَى مذهب أَبِي حنيفة عارفا بالأحكام والقضايا ورعا متدينا عفيفا نزها، عليه مهابة ووقار، وله جلالة فِي النفوس ومكانة، وعلى وجهه أنوار الطاعة وهيبة الدين، وكان يقيم جاه الشرع، ويستوي عنده القوي والضعيف والشريف والدني، فِي مجلس الحكم، وإذا وجب حق عَلَى فقير وسأل صاحب الحق حبسه أدى عنه من ماله مع قلة ذات يده، بقي نيفا وخمسين سنة يشهد ويقضي بين الناس عَلَى أحسن طريقة وأجمل سيرة، يشكره الخاص والعام، سمع الحديث من أَبِي القَاسِم هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن وأبي الْحُسَيْن محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبي القَاسِم هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عمر الحريري وأبي نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الأسدي وأبي مُحَمَّد يحيى بْن عَلِيّ بْن الطراح وأبي الفتح مفلح بْن أَحْمَد الدومي وأبي البركات عَبْد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم.
حدث بكتاب «السنن» لأبي داود السجستاني وكتاب «النسب» للزبير بْن بكار عن أَبِي الْحُسَيْن بْن الفراء وبغير ذلك من الأجزاء، كتبت عنه، وكان ثقة نبيلًا، لم أر مثله فِي معناه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الجليل الساوي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ الْغِطْرِيفِ بِجُرْجَانَ قَالَ: أنبأنا أبو خليفة، حدثنا عبد الرحمن ابن سلام، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» [1] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ السَّاوِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ابن عمر الحريري قراءة عليه، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَاينِيُّ، حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، حدثنا شَبَابَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَطُوفِ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانٍ: «هَلْ قُلْتَ فِي أَبِي بَكْرٍ قيلا» ؟ قال: نعم،
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(17/88)
قَالَ: «قُلْ وَأَنَا أَسْمَعُ» ، قَالَ:
وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ الْمُنِيفِ وَقَدْ ... طَافَ الْعَدُوُّ بِهِ إِذْ يَصْعَدُ الْجَبَلا
وَكَانَ رِدْفُ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمُوا ... مِنَ الْبَرِيَّةِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ رَجُلا
فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ: «صَدَقْتَ يَا حَسَّانُ! هُوَ كَمَا قُلْتَ» [1] .
سَمِعْت من أثق به يحكى [2] أن شيخنا القاضي أَبَا مُحَمَّد بن الساوي قصده رجل تاجر بعد صلاة المغرب فِي منزله وذكر أن له غريما فِي الحبس وأنه قد أذن فِي إطلاقه لأنه متوجه إلى السفر فِي سحرة تلك الليلة، فلم يقدر القاضي فِي تلك الساعة عَلَى أحد من الغلمان بباب الحكم لينفذه إلى الحبس، وكان يومئذ شيخا كبيرا ضعيفا، فَقَالَ للتاجر: خذ بيدي حتى نصل إلى الحبس، فاتكأ عَلَى يد الرجل حتى أتى الحبس فأخرج المحبوس وَقَالَ: ما [3] كان اللَّه ليراني وقد حبسته هذه الليلة عن مصالحه وقد أفرج عنه خصمه، ثم عاد إلى منزله- رحمه اللَّه عليه.
سألت القاضي أَبَا مُحَمَّد بْن الساوي عن مولده، [فقال] [4] : في المحرم سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
ورأيت بخط أَبِي سعد بْن حمدون قَالَ: سألت ابن الساوي عن مولده فَقَالَ: فِي محرم سنة ثلاث عشرة- فاللَّه أعلم بالصحيح، وتوفى يوم الأحد التاسع من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية عند أهله، وكان آخر من بقي من بيته ولم يعقب.
365- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الخراساني [5] :
حدث عن أَبِي إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الترمذي، رَوَى عَنْهُ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه النيسابوري فِي كتاب «المستدرك الصحيح» عَلَى البخاري ومسلم أو أحدهما بما لم
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 3/77، 78. وطبقات ابن سعد 3/1/123. وكنز العمال 35673.
[2] في (ب) ، (ج) : «فحكى» .
[3] في الأصل: «مما» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر الخبر: الجامع الصغير 2/147.(17/89)
يخرجاه.
أخبرنا أَبُو بكر القَاسِم بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن أَحْمَد بْن منصور الصفار بنيسابور قال: أنبأنا جدي، أنبأنا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الشيرازي قال: أنبأنا الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن البيّع قال: حدثنا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الخراساني: من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء فِي الرخاء قَالَ الحاكم: هَذَا حديث صحيح الإسناد، فقد احتج البخاري بأبي صالح، وأبو عامر الألهاني- أظنه الهوزني، وهو صدوق.
366- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الطرائفي، أَبُو غالب البزاز، المعروف بابن الدهان:
من أهل النصرية، سمع أبا طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ وأبا مُحَمَّد الحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، وحدث باليسير، روى عنه أَبُو البركات بْن السقطي وأبو طاهر [1] السلفي.
كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ [2] الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه قال: أنبأنا أبو غالب عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ببغداد بالنصرية وأنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدُ الله بن مسلم بن ثابت قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الباقي الشاهد قالا: حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ [عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أبو علي بن بشر بن] [3] موسى الأسدي، حدثنا هوذة بن خليفة، حَدَّثَنَا عَوْفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَأَرَادَ الطُّهُورَ فَلا يَضَعَنَّ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» [4] .
__________
[1] «أبو طاهر» ساقطة من (ج) .
[2] في (ب) : «بن الفضل» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الطهارة 87. وصحيح البخاري 1/52. وفتح الباري 1/263.(17/90)
أخبرني جعفر بْن عَلِيّ بْن هبة اللَّه المقرئ بالإسكندرية قال: أنبأنا أَبُو طاهر السلفي قَالَ: سألت أَبَا غالب شجاع بْن فارس الذهلي عن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الدهان الطرائفي فَقَالَ: سمع معنا الحديث من شيوخنا الذين أدركناهم وكان لا بأس به.
قَرَأْتُ بخط أَبِي نصر بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد اليونارتي وأنبأنيه عنه مُحَمَّد بْن معمر القرشي قَالَ: سألت الشيخ يعني أَبَا غالب عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد الطرائفي عن مولده فَقَالَ: ولدت سنة عشر وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات أَبُو غالب عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ويعرف بابن الدهان البزاز فِي يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، ودفن فِي هَذَا اليوم بمقبرة باب حرب.
367- عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بن عبيد الله، أبو حازم ابن أَبِي بكر المقرئ:
من أهل دار القز، سمع أَبَا المعالي ثابت بْن بندار البقال وأبا الغنائم مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الأزرق وأبا عَلِيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن المهدي الخطيب وأبا غالب شجاع بْن فارس الذهلي، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا أَبُو عَلِيّ الحَسَن بْن عَبْد الرحمن الفارسي وأخوه أَبُو بكر أَحْمَد ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن القَاسِم التكريتي.
أَنْبَأَنَا الحسن بن عبد الرحمن الفارسي قال: أنبأنا عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو حازم المقرئ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ في صفر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ المفيد، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ المعمري، حدثنا الأشج عبد الله بن سعيد، حدثنا ابن فضيل، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ(17/91)
إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلاةِ: «اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» [1] .
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن شافع الجيلي عن أبيه قَالَ: توفى عُبَيْد اللَّه بْن محمد ابن عَبْد العزيز [2] بْن عُبَيْد اللَّه أَبُو حازم المقرئ من ساكني دار القز يوم الثلاثاء ثامن عشر من شعبان [3] سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة باب حرب، سمع أَبَا المعالي ثابتا.
368- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي أبو إبراهيم:
من أهل أصبهان، أخو عبد اللطيف [4] المتقدم ذكره، كان فقيها فاضلا وأديبا كاملا، وسمع الحديث الكثير وطلب بنفسه وكتب بخطه، وقدم بغداد حاجّا ثلاث مرات: الأولى سنة اثنتين وستين والثانية سنة ست وستين، والثالثة سنة ثلاث وثمانين، وحدث في هذه بيسير، ذكر أَبُو بَكْر عُبَيْد اللَّه بْن علي التيمي أنه سمع منه.
قرأت في كتاب أبي بكر التيمي بخطه قال: أنشدني أبو إبراهيم عبيد الله بن محمد الخجندي رفيقنا قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي النظيري لنفسه ولقد أحسن:
يا من يحاول في الإنشاء غايته ... قف حيث أنت فإن السبق فيه ليه
الدال والذال في التقطيع واحدة ... والدال أربعة والذال سبعمائة
أنشدني أبو المفاخر بن محمود الخطاط الأصبهاني بأصبهان قال: أنشدنا عبيد الله ابن محمد بن عبد اللطيف الخجندي لنفسه في أبي موسى الحافظ لما دفن زوجته وعاد
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/214، 8/157.
وصحيح مسلم، كتاب المساجد 137، 138.
[2] في النسخ: «عبد الله بن محمد» .
[3] في (ج) : «الثلاثاء من عشر شعبان» وفي (ب) : «الثلاثاء ثامن عشر شعبان» .
[4] في الأصل: «عبد المطلب» .(17/92)
مرتجلا:
إمام غدا فردا فعاد مفردا ... عن الأهل في خفض الزمان ورفعه
أحب الإله الوتر وهو حبيبه ... فصيره وترا شفيعا لشفعه
سمعت أبا غانم المهذب بن الحسين بن محمد بن زينة بأصبهان يقول: توفى عبيد الله ابن الخجندي في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
369- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الزيات [1] :
كان والده وزيرا للمعتصم، وقد ذكر الخطيب أخويه عمر وهارون ابني مُحَمَّد بْن عَبْد الملك فِي التاريخ، كان عُبَيْد اللَّه هَذَا أديبا فاضلًا، له نظم حسن.
أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا الحسين بن علي الكوفي، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي البيع، أنبأنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، أنبأنا أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الأصبهاني قَالَ: جنى الخادم غلام سليمان بْن وهب كان من أحسن الناس وجها وغناء، وفيه يَقُول عبيد الله بن محمد ابن عَبْد الملك الزيات:
غناؤك [يا] جنى وأنكاس بكرة ... يشبان [بي] [2] نار الهوى تتوقد
على كبدي من حب من صار حبه ... مكان دمى بين الحشا يتردد
قالوا إلى كم يمنح الود مخلفا ... فقلت كفاني منه قول وموعد
370- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد بْن مسيح، أَبُو عمر العطار:
حدث عن أَبِي بكر القَاسِم بْن إِبْرَاهِيم الصفار القنطري وأبي محمد المنتصر بن تميم ابن المنتصر وأبي بكر عَبْد اللَّه بْن أَبِي داود السجستاني وأبي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن موسى الحوزي وأبي العباس أَحْمَد بْن عَلِيّ الأبار، روى عنه أَبُو عبد الله عبيد الله بن
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «بن الزيات» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(17/93)
محمد بن محمد بن حمدان بن بطه العكبري.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ القطان بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني الْبُسْرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُطَّةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسِيحٍ الْعَطَّارُ، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا عبيد الله [1] بن محمد العيشي حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ بَطْنِهِ [2] فَاسْتَخْرَجَ قَلْبَهُ ثُمَّ اسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لأَمَهُ وَرَدَّهُ مَكَانَهُ» قَالَ أَنَسٌ: فَجَاءَ الصِّبْيَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ [3] فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ! فَاسْتَقْبَلَتْهُ فَإِذَا هُوَ مُنْقَطِعُ اللَّوْنِ، قَالَ أَنَسٌ: وَلَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ [4] .
وَبِهِ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو [عُمَرَ] [5] عُبَيْدُ اللَّهِ بن محمد بن مسيح العطار قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْحُوزِيُّ، قَالَ ابْنُ [6] بُطَّةَ وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الحسين، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ وَيُوسُفُ بْنُ هَارُونَ قَالُوا: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بن خالد، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الْجِيلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِأَلْفَيْ عَامٍ يُسَبِّحُ ذَلِكَ النُّورُ وَيُسَبِّحُ الْمَلائِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أَلْقَى ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَهْبَطَنِي اللَّهُ إِلَى الأَرْضِ فِي ظَهْرِ آدَمَ فِي صُلْبِ آدَمَ، وَجَعَلَنِي فِي صُلْبِ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ، وَقَذَفَ بِي فِي النَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ ينقلني من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام
__________
[1] في الأصل (ب) : «العشى» وفي (ج) : «العبسي» .
[2] في (ج) : «في بطنه» .
[3] في النسخ: «يعنى طيره» .
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/149.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[6] في (ب) : «به بطه» .(17/94)
الطَّاهِرَةِ حَتَّى أَخْرَجَنِي بَيْنَ أَبَوَيَّ لَمْ يَلْتَقِيَا عَلَى سِفَاحٍ» [1] .
371- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن توبة المذهب، أَبُو الْقَاسِمِ، الأديب:
شاعر، روى عنه أَبُو الحَسَن بْن عَبْد السلام وأَبُو الْقَاسِمِ بْن السمرقندي.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القَاسِم الصوفي عن مسعود بْن عَلِيّ بْن النادر قَالَ: أنشدنا أَبُو الحَسَن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب قَالَ: أنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ [2] بْن توبة لنفسه:
وكميد شقه الكمد ... بان عنه الصبر والجلد
ساهر فِي الليل دمعته ... فوق صحن الخد تطرد
قد خلا ممن يؤانسه ... فهو فرد ما له أحد
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بن علي الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي قَالَ: أنشدنا الفاضل الأديب أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن توبة لنفسه:
ما زلت أبذل نفسي فِي مودته ... وكلما ازددت حبا زادني ضجرا
حتى إذا استأنست عيني برؤيته ... ورمت [3] أشكو إليه صده نفرا
تركته واتخذت الصبر مدرعا ... فما أبالي أعاد الوصل أم هجرا
فعاد يطلب حبا كان يعهده ... عندي فلم ير فِي قلبي له أثرا
372- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن جعفر الأيدي، أَبُو بكر بْن أَبِي البنا بْن أَبِي بكر بْن أَبِي عَبْد اللَّه، المعروف بابن الأغلاقي:
من أهل واسط، من بيت مشهور بالصلاح والديانة والرواية، سمع القاضي أبا علي
__________
[1] انظر الحديث في: السيرة الحلبية 1/38.
[2] في الأصل، (ج) : «ابن القاسم» .
[3] في الأصل، (ب) : «ودمت»(17/95)
الحَسَن بْن أَحْمَد [بْن إِبْرَاهِيم] [1] بْن برهون الفارقي وأبا الحَسَن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب وغيرهما.
ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه قدم بغداد وحدث بيسير، وأنه كان بالجب؟ بالحمام، وأنه توفى بواسط فِي سنة خمس وسبعين وخمسمائة وقد قارب الثمانين.
373- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن جعفر، أَبُو سعد بْن أَبِي الفضل بْن أَبِي الحَسَن بْن أَبِي الْحُسَيْن الكاتب، المعروف بابن حاجب النعمان:
وكان من الأعيان الأماثل! تقدم ذكر والده وقد سماه أَبُو عَلِيّ بْن البرداني محمدا، وقد ذكرناه فِي المحمدين، وسماه جماعة عدة غير عُبَيْد اللَّه، روى عن أبيه وعن جده بالإجازة، روى عنه أَبُو نصر هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن المجلى [2] والقاضي أَبُو منصور أحمد ابن محمد بن محمد بن الصباغ وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزاز وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الواحد الدلال.
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ الأمين عن أَبِي الحَسَن عَلِيّ بن أحمد الخياط قال: أنبأنا القاضي أَبُو منصور أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الصباغ إذنا قَالَ: سَمِعْت الرئيس أَبَا سعد بْن حاجب النعمان يَقُول: سَمِعْت أَبِي أَبَا الفضل يَقُول: سَمِعْت أَبِي أَبَا الحَسَن يَقُول: كان أَبُو عمر الزاهد صديق أَبِي فمرض مرضه تأخر فيها عنه لأجل الجيش ثم لم يحمل حتى ركب إليه ومعه الجيش فدخل عليه، قَالَ أَبُو الحَسَن وأنا معه أصبو، وكان أَبُو عمر عَلَى سرير سعف وبين يديه لبن مطروح، من حضر جلس عليه، فأخذ [بيد] [3] والدي وأجلسه معه عَلَى السرير فأخذ والدي يعتذر إليه فِي التأخر، فَقَالَ له أَبُو عمر: الصديق لا يحاسب والعدو لا يحتسب، ثم أعاد وأخذ يعتذر
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ب) : «المحلى» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(17/96)
إليه، فقال: قلة الصبر مع الود فِي الضمير خير من الحضور مع الغل فِي الصدور، فَقَالَ لي والدي: يا أَبَا الحَسَن احفظ هذه، هذه ثانية، قَالَ أَبُو بكر: كان مُحَمَّد بْن عمر يصلني فِي كل سنة فأنفذ يحملني إلى الكوفة فلم أقدر فقطع عني صلته، فقلت: واللَّه ما أبالي أنا منقطع إلى من إذا غضب رزق.
أَنْبَأَنَا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قال: أنبأنا أبو جعفر يحيى ابن أَحْمَد المأمون قَالَ: أنشدنا أَبُو نصر هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن المجلي قَالَ: أنشدنا أَبُو سعد عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن حاجب النعمان قَالَ: أنشدنا أَبِي للخليل:
لو كان عجبك مثل عقلك لم يكن ... بك وزن خردلة من الإعجاب
أو كان عقلك مثل عجبك لم يكن ... أحد يقوتك من ذوي الألباب
قَرَأْتُ فِي كتاب أَبِي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أَبُو سعد عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد العزيز بن حاجب النعمان فِي يوم الخميس ثاني المحرم سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة باب حرب.
374- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرحمن بن أحمد بن طاهر بن داذا ابن علك، أَبُو عَلِيّ بْن أَبِي منصور بْن أَبِي الْحُسَيْن [2] البغدادي:
سمع أَبَا الحَسَن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد البيهقي، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بْن عَلِيّ القرشي وذكره فِي معجم شيوخه، وذكر أن مولده فِي محرم سنة ست عشرة وخمسمائة، وتوفى لتسع خلون من ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش.
375- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عمار [3] :
__________
[1] هكذا في النسخ، وفي بداية الترجمة: «مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أحمد بن جعفر» .
[2] في (ب) : «الحسن» .
[3] انظر: لسان الميزان 1/219. والأعلام 1/160.(17/97)
روى عنه ابنه أَبُو العباس أَحْمَد المعروف بحمار العزيز فِي مصنفاته.
376- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو الْقَاسِمِ المتوثي الحنفي:
حدث عن أَبِي الحَسَن أَحْمَد بْن القَاسِم بْن وهب بْن جامع العطار، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أَحْمَد الشيرازي فِي فوائده.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد الكسائي [قال أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أَحْمَدَ الشِّيرَازِيُّ] [1] قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ [2] الْمَتُّوثِيُّ الحنفي البغدادي إملاء عليّ بمدينة السلام في داره بجانب الغربي قال أملأ عليّ أبو الحَسَن أَحْمَد بْن القَاسِم بْن وهب بْن جامع العطار البغدادي حدثني أبي وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز، أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي قالا: حدثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُجَبِّرِ عَنْ نَصْرِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ» [3] .
377- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نعيم، أَبُو مُحَمَّد القحطاني الكاتب:
حدث عن أَبِي يعلى زكريا بْن يحيى بْن خلاد بن المنقري وحماد بن إسحاق بن إِبْرَاهِيم الموصلي وأحمد بْن أَبِي طاهر الكاتب ومحمد بْن الجهم السمري وأبي العباس مُحَمَّد بْن يونس الكديمي وأَبِي العيناء مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن خلاد والحارث بْن مُحَمَّد بْن أَبِي أسامة وخالد بْن يزيد الكاتب، روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري.
__________
[1] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول، وهي إضافة في المطبوعة.
[2] في النسخ: «أبو نصر» .
[3] انظر الحديث في الأحاديث الضعيفة 370. والمطالب العالية 2747. والكامل لابن عدى 3/967.(17/98)
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري قراءة عليه عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن بطة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن نعيم القحطاني الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ خلاد المنقري، حدثنا الأصمعي، حدثنا حماد بْن زيد قَالَ: سَمِعْت يونس بْن عُبَيْد [1] يَقُول: يوشك لعينك أن ترى ما لم تر، ويوشك لأذنك أن تسمع ما لم تسمع، ولا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو دونها حتى يكون آخر ذلك الجواز عَلَى الصراط.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عمر [2] الأزجي عن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن نصر عن عَلِيّ بْن أَحْمَد البندار قال: كتب إلى أبو عبد الله بن بطة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن نعيم القحطاني الكاتب، حدثنا حماد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنِي أَبِي قال: حدثنا عمر بْن أَبِي ربيعة يطوف بالبيت إذ رأى امرأة من أهل البصرة أعجبته فكلمها فلم تلتفت إليه، فلما كان فِي الليلة الثالثة جعل يتبعها حتى كلمها، فقالت:
إليك عني أيها الرجل فإنك فِي موضع عظيم الحرمة، فألح عليها حتى شغلها عن الطواف فانصرفت فأتت محرما لها فقالت له: تعال معي أرني المناسك فإني لا أعرفها، فأقبلت وهو معها وعمر جالس فِي طريقها، فلما رآه عمر عدل عنها وتولى [3] فتمثلت المرأة:
تعدو السباع عَلَى من لا كلاب له ... وتتقى صولة المستوسد الحامي
قَالَ إسحاق فحدثني السندي بْن شاهك قَالَ حدثت [4] أمير المؤمنين المنصور بهذا الحديث فَقَالَ: وددت أنه لم تبق فتاة من قريش فِي خدرها إلا سمعت هذا الحديث.
__________
[1] في (ب) : «عبيد الله» .
[2] ابتداء من هنا حتى تشير مرة أخرى ساقط من (ج) .
[3] في (ب) : «ولى» .
[4] في (ب) : «حدث» .(17/99)
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ البندار إذنا عن أَبِي عَبْد الله بن بطة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ نعيم الكاتب، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا المدائني قَالَ: كتب زياد بْن عُبَيْد اللَّه الحارثي إلى أَبِي جعفر المنصور يسأله الزيادة فِي عطائه وأرزاقه، وابلغ فِي كتابه فوقع [1] المنصور فيه إِنَّ الْغِنَى وَالْبَلاغَةَ إِذَا اجْتَمَعَا فِي رَجُلٍ أبطراه وأمير المؤمنين مشفق عليك، فاكتف بالبلاغة.
وبالإسناد قَالَ: أنشدنا أَبُو مُحَمَّد بْن نعيم قَالَ: أنشدني خالد بْن الكاتب لنفسه:
كيف يخفى تحول من هو يطفي ... هل ترى لي إلا لسانا وطرفا
إن عيني ردت فؤادي بنار ... شوق أطفى وحرها ليس يطفا [2]
كيف أهدى والنفس تزداد ضعفا ... كل يوم والحب يزداد ضعفا
فسقى اللَّه كأس كل سرور ... من سقاني كأس المنية صرفا
378- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد المهتدي باللَّه بْن هارون الواثق [3] باللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم باللَّه بْن هارون الرشيد بْن محمد المهتدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عَبْد المطلب أَبُو جعفر:
ذكر [لي] [4] الصولي أنه كان أكبر أولاد أبيه، وأنه ولد في سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان الناس يركبون إليه، وذكر أن المهتدي خلف سبعة عشر ذكرا وست بنات، قلت: وكان فاضلًا عالما، روى عنه أَبُو مُحَمَّد التيمي.
أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ عَنْ أحمد بن أبي منصور الفقيه قال: أنبأنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَدِيبُ إِذْنًا عَنْ أَبِي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال:
أنبأنا أبو الحسن بن فراش، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: سمعت أبا جعفر بن الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ يَقُولُ: فِي جَمَاعَةٍ كُنْتُ فِيهِمْ حَاضِرًا ذَكَرُوا أَنَّهُمْ مَنْ حُذَّاقِ الْمُعْتَزَلَةِ، فَقَالَ لهم أبو جعفر بن الْمُهْتَدِي: طَلَبَ فَاطِمَةُ وَالْعَبَّاسُ مَوْرِثَهُمَا مِنْ رَسُولِ
__________
[1] في الأصل: «لوقع» .
[2] إلى هنا الساقط من (ج) .
[3] في (ب) : «الواثقى» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، (ج) .(17/100)
الله صلّى الله عليه وسلّم ومنع أبي بَكْرٍ لَهُمَا، لا يَخْلُو مَنْعُ أَبِي بَكْرٍ حَقًّا يَجِبُ لَهُمَا، أَوْ يَكُونَا طَلَبَا مَا لا يَجِبُ لَهُمَا، فَلَيْسَ يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مَعَ أَحَدِهِمَا؛ فَاسْتَجَابُوا لَهُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ:
وَرَأَيْتُهُمْ كَانُوا يُحِبُّونَ مُنَاظَرَتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فقال لهم أبو جعفر بن الْمُهْتَدِي: الْحَقُّ مَعَهُمَا، فَقَالُوا: كَيْفَ ذَا؟ قَالَ: ذَا لا يَشُكُّ أَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَحْنُ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ»
، فَتَأَوَّلَتْ [1] فَاطِمَةُ وَالْعَبَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ فِي الْكُرَاعِ والسلاح وآلة الجهاد دون المال، فهما طالبان لحق بِتَأْوِيلٍ تَأَوَّلاهُ، وَمَنَعَهُمَا أَبُو بَكْرٍ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جميع ما يملكه [2] من كراع وسلاح، قَالَ: وَلَمْ يَجُزْ لأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْطِيَهُمَا [3] مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا وَمَنَعَ بِحَقٍّ، وَكَانَ طَلَبُ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسِ بِحَقٍّ.
379- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد العنبري البغدادي:
ذكره أَبُو العرب أَحْمَد بْن مُحَمَّد التيمي القيرواني فِي كتاب «تاريخ قيروان» من جمعه، وَقَالَ: قدم علينا وله رجال منهم وكيع ويزيد بْن هارون وغيرهما، حدثنا عنه أَحْمَد بْن يزيد. وقد روى عنه أيضًا داود بْن يحيى، ومات عبيد الله بن محمد سنة ست وثلاثين ومائتين، وكذلك قَالَ لي أَحْمَد بْن يزيد.
380- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد الصوفي [4] :
سكن صور عند أَبِي عَبْد اللَّه الروذباري، وحدث عن أَبِي يعقوب إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ بْن أَبِي حسان الأنماطي وأبي الحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن هارون بْن الخليل الطبري، روى عنه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريا النسوي.
كَتَبَ لَنَا [5] أَبُو الْفُتُوحِ الْعجلِيُّ أَنَّ أَبَا طَاهِرٍ عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسن آبادي أخبره قال: أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَاطِرْقَانِيُّ قَالَ: أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بن الخليل الطبري بأنطاكية قال: حدثنا أبو عبد الرحمن
__________
[1] في الأصل، (ج) : «فناولت» .
[2] في النسخ: «ما لا يملكه» .
[3] في (ب) : «أن يعطيها» .
[4] في (ج) : «الصافي» .
[5] في (ج) : «كتب إلى» .(17/101)
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهِلالِيُّ الْمُقْرِئُ بِالْبَصْرَةِ، حدثنا عون بن عمارة العبدي، حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَصَدَّقَ الْمَرْءُ بِصَدَقَةٍ مثل علم ينشر [1] » [2] .
قال أنبأنا أَبُو العباس النسوي قراءة عليه فِي كتاب «تاريخ الصوفية» كان ساكن صور عند أَبِي عَبْد اللَّه الروذباري، ورأيت أَبَا عَبْد اللَّه مكرما له، وقد لقى شيوخ الصوفيه وصحبهم، وكان يتعاهد الفقراء بحيث ما كان ويخدمهم، ثم انتقل إلى أطرابلس بعد موت أَبِي عَبْد اللَّه ولقيته بها بآخرة، ومات بها قرب الثمانين وثلاثمائة.
381- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحُسَيْن القصباني النحاس البغدادي:
روى عن أَبِي إسحاق المعروف ببطيطة البغدادي حكاية سنوردها فِي الكنى فِي آخر الكتاب إن شاء اللَّه تعالى فِي «أَبِي إسحاق» رواها عنه أَبُو بكر عَبْد الله بن أحمد ابن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن روزبه الفارسي، وذكر أنه سمع منه بفسطاط مصر.
382- عُبَيْد اللَّه بْن مسعود بْن عَبْد العزيز الرازي، أَبُو البقاء بْن أَبِي ثابت القاضي:
بغدادي المولد، من ساكني رحبة جامع القصر، وهو أخو عَبْد اللَّه المتقدم ذكره، سمع القاضي أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصريفيني وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه أبو معمر الأنصاري وشيخنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن موسى.
أَنْبَأَنَا بن بوش [3] قال: أنبأنا أبو البقاء عبيد الله بن مسعود الرازي قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وخمسمائة وأنبأنا أبو علي ضيلي [4] بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْمُؤَدِّبُ قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ قالا:
__________
[1] في النسخ: «ينشروبه» .
[2] وانظر الحديث في: المعجم الكبير 7/280. ومجمع الزوائد 1/166. والترغيب والترهيب 1/119.
[3] في (ب) : «أبو نوش» في كل المواضع.
[4] في الأصل: «ضلى» .(17/102)
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الصريفيني، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ إملاء، حدثنا البغوي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا عبد العزيز بن محمد الرزاز [1] وروى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ» [2] .
أَنْبَأَنَا ابن بوش قَالَ: قَالَ لنا أَبُو البقاء بْن الرازي: مولدي فِي سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الرحيم بن هبة الله بن المعراض الحراني قال: سألت أبا البقاء عُبَيْد اللَّه بْن مسعود الرازي عن مولده، فَقَالَ: فِي أول رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الخشاب بخطه قَالَ: توفى أَبُو البقاء عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي ثابت الرازي فِي يوم الخميس رابع جمادى الأولى من سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، ودفن ليلة الجمعة بباب أبرز، سَمِعْت منه.
383- عُبَيْد اللَّه بْن مسعود بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن إسحاق الطوسي، أَبُو الْقَاسِمِ بْن أَبِي شجاع بْن الوزير أبي بكر بن الوزير نظام الملك ابن عَلِيّ:
سمع أَبَا نصر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رضوان وأبا العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن كادش وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عَلِيّ بْن الخضر القرشي، وذكر أنه سأله عن مولده فَقَالَ: فِي يوم الجمعة خامس ربيع الأول سنة خمس وخمسمائة.
__________
[1] في (ج) : «الروزار» .
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 4650. وسنن الترمذي 3747. وسنن ابن ماجة 133.
ومسند أحمد 1/187، 188، 193.(17/103)
384- عُبَيْد اللَّه بْن المظفر بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو الحكم الباهلي، الحكيم [1] :
من أهل الأندلس، ذكر الحافظ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيّ بْن الحَسَن بْن هبة اللَّه الشافعي الدمشقي أنه ولد بالمرية سنة ست وثمانين وأربعمائة، وحج سنة ست عشرة وخمسمائة، ومضى إلى العراق وقرأوا عليه، وخدم السلطان محمود بن ملكشاه سنة إحدى وخمسمائة، وأنشأ له فِي معسكره فِي المجون، توفي بدمشق ليلة الأربعاء رابع ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وكان قدم دمشق سنة ثلاثين وخمسمائة.
هَذَا آخر كلام الحافظ أَبِي القَاسِم رحمه اللَّه، وقد ذكرناه فيمن اسمه «عُبَيْد اللَّه» عَلَى ما ذكره أَبُو شجاع بْن الدهان في تأريخه، والقلب إلى قول الحافظ أَبِي القَاسِم أسكن- واللَّه أعلم بالصواب.
قَرَأْتُ فِي كتاب أَبِي الخطاب عمر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه العليمي الدمشقي بخطه وأنبأنيه عنه عَلِيّ بْن المفضل الحافظ قَالَ: أنشدني أَبُو الحكم عُبَيْد اللَّه بْن المظفر بْن عَبْد اللَّه الباهلي الأندلسي المدني المتطيب لنفسه بدمشق:
محاسن العالم قد جمعت ... فِي حسنه المستكمل البارع
وليس لله بمستنكر ... أن يجمع العالم فِي الجامع
385- عُبَيْد اللَّه بْن المظفر بْن عَلِيّ بْن الحَسَن بْن المسلمة، أَبُو الفضل بْن أَبِي الفتح بْن الوزير رئيس الرؤساء أَبِي القَاسِم:
حدث بالوجادة [2] فِي كتاب نسيبة أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بْن المسلمة، سمع منه أبو الفضائل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الخاضبة، وذكر أَبُو المعالي مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن حمدون الكاتب فِي كتاب «التذكرة» من جمعه أنه توفى في سنة ست وعشرين وخمسمائة، وأنه كان أديبا فاضلًا.
386- عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي المعمر بْن المبارك بْن ثابت، أَبُو الفتوح الوراق، المعروف بالمستملي:
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/153.
[2] في (ب) : «الوحادة» .(17/104)
كان يستملي عَلَى الأمير أَبِي منصور العبادي، وصحب الأمير أَبَا نصر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد [1] بْن نظام الملك، وتفقه عليه بمدرسة جده، وكان يدرس بها، وسمع منه من أَبِي الوقت عَبْد الأول بْن عيسى السجزي فِي كتاب «الجامع الصحيح» للبخاري ومسند عَبْد بْن حميد، وكتب بخطه كثيرا من الكتب توريقا للناس، وكان حسن الخط، أديبا فاضلًا متدينا حسن الطريقة، وأقام فِي آخر عمره بمسجد عند الطيوريين ينسخ فيه طول النهار، كتبنا عنه، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْمُعَمَّرِ الْمُسْتَمْلِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المظفر الداودي، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمويه السرخسي، أنبأنا إبراهيم بن حزيم الشاشي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي الغساني، حدثنا قَائِدُ [2] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَهْلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّبَقُ وَالْجُوعُ؟» قَالَ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: «فَاذْهَبْ فَأَيُّ امْرَأَةٍ [3] تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ امْرَأَتُكَ» ، قَالَ الأَعْرَابِيُّ: فَدَخَلْتُ نَخْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ [4] تَحْتَرِفُ [5] فِي زَبِيلٍ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا ذَاتَ الزَّبِيلِ، هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟
قَالَتْ: لا، قُلْتُ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا، فَقَالَتْ لأَبِيهَا: إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانَا وَأَنَا أَحْتَرِفُ [6] فِي الزَّبِيلِ فَسَأَلَنِي: هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ فَقُلْتُ: لا، فَقَالَ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الأَعْرَابِيِّ فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ [7] : مَا ذَاتَ الزَّبِيلِ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنَتِي، قَالَ: فَهَلْ لَهَا زَوْجٌ؟
قَالَ: لا، قَالَ: فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: «هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟» قَالَ: لا، قَالَ: «اذْهَبْ فأحسن
__________
[1] في (ج) : «على بن محمد» .
[2] في الأصل، (ج) : «وليد» .
[3] في الأصل، (ب) : «مرة» .
[4] في (ج) : «بحارية.» .
[5] في النسخ: «تخترف» .
[6] في النسخ: «اخترق» .
[7] «فقال له الأعرابى» سقط من (ج) .(17/105)
جِهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ!» فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا، ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ، وَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصْنِعَةً [1] وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا، فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَدَا أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى ابْنَتِهِ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ! مَا قَرَبَنَا وَلا قَرَبَ تَمْرَنَا وَلا لَبَنَنَا.
قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ فَقَالَ: «يَا أَعْرَابِيُّ! مَا مَنَعَكَ مِنْ أَنْ تَكُونَ أَلْمَمْتَ بِأَهْلِكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَدَخَلْتُ الْمَنْزِلَ فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصْنِعَةٌ وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا، فَكَانَ يَجِبُ لِلَّهِ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصُّبْحِ. [قَالَ] : «يَا أَعْرَابِيُّ اذْهَبْ فَأَلِمَّ بِأَهْلِكَ» .
توفى أَبُو الفتوح المستملى فِي ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وقد جاوز السبعين.
387- عُبَيْد اللَّه بْن ملد بْن المبارك بْن الْحُسَيْن، أَبُو طالب بْن أَبِي المكارم الهاشمي، المعروف بابن الغسال [2] ، ويدعى بالأكمل:
ولي النظر بديوان الرمام فِي رجب سنة تسعين وخمسمائة، وقلده الإمام الناصر لدين الله النقابة للهاشميين فِي سلخ شعبان سنة اثنتين وتسعين، وعزله فِي سنة ست وتسعين. ثم رد إليه النظر فِي أعمال العراق، فانحدر إلى هناك فأقام مدة ثم عزل، فلزم المقام بواسط، فأقام بها إلى أن أدركه أجله فِي يوم الأحد الثالث والعشرين من شوال سنة ست وتسعين وخمسمائة بالمارستان بواسط، ودفن بمقبرة قبلة المصلى هناك، وكان شابا حسنا، وقد كتبنا عن والده وعاش بعده مدة وأضر، وسيأتي ذكره إن شاء اللَّه تعالى.
388- عُبَيْد اللَّه بْن نصر [3] بْن عُبَيْد اللَّه بْن سهل بْن السرى الزاغوني، أَبُو مُحَمَّد:
والد عَلِيّ ومحمد، كان شيخا صالحا حافظا لكتاب اللَّه، سمع الشريفين أبا الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا جعفر
__________
[1] في (ج) : «مصبغة» .
[2] في النسخ: «بابن الستال» .
[3] في الأصل، (ب) : «محمد» وفي (ج) : «محمد نصر» .(17/106)
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن المسلمة وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن محمد الصريفيني وأبا القاسم علي بن أحمد بْن مُحَمَّد بْن البسري وغيرهم. روى عنه أَبُو المعمر الأنصاري وشيخنا ذاكر بْن كامل.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ الْحَذَّاءُ قال: أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن نصر بن الزَّاغُونِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ ثَلاثَ عشرة وخمسمائة وأنبأنا عبد العزيز بن محمود ابن الأَخْضَرِ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْمُؤَدِّبُ وَيُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلٍ الْخَفَّافُ قِرَاءَةً عليهم قالوا: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّرَّاحِ قراءة عليه قالا: أنبأنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المأمون قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ يحيى بن أيوب، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أنبأنا عمرو بن أبي عمرو عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا حَتَّى بُعِثْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ مِنْهُ» [1] .
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني الفقيه بخطه قَالَ: وفي يوم الأحد ثامن صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة توفى الوالد أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد اللَّه بْن نصر بْن الزاغوني، وصلينا عليه بجامع القصر فِي جماعة كثيرة، ذكره غيره أنه دفن بباب حرب وقد جاوز الثمانين.
389- عبيد الله بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن حمزة القزويني، أَبُو الوفاء الحنفي الواعظ [2] :
من أهل أصبهان، كان يعرف شفرود [3] ، وهو أخو شيخنا رزق اللَّه الذي تقدم ذكره، كان من أعيان أهل بلده فضلًا وعلما وأدبا، وكان يعظ عَلَى الكرسي بكلام مليح، وله النظم والنثر الحَسَن، وكان فصيحا بليغا ظريفا لطيفا، ذكر لي ولده أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن أنه دخل بغداد حاجا عدة مرار، وأنه أقام ببغداد سنة وعقد بها
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/229، 259. ومسند أحمد 2/373.
[2] انظر: الجواهر المضية 1/341.
[3] في الجواهر: «بأبى سقرة» .(17/107)
مجلس الوعظ بالمدرسة التاجية.
أنشدني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن هبة الله القزويني بأصبهان أنشد والدي ببغداد عَلَى المنبر فِي المدرسة التاجية مرتجلا لنفسه وقد دنت الشمس للغروب:
وكان ساعته قد شرع فِي ذكر مناقب عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه:
لا تعجلي يا شمس حتى ننتهي ... فضلًا لمدح المرتضى ولنجله [1]
يثنى عنانك إن غربت ثناؤه ... أنسيت يومك إذ [2] رددت لأجله
إن كان للمولى وقوفك فليكن ... هَذَا الوقوف لخيله [3] ولرجله
ذكر لي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أن والده توفى بشيراز فِي النصف من شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة، وأن مولده كان تقديرا سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
390- عُبَيْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن الأصباغي، أَبُو غالب الكاتب، الملقب بتاج الرؤساء:
ناب فِي ديوان الزمام بعد عزل أَبِي عَلِيّ بن صدقة إلى النظر بديوان الزمام في سنة اثنتين وخمسمائة، وجعل أَبُو غالب مشرفا عليه، وكان أديبا فاضلًا شاعرا مليح الشعر ظريفا، سمع من أَبِي منصور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز العكبري وغيره، روى عنه أَبُو العز أحمد بن عُبَيْد اللَّه بْن كادش، وأبو الفضل مُحَمَّد بن محمد بن محمد [4] بن عطاف الموصلي وأبو الحَسَن سعد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن [عَلِيّ] [5] بْن طاهر الدقاق.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عطاف عن أبيه قَالَ: حدثنا تاج الرؤساء أَبُو غالب بْن الأصباغي قَالَ: حَدَّثَنِي الرئيس أَبُو طاهر بْن الشاطر أنه حضر عند الرئيس أَبِي القَاسِم بْن عَلِيّ بْن الجراح وقد حضر عنده جماعة من الصبية ليسمعوا
__________
[1] في النسخ: «لنحله» .
[2] في الجواهر: «يوما قد» .
[3] في الأصول: «الوقت بخيله» .
[4] «بن محمد» ساقطة من (ب) .
[5] ما بين المعقوفتين بياض بالأصل، (ج) .(17/108)
حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحضرت عنده امرأة من دار الطائع والتمست منه حاجة، فعدل عنها إلى إتمام الحديث، فشق عليها وقالت: بم أنت مشغول؟ فَقَالَ: بنقل فضائل رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الخراب إلى العامر.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ المؤدب عن أَبِي العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن كادش العكبري قَالَ:
أنشدنا أبو غالب عُبَيْد اللَّه بْن هبة اللَّه الكاتب لنفسه:
عقرتهم معقورة لو سالمت ... شرابها ما سميت بعقار
وكيف طوائلها القديمة إذ غدت ... صرعى تداس بأرجل العصار [1]
لانت لهم حتى انتشوا فتمكنت ... منهم فصاحت فيهم الآثار
سجدوا لكأسات العقار كأنهم ... صور المجوس إلى بيوت النار
وأماتهم [2] طرب الأغاني ميتة ... أخذوا لها الأنوار بالأوتار
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العلاء أَحْمَد بْن شاكر الكاتب بمعرة النعمان عن أبي عبد الله محمد ابن عَبْد اللَّه بْن العباس بْن عَبْد الحميد الحراني [3] قَالَ لتاج الرؤساء أَبِي غالب بْن الأصباغي:
هربت [4] من لا ألام فيه ولا ... أنسب فِي حبه إلى الغلط
لأنني ما وضعت قط يدي ... مذ كنت طفلا إلا عَلَى النقط [5]
391- عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان، أَبُو الحَسَن أَبُو الوزير [6] :
ذكر عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر أن اسم خاقان النضر بْن موسى بْن مسلم بْن صبيح، ومسلم يكنى أَبَا الضحى، الراوي عن ابن عباس وغيره، وإنما لقب بخاقان لأنه
__________
[1] في (ب) : «العضار» .
[2] في (ج) : «أمامهم» .
[3] في النسخ: «الحرامى» .
[4] هكذا في الأصول.
[5] في (ج) : «آخر الجزء الثاني بعد الخمسين والمائة من الأصل وأول الجزء 153: عبيد الله بن يحيى» .
[6] انظر: شذرات الذهب 2/147. والعبر 2/26. والأعلام 4/355. وكتاب الوزراء للجهشياري، ص 254.(17/109)
كان معجبا بالغلمان الأتراك، فَقَالَ بعض أهل خراسان وقد رآه راكبا: أما أنت [1] خاقان ملك الترك، فبقيت عليه.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله أن علي بن أحمد أخبره عن عبيد الله بن محمد قال: أنبأنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يحيى الصولي إذنا قال: حدثنا مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ: سَمِعْت مُحَمَّد بْن صالح النطاح يَقُول آل [2] خاقان نافله إلى خراسان بن المدار؟ والي البصرة ينسبون وهم موالي للأزد لقوم منهم يقال لهم بنو واشح بْن عمرو ابن مالك بْن فهم بْن تميم بْن دوس.
وبه: عن الصولي قال حدثنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الكاتب قَالَ: لما نكب المتوكل محمد ابن الفضل الجرجاني قَالَ: قد مللت عرض المشايخ عليّ فاطلبوا لي حدثنا من أولاد الكتاب، وبقي شهرين بلا وزير، وأصحاب الدواوين يعرضون عليه أعمالهم، فاختاروا له ثلاثة من أولاد الكتاب وقالوا: يختار منهم من أراد، فكان أول من اختاروا له أَبَا الفضل إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن العباس الصولي الكاتب، واختاروا له أَبَا الفرج مُحَمَّد بْن نجاح بْن سلمة وأبا الحَسَن عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان، فأما إسحاق بْن إِبْرَاهِيم فإن أباه استعفى له وحلف أنه لا يصلح لهذا الأمر وكان أكتب الناس وأذكاهم وأحسنهم وجها فأشفق عليه فأعفاه المتوكل وأما أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن نجاح بْن سلمة فإن المتوكل رآه فاستثقله وَقَالَ: أريد من يخف عَلَى قلبي؛ فوصف له الفضل بْن مروان عُبَيْد اللَّه بْن يحيى وزاد فِي فضله وفرضه، وكان يوقع بين يديه؛ فأمر بإحضاره فأحضر الدار، فلما خاطبه أعجبه حركته وحلاوته، وكان قدم شفاعة إلى الفتح بْن خاقان، فَقَالَ الفتح للمتوكل: إن رأي أمير المؤمنين أن يأمره بأن يكتب بين يديه، فَقَالَ له: اجلس واكتب! فجلس وكتب خطا حسنا، فاستحسن المتوكل خطه، فَقَالَ له الفتح: الذي كتب أحسن من خطه، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: كتب (إِنَّا فَتَحْنَا لك فتحا مبينا) وقد تعالمت [3] ببركته لبركة [4] ما كتب، فولاه العرض؛
__________
[1] في (ب) : «إنما أنت» .
[2] في الأصل، (ج) : «إن» .
[3] في الأصل: «تعالت» .
[4] في (ج) : «لتركه» .(17/110)
فبقي سنة يؤرخ الكتب عنه وعن وصيف التركي مولى أمير المؤمنين، فلما مضت سنة خص عُبَيْد اللَّه بالمتوكل، فطرح اسم وصيف ونفذت الكتب باسم عُبَيْد اللَّه وحده.
قَالَ الصولي: وكان عُبَيْد اللَّه بْن يحيى جوادا كريما سمح الأخلاق ممدحا. حدثنا أَبُو العينا، قَالَ: لما دخلت عَلَى المتوكل قَالَ لي: ما تقول لي فِي عُبَيْد اللَّه بْن يحيى؟
قلت: نعم العبد لله ولك، منقسم بين طاعته وخدمتك، يؤثر رضاك عَلَى كل فائدة، وما عاد بصلاح رعيتك عَلَى كل لذة.
قَرَأْتُ فِي كتاب «الوزراء» [1] لمحمد بْن عبدوس الجهشياري، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيّ بْن عِيسَى بْن داود بْن الجراح يَقُول: وقد جرى ذكر عُبَيْد اللَّه بْن يحيى لم يكن له من الصناعة حظ إلا أنه أيد بأعوان وكفاة من كتاب الزمان، وكان واسع الحياء [2] حسن المداراة.
أَنْبَأَنَا يحيى بْن أسعد التاجر قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري [3] ، حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى ابن زكريا النهرواني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الجهم أَبُو طالب الكاتب، حَدَّثَنِي أَبُو العباس مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر، حَدَّثَنِي أَبِي عن أَحْمَد بْن إسرائيل قَالَ:
خرجت يوما إلى عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان، فلما صرت فِي صحن الدار رأيته مضطجعا عَلَى مصلاه موليا ظهره باب مجلسه، فهممت بالرجوع، فَقَالَ لي الحاجب:
ادخل فإنه منتبه، فلما سمع حسي جلس، فقلت: حسبتك نائما، فَقَالَ: لا ولكنني كنت مفكرا، قلت: فيما ذا- أعزك اللَّه تعالى؟ قَالَ: فكرت فِي أمر الدنيا وصلاحها فِي هَذَا الوقت واستوائها ودرور الأموال وأمن السبل وعز الخلافة، فعلمت أنها أمكر وأنكد وأغدر من أن يدوم صفاؤها لأحد، قَالَ: فدعوت له وانصرفت، فما مضت أربعون ليلة منذ ذلك اليوم حتى قتل المتوكل ونزل به من النفي ما نزل.
قَالَ الصولي: نزل جماعة من أعداء عُبَيْد اللَّه يحرضون المنتصر عَلَى قتله ويعرفونه
__________
[1] انظر كتاب الوزراء، ص 254.
[2] في (ب) ، (ج) : «الحيلة» .
[3] في الأصل: «الحازرى» وفي (ب) : «الحارزى» وفي (ج) : «الحارابى» .(17/111)
ميله إلى المعتز حتى هم بذلك وأحمد بن الخصيب [1] يروعه عنه حتى نفاه وأبعده إشفاقا عَلَى نفسه إلى أقريطش.
قَرَأْتُ فِي كتاب أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي المعروف بجخجخ بخطه قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الواحد بن أحمد بن الخصيب قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن يزداد الكاتب قَالَ: كنت فِي دار عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان أنتظر إذنه ونحن جماعة قبل الحادث عليه بأيام يسيرة، فوقعت عيني عَلَى كتاب وسادة فِي الموضع الذي كنا فيه فإذا هو:
إني أقول لكم يا أيها البشر ... إن الميتة لا تبقي ولا تذر
ما لي أراكم كأن الدهر أمنكم ... من أن يحل بكم أو يحدث الغبر
وانصرفنا: فما كانت الأيام [إلا] قلائل حتى حدث من أمره ما حدث.
وبالإسناد الأول إلى الصولي قَالَ: سَمِعْت ولي [2] المعتمد الخلافة وتم أمر البيعة له سموا للوزارة سليمان بْن وهب والحسن بْن مخلد، وجمع الكتاب، فَقَالَ الحَسَن: هَذَا عُبَيْد اللَّه بْن يحيى ببغداد قد رأس الجماعة واصطنعهم، وهو لجميع الموالي كالوالد، كل يطيعه، وأمره فِي مناصحة المتوكل والميل إلى ولده طاهر، وما أحسنه بحيث إلا بعد كل عظيم، فصدقه الكتاب والقواد وقالوا مثل قوله، وكان أول من استصوب هَذَا الأمر سليمان بْن وهب، فَقَالَ المعتمد وأبو عيسى بْن المتوكل: ما لنا حظ في غيره فأنفذوا جماعة إلى بغداد، وكتب أَبُو عيسى بخطه كتابا جميلًا يستحثه إلى سرعة النهوض إلى سر من رأى ليشاوره أمير المؤمنين فِي أشياء يحتاج عليها، ولطف له وخاف أن يذكر له الوزارة واستتر [3] لما كان يعلم من زهده [4] فيها واقتصاره وأمنه عَلَى نفسه، وتقدم عَلَى الرسل أن يستروا [5] أمرهم حتى تقع [6] أعينهم عليه، ففعلوا ذلك ودفعوا الكتاب إليه، فكرهه وشخص معهم غير نشيط لذلك، فأدخل على
__________
[1] في (ب) : «الخطيب» في كل المواضع.
[2] في (ج) : «تولى» .
[3] في (ج) : «سيسنتر» و (ب) : «فيستر» .
[4] في (ج) : «عن هذه» وفي (ب) : «من الأوده» .
[5] في (ج) : «أن ستر» .
[6] في (ب) : «يقع» .(17/112)
المعتمد، فأمر أن يخلع عليه للوزارة، فخرج من بين يديه، فامتنع من ذلك أشد الامتناع وَقَالَ: إن تركت ببغداد وسر من رأى وإلا صرت إلى بعض الثغور؟ فخلا به أبو عيسى ابن المتوكل وأعلمه أنه لا تجوز له مخالفة أمير المؤمنين، ووجه الحَسَن إلى أَبِي عيسى أن رأى الأمير أن يعلمه أنه متى ولى هَذَا الأمر تضمنت له القيام بأمر الملك وإعطاء الموالي والتكفل بجميع النفقات، فلان قليلًا وأمر أن [1] يدخل الحَسَن بْن مخلد إليه يجيء به فضمن له ما راسله به شفاها؛ وخلع عليه يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان يعني من سنة ست وخمسين ومائتين، فولى الأمر بعفاف وسعة نفس وحسن تدبير وإظهار مروءة أدته إلى أن مات وعليه ستمائة ألف دينار لغرماء قد ربحوا عليه أضعافها مع كثرة ضياعه ووفور ارتفاعها، ووجده الناس قد وقزته السن وأدبته النكبة، فزاد عفافه وتوقيه.
وبه: عن الصولي قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن عَلِيّ قَالَ: سَمِعْت سليمان بْن وهب غير مرة يَقُول: ما رأيت أجل نفسا من عُبَيْد اللَّه بْن يحيى ولا أتم نزاهة ولا أكمل جلالة ولا أحق رئاسة، كأنه واللَّه خلق لما هو فيه.
أَنْبَأَنَا عبد الوهاب بن علي عن محمد [2] بن سَعِيد بْن مُحَمَّد الشافعي قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْد المحسن بْن مُحَمَّد التاجر، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَن وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد وعلي أَنْبَأَنَا مُحَمَّد وأبو قدومة الصيدلاني بمصر قالا: أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحَسَن الدينوري، أخبرني أَبُو بكر عَبْد اللَّه بْن عيسى، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بْن إسماعيل الكاتب قَالَ: كنت فِي موكب عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بن خاقان فأخذ رجل بلجام دابته وَقَالَ له: يا زنديق! فَقَالَ: كذبت، ما عبدت إلا اللَّه عز وجل، فَقَالَ له: يا فاسق! فَقَالَ له: كذبت، ما أنا بفاسق، فَقَالَ: يا كذاب! فَقَالَ: صدقت، نبلى بأنكاد مثلكم فتضطرونا إلى أن نكذب لكم، خل اللجام، ثم أمر أن لا يتبعه أحد من حاشيته فتعجب من حلمه.
أَنْبَأَنَا يوسف بْن المبارك الشافعي عن مُحَمَّد بْن أبي طاهر الكاتب [3] أن علي بن
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «وأمر بأن» .
[2] في (ب) : «على بن محمد» .
[3] في (ب) : «الحاسب» .(17/113)
المحسن بْن عَلِيّ التنوخي أخبره عن أبيه قال: حَدَّثَنِي أبو الحسين علي بن هشام بْن أَبِي قيراط، حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَن بْن بسطام المعروف بالفتى، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كنت واقفا عَلَى باب عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بن خاقان أنتظر الإذن وكان محتجبا، فأقبل أبو غانم سعيد ابن حميد الكاتب وكان خاصا به فحجب [1] فخجل لما رآني، قد عرفت ذلك، ثم أخذ دواة وكتب لنفسه وأنشدنيه وهو عَلَى ظهر دابته رقعة ترجمها باسمه وليس فيها إلا هذه الأبيات:
حجبت وقد كنت لا أحجب ... وأبعدت عنك فما أقرب
وما لي ذنب سوى أنني ... إذا أنا أغضبت [2] لا أغضب
وأن ليس دونك لي مطلب ... ولا دون بابك لي مرغب
فليتك تبقى سليم المكان ... وتأذن إن شئت أو تحجب
قَالَ: فلما وصلت الرقعة إليه أذن له وحلف عَلَى حاجبه أنه إن حجبه ليلا أو نهارا صرفه.
قَرَأْتُ فِي كتاب «الوزراء» للجهشياري قَالَ: حدثني نصر بن الفتح، حدثني الحسن ابن موسى كاتب مسرور البلخي قَالَ: سايرت عُبَيْد اللَّه بْن يحيى وهو يريد دار المعتمد، فوقف له بشيخ فتظلم إليه، فَقَالَ له: يا هَذَا! ما أحوجك إلى اعتراضي فِي الطريق وأنا أقعد للمظالم فِي كل جمعة يوما، ووقف عليه ونظر فِي أمره، قَالَ: وكان يقف على المرأة والصبي ويلطف مخاطبة من يكلمه.
أَنْبَأَنَا ذاكر بْن كامل أن أبا سعد [3] بْن الطيوري أخبره عن عَلِيّ بْن المحسن بْن عَلِيّ التنوخي عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الأصبهاني، حَدَّثَنِي الحَسَن بْن عَلِيّ، حَدَّثَنِي ابن مهرويه، حَدَّثَنِي أَبُو الشبل عصم بْن وهب البرجمي قَالَ:
حضرت مجلس عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان وكان إليّ محسنا وعليّ مفضلا، فجرى ذكر البرامكة فوصفهم الناس بالجود والكرم وقالوا في كرمهم وجوائزهم وأكثروا،
__________
[1] في (ب) : «لحجب» .
[2] في الأصل، (ج) : «اعضب» .
[3] في (ج) : «أبو سعيد» .(17/114)
فقمت وقلت:
رأيت عبيد الله أفضل سؤددا ... وأحزم من فضل بْن يحيى بْن خالد
أولئك جادوا والزمان مساعد ... وقد جاد ذا والدهر غير مساعد
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القَاسِم سَعِيد بْن مُحَمَّد المؤدب عن أَبِي بكر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المزرقي عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الشاهد أخبره عن أَبِي القَاسِم إسماعيل بْن سَعِيد المعدل، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا محرز الكاتب قَالَ: اعتل عُبَيْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن خاقان، فأمر المتوكل الفتح أن يعوده، فأتاه فَقَالَ: أمير المؤمنين يسألك عَنْ علتك، فَقَالَ عُبَيْد اللَّه:
عليل من مكانين ... من الأسقام والدين
وفي هذين لي شغل ... وحسبي شغل هذين
فأمر المتوكل له بألف ألف درهم.
قَرَأْتُ عَلَى المتوكل عن الحنبلي قَالَ: أَنْبَأَنَا البندار عن الفرضي أن الصولي أخبره قَالَ: حَدَّثَنِي عون بْن مُحَمَّد ومحمد بْن داود ومحمد بْن الفضل أن عُبَيْد الله [1] بن يحيى دخل إلى الميدان فِي داره يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة سنه ثلاث وستين ومائتين ليضرب بالصوالجة فصدمه عَلَى ثلاث ساعات من النهار خادمه رشيق، فسقط عن دابته وبادره غلمانه فحملوه، فما نطق بحرف حتى مات بعد ثلاث ساعات من صدمته والناس فِي صلاة الجمعة [2] .
392- عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن الوليد بن عبادة البحتري، أبو أحمد:
__________
[1] في (ج) : «ابن عبيد الله» .
[2] في (ج ما نصه: «انتهى نصف المجلد العاشر من ذيل تاريخ بغداد وأخبار فضلائها الأعلام ومن وردها من علماء الأنام» تأليف الشيخ الإمام الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن محاسن البغدادي المعروف بابن النجار رحمه الله آمين. وكان الفراغ منه يوم الخميس الواقع في سبعة عشر ربيع الثاني ألف وثلاثمائة وثلاثين بقلم الفقير إلى ربه المائح محمد صادق بن السيد أمين المالح المقيم المستقيم بالمكتبة العمومية الظاهرية بدمشق رحمة الله عليه وعلى والديه وعلى من دعاهما بخير ولجميع عباد الله. ثم الجزء الأول، ويليه الجزء الثاني من المجلد العاشر من «ذيل تاريخ بغداد» أوله: «عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن الوليد بْن عبادة» . ثم النصف الثاني من المجلد العاشر من ذيل تاريخ بغداد تأليف الشيخ الإمام الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن محاسن البغدادي المعروف بابن النجار رحمه الله آمين صادق.(17/115)
من أهل منبج، الشاعر، قدم بغداد وروى بها شيئا من شعر جده، قرأ عليه أَبُو عثمان الناجم.
قَرَأْتُ فِي كتاب إسماعيل بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن السمان [1] الرازي بخطه وأنبأنيه مُحَمَّد ولامع، أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن نصر الصيدلاني عن أَبِي عَلِيّ الحداد عنه قَالَ: حدثنا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن يحيى بْن سهل بْن السري الطائي المنبجي من لفظه قَالَ: حدثنا أستاذنا أَبُو العباس أَحْمَد بْن فارس الأديب المنبجي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن الوليد البحتري قَالَ: لقيني أَبُو عثمان الناجم صاحب ابن الرومي وأنا ببغداد فقرأ عَلَى قصائد من شعر جدي، وحدثني قَالَ: قَالَ لي ابن الرومي يوما: ويحك ألا أعجبك وأطرفك من هَذَا الفلك المبارك؟ قلت: وما هو، لا تأخذ معي فِي كفرياتك، فَقَالَ:
ولو كفرت لم أكن ملوما من ذلك، إنا جماعة من الشعراء إنا [2] نتردد إلى باب الوزير صاعد بْن مخلد منذ خمسة أشهر لم يؤذن لواحد منا، فلما كان فِي [3] هَذَا اليوم وافى البحتري إلى باب صاعد، فلما أشرف رفعت له الستور ودخل من وقته، فأنشده شعرا وخرج وبين يديه خمس بدر فليت شعري ما الذي أنشده، أتراه جاءه بما لم ينزل إلا عليه، باللَّه لما صرت إليه وجئتني بالقصيدة لننظر فيها، فمضيت إلى جدك فسألته عنها فَقَالَ: هي فِي ذلك اللوح لم أبيضها، فإن شئت أن تكتبها فافعل! فكتبتها ودفعتها إلى ابن الرومي وهي القصيدة التي أولها [4] :
وأي مرجي سلوة أو مريدها ... إذا وقدات الحب حب خمودها
فنظر فيها فلما وصل إلى هذا الموضع:
مقيم بأكناف المصلي تصيدني ... لآهل المصلي ظبية ما أصيدها
ترغب عن صبغ المجاسد قدها ... ليحلو واستغنى عن الحلي جيدها
حرك رأسه تعجبا، فلما وصل إلى قوله فِي المدح:
__________
[1] في (ج) : «السماك» وفي (ب) : «السمال» .
[2] في (ب) : «لنا» .
[3] في (ج) : «كان لي» .
[4] تم تصحيح الأبيات من الديوان للبحري 1/293.(17/116)
لقد وفق اللَّه الموفق للتي ... تباعد عن غي الملوك رشيدها
رأى صاعدا أهلا لأشرف [1] رتبة ... فشق عَلَى ساري النجوم صعودها
قَالَ: واللَّه لو أعطاه عليه مائة بدرة لكان له باخسا؛ فرجعت إلي البحتري فعرفته بما قَالَ ابن الرومي، فَقَالَ: إني أظن أن أَبَا الحَسَن هَذَا فِي وقته مضيفا، وليس بيني وبينه فرق فِي حال! فدفع إلي مائة دينار وَقَالَ لي: ادفعها إليه، فلما أوصلتها إليه [2] أسهب فِي الثناء عليه وعمل من وقته أبياتا فِي صاعد يَقُول فيها:
وإنك إذ تصغي إلي شعر شاعر ... فإنك مثل البحتري لماجد
393- عُبَيْد اللَّه بْن يعقوب بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن جميل أَبُو أَحْمَد [3] :
من أهل أصبهان. ذكره أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي تأريخ أصبهان من جمعه. وَقَالَ: لقيته ببغداد ثم رجع إلى أصبهان، وتوفي بها يوم الأربعاء سلخ شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة سمع الكثير من أصول جده [4] ، وروى عن الحَسَن بْن عثمان النسوي بعض كتب يعقوب بْن سفيان.
394- عُبَيْد اللَّه بْن يونس بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن هبة اللَّه أَبُو المظفر [5] :
من أهل باب الأزج، قرأ القرآن والفقه عَلَى مذهب أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل عَلَى أَبِي حكيم إِبْرَاهِيم بْن دينار النهرواني، ثم قرأ الأصول والكلام على أبي الفرج صدقة بن الحسين ابن الحداد، وسمع الحديث من الشريف أَبِي العباس أحمد بن محمد ابن عَبْد العزيز العباسي وأبي الوقت عَبْد الأول بن عيسى السجزي وأبي القاسم نصر ابن نصر بْن عَلِيّ العكبري وأبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وأبي منصور مسعود بْن عَبْد الواحد بْن الحصين وأبي الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي بْن البطي وجماعة دونهم.
ثم سافر إلي همذان فقرأ القرآن عَلَى الحافظ أَبِي العلاء الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن العطار
__________
[1] في (ج) : «أهل الأشرف» .
[2] في النسخ: «إليها» .
[3] انظر العبر 3/33.
[4] (ج) : «سمع الوصول من جده والكثير منه» .
[5] انظر: لسان الميزان 4/117. والأعلام 4/355.(17/117)
وسمع منه الحديث ثم عاد إلى بغداد وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بْن أَحْمَد الدامغاني فِي ولايته الثانية فِي يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ثم رتب وكيلا للجهة أم الإمام الناصر لدين اللَّه بعد وفاة والده وَكَانَ وكيلها.
ثم ترقت به الحال فرتب ناظرا فِي ديوان الزمام فِي رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ولم تزل السعادة [1] له شاملة إلى أن ولي الوزارة وخلع عليه فِي يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال من سنة ثلاث وثمانين.
ثم نفذ مع العسكر المنصور إلى همذان لمناجزة طغرل بْن أرسلان بْن طغرل بْن مُحَمَّد السلجوقي الخارج هناك المتسمى بالسلطان فتوجه فِي غرة [2] صفر سنة أربع وثمانين، فلما تلاقى الجمعان انكسر الوزير وقلت جموعه وأخذ أسيرا [3] وحمل إلى همذان ثم منها إلى آذربيجان.
ثم اطلق فتوجه إلى الموصل [4] ثم جاء إلى بغداد فدخلها مستترا فِي شهر رمضان من سنة أربع وثمانين المذكورة، وبقي فِي بيته لا يظهر مدة، ثم إنه رتب ناظرا فِي المخزن المعمور وأعماله مدة، ثم نقل إلى أستاذيه دار الخلافة فِي سنة سبع وثمانين، وردت أمور الديوان إليه فصار كالنائب فِي الوزارة يصدر الأمور وينفذها والناس سامعون له مطيعون إلى أن رتب ابن القصاب وزيرا فِي شهر رمضان من سنة تسعين فعزل ابن يونس عن ولايته وقبض عليه واعتقل بدار ابن القصاب فبقي بها معتقلا إلى أن توفي ابن القصاب فِي سنة اثنتين وتسعين، فنقل ابن يونس من داره إلى دار الخلافة فحبس فِي بواطنها، وَكَانَ آخر العهد به.
وَكَانَ ذكيا حسن الفهم غزير الفضل، له يد حسنة فِي علم الأصول ثم يعرف الكلام معرفة جيدة. وقد صنف كتابا فِي الأصول ومقالات الناس فكان يقرأ عليه فِي داره ويحضر [الفقراء] [5] والفقهاء والعلماء لسماعه، وكانت له معرفة حسنة
__________
[1] في الأصل: «الشهادة» .
[2] في (ج) : «عشرة» .
[3] في الأصل: «يسيرا» .
[4] في النسخ: «المتوصل» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .(17/118)
بالفرائض والحساب، وقد حدث بشيء يسير، سمع منه عَبْد العزيز بْن دلف وأبو الحَسَن بْن القطيعي، ولم تكن سيرته محمودة فِي ولايته كلها ولا طريقته مرضية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ دَاوُدُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ الشافعي قال: أنبأنا الْوَزِيرُ أَبُو الْمُظَفَّرِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ قراءة عليه وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه وأصله قالا: أنبأنا الشَّرِيفُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز العباسي قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشافعي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العبقسي، أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بن قتيبة العسقلاني، حدثنا أبو عمير، حدثنا ضَمْرَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَقْبَلَ بِيَ الشَّامَ وَاسْتَدْبَرَ بِيَ الْيَمَنَ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي جَعَلْتُ لَكَ مَا تِجَاهَكَ غَنِيمَةً وَرِزْقًا وَمَا خَلْفَ ظهرك مددا، ولا يزال الله تعالى يريد الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ وَيَنْقُصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ النُّطْفَتَيْنِ لا يَخْشَى إِلا جور وَلَيَبْلُغَنَّ [1] هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ» [2] .
ذكر بعض المؤرخين أن ابن يونس مات فِي يوم الثلاثاء سابع عشر صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة فِي محبسه بدار الخلافة فدفن فيه وهو السرداب- والله أعلم.
395- عبيد الله بن أَحْمَد بْن مخلد بْن أبان الدقاق، المعروف بالعسكري:
سمع عيسى بْن أَبِي حرب الصفار وأبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد [3] بْن يعقوب بْن شيبة وغيرهما، وكتب بخطه، روى ابن ابنه أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد عن وجوده فِي كتابه، وذكر أن جده عبيدا سافر إِلَى سر من رأى، فلما عاد إِلَى بغداد سمي العسكري.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفتوح نصر بْن مُحَمَّد بْن علي الحافظ بمكة قال: أنبأنا أحمد بن المبارك ابن سعد، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا علي بن محمد السمسار، أنبأنا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد العسكري قَالَ: وجدت فِي كتاب بخط جدي عُبَيْد بْن أَحْمَد بْن مخلد الدقاق قال:
أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْن شيبة قَالَ: رأيت فِي كتاب جدي بخطه
__________
[1] في (ج) : «وليعلمن» .
[2] انظر الحديث في: المعجم 8/171. ومجمع الزوائد 10/60. والأحاديث الصحيح 35.
[3] في الأصل: «بن حمد» .(17/119)
سمع عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حفص العيشي [1] يَقُول: سَمِعْت أَبِي يَقُول: لما قبض ولد العباس خزائن بني أمية وجدوا سقطا مختوما ففتحوه، فإذا فيه رق مكتوب عليه:
«شفاء بإذن اللَّه» ، قَالَ: ففتح فإذا هو: «بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بالله العلي العظيم أسكن أيها الوجع، سكنت بالذي له ما سكن [2] فِي الليل والنهار وهو السميع العليم، بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا باللَّه العلي العظيم، اسكن أيها الوجع بالذي يمسك السماء أن تقع عَلَى الأرض إلا بإذنه إن اللَّه بالناس لرءوف رحيم، بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع الذي بالذي إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد عَلَى ظهره إن فِي ذلك لآيات لكل صبار شكور، بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع سكنت بالذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا» . قَالَ عُبَيْد اللَّه قَالَ لي: فما احتجت بعده إلى [3] علاج ولا دواء، قَالَ جدي قَالَ عُبَيْد اللَّه: قَالَ لنا أَبِي: إن بني أمية أصابوه فِي نقل الْحُسَيْن عليه السلام.
396- عُبَيْد بْن جناد، مولى بني جعفر بْن كلاب:
ولد بالرقة وتحول إلى حلب، وولاه المأمون قضاءها، فحدث عن عطاء بْن مسلم الخفاف وعبيد اللَّه بْن عمرو الرقي وعبد اللَّه [4] بْن المبارك المروزي وسفيان بْن عيينة وغيرهم يروي عنه أَحْمَد بْن أَبِي الحواري وأبو زرعة الرازي، وقدم بغداد وحدث بها، روى عنه أَبُو جعفر أَحْمَد بْن يحيى الحلواني وأبو زيد [5] عمر بْن شبة [6] النميري.
أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الواسع السقطي بهراة قال: أنبأنا عَبْدُ الْوَاسِعِ بْنُ الْمُوَفَّقِ بْنِ أُمَيْرِكٍ الصَّوَّافُ قال: أنبأنا عبد الله بن محمد الأنصاري، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّد بْن يحيى المزكي بنيسابور، أنبأنا أبو عمر عبد الملك بن
__________
[1] في الأصل، (ب) : «العشى» وفي (ج) : «العبسي» .
[2] في النسخ: «سكن له ما» .
[3] في (ج) : «بعد لي» .
[4] في (ج) : «عبيد الله» .
[5] في (ب) : «أبو يزيد» .
[6] في (ج) : «بن شيبة» .(17/120)
الحسن بن يوسف السقطي ببغداد، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا عبيد بن جناد الحلبي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَيُّوبَ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [1] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَقَدَّمَ قَبْلَ الشَّهْرِ بِصِيَامِ يَوْمٍ أو يومين إلّا يَكُونَ رَجُلا كَانَ لَهُ صِيَامٌ فَأَتَى عَلَيْهِ [2] .
أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن محمد بن عَبْد الباقي أن أَبَا مُحَمَّد الجوهري أخبره عن أبي عمر بن حيويه قال: أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن محمد بن عمار قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ النميري قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْد بْن جناد الحلبي قَالَ: سَمِعْت سفيان بْن عيينة وسألوه أن يحدث، فَقَالَ: واللَّه ما أراكم للحديث موضعا، ولا أراني من أن يؤخذ عني أهلا، وما مثلي ومثلكم إلا ما قَالَ اللَّه، افتضحوا فاصطلحوا.
وبه قال: حدثنا عُبَيْد بْن جناد الحلبي الكلابي قَالَ: قَالَ لي المأمون ما مهنتك؟
قلت: قلاء وما قلوت شيئا قط، وَكَانَ لي غلمان قلاءون، فَقَالَ: وهل تضع المهنة أحدا، فولاني القضاء.
أخبرنا محمود بْن أَحْمَد القطان بأصبهان قَالَ: قرئ عَلَى أَبِي الفرج مسعود بْن الحَسَن الثقفي عن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن منده وأنا أسمع قَالَ: كتب إلى أحمد بن عبد الله الأصبهاني، أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ: عُبَيْد بْن جناد الحلبي روى عن عطاء بْن مسلم وابن المبارك روى عنه أَحْمَد بْن أَبِي الحواري وأبو زرعة سئل أَبِي عنه فَقَالَ: صدوق لم أكتب عنه.
قَرَأْتُ بخط أَبِي نصر المؤتمن بْن أَحْمَد الساجي قال: عبيد بن جناد الحلبي قدم بغداد فحدث مجلسين ثم فقد.
397- عُبَيْد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عَبْد الصمد الجعفي، أَبُو مُحَمَّد الكوفي:
أخو أَبِي الطيب أَحْمَد بْن الْحُسَيْن المتنبي الشاعر، كان ضريرا، قدم بغداد وروى بها شيئا.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد الكسائي قال: كتب إليّ أبو
__________
[1] في النسخ: «ابن أبي سلمة» .
[2] انظر الخبر في: سنن الدارمي 1/213.(17/121)
نصر عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون الشيرازي قَالَ: أنشدنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَن الطيب الشافعي قَالَ: أنشدني أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد بْن الْحُسَيْن الكوفي أخو أَبِي الطيب المتنبي ببغداد، وَكَانَ مكفوف البصر من ظهر قلبه للقائل:
هل حبيب يزيل عنا هموما ... وإليه فِي كل أمر نميل
فدعاوي الهوى تخف علينا ... وخلاف الهوى علينا ثقيل
398- عُبَيْد بْن الصباح بْن أَبِي شريح، أَبُو مُحَمَّد النهشلي المقرئ البغدادي [1] :
قرأ بحرف أَبِي عمرو بْن العلاء عَلِيّ أَبِي عمر حفص بْن عمر بْن سليمان بْن المغيرة الأسدي البزاز قرأ عليه أَبُو العباس أَحْمَد بْن سهل بْن العيزران الأشناني [2] ، نقلت هَذَا من خط ناصر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ المقرئ.
399- عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأنماطي، المعروف والده بمربع:
كان من حفاظ الحديث من أصحاب يحيى بْن معين- وقد ذكره الحافظ أَبُو بكر الخطيب فِي التاريخ، وعبيد هَذَا حدث بيسير عن عُبَيْد اللَّه بْن عمر بْن ميسرة القواريري ولم تنشر [3] عنه رواية.
أخبرنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب قال: أنبأنا تركانشاه بن محمد بن تركانشاه، أنبأنا أبي، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ السمسار، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جولة الأبهري، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بْن حكيم، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد السامري، حَدَّثَنِي أَبُو أيوب الطيالسي ببغداد، حدثني عبيد بن مربع، حدثنا القواريري عن عَلِيّ بْن الفضيل بْن عياض قَالَ:
سأله رجل وقد كف بصره: كيف وجدت ذهاب بصرك؟ قَالَ: أصبت فيه راحتين عصمهما عن محارم اللَّه ولا أنظر إلي ثقيل [4] .
400- عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مهدي بْن سَعِيد- ويقال:
__________
[1] انظر: طبقات القراء للجزرى 495، 496. وميزان الاعتدال 4/119. [2] في (ب) ، (ج) : «الأشبانيّ» . [3] في (ب) ، (ج) : «لم ينتشر» . [4] في (ج) : «أى مثلك» . سلمة- بْن عاصم بْن عُبَيْد اللَّه أَبُو العلاء بْن أَبِي الفضل بْن أَبِي مُحَمَّد القشيري، التاجر:(17/122)
من أهل نيسابور؛ من بيت العدالة والرواية، سمع أَبَا سَعِيد [1] عَبْد الرحمن بْن حمدان النضروي وأبا منصور عَبْد القاهر بْن طاهر البغدادي وأبا حسان محمد بن أحمد ابن جعفر المزكي وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى المزكي وأبا حفص عمر بْن أَحْمَد بْن مسرور وغيرهم، وسافر وهو شاب إلى بلاد المغرب فِي تجارة، وأقام بها مدة، حتى حصلت له نعمة وافرة، وعاد إلى نيسابور وانزوى فِي بيته، وَكَانَ قليل المخالطة للناس، ورد بغداد حاجا مع أخيه الفضل وحدثا بها، روى عنهما من أهلها أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن طارق بن سنان قال: حدثنا أبو الفتح مُحَمَّد بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْدِ السَّلامِ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أنبأنا أَبُو الْعَلاءِ عُبَيْدٌ وَالْفَضْلُ [2] ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ النَّيْسَابُورِيِّ بِمَدِينَةِ السَّلامِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سبع وثمانين وأربعمائة قالا: أنبأنا أَبُو سَعِيدٍ [3] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّضْرَوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثمان وعشرين وأربعمائة، وأنبأنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطُّوسِيُّ وَالْحُرَّةُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ الشِّعْرِيِّ بِنَيْسَابُورَ قَالا: أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ علي بن الحسن البغدادي، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ قالا: أنبأنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُ الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَشْتُمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [4] .
قَرَأْتُ فِي كتاب أَبِي نصر الحَسَن بْن مُحَمَّد اليونارتي بخطه وأنبأنيه عنه مُحَمَّد بْن معمر الأصبهاني قَالَ: سألت أَبَا العلاء عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن عبيد عن مولده، فقال: سنة
__________
[1] في الأصل، (ب) : «أبا سعد» .
[2] في الأصول: «أبو الفضل» .
[3] في الأصل: «أبو سعد» .
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/168، 9/28. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 32، 58. ومسند أحمد 2/277، 311، 491، 5/24، 25، 71، 379.(17/123)
سبع عشرة وأربعمائة، وغاب عن نيسابور نيفا وعشرين سنة ثم رجع إليها بآخره.
ذكر أَبُو الْحُسَيْن [1] عَبْد الغافر بْن إسماعيل بْن عَبْد الغافر الفارسي عبيد بن محمد ابن عُبَيْد فِي كتاب «ذيل تاريخ نيسابور» من جمعه، وأثنى عليه ثناء حسنا، ووصفه بالصدق والعدالة والأمانة وصحة السماع، وأنه كان مشتغلا بنفسه وبالعبادة والإنفاق عَلَى الفقراء، وزمن مدة فِي بيته، وظهر ثقل فِي أذنه، وتصدق فِي آخر عمره بصدقات كثيرة، وتوفي فِي يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بنيسابور.
401- عُبَيْد بْن النضر البغدادي:
حكى عن عَبْد الرزاق بْن همام الصنعاني، روى عنه أَبُو أمية مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الطرسوسي.
كَتَبَ إلي أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني قال: أنبأنا أَبُو الْفَرَجِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيُّ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَبْهَرِيُّ، حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [عَنْ] [2] عُبَيْدِ بْنِ النَّضْرِ الْبَغْدَادِيِّ قَالَ: سَمِعْت عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُول: رَأَيْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يُصَلِّي كَأَنَّهُ كَعْبٌ، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ عَطَاءٍ وَأَخَذَ ذَلِكَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَخَذَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَأَخَذَهُ أَبُو بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
402- عبيدة بْن أشعب [3] الطامع، ويقال: عبيدة [4] :
[و] [5] كان خصيصا بإبراهيم بْن المهدي، وَكَانَ مطبوعا لطيفا كأبيه.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيد بْن مُحَمَّد الموصلي قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الأنصاري إذنا عن الحسن بن علي الجوهري قال: أنبأنا أَبُو عمر مُحَمَّد بْن العباس الخزاز من كتابه وخطه قال: أنبأنا عُمَر بْن سعد قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن محمد، حدثنا سليمان ابن أَبِي شيخ قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بْن خالد بْن طلحة قَالَ: كنت عند إِبْرَاهِيم بْن شكلة
__________
[1] في الأصول: «أبو الحسن» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في النسخ: «أشعت» .
[4] انظر: لسان الميزان 4/125.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(17/124)
وعنده ابن أشعب بطيلسان كردي قد قطع وخيط، فأخذه بيده فنظر إليه فَقَالَ: فيه ثقل، ثم أمر برفعه، ثم أقبل عَلَى ابن أشعب فقال: حدثنا عن طمع أبيك، فَقَالَ: وما تصنع بطمع أَبِي، أحدثك عن طمعي، واللَّه! ها هو إلا أن قلت فِي الطيلسان ثقل طمعت فيه وَقَالَ: ردوا الطيلسان! فدفعه إليه.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحَسَن الشافعي قَالَ: قرئ عَلَى أَبِي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد الغفور بْن أَحْمَد الكناني [1] وأنا أسمع قَالَ: أنبأنا عبد الوهاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، أنبأنا مُحَمَّد بْن جرير قَالَ: قَالَ الأصمعي: قَالَ جعفر بْن سليمان: قَالَ أشعب لابنه عبيدة: إني أراني سأخرجك من منزلي وأنتفي منك، قَالَ: لم يا أبت قَالَ: إني أكسب خلق اللَّه لرغيف وأنت أخي قد بلغت هَذَا السن وأنت فِي عيالي ما تكسب شيئا.
قَالَ: بلى واللَّه! إني لأكسب ولكني مثل الموزة [2] لا تحمل حتى تموت أمها.
403- عتاب بْن ورقاء الشيباني [3] :
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ الأمين عن إبراهيم بن محمد الغنوي الرقي قال: أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عمر العذري، حدثنا محمد بن عبد الواحد الزبيري، حدثنا أبو سعيد السيرافي، حدثنا أبو إسحاق الزجاج، حدثنا المبرد قَالَ: لما وصل المأمون إلي بغداد قَالَ ليحيى بْن أكثم:
وددت لو أني وجدت رجلا مثل الأصمعي ممن يعرف أخبار العرب وأيامها وأشعارها فيصحبني كما صحب الأصمعي الرشيد، فقال له يحيى: هاهنا شيخ يعرف هذه الأخبار يقال له عتاب بْن ورقاء من بني شيبان، قَالَ: فابعث لنا فيه! فحضر فَقَالَ له يحيى: إن أمير المؤمنين يرغب فِي حضورك مجلسه ومحادثته، فَقَالَ: أنا شيخ كبير، ولا طاقة لي، لأنه ذهب مني الأطيبان، فَقَالَ له المأمون: لا بد من ذلك، فَقَالَ له الشيخ:
فاسمع ما حضرني، فَقَالَ:
أبعد ستين أصبو ... والشيب للمرء حرب
__________
[1] في (ج) : «الكتاني» وفي (ب) : «الكتابي» .
[2] هكذا في الأصول.
[3] انظر: معجم الأدباء 12/79.(17/125)
شيب وسن وإثم ... أمر لعمرك صعب
يا ابن الإمام فهلا ... أيام عودي رطب
وإذ شفا الغواني ... مني حديث وقرب
وإذ مشيي [1] قليل ... ومنهل العيش عذب
فالآن لما رآني ... عواذلي ما أحبوا
آليت أشرب راحا ... ما حج لله ركب
فَقَال المأمون: ينبغي أن يكتب بالذهب، وأعفى الشيخ وأمر له بجائزة.
404- عتبة بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن عَبْد اللَّه بْن مسعود الهذلي، أَبُو العميس [2] :
من أهل الكوفة، روى عن الشعبي وأبي إسحاق الهمداني، وعمرو بن مرة والقاسم ابن عَبْد الرحمن وعلي بْن الأقمر وإياس بْن سلمة بْن الأكوع وعون بْن أَبِي جحيفة، روى عنه سفيان بْن عيينة ومحمد بْن إسحاق وشعبة وحفص بْن غياث ووكيع بْن الجراح وأبو نعيم الفضل بْن دكين، ذكر أَبُو مُحَمَّد بْن قتيبة أنه مات ببغداد.
أخبرنا محمود بن أحمد القطان بأصبهان، أنبأنا مسعود عن الحَسَن الثقفي قراءة عليه عن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده قَالَ: كتب إلي أَبُو عَلِيّ حمد بن عبد الله بن محمد قال: أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ: أنبأنا عَلِيّ بْن أَبِي طاهر فيما كتب إلي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل سئل عن أَبِي العميس فَقَالَ: ثقة.
405- عتبة بْن عَبْد الملك بْن عاصم بْن الوليد بْن عتبة بْن عَبْد المهيمن بْن المغيرة بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن أبان بْن عَبْد الرحمن بْن عثمان بْن أبان [3] بْن عثمان بْن عفان، أَبُو الوليد العثماني المغربي [4] :
من أهل الأندلس كان من أعيان القراء المشاهير، سمع من والده بالأندلس في سنة
__________
[1] في الأصل: «مشينى» وفي (ب) : «مشببى» .
[2] انظر: تهذيب التهذيب 7/97.
[3] «بْن عَبْد الرحمن بْن عثمان بْن أبان» ساقط من (ج) .
[4] انظر طبقات القراء للجزرى 1/499.(17/126)
خمس وسبعين وثلاثمائة وسافر إلي ديار مصر، فقرأ القرآن بالفسطاط عَلَى أَبِي أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون البغدادي وأبي حفص عمر بْن مُحَمَّد بْن عراك بْن مُحَمَّد بْن عراك الحضرمي وأبي بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأدفوي، وقدم بغداد واستوطنها إلي حين وفاته، وقرأ بها القرآن، وحدث بها عن والده وأبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ، قرأ عليه القرآن بالروايات أَبُو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ وروى عنه [1] ، وروى عنه أيضا أَبُو الفضل أَحْمَد بْن الحَسَن بْن خيرون وأبو بكر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن القطان المقدسي وأحمد بْن عَلِيّ الطريثيثي وأبو الْحُسَيْن المبارك بْن عَبْد الجبار الصيرفي.
أَخْبَرَنَا يَاقُوتُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرومي الحمامي قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ قراءة عليه، حدثنا أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني [2] أنبأنا أبي، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى اللِّبْنَانِيُّ بِتِنِّيسَ، أنبأنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» [3] .
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القَاسِم سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عطاف المؤدب عن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الأنصاري أن أَبَا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبره قَالَ: أنشدني أَبُو الوليد عتبة بْن عَبْد الملك العثماني القرشي لعبد المحسن الصوري:
إذا ما رأيت بالسوق ظبيا ... حسن المقلتين والطرف رائي
قلت سرا من حيث لا يعلم الناس ... لنفسي هَذَا الفتى من ورائي
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد قَالَ: مات أَبُو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني المقرئ ليلة الاثنين، ودفن يوم الاثنين التاسع من رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة وَكَانَ رجلا صالحا، حدث عن ابن غلبون المصري، سمعت منه.
__________
[1] «وروى عنه» ساقطة من (ج) .
[2] من هنا حتى «العثماني» في سند الرواية التالية ساقط من (ج) .
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(17/127)
406- عتيق بْن عَبْد اللَّهِ البكري، أَبُو بكر الواعظ [1] :
من ولد مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق رَضِي اللَّه عَنْهُ، من أهل المغرب، كان مليح الوعظ فاضلا عارفا بالكلام على مذهب أَبِي الحَسَن الأشعري، هاجر إلى نظام الملك الوزير فنفق عليه لانبساطه وخف على قلبه وصادف منه قبولا كثيرا فنفذ به إلى بغداد وأجرى له الجراية [2] الوافرة، فقدم بغداد في سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وعقد مجلس الوعظ بالمدرسة النظامية وبجامع المنصور، وذكر معايب الحنابلة، ولقب بعلم السنة من جهة الديوان العزيز، وأعطى دنانيرا وثيابا، وَكَانَ قد قصد فِي بعض الأيام دار قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّهِ الدامغاني بنهر القلائين [3] فتعرض بأصحابه قوم من الحنابلة، فكبست دور بني الفرا وأخذت كتبهم ووجد فيها كتاب الصفات، فكان يقرئ بين يدي البكري وهو جالس على الكرسي ويشنع به [4] عليهم، وَكَانَ عميد البلد يومئذ أَبَا الفتح بْن أَبِي الليث، فخرج البكري إلى العسكر شاكيا منه، فلما عاد مرض فِي طريقه ودخل بغداد فمات.
أنبأنا أَبُو الفرج بْن الجوزي ونقلته من خطه قَالَ: سَمِعْت عَبْد الوهاب يعني الأنماطي يَقُول جاء البكري وقد كتب له نظام الملك أن يجلس فِي كل جامع ببغداد، فجلس فيها كلها إلا جامع المنصور، فلما هم بالجلوس قَالَ نقيب النقباء وقد تقدم إليه بذلك:
قفوا لي حتى أنقل أهلي من باب البصرة، قيل: كيف؟ قَالَ: لأني أعلم أن المكان ينتهب ويجري مقتله- ونحو ذلك، قيل: لا بد أن تدبر هَذَا، فَقَالَ: مروا كل أمير ببغداد معه تركي أن يبعثه إلي، قَالَ: فانتفى الأتراك وأغلق باب جامع المنصور إلا الباب الذي يلي باب البصرة وحده، وترك على كل باب مع غلقه تركيين يحفظونه وَقَالَ: لا يخرج أحد منكم يا أهل البصرة! أعيرونا الجامع نكفر فيه ساعة، ومن خرج فعلت [5] به وصنعت، وَكَانَ الخطيب يذكر فِي خطبته شاة أم معبد فِي أكثر أوقاته، فَقَالَ له النقيب: عجل الخطبة، لا تذبح الشاة اليوم، فلما فرغوا من الصلاة وقد أخرج
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 3/353. والعبر في خبر من غبر 3/284.
[2] في (ب) : «الجرائد» .
[3] في (ب) : «الغلايين» .
[4] في الأصل، (ب) : «ويشفع» .
[5] في (ب) ، (ج) : «فقلت» .(17/128)
الكرسي إلى الصحن الذي يلي القبلة صعد البكري والأتراك معهم القسي والنبل كأنهم يريدون القتال، ولم يكن الجمع إلا قليلا، فتكلم ومدح أحمد وَقَالَ: وما كفر ولكن الشياطين كفروا، فجاءت حصاة وأخرى، فأحس بذلك النقيب، فلما خرجوا أخذ القوام وَقَالَ: ويلكم أفعل ما أفعل ويجري ما يجري، قد جاءت ثلاث حصيات من أين هَذَا؟ فقالوا: لا ندري، فعاقب بعضهم فقالوا: واللَّه فلان- وفلان عدوا عشرة أو نحوهم منهم من يقرب إلي النقيب من الهاشميين واختفوا فِي السطح وفعلوا هَذَا، فأخذهم فعاقبهم.
قَرَأْتُ فِي كتاب «التاريخ» لأبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه قَالَ: مات أَبُو بكر عتيق بْن عَبْد اللَّهِ البكري الأشعري الواعظ فِي ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وسبعين وأربعمائة عند قبر أَبِي الحَسَن الأشعري بمشرعة الرواية.
407- عتيق بْن عَبْد العزيز بْن عَليّ بْن صيلا، أَبُو بكر الخباز:
من أهل الحربية، والد شيخنا عَبْد الرَّحْمَنِ وأخيه عَبْد العزيز المقدم ذكرهما، روى لنا عنه أَبُو مُحَمَّد بن الأخضر وعبد الرزاق بْن عَبْد القادر الجيلي وأحمد بْن البندنيجي، وقد سماه أَبُو الحَسَن عَليّ بْن مُحَمَّد الشهرستاني النيسابوري لما سمع عليه مُحَمَّدا، وذكره ابن السمعاني فِي المحمدين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنْدَنِيجِيِّ قال: أنبأنا أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صيلا قراءة عليه أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عُلْوَانَ الشيباني قراءة عليه، أنبأنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يُوسُفَ بْنِ دُوسْتَ العلاف، حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد، حدثنا يعقوب بن يوسف المطوعي، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ أَخِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا عُمِلَ [1] الْخَطِيئَةُ [2] فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا وَكَرِهَهَا [3] كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا وَرَضِيَهَا كان كمن
__________
[1] في المصادر: «إذا عملت» .
[2] في الأصول: «الخطبة» تحريف.
[3] في المصادر: «فكرهما» .(17/129)
شَهِدَهَا.
قَرَأْتُ بخط أَبِي العباس أَحْمَد بْن عمر بْن لبيدة المقرئ؛ سئل الشيخ- يعني أبا بكر ابن صيلا- عن مولده، فَقَالَ: مولدي ليلة دخول ابن آبق إلى بغداد، وَقَالَ الشيخ أَبُو الفضل- يعني ابن شافع: ودخوله فِي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
408- عتيق بْن عَبْد الكريم بْن كراز، أَبُو بكر:
ذكره شيخنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن المبارك بْن مشق البيع فِي معجم شيوخه، وذكر أنه أجاز له.
409- عتيق بْن عَبْد الواحد، أَبُو بكر الصوفي:
من أهل المغرب، قدم بغداد وحدث بها عن أَبِي ذر عَبْد بْن أَحْمَد بْن الهروي وأبي الفضل بْن الجوهري الواعظ، روى عنه أَبُو البركات ابن السقطي فِي معجم شيوخه، وَقَالَ: كان من شيوخ الصوفية وظرافهم، أربى على الثمانين سنة.
قَرَأْتُ عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاعِظَةِ [1] عَنْ أَبِي الْعَلاءِ وَجِيهِ بْنِ هِبَةِ الله ابن المبارك السقطي قال: حدثنا أبي، حدثنا عَتِيقُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو ذر عبد بن أحمد الهروي بمكة، حدثنا ثَابِتُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمْرٍو الْقَزَّازُ، حدثنا أحمد ابن سلمان الفقيه، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا مؤمل، حدثنا سُفْيَانُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ ابن عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ» [2] .
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّد سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي وحامد بن مُحَمَّد الأعرج عن القَاسِم بْن الفضل بْن عَبْد الواحد قَالَ: كتب إلي أَبُو الفتح نصر بْن الحَسَن الشاشي قَالَ: أنشدنا أَبُو بكر عتيق بْن عَبْد الواحد الصوفي المقرئ ببغداد قَالَ: أنشدنا أَبُو الفضل الجوهري الواعظ بمصر على الكرسي:
__________
[1] في (ب) : «الواعظ» .
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 995. ومسند أحمد 6/67، 89، 160. وصحيح ابن خزيمة 1550، 1556.(17/130)
أقبل جيش الهجر في موكب ... بين يديه علم يخفق
وانهزم الوصل إلى عسكر ... عليه سور وله خندق
وصار قلبي فِي حصار الهوى ... كأنما النار له تحرق
فحسب قلبي من تباريحه ... أنى أسير والهوى مطلق
410- عتيق بْن عَليّ بْن الحَسَن الصنهاجي، أَبُو بكر الحميدي [1] :
من أهل الأندلس، قدم بغداد بعد الثمانين وخمسمائة وأقام بها مدة للتفقه على أَبِي القَاسِم بن فضلان، [و] [2] سمع الحديث من أَبِي السعادات بْن زريق وأمثاله، وجمع مقامة وصف بغداد وقدومه إليها وسمعها منه جماعة وعاد إلى بلاده.
ذكر لي بركات بْن ظافر الصبان بمصر أن عتيقا الحميدي بفتح الحاء نسبة إلى بعض أجداده وأنه أندلسي، قدم عليهم مصر مرتين: الأولى متوجها إلى الشام والعراق، والثانية عائدا إلى بلاده، وذكر أنه كان أديبا فاضلا، له ديوان شعر فِي مجلدة، وصنف كتابا فِي الحلي والشيات [3] وما يليق بالملوك من الآلات، صنعه لبعض ملوك المغرب، وذكر أنه تولى القضاء بالمعدن [4] وتوفي هناك.
411- عتيق بْن عمران بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الربعي، أَبُو بكر [5] :
من أهل سبتة بلدة بالمغرب على ساحل البحر المسمى بالزقاق [6] وعليه عبر بنو أمية قديما إلى المغرب واللمتون حديثا، صحب عتيق هذا ملكهم يوسف بن تاشفين الملقب بأمير المسلمين، وَكَانَ يدعو إلى بني العباس، وولاه قضاء شبتة، وَكَانَ فقيها محققا على مذهب مالك، وله في كل علم قدم، قدم بغداد وأقام بها سنين يتفقه ويقرأ الأدب، وسمع بها الحديث من أَبِي الْحُسَيْن بْن الطيوري وأبي عَبْد اللَّهِ الحميدي، وانحدر إلى البصرة وسمع بها من أَبِي يعلى أَحْمَد بْن مُحَمَّد المالكي وأبي القاسم عبد
__________
[1] انظر: الأعلام للزركلى 4/362.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصول: «الشات» .
[4] في المستفاد: «تولى القضاء بالغرب» .
[5] انظر الأنساب، للسمعاني 7/52.
[6] في الأصول: «بالرقاق» .(17/131)
الملك بْن عَليّ بْن خلف بْن شعبة الأنصاري، وحدث ببغداد بيسير عن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عمران الإشبيلي، سمع منه أَبُو البركات هبة اللَّه بْن المبارك السقطي، وروى عنه في معجم شيوخه وذكر: كان ورعا ذا أمانة.
أخبرنا القاضي أَبُو نصر الشيرازي بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الحسن ابن هبة اللَّه الشافعي قَالَ: بلغنا أن عتيق بْن عمران قتله أمير الجيوش، وَكَانَ طلب بدله بعد مرجعه من بغداد، فردته الريح إلى إسكندرية فحمل إليه فقتله، وذلك في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وسبب قتله أنه وجد معه كتب من المقتدي بأمر اللَّه إلى أمير المغرب.
412- عتيق بْن مُحَمَّد بْن [1] عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن إبراهيم بْن عبيد:
[سكن بغداد] [2] وسمع بها أبا نصر الزينبي وحدث بها، روى عنه أبو الفضل مُحَمَّد بْن علي بْن منصور الغازي، ذكر ذلك أبو سعد بْن السمعاني.
413- عتيق بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن إبراهيم بْن عبيد اللَّه بْن الحاكم التميمي، أَبُو الْقَاسِمِ الصقلي [3] :
سكن بغداد، وكان من عباد اللَّه الصالحين، معرضًا عن الدنيا، راغبا في الآخرة، مقبلا عَلَى العبادة والزهد، وكان الناس يتبركون به، سمع من أبي بكر محمد بن علي ابن الحسن بْن البر التميمي القروي.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف يقول: سمعت عبد الخالق بْن يوسف يقول: سمعت [4] أبا القاسم بْن الحكم الصقلي ينشد لأبي عبد الله ابن طوبى الصقلي الكاتب:
ليس التصوف لبس الصوف ترقعه ... ولا بكاؤك إن غنى المغنونا
ولا صراخ ولا رقص ولا طرب ... ولا ارتعاش كأن قد صرت مجنونا
__________
[1] في الأصل، (ب) : «بن عبد الله» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر: الأنساب، للسمعاني 8/321.
[4] «عبد الخالق بن يوسف يقول سمعت» مكررة في (ب) .(17/132)
بل التصوف أن تصفو بلا كدر ... وتتبع الحق والقرآن والدينا
وأن ترى خاشعًا لله ذا وجل ... طوال دهرك ما قد عشت مجنونا
أخبرنا بهذه الأبيات أبو مُحَمَّد إسماعيل بْن سعد اللَّه الأمين إذنًا عن عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بن مُحَمَّد بْن يوسف قَالَ: سمعت أبا القاسم بْن الحاكم ينشد فذكرها. ذكر أبو بكر بْن كامل أنه مات في شوال سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ودفن بالوردية ونقلته من خطه.
414- عتيق بْن منصور، أبو بكر الضرير:
قرأت في كتاب علي بْن أبي الحسن بْن الصقر الذهلي بخطه قال: حدثنا أبو بكر عتيق بْن منصور الضرير الهروي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِ بن يزيد بن سعيد الهمداني بها، حدثنا أبو علي الطوسي- فذكر حديثًا.
415- عثمان بْن إبراهيم بْن فارس بْن مقلد الشيبي الدقاق، أبو عمرو:
من أهل باب الأزج، وهو أخو إسماعيل الذي قدمنا ذكره، سمع الكثير من أبوي الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي ومحمد بْن ناصر الْحَافِظ وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وغيرهم، وخرج من بغداد وسكن الموصل وحدث بها، كتبت عنه، وكان شيخًا حسنًا متيقظًا فهمًا صالحًا، أضر في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ] [1] الشَّيْبِيِّ بقراءتي عليه بالموصل قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي، أنبأنا أبو الحسن جابر بن ياسين ابن الحسن بن محمويه الحنائي قال: أنبأنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ قَالَ: حدثنا عبد الله هو البغوي [2] ، حدثنا حاجب بن الوليد أبو أحمد الأعور، حدثنا الوليد [3] ابن مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمَرِيضِ إِذَا بَرِئَ وَصَحَّ مِنْ مَرَضِهِ كَمَثَلِ الْبُرْدَةِ [4] تَقَعُ فِي الْمَاءِ في صفائها ولونها» [5] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، (ج) .
[2] في (ج) : «البغدادي» .
[3] في الأصل: «عن الوليد» وفي (ج) : «بن الوليد» .
[4] في الأصول: «البودة» تحريف.
[5] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 2/303. واتحاف السادة المتقين 9/526. وتنزيه الشريعة 2/352. والموضوعات 3/201.(17/133)
بلغنا أن عثمان توفي بالموصل في يوم السبت الحادي عشر من جمادى الأولى سنة عشر وستمائة، وأظنه بلغ الثمانين.
416- عثمان [1] بْن أَحْمَد بْن أيوب، أبو عبد اللَّه البغدادي:
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ عَنْ تَغْلِبَ بْنِ جَعْفَرٍ السَّرَّاجِ قال: كتب إليّ علي بن الحسين ابن محمد بن الحداد التنيسي، أنبأنا جَدِّي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أيوب البغدادي، حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الإمام، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِسُهَيْلِ بْنِ أبي صَالِحٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ حَدَّثَنَا [عَنِ] [2] القعقاع عن أبيك عن عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ حَدِيثًا [3] فَحَدِّثْنَا بِهِ أَنْتَ عَنْ أَبِيكَ! قَالَ فَقَالَ سُهَيْلٌ: سَمِعْتُهُ من الذي سمعه أَبِي مِنْهُ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قِيلَ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» [4] .
417- عثمان بْن أَحْمَد بْن عبيد اللَّه بْن دحروج، أبو عمرو القزاز:
من أهل النصرية، أخو مُحَمَّد الذي قدمنا ذكره، سمع أبا الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النقور وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصريفيني وغيرهما، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو القاسم الدمشقي.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هبة الله الشافعي قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن عبيد الله بن دَحْرُوجٍ أَبُو عَمْرٍو الْقَزَّازُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالنَّصْرِيَّةِ بالجانب الغربي عن مدينة السلام وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنِ النَّقُّورِ قراءة عليه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى
__________
[1] في الأصول: «عتيق» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[3] في (ب) : «حدثنا» .
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/22. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 23. وفتح الباري 1/137، 138.(17/134)
ابن داود بن الجراح، حَدَّثَنَا [1] أَبُو [2] الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي إملاء، حدثنا مَحْمُودُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ أَجْمَلَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَرَجِّلا، وَكَانَ لَهُ شعر قريبا مِنْ أُذُنَيْهِ- أَوْ قَالَ: مَنْكِبَيْهِ.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْن عَبْد الباقي البزاز الأنصاري بخطه قَالَ:
مات عثمان بْن أحمد بْن دحروج مسندي في ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وصليت عليه يوم الثلاثاء ودفن في مقبرة باب حرب.
418- عثمان بْن أحمد بْن عثمان بْن الحسين، أبو عمرو البغدادي:
قدم أصبهان في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وحدث بها عن أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادِ ومحمد بْن الحسن بْن زياد النقاش ومحمد بْن عبد اللَّه بن إبراهيم الشافعي وأبي عمر محمد بْن عبد الواحد الزاهد وأبي مُحَمَّد جعفر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي، روى عنه أبو بكر مُحَمَّد بْن علي الجوزداني المقرئ وأبو الحسين محمد ابن أَحْمَد بْن موسى بْن مردويه.
كَتَبَ إِلَيَّ أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلانِيُّ أَنَّ يَحْيَى بْنَ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مَنْدَهْ أَخْبَرَهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ علي الجوزداني المقرئ قال: أنبأنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ قَدِمَ [عَلَيْنَا] [3] أصبهان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن النَّقَّاشُ المقرئ، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ، حدثنا سرهب بن داهر الراسبي، حدثنا سعيد بن هبيرة العامري، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ [4] عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ غُرَابًا يَقُولُ:
قَاقْ قَاقْ، فَقَالَ: «مَا تَدْرُونَ مَا يَقُولُ؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ يَقُولُ: فِي الْكِتَابِ الأَوَّلِ مَكْتُوبٌ: صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَفِي الْكِتَابِ الثَّانِي: صَدَقَ عُمَرُ، وَفِي
__________
[1] في الأصل، (ج) : «أبو عبد الله» .
[2] في الأصول: «بن» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من (ب) .
[4] في (ج) : «بن عطاء ... » .(17/135)
الكتاب الثالث: صدق عثمان ذُو النُّورَيْنِ، وَفِي الْكِتَابِ الرَّابِعِ صَدَقَ عَلِيٌّ الْهَاشِمِيُّ» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! غُرَابٌ يَتَكَلَّمُ؟ فَقَالَ: «خَلُّوا عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل» .
هذا الحديث [1] منكر، [و] في إِسْنَادِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينِ، وَالنَّقَّاشُ مَشْهُورٌ بِرِوَايَةِ الْغَرَائِبِ وَالْمُنْكَرَاتِ.
419- عثمان بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أبو الموفق الخليلي:
من أهل بلخ، قدم بغداد حاجًا في صفر سنة ست وعشرين وخمسمائة، وحدث بها عن أبي بكر مُحَمَّد بْن عبد الملك بْن علي الماسكاني والقاضي أبي سعيد الخليل بْن أَحْمَد السجزي وأبي بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن علي القزاز وأبي المظفر منصور بْن أَحْمَد البسطامي، روى عنه أبو بكر بن كامل.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قَالَ: حَدَّثَنِي وَالِدِي مِنْ لَفْظِهِ وَكِتَابِهِ قَالَ: أنبأنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ قال: أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ القزاز، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلَفٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إسماعيل الصائغ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ المستملي، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ الْفَقِيهُ، حدثنا سليمان بن الربيع النهدي الكوفي، حدثنا همام بن مسلم، حدثنا مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [2] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من وَلِيَ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَحَسُنَتْ سِيرَتُهُ [3] رُزِقَ الْهَيْبَةَ فِي قُلُوبِهِمْ [4] ، وَإِذَا بَسَطَ يَدَهُ لَهُمْ [5] بِالْمَعْرُوفِ رُزِقَ الْمَحَّبَةَ مِنْهُمْ، وَإِذَا وَفَّرَ عَلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَفَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَالَهُ، وَإِذَا أَنْصَفَ الضَّعِيفَ مِنَ الْقَوِيِّ قَوَّى اللَّهُ سُلْطَانَهُ، وَإِذَا عَدَلَ [6] فِيهِمْ مُدَّ فِي عُمْرِهِ» [7] .
أنبأنا مُحَمَّد بْن محمود المعدل عن أبي سعد بْن السمعاني قَالَ عثمان بْن أَحْمَد بْن
__________
[1] في (ب) : «هذا حديث» .
[2] في (ج) : «عياش» .
[3] في (ج) : «سريرته» .
[4] في (ج) : «من قلوبهم» .
[5] في (ب) : «بسط لهم يده» .
[6] في (ج) : «عدلت» .
[7] انظر الحديث في: كنز العمال 14631، 14645.، 14740.(17/136)
محمد الخليلي الخلمي أبو عمرو إمام فاضل فقيه مناظر، ولي الخطابة ببلخ وصار شيخ الإسلام بها، تفقه عَلَى الإمام أبي بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن علي القزاز وسمع منه الحديث ومن القاضي الخليل بْن أَحْمَد السجزي وأبي بكر الماسكاني الخطيب، كتب إلي الإجازة في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
420- عثمان بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أبي ياسر المقرئ، أبو عمرو الصوفي، المعروف بابن البوقي [1] :
من أهل الحريم الظاهري، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بْن الحصين وأبا بكر محمد بْن عبد الباقي الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن مُحَمَّد القزاز وأبا الفتح مفلح بْن أَحْمَد الدومي وغيرهم، وصحب أبا النجيب السهروردي، وسرد الصوم سنين كثيرة، وحدث بالكثير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثًا في معجم شيوخه وأثنى عليه.
قُرِئَ عَلَى أَبِي الْبَرَكَاتِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بن عمر بن علي القرشي عن أبيه وأنا أسمع قال: أنبأنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ الصُّوفِيُّ بزيران وأنبأنا أبو حامد عبد الله ابن مُسْلِمِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَزَّازُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قراءة عليه أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ السخير [2] ، حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عبد الوهاب أبو قرصافة بعسقلان، حدثنا آدم بن أبي إياس، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُوسَى [3] بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [4] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَاعَ سِلْعَةً لَمْ يَكُنْ قَبَضَ مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا فَهِيَ لَهُ، فَإِنْ كَانَ قَدْ قَبَضَ مِنْهَا شَيْئًا فَهُوَ أسوة الغرماء» [5] .
قرأت بخط أبي المحاسن القرشي وأخبرنيه ابنه عبد الرحيم عنه قَالَ: توفي عثمان بْن أَحْمَد بْن البوقي وكان يوم الأربعاء ثامن عشرين من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
__________
[1] في الأصل، (ب) : «التوفي» .
[2] في الأصل، (ب) : «السخير» وفي (ج) : «السجز» .
[3] في الأصول: «عن موسى عن بن عقبة» .
[4] في الأصول: «بن أبي هريرة» .
[5] انظر الحديث في كنز العمال 10473.(17/137)
421- عثمان بْن إدريس بْن عبد الرحمن الكتامي، أبو عمرو الصوفي المواقيتي [1] :
من أهل المغرب، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وكانت له معرفة تامة بعلم النجوم والهيئة وعمل الاصطرلاب وآلات الفلك من الرخامات وموازين الشمس ومعرفة أوقات الليل والنهار، وله في ذلك مصنفات حسنة، قرأ عليه جماعة من أهل بغداد وانتفعوا به، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
422- عثمان بْن أبي بكر بْن مُحَمَّد، أبو بكر القلعي:
من أهل المغرب، ذكره أبو المعالي سعد بْن علي الحظيري الكتبي في كتاب «زينة الدهر» من جمعه، وَقَالَ: أنشدني لنفسه ببغداد:
قم هاتها في كف أحور أو طفا ... راحا أرق من النسيم وألطفا
يسعى بها حيث الدلال كأنما ... يحكيه خد للنديم وأرشفا
فكأنها في الكأس دابة [2] عسجد ... وحبابها در عليه قد طفا
فانهض إلى بيت الكروم فإنها ... نجم بشيطان الهموم تكلفا
فالروض يعبق من ريح مسكه ... والجو يدفق من غمام قرقفا
والسحب تلعب بالبروق كأنها ... قار عَلَى عجل يقلب مصحفا
قد قلدت بالنور أجياد الربى [3] ... خليا وألبست الحمائل مطرفا
فكأنها جود بْن فياض الذي ... أضحى يجدد في المكارم ما عفا
وأورد [4] له أيضًا:
كأن رياض ساحته سماء ... وناجم زهرها زهر النجوم
نزلنا من رباة فوق هام ... معممة من البيت العميم
__________
[1] انظر: معجم المؤلفين 6/251.
[2] في الأصل، (ج) : «كانت» .
[3] في (ج) : «الذي» .
[4] في (ج) : «ورد» .(17/138)
تعطرنا الرياح به كأنا ... نسوم المسك من كف النسيم
423- عثمان بْن حاتم بْن المنتاب التغلبي، أبو عمرو النسابة:
أملى أنساب مضر بْن نزار بجامع المنصور في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وحدث بكتاب «النسب» لأبي العباس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد عن أبي الفضل الخطاب بْن مخلد بْن أَحْمَد بْن الخطاب بْن حمادة الكلبي النسابة، قال: قرأته عليه بميافارقين في سنة أربعين وثلاثمائة، وَقَالَ قرأته عَلَى المبرد وقرئ عليه دفعات وأنا أسمع قرأه عَلَى أبي عمر علي ابن إبراهيم المالكي في يوم عاشوراء من سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة في مسجده وَقَالَ: كان يرد عَلَى من حفظه.
أنبأنا ذاكر بْن كامل الحذاء عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: أنشدنا أبو علي بْن وشاح أنشدنا أبو عمرو عثمان بْن حاتم التغلبي [1] النسابة أنشدني المفجع السامي لنفسه:
رأيت قوما عليهم سمة الخير ... يحمل البكاء [2] مستكمله [3]
معتزلي الناس في مساجدهم ... سألت عنهم فقيل متكله
الحال والوقت والحقيقة والبر ... هان والفلس عندهم مسله [4]
فلم أزل تابعًا لهم زمنًا ... حتى تبينت [5] أنهم أكله
424- عثمان بْن الْحَسَن بْن عُثْمَان بْن أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْن بْن سُلَيْمَان بْن عبد الرحمن، المعروف بابن الخصيب، أبو عمرو البغدادي:
ذكره أبو مُحَمَّد بْن خزرج وَقَالَ: قدم علينا إشبيلية في سنة سبع عشرة وأربعمائة فقرأنا عليه، وكان يروي عن أبي طاهر المقرئ البغدادي قراءة عليه بالقراءات السبع، وروى عن جلة البغداديين وغيرهم، وكان مجودًا للتلاوة، محسنا عالما بمعاني القرآن،
__________
[1] في (ب) : «التغلبى» .
[2] في الأصل: «الركاب» .
[3] في (ج) : «مستملة» وفي الأصل: «بتكمل» .
[4] في (ب) ، (ج) : «سلمة» .
[5] في (ب) : «تبثنت» .(17/139)
وكان كبير السن جدا، قلت: وقد ذكر الخطيب جده عثمان في التاريخ [1] .
425- عثمان بْن الحسن بْن عرفة بْن يزيد، أبو سعيد [2] بْن أبي علي العبدي:
حدث عن أبيه.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْفُتُوحِ أَسْعَدُ بْنُ أَبِي الْفَضَائِلِ الْعِجْلِيُّ أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ أحمد بن ثابت الطرقي أخبره قال: أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَكْرُوَيْهِ، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن موسى بن مردويه، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رستم، حدثنا أَبُو سَعِيدٍ عُثْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ، حدثني أبي، حدثنا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ» [3] .
426- عثمان بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن الحكيم، أبو عمرو بْن أبي عبد اللَّه:
من أهل الحريم الظاهري، أخو مُحَمَّد الذي تقدم ذكره، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا الفضل مُحَمَّد بْن أَحْمَد الدلال وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، كتبت عنه، وكان شيخًا صالحا، خدم المرضى بالمارستان العضدي، وكان قد سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأخرج عنه حديثًا في معجم شيوخه.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الحسين بن الحكيم قراءة عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة اللَّه بن محمد بن الحصين قراءة عليه، أنبأنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي، حدثنا أبو أحمد الغطريفي، حدثنا عمر بن محمد الكاغذي، حدثنا أبو عبيدة ابن أبي السفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم، حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ عن جعفر ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلامُ: «إن الله يغضب لغضبك ويرضى
__________
[1] انظر: تاريخ بغداد الجزء الحادي عشر.
[2] في (ب) : «أبو سعد» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/394.(17/140)
لِرِضَاكِ» [1] .
ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أنه سأل عثمان بْن الحسين بْن الحكيم عن مولده، فذكر ما يدل أنه في سنة خمس عشرة [وخمسمائة] [2] ، وتوفي عثمان بْن الحكيم في ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة.
427- عثمان بْن خمارتاش بْن عبد اللَّه، أَبُو الْقَاسِمِ:
من أهل هيت، كان أديبًا فاضلًا، مليح الشعر، لطيف [3] الطبع، كيسًا طيب المعاشرة [4] ظريفًا، كان يقدم بغداد احيانا وينزل بالمدرسة النظامية، اجتمعت به كثيرًا، وأنشدني شيئًا من شعره ولم أحفظ عنه شيئًا، وكان متهاونًا بالأمور الدينية، عفا اللَّه عنا وعنه.
أنشدني أبو عبد الله مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد المجيد قَالَ: أنشدني عثمان ابن خمارتاش الهيتي لنفسه ببغداد:
شيئان لم يبلغهما واصف ... فيما مضى بالنظم والنثر
مدح ابنة العنقود في كأسها ... وذم أفعال بني الدهر
أنشدني القاضي أبو الفتوح بْن جدا الهيتي قَالَ: أنشدني ابن خمارتاش لنفسه:
المال أفضل ما ادخرت فلا تكن ... في مرية ما عشت من [5] تفضيله
ما صنف الناس العلوم بأسرها ... إلا بحيلته عَلَى تحصيله
وأنشدني ابن جدا قَالَ: أنشدنا ابن خمارتاش لنفسه لما تزوج:
كان رأي أن لا يكون الذي ... كان فيا ليتني تركت برائي
لا يزال الإنسان يخدمه السعد ... إلى أن يقول بيت [6] أحمائي
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 3/153. ومجمع الزوائد 9/203. والمعجم الكبير 1/66.
[2] ما بين المعقوفتين بياض في الأصول.
[3] في (ج) : «كصيف» .
[4] في (ج) : «طيب المعاشرة أديبا» .
[5] في الأصل: «من شاغل» .
[6] في (ب) : «يقول بيت في أحمائى» .(17/141)
توفي عثمان بْن خمارتاش بالرقة في رجب سنة تسع عشرة وستمائة وقد جاوز الخمسين.
428- عثمان بْن سعادة بْن غنيمة المعاز، أبو عمرو اللبان:
كان له دكان عند عقد الحديد قريبًا من البدرية، سمع الحديث من أبي الفضل بْن ناصر وأبي الوقت الصوفي، وحدث باليسير، روى لنا عنه عبد الله بن أحمد الخباز في مشيخته.
أخبرنا عبد الله الخباز، أنبأنا عثمان بن سعادة اللبان وأنبأنا يوسف القطان وأحمد ابن علي بن الحسين الواعظ قالوا: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم ابن البسري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عبد الجبار، حدثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ عَنْ تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ حَافِظَيْنِ يَرْفَعَانِ إِلَى اللَّهِ مَا حَفِظَا يَرَى اللَّهُ فِي أَوَّلِ الصَّحِيفَةِ خَيْرًا وَفِي آخِرِهَا خَيْرًا إِلا قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي مَا بَيْنَ طَرَفَيِ الصَّحِيفَةِ» [1] .
ذكر لنا عبد اللَّه الخباز: أن [2] عثمان بْن سعادة مات في سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن بمقبرة أحمد.
429- عثمان بْن أبي سعد بْن عبد الوهاب، أبو عمرو الخباز:
من أهل باب الأزج، حدث عن أبي القاسم سعيد بْن أَحْمَد بْن البناء بيسير، روى لنا عنه عبد اللَّه بْن أَحْمَد في مشيخته.
أخبرنا عبد الله الخباز، أنبأنا عثمان بن أبي سعد بن عبد الوهاب الخباز [و] أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفراء قالا: أنبأنا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا القاسم بن محمد المروزي، حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سُفْيَانَ مَوْلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/208. وسنن الترمذي 981.
[2] في (ج) : «عبد الله بن الخبار بن عثمان» .(17/142)
وَقَّاصٍ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً» [1] .
430- عثمان بْن سعيد بْن أحمد بْن نوح الفيريابي [2] :
حدث ببغداد عن مُحَمَّد بْن تميم السعدي بحديث منكر.
قَرَأْتُ على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أَبِي الْمَحَاسِنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْجَوْهَرِيِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ ظَفْرُ بْنُ الدَّاعِي الْعَلَوِيُّ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيَّ أخبره قال: حدثنا أحمد بن يعقوب القرشي، حدثنا عثمان بن سعيد بن أحمد ابن نوح الفيريابي ببغداد، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ السَّعْدِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ [3] عَنْ غُنَيْمِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي حِرْفَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي، أَلا وَهُمَا الْفَقْرُ وَالْجِهَادُ» [4] .
431- عثمان بْن سليمان بْن أحمد المطرز الفقير:
صحب في صباه عبد الغني بن يقظه، وسلك طريق الفقر والتجريد من أسباب الدنيا، وسمع الحديث من أبي المظفر بن محمد بْن عبد الخالق النجار معبر الرؤيا ومن عمر بْن أبي بكر بْن الثبان [5] ، ومن شيوخنا أبي الفرح بْن كليب وأبي القاسم بْن بوش وذاكر بْن كامل وأمثالهم، وكان يلازم حلقة شيخنا ابن الأخضر في كل جمعة، وسكن برباط [6] ابن رئيس الرؤساء بالقصر من دار الخلافة مدة طويلة من أجمل طريقه وأحسن قاعدة، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به، وكان صبيح الوجه ساكنا حسن الأخلاق متواضعًا، ولما اشتهر وشاخ [7] وصار له أتباع ومريدون سكن بالحريم الظاهري في زاوية اتخذها لنفسه، وانضاف إليه جماعة من الأتباع والفقراء،
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/332. وكشف الخفا 1/369.
[2] انظر: لسان الميزان 4/142.
[3] في هامش (ب) : «عثمان القرشي هو الأموى متهم بوضع الحديث» .
[4] انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 121، 178. وتنزيه الشريعة 2/182.
[5] في (ب) ، (ج) : «التبان» .
[6] في (ج) : «وسكن رباط» .
[7] في الأصل، (ب) : «وساح» .(17/143)
وقصده أبناء الدنيا وخدم دار الخلافة بالصدقات والعطايا فقبلها وفرقها عَلَى أصحابه، وكثر أتباعه وقاصدوه، وعمر موضعا كبيرا أضافه إلى زاويته، واستغنى جماعة من أصحابه حتى صاروا ينفذون التجارات والبضائع إلى البلاد طلبًا للكسب، ومع هذا فيعطيهم من الصدقات التي تأتيه، ولم يدخر هو لنفسه شيئًا، وكان مديمًا للصلاة والصيام، يلبس الخشن والوسخ، وما أظنه تزوج قط ولا اجتمع بامرأة، وكان باذلا للطعام لأكثر من يقصده ويخص أبناء الدنيا باللطيف، والفقراء بما دونه، وحدث بشيء يسير من الحديث، سمع منه أحاد الطلبة.
وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين وستمائة، وصلى عليه من الغد بباب الحريم، وحضره خلق كثير، ودفن بالشهداء من باب حرب، وكان قد ناطح السبعين.
432- عثمان بْن سليمان بْن عمرو البغدادي:
ابن أخت علي بْن داود القنطري، قدم دمشق، وسمع بها أَحْمَد بْن صاعد الصوري الزاهد، حكى عنه أبو شيبة داود بْن إبراهيم بْن روزبه الفارسي البصري، هكذا ذكره أَبُو الْقَاسِمِ علي بْن الحسن بْن هبة اللَّه الشافعي في تاريخ دمشق من جمعه ونقلته من خطه.
433- عثمان بْن أبي صالح، أبو عمرو:
قرأت عَلَى أبي عبد اللَّه الحنبلي عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره عن أبي سعيد النقاش قَالَ: سمعت نصر بْن أبي نصر الطوسي العطار يقول:
يا قارع الأبواب ترجوا الغنى ... ليس الذي استرزقت بالرازق
سألت من يعجز عن نفسه ... فارجع إلى ما في يد الخالق
434- عثمان بْن عبد اللَّه بْن مسلم، أبو عمرو البغدادي:
حدث بحديث منكر غريب الإسناد عَلَى أبي علي بْن أبي داود الأنباري.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخَفَّافُ أَنَّ أَبَا الْبَرَكَاتِ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ بْنِ مُوسَى أَخْبَرَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي عَمِّي أَحْمَدُ بن محمد السيي،(17/144)
أنبأنا أبو زيد الحسين بن عامر، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْنِ مسلم البغدادي، حدثنا أبو علي بن أبي داود الأنباري، حدثنا يعيش بن أبي الجهم، حدثنا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَدِيثِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بَدَا شَيْبُ الرَّجُلِ فِي عَارِضَيْهِ فَذَلِكَ مِنْ هَمِّهِ، وَإِذَا بَدَا فِي مُتَقَدَّمِهِ فَذَلِكَ مِنْ كَرَمِهِ، وَإِذَا بَدَا فِي قَفَاهُ فَذَلِكَ مِنْ لَوْمِهِ، وَإِذَا بَدَا فِي شَارِبِهِ فَذَلِكَ مِنْ قَشَفِهِ» .
435- عثمان بْن عبد اللَّه بْن عفان، أبو عمرو الغسولي:
من أهل جرجرايا، حدث عن موسى بْن عبد الرحمن القلا وأبي الحسن محمد بْن أيوب، روى عنه أبو الطيب العباس بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل الشافعي الهاشمي.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مكي بن حمزة الأنصاري قال: أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الرازي قراءة عليه، أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْبُسْرِيِّ الْمُقْرِئُ بِمِصْرَ، أنبأنا أَبُو الطَّيِّبِ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الهاشمي، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَفَّانَ الْجُرْجَرَائِيُّ المعروف بالغسولي بأنطاكية، حدثنا موسى بن عبد الرحمن القلا، حدثنا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ النَّخَعِيُّ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ» [1] .
436- عثمان بْن عبد اللَّه بْن محمد الجوهري:
من أهل نيسابور، سكن بغداد إلى حين وفاته، وروى بها شيئًا، ذكره أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه وذكر أنه كان ظاهر الصلاح كبير السن، ذكر أنه حضر مجلس القاضي أبي بكر الحيري في صغره بنيسابور، ثم لما كبر صحب أبا عثمان الصابوني وأبا سعيد بْن أبي الخير وأبا القاسم القشيري وغيرهم من شيوخ خراسان، وصحب بالشام سليم بْن أيوب الرازي وبمصر أبا عبد اللَّه القضاعي، وجاور بمكة سنين.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قَالَ: سمعت أبا عمرو عثمان بْن عبد اللَّه الجوهري النيسابوري ببغداد يقول: سمعت أبا الفتح سليم بن
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/250.(17/145)
أيوب الرازي الفقيه بثغر صور، وسئل عمن له مال [1] وافر لا يعرف كميته [2] كيف يخرج الزكاة؟ فتوقف ساعة ثم قَالَ: يخرجها عَلَى ظنه، ثم لا يرد سائلا يقصده بوجه.
قال السلفي: سألته عن مولده: سنة خمس وتسعين وأربعمائة أو قبلها بقليل أو بعدها؟ فَقَالَ: قد جاوزت التسعين.
437- عثمان بْن عبد الرحمن بْن عثمان، أبو عمرو البغدادي:
قدم واسطًا، وروى بها حكاية عجيبة رواها عنه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى البابسيري.
حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي من لفظه وأصله قال: أنبأنا أبو العباس هبة اللَّه بْن نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مخلد الأزدي الشاهد قَالَ: حدثنا أبو السعادات المبارك بْن إبراهيم بْن المبارك الخطيب إملاء قال: أنبأنا أبو البركات إبراهيم ابن محمد بن خلف السقطي، حدثنا الحسين بن أحمد بن علي بن التباني [3] ، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، حدثنا أبو عمرو عثمان بْن عبد الرحمن بْن عثمان البغدادي بواسط، أخبرني أبو بكر مُحَمَّد بْن يزيد في درب بقيع قَالَ: سمعت الفراء محمد بْن الجراح يقول: بينما أنا ذات ليلة أسير عَلَى شاطئ بحر قلزم [إذا] [4] استقبلني رجل كأن رأسه فرد رحا، فسلمت عليه فرد علي السلام، ثم قلت له: من أنت رحمك اللَّه؟ فَقَالَ: أنا إلياس أخو الخضر، ألا أحدثكم عجبًا؟ قَالَ قلت: حدثني، قَالَ فَقَالَ لي: إنه إذا كان يوم القيامة ينزع اللَّه أفئدة أهل الكبائر من أهل التوحيد لئلا يجدوا ألم العذاب؛ ثم شخص من بين عيني [5] فلم أره.
438- عثمان بْن عَبْد الملك بْن عثمان اللخمي، أبو عمرو الصفار الواعظ:
أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره، سمع أبوي الحسن علي بن محمد بن العلاف
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «عمن له قال» .
[2] في (ب) : «كيميته» .
[3] في (ج) : «النسباني» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في (ج) : «مرتين عنى» .(17/146)
وعلي بْن أَحْمَد بْن فتحان الشهرزوري وأبا القاسم علي بْن أحمد بْن بيان وأبا علي مُحَمَّد بْن سعيد بْن نبهان وأبوي طالب الحسين بْن مُحَمَّد الزينبي وعبد القادر بن محمد ابن يوسف وأبا الخطاب محفوظ بْن أَحْمَد الكلوذاني، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وغيره.
حَدَّثَنَا ابْنُ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن وأبو عَمْرٍو عُثْمَانُ ابْنَا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُثْمَانَ اللخمي وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن بيان قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن محمد بن مخلد، أنبأنا إسماعيل الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا خلف عَنْ حُمَيْدٍ [1] الأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَسَرَاوِيلُ صوف وكساء صوف وكماة صُوفٍ وَنَعْلاهُ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ» [2] .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قَالَ: توفي عثمان بْن عبد الملك اللخمي في الثلاث من سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بالبيمارستان.
439- عثمان بْن علي بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْن أبي نصر المؤدب المقرئ، المعروف بابن الصالح:
من أهل باب المراتب، كان يؤدب الصبيان ويصلي بالناس إمامًا في مسجد النارنج عَلَى باب محلة المراتب، وكان شيخًا صالحًا دينًا خيرًا، سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي وأبا الحسن علي بْن الحسين بْن أيوب البزاز وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا القاسم الفضل بْن أبي حرب الجرجاني وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النعالي وأبا سعد هبة اللَّه بْن علي الكواز المقرئ وغيرهم، سمع منه أبو محمد بْن الخشاب النحوي، وروى عنه أبو سعد ابن السمعاني، وأثنيا عليه ثناء صالحًا، وروى عنه أبو البركات سَعِيد بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن الصباغ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ الصَّبَّاغِ قَالَ: أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُثْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصالح
__________
[1] في الأصل، (ب) : «عن عبد الأعرج» .
[2] انظر الحديث في: المستدرك 1/28. والآلئ المصنوعة 1/85.(17/147)
مؤدبي قراءة عليه وأنا حاضر قال: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوهاب التميمي قراءة عليه، أنبأنا الحسن بن أحمد، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن منصور، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «من أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الثَّوْمِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: الثَّوْمِ وَالْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَلا يَقْرَبْنَا فِي مسجدنا، فان الملائكة تتأذى مما يتأذى عنه الإِنْسَانُ» [1] .
قرأت بخط أبي الحسين عبد الرحمن بْن الحسين بْن عبدان الدمشقي: أبو عبد اللَّه عثمان بْن أبي نصر بْن أَحْمَد البغدادي المعروف بابن الصالح [ولد] [2] سنة ست وستين وأربعمائة ببغداد، قلت: وقرأ عليه أبو مُحَمَّد بْن الخشاب في تواريخ آخرها شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
440- عثمان بْن علي بْن عبد اللَّه الوقاياتي المقرئ، أَبُو الْقَاسِمِ، أخو فاطمة بنت الوقاياتي:
سمع الكثير من النقيب أبي الفوارس طراد بْن مُحَمَّد بْن علي الزينبي وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبوي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي والحسين بن علي بن أحمد [3] بن البسري وأمثالهم، وكتب بخطه كثيرًا، وحصل النسخ والأصول، وحدث باليسير، لأنه مات شابًا، وكان من أهل القرآن والستر والديانة والصيانة.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْبَرَكَاتِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيِّ بِدِمَشْقَ عَنْ أَبِي الْبَرَكَاتِ الْخَضِرِ بْنِ شِبْلٍ الْحَارِثِيِّ وَأَبِي الحسن علي بن مهدي بن الفرج الهلالي قالا: أنبأنا أبو القاسم عثمان بن علي بن عبد الله بن الوقاياتي البغدادي قَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْقَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ ثلاث وخمسمائة وأنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ وَيُوسُفُ بْنُ المبارك بن كامل الشافعي قالا: أنبأنا أَبُو الْمَحَاسِنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الدَّبَّاسِ قالا: أنبأنا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا عبد الله [4] بن عبيد الله
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1806. وسنن النسائي 2/43. والمعجم الصغير 2/35.
وصحيح ابن خزيمة 1665، وفتح الباري 9/575.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصل: «أحمد بن على» .
[4] في (ج) : «عبيد الله» .(17/148)
[ابن] [1] البيع، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن عمرو الباهلي، حدثنا أبو عامر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ، وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ» [2] .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو نصر محمد بن هبة اللَّه الشافعي قَالَ: سئل أَبُو الْقَاسِمِ الوقاياتي عن مولده، فقال: سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ببغداد في الجانب الشرقي، قرأت في كتاب التاريخ لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قَالَ: توفي أَبُو الْقَاسِمِ عثمان بْن علي بْن عبد اللَّه الوقاياتي [3] في ليلة الخميس الرابع والعشرين من محرم سنة خمس عشرة وخمسمائة وصُلي عليه في جماعة القصر ودفن في دار له بدرب الدير.
441- عثمان بْن علي بْن المعمر بْن أبي عمامة، أبو المعالي البقال [4] :
أخو أبي سعد المعمر بْن علي الواعظ، سمع شيئًا من الحديث من أبي طالب [5] بْن غيلان وأبي الفتح عمر بْن عبد الملك الرزاز، وقرأ الأدب عَلَى عَبْد الواحد بْن علي بْن برهان الأسدي وأبي مُحَمَّد الحسن بْن مُحَمَّد الدهان وغيرهما، وحدث باليسير، وكان عسرًا في الرواية، غير مرضي السيرة، يخل [6] بالصلوات ويرتكب المحظورات، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو الفضل بن الأخوة وأبو طاهر السلفي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن سعيد الخرقي بأصبهان قال: أنبأنا عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الاخوة البغدادي، أنبأنا أَبُو الْمَعَالِي عُثْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عمامة بالرصافة، وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الواحد الكاتب قالا: أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد الهمداني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/99، 146. وصحيح مسلم، كتاب اللباس باب 2.
[3] في الأصول: «بن الوقاياتى» .
[4] انظر: لسان الميزان 4/148.
[5] في الأصول: «أبي غالب» .
[6] في (ج) : «نجل» .(17/149)
عبدويه [1] ، حدثنا عبد الله بن روح المدائني، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَهْلَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُمْرَةٍ فِي حَجَّةِ [الْوَدَاعِ] [2] .
قرأت عَلَى أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان عن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قَالَ: أنشدنا عثمان بْن علي بْن أبي عمامة لنفسه:
أيا جمال الدولة المرتجي ... لكل خير كم أناديكما
ما لي عَلَى أني أخفي الذي ... يأتي وبالخير أياديكا
أجلس في الحمام من شقوتي ... أغسل أثوابي المراويكا
والديك في دارك ذو بسطة ... يروح عنها ويغاديكا
محتكرًا بلفظ ما عاينت ... عيناه أو مر بناويكا
فكلم البواب في الإذن لي ... مقربًا أو كشكش الديكا
وعش كما يؤثر [3] في نعمة ... يكبت بالذل أعاديكا
قال: هذه الأبيات في عفيف القائمي وأراد [4] بالديك أخاه أبا سعد الواعظ فإنه كان يلقب بالديك.
قرأت في كتاب لأبي المعالي بن أبي عمامة من لفظه:
أرى شعرة بيضاء في الخد نابتة ... لها لوعة في صفحة الصدر ثابته
ومن شومها أني إذا ردت نتفها ... نتفت سواها وهي تضحك شامته
قرأت عَلَى مرتضى بْن حاتم بْن نصر عن أبي طاهر السلفي قَالَ: أبو المعالي عثمان ابن علي بن المعمر الفامي [5] الأديب قرأ اللغة عَلَى ابن برهان وأبي محمد الدهان وغيرهما، غزير الفضل، وله الشعر الحسن إلا أن في عقله تخللا وهو حسن الطريقة.
أخبرني شهاب الحاتمي قَالَ: سمعت أبا سعد بْن السمعاني يقول سمعت عبد
__________
[1] في (ب) : «عبد ربه» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
[3] في الأصل، (ج) : «لوثر» .
[4] في (ب) : «و ... د» .
[5] في أول الترجمة: «البقال» .(17/150)
الوهاب الأنماطي يقول: رأينا جمعة من الجمع أبا المعالي بْن أبي عمامة في جامع المنصور وكان معنا جزء من حديث أبي بكر الشافعي، فأردنا أن نقرأه عليه، فمضينا إليه وسألناه أن يقعد لنا، فأبى فألححنا عليه، قَالَ: فرفع صوته عند سقاية الراضي قَالَ: الناس شهدوا أني كذاب، ثم قَالَ: لا يحل لكم أن تسمعوا من الكذاب قوموا! قَالَ عبد الوهاب: ثم سمعنا بعد ذلك أحاديث بجهد، قَالَ: وكان شاعرًا هجاء خبيث اللسان.
قرأت بخط أبي بكر مُحَمَّد بْن علي بْن فولاذ الطيري قَالَ: ولد- يعني عثمان بْن أبي عمامة- سنة ست وعشرين- يعني وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: مات عثمان بْن أبي عمامة في ربيع الأول [1] سنة سبع عشرة وخمسمائة، حدثنا [2] عن ابن غيلان وأبي الفتح الرزاز.
442- عثمان بْن علي بْن منصور بْن أبي طالب بْن مُحَمَّد بْن الحبال، أبو عمرو المقرئ:
من أهل بغداد، سكن رأس العين وتولى الخطابة بها، لقيته برأس العين في رحلتي الأولى إلى الشام في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستمائة، وسألته أن أسمع منه شيئًا من الحديث، فذكر لي أنه سمع كثيرًا ببغداد مع أبي الفضل بْن شافع عَلَى المشايخ ومنه أيضا، ولم يكن بيده شيء من الأصول، فسألته أن ينشدني شيئًا، فأنشدني بيتين لم أكتب عنه سواهما، وكان شيخًا حسنًا كيسًا متواضعًا.
أنشدني عثمان بْن علي بْن منصور الخطيب برأس العين قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن أبي المعالي الصوفي لبعضهم:
هي المقادير تجري [3] في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبر عَلَى حال
يومًا تريك وضيع القدر مرتفعا ... إلى السماء ويوما تخفض العالي [4]
__________
[1] في (ج) : «في ربيع الثاني» .
[2] في الأصول: «حديثا» .
[3] في (ب) : «تحرى» .
[4] في الأصل، (ج) بياض بقدر سطرين. وفي الأصل بالهامش: «كذا في الأصل» .(17/151)
443- عثمان بْن عمر بْن عبد الرحمن بْن الربيع، أبو عمرو الفقيه الشافعي، المعروف بابن أخي النجاد:
ذكره الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِمِ بْن عساكر في تاريخ دمشق، وذكر أنه بغدادي، حدث عن أحمد بن عيسى الوشاء ومحمد بْن أَحْمَد بْن عمارة وأبي الطيب أَحْمَد بْن إبراهيم بْن عبادل وعبد اللَّه بْن الحسين بْن جمعة وأبي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرِ الهروي وأبي الحسن إسماعيل بْن مُحَمَّد بْن سنان الشيرازي وأحمد بن عمير بن جوصا ومحمد ابن جعفر الخرائطي ومحمد بْن إسحاق بْن فروخ وعلي بْن جعفر بْن مسافر ومُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر البالسي، روى عنه أبو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الماليني وعبد الرحمن ابن عمر بْن نصر وأبو الحسن مكي بْن محمد بْن الغمر [1] وأَبُو الْقَاسِمِ تمام بْن مُحَمَّد الرازي وعبد الغني بْن سعيد الْحَافِظ المصري.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هبة الله الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن بن هبة الله الحافظ، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الخياط، أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَاطِرْقَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَخِي النَّجَّادِ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّا، حَدَّثَنِي مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ» [2] .
444- عثمان بْن عمرو الدباغ [3] :
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الضَّرِيرِ بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ زَاهِرِ بْنِ طاهر الشحامي قال: أنبأنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ إذنا قال: أنبأنا أَبُو بَكْرٍ الطَّرَازِيُّ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بن عثمان البغدادي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا النصري، حدثنا عثمان بن عمرو الدباغ البغدادي بعبادان، حدثنا محمد بن
__________
[1] في الأصول: «المعمر» .
[2] انظر الحديث في: المستدرك 3/141. والمعجم الكبير 10/93، 18/110. ومجمع الزوائد 9/119.
[3] انظر: ميزان الاعتدال 2/168. ولسان الميزان 4/149.(17/152)
علاثة القاضي، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» [1] .
445- عثمان بْن عيسى بْن أَحْمَد الضرير:
حدث بالبردان عن علي بْن محمد بْن نصير الرحال عن الحسن بْن عرفة بمنام، رواه عنه أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الصيقلي.
446- عثمان بْن عيسى بْن الحسن، أبو عمرو البرداني، يعرف بالكيس. أظنه هو الأول.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُبَارَكُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُقْرِئُ الْوَاسِطِيُّ أَنَّ أَبَا الْكَرَمِ خَمِيسَ بْنَ علي الجوزي أخبره قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الطيب، أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن المظفر بن أحمد العطار، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلانَ بْنِ جَابِرٍ بباب المراتب سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَسَنٍ البرداني المعروف بالكيس، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، حدثنا محمد بن الصباح ابن إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ لِحَوْضِي أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ: الأَوَّلُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ وَالثَّانِي فِي يَدِ عُمَرَ، وَالثَّالِثُ فِي يَدِ عُثْمَانَ، وَالرَّابِعُ فِي يَدِ عَلِيٍّ، فَمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَأَبْغَضَ عُمَرَ مَا يَسْقِيهِ أَبُو بَكْرٍ، وَمَنْ أَحَبَّ عُمَرَ وَأَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَسْقِهِ عُمَرُ، وَمَنْ أَحَبَّ عُثْمَانَ وَأَبْغَضَ عَلِيًّا لَمْ يَسْقِهِ عُثْمَانُ» [2]
وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ
447- عثمان بْن أبي الفرج بْن الحسين، أبو عمرو النهرببي [3] الزاهد، المعروف بابن الأطروش:
من ساكني قطيعة العجم بباب الأزج، كان من الزهاد الصالحين المنقطعين إلى طاعة اللَّه سبحانه وتعالى وعبادته والخلوة عن الناس، وقد سمع الحديث من أبي القاسم
__________
[1] انظر الحديث: المستدرك 3/347، 4/330. وفتح الباري 10/498. والدرر المنتثرة 91.
وكشف الخفا 1/528.
[2] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/406.
[3] في الأصل: «النهرسى» وفي (ج) : «البهرسى»(17/153)
ابن الحصين وأبي غالب بْن البنا ومن غيرهما، وما أظنه روى شيئًا، توفي يوم الاثنين لتسع خلونَ من [شهر] [1] ربيع الآخر من سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ودفن بباب حرب [2] .
448- عثمان بْن القاسم بْن مُحَمَّد، أبو عمرو المقرئ:
حكى عن الشبلي، روى عنه أبو سعد الماليني.
كتب إلي أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد الأصبهاني أن أبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الدوغي أخبره قَالَ: أنبأنا أبو منصور الحسن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الواعظ قراءة عليه، أنبأنا أَبُو سعد [3] أَحْمَد بْن مُحَمَّد الماليني قَالَ: سمعت أبا عمرو [4] عثمان بْن القاسم بْن محمد البغدادي المقرئ بمصر يقول: رأيت أبا بكر الشبلي يحمل لي المارستان، فلما بلغ إلى أصحابه الرياحين قَالَ: واللَّه لا برحت حتى يجعلوا لي إكليلا وسوارين، فأنشأ يقول:
سل جزعي مذ صددت عن حالي ... هل خطر الصبر عَلَى بالي
لا غير اللَّه سوء فعلك بي ... إن كنت أرضيت فيك عذالي
ولا ملكت البكاء عليك ولا ... حمدت عقبى السلو من سالي
449- عثمان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن رستم، أبو عمرو بْن أبي عبيد اللَّه المادرائي [5] :
تقدم ذكر والده في أول الكتاب، سمع أباه وأبا إسحاق إبراهيم بْن شريك الكوفي وأبا شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أبي شعيب الحراني وأبا العباس مُحَمَّد بْن يونس الكديمي وأبا مُحَمَّد يحيى بْن محمد بْن صاعد وأبا حامد محمد بْن هارون
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ج) : «آخر الجزء الثالث والخمسين بعد المائة من الأصل، ويليه: عثمان بن القاسم، بسم الله الرحمن الرحيم» .
[3] في الأصول: «يوسف» .
[4] في الأصول: «أبا القاسم» .
[5] في الأصل: «الماوراى» خطأ.(17/154)
الحضرمي وعبد الغافر بْن سلامة الحمصي وأبا بكر مُحَمَّد بْن علي الحفار ببغداد، وبمكة أبا الفضل جعفر بْن محمد السوسي وأبا جعفر مُحَمَّد بْن خالد [1] بْن يزيد البردعي وأبا مُحَمَّد إسحاق بْن أَحْمَد الخزاعي وأبا جعفر أَحْمَد بْن زيد [2] بْن هارون القزاز، وبشيراز مُحَمَّد بْن داود الجوزي، وبدمشق أبا مُحَمَّد [3] جعفر بْن أَحْمَد بْن عاصم الأنصاري، وبعسقلان أبا العباس مُحَمَّد بْن الحسن بْن قتيبة، وببيت المقدس أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مسلم الخطيب، وسكن مصر وحدث بها بالكثير، روى عنه أَبُو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل بن نظيف الفراء وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ القاسم بْن مرزوق الأنماطي وأبو إسحاق إبراهيم بْن على بْن عبد اللَّه الصيرفي الغازي [4] وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبو مُحَمَّد الحسن بْن إسماعيل الضراب المصريون ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حماد قاضي الموصل وأبو بكر عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بْن روزبة الفارسي.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُقَيْلِ بْنِ شَرِيفٍ الْمِصْرِيُّ بِالْمَدِينَةِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ومحمد ابن عماد الحراني بالإسكندرية قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الخلعي، أنبأنا [أَبُو] [5] عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل بْن نظيف الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ المادرائي إملاء، حدثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ أبي شعيب، حدثنا هاشم بن خالد، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ [حَدَّثَنِي] [6] يحيى ابن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحْبِيُّ، حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ قَالَ: خَرَجْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثمان عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالْبَقِيعِ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» [7] .
__________
[1] «بن خالد» ساقطة من (ب) .
[2] «بن زيد» سلقطة من (ب) .
[3] في الأصل: «أبا محمد بن جعفر» .
[4] في (ب) : «الفاربى» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، (ب) .
[7] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2367، 2369، 2370، 2371. وسنن الترمذي 774.
وسنن ابن ماجة 1679، 1680، 1681. ومسند أحمد 2/364، 365، 3/474، 480، 4/123.(17/155)
أخبرنا أَحْمَد وعبد الرحمن ابنا سلطان بْن أحمد البزاز قالا: أنبأنا عبد الواحد بن الحسين البزاز، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن عبد اللَّه الصوري قَالَ: أنشدنا القاضي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق بْن الحسين بْن إبراهيم بْن جابر التنيسي، أنشدنا أبو عمرو عثمان بْن إبراهيم المادرائي، أنشدنا نصر بْن أَحْمَد الحروري لنفسه:
شكوت جلوس إنسان ثقيل ... لجار لي من هو أثقل
فكنت كمن شكا الطاعون يومًا ... فزاد وضع الطاعون دمل
قرأت في كتاب أن أبا عَمرو عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الأطروش المادرائي توفي في أوائل سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
450- عثمان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عمرو الشامي:
حدث ببغداد بحديث منكر عن أَبِي القاسم عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أحمد [1] بْن معاذ التميمي المروروذي سمعه منه أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الدقاق الأصبهاني في مسجد عتاب.
451- عثمان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بقاقا، أبو عمرو النجار:
من ساكني الميدان بنواحي باب الأزج، سمع أبا الخطاب محفوظ بْن أَحْمَد الكلوذاني وأبا طالب عبد القادر بْن مُحَمَّد بْن عبد القادر بْن يوسف وغيرهما، وحدث باليسير، وأضر في آخر عمره، روى لنا عنه أبو مُحَمَّد بْن الأخضر وأحمد بْن أَحْمَد بْن البندنيجي.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْبَنْدَنِيجِيِّ قَالَ: أنبأنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَقَاقَا النجار قراءة عليه، أنبأنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكوذاني وأنبأنا أبو طاهر المبارك بن المبارك ابن هبة الله العطار بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله قراءة عليه وأنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ أَبُو الْحَسَنِ الْمُظَفَّرُ السبط الهمداني بقراءتي
__________
[1] «بن أحمد» سقط من (ج) .(17/156)
عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْنِ كَادِشٍ الْعُكْبَرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالُوا جَمِيعًا: أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ العشاري قراءة عليه، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان بن شاهين، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ زُغَيْلٍ التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ، حدثنا طالوت ابن عباد، حَدَّثَنَا فَضَّالُ [1] بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُعْجَبُوا بِعَمَلِ عَامِلٍ حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَ [2] يُخْتَمُ لَهُ» [3] .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بْن علي القرشي قَالَ: ذكر لي الشريف أبو الحسن الزيدي أن عثمان بْن بقاقا توفي ودفن يوم الجمعة ثامن عشر محرم سنة خمس وستين وخمسمائة.
452- عثمان بْن مُحَمَّد [4] بْن أَحْمَد بْن الفرج الدقاق، أَبُو عبد اللَّه بْن أبي منصور، المعروف بابن العنشنيقي [5] :
من أهل باب الأزج، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه، سمع أباه وشهدة بنت أَحْمَد الكاتبة وغيرهما، كتبت عنه ولم يكن به بأس.
أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْن مُحَمَّد [6] بْن أَحْمَد بْن الفرج الدقاق بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا شَهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بن الفرج قراءة عليها، أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عمرو ابن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ» [7] .
سألت عثمان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد عن مولده فَقَالَ: في شوال سنة اثنتين وستين
__________
[1] في الأصل، (ب) : «نصال» .
[2] في الأصول: «ثم يختم له» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/120. والأحاديث الصحيحة 1334.
[4] في (ب) : «بن حمد» .
[5] في (ج) : «العفشنيفى» .
[6] في (ج) : «بن أحمد» .
[7] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/194. وصحيح مسلم، كتاب الفرائض 1. وفتح الباري 12/50، 53. ومسند أحمد 5/200، 208، 209.(17/157)
وخمسمائة، وتوفي يوم الخميس سادس المحرم سنة ثمان وعشرين وستمائة.
453- عثمان بْن محمد بْن إسحاق، أبو عمرو الثمار المالكي:
حدث عن أبي بكر عبد اللَّه [1] بْن أبي داود [بْن] [2] سليمان بْن الأشعث السجستاني، روى عنه أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله الْحَنْبَلِيِّ بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ أَخْبَرَهُ قَالَ: أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي ابن عمرو النقاش، أنبأنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ [3] الثمار المالكي ببغداد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ [4] بْنِ عَلِيٍّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: «إِذَا مُتُّ فَاغْسِلْنِي مِنْ [مَاءِ] [5] بِئْرِ غَرْسٍ بِسَبْعِ قِرَبٍ» .
454- عثمان بْن مُحَمَّد بْن ثابت بن عمرو:
أنبأنا سُلَيْمَانُ وَعَلِيٌّ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالا: أنبأنا عبد الملك بن علي الهمداني، أنبأنا أَبُو الْعَلاءِ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، أنبأنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْو [6] بْنِ محمد العطار قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الأتروِيُّ التُّسْتَرِيُّ بِنُهَاوَنْدَ وَقَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صُفْرَةَ، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، حدثنا يحيى بن عيينة، حدثنا حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَتَوَضَّئُوا فِي الكنيف الذي تبولون
__________
[1] في (ب) : «عبيد الله» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] «بْنِ مَنْدَهْ أَخْبَرَهُ قَالَ أَنْبَأَ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَّاشُ أَنْبَأَ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ» سقط من (ج) .
[4] في (ج) : «يزيد» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[6] في (ج) : «عزو» .(17/158)
فِيهِ فَإِنَّ وُضُوءَ الْمُؤْمِنِ يُوزَنُ مَعَ حَسَنَاتِهِ» [1] .
455- عثمان بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْن أبي بكر الأدمي القارئ الشاهد:
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه، ونقلته من خطه أنه فقد في الرابع عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ثم أخذ يوم الجمعة الثامن عشر منه بالصراة أو ميتا بسراويله وأخرج ودفن، وقيل: إن السوداء غلبت عليه.
456- عثمان بْن مُحَمَّد بْن جعفر، أَبُو الْقَاسِمِ السواق:
حدث عن أبي بكر محمد بْن جعفر المطيري:
روى عنه القاضي أبو الوليد عبد اللَّه بْن الوليد بْن محمد بْن يوسف الأزدي المعروف بابن الفرضي في كتاب «الألقاب» من جمعه، فقال:
أنبأنا أبو القاسم عثمان ابن محمد بن جعفر السواق البغدادي، حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري، حدثنا داود بن سليمان الدقاق يعرف ببنان، حدثنا عبد الله بن رجاء الفداتي عن يحبى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ لَقِينَاهُ بِبَغْدَادَ قَالَ الشَّيْخُ- وَهُوَ مَدَنِيٌّ- قَالَ:
حَدَّثَنَا عَطَاءُ [2] بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم.
وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الله بن مسلم بن ثابت الوكيل قالا: أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن محمد المقرئ، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، أنبأنا محمد بن جعفر المطيري، حدثنا بنان بن سليمان الدقاق، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ رَجَاءٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ لَقِينَاهُ بِبَغْدَادَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! أَيْنَ كُنْتَ أَمْسِ؟ قَالَ: زُرْتُ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِي، قَالَ: «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» [3] .
457- عثمان بْن مُحَمَّد بْن الحسن بن داود، أبو القاسم الوراق السامري:
__________
[1] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/74. والفوائد المجموعة 13. وكشف الخفا 2/486.
والأسرار المرفوعة 381. والأحاديث الضعيفة 818.
[2] في الأصول: «عطاف» في كل المواضع.
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(17/159)
سمع أبا إسحاق إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن نيروز الأنماطي ومحمد بْن جعفر بْن مخارق وجعفر بْن مرشد البزاز ومنصور بْن جمهور بْن عون بْن سيرين، رَوَى عَنْهُ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن البيع النيسابوري وأَبُو الْقَاسِمِ حمزة بْن يوسف السهمي الجرجاني في معجميهما وأبو سعد أَحْمَد بْن محمد الماليني وأبو جعفر مُحَمَّد بْن جعفر بْن محمد بْن علان وأبو الحسن علي بن أحمد ابن عمر [1] الحمامي المقرئ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ سَعِيدُ بن الحسين الكرخي قال: أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد الكندي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحمامي، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عُثْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ السَّامِرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصَّمَدِ بْن مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَتْنَا زَيْنَبُ [بِنْتُ] [2] سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ مِمَّا يَسْقُطُ مِنَ الْخُوَانِ [3] نُفِيَ عَنْهُ الْفَقْرُ وَنُفِيَ عَنْهُ الْحُمْقُ» [4] .
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ الْخَفَّافُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ أحمد بن عبد الجبار الصّيرفيّ قال: أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ [5] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عثمان [6] بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ الْوَرَّاقُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى قِرَاءَةً عليه وأنا أسمع، حدثنا أبو القاسم جعفر بن مرشد البزاز، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الأَزْدِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَضَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنَّاسِ ثَمَانِي عَشْرَةَ كَلِمَةً حِكَمٌ كُلُّهَا، قَالَ: مَا عَاقَبْتُ مَنْ عَصَى اللَّه فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ، وَضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَجِيئَكَ [7] مِنْهُ مَا يَغْلِبُكَ، وَلا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا في الخير حملا، ومن كتم سره
__________
[1] في الأصول: «عمر بن أحمد» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[3] في (ب) : «الحواز» .
[4] انظر الحديث في: كنز العمال 40821.
[5] في الأصول: «جعفر بن» .
[6] هكذا في الأصول، وقد سبق أنه: «بن علان» .
[7] في الأصول: «يحبك» .(17/160)
كَانَتِ الْخِيَرَةُ بِيَدِهِ، وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ [1] لِلتُّهْمَةِ [2] فَلا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ، وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ تَعِشْ فِي أَكْنَافِهِمْ فَإِنَّهُمْ زِينَةٌ فِي الرَّخَاءِ وَعِدَّةٌ فِي الْبَلاءِ، وَلا تَهَاوَنُوا بِالْحَلِفِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُهِينَكُمُ اللَّهُ، وَلا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ فَإِنَّ [3] فِيمَا قَدْ كَانَ شُغُلا عَمَّا لَمْ يَكُنْ، وَلا تَعَرَّضْ بما لا يعنيك، وعليك [4] بالصدق [و] [5] إِنْ قَتَلَكَ الصِّدْقُ، وَلا تَطْلُبْ حَاجَتَكَ إِلَى من لا يحب نجاحها [6] لك، واعتزال عَدُوَّكَ وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلا الأَمِينَ، وَلا أَمِينَ إِلا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ، وَلا تَصْحَبِ الْفُجَّارَ فَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِمْ، وَذلَّ عِنْدَ الطَّاعَةِ وَاسْتَعْصِمْ [7] عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَتَخَشَّعْ عِنْدَ الْقُبُورِ، وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.
458- عثمان بْن مُحَمَّد بْن الحسن، أبو عمرو [8] الدقاق، المعرف بابن قديرة:
من أهل باب البصرة، والد شيخنا عبد اللَّه الذي تقدم ذكره، سمع أبا البدر إبراهيم ابن مُحَمَّد بْن منصور الكرخي مع ولده، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد ابن المبارك بْن محمد بْن مشق [9] البيع وغيره.
أخبرني خطاب بن أبي بكر بن خطاب الفارسي قال: أنبأنا عثمان بن محمد بن الحسن الدقاق، أنبأنا أَبُو الْبَدْرِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الكرخي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأنبأنا أَبُو أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عليّ الأمين بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ قِرَاءَةً عليه، أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ التُّسْتَرِيُّ قَالا: أنبأنا الْقَاضِي أَبُو عُمَر الْقَاسِم بْن جَعْفَر الْهَاشِمِيُّ، حدثنا أبو علي محمد بن عمرو اللؤلؤي، حدثنا أبو داود السجستاني، حدثنا محمد بن منصور، حدثنا
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «عرض بنفسه» .
[2] في (ب) : «ولمهه» .
[3] في الأصول: «كان» .
[4] في الأصل: «إليك» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في (ج) : «لحالها» .
[7] في الأصول: «استعص» .
[8] في الأصل: «أبو عمر» .
[9] في (ج) : «مشتق» .(17/161)
يعقوب، حدثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ [1] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [2] أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ [3] عُجْرَةَ قَالَ: أَصَابَنِي هَوَامٌّ فِي رَأْسِي وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ حَتَّى تَخَوَّفْتُ عَلَى بَصَرِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيَّ: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ
- الآيَةَ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: «احْلِقْ رَأْسَكَ وَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ فَرَقًا مِنْ زَبِيبٍ أَوِ انْسُكْ بِشَاةٍ»
فَحَلَقْتُ رَأْسِي ثُمَّ نَسَكْتُ [4] .
أنبأنا أبو بكر بْن مشق ونقلته من خطه قَالَ: مات عثمان بْن مُحَمَّد بْن الحسن الدقاق في يوم الثلاثاء خامس المحرم سنة ست وثمانين وخمسمائة، وكان مولده في سنة ست وخمسمائة.
459- عثمان بن محمد بن الحسين بن نصير المدني، أبو عمرو السقلاطوني:
من أهل دار القز، سمع الشريف أبا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الزينبي وأبا مُحَمَّد رزق اللَّه بْن عبد الوهاب التميمي وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي وأبا المعالي ثابت بْن بندار بْن إبراهيم البقال وأبا الفضل مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد العاقولي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وشيخنا عمر بْن مُحَمَّد بْن طبرزد، وكان شيخًا صالحًا متدينًا.
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: أنبأنا عثمان بن محمد بن الحسين بن نصير المدني [5] قراءة عليه وأنبأنا زيد بن ثابت الوراق بقراءتي عليه، حدثنا علي بن المبارك الجصاص قالا: أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، حدثنا دِينَارٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةٌ عَظِيمَةٌ كَرِيمَةٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، مَنْ قَالَهَا مُخْلِصًا اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ قَالَهَا كَاذِبًا عَصَمَتْ مَالَهُ وَدَمَهُ، وَكَانَ مَصِيرُهُ إِلَى النار» [6] .
__________
[1] في الأصول: «عن عيينة» .
[2] في الأصول: «عن» .
[3] في الأصول: «عن أخيه عن» .
[4] انظر الحديث في: المعجم الكبير 19/109، 121.
[5] في الأصل، (ج) : «نصر المدني» وفي (ب) : «نصر الدين» .
[6] انظر الحديث في: كنز العمال 227. وأمالى الشجري 1/25.(17/162)
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن هبة اللَّه بْن مسعود البزاز بخطه قَالَ: سألته- يعني عثمان بْن نصير عن مولده، فَقَالَ: في النصف من رجب سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ بخطه قَالَ: توفي جارنا عثمان بْن نصير المقرئ ليلة الاثنين خامس عشري المحرم سنة ثلاثين وخمسمائة، وصليت عليه وحُمل إلى مقبرة باب حرب فدفن فيها.
460- عثمان بْن محمد بْن سعيد، أَبُو الْقَاسِمِ السلمي المغني، المعروف بابن الأصفر:
غلام الشريف أبي الحسن إبراهيم بْن عبد السلام البصري الهاشمي، روى عنه القاضي أبو علي التنوخي حكايات من كتاب «نشوار المحاضرة» من جمعه.
أنبأنا عبد الواحد بْن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ علي بْن القاضي أبي علي المحسن بْن علي بْن محمد التنوخي إذنًا عن أبيه قَالَ:
حدثني عثمان بْن محمد بْن سعيد السلمي البغدادي المغني ويعرف بأبي القاسم ابن الأصفر غلام ابن عبد السلام الهاشمي قَالَ: حدثني بلطون [1] بْن منجوا أحد قواد الحجويه [2] قال: حدثني غلام ابن المسروق [3] العدل البغدادي قَالَ: كان مولاي مكرمًا لي فاشترى جارية وزوجنيها، فأحببتها حبًا شديدًا وبغضتني بغضا شديدا، وكانت تنافرني دائمًا، واحتملتها إلى أن أضجرتني يومًا، فقلت لها: أنت طالق ثلاثًا بتاتًا لا خاطبتني بشيء إلا خاطبتك بمثله، فقد [4] أفسدك احتمالي لك، فقالت لي في الحال: أنت طالق ثلاثًا بتاتا، قَالَ: فأبلست ولم أدر ما أجيبها خوفا أن أقول لها مثل ما قالت فتطلق، فسكت في الحال وخرجت إلى مولاي فقلت له ما جرى، فَقَالَ: قد طُلقت منك وأنا أزوجك غيرها فطلقها طلاقًا صحيحًا، فقلت: يا مولاي إن تم علي طلاقها قتلت نفسي غما لها فاللَّه اللَّه فيّ، فَقَالَ لي: فامض فاستفت الفقهاء، قال:
__________
[1] هكذا في الأصل، (ج) : «لمطلون» .
[2] هكذا في الأصول.
[3] في (ج) : «المزوق» .
[4] في (ج) : «بعد» .(17/163)
فطفت على جماعة فأفتوني بأنها لا بد أن تطلق وأن عليّ أن أجيبها مثل ما قالت فتصير بذلك طالقًا مني، قَالَ: فأرشدت إلى أبي جعفر الطبري وأخبرته بما جرى، فَقَالَ لي: امض ولا تعاود الأيمان، وأقم عَلَى زوجتك بعد أن تقول لها أنت طالق ثلاثا بتاتًا إن أنا طلقتك، فتكون قد خاطبتها بمثل ما خاطبتك به فوفيت يمينك ولم تطلقها.
461- عثمان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيدٍ بْن المغيرة بن عمرو بن عثمان ابن عفان:
روى عن عبد اللَّه بْن نافع الصائغ رسالة [1] مالك بْن أنس، رواها عنه ابنه عبيد الله، وقد ذكره الخطيب في التاريخ.
462- عثمان بن محمد بن الفضل بن معصوم الرصافي:
حدث عن مُحَمَّد بْن يزيد [2] الآملي، روى عنه أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس في أماليه.
أَنْبَأَنَا أَبُو منصور بن أبي القاسم البزاز أَنَّ مُحَمَّد بْن عَبْد الْبَاقِي بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قال: حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس إملاء، حدثنا عثمان بن محمد بن الفضل بن معصوم الرصافي في مسجد جامع الرصافة، حدثنا محمد بن يزيد الآملي، حدثنا محمد بن إسماعيل الفزاري، حدثنا محمد بن كثير العبدي، أنبأنا سليمان ابن كَثِيرٍ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ رَجُلا فِي حَاجَةٍ قَدْ أَهَمَّتْهُ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ له علي: مَا مَنَعَكَ [3] مِنْ هَذَيْنِ؟ قَالَ: «كَيْفَ أَبْعَثُ هَذَيْنِ وَهُمَا مِنَ الدِّينِ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ» [4] .
463- عثمان بْن محمد، أبو عبد الله الحواجبي الصوفي:
ذكره أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النسوي الصوفي في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه، وذكر أنه بغدادي من ظراف الصوفية، طيب القلب، سافر الكثير
__________
[1] في الأصل، (ج) : «وسأله» .
[2] في الأصل، (ج) : «زيد» .
[3] في (ب) : «ما يمنعك» .
[4] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 9/52. وكنز العمال 32672، 36123.(17/164)
ولقي الشيوخ، وكان قد صحب أبا العباس بْن عطاء، قَالَ: وسكن مكة ورأيته بها في آخر عمره، وكان قد أقعد وضعف بصره، وكان يقعد بباب إبراهيم في المسجد الحرام، ولم أسمع منه شيئا، حدثنا عنه أبو جعفر إسماعيل الموسوي بمكة قَالَ: سمعت داهر بْن داهر [بْن] [1] وراق أبو خليفة يقول [2]- فذكر حكاية.
كتب إلي أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر الحرضي، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي قَالَ: أَبُو عَبْد اللَّه الحواجبي بغدادي، كان عالما بعلوم القوم، وكان أبو علي الروذباري يميل إليه في حداثته، مات بمكة، وذكر أبو العباس النسوي أنه مات بمكة بعد السبعين والثلاثمائة.
464- عثمان بْن محمد، أبو عمرو [3] الرفاء القطيعي:
من أهل شارع العتابيين بالجانب الغربي، حدث عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي، روى عنه أبو سعيد الأصبهاني في معجم شيوخه.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ سُفْيَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيِّ وَحَامِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَعْرَجِ بِأَصْبَهَانَ عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التَّاجِرِ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ محمد بن إسحاق ابن مندة أخبره قال: أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة عليه قال:
أنبأنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاءُ الْقَطِيعِيُّ ببغداد حدثنا أبو القاسم المنيعي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَبْصَرَ [4] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ» [5] .
أَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا عَبْدُ الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، أنبأنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا الْمَنِيعِيُّ فَذَكَرَهُ.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ «مُعْجَمِ شُيُوخِ أَبِي نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ الأصبهاني» بخطه
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل، (ج) : «قال لي أبو خليفة» زيادة على ما في (ب) .
[3] في الأصول: «أبو عمر» .
[4] في (ج) : «أنصر» .
[5] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان 59. وفتح الباري 10/338، 522.(17/165)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو عُثْمَان بْن مُحَمَّد الرَّفَّاءُ بِبَغْدَادَ بشارع العتابيين وما كتبت عنه غيره، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بْنُ حَنْبَلٍ فَذَكَرَهُ.
465- عثمان بْن المظفر بْن مُحَمَّد، أبو عمرو، المعروف بابن البازيار:
من أهل الحريم الظاهري، شيخ مسن، سمع بعد علو سنه من أبي الفتح بْن عبد الباقي بن البطي وأبي محمد لاحق بْن عليّ بْن مَنْصُور بْن كاره وغير هما، وأضر في آخر عمره، كتبنا عنه شيئًا يسيرًا، وكان لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بن مظفر بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو محمد بن كاره، أنبأنا محمد بن سعيد الكرخي، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا [أحمد ابن] [1] حنبل، حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِنَا الْمَكْتُوبَةَ صَلاةً لا يُطِيلُ فِيهَا وَلا يُخَفِّفُ وَسَطًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ الْعَتَمَةَ» [2] .
توفي عثمان بْن البازيار في سنة ست عشرة وستمائة وقد جاوز الثمانين.
466- عثمان بْن مقبل بْن قاسم بْن علي، أبو عمرو، الواعظ الحنبلي [3] :
من أهل ياسرية، قرية قريبة من بغداد عَلَى نهر عيسى، قدم بغداد في صباه وقرأ المذهب والخلاف حتى حصل منهما طرفًا صالحا، وطلب الحديث وسمع الكثير وكتب وحصل، وكان يسكن بالمأمونية يدرس ويفتي ويعقد مجلس الوعظ، سمع أبا الحسين بْن يوسف وأبا محمد بْن الخشاب وأبا الفتح بْن شاتيل وأبا السعادات بْن زريق والكاتبة شهدة وجماعة غيرهم، وجمع لنفسه معجمًا في مجلدة وحدث، ولم يكن له معرفة بالحديث والإسناد، وقد صنف كتبا في التفسير والوعظ والفقه والتواريخ، وفيها غلط كثير لقلة معرفته بالنقل [4] لأنه كان صحفيا ينقل من الكتب ولم يأخذه من الشيوخ، وكان خطه في غاية الرداءة؛ كتبت عنه، وكان متدينًا صالحا حسن الطريقة، لازما لبيته قليل المخالطة للناس.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الخبر في: مسند الإمام أحمد 5/89.
[3] انظر: شذرات الذهب 5/69. ومعجم البلدان 8/491.
[4] في (ج) : «معرفته النقل» .(17/166)
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُقْبِلٍ الْيَاسِرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَتْنَا شَهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الكاتبة، أَنْبَأَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البطر، أنبأنا عبد الله بن عبيد الله، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِصَّانَ بْنِ كَاهِنٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَكَلَ يَتِيمٌ مَعَ قَوْمٍ فِي صَحْفَتِهِمْ- أَوْ قَصْعَةٍ- فَيَقْرَبُ صَحْفَتَهُمُ الشَّيْطَانُ» [1] .
ذكر لنا عثمان الياسري أن مولده تقديرًا في سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من سنة [ست] [2] عشرة وستمائة، وصلى عليه بكرة الجمعة [3] بجامع القصر ودفن بباب حرب.
467- عُثْمَانُ بْنُ نَصْرِ اللَّهِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد بن الحسن ابن منازل [4] القزاز الشيباني، أبو عمرو بْن أبي السعادات بْن أَبِي مَنْصُور بْن أَبِي غالب، المعروف بابن زريق:
من ساكني خرابة الهراس، من أولاد المحدثين، حدث هو وأبوه وجده وجد أبيه، ذكر لنا أنه سمع من جده ولم نظفر [5] له عنه بشيء، بل وجدنا سماعه من والده فكتبنا عنه شيئًا يسيرًا، وكان شيخًا صالحًا حسن الأخلاق لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ نَصْرِ اللَّهِ بن عبد الرحمن القزاز، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو سعد محمد ابن عبد الكريم بن حشيش، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي، حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي أَسْتَجِيبُ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرُ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُنِي الضُّرَّ أَكْشِفُهُ عَنْهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي أَرْزُقُهُ- حَتَّى ينفجر الفجر» [6] .
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 6038.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصول: «بكرة الجامع» .
[4] في تاج العروس ك «بن مبارك» .
[5] في (ج) : «لم يظفر» .
[6] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/258. ومجمع الزوائد 10/154.(17/167)
سألت عثمان عن مولده، فَقَالَ: في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي في النصف من شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة، ودفن بباب حرب.
468- عثمان بْن نصر بْن منصور بن العطار الحراني، أبو عمرو [1] التاجر:
كان من وجوه الناس وذوي الثروة الواسعة والمكانة والجاه عند الأكابر، سمع الحديث الكثير من أبي الوجوه الصوفي ونصر بْن نصر بْن العكبري وأبي المظفر بْن الشبلي وأبي الفتح بْن البطي ومن خلق كثير غيرهم، وحدث باليسير، سمع منه ولده عبد اللَّه وإبراهيم بْن علي بْن بكروس ومحمد بْن النفيس بْن منجب [2] الرزاز، ورأيته كثيرًا ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا.
توفي سحرة يوم الجمعة السابع عشر من ذي القعدة من سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بجامع القصر، ودفن بباب حرب، وقد جاوز الخمسين.
469- عثمان بْن أبي نصر بْن منصور الوتار، أبو الفرج المسعودي الواعظ، الفقيه الحنبلي:
من أهل المسعودة، تفقه عَلَى أَبِي الفتح بْن المني، وكان يتكلم في مسائل الخلاف، ويناظر الفقهاء، ويعقد مجلس الوعظ، وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت أَحْمَد الآبري ومن خديجة بنت أَحْمَد بْن الحسن النهرواني ومن جماعة من المتأخرين، وشهد عند قاضي القضاة أبي صالح الجيلي في السادس عشرة من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة فقبل شهادته ثم إنه منع من الشهادة عَلَى الناس في رجب سنة خمس وعشرين، وأذن له في الشهادة عَلَى القضاءة في السجلات، كتبنا عنه، وكان كيسًا حسن الأخلاق متوددًا.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمَسْعُودِيُّ قال: أخبرتنا خديجة بنت أحمد، أنبأنا الحسين
__________
[1] في (ج) : «أو عمر» .
[2] في الأصل: «من منجب» .(17/168)
ابن أحمد بن محمد بن طلحة، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، حدثني ثوير ابن أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ: سَمِعتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَا.
توفي المسعودي في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب وقد قارب السبعين.
470- عثمان بْن يَحيى بْن عِيسَى بْن الْحَسَن بْن إدريس:
من أهل الأنبار، أخو مُحَمَّد الذي قدمنا ذكره، سمع ببغداد أبا زرعة طاهر بْن محمد ابن طاهر المقدسي، ولا أدري حدث بشيء أم لا، كان مولده بالأنبار في سنة ثمان عشرة وخمسمائة تقديرًا، وتوفي ببغداد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
471- عثمان بْن يوسف بْن أيوب، الكاشغري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو عمرو [1] :
من ساكني سوق العميد وكان والده يعرف بابن زريق، من أهل كاشغر، سكن بغداد، وكان يخدم في اصطبل الإمام المستظهر باللَّه، وولد عثمان هذا ببغداد ونشأ بها، وتفقه عَلَى مذهب أبي حنيفة، وسمع الحديث مع أولاده ببغداد من أبي الفتح بْن [2] البطي وأبي بكر بْن النقور وأبي المعالي بْن حنيفة وأبي طالب بْن خضير [3] وأمثالهم، وبواسط من أبي جعفر هبة اللَّه بْن يَحيى بْن الْحَسَن بْن البوقي، سمع منه عبد الغني بْن عبد الواحد الحافظ وأبو عمر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قدامة وأخوه عبد اللَّه المقدسيون في شوال سنة خمس وستين وخمسمائة، وسمع بدمشق من أبي القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي وغيره.
__________
[1] انظر الجواهر المضية 1/346. وفي (ج) : «أبو على عمرو» .
[2] «الفتح بن» ساقطة من (ج) .
[3] في (ب) : «حضر» .(17/169)
سألت إبراهيم بْن عثمان الكاشغري عن وفاة والده، فَقَالَ: مات بواسط بالسنة التي ولي فيها أردن واسطا، وقد جاوز الستين، وذلك في سنة ست أو سبع وستين.
472- عثمان الفوطي:
ذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي فِي «تاريخ الصوفية» من جمعه وَقَالَ: بغدادي، [من] [1] متأخري أصحاب الشبلي ومن في عصره، ولم يزد عَلَى هذا، نقلته من أصله وخطه.
473- عدنان بْن محمد بْن الحسين بْن موسى بْن أَحْمَد الموسوي [2] :
وكان والده أبو الحسن يلقب بالرضي، صاحب الشعر المليح، وجده أبو أَحْمَد قد تقدم ذكره في هذا الكتاب، وعدنان هذا قلد النقابة عَلَى الطالبيين، وأمر الحج والحرمين بعد وفاة عمه المرتضى أبي القاسم علي في يوم الاثنين النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وخلع عليه السواد والطيلسان، وكتب له العهد بالتقليد.
أنبأنا عبد الوهاب بْن علي الأمين عن حمزة بْن المظفر بْن حمزة [3] الحاجب قال:
أنبأنا القاضي عزيزي بن عبد الملك الجيلي قراءة عليه قَالَ: أنشدني ذو الحسبين أبو أَحْمَد عدنان لأبيه الرضى أبي الحسن مُحَمَّد بْن أحمد الموسوي:
حيرني روض عَلَى خده ... ويلي من ذاك وويلي عليه
قد شهد القلب عَلَى طيه ... من قبل أن يسمع من رائديه
أي جني [4] يقطف من حسنه ... وكل ما فيه حبيب إليه
نرجسي عينه [5] أم وردتي ... خديه [6] أم ريحانتي عارضيه
ذكر هلال بْن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أن أبا أحمد عدنان بن الرضي أبي
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر: الأعلام 5/7. والكامل 9/222.
[3] في (ب) : «عن حمزة» .
[4] في الأصل: «إلى حتى» وفي (ب) : «أى حتى» .
[5] في (ج) : «عيناه» .
[6] في الأصل، (ب) : «خدته» .(17/170)
الحسن الموسوي ولد في يوم الجمعة السادس من رجب سنة أربعمائة، وقال أبو الفضل ابن الحسن بن خيرون: مات الطاهر أبو أَحْمَد عدنان بْن الرضى نقيب العلوية ظهر يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وأربعمائة في داره بالبركة، وصلى عليه نقيب الهاشميين أبو علي بْن الأفضل بْن [أبي] [1] تمام الهاشمي، وذكر أبو الحسن بْن الهمداني أن بناته لم يتزوجن قط، وأنهن في الدار التي دفن فيها، ونقلته إلى مشهد الحسين بْن علي بْن أبي طالب إلى عند أهله.
474- عدنان بْن مُحَمَّد بْن عدنان بْن محمد بْن علي، أبو هاشم الزينبي:
من أهل شارع دار الرقيق [2] ، وهو أخو عبد الرحمن الذي قدمنا ذكره، سمع الكثير بإفادة والده من أَبِي القاسم عليّ بْن الْحُسَيْن الربعي وأبي سعد مُحَمَّد بْن عبد الكريم بْن خشيش وأبي العز مُحَمَّد بْن المختار بْن المؤيد وأبي علي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز [3] بْن المهدي وأبي غالب شجاع بْن فارس الذهلي وغيرهم، روى عَنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني، وروى لنا عنه ابن الأخضر.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن محمود بن الأخضر قال: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَدْنَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدْنَانَ الزينبي قراءة عليه، أنبأنا علي بن الحسين بن عبد الله، حدثنا الحسن ابن محمد الخلال إملاء، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ إِمْلاءً، حدثنا علي بن الحسن ابن سليمان القطيعي، حدثنا أبو همام، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ [4] بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «تَدَاوَوْا فَإِذَا أُصِيبَ الدَّوَاءُ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» .
أنبأنا أبو بكر محمد بْن المبارك بْن المشق البيع ونقلته من خطه قَالَ: توفي أبو هاشم عدنان بْن مُحَمَّد بْن عدنان الزينبي يوم السبت سادس عشري جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وخمسمائة، ومولده ليلة الثلاثاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين وأربعمائة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل، (ج) : «الرفق» .
[3] في الأصل، (ج) : «محمد بن محمد بن عبد العزيز» .
[4] في (ج) : «بن الحارت بن عبد ربه» .(17/171)
475- عرس بْن مُحَمَّد بْن عرس، أبو طاهر:
كان يتولى العيار في دار الضرب، روى عن أبي مُحَمَّد طلحة بْن عبيد اللَّه العوني شيئًا من شعره، كتب عنه علي بْن الحسن بْن الصقر الذهلي.
وذكر هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه ونقلته من خطه أنه توفي في يوم الخميس الرابع من صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة.
476- عرفة بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى
المعروف ببصلا بْن محمد بْن حمدويه بْن دينار بْن شيلة بْن تدهرمز بْن أه بْن أوه بْن أشك بْن شكرك بْن زاذان بْن رخ بْن نبغان- وهو الذي أحدث البندنيجين- ابن زاذان فروخ الأكبر، وزير الحجاج بْن يوسف، أخو يزدجرد [1]- آخر ملوك الفرس- بْن هرمز بْن كسرى أنو شروان ملك الفرس صاحب الإيوان بالمدائن [2] ، أبو المكارم الزاهد الصوفي:
من أهل البندنيجين، هكذا أملى علي نسبه من حفظه، قدم بغداد ونشأ بها، وصحب أبا النجيب السهروردي وتفقه عليه وحفظ القرآن، وسمع معه الحديث من جماعة [3] ، ثم اشتغل بالخلوة والعبادة والمجاهدة والرياضة الشديدة، وترك أكل الخبز وكل مطعوم سوى اللبن الحليب، وكان يديم الصيام ويفطر عليه، بقي عَلَى ذلك ولم يزل عليه إلى حين وفاته، سمع القاضي أبا الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي وأبا صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي وأبا الفتح بْن البطي والقاضي أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْنِ مُحَمَّد بْن البيضاوي وأبا بكر أَحْمَد بْن المقرب الصوفي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيرهم، كتبنا عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ عَرَفَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ، أنبأنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المأمون، أنبأنا أبو الحسن علي ابن عمر الدارقطني، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا محمد ابن حمير، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عروة بن الزبير عن عائشة رضي
__________
[1] في الأصل: «يراد» وفي (ب) : «يزداخر» .
[2] في (ب) : «بلد ابن» .
[3] في الأصل: «مع جماعة» .(17/172)
الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ فَيَشْهَدُهَا مَعَهُ نِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ مُتَلَفِّعَاتٍ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ وَمَا يُعْرَفْنَ.
توفي رحمه اللَّه في سحرة يوم الاثنين لتسع خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستمائة، ونودي بالصلاة عليه فاجتمع الناس بالمدرسة النظامية وجيء بتابوته مشدودًا بالحبال وحوله خلق من العوام يتبركون فيه ويلقون عليه عمائمهم وميازرهم، وحمله الناس على رؤسهم، وتقدم الصلاة عليه شيخنا عمر بْن مُحَمَّد السهروردي ودفن بالشونيزية، وكان يومًا مشهودًا، ويقال إنه عاش سبعًا وسبعين سنة.
477- عرفة بْن علي بْن أبي الفضل، أبو المعالي المقرئ الزاهد، المعروف بابن البقلي [1] :
من ساكني درب الشوك بالمأمونية، كان شيخًا صالحًا زاهدًا كثير الإقراء للناس منقطعًا في مسجده، تلقن عليه خلق كتاب اللَّه سبحانه، سمع أبا نصر الحسن بن محمد ابن إبراهيم اليونارتي الأصبهاني وأبا الكرم المبارك بْن الحسن بْن أَحْمَد بْن الشهرزوري [2] وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهم، وحدث باليسير، وتوفي قبل طلبي للحديث.
أَخْبَرَنَا [3] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُقْبِلٍ الْفَقِيهُ قال: أنبأنا أَبُو الْمَعَالِي عَرَفَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الفضل بن البقلي، أنبأنا أَبُو نَصْرٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ الْيُونَارْتِيُّ قَدِمَ علينا وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْعَلاءِ صَاعِدُ بْنُ سَيَّارٍ الْهَرَوِيُّ قَدِمَ علينا قالا: أنبأنا أبو المظفر عبد الله بن عطاء البغاورداني، أنبأنا أبو محمد الجراحي، حدثنا أبو العباس المحبوبي [4] ، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا قتيبة، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شهر الصيام شهر الله المحرم،
__________
[1] في (ج) : «الباقلى» .
[2] في الأصل، (ج) : «السهروردي» .
[3] في (ب) ، (ج) : «أخبرنى» .
[4] في الأصل، (ب) : «المحولى» .(17/173)
وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ» [1] .
ذكر أن أبا المعالي بْن البقلي ولد في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وأربعمائة، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن المبارك بْن مشق البيع ونقلته من خطه قَالَ: مات أبو المعالي بْن البقلي في ليلة الاثنين ثامن ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب حرب ببركة [2] بشر الحافي.
478- عرفة بْن نجيب، أبو البركات النحوي البلطي:
قرأت بخط بعض العلماء قَالَ: أنشدني أبو مُحَمَّد عبد الوهاب بْن علي بْن منصور السلمي بدمشق قَالَ: أنشدني أبو البركات عرفة بْن نجيب النحوي البلطي ببغداد قَالَ: نظم بعض الفضلاء خبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عمر الإنسان لا قيمة له»
في بيتين:
بقية العمر عندي ما لها ثمن ... وإن عدا خير محبوب من الثمن
يستدرك المرء فيه ما أفات ويح ... يى ما أمات ويمحو السيئ بالحسن
479- عزان بْن عبد اللَّه بْن عزان، أبو مرة البغدادي:
ذكره أَبُو الْقَاسِمِ هبة اللَّه بْن [عبد] [3] الوارث بْن علي الشيرازي في كتاب تاريخ شيراز من جمعه ونقلته من خطه، قَالَ: دخل شيراز في سنة نيف وثمانين ومائتين وحدث بها، روى عنه من أهل شيراز مُحَمَّد بْن جعفر التمار وغير واحد، ويقال إن المأمون أمير المؤمنين ركب إليه ببغداد وسمع منه.
480- عزيز بْن الربيع بْن عزيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن [مُحَمَّد بْن] [4] جعفر بْن أَحْمَد بْن معبد بْن زيد بْن مسروق بْن معبد بْن عامر بن ربيعة بن الفضل ابن حبيب بْن نعيم بْن نصر بْن ثعلبة بْن عامر بْن ملكان بْن ثور بْن عَبْد مناة بن أد ابن طابخة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان، أَبُو الْقَاسِمِ بْن أبي الوليد ابن أبي القاسم المقرئ:
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الصيام 202، 203. وسنن أبى داود 2429. وسنن النسائي 3/207. وسنن الترمذي 74، 438.
[2] في (ج) : «سكة بشراى في» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .(17/174)
من أهل أصبهان، من أولاد المحدثين، سمع الكثير في صباه وطلب بنفسه وكتب بخطه وحصل، ومات قبل أوان الرواية، سمع أبا علي الحسن بْن أَحْمَد الحداد وأبا منصور محمود بْن إسماعيل الصيرفي وأبا نهشل عبد الصمد بْن أَحْمَد بْن الفضل العنبري وأبا طاهر عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الهيثم الصباغ والسيد أبا الفضل حمزة ومحمد بْن طاهر بْن طباطبا المقرئ وأبا الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذر الصالحاني وأبا بكر مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن محمد الطرسوسي وأبا الفضل جعفر بْن عبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن محمود الثقفي وأبا عبد اللَّه الحسين بْن عبد الملك بْن الحسين الخلال وأبا الفرج سعيد بْن أبي الصيرفي وأبا الفتح سهل بْن ناصر بْن الحسن بْن محمد بْن رويزاذ وأبا نصر أَحْمَد بْن عمر بْن محمد الغازي وأبا الرجاء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز القارئ وفاطمة بنت عبد اللَّه بْن أحمد الجوزدانية وجحشة بنت علي بْن أبي ذر الصالحاني وخلقا كثيرًا غيرهم.
قدم بغداد حاجا في شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وحدث بها بجزء خرجه له أبو الخير [1] عبد الرحيم بْن أبي الفضل بْن موسى الْحَافِظ عن شيوخه، سمعه منه عبد المغيث بْن زهير الحربي وأبو الحسن علي بْن عساكر البطائحي وأبو الفضل أحمد ابن صالح بْن شافع الجيلي وإبراهيم بْن محمود بْن السعار وأبو الحسن علي بْن أَحْمَد الزيدي والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأبو العباس أَحْمَد بْن عمر بْن لبيدة ومعمر بْن عبد الواحد بْن الفاخر الأصبهاني وابنه داود ويحيى.
أَخْبَرَنَا دَاوُد بْن مَعْمَرِ بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن الْفَاخِرِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ قَالَ: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَزِيزُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ فِي جامع المنصور، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسن المقرئ قراءة عليه [حدثنا] [2] أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق الديري عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ فَقُلْتُ: مَنْ هذا؟ فقالوا [3] : حارثة بن النعمان
__________
[1] في الأصل، (ج) : «الحمير» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في (ج) : «قالوا» .(17/175)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَلِكَ الْبَرُّ كَذَلِكَ الْبَرُّ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ» [1] .
ذكر عزيز أن مولده بأصبهان في صفر سنة تسع وخمسمائة، وذكر الْحَافِظ معمر أنه مات في ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر من سنة أربع وخمسين وخمسمائة حين رجع من الحج.
481- عزيزي بْن عبد الملك بْن منصور أبو المعالي الواعظ، المعروف بشيذلة [2] :
من أهل جيلان، سمع بها الأستاذ أبا عثمان إسماعيل بْن عبد الرحمن الصابوني النيسابوري وأبا سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن المثنى التميمي قدما عليهم حاجين، وبآمل طبرستان أبا حاتم محمود بْن الحسين القزويني وأبا عبد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدامغاني، وقدم بغداد قبل الأربعين وأربعمائة، وسمع بها الأمير أبا محمد الحسن ابن عيسى بْن المقتدر باللَّه وأبا طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز [3] وأبا مُحَمَّد الحسن بْن مُحَمَّد الخلال وأبا منصور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عثمان بْن السواق وأبا القاسم عبيد اللَّه بْن عثمان بْن شاهين وأبا إسحاق إبراهيم بْن عمر بْن أَحْمَد البرمكي وأبا الحسن علي بْن عمر القزويني وأبوي الحسن أَحْمَد بْن محمد العتيقي وعلي ابن أحمد الفالي وأبا مُحَمَّد الحسن بْن علي الجوهري وأبا طالب محمد بن علي العشاري [4] وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي بْن عبد اللَّه الصوري والقاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد اللَّه الطبري وأبا القاسم منصور بْن عمر بْن علي الكرخي وأبا الحسين محمد بْن أَحْمَد بْن النرسي وجماعة غيرهم.
وجمع لنفسه مشيخة، وصنف كتبًا كثيرة في الوعظ والتذكير وغير ذلك، وكان فقيهًا فاضلًا حسن المعرفة بمذهب الشافعي، ويعرف الأصول على مذهب الأشعري، ويعقد مجلس الوعظ، وكان فصيحًا حلو الكلام كثير المحفوظ، ظريفًا مليح النوادر، حدث بمشيخته وغيرها من مصنفاته، روى عنه أبو الحسن مُحَمَّد بن المبارك بن الخل
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/151، 167. والمستدرك 4/151.
[2] في الأصول: «بشيدلة» .
[3] في الأصل: «عبدان الخراز» .
[4] في الأصول: «العشاى» .(17/176)
الفقيه والحسين بْن علي بْن سلمان الأنصاري وشهدة بنت أحمد بن أبي الفرج الأبري، شهد عند قاضي القضاة أبي بكر مُحَمَّد بْن المظفر الشامي في الثاني عشر من شهر ربيع الآخر من سنة ست وثمانين وأربعمائة فقبل شهادته، وقلده القضاء بربع باب الأزج في ذي القعدة من السنة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ دُلَفَ [1] الْمُقْرِئُ قَالَ: أَخْبَرَتْنَا شَهْدَةُ بنت أحمد بن أبي الفرج، أنبأنا القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ محمد الخلال الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، حدثنا علي بن طيفور النسوي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدٍ- يَعْنِي الْمَقْبُرِيِّ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ [2] يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ دَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ فَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَدَعَاهُمْ فَقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ وَدَعَاهُمْ فَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» [3] .
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن الحسين بْن علي الأنصاري قَالَ:
أنشدني القاضي عزيزي بْن عبد الملك [قَالَ] أنشدني ابن الحصين لنفسه:
ولما اعتنقنا للوداع وقلبها ... وقلبي يفيضان الصبابة والوجدا
بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي ... عقيقًا فصار الكل في نحرها عقدا
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت الوزير علي بْن طراد يقول: ضاع حمار لواحد سوادي بباب الأزج فكان يطلبه ويفتش عليه، فَقَالَ له القاضي عزيزي: خذ المقود وشده في رقبة من شئت [4] من أهل المحلة فإنهم مثل ما تطلبه.
قرأت في كتاب مشيخة القاضي أبي علي الحسين بْن محمد الصوفي المعروف بابن سكرة قَالَ: عزيزي بْن عبد الملك شيذلة شيخ الوعاظ في قضايات الأزج ببغداد بعد
__________
[1] في الأصل: «بن دان» .
[2] في (ب) : «الظلمات» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/106، 191، 195، 431، 3/323. والمستدرك 1/11.
[4] في الأصل، (ب) : «في ست» .(17/177)
موت القاضي أبي علي يعقوب الحنبلي، وكان متزهدًا متقللا من الدنيا، شافعي المذهب، ولم يكن يدري ما الحديث.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات القاضي أبو المعالي عزيزي بْن عبد الملك في يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب أبرز.
قلت: وقد زرت قبره غير مرة وهو مقابل تربة أبي إسحاق الشيرازي، وكانت عليه بلاطة، فذهبت وقد خرب في هذه الأيام ودثر.
482- عسكر بْن أسامة بْن جامع بْن مسلم، أبو عبد الرحمن العدوي [1] :
من أهل نصيبين إمام مسجد كندة بها، قدم بغداد في صباه وتفقه بها عَلَى مذهب الشافعي، وأقام بها مدة يسمع الحديث من أَبِي القاسم بْن الحصين وأبي العز بن كادش وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ وأبي القاسم بْن السمرقندي وجماعة من أصحاب ابن النقور والصريفيني وأبي نصر الزينبي وأبي القاسم بْن السري وأبي بكر الخطيب، وحدث بيسير، سمع منه ابن السمعاني.
وسألت عنه شيخنا عبد الوهاب الأمين فأثنى عليه كثيرًا وَقَالَ: كان ناسكًا صالحًا ساكنًا قليل المخالطة للناس، سمع معنا كثيرًا، قلت: ثم إنه عاد إلى نصيبين وأقام بها يفتي ويدرس ويحدث، وكان عالما زاهدًا ورعا ثقةً فاضلًا، له مروءة، وفيه عصبية وخدمة للغرباء الواردين إليه.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: أنبأنا عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد وأنبأنا عبد الوهاب الأمين قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثني محمد ابن غالب، حدثني عبد الصمد، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْكِنْدِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ [2] : «اللَّهُمَّ لا تَكِلْنِي إِلَى نفسي طرفة عين» .
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية للسبكى 4/271.
[2] في (ج) : «من قول» .(17/178)
وأخبرني الحاتمي قال: حدثنا ابن السمعاني قَالَ عسكر بْن أسامة بْن جامع العدوي شاب عالم فاضل صالح دين، كثير الصلاة والذكر، قيم بكتاب اللَّه دائم التلاوة، سمع بقراءتي، وكان ورد بغداد قبلي ومدة مقامه [1] ، وكان مشتغلا بما يعنيه من القراءة والنسخ والتحصيل، وكان حريصًا عَلَى طلب العلم، وكنت أراقبه مدة صحبتنا فوجدته حسن الصحبة مأمونًا صدوقًا متمسكًا بالسنة والأثر، كتب عني وكتبت [2] عنه بمكة وبغداد، وسألته عن مولده فقال: سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بنصيبين.
قرأت في كتاب أبي الحسين أَحْمَد بْن حمزة السلمي الدمشقي بخطه قَالَ: سألته- يعني عسكر بْن أسامة- عن مولده، فَقَالَ: سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وبلغني أن عسكر مات بنصيبين في سنة ستين وخمسمائة.
483- عسكر بْن القاسم بْن محمد المخرمي:
من أهل باب الأزج، [كان] [3] صاحبًا للقاضي أبي سعد المبارك بْن علي المخرمي ووكيلا بين يديه، ولم يكن فقيهًا، وهو جد عبد اللطيف بْن يعمر المؤدب الذي تقدم ذكره.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن ناصر الْحَافِظ قَالَ: أنشدني عسكر صاحب القاضي أبي سعد المخرمي الفقيه قَالَ: كنت أسمعه- يعني القاضي أبا سعد- إذا حصل له كتاب أنشد:
كم من كتاب تعبت في طلبه ... وكنت من أفرح الخلائق به
حتى إذا مت وانقضى عمري ... صار لغيري وعد في كتبه
484- العسنق الضبي الشاعر:
ذكره مُحَمَّد بْن داود بن الجراح في كتاب «الورقة» في أخبار شعراء المحدثين، فَقَالَ:
بغدادي من أصحاب [أبي] [4] يونس، وكان في عصره، وله أشعار جياد [5] ، ومن
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] «وكتبت» ساقطة من (ج) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في (ب) : «جيده» .(17/179)
قوله:
أيا من لا يثيب عَلَى الوصال ... ويا من لا يجيب على السؤال
ويا من قوله [لي] حين أشكو ... إليه مت بدائك لا أبالي
ألست ترى الذي ألقى فترثي ... لطول صبابتي ولسوء حالي
وقد أبدت لك العينان أني ... عَلَى طول اعتلالك غير قالي
ولست وإن بدأت بقطع حبلي ... عَلَى حال لوصلكم بسال
تعالى اللَّه ما أسلاك عني ... كذلك كل طلق القلب خال
485- عصام بْن حفص بْن سوار، أبو هاشم:
سكن بلخ، وحدث بها عن مُحَمَّد بْن زياد الجزري وأبي داود سليمان بْن عمرو الحنفي الكوفي، روى عنه بكر بن محمد بن بكر بْن عطاء والحسن بْن العلاء بْن القاسم ويحيى بْن الحسن البلخيون.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ بِبَغْدَادَ وَدَاوُدُ بْنُ معمر الواعظ بأصبهان قالا:
أنبأنا حاتم بن شافع الجيلي، أنبأنا جعفر بن يحيى المكي، أنبأنا أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حاتم الوائلي السجستاني، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ القطان الصوفي بهراة، حدثنا محمد بن علي الجباخاني، أنبأنا الحسن بن العلاء بن القاسم، حدثنا أبو هشام عصام بن حفص البغدادي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اكْتُبُوا الْعِلْمَ قَبْلَ ذَهَابِ الْعُلَمَاءِ، وَإِنَّمَا ذَهَابُ الْعِلْمِ مَوْتُ الْعُلَمَاءِ» [1] .
قَرَأْتُ عَلَى سِتِّ الشَّرَفِ بنت سفيان بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ قِرَاءَةً بِأَصْبَهَانَ عَنْ أبي نصر محمد بن أبي رجاء الصائغ قال: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن مندة قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ بِبَلْخَ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ المستملي البلخي، حدثنا الحسن بن بكر، حدثني أبي، حدثنا عِصَامُ بْنُ حَفْصِ بْنِ سَوَّارٍ الْبَغْدَادِيُّ بِبَلْخَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عمر بن الخطاب
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العلماء 28733.(17/180)
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَشْفَقَ مِنْ سَيِّئَتِهِ وَرَجَا حَسَنَتَهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ» [1] .
كتب إلي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد بن العطار الهمداني قال: أنبأنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي، أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة، أنبأنا أبي قَالَ: عصام بْن حفص حدث عن سليمان بْن عمرو، عداده في أهل بلخ، روى عنه يحيى بن الحسن البلخي.
486- عصام بْن طليق الطفاوي [2] :
من أهل البصرة، سمع الحسن بْن أبي الحسن البصري وشعيب بن العلاء وسليمان ابن مهران الأعمش، روى عنه طالوت بن عباد والأسود بن عامر وسعد بن عبد ابن الحميد جعفر، وانتقل من البصرة إلى بغداد وسكنها وحدث بِها، روى عنه من أهلها مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان وغيره، وكان ضعيفًا في الرواية.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ عن محمد بن عبد الباقي أن أبا إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي الْفَتْحِ [3] مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي، حدثنا محمد ابن بكار بن الريان، حدثنا عصام بن طليق البصري، حدثنا شُعَيْبُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ! أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ ذُنُوبًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ كَلامًا فِيمَا لا يَعْنِيهِ، هَكَذَا رَوَاهُ مُرْسَلا وَقَدْ رَفَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي محمد المقرئ إذنا قال: أنبأنا أبو البركات الأنماطي قراءة عليه قال: أنبأنا قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الشامي، أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد بن الرحيل بمكة، حدثنا أبو جعفر بن عمر، أنبأنا ابن موسى العقيلي، حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، حدثنا عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثَرُ النَّاسِ ذُنُوبًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه» [4] .
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 801، 802.
[2] انظر: تهذيب التهذيب 7/195.
[3] في (ج) : «الشيخ» .
[4] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/216. والترغيب والترهيب 3/54 ز. والعلل المتناهية 2/216.(17/181)
أخبرنا مُحَمَّد بْن أبي سعيد الأديب بأصبهان، أنبأنا ذاكر بْن أحمد بْن عمر أبو بكر، أنبأنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن البلخي [1] بنيسابور، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَصَمُّ قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بْن معين يقول: عصام بْن طليق ليس بشيء.
أخبرنا أبو سعد محمود بن أحمد القطان بأصبهان قال: أنبأنا أبو الفرج الثقفي قراءة عليه عن أبي عمرو بْن أبي عبد اللَّه بْن منده قَالَ: كتب إلي أبو علي أَحْمَد بْن عبد الله قال: أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ: سئل أبو زرعة عن عصام بْن طليق فَقَالَ: ضعيف الحديث.
أخبرنا يوسف بْن المبارك الشافعي، أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد الملك المقرئ قراءة عليه عن أبي مُحَمَّد الجوهري عن أبي الحسن الدارقطني قَالَ: كتب إلي أبو حاتم مُحَمَّد بن حبان ابن أَحْمَد البستي قَالَ: عصام بْن طليق شيخ يروي عن الحسن، روى عنه البصريون وأهل بغداد، انتقل من البصرة إلى بغداد وسكنها، وكان ممن يأتي بالمعضلات عن أقوام ثبات.
487- عصام الحربي الزاهد:
أخبرنا أبو طاهر المبارك بْن المبارك بْن هبة اللَّه العطار قراءة عليه، أنبأنا أبو الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله قراءة عليه، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر ابن أحمد البرمكي، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزُّهْرِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى حَمْزَةُ بْنُ الحسين السمسار قَالَ: أَخْبَرَنِي أحمد بْن جعفر عن عصام الحربي قَالَ: رأيت في المنام كأني قد دخلت في درب هشام فلقيني بشر بْن الحارث، فقلت: من أين يا أبا نصر [2] ؟ فقال: من عليين، قلت: ما فعل أَحْمَد بْن حنبل؟ قَالَ:
تركت [الساعة] [3] أَحْمَد بْن حنبل وعبد الوهاب الوراق بين يدي اللَّه عز وجل يأكلان ويشربان ويتنعمان، قلت: فأنت؟ قَالَ: علم اللَّه تبارك وتعالى قله رغبتي في
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «السلمى» .
[2] «يا أبا نصر» ساقطة من (ب) .
[3] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصول.(17/182)
الطعام فأباحني النظر إليه.
قرأت عَلَى مُحَمَّد بْن حامد المقرئ بأصبهان عن زاهر بْن طاهر الشحامي أن أبا القاسم القشيري أخبره قال: حدثنا محمد بْن عبد اللَّه الْحَافِظ، حدثني أبو زرعة الرازي، حدثنا حمزة بن الحسين السمسار، حدثنا أَحْمَد بْن جعفر عن عصام الحربي، وكان مستجاب الدعوة فذكر الحكاية، وقد ذكر الخطيب هذه الحكاية في ترجمة عبد الوهاب بْن الحكم الوراق ورواها عن الخلال عن ابن شاهين عن حمزة السمسار وسماه عاصمًا والصحيح عصام.
488- عصم بْن وهب، أبو الشبل البرجمي الشاعر [1] :
كان من البراجم، مولده بالكوفة، ونشأ وتأدب بالبصرة، وقدم سر من رأى أيام المتوكل ومدحه، واستوطن سامرا، وكان صاحب نادرة كثير الغزل باحثًا يفق عَلَى المتوكل وخدمه وخص به وأثرى وأفاد نعمة طائلة، روى عنه ميمون بْن هارون الكاتب.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي قال: أنبأنا علي بن المحسن بن علي التنوخي عن أبيه أن أبا الفرج علي بْن الحسين الأصبهاني أخبره قَالَ: ذكر لي عمي عن محمد بْن المرزبان بْن الفيروزان عن أبيه قَالَ: لما مدح أبو الشبل المتوكل بقوله:
أقبلي فالخير مقبل ... واتركي قول المعلل
وثقي بالنجح إذ أب ... صرت وجه المتوكل
ملك ينصف با ... طالتي فيك ويعدل
فهو الغاية والمأ ... مول يرجوه المؤمل
أمر له بألف درهم لكل بيت، وكانت ثلاثية بيتًا، فانصرف بثلاثين ألف درهم [2] .
489- عصمة بْن المفضل الأواني:
أنبأنا ابن الجوزي عن أبي الفضل المهندس قال: أنبأنا أبو محمد عبد الملك بن محمد
__________
[1] انظر: الأعلام 5/27 ز ومعجم الشعراء 275.
[2] في الأصل: «دراهم» .(17/183)
ابن الحسين البزوغاني إذنا قال: أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمد بن فارس الكاغذي الشيرازي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الرشيفي، أنبأنا القاضي أبو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَبْد الرحمن بْن خلاد الرامهرمزي قَالَ: أنشدني الصعبي [1] أنشدني عصمة بْن المفضل [2] الأواني قَالَ: أنشدني داود بْن جهور [3] المساهيرواني [4] لنفسه:
يغرون بالدنيا وهم يرضعونها ... وقد آذنتهم بالغرور وبالغدر
ألا رب محسود عَلَى نعمة الغنى ... ولم أر محسودًا عَلَى نعمة الفقر
490- عطاء بْن أبي سعد بْن عطاء بْن أبي عياض الثعلبي الفقاعي، أبو محمد الصوف [5] :
من أهل هراة، كان من خواص أصحاب عبد اللَّه الأنصاري ومجدًا في خدمته، سمع منه الحديث، وسمع بنيسابور أبوي الحسن أَحْمَد بن محمد الشجاعي وعلي بن أحمد المديني وأبا علي نصر الله بْن أَحْمَد الخشنامي وفاطمة بنت أبي علي الدقاق، وبالري أبا ثابت فاهودار بْن أبي الفوارس بْن أبي الحسن الرازي، وقدم بغداد وسمع بها الشريف أبا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [6] بْن علي الزينبي وأبا القاسم على بْن أَحْمَد بْن البسري وأبا الفوارس طراد بْن مُحَمَّد الزينبي وأبا مُحَمَّد رزق اللَّه بْن عبد الوهاب التميمي وأبا يوسف عبد السلام بْن يوسف القزويني وأبا القاسم عبد الواحد بن علي ابن فهد العلاف وأبا الفضل أَحْمَد بْن الحسن بن خيرون وأبا طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني وأبا الخطاب نصر بْن أَحْمَد بْن البطر وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ابن طلحة النعالي وأبا الفضل عبد اللَّه بْن محمد بْن زكريا وأبا تمام هبة [اللَّه] [7] بْن مُحَمَّد بْن علي الهاشمي وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي وأبا بكر أحمد بن علي ابن الحسين الطريثيثي وأبا القاسم عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصمد بْن عليّ بْن المأمون قدمها
__________
[1] في (ج) : «القصيى» .
[2] في الأصول: «الفضل» .
[3] في (ب) : «بن جمهور» .
[4] في (ب) ، (ج) : «الساهيروانى» .
[5] انظر: الأنساب للسمعاني 10/235.
[6] في (ب) ، (ج) : «بن أبي محمد» .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(17/184)
ثانيا وحدث بها، سمع منه أبو نصر محمود بْن الفضل الأصبهاني.
قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي نَصْرٍ الأَصْبَهَانِيِّ وَأَنْبَأَنِيهِ عَنْهُ ذَاكِرٌ الْحَذَّاءُ قَالَ: أنبأنا أبو محمد عطاء ابن أَبِي سَعْدٍ الْهَرَوِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ فِي ربيع الأول سنة سبع وثمانين وأربعمائة وأنبأنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قال: أنبأنا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَبُو الْمَكَارِمِ قَالُوا جَمِيعًا أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الذَّهَبِيُّ، حدثنا عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، حدثنا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ [1] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» [2] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عطاء بْن أبي سعد الفقاعي الصوفي سمعت أن مولده في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وتوفي تقديرا سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
491- عطاء بْن [عَبْد] [3] المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن محمد الخاني، أبو الغنائم ابن أبي الفتح:
من أهل أصبهان، قدم بغداد طالبًا للحج في شوال سنة ستين وخمسمائة وحدث بها عن أبي القاسم بْن أبي نصر البرجي روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بْن أبي الفرج الحصري.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الحصري بمكة قال: أنبأنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَطَاءُ بْنُ [أَبِي الْفُتُوحِ] [4] عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الخاني الأصبهاني قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ حَاجًّا قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ غَانِمُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْبُرْجِيُّ قِرَاءَةً عليه، أنبأنا أبو علي بن شاذان إجازة، أنبأنا أبو محمد الخراساني، حدثنا الحسن بن مكرم، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «إذا ظهر على قوم
__________
[1] في (ب) : «بنى بشر» .
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] ما بين المعقوفتين سقط الأصول.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.(17/185)
أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلاثًا» .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته- يعني عطاء بْن عبد المنعم- عن مولده، فقال: في سنة ست وخمسمائة بأصبهان، كان عطاء هذا حيًا في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
492- عطاف بْن مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَد الآلسي [1] ، أبو سعيد الشاعر، المعروف بالمؤيد [2] :
ولد بآلس [3] قرية بقرب الحديثة، ونشأ بدجيل، ودخل بغداد وصار جاويشًا في أيام الإمام المسترشد باللَّه، وقد هجاه ابن المفضل الشاعر بأبيات منها:
يختال في السيف المحلى والقنا ... كطفان يخطر في سماط مطهر
كطفان: اسم مسخرة كان ببغداد.
ثم إن المؤيد عانى نظم الشعر فأكثر منه حتى عرف به ومدح وهجا، وكان قد لجأ إلى خدمة السلطان مسعود بْن محمد بْن ملكشاه، وتفسح في ذكر الإمام المقتفي وأصحابه بما لا ينبغي فقبض عليه وسجن.
قرأت في كتاب «خريدة القصر» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه قال: المؤيد بْن مُحَمَّد الآلسي [4] بغدادي الدار، ترفع ذكره وأثرت حاله ونفق شعره وكان له قبول حسن، واقتنى أملاكًا وعقارًا، وكثر رياشه وحسن معاشه، ثم عثر به الدهر عثرة ضعف منها انتعاشه، وبقي في حبس المقتفي أكثر من عشر سنين إلى أن أخرج في زمان المستنجد سنة خمس وخمسين عند توليه من الحبس، ولقيته حينئذ وقد غشي بصره من ظلمة المطمورة التي كان فيها محبوسا، وكان زيه زي الأجناد، سافر إلى الموصل، وتوفي بعد ذلك بثلاث سنين، وله، شعر حسن غزل وأسلوب مطرب ونظم معجب، وقد يقع له من المعاني المبكرة ما يندر، فمن ذلك ما أنشدني له شمس الدولة علي ابن أخي الوزير عون الدين بْن هبيرة
__________
[1] في الأصول: «الآنسى» .
[2] انظر: الأعلام 5/31.
[3] في (ج) : «بالسن» .
[4] في الأصول: «الآنسى» .(17/186)
في صفة القلم:
ومثقف يغنى ويفنى دائما ... في طوري الميعاد والإيعاد
وهبت له الآجام حين نشا بها ... كرم السيول وهيبة الآساد
قال: وله هذه الأبيات السائرة التي يغني بها:
لعتبة من قلبي طريف وتالد ... وعتبة لي حتى الممات حبيب
وعتبة أقصى منيتي وأعز من ... علي وأشهى من إليه أتوب
غلامية الأعطاف تهتز للصبا ... كما أهتز في ريح الشمال قضيب
تعلقتها طفلا صغيرا وناشئا ... كبيرا وها رأسي بها سيشيب
وصيرتها ديني ودنياي لا أرى ... سوى حبها أني إذا لمصيب
وقد أخلقت أيدي الحوادث جدتي ... وثوب الهوى ضافي الدروع قشيب
سقى عهدها صوب العهاد بجوده ... ملث كتيار الفرات سكوب
وليلتنا والغرب ملق جرانه ... وعود الهوى داني القطوف رطيب
ونحن كأمثال الثريا يضمنا ... رداء عَلَى ضيق المكان رحيب
وبت أدير الكأس حتى لثغرها ... شبيهان طعم في المدام وطيب
إلى أن تقضي الليل وامتد فجره ... وعاود قلبي للفراق وجيب
فيا ليت دهري كان ليلا جميعه ... وإن لم يكن لي فيه منك نصيب
أحبك حتى يبعث اللَّه خلقه ... ولي منك في يوم الحساب حسيب
وألهج بالتذكار باسمك دائمًا ... وإني إذا سميت لي لطروب
فلو كان ذنبي إن أديم لودكم ... حياتي بذكراكم فلست أتوب
إذا حضرت هاجت وساوس مهجتي ... وتزداد بي الأشواق حين تغيب
فوا أسفا لا في الدنو ولا النوى ... أى عيشتي يا عتب منك يطيب
لقلبي من حبك نار وجنة ... ولي منك داء قاتل وطبيب
فأنت التي لولاك ما بت ساهرا ... ولا عاودتني زفرة ونحيب
قرأت عَلَى [أَبِي] عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد الْحَافِظ عن أبي المحاسن عمر بْن علي القرشي قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن المؤيد الآلسي الشاعر قَالَ: أنشدني أبي لنفسه من(17/187)
قصيدة:
بعد الأحبة ميتة العشاق ... سيان بعث للفتى وتلاقي
نفسي فداء مضربين وحسنهم ... والشوق يزدحمان في الأسواق
رحلوا فأفنيت الدموع تحرقا ... من بعدهم وعجبت إذ أنا باقي
وعلمت أن العود يقطر ماؤه ... عند الوقود لفرقة الأوراق
لا ينكر البلوى سواد مفارقي ... فالحرق يحكم صنعة الحراق
أنا شبت حتى ناظر، وسواده ... ومعصفرات نجيعة المهراق
أنشدني أبو الحسن علي بْن عبيد اللَّه القاضي من لفظه للمؤيد الآلسي:
لنا صديق يغر الأصدقاء ولا ... نراه مذ كان في وداود له صدقا
كأنه البحر طول الدهر تركبه ... وليس تأمن فيه الخوف والغرقا
قرأت بخط أبي شجاع مُحَمَّد بْن على بْن شعيب بْن الدهان في تاريخ جمعه قَالَ:
توفي ثالث عشري رمضان من سنة سبع وخمسين وخمسمائة، مات المؤيد الآلسي الشاعر بالموصل، قَالَ: وكان قبل موت المقتفي بسنة عرض المؤيد قصة فبرز عليها «يفرج عنه» كان هذا ضاحي نهار فأفرج عنه، ومضى إلى بيته فاجتمع بزوجته، وبرز [بعد] [1] العصر توقيع الخليفة ينكر الإفراج عنه، وتقدم بالقبض عَلَى صاحب الخبر، فإنه هو الذي عرض القصة، وأعيد بعد العصر إلى الحبس، فبعد موت الخليفة أفرج عن المؤيد، وقد جاءه ولد ونشأ هذا الولد وَقَالَ شعرًا جيدًا، وكان العلوق به في الساعة التي خرج فيها من الحبس. ذكر مُحَمَّد بْن المؤيد الآلسي أن أباه ولد في سنة أربع وتسعين وأربعمائة بآلوس.
493- عطية بْن علي بْن عطية بْن علي بْن الحسن بْن يوسف القرشي [2] الطبني القيرواني، أبو الفضل، المعروف بابن لاذخان.
من أهل المغرب، جاور مع أبيه بمكة سنين فسمع الحديث من أبي معشر عبد الكريم بْن عبد الصمد بْن مُحَمَّد الطبري، ثم قدم بغداد مع والده واستوطنها، وكان
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[2] في الأصل: «المقزتى» وفي (ج) : المقرئ» .(17/188)
ينزل بباب المراتب، وسمع بها من أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج وغيره، وشهد مع أبيه عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وكان أديبًا يقول الشعر، روى عنه أبو طاهر السلفي في مشيخته.
أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَنْدَلُسِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الْقَاهِرَةَ قَالَ: أنبأنا أبو طاهر أحمد ابن محمد السلفي قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عَطِيَّةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عطية بن علي بن الحسن ابن لاذخان الطبني القدسي ببغداد قال: أنبأنا أَبُو مَعْشَرٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن محمد الطبري المقرئ بمكة، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حدثنا محمد بن سليمان الصنعاني، حدثنا جَدِّي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُلَيْبٍ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْحُذَافِيُّ الْقَاضِي قَالَ: قُلْنَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ: أَدْرَكْتَ هَمَّامَ بْنَ منبه؟ قال: نعم، أدركته شيخا فانيا فسمعته يَقوُلُ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» [1] .
قَالَ الْحُذَافِيُّ: قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّغَيْسِ الدِّنَارِيُّ سَمِعَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ هَذَا الْحَدِيثَ من همان ابن منبه وهو ابن ثمان سنين.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد بْن السمعاني قَالَ: أنشدنا أبو الحسين عبيد اللَّه بْن علي بْن المعمر الحسيني، أنشدني أبو الفضل بْن لاذخان لنفسه [2] :
قالوا التحي وانكسفت شمسه ... وما دروا عذر عذاريه
مرآة خديه جلاها الصبي ... فبان فيها فيء صدغية
قرأت في كتاب أبي الوفاء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحصين الكاتب بخطه قَالَ: أنشدنا العدل أبو الفضل عطية بْن علي بْن لاذخان لنفسه:
أشافيك أطلال عفت ورسوم ... ونوى عَلَى غدر الزمان سليم
تباكت بها الأنواء واستضحك النوى ... فأصبح فيها شقوة ونعيم
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] في (ج) زيادة: «أنشدنا بقوله» .(17/189)
وقفنا بربع العامرية موهنا ... وقد فاح نوار ورق نسيم
فلله دمع شتت البين شمله ... وقلب أسير للغرام غريم
ولما التقينا للوداع وسلمت ... بدور لها سجف القباب غيوم
وفيهن شكوى اللحظ مخطوفة الحشا ... يكاد بأن ينقد حين تقوم
بكيت دمًا ثم انثنيت ومهجتي ... بها من فراق الظاعنين كلوم
لحي اللَّه قلبًا لا يزال معذبًا ... تحكم فيه الحب وهو ظلوم
وليس عجيبا سقم جسمي وإنما ... عجبت [لنفسي] [1] كيف تقيم [2]
قال: وأنشدني لنفسه:
يا من تبرقع بالجمال ... فغض من بدر التمام
يا من أباح لمهجتي ... بصدوده نار الغرام
رفقا بقلب متيم ... أوردته حوض الحمام
ألحاظ أبناء الملو ... ك أشد من وقع السهام
كتب إلي حماد بْن هبة اللَّه الحراني وأحمد بْن طارق الكركي وعلي بْن المفضل المقدسي قالوا: سمعنا أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي يقول: سمعت العدل أبا الفضل عطية بْن عَلِي بْن عطية [3] بْن لاذخان الطبني المقدسي يقول: رأيت في المنام منشدًا في محراب جامع المنصور ينشد أبياتًا من الشعر لم أسمعها قط والناس يبكون، فحفظتها عنه وهي:
يا نفس يا نفس يا حيفي وموبقتي ... قطعت عمري بتعليل وتسويف
ما آن أن ترعوي ما آن أن تقفي ... لا ترجعي لا بتحذير وتخويف
غدًا ترى قلقي غدًا ترى ندمي ... غدًا ترى طول تخجيلي وتعنيفي
أخبرنا الحاتمي بهراة قَالَ: حدثنا أبو سعد بْن السمعاني قَالَ: عطية بْن علي بْن عطية القرشي يعرف بابن لاذخان مغربي الأصل، انتقل إلى بغداد وسكنها، وكان أحد الشهود المعدلين، ظريفًا كيسًا فاضلًا، رقيق الطبع حسن الشعر، رأيته ببغداد وما
__________
[1] بياض في الأصل، (ب) .
[2] هكذا في الأصول.
[3] «بن عطية» ساقطة من (ج) .(17/190)
سمعت منه، حدثني عنه علي بْن محمد بْن جعفر الشهرستاني، ومضى في رسالة من الديوان إلى سمرقند إلى الخاقان مُحَمَّد بْن [سليمان] [1] .
قرأت بخط المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قَالَ: توفي أبو الفضل [يوم] [2] السبت غرة صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم الأحد بباب حرب.
494- عطية بْن محمد بْن صبر، أبو عبد اللَّه:
كان من الأدباء الفضلاء.
قَالَ عبد الوهاب بْن علي عن محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: كتب إلي أبو غالب محمد بن أحمد بن [بشر] [3] الواسطي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن نصر الكاتب قَالَ: حدثني أبو عبد اللَّه عطية بْن صبر القاضي: كنت بأنطاكية فنزلت خانًا ما رأيت مثله حسنًا، فلما احتجت إلى بيت الماء دخلت موضعًا لم أر أحسن منه مطبقًا مؤزرًا بالبلاط الشامي ألوانا، وفيه شيء كثير من الأترج والمركب وغير ذلك، قَالَ: فجلست أقضي [4] الحاجة وسهوت أفكر في حسن الموضع ونظافته، وإذا عَلَى الحائط مقابلتي [5] سطران مكتوبان بلا زورد، فقرأتهما وهما:
يا جالسًا متفكرًا ... لمن الولاية بالعراق
ارجم فديتك واقفا ... قد لف ساقا فوق ساق
قال: فضحكت وأسرعت في الخروج، وإذا [6] في الدهليز رجل واقف [7] وهو يدلك ساقيه بعضها ببعض، فقلت: ادخل فقد قرأت البيتين وقبلت الوصية.
وبه قَالَ: سمعت أبا الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب يقول كتب إلي أبو عبد اللَّه بْن صبر القاضي صديقنا رحمه اللَّه في كتاب وقد أفصلت أسفاري من البصرة وواسط والأهواز مترددا عن السلطان في رسائل:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في (ب) ، (ج) : «أيضا» .
[5] في (ج) : «مقابلي» .
[6] في (ج) : «وأنا» .
[7] في (ج) : «رأيت رجلا واقفا» .(17/191)
أصبو إليك مع البعاد صبابة ... أصلى بها كلهيب حر النار
وإذا تباعدت الديار فإنني ... أرضى وأقنع منك بالأخبار
وإذا الديار دنت بعدت فكيف لي ... بدنو قلبك مع دنو الدار
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب الذهلي قَالَ: أنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن داود النحوي بخال أمه عطية بْن مُحَمَّد بْن صبر:
اقنع ودادك ممن أنت عاشقه ... واعتز بالصبر أن أولاك هجرانا
واستشعر الناس ممن عز مطلبه ... فكل شيء إذ أهونته هانا
495- عفان بْن غالب بْن أيوب بْن خلف، أبو مُحَمَّد الأزدي:
من أهل سبتة من بلاد المغرب، قدم بغداد طالبا للعلم وسمع بها الحديث من جماعة، وكتب عنه في المذاكرة شيخه أبو بكر مُحَمَّد بْن بلتكين بْن يحكم التركي ورفيقه أبو طاهر السلفي.
أخبرنا علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن النحوي وعبد الغفار بْن شجاع المحلي بالقاهرة قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد [بن محمد] [1] السلفي يقول: سمعت عثمان بْن غالب الأزدي المغربي ببغداد يقول عندنا بالمغرب ربما وجد [الكتاب بالعلو] [2] عند رجل إلا أنه لا يكون عالمًا بما يرويه أو غير ثقة فيتركونه ويقرءونه [بالنزول] [3] عَلَى فقيه ثقة ويعتدون به أخذ هذا المذهب خلفنا عن سلفنا علماء الغرب.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي بكر مُحَمَّد بْن بلتكين بْن يحكم قَالَ: قَالَ لي:
أبو مُحَمَّد عفان بْن غالب بْن أيوب بْن خلف الأزدي السبتي من أعرف الناس بالتواريخ، وجمع من كتب التواريخ ما لم يجمعه أحد، وكان لا يعير كتابًا، ويكتب عَلَى كتبه [هذين البيتين] [4] .
إني حلفت يمينا غير كاذبة ... ألّا أعير كتابي الدهر إنسانا
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .(17/192)
إلا برهن وأيمان مغلظة ... كيلا يضيع كتابي أينما كانا
قرأت عَلَى المرتضى بْن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه قَالَ:
سمعت أبا محمد عفان بْن غالب الأزدي المغربي ببغداد وكان يسمع معنا، كان له أنس بالكلام وكان الغالب عليه، وسمع بقراءتي عَلَى جماعة من شيوخ بغداد، ثم رأيته بالإسكندرية، وسمع علي شيئًا يسيرًا، وعلقت عنه فوائد، وتوفي بسواكن وهو راجع من اليمن إلى ديار مصر في أوائل شهور سنة خمس وعشرين وخمسمائة [رحمه اللَّه] .
496- عفيف بْن عبد اللَّه الحبشي الخادم، أبو الفضائل القائمي:
كان من خواص خدم الإمام القائم بأمر اللَّه، وكان جوادًا يَقِظا [1] ، تام المروءة، ظريفًا لطيفًا، محبًا للحديث ولطلبته، وكانت داره مجمعًا لأهل الفضل، سمع الكثير من أبي محمد عبد اللَّه بْن محمد [2] الصريفيني وأبي الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النقور وأمثالهما ببغداد، وسمع بالكوفة من أبي مُحَمَّد يحيى بْن مُحَمَّد بن الأقساسي وغيره، وحصل النسخ بالخطوط الملاح، وكان فاضلًا وجيهًا مقدمًا عزيز المكانة، أرسله الإمام المقتدي بأمر اللَّه مع الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في رسالة إلى خراسان، وحدث بنيسابور وببغداد أيضًا، سمع منه ببغداد أبو بكر ابن الخاضبة وأبو سعد بْن أبي عمامة الواعظ وأبو الخير المبارك بْن الحسين الغسال، وروى عنه أَبُو الْقَاسِمِ بْن السمرقندي.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَرَّانِيُّ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ الْغَسَّالِ قال: أنبأنا الأَجَلُّ جَمَالُ الدَّوْلَةِ أَبُو الْفَضْلِ عَفِيفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَائِمِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ سنة تسع وستين وأربعمائة، وأنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ وَأَحْمَدُ بْنُ محمد بن البخيل وفرحة بنت قراطاش الطفري قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن الحسين الجعفي، حدثنا علي بن محمد بن هارون الجهري، حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا
__________
[1] في (ج) : «بالعطاء» وفي (ب) : «عطا» .
[2] «عبد الله بن محمد» ساقطة من (ب) .(17/193)
اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي وَضُوئِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا» [1] .
أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن أبي السعادات مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مكي النديم قَالَ:
كنت صبيًا ... مغنية [2] تعرف باختيار بنت القاضي، فمرضت والدتي فدخلت عليها أعودها وهي بدار بالمقتدنه [3] ، فسألتها عن حوائجها فقالت لي: أريد كذا وكذا يا ولدي ما بقي في قلبي حسرة، إلا كيف تخرج جنازتي من بيت دور الكراء بعد أن كان لنا الأملاك العزيزة القيمة، فقلت لها: أنت تعلمين أني لا أملك إلا ستة عشر دينارًا وهي معك، فهل تعلمين أنه يحصل لنا بها عشر دينار؟ وخرجت من عندها بضيق الصدر واجتمعت باختيار ابنة القاضي وأخبرتها بحالي، فقالت لي: غدًا تحضر عند عفيف وسوف أسألك عن موجب انقباضك فأخبرني بالقصة وهو يسمع، فقلت: نعم، فلما حضرنا عنده رأينا انبساطه قَالَ: يا أبا السعادات ما لك لا تنبسط على عادتك؟ فقصصت عليها القصة وقلت: هل سمع قط مريضة تشهت عوض التمرهندي والأجاص دارًا؟ فضحك عفيف وسكت، وانفصلنا آخر وقت ولم أر لما قلت أثرًا [4] ، فلما كان ثاني ذلك اليوم استحضرنا، فَقَالَ: يا أبا السعادات أعد علي حديث أمك، فأعدته عليه وقلت له: قلت لها لا أملك إلا ستة عشر دينارًا في خريقة زرقاء معك، فضحك وَقَالَ لفراش: امض إلى أمه وقل لها بهذه العلامة أعطيني الخرقة الزرقاء التي فيها الذهب، فمضى الفراش وأتى بالخرقة فحلها بين يديه، وكانت عادته أن لا يمس بيده ذهبًا، وكان يسمي القراضة الحيات، فقلبها بمروحة في يده وأعطى اختيار بعضها، وسلم إلى الفراش الباقي وَقَالَ: ابتع لنا به بقلا وريحانًا، ثم أمر بمد الطبق فأكل الحاضرون ولم آكل، فَقَالَ: ما لك لا تؤاكل الجماعة؟ فقلت: قد أخذتم مالي وذخيرتي وتقولون: كل، واللَّه! ما أقدر عَلَى الأكل ولا عَلَى الشرب، فجعل يضحك ويقول: باللَّه عليك كل، وأنا أمتنع عليه، فلما طال امتناعي ضرب بيده إلى ورائه مسنده وأخرج كتابًا ورماه إلي فوقفت عليه، وإذا فيه: هذا ما اشترى أبو السعادات بْن مكي بْن فلانة بنت فلان جميع الدار الفلانية بثلاثمائة دينار، وقد [5]
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] هكذا في الأصول.
[3] هكذا في الأصول.
[4] في (ج) : «أمرا» .
[5] في (ب) : «وقال» .(17/194)
أشهد فيه الشهود، وهي الدار التي بها والدتي، فطرت بجناح السرور، فمن أعجب العجب أننا فارقناه أول الليل وباكرناه فكيف تهيأ ذلك في هذه المدة اليسيرة، وكان هذا منه في حقي وأنا صبي لم أتعرف إلى الناس ولا اتصلت بخدمة الملوك.
قرأتُ فِي كتاب أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن عبد الملك الهمداني قَالَ: سمعت أن باغي المغنية جلست بين اثنين ببعضهما عفيف ثم قالت لي: يا سيدي أي شيء تحب أن أغني لك؟ فَقَالَ: غني:
أيا جبلي نعمان باللَّه خليا ... نسيم الصبا يخلص إلي نسيمها
قال ابن الهمذاني: وفي النصف من ذي القعدة سنة أربع وثمانين وأربعمائة توفي أبو الفضائل عفيف القائمي ودفن بالرصافة في الترب، وكان يرجع إلى فتوة ومروة ومعروف ظاهر وذكاء، وكان ملولا حتى قَالَ ابن البياضي فيه:
فإن تك مثل ما زعموا ملولا ... لمن يهوى سريع الانتقال
صبرت على ملالك لي بزعم ... وقلت عسى يمل من الملال [1]
497- عفيف بْن المبارك بْن الحسين بْن محمود الخياط، أبو محمد الوراق:
من أهل الأزج، وهو صهر الشيخ عبد القادر الجيلي وخال أولاده، وكان شيخًا صالحًا يورق للناس بالأجرة، وكان خطه حسنًا، سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله ابن محمد بْن الحصين وأبي غالب أَحْمَد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد البناء وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ وأبي منصور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزاز وأبي نصر الحسن بْن محمد بْن إبراهيم اليونارتي [2] وغيرهم.
حدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بْن علي القرشي، فأخرج عنه حديثًا في معجم شيوخه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْقَطِيعِيِّ قال: أنبأنا عفيف بن المبارك بقراءتي عليه وأنبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد ابن البناء قراءة عليه، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان،
__________
[1] في (ج) : «التلال» .
[2] في الأصل: «اليورنارتى» .(17/195)
حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بن المغيرة المخزومي، حدثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَكَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ! فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْه» [1] .
قرأت بخط عفيف قَالَ: لم أتحقق مولدي إلا أن غلبة ظني أنه سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفي عفيف الوراق في يوم الاثنين ثامن عشري شعبان سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
498- عقبة بْن موسى البغدادي:
حدث عن أبي عبد اللَّه محمد بْن الفضل بْن عطية المروزي، روى عنه ابنه موسى.
أَخْبَرَنَا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب قَالَ: أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنْ أَبِي محمد الحسن بن علي الجوهري قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ إِذْنًا قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ بْنِ أَحْمَدَ البستي قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ نِعْمَ الصَّالِحُ، حدثنا محمد ابن الوليد البسري [2] ، حدثنا موسى بن عقبة بن موسى البغدادي، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ زِيَادِ بن علاقة عن عطية بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَسَّسَ مَسْجِدَ قُبَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلا هَؤُلاءِ النَّفَرُ الثَّلاثَةُ أَبُو بكر وعمر وعثمان، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ قَدْ أَسَّسْتَ هَذَا الْمَسْجِدَ وَلَيْسَ مَعَكَ إِلا هَؤُلاءِ النَّفَرُ الثَّلاثَةُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَقَالَ: «إِنَّ هَؤُلاءِ أَوْلِيَاءُ الْخِلافَةِ بَعْدِي» [3] .
وبه عن أبي حاتم بْن حبان قَالَ: سمعت الحنبلي يقول: سمعت أَحْمَد بْن زهير يقول:
سمعت يحيى بْن معين يقول: الفضل بْن عطية الخراساني ثقة، وهو والد مُحَمَّد بْن الفضل، ولم يكن محمد ثقة، كان كذّابا.
__________
[1] انظر الحديث في: أحمد 2/331. ومجمع الزوائد 1/43.
[2] في (ب) : «السرى» .
[3] انظر الحديث في كنز العمال 33066، 36711.(17/196)
499- عقيل بْن الحسين بْن جعفر بْن أَحْمَد بن جعفر بن محمد إسماعيل بْن الهمذاني:
من أهل البندنيجين، كان أديبا فاضلا، شاعرا ذا، حسن المعرفة بالعروض والقوافي، قدم بغداد وحدث بها بشيء عن ابن الخلوقي الخطيب عن المفيد بأحاديث الأشج، روى عنه البركات بْن السقطي في معجم شيوخه.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بْن السمعاني يقول: سمعت أبا البدر مُحَمَّد بن علي بن حمد بن الهمذاني الضرير بقرميسين يقول: سمعت والدي يقول: سمعت عم والدي عقيل بْن الحسين يقول: رأيت قس بْن ساعدة في النوم عَلَى نهر بالبندنيجين وهو على جمل أورق كما يحكى يعظ الناس، فتقدمت إليه وأخذت بزمام الجمل وقلت: يا قس سل ربك أن يغفر لي، فَقَالَ: أنا فقير إلى ما سألت فاعمل لما أملت، وباري القسم إن المنهج للفم، توبوا إلى خير متاب، تدخلوا الجنة بغير حساب.
500- عقيل بْن طاهر بْن علي بْن طاهر بْن علي بْن يحيى بْن طاهر بْن مُحَمَّد ابن عبد الرحمن بْن نباتة الخطيب:
من أهل ميافارقين، قدم بغداد، وروى بها شيئًا من خطب جده الأعلى عبد الرحيم عن جد أبيه أبي سالم طاهر بْن علي بْن يحيى عن جده يحيى، سمع منه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي علي السيدي في سنة ست وسبعين وخمسمائة [1] .
501- عقيل بْن علي بْن عقيل بْن محمد بْن عقيل، أبو الحسن بْن أبي الوفاء الفقيه الحنبلي [2] :
من ساكني الظفرية، تفقه عَلَى والده، وتكلم في مجلس المناظرة، وقرأ الأدب، وقال الشعر الحسن، وكتب خطًا مليحًا، وسمع الحديث من أبوي الحسن هبة اللَّه بْن عبد الرزاق الأنصاري وعلي بن الحسن بْن أيوب البزاز وغيرهما، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بْن مُحَمَّد بْن الدامغاني في يوم السبت الخامس والعشرين من شوال سنة أربع وخمسمائة، فقبل شهادته، وتوفي شابًا في حياة والده لم يبلغ الثلاثين،
__________
[1] في (ج) : «آخر الجزء الرابع بعد الخمسين والمائة من الأصل، بسم الله الرحمن الرحيم» .
[2] انظر: شذرات الذهب 4/39.(17/197)
وكثر المتفجعون عليه وصبر والده صبرًا جميلا ولم يغير هيئته وصلى عليه بجنان ثابت وتكلم في الفقه.
أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ الأزجي عن أبي الوفاء بْن عقيل قَالَ: ثكلت [1] ولدين نجيبين أحدهما حفظ القرآن وتفقه، ومات دون البلوغ- يشير إلى [ولده] [2] أبي منصور، والآخر مات وقد حفظ كتاب اللَّه وخط خطًا حسنًا- يشار إليه؛ فتفقه وناظر في الأصول والفروع، وشهد بمجلس الحكم وحضر المواكب، وجمع أخلاقًا حسنة ودماثة وأدبًا، وَقَالَ شعرًا جيدًا، فتعزيت بقصة عمرو بن عبد ود العامري الذي قتله علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقالت أمه ترثيه:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله ... ما زلت أبكي عليه دائم الأبد
لكن قاتله من لا يقاد به ... من كان يدعى أبوه بيضة البلد
فقلت: سبحان اللَّه!
كذبت وبيت اللَّه لو كنت صادقا ... لما سبقتني بالعزاء النساء
كذبت وبيت اللَّه لو كنت عاشقًا ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم
وكذلك أم عمرو كان يسليها ويعزيها جلالة القاتل والافتخار بأن [3] ابنها مقتوله فهلا نظرت إلى قاتل ولدي وهو الأبدي الحكيم المالك للأعيان المربي بأنواع الدلال، فهان القتل والمقتول بجلالة القاتل، وقتله إحياء في المعنى إذ كان أماتهما عَلَى أحسن خاتمة، الأول لم يجر عليه القلم، والآخر وفقه للخير وختم له بلوائح وشواهد دلت عَلَى الخير، وسألني رجل فَقَالَ: هل للطف بي علامة؟ فقلت: أخبرك بها عن ذوق كانت عادتي التنعم ففقدت ولدي فتبدلت خشن العيش ونفسي راضية.
قرأت في كتاب «الفنون» لأبي الوفاء بْن عقيل بخطه قَالَ: ولولدي عقيل كرم اللَّه وجهه في إمامنا المستظهر باللَّه أمير المؤمنين:
شاقه والشوق من غيره ... طلل عاف سوى أثره
__________
[1] في (ج) ، (ب) : «تكلمت» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصول: «أبان» .(17/198)
مقفر إلا معالمه ... واكف بالودق من مطره
فانثنى والدمع منهمل ... كانسلال السلك عن درره
طاويًا كشحًا عَلَى تعب ... مشحنات لسن من وطره
رحلة الأحباب عن وطن ... وحلول الشيب في شعره
شيم للدهر سالفة ... مستبينات لمختبره
وقبول الدر مبسمها ... أبلج يفتر عن خصره
رووه جيدًا ناعمة ... تستزيد الطرف من نظره
هز عطفيها الشباب كما ... ماس غصن البان في شجره
ورثت من مقلتي رشا ... نفثات السحر من نظره
ذات فرع فوق ملتمع ... كدجا أبدي سنا قمره
وبنان زانه نزف ... ذاده التسليم عن خفره
خصرها يشكو روادفها ... كاشتكاء الصب من سهره
نصبت عيني لها غرضا ... فهو مصمتي بمعتوره
وزهت تيها كأن لها ... نسبًا يزهو بمفتخره
أو أناخت في فناء ملك ... دنت الأخطار عن خطره
ذلك المستظهر الندب الذي ... ورث العلياء عن مضره
فسقي للدين مجتهدًا ... دائبا ينضني مطي فكره
ثم للمجد الصميم فقد ذل ... ما يرقاه من وعره
عم بالأفضال نائله ... فاستقام الجود من صغره
فأبيه العيس بعملها ... كل عاف ظل في سفره
ناويا لا يطبيه كرى ... آملا جدواه في صدره
فاز إذ أضحى يعقوته [1] ... نازلا يحتال في أثره
سحب الإحسان تمطره ... غدقا ينصاغ في درره
يا ابن من حث الإله عَلَى ... ودهم في الغر من سوره
بك وجه الدهر مبتسم ... مخفيًا عنا شبار عبره
كل يوم أنت فيه لنا ... عند سعد لاح في غرره
__________
[1] هكذا في الأصول.(17/199)
والتهاني أنت منشؤها ... كيف يهدي الروض من زهره
فابق للآمال بربعها ... شجرًا نعماؤك من ثمره
ما حدا حاد بملمعه ... وشدا القمري في سحره
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن شافع الجيلي عن أبيه ونقلته من خط أبيه قَالَ:
قَالَ لي والدي: دخلت عَلَى أبي الوفاء بْن عقيل وهو عند ولده بعد ما مات وقبل الشروع في غسله وهو يروحه بمروحه، فكأني لم أدر علي أي شيء أحمل ذلك منه وما أقدمت عَلَى خطابه في مثل تلك الحال، فابتدأني وَقَالَ لي: يا فلان ما هو إلا كما وقع لك، ولكن هي جثة كريمة علي وإن عدم جوهرها، فما دامت مائلة بين يدي فلا يطلب قلبي إلا بتعاهدها بما أقدر عليه من ذب الأذى عنها، وإذا غابت عني فهي في استرعاء من هو خير لها مني، قَالَ وَقَالَ لي والدي: كان ابن عقيل يقول: لولا أن القلوب توقن باجتماع ثان لتفطرت المرائر لفراق المحبوبين، قَالَ: وكان يقول: سبحان من يقبل أولادنا ونحبه.
أنبأنا أَحْمَد بْن [1] طارق قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن أبي نصر بْن القناص يقول: سمعت والدي يقول: غسلت ابن عقيل، فلما فرغت من غسله قلت لوالده: إن شئت أن تودعه! فجاء إليه وهو ملفوف في أكفانه لا يبين منه إلا وجهه فأكب عليه وقبله وَقَالَ له: يا بني استودعتك اللَّه الذي لا يضيع ودائعه، الرب خير لك من الأب! ثم مضى.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قَالَ: ولد عقيل بْن علي بْن عقيل في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان من سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وتوفي يوم الثلاثاء منتصف المحرم سنة عشر وخمسمائة، ودفن في داره بالظفرية، ثم لما توفي أبوه أخرج معه فدفنا بباب حرب في دكة الإمام أَحْمَد بْن حنبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
502- عقيل بْن محمد بْن يحيى بْن مواهب بن إسرائيل البرداني، أبو الفتوح ابن أبي الفتح، الخيار [2] :
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، كان يسكن بقراح ظفر، ثم انتقل إلى الكرخ،
__________
[1] «أحمد بن» ساقط من (ب) .
[2] في الأصل، (ج) : «الخباز» .(17/200)
أسمعه والده من أبي الفتح بْن شاتيل وأبي السعادات بْن زريق وخمارتاش الدوشابي، وسمع من أبيه أيضًا، كتبت عنه ولا بأس به.
أَخْبَرَنَا عُقَيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى البرداني قال: أنبأنا خمارتاش بن عبد الله الدوشابي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن العلاف، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الحمامي، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الطَّيَالِسِيُّ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، وَتَأْكُلُ ثِمَارَهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ قَالُوا: مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ، لِئَلا يَنْكُلُوا عَنِ الْجِهَادِ وَلا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
[1] .
503- عقيل، أبو طالب المقرئ:
من أصحاب أبي بكر بْن مجاهد، قرأ عليه أبو الحسن [علي] [2] بْن عمر الحمامي، هكذا ذكره أبو علي بْن البناء ولم ينسبه، ونقلته من خطه.
504- علوان بْن علي بْن مطارد، الأسدي، الضرير المقرئ [3] :
شاعر، حسن الشعر، سمع منه سلمان بْن مسعود الشحام وأبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف.
قرأت عَلَى عبد الرحمن بْن عمر الواعظ عن أبي محمد سلمان بْن مسعود الشحام قَالَ: أنشدنا علوان بْن علي بْن مطارد الأسدي الضرير المقرئ لنفسه يمدح ابن
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2520. ومسند أحمد 1/266. والسنن الكبرى للبيهقي 9/163. والمستدرك 2/88، 297. ودلائل النبوة 3/304. والمصنف لابن أبي شيبة 5/394.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر: فوات الوفيات 2/79. والأعلام 5/51.(17/201)
الخرزي صاحب المخزن:
أوجهك أم شمس النهار أم البدر ... وثغرك أم در وريقك أم خمر
وقدك أم غصن ترنحه الصبا ... وغنج أراه حشو جفنيك أم سحر
تبدى لنا والليل ملق جرانه ... فعاد نهارًا قبل أن يطلع الفجر
كفاك قطوف الدل سيف لحاظها ... تريق دم العشاق ديدنها الهجر
أعاذلتي ما اقتل الحب للفتى ... إذا كان من يهواه شيمته الغدر
ويا معشر العشاق ما أعجب الهوى ... يرى مره عذبًا وأعذبه مر
ولم أنس حالي يوم زمت ركابهم ... أقام بجسمي الضر وارتحل الصبر
وسارت بهم كوم المطى فغادروا ... مشوقًا يداه من لقائهم صفر
فما للنوى لا ألف اللَّه شملها ... وما لغراب البين لا ضمه وكر
وليل كيوم الحشر معتكر الدجى ... طويل المدى لا يستبين له فجر
ظللت به أذري الدموع مسهدًا ... تبرح بي وجد وبين الحشا جمر
أراعي نجوما ليس يلفى زوالها ... ولا مؤنس إلا التسهد والفكر
أرى أسهم الأيام تقصد مقتلي ... كأن صروف الدهر عندي لها وتر
ألا أيها الدهر المكدر عيشي ... رويدك مثلي لا يروعه ذعر
أتحسب أن ألقى لغدرك ضارعًا ... فأني وفخر الدين لي في الورى ذخر
أعز الورى جارًا وأبذلهم قرى ... وأسفرهم وجهًا إذا قصد البر
إليك جمال الملك زمت أيانقي ... يراها السرى والبيد والمهمة القفر
قرأت في كتاب شيخنا أبي الحسن مُحَمَّد بْن علي بْن إبراهيم الكاتب لعلوان بْن علي الضرير في غلام أسود:
سواد عيني فدى أسود ... في داخل القلب له نقطه
البدر ما استكمل في حسنه ... حتى اكتسى من لونه خطه
مخطط بالحسن لكنما ... قلبي من الخطة في خطه
سمع سلمان الشحام من علوان في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.(17/202)
505- علوي بْن عبد اللَّه بْن عبيد، الشاعر المعروف بالباز الأشهب [1] :
من أهل الحلة السيفية، كان شاعرًا محسنًا من أرباب المعاني، متفننا في علم الأدب، مليح الإيراد للشعر، قدم بغداد ومدح بها قاضي القضاة ابن الشهرزوري وغيره، وروى بها شيئًا من شعره.
أنشدني أبو الحسن [بْن] [2] القطيعي قَالَ: أنشدنا علوي بْن عبيد الحلي لنفسه ببغداد:
سل البانة الغناء هل مطر الحمى ... وهل آن للورقاء أن تترنما
وهل عذبات الرند نبهها الصبا ... لذكر الصبا قدما فقد كن نوما
وإن تكن الأيام قصت جناحها ... فقد طالما مدت بنانا ومعصما
بكتها الغوادي رحمة فتنفست ... وأعطت رياض الحزن سرّا مكتما
وشقت ثيابا كن سترًا لأمرها ... فلما رآها الأقحوان تبسما
خليلي هل من سامع ما أقوله ... فقد منع الجهال أن أتكلما
عرفت المعالي قبل تعرف نفسها ... وما سفرت وجها ولا ثغرت فما
وأوردتها ماء البلاغة منطقًا ... فصارت بجيد الدهر عقدًا منظما
وكانت تناجيني بألسن حالها ... فأدرك سر الوحي منها توهما
فما لليالي لا تقر بأنني ... خلعت لها منها بدورًا وأنجما
ورب جهول قَالَ لو كان صادقًا ... لأمكنت الأيام أن يتقدما
ولم يدر أبي لو أشاء حويتها ... ولكن صرفت النفس عنها تكرما
أبى اللَّه أن ألقى بخيلا بمدحه ... وقد جعل الشكوى إلى المدح سلما
إذا المرء لم يحكم عَلَى النفس قادرا ... يمت غير مأجور ويحيي مذمما
فقد كنت لا أبغي سوى العز مطمعا ... ولا أرتضي ماء ولو بلغ الظما
وكنت متى مثلت للنفس حاجة ... أرى وجه إعراضي ولو كنت أينما
وأحسب أن الشيب غير حالتي ... وصير جل الغانيات محرما
رعى اللَّه أيامًا عرفت بها الهوى ... عشية غازلت الغزال المنعما
__________
[1] انظر: فوات الوفيات 2/80.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .(17/203)
عشية باب الدهر طوع مطالبي ... وأيامه تجلو علي التكرما
فإن سلبت ما ألبست من محاسن ... وأصبح ديناري من الحظ درهما
فقد ضمنت أبكار فكري ردها ... إذا قابلت قاضي القضاة المعظما
فتى عطر الدنيا بأنفاس عدله ... وخط عَلَى وجه المحامد ميسما
بنى كأبيه بيت دين محمد ... علوا ولولا رأيه لتهدما
رآه أمير المؤمنين مسددا ... فسد به ممن نمى وتغرما
أمولاي قَالَ الدهر صم إن رأيته ... فصمت وأضحى الدهر والناس صوما
أخبرني ابن القطيعي أن علوي بْن عبيد الشاعر مات ببغداد في يوم الأحد لسبع خلون من ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش.
506- علوي بْن يعقوب بْن حبارة بْن سعنين، الجمال أبو الخير، ويقال: أبو الحسن، ويعرف بابن أبي علوان الإسكاف [1] :
كان شيخًا متفقهًا متصوفًا، سمع أبا الغنائم مُحَمَّد بْن ميمون النرسي وأبا طالب عبد القادر بْن محمد بْن يوسف وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وأبا السعادات أحمد ابن أَحْمَد المتوكلي وأبا الحسن علي بْن عبيد اللَّه بْن الزاغوني وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وأبو الفضل أحمد بن صالح ابن شافع وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي غالب الباقداري وإبراهيم بْن محمود بْن الشعار والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عمر بْن أحمد بْن بكرون الشاهد.
أنبأنا ابن بكرون قَالَ أنبأنا علوي بْن يعقوب بن حبارة بقراءتي عليه أنبأنا ابن يوسف وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مسلم بْن ثابت ويوسف بْن المبارك بْن كامل قالوا أنبأنا محمد.
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/175.(17/204)
الجزء الثامن عشر
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
[تتمة ذيل تاريخ بغداد لابن النجار]
507- علي بن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن نصر بْن حمدان، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي إِسْحَاق الفقيه الحنبلي، المعروف بابن شاقلاء:
روى عن والده وعن الوزير أَبِي الْحَسَن علي بْن عِيسَى بْن الجراح، وروى عَنْهُ القاضي أَبُو الْحَسَن علي بْن عُبَيْد اللَّه الكشاني.
أنبأنا يُوسف بْن المبارك بْن كامل الشَّافعيّ عن الفضل بْن سهل بْن بشر الإسفرائيني قَالَ: أنبأنا والدي قراءة عليه، أنبأنا القاضي أَبُو الْحَسَن علي بْن عُبَيْد اللَّه الكشاني [1] الهمداني. بمصر قَالَ: أنشدنا أَبُو الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن شاقلاء قَالَ: أنشدني لأبي بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد الفقيه:
وما السر فِي صدري بثاو بقبره ... لأني أرى المقبور ينتظر النشرا
ولكنني أنساه حتَّى كأنني ... لما كَانَ مِنْهُ لم أحط ساعة خبرا
فلو كَانَ كتم السر بيني وبينه ... عن السر والأحشاء لم أعلم السرا
قَالَ: وأنشدنا أَبُو الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن شاقلاء قَالَ: أنشدنا علي بْن عِيسَى الوزير ببغداد لبعضهم:
إن التشاغل بالدفاتر والمحا ... بر والكتابة والدراسة
أصل التعبد والتزه ... د والرئاسة والسياسة
508- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن حسان، أَبُو الْحَسَن البزاز [2] :
كَانَ من أعيان التجار ووجوه البزازين ببغداد، وتولى النظر بدار الاستعمال بدار الخلافة، سَمِعَ شيئًا من الحديث من أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن شاتيل الدباس وغيره، وحدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ بعض الطلبة، وذكر أن مولده فِي أول سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة الأربعاء السابع والعشرين من شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة ودفن من الغد بباب حرب، وَقَدْ تقدم ذكر والده.
509- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن إلياس البخاري، أبو الحسن:
__________
[1] في النسخ: «الكساى» .
[2] في الأصل، (ج) : «البزار» .(18/3)
من أهل حلب، ذكر أن جَدّه إلياس من بخارا وقدم حلب واستوطنها، سَمِعَ إِبْرَاهِيم بحلب من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد إمام جامعها ومن مُحَمَّد بْن بركة برداعس [1] ، وبحمص من الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن التمش السكوني إمام جامعها ومن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الطائي الحمصي، وقدم بغداد وحدث بها عن هَؤُلاءِ المشايخ وعن أَبِي الْقَاسِم جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الجروي، سَمِعَ مِنْهُ وكتب عَنْهُ علي بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد البيضاوي الوراق.
510- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن بحر، أَبُو الْحَسَن، المعروف بابن عصمة:
ذكره أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات في كتاب وفيات الشيوخ الَّذِينَ سَمِعَ منهم، وذكر أَنَّهُ توفي في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وقَالَ: سمعنا مِنْهُ كلام الشاذكوني، وكان يسكن درب الرمانة بباب خراسان.
511- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن تريك بْن عَبْد المحسن بْن تريك البيع، أَبُو القاسم:
من ساكني درب ثمل بباب الأزج، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أَبِيهِ، سَمِعَ من عمه عَبْد المحسن بْن تريك وحدث باليسير، ولم يتفق لي أن أكتب عَنْهُ شيئًا، وَقَدْ أجاز لي مروياته فِي ليلة الاثنين سلخ ذي القعدة سنة عشرين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة الفيل بباب الأزج، وذكر أن مولده في سنة خمس وخمسمائة.
512- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن البغدادي:
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَمِينُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ القاضي الموصلي كتب إليه أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن طوق، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْفَتْحِ بْنِ عَبْدِ الله بن فرغان الموصلي، حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي، حدثنا علي بن إبراهيم بن الحسن البغدادي، حدثنا أبو لبيد السرخسي، حدثنا محمد بن عبد الله الطوسي، حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعَ خِصَالٍ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» . قِيلَ: مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «قَلْبًا شَاكِرًا وَلِسَانًا ذَاكِرًا وَدَارًا قَصْدًا وَزَوْجَةً صَالِحَةً» [2] .
513- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن حكم، أبو الحسن الوراق:
__________
[1] هكذا في الأصول.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 30811، 43477.(18/4)
حدث عن أبوي القاسم إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل بْن سويد المعدل وعيسى بْن علي بْن عِيسَى [1] بْن الجراح الوزير، روى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني فِي معجم شيوخه، وسمع مِنْهُ أَبُو الْحَسَن علي بْن الْحَسَن الصقر الذهلي فِي سنة عشرين وأربعمائة.
قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد الصَّيْدَلانِيِّ بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن محمد بن منصور المقرئ قال: أنبأنا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ مِنْ لفظه وكتابه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَكَمٍ الوراق وأنبأنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الجيلي، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الصائغ وأنبأنا يَحْيَى بْنُ طَاهِرٍ الْوَاعِظُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد الصوفي قالا: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَاسِبُ وأنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الرُّوذْبَارِيُّ وَعَبْدُ الْهَادِي بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْخَطِيبِيُّ [2] وَأَحْمَدُ بْنُ شِيرَوَيْهِ بْنِ شهر دار الدَّيْلَمِيُّ بِهَمَذَانَ وعَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَكِ بْن أَحْمَد بْن الحسين المقرئ ببغداد قالوا: أنبأنا أَبُو الْمَحَاسِنِ نَصْرُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَرْمَكِيُّ وَأَخْبَرَتْنَا فرحة بنت قرطاش الصوفية قالت أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قالوا جميعا: أنبأنا أبو الحسين أحمد ابن محمد بن النقور [3] قالا: حدثنا عيسى بن علي بن عيسى إملاء، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ [بْنُ] [4] مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا ابن المبارك وأبو خلف الأحمر قالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عن علقمة ابن وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» [5] .
514- علي بْن إبراهيم بْن خَالِد بْن يزيد البغدادي:
حدث عن الْحُسَيْن بْن عَبْد الجبار بْن يزيد الجصاص، روى عنه الحسين بن مهران ابن الوليد الأصبهاني.
__________
[1] في (ب) : «على عيسى» .
[2] في النسخ: «الحطى» .
[3] في الأصل: «بن البقور» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/2، 8/157، 9/29. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 155. وفتح الباري 11/527.(18/5)
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي الغنائم محمد بن علي ابن ميمون النّرسيّ قال: أنبأنا أَبُو أَحْمَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ السعدي القرشي، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين العزومي، حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد ابن أحمد الهمذاني المرهبي [1] ، حدثنا الحسين بن مهران بن الوليد الأصبهاني، حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ خَالِدِ بْنِ يزيد البغدادي، حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ يَزِيدَ يَعْنِي الجصاص، حدثنا مسلم بن عبدويه الطالقاني، حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بعثت بالحنيفية السَّمْحَةِ، مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» [2] .
515- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه، الملقب علان:
حدث عن يعقوب بْن صالح الإصطخري، روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن محمود المروزي، ذكره أَبُو بَكْر الشيرازي فِي «كتاب الألقاب» .
كتب إلي أحمد بن صالح الهروي قال: أنبأنا محمد بن يوسف الأديب، أنبأنا أحمد ابن عمر البيع، أنبأنا حميد بن المأمون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ البيع المروزي بمرو، حدثنا عبد الله بن محمود، حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ هو علان، حدثنا يعقوب بن صالح وكان من إصطخر، حدثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ عَنِ [3] الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَنَا لِشِرَارِ أُمَّتِي» ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنْتَ لِشِرَارِهِمْ فَكَيْفَ أَنْتَ لِخِيَارِهِمْ؟ قَالَ: «خِيَارُ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِأَعْمَالِهِمْ وَشِرَارُ أُمَّتِي يَنْتَظِرُونَ شَفَاعَتِي، أَلا إِنَّهَا مُبَاحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِجَمِيعِ [4] أُمَّتِي إِلا رجل يَنْتَقِصُ أَصْحَابِي» [5] .
516- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن خلف بْن وهب بْن أَحْمَد، أَبُو الْحَسَن الْقُرَشِيّ المخزومي، المعروف بابن البوشي:
__________
[1] في الأصل، (ب) : «المزهي» .
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/266.
[3] في (ج) : «المعافى بن عمران بن المبارك» .
[4] في (ب) ، والأصل: «بجميع» .
[5] انظر الحديث في: المعجم الكبير 8/115. ومجمع الزوائد 10/377. وخلية الأولياء 10/219. وكنز العمال 39111، 3918، 39755.(18/6)
من أهل مصر، قدم علينا بغداد شابًا طالبًا للعلم ونزل بالمدرسة النظامية متفقهًا، وكان يحضر عند شيخنا أَبِي أَحْمَد بْن سكينة فسمع مِنْهُ الحديث، علقت أحاديث يسيرة سمعها من [أَبِي] [1] القاسم البوصيري ولنا من البوصيري إجازة، وكان صالحًا دينًا حسن الطريقة، ولما دخلت مصر في سنة إحدى وعشرين وستمائة صادفته هناك شيخًا مهيبًا يشهد عند الحكام فيقبلون شهادته.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبُوشِيِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ في سنة إحدى وستمائة قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن عَلِيِّ بْنِ مَسْعُودٍ [2] الْبُوصِيرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسمع قال: أنبأنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ قَالَ:
كَتَبَ إِلَيَّ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ صَخْرٍ الأزدي من مكة سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، حدثنا أبو زيد عمرو بن أحمد، حدثنا أبو أيوب الملطي، حدثنا أبو اليقين رضوان بن محمد، حدثنا ذو النون، حدثنا مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» [3] .
توفي يَوْم الاثنين الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وستمائة.
517- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الكريم بْن الأنباري، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي الفضل بْن أَبِي مُحَمَّد الكاتب:
من أهل واسط من بيت مشهور بالكتابة والتقدم، ولي الإشراف بديوان واسط ثُمَّ النظر بِهِ وبأعمال واسط، قدم بغداد واستوطنها، وولى النظر بالعقار المحروس مدة، ثُمَّ ترقت درجته فتولى الإشراف بديوان الزمام مدة، ثُمَّ ولى النظر بِهِ فِي جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة إلى أن توفي يَوْم الاثنين الخامس والعشرين من شوال سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وصلى عَلَيْهِ آخر النهار بجامع القصر، وحضر جنازته الصدور والأكابر، وحمل إلى مشهد عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بالكوفة فدفن هناك وقد قارب السبعين.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل، (ج) : «بن سعود» .
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(18/7)
518- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن مُحَمَّد الناتلي الحلبي، أَبُو الْحَسَن التاجر:
سكن بغداد فِي درب القيار، وكان من أعيان التجار، وَقَدْ سافر [1] إلى الشام وديار مصر وخراسان، وكان لَهُ دكان بخان الخليفة يبيع فِيهِ البز.
سَمِعَ الحديث بنيسابور من أَبِي المظفر مُوسَى بْن عِمْرَانَ الأَنْصَارِيّ وأبي بَكْر مُحَمَّد ابن أَحْمَد بْن علي بْن خلف الشيرازي وأبي الفضل مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الصرام وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل التفليسي وغيرهم، وحدث باليسير، وكانت لَهُ أصول، وفيه فهم ويقظة، سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ، وروى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب وأبو بَكْر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف وشيخنا أَبُو القاسم بْن بوش.
أَنْبَأَنَا ابْنُ بَوْشٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ النَّاتِلِيُّ قِرَاءَةِ عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وخمسمائة، أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التفليسي وحدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْبَزَّازُ، أنبأنا صدقة بن محمد بن الحسين، أنبأنا الفضل ابن أحمد الجرجاني وأنبأنا أبو الحسن المؤيد [2] بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور، أنبأنا أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْفُرَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ وَأَبُو بَكْرٍ أحمد بن سهل السراج وأنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عُثْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الدَّرَبَنْدِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ عِنْدَ تُرْبَةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِالأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ ظَافِرِ بْنِ عَلِيِّ بن رواج بالإسكندرية قالا: أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ علان الكرجي قالوا جميعا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ [3] حدثنا حاجب بن أحمد الطوسي، حدثنا عبد الرحيم بن منيب، أنبأنا النضر بْنُ شُمَيْلٍ عَنْ خِلاسِ [4] بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ شَابٌّ مِمَّنْ كان قبلكم يمشي في حلة مختالا لا فَخُورًا إِذِ ابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [5] .
قرأت بخط أَبِي الفضل بن ناصر وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال: سألته- يعني الناتلي
__________
[1] في الأصل، (ج) : «وقد سامر» .
[2] في الأصل، (ج) : «وليد» .
[3] في (ب) : «الحبري» .
[4] في الأصل: «حلاس» .
[5] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/492.(18/8)
- عن مولده، فَقَالَ: فِي يَوْم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وأربعمائة بحلب.
قرأت بخط أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد البلخي قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن علي بْن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر [1] الناتلي في شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وخمسمائة، قرأت عَلَيْهِ شيئًا من حديث نَيْسابُور.
519- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحداد:
نزل البصرة وحدث بها عَن أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي وأبي الْحَسَن أحمد ابن عمير بْن جوصا الدمشقي، روى عَنْهُ أَبُو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه.
أَنْبَأنا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزَجِيُّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ وَأَبِي الْقَاسِمِ ابْنَيِ السَّمَرْقَنْدِيِّ قَالا: كَتَبَ إلينا هياج بن عبيد الحطيني قال: أنبأنا أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ قَالَ: أنبأنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَدَّادُ أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ بِالْبَصْرَةِ لا بَأْسَ بِهِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ عَلَى بَابِ دَارِهِ فِي بَنِي حَمْزَةَ يُعْرَفُ بِابْنِ نَسِيمٍ وَأَخْبَرَنَا عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عليّ بْن عبيد الله قال: أنبأنا والدي، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بْنِ حبابة [2] قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا بحر بن كثير السقاء عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ الإِزَارَ فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ وَإِذَا لَمْ يَجَدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ» [3] .
520- علي بْن إِبْرَاهِيم بن محمد بن علي، أبو الحسن الخرار:
من أهل الحربية، حدث عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافعيّ بحديث واحد لم يكن عنده سواه، رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو طالب العشاري.
__________
[1] في النسخ: «أبو محمد الحسن بن» .
[2] في (ب) : «بن حياته» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/3. وسنن النسائي 5/135.(18/9)
أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بن محمد الأصبهاني قال: أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد البرداني قراءة عليه قال: أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَرَّارِ فِي الْحَرْبِيَّةِ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق الحربي، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ مَطَرٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: خَطَبَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِرَحَبَةِ مَالِكِ بْنِ طَوْقٍ فَقَالَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ! أُشْهِدُ اللَّهَ كُلَّ امْرِئٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما فَعَلَ بِي فِي غَدِيرِ خُمٍّ إِلا قَامَ فَشَهِدَ، فَقَالَ: فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ مِنْ نُقَبَاءِ الأَنْصَارِ، فَقَالُوا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: «فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» [1] .
521- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد أَبُو القاسم الكاتب:
من ساكني درب القيار، وهو والد شيخنا أَبِي الْحَسَن الَّذِي تقدم ذكره، سَمِعَ أبا البقاء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المؤدب وحدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ ولده أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد وكان من جلة الكتاب المختصين بخدمة الديوان.
أَنْبَأَنَا أَبُو الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب قال: أنبأنا والدي بقراءتي عليه أنبأنا أبو البقاء أحمد بن محمد المؤدب، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الخياط، أنبأَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْعَلافُ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: أَعْقَلُ النَّاسِ رَجُلٌ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَنَصَبَ ذَلِكَ الذَّنْبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَبَكَى عَلَيْهِ حتَّى أَوْرَدَهُ الْجَنَّةَ، وَأَحْمَقُ النَّاسِ رَجُلٌ أُعْجِبَ بِعَمَلِهِ فَنَصَبَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ حتَّى أَوْرَدَهُ النَّارَ.
سَمِعْتُ إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بن إبراهيم الكاتب يتول: ولد عمي أَبُو القاسم علي بْن إِبْرَاهِيم في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وتوفي فِي النصف من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة ودفن بباب أبرز.
522- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن نجا بن غنائم الأنصاري، أبو الحسن الواعظ
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 116. ومسند أحمد 1/119، 4/372، 5/347. والمعجم الكبير 5/220. ومجمع الزوائد 9/105، 107. الحنبلي:(18/10)
سبط أَبِي الفرج عَبْد الواحد بْن الفرج الحنبلي، من أهل دمشق، سَمِعَ بها خاله أبا البركات عَبْد الوهاب بْن عَبْد الواحد بْن الفرج بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي الحنبلي وأبا الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن قيس الغساني:
وقدم بغداد شابًا في سنة أربعين وخمسمائة، وسمع بها أبا بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن عَبْد الواحد الدلال وأبا الفرج عَبْد الخالق بن أَحْمَد بن يوسف وأبا سعد أحمد بن محمد ابن أَبِي سعد البغدادي وأبا صابر عَبْد الصبور بْن عَبْد السَّلام الهروي وأبا مَنْصُور موهوب بْن أَحْمَد بْن الجواليقي وأبا الفضل مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ وأبا القاسم عَبْد اللَّه ابن الْحَسَن بْن قشامي وأبا الْحَسَن عَبْد اللَّه بْن الآبنوسي وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن مَنْصُور القصري ومُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الزاغوني وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبا المعالي صالح بْن شافع الجيلي وأبا زَيْد جَعْفَر بْن عَبْد الرزاق الحموي وأبا الْحَسَن سعد الخير بْن مُحَمَّد بْن سهل الْأَنْصَارِيّ، وصاهره عَلَى بنته فاطمة، وعقد مجلس الوعظ ببغداد غير مرة.
ثُمَّ عاد إلى دمشق، ثُمَّ قدم بغداد مرة ثانية رسولًا من نور الدين محمود زنكي ملك الشام في سنة أربع وستين وخمسمائة، وروى بها شيئًا يسيرًا، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الفضل أحمد ابن صالح بْن شافع وأبو أَحْمَد الْعَبَّاس بْن عَبْد الوهاب السري [1] والقاضي أَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الفراء وشيخنا أَبُو المظفر مُحَمَّد بْن علي الدوري.
ثُمَّ إنه عاد إلى الشام وسكن مصر إلى حين وفاته.
وكان فاضلًا، مليح الوعظ، لطيف الطبع، حلو الإيراد كَثِير المعاني، متدينًا، حسن الطريقة، جميل السيرة، ذا منزلة رفيعة، ومكانة عند السلاطين والأكابر، وقبول كبير عند العوام، وعاش عيشًا طيبًا متلذذًا بالمباحات من المطعم والمشرب والملبس والمنكح، كتب إلينا بالإجازة بجميع مروياته، وكان صدوقًا.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي الدوري قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الْوَاعِظُ الأَنْصَارِيُّ: قَدِمَ عَلْيَنا بَغْدَادَ رَسُولا فِي ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة قال:
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «البصري» .(18/11)
أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ سَعْدُ الْخَيْرِ بْن مُحَمَّد بْن سَهْلٍ الْأَنْصَارِيّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيفِ بن محمد الجوهري قال: أنبأنا طاهر بن محمد المقدسي قالا: أنبأنا عبد الرحمن ابن حمد الدوني، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن إسحاق السني، أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن أَحْمَد بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أنبأنا أحمد بن المثنّى، حدثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اطَّلَعَ فِي بيت قوم، بغير إذنهم ففقأوا عينه فلا دية له ولا قصاص» [1] .
[و] أنشدني [2] أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن البندنيجي قَالَ: أنشدنا أَبُو الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن نجا الدمشقي ببغداد قَالَ: أنشدنا الصالح بْن رزيك لنفسه:
مشيبك قَدْ قضا صبغ الشباب ... وحل النار فِي وكر الغراب
تنام ومقلة الحدثان يقظى ... وما نأت النوائب عنك ناب
وكيف بقاء عمرك وهو كنز ... وقد أنفقت منه بلا حساب
سمعت يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب يَقُولُ: سَأَلت أبا الْحَسَن علي ابن إِبْرَاهِيم بْن نجا الأَنْصَارِيّ الواعظ عن مولده، فقال: في سنة ثمان وخمسمائة وتوفي يَوْم الأربعاء ثامن شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة [3] بالقاهرة.
523- علي بْن إِبْرَاهِيم بْن نصر بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن، أَبُو الْحَسَن المؤدب:
من أهل واسط، قدم بغداد فِي صباه واستوطنها إلى حين وفاته، وكان ينزل بقراح ابْنُ أَبِي الشحم ويؤدب الصبيان، طلب الحديث بنفسه وكتب بخطه وحدث بالكثير.
سَمِعَ أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا نصر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رضوان وأبا غالب أحمد وأبا عبد الله يحيى ابني الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن البناء وأبا بكر محمد بن الحسين المزرقي وغيرهم، روى لنا عَنْهُ أَبُو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأدب 43. ومسند أحمد 2/385. وفتح الباري 12/244.
[2] في الأصل، (ب) : «أنشدنى» .
[3] في الأصل، (ج) : «وخمسين» .(18/12)
أخبرنا ابن الحصري بمكة، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الواسطي قراءة عليه قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ عُبَيْدِ اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني [1] ، أنبأنا البغوي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ: «إِنَّكُمْ مُلاقُو اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا» [2] .
قرأت بخط القاضي أَبِي المحاسن القرشي قَالَ: سَأَلْتُهُ- يعني أبا الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم الواسطي- عن مولده؛ فَقَالَ: فِي جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة بواسط، قَالَ ودخلت بغداد فِي سنة إحدى وخمسمائة.
524- علي بن إبراهيم بن هارون بن ميمون بْن صالح الرازي، أَبُو الْحَسَن المالكي، المعروف بأبي حنيفة:
حدث عن القاضي [3] أَبِي الفرج المعافى بْن زكريا النهرواني وأبي طاهر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخلص وأبي الْحَسَن علي بْن عُمَر الحربي السكري وأبي القاسم عَبْد الله ابن مُحَمَّد بْن الثلاج وأبي الْعَبَّاس الوليد بْن بَكْر الأندلسي وأبي عُبَيْد اللَّه مُحَمَّد بْن عِمْرَانَ المرزباني وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الأكفاني وأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الطبري وأَبِي الْقَاسِم عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن الجراح الوزير وأبي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعُونَ الْوَاعِظُ وأبي الفرج الببغاء وأبي علي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن القاسم المخزومي وأبي الفضل شراعة بْن الفضل بْن القاسم الكاتب البريدي، روى عَنْهُ أَبُو مَسْعُود سُلَيْمَان بْن إِبْرَاهِيم الحافظ الأصبهاني فِي معجم شيوخه وأبو علي الْحَسَن [بن] [4] أَحْمَد بْن البناء فِي مشيخته وأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ المحاملي.
__________
[1] في النسخ: «الكناني» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/136. وصحيح مسلم، كتاب الجنة 57. وفتح الباري 11/377، 383.
[3] في الأصل، (ج) : «من القاضي» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .(18/13)
قرأت على أبي محمد سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي وحامد بن محمد الأعرج بِأَصْبَهَانَ عَنْ [1] أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الكريم التاجر، أنبأنا أبو مسعود سليمان ابن إبراهيم الحافظ قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هارون بن ميمون ابن صالح المالكي ببغداد فيما قرأت عليه، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [2] بن الثلاج، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُمَا: «يَسِّرَا وَلا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلا تُنَفِّرَا وَتَطَاوَعَا» [3] .
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ السِّبْطِ عَنْ أَبِي الْعِزِّ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن كادش، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الْبَنَّاءِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: سمعتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم الْمَالِكِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخَنَا أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ سَمْعُونٍ وَأَبَا إِسْحَاقَ الطَّبَرِيَّ يَقُولانِ سَمِعْنَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيَّ يَقُولُ: كان لي خاتم وقد وَرِثْتُهُ عَنْ أَبِي، فَعَبَرْتُ دِجْلَةَ فَمَدَدْتُ يَدِي لأَغْرِفَ مِنَ الْمَاءِ، فَسَقَطَ الْفَصُّ فَغَمَّنِي، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ عَلَى شَيْءٍ ضَاعَ مِنْهُ رَدَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَرَأْتُهَا وَيَدِي فِي الْمَاءِ، فَإِذَا الْفَصُّ بَيْنَ أَصَابِعِي وَالآيَةُ رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ
«اللَّهُمَّ يَا جَامِعَ النَّاسِ [لِيَوْمٍ] [4] لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّكَ لا تَخْلِفُ الْمِيعَادَ، اجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَاتَمِي إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» [5] .
أنبأنا ابن السبط عن [ابن] [6] كادش، أنبأنا أَبُو علي بْن البناء، أنشدنا أَبُو الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم المالكي، أنشدنا أَبُو الفرج عَبْد الواحد بْن نصر البناء لنفسه:
يا من رضيت من الخلق الكثير بِهِ ... أنت القريب على بعد من الدار
__________
[1] في الأصل، (ج) : «من أبي القاسم» .
[2] «بن محمد بن عبد الله» . ساقطة من (ج) .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/27، /8/36. وصحيح مسلم، كتاب الجهاد 6، 8.
وفتح الباري 1/163.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر الحديث في: الدر المنقور 2/9.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(18/14)
أعملت فيك المنى حلًا ومرتحلًا ... مَتَى رددت المنى انضاء أسفار
أنبأنا سَعِيد بْن مُحَمَّد المؤدب عن أَبِي غالب أَحْمَد وأبي عَبْد اللَّه يَحيى بْن أَبِي علي الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن البناء قَالا: أنشدنا والدنا أنشدنا أبو الحسن علي بن إِبْرَاهِيم المالكي، أنشدنا ابْنُ سويد الشاهد، وَقَدْ ذكر بين يديه الجهال وما لهم من النوال فَقَالَ:
إِذَا كَانَ الزمان زمان حمق ... فإن العقل حرمان وشوم
فكن حمقًا مَعَ الحمقى فإني ... أرى الدنيا بدولتهم تدوم
قرأت في كتاب أبي علي بن الحسن بْن الصقر الذهلي بخطه أنشدنا أَبُو الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم المالكي، أنشدنا المعافى بْن زكريا، أنشدنا الصولي، أنشدنا المكتفي بالله لنفسه:
بلغ النفس ما اشتهت ... لتراها قد اشتقت
إنَّما النفس ساعة ... أنت فيها وما أَتَتْ [1]
كل من يعذل المحب ... إِذَا ما هَذَا سكت
قَالَ: وأنشدنا المالكي، أنشدنا أَبُو إِسْحَاق الطبري، أنشدنا ابْنُ التكك [2] النحوي لنفسه:
لنا صديق أخفى مودته ... ضنا [3] على وده وإشفاقا
كَانَ صديقًا فصار معرفة ... وكان حرا فصار حراقًا
قرأت بخط علي بْن الحَسَن بن الصقر الذهلي، أنشدنا أَبُو الحَسَن عَليّ بن إبراهيم ابن هارون المالكي لنفسه:
يا من يخيب [4] أملًا ... ويمن إن بزرا [5] أناله
__________
[1] في الأصل، (ب) : «وما أنت) .
[2] هكذا في الأصول.
[3] في (ج) : «حسنا» .
[4] في (ج) : «حيث» .
[5] هكذا في الأصول.(18/15)
فبحسب ذي الفقر ... الممص وذي الغنى أني أناله
قرأت فِي كتاب مشيخة أَبِي علي بن البناء بخطه قال: أبو الحسن علي بن إبراهيم ابن هارون المالكي جارنا بسوق الثلاج من أهل النحو واللغة، ويقول الشعر، وسمع الحديث الكثير، وكان فِيهِ دعابة وميل إلى اللهو كَثِير النادرة، مات في سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنا نصر اللَّه بن سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة تسع وعشرين وأربعمائة أَبُو الْحَسَن علي بْن هارون [1] ويعرف بأبي حنيفة المالكي فِي جمادى الآخرة- يعني مات، حدث بيسير.
525- عَلَى بْن إِبْرَاهِيم:
حدث عن أَبِي يَحيى زكريا بْن يَحيى بْن أسد المروزي. روى عنه أبو العباس أحمد ابن مُحَمَّد بْن أَبِي غسان الدقيقي.
أخبرنا عَبْد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ، أنبأنا جَعْفَر بْن يحيى المكي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ صخر [2] الأزدي، حدثنا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن أَبِي غسان الدقيقي إملاء، حدثنا أبو بكر علي بن إبراهيم البغدادي، حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد، حَدَّثَنَا مَعْرُوفُ الْكَرْخِيِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: إن في جهنم لواديًا تستغيث مِنْهُ فِي كل يوم أربعين أو سبعين مرة، [و] في ذَلِكَ الوادي [جب] [4] تستغيث جهنم والوادي من ذَلِكَ الجب فِي كل يَوْم أربعين أَوْ سبعين مرة، وفي ذَلِكَ الجب حية تستغيث جهنم والوادي والجب من ذَلِكَ الحية كذا وكذا مرة، هِيَ إلى فسقة حملة القرآن أسرع منها إلى عبدة الأوثان، فينادون: ما بالنا غدى بنا قبل عبدة الأوثان! فينادون: ليس من علم كمن لم يعلم.
526- علي بن إبراهيم البغدادي:
__________
[1] «أنبأ محمد بن ناحر ... » « ... على بن هارون» .
[2] في (ب) : «بن جنجر» .
[3] في النسخ: «محمد بن أبي أحمد» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(18/16)
حدث عن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أوج البزاز، روى عَنْهُ أَبُو عَبْد الله الحسين ابن علي بْن جَعْفَر الأصبهاني.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ الطُّيُورِيِّ أن أبا محمد الحسن بن محمد الخلال أخبره، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ جعفر الأصبهاني قدم علينا حاجّا، حدثنا علي بن إبراهيم البغدادي بالري، حدثنا محمد بن أحمد بن روح [1] ، حدثنا ابْنُ شِيرَوَيْهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: ثَلاثَةٌ كَذَّبُوا مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَتِ النَّصَارَى: لا بَلْ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ، وقال علي ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، قَالَتِ الرَّوَافِضُ: لا هُوَ خَيْرٌ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً
، قال الْجَهْمِيَّةُ:
إِنَّ اللَّهَ لا يَتَكَلَّمُ! فَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: اكْتُبُوا.
527- علي بْن إِبْرَاهِيم الوكيل:
حدث عن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن [بْن] [2] الجنيد السابوري [3] ، روى عنه يوسف ابن عمر القواس في فوائده.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن الشريف أَبِي العز مُحَمَّد بْن المختار ابن المؤيد الهاشمي، أنبأنا أَبُو الْحَسَن علي بْن عُمَر القزويني الزَّاهِد، أنبأنا أَبُو الفتح يُوسف بْن عُمَر بْن مسرور القواس، حدثنا علي بْن إِبْرَاهِيم- كَانَ يتوكل لرجل من الحجرية- إملاء من لفظه، أنبأنا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن يعني [ابْنُ] [4] الجنيد السابوري، حدثنا أبو حاتم- يعني- الرازي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا مُحَمَّد بْن بَكْر قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه [5] النباجي [6] : من وثق بالله عزَّ وجلَّ فقد أحرز قوته.
528- علي بْن إِبْرَاهِيم العكبري:
__________
[1] في النسخ هكذا، وقد سبق «أوج» .
[2] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
[3] في (ب) ، (ج) : «النيسابوري» .
[4] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[5] في (ج) : «أبو عبد» .
[6] في الأصل: «النباحى» وفي (ج) : «التناخى» .(18/17)
حكى عن أَبِي القاسم الجنيد [1] بْن مُحَمَّد الصوفي. روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الله بن باكويه الشيرازي.
أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي البغدادي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري قدم علينا، أنبأنا علي بن عبد الله بن أبي صادق الجيري، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عُبَيْد اللَّهِ بْن باكويه الشيرازي قَالَ: سَمِعْتُ علي بْن إِبْرَاهِيم العكبري قَالَ: سَمِعْتُ الجنيد وَقَدْ سئل عن حقيقة الخوف فَقَالَ: توقع العقوبة مَع مجاري الأنفاس.
529- علي بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْحَسَن الخراز:
من ساكني درب الزعفراني بالكرخ، كَانَ من الشهود المعدلين بمدينة السَّلام، ثُمَّ قلد قضاء السوس وأقام هناك إلى حين وفاته، ذكر طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الشاهد أَنَّهُ توفى بالسوس بذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
530- علي بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو القاسم القراري [2] :
من أهل قصر ابْن هبيرة، حدث عَن عَبْد اللَّه بْن زَيْد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ [3] بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن علي النقاش وأبو نعيم أحمد ابن عَبْد اللَّه الأصبهانيان بالقصر، وأخرجا عَنْهُ حديثًا فِي معجميهما.
قَرَأْتُ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيِّ وَحَامِدِ بْنِ مُحَمَّدِ [بْنِ مَنْدَهْ] [4] الأَعْرَجِ بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نَصْرٍ التَّاجِرِ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن محمد ابن إسحاق بن مندة أخبره: أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النَّقَّاشُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مُعْجَمِ شُيُوخِهِ وَأَنَا أسمع أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَرَارِيُّ بِقَصْرِ ابْنِ هُبَيْرَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْن زيد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي هُدْبَةَ [5] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم قال: «بين
__________
[1] في الأصل: «الخزار» .
[2] في (ج) : «الفزاري» .
[3] في (ب) : «بن عبيد الله» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .
[5] في (ب) ، (ج) : «أبى صدقة» .(18/18)
الْعَبْدِ وَالْجَنَّةِ سَبْعُ عِقَابٍ، أَهْوَنُهَا الْمَوْتُ» . قَالَ أَنَسٌ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا أَصْعَبُهَا، قَالَ: «الْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا تَعَلَّقَ الْمَظْلُومُونَ بِالظَّالِمِينَ» [1] .
531- علي بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن علي، أَبُو الْحَسَن الهاشمي، المعروف بابن العطار:
من أهل واسط، شاعر حسن القول، سكن بغداد إلى حين وفاته، وكان من شعراء الديوان، فمن شعره قولُه:
أتراه بعد قطيعة يتعطف ... بدر يميل بِهِ قوام أهيف
أنت البرى من الإساءة كلها لا ... يا عاذلي وأنا المحب المدنّف
تلحني فِي حبه فتكلفي [2] ... طبع وصبري عن هواه تكلف
كيف اصطباري عنه والقلب الَّذِي ... هُوَ عدتي ... [3] لا يتألف
دقت معاني العشق عن أفهامهم ... واستعذبوا فِيهِ الملام وأسرفوا [4]
جهلوا الَّذِي ألقاه من حمل الهوى ... فِيهِ ولذة عشقه لم يعرفوا
بلغني أن مولده في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بواسط، وتوفي ببغداد فِي يَوْم الأربعاء عاشر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بمقابر قريش.
532- علي بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن علي البزاز، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي السعادات، المعروف بقبلة الأدب:
سبط أَبِي العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن كادش، من أهل باب المراتب، كَانَ أديبًا فاضلًا شاعرًا سريع البديهة كَثِير الهجو، سَمِعَ جَدّه أبا العز، وحدث عَنْهُ باليسير، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المواهب بْن صصرى الدمشقي، وروى عَنْهُ فِي معجم شيوخه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُرَجَّى سَالِمُ بْنُ الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محفوظ بْن صصرى التغلبي [5] الشاهد بدمشق، حدثنا والدي من لفظه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أحمد
__________
[1] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/375. وتذكرة الموضوعات 214.
[2] في الأصل، (ب) : «فتمنتمي» .
[3] بياض في النسخ مكان النقط.
[4] في (ب) ، (ج) : «اسوفوا» .
[5] في النسخ: «الثعلبي» .(18/19)
السلامي بها بالجانب الشرقي، أنبأنا خَالِي أَبُو الْعِزِّ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] بْنِ كَادِشٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْعُشَارِيُّ إِذْنًا، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بن الحسن بن سكينة الأنماطي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْنُ الْقَاسِمِ بْن مَهْدِيٍّ الناقد، حدثنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي [2] ، حدثني موسى ابن إبراهيم بن بشير الأنصاري، حدثنا طَلْحَةُ بْنُ خِرَاشٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَفَضُل الذِّكْرِ الْحَمْدُ لِلَّهِ» [3] .
كذا كَانَ فِي أصل ابْنُ صصرى «خالي أَبُو العز» ، والذي رَأَيْته بخط أَبِي مُحَمَّد بْن الخشاب فِي أصل سماعه من ابْنُ كادش «سبط الشَّيْخ أَبِي العز بْن كادش» وهو الصحيح.
وأنشدنا أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد اللَّه بْن المبارك بْن أَحْمَد قَالَ: أنشدني عمي أَبُو الْحَسَن علي ابن أَحْمَد بْن أَحْمَد لنفسه:
يا زمانا خلا من الناس واستأ ... صل بالقاح شافة الأحرار
ليتني مت إذ حللت بواديك ... فقد عيل من أذاك اصطباري
حسبي الله لا سواه فما أبع ... د خيرًا يرجى من الأشرار
أنشدني أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن أَبِي الفتح بْن أَبِي النجم بْن [4] وزير الواسطي قَالَ:
أنشد قبلة الأدب قول أبي نواس:
رشأ لولا ملاحته ... خلت الدنيا من الفتن
ما [5] بدا إلا استرق لَهُ ... حسنه عبدًا بلا ثمن
وقيل لَهُ آخر فَقَالَ فِي الحال مرتجلًا:
وجنتاه فِي إحمرارها ... حكت وردًا عَلَى غصن
أَنَا ميت فِي محبته ... غير أن الروح في بدني
__________
[1] في (ج) : «عبد الله» .
[2] في النسخ: «الحرامي» .
[3] انظر الحديث في: إتحاف السادة 9/49. وكنز العمال 3835. والشكر 50.
[4] في الأصل: «أبى الضم من» .
[5] في الأصل: «مد» .(18/20)
ذكر لي ابْنُ أخيه عُبَيْد اللَّه بْن المبارك أنه مات في سنة سبعين وخمسمائة.
533- علي بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد الخشاب، أَبُو الْحَسَن:
أخو أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه النحوي الَّذِي قدمنا ذكره، حدث باليسير عن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المزرفي [1] ، سَمِعَ مِنْهُ أبو عبد الله مُحَمَّد بْن عثمان بْن عَبْد اللَّه العكبري الواعظ وأخرج عَنْهُ [2] حديثًا فِي معجم شيوخه وذكر لنا أَنَّهُ كَانَ خشابًا، لَهُ دكان بالريان من ناحية باب الأزج، يبيع فِيهِ الخشب، ولم يكن يعرف شيئًا من العلم، وأنه توفي بعد أخيه بسنين كثيرة.
534- علي بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْحَسَن البغدادي:
حدث عن أَبِي علي الْحَسَن بْن جرير الصوري وأبي يزيد يُوسف بْن زَيْد القراطيسي وأبي الفضل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصير [3] البزاز الرملي وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مريم الجمحي ومُحَمَّد بْن عَمْرو بْن خَالِد ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حَمَّاد وأبي حارثة أَحْمَد بْن أَبِي عُمَر بْن يَحيى بْن يَحيى الغساني وأبي عَبْد اللَّه عمرو [4] ابن أَحْمَد بْن عَمْرو بْن السراج وأبي عَمْرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد [5] الرعيني وغيرهم، روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن منده الأصبهاني وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب الدمياطي وأَبُو الْحَسَن [6] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب ومتين بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن متين وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن النحاس والقاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يزيد الأصطخري الحلبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم القصباني، أنبأنا محمد بن عبد الباقي المعدل، أنبأنا إبراهيم بن سعيد الجمال بمصر، أنبأنا متين بن أحمد، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق البغدادي، حدثنا أبو عبد الله عمرو بن السراج، حدثنا عبد الغفار بن داود، أنبأنا
__________
[1] في الأصل: «المراقي» وفي (ج) : «اطررقي» .
[2] في (ج) : «وأخرج منه» .
[3] في (ج) : «نصرى» .
[4] في (ب) : «عمر» .
[5] في النسخ: «يحيى بن عبد» .
[6] في النسخ: «أسد أبو الحسن» .(18/21)
أبي، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قِيلَ: لِمَنْ يَا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِرَسُولِ اللَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلأَئِمَّةِ المؤمنين وعامتهم» [1] .
أخبرنا أبو الحسين يَحْيَى بْنُ عُقَيْلِ بْنِ شَرِيفِ بْنِ رِفَاعَةَ السَّعْدِيُّ بِمَدِينَةِ [2] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمَادٍ الْحَرَّانِيُّ بالإسكندرية قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخِلَعِيُّ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ متينُ بْن أَحْمَدَ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن متين [3] الشاهد، حدثنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن إسحاق البغدادي، حدثنا أَبُو عَمْرٍو مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى بْنِ تَلِيدٍ الرُّعَيْنِيُّ إِمْلاءً فِي رَجَبٍ سَنَةَ ست وسبعين ومائتين، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا شعبة عن أبي حمزة قَالَ: سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» . فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: لا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ بَعْدَكُمْ قَرْنًا يَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلا يُوفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ» [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ دَاوُدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْوَاعِظُ بأصبهان، أنبأنا إسماعيل بن علي الصوفي، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُسَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصُّورِيُّ، حدثنا عثمان بن سعيد الصيداوي، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ [5] ثَوْبَانَ [6] عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ فِي الْقِصَاصِ، وَكَانَ صَاحِبُ الْحَدِيثِ بِمِصْرَ، فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا [7] وَشَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلا [8] وَسِرْتُ حتَّى وَرَدْتُ مِصْرَ، فَقَصَدْتُ إِلَى باب
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/22. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 23. وفتح الباري 1/137، 138.
[2] في (ج) : «بمدينة السلام مدينة النبي» صلّى الله عليه وسلّم.
[3] هكذا في الأصل، (ب) ، وغير موجودة في (ج) .
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/224، 8/113، 176. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 214. وفتح الباري 5/258، 224، 580.
[5] في (ب) ، و (ج) : «بن» .
[6] في (ج) : «يونان» .
[7] في الأصل: «بغيرها» .
[8] في (ب) ، (ج) : «رجلا» .(18/22)
الرَّجُلِ الَّذِي بَلَغَنِي عَنْهُ الْحَدِيثُ وَقَرَعْتُ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ مَمْلُوكٌ لَهُ فَنَظَرَ فِي وَجْهِي وَلَمْ يُكَلِّمْنِي وَدَخَلَ عَلَى سَيِّدِهِ فَقَالَ: أَعْرَابِيٌّ بِالْبَابِ، فَقَالَ لَهُ: سَلْهُ مَنْ أَنْتَ، فَقُلْتُ:
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، فَخَرَجَ إِلَيَّ مَوْلاهُ فَاعْتَنَقَ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ فَقَالَ: يَا جَابِرُ بن عبد الله! لما جِئْتَ؟ فَقُلْتُ: لِحَدِيثٍ [1] بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاصِ وَلا أَظُنُّ أَحَدًا مِمَّنْ مَضَى وَمِمَّنْ بَقِيَ بِأَحْفَظَ لَهُ مِنْكَ، قَالَ: نَعَمْ يَا جَابِرُ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُبُورِكُمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا بُهْمًا ثُمَّ يُنَادِي بِصَوْتٍ رَفِيعٍ غَيْرِ فَظِيعٍ يُسْمِعُ بِهِ مَنْ بَعُدَ كَمَنْ قَرُبَ فَيَقُولُ: أَنَا الدَّيَّانُ، لا مَظَالِمَ الْيَوْمَ، أَنَا وَعِزَّتِي وَجَلالِي لا يُجَاوِزُنِي الْيَوْمَ ظُلْمُ ظَالِمٍ، وَهُوَ لَطْمَةُ كَفٍّ بِكَفٍّ أَوْ يَدٍ بِيَدٍ» [2] .
قَالَ منير بْن أَحْمَد: أنبأنا علي بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق البغدادي قراءة عليه في صفر سنة أربعين وثلاثمائة، حدثنا أَبُو مسهر أَحْمَد بْن مروان الرملي بالرملة.
535- علي بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق، أَبُو الْحَسَن العلوي العمري:
ولاه الطائع لله النقابة عَلَى الطالبين ببغداد وواسط بعد القبض عَلَى أَبِي أَحْمَد الْحُسَيْن بْن مُوسَى الموسوي النقيب وعلى أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد، وذلك فِي صفر سنة تسع وستين وثلاثمائة.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب إلي أبو نصر عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون الشيرازي قَالَ: أنشدني أَبُو حنيفة النعمان بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الإستراباذي بالدامغان لعبد اللَّه بْن علي الدمياتي [3] يمدح بِهِ السيد الشريف أبا الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق العلوي النقيب العمري بمدينة السَّلام:
أأهنيك بعيد ... أم أهني العيد بك
أأقول الغيث من كفك ... أم سقياه بك
يا حسيبا يا نسيبا ... عرف الإحسان بك
__________
[1] في (ج) : «بحديث» .
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 10/479.
[3] هكذا في الأصول.(18/23)
أنت سؤلي بعد ربي ... وهو سر الخلق بك
طال أمري جل عسري ... إنَّما التيسير بك
وبقيت [1] الدهر نعطي ... سؤله الآمل بك
وأبو الفضل فيعلو ... كلما يرجوه بك
ذميمًا [2] فِي ظل عيش ... دائر الأفلاك بك
فترى فِيهِ سرورًا ... ويرى ذَلِكَ بك
536- علي بْن أَحْمَد بْن أسد الأديب:
أنبأنا عَبْد الوهاب بْن علي الأمين قَالَ: كتب إلي السيد أَبُو الغنائم حمزة بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بن الحسين العلوي، أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الشادياخي [3] قراءة عَلَيْهِ قَالَ:
سَمِعْتُ الحاكم أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ يَقُولُ: سَمِعْتُ علي بْن أحمد ابن أسد الأديب البغدادي يَقُولُ: حَدَّثَنِي غير واحد من مشايخنا بالعراق يسندونه إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر أَنَّهُ [4] كتب من خراسان إلى أمير المؤمنين المأمون:
بسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم: بعدت داري عن [5] ظل أمير المؤمنين، وإن كنت كيف تصرفت بي الأمور لا وثقنا إلا بِهِ، وَقَدْ أسند إلى حضرة أمير المؤمنين شوقي لأتشرف [6] لخدمته وأتجمل بمجلسه وأتزين لخطابه، وألقح عقلي بحسن آدابه، ولا شيء آثر عندي من قربه، وإن كنت فِي سعة عيش وهبه اللَّه لي بِهِ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فِي ورود حضرته لأجدد عهد المنعم علي، وأتهنأ بنعمة أسداها إليَّ فعل محسنًا إن شاء اللَّه.
فلما قَرَأَ أمير المؤمنين كتابه وقع فِيهِ «قربك يا أبا الْعَبَّاس! إليَّ حبيب وأنت مني حيث كنت علي قريب، وإنما بعدت دارك نظرًا لَكَ وسموا بك ورغبة فيك، فاتبع قول الشاعر:
__________
[1] في (ب) : «وتقيت» .
[2] هكذا في الأصول.
[3] في (ب) ، (ج) : «الشادباجى» .
[4] في الأصل: «وبه كتب» .
[5] في (ج) : «من ظل» .
[6] في الأصل، (ب) : «لا يشرق» وفي (ج) : «لا يسرق» .(18/24)
رَأَيْت دنو الدار ليس بنافع ... إِذَا كَانَ ما بين القلوب بعيد
537- علي بْن أَحْمَد بْن الإسكندر، أَبُو نصر العلوي الحسيني:
من أهل المدائن، ذكره أَبُو سعد بْن السمعاني فِي المذيل، وروى عَنْهُ.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا أَبُو سعد بْن السمعاني، أنشدني علي بن أحمد ابن الإسكندر، العلوي الحسني ولم يسم قائلًا:
قَدْ كنت عدتي التي أسطو بها ... ويدي إِذَا اشتد الزمان وساعدي
فرميت منك بغير ما أملته ... والمرء أشرف بالزلال البارد [1]
وأخبرني الحاتمي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ السمعاني يَقُولُ: علي بْن أَحْمَد بْن الإسكندر العلوي الحسيني أَبُو نصر من أهل المدائن علوي مسن جاوز التسعين سنة، وهو شديد القوة، جهوري الصوت، حريص عَلَى طلب الدنيا والجمع، دخال عَلَى السلاطين والوزراء ومنازل الأمراء، وهو غال فِي التشيع، جرت بيني وبينه قصة علقت بيتين من الشعر.
538- علي بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي [2] عَلَى النوبختي [3] ، أَبُو الْحَسَن الكاتب:
من بيت مشهور بالفضل، تقدم ذكر جَدّه، روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن هلال الصابئ.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب الذهلي، أنبأنا أبو الحسين [4] هلال بن المحسن ابن إِبْرَاهِيم الصابئ إذنا قَالَ: أنشدني أَبُو إِسْحَاق جدي أنشدني أبو الحسن [5] علي ابن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل النوبختي لجده أَبِي سهل إسماعيل بن يحيى:
__________
[1] على هامش (ب) : «هذان بيتان لابن أبي فراس بن حمدان» .
[2] في (ب) ، (ج) : «اسماعيل بن على» .
[3] في النسخ: «النويحتي» في كل المواضع.
[4] في (ب) : «أبو الحسن» .
[5] «جدي أنشدنى أبو الحسن» ساقطة من (ج) .(18/25)
هجوت عمرًا ولم أجعله لي غرضًا ... لكن أنوف [1] شعري كيف موقعه
كما نحرت ماضي الشعر من عَلَى ... بعض الكلاب ليدري كيف مقطعه
ذكر أَبُو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه أن علي بْن أَحْمَد النوبختيّ الكاتب مات ليلة الأحد التاسع من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
539- علي بْن أَحْمَد بْن بركة بْن عناق، أَبُو الْحَسَن المقرئ:
من أهل باب البصرة، سَمِعَ أبا الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله وأبا السعود أَحْمَد بْن عليّ بْن المجلي وأبا البركات عَبْد الوهاب بْن المبارك الأنماطي وغيرهم، وكان أحد القراء المجودين، ومن أهل الصلاح والدين، حدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ شيخنا أَبُو بَكْر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق البيع وأبو المعالي محمد بن أحمد ابن صالح بْن شافع وروى عَنْهُ، وسألته عَنْهُ فأثنى عَلَيْهِ [2] ثناء حسنًا، وقَالَ: قرأت عَلَيْهِ القرآن.
أنبأنا ابْنُ مشق ونقلته من خطه قَالَ: توفي أَبُو الْحَسَن بْن عناق فِي يَوْم الاثنين تاسع عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
540- علي بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن عمر المستعمل، أَبُو الْحَسَن البقال:
من أهل الحريم الطاهري، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سَمِعَ أباه وحدث عَنْهُ باليسير، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المعالي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شافع وعلي بْن معالي الرصافي، وذكر لنا أنهما سمعا مِنْهُ فِي ثالث شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
أخبرني علي بن معالي الرصافي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عثمان [3] قراءة عليه، أنبأنا وَالِدِي فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وخمسمائة، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ البندار [4] ، أنبأنا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْن أَيُّوبَ بْنِ ماسي البزاز، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة،
__________
[1] في (ب) : «ليسوف» .
[2] في النسخ: «فأثنى عنه» .
[3] في (ب) : «سمان» .
[4] «أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ البندار» ساقطة من (ج) .(18/26)
حدثنا عبد الحميد بن صالح، حدثنا حِبَّانُ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «إِذَا رَدَدْتَ السَّائِلَ ثَلاثًا فَلا يَرْجِعُ فَلا عَلَيْكَ [1] أَنْ تَزْبُرَهُ» [2] .
541- علي بْن بهشاد الصوفي:
فارس الأصل، نزل بغداد وصحب الجنيد، هكذا ذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي النَّيْسَابُوريّ فِي «تاريخ الصوفية» من جمعه ونقلته من خطه.
542- علي بْن ثابت بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد [3] الخلودي، المعروف بابن الماوردية:
من سوق الدابة، حدث عن أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كيسان وعمر ابن مُحَمَّد الزيات [4] ، روى عَنْهُ أَبُو علي بْن البناء فِي مشيخته وسماه علي بْن أَحْمَد، وروى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد البرداني فسماه أَحْمَد بْن علي، وَقَدْ تقدم ذكره فِي الأحمدين. ذَكَرَ عَلِيٌّ وَالْمُبَارَكُ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمَذَانِيِّ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ البناء أخبرهما قراءة عليه، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخُلُودِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ سبع عشرة وأربعمائة وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ وَأَبُو حَامِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلم بن ثابت بقراءتي عَلَيْهِمَا قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الأنصاري أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كيسان النحوي، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ [5] وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَمُرُّ بِالثَّمَرَةِ فَمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَأْخُذَهَا إِلا أَنْ يَخَافَ أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً [6] .
543- علي بْن أَحْمَد بْن حاتم بْن برهان، أَبُو الْحَسَن:
__________
[1] في النسخ: «عليل» .
[2] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/231. واللآلئ المصنوعة 2/39. ومجمع الزوائد 3/99 والفوائد المجموعة 62.
[3] «بن محمد» ساقطة من (ب) ، (ج) .
[4] في (ب) : «الرباب» .
[5] في (ج) : «بن خرب» وفي (ب) : وخرب» .
[6] انظر الخبر في: صحيح البخاري 1/328.(18/27)
من أهل الدينور، سافر الكثير، وسمع عَلَى كبر سنه من أَبِي بَكْر عَبْد الغفار بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الشيروي وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل بْن أَحْمَد بْن الصاعدي الفراوي بنيسابور، وأبي الحَسَن عَليّ بْن أَحْمَد بْن الإسلامي ببلخ، ونزل بغداد واستوطنها، وكان يسكن بالمدرسة النظامية ويخدم بيت العدل عَبْد الملك الدينوري، حدث باليسير، روى عَنْهُ أبو سعد بن السمعاني.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يَقُولُ: علي بْن أَحْمَد الدينوري قرأت عَلَيْهِ وسألته عن مولده، فَقَالَ: بالدينور سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
544- علي بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الصواف:
حدث عن جعفر بن محمد بن الحسن الفيريابي [1] ، روى عنه أبو عبد الله الحسين ابن علي بْن جَعْفَر الأصبهاني وذكر أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بِبَغْدَادَ.
545- علي بْن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن الشعيري:
سَمِعَ أبا القاسم عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي المقرئ الصيدلاني وأبا أحمد عبيد الله ابن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن يَحيى البيع وأبا بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن مَسْعُود عسيرة الموصلي وأبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر الباقرحي [2] وأبا الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ [3] بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ وأبا الْحَسَن علي بْن أَحْمَد [4] بْن عُمَر الحمامي وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه وأبا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد الكاتب وأبا الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الرشيدي وأبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُد الرزاز وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أبي علي الأصبهاني والعباس بن عمر
__________
[1] في (ج) : «الفرنانى» .
[2] في (ج) : «المافرحي» .
[3] «وأبا الفتح هلال بن محمد» مكررة في (ج) .
[4] في النسخ: «بن محمد» .(18/28)
الكلوذاني وأبا الْحَسَن علي بْن [1] عَبْد العزيز بْن حاجب النعمان وأبا علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان وغيرهم.
حدث ببغداد بيسير، ثُمَّ سافر إلى ديار مصر وحدث هناك، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الواحد الخباز الأصبهاني وأبو طاهر أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن أَبِي الصقر الأنباري وأبو القاسم خلف بْن أَحْمَد بْن الفضل الحرفي وأبو محمد عبد الله بن الحسن ابن طلحة بْن إِبْرَاهِيم بْن يَحيى الْبَصْرِيّ المعروف بابن النحاس التنيسي [3] وذكر أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بتنيس في شوال سنة ست وعشرين وأربعمائة.
كتب إليّ أبو الفتوح أَسْعَدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْعِجْلِيُّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أحمد بن علي بن موسى المقرئ أخبره: أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن الْحَسَن بْن الْقَاسِمِ بْنِ سُفْيَانَ الْخَبَّازُ الْمُقْرِئُ بقراءتي عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَلِيِّ بن شاذان وأنا أسمع، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الفرضي، حدثنا ابن عقدة، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ [4] حَدَّثَنِيهِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لا يَنْزِعُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ العلماء حتى لم يبق عالم، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» [5] .
قرأت فِي كتاب أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن طلحة بْن النحاس التنيسي بخطه وأنبأنا بِهِ مُحَمَّد بْن حمد عن [6] علي بْن عُمَر الفَرَّاء، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشعيري البغدادي بتنيس قَالَ: أنشدنا الْعَبَّاس بْن عُمَر الصولي، أنشدنا الراضي لنفسه:
أسفري العيون يا ضرة الشم ... س فاني أصونها عن ضباب
قَدْ سقاك الغياث مني فرفقا ... بما [7] بقي في موضع العتاب [8]
__________
[1] في النسخ: «أبا الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز» .
[2] في (ب) ، (ج) : «محمد بن أحمد» .
[3] في (ب) : «النفيسى» .
[4] في (ب) : «بعشر» .
[5] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب العلم 14. وصحيح البخاري 9/123. وفتح الباري 13/282.
[6] في (ب) : «حمد بن على» .
[7] في (ج) : «ما بقي» .
[8] في الأصل، (ب) : «القاب» .(18/29)
أنت مآبي فكيف أكتم ما بي ... ما [1] عذابي وراحتي من عذابي
546- علي بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الطرائفي، أَبُو الْحَسَن:
أخو أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد وأبي مُحَمَّد الْحَسَن المقدم ذكرهما، من ساكني باب المراتب، سَمِعَ أبا مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عبد العزيز العكبري وغيره، وحدث باليسير، وتوفي فِي حدود سنة ثلاثين وخمسمائة عَلَى ما ذكره ابْنُ السمعاني.
547- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الباقي الموحد، أَبُو الْحَسَن الوكيل، المعروف بابن البقشلام:
من أهل دار الخلافة، كَانَ من الأعيان، وله معروف كَثِير، سَمِعَ الشرفاء أبا الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المسلمة والقاضي [2] أبا يعلى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن محمد ابن الفَرَّاء وأبا الفرج أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن الْفَضْل بْن جَعْفَر المحبري وأبا الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النقور وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصريفيني وأبا علي مُحَمَّد بْن وشاح الزينبي وأبا القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا بكر أحمد ابن محمد بن سياوس [3] الكازروني [4] وأبا القاسم يوسف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المهرواني وأبا المظفر هناد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِبْرَاهِيم النسفي وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن أحمد ابن شادة وأبا القاسم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، روى عَنْهُ أَبُو معمر الأَنْصَارِيّ وغيره من الفقهاء، وروى لنا عَنْهُ أَبُو الفتوح بْن الجوزي وعبد اللَّه بْن صافي الحارثي.
أنبأنا عبد الله بن صافي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحد، حدثنا القاضي أَبُو يعلى مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفراء إملاء، حدثنا جَدِّي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ
__________
[1] في (ج) : «فما عذابي» .
[2] في النسخ: «وأنبأ القاضي» .
[3] في النسخ: «ساوس» .
[4] في (ب) : «الكارزونى» .(18/30)
ابن يحيى بن حنيفة، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ إِسْمَاعِيلُ بْن مُحَمَّد الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ [1] عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا أبو نعيم والقعنبي قالا: حدثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «مَنْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنْكُمْ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «مَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «مَنْ شَيَّعَ الْيَوْمَ مِنْكُمْ جِنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «وَجَبَتْ لَكَ الْجَنَّةُ» [3] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قَالَ: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا بَكْر المفيد يَقُولُ: إنَّما قيل لَهُ ابْنُ البقشلام [4] يعني علي بْن أَحْمَد الموحد لأن أباه أَوْ جَدّه مضى إلى قرية يُقال لها شلام وبات بها وكانت كثيرة البق، فكان يَقُولُ طول الليل: بق شلام، وبعد أن رجع إلى بغداد فكان يحكي ذَلِكَ ويذكره كثيرًا فبقي عَلَيْهِ هَذَا الاسم.
أخبرني الحاتمي سَمِعْتُ أبا سعد بْن السمعاني يَقُولُ: سَأَلت أبا القاسم الدمشقي الحافظ عن علي بْن أَحْمَد الموحد فأثنى عَلَيْهِ وقَالَ: كَانَ ثقة، لَهُ معروف كَثِير.
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بْن عطاف الموصلي وأنبأنيه ابنه سَعِيد عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ- يعني- أبا الْحَسَن الموحد عن مولده، فَقَالَ: أخبرتني والدتي أَنَّهُ كَانَ فِي شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن مُحَمَّد البلخي وأنبأنيه عَنْهُ ذاكر الحذاء قَالَ:
سَأَلت أبا الْحَسَن الموحد عن مولده فَقَالَ: في رجب سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل محمد بن ناصر الْحَافِظُ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد الموحد المعروف بابن البقشلام الموحد [5] فِي ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان من سنة ثلاثين وخمسمائة، ودفن يَوْم السبت فِي الموضع الَّذِي بناه لنفسه فِي المسجد الَّذِي عَلَى باب الظفرية عند الجصاصين، وكان مولده فِي سنة أربعين
__________
[1] في النسخ: «فلا بد» .
[2] في النسخ: «وركان» .
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزكاة 87، وفضائل الصحابة 12. ومسند أحمد 3/118.
[4] في النسخ: «من البقشلام» .
[5] في النسخ: «بابن البشقلان المحلد» .(18/31)
وأربعمائة، وكان وكيلًا فِي دار الخليفة فِي أيام المسترشد ولم يخلف وارثا [1] .
548- علي بْن أَحْمَدَ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق الطوسي، أَبُو الْحَسَن بْن الوزير نظام الملك أَبِي علي:
تقدم ذكر والده وجده، سَمِعَ أبا القاسم علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بيان وغيره، وحدث باليسير، سمع منه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب فِي عاشر صفر سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
قَرَأْتُ عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الْخَشَّابِ قَرَأْتُ عَلَى الصَّاحِبِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْن أَحْمَد بْن نِظَامِ الْمُلْكِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بُنَانٍ قِرَاءَةً عليه في ذي القعدة سنة ثمان وخمسمائة، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابن مسك، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ العدوي، حدثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْثِرَ خَيْرَ بَيْتِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ» [2] .
549- علي بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْحَسَن، أَبُو الْحَسَن المؤدب المقرئ:
من أهل باب البصرة، كَانَ يؤم هناك فِي مسجد ويقرئ النَّاس القرآن، وكان شيخا صالحًا دينًا حسن الطريقة، ختم عَلَيْهِ خَلْق كتاب اللَّه، سَمِعَ الحديث من أَبِي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي المعالي أَحْمَد بْن علي بْن المهتدي [3] وغيرهما وحدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ جماعة من المتصوفة برباط الزوزني ورأيته فِيهِ، وكان يتولى خزانة الكتب بِهِ، وكان مليح الوجه عَلَيْهِ ألواح الصلاح لائحة، وسألته أن يجيز لي الرواية عَنْهُ فأجاز لي وكتب بخطه بذلك، ولم أجتمع بِهِ بعد ذَلِكَ، وسألت عَنْهُ أبا المعالي بْن شافع فَقَالَ: هُوَ أستاذي عَلَيْهِ تلقيت القرآن، وأثنى عَلَيْهِ كثيرًا، ووصفه بالديانة والتقوى.
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «لم يحالف وارثا» .
[2] انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 5/212، 217. وكنز العمال 40795. والكامل لابن عربي 6/2084.
[3] في (ج) : «المهندس» .(18/32)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ إِجَازَةً وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ وَابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْحَنْبَلِيُّ [1] وَزَوْجُهُ تَاجُ النِّسَاءِ بِنْتُ فَضَائِلَ التِّكْرِيتِيِّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ مشق وَأُخْتُهُ عَفِيفَةُ وَقُرَيْشُ بْنُ السَّبِيعِ [2] الْعَلَوِيُّ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّهْرَوَرْدِيُّ وَأَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ ابن هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ [3] وَأَبُو الْقَاسِمِ تَمِيمُ بن أحمد بن الْبَنْدَنِيجِيُّ وَأَبُو الْعَشَائِرِ [4] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ البلولي [5] وَأَبُو جَعْفَرٍ عَبْد الْوَهَّابِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْغَنِيِّ الطَّبَرِيُّ وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَبْدِ الجبار الهروي وأبو الفتوح غَالِبُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ وَأَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [6] بْنِ أَحْمَدَ الْحَرْبِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَلْمَانَ الصَّوَّافُ وَالنَّفِيسُ بْنُ أَبِي الْكَرَمِ السَّرَّاجُ وَأَبُو سَعْدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ [7] بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْدُونٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْغَزَّالُ وَعَلِيُّ بن محمد بن جعفر البصري ومحمد ابن إبراهيم بن معالي الغزالي وَأَبُو الْقَاسِمِ أَنَسُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَغَازِلِيُّ وأبو نصر محمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ وَافِي وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ وَمَعْرُوفُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَزْهَرَ الْوَكِيلُ وَالأَنْجَبُ بْنُ أَبِي السَّعَادَاتِ الْحَمَّامِيُّ وَأَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّاجِرُ وَأَبُو الْبَقَاءِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ كُرْدِيٍّ الشَّاهِدُ وَيَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَحْمُودٍ الْبَيِّعُ وَمَحْمُودُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمُكَبِّرُ وَعَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ خَلَفٍ الْمُؤَدِّبُ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيُّ وَابْنَةُ أَخِيهِ الْكَلِيلِيَّةُ [8] بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُكَيْنَةَ وَأُخْتُهُ مَحْبُوبَةُ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد الحاجبة وأحمد بن علي ابن رَزِينٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ وَعُمَرُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ وَزَوْجُهُ رَحْمَةُ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ الشَّعَّارِ وَأَبُو غَالِبِ بْنُ أَبِي سَعْدِ بْنِ غَالِبٍ الْحَرْبِيُّ ورشيد ابن عَبْدِ اللَّهِ الْحَبَشِيُّ وَصَفِيَّةُ بِنْت عَبْد الْجَبَّارِ بْن هِبَةِ اللَّه بْنِ الْبُنْدَارِ سَمَاعًا بِبَغْدَادَ والشريف يونس
__________
[1] في الأصل، (ج) : «الحل» .
[2] في الأصل، (ب) : «بن أسيع» .
[3] في (ب) ، (ج) : «العباسي» .
[4] في الأصل: «أبو العشير» .
[5] في النسخ: «السلولي» .
[6] في الأصل، (ج) : «بن سلمان» .
[7] في (ج) : «الحسن بن الحسن» .
[8] في (ج) : «الكلم....» .(18/33)
ابن يَحْيَى الْهَاشِمِيُّ وَأَبُو الْفُتُوحِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَرِيِّ بِمَكَّةَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْفَقِيهُ وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ النَّحْوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ بِدِمَشْقَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الزَّرْكَشِيُّ بِحَلَبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخَضِرِ الْخَطِيبُ بحران قالوا جميعا:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن عَبْد الْبَاقِي بْن أَحْمَد بْن سليمان قراءة علينا [1] ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بن موسى القرشي، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أَبُو خَالِدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ» [2] .
لقيت [3] هَذَا الشَّيْخ واستجزته فِي جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ولعله مات فِي تلك السنة أَوْ فِي التي بعدها- والله أعلم.
550- علي بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْحَسَن بْن ملاعب، أَبُو الْحَسَن القواس:
من المأمونية، وسكن أخيرًا فِي جوارنا بالظفرية، وكان لَهُ دكان يعمل فِيهِ قسي البندق، وكان ذكيًا فهمًا، لَهُ معرفة بالنجوم وعلم الهيئة وعمل آلات الفلك، وكان قَدْ خالط العلماء وجالس الفضلاء وتحفظ كثيرًا من الحكايات والأناشيد.
ذكر لنا أَنَّهُ حضر فِي صباه عند الحافظ أَبِي الفضل بْن ناصر فِي حلقته بجامع القصر وسمع مِنْهُ شيئًا من الحديث، وقَالَ: أحقه [4] جيدًا، وكان يطرح على عمامته طرحة، ووجدنا سماعه فِي كتاب «حل الإشكال فِي الرقوم والأشكال» لصدقة بْن الْحُسَيْن بْن الحداد الفقيه الحنبلي مِنْهُ، فقرأنا عَلَيْهِ وكتبت عَنْهُ كثيرًا من الحكايات والأشعار، وكان الحسن الأخلاق، لطيف الطبع، متوددًا متواضعًا.
أنشدني أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن ملاعب القواس من لفظه وحفظه:
__________
[1] في (ب) : «قراءة عليه» .
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2352. وسنن ابن ماجة 4126. والمستدرك 4/322. وفتح الباري 274/11.
[3] في (ج) : «ولقنت» .
[4] هكذا في الأصول.(18/34)
الدهر يوماه بؤساه وأنعمه ... عن غير [1] قصد فلا تحمد ولا تلم
لا تحمد الدهر فِي سراء يصنعها ... فلو أردت دوام البؤس لم يدم
سَأَلت أبا الْحَسَن بْن ملاعب عن مولده، فَقَالَ: فِي يَوْم الاثنين حادي عشر المحرم سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، توفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من صفر سنة إحدى وستمائة ودفن من الغد بمشهد الندور [2] .
551- علي بْن أَحْمَد الناصر لدين اللَّه بْن الْحَسَن المستضيء بالله بْن يُوسُف المستنجد بالله بْن المقتفي لأمر اللَّه مُحَمَّد بْن المستظهر بالله أَحْمَد بْن المقتدي بأمر اللَّه، يكنى أبا الْحَسَن، كَانَ يلقب بالملك العظيم:
وكان أصغر من أخيه الْإِمَام الظاهر بأمر اللَّه بسنين، كَانَ شابًا ظريفًا لطيفًا سمحًا جوادًا كَثِير الصدقة والمعروف، يكتب خطًا مليحًا، رَأَيْت بخطه مصحفًا جامعًا للقرآن، قَدْ وقفه بمشهد مُوسَى بْن جَعْفَر بمقابر قريش، أقطعه والده الإقطاعات الكثيرة، واشترى لَهُ المماليك الترك، وأذن لَهُ فِي الركوب بالحشم والخدم عَلَى عادته إذا ركب، فامتدت الأعين إِلَيْه وتعلقت الآمال بِهِ، فاستلبته يد المنون في عنفوان شبابه وكان حسنه وعلو شأنه فتوفي عن مرض أيام قلائل فِي ضحوة يَوْم الجمعة [3] العشرين من ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة، وحضر أرباب الدولة والعلماء بدار الخلافة للصلاة عَلَيْهِ، فصلى عَلَيْهِ هناك، وحمل إلى تربة الجهة أم والده فدفن إلى جانبها، وكان يومًا مشهودًا.
552- علي بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن أحمد بن الحسين بن محمويه، أَبُو الْحَسَن المقرئ، الفقيه الشَّافعيّ:
من أهل يزد [4] ، سَمِعَ الحديث من أَبِي علي الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن جواشير [5] وأبي المكارم مُحَمَّد بْن علي بْن الْحَسَن المقرئ وأبي عبد الله محمد بن
__________
[1] في (ج) : «من غير» .
[2] في (ج) : «الندر» .
[3] في (ج) والأصل: «الإثنين» .
[4] في الأصل: «مزد» ، وفي (ب) ، (ج) : «مرو» .
[5] في الأصل، (ج) : «حواشير» .(18/35)
الْحُسَيْن بْن الحسن بْن ملوك الصودفي وأبي العلاء غياث بْن أَبِي مضر الأصبهاني وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن محمود الثقفي، وسافر إلى أصبهان وقرأ بها القرآن عَلَى أَبِي الفتح أحمد ابن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الحداد وأبي سعد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المطرز، وسمع الحديث منهما ومن أَبِي علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الحداد وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ مردويه، وتوجه إلى همدان فسمع بها من ناصر بْن مهدي المشطبي، وبالدون من عبد الرحمن ابن حمد الدوني [1] ، وورد بغداد فِي جمادى الأولى سنة خمسمائة، وسمع بها أبا الْحُسَيْن بْن المبارك بْن عَبْد الجبار الصيرفي وأبا سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن خشيش وأبا الْحَسَن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن العلاف وأبا بَكْر أَحْمَد بْن المظفر بْن سوسن التمار وأبوي القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد بن بيان [2] وأبا علي محمد بن سَعِيد بْن نبهان وأبا عَليّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد التككي وغيرهم، وتفقه عَلَى أَبِي بَكْر الشاشي، ثُمَّ سافر إلى واسط وتفقه بها عَلَى قاضيها أَبِي علي الفارقي، وسمع بها الحديث وبالبصرة والكوفة والحجاز، وعاد إلى بغداد واستوطنها إلى حين وفاته.
وكان يسكن بقراح ظفر، وصنف كثيرًا من الكتب فِي الفقه والحديث والزهد، وحدث بها وبكتاب «السنن» للنسائي عن الدوني وبأكثر مروياته.
وكان من أعيان الفقهاء ومشهوري الزهاد والعباد وأهل الورع والاجتهاد، روى لنا عَنْهُ أَبُو أَحْمَد بْن سكينة وأبو مُحَمَّد بْن الأخضر.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عبد الوهاب بن علي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسين اليزدي بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ خشيش، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، حدثنا شجاع بن أحمد الصوفي، حدثنا محمد بن يوسف الكديمي، حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى أَخِيكَ المسلم» [3] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: علي بن
__________
[1] في النسخ: «الدون» .
[2] في النسخ: «بن بنان» .
[3] انظر الحديث: كنز العمال 61417.(18/36)
أَحْمَد بن الحسين اليزدي بغدادي، فقيه فاضل زاهد، حسن السيرة جميل الطريقة عزيز النفس، سخي الطبع بما يملكه، قانع بما هُوَ فِيهِ، كثير الصوم والعبادة، صنف تصانيف فِي الفقه وأورد فيها أحاديث مسندة عن شيوخه، كتب إلي [1] أجزاء بخطه، وسَمِعْتُ مِنْهُ وسمع مني، وكان حسن الأخلاق دائم البشر متواضعًا كَثِير المحفوظ، وكان لَهُ عمامة وقميص بينه وبين أخيه، إِذَا خرج ذاك قعد هَذَا فِي البيت، وإذا خرج ذاك احتاج هَذَا إلى أن يقعد، سمعته يَقُولُ: وَقَدْ دخلت عَلَيْهِ مَعَ علي بْن الْحُسَيْن الغزنوي الواعظ مسلمًا داره فوجدناه عريانًا متزرًا بمئزر، فاعتذر من العرى وقَالَ: نَحْنُ إِذَا غسلنا نكون كما قَالَ القاضي أَبُو الطيب [2] الطبري:
قوم إِذَا غسلوا ثياب جمالهم ... لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل
سَأَلت عن مولده، فَقَالَ: فِي سنة ثلاث أَوْ أربع وسبعين وأربعمائة بيزد- الشك مِنْهُ. سَمِعْتُ أبا يعلى حمزة بْن علي الحراني المقرئ يَقُولُ: كَانَ شيخنا أبو الحسن علي ابن أَحْمَد اليزدي يَقُولُ: إِذَا أَنَا [3] مت فلا تدفنوني إلا بعد ثلاث، فإني أخاف أن يكون فِي سكتة [4] ، قَالَ: وكان حثيثًا صاحب بلغم، وكان يصوم رجبًا من كل سنة، فلما كَان قبل رجب بالمحرم فِي السنة التي توفي بها قَالَ لنا: كنت قَدْ وصيتكم بأمر وقد رجعت عَنْهُ، إِذَا أَنَا مت فادفنوني فِي الحال، فإني قَدْ رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم وهو يقول: يا علي صم رجبًا [وأفطر] [5] عندنا! قَالَ: فمات ليلة رجب- رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
قرأت فِي كتاب أَبِي الفضل أَحْمَد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي شيخنا أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن محمويه اليزدي يَوْم الأحد التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وصلى عَلَيْهِ يَوْم الاثنين، ودفن مقابل جامع المنصور، وكان من مشايخنا النبل الثقات الأئمة، وجمع وصنف، وكان حسن
__________
[1] في (ب) : «كتب لي» .
[2] في (ج) : «العيب» .
[3] في الأصل، (ب) : «أنا ذا» .
[4] في الأصل، (ب) : «شكية» .
[5] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في النسخ.(18/37)
الاستخراج، أديبًا فقيهًا، عالمًا، زاهدًا، كريمًا سخي النفس، متواضعًا عاملًا بعلمه [1] ، وَقَدْ زادت مصنفاته عَلَى خمسين مصنفًا فِي أنواع العلوم، وانتفع بِهِ جماعة، وسَمِعْتُ مِنْهُ كثيرًا، وكان سماعه صحيحًا [2] .
553- علي بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عنقود، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي المعالي البزاز:
سبط أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن عليّ بْن بدران الحلواني، من ساكني درب بهرور، وكان من وجوه البزازين، ولَهُ ثروة واسعة، وكان متدينًا حسن الطريقة، وسمع شيئًا من الحديث من أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء وأبي القاسم إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن عُمَر السَّمَرْقَنْدِيّ، وحدث باليسير، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرني ابن الغزال، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسين بن عنقود البزاز قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفراء قراءة عليه، أنبأنا والدي، أنبأنا أبو القاسم موسى بن عيسى السراج، حدثنا عبد الله بن أحمد البصري، حدثنا حماد ابن الحسن، حدثنا حجاج، أنبأنا وَرْقَاءُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي ذُرْوَةِ الطَّعَامِ فَكُلُوا مِنْ حَافَّتَيْهِ» [3] .
أنبأنا أَبو البركات اليزيدي عن صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: مات أَبُو الْحَسَن بْن عنقود البزاز يَوْم الأربعاء سادس عشري شعبان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وكان رجلًا حسنًا ذا كياسة ومروءة، ودفن بالشونيزي.
554- علي بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أيوب، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي طاهر الكاتب:
من أهل الكرخ، قد انتقل إلى الجانب الشرقي، فكان يسكن بدرب فراشًا، وَقَدْ تقدم ذكر أَبِيهِ وأخيه الْحُسَيْن بْن أَحْمَد وكان الأكبر، سَمِعَ أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي
__________
[1] في (ج) : «بعمله» .
[2] في (ج) : «آخر الجزء» .
[3] انظر الحديث في: المستدرك 4/116. ومسند أحمد 1/345، 364. وكنز العمال 40754.(18/38)
الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز [1] وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الشلال الوراق وغيرهم، كتبت عَنْهُ، وكان حسن الأخلاق، يكتب عَلَى المدبغة، وكان يتشيع.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ وَعَلِيٌّ ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا وَأَنَا أسمع قَالا [2] أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الباقي البزاز الأنصاري قراءة عليه، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْن عبد الجبار الصوفي، حدثنا عيسى بن مسلم الأحمر، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَابِقٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ! أَنْتَ فِي الْجَنَّةِ، يَا عَلِيُّ! أَنْتَ فِي الْجَنَّةِ، يَا عَلِيُّ! أَنْتَ فِي الْجَنَّةِ» [3] .
أخبرنا أَبُو الْحَسَن بْن أيوب عن مولده، قال: في صفر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، وتوفي ليلة الأحد سلخ شهر ربيع الأول سنة ستمائة ودفن من الغد بباب أبرز.
555- علي بْن أَحْمَد بْن دوست، أَبُو الْحَسَن البغدادي:
حدث عن والده بحديث تقدم فِي ترجمته فِي الأحمدين، رواه عنه أبو علي منصور ابن عَبْد اللَّه بْن خَالِد الذهلي الهروي فِي فوائده.
556- علي بْن أَحْمَد بْن راشد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن البلوري، أَبُو الحسن الفقيه:
روى عن أَبِي بَكْر بْن الحَسَن بن دريد الأَزْدِيّ.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الكناني [4] قَالَ: كتب إلي أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أَحْمَد الشيرازي أنشدني أَبُو عَليّ الحَسَن بن علي ابن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بندار البنداري بآمل طبرستان أنشدني الفقيه أَبُو الْحَسَن علي بْن أحمد بن راشد بن محمد بن عبد الواحد بْن البلوري ببغداد أنشدنا أَبُو بَكْر بن دريد:
__________
[1] في النسخ: «الفرار» .
[2] في النسخ: «قال» .
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 36360.
[4] في (ب) ، (ج) : «الكسائي» .(18/39)
صدغ كقادمة الخطاف [1] منعطف ... فِي وجنة يجنى من صحتها الورد
لو ذاب من تطرحه لرقته ... لذاب من لحظ عبق ذاك الخد
557- علي بْن أَحْمَد بْن رستم المادرائي الكاتب:
سكن مصر، وكان عَلَى ديوان الخراج لخمارويه بْن أَحْمَد بْن طولون، روى عن الأمير تكين مَوْلَى المعتضد حديثًا تقدم فِي ذكر ترجمته.
558- علي بْن أَحْمَد بْن سعدوية، أَبُو الْحَسَن الجوهري:
كَانَ من المعدلين بمدينة السَّلام، ذكر طلحة بْن مُحَمَّد الشاهد أَنَّهُ مات في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وكان شهمًا فِي الشهادة.
559- علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد البادوري [2] ، أَبُو الْحَسَن:
حدث عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقاتل عن ذي النون الْمَصْرِيّ بخطه، روى [3] عَنْهُ علي بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم وذكر أَنَّهُ كتب عَنْهُ ببادوريا [4] من قرى بغداد.
أخبرنا إِبْرَاهِيم بن عثمان بن يوسف، أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أحمد بن عبد القادر بن محمد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الخياط، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمداني، حدثنا علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد البادوري، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقاتل عن ذي النون بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: خرجت فِي سفر فبينا أَنَا أسير فِي مدنه وَقَد اعتكر الليل وتغشت ظلمة الأفق وسكنت حركات البشر إِذَا أَنَا بشخص مار بين يدي، فلحقته فإذا رَجُل كهل حسن المرجى، طيب الريح، فصيح اللسان، عذب البيان، عَلَيْهِ بزة حسنة، فسلمت عَلَيْهِ، فرد علي السَّلام، فقلت: يا شيخ، ما الَّذِي دعاك إلى الوحدة والانفراد في هذا المكان القليل [5] الدائن البعيد من النَّاس؟ فَقَالَ: طلب الظفر بمن يملك رزق البشر، وهو عَلَى كل شيء مقتدر، قلت: فعلى ما أنت مقيم يومك هَذَا؟
فَقَالَ: قَدْ كادت عيني أن ترى أعلام المستأنسين، وروحي إن تشرب بكئوس المحبين،
__________
[1] في (ج) : «الخفاش» .
[2] في النسخ: «البادروى» .
[3] في الأصل: «رواها» .
[4] في الأصل، (ب) : «بمادورى» .
[5] في الأصل، (ب) : «العليل» .(18/40)
وقلبي أن يخامره قلق المشتاقين، فقلت [لَهُ] [1] : ما الَّذِي قطع بك عن الوصول إلى ما هناك؟ فَقَالَ: يا ذا النون هدانا دائم القلق، أسرع إِلَيْه فِي الراحة واسأله بلوغ الأمنية، وهو العليم بما تصلح [2] بِهِ النفوس، قلت لَهُ: أفتجد عَلَى قليل من الخلوة سدة، فقال: ما أظن أحدا عرف ربه [ ... ] [3] يحتاج مَعَ أنسه إلى رؤية الأهلين ولا من انقطع إِلَيْه بكله إلى أحد من المخلوقين، قلت: هَلْ من وصية وعظة؟ فَقَالَ:
تفرطت رحمك اللَّه، فَقَالَ: مبادرتك إِلَيْه إِذَا دعاك وترك التخلف عَنْهُ إِذَا ناداك، ودوام الإقبال عَلَيْهِ مَعَ كثرة المبادرة إِلَيْه بخلع الراحة من نفسك، وخذف كل ما دعاك إلى ما يبعدك مِنْهُ ويحول بينك وبين الظفر بالمراد، حتَّى لا يفقدك من عند نفعك ولا يجدك عند مضارك قلت: زدني! قَالَ: إياك أن تترك حالة لحالة حتَّى تنفذ ما أنت عَلَيْهِ من مرادك فإن للعدو هاهنا مجالًا، قلت: زدني! قَالَ: تعلم تملقه فإن لتملقه غدًا فرحة تستوجب جميع الأحزان وتظفرهم بدار الكرامة والأماني، قلت: زدني! فَقَالَ:
حسبك يا ذا النون إن عملت بما أخبرتك.
560- علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سهل، أَبُو الْحَسَن الصفار الغازي، المعروف بابن عفان:
حدث عن أَبِي الهيثم عَمْرو بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى بْن عِيسَى الكوفي وأبي علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الخواص المصيصي وأبي الْحَسَن خيثمة بْن سُلَيْمَان بْن حيدرة الأطرابلسي، روى عَنْهُ عَبْد الوهاب بْن جَعْفَر الميداني.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا [4] أبو القاسم علي بن الحسن، حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، حدثنا عبد العزيز بن محمد، أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر، حدثنا علي بن أحمد بن سعيد بن سهل البغدادي المعروف بابن عفان الغازي، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ [5] بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن موسى بن عيسى الكوفي، حدثنا عبدان بحلب، حدثنا عمر بن سعيد،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ج) : «يصلح» .
[3] بياض في النسخ مكان النقط.
[4] في (ب) ، (ج) : «أنبأ عمر أبو القاسم» .
[5] سبق أنه «أبو الهيثم عمرو» .(18/41)
حدثنا أحمد بن دهقان وكان يسكن الحدث، حدثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي هُرْمُزَ فَقَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَعُودُهُ فَقَالَ: صَافَحْتُ بِكَفِّي هَذِهِ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ أَبُو هُرْمُزَ: فَقُلْنَا لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: فَصَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: صَافَحَنَا، قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: فَقُلْنَا لأَبِي هُرْمُزَ: فَصَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ! قَالَ: فَصَافَحَنَا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ دِهْقَانَ: فَقُلْنَا لِخَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ: فَصَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا أَبَا هُرْمُزَ! فَصَافَحَنَا، قَالَ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ فَقُلْنَا لأَحْمَدَ بْنِ دِهْقَانَ:
فَصَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ! فَصَافَحَنَا، قَالَ عَبْدَانُ فَقُلْنَا لِعُمَرَ ابن سَعِيدٍ: فَصَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا أَحْمَدَ بن دهقان! فصافحنا، قال عمر ابن إِسْحَاقَ قُلْتُ لأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدَانَ بْنِ حَمْدِ بْنِ عَبْدَانَ: فَصَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا [عُمَرَ بْنَ سَعِيدٍ] [1] ! فَصَافَحَنِي بِيَدِهِ وَقَالَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ! قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ فَقُلْتُ لأَبِي الْقَاسِمِ عُمَرَ: فَصَافِحْنِي بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا عَبْدَانَ! فَصَافَحَنِي، قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: فَصَافِحْنِي بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا عُمَرَ! فَصَافَحَنِي، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ فَقُلْنَا لِعَبْدِ الْوَهَّابِ: فَصَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا عَلِيًّا! فَصَافَحَنِي، قَالَ الْفَقِيهُ وَقُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ: فَصَافِحْنِي بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا عَبْدَ الْوَهَّابِ فَصَافَحَنِي، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قُلْتُ لِلْفَقِيهِ: فَصَافِحْنِي بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ! فَصَافَحَنَا، قَالَ شَيْخُنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ قُلْتُ لِعَمِّي:
فَصَافِحْنِي بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا الْفَقِيهَ! فَصَافَحَنِي، قُلْتُ لِشَيْخِنَا أَبِي الْبَرَكَاتِ [2] :
فَصَافِحْنِي بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا عَمَّكَ! فَصَافَحَنِي.
قرأت بخط طاهر بْن أَحْمَد النَّيْسَابُوريّ قرأنا بخط ابْنُ حطان الصوفي قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن الصفار الغازي [3] فِي مسجد أَبِي طاهر حدثكم أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الخواص المصيصي قدم دمشق وأنبأنا داود ابن سليمان بْن أَحْمَد أَبُو الفتح قَالَ: كتب إلي أَبُو مُحَمَّد [4] هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في النسخ: «أبى بكر» .
[3] في النسخ: «بغدادى» .
[4] في (ج) : «أبو الفتح» .(18/42)
الأكفاني، أنبأنا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَد بن صصري، أنبأنا تمام بن محمد الرازي، حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد الخواص، حدثنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُمَر الغلفي [1] بجامع طهوي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن عَبْد اللَّه الهاشمي الرقي بالرملة قَالَ: دخلت فِي بلاد الهند إلى بعض قراها، فرأيت شجر ورد أسود ينفتح [2] عن وردة كبيرة طيبة الرائحة سوداء عليها مكتوب كما يدور بخط أَبْيَضَ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عُمَرُ الفاروق» فشككت فِي ذَلِكَ وقلت: إنه عمل معمول، فعمدت إلى جنبذة لم تفتح ففتحتها فكان فيها وردة سوداء فيها مكتوب بخط أبيض كما رَأَيْت فِي سائر الورق، فِي البلد مِنْهُ شيء كَثِير عظيم، وأهل تلك القرية يعبدون الحجارة لا يعرفون اللَّه عزَّ وجلَّ.
561- علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن الدباس [3] ، أَبُو الْحَسَن [4] المقرئ:
من أهل واسط، قَرَأَ القرآن بالروايات عَلَى أَبِي مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن الزجاجي وأَبِي الفتح المبارك بْن أَحْمَد بْن زريق الحداد وأبي الكرم محفوظ بْن عَبْد الباقي بْن الناريج [5] الواسطيين، وسافر إلى همدان فقرأ عَلَى الحافظ أَبِي العلاء الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن العطار، ودخل بغداد وذكر أَنَّهُ قَرَأَ بها عَلَى أَبِي بَكْر المبارك بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد الشهرزوري وأبي الفتح عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الصابوني الخفاف وأبي الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن محمود اليزدي وأبي القاسم يُوسُف بْن المبارك بْن سَعِيد الخياط، وقرأ بالموصل عَلَى أَبِي بَكْر يَحيى بْن سعدون القرطبي، وسمع الحديث بواسط من أَبِي الفضل [6] مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي رَبِيعة الشاهد وأبي يعلى الخطيب وأبي مُحَمَّد الزجاجي وأبي الْحَسَن علي بْن المبارك بن نغوبا وغيرهم، وشهد عند أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الدامغاني قاضي واسط فِي شعبان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة فقبل شهادته، ثُمَّ إنه قدم [7] علينا بغداد بعد
__________
[1] في (ب) : «العلي» .
[2] في (ج) : «مفتح» .
[3] انظر طبقات القراء، للجزرى، ص 518.
[4] في الأصل: «أبو بكر» .
[5] في النسخ: «التاريخ» .
[6] في الأصل، (ج) : «أبي المفضل» .
[7] في النسخ: «ثم إنه دفن» .(18/43)
علو سنه، وأقام بها إلى حين وفاته، ورتب بالمسجد الحديد [1] عند سوق العيد لإقراء النَّاس وأجرى لَهُ عَلَى ذَلِكَ جراية، وقرأ عَلَيْهِ النَّاس وأكثر وحدث، وكتبت [2] عَنْهُ شيئًا يسيرًا، وكان عالمًا بالقراءات ووجوهها وعللها فيما يحفظ أسانيدها وطرقها، وله معرفه جيدة بالنحو، وكان حسن الأخلاق طيب الملقى متواضعًا متوددًا، لطيف الطبع.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الدَّبَّاسِ الْمُقْرِئُ بِقِرَاءَتِي عليه ببغداد، أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن أبي ربيعة العدل، أنبأنا أبو الفضل محمد بن محمد السوادي، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن غيلان المقرئ، أنبأنا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [3] بن السري الحضيني [4] ، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُبَيِّ [بْنِ] [5] كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «جَاءَنِي جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، فَجَلَسَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِي وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِي، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ لِي مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ! فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: عَلَى ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ- حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، وَقَالَ: كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ» [6] .
أنشدني علي بْن أَحْمَد بْن الدباس لنفسه:
لهفي على عمري لقد أفنيته ... فِي كل ما أرضى ويسخط مالكي
ويلي [7] إِذَا عنت الوجوه لربها ... ودعيت مغلولًا بوجه حالك
ورقيب [8] أعمالي ينادي شامتًا ... يا عَبْد سوء أنت أول هالك
لم يبق من بعد الغواية منزل ... إلا الجحيم وسوء صحبة مالك
__________
[1] في (ب) : «الجديد» .
[2] في (ج) : «وكتب» .
[3] في الأصل، (ج) : «عبد الله» .
[4] في (ب) : «الخضينى» .
[5] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
[6] انظر الحديث في: كنز العمال 1/165.
[7] في (ب) ، (ج) : «ويل» .
[8] في الأصل، (ب) : ورقيت» .(18/44)
ذكر لي أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الحافظ الواسطي أن أبا الْحَسَن بْن الدباس حدث بكتاب الحجة لأبي علي الفارسي عن القاضي أَبِي غالب بْن الكناني سماعًا عن أَبِي الفضل بْن خيرون إجازة، وما علمنا لابن الكناني إجازة من ابْنُ خيرون ولا روى عَنْهُ شيئًا، ولم يشاهد ابْنُ الدباس عند ابْنُ الكناني [1] قط، ولا ذكر لنا أحد ممن كَانَ يلازمه كثيرًا أَنَّهُ رآه عنده قَط ولا سَمِعَ مِنْهُ، وذكر لنا من شاهد معه خطا يشبه [2] خط ابْنُ الشهرزوري بالقراءات عَلَيْهِ وليس بخطه، وأنَّه لم يصح أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ والله أعلم.
سَأَلت ابْنُ الدباس عن مولده، فَقَالَ: فِي أواخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة بواسط، قَالَ: وأول دخولي إلى بغداد [3] كَانَ في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي فِي ليلة السبت السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستمائة، وصلي عليه من الغد بجامع السلطان ودفن بباب الجامع عند قبر الشَّيْخ أَبِي مُوسَى الزَّاهِد.
562- علي بْن أَحْمَد بْن سلام البغدادي:
روى عن الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن البيع النَّيْسَابُوريّ فِي كتاب «علامات أهل الحقائق» من جمعه.
أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن عثمان العلوي بنيسابور، أَنْبَأَنَا أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الواحد بْن عَبْد الكريم المقبري، أخبرتنا فاطمة بنت أبي علي الدقاق، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه بْن البيع، أخبرني علي بْن أَحْمَد بْن سلام البغدادي قَالَ: ذكر أَبُو عُبَيْد بْن حربويه [4] القاضي مَنْصُور بْن إِسْمَاعِيل الفقيه فَقَالَ: ذاك الأعمى، فأنشد مَنْصُور يَقُولُ:
ليس العمى أن لا ترى بل العمى ... إن لا ترى مميزًا من الصواب والخطأ
563- علي بْن أَحْمَد بْن سلامة بْن سالم بْن شاغل بْن عاذل بْن حمود بن زيد ابن مُحَمَّد بْن زياد الأخرس بْن بشر بْن عَمْرو بْن كعب بْن عدي بْن علي بن عامر
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «الكتاني» . [2] في (ج) : كشبه» . [3] في الأصل: «بعدا» . [4] في الأصل، (ب) : «خرنوبه» . ابن رفاعة بْن كعب بْن موعدة بْن عدي بْن غنم بْن رَبِيعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة، أَبُو الْحَسَن الجهني المنجم:(18/45)
هكذا رَأَيْت نسبه بخط فارس بْن الْحُسَيْن الذهلي، روى عن أَبِي الْحَسَن علي بْن طاهر الخباز وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر العنبري الشاعرين شيئًا [1] من شعرهما، روى عَنْهُ أَبُو غالب شجاع بْن فارس الذهلي وأبو نصر هبة الله بن علي بن المحلي.
كتب إلي أَبُو الْحَسَن علي بْن فاضل الصوري أنشدنا أَبُو طاهر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأصبهاني، أنشدنا أَبُو غالب شجاع بْن فارس الذهلي، أنشدنا أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن سلامة بْن سالم الحكيم الجهني لصاحب أَبِي القاسم إِسْمَاعِيل بْن عباد بْن الْعَبَّاس [قوله] [2] :
أيها الجالس المفكر في الأمر ... المعنى بِهِ اعتناء المجوس
بارك يَوْم الأربعاء عن الس ... ير يروم المسير يَوْم الخميس
لا تعاد الأيام وامض إِذَا ... شئت فإن السعود مثل النحوس
هل رأيت النجوم أغنت عن ال ... مأمون فِي عز ملكه المأسوس
خلفوه بعرصتي طرسوس ... مثل ما خلفوا أباه بطوس
أنبأنا أَبُو القاسم الكاتب المؤدب عن أَبِي السعود أَحْمَد بْن علي بْن المحلي، أنشدني أخي أَبُو نصر هبة اللَّه بْن علي، أنشدني علي بْن أَحْمَد بْن سلامة الجهني لبعضهم:
أحببته وكتمته ... فخفي عَلَيْهِ مكان حبي
حتَّى إِذَا عثر الزما ... ن وما درى بالحب حبي
وتغيرت حالاته ... وأبي التفلت عنه قلبي
ذكر الفراق بمجلس ... كنا به فقضيت نحبي
فكأن حبي حين مت ... أعيد حبًا بين صحبي
564- علي بْن أَحْمَد بْن شاكر، أَبُو الْحَسَن الحافظ:
حكى عن أَبِي بَكْر الشبلي الصوفي، روى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ
__________
[1] في (ج) : «الشاعر بن السنا» وفي (ب) : «الشاعر بن شبا» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .(18/46)
إِسْمَاعِيل الوراق.
حدث أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر المزني بدمشق، أنبأنا أَبُو الْحَسَن علي بْن عَبْد القادر الصوفي الطرسوسي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن إسماعيل الوراق بأردبيل، حدثنا علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شاكر البغدادي الحافظ قَالَ: سَمِعْتُ الشبلي وسئل عن الخوف، فَقَالَ: الخوف شرارة محبة اللَّه عزَّ وجلَّ يطرحها فِي قلب المريد تصفية [1] من سواه لا يسكنه غيره.
حَدَّثَنَا علي بْن أَحْمَد بْن شاكر البغدادي قَالَ: سَمِعْتُ الشبلي يومًا ينشد:
قَالُوا تسمى من هويت فقلت لا ... قَالُوا فمت كمدا فقلت أموت
قَالُوا فترضى أن تموت بغضة ... وتسر من تهوى فقلت رضيت
565- علي بْن أَحْمَد بْن الصباح، أَبُو الْحَسَن البغدادي:
روى عن أَحْمَد بْن ميثم بْن [2] أَبِي نعيم الفضل بْن دكين الطلحي الكوفي، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الحافظ.
أنبأنا عَبْد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، أنبأنا مُحَمَّد بْن علي [3] بْن عَبْد الرَّحْمَن العلوي، أنبأنا علي بن الحسين بن محمد المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحافظ، حدثنا علي بْن أَحْمَد بْن صعدان [4] المعدل بالأنبار، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن ميثم بْن أَبِي نعيم الطلحى قَالَ: قدمت مَعَ جدي أَبِي نعيم بغداد فنزل الرملة [5] واجتمع أصحاب الحديث إِلَيْه فلما أرد أن يحدثهم قام إِلَيْه رَجُل طينته من أهل خراسان فقال: يا أبا نعمي أشيع [6] ، فكره الشَّيْخ مقالته وصرف ذات اليمين وقال متمثلا:
__________
[1] في (ج) : «بصفته» .
[2] في (ج) : «عن أبي نعيم» .
[3] «ميمون النرسي أنبأنا محمد بن على» سقط من (ج) .
[4] هكذا في النسخ، وقد سبق في أول الترجمة. أنه: «الصباح» .
[5] في الأصل، (ب) : «الرملية» .
[6] في (ب) : «شبع» .(18/47)
وما زال بي حبك [1] حتَّى كأنني ... لرجع جواب السائلي عنك أعجم
لا سلم عن قول الوشاة وتسلمي ... سلمت وهل حيي عَلَى النَّاس يسلم
قَالَ: ففطن الرجل لمراده فَقَالَ لَهُ سائلًا ثانية وثالثة [2] ، فَقَالَ الشيخ: يا هَذَا كيف بلينا بك وأي ريح هبت إليَّ بك؟ سَمِعْتُ الْحَسَن بْن صالح بْن حيي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر بْن مُحَمَّد يَقُولُ: حب عَلَى عبادة وأفضل العبادة ما كتمت.
566- علي بن أحمد بن طاهر بن محمد [3] الخازن، أَبُو القاسم:
أخو أَبِي غالب مُحَمَّد وأبي مَنْصُور مُحَمَّد اللذين تقدم ذكرهما، من أهل الكرخ، سَمِعَ أبوي مُحَمَّد الْحَسَن بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ وأبا القاسم علي ابن المحسن بْن علي التنوخي وغيرهم، روى عَنْهُ أَبُو المعمر الأَنْصَارِيّ، وكان شيعيًا.
كَتَبَ إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْمُعَمَّرِ الْقُرَشِيُّ أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَامِلٍ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وَأَنَا أسمع، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن طَاهِرِ بْنِ حَمْدٍ الْخَازِنِيُّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ التَّاجِرُ قِرَاءَةً عليه، أنبأنا علي بن أحمد بن طاهر بن حمد إجازة في سنة ست وخمسمائة، حدثنا الحسن بن علي أبو محمد إملاء، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا عَوْفٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي إِنْسَانٌ إِنَّما مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا أُحَدِّثُكَ إِلا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا» [4]
قَالَ: فَرَبَا لَهَا الرَّجُلُ رَبْوَةً [5] شَدِيدَةً وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ إِنْ أَبِيتَ إِلا أَنْ تَصْنَعَ [6] فَعَلْيَك بِهَذَا الشَّجَرِ وَكُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ.
567- علي بْن أحمد بن طريف بن حمدان البغدادي:
__________
[1] في الأصل، (ب) : «حبيك» وفي (ج) : «حبيبك» .
[2] في الأصل و (ب) بدون نقط.
[3] في الأصول: «بن أحمد» والصحيح من اللسان.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/308.
[5] في الأصل: «رهوة» .
[6] في (ج) : «أتيت إلا أن يصنع» .(18/48)
أنبأنا ذاكر بْن كامل عن أَحْمَد بْن عَبْد الجبار بْن أَحْمَد أن أبا مُحَمَّد الحسن بن محمد الخلال أخبره حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عِيسَى بْن طارق القطيعي، حدثنا مَنْصُور بْن عَبْد اللَّه الهروي أنشدني علي بن أحمد بن طريف ابن حمدان البغدادي [قولُه] [1] :
تورد [2] الخد من توريد خديك ... حتَّى استظلت عَلَى قلبي بعينيك
يا فاتن الطرف سحارًا لمقلته ... هاروت كلمي من بين جفنيك
فلو مسست حصاة أنبتت ورقًا ... ولو هتفت بميت قال لبيك
ما كنت أحسب أن الشمس من بشر ... حتَّى تراءت لنا من بين ثوبيك
إن البنفسج والنسرين قَدْ حلفا ... أن لا يزولان من توريد خديك
568- علي بْن أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن أَبِي طاهر، أَبُو الحارث بْن أَبِي الرضا الهاشمي، المعروف بابن الرجا:
من أهل باب البصرة، تقدم ذكر والده، كَانَ يتولى الخطابة بجامع الرصافة، وكان شيخًا مسنًا، سَمِعَ وهو كبير من أَبِي الوقت عَبْد الأول بْن عِيسَى السجزي وغيره، و [ما] [3] أظنه روى شيئًا، توفي سنة ثلاث أَوْ أربع وتسعين وخمسمائة.
569- علي بن أحمد بن عبد الله الخرزي، أَبُو الْحَسَن الصوفي:
من أهل البصرة، حدث ببغداد عَن أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سالم وأَبِي بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد النَّيْسَابُوريّ، روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن مُحَمَّد [4] بْن الْحُسَيْن الأبهري الصوفي.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مَسْعُودُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الأَصْبَهَانِيُّ أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ محمد المؤدب أخبره أنبأنا أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الحسني الهمداني إملاء، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَينِ الزَّاهِدُ الصُّوفِيُّ، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الله الخرزي البصري ببغداد، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط الأصل، (ج) .
[2] في الأصل، (ج) : «بورد» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .
[4] سيأتي أنه: «جعفر بن محمد» .(18/49)
حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ تُذَكِّرُكُمْ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي عِلْمِكُمْ مِنْطَقَةً، وَذَكَّرَكُمُ الآخِرَةُ عَمَلُهُ» [1] .
570- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي سنان، أَبُو الْحَسَن التميمي السناني:
سَمِعَ بتنيس من ديار مصر المفيد ... [2] عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عتيق بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله المعروف بابن الرواس وحدث عَنْهُ بالدامغان، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في كتابه.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ [3] عَلِيُّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سِنَانٍ السناني التميمي البغدادي بالدامغان في قدومه، حدثنا عبد الله [4] الحسين بن عتيق بن الحسين ابن أحمد بن عبيد الله المعروف بابن الرواس التنيسي، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي جدار نا [5] قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ فَقُلْتُ لَهُ أخبركم أحمد ابن عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ جَرِيرٍ الْعَسَّالُ [6] فِي مَسْجِدِهِ بخولان في صفر سنة عشرة وثلاثمائة فأقر به حدثنا محمد بن رمح التجيي، أنبأنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وأَبِي سَلَمَةَ [7] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» [8] .
571- عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ، أَبُو القاسم الخطيب:
من أهل الحظيرة، وكان يتولى الخطابة بها، حدث عن أَبِي الغنائم مُحَمَّد بْن يوسف ابن إِسْحَاق بْن البهلول الأنباري وأبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ العكبري
__________
[1] انظر الحديث: كنز العمال 26585.
[2] بياض في الأصل مكان النقط.
[3] في النسخ: «أبو الحسين» .
[4] هكذا في النسخ.
[5] هكذا في الأصل، (ب) . وفي (ج) : «حديثا» .
[6] في النسخ: «حريز الغسال» .
[7] في النسخ: «عن أبى سلمة» .
[8] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1/23.(18/50)
وعيسى بْن علي بْن عِيسَى، روى عَنْهُ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد العزيز العكبري.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي البزاز وإسماعيل بْن أحمد السمرقندي، أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي إذنا، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن عبد الله الخطيب الحظيري، حدثنا أَبُو الغنائم [1] مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن إِسْحَاق بن البهلول بالأنبار، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا بكار سَمِعْتُ وهب بْن منبه يَقُولُ: إن الرب تبارك وتعالى قَالَ فِي بعض ما يَقُولُ لبني إسرائيل: إني إِذَا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وإذا باركت فليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت [2] غضبت وإذا غضبت لعنت وإذا لعنت فإن لعنتي تبلغ السابع من الولد.
أخبرنا أَبُو اليمن زَيْد بْن الْحَسَن الكندي بدمشق، أنبأنا الأخوان الْحُسَيْن وعبد اللَّه ابنا علي بْن أحمد الخياط، أنبأنا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد العزيز العكبري، حَدَّثَنِي عمي أَبُو الْحَسَن عَبْد الواحد وعلي بْن أحمد الخطيب قالا:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عبد العزيز وهو عَلَى المدينة فِي خلافة الوليد فَقَالَ لي: يا مَوْلَى ابْنُ عَبَّاس إني حلفت بيمين أن لا أفعل كذا وكذا حيث انقضى [3] الحين [4] الَّذِي أبر فِيهِ يميني، قَالَ قلت: من الحين حين لا يدرك ومن الحين حين يدرك، فأمَّا الحين الَّذِي لا يدرك فهو قول اللَّه تبارك وتعالى هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ
وما تدري كم أتى حين خلقه اللَّه، وأمَّا الحين الَّذِي [يدرك] [5] فقول اللَّه عزَّ وجل تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ
وهي من صرام النخل إلى صرام قابل، فَقَالَ: ما أحسن ما قلت.
572- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الخضر بْن مسرور، أبو الحسن بن أبي
__________
[1] في النسخ: «أبو غانم» . [2] في النسخ: «غضبت» . [3] في النسخ: «أقمنى» . [4] في (ج) : «الحسين» . [5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) . الْحُسَيْن، المعروف بابن السوسنجردي:(18/51)
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر جَدّه، وذكر الخطيب أباه، سَمِعَ أبا بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِك الْقَطِيعِيُّ وأبا عُمَر [مُحَمَّد] [1] بْن الْعَبَّاس بْن حَيَّوَيْهِ الْخَزَّازُ [2] وأبا بَكْر أَحْمَد بْن يعقوب بْن بندار الفارسي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ المهدي الخطيب في مشيخته والقاضي أبو الحسين محمد ابن علي بْن المهتدي بالله.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَنْبَلِيِّ بِأَصْبَهَانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الفضل بن عبد الواحد قال: كتب إلي أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله قال: أنبأنا الحنبلي وأنبأنا أَبُو طَاهِرٍ التَّاجِرُ وَأَبُو الْكَرَمِ الْمُقْرِئُ إِذْنًا، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي كِتَابَةً قَالَ: سَمِعْتُ أبا الحسن [علي] [3] ابن أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ مَسْرُورٍ السُّوسَنْجَرْدِيَّ يَقُولُ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي الْكَرْخَ أُبْصِرُ الْمَسَاجِدَ فِي شَهْرِ رمضان فرأيت الشيخ أبا أحمد ابن أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيَّ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ خَلْفَهُ ثلاثة أنفس وعنده قنديلين [مِنْ] [4] زُجَاجٍ، فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي وَقُلْتُ: هَذَا الرَّجُلُ مَعَ جَلالَتِهِ وَمَحَلِّهِ لَيْسَ عِنْدَهُ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاثَةِ أَنْفُسٍ، وَانْصَرَفْتُ وَأَنَا أُفَكِّرُ فِي ذَلِكَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْحَسَنِ قُلْتَ فِي نَفْسِكَ إِنَّ أَبَا أَحْمَدَ يُصَلِّي خلفه ثلاثة أنفس وعنده قنديلين فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُصَلِّي خَلْفَهُ سَبْعُونَ صَفًّا مِنَ الْمَلائِكَةِ، وعقد بيده.
أنبأنا أَبُو طاهر المبارك بْن أَبِي المعالي العطار عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن مهدي، أنبأنا أبي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْن أَحْمَد بْن [5] عَبْد اللَّهِ بْن الخضر السوسنجردي الشَّافعيّ [6] ، ومات فِي طريق مكَّة بعد انصرافه من الحج بالقرعا، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة هو وولده أبو محمد عطشا.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في النسخ: «الحرار» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في النسخ.
[5] في النسخ: «محمد بن محمد بن» .
[6] في الأصل، (ب) : «المالكي» .(18/52)
قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه حَدَّثَنِي أَبِي وغيره من شيوخنا أن أبا الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن السوسنجردي خرج مَعَ ابنه [1] أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن إلى مكَّة وأنهما هلكا جميعًا بعقبة واقصة فِي صفر من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، قَالَ: وهي السنة المعروفة بسنة القرعاء سدت عليهم الآبار العرب وعطلت القلب، فعاد الحجاج [2] إلى الصيف [3] وليس لهم ماء فهلكوا بعقبة واقصة.
قرأت بخط أَبِي الْحُسَيْن بْن السوسنجردي مولده- يعني ولده [4] عليًا- يَوْم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
573- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن البطر [5] ، أَبُو الْحَسَن الدقاق، المعروف بابن الحنبلي، ويكنى أبا طاهر أيضًا، ويسمى المبارك:
سَمِعَ أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية وأبا الْحُسَيْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران وأبا علي الْحَسَن بْن شاذان وغيرهم، روى عَنْهُ هبة اللَّه بْن المبارك السقطي وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الواحد الدلال وعبد الوهاب بْن المبارك الأنماطي، وهو أخو أَبِي الفضل مُحَمَّد وأبي الخطاب نصر.
أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بن عبد الرحمن الفارسي، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البطر قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بِشْرَانَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثنتي عشرة وأربعمائة، حدثنا أحمد بن سلمان الفقه إملاء حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمَدِيُّ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا أَعْطَى فَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا أَكَلَ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَشْرَبُ بشماله ويعطي ويأكل بشماله» [6] .
__________
[1] في النسخ: «مع أبيه» .
[2] في الأصل، (ب) : «الحاج» .
[3] في (ب) : «في الصيف» .
[4] في (ج) : «يعنى مولد ولده» .
[5] في النسخ: «بن البطة» .
[6] انظر الحديث في: كنز العمال 41656.(18/53)
قرأت بخط عَبْد الواحد الأنماطي عن ظهر الجزء الخامس من حديث سعدان بْن نصر فِيهِ بسماعه من أَبِي الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن البطر ما هَذَا صورته: أما الَّذِي قَرَأَ عَلَيْهِ هَذَا الجزء من أولاد ابْنُ البطر فإني رَأَيْت جماعة كثيرة من الناس [يدعونه] [1] بأبي طاهر، ورأيت فِي شيء من كتب عقاره اسمه مكتوبًا: المبارك ويعرف بالحنبلي [2] الدقاق، وكنت سَأَلت إجازة أبا الخطاب فَقَالَ: ما أعرف أَنَّهُ كَانَ لنا أخ غير أَبِي الفضل وهذا؛ ورأيت بعد ذَلِكَ فِي مسند الحارث بْن أَبِي أسامة سماعًا من ابْنُ دوما بخط الخطيب مَعَ جماعة والمبارك بْن أَحْمَد بْن البطر مَعَ أخيه مُحَمَّد، وذكر الشَّيْخ أَبُو الفضل أَنَّهُ يعرفه؛ ورأيت عَلَى جزء مسموع عدة دفعات من أَبِي الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن البطر، وعلى جميع الطباق التي عَلَيْهِ ضرب وطمس، وتحتها بخط أبي القاسم ابن السَّمَرْقَنْدِيّ ضرب عَلَى هَذِهِ السماعات، لأن علي بْن البطر بان أَنَّهُ توفي فِي صغره وأن هَذَا الَّذِي قرئ عَلَيْهِ جرى [3] ، وهذا فِيهِ سهو، وكان اسمه أَبُو طاهر المبارك، ونسأله اللَّه تعالى صدق الظاهر والباطن إِنَّهُ جواد كريم.
قرأت بخط شجاع بْن فارس الذهلي قال: مات أبو الحسن علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن البطر الدقاق يعرف بابن الحنبلي فِي يَوْم الأربعاء سادس عشر صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
574- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي زكريا [4] ، أَبُو الْحَسَن النجاد:
سَمِعَ أبا طَالِب بْن غيلان وأبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم وأبا الْحَسَن علي ابني عُمَر بْن أَحْمَد البرمكي وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الغندجاني وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبدوس الزعفراني والقاضي أَبَا الطيب طاهر بْن عَبْد اللَّه الطبري وغيرهم، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأَنْصَارِيّ وأبو طاهر السلفي.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ج) : «الجيلي» .
[3] هكذا في الأصول.
[4] في النسخ: «بن أبي زكرى» في كل المواضع.(18/54)
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي زَكَرِيَّا النَّجَّادِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد عَبْد الْوَهَّابِ بْن عليّ الأمين، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قالا: أنبأنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ جَعْفَرٍ [1] ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، حدثنا مُسْلِمٌ عَنِ الْعَلاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، أَوْ عَمَلٌ صَالِحٌ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٌ يَدْعُو لَهُ» [2] .
قَالَ السلفي: سَأَلْتُهُ عن مولده، فقال: سنة خمس عشرة يعني وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن النجاد فِي يَوْم الإثنين ثالث شعبان سنة أربع [وتسعين] [3] وأربعمائة، ودفن فِي مقابر الشهداء.
575- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السروي [4] المطوعي، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي مَنْصُور الصوفي:
من أهل طبرستان، سافر الكثير إلى خراسان والعراق والشام وصحب المشايخ، ثُمَّ إنه استوطن بغداد إلى حين وفاته، كَانَ ينزل برباط أَبِي سعد الصوفي، سَمِعَ ببغداد الشريف أبا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الزينبي وأبا جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المسلمة وأبا مُحَمَّد رزق اللَّه بْن عَبْد الوهاب التميمي، سَمِعَ مِنْهُ أبو طاهر السلفي وأبو الفضل ابن عطاف وأبو بَكْر بْن كامل، وحدث بكتاب «الرسالة» لأبي القاسم القشيري عَنْهُ، رواها عَنْهُ علي بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي، ورأيت أصل المطوعي بالرسالة وَقَدْ كتبها ببغداد بعد الثمانين وأربعمائة وعلى وجهها خط عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم العنبري قَدْ أجازها لَهُ عن والده، وَقَدْ سمعها من المطوعي جماعة ولم يثبتوا إسناده.
أنبأنا يحيى بن طاهر الواعظ، أنبأنا علي بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي
__________
[1] في (ج) : «بن جعفرن» .
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الوصية 14. وسنن الترمذي ومسند أحمد 2/372.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .
[4] في (ب) : «السوق» .(18/55)
بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ عبد الله [1] المطوعي، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو النَّجِيبِ إِسْمَاعِيلُ بن عثمان القارئ بنيسابور، أَنْبَأَنَا أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم، بْن هوازن القشيري، أنبأنا جَدِّي، أَخْبَرَتْنَا الْحُرَّةُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أحمد السعدي [2] بنيسابور، أنبأنا عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي [3] ، أنبأنا أبو القاسم القشيري، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فورك، أنبأنا أحمد بن محمود بن خرزاد، حدثنا سعيد بن عبد الله، حدثنا أحمد بن زكريا، حدثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ، وَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا لَمْ يَضُرَّهُ ذَنْبٌ، ثُمَّ تَلا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا عَلامَةُ التَّوْبَةِ؟
قَالَ: «النَّدَامَةُ» [4] .
قرأت بخط أَبِي طاهر السلفي وأخبرنيه مرتضى بْن حاتم بقراءتي عَلَيْهِ بمصر قَالَ:
سألت أبا الْحَسَن علي الطبري السروي ببغداد عن مولده، فَقَالَ: ولدت سنة أربع وعشرين وأربعمائة بسارية، واقتديت بأبي نعيم [5] القزويني بآمل وكان من مريدي أَبِي الْعَبَّاس القصاب الآملي، ورأيت المفرج المعروف بأخي الزنجاني بزنجان، وأبا القاسم القشيري بنيسابور، وأبا القاسم الكركاني [6] وأبا علي الفارمذي وأبا بَكْر الصرام ثلاثتهم بطوس والحسن السمناني بها، وأبا حَفْص الأبهري بالرملة، وأبا بَكْر الطوسي بالقدس وآخرين، وكان من أعيان الصوفية زاهدًا محترمًا بينهم وعلقت عَنْهُ فوائد عن شيوخه.
قرأت فِي معجم شيوخ أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بْن العطاف الموصلي بخطه قَالَ: قرأت عَلَى الشَّيْخ الزَّاهِد المبرهن [7] أَبِي الْحَسَن علي بْن أَبِي مَنْصُور بْن عَبْد اللَّه السروي الطبري الصوفي برباط أبي سعد ببغداد.
__________
[1] في النسخ: «بن عبد المطوعى» .
[2] في الأصل: «السعرى» .
[3] في النسخ: «بن أبي الشاذياخي» .
[4] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4250. وكشف الخفا 1/351.
[5] في (ب) : «واقتديت بإبراهيم» .
[6] في (ج) : «الكرحانى» .
[7] في الأصل: المبرهس» وفي (ج) : «المرهر» .(18/56)
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: مات شيخنا أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد الطبري المطوعي يَوْم الثلاثاء ثالث جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
576- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الأندلسي المالكي:
قدم بغداد فِي سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وحدث بمنام رآه، سمعه مِنْهُ مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ وأبو الكرم مُحَمَّد بْن هبة الملاح وابنة عَبْد الرَّحْمَن، وكتبه عَنْهُ ابْنُ ناصر الحافظ بخطه ورواه عَنْهُ.
577- علي بْن أَحْمَد بْن المستظهر بالله بن عَبْد اللَّه المقتدى بأمر الله بن محمد ابن عَبْد اللَّه القائم بأمر اللَّه بْن أَحْمَد القادر باللَّه بْن إِسْحَاق بْن المقتدر بالله جعفر ابن أَحْمَد المعتضد بالله بْن طلحة الموفق بالله [1] بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه
بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن [2] العباس بْن عَبْد المطلب، يكنى أبا القاسم:
تقدم ذكر أَبِيهِ وجده وجد أَبِيهِ، وهو أخو الْإِمَام المقتفي لأمر اللَّه، ذكر أَبُو الفضل ابن صالح بْن شافع أَنَّهُ توفي ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، قَالَ: وصلينا عَلَيْهِ يَوْم الجمعة بباب الفردوس، وأمنا فِي الصلاة وزير الوقت أَبُو المظفر بْن هبيرة، ثُمَّ حمل إلى الرصافة فدفن بالترب، وجلس للعزاء لَهُ ببيت النوبة يَوْم السبت والأحد وحضر النَّاس عَلَى طبقاتهم، وبرز إليهم توقيع شريف من الْإِمَام المقتفي بنهوضهم، وكان كبيرًا [3] عند أخيه فتأثر بِهِ.
وأخبرني الشَّيْخ علي بْن عساكر البطائحي أستاذه أَنَّهُ كَانَ ذا دين وأدب وتمييز وتسنن، وأن مولده سنة إحدى وخمسمائة.
578- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن الحسن النهاوندي:
__________
[1] في النسخ: «أحمد المعتقد بالله بن أحمد» .
[2] في النسخ: «على بن عبد الله بن» . مكررة.
[3] في (ب) : «كبيرا» .(18/57)
حدث ببغداد عن الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، رَوَى عَنْهُ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن الشَّيْخ النَّيْسَابُوريّ فِي معجم شيوخه.
قرأت عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بن أَحْمَد الجيري بأصبهان عن الخضر بن الفضل العطار، أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده إذنًا عن الحاكم أبي عبد اللَّه النَّيْسَابُوريّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد العزيز ببغداد يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل القاضي يقول: سمعت البحتري يقول أنشدني إبراهيم ابن شكلة لنفسه:
خلتها فِي المعصفرات القواني ... وردة فِي شقائق النعمان
أنت تفاحتي وفيك مَعَ التف ... اح رمانتان مَعَ غصن بان
لا أرى فِي سواك ما فيك من طي ... ب ومن نضرة ومن ريحان
579- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن علي، أَبُو الْحَسَن الأَنْصَارِيّ، يعرف بابن ظنير- بضم الظاء المعجمة بعدها نون مشددة مفتوحة وياء معجمة باثنتين [من] [1] تحتها ساكنة وراء:
هكذا رَأَيْته مقيدًا [2] بخط ناصر بْن مُحَمَّد، هُوَ من أهل ميورقة [3] من بلاد الأندلس، سَمِعَ أبا عُمَر يُوسُف بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد البر النمري وأبا مُحَمَّد غانم بْن وليد المخزومي وأبا الْحَسَن علي بْن عَبْد الغني القيرواني الضرير وجماعة غيرهم.
وقدم دمشق وسمع بها أبا مُحَمَّد عَبْد العزيز بن أَحْمَد الكتاني وأبا نصر الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طلاب وأبا الْحَسَن علي بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن صصرى [4] ، وبصور أبا نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعد الطريثيثي وأبا بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن ثابت بْن أَحْمَد الخطيب، وسافر إلى الحجاز فحج.
وقدم بغداد طالبا للحديث سنة أربع وستين وأربعمائة فأقام بها مدة يسمع من
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .
[2] في الأصل، (ج) : «مفتدا» .
[3] في النسخ: «ميروقة» .
[4] «منصور بن» زيدت في (ج) .(18/58)
شيوخ الوقت وحدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الحميدي وأبو القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه الواسطي وأبو البركات بْن السقطي وروى عَنْهُ فِي معجم شيوخه حديثًا، وكان عالمًا بالحديث والأدب، وَقَدْ روى عَنْهُ شيخنا عَبْد العزيز الكتاني [1] وأبو بَكْر الخطيب [2] ، وروى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الأكفاني وذكر أَنَّهُ ثقة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ الْوَاعِظُ عَنْ أبي الْعَلاءِ وَجِيهُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بن موسى السقطي، حدثنا والدي، أنبأنا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَنْصَارِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ [3] بِدِمَشْقَ وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عبد الصمد بن محمد الأنصاري بدمشق، أنبأنا عبد الكريم بن حمزة الحداد، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد ابن عبد الله الرازي، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ حَذْلَمٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ سِنَانٍ وَجَعْفَرُ بْنُ محمد بن عديس قالوا:
حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو، حدثنا سليمان بن داود بن علي الهاشمي، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ» [4] .
قرأت فِي كتاب أَبِي القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه الواسطي وأنبأنا بِهِ عَنْهُ مُحَمَّد بْن جَعْفَر العباسي قَالَ: أنشدنا أَبُو الْحَسَن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري لعبد المحسن الصوري:
وليلة أفردتني بالسهاد فلم ... أكن بما أفردتني فِيهِ أفردها
نام الخليون من حولي [5] فقلت لهم ... ما كل عين لها عين يسهدها
أنبأنا ذاكر بْن كامل الخفاف قَالَ: كتب لي أَبُو الفرج غيث بن علي الصوري
__________
[1] في الأصل، (ج) : «الكناني» .
[2] في (ج) : «وأبا الوقت أبو بكر الخطيب» .
[3] في الأصل، (ب) : «الكناني» .
[4] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3905. ومسند أحمد 1/171، 176، 183. والمستدرك 4/74.
[5] في الأصل، (ب) : «حبولى» .(18/59)
قَالَ: أنشدني الشريف أَبُو الْحَسَن علي بْن حمزة الجعفري قَالَ: أنشدني أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد الأندلسي:
وسائلة لتعلم كيف حالي ... فقلت لها بحال لا تسر
دفعت إلى زمان ليس فِيهِ ... إِذَا فتشت عن أهليه حر
أخبرنا عَبْد الرَّحِيم بْن يُوسُف الدمشقي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قَالَ: سَأَلت أبا الكرم خميس بْن علي الجوزي الحافظ عن أَبِي الْحَسَن علي بْن أَحْمَد الأَنْصَارِيّ الأندلسي النحوي، فَقَالَ: قدم علينا وكان فاضلًا فِي النحو متقدمًا فِي العربية، وكان يتتبع أسماء [1] من يحضر السماع فيكتبها عن آخرها ولا يخل بأحد، فقيل لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: هَذَا عاجل ثوابه وإلا فمن أَيْنَ لنا بطول القمر حتَّى نرويه، وانحدر من عندنا إلى البصرة فسمع بها من أصحاب أَبِي عَمْرو، وخرج إلى مكَّة فمات فِي طريقها، وكانت لَهُ معرفة بالحديث حسنة، وكان عَلَى وجهه أثر العبادة.
أخبرنا أَبُو البركات الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أَبُو القاسم علي بْن الْحَسَن، حَدَّثَنِي أَبُو غالب الماوردي قَالَ: قدم علينا أَبُو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري البصرة في سنة تسع وستين وأربعمائة فسمع من أَبِي عَليّ التستري كتاب السنن وأقام عنده [2] نحوًا من سنتين، وحضر يومًا عند أَبِي القاسم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد المناديلي، وكان ذا معرفة بالنحو والقراءات وقرأ عَلَيْهِ جزءًا من الحديث وجلس بين يديه وعليه ثياب خليعة، فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه، فلما مضى قلت لَهُ فِي ذَلِكَ وفي إجلاسه إياه إلى جنبه، فَقَالَ:
قَدْ قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فِيهِ، وهذا يدل عَلَى فضل كبير، ثُمَّ إن أبا الْحَسَن خرج بعد ذَلِكَ إلى عمان والتقيت بِهِ بمكة فِي سنة ثلاث وسبعين، وأخبرني أَنَّهُ لما وصل إلى عمان ركب فِي البحر إلى بلاد الزرنج، وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلا النحو وقَالَ: لو أردت أن أكسب منهم آلافًا لأمكن ذَلِكَ، وَقَدْ حصل لي نحو من ألف دينار وتأسفوا عَلَى خروجي من عندهم، ثُمَّ إنه عاد إلى البصرة على
__________
[1] في الأصل، (ب) : «اكسما» وفي (ج) : «أكمما» .
[2] في (ب) : «عنه نحوا» .(18/60)
أَنَّهُ [1] يقيم بها، فلما وصل إلى باب [2] البصرة وقع عن الجمل فمات، وذلك سنة أربع وسبعين.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عبد الرزاق الباز كلي بخطه قال: توفي أبو الحسن علي بن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز الأَنْصَارِيّ المغربي منصرفه من الحج بطريق البصرة على مسيرة ثلاثة أيام عَنْهَا بكاظمة [3] أَوْ غيرها فِي صفر سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
580- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد الغفار بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن غالب بْن أَحْمَد بْن قريش بْن جرير بْن عَبْد اللَّه البجلي، أَبُو القاسم بْن أَبِي الْعَبَّاس بْن أَبِي الفتح المقرئ المعروف بابن نظيف الصيدلاني:
وكان جَدّه لأمه، هكذا رَأَيْت نسبه بخط أَبِي عَامِر العبدري، وذكر أَنَّهُ كَانَ شيخًا متيقظًا، يفهم ما يقرأ عَلَيْهِ، سَمِعَ القاضي أبا العلاء مُحَمَّد بْن علي الواسطي وأبا طَالِب عُمَر بْن إبراهيم الزُّهْرِيّ، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات بن السقطي فِي معجم شيوخه وعبد الخالق بْن عَبْد الصمد بْن البدن [4] وعبد الوهاب الأنماطي وعمر ابن عَبْد اللَّه الحربي وأبو المعمر الأَنْصَارِيّ وأحمد بْن المقرب الكرخي.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُجِيبِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ زُهَيْرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد الحربيان قالا: أنبأنا عمر بن عبد الله بن علي الحربي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَظِيفٍ الْبَجَلِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب الواسطي، حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّحَّاسِ، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَامِرِ بْنِ أَسَدٍ الْفِلَسْطِينِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْرٍ مِنْ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بصري، حدثنا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ عَنْ عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَبَّى صَبِيًّا حَتَّى يَقُولَ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لَمْ يعذبه الله» [5] .
__________
[1] في (ب) : «على أن يقيم بها» .
[2] «باب» ساقطة من (ب) .
[3] في النسخ: «بكاضمة» .
[4] في الأصل، (ب) : «بن البدر» . وفي (ج) : «بن الدر» والتصحيح من العبر 4/103.
[5] انظر الحديث في: الموضوعات 2/178. واللآلئ المصنوعة 2/48. والمعجم الصغير 1/252.
ومجمع الزوائد 8/159. وتنزيه الشريعة 2/138.(18/61)
قرأت فِي كتاب أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد البلخي، وأنبأنيه عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد الحاكم قَالَ: سَأَلْتُهُ- يعني ابْنُ نظيف- عن مولده، فَقَالَ: فِي شوال سنة عشرين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد الغفار البجلي المقرئ ابْنُ أخت نظيف فِي يَوْم الخميس ثالث عشر شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة الشونيزي.
581- علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك، أَبُو القاسم الإسكافي:
حدث عن أَبِي الكرم المبارك بْن فاخر النحوي، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد الخشاب النحوي فِي سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
582- علي بن أحمد بن عبيد الله بن أَبِي الفتح المعبر، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي غالب:
من ساكني خزانة ابن خردة، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سَمِعَ القاضي أبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن علي بْن المهتدي بالله وأبا جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المسلمة وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن مُحَمَّد بْن النقور [1] وأبا القاسم عَبْد العزيز بْن علي الأنماطي وعَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال وعلي بْن أَحْمَد بْن البسري وأبا بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن ثابت الخطيب وغيرهم، وحدث باليسير، روى عَنْهُ أَبُو المعمر الأَنْصَارِيّ وأبو طاهر السلفي وأحمد بْن مُحَمَّد الرياني الأصبهانيان.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نصر اللفتواني، أنبأنا أحمد بن محمد ابن هالة الكاتب الرناني [2] ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ الْمُعَبِّرُ بِبَغْدَادَ وأنبأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكَاتِبُ وَابْنُ عمه إسماعيل بن أحمد قالوا: أنبأنا إسماعيل بن أحمد بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّد الْخَلالُ، أَنْبَأَنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكناني، حدثنا عبد الله هو البغوي، حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عن أبي
__________
[1] في النسخ: «بن البقور» .
[2] في النسخ: «بن الزياتى» .(18/62)
حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ» [1] .
قرأت بخط أَبِي طاهر السلفي وقرأته عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن المقدسي عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ- يعني علي بْن أَحْمَد المعبر- عن مولده، فَقَالَ: سنة ست وخمسين وأربعمائة فِي صفر.
قرأت بخط عَبْد الوهاب الأنماطي قال: توفي أبو الحسن علي بن أحمد المعبر في يَوْم الأحد سابع عشر ربيع الأول من سنة ثمان وعشرة وخمسمائة، ودفن فِي يومه عند قبر أَبِيهِ بمقبرة معروف الكرخي.
583- علي بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد الله بن بكّار الواسطي، أبو الحسين المقرئ الوقاياتي:
سَمِعَ أبا عَبْد اللَّه مَالِك بْن أَحْمَد بْن علي البانياسي وأبا بَكْر أَحْمَد بْن علي الطريثيثي وجماعة من المتأخرين، وحدث باليسير.
أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحسين علي بن أحمد ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ بَكَّارٍ الْوِقَايَاتِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ البانياسي قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بِشْرَانَ إِمْلاءً، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ محمد الصّفّار، حدثنا محمد بن علي، حدثنا أبو أسامة [2] ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى» قَالَتْ قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: «إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً قُلْتِ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ» [3]
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قَالَ: سَمِعْتُ أبا سعد بْن السمعاني يَقُولُ: قَالَ لي عُمَر البسطامي: إن أبا الْحُسَيْن بْن بكار كَانَ يلحق اسمه فِي الأجزاء بخطه بين [4] الأسطر،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 4691. وكشف الخفا 1/534، 2/137 والعلل المتناهية 1/146. ومجمع الزوائد 7/205.
[2] في (ب) : «أبو شامة» . وفي الأصل، (ج) : «أبو سامة» .
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] في النسخ: «بخط من» .(18/63)
قال: ورأيت ذَلِكَ فِي عدة من أجزائه، قال: وأراني أبو بكر بن كامل في ذَلِكَ فِي غير موضع.
قرأت بخط عَبْد الرحيم بْن هبة اللَّه بْن المعراض الحراني: قال سألت أبا الحسين علي ابن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن بكار المقرئ عن مولده، فقال: في سنة أربعين وأربعمائة.
أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة مات أبو الحسين الوقاياتي المقرئ فِي يَوْم السبت ثامن جمادى الأولى ودفن فِي قبر أَحْمَد.
584- علي بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن شاهين:
أخو عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ، روى عَنْهُ أخوه.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ [1] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ إِذْنًا عَنْ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا أَخِي أَبُو الحسن علي بن أحمد بن شاهين، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الْمُعَافَى بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْوُضُوءِ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ [التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ] [2] الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ [3] لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيُّهَا شَاءَ» [4] .
585- علي بْن أَحْمَد بْن أَبِي العز، أَبُو الْحَسَن الصوفي التاجر، المعروف بابن الشباك:
من ساكني درب نصير، صحب الصوفية، وكان حافظًا لكتاب اللَّه كَثِير التلاوة لَهُ، وصار تاجرًا، سافر إلى الشام وديار فِي طلب الكسب وأثرى وكثر ماله، وعليه لباس الصوفية، سَمِعَ شيئًا من الحديث من أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن شاتيل، كتبت عنه شيئا يسيرا.
__________
[1] في الأصل، (ج) : «أبو الحسين» .
[2] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول، وأضيفت من سنن الترمذي.
[3] في (ج) : «فيجب» .
[4] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1/9. وصحيح مسلم 1/122.(18/64)
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الشُّبَّاكِ أَخْبَرَكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فأقر به أنبأنا علي بن محمد بن العلّاف، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ الحمامي، أنبأنا دعلج، أنبأنا محمد بن علي بن زيد، حدثنا سعد بن منصور، حدثنا أحمد بن نجدة الهروي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنِي حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثَةٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ: ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ تَسْبِيحَةً دُبُرَ الصَّلاةِ وَثَلاثٌ وَثَلاثُونٌ تَحْمِيدَةً وَأَرْبَعٌ وَثَلاثُونَ تَكْبِيرَةً» [1] .
توفي أَبُو الْحَسَن بْن الشباك فِي سنة ست عشرة وستمائة وَقَدْ ناهز السبعين.
586- علي بْن أَحْمَد بْن عقيل، أَبُو الْحَسَن:
حدث [عن] [2] أَبِي القاسم إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن عُمَر [بْن] [3] إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن عُمَر السَّمَرْقَنْدِيّ. روى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن حمزة بْن الموازيني الدمشقي فِي مشيخته.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الشِّيرَازِيُّ وَابْنُهُ أَحْمَدُ بقراءتي عليهما بدمشق قالا: أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ [4] بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُقَيْلٍ الْبَغْدَادِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ بن أحمد بن عمر فأقر به، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد وأنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ النَّفِيسُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْحَدِيثِيُّ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الرّزّاق [5] ، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ جَابِرُ بْنُ يَاسِينَ الْحِنَّائِيُّ، أَنْبَأَنَا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ رَوْحُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ البلدي، حدثنا أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ [6] عَزَّ وَجَلَّ يغفر لمن
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم 1/219.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «بن عمر» .
[5] هكذا في الأصول.
[6] في الأصل، (ج) : «فإن» . وفي (ب) : «فإنه» .(18/65)
يَشَاءُ: مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتَّبِعُ السَّحَرَةَ، وَمَنْ لَمْ يَحْقِدْ [1] عَلَى أَخِيهِ» [2] .
587- علي بْن أَحْمَد بْن علي بْن الحكم، أَبُو الْحَسَن الحامدي- بالحاء المهملة:
حدث عن أَبِي بَكْر عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد السجستاني وأحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ بشار المعروف بابن أَبِي الفجور [3] ويوسف بْن يعقوب المقرئ وسَعِيد بْن عَبْد اللَّه المهراني ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الأشناني الكوفي ويعقوب بْن يُوسُف الطحان، روى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأشناني المديني المعدل.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنبأنا محمد بن علي بن أحمد المعدل، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بن الحكم الحامدي ببغداد، أنبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا [4] الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ وَأَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قالا: حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ جَلِيسٍ لَهُ بِالطَّائِفِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا ذَرَأَ لِجَهَنَّمَ من ذرأ كان ولد الزنا من ذَرَأَ لِجَهَّنَمَ» [5] .
588- عليّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو مُحَمَّد المادرائي:
من بيت مشهور بالكتابة والفضل والرئاسة والتقدم، سكن مصر وحدث بها.
كتب إلي عَبْد الرَّحْمَن بْن مكي الأَنْصَارِيّ أن أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الرازي أخبره عن القاضي أَبِي الْحَسَن علي بْن عُبَيْد اللَّه بن محمد الهمداني، أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد الجرجاني، حدثنا أبو محمد علي بن أحمد المادرائي، حدثنا عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه بْن مهران الْبَصْرِيّ، حدثنا العباس بن الفرج الرياشي، حدثنا الأصمعي عن أبي
__________
[1] في الأصول: «لم يحتقد» .
[2] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 8/24. والمعجم الكبير 12/244. والترغيب والترهيب 3/461.
[3] في الأصل: «العجور» .
[4] في (ب) : «ابن المسيب» .
[5] انظر الحديث في: الجامع الكبير 4948. وتفسير الطبري 9/90. والدر المنثور 3/147.(18/66)
عَمْرو بْن العلاء قَالَ: قيل للأحنف بْن قيس: ما ألذ المجالس؟ [قَالَ] [1] : ما سافر فِيه البصر وأبدع فِيهِ البدن وكثرت فِيهِ الفائدة وعدم فِيهِ الثقيل.
قرأت فِي كتاب «أخبار المادرائيين» لأبي مُحَمَّد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زولاق الفقيه الْبَصْرِيّ قَالَ: علي بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي أبو محمد كان سريا، لَهُ أملاك [2] حسنة ورثها عن أَبِيهِ، كتب الحديث عن ... [3] ، مولده سنة أربع وتسعين ومائتين، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
589- علي بن أحمد بن علي بن عيسى الأَنْصَارِيّ:
حدث عن أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن سَعِيد الدمشقي نزيل بغداد، روى عَنْهُ أَبُو أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن عَبْد الوهاب بْن إِبْرَاهِيم الأنماطي الضبي الأصبهاني.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بْنِ نُصَيْرٍ الصَّيْدَلانِيِّ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمَا عَنْ أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عبد الوهاب قراءة عليه، حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن عيسى الأنصاري ببغداد، حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الاقْتِصَادُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْمَعِيشَةِ، وَالتَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَحُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ» .
590- عليّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن الأزرق السوسي، أَبُو الْحَسَن:
والد أَبِي سعد أَحْمَد المقدم ذكره، سَمِعَ بواسط أبا الفرج أَحْمَد بْن علي بْن جَعْفَر الخيوطي وأبا علي إِسْمَاعِيل بْن وهبان بْن إِبْرَاهِيم الخلال الصلحي الضرير وأبا الْحَسَن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن شوذب والحسن بْن أَحْمَد الثمار المؤذن مؤذن أمير المؤمنين المطيع لله، وبالدينور أبا بَكْر مُحَمَّد بْن ظهير البزاز، وحدث عنهم ببغداد،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[2] في النسخ: «أملال» .
[3] بياض في الأصول مكان النقط.(18/67)
روى عَنْهُ ابنه أَحْمَد وأبو الْحَسَن هبة اللَّه بْن القاضي أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن علي بْن المهتدي وأبو يُوسُف يعقوب بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد الإسفرائيني خازن دار العلم وأبو علي ابن البناء فِي مشيخته.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُؤَدِّبُ عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء، أنبأنا والدي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السُّوسِيُّ [1] الْمَعْرُوفُ بابن الأزرق، حدثنا أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخُيُوطِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بن عيسى الأصبهاني، حدثنا محمد بن النعمان عن عبد السلام، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ أَبِي: أَتَدْرِي لِمَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَتِيقًا؟ قَالَ قُلْتُ: لِعِتْقِ وَجْهِهِ أَوْ لِعِتْقِ [2] نَسَبِهِ، فَقَالَ: لَيْسَ كَمَا تَظُنُّ، كَانَتْ أُمُّهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا وُلِدَ لَهَا الْوَلَدُ لَمْ يَعِشْ لَهَا، فَلَمَّا وَلَدَتْ أَبَا بَكْرٍ جَاءَتْ بِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ وَقَالَتْ: يَا إِلَهِيَ الْعَتِيقُ يَا لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ هَبْهُ لِي مِنَ الْمَوْتِ، قَالَ: فَخَرَجَ كَفٌّ مِنْ ذَهَبٍ لا مِعْصَمَ لَهَا وَإِذَا بِقَائِلٍ يَقُولُ:
يَا أَمَةَ اللَّهِ عَلَى التَّحْقِيقِ ... فُزْتِ بِحَمْلِ الْوَلَدِ الْعَتِيقِ
يُعْرَفُ فِي التَّوْرَاةِ بِالصِّدِّيقِ
قَدْ وَهَبَهُ اللَّهُ لَكِ مِنَ الْمَوْتِ، وَجَعَلَهُ وَزِيرَ خَيْرِ أَهْلِ الأَرْضِ، فَلَنْ يَفْتَرِقَا حَيَّيْنِ وَلَنْ يَفْتَرِقَا مَيِّتَيْنِ وَلَنْ يَفْتَرِقَا غَدًا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالى.
591- عليّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن بَكْر بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن السراج، المعروف بابن الملطي:
سَمِعَ أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت، المجبر ومُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه وعلي ابن عُمَر بْن دخان وأبا عُمَر عَبْد اللَّه بْن مهدي الفارسي والقاضي أبا مُحَمَّد عَبْد الله ابن مُحَمَّد بْن الأكفاني وغيرهم. روى عَنْهُ أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن البناء.
وَأَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ [أنبأنا والدي] [3] أنبأنا أبو الحسن علي
__________
[1] في النسخ: «السوس» .
[2] في النسخ: «لم لعتق» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(18/68)
ابن أحمد بن علي بن محمد بن بكر الملطي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الصلت المجبر، أنبأنا أَبو إِسْحَاقَ [1] إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، حدثنا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا» [2] .
ذكر أَبُو البركات بْن السقطي أبا الْحَسَن بْن الملطي فِي معجم شيوخه وقَالَ: من قدماء شيوخنا وكبارهم، وَقَدْ سمعنا مِنْهُ شفاء الصدور، وكان حسن السمت صالحًا صدوقًا، روى عَنْهُ حديثًا.
قرأت بخط أَبِي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: سألت أبا الحسن علي ابن أحمد بن علي بن محمد بن بكر الملطي عن مولده، فَقَالَ: فِي سنة ثلاث وثمانين، وقَالَ: أول ما سَمِعْتُ الحديث فِي سنة سبع وتسعين.
قرأت بخط أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي، أنبأنا- يعني أبا الْحَسَن الملطي- أن مولده ليلة الاثنين النصف من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين- يعني وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحَسَن بْن خيرون الشاهد بخطه وأنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن خيرون قال: سنة اثنتين وستين وأربعمائة- يعني مات أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الملطي السراج، تردى من سطح ليلة الثلاثاء، ودفن يَوْم الثلاثاء النصف من جمادى الأولى، ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، ثقة.
592- علي بْن أَحْمَد بْن علي بْن يَحيى، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر البيع، المعروف بابن حِنِي- بكسر الحاء والنون:
هكذا رَأَيْته مقيدًا بخط الحميدي، من أهل شارع دار الرقيق، سمع أبا الحسن محمد ابن أَحْمَد بْن رزقويه البزاز وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن مُوسَى السقطى فِي معجم شيوخه، وسمع مِنْهُ أبو عبد الله الحميدي وأبو غالب
__________
[1] في النسخ: «أبو أحمد بن» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/155، 4/42، 177، 5/132، 7/99، 8/97، 9/129.
وصحيح مسلم، كتاب الحج 462. وفتح الباري 7/377، 9/554، 13/309.(18/69)
شجاع بْن فارس الذهلي.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ الْوَاعِظُ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ وَجِيهُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ السقطي، حدثنا أَبِي، أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ عَنْ أَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ السَّقَطِيِّ وَأَبِي غَالِبٍ الذُّهْلِيِّ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بن حني البيع قراءة عليه، حدثنا أبو الحسن بن رزقويه إملاء، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ- يَعْنِي الثَّوْرِيَّ- عَنِ ابْنِ سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ» [1] .
قرأت بخط أَبِي عَبْد اللَّه الحميدي قَالَ: سَأَلْتُهُ- يعني أبا الْحَسَن بْن حِنِي- عن مولده، فَقَالَ: فِي ذي الحجة لست ليال بقين مِنْهُ سنة ست وثمانين يعني وثلاثمائة. أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الذهلي قَالَ: توفي أَبُو الْحَسَن علي بْن أحمد بْن حِنِي فِي يوم الأربعاء العشرين من شهر رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
593- علي بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن الْعَبَّاس، أَبُو القاسم الأسدي النحاسي:
تقدم ذكر والده، سَمِعَ أبوي عَليّ الْحَسَن بْن أَحْمَد بن شاذان والحسن بن الحسين ابن دوما والقاضي أبا الْعَلاءِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ وأبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله وأبوي القاسم عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان الأزهري وعلي بْن المحسن التنوخي وأبا الْحَسَن علي بْن عُمَر القزويني الزَّاهِد وأبوي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد اللَّه الصوري والحسين بْن مُحَمَّد بْن طباطبا العلوي وغيرهم، وكان راوية للحكايات والآداب والأشعار، روى عَنْهُ أَبُو علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد البرداني وأبو نصر هبة اللَّه بْن علي المجلي وأبو مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْدِيّ.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزَجِيُّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الأَسَدِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْكُوفِيِّ بِبَغْدَادَ قُلْتُ لَهُ أبو علي الحسن ابن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن شَاذَانَ قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به، وحدثنا
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم 1451. ومسند أحمد 2/243، 3/331، 379، 381.(18/70)
عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه، أنبأنا أحمد بن عبد الغني التاجر إلى أنبأنا محمد ابن الحسن أبو غالب، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن عمرويه الصّفّار، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا حسن بن موسى يعني الأشيب [1] ، حدثنا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ حَتَّى يَفُوتَهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، يَعْنِي غُلِبَ عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ» [2] .
أنبأنا أَبُو القاسم سَعِيد بْن مُحَمَّد الهمداني عن أَبِي أَحْمَد بْن علي بْن المجلي، حَدَّثَنِي أخي أَبُو نصر هبة اللَّه بْن علي من لفظه، حَدَّثَنِي علي بْن أَحْمَد بْن علي الأسدي عَلَى سبيل المذاكرة قَالَ: كتب إلي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الْعَبَّاس المهدي المعدل رقعة يهنئني فيها بالعيد، وكتب فِي أثنائها: قَالَ شيخنا أَبُو الْحَسَن بْن سمعون المواصلة بالغيوب والمواددة بالقلوب خير من كتاب مكتوب ولقاء مشوب.
أنبأنا أَبُو القاسم الهمداني عن أبي السعود بن المجلي [3] ، أنبأنا أخي أَبُو نصر هبة اللَّه قراءة عَلَيْهِ قَالَ: أنشدني علي بْن أَحْمَد الأسدي، أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه الصوري، أنشدنا عَبْد المحسن الصوري لنفسه:
وتريك نفسك فِي معاندة الورى ... رشدًا ولست إِذَا فعلت براشد
شغلتك [4] عن أفعالها أفعالهم ... هلا اقتصرت عَلَى عدو واحد
قرأت بخط أَبِي علي البرداني قَالَ: توفي أَبُو القاسم علي بْن أَحْمَد الأسدي المعروف بابن الكوفي فِي ليلة السبت ثاني عشر رجب سنة تسع وسبعين [5] وأربعمائة، ودفن يَوْم السبت بمقبرة الشونيزي فِي الدكة عند القوم [6] ، وسألته عن مولده فَقَالَ: فِي ليلة النصف من شهر رمضان من سنة ست عشرة وأربعمائة، سَمِعْتُ مِنْهُ عن أَبِي علي بْن شاذان، وكان يسمع معنا الحديث إلى وفاته.
__________
[1] في (ب) : «الأشهب» . وفي (ج) : «الأساليب» .
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/75.
[3] في الأصل، (ب) : «المحلى» .
[4] في الأصل، (ب) : «سعللك» .
[5] في الأصل، (ب) «أربعين» .
[6] هكذا في الأصول.(18/71)
594- علي بْن أَحْمَد بْن علي، أَبُو القاسم الكرماني:
قاضي النيل- مدينة بين الحلة والتهانية عَلَى الفرات- وهو أخو عَبْد الجبار الَّذِي تقدم ذكره، ذكره أَبُو طاهر السلفي فِي معجم شيوخه، وخرج عَنْهُ إسنادًا.
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال:
أنشدنا أَبُو القاسم عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ الكرماني بالنيل أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه الوائلي العماني لنفسه من قصيدة:
من حروف بالجزع [1] من ذي طلوح [2] ... فإلى الخرج فاللوى فالسفوح
أرسم من ديار سعاد قس ... م الدهر بين وطر [3] وريح
دغدغتها هرج الرياح ومحى ... إنها واد فات كل ركوح [4]
وقف الركب في عراض معا ... نيها عَلَى كل أريحي طليح
قَدْ عهدنا بها زمان التصابي ... مثقلات الأرداف هيف الكشوح
يتهادين كالفطى فِي دهاس ... الرمل هُوَ ما فِي ناعم إلا ضريح
دون أن حط رحلها إِذ أنيخت [5] ... بفناء الملك الأجل النجيح
ذكر السلفي أَنَّهُ توفي سنة ثمان أَوْ تسع وتسعين وأربعمائة.
595- علي بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الغفار بْن الإخوة البيع، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي طاهر:
من أهل الحريم الطاهري، طلب الحديث بنفسه فسمع الكثير، وكتب بخطه وحصل الأصول، وكان يكتب خطًا حسنًا، وله فضل ومعرفة، سَمِعَ الشريفين أبا الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المسلمة وأبا بكر أحمد بن محمد بن حمدويه البزاز وأبا الحسن حامد بن ياسين العطار وأبا القاسم على بن أحمد بن البسري وأبا بكر أحمد بن علي
__________
[1] في النسخ: «بالجرع» .
[2] في (ب) : «طلوخ» .
[3] في الأصل، (ب) : «اسحب» وفي (ج) : «أبيحت» .
[4] في (ج) : «قطر» .
[5] في النسخ: «ذكوح» .(18/72)
ابن ثابت الخطيب وأبا القاسم يُوسُف بْن مُحَمَّد المهرواني وأبا الغنائم عَبْد السَّلام بْن أَحْمَد الأَنْصَارِيّ وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البناء وحماد وغيرهم، خرج لَهُ الحافظ أَبُو علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد البرداني فوائد وحدث بها، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَامِر بْن سعدون العبدري وأبو الفضل مُحَمَّد بْن ناصر الحافظان وأبو مَنْصُور موهوب بْن أَحْمَد بْن الجواليقي وأبو المعمر المبارك بْن أَحْمَد الأَنْصَارِيّ.
أَخْبَرَنَا أبو محمد بن الأخضر بقراءتي عليه، أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيِّ بْن عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الإِخْوةِ الْبَيِّعِ مِنْ أَصْلِهِ فَأَقَرَّ بِهِ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بن أبي علي الأهوازي بقراءتي عليه، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدُ بِالأَهْوَازِ، حدثنا أحمد بن محمد القرشي، حدثنا عطية بن بقية، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن أدهم، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إن الْفِتْنَةَ تَجِيءُ فَتَنْسِفُ النَّاسَ أَوِ الْعِبَادَ فَيَنْجُو الْعَالِمُ مِنْهَا بِعِلْمِهِ» [1] .
قرأت بخط أَبِي طاهر السلفي وقرأته عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن المقدسي بمصر عَنْهُ قَالَ:
أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن الإخوة كَانَ من أهل النيل ثقة صدوقًا.
قرأت بخط أَبِي علي بْن البرداني قَالَ: قَالَ لي أَبُو طاهر أَحْمَد بن علي بن عبد الغفار بن الإخوة: مولد ابني أَبِي الْحَسَن علي فِي سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن علي بن أحمد بن الإخوة البيع فِي يوم الثلاثاء مستهل جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسمائة، ودفن فِي مقبرة باب حرب.
596- علي بْن أَحْمَد بن علي بن فتحان بن منصور، أَبُو الْحَسَن الشهرزوري:
سَمِعَ أبا القاسم عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران وأبا علي الحسن بن علي ابن مُحَمَّد بْن المذهب وغيرهما، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ وأبو المعمر الأَنْصَارِيّ وأبو طاهر السلفي.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 28928. والجامع الكبير 5765.(18/73)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ فتحانَ الشَهْرُزُورِيُّ بقراءتي عليه ببغداد، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ إِمْلاءً، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دعلج، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا المحارمي، حدثنا عطاء بن السائب عَن سَعِيدِ ابْن جُبَيْرٍ عَن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جهنم» [1] .
أخبرنا جعفر الهمداني، أنبأنا السلفي قَالَ: سَأَلت علي بْن أَحْمَد بْن الشهرزوري عن مولده، فَقَالَ: مولدي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
قرأت بخط أَبِي عَامِر العبدري: توفي أَبُو الْحَسَن الشهرزوري يَوْم الثلاثاء ثالث جمادى الأولى سنة ثمان وخمسمائة ودفن يَوْم الأربعاء، ذكر ابْنُ كامل أَنَّهُ دفن بباب حرب.
597- علي بْن أَحْمَد بْن علي الداري النسوي، أَبُو الْحَسَن العميد:
قدم بغداد حاجّا في سنة ثمان وخمسمائة، وحدث بها عن أَبِي عَمْرو عَبْد الوهاب ابن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن منده وأبي المظفر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الكوسج الأصبهانيين، روى عَنْهُ أَبُو المعالي عَبْد الملك بْن علي الطبري.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الداري النسوي قدم علينا بغداد حاجًا في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسمائة وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الكاتب، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن البغدادي قالا: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد [2] بن إسحاق بن مندة قراءة عليه، أنبأنا وَالِدِي [عَنْ] عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ [3] وَمُحَمَّدِ بْنِ داود وإبراهيم قالوا: حدثنا مسدد بن قطن [4] بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا يحيى بن المبارك السلمي، حدثنا الْحَسَنُ المرهيُّ عَنْ طَالُوتَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ يَزِيدَ الرقاشي عن بعض عمات
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/442. والمستدرك 1/16، 601.
[2] في (ج) : «بن أحمد» .
[3] في (ج) ، (ب) : «عيسى» .
[4] في (ب) : «وطز» .(18/74)
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَهِيدُ الْبَرِّ يُغْفَرُ لَهُ كُلُّ ذَنْبٍ إِلا الدَّيْنَ وَالأَمَانَةَ، وَشَهِيدُ الْبَحْرِ يُغْفَرُ لَهُ كُلُّ ذنب والدين والأمانة» [1] .
598- علي بْن أَحْمَد بْن علي، أَبُو الْحَسَن الرحبي:
حدث عن أبي مُحَمَّد الخلال، روى عَنْهُ أَبُو المعمر الأَنْصَارِيّ.
قرأت بخط أَبِي المعمر المبارك بْن أَحْمَد الأَنْصَارِيّ وأنبأنيه عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد اللَّه الدقيقي، أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الرحبي، أنشدنا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن علي الخلال، أنشدني أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ:
الحمد لله الَّذِي لم يزل ... يوسعني فضلا وأعصيه
عددت تقصيري وإحسانه ... فكان شيئًا لست أحصيه
599- علي بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن منصور الزجاجي الطبري، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر الضرير الفقيه:
من ساكني الرصافة، قدم والده من طبرستان فِي حداثته إلى بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وكان من أصحاب أَبِي حامد الإسفرائيني، سَمِعَ أَبُو الْحَسَن أبا طَالِب محمد ابن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن غيلان [2] وأبا مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ وأبا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن علي بْن التوزي [3] وغيرهم، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن ناصر وأبو المعمر الأَنْصَارِيّ وأبو طاهر السلفي، وكان شيخًا صالحًا متدينًا.
أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللخمي قدم علينا القاهرة وأنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ الزُجَاجِيُّ الضَّرِيرُ بِبَغْدَادَ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأمين، حدثنا هبة الله بن محمد الكاتب، أنبأنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2788. والمعجم الكبير للطبراني 8/201. وكنز العمال 11112.
[2] في (ج) : «بن علان» .
[3] في (ج) : «الثوري» .(18/75)
التميمي، حدثنا أَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَزْدِيُّ بمكة، حدثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: الصَّلاةُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ:
الصَّلاةُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ الصَّلاةُ، فَقَالَ: لا أُمَّ لَكَ، تُعْلِمُنَا بِالصَّلاةِ، وَقَدْ كُنَّا نَجْمَعُ بَيْن الصَّلاتَيْنِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ.
قرأت بخط أَبِي الوفاء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحصين الكاتب قَالَ: سَأَلْتُهُ- يعني أبا الْحَسَن الزجاجي- عن مولده، فقال: في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، قرأت بخط هزارست بْن عوض الهروي قَالَ: سئل الشَّيْخ- يعني أبا الْحَسَن الطبري- عن مولده، فقال: سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل الخفاف بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن الزجاجي الطبري يَوْم الأحد ودفن يَوْم الاثنين ثاني عشر شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بالخيزرانية، رَأَيْته قريبًا من الشبلي [رحمه اللَّه] .
600- علي بْن أَحْمَد بْن علي بْن عَبْد اللَّه [2] ، أَبُو غالب:
من أهل سميرم [3] ، ناحية من نواحي أصبهان، كَانَ وزيرًا للسلطان محمود بْن مُحَمَّد بْن ملكشاه، وكان كبير القدر رفيع المنزلة، بنى مدرسة بأصبهان وجعل فِيهَا خزانة كتب نفيسة بخطوط منسوبة، وكان يقدم بغداد كثيرًا وسكنها مدة وحكم بها، وابتنى بها دارًا عَلَى دجلة، وكان ظالمًا سيئ السيرة.
يحكى عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ [يَقُولُ] : قَد استحييت من كثرة التعدي عَلَى النَّاس وظلمي من لا ناصر لَهُ. ولما عزم عَلَى الخروج من بغداد واللحوق بالمعسكر أخذ الطالع لوقت خروجه وركب فِي مركب [4] عظيم بالتجمل والزينة الكاملة، بين يديه الجاندارية والمطرقون بالسيوف والجراب والديابيس، واجتاز فِي سوق المدرسة المنشئة [5] ، فلما وصل إلى مضيق هناك خرج أصحابه كلهم بين يدي دابته وبقي مفردا لضيق الموضع،
__________
[1] في الأصل: «عن حدير» .
[2] انظر: مرآة الزمان 8/107.
[3] في الأصل، (ب) : «سميرة» .
[4] في (ب) ، (ج) : «في موكب» .
[5] في (ج) : «التبشية» .(18/76)
فوثب عَلَيْهِ رَجُل من دكة هناك فضربه بسكين فوقعت فِي بغلته [1] ، وهرب الضارب نحو دجلة فتبعه الغلمان كلهم ومعهم السلاح وخلا منهم المكان، فظهر رَجُل آخر كَانَ متواريًا فضربه بسكين فِي خاصرته ثُمَّ جذبه عن البغلة إلى الأرض وجرحه عدة جراحات، فعاد أصحاب الوزير فوثب عليهم اثنان لم يريا قبل ذَلِكَ، فحملا عليهم مَعَ الَّذِي جرحه، فانهزم ذَلِكَ الجمع الَّذِي كانوا مَعَ الوزير ولم يبق معه من يرد عَنْهُ ولا يخلصه، فوثب عن ضعف وقلة حركة وأراد الارتقاء إلى غرفة هناك ليختفي بها، فعاد إِلَيْه الَّذِي جرحه وجر برجله وأنزله وجعل يضربه بالسكين فِي مقاتله والوزير يستغيث إِلَيْه ويستعطفه وقَالَ: أَنَا شيخ، فلم يقلع عن ذبحه، وجعل يكبر بأعلى صوته: أَنَا مُسْلِم أَنَا موحد، وحملت جثة الوزير عَلَى بارية أخذت من الطريق إلى دار أخيه النصير، وقتل الأربعة الَّذِينَ تولوا قتله، وكانت امْرَأَة الوزير قَدْ خرجت قبل ركوبه إلى المخيم فِي زينة فاخرة ومعها الجنائب [2] والخدم والغلمان والجواري، فلم تستقر فِي مخيمها حتَّى جاءها الخبر بقتل الوزير فرجعت مَعَ الجواري وهن [3] حواف حواسر عليهن المسوح بعد الموشي المذهب.
كما قال أبو العتاهية فيما أنبأنا سليمان بن محمد بن علي، أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنبأنا أحمد بن محمد البزاز، حدثنا الْحُسَيْن الضبي إملاء قَالَ: وجدت فِي كتاب والدي قَالَ عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل صاحب المراكب: لما صرنا إلى ماسبذان مَعَ المهدي دنوت إلى عنانه فأمسكته عليه وما بِهِ علة، فوالله ما أصبح إلا ميتًا، فرأيت حسنه وقد رجعت وعلى [4] قبتها المسوح، فَقَالَ أَبُو العتاهية فِي ذَلِكَ:
رحن فِي الوشي فأصبح ... ن عليهن المسوح
كل نطاح في الأم ... ر له يوم نطوح
لست بالباقي ولو ع ... مرت ما عُمَر نوح
فعلى نفسك نح إن ... كنت لا بد تنوح
ذكر أَبُو الْحَسَن علي بْن عُبَيْد اللَّه بْن الزاغوني فِي تاريخه ونقلته من خطه أن الوزير
__________
[1] في (ج) : «بقلته» .
[2] في (ب) : الجناب» .
[3] في (ب) : «من حواق» .
[4] في (ج) زيادة: «عليه و» .(18/77)
أبا طَالِب السميرمي قتل فِي يَوْم الثلاثاء سلخ صفر سنة ست عشرة وخمسمائة.
601- علي بْن أَحْمَد بْن علي بْن بدران بْن علي الحلواني، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر:
من أهل باب المراتب، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سَمِعَ القاضي أبا الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وأبا جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المسلمة وأبا الحسين أحمد ابن محمد بن النقور وأبا الْحَسَن [1] مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البيضاوي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عَنْهُ أبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي، وكان صالحًا خيرًا، يكتب خطًا مليحًا عَلَى طريقة الكتاب.
كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيٌّ بن المفضل الحافظ أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن [أحمد الحلواني أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ البيضاوي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران الجندي، حدثنا أحمد بن هاشم الطريفي، حدثنا عبيد بن كثير، حدثنا إسماعيل بن أمية، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفُورِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: [سَمِعَ] [3] رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا طَلَّقَ أَلْبَتَّةَ فَغَضِبَ وَقَالَ: «تَتَّخِذُونَ دِينَ اللَّهِ- أَوْ قَالَ: يَتَّخِذُونَ اللَّهَ تَعَالَى- هُزُوًا وَلَعِبًا، مَنْ طَلَّقَ أَلْبَتَّةَ أَلْزَمْنَاهُ ثَلاثًا لا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ» [4] .
قرأت بخط مُحَمَّد بْن علي بْن فولاد الطبري قَالَ: ولد علي بْن أحمد بن بدران سنة ست وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط أَبِي عَامِر مُحَمَّد بْن سعدون العبدري قَالَ: توفي أَبُو الْحَسَن علي بْن أَبِي بَكْر الحلواني فِي ليلة الاثنين ودفن يَوْم الاثنين ثالث عشري ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمسمائة بقبر أَحْمَد عند أَبِيهِ.
602- علي بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن الخراز، أَبُو الْحَسَن:
من أهل الحريم الطاهري، وهو [أخو] [5] أَبِي علي أَحْمَد بْن أَحْمَد المقدم ذكره
__________
[1] في النسخ: «أبا الحسين» .
[2] في الأصل: «عبيد الله» . وما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر الحديث في: كنز العمال 2855. وتفسير القرطبي 3/156.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(18/78)
وكان الأكبر، سَمِعَ الشريف أبا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الزينبي وأبا الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق وغيرهما، وحدث باليسير، وكان شيخًا صالحًا، روى عَنْهُ أبو المعمر الأَنْصَارِيّ.
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النموذجِ الْبَقَّالُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بْن الْخَرَّازِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي صَفَرٍ سنة ثلاثين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد الخيّاط قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي الخرّاز قراءة عليه قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَن بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عُبَيْد اللَّهِ بن يحيى بن البيع، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجَعَ فكان بظهر المدينة قال: «آئبون تَائِبُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» [1] .
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الخراز أخو شيخنا أَحْمَد فِي سنة حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
603- علي بْن أَحْمَد بْن علي بْن أَبِي الْحُسَيْن، أَبُو الْحَسَن المقرئ:
من أهل أصبهان، ذكر أَبُو بَكْر عُبَيْد اللَّه بْن علي التميمي المارستاني أَنَّهُ قدم عليهم بغداد حاجًا في شهر ربيع الأول سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وأنَّه حدثهم عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن الحارث، وأنَّه سَمِعَ مِنْهُ بقراءة القاضي أَبِي المحاسن عُمَر بْن علي الْقُرَشِيّ وروى عَنْهُ.
604- علي بْن أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَد البابرايا [2] :
والد عَبْد الرَّحْمَن الواعظ المقدم ذكره، ذكر لي ولده عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ حدثه عن أَبِيهِ أَحْمَد وعن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المزرقي، وأنَّه سَمِعَ مِنْهُ وأنَّه قَرَأَ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط، وذكر لي أنه توفي
__________
[1] انظر الحديث في: عمل اليوم والليلة 525. والمعجم الكبير 12/369. ومصنف عبد الرزاق 9240.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/119.(18/79)
سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
605- علي بْن أَحْمَد بْن علي، أَبُو الْحَسَن بْن أبي حرب المظفري:
كَانَ أَبُوهُ يخدم المظفر بن رئيس الرؤساء بن المسلمة فنسب إِلَيْه، وكان عَلَى هَذَا يسكن خرابة ابن خردة ويخدم صاحب المخزن ابْنُ جَعْفَر، سَمِعَ أبا الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن فتحان الشهرزوري وحدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثًا فِي معجم شيوخه.
606- عليّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الدامغاني، أبو الحسن ابن القاضي أَبِي الْحُسَيْن بْن قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه [1] :
ولي القضاء بربع الكرخ بعد وفاة والده فِي يَوْم الأحد منتصف جمادي الأولى سنة أربعين وخمسمائة، ولم يزل عَلَى ذَلِكَ إلى أن توفي قاضي القضاة أبو القاسم علي بْن الْحُسَيْن الزينبي فِي عيد يَوْم الأضحى من سنة ثلاث وأربعين، فولى أَبُو الْحَسَن هَذَا أيضًا-[قاضي] القضاة فِي يَوْم الاثنين منتصف ذي الحجة من سنة ثلاث وأربعين، وخلع عَلَيْهِ بالديوان وشافهه بالولاية نقيب النقباء مُحَمَّد بْن علي الزينبي، وكان يومئذ نائبًا فِي الوزارة للإمام المقتفي لأمر اللَّه، وقرئ عهده بجوامع بغداد وعمره إذ ذاك ثلاثون سنة، فلم يزل عَلَى قضاء القضاة إلى أن توفي الْإِمَام المقتفى لأمر اللَّه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وولى الخلافة بعد ولده المستنجد بالله فأقره عَلَى القضاء ثُمَّ عزله فِي [الثلاثاء] [2] الرابع عشر من جمادى الآخرة من سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
فكانت مدة ولايته إحدى عشرة سنة وستة أشهر فلزم منزله بنهر القلائين بالجانب الغربي منعكفًا عَلَى الاشتغال بالعلم، وكان يَقُولُ: أَنَا عَلَى ولايتي ما عزلت وكل القضاة ببغداد نوابي، لأن القاضي إِذَا لم يظهر فسقه لا يجوز [3] عزله، فبقي عَلَى ذَلِكَ مدة ولاية الْإِمَام المستنجد بالله وقطعة من ولاية المستضيء بأمر اللَّه بْن الْإِمَام المستنجد بالله، ثُمَّ أعاده إلى قضاء القضاة بولاية جديدة وخلع عليه في يوم الأحد ثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة سبعين وخمسمائة، فبقي على
__________
[1] انظر العبر 4/249. والجواهر المضية 1/350.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .
[3] في (ب) : «لم يجز» .(18/80)
قضاء القضاة إلى أن توفى الْإِمَام المستضيء بأمر اللَّه، وولى الخلافة ولده الْإِمَام الناصر لدين اللَّه فأقره عَلَى ولايته إلى حين وفاته، وكان شيخا مهيبا وقورا جليلا فاضلا [عالما] [1] بخبر يسير صامتًا، كامل العقل، عفيفًا نزهًا، جميل السيرة محمود الفعال، حسن المعرفة بالقضايا والأحكام.
سَمِعَ الحديث من آباء القاسم هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن الحصين وهبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الواسطي وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن القاضي أَبِي يعلى بْن الفَرَّاء وأبي البركات عَبْد الوهاب بْن المبارك الأنماطي وغيرهم. وحدث باليسير، وَقَدْ أدركت أيامه، حَدَّثَنِي عَنْهُ أَحْمَد بْن البندنيجي وأبو الحسن بن؟.
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البندنيجي من لفظه وكتابه أنبأنا قاضي القضاة أَبُو الْحَسَن عليّ بْن أَحْمَد الدامغاني بقراءتي عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عبد الله ابن أحمد الواسطي قراءة عليه وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيِّ بْن الْجَوْزِيِّ الْوَاعِظُ قِرَاءَةً، أَنْبَأَنَا الْمَشَايِخُ الْخَمْسَةُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَزْرَفِيُّ وأَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَهَّابِ الدَّبَّاسُ وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُوَحِّدُ وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّوْزَنِيُّ وَأَبُو النَّجْمِ بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْحِيُّ [2] قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ قَالُوا جميعا أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن المسلمة قراءة عليه، أنبأنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه [3] بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، أنبأنا أبو بكر جعفر بن محمد ابن الحسن الفريابي [4] ، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ مَالِكِ بْنِ نَافِعِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» [5] .
أنشدني أَبُو الْحَسَن علي بْن المبارك بْن فائق الوكيل، أنشدنا قاضي القضاة أبو
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[2] في النسخ: «الشجنى» .
[3] في الأصل، (ج) : «عبد الله» .
[4] في النسخ: «الحسين الغرياني» .
[5] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/15، 3/236، 8/30. وصحيح مسلم كتاب الإيمان 107، 109، 110. ومسند أحمد 2/357.(18/81)
الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن الدامغاني، أنشدنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي، أنشدنا أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَد الأديب لنفسه وذكر إنه كتب بها جوابا عن رقعة:
وقعت على الدر الَّذِي رق حسنه ... وأوفت معانيه عَلَى اللؤلؤ الرطب
تلقيته بالرشف ثُمَّ ضممته ... إليَّ كما ضمت حبيبا يد أضب
ونزهت طرفي فِي رياض أنيقة ... معادنها الألباب لا صفحة الترب
لَهُ زهر لو يستطاع لحسنه ... لصيغ [1] أكاليلًا عَلَى فمم [2] الشرب
بلغني عن جماعة من أهل العلم أن بعض الأكابر حكى أَنَّهُ حضر لعيادة قاضي القضاة أَبِي القاسم الزينبي فِي مرضه الَّذِي مات فيه، فحضر القاضي أبو الحسن علي ابن أَحْمَد بْن الدامغاني لعيادته أيضًا، فلما انصرف أتبعه الزينبي نظره حتَّى غاب عَنْهُ ثُمَّ قَالَ: يوشك أن يكون هَذَا قاضي القضاة بعدي، فكان الأمر كما قَالَ، وذلك لما كَانَ يظهر من ابْنُ الدامغاني من حسن السمت والوقار وما يأخذ بِهِ نفسه من النزاهة والعفة والديانة، وكان سنه فِي ذَلِكَ الوقت ثلاثون سنة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عُمَر بْن علي الْقُرَشِيّ قَالَ سمعته- يعني قاضي القضاة أبا الْحَسَن بْن الدامغاني- يقول: ولدت في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وذكر غيره أن مولده كَانَ فِي ذي الحجة من السنة، وأنَّه توفي عشية السبت الثامن والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وصلى عَلَيْهِ يَوْم الأحد بجامع القصر، وحضر خَلَقَ كَثِير، وحمل إلى مقبرة الشونيزية فدفن عند جده لأمه أبي الفتح ابن الساوي.
607- علي بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن محمد ابن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي تمام [3] :
من أهل البصرة، تقدم ذكر والده، كَانَ يتولى الخطابة بجامع الحربية ويصلي بالناس إمامًا فِي الصلوات الخمس بجامع المنصور، توفي فِي صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
__________
[1] في (ج) : «لصينعى» .
[2] هكذا في الأصول.
[3] «بن أبي تمام» ساقطة من (ج) .(18/82)
608- علي بن أحمد بن علي بن هبل البيع، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي الْعَبَّاس بْن أَبِي الْحَسَن الطبيب [1] :
من أهل باب الأزج، قَرَأَ الأدب عَلَى الشريف أبا السعادات بْن الشجري [2] ، وسمع الحديث من أَبِي القاسم بن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبي الفضل مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَالِك العاقولي [3] ، وقرأ علم الطب حتَّى برع [4] فِيهِ، وخرج من بغداد ودخل بلاد الروم وصار طبيب السلطان هناك وكثر ماله وارتفع، ثُمَّ إنه سكن خلاط مدة ثُمَّ إنه عاد إلى الموصل واستوطنها إلى حين وفاته، وأضر فِي آخر عمره ثُمَّ زمن فلم يقدر عَلَى الحركة، فكان النَّاس يقصدونه فِي منزله ويشتكون إليه أمراضهم ويقرؤن عليه علم الطب، وله مصنفات فِي الطب حسنة، دخلت عَلَيْهِ داره بالموصل وقرأت عَلَيْهِ جزءًا كَانَ سمعه من ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وكانت لَهُ معرفة بالأدب حسنة واليد الطولى فِي علم الطبيعيات، وكان دينا حسن الطريقة، مليح الشيبة عَلَيْهِ وقار، وله هيبة، إلا أَنَّهُ كَانَ عسرًا فِي الرواية لا يفهم شيئًا من الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْن عَلِيِّ بْنِ هُبَلَ الطَّبِيبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ بِالْمَوْصِلِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ من سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ [5] ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هَارُونَ الْغَسَّانِيُّ [6] وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عَلِيِّ بْن أبي العقب، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْرِيُّ [7] ، حدثنا الوليد بن النضر المسعودي، حدثنا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ [8] اللَّخْمِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي
__________
[1] انظر: إنباه الرواة للقفطى 2/231. وشذرات الذهب 5/42.
[2] في النسخ: «السجزى» .
[3] في الأصل: «على العاقولي» .
[4] في الأصل، (ب) : «نزع» .
[5] في النسخ: «الكناني» .
[6] في النسخ: «النسائي» .
[7] في التهذيب، والعبر: «البعرى» .
[8] في الأصل، (ج) : «سعيد» .(18/83)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَعَلَيْكُمْ بِذِي الطُّفَيْتَيْنِ وَالأَبْتَرِ فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ وَيُسْقِطَانِ الْحَبَلَ» [1] .
سَأَلت أبا الْحَسَن بْن هبل عن مولده، فَقَالَ: فِي الثالث والعشرين من ذي القعدة من سنة خمس عشرة وخمسمائة بدرب ثمل بباب الأزج، وتوفي بالموصل فِي يَوْم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة عشر وستمائة ودفن بمقبرة المعافى بْن عِمْرَانَ.
609- عليّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حيدرة بْن القاسم بْن الحارث بن عبد الله المعروف ببنه بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، أَبُو الْحَسَن:
هكذا ذكر نسبه بخط يده، وكان يعرف بالعنبري وبابن دواس الفتا، وهو أخو مُحَمَّد بْن أَحْمَد الَّذِي تقدم ذكره، من أهل واسط، قدم بغداد غير مرة ثُمَّ استوطنها، وكانت وفاته بها، وكان شاعرًا حسن الشعر أديبًا فاضلًا، وكانت لَهُ معرفة بالنجوم وعمل التقاويم، كتب عَنْهُ أصحابنا شيئًا من شعره، ولم يتفق لي لقاءه، وَقَدْ أجاز لي جميع ما سمعه وما نظمه.
أنشدني أَبُو القاسم موهوب بْن سعد [2] رفيقنا أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن علي الواسطي لنفسه ببغداد وذكر أَنَّهُ كتب بها إلى بعضهم يسأله قضاء شغل [لَهُ] [3] :
يا راعي المجد راعني كرمًا ... ولا تدع من رعيته هملا
جد بافتراحي فقد ألفت نعم ... حبا وأنكرت من زمانك لا
وأنشدني أَبُو القاسم موهوب، أنشدنا علي بْن أَحْمَد بْن علي العنبري لنفسه:
إني أعالج أقوامًا إِذَا اختبروا ... كانوا ثياب جمال تحتها صور
مقدمين فلا أصل ولا حسب ... ولا نسيم ولا طل ولا ثغر [4]
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/154. وصحيح مسلم، كتاب السلام 128، 129.
[2] في (ب) : «بن سعيد» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[4] في (ج) : «ولا ثمر» .(18/84)
هم الصدور ولكن لا قلوب لها ... يا ليت مذ نظروا ما [1] كان لي نضر
من كل صدور ما لاقاه مادحه ... كانت مواهبه التقطيب [2] والضجر
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي يَقُولُ: ذكر لي علي بْن أَحْمَد ابن دوّاس الفتا أَنَّهُ ولد فِي ذي القعدة من سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وذكر هُوَ بخطه عن مولده فِي يَوْم الأربعاء السابع والعشرين من ذي القعدة بواسط، توفي بِبَغْدَادَ فِي شهر ربيع الآخر من سنة اثنتي عشرة وستمائة.
610- عليّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن بطوشا، أَبُو الْحَسَن:
من أهل باب الأزج، ظهر سماعه فِي جزء من أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ، وكتب علينا من بغداد فِي رحلتي إلى خراسان، فسمع منه أصحابنا، وتوفي قبل عودتي إلى بغداد فِي شوال أَوْ ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة، وكان يذكر أن مولده فِي يَوْم الثلاثاء رابع ربيع الآخر من سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
611- علي بْن أَحْمَد بْن عِمْرَانَ، أَبُو الْحَسَن الشاهد، المعروف بابن العاجز:
من ساكني باب الطاق، ذكر أَبُو طاهر أَحْمَد بْن الْحَسَن الكرجي فِي تاريخه ونقلته من خطه أَنَّهُ توفي يَوْم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة أربع وستين وثلاثمائة.
612- علي بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن الخل، أَبُو الْحَسَن بْن أبي عُمَر الأبزاري [3] :
من أهل الكرخ، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه المحاملي وأبا القاسم عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران وغيرهما، روى عَنْهُ عَبْد الوهاب بْن المبارك الأنماطي وأبو الفتح المظفر بن علي بن جهير الوزير وأبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وأبو علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الرحبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ وَاثِلَةُ بْنُ بَقَا بْنِ أبي نصر الملّاح، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن
__________
[1] في الأصل، (ب) : «مدو نظر وما» .
[2] في (ب) : «التقطير» .
[3] في (ج) : «الأبزاري» . وفي الأصل، (ب) . «الأنزارى» .(18/85)
الرحبي، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْخَلِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الشافعي، حدثنا موسى بن سهل، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا فائد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَلِي مُسْلِمٌ يَتِيمًا فَيُحْسِنُ وِلايَتَهُ وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شعرة حسنة، ومحا عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةً» [1] .
أخبرنا أَبُو الفضل جَعْفَر بْن علي الهمداني بالإسكندرية قَالَ: سَمِعْتُ أبا طاهر أحمد ابن مُحَمَّد السلفي يَقُولُ: أَبُو الْحَسَن بْن الخل قرأنا [2] عَلَيْهِ وعن أَبِي عَبْد اللَّه بْن المحاملي وأبي القاسم بْن بشران وكان سماعه صحيحًا.
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن المعمر الأَنْصَارِيّ أن أبا نصر الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم اليونارتي أخبره قَالَ: سَمِعْتُ أبا الْحَسَن بْن الخل الكرخي يَقُولُ: ولدت سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن علي بْن أَبِي عُمَر بْن الخل البزاز فِي يَوْم الثلاثاء العشرين من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وأربعمائة.
613- علي بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن الْحُسَيْن بْن خلف القطيعي، أَبُو القاسم الصفار:
من أهل القطيعة بباب الأزج، وهو أخو أَبِي الْحَسَن الَّذِي تقدم ذكره، سَمِعَ فِي صباه من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بن الزاغوني وأبي جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز العباسي وأبي القاسم سَعِيد بْن أَحْمَد [3] بن البناء وأبي الوقت عبد الأول بن عِيسَى بْن شُعَيْب السجزي وأبي القاسم هبة اللَّه بْن الفضل الشاهد وغيرهم، كتبت عَنْهُ، وكان شيخا لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عمر القطيعي، أنبأنا محمد بن عبيد الله، أنبأنا
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 6030. ومجمع الزوائد 8/161.
[2] في (ب) : «قراءة» .
[3] في (ج) : «بن أحمد بن المبارك بن البناء» .(18/86)
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَلِّصُ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَدَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي صَرَعَهُ الْبَعِيرُ [فَوُقِصَ فَمَاتَ] [1] وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَلا تُحَنِّطْهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحْرِمًا» [2] .
أخبرني أَبُو الْحَسَن بن القطيعي أن أخاه عليا ولد يَوْم الجمعة لخمس بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتوفي ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة ثمان وستمائة ودفن بمقبرة الفيل بباب الأزج.
614- علي بْن أحمد بن عيسى، أبو الحسن البيهقي [3] :
قدم بغداد طالبًا للحج وحدث بها عن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي الذهلي، روى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ [4] السمناني [5] .
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ دَاوُدُ وَيُوسُفُ ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّبَّاسُ أَنَّ الشَّرِيفَ أَبَا السَّعَادَاتِ أَحْمَدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّلِيَّ أَخْبَرَهُمَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد ابن أبي الحسين الأعين السمناني، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْبَيْهَقِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَدِمَ علينا بغداد يريد الحج، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن خالد بن أحمد الذهلي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرُوبَةَ بن عبد الرحمن المروزي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ الْمُفَلِّسِ الحمامي، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، حدثنا أَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» [6] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد 1/220.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج 14، 93، 49، 96، 99. وفتح الباري 4/64.
[3] في الأصل: «الهفتى» وفي (ج) : «السمانى» .
[4] «بن أحمد» . ساقطة من (ج) .
[5] في الأصل، (ب) : «السمانى» .
[6] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 224. والمعجم الكبير 10/240 والصغير 1/6. ومجمع الزوائد 1/119، 120. وكشف الخفا 2/56، 466، 584.(18/87)
615- عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْنِ الفرج بْن إِبْرَاهِيم البزاز، أَبُو الْحَسَن الفقيه الحنبلي، المعروف بابن أخي نصر:
من أهل عكبرا، سَمِعَ أبا علي الْحَسَن بْن شهاب، وقدم بغداد وسمع بها أبا علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان، ثُمَّ قدمها بعد علو سنة وحدث بها، سَمِعَ مِنْهُ وكتب عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي، وروى عَنْهُ أَبُو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبو البركات هبة اللَّه بْن المبارك السقطي فِي معجم شيوخه وذكر أَنَّهُ كَانَ شيخ أهل العلم بعكبرا فِي القرآن والحديث والفقه والفرائض وأنَّه كتب الكثير، وكان مفتيًا مدرسًا ورعًا ثقة حجة.
أَنْبَأَنَا الأَعَزُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الظَّهْرِيِّ [1] ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن الفرج الحنبلي العكبري قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وستين وأربعمائة، أنبأنا أبو علي الحسن ابن شِهَابِ بْنِ الْحَسَن بْنِ عَلِيّ بْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ النفيسي، حدثنا أبو محمد عبيد [2] بن شريك البزّاز، حدثنا سعيد [بن] [3] الحكم ابن أبي مريم أبو محمد المصري، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثني إبراهيم ابن عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ وَطَرَحَهُ وَقَالَ: «يَعْمِدُ [4] أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةِ من نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ»
، فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
خُذْ خَاتَمَكَ فَانْتَفِعْ بِهِ، فَقَالَ: لا وَاللَّهِ لا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ الله) [5] .
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ أنشد أَبُو الْحَسَن [6] علي بْن أَحْمَد بْن الفرج العكبري لنفسه:
أعجب محتكر الدنيا وبانيها ... وعن قليل عَلَى كره تخليها
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «الظهيرى» .
[2] في (ب) : «عبيد الله» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من تهذيب التهذيب.
[4] في (ب) : «تعمد» ، و (ج) : «قعمد» .
[5] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب اللباس 52.
[6] في (ج) : «أبو الحسن محمد بن على» .(18/88)
دار عواقب مفروحاتها حزن ... إِذَا أغارت أساءت فِي تقاضيها
وكل حي حمام الموت يدركه ... ففيم تخدعنا آمالنا فيها
يا من يسر بأيام تسير بِهِ ... إلى الفناء وأيام تقضيها
قف فِي منازل أهل العز معتبرًا ... وانظر إلى أي شيء صار أهلوها
صاروا إلى حدث قفر محاسنهم ... عَلَى الثرى وذوي الدود يعلوها
قرأت بخط القاضي أَبِي عَلَى يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سطور الحنبلي قَالَ: توفي أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد المعروف بابن أخي نصر الفقيه الحنبلي العكبري يَوْم الاثنين الثالث عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
616- علي بْن أَحْمَد بْن الْفَضْل بْن عَبْد الملك، أَبُو القاسم بْن أَبِي الْحَسَن الهاشمي:
أخو [1] عَبْد الواحد المقدم ذكره، ولي الصلاة والخطابة بجامع المدينة وجامع الرصافة بعد موت أخيه عَبْد الواحد، وتوفي عَلَى فجاءة- كما مات أخوه عَبْد الواحد- فِي شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة، فتقلد الصلاة بعده بجامع المدينة أخوه أَبُو يعلى وبجامع الرصافة هارون بْن المطلب، هكذا رَأَيْته بخط هلال بْن المحسن الكاتب فِي تأريخه.
617- علي بْن أَحْمَد بْن القاسم، المعروف بابن الجصاص:
حدث عن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سهل بْن الْحَسَن العطار، روى عَنْهُ أَبُو حازم [2] عُمَر بْن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ العبدوي النَّيْسَابُوريّ.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْقُشَيْرِيُّ أَنَّ أَبَا سَعْدٍ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجِيَّ أَخْبَرَهُ أنبأنا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحافظ، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ [3] الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بابن الجصاص بفائدة الشيخ أبي ذهل، أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ بِبَغْدَادَ، حدثنا سعيد بن الأصبغ الصدفي، حدثنا عمار بن نوح، حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة
__________
[1] في النسخ: «أبو عبد الواحد» .
[2] في النسخ: «أبو طاهر» .
[3] «الْحَافِظُ أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ» سقط من (ج) .(18/89)
عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ» [1] ،
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
618- علي بْن أَحْمَد بْن لبنى [2] ، أَبُو الْحَسَن الأواني:
من أهل أوانا، روى عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن بطة، روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الزاذاني الزَّاهِد.
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن معمر الأصبهاني أن أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي أخبره قَالَ: سَمِعْتُ الشَّيْخ الزَّاهِد أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحَسَن الزاذاني وأنا فِي مسجده يقول سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بْن لبنى الأواني يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن بطة العكبري لنفسه:
ابني إن من الرجال بهيمة ... فِي صورة الرجل السميع المبصر
فطنا بكل مصيبة فِي ماله ... فإذا أصيب بدينة لم يشعر
619- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المقرئ:
حدث ببخارا عن أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيش المعدل، روى عنه القاسم ابن مُحَمَّد القزويني.
أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ بِأَصْبَهَانَ قَالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن ماشاذه أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ سُلَيْمَانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظَ أخبره حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ [3] أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ منجويه، حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ القزويني بسمرقند، حدثنا عَلِيُّ [بْنُ] [4] أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ الْبَغْدَادِيُّ ببخارا، حدثنا محمد بن إبراهيم بن حبيش، حدثنا محمد بن شجاع، حدثنا محمد بن الحسن بن حنيفة، حدثنا الْفَقِيهُ جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الحسين بن علي بن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَبَّ نبيا فاقتلوه، ومن سب صحابيا فاضربوه» [5] .
__________
[1] الحديث تخريجه، راجع الفهرس.
[2] هكذا في النسخ.
[3] في الأصل، (ب) : «ابن عمر» .
[4] ما بين المعقوفتين ليست الأصول.
[5] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 6/260. والأسرار المرفوعة 214. وكنز العمال 32478.
والأحاديث الضعيفة 206.(18/90)
620- عَليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ، أَبُو مُحَمَّد المادرائي:
من بيت مشهور برئاسة وتقدم، سَمِعَ أبا شُعَيْب عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الحراني وموسى بْن هارون الحمال [1] وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري وغيرهم، وسكن مصر مَعَ أهله وحدث هناك، وكان كاتبًا حاذقًا بالكتابة، ولم يدخل فِي عمل ولا ولاية وكان يتشيع، ذكر هَذَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زولاق الفقيه فِي أخبار المادرائيين من جمعه.
621- عَلِيّ بْنُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سريع، أَبُو الْحَسَن المعدل:
حدث بالمحلة من ديار مصر عن أَبِي الْعَبَّاس حامد بْن مُحَمَّد بْن شُعَيْب.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ الله بن محمد اللفتواني، أنبأنا أَبُو الْفَرَجِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيُّ قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد الورّاق، حدثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ علي بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ سَرِيعٍ [2] الْبَغْدَادِيُّ قَرَأْتُ عَلَى بَزِيعِ بْنِ عُبَيْدِ [3] بْنِ بَزِيعٍ [4] خَمْسًا فَقَالَ لِي: حَسْبُكَ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ سُلَيْمَانَ الْحَرْبِيِّ خَمْسًا، فَقَالَ لِي: حَسْبُكَ؟ فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرٍ الْحَرَارِ خَمْسًا، فَقَالَ لِي:
حَسْبُكَ؟ فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى سُلَيْمٍ خَمْسًا، فَقَالَ لي: حسبك؟ فقلت:
زدني، فَقَالَ: قرأت على حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ الزَّيَّاتِ خَمْسًا، فَقَالَ لِي: حَسْبُكَ؟ فَقُلْتُ:
زِدْنِي، فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأَعْمَشِ خمسا، فَقَالَ لي: حسبك؟ فقلت: زدني، فَقَالَ [5] :
قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ خَمْسًا، فَقَالَ لي: حسبك؟ فقلت: زدني، فَقَالَ: قرأت على أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ خَمْسًا، فَقَالَ لِي: حَسْبَك؟ فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ خَمْسًا فَقَالَ لِي: حَسْبُكَ؟ فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: هَكَذَا أُنْزِلَ جِبْرِيلُ بِالْقُرْآنِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم خمسا خمسا.
__________
[1] في (ب) : «الجمال» .
[2] في النسخ: «بن برتع» .
[3] في النسخ: «بن عتبة» .
[4] في النسخ بدون نقط.
[5] «قرأت على الأعمش خمسا فقال لي: حبك؟ فقلت: زدني فقال» . مكررة في (ج) .(18/91)
622- عليّ بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن فارس بْن سهل، أَبُو الحسن بن أبي الفوارس: [1]
أخو أَبِي الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ وكان الأكبر، سَمِعَ الحديث وحدث باليسير، وكان عبدًا صالحًا، روى عَنْهُ أخوه في أماليه.
أخبرنا عَبْد العزيز بن محمود الحافظ، أنبأنا ابن كانشاه بن محمد بن تركانشاه، أنبأنا عبد الواحد بن علي بن فهد، حَدَّثَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي الفوارس إملاء، أخبرني علي عن عَبْد اللَّه بْن سهل الرازي قَالَ: سَمِعْتُ يَحيى بْن مُعَاذِ يَقُولُ: بلغني أن اللَّه عزَّ وجلَّ قَالَ: خلقت خلقي وأعطيتهم مالي، وخلقت جنتي وأمرتهم أن يشتروا جنتي. بمالي، فمن لم يشتر جنتي بمالي أدخلته ناري.
وبه: حدثنا أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس إملاء أخبرني أخي علي بْن أَبِي حامد البغدادي قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحربي يَقُولُ: سَمِعْتُ العيشي يَقُولُ سَمِعْتُ حَمَّاد بْن زَيْد يَقُولُ: سَمِعْتُ أيوب السختياني يَقُولُ: لو قيل لي يَوْم القيامة: تعرض عَلَى أبيك أَوْ على أمك، لقلت: ما أحب أن أعرض إلا عَلَى ربي لأن أبي وأمي إنَّما رحماني لأن اللَّه عزَّ وجلَّ جعل فِي قلوبهم الرحمة لي.
وبه: حدثنا أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس إملاء أخبرني أخي علي رحمه الله، أنبأنا علي بْن إِبْرَاهِيم الموصلي عن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عقير، أنشدني يُوسُف بْن الْحُسَيْن:
من لم يقر بماجد متكرم ... عيناه كَانَ بذي الجلال جهولًا
والموت خير للفتى من غفلة ... عن سيد يعطى العباد جزيلًا
يدعو الخليفة باذلًا متفضلًا ... ويحب منهم من يراه سؤولا
قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: علي ومُحَمَّد يعرفان ببني أَبِي الفوارس، كتبنا الحديث.
أنبأنا ابْنُ الأخضر عن ابْنُ ناصر عن أَبِي علي بن البناء، حدثنا أبو الفتح بن أحمد ابن أبي الفوارس الحافظ، أنبأنا أخي علي بن أحمد قال: بن البناء هذا يقال له المختطف. قال: أنبأنا أَبُو الفتح هَذَا، أخي علي كَانَ أكبر مني خرج ليلة يريد الحمام ومعه سطل ومئزر فغره القمر وما عرف لَهُ خبر إلى الآن ويرون أنه اختطف.
__________
[1] انظر: تاريخ بغداد الجزء الأول، في ترجمة «مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بن فارس» .(18/92)
623- عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، بْن عَبْد العزيز المحور، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي الطيب الشاهد:
من أهل عكبرا، حدث عن أَبِي مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سمرة البندار وأبي القاسم الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان القادسي، أنبأنا الفضل بْن مُحَمَّد الجندي بمكة، روى عَنْهُ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عبد العزيز العكبري وأَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بن السمان الرازي فِي معجم شيوخه.
624- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْحَسَن الإسماعيلي الرئيس:
قدم بغداد حاجا في شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وحدث بها عن أَبِي صالح خلف بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الخيام وأبي حَفْص أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن حمدان الفقيه وأبي نصر أَحْمَد بْن سهل بْن حمدويه الفقيه وأبي نعيم مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن نصر المروزي وأبي سهل هارون بْن أَحْمَد بْن هارون الأسترآباذي وأبي عبد الله محمد ابن مُوسَى بْن علي بْن عِيسَى الضرير الرازي وأبي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن سَعِيد الأنماطي المروزي وأبي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خراشة المراوزي وأبي عَمْرو مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن صابر كاتب الْبُخَارِيّ وأبي بَكْر أَحْمَد بْن سعد بْن نصر بْن بكار الزَّاهِد وأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن علي بْن الشاه التميمي وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن علي بْن إِسْمَاعِيل الفقيه الشاشي وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن حاتم بْن اذكر الفرخشي وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الفضل البلخي وأبي الحسن علي بن الحسين بن علي بن مهدي المروزي يعرف بالكراعي وأبي الفضل مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مهران المروزي الحدادي وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن الحسين السمسار وأبي أَحْمَد مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْد اللَّهِ الحنفي قاضي بخارا وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن الفضل بْن جَعْفَر الفقيه وأبي نصر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن حسكويه الوراق ومُحَمَّد بن أحمد بن مُوسَى الخازن وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن عون بْن إِسْحَاق بْن صالح بْن عباد المروزي وأبي الحسن محمد بن محمد ابن مندوست الفقيه البلخي، وسمع النَّاس مِنْهُ بالتقاء أَبِي الفتح بْن أَبِي الفوارس الحافظ، وروى عَنْهُ من أهل بغداد أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْن بْن سكينة الأنماطي.(18/93)
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بْنِ ثَابِتٍ الْبَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بن أحمد بن عمر السمرقندي، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ بْن إِبْرَاهِيم الْبُخَارِيُّ، قدم علينا للحج حدثنا محمد بن الحسين الحدادي، حدثنا محمد بن عبد الله السعدي، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ يَعْنِي ابْنَ سَيَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله الأنصاري قال: جاء إبراهيم بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ، فَتَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الْجَمَالُ؟ قَالَ: «صَوَابُ الْقَوْلِ بِالْحَقِّ» ، قَالَ: فَمَا الْكَمَالُ؟ قَالَ: «حُسْنُ الْفِعَالِ بِالصِّدْقِ» .
625- علي بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ليث بْن الجراح بْن الحارث بْن أهبان بْن أوس الخزاعي مكلم الذئب، أَبُو القاسم: [1]
من أهل بلخ، سمع ببخارا مسند الهيثم بْن كليب الشاشي [2] مِنْهُ وكتاب «شمائل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لأبي عِيسَى مُحَمَّد بْن عِيسَى الترمذي عن الهيثم [3] أيضا عن الترمذي، وحدث بهما عنه، [و] رواهما عَنْهُ جماعة من أهل بلخ أخبرهم أَبُو القاسم أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الخليلي، وكان سماعه من الخزاعي في شوّال سنة ثمان وأربعمائة، وقد قدم الخزاعي بغداد حاجّا وحدث بها.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الأَمِينُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ سهل عن بشر الإسفرائيني، أنبأنا أبي قراءة عليه، أنبأنا القاضي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ محمد في شعبان سنة أربعين وأربعمائة، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَدَثِ الشافعي البصري، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد الْخُزَاعِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ بُخَارَا إِلَى بَغْدَادَ حاجّا، أنبأنا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ الأَدِيبُ بِبُخَارَا سَنَةَ ثلاث وعشرين وثلاثمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّجَاحِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عن المغيرة ابن شُعْبَةَ [4] قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله!
__________
[1] انظر: العبر 3/107.
[2] في النسخ: «لشاسى» .
[3] في (ب) ، (ج) : «بن عيسى الترمذي بن الهيثم» .
[4] في النسخ: «عن المغيرة عن شعبة» .(18/94)
قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ! قَالَ: «أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» [1] .
626- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد، أَبُو الْحَسَن البادرائي:
حدث عن أَبِي بَكْرٍ [مُحَمَّدُ بْنُ] [2] أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ المفيد، روى عَنْهُ أَبُو مَسْعُود سُلَيْمَان بْن إِبْرَاهِيم الأَنْصَارِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ دَاوُدُ بن معمر القرشي بأصبهان، أنبأنا أَبُو طَاهِرٍ الْخَضِرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّفَّارُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنْ أَبِي [3] مَسْعُودٍ سليمان بن إبراهيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ [4] بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ البادرائي الجرجاني بها، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الورّاق، حدثنا جعفر بن أحمد، حدثنا أحمد بن الخطاب الشمشاطي، حدثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ وَهُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَنْبِيَاءِ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ دَرَجَةُ النَّبُوَّةِ» [5] .
627- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل بْن الوازع، أَبُو الفرج الدلال، المعروف بالبشاري:
من ساكني باب الطاق، صحب أبا الْحَسَن بْن بشار الزاهد فنسب إِلَيْه، سَمِعَ أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخراساني وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشَّافِعِيّ وأبا جَعْفَر أَحْمَد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن أَبِي طَالِب الكاتب وَأَبَا سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي وأبا حَفْص عُمَر بْن أَحْمَد بْن نعيم وأبا أَحْمَد عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن أَبِي شيخ الغنوي وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفي وأبا الْحُسَيْن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن قرقرا الرفاء وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِم البزاز وأبا بَكْر أَحْمَد بْن جَعْفَر بن محمد ابن سالم الختلي [6] وأبا علي مُحَمَّد بْن جَعْفَر الدقاق وأبا القاسم إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] ما بين المعقوفتين من العبر 3/8.
[3] في (ب) : «ابن أبي مسعود» .
[4] في النسخ: «أبو الحسن عمر» .
[5] انظر الحديث في: كنز العمال 28829.
[6] في النسخ: «الحنبلي» .(18/95)
جَعْفَر الحربي وأبا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن قانع بْن مرزوق وأبا مُحَمَّد يَحيى بْن شبل بْن الْعَبَّاس الحميدي وأبا الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى السكري المؤدب وأبا محمد عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بْن هانئ وغيرهم، روى عَنْهُ ابنه أَبُو الْحَسَن أَحْمَد وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن علي بْن التوزي وأَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّمَّانُ الرازي.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أسعد وذاكر بن كامل، أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ إِذْنًا عَنْ أبي الحسين بن التوزي، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الفضل، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسن بن هانئ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الْبَلْخِيُّ الشُّجَاعِيُّ، حدثنا الحسين بن أبي الحجاج، حدثنا بُنْدَارُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ وَهُوَ أَبُو غَسَّانَ الْمَدَنِيُّ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ الأَسْوَدِ عَنِ الأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا غَضِبَ عَلَى أُمَّةٍ لَمْ يُنْزِلْ بِهَا الْعَذَابَ، غَلَتْ أسعارها [1] ، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارها، وَحُبِسَ عَنْهَا أَمْطَارُهَا، وَلَمْ تَغْزُرْ أَنْهَارُهَا، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا شِرَارُهَا» [2] .
أنبأنا جماعة عن أَبِي علي الحداد قَالَ: كتب إلي أَبُو سعد بْن علي بن الحسين السمّان الرازي، حدثنا أَبُو الفرج علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الفضل بن الوازع البشارى بقراءتي عليه ببغداد، أنبأنا عبد اللَّه بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الخراساني- فذكر حديثًا.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عَبْد الرزاق بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد البارطي الْبَصْرِيّ بخطه، أنشدنا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن علي البشاري [3] أنشدنا أَبِي قَالَ: دخلت عَلَى القاضي أَبِي مُحَمَّد بْن معروف أَنَا وجماعة نعوده من أصحاب الحديث فأنشدنا هَذِهِ الأبيات:
إن الَّذِينَ بخير [4] كنت تذكرهم ... قضوا عليك وعنهم كنت أنهاكا
لا تطلبن حياة عند غيرهم ... فليس يحييك إلا من توفاكا
__________
[1] في النسخ: «أسمارها» .
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 21597، 21611. وتاريخ ابن عساكر 7/336.
[3] في (ب) : «النشارى» .
[4] في الأصل، (ب) : «بخير» .(18/96)
628- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] ، أَبُو الْحَسَن البزاز:
من ساكني سوق السلاح، حدث عن أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بْن [شاهين] [2] وأَبِي الْقَاسِم عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الجراح الوزير، روى عَنْهُ أَبُو البركات عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الشهرزوري وأبو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد [3] ابن البناء فِي مشيخته وأبو مُحَمَّد جَعْفَر بْن مُحَمَّد السراج.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى [4] بْنُ عُثْمَانَ الفقيه، أنبأنا أبو علي بن البنّاء قراءة عليه، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ [5] أَبُو الْحَسَنِ البزّاز جارنا بسوق السلاح، أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ البلخي، حدثنا أحمد بن محمد ابن الفرّاء، حدثنا عصام بن يوسف، أنبأنا عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ الْبُرِّيُّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ شَيْخًا وَشَابًّا سَأَلا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، فَنَهَى الشَّابَّ وَرَخَّصَ لِلشَّيْخِ.
أنبأنا أَبُو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس، أنبأنا أَبُو الفضل أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن خيرون قراءة عَلَيْهِ أن توفي أبو الحسن علي بن أحمد بن حامد البزاز في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
629- علي بن أحمد بن مُحَمَّد بن الدلال، أبو الحسن المقرئ:
من أهل عكبرا، حدث ببغداد عن أبي علي الحسن بن شهاب وعمر بن محمد بن ميخاييل العكبري، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السقطى في معجم شيوخه وذكر أنه كان شيخًا صدوقًا.
أنبأنا مُحَمَّد بن المبارك بن البيع عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله السقطي، حدثنا أبي من لفظه، أنبأنا علي بن أحمد بن دلال العكبري ببغداد، أنبأنا الحسن بن شهاب،
__________
[1] في (ج) : «محمد بن أحمد» . وسيأتي أنه: «حامد» .
[2] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
[3] «بن أحمد» ساقطة من (ج) .
[4] في الأصل، (ب) : «عبد الوهاب بن يحيى» .
[5] سبق أنه «محمد» .(18/97)
630- عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المقرئ، الفقيه الحنبلي، المعروف بابن زفر:
من أهل عكبرا، ذكره أبو البركات بن السقطي في معجم شيوخه قال: ولد حياة ابن شهاب ولم يسمع منه، وسمع من ابن ميخاييل وابن الخياط العكبريين، وكان فقيهًا زاهدًا ورعًا صدوقًا.
أَنْبَأَنَا ابْنُ مشق عَنْ وَجِيهِ بْن هِبَةِ اللَّه بْن الْمُبَارَكِ السقطي، حدثنا أبي، أنبأنا [1] عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُفَرَ الْعُكْبَرِيُّ بِهَا، أنبأنا ميخاييل، حدثنا عبيد الله بن بطة، حدثنا شعيب بن محمد، حدثنا ابْنُ أَبِي الْعَوَّامِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلْمِ بن سالم عن الأعمش عن إبراهيم بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ» [2] .
631- علي بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْن حميد الناقد الواسطي، أَبُو الْحَسَن البزاز:
من ساكني نهر القلائين، ثُمَّ انتقل إلى درب السلسلة، سَمِعَ أبوي الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] بْن بشران وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مخلد البزاز، روى عَنْهُ عَبْد الوهاب بْن المبارك الأنماطي وعبد الخالق ابن عَبْد الصمد بْن البدن وصدقة بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن المحليان، وكان شيخًا صالحًا.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ القادر الجيلي بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ صَدَقَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بن المحليان، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [4] بْنِ حُمَيْدٍ الْبَزَّازُ قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ [5] عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بِشْرَانَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِدَارِهِ فِي المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقّاق، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، حدثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جنازة وتبعها فله
__________
[1] في الأصل، (ج) : «ثنا على أنبأ» .
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم 2056. ومسند أحمد 3/176، 202، 273. وفتح الباري 9/330.
[3] في الأصل، (ج) : «عبيد الله» .
[4] في الأصل: «عبد الله» .
[5] في النسخ: «أبو الحسن» .(18/98)
قِيرَاطَانِ، وَإِنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ» ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! مَا الْقِيرَاطُ؟
قَالَ: أَصْغَرُهَا مِثْلُ أُحُدٍ [1] .
قرأت فِي كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال لي أبو الحسن علي ابن مُحَمَّد بْن حميد الواسطي: ولدت فِي سنة ست وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن حميد الناقدي يَوْم الجمعة ثامن عشر رجب سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
632- علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بْن يُوسُف النفري، أَبُو الْحَسَن:
من أهل البصرة، قدم بغداد شابًا طالبًا للعلم، وسمع بها الكثير من عاصم بْن الْحَسَن وعبد الواحد بْن علي بْن فهد العلاف وأبي الْحُسَيْن الطيوري وأمثالهم، وكانت لَهُ معرفة باللغة والأدب، وحدث بشيء يسير عن أَبِي يعلى أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زكريا الفرائضي وأبي صالح [أَحْمَد بْن] عَبْد الملك بْن علي [2] المؤذن، روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الدينوري وأبو الفضل مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ.
قرأت فِي كتاب المبارك بْن كامل بخطه قَالَ: قرأت عَلَى الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الدينوري أخبركم علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المقرئ الْبَصْرِيّ، حدثنا أَبُو صالح [أَحْمَد بْن] عَبْد الملك بْن علي المؤذن [3] من لفظه، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن عَبْد اللَّه الفقيه، حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم العبادانيّ، حدثنا زكريا بن يحيى المكتب، حدثنا سَعِيد بْن حرب عن بعض أصحابه أن يزيد بن أبي منصور قال: كان
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجنائز 54. ومسند أحمد 2/233، 246، 280، 387، 444، 445.
[2] في النسخ: «عبد الله» .
[3] في النسخ: «المؤدب» .(18/99)
رجل من حملة القرآن حضرته الوفاة وكان مسرفًا على نفسه، فأتته ملائكة العذاب فعرج القرآن من صدره إلى السماء فنادى: يا رب! سكني؟ فأوحى الله عز وجل إلى الملائكة أن دعوا [1] القرآن يسكنه.
أخبرناه غياث بن الحسن بن البناء إذنا عن الحسين بن إبراهيم الدينوري، أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي علي بن مُحَمَّد أبو الحسن النفري [2] سنة خمس وثمانين وأربعمائة.
633- عَليّ بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن فنون [3] ، أبو الحسن الثعلبي:
سمع الكثير من أبي الفضل بن خيرون وأبي الخطاب بن البطر وأبي عبد الله بن طلحة وأمثالهم، وأملى [4] على ابن البطر جزءين، وكان فاضلا مليح الخط، له معرفة بالأدب، سافر إلى الشام ودخل دمشق في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وسمع بها الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبا الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي وغيرهما، وسافر إلى ديار مصر، ورأيت له سماعا به بدمشق في سنة إحدى وتسعين.
ويقال: إنه توفي بدار مصر، وما أظنه روى شيئا فإنه مات شابا، ويقال: إنه كان يعرف شيئًا من المنطق والفلسفة وما شاكلها.
634- علي بن أحمد بن مُحَمَّد بن بيان، أبو القاسم بن أبي طالب العمري الكاتب، المعروف بابن الرزاز: [5]
من ساكني المفيدية، ذكر أبو القاسم بن السمرقندي فيما قرأته بخطه قال: إنه من أولاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أسمعه والده في صباه من أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ مخلد [و] [6] أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان وآباء القاسم عبد الملك بن مُحَمَّد بن بشران وعبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي [7] وطلحة بن علي بن
__________
[1] في الأصل: «تدعو» .
[2] في (ج) : «البقرى» .
[3] في (ج) : «فنون» .
[4] بين السطور في النسخ: «انتقى» .
[5] انظر: شذرات الذهب 4/27. وتذكرة الحفاظ 4/1261. والأنساب 6/107.
[6] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[7] في النسخ: «الحرفى» .(18/100)
الصقر بن عبد المجيب والقاضي أبي يعلى [1] مُحَمَّد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبي الفرج [2] الحسن بن علي بن المذهب وأبي عبد الله مُحَمَّد بن علي الصوري، وانفرد بالرواية عن أكثرهم وعمر حتى اشتهرت عنه الرواية وصارت الرحلة إليه وكتب عنه الحفّاظ والأئمة، وروى عنه الكبار، وكتب عنه أبو غالب الذهلي والمؤتمن الساجي، وروى عنه الإمام المسترشد بالله أبو منصور الفضل أمير المؤمنين وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل بن ناصر وخلق كثير من سائر أقطار الدنيا، يجوزون [3] الإحصاء، وروى لنا عنه أبو الفرج بن كليب وهو آخر من روى عنه على وجه الأرض.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد المنعم بْن عَبْد الوهاب بْن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الخراني قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَخْلَدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ في سنة سبع عشرة وأربعمائة، أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصّفّار في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا أبو علي الْحَسَنِ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ سَنَةَ ست وخمسين ومائتين، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ: «بَكِّرُوا فِي الصَّلاةِ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ حُبِطَ عَمَلُهُ» [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَرَّانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ [5] الْحُسَيْنُ بْن عَلِيّ بْن عُبَيْدِ اللَّهِ الطَّنَاجِيرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين وأربعمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بن شاهين، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شُعْبَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ جَمِيعًا عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، والذي نفس محمد بيده
__________
[1] في العبر 3/175: «أبو العلاء» .
[2] في العبر 3/305: «أبو على» .
[3] في (ب) : «يحورون» .
[4] انظر الحديث في: سنن أبي ماجة 694. ومسند أحمد 5/361. وصحيح ابن حبان 256.
[5] «الْحَرَّانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنْبَأَ أَبُو الْفَرَجِ» ساقطة من (ج) .(18/101)
لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ» [1]
أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب، حدثنا أبو القاسم بن بيان [2] ، أنبأنا أبو الحسن ابن مخلد، أنبأنا إسماعيل الصّفّار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عبد الله بن المبارك بن الحسن بن عمرو التميمي [3] عن منذر الثوري عن مُحَمَّد بن الحنفية قال: ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدًا حتى يجعل له الله [4] ... أو قال: مخرجا.
قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن أبي القاسم بن بيان، أنبأنا الشريف أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المنكدري، أنشدنا أبو القاسم الحسن ابن مُحَمَّد بن حبيب المفسر، أنشدنا أبو زكريا يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله العنبري، أنشدنا أبو حاتم سهل بن مُحَمَّد:
إن الجواهر درّها ونضارها ... هن الغذاء لجواهر الآداب
فإذا كنزت أو ادخرت ذخيرة ... تسمو بزينتها [5] على الأصحاب
فعليك بالأدب المزين أهله ... كيما تفوز ببهجة وثواب
سمعت شهاب الحاتمي بهراة يقول: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت مُحَمَّد بن عبد الباقي البزاز يقول: كان أبو القاسم بن بيان يقول: أنتم ما تطلبون الحديث والعلم، أنتم تطلبون العلو في السند، وإلا ففي داري اسمعوا مني هذا الجزء، ومن أراد أن يسمع مني يزن دينارًا، قلت: كان من عادة أبي القاسم بن بيان [أنه] [6] لا يسمع جزء الحسن بن عرفة إلا بدينار لكل واحد من السامعين وكان شيخنا ابن كليب أيضًا لا يسمعه إلا بدينار ولكن لجماعة أو لواحد.
سمعت الحاتمي يقول: سمعت [ابن السمعاني يقول سمعت] [7] محمد بن عبد
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] في الأصل: «بنان» في كل المواضع.
[3] في (ج) : «النقيمى» وفي الأصل: «النفمي» .
[4] في (ب) : «الله له» وبياض مكان النقط في الأصول.
[5] في النسخ: «بين بنيها» .
[6] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[7] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.(18/102)
الباقي البزّاز يقول: إن بعض الطلبة حمل إلي ابن بيان دينارا ليسمع منه نسخة الحسن [ابن] [1] عرفة، فمضى معه بعض الفقراء فقال: الدخول على الشيخ وحضور القراءة ما إليه سبيل، ولكن تقعد على الباب بحيث لا يعرف الشيخ وأنا أرفع صوتي وقت القراءة ويحصل مقصودك، ففعل، فلما قعد بين يدي الشيخ وشرع في القراءة وأحس الشيخ بما فعل، قال لجارية [له] [2] : قومي واقعدي خلف الباب ودقي [3] الشيح [4] الفلاني [5] في الهاون، ومقصوده أن لا يسمع الذي على الباب، ثم قال: أنا بغدادي ما يخفى علي مثل هذا.
أخبرنا جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن علي بن أحمد بن بيان، فقال: حدث عن جماعة وهو صحيح السماع.
قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال: سئل أبو القاسم بن بيان عن مولده وأنا أسمع، فقال: في ليلة الاثنين سادس صفر من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وأول سماعي في سنة سبع عشرة.
قرأت بخط أبي القاسم بن القاسم وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال: سألت أبا القاسم ابن بيان عن مولده فقال: ولدت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة بالقطيعة بالجانب الغربي.
قرأت بخط أبي الفضل مُحَمَّد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال: سألته- يعني أبا القاسم بن بيان- عن مولده، فقال: كان عندي أنه سنة اثنتي عشرة حتى وجد بخط والدي أنه كان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن مُحَمَّد السلفي في معجم شيوخه قرأته على أبي الحسن بن المقدسي عنه عن مولده فقال: في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بين [6] العيدين، وتوفي سنة عشر وخمسمائة في شعبان وأنا بدمشق، وكان سماعه على ابن
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[3] في الأصل: «وفي» وفي (ب) : «ردى» .
[4] في النسخ: «الشيخ» .
[5] في (ج) : «أهلامي» .
[6] في النسخ: «من العيدين» .(18/103)
مخلد سنة سبع عشرة ولا يعرف في الإسلام بعد الصحابة والتابعين محدث [1] وازاه في قدم السماع.
قرأت بخط مُحَمَّد بن ناصر الحافظ قال: مات الشيخ الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز في ليلة الأربعاء السادس من شعبان سنة عشر يعني وخمسمائة وصلى عليه في يوم الخميس في سابع شعبان في الجامع من دار الخليفة وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن هناك، وكان قد بلغ من العمر تسعًا وتسعين سنة، وهو آخر من حدث بحديث الحسن بن عرفة عن ابن مخلد، وآخر من حدث عن أبي القاسم بن بشران وأبي القاسم الحرفي [2] والقاضي أبي العلاء الواسطي، وكان سماعة صحيحًا.
635- عَليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ الدهان، أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي الحسن المرتب:
من أهل شاعر دار الرقيق، كان مرتب الصفوف بجامع المنصور، وكانت له معرفة بأحوال القضاة والشهود والخطباء، وجمع جزءا في وفاءات الشيوخ، وكان أميًا يملي على الناس ويكتبون له، سمع الشريفين أبا الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وأبا الحسن مُحَمَّد بن أحمد بن المهتدي بالله وأبا بكر أحمد بن مُحَمَّد بن حمدويه الرزاز وأبا الحسن مُحَمَّد بن أحمد البرداني، وصحب أبا علي بن الشبلي وأبا القاسم بن باقبا [3] ، وروى عنهما كثيرًا من شعرهما، سمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، [و] [4] روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو طاهر السلفي والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكل على الله وأبو بكر مُحَمَّد بن بركة بن مُحَمَّد ابن كرما الصلحي وأَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطوسي الخطيب.
كَتَبَ إليّ علي بن المفضل الحافظ أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الدَّهَّانِ الْمُرَتِّبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي دَارِهِ بِدَرْبِ صَالِحٍ مِنْ نَاحِيَةِ شارع دار الرقيق غربي مدينة دار السلام وأخبرنا عبد الله بن
__________
[1] في الأصل: «نحدت» وفي (ب) ، (ج) : «فحدث» .
[2] في (ج) : «الحرفى» .
[3] هكذا في النسخ.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .(18/104)
دهبل بن علي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البرداني قالا:
أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبي الحواري، حدثنا وكيع، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ فَأَتْبَعَهُ الْمَاءَ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر [بن] [1] السمرقندي، أنشدني على بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المرتب، أنشدني مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يوسف بن الشبلي في المرضه التي مات فيها:
إذا كثرت منك الذنوب فداوها ... برفع يد في الليل والليل مظلم
ولا تقنطن من رحمة الله إنما ... قنوطك منها من خطائك أعظم
فرحمته للمحسنين كرامة ... ورحمته للمذنبين تكرم
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المجيد الفقيه وعَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تميم وعبد الوهاب بن ظافر بن رواج والحسين بن علي الطرابلسي بالإسكندرية وعيسى [2] بن عبد العزيز اللخمي بالقاهرة أنشدنا أبو طاهر أَحْمَد بن مُحَمَّد السلفي، أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الدهان المرتب، أنشدنا أبو علي مُحَمَّد بن الحسين بن شبل النحوي لنفسه:
إذا ما شح ذو المال ... سخا الدهر بأنهابه
إذا لم يرزق الغصن ... فقطع الأصل أولى به
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: قال لي أبو علي المرزباني الْحَافِظ حمل إلى أبو الحسن المرتب جزءا مكتوبًا عن أبي بكر بن ثابت الخطيب وسمع المفضل فيه لنفسه وأرخ لسنة خمس وستين وأربعمائة- والخطيب قد توفي فِي ذي الحجة سنة ثلاث وستين- بخط أبي الفضل مُحَمَّد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال: سألت أبا الحسن علي بن الدهان المرتب بجامع المنصور عن مولده، فقال: في سنة ثلاثين وأربعمائة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] في (ج) : «وقيس» .(18/105)
قرأت بخط أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي أبو الحسن على بن أَحْمَد بن الدهان المرتب في يوم الأحد رابع عشرين ربيع الأول سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
636- علي بن أحمد بن مُحَمَّد بن خزاز، أبو الحسن الخياط: [1]
من أهل الكرخ، وهو والد شيخنا أَحْمَد الذي تقدم ذكره، سمع مع ولده من أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي منصور عبد الرحمن بن مُحَمَّد البزاز وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السلال الوراق، وروى عن أبي تراب بن الشيرجي شيئا من شعره، روى عنه أبو سعد بن السمعاني، وذكر أنه كان شيخا صالحًا متدينًا وأنه روى بأبيورد عن مُحَمَّد بن عبد الباقي الأنصاري.
637- علي بن أحمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المقرئ، أبو الحسن [2] المؤدب الأحدب:
قرأ الأدب عَلَى أبي زكريا [3] التبريزي وغيره، وروي عنه أبو سعد بن السمعاني أناشيد من شعره وشعر غيره، وكان أديبًا فاضلا.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا الحسن علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المؤدب يقول: أنشدت بيتا وبيته:
كأن لم يكن بيني وبينكم هوى ... ولم يك موصولا بحبلكم حبلي [4]
قال: فأوجزته:
ولم يجتمع في الدهر يوما وليلة ... بشملكم ما نتن [5] في مجمع شملي [6]
أخبرني الحاتمي أنشدني ابن السمعاني أنشدني علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المؤدب الأحدب يرثي ميتا له:
__________
[1] انظر: المشتبه، ص 161.
[2] في النسخ: «أبو الحسين» .
[3] في الأصل: «أبي كرما» .
[4] في الأصل: «جبل» .
[5] هكذا في النسخ.
[6] في الأصل، (ب) : «شلمى» .(18/106)
ولست براض بالبكاء بتتي [1] ... عليك إلى أن أمزج الدمع بالدم
فلو أن جفني دائمًا ببكائه ... عَلَى قدر حزن تستحقينه عمي
وإني بمثل الكأس بعدك شارب ... كما شرب المأمون من أرن [2] آدم
فلا بليت تلك العظام فإنها ... بقية جسمي لم يدنس بمأثمي
أخبرني الحاتمي، حدثنا ابن السمعاني قال: علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المقرئ المؤدب أبو الحسن يعرف بالأحدب وكذلك كان، شيخ صالح حسن السيرة فاضل له معرفة بالأدب، يعلم الصبيان اللغة المقتدية، دخلت مكتبه وذاكرته فقال لي: سمعت الحديث من رزق الله التميمي وطراد الزينبي وابن طلحة وأبي الحسن بن العلاف ولكن أصولي نهبت [3] وتفرقت، علقت عنه أشعارًا وسألته عن مولده، فقال: ليلة الجمعة رابع عشر صفر سنة أربع وسبعين وأربعمائة بالجانب الشرقي.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ المؤدب الأحدب يوم الاثنين تاسع شعبان سنة خمس وأربعين وخمسمائة وصلى عليه بباب الجامع ودفن بالحديدة [4] .
638- علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين، أبو الحسن الخياط المقرئ:
أخو أبي نصر مُحَمَّد بن أحمد المقرئ المقدم ذكره، كان يصلي إمامًا بمسجد أخيه رأس درب القتار [5] ، سمع بإفادة أخيه من أبي الفوارس طراد بن مُحَمَّد الزينبي وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبوي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي والحسين بن علي بن أَحْمَد بن البسري وأبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي وغيرهم، روى لنا عنه يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْخَيَّاطُ بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ فِي سَنَةِ ست وثلاثين وخمسمائة، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد بْن
__________
[1] في (ج) : «بتني» .
[2] في (ب) ، (ج) : «أزن» .
[3] في (ج) : «نحيت» .
[4] في (ج) : «بالجديدة» .
[5] في (ج) : «القتاد» .(18/107)
محمد بن طلحة، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحرفي، حدثنا أحمد بن سليمان النجّاد إملاء، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعَةُ أَجْبَالٍ مِنْ أَجْبَالِ الْجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةُ مَلاحِمٍ مِنْ مَلاحِمِ الْجَنَّةِ» ، قِيلَ:
فَمَا الأَجْبُلِ [1] ؟ فَقَالَ: «جَبَلُ أُحُدٍ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، وَالطُّورُ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَلُبْنَانُ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ [2] ، وَالأَنْهَارُ: النِّيلُ وَالْفُرَاتُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ. وَالْمَلاحِمُ: بَدْرٌ وَأُحُدٌ والخندق وحنين» [3] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الخياط المقرئ أبو الحسن شيخ صالح، يسكن المسجد الذي بين الدربين، كتبت عنه وسألته عن مولده، فقال: ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع بخطه قال: توفي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن الحسين الخيّاط المقرئ المعروف بابن السنبرة المصلى بمسجد أخيه أبي نصر المقرئ رأس درب القتار يوم الأربعاء خامس عشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، ثم دفن بباب أبرز قريبًا من باب المختارة [4] عند أخيه الشيخ الزاهد أبي نصر.
639- علي بن أحمد بن محمد بن الكرخي، أبو المظفر:
من أهل باب الأزج، وهو أخو القاضي أبي طاهر مُحَمَّد وأبي المعالي الحسن اللذين تقدم ذكرهما، كان شيخا حسنا نظيفًا في صورته وملبسه وطهارته، وكان منزويًا [5] في منزله، مقبلا عَلَى شأنه، مشتغلا بالخير، قليل المخالطة للناس، سمع الحديث من أبوي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ومُحَمَّد بن عبد السلام بن أَحْمَد الأنصاري وأبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن عَلِيّ بن أَحْمَد بن البسري
__________
[1] في (ج) : «الأجيال» .
[2] لم يذكر الجبل الرابع وهو «جبل نجبة» كما في مجمع الزوائد 10/71.
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/71.
[4] في الأصل: «المحشارة» .
[5] في (ج) : «مترويا» .(18/108)
ومُحَمَّد بن أبي نصر الحميدي وغيرهم، وروى لنا عنه أَبُو مُحَمَّد بْن الأخضر وعبد الرزاق بْن عَبْد القادر الجيلي.
حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بن محمود بن الأخضر من لفظه وأصله أنبأنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن الكرخي وأخواه أَبُو الْمُظَفَّرِ عَلِيٌّ وَأَبُو الْمَعَالِي الْحَسَنُ بِقِرَاءَتِي عليهم، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْنُ بْن عَلِيّ بْن أحمد بن البسري [1] قراءة عليه، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَزَّازُ، حدثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن زَيْدٍ عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَخْطُبُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمُ اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ» [2] .
قرأت بخط أبي عبد الله بن أحمد بن الخشاب وقرأه علي أبي القاسم الورّاق عنه قال: سألته- يعني أبا المظفر علي بن أَحْمَد الكرخي- عن مولده، فقال: في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
سمعت أبا العباس أَحْمَد بن أَحْمَد بن البندنيجي الشاهد يقول: توفي أبو المظفر بن الكرخي في ليلة الأحد رابع عشري المحرم سنة اثنتين وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة الفيل [3] .
640- عليّ بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عُمَر بن مسلم بن عبيد الله بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْنِ عُمَر بْن يَحْيَى بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن علي بْن الحسين بن علي ابن أبي طالب، أبو الحسن العلوي الحسني الزيدي نسبا الشافعي مذهبا.
وكذا رأيت نسبه بخط يده، كان أحد الأعيان المشار إليهم بالزهد والعبادة، والفضل والعفة والنزاهة، وحسن الطريقة وصحة العقيدة، وسلامة الطوية، قطع أوقاته في العبادة، ومواصلة الطاعة، وطلب العلم ودرسه وكتابته والسعي في تحصيله، حتى
__________
[1] في (ج) : «البسيرى» وفي (ب) : «السرى» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/206. وصحيح مسلم، كتاب الهبات 13. وفتح الباري 5/210، 213، 214.
[3] في الأصل، (ب) : «بمقبرة النيل» .(18/109)
مكن الله منزلته في قلوب الناس، فأحبه الخاص والعام، ووقع له القبول في الأرض حتى كان يقصده الأماثل والأعيان لزيارته والتبرك به، وهو مع ذلك متواضع في طلب العلم وحضور مجالس الحديث والسماع من كل راو وصحبة طلبة العلم والنسخ والتحصيل لا يفتر من ذلك، وكان موصوفًا بحسن الخَلق والْخُلق وطيب الملقى وحسن العشرة وحلاوة الألفاظ والجود والمروءة وبذل ما بيده، وتفقد المتحملين والأفضال عَلَى الناس، وسمع الحديث الكثير، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، واستكتب بخط غيره، وحصل الأصول الكثيرة حتى صار له من الكتب المصنفة والمسانيد [1] والأجزاء شيء كثير، فوقفه بمسجده الذي استجده بدار دينار الصغيرة، وشاركه في الوقفية شريكه رفيقه صبيح النصري [2] ، وأضاف إلى كتبه ما [3] حصله من كتب وما كتبه بخطه واستكتبه بخط غيره، وكانا عَلَى طريقة جميلة من حسن الصحبة وصحة النية وسلامة الطوية حتى كأنهما روحان في جسد.
سمع أبا بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن الزاغوني [4] وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله ابن سلامة الكرخي وأبا الفضل مُحَمَّد بن ناصر الحافظ وأبوي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء ونصر بن نصر العكبري والشريفين أبا المظفر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز العباسي وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا المظفر هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشبلي وأبا محمد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الكريم بْن المادح وخلقًا كثيرًا من أصحاب طراد الزينبي وعاصم بن الحسن وأبي الخطاب بن البطر وأبي عبد الله بن طلحة وأبي القاسم الربعي وأبي الحسن بن العلاف، وأكثر عن أصحاب ابن الطيوري وابن بيان وابن نبهان وابن المهدي وابن المهتدي وأبي العباس بن النّرسيّ وأبي طالب ابن يوسف، ولم يزل يسمع ويطلب حتى كتب عن أصحاب ابن الحصين [5] وأبي غالب بن البناء وابن كادش ومُحَمَّد بن عبد الباقي الأنصاري وأمثالهم، وبالغ في الطلب حتى طلب [6] عن أقرانه وعمن هو دونه، وحدث باليسير لأنه مات شابا قبل أوان
__________
[1] في (ب) : «الأسانيد» .
[2] في (ج) : «البصري» .
[3] في الأصل: «مما حصله» .
[4] في الأصول زيادة: «وأبا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الزاغونى» .
[5] في (ج) : «الحسين» .
[6] في (ب) ، (ج) : «كتب» .(18/110)
الرواية، سمع منه أقرانه كإبراهيم بن محمود بن الشغار وأبي الخطاب عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله العليمي وأبي حفص عمر بن أَحْمَد بن بكرون [1] وصبيح بن عبد الله النصري [2] وغيرهم، وكان من الثقات الأثبات.
أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد بن هبة الله بن المسلمة، أنبأنا الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي قراءة عليه [و] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْخَازِنُ وَأَبُو سَعِيدٍ الأَزَجِيُّ قالوا: أنبأنا الشَّرِيفُ أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن عَبْد العزيز العباسي [و] أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الورّاق، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَدِّي وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وشريح بن يونس وابن المقرئ قالوا: أنبأنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ» [3] .
كتب إلي أبو غالب عَبْد الواحد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بن الحصين قال: سمعت الشريف الزاهد أبا الحسن علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الزيدي يقول: اجعل [4] النوافل كالفرائض والمعاصي كالكفر والشهوات كالسموم ومخالطة الناس كالنار والغذاء كالدواء.
ذكر شيخنا عبد العزيز بن الأخضر أن الشريف أبا الحسن الزيدي أول سماعه للحديث كان في سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وأنه لم يسمع من القاضي أبي الفضل الأرموي شيئا. سمعت الشريف أبا البركات عمر بن أحمد بن مُحَمَّد الزيدي يقول: ولد أخي أبو الحسن علي بن أَحْمَد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة. سمعت أبا الفتوح نصر بن الفرج الحصري الْحَافِظ بمكة يقول: توفي الشريف الزيدي رَضِيَ اللهُ عنه يوم الثلاثاء قبل غروب الشمس سادس عشري شوال من سنة خمس وسبعين وخمسمائة،
__________
[1] في الأصل، (ب) : «بكران» .
[2] في النسخ: «النقرى» .
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] في النسخ: «أجمل» .(18/111)
ودفن سحرا [1] في بيت ملاصق لمسجده، وغسله العدل بن بكرون والشيخ صبيح ودفناه ليلا.
قرأت في كتاب القاضي أبي المحاسن عمر بن علي [2] القرشي بخطه قال: وممن مات [3] في شوال في هذه السنة في هذا الطاعون- يعني سنة خمس وسبعين وخمسمائة- الشريف الزاهد ولي الله أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الزيدي، وكان عالمًا فاضلا حافظًا عارفًا، له المجاهدات الكثيرة والمعرفة التامة، والأحوال الحسنة والكرامات الظاهرة، لو أتيت ما شاهدت له من الكرامات وما حدثني به الثقات من ذلك لقام من ذلك كراريس، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة، وكان رفيقي في السماع سنين كثيرة- رحمة الله عليه ورضوانه، مرض ستة أيام، ومات في أواخر يوم الثلاثاء السادس عشري الشهر ودفن ليلا بموضع وقفه [4] جوار مسجده.
641- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحديثي، أبو الحسن بن أبي نصر:
من ساكني دار الخلافة، تقدم ذكر والده، وهو أخو قاضي القضاة روح بن أحمد، سَمِعَ أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبا القاسم إسماعيل بن أَحْمَد بن عمر السمرقندي وأبا النجم بدر بن عبد الله الشيخي وأبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي وغيرهم.
وسافر عن بغداد في تجارة ودخل الشام ومصر وحدث هناك، روى لنا عنه غير واحد من أصحابنا.
أَخْبَرَنِي يوسف بن خليل الأدمي بحلب، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن الْحَدِيثِيُّ الْبَغْدَادِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْقَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيِّ بْن الْجَوْزِيِّ الْوَاعِظُ وأَبُو أَحْمَد عَبْد الْوَهَّابِ بْن عَلِيٍّ الأَمِينُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ ابن مَحْمُودِ بْنِ الأَخْضَرِ وَالْقَاضِي أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ
__________
[1] في (ج) : «سحيرا» .
[2] في الأصل: «على بن عمر» .
[3] في (ج) : «وممن جاءت» .
[4] في النسخ: «وقته» .(18/112)
أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سَعْدٍ الصَّفَّارُ وَأَبُو مَسْعُودٍ [1] الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَزَّازُ وَأَبُو حَامِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَزَّازُ وَأَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بن علي ابن أَحْمَدَ بْنِ الْحَرَّازِ الْمُقْرِئُ وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الزَّيْنَبِيُّ وأَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْنِ بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الطويلَةِ وَبَرَكَاتُ بْنُ أَبِي غَالِبِ بْنِ نَزَّالٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ الْمَدَنِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكَاتِبِ وَأَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ ترمشَ بن بكتمرَ الْخَيَّاطُ بِبَغْدَادَ وَأَبُو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا جميعا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءة عليه، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنبأنا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْن أَيُّوبَ بْنِ ماسي، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصاع من تمر ريّان [2] ، وكان [تمر نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرًا بَعْلا فِيهِ يُبْسٌ] [3] فَقَالَ: «أَنَّى لَكُمْ هَذَا؟ «قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بِعْنَا بِصَاعَيْنِ مِنْ تَمْرِنَا بِصَاعٍ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: «لا تَفْعَلُوا وَلَكِنْ بِيعُوا مِنْ تَمْرِكُمْ ثُمَّ اشْتَرُوا هَذَا» [4] .
سمعت يوسف بن خليل يقول: سألت أبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحديثي عن مولده، فقال: وجدت بخط الوالد، كانت ولادة الولد أبي الحسن عَلي يوم الأربعاء بين صلاتي [5] الظهر والعصر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
أخبرني أبو الحسن بن القطيعي أنه سمع أحمد بن طارق يقول: توجه أبو الحسن بن المقدسي إلى بغداد فأدركه أجله بالموصل في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
642- عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَبُو الحسن العطّار، المعروف بابن الديناري:
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «أبو منصور» . في النسخ: «الحزاز» .
[2] في الأصل، (ب) : «وبان» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/45.
[5] في (ج) : «من صلاتي» .(18/113)
سبط أبي عبد الله الحسين بن مُحَمَّد بن المقدسي، إمام مشهد أبي حنيفة، وهو أحد الإخوة الأربعة ومحمود ومسعود من أهل باب الطاق، [و] [1] كان له دكان هناك يبيع [2] فيه العطر، سَمِعَ أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الأنصاري، وحدث باليسير، سمع منه أصحابنا، وتوفي قبل طلبي للحديث [3] ، وكان شيخًا حسنًا، لا بأس به.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ [4] سَعِيدٍ الْحَافِظُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الدِّينَارِيِّ الْعَطَّارِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِدُكَّانِهِ بِسُوقِ يَحْيَى بِبَابِ الطَّاقِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ وَأَبُو حَامِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ ثَابِتٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا قَالُوا جميعا أنبأنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الباقي الْأَنْصَارِيّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ محمد الجوهري، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ [5] ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن يزيد الدقيقي، حدثنا حمدان بن عمر، حدثنا عارم، حدثنا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ [6] عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ» [7] .
سمعت أبا عبد الله الْحَافِظ يقول: توفي أبو الحسن بن الديناري العطار في يوم الجمعة ثاني جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ودفن بالخيزرانية.
643- علي بن أحمد بن مسلمة الشعيري، أبو الطيب [8] الشاعر:
قرأت بخط أبي مُحَمَّد عبد الغني بن سعيد الأزدي البصري قال: أنبأنا أبو العباس عبد العزيز بن عبد الله بن مسلمة الشعيري استحسنت عند أبي الطيب علي بن أحمد ابن مسلمة [9] الشاعر قول امرئ القيس:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] في (ب) ، (ج) : «سمع» .
[3] في (ج) : «طلبى الحديث» .
[4] في (ج) زيادة: «عبد الباقي» .
[5] في الأصل: «الخرفى» وفي (ب) : «الخرفى» .
[6] في (ج) : «ثعلب» .
[7] انظر الحديث في: المعجم الكبير 6/230، 17/227، 228. ومجمع الزوائد 1/166، 3/137.
وكشف الخفا 1/480، 481. والدرر المنتشرة 83.
[8] في (ج) زيادة: «قول امرئ القيس على بن أحمد بن عمر» .
[9] في النسخ: «عمر» .(18/114)
ألم تر أبي كلما جئت طارقًا ... وجدت بها طيبًا وإن لم تطيب
فقال لي: قد تجاوزت هذا المعنى إلى ما هو أحسن منه، قلت: وما هو؟ فقال:
قولي:
إن تأملتها تلألأت نورًا ... أو تنسمتها تضوعت طيبًا
644- علي بن أحمد بن مكي بن عبد الله الدينوري، أبو الحسن البزاز:
من أهل النهروان، قرأ القرآن ببغداد عَلَى أبي منصور الخياط، وسمع منه الحديث ومن أبي الحسن بن العلاف وصحب محفوظ [بن أَحْمَد] [1] الكلوذاني، ولم يكن له أصل بما يسمع، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وقال: مضيت إلى النهروان قاصدا إليه وعلقت عنه أشعارا وكان شيخًا صالحًا قيما بكتاب الله [تعالى] .
645- علي بن أحمد بن نصر، أبو الحسن الشاهد:
حدث عَن أَبِي بكر أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ أَبِي صَخْرَةَ، روى عنه عمر بن إبراهيم العكبري.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزَجِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصّيرفيّ، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن أحمد بن الآبَنُوسِيُّ [2] إِذْنًا عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إبراهيم بن عبد الله العكبري، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الشاهد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ أبي صخر، حدثنا أبو حفص الفلّاس، حدثنا أبو عاصم ويزيد بن هارون قالا: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ [3] بْن الْحَسَنِ عَن عَبْد اللَّه بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابن عباس: تشتمني وفي ثَلاثِ خِصَالٍ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ بِالْبَلْدَةِ فأفرح به وما لي بها سائمة [4] ولا رَاعِيَةٌ، وَإِنِّي لأَسْمَعُ بِالْحُكْمِ الْعَدْلِ بِالْبَلْدَةِ فَأَفْرَحُ بِهِ وَلَعَلِّي لا أُقَاضَى إِلَيْهِ أَبَدًا، وَإِنِّي لآمُرُ بِالآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَتَمَنَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ فِي الأَرْضِ يَعْلَمُ منها مثل ما أعلم.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل، (ج) : «الأبنوس» .
[3] في الأصل، (ب) : «كمس» .
[4] من النسخ: «باعيه» .(18/115)
646- علي بن أحمد بن أبي نصر، أبو الهيجاء الهاشمي الحمامي، المعروف بابن خليقان [1] :
من ساكني نهر عيسى بالجانب الغربي، سمع كتاب «الجامع الصحيح» للبخاري من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وكان سماعه منه صحيحًا، وكان بيده ثبت بخط أبي الفضل بن شافع بذلك وادعى سماع غير ذلك منه، وروى شيئًا عن شيوخ مُحَمَّد بن [2] ، وظهر تخليطه [3] ، ولم يكن يفهم هذا الشأن ولا له به عناية، بل كان سيئ الطريقة يلعب بالحمام، حدث باليسير، سمع منه أصحابنا ولم اجتمع به، وقد أجاز لي جميع مروياته.
سئل الشريف أبو الهيجاء عن مولده فقال: في ليلة الأربعاء النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم الثلاثاء غرة رجب سنة تسع وستمائة.
647- علي بن أحمد بن وهب بن منارة الصافيوني، أبو الحسن البزاز:
من ساكني دار البساسيري بباب الأزج، تفقه عَلَى الشيخ عبد القادر وصحبه مدة حتى حصل طرفًا صالحا من المذهب، وصار أحد المعيدين لدرسه وسمع الحديث الكثير، ثم إنه بعد علو سنة ترك ذلك [4] وصار بزازًا بخان السيدة [5] برحبة جامع القصر عند باب العامة [6] ، سمع أبوي الفضل محمد بن عمر [7] الأرموي ومُحَمَّد بن ناصر بن مُحَمَّد السلامي وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وجماعة غيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا ورعا عفيفا فاضلا، ساكتا عَلَى طريقة السلف، حافظًا لكتاب الله، ثقة [8] صدوقا حسن السمت.
__________
[1] في (ج) : «خليفان» .
[2] هكذا في الأصول.
[3] في (ب) ، الأصل: «طهر بخليطة» .
[4] في (ج) : «ذاك» .
[5] في (ب) : السيد» .
[6] في (ج) : «القيامة» .
[7] في (ج) : «عمران» .
[8] «ثقة» . ساقطة من (ج) .(18/116)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَهْبٍ أَبُو الْحَسَنِ الْبَزَّازُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ محمد ابن أحمد بن النقور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ [وَلا تَقَعُوا فِيهِ] [1] » [2] .
سمعت أبا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي يقول: كان الشيخ أبو الحسن بن وهب صاحبا لوالدي وخصيصًا به، وصار معيدًا لدرسه وأثنى عليه كثيرا، وقال:
عرضت عليه الشهادة عند القضاة فأباها، وكان متورعًا دينًا عَلَى طريق [3] حسنة، قرأت بخط شيخنا عبد الرزاق: أبو الحسن بن وهب صحب والدي أربعين سنة، وكان مولده في سنة عشرين وخمسمائة، وتوفي شيخنا أبو الحسن بن وهب يوم الأربعاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
648- عليّ بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله، أبو الحسن، المعروف بابن الفريق:
من أهل باب البصرة، تقدم ذكر والده، وهو من بيت مشهور بالعدالة والخطابة والرواية، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم السبت مستهل شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وكان يتولى الخطابة بجامع المنصور مدة ثم بجامع قصر دار الخلافة، وسمع الحديث من جماعة، وما أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال:
توفي الشريف الخطيب العدل أبو الحسن عليّ بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه [4] بْن المهتدي
__________
[1] ما بين المعقوفتين أضيف من مصادر الحديث.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3895. وسنن أبي داود 4899. وصحيح ابن حبان 1312، 1983. واتحاف السادة المتقين 10/374.
[3] في (ج) : «طريقة» .
[4] في النسخ: «عبد الله» .(18/117)
بالله خطيب جامع القصر الشريف في عشية يوم الأحد ثامن عشر ربيع الآخر من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الاثنين تاسع عشر الشهر في جامع المنصور قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي ودفن في مقبرة جامع المدينة، وكان جمعه متوفرًا.
649- علي بن أَحْمَد بن هشام، أبو الحسن الصخري [1] ، صاحب الكرخي:
ذكره أبو أَحْمَد العسكري في جملة مشايخه الذين نقل عنهم الأدب ببغداد، وقال:
قرأت عليه ما كان عنده من أخبار أبي العيناء.
650- علي بن أَحْمَد بن هلال بن عبد الباقي بن قرطاس، أبو الحسن المستعمل، المعروف بابن القرشي [2] :
من أهل الحربية، سمع أبا العباس أحمد بن [أبي] غالب بن الطلاية وأبا القاسم سعيد ابن أَحْمَد بن البناء وأبا مُحَمَّد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخًا حسنًا لا بأس به، كانت له ثروة حسنة، وكان يسافر في طلب الكسب، وقد تقدم ذكر والده في الأحمدين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ [3] بْنِ هِلالٍ الْحَرْبِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا سَعِيد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن الْبَنَّاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَطِيبِ الأَنْبَارِيِّ، أنبأنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْفَوَارِسِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن النقاش إملاء، حدثنا أحمد بن حماد زغبة [4] بمصر، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ما مِنَ [5] الصَّلَوَاتِ [الْخَمْسِ] [6] صَلاةٌ أَفْضَلَ مِنْ صَلاةِ الفجر يوم الجمعة [في الجماعة] ، وَمَا أَحْسِبُ [مَنْ] شَهِدَهَا [مِنْكُمْ] إِلا مَغْفُورًا له» [7] .
__________
[1] في (ج) : «الضميري» وفي (ب) : «الصمرى» .
[2] في (ج) : «القريشي» وفي الأصل: «الفرسى» .
[3] في (ج) : «بن محمد» .
[4] «حمال رغبة» محرفة في الأصل، (ج) .
[5] في النسخ: «ما بين» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول في كل النص.
[7] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 2/168. والمعجم الكبير للطبراني 1/119. وكنز العمال 19315.(18/118)
توفي أبو الحسن بن القرشي [1] في ليلة الأحد الثالث والعشرين من رجب سنة عشر وستمائة ودفن من الغد بباب حرب.
651- علي بن أَحْمَد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن المؤمل [2] ابن الوليد بن القاسم بن الوليد بن عتبة بْن أَبِي سفيان صخر بْن حرب بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف، أبو الحسن بن أبي نصر القرشي الهكاري [3] :
هكذا رأيت نسبه بخط أبي علي بن البرداني، كان يعرف بشيخ الإسلام، وكان يسكن الهكارية، وهي جبال فوق الموصل فيها قرى، والقرية التي كان يسكنها تسمى دارش، وقد ابتنى هناك أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والمنقطعون إلى الله تعالى، سمع الحديث الكثير، وسافر في طلبه إلى البلاد، وجمع كتبًا في السنة والزهد وفضائل الأعمال.
ذكر أنه سمع بالموصل أبا جعفر مُحَمَّد بن المحتاج المروزي الفقيه، [و] بحلب أبا القاسم على بن أَحْمَد بن المظفر المقرئ، وبصيدا أبا مُحَمَّد الحسن بن مُحَمَّد بن أحمد بن جميع، وبصور أبا الْفَرَجِ عَبْد الْوَهَّابِ بْن الْحُسَيْنِ بْن عُمَر بْنِ برهان، وببيت المقدس أبا بكر مُحَمَّد بن أحمد الواسطي الخطيب، وبالرملة أبا الحسين مُحَمَّد بن الحسين بن الترجمان، وبمصر أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل بْن نظيف [4] الفراء وأبا القاسم هبة الله ابن علي بن عبد الرحمن بن شامة [5] المعافري، وبمكة أبا الحسن مُحَمَّد بن علي بن صخر الأزدي وأبا منصور مُحَمَّد بن أحمد بن القاسم المقرئ، وببغداد أبوي القاسم عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران والحسين بن أحمد بن مُحَمَّد الشيرازي المعروف بالصامت وأبا الحسن علي بن عمر بن القزويني وأبا بكر مُحَمَّد بن علي بن موسى الخيّاط المقرئ، وحدث بالكثير وانتقى عليه مُحَمَّد بن طاهر المقرئ، وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، ولم يكن حديثه يشبه [6] حديث أهل
__________
[1] في الأصل: «العرسي» وفي (ج) : «العمرينى» .
[2] في (ج) : «المأمون» وفي الأصل: «الماصون» .
[3] في النسخ: «الهكار» .
[4] في الأصل: «بن لطيف» .
[5] في (ب) : «بن شامة» .
[6] في الأصول: «نسبه» .(18/119)
الصدق، وفي حديثه متون موضوعه مركبة عَلَى أسانيد صحيحة.
وقد رأيت بخط بعض أصحاب الحديث بأصبهان أنه كان يضع الأحاديث [بأصبهان] [1] قدم بَغْدَاد وَحدث بها، فروى عنه أَبُو ياسين عبد الله بن مُحَمَّد البرداني وأبو علي بن البناء وابنه يحيى وأبو القاسم بن السمرقندي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْحَافِظُ وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ علي بن محمد الحمامي قالا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أنبأنا علي ابن أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الأُمَوِيُّ الْقُرَشِيُّ الْهَكَّارِيُّ الزَّاهِدُ الْمَعْرُوفُ بِشَيْخِ الإِسْلامِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ببغداد، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل بْن نظيف الفرّاء بمصر، حدثنا أَبُو الْفَوَارِسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّابُونِيُّ إِمْلاءً، حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المصري، حدثنا الشافعي، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَجْلانِ عن القعقاع ابن حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ، فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرْهَا لِغَائِطٍ وَلا بَوْلٍ، وَلْيَسْتَنْجِ بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ، وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ» [2] .
كتب إلي مُحَمَّد ولامع ابنا أحمد الصيدلاني أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما قال: علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري قدم علينا، وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد، [وهو] [3] مشهور معروف مذكر، أحد كبراء التصوف.
كتب إلى محمد بن معمر القرشي أن أبا نصر اليونارتي الْحَافِظ أخبره قال: علي بن أَحْمَد بن يوسف الهكاري قدم علينا أصبهان، روى عن ابن نظيف، ولم يرضه الشيخ أبو بكر بن الخاضبة البغدادي فيما بلغني.
أخبرنا القاضي أبو بكر بن الشيرازي بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: علي بن أَحْمَد بن يوسف الهكاري لم يكن موثقًا. بلغني أن أبا
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الطهارة باب 4. وسنن النسائي 1/38. وسنن ابن ماجة 313. والدارمي 1/173.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.(18/120)
بكر بن الخاضبة قصده لما قدم بغداد، فذكر له أنه سمع من شيخ استنكر سماعه منه، فسأله عن تاريخ سماعه منه، فذكر تاريخا متأخرًا [1] [عن] [2] وفاة ذلك الشيخ، فقال أبو بكر: هذا الشيخ يزعم أنه سمع منه بعد موته بمدة، وتركه وقام.
قرأت بخط [أبي] [3] الحسن الهكاري قال: سمعت الحديث ولي عشر سنين، ومولدي في شوال سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري في أول المحرم سنة ست وثمانين وأربعمائة، ذكر ذلك لي ولده [4] .
652- علي بن أَحْمَد بن يونس البغدادي:
حدث عن حميد بن مسعدة الشامي البصري، روى عنه أَبُو بَكْر [مُحَمَّد] [5] بن العباس بن حماد البصري في «كتاب فضيلة الفقراء إذا أحسنوا» من جمعه.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي.... [6] حَامِدِ بْنِ الضَّرِيرِ الْمُقْرِئِ بأصبهان عن أبي القاسم زاهر [7] ابن طَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ [كَتَبَ عَنْ أَبِي] [8] رَوْحٍ ثَابِتِ بن محمد السعدي، أنبأنا وَالِدِي أَبُو مُحَمَّدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن العباس بن حماد المصري [9] ، أنبأنا علي بن أحمد بن يونس البغدادي، حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا حصين ابن نمير الهمداني، حدثنا حمير بن قيس الرحبي، حدثنا عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وعن ماله فيما أنفقه،
__________
[1] في (ج) : «تاريخ من تأخر» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] بهامش الأصل، (ج) : «آخر الجزء من الأصل» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] بياض في الأصول مكان النقط.
[7] في النسخ: «زاهد» .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] في النص السابق: «البصري» .(18/121)
ومِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ- أَوْ [قَالَ]-: مَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ» [1] .
653- علي بن أَحْمَد، أبو الحسين الأنباري:
حكى عن يزيد بن هارون الواسطي، روى عنه نهشل بن دارم الدارمي.
قرأت عَلَى أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن مُحَمَّد بن عبيد الله بن الحسن الحدّاد، أنبأنا يوسف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الفقيه [حدثنا] أبو عصمة نوح بن نصر بن مُحَمَّد الفرغاني قال: سمعت الْحَافِظ أبا عبد الله الحافظ الورّاق يقول: سمعت أبا الحسن عبد الله بن موسى السلامي البغدادي يقول: سمعت نهشل بن دارم يقول: سمعت أبا الحسين علي بن أحمد الأنباري يقول: قال يزيد بن هارون: لا يعجبني الصوفية رأيت منهم أخلاقًا قبيحة، حسبك أن الناس كلهم يأكلون حتى يشبعون، وهم يأكلون حتى يفيض طعامهم بأجوافهم.
654- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن المطرز:
سكن تنيس من ديار مصر، وحدث بها عن أبي مُحَمَّد عبد الله بن موسى بن شيبة الأنصاري الحلواني، روى عنه أبو علي عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي الخضيب.
أنبأنا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ الْخَفَّافُ عَنْ ثَعْلَبِ بْنِ جَعْفَرٍ السَّرَّاجِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ يَزِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حَيْوَةَ التَّنِّيسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [2] بْنِ إسحاق بن جابر، حدثنا أبو علي عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي الخضيب، حدثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ الْمُطَرِّزُ بِتِنِّيسَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ شيبة السلمي، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ مِنْ آلِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ بيمينه» [3] .
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2416، 2417.
[2] في (ب) ، (ج) : «عبد الله» .
[3] انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 183. وكنزية الشريعة 1/208. والفوائد المجموعة 488. وميزان الاعتدال 8565. والسان الميزان 6/168.(18/122)
655- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن:
من أهل كرخ، يروي عن أبي الفضل العباس المقرئ، روى عنه أبو عبد الله عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان [1] بن بطة العكبري.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن نصر، أنبأنا علي بن أحمد بن محمد إذنا عن أبي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْكَرْخِيُّ الْمُجَوِّدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الفضل العباس بن يوسف المقرئ، حدثنا محمد بن ماهان السمسار، حدثنا عُمَيْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ [2] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ آذَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَعَيْنَهُ الَّتِي يُبْصِرُ بِهَا وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ [3] ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ [4] وَلا بُدَّ لَهُ مِنْهُ» [5] .
656- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن العلوي:
حدث عن أبوي القاسم إسماعيل بن علي بن علي الذهلي وعبد الله بن القاسم القرشي وأبي رَوْقٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْهِزَّانِيُّ والقاضي أبي القاسم علي بن محمد ابن أبي الفهم التنوخي وأبي بكر مُحَمَّد بن يحيى الصولي وأبي الحسن علي بن عبد الله ابن مبشر الواسطي وأبي علي مُحَمَّد بن علي الرزدولي [6] وأبي عبد الكوفي ونصر بن أَحْمَد الخبزارزي [7] وغيرهم، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بن مُحَمَّد الرزجاهي.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن
__________
[1] في النسخ: «بن أحمد» .
[2] «عن» ساقطة من (ب) .
[3] في (ب) : «أحبه» .
[4] في الأصول: «مسيره» .
[5] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[6] في (ب) ، (ج) : «الوزدولى» .
[7] في النسخ: «الخيزراني» .(18/123)
مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّاوِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عمرو مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بن أحمد الرزجاهي فأقر به أنبأنا والدي في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ [إِسْمَاعِيلُ] [1] بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ الذُّهْلِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عمه دعبل ابن عَلِيٍّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَصَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ عَلَى [2] أَبِي نُوَاسٍ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا أَبَا عَلِيٍّ! تُبْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّكَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ وَآخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: أَسْنِدُونِي! أَبِاللَّهِ تُخَوِّفُونِي وَقَدْ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ شَفَاعَةٌ وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي، أَفَلا أَكُونُ مِنْهُمْ» [3] .
أنبأنا أبو عمرو الرزجاهي، أنشدنا والدي، أنشدني علي بن أَحْمَد العلوي، أنشدني نصر بن أَحْمَد الخبزأرزي في السلى:
ضل من دنا وساس من بعد ... ألا تكرهن على الهوى أحدا
قد أكبرت [4] حرًا من ولد فإذا ... نآى ولد فصل ولدا
قال: فأجازه أبو الحسن العلوي:
بل إن ذممت اليوم بعضهم ... فاصبر فعلك ترتضيه غدا
واعلم بأنك لا ترى أحدًا ... لا تقصر في أخلاقه [5] أبدًا
657- علي بن أَحْمَد، أبو القاسم [البني] [6] :
روى عنه حكاية رواها عنه الحسين بن صافي القاضي، تقدم ذكرها في ترجمة عبيد الله بن مُحَمَّد بن خلف.
658- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن الصوفي الواسطي:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ب) : «عن أبي نواس» .
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 86. وصحيح البخاري 8/82.
[4] في الأصل، (ج) : «اكسرت» .
[5] في الأصل، (ج) : «لا نقص الخلافة» .
[6] ما بين المعقوفتين بياض في الأصول.(18/124)
حدث ببغداد عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْمُثَنَّى الموصلي وأبي الحسن بن أبي شيخ الرافعي، روى عنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الخفاف.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي منصور مُحَمَّد بن عبد الملك بن الحسن المقرئ أن أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبره: أنبأنا أبو بكر محمد ابن الحسين بن إبراهيم الخفاف بقراءتي عليه، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الصوفِي الواسطي فِي مجلس ابْن مالك القطيعي قَالَ: سمعت أبا الحسن بن أبي شيخ الرافعي بحران [يقول] سمعت يحيى بن معين يقول: معرفة قراه [1] والطعام مراضعة فانظر لمن تراضع.
659- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن الكلوذاني:
روى عن أبي مُحَمَّد الحربي الصوفي شيئًا من كلامه، روي عنه أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن باكويه الشيرازي.
أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن السمعاني بمرو، أنبأنا أبو نصر محمد ابن منصور بن عبد الرحيم الخرضي، حدثنا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري إملاء قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ الكلوذاني يقول: سمعت أبا مُحَمَّد الحريري يقول: الجلوس بالمناصحة يفتح باب الفائدة، والجلوس بالمناظرة يغلق باب الفائدة.
660- علي بن أَحْمَد بن الرواد:
حدث عن أبي [العباس] [2] إسحاق بن مُحَمَّد بن مروان الغزال الكوفي، روى عنه أبو بكر أَحْمَد بن موسى بن مردويه الأصبهاني في كتاب «أولاد المحدثين» من جمعه.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزَجِيُّ عَنْ أَبِي محمد بن السمرقندي، أنبأنا القاضي أبو منصور ابن سكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا علي بن أحمد بن الروّاد البغدادي، حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، حدثنا أبي، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحِدَ لَهُ وَلأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما.
__________
[1] هكذا في النسخ.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.(18/125)
661- علي بن أحمد، أبو الحسن الدريدي:
أصله من فارس، وكان وراقًا لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدى، وإليه صارت كتب ابن دريد بعد موته، روى كتاب الجمهرة لابن دريد عنه، رواه عنه مُحَمَّد بن أَحْمَد بن فادم [1] وذكر أنه سمعه منه ببغداد في الجانب الشرقي بمربعة أبي عبيد الله.
662- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن السراج الصوفي، المعروف بغلام الشبلي:
حكى عن أبي بكر الشبلي وأبي مُحَمَّد جعفر بن مُحَمَّد بن نصر [2] الخلدي، روي عنه علي بن شجاع المصقلي الأصبهاني.
كتب إلي أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن أبا علي الحسن بن أَحْمَد الحداد أخبرهما عن أبي الحسن [على بن] [3] شجاع بن محمد بن علي بن المصقلي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ السراج ببغداد يقول: سمعت جعفر بن مُحَمَّد بن [4] نصر الصوفي يقول: سئل أَبُو الْقَاسِمِ الجنيد بن مُحَمَّد عن التصوف، فقال: يا بني إن التصوف عَلَى أربع: عَلَى العفو عند المقدرة، والتواضع عند الدولة، والنصيحة عند العداوة، والعطية بغير مِنة [5] .
قال: وسمعت أبا الحسن علي بن أَحْمَد السراج غلام الشبلي ببغداد يقول: سمعت الشبلي يقول وسئل عن هذه الآية قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ
قَالَ: أبصار الرءوس عن المحارم، وأبصار القلوب عما سوى الله عز وجل.
قال: وسمعت أبا الحسن علي بن أَحْمَد السراج غلام الشبلي ببغداد يقول سمعت الشبلي يقول: دخلت عَلَى أستاذي الجنيد مسجد الشونيزية فوجدته منقبضًا، فقلت:
ما لي أرى الأستاذ منقبضًا؟ فقال: هل فيكم من يقول شيئًا- وكان معي جماعة من أصحابنا وكان فيهم فتى خراساني يحسن أن يقول شيئًا، فأخذ في القول:
__________
[1] في (ج) : «بن قادم» .
[2] في الأنساب: «بن نصير» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في (ج) : «محمد بن جعفر» .
[5] في الأصل، (ج) : «منية» .(18/126)
ولو أن لي في كل يوم وليلة ... ثمانون بحرًا من دموعي تدفق
لأفنيتها حتى ابتدأت بغيرها ... وهذا قليل للفتى حين يعشق
فبكى جنيد وقال: «هذا قليل للفتى حين [1] يعشق» ، فتواجدنا، وكان الجنيد سكانا لم يتحرك إلا أنه كان يبكي ويقول: «هذا قليل للفتى حين يعشق» فلما كان بعد ذلك وهدأ القوم وسكنوا سألت جنيدًا وقلت: أخبرنا عن سكونك ووجودنا؟
فقال:
وجودي أن أغيب عن الوجود ... لما يبدو علي من الشهود
وما في الوجد لي فخر ولكن ... فخرت بوجد من جود الوجود
663- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن الخطيب الشروطي:
من أهل عكبرا، حدث عَنْ مُحَمَّد بن أحمد بن إبراهيم، روى عنه أبو منصور محمد ابن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عبد العزيز العكبري.
664- عَليّ بن أَحْمَد، أبو الحسن الفخري:
ذكره أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي في كتاب «تاريخ الأندلس» من جمعه وقال: شاعر أديب، قدم الأندلس من بغداد.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن مُحَمَّد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي قراءة عليه، أنشدني أبو مُحَمَّد علي بن أَحْمَد، أنشدني أبو الحسن الفخري لنفسه:
الموت أولى بذي الآداب من آدب ... يبغى به مكسبًا من غير ذي أدب
ما قيل لي شاعر إلا امتغصت لها ... حسب امتغاصي إذا نوديت باللقب
وما دها الشعر عندي سجف منزله ... بل سجف دهر بأهل الفضل منقلب
صناعة هان عند الناس صاحبها ... ............ [2] مرجو ومرتقب
يرجى رضاه ويخشى منه بادرة [3] ... أبقى عَلَى حقب الدنيا من الحقب
__________
[1] في الأصل، (ب) : «حتى» .
[2] في (ج) : «نادرة» .
[3] بياض في الأصول مكان النقط.(18/127)
إذا جهلت مكان الشعر من شرف ... فأي مأثرة أبقيت للعرب
665- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن النشابي الكاتب:
من ساكني دار الرقيق، سمع أبا بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ [بْن إِبْرَاهِيم] [1] بْنِ أَيُّوبَ بْنِ ماسي البزاز وغيرهما، ذكره أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء في مشيخته، وذكر أنه سمع منه في سنة ست عشرة وأربعمائة.
666- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن الهمداني:
حكى عن أبي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعُونٍ الْوَاعِظُ، روى عنه أبو علي بن البناء في مشيخته، وذكر أنه كان جارهم بسوق السلاح.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن يحيى بن عثمان بن الشواء الفقيه، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد الهمداني: كنت ملازمًا لأبي الحسين بن سمعون الواعظ فانقطعت عنه لشغل عرض لي، فلما مضيت إليه قال: أنشد أبو بكر مُحَمَّد بن علي الصيدلاني:
تدنو الديار وأنت تبعد جاهدًا ... فالدهر ينصفني وأنت الظالم
وإذا تباعدت اعتللت ببعدها ... فالبعد يقتلني وقلبك سالم
فمتى ينال العدل عندك طالب ... أنت ألمني به وأنت الحاكم
667- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن السهروردي:
ذكره أبو علي بن البناء في مشيخته وقال: قدم إلى مسجد شيخنا ابن الحمامي للقراءة عليه، كان فاضلا، وسمعنا منه ديوان التهامي.
أنبأنا سعيد بن مُحَمَّد الموصلي عن أبي غالب أَحْمَد ويحيى ابني أبي علي بن البناء قالا: أنشدنا والدنا، أنشدنا أبو الحسن علي بن أَحْمَد السهروردي، أنشدنا التهامي من قصيدة:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(18/128)
تنافس في الدنيا غرورًا وإنما ... قصارى غناها أن تؤل إلى الفقر
وإنا لفي الدنيا كركب سفينة ... نظن وقوفًا والزمان بنا يجري
طويت الليالي والليالي من أجل ... إلى أجل تسرى إلي كما تسري
وأفنيت أيامًا فنيت بمرها ... وغاية من يفنى ويفنى إلى قدر
أنبأنا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر عن يحيى بن عثمان الفقيه، أنبأنا أبو علي ابن البناء، أنبأنا علي بن أَحْمَد السهروردي أن [أبا] [1] القاسم تقدم إلى بعض أصحابه لينفذ له حمارًا يركبه ويمضي إلى أملاك فأنفذ الحمار بلا سرج، فكتب إليه:
كتبت إليك في أمر مهم ... أردت بما أردت به رواجه
فجدت [2] ببعضه وتركت بعضًا ... ومن حق المقصر أن يواجه
جزاك الله عنا نصف خير ... فإنك قد مننت بنصف حاجة
وأنشدنا علي بن أَحْمَد السهروردي أيضًا ممن يصل بالرقاع ولا يؤخذ بها انتفاع:
إذا كانت صلاتكم رقاعا ... بخطط بالأنامل والأكف
ولم تكن الرقاع تجر نفعًا ... فها خطي خذوه بألف ألف
668- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن بن الدهان:
روى عن أبي أَحْمَد عبد السلام بن الحسين بن مُحَمَّد البصري المقرئ، روى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وذكر أنه سمع منه في شوال سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
669- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن الكاتب:
حدث بشيء يسير عَن أَبِي الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت المحبر وغيره، ذكره أبو الفضل بن خيرون فيما رأيته بخطه، وذكر أنه توفي سنة أربعين وأربعمائة.
670- علي بن أَحْمَد، أبو القاسم المالحاني:
ذكر أبو مُحَمَّد بن الخاضبة أنه سمع منه في كتاب «هبات الكتابة» لأبي طاهر بن أبي
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] في (ب) ، (ج) : «فحدث» .(18/129)
هاشم المقرئ بروايته عن أبي الحسن علي بن [أَحْمَد بن] [1] عمر بن الحمامي المقرئ.
671- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن العطار:
روى عن أبي الحسن محمد بن محمد بن البصروي الشاعر شيئًا من شعره، روى عنه ابن كادش.
قرأت عَلَى عائشة بنت أبي المظفر الواعظ عن أبي مُحَمَّد الخشاب النحوي، أنبأنا العز مُحَمَّد [2] بن عبيد الله بن كادش، أنشدنا أبو الحسن على بن أَحْمَد العطار، أنشدني أبو الحسن البصروي لنفسه:
ماطل هواك لعن قليل تصبر ... واجهد بعين الفضل إنك تبصر
واعلم بأنك قد ملكت محجة ... في مثلها تكبو الجواد وتعثر
ملكت نفسك وهي نفس حرة ... وتركت رقك عند من لا يذكر
واعلم بأن الغدر فيه سجية ... مطبوعة والطبع لا يتغير
الفراق ولا تقل ... لا قدرة عندي بأنك تقدر
إن لم يغيرك الزمان بسلوة ... فأثبت فأسباب الهوى تتغير
672- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن الشيرازي الزاهد:
حدث ببغداد برسالة الحسن البصري إلى عبد الرحيم بن أنس المجاور بمكة، وسمعها منه وكتبها عنه الجنيد بن يعقوب الجيلي [3] نزيل بغداد في شوّال سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
673- علي بن أحمد البسطامي، أبو الحسن الصوفي:
نزل بغداد واستوطنها، وكان يسكن برباط أبي الغنائم بن المحليان عَلَى شاطئ دجلة بالجانب الغربي، وكان يتولى خدمة الصوفية به، فعرف الموضع به إلى يومنا هذا، روى عنه مُحَمَّد بن طاهر المقدسي حكايات.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في النسخ: «أحمد» .
[3] في (ج) : «الحنبلي» .(18/130)
أنبأنا أبو القاسم البقال عن مُحَمَّد بن طاهر المقدسي سمعت أبا الحسن البسطامي خادم الصوفية ببغداد يقول: كان سبب إقامتي ببغداد أني تزوجت امرأة بغزنة كبيرة السن قد نيفت عَلَى السبعين، وكنت أنا في حدود نيف وعشرين سنة، فلما دخلت عليها قالت لي: هذه الدار وجميع ما فيها من الآلة لك- وكان لها جوار عدة قوالات [1] يخرجن إلى الأعراس وغيرها وكان لها ثروة حسنة- كل هذا بحكمك [2] افعل فيه ما تشاء، غير هذا الكنف [3] ، فإني لا آذن لك فيه! فقلت في نفسي: وما عسى أن يكون في هذا الكنف، ثم طالبتني نفسي به، فلما كان في بعض الأيام خرجت مع جواريها إلى دور بعض المحتشمين بغزنة لعرس، أغلقت الباب وفتحت الكنف فإذا فيه قطيعات من خرق الصوفية، فندمت عَلَى خيانتي لها فنفضت الكنف، فوقع من أسفله حرز ففتحته فإذا فيه مكتوب: فلان بن فلان تزوجته بالبلد [4] الفلاني، مات بالبلد الفلاني- حتى عددت قريبًا من سبعين رجلًا ممن مات فيها معها، فقلت: يا أبا الحسن عن قليل يصير اسمك في التذكرة، خرجت وغلقت الباب وَسَلَّمَت مفتاح الدار إلى بعض المعارف، ولم أنم تلك الليلة إلا عَلَى رأس الحد وهو عشرون فرسخًا، ولم أتوقف في موضع من فزعي منها حتى دخلت بغداد، وكنت أسأل كل من يأتي من هناك عنها وأنا خائف حتى خبرت بعد مدة بموتها فآمنت وطابت نفسي.
قال: وسمعت أبا الحسن البسطامي يقول: كتب [5] في حقي قصة ورفعت إلى الخليفة المقتدي بأمر الله يذكر فيها أن البسطامي تزهد ولبس الصوف وترك أكل الطيبات، فإذا خلا في بيته لبس الكتان الرومي وأكل الدجاج المسمن وحلوى السكر ويتمتع بجوار له حسان، فكتب المقتدي عَلَى ظهر القصة: يجوز جميع ذلك في الشرع.
قرأت في «كتاب التاريخ» لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة في آخر شعبان كان علا روفا [6] فمات فيه ببغداد أبو
__________
[1] في الأصل: «فرالات» .
[2] في (ب) : «بحلمك» .
[3] في (ب) : «الكيف» في كل المواضع.
[4] في الأصل: «بالبلاد» .
[5] في الأصل، (ب) : «كنت» .
[6] هكذا في الأصول.(18/131)
الحسن البسطامي الصوفي، وكان لباسه الصوف صيفًا وشتاء، ورباطه على نهر دجلة [1] ونهر عيسى معروف، بناه أبو الغنائم بن المحليان، وخلف أربعة آلاف دينار مدفونة.
674- علي بن أَحْمَد، أبو غالب الأنماطي:
من أهل البصرة، قدم بغداد وأقام بها مدة، وحدث باليسير عن أبي عمر الحسن ابن علي بن غسان البصري، سمع منه أبو الفضائل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عبد الباقي بن الخاضبة وسعد الله بن علي بن طاهر الدقاق المقرئ.
675- علي بن أَحْمَد، أبو نصر البغدادي:
من أهل باب المراتب، سَمِعَ أَبَا علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عبد الله البناء، وحدث باليسير، سمع منه أبو الحسن علي بن أبي سعيد [2] الخباز وابن أخيه أبو بكر وكيع بن إبراهيم الأزجيان في مسجده بباب المراتب في السادس عشر من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
قَرَأْتُ عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيِّ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخَبَّازِ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنَّاءُ بِقِرَاءَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسمع في شعبان سنة سبعين وأربعمائة وأنبأنا أحمد بن يحيى بن بركة البزّاز من أصل سماعه الصحيح، أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الخياط، أنبأَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن دوست قالا: أنبأنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، حدثنا فضل ابن سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ الظُّفَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ- قَالَ: وَكَانَ أَبِي مِمَّنْ صَحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ فِي بَنِي ظُفَرَ فَجَلَسَ عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي فِي مَجْلِسِ بَنِي ظُفَرَ الْيَوْمَ وَمَعَهُ ابْنُ مسعود ومعاذ بن جبل وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَارِئًا فَقَرَأَ فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً
فَبَكَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اضطرب لحياه وجنباه، ثم قال:
__________
[1] في الأصول: «دجلة نهر» .
[2] في (ب) : «أبي سعد» .(18/132)
«يَا رَبِّ! هَذَا شَهِدْتُ عَلَى مَنْ أَنَا بَيْنَ ظَهْرَيْهِ فَكَيْفَ مَنْ لَمْ أَرَهُ» [1] .
676- علي بن أَحْمَد، أبو الحسن الضرير المقرئ:
من شيوخ أبي بكر بن كامل، روى عنه في معجم شيوخه، أنبأنا من الشعر لغيره.
677- عليّ بْن أَبِي الأزهر بْن عليّ بْن أبي خليفة، أبو الحسن العطار:
من أهل الحربية، سمع أبا القاسم سَعِيد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن البناء وغيره، كتبت عنه وكان شيخًا لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي الأزهر العطار، أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء، أنبأنا عاصم بن الحسن، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الواعظ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ العزيز الإمام، حدثنا العباس بن عبد الله، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ [2] بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ» [3] .
توفي علي بن أبي الأزهر في يوم الخميس الثامن عشر من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين.
678- علي بن أسامة، أبو الحسن العلوي الضرير:
من أهل واسط، شاعر حسن الشعر، قدم بغداد ومدح بها الوزير أبا الفرج محمد ابن عبد الله بن رئيس الرؤساء.
فمن قوله فيه- وقد أجاد- نقلته من خط شيخنا أبي سعد الحسن بن مُحَمَّد بن الحسن بن حمدون من مجموع له، حدثنا عضد الدين، حدثنا محمد، حدثنا بن صان
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7/40. وإتحاف السادة المتقين 6/551. والدر المنثور 2/163.
[2] في السنن: «عبد الرحمن» .
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2481. والسنن الكبرى للبيهقي 3/273. ومسند أحمد 3/439.(18/133)
ملكا [1] وسيد الأمراء:
بشرت بالسعد ما أتى بشر ... إليك إلا أوسعته بشرا
طويت عرضًا مظهرا بك أن ... فض بسقيا من نشره نشرا
عمرت يا عامر البلاد لقد ... فضلت زيدًا وقبله عمرا
كفك قد أنفس الأنام لما ... بمطر جودًا من سحبه غمرا
كم بدل المعسرين يسرا وكم ... فك بمعروف جوده أسرا
رفقت بكرا إليك ماهرة ... تطلب عن حق مهرها مهرا
فاقبل على نظمها بعزتك ال ... غراء واخذل عدوك الغرا
679- علي بن إسحاق بن شاذان، أبو الحسن البناء:
حدث عن مُحَمَّد بن الحجاج الضبي الكوفي وأبي الحسن علي بن إشكاب وأبي بكر مُحَمَّد بن الفرج الأزرق وعبد الملك بن مُحَمَّد بن عبد الرحمن اللخمي وبنان بن يحيى بن زياد، روى عنه أبو القاسم إبراهيم بن أَحْمَد بن جعفر الحرقي.
أَنْبَأَنَا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عُمَرَ البرمكي أخبره أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرقي قراءة عليه، حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ شَادِنٍ الْبَنَّاءُ أَبُو الحسن، حدثنا محمد بن الحجاج الضبي الكوفي، حدثنا محمد بن سعيد بن أبية [2] الأَعْمَشِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ سُلَيْمٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْمَرْءَ عَلَى دين خليله فلينظر أحدكم مَنْ يُخَالِلُ» [3] .
680- علي بن أسعد بن رمضان، أبو الحسن الخياط:
من أهل قرية تعرف بالأشنان قريبة من بغداد، سكن باب الأزج، سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيره، وحدث باليسير ولا أعرفه.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ النَّفِيسِ بْنِ صَحْبِ الأَزَجِيِّ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أسعد بن
__________
[1] هكذا في الأصول.
[2] هكذا في الأصول.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2378. ومسند أحمد 2/303، 334.(18/134)
رمضان الخياط الأشناني وأنبأنا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ الشَّاهِدُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بن أحمد قراءة عليه، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْن عَلِيِّ بْن الْحُسَيْنِ التوزي، أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ حَدَّثَكُمْ إِسْحَاقُ بْنُ [شَاهِينَ] [1] ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلامِ وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِ الطَّرِيقِ» [2] .
توفي علي بن أسعد في يوم الجمعة سادس شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وثمانين و.... [3] ودفن بباب حرب.
681- علي بن إسماعيل بن بادكين الجوهري، أبو الحسن، المعروف بعلم الدين الركابدار العضدي:
كان شابا ذكيًا حسن الخلق أديبًا فاضلا بارعًا، حفظ القرآن الكريم وقرأ الأدب وقال الشعر الجيد، قرأ العلوم الرياضية.
قرأت على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي بن الخضر بن أبي الفتوح عبد السلام بن يوسف بن مقلد الدمشقي، أنبأنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن بادكين الجوهري- شاب مطبوع- أنشدني لنفسه:
صرمتم حبالي حين واصلت حبلكم ... وأسكرتموني إذا صحوتم من الوجد
فلا تحسبوا أني تغيرت بعدكم ... عن العهد لا كان المغير للعهد
غرامي غرامي والهوى ذلك الهوى ... ووجدي بكم وجدي وودي لكم ودي
وليس محبا من يدوم وفاؤه ... مع الوصل ولكن من يدوم مع الصد
فيا كبدي الحري لذي السخط والرضا ... ويا مقلتي العبرى عَلَى القرب والبعد
تمر الليالي والسنون وتنقضي ... ولا ينقضي بثي ولا ينقضي عدي
__________
[1] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب السلام باب 4. وسنن أبي داود، كتاب الأدب باب 37. وفتح الباري 11/39.
[3] مكان النقط بياض في الأصول.(18/135)
تضوع أنفاسي بطيب حديثهم ... كان أحاديث الهوى نفس الزبد
وأهيف معسول الفكاهة واللمى ... مليح التثني والشمائل والقد
به ري عيني وهو ظام إلى دمي ... فخدي له ورد ومن خده وردي
وإني خليق بالجميل وفعله ... كريم الهوى عذب الخليقة والورد
أجور وعندي زاجر من خصاصه ... وأسمع بالجدوى وأبخل بالردى
وأصفح عن ذنب المسيء إذا هنا ... وأسمو عن الخلق الذميمة والحقد
قرأت في كتاب «خريدة القصر في جريدة شعراء العصر» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه، قال: علم الدين علي ابن إسماعيل الجوهري علم في العلم والذكاء والفهم، بارع في علم الهندسة والرياضيات، فارع ذروة العلوم الدينيات من ظرفاء بغداد وفضلائها ومميزيها وكرمائها ونبلائها، وقد تأكدت بيني وبينه صداقة صادقة وأخوة صافيه موافقة، وبيننا مراسلات في الشوق، وإخوانيات يقطر منها ماء الصفاء ويوضي بزهرها روض الوفاء، وله نظم برق وبروق، ونثر يدق معناه ويفوق، وهو مقطع غير مقصد، فلله دره من مقتصر على الجيد مقتصد، فمن ذلك قوله:
تحسن بأفعالك الصالحات ... ولا تعجبن بحسن بديع
فحسن النساء جمال الوجوه ... وحسن الرجال جميل الصنيع
قال: ومن قوله وقد غني عنده:
فتشوا لي قلبًا فقد ضاع قلبي ... وأروني صبرًا فقد عز صبري
فقال:
وعيون سود رمت فؤادي ... بسهام من القسي الحصري
وخدود حمر أذقن حشاي ... بحفاها طعم المنايا الحمر
وامتلأ الأزار مال [1] عَلَى ضعفي ... وسكر الأعطاف أوجب شكري
هذه كلها محاسن دنياي ... وأقصى سؤلي وأفراح دهري
ذكر أبو شجاع مُحَمَّد بن علي بن شعيب بن الدهان المنجم في تاريخه ونقلته من
__________
[1] هكذا في الأصول.(18/136)
خطه أن العلم [الجوهري] [1] مات ببغداد في سنة سبع وسبعين وخمسمائة [رحمه الله] .
682- علي بن إسماعيل بن الحسن البصري القطان، ويعرف بالخاشع:
قرأ بمكة عَلَى أبي بكر مُحَمَّد بن عيسى بن بندار الجصاص المقرئ، وبأنطاكية عَلَى أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق [2] العجلي، وقرأ عَلَى أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد العزيز الصباغ البزاز وأَبِي الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هارون المعروف بابن نضرة وأبي عبد الله مُحَمَّد بن مردويه وأبي العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد اللهبي وأبي أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ الهاشمي وأبي بكر مُحَمَّد بن الحسن وأخيه الحسين بن الحسن وأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسن الرازي المقرئ قراءة عليه، وروى عنه سماعًا وتلاوة أبو بكر مُحَمَّد بن عمر بن موسى بن زلال النهاوندي وأحمد بن مسرور بن عبد الوهاب الخباز وأبو علي الْحَسَن بن علي بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأهوازي، وذكر أنه قرأ عليه ببغداد في قطيعة الربيع سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
683- علي بن إسماعيل بن مُحَمَّد، أبو الحسن الصفار:
حدث عن أبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، روى عنه أبو بكر محمد ابن إبراهيم بن علي العطار الأصبهاني مستملي أبي نعيم الْحَافِظ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْمُؤَذِّنُ بأصبهان، أنبأنا إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ العطار، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد الصفار ببغداد، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ المقرئ، أنبأنا محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي حميد المؤذن، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ الْقَاضِي قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أمير المؤمنين [فقال] [3] حدثني مسعدة ابن الْبَيِّعِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] «الحسن بن عبد الرزاق» ساقطة من (ج) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(18/137)
أَهْلِ الْجِنَازَةِ أَجْرًا أَكْثَرُهُمْ [1] فِيهِ ذِكْرًا، وَمَنْ لَمْ يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ، وَأَوْفَاهُمْ مِكْيَالا مَنْ حثا عَلَيْهَا ثَلاثًا» [2] .
قَالَ يَحْيَى قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! لا وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ هَذَا إِلا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا سَمِعْتُ مُنْذُ مُدَّةٍ حَدِيثًا أَغْرَبَ وَلا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُكْتَبَ بِالذَّهَبِ.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بْن ميمون الدباس، أنبأنا أَبُو الفضل أَحْمَد بن الحسن بن خيرون قال: سنة ثلاثين وأربعمائة أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد الصفار- يعني مات، سمعت منه عن ابن إسماعيل الوراق.
684- علي بن إسماعيل، أبو الوزير الصوفي:
روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني وأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الماليني.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، حدثنا أبو الفتح نصر الله بن الفقيه، أنبأنا الفقيه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الشافعي، أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّد بن إبراهيم الفارقي المعروف بابن الصواف بها، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن الخليل الماليني قال: سمعت أبا الوزير علي بن إسماعيل الصوفي ببغداد يقول: سمعت مُحَمَّد بن إسماعيل بن علي يقول عن أبيه أنه قيل له: ما ألذ الأشياء؟ قال: ممازحة محبوب، ومحادثة أخوان في الله عز وجل، وأماني تقطع بها زمانك، وما من لذة إلا والإفضال عَلَى الإخوان ألذ منه.
685- علي بن إسماعيل الديلمي، أبو الحسن العتكي المؤيدي:
حدث عن أبي بكر محمد بن مأمون بن علي بن إبراهيم المتولي وروحك بنت أبي القاسم عبد العزيز بن عبد الرحمن الصفار النيسابوري، روى عنه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف في معجم شيوخه.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ كَامِلٍ بِخَطِّهِ وَأَنْبَأَنِيهِ ابْنُهُ يُوسُفُ عنه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَيَّدِيُّ الدَّيْلَمِيُّ في شهر ربيع الآخر سنة عشرين وخمسمائة، أنبأنا أبو بكر
__________
[1] في (ج) : «أكبرهم» .
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 42349.(18/138)
محمد بن مأمون بن علي بن إبراهيم بن سباح المتولي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عثمان المقرئ، حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، حدثنا أحمد بن زيد البصري، أنبأنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
رَأَيْتُ الْمِسْكَ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا كُنَّا نَعْرِفُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إِلا بِالْغَالِيَةِ فِي لِحْيَتِهِ.
686- عَليّ بن أفلح بن مُحَمَّد، أبو القاسم العبسي:
كاتب أديب فاضل عالم كامل شاعر مجيد مترسل بليغ، له ديوان شعر ورسائل، ويكتب خطًا حسنًا، وقد أكثر القول في الغزل والمديح وسائر الفنون فأحسن، ثم تعدى ذلك إلى هجو الناس والنكث لأعراضهم والوقيعة فيها بأكثر من ذلك حتى أوجب له مقتًا من الناس، وخاف من جماعة من الصدور فخرج من بغداد هاربًا إلى الشام، واتصل بملوكها واستشفع بهم إلى الديوان في رده إلى وطنه، فشفعوا فيه إلى الإمام المسترشد بالله، فأجابهم إلى ذلك وقبله، فعاد إلى بغداد وأقام بها إلى حين وفاته.
أنبأنا أبو الغنائم سعيد بن حمزة بن أَحْمَد بن شارح الكاتب قال: سمعت أبا القاسم ابن أفلح ينشد والدي لنفسه بدارنا:
ما بعد حلوان المشتاق سلوان ... عن العزاء وبان الصبر قد بانوا
دعني وتسكاب دمعي من مدامعه ... فللشؤون ولي من بعدهم شأن
ما العيش من بعدهم مما ألذ به ... أنى يلذ بغير النوم وسنان
هم الحياة وقد بانوا الغداة فهل ... يصح بعد ذهاب النفس جثمان
يا صاحبي أقلا من ملامكما ... فإن لومكما ظلم وعدوان
أين الشجى من خلى ما أحب ولا ... هاجت له بنوى الأحباب أشجان
قرأت على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي القرشي عن أبيه أنشدنا أبو المعالي سعد بن علي بن القاسم بن علي الحارثي، أنشدنا أبو القاسم علي بن أفلح العبسي لنفسه:
استغفر الله من نظم القريض فقد ... أقلعت عنه فما لي فيه من أرب(18/139)
إذ لست أنفك في نظميه في فرع ... أمسى ينغض عندي لذة الأدب
إذا صدقت بهجوي الناس خفتهم ... وإن مدحت خشيت الله في الأدب
قال: وأنشدنا ابن أفلح لنفسه:
لما أتاني بها المدير عَلَى ... عاتقه من شعاعها ألق
حسوتها مسرعًا مخافة أن ... يلبث في راحتي فتحترق
قال: وأنشدنا ابن أفلح لنفسه:
قالوا انحني كبرا فقلت سفاهة ... لمقال من لم يتئد في قيله
سكن الحبيب شغاف قلبي ثاويًا ... فحنوت منعكفًا عَلَى تقبيله
وأنشدنا ابن أفلح لنفسه:
لله أحباب نأت بهم ... أيدي النوى ففراقهم جلل
بعدوا فدمع العين منهمل ... ونأوا فنار الشوق تشتعل
هذا وما بعدت مسافتهم ... إذ قربوا للبين واحتملوا
[رحلوا] [1] وألفوا ونووا ... فكأنهم رحلوا وما رحلوا
قال: وأنشدني ابن أفلح لنفسه:
لا غرو من جزعي لبينهم ... يوم النوى وأناخوا أنفسهم [2]
فالقوس من خشب ثان إذا ... ما كلفوها فرقة السهم
قرأت عَلَى أَحْمَد بن الحسين بن أحمد بن أَحْمَد السلمي بدمشق عن جده أَحْمَد أنشدني أبو المعالي سعد بن علي الحظيري أنشدني الرئيس أبو القاسم علي بن أفلح لنفسه:
كم إلى كم يكون هذا التجني ... كل يوم تعبت منك بعيني
ما تحيلت في رضاك وما ... لفت بفن إلا سخطت بفن
لست تصغي إلى هداية نصحي ... أنت أهدى إلى صلاحك مني
__________
[1] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، (ب) .
[2] هكذا في الأصول.(18/140)
ما أتاني الغرام فيك بأمري ... وكذا لا يجيء السلو بإذني
قال: وأنشدني ابن أفلح [1] :
هذه الخيف وهاتيك مني ... فترفق أيها الحادي بنا
واحبس الركب علينا ساعة ... نندب الربع ونبكي الدمنا
فلذا الموقف أعددنا الأسى ... ولذا الدمن [2] الدموع تقتنا
زمنا كانوا وكنا جيرة ... يا أعاد الله ذاك الزمنا
بيننا يوم أثيلات [النقا] ... كان [عن] [3] غير تراض بيننا
أه من ريم كجبل طرفه ... بين عينيه نصال وقنا
سكن القلب فمن هيجه ... بتباريح الجوى ما سكنا
ترك الجاني لم يعرض له ... وابتلى ظلما بريا ما جنا
قرأت عَلَى يوسف بن جبريل السني [4] بالقاهرة عن أبي البركات محمد بن علي الأنصاري أنشدني القاضي أبو العباس أَحْمَد بن الشهرزوري بدمشق.
أنشدنا الأديب أبو القاسم علي بن أفلح العبسي لنفسه ببغداد:
يا هلالا كلما لاح ... خبا ضوء الهلال
وقضيبًا كقضيب ... البان نرجس اعتدال
يا لذي حكم ألحا ... ظك في نفسي ومالي
رق للعبد فأفعا ... لك أفعال الموالي
ليحبنك رجال ... لست من تلك الرجال
لا تردني فوق ما بي ... من غرام وخبال
وأنشدنا أبو القاسم علي بن أفلح ببغداد:
أيها المالك رقى ... قد تجافيت طويلا
بالذي يبقيك إلا ... ما تعطفت قليلا
__________
[1] في النسخ: «مفلح» .
[2] في النسخ: «اليوم» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[4] في الأصل، (ج) : «النسي» وفي (ب) : «النس» .(18/141)
إن أكن أذنبت ذنبا ... فاصفح الصفح الجميلا
أنا عبد ذل فارحم ... سيدي عبدا ذليلا
أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
وفي يوم الخميس ثاني شعبان من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة توفي أبو القاسم بن أفلح الشاعر، ذكر غير صدقة أنه دفن بمقابر قريش، وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
687- علي بن الأنجب بن أبي البقاء بن التقي [1] العلوي الحسني، أبو الحسن:
من أهل واسط، قرأ القرآن عَلَى أبي بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني، وسمع من شيخنا القاضي أبي الفتح مُحَمَّد بن أحمد الماندائي، وقدم علينا بغداد، ونزل بالمدرسة الجهنية بالجانب الغربي، تفقه عَلَى شيخنا علي بن علي الفارقي، وسمع معنا عَلَى أبوي الفرج بن كليب وابن الجوزي، ثم رتب إمامًا بالمسجد الجديد عند سوق العميد، وقد حدث بيسير، سمع منه آحاد الطلبة، وهو كريم الأخلاق لطيف الطبع ظاهر السكون من أهل الصلاح.
688- علي بن الأنجب بن ما شاء الله، بن الحسين [2] بن عبد الله بن عبيد الله [3] الجصاص الفقيه، أبو الحسن الحنبلي:
من ساكني المأمونية، حفظ القرآن الكريم وجود قراءته، وتفقه عَلَى أبي الفتح بن المني، وتكلم في مسائل الخلاف، وقرأ الأدب، وكتب خطًا حسنًا، وسمع الحديث من أبي الفتح بن شاتيل فمن بعده، وذكر لنا أنه سمع من الكاتبة شهدة ومن عبد الحق بن يوسف، وسافر إلى واسط وقرأ بها القرآن عَلَى أبي بكر بن الباقلاني، وسمع الحديث من أبي الفرج بن نغوبا وغيره، علقنا عنه شيئًا يسيرًا من الحديث والأناشيد، وهو فاضل كبير المحفوظ دمث الأخلاق مليح المحاورة [4] لطيف الطبع ظريف.
__________
[1] في (ج) : «البغي» .
[2] في الأصول: «أبو الحسن» .
[3] في الشذرات: «عبد الله» .
[4] في (ج) : «المجاورة» .(18/142)
قَرَأَ عَلِيُّ بْنُ الأَنْجَبِ بْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكَ أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نَغَوْبَا بِقِرَاءَتِكَ عَلَيْهِ بِوَاسِطَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْكَرَمِ خُمَيْسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوْزِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْفَرَضِيُّ وَأَبُو تَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بن أبي زنيقة قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله القصاب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب المفيد، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَا عَنْ أَوْسِ بن ضمعج عن أبي سمعود الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أقرأهم لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَحْزَمُهُمْ قِرَاءَةً، فَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَتُهُمْ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُمْ سَوَاءً فَأَكْبَرُهْم سِنًّا، وَلا يُؤَمَّ رَجُلٌ فِي بَيْتِهِ وَلا فِي سُلْطَانِهِ وَلا يُجْلَسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ [فِي بَيْتِهِ] [1] إِلا بِإِذْنِهِ أَوْ حَتَّى يَأْذَنَ بِهِ» [2] .
سألت ابن الجصاص عن مولده، فقال: في أول سنة ست وستين وخمسمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الأولى [3] من سنة اثنتين وأربعين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
689- علي بن أنوشتكين بن عبد الله، أبو الحسن الجوهري:
من ساكني دركاه خاتون بباب الحرم من دار الخلافة، كان يبيع الجوهر ثم كبر وأسن فانقطع في منزله، سمع أبا الغنائم مُحَمَّد بن علي بن ميمون النرسي وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهما، روى لنا عنه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الأخضر وعبد الرحمن بن عمر بن الغزال وأبو الفتح مُحَمَّد بن عيسى بن بركة الجصاص.
أخبرنا عبد الرحمن بن الغزال، أنبأنا أبو الحسن علي بن أنوشتكين الجوهري وكان شيخا صالحا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ميمون النّرسيّ، أنبأنا أبو محمد الحسن ابن علي الجوهري، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهَبْزَدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، حدثنا أبو الحسن عبد الواحد بن غياث، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ مُوسَى بن أنس عن
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] في الأصل، (ب) : «جمادى الأول» .(18/143)
أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَقَدْ تَرَكْتُمْ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ وَلا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ وَلا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ إِلا وَهُمْ مَعَكُمْ فِيهِ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَيْفَ يَكُونُونَ مَعَنَا وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ» [1] .
قرأت بخط محمد بن محمد بن الحراني الشاهد قال: توفي علي بن أنوشتكين الجوهري في يوم الجمعة سابع عشري رجب من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، ودفن يوم السبت بباب أبرز.
690- علي بن بدر بن عبد الله العطاردي، أبو الحسن الكاتب:
كان والده من موالي نصر بن العطار الحراني التاجر، وولد علي هذا ببغداد ونشأ مع أولاد سيده، وتعلم الخط، وسمع الحديث وقرأ الأدب، وكتب عَلَى خطوط الكتاب حتى صار يضرب المثل بحسن خطه، وكان شابًا مليح الصورة، وكاتبًا سديدًا بليغًا فاضلا، له النظم والنثر والإنشاء الحسن، سافر إلى ديار مصر وأقام بها، وتصرف هناك في الأعمال الديوانية، وكانت نفسه تسمو إلى الوزارة.
أنشدني أبو الفضل زهير بن مُحَمَّد بن علي الكاتب بالقاهرة أنشدني أستاذي أبو الحسن علي بن بدر العطاردي البغدادي بقوص:
أعد القمح وأدخره ... ولو للفأر والسوسه
ومن لم يدخر قمحًا ... فقد أصبح معلوسه
سمعت أبا طاهر إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي بدمشق يقول: كتب علي بن بدر العطاردي بخطه المليح لابن الدوري الشاعر المصري قصائد من شعره، مدح بها الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب فاستحسنه ابن الدوري وكتب إليه مادحًا له بهذين البيتين من شعره:
يا ابن بدر علوت في الخط قدرا ... عند ما قايسوك بابن هلال
جاء يحكي أباه في النقص حتى ... [جئت] [2] تحكي أباك عند الكمال
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2518. ومسند أحمد 3/160، 214. والسنن الكبرى للبيهقي 9/24.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(18/144)
سمعت زهير بن مُحَمَّد الكاتب يقول: توفي علي بن بدر بقوص في سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن خمسين سنة، وكان كاتبًا للنصير نصر بن مُحَمَّد الملطي [1] وكان يكتب خطًا مليحًا لطيفًا عَلَى طريقة ابن البواب.
691- علي بن بختيار بن عبد الله، أبو الحسن الكاتب:
كان يخدم في الدواوين، وله معرفة بالكتابة، تولى [2] أستاذية دار الخلافة في الخامس والعشرين من شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وعزل في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين ولزم منزله، وكان له ميل إلى أهل الخير والصلاح، وتردد إلى الصالحين وتفقه عليهم، وبنى رباطا للصوفية بباب الجعفرية ووقف عليه من أملاكه، وتوفي ليلة الخميس الخامس والعشرين من شوال سنة تسعين وخمسمائة، ودفن برباط الجعفرية، وقد تقدم ذكر ولد أخيه.
692- علي بن بختيار بن علي، أبو السعادات الواسطي:
من أهل واسط، شاعر كاتب، له معرفة بالأدب، وهو مليح الشعر رقيق الطبع، قدم بغداد في سنة ثمان وخمسمائة وفي سنة اثنتي عشرة، وروى بها عن جماعة من شعراء واسط كأبي الجوائز [3] الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن باري الكاتب وأبي منصور عبد الملك بن مروان الكاتب السوسي وأبي نصر بن طوطي وأبي ثعلب مُحَمَّد بن الحسن ابن شاذان الكاتب وأَبِي غالب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بشران النحوي، وروى أيضًا شيئًا من شعره، سمع منه عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وهزارست بن عوض الهروي والحسين بن عبد الرحمن الغزي وعلي بن أبي سعد الخباز وأبو الفضل عَبْد الرَّحِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الإخوة وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، ورويا عنه.
قرأت عَلَى أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي الوراق عن الحسين بن عبد الرحمن الغزي [4] وعلي بن أبي سعد الخباز قالا: أنشدنا أبو السعادات علي بن بختيار ابن علي الواسطي ببغداد لنفسه:
__________
[1] في النسخ: «اللمطي» .
[2] في (ج) : «ولي» .
[3] في (ب) ، (ج) : «الحوام» .
[4] في (ب) : «العرلي» وفي (ج) : «العزلي» .(18/145)
أنا سلوة الصب الكئيب وكأسه ... وجليسه إن ملة جلاسه
لا أنس لي بصاحب صاحبته ... يصحبني أنس الزمان وناسه
فكأنني ريحانة تحيى بها ... نفس الفتى وتميتها أنفاسه
قرأت عَلَى علي بن أبي علي الناسخ عن أبي علي الحسين [و] [1] علي بن أبي سعد الخباز أنشدنا علي بن بختيار أبو السعادات الواسطي لنفسه ببغداد:
لا تغتر بوداد من ... لك وده أهلا وسهلا
يلقاك منه بكلمة ... يلقى ويمنعك الأقلا
وأنشدنا أبو السعادات الواسطي لنفسه:
لا تأمنن عدوًا كان حوارًا ... وكن عَلَى حذر أن يدرك الثارا
والماء وهو سخين ليس يمنعه ... ما فيه من جد أن يطفئ النارا
قرأت عَلَى أبي القاسم الوراق عن الحسين بن عبد الرحمن الغزي [2] ، أنشدنا علي ابن بختيار بن علي الواسطي لنفسه ببغداد:
مدحت عمرا عَلَى اغترار ... ولم يكن موضع المديح
فقال قولا فيه احتياج ... للرجل الموسر الشحيح
المال روح والمدح ريح ... ولست أعطي روحًا بريح
قرأت عَلَى أبي الفتوح داود بن المعمر الواعظ بأصبهان عن أبي الفضل عبد الرحيم ابن أَحْمَد بن الإخوة، أنشدني أبو السعادات علي بن بختيار الواسطي لنفسه:
لا تلمني عَلَى تألم قلبي ... لنوى من إليه قلبي يحن
فالخبايا وباطن حنين ال ... سمرء من فرقة السهام تأن
693- علي بن أبي البركات بن أبي الحسن بن أبي العجين، أبو الحسن:
من الجانب الغربي، سمع الحديث الكثير بعد الأربعين وخمسمائة، وما أظنه روى شيئا.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصول: «العرلى» .(18/146)
ذكره أبو بكر مُحَمَّد بن علي بن زيد الكتبي المقرئ فيما نقلته من خطه، وقال:
مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وخمسمائة، وتوفي بباب البين، وكان كيسًا قد قرأ طرفًا من الفقه، وسمع الحديث كثيرًا، وكان فقيرًا جدا صابرا عَلَى الفقر لا يشكو إلى أحد.
694- على بن بركة بن طاهر التاني [1] ، أبو الحسن المقرئ:
سمع أبا سهل مُحَمَّد بن إبراهيم بن مُحَمَّد بن سعدويه الأصبهاني، وحدث عنه باليسير، سمع منه أبو الفضل بن شافع وشيوخنا أبو مُحَمَّد بن الأخضر وحمزة بن القسطي ومُحَمَّد بن أَحْمَد القزويني في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
أَنْبَأَنَا ابْنُ الأَخْضَرِ وَحَمْزَةُ بْنُ الْقسطِيِّ وَالْقَزْوِينِيُّ قالوا جميعا: أنبأنا علي بن بركة التاني قراءة عليه وأنبأنا يحيى بن أسعد التاجر، أنبأنا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدُوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وعشرين وخمسمائة، أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الحسن الرازي، أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي، أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدُوَيْهِ الجصاص، حدثنا الحسن بن أحمد ابن مالك الزعفراني، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، حدثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَلا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [2] .
695- علي بن بركة، أبو الحسن الرياحي:
حدث عَن أَبِي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سياوس الكازروني، روى عنه أبو الفرج عبد الغافر بن الحسين الألمعي [3] في معجم شيوخه حديثا وذكر أنه سمعه منه ببغداد.
696- علي بن أبي البقاء بن علي الدباس، أبو الحسن الوراق:
جارنا بالظفرية، ذكر أنه سمع شيئًا من الحديث من عبد الوهاب الأنماطي، وحدث سماعه بعد موته عن أبي نصر أَحْمَد بن ما شاء الله السروي والنقيب أبي عبد الله أحمد
__________
[1] في الأصل: «الشافي» وفي (ب) : «الثاني» .
[2] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1/81. واتحاف السادة المتقين 1/162، 6/536. وكشف الخفا 1/371.
[3] في الأصل: «الأيلعي» .(18/147)
ابن علي بن المعمر العلوي وأبي الفتح بن شاتيل وجماعة من المتأخرين، ولم يحدث بشيء، وسألته أن يخبرني [1] جميع مروياته فلفظ بذلك وكتب بخطه، وكان شيخًا صالحًا متشددًا في السُّنَّة من الطراز الأول، مواظبًا عَلَى الجماعات وزيارة الصالحين.
أخبرني أبو الحسن الوراق [2] إذنا، أنبأنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَا شَاءَ اللَّهُ قراءة عليه في رجب سنة أربعين وخمسمائة، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه، أنبأنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يُوسُفَ بْنِ دُوسْتَ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ابن النّرسيّ قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ التُّقَى وَالْهُدَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى» [3] .
توفي أبو الحسن الوراق سحرة يوم الأربعاء النصف من صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وصلينا عليه من الغد بالمدرسة النظامية، وتقدم للصلاة عليه شيخنا أبو أَحْمَد بن سكينة، وحمل إلى باب حرب فدفن هناك وقد جاوز الثمانين.
697- علي بن بكران بن حسنون، أبو الحسن:
حدث بالأهواز عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي النصري، روى عنه أبو سعيد النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه.
قَرَأْتُ عَلَى أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طَاهِرِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ ابن أبي عبد الله بن مندة أخبره أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بَكْرَانَ بْنِ حَسْنُونٍ البغدادي بالأهواز، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي، حدثنا خِرَاشٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ» [4] .
أَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو جعفر النفيس بن هبة الله الحديثي، أنبأنا أحمد بن علي الزلال، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ المهتدي بالله، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر
__________
[1] في الأصول: «يخبرك» .
[2] في الأصل، (ب) : «الوراق» .
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] انظر الحديث في صحيح البخاري 9/175.(18/148)
السّكّري، حدثنا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ فَذَكَرَهُ.
698- علي بن بكران العكبري:
روى عن أبيه [1] ، روى عنه أبو عبد الله بن باكويه.
أخبرنا سُلَيْمَان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي، أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، أنبأنا علي بن عبد الله الحربي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، حدثنا علي بن بكران العكبري بحلوان قال: سمعت أبي يقول: سئل أبو حمزة الصوفي: هل يتفرغ المحب إلى شيء سوى محبوبه؟ فقال: لا، لأنه بلاء دائم وسرور منقطع وأوجاع متصلة لا يعرفها إلا من باشرها، وأنشد:
يقاسي المقاسي شجوة دون غيره ... وكل بلاء عند لاقيه أوجع
قال: وسمع أبو حمزة رجلًا من أصحابه وهو يلوم بعض إخوانه عَلَى إظهار وجده وحاله في مجلس الأضداد، فقال أبو حمزة: الوجد الغالب يسقط التمييز ويجعل الأماكن كلها مكانا واحدًا، ولا لوم عَلَى من غلب عليه وجده فاضطره إلى ذلك، وما أحسن ما قال ابن الرومي:
فدع المحب من الملامة إنها ... بئس الدواء لموجع مقلاق
لا تطفئن جوى يلوم إنه ... كالريح يعلى النار بالإحراق
699- علي بن أبي بكر بن أبي السعادات بن أبي نصر بن مواهب بن أَحْمَد، أبو الحسن الحمامي السقاء، المعروف والده بالهنيد [2] :
من ساكني قراح ظفر، سمع أبا المظفر عبد الملك بن علي بن مُحَمَّد الهمداني، وحدث باليسير، كتبت عنه، وكان متيقظًا حسن الأخلاق، كان موصوفًا في شبابه بشدة القوة ورفع الأشياء الثقيلة بلا كلفة ومصارعة الأشداء، وله حجات كثيرة إلى مكة يخرج مع السقايين، وقد رأيت أباه شيخًا كبيرًا آدم ناطح المائة ولم تكن عنده رواية.
__________
[1] في النسخ: «عن ابنه» .
[2] انظر: ترجمة عبد الملك بن علي الهمداني، أبو المظفر.(18/149)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَمَّامِيُّ بِقِرَاءَتِي عليه، أنبأنا أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمداني قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ أَزديارُ بْنُ مَسْعُودٍ الْغَزْنَوِيُّ قَدِمَ علينا، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الماسكاني، حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل المفسر، حدثنا سعد بن محمد الزيدي، حدثنا محمد بن الفضل البلخي، حدثنا حام بن نوح، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من عَجَزَ مِنْكُمْ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ وَجَبُنَ مِنَ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ» [1] .
سألت أبا الحسن الحمامي عن مولده، فقال: في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفي فِي شهر ربيع الآخر من سنة أربع عشرة وستمائة.
700- عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر بْن سُلَيْمَان بْن إبراهيم بن يحيى بن أَحْمَد، أبو الحسن الدئلي المعلثاي:
ومعلثايا قرية بين الموصل والجزيرة، كان تاجرًا، سافر في طلب الكسب، سمع بالإسكندرية من أبي طاهر أَحْمَد بن مُحَمَّد السلفي، قدم بغداد حاجّا في صفر سنة [سبع] [2] عشرة وستمائة وحدث بها عن السلف بأربعين البلدان من جمعه، سمعها منه جماعة من الطلاب وكنت إذ ذاك غائبًا عن بغداد، وذكر أن مولده بالموصل في شهر جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة- هكذا رأيته بخطه.
701- علي بن أبي بكر بن علي بن طاهر، أبو الحسن القفصي:
ذكره شيخنا أبو بكر بن مشق في معجم شيوخه الذين أجازوا له.
702- علي بن أبي بكر بن علي الجماس، أبو الحسن البياع:
من أهل الحربية، سمع أبا مُحَمَّد عبد الرحمن بن بدر بن الفضل الوراق وغيره، وحدث باليسير، كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي بكر بن علي البيع بقراءة عليه، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير 11/84. ومجمع الزوائد 10/74. والترغيب والترهيب 2/396.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .(18/150)
بدر الوراق، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن العلاف، أنبأنا علي بن أحمد ابن عمر [1] الحمامي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدقاق، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلا مُضْطَجِعًا عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ لَضِجْعَةٌ مَا يُحِبُّهَا اللَّهُ تَعَالَى» [2] .
توفي ليلة الأحد مستهل شهر شعبان سنة تسع عشرة وستمائة، ودفن بباب حرب.
703- علي بن بكر بن محمد بن علي بن حمد النيسابوري:
من أولاد المحدثين، أصله نيسابوري، من ساكني درب السلسلة، سمع أبا علي الحسن بن على بن المذهب وأبا الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الفضل الخياط الأزجي وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات بن السقطي في معجمه وأبو المعمر الأنصاري وأبو طالب بن خضير.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر، أنبأنا أَبُو طَالِبٍ الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بن خضير بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ في صفر سنة اثنتين وخمسمائة، أنبأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْهَرَوِيِّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسَنَوَيْهِ المقرئ بنيسابور، حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالا: حدثنا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى هَاشِمًا مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» [3] .
704- علي بن بكمش بن عبد الله التركي العزي، أبو الحسن النحوي:
كان والده من موالي العزيز بن نظام الملك، وكان من الأجناد البغدادية، ولد عَلي هذا ببغداد في العاشر من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وقرأ القرآن وجوده، وقرأ النحو عَلَى شيخنا الوجيه أبي بكر الواسطي، ثم سافر إلى الشام
__________
[1] في (ب) : «عمر بن أحمد» .
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2768. ومسند أحمد 2/304. وسنن أبي داود 5040.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3605. ومسند أحمد 4/107.(18/151)
ونزل دمشق، وصحب شيخنا أبا اليمن الكندي، وقرأ عليه الأدب حتى برع فيه وصار من الأدباء المذكورين بالفضل ومعرفة العربية، وقرأ عليه الناس، وأثرى وكثر ماله، وقدم علينا بغداد في سنة تسع وستمائة ورأيته بها، وقد كنت رأيته قبل ذلك بدمشق وأذكره قديما قبل سفره إلى الشام في مسجد يقرأ عليه الصبيان القرآن، وكان كيسًا حسن الأخلاق متوددا.
أنشدني ياقوت بن عبد الله الأديب بحلب، أنشدني أبو الحسن علي بن بكمش التركي النحوي لنفسه:
وقائلة بغداد منشؤك الذي ... نشأت به طفلا عليك التمائم
فما بالها تشكو جفاءك معرضًا ... أما [آن] [1] أن يقضى إليها الغرائم
فقلت لها إني الفريد وإنها ... أوال مغاص الدر والحرق [2] عايم
وقد جرت العادات في الدر أنه ... إذا فارق الأصداف لاقاه ناظم
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحسن الكاتب أن علي بن بكمش النحوي مات بدمشق يوم الاثنين سلخ شعبان من سنة ست وعشرين وستمائة.
705- على بن أبي تراب بن فيروز الزنكوبي [3] ، أبو الحسن الخياط المقرئ:
من ساكني الظفرية، سمع الحديث بنفسه من أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلام الْأَنْصَارِيّ وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصوفي وأبي غالب مُحَمَّد بن الحسن بن أَحْمَد الباقلاني وغيرهم، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ الأَخْضَرِ مِنْ أصل كتابه أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي تراب بن فيروز الزنكوبي المقرئ، أنبأنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بن الحسن الباقلاني، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عثمان الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن رَوْحِ بْنِ مدراعٍ الْكِنْدِيُّ مِنْ أَصْلِهِ بِمِصْرَ، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال رسول الله
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
[2] هكذا في النسخ.
[3] هكذا في الأصول.(18/152)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا لِرُؤْيَةِ الْهِلالِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاثِينَ» قال قلنا: يا رسول الله! أولا نُقَدِّمُ قَبْلَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: «لا» [1] .
قرأت بخط على بن أبي تراب الزنكوبي قال: مولدي في سنة أربع وسبعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي أبو الحسن علي ابن أبي تراب بن فيروز الزنكوبي يوم الثلاثاء ثاني ربيع الأول سنة إحدى وخمسين، وصلى عليه يوم الأربعاء ودفن بالوردية.
706- علي بن ثابت بن طاهر، أبو الحسن الحذاء:
أخو أبي منصور عبد العزيز بن ثابت الخياط المقرئ الذي تقدم ذكره، كان له دكان عند باب النوى مقابل دار الوزارة ينعل فيه التماشك [2] ، سمع بإفادة أخيه من أبي المكارم المبارك بن مُحَمَّد الباذرائي وغيره، كتبت عنه يسيرا، وكان شيخًا صالحا سليم القلب ساكنا حافظا لكتاب الله عز وجل حسن الطريقة.
أخبرنا علي بن ثابت الحذاء، أنبأنا أبو المكارم الباذرائي، أنبأنا أبو غالب الباقلاني، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو بكر الآجري، حدثنا الفريابي، حدثنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ! أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ» [3] .
توفي علي بن ثابت الحذاء في يوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الأولى سنة ست وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب السبعين.
707- علي بن ثابت بن علي بن معمر بن إبراهيم بن صالح بن بكير [4] ، أبو الحسن:
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/35. وصحيح مسلم، كتاب الصيام باب 2.
[2] هكذا في الأصول.
[3] انظر الحديث في: تاريخ بغداد 8/271. ومسند أحمد 4/158.
[4] في (ج) : «بكر» .(18/153)
من أهل الحربية، سمع أبا نصر مُحَمَّد بن علي الزينبي وأبا الغنائم مُحَمَّد بن علي بن الْحَسَن بن أبي عثمان الدقاق وأبا الحسين عاصم بن الحسن وأبا الحسن علي بن محمد ابن قريش وخلقًا كثيرًا ممن بعدهم، وكتب بخطه كثيرًا، ومات كهلا ولم يحدث إلا باليسير، روى عنه أبو علي بن الرحبي ونصر الله بن عبد الرحمن القزاز.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن سليمان الحربي، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قراءة عليه في المحرم سنة خمس وخمسمائة [أنبأنا أبو الحسن علي بن ثابت الحربي] [1] ، وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ببغداد ومحمد بن عبد الله بن موهوب البغدادي بمكة قالا: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسن بن أبي عثمان قراءة عليه، أنبأنا أبو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رزقويه، أنبأنا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاسِ الدهقان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد القرشي، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأْعَمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ لا يَرْجِعُ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» [2] .
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي علي بن ثابت أبو الحسن الحربي ليلة الاثنين حادي عشر جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وصلى عليه من الغد ودفن بباب حرب، قال شيخنا- يعني ابن ناصر: وكان دينًا أمينًا خيرًا.
708- علي بن ثابت بن علي بن القاسم، أبو الحسن الدرونحالي [3] المقرئ:
إمام جامع الرصافة في الصلوات الخمس، وكان يسكن بالحريم الظاهري، كان من عباد الله الصالحين مشهورًا بالورع والزهد والعبادة، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به ويذكرون عنه كرامات.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 757. ومسند أحمد 1/224.
[3] في (ج) : «الدوري» .(18/154)
ذكر عبد الوهاب الأنماطي- ونقلته من خطه- أنه مات في يوم الأحد عاشر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ودفن يوم الاثنين بباب حرب.
709- علي بن ثابت بن غني بن مقلد، أبو الحسن:
من أهل باجري، وكان يتولى القضاء بها، سمع أبا بكر مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر الخازمي [1] الهروي، وحدث باليسير، وروى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرني ابن الغزال، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتِ بْنِ غَنِيٍّ الْباجري بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي بكر الخازمي الْهَرَوِيُّ قَدِمَ عَلَيْكُمْ بَغْدَادَ فَأَقَرَّ بِهِ وَأَنْتَ تسمع بالمدرسة النظامية، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفُرَاوِيُّ، أنبأنا أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ، أنبأنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، أنبأنا محمد بن أيوب الرازي، أنبأنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، حدثنا قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ: حُبُّ الْمَالِ وَطُولُ الْعُمْرِ» [2] .
أَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو الْفَرَجِ [3] عَبْدُ المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بِهَرَاةَ وَالْحَرَّةِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بِنَيْسَابُورَ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ، أنبأنا أَبُو يَعْلَى إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ، أنبأنا عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرَّازِيُّ فَذَكَرَهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبُرُ مَعَهُ اثْنَانِ- وَالْبَاقِي سَوَاءً.
710- علي بن ثابت، أبو الحسن الأنصاري:
شاعر، نزل بغداد، وكان صديقًا لأبي العتاهية، وكانا يتعارضان، إذا قال هذا قصيدة قال هذا مثلها، وكان يسلك مذهب أبي العتاهية، وقد حضر أبو العتاهية دفنه وتولى الصلاة عليه ورثاه.
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «الحارقى» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/111. وفتح الباري 11/239.
[3] في الشذرات: «أبو روح» .(18/155)
ذكر هذا مُحَمَّد بن داود بن الجراح الكاتب في كتاب الورقة في أخبار الشعراء المحدثين من جمعه [1] وقال: أنشدني إسماعيل بن مُحَمَّد النوفل لأبي العتاهية:
بعزة الله أستعفي من النار ... والله جاري وعز الله من جاري
يا نفس ما بين لفح النار منزلة ... وبين روح جنان الخلد فاختاري
فقال علي بن ثابت:
يا نفس مالك من صبر عَلَى النار ... قد حان أن تقبلي من بعد إدبار
يا نفس إنك قد خيرت في مهل ... بين الهدى والعمى يا نفس فاختاري
قرأت عَلَى أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي عن أبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر، أنبأنا أبو منصور مُحَمَّد بن أَحْمَد إذنا عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى المرزباني أنشدنا علي بن سُلَيْمَان [2] الأخفش، أنشدنا ثعلب لأبي العتاهية يرثي علي ابن ثابت:
ألا من لي بأنسك يا أخيا ... ومن لي أن أبثك ما لديا
طوتك خطوب دهرك بعد نشر ... كذاك خطوبه نشرا وطيا
فلو سمحت بردك لي الليالي ... شكوت إليه ما اجترمت إليا
بكيتك يا علي بدر عيني ... فلم يغن البكاء عليك شيئًا
كفى حزنًا بدفنك ثم إني ... نفضت تراب قبرك من يديا
وكانت في حياتك لي عظات ... وأنت اليوم أوعظ منك حيا
711- علي بن ثابت، أبو الحسن الوراق، الملقب بالديك:
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تأريخه ونقلته من خطه أنه توفي في سنة سبعين وأربعمائة.
712- علي بن ثروان بن زيد، أبو الحسن الكندي [3] :
ابن عم شيخنا أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي المقدم ذكره، ولد ببغداد
__________
[1] في (ج) : «جهة» .
[2] في (ب) : «بن سليم» .
[3] انظر: خريدة القصر 1/312.(18/156)
ونشأ بها، وقرأ بها الأدب عَلَى أبي منصور بن الجواليقي وغيره حتى برع فيه، وكتب بخطه كثيرا، وضبط [1] ضبطًا صحيحًا، وسمع شيئًا من الحديث من أبي البركات هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن البخاري وغيره، وسافر إلى الشام وسكن دمشق إلى حين وفاته، ولقي القبول عند الملك نور الدين محمود [2] بن زنكي وصار من أخصائه، وحدث باليسير، روى عنه أبو المواهب الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محفوظ بْن صصرى التغلبي في معجم شيوخه، وقرأ عليه الصائن أبو الحسين هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه الشافعي المعروف بابن عساكر كتاب «المعرب» لابن الجواليقي، وكان الصائن أسن منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ سَالِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بن محفوظ التغلبي بدمشق، حدثنا والدي من لفظه، أنبأنا أبو الحسن علي بن ثروان الكندي، أنبأنا أبو البركات هبة الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْبُخَارِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِينُ وَأَبُو الْقَاسِمِ فَرَجُ بْنُ معالي القصباني قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو [مُحَمَّدٍ] [3] الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد بْن فهد الأزدي، أنبأنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الموصلي، حدثنا بندار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ الْمُفَصَّلَ كُلَّهَا [4] فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود: هذأ كهذإ الشِّعْرِ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهُ: لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ- فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً من الفصل سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ.
قرأت عَلَى أبي المعالي عبد الرحمن بن علي بن عثمان المخزومي بالقاهرة عن أبي الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحوي أنشدني أبو الحسن علي بن ثروان الكندي لنفسه بدمشق، وكان قد قصد جمال الدولة حجا ابن عم الأمين مبين الدولة
__________
[1] في الأصل، (ب) : «يضبط» .
[2] في الأصل، (ب) : «محمد» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[4] في (ج) : «كله» .(18/157)
حاتم فلم يصادفه فعمل بيتين وكتبهما عَلَى باب الدار حفرا [1] بالسكين وأنشدنيهما:
حضر الكندي مغناكم فلم ... يركم من بعد كد وتعب
لو رآكم لتجلى همه ... وانثنى عنكم بحسن المنقلب
أنشدنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق أنشدنا أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني لأبي الحسن علي بن ثروان الكندي:
درت عليك غوادي المزن يا دار ... ولا عفت منك آيات وآثار
دعاء من لعبت أيدي الغرام به ... وباعدتها صبابات وأذكار
قرأت في كتاب «معجم شيوخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن كامل بن أبي الصقر الدمشقي» بخطه وقرأته على القاضي أبي نصر بن الشيرازي بدمشق عنه أنشدني علي ابن ثروان أبو الحسن الكندي بدمشق:
خفض الدمع ما استطعت فقد ... صار المجراه في الخدود [2] طريقا
كان درا قبل الفراق فلما ... رعته بالفراق صار عقيقا
قرأت في كتاب خريدة القصر لأبي عبد الله الكاتب بخطه وأجاز لي روايتي عنه قال: شمس الدين أبو الحسن علي بن ثروان الكندي كان أديبا فاضلا أريبًا كاملا، قد أتقن اللغة وقرأ الأدب على ابن الجواليقي وغيره من صدور العلم وبحوره، ولم يزل الأدب بمكانه في دمشق مشرقًا بنوره في آفاق ظهوره، وقد ذكرت تاج الدين الكندي ابن عمه في أهل بغداد وهذا لإقامته [3] بدمشق أوردته مع أهلها، والأصل من الخابور، رأيته بدمشق مشهودا لفضله بالوفور، مشهورًا بالمعرفة بين الجمهور، موثوقًا بقوله، مغبوقًا موصوفًا من نور الدين بطوله، وله شعر كثير، وفضل نظيم ونثير، ولم يقع لي ما أشد يد الانقياد عليه، أو أصرف عنان الانتقاد إليه.
سألت شيخنا أبا اليمن الكندي بدمشق عن مولد ابن عمه علي بن ثروان ووفاته، فقال: مولده ببغداد في سنة خمسمائة أو قبلها، وتوفي بدمشق في سنة خمس وستين وخمسمائة.
__________
[1] في (ج) : «جعفرا» .
[2] في (ب) : «خلاد» .
[3] في الأصل، (ب) : «لاقى منه» .(18/158)
713- عليّ بْن جَابِر بْن زُهَيْر بْن عليّ، أبو الحسن البطائحي:
من أهل ساقية سُلَيْمَان ناحية بالبطائح، قدم بغداد في صباه مع والده في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وأقام بها مدة، وسمع الحديث من أبي الحسن بن عبد العزيز بن السمك وأبي الفضل مُحَمَّد بن ناصر الْحَافِظ وغيرهما، ثم قدمها بعد ذلك بمدة وتفقه بها عَلَى يوسف الدمشقي، ثم رحل إلى رحبة الشام وأقام بها [مدة] [1] مديدة يقرأ عَلَى أبي عبد الله بن المتقنة الفقيه، ثم عاد إلى ناحيته وتولى القضاء بها وبالعراق، وكان فاضلا، قدم بغداد أخيرًا في سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وروى بها شيئًا من الأناشيد عن والده وعن ابن المتقنة، كتب عنه رفيقنا أبو القاسم بن الحمامي.
أنشدني أبو القاسم موهوب بن سعيد الحمامي، أنشدني القاضي أبو الحسن علي ابن جابر بن زهير البطائحي ببغداد قدم علينا، أنشدني أبو عبد الله مُحَمَّد بن الحسن ابن المتقنة الفقيه بالرحبة لنفسه يعارض الحريري في بيتيه اللذين قال فيهما:
اسكنا كل نافث وأمنا ... أن يعززا بثالث وهما سم سمه
فحسن آثارها فقال:
ما الأمة الوكفاء بين الورى ... أحسن من حر أتى ملامه
فمه إذا استجديت [2] عن قول ... «لا» فالحر لا يملأ منها فمه
سمعت أبا عبد الله مُحَمَّد بن سعيد الواسطي يقول: سألت القاضي علي بن جابر البطائحي عَنْ مولده، فَقَالَ: فِي شهر رمضان من سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتوفي في منحدره من بغداد إلى واسط في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
714- علي بن جابر بن علي، أبو الحسن التاجر:
من أهل أطرابلس المغرب، قدم بغداد شابًا واستوطنها، وسكن بدار الخلافة، وصار من شيوخ التجار وأعيانهم ذا مكانة عند الأكابر والأصاغر، وهو حافظ لكتاب الله، حسن الطريقة، متدين كثير الصدقة والمعروف، طيب الأخلاق، متودد مسارع إلى قضاء حوائج الناس، حدث بكتاب الموطأ لمالك بن أنس عن الإمام الناصر لدين الله
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] في الأصل، (ب) : «استحدثت» .(18/159)
صلوات الله عليه بالإجازة سمع منه جماعة بجامع القصر، وسمعته يقول: ولدت في سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي يوم الأحد الثالث والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن بباب أبرز- رحمة الله عليه.
715- علي بن جامع، أبو الحسن البغدادي:
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن مُحَمَّد [1] بن ناصر الحافظ، أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن البناء إذنا، أَنْبَأَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن جامع البغدادي، حدثنا أبو الحسن بن المغلس قال: وجدت رقعة مختومة في مجلس أبي بكر مُحَمَّد بن داود الفقيه ففضضتها فإذا فيها:
يا ابن داود يا فقيه العراق ... أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها الجناح في الفتك أم ... حل لها في الهوى دم العشاق
فأجابه [بقوله] [2] :
عندي جواب مسائل العشاق ... فاسمع لها من مدنف مشتاق
لما سألت عن الهوى شوقتني ... وأرقت دمعًا لم يكن بالراقي
أخطأت في نفس السؤال ولم تصب ... [بل] [3] في الهوى شفقًا من الإشفاق
لو كان معشوق يعذب عاشقًا ... كان المعذب أنعم العشاق
إن كان يدنيه إلى أحبابه ... فكر فيلقاهم بغير تلاق
ليس العذاب سوى [4] التباعد والنوى ... وتحرق الأحشاء بالأشواق
716- علي بن جبلة الكاتب:
حدث عن أبي علي الْحَسَن بن بشر بن سلم بن المسيب البجلي، روى عنه أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني في معجم شيوخه.
أنبأنا محمد بن أبي يزيد الكراني إذنا، أنبأنا أبو طاهر إسحاق بن أحمد الراشتيناني
__________
[1] في الأصل: «على بن محمد» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[3] في (ج) : «لسره» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .(18/160)
قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَذَةَ [1] ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَبَلَةَ الْكَاتِبُ البغدادي، حدثنا الحسن بن بشر البجلي، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ سُهَيْلِ [2] بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَهُ فَهِيَ نِعْمَةٌ جَحَدَهَا» [3] .
717- علي بْن جَعْفَر المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله ابن جعفر المتوكل على اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن:
قلده والده الصلاة بكور الري وأعمال الحرب والمعاون بها ودباوند وقزوين وزنجان وأبهر والطرم في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ونفذ توليه إليه هناك، وتوفي يوم السبت لثلاث خلون من ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ذكر ذلك ثابت بن سنان في قرة في تاريخه.
718- على بن جعفر بن ثابت الشاهد:
ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه توفي في شهر ربيع الأول سنة ثمانين وثلاثمائة.
719- علي بن جعفر بن الحسن الهاشمي:
روى عن والده، روى عنه أبو عبد الله بن باكويه الشيرازي.
أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، أنبأنا علي بن عبد الله الحيري، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه قال: سمعت ابن جعفر الهاشمي ببغداد قال: سمعت والدي جعفر بن الحسن يقول: سمعت حسان بن أَحْمَد الهاشمي يقول: سأل أمير المؤمنين على بن موسى الرضا: أيش فائدة الصوم في الحكم؟ قال: علم الله تعالى ما ينال الفقير من شدة
__________
[1] في النسخ: «عبيد الله بن زيدة» .
[2] في النسخ: «عن سهل» .
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2814. ومجمع الزوائد 5/269. والمعجم الصغير 1/197.(18/161)
الجوع فأدخل عَلَى الغني الصوم ليذوق طعم الجوع ضرورة حتى لا ينسى ما يمس الفقير من الجوع، فقال المأمون: أقسم بالله ما كتبت هذا إلا بيدي.
720- على بن جعفر بن صالح بن عمرو، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان السامي، روى عنه عبد القيس بن عقيل بن الحارث الرملي حديثًا منكرًا.
قَرَأْتُ عَلَى سِتِّ الشَّرَفِ بِنْتِ شَعْبَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيِّ بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الرَّجَا الصائغ، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن مندة قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ بِبَلْخَ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ المستملي، حدثنا أبو بكر بن عصمة الكوسج، حدثنا عَبْدُ الْقَيْسِ بْنُ عُقَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْمَارٍ أَبُو الْقَاسِمِ الرَّمْلِيُّ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِبَلْخَ إِمْلاءً- وَكَانَ يَخْتَلِفُ مَعَنَا إِلَى مَشَايِخِنَا- أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسْتَشِيرُوا الْحَاكَةَ وَلا الْمُعَلِّمِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ سَلَبَ عُقُولَهُمْ وَنَزَعَ الْبَرَكَةَ مِنْ أَكْسَابِهِمْ» [1] .
721- علي بن جعفر بن عبد الله، أبو الحسن الدقاق:
ذكره أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات في كتاب وفاءات مشايخه الذين كتب عنهم فقال: في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن جعفر بن عبد الله الدقاق يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة، وكان سيئ الحال في الرواية جدا.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء قال: قرئ عَلَى يحيى بن الحسن بن البناء عن أبي بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد الكازروني وأنا أسمع، أنبأنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ قراءة عليه قال: سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن جعفر بن عبد الله الدقاق يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة، مولده سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان سيئ الحال فِي الرواية غير مرضي.
__________
[1] انظر الحديث في: تاريخ بغداد 12/124. وتنزيه السريعة 1/154. والفوائد المجموعة 153/207.(18/162)
722- على بن جعفر بن مُحَمَّد الحنبلي:
حدث عن أبي علي الحسين بن عبد الله الخرقي، روى عنه ابنه الحسين.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الجنابذي، أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الهروي، أنبأنا عبد الله بن محمد هو الأنصاري، حدثنا محمد بن أحمد الجارودي إملاء، أنبأنا الحسين بن علي بن جعفر البغدادي، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الخرقي- وكان من أصحاب أبي بكر المروذي وقد رأى أَحْمَد بن حنبل- قال- يعني المروذي: بت مع أبي عبد الله ليلة فلم أره ينام إلا يبكي إلى أن أصبح، فقلت: يا أبا عبد الله كثر بكاؤك فما السبب؟ فقال: يا أبا بكر! ذكرت ضرب المعتصم إياي وقد مر بي في الدرس (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وأصلح فأجره على الله) فسجدت وأجللته في السجود.
723- علي بن جعفر بن مُحَمَّد بن مهدويه، أبو الحسن:
من أهل الأنبار، من بيت مشهور بالرئاسة والرواية، سمع أبا عبد الله مُحَمَّد بن علي ابن عبد الله الصوري، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات بن السقطي في معجم شيوخه، وذكر أنه كان كبير السن قد ناهز التسعين.
أنبأنا مُحَمَّد بن المبارك البيع عن أبي الْعَلاءِ وَجِيهُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ السقطي، أنبأنا أبي، أنبأنا علي بن جعفر بن مُحَمَّد بن مهدويه الأنباري بالأنبار، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري الحافظ بالأنبار قدم علينا، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سيف البغدادي بالبصرة، حدثنا أبو خليفة، حدثنا ابن سلام، حدثني عبد الله بن مصعب قَالَ: كنت [2] عند الرشيد فقال له بعض جلسائه في مُحَمَّد بن عبد الله المخزومي: هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء، فقلت ولا يضيع فتى قريش في مجلس أنا فيه، فأقبلت عليهم وقلت لهم: فهل عاب الله تعالى أحدًا بالحداثة والله تعالى يقول: قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ
، وأمير المؤمنين حديث [3] السن، أفتعيبونه عَلَى ذلك؟ فقال الرشيد: صدق، وصوب قوله وأقر المخزومي على القضاء.
__________
[1] في الأصل، (ب) : «البحيري» وفي (ج) : «الجيرى» .
[2] في (ب) : «كتب» .
[3] في (ب) : «حدث» .(18/163)
724- على بن جعفر، أبو الحسن الحنبلي، المعروف بالجمال:
حدث عن أبي مُحَمَّد جعفر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي، روى عنه جعفر بن محمد ابن الحسين الأبهري.
أنبأنا أبو الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن الجوزي ونقلته من خطه أنبأنا أبو نصر حمد بن منصور الهمداني قراءة عليه، أنبأنا أبو علي أَحْمَد بن سعد بن علي العجلي، أخبرنا أبو ثابت بجير بن منصور بن علي إجازة، أنبأنا أبو مُحَمَّد جعفر بن مُحَمَّد بن الحسين الأبهري قال: سمعت أبا الحسن على بن جعفر الحنبلي المعروف بالجمال ببغداد يقول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي يقول: ثلاث مسائل سألت عدة من المشايخ فلم يجبني أحد، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ! ما التصوف؟ قال: ترك الدعاوى وكتمان المعاني، فقلت له: ما التوحيد؟ قال: ما حده فكرك أو أحاط به همك أو أصبته بحواسك، فالله بخلافه إنما نسلم التوحيد لمن جرده من أربعه: من الشرك والشك والتشبيه والتعطيل، فقلت له: ما العقل؟ فقال: أدناه ترك الدنيا، وأعلاه ترك التفكر في ذات الله تعالى.
قال جعفر الأبهري: سمعت من سمعون يقول: إن أبا الحسن من الأبدال.
725- على بن جعفر، أبو الحسن السلماسي:
كان أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام، ذكر هلال بن المحسن وذكرته من خطه أنه توفي يوم الاثنين الثالث من شعبان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
726- علي بن جعفر، أبو الحسن الخازن الصوفي:
من أهل نيسابور، صحب أبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني وخدمه وخدم غيره من مشايخ خراسان، ورافق أبا سعد الصوفي النيسابوري إلى بغداد، ولما بنى أبو سعد رباطه جعله خازنًا [1] به، ولما مات أبو سعد تعصب له قوم حتى يكون مكانه فما [2] تم له، فبقى عَلَى خزانة الرباط إلى آخر عمره، وكان معمرًا كبير السن.
قرأت عَلَى أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي،
__________
[1] في (ج) : «خانا» .
[2] في النسخ: «فلما» .(18/164)
أنبأنا أبو الحسن علي بن جعفر الخازن النيسابوري رايته ببغداد، وكان يشار إليه في وقته بين الخراسانية من رفقاء أبي سعد الصوفي النيسابوري، وكان أبو سعد يقول:
ثلثا تصوفي عَلَى ما سمعت إسماعيل بن الحسن الشعري النيسابوري نحكيه عنه.
727- علي بن حجاج بن علي بن طليب، أبو الحسن المستعمل:
من أهل الحربية، سمع أبا حفص عمر بن علي الحربي، كتبت عنه شيئًا يسيرًا، وكان حسن الأخلاق من ذوي اليسار، فيه تميز وتيقظ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حَجَّاجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طُلَيْبٍ أَبُو الْحَسَنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا علي بن الحسين بن أيوب، أنبأنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا الحرب بن محمد، حدثنا أبو النصر [1] هاشم بن القاسم، حدثنا بقية بن الوليد عن خليد بْنِ دَعْلَجٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «النَّاسُ يَعْمَلُونَ الْخَيْرَ وَإِنَّمَا يُعْطَوْنَ أُجُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ» [2] .
سألت عن أبي الحسن بن حجاج عن مولده، فقال: في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس الثالث عشر من جمادى الأولى سنة تسع وستمائة بباب حرب.
728- علي بن حجاج بن علي بن طليب، أبو عبد العزيز:
من أهل الحربية، وهو أخو المذكور آنفًا وكان الأصغر، سمع مع أخيه من عمر بن عبد الله الحربي، وخرج من الحربية فسكن قرية بنهر عيسى يعرف بالصافي، أقام بها أكثر من أربعين سنة لم يدخل الحربية، وكان شيخًا صالحًا ورعًا متدينًا متعبدًا منقطعًا عن الخلق قليل المخالطة لهم، حدث باليسير ولم يتفق لي لقاءه، سمع منه رفيقنا علي بن معالي الرصافي، وقد ذكر لي أنه اجتمع به لما جاء إلى ظاهر الحربية للصلاة عَلَى جنازة أخيه وحضور دفنه، ثم عاد إلى القرية.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مَعَالِي المقرئ، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ الْحَجَّاجِ الزَّاهِدُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِظَاهِرِ
__________
[1] في الأصل: «أبو الحفر» .
[2] انظر الحديث في: كشف الخفا 2/452.(18/165)
الحربية، أنبأنا عمر بن عبد الله بن علي الحربي قراءة عليه وأنبأنا سليمان بن محمد بن علي الموصلي، أنبأنا أَبُو الْمَعَالِي الْمُبَارَكُ بْنُ بَرَكَةَ بْنِ فُتُوحٍ النحاس قراءة عليه، أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، أنبأنا أبو عمر [1] عبد الواحد بن محمد بن عبد الله الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن صالح الأنماطي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْمُحْرِزِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَأْتِي الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ إِلا وَجَدَ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أنقابها ملكا معه السَّيْفِ» [2] .
سألت أبا الحسن على بن حجاج بن علي بن طليب عن مولد [3] أخيه علي، فقال: في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي علي بن حجاج أخو أبي الحسن في يوم الاثنين السادس عشر من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة بقرية الصابي، وكان ساكنًا بها وجيء بجثمانه إلى باب حرب فدفن هناك.
729- علي بن حراز بن سُلَيْمَان بن حراز، أبو الحسن:
من أهل واسط، وكان من الشهود المعدلين بها، وهو ابن عم شيخنا يحيى بن الربيع بن سُلَيْمَان الفقيه، قدم بغداد في صباه وتفقه بها على أبي القاسم بن فضلان، وسمع الحديث من أبي منصور مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الفرج الدقاق وغيره، ثم قدم بعد علو سنه بغداد وروى بها شيئًا يسيرًا، ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه كتب عنه ببغداد، قال: وسألته عن مولده، [فقال] : يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وتوفي في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وستمائة بواسط، ودفن بداوردان [رحمه الله] .
730- علي بن أبي حزارة البغدادي:
ذكره أبو بكر الخطيب في كتاب «المؤتلف والمختلف» من جمعه وأنه بحاء مهملة بعدها زاي وبعد الألف راء، قال: روى عنه عباس الدوري حكاية.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد
__________
[1] في النسخ: «أبو عمران» .
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 34899.
[3] في (ب) : «مولده» .(18/166)
الصيرفي، أنبأنا أبو مُحَمَّد الحسن بن مُحَمَّد الخلال إجازة وحدثنا عنه أبو بكر الخطيب، حدثنا محمد بن العباس بن حيويه، حَدَّثَنَا أبو الحُسين العباس بن العباس بن المغيرة، حدثنا عباس الدوري، حدثنا علي بن أبي حزارة، حدثتني أمي وأفلجت وأقعدت من رجليها دهرًا فقالت لي يومًا: لو أتيت هذا الرجل- أَحْمَد بن حنبل- فسألته أن يدعو الله لي! قال: فعبرت إلى أحمد فدققت عليه الباب وكان في الدهليز، فقال: من هذا؟
قلت له: يا أبا عبد الله رجل من إخوانك، قال: وما شأنك؟ قلت: إن أمي [مريضة] [1] قد أقعدت من رجليها وهي تسألك أن تدعو الله لها، قال فجعل يقول:
يا هذا فمن يدعو لنا نحن؟ فقال ذلك مرارًا فكأني استحييت فمضيت وقلت: سلام عليكم، فخرجت عجوز من منزله فقالت: إني قد رأيته يحرك شفتيه بشيء وأرجو أن يكون يدعو الله لك، قال: فرجعت إلى أمي فدققت عليها الباب، فقالت: من هذا؟
فقلت: أنا علي، فقامت ففتحت لي الباب، فقلت: لا إله إلا الله إيش القصة؟
فقالت: لا أدري إلا إني قد قمت عَلَى رجلي فعجبت من ذاك وحمدت الله عز وجل، قال: وذاك مسافة الطريق.
731- علي بن حسان بن سالم بن مسافر، أبو الحسن الكاتب:
شاعر مليح، حسن الخلفاء والأكابر فأكثر.
أنشدني أبو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر القطيعي، أنشدني علي بن حسان بن مسافر الكاتب لنفسه من قصيدة [له] [2] :
زار وثغر مبتسم فخرا ... وعقد النجوم منفصم
والبدر في ربقه الغروب لما ... يستنجد الليل وهو منهزم
والجو في حلة معنبرة ... لها من البرق مومضًا علم
والأرض قد أصبحت من حرفة ... وأزينت [بشر] [3] روضها نعم
والبان مياسة معطفة ... والسحب تبكي والزهر يبتسم
والورد قد قتقت لطائمه ... هسمه ثغر جوها شيم
__________
[1] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .(18/167)
قد سل سيفًا عَلَى الشقائق ... فأخذته من رءوسها القمم
إن شابهت لونه غلائلها ... ما كل قان مضرج عنم
فقل لمن راقه معصفرها ... لا يزدهيك الهوى فذاك دم
واصفر وجه النهار من وجل ... كمدنف مل قلبه السم
واطرق النرجس المضاعف إجلا ... لا كطرف في جفنه سقم
وعاد شمل المنثور حين زها ... الورد من العجب وهو منتظم
وافتر ثغر الأقاح من خذل ... والجدول الغمر ظل يلتطم
وغنت الورق في الغصون فيا ... لله تلك الألحان والنغم
أصنع من معبد وافصح من ... قس فهن النواطق العجم
وأنشدني أبو الحسن بن القطيعي، أنشدني أبو علي بن مسافر لنفسه:
خيم في جفن عيني السهر ... لما استسرت بدورهم وسرو
قوم حمت بيضهم وقد ظعنوا ... بيض معراض وسمرهم سمر
كم قربوا حسرة ببعدهم ... وكم فؤاد لما سرو أسر
لم أحمل الصبر يوم بينهم ... والصبر في ساعة الهوى صبر
يا جيرة العمر قد تصرم في ... حزني وشوقي إليكم العمر
كأن عيني عين وأدمعها ... جداول في الخدود تنحدر
وفي حدوج الغادين بدر دجى ... وغصن بان مهفهف نضر
قلبي كناس في لحظ مقلته ... ظبي حلاها الفتور والحور
مفرطق ساحر اللحاظ زا ... ر فليلي جميعه سحر
أجفان عينيه للصوارم أج ... فان وسل الصوارم النظر
أعارني خضرة السقام ولم ... يشف غليلي رضاؤه الخصر
لم أرو من خمره بفيه ومن ... أين وسمر القنا له حفر
أخفرت حق الذمام يا قمر ... أيسره في تمامه الخفر
أفنيت في قتل عاشق دنف ... شاب وما شاب صفوه الكدر
يا حبذا العيش حين يغدو إلى ... اللهو عَلَى غرة ويبتكر
في جنح ليل من الشيبة لم ... يبد لنا من صاحبه بدر(18/168)
أيام صبح المشيب لم يبد ... إشراقًا وليل الشباب معتكر
أخبرني ابن القطيعي أنه سأل ابن مسافر عن مولده، فقال: سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
أنبأنا أبو سعد الحسن بن مُحَمَّد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه قال: مات علي ابن مسافر الشاعر ليلة يَوْم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ودفن في هذا اليوم بمقابر قريش بالجانب الغربي.
732- علي بن حسان بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بن الثعلبي، أبو الحسن:
من أهل الحريم الظاهري، سمع أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، سمع منه عبد المغيث بن زهير الحربي، وروى لنا عنه مُحَمَّد بن الشطرنجي.
أَخْبَرَنَا محمد بن أبي علي بن الشطرنجي، أنبأنا علي بن حسان بن الثعلبي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الزينبي، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله ابن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، حدثنا أبو موسى الهروي، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي قَذْفٌ وَمَسْخٌ وَخَسْفٌ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَتَى ذَاكَ؟ قال: «إذا ظهرت المعازف وكثرت الْفُسَّاقُ وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ» [1] .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي: سألته- يعني علي ابن حسان الثعلبي- عن مولده، فقال: أظنه سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عمر اللتي المقرئ بخطه قال: مات أبو الحسن علي بن حسان بن الثعلبي ليلة الخميس سابع عشري سنة خمس وخمسين وخمسمائة، سمعت منه وكان شيخًا صالحا حسنا، قد صحب الصالحين وخدمهم.
733- على بن الحسن بن إبراهيم الموصلي، أبو الحسن السقاء:
سمع أبا بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عبرة الموصلي وأبا الفتح محمد بن
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 39595.(18/169)
أَحْمَد بن أبي الفوارس الْحَافِظ، روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْوَفَا أَحْمَدَ بن علي بن إبراهيم الفيروزآبادي بخطه حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يوسف القرشي الهكاري، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن ابن إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْمَعْرُوفُ بِالسَّقَّا بِبَغْدَادَ، أنبأنا أبو بكر عبد القاهر ابن عبرة الموصلي، أنبأنا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري، حدثنا أبو بكر موسى ابن إسحاق الأنصاري، حدثنا محمد بن علي الملطي، حدثنا خطاب بن سنان عن قيس ابن الرَّبِيعِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: نَزَلْنَا نَهْرَ تِيرِي فَأَتَانَا أَهْلُ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ فَقَالُوا: ادْخُلُوا فَإِنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ هَذَا الْمَنْزَلَ أَحَدٌ إِلا أَخَذَ مَتَاعَهُ، فَرَحَلَ أَصْحَابِي وَتَخَلَّفْتُ لِلْحَدِيثِ الَّذِي
حَدَّثَنِي ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من قرأ في ليلة ثلاثا وَثَلاثِينَ آيَةً لَمْ يَضُرَّهْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ سَبُعٌ ضَارِي وَلا لِصٌّ طَارِي، وَعُوفِيَ فِي نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَصْبِحَ» [1]
فَلَمَّا أَمْسَيْنَا لَمْ أَنَمْ حَتَّى رَأَيْتُهُمْ قَدْ جَاءُوا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ مَرَّةً مُخْتَرِطِينَ سُيُوفَهُمْ، فَمَا يَصِلُونَ إِلَيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ رَحَلْتُ فَلَقِيَنِي شَيْخٌ مِنْهُمْ عَلَى فَرَسٍ ذَنُوبٍ مُتَنَكِّبًا قَوْسًا عَرَبِيًّا، فَقَالَ لِي: يَا هَذَا! إِنْسِيٌّ أَمْ جِنِّيٌّ؟ قَالَ قُلْتُ: بَلْ إِنْسِيٌّ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، قَالَ: فَمَا بَالُكَ لَقَدْ أَتَيْنَاكَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً كُلُّ ذَلِكَ يُحَالُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ بِسُورٍ مِنْ حَدِيدٍ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ
حَدَّثَنِي ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ آيَةً فِي لَيْلَةٍ لَمْ يَضُرَّهْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لِصٌّ طَارِي وَلا سَبُعٌ ضَارِي، وَعُوفِيَ فِي نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يُصْبِحَ!»
قَالَ: فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ وَكَسَرَ قَوْسَهُ وَأَعْطَى اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ لا يَعُودَ فِيهَا، وَالثَّلاثُ وَالثَّلاثُونَ آيَةً: أَوَّلُ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ إِلَى قوله:
الْمُفْلِحُونَ
، وَآيَةُ الْكُرْسِيِّ وَاثْنَتَانِ بَعْدَهَا إِلَى قَوْلِهِ: خالِدُونَ
وَثَلاثُ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ إِلَى آخِرِهَا وَثَلاثُ آيَاتٍ مِنَ الأَعْرَافِ: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ
، إلى قوله: مِنَ الْمُحْسِنِينَ
وَآخِرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ
إِلَى آخِرِهَا وَعَشْرُ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ إلى قوله: لازِبٍ
وَاثْنَتَانِ مِنَ الرَّحْمَنِ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ
إلى قوله: فَلا تَنْتَصِرانِ
ومن آخر الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ
إِلَى آخِرِهَا وَاثْنَتَانِ مِنْ قُلْ أُوحِيَ
إِلَيَّ وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا
إِلَى قَوْلِهِ: شَطَطاً.
__________
[1] انظر الحديث في الدر المنثور 1/28. واتحاف السادة المتقين 5/134.(18/170)
هذا الحديث لِشُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ فَقَالَ لِي: كُنَّا نُسَمِّيهَا آيَاتِ الْحِرْزِ، وَيُقَالُ: إِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ مِائَةِ دَاءٍ فَعَدَّ عَلِيٌّ الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ وغير ذلك فلم أحفظ، قال محمد ابن عَلِيٍّ فَقَرَأْتُهَا عَلَى شَيْخٍ لَنَا قَدْ فُلِجَ حَتَّى أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ ذَلِكَ.
734- علي بْن الحسن بْن أَحْمَد، أَبُو الحسن الناقد:
حدث عن أبيه، روى عنه أبو معاذ الطالقاني.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب إلي أبو نصر عبد الكريم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد الشيرازي حدثني أبو معاذ أصفح بن علي بن أبي معاذ بن القاسم بن الليث القيسي الطالقاني بالدامغان حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ البغدادي الناقد التمارين ببغداد حدثني والدي، حدثني أبو بكر محمد ابن علي بن إسماعيل مبرمان النحوي قال: صحب شيخ مديني [1] قوما في سفينة فكانت مع أحدهم جارية مغنية، وكان للشيخ هيئة وحشمة، فقالوا له: إن معنا جارية مغنية ونحن لك، فإن أذنت لنا سمعنا! فقال الشيخ: أنا أعزل عنكم وافعلوا أنتم ما بدا لكم، فارتقى الشيخ إلى طلال السفينة وغنت الجارية، في بعض ما غنت:
حتى إذا الصبح بدا ضوءه ... وغابت الجوزاء والمرزم
أقبلت والوطي خفي كما ... ينساب من مكمنه الأرقم
قال: فما شعرنا إلا بالشيخ وقد رمى بنفسه في الماء وعليه ثيابه وجعل يخبط [2] بيده ويقول: أنا الأرقم أنا الأرقم، فبعد شر ما أخرجناه، فقلنا له: يا هذا لم ضيعت هذا بنفسك؟ فقال: إني والله أعلم من تأويله ما لا تعلمون.
735- علي بْن الحسن بْن أَحْمَد، أَبُو الحسن الضرير المقرئ:
من ساكني الرصافة، سمع الكثير [3] من أبي عبد الله بن بشران وجماعة غيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو علي بن البناء وأبو بكر [4] مُحَمَّد بن عبد الواحد بن سفيان الخباز الأصبهاني في مشيختهما.
__________
[1] في (ج) : «مدني» .
[2] في الأصل، (ج) : «مخيط» .
[3] في (ج) : «سمع الحديث» .
[4] في (ب) : «أبو البركات» .(18/171)
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الْوَهَّابِ الْحَرَّانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الشواء، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي، أنبأنا أحمد بن حازم الغفاري، أنبأنا يعلى بن عبيد، حدثنا الأَعْمَشِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصَوْا وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ وَلا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلا مُؤْمِنٌ» [1] .
كتب إلي أبو الفتوح العجلي أن أبا بكر أحمد بن علي بن موسى المقرئ أخبره أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الواحد بن سفيان الخباز قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي ابن الحسن بن أَحْمَد المقرئ شيخ صالح ثقة، حدث عن أصحاب المحاملي وغيره من شيوخ البغداديين، وكان يسكن في الرصافة، وكان منفقًا عَلَى أهل العلم خاصة أصحاب الحديث.
سمعت أبا مُحَمَّد بن الأخضر يقول: تزوج أبو الحسن على بن الحسن الضرير المقرئ بجارية محتشمة من جواري دار الخلافة وكانت راغبة فيه، فوهبت له تركة ملآء ذهبًا، فأنفقه كله في العلم وشراء الكتب النفيسة وتحصيل الأصول الحسنة، واستكتب كثيرًا من الكتب والأجزاء بخط أبي الحسن الغزال، وكان يكتب خطًا حسنًا.
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ المقرئ- يعني مات- ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الثالث عشر من رجب سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وحدث باليسير، وكان صالحا يكتب له الغزال، وسمعت معه كثيرا.
736- على بن الحسن بن أَحْمَد بن علي، أبو الحسن الغزال:
قدم بغداد في ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وحدث بها عن الفقيه أبي حميد محمد بن أَحْمَد بن جعفر الحنظلي الحلمي وأبي طاهر مُحَمَّد بن علي الرزاز [2] ، سمع منه وكتب عنه أبو بكر ابن الخاضبة، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 277، 278. ومسند أحمد 5/277، 282.
[2] في (ج) : «الوزان» .(18/172)
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ السَّيِّدِ الصَّفَّارُ وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْر بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الطويلةِ وَأَبُو الْفُتُوحِ مَسْعُودُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عبد الكريم الدقاق قالوا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الغزال قدم علينا بغداد، حدثنا الإمام أبو حميد محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْظَلِيُّ إِمْلاءً فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِسَمَرْقَنْدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ صَلاتِهِ الثَّامِنَ من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن أحمد ابن علي بن مهران الزوزني، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ القيسراني بالمصيصة، حدثنا أبو العباس عمر بن عصيم، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ تَهْلِكَ الرَّعِيَّةُ وَإِنْ كَانَتْ ظَالِمَةً مُسِيئَةً إِذَا كَانَتِ الْوُلاةُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً، وَتَهْلِكَ الرَّعِيَّةُ وَإِنْ كَانَتْ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً إِذَا كَانَتِ الْوُلاةُ ظَالِمَةً مُسِيئَةً» [1] .
737- علي بن الحسن بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الشهرزوري، أَبُو مُحَمَّد:
والد أبي المظفر مُحَمَّد المقدم ذكره، سمع الشريف أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا مُحَمَّد عَبْدُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّه [2] الصريفيني وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف.
أنبأنا يُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلٍ عَنْ أَبِيهِ، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ ابن الشهرزوري بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأمين، أنبأنا والدي قالا:
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بن جنابه البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شُعْبَةُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا وُضُوءَ إِلا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ» [3] .
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه قال: مات أبو مُحَمَّد بن الشهرزوري يوم الأحد ثامن عشري ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمسمائة، قرأت عليه أحاديث عن الصريفيني.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 14714. والأحاديث الضعيفة 514.
[2] «محمد بن عبد الله» ساقطة من (ج) .
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 74. وسنن ابن ماجة 515، 516. ومسند أحمد 2/471.
وصحيح ابن خزيمة 27.(18/173)
738- علي بْن الحسن بْن أَحْمَد، أَبُو الحسن المقرئ:
حدث بالداهرية [1]- قرية عَلَى نهر عيسى- عن أبي الحسن بن العلاف، روى عنه أبو البركات الأنصاري في مشيخته.
قَرَأْتُ عَلَى يُوسُفَ بْنِ جِبْرِيلَ الْقَيْسِيِّ بِالْقَاهِرَةِ عَنْ أَبِي البركات محمد بن علي الأنصاري أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ المقرئ يعني بالداهرية، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ العلاف المقرئ، أنبأنا علي بن عمر بن أحمد المقرئ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبيد الله بن يوسف البخاري، حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا أَبُو زَيْدٍ عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ الضَّحَّاكِ، حدثنا أبو الليث نصر بن الحسين، حدثنا عيسى بن موسى، حدثنا أَبُو يُوسُفَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عن جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُجَصَّصَ الْقُبُورُ وَأَنْ يُجْعَلَ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ حُفْرَتِهَا.
739- عَلِيّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حكينا، أبو الحسن بن أبي [مُحَمَّد] [2] الشاعر:
روى عن والده شيئًا من شعره، وقد تقدم ذكر أبيه وجده.
قرأت في كتاب أبي نصر عَبْد السيد بْن عليّ بْن عَبْد السيد بن مُحَمَّد بن الصباغ الشاهد بخطه أنشدني أبو الحسن علي بن أبي مُحَمَّد بن حكينا ببغداد لوالده أبي مُحَمَّد:
قد بان لي عذر الكرام فصدهم ... عن أكثر الشعراء ليس بعار
لم يسألوا بذل النوال وإنما ... جمد الندى ببرودة الأشعار
740- علي بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن الحلاوي، أبو الحسن:
والد أبي علي المبارك بن الحلاوي المؤدب، حدث عن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء.
__________
[1] في (ج) : «بالقاهرية» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.(18/174)
741- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن أبي منصور بن أبي العز الرشيدي، أبو الحسن بن أبي مُحَمَّد البزاز:
من ساكني الظفرية، وله دكان بخان الصفة بسوق الثلاثاء يبيع فيه البز، سمع أبا مُحَمَّد عبد الواحد بن الحسين البارزي [1] وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخًا متميزًا أديبًا، له نظم ونثر، وعلت سنة فأضر ولزم منزله إلى حين وفاته، وكان متدينًا صالحًا، ذكر لي أن جده أبا العز كان يتولى الحسبة في أيام هارون الرشيد فنسب إليه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد الرشيدي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو محمد عبد الواحد ابن الحسين بن عبد الواحد البارزي، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد بْن محمد بن طلحة النعالي، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بشران، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا موسى بن الحسن السقلي، حدثنا أَبُو الْمُعْتَمِرِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَرَّضُوا لِلَّهِ فِي إِنَائِكُمْ [2] فإن لله عز وجل نفحات عسى يصبكم منها واحدة، لا تستقون بَعْدَهَا» [3] .
توفي علي الرشيدي يوم الأربعاء لثمان عشرة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بكرة، وصلينا عليه بمشهد علي بن أبي طالب بباب أبرز قبل صلاة العصر، ودفن قريبا من حامل الراية، وأظنه كان قد بلغ التسعين أو ناهزها.
742- علي بن الحسن بن خلف بن سُلَيْمَان بن الفضل، أبو القاسم، الفقيه الشافعي:
من أهل عكبرا، حدث عَنْ أَبِي أَحْمَد عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَدَ بن أبي مسلم الفرضي، روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي.
قرأت في كتاب أبي البركات بن السقطي بخطه وأنبأنيه عنه ذاكر بن كامل، أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قراءة عليه، أنبأنا القاضي علي بن الحسن ابن خلف، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، حدثنا محمد بن يحيى الصولي،
__________
[1] في الأصل، (ج) : «البارومي» وفي (ب) : «العارومي» .
[2] في (ب) ، (ج) : «أيامكم» .
[3] انظر الحديث في: الكن للدولابي 2/120. والدر المنثور 3/318، 4/25.(18/175)
حدثنا محمد بن القاسم أبو العيناء [1] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مسعر قَالَ: كنا عند سفيان بن عيينة في الموسم وقد حج الرشيد، فخلى في داره يحدث خدم الرشيد ولم يدخل إليه غيرهم، فجاء ابن مناذر الشاعر فوقف عَلَى الباب وصاح:
بعمرو وبالزهري والسلف الأولى ... بهم تثبت رجلاك عند المقاوم
حييت طوال الدهر يومًا لحاتم ... ويومًا لحفان ويومًا لغانم
وللحسن المحتاج يومًا وربما ... خصصت حينًا دون تلك المواسم
نظرت فطال الفكر منك فلم تكن ... تدير رحى إلا لأخذ الدراهم
ثم مضى، فخرج سفيان وهو متكئ عَلَى عصا، فقال: ابن الخبيث بن الخبيث ابن عدو الله، فمن رأى صاحب عيال فقد أفلح، حدثتني الصيادون أن أكثر ما يقع في شباكهم الطيور الزافة.
أنبأنا أبو مُحَمَّد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي، أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي إذنًا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بن خلف ابن سُلَيْمَان الشافعي يقول: سمعت عبيد الله بن أَحْمَد الزاهد، واخبرتنا خديجة بنت أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الجواليقي بقراءتي عليها قالت: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن أَحْمَد الفرضي الزاهد قال: سمعت مُحَمَّد بن يحيى النديم يقول: كنت أقرأ عَلَى أبي خليفة في منزله لهاشمي البصرة خصوصًا كتاب «طبقات الشعراء» وغير ذلك، فواعدنا يومًا وَقَالَ: لا تخلفوني فإني أتخذ لكم خبيصة كافية، فتأخرت لشغل عرض لي ثم جئت والهاشميون عندي [2] فلم يعرفني الغلام وحجبني، فكتبت إليه:
أبا خليفة تجفو من له أدب ... وتؤثر الغر من أولاد عباس
وأنت رأس الورى في كل مكرمة ... وفي العلوم وما الأذناب كالراس
ما كان قدر خبيص لو أذنت لنا ... فيه ليختلط الأشراف بالناس
فلما قرأ الرقعة صاح عَلَى الغلام ودخلت عليه، فلما رآني قَالَ: أسأت إلينا بتغيبك وظلمتنا في نعتك، وإنما عقد المجلس بك ونحن فيما فاتك بنا حزن ولا ذنب لنا فيه
__________
[1] في (ج) : «الغنائم» .
[2] هكذا في الأصول.(18/176)
كما أنشدني البورني [1] لرجل طلق امرأته ثم ندم فتزوجت غيره فمات عنها حين دخل بها فخطبها وتزوجها فقال من أبيات:
فعادت لنا كالشمس بعد ظلامها [2] ... عَلَى خير أحوال كأن لم تطلق
ثم صاح: يا غلام أعد لنا مثل طعامنا! فأقمنا عنده يومنا.
743- علي بن الحسن بن سعيد، أبو الحسن المقرئ البغدادي:
ذكره أبو بكر أَحْمَد بن الفضل الباطرقاني في كتاب «طبقات القراء» وذكر أنه قرأ القرآن عَلَى أبي عبد الرحمن عبد الله بن علي وأبي جعفر مُحَمَّد بن محمد اللهبيين صاحبي أبي الحسن بن أبي برة قرأه عليه أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الكتاني.
744- علي بن الحسن بن أبي سفيان، أبو القاسم القصباني:
حدث عن مُحَمَّد بن إسحاق بن إبراهيم المروزي المقرئ، روى عنه أَحْمَد بن إبراهيم بن أَحْمَد التميمي.
أخبرنا أبو عبيد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المقرئ الحافظ بأصبهان، أنبأنا أبو المحاسن علي بن عبد الصمد بن أَحْمَد بن مردويه أن أبا ثابت بحير بن منصور بن علي الإسكاف أخبره أنبأنا أبو مُحَمَّد جعفر بن مُحَمَّد بن الحسين الأبهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي سفيان القصباني ببغداد، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم المقرئ، حدثنا أبي إسحاق بن إبراهيم المروزي قال: كتب إلي بشر صديق له من الكوفة: إني أشتهي أن أراك منذ أربعين سنة، فكتب إليه بشر: أما آن لك أن تترك الشهوات.
745- عليّ بْن الْحَسَن بْن سلامة بْن ساعد المنبجي، أبو الحسن بن أبي علي الحنفي:
تقدم ذكر والده، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
__________
[1] هكذا في الأصول.
[2] في (ج) : «بعد طلاقها» .(18/177)
ورأيت بخطه، سألته عن مولده، فقال: في شوال سنة أربع وخمسمائة، وتوفي ودفن يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة-[رحمه الله]-.
746- علي بن الحسن بن صخر البغدادي:
صنف كتاب «جواهر الألفاظ وذخائر الحفاظ» للوزير أبي مُحَمَّد الحسن بن مُحَمَّد المهلبي، روى فيه عن أبيه عن ثعلب وعن أبي أحمد عبد العزيز بن يحيى عن العلائي وعن مُحَمَّد بن سلام الجمحي وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبي بكر مُحَمَّد بن يحيى الصولي وأبي الحسين بن كنك [1] الشاعر وغيرهم.
قرأت في كتاب «جواهر الألفاظ» لعلي بن الحسن بن صخر حدثني الصولي قال:
سمعت القاضي إسماعيل بن إسحاق يقول ذكر أَحْمَد بن المعدل يومًا بعض [ ... ] [2]
فأنشد:
لئن كانت الأيام أعلت له يدا ... يطول بها في ظلمة ويجاذب
فما من يد إلا يد الله فوقها ... ولا غالب إلا له الله غالب
747- علي بن الحسن بن الصقر بن أَحْمَد بن القاسم، أبو الحسن الذهلي الصائغ:
سمع الكثير، وكتب بخطه من أبي علي بن شاذان والقاضي أبي العلاء الواسطي وطبقتهما، وكان متأدبًا فاضلًا، روى شيئًا يسيرًا من نظمه وغيره، وأظنه مات شابًا، وقد قدمنا ذكر والده، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو المعالي الحسين وأبو بكر مُحَمَّد ابن عمر بن دوست النحوي.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قالا: أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنشدني عَلِيّ بْن الْحَسَن [3] بْن الصقر أَبُو الحسن، أنشدنا عَلِيّ بْن الفرج الفقيه الشافعي لنفسه:
__________
[1] في الأصل: «كثال به» .
[2] بياض في الأصول مكان النقط.
[3] في (ج) : «بن الحسين» .(18/178)
أيا حبذا حر علي نهر [1] دجلة ... بإمعان تأسيس وحسن ورونق
جمال وفخر للفراق ونزهة ... وسلوة من أضناه فرط التشوق
تراه إذا ما جئته متأملا ... كمسطر عين خط في وسط مهرق
أو العاج فيه الآبنوس مرفق ... مثال قبول تحتها أرض زئبق
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن حمزة بن المظفر الحاجب، أنبأنا القاضي عزيزي بن عبد الملك الجيلي قراءة عليه، أنشدنا أبو بكر مُحَمَّد بن عمر بن دوست أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن الصقر الذهلي لنفسه:
ومهفهف حسن الدلا ... ل يميس في قد القضيب
حلو الشمائل فاتن ... يهتز كالغصن الرطيب
سارقته خوف الرقي ... ب لواحظ الطرف المريب
أشكو إليه بالجفو ... ن حرارة القلب الكئيب [2]
إن العيون من الفتو ... ر عرفن أدواء القلوب
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل قال: كتب إلي إسماعيل بن مُحَمَّد بن الفضل أبو القاسم الْحَافِظ الأصبهاني، أنشدنا أبو المعالي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد الحسيني إملاء أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الصقر الذهلي لنفسه ببغداد:
أكثر من الزاد والترحال قد قربا ... إن التقى خير ما قدمته سببا
واحذر فإن إله الخلق مطلع ... عَلَى العيوب فكن لله مرتقبا
فرب ذنب صغير جر مهلكه ... كالنار زادت بأدنى لفحة لهبا
قرأت بخط أبي حفص عمر بن بندار الوراق الدينوري أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الصقر لنفسه:
ما ضر مسقمتي من آل مسعود ... اذعاني الناس من قولي لها عودي
فيفتيه ما لهم ند إذا شهدوا ... يعنون بالنشر عن بدو [3] وعن عود
أيام كنت رخى البال مقتدرا ... أخشى وأرجى لإيعاد وموعود
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «على متن» .
[2] في (ب) : «كثيب» .
[3] في (ب) : «عن به» .(18/179)
إذ لا أخاف ملالا من منعمة ... ولا أقول لأيام الصبى عودي
إن كنت شئت فحلفي والنهي نفع ... والندب يزداد فضلا كلما عودي
أخبرني عبد الوهاب بن علي، أنبأنا أبو منصور القزاز [1] ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: كان عند أبي جعفر الطوابيقي عن أبي علي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن جعفر الصولي حديث مسند عن الجاحظ، فحضرت الأهوازي وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه:
ذلك الحديث من الصولي؟ فقال: نعم اقرأه علي، فقرأته، ثم قال: اكتبه فكتبته له، وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الأهوازي ولا أظن تركت عنده شيئًا لم أطالعه ولم يكن الحديث في كتبه، وابن الصقر الذي ذكرت أن الحديث بخطه كان كذابًا يسرق الأحاديث ويركبها ويضعها عَلَى الشيوخ، قد عثرت [2] له وغير واحد من أصحابنا عَلَى ذلك- والله أعلم.
748- علي بن الحسن بن طاوس بن سكر بن عبد الله الديرعاقولي، أبو الحسن الواعظ المقرئ:
سمع آباء القاسم عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران وعبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري وعلي بن المحسن بن علي التنوخي وأبوي طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد [3] الزبيري وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ والقاضي أبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الصيمري وأبا الحسين مُحَمَّد بن علي الثوري وأبا علي الحسن بن علي بن المذهب بن ثلوان وأبا مُحَمَّد الحسن بن علي الجوهري وأبا عبد الله مُحَمَّد بن الحسن الصوري، وسافر إلى الشام وسكن دمشق وسمع بها أبا عبد الله محمد ابن علي بن سلوان وأبا الحسين بن أبي نصر وأبا الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن السراي وأبا الحسين بن الترجمان وأبا بكر الخطيب، وحدث هناك، روى عنه أبو الفرج غيث بن علي الصوري وأبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي وأبو إسحاق إبراهيم بن طاوس بن بركات الخشوعي وغيرهم.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طاهر الخشوعي، أنبأنا أبي قراءة عليه،
__________
[1] في (ج) : «القرار» .
[2] في الأصل: «عبرت» وفي (ب) : «عبر» .
[3] في (ج) : «بن سعد» .(18/180)
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس بْنِ سِكْرٍ الْوَاعِظُ الْبَغْدَادِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن عبد الله بن بشران ببغداد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّجَّادُ قُرِئَ [عَلَيْهِ] [1] قَالَ يحيى بن جعفر وأنا أسمع أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ أَسْلافًا الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ حتى يبقى مثل حثالة أو جفالة التَّمْرِ أَوِ الشَّعِيرِ لا يُبَالِي اللَّهُ عَنْهُمْ» [2] .
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب إلي غيث بن علي الصوري قال: علي بن الحسن ابن طاوس البغدادي كان فكيهًا حسن المحادثة لا بأس به، وكان مسنًا كبيرًا، ذكر لي غير مرة أنه نسخ إحدى وثمانين أو ثلاثًا وثمانين ختمة [3] ونحوًا من ثلاثين ألف ورقة، مثل سنن صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود وغير ذلك، وتفسير النقاش، ومسند أَحْمَد بن حنبل، وتفسير مقاتل، وتاريخ الخطيب، ورأيته بدمشق يكتب تعليقة القاضي أبي الطيب، وكان يكتب في كل يوم إذا أملى عليه نحوًا من أربع كراريس.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: قال لنا أبو مُحَمَّد بن الأكفاني: سنة أربع وثمانين وأربعمائة، فيها توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ الدير الديرعاقولي يوم الأحد التاسع عشر من شعبان بصور.
749- علي بْن الحسن بْن عَبْد اللَّه، أَبُو العباس الكاتب، المعروف بمقلة:
والد الوزير أبي علي مُحَمَّد وأبي عبد الله الحسن الكاتب المشهور- وقد تقدم ذكرهما، كان يكتب خطًا مليحًا، وعليه كتب ولداه [4] ، وولي عدة أعمال الديوان في أيام المقتدر بالله، وتوفي يوم السبت لخمس خلون من ذي الحجة سنة تسع وثلاثمائة.
750- علي بن الحسن بن عبد الله بن إسماعيل بن عطاء النيسابوري، أبو
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. [2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/114. وفتح الباري 11/251. [3] هكذا في الأصول. [4] في (ب) ، (ج) : «ولده» . الحسن بن أبي سعد بن أبي القاسم، الفقيه الشافعي:(18/181)
من بيت قديم، كان منهم فقهاء ووعاظ، وأصلهم من نيسابور، قرأ الفقه على أبي طالب بن الحل ولازمه سنين حتى حصل طرفًا صالحا من المذهب والخلاف، وصار معيدًا بمدرسته، وكان فاضلًا متدينًا حسن الطريقة، سمع الحديث من أبي الوقت السجزي وأبي الفتح بن البطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخًا حسنًا صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] بْنِ عَطَاءٍ الْفَقِيهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ [2] ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بن شعيب السجزي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ العباس الفضلوي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن البشري، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُطَّلِبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ القهيدري، حدثنا أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَصْرِيُّ، حدثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ كَفِّ دَمٍ يُهْرِيقُهُ كَأَنَّمَا يَذْبَحُ دَجَاجَةً كُلَّمَا تَعَرَّضَ لِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَمَنِ استطاع منكم ألا يَجْعَلَ فِي بَطْنِهِ إِلا طَيِّبًا [فَلْيَفْعَلْ] [3] ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَنْتُنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ» [4] .
توفي أبو الحسن بن عطاء في ليلة الاثنين الثاني عشر من المحرم سنة خمس وستمائة، ودفن من الغد بباب أبرز قريبًا من حامل الراية عند أهله، وذكر لنا أن مولده في سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
751- علي بن الحسن بن عبيد الله بن سعيد، أبو الحسن القارئ:
صاحب ابن الآجري الزاهد، حدث عن أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، روى عنه الشريف أبو الفضل عمر بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته وقال: جارنا رجل من أهل القرآن والخير، مات سنة ست عشرة وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
__________
[1] في أول الترجمة: «عبد الله» .
[2] في (ب) : «على» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح البخاري.
[4] انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 3/295. وصحيح البخاري 9/80.(18/182)
752- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن المصيصي:
حدث ببغداد عن أبي مُحَمَّد الهيثم بن خالد بن عبد الله البزاز، روى عنه أبو بكر أَحْمَد بن عبد الرحمن الشيرازي الْحَافِظ.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْمُظَفَّرِ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أحمد بن المأمون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ المصيصي ببغداد، حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو محمد البزاز المصيصي، حدثنا يحيى بن محمد بن سابق، حدثنا حسين الجعفي عن ابن عيينة، حدثنا هلال الوزان، حدثنا شَيْخُنَا الْقَدِيمُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ أَصْدَقَ الْقِيلِ قِيلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.
753- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن المقرئ الخطيب المعروف بالموصلي:
من ساكني باب الذهب، سمع أبا بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، روى عنه أبو الفضل بن المهدي في مشيخته، وذكر أنه من أهل القرآن والأدب والخطابة، رجل فاضل، وقال: سمعنا منه كتاب «دلائل النبوة» لابن قتيبة.
أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْعَطَّارُ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن المهدي الخطيب، أنبأنا أبي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ المقرئ الخطيب وأنبأنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد بن البناء، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قالا: حدثنا أبو بكر بن جعفر ابن حمدان، حدثنا بشر بن موسى الأسدي، حدثنا هوذة، حدثنا عَوْفٌ عَنْ خِلاسٍ ومُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [1] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الدَّهْرُ» [2] .
أنبأنا العطار عن أبي علي بن المهدي، أنبأنا والدي أن علي بن الحسن الخطيب مات في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
__________
[1] في الأصول: «ومحمد بن أبي هريرة» .
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(18/183)
754- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحسن بن إبراهيم بن ميمون السمسمي- ويقال: السمسماني، أبو الحسن البهري المؤدب:
سمع الكثير من أبي علي بن شاذان وطبقته وكتب بخطه، وكان أديبًا شاعرًا حسن الشعر، سمع منه أبو بكر الخطيب وأبو الفضل بن خيرون وابن خاله أبو طاهر الكرخي، وروى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أَحْمَد الصيرفي والسيد أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوي السجزي وأبو نصر الرسولي.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلي أبو الفتوح أحمد بن عبد الوهاب ابن الحسن الرازي أنشدنا السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل بن زيد بن جعفر العلوي إملاء أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ [بْنِ] [1] عَلِيِّ السمسماني، أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ النعيمي الْحَافِظ لنفسه:
شرفت همتي فلو عرفتني ... الأنجم الزاهرات سمعت ترابي
وأظلتني الغمائم طرا غيره ... من خصاصة أن يرابي
أخبرنا أبو عبد الله مُحَمَّد بن إبراهيم الفيروزآبادي بمصر، أنبأنا أبو طاهر أَحْمَد بن مُحَمَّد الأصبهاني قال: قال أنشدنا أبو نصر عبد الله بن عبد العزيز الرسولي، أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن السمسمي البهري لنفسه:
دع مقلتي تبكي عليك بأربع ... إن البكاء شفاء قلب الموجع
ودع الدموع بكل جفن في الهوى ... من غاب عنه حبيبه لم يهجع
ولقد بكيت عليك حتى رق لي ... من كان فيك يلومني وبكا معي
أنبأنا عبد العزيز بن محمود الجنابذي والمبارك بن أنوشتكين النجمي وأحمد بن مُحَمَّد [2] الأزجي قالوا: أنبأنا عبد الله بن منصور الشاهد، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن السمسماني في تركي كان يهواه وكتب بها إلي أبي الفضل الباقلاني:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] في الأصل: «عبد» .(18/184)
إن كنت تصدق في ادعاء وداده ... فافككه [1] من أسر الهوى أوفاده
لا تمح بالهجران رسم محله ... بصميم حبك في صميم فؤاده
رفقا به فهو العروق إذا أتى ... شيئًا فلا يغررك ابن قباده
لأمته بالبحر قبل تمامه ... فأعده بالإشغاف قبل معاده
زوده من نظر فأقنع من ترى ... من كان لحظ العين أكبر زاده
لا أنت عند اليسر من زواره ... يومًا ولا في العسر من عواده
إن الهوى ضد العقول لأنه ... يبغي جآذره عَلَى أساده
وافى إلي عتابه عن نبوة ... كانت بعادًا مردفًا ببعاده
أفدي الكتاب بناظري فبياضه ... ببياضه وسواده بسواده
يا عاذل المشتاق دعه وغيه ... إن كنت لم تقدر على إسعاده
وأظن من سعاد قد غلبت له ... ماء فصار سهاده بسعاده
أقصر أبا الفضل العتاب فإنما ... يذكي العتاب النار مثل زناده
ودع الملام لمغرم هجر الكرى ... يوم الفراق وضل طرق رشاده
تسعى صروف الدهر في إصلاحه ... يومًا وطول الهجر في إفساده
وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى ... يومًا فلا تعتب عَلَى أولاده
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي نصر مُحَمَّد بن الفضل الأصبهاني، أنشدنا [أبو] [2] الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أنشدني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ السمسمي لنفسه:
أراكم بقلبي من بلاد بعيدة ... تراكم تروني بالقلوب عن البعد
لساني وقلبي يحدثان عليكم ... وعندكم روحي وذكركم عندي
ولست ألذ العيش إلا بقربكم ... ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد
أنبأنا أبو القاسم النعال عن هزار ست [3] بن عوض الهروي، أنشدنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أَحْمَد، أنشدني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ السمسمي لنفسه:
__________
[1] في الأصل، (ب) : «فافكه» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصل، (ج) : «بن هزارست» .(18/185)
أفدى الذي أرمى بأصبعه ... نحوي وقال البين قد عزما
فأجبته لا كان ذا أبدا ... فبكى وقال بذاك قد حكما
كم قد نهيتك عن مخالطتي ... فجئتني في ذاك متهما
فعلمت أن الحق في يده ... وقرعت سني [1] بعده ندما
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنيه عنه ابن سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة ثمان وأربعين وأربعمائة- يعني مات أبو الحسن علي بن الحسن السمسمي المعلم في يوم الأربعاء سادس صفر، كان يقول الشعر، وكان قليل الدين، [و] [2] سمع حديثًا كثيرًا ولم يخرج عنه شيء، وكان كثيرًا ما ينكب الناس.
755- علي بن الحسن بن علي بن الفضل، أبو منصور الكاتب، المعروف بابن صربعر [3] :
أخو أبي الحسن أَحْمَد الذي تقدم ذكره، كان من فحول الشعراء ذا جزالة وفصاحة مع رقة وسلاسة، وكانت له معرفة تامة بالأدب، سمع أبا الحسين عليا وأبا القاسم عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران وأبا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد الكاتب وأبا الحسن علي بن عمر بن أَحْمَد الحمامي وغيرهم، روى عنه أبو سعد أَحْمَد بن مُحَمَّد الزوزني وأبو الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب وفاطمة بِنْت أَبِي حكيم عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الخبري- روت عنه الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعيد بن السمعاني يقول: سمعت أبا الحسن بن عبد السلام يقول: كان نظام الملك يقول لأبي منصور بن الفضل أنت ابن صردر لا ابن صربعر، قال ابن السمعاني: وقد هجاه الشريف أبو حفص بن البياضي ببيتين ظلمه وما أنصفه:
لئن أبرز الناس قدما أباك ... فسموه من شحه صربعرا
__________
[1] في (ج) : «مني» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر: شذرات الذهب 3/322. ووفيات الأعيان 1/259.(18/186)
فإنك تنثر ما صره ... عقوقًا له وتسميه شعرا
وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حَكِيمٍ عَبْد اللَّه بْن إبراهيم الخبري قالت: أنبأنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب، أنبأَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله بن خالد الكاتب، أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس بن المغيرة الجوهري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد ابن عبد الله الدمشقي، حدثني الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ثَلاثٌ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَهُنَّ فِيهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَالثَّانِيَةُ حُبُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالثَّالِثَةُ أَنْ تُوقَدَ نَارٌ فَيُلْقَى فِيهَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ» [1] .
وبالإسناد حدثنا الزبير، أخبرني سفيان بن عيينة قال: تبع مُحَمَّد بن المنكدر جنازة رجل يقال له عمران بقره بسيفه، فعوتب في ذلك وقيل له: مثل ذلك لا يتبع جنازة مثل هذا، فقال: والله إني لأستحيي من الله عز وجل أن يراني أرى ورحمته قد عجزت عن أحد من خلقه.
أخبرنا جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن مُحَمَّد السلفي أنشدني القاضي أبو القاسم محمود بن يوسف البرزندي التفليسي، أنشدنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل المعروف ابن صربعر الكاتب ببغداد لنفسه:
يا مانح العين عدمت الروا ... من حوض هذا القلب كم تستقى
من شيمة الماء انحدار فلم ... ماء فؤادي أبدًا يرتقي
أخبرني شهاب بن محمود الحلبي بهراة، أنشدنا عبد الكريم بن مُحَمَّد بن منصور المروزي، أنشدني أبو الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب، أنشدنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب لنفسه:
صرعتهم عيون ذاك السيف ... يا صاحبي وأين مني صحبي
يوم أبدوا تلك الوجوه علمنا ... إنما يشهر السلاح لحرب
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 43340.(18/187)
لحظات أسماؤهن استعارا ... ت وما هن غير طعن وضرب
إن أجب داعي الهوى غير راض ... فالصد بالله اكرها بلبي
هل أرى في السهاد مسحا بعيني ... من أمري في الرقا دليلا بقلبي
أمل كاذب قطاف ثمار ... من غصون ملتفة بالعصب
كلما رنح النسيم فروع البان ... هزت أعطافها بالعجب
إن روض الخدود ليس لرعى ... وخمور الثغور ليس لشرب
أرى ميته تطيب بها النفس ... وقبلا يلذ غير الحب
لا يزل بي عن العقيق ففيه ... وطرى إن قضيته أو نحبي
أجمل أن لا أزور ديارًا ... يوم بانوا دفنت فيها لبي
لا رعيت الغرام إن قلت ... للصحبة حفى عنه وللعيش هبي
وقفه بالركاب يجمع فيها ... فرحة لي وراحة للركب
في كناس الأرطي سبهه ... لقينا حماها العفاف من الحجب
قبل ما لنا ما طعمنا ... إن قرى الذل في الزلال العذب
طلعت وجهه وقابلها البدر ... فسوت ما بين شرق وغرب
كل شيء حسبته من تحتها ... سوى عدها الصبابة ذنبي
وأخبرني الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا أبو الحسن بن عبد السلام، أنشدنا أبو منصور بن الفضل لنفسه:
شدوا على ظهر الصبا رحلي ... إن الشباب مطية الجهل
إن أخرت نفسي إلى أمد ... دبرتها في الشيب بالعقل
إن المغرب في مواطنه ... من عاش في الدنيا بلا خل
وإذا الفؤاد ثوى بلا وطر ... فكأنه ربع بلا أهل
من للظباء سواي يقنصها ... إن أسكرتني خمرة العدل
أوغلت في حوض الهوى أنفا ... للقلب أن يبقى بلا شغلي
وخدرت سلوانا فسمتهم ... أن يحرموني لذة الوصل
فضلت دموعي عن مدى حزني ... فنكيت من قتل الهوى قتلي
ما من ذوي شجن يكتمه ... إلا أقول متيم مثلي(18/188)
يخفى ولا يخفى علي نظري ... علم الخضوع ومبسم الذل
يا فاتكا أضراه أن له ... قتل بلا قود ولا عقل
لم لا تريق دما وصاحبه ... لك جاعل في أوسع الحل
بعد الغزلان الحدور لقد ... كحلت مهاجرهن بالختل
يرمين في ليل الشباب لكي ... يخفى علي مواقع النبل
لو لم يرد بي السوء خالفها ... ما ضم بين الحسن والبخل
أقذف عدوك إن أردت به ... دهيا من الأعين النجل
يبلغن كل العنف في لطف ... وسلن أقصى الجد بالهزل
هبهم لو وعدوني فطيفهم ... من ذا الحسن عَلَى مطل
قد كنت أنهكه معاقبه ... لولا إدكاري حربه الرسل
وعهودهم بالرمل قد نقضت ... وكذاك ما بيني على الرمل
إذا أزمعوا صرما فلم عقدوا ... يوم الكتيب بحبلهم حبلي
لا توثق إلا سواء بينهم ... إلا رشا الفاحم الرحل
كيف الخلاص ومن قدودهم ... وخدودهم ونهودهم عقلي
واذا الهوى ربط النفوس فما ... يغنيك حل يد ولا رجل
صحبي الأولي أرخوا مطيهم ... حتى أناخوها بذي الأثل
من يطلع شرفا فيعلم لي ... هل روح الرعيان بالإبل
أم قعقعت عمد الخيام أم ... ارتفعت قناتهم على النزل
أم غرد الحادي بقافية ... منها غراب البين يستملي
إني أخادر من رحيلهم ... ما خادرت أم من الثكل
إن كان ذاك فصادفوا نقما ... يعمي الدليل به عن السبل
وأخبرني الحاتمي أنشدنا ابن السمعاني، أنشدني أبو سعد أَحْمَد بن مُحَمَّد الزوزني، أنشدني أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل لنفسه:
ماذا يعيب رجال الحي في النادي ... سوى جنوني عَلَى إدمائه الوادي
نعم هي الزاد مشغوف به سعيت ... والماء خامت عليه غلة الصادي
يا صاحبي أبيوم الروع تنجدني ... فكيف يوم النوى حرمت الحادي(18/189)
وما سلكت فجاج الأرض مفترسا ... حتى ضمنت ولو بالنفس إسعادي
من أين يعلم أن البين وخزته ... في الصدر أسلم منها ضربة الهادي
لا در درك إن وريت عن خبري ... إذا سئلت وإذا شمت حسادي
قل للمقيمين بالبطحاء إن لكم ... بالرقمتين أسيرًا ما له فادي
يد العواذل تطويه وتنشره ... شبه المريض طريح بين عواد
ليت الملامة سدت كل سامعة ... فلم تجد مسلكًا أرجوزة الحادي
فإن رويت أحاديث الذين نأوا ... فعن نسيم الصبا والبرق إسنادي
أكلف القلب أن يهوى وألزمه ... صبرًا وذلك جمع بين أضداد
وأكتم لركب أوطاري وأسألهم ... حاجات نفسي لقد أتعبت روادي
هل مدلج عنده عن منكم خبر ... وكيف يعلم حال الرائح الغادي
قالوا تعرض لغزلان النقا بدلا ... أمقنعي شبه أجياد لأجياد
إن الظباء التي هام الفؤاد بها ... يرعين ما بين أحشاء وأكباد
نزلن من أنفس العشاق من حرم ... فليس يطمع فيها حبل صياد
وأنشدنا الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا أبو سعد الزوزني، أنشدنا أبو منصور بن الفضل لنفسه:
لو كنت أشفق من خصيب بنان ... ما زرت حيكم بغير أمان
ما صبوة دبت إلي خديعة ... كالخمر تسرق يقظة النشوان
انظر فما غض الجفون بنافع ... قلبًا يرى ما لا ترى العينان
ولذاك عنفني النصوح فلم أقل ... إن الصبا شيطانه أغراني
فعلمت أن الحب فيه غواية ... مغتالة للشيب والشبان
ما فوق إعجاز الركاب رسالة ... تلهى ففيم مجيئه الركبان
عذرا فلو علموا جواك لسالموا ... غزلان وحره عن غصون البان
قولا لكثبان العقيق تطاولي ... دون الحمى امددك بالطمحان
ولتنفس الرجل زفرة مدنف ... إن لم يغثه الدمع بالهملان
عجل الفريق وكل طرف أثرهم ... متعثر اللحظات بالأطعان
وكأنما ردي يوم لقيتها ... بالدمع قد نسجا من الأجفان(18/190)
كلف بجلدي الذي يستطيعه ... هل في إلا قدرة الإنسان
ولئن صببت عَلَى الهوى بحشاشتي ... فالحب شر متالف الحيوان
يدري الذي نصح الفؤاد بنيله ... أن قد رمى كشحيه حين رماني
لو لم تكن عفرت عَلَى أطلالهم ... عيني لما سفحت بأحمر قاني
متأولين عَلَى الجفون تحننًا ... فالدمع يمطرهم بذي الوان
ولو أنه ماء لقالوا دمعة ... ريق وجفنا عينه شفتان
ظمأي إلى ماء النقيب لأنه ... ورد الكمي ومناهل الأغصان
ولنعم هينمة النسيم محدثًا ... عن طيب ذاك الجنب والأردان
إن لم يكن سهل اللوى وحزونه ... وطني فإن أنيسه خلاني
ولو أنهم جلوز وود بحلبه ... كلغى وقلت الدار بالجيران
علق يلاعب بي ورب لبانة ... شامية شغفت فؤاد يمان
هل يبلغني دراهم مذمومة ... بالشوق موقرة من الأشجان
فعسى أميل إلى القباب مناجيًا ... بضمائر ثقلت عَلَى الكتمان
وأطارد المقل اللواتي بفتكها ... تملي علي مقاتل الفرسان
متجاذبين من الحديث طرائفا ... يصغي لطيب سماعها النضوان
كرر لحاظك في الخدوج فبعدها ... هيهات أن يتجاوز الحيان
من بعد ما أرغمت أنف رقيبهم ... حتفا وحضت حمية الغيران
وطرقت أرضهم وتحت سمائها ... عدد النجوم أسنة الخرسان
أرض جداولها السيوف وعشبها ... نبع وما ذكروا من المران
في معشق عشقوا الدخول وآثروا ... شرب الدماء بها عَلَى الألبان
قوم إذا خبأ الضيوف جفانهم ... ردت عليهم ألسن النيران
قرأت في كتاب أبي نصر هبة الله بن علي بن المجلي بخطه قَالَ: علي بْن الحسن بْن علي بْن الفضل أبو منصور الكاتب شاعر مجود بديع محسن، جمع بين رقة المحدثين وقوة [1] المتقدمين، ولم يك في المتأخرين أرق طبعًا منه مع جزالة كلام وبلاغة معنى، وكان مدح أمير المؤمنين القائم بأمر الله ووزيريه أبا القاسم بن المسلمة وأبا نصر بن
__________
[1] في الأصل، (ج) : «قدره» .(18/191)
جهير، ومدح ولده أبا منصور بن جهير وأبا المعالي بن عبد الرحيم الوزير وغيرهم، وأكثر شعره مديح، وله مراث [1] يسيره.
وحدثت [2] عن بعض أدباء الرؤساء أنه قال: ابن الفضل الكاتب أشعر من مهيار كتبت ديوان شعره جميعه ولم يقدر لي أن أسمع منه شيئًا فأنشدنيه ناصر بن مُحَمَّد بن علي عنه، وكان قد قرأ القرآن بروايات، وله صوت حسن إذا تلاه، وكان قيما بالأدب [3] غزير الفضل، وسمع أبا الحسين بن بشران وأبا القاسم بن بشران وغيرهما، روى عنه أبو عبد الله الصوري شيئًا من شعره، وسمع هو والخطيب بقراءته عَلَى الشيوخ.
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء قال: وفي يوم الأربعاء لسبع بقين منه يعني شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وأربعمائة سمعت أن الفرس كبا بابن الفضل الكاتب الذي يسمع معنا الحديث ويلقب بابن صربعر فدقت عنقه، وكان قد ظلم أهل شهرابان وسعى بهم، وكان يقول الشعر وخلط في دينه.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن [4] بن خيرون بخطه وأنبأنا نصر اللَّه بن سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة خمس وستين وأربعمائة أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب سقط في بئر فهلك في صفر، وكان قد سمع الكثير من ابني بشران وغيرهما، وكان يحفظ القرآن وقال الشعر، وذكر ابن خيرون في رواية أخرى أنه دفن بباب أبرز.
756- علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب، أبو الحسن الباخرزي الكاتب:
من أهل باخرز ناحية من نواحي نيسابور، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر، يبدأ [5] في صباه طرفا من الفقه عَلَى أبي مُحَمَّد الجويني، وسمع الحديث منه ومن أبي عثمان الصابوني وأبي الفضل عبيد الله بن أحمد المكيال [6]
__________
[1] في (ب) : «مرات» .
[2] في (ج) : «حديث» .
[3] في (ج) : «كثير الأدب» .
[4] في (ج) : «بن الحسين» .
[5] هكذا في الأصول.
[6] في (ب) : «الكيالى» .(18/192)
وأبي عبيد الله محمد بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المزكي، ثم اشتغل بالكتابة وخدم في ديوان الرسائل، وقدم بغداد في أيام الإمام القائم بأمر الله- صلوات الله عليه وسلامه- ومدحه، واتصل بالوزير أبي نصر الكندري وزير السلطان طغرلبك، وخدم بالبصرة مدة وصنف كتابا سماه «دمية القصر» ذكر فيه شعراء عصره، وله ديوان شعر مشهور، روى ببغداد شيئًا من شعره، روى عنه أبو شجاع فارس بن الحسين الذهلي.
أخبرني شهاب الحاتمي، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: ولما ورد علي بن الحسن الباخرزي بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيدته التي صدرها ديوانه وهي:
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا ... كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا
أليس من عجب أبي ضحى ارتحلوا ... أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا
وإن أجفان عيني أمطرت ورقا ... وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا
وإن تلهب برق من جوانبهم ... توقد الشوق في جنبي والتهبا
فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، وانتقل إلى الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدة، وتخلق بأخلاقهم، واقتبس من اصطلاحاتهم، ثم أنشأ قصيدته التي أولها:
هبت نسيم صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجشمت الربى لتزورني ... من علتي وهبوبها معلول
فاستحسنوا وقالوا: تغيّر شعره ورقّ طبعه.
ذكر أبو الحسن على بن أبي القاسم زيد البيهقي في كتاب «مشارب التجارب» في أخبار الوزير أبي نصر الكندري قال: كان علي بن الحسن الباخرزي شريكه [1] في مجلس الإفادة من الموفق النيسابوري في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فهجاه علي بن الحسن فقال مداعبا:
أقبل من كندر [2] مسيخرة ... للنحس في وجهه علامات
وذكر أبياتًا، فلما تمكن الكندري في أيام السلطان طغرلبك وصار وزيرا محكما
__________
[1] في النسخ: «شكره» .
[2] في الأصل، (ب) : «كيدر» .(18/193)
ورد عليه علي بن الحسن وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السلطان، فلما رآه الوزير قال له: أنت صاحب «أقبل» ؟ فقال له: نعم، فقال الوزير: مرحبًا وأهلا، قال:
قد تفاءلت بقولك «أقبل» ثم خلع عليه قبل إنشاده وقال له: عد غدا وأنشد! فعاد في اليوم الثاني وأنشد هذه القصيدة:
أقوت معاهدهم بشط الوادي ... فبقيت مقتولا وشط الوادي
وسكرت من خمر الفراق ورقصت ... عيني الدموع عَلَى غناء الحادي
في ليلة من هجره شتوية ... ممدودة مخضوبة بمداد
عقمت بميلاد الصباح وإنها ... في الامتداد كليلة الميلاد
منها [أيضًا] :
غر الأعادي منه رونق بشره ... وأفادهم بردا عَلَى الأكباد
هيهات لا يخدعهم إيماضه ... فالغيظ تحت تبسم الآساد
فالبهو منه بالبهاء موشح ... والسرح منه مورق الأعواد
واذا شياطين الضلال تمردوا ... خلاهم قرناء في الأصفاد
فلما فرغ من إنشاد هذه القصيدة أمر له بألف دينار مغربية.
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي إذنا أنشدني أبو شجاع فارس بن الحسين بن فارس الذهلي أنشدني أبو الحسن علي بن أبي طالب الباخرزي لنفسه بمدينة السلام:
القبر أحفى من ستره للبنات ... ودفنها يروي من المكرمات
أما رأيت الله سبحانه قد ... وضع النعش بجنب النبات
قرأت في كتاب أبي شجاع فارس بن الحسين الذهلي بخطه وأنبأنيه عبد الوهاب الأمين عن أبي القاسم بن أبي غالب عنه أنشدني الأستاذ الجليل أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الطيب الباخرزي:
سلام عَلَى وكري وإن طوى الحشا ... عَلَى حسرات من فراخ بها رعب(18/194)
[و] والهة غيرى إذا اشتكت النوى ... سقى نرجساها الورد باللؤلؤ الرطب
أأذكر أيام الحمى لا وحقها ... فلي إيناسي إن ذكر الحمى يصبى
آلم ترني ويترك بالشرق عزمه ... رمتني كالسهم المريش إلى الغرب
وطيرت نفسي فهي أسرى من القطا ... وعهدي بها من قبل أرسى من القطب
أخبرني الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قتل علي بن الحسن الباخرزي في ذي القعدة سنة سبع وستين [1] وأربعمائة بباخرز ودفن بها وهو في أيام الكهولة، قتل في مجلس أنس عَلَى يد بعض المجاديل في الدولة النظامية وظل دمه هدرًا.
757- علي بن الحسن بن علي بن عبد الله العطار المؤدب المقرئ، أبو القاسم ابن علي الخباز، المعروف بابن الأقرع:
أخو الكاتبة فاطمة، سمع أبا الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن مخلد البزاز.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي البزاز، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ العطار المقرئ [و] [2] أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم ابن عبد الوهاب الحراني قرأت عَلَيْهِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد الكاتب قال: أنبأنا أبو الحسن [3] بن مخلد، أنبأنا أبو علي الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «لَتُنَبَّأَنَّ أَنْ تَصَّدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَأْمُلُ الْبَقَاءَ وَتَخَافُ الْفَقْرَ وَلا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلانٍ كَذَا وَلِفُلانٍ كَذَا، أَلا وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ» [4] .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفي علي أخو الكاتبة في ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة.
__________
[1] في الأصول: «سبع وسبعين» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في (ب) ، الأصل: «أبو الحسين» .
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/250. والسنن الكبرى للبيهقي 4/190.(18/195)
758- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن الميانجي:
قاضي همذان، كان مشهورًا بالفضل والنبل، حسن المعرفة بالفقه والأدب، قدم بغداد وتفقه عَلَى القاضي أبي الطيب الطبري، وسمع الحديث من أبي الحسن علي بن عمر القزويني وأبي الحسين أَحْمَد بن علي التوزي وأبي مُحَمَّد الحسن بن مُحَمَّد الخلال، وروى شيئًا يسيرًا، روى عنه أبو علي بن جوانشير اليزدي [1] .
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بن يوسف بقراءتي عليه، أنبأنا أبو جعفر أَحْمَد بن الحسن بن أَحْمَد بن الحسين بن جعفر اليزدي أن أبا علي الحسن بن الحسين بن مُحَمَّد بن جوانشير أخبره أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن الميانجي ببغداد لأبي بكر العنبري:
يا راقدا والدهر يقظان له ... ما كل غاد للأمور برائح
ذي الدار ما خلقت لتبقى أهلها ... فعلام يشمت قاطن بالنازح
كل يصير إلى مصير واحد ... ويبيت بين جنادل وصفائح
إن غر مغرور بيوم مسرة ... فغدا يفادحه بخطب فادح
ربحت تجارة من غدا مقتنعًا ... إن القناعة رأس مال صالح
أنبأنا ذاكر بن كامل عن مُحَمَّد بن طاهر المقدسي قال: سمعت علي بن بجير الْحَافِظ بهمدان يقول سمعت القاضي علي بن الحسن الميانجي أجاز شهادة صوفي وغيره وقال:
هو ومرفقيه شاهدان.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قرأت بخط الإمام أبي إسحاق الشيرازي في كتاب كتبه إلي الميانجي القاضي: «كتابي- أطال الله بقاء سيدنا قاضي القضاة الأجل العالم الأوحد وأدام علوه ورفعته وتمكينه وبسطته وكبت أعداءه وحساده- من بغداد، ونعم الله متواليه وله الحمد، ومنذ مدة لم أقف عَلَى كتاب وأنا متوقع لما يرد من جهته لأسر به وأسكن إليه» ، وكتب عنوانه:
«شاكره والمفتخر به والداعي له إبراهيم بن علي الفيروزآبادي» .
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قتل القاضي الميانجي في مسجده في صلاة الصبح في شوال سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
__________
[1] في النسخ: «الزدى» .(18/196)
759- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحسك، أبو الحسن البروجردي:
سَمِعَ أَبَا علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان، وحدث باليسير، وتوفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من شوال سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ودفن من يومه، ذكر هذا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ونقلته من خطه.
760- علي بْن الحسن بْن علي بْن أَحْمَد بن دانج بن حمدان بن مؤمل بن زهير ابن نوفل بن حارثة الثعلبي، أبو الحسن الدولعي الواعظ [1] :
تفقه على أبي الخطاب الكلوذاني، وكان عالمًا بالمواقيت، قد رصد النجوم وعاناها وعرف مطالعها ومغاربها، وله في ذلك كتاب سماه «المرشد» ، سمعه منه الْحَافِظ أبو عامر مُحَمَّد بن سعدون العبدري وابنه أبو بكر عبد الله، ورأيت بخط أبي مُحَمَّد بن الخشاب على وجه هذه الكتاب: «هذا أبو الحسن الدولعي صديقنا وقد أوقفته عَلَى أشياء ووافق عليها» ، وقد ضرب في حواشي الكتاب غير موضع بخطه.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: مات علي الدولعي ليلة الجمعة خامس شوال سنة ست وعشرين وخمسمائة، ودفن بباب حرب يوم الجمعة.
761- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن المشرف:
ذكره أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف في معجم شيوخه، وروى عنه إنشادًا.
762- علي بن الحسن بن علي بن الأخرم، أبو الحسن الدلال:
والد عبد الصمد الذي تقدم ذكره، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، وحدث باليسير، سمع منه أبو بجيح محمود بن أبي المرجا الطلحي الأصبهاني وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت على أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحِيرِيِّ بأصبهان عن أبي نجيح الطلحي، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الأَخْرَمِ الدَّلالُ أَبُو الحسن ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد المالكي، أنبأنا أحمد بن محمد بن الصلت، حدثنا إبراهيم الهاشمي، حدثنا أبو عبيد الله
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/79.(18/197)
المخزومي، حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثنا سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَسْرُوق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ» [1] .
أَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ طَالِبِ بن زيد بن شهريار بأصبهان، أنبأنا السَّيِّدُ أَبُو الرِّضَا حَيْدَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن العلوي الحسيني قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَالِكِيُّ بِبَغْدَادَ.
763- علي بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن صدقة، أَبُو الحسن بن الوزير أبي علي [2] :
تقدم ذكر والده، كان يلقب بشرف الدولة، وكان ينوب عن والده في ديوان المجلس، وكان يكتب خطًا مليحًا عَلَى طريقة ابن البواب، وكان أديبًا فاضلًا، كتب بخطه كثيرًا من كتب الأدب ودواوين الشعر، وولي النظر بديوان واسط، وانحدر إليها فمرض بالعراق وأصعد إلى واسط فأدركه أجله بها، سمع الحديث من أبي الحسن علي ابن محمد بن علي بن العلاف وابوي القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد ابن مُحَمَّد بن بيان وغيرهم، وحدث باليسير، قرأ عليه عبد الخالق [وهو] [3] أسن منه وأقدم إسنادا، وروي عنه أبو سعد بن السمعاني.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قَالَ: علي بْن الحسن بْن علي بْن صدقة الوزير شاب غزير الفضل وافر العقل، له معرفة تامة باللغة، حسن الخط مليحه، دين خير، مشغول بالعبادة والعزلة، سمع بقراءتي بمكة والمدينة وبغداد عَلَى المشايخ، كتبت عنه وسألته عن مولده فقال: في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
أنبأنا عبد الكريم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد الأصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن صدقة الوزير بواسط ليلة الجمعة ثامن ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة [4] .
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/103، 104، 4/223. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 44.
[2] انظر: معجم الأدباء 13/48- 50.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في (ب) ، (ج) : «هذا آخر الجزء من نسخة أصل الأصل، بسم الله الرحمن الرحيم» .(18/198)
764- علي بن الحسن بن علي بن الشيخ، أبو الحسن بن أبي غالب البزاز:
حمو أبي الفضل مُحَمَّد بن ناصر الْحَافِظ، كان شيخًا صالحا من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أباه والشريف أبا العز مُحَمَّد بن المختار بن المؤيد وأبا الغنائم مُحَمَّد بن علي بن ميمون النرسي وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه الشريف وأبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وأبو الفضل أَحْمَد بن صالح بن شافع الجيلي وأبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري وشيخنا أبو بكر عبد الله بن مبادر البقابوسي الضرير.
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ البقابوسي، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بن الشيخ البزاز قراءة عليه وأنبأنا أحمد بن أحمد الشاهد بقراءتي عليه، أنبأنا نصر الله بْنُ عَبْدِ الرَّحَمْنِ الشَّيْبَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالا: أنبأنا الشريف أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد قراءة عليه، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْقَزْوِينِيُّ إِمْلاءً، حدثنا محمد بن علي بن سويد، حدثنا أحمد بن محمد العسكري الطرسوسي، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ فِي الْبَرْدِ الشَّدِيدِ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كِفْلانِ وَمَنْ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ فِي الْحَرِّ الشَّدِيدِ كَانَ لَهُ من الأجر كفل» [1] .
أنبأنا عبد الكريم بن محمد الأصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي علي بن الحسن بن الشيخ حمو شيخنا ابن ناصر يوم الاثنين منتصف جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وقرأت عليه وكان سماعه صحيحا.
765- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن الزميلي [2] :
من ساكني رحبة جامع القصر، كان فقيها فاضلًا، حافظا لمذهب الشافعي، حسن المعرفة، ويعرف الأصول معرفة تامة، وله تعليقة في الخلاف، ويعرف الأصول ويحفظ اللغة والنحو، ويكتب خطًا مليحًا عَلَى طريقة ابن البواب، وكان حسن الأخلاق متواضعًا سخيًا محبوبًا إلى الناس، قرأ الفقه عَلَى يوسف الدمشقي، والأصول على
__________
[1] انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 1/158. ومجمع الزوائد 1/237. والأحاديث الضعيفة 839، 840.
[2] انظر: معجم المؤلفين 7/64.(18/199)
أبي الحسن بن الآبنوسي، وسمع الحديث بنفسه من أبي الفضل [محمد] [1] بن عمر الأرموي وأبي الحسن مُحَمَّد بن طراد الزينبي وأبي القاسم عليّ بْن عَبْد السيد بْن الصباغ وغيرهم، ورتب معيدًا بالمدرسة النظامية ومتوليًا لأوقافها، وكان مرشحا للتدريس بها ولقضاء القضاة إلا أن أجله حال بينه وبين ذلك، وكانت فيه بلاغة، وله نظم ونثر حسن، حدث باليسير، سمع منه أبو بكر عبيد الله بن علي التميمي ومعروف المقرئ.
أنشدنا معروف بن مسعود المقرئ من لفظه وحفظه، أنشدني أبو الحسن بن الزميلي لنفسه:
وليس عجيبا أن تدانت منية ... لحي ولكن العجيب بقاءه
ومن جمع أضداد نظام وجوده ... فأوجب شيء في الزمان فناءه
فسبحان من لا يعتريه تغير ... ومن بيديه نقضه وبناءه
وأنشدنا معروف المقرئ أنشدني أبو الحسن بن الزميلي لنفسه وكتب بها إلى الأمير سُلَيْمَان بن جاووش لما مرض وارتعشت يداه وتغير خطه- وكان يكتب خطًا مليحا:
طول سقمي والذي يعتادني ... صيرا الرائق من خطي كذا
كل شيء هدما سلمت منك ... لي نفس ووقيت [2] الأذى
أنبأنا الشريف أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: مات ابن الزميلي يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة، ودفن بالوردية، وكان شابا حسنًا، وفقيهًا حسنًا، ويكتب خطًا حسنًا، وكان يترشح لتدريس النظامية وللقضاء فما صح له [أبدًا] [3] .
766- علي بن الحسن بن علي بن أبي الأسود، أبو الحسن، المعروف بابن النيل [4] البيع:
من أهل باب الأزج، كان عم شيخنا أبي المعالي هبة الله بن الحسين، سمع أبوي
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ب) : «وقت» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[4] في الأصل، (ج) : «اليل» .(18/200)
القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن بيان وغيرهما؛ وحدث باليسير، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا أبو محمد بن الأخضر من لفظه، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ النِّيلِ الْبَيِّعُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ من أصل سماعه، أنبأنا أبو القاسم علي ابن الحسين بن عبد الله الربعي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم البزاز، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الخلدي، حدثنا أبو جعفر محمد ابن عبد الله بن سليمان، حدثنا أبو الأسباط يعقوب بن إبراهيم المعلم، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ وَعَمَّارِ بْنِ زُرَيْقٍ عَنْ أَبِي إسحاق عن سعيد ابن أَبِي كُرَيْبٍ [1] عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا تَوَضَّئُوا [فَلَمْ يَمَسَّ أَعْقَابَهُمُ الْمَاءُ] [2] ، فَقَالَ: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» [3] .
بلغني أن مولد علي بن النيل في أحد الربيعين من سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي علي بن الحسن بن النيل يوم الجمعة في العشر الأول أو الثاني من ذي الحجة من سنة تسع وستين وخمسمائة.
767- علي بن الحسن بن علي بن المعمر بن باهوح، أبو منصور بن أبي سالم:
تقدم ذكر والده، كان مع والده بمصر، ثم إنه تحنث وسكن باللاذقية من ساحل الشام، ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه لقيه بمكة حاجا في الثامن عشر من ذي الحجة سنة أربع عشرة وستمائة، وأنه روى له شيئًا من شعر أبيه.
أنشدني أبو عبد الله الواسطي، أنشدني أبو منصور علي بن الحسن بن علي بمكة، أنشدني أبي لنفسه بديار مصر:
دار الهوى بين الصراة وبابل ... حياك مرتجز المرث الوائل
لا بل سقيت رجوع حربك للأولى ... كانوا حليا للزمان العاطل
__________
[1] في (ج) : «أبى كرب» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول كلها.
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(18/201)
ليعود جوك في المنازل عقله الس ... اوي ومنتجع الفطين الآهل
وعلى الكثيب مجمر من نبهه ... كالبدر من حسن وليس بآفل
حجبوه بالبيض الفواصل ما دروا ... من حسنه وسيوفهم كالفاصل
رشأ كأن لحاظه مطرودة ... قدمت بها عرضا [و] جنبه باسل
فكأن سحر بلاغة في لفظه ... أخذ يعقدها نوافث نابل
عوفيتموا ومن العجائب مغرم ... يدعو غراما بالشفاء لقاتل
سمعت أبا عبد الله الواسطي يقول: سألت أبا منصور بن أبي سالم عن مولده، فقال: ولدت ببغداد في يوم الاثنين ثاني عشري شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة بباب الأزج.
768- علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت، أبو الحسن النحوي، المعروف بالشميم [1] :
من أهل الحلة السيفية، كان أديبًا فاضلًا مبرزًا في علم اللغة والنحو، وله مصنفات كثيرة في ذلك، وله إنشاد وخطب ومقامات ونظم ونثر كثير جيد، لكنه كان أحمق قليل الدين رقيعًا، يستهزئ بالناس ولا يحترم أحدًا، ولا يعتقد أن في الدنيا مثله وكان ولا يكون أبدًا، قدم بغداد في صباه، وأقام بها مدة يقرأ الأدب عَلَى أبي مُحَمَّد بن الخشاب وغيره حتى برع في ذلك، ثم إنه سافر إلى بلاد الجزيرة والشام، فورد حلب ودمشق وغيرها من البلاد ومدح الملوك، ثم إنه دخل ديار بكر، وكان يتردد ما بينها وبين الموصل وما والاها من بلاد الجزيرة، ويقرأ الناس عليه ويستفيدون منه إلى أن علت سنه وأدركه أجله بالموصل عن تسعين سنة أو ما قاربها، ويحكى عنه حكايات عجيبة في رقاعته وقلة ديانته وفساد عقيدته نعوذ بالله من ذلك.
سمعت القاضي أبا القاسم عمر بن أحمد العقيلي بحلب يقول: سمعت مُحَمَّد بن يوسف بن الخضر الحنفي يقول: كان الشميم النحوي يبقى أيامًا لا يأكل إلا التراب، فكل ما يلقيه من الرجيع يابسًا قليل الرطوبة ليس بمنتن فيحطه في جيبه، فكل من دخل إليه يخرجه من جيبه ويشمه إياه ويقول: انظروا إلى ما ألقيه وشموا رائحته فإنني قد تجوهرت! فلذلك دعي بالشميم.
__________
[1] انظر: وفيات الأعيان 3/26. ومعجم الآباء 13/50. والأعلام 5/83.(18/202)
أنشدنا أبو مُحَمَّد عبد الرحيم بن هاشم بن أَحْمَد الخطيب بحلب أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر الحلي النحوي لنفسه:
كنت حرًا فمذ تملكت رقي ... باصطناع المعروف أصبحت عبدا
أشهدت أنعمك على لك الأع ... ضاء مني فما أحاول جحدًا [1]
وجدير بأن يحقق ظن ... الجود فيه من للنوال تصدى [2]
وأنشدنا عبد الرحيم أنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه:
شد ما نابك الغرام على نا ... ئل يا نور ناظري والجوى بي
فأدل للحشى القريح [3] من الوج ... د الذي خامر الجوى بالجواب
قال: وأنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه:
كدت إذ حث بك البي ... ن مطايا الأين سوقا
أصحب الحين حياتي ... يا شقيق العين شوقا
قال: وأنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه:
يفدي بما أفدي الردى من مهجتي ... سكن أجاب دعاء من.. إذ دعا
ألهاه عن مسراه ما ألقاه من ... ولهي عليه فودان ما ودعا
فمن ادعى أني يطول لي البقا ... ء إلى اللقاء فإن زورا ما ادعا
قال: وأنشدنا علي بن الحسن النحوي لنفسه:
ليت من طول بالش ... ام نواه وثوى به
جعل العود إلى الزو ... راء من بعض ثوابه
أترى يوطئني الده ... ر ثرى مسك ترابه
أو ترى ما نور عيني ... موطئا لي وترى به
أنشدنا عبد الرحيم بن هاشم بن أَحْمَد الخطيب بحلب، أنشدنا على بن الحسن بن عنتر الحلي النحوي لنفسه:
__________
[1] في النسخ: «حجرا» .
[2] في النسخ: «نصرا» .
[3] في الأصل، (ب) : «للقروح» .(18/203)
له العلم الأعلى الذي نشا به ... يصاب من الأمر الكلى والمفاصل
لعاب الأفاعي العاملات وأرى ... الحنا اشتارته أيد عواسل
إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرعت ... عليه شعاب الفكر وهي حواف
وقد رفدته الخنصران وسددت ... لثلاث نواحيه الثلاث الأنامل
رأيت جسيمًا خطبه وهو ناحل ... ضنى وسمينا جده وهو هازل
قرأت في كتاب أبي علي بن الحسن بن علي بن عمار الموصلي بخطه قال: ثبت مصنفات [1] ابن الحسن بن عنتر بن ثابت الحلي له «منتزه القلوب في التصحيف» ، «النكت المفحمات في شرح المقامات» ، «أرى المشتار في القريض المختار» ، «الحماسة الحلوية» ، «برة التأميل في عيون المجالس والفصول» ، «مناح المنى في إيضاح الكنى» ، «نتائج الإخلاص في الخطب» ، «أنس الجليس في التجنيس» ، «أنواع الرقاع في الأسجاع» ، «المرازي في التعازي» ، «خطب نسق حروف العجم» ، «الأماني في التهاني» ، «المفاتيح في الوعظ» ، «معاياة العقل في معاناة النقل» ، «الإشارات المعربة» ، «المرتجلات في المسجلات» ، «المخترع في شرح اللمع» ، «المحتسب في شرح الخطب» ، «المهتصر في شرح المختصر» ، «التحميض في التغميض» ، «بداية الفكر في بدائع النظم والنثر» ، «خلق الآدمي ولواحقه» ، «الركوبات» - مجلدان، «رسائل لزوم ما لا يلزم في نسق حروف المعجم» كراسان، «المنائح في المدائح» مجلد، «نزهة الأفراح في صفات الراح» أربع كراريس، «الموكبية» كراس، «مجتنى ريحانة الهم في اشتقاق الحمد والذم» ، «الخطب المستضيئة» ، «حرز النافث من عبث العابث» ، «الخطب الناصرية» ، «حدث المشرب المنتاب» ، «الباصي حلي الشباب» ، «شعر الضبي» مجلد، «إلقام الألحام في تفسير الأحلام» ، «كم صار أرباب الأقاليم والأمصار في الطب» ، «سمط الملك المفضل في مدح المليك الأفضل» ، «مناقب الحكم ومثالب الأمم» مجلدان، «اللماسة في شرح الحماسة» .
سمعت مُحَمَّد بن عبد الله بن المغربي بدمشق يقول: مات علي بن الحسن بن عنتر النحوي المعروف بالشميم بالموصل في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول [2] سنة إحدى وستمائة وحضرت جنازته.
__________
[1] انظر أسماء مصنفاته في هدية العارفين 1/703 وفيها اختلاف عما هنا.
[2] في معجم الأدباء: «ربيع الآخر» .(18/204)
769- علي بن الحسن بن الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ المترفق، أبو الحسن الصوفي [1] :
نزل طرسوس وحدث بدمشق ومصر بحكايات المشايخ عن أبي الحسن علي بن الحسن بن سلام الفارسي وأبي الحسين أحمد بن مُحَمَّد المالكي وأبي عمرو بن علوان وأبي العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد الدامغاني وأبي الحسن علي بن عبد الله الطرسوسي وأبي عمر النجار والمحلي صاحبي أبي بكر الشبلي وأبي الحسن العباد وأبي علي الحسن ابن عبد الله بن مُحَمَّد الأزهري وأبي بكر بن الخلدي وعلي بن مهدي وأبي الفضل العباس ابن أَحْمَد الخواتيمي الطرسوسي وسُلَيْمَان بن أَحْمَد بن أبي صلابة الرقي وسُلَيْمَان بن أَحْمَد بن أيوب الطبراني وأبي القاسم عبد الله بن مُحَمَّد الموصلي الخطيب وأبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن المصيصي الفراء وأبي علي محمد بن علي الأسفراييني وأبي أَحْمَد عبد الله بن عدي الجرجاني وأبي بكر أَحْمَد بن محمود المروزي القاضي، روى عنه من أهل دمشق أبو نصر بن الحبان وأبو الحسن بن السمسار وعبد الوهاب الميداني وتمام الرازي وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أبي عقيل الصوري وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ شجاع الربعي وأبو علي الأهوازي ورشأ بن نظيف وأبو القاسم بن الحنائي.
ومن أهل مصر أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف الخولاني وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال قال: سمعت أبا الحسن عَلِيّ بْن الحسن بْن المترفق الصوفي البغدادي يقول: سمعت أبا الحسن عَلِيّ بْن الحسن بْن سلام الفارسي يقول:
سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منصور الواعظ، سمعت النوري، سمعت الجنيد يقول: اشتغل الناس بالدنيا والعقبى ففاتهم من له الدنيا والعقبى.
حدثنا إبراهيم بن سعيد الحبال بقراءته علينا من لفظه قال: سمعت أبا الحسن علي ابن الحسن بن المترفق الصوفي البغدادي سمعنا أبا الحسن [2] علي [بن] [3] عبد الله بن الطرسوسي يقول: سمعت الثوري يقول وقد سئل عن الصوفي فقال: من صفا من
__________
[1] في النسخ: «أبو محمد عبد الله» .
[2] في النسخ: «أبا الحسين» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.(18/205)
الكدر وامتلى من الفكر [1] وتخلى عن البشر واعتدل عنده الذهب والحجر.
أخبرنا حمزة بن علي الحراني ببغداد وزيد بن الحسين الكندي بدمشق قالا: أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد العكبري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمترفقِ الطَّرَسُوسِيُّ سمعت عبد الله بن عدي يقول: سمعت عصمة بن بحماك [2] يقول: سمعت أبا عمرو الطفيلي يقول: سمعت أستاذي يقول في قول الله عز وجل ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ
قال: الأكل من الحاصل.
أخبرنا الحسن بن محمد الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الْحَافِظ أن علي بن الحسن المترفق البغدادي ثم الطرسوسي توفي في شعبان سنة سبع وأربعمائة.
770- علي بن الحسن بن المبارك بن مُحَمَّد بن الخل، أبو القاسم بن أبي الحسين الشاعر [3] :
تقدم ذكر والده، كان يلقب فخر الزمان، مدح الإمامين المستنجد بالله وابنه المستضيء بأمر الله، وكان أرق شعرًا من أبيه.
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من خطه قال: علي بن أبي الحسين بن الخل شاب فيه أدب وظرف وذكاء وفطنة وكياسة ولياقة وتودد إلى الناس، أنشدني لنفسه ببغداد سنة إحدى وستين:
وجه الصبوح صبيح ... من الهموم مريح
ومبرك اللهو رحب ... نصر الرياض فسيح
والطل جاء يشير ... والظل سار يسيح
وللنسيم هبوب ... عَلَى الرياض طريح
وللسحابة جفن ... من الدموع قريح
والبلبل المتغني ... فوق الغصون يصيح
__________
[1] في الأصل: «الكفر» .
[2] هكذا في الأصول.
[3] انظر: تلخيص مجمع الآداب 4/3/242.(18/206)
والورد في قضب الدو ... ح كالنجوم يلوح
نسيمه بغرام الص ... ب المشوق يبوح
وظن ترك اصطباح ... فيه جميلا قبيح
قرأت في كتاب «مدائح الإمام المستنجد بالله» لأبي جعفر عبد الله بن مُحَمَّد بن المهتدي بالله بخطه قصيدة أوردها لعلي بن الحسن بن الخل وهي:
جود كفيك للأماني كافي ... أن يرجي سح الحيا الوكاف
وأياديك لم يشمهن عاف ... تركته بربع ظن عافي
ومغانيك مغنيات إذا أم ... ت لنيل الإسعاد والإسعاف
لم يزرها مشف من الفقر إلا ... وحبته من النوال بشافي
لك ورد صاف وربع مريع ... وجناب رحب وظل واف
ويد بجزل العطاء ارتياحًا ... غير منسوبة إلى إسراف
دأبها الرزق للنتور وللضي ... ف بتبيين الصفاح أو بالصحاف
وخلال وفضل قول على شه ... ب نجوم السما وموف وواف
منذ سست الورى ورضيت ال ... ليالي آذنتهم صروفا بانصراف
فغمام الإقبال غير جهام ... وسوام الآمال غير عجاف
يا قليل الآلاف في ضيقه ال ... مارق باسا وواهب الآلاف
بك عاد الزمان حيا وقد كا ... ن رميما تسقى عليه السوافي
أي حرب لم تقتحمها وقد ... أظلم فيها ليل الوغى الرقاف
وضياء الضباح يستره النق ... ع وتبديه لامعات الرهاف
والعوالي موائل بأكف السو ... س ميل الأغصان والأحقاف
فوق طرف كالطرف كمرداس أط ... راف وسح القنا لهتك طراف
كلما أخبأت من اليقين صعيد ... حسبته الأنصار في تجفاف
تبغى إذا أديرت كؤوس ... فسكرن الفتى بغير سلاف
بثياب رأس إذا وسمت شم ... الرواسي بالطالسات الخفاف
وسيوف لا يتبعن عمودًا ... غير هام الغطارف الأشعاف
لإمام الإسلام ذي البذل وال ... إنعام مولى الآلاء والألطاف(18/207)
الحفي الوفي والواهب السا ... كب رب الإيلاف والأخلاف
والقري في قرى الفلاة إذا ما ال ... قرا بذي جدوب حصب الفيافي
بلسان للنار لا يعرف النط ... ق سوى دعوة الأضياف
والشطي والندى ورب المذاكي ... والضبي للبيض والقنا للرعاف
والرواق المضروب في كاهل المج ... د العلى الممتنع الأطراف
ديم العز لا يزال على أط ... لاله من حجبة الأحلاف
حدر خلق مثل السلاف ... يلقيه غلاه عن ظاهر الأسلاف
لهم هزة الرماح إذا ما ال ... روع شبت وعزة الأسياف
يا مليكًا فاقت سجاياه حد ... الوصف إذا كان فائق الأوصاف
مدحي فيك ليس ترضى إذا ما ... سرت سيرًا إلا من الأحلاف
واللهى تفتح اللها والعطايا ... في متون الفلا مطايا القوافي
فاحتسبها عذرًا دقت معاني ... ها وجلت عن الوصف الوصاف
وأق ما هبت النسيم فأضحت ... قضب البان لدنة الأعطاف
قرأت بخط علي بن الحسن بن المبارك بن الخل قال: مولدي في العشرين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
771- علي بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن شَاذَانَ بْن حرب بن مهران، أبو الحسن:
حدث عن مُحَمَّد بن غالب بن حرب، روى عنه ابن أخيه أبو بكر أَحْمَد بن إبراهيم ابن الحسن بن مُحَمَّد بن شاذان في معجم شيوخه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن مُحَمَّدِ [1] بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بن شاذان، أنبأنا عمي علي ابن الحسن بن شاذان، حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا قيس بن حفص الدارمي، حدثنا مسلمة بن علقمة، حدثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ الزِّبْرِقَانِ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَذِبُ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلا ثلاث: الرَّجُلُ يَكْذِبُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، وَالرَّجُلُ يحدث امرأته ليرضيها
__________
[1] في (ج) : «بن علي بن محمد» .(18/208)
بِذَلِكَ، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ وَالْحُرْبُ خُدْعَةٌ» [1] .
772- علي بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ، أَبُو الحسن الصقلي القزويني:
سمع بدمشق أبا غياث ياسين بن عبد الصمد بن عبد العزيز وأبا يعقوب إسحاق بن يعقوب بن أيوب بن زياد الداراني، وببغداد أبا بكر بن كامل القطيعي وأبا حفص بن شاهين وأبا الفتح القواس وأَبَا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم المقرئ وأبا جعفر مُحَمَّد بن الحسن بن علي الأصم وأبا الصيدا ناجية بن حبان بن بشر الصيداوي وأبا بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون المقرئ الرازي، وبالكوفة أبا عبد الله محمد بن مطر ابن سند القرشي، وبواسط أبي بكر المارستاني ومُحَمَّد بن علي الطبراني، وحدث بالبردان من أعمال بغداد. وروى عنه عبد السلام بن زكريا البرداني.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، أنبأنا أبو المكارم المبارك ابن علي الهمداني قراءة عليه عَن أَبِي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البرداني، حدثنا القاضي أبو الحسين عبد السلام بن زكريا بن القاسم البرداني قراءة عليه في جامع البردان، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ محمد بن عبد الله [2] الصيقلي بالبردان قَالَ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد العوفي، حدثنا عبد الصمد بن مُحَمَّد قال: قيل لأبي سعيد البلخي: لم [كان] [3] كلام السلف أنفع من كلام الخلف؟ قال: لأنه كان مرادهم من كلامهم ثلاثة أشياء: عز الأَشياء، ونجاة النفوس، ورضي الرحمن، ومرادنا من كلامنا ثلاثة أشياء: عز النفوس، وطلب الحطام، وثناء الناس.
أنبأنا أحمد بن شهردار بن شهرويه بن شهردار الهمداني، أنبأنا أبي، أخبرني هبة الله بن أَحْمَد الأبرشهدي في كتابه، أنبأنا مُحَمَّد بن عبد الله الأبهري قال: سمعت عطية الأندلسي وسألته عن الصيقلي، فقال: كان حافظًا ولكنه كان يركب الإسناد بعضه عَلَى بعض. سمعت أبا زيد الخليلي القزويني قال: مات الصيقلي يوم عرفة سنة ثلاث وأربعمائة، وولد سنة خمس وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 10/73.
[2] في (ج) : «عبد السلام» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .(18/209)
773- علي بن الحسن بن مُحَمَّد، أبو الحسن الأهوازي المقرئ:
صنف في القراءات مفردات، سمعها منه وكتبها عنه أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيطا المقرئ ورأيتها بخطه.
774- علي بن الحسن بن مُحَمَّد بن عثمان بن مليح، أبو المعالي البزاز:
سمع الكثير من الشريفين أبي الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبي جعفر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن المسلمة وأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الصريفيني وأبي الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النقور وأبي عبد الله الحسين بن منصور المخرمي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو بكر بن كامل.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف، حدثنا أخي أبو بكر المبارك بن كامل من لفظه، أنبأنا علي بن مليح البزاز وأخبرنا أبو المعالي مُحَمَّد بن صافي النقاش بقراءتي عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي قراءة عليه قالا: حدثنا مُحَمَّد بن علي بن المهتدي، أنشدنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المكتفي، أنشدنا الصولي للمعتضد:
يا لاحظي بالفتور والدعج ... وجد فهل لي لديك من فرج
أشكو ليك الذي إمتين ال ... وقاتلي بالدلال والغنج
حللت بالطرف والجمال من ... الناس محل العيون والمهج
قرأت بخط أبي الفضل بن شافع قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر: علي بن مليح البزاز سمعت منه أحاديث وبعد انصرافي إلى خراسان كانت كتبه تصل إلي وأنفذ إليه جوابها.
كتب إلي أبو مُحَمَّد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: ولد أبي في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة، سمعت يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب يقول: سمعت أبا مُحَمَّد القاسم بن علي بن هبة الله الشافعي يقول: توفي والدي ليلة الاثنين ثاني عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقابر باب الصغير.(18/210)
775- عَلِيّ بْن الْحَسَن بن يعقوب، أبو الحسن النهرواني المتعبد:
ذكر الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أنه سكن دمشق، وحدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي، روى عنه علي بن مُحَمَّد الحنائي.
776- علي بن الحسن، أبو الحسن [1] الكاتب، المعروف بابن الماشطة [2] :
كان من مشايخ الكتاب وأعيانهم، وله صناعة في الخراج وتقدم في الحساب، وصنف في ذاك كتبًا، وكان يتصرف في أعمال السلطان، ذكره أبو عبد الله المرزباني وقال: رأيته شيخًا كبيرًا بعد العشر وثلاثمائة وجاوز التسعين وله شعر، وقد حكى عن الفضل بن مروان وزير المستنصر بن المتوكل، روى عنه علي بن هشام الكاتب.
777- علي بن الحسن الطيالسي علان:
ذكره القاضي أبو الوليد يوسف بن مُحَمَّد بن الفرضي في كتاب «الألقاب» من جمعه، وذكر أنه بغدادي، يروي عن عباس بن حمد الدوري وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، روى عَنْهُ مُحَمَّد بن عبد الملك بْن [أيمن] [3] والقاسم بن أصبغ.
ثم قال: أنبأنا أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرحيم، حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا علي بن الحسن الطيالسي علان ببغداد، حدثنا صالح بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن إدريس الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت ابن عجلان يقول: إذا أعقل الناس العالم «لا أدري» أصيب مقاله.
778- علي بن الحسن بن الزجاج، أبو الحسن الزاهد:
من ساكني باب الطاق، ذكر طلحة الشاهد أنه مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة في جمادى الآخرة لعشر بقين منها.
779- علي بن الحسن الثقفي:
حدث بأصبهان عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن بدينا الموصلي، روى عنه أبو
__________
[1] في المراجع السابق: «أبو الحسين» .
[2] انظر هدية العارفين 1/680.
[3] في الأصل بياض مكان «أيمن» .(18/211)
عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد الطلحي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ طاهر النهرواني، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ البغدادي، أنبأنا الفضل بن عبد الواحد بن محمد بن النجاد، حدثنا أبو عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن عيسى التيمي الطلحي إملاء، حدثنا علي بن الحسن الثقفي البغدادي بأصبهان، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيُّ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الأزهر، حدثنا فضيل بن عياض عن أشعث عَنْ سَوَّارٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَالَ لِي: «صَلِّ بِأَصْحَابِكَ صَلاةَ أَشْفَقِهِمْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ» [1] .
780- علي بن الحسن الصيرفي، أبو الحسن الزاهد:
سكن بيت المقدس، وصحب أبا الخير الأقطع وطوف الشام.
كتب إلي أبو مُحَمَّد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي أن أبا مُحَمَّد هبة الله بن أَحْمَد [2] بن طاوس أخبره، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر الإسفراييني قال: أملى علي أبو المعالي المشرف بن المرجا المقدسي بصور حدثنا أبو بكر مُحَمَّد بن الحسن الشيرازي قال: أول من جالست أبو الحسن علي بن الحسن الصيرفي البغدادي، وكان رجلًا زاهدًا متعبدًا، وكان يتكلم عَلَى الناس بعد صلاة العصر في مسجد بيت المقدس في محراب معاوية، فقال له بعض الشيوخ: يستند الشيخ؟ فقال: ما حولت وجهي عن القبلة إلا وقفت عيني على ما أكره؛ وما رؤى قط إلا متوجها إلى القبلة، قال: وقال لي والدي أبو علي الحسن وكنت أراه كثير الخلطة به فسألته عن ملازمته إياه، فقال:
يا بني! هذا صاحب ديوان، بالله يتغدى، وكان يسمى جهبذ الجهابذة، رمي بالدنيا ولبس جبة صوف وسلك الحجاز عَلَى الوحدة عزا إلى طرابلس ورجع إلى المقدس فرزقه الله لسانا في علم التوحيد يدق عَلَى مسامع من الناس، ولقد سمعته يقول: نزلت عَلَى أبي الخير النينائي فأقمت في ضيافته ثلاثة أيام ثم ودعته وأردت الانصراف من عنده، فودعني ودفع إليّ قراطا فيه وزن درهم، فلم أزل أنفق منه حتى جئت إلى طرابلس فوزنته فإذا فيه درهم وندمت عَلَى وزني إياه. وتوفي هذا الشيخ وهو في
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير 9/47. وكنز العمال 20451، 22861.
[2] في (ج) : «بن محمد» .(18/212)
صلاة الوتر قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
فلما قال وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
فاضت نفسه.
781- علي بن الحسن، أبو الحسن، البغدادي:
حدث بدمشق إملاء في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة عن أبي جعفر عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني، المعروف بكيولا، روى عنه أبو الحسن علي بن الخير بن مُحَمَّد الحلبي إمام مسجد الخشابين بدمشق وبها سمع منه.
782- علي بن الحسن، أبو البركات العلوي الأقطسي، من أهل المدائن:
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي [قال] [1] كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد الشيرازي، أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن المفضل بن العباس المؤيدي الحنفي الطالقاني قاضي المدائن الزاهد مع الحاج من بغداد بالدامغان حفظا أنشدني أبو البركات علي بن الحسن العلوي الأقطسي المدائني بالمدائن، أنشدنا الوزير أبو الوفا الشيرازي وزير ليحيى بن معز الدولة قال بلغني أبا عمرو بن العلاء أنشدني الوزير ليزيد بن الطثرية:
ومن هانني في كل حال وهيئة ... على كبدي كانت شفاء أنامله
فديت الذي لو مر برد بنانه ... فلا هو يعطيني ولا أنا سائله
783- علي بن الحسن السامري:
روى عنه أَبُو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الله بن باكويه الشيرازي في «حكايات الصوفية» من جمعه.
أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري قدم علينا، أنبأنا علي بن عبد الله الحدي، حدثنا أبو عبد الله بن باكويه، أخبرني علي بن الحسن السامري بها سمعت جعفر بن القاسم سمعت الجنيد بن مُحَمَّد سمعت السقطي وهو ابن المفلس يقول: بدوت يومًا من الأيام وأنا حدث فطاب وقتي وجن علي الليل وأنا بفناء جبل لا أنيس به، فناداني مناد من جوف الليل: لا
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .(18/213)
تدور القلوب في الغيوب حتى تذوب النفوس من مخافة فوت المحبوب! قال فتعجبت وقلت: جني يناديني أم إنسي؟ قال: بل جني مؤمن بالله جل وعلا ومعي أحدافي، قلت: فهل عندهم ما عندك؟ قال: نعم وزيادة، قال: فناداني الثاني منهم: لا يذهب من البدن الفترة إلا بدوام الغربة! قال فقلت في نفسي: ما أبلغ كلامهم؛ فناداني الثالث منهم: من أنس به في الظلام لا يبقى له الاهتمام! قال: فصعقت فما أفقت إلا برائحة الطيب وإذا برجسة على صدري فشممته فأفقت فقلت: وصية يرحمكم الله! فقالوا جميعًا: أبى الله أن يحيي إلا به قلوب المتقين، فمن طمع في غير ذلك فقد طمع في غير مطمع، ومن اتبع طبيبًا مريضًا دام عليه! وودعوني ومضوا، وقد أتى عَلي حين فلا أزال أرى بركة كلامهم موجودة في خاطري.
784- علي بن الحسن، أبو الحسن الكاتب العاقولي:
روى عن أبيه وغيره، روى عنه أبو الحسن بن مقسم.
كتب إلى أحمد بن محمد الشاهد الأصبهاني أنبأنا أبو علي الحسن بن أَحْمَد الحداد قراءة عليه وأنبأنا أبو طالب الجوهري بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا حمد بن أحمد الحداد قالا: أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ [1] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ، حدثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب، حدثنا عيسى صاحب الديوان، حدثني بعض أصحاب جعفر قال: سئل جعفر بن مُحَمَّد، لم حرم الله الربا؟
قال: لئلا يتمانع الناس المعروف.
785- علي بن الحسن بن العلاف الواسطي، أبو الحسن الشاهد [2] :
شهد عند القاضي أبي عَبْد الله الْحُسَيْن بْن هارون الضبي في يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فقبل شهادته له، وتوفي يوم الأحد لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة ببغداد عن ثلاث وستين سنة، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
786- علي بن الحسن، أبو الحسن، المعروف بالدنف:
كان شيخًا ظريفًا من أهل الأدب، مات في الثاني من صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة.
__________
[1] في الأصول: «أبو الحسين» .
[2] انظر: حلية الأولياء 3/194.(18/214)
787- علي بن الحسن، أبو طاهر، المعروف بابن الحمامي:
كان أديبًا فاضلًا شاعرًا مليح الشعر، وكان يخدم ملوك بني نوبة ويترسل منهم إلى الأطراف، روى عنه القاضي أبو تمام الواسطي وأبو الحسن بن الصابئ وأبو الحسن بن نصر شيئًا من شعره.
أنبأنا أبو بكر الجيلي عن مُحَمَّد بن ناصر، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي بقراءتي عليه، أنشدنا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الواسطي، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي لنفسه:
اصطلح الناس عَلَى البخل ... ونافقوا في القول والفعل
لو سئلوا الرد لظنوا به ... إذ سرعة الرد من البذل
قرأت عَلَى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحسن عن مُحَمَّد بن عبد الباقي أن محمد بن أبي نصر أخبره أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّد بن هلال بن المحسن بن الصابئ، حدثني والدي، حدثني أبو طاهر علي بن الحسن الحمامي لما هرب أبو القاسم المغربي من مصر كتب إلي الحاكم بالله:
وأنت- وحسبي أنت- تعلم أن لي ... لسانا أمام المجد بيني ويهدم
وليس حليما من يباس يمينه ... فيرضى ولكن من يعض فيحلم
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: كتب إلي أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا أبو الحسن، أنشدنا أبو الحسن مُحَمَّد بن على بن نصر الكاتب، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن المعروف بابن الحمامي صديقنا لنفسه [قوله] [1] :
يا غادرا ضمن المودة والوفا ... وأحل من بعد الضمان محلتي
أصببتني حتى عرفت صبابتي ... وسررتني حتى بلوت سريرتي
ثم انطويت عَلَى الجفاء ولو أرى ... ما قد رأى لطويت عنك طويتي
ومن العجائب والعجائب جمة ... أني رأيت منيتي من منيتي
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، (ب) .(18/215)
حدثني أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي صديقنا قال لما ورد شهاب الدولة أبو كامل منصور بن الحسين إلى بغداد سألته [1] حاجة جعلت أبا الفتح ابن النجار كاتبه سبيلها وكان لي صديقًا فأبطأت عني قليلة فكتبت إليه أبياتًا سألته عرضها عليه، أولها:
يا دهر لو عدت إلى صلحي ... ما كنت إلا قاسر القدح
في كل يوم منك لي وقعة ... مولمة ترحب من جرحي
فقال لي بعد خطوب خيرت [2] ... مفتاح ما تبقى أبو الفتح
فاقدح به زندك في كل ما ... تروح منه لو رمى القدح
إنك إن تاجرته مادحا ... يضيق عنه سعة المدح
وما الذي ينظم في مدح من ... فزت بآمالك في الربح
أما ترى الدهر وأحداثه ... دائبة تعمل في ذبحي
قل لشهاب الدولة المرتجي ... واعدل إلى الجد عن المزح
عندك هذا طارح نفسه ... عليك فاعرف حرمة الطرح
واهززه في سائر ما يقتضي ... يهز منه عامل الرمح
ما زلت أدعو الله في قربه ... فحين وافاني بلا كرح
حل ببغداد ولكنه ... أبعد عني من فم الصلح
وهي أكثر من هذا، ولكني اقتصرت منها عَلَى العرض، قال: فلما قرئت عليه قال:
يا أبا الفتح هذه أبيات وقد حرك السلسلة بقوله: أبعد عني من فم الصلح، أقض حاجته وعجلها! ففعل أبو الفتح ذلك.
قرأت في كتاب «التاريخ» لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: سنة تسع وعشرين وأربعمائة في يوم الأحد السادس عشر منه- يعني صفر- توفي أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي استادار، ومولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
788- علي بن الحسن، أبو بكر الكاتب، المعروف بالقهستاني [3] :
أصله من الرخج، كان كاتبًا سديدًا فاضلًا أديبا شاعرًا مجيدًا بليغًا، وكان يكتب
__________
[1] في (ج) : «سأله» .
[2] في (ب) ، (ج) : «حرب» .
[3] انظر: معجم الأدباء 13/21- 31.(18/216)
لمحمد بن محمود بن سبكتكين في أيام أبيه لما قلده الخوزستان وكان يميل إلى الفلسفة ويطعن عليه في دينه بسببها وكان مزاحا لطيفا ظريفا، قدم بغداد ومدح بها الإمامين القادر بالله وابنه القائم بأمر الله والوزيرين أبا طالب بن أيوب وأبا القاسم بن المسلمة، ثم خرج من بغداد قاصدًا خراسان وتولى الإشراف على أعمالها في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في ديوان شعر أبي بكر القهستاني قصيدة مدح بها الإمام القائم بأمر الله في محرم سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وهي:
عَلَى اجتماعنا بعد طول افتراق ... يشفي غليلا من جوى واحتراق
عَلَى وما يدري امرؤ ماله ... في الغيب من خط إليه يساق
إن مع العسر يسرا وكم قد ... فرج الله إذا الخطب ضاق
رب اتفاق حسن للفتى ... بذاك والدولة حسن اتفاق
إن كان لم يبق السرور الذي با ... ن فما الحزن الذي بان باق
لولا التداني لم يحس النوى ... ولا استلذ الوصل لولا الفراق
وإن شهي الوصل ما ناله ... طالبه بعد حث اشتياق
والبارد العذب حياة لمن ... قاسى الصدى البرح وشرب الرعاق
متى تباغي النفس منها دمي ... طاب حين تقبيلها والعناق
يا ما لأجفان نضت بيضها ... عنها الليالي ما لهن انطباق
ترقب وصل البيض إلي وهل ... يحسن إلا القطع بيض رقاق
من راق أم من الدم غير راق ... وجدًا عَلَى فقد الشباب المراق
قدم يوم البين ما قد كبر ... فوديه من صبغ القلوب الحداق
في الله ما يسلي وفي عبده ... سيد هذا الخلق بالإنفاق
خليفة الله أبو جعفر وظل ... هـ القائم ما قام ساق
قام بأمر الله وهو الذي ... قامت به الأرض وسبع طباق
خبر عين الشمس فيه سنا ... خبر عشقًا دمعها في الملاق
ويحل السحب ندى كفه ... فدمعها من حزن غير راق
رب علي فاق المنى بعد ما ... أزار منها الجهد مسح المآق(18/217)
فرع دري من قبل خلق الورى ... وبعد أن يفنوا قدوة بواق
لا كرم إلا له أو به كال ... بحر منه وإليه الشواق
نور سواد القلب في حجبه ... ورب ذي حجب كماء الصفاق
اخلط بالعالم علما له مل ... كا كما الخضر حواه النطاق
تلو رَسُول اللَّهِ من إله إن ... عَلَى الأعراف يحدي العتاق
قبل ذكاء السن حاز المدى ... كليلة الفطر هلال المحاق
قد جمعت أشتات فخر له ... ما ظن بين اثنين منها ائتلاق
عم وما يشكر إنعامه ... لأنه تكليف ما لا يطاق
ومدح الإمام القائم قصيدة أخرى وأنشدها يوم الخميس ثالث المحرم سنة خمس وعشرين وأربعمائة في القصر الفاخر الصغير في الموكب الأشرف أولها:
تذكر نجدًا والحديث شجون ... نجن اشتياقا والجنون فنون
وأصبح في شغل من الوجد شاغل ... جنون لعمري ذا العرام جنون
وما خطرات الشوق إلا وساوس ... تحركن قلبًا هن فيه سكون
هوى النفس فيها جوهر تستثيره ... كأثر اليماني أخلصته قنون
فيأتي عَلَى الأجسام أنفسها كما ... تأكل من حد السيوف جفون
وقد كان قبل البين جلدا فقد وهت ... قواه وباتت في القناة وهون
ويفيض مشيبا بالشباب وإنما ال ... مشيب فتور والشباب فتون
وكان ولا الصخر الأصم صلابة ... وكالصخر للنيران فيه كمون
ليالي جنان بالصبي يستفزه ... ونزها صباه شره ومجون
يروق المهاء والأسد روق شبابه ... وروضات جنات له وعيون
يفارق شمس الشرق في بيت عقره ... وللشهب من بعد إليه شقون
ويسعى له ذو التاج من فوق عرشه ... يراح وأقدام الملوك صفون
تزف حواليه قلوب إذا بدا ... وتتبعه حتى تغيب عيون
يرى أن طرف العين حتى يوده ... نوى قذف دون الحبيب سطون
يظن به ما لا يظن لمثله ... لضن به إن الضنين ظنون
جموح إلى اللذات يستلب المدى ... وأما عَلَى من لامه فحزون(18/218)
ألا إن ذاك العيش لا عيش مثله ... وكل حياة دون ذاك منون
وما الناس كل الناس إلا هم هم ... فعادت سهول عندهم وحزون
أأنساهم أني إذا لمضيع ... أأسلاهم إني إذا لخوون
ومن عجب إن لم أمت من بعدهم ... ولكن آجال الرجال حضون
فإن أك في قيد الحياة فإنها ... نفوس لها هذي الحسوم سحون
يعز علي البعد منهم وإنه ... بقرب أمير المؤمنين يهون
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي أَحْمَد الوراق أن عمه مُحَمَّد بن عبد الواحد الدقاق أخبره أنشدني أبو عبد الله مُحَمَّد بن الحسين الفارسي الواعظ، أنشدني أبو علي الجولقي، أنشدنا أبو بكر القهستاني لنفسه:
لا يفطمنا فشديد بنا ... فطامنا عن عرفك الجاري
ما أول المنع كتابته إذ ... ليس العمى المولود كالطاري
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأصبهاني، أنشدني أبو طاهر إسماعيل بن عمر بن أَحْمَد القاضي بجرباذا قال أنشدنا أبو القاسم عابد بن مُحَمَّد بن عبد الرحيم الثاني، أنشدنا أبو بكر علي بن الحسن الكاتب القهستاني لنفسه:
تعلم العلم فما إن عَلَى ... صاحبه ضنك ولا أزل
وإنما العلم لأربابه ... ولاية ليس لها عزل
قرأت في كتاب أَحْمَد بن الحسين بن المطهر الذبحاني بخطه وأنبأنيه عنه أبو القاسم الأزجي، أنشدنا أبو المعالي رجب بن قحطان الأنصاري، أنشدني أبو الجوائز بن عبد الله الهاشمي الخطيب، أنشدني أبو بكر القهستاني لنفسه:
إذا ضامني من لست أملك ضيمه ... رقيت بألفاظ المداراة أيمه
وراقبت ريح العزل في كل ساعة ... تهب بواديه فتقشع غيمه
789- علي بن الحسن، أبو الحسن الكاتب:
روى عن الملك العزيز أبي منصور خسرو فيروز بن الملك جلال الدولة أبي طاهر(18/219)
ابن بهاء الدولة بن عضد الدولة شيئًا من شعره، روى عنه القاضي عزيزي بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيذلة في مشيخته.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله حمزة بن المظفر الحاجب، أنبأنا القاضي عزيزي بن عبد الله الجيلي قراءة عليه، أنشدنا الرئيس أبو الحسن علي بن الحسن الكاتب بقرية لشبلي من نهر الملك، أنشدني الملك العزيز نصير أمير المؤمنين بن الملك جلال الدولة سلطان أمير المؤمنين لنفسه:
أعليل أنفاس النسيم ترفق ... برسوم مسح والربى من خلق
وإذا وثبت وسرت في عرصاتها ... فاستثن جدتها التي لم تخلق
على الزمان بعيد منيح كالذي ... عاينت أو يبقى بقية ما بقى
أرض إذا رق النسيم نحوها ... سقيتها من دمعي المترقرق
سقيا لها ولمستعين صحبتهم ... رمنا بمنيح في الزمان الموبق
باكرتهم والصبح يرفل في الدجى ... وخنوف أقمصة الدجى لم تشقق
والطير بين مصفق مستبشر ... فرحا وبين مهوم لم ينطق
790- علي بن الحسن، أبو منصور القرميسيني:
علق الخلاف والمذهب عن القاضي أبي يعلى بن الفراء، وسمع منه الحديث، وزوج ابنته من أبي علي بن البناء، فأولدها أبا نصر مُحَمَّدا ابنه، وتوفي في رجب سنة ستين وأربعمائة، ودفن بمقبرة أَحْمَد وعمره ستة وثمانون سنة- ذكره أبو الحسين بن الفراء في الطبقات.
791- علي بن الحسن، أبو الحسن المزي:
من أهل دمشق، قرأ القرآن عَلَى أبي الوحش سبيع بن قيراط صاحب أبي علي الأهوازي وعلى غيره، وتفقه عَلَى أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، وقدم بغداد حاجًا، وأقام أشهرًا بالمدرسة النظامية، وروى شيئا يسيرا، روى عنه ابن أخيه يوسف بن مُحَمَّد بن مقلد الدمشقي إنشادًا سمعه منه ببغداد.
792- علي بن الحسن الشانحاني:
من أهل شيراز، كان أحد الشهود المعدلين بها، قدم بغداد طالبا للحج في شهر(18/220)
رمضان سنة تسع وخمسمائة، وروى بها عن الشريف أبي المختار أحمد بن مُحَمَّد بن علي النوبندجاني العلوي شيئًا من شعره، سمع منه أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد.
سمعت أبو المختار أحمد بن مُحَمَّد بن علي النوبندجاني العلوي شيئًا من شعره في العذار:
أخضر بالرعب المنمنم خده ... فالخد ورد بالبنفسج معلم
يا عاشقين تمتعوا بعذاره ... من قبل أن يأتي السواد الأعظم
وبالإسناد: سمعت أبا المختار العلوي ينشد في عزاء عند قاضي القضاة الجواد عماد الدين طاهر بشيراز وقد توفي ليلا:
عَلَى قاضي القضاة نسيج وحده ... سلام لا يزال حليف لحده
سرى ليلا إلى الرحمن شوقًا ... فسبحان الذي أسرى بعبده
قال: وذكر لنا السانجاني أن للشريف أبي المختار قصيدة يقرأ كل بيت منها مقلوبا وسمعتها منه، منها:
إن سنا انسنا أن سنا انسنا ... انس نار أدمعت تعم دار انسنا
793- علي بن الحسين بن أَحْمَد، أبو الحسن الشوبي:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ العدل، روى عنه أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عبد العزيز العكبري.
794- علي بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو الحسن الناسخ، المعروف بالأعلم:
سمع أبا طالب مُحَمَّد بْن علي بْن الفتح العشاري والقاضي أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وغيرهما، وكتب كثيرا لنفسه وتوريقًا للناس، ولم يبلغني أنه روى شيئًا، قرأت بخط أبي علي بن البناء قال: مات الأعلم الناسخ الحنبلي في الصفر من [1] سنة إحدى وستين وأربعمائة [رحمه الله] .
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «في النصف من شعبان» .(18/221)
795- علي بن الحسين بن أَحْمَد بن إبراهيم بن جدا، أبو الحسن العكبري:
[كان جيد الخط] [1] مفيدًا بخط أبي علي بن البرداني، وكذا رأيته بخط أبي الفضل بن شافع وقال: كذا سمعته من أشياخنا ورأيته مضبوطًا بخط أسلافنا، قرأ أبو الحسن الفقه عَلَى القاضي أبي يعلى بن الفراء، وسمع الحديث من أبي بكر أحمد بن مُحَمَّد بن غالب البرقاني وأبي الحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلد البزاز وآباء القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي وعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران وهبة الله بْن الْحَسَن بْن منصور الطبري وأبوي علي الحسن بن شهاب العكبري والحسن بن علي المذهب وغيرهم، روى عنه أبو بكر مُحَمَّد بن عبد الباقي البزاز وأبو منصور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزاز، وكان من شيوخ الحنابلة المشهورين بالديانة والعفة والنزاهة وكثرة العبادة، وكان فصيحا ذا لسن [2] في المجالس والمحافل بكلام مشهور ولفظ مذكور، وله تصنيف في الأصول.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَد بْن جدا العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَخْتَرِيُّ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ الْوَزَّانُ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيُّ أَخُو الإمام ثقة، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ بِأَخِيهِ بَلاءً فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلا يُسْمِعْهُ ذَلِكَ» [3] .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بْن ميمون الدباس، أنبأنا أَبُو الفضل أَحْمَد بن الحسن بن خيرون قال: توفي أبو الحسن علي بن الحسين بن جدا العكبري يوم الأحد السابع عشر من رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ودفن بباب حرب، وكان صالحا مستورا شديدا في السنة.
796- علي بن الحسين بن بكران، أبو الحسن الشاهد، المعروف بابن الطبيب:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ب) : «ذا ليس» .
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 3510.(18/222)
كان من شهود القاضي أبي عبد الله الضبي، توفي في الخامس من ذي القعدة سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، هكذا [ذكره] [1] هلال بن الصابئ ونقلته من خطه.
797- علي بن الحسين، أبو الحسن القطان:
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَنْبَلِيِّ بِأَصْبَهَانَ عَنِ الْخَضِرِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْقَاسِمِ إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، أنبأنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ بَكْرٍ الْوَرَّاقُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جعفر البغدادي القطان، حدثنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحِيرِيُّ بِمِصْرَ، حدثنا أبو لقمان، حدثنا أبو هاشم بن القاسم، حدثنا الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا غَضَبَ عُمَرَ فَإِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ إِذَا غَضِبَ» [2] .
798- علي بن الحسين بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، أَبُو الحسن القطان:
أظنه غير الأول، حدث عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْعَطَّارِ الدوري، روى عنه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي.
أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف الكاتب، أنبأنا عبد الملك بن علي الهمذاني، أنبأنا أبو العلاء مُحَمَّد بن نصر الْحَافِظ وأبو مُحَمَّد عبد الغفار بن مُحَمَّد بن عثمان القومساني قالا:
أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد بْن علي الأبهري الفقيه في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وأربعمائة، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي بقراءتي [عليه] [3] بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جعفر بن محمد ابن سعيد القطان البغدادي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو بكر بن صدقة قال: سمعت مُحَمَّد بن إبراهيم أبا بسطام السمين [يقول] سمعت أبي يقول: سمعت معروفا الكرخي يقول: من قال ثلاث مرات وكان في غم فرج الله غمه «اللهم احفظ أمه مُحَمَّد [اللهم] أرحم أمة مُحَمَّد اللهم عاف أمة مُحَمَّد اللهم أصلح أمة مُحَمَّد اللهم فرج عن أمة محمد [صلّى الله عليه وسلّم] » .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: تاريخ بغداد 5/430. وكنز العمال 32786. ولسان الميزان 5/791.
[3] ما بين المعقوفتين في النص ساقط من الأصول.(18/223)
799- علي بن الحسين بن جلباب التنوخي، أبو القاسم الشاعر [1] :
من أهل معرة النعمان، هكذا رأيت اسمه ونسبه مقيدًا بخط أبي مُحَمَّد بن السمرقندي الْحَافِظ، ذكر القاضي أبو القاسم التنوخي أنه مدح عضد الدولة ببغداد وأنشده وهو يسمع في يوم النيروز.
وذكر أبو منصور الثعالبي في كتاب «اليتيمة» عليًا هذا في شعراء بغداد وقال: أحد أفراد شعراء الدهر [في الشعر] [2] ، وذكر أنه مدح الإمام القادر بالله والوزير أبا نصر سابور بن أردشير، وأورد له من قصيدة مدح بها القادر بالله:
وفي الدهر عن دهر بما هو واعد ... فساخطه راض وشاكيه حامد
وأدركت الري الخلافة بعد ما ... تجهمها عن مورد الحق ذائد
رأت قادرًا بالله لم يعد قدره ... مدى العفو عما رام باغ وجاحد
رأينا به العباس معنى وصورة ... فما عد عنا غائبًا وهو شاهد
تقبله فضلا أشاد بذكره ... له قبله جد كريم ووالد
كذاك الأصول الزاكيات ذواهب ... إلى ما رأتها بالزكاء المحاتد
ومن يك لله المهيمن سعيه ... ينل ساعيا في ظلمه وهو قاعد
فلله ما تأتي والله ما ترى ... وما أنت فيه صادر الأمر وارد
فملئت من رب السماء فوائدا ... عدوك [منها] [3] قبل سيفك بائد
فو الله ما ندري أليث ضيارم ... مغيث الأعادي أنت أم أنت عائد
كذا الخلفاء الراشدون الأولى مضوا ... وأنت عليهم بالبقية زائد
فلا عولت إلا عَلَى مجدك العلى ... ولا انتسبت إلا إليك المحامد
800- علي بن الحسين بن حسكويه، أبو الحسن البيع:
حدث باليسير عن الوزير أبي نصر أنو شروان بن خالد بن محمد التسوفي، سمع منه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، وهو والد أبي الفتح عبد الله الذي قدمنا ذكره.
__________
[1] انظر: يتيمة الدهر 2/270.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(18/224)
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي شجاع مُحَمَّد بن علي بن الدهان بخطه قال: وفي يوم الخميس ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وخمسمائة وصل أبو الحسن ابن حسكويه البيع من ناحية كبيرة ومات بالجانب الغربي.
801- علي بن الحسين بن الحسن بن أَحْمَد بن الحسين بن الحسن بن هندو، أبو الفرج الكاتب [1] :
من أهل الري، كان أحد الكتاب في ديوان الإنشاء للملك عضد الدولة، ثم كتب بجرجان بعد العشر والأربعمائة، وكان مشهورا بجودة الشعر وكثرة الأدب والفضل والبلاغة وحسن العبارة، روى عنه شيئًا من شعره أبو نصر عبد الكريم بن مُحَمَّد الشيرازي وأبو سعد المظفر بن الحسن الهمداني وأبو الحسن علي بن عبد الملك الحفصي الأسترآباذي.
قال أبو جعفر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سهل الهروي: كان أبو الفرج بن هندو صاحب أبوّة في بلده ولسلفه نباهة بالنيابة وخدمة السلطان، وكان متفلسفًا، قرأ كتب الأوائل على العامري بنيسابور، ثم عَلَى أبي الخير بن الخمار، وورد بغداد في أيام أبي غالب ابن خلف الوزير ومدحه، واتفق اجتماعي معه وأنسي به، وكان يلبس الدراعة عَلَى رسم الكتاب، وأنشدني لنفسه:
لا يؤيسنك من مجد تباعده ... فإن للمجد تدريجا وترتيبا
إن القناة التي شاهدت رفعتها ... تنمى وتنبت أنبوبًا فأنبوبا
أخبرني بهذين البيتين يوسف بن أَحْمَد بن الحسين الدباس عن أبي علي الحسن الهمداني قال: قرئ عَلَى والدي وأنا أسمع أنشدكم أبو الفرج بن هندو لنفسه- فذكرهما.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب إلي أبو نصر عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون الشيرازي أنشدني الأستاذ أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو لنفسه بجرجان:
__________
[1] انظر: معجم الأدباء 13/136.(18/225)
مات الكرام فماتت مني الهمم ... وعدم مثلي دليل أنهم عدموا
آلمت إنسان عيني بل فجعت به ... أن كنت أبصر إنسانًا له كرم
لهفي على نعم الدى؟ بها نعم ... دون الكرام وغنم جاره غنم
قرأت عَلَى يوسف بن أَحْمَد الدباس عن أبي علي الحسن بن المظفر بن الحسن الهمداني قرئ عَلَى والدي وأنا أسمع أنشدكم الأستاذ أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو لنفسه:
أطال بين البلاد تجوالي ... قصور مالي وطول آمالي
إن رحت في بلده غدوت إلى ... أخرى فما تستقر أجمالي
كأنني فكرة الموسوس ما ... تبقى بذي لحظة عَلَى حال
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر عن أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمَد السمرقندي، أنشدني أبو الحسن علي بن عبد الملك الحفصي الأسترآباذي بها أنشدني أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو لنفسه:
وقالوا يزيل الحسن شعر عذاره ... فقيده شعر العذار وسلسلا
أخدك ما ازداد إلا تذللا ... إليك وما تزداد إلا تدللا
تصدق علينا في التفاريق رحمة ... بوصلك يا من أوتى الحسن مجملا
وفم نفتضح في حسن وجهك أنني ... رأيت افتضاح العاشقين تجملا
تسمى بحق جفن عينك أنه ... هو الجفن يحوي من لحاظك منصلا
يطمع فيها القتل حتى لو أنها ... رنت نحو صخر ولدت فيه مقتلا
وبالإسناد أنشدنا أبو الفرج بن هندو لنفسه:
ما للمعيل وللمعالي إنما ... يسعى إليهن الوحيد الفارد
فالشمس بحباب السماء وحيدة ... وأبو البنات النعش فيها راد؟
وأنشدنا ابن هندو لنفسه:
جرى قلم القضاء بما يكون ... فسيان التحرك والسكون
جنون منك أن تسعى لرزق ... ويرزق في غشاوته الجنين(18/226)
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني سمعت أبا الشرف [1] عماد بن أبي الفرج علي بن الحسين بن هندو يقول: توفي والدي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة باستراباذ وكان مولده بقم ونشأ بالري.
802- علي بن الحسين بن الحسن، أبو القاسم العباسي:
حدث عن أبي مُحَمَّد الحسن بن مُحَمَّد الخلال، سمع منه أبو نصر هبة الله بن علي ابن المحلي بخطه.
أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْمُتَكَبِّرِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَدُودِ الْخَطِيبُ الْمُعَدَّلُ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسين بن الحسن العباسيان قالا: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن الْحَسَن الحافظ، حدثنا أحمد بن محمد بن عروة الكاتب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ المهتدي بالله، حدثنا محمد بن هارون الشعيري، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ، حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَكَنَ بَنُوكَ السَّوَادَ وَلَبِسُوا السَّوَادَ وَكَانَ شِيعَتَهُمْ أَهْلُ خُرَاسَانَ لَمْ يَزَلْ هَذَا الأَمْرُ فِيهِمْ حَتَّى يَدْفَعُوهُ إِلَى عِيسَى بن مَرْيَمَ» .
أَخْبَرَنَاهُ ذَاكِرٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ الطّيُورِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظِ فَذَكَرَهُ.
803- علي بن الحسين بن الحسن بن الدبيسر الإسكاف، أبو الحسن المقرئ الحنفي:
من ساكني المأمونية،
سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي.
وأبا الحسن علي بن الحسين بن الحسن الإسكاف قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله البانياسي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا الحسن بن الحسن المروزي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُقِيمَ هَذَا الشَّهْرَ هَاهُنَا عِنْدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: أتركت لأهلك ما
__________
[1] في (ج) : «أبا الفرج» .(18/227)
يَقُوتُهُمْ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَارْجِعْ فَاتْرُكْ لَهُمْ مَا يَقُوتُهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أن يضيع من يقوت» [1] .
آخر المجلد العاشر من هذه النسخة، وهو آخر المجلد العشرين من الأصل، ويتلوه في الذي يليه إن شاء الله تعالى «علي بن الحسين بن أبي الحمراء» .
والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ولله الحمد والمنة وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير طالع هذه النسخة ونسخ عليها جميعها من أول لفظه إلى آخر لفظه بعون مولاه المانح. «محمد صادق بن السيد أمين المالح» الكاتب. في المكتبة العمومية بدمشق رحمه الله والمسلمين. 17 شعبان سنة 1330 وقبلا سنة 1328 [2] آخر الجزء الثامن عشر
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/194. وسنن أبي داود 1692. ومسند أحمد 2/160، 194، 195.
[2] في (ب) : «بقلم الفقير إلى ربه المانح محمد صادق فهمي ابن السيد أمين المالح المستقيم بالمكتبة العمومية الزاهرة لأجل النسخ خاصة غفر الله له ولوالديه ولمن دعا بخير إليهما وإليه ولجميع عباد الله وكان الفراغ يوم الأربعاء سابع عشر شعبان سنة ألف وثلاثمائة وثلاثون هجرية» .(18/228)
الجزء التاسع عشر
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
[تتمة ذيل تاريخ بغداد لابن النجار]
[المدخل]
[قَالَ] [1] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا ذهب نبي خلفه نبي، وإنه [ليس] [2] بكائن بَعْدِي نَبِيٌّ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا يَكُونُ؟
قَالَ: «يَكُونُ خُلَفَاءٌ وَيَكْثُرُونَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا نَصْنَعُ؟ قَالَ: «أَوْفُوا بَيْعَةَ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ [عن] [3] الذي عليهم» [4] .
804- عليّ بْن مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه بن حيويه الدامغاني، أبو الحسن [5]
قاضي القضاة ابن قاضي القضاة أبي عبد الله، تفقه على والده، وشهد عنده في الثامن من شهر رمضان سنة ست وستين وأربعمائة. فقبل شهادته وقلده القضاء بباب الطاق وعمره ست عشرة [6] سنة، ولم يسمع أن قاضيا تولى القضاء أصغر منه سنا، ثم ولاه والده القضاء بربع باب الأزج في محرم سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ولم يزل على القضاء إلى [أن] [7] توفي [8] والده وولي الشامي قضاء القضاة وعزل نفسه عن القضاء، فبعث إليه الشامي يقول له: أنت على عدالتك وقضائك، فنفذ إليه يقول: أما الشهادة فإنها استشهدت، وأما القضاء فقضى عليه، وانقطع عن الولاية، ولازم الاشتغال بالعلم إلى أن قلده الإمام المستظهر بالله قضاء القضاة بعد موت الشامي في يوم الأحد ثاني عشري شعبان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وبقي على قضاء القضاة
__________
[1] الأصل المخطوط ناقص من أوله، وهي النسخة الوحيدة بمكتبة باريس. وما بين المعقوفتين ليست في الأصل، وزيدت من المصادر.
[2] بياض في الأصل مكان «ليس» وزدناها من المصادر.
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/491. وصحيح مسلم 2/126، ومسند أحمد 2/297. وسنن ابن ماجة 212.
[5] انظر ترجمته في: النجوم الزاهرة 5/219. والجواهر المضية 1/373. والعبر 4/30.
[6] في الأصل: «سنة عشر»
[7] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
[8] في الأصل: «في» تصحيف.(19/3)
إلى آخر أيام [1] المستظهر بالله، فلما ولى ولده الإمام المسترشد بالله الخلافة أقره على ولايته إلى حين وفاته، ولا نعلم أن قاضيا ولي لأربعة خلفاء غيره وغير شريح القاضي، وناب في ديوان المجلس عن الوزارة في الأيام المستظهرية والمسترشدية مرات، وجرت أموره في قضاياه وأحكامه على السداد والاستقامة.
وكان فقيها فاضلا، كثير المحفوظ، متدينا عفيفا نزها، ذا مروءة وصدقات وبر ومعروف، وكانت له معرفة حسنة بالشروط وكتبة السجلات، وهو الذي تولى البيعة للإمام المسترشد بالله على الناس.
سمع الحديث من والده ومن القاضي أبي يعلى بن الفراء [2] ، وأبي محمد الصريفيني وأبي الحسين بن النقور، وأحمد بن محمد بن السمناني، وأبي بكر الخطيب وغيرهم، وحدث باليسير، روى عَنْهُ: أَبُو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.
أخبرني عبد الوهاب بن ظافر بن رواج بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنبأنا قاضي القضاة أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن الدامغاني الحنفي ببغداد في داره.
وأخبرنا أبو علي ضياء بن علي [بن] [3] أحمد بن أبي علي، والحسين بن سعيد أبو عبد الله الأمين، وعبد الله بن دهبل بن علي قالوا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد الشاهد.
وأخبرنا أبو الفتوح يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الزوزني قالوا جميعا:
أنبأنا القاضي الأجل أَبُو يعلى مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفراء الفقيه إملاء، أنبأنا موسى ابن عبد الله السراج، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سليمان الباغندي، حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حماد النّرسيّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني [4] ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صوم يوم عاشوراء
__________
[1] في الأصل: «إلى آخر الأيام»
[2] في الأصل: «ابن الفراه»
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل «الرماني» تصحيف.(19/4)
يكفر العام الذي قبله، وصوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله والذي بعده» [1] .
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: حدثني أبو البركات ابن الجلاء الأمين قال: حضر أبو الحسن الدامغاني وجماعة أهل الموكب باب الحجرة فخرج الخادم فقال: انصرفوا إلا قاضي القضاة! فلما انصرفوا فقال له: إن أمير المؤمنين بحيث [2] يسمع كلامك وهو يقول: أنحن نحكمك أم أنت تحكمنا؟ قال: فكيف يقال لي هذا وأنا بحكم أمير المؤمنين، فقال: أليس يتقدم إليك بقبول قول شخص فلا تفعل؟ قال: فبكى وقال: قل لأمير المؤمنين: يا أمير المؤمنين! إذا كان يوم القيامة جيء بديوان ديوان فسئلت عنه فإذا جيء بديوان القضاء كفاك أن تقول: وليته لذاك المدبر بن الدامغاني فتسلم أنت وأقع أنا، فبكى الخليفة وقال: افعل ما تريد.
أنبأَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن هبة الله النحوي، أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار الواسطي قال: حكى لي جماعة أن عاملا من عمال السلطان- يعني محمد بن ملك شاه وجب عليه حق فحبسه- يعني قاضي القضاة علي بن محمد الدامغاني، فنفذ السلطان بهروز لأجل الإفراج عنه- وموضع بهروز من الدولة الموضع المشهور، فقال له: السلطان يقول لك: تفرج عن هذا العامل! فقال له: من السلطان؟ فقال له: محمد العجمي، فقال له: قل له غير أن السلطان محمدا العربي قال لي: لا تفرج عنه، فعاد بهروز وقد ضاق صدره من ذلك، فحكى للسلطان ما قال له، فقال له: قل نقبل من السلطان محمد العربي.
أخبرني عبد الوهاب بن ظافر بالإسكندرية قال: سمعت أبا طاهر السلفي يقول:
سألته- يعني قاضي القضاة أبا الحسن عن مولده، فقال: مستهل رجب سنة تسع وأربعين يعني وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي قال: توفي قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني في بكرة يوم الأحد رابع عشر المحرم سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
ذكر غيره أنه دفن في داره بنهر القلائين بعد أن صلى عليه ولده أبو عبد الله محمد وحضر أرباب الدولة والقضاة والشهود وأهل العلم وخدم الخليفة، وكانت الصّلاة عليه وراء مقابر الشونيزية.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/296، 297، 304.
[2] في الأصل: «بحث»(19/5)
805- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن بن أبي زيد الفصيحي النحوي [1] :
من أهل أسترآباذ، قرأ الأدب على أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الجرجاني بن بنت الإسماعيلي [2] حتى برع فيه، ولقب بالفصيحي لكثرة إعادته كتاب «الفصيح» لثعلب، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، ودرس بها الأدب بالمدرسة النظامية بعد أبي زكريا التبريزي، وسمع شيئًا من الحديث من أَبِي الْحُسَيْن عاصم بن الحسن الشاعر، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري، وروى «الجمل» لعبد القاهر و «المسجر» في النحو له، وغير ذلك من مصنفاته عنه. روى عنه: الشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي، وأبو طاهر السلفي، ومنوجهر بن تركانشاه الكاتب.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الصوفي بالقدس، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لبعض النحويين:
النحو شؤم كله فاعلموا ... يذهب بالخير من البيت
خير من النحو وأصحابه ... ثريدة تعمل بالزيت
قال: وسمعت الفصيحي يقول: وقال له بعض الفقهاء: حفظت «الإصلاح» ونسيته، فقال: النسيان فعل ولكن فعل مدبر كما حكى عن بعضهم. وسئل عن مسألة فقال: لا أدري، ولا أدري نصف العلم، فقال: نعم، هو النصف الآخر.
أنبأنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لابن نباتة:
وأعيش بالبلد الذي لو أنه ... دمع لما رويت به الآماق
ويزيدني عدم الدراهم عفة ... وعلى الدراهم تضرب الأعناق
قرأت على عبد اللطيف بن عبد الوهاب المقرئ، عن الشريف أبي علي الحسن بن جعفر المتوكلي قال: حدثني الشيخ الإمام الفصيحي وقت قراءتي عليه ديوان أبي الطيب المتنبي وهو ابن عبدان السقاء، قال: قدم بعض الأشراف من الكوفة فدخل إلى مجلس فيه المتنبي فنهض الناس كلهم له سوى المتنبي، فجعل كل واحد من الحاضرين
__________
[1] انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 3/24. ومعجم الأدباء 15/66- 75. وبغية الوعاة 351- 352
[2] في إنباه الرواة 2/188: «ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي» .(19/6)
يسأله عن الأحوال بالكوفة وما تجدد هناك، فقال له المتنبي: يا شريف! كيف خلفت الأسعار بالكوفة؟ فقال: كل راوية برطلين خبزا [1]- فأخجله.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ونقلته من خطه قال: أنشدني منوجهر بن محمد ابن تركانشاه، أنشدنا أبو الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي [2] أنشدنا أبو سعد بن هندو لجده:
يتيه زماني أنني بعض أهله ... وآنف أن أعزى إليه لجهله
وتعجبني أن أخرتني [3] صروفه ... فتأخيرها الإنسان برهان فضله
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: أبو الحسن الفصيحي كان علما في علم النحو يشار فيه إليه ويعول في قراءته عليه، وكان من تلامذة عبد القاهر الجرجاني، وقرأت أنا عليه في تواليف عبد القاهر غير كتاب وعلّقت عنه أشياء كثيرة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: مات الفصيحي النحوي في يوم الأربعاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بالوردية.
806- علي بن محمد بن علي القيار، أبو الحسن البزاز [4] :
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، وحدث باليسير، روى عنه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف في معجم شيوخه.
807- علي بن محمد بن علي التميمي العنبري، أبو الحسن، المعروف والده بدواس القنا [5] .
من أهل البصرة، قدم واسطا وسكنها إلى حين وفاته، وكان أديبا، فاضلا، تام المعرفة بالعربية، وشاعرا مجودا، قدم بغداد بعد التسعين وأربعمائة، ومدح بها سيف الدولة صدفة بن منصور بن يزيد الأسدي وغيره، وروى بها شيئا من شعره، وقرأ
__________
[1] في الأصل: «خبر» .
[2] في الأصل: «الصبيحي» تصحيف.
[3] في الأصل: «أن أخبرتني» .
[4] انظر ترجمته في: تكملة إكمال الإكمال ص 346.
[5] انظر: المستفاد ص 198.(19/7)
الأدب على أبي زكريا التبريزي، كتب عنه ببغداد أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين وغيره.
وقرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال: أنشدني الأديب أبو الحسن علي بن محمد التميمي البصري لنفسه من قصيدة:
قد صرف الدهر حالي بالصروف وما ... أبقى وصير بوجودي إلى العدم
فبت يعلقني ليلان ما انصرما ... داج من الهم في داج من الظلم
كتب إلي علي بن المفضل الحافظ: أن علي بن محمد بن دواس القنا البصري، [أنشد] [1] لنفسه من قصيدة يمدح بها الوزير علي بن طراد الزينبي:
لو أنك الناجم من أمية [2] ... ما لج في طغيانها وليدها
أنبأنا أبو البركات عمر بن أحمد بن محمد الحسيني، أنشدنا أبو جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن الواسطي قال: أنشدني علي بن محمد العنبري لنفسه:
ومن يعتمد يوما على الله يكفه ... مخافة ما في اليوم والأمس والغد
فلا ترج غير الله في كل حالة ... معينا فما لا يصلح الله يفسد
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُبَارَكُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُقْرِئُ الْوَاسِطِيُّ: أَنَّ أَبَا الْكَرَمِ خَمِيسَ بْنَ علي الحوزي أخبره، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الهاشمي البصري الشاهد المعروف والده بدواس القنا لنفسه من قصيدة:
ساقوا الجمال وخلفوني إثرهم ... متململا أدعوهم وأنادي
يا راحلين عن العقيق وخاطري ... لمطيهم هاد وقلبي حاد
إن كان قد حكم الهوى أن ترقدوا ... عما أجن وتذهبوا برقادي
فترفقوا على أفوز بنظرة ... تطفي غليلا دائم الإيقاد
أسكنتم جسمي الضنا وسلبتم ... جفني الكرى وذهبتم برقادي [3]
إن تتهموا فتهامة أكرم بها ... لبني الهوى من منزل ومراد
أو تنجدوا فالقلب منذ بلى بكم ... وقف على الاتهام والإنجاد
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
[2] في الأصل: «أمه»
[3] في المستفاد: «بفؤادي»(19/8)
فقلت هذه الأبيات من حفظ خميس الحوزي، وكان لفظه «الهاشمي» في نسب الشاعر مكشوطة مصلحة بغير قلم خميس ومداده فكأنها كانت والله أعلم «التميمي» أو «العنبري» وقد غيرهما الشاعر بيده، فإني رأيت أولاده ينسبون إلى هاشم- فالله أعلم.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي ونقلته من خطه، قال: سمعت الشريف محمد بن عبد السميع بن أبي تمام أبا الفتح العباسي الزاهد يقول: سمعت أبا الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن الغندجاني يقول: كنت جالسا في سوق البزازين بواسط وإذا قد دخل علينا الأمين أبو الحسن علي [1] بن دواس القنا العنبري وهو يومئذ مريض مسلول، فاشترى ثوبا زندنيجيا واستدعى خياطا وفصله دراعه ورأينا [2] ، فقلت له: علام عولت؟ فقال: أنحدر البحرين وأمتدح أبا سنان ملك تلك البلاد، فقلت له: إنك مريض وهذا الوقت حار، فقال: تكتب؟ فقلت: نعم، فقال:
اكتب! وأملى عليّ فكتبت على ظهر الميزان لنفسه:
دم الفضل ما دام الزمان مساعدا ... فما كل ما يأتي بما شئت آتيا
ومن لم يجد بنيانه في شبابه ... يجد كل ما يبنيه في الشيب واهيا
وإن ثمار العود ما دام أخضرا ... يرجى ولا يرجى إذا صار ذاويا
وليس على الإنسان إنجاح سعيه ... ولكن عليه أن يجيد المساعيا
ثم خرج، فما خرجت الثياب من الخياط حتى مات رحمه الله.
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي يقول: قال القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي ومن خطه نقلت: توفي علي بن محمد بن دواس القنا ليلة الجمعة سادس رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ودفن بداوردان.
808- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن [مُحَمَّد بن] [3] موسى بن جعفر، أبو الحسن ابن أبي بكر الخياط المقرئ:
من أهل باب البصرة، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وغيره، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن العساكر في معجميهما.
__________
[1] في الأصل: «أبو علي» .
[2] في الأصل الكلمة غير منقوطة.
[3] ما بين المعقوفتين ليست في الأصل، إنما زدناه من الأسانيد التالية.(19/9)
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعي، أنبأنا عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن موسى بن جعفر أبو الحسن بن أبي بكر الخياط المقرئ بقراءتي عليه ببغداد، وأنبأنا أبو القاسم فرج بن معالى القصباني، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز قالا: حدّثنا أبو القاسم علي ابن أحمد بن محمد بن علي البسرى [1] إملاء أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء، حدّثنا عبد الله [ابن] [2] أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ [حَدَّثَنِي أَبِي] [3] حدّثنا يحيى بن [سعيد] [4] ، عن شعبة، أخبرني أبو جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدُ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرهم بالإيمان بالله، قال: «أتدرون ما الإيمان؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قَالَ: «شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزّكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم» [5] .
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أَبُو الْحَسَن علي بْن أَبِي بَكْر محمد بن علي بن موسى الخياط في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
809- علي بن محمد بن علي بن عمر المحليان، أبو الحسن:
كان يسكن باب المراتب ثم انتقل إلى رحبة جامع القصر، وكان يتصرف في الأعمال الديوانية، سمع القاضي أبا يعلى بن الفراء، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر [6] الأنصاري وأبو القاسم بن عساكر في معجميهما.
قرأت في بيت أبي محمد بن الخشاب لمسموعاته بخطه قال: قرأت يوم السبت تاسع شهر ربيع الأول من سنة إحدى وثلاثين على الرئيس أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عمر بن المحليان في منزله بين الدربين شرقي مدينة السلام مجلسا ثالثا من أمالي أبي يعلى بن الفراء سماعه من ابن الفراء، سألته عن مولده: فذكر أنه كان في الغرق
__________
[1] في الأصل: «النسوي» تصحيف.
[2] بياض في الأصل مكان «بن»
[3] الزيادة من مسند أحمد.
[4] الزيادة من مسند أحمد.
[5] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/627. ومسند أحمد 1/228.
[6] في الأصل: «أبو المعمر بن الأنصاري»(19/10)
نحو من سنة خمس [1] عشرة سنة، توفي رحمه الله في جمادى الآخرة من هذه السنة بباب المراتب. قلت: كان الغرق في سنة ست وستين وأربعمائة.
810- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن بن أبي عثمان الهروي [2] :
طلب الحديث بنفسه، وكتب بخطه، وقرأ الأدب، وحصل منه طرفا صالحا، وكان يؤدب أولاد الوزير أنو شروان بالحريم الطاهري.
سمع أبا عبد الله مالك بْن أَحْمَد بْن علي بْن [إِبْرَاهِيم بْن الفراء] [3] البانياسي، وأبا الغنائم مُحَمَّد بْن علي بْن أَبِي عثمان الدقاق، وأبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد ابن يوسف، وأبا بكر أَحْمَد بْن علي بْن الحسين الطريثيثي، وأبا عبد الله محمد ابن أبي نصر الحميدي، وحدث باليسير، روى عنه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، وحدثنا عنه أبو محمد بن الأخضر.
حدّثنا ابن الأخضر من لفظه وأصله بجامع القصر، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد ابن علي الهروي قراءة عليه وأنا أسمع مع والدي في السادس من جمادى الأولى سنة ثلاثين وخمسمائة قرئ على أبي بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي وأنا أسمع، أنبأنا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري، أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن علي بن حامد، أنبأنا أحمد بن السري بن صالح، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا موسى بن عقبة، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إنما هما اثنان:
الكلام والهدي؛ فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد، ألا وإياكم ومحدثات الأمور! فإن شر الأمور محدثاتها، وأن كل محدثة بدعة، ألا لا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم» [4] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي علي ابن محمد بن علي الهروي في شعبان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
__________
[1] في الأصل: «خمسة»
[2] انظر ترجمته في: بغية الوعاة ص 355. وإنباه الرواة 2/311. ومعجم الأدباء 14/248.
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من الأنساب 2/67.
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/1081. وصحيح مسلم 1/285. وسنن ابن ماجة ص 6.(19/11)
811- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن السكن، أَبُو الْحَسَن، المعروف بابن المعوج:
من أهل باب المراتب، وهو أخو محمد بن محمد الذي قدم ذكره، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب، وسافر إلى العراق وخراسان، وحدث بأصبهان، روى عنه أبو القاسم بن عساكر في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن هبة الله الحافظ، أنبأنا علي بن محمد بن السكن أبو الحسن البغدادي المعروف بابن المعوج بأصبهان، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الرزاز، وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم ابن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم الرزاز، أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ البزاز، أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصفار، حدّثنا أبو علي الحسن بن عرفة، حدثني معتمر بن سليمان التميمي قال: سمعت عاصما الأحول يقول: حدثني شرحبيل أنه سمع أبا سعيد وأبا هريرة وابن عمر رضي الله عنهم يحدثون: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل من زاد أو ازداد فقد أربى» [1] .
قال شرحبيل: إن لم أكن سمعته منهم أدخلني الله النار.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن محمد بن علي بن السكن أخو شيخنا أبي عبد الله محمد، سافر إلى بلاد خراسان وتغرب، وكان فيه فضل وتمييز وعزة نفس، لقيته بمرو، سمع بقراءتي صحيح البخاري. وكان شابا، حسن الهيئة، مليح المنظر، ما اتفق أني سمعت منه شيئا. وقال لي أخوه محمد سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة: احتسب صديقك عليا فإنه مات بالغربة.
812- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد السمناني، أبو الفتح بن أبي جعفر، المعروف بابن الحلواني [2] :
تقدم ذكر والده وجده، وهو من أولاد المحدثين، وكان يسكن بقراح ابن أبي الشحم، سمع أبا الحسن هبة اللَّه بْن عبد الرزاق الأنصاري، وحدث باليسير، وكان به
__________
[1] انظر الحديث في صحيح مسلم 2/25. ومسند أحمد 3/85.
[2] انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 7/239(19/12)
صمم، روى عنه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف في معجم شيوخه [1] .
813- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر:
من أهل أصبهان، من أولاد المحدثين، وكانت الرحلة لأبيه في حديث أبي الشيخ لأنه آخر من رواه غالبا، وقد رواه عاليا، وقد روى لنا عنه بأصبهان، وأبو الحسن هذا قدم بغداد حاجّا بعد العشرين وخمسمائة، وحدث بها عن جده لأمه أبي بكر محمد ابن الحسن بن سليم، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو القاسم بن عساكر في معجميهما.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الحافظ، أنبأنا عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذر محمد بن إبراهيم أبو الحسن بن أبي بكر الصالحاني الأصبهاني بقراءتي عليه ببغداد قدمها حاجّا، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن سليم.
وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هبة الله الصوفي بهمذان، أنبأنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي، وأنبأنا سليمان بن داود الواعظ، وعلي بن الحسين اليمني، وأبو جعفر محمد بن محمد الشبري بأصبهان قالوا: أنبأنا أبو القاسم رجاء بن حامد المعداني قالا: أنبأنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الواعظ قالا: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جعفر إملاء، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَصَمُّ، حدّثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصنعاني، حدّثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عثمان بن غياث، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض الحوائط ومعه عود ينكت به بين الماء والطين، فجاء رجل فاستفتح فقال: «افتح له وبشره بالجنة»
. فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال: «افتح له وبشره بالجنة» ، ففتحت وإذا هو عمر فبشرته بالجنة، ثم جاء آخر فاستفتح، فقال: «افتح له وبشره بالجنة على بلوى تكون» ، ففتحت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى تكون، فقال: «الله المستعان وعليه التكلان» [2] .
__________
[1] انظر معجم البلدان 7/41.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/918. ومسند أحمد 4/406.(19/13)
814- علي بن محمد بن علي البرداني، البقال، أبو الحسن [1] :
من أهل الحريم الطاهري، سمع أبا علي أحمد بن محمد بن أحمد بن البرداني، وقيل:
إنه سمع من طراد الزينبي وأبي الخطاب بن البطر ولم يظهر لي شيء عنهما. حدث باليسير، روى عَنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني.
قرأت في كتاب عُمَر بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن سهلان بخطه قال: وفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة توفي أبو الحسن علي بن البقال، ودفن بباب حرب.
815- علي بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الحسن ابن المسلمة، أبو الحسين بن أبي نصر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم:
من بيت الرئاسة والوزارة، تقدم ذكر والده، تولى الأستاذية بدار الخلافة في أيام الإمام المسترشد بالله وفي أيام ولده الراشد بالله، وسمع الحديث من أبو الحسن علي ابن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري، وعلي بن محمد بن علي بن العلاف، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه: أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وهو من أقرانه وأقدم إسنادا منه، وروى عنه:
أبو سعد بن السمعاني، وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن علي الملقب برئيس الرؤساء ببغداد، وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن علي بن النفيس الأنباري قدم علينا، أنبأنا أبو الفتح مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الخلال قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن، حدّثنا أبو الحسين نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي الأسترآباذي إملاء، حدّثنا أَبُو جعفر أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن مساور الجوهري، حدّثنا سعيد، عن مبارك بن فضالة، عن كثير أبي محمد، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «صاحب الدين مأسور في قبره يشكو إلى الله الوحدة» [2] .
وأنبأنا إسماعيل، أنبأنا عبد الخالق بن أسد، [وأنبأنا] [3] شهاب الحاتمي بهراة قال:
سمعت ابن السمعاني قال: سئل أبو الحسين علي بن محمد بن علي بن رئيس الرؤساء
__________
[1] انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 2/145.
[2] انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1/507. والصغير له 2/47.
[3] ما بين المعقوفتين ليست في الأصل.(19/14)
عن مولده، فقال ونحن نسمع: في النصف من شوال سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي أبو الحسين علي ابن محمد بن علي بن رئيس الرؤساء في شعبان سنة أربعين وخمسمائة، وصلى عليه بجامع القصر، وحضر أرباب الدولة: قاضي القضاة وابن عمه أستاذ الدار أبو الفتوح وغيرهم، ودفن بتربتهم بباب أبرز عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وبلغ من عمره السبعين، وكان من أهل السنة والاعتقاد الصالح.
816- علي بن محمد بن علي بن القواس، أبو الفوارس المقرئ، المعروف بابن القابلة:
كان شيخا صالحا متجردا من الدنيا، يسكن سقاية الرازي بجامع المنصور يخلو فيها بالعبادة.
سمع الشريف أبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي وغيره، وحدث باليسير، روى عنه: أبو الفتح المبارك بن أبي بكر بن أبي العز بن الديك المقرئ.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن محمد بن سعد السقلاطوني: ويعرف بابن عين البقرة، وكان من طلبة الحديث، قال: حدثني أبو منصور عبد الملك بن أبي طاهر بن محمد النجار قال: فكرت في ليلة من الليالي في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «يقول الله عز وجل لعبده: هل واليت لي وليا؟ هل عاديت لي عدوا؟» فقلت في نفسي: ترى هل من أوالي أو من أعادي؟ قال: فبينا أنا نائم رأيت شخصا فقال لي: وال [1] أبا الفوارس ابن القابلة، وعاد من يقول: القرآن مخلوق أو محدث.
أنبأنا أبو علي الأصبهاني، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد قال:
مات أبو الفوارس بن القابلة في يوم الإثنين ثالث عشري جمادى الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه بجامع المنصور، ودفن بباب الجامع المذكور، وكان زاهدا صالحا على طريقة حسنة.
817- علي بْن مُحَمَّد بْن عليّ، أَبُو الفرج بْن أبي غالب، المعروف بابن البزاز:
سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي بن الزينبي، وأبا عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان
__________
[1] في الأصل: «قال أبا الفوارس»(19/15)
الرزاز، وحدث باليسير، روى عَنْهُ: أَبُو سعد بْن السمعاني، وسمع منه شيخانا: عبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني، ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف.
أنبأنا عبد الخالق بن عبد الوهاب، ويوسف بن المبارك قالا: أنبأنا أبو الفرج علي ابن أبي غالب بن البزاز قراءة عليه في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وخمسمائة ونحن نسمع، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحرفي، حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الأهوازي إملاء، أنبأنا الفضل بن الحباب الجمحي، عن هشام أبي المقدام، عن أبيه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من أصابته مصيبة فقال إذا ذكرها إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ
جدد الله له من الأجر مثل ما كان له يوم أصابته» [1] .
قرأت في كتاب سلمان بن مسعود بن حامد الشحام بخطه قال: مات أبو الفرج ابن البزاز ليلة الأحد ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة الإمام أحمد.
818- علي بن محمد بن علي بن الكوفي، أبو سعد الوكيل، المعروف بابن القارئ:
من أهل باب الأزج، كان وكيلا على أبواب القضاة، سمع: أبا عبد الله بن طلحة، والوزير أبا منصور محمد بن محمد بن محمد بن جهير، وحدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب النحوي، وشيخنا أبو العباس أحمد بن أبي العز صالح بن طاهر المصري التواريخي في سنة ست وخمسين وخمسمائة.
أنبأنا أبو العباس المصري، أنبأنا أبو سعد علي بن محمد بن علي الكوفي الوكيل قراءة عليه بباب الأزج، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد بْن محمد بن طلحة النعالي قراءة عليه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، أخبرنا أبو الحسين علي ابن محمد بن بشران، حدّثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدّثنا محمد بن عبيد الله، حدّثنا يونس بن محمد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «من اشترى طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه» [2] .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/201.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/286. وصحيح مسلم 2/5. وسنن أبي داود 2/137.(19/16)
819- علي بن محمد بن علي الدواني [1] ، أبو طالب:
ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي فيما رأيته بخطه أنه حدث بيسير عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأنه توفي في سنة ست وخمسين وخمسمائة بعد أن [......] [2] طلحة صاحب المخزون بشيء يسير.
820- عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بن أبي بكر بن أبي مسلم، أبو الحسن، المعروف بالدبيل [3] :
من أهل الكرخ، قدم بغداد حاجا في شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وحدث بها بيسير عن: أبي القاسم غانم بن عبد الواحد التاجر، وأبي القاسم إسماعيل بن محمد ابن الفضل الحافظ، وأبي منصور أحمد بن محمد بن ينال الصوفي الأصبهانيين، وأبي الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد، وأبي نصر عبد الحكيم بن المظفر بن أحمد الأديب الكرخيين، وكان موصوفا بكثرة السماع والصيانة والديانة والصلاح، روى لنا عنه: أَبُو نصر عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصوفي.
أخبرنا أبو نصر الصوفي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الكرخي قدم علينا بغداد بقراءتي عليه وكتبه لي بخطه، أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفر بن أحمد الأديب قراءة عليه بالكرخ، أنبأنا سعد بن ناصر بن علي، أنبأنا جدي علي بن محمد بن علي الإمام، [أنبأنا] [4] أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الفقيه، أنبأنا عمير بن مرداس، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حازم بن دينار، عَنْ سهل بن سعد الساعدي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن لهذا الخير خزائن وجعل لها مفاتيح ومغاليق، فطوبى لرجل جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لمن جعله الله مغلاقا للخير مفتاحا للشر» [5] .
توفي أبو الحسن الكرخي في [6] يوم العيد من سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
__________
[1] في الأنساب: «الدواتي»
[2] هكذا في الأصل، وسياق الكلام فيه نقص.
[3] في الأصل: «المعروف بالدنيل» .
[4] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
[5] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة ص 21 (المقدمة) .
[6] في الأصل: «يمن» .(19/17)
821- عليّ بْن مُحَمَّد بن علي بن الحسين الزيتوني، أبو الحسن الضرير المقرئ الفقيه الحنبلي، المعروف بالبراندسي [1] :
من أهل قرية براندس [2] على نهر عيسى فوق المحول، سكن باب البصرة، وقرأ القرآن وتفقه، وكان حسن التلاوة محققا، له معرفة بالقراءات، وقد حصل طرفا صالحا من المذهب، وسمع الحديث بعد الأربعين من عمره من أبي القاسم بْن الحصين وأبي غالب بْن البناء وأبي القاسم بن السّمرقندي، وأبي البركات الأنماطي وغيرهم، روى لنا عنه غير واحد، وكان عبدا صالحا.
أخبرنا أبو الفتوح دَاوُد بْن معمر بْن عَبْد الواحد بْن الفاخر القرشي بأصبهان، أنبأنا الفقيه الزاهد أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ البراندسي بقراءة والدي عليه ومن لفظه وأنا أسمع ببغداد في صفر سنة تسع وخمسين وخمسمائة قال [3] : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه، وأخبرنا أَبُو طَاهِرٍ لاحِقُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الصُّوفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو علي بن المذهب، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِك القطيعي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حنبل، حدثني أبي، حدّثنا حسين وأحمد بن عبد الملك قالا: حدّثنا عبيد الله [4] يعني ابن عمرو، عن [5] عبد الكريم، عن ابن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم قال: «يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل حمام لا يريحون رائحة الجنة» [6] .
قرأت في كتاب معجم مشايخ أبي عبد الله محمد بن محمود الحراني بخطه قال:
أنشدني شيخنا أبو الحسن البراندسي لغيره ولم يسمه:
أما لو قصدت [7] الله في كل حاجة ... بصدق يقين لم تفتك المطالب
ولكنما أملت من ليس مثله ... يؤمل فانسدت عليك المذاهب
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: ذكر من توفي في هذه السنة-
__________
[1] انظر ترجمته في: شذرات الذهب 4/286. والتقييد لابن نقطة 2/208.
[2] في الأصل: «براندين» تصحيف.
[3] في الأصل: «قالا» .
[4] في الأصل: «عبد الملك» تصحيف، والتصحيح من المصادر.
[5] في الأصل: «يعني ابن عمر بن عبد الكريم» خطأ.
[6] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2/226. وسنن النسائي ص 758. ومسند الإمام أحمد 1/273.
[7] في الأصل: «تصدق» .(19/18)
يعني سنة ست وثمانين وخمسمائة- أبو الحسن علي بن محمد البراندسي قرأ القرآن بالروايات، وسمع المسند والأحاديث الكثيرة، وسمع الفقه وعرف المذهب، وكان دينا صالحا كثير الذكر لله، حافظا للسانه ممتنعا من غيبة [1] مسلم، توفي ليلة الثلاثاء سادس عشر ربيع الأول، ودفن بقرب جامع المنصور. وقد بلغ من العمر مائة سنة.
أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن المبارك بْن محمد بن مشق ونقلته من خطه، قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن الزيتوني البراندسي بكرة الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب البصرة، ومولده سنة ثمانين وأربعمائة.
822- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش؛ أبو الحسن بن أبي عبد الله الكاتب، سبط قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن عليّ بْن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني [2] :
تقدم ذكر والده وجده آنفا، سمع في صباه من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن عمر بن أحمد الحريري، وزاهر بن طاهر الشحامي، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وغيرهم، كتبت عنه، وذكر لي أنه من ولد أبي ذر الغفاري، فإن نسبه إليه كان مكتوبا عنده خرقه بعض أهله، وكان شيخا حسن الأخلاق متواضعا، له أصول صحيحة، وسماعات بخط الحفاظ، وكان كاتبا بباب طراد من دار الخلافة، ثم عزل عن ذلك، وكان يلعب بالحمام، وكان يسكن بالمأمونية مقابل الرباط.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يعيش، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه، أنبأنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البزاز، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا جعفر بن كزال [3] ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عثمان بن مطر، عن ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه قال: مر علينا النبي صلّى الله عليه وسلّم ونحن صبيان نلعب، فقال:
«السلام عليكم يا صبيان» [4] .
أخبرنا أبو الحسن الكاتب، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ قدم علينا أبو
__________
[1] في الأصل: «عنه» .
[2] انظر ترجمته في: شذرات الذهب 4/336.
[3] في الأصل: «كرال» .
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم 2/299. ومسند أحمد 3/174.(19/19)
عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري [1] ، حدّثنا [أَبُو] [2] عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، أنبأنا محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، حدّثنا عبد العزيز [بن] [3] يحيى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الولاء وعن هبته [4] .
أخبرنا علي بن محمد بن يعيش، أنبأنا أبو القاسم الشحامي، أنشدنا أسعد بن علي البارع الزوزني [5] لنفسه:
إذا زدت [6] الصديق زرعت منا ... وكم ود تولد من زيادة
تدل على الوفاء وحسن عهد ... لبنيان الصفاء به عمادة
سألت أبا الحسن بن يعيش عن مولده فقال: يوم الإثنين مستهل شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة عند انفجار الصبح وذهاب النجوم.
وتوفي ليلة الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بمقابر قريش.
823- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ، أَبُو الْحَسَن النيريزي [7] الخطيب:
من أهل شيراز، وكان تولى الخطابة بها، سمع أبا المبارك عبد العزيز بن محمد [8] بن إبراهيم الأدمي، وغيره، قدم بغداد حاجّا في سنة أربع وخمسمائة وحدث بها باليسير، روى لنا عنه ابن القطيعي.
أنشدني أبو الحسن بن القطيعي قال: أنشدني علي بن محمد بن علي النيريزي [9] لنفسه ببغداد:
ألم بنا طيف يجل عن الوصف ... وفي طرفه خمر وخمر على الكف
__________
[1] في الأصل: «البحتري» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] الزيادة ليست في الأصل، وزدناه من المصادر.
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/1000. وسنن أبي داود 2/49.
[5] في الأصل: «الروزني» .
[6] في الأصل: «إذا أردت» .
[7] في الأصل: «التبريزي» بالتاء، والصحيح: بالنون.
[8] في الأصل: «عبد العزيز عبد العزيز بن محمد» .
[9] في الأصل: «التبريزي» .(19/20)
فأسكر أصحابي بخمرة كفه ... وأسكرني والله من خمرة الطرف
ذكر ابن القطيعي أنه سأل النيريزي [1] عن مولده فقال: ولدت بنيريز في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ونشأت بشيراز.
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: توفي النيريزي [2] في سنة اثنتين وستمائة، وكان خطيب شيراز، وكان فاضلا، له معرفة بالأدب والتفسير سمعنا منه بواسط.
824- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح بن علي السلمي، أبو الحسن بن أبي بكر بن الفقيه أبي الحسن بن أبي الفضل، الفقيه الشافعي [3] :
من أهل دمشق، كان يدرس بالمدرسة الأمينية، وكان من أعيان الفقهاء، وجده كان فقيه الشام ومحدثها، سمع في صباه أبا العشائر محمد بن خليل القيسي وأبا يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي [4] ، وأبا القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، وسكر بنت سهل بن بشر الإسفرائيني، وغيرهم.
وأخرج من دمشق مزعجا منها فلجأ إلى دار الخلافة مستشفعا إلى الديوان في عوده إلى دمشق، فقدم علينا بغداد في أوائل سنة إحدى وستمائة، وكتبنا عنه شيئا يسيرا، وكان حسن الأخلاق متواضعا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي السلمي الفقيه قراءة عليه بالجانب الغربي من بغداد برباط الزوزني، أنبأنا أبو العشائر محمد بن خليل القيسي، وأبو يعلى حمزة ابن علي بن الحبوبي قراءة عليهما قالا: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ المصيصي، أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنبأنا إبراهيم بن محمد ابن أحمد بن أبي ثابت، حدّثنا أحمد بن بكر البالسي، حدّثنا داود بن الحسن المديني، حدّثنا المبارك بن فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن رسول
__________
[1] في الأصل: «التبريزي» .
[2] في الأصل: «التبريزي» .
[3] انظر ترجمته في: طبقات السبكي 5/127. والدارس 1/182.
[4] في الأصل بدون نقط في كل المواضع(19/21)
الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «رأيتني على حوض فوردت [1] غنم سود وبيض، فأوّلت السود:
العرب، والعفر: العجم، فجاء أبو بكر فأخذ الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين [2] في نزعه ضعف- والله يغفر له، ثم جاء عمر فملأ الحياض وأروى الوارد» [3] .
بلغني أن مولد شيخنا أبي الحسن الفقيه كان في المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بدمشق.
سمعت يوسف بن خليل الدمشقي بحلب يقول: توفي عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن المسلم السلمي بحمص في يوم السبت تاسع جمادى الآخرة سنة اثنتين وستمائة.
825- عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن عَلِيّ بْن الْخَرَّازِ [4] ، أبو الحسن:
من أهل الحريم الطاهري، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده وجد أبيه، سمع: أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء، وأبا مُحَمَّد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وعم والده أبا علي أحمد بن أحمد بن الخراز [5] ، وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا متعبدا.
أخبرنا أبو الحسن بن الخراز، أنبأنا أحمد بن أبي غالب، أنبأنا عبد العزيز بن علي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدّثنا يحيى بن صاعد، حدّثنا إسحاق بن شاهين، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مات محرم عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم فقال: «اغسلوه ولا تقربوه شيئا كان يحرّم عليه، وكفنوه في ثوبيه، فإنه يبعث يوم القيامة يلبي» [6] .
خرج شيخنا أبو الحسن بن الخراز [7] مع قافلة الحاج إلى مكة للحج في سنة ثلاث وستمائة ففقد في ليلة الخميس مستهل ذي الحجة بالعسيلة، وكان مريضا، فحدثني عبد الوهاب بن العيني المقرئ- وكان عديله- قال: لما عدنا قافلين من الحج اجتزت به وهو مستند إلى جبل وهو مشير بإصبعه كان يتشهد وهو ميت- رحمة الله عليه.
__________
[1] في الأصل: «فرددت» .
[2] في الأصل بدون نقط.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/1039. ومسند أحمد 5/455.
[4] في الأصل: «الحرار» .
[5] في الأصل: «الحزاز» .
[6] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/249. ومسند أحمد 1/333.
[7] في الأصل: «الجراز» .(19/22)
826- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي بكر، أبو الحسن بن أبي بكر التاجر:
من أهل جرجان، سافر الكثير، وطاف البلاد في طلب الكسب، ثم إنه قدم بغداد واستوطنها، وكان يسكن بدار الخلافة، وكان من أعيان التجار مكثرا من المال، سمع شيئا من الحديث من أبي الفضل أحمد بن سعيد الميهني، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهما، وحدث ببغداد ودمشق، علقت عنه شيئا من الأناشيد ببغداد في مجلس شيخنا أبي أحمد بن سكينة، وكان شيخنا [1] متميزا، ذا فهم وفضل، وله معرفة بالأصول على مذهب الأشعري، وأنس وفصاحة، وكان حسن الخلق [2] والخلق، مليح الشيبة مهيبا وقورا.
أنشدنا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الجرجاني من حفظه، أنشدنا أبو الفتح محمد بن محمد بن الأديب لنفسه من قصيدة يمدح بها أبا الفضل يحيى بن عبد الله بن جعفر صاحب المحزن [3] :
لكل زمان من أماثل أهله ... برامكة بمناخهم [4] كل معشر
أبو الفضل يحيى مثل يحيى بن خالد ... ندى وأبوه جعفر مثل جعفر
سألت أبا الحسن الجرجاني عن مولده فقال: ولدت بجرجان في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وتوفي ليلة السبت السادس والعشرين من رجب سنة أربع وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية ودفن بمقابر قريش.
827- علي بن محمد بن علي بن سديد، أبو الحسين الطبيب:
من أهل المدائن، كان أديبا فاضلا، يقول الشعر، وله معرفة بالطب، ويعالج الناس، وكان دمثا طيب الأخلاق، مطبوعا متواضعا، كان يقدم علينا بغداد كثيرا، وقد علقت عنه شيئا من شعره بإفادة أبي عبد الله محمد بن سعيد الواسطي الحافظ برباط المأمونية، وبلغنا أنه توفي بالمدائن فجأة في العشر الآخر من شهر رمضان من سنة ست وستمائة، ولعله جاوز الستين.
__________
[1] في الأصل: «أبي أحمد بن سكينة، وكان شيخنا» .
[2] في الأصل: «الحلق» .
[3] هكذا في الأصل.
[4] في الأصل بدون نقط.(19/23)
828- عليّ بْن مُحَمَّد بن علي، أبو الحسن البواب:
كانت له معرفة حسنة بتعبير الرؤيا، وسمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن منصور بن الموصلي، وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ومن أمثالهما، وحدّث باليسير، رأيته كثيرا وسمعت كلامه في التعبير، ولم أكتب عنه شيئا، وكان حسن الأخلاق مليح الشيبة.
توفي فجأة في ليلة الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وأظنه جاوز السبعين.
829- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي سعد، أبو الحسن بن أبي البركات الحافظ [1] :
موصلي الأصل، من ساكني درب الفالوذج، وكان بزازا وخياطا بخان الصفة [2] بسوق الثلاثاء، ثم كبر وعجز فلزم منزله، أسمعه أخوه الأكبر في صباه وعمر حتى انفرد بأكثر ما سمعه وبعامة شيوخه، سمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال الوراق، والحسين بن علي بن أحمد الخياط، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، وأبا منصور محمد ابن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، وأبا المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن، وأبا القاسم عليّ بْن عَبْد السيد بْن مُحَمَّد بْن الصباغ [3] ، وأبا البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبا بكر محمد بن القاسم بن الظفر الشهرزوري، وأبا الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي [4] الرقي، وجماعة غيرهم، سمعت منه كثيرا، وكان شيخا ساذجا لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي بن الموصلي الخياط بقراءتي عليه، أنبأنا إسماعيل بن أحمد الصوفي، وعبد الخالق بن عبد الصمد أبو المعالي الصفار قراءة عليهما قالا: أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدّثنا
__________
[1] انظر ترجمته في: التقييد 2/209.
[2] في الأصل: «بحان الصفة» .
[3] في الأصل بدون نقط.
[4] في الأصل: «شهاب العنوي» .(19/24)
عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ [1] ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إن المرء- أو الرجل- ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة» [2] .
كان مولد شيخنا أبي الحسن في سنة ثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم الأربعاء لست عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من سنة أربع عشرة وستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية عند أبيه.
830- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن السقاء، أبو الحسن بن أبي عبد الله المقرئ:
من أهل الحريم الطاهري، تقدم ذكر والده، أسمعه والده الكثير فِي صباه من أبي عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، وأبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وغيرهم، وكان يسكن بحرنى [3] من أعمال دجيل، ويقدم علينا بغداد في كل سنة في رجب طالبا لرسوم له من الزّكاة، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله متيقظا صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السقاء بقراءتي عليه، أنبأنا [أَبُو] [4] مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَرَكَةَ الكندي، وسعيد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ قِرَاءَةً عليهما قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدّثنا محمد بن حبيب بن محمد الجارودي، حدّثنا ابن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سعد قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم بابن له وغلام له فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اشْهَدْ بِغُلامِي هَذَا لابني هذا، قال: «لكل ولدك جعلت مثله؟» قال: لا، قَالَ: «لا أَشْهَدُ وَلا عَلَى رَغِيفٍ مُحْتَرِقٍ» [5] .
سألت أبا الحسن بن السقاء عن مولده فقال: في يوم الجمعة السادس من ذي الحجة
__________
[1] في الأصل: «الحمي» .
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم 2/334.
[3] هكذا في الأصل.
[4] الزيادة ليست في الأصل.
[5] انظر الحديث في: الجامع الكبير 2/414.(19/25)
سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي بحرنى [1] في يوم الجمعة لخمس خَلَون من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة ودفن هناك.
831- علي بن محمد بن عمر بن الحشف المغازلي:
كان من المعمرين، ذكر ابن بن أخيه أبو بكر المبارك بن كامل بن الحسين بن محمد الخفاف [2] أنه صحب الشيخ [أبا] [3] المعالي الصالح، ورأى أبا الحسن بن القزويني الزاهد، وسمع من طاهر بن الحسين القواس وغيره، وروى عنه في كتاب «سلوة الأحزان» من جمعه.
أنبأنا يُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلٍ، عَنْ أَبِيهِ ونقلته من خطه، قال: أنشدني عم أبي علي بن محمد قال: أنشدني الشيخ أبو المعالي الصالح:
قد مضى ما مضى ... عد إلى الوصل والوفا
لا تلحني بالبكاء ... على منزل عفا
كل هذا سينقضي ... كسراج إذا انطفا
قرأت بخط أبي بكر بن كامل قال: مات عم والدي علي بن أبي طاهر في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ودفناه بباب حرب بجنب [أبي] [4] معالي الصالح صاحبه، عمر مائة وعشرين سنة.
832- علي بن محمد بن أبي عمرو البزاز، أبو الحسن بن أبي منصور الدباس، المعروف والده بابن الباقلاني [5] :
وكان خال أمه، يسكن درب نصير قديما، وكان شيخا صالحا من أهل السنة والصدق، صحب أبا الوفاء بن عقيل الفقيه، وغيره من شيوخ الحنابلة، ويتأدب بأخلاقهم، سمع: النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، وأبا مُحَمَّد رزق اللَّه بْن عبد الوهاب التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر، وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي، وأبا الحسن علي بن الحسين بن
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] في الأصل: «الحفاف» .
[3] ما بين المعقوفتين ليست في الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ليست في الأصل.
[5] انظر ترجمته في: تكملة إكمال الإكمال ص 346.(19/26)
أيوب البزاز، وغيرهم، روى عنه: شيخنا أبو الفرج بن الجوزي، وأثنى عليه، وروى لنا عنه: يوسف بن المبارك بن كامل، وعبد الملك بن مظفر بن غالب الحربي.
أخبرني يوسف بن المبارك، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عمرو البزاز بقراءة والدي عليه، أنبأنا نصر بن أحمد، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزقويه، حدّثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدّثنا محمد بن سنان البصري، حدّثنا يحيى بن كثير، حدّثنا شعبة، عن أبي إسرائيل، عن جعدة: أن رجلا يعني جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل يسأله عن رؤيا- وكان سمينا- قال: فجعل النبي صلّى الله عليه وسلّم يؤمي إليه ويقول: «لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك» .
جعدة صحابي من ساكني البصرة، والراوي عنه مولاه أبو إسرائيل- ذكر ذلك ابن أبي حاتم.
قرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي، وأخبرنيه عنه ابن الجوزي قال: سألته- يعني أبا الحسن بن أبي عمرو [1] البزاز- عن مولده، فقال: في سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن أبي عمرو [2] البزاز يوم الجمعة بعد صلاتها لست بقين من شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه يوم السبت بالنظامية ولده أبو جعفر، وحضره خلق من الناس، ثم حمل إلى باب حرب فدفن بها عند أهله، وكان سماعه صحيحا، وقع له بعض سماعاته، لأنها كانت كثيرة في أصول الناس وأيديهم، فما وقع إليه حدّث [به] [3] ، وكان على السير القديم، والمذهب المستقيم، ومضى مستورا حميدة طرائقه، حسنة أفعاله.
833- علي بن محمد بن عمر بن بركة بن أبي الريان الوراق، أبو الحسن بن أبي بكر المؤدب:
من أهل دار القز، تقدم ذكر والده، سمع أبا الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، ودهبل [4] ، ولا حق ابني علي بن منصور [5] بن كارة وغيرهم، كتبت عنه، وكان
__________
[1] في الأصل: «بن أبي عمر» .
[2] في الأصل: «بن أبي عمر» .
[3] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
[4] في الأصل: «دحبل» والتصحيح من المصادر.
[5] في الأصل: «بن منصور أبنا محمد بن كارة» .(19/27)
متيقظا نبيها حسن الأخلاق.
أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أنبأنا دهبل، ولا حق ابنا علي بن منصور، أنبأنا محمد ابن سعيد الكاتب، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا دعلج بن أحمد الشاهد، أنبأنا علي ابن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدّثنا أبو النضر عن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة عن الزهري عن أبي المسيب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد لم تمسه النار إلا تحلة القسم» [1] .
سألت أبا الحسن بن أبي الريان عن مولده فذكر أنه بعد الخمسين وخمسمائة.
وتوفي في الثالث عشر من ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وستمائة، ودفن بباب حرب.
834- علي بن محمد بن عمير الكناني، أبو الحسن النحوي المقرئ [2] :
صاحب أبي علي الفارسي، قرأ القرآن عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن الْحَسَن بن مقسم، قرأه عليه أبو الحسن علي بن محمد بن فارس الخياط المقرئ، وحدث بأمالي أبي العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب، عن أبي بكر بن مقسم عنه، سمعها منه أبو غالب بن أحمد بن البلاج [3] وأبو الفتح بن المقدر الغدلي [4] في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة، وقد حدث أيضا عن القاضي أبي محمد الكسائي، ومحمد بن [الفضل] [5] الملقب بسندان، روى عنه: أبو منصور العكبري، ومحمد بن أحمد بن سيف المقرئ.
أنبأنا سعيد بن محمد الفقيه، عن أحمد بن علي بن المجلي، حدّثنا أبو منصور محمد ابن محمد بن عبد العزيز العكبري من لفظه، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن [عمير] [6] الكناني النحوي الربعي قدم علينا عكبرا من حفظه قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أبو محمد الكسائي بجرجرايا [7] سنة اثنتين [8] وأربعين وثلاثمائة، حدّثنا إبراهيم الصياد،
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 2/473.
[2] انظر ترجمته في: معجم الأدباء 14/245. وبغية الوعاة ص 352.
[3] في الأصل: «السلاح» والتصحيح من المصادر.
[4] هكذا في الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين من السند التالي.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] في الأصل بلا نقط.
[8] في الأصل: «اثنين» .(19/28)
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «من صلى المغرب في جماعة ثم انتقل من غير أن يكلم أحدا، فأتى بركعتين يقرأ في الأولى بالحمد وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ
وفي الثانية بالحمد وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تخرج الحية من سلخها» [1] .
أنبأنا أبو بكر غياث بْن الْحَسَن بْن سَعِيد بْن أَحْمَد بن الحسن بن أحمد بن البناء، عن أبي الفتح بن المظفر بن الحسين بن علي المردوستى [2] ، أنبأنا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عبد العزيز العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمير الكناني النحوي المقرئ قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن محمد بن الفضل الربعي الملقب بسندان في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، قال أبو محمد عَبْدُ الله بْن مسلم بْن قتيبة: قَالَ الكسائي: التبن أعظم الأقداح لا يكاد يروي العشرين، ثم الصحن مقارب له، ثم العين يروي الثلاثة والأربعة، ثم القدح يروي رجلين، ثم العقب يروي الرجل.
قرأت بخط أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأنبأنيه عنه أبو القاسم الحذاء قال: حدثني أبو سعد محمد بن أحمد بن سيف المقرئ العكبري، حدّثنا أبو الحسن علي ابن محمد بن عمير الكناني بعكبرا سنة سبع عشرة وأربعمائة قال: اجتزت ببغداد على تربة عليها- مكتوب بآجر: مكحول- أبياتا:
كنت العزيزة في قومي فما انتفعت ... نفسي بعزتها لما أتى القدر
لما أتاني الذي قد كنت أحذره ... سلمت واستعجلني دمعتي درر
فأخرجونى من الدنيا وزينتها ... فكان ألين ما وسدته الحجر
فسألت عنها فقيل: هذه تربة بنت موسى ذي الجود، وكان أبوها أميرا من أمراء الديلم ببغداد، ثم خرجت إلى الشام وعدت إلى الشام وعدت إلى الموضع للتذكر، فإذا بالتربة قد صارت مزرعة.
835- علي بن محمد بن عيسى بن المؤمل، أبو الحسن الفقيه الشافعي، المعروف بابن كراز [3] :
__________
[1] انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1/794.
[2] هكذا في الأصل.
[3] انظر ترجمته في: الأنساب 11/59. والمشتبه للذهبي ص 545.(19/29)
من أهل واسط، قدم بغداد شابّا، وأقام بها مدة، فقرأ القرآن على الشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي، [و] [1] على غيره، والفقه على الكيا أبي الحسن الهراسي. وصار يناظر ويتكلم في مسائل الخلاف.
سمع الحديث بواسط من أبي الفضل بن العجمي وأبي [2] غالب محمد بن حمد الخازن البغدادي، وبالبصرة من أبي عمر [3] محمد بن أحمد بن النهاوندي، وبمكة من أبي الفوارس طراد بن مُحَمَّد الزينبي، وببغداد من أبي أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي بن جند [4] النيسابوري، وتولى القضاء ببادرايا، وباكسايا، ونواحي الجبل، وكان يقدم بغداد كثيرا ويحدث بها، وبها مات.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الواسطي بقراءة والدي عليه في جمادي الأولى سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وأخبرنا يعيش بن عبد الرحمن النحوي، وأحمد بن أبي عميد بحلب قالا:
أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب قالا: أنبأنا أبو أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي ابن جند، أنبأنا جدي، أنبأنا محمد بن يعقوب الأصم، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحكم، أنبأنا أبي، وشعيب بن الليث قالا: أنبأنا الليث، عن ابن الهاد، عن عمرو ابن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار» [5] .
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي ابن كراز الفقيه في محرم سنة خمس وأربعين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية.
836- علي بن محمد بن غالب، أبو فراس العامري، المعروف بمجد العرب:
شاعر مجيد، جال ما بين العراق والشام، ومدح الملوك والأكابر، ونشر فضله وظهر نبله.
أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال: أخبرني عمي أبو القاسم
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل: «وأبا غالب» .
[3] في الأصل: «من أبي عمر بن محمد» .
[4] في الأصل: «بن حبد» .
[5] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2/313.(19/30)
علي بن القاسم [بن] [1] علي بن الحسن الحافظ قال: علي بن محمد بن غالب أبو فراس العامري المعروف بمجد العرب شاعر بغدادي، قدم دمشق وأتى ببغداد، وسمع منه بها شيئا من شعره صديقنا أبو الندى يعمر بن ألت شاور [2] المقرئ، وكان يذكره ويثني عليه، ويصفه بالبلاغة والكرم.
أخبرنا أبو البركات الأمين بدمشق قال: أنبأنا عمي أبو القاسم الحافظ، أنشدنا أبو سعد ثابت بن جبير العليمي، أنشدنا مجد العرب أبو فراس علي بن محمد بن غالب العامري بهمذان لنفسه:
أمتعب ما رقّ من جسمه ... بحمل السيوف ونقل الرماح
علام تكلفت حملانها وبين ... جفونك أمضى السلاح
وأنشدنا لنفسه:
كلفت به وقلت بياض وجه ... فقيل أسأت فأكلف بالنهار
فلما جف بالإصباح ليل ... وعذر قام عذري بالعذار
وأنشدنا أيضا لنفسه:
تركتك للمغضين فيك على القذى ... وأشفعت من لوم اللوائم فيك
وإني وإن قلبت قلبي على لظى ... لأرفع نفسي عن هوى بشريك
قرأت في كتاب «جريدة القصر» لأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حامد الكاتب أقطاعا أوردها لمجد العرب أبي فراس العامري ونقلتها من خطه:
لا تنكرن عليّ يا شمس الهدى ... أني مررت عليك [غير] مسلم
فالشمس لا تخفي ولكن ضؤها ... مخف لها عن ناظر المتوسم
وقوله:
لا تحتجب عن قاصديك فدون ما ... يرجون من جدواك [3] ألف حجاب
وعلى محياك المشيم جهامة ... تغشيك [4] عن باب وعن نواب
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] هكذا في الأصل.
[3] في الأصل: «حدواك» .
[4] في الأصل بلا نقط(19/31)
وقوله:
وفاتن الخلق ساحر الحلق ... منطق حيث حل بالحدق
خفت ظلالا عن ليل غرته ... فبان لي وجهه عن الفلق
بات صحفي وبت معتبقا ... لطيف كشح شهى معتنق
وقد خفينا عن الرقيب فما ... نم بنا عن يسرة العنق
وقوله:
وأزهر مثل البدر قد طاف موهنا ... علىّ بمثل الشمس من قرقف الخمر
فو الله ما أدري وقد علني ... أمن طرقه أم من مدامته سكرى
وقوله:
فارق نجد عوضا ممن يفارقه ... في الأرض وانصبت تلاف الرفه في النصب [5]
فالأسد لولا فراق الخيس ما فرست ... والسهم لولا فراق القوس لم تصب
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال: مجد العرب علي بن محمد بن غالب [1] العامري؛ شاعر مبرز محقق، وله خاطر معجز مفلق، هو الداهية الدهياء وأعجوبة الدنيا، وله المفره النفا [2] والغرة الزهراء والرتبة الشماء، يصب الشعر في قالب السحر، ويباهي الفضلاء بالنظم والنثر ويصوغه في أسلوب غريب، ومهده على قانون عجيب، له اليد البيضاء في استخراج جواهر الأفكار من بحار الخواطر، والقدم الراسخة في اختراع معان هي على فلك الفضل بمنزلة النجوم الزواهر، كلماته متوافقة المعنى واللفظ، مستوفية من الحسن أكمل الحظ، قدم في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة أصبهان، وكان مقيما بها إلى سنة ثمان وأربعين، وانهالت [3] التلامذة عليه، ومالت أعناق المستفيدين إليه، ومدح بقصائده الصدور، وشرح بفوائده الصدور وضاع [4] بها عرفه ولكن ضاع فيها عرفه فإنه غير محدود بفضله وكدى الزمان عذرا بمثله، لقيته يوما في الجامع في بعض المجامع ضيق الصدر متورع الفكر، مطرقا رأسه مصعدا أنفاسه، فسألته عن حاله فأنشدني من مقاله:
__________
[1] في الأصل: «محمد بن طالب» .
[2] هكذا في الأصل.
[3] في الأصل: «اسالت» .
[4] في الأصل: «وصاع» .(19/32)
هجرت للعدم كل خدن ... وصرت للانقباض خدنا
فلا أعزي ولا أعزى ... ولا أهني ولا أهنى
وكان أملى ديوانه على الأخ فخر الدين القسام الذي هو باكورة العصر في النظم والنثر، فكتبه وجمعه ورتبه، وقصائده التي أنشأها بالشام أجزل [1] وأحسن مما أنشأه بالعراق وقدما قيل: اللهى تفتح اللهى والبقاع تغير الطباع، وديوانه ضخم الحجم، لكني اخترت منه قصائد، وإن كان الكل فرائد، ولما وصلت إلى الشام لقيته بالموصل وهو غير زيه وهو يلبس الأتراك، جليس الأملاك قريبا من صاحبها بعيدا من مذاهب النساك.
توفي بالموصل سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
837- علي بن محمد بن غليس، أبو الحسن الزاهد:
من أهل اليمن، كان رجلا من الرجال طوف البلاد ما بين الحجاز واليمن، وصحب الأولياء والصالحين، وكانت له مجاهدات ورياضيات شديدة، وقوة على الجوع والعطش والسهر، ومقاساة البراري والقفار والجبال، حتى ظهرت كراماته وأطلع الله عباده على أحواله، قدم علينا بغداد في سنة ست وتسعين وخمسمائة، ونزل على شيخنا [أبي] [2] أحمد بن سكينة، وكانت بينهما صحبة بمكة، وكان شيخنا كثير الإعظام له، فأقام مدة، وسمع بقراءتي شيئا من الحديث على شيخنا أبي أحمد، وقد سمع الناس منه كثيرا من كلامه وحكاياته ببغداد وغيرها، وكتبوا عنه، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا.
قرأت بخط عبد الحق بن عبد العلي بن علي الأنصاري قال: أملى علي الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن غليس في المجسد الأقصى قال: قال لي شيخي علي بن عبد الرحمن الحداد: من اعتقد أنه يصل إلى الله بلا عمل فهو متمن، ومن اعتقد أنه يصل بعمله فهو متعن، اعمل وانس، فلك من لا ينسى. قال: وعلمني شيخي ابن عبد الرحمن الحداد هذا الدعاء «يا من أجله [3] عن تسميتي وندائي، أنت العالم بضري واشتكائي، وقفت على بابك بفقر فادح، وعمل غير صالح، ولم أجد رجلا يشفع،
__________
[1] في الأصل: «أحرل» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصل: «أحله» .(19/33)
ولا حصنا يصون منك ويمنع، فاصنع بي ما يليق بكرمك أن تصنع يا من يصنع ولا يصنع» .
قال: وحفظت منه هذا الدعاء يعني الحداد: «يا من لوجهه عنت الوجوه، بيض وجهي بالنظر إليك، واملأ قلبي من المحبة لك، وأجرني من زلة التوبيخ، فقد آن لي الحياء [1] منك وحان لي الرجوع من الإعراض عنك. لولا حلمك لم يسعني عملي، ولولا عفوك لم يبسط فيما لديك أملي، فأسألك بك أن تغفر لي وتخير لي ما أخبره لنفسي [2] ، وتفعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، اللهم صل على محمد وآله» .
حدثني عمر بن هبة الله العقيلي بحلب، حدثني عبد الرحيم بن علي بن شيت القرشي قال: بلغني عن ابن غليس أنه في مجيئه في طريق مكة لقي أسدا فأتى إليه، ومسك بيديه على لحييه [3] وفتح فاه إلى أن سار الحاج فخلى عنه ولحق الحاج، فكنت أسأله من أصحابه عن الدعاء الذي دعا به هل سألوه؟ فلم يخبرني أحد بشيء، فكنت أبدا كثير التطلع إلى ذلك ولم أجد أحدا أسأله عن ذلك إلى أن استدعاني الصفي بن شكر إلى دمشق، وما شككت في أنه يضرب عنقي بقصده، فلقيت رجلا يقال له أفلاطون الطبيب، وكان يخدم ابن غليس ويتردد إليه، فقال: أنا والله سألته عن ذلك، فقال: كنت ليلة في الطريق نائما فرأيت أسدا قد جاء وثار في طريق الحاج فاختبط الناس ورجع أول الحاج إلى آخره لخوفهم فجاءني هاتف قال لي: «قل: يا كلب الله! اتق الله في عباده واخضع لمن خضعت له السماوات والأرض» وامش له فإنه لا يضرك! ففعلت ذلك وقبضت على لحييه إلى أن مر الناس، قال: فلما انتبهت لم أحفل بالمنام لأني أرى في اليقظة أشياء فوق هذا، فبينا نحن سائرون في ذلك اليوم، وإذا بالحاج قد اختبط ورجع أوله إلى آخره وقالوا: هاهنا سبع ضاري، ولخوف الناس منه، فأقبلت عليه وقلت له: «يا كلب الله اتق الله في عباد الله واخضع لمن خضعت له السماوات والأرض» ومشيت إليه، فجاء جماعة من الحاج يساعدني عليه، فقلت:
لا يتبعني أحد! ثم جئت إليه ومسكت فكه الأعلى بيدي وفكه الأسفل بيدي الأخرى وقعدت، وقعد معي إلى الأرض إلى أن مر الحاج، ثم قمت ووليت عنه
__________
[1] في الأصل: «الحياء» .
[2] في الأصل: «ويختر لي ما أختره لنفسي» .
[3] في الأصل: «لحيته» .(19/34)
وجعلت ألتفت إليه فأراه ملتفتا إليّ كالتفاتي إليه، وأنا أقول له هذه الكلمات، فقال:
إن شئت- فقلت في نفسي: ما يكون ابن شكر أعظم من أسد، وصليت الجمعة في جامع دمشق، فلما مر في الجامع قلت هذه الكلمات فلم يمكن الله ابن شكر مني.
رأيت بخط الشيخ علي بن غليس في أول كتاب كتبه إلى شيخه أبي أحمد بن سكينة: خادمه علي بن غليس الذي لا يسوى فليس.
وذكر محمد بن أبي البركات بن قرباص الحموي، وقد رأيته بحلب وكان من الصالحين. قال: كان الشيخ علي بن غليس يكتب إلى والده: خادمه علي بن غليس الذي لا يسوى نصف فليس. قال: وكتب إليه آخر كتاب كتبه علي بن غليس الذي ما يسوى ربع فليس، وقد نقصت القسمة لكبر السن والتقصير في الخدمة.
ذكر صديقنا الشريف أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن القاسم الإدريسي: أن الفقيه إبراهيم بن عيسى الحسيني اليماني أنشده لابن غليس اليماني:
ألا قل لمن يهوى سوانا ... هواه حرام ولكن هوانا له الويل
ومن كان يبغي [1] رضا غيرنا ألا ... أخطى ولكن رضانا
قف وخيم على بابنا ... ترى الخير منا جهارا عيانا
سألت أبا طالب محمد بن عبد الله بن صابر السلمي عن وفاة الشيخ أبي الحسن ابن غليس، فقال: توفي بدمشق في الليلة السابعة عشر من شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
ذكر لنا غير أبي طالب أنه كان بمقبرة باب الصغير قريبا من أم الدرداء وكان قد قارب الستين- رحمه الله.
838- علي بن محمد بن غنيمة بن علي بن عصفور، أبو محمد بن شيخنا أبي عبد الله:
من أهل الحريم الطاهري، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع: أبا شجاع أحمد، وأبا نصر يحيى بن موهوب بن المبارك بن السدنك، وأبا بكر المبارك بن المبارك ابن حكيم وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به [2] .
__________
[1] في الأصل: «يبقى» .
[2] في الأصل: «لا بأس منه» .(19/35)
أخبرني أبو محمد بن عصفور، أنبأنا أحمد، ويحيى: ابنا موهوب، وأبو بكر بن الحكيم قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز الهاشمي، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن جعفر الكاتب، حدّثنا أحمد بن محمد بن صيد، أنبأنا أبو صالح المروزي، حدّثنا علي بن الحسن، حدّثنا أبو حمزة، عن عاصم، عن رزين [1] عن عمرو بن أم مكتوم قال: جئت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله! إني رجل كبير ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني، فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: «تسمع النداء؟» قال:
قلت: نعم، قال: «فما أجد لك رخصة» [2] .
توفي أبو محمد بن عصفور في سحرة يوم السبت التاسع عشر من صفر سنة ثلاثين وستمائة، ودفن بباب حرب، وقد نيف على السبعين.
839- علي بن محمد بن الفرج، أبو الحسن الواعظ، المعروف بالغربلاني:
سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وحدث باليسير، روى عَنْهُ أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بن البناء، ومحمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي في مشيختهما.
قرئ على أبي طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار، عن الشريف أبي علي ابن المهدي، وأنا أسمع، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفرج الواعظ صاحب ابن شاهين قراءة عليه في جامع الحربية، أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بن شاهين، وأنبأنا يحيى بن محاسن الفقيه بقراءتي عليه، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير قَالَا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، حدّثنا كامل بن طلحة، حدّثنا أبو هشام القواد الْبَصْرِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَحْمِلُ الْمَتَاعَ مِنَ الْبَصْرَةِ إلى الحسين بن علي عليهما السلام وكان يُمَاكِسُنِي فِيهِ فَلَعَلِّي لا أَقُومُ مِنْ عِنْدِهِ حتى يهب [3] عامته، فقلت: [يَا ابْنَ] [4] رَسُولِ اللَّهِ أَجِيئُكَ بِالْمَتَاعِ مِنَ [5] الْبَصْرَةِ تُمَاكِسُنِي فِيهِ فَلَعَلِّي لا أَقُومُ حَتَّى تَهَبَ عَامَّتَهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْمَغْبُونُ لا مَحْمُودٌ وَلا مَأْجُورٌ» .
__________
[1] في الأصل: «عن رز» .
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/423.
[3] في الأصل بدون نقط.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في الأصل: «بالمتاع إلى» .(19/36)
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بقراءتي عليه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد ابن الفرج يعرف بالغربلاني ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الحادي عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة، وحدث بيسير عن ابن [1] شاهين، ولد سنة سبع وستين وثلاثمائة.
840- علي بن محمد بن فورين، أبو الحسن:
حكى عن إبراهيم الحربي، روى عنه أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن بطة العكبري.
قرأت في كتاب ابن بطة قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن فورين، وأبا الفتح بن بنت أبي القاسم بن منيع يقولان: سمعنا أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: الناس كلهم عندي عدول إلا من عدله القاضي.
841- علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التهامي الشاعر [2] :
مولده ومنشؤه باليمن، وطرأ إلى الشام، وسافر منها إلى العراق وإلى الجبل، ولقي الصاحب بن عباد، وانتحل مذهب الاعتزال وأقام ببغداد، وروى بها شيئا من شعره، ثم عاد إلى الشام وتنقل في بلادها، وتقلد الخطابة بالرملة، وتزوج بها، وكانت نفسه تحدثه بمعالي الأمور ويحدثه إليها، وكان يكتم نسبه فيقول تارة إنه من الطالبيين، وتارة من أبي أمية، ولا يتظاهر بشيء من الأمرين.
وذكر أبو الخطاب الجبلي [3] أنه كان أديبا فاضلا شاعرا متورعا ظلف النفس متدينا متقشفا، يطلب الشيء بوجهه ولا يريده إلا من حله وبلغ من تورعه أنه كان نسخ شعر البحتري، فلما بلغ إلى أبيات هجو امتنع من كتبها وقال: لا أسطر بخطي مثالب [4] الناس ومساويهم تحرجا [5] من ذلك.
أخبرني أحمد بن أبي بكر الحافظ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي قراءة عليه، عن أبي
__________
[1] في الأصل: «عن أبي شاهين» .
[2] انظر ترجمته في: شذرات الذهب 3/204، ووفيات الأعيان 3/60- 62. والمستفاد ص 199. والنجوم الزاهرة 4/263. والأنساب 3/100. وهدية العارفين 1/686. والأعلام 5/145.
[3] في الأصل: «الحيلي» .
[4] في الأصل: «سالب» .
[5] في الأصل: «محرجا» .(19/37)
عبد الله الحميدي، أنشدنا أحمد بن إبراهيم بن محمد الكرجي، أنشدنا أبو الحسن علي ابن محمد التهامي لنفسه ببغداد سنة خمس عشرة وأربعمائة من قصيدة يرثي ولدا له:
حكم المنية في البرية جاري ... أن تسترد فإنهن عوارى ما هذه
بينا ترى الإنسان فيها محبرا ... الدنيا بدار قرار
طبعت على كدر وأنت تريدها ... حتى ترى حبرا من الأحبار [1]
ومكلف الأيام ضد طباعها ... صفوا من الأقذار والأكدار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ... متطلب في الماء جذوة [2] نار
العيش نوم والمنية يقظة ... تبنى الرجاء على شفير هار
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت ... والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجيلا إنما ... منقادة بأزمة المقدار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ... أعمالكم سفرا من الأسفار
فالدهر يخدع بالمنى ويعض إن ... هنا ويهدم ما بني بنوار
ليس الزمان وإن حرصت مساعدا ... خلق الزمان عداوة الأحرار
ومنها:
ذهب التكرم والوفاء من الورى ... وتصرما إلا من الأشعار
وفشت خيانات الثقات وغدرهم ... حتى اتهمنا رؤية الأبصار
ولربما اعترض الحليم بجاهل ... لا خير في يمنى بغير يسار
لله در النائبات فإنها صدأ ... اللئام وصيقل الأحرار
ما كنت إلا زبرة فطبعتني ... سيفا والحلق هدهن عذارى
قرأت على الشريف عَبْد الواحد [بْن] [3] مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد الهاشمي، عن محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال: أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي إذنا، أنشدنا أحمد بن إبراهيم الكرجي، أنشد أبو الحسن التهامي لنفسه:
__________
[1] في الأصل: «خيرا من الأخيار» .
[2] في الأصل بدون نقط.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/38)
عبس من شعر في الرأس مبتسم ... ما يفر البيض في اللمم
ظنت [1] مشيبته تبقى وما علمت ... أن الشبيبة مرقاة إلى الهرم
ما شاب عزمي ولا حزمي ولا خلقي ... ولا وفائي ولا ديني ولا كرمي
وإنما اعتاص رأسي غير صبغته ... والشيب في الرأس غير الشيب في الشيم
بالنفس قائلة في يوم رحلتنا ... هواك عندي فسر إن شئت أو أقم
فبحت وحدا فلامتني فقلت لها ... لا تعذليه فلم يلؤم ولم يلم
لما صفا قلبه صفت سرائره ... والسر في كل صاف غير مكتتم
كيف المقام بأرض لا يخاف بها ... لا يرجى شيئا رمحي ولا قلمي
فقبلتني توديعا فقلت لها ... كفى فليس ارتشاف الخمر من شيمي
لو لم يكن حمرها ريقها لما انتظقت ... بلؤلؤ من حباب الثغر منتظم
ولو تيقنت غير الراح في فمها وزاد ... ما كنت ممن يصد اللثم باللثم
ريقها بردا يحدره ... على حصني برد من ثغرها الشيم
إني لأطرف [2] طرفي عن محاسنه ... تكرما وأكف الكف عن لمم
ولا أهم ولي نفس تنازعني ... استغفر الله إلا ساعة الحلم
لا أكفر الطيف نعمى أنشرت رمما ... منا كما تفعل الأرواح بالرمم
والطيف أفضل قولا إن لذته ... تخلو من الإثم والتنغيص والندم
حا ما حبا [3] فأغنتنا زيارته ... عن اعتساف الفلا بالأنيق الرسم
وصل الخيال ووصل الجود إن وصلت ... سيان ما أشبه الوجدان بالعدم
والدهر كالطيف بؤساه وأنعمه ... من غير قصد فلا تمدح ولا تلم
لا تمدح الدهر في بأساء يكشفها ... فلو أردت دوام البؤس لم يدم
خالف هواك فلولا أن أهوية ... سخر لما اقتنص العقبان بالرخم
ترجو الشفاء بجفنيها وسقمهما ... وهل رأيت شفاء جاء من سقم
وتدعى الصبا نجد فإن خطرت ... كانت جوى لك دون الناس كلهم
وكيف تطفئ صبا نجد صبابته ... والريح زائدة في كل مضطرم
أصبوا وأصحوا ولم يكلم ببائقة ... عرضي كما تكلم الأعراض بالكلم
__________
[1] في الأصل: «طبت» .
[2] في الأصل: «لا أطرق» .
[3] في الأصل: «حاب» .(19/39)
ولا أريد ثناء لا يصدقه فعلى ... ولا أرتضى في التهم بالتهم
لا تحسبي حسب الآباء مكرمة ... فمن يقصر عن غايات مجدهم
حسن الرجال بحسناهم وفخرهم ... بطولهم في المعالي لا بطولهم
ما غابني حاسدي إلا شرفت به ... فحاسدي منعم في زي منتقم
فالله يكلا حاسدي ما نعمهم ... عندي وإن وقعت من غير قصدهم
ينبهون على فضلي إذا كتبت ... صحيفتي في المعالي عنونت بهم
قرأت على أبي الكرم العباسي، عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا محمد بن أبي نصر الحميدي من كتابه، أنشدنا أحمد بن إبراهيم الكرجي، أنشدنا أبو الحسن التهامي لنفسه ببغداد:
هل الوجد إلا أن تلوح خيامها ... فتقضي بإهداء السلام ذمامها
وقفت [1] بها أبكي وترزم أينقى ... وتصهل أفراسي وتدعو حمامها
ولو بكت الورق الحمائم شجوها ... بعيني محا أطواقهن انسجامها
وفي كبدي أستغفر الله غلة ... إلى برد [2] يثنى عليه لثامها
وبرد رضاب سلسل غير أنه ... إذا شربته النفس زاد هيامها
فيا عجبا من غلة كلما ارتوت ... من السلسبيل العذب زاد اضطرامها
كأن بعيد النوم في رشفاتها ... سلاف رحيق رق منها مدامها
وتعبق رياها وأنفاسها معا ... كنافجة قد فض عنها ختامها
ولم أنسها يوم التقى در دمعها ... ودر الثنايا فذها وتوامها [3]
وقد بسمت عن ثغرها فكأنه ... قلائد در في العقيق انتظامها
وقد نثرت در الكلام بعتبها ... ولذ بسمعي عتبها وملامها
فلم أدر أي الدر أنفس قيمة ... أأدمعها أم ثغرها أم كلامها
وقد سفرت عن وجهها فكأنما ... تحسر عن شمس النهار جهامها
ومن حيثما دارت بطلعتها ترى ... لإشراقها في الحسن نورا تمامها
وألقت عصاها في رياض كأنما ... يفض عن المسك الفتق ختامها
وضاحكها نور الأقاحي فراقني ... تبسمه رأد الضحى وابتسامها
__________
[1] في الأصل: «ووقفت» .
[2] في الأصل: «برد» .
[3] في الأصل: «قدها وثوامها» .(19/40)
نظرت ولي عينان عين ترقرقت ... ففاضت وأخرى حار فيها جمامها
فلم أر عينا غير سقم جفونها ... وصحة أجفان الحسان سقامها
خليلي هل يأتي مع الطرف نحوها ... سلامي كما يأتي إلى سلامها
ألمت بنا في ليلة مكفهرة ... فما سفرت حتى تجلي ظلامها
أتت موهنا والليل أسود فاحم وهل ... طويل حكاه فرقها وقوامها
نافعي أن يجمع الدار بيننا ... بكل مقام وهي صعب مرامها
أسيدتي رفقا بمهجة وامق ... يعذبها بالبعد منك غرامها
لك الخير جودي بالجمال فإنه ... سحابة صيف ليس يرجى دوامها
وما الحسن إلا دولة فاصنعي بها ... بدا قبل أن يمضي ويعبر دامها
أرى النفس تستحلى الهوى وهو حتفها ... بعيشك هل يحلو لنفس حمامها
أخبرنا أبو الفتوح نصر بن محمد الحافظ بقراءتي عليه في يوم التروية بعرفة، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سلمان، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد التهامي وقد ورد علينا الأنبار وجاءه قوال يعرف بابن المعلم فقال: إن رأى سيدنا أن يلقى علي من النظم الشريف ما ألحنه، فأنشد في التنقل:
حازك البين حين أصبحت ... بدرا إن للبدر عذرا
ارحلي إن أردت أو فأقيمي ... أعظم الله للهوى في أجرا
لا تقولي لقاؤنا بعد عشر ... لست ممن يعيش بعدك عشرا
سقام الجفون أمرض قلبي ... ليت أن الجفون تبرى فأبرا
كتب إلى أبو اليمن الكندي: أن محمد بن عبد الباقي الفرضي أخبره عن أَبِي غالب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بشران الواسطي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن محمد التهامي لنفسه:
لها ريقة أستغفر الله إنها ... ألذ وأشهى في المذاق من الخمر
وصارم طرف ما يفارق غمده ... ولم أر سيفا قط في غمده يفري
كتب أبو جعفر الْوَاسِطِيُّ: أَنَّ أَبَا الْكَرَمِ خَمِيسَ بْنَ عَلِيٍّ الجوزي أخبره قال: سمعت أبا الحسين بن النجم بن بيان الموصلي الشاعر يقول: بت مع أبي الحسن التهامي في(19/41)
خان بميافارقين فلسعته عقرب في بعض الليل فسكت إلى الغداة، فلما انتشر الناس صاح وتألم، فقلت: ما لك؟ فقال: لسعتني عقرب، قلت: متى! قال: في الليل، قلت:
فكيف سكت إلى الآن؟ [فقال] [1] : احتملت لئلا ينزع الناس بي ويتنغضوا بنومهم.
ذكر أبو الخطاب الجبلي: أن التهامي أظهر الانتساب في ولد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وحصل في أحياء طي ودعا إلى نفسه، فأنفذ الطاهر بن الحاكم صاحب [مصر] [2] إلى ابن عليان أمير طي، فقبض عليه وأنفذه إلى مصر فحبس بها وقيل إنه قتل.
842- علي بن محمد بن فهد العلاف، أبو الحسن [3] :
أخو أبي علي الحسن الذي تقدم ذكره، وكان أكبر من أبي علي بثلاث سنين، وهو حمو أبي علي البناء، سمع: أبا الفتح يوسف بن عمر القواس، وأبا حفص عمر ابن أحمد بن شاهين، وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت، وأبا عمر عبد الواحد ابن محمد بن مهدي، روى عنه: أبو علي بن البناء في مشيخته، وذكر أنه كان كثير السماع، من أهل السنة والصلاح.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عثمان الفقيه، أنبأنا أبو [علي] [4] الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فهد العلاف، أنبأنا يوسف بن عمر بن مسرور القواس الزاهد، حدّثنا البغوي، حدّثنا عقبة بن مكرم أبو عبد الملك البصري، حدّثنا عبد الله بن عيسى، عن يونس، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم قال: «الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء» [5] .
843- علي بن محمد بن القاسم، أبو البناء [6] الكلوذاني:
روى عنه: أبو بكر بن كامل في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع الحديث الكثير بنفسه وأنه كان يقول الشعر، وذكر أنه سمع منه في شوال سنة تسع عشرة وخمسمائة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من المستفاد
[3] انظر ترجمته في: تكملة الإكمال ص 208. والعبر للذهبي 4/9.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1/84.
[6] سيأتي في السند التالي أنه: «أبو الثناء» .(19/42)
قرأت على أبي محمد الأمين قال: عن أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قال: أنشدني أبو الثناء بن محمد الكلوذاني لنفسه:
قد خلت الدنيا من الناس ... أين أولوا المعروف والناس
لا أحد يرجى ولا يتقي ... الحمد لله على الناس
844- علي بن محمد بن مكرم بن أبي عبد الله بن محمد، أبو الحسن القواس، المعروف بالشكري:
ذكر لي أن جده كان [1] من أهل سجستان ويقال: إنه السجزي، فأبدله العوام فقالوا: الشكري فعرف به، كان يتولى فيء البندق، وقرأ الأدب على شيوخنا وقال الشعر، وسمع كثيرا من الحديث، وكتب الأدب من شيوخنا كأبي الفرج بن كليب وأبوي القاسم ذاكر بن كامل وابن بوش وأمثالهما، وكتب بخطه كتبا، ثم إنه سافر إلى الشام وديار مصر وكان صديقنا، وكان حسن الأخلاق متوددا، وأقام هناك مدة طويلة وجالس الأدباء والفضلاء، وكان يتجر، ويروى هناك شيئا من مسموعاته، ورأيته بدمشق ومصر، وكان صديقنا وكان حسن الأخلاق متوددا محبا لأهل العلم وأهله، قدم بغداد في سنة خمس وعشرين وستمائة، وأقام بها إلى حين وفاته وحدث، وكتب الناس عنه، وعلقت عنه شيئا يسيرا ولم يكن به بأس.
أخبرني علي بن محمد القواس، أنبأنا علي بن يحيى بن علي الكاتب قال: كتب إلى أبو سعد محمد بن محمد المطرز، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد قالا: أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قراءة عليه، حدّثنا محمد بن حميد، حدّثنا حامد بن شعيب، حدّثنا بشر بن الوليد، حدّثنا عثمان بن مطر، عن معمر بن راشد، عن خلاد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم: «ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله» ، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: «أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس» .
سألت أبا الحسن القواس عن مولده فذكر أنه يكون تقديرا في سنة خمس وستين وخمسمائة ببغداد.
وتوفي فِي شهر رمضان من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
845- علي بن محمد بن الكيس، أبو القاسم:
__________
[1] في الأصل: «أن جده كان جده من ... » .(19/43)
روى عن: أبي بكر القطيعي حكاية رواها عنه رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قرأت على أبي بكر الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي: أن أبا محمد التميمي أخبره قال:
سمعت الأستاذ أبا القاسم علي بن محمد بن الكيس يقول: [سمعت] [1] أبا بكر أحمد ابن جعفر بن مالك القطيعي في مسجده بعد عشاء المغرب بحضرة جدك أبي القاسم هبة الله بن سلامة المفسر يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول: كنت أصبو فأخذ أبي بيدي وعبر بي الجسر فمضى إلى جامع الرصافة، فلما انتهينا إلى جامع الرصافة رأينا حبابا فيها السويق والسكر والماء المبرد بالثلج، وخدما في أيديهم الطاسات يقولون للناس: اشربوا على حب معاوية بن أبي سفيان! قال: يا أبة من معاوية؟ فقال: هؤلاء قوم بغضوا رجلا لم يكن لهم إلى الطعن عليه سبيل فأحبوا أعداءه.
قال الشيخ: أحفظ هذه الحكاية عن ابن مالك فهذه حكاية عجيبة ظريفة من قول أحمد رضي الله عنه.
846- علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن البدري الْحَافِظ:
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ محمد بن عبد الباقي: أن القاضي أبا المظفر هناد ابن إبراهيم النسفي أخبره، أنبأنا عبد الملك بن عيسى بن محمد الوراق بعكبرا، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن المبارك البدري الحافظ بعكبرا، أنبأنا الحافظ أبو القاسم الحسن بن محمد بن سلمة القادسي، أنبأنا أبو سعيد المفصل بن محمد الجندي، حدّثنا عبد الله بن أبي غسان، ومسلمة بن شبيب قالا: حدّثنا أبو الحسن الكوفي، حدثني محمد بن الجهم بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كان البيت قبل هبوط آدم ياقوتة من يواقيت الجنة وكان لها بابان شرقي وغربي- وذكر حديثا طويلا» [2] .
847- علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن النهري:
الفقيه الحنبلي، قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء حتى برع في المذهب والخلاف، وكان قيما بالفرائض، ودرس في حياة شيخه وبعد وفاته، وكان حسن الكلام في المناظرة ظريفا من ملاح البغداديين، سمع الحديث من شيخه
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر: تاريخ مكة للأزرقي 1/8.(19/44)
أبي الفراء ومن أبي الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل المخبري، وما أظنه روى شيئا من الحديث، كان مولده بالكرخ بدرب النهر فلهذا قيل له النهري.
أخبرني محمد بن يوسف، أنبأنا أبو العز الحنبلي، أنبأنا القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء قال: سمعت أبا الحسن النهري يقول: كنت في بعض الأيام أمشي مع القاضي الإمام والدك فالتفت فقال لي: لا تلتفت إذا مشيت فإنه ينسب فاعل ذلك إلى الحمق. قال: وقال لي والدك يوما آخر وأنا معه: إذا مشيت مع من تعظمه أين تمشي منه؟ فقلت: لا أدري، فقال: عن يمينه تقيمه مقام الإمام في الصّلاة وتخلى له الجانب الأيسر إذا أراد أن يستنثر أو يزيل أذى جعله في الجانب الأيسر.
قرأت بخط أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: توفي أبو الحسن النهري عشية يوم الجمعة ودفن يوم السبت لأربع خلون من ذي القعدة من سنة تسع وثمانين وأربعمائة. ورأيت وفاته بخط أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ كذلك، وذكر أنه دفن في مقبرة الجامع بباب البصرة.
848- علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن النجار:
من أهل شارع دار الرقيق، سمع أبا الحسن علي بن طاهر بن الملقب الموصلي، وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
قرأت في كتاب عُمَر بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن سهلان بخطه قَالَ: مات أَبُو الحسن علي بْن مُحَمَّد بن المبارك النجار فِي شهر رمضان من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
849- علي بْن مُحَمَّد بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن بكروس، أبو الحسن بن أبي بكر ابن أبي العز الحمامي [1] :
من ساكني درب القيار، وهو أخو أحمد الذي تقدم ذكره، وعلى الأصغر، قرأ الفقه على أبي بكر الدينوري، والفرائض والحساب على الحسين الشقاق، وسمع الحديث بنفسه من الشريف أبي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله وأبوي القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، وأخيه يحيى، وأبوي بكر محمد
__________
[1] انظر ترجمته في: تكملة الإكمال ص 209.(19/45)
ابن الحسين بن المزرفي [1] ، ومحمد بن عبد الباقي البزاز وغيرهم.
ولم يزل يقرأ على المشايخ ويفيد جيرانه إلى آخر عمره. حدث باليسير وكان صدوقا صالحا متدينا حسن الطريقة، حافظا لكتاب الله يفهم طرفا صالحا من الفقه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد الخياط جارنا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المبارك ابن بكروس قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي قراءة عليه، وأنبأنا علي ابن محمد الخياط، أنبأنا محمد بن علي أبو غالب قالا: أنبأنا محمد بن أحمد بن المسلمة، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ معروف إملاء، حدّثنا جعفر بن محمد بن المغلس، حدّثنا محمد بن زياد الزيادي، حدّثنا عبد الوارث، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ قَالَ: «أعوذ بالله من الخبث والخبائث» [2] .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن الفرضي قال: سألته- يعني أبا الحسن بن بكروس- عن مولده، فقال: في رجب سنة أربع وخمسمائة.
أنبأنا أبو بكر بْن مشق- ونقلته من خطه- قال: توفي أبو الحسن بن بكروس في ليلة الإثنين ثالث ذي الحجة سنة ست وسبعين [3] وخمسمائة ودفن من الغد بباب حرب، ومولدي في ثامن ذي الحجة سنة أربع وخمسمائة.
850- علي بن محمد بن المحسن بن يحيى بن جعفر بن علي بن محمد بن علي ابن مُوسَى بْنُ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، أبو غالب العلوي الحسيني، نقيب مشهد باب التبن:
سمع القاضي أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي وغيره، وحدث باليسير، روى عنه: أبو القاسم المبارك بن محمد بن الحسين بن البزوري، وأبو طاهر السلفي، وكتب عنه: أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن محمد البخلي، ونقلت نسبه بخطه.
أخبرنا عتيق بن الحسن الأنصاري بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنبأنا أبو طالب علي بن محمد بن المحسن نقيب المشهد ببغداد، أنبأنا أبو الحسين محمد
__________
[1] في الأصل: «المزوقي» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/26.
[3] في الأصل: «سنة أربع وخمسمائة» .(19/46)
ابن علي بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا محمد بن هارون الحضرمي، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا إسماعيل [1] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي الخليل [2] ، عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا رزقا بركة بيعهما وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما» [3] .
وأنبأنا عتيق بن الحسن أن السلفي أخبره أنه سأل أبا طالب النقيب عن مولده فذكر أنه سنة ثلاث وأربعمائة، وأنه سمع ابن قشيش وآخرين.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات الشريف أبو طالب علي بن المحسن العلوي نقيب المشهد بمقابر قريش يوم الأربعاء تاسع عشر المحرم سنة خمسمائة وكان قد جاوز المائة سنة من عمره.
851- علي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد بن محمد بن البيضاوي، أَبُو القاسم بْن أَبِي الْحَسَن بْن أبي عبد الله الفقيه الشافعي:
سبط القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، كان شابا فاضلا صالحا من الأدب [4] الأئمة والقضاة، سمع كثيرا من الحديث، ومات قبل والده، ذكر أبو الفضل ابن خيرون أنه مات في يوم الثلاثاء سادس عشري شهر رمضان سنة خمسين وخمسمائة، وكان شابا صالحا.
852- علي بن محمد بن محمد بن النعمان، المعروف بابن المعلم، أبو القاسم ابن أبي عبد الله المفيد:
كان والده من شيوخ الشيعة ورؤسائهم، وله مصنفات على مذهب الإمامية، حدث على هذا بشيء يسير فكان بلغنا بحمام [5] .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس، حدّثنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفي أبو القاسم علي بن محمد بن محمد بن
__________
[1] في الأصل: «بن إسماعيل بن أبي عروبة عن أبي قتادة» .
[2] في الأصل: «الحليل» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/402.
[4] هكذا في الأصل.
[5] هكذا في الأصل.(19/47)
النعمان بن المعلم صاحب الحمام في يوم الأحد الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وأربعمائة، وقد سمع منه أحاديث يسيرة قوم.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم الحمامي في يوم الأحد ثالث جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وأربعمائة، كان يذكر أنه سمع من أبي الفضل الشيباني ولم يصح عنه شيء.
853- علي بن محمد بن محمد بن الحسن الديناري، أبو الحسن بن أبي الفتح النحوي [1] :
تقدم ذكر والده، كان على هذا ممن يشار إليه في النحو وعلم الأدب، درس النحو ببغداد بعد وفاة أبي القاسم الرقي في السابع من شهر ربيع الآخر سنة خمسين وأربعمائة، وروى عن والده، روى عنه أبو نصر بن المجلي.
أنبأنا ترك بن محمد الكاتب قال: قرئ على عبد الرحمن بن زيد بن الفضل عن أبي نصر هبة الله بن علي بن المجلي وأنا أسمع قال: أنشدني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن الحسن بن الديناري النحوي، أنشدنا أبي، أنشدنا أبو الحسين اللغوي لنفسه:
من كان في الدنيا له شارة ... فنحن من نظارة الدنيا
رمقها من كثب [2] حسرة ... كأننا لفظ بلا معنى
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ، عَنْ أَبِي الْبَرَكَاتِ بن السقطي قال: مات أبو الحسن بن الديناري [3] ببلد النيل في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
ذكر غير ابن السقطي أن وفاته كانت في رجب من السنة.
وذكر محمد بن طاهر المقدسي: أنه مات في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
854- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البسطامي، أبو الحسن [4] :
قرأ الفقه على القاضي أبي عبد الله الصيمري، وحصل منه طرفا صالحا، وشهد
__________
[1] انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 5/453.
[2] في الأصل: «زمقها كسب» .
[3] في الأصل: «الأنباري» .
[4] انظر ترجمته في: الجواهر المضية 1/374.(19/48)
عند قاضي القضاة ابن الدامغاني في يوم الثلاثاء لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة فقبل شهادته، وتولى القضاء بباب الطاق، والنظر بالمارستان العضدي، وروى عن خاله شيئا من شعره، وروى عنه أَبُو نصر هبة اللَّه بْن عَلِيّ بن المجلي.
قرأت في كتاب أبي نصر بن المجلي بخطه وأنبأنيه عنه علي بن يوسف، عن عبد الرحمن بن زيد عنه، أنشدنا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البسطامي، أنشدنا خالي أبو يعلى الحسين بن عبد العزيز بن محمد الشالوشي يرد على من عاب عليه قوله في قصيدة ذكر فيها الضريحة ولم يقل الضريح بغيرها من قصيدة:
هذا الفرزدق بحر الشعر ينعته ... والبحر توجد أحيانا به الدرر
رثى ابن ليلى بن مروان قال به ... عبد العزيز الذي من نجله [1] عمر
لله أرض أجنته ضريحتها ... وكيف يدفن في الملحودة القمر
قرأت في كتاب أبي علي بن البرداني بخطه قال: حدثني سلطان بن عيسى: أن مولد القاضي أبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن البسطامي في سنة أربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي أبو الحسن علي بن محمد البسطامي أحد الشهود المعدلين في يوم الخميس تاسع ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة معروف الكرخي.
855- علي بن محمد بن محمد بن الطيب بن أبي يعلى بن الجلابي [2] ، أبو الحسن، المعروف بابن المغازلي:
من أهل واسط، والد محمد الذي قدمنا ذكره، سمع كثيرا وكتب بخطه وحصل، وخرج التاريخ وجمع مجموعات، منها الذيل الذي ذيله على «تاريخ واسط» بحشل [3] ومشيخة [4] لنفسه، وكان كثير الغلط، قليل الحفظ والمعرفة، سمع أحمد بن المظفر بن أحمد العطار، وأبا الحسن علي بن عبد الصمد بن عبيد الله الهاشمي، وأبا بكر أحمد بن
__________
[1] في الأصل بدون نقط.
[2] في الأصل: «الحلاني» .
[3] في الأصل: «لحشل» .
[4] في الأصل بدون نقط.(19/49)
محمد بن أحمد الهاشمي الخطيبين، وأبا طالب مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان الصيرفي البغدادي، وعبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمن الواسطي العدل بقراءة الحميدي عليه وأنا أسمع ببغداد.
وأنبأنا القاضي الفقيه أبو علي يحيى بن الربيع الواسطي، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الجلابي [1] قراءة عليه قال: أخبرني والدي، أنبأنا أحمد بن المظفر، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو خليفة الْفَضْل بْن الحباب الجمحي، حدّثنا مسدد، عن يحيى، عن حميد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم قال: «دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت: لمن هذا؟ قيل: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، قلت: من هذا؟ قيل: عمر بن الخطاب» [2] .
أخبرني عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قَالَ: سَأَلت أبا الكرم خميس [3] بْن علي الجوزي [4] عن أبي الحسن علي بن محمد بن الطيب المغازلي، فقال: كان مالكي المذهب، شهد عند أبي الفضل محمد بن إسماعيل، وكان عارفا بالفقه والشروط والسجلات، سمع الحديث الكثير عن عالم من الناس من أهل واسط وغيرهم، وجمع التاريخ المجدد التالي لتاريخ بحشل، وأصحاب شعبة، وأصحاب يزيد بن هارون، وأصحاب مالك، وكان مكثرا خطيبا على المنبر يخلف [5] صاحب الصّلاة بواسط، وكان مطلعا على كل علم من علوم الشريعة، عرف ببغداد بعد الثمانين وأحدر إلى واسط فدفن بها، وكان يوما مشهودا.
ذكر أبو نصر محمود بن الفضل الأصبهاني، ونقلته من خطه: أن أبا الحسن بن المغازلي قدم بغداد فأقام بها أياما يسيرة، ثم نزل إلى دجلة بباب العزبة ليتوضأ فوقع في الماء، وأخرج من وقته ميتا، وحمل إلى واسط فدفن بها، وذلك يوم الأحد عاشر صفر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
__________
[1] في الأصل: «الحلابي» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/1040. ومسند أحمد 3/107.
[3] في الأصل: «أبا الكريم حميس» .
[4] في الأصل: «الجورى» .
[5] في الأصل: «محلف» .(19/50)
856- علي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن شعيب بن الحسن الشيباني، أبو الحسن بن أبي نصر بن أبي الطيب بن أبي بكر بن أبي القاسم الخطيب، المعروف بابن الأخضر [1] :
من أهل الأنبار، كان يتولى الخطابة بها، قدم بغداد في صباه وأقام بها مدة يتفقه على مذهب أبي حنيفة، وسمع بها الحديث من أَبِي أَحْمَد عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الفرضي، وأبي عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن مهدي، وأبي الحسن محمد ابن أحمد بن رزق الله البزاز، وأبي الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران، وأبي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الغزال، وأبي مُحَمَّد الْحَسَن بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن رامين الأسترآباذي، وأَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دوست العلاف، وأبي بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عنترة الموصلي، ومحمد بن أحمد بن يوسف الصياد، وأحمد بن مُحَمَّد بن غالب البرقاني، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، وغيرهم، وحصل النسخ والأصول، وعمّر [عمرا] [2] طويلا حتى حدّث بجميع مروياته بالأنبار وبغداد مرارا، وسمع منه الحفاظ والكبار، وقصده الطلبة من البلدان ومضى على الاستقامة، روى عنه: من أهل الأنبار ولده أبو بم [3] يحيى، وأبو الفتح محمد بن أحمد بن عمير الخلال، وخليفة بن محفوظ المؤدب، والقاضي محمد بن محمد بن الصفار، ومن أهل بغداد: أبو غالب بن البناء، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو منصور بن الجواليقي، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو بكر بن الزاغوني، ومحمد بن مسعود بن السدنك، وأبو الفتح ابن البطي، وجماعة غيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي المجد الحربي، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد بن البناء، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن مُحَمَّد بْن الخطيب الأنباري المعروف بابن الأخضر، قدم علينا بغداد قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بن محمد الديباجي، أنبأنا إسماعيل الصفار، حدّثنا أحمد يعني ابن منصور، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يتمنى [4] أحدكم الموت لضر أصابه» [5] .
__________
[1] انظر ترجمته في: الجواهر المضية 1/374.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من الجواهر المضية.
[3] هكذا في الأصل.
[4] في الأصل: «لا ينمي» .
[5] انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1/920(19/51)
أخبرنا محمد بن نصر أبو الفتوح الحافظ معرفة، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي، أنشدنا الخطيب أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الأنباري، لنفسه في المقتدى بأمر الله أمير المؤمنين:
يا أيها المولى الإما ... م ومن يناط به الأمور
يا واحدا في الكرما ... ت فما يعاد له نظير
مثلي يعان على الزما ... ن فما بقي مني يسير
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي، عن أبي الحسن علي بن الخطيب الأنباري فقال: حدّث عنه جماعة وكان صدوقا لا بأس به.
قرأت عَلَى أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: سألت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ، عن علي بن محمد الخطيب الأنباري فقال: كان يذهب مذهب الرأي ثقة فيما كان عنده، محبا للحديث والإسماع.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، عن علي بن محمد الخطيب الأنباري فقال: شيخ ثقة.
كتب إلي علي بن المفضل الحافظ: أن علي بن عتيق بن مؤمن أخبره، عن القاضي عياض بن موسى التجيي قال: سألت القاضي أبا علي الحسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سكرة، عن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري فقال: كان أقطع اليد حنفي المذهب، قديم السماع، ذكر لي أنه سأل وهو صبي في مجلس الشيخ أبي حامد الإسفراييني، عن مسألة الوضوء من مس الذكر وقال لي: رأيت جد جدي وأنا اليوم جد جد.
قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الخطيب الأنباري، وكان أقطع من يده اليمنى، سمعت صالح بن علي بن النفيس ابن عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ الأَنْبَارِيُّ العدل قدم علينا يقول: لما دخل البساسيري [1] الأنبار أمر جدنا عليّا، وكان الخطيب بها يومئذ أن يقطع الخطبة للإمام
__________
[1] في الأصل: «القساسيري» .(19/52)
القائم بأمر الله، ويخطب للمستنصر صاحب مصر، فلما صعد المنبر خطب للإمام القائم، ولم يمتثل أمر البساسيري، فقبض عليه البساسيري، وأمر بقطع يده على المنبر فقطعت فنحن نعرف بيني الأقطع.
قرأت بخط أبي نعيم عبد الله بن الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني، وأنبأنيه عنه أبو عبد الله الفارقاني قال: سمعته يعني أبا الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري يقول: ولدت في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة لاثنتي عشرة خلون منه في يوم الجمعة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن الخطيب الأنباري الأقطع ويعرف بابن الأخضر في العشر الأول من شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة بالأنبار ودفن بها، وهو آخر من حدث في الدنيا عن أبي أحمد الفرضي وبلغ من العمر خمسا وتسعين سنة.
857- علي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن قنين العبدي، أبو الحسن الخزاز:
من أهل الكوفة، قدم بغداد في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وحدث بها عن أبي طاهر محمد بن محمد بن الحسين بن الصباغ القرشي. سمع منه أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وأبو طاهر محمد بن محمد السنجي [1] المروزيان، وقد حدث السنجي عنه.
قرأت بخط أبي طاهر السلفي، وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدسي بمصر، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قنين العبدي بالكوفة كان شيخا كبير السن كثير البر وصولا للرحم، وكان زيدي المذهب عبدي النسب مثنيا [2] على الصحابة مع ميله إلى القرابة.
أخبرني الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قرأت بخط والدي:
قدم ابن قنين علينا بغداد وحدثنا وسألته عن مولده، فقال: سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
قرأت فِي كتاب أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بن محمد بن خسرو البلخي بخطه قال: مات
__________
[1] في الأصل: «السيخي» .
[2] في الأصل: «مثبنا» .(19/53)
ابن قنين الكوفي بالكوفة في ذي القعدة سنة إحدى وخمسمائة.
858- علي بن محمد بن محمد بن جهير، أبو القاسم بن أبي نصر الوزير [1] :
كان يلقب بزعيم الرؤساء، وهو أخو الوزير عميد الدولة أبي منصور محمد، ولي النظر بديوان الزمام بعد وفاة أبي نصر محمد بن أحمد بن جميلة صاحب الديوان في جمادى الأولى سنة ستين وأربعمائة، فنظر فيه أربعة عشر سنة حتى عزله المقتدي بأمر الله بأبي الحسن علي بن الحسين بن المعوج، وخرج مع والده أبي نصر، ذكر شرف الدولة مسلم بن قريش فرد إليه حصار ميافارقين ومحاربة أهلها، فأخذ البلد ونظر بعد وفاة والده في الموصل وديار ربيعة، ثم ورد بغداد في وزارة أخيه أبي منصور محمد، فلما قبض على أخيه وعلى أخيه محمد الكافي أبي البركات جهيز تقدم المستظهر بالله بصيانته وأمره بملازمة منزله وهو يخاف ويحذر إلى أن هرب إلى عند سيف الدولة، وأقام عنده أحد عشر شهرا حتى استدعى المستظهر لوزارته في آخر شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة، وخلع عليه في يوم الخميس لثلاث خلون من شهر رمضان، فلم يزل وزيرا حتى عزل في يوم الأحد الرابع عشر من صفر سنة خمسمائة، فكانت مدة وزارته ثلاث سنين وخمسة أشهر وأيام ونقضت [2] داره ولم تحمد سيرته في ولايته، ونفذ سيف الدولة من أخذه، وعاده إلى الحلة فأقام عنده إلى أن قتل سيف الدولة، فنفذ السلطان محمد، فاستدعاه فوصل إلى بغداد في شهر رمضان سنة إحدى وخمسمائة، وقيل له: هذا ابن الحصين يكبك ويكب أهلك في النفس والمال والجاه والحال، وقد أمكنك أن تقاتله على هذه الحال، فقال: معاذ الله أن أبسط في ذكره لساني أو أخط بما يسوؤه بناني ولأبذلن له جهدي في إصلاح قلب السلطان، ولأحفظنه كما أحفظ أداني الأولاد والإخوان، وخرج من المعسكر، وعاد بعد سنة من خروجه وزيرا في يوم الفطر سنة اثنتين وخمسمائة، وخلع عليه يوم الإثنين لسبع خلون من شوال، ولم يزل على ولايته إلى حين وفاته، وكان قد تدرج في الولايات والمراتب خمسين سنة، وكان معروفا بالرزانة والحلم، موصوفا بجودة الرأي والتدبير، وحسن التأني [3] في الأمور والصبر والسكينة.
وقد رأيت له سماعا من القاضي أبي المظفر منصور بن أحمد البسطامي ببلخ بقراءة
__________
[1] انظر ترجمته في: النجوم الزاهرة 5/186. ومرآة الزمان 8/55.
[2] في الأصل بدون نقط.
[3] في الأصل: «أنتاني» .(19/54)
أبي محمد بن السّمرقندي في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، فلعله كان هناك في رسالة من الديوان والله أعلم، وما علمت أنه حدّث بشيء.
قرأت بخط أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: الوزير مجد الدين أبو القاسم علي بن فخر الدولة أبي نصر محمد بن محمد بن جهير مولده بالموصل سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي الوزير أبو القاسم علي بن محمد بن محمد بن جهير في يوم الإثنين سادس عشري ربيع الأول من سنة ثمان وخمسمائة، ودفن في يومه في داره بباب العامة.
وذكر ابن الهمداني أنه نقل إلى تربة أخيه عميد الدولة، قال: ولم يخلف بعده من يجرى مجراه في علو سنه واشتهار اسمه.
859- علي بن محمد بن محمد بن جهور، أبو الكرم:
من أهل واسط، قدم بغداد في سنة سبع وتسعين وأربعمائة في رجب وفي سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وحدث بها في المرتين عن القاضي أبي تمام علي بن محمد بن الحسن العبدي، وأبي غالب مُحَمَّد بن أَحْمَد بن بشران، سمع منه أبو عبد الله الحسين ابن محمد ابن خسرو البلخي، والحسين بن محمد العربي وروى عنه.
قرأت على ابن الجوزي، عن العربي، أنبأنا أبو الكرم علي بن محمد بن محمد بن جهور الواسطي، قدم علينا بقراءة [1] البلخي عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن دينار، أنبأنا أبو بكر محمد ابن الحسن بن مقسم المقرئ، حدّثنا يحيى بن عبد الباقي الثغري، حدّثنا إدريس ابن سليمان الكاتب الرملي، حدّثنا حمزة بن ربيعة، عن يحيى بن راشد، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمضان فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ وَلا الْمُفْطِرُ على الصائم [2] .
860- علي بن محمد بن محمد بن الحارث القرشي:
شاعر، مدح الإمام المستظهر بالله، وبيض.
__________
[1] في الأصل: «بقراءتي» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/261.(19/55)
861- علي بن محمد بن محمد بن قنين، أبو الحسن:
شاب، قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث الكثير من أبي الحسين بن الطيوري وأمثاله، ومات قبل أوان الرواية، ذكر لي شيخنا أبو محمد بن الأخضر أنه سمع محمد ابن ناصر الحافظ يذكر أن ابن قنين كان يسرق أصول ابن الطيوري منه، فلم ينفعه الله بالعلم.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن قنين ليلة الجمعة السادس عشر من شهر رمضان من سنة أربع عشرة وخمسمائة، وصلى عليه يوم الجمعة بجامع المنصور وحضرت ذلك، ودفن بمقبرة جامع المنصور، وكان مولده سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وكان قد قرأ القرآن وسمع الحديث، وكان مجتهدا في ذلك مستهبا [1] له.
قرأت في كتاب التاريخ لأبي الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني قال: مات أبو الحسن علي بن قنين يوم الخميس خامس عشر رمضان سنة أربع عشرة وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور، وكان قد سمع الحديث الكثير، وقرأ القرآن وشيئا من العربية والفقه وهو شاب لم يحدث بكثير.
862- علي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْنِ عامر الوكيل، أبو الحسن:
والد محمد وأحمد المقدم ذكرهما، كان حاجب الحجاب في أيام المسترشد بالله [2] .
سمع شيئا من الحديث من أبي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي، وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر بن كامل بن أبي غالب، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وبلغني أنه توفي يوم السبت لسبع خلون من شعبان سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
863- علي بن محمد بن محمد بن النقيب الشهرستاني، أبو الحسن:
أخو محمد بن محمد الذي قدمنا ذكره، رتب نائبا في الحسبة ببغداد عن القاضي أبي العباس الكرخي في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وكان مشددا على الناس في الحسبة، وكان أديبا يقول الشعر، كتب عنه أبو بكر بن كامل شيئا من شعره وأورده في معجم شيوخه.
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] في الأصل: «الأيام المسترشد به» .(19/56)
قرأت على أبي محمد إسماعيل بن سعد الله الأمين عن أبي بكر [1] المبارك [بن] [2] كامل بن غالب الخفاف قال: أنشدني القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن النقيب الشهرستاني لنفسه وكتب لي بخطه:
خففي يا نفس عني ... ويك كم هذا التجني
واتركي الجهل فقدته ... وين منه كل فن
ودعي الحرص مع الآ ... مال فيه والتمني
وايقظي من رقدة الغف ... لة للشوب وحني
عجبي والموت يأتي ... بغتة إذ تطمأني
كم تغريني فإني ... خائف أن يدهمني
راقبي الله وتحت ال ... خوف منه فاستكني
واذكري البعث إلي ... هو اذكري ذاك فإني
ليس لي إلا جواب ... واحد إذ يسألني
نفثي بالجود منه ... فرجائي حسن ظني
ويك يا نفسي أراني ... قبل أن يكبر سني
كنت ذا قلب خشوع ... فيه لين وتثني
وأرى الآن معاصي ... كأزلت ذاك عني
يا أخي قل مثل قولي ... بحنين وفقني
ارحموا ذلي فإني ... ضاع ذاك القلب مني
864- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ودعان، أبو الحسن الموصلي، سبط أبي منصور بن جهير:
سمع شيئا من الحديث من أبي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي وغيره، ذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع فيما نقلته من خطه: أنه توفي ليلة السبت الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه بجامع القصر يوم السبت، ثم دفن في تربة جده لأمه عميد الدولة أبي منصور بن جهير بقراح ابن رزين قال: وما أظنه حدّث.
__________
[1] في الأصل: «غير أنى ذكر» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/57)
865- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن خلف بن الفراء، أبو الفرج بن أبي حازم بن القاضي أبي يعلى الفقيه الحنبلي:
من أهل باب الأزج، تقدم ذكر والده، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة، والحسين بن علي بن البسري، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ وغيرهم، وسمع كثيرا من المتأخرين، وأسمع أولاده، وحصل الأجزاء والأصول، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وحدث باليسير، سمع منه جماعة.
أنبأنا أبو الحسين محمد بن بقا بن الحسن البرسفي [1] الضرير، أنبأنا أبو الفرج علي ابن محمد بن الفراء قراءة عليه في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْكَرَمِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَحْمَدَ المقرئ، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الدينوري، وأبو السعادات المبارك بن محمد بن أحمد بن كبة قالوا جميعا: أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا عبد الواحد بن محمد أبو عمر، حدّثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، عن عبد الوهاب بن بخت [2] ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بمثل ذلك يعني: «من لقي أخاه فليسلم عليه إن حال بينهم شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه» [3] .
قرأت بخط أبي بكر مُحَمَّد بْن علي بن اللتي المقرئ قال: مولد القاضي أبي الفرج علي بن محمد بن الفراء [4] في شعبان سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
أنبأنا أبو علي الأصبهاني، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع قال: توفي القاضي أبو الفرج بن الفراء في ليلة الأحد ثاني عشر رمضان سنة ست وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب، وكان متحريا ضابطا.
__________
[1] في الأصل بدون نقط.
[2] في الأصل: «محت» .
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2/360.
[4] في الأصل: «الفداء» .(19/58)
866- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بن علي بن المطلب، أبو المكارم بن أبي جعفر بن أبي عبد الله بن الوزير أبي المعالي [1] :
تقدم ذكر والده وجده وجد جده في المحمدين، قرأ الأدب حتى برع، وسمع الحديث من القاضي أبي الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي وأبي الفرج عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن يوسف، وأبي المعالي أَحْمَد بن علي بن علي بن السمين، وأبي المعمر الأنصاري وغيرهم. واقتنى كتبا ملاحا بخطوط العلماء، وصنف كتبا حسنة، منها كتاب «الإفصاح في اختصار كتاب الإصلاح» لابن السكيت، رتبه على حروف المعجم، واختصر كتاب «الغريبين» للهروي، وسافر إلى الشام في سنة إحدى وستين وخمسمائة. واتصل بخدمة الملوك، ونقلت به المناصب، وسافر إلى مصر وتولى النقابة لتقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن أخي الملك صلاح الدين، وهو صاحب حماة، وسمع بالإسكندرية من أبي طاهر السلفي وحدث بمصر بشيء يسير، سمع منه عبد الخالق بن زيدان، وأبو عبد الله محمد بن هبة الله بن علي الحموي خطيب القاهرة، وكان قيما بالنحو واللغة، بليغا كاتبا سديدا مليح الخط رئيسا نبيلا، عاد مع تقي الدين عمر إلى حماة فأقام بها إلى حين وفاته.
أنشدني عيسى بن عبد العزيز الأندلسي بالإسكندرية:
تخل لحاجتي واشدد عراها ... فقد أضحت بمنزلة الضياع
إذا أرضعتها بلبان أخرى ... أضرتها مشاركة الرضاع
قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن محمد بن الكاتب الأصبهاني بخطه هذه الأبيات، وذكر أنها لابن المطلب في أول كتاب:
يا عاريا من عار وكاسيا بالفخار ... علام كتبك عنا مقطوعة الأخبار
ألست من حر وجدي إليكم في أوار ... ومن سحاب دموعي آثاركم في بحار
ودي كما قد علمتم على بعاد للدار ... محض صريح صحيح صاف من الأكدار
867- علي بن مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الأنباري، أبو منصور بن أبي الفرج بن أبي عبد الله الكاتب:
تقدم ذكر والده وجده في أول الكتاب، تولى على هذه الكتابة بديوان الإنشاء في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ولم يزل على ولايته إلى أن توفى في يوم
__________
[1] انظر ترجمته في: بغية الوعاة، ص 353.(19/59)
السبت الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وكان شابا.
868- علي بن محمد بن محمد بن أفلح، أبو الحسن بن أبي البشائر بن أبي البركات:
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وحدث بيسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرئ على أبي البركات بن أبي المحاسن القرشي، عن أبيه وأنا أسمع، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي البشائر، وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ لاحِقُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ بن علي قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا أبو بكر القطيعي، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا ابن أبي ليلى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سلمة، عن علي رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم يقرأ بنا القرآن ما لم يكن جنبا [1] .
وأنبأنا أبو البركات، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن بن أبي البشائر عن مولده فقال: في حادي [2] عشري رمضان من سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
869- علي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن محمد بن محمد بن زاهر بن علي بن محمد بن السكون، أبو الحسن بن أبي طالب الكاتب [3] :
من أهل الحلة السيفية- هكذا رأيت نسبه بخط يده، قدم بغداد وأقام بها طالبا للعلم، فقرأ النحو على أبي محمد بن الخشاب، واللغة على أبي الحسن بن العصار، وكان يحفظ اللغة حفظا جيدا، وقرأ الفقه على مذهب الشيعة حتى برع فيه وصار يدرسه، وكان كاتبا بليغا شاعرا مجيدا.
وذكر لي الحسن بن معالي الحلي النحوي أنه كان متدينا، كثير الصّلاة بالليل، وفيه سخاء ومروءة، سافر إلى مدينة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأقام بها، وصار كاتبا لأميرها، ثم قدم الشام ومدح ملكها صلاح الدين يوسف بن أيوب، ذكره أبو عبد الله الكاتب في كتاب «الخريدة» ، وأورد له هذه الأبيات من قصيدة
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1/83.
[2] في الأصل: «في جمادى» .
[3] انظر ترجمته في: معجم الأدباء 15/75. وبغية الوعاة ص 352(19/60)
خذا من لذيذ العيش ما رق أو صفا ... ونفسيكما عن باعث الهم فاصرفا
ألم تعلما أن الهموم قواتل وأحجى ... الورى [1] من كان للنفس منصفا
خليلي إن العيش بيضاء طفلة ... إذا رشف الظمآن ريقتها اشتفى
من المشرقات الآنسات كأنها ... سقته نردى توسطت الجفا
أتاه كأن البدر ألقى ضياءه ... عليها وردتها الغزالة مطرفا
إذا خطرت هزت من السمر عاملا ... وإن نظرت سلت من البيض مرهفا
وتفتر عن أحوى اللثاث لحاله ... حصا بردا وأقحوانا مرقفا
خليلي إني رضت دهري وراضني ... وجريت أحوال الرجال مكشفا
وكم قد سرحت النفس في شهواتها ... وكنت لأخدان الصبابة مألفا
وجررت ذيل اللهو في مسرح الصبا ... ونازعت أرباب البطالة قرقفا
معتقة شهباء عطرية الشذا ... إذا شجها الساقي كأن بارق خفا
وقد طال ما أنصبت راحلة الهوى ... ليالي كان الدهر بالوصل معفا [2]
وبت أعاطي الراح بيضاء خرعبا ... مبتلة أو ذا احورار منطفا
أعن إذا عازلته رق لفظه ... وأصحب أو جمشته لأن معطفا
كأن السلاف البابلي أعاره ال ... رضاب وسحبان الفصاحة متحفا
إذا وسنت أجفانه استيقظ الهوى ... ونبه وجدا يوقظ الصب إن غفا
بميل به راح الجمال فينثني ... دلالا ويكسو البان قدا مهفهفا
سقى الله أرض الجامعين وتربها ... من الغيث هطال [3] العشيات أو طفا
إذا اصطبحت فيه الرعود تضاحكت ... عقائق أضحى برقها متكشفا
وحنت به نيب القطار وأورمت ... روا عنه حين ازلأم وردفا
وألقى على عام الرواتي بقاعة ... وجللها الزهر النضير وألحفا
محل به انصنى الزمان شبيبتي ... وخط عذاري بالمشيب ونصفا
فلما رأيت الأمر قد جد جده ... ونكر ما قد كان بالأمس عرفا
__________
[1] في الأصل: «رضيت الورى» .
[2] هكذا في الأصل.
[3] في الأصل: «عطال» .(19/61)
ووجهت أمالي إلى وجه يوسف ... قواصده حسبي اعتمادي يوسفا
ذكر الشيخ بن علي الحلي الأديب: أن علي بن محمد بن السكون توفي في حدود سنة ست وستمائة وأنه كان نصيريا، وذكر لي ابن الحلي أنه مات وقد جاوز السبعين.
870- علي بن محمد بن محمد بن علي الأنصاري، أبو الحسن بن أبي بكر الرزاز:
من أهل باب الأزج، سمع الشريف أبا معمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، وأبا جعفر أحمد بن أحمد بن القاضي، وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا ابن النفيس بن منجب [1] الأزجي وحدثني عنه بحديث واحد، ولقيت هذا الشيخ في يوم جمعة خارجا من الجامع ولم يكن معي شيء من مسموعاته، فأجاز لي الرواية عنه وكتب بخطه لي بذلك في أواخر سنة أربع وتسعين وخمسمائة، ولم يتفق لي به الاجتماع بعد ذلك، وكان شيخا صالحا ظاهر السكون على وجهه سيما الخير.
أخبر علي بن محمد الأنصاري مشافها وخطا، حدّثنا أبو المعمر الأنصاري من لفظه في سلخ ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي [2] ، حدّثنا إدريس بن جعفر العطار، حدّثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول» [3]
توفى الأنصاري هذا فيما يغلب على ظني في سنة خمس أو ست وتسعين وخمسمائة، وقد جاوز السبعين.
871- علي بن محمد بن مرعول الصّيرفيّ، أبو الحسن البغدادي:
كان يخلف قاضي القضاة أبا السائب على قضاء الشرقية، وخلف القاضي أبا الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَهْمِ التنوخي على أعمال من نواحي واسط وكور
__________
[1] في الأصل: «منحب» .
[2] في الأصل: «الحطي» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/296.(19/62)
الأهواز، وكان من أعيان أصحاب أبي الحسن الكرخي، روى عنه: أبو الحسن محمد ابن محمد بن جعفر الأنباري الشاهد حكاية أوردناها في ترجمته في المحمدين، ورأيت نسبه مقيدا بخط أبي بكر الخطيب.
872- علي بن محمد بن المستنير النحوي البصري، المعروف والده بقطرب:
روى عن والده شيئا من تصانيفه، كان يسكن بمصر، وقد روى عنه: أبو العباس المبرد، وكان أبوه بصريا يسكن بغداد.
أخبرنا أَبُو اليمن زَيْد بْن الْحَسَن الكندي بدمشق، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن يعقوب النحوي، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن برهان الأسدي، أنبأنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، وأبو الحسن علي بن عبيد الله السميني قالا: أنبأنا أبو الفتح عثمان بن حسين النحوي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ وكيع، عن أبي الْحَسَن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه الدمشقي قال: حدثني أحمد بن صالح المصري وراق علي بن قطرب قال: قرأت على أبي علي بن المستنير قطرب من سورة النحل إلى آخر القرآن، وقرأت على علي بن قطرب من البقرة إلى آخر النحل عن أبيه محمد بن المستنير بمصر في سنة تسع وأربعين ومائتين- يعني من كتابه في القراءات الشواذ.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب، أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصّيرفيّ قراءة عليه وأنا أسمع في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، عن القاضي أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي، عن أبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني، أنشدنا علي بن سليمان ابن الأخفش، أنشدنا محمد بن يزيد النحوي قال: أنشدني علي بن قطرب لأبيه:
أشتاق بالنظرة الأولى قرينتها ... كأني لم أسلف فيها النظر
وبه: عن المرزباني، أنبأنا محمد بن يحيى قال: وعد علي بن قطرب الحسين الجمل البصري بأضحية وأخلفه فقال:
سألنا القطربي كبشا لنسك فوعدناه ... فلم يعد ليالي النحر للحين انتظرناه
فلا كبش ولا تيس ولا ديك رأيناه ... فلما أخلف الكبش الذي كنا وعدناه
تللنا للجبين الشكر تلا فذبحناه(19/63)
873- علي بن محمد بن المطلب، أبو القاسم الكاتب:
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، أنبأنا الأخوان عبد الله، وإسماعيل، ابنا أحمد بن عمر السّمرقندي إذنا، عن أبي الحسن محمد بن هلال بن المحسن الكاتب قال: حدث أنه مرض أبو القاسم علي بن محمد بن المطلب مرضة أيس فيها من نفسه وكانت له حال جمة ونعمة ضخمة، فأحضر جارا له وصديقا كوفيّا يعرف بخواجا أبي عبد الله أخي الصاحب أبي الغنائم العارض، فقال له: اعلم أنني قد علمت وتحققت أن المنية قد قربت والحياة قد نفدت وأحب أن تحمل [1] تابوتي إلى مشهد أمير المؤمنين على ابن أبي طالب عليه السلام، فانظر ما ترى من المئونة لذاك لأعطيكه قبل وفاتي، فإن ابني لا يفعل ذاك معي ولا يخرج من يده حبة، فقال: يبقيك الله ويهب عافيتك ويزيل السوء عنك، فقال: دع مثل هذا القول عنك، وخذ فيما قلت لك، فقال له: نحتاج إلى عشرين دينار، فقال له: كثير، وما زال يحاسبه ويناقشه إلى أن استقر الحال على اثنى عشر دينارا وأخذ الدواة، وكتب بها على بعض معامليه، وكتب بجنب اثنى عشر دينارا نقدا ليسقط [2] من كل دينار بذاك قيراطا، فتعجبت من شحه في ذلك الوقت وعلى ذلك الأمر أشد العجب. وتوفي فلم يمكني ولده من حمله والنفقة عليه وارتجع الدنانير مني ودفنه في مقبرة الشونيزية المسبلة.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الحسين هلال بن الحسن الكاتب بخطه قال: سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة في يوم الخميس لأربع بقين من شوال توفي أبو القاسم علي ابن محمد بن المطلب الكاتب عن ستين سنة وبشهور قمرية.
874- علي بن محمد بن المظفر، أبو الحسن، المعروف بالمطرز:
صاحب أبي الحسن علي بن أَحْمَد بن عمر الحمامي المقرئ، حدث عنه بيسير، سمع منه محمد بن بدر أبو غالب الهمداني بدار الخلافة في سنة خمسين وأربعمائة.
875- علي بن محمد بن منصور الأسدي، أبو الحسن العمراني:
من أولاد المعافى بن عمران، حكى عن أبيه وروى عن [أبي بكر] [3] محمد بن
__________
[1] في الأصل: «أن تحمل أن»
[2] في الأصل: «ليستقط» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/64)
ثابت الخجندي [1] الفقيه، روى عنه: أبو بكر بن كامل بن معجم شيوخه.
قرأت على إسماعيل بن سعد الله الأمين، عن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن منصور العمراني يقول: سمعت والدي أبا بكر يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجده بآمد فقلت: يا رسول الله! روينا عنك أنك قلت: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أنه سيورثه» ، فقال لي:
نعم [2] .
876- علي بن محمد بن أبي منصور بن أبي الغنائم:
صاحب الحاتم بن أبي غالب محمد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي بن الحسن ابن عيسى الرومي بن محمد الأزرق بن عيسى الرومي النقيب بن محمد بن علي العريضي بْنُ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، أبو الغنائم العلوي العريضي، من أهل المدائن، هكذا رأيت نسبه بخط يده، كان شاعرا كثير القول عالما باللغة والغريب وهو الغالب على شعره، وهو قليل المعاني متكلف المباني، سكن بمشهد موسى بن جعفر رضي الله عنهما ببغداد مدة، وكان يتردد إلى الحلة والكوفة وواسط، وسمع الناس منه شيئا من شعره ولم اجتمع به.
أنشد أبو الحسن علي بن مقبل بن عبد الرحمن بن عبد الواحد العنبري قال:
أنشدني أبو الغنائم علي بن محمد بن أبي منصور بن صاحب الحاتم لنفسه:
هاجني الورق مطربات الغناء ... فاعترتني نواعج البرحاء [3]
وبدا الورق لامعا كالتماع ال ... صارم المنتضي [4] فزاد عنائي
وشجاني ادكار أوقات ل ... ذاتي فأمسيت واجما ذا بكاء
واكف المقلتين أبكى اشتيا ... قا لزمان الأطراب والأهواء
أذكر اللهو والتنغم بالعي ... د الغواني فأرتدي بالشقاء
لادكارى أيام أقتطف الل ... ذات أسعى لها أجر ردائي
فارحا أبلغ المراد وأختار ال ... تذاذا بالغادة الحسناء
__________
[1] في الأصل: «الحنحدى» .
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2/354. ومسند أحمد 2/85.
[3] في الأصل: «المضي» .
[4] في الأصل: «المعلين» .(19/65)
كان ذاك المراح والعود دا ... ج حالك كالدخنة الظلماء
وإذا الغصن ناضر ونضارى ... وأمروا العنا يا صاح نائي
فغدا الغصن ذابلا ونضارى ... راحلا والمشيب قاذى الضياء
إذا بدا الشيب ذا سنا واشتعا ... ل بعذارى فاطعني بجفاء
ويا بني البيض الحسان واعرض ... ن حفافا غرف سحاب النساء
صاح فات الصبي وتذكار ما ... فاتك يهتاج راقد البرجاء
فازجر النفس وادكر وأنب ... وارجع وأخلص مبادرا بارعواء
ذكر لنا أنه توفي بالحلة في سنة ثمان وستمائة.
877- علي بن محمد بن موسى بن صفوان، أبو القاسم:
حدّث بالأنبار عن أحمد بن هيثم، روى عنه: أحمد بن محمد الطاهري.
قرأت على أبي العباس أحمد بن محمود الصالحاني بأصبهان عن فاطمة بنت محمد ابن أحمد البغدادي: أن أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها [1] ، أنبأنا أبو العباس أحمد ابن محمد النسوي بمكة، أنبأنا أبو الحسين إسماعيل بن عمر بن الحسن بن كامل، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن المولد، حدّثنا أحمد بن محمد الطاهري قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى بن صفوان بالأنبار، أنبأنا أحمد بن هيثم [2] ، حدّثنا عبيد الله ابن موسى بن مطر بن ميمون، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعلي بن أبي طالب: «أنا وأنت حجة الله تعالى على خلقه يوم القيامة» [3] .
878- علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، أبو الحسن بن أبي جعفر الكاتب [4] :
من أهل همينيا [5] قرية بين بغداد وواسط، وذكر الصولي أنه من قرية يقال لها:
بابلي قريبة من صرفين وأن جدهم ابتاع ضياعا من العاقول وانتقل إليها فنسبهم الناس
__________
[1] في الأصل: «أخبرهما» .
[2] في الأصل: «ميثم» .
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 6/157.
[4] انظر ترجمته في: وفيات الأعلام 3/97. والوزراء 8/8. والأعلام 5/141.
[5] في الأصل: «هميلتا» .(19/66)
إليه، كان يتولى أمر الدواوين في أيام المكتفي، فلما أفضت الخلافة إلى أخيه المقتدر ووزيره العباس بقي ابن الفرات على ولايته، فلما وقعت فتنة عبد الله بن المعتز، وقتل الوزير العباس بن الحسن استدعى المقتدر بأبي الحسن بن الفرات وقلده الوزارة فِي يوم الأحد لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين وخلع عليه من الغد، وركب الناس جميعا بين يديه إلى داره.
قال الصولي: ودخل عليه علي بن يحيى المنجم فأنشده:
أبا حسن لتهنئك الوزاره ... فقد أبدلت ظلمتها إناره
أشار لها سواك فلم ترده ... وقد قصدت إليك بلا إشاره
وما ظلمت بأن جاءتك عفوا ... لقد كانت عليك لها أماره
فخذها شاكرا قوسا أعيدت ... إلى الرامي وكانت مستعاره
وما زالت تبغي مستقرا ... فكنت لها وقد فلقت قراره
تحرت لها برأيك في أمور ... تحف لها فأربحت التجارة
وأما الراكضون لها يحرق ... فعاد الربح منهم للخساره
وليس وزارة الخلفاء تهنأ ... وليس خلافة الرحمن عاره
فكن لهم من المكروه جاراً ... فليس يخاف من أصبحت جاره
ولما أن ذكرت لنا علمنا ... فإن الملك أصبح في خفاره
تجلت فتنة كنا أسفنا ... بها والمسلمون على إماره
وأعقبنا الإله رضي بسخط ... وأبدلت الحلاوة بالمراره
فقد أنزعت أيدينا نضاراً ... وقد أنزعت دنيانا نضاره
لقد عين المبشر عين يرضى ... بأن أعطيه مثلك يدي بشاره
فأبقاك الإله لنا وأبقى ... لنا النعمى ووقاك الحرارة
ثم إن المقتدر فوض إليه الأمور كلها، واعتمد عليه وبسط يده ومكنه، فسار بالعدل والإحسان والعفو عن الجناة، وبذل المعروف وحسن الصنيعة وسلامة المحضر، وبسط الكرم والأفضال، وكان موصوفا بسعة الصدر والسخاء.
قال الصولي: كان أجل الناس نفسا وكرما ووفاء، وكان أخوه أبو العباس أحمد أكبر منه سنا وأرفع طبقة في الآداب والعلوم، وكان أبو الحسن يتقدم أخاه في الحساب والخراج، وله فيه مصنف، وكان له ثلاثة أولاد: أبو أحمد المحسن، وأبو(19/67)
الفضل، والحسين، وعزل عن الوزارة وقبض عليه في يوم الأربعاء لأربع خلون من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين، فكانت مدة وزارته ثلاث سنين وثمانية أشهر وثمانية عشر يوما، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثانية في يوم الإثنين لثمان خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثمائة بعد عزل علي بن عيسى بن الجراح، ثم عزل في يوم الإثنين لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة، فكانت مدة وزارته الثانية سنة واحدة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما، وولي مكانه حامد بن العباس، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثالثة فِي يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وخلع عليه وعلى ابنه أبي أحمد المحسن وولاه أمر الدواوين فبسط يده، وصادر الناس، وعذبهم بأنواع العذاب حتى هلكوا، وجاهر الأكابر بالعداوة، ولم يزل هو وأبوه على أقبح سيرة حتى عزل أبوه من الوزارة فِي يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة: فكانت مدة وزارته الثالثة عشرة أشهر وثمانية عشر يوما، ويقال: إن ابن الفرات وصل الشعراء في أيام وزارته الأخيرة بعشرين ألف درهم، وأنه أطلق لطلاب الحديث والآداب عشرين ألف درهم، وقال: لعل أحدهم يبخل على نفسه بدانق فضة ويصرفه في ثمن ورق وحبر وأنا أولى من عاونهم على أمرهم.
وقال أبو الحسن ثابت بن نبهان: أنا أذكر أنه كان كما يتقلد أبو الحسن بن الفرات الوزارة وقد زاد سعر الثلج [1] والشمع والقراطيس والحيس [2] زيادة مفرطة وافرة، وكان ذلك متعارفا عند التجار.
أنبأنا ذاكر بن كامل النعال قال: كتب إلى أبو بكر الشيروي أن أبا نصر الشيرازي أخبره، أنبأنا أبو القاسم موسى بن الحسن بن علي الساوي، أنبأنا محمد بن عمر الكاتب قال: حدثني جماعة من مشايخنا: أن صاحب الخبز [3] رفع إلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الفرات وهو وزير أن رجلا من أرباب الحوائج اشترى خبزا وجبنا أكله في الدهليز، فأقلقه ذلك، وأمر بنصب مطبخ لمن يحضر من أرباب الحوائج، فلم يزل [4] ذلك طول أيامه.
__________
[1] في الأصل: «بشعر البلح» .
[2] في الأصل: «الحنش» .
[3] في الأصل: «الخبر» .
[4] في الأصل: «فلم تزل» .(19/68)
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن أبي طاهر التاجر، أنبأنا أبو القاسم ابن مندة إذنا عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي قال: حدثني أبو الحسين البصري قال: قال لي رجل: كنت أخدم علي بن الفرات وهو وزير فغضب عليه السلطان ونفذ بحبسه قال: وكانت عندي خمسمائة دينار- فقلت لامرأتي- وكانت ذات عقل ورزانة: إني أريد أن أحمل هذه الدنانير إلى الوزير لعله يحتاج إليها في حبسه، قالت: ويحك إن ابن الفرات لا يحمل إليه خمسمائة دينار، فإنه يستحقرها وصاحبها، قال: فغضبت امرأتي وحملت الدنانير ولطفت لبواب السجن حتى أذن لي عليه، فلما رآني تعجب وقال: فلان؟ فقلت: نعم، أيد الله سيدنا، قال: فما حاجتك؟
فأخرجت الصرة وقلت: هذه خمسمائة دينار لعلها تصلح أن تبر بها بوابا، أومأ: كلا! ثم قال: خذها تكون وديعة لي عندك، قال: فخجلت ورجعت إلى امرأتي وحدثتها، فقالت: قد كنت أشرت عليك ألا تفعل فأبيت، قال: ثم إن السلطان رضي عن الوزير وأفرج عنه بعد مديدة، وعاد إلى أفضل ما كان عليه فدخلت عليه، فلما بصرني طأطأ رأسه ولم يملأ مني عينه، فقلت: قد جاء ما قالته لي امرأتي وكنت أغدو إليه بعد وأروح، فلا يزداد إلا إعراضا عني حتى أنفقت تلك الدنانير وبقيت متعطلا أبيع ما في بيتي وثياب حالي، وبكرت إلى ابن الفرات يوما على ما بي من انكسار وضعف حال ومنه، فدعاني وقال: وردت البصرة سفني من بلاد الهند، فانحدر إليها وفسرها وأقبض حق بيت المال، وما كان من رسم المستثنى! فعدت إلى أهلي وقلت لها من تمام المحنة أنه كلفني سفرا وأنا لا أقدر على ما أنفقه، قال: فناولتني حمارا لها وقرطين، فبعت ذلك وجعلت ثمنه نفقتي وانحدرت وفسرت السفن، وقبضت حق بيت المال، وما كان من رسم الوزير فحملته إلى بغداد وعرفت الوزير، فقال: سلم بيت المال واقبض الرسم المثتنى لنا وكم هو؟ قلت له: خمسة وعشرون ألف دينار، قال:
أدّها إلى منزلك! فأخذت إلى منزلي وسهرت ليلي لحفظها على اهتمامي وطول نهاري بها، ومضى لهذا الحديث زمان ليس بالطويل وأبلغ ذلك إليّ، وأبان الضر في وجهي، فدخلت إليه يوما، فلما رآني قال: ادن مني ما لي أراك متغير اللون سيئ الحال؟ فحدثته بقصتي في إقلالي وإضافتي، فقال: ويحك وأنت ممن ينفق في مدة يسيرة خمسة وعشرين ألف دينار، قلت: أيد الله سيدنا الوزير من أين لي خمسة وعشرون ألف دينار؟ قال: يا جاهل! أما قلت لك احملها إلى منزلك أتراني لم أجد من أودعه مالي غيرك، ويحك(19/69)
أما رأيت إعراضي عنك حياء منك وتذكرت جميل صنعتك وأنا محبوس، وقلت: متى أقضي حق هذا فيما فعله، فجعل إلى منزلك واتسع في النفقة وأنا أنظر لك ما يغنيك ويغني عقبك إن شاء الله! فعدت إلى منزلي عودة عبد من حضرة مولى كريم وذلك سبب غنائي.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا أبو القاسم علي ابن المحسن بْن عَلِيّ التنوخي، عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين علي بن هشام قال:
حدثني أبو علي بن مقلة، وأبو عبد الله زنجي أنهم حضروا مجلس أبي الحسن بن الفرات في ثاني عيد الفطر سنة ست وتسعين وهي أول سني وزارته وأدخل إليه أبو أحمد عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر في نجفته وأجلس في مرتبته، فاستدعى ابن الفرات أحمد بن مروان وكيله فأسر إليه سرا، فبادر ودفع إلى حاجب أبي أحمد عشرة آلاف درهم فأعلمه الحاجب ذلك فشكره ونهض مبادرا مسرورا لعظم إضافته، فلما نهض أنشده لنفسه:
أَيَادِيكَ عِنْدِي مُعَظَّمَاتٌ جَلائِلُ ... طِوَالُ الْمَدَى شُكْرِي لهن قصير
فإن كنت عن شكري عنيا فإنني ... إلى شكر ما أوليتني لفقير
أنبأنا محمد بن حامد الضرير، عن زاهر بن طاهر الشحامي قال: كتب إليّ أبو القاسم بن أحمد: أن أبا أحمد المقرئ أخبره، عن أبي بكر الصولي قال: حدثني أحمد بن العباس النوفلي وكان جليسا لبني الفرات قال: سمعت الوزير قبل الوزارة يقول: ما رأيت أحدا قط في داري وعلى بابي ليس لي عنده إحسان إلا كنت أشد اهتماما بإيصال [1] ذلك إليه منه بطلبه والاحتيال له.
قال الصولي: وحدثني أبو أمية العلائي قال: ما رأيته قط رد أحدا عن حاجة رد آيس حتى يخلط ذلك بأمل يعقله فيقول: تعاودني، أو يقول: أعوضك من هذا، أو يقول: نمهل قليلا- أو شبيه هذا.
قال الصولي: وسمعت أبا أحمد عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر يقول: حين ولي ابن الفرات الوزارة ما افتقرت الوزارة إلى أحد قط افتقارها إليه.
قال الصولي: خرجت يوما مع أبي العباس بن النوفلي من داره- يعني ابن الفرات-
__________
[1] في الأصل: «باتصال» .(19/70)
صلاة المغرب فخرج معنا فراشان بشمعتين، فلما جلسنا في الماء دفعا [1] الشمعتين إلى غلماننا فرددناهما فقالا: لا نأخذهما قد أمرنا أن ندفع بعد اصفرار الشمس إلى كل من خرج شمعة، فقلنا: قد قبلناهما ووهبناهما لكما، فقالا: أتريدان أن نعاقب ونخرج من الدار؟ فتركاهما ومضيا.
قال الصولي: وحدثني أبو الفضل بن الفرات قال: لما قبض على ابن الفرات بعد وزارته الأولى نظرنا فإذا هو يجري على خمسة آلاف من الناس أقل جاري أحدهم خمسة دراهم في الشهر ونصف قفيز دقيق إلى عشرة أقفزة ومائة دينار في كل شهر.
قال الصولي: وحدثني أحمد بن العباس النوفلي أنهم كانوا يجالسونه قبل الوزارة بتكاء لكل واحد، فلما ولي الوزارة وجلس معهم ليلة لم يجئ الفراشون بالتكاء، فغضب عليهم وقال: إنما رفعني الله لأضع من جلسائي، والله لا جالسوني إلا بتكائين، فكنا كذلك ليال حتى استعفينا، فقال لنا: والله ما أريد الدنيا إلا لخير أقدمه أو صديق أنفعه، وما أقول إني أحسنت إليكم بمقدار ما تستحقون وأنتم إخواني، ولولا أن النزول عن الصدر سخف لا يصلح لمثل حالي لما أخذته عليكم ولساويتكم في المجلس.
قال الصولي: ومن فضائله أني لم أسمعه قط ولا غيري دعا أحدا من كتابه غير كنيته وكذلك سائر حجابه وأصحابه، وكذلك إذا ذكره وهو غائب، وربما قال: أين فلان؟ فسبقه لسانه بتسميته رجع فكناه.
وقال الصولي: حدثني سوار بن أبي شراعة قال: سرت مع ابن الفرات قبل الوزارة في طريق إلى بعض إخوانه فلما أراد الرجوع قلت له: هاهنا طريق أقرب من ذلك، فقال: قد عرفته ولكني قد ألفت هذا الطريق فما أحب أن أسلك غيره لأني آلف كل شيء حتى الطريق.
قال الصولي: وكان اعتل في أيام وزارته علة صعبة، فكان إذا أفاق [قال] [2] ما غمي بعلتي بأشد من غمي بتأخر حوائج الناس وفيهم المضطر والمعتل ومن يريد سفرا، فضعوا الأعمال بين يدي، وكان كلما أفاق نظر في الشيء بعد الشيء منها وهو من الضعف لا يبين الكلام.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي كتاب الوزراء: «فلما نزلنا إلى التميرية»
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل(19/71)
قال الصولي: ورأيته حين ولي وزارته الأولى وقد مشى الناس بين يديه كما كانوا يمشون بين يدي العباس بن الحسن، فمنع من ذلك وغضب وقال: أنا لا أرضى لغلماني أن فعلوا هذا، أكلفه قوما أحرارا لا الإحسان سؤالي عندهم.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحذاء، عن أَبِي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب قال: حدث أبو الحسين أحمد بن محمد بن الميمون قال: كنت بحضرة أبي الحسن بن الفرات في بعض العشايا فقط الفراش شمعة كانت بين يديه قطا استعجل فيه وسقط منها شرار قرب منه وخاف الفراش ومضى مبادرا وتبعه خادم كان يرؤس [1] على حواشيه لينكر [2] عليه ويضربه، فصاح الوزير به وقال له: عد إلى مكانك أتراه البائس تعمدني بما فعل واعتقد أنه يحرقني؟ وإنما اتفق على ما اتفق من سبيل الغلط.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر، عن أبي منصور المقرئ: أن الحسن بن علي الشاهد أخبره، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي [3] إملاء قال: وجدت في كتاب والدي: حدثني الوزير أبو علي محمد بن علي عن الوزير أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الفرات قال: ولد لبعض الكتاب ولد فسماه عليا وكناه أبا حفص، قال:
فقال له أخي أبو العباس: لم كنيته بأبي حفص؟ قال: أردت أن أنغصه على الرافضة.
قرأت على أبي القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق، عن أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الطوسي قال: سمعت أبا محمد القاسم بن علي الحريري البصري ببغداد يقول: حكى أن بعض الأدباء جوز بحضرة الوزير أبي الحسن بن الفرات أن مقام السين مقام الصاد في كل موضع، فقال له الوزير: أتقرأ جنات عدن يدخلونها ومن سلح؟ فخجل الرجل وانقطع.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب، عن شجاع بن فارس الذهلي، حدّثنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الأهوازي، حدّثنا الوليد بن معن الموصلي قال: حكى لنا إبراهيم بن يحيى، حدثني أبو علي بن مقلة أنه كان يوما بحضرة ابن الفرات قال: فوقع في يده فصة في جملة الفصص فتأملها طويلا، ثم رمى بها إليّ ثم أمر أن يطلب صاحبها فلم يوجد، وإذا فيها:
__________
[1] في الأصل: «يروس» .
[2] في الأصل: «لينكد» تصحيف.
[3] في الأصل: «المضي» تحريف.(19/72)
لو كان ما أنتم فيه يدوم لكم ... ظننت ما أنا فيه دائما أبدا
فقد سكنت إلى أني وأنكم ... سنستجد [1] خلاف الحالتين [2] غدا
فقلت: أيها الوزير لو وجدت رافعها ما كنت تفعل به؟ قال: كنت أحسن إليه.
قرأت في كتاب بعض الأدباء بخطه قال: أنشدني أبو الحسين علي بن هشام الكاتب قال: أنشدني أبو عبد الله الزنجي الكاتب قال: أنشدني أبو الحسن بن الفرات لنفسه وعملهما وأنا حاضر وليس له شعر غيرهما فيما علمت:
معذبتي [3] هل لي إلى الوصل حيلة ... وهل لي إلى استعطاف قلبك من وجه
فلا خير في الدنيا وأنت بخيلة ... ولا خير في وصل [4] يكون على كره
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحذاء، عن أَبِي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب في كتابه قال: لأبي الحسن بن الفرات- وأورده في كتاب «الوزراء» :
خليلي قد أمسيت حيران موجعا ... وقد بان شرخ للشباب فودعا
ولا بد أن أعطي اللذاذة حقها ... وإن شاب رأسي في الهوى وتصلعا
إذا كنت للأعمال غير مضيع ... فما حق نفسي أن أكون مضيعا
أنبأنا أحمد بن سكينة، عن أبي بكر الأنصاري، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن ابن عَلِيّ التنوخي إذنا عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين علي بن هشام بن عبد الله الكاتب قال: دخلت مع أبي على أبي الحسن علي بن الفرات في وزارته الثالثة وقد غلب ابنه المحسن عليه في أكثر أموره، فقال له أبي [5] : هو ذا يسرف أبو أحمد المحسن في مكاره الناس بغير فائدة، ويضرب من لو قيل له اكتب بغير ضرب لكتب، ثم يطلب فيوافق على أداء المال وقتا بعينه فيتأخر [6] إيراد الروزنة فيضرب القوم وقد أدى المال فيضرب الضرب ضياعا وقد أدى المال، فقال له أبو الحسن: يا أبا القاسم، لو لم يفعل أبو القاسم هذا بأعدائه ولمن أساء إليه لما كان من أولاد الأحرار ولكان
__________
[1] في الأصل بدون نقط.
[2] في الأصل: «الحاليين» .
[3] في الأصل: «معذبني» .
[4] في الأصل: «رحل» .
[5] في الأصل: «إني» .
[6] في الأصل: «فياخر» .(19/73)
ميتا، أنت تعلم [1] أني قد أحسنت إلى الناس دفعتين فما شكروني، ومشوا على دمي والله لأسيئن، فلما خرجنا من حضرته قال لي: إني سمعت بأعجب من هذا الكلام نحن لم ننجب من الإحسان دفعتين [ما] [2] ننجب من الإساءة، فما مضت إلا أيام يسيرة حتى قبض عليه وجرى ما جرى على أمره.
قال الصولي: لما ولي ابن الفرات الوزارة الثالثة خرج متغيظا على الناس لما كان فعله حامد بن العباس لما ولي الوزارة بابنه المحسن فأطلق يد ابنه على الناس، فقتل [3] حامد بن العباس بعد أن عذبه عذابا عظيما، وترك طلب المال وطلب الأنفس، فأثار [4] العالم وكان مشئوما على أهله وماحيا [5] لمناقبهم، ولما أسرف في ضلاله ولعنته اعتل فأصبح الناس يرجفون به لما في نفوسهم، ثم خرج مثل الشيطان، فقلت في وقتي:
يا من لسجنه عين منه تقرأ العيون ... ومن إذا أسر يوماً فكلنا محزون
قالوا المحسن أوذي فقلت ذا لا يكون ... إني اهتدت بالقوى إلى المنون المنون
قال الصولي: وقبض المقتدر على ابن الفرات، وأفلت ابنه المحسن فاشتد السلطان وجميع الأولياء في طلبه إلى أن وجد وقد حلق لحيته وتشبه بالنساء ولبس خفّا وإزارا وطولب هو وابنه بالأموال، وسلما إلى الوزير القاسم [بن] [6] عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فعلما أنهما لا يفلتان، فما أذعنا بشيء واختالا ممن مضى إلى السلطان، فتضمن عنهما أنهما إن أخرجا عن أيدي أعدائهما وأخذهما السلطان إلى داره حملا إليه مالا كثيرا، فهم السلطان بذلك، فاجتمع الرؤساء: مؤنس، ونصر الحاجب، وشفيع اللؤلؤي، ونازوك، وشفيع المقتدري، فتشاوروا وقالوا: إن تمكن من السلطان أهلك الجماعة، فأشار نصر الحاجب بأن يتقدم إلى الغلمان الحجرية أن يحملوا السلاح ويقولون [7] أترى مولانا يوليه وزارة رابعة، وأنهم لا يرضون بتلفه وتلف ابنه المحسن،
__________
[1] في الأصل: «أنت تعلم أنت تعلم» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصل: «فقبل» .
[4] في الأصل: «فامار» .
[5] في الأصل: «ما حنا» .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] هكذا في الأصل.(19/74)
ولما حملوا السلاح كتب شفيع اللؤلؤي بالخبر إلى الخليفة، وعظمه، وزعم أنه [إن] [1] لم يقتلا لفل على رؤساء الدولة وغيرهم، فهاب ذلك السلطان وخاف الحجرية خوفا شديدا إلا أنه لم يثق بهم، فتقدم إلى نازوك فقتلهما في الدار التي بشط المحرم التي كان ينزلها ابن الفرات لما ولي الوزارة، ووجه برأسيهما إلى المقتدر في سفط، وغرق جسديهما عند بن ظاهر، ففعل ذلك شفيع ابن المقتدري، فقلت في ذلك:
ذلل الدهر عز [2] الفرات ... ورماهم بفرقة وشتات
ليت أن الفرات غدوا جميعا ... قبل ما قد رأوه في الأموات
فلعمري لراحة الموت خير ... من صغار وذلة في الحيات
لم يزالوا للملك أنجم عز ... وضياء فأصبحت كاسفات
قال: وقيل فيهم أيضا:
يا أيها اللحد الضنين بما له ... يحمي بتعطيب قليل نواله
أو ما رأيت ابن الفرات وقد أتى ... أدباره من بعد ما إقباله
أيام تطرقه السعادة بالمنى ... وينال ما يهواه من آماله
فحل من النعمى وأصبح يشتكي ... أقياده ألما إلى أغلاله
وكذا الزمان بأهله متقلب ... فاسمح بما أعطيت قبل زواله
ذكر القاضي أبو القاسم التنوخي: أن القاضي أبا جعفر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول الأنباري التنوخي قال في ابن الفرات بعد عزله من وزارته الثالثة:
قل لهذا الوزير قول محق ... فيبثه النصح أيما [3] إبثاث
قد تقلدتها ثلاثا ثلاثا ... وطلاق البتات [4] عند الثلاث
قال: وكان الأمر على ما قاله، فإن ابن الفرات لم يعد بعد الوزارة الثالثة إلى النظر.
وقيل في محبسه لما قبض على ابن الفرات استتر ولده المحسن أياما، ثم ظهر عليه فقبض عليه وعذب بأنواع العذاب وضربت عنقه في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وأحضر رأسه فألقي بين يدي أبيه، فارتاع
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل: «عن»
[3] في الأصل: «إنما» .
[4] في الأصل: «الثبات» .(19/75)
لذلك، ثم ضربت عنقه واحتز رأساهما، فحملا إلى دار الخلافة وألقيت جثتاهما [1] إلى الماء، ثم ألقي بعد ذلك الرأسان في الفرات.
وكان لأبي الحسن بن الفرات إحدى وسبعون سنة وشهور؛ لأن الصولي ذكر أن مولده لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان لابنه المحسن ثلاث وثلاثون سنة.
879- علي بن محمد بن موسى، أبو الحسن الصابوني المقرئ [2] :
أقر القرآن على أبي القاسم زيد بن علي الكوفي بحرف عاصم، ورواه عنه. قرأ عليه أبو علي الحسن بن القاسم الواسطي غلام الهراس ببغداد في أصحاب الزبيب وروى عنه.
880- علي بن محمد بن ميسرة، [أبو] [3] الحسن:
حدث عن أبي يونس محمد بن أحمد، روى عنه أبو بكر بن [أبي] [4] دارم الكوفي في كتاب «المنافع» من جمعه.
أنبأنا أبو الفرج الحراني، عن أبي الغنائم محمد بن علي القرشي، أنبأنا الشريف أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسن بن عبد الرحمن العلوي، أنبأنا الحسن بن حسين بن حبيش، وزيد بن محمد المؤدب قالا: أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى التميمي أبو بكر بن أبي دارم، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن ميسرة البغدادي، حدّثنا محمد بن أحمد أبو يونس، حدّثنا إبراهيم بن حمزة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أخيه، عن جده، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فأما المنجيات: فخشية الله تعالى في السر والعلانية، والاقتصاد في الفقر والغنى، والحكم بالعدل في الغضب والرضا؛ والمهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» [5] .
__________
[1] في الأصل: «جثثيهما» .
[2] انظر ترجمته في: طبقات القراء للجزري ص 576.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر الحديث في: الجامع الصغير 1/119.(19/76)
881- علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان، أبو الحسن الدينوري [1] :
سكن غزنة، وكان من الجوالين في طلب الحديث، سمع وكتب بخطه الكثير وجمع، وكانت له عناية بهذا الشأن، سمع بالدينور: أبا منصور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ميمونة المقرئ، وبأصبهان أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وأبا سعيد محمد بن علي ابن عمرو النقاش، وأبا بكر بن أبي علي الحافظ، ومحمد بن عبد الله الرباطي، وأبا الحسن بن هيلة [2] ومحمد بن محمد بن سليمان الواعظ، ومحمد بن عمر بن محمد الكوكبي، وبنيسابور: أبا عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن الحسين السلمي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ، وأحمد بن علي بن منجويه الحافظ، ومنصور بن محمد بن أحمد المفسر، وعلي بن محمد الطرازي [3] وعبد الله بن عبد الرحمن الحرضي، وبأسفرايين: أبا الحسين علي بن محمد المقرئ، وبجرجان: أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وعبد الرحمن بن محمد بن الحسين الفارسي، وبتستر: محمد بن يعقوب الديباجي، وذا النون بن محمد الصائغ، وبالأهواز عبد الصمد بن أحمد الأهوازي، ومحمد بن الحسن الأصبهاني، وأحمد بن علي بن عبدوس، وأبا القاسم الحسين بن أحمد الكواز، وبالبصرة: القاضي أبا عمر القاسم بن عبد الواحد الهاشمي، وأحمد بن إسحاق بن خربان [4] النهاوندي، وأبا بكر محمد بن علي ابن نخبة الصّيرفيّ، وعلي بن أحمد بن إبراهيم البزاز، وعلي بن الحسن النجاد، وعلي ابن حمزة المقرئ المواقيتي [5] ، وأبا تمام الحسن بن محمد بن محمد الأنصاري، ومحمد ابن أحمد بن داسة، وأبا محمد الحسن بن أحمد بن بشار السابوري، وعلي بن عمر الرقاص، وأبا يوسف رياح بن علي بن موسى القاضي، والقاضي أبا عمر مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اشتافنا [6] ، وبدير العاقول: المبارك بن محمد بن علي بن يوسف بن هزوما، وقدم بغداد بعد الأربعمائة وسمع بها: أبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، وأبا عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن مهدي الفارسي، وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه، وأبا الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ،
__________
[1] انظر ترجمته في: كتاب التقييد لابن نقطة 2/208.
[2] في الأصل بدون نقط.
[3] في الأصل: «الطوازي» .
[4] في الأصل: «بن جريان» .
[5] هكذا في الأصل.
[6] هكذا في الأصل.(19/77)
وأبا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُفَ بْنِ دُوسْتَ الْعَلافُ، وأبا الحسين علي بن محمد ابن عبد الله بن بشران، وجماعة غيرهم، وحدث باليسير، روى عنه: أبو بكر الخطيب.
أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيد بْن مُحَمَّد المؤدب، عن أبي السعود أحمد بن علي بن المجلي [1] ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءة عليه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحسن علي بْن مُحَمَّد بن نصر الدينوري، حدّثنا حمزة بن يوسف السهمي بجرجان، حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد الآجري برباط دهستان- وكان ثقة- حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص بركض آمد، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، حدثني محمد بن إدريس الشافعي، حدثني مالك بن أنس الحجازي، عن ربيعة، عن أبي عبد الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: «أيها الناس! سلوا ربكم العفو والعافية» . قال ابن عمر: قلت: يا رسول الله زدني! قال: «إن أعطيتهما فقد أفلحت» [2] .
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن محمد وعلي ابني أحمد اللباد قالا:
أنبأنا أبو الحسين المبارك بن محمد بن عبيد الله بن السوادي في كتابه إلينا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن نصر الدينوري اللبان بعكبرا لفظا يقول: سمعت الأستاذ أبا إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم الواعظ يقول: سمعت أبا الحسين الخفاف يَقُولُ:
سمعت أبا الْعَبَّاس السراج يَقُولُ: سمعت هارون بن عبد الله، سمعتُ هارون بْن معروف يَقُولُ: من زعم أن القرآن مخلوق فكأنمَّا عَبْد اللات والعزى، يا أبا موسى احك عني.
كتب إلى إسماعيل بن محمد الخطيب، أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قال: قرأت بخط والدي قال سمعت الموفق بن عبد الكريم الهروي يقول: كان شيخنا أبو الحسن بن اللبان عنده «حلية الأولياء» سماعه من أبي نعيم فأتاه صوفي فسأله أن يقرأه فقال له الشيخ: إن في هذا الكتاب ذكر الممتحنين فإن أردت أن تقرأه فوطن نفسك على المحنة، فقال الصوفي: نعم، فابتدأ في قراءته وكان يقرأه أياما فاتفق أنه انتهى إلى موضع فيه ذكر أبي حنيفة وذمه، وكان في المجلس إنسان حنفي، فسمع ذلك وسعى بالشيخ
__________
[1] في الأصل: «المحلي» .
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2/199. ومسند أحمد 3/127.(19/78)
إلى القاضي، ورفع الأمر إلى السلطان، فأمر الشيخ أبا الحسن بلزوم بيته وأقفل باب المسجد، ومنع من التحديث، قال: وكان ذلك في آخر عمره، فنالته في ذلك بلية شديدة، وأخذ الصوفي وضرب ضربا عنيفا ونفي من البلدة، وصحت فراسة الشيخ في ذكر المحنة.
كتب إلى محمد ولا مع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني: أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما: قال علي بن محمد بن نصر اللبان الدينوري رحل إلى خراسان والبصرة وواسط، مات بغزنة وكَانَ مذكورا فِي حفاظ الحديث موصوفا بالفهم.
كتب إلى عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني، أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلي، أنبأنا أبي قراءة عليه في كتاب «طبقات الهمدانيين ومن دخل همدان من الغرباء» قال: علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان أبو الحسن الدينوري قدمها في رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة، روى عن: هلال الحفار وأبي عبد الله بن خربان وأبي القاسم السهمي، وأبي بكر الحيري، وأبي عمر بن مهدي، وأبي الحسن بن الصلت، والقاضي أبي عمر الهاشمي، حدّثنا عنه: أبو العلاء محمد بن طاهر العابد، وأبو بكر أحمد بن عمر المعبر، وكان صدوقا يحسن [1] هذا الشأن، وعاجله الموت ولم يحمل [2] عنه إلا القليل.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه، وأنبأنا نصر اللَّه بن سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه، عن ابن خيرون قال: بلغنا وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن نصر بن اللبان الدينوري بغزنة في أول هذه السنة- يعني سنة تسع وتستعين وأربعمائة. كان سمع في الدنيا كلها في كل بلد: بغداد وواسط والبصرة وبلاد خراسان، وطاف الدنيا وجمع الشيء الكثير، وحدث وهو ثقة.
882- علي بن محمد بن الصواف، أبو الحسن:
سمع الشريف أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون، وحدث باليسير، وذكر أنه ولد بمصر، سمع منه السيد أبو المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل الحسيني [3]
__________
[1] في الأصل: «محسن» .
[2] في الأصل: «محمل» .
[3] في الأصل: «الحسني» .(19/79)
الهمداني في محرم سنة اثنتين وخمسمائة.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي المناقب الحسيني [1] ، أنبأنا علي بن محمد بن نصر الصواف بقراءتي عليه بِبَغْدَادَ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْنُ بْن عَلِيّ بْن أحمد الخياط قالا: أنبأنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المأمون قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن مبشر بواسط، حدّثنا محمد بن كثير بن بنت [2] بن هارون، حدّثنا سرور بن المغيرة، عن سليمان التميمي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من كان له ثلاث بنات يعولهن ويرحمهن فله بهن الجنة» [3] .
883- علي بن محمد بن النعمان، أبو الحسن الأنباري:
روى عن والده أبي سعيد محمد بن النعمان، روى عنه: ابنه أبو جعفر محمد بن علي، وقد تقدم ذكر أبيه وابنه في أول الكتاب.
884- علي بن محمد بن الوزير، أبو الحسن المستعمل:
من أهل النصرية، سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات هبة اللَّه بْن المبارك السقطي فِي معجم شيوخه.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ عَنْ أَبِي نَصْرٍ محمود بن الفضل الأصبهاني، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الوزير المستعمل قراءة عليه، حدّثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال إملاء، حدّثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، حدّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصلحي، حدّثنا إبراهيم بن أبي حميد الحراني [4] ، حدّثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن طلحة بن زيد، عن أبي الزبير المتكي، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قال] [5] : «لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم إشارة بالأكف والأصابع والحواجب» [6] .
__________
[1] في الأصل: «الحسين» .
[2] هكذا في الأصل.
[3] الحديث سبق تخريجه.
[4] في الأصل: «الجراني» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2/94(19/80)
من أهل الحربية، وهو أخو شيخنا وهب، سمع مع أبيه من أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأظنه حدث بالموصل في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، فإني رأيت بخطه إجازة كتبها بالموصل في هذا التاريخ.
أنبأنا أحمد بن سلمان الحربي- ونقلته من خطه- قال: مات على بن الضييع يوم الثلاثاء العشرين من شعبان من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
886- عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عبد الله السميع بن علي بن عبد الصمد العباسي النسابة، يعرف بابن كلبون:
من أهل الكرخ، تقدم ذكر والده، كان عارفا بالأنساب، وله مصنفات في ذلك، وقد قرأت عليه في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وروى عن السيد النقي عبد الله بن أسامة بن أحمد بن الحسيني، وعلي بن علي بن نصر الكاتب البصري، قرأ عليه الشريف مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العلوي الزيدي الحسيني.
887- علي بن محمد بن يحيى، أبو الحسن الدريني، المعروف بثقة الدولة بن الأنباري [1] :
كان من الأعيان الأمالي، وكان خصيصا بالإمام المقتفى [2] لأمر الله، وكان فيه أدب، ويقول الشعر اللطيف، وبنى مدرسة لأصحاب الشافعي على شاطئ دجلة بباب الأزج، وبنى إلى جانبها رباطا للصوفية، وأوقف عليهما وقوفا حسنة، سمع الحديث من النقيب أبي الفوارس طراد بْن مُحَمَّد بن علي الزينبي، وأبي عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن البطر، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.
أخبرنا ابن الأخضر بقراءتي عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الدريني وزوجته شهدة بنت أحمد الإبري قراءة عليهما قالا: أنبأنا النقيب طراد بن محمد الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بشران، حدّثنا الحسين بن صفوان، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، حدثني يعقوب بن
__________
[1] انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2/173. والأعلام 5/150.
[2] في الأصل: «بالأيام المتقي» .(19/81)
إسماعيل، أنبأنا حبان [1] بن موسى، أنبأنا عبد الله، أنبأنا حيوة [2] بن شريح، أخبرني أبو هاني الخولاني: أنه سمع عمرو بن مالك الجهني: أنه سمع فضالة بن عبيد يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم يقول: «المجاهد من جاهد نفسه في الله تعالى» .
قرأت على أبي بكر عبد العزيز بن أحمد بن عمر العدل بالقاهرة، عن شهدة بنت أحمد بن عمر الإبري قالت: أنشدنا الأجل ثقة الدولة أبو الحسن علي بن محمد الإبري لنفسه:
ألا هل لأيام الصبا من يعيدها ... فيطرب صب بالغضا يستعيدها
وهل عند باب الدوح من رمل حاجر ... بميل إلى نوحي مع الورق عودها
سقى الله أيامي بها كل مزنة ... تصوب ثراها بالحيا ونجودها [3]
ورد لنا لبنا بجرعاء مالك ... فقد طال ما ابيضت من العيش سودها
أرى الأرض والأوطان فيها فسيحة ... وما يستميل القلب إلا زؤدها
وكيف يلذ العيش من غير أنه ... إذ ازدراه طرف الرقيب بدودها
غريم إذا ما حدث القلب سلوة ... بناحله لا يريدها [4]
وما العذل إلا جذوة بين أضلعي ... فليت عذولي والرقيب وقودها
وكيف فكاك القلب من يد ظبية ... وقد أسرته مقلتاها وجيدها
إذا غاب واشيها وأسعف وصلها ... وألقت عصاها واستحال صدودها
اومد بناني الشوق حتى أضمها ... إلى ح صدري مانعتني نهودها
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن محمد بن يحيى الدريني كان يخدم أبا نصر أحمد بن الفرج الإبري وزوجه بنت شهدة الكاتبة، ثم علت درجته وارتفعت منزلته إلى أن صار خصيصا بالمقتفى وكان يشاوره ويدينه كتب عنه، وكان متوددا متواضعا.
قرأت بخط يوسف بن محمد الدمشقي قال: علي بن محمد الدريني مولده سنة خمس
__________
[1] في الأصل: «حتان» .
[2] في الأصل: «خباه» .
[3] هكذا في الأصل.
[4] في الأصل: «حدوة» .(19/82)
وسبعين- يعني وأربعمائة.
أنبأنا أبو البركات الزيدي، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
توفي ثقة الدولة بن الإبري في يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ودفن في داره برحبة الجامع، وكان خيرا كثير الصدقة، ثم نقل بعد موت زوجته شهدة فدفنا بباب أبرز [1] قريبا من المدرسة التاجية في محرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
888- علي بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يَحْيَى بن الحسين ابن أَحْمَدَ بْنِ عُمَر بْن يَحْيَى بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن علي بْن الحسين بْن علي بن أبي طالب، أبو القاسم الزيدي الحسيني [2] :
من أهل الكوفة، شاعر مجيد، قدم بغداد ومدح الإمام المقتفي لأمر الله والوزير ابن هبيرة.
قرأت في كتاب «خريدة القصر» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه قَالَ: أَبُو القاسم عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن يحيى الزيدي الكوفي شيخ طويل، شريف جليل، نبيه، كأن نظمه نسيم عليل، أبو نسيم وسلسبيل، أرق عبارة من غيرة من أرقه السوق وأحسن حلية من جيد ورقاء حلاها الطوق، وفد الديوان العزيز في صفر سنة سبع وخمسين يخاطب على ملك له قد انتزع [3] . ورسم له قطع، وكنا نجتمع في دار الوزير ابن هبيرة كل ليلة ننتظر إذنه للخواص في اللقاء وجلوسه لأهل الفضل، وأما الرخا فاستأنس الشريف بمجاورتي استيناسي بمجاورته وأتحفني من رقيق عبارته بيتين له في عمي العزيز رحمه الله في تكيته وهما:
بني حامد إن حار دهر أو اعتدى ... عليكم فكم للدهر عندكم وتر
أجرتم عليه من أخافت صرونه ... فأصبح يستقصيكم وله العذر
قال: ولم يزل الشريف لي جليسا، يهدي إليّ من أعيان كلامه نفيسا، إلى أن يتحر توقيعا [4] لما توقعه، واستخلص بملكه واسترجعه، فركب إلى الكوفة مطى النوفة [5] ،
__________
[1] في وفيات الأعيان: «بباب أيزر» .
[2] انظر: شذرات الذهب 3/251.
[3] في الأصل: «ابترع» .
[4] هكذا في الأصل.
[5] هكذا في الأصل.(19/83)
وعاد في سنة تسع وخمسين إلى الوزير متظلما شاكيا متألما، وأنشده وأنا حاضر قصيدة مقتصدة في أسلوبها، مستجيرا به من الليالي وخطوبها، فيها بيتان جعلهما لتلك الكلمة مقطعا، ما ألطفهما معا، وهما:
أجرني على الدهر فيما بقي ... بقيت فما قد مضى قد مضى
فلست أبالي بسخط الزمان ... وأنت تراني بعين الرضا
قال: ويبدد سلكه ولد بعد ملكه وسافر إلى مصر، كأنما ساقه القدر بها إلى القبر، لكنه عاش فيها مديدة في ظل الكرامة، وانتقل إلى دار الخلد والبقا، والسلامة.
أنبأنا أبو سعد الحسن بن مُحَمَّد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه، قال لأبي القاسم علي بن محمد بن يحيى العلوي الكوفي في معذر:
خلعت في حبه عذارى ... للبسه خلعة العذار
كأنها إذا بدت عليه ... خطة ليل على نهار
قال: وله أيضا:
لله معسول الثنايا وأصبح ... مجدول [1] ما تحوى الغلائل أهيف
ظلمت محياه اللحاظ بما جنت ... فيه فالأولى أنه لا ينصف
أنكرت قلبي حين أنكر وده ... وعرفت في جنبيه [2] من لا أعرف
889- عليّ بْن مُحَمَّد بْن يَحيى بْن عليّ بن عبد العزيز بن علي بن الحسين، أبو الحسن بن أبي المعالي بْن أَبِي الفضل بْن أَبِي الحَسَن بْن أبي محمد القرشي، الملقب بزكي الدين [3] :
من أهل دمشق، كان يتولى القضاء بها هو وأبوه وجده، وكان فقيها فاضلا أديبا عالما مليح الخط، موصوفا بحسن السيرة والعفة والنزاهة والصلاح والديانة، سمع الحديث بدمشق من أبي محمد هبة الله بن أحمد بن الأنهاني، وعبد الكريم بن حمزة الحداد، وطاهر بن سهل الأسفراييني، وأبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين، وعلي
__________
[1] في الأصل بدون نقط.
[2] في الأصل: «حببه» .
[3] انظر ترجمته في: العبر في خبر من غبر 4/188. وشذرات الذهب 4/213.(19/84)
ابن المسلم السلميين، وعلي بن أحمد بن قبيس الغساني، وأبي المعالي الحسين بن حمزة ابن الحسين الشعيري، وأبي القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى الطرسوسي وغيرهم، واستعفى من القضاء وحج، وقدم بغداد وأقام بها سنة وأشهرا يسمع بها الحديث من أصحاب طراد الزينبي، وأبي الخطاب بن البطر، وأبي عبد الله بن طلحة، وخرج له أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن الشعار فوائد عن شيوخه الدمشقيين، وحدث بها ببغداد قرأها عليه مخرجها، فسمعها أبو بكر الناقد، وأبو الفضل بن شافع، والشريف أبو الحسن الزيدي، والقاضي أبو المحاسن القرشي، والعدل أبو الفرج بن النقور، وشيخانا: أبو محمد بن الأخضر، وأبو الفتح ابن سعترة.
أخبرني أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن سعترة بقراءتي عليه، أنبأنا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يحيى القرشي، قدم علينا بغداد بقراءة ابن الشعار وانتقائه،
أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ السلمي الموازيني قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قراءة عليه، أنبأنا يوسف ابن القاسم الميانجي، أنبأنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الموصلي، حدّثنا الحسين بن الأسود، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا أبي ورقبة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «انطلق ثلاثة يمشون فدخلوا في غار، فأرسل الله عز وجل عليه صخرة، فأطبقت الغار عليهم، فقال بعضهم لبعض: تعالوا فلينظر كل رجل منا أفضل عمل عمله فيما بينه وبين الله عز وجل فيذكره، ثم ليدعو الله عز وجل أن يفرج عنا مما نحن فيه، ونلقي هذه الصخرة! فقال رجل: اللهم أنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم فطلبت منها نفسها فقالت: والله لا أفعل أو تعطيني مائة دينار، فجمعتها حتى أتيتها بها، فلما قعدت منها مقعد الرجل من المرأة أرعدت وبكت وقالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفتح هذا الخاتم إلا بحقه، قال: فقمت عنها وتركتها لها، فإن كنت تعلم أني تركتها يعني في مخافتك فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء! ففرج الله عنهم منها فرجة فنظروا السماء، وقال الثاني: اللهم إنه كان لي أبوان وكان لي ولد صغار، فكنت أرعى على أبوي، وكنت أجيء بالحلاب، فجئت فوجدت أبوي نائمين ووجدت الصبية يتضاغون من الجوع، فلم أزل بهم حتى ناموا ثم قمت بالحلاب عليهما حتى قاما وشربا، ثم انطلقت للصبية بفضله فسقيتهم، فإن كنت تعلم [أني] [1] إنما فعلت تلك من مخافتك فافرج عنا فرجة! قال: ففرج الله تعالى عنهم
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/85)
فرجة، وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير فأعطيته أجره فغضب وذهب وتركه، فعملت له بأجره حتى صار له بقرا وغنما فأتاني يطلب أجره، فقلت:
انطلق إلى تلك البقر ورعائها فخذها، قال: يا عبد الله اتق الله ولا تهزأ بي، قال:
فقلت انطلق وخذها، قال: فانطلق فأخذها، فإن كنت تعلم أني إنما كنت فعلت ذلك من مخافتك فألقها عنا! فألقاها الله عنهم فخرجوا يمشون» [1] .
أخبرنا عبد الواحد بن محمود، أنبأنا القاضي أبو الحسن القرشي، أنبأنا محمد بن القاسم الشافعي، أنبأنا علي بن أحمد بنيسابور قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ: سمعت أبا القاسم النصرآبادي يقول: سمعت علي بن أحمد بن رزين يقول كان يقال: الأيام صحائف آجالكم فجلدوها أحسن أعمالكم.
أخبرنا أبو الفتح بن سعترة، أنبأنا علي بن محمد بن يحيى الدمشقي قال: قرأت على والدي قال: قرأت على عبد المحسن بن عثمان النفيسي، أنبأنا منصور بن النعمان بن منصور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، أنشدنا أبو القاسم منصور بن أحمد لأحمد بن المعدل:
ما ناصحتك خبايا الود من رجل ... ما لم ينلك بمكروه من العذل
مودتي لك أتى أن تسامحني ... بأن أراك [2] على شيء من الزلل
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: بلغني أن القاضي أبا الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي ولد بدمشق في سنة سبع وخمسمائة.
قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي قال: توفى القاضي زكي الدين أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى القرشي يوم الجمعة الثامن والعشرين من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن من يومه بمقبرة باب حرب بالقرب من قبر الإمام أحمد بن حنبل، وصليت عليه بجامع القصر بعد الصّلاة وتبعته إلى المدفن، سمعت منه عن شيوخ دمشق، وكان ذا وقار وهيئة وتدين وعلم مع نزاهة وحسن خلق وظلف نفس، استعفى عن القضاء بدمشق فأعفي ولم يعلم له أمر يغمض به فرحمه الله وألحقه بنبيه صلّى الله عليه وسلّم، فلقد رزق الشهادة والسعادة وكان من أهل ذلك.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/302، 303. ومسند أحمد 2/116.
[2] في الأصل: «أداك» .(19/86)
890- علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة، أَبُو الحَسَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن الوزير أبي المظفر:
كان والده يلقب بعز الدين، وقد تقدم ذكره، سمع الحديث في صباه من أبي الفتح ابن البطي، وأبي محمد بن الرخلة وأمثالهما، وخرج عن بغداد قديما وسكن الشام مدة، وحدث بدمشق، سمع منه رفيقنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بن أحمد المقدسي، ولما دخلت دمشق في رحلتي الأولى، كان قد سافر إلى آمد فلم أصادفه، وذكر لي أنه كان عسرا في الرواية.
حدثني محمد بن عبد الواحد المقدسي من لفظه في منزله بحبل قاسيون ظاهر دمشق، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن هبيرة من لفظه، أنبأنا أبو محمد صالح بن المبارك بن الرخلة قراءة عليه ببغداد في ذي الحجة سنة سبع وستين وخمسمائة.
وأخبرنا أحمد بن أبي بكر الشاهد أبو عبد الله بن سعد الوراق، وعبد الله بن منصور العدل، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، حدّثنا أبو عبد الله المحاملي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الدَّوْرَقِيُّ، حدّثنا ابن علية، حدّثنا معمر بن فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ثلاثة يؤتون أجورهم مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ آمَنَ بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ وَالْكِتَابِ الآخَرِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ ربه ونصح لسيده» [1] .
سألت أبا البركات [بن] [2] علي بن محمد بن هبيرة عن وفاة والده فقال: توفي بآمد في يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة تسع وستمائة، وكان في عشر السنين.
891- علي بن محمد بن يعقوب، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن الحارث بن محمد بْن أبي أسامة وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بن حنبل.
كتب إلى عبد الرحمن بن علي الأَنْصَارِيّ: أن أبا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرازي أخبره، عن القاضي أَبِي الْحَسَن علي بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد الكسائي الهمداني،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الدارمي ص 290.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/87)
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن يعقوب البغدادي إملاء من حفظه قال: سمعت الحارث بن محمد بن أبي أسامة يقول:
سمعت علي بن عاصم سمعت عبد الرزاق، سمعت معمرا، سمعت الأعمش، سمعت أبا صالح يقول: رأيت في الطواف شيخا كبيرا على عنقه عجوز كبيرة، فقلت: ما هذه؟
قال: أمي أحج بها على كتفي، فقلت: سلها ما تذكر؟ قال: يا أمه! إن هذا الشيخ يسألك ما تذكرين، فقالت: يا بني رأيت عبد المطلب في هذا الطواف وهو يقول:
مات الناس ذهب الناس.
حدّثنا أبو الحسين، حدّثنا علي بن محمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي قال: سمعت محمد بن السماك يقول: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد فقلت: يا أمير المؤمنين بلغني في بعض الخبر: أن رجلا أعطاه الله ثروة في ماله وجمالا في وجهه وشرفا في نسبه، فواسى من ماله وعف في جماله وتواضع في شرفه كتب في ديوان الله تعالى من خاصته؛ فقال الرشيد: يا محمد هذا يصلح أن يكتب بالذهب.
892- علي بن محمد بن يوسف بن إبراهيم، أبو الحسن الرفاء القرقوبي السوسنجردي:
سكن نيسابور وحدث بها عن أبي بكر أَحْمَد بْن يوسف بن خلاد النصيبي، وأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رِزْقٍ الْخَلالُ، روى عنه: أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن مندة الأصبهاني، وأبو بكر إسماعيل بن علي الخطيب النيسابوري.
قرأت على محمد بن أبي سعيد الأديب بأصبهان، عن محمد بن أبي نصر التاجر: أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السوسنجردي البغدادي نزيل نيسابور، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ النصيبي ببغداد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «الْمُسْلِمُ مَنِ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» [1] .
قَالَ عبد الرحمن بن مندة، أنبأنا علي بن محمد بن يوسف السوسنجردي قال:
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/6.(19/88)
ولدت سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ومات في سلخ جمادى الآخرة، ودفن ليلة رجب سنة سبع عشرة وأربعمائة.
893- علي بن محمد القادسي:
حدث بعكبرا عن محمد بن حماد- أظنه الطهراني، روى عنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن هارون الأشعري.
أخبرتنا عين الشمس بنت أحمد بن محمود الثقفي بأصبهان، أنبأنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي ذر الصالحاني قراءة عليه في سنة ست وعشرين وخمسمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن عبد الرحيم، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فورك القباب، حدّثنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن هارون بن سليمان الأشعري، حدّثنا علي بن محمد القادسي سنة ست وخمسين ومائتين بعكبرا، حدّثنا محمد بن حماد، عن مقاتل بن [1] سليمان، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله عز وجل عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً
[سورة الإسراء، الآية 79] قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُنَادِي مُنَادٍ: أين حبيب الله؟ فيتخطى صفوف الملائكة حتى يصير إلى العرش فيمد يده العزيز عز وجل حتى يجلسه معه على العرش حتى تمس ركبته ركبته.
894- علي بن محمد، أبو الحسن النجيرمي:
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن الخضر بن الفضل، أنبأنا أبو القاسم الفضل بن محمد البقال إذنا، عن أبي الحسين خدا دوست بن أصفهند الديلمي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن غزوان البخاري بهمدان قال: سمعت أبا الحسن علي ابن محمد النجيرمي ببغداد قال: سمعت صدقة بن علي الزاهد يقول: سمعت الحلاج يقول:
يا شاهدا غائبا في حال غيبته ... إن غاب شخصك فالتذكار موجود
والصبر عنك فمذموم عواقبه ... والصبر في سائر الأشياء محمود
ومن دنا منك نال الخير أجمعه ... ومن نأى عنك مكروب ومجهود
895- علي بن محمد، أبو الحسين بن الزنجاني الصوفي:
هكذا سماه عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه،
__________
[1] في الأصل: «عن مقاتل بن سليمان» .(19/89)
صحب أبا القاسم الجنيد وأبا محمد الحريري، وأبا العباس بن عطاء، وكان له كلام مليح في التصوف.
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الأنصاري قال: كتب إليّ ظفر ابن الداعي العلوي: أن أبا عبد الرحمن البلخي أخبره قال: سمعت أبا بكر الرازي، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصفه ربحه.
قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: أصل العبادة على ثلاثة أركان: العين، واللسان، والقلب، العين: بالعبرة [1] ، واللسان:
بالصدق، والقلب: بالتفكر.
كتب إلي أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره، أنبأنا أبو بكر الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد النسوي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخ بغداد من أصحاب جنيد والحريري وابن عطاء، يرجع إلى فهم ودراية، وله حظ في علوم القوم، وكان حسن السماع، مات ببغداد بعد العشرين والثلاثمائة.
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني، أنبأنا أبو نصر الحرضي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخهم حسن السماع، توفى بعد العشرين وثلاثمائة.
896- علي بن محمد الفقيه، المعروف بالمسوحي:
كان يخلف القضاة ببغداد، روى عنه: القاضي أبو علي التنوخي في «كتاب النشوار» .
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثني علي بن محمد الفقيه المعروف بالمسوحي [2] أحد خلفاء القضاة ببغداد قال: حدثني أبو عبد الله الزعفراني الفقيه قال: كنت بحضرة أبي العباس ثعلب [3] يوما فسئل عن شيء فقال: لا أدري، فقيل له: أتقول لا
__________
[1] في الأصل: «بالغيرة» .
[2] في الأصل: «بالتنوخي» .
[3] في الأصل: «بعلب» بدون نقط(19/90)
أدري وإليك تضرب أكباد الإبل وإليك الرحلة من كل بلد؟ فقال للسائل: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنيت [1] .
897- علي بن محمد التميمي، أبو الحسن الشاعر:
ذكره مُحَمَّد بْن إسحاق النديم فِي كتاب «الفهرست» ، ذكر أنه من أهل بغداد إمام بالموصل، وعمل شعره نحو خمسمائة ورقة.
898- علي بن محمد، أبو الحسن السّمرقندي:
أخبرنا يوسف بن محمد الأرغياني بنيسابور، أنبأنا أبو البركات عبد الله بن محمد الفراوي، أنبأنا الحاكم أحمد بن الحسين العمروي، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان النصروي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد السّمرقندي ببغداد، حدّثنا الحسن بن علي العدوي، حدّثنا خراش بن عبد الله، حدثني أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «الصوم جنّة» [2] .
899- علي بن محمد، أبو الحسين الجرجاني الفقيه:
رَوَى عَنْهُ: الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن البيع النيسابوري في «معجم شيوخه» .
قرأت على أبي عبد الله الخيري بأصبهان، عن الخضر بن الفضل، أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة إذنا، عن أبي عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا الحسين علي بن محمد الفقيه الجرجاني ببغداد يقول: سمعت عمرو بن أحمد الفقيه [يقول] [3] : كنت قاعدا بين يدي منصور بن إسماعيل الشافعي دخل عليه بعض أصحابه فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو علي الأنطاكي، فأنشأ أبو منصور يقول:
يا قمرا باهت على ال ... دنيا به أنطاكيه
أنت الذي أحبه ... كما أحب العافيه
900- علي بن محمد، أبو الحسن العطاردي:
__________
[1] في الأصل بدون نقط.
[2] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1/196.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/91)
من ساكني نهر الطابق [1] ، شاعر مدح عضد الدولة قاضي القضاة أبا محمد بن معروف، وجماعة من الملوك والوزراء، وطبقته نازلة في الشعر، وكان يتقدم على الشعراء، وذكر أبو عبد الله الخالع أنه كان ماجنا مزّاحا يعاشر الأحداث [2] ويحضر مجلس قاضي المردان، ويعمل أشعار الهيف.
ومن شعره:
انظر إلى دجلة مستطرفا ... سكونها والقمر الساري
كأنها من فضة وسطها ... ساقية من ذهب جاري
وله في صفة الجسر:
كأنما دجلة والجسر وما ... مد من السفن له حتى وقف
خيل على مرودها مربوطة ... رافعة رءوسها من العلف
901- علي بن محمد، أبو الحسن الصوفي:
نزيل بيت المقدس، ذكره أبو العباس النسوي أنه بغدادي ينزل بيت المقدس، ويخدم الفقراء ويتعاهدهم إذا دخلوا عليه، وكان قد صحب أبا عمران الطبرستاني، وتأدب به وأخذ عنه طريقته، وبقي على خدم الفقراء خمسين سنة إلى أن توفي ببيت المقدس سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وقد رأيته وكان حسن الخدمة والافتقاد خدمني وأحسن إليّ، وروى النسوي في تلميذه هارون بن محمد عنه حكايات.
902- علي بن محمد المعنوي، أبو الحسن:
أظنه من أهل حلب، كان صاحبا لأبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري، روى عنه شعره، روى عنه: أبو محمد الجوهري، وأبو القاسم التنوخي.
أنبأنا أحمد بن يوسف القرميسيني، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عبد الباقي الموصلي، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أنشدني أبو الحسن المعنوي الشيخ الأديب قال: أنشدني الصنوبري لنفسه:
__________
[1] في الأصل: «الطالق» .
[2] في الأصل بدون نقط.(19/92)
لا النوم أدري به ولا الأرق ... يدري من [له] [1] بهذين [2] رمق
إن دموعي من طول ما استبقت ... كلت فما تستطيع تستبق
ولي مليك لم تبد صورته ... مذ كان إلا ضلت له الحدق
نويت تقبيل نار وجنته ... وكدت أدنو منها فأحترق
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا الخطيب، أنشدنا أبو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد المعنوي، أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه:
لا واشتياقي واشتياقك ... غب [3] انطلاقي وانطلاقك
ما عانق الطرف الكرى ... بعد انصرافي من عناقك
لم لا العزاء على فراقي ... مذ عزمت على فراقك
فدع المقيم على اعتناقي ... بالملام أو اعتناقك
أنا واثق إن ليس تط ... لقني الصبابة من وثاقك
903- علي بن محمد، أبو الحسن الشمشاطي [4] :
مصنف «كتاب الأنوار» و «كتاب الديارات» ، كان شاعرا يمدح الملوك، أصله من الموصل، سكن بغداد ودخل واسط في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، روى أبو غالب بن أحمد بن بشران الواسطي، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن جمهور الشعباني عنه هذين الكتابين.
قرأت في كتاب «الفهرست» لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال: أبو الحسن علي ابن محمد العدوي أصله من شمشاط [5]- من بلاد أرمينية، كان يعلم أبا تغلب [6] بن ناصر الدولة وأخاه ثم نادمهما، وهو شاعر مصنف مؤلف، مليح الحفظ كثير الرواية،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل: «بهادين» .
[3] في الأصل بدون نقط.
[4] انظر ترجمته في: الفهرست ص 220. والأعلام 5/143.
[5] في الفهرست: «سميساط» .
[6] في الأصل: «ثعلب» .(19/93)
وفيه تزيد [1] ، كذا كنت أعرفه قديما، وقد قيل إنه ترك كثيرا من أخلاقه عند علو سنه، ويحيى في عصرنا هذا، وله من الكتب: «كتاب الأنوار» يجري مجرى الأوصاف والتشبيهات، عمله قديما ثم زاد فيه بعد ذلك «كتاب الديارات» كبير، و «كتاب أخبار أبي تمام» ، و «المختار» من شعره، «كتاب القلم» [2] ، وجود في تأليفه.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن يحيى بن الحسن بن البناء قال: كتب إلى أبو غالب ابن بشران، أنشدنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري، حدّثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال: أنشدني أبي، أنشدني علي بن العباس الرومي لنفسه:
لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت ... من كل نوع ورق الجو والماء
إذا لما حفلت [3] نفسي متى اشتملت ... على قبابله [4] الحالين عذاء [5]
يا حبذا ليل أيلول إذا بردت ... فيه مضاجعنا والريح سحواء
وحمش القر فيه الجلد فانتقلت ... من الضجيعين أحشاء وأحشاء
وأسفر القمر الساري فصفحته ... ريا لها في صفاء الجو لألاء
يا حبذا نفحة من ريحه سحرا ... يأتيك فيها من الريحان أنباء
قل فيه ما شب من دهر تعهده ... في كل عام يد الله بيضاء
904- علي بن محمد، أبو الحسن المقرئ، المعروف بقرابا:
من ساكني باب الشام، حدث عن: أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو [6] بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، روى عَنْهُ أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته، وذكر أنه توفى في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ودفن بباب حرب.
905- علي بن محمد، أبو الحسن المروزي:
قدم بغداد حاجّا وحدث بها في شعبان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، سمع منه أبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس المقرئ، وذكر أبو عثمان سعيد بن محمد النيسابوري العدل أنه كتب عن علي بن محمد المروزي هذا ببغداد.
__________
[1] في الأصل: «وفيه نريد» .
[2] في كتاب الفهرست: «كتاب المعلم» .
[3] في الأصل: «جعلت» .
[4] هكذا في الأصل.
[5] في الأصل: «غداء» .
[6] في الأصل: «بن عرور» .(19/94)
906- علي بن محمد بن الكسائي، أبو الحسن المقرئ:
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي ونقلته من خطه أنه مات في يوم الخميس ثاني ربيع الآخر سنة خمس وأربعمائة، ودفن بمقابر قريش، وكان شيخا صالحا، مولده سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
907- علي بن محمد بن الزنانيري [1] ، أبو الحسن السابح الزاهد:
صنف في السباحة كتابا نفيسا سماه «كتاب فنون الملاحة في أصناف السباحة» قرأه عليه أبو ياسر محمد بن عبيد الله بن كادش بباب الحرم الشريف في جمادى الآخرة سنة ثمانين وأربعمائة، وسمعه بقراءاته أبو عبد الله بن حمزة بن المظفر بن حمزة، ورواه عنه: أبو محمد بن الخشاب وكتبه بخطه، رأيت النسخة والكتاب حسن في فنه.
908- علي بن محمد، أبو الحسن المطرز، المعروف بابن المزين:
سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال، وأبا الحسن علي بن عمر القزويني، وأبا إسحاق البرمكي وغيرهم وحدث باليسير.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد المطرز يعرف بابن المزين في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من المحرم سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
909- علي بن محمد، أبو الحسن الدمشقي:
حدث ببغداد عن أبي نصر أحمد بن عبيد الله الغازي الآمدي، سمع منه: أحمد بن محمد بن الحسن الباجسرائي وغيره في رجب سنة ست وتسعين وأربعمائة- ذكر هكذا أَبُو الْقَاسِمِ بْن عساكر في «تاريخ دمشق» .
910- علي بن محمد، أبو الحسن الأسدي، قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْوَفَا أَحْمَدَ بْنِ محمد بن الحصين بخطه: أنشدنا الرئيس الأديب ذو البراعتين أبو الحسن علي بن محمد الأسدي لنفسه:
يا فاضح الغصن الرطيب تنعما من رطبه ... ومغير قلبي بالغرام تلهفا من هجره
ألا عطفت على الغريب مسلما في حبه ... نهب الفتى هبة الكرام تعطفا في وزره
__________
[1] هكذا في الأصل.(19/95)
911- عليّ بْن مُحَمَّد بن الأيسر، أبو الحسن العكبري:
ذكره أبو طاهر أحمد بن مُحَمَّد السلفي في معجم شيوخه، وروى عنه حكاية، ذكر أنه سمعها منه ببغداد.
912- علي بن محمد السنبسي:
شاعر مدح الإمام المستظهر بالله بقصيدة رأيتها بخطه- أولها:
نادى الرحيل منادي الحي فابتكروا ... كادت لذاك حصاة القلب تنفطر
ثم استقلوا فلم أملك غداة نأوا ... نطقا لديهم فكان المخبر النظر
أبدى الذي كانت الأسرار تضمره ... يوم الرحيل بدمع فيضه درر
وأضحت الدار قفرى لا أنيس بها ... كأنها صحف عادية نكر
ما أن تحير [1] جوابا أن دعوت بها ... وكيف ينطق رسم دارس دثر
أبدت معالمها الأيام واختلفت ... فيها العواصف حتى ما بها أثر
وكم عهدت بها والدار جامعة ... حورا من الإنس في ألحاظها حور
إذا برزت رأيت الأرض مشرقة ... كأنما نثرت من فوقها درر
تكنفن [2] حمصا به كالغصن ناعمة ... ترنو بعيني ظبي في قلبه ذعر
تصمي [3] القلوب بنيل في تقلبها ... عن غير كف بقوس ما له وتر
فالعين في خفة من حسن منظرها ... والقلب يصلى بنار دونها سقر
كأنها بين أبواب خصصن بها ... بدر السماء حوتها الأنجم الزهر
في صورة الشمس يغشى الطرف نزها [4] ... وحسنا عن صفات الحسن معتبر
هي التي سلبت لبى بمبتسم ... عذب المجاجة لا صاب ولا كدر
غداة قالت لأتراب يلدن بها ... هذا قتيل غرام ما له خطر
تراه يستر ما يلقاه من ألم ... ومن تهتك فيها كيف يستتر
قضت على قضاء لا انقضاء له ... وليس ينفذ حتى تنفد العمر
__________
[1] في الأصل: «تخبر» .
[2] في الأصل بدون نقط.
[3] في الأصل: «انحاظها» .
[4] في الأصل: «يربوا» .(19/96)
علت عنها على أني بها كلف ... راجي الإمام الذي ما مثله بشر
ملقى العفاة أبا العباس خير فتى ... أضحى لدفع صروف الدهر يدخر
من حر وجه الطاهر المبعوث من مصن ... زكت وطابت فطاب العود والثمر
913- علي بن محمد، أبو الحسن المدائني:
ذكره شيخنا أبو سعد الحسن بن مُحَمَّد بن حمدون الكاتب في «كتاب تاريخ الخلفاء» من جمعه، وقال: صار إلى ديوان شعره بخطه فوجدته مدح الإمامين المستظهر بالله والمسترشد بالله، وعامة أرباب دولتهما، وقد أكثر في مدحهما، ولم أرض شعره لعدم جبذه [1] ، ولم أر إسقاط ذكره من هذا الكتاب لكونه اتسم [2] بمدحهما، قال يمدح الإمام المستظهر بالله:
ليل ذي الوجد أليل ... والمصوبات أقبل
ولذي الراح راحة ... وهوى الغيد أميل
والتصابي أشهى إليّ ... وأحلى وأقبل
إن حيران عالج ... حرموا ثم حللوا
والخيام التي ثووا ... وحشوها ورحلوا
ليتني كنت عالما ... أين أموا وأقفلوا
فسل القلب عنهم ... من القلب يسأل
ما بقي للوداد إلا ... فؤاد معلل
وتأمل فما شفا ... ؤك إلا التأمل
قد جهدنا وقصروا [3] ... لو أسأنا لأجملوا
ووصلنا فقاطعوا ... لو قطعنا لأوصلوا
فاقصد الماجد الإما ... م تنل ما يؤمّل
فأياديه جمة ... وهي أهنى وأجزل
وعطاياه للعفا ... ة من الودق أشمل
وسجاياه دأبه ... ن الندى والتفضل
ما لنا من علا ... هـ إلا التقى والتطول
__________
[1] في الأصل بدون نقط.
[2] في الأصل: «اسم» .
[3] في الأصل: «قصر» .(19/97)
914- علي بن محمد، أبو الحسن الأنباري الولاقي [1] :
أحد الغرباء الذين كتب عنهم أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف شيئا من شعره [و] [2] شيئا من الأناشيد.
قرأت بخط أبي بكر بن كامل، وأنبأنيه ابنه يوسف عنه، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد اليناقي الولاقي قال: أنشدني السيد الإمام زيد بن حمزة أو حمزة بن زيد البلخي نزيل سرخس لنفسه:
لجبر الصبر في قلبي انكسار ... عشية ودعوا وزمان ساروا
بقيت [3] وأدمعي ومضوا وقلبي ... فلا أدري أجاروا أم أجاروا
وأنشدنا علي البياري أيضا قال: أنشدني القاضي الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الأرسابندي قال: كتب إلى القاضي أبو نصر أحمد بن عبد العزيز الروزني لنفسه:
تناسيتم عهدي ولم أنس عهدكم ... وأعرضتم عني وما كنت مذنبا
هنيئا لكم بعدي السرور فإن لي ... فؤادا [4] بنيران الفراق معذبا
915- علي بْن محمود بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بن محاسن بن هبة الله النجار، أبو الحسن البزاز الأمين أخي الأبوي:
قرأ الفرائض والحساب حتى برع [5] فيهما، وصار أعرف زمانه بقسمة التركات، وكان يعرف الجبر والمقابلة في الحساب، ويستخرج العويص [6] من المسائل من غير أن يكتب بيده شيئا، وحضر يوما معي عند شيخنا أبي البقاء بن العكبري، وكان شيخ وقته في معرفة الفرائض والحساب، فسألته أن يسأله عن مسائل مشكلة من المناسخات، فسأله فكان يجيبه من غير توقف ولا طول فكرة، فعجب الشيخ من ذلك وقال: ما رأيت مثل هذا الرجل قط، وأمره أن يخط خطه في الفتاوى، فكان يفتي إلى حين وفاته، وكنت أقرأ عليه شيئا من خط أبي بكر الأنصاري الحاسب المعروف
__________
[1] في الأصل: «الولافى» .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
[3] في الأصل بدون نقط.
[4] في الأصل: «فؤاد» .
[5] في الأصل: «حتى نزع» .
[6] في الأصل بدون نقط.(19/98)
بقاضي المارستان من مشكلات المسائل في المسائل واستخراج الضمير ولا أقرأ عليه الجواب فكان يفتكر فيه قليلا ويجيبني بالجواب الذي كتبه القاضي بعينه، وكان يحفظ من الأناشيد والحكايات والأخبار وأيام الناس والتواريخ شيئا كثيرا، ولما توفى والدي سافر إلى الشام ودخل ديار مصر ورأى الناس وخالط الفضلاء وعاد إلى بغداد، وكان يجلس في دكان له بسوق الثلاثاء في خان الصفة يبيع فيه البز، مضى على ذلك أكثر عمره، وكان أمينا نزها عفيفا متورعا عن الشبهات متحريا في طلب الحلال، فاشتهر بذلك بين الناس.
فلما ولي أبي القاسم بن الدامغاني قضاء القضاة واتصلت له به معرفة، وعرف ما هو عليه من معرفة الفرائض ومعرفة قسم الأمتعة، وما اشتهر عنه من حسن الطريقة والعفة والنزاهة ألزمه بأن ينظر في أموال الأيتام، فأجاب إلى ذلك على أحسن طريقة وأجمل سيرة شكره عليها الخاص والعام، وظهر من ورعه وتقشفه ونزاهته ما اشتهر به، فلما عزل ابن الدامغاني قبض على أخي وهلك وعند الله يجتمع الخصوم.
وكان رحمه الله كثير الصوم والصلاة والذكر وقراءة القرآن، وله أوراد بالليل والنهار لا يخل بها، وكان كثير الصدقة دائم المعروف محتاطا في إخراج الزّكاة مسارعا إلى قضاء حوائج الناس محبا لأهل الخير.
علقت عنه كثيرا من الحكايات والأناشيد والتواريخ، وكان هو الذي رباني، فإن والدي رحمه الله توفى ولي سبع سنين، وكان يحملني معه إلى الجامع في أيام الجمعة وأيام العيدين ويعلمني كيف أقول، وحججت مع والدتي ولي تسع سنين، فكان أخي يأخذني على عنقه ويريني المناسك ويطوف بي المشاهد، وكان يؤدبني ويثقفني وينبهني على معالي الأمور، جزاه الله عني خيرا فهو والدي وأخي، وكان رحمه الله قد جمع كتابا جليلا في الفرائض ذكر فيه كل فريضة تقع في الدنيا، وقسمها، وفقدته بعد موته، وذهب في جملة ما ذهب من ماله.
أنشدني أخي علي بن محمود الشهيد رحمه الله من لفظه وحفظه لبعضهم:
يزداد بخلا ولؤما كلما كثرت ... أمواله فهو لا ترجى مواهبه
كالبحر كل مياه الأرض قاطبة ... تجرى إليه ويظمى فيه راكبه
سألت أخي عن مولده فقال: في ليلة الجمعة لست خلون من المحرم سنة أربع(19/99)
وستين وخمسمائة، وقتل في ليلة الجمعة الرابع عشر من شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وستمائة، وصلّي عليه ليلة السبت بالمدرسة التاجية، ودفن عند والده بباب أبرز- رحمة الله عليه ورضوانه.
916- علي بن محمود بن عبد الله القطان، أبو الحسن السمسار:
جاءنا بالظفرية، سمع أبا حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي المقرئ، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا متيقظا فهما حسن الأخلاق لا بأس به.
أخبرنا علي بن محمود القطان، أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا الشريف أبو منصور عبد المهيمن بن محمد بن الحسين العباسي، أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز، أنبأنا أَبُو سهل أَحْمَد بن عبد الله بن زياد القطان، حدّثنا أبو يحيى الناقد، حدّثنا عثمان بن عبد الوهاب، حدّثنا أبي، عن يونس وعنبسة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قال: شكوت إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وجعا أجده في جوفي فقال: «ضع يدك عليه وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر هذا الوجع وشر ما أجده» سبع مرات
؛ قال: ففعلته فذهب عني [1] .
سألت أبا الحسن السمسار عن مولده فقال: في جمادى الآخرة أو رجب سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في سحرة يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وستمائة وصلينا عليه من الغد بمشهد عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه بباب أبرز، ودفن بالمحمدية بين يدي تربة أبي سعد الصوفي.
917- علي بن محمود بن أبي القاسم بن مقلد الغمري، أبو القاسم القصار [2] :
من ساكني قراح ابن أبي الشحم، سمع أبا السعادات نصر اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزاز [3] ، كتبت عنه وهو شيخ لا بأس به.
أخبرنا علي بن محمود الغمري، أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن، أنبأنا علي بن الحسين الربعي، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، حدّثنا أبو جعفر بن البحيري، حدّثنا محمد
__________
[1] انظر الحديث في: عمل اليوم والليلة ص 155.
[2] انظر ترجمته في: الأنساب 10/74. وهامش الإكمال 6/366.
[3] في الأصل: «القراز» .(19/100)
ابن أحمد بن أبي العوام الرياحي [1] ، حدّثنا سلمة بن سليمان، حدّثنا خليد بن دعلج، عن كلاب بن أمية: أنه لقي عثمان بن أبي العاص قال: ما جاء بك؟ قال: استعملت على عشور الأبلة، قال: قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم يقول: «إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا البغي [2] بفرجها والعشار» [3] .
سألت أبا القاسم الغمري، عن مولده، فذكر أنه تقريبا سنة ستين وخمسمائة، وتوفي في الحادي عشر من ذي الحجة من سنة أربعين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
918- علي بن المختار بن الأشرف بن الوزير بن فخر الملك أبي غالب محمد ابن علي بن خلف أبو نصر:
تقدم ذكر جده الوزير في أول هذا الكتاب، وأبو نصر هذا سمع شيئا من الحديث من أبي الحسن علي بن مُحَمَّد بن علي بن العلاف وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، وأخرج عَنْهُ حديثًا فِي معجم شيوخه.
919- علي بْن المختار بن محمد، أبو الحسن الهرثاني [4] :
من أهل الهرث قرية بواسط، قدم بغداد وقرأ بها القرآن على أبي منصور محمد بن أحمد الخياط المقرئ، والكلام على مذهب الأشعري على أبي عبد الله القيرواني، وسمع الحديث من أبي محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي، وحدث باليسير، روى عنه: أبو بكر بن كامل في معجم شيوخه، وروى عنه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ مناما رآه، وأثنى عليه خيرا.
قرأت في معجم مشايخ أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غَالِبٍ الْخَفَّافِ بِخَطِّهِ وَأَنْبَأَنِيهِ ابْنُهُ يُوسُفُ عَنْهُ، أنشدنا أبو الحسن علي بن مختار بن محمد الهرثاني قال:
أنشدني بعضهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
تغيرت المودة والإخاء ... وقل الصدق وانقطع الرجاء
وأسلمني الزمان إلى أناس ... كثيري الغدر ليس لهم وفاء
__________
[1] في الأصل: «الرباحي» .
[2] في الأصل: «البقي» .
[3] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 4/22.
[4] في الأصل: «الهرثاي»(19/101)
يديمون المودة ما رأوني ... ويبقى الود ما بقي اللقاء
فإن غيبت عن أحد قلاني ... وجازاني بما فيه اكتفاء
سيغنيني الذي أغناه عني ... فلا فقر يدوم ولا ثراء
وكل شديدة نزلت بحي ... سيأتي بعد شدتها رخاء
وكل جراحة فلها دواء ... وجرح الجهل ليس له دواء
920- علي بن المديني الأصبهاني:
روى عنه: أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني الإمام صاحب «المسند الصحيح الكبير» .
قرأت بخط أبي عمر محمد بن عبد الله بن معروف الأصبهاني، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عمر بن أبان الطبري، حدّثنا أبو عوانة الإسفرائيني، أنشدني علي بن المديني الأصبهاني ببغداد:
لكل امرئ شكل من الناس مثله ... وكل امرئ يهوى إلى من يشاكل
921- علي بن المرتضى بن علي بن محمد بن الداعي زيد بن حمزة بن علي ابن عُبَيْد اللَّه بْن الحَسَن بْن عَلِيّ بْن محمد السيلقي [1] بن الحسن بن جعفر بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، أَبُو الحسن بن أبي الحسن بن أبي ثعلب العلوي الحسني المعروف بالأمير السيد.
ولد جده بنيسابور وكذلك والد المرتضى، ونشأ بأصبهان ثم قدم بغداد، وولد له علي هذا بها، وقرأ الفقه على مذهب أبي حنيفة حتى برع فيه وفي الخلاف، وقرأ الأدب وحصل منه طرفا صالحا، وسمع الحديث، ثم ولي التدريس بجامع السلطان، وانتهت إليه رئاسة أصحاب الرأي، وكان عالما بالمذهب متدينا زاهدا في الرتب [2] والولايات المنيفة، كريم النفس، كانت داره مجمعا لأهل العلم والأدب، وكان يكتب خطّا مليحا، وله كتب كثيرة أصول بخطوط العلماء، سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، وأبا الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي، وأبا منصور محمد بن عبد
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] في الأصل: «الرب» .(19/102)
الملك بن خيرون، وموهوب بن أحمد بن الجواليقي، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد ابن سهل، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي [1] الرقي، وأبا الفضل محمد بن ناصر وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وعمّر حتى أدركناه ولم يتفق لنا منه سماع.
قرأت في «الخريدة» لأبي عبد الله الكاتب بخطه للأمير السيد علي بن المرتضى:
صُن حاضر الوقت عن تضييعه ثقة ... أن لا بقاء لمخلوق على الدوم
وله أيضا:
وهبك أنك باق بعده ... أبداً ولا تجزع لآت
واغنم لنفسك حظها ... في البين من قبل الفوات
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: سألته- يعني الأمير السيد علي بن المرتضى- عن مولده فقال: في ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ببغداد درب الشاكرية، توفى الأمير [2] السيد علي بن المرتضى في ليلة الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثَمان وثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بمقابر قريش.
922- علي بْن مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منفذ بن محمد بن منقذ ابن نصر بن هاشم، أبو الحسن بن أبي سلامة الكناني [3] :
من أهل شيزر [4] ، قلعة بنواحي حلب، من أولاد أمرائها، كان أديبا فاضلا شاعرا متفننا، ورد بغداد حاجّا بعد العشرين وخمسمائة، سمع بها الحديث، وروى شيئا من شعره، سمع منه أبو بكر بن كامل ويوسف بن محمد الدمشقي.
قرأت على أبي محمد الأمين، عن أبي بكر المبارك الخفاف قال: أنشدني الأمير [5] أبو الحسن علي بن مرشد الكناني، أنشدنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عمر:
__________
[1] في الأصل: «العنوي» .
[2] في الأصل: «الأمين» .
[3] انظر ترجمته في: الأنساب 8/238.
[4] في الأصل: «شيرز» .
[5] في الأصل: «الأمين» .(19/103)
أقمت فكنت في بصري مقيماً ... وغبت فكنت في ضمن الفؤاد
وما شطت بنا دار ولكن ... نقلت من السواد إلى السواد
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا يوسف بن محمد الدمشقي، أنشدنا علي بن مرشد لنفسه:
ودعت صبري ودمعي يوم فرقتكم ... وما علمت بأن الدمع يدخر
وضل قلبي عن صدري فعدت بلا ... قلب فيا ويح ما آتى وما أذر
ولو علمت ذخرت الصبر منبعثا ... إطفاء نار بقلبي منك تستعر
أنشدنا الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: سمعت علي ابن مرشد يقول: سمعت دراجا يصيح بدرب حبيب فعلمت فيه هذه الأبيات- وأنشدنيها:
يا طائرا لعبت [1] أيدي الفراق به ... مثلي فأصبح ذا هم وذا حزن
داني الأسى نازح الأحباب مغتربا ... عن الأحبة مصفودا عن الوطن
بلا نديم ولا جار تسر به ... ولا حميم ولا دار ولا سكن
لكن نطقت فزال الهم عنك ولي ... هم يقلقل أحشائي ويخرسني
وكل من باح بالشكوى استراح ومن ... أخفى الجوى بث عنه شاهد البدن
أرقت عني بنوح لست أفهمه ... معما بوجدي من وجد يورقني
وما بكيت ولي دمع غواربه ... إذا ارتمت منه لم تنسق السفن
أخبرنا الحاتمي، أنشدنا السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: وأنشدني علي بن مرشد لنفسه وكتب بها إلى صديق له:
ما فهمت مع متحدث شاغلًا ... إلا رأيتك خاطراً في خاطري
فلو استطعت لزرت أرضك ماشياً ... بسواد قلبي أو بأسود ناظري
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الْحَافِظ قال: علي بن مرشد بن علي الكناني كان أكبر إخوته، بلغني أنه ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة بشيزر [2] ، سمع الحديث ببغداد
__________
[1] في الأصل: «العمت» .
[2] في الأصل: «بشيرر» .(19/104)
من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وأبي القاسم بن السّمرقندي، وكتب الحديث بخط حسن، وكان فهما شاعرا. ذكر لي أخوه الأمير أبو عبد الله أنه استشهد بعسقلان سنة ست وأربعين وخمسمائة، ذكر الأمير أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني أن أخاه أبا الحسن عليّا استشهد على غرة في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمسمائة في حرب الإفرنج. وما كان له صبوة ولا ميل إلى لهو وغواية، وكان منقطعا إلى الخير والعمل وتلاوة القرآن والنظر في العلوم الدينية مع ما سواها من العلوم.
923- علي بن المسبح، أبو الحسن الحارزي، المعروف بالسديد:
من أهل الحارزة من أعمال واسط، وكان من قضاتها، كان شاعرا حسن القول، قدم بغداد ومدح الوزيرين أبا علي بن صدقة وعلي بن طراد الزينبي، فمن قوله في ابن صدقة:
مدحت الوزير بطياته ... كأن المعاني فيها رياض
فأنت بتوقيعه ظافر ... وعندي أن ليس فيه اعتراض
فلم يمتثل وحصلنا على ... سواد الوجوه وضاع البياض
وأورد له أبو المعالي الكتبي [1] في كتاب «زينة الدهر» قوله:
ما أباديك من وراء حجاب ... فأدم البعاد بالاقتراب
أنت في ناظري في موضع ال ... حد ومن منطقي مكان الصواب
924- علي بن مرة، أبو القاسم البغدادي:
شاعر، ذكره شيخنا أبو سعد الحسن بن مُحَمَّد بن حمدون، وأورد له هذه الأبيات ونقلتها من خطه:
زعمت إنما هواي محال ... أتراها ظنت نحولي انتحالا [2]
ولقد زارني الخيال فما صا ... دف مني الخيال إلا خيالا
بت أرعى النجوم فيها وبا ... تت من وراء السجوف تنعم [3] بالا
وشكوت الهوى إليها وقالت ... حضرى تنمق الأقوالا
__________
[1] في الأصل بدون نقط.
[2] في الأصل بدون نقط.
[3] في الأصل: «نعم» .(19/105)
925- علي بن مسعود بن أحمد بن المقرئ، أبو القاسم بن أبي البركات الحاجب:
من ساكني قراح ابن رزين، كان من الحجاب الكبار بالديوان، وكان شيخا بهيّا مليح الهيئة جميلا، متدينا محبا لأهل الخير، سمع أحاديث الحسن بن عرفة بن أبي المعالي عبد الملك بن علي الهراسي ورواها عنه، سمع منه أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي، وقد سمعت منه في المفاوضة حكايات، ولم أكتب عنه شيئا من الحديث، وهو والد أحمد الذي قدمنا ذكره، توفي يوم الإثنين ثاني جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وستمائة، ودفن من يومه بباب أبرز.
926- علي بن مسعود بن الحسن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحسن بن جعفر بن الحسن بن الناصر للحق بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بن أبي طالب، أبو الحسن بن أبي الغنائم العلوي، الفقيه الحنفي:
من ساكني المختارة [1] ، كان جارنا بدار الكتب بمشهد أبي حنيفة بباب الطاق، حدث بشيء يسير عن الحسن بن ناصر الكاغذي، سمع منه أبو المعالي مسعود بن عبد الرحمن بن أبي الحسن بن المحتسب الرصافي، وقد رأيته كثيرا ولم أكتب عنه شيئا، وكان شيخا صالحا مليح الوجه حسن السمت، توفي في أواخر سنة ستمائة وقد قارب السبعين.
927- علي بن مسعود بن علي بن طليب، أبو الحسن بن أبي السعادات:
من أهل الحربية، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وتوفّي في يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
928- علي بن مسلم بن علي بن فننا [2] ، أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي الحسن الضرير:
من أهل الحريم الطاهري، وهو [أخو] [3] شيخنا أبي البركات المبارك، ومظفر ابني
__________
[1] في الأصل: «المحتارة» .
[2] هكذا في الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/106)
مسلم، وسيأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى. سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي، وأبا بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال، وأبا الْحَسَن سعد الخير بْن مُحَمَّد بْن سهل الْأَنْصَارِيّ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، وأبا مُحَمَّد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وغيرهم، كان يتولى الخطابة بقرية تعرف [1] بالزهيرية من أعمال دجيل [2] ، حدث بالسير، سمع منه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ بأوانا.
929- علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص، أبو الحسن الدينوري:
تفقه على أبي حامد الغزالي، وسمع الحديث من النقيب أبي الفوارس طراد بْن مُحَمَّد ابن علي الزينبي، وأبي الخطاب نصر بْن أَحْمَد بن البطر ومنصور بن بحر بن حيد النيسابوري، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، حدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن عساكر وأبو سعد بن السمعاني.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هبة الله الحافظ قال: أخبرني علي بن المطهر بن مقلاص أبو الحسن الدينوري إمام المدرسة النظامية للصلوات الجهرية بقراءتي عليه بها، أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد الكرخي، أنبأنا الحسن بن أبي بكر الفاري، أنبأنا مُكْرِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرِمٍ أبو بكر البزاز، حدّثنا أبو يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي، حدّثنا عباد بن صهيب، حدّثنا هشام وهو ابن عروة قال: أخبرني أبي [قال] [3] : أخبرني أبو أيوب الأنصاري بالروم في الغزوة التي غزاها [4] بها عن أبي [بن] [5] كعب رضي الله عنه: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أرأيت أحدنا يصيب المرأة فيكسل ولا ينزل؟ قال: «ليغسل ما أصاب المرأة منه ثم يتوضأ ويغتسل» [6] .
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص الدينوري كان يسكن النظامية، وكان إمام الصلوات بها، وكان
__________
[1] في الأصل: «نعرف» .
[2] في الأصل: «دحبل» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «التي غزاها في الروم» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 5/114.(19/107)
فقيها صالحا، كتبت عنه، وكان يسمع بقراءتي من شيوخنا البغداديين، توفي ليلة الأحد سابع عشري رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
930- علي بن المظفر بن بدر، أبو الحسن الشافعي الضرير، المعروف بابن الخلوقي [1] :
من أهل البندنيجين، سافر إلى البصرة، وسمع بها أبا النعمان عبد الأعلى بن أحمد ابن عبد الله بن مالك البجلي، وأبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ بكر الوراق، وأبا الحسن علي بن يوسف القطان، وأبا الْحَسَن علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ ابن بحر، وأبا الحسين طاهر بن أبوه [2] ، ومضى إلى العسكر فقرأ على أبي أحمد العسكري، روى عنه أبو بكر الخطيب، ومحمد بن علي بن موسى الخياط، وأبو علي الحسن بن أحمد بن البناء، وأبو نصر محمد بن عبد الله [3] بن ثابت البندنيجي.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ بَدْرٍ الفقيه البندنيجي بالبندنيجين، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ وَصِيفٍ الْقَطَّانُ بالبصرة، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي، حدّثنا عبد الله ابن موسى بن شيبة بالنهروان، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ مِنْ آلِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ [ابْنِ] [4] أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ بيمينه» [5] .
أنبأنا عبد الرحمن الدقيقي، عن أبي المعمر الأنصاري قال: قرأت على أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي وكتبت من خطه قال: حكى لنا الرئيس أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بْن الحسن بن نصر الحلواني الشيباني قال: حدثني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ بَدْرٍ العلامة البندنيجي بها في سنة خمس وعشرين وأربعمائة قال: كنت أقرأ بالبصرة على الشيوخ في سنة سبعين وثلاثمائة، فلما دخلت سنة تسع وسبعين بلغني
__________
[1] في الأصل: «الحلوقي» .
[2] هكذا في الأصل.
[3] في الأنساب: «هبة الله» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر الحديث في: الجامع الصغير 4/405.(19/108)
حياة أبي أحمد العسكري فقصدته وقرأت عليه، فوصل فخر الدولة والصاحب بن عباد، قال: فبينا نحن جلوس نقرأ عليه إذ دخل إليه ركابي ومعه رقعة ففضها وقرأها وكتب على ظهرها جوابها، فقلت له: أيها الشيخ، ما هذه الرقعة وما جوابها؟ فقال:
هذه رقعة للصاحب، قلت: فأين كان الأصل وما كان في جوابه؟ فقال: كتب إليّ:
ولما [1] أبيتم أن تزوروا وقلتم ... ضعفنا [2] فما نقوى على الوخدان
أتيناكم من بعد أرض نزوركم ... فكم [3] منزل بكر لنا وعوان
أناشدكم هل من قرى لتزيلكم ... بطول [.....] [4] لا يمل حفان
أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي ... تعود أعضائي من الرجفان
فضمنت ببيت ابن الشريد كأنما ... تعمد تشبيهي به وعناني
أهم بأمر الحرم لا أستطيعه ... وقد قيل بين العبر والثروان
ثم نهض فقال: لا بد من الحمل على النفس، قال الصاحب: لا يقنعه هذا، وركب بغلة فلم يتمكن من الوصول إلى الصاحب لاشتيال الخيم، فصعد على بغلة ورفع صوته بقول أبي تمام:
ما لي أرى القبة الفتحاء [5] مقفلة ... دوني [6] وقد طال ما استفتحت مقفلها
كأنها جنة الفردوس معرضة ... وليس لي عمل زاك فأدخلها
قال:
فناداه الصاحب: ادخلها أبا أحمد فلك السابقة الأولى! فتبادر إليه أصحابه فحملوه حتى جلس بين يديه وسأله عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ما أحسن من محسن مسلم ولا كافر إلا جازاه الله» [7] .
ويروى مسلما وكافرا، فقال أبو أحمد: الخبير صادفت، فقال الصاحب: يا أبا أحمد تغرب في كل شيء حتى بالمثل [8] السائر، فقال: نغالب عن السقوط بحضرة مولانا وإنما كلام العرب للعرب وعند استخبارهم على الخبير سقطت.
__________
[1] في الأصل: «وما» .
[2] في الأصل: «صعفنا» .
[3] في الأصل: «فكم من» .
[4] بياض في الأصل: مكان النقط.
[5] في الأصل: «الفحا» .
[6] في الديوان: عنى» .
[7]- انظر الجامع الكبير للسيوطي 1/690.
[8] في الأصل: «بالميل» .(19/109)
قرأت في مشيخة علي بن البناء بخطه أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ بَدْرٍ الشافعي البندنيجي بها في المحرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
931- علي بن المظفر بن الحسن، أبو الحسن البغدادي:
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان، عن فاطمة بنت محمد بن أحمد أبي سعد الواعظ: أن أبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها قال: سمعت أبا الحسن علي بن المظفر بن الحسن البغدادي نزيل نيسابور- قدم علينا- يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام وكان متكئا على حصير بغدادي وكان في رجليه نعلان فخرج إحدى النعلين ووضعت رجلي فيها فقلت: يا رسول الله! أتعلم الكلام؟ فقال: «لا، عليك بتعلم الفقه»
- بهذا اللفظ.
932- علي بن المظفر بن حمزة بن زيد بن حمزة بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن الحسن بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم بن أبي يعلى بن أبي القاسم العلوي الحسيني [1] :
من أهل دبوسية- بلدة بين سمرقند وبخارا، هكذا رأيت اسم أبيه وجده بخط مرتين الدينوري، كان من أئمة الفقهاء على مذهب الشافعي، كامل المعرفة بالفقه والأصول، وله يد قوية في الأدب وباع ممتد في المناظرة ومعرفة الخلاف، وكان موصوفا بالكرم والعفاف وحسن الخلق والخلق، سمع الحديث من أبي عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري، وأبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي وأبي كامل أحمد بن محمد النصيري، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي، وعبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي، وأبي بكر المظفر بن أحمد البغوي، وأبي الحسن علي بن أحمد الأسترآباذي، وغيرهم.
قدم بغداد في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وأربعمائة للتدريس بالمدرسة النظامية، فدرس بها يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة من السنة ولم يزل على التدريس إلى حين وفاته، وحدث ببغداد وأملى مجالس، روى عنه: أبو البركات هبة الله بن المبارك بن السقطي، وأبو العز محمد بن الحسين بن بندار المقرئ، وعبد الوهاب بن المبارك بن الحسين الأنماطي.
__________
[1] انظر ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي 4/6. والأنساب 5/308، 309. والمنتظم لابن الجوزي، وفيات سنة 482 هـ.(19/110)
أخبرنا عبد العزيز بن أزهر الوكيل، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن أبي يعلى الحسيني الدبوسي قراءة عليه ببغداد،
أنبأنا الحاكم أبو الحسن علي بن أحمد الأستراباذي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبدوس قراءة عليه، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن إدريس، حدّثنا أبو نعيم الفقيه الأسترآباذي، حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زياد بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد [1] المقبري أن أبا شريح العدوي حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جاره، ومن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جائزته يومه وليلته الحديث [2] .
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا عبد الكريم بن مُحَمَّد بن منصور، أنشدنا عبد الرحمن بن الحسن بن علي الشرابي، أنشدنا أبو القاسم الدبوسي لنفسه:
أقول بنصح يا ابن دنياك لا تنم ... عن الخير ما دامت فإنك عادم
وإن الذي لم يصنع العرف في غنى ... إذا ما علاه الفقر لا شك نادم
فقدم صنيعا عند يسرك واغتنم ... فأنت عليه عند عسرك قادم
أخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت من أثق به يقول:
تكلم الدبوسي مع أبي المعالي الجويني بنيسابور في مسألة فآذاه [3] أصحاب أبي المعالي حتى خرجوا إلى المخاشنة [4] فاحتمل الدبوسي وما قابلهم بشيء، وخرج إلى أصبهان، فاتفق خروج أبي المعالي إليها على أثره في مهم يرفعه إلى نظام الملك فجرى بينهما مسألة بحضور الوزير، فظهر كلام الدبوسي عليه فقال له: أين كلابك الضارية [5] .
أنبأنا أبو بكر البيع، عَنْ وَجِيهِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ السقطي قال: سمعت أبي يقول: علي بن أبي يعلى أبو القاسم العلوي الحسيني يعرف بالدبوسي [6] إمام
__________
[1] في الأصل: «سعد المقبري» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/889.
[3] في الأصل: «نادوه» .
[4] في الأصل: «المحاشة» .
[5] في الأصل: «الغارية» .
[6] في الأصل: «الدبوس»(19/111)
الشافعية والقائم بالمدرسة النظامية ببغداد، كان متوحدا [1] منفردا، قرأ القرآن والحديث والفقه والأصول واللغة والعربية، وكان قطبا في الاجتهاد والفصاحة في الجدال والخصام، أقوم الناس بالمناظرة وتحقيق الدروس، وكان موفقا في فتواه، وقد شاهدت له مقامات في النظم، أبان عنها عن كفاية وفضل وافر جمل آل [2] أبي طالب، وقد روى أجزاء قربه [3] وسماعه فيها محقق، وكان صحيح المعتقد، حسن الخلق والخلق، وقورا عفيفا فصيحا حجة نبيلا.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي البركات بن السقطي بخطه قال: توفي السيد الإمام المرتضى أبو القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي في يوم الخميس العشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وكان المشار إليه في المذهب والخلاف والقيام بالنظر ومعرفة الغريب واللغة، وإليه انتهت رئاسة الشافعية.
933- علي بن المظفر بن الحنو [4] بن إبراهيم، أبو الحسن العقيلي:
سمع القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد اللَّه الطبري، وحدث عنه بأحاديث أبي أحمد ابن الغطريف، سمعها منه أبو المعالي عبد الملك بن علي بن محمد الطبري الهراسي، وأخوه أبو جعفر محمد، وأحمد بن محمد بن أحمد بن هالة [5] الرناني الأصبهاني في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
934- علي بْن المظفر بْن عَلِيّ بْن الحَسَن بْن المسلمة [6] ، أبو القاسم بن أبي الفتح:
ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم الوزير أخو أبي الحسن محمد الذي تقدم ذكره، كان أديبا فاضلا، له النظم والنثر، وله رسائل مدونة، ولم أعلم له رواية في الحديث.
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال: ولد أبو القاسم علي بن المظفر بن رئيس الرؤساء في يوم الأحد ثالث شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
__________
[1] في الأصل: «موحدا» .
[2] في الأصل: «حمل إلى» .
[3] هكذا في الأصل.
[4] في الأصل: «الحو» .
[5] هكذا في الأصل
[6] قد سبق أنه: «بن المسلمة» .(19/112)
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم علي بن المظفر بْن رئيس الرؤساء أَبِي القاسم عليّ بْن الحسن بن أحمد في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب أبرز عند والده المظفر في التربة التي فيها أبو إسحاق الشيرازي.
935- علي بن المظفر بن علي بن الحسين بن الظهيري [1] ، أبو القاسم:
من ساكني باب المراتب، كان والده يلقب بالأعز، وكانوا حجابا، سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي، وأبا القاسم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ، وغيرهما، روى لنا عنه: ابن الأخضر، وابن الحصري.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر، أنبأنا أبو القاسم علي بن الأعز الظهيري، أنبأنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدّثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهري، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ [2] : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقوم الجمعة إلى جذع منصوب في المسجد حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر شاور فيه ذوي الرأي من المسلمين، فرأوا [أن] [3] يتخذه قاعدة [4] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يجلس على المنبر، فلما فقد ذاك الجذع حن حنينا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه حتى جاءه فنظر إليه ومسه، فهذا ثم لم نسمع له حنينا بعد ذلك اليوم [5] .
سألت أبا الفتوح نصر بْن مُحَمَّد بْن الحصري الحافظ بمكة عن أبي القاسم بن الظهيري، فقال: شيخ مهيب وقور، دائم الصمت، مليح الهيئة، كان يخرج في كل جمعة إلى الجامع من بعد صلاة الصبح، فخرج يوما من بيته بباب المراتب وكان صحيحا، فلما وصل إلى البستان قعد ليستريح وأسند ظهره إلى الحلبية فمات فجأة- رحمه الله.
قرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي قال: سألته- يعني أبا القاسم الظهيري-
__________
[1] نظر: الأنساب 9/137.
[2] في الأصل: «الأفصان» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] هكذا في الأصل.
[5] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 3/324. وسنن الترمذي 2/203.(19/113)
عن مولده، فقال: في جمادى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، لم يحق في أي الجماديين، وهو خير لا بأس به.
قرأت بخط محمد بن عثمان بن العكبري الواعظ قال: سألته- يعني ابن الظهيري- عن مولده، فقال: سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفّي علي بن المظفر بن الظهيري يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وكان ينزل بباب المراتب، وعادته البكور في أيام الجمع إلى جامع القصر، فأخبرت أنه بكر على عادته فجلس في بعض الطريق ومال ميتا.
936- علي بن مظفر بن علي بن محمد بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن لوهيان، أبو الحسن النجاد، المعروف بابن الحلو [1] :
من أهل باب الأزج، سمع أبا الفتح ابن البطي، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا متيقظا نبيها، له دكان في العطابين بباب الأزج، وكان بوابا بدار الخلافة.
أخبرنا علي بن مظفر النجاد، أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا عبد الله بن جعفر النحوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا علي بن عثمان النفيلي، حدّثنا بسرة بن صفوان اللخمي، حدّثنا العمري، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يعنيه» [2] .
سألت ابن الحلو [3] عن مولده، فقال: في رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتوفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة، ودفن بباب حرب [4] .
937- علي بن مظفر بن علي بن نعيم، أبو الحسن التاجر، المعروف بابن الخبير:
من ساكني البدرية، وهو أخو شيخنا يحيى وهو الأصغر، سمع أبا الفتح محمد بن
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2/55.
[3] هكذا في الأصل.
[4] في الأصل: «بباب خرب» .(19/114)
عبد الباقي البطي، كتبت عنه بمكة، وكان قد تولى النظر بالمسجد الحرام ومصالح الكعبة الشريفة، وأقام بمكة إلى حين وفاته، وكان شيخا صالحا مرضي الطريقة متدينا.
أخبرنا علي بن مظفر بن علي التاجر البغدادي بمكة، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن يمن بن عبد الله أمير الجيوش، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الحافظ، أنبأنا محمد بن عبيد الله أبو الحسن، حدّثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الجيلي، حدّثنا علي بن قتيبة التميمي، حدّثنا يحيى ابن سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً وَيَتَجَلَّى لأبي بكر خاصة» [1] .
سمعت يحيى بن مظفر بن علي بن الحسين يقول: ولد أخي علي في سنة ست وأربعين وخمسمائة، وبلغت أنه توفى بمكة في يوم الأربعاء لأربع خلون من صفر سنة ست وعشرين وستمائة، ودفن بالمعلى.
938- علي بن مظفر بن علي بن نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري، أبو الحسن الكاتب:
من ساكني درب البصريين، من أولاد المحدثين، ويتصرف في أعمال الديوان، سمع شيئا من الحديث من جاره أبي محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري، كتبت عنه، وكان شيخا ساكنا حسن الطريقة متدينا [2] ، لديه فهم وفضل.
أخبرنا علي بن مظفر بن علي بن العكبري، أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى الزهري، أنبأنا أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمد بن عبد الله الأنصاري، أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن الحارث التميمي إملاء، حدّثنا عبد الله بن إسحاق الخراساني، حدّثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدّثنا خلف بن موسى، حدّثنا أبي، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض أصحابه فرأى ثلاثة نفر يمرون، فجاء أحدهم فجلس إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما الثاني فمر قليلا ثم جلس، وأما الثالث فمر على وجهه، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ألا أنبئكم عن هؤلاء الثلاثة؟
أما هذا الذي جلس إلينا فإنه تاب فتاب الله عليه، وأما الذي مضى قليلا فإنه استحيا
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 6/141.
[2] في الأصل: «شيخ ساكن حسن الطريقة متدين» .(19/115)
فاستحيى الله منه، وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه» [1] .
سألت ابن العكبري عن مولده فقال: في ذي القعدة من سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
939- علي بن المظفر، المعروف بعليك الصغير:
وذكره القاضي أبو الوليد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن الفرضي الأزدي في كتاب «الألقاب» من جمعه وقال: أنبأنا المعاندي، حدّثنا محمد بن محمد أبو بكر المعيطي، حدّثنا علي بن المظفر البغدادي عليك الصغير، حدّثنا حميد بن الربيع، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة [2] .
940- علي بن المظفر، غلام أبي بكر الشبلي الزاهد:
حدّثنا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر المري الدمشقي قال: حدّثني عبد الرحمن بن عمر الشبلي قال: سمعت علي بن المظفر البغدادي غلام الشبلي قال: رأيت الشبلي يتواجد ويصيح وينشد في وجوده:
إن الطبيب بدائه ودوائه ... لا يستطيع دفاع مقدور أتى
مات المداوى والمداوي والذي ... جلب الدواء وباعه ومن اشترى
941- علي بن معالى بن أبي عبد الله بن غانم المقرئ، أبو الحسن:
من أهل الرصافة، طلب الحديث بنفسه. فسمع الكثير، وحصل النسخ والأصول بهمة وافرة واجتهاد، وحفظ القرآن وجود قراءته، وسمع معنا كثيرا، واصطحبنا في الطلب، وهو حسن الصحبة مرضي الطريقة متدين متعفف، سمع من شيوخنا أبوي الفرج بن كليب وابن الجوزي، وأبوي القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش، وجماعة من أصحاب أبي القاسم بْن الحصين، وأبي غالب بْن البناء، وأبي العز بْن كادش، وأبي بكر بْن عبد الباقي، وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب ابن البطي، وشهدة الكاتبة، وحدّث، وسمع منه جماعة من أصحاب الحديث وقد سمعنا منه وهو صدوق.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/16.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1/120.(19/116)
942- علي بن أبي المعالي بن أبي الكرم بن البوري:
أخو محمد الذي تقدم ذكره وهو الأصغر، من أهل باب الأزج، ولي في الأيام الناصرية الشرطية ببغداد مدة، ثم ولى ديوانا من دواوين السواد فظلم الناس وسفك الدماء وانتهك المحارم، فلما توفى الإمام الناصر قصده الناس في داره وأرادوا قتله فهرب إلى دار الخلافة، فاختفى فيها، ونهبت داره وألقى فيها النار، ثم إن الإمام المستنصر بالله قلده النظر في المظالم، ورتبه حاجبا بالباب النوبي في يوم الثلاثاء العشرين من شوال سنة تسع وعشرين وستمائة، وعزل في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وذكر لي أن له معرفة بالأدب ويقول الشعر.
توفي ليلة الأربعاء لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وصلّي عليه من الغد بالنظامية ودفن من الغد.
943- علي بن معالي [1] بن منصور، أبو الحسن النجار:
جارنا بالظفرية، سمع شيئا من الحديث من أبي الفضل عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني، كتبت عنه.
أخبرنا علي بن معالي النجار، أنبأنا عبد الملك الهمداني، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الدوني، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد السني، أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن شعيب النسائي، أنبأنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا بكر بن مضر، عن ابن الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أبي سعيد الخدري: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك بما يكره فإنها من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره» [2] .
توفي علي بن معالي في رجب سنة ثمان عشرة وستمائة، وقد قارب الثمانين.
944- علي بن معلّى بن أحمد، أبو الحسن النساج:
من أهل باب البصرة، سمع أبا القاسم الحريري، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن البيع.
__________
[1] في الأصل: «بن معاد» .
[2] انظر الحديث في: سنن الدارمي ص 273.(19/117)
أنبأنا ابن مشّق، أنبأنا علي بن معلّى النساج، وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب بقراءتي عليه قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن عمر الحريري قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الحسن مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن جعفر، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شَاذَانَ، أنبأنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن بوانه بحمص، حدّثنا محمد بن خالد بن خلي [1] ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أبي حَمْزَةَ، عن أبيه، عن الزهري قال: أخبرني سحيم [2] مولى بني زهرة، وكان يصحب أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم في البيداء» [3] .
أنبأنا ابْنُ مشق ونقلته من خطه قَالَ: مات علي بن معلّى [4] النساج في ليلة الخميس تاسع عشري جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
945- علي بن المعمر بن أبي القاسم، أَبُو الْحَسَن المقرئ:
من أهل واسط، قَرَأَ القرآن على أبي الفضل بن بسام، وأبي بكر عبد الله بن منصور الباقلاني، وأبي علي الحسن بن أحمد بن محمد الجوهري ولازمه وقرأ عليه طرفا صالحا من الأدب، وسمع الحديث من القاضي أبي طالب محمد بن علي الكتاني، وأبي القاسم علي بن محمد بن ماكن النحوي، وأبي جعفر إقبال بن المبارك بن العكبري، وغيرهم، وقدم بغداد في صباه وقرأ بها الأدب على أبي الحسن بن العصار، وأبي البركات الأنباري، وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت الأبري، ثم قدمها بعد ذلك واستوطنها، وروى بها شيئا يسيرا، ورأيته كثيرا، وكان كاتبا في وقف المارستان، وكان فاضلا حسن التلاوة للقرآن مجودا عارفا بالأدب، له شعر حسن، وكان متدينا صالحا حسن الطريقة طيب الأخلاق ساكنا.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي، أنشدنا علي بن المعمر الواسطي لنفسه ببغداد:
يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما ... نسبت إلا بتحقيق وإيضاح
فإنه بك إحياء القلوب كما ... عيسى المسيح به إحياء أرواح [5]
__________
[1] في الأصل: «بن علي» .
[2] في الأصل: «أخبرني شحم» .
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم 2/388.
[4] في الأصل: «معالي» .
[5] انظر: معجم البلدان 8/343.(19/118)
توفى علي بن المعمر في يوم السبت الثاني من شهر رمضان من سنة تسع وستمائة بالمارستان العضدي، ودفن بمقبرة معروف الكرخي، وكان قد جاوز الخمسين.
946- عَلِيّ بْن المعمر بْن مُحَمَّد بْن المعمر العلوي الحسيني، أبو الحسن، نقيب الطالبيين، كان يلقب بالطاهر:
وهو والد [1] النقيب أبي عبد الله أحمد الذي تقدم ذكره- وسيأتي ذكر والده المعمر في باب الميم إن شاء الله، ونسبه مستوفى هناك.
ولي عليّ هذا النقابة على الطالبيين ببغداد بعد وفاة أخيه أبي الفتوح حيدرة بن المعمر سنة اثنتين وخمسمائة، ثم عزل في محرم سنة سبع عشرة وخمسمائة، فلما خرج الإمام المسترشد بالله إلى العراق في سنة تسع وعشرين وخمسمائة خرج على هذا معه، فلما انهزم العسكر وأسر المسترشد حصل النقيب في قبضة الأعاجم فبقي عندهم مدة محبوسا ثم أطلقوه وهو مريض مدنف، فمات بعد خروجه، وكان قد سمع الحديث من أَبِي الْحُسَيْن بْن الطيوري، وأبي علي بن نبهان وغيرهما، وما أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب بعض الفضلاء بخطه: مولد النقيب الطاهر أبي الحسن علي بن المعمر في شوال سنة سبعين وأربعمائة.
ذكر أبو الفضل أَحْمَد بْن صالح بْن شافع فِي تاريخه ونقلته من خطه أن النقيب علي ابن المعمر كان محبوسا بقلعة يقال لها: ما سر جهان، فأطلق يوم الجمعة تاسع عشري محرم سنة ثلاثين وخمسمائة وكان مريضا، فتوفي عصر هذا اليوم خارج القلعة.
947- علي بن المعمر:
قرأت بخط ولده [2] أبي القاسم نصر بن علي بن المعمر المعروف سبط طالب بيع الخاتم [3] قال أخبرني أبي بقراءتي عليه فأقر به، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله السّكّري المعدل قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا أبو حامد عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن ثابت بْن ثابت الوكيل، أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسين الطيوري، أنبأنا أبو الحسين السّكّري، أنبأنا أبو علي
__________
[1] في الأصل: «والده» .
[2] في الأصل: «والده» .
[3] في الأصل: «الحاتم» .(19/119)
الحسين بن صفوان البردعي، أنشدنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد، أنشدني محمود الوراق:
يا ناظرا يرنو [1] بعيني راقد ... ومشاهدا للأمر [2] غير مشاهد
منيت نفسك ضلة وأنختها ... طرق الرجاء وهن غير قواصد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى ... درك الجنان بها وفوز العائد
ونسيت أن الله أخرج آدما ... منها إلى الدنيا بذنب واحد
من ساكني سيراف، قدم بغداد في شوال سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة طالب للحج، واستجاز [3] منه أبو عامر العبدري، وأجاز له، وشاهدت خطه بالإجازة، وسافر إلى مكة فحج وعاد إلى بغداد فتوفي بها في خان الدرجة عند رباط أبي سعد الصوفي في يوم الجمعة تاسع عشري صفر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة- هكذا رأيته بخط العبدري، وقد حَدَّثَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الأسدي الجوهري البروجردي، عن علي بن المفرج هذا في معجم شيوخه بحديث رواه عن أبي الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الداودي [4] البوسنجي [5] .
949- علي بن مقدحة، أبو الحسن المقرئ:
من أهل دار القز، ذكره أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن المهدي الخطيب في مشيخته وقال: كان زاهدا، قرأت عليه القرآن، وكان يصوم دائما، وله غنيمات يقتات [6] منها، وكانت حاله صالحة، خرج يوما وقد تحرج ظهره، فقيل له في ذلك، [فقال] [7] : حملت اللبن من باب الدار إلى الدار، فقيل: لو استدعيت دور جاري تحمله! فبكا ثم قال: لي نفس لو جوزتها على الحسك لكان ذلك قليلا لها- أنبأنا بهذا الكلام أبو طاهر العطار إذنا عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي قال: سمعت أبي يقوله.
__________
[1] في الأصل: «يدنوا» .
[2] في الأصل: «للأمير» .
[3] في الأصل: «استجار» .
[4] في الأصل: «الراودي» .
[5] في الأنساب: «الفوشنجي» .
[6] في الأصل: «نعات» .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/120)
950- علي بن المقرب بن المنصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبار [1] ابن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله الربعي البحراني العيوني [2] :
من أهل العيون أرض بالبحرين، قدم علينا بغداد وذكر لنا أنه من ربيعة الفرس، وأقام عندنا سنة عشر وسنة أربع عشرة أو بعضها، وسمعنا منه كثيرا من شعره، وكان عربيا جيد الشعر مليح المعاني فصيح العبارة من فحول الشعراء.
أنشدنا علي بن المقرب البحراني لنفسه من قصيدة بالمدرسة النظامية ببغداد:
ألا رحلت نعم وأقفر نعمان ... فتح باسمها إن عز صبر وسلوان
شريكته مرية حل أهلها ... بحيث تلاقي بطن مر ومروان
وعهدي بها إذ ذاك والشمل جامع ... وصفو التداني لم يكدره صفوان
ونحن جميعا صالحون وحالنا ... نسوء العدى والكل في اللهو خذلان
فكم يوم لهو قد شهدت وليلة ... وليس علينا للعواذل سلطان
نروح ونغدو ولا نرى الغدر شيمة ... ولا بيننا في الوصل مطل وليان
ومندية تبها على وقد رأت ... بياضا برأسي قد بدا منه ريعان
فقلت لها لا يا ابنة القوم إنني ... أعز إذا ذلت كهول وشبان
وإني لمن قوم أباة أعزة ... مصاليت ما خافوا قديما ولا خانوا
إلى النسب الواضح قد علمت به ... معد إذا عد الفخار وعدنان
وأنشدنا علي بن المقرب لنفسه من قصيدة:
سائل ديار الحي من ماوان ... ما أحدثت فيها [يد] الحدثان
وأطل وقوفك يا أخي بدمنة ... قد طال في أطلالها إدماني
كانت جنانا كالجنان فأصبحت ... للوحش موحشة وللجنان
لما وقفت العيس في عرصاتها ... ذهب العزاء وأقبلت أجفاني
وذكرت أياما خلون وأعصرا ... ذكرى لهن لسلوتي إنساني
وكواعبا بذوي العقول لواعبا ... بيض الخدود نواعم الأبدان
من كل خرعبة تريك إذا بدت ... بدر الدجنة فوق غصن البان
__________
[1] في الأصل: «صبار» .
[2] انظر ترجمته في: الأعلام 5/175. ومعجم البلدان 6/259(19/121)
وإذا تراءت للحليم رأيته ... في فتنة من طرفها الفتان
لم أنس يوم البين موقفنا وقد ... حمى الفراق وفاضت العينان
وتتابعت زفرات وجد لم تزل ... منها القلوب كثيرة الخفقان
بانوا وكنت أعدهم لي جنة ... فبقيت بعدهم بغير جنان
قرن الأسى بجوانحي لما بدت ... أظعانهم كالنخل من قرآن
أقوت مغانيهم وكانت حقبة ... مأوى الحسان وملعب الفتيان
ومناخ ممتاح النوال وعصمة ... للمستجير وملجأ للجان
ومحل كل معظم ومحال ك ... ل مطيهم ومجر كل سنان
بالبيض بيض الهند يحمي بيضه ... يوم الوغى وذوابل المران
وبكل أشوس باسل ذي نجدة ... سمح الخلائق غير ما خوان
يوم النزال تخاله في بأسه ... ملك الملوك وآفة الشجعان
سألت علي بن المقرب عن مولده فقال: في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بالأحساء من أرض البحرين، وبلغنا أنه توفى بالبحرين في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
951- علي بن مقلد بن عبد الله بن كرامة بن عبد الله بن المعار، أبو الحسن البواب، المعروف بالأطهري [1] :
كان صاحبا للأطهر أبي محمد الحسن بن المرتضى علي بن الحسين الموسوي، كان بوابا لباب المراتب، وكان موصوفا بالخيرة والأمانة، وكان ولده مقلد الحاجب شيخ بغداد، سمع الحديث مع الأظهر من أبوي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزقويه، ومحمد بْن محمد بن مخلد، وأبي الحسين بن بشران، وأَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الله بن خالد الكاتب، ومُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الرُّوزْبَهَانِ، والحسين بن الحسن، روى عنه: أَبُو البركات بْن السقطي وأبو القاسم بن السّمرقندي، وأبو الحسن بن عبد السلام.
أنبأنا أبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبو علي الحسن
__________
[1] انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 1/303.(19/122)
ابن عبد الرحمن الفارسي قالا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن المقلد قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، وأنبأنا عبد الواحد بن عبد السلام العدل، ومحمد بن الحسين النهرواني قراءة قَالا:
أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بن علي بن الخراز [1] ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحبان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدّثنا الحسن ابن عبد الوهاب، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، حَدَّثَنَا الْجَارُودُ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «أَتَرْعَوْنَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ! اذْكُرُوهُ بِمَا فيه تعرفه الناس» .
قرأت بخط أبي البرداني قال: سألته- يعني علي بن مقلد البواب- عن مولده فقال:
في المحرم سنة أربعمائة.
وتوفي ليلة الإثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الفيل بباب الأزج.
952- علي بن مقلد، أبو الحسن النديم:
كان من مشايخ المغنين وأعيانهم، له معرفة بالغناء والألحان، وله كتاب مصنف في الأغاني، وكان أديبا فاضلا يقول الشعر، وقد نادم المستظهر والمسترشد، وكان من محاسن الناس.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف [2] عن أبيه، أنشدنا محمد ابن عبد الباقي بن أحمد بن بشر المقرئ قال: أنشدني أبو الحسن بن مقلد هذين البيتين:
ونبئت ليلي أرسلت بشفاعة ... إلى فهلا نفس ليلي شفيعها
أأكرم من ليلى علي فينبغي ... به الجاه أم كنت امرأ لا أطيعها
قال: فحضر أبو عبد الله بن عطية الضرير فأجازها وأنشدني إياها لنفسه:
صغت أذني دهري إليها فآذنت ... بهجر فليت الأذن صم سميعها
وهامت بها عيني غراما فما الذي ... به أنقع التبريح لولا دموعها
__________
[1] في الأصل: «الخرار» .
[2] في الأصل: «الحفاف» .(19/123)
قرأت بخط يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال: وأخبرنيه عنه الحسين بن هبة الله التغلبي بقراءتي عليه بدمشق قال: أنشدني الشيخ الصالح المقرئ أبو الفرج هبة الله بن علي بن الفرج البغدادي قال: أنشدني علي بن مقلد النديم لنفسه:
يا مليح الشمائل ... ما قضيت الغلائل
لك في اللحظ أسهم ... قد أصابت مقائلي
أنت عن كل ما تسر ... به النفس شاغلي
لو [1] يذوق الذي أذو ... ق من الوجد عاذلي
لبكا من صبابتي ... ورثى من بلابلي
ذكر أَبُو المعالي مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن حمدون: أن أبا الحسن بن مقلد مات في سنة سبع عشرة وخمسمائة.
953- علي بن مكارم بن عبد العزيز، أبو الحسن الصوفي:
كان يتولى المشيخة برباط ابن المطلب، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله، كان يحج في كل سنة عن الإمام المستضيء بأمر الله، ثم إنه رتب إماما بالمقام بمكة في سنة ثلاث عشرة وستمائة وأقام بها إلى حين وفاته، وقد حدث ببغداد بالإجازة عن الإمام الناصر لدين الله، وسمع منه جماعة.
بلغنا أنه توفى بمكة في السادس من صفر سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن بالمعلى، وقد قارب الثمانين، وكان صديقنا رحمه الله.
954- علي بن المكرم بن هبة الله بن المكرم، أبو الحسن الصوفي:
من أولاد المشايخ والمحدثين، حدث هو وأبوه وجده، سمع في صباه من أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الله بن شاتيل الدباس وغيره، وكان يكتب خطّا حسنا، وقد حدث باليسير، وسافر إلى نصيبين فأدركه أجله بها في أوائل شهر رمضان سنة عشرين وستمائة ودفن هناك، وما أظنه بلغ الخمسين.
955- علي بن مكي بن علي بن ورخز، أبو الحسن الفقيه الحنبلي:
قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن أبي حازم بن الفراء، وعلى أبي الفتح ابن
__________
[1] في الأصل: «لم يذوق» .(19/124)
المنى حتى برع فيه وأفتى وناظر، وكان موصوفا بالزهد، توفى في الحادي والعشرين من صفر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
956- علي بن مكي بن محمد بن هبيرة الدوري، أبو الحسن بن أبي جعفر ابن أخي الوزير أبي المظفر يحيى:
كان أديبا فاضلا بليغا مليح النظم والنثر، له رسالة في الصيد والقنص مليحة، رواها لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أنشدنا عبد الرحمن بن عمر، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه:
هذا الربيع يسدى من زخارفه ... وشيا يكاد على الألحاظ يلتهب
كأنها هي [1] أيام الوزير غدت ... مجليات بما يعطي وما يهب
أنشدنا ابن الغزال، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه:
نسج الربيع لربعها ديباجة ... من جوهر الأنوار بالأنواء
بكت السماء بها رذاذ [2] دموعها ... فغدت تبسم عن نجوم سماء
أنشدنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه:
ما تريد الحمام في كل واد ... من عميد صب بغير عميد
كلما أخمدت له نار شوق ... هيجتها بالبكاء والتغريد
أنشدنا عبد الرحمن الواعظ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه في صفة عدو فهدين للصيد:
يتعاوران من الغبار [3] ملاءة ... بيضاء محدثة هما نسجاها
تطوى إذا وطيا مكانا جاسئا ... وإذا السنابك أسهلت نشراها
957- علي بن مكي، أبو الحسن الحلاوي:
سمع أبوي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني، وعبد الله بن عطاء الإبراهيمي، وحدث باليسير، سمع منه: أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، وشيخنا
__________
[1] في الأصل: «كأنها هو» .
[2] في الأصل: «رداد» .
[3] في الأصل: «العار» .(19/125)
أبو القاسم يحيى بن سعد بن بوش التاجر.
أنبأنا أبو القاسم بن بوش، أنبأنا أبو الحسن علي بن مكي الحلاوي بقراءة خالي عليه وأنا أسمع في شهر رمضان سنة ست عشرة وخمسمائة، أنبأنا [أبو] [1] محمد عبد الله بن عطاء الإبراهيمي الهروي قدم علينا، أنبأنا أبو الحسن عبد الوهاب بن إبراهيم بن أحمد بن البيع الرازي [2] بالري، حدّثنا محمد بن أحمد الرازي الحافظ، أنبأنا أبو العباس إبراهيم بن محمد السرخسي بمرو، أنبأنا محمد بن إدريس، حدّثنا طاهر ابن أبي أحمد الزبيري، عن أبي بكر بن عياش، عن مُوسَى بْنُ عُبَيَدَةَ [3] عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ ابن عبيدة، عن ابنة سعد، عن أبيها قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «إن بني إسرائيل اختلفوا في بضع وأربعين فرقة ولن تذهب الأيام والليالي حتى تفترق أمتي على مثلها كل فرقة منها في النار إلا الجماعة» [4] .
958- علي بن منصور بن طالب، أبو الحسن الحلبي، الملقب دوخلة [5] :
أديب فاضل شاعر، راوية للأخبار والآداب، يعلم أولاد الأكابر، قدم بغداد، وصحب أبا علي الفارسي النحوي، وأقام مدة وروى بها شيئا، روى عنه من أهلها أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ التميمي.
قرأت على أبي الكرم الهاشمي، عن محمد بن عبد الباقي، حدّثنا أبو محمد التميمي إذنا، أنشدنا أبو الحسن الحلبي المؤدب وذكر أنه مؤدب الوزير المقرئ، أنشد الوزير المغربي لنفسه:
قطعت الشام في شهري ربيع ... إلى مصر وعدت إلى العراق
فقال لي الحبيب وقد رآني ... سبوقا [6] للمضمرة العتاق
سريت على البراق فقلت كلا ... ولكني سريت على اشتياق [7]
قرأت في كتاب «الشعراء وأخبارهم» للوزير أبي سعيد محمد بن الحسين بن عبد
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل: «الرزاري»
[3] في الأصل: «عبدة» .
[4] انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1/134.
[5] انظر ترجمته في: معجم الأدباء 15/83.
[6] في الأصل: «سوفا» .
[7] في الأصل: «استياق» .(19/126)
الرحيم قال: أبو الحسن علي بن منصور بن طالب الحلي يلقب دوخلة، شيخ من أهل الأدب، شاهدناه ببغداد راوية للأخبار وحافظا لقطعة كبيرة من اللغة والأشعار، وفئوما بالنحو، وكان ممن خدم أبا علي الفارسي في داره وهو صبي، ثم لازمه وقرأ عليه على زعمه جميع كتبه وسماعاته، وكانت معيشته التعليم بالشام ومصر، وكان يحكى أنه كان مؤدبا لأبي القاسم المغربي الذي ورد بغداد، وله في هجو كثير، وكان يذمه، ويعدد معايبه وشعره يجري مجرى شعر المعلمين، قليل الحلاوة، خاليا من الصلاوة، وكان آخر عهدي به بتكريت في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، فإنا كنا مقيمين بها واجتاز بنا، وأقام عندنا مدة، ثم توجه إلى الموصل، وبلغني وفاته من بعد.
وكان يذكر مولده بحلب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ولم يتزوج ولا أعقب، فمهما أنشدنيه لنفسه في الشمعة:
لقد أشبهتني شمعة في صبابتي ... وفي طول ما ألقى وما أتوقع
نحول وحرق في فناء ووحدة ... وتسهيد عين واصفرار وأدمع
959- علي بن منصور بن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن زهير ابن أسد بن عبد الله بن حجر التميمي القزويني، أبو الحسن بن أبي نصر المؤدب، المعروف بالقراء:
من ساكني درب حبيب، وهو والد [أبي] [1] منصور محمد الذي تقدم ذكره، ولد ببغداد ونشأ بها، وسمع الحديث والفقه وناظر. وكان يؤدب الصبيان، وكان أبوه ممن طاف ورحل في طلب الحديث، وسمع وكتب وجمع، وما حدّث إلا باليسير، سمع على هذا أباه، وأبا بكر أحمد بن محمد بن طالب البرقاني، وأبا القاسم هبة الله بن الحسن ابن منصور الطبري اللالكائي وأبا علي الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، روى عنه: ابنه أبو منصور محمد، وأبو القاسم بن السّمرقندي، وأبو الكرم بن الشهرزوري.
أنبأنا أحمد بن طارق، أَنْبَأَنَا أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ [بْنِ] [2] أحمد بن الشهرزوري قراءة عليه، حدّثنا أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم القزويني مؤدبي، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الزيات البغدادي
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/127)
بها، حدّثنا أبو يعلى الأبلي، حدّثنا محمد بن الوليد القرشي الثقفي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فيهن العمل الصالح من هذه الأيام» - يعني عشر ذي الحجة، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع إلى ذلك بشيء» [1] .
قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي، قال لي أبو منصور محمد بن علي بن منصور بن القراء: القراء لقبه لجدنا لكثرة قراءته، فقلت له: هو لفظ موضوع للجمع، فقال: يا مغفورا له! أليس يقول رجل هذا للمبالغة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن علي بن منصور بن القراء القزويني المؤدب في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
960- علي بن منصور بن عبيد الله بن علي بن عبد الله الخطيبي، أبو الحسن ابن أبي جعفر اللغوي [2] :
أصبهاني الأصل، قرأ اللغة على أبي الحسن بن العصار، وأبي البركات الأنباري، وغيرهما، وكان يحفظ «المجمل» لفارس طاهرا قرأه على ابن العصار في مدة يسيرة من حفظه، وكان ينقل اللغة نقلا صحيحا، وتفرد بمعرفتها في وقته، ومات ولم يخلف مثله، وكان قد سمع الحديث من عمه أبي حنيفة محمد بن عبد الله الخطيبي الأصبهاني لما قدم بغداد حاجّا، وامتنع من الرواية فلم يحدث، وكان يسكن بالمدرسة النظامية، وكان سيئ الطريقة متهاونا بأمور الدين، عليه ظلمة، وله شعر لا بأس به.
أنشدني علي بن الحسين بن علي السعدي بسنجار قال: أنشدني أبو الحسن علي ابن منصور اللغوي لنفسه:
فؤاد معنى بالعيون الفواتر ... وصبوة باد مغرم بالحواضر
سميران ذادا عن جفون متيم ... كراه وباتا عنده شر سامر
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1/94.
[2] انظر ترجمته في: معجم الأدباء 15/81- 83. وإنباه الرواة 2/321. وبغية الوعاة ص 356.(19/128)
وأنشدني علي بن الحسين قال: أنشدني ابن منصور لنفسه:
لمن غزال بأعلى رامة سنحا ... فعاود القلب سكر كان منه صحا
مقسم بين أضداد فطرته ... جنح وغرته في الجنح ضوء ضحا [1]
سألت علي بن منصور اللغوي عَنْ مولده فَقَالَ: فِي صفر سنة سبع أو تسع وأربعين وخمسمائة ببغداد- الشك منه.
وتوفي ليلة الإثنين السابع والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بالوردية.
961- علي بن أبي منصور بن علي بن أبي الفضل بن معالي الجزري [2] النجاد، أبو الحسن المقرئ المعروف بابن نحلة- وهو لقب لأبيه أبي منصور.
وكان يسكن بالظفرية، سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي، وأبا الفرج عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بن يوسف، وغيرهما، وسافر إلى ديار مصر، وسمع بها من أبي عبد الله الكيذاني ديوان شعره، وعاد إلى بغداد، وحدث باليسير، روى لنا عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ، وسألته عنه فقال: كان شيخا حسنا طيب التلاوة للقرآن.
أخبرنا ابن الغزال، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي منصور ابن نحلة بقراءتي عليه، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السّمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سكينة، وأنبأنا أَبُو أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عليّ الأمين، أنبأنا أبو المعالي أحمد ابن محمد بن المذاري، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء قالا: أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، حدّثنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا وكيع، وعبد الله بن نمير، عن الربيع بن سعد الجعفي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «حدثوا عن بني إسرائيل فإن فيهم الأعاجيب، ثم أنشأ يحدث قال: خرجت رفقة يسيرون في الأرض فمروا بمقبرة فقال بعضهم لبعض: لو صلينا ركعتين ثم دعونا الله عز وجل لعله يخرج لنا بعض أهل هذه المقبرة فيخبرنا عن الموت، قال: فصلوا ركعتين
__________
[1] في الأصل: «ضو صحا» .
[2] في الأصل: «الحرري» .(19/129)
ثم دعوا فإذا هو برجل خلاسي قد خرج من قبر ينفض رأسه وبين عينيه أثر السجود فقال: يا هؤلاء ما أردتم إلى هذا لقد مت منذ مائة سنة فما سكنت عني حرارة الموت إلى ساعتي هذه فادعوا الله أن يعيدني كما كنت» [1] .
962- علي بن منصور بن كوسا الخياط، أبو الحسن الضرير:
سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ، وحدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب النحوي في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وقرأت بخطه قال: سألته عن مولده، فقال: بعد العشرين بسنة واحدة، فيكون سنة سبع وستين وأربعمائة.
963- علي بن منصور بن محمد بن يوسف بن سوار الضرير:
روى عنه أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ المستملي البلخي في معجم شيوخه.
أخبرنا محمد بن أبي السعادات قال: كتب إلى القاسم بن الفضل بن الحسن بن أحمد السّمرقندي أخبره [2] ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ البلخي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملي، حدثني علي بن منصور بن يوسف بن سوار الضرير ببغداد في مسجد ابن عيسى، حدّثنا أبو القاسم المؤذن العسكري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: قَالَ لي سفيان: كنا عند رابعة [3] فعذلها جماعة منا، فقالت لنا: ويحكم كم تعذلون أني لأؤمل من الله آمالا لو وضعت على الجبال [4] ما حملتها ولكني كيف بحسرة السباق.
964- عليّ بْن مَنْصُور بْن مظفر الجوهري، أَبُو الحسن، المعروف بابن الزاهدة:
من أهل باب الأزج، سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان حسن الأخلاق مرضي الطريقة متواضعا متوددا.
__________
[1] انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1/500.
[2] هكذا في الأصل.
[3] في الأصل: «ربعة» .
[4] في الأصل: «الحبال» .(19/130)
أخبرنا علي بن منصور الجوهري، أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أخبرتنا بيبي بنت عبد الصمد، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي، حدّثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الكعبة هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي [1] فأغلقها عليهم ومكث فيها، قال عبد الله بن عمر فسألت بلالا حين خرج: ماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه- وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة- ثم صلى [2] .
توفي علي بن منصور الجوهري في ليلة الاثنين لثلاث خلون من ذي الحجة سنة ثمان وستمائة، ودفن من الغد بالوردية، وقد قارب السبعين.
965- علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن:
كان أديبا فاضلا ينادم الخلفاء، روى عن أبي الحسن أحمد بن جعفر المعروف بجحظة [3] شيئا من شعره، روى عنه: الْقَاضِي أَبُو عَلِيّ المحسن بْن علي التنوخي في «نشوار المحاضرة» وروى عنه ولده أيضا أبو القاسم علي بن أبي علي التنوخي.
قرأت على محمد بن أحمد الحنبلي، عن أبي الحسين بن أبي الفرج الأصبهاني، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار إذنا، أنشدنا أبو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، أنشدني علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن المهدي قال: أنشدني جحظة [4] لنفسه:
يا راقداً ونسيم [الورد] [5] في رقة القفص والأوتار تصطخب
أفديه من زائر تحيى النفوس به ... يزور في العام شهرا ثم يحتجب
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحذاء، عن أَبِي غالب أحمد بن عبيد الله المعين، أنبأنا أبو القاسم على المعين، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنشدنا علي بن منصور بن هبة
__________
[1] في الأصل: «الحخي» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/57، 419، 2/614.
[3] في الأصل: «بجحطة» .
[4] في الأصل: «ححطة» .
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من معجم الأدباء 2/268.(19/131)
الله بن إبراهيم بن المهدي قال: أنشدني جحظة لنفسه:
يا راقداً والصباح قد أفدا ... أما ترى الورد كيف قد وردا
لم تبق في الأرض زهرة طلعت ... إلا وقد أظهرت له حسدا
قال: وأنشدنا أيضا جحظة:
الورد أحسن منظرا ... فتمتعوا [ ... ] [1] منه
فإذا انقضت أيامه ... بدت الخدود تنوب عنه
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الحسين هلال بن المحسن الكاتب، وأنبأنيه ذاكر الحذاء، عن شجاع الذهلي عنه قال: وفي ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن المهدي، وكان ينادم الخلفاء والملوك ويغني بالطنبور، وهو من أصحاب القعدد بينه وبين المهدي ثلاثة آباء في قعدد المنتصر.
966- علي بن منصور الأنباري:
حدث عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، والشرقي [2] بن القطامي، روى عنه:
بشر بن حجر السامي البصري.
أنبأنا يحيى بن أسعد، أنبأنا أحمد بن عبيد الله بن كادش أبو العز قراءة عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري [3] ، حدّثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا النهرواني، حدّثنا عبد الباقي بن قانع، حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي [4] ، حدّثنا بشر ابن حجر السامي، حدّثنا علي بن منصور الأنباري، عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن محمد بن كعب القرظي قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس ومعه أصحابه إذ مر رجل فسلم عليه فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين أتعرف هذا المسلم؟ قال: هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيه من الجن بظهور رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدعا عمر الرجل فقال: أنت سواد بن قارب؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين قال:
أنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ قال: فغضب الرجل غضبا شديدا ثم قال: يا
__________
[1] مكان النقط بياض في الأصل.
[2] في الأصل: «السرفي» .
[3] في الأصل: «الحاررى» .
[4] في الأصل: «العلابي»(19/132)
أنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ قال: فغضب الرجل غضبا شديدا ثم قال: يا أمير المؤمنين: ما استقبلني بهذا منذ أسلمت أحد غيرك، فقال له عمر: ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك فأخبرني بإتيانك رئيك [1] بظهور رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا نائم ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئيى فضربني برجله ثم قال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل قد بعث رسول من لؤي ابن غالب يدعو إلى الله عز وجل وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وأخبارها ... وشدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمن الجن ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... من روابيها وأحجارها
فقلت: دعني أنام فإني [أمسيت] ناعسا، فلما كان في الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز وجل وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وتطلابها ... وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... ليس قدماها كأذنابها
فقلت: دعني أنام فإني أمسيت ناعسا، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وتجساسها ... وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما خير الجن كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى رأسها
فلما أصبحت شددت على راحلتي رحلها وصرت إلى مكة، فقيل لي: قد صار إلى المدينة، فأتيت المدينة فصرت إلى المسجد فعلقت ناقتي، فإذا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جماعة من أصحابه، فلما نظر إليّ قال: هات يا سواد بن قارب! فقلت:
أتاني رئيي بعد هدء ورقدة ... ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
__________
[1] في الأصل: «ربك» .(19/133)
فشمرت من ذيلي الإزار ووسطت ... بي الذعلب الوجناء بين السباسب
وأشهد أن الله لا شيء غيره ... وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى الله يا ابن الأكرمين الأطائب
فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى ... وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال: ففرح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه فرحا شديدا؛ فقام إليه عمر فالتزمه وقبّل بين عينيه وقال: لقد كنت أحب أن أسمع هذا الخبر منك فأخبرني هل يأتيك رئيك اليوم؟
قال: أنا منذ قرأت كتاب الله فلا، ونعم العوض كتاب الله من الجن.
967- علي بن منصور، أبو الحسن القابسي:
أديب شاعر، مدح الوزير أبا منصور بن جعير وغيره، كتب عنه أبو عبد الله البلخي شيئا من شعره.
أنبأنا القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن العمري، عن أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد البلخي، أنشدنا أبو الحسن علي بن منصور القابسي لنفسه:
نارا جنى القلب من نارنجة [1] بدلت ... ممن غدا مالكا للسمع والبصر
حلو الشمائل مثل الغصن تجذبه ... يد الشمال مع الآصال والبكر
كأنما خده لون الشمول إذا ... راحت براحة ريمه ريم في نفر
فقلت لما تبدت في أنامله ... تزهو مهاوبه تزهى على البشر
تأملوا صنع باريه وباريها ... شمس النهار بدت في راحة القمر
968- علي بن منيع بن علوان:
من أهل الأنبار، سمع أبا الحسن علي بن محمد الخطيب، وحدث باليسير، سمع منه يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي بالأنبار في المحرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
969- عَلِيّ بْن مُوسَى بْنُ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، الملقب بالرضا [2] :
__________
[1] من أول البيت إلى هنا بدون نقط في الأصل.
[2] انظر ترجمته في: الأعلام 5/178. وشذرات الذهب 2/6. وتاريخ اليعقوبي 2/453.
والبداية والنهاية 10/250.(19/134)
وأمه أم ولد نوبية، واسمها مسكينة، ولد بمدينة النبي صلّى الله عليه وسلّم في سنة ثمان وأربعين ومائة ونشأ بها، وسمع الحديث من والده وعمومته إسماعيل، وعبد الله، وإسحاق، وعلي بني جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي، وغيرهم من أهل الحجاز، وكان من العلم والدين بمكان، كان يفتي فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابن نيف وعشرين سنة، استدعاه أمير المؤمنين المأمون إلى خراسان وجعله ولي عهده فلم تطل أيامه حتى أدركه أجله، وكان قد حدث بخراسان وغيرها من البلاد، روى عنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي، وعبد الله بن العباس القزويني، وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، والمعلى بن منصور الرازي، وآدم بن أبي إياس العسقلاني، ومحمد بن رافع التستري، وخالد بن أحمد الذهلي، ونصر بن علي الجهضمي، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف بن عبد الله الغازي، وغيرهم.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد الحنبلي بقراءتي عليه بأصبهان، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ العطار الحافظ، حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد الواسطي بها، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد المفيد، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حنبل، حدثني أبي، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى، عن آبائه، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فشاوره إلا خير لهم» .
وقد وقع لنا حديث علي بن موسى الرضا أعلى من هذا الإسناد برجل في نسخة رواها داود بن سليمان الغازي، أخبرتنا رقية بنت مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْفَاخِرِ بِقِرَاءَتِي عليها بأصبهان [1] قالت: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد النيسابوري، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار بن المثنّى العنبري، أنبأنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني، حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان ابن يوسف بن عبد الله الغازي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [عَلِيِّ بْنِ] [2] أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «يقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبب إليك بالنعم وتنقمت إليّ
__________
[1] في الأصل: «عليهما بأصبهاني» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/135)
بالمعاصي خيري عليك منزّل [1] وشرك إليّ صاعد [2] ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته» .
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الجوهري قال: كتب إليّ ظفر ابن الداعي العلوي: أن أبا عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن الحسين السلمي أخبره قال: سمعت محمد بن محمد بن أحمد الحربي يقول: سمعت الصولي، حَدَّثَنَا القاسم بْن إسماعيل قَالَ:
سمعت إبراهيم بن العباس الصولي، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ أنه قال: إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبت عنه محاسن نفسه.
قرأت على أَبِي غانم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن زينة بِأَصْبَهَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الواحد: أن أحمد بن عبد الرحمن الهمداني أخبره، أنبأنا أبو الربيع الأسترآباذي، أنبأنا أبو بكر اليشكري، حدثني علي بن محمد مولى بني هاشم، حدثني الحسن بن محمد بن يونس قال: سمعت علي بن موسى الرضا يقول: لا تغتر بكرامة الأمير إذا غشك الوزير.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ دَاوُدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيُّ بأصبهان، أنبأنا أبو الحسن بن أبي القاسم ابن أحمد الثقفي، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الحافظ قال: أخبرني حاتم بن أبي سعد الحلواني، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، حدّثنا أبو سعيد محمد بن الفضل المعلم قال: سمعت الفضل بن فضالة النسوي يقول: قال يحيى بن أكثم: كنت يوما عند المأمون أمير المؤمنين وعنده علي بن موسى الرضا، فدخل الفضل بن سهل ذو الرئاستين فقال للمأمون: قد وليت ثغر الفلاني فلانا التركي، فسكت المأمون، فقال علي بن موسى: ما جعل الله لإمام المسلمين وخليفة رب العالمين والقائم بأمور الدين أن يولي شيئا من ثغور المسلمين أحدا من سبي ذلك الثغر، لأن الأنفس تحن إلى أوطانها وتشفق على أجناسها وتحب مصالحها، وإن كانت مخالفة لأديانها، فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن علي الأمين، عن أبي منصور عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن النقور،
__________
[1] في الأصل: «منزول» .
[2] في الأصل: «ساعد» .(19/136)
محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن النقور، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي إملاء قال: وحدث في كتاب والدي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي، حدثني أبي قال: لما دخل على المأمون رجل نصراني قد وجد مع امرأة هاشمية، فلما أدخل عليه أسلم فغاظ المأمون ذلك غيظا شديدا فاستفتى الفقهاء فكل قال: هدر إسلامه ما فعله، فقال رجل: يا أمير المؤمنين اكتب إلى علي بن موسى في هذا، قال: فكتب إليه فوافاه علي ابن موسى فقال: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه، فإنه إنما أسلم مخافة من السيف، فقال الفقهاء: من أين لك هذا؟ قال: فقرأ علي بن موسى فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ
[غافر: 84، 85] .
أخبرنا القاضي عبد المجير [1] بن محمد بن عشائر الشافعي بحلب، أنبأنا عبد الله ابن أحمد الطوسي، أنبأنا علي بن عبد الرحمن بن الجراح، حدّثنا عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن بشران إملاء قَالَ: وجدت فِي كتاب والدي قَالَ: حدثني أحمد بن محمد ابن موسى، حدّثنا إبراهيم بن محمد الأهوازي، حدثني محمد بن أحمد بن الحسن، حدثني أبو الحسين بن أبي مسعود الشعراني، عن أبي الحسين كاتب الفياض [2] ، عن أبيه قال: حضرنا مجلس الرضا فشكى رجل أخاه فأنشأ الرضا يقول:
اعذر أخاك على ذنوبه ... واستر وغط على عيوبه
واصبر على بهت السفيه ... وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا ... وكل الظلوم إلى حسيبه
أخبرنا ضياء بن أحمد، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا القاضي هناد بن إبراهيم النسفي، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن المخزومي [3] ، أنشدنا أبو بكر محمد بن علي بن الإمام، أنشدني محمد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب، أنشدني النوفلي لعلي بن موسى الرضا:
رأيت الشيب مكروها وفيه ... وقار لا يليق به الذنوب
إذا ركب الذنوب أخو مشيب ... فما أحد يقول متى يتوب
__________
[1] في الأصل: «المحبر» .
[2] في الأصل: «القاض» .
[3] في الأصل: «المخرومي» .(19/137)
لئن كان الشباب لي حبيبا ... فإن الشيب أيضا لي حبيب
سأصحبه بتقوى الله حتى ... يفرق بيننا الأجل القريب
أنبأنا أبو أحمد الصوفي قال: كتب إلى أبو الغنائم العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، حدّثنا الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ قال:
حدثني الزبير بن عبد الله بن موسى البغدادي، حدّثنا محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا أحمد بن يحيى بإسناد ذكره عن الشعبي أنه قال: أفخر بيت قيل في الإسلام قول الأنصار يوم بدر:
وينير بدر إذ نرد وجوههم ... جبريل تحت لوائنا ومحمد
قال الصولي: أقول: أفخر من هذا قول الحسن بن هانئ في علي بن موسى الرضا:
قيل لي أنت واحد الناس في ... كل كلام من المقال بدية
لك في جوهر الكلام بديع ... يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى ... كان جبريل خادما لأبيه
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلى أبو الغنائم هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن سورة الصغاني بمرو، حدّثنا أحمد بن محمد بن عمرو الفقيه، حدّثنا خالد بن أحمد بن خالد الذهلي، حدّثنا أبي قال: صليت خلف علي بن موسى الرضا بنيسابور، فجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» في كل سورة ويَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» .
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، حدّثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة، حدّثنا القاسم بن أحمد العلوي الحسيني، حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح، حدثني علي بن موسى الرضا قَالَ: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
حدّثنا أبو عبد الله الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بمدينة رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الروضة يقول: سمعت أبي يذكر عن آبائه: أن علي بن موسى كان يقعد في الروضة وهو شاب ملتحف بمطرف خز [1] فتسأله الناس ومشايخ العلماء في المسجد فسئل عن القدر فقال: قال الله عز وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ
__________
[1] في الأصل: «حز» .(19/138)
الله عز وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ
[القمر: 47، 48] [قال علي] [1] الرضا: كان أبي يذكر عن آبائه: أن أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: الله تعالى خلق كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، وإليه [ ... ] [2] وبه الحول والقوة [3] .
حدّثنا الحاكم أبو عبد الله قال: أخبرني أبو تراب أحمد بن محمد بن الحسين بن مهدي المذكر بالنوقان [4] ، حدّثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل البغدادي، حدّثنا مذكور ابن سليمان قال: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول: حججت مع علي بن موسى الرضا فسمعته يقول يدعو بالموقف بهذا الدعاء: اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما ابتدأتني بالإحسان فأتم نعمتك بالغفران، وكما اكرمتني بمعرفتك فاستعفها بمغفرتك وكما عرفتني وحدانيتك فألزمني طواعيتك، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت لعصمتني منه يا جواد يا كريم يا ذا الجلال والإكرام.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف قراءة عليه قال: قرئ على أبي منصور مُحَمَّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيِّ وأنا أسمع، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ إِذْنًا، أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتابه قال: علي بن موسى الرضا يروي عن أبيه العجائب، روى عنه أبو الصلت وغيره، كأنه كان يهم ويخطئ.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ونقلته من خطه، أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار فيما قرأته عليه عن أبيه، حدّثنا أبو ثعلب عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الملحمي، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ، حدّثنا أبو السائب عتبة بن عبيد الله، حدّثنا عبد الله بن محمد الجمال [5] الزوزني قال: كنت وعلي بن موسى بن نوبا القمي وفد أهل الري فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي: هل لك في زيارة قبر الرضا بطوس؟ فقال: خرجنا إلى هذا الملك ونخاف أن يتصل به عدو لنا إلى
__________
[1] ما بين المعقوفتين مطموس بالأصل.
[2] بياض في الأصل مكان النقط.
[3] انظر: الدر المنثور للسيوطي 6/138.
[4] مطموس بالأصل.
[5] في الأصل: «الحمال» .(19/139)
يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئا وأرجع إليهم رافضيا، فقلت:
فتنتظرني في مكانك؟ فقال: أفعل، وخرجت فأتيت القبر عند غروب الشمس وأزمعت المبيت على القبر، فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر: هل من جدير بالليل؟ فقالت: لا، فاستدعيت منها سراجا وأمرتها بإغلاق الباب ونويت أن أختم القرآن على القبر، فلما كان في بعض الليل سمعت قراءة فبدرت أنها قد أذنت لغيري، فأتيت الباب فوجدته مغلقا فانطفأ السراج، فبقيت أسمع الصوت، فوجدته من القبر وهو يقرأ سورة مريم فقرأ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً
[مريم: 85- 86] ، وما كنت سمعت هذه القراءة، فلما قدمت الري بدأت بأبي القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان فسألته هل قرأ أحد بذلك؟ فقال: نعم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأخرج لي قراءته صلّى الله عليه وسلّم، فإذا هو قرأ به عليه السلام.
ذكر محمد بن جرير الطبري في تاريخه: أن عيسى بن محمد بن أبي خالد بينما هو فيه من عرض أصحابه منصرفه من معسكره إلى بغداد ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل يعلمه فيه: أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر ولي عهده من بعده، وذلك أنه نظر [1] في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنه سماه الرضا من آل محمد وأمره [بطرح] [2] لبس السواد ولبس ثياب الخضرة- وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ويأمره أن يأمر [من] [3] قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك، فلما أتي عيسى الكتاب دعا أهل بغداد على ذلك على أن يعجل لهم رزق شهر والباقي إذا أدركت الغلة، فقال بعضهم: لا نبايع، ولا نلبس الخضرة ولا تخرج هذا الأمر من ولد العباس، وإنما هذا دسيس من قبل الفضل بن سهل، فمكثوا بذلك أياما، وغضب ولد العباس من ذلك واجتمع بعضهم وتكلموا فيه وقالوا: ونولي بعضنا وتخلع المأمون، وكان المتكلم في هذا والمختلف فيه والمتقلد له إبراهيم ومنصور ابنا المهدي [4] .
__________
[1] في الأصل: «وذلك تظهر» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من التاريخ.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من التاريخ.
[4] انظر: تاريخ الطبري 10/243.(19/140)
وفي هذه السنة بايع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي بالخلافة وخلعوا المأمون.
قلت: ولم يثبت عندي دخول علي بن موسى إلى بغداد لأن أحمد بن أبي طاهر قال في كتاب بغداد: إن المأمون كتب إلى علي بن موسى مع رجاء بن أبي الضحاك فقدم به على طريق البصرة ثم خرج من البصرة فأخذ على الأهواز ثم أخذ على جبال أصبهان ومضى إلى خراسان.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى أَبُو الغنائم حمزة [1] بْن هبة اللَّه بْن محمد العلوي، أنبأنا الحاكم بن عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ قال: علي بن موسى بن جعفر الرضا ورد نيسابور سنة مائتين، بعث أمير المؤمنين المأمون رجاء بن [أبي] [2] الضحاك لإشخاصه من المدينة إلى البصرة، ثم أمر بحمله منها إلى الأهواز ثم إلى فارس، ثم إلى نيسابور على طريق بست، وأمره أن لا يسلك به طريق الجبال، فلما وافى الرضا نيسابور وأقام بها مدة والمأمون بمرو إلى أن أمر بإخراجه إليه، ثم كان بعد ذلك ما كان، فعلى هذا أن يدخل بغداد [3] .
وإنما ذكرناه في هذا الكتاب لحكاية أخبرناها القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبأنا أَبُو القاسم علي بْن المحسن بْن علي التنوخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الشيباني، حدّثنا عبد الله ابن محمد بن عجلان اليماني العابد بالدالية قال: سمعت ابن علي بن موسى [4] الرضا بسر من رأى يقول: الغوغاء قتلة الأنبياء [5] والعامة اسم مشتق [6] من العمى ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال (بل هم أضل) .
وفي هذه الحكاية نظر من وجوه أحدها أن اليماني مجهول لا يعرف، والراوي عنه فهو أبو الفضل الشيباني وهو ذاهب الحديث مشهور بالكذب والوضع، ويبعد أن يروي عن واحد عن علي بن موسى الرضا- فالله أعلم.
__________
[1] سيأتي أنه: «هبة الله بن حمزة» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] هناك سقط من العبارة.
[4] في الأصل: «ابن عبد الله بن موسى» .
[5] في الأصل: «فبله الأنبياء» .
[6] في الأصل: «مشق»(19/141)
وقوله «بسامراء» وإنما بنيت بعد علي بن موسى بزمان لأن عليّا مات سنة ثلاث ومائتين وبنى المعتصم سامراء سنة إحدى وعشرين ومائتين، فإن المعتصم كان قد جددها، وقد كانت قبل ذلك مدينة قديمة، ويكون الرضا قد اجتاز بها قبل طلب المأمون له، وأظنه بعيدا والذي يغلب على ظني أن الذي سمع منه اليماني بسامراء هو محمد بن علي بن موسى الملقب بالجواد، فإنه كان بسامراء، ومات ببغداد ودفن بمقابر قريش- فالله أعلم.
والذي دعانا إلى ذكر علي بن موسى في هذا الكتاب مع ضعف هذه الحكاية الخوف من أن يراها بعض العلماء فيقول هذا الرضا قد دخل سامراء ولم يذكره الخطيب ولا من ذيل عليه، ويظن أننا جهلنا هذه الحكاية ولم تمر بنا فأوردناها وبينا عليها وأزلنا ظن من توهم أنها لم تبلغنا.
قال ابن جرير في تاريخه: فلما دخلت سنة ثلاث ومائتين شخص المأمون إلى طوس، وأقام بها عند قبر أبيه أياما، ثم إن علي بن موسى أكل عنبا فأكثر منه فمات فجأة في آخر صفر، فدفن عند قبر الرشيد، وصلى عليه المأمون، ودخل عليه بموته غم كثير.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين قال: كتب إلى هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه قال: سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول: استشهد علي بن موسى الرضا بسناباذ من طوس لتسع بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر منها مع أبيه موسى تسعا وعشرين سنة وشهرين وبعد أبيه عشرين سنة وأربعة أشهر، وذكر غير ابن جرير أن الرضا خلف من الولد محمدا والحسن وجعفرا وإبراهيم والحسين وعائشة.
970- علي بن موسى بن حمزة البزيغي [1] :
حدث ببغداد عن إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، روى عنه [أَبُو] [2] حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ بْنِ أَحْمَدَ التميمي البستي في «كتاب الضعفاء» من جمعه.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الشافعي، أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك
__________
[1] في الأصل: «الربعي» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/142)
ابن الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي محمد الحسن بن علي الجوهري: أن أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني أخبره قال: كتب إلي أبو حاتم محمد بن حبان البستي، أنبأنا علي بن موسى بن حمزة البزيغي ببغداد، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، حَدَّثَنَا حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من شرب مسكرا نجس ونجست صلاته أربعين صباحا، فإن مات فيهن مات كافرا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان حقا على الله عز وجل أن يسقيه من طينة الخبال» ، قيل: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: «ماء يسيل من صديد أهل النار» .
971- علي بن موسى بن محمد السّكّري، أبو سعد:
من أهل نيسابور، كان من وجوه الفقهاء، وحفاظ الحديث، سمع الكثير من أصحاب الأصم، وجمع وخرج وانتخب على المشايخ وكتب كثيرا، سمع جده الإمام أبا القاسم هبة الله بن عمر بن محمد السّكّري المزكي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ، وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد ابن يحيى المزكي، وأبا علي الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد السختياني، وأبا إبراهيم إسماعيل النصرآباذي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفارسي، وأبا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زكريا الجوزقي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النضروي، وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، وعبد الرحمن بن الحسن بن علي الحافظ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الأرموي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا حسان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جعفر المزكي، وأبا عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز، وأبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الحيري، وأبا الحسن عبد الملك بن الحسين بن خزيمة، وأبا بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحارث الأصبهاني، وأَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن سعدويه النسوي، وأبا بكر أحمد بن علي ابن منجويه الحافظ، وأبا محمد عبد الملك بن محمد بن علي الكرابيسي، وأبا الفضل علي بن الحسين الفلكي الحافظ، وأبا الخير عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، وخلقا كثيرا غيرهم، قدم بغداد طالبا للحج في سنة أربع وستين وأربعمائة، وحدث بها. سمع منه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر(19/143)
الحميدي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الخاضبة، وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي.
وروى عنه: أبو البركات ابن السقطي، وأحمد بن الحسن بن طاهر الفتح. وحج وعاد فأدركه أجله بنواحي البصرة.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قال: حدّثنا والدي من لفظه أنبأنا أحمد بن الحسن بن طاهر الفتح، أنبأنا علي بن محمد السّكّري قدم علينا حاجّا في شهر رمضان سنة أربع وستين وأربعمائة، ومات في حجته، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحارث، حدّثنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا أحمد بن محمد أبو العباس الجمال [1] ، حدّثنا إسماعيل بن يزيد، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث، حدّثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، حدثني أبي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول صبيحة الفطر: «أن مناديا ينادي: اغدوا إلى باب رب كريم جزيل العطاء، والملائكة يقولون: إن الله تبارك وتعالى أمركم بصيام هذا الشهر فصمتم وأطعتموه [2] فيما أمركم فهلموا إلى جوائزكم، فإذا فرغوا من صلاتهم نادى مناد: أن ارجعوا إلى منازلكم فقد غفرت لكم» [3] .
أنبأنا محمد بن المبارك البيع، عَنْ وَجِيهِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ السقطي قال: حدّثنا أبي في كتاب «معجم شيوخه» قال: علي بن موسى بن محمد أبو سعد الحافظ النيسابوري، قدم علينا حاجّا، وكان حفظة لأخبار الرواة ومتون الأحاديث، له تاريخ وتراجم ومسانيد ومعاجم وكلام على الحديث مفيد، وقد خرج على الصحيحين كتابا وجموعه تدل على فضل وافر، وكان مكثرا فاضلا نبيلا حجة معربا فصيحا، أدرك الحفاظ بخراسان، ذكر محمد بن باشاد البصري أنه سأل علي بن موسى السّكّري عن مولده فقال: في يوم الجمعة الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب ناصر بن محمد بن علي بخطه قال: أخبرت أن شيخنا علي بن موسى السّكّري النيسابوري مات بعد رجوعه من الحج بين [4] المدينة والبصرة بالرمل في صفر سنة خمس وستين وأربعمائة.
972- علي بن موسى الحداد:
__________
[1] في الأصل: «الحمال» .
[2] في الأصل: «أصعمتموه» .
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 4/301.
[4] في الأصل: «من» .(19/144)
روى عَن أبي عَبْد الله أَحْمَد بْن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري: أن إبراهيم بن عمر البرمكي أخبره عن عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الفقيه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن هارون الخلال قال: أخبرني الحسن بن أحمد الوراق قال: حدثني علي بن موسى الحداد وكان صدوقا، وكان ابن حماد المقرئ يرشد إليه فأخبرني قال: كنت مع أحمد ابن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة، فلما دفن الميت أجلس رجل ضرير يقرأ عند القبر، فقال له أحمد: يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة، فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد بْن حَنْبَل: يا أَبَا عَبْد اللَّه ما تقول في مبشر الحلبي؟
قال: ثقة، قال: كتبت عنه شيئا؟ قال: نعم، قال: فأخبرني مبشر عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها وقال: سمعت ابن عمر يوصي بذلك، فقال له أحمد: فارجع فقل للرجل يقرأ.
973- علي بن موهوب بن جامع بن عبدون، أبو الحسن البناء:
عم شيخنا محمد بن عبد الله بن البناء الصوفي الذي تقدم ذكره، سمع أبا البركات يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيش الفارقي، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا عبد الوهاب بن بزغش المقرئ، وكتب عنه في سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
974- علي بن مهدي، أبو الحسن [1] الأصبهاني، المعروف بالكسروي [2] :
كان أديبا فاضلا شاعرا راوية للأخبار، وكان عارفا بكتاب «العين» للخليل خاصة، كان يؤدب هارون بن علي بن يحيى بن المنجم واتصل بعد ذلك ببدر المعتضدي، وله مصنفات، يروي عن أبيه عن الجاحظ و «ديك الجن» الشاعر واسمه عبد السلام بن رغبان الحمصي، روى عنه علي بن يحيى بن المنجم، وأبو علي الكوكبي.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القَاسِم سَعِيد بْن مُحَمَّد الموصلي، عن أَبِي العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه العكبري، أنبأنا القاضي أَبُو يعلى مُحَمَّد بْن الحسين بْن الْفَرَّاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إسماعيل بن سعيد الشاهد، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، حدثني
__________
[1] في الأصل: «أبو الحسين» .
[2] في الأصل: «بالكرولي» .(19/145)
علي بن مهدي الكسروي [1] ، حدثني أبي، عن سلمة بن هرمزذان قال سمعت [2] ابن المقفع كاتب الحكماء يقول: ليس للعاقل أن يجيب عما يسئل عنه غيره.
وبالإسناد قال: وأنبأنا علي بن مهدي الكسروي [3] ، حدثني أبي قال: كانت الروم تقول: نحن لا نملك من يحتاج أن نشاوره، قالت الفرس: نحن لا نملك من يستغنى عن المشورة.
قال قال علي بن مهدي: مر طبيب بأبي الواسع [4] المازني، فشكى إليه ريحا في بطنه فقال له خذ الصعتر [5] ، فقال: يا غلام دواة وقرطاس، قال: قلت ماذا؟
أصلحك الله؛ قال: كف صعتر ومكوك شعير، قال: لم تذكر الشعير أولا؟ قال: ولا علمت أنك حمار أيضا إلى الساعة.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء، عن ثعلب بن جعفر السراج: أن أبا محمد بالجوهري أخبره، عن المعافى بن زكريا النهرواني، حدّثنا أبو علي الكوكبي، حدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي الكسروي [6] ، عن أبيه قال: قال حكيم الفرس لابنه: يا بني! إذا طلبك صاحب أشقر فعليك بالجرن، فإن الأشقر دقيق الحافر، وإن طلبك صاحب أدهم فعليك بالوحل فإن الأدهم رديء القوائم، وإن طلبك صاحب كميت فعليك بالجدد، وحقيق ألا ينجو.
قال: وحدثني علي بن مهدي، عن أبيه قال: كانوا يقولون: اعتفر من الدابة كل شيء إلا البلادة والغلظ، فإن راكبهما مركوب.
قال: حدثني علي بن مهدي، عن أبيه قال: قال بعض الحكماء لرابض له: ما تقول في هذا البرذون؟ قال: من أفره الدواب إلا أنه يجذب لجامه، فقال: لا خير فيه إنما أركب لأودع بدني وما أبالي أيدي أعيت أم رجلي.
قرأت على أبي الكرم العباسي، عن أبي بكر الحنبلي، أنبأنا أبو منصور النديم إذنا، عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن الحسين، عن علي بن مهدي
__________
[1] في الأصل: «الكردي» .
[2] في الأصل: «قال: قال ابن المقفع» .
[3] في الأصل: «الكرولي» .
[4] في الأصل: «من طبيب يأتي» .
[5] في الأصل: «الصغير» في الموضعين.
[6] في الأصل: «الكرولي» .(19/146)
الكسروي، عن الجاحظ قال: قال لي ثمامة: كنت في مجلس المأمون إذ دخل أبو العتاهية فأنشد شعرا استحسنه المأمون، ثم قال بعقب شعره: يعرض لي يا أمير المؤمنين ما في الأرض قوم أشقى من القدرية ولا أضعف حجة، فقال له المأمون: أنت رجل شاعر وأنت بالشعر أبصر منك بالكلام، فقال: لو جمع أمير المؤمنين بيني وبين واحد منهم لعرف موضعي، فقال له المأمون: فهذا ثمامة فناظره! فنظر إليّ أبو العتاهية وتبسم كالمستهزئ فاغتظت عليه، فقال: يا أمير المؤمنين! أقطعه في أول كلمة، قال:
شأنك! فنظر يده فحركها ثم قال: من حرك يدي؟ قلت: من أمه فاعلة، فقال: زنا بي [1] أمير المؤمنين، قلت: ناقضت يا ماص بظر أمه، فضحك المأمون ضحكا ما رأيته ضحك مثله قط، فقلت له: ويلك إن كان المحرك ليدك غيرك فلم أزنك وإن كنت أنت المحرك لها فأنت على قولي، فأفحم، فلما كان بعد أيام لقيني فقال: يا أبا معن! ما كانت لك في الحجة مندوحة عن السفه، فقلت له: إن خير الكلام ما جمع الحجة والانتقام.
قرأت على محمد بن عبد الواحد بن أحمد، عن محمد بن عبيد الله بن نصر، أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد الشاهد إذنا، عن مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن يحيى السّكّري، أخبرني أحمد بن سعيد الدمشقي قال: كتب عبد الله بن المعتز إلى علي بن مهدي:
أبا حسن أنت ابن مهدي فارس ... فرفقا بنا لست ابن مهدي هاشم
وأنت أخ في يوم لهو ولذة ... ولست أخا عند الأمور العظائم
أجابه علي:
أيا سيدي [إن] [2] ابن مهدي فارس ... فداء ومن يهوى لمهدي بن هاشم
بلوت أخا في كل أمر تحبه ... ولم تبله عند الأمور العظائم
وإنك لو نبهته لملمة ... لأنساك صولات الأسود الضراغم
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ محمد بن الحسن الماوردي، أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد الجرجاني، أنشدنا الرئيس ما سرجس بن عيسى النصراني بالبصرة، أنشدني الكسروي الشاعر لنفسه:
__________
[1] في الأصل: «ربالي» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/147)
قم سل قلبي بالمدام ... ففيه هم قد أمضه
أو ما ترى بدر السماء ... كأنه تعويذ فضة
فإذا المحاق أذابه ... فكأنه آثار عضه
قرأت في كتاب «الورقة» لأبي عَبْد الله مُحَمَّد بْن داود بْن الجراح قال: علي بن مهدي الكسروي أبو الحسن الأديب مجيد راوية شاعر من قوله:
ولما أبى أن يستقيم وصلته ... على حالتيه مكرهاً غير طائع
حذارا عليه أن يميل بوده ... فأبلى بقلب ليس عنه بنازع
فأصبح كالظمآن بهريق ماءه ... لضوء سراب في المهامة لامع
فلا الماء أبقى للحياة ولا أتى ... على منهل يجدي عليه بنافع
ذكر عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر: أن علي بن مهدي الكسروي توفي في خلافة المعتضد.
975- علي بن ميمون بن محمد الدباس، أبو الحسن الوزان:
والد أبي بكر محمد الذي قدمنا ذكره، سمع أبا عمرو عثمان بن محمد بن يوسف ابن دوست العلاف، وحدث باليسير، سمع منه ابنه محمد والحسين بن إبراهيم الدينوري وأبو البركات محمد بن سعد الغسال، وروى عنه ثابت بن منصور الكيلي، وأبو بكر الأشقر الأصبهاني.
كتب إلي أبو زرعة عبيد الله بن أَبِي بكر مُحَمَّد بْن أَبِي نصر اللفتواني، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الأشقر قراءة عليه وأنا حاضر في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، أنبأنا [أبو] [1] الحسن علي بن ميمون بن محمد الدباس قراءة عليه ببغداد بدار الخلافة المحروسة في ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة قال: قرئ على أبي مُحَمَّد عبد اللَّه بن إسحاق الخراساني وأنا أسمع، حدّثنا أحمد بن الخليل [2] بن ثابت البرجلاني [3] ، حدّثنا محمد بن عمر الواقدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، عن أبيه، عن حنظلة بن علي الأسلمي، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «أحصوا عدة شعبان لرمضان ولا تقدموا الشهر بصوم، فإذا رأيتموه
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل: «الجليل» .
[3] في الأصل: «المبرحلاني» .(19/148)
فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما ثم أفطروا، فإن الشهر هكذا وهكذا» - وخنس [1] إبهامه [2] .
قرأت بخط أَبِي الوفاء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الحصين قال: سألته- يعني أبا الحسن بن ميمون الدباس- عن مولده، فقال: في سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أَبُو الْحَسَن علي بن ميمون الوزان في يوم الأحد ثامن عشر المحرم سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
976- علي بن ثابت بن طالب، أبو الحسن الواعظ، المعروف بابن الطالباني:
من ساكني باب الأزج، تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وسمع الحديث من أبي المعالي صالح بن المبارك بن الرخلة [3] ، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وشهدة بنت أحمد الأبري، وسافر إلى الموصل، وسمع بها: أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي، وغيره، ودخل الشام وحدث بها وبلاد الجزيرة، وأقام بها متنقلا فيها إلى أن سكن برأس العين إلى حين وفاته، لم يتفق لي لقاؤه وقد أجاز لي جميع مروياته على يد بعض رفقائنا.
أخبرنا علي بن ثابت في كتابه إليّ، وصفية بنت إبراهيم بن محمود الحراني بقراءتي عليها قالا: أنبأنا صالح بن المبارك قراءة عليه، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي، أَخْبَرَنَا عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مهدي، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا وكيع، حدّثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: أصبت سيفا يوم بدر فأعجبني فقلت: يا رسول الله هبه لي! فأنزل الله عز وجل يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
[الأنفال: 1] [4] .
بلغنا أن علي بن الطالباني مات برأس العين في شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة.
977- علي بن ناصر بن علي، أبو الحسن الدهستاني:
ذكره أبو طاهر السلفي في «معجم شيوخه» وقال: كان من الكتاب المتعلقين
__________
[1] في الأصل: «وحبس» .
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 1/324، 325.
[3] في الأصل: «الرحلة» .
[4] انظر الخبر في: الدر المنثور للسيوطي 3/158.(19/149)
بالوزراء والعمداء القدماء، وكانت له مروءة ظاهرة وأخلاق طاهرة، وختم له بخير في آخر عمره، وانقطع في الرباط، وصحبة المتصوفة والمواظبة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وذكر لي أن مولده بجرجان سنة أربعين وأربعمائة وأنه نشأ بدهستان.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه قال: سمعت علي بن ناصر بن علي الدهستاني ببغداد يقول: كنت كثير الاختلاف إلى أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن النحوي بجرجان ولم أر أورع ولا أقنع منه، فدخل لص منزله وهو في الصّلاة فأخذ ما وجد وهو ينظر ولا يقطع صلاته- رحمه الله.
978- علي بن ناصر بن محمد بن الحسن بن أحمد بْن الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أبي طالب، أَبُو الفضل العلوي المحمدي، نقيب مشهد باب التبن:
هكذا رأيت نسبه بخط مُحَمَّد بْن علي بْن فولاد الطبري، وهكذا ذكره السلفي في «معجم شيوخه» ، كان يسكن بالكرخ، وله معرفة بالأنساب، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري، وأبو طالب بن خضير، وأبو طاهر السلفي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي بمصر، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن السلفي، أنبأنا أبو الفضل علي بن الناصر بن محمد بن الحسن المحمدي ببغداد، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حيويه الخزاز [1] ، حدّثنا دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي، حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا بندار، حدّثنا سلم بن قتيبة، حدثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن عروة بن المغيرة ابن [2] شعبة عن أبيه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض أسفاره فدعا بوضوء فتوضأ، فغسل وجهه فذهب يغسل يديه فضاق كم الجبة، فأخرج يديه من تحت الجبة فغسل يديه وتوضأ، فأهويت بيدي إلى الخفين فقال: يا مغيرة أثر الخفين مقرهما، فقال المغيرة: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، وقال عروة: أشهد على المغيرة بذلك، وقال الشعبي: اشهد على عروة بذلك، وقال يونس: أشهد على الشعبي بذلك وقال سلم قلت ليونس: أشهد عليك بذلك؟ قال: نعم، قال بندار: اشهدوا عليّ بذلك؟ قال:
__________
[1] في الأصل: «الجزار» .
[2] في الأصل: «عن عروة بن المغيرة عن شعبة»(19/150)
نعم، قال موسى: أشهدوا عليّ بذلك، وقال لنا دعلج: واشهدوا عليّ بذلك، وقال لنا الشريف المحمدي أشهدوا علي بذلك، وقال لنا الفيروزآبادي اشهدوا عليّ بذلك.
قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي قال: سألت المحمدي فقال: ولدت سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفى الشريف أبو الفضل المحمدي في يوم الخميس ثالث شوال سنة خمس عشرة وخمسمائة ودفن يوم الجمعة بمقابر قريش- بعد أن صلى عليه- باب دار الطاهر بنهر البزازين [1] وحضرت ذلك ومضيت معه إلى قبره.
979- علي بن ناصر بن مكي، أبو الحسن المدائني:
من ساكني باب الأزج، وهو أخو نصر بن ناصر، وكان الأكبر، كان أديبا فاضلا شاعرا، سافر إلى الموصل، ومضى [2] إلى مكة، ودخل ديار مصر، وكان يمدح الناس ويجتدى [3] .
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه لقيه بالموصل في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
أنشدني أبو الحسن [بن] [4] القطيعي قال: أنشدني علي بن ناصر المدائني لنفسه بالموصل:
أعهد الهوى إني لذكراك واصل ... وطيف الكرى إني لمسراك راقب
وعهد التداني هل إلى أربع الحمى ... معاد وهل يقضي بهن المآرب
فمنذ سرى الركب العراقي لم يزل ... تسامر قلبي بالبكاء النواعب
ومذ حبس الحادي المطي عن النقا ... وحبت إلى الوفد القلاص النجائب
أراق دمي للبين دمع أرقته ... غداة اعتنقنا للفراق الحبائب
وأصمي فؤادي سهم لحظ رمت به ... وقد ودعتني بالسلام الحواجب
بنفسي فتاة أيقظ الصبح طرفها ... وقد كحلته بالظلام الغياهب
__________
[1] في الأصل: بدون نقط.
[2] في الأصل: «ومكي» .
[3] في الأصل: «يحدى» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(19/151)
وقامت لفرط الدك تسلى مريبه ... وقد ذعرتها بالرغاء الركائب
رنت فرنا الريم الحجازي كل وهبت ... له ماها الصبا والحبائب
وماست فماس البان زهوا فغردت ... شجو فغناها الحمام المجاوب
وسايلت الأتراب ولهى ورددت ... تنفسها حتى اهتززن الترائب
وقالت وقد هاج الهوى ما تخبه ... وقد رمقتها بالملام العوائب
أذاك الفتى المري عفر شمله ... واعفينه شط المزار النوائب
فقلن لها بل فوض البين ربعه ... وسرت به تلو الركاب الحقائب
وأقفر منه الواديان وأوحشت ... بمسراه من بطن العقيق الجوائب
فأقطر منها الطرف دمعا كأنه ... لآلئ فضتها الأكف الخواضب
وكلل منها المقلتين فحدقت ... كما حدقت بالفرقدين الكواكب
وترجسها فرط التألف والأسى ... وورد خديها الحياء المغالب
980- علي بن ناعم بن سهل بن عبد الله المقرئ المستعمل، أبو الحسن البزاز الحنبلي:
من أهل باب الطاق، سمع أبا الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الحارث التميمي، وأبا الفرج أحمد بن محمد بن المسلمة، وأبا الفتح [1] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس، وأبا الحسين علي، وأبا القاسم عبد الملك ابني [2] مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن بشران، وأبا الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وغيرهم، روى عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وإسماعيل بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَعَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّه بْن عبد السلام، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي علي السقلاطوني، أنبأنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الباقي الْأَنْصَارِيّ، أنبأنا أبو الحسن علي بن ناعم بن علي بن سهل، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ إملاء، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله ابن زياد، حدّثنا محمد بن بشر المرثدي، حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا زائدة، عن أبي الزناد، عن ثابت، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا ويعظم كبيرنا» [3] .
__________
[1] في الأصل: «بن المسلمة بن أبا الفتح» .
[2] في الأصل: «بن محمد» .
[3] انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 2/118.(19/152)
قرأت بخط أبي علي محمد البرداني قال: مات أبو الحسن علي بن ناعم المقرئ في الرابع عشر من رجب سنة سبعين وأربعمائة، ودفن يوم الخامس عشر بباب حرب، سمعت منه شيئا يسيرا.
981- علي بن نجاح بن مسعود بن عبد الله، أبو الحسن اليوسفي:
أخو أبي شجاع محمد، وأبي البركات يحيى، سمع أبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وحدث باليسير، ذكر تميم بن أحمد بن البندنيجي، ونقلته من خطه أنه مات ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر جمادى الآخر من سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
982- علي بن نجيح الباهلي:
حدث عن: يحيى بن الفضل الخرقي صاحب القراءة، روى عنه: محمد بن محمد بن الأزهر الجوزجاني.
أخبرنا محمد بن علي أبو الفرج، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الأصبهاني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، وأبو سهل بن وليكز، وأخبرنا محمد بن محمد بن الزازاني بأصبهان، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر التاجر، ويوسف بن أحمد بن ماهان قالا: أنبأنا أبو منصور شجاع، وأبو زيد أحمد ابنا علي بن شجاع المصقلي، وأخبرنا أحمد بن سعيد الخرقي بأصبهان، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد، الباغبان، أنبأنا أبو عمرو بن مندة قالوا جميعا: أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مندة الحافظ، أنبأنا محمد بن محمد بن الأزهر الجوزجاني، حدّثنا علي بن نجيح الباهلي ببغداد، حدّثنا يحيى بن الفضل الخرقي، حدّثنا أبو عامر العقدي، حدّثنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب: أن هيفاء أرادت أن تدعى أبا بكرة فقال: أنا مروح مَوْلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
983- عَلَى بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك، أبو الحسن، الفقيه المالكي:
والد القاضي عبد الوهاب، وأبي الحسن محمد، من أهل الجانب الشرقي، كان من أعيان الشهود المعدلين ببغداد.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، عن مُحَمَّد بن عبد الباقي الأنصاري قال: كتب إلي أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحسن علي بْن مُحَمَّد ابن نصر الكاتب قال: كنت عند قاضي القضاة أبي عبد الله الحسين بن ماكوله يوما(19/153)
فحدثه أبو بكر محمد القاضي المعروف بابن الأخضر وهو جالس إلى جانبي قال:
حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن نصر الفقيه المالكي وكان ناهيك عدالة وثقة وضرب بيده على فخذي وقال: والده قال: زوجت أيام عضد الدولة ببعض غلمانه الأتراك من صبية في جوارنا، وكان لها ولوالدتها أنس بدارنا وكانت من الموصوفات بالستر والعفاف، ومضى على ذلك سنتان، وحضر لي الغلام التركي وقال: يا سيدي هذه المرأة التي قد زوجتني بها قد ولدت لي ابنا، وما أشكو شيئا من أمرها ولا أنكره غير أنها ما أرتني ولدي منذ ولدته، وكلما طالبتها به دافعتني عنه، وأريد أن تستدعيها [1] وتخاطبها على هذا، قال: فاستدعيت والدتها فحضرت، وخاطبتها من وراء الستر على ما قاله، فأسرت إليّ وقالت: يا سيدي صدق فيما حكاه، وإنما دفعناه عن هذا لأنا قد بلينا ببلية قبيحة، وذاك أن زوجته ولدت منه ولدا أبلق من رأسه إلى سرته أبيض وبقيته إلى قدمه أسود في لون الحبش؛ قال: وسمع التركي قولها أبلق فصاح «راست كفت [2] » ثم قال بالعربية: ابني ابني، وهكذا كان جدي بالترك وقد رضيت، ففرحت المرأة بقوله وانصرفت وأظهرت له الولد.
ومثل هذه الحكاية حدّثنا شيخنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الجيلي وناهيك به ثقة وبنلا قال: كان عندنا بباب الأزج قوم قد زوجوا ابنة لهم بمملوك تركي من مماليك الخليفة، وكان موصوفا بالغلظة والشدة، فحملت منه، فلما كان وقت الولادة أتت بغلام أسود وكان التركي أبيض، وكذلك زوجته، فخافوا منه فأهلكوا الغلام ودفنوه، وأعلموا أباه أنها أتت بولد ميت ودفنوه، ثم إنها حملت مرة ثانية وأتت بغلام أسود أيضا ففعلوا به كما فعلوا بأخيه، ثم حملت مرة ثالثة وأتت به على الصفة، ثم فعل به كما فعل بأخويه، فلما حملت مرة رابعة ودنى [3] وقت وضعها قعد التركي عندها وقال: لا بد من أن أنظر إلى ما تأتي به وإن كان ميتا، فأتت بغلام على الصفة الأولى إخوته، فلما رآه التركي بكا وقال: مرحبا بأبي إن أبي كان أسود مثل لونه وقبّله وفرح به، وزال ما كان عند أمه وأهلها من الخوف وندموا على ما فعلوه في حق الثلاثة الماضين وكتموا ذلك عن أبيهم.
وقد وقع مثل هاتين الحكايتين في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخرجه البخاري في «الصحيح» .
__________
[1] في الأصل: «تستديعها» .
[2] كلمة فارسية معناها: «قالت صحيحا» .
[3] في الأصل: «ودنت» .(19/154)
وهو ما:
أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي أبو الحسن بنيسابور، أنبأنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا سعيد بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أبو علي الشنوي، وأنبأنا المؤيد، أنبأنا عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي، ووجيه بن طاهر أبو بكر الشحامي قالا: أنبأنا أبو سهل الحفصي، أنبأنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، وأخبرنا أبو روح عبد المعز ابن محمد الصوفي بهراة، أخبرنا خلف بن عطاء الماوردي، أخبرنا أبو عمر عبد الواحد ابن أحمد المليحي، أخبرنا أبو حامد النعيمي، وأنبأنا أبو محمد بن الأخضر وغيره ببغداد، والسيد أبو بكر محمد بن إسماعيل العلوي بهراة قالوا: أنبأنا عبد الأول ابن عيسى، أنبأنا أبو الحسن الداودي، أنبأنا أبو محمد السرخسي قالوا جميعا: حدّثنا محمد ابن يوسف الفربري، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البخاري، حدّثنا يحيى بن قزعة، حدّثنا مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول الله! ولد لي غلام أسود، فقال: «هل لك من إبل؟» قال: نعم، قال: «ما ألوانها؟» قال: حمر، قال: «هل فيها من أورق؟» قال: نعم، قال:
فأنى ذلك؟ قال: لعل نزعة [1] عرق، قال: «فلعل ابنك هذا نزعة» [2] .
ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه: أن علي بن نصر الفقيه المالكي مات في يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
984- علي بن أبي نصر بن الحبيق، أبو الحسن:
من أهل الحربية، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية الزاهد، وحدث باليسير، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا حسن الأخلاق ساكنا.
أخبرنا علي بن أبي نصر بن أحمد قراءة عليه، أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدّثنا يحيى ابن محمد بن صاعد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثقفي بالبصرة، حدّثنا أمية بن خالد، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بِسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عبد الله بن خليفة العنبري، عن عائذ بن [3] عمرو المزني: أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم فأعطاه، فلما وضع رجله على أسكفة الباب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا» [4] .
__________
[1] في الأصل: «قال لعلي نزعة» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/799.
[3] في الأصل: «عائذ أبي عمرو» .
[4] انظر الحديث في: سنن النسائي 413.(19/155)
توفي علي بن أبي نصر الحربي [1] في شوال سنة أربع وستمائة، ودفن بباب حرب وقد جاوز السبعين.
985- علي بن أبي نصر بن الحسن، أبو الحسن الفتوتي:
من أهل باب البصرة، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن الدهان المرتب، وحدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وشيخنا عمر بن أحمد ابن بكرون الشاهد.
986- علي بن نصر بن حمزة بن علي بن النضر بن عبيد الله التيمي، أبو الفرج بن أبي طالب بن أبي القنابل المارستاني:
والد عبيد الله الذي قدمنا ذكره، هكذا رأيت نسبه بخط ولده، وقد روى عنه حديثا زعم أنه سمعه من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، ورأيت عامة مشايخنا يبطلون ذلك من سماعه ونسبه ويذكرون أنه ابنه اختلق له نسبا وسماعا ولم يكن له معرفة بشيء من ذلك، وكان عاميا يخدم المرضي في المارستان. ذكر عبيد الله بن علي ونقلته من خطه أنه أباه مات في ليلة الإثنين مستهل شهر رمضان سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب [....] [2] .
987- علي بن نصر بن سعد بن محمد، أبو تراب الكاتب:
والد علي بن علي الذي تقدم ذكره، ولد بعكبرا ونشأ بها، ودخل بغداد في صباه وقرأ الأدب على أبي القاسم بن برهان النحوي، ثم انحدر إلى البصرة وصار كاتبا لنقيب الطالبيين بها، وأقام هناك مدة، ثم عاد إلى بغداد في سنة تسعين وأربعمائة ونزل بالكرخ، وولي الكتابة لنقيب الطالبيين إلى حين وفاته، وكان كاتبا حاذقا أديبا شاعرا، روى عنه ولده شيئا من شعره.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا أبو سعد ابن السمعاني قال: أنشدني علي بن سعد الكاتب قال: أنشد أبي لنفسه:
حالي بمحمد الله حال جيد ... لكنه من كل حظ عاطل
ما قلت للأيام قول معاتب ... والرزق يدفع راحتي ويماطل
__________
[1] في الأصل: «الحرفي» .
[2] بياض من الأصل مكان النقط.(19/156)
إلا وقالت لي مقالة واعظ ... الرزق مقسوم وحرصك باطل
أخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول: سمعت علي بن علي يقول: سألت علي بن نصر [1] بن سعد الكاتب عن مولده، فقال: في محرم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وتوفى في العشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ودفن بمشهد باب التبن.
988- علي بن نصر بن محمد، أبو الحسن [2] البغدادي:
روى عن طاهر بن الحسن حكاية، وكان يقول الشعر، روى عنه عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن فضالة.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي القاسم بن الحصين قَالَ: كتب إليّ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه القضاعي، حدّثنا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الحافظ إملاء، أنبأنا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قَالَ: سمعت أبا الحسين علي بن نصر بن محمد البغدادي بهمذان يقول: سمعت طاهر بن الحسن يقول: سمعت أبا الحبش الوراق يقول: قيل لرابعة العدوية: هل رقى [3] لك إلى الله عز وجل عمل بلا رياء؟ قالت: لا، ثم قالت: بلى علمي بتقصيري يرقى إلى الله عز وجل بلا رياء.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمود الواعظ شفاها بهمدان: أن محمد بن ثابت أخبره، عن أبي ثابت بحير [4] بن منصور، أنبأنا أبو مُحَمَّد جعفر بن مُحَمَّد بن الحسين الأبهري قال: أنشدني عبد الرحمن بن محمد النيسابوري بهمدان قال: أنشدني أبو الحسين علي ابن نصر البغدادي لنفسه:
لم أنله قبلته بالأماني ... في منامي سرا من الهجران
واصل الحب بيننا بعد يأ ... س فاجتمعنا ونحن مفترقان
989- علي بْن نصر بْن مَنْصُور بْن الْحُسَيْن بْن العطار الحراني، أبو الحسن التاجر:
__________
[1] في الأصل: «على بن علي» .
[2] سيأتي أنه: «أبو الحسين» في السند التالي.
[3] في الأصل: «هل وقي» .
[4] في الأصل بدون نقط.(19/157)
من ساكني المقيدية، وهو أخو عثمان المقدم ذكره، ولد ببغداد ونشأ بها، وكان يسافر في طلب الكسب إلى الشام وديار مصر، وكان والده من أعيان التجار ووجوههم، سمع الحديث في صباه من أبي القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، وأبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وجماعة غيرهم، كتبنا عنه، وكان صحيح السماع.
أخبرنا علي بن نصر بن العطار، أنبأنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري الواعظ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أحمد بن محمد بن البسري، وأنبأنا أَبُو الْمُظَفَّرِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن الشبلي قراءة عليه، أنبأنا الشريف أبو نصر محمد ابن محمد بن علي الزينبي قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري بالبصرة قال: سمعت محمد بن كثير السلمي قال: سألت يونس بن عبيد عن رجل دخل عليه سارق مجرد ليس في يده سلاح فلقط من السطح أثوابا فثار به صاحب السطح فضربه بعصا فقتله، فأراد القاتل الكفارة صوم شهرين، أو عتق رقبة، أو يتصدق بصدقة؟ فقال يونس: ما أرى له أن يتصدق بصدقة لقتله تلك النفس ولا يصوم يوما بقتله تلك النفس، حدثني مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «الدار حرم فمن دخل عليك حرمك فاقتله» [1] .
توفي علي بن العطار في ليلة الخميس ثالث عشر المحرم سنة أربع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وقد بلغ الستين أو جاوزها.
990- علي بن نصر بن هارون، أبو الحسن الواعظ:
من أهل الحلة السيفية، سكن بغداد، وصحب الشيخ صدقة بن أحمد بن وزير الواعظ الواسطي، وسمع معه الحديث من الشريف أَبِي المظفر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز الهاشمي، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، وأبي القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن فورجه الأصبهاني وغيرهم، وقرأ القرآن بالروايات وجوده، وقرأ الأدب عَلَى أَبِي مُحَمَّد بْن الخشاب وأبي البركات، وأبي الحسن بن القصار حتى أتقنه، وتكلم بالوعظ على المنابر، وكان فاضلا، حفظة، حسن الأخلاق، كتبنا عنه، وكان يتشيع.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 5/326.(19/158)
أخبرنا علي بن نصر بن هارون الحلي، أنبأنا أبو المظفر محمد بن أحمد الهاشمي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر الوراق، حدّثنا أبو بكر بن أبي داود، حدّثنا محمد بن مصفا، عن بقية بن الوليد، حدّثنا الزبيدي، عن الزهري، عَنْ عُرْوَةَ [1] عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا» . فقالت عائشة: يا رسول الله وكيف بالعورات؟ قال:
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
[2] .
توفي علي بن نصر بن هارون في ليلة الإثنين الحادي عشر من شوال سنة خمس عشرة وستمائة، وحمل من الغد إلى الكوفة فدفن بمشهد عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه، وقد قارب الثمانين.
991- علي بن نصر، أَبُو الحسن الشوكي:
حدث عَن: سليم بْن منصور بن عمار الواعظ، روى عنه: أَبُو بكر مُحَمَّد بن القاسم بن بشار الأنباري.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين، عن محمد بن عَبْد الباقي الشاهد: أن الحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري أخبره، أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حبويه قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن القاسم بْن بشار الأنباري، حدّثنا أبو الحسن علي بن نصر الشوكي في مجلس الكريمي، حدّثنا سليم بن منصور بن عمار، حدّثنا أبي، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل [3] قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام وحملوا رأسه جلسوا يشربون ويحيي بعضهم بعضا بالرأس، فخرجت يد فكتبت بقلم حديد بدم على الحائط:
أترجو أمة قتلت حسيناً ... شفاعة جده يوم الحساب؟
فتركوا الرأس وهربوا.
992- علي بن أبي نصر بن الهيتي، أبو الحسن الزاهد:
كان يسكن بزريران [4] قرية مغربية من بغداد عند المدائن، وله بها رباط يقيم به، وعنده جماعة من الفقراء والمنقطعين إلى الله عز وجل، وكان يتكلم على الحاضر،
__________
[1] في الأصل: «عروبة» .
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2/168.
[3] في الأصل بدون نقط. وهو: حي بن هانئ البصري.
[4] في الأصل: «بزربدان»(19/159)
ويذكر له كرامات، وكان له قبول عظيم من العوام، ويقال إنه عاش حتى ناهز مائة سنة من عمره، وذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي في تاريخه: أن علي ابن الحسن الزاهد مات في يوم الجمعة الرابع عشر من جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن يوم السبت بزريران على حادة الحاج [1] ، قال: كان شيخا صالحا.
993- علي بن النفيس بن نورندار بن الحسام، أبو الحسن:
من أولاد الأتراك البغدادية، كان من حجاب الديوان العزيز، حفظ القرآن في صباه، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وصحب مكي بن أبي القاسم بن الغراد [2] ، وسمع بافادته من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبي محمد محمد بن عبد الكريم بن المادح، وأبي القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن فورجه الأصبهاني ومن جماعة غيرهم، كتبنا عنه، وكان متدينا صالحا منقطعا عن الناس، كثير العبادة، حسن الصمت.
أخبرنا علي بن النفيس بن نورندار قراءة عليه، أنبأنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى السِّجْزِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عدنان القاسم بن علي بن محمد القرشي، أنبأنا أبو بشر الحسن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر القهندزي [3] ، أخبرنا محمد بن جعفر، حدّثنا محمد ابن أحمد بن أبي العوام، حدّثنا أبي، حدّثنا داود بن عطاء المديني، حدّثني [عمر] [4] بن صهبان، حدّثني صفوان بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم: «كل عين باكية [يوم القيامة] [5] إلا عين غضب عن محارم الله وعين سهرت [6] في سبيل الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله» [7] .
سئل أبو الحسن بن نورندار عن مولده فَقَالَ: فِي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين
__________
[1] في الأصل: «حاده إلحاح» .
[2] في الأصل: «الغراه» .
[3] في الأصل بدون نقط.
[4] ما بين المعقوفتين مطموس بالأصل.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في الأصل: «شهدت» .
[7]- انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 2/80.(19/160)
وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
994- علي بن النفيس بن خميس، المعروف بالسديد:
من أهل النيل، كان أحد الشهود المعدلين بها، وكان أديبا فاضلا، يحفظ كتاب «الإيضاح» و «التكملة» لأبي علي الفارسي، وكتب كثيرا بخطه، وله النثر الحسن والنظم الجيد.
أنشدني القاضي أبو علي الحسن بن إسماعيل القليوبي بحلب، أنشدنا السديد علي ابن النفيس بن خميس النيلي لنفسه من قصيدة:
ما يستفيق القلب من أطرابه ... ولا يمل الطرف من تسكابه
أو تكتسي غصون بانات الحمى ... ويعجب الرائد من أعشابه
وغنت الربيع في ربوعه ... وتبدل الظبا من ضبابه
وترجع الورق على أفنانه ... سواجعا كيدا على غرابه
هدية والروض فيه مؤنق ... ونوره يثنى على سحابه
وللظباء الأدم في أرجائه ... مسارح اللهو وفي رحابه
وسرتي مغرمة بشادن ... بدر الدجى في الحسن من حجابه
يكاد غصن البان يذوى خجلا ... إذا بدا يميس في أثوابه
راقت معانيه ودق سحرة ... وصارت الألباب من ألبابه
ولو تمر نملة بجسمه ... أثرت النملة في إهابه
ارتشف [1] الخمرة من ريقته ... طورا وأجني الشهد من رضابه
حتى تبدى صرف ساعات الردى ... وننسكب المقدور عن صوابه
هذا شراك للوصال [2] شاردا ... ومنزلا يلوى على عتابه
995- علي بن نمران، أبو الحسين الخواص:
حدث عَن أَبِي بكر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سليمان الباغندي [3] ، روى عنه: أبو سعيد محمد بْن علي بْن عمرو النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طاهر التاجر: أن عبد الرحمن ابن
__________
[1] في الأصل: «ارتشفت» .
[2] في الأصل: «الوصال» .
[3] في الأصل: «الباغيدي» .(19/161)
محمد بن إسحاق بن مندة أخبره، أنبأنا أبو سعيد النقاش قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين علي بن نمران الخواص ببغداد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حدّثنا محمد بن يزيد الاسفاطي، حدّثنا أبو بكر بن شيبة الجذامي، حدّثنا ابن أبي فديك، حدّثني موسى بن يعقوب الزمعي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، حدّثني عمي موسى بن عقبة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: حدثني الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إن أقول في دعاء الوتر بعد القراءة وقبل الركعة: اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَتَوَلَّنِي [1] فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وقني شر ما قضيت» [2] .
996- علي بن نوح العسكري:
حدث ببغداد عن عثمان بن خرزاذ الأنطاكي، روى عنه: أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أحمد بن الفرج الحافظ.
قرأت على محمد بن محمد بن صالح الأديب بأصبهان، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْجَوْهَرِيِّ قَالَ: كَتَبَ إلى عمر بن عبد الكريم الدهستاني، أنبأنا أبو زيد أَحْمَد بْن الخليل بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد القزويني بها، أنبأنا أبي، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن الفرج الحافظ وأنا سألته، أنبأنا علي بن نوح العسكري ببغداد،
حدّثنا عثمان بن خرزاذ الأنطاكي، حدّثنا أحمد بن محمد بن جعفر الدستكويا، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «ما طال عمر ملك إلا سمه أهله» .
997- علي بن وصيف [3] الكاتب، المعروف بخشكنانجه.
ذكره مُحَمَّد بْن إسحاق النديم فِي كتاب «الفهرست» وذكر أنه بغدادي أقام بالرقة مدة، ثم انتقل إلى الموصل، وتوفى بها وأنه كان من البلغاء، وله عدة كتب منها «الإيضاح» في الجراح ورسومه» .
998- علي بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بْن عبد الله المنصور بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، كان يلقب بالمؤتمن:
__________
[1] في الأصل: «وتولى» .
[2] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 2/494.
[3] في الأصل: «فصيف» .(19/162)
وأمه أمة العزيز أم ولد موسى الهادي، حج بالناس في سنة أربع وتسعين ومائة، ذكر ذلك محمد بن جرير الطبري في تاريخه. وروى الصولي: أن علي بن الرشيد مات في سنة أربع عشرة ومائتين.
999- علي بْن هارون الواثق باللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد ابن محمد المهدي بن المنصور:
ذكره محمد بن جرير الطبري وقال: توجه من بغداد إلى سامراء في فتنة المستعين قاصدا المعتز مع أخيه محمد الذي لقب بالمهدي.
1000- علي بن هَارُون بن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون بن أحمد بن هارون، أبو الحسن المغار:
من ساكني درب المجوس من نواحي قطعنا، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري، وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال. وحدث باليسير، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.
كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ المفضل الحافظ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن هارون المغار ببغداد، أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ابن حمامة الزهري، أنبأنا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْن أَيُّوبَ بْنِ ماسى المبتوتي، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْكَمِيتِ بْنِ بهلول الموصلي، حدّثنا صبيح [1] بن دينار، حدّثنا عفيف بن سالم، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسهم يوم بدر للفارس سهمين وللراجل سهما [2] .
1001- علي بن هارون، أبو الحسن الصوفي، النساج:
روى عنه: أبو سعد الماليني شيئا من كلامه.
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أبي يزيد بن حمد الكراني: أن أبا الطيب حبيب ابن محمد بن أحمد بن محمد الظهراني أخبره قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أَبُو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الماليني قَالَ: سمعت أبا الحسن علي بن هارون الصوفي النساج ببغداد يقول: العبد إذا كان بعين المشاهدة فإنه يحس بما يرد عليه.
__________
[1] في الأصل: «ثنا صبح» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/401.(19/163)
1002- علي بن هبة الله بن أحمد التراسي، أبو الحسن الخطيب:
من أهل مراغة، قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بِهَا عَن: أَبِي الحسن أحمد بن الحسين ابن علي التراسي القاضي، روى عنه: كمار بن ناصر الحدادي في مشيخته.
أنبأنا محمد بن هبة الله بن كامل الوكيل، حدّثنا أبو بكر محمد بن كمار بن ناصر ابن نصر الحدادي المراغي من لفظه، حدّثنا والدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن أحمد الخطيب قدم علينا بغداد حاجّا، حدّثنا أحمد بن الحسين بن علي، حدّثنا أبو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ الميانجي، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد الثقفي، حدّثنا محمد بن علي بن الحسن قال: سمعت أبي يقول: أنبأنا ابن حمزة، عن الأجلح:
أن البراء بن عازب حدّثه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أيما مؤمن لقي مؤمن فصافحه لم يفترقا حتى يغفر لهما» [1] .
1003- عليّ بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن يحيى بن رزين، أبو القاسم المقرئ:
من ساكني الصاغة من دار الخلافة، مجاور الديوان، وكان يصلي بالمسجد الذي هناك إماما، قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث من أبي الوقت الصوفي، وأبي الفتح ابن البطي، وكان من القراء المجودين موصوفا بحسن القراءة، وجودة الأداء، وطيب النغمة، وكان يصلي إماما بالوزير أبي المظفر بن هبيرة، ثم بأستاد الدار أبي الفرج بن المسلمة، وأدركه أجله شابا في يوم السبت الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ودفن بالجانب الغربي، وهو والد شيخنا أحمد المقدم ذكره.
1004- علي بن هبة الله بن جامع بن شهادة، أبو الفتح:
قرأت على شهاب الحاتمي بهراة، عن أبي سعد ابن السمعاني قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الخالق بن ثابت بن أسد الدمشقي قال: أنشدني أبو الفتح علي بن هبة الله ابن شهادة لنفسه ببغداد:
أعذر فروحي لما عتت قلت لها ... إليك عني وفي آثاره روحي
فكيف يقدر أن يسعى إليك فتى ... يرجو لقاك بجثمان بلا روح
1005- علي بن هبة الله بن الحسن بن إبراهيم التنوخي، أبو الحسن بن أبي علي المؤدب:
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2/97.(19/164)
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف [........] [1] :
ذكر أبو الفضل بن شافع أنه توفي غرقا يوم الخميس ثامن عشري المحرم سنة أربع عشرة وخمسمائة ودفن بمقبرة معروف.
1006- علي بن هبة الله بن الحسين بن المأمون، أبو الحسن، المعروف بابن الزوال:
والد القاضي أبي العباس أحمد الذي قدمنا ذكره، كان يتولى النظر في ديوان الزمام في أيام المسترشد بالله إلى أن صرف عنه في يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة خمس عشرة وخمسمائة.
1007- علي بن هبة الله بن عبد الرزاق، أبو الحسن الأنصاري:
من أولاد المحدثين، سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وحديث باليسير، سمع منه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، وقد أخرج عنه أبو بكر بن كامل في معجمه إسنادا [2] .
1008- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام بن عبد الوهاب بن عبد الله بن يحيى، أبو الحسن الكاتب [3] :
من ساكني القرية من دار الخلافة، سمع الكثير في صباه من أبي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني، وأبي الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النقور، وأبي القاسم علي ابن أحمد بن البسري، وأبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وأبي منصور محمد ابن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، وأبي بكر محمد بن هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي، سمع من جماعة من المتأخرين، وكتب أكثر مسموعاته بخطه، وكان يكتب خطا حسنا، وأصوله حسنة، فطاف وحدث بجميع مسموعاته مرارا وبورك له، وانتشرت عنه الرواية، وروى عنه جماعة من الحفاظ والكبار وتوفوا قبله، روى لنا عنه: أبو أحمد ابن سكينة، وأبو محمد بن الأخضر، وأبو المعالي محمد بن صافي النقاش، وأبو العباس أحمد
__________
[1] مكان النقط بياض في الأصل بقدر نصف سطر.
[2] في الأصل: «إنسادا» .
[3] انظر ترجمته في: العبر للذهبي 4/108.(19/165)
ابن الحسن العاقولي، وَأَبُو حَامِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ النحاس، وأبو محمد المبارك بْن المبارك بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بن سكينة البيع، ويوسف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، وأبو القاسم سعيد بن محمد بن عطاف الموصلي، وعبد الرحمن بن أحمد البيع، وأبو محمد ضياء بن أحمد بن يوسف الحربيان، ويوسف بن محمد بن محمد ابن عمر الأرموي ببغداد، ويحيى بن ياقوت الفراش بمكة، وأبو اليمن الكندي بدمشق، وكان من أعيان الكاتب بالديوان، وولي ديوان واسط والنظر به في الأيام المسترشدية بعد العشرين وخمسمائة، وأقام بواسط مدة، وحدث بها بكثير من مسموعاته، وروى عنه جماعة من أهلها، وهو آخر من حدث بأحاديث علي بن الجعد رواية البغوي عن الصريفيني كاملة، وكان ثقة صدوقا نبيلا.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأمين بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بن عبد السلام قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن النقور، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن داود بن عيسى بن داود بن الجراح إملاء، حدّثنا عبد الله هو البغوي، حدّثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدّثنا مالك ابن أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ من طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم سفره فليرجع إلى أهله» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بن الأخضر، وأبو المعالي محمد بن صالح النقاش ببغداد، ويحيى بن ياقوت الفراش بمكة قالوا: أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي قراءة عليهما قالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النقور، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله ابن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدّثنا هدبة بن خالد القيسي، حدّثنا همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لكل نبي دعوة دعا بها فاستجيب له، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [2] .
أخبرنا أَبُو اليمن زَيْد بْن الْحَسَن الكندي بقراءتي عليه في منزله بدمشق، أنبأنا أبو الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام قراءة عليه ببغداد، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/242.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 329.(19/166)
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عيسى بْن عَلِيّ بْن عيسى بْن داود بْن الجراح، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ البغوي، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا ابن فضيل، عن حصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «عرضت على الأمم فجعل النبي والنبيان يمر معهم الرهط والنبي ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم فقلت: هذه أمتي، فقيل لي: بل هذا موسى عليه السلام وقومه، ثم قيل لي: انظر إلى الأفق! فنظرت فإذا سواد قد ملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر من هاهنا وهاهنا في آفاق السماء! قال: فإذا السواد قد ملأها، فقيل لي: هذه أمتك، ويدخل الجنة سواهم سبعون ألفا بغير حساب، ثم دخل ولم يتبين منهم، قال:
فأفاض [1] القوم فقالوا: نحن الذين آمنوا بالله واتبعنا الرسول فنحن هم وأولادنا الذين ولدوا على الإسلام، فأما نحن ولدنا في الجاهلية، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال:
هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون» فقال عكاشة ابن محصن: أنا منهم [يا] [2] رسول الله؟ فقال: «نعم» ، فقال رجل منهم آخر: أنا منهم يا رسول الله؟ فقال: «سبقك بها عكاشة» [3] .
أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بن عبد السلام، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي إملاء، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ المالكي القاضي، حدّثنا أبي، حدّثنا يوسف بن موسى قال: قال ابن حبيق [4] قال رجل لابن المبارك:
أوصي! قال: اعرف قدرك.
أخبرنا أبو محمد المبارك بْن المبارك بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بن سكينة الأنماطي، وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة الصوفي قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام، أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الضبي إملاء، حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي، حدّثنا الغساني أبو بكر، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قرأت على حائط في دار بشر بن الحارث رضي الله عنه:
__________
[1] في الأصل: «فاض» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/968.
[4] في الأصل بدون نقط.(19/167)
سائل خرابا عن رباع كنده ... أين الجماعات وأين العدة
بادوا وخلوا دورهم منهدة ... لم يبق منهم كاتب بمده
متى إلى الله تكون الرده
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب أبو الحسن شيخ كبير من بيت الرئاسة والتقدم، واسع الرواية، صاحب أصول حسنة مليحة، سمع الحديث بنفسه وأكثر منه، ونقل بخطه وجمع، وكان له خط مليح واسع، مقروء على طريقة كتاب العراق، وأكثر سماعاته بقراءة ابن الخاضبة، قرأت عليه الكثير وكتبت عنه، سألته عن مولده فقال: سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال: توفي أبو الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام يوم الثلاثاء سادس رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه ابنه في جامع القصر يوم الأربعاء ودفن بمقابر الشهداء، وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
1009- علي بْن هبة اللَّه بْن العلاء بْن مَنْصُور بن الوليد، أبو الحسن بن أبي المعالي المخزومي، المعروف بابن الزاهد:
كان يلقب بالقوام، وكان من الأعيان، ثم تولى النظر بالمناثر [1] مدة، ثم جعل مشرفا على ابن يونس الوكيل بباب الحجرة، تولى الوكالة للأمير أبي نصر محمد بن الإمام الناصر لدين الله مدة ثم عزل، سمع الحديث في صباه من أبي الحسن مُحَمَّد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ، وأبي الوقت عَبْد الأول بْن عِيسَى بْن السجزي، وحدث باليسير، رأيته كثيرا ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئا، وكان شيخا مهيبا مليح الهيئة جميلا.
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي: أنه أخرج عن البصرة منفيا عن بغداد في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فحبس هناك إلى أن بلغنا وفاته في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين، قلت: ولعله قارب السبعين من عمره- والله أعلم.
__________
[1] في الأصل: «المياثر»(19/168)
1010-[ابن ماكولا] عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن جَعْفَر بن علكان
بن محمد بن دلف بن أبي دلف الْقَاسِم بْن عِيسَى بْن إدريس بْن معقل بْن عمرو بْن شيخ بْن معاوية بْن خزاعي بن عبد العزيز بن دلف بْن جشم بْن قيس بْن سعد بْن عجل بْن لجيم بْن صعب بْن علي بن بكر بن وائل بن واسط بن هيت بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان، أَبُو نصر بن أبي القاسم، المعروف بابن ماكولا [1] :
أصله من جرباذقان، وكان والده من وزراء الإمام القائم بأمر الله، وعمه قاضي القضاة، وأحب هو العلم منذ صباه، وطلب الحديث، وكان يحضر المشايخ إلى منزله، ويسمع منه ويكتب بخطه ويحصل، ثم أنه سافر في طلب الحديث إلى الشام وإلى الثغور والسواحل وديار مصر وبلاد الجزيرة والعراق والجبال وخراسان، وما وراء النهر وما وراء ذلك من البلاد، وحصل طرفا صالحا من علم الحديث، وقرأ الأدب وبرع فيه، وله النثر والنظم الحسن الجيد، والمصنفات الملاح، ونفذه [2] الإمام المقتدي بأمر الله رسولا إلى سمرقند، وبخارا لأخذ البيعة له على ملكهما طغاخ الخان، وعاد إلى بغداد، سمع ببغداد أبا طالب بن غيلان، وبشرى بن عبد الله الفاتني، وأبا القاسم عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن شاهين، وأبا منصور محمد بن محمد بن السواق، وأبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا الحسن محمد ابن عبد العزيز التككي، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، والقاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد اللَّه الطبري، وأبا القاسم عمر بن الحسين الخفاف، وجماعة أمثالهم، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبا مُحَمَّد عَبْد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، وأبا القاسم الحنائي، وبمصر الشريف أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون الحسيني، والقاضي أبا عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وخلقا كثيرا غيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز الكتاني، وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو عبد الله الحميدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ السّمرقندي، والفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني، وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بنان الرزاز، وَأبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق الأصبهاني، وأبو شجاع شيرويه بن شهر دار البطي، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي، وأبو
__________
[1] انظر ترجمته في: الأعلام 5/183. وفوات الوفيات 2/185. ومعجم الأدباء 15/102.
[2] في الأصل: «ففده» .(19/169)
غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين ابن يحكم التركي، وأبو الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب، وأبو القاسم إسماعيل ابن أحمد بن عمر السّمرقندي.
قرأت على أبي محمد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا الأمير الحافظ أبو نصر عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن جعفر قراءة عليه وأنا أسمع في السابع من شوال سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، أنبأنا المظفر بن الحسن بن لال، حدّثنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الشاه، حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم البغدادي بأنطاكية، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن بن بحير الحميري، حدّثنا خالد بن نجيح، حدّثنا سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن فافاه، عن الأعمش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا ما قدموا» [1] .
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن معمر القرشي: أن أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي أخبره، أنشدنا قاضي القضاة أبو محمد سليمان بن الحسين بن علي، أنشدنا الأديب أبو سعد الحسين بن محمد بن علي، [أنشدنا] [2] الأمير أبو نصر علي بن هبة الله ابن ماكولا الحافظ البغدادي في رئيس الرؤساء أبي الكفاة معمر بن علي، وكان كاتب فاوود [3] :
شكرت حظي حشمتها في زيارتي ... لمجدك فيها ثم لي بعده الفخر
لأنك وفيت التحرم للندى ... وقمت بأهل الفضل إذ قعد الدهر
فحسبك إذ أخجلتني متفضلًا ... فلا تولني بدّاً فلم يبق لي شكر
قلت: فأجابه رئيس الرؤساء:
مشيت إلى البحر الذي عب موجه ... ولم يك للبحر الذي زرته قعر
فلما التقينا كدت أغرق هيبة ... ولا غرو أن يرتاع من ضمه البحر
ونلت المنى من طلعة قمرية ... فمرت بها الأقبال فارتفع القدر
فمن قر عينا بالذي قد لقيته ... فأصغر من يعنو لخدمته الدهر
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 6/180.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] هكذا في الأصل(19/170)
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي، أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ، أنشدنا أبو عبد الله الحميدي، أنشدنا الأمير أبو نصر علي بن هبة الله لنفسه:
ماذا على من قد أعلى بهجره ... ولو كان عللني ببرد [1] رضابه
شبهته صنما وأفرط حسنه ... من بعد ذاك فما أقيس رضا به
قرأت على عبد العزيز بن أحمد الشاهد بالقاهرة، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أبو عبد الله الحميدي، أنشدني الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر لنفسه:
ألا ليت شعري هل يعود الذي مضى ... فيرجع بالذكرى الحديث المناهيا
وهيهات يا عبد الذي قد طلبته ... ففي غابر الأيام كان المنى هيا [2]
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني، عن أبي علي محمد بن محمد ابن عبد العزيز بن المهدي الخطيب، وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب قالا: أنشدنا أبو نصر بن ماكولا لنفسه:
أميمة ما زال سكر الهوى ... يغطي عيوبك عن ناظري
إلى أن كشفت قناع الحيا ... وأبديت لي صفحة العاذر
وجئت فعلمت قلبي السلو ... وما دار هجرك في خاطري
كلانا تبدل بعد الصدود ... فلا ربحت صفقة الخاسر
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ الْخَفَّافُ، عَنْ أَبِي غالب شجاع بن فارس الذهلي ونقلته من خطه، أنشدنا أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر لنفسه:
ولما تفارقنا تباكت قلوبنا ... فممسك دمع عند ذاك كساكبه
فيا نفسي الحرى البسي ثوب حسرة ... فراق الذي تهوينه قد كساك به
قال: وأنشدنا أبو نصر لنفسه أيضا:
وهيج أشواقي وما كنت ساليا ... يبرين برق من ذرى الغور أو مضا
ذكرت به عيش التصابي وطيه ... ولست بناسيه وإن عاد أو مضا
أنبأنا أبو القاسم الجذاء، عن أبي بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم قال:
أنشدني الأمير أبو نصر بن ماكولا لنفسه:
__________
[1] في الأصل: «سرد» .
[2] انظر: معجم الأدباء 15/104.(19/171)
أقول لقلبي قد سلا كل واجد ... ونفض أثواب الهوى عن مناكبه
وحبك ما يزداد إلا تجددا ... فيا ليت شعري ذا الهوى من مناك به
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين، عن أبي الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب قال: أنشدني الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا لنفسه:
قوض خيامك عن دار أهنت بها ... وجانب الذل إن الذل يجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد البخلي، وأنبأنيه عنه عبد الرحمن بن أحمد القاضي قال: حدثني أبو المعالي هبة الله بن المبارك بن الدواتي قال: اجتمعت مع الأمير أبي نصر بن ماكولا فقال لي: خذ جزءين من الحديث، واجعل متن الحديث الذي في هذا الحديث الذي في الإسناد الذي في هذا الجزء من أوله إلى آخره وأرني حتى أرده إلى حالته الأولى من أوله إلى آخره.
أخبرني عبد الرحمن بن أحمد الحاكم، عن أبي عامر العبدري قال: سمعت أبا عبد الله الحميدي يقول: كان الأمير ابن ماكولا إذا سألناه عن شيء كأنه على طرف لسانه، ولو عاش لجاء منه شيء، وما سألنا الخطيب عن شيء قط فأجابنا عنه من حفظه، إنما يحيل على كتبه.
أنبأنا ذاكر بن كامل، عن مُحَمَّد بن طاهر المقدسي قال: سمعت أبا إسحاق الحبال يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثني عليه ويقول: دخل مصر في زي الكتبة فلم نرفع به رأسا، فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.
كتب إلي أبو القاسم عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهر دار الديلمي، أنبأنا أبي قال: علي بن جعفر العجلي: أبو نصر البغدادي يعرف بابن ماكولا قدم علينا رسولا مرارا سمعت منه، وكان حافظا متقنا، أحد من عني بهذا الشأن، وما كان في زمانه بعد أبي بكر بن ثابت الخطيب أحد أفضل منه، وحضر مجلسه الكبار من شيوخنا، سمعنا منه، سألناه عن مولده فقال:
ولدت بعكبرا في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أَبُو طاهر السلفي قَالَ: سألت أَبَا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي نصر بن ماكولا فقال: كان حافظا فهما ثقة،(19/172)
صنّف كتبا في علم الحديث وغيره، سمعت منه شيئا من تصنيفه.
كتب إليّ أبو سعد الخليل بن بدر بن ثابت الراراني: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق الحافظ يقول: رأيت من الحفاظ المبرزين في العلم والحفظ الأمير أبا نصر علي بن هبة الله بن جعفر الحافظ ابن ماكولا، صادفته بالري في سنة ست وستين وأربعمائة في مسجد برأس روده وعلقت عنه أحاديث، وله كتاب كبير مصنف في «المؤتلف والمختلف» طالعت بعضه واستفدت منه.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: سألت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجي عن أبي نصر بن ماكولا فقال: كان له فهم وحسن معرفة بالحديث مع وساطة البيت، لم يلزم طريقة أهل العلم فلم ينتفع بنفسه.
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف، عن محمد بن طرخان قال: ولد أبو نصر بن ماكولا بعكبرا في الخامس عشر من شعبان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
قرأت على أبي محمد بن الأخضر، عن أبي الفضل بن ناصر قال: كان أبو نصر ابن ماكولا قد سافر نحو كرمان وكان معه مماليكه الأتراك فغدروا به وقتلوه وأخذوا الموجود من ماله- رحمه الله، وذلك في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
1011- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن عمر الدينوري، أبو الحسن بن أبي محمد:
من أهل باب المراتب، من بيت مشهور بالرئاسة والثروة والحشمة، سمع الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيره، وحدث باليسير، سمع منه أبو الفضل المبارك بن سعد الله بن بركة الدباس، وأبو الفضل أحمد بن سالم بن خميس البناء الأنباري.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قال: مات أبو الحسن علي بن هبة الله بن عمر في ربيع الأول سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
1012- علي بن هبة الله بن إبراهيم بن القاسم بن زهمويه، أبو الحسن الكاتب [1] :
من أهل باب الأزج، سمع الشريف أبا ناصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وأبا
__________
[1] انظر ترجمته في: هامش تكملة الإكمال ص 96. والأنساب 6/353.(19/173)
الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا جعفر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أبي حامد البخاري قاضي حلب، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الحسين بن زكريا الطريثيثي، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
كتب إليّ أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن الأخوة، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن الحسن بن علي بن زهمويه بقراءة أبي عليه ببغداد، وأنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ المظفر بْن السبط الهمداني بقراءتي عليه، أنبأنا أبي قالا:
أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر ابن علي الوراق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، حدّثنا عيسى بن حماد أبو موسى التجيبي، حدّثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة: أن أبا حميد صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمل ابن اللتبية الأسدي على بني سليم، وأنه جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا حاسبه قال: هذا مالكم وهذه هدية أهديت إلي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هلا جلست في بيت أمك أو أبيك فلتأتك هديتك إن كنت صادقا!» ثم قام فخطبنا فحمد الله ثم قال: «أما بعد! استعمل رجالا منكم على أعمال مما والانا الله، فيأتي أحدكم فيقول: هذا مالكم وهذه هدية أهديت لي، فهلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه فتأتيه هديته! فلا والذي نفسي بيده لا تأخذن منها شيئا بغير حقه إلا جئتم به يوم القيامة، ولأعرفن ما جاء الله رجل عمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر» ثم رفع يديه حتى إني لأنظر إلى بياض إبطيه ثم قال:
«ألا هل بلغت، ألا هل أبصرت عيناي وسمعت أذناي» [1] .
أنبأنا عبد الكريم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: علي بن هبة الله بن زهمويه كان صحيح السماع متثبتا ضابطا.
أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري، أنبأنا أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت علي بن هبة الله بن زهمويه عن مولده، فقال: يوم الإثنين ثاني المحرم سنة ستين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الحسن علي بن يحيى بن الطراح قال: مات ابن زهمويه في ليلة الجمعة سابع ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة ودفن بمقبرة أحمد.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/353. وصحيح مسلم 2/123. ومسند أحمد 5/423.(19/174)
1013- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف، أَبُو الحسن الصوفي:
من ساكني القرية بدار الخلافة المعظمة، من بيت قديم مشهور بالتقدم والدين والفضل، وقد تقدم ذكر جده، سمع أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بن أَحْمَد بن البسري، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وأبا الفوارس عمر بن المبارك بن الخرقي، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ، وأبا سعد محمد بن عبد الملك الأسدي، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، وأبا [1] محمد جعفر ابن أحمد ابن الحسين السراج وغيرهم.
روى لنا عنه: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بْن عليّ بْن عَبْد الملك بْن يُوْسٌف الصوفي قراءة عليه، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّلْمَاسِيُّ، أنبأنا الوليد بن بكر العمري، حدّثنا منصور بن عبد الله أبو علي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مسدد ابن مسرهد الأسدي، حدثني أبي، حدثني مسدد بن مسرهد، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقبل الهدية ويثبت عليها [2] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت علي ابن هبة الله بْن عليّ بْن عَبْد الملك بْن يُوْسٌف عن مولده فقال: بعد التسعين وأربعمائة.
قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي قَالَ: توفي شيخنا أَبُو الْحَسَن علي بْن هبة الله بن يوسف ليلة الخميس ثالث عشر ربيع الأول من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بباب أبرز وحضرت الصّلاة عليه.
1014- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن سهلان، أبو الحسن البيع:
من ساكني دار الخلافة، كان ذا مال وضياع ونعمة وافرة، سمع أبا بكر محمد بن الحسين بن علي المزرقي، وأبا نصر غالب بن أحمد بن محمد الأدمي القاري، وأبا طاهر
__________
[1] في الأصل: «أنبأ» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/352. ومسند الإمام أحمد 1/295، 6/90.(19/175)
الخباز الدينوري الشاعر، وحدث باليسير، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بن أحمد ابن الخشاب، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي.
أخبرني أبو الحسن محمد بن المحسن بن هبة الله بن محمد الواعظ لفظا وإذنا، أنشدنا أَبُو الحَسَن عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن سهلان، أنشدنا الخباز الدينوري الكرخي لنفسه:
ومشمر الأذيال في ممروحه ... متتوج تاجا من العقيان
بالحاشرية ظل يهتف سحره ... ويصيح من طرب إلى الندمان
هبوا إلى شرب الصبوح فإنها ... لصبو حكم لا للصلاة أذان
طلعت كئووس الراح في أيديهم ... مثل النجوم وغبن في الأبدان
يا طيب لذة هذه دنياكم ... لو أنها بقيت على الإنسان
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته- يعني أبا الحسن ابن سهلان- عن مولده، فقال: في رجب سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وتوفي ودفن يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وذكر أبو الفضل بن شافع وفاته كذلك ثم قال: ودفن بمقابر قريش.
وأخبرني أبو المحاسن الدمشقي أنه قرأ عليه شيئا وما كان لذاك أهلا سامحنا الله وإياه- هكذا رأيته بخطه.
1015- علي بن هبة الله بن أبي عيسى، أبو الحسن:
من أهل شهرابان، من بيت مشهور بالفضل والرئاسة والقضاء والعدالة، حدث بشيء يسير عن أبي أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني، سمع منه شيخنا القاضي الفقيه عَبْد الكريم بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن البلدي الحنفي وأولاده بجامع شهرابان في مستهل جمادى الأولى سنة سبع وستين وخمسمائة، وكتب عنه بخطه.
1016- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن حمزة الحسيني، أبو القاسم بن أبي السعادات، المعروف بابن الشجري:
من أهل الكرخ، كان والده من أعيان النحاة ببغداد، وسيأتي ذكره إن شاء الله، وأبو القاسم هذا سمع مع والده الخطب النبهانية من إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي في سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وقد سمع من والده أيضا، ورأيت خطه في(19/176)
إجازة، كتبها في العشرين من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة.
1017- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن خلدون، أبو المعالي، المعروف بالبصري الواعظ:
ذكر أنه ولد ببغداد بدرب السلسلة، وحمله أبوه إلى الكوفة فنشأ بها، فلما كبر سافر إلى مكة وخرج منها إلى مصر فأقام بها قليلا، ثم قدم دمشق بعد العشر وخمسمائة واستوطنها إلى حين وفاته، وكان أهل دمشق يقولون قد جاء الواعظ البصري، فغلب عليه ذلك واشتهر به، سمع بدمشق أبا الحسن الموازيني، وأبا طاهر بن الحنائي، وأبا محمد بن الأكفاني، وأبوي الحسن [1] علي بن المسلم بن قبيس، وعلي ابن المسلم السلمي، وأبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وغيرهم، وذكر أنه سمع بالبصرة المقامات من مؤلفها أبي محمد الحريري، روى عنه: أبو محمد القاسم بن علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي، وأبو المواهب الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محفوظ بْن صصري.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعين، أنبأنا أبو المعالي علي بن هبة الله بن خلدون البغدادي الواعظ، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ السلمي، أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي، حدّثنا أبو بكر يوسف بن القاسم القاضي، أنبأنا أبو العباس محمد بن شادل الهاشمي النيسابوري بها، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن زيد بن خالد الجهني، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من صلى ركعتين لم يسه فيهما غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [2] .
قرأت في كتاب أبي المواهب بن صصرى بخطه قال: سألته- يعني أبا المعالي بن خلدون- عَنْ مولده فَقَالَ: فِي سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وتوفي عشية الإثنين ودفن صبيحتها الثالث عشر من ربيع الآخر سنة خمس وسبعين بمقبرة باب الفراديس ومتع بسمعه وبصره إلى أن مات.
1018- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن زهمويه، أبو الفتح:
__________
[1] في الأصل: «أبوى الحسن بن قبيس وعلي بن....» .
[2] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 4/117.(19/177)
وقد تقدم ذكر جده وجد أبيه آنفا، شهد عند قاضي القضاة أَبِي القَاسِم عَبْد الله ابن الحسين الدامغاني في رابع المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته، وتولى الإشراف بديوان الجوالي، وخدم في عدة أعمال إلى حين وفاته، علقت عنه شيئا من شعره ولم أجد له سماعا في شيء من الحديث، وكان حسن الأخلاق متواضعا، ذكر أن مولده في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة السبت الثامن عشر من المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1019- علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو المكارم بن الوزير أبي المعالي بن أبي سعد، الملقب بعز الدولة [1] :
أخو زعيم الدولة أبي عبد الله محمد، وفخر الدولة أبي علي الحسن- وقد تقدم ذكرهما، تولى أستاذية دار الخلافة المعظمة في أيام الإمام المسترشد بالله في رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة، واستنيب في ديوان الزمامي في ذي القعدة من السنة المذكورة لإصلاح السواد والعمارات، سمع شيئا من الحديث من أبي المعالي ثابت بن بندار البقال، وما أظنه روى شيئا، بلغني أن مولده كان في جمادى [2] من سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو المكارم بن المطلب في يوم الجمعة التاسع من رجب من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
1020- علي بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحسن بن الصاحب، أبو القاسم:
ولي حاجبا في الباب النوبي وناظرا في المظالم في سنة خمس وخمسمائة إلى أن توفي في عشية الأحد سلخ جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش، وكانت سيرته جميلة، وله معروف وصدقة، ذكر هذا صدقة ابن الحداد في تاريخه.
1021- علي بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي بن البخاري، أبو الحسن بْن أَبِي البركات [3] :
والد قاضي القضاة أَبِي طالب علي الذي قدمنا ذكره، كان فقيها فاضلا حسن
__________
[1] انظر ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/1/268.
[2] هكذا في الأصل.
[3] انظر ترجمته في: مرآة الزمان 8/281(19/178)
المناظرة، قرأ الفقه على أسعد الميهني وأبي منصور ابن الرزاز، وسمع الحديث من والده ومن أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وخرج عن بغداد قبل موته بسنين، ودخل الشام فأقام بها مدة، ثم توجه إلى بلاد الروم، وتولى القضاء هناك بمدينة قونية [1] ولم يزل بها إلى أن توفي، ولم يكن محمود السيرة، وما أظنه روى شيئا من الحديث.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين- ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسن علي ابن هبة الله بن البخاري العدل، أنشدني أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالي لبعضهم:
أظلت علينا منك يوما سحابة ... أضاءت لنا برقا وأبطى رشاشها
فلا غيمها يجلو فناس طامع ... ولا غيثها يأتي فيروى عطاشها
أنبأنا عبد الوهاب الأمين ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسن علي بن هبة الله بن محمد بن البخاري:
سقى ليلة بالأبرقين وهجعة ... ندى الإبل من وادي الأراك سكوب
ليالي تدعوني العواذل في الهوى ... فأعصى ويدعوني الهوى فأجيب
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: مولد علي بن هبة الله ابن البخاري في سنة سبع وتسعين وأربعمائة، أجاز لي.
أنبأنا أبو البركات اليزيدي، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
سنة خمس وسبعين وخمسمائة في هذه الأيام- يعني أوسط المحرم- وصلت الأخبار بموت أبي الحسن بن البخاري؛ توفي في شعبان سنة خمس وستين وخمسمائة- والله أعلم بالصواب.
1022- علي بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بن محمد ابن أبي منصور بن علي بن عبد السميع بن محمد بن عبد الواحد بن عيسى بن محمد بن موسى بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه ابن العباس بن عبد المطلب، أبو تمام بن أبي الفخار بن أبي منصور:
__________
[1] في الأصل: «قوينة» .(19/179)
من أهل باب البصرة، وسكن في آخر عمره بالكرخ، كان يتولى الخطابة بجامع ابن المطلب، وشهد عند قاضي القضاة أَبِي القَاسِم عَبْد اللَّه بن الحسين الدامغاني في يوم الأربعاء لخمس خلون من المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته. وخدم في عدة أعمال للديوان، سمع الحديث في صباه بإفادة خاله أبي القاسم بن الرويح بن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وأبي بكر أحمد ابن المقرب الكرخي، وأبي الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي، وغيرهم، كتبنا عنه، وهو حسن الطريقة، محمود السيرة، متدين، ذو أخلاق جميلة وتواضع.
أخبرنا أبو تمام علي بن هبة الله بن محمد الخطيب بقراءتي عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن المقرب الكرخي قراءة عليه، أنبأنا النقيب أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونَ النرسي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ البحتري إملاء، حدّثنا العباس بن محمد، حدّثنا محاضر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «احتجت الجنة والنار فقالت الجنة: فيّ ضعفة الناس ومساكينهم، وقالت النار: فيّ الجبارون والمتكبرون، فقضى بينهما: أنت رحمتي أرحم بها من أشاء، وأنت عذابي أعذب بك من أشاء وكلتاكما على مملوئها» .
سألت أبا تمام الخطيب عن مولده فقال: ولدت يوم الجمعة مستهل المحرم سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء لليلتين خلتا من جمادى الآخرة من سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور.
1023- علي بن هبة الله بن مخروطة الكاتب:
من أهل باب الأزج، كان يتصرف في الأعمال الديوانية، وفيه أدب ويقول الشعر، روى عنه أبو الحسن القطيعي [1] شيئا من شعره.
1024- علي بْن هبة اللَّه بْن مسعود البزاز، أبو الحسن بن أبي طاهر، المعروف بالمغفل:
من أهل باب البصرة، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير، وكتب بخطه كثيرا من الأجزاء والكتب الكبار، وقرأ كثيرا على الشيوخ، وسمع الناس بقراءته، واشتمل على
__________
[1] في الأصل: «القيطعي» .(19/180)
أبي القاسم بن السّمرقندي بجامع المنصور، سمع الشريفين أبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي، وأبا الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا غالب أحمد، وأبا عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء، وأبوي بكر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن الحسين المزرفي، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الوهاب الدباس المعروف بالبارع وخلقا كثيرا من أصحاب أبي الحسين بن النقور، وأبي محمد الصريفيني، وأبي القاسم بن البسري، وأبي نصر الزينبي، وأبي بكر الخطيب، ومات شابا لم يبلغ أوان الرواية، كتب عنه شيخه أبو بكر الأنصاري حديثا، وأخرجه فيما كان يجمعه من مسانيد الخلفاء.
قرأت في كتاب أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ بخطه وأنبأنيه عنه جماعة قال:
حدثني أبو الحسن علي بن هبة الله بن مسعود البزاز، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين البزاز بباب البصرة، واخبرتنا خديجة بنت أبي منصور موهوب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخضر الجواليقي بقراءتي عليها قالت: أنبأنا أبي قراءة عليه قالا:
أنبأنا أبو القاسم عَليّ بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن البسري البندار، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عبد الله الصولي إملاء، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا يحيى بن أكثم، حدّثنا أمير المؤمنين المأمون، حدّثنا هشيم، عن أبي الجهم، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار» [1] .
قلت: كان في أبي الحسن غفلة وسلامة مع فضله وصدقه وصلاحه وديانته، ويحكى عنه في ذلك حكايات منها ما حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البندنيجي الشاهد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي يقول: رئي أبو الحسن المغفل يوما ماشيا في السوق ويداه قد بسطهما كأنه يحمل شيئا، فقيل له: ما هذا؟ فقال: إن أمي قد طلبت مني أن أشتري لها إجانة على هذا القدر وأنا أمضي لأشتريها لها.
وحدثني ابن البندنيجي قال: رئي أبو الحسن يوما وبيده كوز فيه دهن للسراج وهو يقطر من أسفله شيئا بعد شيء، فقيل له: يا شيخ أبا الحسن إن هذا الكوز الذي
__________
[1] انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 1/57.(19/181)