وكان يروي فِي مجلسه بالإجازة عن أمير المؤمنين الناصر، توفي سنة عشر وستمائة.
434- أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه أَبُو الْعَبَّاس الكازروني:
قدم بغداد وسمع أبا مُحَمَّد سبط الخياط وشيخ الشيوخ أبا البركات إِسْمَاعِيل وأبا بَكْر بْنُ الأشقر وأبا عَبْد اللَّه بْن السلال وكتب أكثر مسموعاته وتفقه مدة عَلَى مذهب الشَّافعيّ ثُمَّ ولي قضاء كازرون ثُمَّ قدم رسولًا من أمير شيراز في سنة ست وثمانين وخمسمائة وحدث ولقيته بواسط وسَمِعت مِنْهُ مشيخته فِي سبعة أجزاء جمعها لنفسه. أخبرنا قال: أخبرنا إِسْمَاعِيل. فذكر حديثًا. وسمعته يَقُولُ: الأصدقاء ثلاثة، صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك، والأعداء ثلاثة عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك.
قَالَ لي: ولدت فِي سنة ست عشرة وخمسمائة. وتوفي فِي جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وخمسمائة بشيراز.
قَالَ ابْنُ الدبيثي: سمعته يَقُولُ حفظت القرآن وكتبًا مختصرة فِي اللغة ولي عشر سنين وقرأت فِي الكتب الكبار فِي اللغة والنحو.
435- أَحْمَد بْن موهوب بْن أَحْمَد بْن النرسي أَبُو بَكْر:
أنبأنا عُمَر بْن عليّ بْن الخضر، أخبرنا ابن موهوب، أخبرنا ابْنُ بيان. فذكر حديثًا.
توفي فِي شعبان سنة اثنتين وستين وخمسمائة وله ثلاث وستون سنة.
436- أَحْمَد بْن موهوب بْن المبارك بْن محمد بن أحمد ابن السدنك أَبُو شجاع:
والسدنك لقب أَحْمَد جد جده، كان أمين القضاة بالحريم، سَمِعَ أبا عليّ بْن نبهان وأبا القاسم بْن بيان وأبا عليّ بْن المهدي وكان ثقة. سَمِعَ مِنْهُ الشريف أَبُو الْحَسَن الزيدي وعمر القرشي وبن الشعار وابن مشّق. وحدثنا عَنْهُ جماعة منهم ابْنُ الأخضر.
ولد سنة خمس وتسعين وأربعمائة. وتوفي في ذي القعدة سنة سبعين وخمسمائة.
437- أَحْمَد بْن مهلهل بْن عَبْد اللَّه أَبُو الْعَبَّاس البرداني المقرئ [1] :
أحد الزهاد الْعَبَّاد، كَانَ ضريرًا، تفقه عَلَى أَبِي الخطاب الكلوذاني وسمع أبا طالب ابن يُوْسٌف وصاعد بْن سيار واشتغل بالعبادة. أنبأنا أبو المحاسن القرشي، أخبرنا ابن
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/170.(15/124)
مهلهل. فذكر حديثًا وقَالَ: توفي سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
438- أَحْمَد بْن المقرب بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الفقيه أَبُو بَكْر بْن أَبِي مَنْصُور الكرخي [1] :
سَمِعَ طرادًا الزينبي وابن البطر والنعالي وأبا طاهر ابن سوار وغيرهم وحدث بالكثير، سَمِعَ مِنْهُ تاج الْإِسْلَام ابْنُ السمعاني، وروى عَنْهُ فِي تاريخه. وحدثنا عَنْهُ جماعة منهم أَبُو الفرج بْن الجوزي، وتوفي فِي ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
(قَالَ ابْنُ النجار: قَدْ سَمِعَ هُوَ بنفسه من ابْنُ الطيوري وجعفر السراج وأبي سعد الأنباري وكتب بخطه وحصل وكان صدوقًا متواضعًا، ربما حدث من لفظه وكانت لَهُ أصول. حدثنا عَنْهُ أَبُو أَحْمَد بْن سكينة وابن الأخضر وابن الحصري وأحمد بْن البندنيجي، مولده سنة تسع وسبعين وأربعمائة. قرأت بخطه عَلَى ابْنُ أَحْمَد الزيدي، تاريخ وفاة ابْنُ المقرب وقَالَ: كَانَ صحيح السماع، تفقه عَلَى مذهب الشَّافعيّ عَلَى الشاشي وغيره وقرأ القراءات وتصوف وحدث بالكثير. توفي فِي الخامس والعشرين من ذي الحجة) .
439- أَحْمَد بْن مواهب بْن حسن أَبُو عَبْد الرَّحْمَن يعرف بغلام ابْنُ العلبي:
وابن العلبي هَذَا كَانَ من العباد، وأحمد هَذَا صالح، سَمِعَ أبا طَالِب بْن يُوْسٌف، سَمِعَ مِنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن وتميم البندنيجي وعبد القادر الرهاوي، سمعوا مِنْهُ فِي سنة سبع وسبعين وخمسمائة في ذي القعدة.
440- أحمد بن مؤمل بْن حسن العدواني أَبُو مُحَمَّد الشَّاعِر:
كَانَ يمدح بالشعر، سَمِعَ أبا مُحَمَّد سبط الخياط وعبد الوهاب الأنماطي. ذكر عَبْد اللَّه الخباز أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ، ولم يكن مرضيًا. توفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
441- أَحْمَد بْن مبشر بْن يزيد بْن عليّ المقرئ أَبُو الْعَبَّاس الواسطي:
سَمِعَ بالبصرة إِبْرَاهِيم بْن عطية وبغيرها وببغداد من أَبِي الوقت وأبي جَعْفَر النقيب وبالكوفة أبا الْحَسَن بْن غبرة. أنبأنا قال: أنبأنا إِبْرَاهِيم بْن عطية إمام جامع البصرة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، أخبرنا مالك البانياسي. فذكر من جزء حديث «لا
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/208. والنجوم الزاهرة 5/379.(15/125)
تدخلون الجنة حتَّى تؤمنوا» ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة وتوفي ببغداد سنة تسع وستمائة في جمادى الآخرة منها.
حرف الهاء فِي آباء من اسمه أَحْمَد
442- أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز الهاشمي أبو الفضائل ابن الزيتوني:
من ولد الواثق بالله، سَمِعَ طراد بْن مُحَمَّد الزينبي وثابت بْن بندار البقال وغيرهما، أخرج عَنْهُ أَبُو بَكْر المبارك بْن كامل فِي معجمه، وروى عَنْهُ المبارك بْن النقور وثابت ابن مشرف. وحدثنا عَنْهُ عُمَر بْن أَحْمَد العلوي. ولد سنة سبعين وأربعمائة وتوفي في صفر سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
443- أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن البيضاوي أَبُو طَالِب:
سَمِعَ ثابت بْن بندار وشجاعًا الذهلي، سَمِعَ مِنْهُ عليّ الزيدي وعمر القرشي وقال:
توفي سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
444- أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد الفُرضي أَبُو عَبْد اللَّه المقرئ:
قَرَأَ عَلَى أبي ياسر الحمامي وثابت بْن بندار وسمع من علي بن قريش وروى عنهم.
كتب عَنْهُ المبارك بْن كامل وصدقة بْن الحسين وأحمد بن طارق. وأنبأنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر، سَمِعَ مِنْهُ سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
(ابْنُ الفرضي بالسكون قَالَ ابْنُ النجار: قَرَأَ على عبد العزيز بن علي الخباز وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الوقاياتي وجماعة، وسمع من رزق اللَّه التميمي وجماعة.
قَرَأَ عَلَيْهِ بالروايات شيخنا ابْنُ الحصري، سكن الدسكرة بنهر الملك وكان النَّاس يقصدونه للقراءة عَلَيْهِ وكان خطيبًا هناك. توفي فِي جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وخمسمائة وكان صالحًا خيرًا متثبتًا) .
445- أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن مُحَمَّد الهاشمي أَبُو الرضا ابن المكشوط:
سَمِعَ أبا غالب بْن البناء وأجاز لي ولم يحدث ولا ظفر بسماعه إلا بعد موته. توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة. (أما ابْنُ النجار فذكر ابْنُ المكشوط هَذَا وأنَّه كَانَ فقيهًا مجاورًا، مقره بجامع ابْنُ المطلب فِي زاوية، سَمِعَ كتاب الزهد لابن المبارك من ابْنُ البناء وحدث بِهِ. سمعه مِنْهُ جماعة قَالَ: وكتبت عَنْهُ وكان صالحًا ساكنا صدوقا. ثم روى عنه حديثا وقَالَ: توفي فِي المحرم ودفن بباب حرب) .(15/126)
446- أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن العلاء بْن مَنْصُور المخزومي أَبُو الْعَبَّاس بْن الزاهد أَبِي المعالي [1] :
أديب فاضل بارع، قَرَأَ عَلَى أَبِي الفضل بْن الأشقر وأبي مُحَمَّد بْن الخشاب وسمع عَبْد الوهاب الأنماطي وجماعة. توفي فِي رجب سنة إحدى عشرة وستمائة وقد نيف على الثمانين. أنبأنا أن الأنماطي أخبره. فذكر حديثًا. (روى عَنْهُ ابْنُ النجار. وله شعر مليح رَوَاهُ عَنْهُ العماد الكاتب) .
حرف الياء فِي آباء من اسمه أَحْمَد
447- أَحْمَد بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن خشيش الدقاق:
سَمِعَ إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وغيره، سَمِعَ مِنْهُ جماعة من أصحابنا وأجاز لي. توفي فِي صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
448- أَحْمَد بْن يُوْسٌف بْن عليّ بْن يُوْسٌف أَبُو الْعَبَّاس بْن القرميسيني [2] :
أخو مُحَمَّد المذكور، سمع أبا الفضل الأرموي وأبا الكرم الشهرزوري، واشتغل بالتجارة وطاف مصر والشام وخراسان وما وراء النهر وقطعة من بلاد الترك والهند وسمع أبا الأسعد هبة الرحمن القشيري، وكان يحدثنا بعجائب أسفاره. أخبرنا أخبرنا ابْنُ القشيري. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمسمائة وله ثمان وستون سنة.
449- أَحْمَد بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد أَبُو الْعَبَّاس بْن صرما الأزجي [3] :
تقدم أخوه مُحَمَّد، سَمِعَ أبا الفضل الأرموي وابن الطلاية وعبد الخالق بْن يوسف وابن ناصر وأبا الوقت. أنبأنا قال: أنبأنا الأرموي. فذكر حديثًا. ولد تقريبًا سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
(قلت: روى لنا عَنْهُ أَبُو المعالي الأبرقوهي) . وتوفي في شعبان سنة إحدى وعشرين وستمائة.
450- أَحْمَد بْن يَحيى بْن عَبْد الباقي بْن عَبْد الواحد الزُّهْرِيّ أَبُو الفضائل يعرف بابن شقران [4] :
__________
[1] انظر: بغية الوعاة 172. وإنباه الرواة 1/138. ومعجم الأدباء 2/125.
[2] انظر: مجمع الألقاب 4/225.
[3] انظر: النجوم الزاهرة 6/260. وشذرات الذهب 5/94.
[4] انظر: طبقات السبكي 4/57. والمنتظم 10/219.(15/127)
كَانَ معيدًا بالنظامية واعظًا صوفيًا، سَمِعَ أبا الحسن العلاف وأبا الغنائم ابن المهتدي بالله، سَمِعَ مِنْهُ إِبْرَاهِيم بْن الشعار وعمر القرشي وغيرهما، وأخبرنا عَنْهُ أَحْمَد بْن مَنْصُور الكازروني. توفي فِي محرم سنة إحدى وستين وخمسمائة.
451- أَحْمَد بْن يَحيى:
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ، سَمِعَ ثابت بْن بندار.
452- أَحْمَد بْن يَحيى بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هبة الله أبو المعالي ابن أَبِي المعمر الأزجي البيع [1] :
سيأتي ذكر أقاربه، سَمِعَ الكثير وكتب الطبقات لابن سعد ومسند أَحْمَد بْن حنبل والصحيحين وكتاب الأغاني، وروى عن ابْنُ ناصر وأبي بَكْر بْن الزاغوني وأبي الوقت ونصر العكبري وطبقتهم ومن بعدهم، وكان ثقةً، سمعنا مِنْهُ الكثير، وتوفي فِي شعبان سنة ثلاث وستمائة. ذكر عَنْهُ حديثًا. (قَالَ ابْنُ النجار: كتبت عَنْهُ وكان صدوقًا حسن الطريقة متدينًا عفيفًا، ذكر لي أَنَّهُ ما حل لباسه عَلَى حرام وكان متوددًا) .
(قلت: روى عَنْهُ عَبْد اللطيف) .
453- أَحْمَد بْن يَحيى بْن بركة بْن محفوظ أَبُو العباس ابن الدبيقي [2] :
سكن باب البصرة، صحب أبا بَكْر أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارسي شيخ رباط الزوزني وكان وكيله فِي نفقة الرباط، سَمِعَ أبا بَكْر قاضي المرستان وأبا مَنْصُور القزاز وعبد الوهاب الأنماطي وسعد الخير وأبا الفتح الكروخي وأفسد أكثر سماعاته بإدخاله فِيه ما لم يسمعه: ألحق اسمه فِي مواضع، وحدث عن قوم لم يسمع منهم وظهر كذبه.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي فِي ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وستمائة.
(روى عَنْهُ ابْنُ النجار وقَالَ: أثبت لنفسه شيوخًا مجاهيل وركب أسانيد باطلة تشهد بالكذب والزور لاختلاطها وجهل فاعلها وروجع فِي ذَلِكَ فأصرّ إلى آخر عمره وافتضح) .
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/225.
[2] انظر: لسان الميزان 1/322. والنجوم الزاهرة 6/214. وشذرات الذهب 5/49.(15/128)
الكنى فِي آباء من اسمه أَحْمَد
454- أَحْمَد بْن أَبِي الوفاء بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الصمد أَبُو الفتح البغدادي [1] :
سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان، وسافر إلى الشام وحدث بحلب، سمع منه الحافظ يوسف ابن أَحْمَد وعمر بن عليّ الْقُرَشِيّ هناك.
(قلت: كَانَ فقيهًا حنبليًا يعرف بابن الصائغ وكان يعرف بغلام أَبِي الخطاب لخدمته لَهُ. روى عنه أيضا. حدث عنه أبو القاسم ابن صصرى وعبد الغني الحافظ وعبد الحق بْن خلف وسليمان بْن أَحْمَد الفقيه وإبراهيم بْن أَبِي الْحَسَن الزيات وجماعة وابنه عَبْد الرزاق بْن أَحْمَد بْن أَبِي الوفاء. وتوفي بحران في سنة خمس وسبعين وخمسمائة. ذكره ابن النجار فقال: سكن حران وكان يدرس بها ويفتي، ولد سنة تسعين وأربعمائة وتوفي سنة ست وسبعين وخمسمائة بحران) .
455- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر بْن المبارك أبو السعود عرف بابن الشبل العطار الحريمي [2] :
شيخ مشهور بالصلاح والمعرفة. صحب الشَّيْخ عَبْد القادر وصار المشار إِلَيْه فِي الطريقة، وكان يغلب عَلَيْهِ الرفق والبسط وكان منزله مجمع الفقراء وله القبول عند النَّاس، توفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
456- أَحْمَد بْن أَبِي الفائز بْن عَبْد المحسن بن الكبري الشروطي [3] :
والكبري لقب عَبْد المحسن، سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا غالب بْن البناء وسمعنا مِنْهُ، ذكر له حديثا. قال: ودلت سنة ثمان وخمسمائة. وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/249.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/274. ومرآة الزمان 8/249.
[3] انظر: مجمع الألقاب 4/223.(15/129)
ذكر من اسمه إبراهيم
[ذكر الباء في آباء من اسمه إِبْرَاهِيم]
وأول اسم أَبِيهِ باء
457- إِبْرَاهِيم بْن بركة بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ بْن طاقويه البيع أَبُو إِسْحَاق الأزجي [1] :
قَرَأَ بشيء من القراءات عَلَى أَبِي بَكْر المزرفي وأبي الفضل الإسكاف وغيرهما، وسمع ابْنُ الحصين وابن كادش وزاهرًا الشحامي. سمعنا مِنْهُ، عَلَى تخليط كَانَ فِيهِ عَلَى صحة سماعه، بقراءة أَبِي بَكْر الحازمي، قال: أخبرنا زاهر. فذكر حديثا. ولد سنة ثلاث وخمسمائة وتوفي فِي ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
ذكر الدال فِي آباء من اسمه إِبْرَاهِيم
458- إِبْرَاهِيم بْن دينار بْن أَحْمَد بْن حسن النهرواني أَبُو حكيم الحنبلي الصالح [2] :
كَانَ ينزل باب الأزج، لَهُ هناك مدرسة منسوبة إِلَيْه، تفقه عَلَى أَبِي الخطاب وكان حسن المعرفة بالمذهب والفرائض. تفقه عَلَيْهِ جماعة وكان حسن السيرة متواضعا، سمع أبا الْحَسَن العلاف وابن بيان وأبا عليّ بْن نبهان وحدث وأفتى، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر القرشي وجماعة، وأخبرنا عَنْهُ أَبُو الفرج بْن الجوزي وقَالَ: توفي في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وخمسمائة وولد سنة ثمانين وأربعمائة. قَالَ: وكان يضرب بِهِ المثل فِي الحلم والتواضع. وقَالَ صدقة بْن الْحُسَيْن: صلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عَبْد القادر الجيلي.
459- إِبْرَاهِيم بْن دلف بْن أبي العز:
بواب جامع القصر، سَمِعَ ابْنُ البطي وأبا عَبْد اللَّه بْن المعمر النقيب وغيرهما. أنبأنا ابن دلف، أخبرنا أحمد بن علي بن المعمر، أخبرنا ابْنُ الطيوري. فذكر حديثًا. قَالَ لي:
ولدت سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في صفر سنة أربع عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/216.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 5/360. وشذرات الذهب 4/176. والمنتظم 10/201، 213. ومجمع الألقاب 4/304.(15/130)
ذكر العين فِي آباء من اسمه إِبْرَاهِيم
460- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حُسَيْن بْن أَبِي ياسر أَبُو إِسْحَاق المواقيتي الخياط [1] :
من أهل القطيعة، كَانَ عالمًا بالمواقيت، سَمِعَ أبا الوقت وأبا المكارم المبارك بْن مُحَمَّد البادرائي. قرأت عَلَيْهِ: أخبرنا أَبُو الوقت. فذكر حديثًا من الثلاثيات.
(قلت: روى عنه ابن النجار وحدثنا عَنْهُ أَبُو المعالي الأبرقوهي ومات سنة اثنتين وعشرين وستمائة) .
461- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الواحد بْن عليّ بْن سرور المقدسي أَبُو إِسْحَاق الدمشقي [2] :
أخو عَبْد الغني، قدم بغداد وسمع أبا مُحَمَّد بْن الخشاب وصالح بن الرخلة وعبد الله ابن مُسْلِم الوكيل وشهدة وحدث ببلده بالكثير، توفي فِي ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة.
462- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد القادر بْن أبي صالح الجيلي:
سمع أبا الوقت وسعيد بْن البناء، ما أظنه حدث لاشتغاله بالمعاش، توفي بواسط سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
463- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الأعلى بْن أَحْمَد بْن مكي أَبُو غالب الخطيب أَبُو إِسْحَاق الواسط المعدل:
كَانَ صالحًا من أبناء الرواة، خطيبًا بقرية، سَمِعَ أباه ونصر بْن مُحَمَّد بْن مخلد والحسن بْن إِبْرَاهِيم الفارقي والمبارك بْن نغوبا. قدم بغداد وكتبنا عَنْهُ وكان ثقة. توفي في محرم سنة أربع وثمانين وخمسمائة وله نيف وسبعون سنة.
464- إِبْرَاهِيم بْن عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن محفوظ أَبُو إِسْحَاق السلمي الآمدي ثُمَّ البغدادي يعرف بالظهير بْن الفَرَّاء [3] :
__________
[1] مجمع الألقاب 4/332. وشذرات الذهب 4/99.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/57. والنجوم الزاهرة 6/220.
[3] انظر: لسان الميزان 1/86.(15/131)
قَرَأَ بشيء من القراءات عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه البارع وأبي محمد سبط الخياط، وتفقه عَلَى أسعد الميهني ورحل إلى نَيْسابُور فتفقه عَلَى مُحَمَّد بْن يَحيى وعلق عَنْهُ الخلاف، وسمع ابْنُ الحصين وابن كادش وشيخه الدباس وبنيسابور من الفراوي وحمزة بن هبة الله. أجاز لنا.
وأنبأنا محمد بن موسى الحازمي، أنبأنا ابن الفراء، أخبرنا الفرازي. فذكر حديثًا من مُسْلِم. سَمِعت غير واحد يذكر ابْنُ الفَرَّاء ويصفه بالبلاغة وكثرة المحفوظ والمحاضرة وكان يُتهم فيما يحكيه بالاختلاق. ولد سنة إحدى وخمسمائة وتوفي في محرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة ببغداد.
465- إِبْرَاهِيم بْن عليّ بْن مواهب أَبُو إِسْحَاق البزاز يعرف بابن الزراد الأزجي:
سَمِعَ أبا الغنائم النرسي وغيره، ذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه وسمع مِنْهُ بلغني أَنَّهُ توفي فِي رجب سنة ست وسبعين وخمسمائة.
466- إِبْرَاهِيم بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن المبارك بْن بكروس أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن [1] :
تفقه عَلَى أَبِيهِ وعمه قليلًا، وسمع منهما ومن ابْنُ البطي وأدخل نفسه فيما لا يليق.
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة إحدى عشرة وستمائة.
467- إِبْرَاهِيم بْن عطية بْن عليّ بْن طلحة الضرير أَبُو إِسْحَاق المقرئ الْبَصْرِيّ:
إمام الجامع، شيخ صالح ظريف كَثِير المحفوظ، سَمِعَ أبا عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد النهاوندي قاضي البصرة وسمع سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ببغداد من مالك البانياسي وحدث وعمّر وحدثنا عنه سعيد بن محاوش وأحمد بْن مبشر المقرئ وغيرهما. بقي إلى سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
ذكر الميم فِي أباء من اسمه إِبْرَاهِيم
468- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمدية العكبري البغدادي المولد والدار أَبُو طاهر البيع:
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/373. وذيل الروضتين 87.(15/132)
أخو عَبْد اللَّه. سَمِعَ بإفادة أَبِيهِ الكثير وبنفسه وكتب بخطه عن جماعة، منهم هبة الله ابن الحصين وأبو غالب الماوردي وهبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه الشروطي وزاهر الشحامي وحدث بالكثير وسمعنا مِنْهُ وكان سماعه صحيحًا. وذكر لَهُ حديثًا من المسند. ولد سنة عشر وخمسمائة، وتوفي في صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة بعد أخيه بعشرين يومًا.
469- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصقال الطيبي ثُمَّ البغدادي أَبُو إِسْحَاق الحنبلي [1] :
أخو نصر، كَانَ أحد العدول، تفقه عَلَى أَبِي يعلى حفيد ابْنُ الفَرَّاء وأبي حكيم النهرواني وكان عالمًا بالفرائض وسمع ابن الطلاية وابن الزاغوني الأول وكان ثبتًا صالحًا. ولد تقريبًا سنة خمس وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمسمائة. ودفن بباب حرب. روى عنه حديثا.
470- إبراهيم بن محمود بن نصر حَمَّاد أَبُو إِسْحَاق بْن أَبِي المجد بْن الشعار الحراني الأصل البغدادي:
عني بطلب الحديث وكتبته إلى أن توفي مَعَ صلاح ومعرفة. أسمعه أَبُوهُ من أَبِي مَنْصُور بْن خيرون وأبي عَبْد اللَّه السلال والأرموي وجماعة وسمع هو بنفسه من نصر العكبري ومسعود ابن الحصين وهبة اللَّه الشبلي ومحمد بْن المادح فمن بعدهم حتَّى سَمِعَ من أقرانه وسمعوا مِنْهُ، مثل أَبِي الْحَسَن الزيدي وصبيح العطاري، وسَمِعت الحازمي يثني عَلَيْهِ ويصفه بالحفظ ويقول: لو كَانَ عاش ما كَانَ يماثله أحد. توفي في رمضان سنة أربع وستين وخمسمائة فِي حياة أَبِيهِ وَقَدْ نيف عَلَى الثلاثين.
471- إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي المقرئ يعرف والده بالخير [2] :
من باب الأزج، قرأ القرآن بالروايات على جماعة ولقن جماعة. سمع خديجة بنت النهرواني وشهدة وجماعة، أقرأ وحدث وسمع منه جماعة وهو دين لا بأس به.
(قلت: أنبأنا عنه أبو أحمد بن خلف الحافظ وأبو جعفر بن المقير وأبو الحسن الغرافي وتوفي سنة ثمان وأربعين وستمائة) .
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/339. ومجمع الألقاب 4/132.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/345. وطبقات القراء 278(15/133)
472- إِبْرَاهِيم بْن المبارك بْن حسن أَبُو إِسْحَاق بْن أبي نزار [1] :
سَمِعَ أبا القاسم العكبري وأبا الوقت. أنبأنا ابن أبي نزار، أخبرنا نصر بْن نصر.
فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة تسع وستمائة.
473- إِبْرَاهِيم بْن المظفر بْن إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق بْن أبي مَنْصُور البَرْني البغدادي الواعظ الموصلي المولد والدار [2] :
قدم بغداد وسمع أبا الفتح بْن البطي وأبا بَكْر بْن النقور وأبا عليّ الرحبي، وقرأ الوعظ عَلَى ابْنُ الجوزي وحدث بالموصل وسنجار. قَالَ لي: ولدت فِي ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمسمائة، رُوِيَ عَنْهُ حديث «الحياء من الْإِيمَان» من جزء البانياسي، (روى عَنْهُ الزين بْن عَبْد الدائم وإبراهيم بْن عَلَى العسقلاني ومحمد بْن مَنْصُور بْن دبيس الموصلي وعبد الرَّحِيم بْن الزجاج وبالإجازة أَبُو المعالي الأبرقوهي) .
474- إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود بْن حسان الضرير أَبُو إِسْحَاق النحوي الوجيه [3] :
من الرصافة، كَانَ من أكثر أهل زمانه محفوظًا وأتمهم فهمًا ومعرفة للنحو أتى عَلَى كتاب سيبويه حفظًا إلا يسيرًا مِنْهُ وغير ذَلِكَ، وكان سريع الحفظ ثابت الذهن حاضر الجواب. توفي سنة تسعين وخمسمائة، وَقَدِ استكمل سبعًا وعشرين سنة.
ذكر الهاء في آباء من اسمه إبراهيم
475- إبراهيم بن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد الخياط أَبُو إِسْحَاق بن البتيت الأزجي:
سمع أبا الفضل الأرموي وابن ناصر وابن الزاغوني واشتغل بالتجارة وسافر الكثير وحدث بمصر وسمع مِنْهُ بها جماعة. توفي بها فِي رمضان سنة خمس وستمائة.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ الضياء بْن عَبْد الواحد وغيره.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/217.
[2] انظر: لسان الميزان 1/111. وشذرات الذهب 5/77. وطبقات ابن رجب 388.
[3] انظر: إنباه الرواة 1/189. ومعجم الأدباء 1/321.(15/134)
ذكر من اسمه إسماعيل
[ذكر الألف في آباء من اسمه إِسْمَاعِيل]
وأول اسم أَبِيهِ ألف
476- إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ الشيرازي الأصل البغدادي أَبُو مُحَمَّد:
أخو الحافظ يُوْسٌف، وإسماعيل أسن، كَانَ صوفيًا برباط الأرجواني، سَمِعَ أبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبا مُحَمَّد بْن الطراح وأبا سعد البغدادي. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وتوفى في رمضان سنة ستمائة. روى عَنْهُ حديثًا.
(روى عَنْهُ ابْنُ النجار وقَالَ: كَانَ ظريفًا كيسًا متوددًا جميل الطريقة) .
477- إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الشهرستاني الأصل البغدادي أَبُو مُحَمَّد الصوفي:
سَمِعَ ابْنُ البطي وابن النقور وابن المعمر النقيب ويحيى بْن ثابت، وحدث عنهم ببغداد والموصل وإربل. أنبأنا قال: أخبرنا ابْنُ المعمر. فذكر حديثًا.
(قلت: روى عَنْهُ البرزالي وابن النجار ومات فِي المحرم سنة أربع وعشرين وستمائة) .
478- إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن فارس بْن مقلد السيبي البغدادي الأزجي [1] :
سَمِعَ بإفادة أبيه من أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وأبي الفضل الأرموي وابن ناصر وسكن دنيسر وحدث بها وسمع مِنْهُ جماعة من الواردين. توفي سنة أربع عشرة وستمائة فِي سادس شوالها.
ذكر الحاء فِي آباء من اسمه إِسْمَاعِيل
479- إِسْمَاعِيل بْن حُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن النرسيّ أَبُو مَنْصُور:
أخو أَبِي نصر أَحْمَد، سَمِعَ جَدّه وولد فِي سنة خمس وخمسين وخمسمائة وتوفي فِي حادي عشر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وستمائة. قَاله الفرضي.
480- إسماعيل بْن حمزة بْن مبارك الطبال الأزجي:
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 1832.(15/135)
لم يسمع فِي صباه. روى عن أَبِي حكيم النهرواني وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن السراج، سمع منه بعض الطلبة. توفي فِي جمادى الآخرة سنة سبع وستمائة فِي عشر التسعين.
ذكر السين فِي آباء من اسمه إِسْمَاعِيل
481- إِسْمَاعِيل بْن سعد اللَّه بْن عليّ بْن حميدي أَبُو مُحَمَّد [1] :
من بيت عدالة ورواية، حدث منهم جماعة، سَمِعَ أباه وابن ناصر والأرموي وعبد الملك الكروخي والفضل بْن سهل الحلبي وروى الكثير، وأضر في آخر عمره. أنبأنا قال: أخبرنا الأرموي. فذكر حديثا. ولد سنة ثلاثين وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وستمائة.
(قلت: وروى عنه أبو عبد الله البرزالي والنجيب عَبْد اللطيف وأبو المعالي الباخرزي وأبو البقاء النابلسي وأجاز لعبد الرَّحْمَن المكبر وله إجازة من إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْدِيّ وسماع أيضًا من أَبِي مَنْصُور بْن خيرون وكان صدوقًا أمينًا) .
ذكر العين فِي آباء من اسمه إِسْمَاعِيل
482- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الدائم الرحبي ثُمَّ البغدادي أَبُو مَنْصُور المقرئ الخياط:
سَمِعَ أبا عَبْد اللَّه الْحُسَيْن سبط الخياط سَمِعَ مِنْهُ جماعة ولم يتفق لي سماع مِنْهُ. توفي فِي ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة وله خمس وسبعون سنة.
483- إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن بركات التاجر أَبُو الفضل الغسّاني يعرف بابن البجاوي [2] :
دمشقي، قَرَأَ ببلده عَلَى أبي الوحش سبيع بْن قيراط وسمع الشريف النسيب، قدم بغداد، سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وأقرأ بشيء من القراءات قَرَأَ عَلَيْهِ عَبْد الوهاب ابن بزغش وأحمد بن عبد الملك بن باتانة وعاد إلى دمشق فتوفي بها.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/95.
[2] انظر: طبقات الجزري 1/166.(15/136)
484- إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن إِبْرَاهِيم أَبُو الفضل الجنزوي [1] :
أحد عدول دمشق، تفقه بها عَلَى جمال الْإِسْلَام أَبِي الْحَسَن بْن عليّ بْن المسلم وعلي أَبِي الفتح المصيصي وسمع منهما ومن غيرهما وشهد عند قاضيها سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وتولى كتابة الحكم بها سنة سبع وثلاثين وكان قدم بغداد سنة أربع عشرة وسمع الْحَسَن بْن إِسْحَاق الباقرحي وأبا مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن مرزوق الزعفراني وهبة اللَّه بْن الْبُخَارِيّ وأبا السعود أَحْمَد بْن عليّ ثُمَّ قدم بغداد سنة ثمان وعشرين فسمع هبة اللَّه بْن الطبر والقاضي أبا بَكْر وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وبالأنبار من خليفة بْن محفوظ ثُمَّ قدمها سنة ست وستين وخمسمائة وحدث بها، فسمع من ابن الأخضر وحدثنا عَنْهُ وَقَدْ أجاز لنا من دمشق. ولد سنة ثمان وتسعين وأربعمائة وتوفي فِي جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
485- إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن عليّ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي تراب القطان يعرف بابن وكاس:
سَمِعَ أبا غالب بْن البناء ومحمد بْن أَحْمَد الديباجي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البناء.
فذكر حديثًا. توفي فِي شوال سنة ستمائة وقد نيف على الثمانين.
(قلت: روى عنه أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد أن يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقي أخبره. والنجيب عَبْد اللطيف وابن النجار) .
486- إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن حُسَيْن أَبُو مُحَمَّد الفقيه غلام ابْنُ المني [2] :
سكن المأمونية وتفقه عَلَى أَبِي الفتح بْن المني وحصل لَهُ معرفة حسنة بالفقه والجدل ودرس بعد شيخه بمسجده بالمأمونية، وكانت لَهُ حلقة للمناظرة بجامع القصر وصنف فِي الجدل والتعليق، وكان حسن الكلام والفتوى. سمع من ابن المني وشهدة وروى القليل. ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وتوفي في ربيع الآخر سنة عشر وستمائة.
(قال ابن النجار: الفخر إسماعيل غلام ابن المني الرفاء برع في الأصلين والجدل والفقه والمناظرة وكان يقرئ العلوم في منزله وصنف التصانيف، رتب ناظرًا في ديوان
__________
[1] انظر: طبقات السبكي 4/207. والنجوم الزاهرة 6/116. وشذرات الذهب 4/293.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/40. والنجوم الزاهرة 6/210. ولسان الميزان 1/423. ومجمع الألقاب 4/226. ومرأة الزمان 8/369.(15/137)
المطبق فذمّت سيرته فعزل وحبس ثم حمل أمره وبقي متحسرًا عَلَى الرياسة إلى أن توالت عَلَيْهِ الأمراض فهلك، ولم يكن فِي دينه بذاك. ذكر لي ولده أَنَّهُ قَرَأَ الفلسفة عَلَى ابْنُ مرقش النصراني وسَمِعت من أثق بِهِ يَقُولُ إنه صنف كتابًا سمّاه «نواميس الأنبياء» يذكر فِيهِ أنهم كانوا حكماء كهرمس وأرسطاطاليس، سَأَلت بعض تلامذته عن ذَلِكَ فسكت وقَالَ: كَانَ متسمحًا ففي دينه متلاعبًا بِهِ. قَالَ ابْنُ النجار: وكان دائمًا يقع فِي الحديث وأهله ويقول: هُمْ جهال لا يعرفون العلوم العقلية. ولم أكلمه قط) .
ذكر الفاء فِي آباء من اسمه إِسْمَاعِيل
487- إِسْمَاعِيل بْن فضائل بْن عَبْد الباقي بْن مكي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الحربي:
سَمِعَ ابْنُ الحصين والقاضي أبا بَكْر وغيرهما، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الحصين فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
ذكر الميم فِي آباء من اسمه إِسْمَاعِيل
488- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز السمذي أَبُو مُحَمَّد الحريمي:
سَمِعَ القاضي أبا بَكْر وأبا مُحَمَّد بْن الطراح وأبا البدر الكرخي وأبا مَنْصُور بْن خيرون وغيرهم، سَمِعَ مِنْهُ جماعة من أصحابنا وأجاز لي. توفي في صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
(روى عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طلحة شيخ ابْنُ النجار) .
489- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن أَبُو النجح البزاز [1] :
كَانَ والده أَبُو الفضل أحد فقهاء الحنفية، سَمِعَ أبو النجح أبا الفضل الأرموي وعبد الصبور الهروي والحسين بْن الْحَسَن المقدسي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم والدك، أخبرنا أَبُو طاهر الباقلاني. فذكر حديثًا. توفي فِي رمضان سنة سبع وستمائة. (روى عَنْهُ ابْنُ النجار) .
490- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بن خمارتكين أبو الفتح [2] :
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/160.
[2] انظر: مجمع الألقاب 4/47.(15/138)
كَانَ جَدّه مَوْلَى أَبِي زكريا التبريزي اللغوي، سمع أباه وأبا الوقت. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثا. ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وتوفي في ربيع الأول سنة عشرين وستمائة.
(روى عَنْهُ ابْنُ النجار وقَالَ: كَانَ ضريرًا كيس الأخلاق ظريفًا. قَالَ: وسمع صحيح الْبُخَارِيّ) .
491- إِسْمَاعِيل بْن مظفر بْن عليّ أَبُو مُحَمَّد بْن المنجم الشروطي:
سَمِعَ أبا عَبْد اللَّه السلال وأبا بكر ابن الأشقر. (روى عَنْهُ المؤلف وابن النجار) .
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
492- إِسْمَاعِيل بْن المظفر بْن هبة اللَّه الدباس أَبُو مُحَمَّد يعرف بابن الأقفاصي [1] :
سَمِعَ من مُحَمَّد بْن ناصر قليلًا. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وتوفي في رجب سنة خمس عشرة وستمائة. (روى عَنْهُ المؤلف وابن النجار) .
493- إِسْمَاعِيل بْن موهوب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخضر الجواليقي أبو محمد ابن أَبِي مَنْصُور اللغوي [2] :
شيخ فاضل أديب، قَرَأَ عَلَى أَبِيهِ وسمع مِنْهُ ومن ابْنُ الحصين وأبي العز بْن كادش وأبي غالب بْن البناء وأقرأ النَّاس بعد أَبِيهِ وسمع مِنْهُ عُمَر بْن عليّ الحافظ والمبارك بْن أنوشتكين وابن الأخضر وأجاز لنا سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وتوفي في شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
(قَالَ ابْنُ النجار: كَانَ إِسْمَاعِيل من أعيان العلماء بالأدب صحيح النقل كَثِير المحفوظ، ثقة نبيلًا مليح الخط، قَرَأَ الأدب عَلَى أَبِيهِ حتَّى برع فِيهِ، وكانت حلقته بجامع القصر وكتب أولاد الخلفاء كأبيه مَعَ الديانة والنزاهة والرزانة. روى لنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. سَمِعت أَبَا الْحَسَن بْن القطيعي يَقُولُ: سَمِعت ابْنُ الجوزي يَقُولُ «ما رأينا ولدًا أشبه أباه مثل إِسْمَاعِيل بْن الجواليقي حتى مشيته وأفعاله) .
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 1408.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/249. ومرآة الزمان 8/226. وإنباه الرواة 1/210. ومعجم الأدباء 2/358. والوفيات 2/269.(15/139)
ذكر النون فِي آباء من اسمه إِسْمَاعِيل
494- إِسْمَاعِيل بْن نصر بْن نصر بْن عليّ العكبري أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم الواعظ:
سَمِعَ أبا طَالِب بْن يُوْسٌف وأبا سَعِيد بْن الطيوري وابن الحصين، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر القرشي وغيره وأجاز لنا. ولد سنة خمسمائة وتوفي في شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
(قَالَ ابْنُ النجار: روى لنا عَنْهُ عثمان بْن مقبل، وكان فقيهًا شافعيًا حسن الوعظ مليح الإيراد وله شعر حسن) .
ذكر الهاء فِي آباء من اسمه إِسْمَاعِيل
495- إِسْمَاعِيل بْن هبة اللَّه بْن أَبِي نصر أَبُو مُحَمَّد الحربي بْن دقيقة:
سَمِعَ عَبْد الوهاب الأنماطي وأبا البدر الكرخي. أنبأنا قال: أخبرنا أَبُو البدر. فذكر حديثًا من سنن أَبِي دَاوُد. توفي يَوْم عاشوراء سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
الكنى فِي آباء من اسمه إِسْمَاعِيل
496- إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعد بْن عليّ البناء الأصبهاني:
قدم بغداد للحج وحدث بها سنة سبع وثمانين وخمسمائة عن فاطمة البغدادية وأجاز لنا.
ذكر من اسمه إِسْحَاق
497- إسحاق بْن موهوب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخضر أَبُو طاهر بْن الجواليقي [1] :
تقدم أخوه، سَمِعَ بن الحصين وأبا غالب بْن البناء وأبا القاسم الشحامي. أنبأنا عمر
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/226 ومعجم الأدباء 2/239. وإنباه الرواة 1/230.(15/140)
القرشي، أخبرنا أَبُو طاهر. فذكر حديثًا. ولد سنة عشرة وخمسمائة وتوفي في رجب سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
498- إِسْحَاق بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بْن مُحَمَّدِ بْنِ هلال بْن المحسن بْن إِبْرَاهِيم أَبُو نصر بْن الصابي الكاتب:
من بيت قديم أهل بلاغة وترسل، توفي بعد الثمانين وخمسمائة، كَانَ شيخًا حسنًا.
499- إِسْحَاق بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن بندار البقال أَبُو القاسم بْن أَبِي الْحَسَن بْن أبي ياسر أخي ثابت، وأبو القاسم يعرف بابن الشاة الحلابة:
سَمِعَ إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبا الحسن بْن عَبْد السَّلام، وكان تاجرًا، سافر الكثير ودخل غزنه. سمعنا منه، ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة، وتوفي فِي ربيع الأول سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو الحجاج بْن خليل وابن الدبيثي) .
500- إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غانم أَبُو مُحَمَّد [1] :
من أهل العلث، سَمِعَ مَعَ ابْنُ عمه طلحة من أَبِي الفتح بن شاتيل ونصر اللَّه القزاز وتفقه عَلَى مذهب أَحْمَد وانقطع بناحيته مشتغلًا بالعبادة والنسك، لَهُ أتباع.
ذكر من اسمه أسعد
501- أسعد بْن هبة اللَّه بْن أَبِي سعد الربعي أَبُو المظفر يعرف بابن الخيزراني المؤدب [2] :
تفقه عَلَى مذهب أَبِي حنيفة وقرأ الأدب عَلَى ابْنُ الجواليقي وسمع أبا القاسم ابْنُ الحصين وأبا غالب بْن البناء. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ وأبو الْحَسَن الزيدي وأحمد ابن أحمد البندنيجي. ولد سنة إحدى وخمسمائة وتوفي في ربيع الآخر سنة سبعين وخمسمائة.
502- أسعد بْن يلدرك بْن أَبِي اللقاء الجبريلي أبو أحمد:
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/163.
[2] انظر: الجواهر المضية 1/143.(15/141)
البواب بدار الخلافة، شيخ أسن وعبر المائة، كَانَ أَبُوهُ صاحبا للرئيس أَبِي الخطاب ابْنُ الجراح فأسمعه مِنْهُ ومن أَبِي الْحَسَن العلاف والحسن بْن رئيس الرؤساء، سَمِعَ مِنْهُ إِبْرَاهِيم الشعار وعمر القرشي وغيرهما، وحدثنا عنه ابن الأخضر وغيره. أنبأنا عمر ابن عليّ قَالَ: سَأَلت أسعد بْن يلدرك عن مولده فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة. وتوفي فِي آخر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وخمسمائة عن مائة وأربع سنين.
(قلت: كَانَ يمكن أن يجيز لَهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن النقور وأن يسمع من أَبِي القاسم بْن البسري) .
503- أسعد بْن محمود بْن خلف بْن أَحْمَد العجلي أَبُو الفتوح المنتجب الفقيه الشافعي الأصبهاني [1] :
كَانَ زاهدا له معرفة تامة بالمذهب والتصانيف وكان يأكل من كسب يده: يورق ويبيع ما يتقوت به لا غير وعليه المعتمد فِي الفتوى بأصبهان، سَمِعَ فاطمة الجوزدانية والحافظ إِسْمَاعِيل. قدم بغداد سنة سبع وخمسين وسمع من ابْنُ البطي ورجع، أجاز لنا وبلغنا أن مولده سنة خمس عشرة وخمسمائة وأنه توفي في صفر سنة ستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل وابن عَبْد الواحد الحافظان، وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير ولعلي بْن الْبُخَارِيّ وهو آخر من روى عَنْهُ. وقرأت بخط ابْنُ عَبْد الواحد قَالَ: كَانَ شيخنا إمامًا مصنفًا أملى ووعظ ثُمَّ ترك الوعظ وسمى كتابًا سماه «آفات الوعاظ» .
سَمِعت عَلَيْهِ المعجم الصغير للطبراني. ومولده سنة أربع عشرة وخمسمائة) .
504- أسعد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْنِ نظام الملك أَبُو المظفر:
كَانَ خاليًا من فضيلة، أسمعه أَبُوهُ من أَبِي الوقت، وغيره أولى بالرواية مِنْهُ. توفي سنة ثلاث عشرة وستمائة ببغداد.
505- أسعد بْن هبة اللَّه بْن وهبان الحديثي ثُمَّ البغدادي:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. (وعنه ابْنُ النجار أيضًا) توفي فِي رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 1713. وطبقات السبكي 5/50. والنجوم الزاهرة 6/186.
وشذرات الذهب 4/344.(15/142)
506- أسعد بِنْ عليّ بْن محمود بْن صعلوك:
سمع أبا الكرم الشهرزوري وأبا الوقت. أنبأنا بحديث ذكره من الثلاثيات. ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
(قلت: توفي فِي محرم سنة اثنتين وعشرين وستمائة وروى عَنْهُ ابْنُ النجار) .
507- أسعد بْن مُحَمَّد بْن أعز السهروردي البغدادي الدار:
من بيت مشهور بالتصوف. أنبأنا قال: أخبرنا أَبُو الوقت. فذكر حديثًا (وعنه أيضًا ابْنُ النجار) . ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة وتوفي في رجب سنة أربع عشرة وستمائة.
ذكر آخرين أول أسمائهم الألف
508- اسفنديار بْن الموفق بْن أَبِي عليّ بْن مُحَمَّد بْن يَحيى البوشنجي الأصل الواسطي المولد البغدادي الدار أبو الفصل الكاتب الواعظ:
قَرَأَ بالروايات الكثيرة بواسط عَلَى أَبِي الفتح المبارك بْن أَحْمَد بْن زريق وغيره والأدب ببغداد عَلَى ابْنُ الخشاب والكمال الأنباري وسمع ابْنُ البطي وجماعة، وتولى كتابة الإنشاء سنة أربع وثمانين وخمسمائة. روى عَنْهُ ابْنُ الدبيثي وكان غاليًا فِي التشيع. توفي فِي ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة، فِي عشر التسعين، وهو جد الواعظ نجم الدين عليّ بْن عليّ جد صاحبنا مُحَمَّد.
509- أشرف بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد البياضي أَبُو الْعَبَّاس الهاشمي:
إمام جامع المنصور. سَمِعَ أَحْمَد بْن عليّ بْن المجلي وهبة اللَّه بْن الحصين، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومحمد بْن مشق وأحمد بْن أَحْمَد وتوفي فِي أول سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
510- أشرف بْن أَبِي البركات القصار الهاشمي:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم المبارك بْن كامل بْن حبيش، أخبرنا عليّ بْن البسري. توفي أشرف سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.(15/143)
511- أشرف بْن هاشم بْن أبي مَنْصُور الهاشمي أَبُو عليّ ويسمى عُبَيْد اللَّه ويعرف بالفأفاء:
سَمِعَ أبا بَكْر المزرفي ويحيى بْن البناء. كَانَ يرجع إلى صلاح، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البناء. فذكر حديثًا. توفي سنة ستمائة فِي محرم.
(قلت: وروى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء المقدسي وقالا أخبرنا ابْنُ أَبِي (كذا) هاشم) .
512- أفضل بن مظفر بْن المكشوط الهاشمي أَبُو الْحَسَن:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البيع. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة أربع وستمائة.
513- أفضل بْن أَبِي الْحَسَن بْن محفوظ الحفار الحربي أَبُو مُحَمَّد [1] :
سَمِعَ ابْنُ الطلاية وحدث عَنْهُ وتغير فِي آخر عمره وأصابه غفلة. توفي سنة سبع وستمائة.
514- أفضل بْن أَحْمَد بْن مَسْعُود الهاشمي:
تقدم أبوه، أخبرنا أفضل، أخبرنا أَبُو الوقت. فذكر أول الثلاثيات. توفي في محرم سنة تسع وستمائة.
515- أكمل بْن أَبِي الأزهر بْن أَبِي الدلف العلوي أَبُو مُحَمَّد الحسني الكرخي:
سمعنا مِنْهُ وإن لم يكن مشهورًا. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم سَعِيد بن البناء، أخبرنا عاصم. فذكر حديثًا. ولد تقريبًا سنة أربعين وخمسمائة، وتوفي في سادس شعبان سنة عشرين وستمائة.
(قلت: روى عنه ابن النجار وحدثنا عَنْهُ أَبُو المعالي الْمَصْرِيّ) .
516- أكمل بْن أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بْن مطر الهاشمي:
أخو أفضل، يكنى أبا أَحْمَد، قرأت عَلَيْهِ؛ أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا من الثلاثيات. توفي فِي شعبان سنة سبع عشرة وستمائة.
517- أنجب بْن أَبِي العز بْن أَبِي الْحَسَن الدلال أبو شجاع:
__________
[1] انظر: لسان الميزان 1/465.(15/144)
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. ولد بعد الأربعين وخمسمائة أَوْ فيها وتوفي فِي صفر سنة ثمان عشرة وستمائة.
518- أنجب بْن أَبِي السعادات بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحمامي أَبُو عَبْد اللَّه:
من باب البصرة. أنبأنا بقراءتي، أخبرنا ابن البطي، أخبرنا مَالِك بحديث «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ واهتدوا بهدي عمار» . قَالَ لي: ولدت سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
(قلت: هُوَ شيخ مكثر صالح، سَمِعَ ابْنُ البطي وأبا زرعة وأبا المعالي اللحاس وأحمد ابن المقرب ويحيى بْن ثابت، سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ نقطة وإسماعيل بْن الأنماطي وابن النجار وروى عَنْهُ عليّ بْن بلبان ومحمد بْن أَحْمَد الشريشي النحوي وجماعة. وحدثنا عَنْهُ أَحْمَد بْن إِسْحَاق الأبرقوهي وسنقر القضائي وكتب إلينا بمروياته نسيبه أَحْمَد بْن أَبِي طَالِب من مكَّة، وجماعة من بغداد. مات سنة خمس وثلاثين وستمائة) .
519- الأعز بْن عَبْد السيد بْن عَبْد الكريم أَبُو الفضل السلمي الحاجب [1] :
قَالَ ابْنُ النجار: سَمِعَ أبا عليّ بْن نبهان وأبا طَالِب بْن يُوْسٌف، سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن طارق وعمر بْن عليّ الْقُرَشِيّ ووصفه بالصلاح والخير. توفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة فِي صفر) .
520- أعز بْن عليّ بْن مظفر أَبُو المكارم، عرف بابن الظهيري:
من أولاد الرواة، سَمِعَ أبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ فأكثر وكان أميّا لا يكتب، أجاز لي. توفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
521- إقبال بْن عليّ بْن أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن برهان أَبُو القاسم المقرئ، عرف بابن الغاسلة الواسطي:
قَرَأَ عَلَى مظفر بْن سلامة ومحفوظ بْن عَبْد الباقي، سَمِعَ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقي والمبارك بْن إِبْرَاهِيم الخطيب وذكر أَنَّهُ سَمِعَ ببغداد لما قدمها من أَبِي مَنْصُور بْن الجواليقي. ولد سنة ثمان وتسعين وأربعمائة بواسط وتوفي بها يَوْم الأضحى سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/301،. وشذرات الذهب 5/170.(15/145)
522- أزهر بْن عَبْد الوهاب بْن أَحْمَد بْن حمزة بْن ساكن أَبُو جَعْفَر السباك [1] :
فاضل أديب، سَمِعَ الكثير وكتب ولازم عَبْد الوهاب الأنماطي فأكثر عَنْهُ وكان عَبْد الوهاب يثني عَلَيْهِ ويصفه بالحفظ، سَمِعَ أبا طَالِب بْن يوسف وابن الحصين وهبة الله ابن الطبر وغيرهم، حَدَّثنا عَنْهُ جماعة وسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومُحَمَّد بْن مبارك بْن مشق. ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وتوفي في المحرم سنة أربع وستين وخمسمائة.
523- إلياس بْن جامع بْن عليّ أَبُو الفضل الإربلي [2] :
قدم بغداد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وأقام بالنظامية للتفقه وسمع شهدة وأسعد ابن يلدرك وأبا الْحُسَيْن عَبْد الحق وخلقًا كثيرًا بعدهم، وكان وافر الهمة كَثِير الكتابة خرج وجمع وحدث بإربل بأكثر مسموعاته وتفرد بكتابه الشروط وكان ثقة صدوقا.
ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وتوفي في رجب سنة إحدى وستمائة بإربل.
__________
[1] انظر: المنتظم لابن الجوزي 10/227.
[2] انظر: ذيل الروضتين 227(15/146)
حرف الباء
524- بركة بْن نزار بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي سعد أَبُو الخير النساج يعرف بابن الجمال:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الطبر، سَمِعت مِنْهُ، توفي فِي ذي القعدة سنة ستمائة، روى عَنْهُ حديثًا.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي والنجيب عَبْد اللطيف) .
525- بركات بْن أَبِي غالب بْن نزال السقلاطوني الدارقزي:
سَمِعَ أبا الْحَسَن الزاغوني، والقاضي أبا بَكْر. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم عليّ بْن الزاغوني. فذكر حديثًا. توفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
526- بقاء بْن عُمَر بْن عَبْد الباقي بْن حند الدقاق أَبُو المعمر الأزجي [1] :
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا غالب بْن البناء وهبة اللَّه بْن الطبر. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا: توفي فِي ربيع الآخر سنة ستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء وابن النجار وقَالَ: كَانَ صالحًا دينًا محبًا للحديث) .
527- بقاء بْن أَبِي شاكر بْن العليق [2] :
انقطع وأظهر الزهد وصار لَهُ جماعة يغشونه ويتبركون بِهِ وادعى سماع ما لم يسمع مثل أَبِي بَكْر بْن الأشقر مَعَ كونه لم يعرف بالطلب ولا السماع فِي زمانهم والحق اسمه فِي طبقات كثيرة وزوّر أشياء كثيرة، بجهل فاحش لا يخفي. توفي سنة إحدى وستمائة.
528- بدر بْن سعد بْن عليّ أَبُو النجم بْن الأشقر الأزجي:
سَمِعَ أبا عثمان بْن ملة، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومحمد بْن عليّ الجلاجلي وغيرهما.
توفي فِي ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وله ثلاث وثمانون.
529- بدر بْن عَبْد اللَّه مَوْلَى عليّ بْن أبي طالب الدسكري:
سَمِعَ أبا عليّ بْن نبهان، سَمِعَ مِنْهُ إِبْرَاهِيم الشعار وعلي الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ ويوسف بْن أَحْمَد البغدادي.
530- بدر بْن عَبْد الغني بْن مُحَمَّد أَبُو النجم الطحان المقرئ الواسطي:
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/344.
[2] انظر: مجمع الألقاب 5/165. ولسان الميزان 2/41.(15/147)
قَرَأَ بها عَلَى عليّ بْن عليّ بْن شيران وسمع بها من أَبِي الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام وقدم إلى بغداد سنة ثلاثين وخمسمائة، وقرأ عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وروى عَنْهُ بواسط القراءات، سمعنا مِنْهُ، وتوفي فِي ربيع الأول سنة ثمانين وخمسمائة.
531- بشير بْن عَبْد اللَّه الهندي أبو الخير:
سمع من مولاه عَبْد الحق اليوسفي من أَبِي سعد بْن خشيش وأبي القاسم بْن بيان، وكان صالحًا. روى لنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر وغيره وتوفي فِي ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. (روى عَنْهُ نصر الحنبلي وصالح بْن السيبي) .
532- بشير بْن محفوظ بْن غنيمة أَبُو الخير الأزجي:
سَمِعَ ابْنُ ناصر وأبا الوقت وصحب الشَّيْخ عَبْد القادر وانقطع إلى العبادة وله كلام عَلَى طريقة القوم والناس يتبركون بِهِ. توفي فِي ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
533- بشير بْن حامد بْن سُلَيْمَان الجعفري أَبُو النعم التبريزي [1] :
ذكر لي أَنَّهُ من ولد جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، حصل معرفة مذهب الشَّافعيّ والخلاف وأعاد بالمدرسة النظامية.
(قلت: روى عن يَحيى الثقفي وعبد المنعم بْن كليب وجماعة ومولده بأردبيل سنة سبعين وخمسمائة ونشأ بتبريز، حدث عَنْهُ شيوخنا: الدمياطي وابن الظاهري والسبتي وتوفي بمكة فِي صفر سنة ست وأربعين وستمائة) .
534- بزغش بْن عَبْد اللَّه أَبُو عليّ عتيق أَبِي طاهر مُحَمَّد بْن عليّ الْأَنْصَارِيّ الدباس [2] :
كَانَ صالحًا فيما قيل، سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا غالب بن البناء وأبا الحسين بن الفراء وروى عنه وأجاز لنا، توفي فِي ذي القعدة سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
(قلت: روى عنه يوسف بن خليل) .
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية للسبكي 5/52.
[2] انظر: طبقات ابن رجب 351.(15/148)
535- بزغش عتيق أَحْمَد بْن شاعف الكفرطابي التاجر [1] :
سَمِعَ أبا الوقت وحدث عَنْهُ: بلغنا أَنَّهُ توفي بدمشق فِي صفر سنة ستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل) .
536- بزغش الرومي أَبُو مَنْصُور عتيق أَبِي جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدي [2] :
سَمِعَ أبا الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام، وأبا الفضل الأرموي والحسين بْن محمد بن حمدي وجماعة. توفي فِي صفر سنة ست عشرة وستمائة (قَالَ ابْنُ الظاهري سنة عشر. أجاز لابن أَبِي الخير والفخر بْن الْبُخَارِيّ) .
(قلت: روى عَنْهُ حديثًا ابْنُ الدبيثي وابن خليل والضياء بن عبد الواحد) .
537- بهزوز أَبُو الْحَسَن الخادم الأبيض مجاهد الدين مَوْلَى السلطان غياث الدين مُحَمَّد بْن ملكشاه [3] :
ولي الإمارة بالعراق نيفًا وثلاثين سنة وبنى رباطًا للصوفية ورباطًا للخدم وعمر النهروان بعد خرابه سنين وتوفي سنة أربعين وخمسمائة.
538- باقي بْن أَبِي سعد بْن حُسَيْن الفراش أَبُو سعد:
صاحب بني رئيس الرؤساء، سَمِعَ ابْنُ بيان، روى عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو الفتوح بن الحصري.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/180.
[2] انظر: لسان الميزان 2/11. والمشتبه 553.
[3] انظر: النجوم الزاهرة 5/277. ومرآة الزمان 8/112.(15/149)
حرف التاء
539- تمام بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الشناء أبو الحسن الحربي [1] :
سمع أبا الحسن بْن الفَرَّاء وغيره، كتبنا عَنْهُ، توفي فِي شعبان سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ الدبيثي وابن خليل وبالإجازة أحمد ابن بي الخير سلامة) .
540- تميم بْن سلمان بْن معالي العبادي أَبُو كامل الربعي [2] :
من باب الأزج، سَمِعَ أبا الكرم الشهرزوري وغيره، سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن طارق وتميم البندنيجي وأجاز لنا وتوفي في جمادى الأولى سنة تسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عنه ابن خليل فِي معجمه) .
541- تميم بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن كرم البندنيجي البغدادي أَبُو القاسم بْن أَبِي بَكْر الأزجي:
أخو أَحْمَد، سَمِعَ الكثير وكتب بخطه وأفاد الطلبة وكان يعرف أسماء الشيوخ وتواريخهم ويعتني بذلك، سَمِعَ أبا بَكْر بْن الزاغوني وأبا الوقت وأبا مُحَمَّد ابن المادح وهبة اللَّه بْن الشبلي وأبا حكيم النهرواني والشيخ عَبْد القادر وخلقًا كثيرًا، سمعنا مِنْهُ وكان صديقنا. ولد سنة أربع أَوْ خمس وأربعين وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ الدبيثي عن أبي الوقت ووهاه ابْنُ النجار) .
542- ترك بْن مُحَمَّد بْن بركة بْن عُمَر أَبُو بَكْر العطار يعرف أَبُوهُ بسوادا [3] :
سَمِعَ مفلح بْن أَحْمَد الدومي وأبا البدر الكرخي وأبا بَكْر بْن الأشقر وابن الطلاية وجماعة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو البدر. فذكر حديثًا من سنن أَبِي دَاوُد. ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الأول سنة أربع عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء بْن عَبْد الواحد والنجيب عَبْد اللطيف وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير ولعلي بن البخاري) .
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/336.
[2] انظر: مجمع الألقاب 4/334.
[3] انظر: مجمع الألقاب 4/61.(15/150)
حرف الثاء
543- ثابت بْن المظفر بْن حسن بْن المظفر أَبُو مُحَمَّد بْن السبط [1] :
سَمِعَ جَدّه أبا عليّ الْحَسَن بْن المظفر، سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن طارق وجعفر بْن أَحْمَد العباسي وأجاز لنا، توفي فِي رجب سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
544- ثابت بْن أَبِي الكرم بْن مبارك:
سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وغيره وحدث وأجاز لنا، أسند لَهُ حديثًا.
545- ثابت بْن مُحَمَّد أَبِي الفرج بْن حسن بْن المديني أَبُو الفرج الأصبهاني:
خطيب أصبهان، سَمِعَ بها الكثير وسمع ببغداد من المبارك بْن كامل وأبي الفضل الأرموي، وأملى بأصبهان وسمع مِنْهُ أَبُو بَكْر الحازمي ونصر بْن أَبِي الرشيد الأصبهاني وخلق كَثِير، وكانت لَهُ معرفة بهذا الشأن. أجاز لنا أن الأرموي أخبره، أخبرنا ابْنُ المأمون. فذكر حديثًا. بلغنا أَنَّهُ توفي في رمضان سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل عن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذر الصالحاني وزاهر الشحامي وغيرهما وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير) .
546- ثابت بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك أَبُو البركات يعرف بابن القاضي [2] :
سَمِعَ ابْنُ السمرقندي والحسن بن محبوب، تركه النَّاس لتزويره السماعات ولم أسمع مِنْهُ.
547- ثابت بْن مشرف بْن أَبِي سعد البناء أَبُو سعد بْن شستان:
حدث ببغداد وحلب ودمشق وكان قَدْ سَمِعَ بإفادة عمه أَبِي الْحَسَن الخباز وبنفسه من ابْنُ ناصر وأبي بَكْر بْن الزاغوني وأحمد بْن هبة اللَّه بْن الواثق وأبي الفتح الكروخي وأبي الوقت وأبي الْعَبَّاس بْن ناقة. توفي فِي ذي الحجة سنة تسع عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي وأبو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد وجماعة، وآخر من روى عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس النصيبي، وأجاز لَهُ عَبْد اللَّه بْن الفراوي ووجيه بن طاهر في
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 125.
[2] انظر: لسان الميزان 2/74.(15/151)
سنة أربعين وخمسمائة. وقَالَ ابْنُ نقطة فيما قرأت بخط السيف أَحْمَد بْن عِيسَى: كَانَ صعب الأخلاق ظاهره العامية، سَمِعت عامة الطلبة يذمونه) .
548- ثعلب بْن مذكور بْن أرنب الأكاف أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي الْمُخْتَار [1] :
أخو رجب، أسمعه أَبُوهُ من أَبِي العز مُحَمَّد بْن جَابِر وهبة اللَّه بْن الحصين وأبي غالب بْن البناء وطبقتهم وكان سيء الطريقة ليس بأهل للرواية: كَانَ حارسًا ويخالط الخاطين، توفي سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
549- ثامر بْن جامع بْن مختار أبو البركات القطان الحربي:
روى عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف شيئًا من مغازي مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، سمعنا مِنْهُ.
(قلت: روى عَنْهُ المؤلف وأبو الحجاج بْن خليل وأجاز لأحمد بْن أبي الخير) .
550- ثناء بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ أَبُو حامد يعرف بالجمعي الحربي [2] :
سَمِعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن الأشقر، أجاز لنا، توفي فِي شعبان سنة خمس وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي وابن خليل وزاد فِي نسبه ابْنُ القرطبان الآجري وأجاز لأحمد بن سلامة) .
__________
[1] انظر: لسان الميزان 2/82.
[2] المشتبه، 79.(15/152)
حرف الجيم
551- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد السلماني الأصل البغدادي [1] :
روى عن أَبِي طَالِب بْن غيلان، روى عَنْهُ أَبُو طاهر بْن سلفة فِي مشيخته وسأله عن مولده فقال سنة تسع وعشرين وأربعمائة وكنيته أَبُو القاسم.
552- جَعْفَر بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الثقفي أَبُو البركات قاضي القضاة بْن أَبِي جَعْفَر قاضي القضاة:
أصلهم من الكوفة، ولد ببغداد. ولي والده قاضي القضاة سنة خمس وخمسين وخمسمائة واستناب ولده أبا البركات فتوفي والده بعد أشهر وولي مكان والده سنة ست وخمسين وخمسمائة فِي صفر، فلما مات أَبُو المظفر بْن هبيرة وزير المستنجد سنة ستين وخمسمائة فِي جمادى الأولى استنيب أَبُو البركات فِي الوزارة مضافًا إلى القضاء إلى أن قدم أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن البلدي من واسط فِي صفر سنة ثلاث وستين. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وهبة اللَّه بْن الطبر وهبة اللَّه الشروطي ومن بعدهم، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر بْن عليّ الدمشقي. مولده سنة سبع عشرة وخمسمائة، وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
553- جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن المجلي أَبُو الفضل بْن أَبِي السعود:
من بيت رواية، سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وأباه أبا السعود. روى لنا عَنْهُ ابن الأخضر وسمع مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني، وذكره فِي تاريخه. توفي فِي ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
554- جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد الدامغاني أَبُو مَنْصُور بْن أَبِي جَعْفَر بْن قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه [2] :
سَمِعَ أبا زكريا بْن منده وأبا مُسْلِم السمناني وأبا عليّ بْن المهدي.
(قلت: وأبا الحسن بن الطيوري) وروى عنه. قَالَ: سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ وابن الأخضر وابنه يحيى بن جعفر.
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/208. والجواهر المضية 1/179. والمنتظم 10/198، 224.
[2] انظر: الجواهر المضية 1/179. وشذرات الذهب 4/227.(15/153)
(قلت: وأبو مُحَمَّد بْن قدامة) . ولد سنة تسعين وأربعمائة، وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وخمسمائة.
555- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سعد أَبُو القاسم البوراني يعرف بابن المنمنم:
سَمِعَ سعد الخير وأبا بَكْر بْن الأشقر وأبا الوقت، توفي في آخر سنة ثلاث وستمائة.
556- جَعْفَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز أَبُو مُحَمَّد ويدعى الأفضل بْن قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن العباسي [1] :
كَانَ شابًا وافر الهمة فِي طلب الحديث، حسن المعرفة، مَعَ صغر سنه، أسمعه أَبُوهُ من أَبِي الفتح بْن شاتيل والقزاز وعبد المنعم الفراوي وسمع هُوَ بنفسه من خَلَقَ كَثِير من أصحاب أَبِي طَالِب بْن يُوْسٌف وأبي الغنائم بْن المهتدي بالله فمن بعدهم وله رحلة إلى الشام، روى ببغداد شيئًا يسيرًا. ولد فِي صفر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة ومات بحماه راجعًا من دمشق فِي ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل فِي معجمه) .
557- جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن المعوج أَبُو الفضل البغدادي:
روى عن أَبِي بَكْر بْن الأشقر ولم يكن مشهورًا بالرواية توفي سنة ستمائة.
558- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أموسان أَبُو مُحَمَّد الأصبهاني [2] :
قدم بغداد وسمع ابْنُ البطي، وكان سَمِعَ ببلده غانم بْن خَالِد وفاطمة بِنْت مُحَمَّد البغدادي وحدث عَنْهُمْ ثُمَّ قدم علينا حاجًا سنة ست وستمائة قرأت عليه: أخبركم غانم وفاطمة قالا أنبأنا العيار. فذكر حديثًا. كَانَ صحيح السماع مشهورًا بالثقة لَهُ معرفة بالوعظ، حج ورجع فمات بالمدينة في محرم سنة سبع وستمائة، وقَالَ لي:
ولدت فِي ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي والزكي عَبْد العظيم وأجاز لجماعة منهم ابْنُ أَبِي الخير) .
559- جَعْفَر بْن عليّ بْن مُحَمَّد أَبُو عليّ بْن كيباية التاجر:
حدث عن أَحْمَد بْن المبارك المرقعاتي وتوفي بدمشق سنة عشرين وستمائة في
__________
[1] انظر: لسان الميزان 2/127. ومجمع الألقاب 5/ت 1968.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/202. وشذرات الذهب 5/25.(15/154)
جمادى الآخرة.
560- جامع بْن مُحَمَّد بْن جامع بْن الطيب أَبُو الطيب بْن السمك الحربي:
سمع أبا العباس ابن قريش وبن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعبد اللَّه بْن أَبِي طَالِب الخباز، توفي سنة ثمان وستين وخمسمائة.
561- جلخ مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد أَبُو بَكْر الحربي:
وجلخ لقب لَهُ، أظن قرأت عَلَيْهِ: أخبركم هبة اللَّه الشبلي. فذكر حديثًا. توفي فِي رمضان سنة تسع وستمائة.(15/155)
حرف الحاء
562- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جكينا أَبُو مُحَمَّد الحريمي [1] :
شاعر مجيد ظريف أكثر القول فِي المدح والهجاء والغزل والهزل، سار شعره وحفظ عَلَى فقر كَانَ يعانيه، وضيق معيشة كَانَ يقطع زمانه بها. أنشدونا عَنْهُ، أنشدنا الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الصوفي، أنشدنا أَبُو مُحَمَّد بْن جكينا لنفسه:
قَدْ بان لي عذر الكرام وصدهم ... عن أكثر الشعراء ليس بعار
لم يسأموا بذل النوال وإنما ... جمد الندى لبرودة الأشعار
563- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سهل أَبُو العلاء الحافظ بْن العطار الهمذاني [2] :
سَمِعَ الكثير ببلده ورحل إلى البلدان وقرأ القراءات الكثيرة بأصبهان وبغداد وواسط.
سَمِعَ ببغداد أبا طَالِب بْن يُوْسٌف وأبا عَبْد اللَّه البارع وأبا غالب بْن البناء وغيرهم.
(قلت: وسمع بها أبا القاسم بْن بيان وأبا عليّ بْن نبهان وبأصبهان أبا عليّ الحداد وغيره من أصحاب أَبِي نعيم وابن فاذشاه، وقرأ القراءات عَلَى أَبِي عليّ الحداد وأبي العز القلانسي والبارع) .
قَالَ المؤلف: ثُمَّ قدم سنة ست وأربعين وخمسمائة فحدث وأقرأ النَّاس. روى لنا عَنْهُ أَبُو أَحْمَد بْن سكينة ومحمد بْن مُحَمَّد بْن هارون وغيرهما وتوفي بهمذان وبمسجده دفن فِي جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة رحمه اللَّه.
564- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الفرج بْن راشد أَبُو مُحَمَّد الوراق:
ابْنُ قاضي دجيل، سَمِعَ القاضي أبا بَكْر. قرأت عَلَيْهِ عَنْهُ. فذكر حديثًا. توفي فِي محرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
(قلت: أجاز لأحمد بْن أَبِي الخير سلامة) .
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/352. وفوات الوفيات 1/116. والنجوم الزاهرة 6/197. وشذرات الذهب 4/88، 5/20. وذيل الروضتين، 69.
[2] انظر: معجم الأدباء 3/26. ومرآة الزمان 8/188. ومجمع الألقاب 4/309. وطبقات الجزري 1/204. وشذرات الذهب 4/231. والنجوم الزاهرة 6/72. والبغية 215.(15/156)
565- الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن مَنْصُور بْن حُسَيْن بْن قحطبه الفرغاني الأصل البغدادي الدار والمولد الصوفي أَبُو عليّ يعرف بابن أشنانة [1] :
شيخ ظريف، صحب الصوفية برباط الزوزني سنين. كَانَ حسن المذاكرة، سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وغيره ولا بأس بِهِ. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة وتوفي في صفر سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء مُحَمَّد بن معجمهما والنجيب عَبْد اللطيف) .
566- الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن موهوب بْن أَحْمَد بْن الجواليقي أَبُو عليّ بْن أَبِي طاهر بْن أبي مَنْصُور [2] :
من بيت أدب وفضل، سَمِعَ أبا بَكْر بن الزاغوني وأبا القاسم العكبري وأبا الوقت السجزي وسماعه صحيح. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الزاغوني فذكر من جزء زغبة حديث «لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته» . ولد فِي سنة أربع وأربعين.
(قلت: هَذَا الحديث قرأته بمصر عَلَى أَبِي المعالي الأبرقوهيّ، أنبأنا ابْنُ الجواليقي فذكره. توفي فِي شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة، وروى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي والسيف أَحْمَد بْن عِيسَى ومن المتأخرين أَبُو إِسْحَاق بْن الواسطي) .
567- الْحَسَن بْن سَعِيد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن البناء أَبُو مُحَمَّد بْن أبي القاسم ابن أَبِي غالب بْن الشَّيْخ أَبِي عليّ:
من أهل الحربية، من بيت حديث ثقات إثبات، سَمِعَ أبا مُحَمَّد جَعْفَر بْن أَحْمَد السراج وأبا غالب البقال وأبا سعد بْن خشيش وأبا غالب الذهلي وغيرهم وحدث عَنْهُمْ، سَمِعَ مِنْهُ عليّ بْن أَحْمَد الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ وابن مشّق، وقال لي عبد العزيز ابن الأخضر: سَمِعت مِنْهُ ومن أَبِيهِ سَعِيد ومن ابنه غياث. أدركناه ولم يقدر لنا السماع مِنْهُ. قرأت عَلَى نور بِنْت غياث بْن حسن: أخبركم جدك، أخبرنا ابن خشيش، أخبرنا ابْنُ شاذان. فذكر حديثًا. قرأت بخط الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن حمدون «توفي أَبُو مُحَمَّد بْن البناء فِي رجب سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة» . وَقَدْ خولف فِي ذَلِكَ فقرأت بخط مُحَمَّد بْن أَبِي طاهر البيع. توفي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن سعيد بن البناء
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/334. وشذرات الذهب 4/339.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/271. وشذرات الذهب 5/117.(15/157)
في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
(قلت: القول الأخير ليس بشيء) .
568- الْحَسَن بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن بندار أَبُو عليّ الشاتاني [1] :
- وشاتان قلعة بديار بَكْر- كَانَ فقيهًا أديبًا شاعرًا، قدم بغداد وتفقه وسمع الحديث من القاضي أَبِي بَكْر وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وغيرهما، وأنشأ الرسائل وسكن الموصل ونفذه أميرها رسولًا إلى بغداد، وخرج إلى الشام وحدث بها وبلغني أَنَّهُ تغير فِي آخر عمره. ولد سنة عشر وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وذكره ابْنُ عساكر فِي تاريخه.
569- الْحَسَن بْن سهل بْن المؤمل أَبُو المظفر الكاتب:
سَمِعَ من أَبِي نعيم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجماري بواسط وقدم بغداد وحدث بها بشيء من مسند مسدد. سَمِعَ مِنْهُ إِبْرَاهِيم الشعار وعلي بن أحمد الزيدي وعمر القرشي وأحمد ابن طارق. ولد فِي شوال سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وقدم بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة ثُمَّ رجع ومات بعدها بقليل.
570- الْحَسَن بْن سيف بْن حسن أَبُو عليّ الشهراباني ثُمَّ البغدادي التاجر [2] :
سَمِعَ زاهر بْن طاهر وكتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وقَالَ غيره: توفي بمكة مجاورا سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة وله اثنتان وسبعون.
571- الْحَسَن بْن صافي بْن عَبْد اللَّه أَبُو نزار النحوي البغدادي [3] :
ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة. قَرَأَ علم الكلام عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر القيرواني والأصول عَلَى أَبِي الفتح أَحْمَد بْن عليّ بْن برهان، والخلاف عَلَى أسعد الميهني والنحو عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي زَيْد الفصيحي وسمع الحديث من نور الهدى أَبِي طَالِب الزينبي
__________
[1] انظر: طبقات السبكي 4/210. والنجوم الزاهرة 6/58. ومجمع الألقاب 4/77. والوفيات 1/152.
[2] انظر: مجمع الألقاب 4/231.
[3] انظر: معجم الأدباء 3/74. ومجمع الألقاب 5/ت 1688. وإنباه الرواة 1/305. وطبقات السبكي 45/210. والبغية، 220. والنجوم الزاهرة 6/68. وشذرات الذهب 4/227.(15/158)
وصار أنحى أهل طبقته وكان فصيحًا ذكيًا لَهُ نظم إلا أَنَّهُ كَانَ عنده عجب وتيه بعلمه، لقب نفسه ملك النحاة، وكان يسخط عَلَى من يخاطبه بغير ذَلِكَ. سكن واسط مدة وأخذ عَنْهُ أهلها أدبًا كثيرًا ثُمَّ صار إلى شيراز وكرمان وتنقل حتَّى استقر به الحال بدمشق فسكنها إلى أن توفي. وذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه. توفي سنة ثمان وستين وخمسمائة.
572- الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن أَبُو عليّ الصوفي الفارسي ثُمَّ البغدادي:
كَانَ يسكن رباط الزوزني وهو أخو شيخ الرباط أَبِي بَكْر أَحْمَد، والحسن أسنّ.
كَانَ رجلًا صالحًا عابدًا، سَمِعَ أبا السعود بن المجلي وهبة اللَّه الحريري وأبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ وجماعة. سمعنا مِنْهُ ونعم الشَّيْخ كَانَ. قلت لَهُ: أخبركم أَبُو بَكْر القاضي.
فذكر حديثًا. ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة ست وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابن خليل) .
573- الْحَسَن بْن عليّ بْن عَبْد الملك بْن يُوْسٌف أَبُو مُحَمَّد الإسكافي:
منسوب إلى بلد كَانَ بالنهروان، يعرف بإسكاف، كَانَ حافظًا للقرآن، قَرَأَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي مَنْصُور الخياط وسمع مِنْهُ ومن أَبِي الفرج القزويني وأبي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلام وجعفر السراج وحدث عَنْهُمْ، سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن صالح الجيلي وأحمد بْن طارق وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر وغيره. ولد سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
574- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الدامغاني أَبُو نصر بْن قاضي القضاة أَبِي الحسن [1] :
كان ينوب عن أخيه أبي الْحُسَيْن أَحْمَد فِي الحكم والقضاء بالجانب الغربي، سَمِعَ أبا الغنائم النرسي، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ، توفي فِي شوال سنة خمس وستين وخمسمائة.
575- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو محمد يعرف بابن السّوادي، الكامل [2] :
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/199.
[2] انظر: مجمع الألقاب 4/33(15/159)
واسطي من بيت كتابة وتقدم، كَانَ بارعًا فِي الحساب والمساحة والفرائض سَمِعَ أبا نعيم الجماري ومُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي الصقر الشَّاعِر، وببغداد من أَبِي الخير الغسّال وحدث بها سنة سبع وعشرين وخمسمائة عن عمه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السوادي، روى لنا عَنْهُ أَبُو الفتح الفرضي ومحمد بْن يَحيى القاضي وأبو طَالِب بْن عَبْد السميع. ولد سنة تسع وسبعين وأربعمائة وتوفي بواسط فِي رمضان سنة ست وستين وخمسمائة.
576- الْحَسَن بْن عليّ بْن الْحَسَن أَبُو عليّ البَطَلْيُوْسي:
ورد العراق مجتازًا إلى خراسان وسمع زاهر بْن طاهر وحدث ببغداد. سَمِعَ مِنْهُ عمر ابن عليّ الْقُرَشِيّ وبلغنا أَنَّهُ توفي بحلب فِي سنة ثمان وستين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو نصر بْن الشيرازي والفخر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإربلي وقَالَ ابْنُ نقطة: إنه روى صحيح مُسْلِم عن الفراوي. سمعه منه محمد بن إسماعيل بن أبي الضيف وعبد اللطيف بْن يُوْسٌف مَعَ جَدّه مُحَمَّد بْن يُوْسٌف الموصلي فِي مجالس آخرها فِي صفر سنة ست وستين وخمسمائة وعبد اللَّه بْن عُمَر الْقُرَشِيّ بقراءة أَبِيهِ لهم) .
577- الْحَسَن بْن عليّ بْن الْحَسَن أَبُو عليّ الخباز بْن شيرويه الديلمي الأصل:
كَانَ يسكن باب الأزج، سَمِعَ أبا الغنائم النرسي. أدركته ولم أسمع مِنْهُ. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد وتميم ابنا البندنيجي ونصر بْن الحصري وغيرهم. وتوفي في وسط سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
(قلت: وروى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن المقير) .
578- الْحَسَن بْن عليّ بْن بركة بْن عبيدة أَبُو مُحَمَّد المقرئ [1] :
كَانَ يسكن الكرخ وكان جيد الأداء، حسن المعرفة بالنحو، قَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي مَنْصُور بْن خيرون وأبي مُحَمَّد سبط الخياط، وبالكوفة عَلَى أَبِي البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الزيدي وقرأ النحو عَلَى أَبِي السعادات هبة اللَّه بْن الشجري وسمع القاضي أبا بَكْر وغيره، وكان عالمًا بالفرائض وأقرأ النَّاس مدة، وتخرج بِهِ جماعة فِي النحو والفرائض. توفي فِي شوال سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: طبقات الجزري 1/224. وإنباه الرواة 1/319. ومعجم الأدباء 3/155. ومرآة الزمان 8/249.(15/160)
579- الْحَسَن بْن عليّ بْن المبارك أَبُو عليّ المؤدب يعرف بابن الحلاوي [1] :
وقيل اسمه المبارك، أجاز لي. سَمِعَ ابْنُ الحصين وابن البناء. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومن بعده وَقَدْ رَأَيْته. توفي فِي صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
تم المختصر من المجلد الثاني والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وسلم.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/152.(15/161)
[المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي الجزء الثالث]
[تتمة باب الرجال]
[تتمة حرف الحاء]
580- الْحَسَن بْن عليّ بْن نصر بْن عقيل العبدي، يعرف بابن الغيريني واسطي [1] :
كَانَ شاعرًا مُجيدًا، حسن القول، مدح الأكابر واكتسب بالشعر ورحل من بغداد إلى الجزيرة والشام. ذكره العماد الكاتب فِي «خريدة القصر» وقَالَ: «مدح الملك صلاح الدين» .
قلت: كَانَ من الشيعة، توفي سنة ست وتسعين (وخمسمائة) .
581- الْحَسَن بْن عليّ بْن حمزة الزيدي العلوي أبو محمد بن الأقباسي [2] :
كذا ولي نقابة العلويين ببغداد سنة ونصفًا وله شعر حسن، مدح الناصر أمير المؤمنين. توفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة فِي عشر السبعين.
582- الْحَسَن بْن عليّ بْن ناهُوج الإسكافي البغدادي:
أحد الكتاب، أديب شاعر، قَرَأَ عَلَى أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن الخشاب وحج وجاور ثُمَّ دخل مصر وتوفي سنة ست وتسعين وخمسمائة عن نيف وستين سنة.
583- الْحَسَن بْن عليّ بن محمد أَبُو عليّ المقرئ الضرير الدرزبيني [3] :
من قرية الدرزبينية، قَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي الْحَسَن عليّ بْن عساكر البطائحي وغيره. توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وكان حسن التلاوة يقرأ بدار الخلافة.
584- الْحَسَن بْن عليّ بْن حُسَيْن بْن قنان الأنباري ثُمَّ البغدادي أَبُو مُحَمَّد المخلطي [4] :
أخو الْحُسَيْن، سَمِعَ أبا الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي. قرأت عليه:
أخبركم الأرموي. فذكر حديثا. توفي في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وستمائة.
585- الْحَسَن بْن عسكر بْن حسن أَبُو مُحَمَّد الصوفي الواسطي:
من أولاد الشيوخ، سَمِعَ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقي وأبا الْحَسَن بْن عَبْد السلام
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/58. ومجمع الألقاب 5/ت 1666.
[2] انظر: روضات الجنات 1/145.
[3] انظر: مرآة الزمان 8/480.
[4] انظر: المشتبه، 215.(15/164)
الكاتب لما قدم واسط. توفي سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
586- الْحَسَن بْن غالب بْن عليّ الرفاء [1] :
سَمِعَ أبا إِسْحَاق البرمكي، سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن الحصين وأحمد بن السّمين وأبو طاهر ابن سلفة. بقي إلى بعد سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
587- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن المطلب أَبُو عليّ بْن الوزير:
ولي نظر بعقوبا، سَمِعَ أبا الْحَسَن العلاف وأبا عليّ بْن نبهان، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الدمشقي وغيره وتوفي فِي ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
588- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الجايزاني الميمي:
وميمة بلدة بنواحي أصبهان، رَجُل صالح، قدم بغداد سنة أربع وسبعين وخمسمائة وحدث بها عن أَبِي عليّ الحداد. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو بَكْر الحازمي وأبو الفتوح بْن الحُصْريّ.
589- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ أَبُو علي البقال يعرف بابن القطائفي:
سَمِعَ ابْنُ الحصين، سمعنا منه قال: أنبأنا أبل الحصين. فذكر حديثا. كَانَ سُوقيًا صحيح السماع. ولد سنة ست عشرة وخمسمائة وتوفي في محرم سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
قلت أي الذهبي: روى عَنْهُ ابْنُ خليل وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير سلامة.
590- الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ حمدون أَبُو سعد بْن أَبِي المعالي الكاتب [2] :
بقية بيته، سَمِعَ أبا بَكْر بْن الزاغوني وأبا جَعْفَر العباسي وابن اللحاس وجماعة وكتب بخطه وكان صحيح النقل، جمع الوفيات والكتب، سمعنا مِنْهُ الكثير. ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة فِي صفر، وتوفي فِي محرم سنة ثمان وستمائة.
591- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد المتكبر الهاشمي أبو علي بن أَبِي الفائز:
سَمِعَ أبا مُحَمَّد بن المادح، كتبنا عَنْهُ، توفي فِي رمضان سنة أربع عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 3/273. والنجوم الزاهرة 5/55. والمنتظم 8/158.
[2] انظر: معجم الأدباء 3/209. وذيل الروضتين، 79. وشذرات الذهب 5/32.(15/165)
592- الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْنِ نِظَامِ الْمُلْكِ أَبِي عليّ الطوسي أَبُو عليّ بْن أَبِي نصر:
من بيت الوزارة، تفقه عَلَى أَبِيهِ وسمع من أَبِي الوقت وأحمد بْن مُحَمَّد العباسي، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. توفي سنة سبع عشرة وستمائة فِي ذي القعدة.
593- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن طاهر بْن زاهر بْن طاهر أَبُو عليّ الشحامي:
من بيت حديث عال كبير، سَمِعَ أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ الطوسي ومسعود بْن مُحَمَّد المروزي. قدم علينا بغداد سنة ثلاث عشرة وستمائة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الفتح مَسْعُود بنيسابور. فذكر حديثًا بإسناد ضعيف. قَالَ لي: ولدت في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
594- الْحَسَن بْن مبارك بْن مُحَمَّد بْن يَحيى بْن مُسْلِم بْن الزبيدي أَبُو عليّ بْن أَبِي بَكْر [1] :
سَمِعَ أبا الوقت وغيره، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا هُوَ «لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة» من جزء أَبِي الجهم. قَالَ لي: ولدت سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. قلت: قرأت بخط ابْنُ الحاجب الأميني: كَانَ الْحَسَن بْن الزبيدي حنبليًا ثُمَّ صار شافعيًا ثم صار حنفيّا، ورأيتهم يرمونه بالاعتزال، ذكر ذَلِكَ ابْنُ الحاجب فِي معجمه. وروى لنا عَنْهُ أَبُو المعالي الهمذاني، وكان فاضلًا عالمًا بالنحو ورعًا، كتب الكثير من التفسير والحديث والأدب، وسمع أيضًا من أَبِي عليّ بْن الخراز وأبي جَعْفَر الطائي ومعمر بْن الفاخر وتوفي فِي ربيع الأول سنة تسع وعشرين وستمائة.
595- الْحَسَن بْن مُسْلِم بْن الْحَسَن أَبُو عليّ الفارسي [2] :
كَانَ صالحًا عابدًا، حفظ القرآن وتفقه. وحَدَّثنا عن أَبِي البدر الكرخي، توفي فِي محرم سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 1925. وشذرات الذهب 5/130. وبغية الوعاة، 226.
[2] انظر: مرآة الزمان 8/293. وذيل الروضتين، 13.(15/166)
596- الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن المطلب أَبُو المظفر فخر الدولة ابْنُ الوزير أَبِي المعالي [1] :
زاهد تارك للدخول فِي الدنيا من الولايات متصوف كَثِير الحج والمجاورة، لَهُ مدرسة بشرقي بغداد ورباط وغير ذَلِكَ من الآثار الحسنة. سَمِعَ أبا الْحَسَن بْن العلاف وقرأ الأدب عَلَى أبي بَكْر بْن جوامرد، وامتنع فِي كبره من الرواية سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه وسمع مِنْهُ ابْنُ صالح الجيلي وعمر الْقُرَشِيّ ورأيته أَنَا. توفي فِي شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
597- الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محفوظ بْن صصرى التغلبي أَبُو المواهب بْن أَبِي الغنائم الدمشقي [2] :
واسمه فِي سماعاته القديمة «نصر اللَّه» . كَانَ أحد العدول ببلده ومن بيت الرواية، سَمِعَ الكثير بدمشق ورحل إلى العراق وأصبهان وغيرهما، أول مرة سنة ثمان وستين وخمسمائة وجمع شيئًا فِي فضل بيت المقدس وغير ذَلِكَ وحدث مدة وكتب إلينا بالإجازة وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة وكان ثقة.
598- الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن يَحيى بْن حسن أَبُو عليّ الشَّافعيّ بْن البوقي [3] :
تفقه بواسط عَلَى أَبِيهِ أَبِي جَعْفَر وشهد عند القضاء وكان إِلَيْه الفتوى ببلده، وسمع بها أبا الكرم الْأَزْدِيّ وأبا عَبْد اللَّه الجلابي وببغداد من أَبِي زرعة وابن البطي. ولد بعد العشرين وخمسمائة وتوفي سنة ثمان وثمانين فِي شعبان، أنبأنا قَالَ: أنبأنا أَبُو زرعة.
فذكر حديثًا.
599- الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن المكشوط أَبُو عليّ الهاشمي:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وابن البناء وغيرهما. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومكي الغراد وأجاز لنا. توفي فِي شعبان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وله ثمانون سنة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل وقَالَ ابْنُ نقطة: حدث عن ابْنُ الحصين بالمسند وكان سماعه صحيحا.
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/237. والكامل لابن الأثير، حوادث سنة 578.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/112. وشذرات الذهب 4/285. وتذكرة الحفاظ 4/147. ومعجم الأدباء 6/145.
[3] انظر: طبقات السبكى 4/213.(15/167)
600- الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عليّ أَبُو علي بن الدّواميّ:
أحد الأعيان وحاجب الحجاب، أجاز لَهُ أَبُو مُحَمَّد سبط الخياط وأبو سعد البغدادي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الأرموي حضورًا. فذكر حديثا. وتوفي في رجب سنة ست عشرة وستمائة.
601- الْحَسَن بْن هلال بْن مُحَمَّد بْن هلال أبو محمد بن الصابي الكاتب، يعرف بالأشرف:
من بيت مشهور، سَمِعَ أبا غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن البقال وأبا الغنائم النرسي. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخشاب وعمر بْن عليّ الدمشقي وأنبأنا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن الأخضر.
ولد سنة ست وثمانين وأربعمائة وتوفي سنة خمس وستين وخمسمائة فِي وسطها.
602- الْحَسَن بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه أمير المؤمنين المستضيء بأمر اللَّه بْن المستنجد بالله بْن المقتفي أَبِي عَبْد اللَّه بْن المستظهر بْن المقتدي بأمر اللَّه أَبِي القاسم:
بويع فِي ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة بعد موت أَبِيهِ وكان القائم بأخذ البيعة أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن عبد الله ابن رئيس الرؤساء واستوزره يومئذ، وكان المستضيء ذا رأفة وحلم وأناة مدحه أَبُو الفوارس سعد بْن مُحَمَّد حيص بيص وكان كَثِير الصدقة والمعروف. ولد سنة ست وثلاثين وخمسمائة وتوفي في شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
603- الْحَسَن بْن يُوْسٌف بْن حسن بْن المحولي:
سَمِعَ شيئًا بإفادة أخيه عليّ من أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن نبهان الرّقي والأرموي. توفي سنة ثلاث وستمائة فِي ربيع الأول (وهو فِي عشر الثمانين.
604- الْحَسَن بْن أَبِي نصر بْن أَبِي حنيفة:
أخو الْحُسَيْن وسماه بعضهم المبارك سَمِعَ ابْنُ الحصين وغيره. سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّد بْن مشق. (قلت: وابن خليل) توفي فِي شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
605- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر الشقاق أَبُو عبد الله الحاسب الفرضي [1] :
__________
[1] انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/194.(15/168)
لَهُ فِي الحساب تصانيف، قَرَأَ عَلَى أَبِي حكيم عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الخبري وعلى غيره، وبرع فِي فنه وأقرأ النَّاس. روى عنه أَبُو الفضل خطيب الموصل شعرًا توفي فِي آخر سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
606- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن الدامغاني أبو المظفر ابن القاضي أَبِي الْحُسَيْن [1] :
استنابه فِي القضاء ببغداد أخوه قاضي القضاة أَبُو الْحَسَن سنة ست وأربعين وخمسمائة. سمع ابن الحصين وأبا غالب بْن البناء. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. توفي سنة تسع وسبعين وخمسمائة وله ثلاث وستون سنة.
607- الْحُسَيْنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْن أَيُّوبَ أبو عبد اللَّه بْن أَبِي طاهر:
سَمِعَ من القاضي أَبِي بَكْر (مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ) وأبي مَنْصُور القزاز وغيرهما. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وقرأت عَلَيْهِ: أخبركم قاضي المرستان «من ذا الغطريف» ولد في ذي الحجة سنة عشرين وخمسمائة وتوفي في ذي القعدة سنة خمس وستمائة ودفن بباب أبرز.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ الضياء المقدسي وقرأ عَلَيْهِ النجيب عَبْد اللطيف الحديث.
608- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الغزال أَبُو عَبْد اللَّه بْن الخياري [2] :
سَمِعَ من أم أَبِيهِ أمة الوهاب بِنْت هبة اللَّه بْن عليّ بْن المجلي وعمر بْن عَبْد اللَّه الحربي وعبد الأول السجزي وكان يَقُولُ الشعر. قرأت عَلَى الْحُسَيْنِ الْبَابَصْرِيِّ:
أَخْبَرَتْكَ جَدَّتُكَ سِتُّ السُّعُودِ، أنبأنا ابْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ. فَذَكَرَ حَدِيثَ مَالِكٍ «مَنْ تَوَضَّأْ فَلْيَسْتَنْثِرْ» . ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة سبع عشرة وستمائة.
609- الْحُسَيْن بْن سَعِيد بْن الْحُسَيْن بْن شنيف أَبُو عَبْد اللَّه:
كَانَ أمين القضاة هُوَ وأبوه بمحلته. سَمِعَ هبة اللَّه الحريري وأبا الفضل عَبْد الملك وأبا الْحَسَن عليّ ابني عَبْد الواحد بْن زريق القزاز وغيرهم وكان ثقة من بيت حديث، قرأت عَلَيْهِ ونعم الرجل كَانَ: أخبركم هبة اللَّه بْن الطبر، أنبأنا أبو إسحاق الرملي.
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/207.
[2] انظر: مرآة الزمان 8/611. ومجمع الألقاب 5/ت 1928.(15/169)
فذكر حديثا. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة وتوفي في المحرم سنة عشر وستمائة ودفن بباب حرب.
(قلت: روى عَنْهُ الشَّيْخ الضياء والنجيب عَبْد اللطيف وأخوه عَبْد العزيز فِي غالب ظني) .
610- الْحُسَيْن بْن عَبْد العزيز بْن الْحُسَيْن الكوفي الواسطي المولد والمنشأ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الوكيل البزاز:
سَمِعَ أبا الكرم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مخلد وسعد بن عبد الكريم الغندجاني وأحمد ابن بختيار المندائي وقدم بغداد واستوطنها وحدث بها. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم نصر اللَّه، أنبأنا القاضي أَبُو تمام عليّ بْن مُحَمَّد الواسطي، وأنبأنا بْن المظفر، أنبأنا الصوفي. فذكر حديثًا. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وتوفي في جمادى الأولى سنة عشر وستمائة، وكان أَبُوهُ من وكلاء القضاة.
611- الْحُسَيْن بْن عُمَر بْن نصر بْن حسن بْن سعد بْن باز أَبُو عَبْد اللَّه الموصلي:
سَمِعَ أباه وببغداد شهدة وأسعد بْن يلدرك وعبد الحق اليوسفي ولاحق بْن كاره وكتب شيئًا من مسموعاته ثُمَّ اشتغل بالمعاش وترك الاشتغال بالحديث وسافر إلى مصر والشام ثُمَّ لقيته بالموصل شيخ دار الحديث المظفرية. كتبت عَنْهُ. ولد فِي ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي والزكي البرزالي والشهاب أَحْمَد الأبرقوهي وتوفي فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وستمائة) .
612- الْحُسَيْن بْن عثمان بْن عليّ القطان أَبُو عَبْد اللَّه الحربي يعرف بابن الكوفي:
سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف، حَدَّثنا عَنْهُ. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة ستمائة وله نيف وثمانون سنة.
(قلت: وروى عَنْهُ ابْنُ خليل وأجاز لابن أَبِي الخير) .
613- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن القاسم بْن مظفر بْن الشهرزوري أَبُو عَبْد اللَّه:(15/170)
من أهل الموصل، من بيت قضاء ورياسة سكن بغداد وولي قضاءها مَعَ أَبِي البركات جَعْفَر الثقفي. سَمِعَ من أَبِي البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خميس. كتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. توفي فِي جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
614- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الدامغاني أبو علي ابن قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن [1] :
سَمِعَ أبا الغنائم النرسي. روى عَنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ. توفي في رجب سنة إحدى وستين وخمسمائة.
615- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن حَمَّاد الجبائي أَبُو القاسم:
أخو دعوان المقرئ، وجبى من قرى السواد. سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وأبيًّا النرسي.
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. توفي فِي المحرم سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
616- الحسين بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن رئيس الرؤساء أَبِي القاسم عليّ بْن الْحَسَن بْن المسلمة أَبُو الفضائل:
سَمِعَ ابْنُ الحصين روى عنه القرشي. توفي سنة خمس وستين وخمسمائة.
617- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه أَبُو عَبْد اللَّه يعرف بابن السماك الحريمي:
سَمِعَ أبا عليّ البرداني وأبا العز مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار وشجاعًا الذهلي وسافر عن بغداد سنين كثيرة وحدث فِي سفره. سَمِعَ مِنْهُ ابنه واثق وعمر الْقُرَشِيّ وابن مشق. ولد سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة سبع وستين وخمسمائة.
618- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن مهجل أَبُو عَبْد اللَّه الضرير الباقداري:
(كذا) قَرَأَ القراءات وسمع من أَبِي القاسم بْن الحصين وأبي عَبْد اللَّه البارع. قرئ عَلَيْهِ وأنا أسمع: أنبأنا ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. توفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
619- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن قنان الأنباري، أخو الْحَسَن يكنى أبا عَبْد اللَّه:
تقدم أخوه وهو سَمِعَ من أَبِي الفضل الأرموي وسعيد بن البناء. توفي في رمضان
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/214.(15/171)
سنة اثنتين وستمائة، لم ألقه، سَمِعَ مِنْهُ بعض أصحابنا.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل ومحمد بْن عَبْد الواحد المقدسي وابن أَبِي عُمَر وغيرهم) .
620- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن صدقة بْن عليّ أبو طاهر ابن الوزير أَبِي القاسم:
من بيت وزارة، سَمِعَ عُمَر بْن ظفر المغازلي وأبا المظفر بْن هبيرة. ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة وتوفي في ربيع الأول سنة سبع وستمائة. أنبأنا قَالَ: أنبأنا المغازلي.
فذكر حديثًا.
621- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الطبري الأصل أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي بْن الشَّافعيّ:
تفقه عَلَى القاضي أَبِي الطيب الطبري ثُمَّ من بعده عَلَى الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق ولازمه حتَّى برع فِي الفقه وولي تدريس المدرسة النظامية مرتين، المرة الثانية استقلالًا سنة تسع وثمانين وأربعمائة بعد أَبِي حامد الغزالي ثُمَّ خرج إلى أصفهان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، مستدعى من جهة سلطانها فكان بها حتَّى توفي. شهد عند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّهِ الدامغاني وسمع من أَبِي الطيب الطبري وأبي مُحَمَّد الجوهري وحدث ببغداد وأصبهان. توفي بأصبهان سنة خمس وتسعين وأربعمائة وليس هو بالحسين بن علي الذي حدث بمكة بصحيح مسلم عن الفارسي فإن ذاك توفي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.
622- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن أَبُو مَنْصُور بْن الوزير الربيب أَبِي شجاع الرُّوْذَراوَريّ ثُمَّ البغدادي:
كَانَ أَبُوهُ وزير المقتدي بالله وهو تولى الوزارة للإمام المستظهر بعد وفاة أَبِي القاسم بن جهير في سنة ثمان وخمسمائة ثُمَّ خرج إلى أصفهان فتوفي بها سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
623- الْحُسَيْن بْن أَبِي نصر بْن الْحُسَيْن بْن هبة اللَّه بْن أَبِي حنيفة أَبُو عَبْد الله ابن القارص الحريمي:
بلغني أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إنه من ولد أَبِي حنيفة النعمان. سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين(15/172)
وهو آخر من روى عَنْهُ شيئًا من المسند. قرأت عَلَيْهِ وَقَدْ أضر: أخبركم ابْنُ الحصين.
فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة خمس وستمائة وَقَدْ بلغ تسعين سنة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء مُحَمَّد) .
624- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حَما:
سبط أَبِي سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الأسدي، سَمِعَ من جده أبي سعد وحدث سنة ستين وخمسمائة. روى عنه أبو الفتوح بْن الحصري وسمع مِنْهُ عليّ بْن أَحْمَد الزيدي وغيره.
625- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه أَبُو الفضل بْن الآمدي:
واسطي، حدث ببغداد والموصل. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم جدك أَحْمَد، أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلام بْن عفان الواعظ بواسط، أنبأنا عَبْد الملك بْن بشران. فذكر حديثًا. ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة وتوفي في رجب سنة إحدى عشرة وستمائة بواسط.
626- الْحُسَيْن بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن الزبيدي أَبُو عَبْد اللَّه أخو الْحسن [1] :
سَمِعَ أبا الوقت وأبا زرعة وأبا جَعْفَر الطائي وأبا حامد الغرناطي. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم أَبُو الوقت. فذكر من أَبِي الجهم «من رآني فِي المنام فقد رآني» . ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
(قلت: كَانَ أَبُو عَبْد اللَّه حنبليًا مدرس مدرسة الوزير ابْنُ هبيرة ومات ببغداد بعد رجوعه من دمشق بأيام فِي صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة وروى الحديث لنا عَنْهُ بعد سنة تسعين وستمائة نحو سبعين رجلًا وَقَدْ بقي من الرواة عَنْهُ بدمشق فِي سنة أربع وسبعمائة القاضي الحنبلي وابن مشرف وأبو الفضل الإربلي وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عَبْد الدائم وهدية بِنْت الهراس وست الوزراء ابْنَة منجي، وفاطمة بِنْت البطائحي ومحمد بْن أَحْمَد الواسطي وعثمان الحمصي وعيسى السمسار وأحمد بْن الشحنة الحجار والحسن بْن أَحْمَد بْن عطاء وفاطمة بِنْت الفَرَّاء) . يتلوه إن شاء اللَّه تَعَالى.
627- الْحُسَيْن بْن مُسافر بْن تغلب أَبُو عَبْد اللَّه المقرئ الضرير الواسطي:
قدم بغداد فِي صباه وتلقن بها القرآن وقرأ بالقراءات العشر (كذا) على أبي محمد
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/216(15/173)
سبط الخياط وسمع مِنْهُ مصنفاته فِي القراءات وعاد إلى بلده وأقرأ النَّاس وكان عالمًا بالقراءات ووجوهها. توفي فِي ذي الحجة سنة أربع وثمانين وخمسمائة سمعنا مِنْهُ من تصانيف الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد.
628- الْحُسَيْن بْن هداب أَبُو عَبْد اللَّه النوري الضرير المقرئ [1] :
قَرَأَ عَلَى أَبِي العز القلانسي، وسمع من ابْنُ الجواليقي كثيرًا من كتب الأدب وكان من قرية النورية. مات فِي رجب سنة اثنتين وستين وخمسمائة، ذكره ابْنُ نقطة.
629- الْحُسَيْن بْن أَبِي بَكْر بن الحسين الحربي يعرف بابن السمك:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الأصابع. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن سلمان السكر وغيره.
توفي فِي محرم سنة خمس وتسعين وخمسمائة. (روى عَنْهُ ابْنُ خليل وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير) .
630- الْحُسَيْن بْن أَبِي صالح بْن فنا خسرو:
سَمِعَ أبا الوقت. كتبت عَنْهُ بالموصل. توفي في شعبان سنة سبع عشرة وستمائة، روى عَنْهُ فِي الثلاثيات.
631- حمزة بْن عَبْد القاهر الهاشمي أَبُو السعادات بْن قارون:
من محلة دار القز. سَمِعَ عاصم بْن الْحَسَن روى عَنْهُ المبارك بْن كامل وحَدَّثنا عَنْهُ عمر بن طبرزذ. سمع منه في سنة ست وعشرين وخمسمائة.
632- حمزة بْن عليّ بْن طلحة الرازي ثُمَّ البغدادي أَبُو الفتوح [2] :
أحد الأعيان، يعرف بابن بقشلان، كَانَ صاحب المسترشد ووكيله ثُمَّ ترك ذَلِكَ وتزهد وحج وجاور ووقف مدرسة ورتب فيها أبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن الخل مدرسًا.
سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعمر بْن أَبِي بَكْر الدينوري. توفي ابْنُ طلحة في صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة.
633- حمزة بْن سلمان بْن جروان بْن الْحُسَيْن الماكسيني الأصل البغدادي أَبُو يعلى النجار أخو المبارك:
سَمِعَ من القاضي أَبِي بَكْر ومن أَبِي البدر الكرخي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو البدر.
__________
[1] انظر: معجم الأدباء 4/102. ونكت الهميان 145.
[2] انظر: مرآة الزمان 8/236. والمنتظم 10/202. ومجمع الألقاب 5/ت 340.(15/174)
فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة. وأجاز لابن أَبِي الخير.
634- حمزة بْن عليّ بْن حمزة بْن فارس الحراني الأصل البغدادي أَبُو يعلى بْن القبيطي [1] :
أحد القراء المجودين. قَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وأبي الكرم الشهرزوري وسمع منهما ومن أَبِي عَبْد اللَّه السلال وسعد الخير والأرموي وطبقتهم، واحترقت كتبه وحدث من أصول شيوخه، وكان ثقة صدوقًا حسن الخلق، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم السلال. فذكر حديثًا. ولد فِي رمضان سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء بْن عَبْد الواحد وابن خليل وعبد اللطيف وأجاز لجماعة منهم أَحْمَد بْن سلامة الحداد) .
635- حَمَّاد بْن مزيد بْن خليفة أَبُو الفوارس المقرئ الضرير:
قَرَأَ بالقراءات عَلَى أَبِي الْحَسَن البطائحي وغيره وسمع من أَحْمَد بْن المقرب بمسجد ابْنُ جردة وأقرأ النَّاس. توفي فِي شعبان سنة ست وتسعين وخمسمائة.
636- حَمَّاد بْن هبة اللَّه بْن حَمَّاد بْن فضيل أبو الثناء التاجر الحراني:
ساخر الكثير. سَمِعَ إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْدِيّ ببغداد وعبد السَّلام بْن أَحْمَد بكبرة وغيره بهراة وأبا مُحَمَّد بْن رفاعة بمصر وأبا طاهر بْن سلفة بالإسكندرية. وسمع مِنْهُ عُمَر العليمي سنة ثمان وستين وخمسمائة ببغداد، وصنّف تاريخا لحرّان وحدث به. أنشدني فرقد بْن عَبْد اللَّه الإسكندري أنشدني حَمَّاد بحران لنفسه:
ولد حَمَّاد سنة إحدى عشرة وخمسمائة وتوفي بحران فِي آخر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ عَبْد القادر الرهاوي والموفق بْن قدامة والعلم السخاوي والضياء مُحَمَّد وابن عَبْد الدائم وعبد اللطيف) .
637- حيدرة بْن بدر بْن مُحَمَّد أَبُو يعلى الهاشمي الرشيدي:
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/191. وشذرات الذهب 5/7.(15/175)
من ولد هارون الرشيد، أحد العدول بواسط. سَمِعَ ببغداد من أَبِي عبد الله محمد ابن أَبِي نصر الحميدي كتاب الشهاب للقضاعي عَنْهُ، وسَمِعَ بواسط من أَبِي نعيم الجماري. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الفتح المندائي. توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
638- حيدرة بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد حمزة أَبُو المناقب العلوي الزيدي [1] :
من أهل الكوفة. كَانَ والده من العلماء الرواة فسمعه من طراد الزينبي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو سعد بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه وأبو نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الكاتب.
(قلت: وأبو مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي) . توفي بالكوفة فِي ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة. وسمع أيضًا من أَبِيهِ.
639- حنبل بْن عَبْد اللَّه بْن الفرج أَبُو عَبْد اللَّه المكبر بجامع المهدي الرصافي [2] :
وكان دلالًا فِي الأملاك. حدث عن ابْنُ الحصين بالمسند ببغداد وبالشام وفي طريقه. حَدَّثنا قَالَ: أنبأنا هبة اللَّه فذكر حديثًا. ولد فِي حدود سنة عشر وخمسمائة أَوْ إحدى عشرة (وسمع من إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ و..) وتوفي بعد عوده من الشام فِي رابع محرم سنة أربع وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي وابن خليل والفقيه مُحَمَّد اليونيني، ومن المتأخرين المسلم بْن علان وأبو الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر وابن شيبان وابن الْبُخَارِيّ وغازي الحلاوي وجماعة) .
640- حجاج بْن عليّ بْن حجاج أَبُو القاسم بْن الدبيثي:
جدي لأمي، سَمِعَ بواسط من القاضي بن المغازلي وسمع ببغداد من أَبِي السعادات أَحْمَد بْن أَحْمَد وهبة اللَّه بْن الحصين. سمعته يتمثل بشعر وسألته عن مولده فَقَالَ: فِي
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/122. ولسان الميزان 4/280. والنجوم الزاهرة 5/276. وإنباه الرواة 2/324.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/12. ومرآة الزمان 8/536.(15/176)
يوم عاشوراء سنة خمس وخمسمائة، وتوفي في صفر سنة خمس وسبعين وخمسمائة.(15/177)
حرف الخاء
641- خَالِد بْن عليّ بْن يَحيى القصار الأزجي:
سمعنا مِنْهُ: حَدَّثنا أَبُو بَكْر بْن الزغواني. فذكر حديثًا. توفي فِي أوائل سنة سبع وستمائة.
642- الخضر بْن عليّ بْن مُحَمَّد السراج أَبُو الْعَبَّاس الصوفي الإربلي [1] :
سَمِعَ ببغداد من أَبِي الكرم الشهرزوري وأحمد بْن الْمَكِّيّ وخالط الصوفية ثُمَّ صار بمكة شيخ الصوفية، وحدث هناك وأجاز لنا. توفي بمكة سنة ثمان وستمائة.
643- خريفة بْن سعد بْن الهاطر أَبُو المعمر البغدادي الوزان العطار:
سَمِعَ النعالي وأبا الفضل بْن خيرون وابن البطر وقرأ بالروايات عَلَى أَبِي الخطاب بْن الجراح وتفقه عَلَى أَبِي الخطاب الكلوذاني وكان ربما كتب اسمه عَبْد اللَّه. روى عَنْهُ السهروردي وطاوس بْن أَحْمَد الصوفي. مات فِي رجب سنة ستين وخمسمائة، يأتي فِي العبادلة.
644- الخضر بْن كامل بْن سالم بْن سُبَيْع بْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَبَّاس الخاتوني الدمشقي:
قدم مَعَ أَبِيهِ بغداد فسمع الْحُسَيْن بْن عليّ سبط الخياط سنة سبع وثلاثين (وخمسمائة) وسمع بدمشق من نصر اللَّه، المصيصي وروى بها الكثير وأجاز لنا. ولد فِي رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وتوفي في شوال سنة ثمان وستمائة.
645- خلف بْن أَبِي البركات يَحيى بْن فضلان أَبُو القاسم المشاهر المؤدب:
سَمِعَ الكثير ولازم وروى عن ابْنُ الحصين وابن البناء وهبة اللَّه بْن الطبر. سَمِعَ مِنْهُ ابناه فضلان وعبد القادر، والقاضي عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو طَالِب بْن عَبْد السميع. توفي فِي رجب سنة خمس وستين وخمسمائة.
646- خطلخ الدباس مَوْلَى أَبِي الفتح بْن شاتيل:
سَمِعَ من أَبِي القاسم الربعي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر العليمي وعُمَر الْقُرَشِيّ. توفي بالموصل سنة خمس أَوْ ست وستين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/ت 1252.(15/178)
647- خُمرتاش مَوْلَى أَبِي الفرج هبة اللَّه بْن رئيس الرؤساء:
سَمِعَ من أَبِي الْحَسَن العلاف. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعبد العزيز بْن الأخضر وأنبأنا عَنْهُ غير واحد. توفي فِي رمضان سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
648- خليفة بْن أَبِي بَكْر بْن أَحْمَد بْن قطوه أَبُو نصر الحربي:
سَمِعَ ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وعبد الوهاب الأنماطي. سمعنا مِنْهُ مَعَ أَحْمَد بْن سلمان. توفي فِي شعبان سنة خمس وتسعين (وخمسمائة) .(15/179)
حرف الدال
649- دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن نظام الملك الْحَسَن بْن عليّ بْن إِسْحَاق أَبُو عليّ:
ولد بأصفهان وقدم بغداد مرارًا. سَمِعَ جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفي وفاطمة الجوزدانية والحسين بْن عَبْد الملك الأديب. أنبأنا: أن فاطمة أخبرتهم. فذكر حديثًا.
ولد فِي شوال سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وتوفي بأصبهان سنة ست وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير) .
650- دَاوُد بْن أَحْمَد بْن حُسَيْن الدباس أَبُو الغنائم:
سَمِعَ أبا غالب بْن البناء وأبا الفضل بْن الأشقر. أجاز لي: توفي في رمضان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
651- دَاوُد بْن يُوْسٌف أَبُو السعادات الحربي:
سَمِعَ ابْنُ الطلاية وأبا القاسم بْن البناء. سَمِعَ مِنْهُ أصحابنا وأجاز لنا. توفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
652- دَاوُد بْن يونس بْن حسن الْأَنْصَارِيّ الكاتب أَبُو الفتح:
سَمِعَ المبارك بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ ومسعود بْن الحصين وأحمد بْن عَبْد اللَّه بْن مرزوق وأنبأنا عَنْهُ. ذكر حديثًا. ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة.
653- دَاوُد بْن مَعْمَرِ بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن الفاخر الْقُرَشِيّ أَبُو الفتوح [1] :
أخو مُحَمَّد من بيت حديث. سَمِعَ بأصبهان من غانم بْن خالد وفاطمة بنت مُحَمَّد البغدادي وبهمذان من أَبِي المحاسن نصر بْن المظفر وببغداد من ابْنُ البطي وأجاز لنا وقَالَ: مولدي فِي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
(قلت: وتوفي سنة أربع وعشرين وستمائة فِي رجب أَوْ شعبان. كذا قرأت بخط الضياء بْن عَبْد الواحد. روى عَنْهُ الضياء وأبو عَبْد اللَّه البرزالي وأبو الحجاج بْن خليل
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/ت 1945.(15/180)
وأجاز لأبي حامد بْن الصابوني والأبهري والفخر عليّ) .
654- دَاوُد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملاعب أَبُو البركات البغدادي [1] :
من أهل باب الأزج. كان وكيلا بباب القضاة. أسمع أَبُوهُ من أَبِي الفضل الأرموي وابن ناصر وأبي بَكْر بْن الزاغوني وغيرهم، وسكن دمشق وحدث بها الكثير وأجاز لنا. ولد فِي محرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وتوفي في رجب سنة ست عشرة وستمائة.
(قلت: روى عنه الموفق بن قدامة وابن أخته الضياء مُحَمَّد والبرزالي وابن خليل والسيف أَحْمَد بْن عِيسَى، وممن تأخر الفخر بْن عليّ بْن الْبُخَارِيّ وإبراهيم بْن الواسطي ومحمد عَبْد الرَّحِيم والشمس عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد وغيرهم) .
655- دَاوُد بْن بندار بْن إِبْرَاهِيم أَبُو الخير الجيلاني [2] :
تفقه ببغداد ودرس وأفتى وحَدَّثنا قَالَ: حَدَّثنا أَبُو الفتح سماعًا. فذكر حديثًا. توفي في رجب سنة ثمان عشرة وستمائة.
656- دَاوُد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى أَبُو سُلَيْمَان الضرير:
قَرَأَ بشيء من القراءات عَلَى أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شنيف وعلي بْن عساكر وانتحل فِي الفقه مذهب دَاوُد بْن عليّ الأصفهاني، وأخذ ذلك من الكتب واشتغل بالأدب وكان يذبّ عن أَبِي العلاء المعري. توفي فِي أول سنة خمس عشرة وستمائة.
657- دُلف بْن أَحْمَد بْن أَبِي سعد الطحان أَبُو بكر الأزجي:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الدوري وأبا طَالِب بْن يُوْسٌف. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومحمد بْن عليّ الجلاجلي وغيرهما.
658- دلف بْن كرم بْن فارس أَبُو الفرج المقرئ الخباز العكبري الأصل:
سَمِعَ أبا بَكْر الأنصاري وإسماعيل بن السمرقندي فمن بعدهما، وكان مفيد الطلبة.
سَمِعَ مِنْهُ أَبُو إِسْحَاق الشعار وعلي بْن أَحْمَد الزيدي ومكي الغراد. توفي سنة تسع وستين وخمسمائة في عشر السبعين.
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/67.
[2] انظر: طبقات السبكي 5/55.(15/181)
659- دلف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو القاسم بْن قوفا الحريمي [1] :
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وحَدَّثنا عَنْهُ. توفي فِي شوال سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير) .
660- دهبل بْن عليّ بْن مَنْصُور بْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحَسَن يعرف بابن كارة الحريمي [2] :
والد عَبْد اللَّه، كَانَ فقيهًا بمذهب أَحْمَد. سَمِعَ الْحُسَيْن بْن البسري وأبا عليّ بْن نبهان وأبا القاسم بْن بيان، وكان زاهدًا ثقةً. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ السمعاني وذكره فِي تاريخه وعلي بْن أَحْمَد الزيدي وإبراهيم الشعار وابن الأخضر.
(قلت: والموفق بْن قدامة وأبو المنجي بْن اللتي ولبابة بِنْت الثلاجي) . وتوفي فِي محرم سنة تسع وستين وخمسمائة وكان قد أضر.
__________
[1] انظر: المشتبه للذهبي 433.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/232. وذيل طبقات الحنابلة 1/329.(15/182)
حرف الذال
661- ذاكر بْن كامل بْن أَبِي غالب مُحَمَّد بْن حُسَيْن الخفاف أَبُو القاسم الحذاء:
أخو المبارك، سَمِعَ بإفادة أخيه من المعمر بْن مُحَمَّد بْن جامع والحسن بْن إِسْحَاق الباقرحي وعبد اللَّه بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدِيّ وأبي عليّ بْن المهدي وأبي الغنائم بْن المهتدي بالله وأحمد بْن الطيوري ومحمد بْن عَبْد الباقي الدوري، وأبي طَالِب بْن يُوْسٌف وأبي العز مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القلانسي وابن الحصين وأجاز لَهُ أَبُو القاسم بْن بيان وأبو الغنائم النرسي وخلق كَثِير، وحدث سنين، وكان صالحًا قليل الكلام. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الباقرحي سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. فذكر حديثًا. توفي فِي رجب سنة إحدى وتسعين وخمسمائة عن ست وثمانين سنة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل وسالم بْن صصرى) .
662- ذاكر اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عليّ القارئ أَبُو الفرج الحربي بْن البرني:
أخو مظفر. سَمِعَ أبا الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء وجَدّه لأمه عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن الأشقر.
سمعنا منه: أخبركم ابن الفراء سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. فذكر حديثًا. توفي فِي صفر سنة إحدى وستمائة.
(قلت: سَمِعَ مِنْهُ الضياء المقدسي ويوسف بْن خليل. روى عَنْهُ بالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير) .(15/183)
حرف الراء
663- ريحان بْن تيكان بْن موسك بْن عليّ أَبُو الخير المقرئ الحربي [1] :
قَرَأَ بشيء من القراءات عَلَى عُمَر بْن عَبْد اللَّه الحربي وغيره وسمع من ابْنُ الطلاية وأبي الوقت وأقرأ النَّاس وحدث، وأضر فِي آخر عمره. قرأت عَلَيْهِ بالحربية: أخبركم ابْنُ الطلاية. فذكر حديثًا. توفي فِي صفر سنة ست عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ البرزالي والضياء مُحَمَّد وغيرهما) .
664- روح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح أَبُو طَالِب الحديثي ثُمَّ البغدادي [2] :
قاضي القضاة ببغداد فِي أيام المستضيء فِي سنة نيف وستين. سَمِعَ ابْنُ الحصين ومحمد بْن عَبْد الباقي البجلي وإسماعيل بْن الفضل الجرجاني. سَمِعَ مِنْهُ صدقة بْن الْحُسَيْن وعمر القرشي وعمر الْقُرَشِيّ (كذا) وعلي بْن أَحْمَد الزيدي وحَدَّثنا عَنْهُ أسفنديار بْن الموفق وجماعته. ولد سنة اثنتين وخمسمائة وتوفي في محرم سنة سبعين وخمسمائة.
665- رجب بْن مذكور بْن أرنب أَبُو الحرم وقيل أبو عثمان الأكّاف:
سمع من أَبِيهِ وأخيه ثعلب من جماعة، منهم ابْنُ الحصين وأبو غالب بْن البناء وأخوه يَحيى، وكان أميًا لا يعرف شيئًا. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وسمعنا مِنْهُ. توفي فِي رمضان سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
(قلت: روى عنه يوسف بن خليل) .
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/67.
[2] انظر: الجواهر المضية 1/241. والمنتظم 10/255.(15/184)
حرف الزاي
666- زَيْد بْن أبي القاسم بْن حسن أَبُو مَنْصُور البزاز الهمذاني:
سَمِعَ ببلده من أبي جعفر الحافظ وبنيسابور من الفراوي وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل وحدث ببغداد سنة اثنتين وستين وخمسمائة وسمع مِنْهُ يُوْسٌف بْن أَحْمَد البغدادي وفضل اللَّه الميهني وغيرهما.
667- زَيْد بْن ثابت بْن مقلد أَبُو عَبْد اللَّه الوراق:
سَمِعَ شيئًا من المبارك بْن كامل بْن حبيش وعلي بْن المبارك بْن الجصاص الصوفي.
سمعنا مِنْهُ عن ابْنُ حبيش: أنبأنا أَبُو القاسم البسري. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي) .
668- زَيْد بْن الْحَسَن بْن زَيْد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد بْن عصمة بْن حمير أَبُو اليمن الكندي البغدادي [1] :
نزيل دمشق. قَرَأَ القراءات الكثيرة وله عشر سنين عَلَى سبط الخياط وأبي الفضل مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن المهتدي بالله وأبي مَنْصُور بْن خيرون وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم خطيب المحول، وأبي القَاسِم هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن الطبر وسمع منهم ومن القاضي أَبِي بَكْر وأبي مَنْصُور القزاز وإسماعيل السَّمَرْقَنْدِيّ ومحمد بْن أَحْمَد بْن توبة وأخيه عَبْد الجبار، وقرأ النحو على أبي السعادات هبة الله بن الشجري وأبي مُحَمَّد بْن الخشاب واللغة عَلَى أَبِي مَنْصُور بْن الجواليقي، وسافر عن بغداد فِي شبابه وعمر وأقرأ النَّاس وحدث ونشر علمه وانفرد بما كَانَ عنده من القراءات والمسموعات، وأجاز لنا، ولد في شعبان سنة عشرين وخمسمائة وتوفي بدمشق فِي شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة ودفن بقاسيون.
(قلت: روى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني والرهاوي وابن قدامة وابن نقطة وابن الأنماطي والسخاوي والبرزالي والضياء المقدسي وخلق كَثِير آخرهم الفخر بن البخاري، ومحمد
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/575. ومعجم الأدباء 4/222. ووفيات الأعيان 1/214. وإنباه الرواة 2/6. وشذرات الذهب 5/54. والنجوم الزاهرة 6/216.(15/185)
ابن الكمال ومحمد بْن مؤمن بْن المجاور) . وكان حنبليًا فانتقل حنفيًا لأجل الدنيا فقط قَالَ ابْنُ نقطة: كَانَ مكرمًا للغرباء، فِيهِ مزاح، حسن الأخلاق، وكان ثقة فِي الحديث والقراءات، وقرأت بخط السيف أَحْمَد بْن عِيسَى الحافظ: زَيْد بْن الْحَسَن بْن زَيْد بْن الْحَسَن بْن زيد بن الحسن بْن الْحَسَن بْن سَعِيد بْن عصمة الكنديّ تاج الدين أَبُو اليمن كَانَ قيما بالنحو واللغة، وإماما متفننا في علوم. أنشدونا للسخاوي:
لم يكن فِي عصر عَمْرو مثله ... وكذا الكندي فِي آخر عصر
يريد بعمرو «سيبويه» وقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن عليّ بْن الدهان:
النحو أنت أحق العالمين بِهِ ... أليس باسمك فِيهِ يضرب المثل؟
669- زَيْد بْن يَحيى بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن هبة اللَّه أَبُو بَكْر بْن أَبِي المعمّر الأزجي:
أخو أَحْمَد. سَمِعَ مَعَ أخيه من أَبِي الوقت وهبة اللَّه بْن الشبلي وأحمد بْن قفرجل وروى عَنْهُمْ. أنبأنا أَبُو بَكْر زَيْد بْن يَحيى، أنبأنا أَبُو الوقت. فذكر حديثًا.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي والضياء بْن عَبْد الواحد وأبو المعالي الأبرقوهي، وقرأت بخط الضياء: مولده فِي سنة إحدى وأربعين وخمسمائة) . قَالَ:
وتوفي فِي رمضان سنة إحدى وعشرين وستمائة.
(وذكر مَسْعُود بْن أَحْمَد الحافظ فِي معجم الأبرقوهي أن زيدًا سَمِعَ لنفسه فِي شيء لم يسمعه وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من ابْنُ الزاغوني) .
670- زكريا بْن عليّ بْن حسان بْن عليّ أَبُو يَحيى المعروف بابن العلبي [1] :
من أبناء الشيوخ، سيأتي أبوه. سمع أباه وأبا الوقت وغيرهما. حَدَّثنا أن أبا الوقت أخبرهم. فذكر حديثًا. من جزء بيبي، متنه «التمسوا الرزق فِي خبايا الأرض» .
(قلت: والجزء سماعي من الأبرقوهي بسماعه من زكريا هَذَا. وقَالَ عَنْهُ ابْنُ الحاجب: كَانَ حسن الطريقة لا يكاد يتكلم إلا جوابًا. سَمِعَ ذم الكلام من أَبِي الوقت وسمع من أَبِي المعالي اللحاس. قلت: ولد فِي أول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وتوفي فِي ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وستمائة) .
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/144.(15/186)
671- زاهر بْن رستم بْن أَبِي الرجاء الأصفهاني الأصل البغدادي المولد أَبُو شجاع المقرئ [1] :
قَرَأَ بالقراءات عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط أَبِي مَنْصُور وعلى أَبِي الكرم بْن الشهرزوري وسمع منهما ومن الأرموي ومحمد بْن أَحْمَد بْن مكي، وتفقه فِي مذهب الشَّافعيّ وصحب الصوفية ثُمَّ سكن مكَّة وأم بالمقام سنين ثُمَّ عجز وانقطع. حَدَّثنا ببغداد:
أنبأنا أَبُو الكرم، ذكر حديثًا. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة، وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ البرزالي وابن خليل والضياء والنجيب، وقَالَ ابْنُ نقطة: كَانَ ثقة صحيح السماع والقراءات) .
672- زُهير بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن أبي سعد أَبُو غالب الأصبهاني يعرف بشعرانه [2] :
سَمِعَ سَعِيد بْن أَبِي الرجاء، وكان مقرئًا مجودًا. قدم بغداد ولقيته بالحلة السيفية وبمدينة الرَّسُول وعاد معنا إلى وادي العروس فتوفي بِهِ، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم سَعِيد، فذكر حديثًا. توفي تاسع المحرم سنة ثمانين (وخمسمائة) .
673- زُهير بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الأزهر أَبُو الأزهر الحربي بْن الجماس:
سَمِعَ ابْنُ الطلاية وأبا الوقت وسعيد بْن البناء. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الْعَبَّاس الزَّاهِد. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة سبع وستمائة.
674- زكي بْن مَنْصُور الغزال أَبُو مَنْصُور:
سَمِعَ ابْنُ ناصر وغيره وحدث بشيء، توفي سنة خمس وستمائة، لم أظفر به.
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/32. ومجمع الألقاب 5/ت 1665.
[2] انظر: مجمع الألقاب 4/191.(15/187)
اثنتين وثمانين وأربعمائة تقريبًا. وتوفي فِي محرم سنة تسع وستين وخمسمائة.
حرف السين
675- سعد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن طاهر الدقاق أَبُو الْحَسَن المقرئ [1] :
قَرَأَ بالقراءات عَلَى جماعة وسمع ابْنُ بيان وابن نبهان وعبد المنعم القشيري وروى عَنْهُمْ وأقرأ مده، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو أَحْمَد بْن سكينة وابن الأخضر، وذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه. ولد سنة ست وثمانين وأربعمائة. قَالَ عُمَر الْقُرَشِيّ: كَانَ جالسًا فِي مسجده بدرب السلسلة يقرئ القرآن فمال ووقع ميتًا وذلك فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
676- سعد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حمدي أَبُو البركات البزاز:
[سَمِعَ البغ ... ] صاحب قرآن وسنّة وأوراد سرد الصوم ستين سنة، مات [....] .
677- سعد اللَّه بْن نصر بْن سَعِيد بْن عليّ بْن الدجاجي أَبُو الْحَسَن الواعظ المقرئ [2] :
قَرَأَ بشيء من القراءات عَلَى الشَّيْخ أَبِي مَنْصُور الخياط وعلى أَبِي الخطاب عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجراح وسمع منهما ومن جماعة ووعظ سنين وأقرأ النَّاس. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ويوسف بْن أَحْمَد الشيرازي وابن الأخضر، وحَدَّثنا عَنْهُ ابنه مُحَمَّد، وذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه. ولد فِي رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. وقَالَ عُمَر الْقُرَشِيّ: سنة ثمانين وهو الصواب وكذلك سَمِعت ابنه محمدًا يَقُولُ: وتوفي فِي شعبان سنة أربع وستين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ موفق الدين بْن قدامة ويعيش بْن مَالِك الأنباري ومحمد بْن عماد الحراني والأنجب الحمامي وجماعة) .
678- سعد اللَّه بْن مصعب بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَبُو الْقَاسِمِ المقرئ، يعرف بابن ساقي الماء:
بقي أكثر من سبعين سنة مقيمًا بمسجد بالجانب الشرقي. قَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه البارع وعلى غيره، وسمع ابْنُ بيان وغيره. كتب عنه عمر القرشي: ولد سنة
__________
[1] انظر: غاية النهاية 1/302.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/212. وذيل طبقات الحنابلة 1/302. والمنتظم 10/228(15/188)
679- سعد اللَّه بْن حُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي تمام أَبُو السعادات التكريتي:
والد أَبِي الفتوح يَحيى، أظنه ولي قضاء بلده. قدم بغداد مرارًا وسمع بها من عليّ بْن عَبْد الواحد الدينوري ومحمد بْن عَبْد اللَّه العامريّ وجماعة وخرج لنفسه وسمع مِنْهُ ولده وعمر الْقُرَشِيّ.
680- سعد اللَّه بْن نجا بْن مُحَمَّد بْن فهد أَبُو صالح بْن الوادي:
كَانَ دلالًا فِي الدور. سَمِعَ من أَبِي غالب بْن البناء وأخيه يَحيى وهبة اللَّه بْن الطبر وزاهر الشحامي وهبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه الواسطي فمن بعدهم وبورك لَهُ فِي مسموعاته وحدث بالكثير فحدث أكثر من ثلاثين سنة وسمع مِنْهُ خَلَقَ منهم أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي غالب الباقداري وعمر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن طارق وأجاز لنا، وكان ثقة، مضى عَلَى الصحة. توفي فِي ذي الحجة سنة أربع وسبعين وخمسمائة عن أربع وثمانين سنة.
(قلت: روى عَنْهُ بدمشق البهاء) .
681- سعد بْن عليّ بْن القاسم الحظيري أَبُو المعالي يعرف بالكتبي [1] :
كَانَ معاشه من الكتب، وكان أديبًا بارعًا شاعرًا صحب عليّ بْن أفلح الشَّاعِر وتفقه فِي مذهب أَبِي حنيفة وغلبت عَلَيْهِ الفكرة وأحب الخلوة ثُمَّ خرج عَلَى التجريد سائحًا ورأى عجائب وحصل عَلَى أشياء جيدة ودخل الشام وحج وعاد إلى بغداد، واشتهر بين النَّاس بالدين والثقة والعلم وكان دكانه مجمع العلماء ومن تصانيفه «لمح الملح» فِي البلاغة ومنها «الإعجاز فِي الألغاز» وكتاب «زينة الدهر فِي شعراء العصر» وله ديوان شعر وله:
شكوت إلى من شف قلبي بعده ... توقد نار ليس يطفا سعيرها
فَقَالَ بعادي عنك أكثر راحة ... ولولا بعاد الشمس أحرق نورها
توفي الكتبي فِي صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة.
682- سعد بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل أَبُو الفتوح الإسفراييني الصوفي:
قدم بغداد فِي صباه وأقام برباط إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعد (النَّيْسَابُوريّ) وسمع من أبي
__________
[1] انظر: وفيات الأعيان 1/220، 466. ولنجوم الزاهرة 6/68.(15/189)
عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي وطراد بْن مُحَمَّد الزينبي ثُمَّ صار إلى واسط وسكن قرية عَبْد اللَّه تحت واسط بفرسخين، يخدم الفقراء برباط بها إلى أن مات، وحدث بواسط. سَمِعَ مِنْهُ جماعة وروى لنا عَنْهُ موهوب بْن المبارك المقرئ وأبو الفتح المندائي وأَبُو طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الهاشمي وغيرهم. توفي في مصر سنة ثلاث وستين وخمسمائة عن تسعين سنة.
683- سعد بْن مُحَمَّد بْن سعد بْن الصيفي أَبُو الفوارس التميمي:
عرف بحيص بيص، ومعناها الشدة والاختلاط، يُقال إنه رَأَى النَّاس فِي شدة وحركة فَقَالَ: «ما للناس فِي حيص بيص؟» فلقب بذلك. وَقَدْ كَانَ فاضلًا عالمًا لغويًا خبيرًا بأشعار العرب. تفقه فِي مذهب الشَّافعيّ وتكلم فِي الخلاف. قَالَ أَبُو سعد بْن السمعاني فِي تاريخه: «كَانَ فصيحًا حسن الشعر» .
قلت: سَمِعَ من أَبِي طَالِب الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الزينبي وبواسط من أَبِي المجد مُحَمَّد بْن جهور وله ديوان أحسن فِيهِ ورسائل بليغة، أخذ النَّاس عَنْهُ. كتبت عن جماعة سمعوا مِنْهُ ومدح الخلفاء والوزراء واكتسب بالشعر. توفي فِي شعبان سنة أربع وسبعين ولم يعقب.
684- سعد بْن الْحَسَن بْن سلمان أَبُو مُحَمَّد الحراني الأصل البغدادي يعرف بابن التوراني [1] :
وتوران قرية عَلَى باب حران، أحد التجار، جالس أبا مَنْصُور بْن الجواليقي وأخذ عَنْهُ وعن غيره الأدب، وله شعر حسن أورد مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني عَنْهُ قطعة فِي تاريخه، توفي فِي ذي القعدة سنة ثمانين وخمسمائة.
685- سعد بْن عثمان بْن مرزوق أَبُو الخير الزاهد الْمَصْرِيّ [2] :
نزل بغداد بباب الأزج، تفقه عَلَى مذهب أَحْمَد وجالس ابْنُ الخشاب وأخذ عَنْهُ وانقطع إلى العبادة والنسك والورع. أوصى أبو الفتح بْن المنى لما احتضر أن يصلي عَلَيْهِ سعد الْمَصْرِيّ إمامًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وحضره الخلق الكثير.
__________
[1] انظر: معجم الأدباء 4/230.
[2] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/384.(15/190)
686- سعد بْن طاهر بْن عليّ بْن المؤيد البلخي ثُمَّ الواسطي أَبُو الشكر المقرئ:
صحب أبا الْحَسَن صدقة بْن وزير الواعظ وقدم معه بغداد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، واستوطنها وتفقه بها وسمع من أحمد بْن قفرجل وابن البطي وبالكوفة من أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن غبرة. أنبأنا ببغداد. أنبأنا ابْنُ غبره، فذكر حديثًا من الزهد لابن فضيل. ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بواسط وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وستمائة ببغداد.
(قلت: روى عَنْهُ الرزالي) .
687- سَعِيد بْن الْحُسَيْن بْن شنيف أَبُو عَبْد اللَّه أمين القضاة الدارقزي:
وهو والد الْحُسَيْن. سَمِعَ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد السراج وأبا عَبْد اللَّه بْن طلحة. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر بن طبرزذ وابنه الْحُسَيْن وابن الأخضر وجماعة. وذكره ابْنُ السمعاني لكنه غلط وسماه عَبْد اللَّه. قَالَ ابنه: «توفي فِي آخر سنة أربع وخمسين وخمسمائة وَقَدْ نيف عَلَى السبعين» .
688- سَعِيد بْن المبارك بْن عليّ أَبُو مُحَمَّد النحوي يعرف بابن الدهان [1] :
بغدادي عالم بالنحو، شرح كتاب الإيضاح فِي نحو أربعين مجلدًا وشرح اللمع لابن جني فِي عدة مجلدات وله شعر مليح. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا غالب بْن البناء وسكن فِي آخر عمره الموصل وبها توفي وأخذ عَنْهُ أهلها. (قَالَ القفطي: مر بالموصل قاصدًا دمشق وبها وزيرها الجواد جمال الدين فارتبطه وأكرمه وصدره بالموصل وغرقت كتبه ببغداد في غيبته ثُمَّ حملت إِلَيْه فشرع يبخرها باللاذن ليذهب عَنْهَا العفونة إلى أن بخرها بنحو ثلاثين رطل لأذن، فطلع ذَلِكَ إلى رأسه فأحدث لَهُ العمى.
قَالَ العماد الكاتب: «هُوَ سيبويه عصره ووحيد دهره وكان يُقال: النحويون ببغداد أربعة: ابْنُ الجواليقي وابن الشجري وابن الخشاب وابن الدهان) .
وذكره ابْنُ السمعاني فِي تاريخه وروى عَنْهُ من شعره. توفي سنة تسع وستين وخمسمائة.
689- سعيد بن صافي أبو شجاع الحاجب:
__________
[1] إنباه الرواة 2/47. ووفيات الأعيان 1/224. والنجوم الزاهرة 6/72. وشذرات الذهب 4/23. ونكت الهميان 158.(15/191)
كَانَ والده مَوْلَى أَبِي عَبْد اللَّه بْن جردة. قَرَأَ سَعِيد عَلَى جماعة القرآن وسمع العلاف (قلت حضورًا) وابن بيان وابن ملة، وكان حسن الحظ، كتب الكثير لنفسه.
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ورفقاؤه وأنبأنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. ولد سنة اثنتين وخمسمائة وتوفي في رجب سنة سبعين وخمسمائة.
690- سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن مفضل أَبُو القاسم الأزجي:
سَمِعَ أبا الغنائم النرسي ومحمد بْن عَبْد الباقي الدوري، وكان كاتبًا غير محمود الأمر. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخشاب وعمر الْقُرَشِيّ. ولد سنة سبع وتسعين وأربعمائة وتوفي في شعبان سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
691- سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم بْن المظفر بْن الشهرزوري أَبُو الرضا فخر الدين [1] :
أخو كمال الدين أَبِي الفضل مُحَمَّد، وهذا الأصغر، من أهل الموصل، فقيه شافعي، سَمِعَ ببغداد من زاهر بْن طاهر وقاضي المرستان، وتفقه بنيسابور عند الشَّيْخ مُحَمَّد بْن يَحيى وعاد إلى بلده وتقدم حتَّى صار أوجه أهل بيته، وقدم بغداد رسولًا من الموصل وحدث سنة ست وسبعين وخمسمائة، فسمع مِنْهُ هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن الفقيه وإلياس ابن جامع الإربلي وأحمد بْن صدقة وغيرهم. ولد سنة ست وخمسمائة. وحدَّثني القاضي أَبُو مَنْصُور المظفر بْن عَبْد القاهر بمجلسه أَنَّهُ توفي فِي العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وخمسمائة.
692- سَعِيد بْن الموفق بْن عليّ بْن جَعْفَر النيسابوري ثم البغدادي أبو محمد ابن أَبِي البقاء الخازن:
أحد الصوفية برباط شيخ الشيوخ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعد وممن صحبه. سمع هبة الله ابن الحصين والحسين بْن الفرخان. سَمِعَ مِنْهُ ابنه مُحَمَّد وعمر الْقُرَشِيّ وعبد العزيز بْن دلف. ولد سنة خمس وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
693- سعيد بْن عَبْد السميع بْن مُحَمَّد بْن شجاع الهاشمي أَبُو الْحَسَن:
أخو شيخنا عَبْد الرزاق. سمع هبة الله بْن الحصين وهبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه الشروطي.
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعبد اللَّه بْن أَبِي طَالِب المقرئ وجماعة. ولد سنة أربع عشرة
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/1252.(15/192)
وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
694- سَعِيد بْن يَحيى بْن عليّ بْن الحجاج أَبُو المعالي بْن الدبيثي [1] :
والدي، من أهل واسط من قرية دبيثا، قدم جَدّه عليّ منها فسكن واسط. سَمِعَ أَبِي من سعد الخير الْأَنْصَارِيّ وغيره ببغداد وأجاز لَهُ أَبُو عليّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقي.
كتبت عَنْهُ أناشيد ولم أظفر بسماعه إلا بعد موته، ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم الأضحى سنة خمس وثمانين وخمسمائة.
695- سَعِيد بْن عَبْد المنعم بْن عَبْد الوهاب بْن كليب الحراني الأصل البغدادي أَبُو بَكْر:
سَمِعَ ابْنُ ناصر وروى شيئًا. توفي فِي شعبان سنة ست وتسعين وخمسمائة.
696- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عطاف الهمداني أَبُو القاسم الموصلي الأصل البغدادي [2] :
مؤدب بقراح أَبِي الشحم ومن أبناء الرواة. سَمِعَ من أَبِيهِ ومن أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأجاز لَهُ ابْنُ الحصين. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. حَدَّثنا بقراءتي: أخبركم مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي. فذكر حديثًا. ولد فِي آخر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي والبرزالي وعبد اللطيف وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير وعلي) .
697- سَعِيد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن حسن بْن حديدة أَبُو المعالي الوزير [3] :
من كرخ سامرًا، سكن بغداد وكان أحد الموسرين ذوي الجاه والمكانة، ثم ولى الوزارة في سنة أربع وثمانين وخمسمائة ولقب (معز الدين) ثُمَّ عزل بعد أشهر. توفي سنة عشر وستمائة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل القزويني.
698- سَعِيد بْن أحمد بْن عليّ أَبُو مَنْصُور المالكي البصري يعرف بابن محاوش:
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 261.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/6.
[3] انظر: مرآة الزمان 8/567. وشذرات الذهب 5/42.(15/193)
حدث عن النقيب أَبِي طَالِب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد العلوي بسنن أَبِي دَاوُد من غير أصل، وحدث عن طلحة بْن عليّ المالكي وعلي بْن عَبْد الملك الواعظ وإبراهيم بْن عطية إمام جامع البصرة. مولده سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي بالبصرة فِي شعبان سنة سبع عشرة وستمائة.
699- سَعِيد بْن المبارك بْن بركة بْن عليّ بْن فتوح أَبُو القاسم بْن كمونة النخاس:
من أبناء الرواة. سَمِعَ أباه وأبا مَنْصُور بْن خيرون وإسماعيل بْن أَحْمَد النَّيْسَابُوريّ وعلي بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عَمْرو الحافظ. أنبأنا سَعِيد البغدادي، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعد. فذكر حديثًا. ولد فِي أول سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وتوفي في صفر سنة اثنتي عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ البرزالي وابن أنجب) .
700- سَعِيد بْن حمزة بْن أَحْمَد بْن حسن بْن سارخ أَبُو الغنائم الكاتب النيلي [1] :
كَانَ يمدح بالشعر الأمراء والولاة وذكره العماد الكاتب فَقَالَ: قدم دمشق ومدح أمراءها. سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الخراز وهبة اللَّه بْن الشبلي، كتبنا عَنْهُ وغيره أوثق مِنْهُ، حَدَّثنا قَالَ: أنبأنا الخراز، أنبأنا ابْنُ طلحة النعالي. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة وتوفي ببغداد فِي رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة وَقَدْ ضعف وعجز. أنشدنا لنفسه:
يا شائم البرق من شرقي كاظمة ... يبدو مرارًا وتخفيه الدياجير
سلم عَلَى الدوحة الغناء من سلم ... وعفر الخد إن لاح اليعافير
واستخبر الجؤذر لساجي اللحاظ أخا لت ... تعذير هَلْ عاقه عنا معاذير؟
701- سَعِيد بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن نصر بْن الصباغ أَبُو البركات:
من بيت معروف بالفقه والرواية، تفقه عَلَى يُوْسٌف بْن بندار الدمشقي بالنظامية مدة وسمع من عثمان بْن أَبِي نصر. قرأت عَلَيْهِ شيئًا، مِنْهُ أنبأنا رزق اللَّه التميمي.
فذكر حديثًا. ولد فِي ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في شوال سنة أربع عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/217. وذيل الروضتين 99.(15/194)
702- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر أَبُو مَنْصُور بْن أَبِي سَعِيد بْن أَبِي مَنْصُور بْن الرزاز [1] :
المعدل هُوَ وأبوه وجده. سَمِعَ أبا الفضل الأرموي ونصر بْن نصر العكبري، وأبا الوقت. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أبو الوقت (و) أبو الفضل الأرموي. فذكر حديثًا. قَالَ لي: ولدت سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. وتوفي في أول سنة ست عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي وروى عَنْهُ صحيح الْبُخَارِيّ المقداد بْن أبي القاسم وسمعه مِنْهُ والدي وشمس الدين أمام الكلاسة بقراءة ابْنُ نفيس) .
703- سَعِيد بْن الْحُسَيْن بْن عليّ أَبُو مَنْصُور بْن البزوري:
سَمِعَ المبارك بْن أَحْمَد الكندي وسعيد بْن البناء. سمعنا مِنْهُ عَلَى ما فِيهِ. توفي فِي شوال سنة ست عشرة وستمائة.
704- سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن ملكشاه بْن ألب أرسلان بْن دَاوُد بْن ميكال بْن سلجوق المدعو شاه:
أخو مَسْعُود. قدم بغداد زمن المقتفي وخطب لَهُ عَلَى منابر العراق بالسلطنة ونثر عَلَى الخطباء عند ذكره الدنانير ولقب «غياث الدنيا والدين» وأعطي الأعلام والكوسات وخرج متوجهًا نحو الجبل ولقي ملكشاه بْن محمود بْن مُحَمَّد وجرى بَيْنَهُما حرب نصر فيها سُلَيْمَان وعاد إلى بغداد بطريق شهرزور فخرج إِلَيْه عسكر من الموصل فمسكوه وحبسوه بها حتَّى مات بها.
705- سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن العكبري أَبُو طَالِب المقرئ الواسطي [2] :
من بيت صلاح، قرأ القراءات عَلَى أَبِي القاسم عليّ بْن شيران بواسط وعلى أَبِي بَكْر المزرفي ببغداد وعلى سبط الخياط وسمع من أَبِي عليّ الفارقي ونصر بْن مُحَمَّد بْن مخلد وغيرهما. قرأنا عَلَيْهِ القرآن الكريم، ونعم الشَّيْخ كَانَ دينًا وعبادة. توفي سنة ست وسبعين وخمسمائة بواسط.
706- سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي سعد أَبُو الفضل الموصلي الأصل البغدادي الفقيه الصوفي:
صحب أبا النجيب السهروردي وسمع الكثير بإفادة أخيه يُوْسٌف من جماعة منهم
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/1441.
[2] انظر: غاية النهاية 1/315.(15/195)
أَبُو مُحَمَّد بْن الطراح وأبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبو البدر الكرخي وأبو الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام وسبط الخياط وأبو مَنْصُور بْن خيرون وكان صحيح السماع، سهل القياد، حدث بالكثير. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم يَحيى بْن الطراح سنة خمس وثلاثين وخمسمائة أنبأنا ابْنُ المأمون. فذكر حديثًا. ولد فِي صفر سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وستمائة.
(قلت روى عَنْهُ الضياء وابن خليل والنجيب عَبْد اللطيف) .
707- سلمان بْن يُوْسٌف بْن عليّ بْن سلمان أَبُو نصر الطحان يعرف بابن صاحب الذهبية:
من أولاد الشيوخ. حدث هُوَ وأبوه وجده وجد أَبِيهِ. سَمِعَ ابْنُ الحصين وأحمد بن المجلي ومحمد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن مشق وأجاز لي.
توفي فِي ربيع الآخر سنة تسعين وخمسمائة وله سبع وثمانون سنة.
708- سلمان بْن رجب بْن مهاجر الضرير أَبُو الفوارس المقرئ:
تفقه بالنظامية، حَدَّثنا: أن شهدة أخبرتهم. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة ثمان عشرة وستمائة.
709- سالم بْن عليّ بْن سلامة الدلال بْن البيطار:
سَمِعَ بنفسه من القاضي أَبِي بَكْر وأبي القاسم عليّ بْن الصباغ وابن الأشقر وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ الْقُرَشِيّ، وابن مشق وغيرهما، وكان صحيح السماع. توفي فِي آخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
710- سالم بن عبد السلام بن علوان بن الربع أَبُو المرجى البوازيجي:
صحب أبا النجيب السهروردي وسمع منه من زاهر الشحامي وأخذ عَنْهُ طريقة التصوف. سَمِعَ مِنْهُ يُوْسٌف بْن مُحَمَّد الواعظ وعمر الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ عُمَر بْن مُحَمَّد المقرئ. توفي قبل الثمانين وخمسمائة.
711- سلامة بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن الصدر أَبُو بَكْر التاجر:
من بيت معروف بالرواية. سَمِعَ رزق اللَّه التميمي ونصر بْن البطر. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وإبراهيم الشعار روى عَنْهُ ابْنُ الأخضر وعمر بْن مُحَمَّد الدينوري ويحيى بْن القاسم. توفي فِي ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.(15/196)
حرف الشين
712- شجاع بْن معالي بْن مُحَمَّد أَبُو القاسم الغراد يعرف بابن شدقيني:
وسمّاه عُمَر الْقُرَشِيّ «قيسًا» وسماه آخرون «فرح» وذلك لأن اسمه كنيته. سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا بَكْر قاضي المرستان وغيرهما. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم هبة اللَّه بْن الحصين.
فذكر حديثًا. ولد سنة ست عشرة وخمسمائة وتوفي في ربيع الآخر سنة ستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو الحجاج بْن خليل فسماه قيسًا والضياء فسماه فرحًا) .
713- شجاع بْن سالم البيطار أَبُو الفضل بْن أبي الْحَسَن الحريمي:
حضر أبا بَكْر بْن الأشقر وابن الطلاية والأرموي سماعًا وأبا الوقت وجماعة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الطلاية. فذكر حديثًا. توفي في شعبان سنة عشر وستمائة.
714- شُعَيْب بْن عليّ بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد الدينوري البغدادي الدار أَبُو الفتوح بْن أبي الخياط:
من أولاد الشيوخ الصالحين، سَمِعَ من أَبِيهِ. روى عَنْهُ عُمَر بْن عليّ الدمشقي. توفي في ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمسمائة فِي عشر الثمانين.
715- شُعَيْب بْن الْحَسَن بْن عَبْد الباقي سبط عُمَر بْن عَبْد اللَّه الحربي [1] :
سكن قرية. سَمِعَ جَدّه لأمه عُمَر وعلي بْن مُحَمَّد الدباس وغيرهما. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم جدك وعلي بْن مُحَمَّد بْن أبي عُمَر قَالَ: حَدَّثنا طراد إملاءً. فذكر حديثًا توفي فِي ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وستمائة فِي عشر الثمانين.
716- شُعَيْب بْن أَبِي طاهر بْن كليب أَبُو الغيث [2] :
قَرَأَ القرآن وشيئًا من الأدب عَلَى أَبِي أَحْمَد بْن طلحة ودرس فقه الشَّافعيّ عَلَى غيره. توفي فِي أول سنة ثمان عشرة وستمائة وله نيف وسبعون سنة.
717- شافع بْن صالح بْن شافع بْن حاتم الجيلي ثُمَّ البغدادي:
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/162. وغاية النهاية 1/593.
[2] انظر: نكت الهميان 168.(15/197)
أخو أَحْمَد وهذا الأسن. كَانَ عدلًا، سَمِعَ أبا سعد بْن الطيوري وهبة اللَّه بْن الحصين وهبة الله بن الشروطي. سمع من عُمَر الْقُرَشِيّ وإلياس بْن جامع الإربلي وجماعة وأجاز لنا. توفي فِي آخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
718- شاكر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو البركات الخياط يعرف بابن صديفات:
سَمِعَ أَحْمَد بْن أَحْمَد الخراز. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو عليّ المستعمل. فذكر حديثًا.
توفي فِي رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة.
719- شعبان بْن بدران الضرير المقرى الباذرائي:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن أَحْمَد المعدل. توفي فِي جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
720- شيرويه بْن شهردار بْن شيرويه بْن شهردار أبو الغنائم بن أبي منصور ابن أَبِي شجاع الديلمي الهمذاني:
من بيت حديث. سَمِعَ بهمذان جماعة وببغداد سنة ست وأربعين وخمسمائة من أَبِي الفضل الأرموي وغيره وتوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.(15/198)
حرف الصاد
721- صالح بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي المعالي المقرئ يعرف بابن الرخلة القزاز [1] :
كَانَ يسكن الكرخ. سَمِعَ بإفادة أَبِيهِ من ابْنُ طلحة النعالي وأبي الحسن بْن الطيوري. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعلي بْن أَحْمَد الزيدي وتميم بْن أَحْمَد وابن مشق وجماعة. توفي فِي صفر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. من خط عُمَر الْقُرَشِيّ.
722- صالح بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن زرعان أَبُو مُحَمَّد التاجر:
أحد الأعيان، سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن الماوردي وأبا غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن البناء والمزرفي وجماعة وكتب بخطه عَنْهُمْ. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومحمد بْن أَحْمَد السيدي وآخرون. توفي سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
723- صالح بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن بارس أَبُو جَعْفَر الأزجي:
شاخ وأسن. وجد سماعه فِي شيء من عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، فسمع النَّاس مِنْهُ بتعريف تميم بْن أَحْمَد لَهُ. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم أَبُو الفضل عَبْد الملك أنبأنا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الباقرحي أنبأنا ابْنُ المتيم. فذكر حديثا. توفي فِي شوال سنة اثنتين وستمائة وَقَدْ بلغ التسعين.
724- صالح بْن عليّ بْن النفيس بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن الأخضر الأنباري:
سَمِعَ بالأنبار من عم أَبِيهِ يَحيى بْن عليّ الأنباري الخطيب: أنبأنا أَبِي، أنبأنا ابْنُ المهدي. قرأت عَلَيْهِ. فذكر حديثًا. توفي سنة ثلاث وستمائة بالموصل وَقَدْ جاوز الثمانين.
725- صالح بْن القاسم بْن يُوْسٌف بْن عليّ أَبُو حامد يعرف بابن كور الحربي:
سَمِعَ أبا القاسم بْن البناء. توفي في شوال سنة عشرين وستمائة. أنبأنا صالح القزاز، أنبأنا ابْنُ البناء. فذكر حديثًا. حَدَّثنا الأبرقوهي، حَدَّثنا صالح بْن كور ببغداد وهو:
من صلى على جنازة.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/80. وشذرات الذهب 4/241.(15/199)
726- صدقة بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وزير أَبُو الْحَسَن الواسطي [1] :
من قرية خسر (وسابور) ، كان أبوه من تنائها وبها ولد فأحب الاشتغال بالعلم فأقبل عَلَى ذَلِكَ، وحصل وقرأ القراءات عَلَى المبارك بْن زريق الحداد وغيره وطلب الحديث وتكلم فِي الوعظ وحصل لَهُ القبول وأخذ نفسه بالمجاهدة والرياضة وإدامة الصوم والتعبد وله أتباع من أهل الخير ثُمَّ سكن بغداد وأكثر من طلب الحديث وكتابته فسمع من أَبِي المظفر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز الخطيب وأبي جعفر أحمد ابن مُحَمَّد النقيب وأبي الوقت ومسعود بْن الحصين وأحمد بْن قفرجل وسعيد بْن سهل الفلكي وبالبصرة من إِبْرَاهِيم بْن عطية إمامها وبالكوفة من أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن غبرة وله رباط بقراح القاضي وسكنه جماعة فكان يخدمهم بنفسه ويأخذ نفسه بكثرة المجاهدة. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن أَبِي الهياج الَّذِي خلفه بعد موته وأحمد بن مبشر وعمر بْن مُحَمَّد المقرئ وجماعة.
حَدَّثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، حَدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ الْقُرَشِيُّ بِحَرَمِ اللَّهِ- تَعَالَى- حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْمَالِكِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ ابن جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، أَنْبَأَنَا الأَشْيَبُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي: خَطَئِي وَعَمْدِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لأَرْشَدِ أَمْرِي وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي» .
توفي سنة سبع وخمسين وخمسمائة فِي ذي القعدة.
(قلت: روى عن مُحَمَّد بْن أبي الصقر ومات قبله بثلاث وعشرين سنة وَقَدْ روى عن ابْنُ أَبِي الصقر الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المقدسي ومحمد بْن عَبْد الهادي بْن يُوْسٌف وَقَدْ عاش هَذَا بعد صدقة ثمانين سنة وأشهر (كذا) يستفاد فِي السابق واللاحق) .
727- صدقة بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن بختيار أَبُو الفرج الناسخ يعرف بابن الحداد [2] :
تفقه عَلَى ابْنُ عقيل ثُمَّ عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن الزاغوني وسمع منهما ومن أَبِي عثمان
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/242. والمنتظم 10/204. وطبقات الشافعية 4/230.
[2] انظر: المنتظم 10/276. ومرآة الزمان 8/344. وشذرات الذهب 4/245. ولسان الميزان 184.(15/200)
ابن مله وأبي طَالِب بْن يُوْسٌف، وكانت لَهُ معرفة حسنة بالفرائض والحساب وعرف شيئًا من الكلام وأقرأ النَّاس وتخرج بِهِ جماعة وكان حسن الخط، كتب الكثير ومعاشه من ذَلِكَ وكان مقيمًا. بمسجد يؤم فِيهِ. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ وعلي بْن أَحْمَد بْن مشق وجماعة وكان شيخنا ابْنُ الجوزي يطلق القول فِيهِ بفساد المعتقد ورداءة المذهب. وله تاريخ ذيل بِهِ عَلَى تاريخ أَبِي الْحَسَن الزاغوني. توفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وله نيف وسبعون سنة.
728- صدقة بْن مُحَمَّد بْن مبارك البردغولي أَبُو الفتوح بْن الطاهري الحريمي:
كَانَ سمى نفسه نصرًا. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا الوقت، قرأت عَلَيْهِ، وكان يذكر أَنَّهُ من ولد طاهر بْن الْحَسَن الخزاعي: أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وتوفي في شوال سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل) .
729- صدقة بْن نصر بْن زُهَيْر بْن مقلد أَبُو الْحَسَن الحراني الأصل البغدادي:
والد شيخنا أَحْمَد، سَمِعَ من أَبِي نصر الْحَسَن بْن مُحَمَّد اليونارتي الأصبهاني ببغداد لما حدث بجامع الترمذي سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وما أعلم أَنَّهُ حدث بشيء. ذكر لي ولده أَنَّهُ أجاز لَهُ. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة، وتوفي فِي جمادى الأولى سنة ست وتسعين وخمسمائة.
730- صدقة بْن عليّ بْن صدقة أَبُو مُحَمَّد الكيال الأزجي:
سَمِعَ أبا الوقت وأبا جَعْفَر العباسي وست الأخوة بِنْت الكرخي. قرأت عَلَيْهِ:
أخبرتكم ست الأخوة بِنْت مُحَمَّد بِنْ مَنْصُور، أنبأنا عاصم بْن الْحَسَن. فذكر حديثًا.
توفي فِي ذي الحجة سنة ثمان وستمائة.
731- صدقة بْن عليّ بْن مَسْعُود أَبُو المواهب المقرئ الضرير المؤذن يعرف بابن الأوسي:
ذكر لي أَنَّهُ سَمِعَ من ابْنُ الطلاية وشاهدت سماعه من ابْنُ البطي وأبي الفوارس بْن الشباكية. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي أنبأنا ابْنُ أيوب. فذكر حديثًا. ولد سنة ثلاثين وخمسمائة وتوفي في صفر سنة ثلاث عشرة وستمائة.(15/201)
732- صدقة بْن جروان بْن عليّ البواب يعرف بابن البيع:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا فِي الصحيح. توفي فِي ربيع الأول سنة ست عشرة وستمائة.
733- صاعد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُمَر أبو المعالي الواعظ:
ولد ببغداد وصار إلى واسط فنشأ بها. ثم عاد إلى بغداد. ولقى صدر الدين وسمع معه من أَبِي الوقت عَبْد الأول وسمع هُوَ بنفسه من ابْنُ البطي وأبي النجيب عَبْد القاهر السهروردي وشهدة وخرج عن بغداد بعد السبعين وخمسمائة وسكن إربل وصار لَهُ بها قبول وحدث بها كثيرًا. قرأت عَلَيْهِ بأربل: أخبرتكم شهدة. فذكر حديثًا من جزء الحفار وقَالَ لي: ولدت سنة سبع وثلاثين وخمسمائة تقريبًا.
(قلت: لقيه صدر الدين ولم يصح أَنَّهُ سَمِعَ من أَبِي الوقت. قاله السيف أَحْمَد بْن عِيسَى، وقَالَ: توفي سنة خمس وعشرين وستمائة. قلت: روى عَنْهُ أَبُو المحامد الزنجاني وجماعة) .
734- صبيح بن عبد الله الحبشي الخادم العطاري:
مَوْلَى نصر بْن العطار الحراني التاجر وعتيقه، يكنى أبا الخير، حفظ القرآن وكتب بخطه الكثير من الحديث وسمع من ابْنُ مولاه مَنْصُور بْن نصر وبنفسه من أَبِي بَكْر بْن الزاغوني ونصر العكبري وابن ناصر وابن المادح وأبي الوقت وخلق كثير، وحصل الأصول وكان خيرًا. سَمِعَ مِنْهُ إِبْرَاهِيم الشعار وعمر بْن أَحْمَد بْن بكرون وعلي بن الحسن ابن رئيس الرؤساء والحسن بْن صصرى وجماعة.
قرأت عَلَى دَاوُد بْن يَحيى: أخبركم صبيح أَبُو الخير، أنبأنا ابْنُ المادح، أنبأنا أَبُو نصر الزينبي، وأنبأنا عاليًا (أَبُو الرضا أَحْمَد بْن طارق بْن سنان الْقُرَشِيّ بقراءتي عَلَيْهِ) . فذكر حديثًا. توفي فِي صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة.(15/202)
حرف الضاد
735- ضياء بْن بدر بْن عَبْد اللَّه أَبُو الفرج البزاز:
أَبُوهُ عتيق بْن التاجر. سَمِعَ هبة اللَّه بْن عليّ الْبُخَارِيّ والحسين بْن مُحَمَّد البارع.
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وجماعة، وأجاز لي. رَأَيْته، توفي فِي جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
736- ضياء بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف بْن جندل أَبُو مُحَمَّد الحريمي:
سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف وأبا الْحَسَن بْن عَبْد السلام والمبارك بن كامل الدلال. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن سلمان الحربي وأصحابنا وأجاز لي. توفي فِي جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير) قَالَ ابْنُ الدبيثي: أجاز لي ضياء بْن أَحْمَد: أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثنا الصَّوْلِيُّ، أنبأنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. فَذَكَرَ حَدِيثَ «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ» .
737- ضياء بْن أَحْمَد، وَيُقَال المبارك مكان أَحْمَد، ابْنُ الْحَسَن أَبُو عليّ بْن أَبِي القاسم النجار ويعرف بابن الخريف [1] :
ولد بمحلة النصرية ونشأ بها وانتقل إلى الجانب الشرقي وكان جارًا للقاضي أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ فسمع مِنْهُ كثيرًا، وسمع من أَبِي الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وكان أميًّا لا يكتب. أنبأنا أَبُو عليّ، أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، أنبأنا الجوهري. فذكر حديثًا. توفي في شوال سنة اثنتين وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء عَبْد الواحد وابن عَبْد الدائم وعبد اللطيف بن الصيقل وأخوه عَبْد العزيز) .
738- ضياء بْن صالح بْن كامل الخفاف أَبُو المظفر:
ابْنُ أخي أَبِي بَكْر المبارك بْن كامل المحدث، استجاز لَهُ عمه جماعة، منهم أَبُو مُحَمَّد سبط الخياط وأبو مَنْصُور بْن خيرون وأبو الفتح الكروخي وخرج عن بغداد وسكن
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/8. والمشتبه 158.(15/203)
دمشق ثم قدمها سنة سبع وتسعين (وخمسمائة) متجرًا وروى بها بالإجازة فسمع مِنْهُ قوم وعاد إلى دمشق فتوفي بها فِي شعبان سنة إحدى وستمائة.
739- الضحاك بْن سُلَيْمَان بْن سالم أَبُو الأزهر الْأَنْصَارِيّ الأديب الشَّاعِر:
قَرَأَ بشيء من القراءات بالمحول عَلَى خطيبها أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الخضر ونظر فِي النحو واللغة. ذكره ابْنُ السمعاني فِي تاريخه. توفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة وله:
ما أنعم اللَّه عَلَى عبده ... بنعمة أوفى من العافية
وكل من عوفي فِي جسمه ... فإنه فِي عيشة راضية
والمال حلو حسن جيد ... عَلَى الفتى لكنه عارية
وأسعد العالم بالمال من ... أداه للآخرة الباقية
ما أحسن الدنيا ولكنها ... مَعَ حسنها غدارة فانية
740- الضحاك بْن أَبِي الفوارس مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن حسن أَبُو شجاع البواب:
سَمِعَ بإفادة خاله عليّ بْن أَبِي سعد الخباز من أَبِي نصر أَحْمَد بْن رضوان وهبة الله ابن الحصين وحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعدويه. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر القرشي وأحمد بن طارق ومكي الغراد وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة.(15/204)
حرف الطاء
741- طاهر بْن مُحَمَّد بْن طاهر بْن علي المقدسي الأصل الهمذاني أبو زرعة ابن الحافظ أَبِي الفضل:
أسمعه أَبُوهُ من عَبْد الرَّحْمَن بْن حمد الدوني وعبدوس بْن عَبْد اللَّه وأبي عَبْد اللَّه الكامخي ومكي بْن مَنْصُور السلار، وسمعه ببغداد من أَبِي القاسم بْن بيان. قدم بغداد للحج وحدث بأكثر مسموعاته، فسمع مِنْهُ الوزير أَبُو المظفر بْن هبيرة وأحمد بْن صالح بْن شافع وعمر الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ أَحْمَد بْن طارق وأبو الفرج بْن الجوزي وابن الأخضر. ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة بهمذان، وما كَانَ يعرف شيئًا.
(قلت: وروى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني والشيخ الموفق وأبو عَبْد اللَّه بْن الزبيدي وعبد اللطيف بْن يُوْسٌف وعبد العزيز بْن باقا وأبو زكريا بْن الخازن) .
742- طاهر بْن سعد بْن صدقة بْن الخضر بْن كليب الحراني الأصل البغدادي أَبُو البركات التاجر:
عم شيخنا عَبْد المنعم. سَمِعَ أبا عثمان بْن مله وأبا الوفاء بْن عقيل وأبا طالب بن يُوْسٌف وكان متقنًا للفرائض. حَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر، أنبأنا عَنْهُ عُمَر بْن عليّ الدمشقي قَالَ: سَأَلت أبا البركات بْن كليب عن مولده فَقَالَ: سنة تسع وستين وأربعمائة. وتوفي سنة ست وستين وخمسمائة.
743- طلحة بْن مظفر بْن غانم أَبُو مُحَمَّد الحنبلي الزَّاهِد العلثي [1] :
قدم بغداد فِي صباه وتفقه عَلَى أَبِي الفتح بْن المني وأبي الفرج بْن الجوزي وسمع من ابْنُ البطي ويحيى بْن ثابت وشهدة وخلق من طبقتهم ومن أصحاب ابن بيان وابن الحصين وقرأ عَلَى ابْنُ الجوزي أكثر مصنفاته وكان حسن القراءة ورعا، انقطع قبل موته إلى زاوية لَهُ بالعلث واشتغل بالعبادة وتعليم العلم وأقبل عَلَيْهِ النَّاس وصار لَهُ أتباع كَثِير. سَمِعَ مِنْهُ أولاده وأصحابه وكان ثقة صالحًا، توفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عنه ابن خليل) .
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/313. وذيل طبقات الحنابلة 1/290.(15/205)
744- طغدي بْن خمارتكين الغزري أَبُو مُحَمَّد [1] :
من أولاد غزر أحد الأتراك. سَمِعَ أبا القاسم الربعي وابن بدران الحلواني. سَمِعَ مِنْهُ صدقة بْن وزير وأحمد بْن طارق وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. توفي فِي ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
745- طغدي بْن ختلخ الأميري:
منسوب إلى ولاء بعض السادة أولاد الخلفاء، كَانَ طغدي ربيبًا لأبي الحسن علي ابن عساكر البطائحي، رباه وعلمه القرآن وأقرأه بالقراءات وسمعه الكثير وسماه عَبْد المحسن. سَمِعَ ابْنُ ناصر وسعيد بْن البناء وأبا بَكْر بْن الزاغوني وأبا الوقت. حدث ببغداد وحدث بحران فِي طريقه إلى دمشق وسكن دمشق وحدث بها. قَالَ لي: ولدت سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في محرم سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي وابن خليل وغيرهما، وكان عالمًا بالفرائض وسمع من أَبِي الفضل الأرموي أيضًا) .
746- الطيب بْن إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن خليفة أَبُو حامد القصير الحربي:
سَمِعَ أبا القاسم عَبْد اللَّه اليوسفي وأبا بَكْر قاضي المرستان وكان ثقة صحيح السماع، صابه صمم شديد فِي آخر عمره، وكان يحدث من لفظه. حَدَّثنا قَالَ: أنبأنا ابْنُ يُوْسٌف. فذكر حديثًا. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة وتوفي في جمادى الآخرة سنة ستمائة.
(قلت: روى عنه الضياء) .
__________
[1] انظر: المشتبه 384.(15/206)
حرف الظاء
747- ظفر بْن عُمَر بْن عَامِر أَبُو أَحْمَد الخباز:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن الْحَسَن القزاز وأبا غالب شجاع بْن فارس الذهلي وعبد الوهاب المستعمل. سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّد بْن مبارك بْن مشق. ولد سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وتوفي في صفر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
748- ظفر بْن مَسْعُود بْن السدنك أَبُو الفتح بْن أَبِي الغنائم الحريمي.:
من أولاد المحدثين. سَمِعَ أبا الْحَسَن العلاف وابن نبهان وأبا عليّ بْن المهدي. سَمِعَ مِنْهُ تاج الْإِسْلَام بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه وسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ أَحْمَد بْن مَنْصُور الكازروني. توفي فِي رمضان سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
749- ظفر بْن أَحْمَد بْن ثابت بْن مُحَمَّد الطرقي أبو الغنائم بن أبي العباس اليرذي:
وطرق: بلدة من نواحي أصبهان، كَانَ أَبُوهُ من الحفاظ. سَمِعَ أباه وأبا عليّ الحداد.
توفي ببلده سنة تسع وثمانين وخمسمائة وحدث ببغداد وأجاز لنا.
750- ظفر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد أَبُو السعود يعرف بابن الأرمني:
من أهل الحربية، سَمِعَ أبا الْحُسَيْن بْن أَبِي يعلى وعبد الباقي بْن أَبِي الغبار وغيرهما.
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الفَرَّاء، أنبأنا الخطيب. فذكر حديثًا. توفي فِي جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمسمائة وحدث.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
751- ظفر بْن سالم بْن عليّ بْن سلامة بْن البيطار أَبُو القاسم:
أخو شجاع، سَمِعَ بإفادة أَبِيهِ من أَبِي الوقت وهبة اللَّه الشبلي. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم الشبلي. فذكر حديثًا. ذكر لي ما يدل أَنَّهُ ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
752- ظافر بْن قاسم بْن مُلاعب أَبُو سعد بْن الأزرق الحربي:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن أَحْمَد المكبر. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الشبلي. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة عشر وستمائة.(15/207)
753- ظاعن بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن الفرج بْن زرير أَبُو مُحَمَّد الزبيري:
من ولد عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، من أهل باب الأزج. سَمِعَ أبا عثمان بْن مله وأبا طالب ابن يُوْسٌف وغيرهما وحدث عنهم. سَمِعَ مِنْهُ قديمًا أَبُو سعد بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه وعُمر العليمي وعمر الْقُرَشِيّ. ولد فِي ذي الحجة سنة ست وتسعين وأربعمائة وتوفي فِي ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمسمائة.(15/208)
حرف العين
754- عَبْد اللَّه بْن المستظهر بالله أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن المقتدي بأمر اللَّه أَبِي القاسم عَبْد اللَّه أَبُو الْحَسَن [1] :
كَانَ والده خطب لَهُ بولاية العهد من بعد أخيه المسترشد سنة ثمان وخمسمائة، فلما توفي والده سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وبويع للمسترشد خرج أَبُو الْحَسَن هَذَا من دار الخلافة مختفيًا وقصد الحلة ونزل عَلَى أميرها دبيس بْن صدقة وعرفه نفسه، فأكرمه، فراسل أخوه المسترشد دبيسًا بنقيب النقباء عليّ بْن طراد فِي رده، فلما لقيه نقيب النقباء عرفه ما جاء فِيهِ فَقَالَ: «أخفر ذمامي، ما أسلمه كارهًا وها هُوَ حاضر فخاطبوه» . فدخل عَلَيْهِ نقيب النقباء وفاوضه فاشترط شروطًا. قَالَ: فأجاب المسترشد وبينما الأمير متردد فِي ذَلِكَ وردت عساكر العجم وجرت لدبيس أمور أوجبت اشتغاله بنفسه، فانفصل أَبُو الْحَسَن عن الحلة وَقَدِ اجتمع إِلَيْه جماعة وانضم إِلَيْه أَبُو الدلف مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن زهمويه الكاتب فكان مدبر أموره وقصدوا واسطًا وانضاف إِلَيْه جماعة فأرسل إِلَيْه عساكر فتفرق عَنْهُ جمعه فأحيط بِهِ وقدم بِهِ عَلَى أخيه فعاتبه وجعله محتاطًا عَلَيْهِ حتَّى توفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة وله سبع وثلاثون سنة.
755- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن سبعون القيرواني الأصل البغدادي أَبُو مُحَمَّد:
من أولاد المحدثين، سَمِعَ أباه وأبا الفضل بْن خيرون. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ونصر ابن الحصري وبقي إلى سنة ستين وخمسمائة.
756- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن الخشاب أَبُو مُحَمَّد النحوي [2] :
كَانَ أديبًا عالمًا بالنحو واللغة والشعر والفرائض والحديث قَرَأَ القراءات الكثيرة.
أخذ النحو عن أَبِي بَكْر بْن جوامرد القطان وعلي بْن أَبِي زَيْد الفصيحي وأبي السعادات بْن الشجري وقرأ اللغة عَلَى الْحَسَن بْن عليّ المحولي وأبي مَنْصُور بْن الجواليقي وسمع الحديث من أَبِي القاسم عليّ بْن الْحُسَيْن الربعي وأبي الغنائم النّرسيّ
__________
[1] انظر: الكامل، لابن الأثير، حوادث سنة 512. هـ. والمنتظم 10/23.
[2] انظر: معجم الأدباء 4/286. ووفيات الأعيان 1/289. ومرآة الزمان 8/288. ومرآة الجنان 3/52. وإنباه الرواة 2/99. والنجوم الزاهرة 6/65. وشذرات الذهب 4/220.(15/209)
وأبي زكريا بْن منده وأبي عَبْد اللَّه البارع وابن كادش وابن الحصين فمن بعدهم، وكان حريصًا عَلَى السماع مداومًا عَلَى القراءة، مَعَ علو سنه. أقرأ النَّاس مدة وتخرج بِهِ خَلَقَ فِي النحو وسمع مِنْهُ خَلَقَ من شيوخنا، وذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه ووصفه بالمعرفة التامة وروى عَنْهُ. توفي فِي رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ الأخضر وابن سكينة والحافظ عَبْد الغني وابن قدامة) .
757- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسنون النرسي أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي نصر بْن أَبِي طاهر بْن أَبِي الْحَسَن:
من بيت العدالة والرواية. سَمِعَ أبا بَكْر الطريثيثي وأبا الفضل بْن عَبْد السَّلام وأبا غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن وأبا الْحُسَيْن بْن الطيوري والعلاف. سمع منه ابن شافع وعلي ابن أَحْمَد الزيدي والحافظ أَبُو بَكْر الباقداري وحَدَّثنا عَنْهُ جماعة وأثنوا عَلَيْهِ. ولد سنة ست وثمانين وأربعمائة وتوفي في رمضان سنة تسع وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة) .
758- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن بكران أَبُو مُحَمَّد المقرئ الضرير الداهري:
والداهرية قرية من قرى السواد. لقن النَّاس زمانًا وسمع من أَبِي غالب بْن البناء وقرأ عَلَى سبط الخياط. توفي راجعًا من الحج سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
759- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عليّ بْن السراج أَبُو مُحَمَّد يعرف بابن حمتيس:
وقيل اسمه عُبَيْد اللَّه. سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وأبا العز مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار. سمعنا مِنْهُ مَعَ تميم البندنيجي وقرأت عَلَيْهِ بباب الأزج: أخبركم أَبُو العز المتوكلي أنبأنا ابْنُ المذهب. فذكر حديثًا سمعه سنة خمسمائة. توفي في رجب سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو صالح الجيلي ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الطبال، وسمع أيضًا من أَحْمَد ابن المظفر بْن سوسن) .(15/210)
760- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد القاهر أَبُو الفضل بْن أَبِي نصر الطوسي البغدادي المولد والمنشأ الموصلي خطيبها [1] :
سَمِعَ أَحْمَد بْن عَبْد القادر بن يوسف والحسين بن طلحة ونصر بن البطر وأبا محمد ابن السراج وابن الطيوري وبنيسابور أبا نصر عَبْد الرَّحِيم القشيري وبأصبهان أبا عليّ الحداد وعمر وحدث بالكثير إلا أن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق بْن يُوْسٌف رحل إِلَيْه وأدخل فِي روايته ما لم يسمعه، فحدث بقطعة من ذَلِكَ حتَّى تفطن بِهِ بعض الطلبة فعرف الشَّيْخ بذلك، فترك الشَّيْخ رواية ذَلِكَ القدر بعد أن نقل عَنْهُ، وهو فِي نفسه ثقة، وكان شيخنا أَبُو بَكْر الحازمي إِذَا حدث عَنْهُ يَقُولُ: حَدَّثنا أَبُو الفضل الخطيب من أصله العتيق. روى عَنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني فِي تاريخه، وحَدَّثنا عَنْهُ جماعة وقَدْ أجاز لنا وكتب إليَّ بخطه: مولدي فِي صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وتوفي في رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة بالموصل. أنشدنا فِي كتابه لنفسه:
أقول وَقَدْ خيمت بالخيف من منى ... وقربت فرباني وقضيت أنساكي
وحرمة بيت اللَّه ما أَنَا بالذي ... أملك مَعَ طول الزمان وأنساك
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة وعبد القادر الرهاوي والبهاء عَبْد الرَّحْمَن والبهاء بْن شداد وأبو البقاء يعيش وأبو الْحَسَن بْن الأثير) .
761- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر أَبُو جَعْفَر الضرير المقرئ الواسطي [2] :
قدم بغداد فِي صباه واستوطنها وكان يسكن بباب الأزج. قَرَأَ القرآن عَلَى البارع أَبِي عَبْد اللَّه وغيره وسمع مِنْهُ ومن ابْنُ الحصين وأبي الْحَسَن بْن الزاغوني وأبي غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن الماوردي وجماعة، وأقرأ النَّاس وحدث. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الفتح الكروخي أنبأنا أَبُو عروبة عَبْد الهادي بْن شيخ الْإِسْلَام. فذكر حديثا. ولد سنة ثلاث وخمسمائة وتوفي يوم عرفة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ببغداد.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل) .
762- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْمَجْدِ بْن غنائم أَبُو مُحَمَّد الحربي [3] :
سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء وغيرهما. قرأت عليه: أخبركم ابن
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 284. وطبقات الشافعية 4/233.
[2] انظر: غاية النهاية 1/406. ونكت الهميان 178.
[3] انظر: المنتظم، لابن الجوزي 1/23.(15/211)
الحصين. فذكر حديثًا. خرج ابْنُ أَبِي المجد من بغداد فِي أواخر سنة سبع وسبعين وخمسمائة متوجهًا إلى الشام فبلغ الموصل وأقام بها يسمع فأدركه أجله بها فِي المحرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو الحجاج خليل وأبو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد وشيخ الشيوخ عَبْد العزيز الْأَنْصَارِيّ وابن عَبْد الدائم والنجيب عَبْد اللطيف وجماعة واسم أَبِي المجد صاعد. قاله الضياء) .
763- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سالم بْن باقا يعرف بابن الدويك البزاز المعدل:
سَمِعَ ابْنُ البطي وأبا زرعة وما أعلمه حدث. توفي سنة أربع وستمائة.
764- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قدامة أَبُو مُحَمَّد المقدسي الدمشقي المولد [1] :
(كَذا) قَالَ وإنما مولده بجماعيل، قَالَ: سَمِعَ بدمشق وقدم بغداد للتفقه وسمع بها من ابْنُ البطي وأبا بَكْر بْن النقور وعلي بْن تاج القراء، وسعد اللَّه بْن الدجاجي، ومسلم ابن ثابت الوكيل وشهدة وحصل طرفا صالحًا من الفقه والأصول. توفي يَوْم عيد الفطر سنة عشرين وستمائة.
(قلت: كَانَ إمامًا حبرا مفتيا مصنفًا ذا فنون، بحرا لا ينزف، انتهت إِلَيْه معرفة مذهب أَحْمَد ولم يكن فِي وقته أحد أعلم مِنْهُ ولا أفقه مِنْهُ فِي سائر المذاهب، وكان زاهدًا عابدًا قانعًا عارفًا بالله ورسله، لَهُ قدم فِي التقوى راسخ، يستحق أن تطوى إِلَيْه مراحل وفراسخ. ومن تصانيفه: كتاب المغني في الفقه فِي ست عشرة مجلده ولم يصنف فِي الْإِسْلَام أحسن مِنْهُ، وكتاب الكافي أربع مجلدات وكتاب المقنع وكتاب العمدة وكتاب مختصر الهداية ومنتخب العلل للخلال وكتاب نسب قريش وكتاب نسب الأنصار وكتاب غريب اللغة وكتاب التوابين وكتاب الرقة وكتاب فضائل الصحابة وغير ذَلِكَ من المختصرات، وخرج لنفسه مشيخة فِي جزء ضخم، ورحل إلى بغداد مرتين. ولما أراد الخروج قَالَ شيخه أَبُو الفتح بْن المني: إِذَا خرج هَذَا الفتى من بغداد احتاجت إِلَيْه. ذكر ذَلِكَ الحافظ الضياء. وقَالَ فِيهِ الْإِمَام أبو عمرو بْن الصلاح. ما رَأَيْت مثله. وجمع لَهُ الحافظ الضياء سيرة فِي جزءين فِي اشتغاله وعلمه وزهده ومناقبه
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/627. والنجوم الزاهرة 6/256. ومجمع الألقاب 5/ت 1962 وشذرات الذهب 5/88.(15/212)
وأحواله. شفى فيها، وروى هُوَ عَنْهُ والبهاء عَبْد الرَّحْمَن وعامة المقادسة وأبو عَبْد اللَّه البرزالي وأبو الحجاج بْن خليل وخلق كَثِير وحَدَّثنا عَنْهُ التاج عَبْد الخالق ببعلبك والعماد عَبْد الحافظ بنابلس وأبو الفهم السلمي بدمشق وإسماعيل بْن الفَرَّاء وأخته وابن عمه وأحمد بْن العماد وزينب بِنْت الواسطي وأخوها مُحَمَّد ويوسف بْن غالية بالجبل وغيرهم، ومولده فِي شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة) .
765- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن المأمون أَبُو مُحَمَّد بْن القاضي العباسي [1] :
ناب فِي الحكم ببغداد عن القاضي أَحْمَد بْن عليّ الْبُخَارِيّ وعزل عن العدالة والقضاء سنة أربع وستمائة بسبب تزوير ولم يكن محمود الشهادة والقضاء. سَمِعَ أحمد ابن عَبْد الغني الباجسرائي ويحيى بْن ثابت وابن الخشاب. سمع منه قوم من الطلبة وتوفي في عاشوراء سنة عشرين وستمائة.
766- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن طلحة أَبُو بَكْر بْن أَبِي طَالِب المقرئ الخباز [2] :
سَمِعَ الكثير وطلب وأكثر عن شهدة وعبد اللَّه بْن عَبْد الرزاق وأسعد بْن يلدرك وطبقتهم ثُمَّ أصحاب ابْنُ بيان وأصحاب ابْنُ الحصين وجمع لنفسه مشيخة، ومولده سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
767- عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عليّ الخطيب أَبُو مُحَمَّد الفقيه الهمذاني [3] :
تفقه ببغداد بالنظامية عَلَى مدرسها أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل القزويني وحصل المذهب والأصول والخلاف وأعاد بالنظامية وكان صالحًا ورعًا، سَمِعَ بهمذان من أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حمان وأبي الوقت السجزي وغيرهما. ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة فِي ربيع الأول. قرأت عَلَيْهِ ببغداد: أخبركم أحمد بن سعد، حدثنا أبو إسحاق الفيروزآبادي، أنبأنا أَبُو عليّ بْن شاذان. فذكر حديثًا.
(قلت: روى عَنْهُ الجمال بْن الصيرفي. توفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة) .
__________
[1] انظر: معجم الأدباء 2/51.
[2] انظر: لسان الميزان 3/250.
[3] انظر: طبقات الشافعية 5/58.(15/213)
768- عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن النفيس بْن عَبْد اللَّه أَبُو طاهر العلوي الحسيني الكوفي:
جوال سافر الكثير، كان لسنًا عارفًا بالأدب والشعر. سَمِعَ أبا الْعَبَّاس بْن ناقة بالكوفة وببغداد يَحيى بْن ثابت وذكر أن لَهُ إجازة من عُمَر بْن حمزة العلوي. قَالَ لي:
ولدت سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وبلغني أَنَّهُ توفي مسافرًا عن الكوفة سنة اثنتي عشرة وستمائة أَو بعدها.
769- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن زَيْد بْن الْحَسَن الكندي أَبُو مُحَمَّد التاجر [1] :
أخو أَبِي اليمن وكان الأصغر. سَمِعَ ابْنُ ناصر وسعيد بْن البناء وعبد الملك بْن عليّ الهمذاني، وروى ببغداد ثُمَّ سكن دمشق. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وتوفي فِي ذي القعدة سنة تسع وتسعين وخمسمائة بدمشق.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء الحافظ) .
770- عَبْد اللَّه بْن حُسَيْن بْن صدقة بْن موهوب أَبُو القاسم بْن الوزان يعرف بابن عسامة [2] :
قرأت عَلَيْهِ أخبركم مُحَمَّد بْن ناصر لفظًا، أنبأنا ابْنُ النقور. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة ثلاث عشرة وستمائة وَقَدْ جاوز السبعين.
771- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو البقاء بْن أَبِي عَبْد اللَّه العكبري الأصل البغدادي المولد الفقيه الفرضي النحوي:
تفقه عَلَى أَبِي حكيم النهرواني الحنبلي وأخذ النحو عن أَبِي مُحَمَّد بْن الخشاب وسمع ابْنُ البطي وأبا زرعة وأبا بَكْر بْن النقور، وكان جماعة لفنون العلم، وله مصنفات حسان كإعراب القرآن وإعراب الحديث وشرح المقامات، وشرح ديوان المتنبي، ونعم الشَّيْخ كَانَ. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطر. فذكر حديثًا. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة.
(قلت: روى عنه ابْنُ الْبُخَارِيّ والضياء بْن عبد الواحد والجمال بن الصّيرفيّ) .
__________
[1] انظر: ذيل الروضتين 32.
[2] انظر: وفيات الأعيان 1/288. وإنباه الرواة 2/116. ومجمع الألقاب 5/ت 675. والنجوم الزاهرة 6/246. وشذرات الذهب 5/67. وبغية الوعاة 281(15/214)
772- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الدامغاني أَبُو القاسم [1] :
قاضي القضاة ابْنُ القاضي أَبِي المظفر ابْنُ القاضي أَبِي الْحُسَيْن ابْنُ قاضي القضاة ابن الحسن ابن قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه، كَانَ عالمًا بالحكم والفرائض والأدب، عفيفًا حسن الطريقة، ولي قضاء بغداد مَعَ غيره إلى أن ولي قضاء القضاة شرقًا وغربًا فِي رمضان سنة ثلاث وستمائة، ولاه الوزير أبو الحسن ناصر بن مهدي وبقي كذلك إلى سنة إحدى عشرة ثُمَّ عزل. سَمِعَ من عمه أَبِي الْحَسَن ومن تجني الوهبانية. ولد سنة أربع وستين وخمسمائة، وتوفي فِي ذي القعدة سنة خمس عشرة وستمائة.
773- عَبْد اللَّه بْن الخضر بْن الْحُسَيْن أَبُو البركات بْن الشيرجي الفقيه الشَّافعيّ الموصلي [2] :
انتفع بِهِ جماعة وحصل المذهب وناظر وسمع القاضي أبا بَكْر وابن زريق القزاز وجماعة وحدث وروى عَنْهُ غير واحد بالموصل. قرأت عَلَى مُحَمَّد بْن علوان الفقيه، أنبأنا عَبْد اللَّه بْن الشيرجي، أنبأنا عَبْد الملك الكروخي. فذكر حديثًا. توفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة وَقَدْ قارب الثمانين. ذكر ذَلِكَ أَبُو المواهب بْن صصرى.
774- عَبْد اللَّه بْن دهبل بْن علي بْن مَنْصُور بْن كارة أَبُو مُحَمَّد بْن أبي الْحَسَن الحريمي:
وقيل اسمع صالح. سَمِعَ أبا غالب بْن البناء والقاضي أبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ وأظنه كَانَ لا يعرف الخط. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم القاضي. فذكر حديثًا. توفي فِي رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أيضًا الضياء المقدسي وابن عَبْد الدائم وعبد اللطيف وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير وعلي بْن الْبُخَارِيّ) .
775- عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الْحُسَيْن بْن الهاطرا أَبُو المعمر الوزان الأزجي:
يعرف بخريفة وبه سماه ابن السمعاني فِي تاريخه. سَمِعَ ابْنُ البطر وابن طلحة النعالي وعلي بْن الْحُسَيْن بْن أيوب وكان ثقة. حدث عَنْهُ أَحْمَد بْن مَنْصُور الكازروني وابن الأخضر وطاوس المقرئ وغيرهم. بلغني أنه ولد سنة ثمانين وأربعمائة وتوفي في رجب
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/273. وشذرات الذهب 5/63.
[2] انظر: طبقات الشافعية 4/234.(15/215)
سنة ستين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أيضًا أَبُو حَفْص السُّهْرَوَرْدي) .
776- عَبْد اللَّه بْن شجاع بْن فائز أَبُو القاسم الكاتب [1] :
سمع أبا المعالي بن اللحاس، قرأت عَلَيْهِ عَنْهُ. فذكر حديثًا. ولد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وتوفي سنة ثمان عشرة وستمائة.
777- عَبْد اللَّه بْن صالح بْن سالم بْن خميس أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي المظفر الأنباري:
سَمِعَ القاضي أبا بَكْر وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأجاز لَهُ ابْنُ الحصين. سَمِعَ مِنْهُ جماعة. توفي فِي جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
778- عَبْد اللَّه بْن صافي بْن عَبْد اللَّه الخازني أَبُو القاسم:
مَوْلَى حُسَيْن الخازن، قَالَ لي: قَرَأَ القرآن بالقراءات عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المزرفي. سَمِعَ من الْحُسَيْن بْن عليّ سبط الخياط وعلي بْن أَحْمَد الموحد. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم الْحُسَيْن أنبأنا المأمون. فذكر حديثًا. توفي فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وستمائة وَقَدْ جاوز التسعين.
779- عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الرومي أَبُو الخير الجوهري:
عتيق جَعْفَر الطيبي، كَانَ خيرًا حافظًا لكتاب اللَّه، قَرَأَ عَلَى أَبِي العز القلانسي ببغداد لما قدمها فِي سنة سبع عشرة وخمسمائة وروى عَنْهُ حرف أَبِي عَمْرو بْن العلاء وأقرأ النَّاس بِهِ وسمع أبا القاسم بْن الحصين. توفي سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
780- عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَد بْن عليّ بْن صابر أَبُو المعالي الدمشقي [2] :
سَمِعَ بها من الشريف أَبِي القاسم عليّ بْن إِبْرَاهِيم وقدم بغداد وسمع مِنْهُ بها أَبُو سعد بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه وسمع مِنْهُ الْحَسَن بْن صصرى. توفي فِي رجب سنة ست وسبعين وخمسمائة ومولده سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني وأبو عُمَر وأبو مُحَمَّد ابنا ابْنُ قدامة والحافظ
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 23.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/256.(15/216)
الضياء وعبد الحق بْن خلف وعمر بْن المنبجي والبهاء عَبْد الرَّحْمَن وسالم بْن عَبْد الرزاق وأخوه يَحيى وجماعة) .
781- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيوب بْن عليّ البستنبان أَبُو مُحَمَّد الحربي:
سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وأبا العز بن كادش وأقرانهما، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. توفي في ربيع الأول سنة إحدى وستمائة.
(قلت: ومولده سنة أربع عشرة وخمسمائة تقريبًا. روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء المقدسي والنجيب الحراني وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير ولعلي بْن الْبُخَارِيّ) .
782- عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه أَبُو القاسم التفليسي:
سكن بغداد وصحب أبا النجيب وسمع هبة اللَّه الشبلي وابن البطي وأبا زرعة.
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو المظفر. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة عشرين وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الزين خَالِد الحافظ) .
783- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصمد بْن عَبْد الرزاق السلمي أَبُو مُحَمَّد [1] :
ذكر أَنَّهُ من ولد أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي. سَمِعَ أبا القاسم الربعي وعلي بْن مُحَمَّد الأنباري وابن بيان وأبا الغنائم بْن ميمون وابن مله. سَمِعَ مِنْهُ عليّ بْن أَحْمَد الزيدي وعمر بْن علي وأحمد بن طارق ومكي الغراد وأنبأنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. توفي فِي محرم سنة سبعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة) .
784- عَبْد اللَّه بْن عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيلي:
أكبر ولد الشَّيْخ، لم يكن مشتغلًا بالعلم لكنه سَمِعَ من ابْنُ الحصين وأبي غالب بْن البناء. قيل إنه حدث بشيء. توفي فِي صفر سنة سبع وثمانين وخمسمائة وولد سنة ثمان وخمسمائة.
785- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْد القزاز أَبُو المنجى يعرف بابن اللَتِّي [2] :
__________
[1] انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/255.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/171.(15/217)
من أهل شارع دار الدقيق، سَمِعَ أبا الوقت وأبا الفتوح الطائي وأبا المعالي بْن اللحاس.
(قلت: وأبا القاسم بْن البناء وعمر بْن عَبْد اللَّه الحربي وجماعة) . قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمُنَجَّى بْنِ اللَّتِّيِّ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَقْتِ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَرَبِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا الْبَغَوِيُّ، أَنْبَأَنَا مُصْعَبٌ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ.
(قُلْتُ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْيُونِينِيُّ وَأَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الظَّاهِرِيِّ وَأَبُو عَبْدِ الله محمد ابن النَّحَّاسِ الأَدِيبُ وَالْقَاضِي أَبُو الرَّبِيعِ أَبُو الْفَضْلِ (كَذَا) الْحَنْبَلِيُّ وَأَخُوهُ دَاوُدُ وَعِيسَى الْمَغَارِيُّ وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلالِ وَغَيْرُهُمْ قَالُوا حَدَّثنا ابْنُ اللتي قراءة. فذكره ولد فِي ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة وتوفي ببغداد فِي جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة، وحدث بدمشق وحلب والكرك والعراق، وروى عَنْهُ أكثر من مائتي نفس منهم أئمة وحفاظ وانقطع بموته إسناد عال) .
786- عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن مُحَمَّد بْن حسن الدقاق أَبُو بَكْر سبط ابْنُ هدية البيع ويعرف بابن قديرة:
سَمِعَ أبا البدر الكرخي وأبا بَكْر بْن الأشقر والمبارك بْن أَحْمَد الكندي وسعد الخير.
قرأت عليه: أخبركم إبراهيم، أنبأنا خديجة الشاهجانية الواعظة قراءة، أنبأنا ابْنُ سمعون. فذكر حديثا. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي) .
787- عَبْد اللَّه بن علي بن محمد النهري أَبُو البركات الكرخي:
سَمِعَ عاصم بْن الْحَسَن وعبد الواحد بْن فهد العلاف وأبا طاهر الباقلاني. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو البقاء بْن طبرزذ وأخوه عُمَر وابن مشق وغيرهم. أنبأنا عُمَر بن طبرزذ، أنبأنا أَبُو البركات النهري. فذكر حديثًا. توفي في شوال سنة خمس وأربعين وخمسمائة.(15/218)
788- عَبْد اللَّه بْن عليّ الطامذي:
سَمِعَ ابْنُ البطر. روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن أَحْمَد فِي أربعينه.
(قلت: توفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة) .
789- عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الْحَسَن أَبُو مُحَمَّد المعروف بابن سويدة التكريتي [1] :
سَمِعَ الكثير بنفسه وكتب ورحل. سَمِعَ ببلده أباه ومحمد بْن خلف الفقيه وببغداد أبا الفتح الكروخي وعبد الخالق اليوسفي وابن ناصر وبالموصل مُحَمَّد بْن القاسم الْأَنْصَارِيّ وأحمد بْن أَبِي الفضل الزُّهْرِيّ وحدث. سَمِعَ مِنْهُ جماعة من أهل تكريت وممن وردها وكان فِيهِ تساهل فِي الرواية. توفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ البهاء) .
790- عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن أَبِي غالب الحربي يعرف بابن الأنبلي:
سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف وأجاز لَهُ شجاع الذهلي. سَمِعَ مِنْهُ أصحابنا وأجاز لي.
791- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن المبارك بْن الْحُسَيْن بْن نغوبا أَبُو بَكْر بْن أبي الْحَسَن الواسطي المعدل:
من بيت حديث. سَمِعَ أبا السعادات ونصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مخلد ومحمد بْن المغازلي وأبا الْحَسَن عليّ بْن هبة اللَّه الكاتب وقدم مَعَ أَبِيهِ بغداد سنة أربع وأربعين وخمسمائة وسمع من عَبْد الباقي بْن أَحْمَد النرسي المحتسب بسماعه من أَبِي القاسم بْن الخلال، أنبأنا الصيدلاني، أنبأنا ابْنُ صاعد. ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة تقريبًا، وتوفي بواسط فِي صفر سنة اثنتين وستمائة، سَمِعت مِنْهُ شيئًا لم أجده.
792- عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد الجليل الفرغاني أَبُو بَكْر خطيب سمرقند [2] :
قدم من الحج سنة ستمائة وحدث عن محمود بْن عليّ قاضي سمرقند وأحمد بن
__________
[1] انظر: لسان الميزان 3/319.
[2] انظر: الجواهر المضية 1/277.(15/219)
محمود الْبُخَارِيّ وجماعة، وكان حسن الفهم، خرج لنفسه أربعين حديثًا. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم أَحْمَد بْن محمود، أنبأنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكشميهني، أنبأنا أبي، أنبأنا الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل المحمودي، حَدَّثنا الخليل بْن أَحْمَد السجزي. فذكر حديثًا.
بلغنا أَنَّهُ قتله الكفار (التتار) لما دخلوا سمرقند فِي ذي الحجة سنة ست عشرة وستمائة وله خمس وستون سنة.
793- عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ الأشيري أَبُو مُحَمَّد المغربي [1] :
قدم بغداد سنة تسع وخمسين وخمسمائة وكان عالمًا بالحديث والأسانيد والأنساب واللغة والنحو والفقه، سَمِعت جماعة يثنون عَلَيْهِ ويصفونه بالحفظ. حدث ببغداد عن أَبِي الْحَسَن بْن موهب والقاضي أَبِي الفضل عياض بْن مُوسَى. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومحمد بْن مشق وأحمد بْن أَحْمَد وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو الفتوح الحصري بمكة. توفي فِي رمضان سنة إحدى وستين وخمسمائة.
(قلت: مات باللهوة وحمل فدفن بظاهر بعلبك وزار قبره السلطان نور الدين وبر عياله، وروى عَنْهُ ابْنُ الأستاذ) .
794- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النقور أَبُو بَكْر بْن أَبِي مَنْصُور بْن أَبِي الْحُسَيْن البزاز [2] :
الثقة ابن الثقة ابن الثقة، من أولاد المحدثين. سَمِعَ أباه والمبارك بْن الطيوري والعلاف وابن بيان وغيرهم. وحدث بالكثير، سَمِعَ مِنْهُ قديمًا تاج الْإِسْلَام بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه وسمع مِنْهُ عُمَر العليمي وعمر الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ جماعة. قَالَ عُمَر الْقُرَشِيّ:
أَبُو بَكْر بْن النقور طلب بنفسه وقرأ وكتب وكان من أهل الدين والصلاح والتحري عَلَى درجة رفيعة فما رَأَيْت فِي شيوخنا أكثر تثبتا مِنْهُ. سَأَلْتُهُ عَن مولده فَقَالَ: فِي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وتوفي في شعبان سنة خمس وستين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني والموفق بْن قدامة وعبد العزيز بْن باقا) .
795- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جرير بْن أَبِي الْحَسَن الْقُرَشِيّ:
من ولد سَعِيد بْن العاص بْن أمية، (كنيته) أَبُو مُحَمَّد، سَمِعَ الكثير وكتب الكتب الكبار بخطه لَهُ ولغيره، وكان وراقًا حسن الحظ مالكي المذهب، سَمِعَ القاضي أبا بَكْر
__________
[1] انظر: إنباه الرواة 2/132. ووفيات الأعيان 2/527. وشذرات الذهب 4/198. والنجوم الزاهرة 5/372. ومرآة الجنان 3/247.
[2] انظر: المنتظم 10/200. وشذرات الذهب 4/215.(15/220)
وأبا مَنْصُور القزاز ويحيى بْن الطراح، وعبد الوهاب بْن الأنماطي وأبا البدر الكرخي وأبا مَنْصُور بْن خيرون وخلقًا كثيرًا. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وإلياس بْن جامع الأربلي وابن مشق وظاهر أمره الصدق. ولد سنة عشر وخمسمائة وتوفي فِي رجب سنة اثنتين وثمانين ودفن بباب حرب.
796- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن أَبِي عصرون أَبُو سعد بْن أَبِي السري التميمي الحديثي ثُمَّ الموصلي الفقيه الشَّافعيّ [1] :
ولد بالموصل وتلقن بها القرآن من أَبِي الغنائم السلمي وتفقه عَلَى عَبْد اللَّه بْن القاسم بْن الشهرزوري ثُمَّ عَلَى أَبِي عليّ بْن عمار وأبي مُحَمَّد بْن خلدة وسمع عَلَى بن أحمد بن طوق والحسين بن خميس ثم قدم بغداد وقرأ بها على أَبِي عَبْد اللَّه البارع وأبي بَكْر المزرفي وأبي مُحَمَّد بْن بِنْت الشَّيْخ أَبِي مَنْصُور ودعوان بْن عليّ وأبي الدلف الزَّاهِد وتفقه بها عَلَى أسعد الميهني وأخذ الأصول عن أَبِي الفتح بْن برهان وسمع من ابْنُ الحصين وأبي البركات بْن الْبُخَارِيّ وتفقه بواسط عَلَى أَبِي عليّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقي ثُمَّ عاد إلى الموصل ودرس بها الفقه فِي سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ثُمَّ خرج إلى الشام ودرس بحلب ودخل دمشق فِي سنة تسع وأربعين ودرس بالزاوية الغربية من جامعها وتولى القضاء بها سنة ثلاث وسبعين إلى أن أضر فتوفر عَلَى التدريس والتعليم وانتفع بِهِ خَلَقَ وتفقهوا عَلَيْهِ وحدث بدمشق وقدم بغداد رسولًا من الشام وكتب إلينا بالإجازة. ولد فِي ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وتوفي في رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة. وَقَدْ ذكره أَبُو سعد بْن السمعاني فِي زيادات كتابه.
(قلت: تصانيفه مفيدة فِي الفقه. روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة وأبو الْحَسَن بْن الجميزي وأبو الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر وعَبْد السَّلام بْن أَبِي عصرون حفيده وجعفر بْن أَحْمَد القيسي ومحمود بْن قرقير ومحمود بْن سيما) .
797- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام بْن عَبْد اللَّه بْن يَحيى الكاتب أَبُو منصور بن أبي الفتح [2] :
__________
[1] انظر: وفيات الأعيان 1/276. وطبقات الشافعية 4/237. وغاية النهاية 1/455. والنجوم الزاهرة 6/109. وشذرات الذهب 4/283.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/163.(15/221)
من بيت كتابة ورواية. سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وابن نبهان وابن الحصين وجده أبا الْحَسَن. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن طارق وابن الأخضر. قَالَ لي ابْنُ الأخضر:
سَمِعت مِنْهُ ومن أَبِيهِ ومن جَدّه. ولد سنة ست وخمسمائة، وتوفي فِي ربيع الأول سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
(قلت: روى عنه ابن الخيل) .
798- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سعد اللَّه أَبُو مُحَمَّد الحنفي بْن الشَّاعِر الحريمي [1] :
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا المواهب أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن ملوك وقاضي المرستان وكان عارفا بمذهب أبى حنيفة وبالوعظ، سكن مصر وسمع منه المصريون والواردون إليها، وكان لَهُ جاه وقبول. درس بها بمسجد أسد الدين الَّذِي فِي قبلة الميدان وسمع أبا المكارم بْن هلال وحدث. روى من أهل دمشق ومصر عَنْهُ الحافظ أَبُو الْحَسَن بْن المفضل وأبو القاسم بْن صصرى وأكثر بدمشق ملازمة الحافظ أَبِي القاسم حتَّى قَالَ أَبُو القاسم الحافظ: ما رَأَيْت من الحنفية من يطلب الحديث إلا ثلاثة: شيخنا أبا عَبْد اللَّه البلخي ورفيقنا أبا عليّ بْن الوزير وصاحبنا أبا مُحَمَّد البغدادي.
799- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المجيد الصوفي أَبُو القاسم:
ابْنُ أخت شيخنا أَبِي عليّ الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارسي. سَمِعَ سَعِيد بْن البناء وأبا الوقت وكان شيخ رباط الزوزني وغيره ودام عَلَى الصوم مدة. توفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. لم يحدث.
800- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حمدية أَبُو مَنْصُور البيع:
ذكرنا أباه وأخاه. سَمِعَ الْحَسَن بْن السبط وأبا عَبْد اللَّه البارع وأبا القاسم بْن الحصين وزاهر بْن طاهر الشحامي وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البيهقي وأبا غالب الماوردي وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وطبقته. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الْحَسَن بْن المظفر. فذكر حديثًا. ولد قبل أخيه بسنتين سنة ثمان وخمسمائة وتوفي في صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
(قلت: وروى عَنْهُ أيضًا يُوْسٌف بْن خليل) .
801- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر بْن عليان أبو محمد الحربي:
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/285.(15/222)
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء والقاضي أبا بَكْر وأصابه فِي آخر عمره نوع من السواد فامتنع من الرواية وجئنا لنسمع مِنْهُ فأبى وكان قَدْ تغير وَقَدْ أجاز لنا. توفي فِي ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل وعبد اللطيف وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير) .
802- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن بركة بْن الْحَسَن الصلحي أَبُو القاسم البغدادي:
سكن سنجار وحدث بها بسنن النسائي عن عليّ بْن أَحْمَد اليزدي البغدادي وبلغني أَنَّهُ سَمِعَ من القاضي أَبِي بَكْر شيئًا. حدث بالنسائي فِي سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
803- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن محفوظ السلمي أَبُو بَكْر بْن الفَرَّاء:
سَمِعَ بإفادة عمه إِبْرَاهِيم بْن عليّ الفَرَّاء من مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الرطبي وأبي الوقت وأبي جَعْفَر العباسي. قرأت عَلَيْهِ من أصله: أخبركم الرطبي، أنبأنا ابْنُ البسري. فذكر حديثًا. توفي فِي شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي عن ابْنُ الزاغوني) .
804- عَبْد اللَّه بْن المبارك بْن عليّ بْن الْحُسَيْن القزاز أَبُو الفتح بْن البقلي الحريمي:
روى عن ثابت بْن بندار البقال. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ والحافظ أَبُو بَكْر الباقداري. توفي فِي صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة.
805- عَبْد اللَّه بْن المبارك بْن أَبِي نصر بْن زوما أَبُو بَكْر البزاز الأزجي:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا القاسم الشحامي. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ وتميم ابن أَحْمَد وجماعة. توفي فِي ربيع الأول سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل) .
806- عَبْد اللَّه بْن المبارك بْن هبة اللَّه بْن سلمان الصباغ أَبُو جَعْفَر يعرف بابن سكرة:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ وأبا عَبْد اللَّه بْن السَّلال وأبا الفتح الكروخي وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ تميم بْن أَحْمَد وجماعة، وأجاز لي. توفي فِي المحرم سنة تسعين(15/223)
وخمسمائة.
(قلت: روى عنه ابن خليل) .
807- عَبْد اللَّه بْن المبارك بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الأخرس أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر يعرف بابن الطويلة:
سَمِعَ أبا المواهب أَحْمَد بْن ملوك وهبة اللَّه بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي وغيرهم. حَدَّثنا قَالَ: أنبأنا ابْنُ ملوك. فذكر حديث «إذا لم تستح» . توفي في رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عنه الضياء وابن خليل وأبو الْعَبَّاس بْن عَبْد الدائم وعَبْد اللطيف) .
808- عَبْد اللَّه بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن سكينة أَبُو مُحَمَّد:
من أهل القرآن هُوَ وأبوه. وكان أَبُوهُ يؤم بالمسترشد بالله وقتل معه لما قتله الملاحدة بمراغة سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وعبد اللَّه سَمِعَ أبا مُحَمَّد سبط الخياط وعبد الخالق بْن يُوْسٌف وأبا الوقت وبهمذان نصر بْن المظفر البرمكي. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم البرمكي. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة عشر وستمائة وله إحدى وثمانون سنة ببغداد.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء مُحَمَّد والنجيب عَبْد اللطيف) .
809- عَبْد اللَّه بْن المبارك بْن الْحَسَن البزاز أَبُو القاسم بْن أَبِي نزار:
أحد الصوفية برباط بهروز وهو أخو إِبْرَاهِيم، وعبد اللَّه أكبر. سَمِعَ نصر بْن نصر العكبري وأبا الوقت وغيره. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر أول الثلاثيات.
توفي فِي شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة.
810- عَبْد اللَّه بْن المظفر بْن هبة اللَّه بْن رئيس الرؤساء أَبِي القاسم بْن المسلمة أبو جعفر بن أبي شجاع، يلقب الأثير [1] :
من بيت رياسة وسيادة. سَمِعَ أبا مَنْصُور بْن خيرون وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن توبة وأبا سعد البغدادي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وإلياس بْن جامع. توفي فِي صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وله ثلاث وسبعون سنة.
__________
[1] انظر: خريدة القصر للعماد الأصبهانى 1/250- 162.(15/224)
811- عَبْد اللَّه بْن المظفر بْن أَبِي نصر بن هبة اللَّه البواب أَبُو مُحَمَّد الإسكاف:
سَمِعَ من أَبِيهِ من جماعة منهم يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حُبيش ومحمد بْن عَبْد الباقي الأنصاري وغيرهما. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ حبيش سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل وأجاز لابن أَبِي الخير) .
812- عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي يعلى الشيرازي ثُمَّ البغدادي يكنى أبا القاسم:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وغيره. سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّد بْن محمود الحراني وأجاز لنا. توفي فِي أول سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
813- عَبْد اللَّه بْن مَنْصُور بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس بْن الموصلي البغدادي المعدل:
سَمِعَ من أَبِي البركات مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الوكيل «ديوان المتنبي» وانفرد بِهِ وسمع أبا الْحُسَيْن بْن الطيوري وأبا الْحَسَن العلاف وشجاعًا الذهلي، وذكره ابْنُ السمعاني فِي تاريخه وسمع مِنْهُ هُوَ وابن الخشاب وعمر الْقُرَشِيّ وأنبأنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة. وفقد أيامًا ثُمَّ وجد فِي بيته ميتًا فِي ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة) .
814- عَبْد اللَّه بْن مَنْصُور بْن عِمْرَانَ المقرئ أَبُو بَكْر بْن الباقلاني [1] :
مقرئ أهل واسط وشيخها. قَرَأَ عَلَى أَبِي العز مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القلانسي وعلي أَبِي القاسم عليّ بْن عليّ بْن شيران وببغداد عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وانفرد برواية العشرة عن أَبِي العز وادعى رواية شيء آخر من الشواذ عن أَبِي العز. فتكلم النَّاس فِيهِ ووقفوا فِي ذَلِكَ واستمر هُوَ عَلَى روايته للمشهور والشاذ شرها مِنْهُ، وكان حسن التلاوة عارفًا بوجوه القراءات. سَمِعَ الكثير من أَبِي العز وأبي الْحُسَيْن بْن غلام الهراس والقاضي الفارقي وأبي الكرم بْن مخلد وابن الجلابي وببغداد من أبي عبد الله الدباس
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/314. والنجوم الزاهرة 6/146. وغاية النهاية 1/46.(15/225)
وأبي القاسم بْن الحصين وأبي العز بْن كادش وأبي بَكْر المزرفي، وأقرأ وحدث بواسط أكثر من أربعين سنة وسمع مِنْهُ جماعة. قرأت عَلَيْهِ بالقراءات العشر وأنبأنا قَالَ: أنبأنا ابن كادش أَنَا أَبُو الطيب الطبري. فذكر حديثًا.
روى تاج الْإِسْلَام بْن السمعاني عَنْهُ فِي تاريخه إنشادات ولم يجعل لَهُ ترجمة فِي كتابه. قَالَ لي: ولدت في المحرم سنة خمسمائة. وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة سَمِعت أبا طَالِب عَبْد المحسن بْن أَبِي العميد الصوفي يَقُولُ: رَأَيْت فِي المنام، بعد وفاة ابْنُ الباقلاني، كأن شخصًا يَقُولُ لي: صلى عَلَيْهِ سبعون وليًا لله.
(قلت: لَهُ ترجمة فِي تاريخ دمشق) .
815- عَبْد اللَّه بْن مسلم بن ثابت بن زيد بن النخاس أَبُو حامد بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن جوالق الوكيل:
من أولاد المحدثين. سَمِعَ بإفادة أَبِيهِ من القاضي أَبِي بَكْر وأبي مَنْصُور بْن زريق وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وعبد الوهاب الأنماطي وحدث بالكثير. حَدَّثنا سنة ست وسبعين وخمسمائة: أنبأنا أَبُو بَكْر الفرضي. فذكر حديثًا. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وتوفي في رمضان سنة ستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء وابن عَبْد الدائم وعبد اللطيف) .
816- عَبْد اللَّه بْن مبادر أَبُو بَكْر البقابوسي الضرير:
من قرية «بقابوس» ، كَانَ إمام مسجد. سَمِعَ عَبْد الخالق اليوسفي وابن الزاغوني وسعيد بْن البناء. قرأت عَلَيْهِ: أنبأنا ابْنُ البناء. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة أربع وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ عَبْد اللطيف) .
817- عَبْد اللَّه بْن محاسن بْن أَبِي بَكْر بْن سلمان بْن أَبِي شريك أَبُو بَكْر بْن أَبِي البدر الحربي:
هُوَ ابْنُ عم أَحْمَد بْن سلمان السكر. سَمِعَ هَذَا من ابْنُ الطلاية ومن سَعِيد بْن البناء.
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَحْمَد بْن أَبِي غالب. فذكر حديث «كل أمر ذي بال» . توفي فِي رمضان سنة خمس عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ وعن الَّذِينَ قبله الضياء بْن عَبْد الواحد) .(15/226)
818- عَبْد اللَّه بْن نصر بْن أَبِي بَكْر القاضي أَبُو بَكْر الحراني:
تفقه ببغداد عَلَى مذهب أَحْمَد وسمع من شُهدة وعبد الحق اليوسفي وأمثالهما وقرأ القراءات بواسط عَلَى أَبِي بَكْر الباقلاني وسمع من أَبِي طالب الكتاني وتولى القضاء ببلده وأقرأ القرآن وحُمدت سيرتُه. بلغني أنه ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
(قلت: وتوفي سنة أربع وعشرين وستمائة. حَدَّثنا عَنْهُ أبو المحاسن الكفرائي سبطه وأبو المعالي الأبرقوهي وروى عَنْهُ الضياء مُحَمَّد) .
819- عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن أَبِي القاسم البزاز الحلي أَبُو مُحَمَّد:
حدث عن أَبِي مُحَمَّد بْن بِنْت الخياط والأرموي وابن الأشقر بأشياء كَانَ أخوه سمعها وكان اسمه وكنيته مثله ثُمَّ تبين أمره فتركوه. توفي سنة تسع وستمائة وله خمسون وثمانون سنة.
820- عَبْد اللَّه بْن يَحيى بْن عليّ الخراز أَبُو الفتح بْن شيخنا أَبِي مَنْصُور الحريمي:
سَمِعَ أَحْمَد بْن الأشقر وسعد الخير وعم أَبِيهِ أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن الخراز. ولد سنة ثلاثين وخمسمائة وتوفي بساوا سنة ست وستمائة.
821- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عُمَر بْن جحشويه أَبُو مُحَمَّد الحربي:
كبر وعمر وقارب المائة ولم يسمع فِي صباه. روى عن أَبِي القاسم بْن البناء. توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة. سمع منه أَحْمَد بْن سلمان الحربي.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد) .
822- عَبْد اللَّه بْن أبي الفضل بْن أَحْمَد بْن مزروع أَبُو مُحَمَّد الحربي التاجر يعرف بابن الثلاجي:
وقيل اسمه نصر. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين. لم يقدر لي السماع مِنْهُ. توفي فِي صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة عن سبع وثمانين سنة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء المقدسي والنجيب عَبْد اللطيف بالسماع وابن الدبيثي وابن أَبِي الخير وعلي ابن أخي الضياء بالإجازة) .
823- عَبْد اللَّه بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي الفرج الجبائي أَبُو مُحَمَّد الشامي:(15/227)
صحب الشَّيْخ عَبْد القادر ولازمه واشتغل بالعبادة والانقطاع. وكان سَمِعَ من أَبِي الفضل الأرموي وأنوشتكين الرضواني وأبي الوقت. ولما توفي الشَّيْخ عَبْد القادر سافر إلى أصفهان واستوطنها. ولد في حدود عشرين وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والإمام أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة وابن أخته الضياء) .
824- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن أَحْمَد بْن طليب أَبُو عليّ يعرف بابن سندان [1] :
من أهل الحربية، سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف وهو آخر من روى عَنْهُ. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ يُوْسٌف سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. فذكر حديثا. توفي في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل) .
825- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عُمَر بْن جحشويه:
سمع من سعيد بن البنا وحدث وتوفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة وله بضع وتسعون سنة.
826- عَبْد اللَّه بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي بَكْر النجاد الحريمي يعرف بابن زعرور:
سَمِعَ أبا الوقت وهبة اللَّه بْن الشبلي. قرأت عَلَيْهِ أخبركم عَبْد الأول حدثتنا بيبي.
فذكر حديثًا. توفي فِي جمادى الأولى سنة ست عشرة وستمائة.
827- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفَرَّاء أَبُو الْقَاسِمِ بْن أَبِي الفرج بْن أَبِي خازم بْن أَبِي يعلى:
من بيت علم وقضاء وعدالة. عزل من العدالة لما ظهر من دنسه وخلاعته وتناوله ما لا يجوز. سمعه أَبُوهُ وسمع بنفسه من خَلَقَ منهم أَبُو مَنْصُور القزاز وأبو الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام وأحمد بْن مُحَمَّد الزوزني وأبو البدر الكرخي وعبد الخالق بْن البدن وكانت داره مجمع أصحاب الحديث وعنده يحضر الشيوخ ويقرأ عليهم، وجمع أصولًا وكتبًا. سَمِعَ مِنْهُ عليّ بْن أَحْمَد العطاري وصبيح العطاري وابن الأخضر وغيرهم وأجاز
__________
[1] انظر: المشتبه للذهبي 277.(15/228)
لي، وتوفي يوم النحر سنة ثمانين وخمسمائة عن ثلاث وخمسين سنة.
828- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن نجا بْن شاتيل الدباس أَبُو الفتح بْن أَبِي مُحَمَّد [1] :
الثقة من أبناء المحدثين. سَمِعَ الْحُسَيْن بْن البسري وأبا غالب بْن البقال وأبا سعد بْن خشيش وأبا القاسم الربعي وأبا الْحَسَن العلاف وطبقتهم وحدث نحوًا من خمسين سنة وسمع مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه، وسمع مِنْهُ أَبُو بَكْر الباقداري وأحمد ابن طارق وأبو الفرج بْن الجوزي ووثقه، وقرأت أَنَا عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البسري.
فذكر حديثًا. قَالَ لي: ولدت فِي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة. وكذا أجاب لعمر الْقُرَشِيّ لما سأله، ووجد قبل موته جزء فِيهِ حديث الإفك وعليه نقل سماعه من ابْنُ البطر بخط أَبِي بكر بن كامل وتاريخه سنة تسعين وأربعمائة فأنكره جماعة وحملوا نقل ابْنُ كامل عَلَى الغلط إذ تاريخ هَذَا السماع قبل مولد الشَّيْخ. وسَمِعت ابْنُ الأخضر ينكر سماعه من ابْنُ البطر ويحيل الغلط عَلَى ابْنُ كامل. توفي ابْنُ شاتيل فِي رجب سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والجمال أَبُو حمزة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن والعز مُحَمَّد بْن عَبْد الغني وسالم بْن صصرى، ومن البغداديين مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي السهل ومحمد بْن عليّ بْن السباك وعبد اللَّه بْن عُمَر البندنيجي وعلي بن سالم اليعقوبي وعلي ابن عَبْد اللطيف الخيمي وفضل اللَّه وموهوب بْن الجواليقي ونفيس بْن الدارقزي وإبراهيم بْن أَبِي بَكْر الحمامي وأخوه مُحَمَّد وخلق سواهم وعبد الخالق بْن أنجب النشتبري وآخر من روى عنه بالإجازة الزين أَحْمَد بْن عَبْد الدائم) .
829- عُبَيْد اللَّه بْن يونس بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن هبة اللَّه أَبُو المظفر بْن أَبِي مَنْصُور [2] :
من بيت عدالة ورواية. تفقه عَلَى مذهب أَحْمَد عَلَى أَبِي حكيم النهرواني ورحل إلى همذان فقرأ بها القرآن عَلَى أَبِي العلاء الحافظ وسمع من أَبِي الوقت وأبي جَعْفَر العباسي. ولى الوزارة سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة لأمير المؤمنين الناصر، فلما نبغ بهمذان طغدي بن أرسلان السلجقي خرج ابْنُ يونس بالعسكر المنصور فلما قرب من
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/272.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/313. وذيل طبقات الحنابلة 1/392.(15/229)
همذان لقيهم طغدي المذكور فجأة فجرى بينهم مصاف عَلَى غير استعداد، فتفرق الجيش عن الوزير فاستولى عَلَيْهِ أصحاب طغدي ونقلوه بما كَانَ معه إلى مخيمهم ثُمَّ دخلوا بِهِ همذان وبقي عندهم شهورًا ثُمَّ صار معهم إلى بلاد أذربيجان ثُمَّ خلص من أيديهم فصار إلى الموصل وتوجه منها إلى بغداد خفية ودخل دارة ثُمَّ أعيد إلى الوزارة فبقي مدة ثم رتب أستاذدار ثم عزل عن ذلك سنة تسعين وخمسمائة بأبي الفضل بْن القصاب الوزير.
830- عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الدوامي أَبُو الفرج:
سَمِعَ أبا سعد البغدادي وأبا عَبْد الله السلال وأبا الفضل الأرموي، كَانَ من بعض خدم فِي (كذا) الديوان العزيز. توفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
831- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد بْن الساوي أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح بْن أَبِي سعد [1] :
أحد العدول والأعيان. ناب فِي الحكم بدار الخلافة ثُمَّ بمدينة السَّلام وكان محمود السيرة. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وهبة اللَّه بْن الحريري وأبا الْحُسَيْن بْن أَبِي يعلى وغيرهم. سَمِعَ مِنْهُ قبلنا عُمَر الْقُرَشِيّ. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطر أنبأنا البرمكي.
فذكر حديثًا. ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وتوفي في محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة من غير عقب.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل) .
832- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن نصر بن حمزة أَبُو بَكْر بْن أَبِي الفرج بْن المارستانية [2] :
طلب الحديث وجمع وادعى الحفظ والنقل عمن لم يدركه فكذبه النَّاس وانتسب إلى أَبِي بَكْر الصديق دعوى مِنْهُ وكان أبواه يخدمان المرستان ثُمَّ أَنَّهُ روى عن أَبِيهِ فِي تاريخ عن القاضي أبي بَكْر وكان ذا جرأة وقحة، وكان منتميًا إلى علم الفلسفة والطب وَقَدْ سَمِعَ من شهدة وابن يُوْسٌف وابن شاتيل وادعى فيما زوره أَنَّهُ سَمِعَ من الأرموي، وكان قَدْ سود تاريخًا لبغداد. توفي فِي سنة تسع وتسعين وخمسمائة في
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/341.
[2] انظر: مجمع الألقاب 4/236. ولسان الميزان 4/108. وشذرات الذهب 4/339.(15/230)
آخرها.
833- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد أَبُو بَكْر البغدادي:
سَمِعَ الكثير عَلَى كبر السن من (ابْنُ) البطي وابن النقور فمن بعدهما. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم ابْنُ البطي. فذكر حديثًا من جزء البانياسي. توفي فِي ربيع الآخر سنة سبع وستمائة.
834- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن السمين أَبُو جَعْفَر البغدادي [1] :
سَمِعَ جزء ابْنُ بخيت من هبة اللَّه بْن الطبر وسمع قاضي المرستان والكروخي، وحدث بالموصل. روى عَنْهُ الْإِمَام تقي الدين بْن الصلاح و [..] توفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
835- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن المبارك بْن الحسين بْن نغوبا أَبُو المعالي بْن أَبِي الْحَسَن:
أخو عَبْد اللَّه، واسطي قدم بغداد، وسمع بها هبة اللَّه الشبلي وابن البطي وشهدة وأحمد بْن عليّ بْن المعمر، وبواسط أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه الآمدي وصالح بْن سعد اللَّه ومحمد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي زنبقة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الشبلي أنبأنا أَبُو نصر. فذكر حديثًا. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بواسط.
(قلت: روى عَنْهُ البرزالي. توفي فِي سنة اثنتين وعشرين وستمائة) .
836- عُبَيْد اللَّه بْن المبارك بْن حسن بْن طراد الباماوردي أَبُو القاسم بْن القابلة:
أخو عَبْد الرَّحِيم. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم يَحيى بْن ثابت أنبأنا أَبِي. فذكر حديثًا.
توفي سنة خمس عشرة وستمائة.
837- عُبَيْد اللَّه بْن المبارك بْن إِبْرَاهِيم بْن مختار أبو القاسم بن السيبي الدقاق [2] :
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 4/293.
[2] انظر: لسان الميزان 4/111.(15/231)
سَمِعَ الكثير وكتب عن ابْنُ البطي وخديجة بِنْت النهرواني وشهدة توفي فِي رجب سنة تسع عشرة وستمائة.
838- عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي الوفاء أَبُو بَكْر الدباس يعرف بابن الغرير:
سَمِعَ من أَبِي الفضل الأرموي ومحمد بْن ناصر. ما سَمِعت مِنْهُ وأجاز لي. سَمِعَ مِنْهُ جماعة. توفي سنة اثنتين وستمائة.
839- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر أَبُو مُحَمَّد بْن الطوسي الخطيب:
أخو أَبِي الفضل. ولد ببغداد ونشأ بها وسمع من طراد وابن طلحة النعالي واستوطن الموصل. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ أخيه عَبْد المحسن وعبد العزيز بْن الأخضر وقبلهما أَبُو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ. ولد سنة ثمانين وأربعمائة.
(قلت: وَقَدْ سَمِعَ عَبْد الرَّحْمَن كتاب شريعة [ ... ] من أَبِي الْحُسَيْن بن الطيوري فِي سنة إحدى وتسعين وأجاز للمع [ ... ] أَبِي مَنْصُور بْن عفيجة) .
840- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن أَبِي تمام الدباس أَبُو الْحَسَن الصوفي:
سَمِعَ المبارك بْن الْحُسَيْن بْن العُجيل والأرموي وهبة اللَّه بن الحاسب. سمع منه أصحابنا وأجاز لي. توفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وله خمس وسبعون سنة.
841- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْعُمَرِيُّ أَبُو الْحَسَن:
القاضي بالجانب الغربي. عزل سنة ست وثمانين وخمسمائة بالقاضي عليّ بْن عَبْد الرشيد الهمذاني ثُمَّ ناب لَهُ، سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وأبا القاسم بْن البطر وقاضي المرستان. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن مشق وأنبأنا قَالَ: أنبأنا ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء وابن خليل وعبد اللطيف) .
842- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مواهب الخياط يعرف أَبُوهُ بغلام ابْنُ العلبي:(15/232)
سَمِعَ أبا الوقت والحسين بْن عليّ طبرزذ والمبارك بْن خضير. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثا، توفي سنة تسع وستمائة فِي ذي القعدة.
843- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن هدية أَبُو عُمَر الوراق:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم عَبْد الوهاب الأنماطي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. فذكر حديثًا عن أَبِي طاهر بْن سوار، توفي فِي ربيع الأول سنة سبع عشرة وستمائة وَقَدْ جاوز التسعين.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء مُحَمَّد والبرزالي) .
844- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن المبارك المرقعاتي:
سَمِعَ أباه ويحيى بْن ثابت وابن خضير. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم والدك. فذكر حديثًا.
ولد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
845- عَبْد الرَّحْمَن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد المقدسي الحنبلي أَبُو مُحَمَّد البهاء [1] :
سَمِعَ بدمشق وبغداد وحران والموصل: شهدة وعبد الحر وتجني وأبا الفضل الطوسي ومنوجهر والدوشابي وعتيق بْن صيلا وابن صابر وطبقتهم وفي سماعه كثرة وكتب بخطه الكثير وحدث بهراوة وكان إمامًا صالحًا ثقة انتشرت روايته. روى عَنْهُ خَلَقَ وحَدَّثنا عَنْهُ بضعة عشر نفسًا وآخر من روى عَنْهُ الموازني. ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة هُوَ ويوسف بْن خليل فِي سنة. وتوفي في آخر سنة أربع وعشرين وستمائة.
846- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد السمذي أَبُو مُحَمَّد الناسخ:
من أهل الحريم من أولاد الشيوخ. سَمِعَ أبا عليّ أَحْمَد بْن محمد الرحبي وأبا المعالي ابن اللحاس. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الرحبي. توفي فِي جمادى الأولى سنة ست عشرة وستمائة وله خمس وستون.
847- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن يَحيى الزبيدي أَبُو مُحَمَّد [2] :
سَمِعَ ابْنُ البطي وأحمد بْن عُمَر بْن بنيمان ويحيى بْن السدنك وتفقه وولي رباط الشونيزي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي. فذكر حديثًا. توفي فِي سلخ رمضان يَوْم
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/114. وذيل طبقات الحنابلة 2/170.
[2] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 1457. وطبقات الشافعية 5/63.(15/233)
الجمعة سنة عشرين وستمائة وله سبع وستون سنة.
848- عَبْد الرَّحْمَن بْن جامع بْن غنيمة بْن البناء أَبُو الغنائم [1] :
وكان يتسمى أيضًا «غنيمة» . كَانَ صالحًا فقيهًا مناظرًا عَلَى مذهب أَحْمَد. تفقه عَلَى أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الدينوري وغيره، وسمع من أَبِي طَالِب بْن يُوْسٌف وهبة اللَّه بْن الحصين والحسين بْن عَبْد الملك الخلال الأصبهاني وغيرهم. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأقرانه. قرأنا عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ يُوْسٌف. توفي فِي شوال سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن) .
849- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن طاهر بْن مُحَمَّد بْن العجمي أَبُو طَالِب [2] :
من أهل حلب، من بيت علم وتقدم. وتفقه ببغداد عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشاشي وسمع من أَبِي القاسم بْن بيان وعاد إلى بلده وتقدم بها. سمع منه عُمَر الْقُرَشِيّ بحلب. ولد فِي ذي الحجة سنة ثمانين وأربعمائة. وتوفي فِي نصف شعبان سنة إحدى وستين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ أَبُو القاسم بْن صصرى وابن الأستاذ وغيرهما) .
850- عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد اللَّه بْن قنان بْن حامد أَبُو القاسم بْن أَبِي المواهب:
هُوَ ابْنُ خال شهدة الكاتبة، سَمِعَ أبا غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن البقال وأجاز له طراد الزينبي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومحمد بْن مشق. توفي فِي جمادى الأولى سنة سبع وستين وخمسمائة. وسأله عُمَر الْقُرَشِيّ عن مولده فَقَالَ: سنة ثلاث وتسعين (وأربعمائة) . فإن كَانَ صحيحًا فإجازته باطلة من طراد إذ موته قبل ذَلِكَ بسنتين.
851- عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم البيع أَبُو عليّ بْن دبوس:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن ناصر وأبا الوقت. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ ناصر. فذكر حديثا. ولد
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/353.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 5/372. وشذرات الذهب 4/198.(15/234)
سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في رجب سنة اثنتي عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ البرزالي) .
852- عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد اللَّه بْن المبارك بْن بركة الواسطي ثُمَّ البغدادي أَبُو الفضل بْن الطحان:
سَمِعَ أبا الفضل بْن ناصر وعبد الملك بْن عليّ الهمذاني وأجاز لَهُ إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْدِيّ وعبد الوهاب الأنماطي. قرأت عَلَيْهِ: حدثكم ابْنُ ناصر. فذكر حديثًا.
ولد فِي شعبان سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة.
(قلت: روى عَنْهُ البرزالي أيضًا) .
853- عَبْد الرَّحْمَن بْن سعود بْن سرور الملاح أَبُو مُحَمَّد:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبا غالب بْن البناء. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو غالب سنة ست عشرة وخمسمائة. توفي فِي جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل) .
854- عَبْد الرَّحْمَن بْن شجاع بْن الْحَسَن أَبُو الفرج الفقيه الحنفي [1] :
تفقه عَلَى أَبِيهِ وكان عارفًا بالمذهب، أفتى ودرس بمشهد أَبِي حنيفة نيابة وكان خيرًا، أضر بآخِرةٍ، سَمِعَ مُحَمَّد بْن ناصر وأحمد بْن ناقة قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ ناقة.
فذكر حديثًا، ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة تسع وستمائة.
855- عَبْد الرَّحْمَن بْن طاهر بْن مُحَمَّد طاهر الشيباني أَبُو طاهر البزاز:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم سعد الخير قراءة. فذكر حديثًا. ولد سنة عشرين وخمسمائة، كذا قَالَ لي، وتوفي فِي رجب أَوْ شعبان سنة عشر وستمائة.
856- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ القادر الجيلي أَبُو مُحَمَّد:
كَانَ عاميًا ملازمًا لباب القضاة، يُبغض الحديث. سَمِعَ هبة اللَّه الشبلي ونصر بن
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/301.(15/235)
نصر العكبري فيما قيل أيضًا، وكان لا يُسمع إلا لمن يعطيه شيئًا. توفي سنة أربع عشرة وستمائة، وَقَدْ جاوز السبعين بأشهر.
(قلت: روى عَنْهُ البرزالي عن هبة اللَّه) .
857- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن علوان الحلبي أَبُو القاسم بْن الأستاذ [1] :
قدم بغداد من الحج سنة أربع وخمسين فسمع من أَحْمَد بْن مُحَمَّد العباسي وعاد إلى بلده وسمع مِنْهُ أصحابنا بحلب.
(قلت: سَمِعَ مِنْهُ البرزالي والضياء والسيف بْن المجد وروى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق بْن الواسطي وأبو الفرج بْن الزين وأحمد بْن عَبْد اللَّه الأشيري وأحمد بْن مُحَمَّد النصيبي، وكنيته المعروفة أَبُو مُحَمَّد، كذا كناه النَّاس. وتوفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وستمائة بحلب وله تسعون وفي أولاده قضاة وأكابر) .
858- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الرومي [2] :
اسمه ياقوت، مَوْلَى أَبِي مَنْصُور التاجر، نشأ ببغداد وحفظ القرآن وشيئًا من الأدب وأكثر القول من الشعر الرائق وتحفظه النَّاس. أنشدني لنفسه:
خليلي لا والله ما جن غاسق ... وأظلم إلا حن أَوْ جن عاشق
أحب سواد الليل حبًا لشادن ... يواصلني ليلًا وصبحا يفارق
إِذَا سمت قلبي الصبر زاد تشوقًا ... فقلبي مشوق واصطباري شائق
وما الصبر بالمشتاق عمن يحبه ... وإن ساءه مِنْهُ خلائق لائق
859- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البغدادي:
سَمِعَ الْبُخَارِيّ من أَبِي الوقت وحدث بِهِ عَنْهُ بالإسكندريه، روى عَنْهُ جماعة. سَمِعَ منهم الدمياطي.
860- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الجبار بْن عَبْد الخالق بْن زاهر بْن طاهر الشحامي أَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي سعد المزكي النَّيْسَابُوريّ:
سَمِعَ من أَبِي الأسعد هبة الرَّحْمَن وعمر بْن أَحْمَد الصفار ومسعود بن محمد الخطيب
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/266.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/105.(15/236)
وجده وغيرهم وقدم بغداد حاجًا فتوفي بها بعد وصوله من مكَّة فِي صفر سنة أربع عشرة وستمائة. حَدَّثنا قَالَ: أنبأنا هبة الرَّحْمَن القشيري سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
فذكر حديثًا.
(قلت: روى عَنْهُ الضياء مُحَمَّد وابن النجار وكناه أبا الخير) .
861- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الغني بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الحنبلي أَبُو القاسم:
سَمِعَ أبا الفضل الأرموي ومحمد بْن ناصر وعبد اللطيف بْن أَبِي سعد. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم سَعِيد بْن البناء. فذكر حديثًا ولد سنة أربعين وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة أربع عشرة وستمائة.
862- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن أَبِي نصر بْن عليّ الغزال أَبُو مُحَمَّد الواعظ [1] :
سَمِعَ الكثير بإفادة أَبِيهِ وقرأ بنفسه عَلَى الشيوخ وكتب أكثر سماعاته بخطه وتكلم فِي الوعظ. سَمِعَ مُحَمَّد بْن ناصر ونصر بْن نصر وابن الزاغوني وسعيد بْن البناء وطبقتهم، وكان صحيح السماع ولكن أبا الفتوح بْن الحصري كان سيئ القول فِيهِ، يحذر مِنْهُ، ويمنع النَّاس من السماع مِنْهُ، ولا أعلم لأي شيء. ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة. وتوفي في شعبان سنة خمس عشرة وستمائة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البناء.
(قلت: روى عَنْهُ الزكي البرزالي) .
863- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن عليّ بْن سكينة:
أخو عَبْد الوهاب، وعبد الرَّحْمَن الأسن. سَمِعَ أباه وجده لأمه إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد النَّيْسَابُوريّ وهبة اللَّه بْن الحصين وزاهر بْن طاهر. سافر نحو الشام فتوفي بحلب سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
864- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن حمادي بْن الجوزي أَبُو الفرج الْقُرَشِيّ التيمي البكري [2] :
من ولد عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق. صاحب التصانيف فِي فنون العلم من التفسير والفقه والحديث والوعظ والتاريخ، وإليه انتهت معرفة
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/106. وشذرات الذهب 5/64. والمشتبه 509.
[2] انظر: مرآة الزمان 8/481- 503. وذيل الروضتين 21- 27. ووفيات الأعيان 1/301.
وذيل طبقات الحنابلة 1/399- 433.(15/237)
الحديث وعلومه ومعرفة صحيحه وسقيمه وفقهه. وقرأ مذهب أَحْمَد عَلَى أَبِي بَكْر الدينوري وأبي الحسن بن الزاغوني، والوعظ على أبي القاسم العلوي والأدب على أبي منصور بْن الجواليقي وسمع أبا عَبْد اللَّه البارع وأبا الحسن الدينوري وأبا القاسم ابن الحصين وأبا السعادات المتوكلي وأبا غالب الماوردي وأبا بَكْر المزرفي وأبا سعد بْن المؤذن أَبِي صالح وجمع لنفسه مشيخة وحدث بالكثير. ولد سنة عشر وخمسمائة تقريبًا، كذا قَالَ لي غير مرة وأول سماعه سنة عشرين وتوفي بعد المغرب ليلة الجمعة، ثاني عشر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ودفن بمقبرة باب حرب.
(قلت: لا أعرف أحدًا لَهُ تصانيف موجودة أكثر من ابْنُ الجوزي فِي فنون العلم ورأيت أسماءها مفردة فِي كراس. روى عَنْهُ خَلَقَ منهم أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والضياء وابن خليل وابن عَبْد الدائم وعبد اللطيف بْن الصيقل، وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة الفخر عليّ بْن الْبُخَارِيّ) .
865- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو القاسم البيع ويعرف جَدّه بعصية:
سَمِعَ أبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ وأبا مَنْصُور بْن زريق وأبا مُحَمَّد بْن الطراح وأبا مَنْصُور بْن خيرون. سمعنا مِنْهُ قَالَ: حَدَّثنا القاضي. فذكر حديثًا. توفي فِي جمادى الأولى سنة إحدى وستمائة وَقَدْ نيف عَلَى السبعين.
(قلت: روى عَنْهُ بالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير وبالسماع النجيب عَبْد اللطيف) .
866- عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن عليّ البزوري أَبُو الفرج الواعظ [1] :
صحب ابْنُ الجوزي وأخذ عَنْهُ الوعظ وقرأ عَلَيْهِ شيئًا من تصانيفه وتكلم عَلَى الأعواد بكلامه ثُمَّ هجره وفارقه بعد أن عُرف بِهِ. سَمِعَ أبا الوقت وأبا المظفر الشبلي وابن اللحاس وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ جماعة من أصحابنا. توفي فِي شعبان سنة أربع وستمائة.
867- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن أَبِي سَعِيد الأنباري الكمال أَبُو البركات النحوي [2] :
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/42. ومرآة الزمان 8/537. وذيل الروضتين 62.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/90، 91. وشذرات الذهب 4/258. وبغية الوعاة 301. ومرآة(15/238)
الشَّيْخ الصالح صاحب التصانيف المفيدة، وكان عالمًا زاهدًا، سكن بغداد من صباه وتفقه بها على أبي منصور بْن الجواليقي وبرع فِي الأدب حتَّى صار شيخ وقته وأقرأ النَّاس مدة ودرس بالنظامية النحو ثُمَّ انقطع فِي منزلة مشتغلًا بالعلم والعبادة والورع وإقراء النَّاس والتنسك وترك الدنيا واشتهرت تصانيفه. روى الحديث عن أَبِيهِ وعن خليفة بْن محفوظ الأنباري ومحمد بْن مُحَمَّد بْن عطاف وأبي مَنْصُور بْن خيرون وأبي نصر أَحْمَد بْن نظام الملك. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ والحافظ أَبُو بَكْر الحازمي. أنشدني أَبُو البركات عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الأنباري برباطه سنة ست وسبعين وخمسمائة لنفسه:
دع الفؤاد بما فِيهِ من الحرق ... ليس التصوف بالتلبيس والخرق
بل التصوف صفو القلب من كدر ... ورؤية الصفو فِيهِ أعظم الخرق
وصبر نفس عَلَى أدنى مطامعها ... وعن مطامعها فِي الخلق بالخلق
وترك دعوى بمعنى فِيهِ حققه ... فكيف دعوى بلا معنى ولا خَلَقَ؟
ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وتوفي في شعبان سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
868- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف أبو الفرج المعدل:
سم هبة الله بن الحصين وهبة اللَّه بْن الطبر، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وغيره وأجاز لي. ولد سنة عشر وخمسمائة، وتوفي في جمادى الأولى سنة تسعين وخمسمائة.
(قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل) .
869- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي ياسر القصري أبو الفرج بن ملاح الشط [1] :
سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا غالب بْن البناء وأبا الحسين بْن الزاغوني وأبا البركات بْن حبيش وكان محبًا للرواية وصار بوابًا بمدرسة والدة الناصر. أجاز لي وتوفي في صفر سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
__________
الجنان 3/408. ووفيات الأعيان 1/279. وطبقات الشافعية 8/248. ومرآة الزمان 8/368.
[1] انظر: شذرات الذهب 4/331.(15/239)
(قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء بْن عَبْد الواحد والنجيب عَبْد اللطيف وابن عَبْد الدائم) .
870- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن زَيْد بْن اللتي:
سَمِعَ أبا الوقت وطبقته. توفي سنة ستمائة ظنًا.
871- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم بْن العجمي أَبُو القاسم القطان الأزجي:
يعرف بابن الكافوري. سَمِعَ أبا البدر الكرخي وأبا الوقت، سَمِعَ مِنْهُ بعض أصحابنا وأجاز لي. توفي فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وستمائة وله ثمان وسبعون سنة.
872- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن يعيش الأنباري ثُمَّ البغدادي أَبُو الفرج سبط قاضي القضاة عليّ بْن مُحَمَّد الدامغاني:
تقدم ذكر أَبِيهِ وعبد الرَّحْمَن هَذَا كَانَ يسمى عَبْد الله. سَمِعَ عَبْد الوهاب الأنماطي وأبا المظفر بْن التريكي، وحدث عَنْهُمَا، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم عَبْد الوهاب، أنبأنا ابْنُ النقور. توفي فِي شعبان سنة ست عشرة وستمائة وَقَدْ جاوز التسعين.
873- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السميع بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السميع الهاشمي أَبُو طَالِب بْن أَبِي الفتح الواسطي:
أحد العدول بها، من بيت صالحين ورواة. سَمِعَ جَدّه ومحمد بْن مُحَمَّد بْن أبي زنبقة وحيدرة بْن بدر ومحمد بْن مَسْعُود بْن الأغلاقي وجماعة، وقرأ القرآن عَلَى أَبِي السعادات أَحْمَد بْن عليّ وعبد العزيز بْن عليّ السماتي وسمع ببغداد هبة اللَّه بْن الشبلي وسعد اللَّه بْن حمدي وابن المقرب وعبد القادر العارف وابن البطي وطبقتهم وكتب الكثير لنفسه وللناس، وكان حسن النقل ثقة، وحدث بالكثير وله مصنفات حسان فِي الحديث وغيره وسمع مني وسألته عَنْ مولده، فَقَالَ: فِي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في محرم سنة إحدى وعشرين وستمائة بواسط.
قلت: آخر من روى عَنْهُ أَبُو المعالي الأبرقوهيّ.(15/240)
874- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن بدر بْن جامع بْن سَعِيد أَبُو القاسم الواسطي الفقيه الشَّافعيّ [1] :
يعرف بابن المعلم، درس الفقه ببغداد بمدرسة الإمام الناصر سنة أربع وستمائة وسمع معنا بواسط من أَبِي طَالِب بْن الكتاني وببغداد من ابْنُ شاتيل وأبي السعادات القزاز وجماعة. مولده فِي حدود سنة ستين وخمسمائة.
875- عَبْد الرَّحْمَن بْن المبارك بْن أَحْمَد يعرف بابن الشاطر أَبُو مُحَمَّد الدلال:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وتوفي في رجب سنة إحدى وتسعين وخمسمائة بلغني أَنَّهُ أجاز لجماعة.
876- عَبْد الرَّحْمَن بْن المبارك بْن عليّ أَبُو مُحَمَّد بْن نعيجة:
من أولاد المقرءين المذكورين وابن أخت أَبِي الفتح بْن المني. سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ. فذكر حديثًا. توفي فِي رجب سنة أربع وستمائة.
877- عَبْد الرَّحْمَن بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كندرتا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي البركات بْن المشتري [2] :
سَمِعَ أبا الفضل الأرموي وابن الناصر وسعيد بْن البناء وأبا الوقت وجماعة وكان سماعه فِي الأصول صحيحًا، حَدَّثنا قراءة أنبأنا الأرموي، أنبأنا الخطيب، حَدَّثنا ابْنُ رزقويه، أنبأنا الخلدي. فذكر حديثًا من القناعة لابن مسروق قال لي: ولدت سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في إربل في شوال سنة تسع عشر وستمائة.
878- عَبْد الرَّحْمَن بْن نصر بْن مُوسَى بْن شبزق أَبُو القاسم أخو عَبْد اللَّه:
سَمِعَ عليّ بْن عَبْد الواحد الدينوري وهبة اللَّه بْن الحصين ومحمد بْن الْحُسَيْن المزرفي وكان سماعه صحيحًا. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ حديثًا قراءة- ويعرف بابن فضائل الرفاء- أنبأنا الدينوري، حَدَّثنا الخلال. فذكر حديثًا. قَالَ لي: ولدت سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وتوفي في محرم سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
879- عَبْد الرَّحْمَن بْن نجم بْن عَبْد الوهاب الأنصاري أبو القاسم بن الحنبلي الدمشقي [3] :
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 5/66. ومجمع الألقاب 5/ت 398.
[2] انظر: المشتبه للذهبي 483.
[3] انظر: مرآة الزمان 8/700. وذيل الروضتين 164. والعبر 5/134. وذيل طبقات الحنابلة 2/93. وشذرات الذهب 5/164. والنجوم الزاهرة 6/298.(15/241)
سَمِعَ ببغداد من شهدة وغيرها وسمع بأصبهان الحافظ أبا مُوسَى المديني وكتبت عَنْهُ بأربل: أَخْبَرَتْكُمْ شُهْدَةُ أَنْبَأَنَا النِّعَالِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أنبأنا الصفار، حدثنا عبد الله ابن شَاكِرٍ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلاةً فِي تَمَامٍ» قَالَ لي: ولدت في شوال سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
قلت: توفي فِي محرم سنة أربع وثلاثين وستمائة بدمشق وحدث عَنْهُ الحافظ الضياء والبرزالي ومن المتأخرين حَدَّثنا عَنْهُ عليّ بْن بقاء وأحمد بْن مؤمن ومحمد بْن أَبِي العز وجماعة.
880- عَبْد الرَّحْمَن بْن هبة اللَّه بْن عَبْد الملك بْن غريب الخال أَبُو القاسم:
وجدهم غريب الخال هُوَ خال المقتدر بالله. قيل إنه سَمِعَ من إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْدِيّ واستبعد قوم سماعه مِنْهُ لصغر سنة وذكروا أن الَّذِي سَمِعَ أخوه عُبَيْد اللَّه، فتركنا الرواية عَنْهُ، توفي سنة سبع وستمائة.
881- عَبْد الرَّحْمَن بْن هبة اللَّه بْن أَبِي نصر المقرئ يعرف بابن دقيقة أخو إِسْمَاعِيل:
سَمِعَ من عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف وأبا البدر الكرخي (كذا) قرئ عَلَيْهِ وأنا أسمع: أخبركم ابْنُ يُوْسٌف. فذكر حديثًا. توفي في ذي الحجة سنة سبع وستمائة وَقَدْ كمل الثمانين.
882- عَبْد الرَّحْمَن بْن هبة اللَّه الخباز أَبُو الفرج:
سَمِعَ أبا جَعْفَر الْمَكِّيّ وغيره وحدث. توفي سنة ست عشرة وستمائة فِي شعبان.
883- عَبْد الرَّحْمَن بْن يَحيى بْن عبد الباقي أبو محمد بن أبي القاسم الزُّهْرِيّ:
يعرف بابن شُقران، لَهُ إخوة تقدموا، وهو من بيت علم ووعظ. سَمِعَ أبا الفضل بْن خيرون والحسين بْن مُحَمَّد السراج وعبد المحسن الشيخي وهبة اللَّه بْن عَبْد الرازق الْأَنْصَارِيّ وثابت بْن بندار. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن القرشي وأحمد ابن طارق وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر وجماعة. ولأبي الفضل بْن شافع فِيهِ كلام يغمزه بِهِ. ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة فِي ربيع الأول، وتوفي فِي ثامن عشر ذي الحجة(15/242)
سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
884- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الفوارس أَحْمَد بْن شيران أَبُو الفتوح بْن قرطف:
سَمِعَ أبا غالب بْن الداية والأرموي وابن ناصر ولم يكن من أهل هَذَا الشأن قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الأرموي. فذكر حديثًا. سَأَلْتُهُ عن مولده فذكر ما يدل على أنه سبع عشرة وخمسمائة، وتوفي في رجب سنة تسع وستمائة.
885- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سعد بْن أَحْمَد أَبُو مُحَمَّد سبط ابْنُ السوادية:
سَمِعَ أَحْمَد بْن الطلاية. قرأت عَلَيْهِ بالحربية وكان ضريرًا: أخبركم ابْنُ الطلاية فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة خمس عشرة وستمائة.
886- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي العز بْن الخبازة الخياط أَبُو مُحَمَّد المقرئ:
قَرَأَ عَلَى دُلف بْن كرم. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. قلت:
وسمع أيضًا من ابْنُ قفرجل، روى عَنْهُ جماعة، وتوفي فِي المحرم سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
887- عَبْد الرَّحِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى أَبُو الخير الأصبهاني [1] :
كَانَ ذا معرفة بالحديث. سَمِعَ أبا عليّ الحداد وأبا القاسم البرجي وفاطمة الجوزدانية وجعفر الثقفي، وببغداد ابْنُ الحصين وابن كادش، وأملى بأصبهان قد قدم ليحج سنة اثنتين وستين وخمسمائة، فحدث ببغداد. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ شافع وإبراهيم الشعار وأبو بَكْر الباقداري وأحمد بْن طارق وجماعة، وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو طَالِب الهاشمي بواسط، وكتب النَّاس عَنْهُ باستملاء ابْنُ الأخضر بجامع القصر. ولد في صفر سنة خمسمائة وتوفي في شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة.
888- عَبْد الرَّحِيم بْن عَبْد الْخَالِقِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف أَبُو نصر بْن أَبِي الفرج [2] :
من بيت حديث وصلاح، حدث عن أَبِي القاسم بْن بيان وأبي عليّ بْن نبهان وأبي الْحَسَن الزعفراني وأبي طَالِب بْن يُوْسٌف وغيرهم. قَالَ أبو المحاسن القرشي: كتبت
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/228.
[2] انظر: العبر 4/220. وشذرات الذهب 4/248.(15/243)
عَنْهُ وكان خياطًا خيرًا ذا مروءة تامة، وكتب عَنْهُ أيضًا إِبْرَاهِيم الشعار وأبو بَكْر الباقداري وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر قال الْقُرَشِيّ: ولد سنة خمس وخمسمائة. وتوفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ قلت روى عَنْهُ (كذا) البهاء عبد الرحمن وعبد الحق الضيالي وكتائب بْن مهدي وعبد اللَّه بْن جميل.
889- عَبْد الرَّحِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دوست:
النَّيْسَابُوريّ الأصل البغدادي أَبُو القاسم شيخ الشيوخ ابْنُ أبي شيخ الشيوخ بْن أَبِي سعد شيخ الشيوخ الصوفي شيخ فاضل، شيخ وقته والمقدم فِي زمانه، كَانَ فقيهًا مقرئًا لَهُ يد فِي الترسل والنظم. سَمِعَ أباه وهبة اللَّه بْن الحصين والقاضي أبا بكر وزاهر ابن طاهر الشحامي وعلي بْن عليّ الأمين وجماعة وحدث بالحجاز والشام ومصر.
نفذ رسولًا إلى جهات، سَمِعت مِنْهُ ونعم الشَّيْخ كَانَ أنبأنا صدر الدين أَبُو القاسم برباطه أنبأنا زاهر. فذكر حديثًا. ولد سنة ثمان وخمسمائة وتوفي فِي رجب سنة ثمانين بالرحبة.
(قلت) وقَالَ ابْنُ النجار عن شيخ الشيوخ عَبْد الرَّحِيم: روى عَنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وسمع منه أبو المنصور مُحَمَّد بْن أسعد حفدة الطوسي وأبو الخير أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل القزويني وأنبأنا عَنْهُ ابنه أبو الفتوح وابن سكينة ومحمد بْن سَعِيد الحافظ- يعني ابْنُ الدبيثي.
قلت: روى عَنْهُ الأمين سالم بْن صصرى.
890- عَبْد الرَّحِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الغزال:
حَدَّثنا فِي مرضه بأحاديث لم يرو غيرها بسماعه من أَبِي الوقت. فذكر حديثًا.
توفي في شعبان سنة ست وستمائة.
891- عَبْد الرَّحِيم بْن المبارك بْن الْحَسَن بْن طراد:
الباماوردي الأصل البغدادي المولد والدار أَبُو الفضل بْن القابلة شيخ خير، سيأتي ذكر أَبِيهِ. سَمِعَ عليّ بْن عَبْد السيد والفضل بْن سهل الأسفراييني وابن ناصر، وأجاز لَهُ أَبُو بَكْر الْأَنْصَارِيّ مسموعاته. أنبأنا عَبْد الرَّحِيم بْن القابلة، أنبأنا فضل بْن سهل(15/244)
فذكر حديثًا. توفي فِي رمضان سنة عشر وستمائة فِي عشر الثمانين.
892- عَبْد الرَّحِيم بْن عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن السمعاني أَبُو المظفر بْن الحافظ أَبِي سَعِيد [1] :
ولد بنيسابور ونشأ بمرو وسمع الكثير بإفادة أَبِيهِ بخراسان وبخاري وسمرقند وتلك النواحي وجمع لَهُ والده معجمًا فِي ثمانية عشر جزءًا، حدث ببغداد سنة ست وسبعين لما حج، فسمع مِنْهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى الحازمي وإلياس بْن جامع الإربلي وجماعة، وروى لهم عن أَبِيهِ وعن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم السَّمَرْقَنْدِيّ وعاد إلى بلده وحدث بِهِ بالكثير. ولد فِي ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
قلت: سَمِعَ أبا تمام مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن المختار الزنبي وإسماعيل بْن عَبْد الرَّحْمَن العصائدي، وإسماعيل بْن جامع أبا الأسعد هبة الله القشيري وأبا طَالِب مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الجزباراني؟ وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن طاهر الطوسي وأبا سعد مُحَمَّد بْن جامع الصيرفي وأبا البركات عَبْد اللَّه الفراوي وأبا حَفْص عُمَر بْن أحمد الصفار وعائشة أخته وأبا عمرو وعثمان بْن عليّ البيكندي وعبد الخالق بْن زاهر وخلقًا. وروى عَنْهُ أَبُو عَمْرو بْن الصلاح وأبو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد والبرزالي والمرسيّ وابن النجار وأحمد بْن عَبْد المحسن الغرافي وجماعة من الرحالة وحَدَّثنا بالإجازة عَنْهُ أَبُو الفضل بْن عساكر وأبو عَبْد اللَّه بْن أَبِي عصرون، وبقي إلى سنة عشرة وستمائة.
893- عَبْد الرَّحِيم بْن عَبْد العزيز بْن هبة اللَّه بْن البندار أَبُو مُحَمَّد وأبو عليّ:
سَمِعَ أبا الوقت وأبا جَعْفَر الطائي روى عَنْهُ عَبْد اللطيف بْن الصيقل. ولد بأذربيجان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمسمائة ببغداد.
894- عَبْد الرَّحِيم بْن النفيس بْن هبة اللَّه بْن وهبان أَبُو نصر الحديثي مولدًا البغدادي دارًا [2] :
من أولاد الشيوخ، سَمِعَ ابْنُ شاتيل والقزاز وعبد الوهاب بْن أَبِي حبة وابن كليب وجماعة ورحل إلى الشام ومصر وأصبهان وخراسان وما وراء النهر وسمع من جماعة وحدث فِي سفره وله فهم ومعرفة بالحديث.
__________
[1] انظر: العبر 5/68. وشذرات الذهب 5/75.
[2] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/182. وشذرات الذهب 5/80.(15/245)
895- عَبْد الملك بْن عَبْد السَّلام بْن عَبْد الملك بْن الصدر أَبُو مُحَمَّد التيمي:
سَمِعَ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد السراج. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وقَالَ: توفي فِي رمضان سنة ست وخمسين وخمسمائة.
896- عَبْد الملك بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم الطبري ثُمَّ البغدادي أَبُو المعالي بْن أَبِي الْحَسَن ويعرف والده بالكيا الهراسي الْإِمَام:
سَمِعَ من ابْنُ بيان. روى عَنْهُ عَبْد العزيز بْن الأخضر وغيره وتولى حجابة باب النوبي مرة. توفي فِي ربيع الأول سنة سبع وستين وخمسمائة.
897- عَبْد الملك بْن روح بْن أَحْمَد بْن محمد الحديثي ثم البغدادي أبو المعالي ابن قاضي القضاة أَبِي طَالِب:
زاهد حسن الطريقة، استنابه والده فِي القضاء بدار الخلافة وعين بعد موت والده للقضاء فعاجله الموت. سَمِعَ أبا عَبْد اللَّه السلال والأرموي وطبقتهما. سمع منه علي الزيدي، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي عِيسَى بمكة، وروى لنا عَنْهُ عَبْد الملك بْن أَبِي البرداني عن السلال. توفي سنة سبعين وخمسمائة ولم يكتهل.
898- عَبْد الملك بْن زَيْد بْن ياسين التغلبي أَبُو القاسم الدولعي الفقيه الشَّافعيّ [1] :
من أهل القرية الدولعية من قرى الموصل، سكن دمشق وتفقه بها وتولى الخطابة بها إلى حين وفاته ودرس بالغزالية سَمِعَ من نصر اللَّه المصيصي وسمع ببغداد كتاب الترمذي من أَبِي الفتح الكروخي وسنن النسائي من عليّ بْن أَحْمَد بْن محمويه اليزدي، وكان متدينًا عَلَى طريقة حميدة، سَمِعَ مِنْهُ النَّاس كثيرًا وأخذوا عَنْهُ الفقه. ولد سنة ثماني عشرة وخمسمائة، وتوفي فِي ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ خَلَقَ منهم أَبُو طاهر الأنماطي وأبو الحجاج بن خليل وإسماعيل ابن أَبِي اليسر وإسماعيل القوصي.
899- عَبْد الملك بْن عَبْد اللَّه بْن حُسَيْن المؤذن أَبُو عليّ بْن القشوري الدارقزي:
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/511. وطبقات الشافعية 4/261. والنجوم الزاهرة 6/511. وطبقات الشافعية 4/261. والنجوم الزاهرة 6/181. وشذرات الذهب 4/336.(15/246)
سَمِعَ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أسد، دلنا عَلَيْهِ عُمَر بْن طبرزذ ووصفه بالصلاح، فمضينا إِلَيْه وسمعنا مِنْهُ، وذكر لنا أَنَّهُ سَمِعَ من ابْنُ الحصين والقاضي الْأَنْصَارِيّ. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم ابْنُ أسد، أنبأنا أَبُو الفتح بْن علوان. فذكر حديثًا. توفي فِي صفر سنة ستمائة.
900- عَبْد الملك بْن مواهب بْن مُسْلِم بْن الربيع السلمي:
كَانَ يذكر أَنَّهُ يرى الخضر وكان صالحًا، حسن الطريقة، أنبأنا قَالَ: أنبأنا القاضي أَبُو بَكْر، أنبأنا أَبُو الطيب. فذكر حديثًا. توفي في ربيع الآخر سنة ستمائة وقد نيف عَلَى الثمانين.
قلت: روى عَنْهُ عَبْد اللطيف.
901- عَبْد الملك بْن المظفر بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد أَبُو غالب الحربي:
سَمِعَ أَحْمَد بْن الطلاية وعمر الحربي وسعيد بْن البناء وابن التريكي وحدث. توفي فِي شوال سنة ستمائة.
902- عَبْد الملك بْن المبارك بْن عَبْد الملك أَبُو مَنْصُور العدل:
ولي القضاء بمدينة المنصور وبالحريم وسمع أبا مَنْصُور بْن زريق وأبا البدر الكرخي وأبا بَكْر بْن الأشقر والكروخي، وكان خيرًا. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الكروخي فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة تسع وستمائة وَقَدْ جاوز الثمانين.
قلت: روى عَنْهُ الضياء والنجيب عَبْد اللطيف.
903- عَبْد الملك بْن أَبِي الفتح عَبْد اللَّه بْن محاسن أَبُو شجاع الدلال الدارقزي:
سَمِعَ المبارك بْن عليّ السمذي وأحمد بْن الأشقر وهبة اللَّه الشبلي وروى عَنْهُمْ.
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم المبارك، أخبرنا الصريفيني. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي.
904- عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن هبة اللَّه بْن البندار أَبُو عليّ أخو عَبْد الرَّحِيم الحريمي:(15/247)
سَمِعَ أبا المعالي اللحاس وأحمد بْن مُحَمَّد الرحبي. حَدَّثنا: أن اللحاس أخبرهم ولد بأردبيل سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي بإربل سنة خمس عشرة وستمائة.
905- عَبْد الملك بْن المبارك بْن قيبا:
سَمِعَ يَحيى بْن ثابت وأبا عليّ الرحبي وغيرهما. حدث فِي هَذَا الزمان.
906- عَبْد الْمَلِكِ بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي الغنائم البرداني الصوفي:
سَمِعَ ابْنُ البطي، سَمِعت مِنْهُ: حَدَّثنا واحدًا. توفي في شوال سنة اثنتي عشرة وستمائة.
907- عَبْد السَّلام بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن مقلد الجماهري أَبُو الفتوح الدمشقي الأصل، البغدادي المولد والدار:
أسمعه أَبُوهُ من أَبِي مَنْصُور بْن خيرون وأبي الفضل الأرموي وابن ناصر وأبي الوقت وخلق كَثِير، وطلب هُوَ بنفسه وقرأ وكان ذا فضل وله شعر حسن وخرج إلى دمشق بعد سنة ثمانين وخمسمائة وروى بها وبالموصل أنشدنا أَبُو طَالِب عَبْد السميع أنشدني ابْنُ مقلد لنفسه:
عَلَى ساكني بطن العقيق سلام ... وإن أسهروني بالفراق وناموا
حظرتم عليّ النوم وهو محلل ... وحللتم التعذيب وهو حرام
إِذَا بنتم عن حاجر وحجرتم ... عَلَى الدمع أن يدنو إِلَيْه ملام
فلا ميلت ريح الصبا فرع بانة ... ولا سجعت فوق الغصون حمام
ألا ليت شعري هَلْ إلى الرمل عودة ... وهل لي بتلك البانتين لمام؟
وهل نهلة من ماء يبرين عذبة ... أداوي بها قلبًا براه أوامُ؟
ألا يا حمامات الأراك إليكم ... فما لي في تغريد كن مرامُ
فوجدي وشوقي مسعد ومؤانس ... ونوحي ودمعي مطرب ومدام
توفي بعد الثمانين وخمسمائة بدمشق.
908- عَبْد السَّلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد السَّلام أَبُو عليّ بْن الخطاب المؤدب الحربي:
سَمِعَ عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف والقاضي أبا بَكْر وأبا مَنْصُور بْن القزاز قرأت(15/248)
عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو بَكْر. فذكر حديثًا. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة وتوفي فِي شوال سنة ثمان وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء مُحَمَّد والنجيب عَبْد اللطيف بالسماع وابن أَبِي الخير وابن الْبُخَارِيّ بالإجازة.
909- عَبْد السَّلام بْن إِبْرَاهِيم الأندلسي الأصل البغدادي يعرف بابن الأرمني أخو ظفر:
سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف، سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن سلمان الحربي. توفي في ربيع الآخر سنة ستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء وابن خليل.
910- عَبْد السَّلام بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن صبوخا أَبُو الكرم:
سَمِعَ الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الدينوري الراوي عن عَبْد الواحد بْن فهد العلاف، وأبا الوقت. توفي سنة اثنتين وستمائة فِي عشر التسعين، روى عَنْهُ المؤلف.
911- عَبْد السَّلام بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن اللمغاني أَبُو مُحَمَّد الفقيه الحنفي [1] :
تفقه عَلَى أَبِيهِ وعمّه ودرس. سَمِعَ الْحُسَيْن بْن الْحَسَن المقدسي وغيره، وناب فِي القضاء بدار الخلافة عن أَبِي طَالِب عليّ بْن الْبُخَارِيّ وغيره. أخبركم الحسين، أنبأنا الحميدي. فذكر حديثا. ولد سنة عشرين وخمسمائة، وتوفي في رجب سنة خمس وستمائة.
912- عَبْد السَّلام بْن مُحَمَّد بْن مكي بْن بكروس الحمامي أَبُو الفتح:
من بيت حديث، سَمِعَ أبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبا الفتح الكروخي. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم إِسْمَاعِيل. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي القعدة سنة ست وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه المقدسيّ وغيره.
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/315. والجامع المختصر لابن الساعي 9/276.(15/249)
913- عبد السلام بن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الجيلي أبو منصور ابن أَبِي عَبْد اللَّه الأزجي [1] :
تفقه عَلَى جَدّه وأبيه، وسمع جَدّه ومحمد بْن إِسْحَاق الصابي وابن البطي، ومن بعدهم، وطلب بنفسه ودرس بمدرسة جدّه ونظر فِي علم النجوم فاتهم بتبخير الكواكب، فأحرقت لَهُ كتب فِي ذَلِكَ بمحضر من العلماء سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وتوفي في رجب سنة إحدى عشرة وستمائة.
914- عَبْد السَّلام بْن عثمان بْن أَبِي نصر بْن الأسود أَبُو الفضل الحربي:
عُمر وَقَدْ قارب المائة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الطلاية سماعًا. فذكر حديثًا. ولد تقريبًا سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتوفي فِي ربيع الأول سنة أربع عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي.
915- عَبْد السَّلام بْن المبارك بْن عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد أَبُو سعد بْن البردغولي [2] :
روى هُوَ وأبوه وعمه، سَمِعَ واثق بْن تمام الهاشمي وأحمد بْن الطلاية وابن البطي وقَالَ لي: ولدت سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في محرم سنة عشرين وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ الدبيثي وأبو عَبْد اللَّه البرزالي.
916- عبد السَّلام بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن بكران الداهري أَبُو الفضل [3] :
سَمِعَ نصر بْن نصر العكبري وأبا جَعْفَر الْمَكِّيّ وأبا الوقت وغيرهم. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم نصر. فذكر حديثا قلت: روى عَنْهُ السيف أَحْمَد بْن عِيسَى وأبو المظفر بْن النابلسي وابن الدخميسي وأبو إِسْحَاق بْن الواسطي وابن المزين وسمع مِنْهُ عُمَر بْن الحاجب وقَالَ: لا بأس بِهِ، صحيح السماع، راغب فِي التحدث أمي، وزاد: سَمِعَ من ابْنُ هبيرة وابن الزاغوني وابن قفرجل وروى عن أَبِي الوقت صحيح الْبُخَارِيّ. توفي فِي ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وستمائة.
قلت: وأجاز لمحمد بْن يُوْسٌف الذهبي، وطائفة وتفرد بأجزاء، وكان يخرز خفاف
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/571. وذيل الروضتين 88. وفوات الوفيات 1/571. وذيل طبقة الحنابلة 2/71. وشذرات الذهب 5/45.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/257.
[3] انظر: العبر 5/112. والنجوم الزاهرة 6/277. وشذرات الذهب 5/128.(15/250)
النساء قبل أن تعطب، وكان لَهُ رسم على بكبرس الخليفي الحنفي وأعطي ثلاثمائة دينار عَلَى يد يُوْسٌف ابْنُ شيخ الشيوخ رَسُول الملك الكامل. ولم يكن يعرف مولده.
917- عَبْد السَّلام بْن عَبْد السميع بْن مُحَمَّد بْن شجاع الهاشمي أَبُو جَعْفَر أخو عَبْد الرازق:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وزاهر بْن الشحامي وغيرهما. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعبد اللَّه بْن أَحْمَد الخباز وقَالَ: توفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
918- عَبْد السَّلام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه الأمين أَبُو الحسن بن سكينة [1] :
من بيت التصوف والحديث سَمِعَ من أَبِي الوقت وأبي القاسم العكبري وابن التريكي وغيرهم. ولد فِي صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ الحاجب وقَالَ: توفي في صفر سنة سبع وعشرين وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ السيف بْن المجد وأبو المظفر بْن النابلسي وأبو إِسْحَاق بْن الواسطي وغيرهم والمؤلف ابْنُ الدبيثي.
919- عَبْد السَّلام بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلام العبرتي [2] :
من كرخ عبرتا، قدم بغداد فِي صباه وحفظ القرآن وسمع بها من الحافظ بْن ناصر وقدم علينا، حَدَّثنا ببغداد: أنبأنا ابْنُ ناصر. فذكر حديثًا. ولد سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
920- عَبْد السَّلام بْن أَبِي نزار الحصري أَبُو مُحَمَّد الواسطي:
سمع بواسط من القاضي أَبِي عليّ الفارقي، وذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه وقَالَ:
سَمِعَ معي وكتبت عَنْهُ أبياتًا، وكتبت عَنْهُ أَنَا أبياتًا، وقَالَ لي: ولدت سنة ست وتسعين وأربعمائة، وتوفي في ذي القعدة سنة ثمانين وخمسمائة فجأة بواسط.
921- عَبْد المؤمن بْن عَبْد الغالب بْن مُحَمَّد بْن طاهر الشيباني أَبُو مُحَمَّد الوراق [3] :
__________
[1] انظر: العبر 5/109. وشذرات الذهب 5/124.
[2] انظر: العبر 5/353.
[3] انظر: شذرات الذهب 4/307. وذيل طبقات الحنابلة 1/383.(15/251)
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ وأبا الخير الباغبان بهمذان، حَدَّثنا: أنبأنا أَبُو بَكْر. فذكر حديثًا. وقَالَ لي: ولدت سنة سبع عشرة وخمسمائة. وتوفي فِي ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
922- عَبْد المؤمن بْن مُحَمَّد بْن مبارك بْن الخطيب أَبُو الفضل:
قاضي مدائن كسرى. توفي سنة ثمان وستمائة. أنشدنا لأبيه القاضي أَبِي المعالي.
923- عَبْد العزيز ابن الْإِمَام أَبِي الفرج بْن الجوزي [1] :
تفقه وسمع ومات شابّا سنة أربع وخمسين وخمسمائة بالموصل.
924- عَبْد العزيز بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن سَلَمة أَبُو الأصبغ وقيل أَبُو حميد الأندلسي بْن الطحان المقرئ [2] :
لَهُ معرفة بالقراءات وتعليلها. قَرَأَ عَلَى جماعة ببلدة منهم أَبُو الْحَسَن شريح بْن مُحَمَّد الرعيني، وبقرطبة. سَمِعَ من يَحيى بْن سعادة وقدم بغداد فسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وصار إلى واسط فقرأ عَلَيْهِ القراءات بها جماعة سنة تسع وخمسين وخمسمائة. وسَمِعت غير واحد يَقُولُ: ليس بالمغرب أعلم بالقراءات من ابْنُ الطحان. قَرَأَ عَلَيْهِ الأمين أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَبِي العلاء وأبو طَالِب بْن عَبْد السميع ونعمة الله بن أحمد ابن أَبِي الهندبا وغيرهم.
أخبرنا أَبُو طَالِب الهاشمي، أنبأنا أَبُو حميد عَبْد العزيز بْن عليّ السماتي، حَدَّثنا مُحَمَّد ابن عَبْد الرزاق، حَدَّثنا عليّ بْن مشرف، حَدَّثنا طاهر بن بابشاذ النحوي، حَدَّثنا الماليني، حَدَّثنا عَبْد اللَّه بْن عدي. فذكر حديثًا. ولد سنة ثمان وتسعين وأربعمائة بإشبيلية وتوفي بحلب بعد الستين وخمسمائة.
925- عبد العزيز بن شجاع الكلوذاني أَبُو مُحَمَّد المقرئ الأزجي ويعرف بالمميز:
سكن واسطًا ولقن خلقًا وكان عفيفًا نزهًا عابدًا أمارًا بالمعروف. توفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/502.
[2] انظر: غاية النهاية 1/395.(15/252)
926- عَبْد العزيز بْن الشَّيْخ عَبْد القادر الجيلي:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صرما والأرموي. سَمِعَ مِنْهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخباز.
927- عَبْد العزيز بْن أزهر بْن عَبْد الوهاب بْن السباك أَبُو القاسم:
سَمِعَ أبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ وعبد الوهاب الأنماطي. سَأَلْتُهُ عن مولده فَقَالَ: سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وتوفي فِي ربيع الأول سنة ثمان وتسعين.
928- عَبْد الْعَزِيزِ بْن مَحْمُودِ بْن الْمُبَارَكِ بْن محمود بْن الأخضر الجنابذي البغدادي المولد أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي نصر [1] :
شيخ ثقة مكثر، سَمِعَ بإفادة أَبِيهِ وبنفسه وقرأ الكثير وكتبه ولم يكن فِي أقرانه أكثر سماعًا مِنْهُ، وغالى فِي شراء الأصول وحدث نحو ستين سنة، وجمع الأبواب والشيوخ والفضائل والتخاريج وكان فهما عارفا، وأول سماعه سنة ثلاثين وخمسمائة. سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي وإسماعيل بْن السمرقندي، وعلي بْن الهروي وعبد الوهاب الأنماطي وعبد الجبار بْن توبة وابن عَبْد السَّلام ويحيى بْن الطراح وأبا مَنْصُور بْن خيرون وأبا سعد البغدادي وسعد الخير وابن ناصر ولم أرَ فِي شيوخنا أوفر مشيخة مِنْهُ ولا أغزر سماعًا، وحدث بجامع القصر سنين كثيرة كتبنا عَنْهُ وانتفعنا بمجالسته. ولد فِي رجب سنة أربع وعشرين وخمسمائة وتوفي في شوال سنة إحدى عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل وأبو عبد الله المقدسي وأبو عبد الله البرزالي وأبو البقاء النابلسي وأبو زكريا بْن الصيرفي والنجيب عَبْد اللطيف والمقداد القيسي وعلم الدين القاسم اللورقي وعلي بْن الأخضر: ابنه، وإسرائيل بْن أَحْمَد الْقُرَشِيّ.
929- عَبْد العزيز بْن معالي بْن غنيمة المقرئ أَبُو مُحَمَّد يعرف بابن منينا البابصري:
سَمِعَ القاضي أبا بَكْر وعبد الوهاب الأنماطي وأبا البدر الكرخي والمبارك بْن أَحْمَد الكندي وكان خيرًا صحيح السماع. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم قاضي المرستان. فذكر حديثًا. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/79. وشذرات الذهب 5/46. والنجوم الزاهرة 6/211، 212(15/253)
قلت: روى الضياء المقدسي والزكي البرزالي والجمال بْن الصيرفي وأبو عَبْد اللَّه بْن النن الفقيه.
930- عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن سعد بْن عليّ بْن الناقد أَبُو مُحَمَّد الجصاص المقرئ [1] :
قَرَأَ القراءات الكثيرة عَلَى أَبِي الكرم الشهرزوري وعلى عُمَر الحربي وسمع أبا سعد البغدادي وأبا الفضل الأرموي وابن ناصر وأبا الوقت وجماعة، وأقرأ النَّاس القرآن الكريم وحدّث وهو ثقة. سمعنا مِنْهُ أن أبا سعد البغدادي أخبرهم أنبأنا أَبُو عَمْرو بْن منده فذكر حديثًا.
ولد سنة ثلاثين وخمسمائة وتوفي في شوال سنة ست عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي وابن النجار وعبد الصمد بْن أَبِي الجيش وعبد اللطيف الحراني.
931- عَبْد العزيز بْن دلف بْن أَبِي طَالِب المقرئ أَبُو مُحَمَّد الخازن [2] :
قَرَأَ القراءات عَلَى جماعة منهم أَبُو الحارث أَحْمَد بْن سَعِيد العسكري، وأبو الْحَسَن البطائحي ويعقوب الحربي وسمع من خديجة بِنْت النهرواني، وشهُدة وابن شاتيل وجماعة وتولى خزن الكتب ولم يزل مشتغلًا بالخير مجدًّا فِي قضاء حوائج النَّاس. ولد بعد الخمسين وخمس مائة وحدث.
قلت: وذكر ابن نقطة أنه قرأ بالروايات على البطائحي وأنه ثقة صالح.
قلت: أجاز لجماعة سمعنا منهم وتوفي فِي صفر سنة سبع وثلاثين وستمائة. وقَالَ ابْنُ النجار: كَانَ كَثِير العبادة، دائم الصوم والصلاة.
932- عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن سالم بْن باقا أَبُو الفضل التاجر [3] :
سَمِعَ أبا زرعة المقدسي وغيره وسكن مصر وسمع مِنْهُ جماعة هُناك.
قلت: وسمع أيضًا يَحيى بْن ثابت البقال وأبا بَكْر بْن النّقور وأبا الحسن البطائحي
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/69. والنجوم الزاهرة 6/247.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/317. وشذرات الذهب 4/184.
[3] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/187. وشذرات الذهب 5/135.(15/254)
وعبد الحق اليوسفيّ وكان كَثِير التلاوة. ولد سنة خمس وخمسمائة في رمضان، ومات في رمضان سنة ثلاث وستمائة، وقرأ عَلَيْهِ الحافظ عَبْد العظيم الكثير وعمر بْن الحاجب وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو المعالي الأبرقوهي وأحمد بْن عَبْد الكريم الأغلاقي وجبريل الشارعي وجعفر الإدريسي وعيسى بْن الحداد وإسحاق بْن درباس ومحمد بْن صالح الجُهني وغازي المشطوبي ومحمد بْن عزّون وعلي بْن رمضان ووهبان الجزري.
933- عَبْد الجبار بْن يَحيى بْن عليّ بْن هلال الدباس أَبُو سَعِيد بْن أَبِي القاسم يعرف بابن الأعرابي:
من أهل باب الأزج، سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وأبا ياسر البرواني ومحمد بْن عَبْد الباقي الدوري وابن الحصين وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخشاب وهو أكبر مِنْهُ وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ وأبو الْحَسَن الزيدي. سَمِعت مِنْهُ كتاب الحدود فِي النحو لعلي بْن عِيسَى الرماني. بسماعه من ابْنُ الحصين. ولد سنة خمس وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
934- عَبْد الجبار بْن هبة اللَّه بْن القاسم بْن البندار أَبُو طاهر:
أخو عَبْد العزيز. سَمِعَ أبا الغنائم بْن المهتدي بالله وأبا البركات الْبُخَارِيّ وأبا الْحَسَن الدينوري وهبة اللَّه بْن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو بَكْر الحازمي وابن مشق وكان ثقة من بيت الحديث. أجاز لي. توفي فِي شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة وله ثمانون سنة وشهر.
935- عَبْد الجبار بْن الشَّيْخ عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيلي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن:
سَمِعَ أبا مَنْصُور القزاز وأبا الْحَسَن بْن صرما وما أظنه حدّث.
936- عَبْد الجبار بْن عَبْد المعزّ بْن عَبْد الجبار أبو الفتوح الهروي:
سَمِعَ بها من أَبِي الوقت وعلي بْن حمزة العلوي وعبد الجليل بْن أَبِي سعد، وسكن بخاري وتولى بها الوقوف. قدم علينا حاجًا سنة ثلاث عشرة وستمائة وحدث فِي طريقه بمرو ونيسابور. قرأت عَلَى أَبِي الفتوح المسمعي: أخبركم عَبْد الجليل بْن أَبِي سعد حدثتنا بيبي. فذكر حديثًا. ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. وتوفي بوادي(15/255)
العروس فِي خامس محرم سنة أربع عشرة بعد قضاء حجه.
937- عَبْد الجبار بْن أَبِي الفضل الحصري أَبُو مُحَمَّد الأزجي:
قَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي الكرم الشهرزوري وسمع مِنْهُ ومن صافي الخرقي وابن الزاغوني وأقرأ النَّاس مدة وحدث وخرج إلى الموصل. توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة فِي محرم.
938- عَبْد الخالق بْن أسد بْن ثابت أَبُو مُحَمَّد الدمشقي الحنفي [1] :
حدث عن عَبْد الكريم بْن حمزة وذكره أَبُو المواهب بْن صصرى فَقَالَ: تفقه بأصبهان وسمع بها وتوفي في محرم سنة أربع وستين وخمسمائة. أنشد عَبْد الخالق بْن سَعِيد بْن عليّ الكتبي ببغداد لنفسه:
قلّ الحفاظ فذو العاهات محترم ... والشهم ذو الفضل مؤذى مَعَ سلامته
كالقوس يحفظ عمدًا وهو ذو عوج ... وينبذ السهم قصدًا لاستقامته
939- عَبْد الخالق بْن فيروز الجوهري البغدادي [2] :
سَمِعَ أَحْمَد بْن الطلاية وابن ناصر وغيرهما وخرج إلى مصر وحدّث. بلغنا أَنَّهُ خلط فِي شيء من مسموعاته وادعى سماع ما لم يسمعه وتكلموا فِيهِ ولم يحدث ببغداد.
قلت: روى عَنْهُ السخاوي وابن عَبْد الدائم وجماعة وقرأ عَلَيْهِ الحافظ عَبْد الغني سنة تسعين وخمسمائة وهو آخر العهد بِهِ جزء الْأَنْصَارِيّ فسمعه الضياء بْن عَبْد الواحد والشمس مُحَمَّد بْن سعد وابن عَبْد الدائم وقَالَ الضياء: تكلم النَّاس فِي سماعه لجزء الْأَنْصَارِيّ هَلْ يصح؟
940- عَبْد الخالق بْن عَبْد الْوَهَّابِ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْمَالِكِيُّ نسبة إلى المالكيّة لا إلى المذهب أَبُو مُحَمَّد الخفاف بْن الصابوني [3] :
من أولاد المقرءين والرواة، سَمِعَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْبُخَارِيّ وعلي بْن عَبْد الواحد الدينوري وابن كادش وابن الحصين وزاهر بْن طاهر. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الدينوري أنبأنا القزويني. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وقد
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/297.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/391. ولسان الميزان 3/491. والعبر 4/272.
[3] انظر: مرآة الزمان 8/450. والعبر 4/279.(15/256)
نيف على الثمانين.
قلت: روى عنه أبو الحجاج الأدمي وجماعة من شيوخ الدمياطيّ وذكر ابْنُ نقطة أَنَّهُ سَمِعَ المسند من ابْنُ الحصين وصحيح الْبُخَارِيّ من الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلال.
941- عَبْد الخالق بْن المبارك بْن عِيسَى أَبُو الفرج بْن المزيّن:
سَمِعَ أبا الحسين بْن الفرّاء وأنبأنا عَنْهُ. فذكر حديثًا (كذا) توفي فِي ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وقد جاوز التسعين.
942- عَبْد الخالق بْن هبة اللَّه بْن القاسم بن منصور بن البندار أبو بكر بن أَبِي البقاء أخو عَبْد العزيز وعبد الجبار وهو الأصغر [1] :
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأحمد بْن مُحَمَّد بْن ملوك وأبا غالب بن البناء وهبة الله ابن الطبر وغيرهم وحدث وكان ثقة صالحًا، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البناء. فذكر حديثًا توفي (كذا) سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وتوفي فِي ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل وابن عَبْد الدائم، وبالإجازة أَحْمَد بْن سلامة الحداد.
943- عَبْد الخالق بْن يَحيى بْن مقبل بْن الصدر أَبُو الفضل يعرف بابن الأبيض أخو عَبْد الرَّحْمَن:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي. فذكر حديثًا. توفي في محرم سنة عشر وستمائة وله تسع وخمسون سنة.
944- عَبْد الخالق بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الصياد الحربي:
سَمِعَ أَحْمَد بْن الطلاية وسعيد بْن البناء وعمر الحربي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الطلاية. فذكر حديثا. ولد سنة نيف وعشرين وخمسمائة وتوفي يَوْم سابع وعشرين من رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة.
945- عَبْد الغفار بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن شيرويه بْن عليّ الجُنابذي أَبُو بَكْر التاجر المعروف بالشيرويي [2] :
__________
[1] انظر: العبر 4/494.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/7. والعبر 4/20.(15/257)
وجُنابذ من قرى نَيْسابُور، كَانَ أسند أهل زمانه. روى عن القاضي أَبِي بَكْر الحيري ومحمد بْن مُوسَى الصيرفي وأبي حسّان بْن أَحْمَد المزكيّ ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن المرزبان وحدث بنيسابور وأصبهان. روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَحيى بْن شقران وذكر أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ ببغداد، وابن شقران ضعفّه عُمَر الْقُرَشِيّ ولم يتابعه عَلَى هَذَا القول أحد.
أخبرنا عَبْد المنعم الفراوي أن الشيرويي ولد فِي ذي الحجة سنة أربع عشرة وأربعمائة وتوفي في ذي الحجة سنة عشر وخمسمائة، وسمع مِنْهُ جدي وأبي وأنا معهم.
قلت: روى عَنْهُ أيضًا الحافظ أَبُو سعد بْن السمعاني وروى أَبُو طاهر السلفي عن رَجُل عَنْهُ.
946- عَبْد الوهاب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر الطوسي أَبُو مَنْصُور:
أخو أَبِي الفضيل خطيب الموصل، سَمِعَ أبا مُحَمَّد السراج وغيره. سَمِعَ مِنْهُ تاج الْإِسْلَام بْن السمعاني وغيره. توفي فِي سنة سبعين وخمس مائة فِي شوال.
947- عَبْد الوهاب بْن هبة اللَّه بْن عَبْد الوهاب بْن أَبِي حبة أَبُو ياسر الطحّان [1] :
سَمِعَ الكثير من ابْنُ الحصين وأبي السعود المجلي وأبي الْحَسَن بْن الفراء وأبي غالب ابن البناء وزاهر الشحامي وخلق. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو بَكْر بْن مشق وجماعة، وأجاز لي وكان فقيرًا صبورًا صحيح السماع. ولد سنة ست عشرة وخمسمائة وخرج متوجهًا إلى الشام وحدث بالموصل وأدركه أجله بحرّان فِي ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
قلت: سَمِعَ شيخنا الدمياطي من جماعة سمعُوا مِنْهُ.
948- عَبْد الوهاب بْن عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيلي أَبُو عَبْد اللَّه [2] :
فقيه فاضل، درّس بعد أَبِيهِ بمدرسته وله لسان في الوعظ وخاطر حادّ. سَمِعَ أبا غالب بْن البناء وأبا مَنْصُور القزاز ومن بعدهما، ووعظ سنين. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ صرما، أخبرنا ابْنُ النقور. فذكر حديثًا. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة فِي شعبان وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة في شوال.
__________
[1] انظر: العبر 4/261. وشذرات الذهب 4/293.
[2] انظر: مرآة الزمان 8/454. وشذرات الذهب 4/314. وذيل طبقات الحنابلة 1/388.(15/258)
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
949- عَبْد الوهاب بْن أَبِي القاسم بْن الإخوة الوكيل بباب القضاة:
سَمِعَ يُوْسٌف بْن عُمَر الحربي وعبد الخالق اليوسفي وأجاز لنا. توفي سنة خمس وستمائة فِي رجب.
950- عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه الأمين أَبُو أَحْمَد بْن سُكينة الصوفي [1] :
أخو عَبْد الرَّحْمَن وهذا الأصغر، شيخ عالم عامل عابد صوفي، سَمِعَ الكثير بنفسه ورافق أبا سعد بْن السمعاني ببغداد وسمع معه وقرأ بنفسه وحصل المسموعات. سَمِعَ أباه وابن الحصين وأبا غالب الماوردي والقاضي أبا بَكْر وزاهر بْن طاهر وأبا شجاع البسطامي، وأبا البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العلوي وخلقًا كثيرًا وقَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وعلى أَبِي العلاء الهمذاني وحدث ببغداد والشام ومصر والحجاز وكان ثقة صحيح الأصول فهمًا ذا سكينة ووقار.
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم والدك أخبرنا الصريفيني. فذكر حديثًا.
ولد فِي شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة توفي في ربيع الآخر سنة سبع وستمائة ودفن عند جدّه شيخ الشيوخ.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بن قدامه. وابن خليل والضياء وابن النجار وأبو موسى بن الحافظ عَبْد الغني وأبو عمرو ابْنُ الصلاح وابن عَبْد الدائم وعبد اللطيف، وبالإجازة أَبُو الْحَسَن بْن الْبُخَارِيّ وعبد الواسع الأبهري.
951- عَبْد الوهاب بْن بُزغش أَبُو الفتح المقرئ [2] :
ختن أَبِي الفرج بْن الجوزي وأحد القراء الموصوفين بالحفظ وجودة القراءة ومعرفة القراءات، وقرأ عَلَى عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد الصابوني وعلي بْن عساكر البطائحي وأحمد بْن مُحَمَّد بْن شنيف وإسماعيل بْن عليّ الغسّاني الدمشقي وسمع أبا الوقت وأبا زرعة وأقرأ القرآن وحدث. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت فذكر حديثًا. مات في
__________
[1] انظر: العبر 5/23. وغاية النهاية 1/480. وطبقات الشافعية 5/136. والنجوم الزاهرة 6/201.
[2] انظر: غاية النهاية 1/478. وذيل طبقات الحنابلة 2/88.(15/259)
ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستمائة.
952- عَبْد الوهاب بْن مظفر بْن أَحْمَد الكاتب:
حَدَّثنا: قَالَ أخبرنا هبة اللَّه بْن عَبْد الله بن السمرقندي، أخبرنا جعفر السراج. ولد في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة.
953- عَبْد الوهاب بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الله بن هبة الله القصار أَبُو الْحَسَن الصوفي:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ المادح. فذكر حديثًا، وسمع أيضًا عُمَر بْن عليّ الصيرفي.
توفي فِي رمضان سنة سبع عشرة وستمائة.
954- عَبْد الوهاب بْن أزهر بْن عَبْد الوهاب بْن السباك يعرف بابن الغيم أخو عَبْد العزيز وأحمد [1] :
كَانَ خبيرًا بالشروط والمحاكمات أسمعه أَبُوهُ من البطيّ وغيره. ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
955- عبد الرزاق بن محمود الغزنوي الصوفي:
سَمِعَ أبا الطيب الطبري وعلي بْن محمود الزوزني وأحمد بن علي القائني وغيرهم.
سَمِعَ مِنْهُ بواسط سنة سبع وثمانين وأربعمائة خميس الحوزي وأحمد بْن العكبري وغيرهما. توفي في رمضان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ببغداد.
956- قلت: عَبْد الرزاق بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن الجوزي أَبُو البقاء الصفار المزوق أخو الْإِمَام جمال الدين:
سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وأبا غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن الماوردي وغيرهما. روى عَنْهُ ابْنُ أخيه عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القطيعي. ولد فِي صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة وتوفي فِي محرم سنة خمس وثمانين ودفن بباب حرب.
وابنه عليّ بْن عَبْد الرزاق يأتي.
957- عَبْد الرزاق بْن عَبْد السميع بْن مُحَمَّد بْن شجاع أَبُو الكرم الهاشمي:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الطبري والقاضي أبا بَكْر. قرأت عَلَيْهِ: أخبرنا ابْنُ الطبر، أخبرنا
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/ت 219.(15/260)
البرمكي. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة ستمائة وله ثلاث وثمانون سنة.
958- عَبْد الرزاق بْن عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيلي أَبُو بَكْر [1] :
كَانَ فقيهًا صالحًا، سَمِعَ الكثير بإفادة أَبِيهِ وبنفسه وكتب وكان ثقة. سَمِعَ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صرما والأرموي وأبا الكرم الشهرزوري وأحمد بْن طاهر الميهني وابن ناصر وطبقتهم. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ صرما، أخبرنا ابْنُ النقور. فذكر حديثًا. ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وتوفي في شوال سنة ثلاث وستمائة. قَالَ الحافظ الضياء: لم أرَ ببغداد فِي تيقظه وتحرّيه مثله.
قلت: روى عَنْهُ الضياء والنجيب.
959- عَبْد الرزاق بْن طاهر بْن زاهر بْن طاهر الشحامي أبو المكارم بن أَبِي مُحَمَّد بْن المستملي أَبِي القاسم النَّيْسَابُوريّ:
من بيت مشهور بالعدالة والتحديث. سَمِعَ هبة الرَّحْمَن بْن القشيري وإسماعيل بْن الرَّحْمَن العصائدي. قدم علينا حاجًا وكان أميًّا لا يكتب. قرأت عَلَيْهِ سنة ثلاث عشرة وستمائة: أخبركم هبة الرَّحْمَن، أخبركم أَبُو صالح المؤذن. فذكر حديثًا.
960- عَبْد الرزاق بْن عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عليّ بْن سكينة أَبُو الفضائل ابن أَبِي أَحْمَد:
تقدم والده وهو سَمِعَ من ابْنُ البطي حضورًا ومن شهدة وجده عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل النَّيْسَابُوريّ، وتولى رباط جدّه ونظر المارستان العضدي. ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ عُمَر بْن الحاجب وغيره وحدث بدمشق فروى لنا عَنْهُ الفضل بْن عساكر وروى عنه من المتقدمين أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي. توفي ببغداد فِي جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة.
961- عَبْد اللطيف بْن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُوريّ ثُمَّ البغدادي أَبُو الْحَسَن [2] :
ابْنُ شيخ الشيوخ أَبِي البركات، أخو عَبْد الرَّحِيم، كَانَ بليدًا لا يفهم شيئًا سَمِعَ أباه
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/9. والنجوم الزاهرة 6/192. وذيل الروضتين 58.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/159. وشذرات الذهب 4/327. والعبر 4/293.(15/261)
وأبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ وإسماعيل السمرقندي. سَمِعَ مِنْهُ جماعة لا ينظرون فِي أهلية الرواية تكثيرًا للعدد. حَدَّثَنِي بعض الطلبة أَنَّهُ أتاه بجزء ليسمعه عَلَيْهِ فصادفه فِي شغل فوقف ينتظره فلما طال وقوفه قَالَ لَهُ الشَّيْخ: عَبْد اللطيف، امض إلى ضياء الدين عَبْد الوهاب بْن سكينة ليسمعك إيّاه عني فإني مشغول. حج وصار إلى مصر وإلى دمشق وتوفي بها فِي ذي الحجة سنة ست وتسعين وخمسمائة، وله نيف وسبعون سنة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل وعثمان بْن خطيب القرافة وابن عَبْد الدائم وابن أَبِي اليسر وفرج الحبشي وعبد اللَّه وعبد الرَّحْمَن ابنا أَحْمَد بْن طغيان والقاضي نجم الدين ابن سنا الدولة والكمال بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد المنعم بْن الخضر الحارثي.
962- عَبْد اللطيف بْن عَبْد القاهر بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عمويه السُّهْرَوَرْدي الأصل البغدادي أَبُو مُحَمَّد [1] :
ابْنُ الشَّيْخ أَبِي النجيب الفقيه، تفقه عَلَى أَبِيهِ ورحل إلى خراسان ولقي العلماء ولقي أبا القاسم بْن الصباغ والأرموي وابن الداية وأبا الوقت وحدّث بأطراف الشام والساحل وكان كَثِير التنقل فِي البلاد. توفي بإربل فِي جمادى الأولى سنة عشر وستمائة.
قلت: ولي هَذَا قضاء عكا وسمع مِنْهُ ابن خليل. وولد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ الضياء المقدسي وقَالَ: حدث بما لم يسمع.
963- عَبْد اللطيف بْن يَحيى بْن عليّ بْن خطاب الدينوري الأصل البغدادي أَبُو مَنْصُور يعرف بابن الخيمي:
سَمِعَ أباه وعمه وأبا الوقت وابن البطي وغيرهم. قرأت عليه من أصله: أخبركم عمك أَبُو شجاع مُحَمَّد، أخبرنا أَبُو الفضل بْن خيرون. فذكر حديثًا. ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وتوفي في شوال سنة خمس عشرة وستمائة.
964- عَبْد اللطيف بْن المعمر بْن عسكر بْن القاسم المخرمي أبو محمد المؤدب الأزجي:
كَانَ صاحب لهو وخلاعة. حَدَّثنا قَالَ: أخبرنا أَبُو الوقت. فذكر أول الثلاثيات قَالَ لي: ولدت فِي محرم سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة.
قلت: حَدَّثنا عَنْهُ أَبُو المعالي الأبرقوهي وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 5/132.(15/262)
وستمائة. وذكر الحافظ الضياء فِي الشيوخ الَّذِينَ أجازُوا لَهُ.
965- عَبْد اللطيف بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بن عبد الغني الطبري أبو محمد ابن أَبِي جَعْفَر القارئ:
سَمِعَ أبا مُحَمَّد بْن المادح وهبة اللَّه الشبلي وابن البطي. ولد في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة تقريبًا. أخبرنا عَبْد اللطيف، أخبرنا ابْنُ المادح. فذكر حديثًا.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي والسيف بْن المجد وأبو المظفر بْن النابلسي وسمع مِنْهُ عُمَر بْن الحاجب. بقي إلى قريب سنة ثلاثين وستمائة.
966- عَبْد اللطيف بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن عليّ الموصلي ثُمَّ البغدادي بْن أخي سُلَيْمَان الموصلي [1] :
أديب فاضل، عالم بالنحو واللغة وعلم الكلام، والطب والأدب وبرع فيهما، أقام بمصر. ثُمَّ بالشام وسمعوا مِنْهُ هناك وانتفعوا بِهِ. ولد تقريبا سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
قلت: توفي فِي المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة وروى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي وأبو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد وحَدَّثنا عَنْهُ عليّ بْن تيميّة ويعقوب بْن أَحْمَد الحلبي وَقَدْ بقي من أصحابه سنقر فتى الأستاذ مكثرًا.
967- عَبْد اللطيف بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن حمزة بْن فارس الحراني الأصل البغدادي أَبُو طَالِب بْن أَبِي الفرج يعرف بابن القبيطي [2] :
سَمِعَ أبا الفتح بْن البطي وسعد اللَّه بْن الدجاجي وأبا زرعة وطبقتهم وحدث ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الحافظ الضياء وعلي بْن بلبان ومحمد بْن أَحْمَد الشريشي اللغوي وجماعة وحَدَّثنا عَنْهُ محفوظ بْن البزوري وعلي بْن الغرافي وسنقر القضائي وتوفي سنة إحدى وأربعين وستمائة.
__________
[1] انظر: إنباه الرواة 2/93. وطبقات الشافعية 5/32.
[2] انظر: العبر 5/168. والنجوم الزاهرة 6/349.(15/263)
968- عَبْد اللطيف بْن عليّ بْن عليّ بْن هبة الله بن البخاري أبو الفتوح بْن قاضي القضاة أَبِي طَالِب:
من بيت العدالة والقضاء. ولي القضاء بباب الأزج ثُمَّ ولي جميع شرقي بغداد سنة ثمان وستمائة ثم عزل. وتوفي فِي ربيع الآخر سنة سبع عشرة وستمائة.
969- عَبْد الكريم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد:
أخبرنا ابْنُ طبرزذ، أنبأنا عَبْد الكريم، أنبأنا ثابت بْن بندار. فذكر حديثًا.
970- عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن عَبْد الجبار بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر التميمي أَبُو سعد بْن أَبِي بَكْر بْن المظفر بْن السمعاني المروزي الحافظ [1] :
مشهور من بيت العلم والتقدم. سَمِعَ الكثير وطلب بنفسه ورحل إلى العراق والشام والحجاز وبلاد الجبال وما وراء النهر وكتب الكثير وكان حسن الفهم، جيد الضبط، جمع الشيوخ والمعاجم والكتب الكثيرة. ورد بغداد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وأقام بها مدة، ثُمَّ حج ثُمَّ خرج إلى الشام وجمع تاريخًا لمدينة السَّلام ذيلًا عَلَى تاريخ أَبِي بَكْر الخطيب. سَمِعَ القاضي أبا بَكْر وأبا مَنْصُور القزاز وإسماعيل السَّمَرْقَنْدِيّ وأبا مَنْصُور بْن خيرون وعبد الوهاب الأنماطي وخلقًا يطول ذكرهم. سَمِعَ مِنْهُ المبارك بْن كامل الخفاف وروى لنا عَنْهُ أَبُو أَحْمَد بْن سكينة وعبد العزيز بْن منينا. ولد فِي شعبان سنة ست وخمسمائة بمرو وتوفي فِي غرّة ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمرو.
971- عَبْد الكريم بْن أَبِي السعادات أَحْمَد بْن أَحْمَد المتوكلي أَبُو تمام:
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. سَمِعَ أباه وتوفي فِي آخر سنة أربع وستين وخمسمائة وآخر من سَمِعَ مِنْهُ موتًا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن شفنين.
972- عَبْد الكريم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُوريّ:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وزاهر بْن طاهر. أخرج عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ حديثًا. توفي سنة سبع وستين وخمسمائة.
973- عَبْد الكريم بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد الحنفي يعرف بابن الديناري:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين. كتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ: حَدَّثنا أَبُو نصر عَبْد الكريم الفقيه، أخبرنا ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا من المسند. ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 5/378. والعبر 4/178. والمنتظم 10/224.(15/264)
وتوفي فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
974- عَبْد الكريم بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم البلدي الأصل البغدادي أَبُو الفضل الفقيه الحنفي يعرف بابن الصيرفي:
من ساكني (كذا) قراح أَبِي الشحم، تفقه عَلَى أَبِي الخير مسعود اليزدي ودرس بالمغيثية وناب على قاضي القضاة أَبِي الفضائل الشهرزوري. سَمِعَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني وأبا البدر الكرخي وأبا الفضل الأرموي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو البدر. فذكر حديثًا. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ست وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
975- عَبْد الكريم بْن عليّ البسطامي الفقيه الشَّافعيّ:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مَسْعُود الجمال. فذكر حديثًا.
976- عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عليّ الأصبهاني ثُمَّ البغدادي أَبُو عليّ بْن السيدي:
أسمعه أَبُوهُ الكثير من ابْنُ البطي وهبة اللَّه الدقاق وأحمد بْن عَبْد الغني الباجسرائي وابن النقور وطبقتهم وكان سماعه صحيحًا. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الدقاق أخبرنا عاصم. فذكر حديثًا. ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة.
977- عَبْد الحق بْن عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف أَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي الفرج:
الشَّيْخ الثقة، من بيت الحديث. سَمِعَ الكثير وحدث وروى عَنْهُ الحفاظ فِي حياته.
سَمِعَ أبا مُحَمَّد السراج وأبا الْحُسَيْن بْن الطيوري وأبا سَعِيد بْن خشيش وأبا الْحَسَن العلاف وجماعة من أصحاب أبي عليّ بْن شاذان وطبقتهم. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن صالح وأبو بَكْر الباقداري وأبو الفرج بْن الجوزي وابن الأخضر وذكره ابْنُ السمعاني فِي تاريخه. سَمِعت ابْنُ الأخضر يَقُولُ. وذكر أبا الْحُسَيْن عَبْد الحق فَقَالَ:
كَانَ أَبُو الفضل بْن شافع يَقُولُ: هُوَ أثبت أقرانه. قَالَ ابْنُ الأخضر: وكان عَبْد الحق لا يحدث بما سمعه حضورًا، ترك ذَلِكَ تورعًا. حَدَّثنا أَبُو الفرج بْن الجوزي، حَدَّثنا أَبُو(15/265)
الْحُسَيْن عَبْد الحق. فذكر حديثًا. قَالَ ابْنُ الجوزي: ولد شيخنا أَبُو الْحُسَيْن سنة أربع وتسعين وأربعمائة. قَالَ: وكان حافظًا لكتاب اللَّه دينًا ثقة، سَمِعَ الكثير وحدث وهو من بيت المحدثين وتوفي فِي جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
قلت: قرأت بخط السيف أَحْمَد بْن عِيسَى قَالَ: قَالَ شيخنا البهاء عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم سمعنا عليّ عَبْد الحق بْن يُوْسٌف كثيرًا وكان من بيت الحديث فإنه روى لنا عن أَبِيهِ عن أَبِيهِ عن أَبِيهِ وكان صالحًا فقيرًا وكَانَ عسرًا فِي السماع جدًا ورزقت مِنْهُ حظًا لأنه كَانَ يراني منكسرًا مواظبًا، وكان يُعيرني الأجزاء فاكتبها قَالَ: وألهم فِي آخر عمره القرآن فكان يقرأ كل يَوْم عشرين جزءًا أَوْ أكثر ومات سنة أربع وسبعين.
قلت: روى عَنْهُ أيضًا الحافظ عَبْد الغني والحافظ الرهاوي والموفق بْن قدامة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن وحمد بْن صديق والشهاب مُحَمَّد بْن خلف وأبو الْحَسَن القطيعي وعبد الرَّحْمَن بْن بختيار الهمامي وقيصر البواب وإبراهيم بن الخير وأبو الحسن بن الجميزي وخلق كَثِير.
978- عَبْد الحق بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المقرون أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي شجاع:
سَمِعَ ابْنُ المادح وهبة اللَّه الشبلي ومحمود بْن أَبِي القاسم الأصبهاني وابن البطي وحدث ببغداد ودمشق وكان أحد العدول. ولد سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي فِي ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة.
979- عَبْد الحق بْن حسن بْن سعد اللَّه بْن نصر بْن الدجاجي أَبُو طَالِب الواعظ:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم جدك قراءة أخبرنا أَبُو مَنْصُور الخياط. فذكر حديثًا. ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة تقريبًا.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ النجار وأبو الفضل بْن الدباب. مات فِي رجب سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
980- عَبْد المجيد بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن العلاء النهاوندي أبو الفضلال البغدادي الدار:
سَمِعَ أبا القاسم بْن الصباغ وأبا البدر الكرخي وأبا غالب بن الداية لم يكن محمود الطريقة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم عليّ بْن عَبْد السيد، أخبرنا الصريفيني فذكر حديثا. ولد(15/266)
سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
قلت: روى عنه الزكي البرزالي.
981- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن عَبْد الواحد الدينوري:
أنبأنا أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ، أخبرنا عَبْد الواحد، أخبرنا أَبِي، أخبرنا الجوهري. فذكر حديثًا. توفي في صفر سنة إحدى وستين وخمسمائة وله أربع وثمانون سنة.
982- عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الواحد البزاز أَبُو مُحَمَّد بْن البارزي:
سَمِعَ أَبُو طلحة وأبا الخطاب بْن البطر ويحيى بْن ثابت. سَمِعَ مِنْهُ عمر القرشي وعلي ابن أَحْمَد الزيدي وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو طَالِب بْن الهاشمي وأبو الحسن بن رشيد. ولد تقريب سنة ثمانين وأربعمائة وتوفي في شوال سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة والحافظ عبد الغني ووثقه ابن نقطة.
983- عَبْد الواحد بْن عَبْد الملك بْن محمد بن أبي سعد الفضلوسي أَبُو نصر الصوفي الكرجي:
ذكره أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ فَقَالَ: أحد المذكورين بالزهد والمجاهدة، وسافر الكثير وصحب الشيوخ وسمع بأصبهان وبغداد ومصر والإسكندرية وكان كَثِير الحج وربما حج منفردًا متوكلًا. سَمِعت عَلَيْهِ عن أَبِي عَبْد اللَّه الرازي سماعًا أخبرنا الطفال. فذكر حديثًا. وسمع ابْنُ الحصين، وكان أَبُو الفرج بْن النقور قَدْ كتب عَنْهُ عجائب رآها فِي الطريق من رواية الجن وما جرى لَهُ معهم ورؤية الخضر بمكة. وذكره أَبُو سعد بْن السمعاني فِي تاريخه فَقَالَ: ورد بغداد وحدث بها عن الرازي. ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ السمعاني فِي تاريخه وقَالَ: كتبت عَنْهُ جزءًا انتخبته وسمع بقراءتي ببغداد وكنت آنس بِهِ كثيرًا، قطع البوادي عَلَى التجريد بلا زاد ولا رفيق ولا راحلة، وكان يطوي الأيام والليالي لا يأكل فيها ويديم السير. قَالَ ابْنُ الدبيثي: بلغنا أَنَّهُ توفي بالكرج فِي سنة تسع وستين وخمسمائة.
984- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد العُقيلي:
روى عَنْهُ ابْنُ الأخضر وسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. سَمِعَ المبارك بْن فاخر أخبرنا الجوهري.(15/267)
985- عَبْد الواحد بْن عَبْد الماجد بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي المحاسن النَّيْسَابُوريّ:
من بيت تقدم وخطابة. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ حَدَّثنا أَبُو نصر عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصوفي، أنبأنا عَبْد الواحد، حَدَّثنا عَبْد الغفار الشيرويي. فذكر حديثا. ولد سنة إحدى وخمسمائة. وحدث ببغداد سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
986- عَبْد الواحد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بن محمد بن الحصين أبو غالب ابن أَبِي مَنْصُور الكاتب:
سَمِعَ أبا الكرم الشهرزوري وأبا الوقت. ولي أعمال واسط وخرج إلى الشام سنة سبع وسبعين وخمسمائة وتردد ما بين مصر ودمشق سنين ثُمَّ سكن حلب إلى أن توفي بها. توفي في رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة. لا أعلمه حدّث ببغداد.
987- عَبْد الواحد بْن سعد بْن يَحيى الصفّار أَبُو الفتح:
شيخ صالح، سَمِعَ أبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ وأبا مَنْصُور القزاز وعبد الجبار بْن أَحْمَد بْن توبة وغيرهم. أخبرنا بمنزله، أخبرنا الْأَنْصَارِيّ. فذكر حديثًا. توفي في محرم سنة ستمائة وله اثنتان وثمانون سنة وأضر قبل موته.
988- عَبْد الواحد بْن معالي بْن غنيمة بْن منينا أخو عَبْد العزيز يكنى أبا أَحْمَد:
سَمِعَ أبا بَكْر الكرخي. روينا عَنْهُ. توفي في صفر سنة إحدى وستمائة.
989- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حمويه. الجويني أبو سعد بْن أَبِي الْحَسَن الصوفي أحد الشيوخ المعروفين:
من بيت تصوف وتقدم، سَمِعَ وجيه بْن طاهر وأبا الوقت وحج سنة ثمان وثمانين وخمسمائة فحدث ببغداد وسمع مِنْهُ مُحَمَّد بْن أَبِي الوفاء النحوي وغيره. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وخرج إلى الشام ثم قصد نيسابور توفي بالري سنة ثمان وثمانين.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
990- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الداريج أَبُو السعود بْن الطراح الأزجي:(15/268)
سَمِعَ يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقي وعبد الملك بْن عليّ بْن يُوْسٌف ومحمد بْن عَبْد الباقي القاضي.
وكان صحيح السماع خيرًا. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الفارقي أخبرنا ابْنُ النقور.
فذكر حديثًا. ولد سنة عشرين وخمسمائة وتوفي في ذي الحجة سنة ثلاث وستمائة بطريق خراسان.
قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي.
991- عَبْد الواحد بْن عَبْد السَّلام بْن سلطان البيع أَبُو الفضل الأزجي العدل [1] :
قَرَأَ القراءات الكثيرة عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وأبي الكرم الشهرزوري وغيرهما وسمع منهما ومن مُحَمَّد بْن أَبِي حامد البيع والأرموي وابن ناصر وأقرأ النَّاس بالقراءات وحدث سنين وكان من أهل الصلاح، مشكورًا. أخبرنا ابْنُ سلطان أخبرنا الأرموي. فذكر حديثًا. ولد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة فِي المحرم وتوفي فِي ربيع الأول سنة أربع وستمائة ودفن بباب حرب.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل ومحمد بْن عَبْد الواحد وعبد السَّلام بْن تيميّة وعبد اللطيف الحراني.
992- عَبْد الواحد بْن عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عليّ بْن سكينة أَبُو الفتوح ابْنُ شيخنا أَبِي أَحْمَد [2] :
سَمِعَ ابْنُ البطي وأبا زرعة المقدسي وغاب عن بغداد مدة يتردد ما بين مصر والشام والجزيرة ثُمَّ رجع إلى بغداد وولي نظر رباط جدّه وحدث بشيء. توفي سنة ثمان وستمائة.
993- عَبْد الواحد بْن محمود البيع يعرف بابن صعترة:
سَمِعَ ابْنُ البطي وأبا زرعة مُحَمَّد بْن الخشاب. ولد سنة ثلاثين وخمس مائة وتوفي في آخر سنة خمس عشرة وستمائة. أخبرنا قَالَ: أخبرنا ابْنُ البطي. فذكر حديثًا.
قلت: روى عنه النجيب.
__________
[1] انظر: غاية النهاية 1/474.
[2] انظر: مجمع الألقاب 5/ت 1471.(15/269)
994- عَبْد الواحد بْن نزار بْن عَبْد الواحد بْن الحمال أَبُو نزار أخو بركة:
سَمِعَ عليّ بْن مُحَمَّد الدباس وعمر بْن عَبْد اللَّه الحربي بسماعهما من طراد. قرأت عَلَيْهِ عَنْهُمَا. فذكر حديثًا. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
995- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن الصباغ أبو القاسم ابن أَبِي الْحَسَن المعدل:
من بيت حديث وعدالة، حضر عند سَعِيد بْن البناء وسمع ابْنُ البطي. أخبرنا قَالَ:
أخبرنا ابْنُ البناء حضورًا. فذكر حديثا. ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة توفي في محرم سنة ثمان عشرة وستمائة.
996- عَبْد الواحد بْن أَبِي مُحَمَّد بْن مَنْصُور المستعمل أَبُو مَنْصُور:
سَمِعَ أبا الوقت وأحمد بْن أَحْمَد الخراز وأبا المعالي اللحاس. حَدَّثنا: أخبرنا اللحاس.
فذكر حديثًا. توفي فِي جمادى الآخرة سنة عشرين وستمائة.
997- عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الصمد بْن عليّ بْن المأمون الهاشمي أَبُو الغنائم [1] :
من بيت الحديث والتقدم، كَانَ كَثِير التعقيد، صحيح السماع، أنبأنا عُمَر الْقُرَشِيّ، أنبأنا أَبُو الغنائم. وأنبأنا أَحْمَد بْن أَحْمَد، أنبأنا عَبْد الصمد بْن المأمون، أنبأنا أَبُو عليّ بْن نبهان، أنبأنا ابْنُ شاذان. فذكر حديثا. توفي في رحب سنة سبعين وخمسمائة.
998- عَبْد الصمد بْن عليّ الحذاء أَبُو القاسم بْن الأخرم:
سَمِعَ أبا طَالِب بْن يُوْسٌف وأبا عليّ الباقرحي وأبا سعد بْن الطيوري.
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وطبقته ورأيته ولم يتفق لي السماع مِنْهُ وأجاز لي، ومولده سنة سبع وخمسمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
999- عَبْد الصمد بْن حُسَيْن بْن عَبْد الغفار الكلاهيني أَبُو المظفر الزنجاني البديع [2] :
صحب أبا النجيب السُّهْرَوَرْدي وأخذ عَنْهُ الوعظ وسمع من ابن الحصين
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/ت 3080.
[2] انظر: طبقات الشافعية 4/254.(15/270)
والشحامي ومحمد بْن عَبْد اللَّه العامري وحدث بالكثير ووعظ وكان لَهُ رباط بقراح القاضي يجلس فِيهِ وعنده جماعة من الفقراء. أجاز لنا وقصدناه للسماع فاعتذر ذَلِكَ اليوم بشغل. توفي فِي ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
قلت: قرأت عَلَيْهِ الحافظ أَبُو بَكْر الحازمي مسند أَحْمَد. قاله ابْنُ نقطة.
1000- عَبْد الصمد بْن شيخنا ظاعن بْن مُحَمَّد بْن محمود:
سَمِعَ أبا الوقت وابن المادح. توفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ما أظنه حدث.
1001- عَبْد الصمد بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد البزاز:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الرطبي وأبا الوقت وكان عسرًا، حدث. أخبرنا قَالَ: أخبرنا أَبُو الوقت. بحديث ذكره. توفي سنة تسع وستمائة فِي جمادى الآخرة.
1002- عَبْد القادر بْن عليّ بْن نومة أَبُو مُحَمَّد الأديب الشَّاعِر الواسطي:
جالس ببغداد أبا السعادات الشجري وأبا مَنْصُور الجواليقي وقَالَ الشعر ومدح الخلفاء ورأيته بواسط وله:
أصيب ببلوى الجسم أيوب فاغتدى ... بِهِ تضرب الأمثال إذ يذكر الصبر
فلما انتهى بلواه من بعد جسمه ... إلى القلب نادى معلنًا مسني الضر
وكل بلائي عند قلبي ولم أبح ... بشكوى الَّذِي ألقى ولم يظهر السرّ
قيل: توفي بمصر سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
1003- عَبْد القادر بْن هبة اللَّه الغضائري:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا الفَرَّاء. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن مشق وغيرهما.
توفي سنة ثمانين وخمسمائة.
1004- عَبْد القادر بْن هبة اللَّه بْن غريب الخال:
أخو عَبْد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد سَمِعَ أبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ فيما قيل وحدث. توفي في رجب سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
1005- عَبْد القادر بْن خلف المؤدب أَبُو بَكْر:
سَمِعَ عَبْد الملك الكروخي وابن ناصر. توفي في ذي الحجة سنة ستمائة. أخبرنا أَبُو بَكْر حَدَّثنا الكروخي. فذكر حديثًا.(15/271)
1006- عَبْد القادر بْن عَبْد اللَّه أَبُو مُحَمَّد الرهاوي مولدًا الموصلي منشأ [1] :
كَانَ مَوْلَى لبعض المواصلة فأعتقه وطلب العلم ورحل فِي طلب الحديث إلى الشام ومصر وأصبهان ونيسابور وهراة وغيرها من البلاد وسمع مسعودًا الثقفي ومحمود فورجه وأبا عَبْد اللَّه الرستمي وأبا طاهر بْن سلفة نزيل الإسكندرية وعبد الجليل بْن أَبِي سعد الهروي ونصر بْن سيار ومحمد بْن عليّ الطوسي ومسعود بْن مُحَمَّد أبا الفتح المسعودي المروزي وسمع معنا بواسط من هبة اللَّه بْن مخلد الْأَزْدِيّ وأبي طَالِب الكتاني وسكن بأخرة حران وأجاز لنا. وُلد بالرها فِي جُمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وخمسمائة وتوفي بحران فِي جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة.
قلت: أول سماعه بهمذان سنة تسع وخمسين وخمسمائة من الحافظ أَبِي العلاء العطار وتخرج بِهِ وأكثر عَنْهُ وعن الحافظ أَبِي مُوسَى المديني بأصبهان وعن الحافظ أَبِي القاسم الدمشقي بها وعن أَبِي الفضل خطيب الموصل بها وعن أَبِي مُحَمَّد بْن الخشاب وشهده وأصحاب العلاف وخرّج أربعين جزءا متباينة الإسناد، كل حديث ببلد وهذا لم يسبقه إِلَيْه أحد ولا تهيأ لأحد بعده، لكنه سها فِي ثلاثة مواضع كرر فيها ذكر أَبِي إِسْحَاق السبيعي وذكر سَعِيد بْن البختري. قَالَ ابْنُ نقطة: كَانَ عالمًا صالحًا مأمونًا لا يكثر عَنْهُ إلا من أقام عنده. وقَالَ يُوْسٌف بْن خليل: كَانَ حافظًا ثبتًا كَثِير السماع والتصنيف متقنًا، ختم بِهِ علم الحديث.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والصريفيني والضياء والزين بْن عَبْد الدائم وعبد الرَّحْمَن الأنباري ويحيى بْن الصيرفي وعامر القلعي وعبد العزيز بْن الصيقل وخلق آخرهم أَبُو عَبْد اللَّه بْن حمدان الفقيه. وسمع مِنْهُ الحافظ عَبْد الغني والموفق بْن قدامة وحدث قريبًا من أربعين سنة.
1007- عَبْد الغني بْن الحافظ أَبِي العلاء الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن العطار الهمذاني أَبُو مُحَمَّد:
ولد ببغداد وسمع أبا القاسم بْن الحصين وأبا غالب بْن البناء ونحوهما وبهمذان من الحافظ أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن الْحَسَن وعبد الملك بْن مكي وبأصبهان جَعْفَر بْن عَبْد الواحد وأجاز لَهُ أبو علي الحداد. قرأت عَلَيْهِ ببغداد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة قدم حاجًا. أخبرنا ابْنُ الحصين فذكر حديثًا ولد في المحرم سنة خمس عشرة وخمسمائة
__________
[1] انظر: العبر 5/41. وذيل طبقات الحنابلة 2/84.(15/272)
وتوفي بهمذان فِي رمضان سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
1008- عَبْد الغني بْن عَبْد الواحد بْن عليّ بْن سرور بْن رافع المقدسي أَبُو مُحَمَّد [1] :
أحد من عُني بسماع الحديث وطلبه ورحل فِيهِ سَمِعَ بدمشق عَبْد الواحد هلال وبالإسكندرية أبا طاهر السلفي وبالموصل أبا الفضل الطوسي وببغداد أبا الفتح بْن البطي.
قلت: وهبة اللَّه بْن الدقاق وعبد القادر الجيلي وأبا زرعة المقدسي وبأصبهان أبا سعد الصائغ وأبا مُوسَى المديني وخلقًا من أصحاب أَبِي سعد المطرز وأبي الفتح الحداد وغانم البرجي. قَالَ: وسمع مِنْهُ ببغداد يعيش بْن ريحان وغيره سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وحدث بدمشق زمانًا وكان لَهُ معرفة وحفظ. أجاز لنا وخرج من دمشق قبل موته بقليل فسكن مصر وتوفي بها فِي ربيع الأول سنة ستمائة.
قلت: عاش تسعًا وخمسين سنة وصنف الكثير عَلَى الأبواب وصنف «الكمال فِي أسماء الرجال» للكتب الستة وكتب شيئًا كثيرًا وكان زاهدًا عابدًا أمّارًا بالمعروف نهاءً عن المنكر، أثنى الحفاظ والأئمة عَلَى فهمه وحذقه وحفظه وصنف «الأحكام» الكبير و «الأحكام» الصغير، وكان داعية إلى السنّة ناصرا له فانتصب لعداوته رؤساء الأشعرية بدمشق وأوذي فسافر عن دمشق. روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والحافظ عَبْد القادر الرهاوي وابناه الحافظان أَبُو الفتح وأبو مُحَمَّد والضياء الحافظ والفقيه أَبُو عَبْد اللَّه اليُونيني والزين بْن عَبْد الدائم وسليمان الأسعردي وابن خليل.
1009- عَبْد الغني بْن عَبْد العزيز بْن هبة اللَّه بْن هبة اللَّه بْن القاسم بْن البندار أَبُو الفتح بْن أبي القاسم:
أخو عبد الرَّحِيم وعبد الملك. سَمِعَ أبا الوقت وأبا الفتوح الطائي وأبا المعالي الجبّان.
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة بإربل وتوفي فِي صفر سنة إحدى وعشرين وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي.
1010- عَبْد الغني بْن أبي بكر الفقيه يعرف بابن نقطة [2] :
__________
[1] انظر: العبر 4/313. وشذرات الذهب 5/345. وذيل طبقات الحنابلة 2/5.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/278.(15/273)
كان مقطعا فِي مسجده وعنده جماعة من الفقراء يخدمهم بما يفتح عَلَيْهِ ويدان لهم ويبذل جهده وله حال حسنة. توفي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
1011- عَبْد الغني بْن أَبِي سيد بْن مُحَمَّد الطبري القارئ:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم عَبْد اللطيف بْن أَحْمَد الأصبهاني، أخبرنا أَبُو الفتح الحداد.
فذكر حديثا. توفي سنة تسع وستمائة وَقَدْ جاوز الثمانين.
1012- عَبْد الباقي بْن وفاء أَبُو الموفق الصوفي الهمذاني:
سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان. سَمِعَ عَلَيْهِ عليّ الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ وعبد العزيز بْن الأخضر وكان معروفًا بين الصوفية. توفي فِي سنة خمس وستين وخمسمائة.
1013- عَبْد الباقي بْن عَبْد الجبار الحُرضي أَبُو أَحْمَد الصوفي:
من أهل هراة والحرض هُوَ الأشنان، كَانَ صاحبًا لأبي الوقت، صحبه من بلده وسمع مِنْهُ ومن أَبِي الخير الباغبان وسكن بغداد إلى أن مات بها فِي ذي القعدة سنة ستمائة وحدث، سَمِعَ مِنْهُ أصحابنا.
قلت: روى عَنْهُ النجيب عَبْد اللطيف عن مَسْعُود الثقفي وروى عَنْهُ الحافظ الضياء.
1014- عَبْد الباقي بْن عثمان بْن مُحَمَّد أَبُو العز الصوفي الهمذاني:
سَمِعَ أبا المناقب مُحَمَّد بْن حمزة العلوي ومحمد بْن حامد وزاهر بْن طاهر الشحامي وقدم بغداد سنة تسعين وخمسمائة حاجًا وسمع مِنْهُ جماعة وأجاز لي. توفي بهمذان سنة اثنتين وستمائة. قال الضياء: ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة وسمع الحافظ أبا جَعْفَر الهمذاني وزاهرًا. روى عَنْهُ الضياء وأجاز لابن أخيه عليّ.
1015- عَبْد الباقي بْن أَبِي العز بْن عَبْد الباقي الكواز أَبُو يُوْسٌف الصوفي يعرف بابن القوالة [1] :
حدث عن أَبِي الْحُسَيْن بْن الطيوري. سَمِعَ مِنْهُ عليّ الربيب وعمر الْقُرَشِيّ وابن مشق وعمر بْن بكرون وابن الأخضر. توفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 4/979.(15/274)
1016- عَبْد الرشيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرشيد بْن ناصر أَبُو مُحَمَّد الصوفي الواعظ الأصبهاني:
قدم مَعَ أَبِيهِ بغداد وسمع هبة اللَّه الشبلي وابن هلال الدقاق وابن البطي وبالكوفة أَحْمَد بْن يَحيى بْن ناقة ثُمَّ قدم بغداد حاجّا سنّا سبع وستمائة قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الشبلي أخبرنا أَبُو نصر الزينبي. فذكر حديثًا. قَالَ لي: ولدت سنة خمسين وخمسمائة بأصبهان.
قلت: قَالَ ابْنُ النجار: كتبت عَنْهُ وكان صالحًا متميزًا ساكنًا ولد بأصبهان فِي ذي القعدة سنة خمسين وخمسمائة وَقَدْ أجاز لمن أدرك حياته. ذكره أَبُو رشيد الغزال في كتاب «النفع المشارك» وقَالَ: فاضل واعظ لَهُ قبول. وروى عَنْهُ الحافظ الضياء وقَالَ:
توفي بأصبهان فِي سنة اثنتين وعشرين وستمائة ونسبه إلى سرخس. وقَالَ غيره: مات فِي ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وستمائة.
1017- عَبْد السيد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن الطيب بن مهدي المتكلم أبو جعفر ابن الزيتوني [1] :
قَرَأَ علم الكلام ومذهب أَحْمَد عَلَى أبي الوفاء علي بْن عقيل ثُمَّ صار إلى مذهب أَبِي حنيفة فقرأ عَلَى خلف بْن أَحْمَد الضرير وكان ينصر مذهب المعتزلة وله مصنفات.
وقَالَ صدقة بْن الْحُسَيْن: توفي فِي شوال سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
1018- عَبْد السيد بْن عليّ بْن عَبْد السيد بْن مُحَمَّد بْن الصباغ أَبُو نصر بْن أَبِي القاسم:
من بيت العلم والعدالة: سَمِعَ ابْنُ بيان وابن نبهان وغيرهما. روى عَنْهُ عُمَر الدمشقي فِي معجمه. توفي فِي آخر سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1019- عَبْد المحسن بْن تريك بْن عَبْد المحسن بْن تريك أَبُو الفضل البيع الأزجي:
سَمِعَ أبا الغنائم النرسي وأبا القاسم بْن بيان وأبا عَبْد اللَّه الدوري. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد وتميم ابنا البندنيجي وابن الأخضر. توفي يوم عرفة سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ البهاء عَبْد الرَّحْمَن وأبو صالح بن عبد الرزاق.
__________
[1] انظر: المنتظم 10/128.(15/275)
1020- عَبْد المحسن بْن ختلغ أَبُو مُحَمَّد ويسمى طغدي:
رباه عليّ بْن عساكر البطائحي وقرأ عَلَيْهِ القراءات وسمع مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ وأبا الوقت وسعيد بْن البناء وحدث ثُمَّ خرج إلى الشام واستوطنها. ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مائة وتوفي فِي محرم سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء مُحَمَّد. وسمع الأرموي أيضًا.
1021- عَبْد المحسن بْن عليّ بْن الفراش:
سَمِعَ ابْنُ الحصين. كتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وغيره وأجاز لنا. توفي بعد سنة تسعين بقليل.
1022- عَبْد المحسن بْن أَحْمَد بْن وهب الزابي أَبُو مَنْصُور البزاز:
سَمِعَ يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيش وأبا سعد البغدادي وعبد الملك بْن عليّ بْن يُوْسٌف. سَمِعَ مِنْهُ أصحابنا. توفي في رجب سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1023- عَبْد المحسن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو القاسم بْن خطيب الموصل أَبِي الفضل الطوسي [1] :
خطيب الموصل أيضًا روى ومن بيت العدالة والتحديث. سمع أباه وعمه والحسين ابن نصر بْن خميس، وببغداد أبا الكرم الشهرزوري. حدث ببغداد سنة عشر وستمائة.
قرأت عَلَيْهِ ونعم الشَّيْخ كَانَ: أخبرنا أَبُو الكرم سنة خمسين. فذكر حديثًا قَالَ لي:
ولدت فِي رجب سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي وروى لنا عَنْهُ أَبُو المعالي الأبرقوهي قَالَ: حَدَّثنا سماعًا فِي غالب ظني وَقَدْ أجاز لي توفي فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
1024- عَبْد المحسن بْن أَبِي العميد فرامرز بْن خَالِد بْن عَبْد الغفار الخفيفي الفقيه أَبُو طالب الصوفي الأبهري:
من أبهر زنجان. تفقه بهمذان على أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني الشافعي
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/162. والنجوم الزاهرة 6/263.(15/276)
وببغداد عَلَى الفخر مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ النوقاني وعلق عنه تعليقته وسمع ببلده من عَبْد الكافي الخطيب وبهمذان من عَبْد الرزاق بْن إِسْمَاعِيل القومساني وبأصبهان من الحافظ أَبِي مُوسَى ولبس مِنْهُ خرقة التصوف.
قلت: ومن أَحْمَد بْن ينال الترك. قَالَ: وسمع ببغداد من ابْنُ شاتيل والقزاز وبدمشق من عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ الخرقي وبمصر هبة اللَّه البوصيري وبالإسكندرية مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحضرمي وعاد إلى بغداد وأقام برباط الخليفة سنين وأمّهم فِيهِ وداوم الصوم وأكثر الحج وحدث بمكة والمدينة وبغداد والبصرة وغيرها، وقَالَ لي: ولدت بأبهر فِي رجب سنة ست وخمسين وخمسمائة.
قلت: وكتب عَنْهُ عُمَر بْن الحاجب والحافظ الضياء وغيرهما وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو المعالي الهمذاني ومات في صفر سنة أربع وعشرين وستمائة بمكة.
1025- عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن طاهر بْن سَعِيد بْن فضل اللَّه بْن أَبِي الخير الميهني أَبُو الفضائل بْن أَبِي البركات:
من بيت التصوف هُوَ وأبوه وجده وسلفه وكلهم مشهورون بين أهل الطريقة وَيُقَال هَذَا اسمه المفضل. سَمِعَ أباه وحجة الْإِسْلَام الغزالي وأبا الفتح عبيد الله بن محمد ابن أردشير وغيرهم، واستوطن بغداد وخدم الفقراء برباط البسطامي سَمِعَ مِنْهُ ابناه مُحَمَّد وأحمد وعلي بْن أَحْمَد الربيب وإبراهيم الشعار وأحمد بْن هبة اللَّه الزَّاهِد. مات فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ وله ثمان وسبعون سنة.
حَدَّثنا أَبُو الفضل أَحْمَد بْن عَبْد المنعم الصوفي، أخبرنا أَبِي، أخبرنا الحاكم أَبُو الفتح عُبَيْد اللَّه بمرو، أخبرنا جدي أردشير بْن مُحَمَّد، أخبرنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن حكيم المروزي، حَدَّثنا أَبُو الموجه مُحَمَّد بْن عَمْرو، حَدَّثنا أَحْمَد بْن يونس، حَدَّثنا زُهَيْر. فذكر حديثًا.
1026- عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الفضل بْن أَحْمَد الصاعدي الفُراوي أَبُو المعالي بْن أَبِي البركات النَّيْسَابُوريّ [1] :
المحدث ابن المحدث ابن المحدث. من بيت مشهور بالعدالة والرواية. سَمِعَ أبا نصر عَبْد الرَّحِيم بْن القشيري وأبا بكر الشيرويي والعباس بْن أَبِي الْعَبَّاس الشقاني وجده أبا عَبْد اللَّه وغيرهم وحدث ببغداد سنة تسع وسبعين وخمسمائة وكتبت عَنْهُ بمكة والمدينة وسألته عن مولده فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة سبع وتسعين وأربعمائة. وبلغنا
__________
[1] انظر: العبر 4/262. وشذرات الذهب 4/289.(15/277)
أَنَّهُ توفي فِي شعبان سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الشمس أَحْمَد بْن عَبْد الواحد وأبو الْحَسَن بْن باسويه وأبو الْحَسَن ابن أَبِي جَعْفَر وابن الدبيثي وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُمَر القرطبي والنفيس مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن رواحة.
1027- عَبْد المنعم بْن عَبْد الوهاب بْن سعد بْن صدقة بْن الخضر بْن كليب أَبُو الفرج بْن أَبِي الفتح الحراني الأصل البغدادي المولد والدار التاجر [1] :
شيخ حسن. عمر وانفرد بالرواية وألحق الصغار بالكبار. سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وأبا عليّ بْن نبهان وابن بدران الحلواني وأبا طَالِب الْحُسَيْن الزينبي والمبارك بْن الْحُسَيْن الغسال وأبا عثمان بْن مله وأبا العلاء صاعد بْن سيار وانفرد بالرواية عَنْهُمْ وكان سماعه صحيحًا وذهنه وحواسه صحيحة إلى أن مات. قرأت عَلَيْهِ- وابني سَعِيد يسمع- أخبركم ابْنُ بيان. ولد فِي صفر سنة خمسمائة وتوفي فِي سابع وعشرين ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ النجار ويوسف بْن خليل وأحمد بْن سلامة الحراني ومحيي الدين بْن الجوزي وشرف الدين شيخ الشيوخ الْأَنْصَارِيّ وعبد الرَّحْمَن البلداني وعبد الكريم بْن مظفر بْن أَبِي سعد الصفار ومحمد بْن الكريم الكاتب ونصر اللَّه بْن أَحْمَد البعلبكي والزين بْن عَبْد الدائم وعبد اللطيف بْن الصيقل، وخلق كَثِير بالسماع.
وذكر ابْنُ نقطة، ابْنُ كليب وقَالَ: أجاز لَهُ أَبُو الغنائم النرسي الحافظ ومحمد بْن عَبْد الباقي الدوري وأبو عليّ بْن المهدي ومحمد بْن الْمُخْتَار وأبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد ابن يُوْسٌف ومحمود بْن أَحْمَد الكلوذاني الفقيه وطلحة بن أحمد العاقولي وعبد الكريم ابن هبة اللَّه النحوي وسمع الْبُخَارِيّ من أَبِي طَالِب الزينبي.
1028- عَبْد المنعم بْن هبة الكريم البيع بْن الحنبلي:
حدث وأنبأنا: أخبرنا أَبُو الفضل الأمورى. ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وتوفي في ذي القعدة سنة ستمائة.
1029- عَبْد المنعم بْن عليّ بْن نصر بْن الصيقل الحراني أبو محمد:
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/159. وشذرات الذهب 4/293.(15/278)
قدم بغداد وتفقه عَلَى أَبِي الفتح بْن المني وسمع ابْنُ شاتيل والقزاز ووعظ وروى شيئًا. وتوفي فِي ربيع الأول سنة إحدى وستمائة.
1030- عَبْد القاهر بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بن القاسم بن النضر بْن القاسم بْن النضر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق- رَضِي اللَّهُ عَنْهُ- التيمي أَبُو النجيب. وزاد ابْنُ السمعاني بعد النضْر هَذَا «معاذًا» [1] :
وعبد اللَّه جد أَبِيهِ هُوَ أَبُو جَعْفَر عمويه السُّهْرَوَرْدي. قدم أَبُو النجيب بغداد سنة سبع وخمسمائة واستوطنها وتفقه بها عَلَى مذهب الشافعي عَلَى أسعد الميهني وسمع من أَبِي عليّ بْن نبهان وأبي القاسم بْن الحصين وأبي القاسم الشحامي وخلق كَثِير بعدهم، وقرأ شيئًا من الأدب عَلَى عليّ بْن أَبِي زَيْد الفصيحي وصحب الشيخ حماد ابن مُسْلِم الدباس، وحج عَلَى التجريد وقصد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغزالي وأقام عنده مدة وفتح عَلَيْهِ وعلت حاله وعاد إلى بغداد وتكلم فِي الوعظ وظهر لَهُ القبول وانتفع بِهِ خَلَقَ ودرس الفقه بالنظامية وكثر لَهُ المريدون ولزم طريقة التصوف وأملى الحديث وصار المشار إِلَيْه فِي علم الحقيقة وله فيها مصنفات.
ذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه.
قلت: هناك تفقه فِي المدرسة النظامية زمانًا ثُمَّ هبّ لَهُ نسيم الإقبال والتوفيق فدله عَلَى الطريق وانقطع عن النَّاس مدة ثُمَّ رجع ودعا الخلق إلى اللَّه وبنى رباطًا لأصحابه. حضرت عنده نوبًا وانتفعت بكلامه، وكتبت عَنْهُ شيئًا يسيرًا وسألته عن مولده فَقَالَ: تقديرًا سنة تسعين وأربعمائة.
قَالَ المؤلف: حَدَّثنا عَنْهُ جماعة ووصفوه بما يطول شرحه من العلم والحلم والمداراة والسماحة وتوفي ببغداد فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1031- عَبْد القاهر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يَحيى الوكيل أَبُو الفتح يعرف بابن الشطوي المعدل:
ولي الحسبة بالجانب الغربي وسمع من أَبِيهِ ومن أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلام الْأَنْصَارِيّ وأبي بَكْر بْن سوس. حَدَّثنا عَنْهُ عُمَر بْن طبرزد وسمع منه عمر القرشي.
__________
[1] انظر: المنتظم 10/225. ووفيات الأعيان 1/324. والعبر 4/181. وطبقات الشافعية 4/256. وشذرات الذهب 4/208(15/279)
ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وتوفي فِي ذي القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1032- عَبْد الهادي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن مأمون أَبُو عروبة السجستاني الفقيه الصوفي:
سَمِعَ ببغداد هبة اللَّه بْن الحصين وقاضي المرستان وحدث بها بشيء يسير وعاد إلى بلده وصار شيخ وقته وتوفي سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الحافظ عَبْد القادر الرهاوي عن جَدّه كثيرًا وسماعه من جَدّه سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
1033- عَبْد المغيث بْن زُهَيْر بْن زُهَيْر بْن علوي أَبُو العز بْن أَبِي حرب الحربي شيخ مكثر [1] :
شيخ مكثر، عُني بطلب الحديث وجمعه من مظانه، وقرأ عَلَى الشيوخ وحصل وكتب وخرج وصنف وكان ثقة صالحًا صاحب سنة منظورًا إِلَيْه بعين الديانة والأمانة. سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وأبا العز بْن كادش، وأبا القاسم بْن الطبر وأبا غالب بْن البناء ومن بعدهم وحدث بالكثير، وأفاد الطلبة. سَمِعت مِنْهُ ونعم الشَّيْخ كَانَ. حَدَّثَنِي وهو أول حديث سمعته مِنْهُ: حَدَّثنا زاهر. فذكر المسلسل. ولد سنة خمس وخمسمائة وتوفي فِي محرم سنة ثلاث وثمانين وصلى عَلَيْهِ الخلق.
قلت: روى عَنْهُ بدمشق أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن.
1034- عَبْد المجيب بْن عَبْد اللَّه بن زهير ابن أخي عَبْد المغيث أَبُو مُحَمَّد [2] :
شيخ صالح حافظ للقرآن كَثِير التلاوة. سَمِعَ بإفادة عمه من عبد الله بن عبد الله ابن أَحْمَد بْن يُوْسٌف وأحمد بْن الطلاية. حَدَّثنا عَبْد المجيب، أخبرنا عَبْد اللَّه اليوسفي، أخبرنا ابْنُ المسلمة. فذكر أول صفة المنافق. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وتوفي بحماة في المحرم سنة أربع وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء بْن عَبْد الواحد وابن أخيه الفخر وعبد اللطيف الحراني.
__________
[1] انظر: العبر 4/249. والنجوم الزاهرة 6/106. وشذرات الذهب 4/275.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/12. والعبر 5/10.(15/280)
1035- عَبْد المعز بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المعز بْن عَبْد الواسع بْن عَبْد الهادي ابن شيخ الْإِسْلَام أَبِي إِسْمَاعِيل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الهروي:
من بيت المشيخة بها والتقدم ولهم الذكر الجميل والوصف الْحَسَن. سَمِعَ هَذَا أبا الفتح الكروخي وحدث عَنْهُ ببغداد سنة سبع وثمانين وخمسمائة بأربعين شيخ الْإِسْلَام بسماعه من مؤلفها وأجاز لنا. توفي في صفر سنة خمس وستمائة.
1036- عَبْد المولى بْن أَبِي تمام بْن أَبِي مَنْصُور الهاشمي أَبُو الفضل الدارقزي:
سَمِعَ إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ والمبارك بْن كامل الدلال وغيرهما وأضر بأخرة أخبرنا عبد المولى، أخبرنا السمرقندي، أخبرنا الصريفيني. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة خمس وستمائة وَقَدْ قارب التسعين.
قلت: روى عَنْهُ النجيب عَبْد اللطيف والضياء المقدسي.
1037- عَبْد العظيم بْن عَبْد اللطيف بْن أَبِي نصر بْن مُحَمَّد بْن سهل الشرابي أَبُو المكارم القزاز الأصبهاني:
سَمِعَ ببلده أباه وشاكر بْن عليّ الأسواري وأبا عَبْد اللَّه الرستمي وأبا الخير الباغبان وعبد الجليل كوتاه وجماعة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الباغبان. فذكر حديثًا. ولد سنة خمسين وخمسمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة سبع عشرة وستمائة ببغداد.
قلت: سمعنا عَلَى زينب بِنْت كندي بإجازته لها.
1038- عُمَر بْن أَحْمَد بْن حسن بْن عليّ بْن بكرون النهرواني البغدادي أَبُو حَفْص المقرئ المعدل:
قَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي الكرم الشهرزوري وسمع أبا الفضل الأرموي وابن ناصر والفضل بْن سهل الحلبي وغيرهم وتولى خزن الديوان العزيز. ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وتوفي في رجب سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1039- عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العلوي أَبُو البركات الزيدي:
أخو أَبِي الْحَسَن عليّ الزَّاهِد المحدث، سَمِعَ بإفادة أخيه أبا بَكْر الزاغوني وأحمد بن هبة الله بن الواثق وابن المادح وهبة اللَّه بْن الشبلي ومن بعدهم وحدث بالكثير. ولد(15/281)
في صفر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وتوفي فجأة في جمادى الأولى سنة عشر وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء مُحَمَّد والنجيب عَبْد اللطيف.
1040- عُمَر بْن بُنَيْمان بْن عُمَر بْن نصر المستعمل أَبُو المعالي:
شيخ ثقة صدوق. سَمِعَ الْحُسَيْن بْن البسري وثابت بْن بندار وأبا غالب البلاقلاني وأبا عليّ البرداني وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ إِبْرَاهِيم الشعار وأبو الْحَسَن الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ وعبد العزيز بْن الأخضر وذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه. توفي فِي رجب سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
قلت: روى عنه الموفق ابن قدامة.
1041- عُمَر بْن ثابت بْن عليّ يعرف بالشمحل أَبُو القاسم:
سَمِعَ أبا مَنْصُور الخياط وأبا الْحَسَن العلاف وابن نبهان وغيرهم. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ توفي فِي ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة.
1042- عُمَر بْن حسن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن فرح الكلبي بْن دحية أَبُو الخطاب [1] :
سبط أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي البسام العلوي وكان يسمى نفسه ذا النسبين بين دحية والحسين وهو من أهل سبتة وأظنه كَانَ قاضيًا بدانية، لَهُ معرفة حسنة بالنحو واللغة وأنسة بالحديث عَلَى مذهب مَالِك وكان يَقُولُ إنه حفظ صحيح مُسْلِم جميعه وأنَّه قرأه عَلَى بعض شيوخ المغرب من حفظه ويدعى أشياء كثيرة حج ورحل إلى الشام وإلى العراق وصار إلى أصبهان فسمع بها معجم الطبراني من الصيدلاني وسمع بنيسابور صحيح مُسْلِم من أصحاب الفراوي وسمع بواسط مسند أحمد من أبي الفتح المندائي. علقت عنه شيئًا ثُمَّ صار إلى دمشق ثُمَّ إلى مصر والتحق بأمرائها ولم يكن الثناء عَلَيْهِ جميلًا.
قلت: توفي فِي حدود سنة ثلاثين وستمائة وأجاز لعمر بْن مُحَمَّد الفارسي ولأبي الْحُسَيْن اليونيني ولجماعة.
1043- عُمَر بْن الْحُسَيْن بْن يَحيى القزاز أَبُو حفص بن المعّوج الحربي:
__________
[1] انظر: وفيات الأعيان 1/415. وتذكرة الحفاظ 4/205. والعبر 5/134.(15/282)
أخو مُحَمَّد سَمِعَ أبا مَنْصُور بْن زريق وأبا البدر الكرخي وأبا بَكْر بْن الأشقر وأضر فِي آخر عمره وكان فقيرًا صبورًا. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو البدر أخبرنا الخطيب.
فذكر حديثا. توفي فِي ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الزكي البرزالي والضياء المقدسي.
1044- عُمَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سبعون القيرواني الأصل البغدادي:
سَمِعَ يَحيى بْن الطراح وأبا البدر الكرخي وحدث. توفي فِي شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
1045- عُمَر بْن عَبْد الواحد بْن سَعِيد أَبُو القاسم المقرئ:
من أهل بعقوبا لقيه الحافظ يُوْسٌف بْن أَحْمَد البغدادي بكرمان فروى لَهُ عن ابْنُ بيان فِي الأربعين البلدانية.
1046- عُمَر بْن عَبْد الكريم الحمامي:
أنبأنا قَالَ: أخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد اليوسفي. فذكر حديثًا. توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
1047- عُمَر بْن عليّ بْن نصر الصيرفي أَبُو المعالي الخفاف:
حَدَّثنا عَبْد الوهاب بْن عَبْد اللَّه الصوفي، حَدَّثنا عُمَر بْن عليّ، حَدَّثنا رزق اللَّه التميمي، أخبرنا ابْنُ المتيم. فذكر حديثًا. وسمع عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعلي الزيدي وإبراهيم بْن الشعار وغيرهم وقَالَ الْقُرَشِيّ: توفي فِي ربيع الأول سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
1048- عُمَر بْن عليّ بْن الخضر بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ أَبُو المحاسن الدمشقي:
حافظ عالم ثقة عني بطلب الحديث وسماعه وكتابته وسمع بدمشق وحلب وحران والموصل وبغداد والكوفة والحجاز ورزق فيه الفهم. سمع أبا الدر ياقوت (كذا) مَوْلَى الْبُخَارِيّ وأبا القاسم بْن البن وأبا طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن العجمي نزيل حلب وحامد ابن محمود بْن أَبِي الجمر الحراني وأبا الفضل خطيب الموصل وقدم بغداد فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة فاستوطنها وسمع أبا الوقت وأبا جَعْفَر العباسي(15/283)
الْمَكِّيّ، وأبا المظفر بْن التريكي وأبا مُحَمَّد بْن المادح وهبة اللَّه الشبلي وخلقًا بعدهم وصحب أبا النجيب السُّهْرَوَرْدي. وولاه قاضي القضاة أَبُو طَالِب روح بْن أَحْمَد الحديثي القضاء بحريم دار الخلافة ونفذ رسولًا إلى نور الدين محمود أمير الشام وما كَانَ بلغ الثلاثين سَمِعَ مِنْهُ بحفظه وعلمه أَبُو بَكْر الباقداري وعلي الزيدي وأحمد بْن أَحْمَد البندنيجي وأبو الفتوح بْن الحصري وابنه أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن عُمَر. قَالَ لي الحصري: كَانَ ثقة صحيح النقل وأجاز لي. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدَّثنا أَبُو الْمَحَاسِنِ الْقُرَشِيُّ سنة اثنتين وستين وخمسمائة أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثنا نَصْرٌ الْمَقْدِسِيُّ فَذَكَرَ حَدِيثًا مِنَ الْبَسْمَلَةِ (كَذَا) السَّلِيمُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فَإِذَا نَزَلَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَرَفَ أَنَّ السُّورَةَ قَدْ فُصِّلَتْ. ولد بدمشق فِي شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة. وتوفي فِي ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
1049- عُمَر بْن عليّ بْن عَبْد السيد الصفار أَبُو حَفْص:
من أهل باب البصرة. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وهبة اللَّه الحريري وغيرهما سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ورفقته وقرأت عَلَيْهِ: أخبركم إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْدِيّ. فذكر حديثًا.
ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1050- عُمَر بْن عليّ بْن عُمَر الواعظ أَبُو عليّ الحربي يعرف بابن النوام:
لَهُ لسان فِي الواعظ وقول الشعر. سَمِعَ أبا القاسم هبة اللَّه بْن الحصين وأبا الحسين ابن أَبِي يعلى وأبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ. حَدَّثنا قَالَ: أخبرنا هبة اللَّه. فذكر حديثًا. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة توفي فِي شوال سنة سبع وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء وابن عَبْد الدائم.
1051- عُمَر بْن عليّ بْن بقاء السقلاطوني أَبُو حَفْص يعرف بابن نموذج:
كتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وقرأت عَلَيْهِ: أخبركم هبة اللَّه بْن الحصين. فذكر حديثًا.
ولد تقريبًا سنة اثنتي عشرة وخمس مائة وتوفي فِي المحرم سنة ثمان وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.(15/284)
1052- عُمَر بْن عِيسَى البزوري:
أخو عَبْد الرَّحْمَن. سَمِعَ مَعَ أخيه من أَبِي المعالي اللحاس وأبي مُحَمَّد بْن الخشاب.
أخبرنا: أخبرنا ابْنُ اللحاس. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة.
1053- عمر بن كرم بْن عليّ أَبُو حَفْص بْن أَبِي المجد الحمامي:
دينوري الأصل بغدادي المولد، كَانَ سبط عَبْد الوهاب بْن الصابوني. سَمِعَ مِنْهُ ومن أَبِي الوقت ونصر بْن نصر العكبري. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم نصر. فذكر حديثًا.
وكان يثني عليه خير (كذا) .
قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي والسيف المقدسي والفخر بْن الْبُخَارِيّ والتقي ابن الواسطي وأبو المعالي الأبرقوهي وأبو المظفر بْن النابلسي وعبد الرَّحْمَن بْن الزين وآخر من سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّد بْن القاسم شيخ المستنصرية والعماد إِسْمَاعِيل بن الطبال ببغداد وكتب عَنْهُ عُمَر بْن الحاجب. توفي سنة تسع وعشرين وستمائة فِي رجب.
1054- عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الخضر بْن معمر العليمي أَبُو الخطاب التاجر، دمشقي يعرف بابن حوائج كش:
عني بطلب الحديث وجمعه بالشام ومصر والعراق وخراسان. سَمِعَ نصر اللَّه المصيصي ونصر بْن أَحْمَد بْن مقاتل والحسين بْن البن وأبا العشائر الكردي وبمصر ناصر ابن الْحَسَن الزيدي وبالإسكندرية أبا طاهر السلفي وببغداد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحراني وعبد اللَّه بْن سعد خزيفة وأبا شجاع الماذرائي وابن البطي وذي الطبقة وبنيسابور أبا الأسعد هبة الرَّحْمَن وأبا البركات عَبْد اللَّه بْن الفراوي وبهراة ابْن حاتم الحبسي وأبا النضر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الجبار الفامي وكتب بخوارزم عن جماعة وحدث بها وببغداد ودمشق وبلاد كثيرة. سَمِعَ مِنْهُ أخوه عَبْد اللَّه وعلي بن أحمد الزيدي وعمر ابن بكرون وابن الأخضر وكان يرحل إلى البلاد للتجارة ويكتب عن شيوخها، وكان جيد الأصول، أثنى عَلَيْهِ شيخنا ابْنُ الأخضر. قرأت عَلَى ابْنُ الأخضر: أخبركم عُمَر العُليمي، أخبرنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، أخبرنا عَبْد الغفار الشيرويي. فذكر من جزء ابْنُ ملاس حديث لما نزلت (لن تنالوا البر) . أنبأناه أَحْمَد بْن سلامة عن اللبان عن الشيرويي. مات بدمشق وأوصى بكتبه أن تكون بمسجد الشريف الزيدي ببغداد.
1055- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عليّ القزاز يعرف بابن العجيل أَبُو حَفْص:(15/285)
أخو أَبِي بَكْر. حَدَّثنا: قَالَ أخبرنا ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. توفي فِي صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وَقَدْ أناف عَلَى الثمانين.
1056- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن حسن القطان، يلقب جُرَيرة الأزجي:
وجد سماعه فِي شيء من أمالي ابْنُ الحصين. قرأت: أخبركم ابْنُ الحصين، أخبرنا ابْنُ المذهب. فذكر حديثًا. توفي فِي جمادى الأولى سنة ستمائة.
قلت: وروى عَنْهُ الضياء مُحَمَّد والنجيب عَبْد اللطيف وأجاز لابن أَبِي الخير.
1057- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن ثابت بْن السماك المورق:
حَدَّثنا أن أبا الوقت أخبرهم. فذكر أول الثلاثيات. توفي فِي آخر سنة ست وستمائة.
1058- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن معمر بْن أَحْمَد بْن يَحيى بْن حسان أَبُو حَفْص بْن أَبِي بَكْر المؤدب بْن طبرزذ الدارقزي [1] :
أخو أَبِي البقاء. سَمِعَ بإفادة أخيه الكثير وبنفسه وعمر وحفظ الأصول وكانت بخط أخيه إلا القليل. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا المواهب بْن ملوك وأبا غالب بْن البناء وهبة اللَّه الشروطي وهبة اللَّه بْن البطر وأبا الْحَسَن بْن الزاغوني وعمر بْن أَحْمَد بن دحروج وقاضي المرستان ومن بعدم وكان صحيح السماع عَلَى قلة عمله. سافر فِي آخر عمره إلى الشام وسمع مِنْهُ بها خَلَقَ وحدث أيضًا بإربل والموصل وحران وحلب وعاد إلى بغداد وخرجت لَهُ مشيخة عن ثلاث وثمانين شيخًا وأملى علينا مجالس بجامع المنصور. روى عَنْهُ من الغيلانيات حديث الْإِيمَان بالنيات. ولد سنة ست عشرة وخمسمائة وتوفي في تاسع رجب سنة سبع وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو الفرج بْن أَبِي عُمَر المسلم بْن علان وأحمد بْن شيبان والفخر ابن الْبُخَارِيّ وزينب بِنْت سلى وغازي الحلاوي وخلق لا يحصون.
1059- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن هارون الواسطي المقرئ:
نزيل بغداد. لقي جماعة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. توفي في رمضان سنة عشر وستمائة.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/21. ولسان الميزان 4/329.(15/286)
1060- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المزارع أَبُو حَفْص:
تقدم أَبُوهُ. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي. فذكر حديثًا. توفي سنة ثلاث عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي.
1061- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواسع بْن أَبِي سعد الصفار أَبُو حَفْص الهروي:
سَمِعَ سَعِيد بْن مُحَمَّد اليعقوبي وعبد الواسع بْن عَبْد السَّلام وسمع ببغداد من شهدة وكان يُوصٌف بالصلاح. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي عن نصر بْن سيار والحافظ الضياء.
1062- عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عمويه بْن عَبْد اللَّه بْن السُّهْرَوَرْدي أَبُو حَفْص وأبو عَبْد اللَّه الصوفي الواعظ [1] :
ابْنُ أبي الشَّيْخ أَبِي النجيب. قدم معه سُهرورد إلى بغداد وعنه أخذ التصوف والوعظ وكان لَهُ قدم ثابت فِي الطريقة ولسان ناطق وتصنيف فِي شرح أحوالهم. سَمِعَ هبة اللَّه الشبلي ومحمد بْن البطي وأبا زرعة وعمه أبا النجيب وجماعة وحدث عَنْهُمْ وتولى عدة ربط للصوفية ونفذ من الديوان رسولًا إلى عدة جهات. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم ابْنُ البطي. فذكر حديثًا. ولد فِي آخر رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي والضياء المقدسي والظهير الريحاني والشرف بْن النابلسي وخلق سواهم وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو المعالي الأبرقوهي. توفي فِي آخر يَوْم من سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
1063- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الريان أَبُو حَفْص الكاغدي الدارقزي:
سَمِعَ أبا الوقت وابن البطي. قَرَأَ عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر من جزء أَبِي الجهم. ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/292. وشذرات الذهب 5/153. والعبر 5/129. وطبقات الشافعية 5/143.(15/287)
قلت: حَدَّثنا عَنْهُ أَحْمَد بْن إِسْحَاق الهمذاني. سمع منه سنة عشرين وستمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة.
1064- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسن بْن جَابِر الدينوري الأصل البغدادي أَبُو نصر الصوفي:
من أصحاب النجيب السُّهْرَوَرْدي، كَانَ حسن الأخلاق حافظًا لكتاب اللَّه. سَمِعَ بإفادة أَبِيهِ وبنفسه أبا الوقت وابن المادح وحمزة بْن عليّ بْن طلحة وهبة اللَّه الشبلي وغيرهم. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ المادح، أخبرنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الزينبي. ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة وتوفي في صفر سنة ست عشرة وستمائة.
1065- عُمَر بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن سهلان النعال أَبُو حَفْص:
سَمِعَ الكثير وطلب بنفسه. سَمِعَ أبا عليّ بْن المهدي وأبا القاسم بن الحصين وأبا العز ابن كادش وغيرهم. كتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو سعد بْن السمعاني وذكره فِي كتابه.
توفي فِي ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مائة. قَالَ ابْنُ السمعاني: كَانَ صالحًا صدوقًا خيرًا قنوعًا كتب لي جزءًا لطيفًا وحدَّثني به قال لي: ولدت سنة خمسمائة.
1066- عُمَر بْن المبارك بْن أَبِي الفضل العاقولي يعرف بابن طرويه الأزجي:
سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وأبا البركات الفارقي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وتميم البندنيجي وجماعة. توفي فِي ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وله ثمانون سنة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1067- عُمَر بْن مَسْعُود بْن أَبِي العز الفراش أَبُو القاسم الزَّاهِد البزاز:
من أصحاب الشَّيْخ عَبْد القادر، أحد الموصوفين بالعبادة وحسن الطريقة بنى لنفسه رباطًا سكنه جماعه من الفقراء وكان لَهُ القبول. سَمِعَ من الأرموي وابن ناصر وسعيد ابن البناء وأبي الوقت. قرأت: أخبركم سَعِيد فذكر حديثًا. ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة تقريبا وتوفي في رمضان سنة ثمان وستمائة.
1068- عُمَر بْن هدبة بْن سلامة الصواف أَبُو حَفْص السمسار:
سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وأبا الخطاب الكلوذاني وغيرهما. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن(15/288)
الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو الفرج بْن الجوزي ووثقه. توفي فِي ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وله تسع وثمانون سنة.
1069- عُمَر بْن يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن نيروز المقرئ:
ختن شيخنا محمود الشعار. قَرَأَ بالقراءات الكثيرة عَلَى أَبِي الْحَسَن البطائحي وسمع أبا الفتح بْن البطي ويحيى بْن ثابت وشهدة وكان خيرًا ثقة.
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي، أخبرنا ابْنُ بكري. فذكر حديثًا. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وستمائة.
1070- عُمَر بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ التبّان أبو حفص المقرئ:
شيخ ساكن طلب بنفسه وكتب عن ابْنُ الحصين وابن البناء وزاهر الشحامي وجماعة. كتب عنه عمر القرشي ومسي أباه «غانمًا» . قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثا. ولد سنة سبع وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
1071- عُمَر بْن أَبِي السعادات بْن مُحَمَّد بْن مكابر السقلاطوني أَبُو حَفْص الوكيل بباب القضاة:
سَمِعَ ابْنُ الحصين والقاضي أبا بَكْر. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأجاز لنا. توفي فِي رمضان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1072- عُمَر بْن أَبِي السعادات بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صرما أبو حفص الإسكيف الأزجي ابن عم أَحْمَد بْن يُوْسٌف وأخيه مُحَمَّد:
سَمِعَ سعد الخير الْأَنْصَارِيّ ومحمد بْن ناصر قرأت عَلَيْهِ: حدثكم ابْنُ ناصر. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي القعدة سنة تسع عشرة وستمائة. روى عَنْهُ البرزالي.
1073- عُمَر بْن أَبِي العز بْن البحري:
حَدَّثنا أن البطي أخبره. فذكر حديثا. توفي سنة خمس عشرة وستمائة فِي ذي القعدة.(15/289)
1074- عثمان بْن عَبْد الملك بْن عثمان اللخمي أَبُو عَمْرو الصفار:
أخو عَبْد الرَّحْمَن. سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وعلي بْن أَحْمَد بْن فتحان وأبا عليّ بْن نبهان وأبا الخطاب الكلوذاني. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وطبقته وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر، توفي فِي واسط سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
1075- عثمان بْن حُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحكم أَبُو عَمْرو الحريمي [1] :
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن طارق. قَرَأَ عَلَيْهِ:
أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة وَقَدْ جاوز الثمانين.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1076- عثمان بْن مقبل الياسري أَبُو عَمْرو الواعظ الحنبلي [2] :
سَمِعَ ابْنُ الخشاب وشهدة. أخبرنا أن شهدة أخبرتهم. فذكر حديثًا. وسمع أيضًا من لاحق بْن كاره. توفي فِي آخر سنة ست عشرة وستمائة.
1077- عليّ بْن أَحْمَد بْن هارون المعاز:
سَمِعَ مِنْهُ السلفي عن أَبِي طَالِب بْن عُمَر الزُّهْرِيّ.
1078- عَليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ الكتاني أبو الشاهد الأزهر المحتسب الواسطي والد شيخنا أَبِي طَالِب:
حَدَّثنا أحمد بْن طارق أخبرنا السلفي: سَأَلت الجوزي بواسط عن القاضي أَبِي الأزهر الكتاني فَقَالَ: سَمِعَ القاضي أبا عَبْد اللَّه الدامغاني وهو أحد الرؤساء وذوي اليسار بواسط. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الأزهر عليّ بْن المبارك بْن نغوبا وهبة اللَّه بْن البوقي وأبو طاهر السلفي. أنشدني الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن يَحيى بْن البوقي أنشدني أَبِي أنشدنا القاضي أَبُو الأزهر عليّ بْن أَحْمَد أنشدنا قاضي القضاة أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ الدامغاني ببغداد أنشدنا مُحَمَّد بْن عليّ الصوري أنشدني عَبْد المحسن بْن محمد بن غلبون الصوري لنفسه:
__________
[1] انظر: مجمع الألقاب 5/8020.
[2] انظر: المشتبه ص 21. وذيل طبقات الحنابلة 2/142.(15/290)
وتريك نفسك فِي معاندة الورى ... رشدًا ولست إِذَا فعلت براشد
شغلتك عن أفعالها أفعالهم ... ألا اقتصرت عَلَى عدوٍّ واحد
توفي أَبُو الأزهر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة عن ثلاث وستين سنة بواسط ودفن بداره.
1079- عليّ بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حسن أَبُو الْحَسَن العلوي الزيدي:
من ولد زَيْد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن. شافعي المذهب، أحد الأعيان والزهاد والنساك حفظ القرآن وحصل الفقه وكتب الكثير من الحديث وجمعه وكان نبيلًا جامعًا لصفات الخير وسَمِعت شيخنا عَبْد العزيز بْن الأخضر يعظم شأنه ويثنى عَلَيْهِ ويصف زهده ودينه وقَالَ: أول سماعه سنة سبع وأربعين وما بعدها إلى أخر عمره سَمِعَ الحافظ أبا الفضل بْن ناصر وسعيد بْن البناء وأبا الكرم الشهرزوري وأبا بكر الزاغوني ونصر ابن نصر وأبا عَبْد اللَّه الرطبي وأبا الوقت وأبا المظفر التريكي وأبا جَعْفَر العباسي وأبا مُحَمَّد بْن المادح وهبة اللَّه الشبلي فمن بعدهم. وانتخب لنفسه أجزاءً وحدث بها وسمع مِنْهُ شيوخه وأقرانه تبركًا، منهم سعد اللَّه الدقاق وإبراهيم بْن الشعار وعمر العليمي وعمر الْقُرَشِيّ وعمر بْن أَحْمَد بْن بكرون وأبو المواهب الْحَسَن بْن صصرى وجماعة كثيرة. وكان ثقة صدوقًا وانتفع النَّاس بكتبه ووقفها. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. توفي فِي شوال سنة خمس وسبعين ودفن بداره وأبوه يومئذ فِي الحياة.
1080- عليّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الدامغاني الأصل البغدادي المولد قاضي القضاة أَبُو الْحَسَن ابْنُ القاضي أَبِي الْحُسَيْن ابْنُ قاضي القضاة أَبِي الحسين ابن قاضي القضاة شيخ القضاة أَبِي عَبْد اللَّه [1] :
كَانَ ساكنًا وقورًا، ولي القضاة بعد أَبِي القاسم الزينبي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وعزل سنة خمس وخمسين ولزم الاشتغال بالعلم إلى أن أعيد سنة سبعين.
سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وهبة اللَّه الشروطي وابن البطر وأبا الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء وجماعة. ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وتوفي في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فِي ذي القعدة وحضره خَلَقَ كَثِير.
1081- عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس العطار أَبُو الْحَسَن بْن الديناري:
__________
[1] انظر: العبر 4/249. والجواهر المضية 1/350.(15/291)
أخو محمود ومحمد ومسعود. قرأت: أخبركم أَبُو بَكْر الْأَنْصَارِيّ. فذكر حديثًا.
توفي فِي جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
1082- عليّ بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أيوب الكاتب أَبُو الْحَسَن:
سَمِعَ أبا بَكْر القاضي وأبا مَنْصُور القزاز. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي.
فذكر حديثًا. ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وتوفي في ربيع الأول سنة ستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الحافظ الضياء وعبد اللطيف فيما قَرَأَ عَلَيْهِ.
1083- عليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد المقرئ أَبُو الْحَسَن بْن الدباس المعدل الواسطي [1] :
قَرَأَ القراءات الكثيرة عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن بْن الدجاجي وعلى المبارك بْن أَحْمَد بْن زريق وبهمذان عَلَى الحافظ أَبِي العلاء وبالموصل عَلَى أَبِي بَكْر يَحيى بْن سعدون وذكر أَنَّهُ قَرَأَ ببغداد عَلَى أَبِي الكرم الشهرزوري وقرأ بجامع واسط صدرًا بِهِ مَعَ شيخنا أَبِي بَكْر الباقلاني ثُمَّ استوطن بغداد وأقرأ النَّاس بها. حدث عن أَبِي طَالِب الكتاني بما لم نعرفه عنده. سَمِعَ مِنْهُ عَبْد العزيز بْن هلالة ذلك فلما تبين له ذلك أضرب على السماع. وقال لي عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك الشيباني الدمشقي وقفت عَلَى رقعة فيها خط مزور عَلَى خط أَبِي الكرم الشهرزوري بقراءة ابْنُ الدباس عَلَيْهِ. أنشدنا أبياتًا وتوفي فِي رجب سنة سبع وستمائة وله قريب ثمانين سنة.
1084- عليّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن حُسَيْن القطيعي أَبُو القاسم الصفار:
منسوب إلى قطيعة باب الأزج. تقدم أَبُوهُ وأخوه. سَمِعَ أبا الوقت وأبا بَكْر الزاغوني وأبا جَعْفَر الْمَكِّيّ. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الزاغوني. فذكر حديثًا. توفي سنة ثمان وستمائة.
1085- عليّ بْن أَحْمَد بْن علي بْن الصياد أَبُو السعادات الضرير:
سَمِعَ أبا الوقت وبالموصل يَحيى بْن سعدون وكان فِيهِ فضل وتميّز. توفي بقرية الأرحاء عَلَى مقربة من واسط كان خطيبا بها، توفي سنة تسع وستمائة وحدث بها بصحيح الْبُخَارِيّ. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: طبقات القراء للجزري 1/511(15/292)
1086- عليّ بْن أَحْمَد بْن أَبِي نصر الهاشمي أَبُو الهيجاء بْن خليفان:
سَمِعَ صحيح الْبُخَارِيّ من أَبِي الوقت وتوفي أيضًا سنة تسع وستمائة وَقَدْ جاوز الثمانين.
1087- عليّ بْن أَحْمَد بْن عليّ الطيب أَبُو الْحَسَن البغدادي يعرف بابن هبل [1] :
قَرَأَ الأدب والطب وسمع إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ واستوطن الموصل وحدث بها وعمر. توفي فِي المحرم سنة عشر وستمائة وله خمس وتسعون سنة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والزكي والبرزالي وذكر إنه صنف كتابًا فِي الطب وكان ضريرًا من أذكى بني آدم وروى عَنْهُ النجيب عَبْد اللطيف.
1088- عليّ بْن أَحْمَد بْن هلال المستعمل الحربي يعرف بابن العريبي:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الطلاية. فذكر حديثًا. توفي سنة عشر وستمائة فِي رجب.
1089- عليّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن بطوشا التانئ أَبُو الْحَسَن:
كَانَ أكثر مقامة بالسواد. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مُحَمَّد بْن ناصر. فذكر حديثًا. توفي سنة اثنتي عشرة وستمائة وله ثمانون سنة.
1090- علي ابن مولانا الْإِمَام الناصر لدين اللَّه أمير المؤمنين أبو الحسن الملقب بالملك المعظم [2] :
استولى على أمد السبق إلى كل مكرمة وتفضل بالكثير على ذوي الفاقات. توفي فِي ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستمائة وعظم المصاب على الناس به وكثر البكاء عليه.
1091- عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن نجا بْن غانم الْأَنْصَارِيّ أَبُو الْحَسَن الواعظ الدمشقي [3] :
سبط أَبِي الفرج بن الحنبلي. قدم بغداد وصاهر سعد الخير على ابنته فاطمة وسمع
__________
[1] انظر: نكت الهميان ص 205. والمشتبه 539.
[2] انظر: ذيل الروضتين 91. والكامل لابن الأثير، حوادث سنة 612.
[3] انظر: النجوم الزاهرة 6/183. والعبر 4/307. ومرآة الزمان 8/515. والمشتبه 17.(15/293)
مِنْهُ ومن عَبْد الصبور بْن عَبْد السَّلام الهروي وعبد الخالق اليوسفي فِي سنة أربعين وخمسمائة ثم قدمها رسولا سنة أربع وستين وخمسمائة من نور الدين محمود بْن زنكي صاحب الشام. ولد سنة ثمان وخمسمائة وسكن مصر مدة وحدث بها وبدمشق وتوفي في رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمصر.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء مُحَمَّد ومحمد بْن البهاء وأبو سُلَيْمَان بْن الحافظ عَبْد الغني.
1092- عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الوهاب بْن كليب:
ابْنُ أخي عَبْد المنعم. سَمِعَ أبا الوقت ولم يحدث وكان يمتنع ويقول: لست بأهل.
توفي فِي حدود سنة عشر وستمائة.
1093- علي بن أنشتكين بْن عَبْد اللَّه أَبُو الْحَسَن الجوهري:
سَمِعَ أبا الغنائم النرسي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وقصدناه للسماع مِنْهُ فلم يتفق.
توفي فِي رجب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وَقَدْ كمل الثمانين.
1094- عليّ بْن أَبِي سعد ثابت وقيل محمد بن إبراهيم بن شستبان الخباز أَبُو الْحَسَن الأزجي:
أحد الطالبين للحديث وجمعه وسماعه حتَّى عرف بالمفيد وهو خال يَحيى بْن بوش ووكيع بْن إِبْرَاهِيم. سَمِعَ ابْنُ بيان وابن نبهان وأبا الغنائم بْن المهتدي وأبا الخطاب الكلوذاني وأبا سعد بْن الطيوري فمن بعدهم وحدث وكان ثقة صدوقًا حدثنا عنه ابن أخته ابن بوش وعبد العزيز بْن الأخضر وأبو طَالِب بْن عَبْد السميع وغيرهم. قَالَ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ: سَأَلْتُهُ عن مولده فَقَالَ: سنة خمس وثمانين وأربعمائة. وتوفي في شعبان سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
قلت: وعدَّه أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة فِي شيوخه الَّذِينَ سَمِعَ منهم.
1095- عليّ بْن ثروان بْن زَيْد بْن الْحَسَن الكندي [1] :
ابْنُ عم أَبِي اليمن اللغوي. كَانَ عارفًا بالأدب ويقول الشعر. قرأ على أبي منصور ابن الجواليقي وسمع إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وجماعة وسكن قبل موته دمشق وحظي
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/216. وبغية الوعاة 331. وإنباه الرواة 2/235.(15/294)
عند أميرها نور الدين محمود بْن زنكي. توفي سنة خمس وستين وخمسمائة.
1096- عليّ بْن جَابِر بْن زُهَيْر بْن عليّ أَبُو الْحَسَن البطائحي:
كَانَ قدم بغداد وتفقه عَلَى مذهب الشَّافعيّ مدة وسمع ابْنُ ناصر وأبا الوقت وخرج إلى رحبة مَالِك بْن طوق ثُمَّ رجع وتولى القضاء بنواحي بغداد وكتبت عَنْهُ وتوفي فِي سنة أربع وتسعين وخمسمائة وله خمس وستون سنة.
1097- عليّ بْن الْحَسَن بْن سلامة بْن ساعد المنبجي الأصل البغدادي الحنفي أخو أَحْمَد ويحيى:
سَمِعَ ابْنُ بيان. أخرج عَنْهُ حديثًا عُمَر الْقُرَشِيّ. توفي فِي سنة ثلاث وستين وخمسمائة فِي صفر.
1098- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ أَبُو الْحَسَن الفقيه الشَّافعيّ يعرف بابن الرميلي [1] :
كانت لَهُ معرفة تامة بالفقه والأدب والفتوى ورشح لتدريس النظامية. سَمِعَ من أَبِي الوقت والأرموي وروى القليل. توفي سنة تسع وستين وخمسمائة.
1099- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن الأسود المعروف بابن البل:
عم هبة اللَّه. سَمِعَ أبا القاسم الربيع وأبا القاسم بْن بيان. سَمِعَ مِنْهُ صدقة بْن الْحُسَيْن وأبو الْحُسَيْن الزينبي وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ عليّ بْن مُحَمَّد العلوي وابن الأخضر وغيرهما. توفي فِي ذي الحجة سنة تسع وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة.
1100- عليّ بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن أَبُو القاسم بْن عساكر الحافظ الدمشقي [2] :
أحد من اشتهر ذكره وشاع علمه وعرف حفظه وإتقانه. سَمِعَ الكثير ببلده وبالعراق وخراسان وأصبهان والحجاز وحصل ما لم يحصله غيره وجمع تاريخ الشام وأجاد في جمعه قدم بغداد سنة عشرين وخمسمائة فسمع أبا القاسم بن الحصين
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 4/272.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/77. وشذرات الذهب 4/239. ووفيات الأعيان 1/363.(15/295)
والبارع أبا عَبْد اللَّه الدباس وأبا العز بن كادش وأبا غالب بْن البناء وهبة اللَّه الشروطي وجماعة من أصحاب أَبِي مُحَمَّد الجوهري وخلقًا غيرهم وسمع بنيسابور زاهرًا الشحامي وأبا عَبْد اللَّه الفراوي وطبقتهم وحدث بالكثير وبنى لَهُ نور الدين دار الحديث بدمشق وكان موفقًا فِي أفعاله وتصنيفه. ذكره أَبُو سعد بن السمعاني ووصفه بالحفظ والإتقان وروى عَنْهُ الكثير ولد فِي محرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة وتوفي في رجب سنة إحدى وتسعين وخمسمائة بدمشق.
قلت: أَبُو القاسم ختم بِهِ هَذَا الشأن ولم يخلف بعده فِي الحديث مثله ولا أرى مثل نفسه فِي معرفة الحديث ومعرفة رجاله. سَمِعَ بدمشق أبا القاسم النسيب وأبا الْحَسَن بْن الموازيني وأبا طاهر الحنائي وأبا الوحش سبيع بْن المسلم وأبا مُحَمَّد بن الأكفاني وأول سماعه سنة خمس وخمسمائة وأجاز لَهُ أَبُو الفتح الحداد وأبو الْحَسَن العلاف وابن نبهان وأصحاب أَبِي نعيم وطبقتهم. روى عنه ابنه أبو محمد الحافظ وبنو أخيه زين الأمناء وفخر الدين وتاج الأمناء وأبو جَعْفَر القرطبي وعبد القادر الرهاوي وأبو القاسم بْن صصرى وأبو نصر بْن الشيرازي وإبراهيم بْن الخشوعي ونصر اللَّه بْن فتيان ومحمد بْن أخي أَبِي البيان وعَبْد العزيز بْن الدجاجية والعز مُحَمَّد بْن أَحْمَد النسابة وعبد القادر بْن الْحُسَيْن الفقيه نزيل مصر وعبد الواحد بن هلال وعمر البرذاعي وعتيق السلماني وأسعد بْن علان وأبو الْعَبَّاس بن البسلمة وخلق كَثِير من أهل دمشق ومن أهل غوطتها، فإنه حدث بقرى كثيرة وبقي حديثه بها ومن نظر فِي التاريخ لَهُ علم بمكانه من العلم وكثرة مواده وتبحره وذكائه وحفظه.
1101- عليّ بْن الْحَسَن بْن إسماعيل أَبُو الْحَسَن العبدي الْبَصْرِيّ يعرف بابن المعلمة الأديب [1] :
لَهُ مصنفات فِي العروض والأدب ويقول الشعر. سَمِعَ جَابِر بْن مُحَمَّد وطلحة بْن عليّ المالكي وإبراهيم بْن عطية وببغداد أبا الكرم بْن الشهرزوري وابن ناصر وابن الزاغوني وطبقتهم وخرج لنفسه فوائد وأقرأ الأدب وكان ثقة أخبرنا بقراءتي أخبرنا ابْنُ الزاغوني. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة تسع وتسعين وخمسمائة بالبصرة وله خمس وسبعون سنة. لقيته بواسط.
1102- عليّ بْن الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن عطاء الشَّافعيّ أَبُو الْحَسَن الفقيه:
__________
[1] معجم الأدباء 5/146.(15/296)
من بيت علم وفضل. سَمِعَ أبا الوقت السجزي. سَمِعَ مِنْهُ أصحابنا. توفي فِي محرم سنة خمس وستمائة.
1103- عليّ بْن الْحُسَيْن بْن قنان الأنباري ثُمَّ البغدادي أبو الحسن الربي:
سَمِعَ هبة اللَّه الشروطي وهبة اللَّه بْن الطبر وزاهر بْن طاهر وغيرهم. سَمِعَ مِنْهُ أصحابنا وأجاز لنا. توفي في آخر سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل عن ابْنُ الحصين.
1104- علي بن الحسين ابن عليّ بْن البَلّ الدوري أَبُو الْحَسَن المجلد:
نشأ ببغداد وسمع ابْنُ الطلاية وابن ناصر وأبا الوقت وكان سماعه صحيحًا وكان فِيهِ دعابة. حَدَّثنا: أخبرنا أن ابْنُ الطلاية أخبرهم. ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وستمائة.
1105- عليّ بْن حمزة بْن فارس بْن عُبَيْد اللَّه الحراني أَبُو الْحَسَن بْن القبيطي:
والد شيخنا حمزة ومحمد. قدم بغداد واستوطنها فِي سنة ست عشرة وخمسمائة وقرأ بها القرآن عَلَى أَبِي العز القلانسي وسمع مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المزرفي. سَمِعَ مِنْهُ ابناه وأبو المحاسن الدمشقي. توفي فِي جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وخمسمائة.
1106- عليّ بْن حمزة بْن عليّ بْن طلحة أَبُو الْحَسَن [1] :
من بيت تقدم وفضل، ولي حجابة باب النوبي ثُمَّ سافر إلى الشام ثُمَّ صار إلى مصر فسكنها. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وحدث عَنْهُ. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وقَالَ: ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. توفي في شعبان سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء مُحَمَّد وخطيب مردا وابن خليل وآخرون. وَقَدْ ذكره ياقوت الحموي وقَالَ: ولي حجبة الباب زمن المستضيء ولقبه علم الدين وهو صاحب الخط المليح خصوصًا قلم المصاحف فلم يكتبه أحد مثله ثُمَّ تقدم وتأخر ولما ولي الحجابة كَانَ يتقعر فِي كلامه ويستعمل السجع وحوشي اللغة إلا أَنَّهُ كَانَ يتشدد فِي الخمر والملاهي تشددًا عظيمًا ويتدين بذلك وكان أَبُوهُ صدرًا محترمًا لَهُ مدرسة ببغداد تعرف بالكمالية.
__________
[1] انظر: معجم الأدباء 5/204. ومجمع الألقاب 4/602.(15/297)
1107- عليّ بْن حسان بْن عليّ العُلبي أَبُو الْحَسَن:
والد زكريا. سَمِعَ طرادًا الزينبي وغيره. سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّد بْن مشق وعمر الْقُرَشِيّ وغيرهما. توفي فِي شعبان سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
1108- عليّ بْن رشيد بْن أَحْمَد [1] :
قَرَأَ شيئًا من الأدب وسمع نصر بْن نصر وأبا الوقت وتوكل للناصر أمير المؤمنين وكان ثقة دينًا حدث بشيء. توفي فِي شوال سنة خمس وستمائة.
1109- عليّ بْن روح بْن أَحْمَد بْن حسن النهرواني المعروف بابن الغُبيري:
تفقه عَلَى أَبِي النجيب السُّهْرَوَرْدي وقرأ من الأدب شيئًا وناب فِي الحكم بدار الخلافة عن قاضي القضاة بْن الدامغاني أَبِي القاسم وكان دينا ثقة. قرأت عَلَيْهِ:
أخبرتكم خديجة بِنْت النهرواني أخبرنا النعالي. فذكر حديثًا. ولد سنة بضع وثلاثين وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة خمس عشرة وستمائة.
1110- عليّ بْن صدقة بْن عليّ بْن صدقة أَبُو القاسم الوزير الملقب قوام الدين [2] :
استوزره المقتفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ثُمَّ عزله بعد سنتين. توفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
1111- عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن فضل اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مخلد الْأَزْدِيّ أَبُو المكارم القاضي الواسطي يعرف بابن الجلخت:
من بيت صلاح وعدالة ورواية. سَمِعَ من أخي جَدّه نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ومن أَبِي عَبْد اللَّه الجلابي وغيرهما وولي نيابة الحكم بواسط. سَمِعَ مِنْهُ يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن بختيار ومحمد بْن أَحْمَد الزُّهْرِيّ ببغداد وكتبت عَنْهُ. توفي فِي شوال سنة إحدى عشرة وستمائة وَقَدْ جاوز الثمانين.
1112- عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن سلمان أَبُو الْحَسَن [3] :
قاضي القضاة، من أهل الحلة، ولي القضاء شرقًا وغربًا سنة ثمان وتسعين
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/47. وشذرات الذهب 5/17.
[2] انظر: المنتظم 10/178.
[3] انظر: الجواهر المضية 1/364.(15/298)
وخمسمائة ثم عزل سنة ستمائة وعاد إلى الحلة. قَالَ ابْنُ نقطة: يعرف بابن النصيلاني بالنون وله حكاية عجيبة.
1113- عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مبادر أَبُو الْحَسَن، أخو أَحْمَد، الأزجي:
تفقه عَلَى مذهب الشَّافعيّ وحصل المذهب والخلاف وولي قضاء واسط. توفي فِي سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1114- قلت: عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الطوسي أَبُو الْحَسَن بْن تاج القراء:
سَمِعَ مَالِك بْن أَحْمَد البانياسي. قَالَ ابْنُ السمعاني: كَانَ صوفيًا خدم المشايخ وتخلق بأخلاقهم، طلبته عدة نوب فما صادفته وهو أخو شيخنا يَحيى. وقَالَ ابْنُ مشق: توفي فِي صفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة. روى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني والشيخ الموفق وإبراهيم الكاشغري وجماعة.
1115- علي ابن شيخنا أَبِي الفرج بْن الجوزي أَبُو القاسم [1] :
سَمِعَ أبا الفتح بْن البطي ويحيى بْن ثابت وأبا زرعة وتكلم فِي الوعظ ثُمَّ تركه أخبرنا عليّ، أخبرنا ابْنُ البطي. فذكر حديثًا. ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة فِي شوال.
قلت: كتب عَنْهُ السيف بْن المجد وأبو الفتح بْن الحاجب وقَالَ: كَانَ كَثِير المحفوظ، أدواته تامة فِي الأدب، مطروح التكلف، يخدم نفسه. لزم النسخ ومنه عيشه وكان فِيهِ دعابة. وثقة ابْنُ نقطة وتوفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة وروى عنه الإمام تقي الدين ابن الواسطي جزء البانياسي.
1116- عليّ بْن عَبْد الرَّحِيم بْن الْحَسَن السلمي أَبُو الْحَسَن الرقي الأصل البغدادي المعروف بابن العصار اللغوي [2] :
قَرَأَ عَلَى أَبِي مَنْصُور بْن الجواليقي وأبي السعادات الشجري وبرع في الأدب وسمع أبا عليّ بْن المهدي وأبا العز بْن كادش وقاضي المرستان وأقرأ النَّاس مدة وتخرج بِهِ أَبُو سعد بْن حمدون ومصدق بْن شبيب النحوي وأبو الحسن بن منصور اللغوي وعلي بن
__________
[1] انظر: العبر 5/120. ومرآة الزمان 8/333، 502، 678، 679.
[2] انظر: معجم الأدباء 5/247. وإنباه الرواة 2/291. والنجوم الزاهرة 6/88. والعبر 4/299.(15/299)
النهرواني وغيرهم وسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد بن طارق ولد سنة ثمان وخمسمائة وتوفي في محرم سنة ست وسبعين وخمسمائة.
1117- عليّ بْن عَبْد الرزاق أَبُو الْحَسَن بْن أبي البقاء أخي شيخنا أبي الفرج ابن الجوزي:
سَمِعَ أبا الفضل الأرموي وعمر بْن عُبَيْد اللَّه الحربي. أخبرنا قَالَ: أخبرنا عُمَر، أخبرنا طراد. توفي فِي ربيع الأول سنة ثمان وستمائة.
قلت: قَالَ ابْنُ النجار: كتبت عَنْهُ وكان مهيبًا ساكنًا يزوق الدور.
1118- عليّ بْن عَبْد الرشيد بْن عليّ بْن بنيمان الحداد أَبُو الْحَسَن القاضي الهمذاني سبط الحافظ أَبِي العلاء [1] :
قَرَأَ بشيء من القراءات عَلَى جَدّه وسمع مِنْهُ ومن أَبِي الخير الباغبان وأبي الوقت السجزي حضورًا وقدم بغداد فتفقه بها وسمع أيضًا من أَبِي الفرج مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نبهان وأبي الفتح بْن شاتيل وجماعة، واستملى بالمدرسة النظامية عَلَى أَبِي الخير أَحْمَد ابن إِسْمَاعِيل القزويني وخرج إلى الشام ومصر ثُمَّ عاد إلى بلده وولي قضاءه ثم قدم بغداد وولي قضاء الجانب الغربي فِي سنة أربع وتسعين وخمسمائة ثُمَّ ولي قضاء تستر واستوطنها وحدث ببغداد بالكثير. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت حضورًا. فذكر حديثا. ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وتوفي بتستر فِي صفر سنة إحدى وعشرين وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ عَبْد اللطيف الحراني.
1119- عليّ بْن عُمَر بْن عليّ بْن بقاء بْن نموذج:
تقدم أبوه وسمع أَحْمَد بْن أَحْمَد الخراز. حَدَّثنا عَنْهُ. فذكر حديثًا. توفي بتكريت سنة ثمان عشرة وستمائة.
1120- عليّ بْن عُمَر بْن أَبِي الْحَسَن الحمامي:
أخبرنا قَالَ: أنبأنا ابْنُ البطي. فذكر حديثًا. توفي سنة خمس عشرة وستمائة.
1121- علي بْن علي بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن النجاري أَبُو طَالِب بْن أَبِي
__________
[1] انظر: العبر 5/84. الْحَسَن بْن أَبِي البركات [1] :(15/300)
من بيت عدالة وفقه. تفقه عَلَى أَبِي القاسم بْن فضلان وخرج أَبُوهُ قاضيًا إلى نواحي الروم فخرج معه وأقام هناك فلما توفي أَبُوهُ ولي هُوَ ثُمَّ عزل وخرج إلى الشام ثُمَّ عاد إلى بغداد بعد عشرين سنة فولي بها قضاء القضاة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ثُمَّ استمر بالقضاء بعد سنتين ثُمَّ ناب في الوزارة ثُمَّ عزل عَنْهُمَا ثُمَّ أعيد للقضاء سنة تسع وثمانين وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وكان فقيهًا مناظرًا. سَمِعَ من أَبِي الوقت ولم يحدث.
1122- عليّ بْن عليّ بْن يَحيى أَبُو المجد الحسيني الفقيه الحنفي [2] :
شيخ صالح درس بجامع السلطان ويعرف بابن ناصر. سَمِعَ من قاضي المرستان. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. قرأت عَلَى الشريف أَبِي المجد: أخبركم أَبُو بَكْر، أخبرنا الجوهري.
ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الأول سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1123- عليّ بْن عليّ بْن بركة بْن عبيدة:
أخو الْحَسَن المقرئ الذي تقدم. سمع من أخيه من أَبِي البدر الكرخي وأبي بَكْر بْن الأشقر. سمعتهم يقذفونه بما لا تجوز الرواية معه عَنْهُ وسَمِعت عَنْهُ جماعة. توفي سنة ثلاث وستمائة ظنًا.
1124- عليّ بْن عليّ بْن حسن بْن رزبهان بْن باكيرا الفارسي ثُمَّ البغدادي أَبُو المظفر:
ولى وزارة السلطان سليمان بن محمد سنة خمسين وخمسمائة وكان فِيهِ فضل وكتابه. سَمِعَ إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ. قرأت عَلَيْهِ عن ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيّ فذكر حديثًا.
توفي فِي ذي الحجة سنة إحدى وستمائة وله ست وثمانون سنة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء.
1125- عليّ بْن عليّ بْن سعادة بْن الجُنيس أَبُو الْحَسَن الفارقي الشافعي [3] :
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/314. والعبر 4/282. وطبقات الشافعية 4/284.
[2] انظر: الجواهر المضية 1/368. وذيل الروضتين 14.
[3] انظر: طبقات الشافعية 4/311.(15/301)
تفقه بتبريز عَلَى ابْنُ أَبِي عَمْرو وسمع بها من مُحَمَّد بْن أسعد حفدة ثُمَّ قدم بغداد وصحب أبا النجيب السُّهْرَوَرْدي ثُمَّ علق الفقه وبرع فِيهِ وأفتى ودرس وناب فِي الحكم عن قاضي القضاة أَبِي طَالِب بْن النجاري. توفي فِي يَوْم عرفة سنة اثنتين وستمائة.
1126- عليّ بْن عَلِيّ بْن المبارك بْن الْحُسَيْن بْن نغوبا أَبُو المظفر:
أخو عَبْد اللَّه وعبيد اللَّه، كَانَ أحد العدول بواسط. سَمِعَ أبا الكرم نصر بن محمد ابن مخلد وجده أبا السعادات المبارك والقاضي أبا عَبْد اللَّه الجلابي وقدم بغداد فسمع أبا الفضل الأرموي ونشتكين الرضواني وعبد الباقي بْن أَحْمَد بْن النرسي وعاد إلى بلده وبه سَمِعت مِنْهُ. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن طارق وجعفر العباسي وتميم البندنيجي ببغداد.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة فِي جمادى الآخرة وتوفي فِي رمضان سنة إحدى عشرة وستمائة بواسط.
1127- عليّ بْن عليّ بْن سالم أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي البركات الشَّاعِر الكرخي يعرف بابن الشَّيْخ ويلقب بالمفيد:
مدح الخليفة بقصائد. توفي فِي رجب سنة سبع عشرة وستمائة وله ستون سنة.
1128- عليّ بْن عِمْرَانَ بْن عليّ بْن معروف البكري التيمي أَبُو الْحَسَن السالار الأصبهاني:
سَمِعَ أبا الفتح بْن الحداد وأبا مطيع الْمَصْرِيّ وحدث عَنْهُمَا ببغداد سنة ستين وخمسمائة. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ الدمشقي وأبو الخطاب العليمي وحَدَّثنا عَنْهُ عُمَر بْن مُحَمَّد الدينوري. ولد سنة خمس وثمانين وأربعمائة.
1129- عليّ بْن عساكر بْن المرحب بْن العوام أَبُو الْحَسَن البطائحي المقرئ [1] :
والبطائح بين واسط والبصرة. قدم بغداد وحفظ بها القرآن وقرأه بالقراءات الكثيرة عَلَى أَبِي العز القلانسي وعلى أَبِي عَبْد اللَّه البارع وأبي بَكْر المزرفي وسبط الخياط وبالكوفة عَلَى عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العلوي وسمع أبا طَالِب بْن يُوْسٌف وهبة الله بن
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/80. والعبر 4/214. وذيل طبقات الحنابلة 1/335. ونكت الهميان 214.(15/302)
الحصين فَمَنْ بعدهما وحدث بالكثير وأقرأ القراءات سنين وكان ثقة صحيح السماع لَهُ معرفة حسنة بالنحو. روى لنا عَنْهُ جماعة أثنوا عَلَيْهِ. قَالَ عُمَر الْقُرَشِيّ: سَأَلْتُهُ عن مولده فَقَالَ: سنة تسعين وأربعمائة أَوْ تسع وثمانين. قَالَ: وتوفي فِي شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عنه الحافظ عبد الغني والحافظ عبد القادر والحافظ ابن الأخضر والموفق بْن قدامة وأخوه أَبُو عُمَر وابن راجح وأبو صالح الجيلي. وقرأ عَلَيْهِ القراءات والقرآن خلائق من أخرهم عَبْد العزيز بْن دلف قَالَ صدقة بْن الْحُسَيْن فِي تاريخه: ظهر بالبطائحي ناصور تحت كتفه فبقي مدة ينزّ ثُمَّ انفجر إلى باطنه فهلك ووقف كتبه ووصى بثلث ماله لطغدي تلميذه وخلف نحو أربعمائة دينار ودارًا.
1130- عليّ بْن فضائل بْن عليّ التكريتي ثُمَّ البغدادي أَبُو الْحَسَن الملاح:
صحيح السماع. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مُحَمَّد بْن عبد العزيز البيع، أخبرنا عاصم بْن الْحَسَن. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وستمائة.
1131- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ أَبُو الْحَسَن بْن أبي زَيْد النحوي المعروف بالفصيحي من استراباذ [1] :
قَرَأَ النحو عَلَى عَبْد القاهر الجرجاني وبرع فِيهِ حتَّى صار من أعيان النحاة واستوطن بغداد ودرّس النحو بالنظامية وأخذ عَنْهُ الناس وحدث عن أبي الحسن علي ابن مُحَمَّد الأنباري الخطيب. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو طاهر السلفي وروى عَنْهُ. توفي فِي ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة.
1132- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ودعان الموصلي أَبُو الْحَسَن:
سبط الوزير أَبِي مَنْصُور بْن جهير. سَمِعَ ابْنُ طلحة النعالي. قَالَ أَحْمَد بْن شافع:
توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
1133- عليّ بْن مُحَمَّد بْن يَحيى بْن عليّ بْن عَبْد العزيز أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي المعالي الْقُرَشِيّ المعروف بالقاضي الزكي الدمشقي [2] :
ولي قضاء بلده هُوَ وأبوه وجده وكان خيرًا دينًا ثُمَّ استعفى من القضاء وحج وقدم
__________
[1] انظر: إنباه الرواة 2/306. ووفيات الأعيان 1/374. ومعجم الأدباء 5/415.
[2] انظر: طبقات الشافعية 4/282.(15/303)
العراق سنة ثلاث وستين وخمسمائة وأقام بها سنة وشهورًا فأدركه أجله بها. سَمِعَ عَبْد الكريم بْن حمزة وجمال الْإِسْلَام السُّلمي وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي عقيل. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخشاب مَعَ تقدمه وأبو بَكْر الباقداري وعمر الْقُرَشِيّ وأخبرنا عَنْهُ أبو طالب ابن عَبْد السميع وابن الأخضر. قَالَ أَبُو الْحَسَن الزيدي: كَانَ نزهًا ذا وقار وتدين وعلم.
1134- عليّ بْن مُحَمَّد بْن بركة الزجاج أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر الواسطي الأصل البغدادي:
سَمِعَ أبا الغنائم بْن ميمون وغيره. روى لنا عَنْهُ جماعة وسمع مِنْهُ مكي الغرّاد وعمر الْقُرَشِيّ وتميم بْن أَحْمَد. توفي فِي محرم سنة خمس وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة.
1135- عليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن القزاز الكوفي الأصل يعرف بابن كيكلة:
سمع أبا الْحُسَيْن بْن الطيوري وأبا الْحَسَن العلاف. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ شاتيل وتميم البندنيجي، وأخبرنا عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الصوفي. توفي فِي جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمسمائة.
1136- عليّ بْن مُحَمَّد بْن المبارك بْن بكروس أَبُو الْحَسَن:
تقدم أَبُوهُ وأخوه أَحْمَد شيخ صالح، سَمِعَ الكثير بنفسه وسمع شيخنا ابْنُ الأخضر بإفادته أولًا. روى عَنْهُ ابْنُ الحصين وأبي غالب بْن البناء وأبي القاسم الشروطي وغيرهم. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وإلياس الأربلي. أخبرنا ابْنُ بكروس، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المزرفي. فذكر حديثًا. ولد سنة أربع وخمسمائة وتوفي في ذي الحجة سن ست وسبعين وخمسمائة.
قلت: قرأت عَلَى عَبْد الحافظ النابلسي: أخبركم ابْنُ قدامة أن أبا الْحَسَن بْن بكروس وأخاه أخبراهم قالا: أخبرنا أَبُو الغنائم بْن المهتدي بالله، أخبرنا أَبُو القاسم التنوخي. فذكر حديثًا.
1137- عليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المستوفي أَبُو المفاخر البيهقي الواعظ الصوفي:
سَمِعَ أبا عَبْد الله الفراوي ومحمد بن أحمد بن صاعد وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل الفارسي وزاهر بْن طاهر وغيرهم وحدث ببغداد وواسط وأجاز لي. توفي فِي شعبان(15/304)
سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
1138- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن رئيس الرؤساء أَبُو نصر ابن الوزير أَبِي الفرج:
من بيت وزارة، أحب الصوفية وتزايا بلباسهم. وبني لهم رباطًا ولم يدخل فِي ولاية. سَمِعَ أبا الفضل الأرموي وأبا الوقت السجزي. سَمِعَ مِنْهُ تميم البندنيجي وعبد اللَّه بْن مبارك الخزاعي وعبد القادر الرهاوي وابن الحصري وسكن دمشق بأخرة وتوفي بها فِي جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة عن أربع وأربعين سنة.
1139- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ أَبُو الْحَسَن المقرئ البراندسي [1] :
قرية من نهر عِيسَى، كَانَ حنبليًا. سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا غالب بن البناء وإسماعيل ابن السَّمَرْقَنْدِيّ وَقَدْ عمّر حتَّى قيل جاوز المائة. روى عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن مشق وجماعة من أصحابنا وتوفي فِي ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة وقرأت بخط أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي طاهر البيع: كَانَ مولد أَبِي الْحَسَن البراندسي فِي سنة ثمانين وأربعمائة.
1140- عليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الطيب أَبُو القاسم الزُّهْرِيّ الكوفي العدل:
يعرف بابن غنج سَمِعَ عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العلوي وأحمد بن ناقة. توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة. سَمِعت مِنْهُ حكايات. مولده سنة ثلاث وعشرين.
1141- عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن يَعِيشَ أَبُو الْحَسَن:
سبط قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن الدامغاني. تقدم أَبُوهُ وجده وأخوه. سَمِعَ هبة اللَّه الشيباني وزاهر بْن طاهر وهبة اللَّه الحريري وروى عَلَى كره مِنْهُ. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. أخبرنا ابْنُ يعيش، أخبرنا ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. ولد فِي شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة وتوفي في صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء عَبْد الواحد وابن عَبْد الدائم.
1142- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن المسلم أَبُو الْحَسَن السلمي الدمشقي:
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/286. وذيل طبقات الحنابلة 1/366(15/305)
يعرف بابن الشهرزوري الفقيه الشَّافعيّ. كَانَ جَدّه يلقب جمال الْإِسْلَام. وقدم هَذَا بغداد سنة إحدى وستمائة فسمعوا مِنْهُ وعاد وتوفي فِي طريقه بحمص وله سبع وخمسون سنة.
1143- عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن أَحْمَدَ الخراز أَبُو الْحَسَن:
سَمِعَ ابْنُ الطلاية وسعيد بْن البناء وغيرهما. سَمِعَ مِنْهُ بعض الطلبة وانقطع بطريق الحجاز سنة ثلاث وستمائة.
1144- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي سعد الموصلي الأصل البغدادي المولد أَبُو الْحَسَن الخياط أخو سُلَيْمَان:
سَمِعَ بإفادة أخيه يُوْسٌف من عَبْد الوهاب الأنماطي والحسين سبط الخياط وأبا مَنْصُور (كذا) بْن خيرون وإبراهيم بْن نبهان الرقي وأبا البدر الكرخي والسلال وكان صحيح السماع. توفي فِي جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وستمائة فِي عشر التسعين.
أخبرنا عليّ، أخبرنا السلال.
1145- عليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد أَبُو الحسن المقرئ بن السقاء الحريمي:
سَمِعَ المبارك بْن أَحْمَد وسعيد بْن البناء وأحمد بْن أَحْمَد الخراز وأبا الوقت وسكن بنواحي دجيل وكان يأتي بغداد ونسمع مِنْهُ. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم المبارك بْن أَحْمَد، أخبرنا أَبُو نصر الزينبي. ولد فِي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة بقرية حربي.
1146- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عدنان أَبُو الْمُخْتَار العلوي:
أخو مُحَمَّد. أخبرنا قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن البطي. ولد سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
1147- عليّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن العمري:
سَمِعَ أبا الوقت. سَمِعَ مِنْهُ بعض أصحابنا. توفي في رمضان سنة تسع عشرة وستمائة.
1148- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن المعمر أَبُو طَالِب الحاجب:
من بيت رئاسة وتقدم. سَمِعَ أحد بْن عَبْد الغني الباجسرائي وابن البطي وابن(15/306)
الخشاب قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي. ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
1149- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن عَبْد الواحد أَبُو الْحَسَن بْن الأثير الجزري [1] :
نشأ بها وسكن الموصل وسمع أبا الفضل الطوسي وقدم بغداد رسولا، وسمع يعيش ابن صدقة وعبد المنعم بْن كليب وسمع بالشام والقدس وكان منقطعًا إلى الاشتغال بالخير والعلم. قَالَ لي: ولدت فِي جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
أنشدني لبعضهم.
1150- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن السكن أَبُو الْحَسَن الحاجب بْن المعوّج:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السكن، أخبرنا ابْنُ البطر. فذكر حديثًا.
ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
1151- عَلِيّ بْن المبارك بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الوهاب بْن نغوبا أَبُو الْحَسَن الواسطي المعدل من بيت حديث:
سَمِعَ أبا نعيم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجماري وأبا نعيم بْن زبزب وأبا الأزهر عليّ بْن أَحْمَد الكتاني وخميس (كذا) الحوزي وجماعة وببغداد عَبْد الوهاب الأنماطي وعبد الباقي بن أَحْمَد النرسي وجماعة وحدث بالكثير. سَمِعَ مِنْهُ صدقة بْن الْحُسَيْن وأحمد بْن صالح بْن شافع وإبراهيم بْن الشعار وعمر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن طارق وابن الأخضر.
قلت: وأبو مُحَمَّد بْن قدامة قَالَ ابْنُ مشق: ولد سنة ست وثمانين وأربعمائة.
قَالَ المؤلف: وغرق فِي دجلة منحدرًا إلى واسط فِي ذي القعدة سنة ثمان وستين وخمسمائة وأبوه من شيوخ الكندي.
1152- عليّ بْن المبارك بْن بكري أَبُو الْحَسَن:
سَمِعَ أبا عليّ بْن المهدي وأبا الغنائم بْن المهتدي بالله وهبة اللَّه بْن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ وعمر العُليمي. توفي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة في جمادى الأولى.
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 5/127. والعبر 5/120. ووفيات الأعيان 1/378.(15/307)
1153- عليّ بْن المبارك بْن هبة اللَّه الهاشمي أَبُو المعالي القصري:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا مَنْصُور القزاز وأبا الْحَسَن بْن صرما. سَمِعَ مِنْهُ عمر القرشي وتميم البندنيجي وغيرهما. توفي في ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
1154- عليّ بْن المبارك بْن عَبْد الباقي بْن بانويه أَبُو الْحَسَن النحوي يعرف بابن الزاهدة [1] :
قَرَأَ النحو عَلَى أَبِي السعادات بْن الشجري وعلى أَبِي جَعْفَر التكريتي وغيرهما وأقرأ النَّاس مدة وتخرج بِهِ جماعة، وانقطع بأخرة بمنزله. توفي فِي آخر سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
1155- عليّ بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن جَابِر بن الحسن بن محمويه أبو الحسن ابن أَبِي المظفر المعدل:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا نصر الْحَسَن بْن مُحَمَّد اليونارتي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. ولد سنة عشر وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ست وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1156- عليّ بْن المبارك بْن أَحْمَد القارئ أَبُو الْحَسَن بْن المؤذن:
سَمِعَ أبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ وأبا سعد البغدادي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم القاضي أَبُو بَكْر.
فذكر حديثًا. ولد سنة ست عشرة وخمسمائة وتوفي في ربيع الأول سنة إحدى وستمائة.
1157- عليّ بْن المبارك بْن عليّ الخباز يعرف بابن أخي الحريص:
سَمِعَ سَعِيد بْن البناء وكتب عنه أصحابنا. توفي سنة سبع وستمائة أَوْ قبلها.
قلت: روى عَنْهُ الضياء.
1158- عليّ بْن المبارك بْن صافي أَبُو الْحَسَن الصوفي:
سَمِعَ جَدّه صافيًا وأبا الوقت وأبا المظفر الشبلي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت.
فذكر حديثًا من الثلاثيات. توفي فِي رمضان سنة تسع وستمائة فجأة وله أربع
__________
[1] انظر: معجم الأدباء 5/300. وإنباه الرواة 2/318. وبغية الوعاة 364.(15/308)
وسبعون سنة.
1159- عليّ بْن المبارك بْن عَبْد الواحد بْن غيلان أَبُو الْحَسَن الصائغ:
من بيت رئاسة. سَمِعَ سَعِيد بْن البناء. قرأت عَلَيْهِ عَنْهُ. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة ست عشرة وستمائة.
1160- عليّ بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن الطاهري أَبُو الْحَسَن:
يُقال إنهم من ولد طاهر بْن الْحُسَيْن الخزاعي، سَمِعَ أبا المعالي اللحاس وأبا الفتح بْن البطي وعمر بْن بنيمان وغيرهم. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الجبان. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة سبع عشرة وستمائة.
1161- عليّ بْن المبارك بْن عليّ بْن فارس أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي السعادات:
يعرف بابن الوارث سَمِعَ الكثير بنفسه وكتب الكتب الكبار ولازم حلق الحديث وكتب عن سُلَيْمَان بْن فيروز ويحيى بْن ثابت البقال وأبا مُحَمَّد (كذا) ابن الخشاب وعبد الله بن منصور الموصلي وأحمد بْن المرقعاتي وحدث وكان صدوقًا. ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة، توفي في رمضان سنة عشرين وستمائة.
1162- عليّ بْن المبارك بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحَسَن المقرئ الفقيه الشَّافعيّ الواسطي يعرف بابن باسويه وهو لقب لأحمد [1] :
قَرَأَ القراءات العشر عَلَى عليّ بْن المظفر خطيب شافيًا وأبي بكر الباقلاني وسمع معنا من أَبِي طَالِب الكتاني وأبي نصر بْن محميه ومسعود بْن قطرون وأحمد بْن سالم وتفقه ببغداد عَلَى أَبِي طَالِب صاحب ابْنُ الخلّ وعلى يعيش بْن صدقة وسمع بها من أَبِي الفتح بْن شاتيل وأبا المعالي (كذا) الفراوي وسافر إلى الشام وأقرأ النَّاس القرآن بدمشق وهو هناك عَلَى طريقة حسنة.
قلت: توفي فِي شعبان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ودفن بباب الصغير وسمع مِنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي والضياء المقدسي وابن أخته السيف وروى عَنْهُ القراءات علم الدين القاسم اللورقي وغيره حَدَّثنا عَنْهُ عَبْد الصمد بْن الحرستاني ومحمد بن قيماز والشهاب ابن مشرف.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/292. والعبر 5/128.(15/309)
1163- عليّ بْن المظفر بْن عليّ بْن حُسَيْن أَبُو القاسم بْن الظهيري والد الأعز:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن أَحْمَد الموصلي وأبا الغنائم النرسي وغيرهما وسمع مِنْهُ عُمَر بْن عليّ الْقُرَشِيّ وتميم البندنيجي وابن الأخضر.
قلت: روى عَنْهُ هُوَ وأبو مُحَمَّد بْن قدامة. قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن الخشاب: ولد سنة خمس وتسعين وأربعمائة. توفي فِي جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة فِي الطريق فجأة.
1164- عليّ بْن مَنْصُور بْن مظفر الجوهري أَبُو الْحَسَن بْن الزاهدة:
سَمِعَ أبا الوقت وابن البطي ولم يكن بذاك. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت فذكر حديثًا. توفي في ذي الحجة سنة ثمان وستمائة.
1165- عليّ بْن المرتضي بْن عليّ العلوي أَبُو الْحَسَن الأصبهاني الأصل البغدادي يعرف بالأمير السيد:
كَانَ عارفًا بالفقه عَلَى مذهب أَبِي حنيفة وكان من أعيان النَّاس.
أَنْبَأَنَا عُمَرُ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُرْتَضَى، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَالِكِيِّ، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا معاذ ابن أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَادِمَ اللَّذَّاتِ» .
توفي فِي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
1166- عليّ بْن نصر بْن هارون المقرئ أَبُو الْحَسَن الحلي:
سكن بغداد وصحب صدقة بْن وزير وقرأ الأدب عَلَى أَبِي مُحَمَّد بْن الخشاب ثُمَّ عَلَى أَبِي البركات الأنباري وتكلم فِي الوعظ وسمع أبا المظفر بْن التريكي ومحمود بْن عَبْد الدائم وابن البطي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مُحَمَّد بْن أَحْمَد الهاشمي فذكر حديثًا. توفي فِي شوال سنة خمس عشرة وستمائة وَقَدْ قارب الثمانين.
1167- عليّ بْن النفيس بْن بورنداز بْن الحسام أَبُو الْحَسَن أحد الحجاب [1] :
__________
[1] انظر: العبر 5/94. وشذرات الذهب 5/109.(15/310)
سَمِعَ أبا الوقت ومحمود فورجة وعمر بْن عليّ الصيرفي وابن البطي وغيرهم. قرأت عَلَيْهِ وأنا أسمع: أخبرنا فورجه. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
قلت: روى عنه أبو عبد الله البرازلي والسيف بن المجد والتقي ابن الواسطي وابن الزين وأجاز لإسماعيل بْن الفراء ولمحمد بْن عليّ الواسطي ولأبي المعالي الأبرقوهي.
توفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
1168- عليّ بْن نابت بْن طَالِب أَبُو الْحَسَن بْن الطلباني الأزجي الحنبلي [1] :
سَمِعَ صالح بْن الرخلة وشهدة وأبا الفضل خطيب الموصل وسكن رأس عين وحدث بها وبدمشق. توفي برأس عين فِي شوال سنة ثمان عشرة وستمائة.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ المقادسة الشَّيْخ الضياء وابن أخيه.
1169- عليّ بْن هبة اللَّه البزار الْبَصْرِيّ المغفل:
سَمِعَ الكثير بنفسه وكتب بخطه لَهُ حكايات فِي التغفل منها ما حكاه بعضهم أَنَّهُ رُئي يمشي ويداه مبسوطتان كأنه يعانق شيء (كذا) فَقَالَ: ما شأنك؟ قَالَ: إن أمي إجّانة هَذَا القدر. وقَالَ آخر: لقيته ومعه كوز نحاس فِيهِ زيت يقطر من أسفله، فأعلمته وقلت: لعل فِيهِ خرم (كذا) يجري مِنْهُ فلما سمعه قلبه فِي الحال وجعل ينظر إلى أسفله، فساح الدهن عَلَى ثيابه وتركته متعجبًا وانصرفت. سَمِعَ أبا عليّ بْن المهدي وابن الحصين وكان صالحًا. توفي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
1170- قلت: عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن خلدون أَبُو المعالي الواعظ:
ولد ببغداد ونشأ بالكوفة وحج ودخل مصر فتعلم الوعظ بها ثُمَّ قدم دمشق وسمع بها من ابْنُ الموازيني واستوطنها حتَّى مات فِي ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة عن ثلاث وتسعين سنة ممتعًا بحواسه. ذكره أَبُو المواهب بْن صصرى في معجمه وروى عَنْهُ هُوَ وجماعة، آخرون روى عَنْهُ مكي بْن علان.
1171- عليّ بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن البخاري أبو المحاسن بن أبي البركات [2] :
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/125.
[2] انظر: طبقات الشافعية 4/284. ومرآة الزمان 8/281.(15/311)
والد قاضي القضاة أبي طالب. شيخ فقيه بارع، تفقه عَلَى أسعد الميهني وسمع أبا القاسم بْن بيان وأبا عليّ بْن نبهان ودخل قونية وولي قضاءها. توفي سنة خمس وستين وخمسمائة بها.
1172- عليّ بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السميع أَبُو تمام بْن أَبِي الفخار الهاشمي:
كَانَ خطيب جامع فخر الدولة بْن المطلب. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مُحَمَّد بْن البطي، أخبرنا حمد الحداد. فذكر حديثًا. ولد بعد الخمسين وخمسمائة بأشهر.
قلت: عُمَر دهرًا وتفرد فِي وقته وتوفي في سنة إحدى وأربعين وستمائة.
1173- عليّ بْن يَحيى بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن الطراح أَبُو الْحُسَيْن المدير بْن أَبِي مُحَمَّد:
سَمِعَ الكثير من أَبِيهِ وأبي القاسم بْن الحصين وأبي القاسم الشروطي وأبي القاسم الحريري ومحمد بْن الْحُسَيْن الإسكاف وجماعة وحدث بالكثير. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأنبأنا قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْر الإسكاف، أخبرنا مُحَمَّد بْن عليّ الخياط أَبُو بَكْر. فذكر حديثًا. ولد سنة إحدى وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
1174- عليّ بْن يَحيى بْن إِسْمَاعِيل الكاتب:
سَمِعَ مِنْهُ جماعة وجدوا لَهُ إجازة من أَبِي سعد المطرز وغانم البرجي وأبي علي الحداد ولم يكن لَهُ سماع. توفي فِي ذي الحجة سنة تسعين وخمسمائة.
1175- عليّ بْن يَحيى بْن حسن بْن بركة القطان أَبُو الْحَسَن بْن أخت الشَّيْخ أَبِي الفرج بْن الجوزي:
سَمِعَ بإفادة خاله من أبي الفضل الأرموي وابن ناصر وأجاز لي قاضي المرستان قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الأرموي. فذكر حديثا. توفي في رمضان سنة تسع وستمائة.
1176- عليّ بْن يَحيى بْن عِيسَى بْن الأرتس الأنباري:
سَمِعَ ببلده يَحيى بْن عليّ الخطيب الأنباري وقدم بغداد فسمع بها من أَبِي المظفر بْن هبيرة وأبي مُحَمَّد بْن الخشاب وأبي زرعة المقدسي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم يَحيى بْن علي ابن مُحَمَّد أخبرنا أَبِي، أخبرنا أَبُو عُمَر بْن مهدي. فذكر حديثًا ولد فِي رجب سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة خمس عشرة وستمائة.(15/312)
1177- علي بن يوسف بن أبي الكرم الحَمّامي أَبُو القاسم:
ابْنُ أخت أَبِي الكرم بْن صبوخا، من ساكني الظفرية. سَمِعَ أبا الوقت وأبا المظفر بْن هبيرة وأحمد بْن المقرب. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت فذكر حديثًا من المائة. ولد سنة ثمان وأربعين خمسة مائة.
قلت: فِي شوال وسمع أيضًا يَحيى بْن ثابت وأبا زرعة المقدسي وروى عَنْهُ ابْنُ النجار وأبو المعالي الأبرقوهي وكان ثقة، حسن الأخلاق، يرجع إلى معرفة ونباهة.
توفي فِي رجب سنة إحدى وعشرين وستمائة.
1178- عليّ بْن يعيش بْن سعد بْن القواريري أخو عَبْد الرَّحْمَن:
وافر الهمة، كَثِير الطلب، سَمِعَ الكثير من ابْنُ الحصين وأحمد بْن الإسكاف وقاضي المرستان. سَمِعَ مِنْهُ عَبْد الجبار ابن الشَّيْخ عَبْد القادر وعلي بْن أَحْمَد بْن وهب. بلغنا أَنَّهُ خرج إلى همذان قاصدًا أبا الوقت قبل قدومه بغداد فمات بهمذان سنة [ ... ] وخمسين وخمسمائة.
1179- عليّ بْن أَبِي السعادات بْن عليّ بْن مَنْصُور الهاشمي أَبُو الْحَسَن الخراط:
سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وحدث عَنْهُ بجزء ابْنُ عرفة. سَمِعَ مِنْهُ سَعِيد بْن المبارك وأبو بَكْر الخباز وقَالَ: توفي فِي صفر سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
1180- عليّ بْن أَبِي الأزهر المقرئ يعرف بابن البتتي:
كَانَ حسن القراءة، سريعًا جدًا، قَرَأَ عَلَى شيخنا أَبِي شجاع بْن المقرون فِي يَوْم واحد من طلوع الشمس إلى غروبها القرآن الكريم ثلاث مرّات، وقرأ المرة الرابعة إلى سورة وَالطُّورِ
فِي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة فِي رجب بمشهد من جماعة من القراء وغيرهم ولم يخف شيئًا من قراءته. وما سمعنا أن أحدًا قبله بلغ هَذِهِ الغاية. توفي في رمضان سنة سبع وستمائة ببغداد. وذكر ابْنُ النجار أيضًا.
1181- عليّ بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي العلاء الخياط أَبُو الْحُسَيْن بْن الأرمني الأزجي:
سَمِعَ إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مَالِك العاقولي وسعيد بْن البناء. قرأت عَلَيْهِ. فذكر(15/313)
حديثا. توفي سنة عشر وستمائة.
1182- عليّ بْن أَبِي الأزهر بْن عليّ بْن خليفة العطار أَبُو الْحَسَن الحربي:
سَمِعَ من عمه عُمَر بْن عليّ وسعيد بْن البناء حضورًا. توفي فِي ربيع الأول سنة ثمان عشرة وستمائة. أخبرنا عليّ، أنبأنا ابْنُ البناء.
1183- عليّ بْن أَبِي الفرج بْن أَبِي المعالي بْن الدبّاب:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المادح. كتب عَنْهُ أصحابنا. توفي فِي ذي القعدة سنة تسع عشرة وستمائة.
1184- عليّ بْن أَبِي بَكْر بْن إدريس أَبُو الْحَسَن الزَّاهِد:
من أهل بعقوبا. سَمِعَ الشَّيْخ عَبْد القادر الجيلي وسَمِعَ مِنْهُ جماعة من أصحابنا توفي فِي سلخ ذي القعدة سنة تسع عشرة وستمائة ببعقوبا.
1185- عليّ بْن أَبِي الفرج بْن جَعْفَر بْن كبّة الْبَصْرِيّ الأصل البغدادي:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي قراءة. فذكر من جزء البانياسي.
قلت: توفي سنة أربع وثلاثين وستمائة.
1186- الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الهاشمي:
رَجُل صالح، حسن الطريقة، بنى رباطًا للفقراء. قرأت عليه: أخبركم ابْنُ البطي قراءة. فذكر حديثًا. توفي في شعبان سنة خمس عشرة وستمائة.
1187- عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز أَبُو نصر:
سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وغيره وذكره ابْنُ السمعاني فِي كتابه وقَالَ: حدث بعد خروجي من بغداد. أخبرنا ابْنُ الأخضر، أخبرنا أَبُو نصر. فذكر حديثًا. ولد سنة خمسمائة وتوفي فِي صفر سنة أربع وستين.
قلت: حَدَّثنا عَبْد الحافظ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة، أخبرنا أَبُو نصر عِيسَى الكلوذاني، أخبرنا أَبُو عليّ بْن نبهان. فذكر حديثًا.
1188- عيسى بن أحمد بن محمد بن عبيد الهاشمي العباسي أبو هاشم الدوشابي [1] :
__________
[1] انظر: العبر 4/225. والنجوم الزاهرة 6/86. وشذرات الذهب 4/252.(15/314)
منسوب إلى مُحَمَّد دوشاب بْن عليّ: أحد أجداده، وأبو هاشم كَانَ هرّاسًا من باب الأزج، ما أظنه سَمِعَ من غير الْحُسَيْن بن البسري. روى عَنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني فِي كتابه وأجاز لنا. توفي فِي رجب سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ البهاء عَبْد الرَّحْمَن وأبو بَكْر قاضي حرّان، وحمد بْن صُديق وأبو الحسن بْن المقيرّ وجماعة.
1189- عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن الفضل الوراق:
سبط أَبِي السعود بْن المجلى. من بيت حديث. سَمِعَ جَدّه لأمه وهبة اللَّه بْن الحصين وابن ملوك وكان ذا نسك وعبادة. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر القرشي وابن مشق وأجاز لنا. توفي فِي ذي الحجة سنة تسع وثمانين وخمسمائة وله خمس وستون سنة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1190- عتيق بْن عَبْد العزيز بْن عَليّ بْن أصيلا أَبُو بَكْر الخباز الحربي:
والد عَبْد الرَّحْمَن. ذكره أَبُو سعد بْن السمعاني فِي موضعين من كتابه فيمن اسمه مُحَمَّد وفيمن اسمه المبارك فوهم فيهما بل اسمه عتيق، هكذا ذكره الَّذِينَ سمعوا عَنْهُ:
عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن سلمان وابن مشق وابن الأخضر وغيرهم سَمِعَ أبا الْحُسَيْن أحمد ابن عبد القادر بن يوسف وعبد الواحد بن علوان الشيباني. ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرحمن والبهاء المقدسي.
1191- عتيق بْن بدل بْن هلال أَبُو بَكْر الزنجاني الأصل الْمَكِّيّ:
قدم من مكَّة مَعَ أَبِيهِ وسمع أبا الفتح بْن البطي وأبا بكير بْن النقور وغيرهما، وبهمذان الحافظ أبا العلاء. وبزنجان عُمَر بْن أَحْمَد الخطيبي وعاد إلى مكَّة، قرأت عَلَيْهِ بمكة: أخبركم سعد اللَّه بْن مُحَمَّد. فذكر حديثًا. ولد تقريبًا سنة ست وأربعين وخمسمائة وتوفي سنة ثمان عشرة وستمائة.
1192- عرفة بْن عليّ بْن حسن بْن عليّ بْن حُسَيْن أَبُو المكارم البندنيجي يعرف بابن بصلا الفقيه الشافعي [1] :
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 5/125.(15/315)
صحب أبا النجيب السُّهْرَوَرْدي ولازمه وسَمِعَ عَبْد الصبور الهروي وأبا الفضل الأرموي وغيرهما وبقي سنين يتغذى بشرب اللبن ولا يطعم الخبز وكان مشتغلًا بنفسه. أخبرنا عرفة، أخبرنا الأرموي. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة اثنتين وستمائة فِي عشر الثمانين.
1193- عوض بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ بْن خلف البرداني أَبُو مُحَمَّد المقرئ:
من ساكني باب المراتب. سَمِعَ ابْنُ الحصين وقَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه البارع وعلى أَبِي بَكْر المزرفي وكان لا يعرف الخط. قرأت عَلَيْهِ ببعض العشرة بعض القرآن وأجاز لي. توفي فِي رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
1194- عوض بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن أَبِي غالب البزار:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيش الفارقي قراءة، أخبرنا عَبْد العزيز الأنماطي، أخبرنا المخلص. فذكر حديثًا. توفي فِي محرم سنة سبع وتسعين وخمسمائة. روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1195- عبّاد بْن الْحُسَيْن بْن غانم الطائي أَبُو مَنْصُور الوزير:
وزير بعض ملوك العجم. سَمِعَ بأصبهان أبا بَكْر بْن ريذة وحمزة بْن الْحُسَيْن. حدث ببغداد فسمع مِنْهُ أَبُو الوفاء أَحْمَد بْن الحصين وعلي بْن مُحَمَّد بْن فتون وأبو طاهر السلفي وذكره فِي شيوخه بها.
1196- عقيل ابْنُ الْإِمَام أَبِي الوفاء عليّ بْن عقيل الحنبلي [1] :
تفقه عَلَى أَبِيهِ وكتب خطًا فِي غاية الجودة ونظم الشعر. توفي سنة عشر وله تسع وعشرون سنة.
1197- عطاء بْن عَبْد المنعم الخاني أَبُو الغنائم الأصبهاني:
قدم للحج سنة ستين وخمسمائة وحدث ببغداد عن غانم البرجي. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن القرشي وأبو الفتوح الحصري.
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/65. والمنتظم 9/186.(15/316)
1198- عِمْرَانَ بْن مَنْصُور بْن عِمْرَانَ أَبُو نعيم الباقلاني:
أخو أَبِي بَكْر، المقرئ، سَمِعَ نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مخلد وأبا الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام وأبا عَبْد اللَّه الجلابي وأجاز لَهُ ابْنُ الحصين وجماعة.
كتبت عَنْهُ بواسط. ولد سنة عشرين وخمسمائة وتوفي بواسط سنة إحدى وستمائة.(15/317)
حرف الغين
1199- غالب بْن ثعلب بْن جَعْفَر بْن أحمد السراج أبو الرضا ابن أَبِي المعالي:
قَالَ عُمَر الْقُرَشِيّ: ذكر غالب لنا أَنَّهُ سَمِعَ من جَدّه. وسنه تحتمل ذلك ووجدنا سماعه من أبيه فقرأ عَلَيْهِ: أخبرنا أَبُو القاسم الحنائي بدمشق، أخبرنا الكلابي. فذكر حديثًا. ولد تقريبًا سنة تسعين وأربعمائة. وقَالَ عَبْد اللَّه بْن الخباز: توفي سنة خمس وثمانين. ولست من قول عَبْد اللَّه عَلَى ثقة لكثرة وهمه.
1200- غنيمة بْن يُوْسٌف بْن غنيمة:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وأجاز لجماعة في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
1201- غياث بْن الْحَسَن بْن سَعِيد بْن أَحْمَد الْحَسَن بْن البناء أَبُو بَكْر:
من بيت الرواية وكلهم سَمِعَ وحدث. سَمِعَ جد أَبِيهِ أبا غالب وأبا القاسم بْن الحصين وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن جحشويه سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن الأخضر وقَالَ لي ابْنُ الأخضر: سَمِعت مِنْهُ ومن أَبِيهِ ومن جَدّه. أخبرنا غياث، أخبرنا ابْنُ الحصين.
فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عنه ابن خليل.(15/318)
حرف الفاء
1202- الفضل بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد بْن المطلب:
سَمِعَ أبا الْحَسَن العلاف وأبا طَالِب بْن يُوْسٌف. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومكي الغراد وتوفي بطريق خراسان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
1203- الفضل بْن عُمَر بْن مَنْصُور أَبُو مَنْصُور الكاتب يعرف بابن الرائض [1] :
من أهل باب الأزج. قَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي الْحَسَن البطائحي وسمع مِنْهُ ومن الأسعد بْن يلدك وخديجة بِنْت النهرواني وكتب الخط المليح عَلَى طريقة ابْنُ البّواب.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وستمائة.
1204- فرج بْن عَبْد اللَّه مَوْلَى أَبِي القاسم بْن طراد:
سَمِعَ من طراد وابن طلحة النعالي. حَدَّثنا عَنْهُ عُمَر بْن طبرزذ.
1205- الفتح بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب أَبُو الفرج بْن أبي مَنْصُور بْن أَبِي الفتح [2] :
من أهل بيت حديث وكلهم ثقات. سَمِعَ مُحَمَّد بْن أَحْمَد الطرائفي ومحمد بْن علي ابن الداية وأبا الفضل الأرموي وأبا مَنْصُور نشتكين وغيرهم. سمعنا مِنْهُ. ولد يَوْم عاشوراء من سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي وأبو الفتح بْن الحاجب والقاضي شمس الدين ابن العماد والسيف أَحْمَد بْن عِيسَى وأبو إِسْحَاق بْن الواسطي وأبو الفرج بْن الزين وأبو المعالي الأبرقوهي وعبد الرَّحْمَن المكبر البغدادي وجماعة كثيرة، وكتبت عنه أبو الفتح ابن الحاجب وقَالَ: شيخنا بقية بيته، صارت إِلَيْه الرحلة من البلاد وتكاثر عَلَيْهِ الطلبة واشتهر وكان من ذوي المناصب والولايات فترك الخدمة واقتنع بالكفاف وأضرّ بأخرة. وكان كَثِير الأمراض حتَّى أقعد وكان محققًا لسماعاته إلا أَنَّهُ لم يكن يحب الرواية لمرضه واشتغاله بنفسه وكان كَثِير الذكر ذا هيبة ووقار وكان يتوالى ولم يظهر لنا منه ما نكره بل كَانَ يترحم عَلَى الصحابة ويلعن من يسبهم وكان صحيح السماع
__________
[1] انظر: غاية النهاية 2/10.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/269. وشذرات الذهب 5/116. والعبر 5/100.(15/319)
ثقة. سَمِعَ جَدّه وأبا القاسم بْن أَبِي شريك وعلي بن نور الهدى والحسين الزينبي وأبا الكرم الشهرزوري وأبا الوقت وذكر الذين ذكرهم ابْنُ الدبيثي وقَالَ: توفي فِي رابع عشرين محرم سنة أربع وعشرين وستمائة قرأت ذَلِكَ كُلِّه بخط ابْنُ الحاجب، وعده الضياء مُحَمَّد فِي الشيوخ الَّذِينَ أجازوا لَهُ. وشيوخ الفتح فِي مشيخته: جَدّه أَبُو الفتح وأحمد بن محمد ابن الأخوة وابن الداية ونور الهدى الزينبي وابن الطرائفي وأحمد الميهني وأبو الكرم الشهرزوري ونوشتكين والأرموي وابن الحاسب وسعيد بْن البناء وأبو بَكْر الزاغوني وأبو الوقت وابن خضير وابن الخل.
1206- فارس بْن أَبِي القاسم بْن فارس أَبُو مُحَمَّد الحفار الحربي:
سَمِعَ عليّ بْن مُحَمَّد الهمذاني وأحمد بْن عليّ بْن قريش وهبة اللَّه بْن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن سلمان وأبو بَكْر بْن مشق وأجاز لنا. توفي فِي شوال سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1207- فوارس بْن موهوب بْن عَبْد اللَّه بْن الشباكية أَبُو الهيجاء الخفاف:
سَمِعَ إِسْمَاعِيل بْن ملة. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن صالح بْن شافع وعمر الْقُرَشِيّ ومكي الغراد وروى لنا عَنْهُ جماعة. ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة تقريبًا وتوفي فِي ذي الحجة سنة تسع وستين وخمسمائة.
1208- فضلاك بْن خلف بْن فضلاك بْن أَبِي البركات أَبُو مُحَمَّد القصار:
تقدم أَبُوهُ وأخوه. سَمِعَ إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وعبد الملك الكروخي. قرأت عَلَيْهِ أخبركم إِسْمَاعِيل. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فجأة.
قلت: روى عنه ابن خليل.(15/320)
حرف القاف
1209- القاسم بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن علي الهاشمي أبو نصر ابن قاضي القضاة أَبِي القاسم بْن نور الهدى أَبِي طَالِب الزينبي [1] :
تولى هَذَا أقضى القضاة شرقا وغربا سنة ست وخمسين وخمسمائة وناب عَنْهُ فِي الحكم بمدينة السَّلام أَبُو الخير مَسْعُود اليزدي. وأبو نصر هَذَا شاب عالم بالفقه عَلَى مذهب أبي حنيفة وحدث عن أَبِيهِ. توفي فِي المحرم سنة ثلاث وستين وخمسمائة وله ثلاث وثلاثون سنة.
1210- القاسم بْن مظفر بْن قاسم المؤذن أَبُو عَبْد اللَّه الحربي يعرف بابن سابان:
روى عن القاضي أَبِي بَكْر مغازي الواقدي. حَدَّثنا قَالَ: أنبأنا أَبُو بَكْر قراءة.
فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
1211- القاسم بْن يَحيى بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم الشهرزوري أَبُو الفضائل [2] :
قاضي القضاة شرقًا وغربًا، من بيت معروف بالقضاء والتقدم. تفقه ببغداد بالنظامية إذ مدرسها أَبُو المحاسن يُوْسٌف بْن بندار وخرج إلى الشام والتحق بصلاح الدين ملك الشام ومصر وكان ينفذه فِي الرسائل، وبعد وفاته قدم بغداد فولى قضاء القضاة فِي سنة خمس وتسعين وخمسمائة فبقي سنتين واستعفى من القضاء وطلب الأذن فِي رجوعه إلى حيث كَانَ. فأذن لَهُ. سَمِعَ من أَبِي طاهر بْن سلفة بثغر الإسكندرية وروى عَنْهُ. توفي بحماة في رجب سنة تسع وتسعين وخمسمائة وله خمس وستون سنة.
1212- قثم بْن طلحة بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الزينبي أَبُو القاسم [3] :
نقيب النقباء ابن نقيب النقباء أَبِي أَحْمَد يعرف بابن الأتقى. ولي النقابة وولي حجابة باب النوبي وكان ذا فضل وترسل ومعرفة بالأيام. سَمِعَ ابْنُ البطي وابن المقرّب
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 1/411. والمنتظم 10/200.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/342. وطبقات الشافعية 4/298. والعبر 4/308. وذيل الروضتين 35.
[3] انظر: معجم الأدباء 6/203.(15/321)
وأخبرنا عن ابْنُ البطي. فذكر حديثًا. ولد سنة خمس وخمسمائة وتوفي سنة سبع وستمائة.
1213- قريش بْن سبيع بْن المهنا بْن السبيع الحسيني أَبُو مُحَمَّد الْمَدَنِيّ:
قدم بغداد وسكنها وسمع ابْنُ البطي وابن النقور وأبا مُحَمَّد بن الخشاب والمبارك ابن خضير. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي. فذكر حديثا. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بالمدينة وتوفي فِي ذي الحجة سنة عشرين وستمائة ببغداد.(15/322)
حرف الكاف
1214- كامل بْن عَبْد الجليل بْن أَبِي تمام الهاشمي أَبُو الفضائل الحريمي.
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو مَنْصُور بْن زريق، أخبرنا ابْنُ المسلمة. فذكر حديثًا. توفي فِي جمادى الآخرة سنة ستمائة وَقَدْ قارب الثمانين.
قلت: روى عَنْهُ عَبْد اللطيف.
1215- كرم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن يعرف بابن قنية الدارقزي.
سَمِعَ الكثير بنفسه من أَبِي المواهب بْن ملوك وأبي غالب بْن البناء وابن حبيش وقاضي المرستان وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّد بْن المبارك بْن مشق وابنه أَبُو نصر وصفية بِنْت عَبْد الجبار وغيرهم. توفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة وَقَدْ أضرّ.
1216- كرم بْن بختيار بْن عليّ الزَّاهِد [1] :
. أحد الصالحين. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ مشق وعبد العزيز بْن الأخضر وأحمد بْن أَبِي بَكْر البزاز، توفي فِي ذي الحجة سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/350.(15/323)
حرف اللام
1217- الليث بْن عليّ بْن مُحَمَّد أبو الفتح بْن البُوراني:
سَمِعَ شيئًا يسيرًا من أَبِي بَكْر القاضي ومحمد بْن مُحَمَّد بْن أسد وعمر دهرًا. قرأت عَلَيْهِ: أخبرنا أَبُو بَكْر، أخبرنا أَبُو يعلى. فذكر حديثًا. ذكر ما يدل أن مولده بعد الخمسمائة بيسير وتوفي في ربيع الأول سنة ستمائة.
حرف الميم
1218- المبارك بْن أَحْمَد بْن زريق الحداد أَبُو الفتح المقرئ [1] :
إمام جامع واسط، أحد الموصوفين بالحفظ ومعرفة القراءات. قَرَأَ عَلَى أَبِي العز القلانسي وعلى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وغيرهما، سمع أبا نعيم الجماري وأبا بكر الحْوزي وابن كادش وابن الحصين وأقرأ القراءات وصنف فيها، وحدث روى لنا عنه ابنه المبارك وإبراهيم بْن البناء وسَمِعت الثناء عَلَيْهِ جميلًا. توفي فِي المحرم سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
1219- المبارك بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور التاجر أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي السعادات بْن الشاطر:
سَمِعَ أبا سعد الأسدي وهبة اللَّه بْن عليّ بْن الشريحي. روى عَنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ وعبد العزيز بْن الأخضر. توفي فِي رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وله سبعون سنة.
1220- المبارك بْن أَحْمَد بْن بكري:
أخو عليّ المذكور. سَمِعَ مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار المتوكلي وغيره وسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخشاب وأبو بَكْر بْن مشق. توفي فِي شعبان سنة تسع وستين وخمسمائة.
1221- المبارك بْن أَحْمَد بْن وفاء الدقاق بْن الشيرجي:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا غالب بْن البناء وقبلة القضاة. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وتميم بن
__________
[1] انظر: غاية النهاية 2/37.(15/324)
أَحْمَد البندنيجي. توفي فِي شوال سنة ثمان أربع (كذا) وثمانين وخمسمائة.
1222- المبارك بْن أَحْمَد بْن أَبِي مُحَمَّد الدينوري ثُمَّ البغدادي أَبُو مُحَمَّد الشروطي:
سبط ابْنُ السلال. سَمِعَ ابْنُ الحصين وهبة اللَّه بْن النجاري ومحمد بْن عَبْد الباقي.
سَمِعَ مِنْهُ جماعة وأجاز لنا. توفي فِي ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة.
1223- المبارك بْن أَحْمَد بْن أَبِي العز المقرئ أَبُو الفتح بْن الديك الواعظ [1] :
سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وأبا السعود بْن المجلي وأبا القاسم الحريري وغيرهم.
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وتميم البندنيجي وابن مشق وأجاز لنا. ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وتوفي في محرم سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
1224- المبارك بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الطاهري أَبُو المجد:
من بيت رواية. سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين ومريم بِنْت قريش. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وغيره. أخبرنا أَبُو المجد، أخبرنا هبة اللَّه. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وَقَدْ كمل الثمانين.
1225- المبارك بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه الهاشمي أَبُو المظفر بْن المكشوط:
خطيب جامع المنصور وغيره. قَرَأَ القراءات عَلَى مُحَمَّد بْن خَالِد الرزاز وغيره، وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من أَبِي الوقت. أخبرنا ابْنُ المكشوط، أخبرنا عنبر المنقذي، أنبأنا يحيى ابْنُ البناء. فذكر حديثًا. توفي فِي شوال سنة أربع عشرة وستمائة.
1226- المبارك بْن إِبْرَاهِيم بْن مختار بْن السيبي أَبُو مُحَمَّد الطحان:
شيخ خّير حافظ للقرآن. سمع ابن الحصين وابن حبيش الفارقي وغيرهما. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة وتوفي في شوال سنة ستمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء وعبد اللطيف وابن عَبْد الدائم.
1227- المبارك بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الباقي بْن الصّواف أَبُو نصر بْن النشف البزاز:
__________
[1] انظر: غاية النهاية 2/37.(15/325)
واسطي قَرَأَ القراءات عَلَى أَبِي الفتح المبارك بْن زريق وسمع أبا عَبْد اللَّه الجلابي وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه الآمدي وسمع ببغداد ابْنُ ناصر وكان ذا فضل وتميز أخبرنا قَالَ:
أخبرنا ابْنُ ناصر. ولد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي ذي القعدة سنة خمس وتسعين.
1228- المبارك بْن انوشتكين أَبُو القاسم العدل:
كَانَ فاضلًا أديبًا، أخذ عن ابْنُ الخشاب وأبي الحسن بن العصار وسمع أبا المظفر ابن التريكي وأبا مُحَمَّد بْن المادح وهبة اللَّه الشبلي وكان ثقة حسن الطريقة توفي فِي صفر سنة سبع وستمائة.
1229- المبارك بْن بختيار الحذاء المقرئ أَبُو الفائز:
ذكره أَبُو سعد السمعاني فسماه فائزًا ووافقه ابْنُ الأخضر وروى عَنْهُ لنا. سَمِعَ إِسْمَاعِيل بن ملة وتوفي سنة سبعين وخمسمائة.
1230- المبارك بْن الْحَسَن أَبُو مَنْصُور النعماني:
روى عن أَبِي الْحُسَيْن الطيوري كتابة. روى عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ فِي معجمه.
1231- المبارك بْن سعد اللَّه بْن المبارك بْن بركة الواسطي ثُمَّ البغدادي بْن الطحان:
سَمِعَ مَعَ أخية من ابْنُ ناصر وعبد الملك الهمذاني. سمعنا مِنْهُ. رُوِيَ عَنْهُ. توفي سنة تسع وستمائة.
1232- المبارك بْن سلمان بْن جروان بْن حُسَيْن الماكسيني الأصل البغدادي:
من أولاد الشيوخ، أخو حمزة. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأحمد بن ملوك والقاضي أبا بكر وكان صحيح السماع. أخبرنا المبارك أبو بكر. فذكر حديثا. ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين.
قلت: روى عنه يوسف بن خليل.
1233- المبارك بن صدقة بن الحسين بن يوسف المقرئ أبو بكر بن الباخرزي:
قرأ القراءات على أبي المعالي بن السمين وسمع أبا الفضل الأرموي وعبد الملك(15/326)
الكروخي. قرأت عليه: أخبركم الأرموي. فذكر حديثا. توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وستمائة وله خمس وثمانون سنة.
قلت: روى عنه الضياء.
1234- المبارك بن طاهر الخزاعي الصوفي البغدادي:
سكن أربل من صباه وكان سمع نشتكين الرضواني وابن ناصر وحدث بإربل والموصل. سمع منه أحمد بن محمد الأزجي ومطهر بن سديد. توفي سنة ستمائة.
1235- المبارك بن عبد الله بن محمد أبو منصور البغدادي:
سمع الكثير بنفسه وحضر القراءات على الشيوخ مثل هبة الله بن الحصين وزاهر الشحامي ولازم ابن ناصر فأكثر وكان خيرا متيقظا. قرأت عليه: أخبركم ابن الحصين إملاء، فذكر حديثا. توفي في سلخ رمضان سنة ست وسبعين وخمسمائة.
1236- الْمُبَارَكُ بْن عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النقور أبو الفرج ابن أبي بكر:
من بيت الرواية والإسناد: سمعه أبوه وكتب بنفسه عن ابن الحصين وأبي غالب ابن البناء وهبة الله بن الحريري والقاضي أَبِي بكر وحدث وزكي. سَمِعَ مِنْهُ إِبْرَاهِيم الشعار وعلي بْن أَحْمَد الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ. وأجاز لي ولم يتفق لي السماع مِنْهُ. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة أربع وثمانين وخمسمائة وهو آخر من بقي من بني النقور من الرجال.
1237- المبارك بْن عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد أَبُو عَبْد اللَّه بْن البردغولي:
والد عَبْد السَّلام. سَمِعَ أَحْمَد بْن عليّ بْن قريش. سَمِعَ مِنْهُ ابنه وعمر الْقُرَشِيّ. ولد سنة نيف وتسعين وأربعمائة وتوفي فِي جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
1238- المبارك بْن عَبْد الواحد بْن غيلان:
سَمِعَ ابْنُ الحصين. أجاز لنا وكتب عَنْهُ عُمَر القرشي. توفي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وَقَدْ جاوز الثمانين.
1239- المبارك بْن عليّ بْن عليّ بْن مُحَمَّد خضير أَبُو طَالِب الصيرفي:
سَمِعَ الكثير بنفسه وكتب عن مثل أَبِي سعد بْن خشيش وأبي الْحَسَن بْن العلاف(15/327)
وأبي القاسم بْن بيان وأبي الغنائم النرسي وأبي الْحَسَن بْن مرزوق وأبي طَالِب بْن يُوْسٌف ورحل إلى دمشق وحدث بالكثير ببغداد. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو الفرج بْن الجوزي وابن الأخضر وأبو طَالِب الهاشمي وغيرهم وكان ثقة.
قلت: وروى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني والموفق بْن قدامة ومنصور بْن أَحْمَد بْن المعوج.
توفي فِي ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة فجأة.
1240- المبارك بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن غنيمة الخباز أَبُو السعادات الشروطي:
قَرَأَ بشيء من القراءات عَلَى أَبِي البركات الوكيل وسمع من شجاع الذهلي وأبي القاسم بْن بيان وأبي الغنائم بْن ميمون وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن مشق وابن الأخضر وغيرهم. توفي في ربيع الأول سنة أربع وستين وخمسمائة وله خمس وسبعون سنة.
1241- المبارك بْن عليّ بْن عَبْد الباقي أَبُو عَبْد اللَّه الخياط:
سَمِعَ أبا ياسر مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الخياط وأبا الْحَسَن العلاف وغيرهم. سَمِعَ مِنْهُ الشريف الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ وأبو سعد بْن السمعاني وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر توفي فِي شوال سنة خمس وستين وخمسمائة وله ست وسبعون سنة.
قلت: روى عَنْهُ أيضًا أَبُو القاسم بْن صصرى وزين الأمناء وحدث بدمشق بإفادة الحافظ أبْي الق [....] .
1242- المبارك بْن عليّ بْن إِبْرَاهِيم أَبُو البركات المقرئ يعرف بابن نعجة:
والد عَبْد الرَّحْمَن. سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين. روى عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة عن عليّ بْن أَحْمَد الوقاياتي.
1243- المبارك بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغدادي أبو محمد ابن الطباخ [1] :
نزيل مكَّة، كَانَ يكتب العُمَر ويبيعها. سَمِعَ أبا السعادات أَحْمَد بْن أَحْمَد المتوكلي
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/253. وذيل طبقات الحنابلة 1/346. والمنتظم 10/216. ومرآة الزمان 8/365.(15/328)
وهبة اللَّه بْن الحصين وابن كادش وعبد الملك بْن يُوْسٌف وجماعة، وكتب بخطه، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وحَدَّثنا عَنْهُ جماعة. توفي بمكة فِي شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ قدامة.
1244- المبارك بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن خلف البرداني أَبُو الفائز دلال الدور:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن البناء وأبا الغنائم النرسي وأبا طَالِب بْن يُوْسٌف وغيرهم.
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو بَكْر الحازمي وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر وأجاز لي ورأيته وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وخمسمائة وولد سنة خمسمائة.
1245- المبارك بن علي بن بركة ابن أخي الحريصي:
سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا غالب بْن البناء. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وغيره وأجاز لنا.
1246- المبارك بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد الكتاني أَبُو القاسم الواسطي:
من بيت الحديث قَرَأَ القرآن عَلَى عليّ بْن عليّ بْن شيران وسمع مِنْهُ ومن أَبِي الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام والقاضي أَبِي عليّ الفارقي وأبي عَبْد اللَّه الجلابي. سَمِعت مِنْهُ بواسط. توفي فِي ربيع الأول سنة تسعين وخمسمائة وله ثلاث وثمانون سنة.
1247- المبارك بْن عليّ الْحَسَن الحلاوي:
ذكرناه فيمن اسمه الْحَسَن.
1248- المبارك بْن عليّ بْن يَحيى بْن النفيس بْن بذال أَبُو بَكْر:
أخو أَحْمَد. سَمِعَ قاضي المرستان وابن زريق القزاز وأبا بَكْر بْن الأشقر سَمِعَ مِنْهُ بعض أصحابنا وأجاز لنا. توفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
1249- المبارك بْن عليّ بن المبارك بْن عليّ بن أبي الجود أَبُو القاسم بْن أَبِي الْحَسَن الوراق [1] :
من محلة العتابيين وآباؤه من أقرباء ابْنُ الطلاية. روى عَنْهُ ببغداد والموصل قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الطلاية. فذكر حديث «كل أمر ذي بال» .
قلت: الحديث حَدَّثنا بِهِ أَحْمَد بْن إِسْحَاق الهمذاني بمصر أخبرنا المبارك ببغداد.
فذكره.
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/110. والعبر 5/96.(15/329)
قلت: فهو آخر من حدث عن ابْنُ الطلاية وشيخنا آخر من حدث عَنْهُ وكان سماعه صحيحًا. سَمِعَ مِنْهُ الحفاظ وتوفي فِي المحرم سنة ثلاث وعشرين وستمائة وَقَدْ نيف عَلَى الثمانين.
1250- المبارك بْن فارس أَبُو مَنْصُور الماوردي:
حدث بدمشق بجزء الْأَنْصَارِيّ عن قاضي المرستان. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن عليّ الفلكي وابنه مُحَمَّد وبدل التبريزي قَالَ لي بدل: دلنا عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد بْن عساكر فسمعوا مِنْهُ سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
1251- المبارك بْن مُحَمَّد بْن المعمّر أَبُو المكارم البادرائي الزَّاهِد:
سَمِعَ نصر بْن البطر ومحمد بْن عَبْد العزيز الخياط وأبا بَكْر الطريثيثي وأبا الخطاب ابن الجراح والعلاف. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وتميم البندنيجي وعبد القادر الرهاوي.
وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو طَالِب الهاشمي وعلي بْن ثابت.
قلت: وروى عَنْهُ أيضًا الحافظ عَبْد الغني والإمام ابْنُ قدامة. توفي في جمادى الآخرة سن سبع وستين وخمسمائة.
1252- المبارك بْن مُحَمَّد بْن مكارم بْن سكينة أَبُو المظفر:
من أبناء النَّاس. سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وغيره وسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن الأخضر وغيرهما. توفي فِي رجب سنة أربع وسبعين وخمسمائة وله ثلاث وسبعون سنة بسواد العراق.
1253- المبارك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْكَرِيمِ بْن أَبِي الفوارس الهاشمي أَبُو الفتوح البزار صاحب الْأَنْصَارِيّ:
سَمِعَ ابْنُ بيان وابن نبهان وغيرهما وقرأ بشيء من القراءات عَلَى أَبِي بَكْر المزرفي.
سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعبد العزيز بْن الأخضر. ولد سنة اثنتين وخمسمائة، وتوفي فِي ذي القعدة سنة خمس وسبعين.
1254- المبارك بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الواسطي أَبُو جَعْفَر بْن أَبِي طاهر:
أخبرنا قراءة حَدَّثنا جَعْفَر السراج كتابة. توفي بعد سنة ست وسبعين وخمسمائة.
1255- المبارك بْن مُحَمَّد بْن يَحيى بْن عليّ بْن الزبيدي أَبُو بَكْر وقيل أَبُو عَبْد اللَّه الواعظ:(15/330)
قدم مَعَ أَبِيهِ بغداد وهو صغير فسكنها وتكلم فِي الوعظ وسمع من أَبِيهِ ومن أَبِي غالب بْن البناء. علقت عَنْهُ أناشيد. ولد سنة أربع وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمانين وخمسمائة.
1256- المبارك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن عَبْد الواحد أَبُو السعادات الجزري ثُمَّ الموصلي ابْنُ الأثير الكاتب [1] :
لَهُ معرفة تامة بالأدب وكتب لأمراء الموصل وقرأ بها النحو عَلَى أَبِي مُحَمَّد بْن الدهان وسمع يَحيى بْن سعدون وخطيب الموصل وسمع ببغداد من ابْنُ كليب وابن سكينة وصنف كتبا فِي النحو والحديث وشرح غريب الحديث وانتفع بِهِ النَّاس وصنف جامع الأصول وكان متقنًا ذا فنون كَثِير البر والمعروف. حَدَّثَنِي أخوه عليّ أَنَّهُ ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة وتوفي في ذي الحجة سنة ست وستمائة بالموصل.
1257- المبارك بْن المبارك بْن هبة اللَّه بْن عليّ أَبُو القاسم بْن أَبِي المعالي التاجر يعرف بابن المعطوش:
سَمِعَ أبا العز مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. قَالَ لي أخوه أَبُو طاهر توفي بدمشق سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
1258- المبارك بْن المبارك بْن صدقة السمسار أَبُو الفضل الخبّاز:
سَمِعَ ابْنُ طلحة النعالي وغيره وسمع منه عمر القرشي وعلي الزيدي وابن مشق وروى لنا عَنْهُ أَحْمَد بْن أَحْمَد البزار وعمر بْن جَابِر. توفي فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وخمسمائة وقد نيف عَلَى الثمانين.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة وقَالَ: سَمِعَ من طراد.
1259- المبارك بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد أَبُو بَكْر بْن الحكيم الخياط:
سَمِعَ أبا الْحَسَن العلاف وشجاعًا الذهلي وأبا عليّ بْن المهدي وأبا الغنائم بْن المهتدي بالله. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الحسن الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ والياس بْن جامع وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. توفي فِي رمضان سنة ست وتسعين وخمسمائة وولد تقريبا سنة خمسمائة.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/198. وبغية الوعاة 385. وطبقات الشافعية 4/153. والعبر 5/19. ووفيات الأعيان 2/188. وإنباه الرواة 2/257(15/331)
1260- المبارك بْن المبارك بْن زَيْد أَبُو الكرم بْن الطبقي المقرئ الكوفي:
نزيل بغداد سَمِعَ ثابت بْن بندار والعلاف وابن بيان. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ شافع وعمر الْقُرَشِيّ. توفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1261- المبارك بْن المبارك بْن المبارك الكرخي أَبُو طَالِب الفقيه الشَّافعيّ [1] :
صاحب ابْنُ الخل كَانَ فقيهًا بارعًا دينًا مدرسًا يكتب خطًا مليحًا، درس بالنظامية بعد أَبِي الخير القزويني فِي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وكان ذا جاه وقبول. سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين والقاضي أبا بَكْر. سَمِعَ مِنْهُ عمر القرشي وأبو بَكْر الحازمي وتفقه بِهِ جماعة. توفي فِي ذي القعدة سنة خمس وثمانين وخمسمائة وله اثنتان وثمانون سنة.
1262- المبارك بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن زريق الحداد أَبُو جَعْفَر بْن الشَّيْخ أَبِي الفتح إمام واسط هُوَ وأبوه [2] :
قَرَأَ عَلَى أَبِيهِ القراءات وسمع الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقي ونصر بْن مُحَمَّد بْن مخلد والجلابي والمبارك بْن نغوبا وقدم بغداد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة فقرأ القراءات الكثيرة عَلَى الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وأجاز لَهُ أَبُو طَالِب بْن يُوْسٌف وابن الحصين وأقرأ النَّاس وحدث زمانًا.
1263- المبارك بْن المبارك:
قَرَأَ عَلَيْهِ القراءات وكان صدوقا وقدم بغداد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وحدث أخبرنا ابن رزيق أخبرنا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيّ. فذكر حديثًا.
ولد سنة تسع وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة ست وتسعين وخمسمائة بواسط.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1264- المبارك بْن المبارك بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن سكينة الأنماطي أَبُو مُحَمَّد البيّع:
حَدَّثنا قَالَ: أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ قراءة. توفي فِي ربيع الأول سنة سبع
__________
[1] انظر: معجم الأدباء 6/230. والنجوم الزاهرة 6/110. وطبقات الشافعية 4/299.
وشذرات الذهب 4/284. والعبر 4/247.
[2] انظر: غاية النهاية 2/40.(15/332)
وتسعين وخمسمائة وله أربع وثمانون سنة.
1265- المبارك بْن المبارك بْن هبة اللَّه أَبُو طاهر بْن أَبِي العلاء العطار بْن المعطوش أخو أَبِي القاسم وهذا الأصغر:
سَمِعَ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهدي ومحمد بْن مُحَمَّد بْن المهتدي بالله وهو آخر من حدث عَنْهُمَا، وهبة اللَّه بْن الحصين وكان يَقِظا فطنًا صحيح السماع. أخبرنا ابْنُ المعطوش، أخبرنا ابْنُ المهدي سنة أربع عشرة فذكر حديثًا. ولد فِي رجب سنة سبع وخمسمائة. وتوفي فِي جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء وابنا الحافظ عَبْد الغني واليلداني وابن عَبْد الدائم وعبد اللطيف الحراني وروى الشَّيْخ الموفق بْن قدامة مَعَ جلالته عن رَجُل عَنْهُ، وبالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير وعلي بْن الْبُخَارِيّ وهو أسند من لقي الضياء ببغداد.
1266- المبارك بْن المبارك بْن سَعِيد بْن الدهان أَبُو بَكْر بْن أَبِي طَالِب النحوي الواسطي الضرير [1] :
قَرَأَ القراءات واشتغل بالعلم وسمع نصر بْن مُحَمَّد الأديب والعلاء بْن عليّ بْن السوادي الشَّاعِر وجالس أبا مُحَمَّد بْن الخشاب ولازم أبا البركات الأنباري النحوي وسمع أبا زرعة المقدسي ودرس النحو بالنظامية، وتفقه عَلَى مذهب أَبِي حنيفة وكان حنبليًا وقيل انتقل إلى مذهب الشَّافعيّ وفيه يَقُولُ أَبُو البركات بْن التكريتي المؤيد الشَّاعِر:
ومن مبلغ عني الوجيه رسالة ... وإن كَانَ لا تجدي لديه الرسائل
تمذهبت للنعمان بعد ابْنُ حنبل ... وذلك لما أعوزتك المآكل
وما اخترت رأي الشَّافعيّ ديانة ... ولكنما تهوى الَّذِي هُوَ حاصل
وعما قليل أنت لا شك صائر ... إلى مَالِك فانظر لما أَنَا قائل
والوجيه لقب أَبِي بَكْر هَذَا وَقَدْ تخرج بِهِ جماعة فِي النحو وكان يَقُولُ الشعر وكان هُذرة. كتبت عَنْهُ أناشيد. توفي فِي شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة وله ثمانون.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/214. وغاية النهاية 2/41. والعبر 5/43. ووفيات الأعيان 2/16.
ومعجم الأدباء 6/231. ومرآة الزمان 8/573. وطبقات الشافعية 5/148. وبغية الوعاة 385. وإنباه الرواة 3/254.(15/333)
قلت: روى عَنْهُ البرزالي وأجاز لابن أَبِي الجير.
1267- المبارك بْن مُسْلِم بْن عليّ أَبُو البركات بْن قيبا:
سَمِعَ ابْنُ الطلاية والمبارك بْن أحمد الكندي. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة وأجاز لي.
قلت: ابْنُ قيبا سَمِعَ منه الضياء وعبد اللطيف.
1268- المبارك بْن نصر اللَّه أَبُو الفتح الفقيه الحنفي يعرف بابن الرُّبي:
من العارفين بمذهب أَبِي حنيفة وبأصوله. درس المذهب. توفي فِي آخر سنة ثمان وستين وخمسمائة.
1269- المبارك بْن هبة اللَّه بْن سلمان بْن الصباغ أَبُو المعالي الواعظ يعرف بابن سكرة:
أحد طلبة الحديث، سَمِعَ الكثير وأفاد وكتب عن أَبِي سعد بْن الطيوري وأبي طَالِب ابن يُوْسٌف وابن الحصين ومن بعدهم. ولد سنة تسعين وأربعمائة وروى شيئًا يسيرًا.
توفي فِي ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
1270- المبارك بْن يَحيى بْن عليّ بْن البيطار الدباس أَبُو جَعْفَر:
سَمِعَ ابْنُ ناصر. قرأت عَلَيْهِ: أملى عليكم ابْنُ ناصر. فذكر حديثًا. توفي في شعبان سنة ثلاث عشرة وستمائة.
1271- المبارك بْن أَبِي الفضل بْن الطباخ المؤدب:
سمع أبا الفضل بن خيرون. روى عنه عمر القرشي، توفي في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
1272- المبارك بن أبي طاهر بن الملاح أبو نصر:
سمع الحسين بن البسري منه عمر القرشي. توفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
1273- المبارك بن أبي نصر، أخو الحسين، الحريمي وقيل اسمه الحسن:
سمع ابن الحصين. كتب عنه عمر القرشي وغيره. توفي في شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
1274- المبارك بن أبي القاسم بن السدنك:
سمع أبا بكر القاضي. أجاز لي. توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة في ذي القعدة.(15/334)
1275- المبارك بن أبي الأزهر بن شعلة:
سمع المبارك بن كامل الدلال وأحمد بن الأشقر، توفي سنة إحدى وستمائة. أخبرنا المبارك أخبرنا الدلال علي بن البسري. فذكر حديثا.
1276- محمود بن أحمد بن علي المحمودي أبو الفتح الصوفي المعروف بابن الصابوني:
سمع غالب بن أحمد الأرموي وأبا القاسم بن الحصين ومحمد بن الحسين المزرفي.
سمع منه عمر القرشي ثم انتقل إلى مصر وحدث هناك.
1277- محمود بن أيتكين الشرفي أبو الشكر البواب:
سمع علي بن عبد العزيز بن السماك وابن ناصر وعلي بن محمد بن أبي عمر، حدثنا محمود، أخبرنا علي بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي القزاز، أخبرنا أبو الحسين بن بشران. فذكر حديثا. توفي في شوال سنة عشر وستمائة وله أربع وثمانون سنة.
قلت: روى عنه عبد اللطيف.
1278- محمود بن سالم بن مهدي يعرف بالخير الضرير المقرئ:
سَمِعَ ابْنُ ناصر وأبا الوقت. سَمِعَ مِنْهُ بعض الطلبة. توفي فِي صفر سنة ثلاث وستمائة.
1279- محمود بْن عَبْد اللَّه بْن صاعد أَبُو المحامد الحارثي الطايكاني الحنفي الفقيه المروزي وقيل يكني أبا القاسم [1] :
لَهُ إجازة وقبول. سَمِعَ ببلدة تاج الْإِسْلَام ابْنُ السمعاني ومسعود بْن مُحَمَّد المسعودي ونصر بْن سيار. قدم علينا حاجًا وحدث بمكة والمدينة. حَدَّثنا قَالَ: أخبرنا نصر، أنبأنا أَبُو عَامِر الْأَزْدِيّ. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة ست وستمائة بمرو وله خمس وسبعون سنة.
1280- محمود بْن عَبْد الكريم بْن عليّ التاجر أَبُو القاسم فورجه الأصبهاني:
قدم بغداد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة فحدث بها عن أبي بكر ابن ماجة وسليم بْن إِبْرَاهِيم الحافظ. سَمِعَ مِنْهُ صدقة بْن الْحُسَيْن وابن شافع وعمر الْقُرَشِيّ ويوسف العاقولي وحَدَّثنا عَنْهُ عليّ بْن نصر وعلي بْن النفيس وغيرهما بلغنا أَنَّهُ توفي
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 2/159.(15/335)
بأصبهان في صفر سنة خمس وستين وخمسمائة.
1281- محمود بْن عَبْد الباقي بْن أَحْمَد بْن علي بن النّرسيّ أبو علي ابن القاضي أَبِي البركات:
ولي أَبُوهُ قضاء باب الأزج والحسبة. أخبرنا أَبُو عليّ، أخبرنا أَبِي- قراءة- أخبرنا عَبْد العطار، أخبرنا المخلص. فذكر حديثًا. توفي في جمادى الأولى سنة ست وستمائة وله ثلاث وسبعون سنة.
1282- محمود بْن عليّ بْن شُعَيْب بْن الدهان:
أخو مُحَمَّد الفرضي. سَمِعَ المبارك بْن أَحْمَد ومحمد بْن ناصر الحافظ. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم المبارك. فذكر حديثًا. توفي سنة ست وستمائة فِي ذي الحجة.
1283- محمود بْن مُحَمَّد بْن هبيرة أبو غالب:
أخو الوزير أبي المظفر. سَمِعَ ابْنُ الحصين. حدثونا عَنْهُ، توفي في سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
1284- محمود بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكشميهني المروزي المولد أَبُو المحامد الفقيه الصوفي:
حدث ببغداد سنة ستين وخمسمائة وحدث عن أَبِي منصور مُحَمَّد بْن عليّ الكراعي. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن صالح بْن شافع وإبراهيم الشعار وأخبرنا عَنْهُ عَبْد الكريم ابن محمد. توفي ببغداد سنة سبع وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو القاسم بْن صصرى.
1285- محمود بْن مُحَمَّد بْن حسن الكواز:
كَانَ صالحًا خيرًا. سَمِعَ ابْنُ ناصر وأبا مُحَمَّد سبط الخياط وعلي بْن زهمويه توفي فِي ربيع الأول سنة سبع وستمائة وله تسع وسبعون سنة. روى لنا.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ النجار وقَالَ: كَانَ صالحًا صدوقا طلب بنفسه وكتب.
1286- محمود بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن الأخضر أَبُو نصر الجنابذي البغدادي والد شيخنا عَبْد العزيز:(15/336)
سَمِعَ أبا عثمان بْن ملة وأبا بَكْر المزرفي. روى عَنْهُ ابنه وقَالَ: حج سنة خمس وثلاثين وخمسمائة فركب البحر وغاب عنا خبره.
1287- محمود بْن المبارك بْن عليّ أَبُو القاسم الواسطي الفقيه الشَّافعيّ مجير الدين [1] :
تفقه عَلَى أَبِي مَنْصُور الرزاز وبرع فِي الفقه حتَّى صار أوحد زمانه وتفرد بمعرفة الأصول والكلام. سَمِعَ القاضي أبا بَكْر وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ ومن بعدهما وسافر إلى دمشق ودرس بها الأصول والفقه والكلام وعاد إلى العراق وذهب إلى فارس وأقام بشيراز مدة يدرس ودرس بعسكر مكرم وبني لَهُ بها مدرسة ثُمَّ قدم واسط سنة سبع وثمانين وخمسمائة ودرس بها وقرأت عَلَيْهِ الأصول وعلم الكلام ثُمَّ عاد إلى بغداد ودرس بالنظامية وما رأينا أجمع لفنون العلم مِنْهُ وحسن العبارة وخرج إلى أصبهان رسولًا لخوارزم شاه سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فمات فِي طريقه بهمذان وله خمس وسبعون سنة.
قلت: قَالَ ابْنُ النجار: ولي التدريس وخلع عَلَيْهِ خلعة سوداء وطرحة سنة اثنتين وتسعين وحضرت درسه وكان الجمع متوفرًا (كذا) جدًا، حضره أرباب الدولة كلهم وكان يومًا مشهودا ثم سافر رسولا إلى الديوان بعد شهر وذلك فِي شوال فمرض ومات بهمذان. سَمِعَ ابْنُ الحصين والقاضي وابن السمرقندي. أخبرنا ابن خليل، أخبرنا محمود. فذكر حديثًا.
1288- محمود بن المبارك بن الحسين المؤدب أبو الثناء بن الداريج:
سمع القاضي أبا بكر والحسين سبط الخياط. سمع منه أصحابنا. توفي في صفر سنة ست وتسعين وخمسمائة وله سبع وسبعون سنة.
قلت: روى عنه ابن النجار ولكن سماه محمود بن محمد بن الحسين.
1289- محمود بْن مَسْعُود المكبر بجامع القصر:
سَمِعَ عليّ كبر أبا المعالي الباجسرائي وأبا الفتح بْن البطي. قرأت عَلَيْهِ أخبركم ابْنُ البطي. فذكر حديثًا «الحياء من الْإِيمَان» من جزء البانياسي. توفي فِي شوال سنة تسع وستمائة في عشر التسعين.
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 4/304. والعبر 4/280. وذيل الروضتين 10.(15/337)
1290- محمود بْن هبة اللَّه بْن أَبِي القاسم الحلي الأصل أَبُو الثناء البزار:
أخو عَبْد اللَّه، قَرَأَ بشيء من القراءات عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن عساكر وأخذ شيئًا من الأدب عن أَبِي مُحَمَّد بْن الخشاب وإسماعيل بْن الجواليقي وسمع منهما ومن أَبِي الوقت وكان فيه تشدق وكثرة كلام. علقت عَنْهُ فوائد وسكن بأخرة دمشق وتوفي بها.
قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي وقَالَ: توفي في ربيع الأول سنة أربع وستمائة وولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، سَمِعَ مِنْهُ جماعة من الدمشقيين وروى عَنْهُ أبو الفتوح بْن الحصري.
1291- محمود بْن نصر بْن حَمَّاد بْن صدقة بْن الشعار الحراني الأصل ثُمَّ البغدادي أَبُو المجد والد إِبْرَاهِيم شيخ صالح:
سَمِعَ بنفسه الكثير من ابْنُ الحصين وهبة اللَّه الحريري وأبي بَكْر المزرفي ومن بعدهم وكان ثقة صحيح النقل. قرأت عَلَيْهِ ونعم الشَّيْخ كَانَ: أخبركم أَبُو بَكْر. فذكر حديثًا. توفي في رمضان سنة تسع وسبعين وخمسمائة وله ثمان وسبعون سنة.
قلت: قَالَ ابْنُ النجار: قَرَأَ بالروايات عَلَى هبة اللَّه بْن أَحْمَد الحريري وغيره وسمع أبا الوفاء عليّ بْن عقيل وخلقًا كثيرًا وكان ثقة صدوقًا.
1292- محمود بْن واثق بْن الْحُسَيْن بْن السماك أَبُو الشكر العطار:
من أبناء الرواة. قرأت عَلَيْهِ أخبركم أَبُو الوقت أخبرتنا بيبي. فذكر حديثًا. توفي فِي جمادى الأولى سنة سبع عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ النجار.
1293- محمود بْن أَبِي القاسم بْن عُمَر بْن حمكا أَبُو الوفاء المعدل الأصبهاني:
سبط مُحَمَّد بْن أَحْمَد البغدادي. سَمِعَ ببلده أبا الفتح أَحْمَد بْن محمد الذرجاني وأجاز لَهُ طراد الزينبي النقيب وقدم بغداد وحدث بها سنة ست وخمسين، فسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وجماعة. وأجاز وكان شيخنا أَبُو بَكْر الحازمي يَقُولُ عَنْهُ: عُمَر وكان من بيت المحدثين ثقة. كتب إلى المهذب بْن الْحُسَيْن من أصبهان يَقُولُ: إن ابْنُ حمكا توفي فِي ربيع الآخر سنة ثمانين وخمسمائة وقال غيره: ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
1294- مَسْعُود بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ أَبُو المعالي العطار بْن الديناري [1] :
أخو محمود، كَانَ إمام مشهد أَبِي حنيفة، سَمِعَ هبة الله بن الحصين والقاضي أبا
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 2/168.(15/338)
بَكْر وجده الْحُسَيْن بْن الْحَسَن المقدسي. سَمِعَ مِنْهُ قبلنا عُمَر الْقُرَشِيّ. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة وتوفي فِي رمضان سنة أربع وتسعين.
قلت: قَالَ ابْنُ النجار وكان فقيهًا فاضلًا مقرئًا دينًا أضرّ فِي آخر عمره وحدث بالكثير وأجاز لنا.
1295- مَسْعُود بْن بركة بْن إِسْمَاعِيل الحلاوي أَبُو الفتح البيع يعرف بابن الجُرذ:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم القاضي أَبُو بَكْر. فذكر من جزء الْأَنْصَارِيّ حديثًا ولد فِي محرم سنة ست وعشرين وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة ثمان وستمائة. وروى عَنْهُ ابْنُ النجار وقَالَ: كَانَ صالحًا حسن الأخلاق.
1296- مَسْعُود بْن الْحَسَن بْن القاسم بْن الفضل بْن أَحْمَد الثقفي أَبُو الفرج الرئيس الأصبهاني [1] :
من بيت تقدم ورواية. سَمِعَ أبا عُمَر وابن منده وأبا إِسْحَاق الطيان ومحمد بْن أَحْمَد السمسار وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن زياد والمطهر بْن عَبْد الواحد البزاني وأجاز لَهُ الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب وأبو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي بالله وآخرون وتفرد عَنْهُمْ وعمر وأسن وجاوز المائة. ذكر المبارك بْن كامل أَنَّهُ حدث ببغداد. ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة وتوفي بأصبهان سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مكي بْن أبي الرجاء وعبد القادر الرهتوى والحسين بن محمد الجرباذقاني وعبد الملك بْن مُحَمَّد الكاتب وجماعة من شيوخ الضياء والبرزالي وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة بدمشق كريمة القريشية، قَالَ ابْنُ النجار: سَمِعَ جَدّه وسهل بْن عَبْد اللَّه الغازي وسليمان بْن إِبْرَاهِيم الحافظ وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سليم وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذكواني وسعيد بْن مُحَمَّد وأبا نصر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن تانة ورزق اللَّه التميمي وعمر بْن أَحْمَد بْن عُمَر السمسار وطائفة. توفي فِي شهر صفر.
1297- مَسْعُود بْن الْحُسَيْن بْن هبة اللَّه المقرئ أَبُو المظفر الضرير الحلي [2] :
__________
[1] انظر: لسان الميزان 6/24.
[2] انظر: غاية النهاية 2/295.(15/339)
قدم بغداد فِي صباه وقرأ عَلَى أَبِي العز القلانسي القراءات لكنه خلط وادعى أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي طاهر بْن سوار، فأنكر عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَن البطائحي وظهر بطلان قولُه. قرأت بخط عُمَر بْن عليّ الْقُرَشِيّ قَالَ: سَأَلت مسعودًا الحلي فِي أي سنة قرأت عَلَى أَبِي طاهر بْن سوار؟ فَقَالَ: سنة ست وخمسمائة. تذكر أنك قرأت عَلَيْهِ بعد موته بعشر سنين. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعلي الزيدي وتوفي سنة أربع وستين وخمسمائة، فِي رجب وَقَدْ سَمِعَ من أَبِي القاسم بْن بيان وأبي عثمان بْن ملة.
1298- مَسْعُود بْن الْحُسَيْن بْن سعد بْن بندار بْن عليّ اليزدي أَبُو الخير الفقيه الحنفي [1] :
سكن بغداد ودرس بها الفقه عَلَى مذهب أَبِي حنيفة وناب فِي الحكم عن أَبِي نصر الزينبي وحدث عن قاضي المرستان. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وتوفي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بالموصل.
1299- مَسْعُود بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي يعلى الشيرازي الأصل البغدادي أَبُو عليّ الخياط والد عَبْد اللَّه وعبد الرَّحْمَن:
سَمِعَ أبا الْحُسَيْن بْن الطيوري وأبا سعد بْن خشيش. سَمِعَ ميه بْن شافع ومحمد بْن أَحْمَد الصوفي وعبد السَّلام الداهري.
1300- مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الكريم بْن غيث الدقاق أَبُو الفتوح:
سَمِعَ أبا السعود بْن المجلي وأبا الْحَسَن بْن الزغواني وأبا غالب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قريش وغيرهم. أخبرنا مَسْعُود، أخبرنا إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْدِيّ. فذكر حديثًا. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الأولى سنة تسع وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ الضياء والنجيب الحراني وابن عَبْد الدائم وابن النجار وقَالَ: كَانَ صدوقًا خاشعًا فقيرًا صالحًا لَهُ فهم، طلب وكتب فِي الكهولة.
1301- مَسْعُود الحبشي أَبُو الخير الفراش:
سَمِعَ أبا المعالي الباجسرائي وأبا الخير عَبْد الرَّحِيم الأصبهاني. أخبرنا أَبُو الخير، أخبرنا أَحْمَد بْن عَبْد الغني. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 2/168. والمنتظم 10/261.(15/340)
1302- مَسْعُود بْن عليّ القاضي:
من شيوخ أردبيل. روى عَنْهُ أَبُو طاهر بْن سلفة فِي الأربعين البلدانية.
1303- مَسْعُود بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن النادر أَبُو الفضل المعدل [1] :
أحد من أكثر من الطلب وكتب الكثير وكان حسن الخط. يلقن (كذا) القرآن عَلَى أَبِي بكر محمد بن الحسين المزرفي وقرأ شيئًا من القراءات عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وسمع القاضي أبا بَكْر وأبا مَنْصُور القزاز وأبا القاسم السَّمَرْقَنْدِيّ وعبد الوهاب الأنماطي. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ وأبو بَكْر الحازمي وكان ثقة ظريفًا صاحب نوادر. سمعته يَقُولُ: كتبت القرآن بخطي مائة وإحدى وعشرين مرة، منها ختمة تحت ميزاب الكعبة. وذكره أَبُو سعد بْن السمعاني فِي زيادات كتابه. أخبرنا مَسْعُود، أنبأنا أَبُو بَكْر. فذكر حديثًا. ولد سنة ست عشرة وخمسمائة فِي المحرم وتوفي فِيهِ سنة ست وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن ومحمد بْن أَحْمَد بْن صالح الجيلي وَقَدْ روى عَنْهُ المبارك بْن كامل فِي معجمه، قَالَ ابْنُ النجار: روى الكثير وكان ثقة موصوفًا بحسن الأخلاق والمزاج، يجالس المستضيء بأمر اللَّه وينادمه.
1304- مَسْعُود بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غيلان أَبُو السعود ابن أَبِي طَالِب من أولاد الشيوخ:
سَمِعَ مِنْهُ شجاع الذهلي عن أَبِي مُحَمَّد الجوهري.
1305- مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن عليّ:
عن القاضي أَبِي يعلى، من شيوخ الحافظ السلفي توفي سنة ثلاث وخمسمائة.
1306- مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن شنيف الوراق:
أخو أَحْمَد. سَمِعَ أبا غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد العطار والحسين بْن مُحَمَّد السراج. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن يَحيى بْن هبة اللَّه وابن عمه الحسين بن سعد بْن شنيف.
قلت: وأبو المنجى بْن الليثي وإبراهيم بْن محمود بْن الشعار، كنيته أَبُو الفتح مات سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة فِي شعبان.
1307- مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن مَسْعُود الطريثيثي أبو المعالي النيسابوري الشافعي:
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/111. والعبر 4/260. ومرآة الزمان 8/406.(15/341)
تفقه عَلَى عُمَر السلطان وقرأ عَلَى أَبِيهِ الأدب وسمع أبا مُحَمَّد السيدي وعبد الجبار البيهقي ودرس بالنظامية التي بنيسابور ثُمَّ ورد بغداد ووعظ بها ثُمَّ صار إلى دمشق ودرس بها الفقه وظهر له القبول الكثير وكان ذا فنون ودين ثُمَّ ورد بغداد رسولًا من دمشق. ولد سنة خمس وخمسمائة وتوفي بدمشق ليلة عيد الفطر سنة ثمان وسبعين وخمسمائة. كتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو المواهب بْن صصرى.
1308- مَسْعُود بْن محمود بْن أَحْمَد بْن عَبْد المنعم بْن ماشاذه أبو عبد اللَّه المفسر الأصبهاني:
قدم بغداد سنة ست وسبعين وخمسمائة وكان سَمِعَ من غانم البرجي ومحمود الضرير وأبي عليّ الحداد.
1309- مَسْعُود بْن محمود البيطار أَبُو الفتح:
حَدَّثنا قَالَ: أخبرنا ابْنُ البطي. فذكر حديثًا، توفي فِي صفر سنة ست عشرة وستمائة، وروى عَنْهُ ابْنُ النجار.
1310- مَنْصُور بْن سلامة بْن سالم أَبُو الفتح الهيتي:
سكن بغداد مدة وأجاز لَهُ ابْنُ ناصر وأبو بَكْر بْن الزاغوني وحدث بالموصل وهيت توفي سنة اثنتي عشرة وستمائة.
1311- مَنْصُور بْن عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفراوي أَبُو القاسم بْن أَبِي المعالي النَّيْسَابُوريّ المعدل من بيت مشهور بالرواية [1] :
قدم حاجًا مَعَ أَبِيهِ وحدث عن جد أبيه وسمع مِنْهُ جماعة ورحل إِلَيْه الطلبة وتفرد بأشياء عن جد أَبِيهِ وعن جَدّه وعن وجيه الشحامي. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة ثمان وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي وأبو عُمَر وابن الصلاح والرضي بْن البرهان والمرسيّ.
1312- مَنْصُور بْن نصر بْن مَنْصُور بْن الْحُسَيْن بْن العطار أَبُو بَكْر الحراني الأصل البغدادي ظهير الدين:
__________
[1] انظر النجوم الزاهرة 6/204. وشذرات الذهب 5/34. والعبر 5/29.(15/342)
كَانَ أَبُوهُ تاجرًا كَثِير المال فلما مات أَبُوهُ بسط يده فِي المال وخالط الدولة حتَّى توكل للمستضيء وصار لَهُ عنده الجاه الكثير، فلما توفي الوزير أَبُو الفرج رد إِلَيْه النظر فِي الدواوين وتدبير الأمور. وكان سَمِعَ من ابْنُ ناصر وابن الزاغوني وأبي الوقت. سَمِعَ مِنْهُ مكي الغراد. توفي فِي ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة بعد عزله، فتعلق العوام بنعشه ورموا بِهِ وأخرج من أكفانه وجروه برجله بحبل فِي الأسواق طول النهار حتَّى أخذه شحنة البلدة وسلمه إلى أهله فدفن.
1313- مَنْصُور بْن أَبِي الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل المخزومي أَبُو الفضل الطبري الفقيه الشَّافعيّ الواعظ الصوفي [1] :
تفقه بنيسابور عَلَى الشَّيْخ مُحَمَّد بْن يَحيى وسمع بها عَبْد الجبار الخواري وزاهر بْن طاهر وعلي بْن مُحَمَّد المروزي وحدث ببغداد، فسمع مِنْهُ أَبُو بَكْر الحازمي وإلياس الأربلي وجماعة وأجاز لي وصار إلى الموصل فدرس الفقه بها ثُمَّ سافر إلى الشام وسكن دمشق وروى بها الكثير وتوفي بها فِي ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
قلت: قَالَ ابْنُ نقطة: حَدَّثَنِي عليّ بْن القاسم بْن عساكر قَالَ: لما قرئ عَلَى الطبري أول مجلس من صحيح مُسْلِم بحكم الثبت حضر شيخ الشيوخ أَبُو الْحَسَن بْن حمويه وحضر أَبِي وأنا معه، فجاء ابْنُ خليل الأدمي وقَالَ لوالدي: هَذَا الثبت ليس بصحيح وأراه إياه، فامتنع أَبِي من الحضور والجماعة، فغضب شيخ الشيوخ والصوفية وقرءوا عَلَيْهِ الكتاب.
قلت: وحدث بالموصل بمسند أَبِي يعلى. روى عَنْهُ جماعة.
1314- المظفر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد القارئ الحربي أَبُو مَنْصُور بْن البرني:
حدث عن جَدّه لأمه عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن الأشقر ومن أَبِي الْحُسَيْن بْن أَبِي يعلى وكان سماعه صحيحًا. حَدَّثنا قَالَ: أخبرنا ابْنُ الفَرَّاء سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة أخبرنا أَبِي. فذكر حديثًا. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة وتوفي في شوال سنة سبع وستمائة وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من القاضي أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
__________
[1] انظر: لسان الميزان 6/92. وطبقات الشافعية 4/312. والعبر 4/288.(15/343)
1315- المظفر بْن سعد اللَّه بْن كيسان:
حَدَّثنا قَالَ: أخبرنا أَبُو الوقت. فذكر أول الثلاثيات. توفي سنة سبع وستمائة.
1316- مظفر بْن عليّ بْن وهب الصابوني:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو نصر الْحَسَن بْن مُحَمَّد اليونارتي قراءة ببغداد، أخبرنا أَبُو عَامِر الْأَزْدِيّ. فذكر حديثا. توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة.
1317- مظفر بْن القاسم الصيدلاني المقرئ أَبُو الأزهر الواسطي:
قَرَأَ بالقراءات عَلَى أَبِي العز القلانسي وسمع بغداد من ابْنُ الحصين وأقرأ القراءات فِي آخر عمره ببغداد. توفي سنة تسع وستين وخمسمائة.
1318- مظفر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق أَبُو سعد النجار الواعظ عابر الرؤيا:
سَمِعَ أبا طَالِب بْن يُوْسٌف وأبا العز بْن كادش وأبا القاسم بْن الحصين وأبا القاسم الشحامي وأبا الْحَسَن بْن البيهقي وكان سماعه صحيحًا عَلَى تسامح فِيهِ. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. ولد فِي شعبان سنة أربع وخمسمائة وتوفي في شوال سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وأجاز لي.
1319- المظفر بْن المبارك بْن أَحْمَد البغدادي أَبُو الكرم بْن أَبِي السعادات الفقيه الحنفي القاضي يعرف والده بحركها [1] :
أحد مدرسي مذهب أَبِي حنيفة، تفقه عَلَى والده وولي الحسبة ببغداد ثُمَّ عزل ودرس بمشهد أَبِي حنيفة وكانت لَهُ حلقة للمناظرة. سَمِعَ أبا الوقت وغيره. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ البطي. فذكر حديثًا. ولد فِي ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمسمائة.
1320- مظفر بْن مُسْلِم بْن عليّ بْن قيبا:
سَمِعَ أبا بَكْر بْن الأشقر وابن الطلاية وأبا الفضل الأرموي وجماعة، سَمِعَ مِنْهُ أصحابنا وتوفي فِي ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عنه النجيب عبد اللطيف.
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 2/176(15/344)
1321- المظفر بْن أَبِي يعلى بْن عثمان أَبُو غالب الحربي:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الطلاية. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وستمائة.
1322- مظفر بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح الطحان يعرف بابن غيلان:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أبو الفضل الأرموي. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة خمس عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُمَا (كذا) أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي.
1323- مكي بْن أَبِي القاسم بْن معالي بْن عَبْد الباقي الغراد أَبُو إِسْحَاق [1] :
أحد طلبة الحديث. قَرَأَ الحديث وكتب ولم يزل مشتغلًا بالحديث. سَمِعَ أبا الفضل الأرموي والكرخي وابن ناصر وأبا بَكْر بْن الزاغوني وطبقتهم وخلقًا بعدهم. حدث باليسير. حَدَّثنا مكي وسَمِعت مِنْهُ وكان شيخنا أَبُو بَكْر الحازمي يذمه وينهي عن السماع بقراءته. وقَالَ لي ابْنُ الأخضر: كَانَ مكي ضعيفًا فِي الرواية ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي محرم سنة ثلاث وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1324- مكي بْن ريان بْن شبّة الماكسيني أَبُو الحرم النحوي الضرير الموصلي [2] :
أديب عال بالنحو واللغة وجالس ببغداد أبا مُحَمَّد بْن الخشاب وأبا الْحَسَن بْن العصار وبرع فِي فنه وأقرأ النَّاس وتخرج بِهِ جماعة وخرج إلى الشام قبل موته وأخذ عَنْهُ أهلها وعاد إلى الموصل فتوفي بها فِي شوال سنة ثلاث وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ عليّ بْن الْبُخَارِيّ وعمه.
1325- مُوسَى بْن سَعِيد بْن هبة اللَّه الهاشمي أبو القاسم بن أبي الفتح بن الصيقل [3] :
سَمِعَ إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ ومحمد بْن أحمد الطرائفي وأبا الفضل الأرموي قرأت:
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/315. وذيل طبقات الحنابلة 1/387.
[2] انظر: وفيات الأعيان 2/128. وإنباه الرواة 3/320. ومرآة الجنان 4/4. وغاية النهاية 2/309. ونكت الهميان 296.
[3] انظر: شذرات الذهب 5/53. والعبر 5/44.(15/345)
أخبركم أَبُو القاسم الحافظ سنة أربع وثلاثين وخمسمائة فذكر حديثا. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي والمقداد بْن أَبِي القاسم القيسي.
1326- مُوسَى بْن الشَّيْخ عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيلي أَبُو نصر [1] :
سَمِعَ سعيد ابن البناء وابن ناصر وأبا الوقت وأباه وسكن دمشق وحدث بها. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
قلت: قَالَ الضياء هُوَ آخر من مات من ولد الشَّيْخ، مات فِي جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء وابن أخته السيف والبرزالي وابن خليل زمن المتأخرين أبو إِسْحَاق بْن الواسطي وأبو عَبْد اللَّه بْن الكمال وابن الْبُخَارِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ عَبْد الحافظ ابن بدران ويوسف بن أحمد وأحمد بن العماد ومحمد بْن الواسطي وقَالَ عُمَر بْن الحاجب كَانَ ظريفًا، رق حاله واستولى عَلَيْهِ المرض فِي آخر عمره وسألت البرزالي عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ عنده دعابة وذكر أَنَّهُ سَمِعَ أيضًا ابْنُ البطي والوزير ابْنُ هبيرة.
1327- مقبل بن فتيان بن مطر النهرواني أَبُو البدر:
أخو أَبِي الفتح بْن المني، سَمِعَ من أَبِي الوقت وأجاز لَهُ ابْنُ الحصين. توفي فِي شعبان سنة ثمانين وخمسمائة، ما أعلم حدث بشيء.
1328- مُسْلِم بْن سَعِيد بْن مُسْلِم بْن العطار الحراني الأصل أَبُو مُحَمَّد التاجر:
سَمِعَ شيئًا من كتاب المناسك لسعيد بْن أَبِي العروبة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو مُحَمَّد سبط الخياط، أخبرنا أَحْمَد بْن النقور، أخبرتنا أمة السَّلام، حَدَّثنا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل.
فذكر حديثًا. توفي فِي ذي الحجة سنة عشر وستمائة وله خمس وثمانون سنة.
1329- محفوظ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد الوكيل بباب القضاة أَبُو جَعْفَر بْن الوراق:
سَمِعَ أبا الأسدي وأبا الْحُسَيْن بْن الطيوري. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن شافع وعلي الزيدي
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 5/82. والعبر 5/75.(15/346)
وعمر الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عن ابْنُ الأخضر ومحمد بْن يُوْسٌف حفيده. ولد سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
1330- محفوظ بْن أَحْمَد بْن محفوظ بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الكلوذاني أَبُو الفتوح:
لم يكن عنده شيء من العلم بل سَمِعَ شيئًا من ابْنُ الحصين. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ توفي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
1331- المؤيد بْن مُحَمَّد بْن عليّ أَبُو سَعِيد الألوسي الشاعر [1] :
أكثر في المديح والغزل والهجاء وجرت لَهُ أقاصيص وسجن مدة ثُمَّ أخرج عن بغداد. توفي بالموصل سنة سبع وخمسين وخمسمائة وله نيف وستون سنة.
1332- المؤيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بن محمد ابن الأخوة أَبُو مُسْلِم بْن أَبِي الفضل البغدادي الأصل الأصبهاني [2] :
من بيت كتابة ورواية سكن أَبُوهُ أصبهان وكان يَقُولُ اسمي هشام والمؤيد لقب لي. سَمِعَ سَعِيد بْن أَبِي الرجاء والحسين بْن عَبْد الملك الخلال وأبا بَكْر محمد بن علي ابن أَبِي ذر وأبا القاسم الشحامي وقدم بغداد مَعَ أَبِيهِ فسمع بها عليّ بْن الصباغ وأبا الفضل الأرموي وغيرهما وعاد إلى أصبهان وحدث بها بالكثير، وكان صحيح السماع ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء والتقى بِهِ العز وجماعة وأجاز لابن النجار وأقرانه.
1333- مشرف بْن أَبِي سعد ثابت وقيل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شستان الخباز أَبُو شيخنا ثابت وأخو أَبِي الْحَسَن الخباز الأزجي [3] :
سَمِعَ مَعَ أخيه من ابن عَبْد الباقي الدوري وأبي طَالِب بْن يُوْسٌف وأبي الغنائم بْن المهتدي بالله وغيرهم. سَمِعَ مِنْهُ ابنه وتميم البندنيجي وغيرهما. توفي فِي صفر سنة إحدى وستين وخمسمائة.
__________
[1] انظر: معجم البلدان (ألوس) . وفوات الوفيات 2/76.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/23. والعبر 5/29. والنجوم الزاهرة 6/198.
[3] انظر: المشتبه للذهبي 263.(15/347)
1334- مشرف بْن عليّ بْن أَبِي جَعْفَر بْن كامل أَبُو العز المقرئ الضرير الخالصي [1] :
سكن بغداد وحفظ بها القرآن عَلَى أبي الْحَسَن عليّ بْن غنيمة وقرأ بشيء من القراءات عَلَى أَبِي الكرم الشهرزوري وسمع مِنْهُ ومن أَبِي الوقت ومسعود بْن الحصين وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الدباس وتفقه بالنظامية عَلَى مذهب الشَّافعيّ. قَرَأَ عَلَيْهِ: أخبركم المبارك بْن الْحَسَن العطار. فذكر حديثًا. ولد تقريبًا سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي.
1335- محاسن بْن أَبِي بكر بْن سلمان بْن أَبِي شريك الحربي:
والد عَبْد اللَّه. سَمِعَ ابْنُ الطلاية. كتب عَنْهُ ابن أخته أَحْمَد بْن سلمان واستجازه لنا في سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل عن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد اليوسفي.
1336- محاسن بْن عُمَر بْن رضوان ويعرف بغلام الخزانة:
سَمِعَ أبا بَكْر بْن الزاغوني وأبا طَالِب بْن خضير وحدث عَنْهُمَا.
قلت: كتب عَنْهُ عُمَر بْن الحاجب وقَالَ: شيخ مسن رقيق الحال، عرضت عَلَيْهِ شيئًا فرده مَعَ حاجته. وكناه أبو الوقت. وقَالَ أبو المعالي الأبرقوهي: قَرَأَ عَلَى محاسن والدي جزء البانياسي ويغلب عَلَى الظن أني سمعته معه وَقَدْ أجاز لي، توفي فِي ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة.
قلت: وَقَدْ روى عَنْهُ السيف بْن المجد والتقى ابن الواسطي والشمس بْن الزين.
1337- مصعب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن القاسم الخشاب أَبُو الفرج:
سَمِعَ الْحُسَيْن بْن البسري وأبا القاسم الربعي وجماعة.
روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن كامل وحَدَّثنا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن الأخضر.
1338- معتوق بْن أَبِي البقاء بْن عليّ الحداد أَبُو الحر الواسطي الصوفي:
سَمِعَ هبة اللَّه وأبا المعالي الباجسرائي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَحْمَد بْن عَبْد الغني.
فذكر حديثًا. ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ظنًا. توفي فِي صفر سنة ست عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 4/154. ونكت الهميان 290. وغاية النهاية 2/298.(15/348)
قلت: روى عَنْهُ البرزالي عن الشبلي.
1339- معتوق بْن أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن حُسَيْن الغزال:
سَمِعَ ابْنُ البطي وحدث. توفي فِي رمضان سنة ست عشرة وستمائة وكان يَقُولُ اسمي يَحيى ولقبي معتوق.
1340- معمر بْن عَبْد الواحد بْن رجاء بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن الفاخر بْن أَحْمَد أَبُو أَحْمَد بْن أَبِي القاسم الْقُرَشِيّ الأصبهاني الواعظ [1] :
أحد الحفاظ والعارفين بالحديث. سَمِعَ ببغداد هبة اللَّه بْن الحصين وأحمد بْن كادش ومحمد بْن عبد الباقي، وذكره أَبُو سعد بْن السمعاني فِي تاريخه وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو الفرج ابن الجوزي وغيره وقَالَ ابْنُ الجوزي: كانت لَهُ معرفة حسنة بالحديث، يخرج ويملي وروى عن أصحاب أَبِي نعيم وتوفي بالبادية ذاهبًا إلى الحج فِي ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة.
قلت: قَالَ الضياء كمّل سبعين سنة.
قلت: روى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني وابن الأخضر وابن قدامة وأبو حَفْص السُّهْرَوَرْدي وأبو الْحَسَن بْن المقير، وحدث عن أَبِي الفتح الحداد وأبي القاسم البُرجي وعمه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق وأبي عليّ الحداد ومحمد بْن أحمد بن المطهر وفاطمة الجوزدانية، وقَالَ ابْنُ السمعاني: حَدَّثَنِي بجزء عن شيوخه بأصبهان وهو شاب كيس جميل المعاشرة، سخي النفس، يقضي حوائج الأصدقاء وأفادني شيوخ أصبهان وكان يدور معي من الصباح إلى الليل ثُمَّ كَانَ ينفذ إليَّ بالأجزاء من أصبهان بوفات (كذا) الشيوخ.
1341- الموفق بْن أَحْمَد بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ أَبُو المؤيد خطيب خوارزم [2] :
أديب فاضل بارع خطب بجامع خوارزم مدة طويلة وأنشأ الخطب وأقرأ النَّاس وتخرج بِهِ جماعة وذكره أَبُو سعد بْن السمعاني فِي كتابه. كذا قَالَ ابْنُ الدبيثي فكشفت فوجدت الَّذِي ذكره ابْنُ السمعاني غير هَذَا وإنما وافقه فِي النسب والاسم فهو مكي بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد النَّيْسَابُوريّ، قَالَ ابْنُ الدبيثي: حَدَّثنا ناصر بْن عَبْد السيد
__________
[1] انظر: العبر 4/189. وشذرات الذهب 4/214. والمنتظم 10/229. وتذكرة الحفاظ 4/110.
[2] انظر: بغية الوعاة 401. وإنباه الرواة 3/332. والجواهر المضية 2/188.(15/349)
الأديب، أخبرنا الموفق الْمَكِّيّ بخوارزم، أخبرنا أَبُو الغنائم النرسي، أخبرنا العلوي. فذكر حديثًا. توفي بخوارزم في صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة.
1342- مُسْلِم بْن ثابت بْن زَيْد بْن القاسم بْن النخاس أَبُو عَبْد اللَّه الوكيل يعرف بابن جوالق والد شيخنا عَبْد اللَّه:
كَانَ فقيهًا حدث بالكثير عن أَبِي بَكْر بْن سوسن وأبي القاسم بْن بيان وأبي الغنائم بْن ميمون وابن نبهان وجماعة. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن الدمشقي ومكي الغراد وحَدَّثنا عَنْهُ جماعة.
قلت: وروى عَنْهُ الموفق بْن قدامة وأبو صالح الجيلي. ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
1343- منوجهر بْن مُحَمَّد بْن تركانشاه أَبُو الفضل بْن أَبِي الوفاء البروجردي الأصل البغدادي الحاجب [1] :
سَمِعَ هبة اللَّه بْن أَحْمَد الموصلي وأحمد بْن عليّ بْن بدران وابن بيان وعبد اللَّه بْن المعلم وكان يَقُولُ إنه سَمِعَ المقامات من أَبِي مُحَمَّد الحريري. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ السمعاني وذكره فِي تاريخه فَقَالَ: هُوَ أخو تركانشاه، يكون مولده تقديرًا سنة أربع وتسعين وأربعمائة. سَمِعَ بقراءة والدي جزءًا من هبة اللَّه الموصلي قَالَ ابْنُ الدبيثي: وَقَدْ أجاز لنا وأخبرنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر بلغني أن مولده سنة تسع وثمانين وأربعمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ البهاء عَبْد الرَّحْمَن ونصر بْن عَبْد الرزاق الجيلي.
1344- مُصلح بْن مُنجح بْن مفلح بْن أَحْمَد الدومي:
من بيت المحدثين، سَمِعَ أبا الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء وهبة اللَّه بْن الطبر. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعلي الزيدي وإلياس بْن جامع.
1345- مودود الذهبي:
كَانَ صالحًا صاحب كرامات. توفي سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ودفن بالشونيزية.
1346- مكرم بْن هبة اللَّه بْن المكرم أبو محمد الصوفي:
__________
[1] انظر: المعبر 4/226.(15/350)
أخو مُحَمَّد. سَمِعَ القاضي أبا بَكْر وأبا البركات بْن أَبِي سعد النَّيْسَابُوريّ وحدث ببغداد والشام وأجاز لنا توفي فِي رجب سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عنه الموفق بن قدامة وابن أخته الضياء وابن خليل والزين بْن عَبْد الدائم وجماعة.
1347- ملد بْن المبارك بْن الْحُسَيْن بْن النشال الهاشمي أَبُو المكارم:
والد عُبَيْد اللَّه. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو مَنْصُور بْن خيرون. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة ثلاث وستمائة وَقَدْ قارب الثمانين.
1348- مصدق بْن شبيب بْن الْحُسَيْن الصلحي أَبُو الخير النحوي [1] :
من أعمال واسط والصلح شرقي واسط، صحب صدقة بْن وزير الواعظ وقرأ عَلَيْهِ القرآن ثُمَّ قدم بغداد وقرأ النحو عَلَى ابْنُ الخشاب وعلى أَبِي البركات الأنباري وأبي الْحَسَن بْن العصار وصار مشارًا إِلَيْه، وكان عالمًا باللغة والفرائض وسمع ابْنُ البطي وعبد اللَّه بْن مَنْصُور الموصلي وأقرأ النَّاس الأدب زمانًا، وقرأت عَلَيْهِ مدة. ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وتوفي في ربيع الأول سنة خمس وستمائة.
1349- مزيد بْن عليّ بْن مزيد الشَّاعِر أَبُو عليّ:
من أهل النعمانية يعرف بابن الخشكري، أكثر القول فِي الغزل والهجاء وغير ذَلِكَ مَعَ جودة شعره وسوء مذهبه. أملى عليّ لنفسه:
تسأل عن دائي وعن دوائي ... دعني فقد عزّ دواء دائي
مردي الكماة فِي الوغى ترميه عن ... قوس الردى ساحبة الرداء
حنّ إلى إخضابها كأنما ... حنينة اشتق من الحناء
ما كل ما تحوي الجفون واحد ... أَيْنَ الظُبا من أعين الظباء؟!
ما الطعنة النجلاء فِي مؤلمها ... مؤلم لحظ المقلة النجلاء
منية الأموات طول صدها ... ووصلها أمنية الأحياء
إن الهوى بين الضلوع كامن ... فهو إِذَا حرّك كالهواء
__________
[1] انظر: بغية الوعاة 39. وذيل الروضتين 66. وإنباه الرواة 3/274.(15/351)
صاح سل البان وكثبان النقا ... هَلْ لأسير الحب من فداء!
وهي أحد وعشرون بيتًا. توفي سنة إحدى عشرة وستمائة وله نحو سبعين سنة.
1350- مسمار بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن العُويس أَبُو بَكْر المقرئ النيار البغدادي [1] :
سَمِعَ الأرموي وواثق بْن تمام ومحمد بْن ناصر وابن الزاغوني وأبا الوقت وابن ناقة وجماعة. سكن الموصل وحدث بها. قرأت عَلَيْهِ ببغداد: أخبركم الأرموي فذكر حديثا. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة تسع عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء والبرزالي، وآخر من سَمِعَ مِنْهُ وحدث عَنْهُ سيدة بِنْت درباس بمصر وأجاز للعماد بْن سعد ولعلي بْن عَبْد الدائم ولجماعة من المقدسيين.
1351- المهّذب بْن عليّ بْن هبة اللَّه أَبُو نصر الخياط يعرف بابن قُنيدة الأزجي:
سَمِعَ أبا الوقت وابن البطي وغيرهما وكان صالحًا. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا من جزء ابْنُ الجهم.
قلت: روى عنه السيف ابن المجد والتقي بْن الواسطي وابن زَيْد وقرأت بخط الحافظ الضياء أَنَّهُ توفي فِي شوال سنة ست وعشرين وستمائة، وحدَّثني مُحَمَّد بْن منتاب المقري أَنَّهُ سَمِعَ ببغداد سنة سبعمائة من رجل سمّاه يروي عن ابْنُ قنيدة وأجاز لنا ثُمَّ عرفت أَنَّهُ العماد إِسْمَاعِيل بْن الطبّال وهو باق في سنة ثمان وسبعمائة.
1352- مكرم بْن مُحَمَّد بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سلامة بْن أَبِي جميل الْقُرَشِيّ التاجر بْن المفضل بْن أَبِي عَبْد اللَّه الدمشقي [2] :
قدم بغداد غير مرة للتجارة وحدث بها عن حمزة بْن عليّ بْن الحبوبيّ. أخبرنا مكرم بقراءتي أخبرنا أَبُو يعلى. فذكر من جزء ابْنُ أَبِي ثابت: لا صلاة بغير طهور.
الحديث. سَأَلت مكرمًا عن مولده فَقَالَ: فِي رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
قلت: مكرم من شيوخ دمشق المسندين الثقات. روى عنه الحفاظ ابن خليل والضياء
__________
[1] انظر: العبر 5/77. والنجوم الزاهرة 6/253.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/174.(15/352)
والبرزالي وأبو المظفر النابلسي. وحَدَّثنا عَنْهُ مُحَمَّد بْن أَبِي الحزم وأحمد بْن عَبْد الكريم بالقاهرة وأبو الْحُسَيْن اليونيني وأيوب بْن النحاس والحسن بْن الخلال وابن مشرّف ومحمد الذهبي وأحمد بْن هبة اللَّه وجماعة وقرأت بخط ابْنُ الحاجب قَالَ: مكرم من بيت حديث وعدالة، مواظب عَلَى الخمس فِي جماعة، كَثِير المجون مَعَ أصحابه ولم يكن مكرمًا لأهل الحديث بل كان يتعاسر عليهم. سَمِعَ أبا الْحُسَيْن هبة اللَّه أخا الحافظ أبي القاسم والداراني عَبْد الرَّحْمَن وحسّان بْن تميم وأبا يعلى بْن كردّس وأبا يعلى بْن الحبوبي وحدث بمصر ودمشق وبغداد وحلب.
قلت: توفي فِي رجب سنة خمس وثلاثين وستمائة.
1353- مختص بْن عَبْد اللَّه الحبشي أَبُو العز الخادم مَوْلَى القاضي أَبِي جَعْفَر عَبْد الواحد:
سَمِعَ مولاه وأبا الْعَبَّاس بْن ناقة. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَحْمَد بْن يَحيى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة أخبرنا أَبِي النرسي. فذكر حديثًا. توفي سنة تسع عشرة وستمائة في أوائلها.(15/353)
حرف النون
1354- نصر اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد السَّلام اللمغاني أَبُو الفتوح الفقيه الحنفي:
كَانَ مفننًا مُناظرًا كَثِير العبادة. ذكره ابْنُ الجوزي وأثنى عَلَيْهِ وقَالَ: توفي فِي ربيع الأول سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
1355- نصر اللَّه بْن أَحْمَد بْن الفضل بْن الخازن أَبُو الفتح:
كَانَ لأبيه ديوان شعر، ورواه عَنْهُ ابنه هَذَا فسمعه مِنْهُ أَحْمَد بْن يَحيى بْن هبة اللَّه وعبد السَّلام بْن جَعْفَر التكريتي.
1356- نصر اللَّهِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الواحد بْن الْحَسَن بْن منازل الشيباني [1] :
أَبُو السعادات بْن أَبِي مَنْصُور بْن أَبِي غالب القزاز يعرف بابن زريق من بيت الحديث. سَمِعَ أباه وجده وأبا القاسم الربعي وأبا الْحُسَيْن بْن الطيوري وأبا سعد بْن خشيش وأبا الْحَسَن بْن العلاف وشجاع بْن فارس الحافظ وابن بيان وحدث بالكثير وانفرد عن جماعة. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه وسمعنا نَحْنُ مِنْهُ، وكان ثقة صحيح السماع. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم المبارك، أخبرنا الخرقي. فذكر حديثًا. أراني مولده بخط جَدّه فِي جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو حمزة أَحْمَد بْن عُمَر ومحمد بْن الحافظ عَبْد الغني والبهاء عَبْد الرَّحْمَن وفضل اللَّه الجيلي والأمين سالم بْن صصرى وأبو السعادات البندنيجي وطائفة وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة الزين بْن عَبْد الدائم.
1357- نصر اللَّه بْن عليّ بْن مَنْصُور بْن عليّ أَبُو الفتح الفقيه الحنفي [2] :
من أهل واسط يعرف بابن الكيال القاضي، والد عَبْد الرَّحِيم وعبد اللطيف، شيخ فاضل. قَرَأَ بالقراءات والعشر عَلَى أَبِي القاسم عليّ بْن عليّ شيران بواسط وتفقه على
__________
[1] انظر: العبر 4/250. والنجوم الزاهرة 6/106.
[2] انظر: الغبر 4/260. والجواهر المضية 2/198.(15/354)
القاضي أَبِي عَلَى الفارقي وسمع منهما وقرأ القرآن ببغداد عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه البارع وتفقه عَلَى مذهب أَبِي حنيفة عَلَى الْحَسَن بْن سلامة المنبجي وأبي مَنْصُور إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الهيتي وتكلم فِي مسائل الخلاف وناظر وقرأ النحو عَلَى أَبِي السعادات الشجري وأبي مَنْصُور بْن الجواليقي وسمع بها ابْنُ الحصين وولى قضاء البصرة سنة خمس وسبعين وخمسمائة ثُمَّ عزل ثُمَّ ولي قضاء واسط سنة أربع وثمانين وخمسمائة وكان ثقة صدوقًا قرأت عَلَيْهِ القرآن بالروايات وسَمِعت مِنْهُ الكثير. ولد سنة اثنتين أَوْ ثلاث وخمسمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ست وثمانين وخمسمائة بواسط.
1358- نصر اللَّه بْن سلامة بْن سالم الهيتي أَبُو المعالي:
سكن بغداد مدة وسمع الأرموي والكروخي وابن ناصر وغيرهم وسمع مِنْهُ جماعة وحدث بالموصل وعاد قبل موته إلى هيت فتوفي بها فِي جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء المقدسي.
1359- نصر اللَّه بْن يُوْسٌف بْن مكي الحارثي أَبُو الفتح الدمشقي:
سَمِعَ ببلده أبا مُحَمَّد بْن طاوس ونصر اللَّه المصيصي وسمع ببغداد أبا الوقت. سَمِعَ مِنْهُ بدمشق أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأزجي.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1360- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحائري أَبُو مَنْصُور الكوفي يعرف بابن مدلّل:
والحائر هُوَ مشهد الْحُسَيْن. شيخ صالح. سَمِعَ من أبي الحسن بن غبرة وأبي العباس ابن ناقة. أخبرنا نصر اللَّه، أخبرنا ابْنُ البطي. فذكر حديثا. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة تقريبًا وتوفي فِي أواخر سنة تسع عشرة وستمائة.
1361- نصر بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن عبدوس أَبُو الفتوح الكاتب الأزجي:
سَمِعَ الأرموي وسكن الحلة سَمِعَ مِنْهُ بها أَبُو عَبْد اللَّه بن النجار سنة ست وستمائة.
1362- نصر بْن صدقة البيع الصرصري:(15/355)
سَمِعَ ابْنُ الحصين. كتب عَنْهُ أَحْمَد بْن طارق وجعفر العباسي، توفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
1363- نصر بن عبد الرزاق ابن الشَّيْخ عَبْد القادر الجيلي أَبُو صالح بْن أَبِي بَكْر الفقيه الواعظ الحنبلي [1] :
تفقه عَلَى أَبِيهِ وغيره وتكلم فِي مسائل الخلاف فأجاد ودرّس فِي مدرسة جدّه وبالمدرسة الشاطئية وتكلم فِي الوعظ وأحسن وسمع الحديث من أَبِي سعد بْن خشيش وأبي الْحَسَن العلاف وحدث عَنْهُمْ وجمع لنفسه أربعين حديثًا ورواها. قَالَ: ولدت سنة أربع وستين وخمسمائة. توفي في شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
قلت: وفاته بخط محمد بن سامة، وحدث عَنْهُ أَبُو بَكْر الشريشي وعلي بْن بلبان الْعَبَّاس الفاروثي وأحمد بْن إِسْحَاق الأبرقوهي وعلي بْن أَحْمَد الغرّافي، ومن شيوخه بالسماع عليّ بْن عساكر البطائحي ومسلم بْن جوالق وأحمد بْن المبارك المرقعاتي وخديجة بِنْت النهرواني وشهدة وبالإجازة أَبُو الفتح بْن البطي وأبو العلاء الهمذاني وأبو طاهر السلفي وسمع مِنْهُ أيضا الضياء المقدسي وابن أخيه السيف وبخط عم ابن الحاجب قَالَ: أَبُو صالح الجيلي قاضي بغداد فِي أيام الظاهر بأمر اللَّه وأوائل خلافة المستنصر بالله كَانَ متواضعًا نزهًا عفيفًا محبًا للفقراء وله كلام حسن فِي إشارات الصوفية وسألت الضياء بْن عَبْد الواحد فَقَالَ: فقيه خير كريم النفس.
1364- نصر بْن فتيان بْن مطر النهرواني أَبُو الفتح الفقيه الحنبلي ابْنُ المني [2] :
من ساكني المأمونية، لَهُ بها مسجد كَانَ يدرس بِهِ، شيخ صالح مقدم عند أهل مذهبه. تفقه عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الدينوري وبرع فِي المذهب والخلاف وتخرج بِهِ جماعة وسمع أبا عَبْد اللَّه البارع ومحمد بْن عليّ بْن الدنف وهبة اللَّه بْن الحصين والحسين بْن عَبْد الملك الخلال وروى عَنْهُمْ وكان ثقة دينًا حميد السيرة وسمع مِنْهُ جماعة من أصحابنا ولم يتفق لي من سماع، وأضر قبل موته ثُمَّ أصابه صمم. أخبرنا عُمَر بْن عليّ، أخبرنا نصر بْن فتيان، أخبرنا أَبُو غالب بْن البناء. فذكر حديثًا. قَالَ
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/189. وشذرات الذهب 5/161. والعبر 5/136.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 6/106. وشذرات الذهب 4/277. والعبر 4/251.(15/356)
عمر: ولد تقريبا قبل سنة خمسمائة. وتوفي في رمضان سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن عَنْهُ وتفقها عَلَيْهِ وكان شيخ وقته.
1365- نصر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد أَبُو القاسم التاجر المعروف بابن الصقال الأزجي:
كَانَ ذا دائرة وبرّ وصدقة. قَرَأَ بالقراءات الكثيرة عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وعلى أَبِي الكرم الشهرزوري وقرأ بأصبهان عَلَى أصحاب أَبِي عليّ الحداد وكان كَثِير الأسفار مشتغلًا بالكسب لم يُعنَ بالرواية. توفي فِي محرم سنة ست وثمانين وخمسمائة.
1366- نصر بْن مَنْصُور بْن الْحَسَن بْن جوشن أَبُو المرهف النميري الشَّاعِر الضرير من عرب الشام [1] :
قدم بغداد فِي صباه واستوطنها وحفظ القرآن وتفقه عَلَى مذهب أَحْمَد وسمع القاضي أبا بَكْر وابن ناصر وعبد الوهاب الأنماطي، وقَرَأَ الأدب عَلَى أَبِي مَنْصُور بْن الجواليقي وقَالَ الشعر ومدح الخلفاء والوزراء ودون شعره وكان شاعرًا. أخبرنا أَبُو المرهف، أخبرنا أَبُو الْحَسَن بْن غبرة. فذكر حديثًا.
ولد بالرقة سنة إحدى وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ البهاء عَبْد الرَّحْمَن ويوسف بْن خليل.
1367- نصر بْن مَنْصُور بْن نصر بْن العطار أَبُو القاسم:
تقدم أَبُوهُ وجده، سَمِعَ ابْنُ البطي ويحيى بْن ثابت وسافر إلى دمشق ثُمَّ إلى مصر فسكنها وتوفي بها سنة تسع وستمائة.
1368- نصر بْن يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خُميلة أَبُو السعود بْن الشنّاء الحربي:
سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا الْحُسَيْن بْن أَبِي يعلى والقاضي أبا بَكْر. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد بْن أَبِي شريك ومحمد بن مشّق وجماعة.
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/421. ووفيات الأعيان 2/285. ونكت الهميان 300(15/357)
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل، قَالَ: ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة وتوفي في رجب سنة تسعين وخمسمائة.
1369- نصر بْن أَبِي الفرج بْن عليّ بْن الحصري أبو الفتوح المقرئ البغدادي [1] :
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الكرم الشهرزوري وغيره وسمع الكثير من خَلَقَ كأبي الوقت وأبي المظفر بْن التريكي وابن المادح وهبة اللَّه الشبلي وابن البطي وقرأ الحديث عَلَى الشيوخ وكتب الكثير وكان ذا معرفة بهذا الشأن. خرج إلى مكَّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فاستوطنها وأم بالحرم بمقام الحنابلة وأقرأ وحدث هناك. قرأت عَلَيْهِ ونعم الشَّيْخ كَانَ عبادة وثقة: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. ولد سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وخرج عن مكة سنة ثمان عشرة وستمائة إلى بلاد اليمن فبلغنا أَنَّهُ توفي ببلد المهجم فِي ذي القعدة من السنة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والبرزالي والضياء المقدسي وقَالَ: إنه توفي فِي محرم سنة تسع عشرة وستمائة ولعله بلغه موته فِي هَذَا الوقت، وآخر من روى عَنْهُ بدمشق المقداد بْن أَبِي القاسم.
نصر بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي غالب، سيذكره المؤلف بعد النفيس بْن أَبِي البركات
. 1370- ناصر بن عبد السيد بن علي المطرزي أَبُو الفتح الأديب الخوارزمي [2] :
كَانَ بارعًا فِي أنواع الأدب والشعر، قَرَأَ عَلَى أَبِيهِ وعلى الموفق بْن أَحْمَد الْمَكِّيّ وكان رأسًا فِي الاعتزال داعية إِلَيْه، ينتحل مذهب أَبِي حنيفة، لَهُ تصانيف وأشعار كثيرة. قدم علينا بغداد سنة إحدى وستمائة. أخبرنا قَالَ: أخبرنا الموفق، أخبرنا أَبِي النرسي. فذكر حديثا. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بخوارزم وتوفي بها فِي جمادى الأولى سنة عشر وستمائة ورثي على ما بلغنا بأكثر من ثلاثمائة قصيدة.
1371- ناصر بْن مهدي بْن حمزة أَبُو الحسن المازندراني:
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/256. وشذرات الذهب 5/83. وذيل الحنابلة 2/130.
[2] انظر: وفيات الأعيان 2/280. وبغية الوعاة 402. والجواهر المضية 2/190، 204.(15/358)
قدم بغداد سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وقلّد الوزارة سنة اثنتين وستمائة ثُمَّ عزل بعد سنة ونصف وتوفي سنة سبع عشرة وستمائة فِي جمادى الأولى.
1372- النفيس بْن هبة اللَّه بن وهبان بْن رومي أَبُو جَعْفَر الحديثي السُلمي يعرف بابن البزوري:
سَمِعَ أبا عَبْد اللَّه السلال وأبا الفضل الأرموي، سَمِعَ مِنْهُ أصحابنا وأجاز لي.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء والنجيب. قَالَ: توفي فجأة فِي صفر سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
1373- النفيس بْن محبوب بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن محبوب القزاز أَبُو محبوب:
سَمِعَ جَدّه وعم أَبِيهِ المبارك. قَرَأَ عَلَيْهِ: أخبركم جدك، أخبرنا طراد. فذكر حديثًا توفي فِي رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة وله نيّف وثمانون سنة.
1374- النفيس بْن كرم بْن جبارة:
تلقن القرآن من أَبِي الْحَسَن البراندسي وسمع مِنْهُ ومن أَبِي الوقت. قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم أَبُو الوقت. فذكر أول جزء أبي الجهم.
قلت: قرأت جزء أَبِي الجهم عَلَى الأبرقوهي أنبأنا النفيس هَذَا وذكر أَنَّهُ سَمِعَ أيضًا من هبة اللَّه الشبلي وجعفر بن المجلي وإن ابْنُ النجار روى عَنْهُ وأنَّه توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وستمائة ولعله كمل الثمانين.
1375- النفيس بْن أَبِي الكرم بْن أَبِي سعد السراج يعرف بابن العُدّة:
سَمِعَ ابْنُ البطي، ذكر عَنْهُ من جزء البانياسي «الحياء من الْإِيمَان» توفي سنة ست عشرة وستمائة.
1376- النفيس بْن أَبِي البركات بْن معالي أَبُو الفضل المستخدم:
سَمِعَ ابْنُ البطي وابن غبرة. أخبرنا قَالَ: أخبرنا ابْنُ غبرة. فذكر حديثًا. توفي فِي صفر سنة ثمان عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي والضياء وعبد الصمد بْن أَبِي الجيش وقَالَ فِي نسبه: ابْنُ حفني الزعيمي.
1377- نصر بْن أبي الْحَسَن بْن أَبِي غالب:(15/359)
أخبرنا عُمَر الْقُرَشِيّ كتابة، أخبرنا نصر، أخبرنا ابْنُ الحصين. فذكر حديثًا. توفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة وله نيف وثمانون سنة.
1378- ناشب بْن هلال بْن نصير أَبُو مَنْصُور الحراني الأصل الواعظ:
كَانَ يتكلم فِي الأعزية ويقول الشعر عَلَى البديهة أجاز لي. سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عنه ابن خليل.(15/360)
حرف الواو
1379- واثق بْن الْحُسَيْن بْن عليّ بْن السماك:
تقدم أَبُوهُ. سَمِعَ ابْنُ الحصين وأبا غالب بْن السماك. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن مشّق ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وتوفي سنة ست وسبعين وخمسمائة.
1380- واثق بْن هبة اللَّه بْن أَبِي القاسم الخياط الحمامي:
قرأت عَلَيْهِ أخبركم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف. فذكر حديثًا. توفي في ربيع الأول سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل ونسبه الحمامي مخففًا.
1381- وهب بْن مُحَمَّد بْن وهب أَبُو الفتح الحربي:
سَمِعَ أبا البركات الأنماطي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم عَبْد الوهاب سنة سبع وعشرين وخمسمائة فذكر حديثًا. توفي فِي صفر سنة ست وتسعين وخمسمائة.
1382- وفاء بْن أسعد بْن النفيس بْن البهي التركي الأصيل البغدادي أَبُو الفضل الخباز:
سَمِعَ أبا القاسم بْن بيان وأبا الخطاب الكلوذاني ومحمد عَبْد الباقي الدوري وغيرهم سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. أخبرنا وفاء، أخبرنا ابْنُ بيان، أخبرنا ابْنُ الصقر. فذكر حديثًا.
ولد سنة خمسمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن وأبو صالح الجيلي وهو من عوالي شيوخ ابْنُ الدبيثي.
1383- وَجِيهِ بْن هِبَةِ اللَّه بْن الْمُبَارَكِ بْن عليّ السقطي أبو العلاء بْن أَبِي البركات الأزجي:
من أبناء المحدثين. سَمِعَ أباه وأبا الْحُسَيْن العلاف وأبا القاسم بْن بيان. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني، وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر وسكن أوانا وأظنه ولي قضاءها.
قَالَ عُمَر الْقُرَشِيّ: سَأَلت وجيه بْن السقطي عن مولده فَقَالَ: سنة خمس وتسعين وأربعمائة. وتوفي فِي ذي القعدة سنة سبع وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة.(15/361)
1384- وشاح بْن جواد بْن أَحْمَد أَبُو طاهر المقرئ الضرير الدرزيجاني [1] :
من قرية بقرب بغداد. سكن بغداد وسمع أبا طَالِب بْن يُوْسٌف ومن بعده وكان يؤم بالوزير عليّ بْن طراد. ذكره ابْنُ السمعاني وقَالَ: علقت عَنْهُ شعرًا. وسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ: أخبرنا وشاح، أخبرنا ابْنُ يُوْسٌف سنة عشر وخمسمائة، أخبرنا البرمكي فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة ثمانين وخمسمائة.
1385- واثلة بْن الأسقع بْن أَبِي العلاء أبو هريرة المؤذن الهمذاني:
سمع ببلده هبه الله بن أخت الطويل وقدم بغداد فسمع بها أبا الفضل الأرموى.
وسمع مِنْهُ الياس الأربلي وجماعة وأجاز لنا سنة ثمان وثمانين وخمسمائة توفي بهمذان.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل من حديث أَبِي الْعَبَّاس السراج بعلُوّ.
__________
[1] انظر: نكت الهميان 306.(15/362)
حرف الهاء
1386- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشبلي أَبُو المظفر الدقاق المؤذن [1] :
كبر وشاخ وحدث عن أبي نصر الزيني وأخيه طراد وأبي الغنائم بْن أَبِي عثمان وأبي نصر بْن المجلي وغيرهم. سَمِعَ مِنْهُ إِبْرَاهِيم الشعار وابن شافع وعمر الْقُرَشِيّ وأبو بَكْر الباقداري وأبو العلاء الهمذاني وعبد المغيث بْن زُهَيْر. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن طارق وأبو طَالِب بْن عَبْد السميع وأبو الفتوح بْن الحصري وابن الأخضر ولد سنة سبعين وأربعمائة وتوفي في سلخ سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
قلت: آخر من سَمِعَ مِنْهُ شهاب الدين السُّهْرَوَرْدي وياسمين بِنْت البيطار وهبة اللَّه بْن عُمَر الحلاج.
1387- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحفار أَبُو بَكْر:
سَمِعَ رزق اللَّه التميمي. كتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وإبراهيم بْن الشعار وجماعة وتوفي فِي شوال سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
1388- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هلال الأعرابي أَبُو الفراج الدبّاس الأزجي:
سَمِعَ ابْنُ بيان وأبيًّا النرسي وأبا ياسر البرداني. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخشاب وأبو الْحَسَن الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ. ولد فِي شعبان سنة ثمان وتسعين وأربعمائة وتوفي في رجب سنة ست وسبعين وخمسمائة.
1389- هبة الله بن إبراهيم بن علي السلمي بْن الفَرَّاء:
سمعه أَبُوهُ من هبة اللَّه الدقاق وابن البطي ولم يكن يصلح للرواية توفي فِي ذي القعدة سنة عشر وستمائة.
1390- هبة اللَّه بْن بَكْر بْن طاهر بْن غنيمة أَبُو طاهر بْن أَبِي نصر الفزاري القزاز:
سبط أَبِي ياسر أَحْمَد بْن بندار وقيل اسم أَبِيهِ المبارك. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ. أخبرنا ابْنُ الأخضر، أخبرنا هبة اللَّه، أخبرنا جدي أَبُو ياسر. فذكر حديثًا. توفي فِي صفر سنة
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 5/362. وشذرات الذهب 4/181. والعبر 4/163.(15/363)
سبعين وخمسمائة وَقَدْ قارب التسعين.
1391- هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عساكر أَبُو الْحُسَيْن الشَّافعيّ الدمشقي [1] :
أخو الحافظ أَبِي القاسم، وهذا الأسنّ، كَانَ عارفًا بالفقه والحديث والأدب، وسمع الكثير ببلده وقدم بغداد وسمع جماعة من أهلها. أبا عليّ بْن نبهان وأبا الْحَسَن بْن مرزوق. وأبا طَالِب بْن يُوْسٌف وطبقتهم وتفقه عَلَى أسعد الميهني وحدث بالكثير وأملى. روى عَنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وأخوه الحافظ أَبُو القاسم توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة (كذا) ووقع فِي الحمام فَفُلِجَ أيامًا ومات في شعبان سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ زين الأمناء أَبُو البركات وأخواه الفخر وتاج الأمناء وأبو نصر بْن الشيرازي.
1392- هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن المطلب أَبُو المعالي:
من بيت وزارة، كَانَ يَقُولُ الشعر ويكتب خطًا مليحًا. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة ست وتسعين وخمسمائة.
1393- هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن الْمُظَفَّرِ بْن الحسن بْن أَحْمَد بْن زَيْد الهمذاني ثُمَّ البغدادي أَبُو القاسم بْن أَبِي عليّ بْن أَبِي سعد بْن السبط:
والمظفر هُوَ سبط أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ لالٍ الْفَقِيهَ، وأبو القاسم من أولاد المحدثين، سَمِعَ أباه وهبة اللَّه بْن الحصين وأبا العز بْن كادش وأبا بكر المزرفي وإسماعيل ابن أَبِي صالح المؤذن وجماعة وكان صحيح السماع فِيهِ تسامح فِي الأمور الدينية.
أخبرنا ابْنُ السبط، أخبرنا أَبِي، أخبرنا ابْنُ المهتدي بالله. ولد سنة عشر وخمسمائة، وتوفي فِي المحرم سنة ثمان وتسعين.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو مُوسَى بْن عَبْد الغني والضياء وابن خليل وابن عبد الدائم والنجيب عَبْد اللطيف وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة الفخر بْن الْبُخَارِيّ.
1394- هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن الدوامي أَبُو الملالي بْن أَبِي عليّ:
__________
[1] انظر: العبر 4/184. وشذرات الذهب 4/207.(15/364)
تولى حجابة الحجاب بالديوان مُدة وتولى ديوان الزمام وعزل منه سنة أربع عشرة وستمائة. سمع من تجنّي الوهبانية وغيرها.
قلت: قرأت عَلَى بيبرس العديمي، أخبركم هبة اللَّه الدوامي ببغداد سنة اثنتين وأربعين وستمائة بجزء الحفار.
1395- هبة اللَّه بْن الْحُسَيْن أَبُو القاسمي ينعت بالبديع الأصطرلابي:
كان فاضلا فِي علم الاصطرلاب والفلك وتيسير الكواكب وله يد فِي صنعة آلاتها وله شعر مليح. توفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
1396- هبة اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عَلِيِّ بْنِ البل أَبُو المعالي البيع:
سَمِعَ القاضي أبا بَكْر وأبا الفتح البيضاوي وأبا الْحَسَن بْن صرما. قرأت عَلَى هبة اللَّه بْن أَبِي الأسود: أخبركم أَبُو بَكْر، أخبرنا الجوهري. فذكر من نسخة نعيم بْن حمّاد توفي فِي رجب سنة ستمائة وَقَدْ بلغ التسعين.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء وعبد اللطيف.
1397- هبة اللَّه بْن رمضان بْن أَبِي العلاء بْن شُبيبا أَبُو القاسم المقرئ الهيتي البغدادي:
إمام مسجد البساسيريّ. سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وعبد الملك الكروخي وأبا الْحَسَن بْن صرما: سمعنا مِنْهُ وكان صالحًا. أخبرنا قَالَ أخبرنا ابْنُ صرما، أخبرنا ابن النقور. ولد سنة عشر وخمسمائة وتوفي فِي ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1398- هبة اللَّه بْن صدقة بْن هبة اللَّه بْن عصفور أَبُو البقاء الصائغ الأزجي:
سَمِعَ ابْنُ عَبْد السَّلام وأبا سعد البغدادي وابن الطلاية وواثق بْن تمام وصنف فِي الردّ عَلَى الرافضة وفي الردّ عَلَى أَبِي الوفاء بْن عقيل فِي نصره للحلاج، سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفَرَّاء وإلياس بْن جامع وَقَدْ أجاز لي. توفي فِي شوال سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.(15/365)
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل أيضًا.
1399- هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن الأشعث السَّمَرْقَنْدِيّ الأصل البغدادي أَبُو المظفر بْن أَبِي مُحَمَّد:
من بيت الحديث والرواية والثقة، سَمِعَ ابْنُ طلحة النعالي وأبا مُحَمَّد السراج وأبا زكريا التبريزيّ. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وروى لنا جماعة عَنْهُ. ولد فِي جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمسمائة فيما قاله أبو المحاسن القرشي.
قلت: حَدَّثنا عَبْد الحافظ وغيره، حَدَّثنا أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة، حَدَّثنا هبة اللَّه بْن السَّمَرْقَنْدِيّ، حَدَّثنا أَبُو عَبْد اللَّه بْن البسري. فذكر حديثًا.
1400- هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه السامريّ ثُمَّ البغدادي أبو غالب [1] :
تفقه عَلَى مذهب أَحْمَد وتكلم فِي المسائل ووعظ، سمع أبا البدر الكرخي ويوسف ابن عُمَر الحربيّ وحدث. توفي فِي محرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1401- هبة اللَّه بْن عَبْد العزيز بْن عليّ الجزري أَبُو القاسم المعدَّل:
قرأت عَلَى ابْنُ الحصري: أخبركم هبة اللَّه الأمين، حَدَّثنا أَبُو عثمان بْن ملّة فذكر حديثًا. توفي فِي ذي القعدة سنة إحدى وستين وخمسمائة.
1402- هبة اللَّه بْن عُمَر بْن حُسَيْن بْن خليل الطيبي أَبُو البقاء المقرى:
سَمِعَ أبا غالب بْن البناء وأبا البركات بْن حبيش وعبد الملك بْن عليّ بْن يُوْسٌف سَمِعَ مِنْهُ رُفْقَتنا وأجاز لي توفي فِي شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1403- هبة اللَّه بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن الصاحب أَبُو الفضل بْن أبي القاسم:
تقدم ذكر أَبِيهِ. ولي حجابة باب النوبي ثُمَّ ولاه المستضيء أستاذ دار الخلافة. فلما
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/433.(15/366)
استخلف الناصر أقرَّه عَلَى ذَلِكَ وأدناه وردَّ إِلَيْه النظر فِي أكثر الأمور فعلت منزلته إلى أن قُتل فِي ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وعلّق رأسه عَلَى داره.
1404- هبة اللَّه بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن يَحيى بْن رزين أَبُو الفتح:
ولي أستاذية الدار العزيزة ووكالة أمير المؤمنين ثُمَّ عزل ولزم منزله. سَمِعَ من أَبِي الوقت وابن البطي وامتنع من التحديث والإجازة حتَّى مات سنة ثلاث عشرة وستمائة.
1405- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مخلد الأزدي أبو المفضل بْن الجلخت الواسطي الزَّاهِد المقرئ:
سَمِعَ عليّ بن عبد الله الطرسوسي وأبا التمام عليّ بْن مُحَمَّد العبدي وعمر بْن عليّ الميموني. حَدَّثنا أَحْمَد بْن طارق، أخبرنا السلفي قَالَ: سَأَلت أبا الكرم الحوزي بواسط عن أَبِي المفضل بْن الجلخت فَقَالَ: شيخنا أَبُو المفضل يقصر الوصف عما كَانَ عَلَيْهِ من خشونة الطريقة وحسنها، صام وقته كُلِّه ولازم الجامع معتكفًا يقرئ القرآن ويُملي الحديث وكان حسن المعرفة بالحديث والفقه جماعا لخلال الخير.
وكان ذا جاه عظيم عند السلطان، قَالَ ابْنُ الدبيثي: وقدم بغداد سنة خمس وسبعين وأربعمائة وحدث بها عن أَبِي الْحَسَن العجمي وأبي تمام القاضي. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو بَكْر بْن الخاضبة وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ. حَدَّثنا مَسْعُود بْن أَبِي القاسم كتابة حَدَّثنا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد، أخبرنا الزَّاهِد هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الجلخت الْأَزْدِيّ، أنبأنا عليّ بْن عَبْد اللَّه العجمي سنة ثلاثين وأربعمائة أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد البابّشيري، حَدَّثنا جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سنان. فذكر حديثًا. قرأت بخط خميس: ولد أبو المفضل يوم الأضحى سنة أربع وعشرين وأربعمائة وقَالَ: توفي فِي أول سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ودفن بداره.
1406- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن الصباغ أَبُو نصر:
من بيت علم، سَمِعَ أبا طَالِب بْن غيلان. روى عَنْهُ هبة اللَّه بْن المبارك السقطي وأبو طاهر بْن سلفة.
1407- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بن محمد بن البخاري أبو المظفر بن أبي نصر [1] :
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 4/381.(15/367)
من بيت تقدم، ابْنُ عم قاضي القضاة أَبِي طَالِب عليّ، تفقه عَلَى مذهب الشَّافعيّ، وكان ذا معرفة بعلم الكلام وولاه أمير المؤمنين الناصر لدين اللَّه نيابة الوزارة إلى أن توفي فِي محرم سنة ثمانين وخمسمائة.
1408- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي الحديد أَبُو الْحُسَيْن المدائني:
كان قاضي ببلده وخطيبه، تفقه بالنظامية إذ مدرسها الشَّيْخ أَبُو النجيب وقَالَ لي:
سَمِعت من أَبِي الوقت وولدت سنة ثلاثين وخمسمائة. وتوفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة، علقت عَنْهُ أناشيد.
1409- هبه اللَّه بْن المبارك بْن هبة اللَّه بْن بكري أَبُو القاسم الحريمي:
تقدم أَبُوهُ وأقاربه. سَمِعَ أبا الْحَسَن الدينوري وأبا القاسم بْن الحصين كتب عَنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأبو بَكْر بْن مشّق. توفي فِي شوال سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
1410- هبة اللَّه بْن نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بن محمد بن مخلد أبو العباس بن أَبِي الكرم البزاز بْن الجلخت الواسطي المعدّل:
سَمِعَ أبا نعيم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجماري ومحمد بْن مُحَمَّد بْن السوادي ومحمد بْن زبزب وسمع ببغداد هبة اللَّه بْن الْبُخَارِيّ وقاضي المرستان وحدث بالكثير وكان ثقة صحيح السماع. أخبرنا هبة اللَّه، أخبرنا القاضي أبو بكر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. فذكر حديثًا. سَمِعَ أيضًا فِي سنة تسع وتسعين وأربعمائة من مُحَمَّد بْن أَحْمَد البزاز وقَالَ لي: ولدت سنة أربع وثمانين وأربعمائة. توفي في رجب سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
1411- هبة اللَّه بْن وفاء بْن أَبِي العز الواسطي:
قرأت بالقراءات عَلَى أَبِي العز القلانسي وقرأ ببغداد عَلَى الشَّيْخ أَبِي مَنْصُور الخياط وأبي الخطاب بْن الجراح. قَرَأَ عَلَيْهِ جماعة منهم يَحيى بْن الْحُسَيْن الأواني، قَالَ:
قرأت عَلَيْهِ بواسط سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
1412- هبة اللَّه بْن وجيه بْن هبة اللَّه بْن المبارك السقطي أَبُو البركات:
سَمِعَ أباه وابن البطي وحضر أبا الغنائم مُحَمَّد بْن السّدنك. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم(15/368)
مُحَمَّد بْن مَسْعُود حضورًا، أخبرنا أَبُو الْحَسَن الأنباري، أنبأنا أَبُو عُمَر بْن مهدي.
فذكر حديثا. ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة وسكن أوانا وتوفي بها.
1413- هبة اللَّه بْن يَحيى بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد العطار أَبُو جَعْفَر بْن أَبِي نصر ابن البُوقي الفقيه الواسطي [1] :
كَانَ عارفًا بالمذهب الشَّافعيّ وبالاختلاف والفرائض. تفقه عَلَى أَبِي عليّ الفارقي وسمع أبا نعيم بْن زبزب وأبا نعيم الجماري وأبا الكرم الحوزي وببغداد القاضي الْأَنْصَارِيّ وأبا مَنْصُور بْن خيرون وناظر الفقهاء ثُمَّ استقدمه الوزير ابْنُ هبيرة، وحدّث ببغداد فسمع مِنْهُ ابْنُ شافع وأبو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن القرشي وأحمد ابن طارق وابن الأخضر وحَدَّثنا عَنْهُ جماعة وكان صحيح السماع ثقة دينًا. ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي بواسط فِي ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
1414- هبة اللَّه بْن يَحيى بْن مُحَمَّد بْن هبة الله أبو مُحَمَّد الوكيل بباب القضاة:
سَمِعَ أبا الْحَسَن العلاف، سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ ومكي الغراد وأبو الفتوح بْن الحصري. توفي فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
1415- هبة اللَّه بْن أَبِي المحاسن بْن أَبِي بَكْر الجيلاني أَبُو الْحَسَن اللؤتمي:
أحد الزهاد العباد المدققين فِي الورع. قدم بغداد فِي صباه وسكنها وكان ذا رياضات ومجاهدات. أثنى عليه عمر القرشي وقال إنه أَنَّهُ سَمِعَ من ابْنُ الحصين وغيره، وقَالَ لي أَبُو العلاء بْن الرأس: لم أر فِي زمانه مثله، توفي فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1416- هارون بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله أَبُو جَعْفَر بْن أَبِي الفضل الخطيب:
من بيت خطابة وعدالة، ولي خطابة جامع القصر زمانًا وسمع أبا طَالِب بْن يُوْسٌف وأبا القاسم بْن الحصين وحدث عَنْهُمَا وأجاز لي، ولد في صفر سنة عشرة وخمسمائة وتوفي فيه سنة أربع وثمانين.
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية 4/422.(15/369)
1417- الهيثم بْن هلال بْن الهيثم أَبُو جَعْفَر بْن أَبِي سعد:
من أبناء الرؤساء هُوَ وأبوه، ذكرهما أَبُو سعد بْن السمعاني وقَالَ: أجاز لي الهيثم فِي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة: سَمِعَ الهيثم من أَبِي القاسم الربعي وأبي الْحَسَن العلاف والحسن بْن مُحَمَّد التككي. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ وأحمد بْن طارق وحَدَّثنا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن الأخضر. ولد سنة خمس وتسعين وأربعمائة وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة تسع وستين وخمسمائة قاله الْقُرَشِيّ.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة.(15/370)
حرف اللام ألف
1418- لاحق بْن عليّ بْن مَنْصُور بْن كاره أَبُو مُحَمَّد [1] :
أخو دهبل، سَمِعَ ابْنُ بيان وابن نبهان وابن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ عليّ الزيدي وعمر الْقُرَشِيّ وابن الأخضر، وحَدَّثنا عَنْهُ جماعة وكتب عَنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وذكره فِي تاريخه. ولد سنة خمس وتسعين وأربعمائة وتوفي ليلة نصف شعبان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ أيضًا أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن.
1419- لاحق بْن أَبِي الفضل بْن عليّ الخباز أَبُو طاهر بْن قندرة الصوفي برباط الخليفة [2] :
حدث عن ابْنُ الحصين بالمسند. كتبنا عَنْهُ وكان سماعه صحيحًا. أخبرنا أن ابْنُ الحصين أخبرهم. فذكر حديثًا. توفي في محرم سنة ستمائة عن تسعين سنة أَوْ نحوها.
قلت: روى عنه ابن خليل والضياء.
__________
[1] انظر: العبر 4/218. وشذرات الذهب 4/246.
[2] انظر: العبر 4/315. وشذرات الذهب 4/348.(15/371)
حرف الياء
1420- يعقوب بْن يُوْسٌف بْن عُمَر بْن حُسَيْن أَبُو مُحَمَّد المقرئ:
قَرَأَ بالروايات الكثيرة عَلَى البارع أَبِي عَبْد اللَّه وأبى بَكْر المزرفي وأبي بَكْر خطيب المحوّل وسمع من ابْنُ الحصين وابن كادش وأقرأ النَّاس القراءات وحدث مدة وكان ثقة. قرئ عَلَيْهِ وأنا أسمع: أخبركم أَبُو الْحُسَيْن بْن الفرّاء. فذكر حديثًا. توفي في شوال سنة سبع وثمانين وخمسمائة وَقَدْ قارب التسعين ودفن بباب حرب.
1421- يُوْسٌف بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشيرازي الأصل البغدادي أَبُو مُحَمَّد وقيل أَبُو العز الحافظ الصوفي [1] :
أحد الطلبة، رحل وحصل ما لم يحصله غيره. سَمِعَ أبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبا الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام وعبد الجبار بْن أَحْمَد بْن توبة وابن ناصر والأرموي وعبد الملك الكروخي وخلقًا وسافر إلى الحجاز والشام والجبال وخراسان وسمع من أَبِي الوقت بكرمان وصحبه إلى بغداد وجمع أربعين حديثًا عن شيوخه من أربعين بلدًا وحدث بالكثير وكان صحيح الرواية ثقة. حَدَّثنا أَبُو يعقوب الحافظ، أخبرنا عَبْد الجبار، أخبرنا أَبُو الْحُسَيْن بْن النقور. فذكر حديثا. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي رمضان سنة خمس وثمانين ودفن بمقبرة الشونيزي.
قَالَ أَبُو المواهب بْن صصرى: واشتغل فِي آخر عمره بالترسُل إلى الأطراف ووُلّي ربُطًا ببغداد وكان حسن المفاكهة والعشرة.
1422- يُوْسٌف بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الدبّاس أَبُو مُحَمَّد بْن مَتُّش:
أخو دَاوُد، سَمِعَ أبا غالب بْن البناء وأجاز لَهُ أَبُو عَامِر العبدري وأبو القاسم بْن الحصين قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الأشقر مُحَمَّد بْن أَحْمَد، أخبرنا ابْنُ المسلمة. فذكر حديثًا. توفي فِي شوال سنة إحدى وستمائة وَقَدْ جاوز الثمانين بأربع سنين.
قلت: روى عَنْهُ الضياء مُحَمَّد.
1423- يُوْسٌف بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد السَّلام بْن اللمغاني أَبُو يعقوب الفقيه الحنفي:
__________
[1] انظر: تذكرة الحفاظ 4/145. وشذرات الذهب 4/284. والنجوم الزاهرة 6/111.(15/372)
تقدم ذكر أَبِيهِ وأقاربه، كَانَ عارفًا بالمذهب والخلاف والكلام عَلَى طريقة أهل العدل وسمع الْحُسَيْن بْن الْحَسَن المقدسي والمبارك بْن أَبِي المكارم والبزاز قرأت عَلَيْهِ:
أخبركم المقدسي، أخبرنا الحميدي. فذكر حديثًا. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة وتوفي في جمادى الأولى سنة ست وستمائة.
1424- يُوْسٌف بْن آدم بْن مُحَمَّد بْن آدم الشَّافعيّ المراغي ثُمَّ الدمشقي أَبُو يعقوب:
قدم بغداد وسمع ابْنُ ناصر وطبقته وحدّث بصحيح مُسْلِم عن أَبِي عَبْد اللَّه الفراوي. سَمِعَ مِنْهُ عَبْد الرزاق الجيلي وغيره.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ جماعة بدمشق، وقَالَ عَبْد القادر الرهاوي: مولده فِي سنة إحدى عشرة وخمسمائة وروى عَنْهُ الفقيه هلال بْن محفوظ الرسعني بها في ثمان وستمائة والفقيه أَحْمَد والد الشَّيْخ الموفق وأبو الخير سلامة الحداد.
1425- يُوْسٌف بْن بركة بْن أَبِي بكر بْن عليّ القطان الأزجي:
سَمِعَ الكروخي وغيره. أخبرنا يُوْسٌف بْن بركة، أخبرنا الكروخي. فذكر حديثًا.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل فَقَالَ: يُوْسٌف بْن أَبِي بَكْر.
1426- يُوْسٌف بْن الْحَسَن بْن أَبِي البقاء بْن حسن العاقولي البغدادي:
أَبُو مُحَمَّد المقرئ سَمِعَ الكثير بنفسه وكتب عن الشيوخ مثل أَبِي القاسم بْن الحصين والقاضي أَبِي بَكْر وأبي مَنْصُور القزاز وما أعلم من أمره إلا خيرًا. أخبرنا قَالَ: أخبرنا أَبُو الفضل الأرموي. فذكر حديثًا. ولد سنة عشر وخمسمائة وتوفي في صفر سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
1427- يُوْسٌف بْن سَعِيد بْن مُسافر بْن جميل المقرئ أَبُو مُحَمَّد البناء:
سَمِعَ الكثير بنفسه وكتب بخطه إلى حين وفاته: سَمِعَ ابْنُ البطي وشهدة وابن يُوْسٌف وابن شاتيل وخلق كَثِير كذا وكان فِيهِ تخليط- سامحه اللَّه- ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة وتوفي في سلخ سنة ستمائة.
1428- يُوْسٌف بْن عَبْد الله بْن بندار أَبُو المحاسن الدمشقي الشافعي [1] :
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 5/380.(15/373)
تفقه ببغداد عَلَى أسعد الميهني وبرع فِي الفقه والخلاف والكلام حتَّى صار أنظر أهل زمانه ودرّس بالنظامية سنة ست وخمسين وخمسمائة إلى أن مات، وسمع من أَبِي البركات بْن الْبُخَارِيّ وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذن. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وجماعة وحَدَّثنا عَنْهُ أَبُو الخير الجيلاني. خرج إلى خوزستان رسولًا فتوفي هناك فِي شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1429- يوسف ابن شيخنا أَبِي الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن الجوزي أَبُو مُحَمَّد [1] :
كَانَ فاضلًا لَهُ معرفة بمذهب أَحْمَد وبالوعظ وله حلقة للنظر وولي الحسبة ببغداد ونظر للأوقاف. سَمِعَ من أَبِيهِ ومن ابْنُ كليب ومدح أمير المؤمنين الناصر بمدائح كثيرة كَانَ يوردها فِي مجلس وعظه سمعنا منها من لفظه. ولد فِي ذي القعدة سنة ثمانين وخمسمائة.
قلت: هُوَ الصاحب محيي الدين بْن الجوزي، بني بدمشق المدرسة المشهورة وقدم رسولًا وولي فِي حدود الخمسين الأستاذ دارية بمدينة السَّلام وكان مكرما للعلماء، قَرَأَ عَلَيْهِ شيخنا أَبُو أَحْمَد الدمياطي الكثير وكتب عَنْهُ قديمًا عُمَر بْن الحاجب وأثنى عَلَيْهِ وقَالَ: حاز قصب السبق فِي كل فضيلة وكان سريع النظم ورُزق القبول التام وكان كَثِير التعصُب فِي ذات اللَّه، قَالَ لي عَنْهُ ابْنُ نقطة: سَمِعَ أباه وابن بوش. وابن المندائي وهو فقيه حسن الوعظ، خلف أباه قتل هُوَ وابنه بأمر الطاغية هولاكو فِي أخذ بغداد سنة ستّ وخمسين وستمائة.
1430- يُوْسٌف بْن عُمَر بْن حُسَيْن أَبُو يعقوب المقرئ الحربي:
والد يعقوب المذكور آنفًا. شيخ صالح، سَمِعَ أبا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن يُوْسٌف. سَمِعَ مِنْهُ عَبْد المغيث بْن زُهَيْر ومكي الغراد وجماعة. قَالَ أَحْمَد بْن صالح بْن شافع فِي تاريخه. توفي يُوْسٌف الحربي فِي ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة وكان ذا عبادة وورع عَلَيْهِ آثار الولاية بادية.
1431- يُوْسٌف بْن عُمَر بْن حسن أَبُو الحجاج المقرئ يعرف بابن البستنبان:
سَمِعَ أبا طالب اليوسفي وأبا بكر المزرفي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ، وقَالَ: توفي فِي محرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة وقد جاوز الثمانين.
__________
[1] انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/258.(15/374)
1432- يُوْسٌف بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن نظام الملك أَبُو المحاسن:
سَمِعَ نصر بْن نصر العكبري وأبا الوقت. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة وَقَدْ جاوز الثمانين.
1433- يُوْسٌف بْن عثمان بْن مُحَمَّد الدقاق يعرف بابن قديرة:
تقدم أَبُوهُ. سَمِعَ أبا عليّ الخراز وأبا الوقت. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي.
1434- يُوْسٌف بْن القاسم بْن مفرج بْن درع التكريتي:
حدث ببلده عن أَبِي زرعة المقدسي. توفي فِي رجب سنة إحدى عشرة وستمائة وله ست وثمانون سنة.
1435- يُوْسٌف الْإِمَام المستنجد بالله أَبُو المظفر أمير المؤمنين بْن المقتفي لأمر اللَّه أَبِي عبد الله محمد بْن المستنجد بالله أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن المقتدي بالله أَبِي القاسم عَبْد اللَّه:
خطب لَهُ أَبُوهُ بولاية العهد فِي سنة سبع وأربعين وخمسمائة واستخلف يَوْم موت والده فِي ربيع الأول سنة خمس وخمسين ومولده سنة عشر وخمسمائة، وأمه كُرجيّة، أدركت خلافته واستوزر وزير أَبِيهِ أبا المظفر بن هبيرة فلما توفي استوزر أبا جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن البلدي. توفي فِي ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة وكان نقش خاتمة «من أحب نفسه عمل لها» وكان يَقُولُ الشعر.
1436- يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن أبي سعد الموصلي الأصلي البغدادي:
أخو سُلَيْمَان وعليّ، سَمِعَ الكثير وصحب أبا النجيب السُّهْرَوَرْدي وتفقه عَلَيْهِ، وسمع القاضي أبا بَكْر وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبا مَنْصُور بن خيرون، وأبا الحسن ابن عَبْد السَّلام وحدث.
قَالَ عُمَر بْن عليّ الدمشقي: كتبت عَنْهُ وكان فاضلًا صادقًا، ولد تقريبًا سنة خمس عشرة وخمسمائة. وتوفي في محرم سنة ست وسبعين وخمسمائة.
1437- يُوْسٌف بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرْمَوي الأصل البغدادي أَبُو إِسْحَاق بْن أَبِي حامد بْن القاضي أَبِي الفضل:(15/375)
سَمِعَ جَدّه وأبا الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام وصافي (كذا) السادي وكان صحيح السماع. قرأت عَلَيْهِ: أخبرك جدك. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ البرزالي والضياء والنجيب.
1438- يُوْسٌف بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن أَبِي شَيْبَة أَبُو القاسم الخياط المقرئ [1] :
صار وكيلًا بباب القضاة فِي آخر أمره. قَرَأَ بالروايات عَلَى جماعة منهم أَبُو الخطاب عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجراح وأبي العز كذا القلانسي وادعى أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي طاهر بْن سوار وتبين كذبه وكان قَدْ أقرأ جماعة وسمع أبا عثمان بْن ملّة. حَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر. توفي فِي رجب سنة سبعين وخمسمائة.
1439- يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف أبو الفتوح بن أَبِي بَكْر من أولاد المحدثين:
انتفع بوالده خلق كثير وسمّع ابنه هَذَا من القاضي أَبِي بَكْر وأبي مَنْصُور القزاز وإسماعيل السَّمَرْقَنْدِيّ وطبقتهم وكان يُوْسٌف لا يحسن الخط. حَدَّثنا قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْر. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة إحدى وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء والنجيب.
1440- يُوْسٌف بْن المبارك بْن المبارك بْن عُبَيْد اللَّه بْن هبة اللَّه أَبُو البركات البيع:
تقدم أَبُوهُ وأخوه. ولي الحسبة ببغداد، سَمِعَ أبا مُحَمَّد المادح وابن البطي. أخبرنا يُوْسٌف، أخبرنا أبو المعالي الجبان. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي.
1441- يُوْسٌف بْن المظفر بْن فاخر أَبُو الحجاج المقرئ البغدادي نزيل واسط يعرف بغلام كُنيني:
قَرَأَ القراءات بواسط عَلَى أَبِي الفتح بْن زريق وأبي المعالي بْن تركان وببغداد عَلَى
__________
[1] انظر غاية النهاية 2/402. ولسان الميزان 6/228.(15/376)
سبط الخياط وأبي الكرم الشهرزوري وكان حسن التلاوة جيد الأداء، توفي فِي ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
1442- يُوْسٌف بْن هبة اللَّه بْن محمود بْن الطفيل الدمشقي [1] :
سَمِعَ ببغداد من ابْنُ ناصر وأبي بَكْر بْن الزاغوني وحدث بمصر.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامه وابن خليل والضياء. وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
1443- يُوْسٌف بْن يعقوب بْن يُوْسٌف بْن عُمَر الحربي:
ذكرنا أباه وجده. سَمِعَ هبة اللَّه الشبلي وابن المادح وكان ذا صلاح وديانة، توفي في شوال سنة ست وستمائة.
1444- يَحيى بْن أَحْمَد بْن عليّ أَبُو شجاع بْن البرّاج الوكيل بباب القضاة ثُمَّ زُكيّ وشهد:
سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين والقاضي أبا بَكْر وغيرهما. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وغيره. توفي فِي ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ المقيّر.
1445- يَحيى بْن إبراهيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو زكريا السلماسي الواعظ:
سَمِعَ أباه ومحمود بْن سعادة. وعظ ببغداد. توفي ببلده فِي شعبان سنة خمسين وخمسمائة. حَدَّثنا أَبُو الفرج بْن الجوزي، أخبرنا يَحيى بن إبراهيم، أخبرنا أَبُو نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد القارئ، أنبأنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه البزاز، حَدَّثنا عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل الهاشمي، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي الدنيا. فذكر حديثًا.
1446- يَحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد أَبُو تراب بْن أَبِي المعالي البزاز الكرخي الفقيه:
تفقه عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن الخلّ وسمع مِنْهُ ومن عَبْد الخالق اليوسفي وعبد الملك الكروخي وابن الزاغوني وسافر إلى الشام فأقام بدمشق مدة وكان صحيح السماع.
__________
[1] انظر: العبر 4/310. وشذرات الذهب 4/344.(15/377)
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم الكروخي. فذكر حديثًا. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة وتوفي في شعبان سنة أربع عشرة وستمائة.
قلت: قَالَ ابْنُ نقطة: دخلت عَلَيْهِ سنة سبع وستمائة فرأيته مختلًا، ذكر لي أن الملائكة تنزل عَلَيْهِ، فِي هذيان طويل وقَالَ لابن هلالة: لا رَضِي اللَّه عن صلاح الدين كما أخرج الخلفاء من مصر.
1447- يَحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد البزاز يعرف بابن حسّان:
تقدم أَبُوهُ. سَمِعَ ابْنُ البطي وحدث عَنْهُ. توفي فِي شوال سنة أربع عشرة وستمائة.
1448- يَحيى بْن أسعد بْن بوش أَبُو القاسم الخباز الأزجي [1] :
سَمِعَ الكثير بإفادة خاله عليّ بْن أَبِي سعد الخباز، وبورك فِي عمره واحتيج إِلَيْه.
وحدث نحوًا من أربعين سنة ولم يكن عنده من العلم شيء. روى عن أَبِي الغنائم بْن المهتدي بالله وأبي عليّ الباقرحي وأبي مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وأبي سعد بْن الطيوري وأبي طَالِب بْن يُوْسٌف وأبي عَبْد اللَّه البارع وأبي نصر أَحْمَد بن هبة النرسي وابن كادش وابن الحصين وخلق كَثِير، وكانت لَهُ إجازة من أَبِي القاسم بْن بيان وأبي الغنائم بْن ميمون وأبي عليّ الحداد وكان سماعه صحيحًا. أخبرنا ابْنُ بوش، حَدَّثنا أَحْمَد بْن عَبْد الجبار، أخبرنا ابْنُ غيلان. فذكر حديثًا. توفي فِي ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وله سبع وثمانون سنة.
قلت: قَالَ سبط ابْنُ الجوزي فِي تاريخه: جلس ابْنُ بوش يأكل خبزًا فغص فمات فِي ثالث الشهر. روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة والبهاء عَبْد الرحمن وابن خليل والتقي اليلداني والمحيي بن الجوزي وابن المُهير وآخر من روى عَنْهُ كتابه أَحْمَد بْن أَبِي الخيّر.
1449- يَحيى بْن ثابت بْن بندار بْن أبي الدينوري الأصل البغدادي أَبُو القاسم الوكيل ابْنُ المقرئ أَبُو المعالي البقال [2] :
سَمِعَ أباه وطراد بْن مُحَمَّد وأبا الْحَسَن العلاف. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ شافع وأبو الْحَسَن الزيدي وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الجوزي وابن الأخضر.
قلت: وروى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني والموفق بْن قدامة وعبد العزيز بْن باقا عَبْد
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/455. والنجوم الزاهرة 6/140.
[2] انظر: العبر 4/194. وشذرات الذهب 4/194. وشذرات الذهب 4/218.(15/378)
اللطيف بْن يُوْسٌف وابن اللّتي والإربلي والسهروردي والحافظ أَبُو القاسم فِي تاريخه مكاتبة مَعَ جلالته فِي ترجمة الأخطل وآخرون وسمع مِنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وذكره فِي كتابه. توفي فِي ربيع الأول سنة ست وستين وخمسمائة وَقَدْ جاوز الثمانين.
1450- يَحيى بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الدامغاني أَبُو جَعْفَر بْن أَبِي مَنْصُور:
سكن حلب وحدث بها. قلت عن أَبِيهِ، روى عَنْهُ مجد الدين بن العديم وأمين الدين الأشتري وعلاء الدين سنقر القضائي وغيرهم، توفي في سنة ثلاثين وستمائة فِي ربيع الأول.
1451- يَحيى بْن الْحَسَن بْن سلامة بْن ساعد المنبجي البغدادي أَبُو الرضا الحنفي [1] :
أخو أَحْمَد وعلي، سَمِعَ شجاعًا الذهلي وأبا العز ومحمد بْن الْمُخْتَار وأبا القاسم بْن بيان. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وعلي الزيدي وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر وكان يلي قضاء المحول. توفي فِي ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة.
1452- يَحيى بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد أَبُو زكريا المقرئ [2] :
من أهل أوانا، سكن بغداد وقرأ بالقراءات الكثيرة عَلَى أَبِي الكرم الشهرزوري وبواسط عَلَى محفوظ بْن عَبْد الباقي وكان يَقُولُ إنه قَرَأَ عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبط الخياط وسمع من الأرموي ويوسف بْن عُمَر الحربي وابن ناصر وبواسط من أَبِي عَبْد اللَّه الجلابي وكان فيه تساهل فِي الرواية والإقراء. حَدَّثنا يَحيى الأواني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطيب المالكي القاضي لفظًا بواسط فِي ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. أخبرنا الْحَسَن بْن أَحْمَد الغندجاني، أخبرنا المخلص. فذكر حديثا. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة وتوفي في صفر سنة ست وستمائة. وجد فِي مسجد ميتًا.
قلت: روى عَنْهُ الضياء وابن خليل وعبد اللطيف وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخيّر، وفي نسبه ابن حميلة.
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 2/211.
[2] انظر: شذرات الذهب 5/23. وغاية النهاية 2/368.(15/379)
1453- يَحيى بْن الربيع بْن سُليمان بْن حراز أَبُو علي الفقيه الشَّافعيّ الواسطي المعدّل [1] :
من أبناء الشيوخ الصالحين، يُقال إنهم من ولد عُمَر بْن الخطاب. كَانَ أَبُو عليّ عالمًا بمذهب الشَّافعيّ وبالحديث والتفسير، كَثِير الفنون. قَرَأَ بالقراءات العشر عَلَى الرئيس أَبِي يعلى مُحَمَّد بْن سعد بْن تركان وتفقه عَلَى أَبِيهِ وعلى أبي جعفر هبة الله ابن البوقي وعلّق الخلاف عن القاضي أَبِي يعلى الصغير لما كَانَ قاضي واسط ثُمَّ خرج إلى خراسان قاصدًا مُحَمَّد بْن يَحيى صاحب أَبِي حامد الغزالي فلقيه بنيسابور وكان شيخ الشافعية بها فتفقه عَلَيْهِ سنتين ونصف (كذا) ثُمَّ عاد إلى بغداد فاستنابه فِي القضاء أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر العباسي ثُمَّ استنابه قاضي القضاة أَبُو طَالِب بْن الْبُخَارِيّ ونفذ رسولًا من الديوان العزيز إلى ملك هراة فلما عاد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة رُتب مدرسًا بالنظامية وكان سَمِعَ الكثير بواسط من أَبِي الكرم نصر اللَّه بْن مخلد وأبي عَبْد اللَّه الجلابي وأحمد بْن عُبَيْد الله الآدمي وببغداد من عَبْد الخالق بْن يُوْسٌف وابن ناصر وأبي الوقت ونيسابور من مُحَمَّد بْن يَحيى: شيخه وأبي البركات الفراوي وعبد الخالق بْن زاهر وحدث بالكثير ببغداد وهراة وغزنة وكان سماعه صحيحًا وكان ثقة. حَدَّثنا القاضي أَبُو عليّ يَحيى بْن الربيع، أخبرنا ابْنُ مخلد، أخبرنا أَبُو تمام عليّ بْن مُحَمَّد العبدي، حَدَّثنا أَبُو الفضل الزُّهْرِيّ، أخبرنا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه المخرمي. فذكر حديثًا. ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وتوفي ببغداد فِي ذي القعدة. سنة ست وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل والضياء مُحَمَّد وغيرهما.
1454- يَحيى بْن سعد اللَّه بْن عَبْد الباقي بْن مجالد البجلي الكوفي أَبُو مَنْصُور:
من بيت رواية، قدم بغداد وحدث بها عن أَبِي الغنائم النرسي وعن عمه مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ أخيه سعد اللَّه وابن الأخضر عن عمه وأبي الغنائم عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن فدويه عن البكائي عن مطين. فذكر حديثًا. ولد سنة خمس وتسعين وأربعمائة وتوفي فِي ربيع الآخر سنة تسع وستين وخمسمائة ببغداد.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/199. وغاية النهاية 2/370. والعبر 5/20.(15/380)
1455- يَحيى بْن سعد اللَّه بْن حُسَيْن بْن أبي تمام التكريتي أبو الفتوح بن أَبِي السعادات [1] :
شيخ صالح، سَمِعَ ببلده ومن جماعة وقدم بغداد مرارًا وسمع أبا المظفر الشبلي والشيخ عَبْد القادر وابن البطي وغيرهم وخرج لنفسه أحاديث وعمل بتكريت دار حديث، رَأَيْت أهل بلده مجمعين عَلَى الثناء عَلَيْهِ ووصفه بالصلاح. أخبرنا يَحيى، أخبرنا هبة اللَّه. فذكر حديثًا. ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في محرم سنة ثمان عشرة وستمائة بتكريت.
قلت: روى عَنْهُ الضياء المقدسي والزكي البرزالي.
1456- يَحيى بْن سَعِيد بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن عليّ بْن زبادة أَبُو طَالِب بْن أَبِي الفرج الكاتب المنشئ الواسطي الأصل البغدادي [2] :
انتهت إِلَيْه الرئاسة فِي الكتابة والإنشاء وكان فقيهًا أصوليًا. سَمِعَ أبا الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام وأبا القاسم بْن الصباغ وخدم فِي عدة جهات. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم عَبْد الله ابن مُحَمَّد. فذكر حديثًا وأنشدنا قَالَ: أنشدنا القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأرجاني سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة لنفسه:
ومقسومة العينين من دهش النوى ... وَقَدْ راعها بالعيس رجعُ حُداء
تجيب بإحدى مُقلتيها تحيتي ... وأخرى تُراعي أعين الرُقباء
رأت حولها الواشين طافُوا فغيضت ... لهم دمعها واستعصمت بخباء
فلما بكت عيني غداة وداعهم ... وَقَدْ روُعتني فُرقة القُرناء
بدت فِي مُحياها خيالات أدمعي ... فغاروا وظنوا أن بكت لبكائي
ولد أَبُو طَالِب بْن زبادة فِي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
1457- يحيى بن سعدون بْن تمام الْأَزْدِيّ أَبُو بَكْر القرطبي المقرئ:
شيخ عالم بالنحو والقراءات، قَرَأَ بديار مصر عَلَى أَبِي القاسم بْن الفحام وقدم
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/225. والنجوم الزاهرة 6/66. والعبر 4/200.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/318. والنجوم الزاهرة 6/144. والعبر 4/248.(15/381)
بغداد فسمع هبة اللَّه بْن الحصين وابن كادش والقاضي أبا بَكْر واستوطن الموصل وأقرأ بها وحدّث وعلم النحو وانتفع بِهِ النَّاس. روى لنا عَنْهُ بواسط مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الحلي وعبد اللَّه بْن الْحَسَن العدل بالموصل وكتب عَنْهُ أَبُو سعد بْن السمعاني وذكره فِي كتابه. ولد سنة سبع وثمانين وقيل ست وأربعمائة وتوفي فِي يَوْم عيد الفطر سنة سبع وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الحافظ أَبُو القاسم بْن عساكر عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن الخطاب الرازي وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو جَعْفَر القرطبي والفخر الموصلي والقاضي أَبُو المحاسن بْن شداد الْحَسَن بْن القطيعي.
1458- يَحيى بْن طاهر بْن مُحَمَّد أَبُو زكريا الواعظ يعرف بابن النجار:
سَمِعَ أبا مُحَمَّد سبط الخياط وأبا سعد البغدادي وأبا عَبْد اللَّه السلال وكان فِيهِ تسامح، ويتهم بالكذب. أخبرنا قَالَ: أخبرنا الأرموي. فذكر إنشادًا وأنشدنًا لبعضهم:
عاشر من النَّاس من تبقى مودته ... فأكثر النَّاس جمع غير مؤتلف
منهم صديق بلا قاف ومعرفة ... بغير فاء وإخوان بلا ألف
ولد ابْنُ النجار سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
1459- يَحيى بْن عَبْد اللَّه بْن أعز بْن عُمَر السُّهْرَوَرْدي أَبُو زكريا:
قَرَأَ عَلَيْهِ وعلى عميه مُحَمَّد وعمر، أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. توفي فِي سنة ست عشرة وستمائة.
1460- يَحيى بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد الطبري الأصل البغدادي أَبُو الفتوح بْن أبي المعالي بْن الكيا أبي الْحَسَن الهراسي:
سَمِعَ أباه وأبا الوقت وحدث ببغداد والشام. أخبرنا أَبُو الوقت. فذكر أول الثلاثيات. ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وتوفي فِي ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة.
1461- يحيى ابن الشَّيْخ عَبْد القادر الجيلي:
أصغر الأولاد، ولد سنة خمسين وسمع أبا الفتح بْن البطي وتوفي في شعبان سنة ستمائة.(15/382)
1462- يَحيى بْن عليّ بْن خطاب بْن أَبِي الفتح الدينوري الأصل البغدادي أَبُو المظفر الخيمي:
والد شيخنا عَبْد اللطيف. سَمِعَ أبا غالب الباقلاني. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وأحمد البندنيجي وابن الأخضر وأبو الفتوح الحصري وابنه عَبْد اللطيف. توفي فِي ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ الموفق بْن قدامة.
1463- يَحيى بْن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن عَلِيّ بْن الْخَرَّازِ أَبُو مَنْصُور الحربي:
والد عَبْد اللَّه، شيخ صالح من بيت رواة، سَمِعَ أبا الغنائم بْن المهتدي بالله وأبا القاسم بْن الحصين وأبا غالب بْن البناء. حَدَّثنا أَبُو مَنْصُور، أخبرنا أَبُو الغنائم، أخبرنا البرمكي. فذكر حديثًا. ولد سنة سبع وخمسمائة وتوفي فِي ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1464- يَحيى بْن عليّ بْن طراد بْن حُسَيْن بْن كرسا أَبُو فراس:
حَدَّثنا قَالَ: حَدَّثنا ابْنُ الحصين قراءة. فذكر حديثًا. ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
1465- يحيى بن عليّ بْن الفضل بْن هبة اللَّه بْن بركة أَبُو القاسم بْن أَبِي الْحَسَن الفقيه الشَّافعيّ المعروف بابن فضلان وهو لقب جَدّه الفضل [1] :
ويحيى كَانَ اسمه الواثق وهو المذكور فِي سماعاته لكن غلب عليه يَحيى واختاره هُوَ وكان إمامًا فقيهًا، لَهُ يد فِي علم الخلاف، مشار (كذا) إِلَيْه فِي جودة النظر، تفقه عَلَى أَبِي مَنْصُور الرزاز ورحل إلى نَيْسابُور إلى مُحَمَّد بْن يَحيى صاحب الغزالي مرتين وعلق عَنْهُ وظهر فضله واشتهر ذكره وعاد إلى بغداد وانتفع بِهِ خَلَقَ وكان عذب الكلام، سهل الأخلاق، سَمِعَ أبا غالب بْن البناء وأبا القاسم بن السمرقندي والأرموي
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/321. والنجوم الزاهرة 6/53. وطبقات الشافعية 4/320. والعبر 4/289(15/383)
وبنيسابور أبا الأسعد القشيري وعمر بْن أحمد الصفار حَدَّثنا ابْنُ فضلان ونعم الشَّيْخ كَانَ. فذكر حديثًا. ولد فِي أول سنة ست عشرة وخمسمائة تقريبًا وتوفي فِي شعبان سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل وسماه واثقًا.
1466- يَحيى بْن عليّ بْن يَحيى بْن بذال أَبُو مَنْصُور المعروف بابن النفيس:
ذكرنا أخويه أَحْمَد والمبارك. سَمِعَ قاضي المرستان وأبا مَنْصُور بْن القزاز. أخبرنا قَالَ: أنبأنا أَبُو بَكْر، أنبأنا الجوهري. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ يُوْسٌف بْن خليل.
1467- يَحيى بْن عِيسَى بْن الْحَسَن بْن إدريس أَبُو البركات الواعظ [1] :
أصله من الأنبار، والد شيخنا عليّ وإخوته. قَالَ ابْنُ الجوزي: لَهُ كرامات ودعوة مجابة وكان يصوم النهار ويقوم الليل. توفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
1468- يَحيى بْن القاسم بْن مفرج بْن درع الثعلبي أَبُو زكرياء الفقيه القاضي الشَّافعيّ التكريتي [2] :
كَانَ عارفًا بالفقه والخلاف والتفسير واللغة العربية. تفقه على أبيه وبالحديث عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد البلخي وببغداد عَلَى أَبِي النجيب السُّهْرَوَرْدي ويوسف بْن بندار وقرأ الأدب عَلَى أَبِي مُحَمَّد بْن الخشاب وسمع أبا النجيب وابن البطي وسلامة بْن الصدر وولي قضاء تكريت. وفي سنة سبع وستمائة ولي تدريس النظامية وعزل سنة أربع عشرة فلزم رباط شيخ الشيوخ متوفرًا عَلَى العلم والعبادة حَدَّثنا القاضي أَبُو زكرياء، أخبرنا أَبُو النجيب، أخبرنا زاهر. فذكر حديثًا. ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في رمضان سنة ست عشرة وستمائة ببغداد.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ الضياء المقدسي.
1469- يَحيى بْن القاسم بْن غنائم يعرف بابن الكاية:
__________
[1] انظر: المنتظم 10/180.
[2] انظر: بغية الوعاة 414. ومرآة الزمان 8/608.(15/384)
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مُحَمَّد بْن المادح، أخبرنا الزينبي. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة.
1470- يَحيى بْن مُحَمَّد بْن هبيرة بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن جهم الشيباني:
ولد بالدور ودخل بغداد فِي صباه وطلب العلم وجالس الفقهاء والأدباء وحصل من كل فنّ طرفًا وخدم الديوان فولي إشراف المخزن ثُمَّ ديوان الزمام ثُمَّ استوزره المقتفي لأمر اللَّه سنة أربع وأربعين وخمسمائة فبقي وزيره ووزير ولده المستنجد حتَّى توفي فِي جمادى الأولى سنة ستين وخمسمائة وكان ذا رأي صائب وسريرة صالحة وكان مكرمًا للعلماء، يحضر مجلسه الفقهاء والعلماء ويُقرأ عنده الحديث عَلَى الشيوخ ويجري من البحث والفوائد ما يكثر ذكره.
سَمِعَ أبا عثمان بْن ملّة وأبا القاسم بْن الحصين ومن بعدهما. قرأت عَلَى ابْنِ الْجَوْزِيِّ شَيْخِنَا: أَخْبَرَكُمُ الْوَزِيرُ أَبُو الْمُظَفَّرِ قَالَ: قرأت عَلَى الإِمَامِ المقتفي حدثكم أبو البركات السيبي، أخبرنا الصريفيني، أخبرنا المخلص، أخبرنا إِسْمَاعِيلَ، أخبرنا الزَّبَّالُ.
فَذَكَرَ حَدِيثَ «لا زَادَ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً» . قَالَ شيخنا أَبُو الفرج عقيبة ولد الوزير سنة تسع وتسعين وأربعمائة وقرأ القرآن بالقراءات وسمع الحديث الكثير وتفقه وكانت لَهُ معرفة حسنة بالنحو واللغة وصنف ووزر للمقتفي وللمستنجد وكان متواضعًا مقربًا لأهل العلم والدين كريمًا وكان يَوْم جنازته يومًا مشهودا، دفن بمدرسته.
1471- يَحيى بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي زَيْد أَبُو جَعْفَر العلوي:
ولي نقابة العلويين بالبصرة وكان ذا معرفة بالأنساب والأخبار والشعر وله الشعر الجيد. مدح الخليفة بقصائد منها:
هَذَا العقيق وهذا الجزع والبان ... فاحبس فلي فِيهِ أوطار وأوطان
آليت والحر لا يلوي أليته ... إن لا يلذ بطيب النوم أجفان
حتَّى تعود ليالينا التي سلفت ... بالأجر عين وجيراني كما كانوا
فِي أبيات. توفي فِي رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة فِي عشر السبعين.
1472- يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عبد الجبار الجهرمي أبو الفرج:
من بيت وزارة ورئاسة. سَمِعَ أبا الفضل الأرموي ونصر بْن نصر وأبا الوقت.(15/385)
أخبرنا أَبُو الفرج الجهرمي، أخبرنا الأرموي. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة تسع عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الزكي البرزالي.
1473- يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن الخازن:
سَمِعَ ابْنُ البطي وحدث بشيء. توفي في رجب سنة أربع عشرة وستمائة.
1474- يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن المبارك بْن الجلاجلي أَبُو عليّ:
تقدم ذكر أَبِيهِ وجده. سَمِعَ وفاء بْن أسعد وابن شاتيل وقرأ شيئًا من الأدب. سَمِعَ مِنْهُ بعض الطلبة. توفي في رمضان سنة عشرين وستمائة وله خمس وخمسون سنة.
1475- يَحيى بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يَحيى بْن مُسلم الزبيدي الأصل البغدادي المولد أَبُو زكرياء:
سَمِعَ أبا البركات بْن الأنماطي وأبا الفتح الكروخي وغيرهما وهو أكبر من أخويه أخبرنا يَحيى أخبرنا الكروخي. فذكر حديثًا. ولد فيما قَالَ فِي محرم سنة تسع وعشرين وخمسمائة، توفي في صفر سنة ست وستمائة.
قلت: روى عنه ابْنُ خليل والضياء.
1476- يَحيى بْن المظفر بن تِلْد الْأَزْدِيّ أَبُو المواهب الحاجب:
سَمِعَ عاصم بْن الْحَسَن سنة أربع وسبعين وأربعمائة. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخشاب وأبو شجاع بْن المقرون.
1477- يَحيى بْن المظفر بْن عليّ بْن نعيم أَبُو زكرياء يعرف بابن الحُبير البدري:
شيخ صالح كَثِير العبادة: سَمِعَ ابْنُ ناصر وأبا الوقت. حَدَّثنا ونعم الشَّيْخ كَانَ فذكر حديثًا. ولد سنة أربعين وخمسمائة وتوفي في ذي الحجة سنة سبع وستمائة.
1478- يَحيى بْن المظفر بْن الْحَسَن بْن بركة بْن محرز أَبُو زكرياء الفقيه الحنفي [1] :
أحد شيوخ المذهب، لَهُ يد فِي الخلاف والمناظرة، سمع أبا المعالي اللحاس وأبا المظفر ابن التريكي وغيرهما. أخبرنا قَالَ، أخبرنا اللحاس. فذكر حديثًا. ولد سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
1479- يَحيى بْن موهوب بْن المبارك بْن مُحَمَّد بن السدنك أبو نصر المستعمل:
__________
[1] انظر: الجواهر المضية 2/218.(15/386)
أخو أَحْمَد. سَمِعَ أبا العز مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار وأبا القاسم بْن بيان وأبا عليّ بْن المهدي.
سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن الْقُرَشِيّ وابن مشق وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر وغيره. ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة وتوفي في شوال سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ عَبْد العزيز بْن الزبيدي.
1480- يَحيى بْن مقبل بْن أَحْمَد بْن بركة بْن عَبْد الملك الصدر أَبُو طاهر بْن الأبيض [1] :
من بيت الحديث وهو والد عَبْد الرَّحْمَن وعبد الخالق. سَمِعَ ابْنُ الحصين وقاضي المرستان والقزاز. وسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ وابن مشق وأجاز لنا. توفي فِي ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمسمائة وله سبعون سنة.
1481- يَحيى بْن محاسن بْن يَحيى بْن رفاعة الطائي أَبُو زكرياء يعرف بابن زنفل:
تفقه عَلَى مذهب أَبِي حنيفة وروى عن أَبِي الفتح بْن البيضاوي وأبي الْحَسَن بْن صرما ورستم بْن سرهنك. أنبأنا ابن زنفل أنبأنا البيضاوي أخبرنا ابْنُ النقور فذكر حديثًا. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة وتوفي في رمضان سنة ست وستمائة.
قلت: روى عَنْهُ الضياء.
1482- يَحيى بْن يُوْسٌف بْن أَحْمَد السقلاطوني أَبُو شاكر الخباز يعرف بصاحب ابن بالآن:
سمع أبا عَبْد اللَّه بْن البُسري وثابت بْن بندار والمبارك بْن الطيوري وأبا سعد بْن حشيش وأحمد بْن سوسن وأبو العز (كذا) مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار وروى عَنْهُمْ. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الفضل بْن شافع وإبراهيم بْن الشعار وعمر الْقُرَشِيّ وحَدَّثنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر وجماعة. توفي في شعبان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والبهاء عَبْد الرَّحْمَن والبهاء بْن الجُميزي، وعمر الْقُرَشِيّ يسميه يَحيى بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف وكذا قَالَ ابْنُ قدامة.
1483- يحيى بن ياقوت بن عبد الله النجار أبو الفرج:
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/229.(15/387)
سمع ابن الحصين وأبا غالب بن البناء وأخاه يحيى وأبا القاسم بن الطبر. أخبرنا يحيى، أخبرنا أبو منصور بن خيرون. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عنه ابن خليل.
1484- يحيى بن ياقوت الفراش (مملوك العتبة الشريفة) أَبُو الفرج:
سَمِعَ إِسْمَاعِيل بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ وَعَلِيُّ بْن هِبَةِ اللَّه بْن عَبْد السَّلام وعبد الجبار بْن أَحْمَد بْن توبة ورُتب من الديوان العزيز شيخًا ومعمارًا بالحرم الشريف، فأقام هُناك مدة وحدث بشيء من مسموعاته وعاد إلى بغداد. أخبرنا الفراش، أخبرنا السَّمَرْقَنْدِيّ وابن عَبْد السَّلام. فذكر حديثًا.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل أيضًا، توفي فِي جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وستمائة وله نيف وثمانون سنة.
1485- يَحيى بْن أَبِي مُحَمَّد بْن عليّ بْن المعمر يعرف بابن جرادة:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر آخر الْبُخَارِيّ. توفي فِي شعبان سنة عشر وستمائة.
1486- يونس بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن هبة اللَّه أَبُو مَنْصُور:
والد الوزير أَبِي المظفر عُبَيْد اللَّه، كَانَ متدينًا، حسن الطريقة، سَمِعَ هبة اللَّه بْن الحصين وأبا مَنْصُور القزاز وتوكل لوالدة أمير المؤمنين الناصر للدين اللَّه أنبأنا عُمَر الْقُرَشِيّ أنبأنا يونس. فذكر حديثًا. توفي فِي محرم سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
1487- يونس بن يحيى بن أبي الحسن الهاشمي القصار أبو محمد الأزجي:
سمع القاضي الأرموي وابن ناصر وأبا الكرم الشهرزوري وطبقتهم فأكثر. وسافر إلى مصر والشام وسكن مكة سنين وحدث بهذه الأماكن. توفي في صفر سنة ثمان وستمائة وله سبعون سنة.
قلت: روى عنه ابن خليل والبرزالي والضياء.
1488- يعيش بْن صدقة بْن عليّ الفراتي أَبُو القاسم الضرير الفقيه الشَّافعيّ صاحب بْن الخل:
شيخ عالم صالح، كَانَ من أعلم النَّاس بمذهب الشَّافعيّ وبالخلاف ودرس بمدرسة ثقة الدولة وبالكمالية وانتفع بِهِ جماعة وكان حسن الكلام فِي المناظرة، سديد الفتوى.(15/388)
قَرَأَ بالقراءات عَلَى عُمَر بْن حمزة العلوي بالكوفة وسمع ببغداد إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ ويحيى بْن الطراح. قرأت عَلَيْهِ ونعم الشَّيْخ كَانَ: أخبركم السَّمَرْقَنْدِيّ. فذكر حديثًا.
توفي فِي ذي القعدة ثلاث سنة وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل.
1489- يعيش بْن نجم الوكيل بباب القضاة:
كَانَ عالمًا بالفرائض وكان يعظ بالأعزية. سَمِعَ سَعِيد بْن البناء وَيُقَال إنه سَمِعَ من قاضي المرستان. توفي فِي شوال سنة ستمائة وَقَدْ جاوز السبعين.
1490- يعيش بْن ريحان بْن ملك أَبُو المكارم الأنباري:
سكن بغداد وتفقه عَلَى مذهب أَحْمَد وسمع سعد اللَّه بْن الدجاجي ومحمد بْن أَبِي الربيع الغرناطي. أنشدنا قَالَ أنشدنا أَبُو حامد الغرناطي.
قلت: سَمِعَ مِنْهُ الضياء.
1491- ياقوت المسترشدي:
روى عن أَبِي غالب بْن البناء. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو بكر الباقداري وأبو الفتوح بن الحصري. توفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
1492- ياقوت النقاش مَوْلَى أَبِي عَبْد اللَّه:
سَمِعَ ابْنُ الحصين. سَمِعَ مِنْهُ عُمَر العليمي وعمر الْقُرَشِيّ وأخبرنا عَنْهُ ابْنُ الأخضر توفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
1493- ياقوت الحمامي مولى أبي العز بْن بكروس:
سَمِعَ يَحيى بْن الطراح ومحمد بْن أَحْمَد بْن صرما. حَدَّثنا أن ابْنُ صرما أخبرهم فذكر حديثًا توفي فِي جمادى الأولى سنة إحدى وستمائة.
1494- يرنقش مَوْلَى أَبِي الْحَسَن الموازيني:
سَمِعَ أبا الْحَسَن العلاف وكان خيرًا. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المحاسن القرشي وأبو محمد بن الأخضر.
1495- يرتق بْن جلدك الجيوشي:
كَانَ جنديًا وتصوف وأخذ نفسه بشيء من الرياضة ثُمَّ تكلم بكلام يشبه كلام(15/389)
الصوفية فِي التوحيد والمغيبات بألفاظ خاليه من معان وجمع من ذَلِكَ مجلدات وتزايد أمره فِي ذَلِكَ إلى شطح أوجب الإنكار إليه.
1496- أَبُو المفاخر بْن أَبِي المفضل بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد الحموي البغدادي:
قرأت عَلَيْهِ: أخبركم عَبْد الملك بْن عليّ الهمذاني سنة خمسين وخمسمائة فذكر حديثا. توفي سنة خمس عشرة وستمائة.(15/390)
[باب] النساء
1497- أمة اللَّه بِنْت أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ الآبنوسي شرف النساء آمنة:
روت عن أبيها. قرأت عليها: أخبركم والدك، أخبرنا عَلَى البُسري. ولدت تقريبًا سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
قلت: سمع منها عُمَر بْن الحاجب وأحمد بْن المجد. توفيت فِي محرم سنة ست وعشرين وستمائة وحدثت بالكثير وتفردت عن أبيها بأشياء وَقَدْ روت عَنْهَا بالإجازة فاطمة بِنْت سُلَيْمَان سنة خمس وسبعين وستمائة وكانت عابدة كثيرة الذكر.
1498- أرجوان الروميّة والدة المقتدي بأمر اللَّه [1] :
أدركت خلافة ابنها وخلافة ابنيه المسترشد والمستظهر وكانت صالحة ذات برّ وحجت مرارًا وبنت للصوفية رباطًا. توفيت سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
1499- بشارة بِنْت أَحْمَد بْن طاهر:
سَمِعت العلاف. سَمِعَ مِنْها أَبُو سعد بْن السمعاني وعمر الْقُرَشِيّ. توفيت فِي ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة.
1500- بلقيس بِنْت سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن نِظَامِ الْمُلْكِ أَبِي عَلِيٍّ الوزير:
ولدت بأصبهان وسَمِعت من سَعِيد بْن أَبِي الرجاء وسمع منها جماعة وأجازت لنا.
بلغني أن مولدها سنة سبع عشرة وخمسمائة وتوفيت في رجب سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا يُوْسٌف بْن خليل من سماعها من فاطمة الجوزدانية.
1501- تمنّي بِنْت عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليان البواب ست القضاة:
سَمِعت أبا القاسم الربعي. سَمِعَ منها عُمَر الْقُرَشِيّ وعلي الزيدي وأبو الفرج بْن النقور. توفيت يَوْم الأضحى سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1502- تركناز بِنْت عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الدامغاني:
__________
[1] انظر: المنتظم 9/200. وشذرات الذهب 4/330. والعبر 4/26. والنجوم الزاهرة 5/139.(15/391)
أخت جَعْفَر. سَمِعت أبا عَبْد اللَّه بْن طلحة النعالي. سَمِعَ منها أَبُو سعد بْن السمعاني وأبو المحاسن الْقُرَشِيّ وجماعة. توفيت فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حرب النرسي وسعيد بْن مُحَمَّد بْن ياسين رابع المحامليات.
1503- تجنّي بِنْت عَبْد اللَّه عتيقة أبي المكارم بْن وهبان أم عتب [1] :
سَمِعت طرادًا الزينبي وابن طلحة النعالي وغيرهما وعّمرت وهي آخر من روى عَنْهُمَا.
سَمِعَ منها أَبُو سعد بْن السمعاني وذكرها فِي كتابه وأجازت لنا. توفيت فِي شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا الموفق بْن قدامة والبهاء عبد الرحمن وهبة الله بن الدوامي ويحيى ابن القميرة وخلق سواهم وأبو جَعْفَر السيّدي وإبراهيم بْن أَبِي الخيرّ.
1504- تاج النساء بِنْت رستم بْن أَبِي الرجاء الأصبهاني:
أخت عليّ وزاهر، سكنت مكَّة وكانت مقدمة الصوفيات وروت بالإجازة عن أَبِي مَنْصُور القزاز وأبي الْحَسَن بْن عَبْد السَّلام. ولدت تقريبًا سنة ست عشرة وخمسمائة وتوفيت بمكة سنة إحدى عشرة وستمائة.
1505- تاج النساء بِنْت فضائل بْن عليّ التكريتي:
روت عن الشَّيْخ عَبْد القادر الجيلي، روى عنها ابنها أَبُو صالح الجيلي فِي الأربعين لَهُ، توفيت في رجب سنة ثلاث عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهَا ابْنُ خليل.
1506- حفصة بِنْت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملاعب أم الحياء:
أخت دَاوُد، سَمِعت أبا الفضل الأرموي. سَمِعَ منها عُمَر الْقُرَشِيّ قبلنا أنبأتنا قَالَتْ، أخبرنا الأرموي. توفيت فِي محرم سنة اثنتي عشرة وستمائة.
1507- حلل بنت محمد بن أحمد بن أبان المشهدي:
سمعت بإفادة ابْنُ خالتها أَحْمَد بْن طارق من سعيد بن البناء. ذكر لها حديثا.
__________
[1] انظر: العبر 4/223. وشذرات الذهب 4/25. وتذكرة الحفاظ 4/154.(15/392)
توفيت سنة ثلاث عشرة وستمائة.
1508- حُرّة بِنْت يلك الجيوشي:
قرأت عليها: أخبرك أَبُو الوقت قراءة. فذكر حديثًا. توفيت فِي شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
1509- خديجة بِنْت أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الكريم النهرواني فخر النساء يعرف أبوها بابن العنبري [1] :
امْرَأَة صالحة ذات عفة، سَمِعت ابْنُ طلحة. سَمِعَ منها إِبْرَاهِيم بْن الشعار وأحمد بْن طارق وحَدَّثنا عَنْهَا ابْنُ أختها عليّ بْن روح. قَالَ عُمَر الْقُرَشِيّ: توفيت فِي سنة سبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا الموفق بْن قدامة وأبو صالح بْن عَبْد الرزاق وإبراهيم بْن الخير وأظن ابْنُ راجح أيضًا.
1510- دُرة بِنْت عثمان بْن مَنْصُور الحلاوي أم عثمان:
سَمِعت هبة اللَّه بْن الطبر. أخرج عَنْهَا عُمَر الْقُرَشِيّ فِي معجمه وأجازت لنا.
توفيت فِي شوال سنة أربع وستمائة.
قلت: روى عَنْهَا ابْنُ خليل والضياء وعبد اللطيف.
1511- دُرّة بِنْت صالح بْن كامل بْن أبي غالب الخفاف:
أجاز لها الأموي وجماعة وروت. توفيت سنة سبع وستمائة فِي رجب.
1512- رضيّة بِنْت الحافظ أَبِي عليّ البَرَداني:
توفيت فِي شوال سنة أربع وستين وخمسمائة وولدت سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ذكرها ابن مشّق.
1513- زينت بنت عبد الله بن محمد ابن رئيس الرؤساء:
سَمِعت ابْنُ بيان. سَمِعَ منها عمر القرشي وابن الأخضر.
1514- زينت بِنْت عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الصابوني ست الناس:
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/237. والعبر 4/120.(15/393)
أخت عَبْد الخالق، سَمِعت هبة اللَّه بْن الحصين وأبا غالب بْن البناء. سَمِعَ منها ابنها عُمَر بْن كرم والحسن بْن مُحَمَّد بْن حمدون وأجازت لنا. توفيت فِي ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
1515- زمرد خاتون التركية أم أمير المؤمنين الناصر [1] :
عاشت فِي دولة ابنها نيفًا وعشرين سنة وكانت كثيرة البرّ والصدقة، منعمة عَلَى الفقراء والأيتام. توفيت سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
1516- ست الكتبة بِنْت عليّ بْن يَحيى بْن الطراح وَيُقَال اسمها نعمة:
حدثت عن جدها بالكثير وسكنت فِي الآخر دمشق وحدثت هناك وبالحجاز.
قلت: روى عنه الضياء وابن خليل وجماعة وآخر من حدث عَنْهَا الشَّيْخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر.
1517- ست الكتبة بِنْت يَحيى بْن عليّ الهمذاني ثُمَّ البغدادي:
قرأت عليها، أخبركم أَبُو العز ثابت بْن المبارك الكيلي سنة خمس وعشرين وخمسمائة، أخبرنا مَالِك البانياسي. فذكر حديثًا، توفيت سنة عشر وستمائة في جمادى الآخرة.
1518- سخاء أم الكرام مولاة أبي بَكْر الدباس:
سَمِعَت أبا القاسم بْن بيان. سَمِعَ منها عُمَر الْقُرَشِيّ. توفيت سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
1519- سخاء بِنْت المبارك بْن عليّ وتُدعى مهناز:
روى عن أَبِي القاسم الربعي. سَمِعَ منها أَبُو الْحَسَن الزيدي وأبو المعالي بْن هبة (كذا) وأبو الفتوح بْن الحصري. بقيت إلى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
1520- شُهْدة بِنْت أحمد بْن الفرج بْن عُمَر الإبري فخر النساء بِنْت أَبِي نصر الدينوري الأصل البغدادي الكاتبة [2] :
امْرَأَة جليلة صالحة ذات دين وورع وعبادة. سَمِعت الكثير وعُني بها أبوها
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/513. والنجوم الزاهرة 6/182. ذيل الروضتين 33.
[2] انظر: المنتظم 10/280. ووفيات الأعيان 1/24. والعبر 4/220. وشذرات الذهب 4/248.(15/394)
وأحضرها مجالس السماع عَلَى الشيوخ وعمرت وصارت أسند أهل زمانها.
سَمِعَ منها أَبُو سعد بْن السمعاني وذكرها فِي كتابه. سَمِعت طراد بْن مُحَمَّد الزينبي وأحمد بْن عَبْد القادر بْن يُوْسٌف وأبا الْحَسَن بْن أيوب وأبا عبد الله النعالي وأبا الخطاب بْن البطر وثابت بْن بندار وخلقًا كثيرًا وكان سماعها صحيحًا سَمِعَ منها الجم الغفير. حَدَّثنا عَبْد الوهاب الأمير، أخبرتنا شهدة. فذكر حديثًا. توفيت فِي ثالث عشر محرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة وَقَدْ نيفت عَلَى التسعين سنة.
قلت: وروى عَنْهَا الحافظ أَبُو القاسم بْن عساكر وتوفي قبلها بثلاث سنين وآخر من روى عَنْهَا أَبُو القاسم بْن القميرة، توفي سنة خمسين وستمائة.
وروى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني والموفق بْن قدامة والحافظ عبد القادر الرهاوي ونصر ابن عَبْد الرزاق والبهاء والناصح وابن راجح والشيخ العماد وإبراهيم بْن الخير وأبو الْحَسَن بْن الجُميزي وإبراهيم الكاشغري والأعز بْن العليق وأبو مُحَمَّد عَبْد اللَّه الجويني وأبو عَبْد اللَّه الأربلي وعبد الرزاق بْن سُكينة وأبو بَكْر قاضي حرّان وعلي بْن حُميدان وأبو بَكْر بْن الخازن ومحمد بْن أَبِي البدر المنّي.
1521- صفية بِنْت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملاعب:
تقدم أخواها. سَمِعَت الأرموي وحدثت عَنْهُ فيما قيل. توفيت سنة أربع وستمائة فِي شوال.
1522- صفية بِنْت عَبْد الْجَبَّارِ بْن هِبَةِ اللَّه بْن القاسم بْن البندار أم الخير:
أمرأة صالحة من بيت حديث. سَمِعت ابْنُ البطي وكرم بْن أَحْمَد. أخبرتنا. فذكر حديث «الحياء من الْإِيمَان» .
قلت: أخبرنا الأبرقوهي، أخبرتنا أم الزُّبَيْر صفية بِنْت البندار، أنبأنا ابْنُ البطي.
فذكر جزء البانياسي. ماتت فِي صفر سنة أربع وعشرين وستمائة. سَمِعَ منها حُفاظ.
1523- صفية بِنْت إِبْرَاهِيم بْن محمود بن نصر بن الشعار:
سمعت بإفادة جدّها بعد موت أبيها من صالح بْن الرخلة وأبي شاكر السقلاطوني سَمِعَ منها بعض الطلبة فِي وقتنا.
1524- صفية بِنْت أَبِي البركات بْن أَبِي حرب الواعظة:(15/395)
واسطية ممن صحب الشَّيْخ أبا النجيب السُّهْرَوَرْدي وسَمِعت معه أَبِي الوقت. قرأت عليها: أخبرنا أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. توفيت فِي جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وستمائة.
1525- ضوء الصباح لامعة بِنْت المبارك بْن كامل الخفاف:
سمعت عمر بن محمد البندنيجي وأبا غالب بْن الداية وأبا سعد البغدادي. قرأت عليها: أخبركم ابْنُ الداية. توفيت فِي ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وستمائة.
قلت: روى عَنْهَا ابْنُ خليل.
1526- عَائِشَة بِنْت أحمد بن محمد بْن السكن بْن المعوَّج:
سَمِعت سَعِيد بْن البناء وحدثت. توفيت فِي ربيع الأول سنة تسع وستمائة.
1527- عَائِشَة بِنْت إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن يَحيى الزبيدي:
أخت عَبْد الرَّحْمَن. سَمِعت أَحْمَد بْن المقرّب وحدثت. توفيت سنة أربع عشرة وستمائة.
1528- عَائِشَة بِنْت صالح بْن كامل الخفاف:
أخت دُرَّة. أجاز لها أَحْمَد بْن الآبنوسي والأرموي وأبو بَكْر بْن الزاغوني. توفيت سنة خمس عشرة وستمائة.
1529- عفيفة بِنْت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ:
سَمِعت جدها عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن الصوفي الراوي عن عاصم بْن الْحَسَن. توفيت سنة ثمان وستمائة.
قلت: روى عَنْهَا حديثًا.
1530- عفيفة بِنْت عليّ بْن عَبْد السَّلام الحراني الواعظة:
صاحبة الشَّيْخ أَبِي النجيب السُّهْرَوَرْدي. قرأت عليها: أخبركم أَبُو الوقت. فذكر حديثًا. توفيت فِي شعبان سنة خمس عشرة وستمائة.
1531- علم بِنْت عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه أم المبارك:
زَوْجَة مُحَمَّد بْن يَحيى الزبيدي الواعظ. امرأة صالحة واعظة، قدمت بغداد مَعَ(15/396)
زوجها. توفيت سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
1532- عزيزة بِنْت عليّ بْن يَحيى بْن الطراح:
سَمِعت جدها حدثت. وتوفيت فِي شعبان سنة ستمائة.
1533- عفيفة بِنْت طارق بْن سنان الْقُرَشِيّ:
سَمِعت أبا بَكْر بْن الزاغوني وسعيد بْن البناء. سَمِعَ منها جَعْفَر العباسي. توفيت فِي محرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا ابْنُ خليل.
1534- عاتكة بِنْت الحافظ أَبِي العلاء الْحَسَن بْن أَحْمَد الهمذاني:
سمعت ببلدها هبة الله بن الفرج ابن أخت الطويل ونصرًا البرمكي وعمر بْن أَحْمَد الصفّار وقدمت إلى ولدها عليّ بْن عَبْد الرشيد قاضي الجانب الغربي وحدثت بالكثير، وكانت صالحة وسماعها صحيح. قرأت عليها: أخبرك هبة اللَّه، أخبرنا أَبُو القاسم بْن عليك إملاءً، أخبرنا الحاكم. توفيت فجأة في رجب سنة تسع وستمائة.
1535- فاطمة بِنْت عليّ بْن عَبْد اللَّه الوقاياتي أم عليّ:
سَمِعت أبا عَبْد اللَّه النعالي وأبا القاسم بْن بيان. حَدَّثنا عَنْهُ (كذا) ابْنُ الأخضر توفيت سنة سبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة.
1536- فاطمة بِنْت عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد الأسودي المروزية:
زَوْجَة أَبِي سعد بْن السمعاني، قدمت معه بغداد وسمّعها من أَبِي مَنْصُور القزاز، وأبي مَنْصُور بْن خيرون وعادت إلى بلدها. سَمِعَ منها ابنها عَبْد الرَّحِيم.
1537- فاطمة بِنْت الحافظ سعد الخير بْن مُحَمَّد بْن سهل الْأَنْصَارِيّ المغربي [1] :
قدمت بغداد مَعَ أبيها من أصبهان وحضرت السماع عَلَى خَلَقَ.
قلت: كفاطمة الجوزدانية وزاهر الشحامي وأبي القاسم بْن الحصين وغيرهم وتزوجها عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن نجاء الواعظ ونقلها معه وسكن بها مصر وحدثت بها
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة 6/180. وتذكرة الحفاظ 4/157. والعبر 4/314.(15/397)
بالكثير. توفيت سنة ستمائة.
قلت: روى عَنْهَا يُوْسٌف بْن خليل والضياء مُحَمَّد وخطيب مردا وعبد اللَّه بْن علاق وجماعة بالقاهرة بعد الستين وستمائة وآخر من روى عَنْهَا بالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
1538- فاطمة بِنْت مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى القنائي أم الخير:
أجاز لها أَبُو مَنْصُور القزاز وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ وحدثت. توفيت في رجب سنة أربع وستمائة.
1539- فاطمة بِنْت أَبِي الفائز عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الطوير أم البهاء [1] :
سَمِعت مَعَ أخيها لامها شيخنا ابْنُ الجوزي من أَبِي مَنْصُور بْن خيرون وأبي سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني. سَمِعَ منها جماعة. توفيت فِي ربيع الأول سنة خمس وستمائة.
قلت: روى عَنْهَا الضياء وابن خليل والنجيب عَبْد اللطيف.
1540- فاطمة بِنْت المبارك بْن مُحَمَّد بْن قيداس أم عَبْد الرَّحْمَن:
أمرأة صالحة، ثقل سمعها، قرأت عليها: أخبرنا أَبُو بَكْر بْن الأشقر. فذكر حديثًا.
توفيت فِي شعبان سنة أربع عشرة وستمائة ولها اثنتان وتسعون سنة.
1541- فرحة بِنْت قراطاش بْن طنطاش الظفري:
سمّعها أَبُوها من إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدِيّ. سَمِعَ منها جماعة. توفيت فِي ذي القعدة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا الضياء ويوسف بْن خليل.
1542- فتون بِنْت أَبِي غالب بْن مَسْعُود:
روت عن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُوْسٌف. سَمِعَ منها أَحْمَد بْن أَبِي شريك الحربي وجماعة، توفي كذا فِي ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا ابْنُ خليل.
1543- كاملية بِنْت محمد بن أحمد العلوية:
__________
[1] انظر: مرآة الزمان 8/540.(15/398)
سمّعها عمّها عليّ بْن أَحْمَد الزيدي من أَبِي الفتح بْن البطي. سَمِعَ منها الطلبة.
توفيت في محرم سنة عشرين وستمائة.
1544- لُبابة بِنْت المبارك بْن هبة اللَّه بْن بكري أم إِسْمَاعِيل:
سَمِعت جدها لأمها هبة اللَّه بْن القاسم البندار فِي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة عن طراد. توفيت فِي ذي الحجة سنة اثنتين وستمائة وَقَدْ جاوزت السبعين.
1545- لبابة بِنْت أَحْمَد بْن أَبِي الفضل بْن مزروع بْن الثلاجي:
سَمِعت عُمَر بْن بنيمان. سَمِعَ منها بعض الطلبة.
قلت: أخبرنا أَحْمَد بْن إِسْحَاق الهمذاني، أخبركم كذا لبابة بِنْت الثلاجي بقراءة ابْنُ نقطة، حَدَّثنا دهبل بْن كاره، أخبرنا الْحُسَيْن بْن البُسري. فذكر حديثًا. كانت امْرَأَة صالحة، توفيت فِي ذي الحجة سنة خمس وعشرين وستمائة.
1546- مريم بنت فائز المعروف بالبازياري:
سَمِعت مَعَ أبيها من الأرموي. توفيت سنة ستمائة فِي ربيع الأول، سَمِعَ منها الطلبة.
1547- مَنَوية بِنْت عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بن يوسف:
زوجة أبي الحسين عَبْد الحق، سَمِعت أبا الْحَسَن العلاف، سَمِعَ منها أَبُو سعد بْن السمعاني وذكرها فِي كتابه وعمر الْقُرَشِيّ. توفيت فِي محرم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا الموفق بْن قدامة وغيره من المقادسة.
1548- نفيسه بِنْت مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن البزازة وتدعى فاطمة:
سَمِعت طراد بْن مُحَمَّد الزينبي وغيره. سَمِعَ منها ابْنُ السمعاني وذكرها فِي كتابه وعمر الْقُرَشِيّ وجماعة. توفيت فِي ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهَا أَبُو مُحَمَّد بْن قدامة والكاشغري.
1549- ناز خاتون بِنْت أَحْمَد بْن محمد بْن مُحَمَّد بْن السكن:
سَمِعَ (كذا) جدها وسعيد بْن البناء وعبد الباقي بْن النرسي. قرأت عليها: أخبرنا سَعِيد، أخبرنا أَبُو نصر الزينبي. فذكر حديثًا. توفيت فِي جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وستمائة.(15/399)
1550- ورع بِنْت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال بدر التمام:
سَمِعَ منها جماعة عن أبيها، أخبرنا ابْنُ الحصري بمكة، أخبرتنا ورع، أخبرنا أَبِي، أخبرنا جدي أَبُو مُحَمَّد. بحديث ذكره. توفيت سنة سبعين وخمسمائة.
1551- ياسمين بِنْت سالم بْن عليّ البيطار أم عَبْد اللَّه:
تقدم أبوها وأمّها. قرأت عليها: أخبركم هبة اللَّه الشبلي. فذكر حديثًا.
قلت: وأخوها ظفر مرَّ. كتب عَنْهَا عُمَر بْن الحاجب وروى عَنْهَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الزين وعلي بْن بلبان وإبراهيم بْن الواسطي، توفيت بعد سنة أربع وثلاثين وستمائة.
آخر الجزء الخامس عشر(15/400)
الجزء السادس عشر
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
ذيل تاريخ بغداد لابن النجار
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وصلى الله على خيرته المصطفى، المنتخب لرسالته، المفضل على جميع خلقه بفتح رحمته، وختم نبوته، وأعم ما أرسل به مرسل قبله، المرفوع ذكره مع ذكره في الأولى، الشافع المشفع في الأخرى، أفضل خلقه نفسا، وأجمعهم لكل خلق رضيه في دين ودنيا وخيرهم نسبا ودارا: محمد عبده ورسوله، وعلى آله محمد وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فإن الحمد لله أن أعاننا على إخراج كتاب «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي في صورة أحسب أن تكون لائقة به وبأهميته التاريخية العظيمة. ثم كانت الخطوة التالية هي إخراج الذيول التي ذيلت عليه، فقمنا بجمع شتاتها من هنا ومن هناك.
ولعل من أهم هذه الذيول هي «التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضائلها الأعلام ومن وردها من الأعلام» . لمحب الدين محمد بن محمود ابن النجار المتوفى سنة 643 هـ.
وتأتي أهميته من أنه قد جمع بين «ذيل تاريخ بغداد» لأبي سعد عبد الكريم بن السمعاني المتوفى سنة 562 هـ وبين «ذيل تاريخ بغداد» لأبي عبد الله محمد بن سعيد ابن الدبيثي المتوفى سنة 637 هـ.
فقد وضع ابن النجار على عاتقه إخراج تاريخ أوسع نطاقا من سابقيه، إذ حاول التعرف على أفاضل الناس ممن اشتهروا بالتحديث والدين كان من بينهم علماء وجهاء: حفاظ وقراء وواعظ وخطباء وشيوخ وأئمة وأمراء وخلفاء وأصحاب المناصب ممن شهد لهم الخاصة والعامة بتبحرهم في العلم.
وقد وصل إلينا بعضه حيث تبدأ مخطوطة المكتبة الظاهرية بترجمته: عبد المغيث بن زهير.
ولقد اختلفت الآراء حول عدد مجلدات «تاريخ ابن النجار» فذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ (4/212) وابن العماد في شذرات الذهب (5/226) : أنه خطط في ستة عشر جزءا. وذكر السبكى في طبقات الشافعية (5/41) والصفدي في الوافي بالوفيات (5/10) والكتبي في فوات الوفيات (2/522) أنه خطط في ثلاثين جزءا.
ومهما كانت أجزائه فإن ما وصل إلينا يدل على سعة علم المؤلف وتبحره. وفيما يلي نتناول التعريف بابن النجار في عجالة سريعة.
الحافظ محب الدين ابن النجار:
هو محب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محاسن بْن هبة الله البغدادي المعروف بابن النجار. ولد ليلة الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة 578 هـ ببغداد. وكانت وفاته في الخامس من شعبان سنة 643 هـ. ودفن بمقابر الشهداء بباب حرب.
سمع الحديث في صغره من عمه أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ بعد وفاة والده. وأخذ عن شيوخه في بغداد والذين وردت أسماؤهم في ثنايا الكتاب.
رحل إلى بلاد الشام ومصر والحجاز وأصبهان وخراسان ومرو ونيسابور. وسمع الكثيرين من محدثي عصره على مدى فترة رحلاته التي دامت سبعا وعشرين سنة.
زار دمشق ثم حلب ومنها قصد أصبهان وبعدها رحل إلى هراة ثم مرو، وبعد ذلك أمضى زمنا في خراسان ومنها قصد مصر حيث نزل بالإسكندرية، ثم عاد إلى بغداد وعزم على الاستقرار بها فبقي بها حتى وفاته في الخامس من شعبان سنة 643 هـ.
والجدير بالذكر أن ابن النجار قد ذاعت شهرته في التحديث فقصده الكثيرون فأصبحت مشيخته تشمل ثلاثة آلاف شيخ وأربعمائة امرأة.
وخلال حياته أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المصنفات والتي نذكر منها:
1- التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضائلها.
2- القمر المنير في المسند الكبير.(16/1)
3- المختلف والمؤتلف. ذيل للكامل لابن ماكولا.
4- كنز الإمام في معرفة السنن والأحكام.
5- المتفق والمفترق.
6- نسب المحدثين إلى الآباء والبلدان.
7- العوالي.
8- معجم الشيوخ.
9- جنة الناظرين في معرفة التابعين.
10- العقد الفائق في عيون أخبار الدنيا.
11- الدرة الثمينة في أخبار المدينة.
12- نزهة الورى في أخبار أم القرى.
13- روضة الأولياء في مسجد إيليا.
14- الأزهار في أنواع الأشعار.
15- أنواع الزهر في محاسن شعر شعراء العصر.
16- سلوة الوحيد.
17- غرر الفوائد.
18- مناقب الإمام الشافعي.
19- الكمال في معرفة الرجال.
20- نشوار المحاضرة.
21- مجموع غرر الفوائد ومنثور درر القلائد.
22- نزهة الطرف في أخبار أهل الظرف.
23- إخبار المشتاق إلى أخبار العشاق.
24- الشافي في الطب.
الكتاب ومنهج التحقيق:
- قمنا بنسخ الكتاب وتخليصه من الأخطاء التي علقت به من مطبوعته الوحيدة ثم راجعنا المتن على المصادر التي نقل عنها المؤلف والمصادر التي نقلت من المؤلف كلما أمكن ذلك للوقوف على نص أكثر صحة.
- قمنا بمراجعة النص على مصورة مخطوطة المكتبة الظاهرية والتي جعلناها أصل، وأفدنا من المقارنات التي بالمطبوعة والتي ذكرت بهامشها مقارنات ببعض النسخ فأبقينا على المهم منها.
- رمزنا لمخطوطة الظاهرية ب (الأصل) وما أفدناه من المطبوعة فرمزنا لمخطوطة بودلين بجامعة أكسفورد بالرمز (ب) ولنسخة جامعة كمبريج (ج) .
- خرجنا ما استطعنا من تراجم الكتاب على المصادر التي ترجمت للعلم.
- علقنا بعض التعليقات الهامة كلما أمكن.
- قدمنا للكتاب بمقدمة مختصرة للكتاب.
والله أرجو أن يجعله في صالح أعمالنا، والحمد لله رب العالمين.(16/2)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت [1] ذكر إلينا الحافظ أبو عبد الله مُحَمَّد بْن محمود بْن الْحَسَن بْن هبة الله [بن محاسن] [2] ابن النجار البغدادي منها قال:
1- عبد المغيث بْن زُهَيْر [3] بْن علوي، أَبُو العز بْن أبي حرب [4] :
من أهل الحربية، سمع الحديث الكثير، وطلب بنفسه ببغداد، وقرأ على المشايخ، وحصل الأصول [5] ، ولم يزل يفيد الناس إلى حين وفاته، وكان متدينًا [6] صالحا، صدوقا، أمينا، حسن الطريقة، جميل السيرة، حميد الأخلاق.
سمع أبا القاسم هبة اللَّه بن محمد بن الحصين وأبا العز أحمد بن عبيد اللَّه بن كادش وأبا غالب أحمد وأبا عبد الله يحيى ابني أبى علي ابن البناء وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الحسين بن الفراء وأبوي بكر محمد بن الحسين المزرقي [7] ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبا القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندي وأبا منصور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزاز [8] وأبا
__________
[1] العبارة في الأصل، (ج) فقط.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
[3] في الأصل، (ب) : «ابن زهير بن زهير» .
[4] انظر: البداية والنهاية 12/328. وشذرات الذهب 4/275. والعبر 4/249. والأعلام 4/300.
[5] «سمع الحديث الكثير، وطلب بنفسه ببغداد، وقرأ على المشايخ وحصل الأصول» ساقطة من (ج) .
[6] في الأصل: «مستدينا» .
[7] في (ب) : «المررنى» تصحيف.
[8] في الأصل: «الغر» . وفي (ب) : «الفزاز» . وفي (ج) : «الفراء» والتصحيح من تذكرة الحفاظ.(16/3)
الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام وأبا البركات [1] عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وخلقًا كثيرا غيرهم.
ولم يزل يسمع حتى سمع من أقرانه، وبورك له حتى حدث بجميع مروياته، وسمع منه الكبار، وحدثنا عنه [2] جماعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ دَاوُد بْن معمر بْن عَبْد الواحد بْن الفاخر القرشي بأصبهان قال:
أنبأنا عَبْدُ الْمُغِيثِ بْنُ أَبِي حَرْبِ بْنِ زُهَيْرٍ الْحَرْبِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي دَارِهِ بِالْحَرْبِيَّةِ مِنْ غَرْبَيِّ بَغْدَادَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سنة ثمان وخمسين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو بكر بن الحسين الفرضي.
وأنبأنا أَبُو أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عليّ الأمين، أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزاز [3] قالا: أنبأنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ [4] بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ، حدثنا أَبُو السُّكَيْنِ الْبَلَدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُكَيْنٍ مُؤَذِّنُ بَنِي شُقْرَةَ [5] ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ الْغَنَوِيُّ [6] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: تَخَلَّفَ قَوْمٌ عَنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا خَلَّفَكُمْ؟» قَالَ: فَسَكَتُوا فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَقَعَ بَيْنَنَا [7] لِحَاءٌ [8] وَكَلامٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا صَلاةَ لِمَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ وَلَمْ يَأْتِهِ إِلا مِنْ عِلَّةٍ» [9] .
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: تساءلت عبد المغيث بن زهير
__________
[1] في الأصل، (ب) «وأبى البركات» .
[2] في (ب) : «وحد عنه» .
[3] في الأصل: «الفزاز» وفي (ب) بلا نقط.
[4] في (ج) : «أبو عبيد بن على» .
[5] في الأصل، (ج) : «بنى شفرة» . وفي (ب) : «بنى سفرة» . والتصحيح من الجرح والتعديل.
[6] في الأصل: «الغزي» . وفي (ب) ، (ج) : «العنزي» ، والتصحيح من الجرح والتعديل.
[7] في (ب) : «نسمع بيننا» . ومكانها بياض في الأصل.
[8] في (ب) : «لحا» ومكانها بياض في الأصل.
[9]- انظر الحديث في: سنن الدارقطنيّ (1/420) . والأحاديث الضعيفة (183) . والتاريخ الكبير (1/111) . وكنز العمال (20363) ، (20364) .(16/4)
الحربي عن مولده، فقال: في سنة خمسمائة- إن شاء اللَّه.
وتوفي يوم الأحد ثالث عشري محرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وصلى عليه الخلق الكثير في اليوم المذكور بالحربية، ودفن بدكة [1] أبي عبد الله أحمد بن حنبل مع الشيوخ الكبار.
2- عبد المغيث بن عبد العزيز بن عبد المغيث بن أحمد بن المغيث، أبو الحسن التنوخي:
من أهل الأنبار، قدم بغداد وسمع بها الْقَاضِي أبا القاسم [2] عَلِيّ بْن المحسن التنوخي وغيره، ثم قدمها بعد خلو سنة [3] وحدث بها [4] فِي شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وأربعمائة، فسمع منه أبو نصر محمود بن الفضل وأبو طاهر السلفي الأصبهانيان وأبو عبد الله البلخي وهزارست [5] بن عوض الهروي وأبو الفضائل [6] ابن الخاضبة.
قَرَأْتُ عَلَى الْمُرْتَضَى بْنِ حَاتِمٍ بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْمُغِيثِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ الأَنْبَارِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ- إِمْلاءً، وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ وَأَبُو حَامِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي عبد الله الوكيل قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد ابن أحمد بن كيسان النحوي، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا عبد الواحد، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا أَبُو قَزَعَةَ الْبَاهِلِيُّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مَوْلًى يَأْتِي مَوْلًى لَهُ فَيَسْأَلُهُ [7] مِنْ فَضْلِ مَا عِنْدَهُ فينجهه إلا جعل
__________
[1] في الأصل، (ب) بدون نقط.
[2] في (ب) : «أبو القاسم» .
[3] في (ب) : «بعد علو سنة» .
[4] في الأصل: «وحدثه بها» .
[5] في (ب) بلا نقط.
[6] في الأصل: «وهو الفضائل» .
[7] في (ب) : «مولى له فيسا من فضل» .(16/5)
الله له شُجَاعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْهَشُهُ قَبْلَ الْقَضَاءِ» [1] .
قال السلفي: عبد المغيث هذا كان من أعيان أهل بلده ومتميزهم موقرا بينهم لصلاحه وديانته [2] ، ووفور عقله، وقد سمع ببغداد التنوخي وغيره.
3- عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد، أبو الفضل [3] الفرضي المقرئ المعروف بالمقدسي [4] :
من أهل همدان، سكن بغداد إلى حين وفاته، وكان يتولى [5] بقطيعة الكرخ، وكان فقيهًا فاضلا على مذهب الشافعي، وإمامًا في الفرائض والحساب وقسمة التركات، وإليه مرجوع الناس في ذلك وعليه معتمدهم، وكان من الصلاح والعبادة والنسك والزهد والورع والعفة والنزاهة على طريقة اشتهر بها وعرفها الخاص والعام، وأريد على أن يلي قضاء القضاة فامتنع.
سمع بهمدان أبا نصر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الله العجلي، وأبا الفضل [6] عبد الله بن عبدان الفقيه، وبآمل طبرستان أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد الروياني [7] المفسر وأبا محمد عبد الله بن جعفر الحنازي [8] وأبا سعيد [9] الحسن بن علي بن أحمد ابن إبراهيم بن بحر السقطي، وبالبصرة أبا علي الحسن بن علي [10] بن محمد بن موسى الشاموخي، وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو منصور بن الرزاز [11] .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد (5/3) . والمعجم الكبير للطبراني (19/425) ، (427) .
[2] في كل النسخ: «لصلاحه وديانه» .
[3] في (ج) : «بن الفضل» .
[4] انظر: لسان الميزان 4/57.
[5] في الأصل: «وكان يقول» . وفي (ب) : «وكان يتول» .
[6] في (ب) : «وأبا الفضا» .
[7] في الأصل، (ب) بلا نقط.
[8] في (ب) : «الحنارى» .
[9] في كل النسخ: «وأبا أحمد» والتصحيح من الأنساب للسمعاني.
[10] «الحسن بن على» سقط من (ج) .
[11] في الأصل بلا نقط.(16/6)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الخياط، أنبأنا أبو منصور سعيد بن محمد ابن عمر الرزاز الفقيه [قال: حدثّنا الإِمَامُ-[1]] الزَّاهِدُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْهَمْدَانِيِّ مِنْ لِفْظِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وثمانين وأربعمائة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَحْرٍ السَّقَطِيُّ بِتُسْتَرَ فِي صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إدريس بن بحر بن سختويه إملاء سنة خمس وسبعين وثلاثمائة [2] حدثّنا أبو سعيد الحسن بن عثمان، حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ وَلا فِي مَحْشَرِهِمْ وَلا فِي مَنْشَرِهِمْ، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ ويَقُولُونَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إن ربنا لغفور شكور) [3] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد [عبد الكريم [4]] بن [محمد ابن منصور] [5] السمعاني يقول: سمعت أبا العباس الخضر بن مروان الفارقي يقول:
سمعت أبا الحسن أحمد بن عبد الله الآبنوسي يقول: سمعت شيخي أبا الفضل الهمداني يقول: خرجت من همدان ولم أخلف بها أحدًا أعرف بالفرائض بجلال قدرهم وغزارة علمهم، ثم [6] قال ابن الآبنوسي: وكان الهمداني ينسب إلى الاعتزال والنصرة لرأيهم.
كتب إلى أبو مسلم أحمد بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي قال: أنبأنا جدي أبو منصور شهردار [بن شيرويه] [7] ، أنبأنا والدي في كتاب
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبت من (ب) ، (ج) .
[2] «وثلاثمائة» . سقط من (ج) .
[3] انظر الحديث في: كشف الخفا 2/240. ومجمع الزوائد 10/82، 333. وإتحاف السادة المتقين 5/10.
[4] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
[5] ما بين المعقوفتين زيادة تذكرة الحفاظ.
[6] «ثم» ليس في (ج) .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .(16/7)
«طبقات الهمدانيين» له قال: عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد الفقيه الفرضي أبو الفضل المعروف بالمقدسي سكن بغداد، سمعت منه وكان إمامًا زاهدًا.
قرأت في كتاب «الفنون» لأبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه بخطه قال [1] : أبو الفضل الهمداني كان شيخًا عالمًا في فنون اللغة والعربية والفرائض والحساب، وأكبر [2] علمه الفقه، وكان على طريقة السلف، زاهدًا ورعا، متدينا، وكان شافعيا.
أخبرنا جعفر بن علي الهمداني بالإسكندرية قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي الفضل الهمداني فقال: إمام، مدرس، عارف بالفقه والفرائض، وله تصنيف في الفرائض، كتب عنه الناس، وكان يذهب إلى الاعتزال [3] ، حضرته وعلقت عنه شيئا من الفقه.
ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمداني في تاريخه أن والده توفي في ثامن عشر شهر رمضان سنة تسع وثمانين وأربعمائة، قال: وكان يدرس العلوم الشرعية والأدبية، ومما انتشرت تصانيفه فيه تعلم الفرائض والحساب، ومن جملة ما كان على حفظه مجمل اللغة لابن فارس وغريب الحديث لأبي عبيد، وتوفي وقد قارب الثمانين، ولم يكن يخبر بمولده، ولم نعرف أنه اغتاب أحدا قط أو ذكره بما يستحي منه، وكان الوزير أبو شجاع [4] لما نص على والدي في أن يلي [5] قضاء القضاة امتنع [6] من الدخول في ذلك، واعتذر بالعجز وعلو السن، وقال: لو كانت ولايتي متقدمة لاستعفيت منه [7] اليوم، وأنشد:
إذا المرء أعيته [8] السيادة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه شديد
__________
[1] «قال» تكررت في (ب) .
[2] في (ب) : «وأكثر علمه الفقه» .
[3] في (ب) : «وكان يذهب إلى اعتزال» .
[4] في هامش (ب) : «أبو شجاع محمد بن الحسين بن عبد الله» .
[5] في (ج) : «في أن تلى قضاء» .
[6] في كل النسخ: «فامتنع» .
[7] في (ج) : «لاستعفيت منها» .
[8] في (ب) : «إذا المرء عيقه» .(16/8)
قرأت بخط أبي علي أحمد بن محمد البرداني قال: مات الشيخ أبو الفضل عبد الملك ابن أحمد المقدسي، المعروف بالهمداني الفقيه الشافعي في ليلة الأربعاء التاسع عشر من شهر رمضان من سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي- رضي اللَّه عنه وكرم وجهه، وكان زاهدًا صالحًا إمامًا في علم الفرائض والمواريث والفقه وخلاف الفقهاء.
4- عبد الملك بْن أَحْمَدَ بْن الْحَسَن بْن جعفر بْن رجاء، أبو طاهر السيوري:
سمع القاضي أبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بطحا وأبا بكر أحمد بن محمد بن الصقر المعروف بابن النمط الزاهد وأبا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن كردي وأَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْنِ الحسين المحاملي وأبا علي الحسن بن أحمد بن عثمان الصيرفي وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الرَّقِّيُّ الفقيه وأبا عمرو عثمان بن محمد بن يوسف ابن دوست العلاف والقاضي أبا الْعَلاءِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ وأبا بَكْر [1] مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير النجار ومحمد بْن عمر بن القاسم النرسي وأبا طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ وأبا محمد [2] الحسن بن محمد الخلال وعبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز والقاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وأبا بكر محمد بن علي بن موسى الخياط المقرئ وغيرهم، وخرج له أبو الفضل أحمد بن الحسن ابن خيرون فوائد عن شيوخه وحدث بها، فسمعها منه أبو بكر بن الخاضبة وعبد الجليل بن محمد الساوي، وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أحمد المقرئ، وكان شيخا صالحا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ محمد المقرئ، أنبأنا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن السيوري، أنبأنا أبو محمد الحسن ابن محمد [3] الخلال، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الفقيه الداركي إملاء من كتابه قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّارَكِيُّ، حدثّنا محمد بن حميد
__________
[1] في كل النسخ: «وأبوى طالب» والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
[2] في كل النسخ: «وأبوى محمد» . والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
[3] «الحسن بن محمد» . ساقطة من (ب) .(16/9)
الرازي، حدثنا إسحاق بن سليمان أبو يحيى الرازي، حدثّنا الْجَرَّاحُ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» [1] .
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو طاهر عبد الملك بن أحمد السيوري في يوم الخميس الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ودفن في مقبرة باب الدير.
5- عبد الملك بن أحمد بن الحسين بن علي بن عثمان بن قريش، أبو سعد القزاز [2] .
من النصرية من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، سمع الشريف أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه جماعة.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلِ بن أبي غالب الخفاف قال أنبأنا أبو سعد [3] عبد الملك بن أحمد بن الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ بِقِرَاءَةِ أَخِي أَبِي بَكْرٍ الْمُبَارَكِ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْبَوَّابُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن [نصر] [4] الزاغوني، وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب، أنبأنا أبو الحسن بن الزاغوني، وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عبد الرحمن ابن محمد أبو منصور القزاز، قالوا جميعا: أنبأنا عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الحربي، حدثّنا أحمد بن الحسن، حدثّنا محمد بن عباد المكي، حدثنا حاتم ابن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قال
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2908. وسنن ابن ماجة 211، 212. ومسند أحمد 1/57، 69. ومصنف عبد الرزاق 5995.
[2] في الأصل، (ج) «بن السرى» تحريف، والتصحيح من الأنساب للسمعاني.
[3] في الأصل: «أبو سيد» تحريف.
[4] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ(16/10)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَخَافَهُ اللَّهُ» [1] .
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أبو سعد عبد الملك بن أحمد بن قريش في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، ودفن في [مقبرة] [2] باب حرب [3] .
6- عبد الملك بن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الشوكي، أبو الخطاب [4] :
كان خطيبًا بالمحول، سمع أبا الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ محمد الحرقي وأبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع، وحدث باليسير، روى عنه أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المهتدي [5] [بالله] [6] الخطيب وأبو القاسم بن السمرقندي.
حدثنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا [7] أبو القاسم إسماعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه قال: أنبأنا عبد الملك بن أحمد بن عبد الله الخطيب، أنبأنا الحسين- وهو ابن محمد بن جعفر الخالع- أنبأنا محمد- وهو ابن عمران المرزباني- حدثنا أبو بكر محمد- وهو ابن الحسن بن دريد- حدثّنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد، عن ابن الكلبي قال: أوصى عمير بن حبيب الخطمي- وكانت له صحبة- ابنه فقال: «يا بني إياك ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، إنه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه [8] ، ومن يحبه يندم، ومن لم يفز بقليل ما يأتي به السفيه يفز [9] بكثيره، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب، وإذا أراد
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد (3/393) ، (4/55) . ومعجم الطبرانيّ الكبير (7/169) ، (171) . وصحيح ابن حبان (1039) . والترغيب والترهيب (2/232) .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان.
[3] في كل النسخ: «باب خرب» تحريف.
[4] انظر: الأنساب، للسمعاني 5/26.
[5] «عبد الله بن المهتدى» سقطت من (ج) .
[6] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ، والأنساب.
[7] في (ج) : «أنبا» في كل المواضع.
[8] في (ج) : «يسر بحمله» .
[9] (ج) : «ما يأتى به السفيه يفر بكثيره» في الموضعين.(16/11)
أحد [1] أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الأذى [2] وليوقن بالثواب» .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن [أحمد بن] [3] خيرون العدل قال: مات أبو الخطاب عبد الملك بن الشوكي خطيب المحول في ليلة السبت ودفن يوم السبت سلخ شهر رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وكان ستيرا [4] ، ذكر غيره أنه دفن بالمحول.
7- عبد الملك بن أحمد بن عصام، أبو نصر المقرئ:
قرأ القرآن على أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ [الْعَبَّاسِ بْنِ] مجاهد [العطشي] [5] وروى عنه، قرأ عليه أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد البصري المالكي وأبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي وأبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل الطاهري، ورواه عنه، وذكر المالكي أنه قرأ عليه في سنة تسع وستين وثلاثمائة في مشرعة الزوايا درب فياض.
8- عبد الملك بن أحمد بن علي بن فتحان [6] بن منصور الشهرزوري، أبو البركات بن أبي بكر بن أبي الحسن المقرئ [7] :
من ساكني درب نصير، وهو أخو أبي نصر الحسن الذي تقدم ذكره، سمع أباه والقاضي أبا الْعَلاءِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، وأبا طالب بن غيلان، وأبا محمد الخلال، وأبا الحسين أحمد بن علي التوزي، وأبا القاسم عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن شاهين، وأبا الحسن علي بن أحمد بن حامد البزاز، وأبا علي الحسن بن علي
__________
[1] زيد في النسخ كلها: «عمر» .
[2] في النسخ كلها: «عن الأذى» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
[4] في الأصل، (ب) : «وكان سترا» .
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ (3/820) .
[6] في الأصل بلا نقط، وفي (ب) : «فنحان» .
[7]- انظر: لسان الميزان (1/310) .(16/12)
[ابن محمد] [1] بن المذهب، وأبا طاهر محمد بن علي بن العلاف، وأبا الحسن علي ابن عمر القزويني، وأبا الحسن علي بن محمد بن فرح، وأبا نصر أحمد بن مسرور صاحب أبي الحسين بن سمعون الواعظ، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا الحسن علي بن أحمد الملطي وغيرهم.
وجمع فضائل العباس بن عبد المطلب رضي اللَّه عنه في جزء وحدث به، سمع منه أبو بكر محمد بن طرخان [2] بن بلتكين بن مبارز [3] التركي، وأبو الحسن [4] مكي بن عبد السلام الرميلي، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الضَّرِيرِ بِأَصْبَهَانَ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بن عمر الغازي قال: أنبأنا أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن عَلِيٍّ الْفَامِيُّ وَيُعْرَفُ «بِابْنِ الشَّهْرُزُورِيِّ» بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ.
وأنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالا:
أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي، حدثّنا أحمد بن الحسين الصوفي أبو الحسن، حدثّنا محمد بن حرب [5] النشائي، حدثّنا إسحاق الأزرق [6] حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ» [7] .
قرأت في كتاب أبي نصر الغازي بخطه قال: مولد أبي البركات بن الشهرزوري في
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من لسان الميزان، وشذرات الذهب.
[2] في الأصل، (ج) : «بن طرحان» .
[3] في الأصل: «بحكم» وفي (ب) ، (ج) : «لحكم» والتصحيح من العبر (4/30) .
[4] هكذا في كل النسخ، وفي الشذرات، والأنساب، والعبر: «أبو القاسم» وفي التذكرة: «أبو العباس» .
[5] في الأصل: «بن خرب» وفي (ب) ، (ج) : «بن خرب» والتصحيح من التذكرة، والتهذيب.
[6] في (ج) : «الأرزق» تصحيف.
[7]- انظر الحديث في: سنن الترمذي (597) . وسنن النسائي (3/228) ، وسنن ابن ماجة (1219) ، ومسند أحمد (2/30) ، (33) ، (40) ، (49) ، (66) ، (71) ، (77) ، (79) ، (81) ، (83) ، (119) ، (133) ، (134) ، (141) ، (148) ، (153) ، (4/167) ، (387) .(16/13)
سنة أربع وأربعمائة، قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال:
مات أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن الشهرزوري [1] المقرئ يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس الثالث والعشرين من شعبان سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
9- عبد الملك بن أزاروه بن عبد الله، أبو [2] المظفر الشاعر:
ذكره أبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي في كتاب «أنموذج الأعيان» من جمعة، فقال: دين، أديب، شاعر، شافعي المذهب، بغدادي، توفي سنة اثنتين وعشرين أو أربع وعشرين وخمسمائة، ودفن بباب حرب [3] ، فمن شعره:
فاض دمعي حتى إذا نفذ الدمع ... جرى القلب في مجاري الدموع
لا تلمني فدمع عيني جرى ... شوقًا وقلبي من خيفة [4] التوديع
قال: ومنه:
نظرت من قد صبغ [5] في لونه ... شمسا وبدل من غرته [6]
فحار قلبي عند تشبيهه ... فلم أقسه بسوى صورته
قال: ومنه:
أشارت بألطاف لطاف وأومأت ... بأنملة من ماء قلبي خضابها
وأرخت نقابا بين طرفي وجهها ... فخلت بأن الشمس تحت نقابها
10- عبد الملك بن جعفر بن الحسين، أبو العباس [7] :
من أهل سامراء، حدث عن أبي علي الحسن بن عرفة العبدي بحديث منكر، رواه عنه علي بن عمرو بن سهل الحريري.
__________
[1] في كل النسخ: «الشهزورى» تصحيف.
[2] في (ج) : «بن المظفر» .
[3] في (ب) : «حزب» وفي الأصل، (ج) : «خرب» .
[4] في (ج) : «من حتفه» تصحيف.
[5] في الأصل: «قد ضنع» وفي (ب) ، (ج) : «صنع» وما أثبتناه أقرب للمعنى.
[6] بياض في الأصل مكان «بدل» .
[7]- انظر: لسان الميزان 4/58. وميزان الاعتدال 2/652 (5192) .(16/14)
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: أنبأنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ إِذْنًا، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ الْحُسَيْنِ] [1] بْنِ شَاذَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ الْحَرِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ: لَقِيتُهُ بِتِكْرِيتَ وَهُوَ مُنْحَدِرٌ مِنَ الثَّغْرِ يُرِيدُ العراق وأنا مصعد أريد [2] الْجَزِيرَةَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَذَكَرَ أَنَّ مَوْلِدَهُ لِثَلاثٍ خلونَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ بِسُرَّ مَنْ رَأَى. قال: حدثّنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ الْعَبْدِيُّ بِسُرَّ مَنْ رَأَى قديما، حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَهْدَى إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زُبْدٌ وَعَسَلٌ، فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَجَلَسَ، فَقَدَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فَقَالَ: «كُلْ يَا سَيِّدِي» [3]
- وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ.
11- عبد الملك بن حبيب، أبو القاسم البزاز الحنبلي:
من ساكني سوق السلاح، حدث عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، روى عنه أبو علي بن البناء في مشيخته.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بن الشؤا [4] قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن البناء قراءة عليه قال: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الْبَزَّازُ جارنا بسوق السلاح، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شَاذَانَ، حدثنا جبير بن محمد الواسطي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَغْدَادِيُّ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حدثنا عمر بن عبد الواحد [5] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ السنة كلها، الحسنة بعشر أمثالها» [6] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة تذكرة الحفاظ 3/1017.
[2] في كل النسخ: «نريد الجزيرة» .
[3] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة (1/405) .
[4] هكذا في الأصل، (ج) وفي (ب) : «السؤا» .
[5] في الأصل، (ب) : «عبد الواحد» .
[6] انظر الحديث في: صحيح البخاري 822. وفتح الباري (4/223) .(16/15)
12- عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر بن عبد الله، أبو نعيم بن أبي محمد الأزهري [1] :
من أهل إسفرايين، سمع خال والده أبا عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفراييني، وروى عنه كتاب «المسند» من جمعه، روى عنه أبو محمد عبد الحميد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ البحيري [2] وغيره، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه أَبُو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم بن ماسك [3] الأرجاني في معجم شيوخه.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ «الْمُعْجَمِ» لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأرجاني قال:
أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ- قَدِمَ بَغْدَادَ حَاجًّا- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بكر القاسم بن عبد الله ابن عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّفَّارِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بنيسابور قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ [4] بْن عَبْد الواحد [5] بْن عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري قراءة عليه، أنبأنا عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري [6] ، أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الأَزْهَرِيُّ، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا روح ابن عبادة، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَلَوْ دُعِيتُ إِلَيْهِ لأَجَبْتُ» [7] .
أنبأنا أبو أحمد الأمين عن السيد أبي الغنائم الحسني قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قال: سمعت الحاكم [أبا] [8] عبد الله النيسابوري يقول: توفي أبو نعيم ابن أبي محمد الحسن بن محمد ابن أخت أبي عوانة الإسفراييني بأسفرايين يوم الإثنين
__________
[1] انظر: شذرات الذهب (3/159) .
[2] في الأصل: «البحري» ومطموس في باب (ب) .
[3] في كل النسخ بلا نقط، والتصحيح من الأنساب.
[4] في كل النسخ: «عبد الرحمن» والتصحيح من كتب الرجال.
[5] في كل النسخ: «عبد الواحد» والتصحيح من تذكرة الحفاظ 4/1309.
[6] في الأصل «البحري» .
[7]- انظر الحديث في صحيح البخاري (3/201) ، (32) . وسنن الترمذي (1338) . ومسند أحمد (2/479) ، (481) ، (512) . وفتح الباري (5/199) ، (9/246) .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من كل الأصول.(16/16)
الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة أربعمائة.
13- عبد الملك بن الحسن [بن أحمد] [1] بن خيرون بن إبراهيم الدباس، أبو القاسم المقرئ:
من ساكني درب نصير، والد أبي منصور محمد، وأخو أبي الفضل أحمد المقدم ذكرهما، كان مقرئا، مجودا، حسن الصوت بالقرآن، وكان صالحًا، متدينًا، متعففًا.
سَمِعَ أَبَا علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان وأبا بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني وأبوي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي وعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران، وحدث باليسير، روى عنه ابنه أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون [2] .
أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي المجد الْحَرْبِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَزْهَرَ الْوَكِيلُ قَالا: أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ [بْنُ] [3] الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران إملاء أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابَ [4] الطيي، حدثنا الحسن بن علي بن زياد التستري [5] ، حدثنا محمد بن يوسف الزبيدي، أنبأنا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبَّادٍ [6] عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ لا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ» [7] .
أَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرِ بْنِ غَانِمِ بن خالد بن عبد الواحد [8]
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 4/1207.
[2] في كل النسخ: «أبو منصور محمد بن عبد الوهاب الأنماطى، والتصحيح من تذكرة الحفاظ (4/1207) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من كل النسخ، وهو زيادة من تذكرة الحفاظ (4/1282) .
[4] في كل النسخ «بن تيحان» والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
[5] في الأصل: «التسترى» .
[6] في الأصل: «عن أبى عياذ» تحريف.
[7]- انظر الحديث في: المستدرك (1/124) . وكشف الخفا (1/252) . والأحاديث الضعيفة (634) . وحلية الأولياء. (1/25) . وتاريخ أصبهان (1/72) . وميزان الاعتدال (4353) .
[8] في الأصل: بن عبد الواحد.(16/17)
التاجر بأصبهان قال: أنبأنا جدي غانم قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الطَّيِّبُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ التَّاجِرُ، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ بن المقرئ، أنبأنا أبو سعيد المفضل ابن مُحَمَّدِ [بْنِ إِبْرَاهِيمَ] [1] الْجَنَدِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو حُمَةَ [2] مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الزَّبِيدِيُّ فَذَكَرَهُ.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه قال: توفي أبو القاسم عبد الملك في ليلة السبت، ودفن يوم السبت الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة ثمانين وأربعمائة عن ثمانين سنة ودفن بباب حرب [3] .
14- عبد الملك بن الحسين بن أحمد بن خيران [4] ، أبو نصر المقرئ الشافعي.
من أهل الحريم الطاهري [5] ، كان شيخا صالحا، ملازما للصيام وتلاوة القرآن، سمع أبا بكر أحمد بن عمر بن أحمد بن الإسكاف العتابي وأبا الحسن محمد بن طلحة النعال، وحدث باليسير، روى عنه محمد بن أحمد بن الحسن بن الطويل وأحمد بن الحسين بن أحمد القطان المقدسي.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ [6] بْنُ أَحْمَدَ بن محبوب إذنا قال: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بن الطويل الصياد، أنبأنا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خيران، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الإِسْكَافِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وأربعمائة بشارع العتابيين، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله الدقاق، حدثنا الحسن بن سلام السواق، حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي عن
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 2/756.
[2] في الأصل: «أبو جمة» تصحيف.
[3] في كل النسخ: «بباب خرب» .
[4] في (ج) «بن حيران» .
[5] في كل النسخ: «الظاهري» تصحيف.
[6] في (ج) : «الحسين» .(16/18)
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«مَا مِنْ مَرِيضٍ لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ تَعَوَّذَ [1] بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ إِلا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ «بِسْمِ اللَّهِ الْعَظِيمِ، أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَهُ» [2]
سَبْعَ مَرَّاتٍ.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون العدل [3] قراءة عليه قال: توفي أبو نصر عبد الملك بن خيران [4] في ليلة الخميس التاسع من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ودفن يوم الخميس بباب حرب [5] ، وكان من أهل القرآن والدين، قيل: إنه كان يسرد الصوم، وإنه كان يختم في كل يوم ختمة.
15- عبد الملك بن الحسين بن علي بن الخليل، أبو عبد الله.
سمع أبا القاسم عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطَّحَّانُ، وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْفَتْحِ الْخَطِيبُ قال: أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قراءة عليه،
أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ، أنبأنا عبد الملك بن الحسين الخليلي، أنبأنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطَّحَّانُ قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف، حدثنا [أبو جعفر] [6] محمد بن عثمان العبسي، حدثنا عمي القاسم، حدثنا المعلّى بن عبد الرحمن بن عَبْدِ الْحَمِيدِ [7] بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ [8] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَرَى امْرُؤٌ مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا إِلا أدخله الله الجنة» [9] .
__________
[1] في الأصل: «يعوذ» .
[2] انظر الحديث في: كشف الخفا 1/137. وكنز العمال 25695، 28408.
[3] في (ج) : «المعدل» .
[4] في (ج) : «بن حيران» .
[5] في كل النسخ: «بباب خرب» .
[6] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ وغيره.
[7] في (ج) : «المعلى بن عبد الرحمن بن عبد الحميد» .
[8] في (ب) : «مريد عن عبد الله البرني» تحريف. وفي (ج) والأصل: «مرثد عن عبد الله البرني» تحريف. وما أثبتناه من تذكرة الحفاظ وغيره.
[9] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني (17/288) . وكنز العمال (6397) . ومجمع الزوائد (6/446) .(16/19)
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو عبد الله عبد الملك بن علي بن الخليل في المحرم سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
16- عبد الملك بن الحسين الوراق:
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه- ونقلته من خطه- أنه مات فِي يوم الجمعة لعشر بقين من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة، ودفن من يومه بباب حرب [1] .
17- عبد الملك بن حميد، مولى حاتم بن النعمان الباهلي [2] :
من أهل حران، كان كاتبًا متقدما، قلده المنصور كتابته ودواوينه، وكانت له عنده منزلة رفيعة، ولما بنى مدينة السلام قسمها أرباعًا، فجعل الربع منها إلى عبد الملك بن حميد الكاتب، ولعبد الملك قطيعة وربض يعرف به في الجانب الغربي، ولم يزل على حاله [3] إلى أن لحقته علة من نقرس لحقه [4] فلزم منزله.
يحكى أن أبا دلامة لما أنشد المنصور أبياته التي يقول فيها:
هبت تعاتبني من بعد رقدتها ... أم الدلامة لما هاجها الجزع [5]
قالت تبغ لنا نخلا ومزدرعا ... كما لجيرتنا نخل ومزدرع
خادع خليفتنا عنها بمسألة ... إن الخليفة للسؤال ينخدع
__________
[1] وقع في كل النسخ: «بباب خرب» .
[2] انظر: معجم البلدان 2/232.
[3] في (ب) : «على نكاله» تحريف.
[4] في (ب) : «من نقرس لحقة» .
[5] في الأصول: «لما جاءها» والتصحيح من كتاب الوزراء، ص 96. والبيت في الأغانى (10/237) مختلف عنه. انظر الأبيات في الأغانى 10/237، 238(16/20)
فأمر المنصور عبد الملك بن حميد أن يقطعه خمسمائة جريب عامرة [1] وخمسمائة جريب [2] غامرة [3] ، فقال أبو دلامة: أما العامر [4] فقد عرفته فما الغامر؟ قال: ما لا يدركه الماء إلا بمشقة، ولا يسقى إلا بالمئونة والكلفة، فقال أبو دلامة: أشهد أمير المؤمنين ومن حضر أني قد أقطعت عبد الملك بادية بني أسد كلها، [فضحك المنصور وقال: اجعلها يا عبد الملك عامرة كلها] [5] ، فقال أبو دلامة لأبي جعفر: تأذن [6] لي في تقبيل يدك، فلم يفعل ومنعه، فقال: ما منعني [7] شيئا أقل ضررا على عيالي من هذا.
ذكر هذا كله محمد بن عبدوس الجهشياري في «كتاب الوزراء» من جمعه.
18- عبد الملك بن رافع بن محمد الهروي الشيباني، أبو المعالي، القاضي:
سمع أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصريفيني، وحدث بيسير، سمع منه أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بْن خسرو البلخي وأبو بكر المبارك بن [كامل] [8] الخفاف وسعد اللَّه بن محمد بن طاهر الدقاق.
وذكر ابن كامل فيما نقلته من خطه أنه مات ليلة الجمعة ثاني شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
19- عَبْد الملك بْن روح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح الحديثي [9] ، أبو المعالي بن قاضي القضاة أبي طاهر [10] :
__________
[1] في كل النسخ: «غامرية» . والتصحيح من الأغانى.
[2] «جريب» سقطت من (ب) .
[3] في كل النسخ: «غامر» .
[4] في كل النسخ: «الغامر» والتصحيح من الأغانى.
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من الأغانى وتاريخ بغداد.
[6] في (ب) : «فأذن لي» وفي كتاب الوزراء: «أتأذن لي» .
[7] في الأصل، (ج) : «ما منعتني» .
[8] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ (4/1297) .
[9]- انظر: معجم البلدان 3/236.
[10] في كل النسخ هكذا، وفي معجم البلدان «أبى طالب» .(16/21)
تقدم ذكر [1] والده، شهد عند أبيه في اليوم الثاني من ولايته لقضاء القضاة، وهو يوم السبت الثاني والعشرون [2] من ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمسمائة، ثم استنابه والده على الحكم والقضاء لحريم [3] دار الخلافة، فبقي على ذلك مدة ولاية أبيه، وجرت أموره على السداد والاستقامة، وكان حسن الطريقة، جميل السيرة، مرضي الأفعال، زاهدًا، عابدًا، عفيفا، نزها، ورعا، متدينا، تاركا للتكلف، متواضعًا في جميع أحواله.
سمع الحديث من جده أبي نصر أحمد، ومن أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد ابن السلال الوراق، وأبي القاسم عليّ بْن عَبْد السيد بْن محمد ابن الصباغ، وأبي بَكْر أَحْمَد بْن عليّ بْن عبد الواحد الدلال، وأبي الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي، وأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بن الزاغوني، وأبي منصور أبو شبكين [4] ابن عبد الله الرضواني، وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي وغيرهم، انتقى [5] له الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي جزء من مسموعاته، وأسمعه منه [6] ومعه صبيح الحبشي، وروى عنه شيخنا عبد الملك بن أبي محمد البرداني.
أَخْبَرَنِي أَبُو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ قال: أنبأنا عَبْد الْمَلِكِ بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي الغنائم بن البرداني الصوفي، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رَوْحِ بن الحديثي ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سياوش.
وأنبأنا أَبُو كُلَيْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ ثابت البزاز، أنبأنا أبو المكارم أحمد بن عبد
__________
[1] في كل النسخ: «تقدم ذكره» تحريف.
[2] هكذا في كل النسخ، ومقتضى السياق يجب أن يكون الثاني عشر، (راجع معجم البلدان (3/236) .
[3] في الأصل: «لجريم دار الخلافة» تصحيف.
[4] هكذا في جميع النسخ.
[5] في الأصل، (ج) : «انتفا» .
[6] في الأصل، (ب) : «وسمعه منه» .(16/22)
الْبَاقِي بْنِ مُنَازِلٍ الشَّيْبَانِيُّ وَأَبُو يُوسُفَ بْنُ المبارك بن كامل الخفاف، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَرَكَةَ الكندي قالا: أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ [1] بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَاصِمٍ.
وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الصوفي بهراة، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ابن محمد الشحامي، أنبأنا أبو عمرو المسيب بن محمد الأرغياني [2] .
وأنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الصُّوفِيُّ بِأَصْبَهَانَ، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَاغَبَانِ [3] ، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى] [4] ابن مَنْدَهْ [5] ، قَالَ ابْنُ سِيَاوَشْ وَعَاصِمٌ وَالْمُسَيَّبُ وَابْنُ مندة: أنبأنا أبو عمر عبد الواحد [ابن محمد] [6] بن عبد الله بن مهدي الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ [7] حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، حدثنا الأْعَمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبّ [8] إِلَى اللَّهِ فِيهِنَّ الْعَمَلُ- أَوْ قَالَ: أَفْضَلُ فِيهِنَّ الْعَمَلُ-[مِنْ] [9] أَيَّامِ الْعَشْرِ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ فَلا يَرْجِعُ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» [10] .
سمعت أبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ملاعب القواس جارنا يقول: كان القاضي عبد الملك بن الحديثي يخرج من دار والده قاضي القضاة راكبا بالعمامة الكبيرة والقميص والطيلسان، والوكلاء والركابية بين يدي فرسه إلى باب منزله، فإذا
__________
[1] «عاصم بن» ساقطة من (ج) ، وفي الأصل بياض مكان «عاصم» .
[2] في كل النسخ «الأرعيانى» تصحيف.
[3] في الأصل: «الناغبان» .
[4] ما بين المعقوفتين من تذكرة الحفاظ، ومكانه بياض في الأصل، (ج) .
[5] في الأصل، (ج) : «بن مسنده» .
[6] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
[7] في كل النسخ: «بن زنجرى» تصحيف.
[8] في كل النسخ: «ما من أيام العمل أحب» وليست في البخاري.
[9] ما بين المعقوفتين زيادة من البخاري.
[10]- انظر الحديث في: مسند أحمد (2/161) . والمعجم الكبير للطبراني (2/13) .(16/23)
نزل ودخل داره ذهبت الجماعة، وخرج هو من منزله ماشيا وعليه ثياب قصيرة مختصرة صغيرة الأكمام وعمامة لطيفة والمصلى على كتفه [1] ، حتى يأتي مسجده بالسوق فيقف على بابه ويؤذن بالصلاة، ثم يدخل المسجد فيصلي التحية والسنّة، ثم يخرج وقيم الصلاة ويصلي بالناس إماما، وكان يسحر الناس في ليالي شهر رمضان، وكانت له معرفة حسنة بالمواقيت.
بلغنا أن القاضي عبد الملك بن الحديثي خرج إلى الحج في سنة تسع وستين وخمسمائة فحج وعاد إلى بغداد في سنة سبعين، ودخلها في صفر وقد توفي والده قاضي القضاة، [فعرض عليه منصب قضاء القضاة] [2] فلم يجب واعتذر، وتردد الكلام في ذلك أياما، ومرض وتوفي في يوم الأحد الرابع والعشرين من صفر [من سنة سبعين] [3] ودفن عند والده بحاج ظفر- رحمة اللَّه عليهما.
20- عبد الملك بن شجاع بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد العزيز بن المرزبان [4] البغوي، أبو محمد الشاهد المعروف بابن الخراساني:
نسيب أبي القاسم البغوي المحدث، كان من الشهود ببغداد، ومن بيت [5] الحديث والرواية، ولم يبلغني له رواية، كان مولده في سنة إحدى وستين ومائتين، وتوفي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
ذكره القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي [6] الواسطي في كتاب «تاريخ القضاة والحكام» من جمعه.
__________
[1] في (ب) : «على كيفية» تحريف.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة في المطبوعة.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في (ب) : «بن المرزمان» .
[5] في (ج) : «ومن ثبت الحديث» . وفي (ب) : «من بيت الحديث» .
[6] في كل النسخ: «المانداى» . والتصحيح من «المشتبه» (2/624) .(16/24)
21- عبد الملك بْن صالح بْن علي بْن عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو عبد الرحمن الهاشمي [1] :
أخو عبد الله بن صالح الذي ذكره الخطيب في التاريخ، كان من رجالات قريش وكفاتهم [2] ، ولي المدينة والصوائف [3] في أيام الرشيد، ثم ولاه دمشق بعد السندي ابن شاهك، ثم حبسه حبسة لوثوبه [4] على الخلافة، ثم أطلقه الأمين وولاه الشام والجزيرة، روى عنه أبيه وعمه سليمان بن علي ومالك بن أنس الفقيه، روى عنه ابنه علي وفليح بن سليمان وعبد اللَّه بن عمرو الأسدي وعبد الملك بن قريب الأصمعي.
قال أبو بكر الصولي: كان عبد الملك أفصح الناس وأخطبهم، ولم يكن في دهره مثله في فصاحته وصيانته وجلالته، وله شعر ليس بالكثير، وأخبار حسان.
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله أن [5] علي بن أحمد أخبره عن أبي أحمد الفرضي عن الصولي قال: حدثنا الغلابي [6] حدثنا عبد الله بن الضحاك عن الهيثم بن عدي قال: لما ولي الرشيد عبد الملك بن صالح المدينة، فقيل ليحيى بن خالد:
كيف ولاه [7] المدينة من بين عماله [8] ؟ قال: أحب أن يباهي به [9] قريشا ويعلمهم [10] أن في بني العباس مثله.
__________
[1] انظر: النجوم الزاهرة (2/90) ، (151) . وتاريخ ابن خلدون (3/236) . والكامل لابن الأثير (6/85) . وفوات الوفيات (2/27) . وزبدة الحلب (1/64) . ورغبة الآمل (5/125) . والأعلام (4/304) .
وفي كل النسخ زيادة نصها: «أخو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو عبد الرحمن الهاشمي» . سبق نظر.
[2] في كل النسخ: «حالات قريش وكفانهم وما أثبتناه من المطبوعة.
[3] في (ج) : «الطوائف» تصحيف.
[4] في كل النسخ: «ثم حبسه حبسة وتوّبه» . وما أثبتناه من المطبوعة.
[5] في (ج) : «بن على» .
[6] في الأصل، (ب) : «الغلانى» تصحيف.
[7] في (ب) ، (ج) : «كيف ولاة»
[8] في كل النسخ: «من بين أعماله» والتصحيح من الأعلام.
[9] في (ب) ، (ج) : «أن يتباهى به» .
[10] في (ج) : «وتعلمهم» .(16/25)
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو نصر النديم قال: أنبأنا أبو عبد الله المرزباني [1] إذنا قال: أنبأنا هارون بن علي بن المنجم، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: حدثني رجل من قريش قال: سمعت يزيد بن عقال قال: أراد عبد الملك بن صالح أن يغتال [2] ملك الروم الضواحي بمكيدة من مكايده، وكان من دهاة بني هاشم، فدخلت عليه وعنده رجال في صنيعته، فتشاوروا في ذلك، فأشاروا عليه أن يشرف بنفسه على الروم من الثغور ويمضي أمره وإرادته، فقال: إن من [3] حزم الوالي الشهم أن لا يتبذل مهابة نفسه وجلالة قدره فيما إن استكفاه رجلا من صنيعته كفاه إياه، وقام به لما في ضبط صنيعته لما استكفاه وأسند إليه من رفيع الذكر وسناء الشرف، وما عليه في تقصيره ووهنه في ذلك من شين العيب وصغير الوهن، وإنما اصطنعت الولاة الرجال ليصرفوا به مهجهم في الحروب ومهابة أنفسهم وجلالة أقدارهم عن التبذل لرغبتهم، وكذلك يجب على الوالي اللبيب الأريب [4] أن يتخير الرجال لصنيعته لأن صنيعة الوالي جنته [5] في حربه ووجهه [6] في سلمه، وقد تعرف الرعية الوالي وقلته بصنيعته، ثم تمثل:
وبعثت من ولد الأعز المعتب [7] ... صقرا يلوذ حمامة بالعوسج
فإذا طبخت [8] بناره أنضجتها ... وإذا طبخت بغيرها لم ينضج
وهو الهمام إذا أراد فريسة ... لم ينجها منه صريخ الهجهج
وبه قال: أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني يحيى بن أبي نصر، حدثني إبراهيم بن السندي قال: أتيت عبد الملك مسلّما، فشكى إليّ
__________
[1] في الأصل، (ب) : «الرزيانى» وفي (ج) : «الرزمانى» تحريف. والتصحيح من الأنساب.
[2] في كل النسخ: «عبد الملك بن صالح بن بغتال» .
[3] في (ب) : «فقال: من حزم» .
[4] في (ب) : «الأريبان» تصحيف.
[5] في (ج) : «سنة» .
[6] في كل النسخ: «وجهة» .
[7] في الأصل، (ب) : «معتب» .
[8] في الأصل: «فإذا طحنت» .(16/26)
السندي في أمر بلغه عنه، فقلت: أصلح الله الأمير، بلغك الكذب، قال: يا إبراهيم! مثلي لا يتكلم في أمر بلغه حتى يحقه.
وبه قال: أنبأنا أبي قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الجندي أن رجالا من جملة العرب ذكروا كبر عبد الملك بن صالح ودهاءه وجلالته وبلاغته عند إسحاق بن سليمان بن علي، فقال: ذاك [1] نجم رأى أنجما زهرا من أهل بيته، فجرى في مجاريها ليدركها، فلم يدركها واكتسى نورا من مجاريها، ثم تمثل بقول زهير:
سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم [2] ... فلم يفعلوا ولم يلاموا ولم يألوا
قرأت على أبي الفرج [3] عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي علي محمد ابن سعيد الكاتب قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ [بْنِ إِبْرَاهِيمَ] [4] بن شاذان قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد القطان، حدثني حمزة بن نصير، حدثني أبو بكر القلوسي، حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه عن جده قال: كنت بين يدي هارون الرشيد والناس يعزونه في ابن له توفي في الليل ويهنئونه في الآخر ولد في تلك الليلة، فدخل عبد الملك بن صالح الهاشمي، فقال له الفضل بن الربيع: عز أمير المؤمنين في ابن له وهنئه بآخر ولد فيها، فقال عبد الملك بن صالح: يا أمير المؤمنين! سرك اللَّه فيما ساءك ولا ساءك فيما سرك! وجعل هذه بهذه جزاء للشاكر وثوابا للصابر.
قرأت على عبد الرزاق بن عبد الوهاب عن أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أنبأنا أبو صادق المديني، أنبأنا أبو الحسن بن الطفال، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدثنا يموت ابن المزرع، حدثنا خالي عمرو بن بحر الجاحظ قال: قال لي عبد الرحمن مؤدب عبد الملك [5] بن صالح قال: قال لي عبد الملك بعد أن خصني وصيرني وزيرا بدلا من
__________
[1] «ذاك» ساقطة من (ج) .
[2] في كل النسخ: «يدركونهم» والتصحيح من ديوان زهير ص 114.
[3] زاد في الأصل، (ب) : «عند عبد المنعم» .
[4] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
[5] في كل النسخ: «عبد الرحمن مؤدب ملك عبد الملك» .(16/27)
قمامة [1] : «يا عبد الرحمن! لا تنظرني في وجهي فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تستقدمني [2] على ما يقبح [3] ، ودع عنك كيف أصبح الأمير وكيف أمسى الأمير، واجعل مكان التقريظ في صواب الاستماع مني، واعلم أن صواب الاستماع أحسن من صواب القول، وإذا حدثتك حديثًا [4] فلا يفوتنك منه شيء، وأرني فهمك في طرفك، إني اتخذتك [5] مؤدبا بعد أن كنت معلما، وجعلتك جليسا صعوبا بعد أن كنت مع الصبيان مباعدا، ومتى لم تعرف نقصان ما خرجت منه لم تعرف رجحان ما صرت إليه» .
أخبرنا أبو الكرم الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا علي بن أحمد إذنًا عن الفرضي عن الصولي قَالَ: حَدَّثَنَا عون بْن مُحَمَّد الكندي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي عن جعفر بن محمد بن الحارث عن يزيد بن عقال قال: كان عبد الملك بن صالح واليا للرشيد على الشام فكان إذا وجه سرية إلى أرض الروم أمر عليها أميرا شهما، وقال له: إنك تضارب اللَّه بخلقه، فكن بمنزلة التاجر الكيس إن وجد ربحا وإلا احتفظ برأس المال، وكن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك.
وبه: عن الصولي قال وجدت بخط إبراهيم بن شاهين قال: حدثني أبو حاتم السجستاني قال: قيل لعبد الملك بن صالح: إن أخاك عبد الله يزعم أنك حقود، فقال:
إذا ما امرؤ لم يحقد الوتر لم يجد ... لديه لذي النعمى جزاء ولا شكرا
وبه: عن الصولي قال حدثنا مسبح بن حاتم العيلي [6] حدثنا يعقوب بن جعفر قال: لما دخل الرشيد منبج [7] قال لعبد الملك: أهذا البلد منزلك، قال: هو لك، ولي
__________
[1] في فوات الوفيات 2/29: «ثمامة» .
[2] في (ب) : «لا تستقدنى» وفي (ج) : «لا تستعدنى» .
[3] في (ب) : «ما يفتح» .
[4] «حديثا» ليست في (ج) .
[5] في (ب) : «وإنى اتخذك» .
[6] هكذا في كل النسخ، ولم نجده.
[7] في (ج) : «فتخ» .(16/28)
بك، قال: كيف ثناؤك [1] به؟ قال: دون منازل [2] أهلي، عذبة الماء، باردة الهواء، قليلة الأدواء؛ قال: كيف ليلها؟ قال: سحر كله؛ قال: صدقت، إنها لطيبة، قال: بل طابت بك وبك كملت، وأين بها عن الطيب، وهي طينة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء، فيا فيح بين قيصوم وشيح، فقال الرشيد لجعفر بن يحيى: هذا الكلام أحسن من الدّرّ المنظوم.
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا عمر بن شبة [3] قال: دخل إبراهيم بن السندي على عبد الملك بن صالح يعوده وكان عبد الملك عدوا لأبيه السندي، فقال له: قد عرفت ما بين الأمير وبين أبي، وو الله ما نقص [4] ذلك ودي ولا أثنى [5] عنان نصيحتي، فقال عبد الملك: إن إساءة أبيك لا تفسد عندنا إحسانك، كما أن إحسانك لن يصلح عندنا إفساد أبيك.
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل قال: وجه عبد الملك بن صالح إلى الرشيد فاكهة في أطباق الخيزران وكتب إليه: أسعد اللَّه أمير المؤمنين وأسعد به دخلت بستانا لي أفادنيه [6] كرمك وعمرته لي نعمك، وقد أينعت [7] أشجاره وآتت ثماره، فوجهت إلى أمير المؤمنين من كل شيء على الثقة والإمكان، في أطباق القضبان، ليصل إلي من بركة دعائه مثل ما وصل إلي من كثرة عطائه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين! ما سمعت بأطباق القضبان، فقال له الرشيد: يا أبله! إنه كنى عن الخيزران، إذ كان اسما لأمنا.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن
__________
[1] في (ب) : «تناوبك» .
[2] في (ب) : «منازلي» .
[3] في الأصل: «عمر بن شيبة» .
[4] في (ج) : «ما ينقص» .
[5] في (ب) ، (ج) : «ولا أنثنى» .
[6] في الأصل: «أفادنيه» .
[7] في الأصل: «وعمر لي نعمك وقد نبعث» وفي (ج) : «عمر لي نعمتك وقد نبعث» .(16/29)
عيسى، مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: إن عبد الملك بن صالح [لما] [1] ودعه الرشيد في وجهة إلى الشام، قال له الرشيد: ألك حاجة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين! بيني وبينك بيت يزيد ابن الدثنية [2] حيث يقول:
فكوني على الواشين لداء شغبة ... كما أن للواشي ألد شغوب
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو القاسم بن البسري إذنًا عن أبي أحمد الفرضي عن الصولي قال: ثم إن الرشيد جعل ابنه القاسم في حجر عبد الملك بن صالح، فقال عبد الملك يحضه على أن يوليه العهد بعد أخويه الأمين والمأمون وأن يجعله ثالثًا لهما:
يا أيها الملك الذي ... لو كان نجما [3] كان سعدا [4]
للقاسم اعقد بيعة ... واقدح له في الملك زندا [5]
اللَّه فرد واحد ... فاجعل ولاة العهد فردا
فجعله الرشيد ثالثا لهما.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم الخبري قالت: أنبأنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس الجوهري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا الزبير بن بكار قال: كان عبد الملك بن صالح نسيج وحده أدبا ولسانا.
وخبرني بعض أصحابنا قال: قال رجل للرشيد وعبد الملك يسايره: يا أمير المؤمنين! طاطئ من أشرافه [6] واشدد من شكائمه وإلا أفسد عليك أقرب الناس
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] لم أقف على اسمه في المصادر المتاحة.
[3] في الأصل: «لو كان لحما» .
[4] في الأصل: «كان بعدا» .
[5] في الأصل: «زبدا» وفي (ب) : «زهدا» .
[6] في كل النسخ: «من سرقة» والتصحيح من تاريخ الطبري 10/91(16/30)
إليك بحلاوة منطقه، وزخرف مخرفته، فقال [الرشيد لعبد الملك] [1] : ما يقول هذا؟
قال: يا أمير المؤمنين! مقال حاسد نعمة ودسيس منافق في تقدم [2] منزلة [3] وعلو مرتبة، قال: صدقت يا أبا عبد الرحمن! انتقص القوم وفضلتهم [4] ، [وتخلفوا وتقدمتهم، حتى] [5] برز شأوك وقصر عنه غيرك، ففي صدورهم جمرات التأسف، فقال عبد الملك: فلا أطفأها اللَّه وأضرمها [6] عليهم بالمزيد من رأى أمير المؤمنين.
قال الزبير: ثم وشى به بعد ذلك، وتتابعت الأخبار فيه [بفساد نيته للرشيد] [7] وكثر حاسدوه، فدخل في بعض الأيام وقد امتلأ قلب الرشيد عليه [غيظا] [8] ، فرأى منه انقباضا وعبوسا، فقال الرشيد: أكفرا بالنعمة وغدرا بالإمام؟ فقال عبد الملك: قد بؤت إذا بأعباء الندم واستحلال النقم، وما ذاك يا أمير المؤمنين إلا بغي [9] حاسد نافس فيك وفي تقديم الولاية ومودة القرابة، يا أمير المؤمنين! إنك خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمته وأمينه على عترته، لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة، ولها عليك العدل في حكمها والتثبت في حادثها، فقال له الرشيد: أتضع لي من لسانك وترفع علي من جنانك، بحيث يحفظ اللَّه لي عليك ويأخذ لي به منك، هذا قمامة كاتبك يخبرني بفساد نيتك وسوء سريرتك، فاسمع كلام قمامة، [فقال عبد الملك] [10] : فلعله أعطاك ما ليس في عقده، ولعله لا يقدر أن [11] يعضهني ولا يبهتني بما لم يعرفه مني ولم يصح له عني، فأمر بإحضار قمامة فأحضر، فقال الرشيد: تكلم بما
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من المطبوعة.
[2] في (ب) ، والأصل: «في تقديم» .
[3] في (ب) : «منزله» .
[4] في (ب) ، (ج) : «وفضلهم» .
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
[6] في كل النسخ: «أخربها» والتصحيح من تاريخ الطبري.
[7] ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
[8] ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
[9] في (ب) : «بغى» .
[10] ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
[11] في (ج) زيادة: «بهضمنى ولا»(16/31)
تعلم [1] غير هائب ولا خائف، فقال: أقول إنه عازم على الغدر بك يا أمير المؤمنين والخلاف عليك، فقال عبد الملك: وكيف لا يكذب علي من خلفي [من] [2] يبهتني في وجهي، فقال الرشيد: فهذا عبد الرحمن ابنك يقول بقول [3] كاتبك ويخبر عن سوء ضميرك وفساد نيتك، وأنت لو أردت أن تحتج بحجة لم تجد [4] أعدل من هذين، فبم تدفعهما عنك، قال: يا أمير المؤمنين! عبد الرحمن بين مأمور أو عاق، فإن كان مأمورا فمعذور، وإن كان عاقا فهو عدو [5] أخبر اللَّه بعداوته وحذر منها، فقال جل ثناؤه في محكم كتابه [6] : (إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ)
فنهض الرشيد وهو يقول: أما أمرك فقد وضح، ولكن لا أعجل حتى أعلم ما الذي يرضي اللَّه فيك فإنه الحكم بيني وبينك، فقال عبد الملك: رضيت بالله حكما وبأمير المؤمنين حاكما، فإني أعلم أنه يؤثر كتاب اللَّه جل ثناؤه على هواه وأمر اللَّه على رضاه.
قال: فلما كان بعد ذلك جلس مجلسا آخر فسلم لما دخل، فلم يرد عليه [الرشيد] [7] ، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين! ليس هذا أحتج فيه فلا أجاذب [8] منازعا وخصما، قال: ولم؟ قال: لأن أوله جرى على غير السنة، فأنا أخاف آخره، قال: وما ذاك؟ قال: لم ترد علي السلام، فلم أنصف نصفة العوام، قال: السلام عليك اقتداء بالسنة وإيثارا للعدل واستعمالا للتحية، ثم التفت نحو سليمان بن [أبي] [9] جعفر وهو يخاطب بكلامه عبد الملك فقال:
__________
[1] في (ج) نكلم ما تعلم» .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من الفوات.
[3] في باب: «يقول قول»
[4] في كل النسخ: «لم تجدل»
[5] في كل النسخ: «فهو عاق» .
[6] «رسالته» وما أثبتناه من الفوات.
[7] ما بين المعقوفتين فتبين زيادة من فوات الوفيات.
[8] في كل النسخ: «فلا أحادث» والتصحيح من الطبري.
[9] ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري (10/90) .(16/32)
أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك [1] من خليلك من مراد
أما والله لكأني أنظر إلى شؤبوبها قد همع، وعارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أورى نارا تسطع، فأقلع عن براجم [2] بلا معاصم، ورؤس بن غلاصم، فمهلا مهلا، فبي [3] والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أثناء [4] أزمتها، فنذار لكم نذار [5] قبل حلول داهية، خبوط [6] باليد لبوط بالرجل؛ فقال عبد الملك: قد أجملت يا أمير المؤمنين [أردت فذا] [7] أم قوما؟ قال: بل فذا، قال:
اتق اللَّه يا أمير المؤمنين! فيما ولاك، وفي رعيته التي استرعاك، ولا تجعل الكفر مكان [8] الشكر، ولا العقاب موضع الثواب، فقد والله نخلت لك النصيحة ومحضت [9] لك الطاعة، وشددت أواخي ملكك بأثقل [10] من ركني يلملم، وتركت عدوك سبيلا تتعاوره الأقدام [11] فالله اللَّه! في ذي رحمك أن تقطعه بعد أن بللته بظن، قال اللَّه تعالى: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)
أو بغي باغ ينهش اللحم ويالغ الدم، فقد- والله- سهلت لك الوعور، وذللت لك الأمور، وجمعت على طاعتك القلوب في الصدور، فكم ليل تمام [12] فيك كابدته، ومقام لك ضيق [قمته] [13] كنت فيه كما قال أخو بني جعفر بن كلاب [يعني لبيدا] [14] :
__________
[1] في كل النسخ: «عذيري» والتصحيح من الكامل للمبرد.
[2] في الأصل: «فمن تزاحم» وفي (ب) ، (ج) : «فمن يزاحم»
[3] في كل النسخ: «في»
[4] في كل النسخ: «أبناء»
[5] في كل النسخ: «وتدار لكم تدار» .
[6] في كل النسخ: «خيوط» .
[7] ما بين المعقوفتين زيادة من المطبوعة.
[8] في الأصل: «بمكان الشكر»
[9] في كل النسخ: «مخضت»
[10] في الأصل، (ب) : «ما نقل» . وفي (ج) : «ما يقل» .
[11] في كل النسخ: «بتعاور الأقدام» والتصحيح من العقد الفريد 2/23.
[12] في كل النسخ: «ليل نام» .
[13] ما بين المعقوفتين زيادة من المراجع.
[14] ما بين المعقوفتين زيادة من الكامل لابن الأثير.(16/33)
ومقام ضيق فرجته ... ببناني [1] ولساني وجدل
أو يقوم الفيل أو فيّاله ... زل عن [2] عن مثل مقامي وزحل
قال: فو الله لحار- يعني الرشيد حين سمع كلامه، شكا وأقبل عليه بوجهه فقال:
ما أظن إلا أن الأمر كما قلت يا أبا عبد الرحمن! أنت رجل محسد [3] مكفر، وأمير المؤمنين يعلم أنك على سريرة صالحة غير مدخولة ولا خسيسة، ثم دعا عبد الملك بشربة ماء، فقال الرشيد: ما شرابك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: سحيق الطبرزد بماء الرمان، فقال: بخ بخ، عضوان لطيفان يذهبان الظمأ ويلذان المذاق، فقال عبد الملك:
صفتك يا أمير المؤمنين لهما ألذ من [4] فعلهما.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي قال: قرئ علي أبى الوفا حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد قال: أنبأنا عبد الوهاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زيد، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال: ذكر أحمد [بن إبراهيم] [5] بن إسماعيل أن [6] عبد الملك بن صالح كان له ابن يقال له عبد الرحمن كان من رجال الناس، وكان عبد الملك يكنى به، وكان لابنه عبد الرحمن لسان على فأفأة [7] فيه فنصب [8] لأبيه [9] عبد الملك وقمامة، فسعيا به إلى الرشيد وقالا له إنه يطلب الخلافة ويطمع فيها، فأخذه وحبسه عند الفضل بن الربيع، وقال الرشيد: أما والله لولا الإبقاء [10] على بني هاشم لضربت عنقك. فلم يزل محبوسًا حتى توفي الرشيد، فأطلقه محمد، وعقد له محمد على
__________
[1] في الأصل: (ج) : «ساتى» تصحيف.
[2] في الأصل: «ومن» وفي (ب) ، (ج) : «وعن» . والتصحيح من المراجع.
[3] في (ب) : «محسر»
[4] في كل النسخ: «الذين فعلهما»
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري (10/89) .
[6] في كل النسخ: «بنى إسماعيل بن عبد الملك» .
[7] في كل النسخ: «فاقاه» والتصحيح من الطبري (10/89) .
[8] في (ب) ، (ج) : «فيصيب» .
[9] في (ج) : «لابنه»
[10] في كل النسخ: «الاتقاء» والتصحيح من الطبري(16/34)
الشأم فكان مقيما بالرقة، وجعل لمحمد عهد اللَّه وميثاقه لئن قتل [1] وهو حي لا يعطي المأمون طاعته أبدا، فمات قبل قتل محمد، فدفن في [دار من] [2] دور الإمارة.
فلما خرج المأمون يريد الروم أرسل إلى ابن له: حول أباك من داري، فنبشت عظامه وحول.
أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى، حدثنا مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: وفي سنة سبع وسبعين ومائة عزل هارون الرشيد السندي بن شاهك عن دمشق واستعمل مكانه عبد الملك بن صالح، وفيها انقضى أمر أبي الهيدام [3] وتوارى واستقام أمر دمشق، ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائة وعلى كور دمشق عبد الملك بن صالح؛ قال: فبلغ هارون الرشيد أنه يريد الخروج عليه بدمشق، فعزله وأشخصه إلى العراق، قال: وكتب إلى هارون الرشيد قبل أن أشخصه:
أخلاي لي شجو وليس لكم شجو ... وكل امرئ من شجو صاحبه خلو
من أي نواحي الأرض أبغي وصالكم ... وأنتم أناس ما لمرضاتكم [4] نحو
فلا حسن نأتي به تقبلونه ... ولا إن أسأنا كان عندكم عفو
قال: فأوصلها إليه حسين الخادم، فقال هارون: والله لئن كان قالها فقد أحسن وإن كان رواها فقد أحسن.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا النديم عن المرزباني قال: أنبأنا هارون بن علي بن العجم، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني رجل من الهاشميين أن عبد الملك بن صالح قدم مدينة السلام في خلافة الرشيد فرأى كثرة الناس بها فقال للسندي: يا أبا نصر! اسجن مشايخك
__________
[1] في الأصل: «مل» تصحيف.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
[3] في كل النسخ: «الهندام» تصحيف.
[4] في الأصل، (ب) : «فالمرضا بكم»(16/35)
والتف [1] مركبك، فو الله ما مررت في طريق من هذه المدينة إلا ظننت أن الناس نودي فيهم.
قرأت على المتوكلي عن [2] الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن عبيد اللَّه بن محمد عن الصولي قال: ومن شعر عبد الملك بن صالح لما حبسه الرشيد، ووجدته بخط عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات:
قل لأمير المؤمنين الذي ... يشكره الصادر والوارد
يا واحد الأفلاك في فضله ... ما لك مثلي في الورى واحد
إن كان لي ذنب ولا ذنب لي ... حقا كما قد زعم الحاسد
فلا يضق عفوك عني وقد ... فاز به المسلم والجاحد
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: أنشدنا علي بن محمد المتوكلي لعبد الملك بن صالح:
لئن ساءني حبسي لفقد أحبتي ... وأنى فيهم لا أمر ولا أحلى [3]
لقد سرني عزي لترك لقائهم ... وما أتشكى من حجابي ومن ذلي
ذكر أحمد بن طاهر أن الأمين لما خرج عبد الملك بن صالح من الحبس عقد له على الشام، ودفع إليه قمامة وكان كاتبه فقتله في حمام، ودفع إليه ابنه عبد الرحمن فهشم وجهه بعمود.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: كتب إلي الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أن رشأ بن نظيف أخبره قال: أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي ابن إبراهيم، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قَالَ: حدثني حسين بن فهم، حدثنا محمد بن أيوب المنشي عن أبيه قال: قال إبراهيم بن المهدي سمعت عبد الملك بن صالح بعد إخراج المخلوع له من حبس الرشيد وقد ذكر ظلم الرشيد إياه وحبسه له على
__________
[1] في (ج) : «اكنف»
[2] في الأصل، (ج) : «بن الحنبلي»
[3] في الأصل: «أعلى»(16/36)
التهمة والحسد يقول: والله إن الملك لشيء ما نويته ولا تمنيته، ولا قصدت إليه ولا ابتغيته، ولو أردته لكان أسرع إلي من السيل إلى الحدور، ومن النار إلى يابس العرفج، وإني لمأخوذ بما لم أجن ومسئول عما لا أعرف، ولكنه حين رآني للملك قمنا [1] وللخلافة خطرا، ورأى لي يدا تنالها إذا مدت، وتبلغها إذا بسطت، ونفسا تكمل بخصالها وتستحقها بخلالها وإن كنت لم أختر تلك الخصال، ولم أترشح لها في سر، ولا أشرت إليها في جهر، ورآها تحن إلي حنين الواله، وتميل نحوي ميل الهلوك، وحاذر أن ترغب إلي خير مرغوب، وتنزع إلي خير منزوع، عاقبني عقاب من قد سهر في طلبها وسهر في التماسها، وتقدر لها بجهده وتهيأ لها بكل حيلته، فإن كان حبسني على أني أصلح لها وتصلح [لي [2]] ، وأليق بها وتليق بي، فليس ذلك بذنب فأتوب منه، ولا جرم فأرجع عنه، ولا تطاولت لها فأحط نفسي، ولا تصديتها فأحيد عنها، فإن زعم أنه لا صرف لعقابه ولا نجاة من أغضابه إلا بأن أخرج له من الحلم والعلم، وأتبرأ إليه من الحزم والعزم، فكما لا يستطيع المضياع أن يكون حافظا ولم يملك العاجز أن يكون حازما، كذلك العاقل لا يكون جاهلا ولا يكون الذكي بليدا، وسواء عاقبني على شرفي وجمالي أو على محبة الناس إياي، ولو أردتها لأعجلته عن التفكير وشغلته عن التدبير، ولما كان من الخطاب إلا اليسير، ومن بذل الجهد إلا القليل، غير أني والله- والله شهيدي- أرى السلامة من تبعاتها غنما، والخف من أوزارها حظا- والسلام على من اتبع الهدى.
قرأت على المتوكلي عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن الفرضي عن الصولي قال:
حدثنا الحسين بن الحسن الأزدي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي قال: قدم عبد الملك ابن صالح الرقة بعد خروجه من الحبس وقد ولاه الأمين الشأم والجزيرة والعواصم فلقيه ولد ابنه فلم يرهم أدبا فقال: شوه لكم يا شر خلف من خير سلف! ابتز [3] العز من أمية آباؤكم قهرا وقسرا فحصنوه وخلطوه ثم مضوا إلى رحمة اللَّه، وخلفوا
__________
[1] في كل النسخ: «للملك يمنا» والتصحيح من تاريخ اليعقوبي (2/434) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصل، (ج) : «ابتنى»(16/37)
لكم أفرشة ممهدة وأهملتم وضيعتم إقبالا على الأشربة الخبيثة والملاهي الفاضحة، لله در أخي قلب حين يقول:
إذا الحسب الرفيع تواكلته ... ولاة السوء أو شك أن يضيعا
ورثنا المجد عن آباء صدق ... أسأنا في ديارهم الصنيعا
وبه: عن الصولي قال: حدثنا الغلابي، حدثنا يعقوب بن جعفر قال: قضى المهدي دين عبد الملك بن صالح وجلس له مجلسا قضى فيه حوائجه، فلما خرج قال: ما أنا بشاعر، وإن في قلبي لشيئا منه، ثم قال:
يا أشرف الناس بيتا حين تنسبه ... وأعرق الناس في جود وفي كرم
ما نازع البخل فيك الجود مذ خلقا ... ولا ادعت «لا» نصيبا منك في نعم
ولا يسمعك فيما ناب من حدث ... عن صوت ذي الحاجة للكروب من صمم
إذا رآك حليف العدم بشره ... ضياء وجهك بالتشريد للعدم
أخبرنا أبو نصر بْنِ الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ علي بن الحسن الشافعي، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى، حدثنا خليفة قال: وفيها- يعني سنة ست وتسعين ومائة- مات عبد الملك بن صالح بن صالح بن علي بالرقة، وذكر أبو حسان الزيادي أنه مات في جمادى الآخرة منها.
22- عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان، أبو الحسين الكاتب:
من أهل [باب] [1] المراتب، وهو أخو أبي نصر أحمد الذي تقدم ذكره، [عين] [2] في الكتابة في ديوان الإنشاء في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وكان كاتبًا حاذقًا بليغًا فاضلا، سمع الحديث من أبي محمد الحسن ابن علي الجوهري وغيره وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي في معجميهما.
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان (2/22) .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان (2/22) .(16/38)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفارسي بمصر قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السلفي قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الملك بن عبد الله بْنِ أَحْمَد بْن رِضْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِضْوَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ بَغْدَادَ فِي دَارِهِ بِبَابِ المراتب قال: أنبأنا أبو محمد الحسن ابن علي الجوهري وأنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ وَلاحِقُ بْنُ أَبِي الفضل قالا: أنبأنا هبة الله ابن محمد الَكْاتِبُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِك القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سُفْيَانُ عَنْ شُعْبَةَ [1] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلالٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ الأَجْدَعِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «لا تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ إِلا أَنْ تُصَلُّوا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ» [2] .
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال: ولد أبو الحسين عبد الملك بن رضوان في ليلة الاثنين الثاني عشر من رجب من سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو الحسين عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان كاتب الخليفة على ديوان الرسائل في يوم السبت تاسع شوال سنة ست وخمسمائة ودفن من الغد بمقبرة باب حرب [3] .
23- عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب، أبو منصور السيوري:
أديب شاعر، ذكره السلفي في معجم شيوخه وقال: متأدب وله شعر جيد.
قرأت على أبي الحسن [بن] [4] المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه قال: سمعت أبا منصور عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب بن السيوري ببغداد يقول: سمعت أبا المعالي أحمد بن علي بن قدامة قاضي الأنبار يقول: حضرت
__________
[1] في كل النسخ: «وشعبة»
[2] انظر الحديث في: صحيح ابن خزيمة (1285) . والأحاديث الصحيحة (200) ، (314) .
ومسند أحمد (1/129) ، (130) .
[3] في كل النسخ: «باب خرب» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.(16/39)
مجلس بعض [1] الأمراء، فأحضرت الملاهي فامتنعت من الجلوس فألزمني الجلوس [2] فأنشدته بديها:
قد شعب الأذهب في ميدانه ... متعرما يمرح في عنانه
ولست يا مولاي من فرسانه ... فنجني منه ومن طغيانه
فضحك وأطلق سراحي.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي أبو منصور عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب في يوم الأحد ثامن ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمسمائة وصليت عليه، ودفن من يومه بالشونيزية.
24- عبد الملك بن عبد الله بن داود، أبو القاسم:
من أهل المغرب، من مدينة تسمى حمزة، سمع ببغداد الشريف أبا نصر الزينبي وبالبصرة أبا علي [علي] [3] بن أحمد التستري، وبأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد الحداد، واستوطن بغداد [4] إلى حين وفاته وحدث بها، روى عنه [5] أبو المعمر الأنصاري وأبو القاسم الدمشقي.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بن هبة الله الشافعي، أنبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَغْرِبِيُّ [6] الحمزي الفقيه بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمود بن الأخضر وأحمد بْنِ الْبَنْدَنِيجِيِّ وَيُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ الشَّاهِدُ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ وَعَلِيُّ بْن أَبِي الْفَرَجِ بْن أَبِي الْمَعَالِي وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْبٍ الْكَاتِبُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّولِيُّ وَأَبُو سَعْدٍ الأَزَجِيُّ بِبَغْدَادَ، وَنَصْرُ بْنُ محمد بن علي
__________
[1] زاد في كل النسخ «أحد» .
[2] في (ب) : «فألزمنى الحضور» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من الأنساب.
[4] في (ج) : «واستوطن ببغداد» .
[5] «روى عنه» سقط من (ج) .
[6] في كل النسخ «المعرى» تحريف(16/40)
الْحَافِظُ بِمَكَّةَ، وَعَبْدُ الْحَقِّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ بدمشق، قالوا جميعا: أنبأنا محمد بن أحمد ابن عبد الكريم التميمي قال الحمزي والتميمي: أنبأنا أبو نصر محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حدثنا محمد بن زنبور المكي، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةُ فَزَادَ فِيهَا أَوْ نَقَصَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! حَدَثَ فِي الصَّلاةِ حَدَثٌ، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: زِدْتَ أَوْ نَقَصْتَ، فَثَنَى رِجْلَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَذَكِّرُونِي، إِذَا [1] أَحَدٌ مِنْكُمْ صَلَّى صَلاةً فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَوْ نَقَصَ فَلْيَتَحَرَّ مِنْ ذَلِكَ الصَّوَابَ، ثُمَّ لْيَبْنِ عَلَيْهِ وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ» . [2]
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله المغربي الفقيه يوم الجمعة سابع ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
25- عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن ماخ [3] أبو الفتح بن أبي القاسم الكروخي [4] البزار:
من أهل هراة، سمع الكثير من أَبِي إِسْمَاعِيل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ وأبي عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبي المظفر عبيد اللَّه بن علي بن ياسين الدهان وأبي نصر عبد العزيز بن محمد
__________
[1] في كل النسخ: «إنما أحدكم» .
[2] انظر الحديث في: سنن أبى داود (1022) . وسنن النسائي (3/28) ، (29) ، (33) . وسنن ابن ماجة (1221) . ومسند أحمد (1/379) ، (424) ، (438) ، (445) ، (448) . والمعجم الكبير للطبراني (10/32) ، (35) . وصحيح ابن خزيمة (1055) ، (1059) . وسنن الدارقطنيّ (1/376) .
[3] في كل النسخ: «بنى ماح» .
[4] في كل النسخ: «الفروجى» تحريف، والتصحيح من تذكرة الحفاظ.(16/41)
الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي [1] وأبي عبد الله محمد بن علي النميري وأبي سعد حكيم بن أحمد الإسفراييني وغيرهم: وقدم بغداد في ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة وأقام بها مدة في تجارة، وحدث بها، سمع منه أبو الفضل بن ناصر، وروى لنا عنه أبو أحمد الأمين وأبو محمد بن الأخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر ويحيى بن المبارك بن الزبيدي المؤدب وغيرهم.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْكَرُوخِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنبأنا الْقَاضِي أَبو عَامِرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْيَاقِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْغُورَجِيُّ قالوا: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي [2] ، أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا أبو كريب، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ [3] » [4] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروخي شيخ صالح دين خير حسن السيرة [5] صدوق ثقة. سكن مطيراباد من أعمال الفرات والمحلة سنين بسبب دين له على بعض أهلها، وورد بغداد، وقرأت عليه «جامع الترمذي» وقرئ عليه عدة نوب، وكتب به نسخة بخطه وأوقفها، وما كان له أصل بمسموعاته. وجدوا سماعه في أصول المؤتمن الساجي وأبي محمد السمرقندي وغيرهما من الرحالين، فقرئ عليه منها، ومرض في أثناء قراءتي عليه، فنفذ له بعض من كان يحضر معنا سماع الكتاب شيئا من الذهب
__________
[1] في (ج) : «الفورجى» .
[2] في الأصل: «المجلزى» . وفي (ب) المحموى» .
[3] في (ب) : «عن مشاربهم» .
[4] انظر الحديث في: سنن أبى داود 4900. وسنن الترمذي 1019. وصحيح ابن حبان 1986. وكشف الخفا 1/114.
[5] تكررت لفظة: «دين» في الأصل، (ب) .(16/42)
فما قبل، وقال: بعد السبعين واقتراب الأجل آخذ على حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا، ورد عليه من الاحتياج إليه، وانتقل من بغداد في آخر عمره إلى مكة، وبقي بها مجاورا إلى أن توفي، وكان يكتب النسخ بالترمذي بالعراق ومنها كان يأكل، سألته عن مولده فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة اثنتين وستين بهراة، وكروخ بلدة على عشرة فراسخ من هراة.
قرأت على أبي الطاهر إسماعيل بن سليمان بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن لبيد قال:
سألت عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي عن مولده فقال: في النصف من ربيع الأول سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن الشافع الجيلي بخطه قال قرأت في كتاب أبي محمد بن الطباخ المجاور بمكة يقول: توفي عبد الملك الكروخي في ليلة الاثنين [1] خامس عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمكة، وأنه تولى غسله وتكفينه [2] ، ودفنه يوم الاثنين.
26- عبد الملك بن عبد اللَّه بن يوسف بن عبد اللَّه بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني، أبو المعالي بن أبي محمد الفقيه الشافعي الملقب بإمام الحرمين [3] :
من أهل نيسابور، إمام الفقهاء شرقا وغربا، ومقدمهم عجما وعربا، من لم تر العيون مثله فضلا، ولم تسمع الآذان كسيرته نقلا، بلغ درجة الاجتهاد، وأجمع على فضله أعيان العباد، وأقر بتقدمه المخالف والموافق، وشهد بفضله الحسود والوامق، وسارت مصنفاته في البلاد مشحونة [4] بحسن البحث والتحقيق والتنقير والتعزير والتدقيق، لابسة من الفصاحة حلل الكمال، ومن البلاغة غرر الملاحة والجمال، تفقه على صباه على والده، وقرأ عليه جميع مصنفاته، وقرئ الأدب حتى أحكمه.
وتوفي والده وله دون العشرين سنة من عمره فأقعد مكانه في التدريس، وهو يجد
__________
[1] في الأصل: «في ليلة الاثنتين» وفي (ب) بدون نقط.
[2] في الأصل، (ب) : «تدفينه» .
[3] انظر: وفيات الأعيان 2/341. وطبقات الشافعية للسبكى 3/249- 282. وشذرات الذهب 3/358- 362. والأعلام 4/306.
[4] في (ب) : «محشوبة» .(16/43)
ويجتهد في الاشتغال والتحصيل، وقرأ الأصول على أبي القاسم الإسكافي الإسفراييني، وسافر جائلا في بلاد خراسان، مستفيدا من كبار الفقهاء، ومناظرا لفحولهم حتى تهذبت طريقته، واشتهر فضله، وشهد له كبراؤها بفوز الفضل وكمال العقل، وحج وجاور بمكة أربع سنين يدرس ويفتي ويتعبد، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس بالمدرسة النظامية، وبقي ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلم له المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة، وحضر درسه الأكابر، وكان يقعد كل يوم بين يديه ثلاثمائة فقيه، ودرس أكثر تلامذته في حياته.
وصنف كتبا كثيرة جليلة في المذهب والخلاف «كنهاية المطلب في دراية المذهب» المشتمل على أربعين مجلدة، وكتاب «الشامل» خمس مجلدات، وكتاب «الأساليب في الخلاف» مجلدان، و «التحفة» ، و «الغنية» [1] ، و «الإرشاد» ، و «البرهان في أصول الفقه» ، وفي أصول الدين [2] «غياث الأمم» ، و «الرسالة [3] النظامية» ، و «مدارك العقول» ، و «مختصر التقريب» ، و «الإرشاد للباقلاني» مجلدة، وله خطب مجموعة.
وسمع الحديث في صباه من أبيه وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي [4] وأبي سعد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب الصفار وأبي نصر منصور بن رامش وأبي سعد فضل اللَّه بن أبي الخير الميهني، وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير. روى عنه أبو عبد الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين، عن عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر ابن محمد بن يوسف قال: أنشدنا أبو الحسن العبدري قال أنشدني أبو المعالي الجويني لنفسه:
__________
[1] في كل الأصول: «الغيبة» والتصحيح من وفيات الأعيان.
[2] في كل الأصول: «الضدين» تحريف.
[3] هكذا في كل النسخ، وفي الوفيات والأعلام «العقيدة» .
[4] في الأصل، (ب) : «النبلى» .(16/44)
أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبئك عن تفصيلها ببيان [1]
ذكاء وحرص وافتقار وغربة ... وتلقين أستاذ وطول زمان
قرأت في كتاب «الفنون» لأبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه الحنبلي بخطه قال: قدم علينا أبو المعالي الجويني ببغداد أول ما دخل الغزالي [2] ، فتكلم مع أبي إسحاق وأبى نصر بن الصباغ وسمعت كلامه، وقال ابن عقيل أيضا: ونقلته من خطه. قال الشيخ أبو القاسم الأسدي المعروف بابن برهان العكبري النحوي- وكان متفننا في العلوم علامة في النحو والنسب وفي علوم القرآن والأصول- عند عميد الملك وقد كان قابسه [3] الشيخ أبو المعالي الجويني وكان قدم علينا سنة تسع وأربعين شابا، أشقر اللحية، فجرى منه مقاولة للشيخ الإمام أبي القاسم في العباد: هل لهم أفعال؟ فقال:
إن وجدت في القرآن آية تقتضي [4] ذلك فالحجة لك، فقال الشيخ أبو القاسم:
(وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ)
، ومد صوته وجعل يقول: (هُمْ لَها عامِلُونَ)
وأصرح [من] [5] هذه الإضافة لا يكون (كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)
(لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ)
[يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ] (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)
أي قد كانوا مستطيعين، فأخذ أبو المعالي يستروح إلى التأويل، فقال:
والله! إنك بار [6] وتتأول [7] صريح كلام اللَّه لتصحح بتأويلك كلام أبي الحسن الأشعري وأكله بالحجة، فبهت ابن الجويني، وكان أيضا في دولة عميد الملك نوع عصبية على الأشعرية وأصحاب الحديث فقبض أبا المعالي عن الانبساط وإلا فقد كان أحسن الناس لفظا وأقواهم منه في النظر.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلي أبو
__________
[1] في الأصل: «وبيان» .
[2] في (ج) : «العز» وفي (ب) : «الغز» .
[3] في (ب) : «قاسه»
[4] في (ج) : «أنه مقتضى»
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في كل النسخ: «إنك بارد» والأنسب ما أثبتناه.
[7] في (ب) : «وتناول» .(16/45)
محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني قال في كتاب «طبقات الفقهاء» من جمعه: أبو المعالي الجويني إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه وبيانه ولسانه، أخذ الفقه على والده، وإليه الرحلة من خراسان والعراق والحجاز، جرى ذكره في مجلس قاضي القضاة أبي سعيد الطبري فقال بعض الحاضرين: فإنه يلقب «بإمام الحرمين» فقال قاضي القضاة: بل هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي قال: كتب إلي أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت الشيخ أبا إسحاق الفيروزابادي يقول: تمتعوا بهذا الإمام، فإنه نزهة هذا الزمان- يعني أبا المعالي الجويني.
قال سمعت أبا إسحاق يقول لأبي المعالي: يا مفيد [1] أهل المشرق والمغرب- لقد استفاد من علمه الأولون والآخرون، وسمعته يقول له: أنت اليوم إمام الأئمة.
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان، عن أحمد بن الحسن بن يحيى الكاتب النيسابوري في مسألة إثبات الكلام فيه ونفي خلق القرآن، فقذف بالحق على باطله ودمغه دمغا ودحض شبهه دحضا، وتوضح كلامه في المسألة حتى اعترف المخالف والموافق له بالغلبة، فقال جدي الإمام أبو القاسم القشيري: لو ادعى إمام الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن إظهار المعجزة.
وقرأت على أبي الفتوح عن أحمد بن الحسن قال سمعت أبا نصر بن هارون يقول:
حضرت مع شيخ الإسلام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بعض المحافل فتكلم إمام الحرمين أبو المعالي في مسألة فأجاد الكلام كما يليق بمثله، فلما انصرفنا مع شيخ الإسلام سمعته يقول: صرف اللَّه المكاره عن هذا الإمام فهو اليوم قرة عين الإسلام والذاب عنه بحسن الكلام.
كتب إلي أبو سعد عبد اللَّه بن عمر بن أَحْمَد بن الصفار النيسابوري قال: أنبأنا أبو
__________
[1] في الأصل، (ب) : «ما مفيد» ، وفي (ج) : «أما مفيد» والتصحيح من الشذرات 3/360.(16/46)
الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قراءة عليه في كتاب الذيل لتاريخ نيسابور من جمعه قال: أبو المعالي الجويني مولده ثامن عشر المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وقام الصياح من كل جانب وجزع الفرق عليه جزعا لم يعهد مثله، وحمل بين الصلاتين من يوم الأربعاء إلى ميدان الحسين، ولم تفتح الأبواب في البلد ووضع المناديل عن الرءوس عاما بحيث ما اجترأ أحد على ستر رأسه من الرءوس والكبار، وصلى عليه ابنه أبو القاسم بعد جهد جهيد حتى حمل إلى داره من شدة الزحمة وقت التطفيل ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين بجنب والده، وكسر منبره في الجامع المنيعي، وقعد الناس للعزاء أياما [عزاء] [1] عاما، وأكثر الشعراء المراثي فيه، وكان الطلبة قريبا من أربعمائة نفر يطوفون في البلد نائحين عليه مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في الصياح والجزع.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السلفي قال أنشدنا حاجي قاضي ثغر خنان قال: أنشدني القاضي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطبري المدرس بثغر جيزة [2] لنفسه يرثي أبا المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني وكان من نظرائه:
يا أيها الناعي بشمس المشرق ... بأبي المعالي نأور دين مشرق
أنذر بني [3] الدنيا قيام قيامة ... فالشمس صار مغيبها في المشرق
27- عبد الملك بن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعود بْن سرور الملاح، أبو القاسم:
من أهل قصر عيسى بالجانب الغربي، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أبا الحارث أحمد بن سعيد بن الحسن العسكري وغيره، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به.
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات الشافعية 3/257.
[2] في (ب) : «حبره» وفي (ج) : «جنزه»
[3] في (ج) : «أنذرتنى»(16/47)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سعود الملاح قال: أنبأنا أبو الحارث أحمد بن سعيد العسكري قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن ميمون الكوفي، أنبأنا أبو عبد الله مُحَمَّد بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي، أنبأنا أبو الطيب علي بن محمد ابن بنان، حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد الموهبي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ أَبُو عُمَرَ الأموي، حدثنا محمد بن عمارة بن صبيح، حدثنا سهل بن عامر، حدثنا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ زَوْجَةً صَالِحَةً وَوَلَدًا بَرًّا وَخُلَطَاءَ صَالِحِينَ وَمَعِيشَةً فِي بِلادِهِ» [1] .
توفي في المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين.
28- عبد الملك بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أبو سعد [2] السرخسي الحنفي:
أظنه ولد ببغداد وكان والده مقيما بها، وولي قضاء البصرة وبها مات، سمع أبو سعد هذا ببغداد أبا الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ وأبا الفتح منصور بن الحسين الأصبهاني الكاتب، وبنيسابور أبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ، وبالأهواز أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري، وحدث ببغداد عن والده، روى عنه أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر بن سواد، وشهد عند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن ماكولا فِي يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة فقبل شهادته، وولي قضاء البصرة، ومضى إليها وحدث بها وبأصبهان.
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْعُمَرِيُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الحسن بن محمد البلخي أخبره قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بْنِ خَيْرُونٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرحمن السرخسي وكتبت
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 30778، 30779. وتخريج الإحياء 2/214.
[2] انظر: «الجواهر المضية في طبقات الحنفية» لأبى محمد عبد القادر القرشي الحنفي 1/330.(16/48)
من كتابه، أنبأنا أَبِي الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد وبنت الوزير أبي العباس الإسفراييني، حدثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي، حدثنا أَبُو زُفَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بآمل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُكْرَمٍ [1] البغدادي، حدثنا محمد بن أحمد بن سماعة [2] ، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو يوسف القاضي، حدثنا أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ:
وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ رَأَيْتُ حَلْقَةً عَظِيمَةً فَقُلْتُ لأَبِي: حَلْقَةُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ:
حَلْقَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقَدَّمْتُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَفَقَّهَ فِي دِينِ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ وَرِزْقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ» [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعَادَةَ الْبُرْدِيُّ- وَكَانَ مِنْ عباد الله الصالحين- قال: أنبأنا عَبْدُ الْمُغِيثِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ المطهر العبدي قراءة عليه، أنبأنا قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّرْخَسِيُّ الْبَصْرِيُّ فِي ربيع الأول سنة تسع وستين وأربعمائة، حدثنا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حدثنا الحسين ابن يحيى بن عياش [4] ، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أَيُّوبُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ الأَرْقَمِ [5] كَانَ يُؤَذِّنُ لأَصْحَابِهِ وَيَؤُمُّهُمْ، فَأَقَامَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: لا تَنْتَظِرُونِي وَصَلُّوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الْخَلاءَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فليبدأ بالخلاء» [6] .
__________
[1] في (ج) : «أبو أسعد» .
[2] زاد في (ج) : «بن أحمد مكرم» مكررة.
[3] في الأصل، (ب) : «من سماعه» .
[4] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/271. وتذكرة الموضوعات 111. واتحاف السادة المتقين 1/77.
[5] في (ج) : «بن عباس» تصحيف.
[6] في كل النسخ: «عن ابن الأرقم» .(16/49)
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون العدل قال: بلغنا وفاة القاضي أبي سعد السرخسي بأصبهان في سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن الطراح بخطه قال: وفي شوال- يعني سنة سبعين وأربعمائة- مات أبو سعد عبد الملك السرخسي.
29- عبد الملك بن عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق بن العباس بن أبي المحاسن بن أبي القاسم الطوسي.
من أهل نيسابور، تقدم ذكر جده عبد الله وكان أخا [1] الوزير نظام الملك، ورد عبد الملك بغداد غير مرة وروى بها شيئا، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وقد روى لنا عنه أبو المظفر بن أبي سعد بن السمعاني بمرو في مشيخته.
كتب إليّ أبو الفتح إسماعيل بن محمد الخطيب قال: أنشدني أبو سعد بن السمعاني [2] قال: أنشدنا أبو المكارم عبد الملك بن عبد الرزاق النيسابوري إملاء من حفظه ببغداد لبعضهم:
سلام عليكم ها فؤادي لديكم ... ثوى لكم ثاو فثاو لديكم
وإني أشم المسك من مدرج الصبا ... إذا ما الصبا مرت فهبت عليكم
وبي مرض والنار ذا العذاب أنني ... فيا ليت شعري هل سبيل إليكم
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الملك بن عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق الطوسي أبو المكارم كان رجلا من الرجال، بذولا، سخي النفس، شهما، ورد بغداد وكتب بها وأقام مدة، ثم خرج إلى الحجاز، سمع ببلده أبا الحسن علي بن أحمد المديني وأبا العباس الفضل بن عبد الواحد
__________
[1] انظر الحديث في: سنن النسائي 2/111. والسنن الكبرى للبيهقي 3/72. وصحيح ابن حبان 194.
[2] في كل النسخ: «وكان أخ الوزير»(16/50)
ابن عبد الصمد [1] التاجر وأبا بكر الشيروي، كتبت عنه بمرو وبلخ، وسألت عن مولده فقال: في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي بطوس في ليلة الثلاثاء سادس عشري رجب سنة ست وأربعين وخمسمائة وحمل إلى نيسابور ودفن بداره.
30- عبد الملك بن عبد السميع بن علي بن عبد السميع الهاشمي:
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي الفوارس بن العموره [2] بن جرير القيرواني مؤذني أخبركم [3] عبد الملك بن عبد السميع بن علي بن عبد السميع الهاشمي الشافعي قال: حدثني الشيخ أبو بكر المعروف بابن البنا الشافعي قال: حكى عن الشيخ الزاهد أبي الحسين بن سمعون قال: حدثني [4] يونس بن الشبلي قال:
حدثني أبي الشبلي قال: سمعت أبا القاسم الجنيد قال: ما استنفعت بشيء منفعتي بأبيات سمعتها، قلت له: يا أستاذ! وما هذه الأبيات؟ قال: مررت بدرب القراطيس فسمعت جارية تغني من دار فنصت لها، فسمعتها تقول:
إذا قلت:
أهدى [5] الهجر لي حلل البلى ... تقولين: لولا الهجر لم يطب الحب
وإن قلت: هذا القلب أحرقه الهوى ... تقولي: بنيران الهوى شرف القلب
وإن قلت: ما أذنبت؟ قلت مجيبة: ... حياتك ذهب [6] لا يقاس به ذنب
فصعقت وصحت، فبينما أنا كذلك إذا بصاحب الدار قد خرج فقال: ما هذا يا سيدي؟ فقلت له: مما سمعت، فقال: أشهد أنها هبة مني لك [7] ، فقلت: قد قبلتها
__________
[1] في (ج) : «عبد الصمد الواحد التاجر» .
[2] في (ج) : «المعمورة»
[3] هكذا في الأصل.
[4] «الشيخ أبو بكر المعروف بابن البنا ... » « ... بن سمعون قال حدثني» مكررة في كل النسخ.
[5] في كل النسخ: «أهدى»
[6] في الأصل، (ب) : «حبابك ذنبا» .
[7] في (ج) : «منى إليك» .(16/51)
وهي حرة لوجه اللَّه سبحانه، ثم دفعتها إلى بعض أصحابنا بالرباط، فولدت له ولدا كبر ونشا أحسن نشوء وحج على قدميه ثلاثين سنة على الوحدة. أخبرنا بهذه الحكاية عاليا [1] أبو القاسم المؤدب إذنا عن أبي العز بن كادش قال: حدثنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك قال: حدثنا الشيخ أبو الحسين بن سمعون فذكرها.
31- عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين بن زكاش الدامغاني، أبو محمد الفقيه الحنفي [2] :
من أهل باب الطاق. كان من أعيان الفقهاء والشهود المعدلين بها ببغداد، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، فقبل شهادته وتولى التدريس بمدرسة سعادة، سمع الحديث من الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي [3] ببغداد، وبالبصرة من القاضي أبي عمر محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي، وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم الحافظ الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الحسن بن هبة الله الحافظ قال: أنبأنا عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين أبو محمد الدامغاني الفقيه الحنفي بقراءتي عليه ببغداد، أنبأنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: أَنْبَأَنَا جدي أبو البركات إسماعيل ابن أبي سعد شيخ الشيوخ وعَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن يوسف قالا: أنبأنا أبو نصر الزينبي قال: قرئ على [4] أبي طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ وأنا حاضر قال: أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا خلف وهو ابن هشام، حدثنا أبو شهاب وهو عبدويه بن نافع الحفاظ عن حميد عن أنس أن أناسًا من بني سلمة
__________
[1] في الأصل: «غاليا» .
[2] انظر: الجواهر المضية 1/331.
[3] في كل النسخ: «الشحى» تصحيف.
[4] في (ج) : «قرئ على بن أبى طاهر» .(16/52)
أرادوا أن يتحولوا إلى قرب المسجد، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تعري [1] المدينة فقال:
«أما تحتسبون آثاركم» [2] .
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات الشيخ عبد الملك الدامغاني في يوم الخميس ثامن شهر رمضان سنة سبع وعشرين وخمسمائة ودفن يوم الجمعة بمقبرة أبي حنيفة.
32- عَبْد الملك بْن عَبْد السَّلام بْن عَبْد الملك بن عبد السلام بن الحسين بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَبُو مُحَمَّد الطلحي التيمي المعروف بابن الصدر، ويعرف بابن الأبيض أيضا:
من ساكني دار القز، سمع أبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن [3] السراج وأبا غالب محمد بن محمد بن عبيد اللَّه العطار وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو الرضا أحمد بن طارق بن سيار المزكي والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وذكر أنه كان صدوقا.
أَنْبَأَنَا أحمد بن طارق قال: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بن الصدر بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله العطار وأنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَزَّازُ [4] بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن محمد أبو المعالي العطار، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بْن الحسين السراج قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنبأنا أَبُو عَمْرٍو [5] عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ [6] الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو حُصْيَنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن حبيب القاضي، حدثنا جندل [7] ، حدثنا أبو الأحوص
__________
[1] في (ب) : «أن يعدى» .
[2] انظر الحديث في: الدر المنثور 5/260.
[3] «بن الحسين» ساقطة من (ج) .
[4] في (ب) : «افراز» وفي (ج) : «الفزاز» .
[5] في كل النسخ: «أبو عمر» والتصحيح من تذكرة الحفاظ 3/865.
[6] في كل النسخ «بن مد» تصحيف.
[7] في (ب) : «ثنا جدل» .(16/53)
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ قُتِلَ صَبْرًا كَانَ كَفَّارَةً لِخَطَايَاهُ» [1] .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفي عبد الملك بن الصدر في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وأربعمائة، وذكر ابن شافع وفاته كذلك، وقال:
ودفن بباب حرب [2] .
33- عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن هبة اللَّه بن القاسم بْن البندار أَبُو عليّ.
أخو عَبْد الرَّحِيم وعبد الغني المقدم ذكرهما، وكان الأصغر منهما، وهم من أهل الحريم الطاهري [3] ومن أولاد المحدثين، سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن النحاس [4] العطار وأبا علي أحمد بن محمد بن الرحبي [5] وغيرهما، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْد الْعَزِيزِ بْن هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْبُنْدَارِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمَعَالِي بْنُ النَّحَّاسِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنْ أَبِي القاسم بن البسري وأنا أسمع قال: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ قراءة عليه، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ العزيز، حدثنا محمد وهو ابن حميد الرازي [6] ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ عَنْ رِفْعَةٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَعِينُوا بِقَيْلُولَةِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَالسَّحُورَ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ» [7] .
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة تسع وأربعين وخمسمائة بأردبيل، وبلغنا
__________
[1] انظر الحديث في: كشف الخفا 2/258. والدرر المنتثرة 138. وكنز العمال 1268.
والأسرار المرفوعة 304.
[2] في كل النسخ: «بباب خرب» .
[3] في (ب) ، (ج) : «الظاهري» تصحيف.
[4] في الأصل، (ب) : «اللحاس» في كل المواضع والتصحيح من تذكرة الحفاظ 4/1319.
[5] في الأصل، (ب) : «الرحبي» .
[6] في (ب) : «الدري» .
[7]- انظر الحديث في: مصنف عبد الرزاق 7603. وكشف الخفا 1/130. وكنز العمال 21485. والمعجم الكبير للطبراني 11/245.(16/54)
أنه توفي بأردبيل في سنة خمس عشرة وستمائة.
34- عبد الملك بْن عَبْد الواحد بْن الْحَسَن بْن منازل الشيباني، أبو الفضل القزاز:
أخو أبي غالب محمد المقدم ذكره، كان يسكن بدرب القصارين من نواحي باب الشام بالجانب الغربي، سمع أبوي الحسين أحمد بن محمد بن النقور ومبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وغيرهما، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو عبد الله الحسين ابن سعيد بن الحسين بن شنيف الأمين.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله بن شنيف قال: أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ القزاز قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ أَحْمَدَ] [1] بْنِ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، حدثنا عبد الله هو البغوي، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ رَاشِدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْوَاسِطِيُّ، أخبرني أبي راشد بن عبد ربه، حدثنا نَافِعٌ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! حَدِّثْنِي حَدِيثًا وَاجْعَلْهُ مُوجَزًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ كُنْتَ لا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَايْأَسْ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ تَعِشْ غَنِيًّا، وَإِيَّاكَ وَمَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ» [2] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي عبد الملك بن عبد الواحد القزاز في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
35- عبد الملك بن عبد الواحد بْنِ عَلِيّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن محمويه بن مودود بن راشد، أبو بكر الحافظ:
من أهل سمرقند، وأبوه كان من أهل بغداد، قدم بغداد وسمع بها أبا بكر مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الشَّافِعِيّ وأبا علي محمد بن أحمد بن الصواف وأمثالهما، ثم قدمها ثانيا حاجا وأدركه أجله بها منصرفه من الحج، ولم أدر روى بها شيئا أم لا.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 8/160، 10/251. وكنز العمال 5253.
والأحاديث الصحيحة 1914.(16/55)
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن معمر الأصبهاني أن أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي أخبره قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي فيما قرأت عليه بنيسابور أنبأنا أبو بشر عبد الله بن محمد الفقيه قال: أنبأنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال: عبد الملك بن عبد الواحد بْنِ عَلِيّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن محمويه بن مودود أبو بكر السمرقندي كان والده من بغداد، وجده علي بن موسى من موصل، ووالد جده موسى بن جعفر من فارس [1] ؛ كان أبو بكر هذا فاضلا، حافظا، متقنا، ثقة، كتب الكثير، وجمع الشيوخ والأبواب والمقلين، ودون الأقران [2] ؛ كان من أفاضل أصحابنا الذين كتبوا معنا على مشايخنا بسمرقند، ورحل إلى العراق وكتب بها عن أبي بكر الشافعي وأبي علي الصواف وأمثالهما، وكان قبل ذلك كتب عن مشايخنا بسمرقند مثل أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي وأبي عمرو محمد بن إسحاق العصفري وعيسى بن موسى بن غودم الكشاني ومحمد بن الحسن ابن حمويه الأسترآباذي، وذهب إلى بخارى وكتب عن أبي بكر بن خنب [3] ، وبكشانية عن علي بن محتاج، وكان حريصا على الجمع والكتابة، وكنا نؤمل أن يكون إماما، فخرج إلى مكة ومات في المنصرف [4] سنة ست وسبعين وثلاثمائة في صفر ودفن ببغداد؛ كتبت عنه أحاديث يسيرة.
قرأت بخط والده عبد الواحد: ولد ابني أبو بكر بسمرقند يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
36- عبد الملك بْن عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عليّ بن عبيد اللَّه الأمين، أبو المعالي:
ابن شيخنا أبي أحمد بن أبي منصور الصوفي، سمع أباه وجده لأمه أبا القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل شيخ الشيوخ وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وشهدة بنت
__________
[1] في (ج) : «بن جعفر بن فارس» .
[2] في (ج) : «ودون الأوزان» .
[3] في (ب) : «أبى بكر من خنب» . وفي (ج) : «بن جنب» .
[4] في كل النسخ: «في التصرف» .(16/56)
أحمد الأثري وتجني بنت عبد الله الوهبانية وغيرهم، وحج وجاور بمكة سنين، وحدث بالمدينة وخرج إلى مصر فتوفي بها شابا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَفَاخِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ [1] الْبَيْهَقِيُّ إِمَامُ الرَّوْضَةِ النَّبَوِيَّةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ في دهليز داره قال: أنبأنا عبد الملك بْن عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عليّ قراءة عليه بالمدينة قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحيم قال: أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّمْنَانِيُّ، حدثني محمد بن محمد بن زيد الحسيني، أنبأنا الحسن بن أحمد الفارسي، حدثنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا محمد بن الحسين الحنيني، حدثنا عامر بن الفضل، حدثنا جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، مَنْ قَالَ «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، أَمْسَيْتُ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنعت، أبوء بنعمتك وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ» [2] .
كان مولد عبد الملك في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وذكر لي أخوه عبد الواحد أنه مات بمصر في أوائل [3] سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
37- عبد الملك بن علي المكتفي بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن المهدي [4] بْن عَبْد اللَّهِ [5] المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه [6] بن العباس بن عبد المطلب.
ذكر هلال بن الصابي أنه توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
__________
[1] في (ج) : «بن الحسن» .
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 3/273، 291.
[3] في الأصل: «في أول سنة ثلاث ... » .
[4] في (ب) ، (ج) : «بن المهتدى» .
[5] «بن عبد الله» ليست في (ج) .
[6] «بن عبد الله» ساقطة من (ج) .(16/57)
38- عبد الملك بن علي بن شابور بن الحسين، أبو نصر المقرئ [1] :
سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي وغيره، وسافر إلى مصر واستوطنها وحدث بها، وكان عارفا بالقراءات ووجوهها، روى عنه أبو القاسم المسلم بن علي بن إسحاق بن الفرج المصري وأبو عبد الله محمد بن أحمد ابن إبراهيم الرازي.
كتب إلي أبو القاسم عبد الرحمن [2] بن مكي بن حمزة الأنصاري قال: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الرازي قال: أنبأنا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شابور البغدادي المقرئ بمصر قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ موسى المالكي ببغداد وأنبأنا أبو علي ضياء بن أحمد، أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن عبد الله البزاز، أنبأنا والدي وأنبأنا مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الكريم الدقاق قال: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيِّ بْن الجوزي قال: أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن الجواليقي، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ قَالُوا جَمِيعًا:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الصَّلْتِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصَّمَدِ بْن مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، حدثني أبي عبد الصمد بن موسى، حدثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَنَحْنُ مَعَ الْمَأْمُونِ بِمَرْوَ سنة إحدى وثمانين في رجب، أنبأنا ابْنِ عونٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ صَلاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ: «صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَصَلِّ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ صَلاتَكَ» [3] .
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه قال:
كتب إلي أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال المصري قال: سنة خمس وأربعين- يعني وأربعمائة، أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شابور المقرئ البغدادي- يعني مات.
__________
[1] انظر: طبقات القراء، لابن الجزري 1/469.
[2] بهامش (ب) : «يعرف بابن موتا وابن علاس» .
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(16/58)
39- عبد الملك بن علي بن عبد الباقي بن علي، أبو منصور الخياط:
من ساكني دار الخلافة، سمع جده لأمه أبا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن محمد بن يوسف وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط المقرئ وأبا الحسن بن محمد بن علي بن العلاف وغيرهم وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وأبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين.
أَنْبَأَنَا يُوْسٌف بْن الْمُبَارَكِ بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قال: أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي الْخَيَّاطُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الآخرة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ العلاف، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الحمامي، حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقِفُ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ بِعَرَفَاتٍ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ حَتَّى يَدْفَعَ مَعَهُمْ تَوْفِيقًا مِنَ اللَّهِ لَهُ.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الملك بن علي بن عبد الباقي الخياط شيخ صالح، مأمون، حسن السيرة، جميل الطريقة، كتبت عنه وسألته عَنْ مولده فَقَالَ: فِي سنة ست وثمانين وأربعمائة.
40- عبد الملك بن علي بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف، أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي منصور:
من ساكني دار الخلافة، من أولاد الأكابر المحتشمين، طلب الحديث بنفسه، وأكثر من السماع، وحصل الأصول، وكتب بخطه، ولعله سمع جميع ما كان عند أبي الحسين بن الطيوري منه، وأكثر عن المتأخرين، سمع الشريفين أبا نصر محمد وأبا الفوارس طراد [1] ابني محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا
__________
[1] في كل النسخ: «طرد» .(16/59)
عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي [1] وخلقا كثيرا من أصحاب أبي طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخي وأبي محمد الجوهري، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد القصري وصالح بن محمد بن علي الأزجي وعبد الرحمن بن دينار بن شبيب وعمر بن سعد اللَّه الدلال وعبد المحسن بن أحمد البزاز وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو السُّعُودِ عَبْدُ الواحد بن محمد بن الداريج قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا علي بن محمد أبي الخصيب [2] ، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا قاسم الرحال عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم خربا لِبَنِي النَّجَّارِ فَقَضَى مِنْ حَاجَتِهِ فَخَرَجَ مَذْعُورًا، قَالَ: «لَوْلا أَنْ تَدَافَنُوا لَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مَا أَسْمَعَنِي مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» [3] .
أخبرنا أبو جعفر صالح بن محمد بن علي الأزجي قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك ابن علي بن يوسف قال: أَنْبَأَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف الصياد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن الشحام قال: قال مردك حكيم أهل فارس:
لا ترضين من الصديق ... بكيف أنت ومرحبا بك
حتى تبين ما لديه ... بحاجة إن لم تكن لك
وإذا رأيت فعاله ... كمقاله فبه [4] تمسك
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة
__________
[1] «النعالى» سقط من (ب) .
[2] في الأصل، (ج) : «أبى الخضيب» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/114، 153. وأمالى الشجري 2/303. والأحاديث الصحيحة 158. وتاريخ بغداد 2/92.
[4] في الأصل، (ب) : «كمقاله فيه»(16/60)
سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بقبر أحمد.
41- عَبْد الملك بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حمد بن إبراهيم، أبو المظفر البزاز.
من أهل همذان، سمع الكثير بهمذان من أبي بكر أحمد بن عمر بن محمد بن البيع وأبي الحسن فيد بن عبد الرحمن بن شادي الشعراني وأبي محمد عبد الرحمن بن محمد [1] ابن الحسن الدوني وأبي الفضل أحمد بن عبد الرحمن المهلبي وأبي منصور محمد بن محمد بن حامد العدل وأبي القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقرئ وأبي بكر عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن جعفر التوثي المزكي وأبي شجاع شيرويه ابن شهردار الديلمي وأبي العلاء محمد بن نصر بن أحمد الحافظ وأبي الفرج إسماعيل ابن محمد بن عثمان القومساني [2] وأبي منصور سعد بن علي العجلي وأبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ ومن جماعة غيرهم، وسمع من البصرة من القاضي أبي طاهر محمد بن محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي وغيره وقدم بغداد بعد العشر وخمسمائة وسمع بها من أبي سعد أحمد [3] بن عبد الجبار الصيرفي وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبي المعالي أحمد بن محمد بن علي بن البخاري وأبي القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين وأبي العز أحمد بن عبيد اللَّه بن كادش وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا، وأكثر عن أصحاب أبي الحسين بن النقور [4] وأبي محمد الصريفيني وأبي بكر الخطيب ومن دونهم، ولم يزل يسمع ويكتب بخطه ويحصل بحرص شديد وهمة عالية وجد واجتهاد إلى حين وفاته، وقد خرج لنفسه عدة أجزاء في فنون من فضائل الأعمال وغيرها، وحدث بها وبغيره من مسموعاته، وكان ينزل بالظفرية، وكان شيخا صدوقا من مسموعاته [حسن] [5] الطريقة متدينا، إلا أنه كان قليل البضاعة [6] من العلم، وفي خطه سقم كثير؛ سمع منه جماعة من الأئمة، وروى لنا
__________
[1] في كل النسخ: «بن حمد» .
[2] في كل النسخ «القوسبانى»
[3] في (ب) : «حمد» .
[4] في كل النسخ: «ابن النقود» تصحيف.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في الأصل: «البظاعة» وفي (ج) : «الفظاعة» .(16/61)
عنه عبد الرحمن بن خمارتاش الكاتب وعلي بن أبي بكر الحمامي وسعد بن علي اللبان وعلي بن معالي النجار ويوسف بن محمد بن علي بن قرطاس ومسعود بن عبد الله الخياط وفاخر بن أبي الفضل البزاز وأبو البدر بن دلف بن علي المحولي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعَالِي بْنِ مَنْصُورٍ النجار قال: أنبأنا عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [1] بْنِ الحسن الدوني، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثني أحمد بن هشام البعلبكي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الحراني الحضرمي، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْجَهْمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا نَامَ الْعَبْدُ عَلَى فِرَاشِهِ أَوْ عَلَى مَضْجَعِهِ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي هُوَ فِيهَا فَانْقَلَبَ فِي لَيْلَتِهِ عَلَى جَنْبِهِ الأَيْسَرِ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي لَمْ يَنْسَنِي فِي هَذَا الْوَقْتِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ رَحِمْتُهُ وَقَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَعَفَوْتُ عَنْهُ وَرَحِمْتُهُ» [2] .
قرأت بخط علي بن عبد الملك الهمداني قال: مولدي في ذي الحجة من سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي بخطه قال: توفي المهذب أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمداني في ليلة الثلاثاء، ودفن ليلة الثلاثاء خامس عشري الأول من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وصلى عليه محمود بن ماشاده بالتاجية، سمع بهمدان وبغداد وصنف كتبًا كثيرة، وكان يصحف فيها لقلة معرفته بالأسانيد، ودفن بباب برز عند نخلة باقي، وكان جمعه قليلا جدا.
__________
[1] في النسخ كلها: «بن حمد» .
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 41315. وعمل اليوم والليلة لابن السنى 751.(16/62)
42- عَبْد الملك بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بن إبراهيم الطبري، أبو المعالي بن الكيا أبى الحسن الهراسي:
مدرس المدرسة النظامية، ولد ببغداد ونشأ بها، وسمع بها الحديث من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وأبي طالب عبد القادر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد [1] بن يوسف وغيرهما، وحدث باليسير. روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وابن الغزال، ولم يكن له اشتغال بالعلم ولا سلك طريقة والده، بل خالط أصحاب الديوان وخدم في أشغالهم وعلت مرتبته، فرتب حاجبًا بالباب النوبي وناظرا في المظالم في سنة خمسين وخمسمائة، فأقام نحوا من أربعين يوما ثم عزل.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرحمن بن عمر الغزال قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الملك ابن الكيا الهراسي بقراءتي عليه أنبأنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً عليه وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الْحَرَّانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنْ أَبِي طاهر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عبد القادر بن يوسف قالا: أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن خلف بن بخيت الدقاق، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بدبنا [2] حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةً وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصِّيَامُ» [3] .
سمعت أبا الرضا المبارك بن سعد اللَّه الدقاق [4] جارنا يقول: دخل ابن الكيا الهراسي يوما إلى دار الخلافة فرأى فرس الإمام المقتفى قريبا منها فرس ولي عهده المستنجد فقال: لا أحياني اللَّه إلى زمان أرى هذه الفرس مكان هذه الفرس، فأشار إلى فرس ولي العهد وفرس والده- يشير إلى الخلافة، فبلغت كلمته إلى الإمام
__________
[1] «بن عبد القادر بن محمد» ساقطة من (ب) .
[2] هكذا في النسخ.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/8، 49، 492. وتاريخ جرجان 404. وتاريخ بغداد 8/153. والدر المنثور 1/181.
[4] في (ب) : «بن الدقاق» .(16/63)
المستنجد، فلما أفضت [1] إليه الخلافة أمر بالقبض عليه وأن يحبس بالمطمورة، فبقي بها مدة خلافته، فلما مات المستنجد أطلق، فكانت مدة حبسه عشر سنين وثلاثة أشهر وأيام، ثم إنه بعد ذلك بقليل توفي.
قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن عثمان ابن العكبري الواعظ جارنا بخطه قال: توفي شيخنا ابن الهراسي في يوم الأربعاء، ثامن ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بالشونيزية.
43- عبد الملك بن عيسى بن محمد بن محمد، أبو الفتح الأخباري:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي الفرج أحمد بن محمد بن إسحاق بن جوري وأبي عبد اللَّه عبيد اللَّه بن محمد بن بطة وأبي الحسين أحمد بن علي بن يونس الكاتب وأبي بكر محمد بن أحمد بن إسحاق الصريفيني المعدل وأبي الحسن علي بن عبيد اللَّه بن يعقوب بن نعمة الكاتب وأبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى بن صبيح الصريفيني وأبي الحسن علي بن العباس بن عثمان المعدل وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن عثمان البيع وأبي القاسم عبيد اللَّه بن خلف بن مليح وأبي الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ وأبي الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي وأبي طالب عبد الواحد بن إبراهيم بن محمد المعدل وأبي عَبْد اللَّهِ الحسين بْن أَحْمَد بْن بكير الحافظ وأبي الحسن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت وأبي القاسم عبد الله بن إبراهيم الفامي وأبي إسحاق إبراهيم بن جعفر بن عبد الله التستري، وذكر أنه سمع من هؤلاء بعكبرا ونواحيها، وسمع بالموصل أبا الحسن محمد بن عبد الملك المعلثاي وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عمرو بن البزاز وأبا الفوارس محمد بن أحمد المقرئ، وحدث عن جميع هؤلاء في مجموعاته وتخريجاته، وعامة ما رواه غرائب ومناكير؛ روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عبد العزيز العكبري وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال:
__________
[1] في الأصل، (ب) : «افتضت»(16/64)
أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي، أنبأنا عبد الملك بن عيسى بن محمد العكبري بها، حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خاقان بعكبرا، أنبأنا أبو بكر محمد بن أيوب بن المعافى الزاهد، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد، حدثنا عبد العزيز، حدثني رجل من أهل مكة عن إبراهيم أن الحسن بن محمد بن الحنفية كان ينزل، إذا قدم حاجا أقام ثلاثا وقال: «إن الضيافة قد نجزت [1] ، إنما الضيافة ثلاثة أيام وما [2] بعد ذلك فهو صدقة، وإنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة» .
أَنْبَأَنَا الأَعَزُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُظَفَّرِ قَالَ: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [3] بْن أَحْمَدَ العكبري قال: أنشدني أبو الفتح عبد الملك بن عيسى الوراق، أنشدني عقيل بن محمد التميمي الأحنف المنجم بعكبرا لنفسه:
أقول للائمي سفها على أن ... تركت الراح عن كرم وفضل
معاذ الله أسوتها [4] اعتمادا ... وقد حرمت على من كان قبلي
أميت حصافتي بحياة جهلي ... وأصلح معدتي بفساد عقلي
44- عبد الملك بن غنيمة بن عبد الملك الطحان [5] :
من أهل النصرية، روى عنه أبو البقاء هبة اللَّه بن صدقة بن عصفور الأزجي إنشادًا، وذكر أنه توفي في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
45- عبد الملك بن أبي الفتح بن محاسن، أبو شجاع الدلال المعروف بابن البلاع:
من أهل دار القز، سمع في صباه بإفادة جده لأمه شجاع بن أحمد بن شجاع
__________
[1] في الأصل: «فجرت» تصحيف.
[2] في (ب) ، (ج) : «وأما بعد» .
[3] «بن محمد» ساقطة من (ب) وفي (ج) : «بن أحمد» .
[4] هكذا في النسخ.
[5] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/163، 171، 5/111، 6/495. والمعجم الصغير للطبراني 1/77. ومجمع الزوائد 2/199، 316.(16/65)
الدقاق من أبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي المكارم المبارك بن محمد ابن السمذي وأبي المظفر هبة اللَّه بن أحمد بن الشبلي وغيرهم، كتبت عنه وكان دلالا في الإبريسم، لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الدَّلالُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قال: أنبأنا أبو المكارم المبارك ابن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ السِّمِّذِيِّ قِرَاءَةً عليه في محرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصريفيني إملاء قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شُعْبَةُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فَاعِلا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» [1] .
توفي عبد الملك الدلال في ليلة السبت السابع من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة ودفن من الغد بباب حرب.
46- عبد الملك بن أبي القاسم بن حسين بن محمد المؤذن، أبو علي المعروف بالقشوري [2] .
من أهل دار القز، سمع من مؤدبه أبي غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري وأبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز [3] ، كتبت عنه، وكان شيخا متيقظا، لا بأس به، دلنا عليه شيخنا أبو الفتح البوراني.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بن الحسين المؤذن بقراءتي عليه، أنبأنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ العكبري قراءة عليه سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عُلْوَانَ بن عقيل الشيباني، حدثنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْن رامين الأسترآباذي إملاء، حدثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني،
__________
[1] في (ج) : «بالفسوري» .
[2] «سمع من مؤدبه ... » « ... بن محمد البزاز» ساقطة من (ج) .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من البخاري. انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7/297. وتاريخ أصبهان 1/122.(16/66)
أخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا أبو كامل الفضيل بن الحسين، حدثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءَ كَفٍّ مِنْ دَمٍ حَرَامٍ يُهْرِقُهُ- كَأَنَّمَا يَذْبَحُ دُجَاجَةً كُلَّمَا تَعَرَّضَ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ-[فَلْيَفْعَلْ] ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَجْعَلَ فِي بَطْنِهِ إِلا طَيِّبًا [فَلْيَفْعَلْ] ، إِنَّ أَوَّلَ مَا يَنْتَنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ» [1] .
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة الوفر وكانت سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتوفي يوم السبت السابع عشر من صفر سنة ستمائة بالمارستان العضدي، دفن بمقبرته.
47- عَبْد الملك بْن المبارك بْن عَبْد الملك بن الحسن، أبو منصور بن أبي علي المعروف بابن القاضي:
من أهل الحريم الطاهري [2] ، شهد عند القاضي أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن أحمد الدامغاني في يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته وولي القضاء بالحريم ومدينة المنصور وما يليها مدة، ثم عزل عن القضاء وبقي على عدالته، وكان شيخا نبيلا متدينا، كثير الصدقة وفعل الخير، خاشعًا غزير الدمعة، حسن الأخلاق حلو الألفاظ، حفظة للحكايات ذا سمت حسن ووقار وحشمة وهيبة، سمع الحديث من أبي منصور [3] عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنا وغيرهم، كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مَنْصُورٍ عَبْد الْمَلِكِ بْن الْمُبَارَكِ بْن عَبْد الْمَلِكِ قِرَاءَةً عليه، أنبأنا أبو
__________
[1] في النسخ: «الظاهري» .
[2] في الأصل: «محمد بن عبد الرحمن بن محمد» .
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفضائل 26. ومسند أحمد 4/395. والمستدرك 2/604.(16/67)
مَنْصُورٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزاز قراءة عليه قال: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الواعظ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقَفَّى وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ» .
أخبرنا القاضي عبد الملك بن المبارك بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أنبأنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسين الدينوري بها قال: أنشدني أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمد ابن زكريا الخزاعي قال: أنشدني أبو القاسم الحسين بن محمد بن القاسم العجلي الفارسي لنفسه:
الضيف مرتحل والمال موروث ... وإنما الناس في الدنيا أحاديث
ولا تغرنك الدنيا وكثرتها ... فإنها بعد أيام مواريث
وكل وارث مال عن أقاربه ... من نسل آدم يوما فهو موروث
فاعمل لنفسك خيرا تلق نائله ... والخير والشر بعد الموت مبثوث
سألت القاضي عبد الملك عن مولده فقال: في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة سنة تسع وستمائة ودفن بباب حرب.
48- عبد الملك بن المبارك بن أبي الغنائم بن أبي ياسر عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن هارون البرداني، أبو عبد الله بن أبي محمد الصوفي:
من أولاد المحدثين، كان يسكن [1] بدرب البصريين وأصله من الحريم، صحب الشيخ صدقة بن وزير الواعظ، وسمع معه الحديث من أبي الفتح بن البطي وغيره، وكان خصيصا لشيخنا أبي أحمد بن سكينة، يلقن أولاده وأحفاده القرآن، وكان شيخا صالحا، حسن الطريقة، متدينا، طيب الأخلاق، لطيفا ظريفا [2] ، مليح الوجه، كتبنا عنه.
__________
[1] في (ب) : «كان سكن» .
[2] تكررت العبارة في (ب) ابتداء من «أبى أحمد بن سكينة» وتداخلت في بعض المواضع.(16/68)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُرْدَانِيِّ قال: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَبُو الْفَتْحِ قِرَاءَةً عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ [1] الآجُرِّيُّ بِمَكَّةَ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علوية القطّان، حدثنا خلف بن هشام البزاز، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَفِينَا الْعَجَمِيُّ وَالأَعْرَابِيُّ، قَالَ: فَاسْتَمَعَ فَقَالَ: «اقْرَءُوا! فَكُلٌّ حَسَنٌ، سَيَأْتِي قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقِيمُونَ الْقِدْحَ، يَتَعَجَّلُونَهُ وَلا يَتَأَجَّلُونَهُ» [2] .
توفي عبد الملك بن البرداني في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شوال سنة اثنتي عشرة وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور، وقد جاوز السبعين.
49- عبد الملك بن المبارك بن مسلم بن أبي الحسن بن قينا، أبو منصور. ابن شيخنا أبي البركات بن أبي القاسم السقلاطوني:
من أهل الحريم الطاهري وأولاد المحدثين، سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال [ ... [3]] ، كتبت عنه ولا بأس به.
أنبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ قَيْنَا بِقِرَاءَتِي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي [4] ، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا [5] خَرَجَ بِهَا مَعَهُ» .
سألت عبد الملك عن مولده فقال: يوم الاثنين غرة رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
__________
[1] في (ب) : «بن الحسن» .
[2] انظر الحديث في: سنن أبى داود 830. وسند أحمد 3/397. وشرح السنة 3/88. ومشكاة المصابيح 2206.
[3] بياض في الأصول.
[4] في (ب) : «النعال» .
[5] في الأصل: «سمهما» تصحيف.(16/69)
50- عبد الملك بن محمد بن إبراهيم بن غريب الحال [1] ، أبو علي:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده في أول الكتاب، لا أدري حدث بشيء أم لا.
ذكر شجاع الذهلي أنه مات في يوم الأحد تاسع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسمائة وأنه دفن في مقبرة باب حرب.
51- عبد الملك بن محمد بن أحمد، أبو رجاء بن أبي نصر، الحاجب الصوفي:
لا أدري هو بغدادي الأصل أو بغدادي المولد، سكن أصبهان وسمع بها أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ريذة [2] التاجر، روى عنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق وأبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر بن مهران.
قرأت على حامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي القاسم الحسن بن محمد بن جعفر قَالَ: أنبأنا أَبُو رَجَاءٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ الْحَاجِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا محمد بن عبد الله التاجر، أنبأنا أبو القاسم بن مطير، حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النّرسيّ، حدثنا محمد بن المثنّى، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ [3] عَنْ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ» [4] .
52- عبد الملك بن محمد بن بندار بن الحسن بن محمد، أبو محمد الصوفي:
من أهل بروجرد سافر إلى أصبهان، وسمع بها من أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الحافظ ومن غيره، ودخل بغداد وسافر إلى بلاد الشام وديار مصر وسمع بها من جماعة من الشيوخ، وكتب بخطه عدة أجزاء، وصحب الصوفية وقدم
__________
[1] في (ج) : «غريب الخال» .
[2] في الأصل، (ب) : «بن زبدة» . والتصحيح من العبر 3/193.
[3] في كل النسخ: عن غزية» تصحيف.
[4] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2036. والمستدرك 4/309. والمعجم الكبير للطبراني 4/298(16/70)
بغداد وسكن برباط المرزبانية عند شيخنا عمر بن محمد السهروردي، وكان يصلي بالجماعة إماما في الصلوات، وكان حافظا لكتاب اللَّه، حسن القراءة، طيب التلاوة، كثير الدرس، دائم الصوم والصلاة، متعبدا زاهدا، انتخبت من أصوله جزءا قرأته عليه بالرباط، وكان شابا، ثم إنه سافر إلى مكة وحج معنا في سنة سبع وستمائة، وأقام بمكة مجاورا، ثم عاد إلى الشام فأقام بها إلى حين وفاته.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الْبُرُوجِرْدِيُّ [1] بِقِرَاءَتِي عليه بالرباط الناصري بالمرزبانية عَلَى شَاطِئِ نَهْرِ عِيسَى قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ بِأَصْبَهَانَ؟ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مندويه، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، حدثنا أبو ضمرة، حدثنا يُوسُفُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ [2] الأَنْصَارِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمِّرُ فِي الإِسْلامِ إِلا صَرَفَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ثَلاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلاءِ:
الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ» [3] .
توفي عبد الملك بدمشق في يوم الخميس السابع عشر من جمادى الأولى سنة أربع عشرة وستمائة وقد قارب الستين.
53- عبد الملك بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد، أبو محمد البزوغاني:
من أهل الحربية، سمع أبا الحسن علي بن عمر بن القزويني الزاهد، وحدث باليسيرة، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو الحسين عَبْد الحق بْن عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بن يوسف.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ الواعظ، أنبأنا أبو الحسين بن يوسف، أنبأنا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن الحسين البزوغاني قراءة عليه، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ
__________
[1] في كل النسخ: «البروجردي» تصحيف.
[2] في كل النسخ: «بن أبى درة» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/218. وتنزيه الشريعة 1/206. وتذكرة الموضوعات 124.
والفوائد المجموعة 481.(16/71)
مُحَمَّدٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ يُوسُفَ بْن عُمَرَ بْن مَسْرُورٍ الْقَوَّاسِ قَالَ:
أنبأنا أبو الحسن المصري، أنبأنا عبد الله بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ» .
قرأت في كتاب أبي الفضل محمد بن محمد بن عطاف بخطه وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال: سألته- يعني عبد الملك البزوغاني- عن مولده فقال: في سنة ثلاثين، وسمعت الحديث ولي عشر سنين.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات عبد الملك ابن البزوغاني في يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس وخمسمائة ودفن بباب حرب.
54- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن مهدي بن خشنام بن النعمان بن مخلد الفارسي، أبو علي:
أخو أبي عمر عبد الواحد، سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا محمد جعفر ابن محمد بن نصير الخلدي وأبا بكر محمد بن الحسن النقاش وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك وغيرهم، وحدّث ببغداد والري وقزوين وهمدان، وكان يسافر إلى هناك في التجارة، روى عنه أبو محمد علي بن بشرى الليثي السجزي في مشيخته وأَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّمَّانُ الرازي في معجم شيوخه، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني الحافظ.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّهَاوِيُّ فِيمَا شَافَهَنِي بِحَرَّانَ وَكَتَبَهُ لِي بخطه قال:
أنبأنا أبو عروبة عبد الهادي بْن أَبِي سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن مأمون السجزي بها، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن بشرى الليثي، أنبأنا أبو علي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن مهدي بن خُشْنَامَ الْفَارِسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/34. وصحيح مسلم، كتاب الصيام 163.(16/72)
الغربي في جرب الزعفران، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرحيم الساجي بالبصرة، حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ الأُبَلِّيُّ، حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ سَلامٍ الطَّوِيلِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ [1] بْنِ مُجَمِّعٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَنْبَرُ لَيْسَ بِرِكَازٍ، بَلْ هُوَ لِمَنْ وَجَدَهُ» [2] .
أنبأنا أبو المكارم الأعز بن علي بن المظفر بن الطهيري قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم بن السري قال: أنبأنا أبو علي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مهدي إجازة بخطه سنة تسعين وثلاثمائة، حدثنا جعفر الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد- يعني ابن مسروق- قال: وسمعت سريا يقول: قال رجل لمحمد ابن واسع: إني أحبك في اللَّه، فقال محمد: اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت في مبغض.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إليّ شهردار بن شيرويه بن شهردار إنباء إلي قال: سمعت أبا الفتح إسماعيل بن عبد الجبار بن محمد القاضي بقزوين يقول:
سمعت أبا يعلى الخليل بْن عَبْد اللَّهِ الحافظ يقول: سمعت أبا علي عبد الملك بن محمد ابن عبد الله [3] بن محمد بن مهدي البغدادي الشيخ الصالح بالري كتب إلي. أبو القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمداني قال: أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار، أنبأنا أبي قال: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مهدي الفارسي أبو علي البغدادي أخو أبي عمر نزيل قزوين، قدم حاجّا سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، روى عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وأبي عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ومحمد بن العباس الوراق، روى عنه أبو طالب بن الصباح، وكان صدوقا.
قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه قال: مات أبو يعلى عبد الملك بن محمد بن مهدي البزاز في يوم الأحد السابع عشر من ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
__________
[1] في النسخ: «عن اسماعيل» .
[2] انظر الحديث في: الأحاديث الضعيفة 837. وكنز العمال 10963.
[3] في كل النسخ زيادة نصها: «الحافظ يقول: سمعت أبا علي عبد الملك بن عبد الله» .(16/73)
55- عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن الزيات، أبو مروان الخرائطي:
ذكر ثابت بن سنان أنه كان يتولى [1] الخرائط للمقتدر [2] وأنه توفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وسنة سبع وثمانون سنة.
56- عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن محمد السلمي، أبو محمد الطبري:
حدث ببغداد عن والده أبي خلف محمد بن عبد الملك عن القاضي أبي عمر الهاشمي البصري، سمع منه كمار [3] ونصر ابنا ناصر بن نصر الحدادي المراغيان.
57- عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن دوبل اليعقوبي، أبو الكرم بن أبي الغنائم بن أبي الفتح المؤدب:
من ساكني درب البزازة [4] بالظفرية، كان شيخا صالحا يؤدب الصبيان، سمع أبوي الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهتدي بالله ومحمد بن علي بن ميمون القرشي وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وغيرهم، وحدث باليسير؛ سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع والقاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن الماندائي الواسطي وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب وحدثنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي نَصْرِ بْنِ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ غَيْرَ مرة قال: أنبأنا عبد الملك ابن محمد أبو الكرم اليعقوبي، حدثنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الكوفي الحافظ وأنبأنا ضياء بن أحمد بن أبي علي بن الْخَرِيفِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [5] عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن
__________
[1] في الأصل: «مولى الخرائط»
[2] في الأصل: «للمعتمدز» وفي (ب) : «للمعتمدز» وفي (ج) : «للمعتمتدر» تصحيف.
[3] هكذا بالأصول كلها.
[4] في الأصل زيادة: «بن على» .
[5] «بن على بن محمد» ساقطة من (ج) .(16/74)
علي بن محمد [1] بن لؤلؤ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» [2] .
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد وأنبأنيه عنه ولده محمد قال: أنشدنا أبو الكرم بن دوبل:
يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم ... بالحق لكنها العادات والدرب
أشبهتم الدهر في تلوين صبغته ... فكلكم حائل الألوان منقلب
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن شافع عن أبيه قال: توفي أبو الكرم بن دوبل المقرئ في سنة خمسين وخمسمائة، وكان رجلا صالحا من خيار أصحابنا، تفقه على أبي الوفا بن عقيل، وسمع الحديث الكثير، وقرئ عليه اليسير، وكان مولده بعد السبعين وأربعمائة.
58- عبد الملك بن محمد بن عمويه السهروردي:
أخو عمر، وكان أصغر منه، وعم الشيخ أبي النجيب، ذكر يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي أنه رآه ببغداد، وكان صالحا زاهدًا يتبرك بدعائه، وأنه عمر سبعا وسبعين سنة.
59- عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانه [3] ، أبو الحسن المقرئ:
والد شيخنا أحمد الذي تقدم ذكره، من أهل الحريم الطاهري، قرأ القراءات بالروايات على جماعة من القراء، وسمع الحديث من أبي العز محمد بن المختار بن المؤيد
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 3/182. والمعجم الكبير 10/120. وحلية الأولياء 4/3499. والكامل لابن عدى 1/395.
[2] في الأصل، (ج) : «حامل الألوان.
[3] في (ب) : «كان سكن» .(16/75)
بالله ومن أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي البركات يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيش [1] الفارقي وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون وغيرهم، سمع منه أحمد وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع.
أَنْبَأَنَا ابْنُ مشّق قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانة [2] بالحريم، أنبأنا أَبُو الْعِزِّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُخْتَارِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، حدثنا أبو محمد الجوهري إملاء وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وخمسمائة قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ القطيعي، حدثنا أحمد بن علي الإمام، حدثنا إسحاق بن سعيد بن الأزكون الدمشقي، حدثنا سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً» [3] .
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عمر الليثي المقرئ بخطه قال: أبو الحسن عبد الملك بن محمد بن يوسف المقرئ سمعت منه عن عمر بن ظفر وكان [من] [4] المتقنين والحفاظ المجودين والأئمة المحققين، يعطى الحروف حقوقها في تلاوته وحسن طريقته، قرأت عليه القرآن.
أنبأنا أبو بكر بْن مشق ونقلته من خطه قال: توفي عبد الملك بن باتانة في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة سبع وستين وخمسمائة، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.
60- عبد الملك بن محمد، أبو مروان [5] التميمي المعروف بأمير الكلام:
كان موصوفا بالفضل والأدب وجودة النظم والنثر، وأظنه كان من أهل الشام،
__________
[1] تكررت العبارة في (ب) ابتداء من «أبى أحمد بن سكينة» وتداخلت في بعض المواضع.
[2] في (ب) : «بن الحسن» .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/135. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 12. وفتح الباري 5/3.
[4] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[5] في (ج) : «بن مروان التميمي» .(16/76)
دخل بغداد وروى بها شيئا من شعره، كتب عنه فارس بن الحسين أبو شجاع الذهلي والزوبندار بن صيغون التركي.
قرأت بخط فارس الذهلي في مجموع له وأنبأنيه [1] أبو أحمد الأمين عن أبي القاسم ابن أحمد عنه قال: أنشدني أمير الكلام لنفسه من قصيدة:
يلومني الحساد فيك [2] وإنني ... لدادهم وخصمهم الألوى
فيا لفؤادي ما أشد صبابة ... ويا لعذولي ما أضل وما أغوى
وللدهر من باغ تطاول بغيه ... وللبين من طاغ تمادت به الطغوى
لعمري لقد خطت بقلبي يد النوى ... سطور اشتياق لا أطيق لها محوا
ولكن أبت إلا اعتزامي [3] وهمتي ... وإلا بلوغي في العلى الغاية القصوى
قرأت على أبي العلاء أحمد بن شاكر التنوخي بالمعرة عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن الخشاب ونقلته من خطه قال: أنشدني محمد بن محمد بن قزي الإسكافي قال: أنشدني الزوبندار بن صيغون التركي وكان- على طعنه في السن- متصابيا، قال: أنشدني أمير الكلام لنفسه:
ارشفني من رضا به ضرب ... على حذار من الرقيب فمه
وعاذل في هواه قلت له ... أكثرت يا عاذلي عليه فمه
قال ابن الخشاب، ونقلته من خطه: كان شيخنا أبو محمد الحسن بن علي بن عمر الزنجاني القاضي مفتخرا بأنه لقي أمير الكلام، ويقول كثيرا إذا أنشدني شيئا لأبي العلاء المعري: لقيت أبا العلاء بالمعرة، ولقيت بالشام أبا عمران الصقلي وأمير الكلام، وبمصر ابن ما يشاد، وبالعراق أبا القاسم بن برهان وأبا الفتح بن شيطان وتلقنت عليه القرآن مع جماعة من الشيوخ، في هذا الطبقة كان يعدهم.
__________
[1] في (ج) : «أنبأنا» .
[2] في الأصل: «فبك» .
[3] في الأصل، (ب) : «وما غوى» .(16/77)
61- عبد الملك بن محمد الغزال:
روى عن عاصم وابن حكينا شيئا من شعرهما، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب في كتاب «سلوة الأحزان» من جمعه.
قرأت بخط المبارك بن كامل وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدني عبد الملك بن محمد الغزال قال: أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه:
تبدل بعد قنديل بكأسي ... خليقا [1] من ثياب اللهو كاسي
وعاد من التهجد في انعكاف ... على ناي وطنبور وكاسي
فظل مجدلا يكبو اختبالا ... على ورد ونسرين وآس
وغنى والمدامة في يديه ... تناساني ولست له بناس
وبه: قال أنشدني ابن محمد الغزال قال: أنشدني ابن حكينا لنفسه:
زادت لهجرانه الهموم ... وهو على ما جنى مقيم
ظبي بألحاظه سقام ... أعدى فجسمي به سقيم
ولائم لام في هواه ... وذاك منه جهل ولؤم
فقلت دعني فلست أسلو ... حتى تدانى لك النجوم
62- عبد الملك بن مسعود بن علي بن الدينوري، أبو الفرج:
أحد [2] الشهود المعدلين بمدينة السلام، وهو والد محمد وإسماعيل اللذين تقدم ذكرهما، ذكره القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي الواسطي في كتاب «الحكام» من جمعه، وذكر أنه شهد عند قاضي القضاة أبى الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة وزكاه أبو علي بن المهدي وأبو البركات بن حبيش.
63- عبد الملك بن مظفر بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الله بن غالب، أبو غالب:
__________
[1] (ج) : «بكأس خليعا» .
[2] في (ب) : «أحمد الشهود»(16/78)
من أهل الحربية، كان شيخا صالحا، حافظا لكتاب اللَّه تعالى، متدينا، حسن الطريقة، مليح الشيبة، على وجهه وضأ، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير. وكتب بخطه، وصحب الصالحين، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبا المظفر هبة اللَّه بن أحمد بن الشبلي وأبا الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي، وأبا علي بن محمد بن عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله ابن علي الحربي وجماعة سواهم، كتبت عنه، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُظَفَّرِ بْنِ غالب قال: أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا مؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ- أَوْ قَالَ:
أَحْبُلَهُ- فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» [1] .
سألت عبد الملك بن غالب عن مولده فقال: في سنة ثلاثين وخمسمائة؛ وتوفي يوم الاثنين الرابع عشر من شوال من سنة ستمائة ودفن بباب حرب.
64- عبد الملك بن منصور، أبو الفتح الجيلي المعروف بشيذلة والقاضي عزيزي:
قدم بغداد حاجا مرات، وروى بها شيئا عنه ولده.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله الحسين بن علي الأنصاري قال:
أنشدني القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قال: أنشدني والدي ببغداد يوم خروجه إلى الحجة الثانية قال: أنشدني جدي أبو حاتم محمد بن علي الشامي يوم ودعته لخروجي إلى طلب العلم:
مددت إلى التوديع كفا ضعيفة ... وأخرى على الرمضاء فوق فؤادي
فلا كان هذا العهد آخر عهدنا ... ولا كان ذا التوديع آخر زادي
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/152، 3/75.(16/79)
65- عَبْد الملك بْن مواهب بْن مُسْلِم بْن الربيع بن محمد بن الحسن السلمي، أبو محمد الكاغذي:
من أهل البصرية، كان يعرف بالخضري لأنه كان يزعم أنه يرى الخضر عليه السلام ويخاطبه، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا منقطعا في منزله، كان يأكل من كسب يده وكان مستجاب الدعوة، سمع الحديث في صباه مع خاله سلمان بن مسلم الزاهد من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، كتبت عنه.
أنبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَوَاهِبَ السُّلَمِيُّ- وَكَانَ مِنْ عباد الله الصالحين قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري، حدثنا [أَبِي] [1] أَحْمَدُ مُحَمَّدُ [2] بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عُمَرَ بْنِ سُرَيْجٍ، حدثنا أبو يحيى الضرير، حدثنا محمد بن كثير الكوفي، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ فَرِيضَتَانِ لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِمَا بَدَأْتَ» [3] .
توفي عبد الملك الكاغذي في ليلة الثلاثاء لتسع خلونَ من شهر ربيع الآخر من سنة ستمائة، ودفن من الغد إلى جانب عمه سلمان بباب حرب.
66- عبد الملك بن أبي نصر بن عمر، أبو المعالي [4] :
من أهل جيلان، سكن بغداد وكان يأوي الخراب، وكان فقيها زاهدا، روى شيئا يسيرا. روى عنه أبو سعد بن السمعاني وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدني عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي من لفظه:
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3/5.
[2] في (ج) : «أبى أحمد بن محمد» .
[3] انظر الحديث في: المستدرك 1/471. والسنن الكبرى للبيهقي 4/350. ونصب الراية 3/148.
[4] انظر: شذرات الذهب 4/140(16/80)
كانت لقلبي أهواء مفرقة ... فاستجمعت مذ رأتك العين أهواي
فصار يحسدني من كنت أحسده ... فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي
تركت للناس دنياهم ودينهم ... شغلا بحبك [1] يا ديني ودنياي
أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سمعت عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي أبا المعالي من أهل جيلان ببغداد يقول: سمعت إمام الحرمين أبا مخلد الفزاري قال: كنت بمكة فرأيت شيخا من أهل العرب يطوف ويقول:
تمتع بالرقاد على شمال ... فسوف يطول نومك باليمين
وتمنع من يحبك من تلاق ... فأنت من الفراق على يقين
قال: وسمعت عبد الملك أيضا يقول: أملى علي بعض أهل الري بها وكتب لي بخطه:
يعد رفيع القوم من كان عاقلا ... وإن لم يكن في قومه بحسيب
إذا حل [2] أرضا عاش فيها بعقله ... وما عاقل في بلدة بغريب
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: عبد الملك بن أبي نصر الجيلي يعرف بشيخ المشايخ فقيه صالح، عامل [3] بعلمه، كثير العبادة، ليس له مأوى يسكنه، يبيت أي موضع اتفق، تارك للتكلف، خشن العيش، حسن الطريقة، تفقه على أسعد الميهني، وسمع القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، علقت عنه مقطعات من الشعر، وكان يحفظ منها كثيرا، وكان يأوي المساجد في الخربات على شاطئ دجلة، توفي في أحد الربيعين أو الجماديين من سنة خمس وأربعين وخمسمائة بفيد.
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «شغلا لحبك»
[2] في الأصل: «إذا دخل»
[3] في (ج) : «عالم بعلمه»(16/81)
67- عبد الملك بن نصر اللَّه بن جهيل، أبو الحسين الفقيه الشافعي:
من أهل حلب، كان فقيها فاضلا، حسن المعرفة بمذهب الشافعي، وكان زاهدا ورعا عابدا متدينا ساكنا، كان يدرس بمدرسة الزجاجية [1] بحلب، قدم بغداد حاجا فِي شهر ربيع الأول من سنة تسع وثمانين وخمسمائة وحدث بها بأحاديث البينونية [2] لأبي العباس السراج عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني، سَمِعَ مِنْهُ وكتب عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه محمد بن أبي نصر بن جيل أمير الهمداني المقرئ نزيل بغداد، وقد سمع منه بمكة شيخنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليمني نزيل مكة وروى عنه.
وبلغنا أنه توفي بحلب في التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة.
68- عبد الملك بن يزيد البغدادي:
والد محمد بن عبد الملك الذي تقدم ذكره، وذكره أبو عَبْد الرحمن السلمي النِّيسَابُورِيّ فِي ترجمة ولده محمد في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه فقال: وأبوه عبد الملك بن يزيد من مشايخ الحديث، حدث عنه حفص بن غياث وغيره.
69- عبد الملك بن يعيش بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَبُو القاسم السمسار [3] برحبة جامع القصر:
سمع أبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أحمد بن طارق أبو الرضا.
70- عبد الملك بن يوسف بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ علي، أبو القاسم الوراق، المعروف بالدحالي [4] :
من أهل دار القز، سمع أبا العباس أحمد بن الحسين بن قريش، وحدث باليسير،
__________
[1] في الأصول: «الزجاجين» .
[2] في (ج) : «بأحاديث والده»
[3] في (ج) : «السمار»
[4] في الأصل: «الدجالى»(16/82)
وكان شيخا صالحا، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي وشيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع وأحمد ابن طارق بن سنان [1] الكركي، وروى عنه.
أَنْبَأَنَا ابن مشّق قال: أنبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يُوسُفَ الدّحالِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرْيَشٍ، أَنْبَأَنَا أبو طالب محمد بن علي العشاري، أنبأنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الشَّيْبَانِيُّ بدمشق، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ [2] عَنْ أَبِي رُهْمٍ [3] قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا رَجَعَ أَحَدُكُمْ مِنْ سَفَرِهِ فَلْيَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهِ بِهَدِيَّةٍ وَلَوْ لَمْ [4] يَجِدْ إِلا أَنْ يُلْقِيَ فِي مِخْلاتِهِ حَجَرًا أَوْ حُزْمَةَ حَطَبٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُعْجِبُهُمْ» [5] .
ذكر عبد الملك أن مولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وحدث في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وخمسمائة فيكون وفاته بعد هذا التاريخ.
71- عبد المنان بن هارون الزرندي:
حدث ببغداد عن أبي جزى نصر بن طريف الباهلي البصري، روى عنه عبد الله ابن محمد بن أيوب المخرمي [6] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي السعادات قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنْبَأَنَا أحمد بن علي، أنبأنا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أنبأنا أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني، أنبأنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ، حدثنا عبد الله بن أيوب، حدثنا عبد المنان بن هارون الزرندي ببغداد، حدثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حسان
__________
[1] في (ج) : «بن سمان» .
[2] في (ج) : «بن مزيد» .
[3] في (ج) : «أبى وهم» .
[4] في (ج) : «ولو من يجد» .
[5] انظر الحديث في: الكنى للدولابي 1/28. وكنز العمال 17508. والمجروحين 1/259.
[6] في الأصل: «المخزمى» .(16/83)
الأَعْرَجِ عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَقَ [اللَّهُ] [1] يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا فِي بَطْنِ أُمِّهِ مُؤْمِنًا، وَخَلَقَ فِرْعَوْنَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ كَافِرًا» [2] .
كتب إلي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد بن العطار الهمذاني قال: أنبأنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قراءة عليه، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة، أنبأنا أبي قال: عبد المنان بن هارون الزرندي حدث عن أبي جزى نصر بن طريف روى عنه عَبْد اللَّه بْن أيوب المخرمي.
72- عبد المنعم بن أحمد بن إبراهيم بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إبراهيم بن علي، أبو طاهر بن أبي الوفاء الصالحاني:
من أهل أصبهان، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده. قدم بغداد وحدث بها عن أبي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، سمع منه أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وكان صالحا حافظا للقرآن، حج ثلاثين حجة، وقد روى لنا عنه داود بن معمر بأصبهان.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ الْمُبَارَكِ بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنبأنا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الصالحاني ببغداد وأنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْفُتُوحِ أَحْمَدُ بْنُ مَحْفُوظِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسمع بمدينة جي قال: أنبأنا جَدِّي مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالا: أنبأنا محمد بن عبد الواحد المصري، حدثنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْعَنْبَسِ الزُّهْرِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ [3] قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ.
قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين قال: سألت أبا
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 10/276. وتاريخ أصبهان 2/190. ومجمع الزوائد 7/193.
[3] في الأصول: «أبى حجيفة» تصحيف.(16/84)
طاهر عبد المنعم بن أبي الوفاء عن مولده فَقَالَ: فِي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة في ذي الحجة.
73- عبد المنعم بن الحسين بن محمد البزاز:
ذكره أبو البركات هبة اللَّه بن المبارك بن السقطي في معجم شيوخه، وروى عنه حديثا سمعه منه عن أبي القاسم عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران سماعا.
74- عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب بن عبيد الله بن فارس بن ملاعب ابن الذماك [1] ، أبو منصور الأزدي المعروف بزاهد آمد [2] :
قدم بغداد في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وسمع بها الكثير من أبي القاسم علي ابن الحسين الربعي وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفيّ وأبي الحسن [علي] [3] ابن محمد بن العلاف وأبي محمد جعفر بن محمد بن [4] السراج وأمثالهم، وحدث باليسير لنزول إسناده وتقدم وفاته، روى عنه أبو سعد ابن السمعاني وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ بِدِمَشْقَ قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثَابِتٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ إِمْلاءً ببغداد، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي، أنبأنا محمد بن محمد بن مخلد، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ الأَزْدِيُّ، حدثنا محمد ابن أبي بكر، حدثنا زَائِدَةُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ [5] عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وشعبان وبلغنا رمضان» [6] .
__________
[1] في الأصل: «الزناك» .
[2] في الأصل: «بالزاهد آمد» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر.
[4] في العبر 3/355: «بن أحمد بن حسين» .
[5] في (ج) : «عن أبى الزياد» .
[6] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/259. ومجمع الزوائد 2/165، 3/140. وكشف الخفا 1/213.(16/85)
وأخبرنا إسماعيل قال: أنبأنا عبد الخالق قال: حدثنا أبو منصور عبد المنعم بن سعد الآمدي ببغداد قال: رأيت في النوم بعد موت ابن جهير الوزير أبي القاسم علي كأني [1] نظمت بيتا في النوم وأنشدته، فانتبهت بحيث حفظت البيت:
لآل جهير في الأنام صنائع ... هي الآن في رأس الخلافة تاج
قال: فأضفت إليه في اليقظة أبياتًا وهي:
إذا ما رضوا فالبؤس أم عقيمة ... وإن سخطوا فالباترات نتاج
وإن يمم العافون [2] سيب إلفهم ... فما دون المنفسات رتاج
بحورهم [3] من سلسبيل مطهر ... وبحر [4] سواهم علقم وأجاج
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد ابن السمعاني من لفظه قال:
عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب رجل صالح يبيع الكتب والدفاتر، سمع الكثير بنفسه من أصحاب أبي علي بن شاذان وأبي القاسم بن بشران، وله أنسة بالحديث من كثرة ما سمع ومعرفة بالأدب.
كتبت عنه وقرأت بخط عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب الآمدي قال: اتفق ولادتي بثغر آمد ثالث عشر ذي الحجة من سنة ستين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل مسعود بن علي بن النادر العدل قال: مات أبو منصور عبد المنعم الآمدي في المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ودفن بباب أبرز.
75- عبد المنعم بن عبد اللَّه بن أحمد بن السيبي، أبو سعد بْن أَبِي مُحَمَّد:
من بيت الحديث والرواية، سمع عمه أبا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ ابن السيي، وحدث باليسير، سمع منه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر
__________
[1] في (ج) : «كأنى قد نظمت» .
[2] في الأصل، (ب) : «وإن تمم العارفون» .
[3] في كل النسخ: «نحورهم» .
[4] في كل النسخ «ونحر» .(16/86)
السمرقندي، قال: أنبأنا أبو سعد [1] عبد المنعم بن عبد الله بن أحمد بن السيي بقراءتي عليه من أصل سماعه قلت له أخبركم أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن السيي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن سفيان بن حماد القرشي بالكوفة، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين، حدثنا يحيى بن يعلى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حر الرمضاء فلم يشكنا.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن السمرقندي بخطه قال: توفي أبو سعد عبد المنعم بن عبد الله بن أحمد السيي أخو القاضي أبي الحسن في ليلة الأحد ودفن يوم الأحد عاشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بقبر أحمد.
76- عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الفضل بْن أَحْمَد الصاعدي الفُراوي، أَبُو المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد اللَّه [2] :
من أهل نيسابور من بيت مشهور بالعدالة والرواية والعلم والفضل، حدث هو وأبوه وجده وجد أبيه، وكلهم ثقات أعيان، سمع جده أبا عبد الله وأبا بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي وهو آخر من حدث عنه وأبا نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري وأبا الفضل العباس بن أبي العباس [أحمد] الشقاني وغيرهم، وقدم بغداد حاجّا في سنة ثمان وخمسمائة وحدث بها، سمع منه شيوخنا أبو العباس بن البندنيجي الحافظ وأبو محمد بن الغزال الواعظ وأبو طالب الحقيقي والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي وغيرهم، وكان من أعيان الشهود المزكين بنيسابور.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْوَاعِظُ بِبَغْدَادَ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْبوقَانِيُّ بمصر قالا: أنبأنا عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْفَضْلِ الْفُرَاوِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- قَالَ: أنبأنا أبو بكر الشيروي، أنبأنا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس الأصم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ، حدثنا سعيد بن بشير
__________
[1] في (ج) : «أبو سعيد» .
[2] انظر: العبر في خبر من غبر 4/262(16/87)
المصري، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ الْكِنَانِيُّ- رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مَوَالِيهِمْ- عَنْ قَيْسِ بْنِ كِلابٍ الْكِلابِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِ الثَّنِيَّةِ يُنَادِي النَّاسَ ثَلاثًا: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَوْلادَكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ مِنَ الشَّهْرِ وَكَحُرْمَةِ هَذَا الشَّهْرِ [1] مِنَ السَّنَةِ، اللَّهُمَّ! هَلْ بَلَّغْتُ! اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ!» [2] .
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: سألت عبد المنعم بن الفراوي عَن مولده فقال: ولدتُ فِي شهر ربيع الأول من سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
أنبأنا أبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجي ونقلته من خطه قَالَ: مات أبو المعالي ابن الفراوي في شعبان سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
77- عبد المنعم بن عَبْد الرَّحِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن محمد النيسابوري، أبو البركات بن أبي القاسم [3] بن أبي البركات بن أبي سعد الصوفي:
من أولاد المشايخ، سمع في صباه من أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وحدث عنه بكتاب «صفة التصوف» ، لأبيه محمد بن طاهر بسماعه منه، قرأه عليه شيخنا أبو البركات سَعِيد بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن هبة اللَّه بن الصباغ في صفر سنة أربع وتسعين وخمسمائة؛ وأظنه توفي في هذه السنة أو في التي بعدها وكان شابا، وكان حافظا لكتاب اللَّه تعالى، كثير التلاوة له، وكانت فيه سلامة، رأيته كثيرا.
78- عبد المنعم بن عبد العزيز بن أبي بكر بن عبد المؤمن، أبو الفضل القرشي العبدري المعروف بابن النطروني:
من أهل الإسكندرية، قدم بغداد واستوطنها، ومدح بها الإمام الناصر لدين اللَّه بعدة قصائد [4] ، وكان شاعرا مجيدا، مليح الشعر، فاضلا أديبا، فقيها مالكيا [5] ،
__________
[1] في الأصل، (ب) : «وكحرمة بعد الشهر» .
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 12351، 12918. وجمع الجوامع 2/591.
[3] في الأصل، (ب) : «أبو البركات بن قاسم» .
[4] في الأصل، (ب) : «بعد قصائد» وفي (ج) : «بعدد قصائد» .
[5] في (ج) : «مالكا» .(16/88)
مليح الشيبة [1] حسن السمت [2] ، رتب شيخا برباط العميد بالجانب الغربي وناظرا في أوقافه، ثم نفذ رسولا من الديوان إلى يحيى بن عافية الميورقي [3] المقيم ببلاد المغرب، الداعي إلى الدولة العباسية، فأقام هناك مدة طويلة وولده عبد العزيز ينوبه في الرباط، قدم بغداد وقد حصل له مال طائل، فرتب ناظرا في المارستان العضدي، فلم يزل على ذلك إلى حين وفاته، اجتمعت به مرة واحدة في مجلس شيخنا أبي أحمد ابن سكينة وقد جاء زائرا، وسمعت من لفظه شيئا من شعره ولم أجتمع به بعد ذلك.
أنشدني عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن النطروني من لفظه على باب منزله بالإسكندرية قال: أنشدني والدي لنفسه ببغداد:
باتت تصد عن النوى ... وتقول كم تتغرب
إن الحياة مع القنا ... عة والمقام لأطيب [4]
فأجبتها يا هذه ... غيري بقولك يخلب
إن الكريم مفارق ... أوطانه إذ تجدب
والبدر حين يشينه ... نقصانه يتغيب
لا يرتقي درج العلي ... من لا يجد ويتعب
وأنشدني عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد العزيز العبدري بالإسكندرية قال:
أنشدني والدي لنفسه ببغداد مادحا أمير المؤمنين الناصر لدين اللَّه ويهنئه بسنة ثلاث وتسعين وخمسمائة:
يا ساحر الطرف ليلى ما له سحر ... وقد أضر بجفني بعدك السهر
يكفيك مني إشارات بعين ضنى ... لم يبق مني [به] عين ولا أثر
أعاذك اللَّه من شر الهوى فلقد ... أذكى على كبدي نارا لها شرر
غررت فيه بروحي بعد ما علمت ... أن السلامة من أسبابه غرر
__________
[1] في الأصل، (ب) : «والشبيه»
[2] في الأصل: «حسن الصمت»
[3] في كل النسخ: «غانية الميروقى»
[4] في (ج) : «الأطيب» .(16/89)
وكان عذبا عذابي في بدايته ... فصار في الصبر طعما دونه الصبر
ولست أدري وقد مثلت شخصك في ... قلبي المشوق أشمس أنت أم قمر
ما صور اللَّه هذا الحسن في بشر ... وكان يمكن أن لا تعبد الصور
من لي برد غديات بذي سلم ... حيث النسيم عليل والثى عطر
والنورك يضحك [في] وجه السحاب إذا ... أبدى عبوسا وأبكى جفنه المطر
والورق يدرع الأوراق إن نظرت ... سهام قطر بذاك القطر ينحدر
وللغصون مناجات إذا سمعت ... من النسيم أحاديثا لها خطر
ما كنت أحسب أن العيش يخلف ما ... قد كان من صفوه فيما مضى كدر
ولا تخيلت أن الساكنين ربى ... نجد تغيرهم من بعدنا الغير
وفيت بالقول إذ وافيتهم نكثوا ... وصنت عهدي إذ غادرتهم غدروا
ما حرموا غير وصلي في محرمهم ... وحال في صفر ما بيننا سفر
واضزّ قلباه إن لم يدن لي وطن ... عما قليل وإن لم يقض لي وطر
لو كنت [يا رب] تدري ما صنعت بنا ... لكنت في عاجل الأحوال تعتذر
وأنت يا دهر لو أنصفت كنت على ... مقدار جهدي من الآفات تقتصر
قف حيث أنت فإني بالإمام أبي العباس ... ناصر دين اللَّه أقتصر
خير الخلائف من آل النبي إذا ... وعدوا وأطيبهم ذكرا إذا ذكروا
الواجب الأمر في نص الكتاب على ... كل البرية إن غابوا وإن حضروا
والحائز الفخر إرثا كلما سردت ... حساب أحسابها عدنان أو مضر
والواهب المال في أكياسه بدرا ... والطاعن الخيل آلافا إذا بدروا
والمرسل الجيش في أرض العدى لجبا ... عرمرما لا يقي من بأسه وزر
فوارسا من بني الأتراك ما تركوا ... أمرا على خطر في الملك مذ خطروا
من كل أغلب مجدول العزيمة لا ... يبقى إذا هاج في الهيجا ولا يذر
في متن أدهم جون كله طرزا ... وظهر أشهب صاف كله غرر
إن قابلوا فتنوا أو قاتلوا قتلوا ... أو أنشبوا ظفر في معرك ظفروا
مؤيدين بنصر اللَّه إن وردوا ... يوم الكريهة في درع وإن صدروا(16/90)
أما لك الأرض والأملاك قاطبة ... ملكا مؤيده التأييد والظفر
يا من مقانبه الأولى ملائكة ... ومن مناقبه الآيات والسور
إن الزمان الذي أصبحت صاحبه ... قد مسني من يدي أحداثه ضرر
وإن تقبضه قهرا وتبسطه ... أمرا وتزجره مهنا فيزدجر
هذا دراك وقد ناديت من كثب ... بحيث يسمعني الأنباء والسير
وأنت أقرب من حبل الوريد إلى ... الراجي وما أنت مما يدرك البصر
فانظر إلي أمير المؤمنين ففي ... فيها المآثر وازدانت بها العصر
وأبشر فإنك ركن اللَّه أسكبه ... في أرضه ليرى إتقانه البشر
توفي عبد المنعم بن النطروني في يوم الجمعة لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية وقد قارب السبعين.
79- عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري، أبو المظفر بن الأستاذ أبي القاسم الصوفي:
من أهل نيسابور، سمع أباه وأبا سليمان سعيد بن محمد البحيري وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الكتجروذى وأبا سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ وأبوي بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي وأحمد بن الحسين بن علي البيهقي وأبا الوليد الحسن بن محمد الدربندي وغيرهم، وسافر بعد وفاة والده إلى أخيه أبي نصر عبد الرحيم إلى الحج فحج، وسمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا منصور عبد الباقي ابن محمد بن غالب العطار وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وعلي بن أحمد بن [التستري [1]] ويوسف بن محمد المهرواني، وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وأبا القاسم سعد بن علي الزنجاني، وبهمذان أبا الفتح عبدوس [بن عبد الله [2]] بن محمد بن عبدوس [3] ، ثم إنه عاد ثانيا إلى بغداد وحج وأقام مدة وعاد إلى نيسابور، ثم ورد بغداد ثالثا في سنة عشر
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وأثبت من العبر 3/329.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول وأثبت من العبر 3/329.
[3] «وبن محمد بن عبدوس» سقط من (ب) .(16/91)
وخمسمائة وأقام بها مدة وحدث بها بالكثير؛ روى عنه من أهلها عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو الفتح مُحَمَّد بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عبد السلام وعمر بن ظفر المغازلي وأبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف وسعد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن [عليّ بْن] [1] طاهر الدقاق المقرئ، وعاد إلى نيسابور وبقي بها أكثر من عشرين سنة يحدث.
روى لنا عنه من أهل نيسابور أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وزينب بنت عبد الرحمن [2] بن أحمد الشعري.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَقَاءِ خَالِدُ بن محمد الخفاف، أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا أبو المظفر بن عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْقُشَيْرِيُّ فِي جمادى الأولى سنة عشر وخمسمائة وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بهراة قال: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أبي العباس الجرجاني قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكنجروذي، أنبأنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الحيري، حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي وَفِي بَيْتِي، قَالَ: «قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ فَاغْفِرْ [لِي [3]] مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» [4] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد [5] ابن السمعاني قال: عبد المنعم ابن عبد الكريم بن هوازن القشيري أبو المظفر آخر من بقي من أولاد أبيه، شيخ
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من (ب) .
[2] في (ب) : «زينب بن عبد الرحمن» .
[3] ما بين المعقوفتين من طبقات القراء 1/302.
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/211، 8/89، 9/144. وصحيح مسلم 2078.
وفتح الباري 2/317، 11/131، 13، 372.
[5] في (ب) : «أبو سعيد»(16/92)
ظريف، مرضي السيرة، سليم الجانب، ومشتغل بما يهمه، نشأ طفلا في حجر أخيه أبي نصر، منظورا من والده بالاهتمام الشفقة، عقد له مجلس التذكير بالنوبة بمصر يوم السبت بمسجد عقيل، فأقام عليه مدة حياة والده، ثم خرج بعد وفاته في صحبة أخيه أبي نصر إلى الحج فحج معه، ثم عاد قبله إلى نيسابور في صحبة عبد الرزاق بن حسان المنيعي فأقام مدة، ثم خرج بعد ذلك ثانيا وحج وأقام مدة ببغداد وعاد إلى نيسابور، وخرج إلى كرمان وعاد إلى نيسابور ولزم البيت، واشتغل بالعبادة وكتابة المصاحف وكتب والده، وكان لطيف المعاشرة، ظريف المحاورة، كريم الصحبة، بذولا لما يملكه، خرج له أخوه أبو نصر فوائد في عشرة أجزاء عن أربعين شيخا، سمعت منه، وكان حسن الإصغاء إلى من يقرأ عليه الحديث، وكان رفيقنا أبو القاسم الدمشقي يفضله على الإمام محمد بن الفضل الفراوي في هذا المعنى، وما كانت له أصول، قرأنا عليه من نسخ غيره.
سألته عن مولده فقال: سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وتوفي بين العيدين سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي: ذكر أبو المظفر عبد المنعم القشيري أن مولده في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
80- عَبْد المنعم بْن عَبْد الوهاب بْن سعد بْن صدقة بْن الخضر [1] بْن كليب الحراني، أبو الفرج بن أبي الفتح التاجر [2] :
من ساكني درب الآجر بخرابة بن حوذة، ولد ببغداد وبكربه [3] في سماع الحديث وعمره ست سنين، فأسمعه عمه أبو عبد الله محمد بن سعد من الشريف أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي وأبي القاسم [4] علي بن أحمد بن محمد بن بيان وأبي
__________
[1] انظر: وفيات الأعيان 2/394.
[2] في وفيات الأعيان: «بن الحصين» .
[3] في (ج) : «بكروبه» .
[4] في الأصل: «الزينبي بن أبى القاسم» .(16/93)
علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبي عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن مسلمة الأصبهاني وأبي الخير المبارك بن الحسين بن أحمد الغسال المقرئ وأبي منصور محمد ابن أحمد بن طاهر بن حمد الخازن وأبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي العلاء صاعد بن سيار بن محمد الإسحاقي الهروي، وكان آخر من حدث عن هؤلاء على وجه الأرض، وكانت له إجازة من الشريف أبي العز محمد بن المختار بن المؤيد وأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وأبي الخطاب محمود [1] بن أحمد الكلوذاني وأبي البركات طلحة بن أحمد بن بادي [2] العاقولي وأبي طاهر عبد الرحمن ابن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبي العباس أحمد بن الحسين بن قريش وأبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وعبد الوهاب بن أحمد بن الصحناي وعبد الكريم ابن هبة اللَّه بن النحوي وأحمد بن عبد الباقي بن بشر العطار وعبد اللَّه بن محمد بن جحشويه الآجري [3] وأبي الفتح أحمد بن أحمد بن هبة اللَّه العراقي وسعد اللَّه بن علي بن الحسين بن أيوب البزاز وأبي بكر محمد بن مكي بن دوست العلاف وأبي المعالي هبة اللَّه بن المبارك الدواني ويحيى بن عثمان بن الشواء وأبي طاهر حمزة بن محمد الروذراوري وجماعة غيرهم وتفرد بالرواية عن هؤلاء ببغداد.
وسمع منه شيوخنا أبو الفرج بن الجوزي وأبو محمد بن الأخضر وأبو الفتوح بن الخضري وأبو العباس بن البندنيجي وجماعة غيرهم، ألحق الصغار بالكبار، وصارت الرحلة إليه من جميع الأقطار، ومات خلق ممن سمع منه وهو حي، وكان بين سماعه وروايته إحدى وتسعون سنة، ومتعه اللَّه بسمعه وبصره وجوارحه وقوته وصحة ذهنه وكمال عقله وحسن صورته وحمرة وجهه كهيئة ألوان الشباب، وكان الغرباء والطلاب يترددون إلى بابه كل يوم، فيجلس لهم بلا ضجر ولا ملل، وكتب أحاديث الحسن بن عرفة بخطه- وله سبع وتسعون سنة- خطا مليحا بلا ارتعاش يد، وحدث
__________
[1] في كل النسخ: «وأبى الخطاب محفوظ» . في شذرات الذهب 4/34: «طلحة بن أحمد بن طلحة بن أحمد بن الحسين بن سليمان» .
[2] في (ج) : «الأخرى» .
[3] «عن سعد» ساقطة من (ج) .(16/94)
به من لفظه في مجلس عام حضره خلق كثيرون في دار كثيرة، وحضرت ذلك اليوم في آخر المجلس، وسمعت بعضه من لفظه، وكنت قد سمعت منه قبل ذلك مرتين ولله الحمد، وكان رحمه اللَّه من أعيان التجار ببغداد وأرباب الثروة الواسعة والتحمل الكثير، وكان قد سافر كثيرا في طلب الكسب برا وبحرا ورأى العجائب، ثم عاد في آخر عمره إلى بغداد وافتقر وتضعضع ولزم منزله إلى حين وفاته، واحتاج إلى أن يأخذ من طلاب الحديث والأغنياء ما يرفق به، وكان لا يروي أحاديث بن عرفة إلا بدينار، وذلك من تحسين ولده له، سمعت منه الكثير وقرأت عليه كثيرا بالسمع والإجازة، وكنت كثير الملازمة له، وكان صدوقا أمينا حسن الأخلاق، مليح المجالسة، دمثا، من محاسن الزمان وبقية الناس.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه غيرة مرة قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ الْكَاتِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شهر ربيع الآخر من سنة ست وخمسمائة أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن مخلد البزاز، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ أَخُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدِ [1] بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُمْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَبِّرَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا وَيُسَبِّحَ عَشْرًا وَيَحْمَدَ عَشْرًا، فَذَاكَ فِي خَمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وخمسمائة فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَسَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يومه ابن كليب وليلته ألفين وخمسمائة سيئة» [2] .
أخبرنا أبو الفرج بن كلب قراءة عليه، أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ الكاتب قراءة عليه في سنة تسع وخمسمائة أنبأ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن
__________
[1] انظر الحديث في: الجامع الكبير 9153. وكنز العمال 4965.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/413، وسنن الترمذي 2875. والسنن الكبرى للبيهقي 2/376.(16/95)
شَاذَانَ أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بن دعلج حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْبَأَ أَبُو عُبَيْدٍ القاسم بن سلام حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَلا فِي الإنجيل ولا في الفرقان ولا في أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دعلج، حدثنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا إسماعيل الإنجيل ولا في الزبور وَلا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا، إِنَّهَا لِلسَّبْعِ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ الَّذِي أُعْطِيتُ» [1] .
أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر قال: أنبأنا أبو علي بن نبهان قراءة عليه، أنبأنا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بن أَحْمَدَ بْنِ مخلد، حدثنا أبو العباس أحمد بن مسروق، حدثنا محمد بن الحسين- يعني البرجلاني- حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا مبارك بن سعيد بن مسروق الثوري عن عبد الملك بن عمير قال: وجدت في حكمة أبي فارس: رأيت الكرماء والعقلاء يبتغون إلى المعروف وصلة، ورأيت المودة بين الصالحين سريعا اتصالها، بطيئا انقطاعها، ككوز الذهب سريع الإعادة [2] إذا أصابه [3] ثلم أو كسر؛ ورأيت المودة بين الأشرار بطيئا اتصالها، سريعا انقطاعها، ككوز الفخار إن أصابه ثلم أو كسر فلا إعادة له، ورأيت الكريم يحفظ الكريم على اللقيا الواحدة ومعرفة اليوم، ورأيت اللئيم [4] لا ينفع عنده معرفة إلا عن رغبة أو رهبة، وقال الأول:
أصل الكريم إذا أراد وصالنا ... وأصد عنه صدوده أحيانا
فإذا استمر على الجفاء تركته ... ووجدت عنه مذهبا ومكانا
لا في القطيعة مفشيا أسراره ... بل حافظ من ذاك ما [6] استرعانا
إن اللئيم إذا تقطع [5] وصله ... من ذي المودة قال كان وكانا
__________
[1] في الأصل: «الفضلاء» .
[2] في الأصل: «الإصابة» .
[3] في الأصل، (ب) : «إن أصابه»
[4] في الأصل، (ب) : «ورأيت اليتيم» .
[5] في الأصل، (ب) : «انقطع» .
[6] في الأصل: «من ذلك ما» وفي (ب) : «من ذلك استرعانا» .(16/96)
حدثني إبراهيم بن علي الشاهد قال: سمعت الناس يحكون أن أبا الفرج بن كليب التاجر عمل دعوة ببعض بلاد خراسان في زمن الصيف وتكلف تكلفا كثيرا، وكان من جملته أنه حمل أحمالا من عمل مصر فيها شروب وتلثيمات، [و] [1] فرقها على الحاضرين ليتحققوا بها، فلما انقضى المجلس وأعادوها فلم يقبلها وأقسم عليهم في قبولها، وانفصلوا بها، هناك لها قيمة كثيرة.
قال أنبأنا إبراهيم: فذكرت هذه الحكاية للشيخ أبي الفرج وسألته عن صحتها فرافع، فألححت عليه فقال: قد كان ذلك.
سمعت أبا الفرج بن كليب تحلى للجماعة يوما فقال: وصلني خبر مرة عن مملوك لي غرق [2] في البحر بما كان لي معه وكان مقداره ستة آلاف دينار أو أكثر فلم أتأثر لذلك لسعة حالي، ولم يمت حتى طلب من الناس.
سألت عن مولده فقال: في صفر سنة خمسمائة، وتوفي صبيحة يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة، وحضرت الصلاة عليه بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.
81- عَبْد المنعم بْن عليّ بْن نصر بْن منصور بن الصيقل، أبو محمد الفقيه الحنبلي [3] :
من أهل حزان. قدم بغداد في صباه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة طالبا للعلم، فأقام بها مدة يتفقه على أبي الفتح بن المنى حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف، وسمع الحديث من أبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن زريق وغيرهما ثم عاد إلى
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ب) .
[2] في النسخ: «في عرق» .
[3] انظر: مرآة الزمان 2/525. وشذرات الذهب 5/3.(16/97)
حران، وقدمها [1] علينا في سنة ست وتسعين ومعه ولده، فكان يسمع معنا على مشايخنا، ويكتب ويحصل، ويناظر في مجالس الفقهاء وحلق المناظرين، ويدرس ويعلم الطلبة، واستوطن بغداد، وكان يسكن بدرب نصير، وسكن عندنا مدة بالظفرية، وعقد مجلس الوعظ بمسجد ابن الواسطي، ثم كثر الناس فانتقل إلى المسجد الكبير بشارع الظفرية، ولما عاد إلى درب نصير صار يجلس في مسجد ابن حمدي عند مشرعة الصباغين، وكان مليح الكلام في الوعظ رشيق الألفاظ حلو العبارة كتبنا عنه شيئا يسيرا وكان ثقة صدوقا متحريا حسن الطريقة، متدينا متورعا [2] نزها عفيفا عزيز النفس مع فقر شديد، وله مصنفات حسنة وشعر جيد وكلام في الوعظ بديع، وكان حسن الأخلاق، لطيف الطبع، متواضعا، جميل الصحبة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بن علي الحراني ببغداد قال: أنبأنا عبيد الله بن عبد الله الدباس، أنبأنا علي بن محمد بن العلاف، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي، أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي [الدباس] [3] حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، حدثنا عمران ابن أبي عمران الصوفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الشَّيْخِ [4] عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لَكَ: تَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ! إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي» [5] .
توفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول من سنة إحدى وستمائة ونودي بالصلاة عليه في جميع البلد فاجتمع له الناس من الغد بجامع القصر وصلينا عليه وكان
__________
[1] في الأصل: «وقدم بها» .
[2] في (ب) : «ورعا» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط في الأصل، (ب) .
[4] في الأصل، (ب) : «أبى السمح» .
[5] انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 1772. وتفسير الطبري 30/151. ومجمع الزوائد 8/254. وتفسير ابن كثير 8/542.(16/98)
الجمع متوفرا، ثم صلى عليه نوبة ثانية بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب، وأظنه قارب الخمسين أو بلغها رحمة اللَّه عليه.
82- عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن خضر بن مالك بن حسان الغساني، أبو الفضل الجلياني الأندلسي [1] :
من أهل جليانة- قرية من قرى غرناطة من بلاد الأندلس- دخل الشام وسكنها مدة، ثم قدم علينا بغداد حاجا في صفر سنة إحدى وستمائة ونزل بالمدرسة النظامية، وكتبنا عنه كثيرا من نظمه، وكان أديبا فاضلا، له شعر جيد مليح المعاني، أكثره في الحكم والإلهيات وآداب النفوس والرياضيات، وكان طبيبا حاذقا، وله رياضيات ومعرفة بعلوم الباطن، وكلام مليح على طريقة القوم، وكان مليح السمت، حسن الأخلاق، لطيفا.
أنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه ببغداد في المدرسة النظامية لنفسه:
أقول لما رأيت الحب مدركه ... صعب وفي القلب أشواق تحركه
يا ساكنين بأعلى الدار منزلة ... وقد توعر مرباه ومسلكه
كيف السبيل لمثلي أن يزوركم ... وقد حللتم مكانا ليس أدركه
نبهتم القلب كي يهوى فحين جلى ... لقاؤكم غبتم والوجد ينهكه
فإن ظهرتم فبرأ القلب متجه ... أو ما احتجابكم عنه سيهلكه
إذا بكى بدموع الهجر خلف جوى ... فليس غير ابتسام الوصل يضحكه
لم تستجيزون التحاشي على شغفي ... بكم وإخلاص حب لست أشركه
إن عاقني عن [2] دخولي داركم جسدي ... فها [3] أنا عند [4] باب الدار أتركه
__________
[1] انظر: فقرات الوفيات 2/35. ومجمع البلدان 3/130.
[2] في الأصل: «عافكم دخولي»
[3] في (ج) : «فما أنا عبد»
[4] في كل النسخ: «عبد» .(16/99)
وأنشدنا أيضا لنفسه:
أحباؤنا تبتعدون وأرتجي ... دونكم والشوق يحرق أحشائي
دعوني إذا لم ترتضوني [1] مجالسا ... على بابكم أبكي وأندب أهوائي
فإن قيل من هذا فقولوا [2] خليعنا ... شمنا مجنوننا [3] فهي أسمائي
وماذا عليكم إن رسمت بحبكم ... فيرجع عما ظنه بعض أعدائي
إذا لم تروا ذينا سوى الهجر في الهوى ... وإن كان في هجرانكم كل أدوائي
فقد قنعت نفسي بأن تتيقنوا ... بأنكم كيف انقلبتم أحبائي
وأنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه:
قالوا نراك عن الأكابر تعرض ... وسواك زوارا لهم يتعرض
قلت الزيارة للزمان إضاعة ... وإذا مضى وقت فما يتعوض
إن كان لي يوما إليهم حاجة ... فبقدر ما ضمن القضاء مقيض
سألت عبد المنعم عن مولده فقال: في يوم الثلاثاء سابع المحرم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بالأندلس، وسألت ولده بدمشق عن وفاته فقال: توفي في الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وستمائة بدمشق ودفن بباب الصغير.
83- عبد المنعم بن عيسى بن الحسن بن المظفر المقرئ الأنباري:
حدث بالنعمانية عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، روى عنه القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد الأنصاري قاضي أسيوط في مشيخته.
84- عبد المنعم بن محمد بن الحسين بن سليمان، أبو محمد بن أبي نصر الفقيه الحنبلي [4] :
من أهل باجسرى. قدم بغداد في صباه واستوطنها، وقرأ بها الفقه على أبي الفتح بن
__________
[1] في الأصل، (ب) : «لم ترضونى» .
[2] في الأصل، (ب) : «فقوا» .
[3] في (ج) : «محبوبنا» .
[4] انظر: شذرات الذهب 5/51(16/100)
المنى ولازمه حتى برع فيه [1] ، وقرأ الأصول والخلاف والجدل على محمد بن أبي علي التوقاني الشافعي، وصحب شيخنا إبراهيم بن الصقال، وصار معيدا لمدرسة، ثم درس بمسجد ابن المنى بالمأمونية مدة، وكان يؤم الناس في الصلوات بمسجد الآجرة، وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى بن الشهرزوري في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة فقبل شهادته، وتولى الخزن بالديوان العزيز وكانت له حلقة بجامع القصر يتكلم فيها في مسائل الخلاف، ويحضر عنده الفقهاء، وكان فقيها فاضلا حافظا لكتاب اللَّه وللمذهب، حسن الكلام في مسائل الخلاف، متدينا، حسن الطريقة، سمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت أحمد الآبري وغيرها، وسمع معنا أخيرا من مشايخنا فأكثر، وكان حسن الأخلاق متوددا، حدث بيسير، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا، روى عنه أَبُو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن سعيد بن يحيى الدبيثي [2] الواسطي؛ وكان يذكر أن مولده سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي في يوم الاثنين الثامن عشر من [3] جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
85- عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن طاهر بْن سعيد بن فضل اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أبو الفضائل بن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر بن [أبي] [4] سعيد بن أبي الخير الصوفي.
من أهل ميهنة، من أولاد المشايخ وأعيان الصوفية، ولم يكن في أولاد الشيخ أبي سعيد في وقته مثله، سمع الحديث بمرو من أبي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أردشير الهشامي وأبي بكر محمد بن منصور بن عبد الجبار السمعاني، وببنج ديه من أبي الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ المروزي، وسمع أيضا من والده أبي البركات ومن الإمام أبي حامد الغزالي الفقيه، وقدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته برباط ابن
__________
[1] في كل النسخ: «حتى نزع فيه» .
[2] في كل النسخ: «الزينبي» والتصحيح من شذرات الذهب 5/185.
[3] في الأصل: «الثامن عشرين» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(16/101)
المجلبان [1] المعروف بالبسطامي بالجانب الغربي شيخا للصوفية ومقدما على مشايخ وقته، وحدث ببغداد، سمع منه الشريف أبو الحسن عليّ بْن أَحْمَد الزيدي وإبراهيم بْن محمود بن الشعار، وروى لنا عنه ولده أحمد، وكان شيخا صالحا نزها، عفيف النفس، مشتغلا بما يعنيه، كثير العبادة والتهجد، صائنا نفسه عن القاذورات، وكان يأوي في أكثر الأوقات إلى مسجد الشونيزية ويخلو فيه نفسه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بن محمد بن طاهر الميهني قال: أنبأنا والدي، أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهِشَامِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمَرْوَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وأربعمائة قال: أنبأنا جَدِّي أَبُو الْعَبَّاسِ أَرْدَشِيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهِشَامِيُّ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد ابن حليم- لام- المروزي، أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو [2] الفزاري، أنبأنا سعيد العامري، حدثنا وهيب، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ وَعَنِ الْجَلالَةِ وَعَنْ رُكُوبِهَا وَعَنْ لُحُومِهَا، وَنَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ عَلَى خَالَتِهَا» .
أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
مات أبو الفضائل شيخ رباط البسطامي في يوم الجمعة ثالث عشري المحرم سنة خمس وستين وخمسمائة، وكان شيخا حسنا، له ثمانية وسبعون سنة وله سماع في الحديث، ذكر غير صدقة أنه دفن بالشونيزية في صفة الجنيد مقابل قبره.
86- عبد المنعم بن مقبل بن علي، أبو الفضل الفقيه الشافعي:
من أهل واسط. قدم بغداد وتفقه بها على يوسف الدمشقي وغيره، وكان يتكلم في مسائل الخلاف والمناظرات أيام الجمع، ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه قدم عليهم بغداد في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وأنه كتب عنه.
أنشدني ابن القطيعي قال: أنشدني عبد المنعم بن مقبل الواسطي ببغداد قال:
أنشدني الأمير أحمد بن أبي الخير بالعراق لنفسه يرثي ولدا له مات بالحويزة:
__________
[1] هكذا في كل النسخ.
[2] في الأصل: «بن عمر» .(16/102)
خليلي إن آنستما البرق لامعا ... من الأفق الشرقي حين يشام
وهبت من الريح الحويزي نفحة ... مع الريح أو منه استقل غمام
فلا تعذلاني إن بكيت وإن جرى ... بعيني فؤادي أدمع ومرام
فإن بهاتيك الأماكن لي هوى ... يمزق عيني والعيون نيام
87- عبد المنعم بن هبة الكريم [1] بن خلف بن المبارك بن المبارك بن البطر البيع، أبو الفضل بن أبي نصر بن أبي البركات المعروف بابن الحنبلي:
من ساكني درب البصريين، وانتقل أخيرا إلى الخاتونية، سمع أباه وأبا الفضل محمد ابن عمر [2] بن يوسف الأرموي وأبا المعالي الفضل بن سهل الإسفرائيني وغيره، كتبت عنه وكان شيخا حسنا، نظيف الظاهر، لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ هِبَةِ الْكَرِيمِ بْنِ الحنبلي بقراءتي عليه قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النقور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح عن ربيعة عن يزيد بن أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ تَكْفِرَةٌ مِنَ السَّيِّئَاتِ مَبْرَأَةٌ مِنَ الإِثْمِ» [3] .
سألت ابن الحنبلي عن مولده فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ستمائة، ودفن بالجريدة من باب أبرز.
88- عبد المنعم بن يحيى بن أحمد بن هبة اللَّه البيع، أبو محمد:
من أهل باب الأزج. وهو أخو أحمد وزيد اللذين تقدم ذكرها، سمع أبا الفضل
__________
[1] في كل النسخ: «بن عبد الكريم» .
[2] في (ج) : «بن عمير» .
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3549. والمستدرك 1/308. والمعجم الكبير 6/317، 8/109. وصحيح ابن خزيمة 135. وأمالى الشجري 1/204، 216.(16/103)
محمد بن ناصر الحافظ وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي وأبا المظفر هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشبلي وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم المادح وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا أبو رشيد محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم بن الغزال [1] الأصبهاني، ورأيته كثيرا ولم أسمع منه شيئا، ذكر لي شيخنا عبد الرزاق الجيلي أنه كان غير مرضي الطريقة، توفي يوم الأحد الثامن عشر من ذي القعدة من سنة ستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
89- عَبْد المولى بْن أَبِي تمام بْن أَبِي منصور بن أبي عبد الله، أبو الفضل الهاشمي، المعروف بابن باد:
من أهل دار القز. ذكر لنا أنه من ولد الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين، سمع أبا القاسم إسماعيل بن [أحمد بن] [2] عمر السمرقندي وأبا البركات المبارك [3] بن كامل ابن حبيش الدلال وغيرهما، كتبت عنه وكان شيخا حسنا لا بأس به، أضر في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَوْلَى بْنُ أَبِي تَمَّامٍ بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ إِمْلاءً فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ست وعشرين وخمسمائة، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه الصريفيني الخطيب، أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ حَبَابَةَ وَأَبُو جَعْفَرٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي، حدثنا محمد بن حبيب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ [4] عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ بِابْنٍ لَهُ وَغَلامٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ [5] ! اشْهَدْ بِغُلامِي هَذَا لابْنِي هَذَا، قَالَ:
«أَلِكُلِّ وَلَدِكَ جَعَلْتَ مِثْلَ هَذَا؟ - وَقَالَ الْكَتَّانِيُّ: مِثْلَهُ- قَالَ: لا أشهد ولا على وعيد محترق [6] .
__________
[1] في (ب) : «العزال» وفي الأصل: «النزال.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في (ج) : «وأبا البركات بن المبارك» .
[4] في كل النسخ: «أبى خازم» والتصحيح من التهذيب.
[5] في (ب) : «فقال رسول الله» .
[6] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/224. وصحيح مسلم، كتاب الهبات 14.(16/104)
سألت الشريف عبد المولى عن مولده، قال: ولدت في السنة التي ولد فيها عمر بن طبرزد وأنا أخوه من الرضاع، وذكر لنا ابن طبرزد أنه ولد في سنة خمس عشرة وخمسمائة، توفي عبد المولى بن باد [1] ليلة الجمعة لسبع خلون من ذي الحجة سنة خمس وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
90- عبد المولى بن عبد الباقي بن تمام، أبو بكر الحمامي:
من أهل باب الأزج. حدث باليسير عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، سمع منه محمود بن لؤلؤ بن رجب القطاع الأزجي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
91- عَبْد المؤمن بْن عَبْد الغالب بْن مُحَمَّد بن طاهر بن خليفة بن محمد بن حمدان الشيباني، أبو الفضل الوراق [2] :
من أهل النصرية ثم انتقل إلى الجانب الشرقي من بغداد، سَمِعَ أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي البزاز وأبا الحسن علي بن عبيد اللَّه بن الزاغوني وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندي وأبا الفضل محمد بن عمر الباغبان الأصبهاني وغيره، سمع منه أصحابنا. وتوفي قبل طلبي للحديث.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ الْغَالِبِ الشيباني قراءة عليه وأنبأنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَأَبُو أَحْمَدَ الأَمِينُ وَأَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَخْضَرِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بن سعدا الصَّفَّارُ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ وَالْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ البزاز وعبد الله بن مسلم الوكيل وأبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [أَبِي بَكْر بْنِ] [3] الْمُبَارَكِ بْنِ الطَّوِيلَةِ وَبَرَكَاتُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ الْبَنَّاءُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكَرْخِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الكاتب وأحمد بن فرنش بن
__________
[1] في المطبوعة والنسخ: «بن ناري»
[2] شذرات الذهب 4/307.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول،(16/105)
بكتمر [1] التُّرْكِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَعَالِي بْنِ الآجُرِّيِّ بِبَغْدَادَ وَأَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الكندي بدمشق قالوا أنبأنا [..] [2] أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز قراءة عليه أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي البصري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن [مِلْحِيٍّ] [3] الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: «تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ» [4] .
سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: سألت عبد المؤمن الوراق عن مولده فقال:
ولدت في سنة سبع عشرة وخمسمائة في شهر ربيع الآخر، سمعت محمد بن سعيد الحافظ يقول: توفي عبد المؤمن الوراق في يوم الاثنين ثامن ذي الحجة من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ذكر لنا غيره أنه دفن بباب حرب.
92- عبد المؤمن بن محمد بْن المبارك بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الخطيب، أبو الفضل:
من أهل المدائن، تولى القضاء بها بعد أخيه عبد الحميد الذي تقدم ذكره، ولم يزل على ذلك إلى حين وفاته، وكان شابا أديبا فاضلا متدينا.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ قال: أنشدني القاضي أبو الفضل عبد المؤمن بن محمد بن المبارك المدائني ببغداد لوالده:
لو عشت ما عاش نوح كل جارحة ... مني بألف لسان تشكر النعما
__________
[1] في (ج) : «بن قريش بن بكتمر» . وفي (ب) : «قريش بن بكتر» .
[2] ما بين المعقوفتين بياض بالأصول.
[3] ما بين المعقوفتين من (ب) ، (ج) فقط.
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/186، 9/28. سنن الترمذي 2282. ومسند أحمد 3/99، 201. وفتح الباري 5/98، 8/649، 12/323.(16/106)
عجزت عن شكر ما أوليتني كرما ... والروض أعجز من أن يشكر الديما
سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: توفي عبد المؤمن بن الخطيب بالمدائن في المحرم سنة ثمان وستمائة.
93- عبد المؤمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مالك الإسكافي:
من إسكاف بني الجنيد [1] ، حدث عن أبيه أبي بكر محمد، روى عنه ابنه القاضي أبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن.
94- عبد المؤمن بن الهيتم البغدادي:
كتب إلي أبو طاهر [2] الدمشقي أن علي بن المشرق الأنماطي أخبره كتابة قال:
أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب بمصر، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن إسحاق الحلبي، حدثنا وهب بن عبد الله بن الفتح، حدثنا عبد المؤمن بن الهيثم البغدادي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو بكر السرخسي قال: قال أبو معاوية الأسود على سور طرطوس [3] : من كانت الدنيا أكبر همه طال في القيامة همه [4] ، ومن خاف الوعيد لها في الدنيا عما يريد، ومن خاف مما بين يديه ضاق ذرعا بما في يديه- وذكر كلاما طويلا إلى آخر الموعظة.
95- عبد المهيمن بن الحسين بن محمد بن القاسم بن عبد الجبار بن عيسى [5] ، أبو منصور بن أبي محمد الهاشمي الشروطي:
سَمِعَ أَبَا علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان، روى عنه عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو القاسم بن السمرقندي وعمر بن ظفر المغازلي وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري.
__________
[1] في (ج) : «حدثني الجنيد» .
[2] في (ج) : «كتب أبو طاهر» .
[3] في (ب) ، (ج) : «طرسوس» .
[4] في (ج) : «غمه» .
[5] في (ج) : «بن أبى عيسى» .(16/107)
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن، أنبأنا الشَّرِيفُ أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ الْحُسَيْنِ بن محمد العباسي، أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيم الخراساني بانتقاء عمر البصري، حدثنا ابن أبي العوام، حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أباه أوسا [1] أخبره قال: إنا لقعود عنه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصفة وهو يقص علينا ويذكرنا إذ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَارَّهُ، فَقَالَ: «اذْهَبُوا فَاقْتُلُوهُ» [2] ، فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«هَلْ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ قَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ! يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «اذْهَبُوا فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَحَرُمَ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [3] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي عبد المهيمن بن الحسين العباسي في حدود تسعين وأربعمائة.
96- عبد المهيمن المدائني الأديب:
أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن حمزة بن المظفر الحاجب قال: أنشدنا عزيزي بن عبد الملك الجيلي القاضي قال: أنشدني قاضي القضاة أبي العباس أحمد بن محمد الروياني [4] أنشدني أبو يعلى الصوفي بن عبد المهيمن المدائني الأديب:
قالت وقد راعها بيني أترتحل ... غدا فقلت غدا أو لا فبعد غد
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ... وردا وعضت على العناب بالبرد
97- عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن نصر اللَّه بن عبد الواحد بن أحمد ابن الحسين بن الحصين، أبو منصور المعروف بابن الفقيه:
تقدم ذكر والده وجده، ذكر لي أن والده أقام بالموصل مدة فولد هناك، وسمع من
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «أرسا» .
[2] في (ب) : «فاقبلوه» .
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] في (ب) ، (ج) : «الردبالى» .(16/108)
أبي الفضل بن الطوسي حضورا، واشتغل بالأدب وقال الشعر الحسن، المليح المعاني، الجيد المباني، وكتب خطا مليحا، وقدم بغداد وسكن بالمحول، كتبت عنه شيئا من نظمه، ووجدنا سماعه في جزء من أبي الطوسي فقرأناه عليه، وذكر لنا أنه سمع منه، وكانت له أصول ضاعت، وكان غزير الفضل أديبا بليغا، ظريف النظم والنثر:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْكَاتِبُ بقراءتي عليه قال: أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ الْخَطِيبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِالْمَوْصِلِ وَأَنَا حَاضِرٌ مَعَ وَالِدِي فِي المحرم سنة خمس وستين وخمسمائة قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عبد الله بن البطر قراءة عليه ببغداد أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد ابن رزقويه، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن سنان القزاز، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنِ الْحَكَمِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ إِلا عَلَى امْرَأَةٍ أَوْ صَبِيٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ مُسَافِرٍ أَوْ مَرِيضٍ» [1]
أنشدنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن الحصين لنفسه:
نفسي الفداء لمن سميري ذكره ... وحشاشتي في أسره ووثاقه
رشأ لو أن البدر قابل وجهه ... في تمه أكساه ثوب محاقه
بنا دلنا قده فكأنه ... غصن الأراك يميس في أوراقه
فمعاطف الأغصان في أثوابه ... ومطالع الأقمار من أزياقه
يبدو على وجناته لمحبه ... ما فاض يوم البين من آماقه
في ريقه طعم السلاف ولونها ... في خده واللطف في أخلاقه
غفل الرقيب فزارني فوشى به ... في ليل طرته سنا إشراقه
حتى إذا ما الليل مد رواقه ... وقضى بجمع الشمل بعد فراقه
هجم الصباح على الدجى بحسامه [2] ... فظننت أن الصبح من عشاقه
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير 2/39. ومجمع الزوائد 2/170. والتاريخ الكبير 2/337.
وإرواء الغليل 3/55.
[2] في (ب) : «بلسامه» .(16/109)
وأنشدنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحصين لنفسه:
ما هب من أرض العراق نسيم ... إلا دعاني للغرام غريم
فإلام ويل تلوم جهلا بالهوى ... قصر فإفراط [1] الملامة لوم
أنى يحل العذل من سمعي وفي ... قلبي لتكرار الكلام كلوم
يا أيها القمر الذي لم يخل من ... هواه من لاح عليه يلوم
إن العذول على هواك أعده ... من حاسدي ولا أقول رحيم
فالأم أحمل ثقل هجرك والهوي ... والهجر حامل ثقله مرحوم
وإلى متى أرعى النجوم تعللا ... حتى كأني للنجوم نديم
ومن العجائب أن قلبي يشتكي ... شوقا إليك وأنت فيه مقيم
توفي أبو منصور بن الحسين [2] في يوم السبت سلخ جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان مولده في سنة إحدى وستين وخمسمائة بالموصل.
98- عبد الواحد بن إبراهيم بن محمد، أبو طالب المعدل العكبري، يعرف بابن أبي سهل:
حدث عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم المقرئ.
99- عبد الواحد بن إبراهيم، أبو القاسم الخلال:
من أهل النهروان. حدث عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، روى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه.
أنبأنا أحمد بن طارق قال: أنبأنا أحمد بن محمد الهاشمي، أنبأنا إسماعيل بن عبد العزيز العكي، أنبأنا هياج بن عبيد الحطيني، أنبأنا أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الهروي قال: أنبأنا عبد الواحد بن إبراهيم أبو القاسم الخلال- أرجو أن لا يكون به بأس-
__________
[1] في الأصل: «فصر فافرط» .
[2] «بن الحصين»(16/110)
النهرواني بها قرأت عليه من أصله حَدَّثَنَا [أَبُو] عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ إملاء حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زياد- يعني ابن أبي زياد الجصاص- حدثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ! لا تَمَنَّيَنَّ الإِمَارَةَ وَلا تَسْأَلْهَا، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا فِي غَيْرِ أُمْنِيَةٍ وَلا مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَتَحَلَّلَ يَمِينَكَ» [1]
100- عبد الواحد بن إبراهيم بن هبة اللَّه، أبو حامد القاضي الجرباذقاني:
قدم بغداد حاجا في شهر رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وحدث بها عن أبي القاسم واصل بن حمزة بن علي البخاري، سمع منه أبو الحسن [محمد] [2] بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني وأبو الحسن علي بن غنائم بن عمر المصري وأبو محمد عبد الغني بن نازل بن يحيى الألواحي بالمدرسة النظامية.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزَجِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الزَّعْفَرَانِيِّ قال: أنبأنا الْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن هبة الله الجرباذقاني قدم علينا بغداد حاجّا أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ وَاصِلُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْبُخَارِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِجَرْبَاذْقَانَ فِي سَلْخِ ذِي القعدة سنة ثلاثين وأربعمائة أنبأنا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ داود ببخارا، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا دحيم، حدثنا المقرئ، حدثنا حَيْوَةُ [3] ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هُبَيْرَةَ يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ [4] يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا» . [5]
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/159، 9/79. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 13.
وسنن أبي داود 2929. ومسند أحمد 5/62. وفتح الباري 11/517، 123، 124.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4/41.
[3] في كل النسخ: «ثنا خيرة» .
[4] في (ب) ، (ج) : «الحبشاى» .
[5] انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 2548. وكشف الخفا 2/218. والتوكل على الله لابن أبى الدنيا حديث رقم 5.(16/111)
101- عبد الواحد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن علي اللحياني الصفار المقرئ، أبو محمد:
من أهل الجانب الغربي، سمع أبا الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني وأبا بكر أحمد بن محمد بن سياوس الكازروني وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه محمد ابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري وهبة اللَّه بن المكرم الصوفي وعلي بن أبي سعد الخباز [1] كتب إلي محمد بن معمر القرشي قَالَ: أنبأنا أحمد بن محمد [2] بن هالة الرناني، أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن الْحَسَنِ الصَّفَّارُ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ اللِّحْيَانِيِّ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَحْمَدَ السّقلاطُونِيُّ ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ قالا: أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن يَحْيَى الباقلاني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان القطيعي إملاء، حدثنا الفضل بن صالح الهاشمي، حدثنا هدبة بن عبد الوهاب الكلبي، حدثنا زافر بن سليمان الكوفي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَأَبَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تَرَكْتَ الصَّلاةَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا عَلَى هَذَا؟ قَالَ: «إِنَّ هَذَا كَانَ يَبْغَضُ عُثْمَانَ فَلَمْ أُصَلِّ عَلَيْهِ» [3] أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت أبا المعمر عن عبد الواحد بن اللحياني، فقال: تغير في آخر عمره واختلط.
قرأت بخط محمد بن ناصر الحافظ قال: أخرج إلينا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد ابن الحسن بن أحمد الصفار المقرئ درجا [4] على ظهره بخط أبيه: جاء المولود المبارك
__________
[1] في (ج) : «أبو سعيد الخباز» .
[2] في (ج) : «بن أحمد» .
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3709. وتذكرة الموضوعات 194. ولسان الميزان 4/944.
وتنزيه الشريعة 1/375. واللآلئ المصنوعة 1/163.
[4] في كل النسخ: «ورجا» .(16/112)
أبو محمد عبد الواحد بن أحمد [1] الحسن المقرئ الصفار يوم الأحد نصف النهار من شهر ذي القعدة من سنة أربعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل الخفاف بخطه، قال: مات شيخنا عبد الواحد ابن اللحياني الصفار سنة خمس عشرة وخمسمائة.
102- عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري، أبو سعد الفقيه الشافعي [2] :
تفقه على أبي إسحاق الشيرازي، وشهد قاضي القضاة أبا عبد الله الدامغاني في الثاني والعشرين من رجب سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة فقبل شهادته وولى النظر في المخزن المعمور فكان محمودا في ولايته، حسن السيرة في الرعية، ساعيا في مصالحهم، مفضلا على أهل العلم، داره مجمع لهم، مقبلا على من يرد من الغرباء منهم، حج فأنفق بالحرمين شيئا صالحا على المجاورين من الفقراء وأهل الحرمين، وحكى أن الحجاج عطشوا في تلك السنة في طريق مكة فسألوه أن يستسقي لهم، فتقدم وقال:
اللهم إنك تعلم أن هذا بدن لم يعصك قط في لذة، ثم استسقى فسقى الناس. سمع الحديث من أبي علي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُذْهِبِ وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي علي محمد بن الحسين الجازري وأبي الفضل عبد الكريم بن محمد بن سنبك وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه ابن السقطي.
قَرَأْتُ عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي الْمُظَفَّرِ الْوَاعِظَةِ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ وجيه هبة الله بن المبارك السقطي قال: حدثنا والدي، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن الحصين، أنبأنا الحسن بن محمد البغدادي، حدثنا علي بن محمد بن أحمد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وَوَاصِلٍ- وَاللَّفْظُ لِلأَعْمَشِ- عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
__________
[1] مَا بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] انظر طبقات الشافعية للأسنوى 1/527. وطبقات الشافعية للسبكى 3/283.(16/113)
«مَنْ أَقَالَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ عَثْرَتَهُ فِي الدُّنْيَا أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [1]
قال السقطي: عبد الواحد بن أحمد بن الحسين درس العلوم الشرعية والأدبية وصار مفتيا مناظرا صدرا، وارتقت به درجة العلم إلى أن نيل رتبة خطيرة في الدار العزيزة، وكان ظريفا متخلقا، ودودا فصيحا معربا، محققا في نظره، نبيلا يلبس الرداء، من بيت رئاسة معروفين.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت عبد الوهاب الأنماطي عن عبد الواحد بن الحصين الفقيه فأثنى عيه ثناء حسنا.
قرأت بخط أبي على أحمد بن محمد البرداني قال: مات أبو سعد عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدسكري وكان معدلا وكيل الخليفة في ليلة الثلاثاء العشرين من رجب من سنة ست وثمانين وأربعمائة، ودفن في داره بنهر المعلى عند الجامع، ثم أخرج فدفن في مقبرة باب حرب.
103- عبد الواحد بن أحمد بن صالح، أبو العباس:
أخبرني أبو المظفر بن السمعاني شفاها بمرو عن أبي جعفر حنبل بن علي بن الحسين البخاري قال: أنبأنا عبد الرحمن بن الحسن بن النيسابوري إجازة، أنبأنا أبو سعيد عثمان بن أبي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان البرقاني قراءة عليه أنبأنا أبي قال: أنشدني قال: أنشدني أبو عبد الله البغدادي الشاعر قال: أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن أحمد بن صالح البغدادي الفامي:
أيطمع أن يكون الشام داري ... ومن أهواه يسكن بالعراق
أراح اللَّه من سقم بموت ... فلا موت أمر من الفراق
وبه: قال أنشدني أبو عبد الله البغدادي قال: أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن أحمد بن صالح البغدادي الفامي:
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 2/45. وسنن أبى داود، كتاب البيوع باب 54. وسنن ابن ماجة 2199. والسنن الكبرى للبيهقي 4/228، 6/27.(16/114)
كن حافظا ما عشت للعهد ... وإن رمانا الدهر بالبعد
فقد- ورب البيت- وكلتني ... ما عشت للرقة والجهد
عسى الذي يقضي الهوى في الهوى ... يضم شملا من ذوي الود
فتنقضي [1] في ذاك أوطارنا ... من قبل أن نهدي إلى اللحد
104- عبد الواحد بن أحمد بن أبي طاهر، أبو الفتح الشاهد:
من ساكني باب الشام، ذكره هلال بن المحسن الكاتب في تأريخه، ونقلته من خطه، وذكر أنه توفي يوم الخميس لثمان بقين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
105- عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله البغدادي:
حدث عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني:
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن معمر بن عبد الواحد الأصبهاني قال: أنبأنا عمي أبو الوفاء محمود بن عبد الواحد، أنبأنا [2] أبو عبد الله بن عبد الواحد الدقاق قال:
سمعت محمد بن أحمد بن أبي علي لفظا قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله البغدادي قال: سمعت علي بن عبد الله الصوفي يقول:
سمعت محمد بن الحسن الموصلي يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول:
سألت أبي: أي رجل كان الشافعي فإني أسمع كثرة ذكرك والدعاء له؟ فقال: يا بني! كان الشافعي للدنيا مثل الشمس، وللبدن مثل العافية، فهل لهذين من عوض أو منهما خلف.
106- عبد الواحد بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بن يوسف، أبو محمد بن أبي الحسين التاجر:
أخو عبد الرحمن وعبد اللَّه وعبد الخالق المقدم ذكرهم، أسمعه أبوه في صباه من الشريفين أبي نصر محمد وأبي الفوارس طراد ابني محمد بن علي الزينبي، وكان يسافر
__________
[1] في (ج) : «فينقض» .
[2] في الأصل، (ب) : «أبنا عمى» .(16/115)
في طلب الكسب برا وبحرا ما بين العراق وخراسان والبصرة والحجاز واليمن ومصر، فسمع بأصبهان أبا سعد محمد بن محمد المطرز وأبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني [1] ، وبنيسابور أبا سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري [2] ، وببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين [3] السمنجاني، وبالبصرة أبا تمام محمد بن إدريس بن خلف الفريابي وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْمَجْدِ وَأَبُو حَامِدٍ طَيْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَلِيفَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْمُؤَدِّبُ قَالُوا جميعا أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْقَادِرِ بْن مُحَمَّد بْنِ يُوسُفَ قِرَاءَةً عليه ونحن نسمع قال: أنبأنا أبي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله الحرفي [4] حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الفقيه إملاء، حدثنا عبد الملك ابن محمد الرقاشي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلا كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ بِقَدْرِ مَا خَرَجَ مِنْ ثَمَرَةِ ذَلِكَ الغرس» [5]
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن أحمد بن عبد القادر بن يوسف شيخ صالح دين، من بيت الحديث، سافر الكثير وطاف في الآفاق، وسكن زبيد من أرض اليمن، وكان مترددا إلى مكة ويرجع إليها، وافى بغداد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ورجع إلى مكة واليمن، وقرأت عليه ببغداد ومكة والمدينة من أجزاء كانت معه، وسألته عن مولده فقال: في سابع عشر شعبان
__________
[1] في (ج) : «الروماتى» .
[2] في الأصل، (ب) : «الجيرى» وفي (ج) : «الجسرى» والتصحيح من الإكمال 3/44.
[3] في الأصول: «أبا الحسين» .
[4] في الأصل، (ب) : «الحربي» وفي (ج) : «الحزبى» . والتصحيح من العبر 3/152.
[5] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/135، وصحيح مسلم، كتاب المسافاة 12. وفتح الباري 5/3.(16/116)
سنة سبعين وأربعمائة ببغداد، وغرق في بحر اليمن هو وابنه موسى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
107- عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي طاهر الصيرفي أبو الحسن:
من أهل البصرة، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر الأصبهاني وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن جحشويه الحربي، وروى عنه.
أَنْبَأَنَا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي نصر محمود بن الفضل الأصبهاني قال: أنبأنا أَبُو الْحَسَن عَبْد الْوَاحِدِ بْن أَحْمَد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الصَّيْرَفِيُّ قِرَاءَةً عليه وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيِّ بْن الْجَوْزِيِّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلِ بْنِ عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الباقي الشاهد قالا: أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا علي [1] بن محمد بن كيسان، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا عمرو ابن مرزوق، أنبأنا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ [فِي] [2] السُّحُورِ بَرَكَةً» [3] .
108- عبد الواحد بن أحمد بن علي الكروناني [4] العقيلي، أبو القاسم ابن أبي نصر الطحان:
من ساكني السمعية بالمأمونية. سمع أبا الكرم المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب النحوي وحدث باليسير، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي نَصْرِ بْنِ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أحمد بن علي، أنبأنا أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ فَاخِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن يعقوب النحوي وأنبأنا ضِيَاءُ بْنُ أَحْمَدَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلٍ قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ
__________
[1] في (ج) : «الجوهري بن على بن ... » .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من مصادر.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/38، 78. وصحيح مسلم، كتاب الصيام 45. وفتح الباري 4/139.
[4] في (ج) : «الكردمانى» .(16/117)
قالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ اللؤلؤي [1] أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي [بِهِ] [2] ،
يَدَعُ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» [3] .
رأيت سماع القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي بخطه على عبد الواحد بن الكروناني في سنة ستين وخمسمائة، وقال: سألته عن مولده فقال: في الآن ثمانون سنة.
109- عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أحمد، أبو القاسم بن أبي العباس البرمكي:
ابن أخي إبراهيم بن عمر، من أهل النصرية [4] . سمع القاضي أبا المحاسن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي وأبا الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد البرداني.
أنبأنا أبو النجح إسماعيل بن محمد بن محمد بن الحسين الرزاز قال: أنبأنا أبي قراءة عليه أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قراءة عليه قال: قرئ على عبد الواحد بن أحمد بن عمر البرمكي وأنا أسمع أخبركم مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ قال: أنبأنا إسحاق بن محمد النعالي قال: ذكر عبد الله بن إسحاق المدائني قال: أنبأنا أبو الفضل الوراق عن إبراهيم بن أبي الفتح أن بشر بن الحارث أنشده:
__________
[1] في الأصل، (ب) : «اللواوى» .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] في الأصل، (ب) : «أهل البصرية» في كل المواضع.(16/118)
إني أحيي عدوي عند رؤيته ... لأدفع العشر عني بالتحيات
وأحسن البشر للإنسان أبغضه ... كأنه قد ملأ قلبي بحيات [1]
الناس داء وداء الناس قربهم ... وفي الجفاء لهم قطع الأخوات
فجامل الناس أحسن ما استطعت وكن أصم أبكم أعمى ذا تقيات قرأت في كتاب أبي علي بن البرداني بخطه قال: وفيها- يعني سنة ثمان وخمسين وأربعمائة- توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أبي العباس أحمد بن عمر البرمكي، وكان رجلا صالحا، سمع القاضي أبا الحسين المحاملي وسمعت منه عن ابن أبي الفوارس، وصلى عليه أبو الحسين عمه وحضرت الصلاة عليه ودفنه، ودفن بباب حرب في صدر والده، وسَأَلْتُهُ عَن مولده فَقَالَ: فِي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وكان يسكن في النصرية درب الحار.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أبي العباس البرمكي في يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة من سنة تسع وَخمسين وأربعمائة، ودفن من الغد إلى جنب أبيه في مقبرة باب حرب.
110- عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، أبو طاهر ابن أبي بكر:
أخو عبد الله وإسماعيل وقد تقدم ذكرهما. ولد بدمشق، وسمع بها أبا الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي وأبا الْحَسَن أَحْمَد بن عبد الواحد بن مُحَمَّد بن أبي الحديد السلمي وغيرهما، وقدم بغداد مع إخوته وهو صبي، فسمع بها أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر المعمر بن محمد الأنماطي.
قال: أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد [بن أحمد حدثنا أَحْمَد بن عبد الواحد] [2] بن مُحَمَّد بن أبي الحديد السلمي، حدثنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، حدثنا
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «قلبي محيات» .
[2] الزيادة من اسم الرجل في بداية الترجمة.(16/119)
أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، حدثنا أبو الفضل أحمد بن عصمة النيسابوري، حدثنا إسحاق بن راهويه، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي السَّفَرِ وَاسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ يَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُصْلِحُ خُصًّا لَنَا، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قُلْتُ: خُصٌّ وَهِيَ نَحْنُ نَصْلِحُهُ، فَقَالَ: «مَا أَرَى الأَمْرَ إِلا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ» [1] .
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو طاهر عبد الواحد بن أحمد بن عمر السمرقندي فِي يوم الاثنين السابع عشر من صفر سنة خمس وخمسمائة، ودفن من الغد في مقابر الشهداء.
111- عبد الواحد بن أَحْمَد بْن الْفَضْل [2] بْن عَبْد الملك، أَبُو محمد بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الهاشمي:
كان يتولى الخطابة بجامع براثا، وكان والده نقيبا على العباسيين، وحج بالناس من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة إلى سنة إحدى وأربعين، وصلى بالناس بالحرمين، وخطب بجامع الرصافة ثمانيا وعشرين سنة، فلما توفي في محرم سنة خمسين وثلاثمائة قلد ولده [3] عبد الواحد الصلاة معه.
وذكر هلال بن الصابي [4] أن عبد الواحد هذا قلد نقابة العباسيين في محرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بعد عزل القاضي أبي تمام الزينبي عنها، ثم قال: في شهر رمضان سنة أربع وستين قلد القاضي أبو تمام الزينبي نقابة العباسيين وصرف أبو محمد ابن عبد الملك الهاشمي عنها، وأقر على الصلاة في الجامع.
حدث عبد الواحد عن أبيه وعن أبي العباس بن عطاء الصوفي وعن محمد بن أحمد ابن يعقوب وعبد اللَّه بن يحيى العثماني، روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبى داود، كتاب الأدب باب 170. وسنن الترمذي 2335. وسنن النسائي 2/57. والترغيب والترهيب 4/244.
[2] في كل الأصول: «أحمد بن أبى الفضل» .
[3] في الأصل: «قلدوا له» تحريف.
[4] في الأصل، (ب) : «الصائمى»(16/120)
ابن موسى السلمي النيسابوري وأبو نصر عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون الشيرازي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الطوسي بنيسابور قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الواحد القشيري قال: أنبأنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ، أنبأنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بن أحمد الهاشمي ببغداد، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بن عطاء الأدمي، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالنَّاسُ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإِبِلِ وَيَقْطَعُونَ أَلْيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ فَهُوَ مَيْتَةٌ [1] .
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن عبيد اللَّه بن عبد الملك السهروردي قال: كتب إلي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الأردستاني قال: أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ببغداد يقول: سمعت محمد ابن أحمد بن يعقوب يقول: سمعت الغساني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُول:
حدثنا رياح، حدثنا موسى بن الصباح قال: كان موسى بن عمران يخرج من طور سينا فربما ضاق عليه الأمر في الطريق، فشق قميصه من شدة الشوق والعجلة التي تأخذه.
أخبرنا عمر بن محمد بن أميرك البستي بنيسابور قال: أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد المروزي قدم علينا قال: سمعت أبا المظفر منصور بن محمد السمعاني إملاء يقول:
سمعت أبا المظفر [2] هناد بن إبراهيم النسفي يقول: سمعت أبا سعد عبد الكريم بن محمد الشيرازي يقول: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمي يقول: سمعت أبا الحسن والدي يَقُولُ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن داود يقول: من لم يشرب ماء الغربة،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبى داود، كتاب الصيد باب 3. وسنن الترمذي 1480. وسنن ابن ماجة 3216. ومسند أحمد 5/218.
[2] «منصور بن محمد السمعاني إملاء يقول: سمعت أبا المظفر» ساقطة من (ج) .(16/121)
ولم يضع رأسه على ساعد الكربة، لم يعرف حق الوطن والتربة، ولم يعرف حق ذي العلم والشيبة.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: قرئ على تغلب بن جعفر بن أحمد السراج عن أبي بكر محمد بن يحيى المزكي وأنا أسمع قال: أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قال: أنشدنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي: أنشدني عبد الله بن يحيى العثماني لابن دريد:
لا تضجرنك ضجرة من سائل ... فلخير دهرك أن ترى مسئولا
لا تخزين بالدفع وجه مؤمل ... فبقاء عزك أن ترى مأمولا
قرأت في كتاب التاريخ [1] لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: توفي أبو محمد عبد الواحد بن أَحْمَد بْن الفضل بْن عَبْد الملك الهَاشِمِيّ فجأة بعد أن خطب في يوم الجمعة وصلى بالناس، وكانت إليه الصلاة بالحضرة، وكانت وفاته ليلة السبت التاسع عشر من صفر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وقلد أخوه أبو القاسم بعده.
112- عبد الواحد بن أحمد بن محمد، أبو سهل الأسفر:
من أهل نسف. قدم بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله بن أبي الفرج الفارسي وأبي القاسم زيد بن رفاعة بن عبد الله الهاشمي، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب إلي عبد الغفار بن محمد الشيروي قال: أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد [2] الشيرازي بالدامغان، حدثني أبو سهل عبد الواحد بن أحمد النسفي ببغداد إملاء، حدثنا أبو عبد الله بن أبي الفرج الفارسي بنسف، حدثنا أبو عبد الرحيم منصور بن محمد الفقيه الشيرازي، حدثنا أبو عصمة عامر بن هشام بن عبدان الأرزكاني الشيرازي، حدثني محمد بن الحسن البكاري الشيرازي، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال: قال فضيل بن عياض: يا عبد الله! من كف عن كشره فافعل به ما يسره.
__________
[1] في الأصل، (ب) : «كتاب التاج» .
[2] ابن أحمد «ليست في (ج) .(16/122)
أنبأنا أبو القاسم الأزجي قال: كتب إلي أبو الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي أن أبا نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي أخبره قال: حدثني أبو سهل عبد الواحد بن أحمد بن محمد النسفي إملاء علي ببغداد في مسجد أبي القاسم بن الصيدلاني المقرئ، حدثنا أبو عبد الله بن أبي الفرج الفارسي بنسف قدم علينا، حدثنا أبو عبد الرحيم منصور بن محمد الفقيه الشيرازي، حدثنا والدي، حدثني محمد بن الحسن البكائي، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال: قال أبو علي فضيل بن عياض: لأن تطلب الدنيا بأقبح ما تطلب به الدنيا أحسن من أن تطلب الدنيا بأحسن ما تطلب به الآخرة.
وبه: قال وحدثني أبو سهل النسفي ببغداد، حدثنا أبو القاسم زيد بن رفاعة بن عبد الله الهاشمي الشيرازي بالري، أنبأنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال: قيل لأبي شعيب العالم: ما لأهل المدينة حسان الأصوات؟ فقال: هم مثل العيدان خلت [1] أجوافها فحسنت أصواتها.
113- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْنِ شوال بن همام، أبو الفضل الزهيري:
روى عن أبي بكر محمد بن عمر العنبري شيئا من شعره.
قرأت في كتاب علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال: أنشدني أبو الفضل عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْنِ شوال بن همام الزهيري قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن عمر العنبري لنفسه:
يا قوم إني مذ عرفت الهوى ... غرقت في بحر بلا ساحل
عيني لحيني نظرت نظرة ... رحت بها في شغل شاغل
يظلمني والعدل من شأنه ... ما أوجع الظلم من العادل
__________
[1] في (ج) : «قد حلت» .(16/123)
114- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الثقفي، أبو جعفر ابن أبي الحسين: [1]
من أهل الكوفة، تقدم ذكر والده، قدم بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة، فقبل شهادته وتولى القضاء بالكوفة إلى أن عزله قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي عن القضاء عن الشهادة في عاشر صفر سنة عشرين وخمسمائة، ثم أعيد إلى قضاء الكوفة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين، ثم ولاه الزينبي القضاء بباب الأزج وطريق خراسان ومدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة أربعين، ثم ولي قضاء بغداد في الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة خمس وخمسين للإمام المستنجد بالله، فأقام قاضيا إلى أن عزل علي بن أحمد الدامغاني عن قضاء القضاة، ثم قلد ما كان إليه من قضاء القضاة في الرابع عشر من جمادى الآخرة فأقام يسيرا وتوفي.
وكان محمود السيرة، حسن الطريقة، سديد الأفعال متدينا. سمع الحديث بالكوفة من والده ومن أبي البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال وأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيرهم، وقدم بغداد في صباه وسمع بها أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن عَلِيّ بن أَحْمَد بن البسري وأبا بكر أحمد ابن المظفر بن سوسن التمار وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وغيرهم، وحدث بالكثير؛ روى عنه أبو سعد بن السمعاني ومولاه مختص [2]
أَخْبَرَنَا مُخْتَصُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبَشِيُّ مَوْلَى قَاضِي الْقُضَاةِ عَبْدِ الَوْاحِدِ بن أحمد بن الثقفي قال: أنبأنا مَوْلائِي قَاضِي الْقُضَاةِ عَبْدُ الْوَاحِدِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ أَبِي جعفر عن حسن بن حسن عن علي بن أبي طالب عن أبيه أن رسول الله
__________
[1] انظر: العبر في خبر من غبر 4/157.
[2] هكذا في الأصول.(16/124)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي» [1] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني أبا سعد يقول: عبد الواحد بن أحمد الثقفي قاضي الكوفة، وسألته عن مولده، فقال: في صفر سنة تسع وسبعين وأربعمائة بالكوفه.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي قاضي القضاة أبو جعفر الثقفي في ليلة الجمعة سلخ ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ودفن من الغد، ذكر غيره أنه دفن بداره بدرب فيروز.
115- عبد الواحد بن أحمد بن موسى بن البقال، أبو القاسم الأزجي:
حدث عن أبي القاسم عُمَر بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَبَنْك القاضي، سمع منه وكتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي في خامس رجب سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
116- عبد الواحد بن بكري، أبو القاسم البزاز العاقولي:
حدث عن أبي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي، سمع منه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخشاب في ثالث عشري شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
117- عبد الواحد بن ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد الرازي، أبو القاسم بن أبي الفتح بن أبي طاهر:
من أهل أصبهان، سمع جده أبا طاهر والنقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي القادم عليهم وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وأبا عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي وغيرهم، قدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه ابن السمعاني.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/367. ومجمع الزوائد 10/162. والمعجم الكبير للطبراني 3/84. والترغيب والترهيب 2/498.(16/125)
أَخْبَرَنِي شِهَابُ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَاتِمِيُّ بِهَرَاةَ قَالَ: حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد ابن السمعاني من لفظه قال: أنبأنا عَبْدُ الَوْاحِدِ بْنُ ثَابِتٍ الصُّوفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ببغداد أنبأنا سليمان بن إبراهيم الحافظ، حدثنا أَبُو الْفَرَجِ عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ البرجي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، حدثنا عمرو بن عون، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شريح عن بكر ابن عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ [1] عَنْ [أَبِي] [2] تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ [3] عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بطانا» [4] .
وأخبرني الحاتمي، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد بن ثابت بن روح الرازاني [5] شيخ صالح من بيت الحديث والتصوف، ورد بغداد حاجا سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، كتبت عنه ببغداد، وتوفي ليلة الثلاثاء سابع عشرين ذي الحجة سنة خمسين وخمسمائة بأصبهان.
118- عبد الواحد بْن جَعْفَر المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو علي:
ذكر محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في تاريخه أنه مات بقصر الرصافة في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وقد بلغ أربعا وثلاثين سنة، وقال القاضي أحمد بن كامل بن شجرة في تاريخه: في يوم الأربعاء لخمس خلون من شهر رمضان- يعني من سنة اثنتين وثلاثين- مات أبو علي عبد الواحد بن جعفر المقتدر، وكان مرضه فيما قيل من
__________
[1] في كل النسخ: «عن أبى هريرة» والتصحيح من المصادر.
[2] بياض في الأصول مكان «أبى» .
[3] في كل النسخ: «الحبشانى» .
[4] الحديث سبق تخريجه قريبا فراجعه.
[5] هكذا في الأصول، وقد سبق أنه: «الرازي» .(16/126)
الشراب، وكان مسرفا في شربه فعقر كبده، واستكمل أربعا وثلاثين سنة، وأمه أم ولد اسمها مصابيح.
119- عبد الواحد بن الحسن بن إبراهيم، أبو الخطاب البقال:
حدث عن أبي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعُونٍ الْوَاعِظُ، سمع منه شجاع بن فارس أبو غالب الذهلي.
قرأت في كتاب أبي غالب الذهلي بخطه وأنبأنيه عنه أبو القاسم النعال قَالَ: أنبأنا أَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إبراهيم البقال بقراءتي عليه وأنبأنا بَقَاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ وَبَدْرُ التَّمَامِ بِنْتُ الْحُسَيْنِ الْوَاعِظَةُ بِبَغْدَادَ وَأَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الحسن الكندي بدمشق قالوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بن علي العشاري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ [1] بْنِ إِسْمَاعِيلَ سمعون الواعظ إملاء، أنبأنا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ، أنبأنا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَبُو الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ويذبح، ويقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النَّارِ خُلُودٌ فَلا مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ:
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ
قال: ذبح الموت، وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ*
قَالَ:
فِي الدُّنْيَا» [2] .
120- عبد الواحد بن الحسن بن زيد بن حنين، أبو محمد:
قدم واسطا وحدث بها عَن حامد بْن مُحَمَّد بْن شعيب وأبي صالح عبد الوهاب بن عصام بن الحسين العكبري وإسماعيل بن سعدان بن يزيد البزاز وأبي علي حمزة بن محمد الكاتب وأَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز البغوي ومحمد بن يحيى بن أخي سعدان وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأحمد بن محمد الشطوي
و
__________
[1] في كل النسخ: «الحسين أحمد بن محمد» والتصحيح من العبر.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/261، 377، 513. والمستدرك 1/83.(16/127)
أبي يعقوب إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ بْن أَبِي حسان الأنماطي وأبي جعفر أحمد بن يحيى الحلواني وأبي محمد الحسن بن محمد القطان ومحمد بن هارون بن مجمع وأبي عبد الله محمد بن بابشاذ البصري. وروى عنه أَبُو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ مهدي وأبو الحسن علي بن محمد بن خزفة الصيدلاني الواسطيان.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواعظ قال: أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ النَّاصِرِ بْنِ مُحَمَّدِ السلامي، أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي، أنبأنا أبو غالب محمد ابن أحمد بن بشران، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مَهْدِيٍّ إِمْلاءً سَنَةَ سِتٍّ وتسعين وثلاثمائة، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حنين البغدادي بواسط قَدِمَ عَلَيْنَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن بابشاذ البصري، حدثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بن همام، حدثنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا ضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْفِرَاشُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَسْتُ أَكْرَمَ نِسَائِكَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «بَلَى يَا عَائِشَةُ! أَخْبَرَنِي حَبِيبِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الأَرْوَاحَ اخْتَارَ لِي رُوحَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بَيْنِ الأَرْوَاحِ وَجَعَلَ طِينَتَهَا مِنْ تُرَابِ الْجَنَّةِ وَجَعَلَ مَاءَهَا مِنَ الْحَيَوَانِ وَجَعَلَ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ بين ظَاهِرُهُ [1] مِنْ بَاطِنِهِ، وَأَنَّهُ ضَمِنْتُ عَلَى اللَّهِ كَمَا ضَمِنَ لِي نَفْسَهُ أَنْ لا يَكُونَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي وَلا مُؤْنِسِي فِي خَلْوَتِي وَلا ضَجِيعِي فِي حُفْرَتِي إِلا أَبَاكِ» [2]
- وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ بِطُولِهِ.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ علي الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنبأنا أَبُو الْبَرَكَاتِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَان بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْن بن نفيس قدم علينا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خزفة، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حبين [3] البغدادي، حدثنا حامد بن محمد بن شعيب، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم
__________
[1] في الأصل، (ج) : «ظاهر» .
[2] انظر الحديث في: تاريخ بغداد 14/35.
[3] في (ب) : «بن جبير» .(16/128)
قَالَ: « [مَا] [1] مِنْ أَحَدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَنِيًّا وَلا فَقِيرًا إِلا وَدَّ أَنَّهُ كَانَ أُوتِيَ مِنَ الدُّنْيَا قُوتًا» [2] .
هَكَذَا رَأَيْتُهُ مُقَيَّدًا بِخَطِّ ابْنِ السَّمْرَقَنْدِيِّ، وَبِخَطِّ الْمُؤْتَمَنِ السَّاجِيِّ حُنَيْنٍ بِالنُّونِ مُقَيَّدًا، وَكَانَا ضَابِطَيْنِ مُحَقِّقَيْنِ وَكَأَنَّهُ الصَّوَابُ، وَرَأَيْتُ بخط الحميدي: عبد الواحد بن الحسن ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُنَيْنٍ الْبَغْدَادِيَّ النَّخَعِيَّ.
121- عبد الواحد بن الْحَسَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمدون، أَبُو المهلب الداودي:
حدث عن أبي بكر مُحَمَّد بْن داود بْن علي الأصبهاني، روى عنه أبو يعلى محمد ابن جعفر الواسطي.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ محمد الشيرويي [3] ، قال: أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي بالدامغان سنة سبع وأربعين وأربعمائة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السُّدِّيِّ بن محمد المتكلم الشافعي الساري بسارية حدثنا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُنَاظِرُ الْوَاسِطِيُّ الدَّاوُدِيُّ بِجَامِعِ سَارِيَةَ قَدِمَ إِلَيْنَا حدثنا أَبُو الْمُهَلَّبِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدُونٍ الْبَغْدَادِيُّ الدَّاوُدِيُّ بِبَغْدَادَ حدثنا أبو بكر محمد بن داود الفقيه، حدثنا أبو عبيدة الكوفي، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، أَخْبَرِني ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ صَلاةِ الْمَغْرِبِ لَيَرَانَا نُصَلِّي فَلا يأمرنا ولا ينه» [4] .
122- عبد الواحد بن الحسن بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مخلد بن جعفر الباقرحي، أبو الفتح، الفقيه الشافعي:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، تفقه على الكيا [5] بن علي بن محمد
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/117. واتحاف السادة المتقين 8/159. وكشف الخفا 2/42.
[3] في كل النسخ: «الشيروى» والتصحيح من الأنساب 8/233.
[4] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[5] في (ج) : «الكائن» تحريف.(16/129)
الهراسي ببغداد وعلى أبي حامد الغزالي وأبي نصر القشيري بنيسابور، وسمع الحديث ببغداد من أبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين بن الطيوري وأبي بكر بن المروزي [1] وأبي الحسن بن العلاف، وبنيسابور من أبي القاسم إسماعيل بن الحسن الفرائضي وأبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي وأبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني وغيرهم.
وكان فقيها فاضلا، له يد في الأدب والترسل، قدم بغداد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان سنجر بن ملكشاه وابن أخيه محمود بن محمد إلى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه ليدرس بها. فأجيب إلى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه، فألزمهم الديوان بمتابعته، فدرس بها إلى شبعان من السنة المذكورة، ثم وصل أسعد الميهني، حدث ابن الباقرحي ببغداد بيسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وروى عنه في كتاب «سلوة الأحزان» من جمعه.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدنا عبد الواحد بن الحسن الفقيه، أنشدنا أبو الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني، أنبأنا محمد بن عبد العزيز النيلي لنفسه:
يسر الجهول ما يبقى به [2] ... ويجزع من يوم أفنى به
وأبعد الزمان فقدانه ... إذا مر جاء بأذنابه [3]
وفي كل يوم له موته ... بموت امرئ من أحبائه
ومن وقي الموت في نفسه ... يصاب بموت أعزائه [4]
فما لقي اللَّه في أصله ... ولكن أمد بارزائه
وبه: قال أنشدنا أبو الفضل الشقاني قال: أنشدنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي لنفسه:
__________
[1] في الأصل: «المرز» . وفي (ب) : «المرزز» تحريف.
[2] في (ج) : «ماسقا به»
[3] في الأصل: «حاباذيه» وفي (ج) : «حابادبائه» تصحيف.
[4] في (ج) : «أعدائه»(16/130)
شوقي شديد واصطباري عنكم ... فوق الشديد وغير ما أستطيعه
ما إن ترق لوامق لزم البكا ... حتى جرى بعد الدموع نجيعه
وجفى الكرى أجفانه ... من أجله حرق الجوى وضلوعه
وتصالحتو هواك إن هواك كدر عيشي ... فأضر بي وإلي ساء صنيعه
وحملت من أعباء حبك سيدي ... ما لا يخف على الورى مسموعه
كم كنت أشكو ما ألاقي منكم ... وأذيع مكنون الحشا وأشيعه
فإذا الحياء يكفني وأخاف أن ... يبدو وشيكا للجميع جميعه
كتب إلي أَبُو طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الهاشمي قال: سمعت إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الفراء يقول سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن بن الباقر حي يقول: بت ليلة مفكرا في قلة حظي من الدنيا، فرأيت في النوم مغنيا يغني، فالتفت إلي وقال: اسمع أي شيخ!:
أقسمت بالبيت العتيق وركنه ... والطائفين ومنزل القرآن
ما العيش في المال الكثير وجمعه ... بل في الكفاف وصحة الأبدان
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن محمد بن الحسن الباقر حي أبو الفتح، من أهل بغداد، وتغرب وجال في الآفاق، سمع الحديث الكثير ببغداد وخراسان، وكان فقيها فاضلا مبرزا حسن الإيراد، فصيح اللهجة، له الباع الطويل في الأدب والترسل، والحظ الوافر من اللغة، خرج إلى غزنة وأقام بها وتوفي بها سنة ثلاث [وخمسين] [1] وخمسمائة، وكان مولده سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ببغداد.
123- عبد الواحد بن أبي الحسن بن أبي نصر بن عبد الله الخباز:
من ساكني سوق السلطان عامي، له طبع جيد في قول الشعر، مكثر منه.
أنشدني عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ قال: أنشدني عبد الواحد الخباز لنفسه:
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات السبكى 4/269.(16/131)
أي داع دعا بتفريق جمعي ... بين وادي منى والحلال جمع
قف به صاحبي إذا رحل ال ... وفد قبيل الضحى وسل عن سلع
واسأل البان بالحمى عن أصي ... حابي وأهلي وعن مهاة الجرع
فالسحاب العميم لم يهم في الربي ... ع جهارا بأدمع مثل دمعي
هب نشر النسيم فارتحت لما [1] ... ضاع رياه في فضاء الربع
وتغنت حمائم الأيك فارتا ... ع فؤادي لنوحها والسجع
يا خليلي لا تعبدا كما الخي ... ر أجيبا السؤال من غير بيع
واسألاني عن بان سلع فإني ... لم أجد بالعراق راق لسلع
ما بدا بالغوير مبسم يرق ... لاح إلا كان يقصد فجعي
لا ولا رجع الحمام بأيك ... بت إلا معيرة للسمع
قسما بالسماء ذات النجوم الزهر ... تزهو والأرض ذات الصدع
إن قتلي بالبعد في أرض نجد ... كان حتما ظلما بغير الشرع
طاف بي طائف من الطيف لما ... هم جفني بالنوم بعد القطع
فتقلقلت إذ تذكرت ما كا ... ن وأمسيت بين ضر ونفع
124- عبد الواحد بن الحسين بن إبراهيم بن المعيل، أبو القاسم الصوفي المعروف بالجنيد:
سمع بعد علو سنه مع ابنته أمة الرحمن من أبي الحسين [2] وأبي القاسم ابني بشران وأبي الحسن بن الحمامي المقرئ، وكان يذكر أنه سمع من أبي حفص بن شاهين ذكر أبو الكرم بن فاخر النحوي أنه سمع معه من أبي الحسين بن بشران عدة كتب.
قرأت في كتاب أبي الفضل أَحْمَد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنيه نصر بن سلامة الهيتي قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة- يعني مات أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين الصوفي يعرف بالجنيد يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى، كان يحضر معنا عند ابني
__________
[1] في (ب) : «المضاع» .
[2] «أمة الرحمن بن أبى الحسين» هكذا في كل النسخ.(16/132)
بشران، وسمعت أنه قرأ عليه قوم شيئا، وذكر ابن خيرون وفاته من [1] غير هذه الرواية وقال: كان يسمع من أبي القاسم بن بشران وقد قرئ عليه شيء من كتب الصوفية ليس فيه سماعه، وكان يذكر أنه سمع من ابن شاهين ولم يوجد له شيء.
125- عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الواحد بن البارزي، أبو محمد بن البزاز:
ابن خالة عبد الوهاب بن الصابوني، من ساكني الظفرية، وكان له دكان في خان الصفة بسوق الثلاثاء، سمع أبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن طلحة النعالي وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن هبة اللَّه بن البطر وأبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط وأبا طاهر محمد بن أحمد بن قيداس الخطاب وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وغيرهم، وحدث بالكثير، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وأحمد وعبد الرحمن ابنا سلطان بن أحمد البزاز وعلي بن أبي محمد بن رشيد وغيرهم، وكان شيخا صالحا، متدينا، على طريقة السلف.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ رُشَيْدٍ البزاز قال: أنبأنا عبد الواحد بن الحسين البزاز، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشران، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلاةِ الغداة إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغِيبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَدِيَةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» [2]
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته- يعني عبد الواحد البارزي- عن مولده، فقال ما يدل على أنه سنة ثمانين وأربعمائة وما
__________
[1] في الأصل، (ب) : في غير»
[2] انظر الحديث في: سنن أبى داود 3667. ومجمع الزوائد 10/105. وحلية الأولياء 3/35.(16/133)
قاربها، وتوفي يوم الأحد خامس عشرين [1] شوال من سنة اثنتين وستين وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بالشونيزية.
126- عبد الواحد بن الحسين بن عمر بن جعفر، أبو القاسم المحول:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] المعدل، روى عنه أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عبد العزيز العكبري، وذكر أنه سمع منه في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
127- عبد الواحد بن الحسين بن محمد الدباس، أبو تمام الفقيه الملقب بالبارد [3] :
والد أحمد الذي تقدم ذكره. كان يقول الشعر اللطيف على طريقة البغداديين، وقد سمع الحديث من جده لأمه أبي البركات محمد بن يحيى بن الوكيل، روى عنه ولده أحمد والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي.
أنبأنا أبو القاسم الثعلبي عن أبي علي المتوكلي قال: حدثني أبو المظفر بن أبي تمام الدباس قال: لما احتجب جلال الدين بن صدقة عن الناس في بعض السنين خوفا على نفسه جاء والدي للخدمة فمنع، فكتب رقعة وسلمها إلى بعض حجابه فأوصلها، وفيها مكتوب:
وقالوا قد تحجب عنك مولى ... وصار له مكان مستخص
فقلت سيفتح الأبواب شعري ... ويدخلها لأن البرد لص
وأنبأنا الثعلبي عن المتوكلي قال: لقيت أبا تمام الدباس في بعض الأيام فسألته عن حاله وسلمت عليه، فرد عليّ السلام وتسارينا، فقلت له: أنشدني شيئا مما سمع به الخاطر من المديح في هذه الأيام [4] ! فقال: ما أمدح اليوم أحدا، فقلت له: فمن
__________
[1] في (ب) : «خامس عشر» .
[2] في الأصل، (ب) : «بن الحسين من عبد العزيز» .
[3] في (ج) : «النادر» .
[4] في الأصل: «في بدء الأيام» .(16/134)
الهجو؟ فقال: ولا أهجو أحدا، فقلت له: ما السبب في ذلك؟ فقال:
مات أبو حامد ومات جلال ال ... دين فاستحضر الهجا والمديح
كنت أهجو هذا وأمدح هذا ... وأنا اليوم خاطري مستريح
قلنا: أراد [1] أبا حامد بن عمر البيع، وكان من ذوي الثروة [2] ببغداد، وجلال الدين هو أبو علي بن صدقة وزير المسترشد.
قرأت بخط واثق [3] بن عبد الملك الطبري قال: أنشدني أبو تمام عبد الواحد بن الحسين بن محمد الفقيه الدباس وكان قد كتب بها إلى أمين الدولة عند عوده من الصيد:
كان قلبي مذ غبتم ... علم اللَّه في قفص
ولو أني اصطحبتكم ... إذ برزتم إلى القنص
كنت أعدو إذا ونى الكلب ... في العدو أو نكص
فبنفسي من الغزال ... ومن صيده غصص
كل يوم يجري لنا ... عند اشتباهه قفص
فأجزلوا من حصتي ... إن تقاسمتم الحصص
واعلموا أنما العطا ... لا خلا منكم فرص
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال:
أنشدني أبو المعالي الكتبي لأبي تمام ابن الدباس:
إني رأيت الدهر في صرفه ... يمنح حظ العاقل الجاهلا
فما أراني مائلا ثروة ... يحسبني عاقلا [عاقلا] [4]
كتب إلي أبو عبد الله الأصبهاني قال: أنشدت لأبي تمام الدباس:
__________
[1] في الأصل، (ج) : «راد» .
[2] في الأصل، (ب) : «وكان من ذى الثروة» .
[3] في (ج) : «بخط أوثق» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .(16/135)
يا نرجسا أوراقه ورق ... نفق صفرة عينه عين
إن كنت تبغي الماء من عطش ... أو قد وهتك بمسها عين
فأقم بأجفاني إذا فيها من ... ماء وفيض دموعها عين
128- عبد الواحد بن الحسين، أبو الخطاب الجمال القطيعي:
حدث عن أبي الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران، سمع منه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الميداني النيسابوري.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ همدان الميداني بخطه
وأنبأنا أَبُو عَبْدِ الْوَهَّابِ الأَدِيبُ عَنْ ظَهِيرِ بْنِ زهير عنه قال: أنبأنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَمَّالُ الْقَطِيعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي سَادِسَ عشري شعبان سنة ثلاثين وأربعمائة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بشران المعدل السّكّري، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مكرم، وحدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ لَفْظًا قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ، أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا الحارث بن محمد التميمي، حدثنا داود بن المحبر، حدثنا عَبَّادٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ [1] عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! اعْقِلُوا عَنْ رَبِّكُمْ وَتَرَاضَوْا بِالْعَقْلِ، تَعْرِفُوا مَا أُمِرْتُمْ [2] بِهِ وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ، اعْلَمُوا أَنَّهُ مَجْدُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ كَانَ دَمِيمَ الْمَنْظَرِ، حَقِيرَ الْخَطَرِ، دَنِيَّ الْمَنْزِلَةِ، غَثَّ الْهَيْئَةِ، وَأَنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ وَإِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظِرِ، عَظِيمَ الْخَطَرِ، شَرِيفَ الْمَنْزِلَةِ، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، فَصِيحًا نَطُوقًا، وَالْقِرَدَةُ وَالْخِنْزِيرُ أَعْقَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنْ عَصَاهُ، فَلا تَغْتَرُّوا بِتَعْظِيمِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِيَّاكُمْ، فَإِنَّهُمْ غَدًا مِنَ الْخَاسِرِينَ» [3] .
129- عبد الواحد بن حمد [4] بن عبد الواحد بن محمود بن الصباغ، أبو الوفاء الشرابي:
__________
[1] في (ج) : «أبى الزياد» .
[2] في (ج) : «ما ئتمرتم» .
[3] انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 1/452. والمطالب العالية 2748.
[4] في (ب) : «بن أحمد»(16/136)
من أهل أصبهان، سمع الكثير من أبي طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي وأبي القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي سبط بحرويه وأبي عثمان سعيد بن [محمد بن] [1] أحمد بن محمد العيار النيسابوري وأبي بكر محمد بن إبراهيم العطار وغيرهم، قدم بغداد في شوال سنة تسع وخمسمائة وحدث بها؛ سمع منه نسيبة أبو نصر محمود بن الفضل وهزار سب بن عوض الهروي وأبو الفضل إبراهيم بن أحمد بن عبد الله المخرمي وبلتكين بن أخبار التركي وابنه محمد بن أبو بكر المبارك بن كامل ابن أبي غالب الخفاف وأبو الحسن علي بن أبي سعد الخباز.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ عن [2] هزار سب بن عوض الهروي قال: أنبأنا أَبُو الْوَفَاءِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْدٍ الشَّرَابِيُّ قدم علينا بقراءتي عليه وأَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَامِدٍ وَيُوسُفُ بْن مَعْمَرِ بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن الْفَاخِرِ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّبَّاغُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُقْرِئُ وَأَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَطِيبُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ [3] الْقَطَّانُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمْ بِأَصْبَهَانَ قَالُوا جَمِيعًا:
أنبأنا أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرويدشتي [4] قراءة عليه قالا: أنبأنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ [مُحَمَّدِ بْنِ] أَحْمَدَ بن محمد النيسابوري قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زكريا الشيباني الجوزقي، أنبأنا أبو حاتم [5] مكي بن عبدان، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا سفيان عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم: «إن لله تسعة وتسعون اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ» [6] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد [7] بن السمعاني من لفظه قال:
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3/226
[2] في (ج) : «بن» .
[3] «الحسين بن محمد» ساقطة من (ب) .
[4] في كل النسخ: «الزويدشتي» والتصحيح من الأنساب
[5] في الأصول: «أبو حامد» .
[6] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/259، 9/145. وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء 6. وسنن الترمذي 3506، 3507، 3508. وفتح الباري 5/354، 13/377.
[7] في الأصل، (ب) : «أبو سعيد» .(16/137)
عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد الصباغ الشرابي، أبو الوفاء، من أهل أصبهان، شيخ مسن كبير صالح، من بيت الحديث، سمع الكثير ولكنه كان عسرا في الرواية، سيئ الأخلاق، وكان يأخذ على الرواية شيئا ويبالغ في ذلك، قرأت عليه أجزاء بأصبهان بجهد جهيد، وكان محله الصدق غير أنه كان محتاجا مقلا، سألته عن مولده فقال: سنة ست وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن محمد بن الفضل الأصبهاني المعروف بجنك قال:
توفي أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد [1] الصباغ في العشر الأول من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
130- عبد الواحد بن رزق اللَّه بن عَبْد الوهاب بْن عَبْد العزيز بْن الحارث التميمي، أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الفرج، الفقيه الحنبلي:
تقدم ذكر والده، قرأ القرآن وتفقه، وكان يعظ على المنابر، وبه ختم بيته [2] ولم يعقب، وكان..... [3] من الديوان في الرسائل إلى الأطراف في الأيام المستظهرية، سمع الحديث من أبي طالب بن غيلان وأبي الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي وغيرهما، وحدث بأصبهان، روى عنه من أهلها أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق الحافظ.
أنبأنا عبد الرحمن [الريفي] [4] عن أبي المعمر الأنصاري قال: أنشدنا أبو الخطاب الكلوذاني قال: أنشدني الشيخ الجليل أبو القاسم عبد الواحد بن رزق اللَّه التميمي للواوا [الدمشقي] [5] :
فؤاد كما شاء الهوى يتحرق ... ودمع كما شاء الجوى يترقرق
وما سورة الأجفان عن سنة الكرى ... ولكنها في حلية الدمع تطلق
__________
[1] «ابن حمد عبد الواحد» ساقط من (ج) .
[2] في (ج) : «ختم صيته» .
[3] مكان النقط بياض في الأصل، (ب) ومطموس في (ج)
[4] بياض في الأصل مكان ما بين المعقوفتين.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، (ب) .(16/138)
قرأتُ فِي كتاب أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن عبد الملك الهمداني قال: عبد الواحد بن أبي محمد التميمي كان أبدا يحكي أنه كان بدار ابن جودة فطلب بعض من حضر ماء ليشربه، فقام قاصدا للجب فأتي بجب عكبري [و-] قد ملئ بالماء وأترع، فتعجب من رآه من شدة قوته.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت عبد الوهاب الأنماطي عن عبد الواحد بن رزق اللَّه التميمي، فقال: كان [ورعا] [1] ، وكان يلبس الحرير.
أخبرني أبو نصر محمد بن هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الشِّيرَازِيِّ بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة اللَّه الشافعي قال: قرأت بخط أبي محمد بن صابر سألته- يعني عبد الواحد بن رزق اللَّه- عن مولده، فقال: مولدي يوم الخميس سابع رجب من سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ببغداد في الجانب الغربي.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم عبد الواحد بن أبي محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي في يوم الأحد، سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة باب حرب عند أخيه أبي الفضل.
131- عبد الواحد بن رضوان بن عبد الواحد بن شنيف، أبو الفرج بن أبي محمد بن أبي الفرج الوراق:
تقدم ذكر والده. من أهل دار القز، سمع أبا الفتح مسعود بن محمد بن شنيف وأخاه أبا الفضل أحمد بن محمد ودهبل [2] ولاحق ابني علي بن منصور بن كاره، كتبت عنه، وكان حسن الأخلاق لا بأس به.
أخبرنا عبد الواحد بن رضوان بن عبد الواحد [3] بن شنيف الوراق بقراءتي عليه
__________
[1] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، وفي (ب) : «سكاعا» .
[2] في (ج) : «ذهيل» .
[3] «ابن عبد الواحد» سقط من (ج) .(16/139)
قال: أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد بن شنيف قراءة عليه وأنا حاضر في شعبان سنة إحدى وخمسين وخمسمائة قال: أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن عبد الله السراج وأبو غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار قراءة عليهما قالا: أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البزاز، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ القرشي الكوفي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْعَنْبَسِ القاضي، حدثنا جعفر بن عون عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يصلي الركعتين قبل صلاة الفجر يخففهما حتى أقول: أقرأ فيهما بفاتحة الكتاب» [1] .
كان مولد عبد الواحد في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.
132- عبد الواحد بن سعد بن يحيى بن معالي بن أحمد بن القاسم بن عبد الله الأصل البغدادي، المولد الدار، أبو الفتح بن أبي البركات الصفار المقرئ:
من أهل نهر القلائين بالجانب الغربي، قرأ القرآن وطلب الحديث، فسمع الكثير وقرأ بنفسه [2] على الشيوخ وكتب بخطه، وقَرَأَ الأدب عَلَى أَبِي مَنْصُور بْن الجواليقي وغيره، وصحب عبد الوهاب الأنماطي وسمع منه الكثير، ومن أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبوي القاسم هبة اللَّه بن أحمد الحريري وإسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبي الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام الكاتب وأبوي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وعبد الجبار بْن أَحْمَد بْن توبة ومن جماعة غيرهم، كتبت عنه، وكان صدوقا أمينا صالحا متدينا، حسن الطريقة، مرضي السيرة، لحقه صمم شديد في آخر عمره، وكان لا يسمع إلا الصوت العالي، ثم أضر فكان لا يقدر على الكتابة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سَعْدٍ الصَّفَّارُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هبة الله بن أحمد
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] في (ج) : «وطلب بنفسه»(16/140)
ابن عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْعُشَارِيُّ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذا دُعِيَ إِلَى جِنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا، فَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ صَلَّى عَلَيْهَا، وَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا غَيْرُ ذَلِكَ قَالَ: «شَأْنُكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهَا، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا» [1] .
سألت عبد الواحد الصفار عَنْ مولده فَقَالَ: فِي شوال سنة ثمان عشرة وخمسمائة، سأله غيري فقال: في يوم الخميس ثاني شوال؛ وتوفي يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم سنة ستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية.
133- عبد الواحد بْن شنيف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الديلمي، أبو الفرج الفقيه الحنبلي [2] :
من أهل دار القز، وهو عم أحمد وسعيد اللذين تقدم ذكرهما، قرأ الفقه حتى حصل منه طرفا صالحا، وكان أمين الحكم بمحلته، وكان مشهورا بالديانة وحسن الطريقة، ولم يكن له رواية في الحديث.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: حدثني أبو الحسن بن عربية قال: كان تحت يده- يعني عبد الواحد بن شنيف- مال لصبي وكان قد قبض المال، وللصبي فهم وفطنة وكتب الصبي جملة التركة عدة وأثبت ما يأخذه من الشيخ، فلما مرض الشيخ أحضر الصبي وقال له: أي شيء لك عندي؟ فقال: والله ما لي عندك شيء، لأن تركتي وصلت إلي بحساب محسوب! فأخرج سبعين دينارا وقال: خذ هذه فهي لك، فإني كنت أشتري لك بشيء من مالك وأعود أبيعه فحصل لك هذا.
قرأت في كتاب أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ بخطه قال: وفي ليلة السبت حادي عشري شعبان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة توفي عبد الواحد بن شنيف، وصلى عليه عبد القادر الواعظ وصليت عليه مع الجماعة، ودفن في مقبرة باب حرب.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/300. وصحيح ابن حبان 750، 750.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/85. ومرآة الزمان 8/150.(16/141)
134- عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الواحد بن أبي هاشم:
صاحب الدولة، والد أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد اللغوي، روى عن أبي عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، روى ولده عن العطافي عنه في كتاب اليواقيت من إملائه.
135- عبد الواحد بن عبد الرحمن بن منصور بن أبي الفرج السيسني، أبو محمد بن أبي سالم الشاعر:
من أهل مصر، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وكان يسكن بالمدرسة النظامية، ومدح الإمام الناصر لدين اللَّه وكبراء دولته، وأثبت في شعر الديوان، فكان ينشد في الهناءات والتعازي، وكان أديبا فاضلا، جيد النظم، مليح القول، رشيق المعاني، حسن الأخلاق، متوددا، كتبنا عنه من شعره، وسمعته كثيرا ينشد في مجلس الوزراء.
أنشدنا أبو محمد عبد الواحد بن أبي سالم المصري لنفسه يمدح الإمام الناصر لدين اللَّه صلوات اللَّه عليه:
جهول بسر الحب من ليس يعشق ... ويعزى به من مات في اللوم يفرق
وكيف بإثراء الكرى لمتيم ... وأجفانه من دمعه الدهر تنفق
سقى اللَّه عهد العامرية إنه ... يقضي حميدا للصبا فيه رونق
ليالي رياها سماك [1] معتق ... ورشف ثناياها شمول معتق
وإذ لمحياها محاسن روضة ... فألحاظنا تسري إليها وتسرق
تقي اللَّه في قلبي إليك عليلة ... ومهجة نفس في هواك تخرق
يبيت لأهوائي إليك تشوق [2] ... ويضحى لأشجاني إليك تسرق
وما ملك الواشون مني غرة ... وإن يمنوا فيك المقال ونمقوا
__________
[1] في الأصل، (ب) : «رباها سمال»
[2] في الأصل، (ب) : «إليك شوق»(16/142)
علاقة حب ليس يخبو [1] زفيرها ... وعبرة دمع ماتني تترقرق
أمنك سرى البرق الذي هب موهنا ... كقلب محب يستكين ويخفق
سما أرجوانيا كأن وميضه ... شهاب بأذيال السماء معلق
فلله ما أهدى سناه وما هدى ... إلى ذي هوى بما يهيج ويقلق
وبهماء يجفوها الأنيس فلا يرى ... على متنها إلا سماء وسملق
ترى الآل ينزو من ضوئها كأنه ... - على الأكم منها حين يلمع- يلمق
هتفت [2] بها وهنا فتوا كأنما ... مخاميرهم من نشوة النوم أولق
فما زال عنها السير حتى تمايلت ... وحتى تشاكت [3] من أذى الأين أنيق
إلى ساحة قد حالف العز تربها ... ومن حرها عرف النبوة يعبق
بحيث محيا الدين أبهج أبلج ... وحيث ملأت الملك أفزع أفرق
وحيث عراص الجود رطب هواؤها ... يرف بها غرب الأماني ويورق
............... .......... [4] ... به الدين ينهي والمكارم تسرق
إلى الناصر الميمون أول قائم ... يهم بما يرضى الإله وينطق
يتيه به تاج الخلافة بهجة [5] ... بعليائه إذ زين التاج مفرق
نهوض بعبء الدين والملك ثابت [6] ... عن اللَّه للحق الجلي موفق
سلمت أمير المؤمنين لأمة ... لصوب ندى كفيك تحيى وترزق
بعثت لها ميت الرجا وهو داثر ... وأنجحت [7] سعي الظن والظن مخفق
وأوليتها من يمن رأيك منهجا ... له منظر بادي الوشاية مؤنق
تفيء ظلال العدل في أفنانه [8] ... ويأرج من ريّاه غرب ومشرق
__________
[1] في الأصل، (ب) : «بحو» .
[2] في (ب) : «هتف» .
[3] في الأصل: «تشالت» وفي (ب) : «فسالت» وفي (ج) : «وتسالت» .
[4] بياض في كل النسخ مكان النقط.
[5] في الأصل، (ب) : «مهجة» .
[6] في (ب) : «نائب» .
[7] في الأصل، (ب) : «ألحجت» ، وفي (ج) : ط ألححت» .
[8] في الأصل، (ب) : «أمناته» .(16/143)
تقبلت أفعال النبي وهديه ... وأنت به أولى وأحرى وأليق
مضاهيه في سمت الهدى وابن عمه ... وحامل عبء الدين عنه ومشفق
وجددت في الإسلام زهر مآثر ... على أهلها منه الجلال لمشرق
ولاية عهد سربل الذين عزها ... فلا حظها طرق الزمان ويطرق
تسامى بها ركن العلى فهو شامخ ... وشد بها عند الهدى فهو أوثق
وعفيت سبل المنكرات فأصبحت ... كأن لم تكن من قبل ذلك تخلق
وصيرت للمعروف في الناس دولة ... فألوية المعروف تعلو وتخفق
جهاد الأعداء وجود لمعتف ... وجمع لعلياء وبر مفرق
مساعيك يا ابن الأكرمين كأنها ... بدور تجلى أو شموس تألق
سبقت بها شأو الخلائق كلهم ... وما زلت للعلياء تسعى وتسبق
فلا زالت الأيام منك بغبطة ... ولا زال منك الجد يسمو ويسمق
ولا زالت الأعياد يبهر أهلها ... ضياء لها من نور وجهك يشرق
تنال بها أقصى الأماني وتنتهي ... إلى غاية من سعدها ليس يلحق
سألت عبد الواحد بن أبي سالم عن مولده فقال: في سنة ست وثلاثين وخمسمائة بمصر، وتوفي يوم الاثنين لثمان خلون من المحرم سنة أربع عشرة وستمائة، ودفن بعد العصر من اليوم المذكور بمقبرة درب [1] الخبازين [2] .
136- عبد الواحد بن عبد السميع، أبو طاهر البغدادي:
روى عن أبي الحسن محمد بن عبيد اللَّه السلامي الشاعر شيئا من شعره، روى عنه أبو نصر ابن الرسولي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزابادي بمصر قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد ابن محمد السلفي قال: أنشدنا أبو نصر عبيد اللَّه بن عبد العزيز الرسولي قال: سمعت
__________
[1] في (ج) : «باب الخبازين» .
[2] في (ج) : «آخر الجزء السابع والأربعين بعد المائة من الأصل ويليه اسم: «عبد الواحد بن عبد السميع.(16/144)
أبا طاهر عبد الواحد بن عبد السميع البغدادي يقول: دخلت على السلامي الشاعر وهو مريض قد أنهكه المرض فتألمت له ولما كنت أحظى به من شعره وتغممت [1] له، فقال لي: اكتب هذين البيتين فلست تكتب عني شيئا بعدهما، والبيتان:
حل الصباع عن [2] العناق يدي ... والإزر قد خلطت به الحلل
وا خجلتي من الوشاة غدا ... أن أثرت بخدودنا القبل
قال: فكتبتهما وخرجت، فلما بلغت باب الدرب الذي داره فيه صرخوا عليه.
137- عَبْد الواحد بْن عَبْد السَّلام بْن سلطان بن بختيار، أبو الفضل البيع العطار [3] :
من أهل باب الأزج، قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري، وسمع الحديث الكثير من أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الآبنوسي وأبي منصور أنوشتكين [4] بن عبد الله الرضواني وأبوي الفضل محمد بن [5] عمر [6] ابن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي وأبي محمد عبد الله ابن علي بن أحمد المقرئ وأبي الكرم بن الشهرزوري وأبي بكر يحيى بن عبد الباقي الغزال ومن جماعة غيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته؛ وقرأ عليه الناس القرآن بالروايات، فأكثروا وقصدوه من الأماكن لذلك، وحدث بالكثير، وكان صدوقا أمينا نزها عفيفا متدينا، حسن الطريقة، مرضي السيرة، سمعت منه كثيرا.
__________
[1] في الأصل: «تغمغمت» .
[2] في (ب) : «على العناق» .
[3] انظر: شذرات الذهب 5/13. وغاية النهاية 1/474.
[4] في الأصل، (ب) : «أبو سكين» وفي (ج) : «أبو شنكين» .
[5] محمد بن» ساقطة من (ب)
[6] في كل النسخ: «ناحر» والتصحيح من العبر 4/127.(16/145)
أَخْبَرَنَا عَبْد الْوَاحِدِ بْن عَبْد السَّلام بْن سُلْطَانٍ الأَزَجِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ ابن عمر الأرموي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ المالكي الفقيه، حدثنا علي بن الفضل بن إدريس السامري، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ» [1] .
بلغني أن مولد عبد الواحد بن عبد السلام في محرم سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم الأحد لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع وستمائة، وأخرج من الغد على رؤس الناس إلى تخت [2] المنظرة بباب الأزج فصلينا عليه هناك في خلق كثير، وحمل إلى باب حرب، فدفن هناك.
138- عبد الواحد بن عبد السلام الكاتب:
أنبأنا ذاكر بن كامل عن هزارسب بن عوض قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني قراءة عليه عن القاضي أبي الْعَلاءِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ قال:
أنبأنا أَبُو الْحَسَن [3] مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سفيان، حدثنا محمد بن جعفر بن علي المقرئ، حدثنا عبد الواحد بن عبد السلام الكاتب البغدادي قال: كتب أبو علي محمد ابن مقلة وهو وزير في أيام المقتدر إلى بعض إخوانه كتابا: يا سيد أخيه! أطال اللَّه بقاءك في عرض كل نعمة، نعم، والحيرة ممكنة، والرأي عازب، والمعين معذور، وأعظمها مرور الأيام، وتقضي مدة العمر. وأنشد لنفسه:
زمان يمر وعيش يفر ... ودهر يكر بما [4] لا يسر
وحال تذوب وهم يثوب ... ودنيا تناديك أن ليس حر
وأحسن ما استشعر العارفو ... ن عند الشدائد حلم وصبر
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3666. وسنن ابن ماجة 95، 100. والمستدرك 1/120.
[2] في كل النسخ: «تحت» .
[3] في كل النسخ: «أبو الحسين»
[4] في (ب) : «مما لا يسر» .(16/146)
ولله في كل ما نابني ... وأولى وأبلى ثناء وشكر
139- عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان، أبو محمد السقلاطوني:
من أهل الحربية. سمع أبا المظفر [هبة اللَّه] [1] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشبلي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ القادر بن يوسف وغيرهم، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزينبي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله ابن محمد، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أَبُو شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [مِنَ اللَّيْلِ] [2] مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْنَاهُ، وَلا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ نَائِمًا إِلا رَأَيْنَاهُ.
توفي عبد الواحد في يوم الأحد، الثاني من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب.
140- عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري، أبو سعيد بن الأستاذ أبي القاسم:
من أهل نيسابور. نشأ في العلم والعبادة، وأخذ من الأدب بخط وافر، ثم اقتبس من فوائد والده واقتدى بحركاته وسكناته، وحفظ كتاب اللَّه تعالى، وكان يتلوه دائما؛ وصار في آخر عمره سيد عشيرته.
سمع الحديث من والده ومن أبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي نصر منصور ابن الحسين المفسر وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي وأبي سعيد [3] عبد الرحمن بن حمدان النضروي وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن باكويه الشيرازي وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 163.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
[3] في كل النسخ: «أبى سعد» والتصحيح من العبر.(16/147)
النيلي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي نصر منصور بن رامش [1] وأبي عبد الرحمن الشاذياخي، وسمع بجوين أبا الفضل محمد بن محمد الحاتمي، وبطوس أبا علي محمد بن إسماعيل العراقي القاضي، وبالري أبا محمد عبد الوهاب بن عبد الصمد بن أسعد المزكي وأبا بكر أحمد بن محمد بن فوران النيسابوري وأبا الحسن علي بن محمد بن علي الصوفي، وقدم بغداد حاجا في شبابه وسمع بها من أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وأبي الحسن علي ابن محمد بن حبيب الماوردي وأبي الطيب عبد العزيز بن علي بن بشران وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي طالب بن علي العشاري وأبي يعلى محمد بن الحسينين الفراء، وسمع بهمدان أبا سعد محمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد [2] الهمداني، وأبا طالب علي بن إبراهيم بن جعفر بن الصباح وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني، ثم قدم بغداد مرة ثانية في شوال سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وحدث بها، وحج وعاد ونزل برباط شيخ الشيوخ، وسمع منه الأئمة والحفاظ؛ وروى عنه من أهل بغداد أبو السعود أحمد بن علي ابن المجلي وأبو القاسم ابن السمرقندي.
أنبأنا عمر بن محمد المؤدب [و] ابن عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الَقْاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنْبَأَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو سَعِيدٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن عَبْد الْكَرِيمِ بْن هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بغداد حاجّا سنة إحدى وثمانين وأربعمائة- قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَاوَرْدِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ المرجاني، حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ [مِنَ] [3] الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ» [4] .
قرأت في كتاب «جواهر الكلام» لأبي منصور أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن
__________
[1] في كل النسخ: «بن مراشق» تصحيف.
[2] في الأصل: «بن سعد»
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/13. وصحيح مسلم، كتاب الزكاة باب 16.(16/148)
الصباغ بخطه وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين عن علي بن أحمد الخياط عنه قال:
أنشدنا الأستاذ أبو سعيد عبد الواحد بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري لنفسه:
خليلي كفا عن عتابي فإنني ... خلعت عذارا في الهوى وعناني
تصاممت [1] عن كل الملام لأنني ... شغلت بما قد نابني وعناني
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلي أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قال: أنشدنا أبو سعيد القشيري [2] لنفسه:
لعمري لئن حل المشيب بمفرقي ... ورثت قوى جسمي ورق عظامي
فإن غرام العشق باق بحاله ... إلى الحشر منه لا يكون فطامي
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قرأت على أَبِي الحسن علي بْن مُحَمَّد بن جعفر الوراق قال: رأيت بخط أبي القاسم القشيري: ولد ابني أبو سعيد في صفر في سنة ثمان عشرة وأربعمائة. كتب إلي أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار قال: سمعت أبا الحسن عبد الغافر [3] بن إسماعيل الفارسي يقول: توفي أبو سعيد القشيري في يوم الأحد حادي عشري في كل النسخ: «أبو إسماعيل التستري. جمادى الأولى سنة أربع وتسعين [4] وأربعمائة [رحمه اللَّه] . [5]
141- عَبْد الواحد بْن عَبْد الماجد بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري، أبو محمد بن أبي المحاسن بن أبي سعيد [6] بن الأستاذ أبي القاسم:
من أهل نيسابور. حفيد المذكور آنفا، وقد تقدم ذكر والده؛ قدم بغداد حاجا في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وحدث بها عن أبي بكر عبد الغفار بن محمد بن
__________
[1] في كل النسخ: «فصاممت» والتصحيح من طبقات السبكي
[2] في كل النسخ: «أبو إسماعيل التستري.
[3] في (ب) : «عبد الغفار»
[4] في كل النسخ: «وسبعين»
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من (ج) .
[6] في كل النسخ: «أبى سعد»(16/149)
الحسين الشيروي، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بْن علي القرشي وشيخنا عمر بْن محمد بن أحمد بن جابر المقرئ أبو نصر.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن عَبْد الْمَاجِدِ بْن عَبْد الْوَاحِدِ الْقُشَيْرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ حَاجًّا قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشِّيرَوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يحيى بن أسد المروزي، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخْبِرُ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ» [1] .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: سألته- يعني عبد الواحد بن عبد الماجد- عن مولده فقال: سنة اثنتين وخمسمائة، ورأيت بخطه أيضا في معجم شيوخه:
سنة إحدى، وأحدهما خطأ.
قرأت بخط أبي المواهب الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محفوظ بْن صصرى التغلبي الشاهد الدمشقي في معجم شيوخه قال: توفي أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد القشيري في محرم سنة تسع وستين وخمسمائة بمدينة جي القديمة المعروفة بشهرستان، ودفن ظاهرها، وكنت إذ ذاك بأصبهان المحدثة.
142- عَبْد الواحد بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بن أبي سعد الفضلوسي، أبو نصر ابن أبي سعد الصوفي [2] :
من أهل الكرج. كان من أعيان الصوفية ومن عباد اللَّه الصالحين، طوف البلاد في السياحة وحج مرارا على التجريد وركب المشاق، وكانت له آيات وكرامات. سمع
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الدارمي 2/98. والسنن الكبرى للبيهقي 5/64. ومجمع الزوائد 8/166. وسنن ابن ماجة 3672.
[2] انظر: الأنساب(16/150)
الحديث بأصبهان من جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفي وسعيد بن أبي الرجاء [محمد] [1] الصيرفي، وببغداد من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وبالإسكندرية من أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيمَ الرازي، وقدم بغداد حاجا عدة نوب وحدث بها، وكتب عنه المبارك بن كامل الخفاف، وسَمِعَ مِنْهُ ببغداد القاضي أَبُو المحاسن عُمَر بْن علي القرشي وشيخنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن أَبِي تمام الدباس وروى عنه.
أنشدني عبد الله بن أحمد بن محمد المقرئ قال: أنشدنا أبو نصر الكرجي ببغداد قال: أنشدنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الباقي الْأَنْصَارِيّ لبعضهم:
فلقد سئمت مآربي ... فوجدت أكثرها خبيث
إلا الحديث فإنه ... مثل اسمه أبدا حديث
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ [2] دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ المسلمة قال: أنبأنا أَبُو الْفَرَجِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ [3] قَالَ: حَكَى لِي شَيْخُنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّد بْنِ أَبِي سَعْدٍ الصُّوفِيُّ الْكَرْجِيُّ قَالَ: حَجَجْتُ عَلَى الانْفِرَادِ وَقَصَدْتُ الْمَدِينَةَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى سَاكِنِهَا- قَبْلَ الْحَجِّ لِزِيَارَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَجُّ بَعْدَ ذَلِكَ، لأَحْظَى بِزِيَارَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْتُ وَزُرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجلست عند الحجرة، بينما أَنَا جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الدِّيَار َبَكْرِيُّ وَوَقَفَ بِإِزَاءِ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الْحُجْرَةِ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ لِلشَّيْخِ أَبِي نَصْرٍ الْكَرْجِيِّ مُسْتَثْبِتًا: يَا سَيِّدِي! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ عَلَيْهِ؟
فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْ دَاخِلِ الْحُجْرَةِ «وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا بَكْرٍ» وَسَمِعَهُ مَنْ حَضَرَ.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن عبد الملك بن محمد الكرجي أبو نصر، شاب صالح متدين، حسن السيرة، خشن الطريقة، سافر الكثير، وصحب المشايخ الكبار، وقطع البراري على التجريد منفردا بلا
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4/87.
[2] في (ب) ، (ج) : «أبو أحمد» .
[3] في (ج) : «المفقورة» .(16/151)
زاد وراحلة ورفيق، وكان يطوي الأيام والليالي لا يأكل فيها ويديم السير، رأيته بالكرج وكتبت عنه جزءا انتخبته من أجزاء سمعها بالإسكندرية من أبي عبد الله الرازي وديار مصر، ورد علينا بغداد سنة ثلاث وثلاثين، وسمع بقراءتي من محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي الحسن بن توبة وأبي منصور بن زريق، وانحدر إلى واسط منفردا معا ... [1] واجتمعت به بها [2] وخرج إلى الحجاز بعد ما عندنا بواسط ببغداد كما جرت عادته من عدم الزاد واحتمال التعب والسير، وكنت ببغداد وقد صدر من الحجاز فاجتمعت به وحكى لي العجائب التي رآها والمشاق التي قاساها.
قرأت بخط أبي نصر الكرجي قال: مولدي في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وذكر ولده أنه مات بالكرج في يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة، ودفن برباطه.
143- عَبْد الواحد بْن عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه الأمين، أَبُو الفتوح [3] :
ابن شيخنا أبي أحمد بن أبي منصور الصوفي المعروف بابن سكينة. أسمعه والده في صباه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي وغيرهم. وقرأ القرآن وتفقه، وقرأ الأدب وسافر، فأقام في الغربة نحوا من عشرين سنة يتردد ما بين الحجاز والشام ومصر والجزيرة وسميساط وغيرها ويخالط ملوكها، وتولى المشيخة برباط بيت المقدس ثم بخانكاه خاتون بظاهر دمشق، ثم عاد إلى بغداد في سنة أربع وستمائة وتلقى من الديوان التعظيم والاحترام، وتولى المشيخة برباط جده شيخ الشيوخ ولقب بلقبه، ونفذ رسولا إلى كيش [4] فأدركه أجله بها. كتبنا عنه، وكان غزير الفضل، كامل العقل، رجلا من الرجال قد حنكته التجارب ومارس الأمور، وصحب المشايخ الكبار
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي (ج) : «مغافلة» وفي (ب) بدون نقط.
[2] في (ج) : «واجتمع به»
[3] انظر: النجوم الزاهرة 6/203.
[4] في الأصل، (ب) : «كش» وفي (ج) : «الكبش»(16/152)
والصالحين، وله النظم والنثر، ويحفظ من الحكايات والأناشيد شيئا كثيرا، وكان من ظراف الصوفية ومحاسن الناس، وألطفهم خلقا، وأرقهم طبعا، وأكثرهم تواضعا، وكان خطه في غاية الرداءة لا يمكن أن يقرأ.
أَخْبَرَنَا عَبْد الْوَاحِدِ بْن عَبْد الْوَهَّابِ بْن عَلِيٍّ شَيْخُ الشُّيُوخِ وَوَالِدُهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرجي، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّاوِي، أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ» [1] .
أنشدني أبو الفتوح عَبْد الواحد بْن عَبْد الوهاب بْن عليّ شيخ الشيوخ لنفسه:
دع العذال ما شاءوا يقولوا ... فأين السمع مني والعذول
أتوا بدقيق عذلهم ليمحو ... هوى جللا له خطر جليل
وسمعي عنهم في كل شغل ... بوجد شرحه شرح يطول [2]
تمكن في شغاف القلب حتى ... غدا ورسيسه فيه دخيل
سألت عبد الواحد بن سكينة عن مولده، فقال: في ليلة الاثنين النصف من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وتوفي بكيش في ثاني شعبان سنة ثمان وستمائة- رحمه اللَّه.
144- عبد الواحد بن عثمان بن أحمد بن عثمان، أبو القاسم، المعروف بالعجان:
خطيب جامع القفص. كان من الصالحين، سمع أبوي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن دخان وعلي بن أحمد بن عمر الحمامي وكتب بخطه، وكان يكتب خطا مطبوعا، وحدث باليسير؛ حدث عنه أبو علي البرداني.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الطهارة 93.
[2] في الأصل: «شرح طويل»(16/153)
أنبأنا القاضي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد المعمري عن المعمري عن أبي عامر محمد بن سعدون العبدري [1] قال: أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن البرداني، أنبأنا عبد الواحد ابن عثمان المقرئ خطيب جامع القفص ويعرف بالعجان- وكان شيخا صالحا قواما كثير الدرس- أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا الحسن بن سلام السواق، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدثنا زهير، حدثنا سماك بن حرب، حدثنا مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ [2] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن نفرا من عرينة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلموا وبايعوه، وقد وقع بالمدينة الموم وهو البرسام فقالوا: هذا الوجع قد وقع يا رسول الله! فلو أذنت لنا فخرجنا إلى الإبل فكنا فيها! فقال: «نعم فاخرجوا فكونوا فيها!» فخرجوا فقتلوا أحد الراعيين وذهبوا بالإبل، وجاء الآخر وقد جرح [3] ، قال: فبلغوا حاجتهم وذهبوا بالإبل؛ وعنده شباب من الأنصار قريب [4] من عشرين، فأرسل إليهم وبعث معهم قائفا يقتص [أثرهم] [5] ، فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم [6] .
قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه قال: سنة ثمان وخمسين وأربعمائة: فيها توفي أبو القاسم عبد الواحد بن عثمان العجان، الشيخ الصالح إمام جامع القفص، ودفن بباب حرب، وكان قد زادت سنة على السبعين؛ وقد سمعت منه عن أبي الحسن الحمامي.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد العجان إمام جامع القفص في صفر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، سمعت منه عن أبي الحسن الحمامي، ودفن في مقبرة باب حرب.
__________
[1] في (ج) : «العبدوي» .
[2] في كل النسخ: «معاوية عن قرة» .
[3] في (ج) : «وقد خرج» .
[4] في (ج) : «قربت» .
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح مسلم.
[6] انظر الحديث في: كنز العمال 11766.(16/154)
145- عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني، أبو الفتح بن أبي الحسن السقلاطوني [1] :
من أهل النصرية، وهو أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره. سمع أبا عمرو عثمان ابن مُحَمَّد بْن [يُوسُف بْن] [2] دوست العلاف وأبا نَصْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَسْنُونَ النَّرْسِيُّ وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحرفي [3] وأبا محمد الحسن بن الحسين ابن رامين الأستراباذي، روى عنه محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري وابنه عبد الباقي وأبو القاسم ابن السمرقندي وعبد الوهاب [ابن المبارك بن أحمد] [4] الأنماطي وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وعمر بن ظفر المغازلي وأبو الكرم بن الشهرزوري وشهدة بنت أحمد الأبري.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحرفي، حدثنا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ سَلَمَةَ الأنصاري، حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا لا صَلاةَ إِلا بِوُضُوءٍ، وَلا وضوء إلا لمن يذكر اسم الله جل وعز، أَلا لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِي، وَلا يُؤْمِنُ بِي مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقَّ الأَنْصَارِ» [5] .
قرأت في كتاب عبد المحسن بن محمد الشيحي بخطه قال: سمعت عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني يقول: ولدت سنة ثلاث وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من
__________
[1] انظر: المنتظم 9/106.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3/166.
[3] في (ج) : «الحرقى» .
[4] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4/104.
[5] نظر الحديث في: سنن الدارقطنيّ 1/73. ونصب الراية 1/5.(16/155)
رجب سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ودفن من يومه فِي مقبرة باب حرب.
146- عبد الواحد بن علي بن سفيان، أبو العباس القصباني:
حدث عن أبي أحمد بن زبورا، روى عنه أبو العباس بن تركان الهمداني.
قرأت على سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي بإصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر قال: كتب إلي يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب الهمذاني قال:
أنبأنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان قال: سمعت أبا العباس عبد الواحد بن علي بن سفيان القصباني ببغداد يقول: حدثنا أبو أحمد بن زبورا، حدثنا ابن أبي الدنيا قال: قال محمد بن كناسة: لقد عشت في زمان وأدركت أقواما لو اختلفت الدنيا ما تحملت إلا بهم، وإني لفي زمان ما رأيت ناسكا عفيفا، ولا فاتكا ظريفا، ولا عاقلا حصيفا، ولا مجنونا طريفا [1] ، ولا جليسا خفيفا، ولا من لا يسوي على الخبزة رغيفا.
قال: وسمعت أبا بكر بن أبي الدنيا يقول: قال محمد بن كناسة: إن الناس قد تحولوا خنازير فإذا وجدتم كلبا فتمسكوا به.
147- عبد الواحد بن علي بن صالح بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن صالح ابن المنصور أبي جعفر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو القاسم الهاشمي:
روى عن أبي الحسن البكائي، روى عَنْهُ أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بن المهدي في مشيخته.
أنبأنا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة اللَّه العطار عن أبي علي محمد بن محمد ابن عبد العزيز بن المهدي قال: أنبأنا والدي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنشدنا الشريف أبو القاسم عبد الواحد بن علي صالح المنصوري الفقيه الشافعي- وكان تدرس على
__________
[1] في كل النسخ: «ظريفا» .(16/156)
الداركي- قال أنشدني أبو الحسن [1] البكائي الشافعي قال: أنشدنا محمد بن طريف أنشدنا الربيع بن سليمان قال: كنت مع الشافعي في بعض أسفاره فدخل الحمام، فتقدم المزين ليخدمه فاستدعاه بعض أرباب الدنيا فتركه ومضى إلى ذلك الرجل، فلما خرج قال: أعط الحمامي باقي نفقتي، فقلت: نبقى بلا نفقة، وهذا لا يعرفك، قال:
أعطه! فأعطيته دنانير [2] لها قدر، فاعتذر المزين إليه وقبل يديه ورجليه، فقال الشافعي:
علي ثياب لو تقاس جميعها ... بفلس لكان الفلس [منهن] [3] أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها ... نفوس الورى كانت أجل وأخطرا
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده ... إذا كان عضبا حيث وجهته برا
أنبأنا أبو طاهر العطار عن أبي علي محمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز قَالَ: سمعت أبي يقول: مات أبو القاسم المنصوري في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة.
148- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن عَبْد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري، أبو القاسم بن أبي الحسن:
من أهل باب البصرة من أولاد المحدثين، حدث عن والده بيسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، قرئ على أبي البركات عبد الرحيم بن القاضي أبي المحاسن القرشي عن والده وأنا أسمع قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو [الْقَاسِمِ] عَبْد الْوَاحِدِ بْن عَلِيِّ بْن عَبْد الْوَاحِدِ الدِّينَوَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبِي، وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيِّ بْن الْجَوْزِيِّ [4] بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّينَوَرِيُّ قراءة عليه في سنة عشرين وخمسمائة قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ، أَنْبَأَنَا الَقْاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بن زيد الليثي
__________
[1] في النسخ: «أبو صالح» .
[2] في (ب) : «فأعطيته الدنانير» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من الديوان.
[4] في الأصل: «الجوهري» .(16/157)
أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وقَالَ «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» [1] .
قرأت بخط أبي المحاسن القرشي قال: توفي عبد الواحد بن علي الدينوري في ليلة الجمعة ثامن عشر صفر سنة إحدى وستين وخمسمائة. بلغني أن مولده كان في سنة ست وخمسمائة.
149- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن الصباغ، أَبُو القاسم:
من أهل الكرخ، أحد الشهود المعدلين ببغداد، من بيت القضاء والعدالة والعلم والرواية، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الثلاثاء السابع عشر من شوَال سنة سبع وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته. سمع الحديث في صباه من أبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهم، كتبت عنه وكان سيئ الطريقة غير محمود السيرة ولا مرضي الأفعال في شهادته وأحواله- عفا اللَّه عنا وعنه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّبَّاغِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا سَعِيد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن الْبَنَّاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ محمد الواعظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدٍ الحافظ، حدثنا أحمد بن حازم ومحمد ابن الحسين الحنيني قالا: حدثنا عمرو بن حماد، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ صُبَيْحٍ الْكِنْدِيِّ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ وَلا أَظَلَّتِ [2] الْخَضْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ» [3] .
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد 146. ومسند أحمد 2/371.
[2] في النسخ: «أضلت»
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3801، 3802. وسنن ابن ماجة 156. ومسند أحمد 2/163. ومصنف ابن أبى شيبة 14/124.(16/158)
ذكر موسى بن محمد بن التنوخي الأنباري المؤدب ونقلته من خطه أن أبا القاسم [1] ابن الصباغ ولد في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة- وكان مؤدبه وبقراءته سمع- وتوفي في ليلة السبت الثاني من المحرم سنة ثمان عشرة وستمائة، وصلى عليه بجامع المنصور، [و] دفن بباب حرب.
150- عبد الواحد بن علي بن عمر بن فارس بن حمزة بن جعفر بن أحمد بن البختري، أَبُو القاسم بْن أَبِي الْحَسَن بْن أبي حفص الكاتب:
سمع أبا الفضل أحمد بن الحسين بن الفضل بن دودان الهاشمي وأبا القاسم عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران وأبا الحسين مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن رزمة [2] البزاز، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
أَنْبَأَنَا الَقْاضِي أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُخْتِيَارَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بن علي بن البختري، حدثنا أَبُو الَقْاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ إِمْلاءً أَنْبَأَنَا أَبُو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج [3] ، حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا شريح بن النعمان، حدثنا قزعة عن سيف بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ مَوْلًى لَهُ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: [سَمِعْتُ] [4] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى تَكُونَ الْعَامَّةُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّرَ على الخاصة، فإذا لم تغر [5] الْعَامَّةُ عَلَى الْخَاصَّةِ عَذَّبَ اللَّهُ الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ» [6] .
قرأت في كتاب أبي القاسم بن السمرقندي بخطه وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين قال: سألت أبا الْقَاسِم عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بن البختري عن مولده، فقال: يوم
__________
[1] في النسخ: «أن ابن القاسم» .
[2] في كل النسخ: «بن رزية» .
[3] «ابن أحمد بن دعلج» سقط من (ج) .
[4] ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
[5] في الأصل: «لم تغر» .
[6] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/192. والمعجم الكبير 17/138، 39. وفتح الباري 13/4.(16/159)
الخميس لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن عمر بن البختري في صفر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
151- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن الحسين، أبو الحسين الصيرفي:
حدث بالبصرة عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد الأعرابي، روى عنه حمزة السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحنزِيِّ [1] بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي سعد بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ [2] الْحُسَيْنِ الْخَفَّافِيُّ قَالَ:
حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ إِمْلاءً، حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْد الَوْاحِدِ بْن عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن الحسين الصّيرفيّ بالبصرة، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا بقية، حدثني صدقة بن عبد الله ابن صُهَيْبٍ، حَدَّثَنِي الْمُهَاجِرُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ عَلَى كُلِّ كَلامِ الْحَلِيمِ أُقْبِلُ، وَلَكِنْ أُقْبِلُ عَلَى هَمِّهِ [3] وَهَوَاهُ، [فَإِنْ] [4] كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ فِيمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَيَرْضَى جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا للَّهِ وَوَقَارًا وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ» [5] .
152- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن ثابت بن شعيب بن صالح، أبو طاهر النجار المكفوف:
من ساكني شارع دار الرقيق. حَدَّث عَن أبي بكر محمد بن سليمان الباغندي وأبي محمد عبد الله بن إسحاق المدائني، روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن نعيم الإستراباذي والحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.
__________
[1] في (ب) : «الحمزى» .
[2] في كل النسخ: «أبو الحسين» .
[3] في (ج) : «على نعمه» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
[5] انظر الحديث في: الجامع الكبير 5293(16/160)
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحنزِيِّ بِأَصْبَهَانَ عَنِ الْخَضِرِ بْنِ الْفَضْلِ الصَّفَّارِ أَنَّ أبا عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بْنِ مَنْدَهْ أَخْبَرَهُ عَنِ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْد الواحد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن ثابت النَّجَّارُ بِبَغْدَادَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وثلاثمائة وَأَنَا سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: قَدِ اشْتَكَى ضِرْسِي وَأَنَا أُرِيدُ الْحَجَّ، فَقَالَ لِي: إِنِّي أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيَّ وَقَدِ اشْتَكى ضِرْسِي [1] فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي: اقْرَأْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَكُلْ عَلَيْهِ الثَّمَرَ [2] ، فَإِنِّي اشْتَكَى ضِرْسِي فَأَتَيْتُ أَبَا هِشَامٍ الرِّفَاعِيَّ فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: اقْرَأْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَكُلْ عَلَيْهِ الثَّمَرَ، فَإِنِّي اشْتَكَى ضِرْسِي فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ فشكوت إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وَكُلْ عَلَيْهِ الثَّمَرَ، فَفَعَلْتُهُ فَبَرِئَ، فَجِئْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَّنْ أُحَدِّثُ هَذَا؟ فَقَالَ:
اشْتَكَى ضِرْسِي فَأَتَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ [فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: اقْرَأْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَكُلْ عَلَيْهِ الثَّمَرَ، ففعلته فبرئ، فأتيت زر بن حبيش] [3] فقلت: عَمَّنْ أُحَدِّثُ هَذَا؟ فَقَالَ:
اشْتَكَى ضِرْسِي فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَكُلْ عَلَيْهِ الثَّمَرَ فَفَعَلْتُهُ فَبَرِئَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَّنْ أُحَدِّثُ هَذَا؟ فَقَالَ:
اشْتَكَى ضِرْسِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكْوُت إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَكُلْ عَلَيْهِ الثَّمَرَ، فَفَعَلْتُ فَبَرِئَ. أَجَازَ لابْنِ بُكَيْرٍ فِي سنة ثمانين وثلاثمائة.
153- عبد الواحد بن علي بن محمد الزراع، أبو جعفر الروياني [4] :
قدم بغداد وروى بها عن أبي حاتم الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد الأهلمي كتابا صنفه في الاعتقاد، سمعه منه أبو الحسين بن الطيوري وطاهر بن أحمد النيسابوري وأبو طالب بن يوسف بباب المراتب في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة، روى عنه ابن الطيوري وطاهر.
154- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن فهد العلاف، أبو القاسم بن أبي الحسن [5] :
__________
[1] (وأنا أريد الحج ... ) حتى ( ... وقد اشتكى ضرسي) ساقط من (ج) .
[2] في (ب) : «الثمرة» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[4] في (ب) : «الرومانى» .(16/161)
من أهل نهر طابق. سمع أبا الفرج بن فارس الغوري وأبا الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ- وهو آخر من حدث عنهما- وأبا الحسن علي بن محمد بن بشران وأبا الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ مخلد البزاز، وحدث بالكثير. وكان صدوقا صالحا خيرا مأمونا، ذهبت كتبه حريقا ونهبا، وكانت سماعاته في أصول الناس؛ روى عنه أبو غالب بن البناء وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أحمد المقرئ وعمر بن ظفر المغازلي.
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن أَبِي الْمَجْدِ الْحَرْبِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ [أَحْمَدُ] [1] بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الَوْاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلافُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن محمد الهروي، حدثنا علي بن محمد ابن عيسى هو الحيكاني [2] ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهَا الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي؟ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» [3] .
كتب إلي علي بن المفضل الحافظ أن علي بن عتيق بن مؤمن أخبره عن القاضي عياض بن موسى اليحصبي، قال: سألت القاضي أبا علي الحسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سكرة عن عبد الواحد بن فهد العلاف فقال: كان شيخا خيرا صالحا.
قرأت بخط أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي قال: عبد الواحد بن علي بن
__________
[1] انظر: العبر في خبر من غبر 3/312. وتذكرة الحفاظ 3/1199.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4/71.
[3] في (ب) : «الحكامي» .
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/6، 15. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 13.
وفتح الباري 7/18، 42.(16/162)
محمد بن فهد العلاف مولده قبل الأربعمائة بسنة [1] أو سنتين.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي [2] بخطه قال: مات أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف يوم الجمعة السادس عشر من ذي القعدة سنة ست وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب، وهو آخر من حدث عن أبي الفرج بن الغوري وأبي الفتح بن أبي الفوارس.
155- عَبْد الواحد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حمويه الجويني، أبو سعد بن أبي الحسن ابن أبي عبد الله الصوفي النيسابوري:
سمع أبا بكر وجيه بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبا الفضل أحمد بن سعد بن حمان [3] وأبا منصور شهر دار بن شيرويه بن شهردار بهمذان، وقدم بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة في صباه، وسمع بها أبا الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، وعاد إلى خراسان ثم قدم بغداد في سنة سبع وثمانين وخمسمائة فحج، وعاد في سنة ثمان ونزل برباط شيخ الشيوخ وحدث بأربعين حديثا ثمانية جمعها عن شيوخه المذكورين هاهنا وبغيرها؛ وكان شيخا حسنا من بيت التصوف وأولاد المشايخ، وقد تقدم ذكر جده في أول هذا الكتاب.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الآدَمِيُّ بِحَلَبَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ [4] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ ابن مُحَمَّدِ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْجُوَيْنِيُّ الصُّوفِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا بِمَرْوَ، أَنْبَأَنَا أبو الأسعد [5] هبة الرحمن [بْن عَبْد الواحد] بْن عَبْد الْكَرِيمِ بْن هَوَازِنَ [6] الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
__________
[1] في (ج) : «الأربعين بسنة» . وفي (ب) : «الأربعمائة سنة» .
[2] في (ب) : «الدّرى»
[3] «ابن حمان» ساقطة من (ب)
[4] في (ب) : «أبو سعيد» .
[5] في (ب) ، الأصل: «أبو الأسود» .
[6] في (ب) : «هوازم» .(16/163)
وأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرَّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» [1] .
قرأت بخط أبي سعد عبد الواحد بن علي الجويني قال: مولدي في سادس شهر اللَّه رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وبلغنا أنه خرج من بغداد قاصدا الشام فدخلها زائرا المشاهد بها، وعاد قاصدا نيسابور فأدركه أجله بالري في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
156- عبد الواحد بن عمر بن المظفر، أبو طاهر الملاح:
روى عن أبي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعُونٍ الْوَاعِظُ شيئا من كلامه، روى عنه أبو بكر الخطيب.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال: أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن عُمَر بْن المظفر [2] الملاح قَالَ: سمعت ابن سمعون يقول: رأيت المعاصي نذالة فتركتها مروءة فاستحالت ديانة.
157- عبد الواحد بن أبي الفتح بن عبد الرحمن بن عصية، أبو محمد:
من أهل الحربية وبيض [................] [3]
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي [4] ونقلته من خطه، قال: توفي عبد الواحد بن أبي الفتح ابن عصية يوم الثلاثاء سابع عشري [5] جمادى الأولى من سنة ست وثمانين وخمسمائة.
__________
[1] انظر الحديث في صحيح البخاري 1/142. وصحيح مسلم، كتاب المساجد 18. وفتح الباري: 2/18، 15.
[2] «عمر بن المظفر» ساقطة من (ب) .
[3] مكان النفط بياض في كل الأصول.
[4] في الأصل، (ب) : «سلمان الحربي» .
[5] في (ب) : «سابع عشر» .(16/164)
158- عبد الواحد بن الفضل المطيع لِلَّهِ بْن جَعْفَر المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب.
ذكر عبد الوهاب الميداني أنه وافى دمشق في يوم الجمعة سلخ ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فأنزل دارا في لؤلؤة [1] خارج باب الجابية.
159- عبد الواحد بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد بن أحمد بن يوسف الصيدلاني، أبو القاسم بن أبي المطهر.
من أهل أصبهان من أولاد المحدثين، قدم بغداد حاجا في صفر سنة سبع وخمسمائة وحدث بها عن أبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج المعروف بابن الإخشيد وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ بْن [أَبِي] [2] ذر الصالحاني وأبي الرجاء أحمد بن محمد بن أحمد الكسائي وأبي الفرج [3] سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي وأبي عبد الله محمد بن أبي الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان وأبي منصور عبد الله بن محمد ابن أحمد بن الكسائي المعدل؛ حدثني عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ، وقد كتب إلي بالإجازة من أصبهان بجميع مروياته.
أَخْبَرَنِي ابْنُ الْغَزَّالِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ [الأَصْبَهَانِيُّ] [4] الصَّيْدَلانِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ حَاجًّا قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الإِخْشِيدِ السَّرَّاجُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحِيمِ الْكَاتِبُ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصائغ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ
__________
[1] في (ب) : «لولوى» .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4/83.
[3] في الأصل: «أبى منصور» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(16/165)
الفيريابي [1] ، حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ» [2] .
أنبأنا عبد الوهاب بن بزغش المقرئ ونقلته من خطه قال: سألته- يعني عبد الواحد ابن القاسم الصيدلاني- عن مولده، فقال: ولدت سنة أربع عشرة وخمسمائة، وقال لغيره: في ذي الحجة.
قرأت بخط صديقنا أبي العلاء علي بن الحسن القزويني ثم الأصبهاني قال: توفي أبو القاسم بن أبي المطهر [3] الصيدلاني في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الأولى سنة خمس وستمائة بأصبهان.
160- عبد الواحد بن كرم بن بركة بن الحسين، البواب الفراش، المقرئ:
من أهل الرصافة. كان فراشا بترب الخلفاء هناك، قرأ القرآن بالروايات على أبي حفص عمر بن ظفر المغازلي وروى عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا صالحا، حسن التلاوة للقرآن، أقرأ القرآن [4] لجماعة، سمع منه رفيقانا [5] مبارك بن مسعود وعلي معالي الرصافيان. وذكر لي مبارك أنه قرأ عليه القرآن.
قرأت بخط محمد بن كمار بن ناصر بن نصر الحدادي المراغي الواعظ قال: أنشدني الشيخ الإمام أبو محمد عبد الواحد بن كرم بركة المقرئ المقيم بالترب الشريفة:
لئن قنعت نفسي بأيسر بلغة ... من العيش يكفيني إلى يوم تكفيني
وإن هي لم تقنع فتلك مصيبة ... أصبت بها في النفس والعقل والدين
ذكر مبارك الرصافي أن عبد الواحد بن كرم ولد قبل العشرين وخمسمائة، وتوفي
__________
[1] في (ب) : «الغيريابى» .
[2] انظر الحديث في صحيح البخاري 6/236، 9/173، 193. وصحيح مسلم، كتاب المسافرين باب 34.
[3] في (ب) ، (ج) : «أبى المظفر» .
[4] «اقرأ القرآن» ساقطة من (ج) .
[5] في الأصل: «رفقانا» وفي (ج) : «رفقابا» وفي (ب) : «رفيقنا» .(16/166)
سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين وخمسمائة، وكان مسنا-[رحمه اللَّه] [1] .
161- عبد الواحد بن المبارك بن أبي بكر بن أبي منصور المستعمل، أبو منصور ابن أبي محمد الخباز:
من أهل الحريم الطاهري [2] ، أخو أبي بكر محمد الذي تقدم ذكره. سمع أبا علي أحمد بن أحمد بن الخراز وأبا المعالي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن اللحاس العطار. وغيرهما [3] ، كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ وَمُحَمَّدٌ ابْنَا الْمُبَارَكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ [4] الْمُسْتَعْمَلِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا قَالا: أَنْبَأَنَا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي بن الخزاز قراءة عليه، أنبأنا أبو الغنائم محمد ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عُبَيْد اللَّهِ بن يحيى البيع، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إملاء، أنبأنا عمر بن محمد الأسدي، حدثنا أبي، حدثنا أَبَانٌ الْبَجَلِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [رَجُلٌ] [5] فَقَالَ: [أُقَبِّلُ] [6] فِي رَمَضَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ: أقبل في رمضان؟ فقال: «لا» [7] ؛ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ [8] أَذِنْتَ لِذَاكَ وَمَنَعْتَ هَذَا؟
قَالَ: «إِنَّ الَّذِي أَذِنْتُ لَهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَمْلِكُ إِرْبَهُ، وَالَّذِي مَنَعْتُهُ رَجُلٌ شَابُّ لا يَمْلِكُ إِرْبَهُ فَلِذَلِكَ مَنَعْتُهُ» [9] .
سألت أبا منصور عبد الواحد بن المبارك عن مولده فقال: في سنة خمس أو ست وأربعين وخمسمائة. وتوفي يوم الخميس الخامس من جمادى الآخرة سنة عشرين
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[2] في (ب) : «الطاهرين» .
[3] في (ب) : «وغيره» .
[4] في النسخ: «أبى المبارك» .
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
[6] ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
[7] «فقال: لا» ساقطة من (ج) .
[8] «يا رسول الله» ساقطة (ب) .
[9]- انظر الحديث في: كنز العمال 24407.(16/167)
وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
162- عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم الباقرحي:
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي قال: قرأت على أبي محمد عبد الله بن الحسن الكامخي الساوي نزيل الري بها قال: أنشدني إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي ببغداد، أنشدني عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم الباقرحي، أنشدني الميموني قال: أنشدنا المبرد:
لا تبخلن بمعروف عرفت له ... وجها وبادر به في وقت عرفانه
فربما انقبضت من بعد ما انبسطت ... كف و [قد] [1] أعوزتني [2] بعد إمكانه
163- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حفص [3] [4] بن منير، أبو محمد المنيري:
من أهل جرجان. سمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبا أحمد [5] عبد الله ابن عدي وأبا عمرو البحيري وغيرهم، روى عنه حمزة السهمي. واجتاز بالنهروان وحدث بها.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى أبو منصور شهردار [6] بن شيرويه بن شهر دار الديلمي قال: أنبأنا والدي، حدثنا أبو المعالي الحسن بن محمد بن شادي الأصم الإستراباذي، أنبأنا أبو محمد عَبْد الْوَاحِدِ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن منير المنيري بنهروان، حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي [7] ، أنبأنا أحمد ابن محمد بن الشرقي الحافظ، أنبأنا أبو الأزهر يزيد بن أبي حكيم قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[1] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
[2] في (ب) : «أعود لي» .
[3] انظر: تاريخ جرجان، ص 270.
[4] في تاريخ جرجان: «بن جعفر» .
[5] في (ب) : «وأحمد» ، وفي (ج) : «وأبا حمد» .
[6] في النسخ: «شهروان» .
[7] (في الأصل، (ب) : «الماسوجسى» .(16/168)
في النوم فقلت: يا رسول الله! رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا بأس به، فقلت: ذكرنا عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري أنك ليلة أسري بك رأيت إدريس في السماء الرابعة؟ قال: نعم، قال: قلت: يا رسول الله! إن ناسا من أمتك يحدثون في السرى بالعجائب؟ قال: ذلك متاع القصاص.
ذكر حمزة السهمي في «تاريخ جرجان» أن المنيري مات في شهر رمضان سنة عشرين وأربعمائة.
164- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحمامي، أبو القاسم المقرئ:
من أهل شارع دار الرقيق. سمع أبا الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن البادا وأبا عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بْن مُحَمَّد الغضائري [1] وأبا علي الحسن بن الحسين [2] ابن دوما النعالي وأبا الْحَسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ [بْنِ مُحَمَّدِ] [3] بْنِ الفضل القطان وأبا محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الأرزني اللغوي وغيرهم. وكان مقلا [4] من الحديث، صالحا؛ روى عنه أبو علي أحمد وأبو ياسر [5] عبد اللَّه ابنا محمد بن أحمد البرداني.
أَنْبَأَنَا شُجَاعُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن مَحْبُوبٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرَدَانِيُّ [6] قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ [7] الْحَمَامِيِّ: أَخْبَرَكَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيُّ [8] ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ ابن أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن
__________
[1] في النسخ: «الفضائرى» .
[2] في النسخ: «الحسين بن الحسن» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر.
[4] في (ب) : «مقالا» .
[5] في (ج) : «أبو محمد» .
[6] في (ب) : «البرزالى» .
[7] في (ج) «أحمد بن محمد» .
[8] في الأصول: «الفضائرى» .(16/169)
يحيى الصولي، حدثنا هشام بن علي العطار، حدثنا عثمان بن طالوت، حدثنا العلاء ابن مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللذات» ، قالوا: يا رسول الله! وما هادم اللَّذَّاتِ؟ قَالَ:
«الْمَوْتُ» [1] .
أخبرنا الأسعد بن بقاء النجار قال: أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي، أنبأنا أبو ياسر عبد الله بن محمد البرداني قال: أنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد الحمامي قال: أنشدنا أبو محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الأرزني [2] اللغوي لنفسه:
لعل فتى حرا يزور بنا القفصا ... فندرك من لذاتنا الغرض الأقصى
فبستان نهر القفص أحسن منظرا ... عجائبه ليست تحد ولا تحصى
إذا ما سرحت الطرف في جنباته ... رأيت عيانا للسرور به شخصا
ترى شجر النارنج يجلو عرائسا ... [و] قد جعلت حمر الثياب لها قمصا
كأن نجوما بحن [3] في رونق الضحى ... ولم يبد نور الصبح في نورها نقصا
سقى اللَّه أرض القفص كل عشية ... من الغيث ما يروى الدساكر والقفصا
فكم فئة [4] بيض كرام صحبتهم ... هناك فلم أنزل بهم منزلا نقصا
مقيمين بحنا [5] اللهو غضا بحيث لا ... يخالف في نيل المراد ولا نقصا
موافقة أسماؤهم لصفاتهم ... فلا حوشبا فيهم يعد ولا حفصا
يدير بها سوداء تحسب لونها ... من الخبر أو قطعا من الليل منغصا
إلى النحل تنمى من دساكر واسط ... ولم تتربع لا دمشق ولا حمصا
أخبرنا الأسعد بن بقاء الأزجي قال: أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي، أنبأنا أبو ياسر
__________
[1] انظر الحديث في: كشف الخفا 1/188. ومجمع الزوائد 10/380. وتلخيص الحبير 2/101.
[2] في الأصل، (ب) : «الأرزّيّ» .
[3] في الأصل: «تجن» .
[4] في الأصل: «فتنة» .
[5] هكذا في النسخ(16/170)
عبد الله بن محمد بن أحمد البرداني قال: ذكر لنا عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحمامي المقرئ أن مولده في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ومات يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر سنة تسع وستين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب. وكان سماعه من ابن البادا صحيحا.
165- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الشواء، أبو القاسم الزاهد:
سمع أبوي علي الحسن بن شهاب العكبري بعكبرا والحسن بن الحسين بن العباس ابن دوما النعالي ببغداد، وسكن بيت المقدس وحدث هناك، روى عنه الفقيه نصر بن إبراهيم ومكي بن عبد السلام المقدسيان وعمر بن عبد الكريم الدهستاني وأبو بكر يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن عمر بن شبل الإسكندراني، وكان سماعه منه في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد القوي المصيصي، حدثنا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ شِهَابِ [1] بْنِ الْحَسَنِ العكبري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ النصيبي، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «سَتَتَّبِعُونَ سُنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ بَاعًا فَبَاعًا وَذِرَاعًا فَذِرَاعًا وَشِبْرًا فَشِبْرًا، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ» [2] ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟» [3] .
166- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن جودة، أبو نصر بن أبي عبد الله:
من أهل باب المراتب، تقدم ذكر والده في أول الكتاب. سمع الكثير بقراءة الخطيب
__________
[1] في الأصول: «الحسن عن شهاب» .
[2] في الأصل: «لدخلتم معهم» .
[3] انظر الحديث في: السنة لابن أبى عاصم 1/36.(16/171)
من أبي محمد الحسن بن علي الجوهري وغيره وحدث بيسير، سمع منه أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بْن خسرو البلخي وأبو الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن عطاف الموصلي.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيِّ وَأَبِي الْفَضْلِ بْنِ عَطَّافٍ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن جُودَةَ [1] قِرَاءَةً عَلَيْهِ،
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ لاحِقُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الصُّوفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الَوْاحِدِ الَكْاتِبُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ [عَنِ] [2] الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلَ حَبْلا فَيَحْتَطِبَ [بِهِ] [3] ثُمَّ يَجِيءَ فَيَضَعَهُ في السوق فيبيعه فينفقه عَلَى نَفْسِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» [4] .
قرأت في كتاب هزارسب بن عوض الهروي بخطه قال: توفي أبو نصر ابن جودة في يوم السبت تاسع جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين- يعني وأربعمائة، ودفن في تربة بالحربية مجاورة ابن القزويني.
167- عبد الواحد بن محمد الموفق بالله بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
ذكر أبو جعفر بن الطبري في تأريخه أنه قتل في خلافة ابن أخي المكتفي بالله علي ابن أحمد المعتضد بالله في ليلة الاثنين لأربع عشرة بقيت من شهر رمضان سنة تسع وثمانين ومائتين، وكان مولده في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
168- عبد الواحد بن محمد بن الحسن الترمذي:
__________
[1] في النسخ: «ابن حردة» .
[2] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[3] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/164، 167.(16/172)
سكن بَغْدَاد وحدث بها عن أَبِي عَبْد الله الحسين بن علي بن أبي الأحوص الكوفي وأبي الحسن علي بن حماد بن السكن البزاز، روى عنه أبو إسحاق المستملي البلخي.
قَرَأْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ أُمِّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ الصَّائِغِ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد بن إسحاق بن منده قراءة عَلَيْهِ،
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ بِبَلْخَ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بن داود المستملي، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن الحسن الترمذي ببغداد إملاء بقرب المطبق، حدثنا علي ابن حماد أبو الحسن، حدثنا علي بن عبد الله بن يحيى، حدثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الحبة السوداء فإن فيها شفاء، كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ» ، وَالسَّامُ: الْمَوْتُ [1] .
169- عبد الواحد بن محمد بن الحسن البزاز الفقيه، [أبو القاسم] [2] ، المعروف بابن الخياط:
من أهل البصرة. قدم بغداد وحدث بها عن أبي إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان، سمع منه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي وأبو بكر محمد ابن أحمد بن عبد الباقي المعروف بابن الخاضبة وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وروى عنه.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ التَّمَّارُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَيَّاطِ الْبَصْرِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ بِالْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ فِي سَنَةِ اثنتين وسبعين وأربعمائة قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَسَّانَ بِالْبَصْرَةِ في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بن الفضل الأسفاطي، حدثنا موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني، حدثنا محمد بن رمح، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يأكل بالشمال» [3] .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/510، 6/138.
[2] ما بين المعقوفتين من الإسناد التالي.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأشربة باب 13. ومسند أحمد 3/334.(16/173)
قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق البازكلي البصري بخطه قال: توفي [أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ] [1] . الحسن بن الخياط في بغداد يوم الأربعاء خامس جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ودفن بباب أبرز.
170- عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن البني، أبو السعود [2] :
من أهل باب المراتب. سمع أبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الخطيب الأنباري وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن عساكر الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بِدِمَشْقَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو السُّعُودِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَنَّى بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو الْغَنَائِمِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَبُو الْفَتْحِ قَالُوا جَمِيعًا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ [3] الْخَطِيبُ الأَنْبَارِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بْنِ مَهْدِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّرِيرُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ [4] يَقُولُ: أَنَا الدَّهْرُ [5] ، لِيَ اللَّيْلُ أُجَدِّدُهُ [6] وأبليه وأذهب بملوك وآتي بملوك» [7] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من الإسناد السابق.
[2] انظر: تعليق الإكمال 1/478.
[3] «ابن محمد» سقط من (ب) .
[4] في (ج) : «فإن الدهر» .
[5] «أنا الدهر» سقط من (ب) .
[6] في النسخ: «الليل أجده» .
[7]- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأدب باب 1. ومسند أحمد 2/395، 491، 496، 499.(16/174)
171- عبد الواحد بن محمد بن عبد السميع بن إسحاق بن إبراهيم بن الواثق بالله، أبو الفضل الهاشمي المعروف بابن الطوابيقي [1] :
من أهل باب البصرة. سمع أبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ العيسوي [2] وحدث باليسير، روى عنه أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي [3] وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَعَالِي الأُشْنَانِيُّ [4] قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّمِيعِ بْنِ الْوَاثِقِ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: نَهَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الضرب في الوجه.
قرأت بخط أبي بكر بن الخاضبة قال: سئل الشريف أبو الفضل يعني ابن الطوابيقي عن مولده، فقال: سنة تسعين- يعني وثلاثمائة- تقديرا. أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل [5] قال: توفي أبو الفضل عبد الواحد بن الطوابيقي في ليلة الأحد، ودفن يوم الأحد ثاني عشري جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ذكر غيره أنه دفن بمقبرة جامع المنصور.
172- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بن العباس بن الحصين، أبو غالب بن أبي عبد الله الشيباني:
من بيت رئاسة وتقدم، تقدم ذكر والده. سمع الكثير مع أخويه أبي القاسم هبة الله
__________
[1] انظر: المنتظم 9/32.
[2] في الأصل، (ج) : «العبسوى» وفي (ب) : «العبوسى» والتصحيح من العبر 3/119.
[3] في (ج) : «المزرقى» .
[4] في (ب) : «الأشنان» .
[5] في (ب) : «المعدد» .(16/175)
وأبي الفرج الحصين من الأمير أبي مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله وأبي طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ وأبي علي الحسن بن علي بن المذهب وأبي القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري. ومات شابا، ما أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي بخطه قال: مات أبو غالب عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بن الحصين في يوم السبت سادس عشر رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة بعد أبيه بشهر واحد وأحد عشر يوما.
173- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بن الحسن بن مبارك [1] الشيباني، أبو القاسم بن أبي غالب القزاز، المعروف بابن زريق:
من أهل الحريم الطاهري. وهو أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره، وكان الأصغر، سمع أبا الحسين المبارك [2] بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبا بَكْر أَحْمَد بْن المظفر بْن سوسن التمار وغيرهما، سمع منه أبو نجيح محمود بن أبي الرجاء الواعظ الأصبهاني وأبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ النَّحْوِيِّ بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي نَجِيحٍ مَحْمُودِ بْنِ أَبِي الرَّجَاءِ الْوَاعِظِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الَوْاحِدِ الْقَزَّازُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وخمسمائة،
وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَعَالِي بْنِ غُنَيْمَةَ قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بن الحسن بن سوسن التمار، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن محمد الحرفي إملاء، حدثنا حمزة بن محمد [3] الدهقان، حدثنا محمد بن عيسى بن حبان، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا شعبة، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ وَالأَمَلُ» [4] .
__________
[1] في النسخ: «بن منازل» .
[2] في النسخ: «أبا الحسين بن المبارك» .
[3] في (ج) : «بن مخلد» .
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزكاة 115. وسنن الترمذي 455، وسنن ابن ماجة 4234.(16/176)
174- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بن الداريج، أبو السعود بن أبي طاهر المعروف بابن الطراح [1] :
من أهل القطيعة بباب الأزج. سمع في صباه أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي البزاز وأبا البركات يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيش الفارقي وأبوي الفضل عبد الملك بْن عليّ بْن يُوْسٌف ومحمد بْن ناصر الحافظ وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا جليلا، حسن الأخلاق ساكنا، وكان يسكن بقرية تعرف بالفارسية من طريق خراسان، ويقدم علينا في أيام العيد فنسمع منه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الدَّارِيجِ بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الكاتب، حدثنا نعيم ابن حماد، حدثنا إِدْرِيسُ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلِ [2] بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا» [3] .
سألت أبا السعود بن الداريج عن مولده فقال: في سنة عشرين وخمسمائة، وتوفي في الخامس من ذي الحجة سنة ثلاث وستمائة بالفارسية ودفن بها.
175- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبيد الزجاج، أبو القاسم بن أبي بكر الخباز، المعروف بابن الأسلي:
من أهل باب البصرة. سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبا الحسين علي ابن محمد بن بشران وأبا الحسن علي بن أحمد الحمامي وغيرهم [4] ، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
__________
[1] انظر: هامش الإكمال 3/376.
[2] في (ج) : «عن سهل» .
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجمعة 69. وسنن أبى داود 1131.
[4] في (ب) : «وغيره» .(16/177)
أنبأنا أبو حامد عبد الله بن مسلم الْوَكِيلُ وَالأَعَزُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُظَفَّرِ قَالا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد ابن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الأسلِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَمَامِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْن بُرَيْهٍ الْهَاشِمِيُّ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله، حدثنا الحسين بن صفوان قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ وَفِي مِثْلِ هذا الشهر، فقال: «أحسنوا يا أيها النَّاسُ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ الظَّنَّ، فَإِنَّ الرَّبَّ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ بِهِ» [1] .
قرأت في كتاب «التأريخ» لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال:
أبو القاسم عبد الواحد بن الأسلي- يعني: توفي- يوم الأربعاء سابع شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
176- عبد الواحد بن محمد بن عثمان، أبو الحسين [2] ، المجاشي:
سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن هشام الصرصري وأبا نصر أحمد ابن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وغيرهما، روى عنه أَبُو علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد البرداني وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي في معجم شيوخه.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّهْرَوَانِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الْعَاقُولِيُّ قِرَاءَةً عليه، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي النّرسيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بن عثمان المجاشي، حدثنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا أبو السائب، حدثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ [3] عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَضْحَكُ اللَّهُ عَزَّ وجل إلى رجلين أحدهما
__________
[1] انظر الحديث في كنز العمال 5854.
[2] في (ب) : «أبو الحسن» .
[3] في (ج) : «أبى الزّيّاد» .(16/178)
قَتَلَ الآخَرَ، كِلاهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ! يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُسْتَشْهَدُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى قَاتِلِهِ فَيُسْلِمُ فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُسْتَشْهَدُ» [1] .
قرأتُ بِخط أبي الفضل أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن خيرون قَالَ: توفي أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن عثمان المجاشي بأسفل من واسط في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، سمعت منه.
177- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عبد الواحد بن جعفر بن الصباغ، أبو المظفر بن أبي غالب [2] :
من ساكني دار الخلافة، تقدم ذكر والده. قرأ القرآن على أبي الخير المبارك بن الحسين الغسال، وتفقه على الكيا أبي الحسن الهراسي، وسمع الحديث من أبي الشريف أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الخطيب الأنباري وأبي محمد رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي وأبي عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبي الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني وغيرهم. وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في شوال سنة أربعين وخمسمائة، ثم عند قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي فقبلاه، روى لنا عنه يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أبو المظفر عبد الواحد بن محمد بن عَلِيٍّ الصَّبَّاغُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الغزال، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهْلُ الجنة لا يتغوطون، طعامهم جشاء [3] ورشح
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/29. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 128، 129
[2] انظر: المنتظم 10/135.
[3] في النسخ: «حشاء» .(16/179)
كَالْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ الْحَمْدَ وَالتَّسْبِيحَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ» [1] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن محمد بن علي بن الصباغ أبو المظفر أحد الشهود من بيت العلم والعدالة، وكانوا يتكلمون فيه وينسبونه إلى أشياء، والله يعفو له، كتبت عنه، وسألته عن مولده، فقال:
في النصف من جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وأربعمائة بالكرخ.
أنبأنا عبد الكريم بن محمد الأصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي أبو المظفر عبد الواحد بن محمد بن الصباغ في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الخميس بجامع القصر، وحمل إلى باب حرب، وكان سماعه صحيحا إلا أنه كان مخلطا [2] في نفسه.
178- عبد الواحد بن محمد بن هبيرة، أبو الرضاء الدوري:
أخو الوزير أبي المظفر يحيى.
ذكره شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق في معجم شيوخه الذين أجازوا له، ولم يذكر له رواية.
179- عبد الواحد بن محمد، أبو العباس البغدادي:
كتب إلي محمد بن معمر بن عبد الواحد الأصبهاني أن أبا بكر أحمد بن علي بن موسى المقرئ أخبره عن أبي مسلم عمر بن علي البخاري قال: حدثنا أبو نصر محمد ابن الحسن بن إسرافيل الشروطي بغزنة قال: أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن محمد البغدادي بهمدان لبعضهم:
الإلف لا يصبر عن إلفه ... مقدار رجع الطرف بالطرف
وقد صبرنا عنكم ساعة ... فليس ذا فعل أولى الظرف
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/316. وشرح السنة 15/212.
[2] في (ب) : «مخلقا»(16/180)
180- عبد الواحد بن محمود بن محمد بن علي بن سعترة، أبو الفتح البيع:
من ساكني سوق العميد. سمع بعد علو سنة من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبي محمد عَبْد اللَّه بْن مَنْصُور بْن هبة اللَّه الموصلي وجماعة من هذه الطبقة، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا متدينا، ذا فهم وتيقظ، أضر في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَحْمُودٍ الْبَيِّعُ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ القرشي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَتَخَلَّفَ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَكِنْ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَلا يَجِدُونَ مَا يَتَحَمَّلُونَ عليه ويشق عليهم أن يتخلفوا بعدي، [و] لوددت أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَى ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَى ثُمَّ أُقْتَلُ» [1] .
أنشدني محمد بن سعيد الحافظ قال: أنشدنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن سعترة لنفسه:
وأمر من موتي علي بعادكم ... وبعادكم عندي أشر وأوجع
لا تشمتوا مني العدو بينكم ... عطفا على قلب يخاف ويطمع
سألت عبد الواحد بن سعترة عن مولده فقال: في سنة ثلاثين وخمسمائة، وتوفي في العشر الآخر من ذي الحجة سنة خمس عشرة وستمائة.
181- عَبْد الواحد بْن مَسْعُود بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بن العباس بن الحصين الشيباني، أبو غالب بن أبي منصور بن أبي غالب الكاتب:
تقدم ذكر جده آنفا. تولى النظر بواسط وأعمالها [2] في سنة سبعين وخمسمائة، ثم
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإمارة باب 28. وشرح السنة 10/305.
[2] في (ب) : «وأعماله» .(16/181)
عزل عنها في آخرها، وخرج عن بغداد في سنة سبع وسبعين ودخل بلاد الشام وديار مصر وخدم الملوك هناك، ثم عاد إلى حلب وصار كاتبا لملكها الظاهر بن صلاح الدين واستوطنها إلى حين وفاته. وكان كاتبا، بليغا، مليح الخط، حسن المعرفة بأحوال التصوف، محمود السيرة. سمع الحديث من والده ومن أبي الكرم بن الشهرزوري وأبي الوقت الصوفي وأبي الفتح مُحَمَّد بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عبد السلام وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا أبو محمد جعفر بن محمد العباسي بحلب، وحصل لنا منه الإجازة بجميع مروياته.
كتب إلي أبو غالب عَبْد الواحد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بن الحصين قال:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الشَّهْرُزُورِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وَأَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ وَزَاهِرُ بْنُ رُسْتُمَ الأَصْبَهَانِيُّ وَعَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِيبُ بِالْمَوْصِلِ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْكَرَمِ بْنُ الشَّهْرُزُورِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ التَّمِيمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، أنبأنا محمد بن مخلد الدوري، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ، وَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ» [1] .
بلغنا أن أبا غالب بن الحصين مات بحلب في الحادي والعشرين من رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
182- عبد الواحد بن المطهر بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن الفضل ابن الربيع بن محمد بن بشر بن بشير [2] بن زياد بن عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة بن العنبر بن يربوع [3] ، أبو نصر [4] بن أبي الفضل البزاني [5] :
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النكاح 106. ومسند أحمد 2/507، 3/392.
[2] «ابن بشير» سقطت من (ج) .
[3] في (ب) : أبوح» .
[4] في الإكمال: «أبو مضر» .
[5] انظر: الإكمال 1/537.(16/182)
من أهل أصبهان. قدم بغداد عميدا على العراق من قبل السلطان ألب أرسلان في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة، واستقبله قاضي القضاة والأعيان. وكان والده قد روى الحديث عن أبي جعفر الأبهري وأبي عبد الله بن منده وأبي عمر بن عبد الوهاب. ومات أبو نصر هذا قبل أبيه. ذكر محمد بن هلال بن الصابئ أنه مات بالبصرة في يوم الجمعة السادس من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، وذكر أنه أمر أن يتصدق عنه بألفي دينار. ولقد كان شخصا نفيسا، وجليلا رئيسا، وبارعا فاضلا، [و] جامعا للمحاسن كاملا.
183- عبد الواحد بن مظفر بن أحمد البوراني:
من أهل شارع دار الرقيق. حدث باليسير عن أَبِي طالب مُحَمَّد بن علي بن الفتح العشاري، سمع منه عبد الله [1] بن محمد بن أحمد البرداني في شعبان سنة خمسمائة.
184- عَبْد الواحد بْن معالي بْن غنيمة بْن حسن بن منينا، أبو أحمد البقال:
من أهل باب البصرة، وهو أخو عبد العزيز الذي تقدم ذكره، وكان الأصغر. سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وغيره، كتبت عنه، وكان لا بأس به.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَعَالِي الْبَقَّالُ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْبَدْرِ الْكَرْخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ، أنبأنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا سهل بن زنجلة وابن حميد قالا: حدثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ بِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2]
- تَفَرَّدَ بِهِ الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ.
توفي عبد الواحد بن منينا في ليلة الجمعة الثاني عشر من صفر من سنة إحدى وستمائة ودفن من الغد.
__________
[1] في النسخ: «عبد الله بن عبد الله» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/38. وفتح الباري 1/200.(16/183)
185- عَبْد الواحد بْن نزار بْن عَبْد الواحد بن الجمال، أبو نزار النساج [1] :
من أهل باب البصرة، وهو أخو شيخنا بركة بن نزار الذي تقدم ذكره. سمع أبا الحسن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله بن علي الحربي وغيرهما، وكانت له إجازة من أبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا متيقظا، حسن الأخلاق؛ سكن في آخر عمره بالرباط المستنصري بدار الروم عند الرصافة.
أَخْبَرَنَا بَرَكَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنَا نِزَارِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْجَمَّالِ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا قَالا:
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازُ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا قَالا:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ إِمْلاءً، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن حسنون النّرسيّ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ يَسْأَلُ أَبَا النَّضْرِ هَاشِمَ بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: سَمِعْتُ هَاشِمَ بْنَ الْقَاسِمِ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النُّعْمَانِ الْقُرَشِيُّ، أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَجْتَمِعُ حُبُّ هَؤُلَاءِ الأَرْبَعَةِ إِلا فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ» [2] .
سألت عبد الواحد بن نزار عن مولده فقال: في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الأربعاء لعشر خلون من شعبان سنة أربع وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة باب حرب.
186- عبد الواحد بن يوسف بن محمد بن إبراهيم بن الوليد، أبو الحسين المصري، يعرف بابن شيدانة:
حدث عن محمد بن جعفر الفيريابي وأبي محمد الخراز وأبي بكر محمد بن الحسن
__________
[1] انظر: هامش الإكمال 3/30.
[2] انظر الحديث في: المطالب العالية 4026، 4526. وكشف الخفا 2/517. وتاريخ بغداد 4/332. وكنز العمال 33103.(16/184)
ابن مقسم العطار صاحبي إدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ وعن أبي الحر اللغوي المصري، روى عنه أبو أحمد الحلاب النحوي الشيرازي نديم الملك صمصام الدولة بن عضد الدولة وإبراهيم بن علي المؤدب، وله كتاب الموجز في القراءات، رواه عنه محمد ابن أحمد بن محمد اللالكي البصري.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب [1] إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم ابن علي بن إسحاق بن علي الحنيفي المؤدب الدامغاني بالدامغان قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحسين عَبْد الواحد بْن يوسف بن محمد بن الوليد المقرئ ببغداد بعد رجوعي من بيت اللَّه الحرام، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن المستفاض الفيريابي، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قراءة عليه، حدثني عيسى بن مينا ويلقب بقالون قال: قرأت على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني قال: ذكر أن الْحُسَيْن بن عَلِيّ بن أَبِي طالب رضي اللَّه عنهما كتب إلى مؤدب ولده أن أكتب إلي ببيت تجمع فيه حروف الهجاء، فكتب إليه:
يا ابن الحسين بن علي بن ... له النهي والعلى والشرف
سألتني جمع حروف الهجا ... في بيت شعر واحد مؤتلف
فهاك [2] بيتا فيه كل الهجا ... غير معاد فيه شيء سلف
قد غشني ذو عثرة لاحظ ... مصطخب ضج لسكت أزف [3]
187- عبد الوارث بن عبد المجيد البغدادي:
حدث عن [.......] [4] روى عنه إبراهيم بن محمد بن يعقوب بن يوسف ابن عبد الله بن هامل الخوارزمي، وذكر أنه كتب عنه ببغداد.
188- عبد الودود بن أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله، أبو الغنائم الهاشمي:
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «كتبت» .
[2] في (ب) والأصل: «فهناك» .
[3] في (ب) : «أزفى» .
[4] بياض في الأصول مكان النقط.(16/185)
من أهل باب البصرة، كان من الشهود المعدلين ببغداد، شهد عند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّهِ الدامغاني في الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وستين وأربعمائة فقيل شهادته. سمع الحديث من القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وحدث باليسير، روى عنه أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه.
كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الودود بن أحمد بن الحسن بن عبد الْوَدُودِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ بِبَغْدَادَ بِبَابِ الْبَصْرَةِ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُهَيْلِ [1] بن علي وأبو عبد الله الحسين بن سعيد الأمين قراءة عليهما قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الباقي الْأَنْصَارِيّ، قالا: حدثنا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بن الفراء القاضي إملاء، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عَبْدُ الأَعْلَى الشَّامِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَفْضُلُ [2] صَلاةُ الجمع عن صَلاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، قَالَ: وَتَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ» [3]
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات القاضي الشريف أبو الغنائم عبد الودود بن المهتدي بالله في يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة الثاني من ذي القعدة سنة خمس وخمسمائة، ودفن في مقبرة جامع المنصور وراء القبلة عند أبيه وجده.
189- عبد الودود بن [4] عبد الملك بن عيسى، أبو الحسن النحوي [5] :
__________
[1] في (ب) : «زهيل» .
[2] في (ب) : «يفضل» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/328، 454.
[4] في الأصل: «عبد الود» .
[5] انظر: بغية الوعاة، ص 318. وإنباه النحاة للقفطى 2/217.(16/186)
من أهل المغرب. كان أديبا فاضلا شاعرا، قدم بغداد وأقام بها مدة، وقرئ عليه الأدب، ذكره أبو طاهر أحمد بن محمد في معجم شيوخه.
قرأت على أبي الحسن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: قرأت على أبي الحسن عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوي ببغداد «ياقوتة التصريف» للأستاذ أبي عبد الله محمد بن أحمد الأردستاني قراءة دراية لا رواية، وكان متفننا في علوم شتى، وله شعر في غاية الجودة، ويحضر كثيرا عند شيخنا الكيا حتى خرج من بغداد إلى الشام، وأصله من المغرب.
وقرأت على أبي الحسن عن السلفي قال: قرأت على أبي الحسن عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوي المغربي ببغداد [1] «ياقوتة التصريف» للأستاذ أبي عبد الله محمد بن أحمد الأردستاني، ومن جملة ما أورده فيه قال: ليس في الكلام اسم على فعل- بضم الفاء وكسر العين- إلا واحد إلا «دئل» وهي دويبة، وبها سميت قبيلة أبي الأسود الدؤلي.
ذكر السلفي أن له قصيدة سائرة يهجو فيها بعض الرؤساء أولها:
تسل فللأيام بشر وتعبيس ... وأيقن فلا النعمى تدوم ولا البؤس
190- عبد الودود بن محمد بن المبارك بن علي بن المبارك، أبو المظفر [2] [ابن] [3] أبي القاسم، الفقيه الشافعي، المعروف والده بالمجير البغدادي:
وسيأتي ذكره في باب الميم من هذا الكتاب- إن شاء اللَّه تعالى. قرأ المذهب والأصول على والده حتى برع فيهما وقرأ الخلاف والجدل، وناظر الفقهاء، وتولى الإعادة بالمدرسة الثقتية بباب الأزج بعد وفاة والده، ورتب على السبيل الذي أخرجه الإمام الناصر لدين اللَّه صلوات اللَّه عليه للفقراء والمشاة بطريق مكة، فحمدت سيرته فيه، وشكره الخاص والعام؛ ثم ولى الوكالة للإمام الناصر لدين الله في جميع
__________
[1] «المغربي ببغداد» ساقطة من (ب) .
[2] انظر: الطبقات الكبرى للسبكى 5/133.
[3] «ابن» ساقطة من الأصل.(16/187)
متصرفاته المالية في شوال سنة ست وستمائة وجرت أموره فيها على السداد. وكانت له إجازة جماعة من الواسطيين كأبي طالب محمد [بن أحمد] [1] بن علي بن الكتاني وأبي جعفر هبة اللَّه بن يحيى بن البوقي وأبي البقاء هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن حبانش المقرئ وأبي طالب سليمان بن محمد بن الحسن العكبري، أجازوا له في سنة تسع وستين وخمسمائة، وخرج له فوائد عن هؤلاء المذكورين في جزء صاحبنا عبد الغني بن مشرف الخالصي، وقرأه عليه فسمعه جماعة، وكان صديقنا، وقد سمع بقراءتنا شيئا على شيخنا أبي أحمد بن سكينة، وكان غزير الفضل، كامل العقل، ثخين الستر، متدينا، محبا لأهل الخير، كثير المعروف، دائم البشر [2] ، حسن الأخلاق، متواضعا.
توفي فجاءة في أول ليلة من شهر اللَّه الأصم رجب من سنة ثمان عشرة وستمائة، وصلى عليه من الغد بجامع القصر، ودفن بالشهداء من باب حرب- رحمه اللَّه ورضي عنه.
191- عبد الوهاب بن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جعفر بْن مُحَمَّد، أبو محمد المقرئ، المعروف بابن بكير العطار:
من أهل سوق الثلاثاء. سمع الكثير من أبي [الحسن] [3] أحمد بن محمد بن موسى ابن القاسم بن الصلت وأبي الحسين أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الخضر السوسنجردي وأَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الله بن خالد الكاتب وأبي الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي وأبي الحسين علي وأبي القاسم عبد الملك ابني مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن بشران، سمع منه عبد القادر بن أحمد بن السماك الواعظ وابنه محمد بن عبد القادر ومحمد بن المظفر بن بكران النحاس، وروى عنه أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ شيئا من تصانيفه في القراءات.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَمِينُ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ قال: أنبأنا أبو الحسين
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[2] في (ب) : «دائم الستر» .
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 3/1049.(16/188)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَّاكُ إِذْنًا قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بن أحمد ابن بُكَيْرٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثلاث وأربعين وأربعمائة، حَدَّثَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ إملاء قال: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ بهرا، حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم البغوي، حدثنا النضر بن سلمة شاذان، حدثنا إسحاق بن محمد، حدثنا عبد الله بن منيب الحارثي الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جُنْدُبٌ الْغِفَارِيُّ أَبُو ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أوتي ثلاثا فقد أوتي مَا أُوتِيَ آلُ دَاوُدَ: خَشْيَةَ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَالْعَدْلَ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَا» [1] .
ذكر أبو الفضل بن خيرون أن عبد الوهاب بن بكير المقرئ مات في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وذكر أنه سمع الكثير من أبي الحسن بن الصلت ومن بعده، وحدث باليسير.
192- عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن جلبة الخزاز، أبو الفتح الحنبلي [2] :
يقال: إنه بغدادي، سكن حران وولي القضاء بها، وكان فقيها واعظا، سَمِعَ أبوي عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان والحسن بن شهاب بن الحسن العكبري وأبا بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غالب البرقاني، وأبا طالب العشاري والقاضي أبا يعلى بن الفراء وتفقه عليه، وولي القضاء بحران من قبله، حدث بحران، روى عنه أحمد ابن محمد بن حامد الحراني قاضي ماكسين ومكي بن عبد السلام المقدسي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَفَاءِ صِدِّيقُ بْنُ يُوسَفَ الْحَنَفِيُّ بِمَكَّةَ، وَأَبُو النَّجْمِ فَرْقَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَافِرٍ الْكِنَانِيُّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَقِّ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَنْبَلِيِّ وَمَحْمُودُ بْنُ موسكَ الْكُرْدِيُّ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلِ بْنِ المسيب بن الصوفي بداريا، وأبو علي
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 43367.
[2] انظر: شذرات الذهب 3/352. والعبر 3/284.(16/189)
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الأَوْفَى بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَيُوسُفُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّاوِيُّ بِالْقَاهِرَةِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُبَابِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَسَنِ التِّنِّيسِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كُلَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبَقَاءِ بِمِصْرَ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّخْمِيُّ وَبِشَارَةُ بْنُ طَلائِعَ الْمكينيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَابِسِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَحْفُوظٍ الأَنْصَارِيُّ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الأَدِيبُ وَعَلِيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ محلوف الْعَدْلُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَزَّازُ وَفَاضِلُ بْنُ نَاجِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ الْمخيليُّ وَابْنُ عَمِّهِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْمُعْطِي بْنِ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الْحَلِيمِ بْنُ حَاتِمِ بْنِ طَرْخَانَ الْهَمْدَانِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْهَرَوِيُّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قَالُوا جَمِيعًا: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الأَسَدِيُّ الْحَرَّانِيُّ بِمَاكِسِينَ- وَكَانَ قَدْ وَلِيَ قَضَاءَهَا- قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ العشاري من بغداد وحدثنا عَنْهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُلْبَةَ القاضي بحران إملاء، حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حدثنا الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن بشر، حدثنا عبد الرحمن بن جرير، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنِ اتَّقَى اللَّهَ تَعَالَى كَلَّ لِسَانَهُ وَلَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ» [1] .
أنبأنا أبو شجاع محمد بن أبي محمد المقرئ وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قالا:
أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي المقرئ قال: أنبأنا جدي أبو منصور محمد بن أحمد الخياط، أنبأنا القاضي أَبُو يعلى مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفراء قال: أخرج إلي أبو الفتح عبد الوهاب بن أحمد الحراني صاحبنا هذه الأبيات قال: وجدتها في كتاب «المصباح» قال: أنشدني علي بن منصور:
يا طالب العلم صارم كل بطال ... وكل غاو إلى الأهواء ميال
واعمل بعلمك [2] سرا أو علانية ... ينفعك يوما على حال من الحال
__________
[1] انظر الحديث في إتحاف السادة المتقين 8/25. وكنز العمال 5640. وكشف الخفا 2/412.
[2] في (ج) : «فعلمك»(16/190)
خذ ما أتاك [إلى] [1] ما جاء من أثر ... شبها بشبه وأمثالا بأمثال
ولا تميلن [2] يا هذا إلى بدع ... يضل أصحابها بالقيل والقال
إلا فكن أثرا ما [3] خالصا فهما ... تعش حميدا ودع آراء ضلال
أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبي الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى بن الفراء قال:
عبد الوهاب بن أحمد بن جلبة قدم بغداد من حران قاصدا للوالد، فتفقه عليه وكتب كثيرا من مصنفاته، وكان يلي [4] القضاء بحران من قبل الوالد، وكان مفتيا بحران وخطيبها وواعظها ومدرسها. واختار اللَّه له الشهادة على يدي ابن قريش [5] العقيلي في سنة ست وسبعين وأربعمائة عند اضطراب أهل حران على ابن قريش لما أظهر سب السلف بها [6] .
193- عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد اللَّه بن الصحناي [7] ، أبو غالب المستعمل:
من أهل باب البصرة، سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا الحسن علي بن محمد بن قشيش وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي وأبا طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وجده لأمه أبا عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن [أبي] [8] العلاء العطار، روى عنه عمر ابن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[2] في الأصول: «لا تمثلن» .
[3] في الأصل، (ج) : «أثرما» .
[4] في (ب) : «وكان يجرى» .
[5] في (ب) : «مداء قريش» .
[6] في (ج) : «تم آخر الجزء السادس بعد الأربعين والمائة من الأصل، بسم الله الرحمن الرحيم» .
[7] في (ب) : «الصحانى» .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(16/191)
ابن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ عبد الوهاب [1] بن أحمد بن عبيد الله، أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن أَبِي الْعَلاءِ الْعَطَّارُ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ لاحِقُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ [2] الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ، قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حنبل، حدثني أبي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَأَ إِنْسَانًا قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لك وبارك عليك وجمع بينكما على خَيْرٍ» [3] .
قرأت بخط أبي منصور محمد بن ناصر اليزدي قال: سئل- يعني أبا غالب بن الصحناي- عن مولده، فقال: سنة عشرين وأربعمائة، ورأيت أبا القاسم بن بشران وما سمعت منه.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: مات شيخنا عبد الوهاب بن الصحناي يوم الخميس سابع ذي الحجة سنة سبع وخمسمائة، ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب.
194- عَبْد الوهاب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الخطاب، المعروف بابن العبادي الأخرم:
ابن أخت الشيخ الأجل أبي منصور عبد الملك بن مُحَمَّد بن يوسف. سمع الحديث الكثير من أبي الحسين أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الخضر السوسنجردي وأَبِي أَحْمَد عُبَيْد اللَّهِ [بْن مُحَمَّد] [4] بْن أَحْمَدَ بن محمد الفرضي وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية البزار وأبي عبد الله أحمد بن يوسف بن دوست العلاف وأبي الحسين علي بن محمد ابن عبد الله بن بشران وغيرهم، وحدث باليسير.
__________
[1] في (ب) : «أبو غالب عن عبد الوهاب» .
[2] في (ج) : «أبو غالب» .
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1091. وسنن أبى داود 1320. وسنن ابن ماجة 708.
ومسند أحمد 3/451. وفتح الباري 9/222.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من العبر 3/94.(16/192)
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد قال: توفي أبو الخطاب عَبْد الوهاب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العبادي الأخرم بن أخت الشيخ الإمام الأجل في ليلة الثلاثاء، ودفن يوم الثلاثاء الثامن من ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
195- عَبْد الوهاب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد القاهر بن هشام الطوسي، أبو منصور بن أبي نصر:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده وإخوته محمد وعبد اللَّه وعبد الرحمن وعبد القاهر، وكان أصغرهم، كان يسكن بدار الخلافة، سَمِعَ أبا مُحَمَّد جَعْفَر بْن أَحْمَد السراج.
روى لنا محمد بن ياقوت الخياط وعبد الكريم بن محمد بن أحمد قَالا: أَنْبَأَنَا عَبْد الْوَهَّابِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الطُّوسِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ [1] بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الغفار، حدثنا الأَعْمَشُ وَفِطْرٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «ليؤم القوم أقرأهم لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلا يُؤَمَّ رَجُلٌ فِي بَيْتِهِ وَلا فِي سُلْطَانِهِ، وَلا يُجْلَسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ» [2] .
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي قال: توفي عَبْد الوهاب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الطوسي في شوال سنة سبعين وخمسمائة.
196- عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية بن الحسن، أبو الفضل الأنصاري الواعظ:
__________
[1] في النسخ: «الحسين» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/162، 163، 175، 208، 9/107 وصحيح مسلم، كتاب المساجد باب 53.(16/193)
من أهل البصرة. قدم بغداد بعد الثلاثين وخمسمائة، وسمع بها كثيرا من شيوخ الوقت، وروى بها شيئا من الأناشيد، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد بن السمعاني قال: أنشدني عبد الوهاب بن أحمد الأنصاري ببغداد أنشدني والدي بالبصرة:
لو كنت تعلم ما تثير بذكرهم ... لعلمت أنك فاضحي لا ناصحي
هذا الهوى جعل الحشا وطأ له ... فأقام فيه فليس منه [1] ببارح
النار تكن في الزناد فلا ترى ... حتى يشرها منه كف القادح
قال: وأنشدني عبد الوهاب ببغداد قال: أنشدني أبو روح مفرح بن عبد الله بالبصرة لنفسه:
إذا اختلجت عيني رأت من تحبه ... فدام لعيني ما حييت اختلاجها
وإن جزعت نفس لتوديع إلفها ... فإن به يوم اللقاء ابتهاجها
قال: وأنشدني أبو روح لنفسه:
وكنت إذا حدثت يوما بفرقة ... تغصصت بالماء الذي أنا شاربه
فما بالني أقوى على البعد والنوى ... يحاربني وسواسه وأحاربه
وأخبرنا الحاتمي قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية بن الحسن الأنصاري أبو الفضل من أهل البصرة وكان يعظ بها، شيخ صالح، سريع الدمعة، رقيق القلب، حريص على سماع الحديث، صحبني مدة ببغداد، وانحدرنا إلى البصرة؛ وسمع بقراءتي الكثير ببغداد وواسط والبصرة، علقت عنه مقطعات من الشعر ببغداد، وكان قدمها سنة ثلاث وثلاثين في وفد أهل البصرة مستغيثا من أميرها، ووردها نوبة أخرى سنة أربع وثلاثين، وكان يذكر لي أنه سمع بالبصرة من القاضي أبي عمر محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي وما كان معه أصل، ولما وصلت إلى سارية بمازندران وجدت سماعه من أبي عمر في أصل السيد أبي جعفر بن أبي حرب المرعشي.
__________
[1] في الأصل، (ج) : «فليس فيه» .(16/194)
197- عبد الوهاب بن أحمد الأنباري:
حكى عن أبي بكر الشبلي قوله، روى عنه أَبُو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الله بن باكويه الشيرازي فذكر أنه سمع منه بالكوفة.
198- عَبْد الوهاب بْن أزهر بْن عَبْد الوهاب بن أحمد بن حمزة بن ساكن السباك، أبو البركات بن أبي جعفر الوكيل [1] :
أخو أحمد وعبد العزيز [2] المقدم ذكرهما وكان الأصغر. كان من أهل نهر القلائين، انتقل إلى الجانب الشرقي، وصحب [3] خاله أبا القاسم هبة الله بن محمد ابن الغنم، وأخذ عنه صنعة الوكالة وكتابة الشروط والكتب الحكمية، وصارت له بذلك معرفة تامة؛ فلما توفي خاله رتب مكانه وكيلا لوكلاء الخلفاء، ثم عزل عن ذلك مدة، ثم تولى الإشراف على ديوان التركات مدة، ثم عزل ثم أخرج من بغداد منفيا إلى واسط، واعتقل هناك مدة، ثم عاد إلى وكالة وكلاء الخلافة على عادته الأولى، ولم يكن محمود السيرة ولا مرضي الأفعال- عفا اللَّه عنا وعنه.
أسمعه والده في صباه من أبي الفتح بن البطي وغيره، وكتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وكان حسن الأخلاق متوددا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَزْهَرَ الْوَكِيلُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بِقِرَاءَةِ أَبِي عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم القرشي، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي [4] ، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَن أَبِيهِ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ مَمْلُوكًا لِي، فَسَمِعْتُ قَائِلا مِنْ خلفي: اعلم أبا مسعود!
__________
[1] انظر: هامش الإكمال 4/245، 5/30.
[2] في النسخ: «أحمد بن عبد العزيز» .
[3] في الأصل، (ج) : «صحبت» .
[4] في (ب) : «الميروزى» .(16/195)
مَرَّتَيْنِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «للَّهُ أَقْدَرُ [عَلَيْكَ] [1] مِنْكَ عَلَيْهِ» [2] ،
فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: فَمَا ضَرَبْتُ مَمْلُوكًا لِي بَعْدُ.
سألت عبد الوهاب بن أزهر عن مولده فقال: في ليلة النصف من شعبان من سنة ست وخمسين وخمسمائة. وتوفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية.
199- عبد الوهاب بن إسماعيل بن عبد الوهاب العصفري، أبو الحسن الوكيل:
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وحدث باليسير، وكان وكيلا على أبواب القضاة، روى عنه [أبو] [3] المعمر المبارك بن أحمد بن محمد الأنصاري وشيخنا أبو القاسم يحيى بن أسعد ابن بوش.
أَنْبَأَنَا ابْنُ بَوْشٍ [4] قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعُصْفُرِيُّ قِرَاءَةً عليه في رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا قَالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصريفيني قراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ إملاء، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إن خِيَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [5] .
قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي قال: توفي أبو الحسن عبد الوهاب بن إسماعيل
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[2] انظر الحديث: صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 8. والسنن الكبرى للبيهقي 8/10.
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 138.
[4] في (ب) : «نوش» وفي (ج) : «يوش» .
[5] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 1/379. والمستدرك 1/51. ومجمع الزوائد 1/327.(16/196)
العصفري في ليلة الخميس رابع عشر جمادى الأولى من سنة تسع عشرة وخمسمائة، ودفن يوم الخميس بمقبرة معروف.
200- عبد الوهاب بن أفلح الصوفي:
ذكره عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب «تأريخ الصوفية» من جمعه، وذكر أنه كان من قدماء مشايخ بغداد، تأدب به أبو حمزة وكان له أحوال عالية.
كتب إلي أبو المظفر بن السمعاني أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي [1] ، أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسين السلمي قَالَ: سمعت عَبْد الله بن علي يقول: سمعت أَحْمَد بْن عطاء الروذباري [2] يقول: سمعت الحسين بن علي الدمشقي يقول عن أبي حمزة الصوفي يقول: نظر عبد الوهاب بن أفلح إلى غلام أمرد مرة فرفع يديه يدعو وقال: هذا ذنب أنا تائب إليك منه، وراجع [3] إليك عنه! فعد [4] علي بما لم أزل أعرفه منك قديما وحديثا وبه.
قال عبد الرحمن السلمي: عبد الوهاب بن أفلح المعروف بالصوفي كان من أستاذي [5] أبي حمزة وهو من قدماء المشايخ.
201- عبد الوهاب بن بزغش بن عبد الله العيني، أبو الفتح بن أبي محمد المقرئ [6] :
ختن شيخنا أبي الفرج بن الجوزي. قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على سعد الله ابن نصر بن الدجاجي [7] وعلى عبد الوهاب بن محمد بن الصابوني وأبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف وإسماعيل بن بركات الغساني وأبي الحسن علي بن عساكر
__________
[1] في النسخ: «المزني» .
[2] في النسخ: «الوردبارى» .
[3] في (ج) : «أرجع» .
[4] في الأصل، (ب) : «بعد» .
[5] في (ب) : «أساتيذ» .
[6] انظر: شذرات الذهب 5/51. وغاية النهاية 1/478. وهامش الإكمال 6/371.
[7] في (ب) : «الدجاج» .(16/197)
البطائحي وعلى جماعة غيرهم. وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وقرأ الخلاف وسمع الحديث الكثير، وكتب بخطه وحصل الأصول. وكان حسن المعرفة بالقراءات، مجودا مليح التلاوة، حسن الأداء، طيب النغمة، ضابطا، له معرفة بالوعظ، ويتكلم في تعازي الأكابر، ويحسن الكلام في مسائل الخلاف، وكان يصلي إماما بالمسجد الجديد بسوق الخبازين عند عقد الحديد. سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وجماعة كثيرة من هذه الطبقة وممن بعدهم، وسمع معنا من شيوخنا [1] كثيرا، وكان صدوقا، حسن الطريقة، متدينا فقيرا [2] صبورا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُزُغْشَ الْمُقْرِئُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى السِّجْزِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُرَيْحٍ الأَنْصَارِيُّ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو الجهم، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ [3] عَنْ نَافِعٍ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ [4] : «لا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ» [5] .
سألت عبد الوهاب المقرئ عن مولده فقال: تقديرا سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الخميس لخمس خلون من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب. وكان قد زمن وانقطع في بيته مدة.
202- عبد الوهاب بن حمزة بن عمر، أبو سعد، الفقيه الحنبلي [6] :
صاحب أبي الخطاب الكلواذاني. كان أحد الشهود المعدلين ببغداد، شهد عند
__________
[1] في (ج) : «من شيوخه» .
[2] في الأصل، (ج) : «فترا» .
[3] في (ب) : «بن سعيد» .
[4] «أنه قال» ساقطة من (ب) .
[5] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/124. وصحيح مسلم، كتاب السلام باب 11. والأدب المفرد 1140.
[6] انظر: شذرات الذهب 4/47. والمنتظم 9/229.(16/198)
قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة تسع وخمسمائة فقبل شهادته. وقرأ الفقه على أبي الخطاب الكلواذاني حتى برع فيه وأفتى. وكان جميل السيرة، مرضي الطريقة. سمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبي الحسين [1] أحمد بن محمد بن النقور وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد [2] بن البسري وأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي وغيرهم. وحدث بكتاب «الشهاب» للقضاعي عن الحميدي عنه وبيسير من مروياته، روى عنه أبو حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: حدثنا إبراهيم بن دينار الفقيه قال: حدثني أبو سعد عبد الوهاب بن حمزة بإسناد له عن أبي الحسن الأبهري قال: بعثني بهاء الدولة من الأهواز برسالة إلى القادر لدين اللَّه، فلما أذن له بالدخول عليه سمعته ينشد هذه الأبيات لسابق البربري:
سبق القضاء بما هو كائن ... والله ما هذا لرزقك ضامن
تعني بما تكفي وتترك ما به ... يعني كأنك للحوادث آمن
أو ما ترى الدنيا ومصرع أهلها ... فاعمل ليوم فراقها يا خائن
واعلم بأنك لا أبا لك في الذي ... أصبحت تجمعه لغيرك خازن
يا عامر الدنيا أتعمر منزلا ... لم يبلغ فيه مع المنية ساكن
الموت شيء أنت تعلم أنه ... حق وأنت بذكره تتهاون
إن المنية لا تؤامر من أتت ... في نفسه يوما ولا تستأذن [3]
فقلت: الحمد لله الذي وفق أمير المؤمنين لإنشاد هذه الأبيات وتدبر معانيها والعمل بمضمونها؛ فقال: يا أبا الحسن! بل لله المنة علينا إذ ألهمنا بذكره، ووفقنا لشكره [4] ، ألم تسمع إلى قول الحسن البصري وقد ذكر عنده أهل المعاصي فقال:
__________
[1] في النسخ: «أبى الحسن» .
[2] في (ج) : «محمد بن أحمد» .
[3] البيت بالكامل ساقط من (ب) .
[4] في (ج) ، والأصل: «ووفقناك كره» وفي (ب) : «فوفقنا لشكره» .(16/199)
هانوا على اللَّه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم.
قرأت في كتاب «التأريخ» لأبي الحسن علي بن عبيد اللَّه [1] بن الزاغوني بخطه قال: توفي أبو سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب في ليلة الثلاثاء ثالث شعبان من سنة خمس عشرة وخمسمائة ولم يرو شيئا إلا اليسير.
ذكره غيره أنه دفن بباب حرب، وأن مولده في أحد الربيعين من سنة سبع وخمسين وأربعمائة [رحمه اللَّه] .
203- عبد الوهاب بن رزق اللَّه بن عَبْد الوهاب بْن عَبْد العزيز بْن الحارث التميمي [2] ، أبو الفضل بن أبي محمد بن أبي الفرج، الواعظ [3] :
أخو عبد الواحد الذي تقدم ذكره. سمع أبا طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز وأبا الحسن محمد بن أحمد بن الآبنوسي وغيرهما، وحدث باليسير، وكان واعظا متفننا، مليح الوعظ، جميل المحيا، حسن الصورة، ظريفا، سمع منه أبو محمد ابن السمرقندي وأبو الفضل بن عطاف، وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي وأبو عبد الله الدقاق الأصبهاني، وكان كتب عنه بأصبهان لما وردها رسولا من دار الخلافة إلى بعض الملوك السلجوقية.
أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر بن عبد الواحد الفاخر القرشي بأصبهان قال:
أنشدنا والدي أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق، أنشدنا أبو الفضل عبد الوهاب بن رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي حفظا المطرز لنفسه:
أين [4] المها والهوى العذري يا دار ... قد كان لي فيك أوطان وأوطار
لولا دم في دموع العين ما نحلت ... ورددت سابق الأظعان إن ساروا
وكاد من زفرات [5] الشوق لي نفس ... يشيع الركب لولا أنه سار
__________
[1] في الأصل، (ب) : «بن عبد الله» .
[2] في (ب) : «اليمنى» .
[3] انظر: شذرات الذهب 3/398.
[4] في النسخ: «إن المها» .
[5] في الأصل: «فحرات» ، وفي (ب) : «فرات»(16/200)
ذكر أبو علي أحمد بن محمد بن البرداني ونقلته من خطه أن مولد عبد الوهاب بن أبي محمد التميمي في المحرم سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الفضل عبد الوهاب بن أبي محمد رزق اللَّه بن أبي [الفرج] [1] عبد الوهاب التميمي في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة باب حرب.
204- عبد الوهاب بن رزق اللَّه بْن النفيس بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن محمد بن الخطيب، أبو محمد بن أبي سعد:
من أهل الأنبار، من بيت الرواية والعدالة، تقدم ذكر والده. قدم بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة روح بن أحمد بن الحديثي قبل ولايته لقاضي القضاة في يوم الجمعة لثلاث خلون من جمادى الأولى من سنة خمس وستين وخمسمائة، فقبل شهادته وولاه قضاء الأنبار، فصار إليها.
وتوفي معتقلا بالديوان في ليلة الأحد الثالث والعشرين من شوال سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وحمل إلى الأنبار فدفن بها.
205- عبد الوهاب بن الصباح المدائني، أبو القاسم الكاتب:
ذكره محمد بن داود بن الجراح الكاتب في كتاب «الورقة في أخبار شعراء المحدثين» من جمعه، وقال: له أشعار جياد.
أنشدني عبد الله بن محمد بن أبي محمد البرداني قال: أنشدني أخي الفضل لعبد الوهاب بن الصباح:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.(16/201)
كانوا بعيدا فكنت آملهم ... حتى إذا ما تقربوا هجروا
فالبعد منهم على رجائهم ... أروح من هجرهم إذا حضروا
206- عبد الوهاب بن طالب بن أحمد بن يوسف بن عبد الله بن عنبسة بن كعب بن زيد بن تميم، أبو القاسم التميمي المقرئ الفقيه:
من أهل باب الأزج. سافر إلى الشام وسكن دمشق، وسمع بها الحديث، وكان يصلي إماما في مسجد درب الريحان، حدث بالإجازة عن الطناجيري، سمع منه أبو محمد عبد الرحمن وأبو القاسم عبد الله ابنا أحمد بن صابر.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بن صَابِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ طَالِبِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ التَّمِيمِيُّ الْمُقْرِئُ الفقيه سنة ست وثمانين وأربعمائة بِدَرْبِ الرَّيْحَانِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّنَاجِيرِيُّ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو حفص عُمَر بْن أَحْمَد بْن شاهين، حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ وَالْفَضْلُ بن يعقوب الجزري قالا:
حدثنا عبد الأعلى، حدثنا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَكَلَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
وأخبرنا [1] أبو نصر قال: أنبأنا أبو القاسم قال: قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي بن قبيس: مات أبو القاسم عبد الوهاب بن غالب الأزجي المقرئ الحنبلي ليلة الثلاثاء، ودفن يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة في مقبرة باب الصغير.
207- عَبْد الوهاب بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد العزيز بْن الواثق بالله:
حدث عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم الشافعي، سمع منه أبو الحسن
__________
[1] «وأخبرنا» ساقطة من (ب) .(16/202)
محمد بن أحمد بن طلحة وأحمد بن علي البانياسي المالكيان في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
208- عَبْد الوهاب بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الوهاب بن أحمد بن حمزة السباك [1] ، أبو البدر بن أبي المظفر الصّفّار، ابن أخي أزهر بن عبد الوهاب:
سمع بإفادة عمه من أبي الفتح بن البطي، وكان يسكن بنهر القلائين، كتبنا عنه ولم يكن به بأس.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَدْرِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شاذان، أنبأنا أحمد بن سليمان النجاد، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عمار بن زربي [2] المازني، حدثنا بشر ابن مَنْصُورٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَّلَمَ: «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، وَأَدْخَلَكَ جَنَّتَهُ، ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا مِنْهَا؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، فَأَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ ذَلِكَ: بِكَمْ تَجِدُهُ كُتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ: أَجِدُهُ كُتِبَ عَلَيْكَ فِي التَّوْرَاةِ بِأَلْفَيْ عَامٍ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» [3] .
توفي أبو البدر الصفار في يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة وقد ناهز السبعين أو بلغها.
209- عبد الوهاب بن عبد الله بن علي الكردلي، أبو القاسم البقال:
من أهل النصرية. سمع أبا طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ فمن بعده، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي في معجم شيوخه.
__________
[1] في (ب) : «السانى» .
[2] في الأصل: «رزى» وفي (ب) : «ررنى» .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 6/120.(16/203)
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات عبد الوهاب ابن عبد الله الكردلي في آخر ذي الحجة لثلاث ليال بقين من سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
210- عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد بْن عبيد اللَّه بْن يَحْيَى بْن خاقان:
كان والده وزيرا للمقتدر وقد تقدم ذكره [1] ، واستناب ابنه عبد الوهاب هذا في العرض على الخليفة والحضور في مكانه لما مرض في مستهل جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
211- عبد الوهاب بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن عبد الله بن الحسن القصار، أبو الحسن بن أبي محمد الصوفي:
من أهل باب الأزج، كان يسكن برباط الكاتبة برحبة الجامع. سمع أبا محمد محمد ابن أحمد بن عبد الكريم بن المادح وأبا المعالي عمر بن علي بن نصر الصيرفي وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا، حسن الأخلاق، محبا للرواية، حسن الاستماع، أضر في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، أنبأنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا عبدة بن عبد الله الصّفّار، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل عن منصور قال: وحدثنا إسرائيل عن الأعمش ومنصور وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ محمد- واللفظ لابن كرامة- قالا: حدثنا محمد ابن عبيد الله بن موسى، حدثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ أَوْ فِي غَارٍ- وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ:
فِي غَارٍ- فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً
فَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ فَابْتَدَرْنَاهَا فَسَبَقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وقيت شركم ووقيتم شرها» [2] .
__________
[1] في الأصل: «وتقدم ذكر» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/17، 4/157، 6/204، 205. ومسند أحمد(16/204)
توفي عبد الوهاب الصوفي في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر رمضان سنة سبع عشرة وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان مولده في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
212- عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل، أبو الفرج الغزّال:
سمع الشريف أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الهاشمي وأبوي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي وأحمد بن علي بن سوار المقرئ وغيرهم، روى عنه ابن السمعاني.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْفَتْحِ الْخَطِيبُ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدِ بْنُ السَّمْعَانِيِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ:
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْغَزَّالُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْكَرَمِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّينَوَرِيُّ قالا: أنبأنا طراد بن محمد ابن عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِزْقَوَيْهِ الْبَزَّارُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يحيى ابن عمر بن علي بن حرب، حدثنا جدي علي بن حرب، حدثنا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا كَلامَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ» [1] .
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد [ابن] [2] السمعاني قال: عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل الغزال من أهل سوق الغزل، شيخ بهي المنظر حسن الشيبة، قرأت عليه وسألته عن مولده فقال: في محرم سنة تسع [و] سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال:
توفي شيخنا عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل الغزال ليلة الأربعاء سادس عشر رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بمقبرة باب الدير، سمعنا منه، وكان شيخا خيرا مقلا وسماعه صحيح، وكان من أهل السنّة.
__________
1/422، 428. وفتح الباري 4/35، 8/685.
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/160، 3/225، 9/108. وصحيح مسلم، كتاب الصيام 36، 37، 38. وفتح الباري 2/99، 104، 5/264.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.(16/205)
213- عبد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن محمد بن الإخوة، أبو الحسن بن أبي القاسم الوكيل:
من ساكني درب المطبخ، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده. وكان يتوكل على أبواب القضاة، ثم ترك ذلك وحج وانقطع في منزله. سمع أبا يعقوب يوسف بن عمر الحربي وأبا بكر محمد بن منصور بن إبراهيم القصري المقرئ وأبا العباس أحمد بن بنيمان المستعمل وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا، حسن الأخلاق.
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الوكيل، أنبأنا أحمد بن بنيمان بن عمر، أنبأنا ثابت ابن بندار، أنبأنا أحمد بن علي التوزي، أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين ابن القاسم أبو علي الكوكبي، حدثنا أبو سلمة الواسطي قال: قال إسحاق الأزرق:
كنا عند شريك بن عبد الله فجاءه ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شيء من ذكر [1] عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك فقال: ألمثل علي عليه السلام تقول هذا؟ قال أَبُو دَاوُدَ: يَا جَاهِلُ! إِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
وأثنى على عبده فقال نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ*
، فقال شريك: وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا.
وبالإسناد قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو علي الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنَا عسل، أنبأنا المازني قال: قال الأصمعي: بينما أنا أطوف في طرقات البصرة وإذا أنا بكناس يكسح كنيفا وإذا هو يقول:
وإياك والسكنى بأرض مذلة ... تعد مسيئا فيه إن كنت محسنا
فنفسك أكرمها وإن ضاق مسكن ... عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا
قال الأصمعي: فوقفت عليه [2] وقلت: والله ما بقي من الهوان شيء إلا وقد أهنتها به، فما الذي بلغت من كرامتها؟ فقال لي: كنس ألف كنيف أيسر [عليّ] [3]
__________
[1] في (ج) : «من ذكره» .
[2] «عليه» مكانها بياض في الأصول.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .(16/206)
من القيام على باب سفلة [1] مثلك.
سألت عبد الوهاب بن الإخوة عن مولده فقال: في سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وتوفي ليل الخميس السابع والعشرين من رجب سنة خمس وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.
214- عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد، المعروف بابن الخيام:
كتب إلي أبو إسماعيل عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أنبأنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسن آباذي قراءة عليه، حدثنا مسعود بن ناصر السجزي، أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن عبد الرحمن البغدادي- يعرف بابن الخيام [2]- في عدة كثيرة قالوا: أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الزاهد، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حدثني أبو سعيد الأشج، حدثنا إبراهيم بن أعين العجلي [3] قال: رأيت سفيان- يعني الثوري- في المنام ولحيته حمراء، فقلت: يا أبا عبد الله! فديتك ما صنعت؟ قال: أنا مع السفرة، قلت: من السفرة؟ قال: الكرام البررة.
215- عبد الوهاب بن عبد الرحمن:
حدث عَنْ أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن فراس العبقسي [4] المكي، روى عنه عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي في المائة له، إن لم يكن الذي قبله فهو غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْبَزَّازُ بِهَرَاةَ قَالَ: أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الصُّوفِيُّ وَأَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَامِيُّ وَكرهزيارُ [5] بِنْتُ أَبِي طَاهِرٍ مُضَرَ بْنِ إِلْيَاسَ التَّمِيمِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أبو
__________
[1] في الأصل: «باب السفلة» .
[2] في (ج) : «بابن الخوام» .
[3] في النسخ: «الحلي» .
[4] في النسخ: «العنبسي» والتصحيح من العبر 3/89.
[5] في (ب) : «كرحزمار» .(16/207)
إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَغْدَادِيُّ، أنبأنا ابن فراس بمكة، حدثنا محمد بن إبراهيم الدبيلي، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، حدثنا إبراهيم بن عيينة، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَافِعٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ صالح عن سليمان ابن مُوسَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مُعَاذُ! اذْهَبْ فَأَرْحِلْ رَاحِلَتَكَ» [1]
- وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ.
216- عَبْد الوهاب بْن عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيلي، أبو عبد الله بن أبي محمد، الفقيه الحنبلي [2] :
من أهل باب الأزج. قرأ الفقه على والده حتى برع [3] فيه، ودرس بمدرسة والده وهو حي نيابة عنه في مستهل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وقد نيف على العشرين من عمره، ثم بعد وفاته مشتغل بالتدريس، ولم يكن في أولاد أبيه أميز منه، وكان فقيها فاضلا، حسن الكلام في مسائل الخلاف، له لسان فصيح في الوعظ، وإيراد مليح مع عذوبة ألفاظ وحدة خاطر، وكان ظريفا مليح النادرة، ذا مزاح ودعابة وكياسة [4] ، وكانت له مروءة وسخاوة، وجعله الإمام الناصر لدين اللَّه على المظالم، فكان يوصل إليه حوائج الناس. أسمعه والده في صباه الحديث من أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبي منصور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [بْن] [5] عَبْد الواحد القزاز وأبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وغيرهم، سمع منه أصحابنا، ورأيته غير مرة، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ [6] الْوَاعِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحسين محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ النَّرْسِيِّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى حَامِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن
__________
[1] الحديث سبق تخريجه.
[2] انظر: شذرات الذهب 4/314. ومرآة الزمان 8/454.
[3] في الأصل: «حتى نزع» .
[4] في (ب) ، (ج) : «وكناسة» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] «بن عمر» ساقطة من (ج) .(16/208)
شعيب البلخي، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ وَيَرْجِعُ فِي صَدَقَتِهِ مَثَلُ الْكَلْبِ يَقِيءُ فَيَأْكُلُ قَيْئَةُ» [1] .
سألت أبا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي عن مولد أخيه عبد الوهاب، فقال: في ثاني شعبان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
قلت: وتوفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بمدرسة والده وحضر خلق كثير، ودفن بمقبرة الحلبة عند عبد الدائم.
217- عبد الوهاب بن عبد الكريم الطائع لله بن الفضل المطيع لِلَّهِ بْن جَعْفَر المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد باللَّه بن محمد الموفق بالله بْن جَعْفَر المتوكل بْن مُحَمَّد المعتصم بْن هارون الرشيد بن محمد الهروي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الفتح بن أبي بكر [2] :
ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه توفي فِي ليلة الأربعاء الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ودفن في التربة التي بناها الطائع بالرصافة.
218- عبد الوهاب بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن أحمد، أبو القاسم بن أبي الفرج الأنصاري، الواعظ [3] :
من أهل دمشق، أصله شيرازي، كان شيخ الحنابلة بدمشق، وله قبول بالبلد. قدم بغداد في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة رسولا من بوري بن طغتكين صاحب دمشق إلى الإمام المسترشد بالله أمير المؤمنين يستنجده على الفرنج، وحضر ببغداد مجالس
__________
[1] انظر الحديث في: سنن النسائي 6/266. وسنن ابن ماجة 2391. ومسند أحمد 1/349.
[2] انظر: المنتظم 7/139.
[3] انظر: مرآة الزمان 8/169. والعبر 4/100. والذيل على طبقات الحنابلة 1/237.(16/209)
النظر وتكلم مع الفقهاء في الخلافيات، وحدث عن والده بحديث منكر، سمعه منه أبو بكر بن كامل.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كَامِلِ بْن أَبِي غَالِبٍ الْخَفَّافُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ الْحَنْبَلِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال: سمعت والدي يقول: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ قُبَيْسٍ الْمَالِكِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي هنبل بن محمد السليخي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رُؤْبَةُ بْنُ عَيَّاشٍ [1] ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي حَكِيمٍ الشَّامِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ حَفِظَ كِتَابَ اللَّهِ فَعَمِلَ بِهِ وَعَلَّمَهُ النَّاسَ، وَهُوَ كَلامُ اللَّهِ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، فَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ» [2] .
قرأت في كتاب الحافظ أبي القاسم عن ابن الحسن الدمشقي بخطه قال: عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد الحنبلي الواعظ مات ليلة الأحد السابع عشر من صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم الأحد في مقبرة أبيه بباب الصغير وشهدت الصلاة عليه.
219- عبد الوهاب بن عبيد اللَّه، أبو القاسم البغدادي:
قرأت على محمد بن أحمد الأزجي عن أبي طالب محمد بن علي الشاهد قال: أنبأنا عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر قال: أنبأنا أبو العيش محمد بن علي بن أبي العيش بطرابلس قال: أنبأنا حمزة بن عبد الله، حدثنا أبو القاسم عبد الوهاب بن عبيد اللَّه البغدادي، حدثنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد اللَّه بن غلبون المقرئ قال: دخلت يوما من الأيام على الحسين بن خالويه بجلب بكرة، فقال لي: كنت البارحة عند سيف الدولة وعنده ابن بنت حامد وكان من كبار المعتزلة- أعاذنا اللَّه مما هم عليه، فقال لي: يا ابن خالويه! ناظره في القرآن! فأخذ يحتج عليّ أنه مخلوق، وأخذت أنا أحتج
__________
[1] في (ج) : «رؤبة عن عباش» .
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس(16/210)
عليه أنه كلام اللَّه غير مخلوق، من القرآن ومن حديث رسول الله ولغة العرب، إلى أن أدحضت حجته واستظهرت عليه وانصرفت إلى منزلي، وقد ذهب من الليل نحو الثلث فنمت، فإذا أنا بقائل يقول لي: لم لم تحتج بأول القصص؟ قال: فقلت: وأيش في أول القصص؟ قال: قال اللَّه تبارك وتعالى: طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِ
والتلاوة لا تكون خلقا ولا تكون إلا بالكلام، قال أبو الطيب عبد المنعم: قلت له حدثني بهذه الرؤيا [1] : هذا وحي من اللَّه عز وجل. وكان حمزة بن عبد الله قد لقي ابن خالويه غير أنه لم يسمع الرؤيا منه.
220- عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب الهاشمي الكوفي:
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عبد الملك بن شبانة الدينوري نزيل بغداد بخطه قال: سمعت الشريف عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب الكوفي الهاشمي بمدينة السلام في نهر المعلى في يوم الاثنين التاسع من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة يقول: أعجب ما رأيت ببيت اللَّه الحرام فرسا كان لرجل علوي حسني، فكان في كل يوم جمعة لا ينضبط بأخيته حتى يجيء ويطوف بالبيت سبعا ويسعى بين الصفا والمروة سبعا، فقلت له: أنت رأيته أو حدثت؟ قال: أنا رأيته في حياة الأمير أبي الفتوح.
221- عبد الوهاب بن علي بْن عَبْد الوهاب بْن أَحْمَد بْن محمد السكري البزاز، المعروف بابن اللوح:
كان يسكن قريبا من باب النوبي. سمع أبا أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن الفرضي وأبا الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ وغيرهما، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ عَبْدُ الْمَوْلَى بْنُ أبي تمام الهاشمي بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي إملاء، حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ السُّكَّرِيِّ، أَنْبَأَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَنْبَأَنَا الحسين بن يحيى بن عياش
__________
[1] في (ج) : «الرواية» .(16/211)
القطان، حدثنا أبو الأشعث [1] أحمد بن المقدام، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا أَتَى الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَّيْتَ يَا فُلانُ؟» قَالَ: لا، قَالَ: «قُمْ فَارْكَعْ» [2] .
قرأت بخط أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي قال: أخبرني- يعني عبد الوهاب بن علي السكري- أن مولده عشية عرفة من سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
222- عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عليّ بْن عبيد الله، أبو أحمد بن أبي منصور الأمين، المعروف بابن سكينة [3] :
شيخ وقته في علو الإسناد والمعرفة، والإنفاق والزهد والعبادة، وحسن السمت، وموافقة السنة وسلوك طريق السلف الصالح. بكر به والده فأسمعه في صباه من الحافظ أبي الفضل بن ناصر وقرأ به من أبوي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وزاهر بن طاهر الشحامي وأبي [عبد الله] [4] محمد بن حمويه الجويني وأخيه عبد الصمد وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، ثم صحب أبا سعد بن السمعاني وأبا القاسم ابن عساكر الحافظ الدمشقي وسمع بهما الكثير من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ ومن والده أبي منصور علي ومن جده لأمه أبي البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبي الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام وأبي سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبي الفتح عبد الله بن محمد بن البيضاوي وأبي محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطراح وأبي الحسن محمد ابن أحمد بن توبة وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وبدر بن عبد الله الشيحي [5]
__________
[1] في (ب) : «أبو الأشعب» .
[2] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 3/221. والمعجم الكبير للطبراني 7/194.
[3] انظر: النجوم الزاهرة 6/201. وشذرات الذهب 5/25.
[4] ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4/83.
[5] في (ج) : «السنجى» .(16/212)
وأبي منصور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد القزاز وأبي البدر إبراهيم بن محمد ابن منصور الكرخي وأبي عبد الله الحسين وأبي محمد عبد الله ابني علي بن أحمد الخياط وأبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن البدن الصفار وأبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي والوزير أبي القاسم علي بن طراد الزينبي وأخيه نقيب النقباء أبي الحسن محمد وأبي بكر محمد بن حمد بن خلف البندنيجي وأخيه عمر بن حمد [1] وفاطمة بنت أبي حكيم الخبري، وجماعة غيرهم.
وقرأ بنفسه كثيرا على أبي الفضل بن ناصر ولازمه مدة طويلة، قرأ فيها كتبا كثيرة وأجزاء كثيرة، وعلى أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي الفرج بن أحمد بن يوسف وأبي القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري وأبي الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد الميهني والقاضي أبي الفضل مُحَمَّد بن عمر الأرموي وأبي المظفر سعيد بن سهل الفلكي وأبي الفضل محمد بن يحيى بن بذال وأبي الحسن بن أحمد بن محمويه اليزدي وأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي وأبي المظفر هبة اللَّه بن الشبلي وأبي السعود المبارك بن خيرون بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، وخلق كثير غيرهم.
وكتب بخطه كثيرا من الحديث وغيره في صباه وبعد علو سنه، وحصل الأصول والنسخ الملاح بالخطوط الحسنة، وسمع بالكوفة من الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن محمد بن غبرة [2] الحارثي.
وقرأ القرآن بالروايات والطرق على أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط وعلي الحافظ أَبِي العلاء الْحَسَن بْن أَحْمَد العطار الهمذاني وأبي الحسن علي بن أحمد بن محمويه [3] اليزدي وغيرهم.
وقرأ المذهب والخلاف على أبي منصور سعيد بن محمد بن الرزاز وغيره. وقرأ
__________
[1] في النسخ: «بن أحمد» وفي الأنساب: «بن محمد» .
[2] في الأصل: «بن عنزة» وفي (ج) : «بن عيزه» وفي (ب) بلا نقط.
[3] في النسخ: «بن محمود» .(16/213)
الأدب على أبي محمد بن الخشاب، وصحب جده أبا البركات إسماعيل شيخ الشيوخ فانتفع بصحبته، ولبس منه الخرقة، وتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه، وأخذ علم الحديث ومعرفته من ابن ناصر، وكان كثيرا يحكي عنه من الفوائد الحسنة والنكت الغريبة والمعاني الدقيقة، ومد اللَّه له في العمر حتى حدث بجميع مروياته مرارا، وقصده طلاب العلم من سائر الأقطار، وكانت أوقاته محفوظة، وكلماته معدودة، فلا تمضي له ساعة إلا في قراءة القرآن والذكر والتهجد وقراءة الناس، وكان يمنع الناس من التحديث في مجلسه بلغو أو غيبة إنسان أو ذكر ما لا فائدة فيه، وإذا قرئ [1] عليه الحديث منه أن يقام له، [و] [2] إذا حضر غيره أيضا فلا يقام [3] له، وكان كثير الحج والعمرة والمجاورة بمكة، وكان دائما على سجادته على طهارة مستقبل القبلة، يقرأ القرآن ليلا ونهارا، والمصحف في يده ينظر فيه، وإذا غلبه النوم نام على سجادته، وما استيقظ إلا جدد وضوءا، ولا يخرج من منزله إلا لحضور صلاة [4] الجمعة أو العيد أو جنازة أو زيارة صالح حي أو ميت أو حضور مجلس ذكر، ولم يكن يحضر دور أبناء الدنيا ولا أرباب المناصب في هناء ولا عزاء، وكان مديما للصيام في أكثر أوقاته مع علو سنة، وكان يستعمل السنة في جميع أحواله: في مدخله ومخرجه وملبسه ومأكله ومشربه، ويحب الصالحين، ويقتفي بسيرة السلف عقدا وفعلا، ويعظم العلماء، ويستفيد من الكبير والصغير ويتواضع لجميع الناس وفي سائر أحواله، وكان دائما يقول: نسأل اللَّه [أن] [5] يميتنا مسلمين! وإذا دعا له أحد بطول البقاء قال: أسأل اللَّه الوفاة على الإسلام، ويبكي. وكان ظاهر الخشوع عند الذكر، غزير الدمعة عند قراءة القرآن والحديث وأخبار الصالحين.
وكان إذا أكثر من البكاء يعتذر إلى الحاضرين ويقول: قد كبر سني ورق عظمي فلا أملك دمعتي- نفيا لإظهار الخشوع وخوفا من الرياء وسترا لحاله، وكان الله
__________
[1] في (ج) : «قرأ» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[3] من هنا حتى ننبه عليه ساقط من (ج) .
[4] في الأصل، (ب) : «الصلاة» .
[5] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.(16/214)
سبحانه قد ألبسه رداء جميلا من البهاء وحسن الخلقة وقبول الصورة ونور الطاعة وجلالة العبادة، فكانت له في القلوب منزلة عظيمة، يحبه الكبير والصغير والرجال والنساء، وكان الرجل إذا رآه انتفع برؤيته قبل سماع كلامه، فإذا تكلم كان البهاء والنور على ألفاظه، وتقبلها الأسماع والقلوب، ولا يشبع جليسه من مجالسته، ولقد طفت شرقا وغربا، ورأيت الأئمة والعلماء والزهاد، فما رأيت أكمل منه ولا أكثر عبادة ولا أحسن سمتا، صحبته قريبا من عشرين سنة ليلا ونهارا، وتأدبت به وخدمته، وقرأت عليه القرآن بجميع مروياته وقراءاته، وسمعت منه أكثر مروياته، وقرأت عليه الكتب المطولات، واستفدت منه كثيرا، وكان ثقة صدوقا حجة [1] نبيلا، ركنا من أركان الدين، وعلما من أعلام المسلمين. سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي [2] والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي وخلق من الأئمة الكبار ورووا عنه وهو حجة.
أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا السَّعِيدُ أبو أحمد عَبْد الوهاب بْن عليّ بْن عَلِيِّ بْن عُبَيْدِ اللَّهِ [3] قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين وخمسمائة، أنبأنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي، حدثنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّهِ النَّرْسِيُّ، أنبأنا روح بن عبادة، حدثنا عثمان بن غياث، حدثنا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَمُرُّ النَّاسُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، وَعَلَيْهِ حَسَكٌ وَكَلالِيبُ وَخَطَاطِيفُ تَخْطَفُ النَّاسَ يَمِينًا وَشِمَالا وَبِجَنْبَتَيْهِ مَلائِكَةٌ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الْفَرَسِ الْمُجْرِي، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْبُو حَبْوًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفًا؛ فَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَلا يَمُوتُونَ ولا يحيون،
__________
[1] إلى هنا ينتهى السقط من (ج) .
[2] في (ب) : «الزندى» .
[3] في النسخ: «بن عبد الله» .(16/215)
وَأَمَّا أُنَاسٌ فَيُؤْخَذُونَ بِذُنُوبٍ وَخَطَايَا؛ قَالَ: فَيَحْتَرِقُونَ فَيَكُونُونَ فَحْمًا ثُمَّ يُؤْذَنُ فِي الشَّفَاعَةِ فَيُؤْخَذُونَ ضُبَارَاتٍ ضُبَارَاتٍ فَيُقْذَفُونَ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الجنة فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ»
، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ شَجَرَةً تَنْبُتُ فِي الْفَيَافِي [1] ، فَيَكُونُ آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى شَفَّتِهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! اصْرَفْ وَجْهِي عَنْهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَهْدُكَ وَذِمَّتُكَ لا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؛ قَالَ:
وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلاثُ شَجَرَاتٍ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ آكُلَ مِنْ ثمرها وَأَكُونَ فِي ظَلِّهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: عَهْدُكَ وَذِمَّتُكَ لا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؛ قَالَ: ثُمَّ يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ آكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونَ فِي ظَلِّهَا؛ ثُمَّ يَرَى سَوَادَ النَّاسِ وَيَسْمَعُ كَلامَهُمْ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ! قَالَ أَبُو نَضْرَةَ:
فَاخْتَلَفَ أَبُو سَعِيدٍ ورَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيُعْطَي الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا، وَقَالَ الآخَرُ: يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيُعْطَى الْجَنَّةَ وَعَشْرَ أَمْثَالِهَا» [2] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا في شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَنْجَرُوذِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ [3] قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ» [4] .
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة اللَّه بن محمد بن الحصين قراءة عليه، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أنبأنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى المزكي، أنبأنا السّرّاج، حدثنا قتيبة، حدثنا سعيد، حدثنا بكر بن نصر عن عمرو بن الحارث قال: بلغني أن رجلا كتب إلى
__________
[1] في كنز العمال: «الغثاء» .
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/26. وإتحاف السادة المتقين 10/482.
[3] في الأصل: «بن خشاب» وفي (ج) : «بن حسان» .
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/135. وصحيح مسلم، كتاب المسافاة 12. وفتح الباري 5/3.(16/216)
ابن عمر يسأله عن العلم فكتب إليه أن العلم كبير يا ابن أخ، ولكن إن استطعت أن تلقى اللَّه عز وجل خفيف الظهر من دماء المسلمين كاف اللسان عن أعراضهم خامص البطن من أموالهم لازما لجماعتهم فافعل.
أخبرنا [1] عبد الوهاب الأمين بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قال: أنشدنا أبو القاسم علي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسن بْن عليك قدم علينا قال: أنشدنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي، أنشدني نصر بن أبي نصر البستي لعلي بن محمد بن بسام:
أقصرت عن طلب البطالة والصبا ... لما علاني للمشيب قناع
لله أيام الشباب ولهوه ... لو أن أيام الشباب تباع
فدع الصبا يا قلب واسل عن الهوى ... ما فيك بعد مشيبك استمتاع
وانظر إلى الدنيا بعين مودع ... فلقد دنا سفر وحان وداع
والحادثات موكلات بالفتى ... والمرؤ بعد الحادثات سماع
وسمعت أبا محمد بن الأخضر الحافظ غير مرة يقول: لم يبق ممن طلب الحديث، وعنى به غير عبد الوهاب بن سكينة. وسمعت عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي يقول:
رأيت عبد الوهاب بن سكينة يجيء إلى ابن ناصر ليقرأ عليه، وكان من ظراف طلبة [2] الحديث، وسمعت ابن الأخضر يقول: كان شيخنا ابن ناصر يجلس في داره على سرير لطيف، فكل من حضر عنده يجلس تحت سريره كابن شافع والباقداري وأمثالهم، وما رأيته أجلس معه أحدا على سريره إلا عبد الوهاب بن سكينة. ورأيت بخط الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ شيخ العراق على الكتب والمفردات التي قرأها عليه شيخنا عبد الوهاب: قرأ علي سيدنا ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب، وكان شيخنا لما قرأ عليه قارب العشرين من عمره- رحمة اللَّه عليهما.
أنبأنا القاضي الفقيه يحيى بن القاسم التكريتي مدرس المدرسة النظامية قال في ذكر
__________
[1] في (ج) زيادة: «شهاب الحاتمي بهراة» .
[2] في (ب) : «طلب» .(16/217)
مشايخه: أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي المعروف بابن سكينة كان رجلا عالما عاملا بمذهب الشافعي، كثير المباحثة في مسائله، دائم التكرار لكتاب التنبيه في الفقه حافظا له، كثير الاشتغال بكتاب المهذب والوسيط في الفقه، لا يضيع من وقته شيئا، وكنا إذا دخلنا عليه يقول: لا تزيدوا [1] على «سلام عليكم» مسألة، لكثرة حرصه على المباحثة في المسائل وتقرير أحكامها.
سمعت عبد الكريم بن المفضل اليزدي بأصبهان وكان ينوب في التدريس بالمدرسة النظامية بها عن ابن الخجندي. وحج في تلك السنة شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم من بغداد، فلما دخلنا المدينة اجتمعنا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فجاء رجل مستفتيا إلى صدر الدين بن الخجندي فكتب فيها، ثم التفت [الرجل] [2] إلي [وقال] [3] : قد سهى صدر الدين في الفتيا فكتبها على غير الصواب، فنبهه على ذلك حتى يصلحها، ثم ناولنيها فإذا هي كما قال، فقمت إلى صدر الدين وذكرت ذلك له، فقال لي: ومن هذا الرجل؟ فقلت: لا أعرفه، فسأل عنه شيخ الشيوخ [فقال] :
ابن أختي عبد الوهاب وهو فقيه محدث، فقام إليه صدر الدين واعتذر إليه.
سألت شيخنا عبد الوهاب بن علي عن مولده فقال: في ليل الجمعة رابع شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة؛ وتوفي سحرة يوم الاثنين التاسع عشر من شهر ربيع الآخر من سنة سبع وستمائة، وصلى عليه بجامع القصر وبعدة أمكنة بالجانب الغربي، ودفن عند جده شيخ الشيوخ مقابل جامع المنصور، وكان يوما مشهودا.
223- عبد الوهاب بن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، أبو الفائز [4] :
ابن أقضى القضاة أبي الحسن. من أهل البصرة، سمع بها أبا الحسن علي بن القاسم ابن الحسن النجاد، وقدم بغداد مع والده واستوطنها، وشهد بها عند قاضي القضاة أبي عَبْد اللَّهِ بْن ماكولا في يوم الخميس لست خلون من شعبان سنة ثلاثين وأربعمائة
__________
[1] في (ب) : «لا ترتدوا» .
[2] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من لأصول.
[4] انظر: المنتظم 8/143.(16/218)
فقبل شهادته؛ وأدركه أجله شابا قبل والده.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه، وأنبأنا نصر اللَّه بن سلامة الهيتي قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة إحدى وأربعين وأربعمائة أبو الفائز عبد الوهاب بن علي بن محمد بن حبيب الماوردي الشاهد يوم الأربعاء عاشر المحرم- يعني مات.
قرأت في كتاب عبد الرزاق بن أحمد بن البقال بخطه قال: أنشدني أبو علي الحسن ابن علي المصري المؤدب يرثي عبد الوهاب بن علي البصري الماوردي:
هل عاقل يرجو دوام بقاء ... بعد الذين مضوا من القرباء
أم هل يؤمل صفو عيش بعدهم ... أنى لهم من بعدهم بصفاء
أين الذين مضوا من الأباء ... ثم الذين مضوا من الأبناء
أو ليس فيهم عبرة لأولي النهى ... والاعتبار شعار أهل الرأي
كم قد أباد الدهر من متجبر ... ملك الملوك وزاد في العلواء
وبنى القصور وجد في بنيانها ... حتى تناهت فوق كل بناء
واغتر بالجيش الكثير عديدة ... من كل حادثة وكل قضاء
لم تغن عنه جيوشه وبناؤه ... شيئا لدفع الصولة الصماء
فاحتل بعد العز في دار البلى ... في جيرة الأموات لا الأحياء
دع ذكر تشبيب بمن حل الثرى ... وحواه لحد ضيق الأرجاء
وارث المنغص بالحياة وطيبها ... ما آن أن يقضي له بفناء
[من أعجلته وفاته وشبابه ... ما آن أن يقضي له بفناء] [1]
أعني فنا القاضي الأجل المكنى ... بالفائز المدعو في الأسماء
إني رزئت فتى المكارم والعلى ... والجود والأفضال والأعطاء
وأصبت بالطود المنيع المرتقى ... مأوى لمن يخشى من الأعداء
غوث العناة يغيثهم بنواله ... كرما لدى البأساء والضراء
__________
[1] البيت ساقط من الأصل.(16/219)
لو عشت ما قد عاش نوح بعده ... أرجو له مثلا من النظراء
ما أن وجدت ولا رأيت مثاله ... في صورة وملاحة وبهاء
224- عبد الوهاب بن عمرو [1] بن سعيد، أبو أيوب النزلي المحرر [2] :
من أهل عكبرا. حدث عن شريح بن يونس وعبد اللَّه بن عبد الرحمن وأبي همام الوليد بن شجاع وأبي بكر محمد بن محمد السقطي وأبي موسى هارون بن عبد الله الحمال [3] ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وعلي بن هشام الرقي والحسين بن الأسود العجلي، روى عنه أَبُو طالب عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ شهاب وعمر بن محمد بن رجاء العكبريان وأبو منصور محمد بن سعيد بن محمد الباوردي بمصر، وذكر أنه كتب عنه بعكبرا.
أَنْبَأَنَا الأَعَزُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُظَفَّرِ قَالَ: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ وَأَنَا أسمع قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن رجاء، حدثنا عبد الوهاب بن عمرو، حدثنا أبو موسى هارون بن عبد الله، حدثنا أبو النضر، حدثنا بَكْرُ بْنُ حُبَيْشٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ [4] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ شَيْءٍ خَرَجَ مِنْهُ وَهُوَ الْقُرْآنُ» [5] .
حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه قال: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد ابن الحسن الفقيه، وأنبأنا عمر بن أحمد بن محمد العلوي وأحمد بن محمد الخازن وعبد الحق بن محمد الشاهد قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد التيمي، قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري، حدثنا
__________
[1] في الأصل، (ج) : «بن عمر» .
[2] في (ب) : «المحور» .
[3] في (ج) : «الجمال» .
[4] في (ج) : «أبى أسامة» .
[5] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2911. ومسند أحمد 5/268. والترغيب والترهيب 2/350(16/220)
عبد الوهاب بن عمرو العكبري، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد السقطي، حدثني عمر ابن محمد النسائي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأنصاري عن أبيه قال: قال علي بن ظبيان: خرجت يوما بالكوفة لبعض حوائجي راجلا [1] حتى كنت [2] في سكة من سكك همدان فإذا أنا بعليان المجنون، وكان معتوها ذاهب العقل حتى يكلم، وكان في يده قصبة فارسي من القناة في رأسها كبة قطن قد لف عليها خرقة، وإذا هو يشد على الصبيان إذا أخرجوه، فإذا أدركهم قال: يا علي! اتق القصاص، فيرجع ويجلس ويلقى القصبة بين يديه حتى يأخذ الطريق، قال: فتهيأت أن أمر به، فنظر إلي فقال لي: يا علي! مر! لست لهؤلاء! فلما حادثته سمعته يقول: من نوقش الحساب دخل الجنة، فقلت: من نوقش الحساب عذب، فقال: كلا! ربنا أكرم من ذاك، إذا قدر عفا.
أخبرنا أبو سعد الأزجي [3] قال: أنبأنا أبو المعالي العطار قراءة عليه عن أبي القاسم البندار قال: كتب إلى أبو عبد الله بن بطة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن رجاء قال: حدثنا أبو أيوب عبد الوهاب بن عمرو النزلي، حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني سلمة بن بكر المقدسي [4] قال: كان رجاء ابن حيوة الكندي جالسا في مسجد دمشق إذ قرأ رجل قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
إلى قوله أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ
فقال رجل من القوم: أترون رجلا يعمل بهذه الكلمات كلها؟ فقال رجل: لا، فقال آخر: ولا أمير المؤمنين؟ فقال آخر: وما يدخل الوليد في حديثنا؟ فقال رجاء: إني أظن أن هذا الكلام سيكسبكم شرا، إن سئلتم فاكتموا، وإن استحلفتم فاحلفوا! فبينا هم كذلك إذ جاءت الأشراط فأخذوا رجاء وأصحابه فأدخلوا على الوليد رجاء الله ليفترش ذراعك الوصيد ورجل يتلو آيات من كتاب اللَّه عز وجل، فقال رجل: أترون رجلا يعمل بهذه الآيات، فقال آخر: لا، فقال آخر: ولا الوليد أمير المؤمنين، وما بقي من العدل فاعمل به. قال رجاء: فما سمعت
__________
[1] في (ج) ، (ب) : «راحلا» .
[2] في (ب) : «كتب» .
[3] في (ج) : «الحلازجى» .
[4] في (ب) : «القدسي» .(16/221)
ولعل أصحابي سمعوا شيئا لم أسمعه، فأدخلوا جميعا فسئلوا وكتموا فاستحلفوا فحلفوا، فقال: اللَّه أكبر علي! فكان الساعي بعد ذلك إذا رأى رجاء قال: اللَّه يا رجاء إنك ليستسقي بك المطر! تكتم شهادة؟ فيقول له رجاء: يا فاسق! لمائة سوء عن [1] ظهرك أحب إلي من أن يعطب عدة من المسلمين بلا ذنب.
225- عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماهان الفارسي، أبو العلاء البغدادي [2] :
سمع أبا عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ وأبا علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار وأبا الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي وأبا بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني وأبا سهل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطّان وأبا علي أحمد ابن الفضل بن العباس بن خزيمة بن مكرم بن أحمد القاضي.
ثم رحل فسمع بدمشق بإفادة أبي هاشم [3] عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل ابن السلمي، وببيروت أبا عمران موسى بن عبد الرحمن بن موسى المقرئ، وبأنطاكية أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكار، وببيت المقدس أبا طالب محمد بن زكريا بن يحيى ابن يعقوب بن بشر بن أعين المقدسي وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي [4] الصابوني وأبا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن ناصح الدمشقي وأبا محمد بن سعيد بن أحمد بن جعفر الفهري وأبا العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق ابن عتبة الرازي وأبا عبد الله محمد بن إدريس بن عبد الله بن إسحاق الدلال وأم محمد فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن الريان وبتنيس أبا بكر محمد بن علي النقاش، وبالبصرة أبا علي مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن أَحْمَد بْن المعتمر البيع وأحمد بن محمد ابن سليمان المسالكي، [و] بنيسابور أبا حامد أحمد بن الحسن المقرئ وعلي بن بندار الصّيرفيّ وأبا أحمد الجلودي.
__________
[1] في الأصل: «سول عن» وفي (ج) : «سواء من» وفي (ب) : «سوابه» .
[2] انظر: العبر في خبر من غبر 2/256.
[3] في النسخ: «هشام» والتصحيح من العبر 333.
[4] في النسخ: «السرى» .(16/222)
وقدم أصبهان في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وحدث بها عن شيوخ بغداد ومصر والأهواز ونيسابور والشام، روى عنه من أهلها المطهر بن محمد بن علي ابن محمد بن أحمد بن بحير وأبوي بكر محمد بن علي الحافظ وعلي بن القاسم الخياط المقرئ. وروى عنه أيضا علي بن بشرى السجزي في مشيخته.
وسكن مصر إلى حين وفاته وحدث بها بكتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج النيسابوري عَن أَبِي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى الأشقر الفقيه الشافعي عن أبي محمد أحمد بن علي بن الحسن القلانسي عن مسلم سوى ثلاثة أجزاء من آخره، فإنه رواها عن أبي أحمد الجلودي عن إبراهيم بن سفيان عن مسلم، سمعه منه جماعة ورووه عنه، فمنهم محمد بن يحيى بن الحذاء ويحيى بن محمد بن يوسف الأشعري وأبو القاسم أحمد ابن فتح المعافري يعرف بابن الرسان.
كَتَبَ إِلَيَّ أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بْنِ نُعْمَانَ الْمُعَدَّلُ الأَصْبَهَانِيُّ أَنَّ أَبَا عَدْنَانَ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُطَهَّرِ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن بَحِيرٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَنْبَأَنَا جَدِّي الْمُطَهَّرُ قِرَاءَةً عليه في شعبان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَلاءِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن مَاهَانَ الْفَارِسِيُّ الْبَغْدَادِيُّ قِرَاءَةً مِنْ لَفْظِهِ فِي شهر شعبان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة قال: حدثنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّائِمَ إِذَا لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» [1] .
أنبأنا أبو الخطاب الكلبي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليل المصري، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني قال: سمعت أبا عمر محمد ابن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبي يقول: أخبرني ثقات [من] [2] أهل مصر أن أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني كتب إلى أهل مصر من بغداد أن اكتبوا عن
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 23865. والجامع الكبير 5654.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(16/223)
[أبي] [1] العلاء بن ماهان كتاب مسلم بن الحجاج الصحيح، ووصف أبا العلاء بالثقة والتمييز.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: قرئ على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال وأنا أسمع قال: سنة سبع وثمانين- يعني: وثلاثمائة- ابن العلاء بن ماهان البغدادي- يعني: مات.
226- عبد الوهاب بن الفضل المطيع لِلَّهِ بْن جَعْفَر المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد بالله، أبو عبد، أخو الإمام الطائع:
توفي ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان سنة سبعين وثلاثمائة ودفن بالرصافة عند قبر أبيه، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
227- عبد الوهاب بن القاسم بن علي الشعراني:
روى عن أبي الحسين بن الطيوري شيئا يسيرا، كتب عنه أبو بكر بن كامل الخفاف.
قرأت في كتاب المبارك بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال أنشدني عبد الوهاب بن القاسم بن علي الشعراني قال: أنشدني أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي:
ذهب الناس فاستقلوا وصرنا ... خلفا في أراذل نسناس
في أناس نعدهم في عديد ... فإذا فتشوا فليسوا بناس
أجملوا في الحشوم طولا وعرضا ... وهم في القياس دون الحساس
وإذا جئت أبتغي النيل منهم ... ابتدوني في قتل السواس بياس
وبكوا لي حتى وددت بأني ... تفلت عند ذاك رأس براس
228- عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن بن بندار، أبو البركات الأنماطي [2] :
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر: الذيل على طبقات الحنابلة 1/240. والعبر في خبر من غبر 4/104.(16/224)
من أهل نهر القلائين [1] . سمع وقرأ وكتب الكثير، وحصل العالي والنازل، ولم يزل يسمع ويفيد الناس إلى آخر عمره، وحدث بأكثر مروياته، وكتب عنه الكبار ورووا عنه. وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة، وحسن الطريقة والديانة، والعفة والنزاهة، والثقة والصدق والأمانة.
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور [2] وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبوي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وعلي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا الغنائم محمد بن علي بن الْحَسَن بن أبي عثمان الدقاق وأخاه أبا محمد أحمد وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبا الحسين عاصم بن الحسن العاصمي وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبوي عبد الله مالك بن أحمد البانياسي والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وخلقا كثيرا غيرهم.
وقرأ على أبي الحسين بن الطيوري جميع ما عنده. روى لنا عنه أبو الفرج بن الجوزي وأبو أحمد بن سكينة وأبو محمد بن الأخضر وعبد الواحد بن سعد الصفار وعبد الرحمن بن محمد بن يعيش الكاتب ومحمد بن هبة اللَّه بن كامل الوكيل وعبد العزيز وأحمد ابنا أزهر بن عبد الوهاب السباك وأبو الفتوح مسعود بن عبد الله ابن عبد الكريم الدقاق ويحيى بن محاسن الفقيه ويحيى بْن مبارك بْن مُحَمَّد بْن يَحيى بْن الزبيدي وأحمد بن هبة اللَّه بن العلاء الزاهد ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف وأحمد بن يحيى بن بركة البزار وعبد العزيز بن معالي بن منينا وهبة اللَّه بن الحسين بن أقبل [3] وأبو الفتح وهب بن محمد بن وهب الحري وخليفة بن أبي بكر بن أحمد أبو نصر السقاء وعبد الرحمن بن أحمد بن هدبة الوراق وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد عَبْد الْوَهَّابِ بْن عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أبو البركات عبد الوهاب ابن الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ وَوَالِدِي قَالا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد الصريفيني، أنبأنا عبيد الله
__________
[1] في (ب) : «القلائين» .
[2] في (ب) : «السور» .
[3] هكذا في الأصول.(16/225)
ابن حبابة [1] ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى- وَكَانَ من أصحاب الشجرة- وماتت ابنة له فتبعها عَلَى بَغْلٍ [2] خَلْفَهَا فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَرْثِينَ فَقَالَ: لا تَرْثِينَ فَإِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّرَثِّي، وَلْتُفْضِ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا مَا شَاءَتْ، ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا وَقَامَ بَعْدَ ذَلِكَ قَدْرَ مَا بَيْنَ التَّكْبِيرَتَيْنِ يَدْعُو وقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصْنَعُ عَلَى الْجَنَائِزِ هَكَذَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ يَعِيشَ بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أبو القاسم بن حبابة، حدثنا البغوي، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ أَوْ قَدْ خَرَجَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» [3] .
أخبرنا أبو أحمد بن سكينة بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا عبد الله بن محمد الخطيب، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني يونس بن عبد الله عن مالك ابن أنس قال: كان رجل له زوجة وكان لها محبا، وكانت قد أعطيت شدة وكانت له [4] قاهرة فضربته يوما، فجعل يبكي وجعلت تغيظ عليه وتقول له: أتبكي؟ فيقول لها: نعم! والله، أبكي على رغم أنفك.
أخبرنا أحمد بن يحيى البزار قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، أنبأنا عبيد اللَّه بن محمد بن أحمد أبو أحمد قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الصولي إملاء [5] قال: سمعت عبد الله بن المعتز وذكر يوما إخوانه فقال: أنا فيهم كما قال أبو تمام:
__________
[1] «عبيد الله عن حبابة» .
[2] في النسخ: «على فعل» .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/71. وصحيح مسلم، كتاب الجمعة 59.
[4] في (ب) : «كانت لها» .
[5] في (ب) ، (ج) : «ليلا» .(16/226)
ذو الود مني وذو القربى [1] بِمنزلة ... وإخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت [2] آدابهم أدبي [3] ... فم وإن فرقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحد وغدت ... أبداننا لشآم أو خراسان
ورب نائي المغاني روحة أبدا ... لصيق روحي ودان ليس بالداني
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع بخطه قال: قال شيخنا ابن ناصر فيما قرأت بخطه: كان عبد الوهاب الأنماطي بقية الشيوخ، سمع الكثير وحدث، وكان يفهم وكان صحيح السماع بعد مضى سنورا ولم يتزوج قط.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب ابن المبارك الأنماطي حافظ متقن، كثير السماع واسع الرواية، دائم البشر [4] سريع الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، مليح المحاورة، جمع الفوائد، وخرج التخاريج [5] ، صاحب أصول حسنة ما بقي من العالي والنازل جزء إلا قرأه وحصل نسخته إما بخطه أو خط غيره، ونسخ الكتب الكبار بخطه، مثل الطبقات وتأريخ الخطيب، وكان متفرغا مستعدا للتحديث، إما أن يقرأ عليه أو ينسخ شيئا، وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة، وجمع فيه شيئا، قرأت عليه الكثير.
أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي عن مولده فقال:
في يوم الجمعة الثاني من رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الخميس الثاني والعشرين من المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، ودفن من الغد في مقابر الشونيزي.
229- عبد الوهاب بن محمد المنتصر بالله بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور عبد الله بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
__________
[1] في النسخ: «القرى» .
[2] في النسخ: «حاورت» .
[3] في النسخ: «أوفى» .
[4] في (ب) : «دائم الشر» .
[5] في (ج) : «وخرج البخاري» .(16/227)
ذكره عبيد اللَّه بن أحمد بن أبي طاهر وأنه قدم سر من رأي من مدينة السلام في أول سنة سبع وخمسين ومائتين [1] ووصل إلى عمه المعتمد على اللَّه أحمد بن المتوكل، وخلع عليه خمس خلع وحمل على فرس بسرجه [2] ولجامه.
230- عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن هانئ، أبو محمد البزاز:
حدث عن أحمد بن الحسن بن دبيس المقرئ، روى عنه أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس وأبو سعد [3] الماليني:
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَطَّارُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شاذة [4] ، حدثنا أَبُو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الماليني قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُبَيْسٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ، حدثني خلف بن هشام المقرئ، حدثنا معروف الكرخي، حدثنا بكر بن خنيس، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ عِنْدَ مَنَامِهِ: اللَّهُمَّ! لا تُؤْمِنَّا مَكْرَكَ، وَلا تُنْسِنَا ذِكْرَكَ، وَلا تَهْتِكْ عَنَّا سِتْرَكَ، وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ الْغَافِلِينَ، اللَّهُمَّ ابْعَثْنَا فِي أَحَبِّ [السَّاعَاتِ] [5] إِلَيْكَ حَتَّى نَذْكُرَكَ فَتَذْكُرَنَا، وَنَسْأَلَكَ فَتُعْطِيَنَا، وَنَدْعُوَكَ فَتَسْتَجِيبَ لَنَا، وَنَسْتَغْفِرَكَ فَتَغْفِرَ لَنَا؛ إِلا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ [6] مَلَكًا فِي أَحَبِّ السَّاعَاتِ إِلَيْهِ فَيُوقِظُهُ [7] ، فَإِنْ قَامَ وَإِلا صَعِدَ الْمَلَكُ فَعَبَدَ [8] اللَّهَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ مَلَكٌ آخَرُ فَيُوقِظُهُ، فَإِنْ قَامَ وَإِلا صَعِدَ الْمَلَكُ [فَقَامَ] [9] مَعَ صَاحِبِهِ، وَيَعْرُجُ إِلَيْهِ مَلَكٌ آخَرُ فَيُوقِظُهُ، فَإِنْ قَامَ وَإِلا صَعِدَ الْمَلَكُ فَقَامَ مَعَ صَاحِبِهِ، فَإِنْ قام بعد ذلك ودعا
__________
[1] في الأصل، (ب) : «وثمانين» وفي (ج) : «وثمانمائة» .
[2] في النسخ: «شيوخه» .
[3] في النسخ: «أبو سعيد» .
[4] هكذا في الأصول.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[6] في النسخ: «إليك» .
[7] في (ج) : «فنوقظه» .
[8] في الأصل، (ب) : «فيعبد» .
[9] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(16/228)
اسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنْ لَمْ يَقُمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ أُولَئِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ» [1] .
231- عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن الصابوني، أبو الفتح الخفاف، المقرئ المالكي [2] :
من ساكني الجعفرية. وله [3] دكان بدرب الدواب يبيع فيه خفاف النساء، أصله من قرية يقال لها المالكية على الفرات وإليها ينسب، وهو حنبلي المذهب.
قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبي بكر أحمد بن علي [4] بن بدران [5] الحلواني [6] وأبي العز محمد بن الحسين القلانسي وعلى غيرهما، قرأ عليه جماعة من شيوخنا، وسمع الحديث من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبي المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال وأبي طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قيداس الحطاب [7] وأبي سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب، ومن خلق كثير غيرهم.
ولم يزل يسمع إلى حين وفاته، وحصل الأصول، وحدث بالكثير؛ روى لنا عنه سبطه عمر بن كرم الدينوري وأبو محمد عبد العزيز بن محمود [8] بن الأخضر البزاز، وكان قيما بمعرفة القراءات وطرق الروايات، تقيا، صدوقا، صالحا، حسن الطريقة.
حَدَّثَنَا ابْنُ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ عبد الوهاب بن محمد بن الحسين
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 5/76. وكنز العمال 41326.
[2] انظر: طبقات القراء 1/481. والعبر في خبر من غبر 4/160.
[3] في الأصل: «ولد» .
[4] في (ج) : «محمد» .
[5] في النسخ: «بن حمدان» والتصحيح من المراجع.
[6] في (ب) : «الحلودانى» .
[7] «قيداس الحطاب» في النسخ: «قنداس الخطاب» والتصحيح من العبر 3/352.
[8] في (ب) : «بن محمد» .(16/229)
الْمَالِكِيُّ [أَنْبَأَنَا] [1] أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الله، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بن زياد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد المقرئ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو السَّكَنِ الْبَلْخِيُّ، حدثنا هشام ابن حِبَّانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَنِي الإسلام على خمس: شهادة ألا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ البيت» [2] .
أنبأنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب ابن محمد بن الحسين الصابوني شيخ صالح صدوق حسن السيرة، قيم بكتاب الله، يأكل من كد يده، كتبت عنه، وسألته عن مولده فقال: في شوال سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت عبد الوهاب بن محمد الصابوني عن مولده، فقال: في شوال سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي [3] قال: توفي عبد الوهاب ابن محمد الصابوني في ليلة السبت العشرين من صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة [4] ، وذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
232- عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الغني الطبري، أبو جعفر المقرئ:
من ساكني درب فراشا، كان من قراء [5] المواكب الخلافية ومتقدما على المؤذنين [6] بدار الخلافة. سمع الحديث بعد علو سنه من أبي المظفر عبد الله بن محمد
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/9. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان 20، 21.
[3] في (ب) : «القسري» .
[4] «وخمسمائة» سقط من (ج) .
[5] في (ب) : «وراء» .
[6] في (ب) : «المأذونين»(16/230)
الشبلي وأبي محمد محمد بن [أحمد بن] [1] عبد الكريم التميمي وأبي الكرم المبارك [2] بن الحسن بن الشهرزوري وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي سعيد عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن البغدادي ومن جماعة غيرهم، وحدث باليسير، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا، حافظا لكتاب الله، حسن التلاوة له، أضر في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ [3] بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ التَّمِيمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بكر محمد بن السري التمار، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سنين [4] ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعٍ أَبُو زِيَادٍ الْمَعْرُوفُ بدرخت [5] ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ عَنِ الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ [6] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ [7] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [8]
وذلك أنه بعث رجلا في حاجة فكذب عليه فوجدوه ميتا لم تقبله الأرض.
سمعت عبد الغني بن سعيد بن محمد الطبري يقول: مولد عمي عبد الوهاب في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي عبد الوهاب المقرئ في ليلة السبت ثالث عشر شوال سنة ثلاث وستمائة، وصلى عليه من الغد في النظامية، ودفن بباب حرب.
233- عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الفامي الفارسي، أبو محمد، الفقيه الشافعي [9] :
من أهل شيراز. قدم بغداد في تاسع شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقطة من العبر 4/161.
[2] في النسخ: «أبى الكريم المبارك» .
[3] في (ج) : «محمد» .
[4] في (ج) : «بابن ستين» .
[5] هكذا في النسخ.
[6] في النسخ: «عن الوازع عن نافع» .
[7] في النسخ: «بن زياد» .
[8] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[9]- انظر: شذرات الذهب 3/413. وطبقات الشافعين لابن قاضي شهبة، رقم 233. والمنتظم 9/152.(16/231)
للتدريس بالمدرسة النظامية، وكان مدرسها يومئذ الحسين بن محمد الطبري، فبقي كل واحد منهما يدرس يوما مناوبة، فلم يزالا على ذلك إلى أن عزلا في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين، أملى الحديث بجامع القصر.
وحدث عن أبوي بكر [1] أحمد بن الحسن بن الليث الحافظ ومحمد بن أحمد بن عبدان بن عبدك الحبال وأبي الحسين عبد الواحد بن يوسف القزاز وأبي القاسم علي ابن بندار بن إبراهيم الحنفي وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب وأبي طاهر عبد الواحد ابن أحمد الفرضي وأبي محمد الحسن بن محمد بن عثمان بن كرابه وأبي الحسن محمد ابن يحيى المحتسب الشيرازيين، روى عنه من البغداديين عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو الفضل بن ناصر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الضَّرِيرُ النَّحْوِيُّ بقراءتي عليه قال:
حدثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ إِمْلاءً قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاضِي الإِمَامُ جَمَالُ الإِسْلامِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ الشَّافِعِيُّ وَيُعْرَفُ بِالْفَامِيِّ- قَدِمَ عَلَيْنَا مَدِينَةَ السَّلامِ- إِمْلاءً فِي جَامِعِ دَارِ الْخَلِيفَةِ وَكَانَ أَنْفَذَ بِهِ نَظَامُ الْمُلْكِ مُدَرِّسًا بِالْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ يُوسُفَ الْقَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَد عُبَيْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بيان الحافظ، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّقِّيُّ بِالْكُوفَةِ، حدثنا محمد بن الجنيد، حدثنا الوليد بن القاسم الهمداني، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَزَلَ بِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيْفٌ فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ: «هل عند كن مِنْ شَيْءٍ فَقَدْ نَزَلَ بِي ضَيْفٌ؟» فَأَرْسَلْنَ: لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِلا الْمَاءَ! إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: «يَا فُلانُ! هَلْ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ مِنْ شَيْءٍ فَقَدْ نَزَلَ بِي ضَيْفٌ، تَذْهَبُ بِضَيْفِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟» قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَذَهَبَ بِهِ إِلَي أَهْلِهِ، قَالَ:
لامْرَأَتِهِ: هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ خُبْزَةٌ لَنَا، قَالَ: قَرِّبِيهَا وَكَأَنَّكِ تُصْلِحِينَ الْمِصْبَاحَ فَأَطْفِئِيهِ؛ فَفَعَلَتْ فَجَعَلَ يُقَرِّبُ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَأْكُلُ مَعَ ضَيْفِهِ فَخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخُبْزَةِ حَتَّى أَكَلَهَا وَبَاتَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا ضَيْفُهُ لِحَاجَتِهِ وَغَدَا الأَنْصَارِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا صَنَعْتَ اللَّيْلَةَ بِضَيْفِكَ؟» وَظَنَّ أَنَّهُ شَكَاهُ وَحَدَّثَهُ بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ
__________
[1] في (ب) : «أبى بكر» .(16/232)
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِصَنِيعِكَ إِلَى ضَيْفِكَ- أَوْ ضَحِكَ بِصَنِيعِكَ إِلَيْهِ» [1] .
كتب إلي علي بن الفضل الحافظ بن علي بن عتيق الأنصاري أخبره عن القاضي عياض بن موسى التجيي قال: سمعت القاضي أبا علي حسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سكرة يقول: عبد الوهاب بن محمد الشيرازي الفامي القاضي [2] أبو محمد جليل من أئمة العلماء الشافعية وكبارهم، دخل بغداد أيام كوني بها، وأنهض إلى التدريس في المدرسة النظامية، وتلقاه أهل بغداد وخرجوا إليه كافة من العلماء وأهل الدولة وغيرهم، وحضر أرباب الدولة من القضاة وحجاب الخليفة أول يوم درس وقرئ منشوره وكان يوما مشهودا، سمعت عليه كثيرا.
وسمعته يقول: صنفت سبعين تأليفا في ثمانية عشر عاما، وسمعته يقول: لي كتاب في تفسير القرآن ضمنته مائة ألف بيت شاهدا، وكان يملي [3] يوم الجمعة في جامع القصر، ومستمليه أبو ياسر بن كادش وأخر، وحفظ عليه تصحيف شنيع [4] ، ثم أجلب عليه وطولب، ورمي بالاعتزال حتى فر بنفسه.
أَخْبَرَنِي شِهَابٌ الْحَاتِمِيُّ بِهَرَاةَ قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سَمِعْتُ أَبَا الْعَلاءِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْفَضْلِ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ ثَابِتٍ الطَّرْقِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِمَّنْ أَثِقُ بِهِ أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ الشِّيرَازِيَّ أَمْلَى عَلَيْهِمْ بِبَغْدَادَ يَوْمًا حَدِيثَ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «صَلاةٌ فِي أَثَرِ صَلاةٍ كِتَابٌ فِي عَلِّيِّينَ» [5]
، فَصَحَّفَ وَقَالَ: كَنَارٍ فِي غَلَسٍ، وَكَانَ الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْخُجَنْدِيُّ حاضرا فقال له- أو قيل لَهُ: مَا مَعْنَى كَنَارٍ فِي غَلَسٍ؟ فَقَالَ: النَّارُ فِي الْغَلَسِ تَكُونُ أَضْوَأَ؛ قال الطرقي: وسأله بعض أصدقائي عن جامع أبي عيسى الترمذي وقال
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/158. وفتح الباري 4/141.
[2] في النسخ: «أبو محمد خليل» .
[3] في النسخ: «وكان على» .
[4] في النسخ: «شفيع» .
[5] انظر الحديث في: سنن أبى داود 1288. ومسند أحمد 5/263.(16/233)
له: هل لك به سماع؟ فقال: ما الجامع ومن أبو عيسى؟ ما سمعت بهذا الكتاب؛ ثم رأيته بعد ذلك يعده في مسموعاته. وذكر يوما أنه سمع صحيح البخاري، فقلت له:
هل معك أصل سماعك؟ فقال: لماذا؟ فقلت: لنسمع [1] منك، فقال: وما ببغداد صحيح البخاري؟ في النسخ كثرة [2] ، اقرءوا من بعضها.
قال الطرقي: ولما أراد الفامي أن يملي في جامع القصر فقلت له: لو استعنت ببعض حفاظ البلد فانتقي الأحاديث ورتبها على ما جرت به عاداتهم؟ فقال: إنما يفعل ذلك من قلت [3] معرفته بالحديث، وأما أنا فحفظي يغنيني [4] ، ولم أحتج إلى أحد [5] فيما يعنيني، وكان هذا أول يوم قدم وما كنت بلوته، فأملى اليوم الثاني وامتحنت بالاستملاء- أعوذ بالله من البلاء، فأول ما [6] حدث رأيته يسقط من الإسناد رجلا ويزيد فيه رجلا، ويبدل رجلا برجل، ويجعل الرجل الواحد رجلين والرجلين رجلا واحدا، ورأيت نصحه أعجز عن ذلك، وسأفصل ما أجملته: أما إسقاط رجل ففي غير موضع منها أنه ذكر الحسن بن سفيان عن يزيد بن زريع، فأمسك أهل المجلس أقلامهم ورفعوا إلي رؤسهم، فمنهم المنكر بصريح لسانه، ومنهم المشير بحاجبه وبنانه، فقلت لهم: سقط أحد رجلين، ولا يزيد بين الحسن بن سفيان ويزيد إما محمد بن المنهال أو أمية بن بسطام، فقال المملي [7] : اكتبوا كما في أصلي؛ وأما زيادة رجل فإنه أورد إسنادا وكان في الكتاب «أنبأنا سهل بن بحر أنا سألته» فصحفه وقال «أنبأنا سهل بن بحر أنبأنا ساليه» وأما تبديل رجل برجل فأكثر من أن يلحقه الإحصاء كتبديل عمر بعمرو وجميل [8] بجميل وحبان بحبان وأشباه ذلك؛ وأما جعله الرجل الواحد رجلين فإنه رأى في كتاب سعيد بن عمرو الأشعثي وهو شيخ مسلم بن
__________
[1] في (ب) : «له سمع» .
[2] في (ج) : «كثيرة» .
[3] في (ب) : «من قلب» .
[4] في (ب) : «اعتنى» وفي (ج) : «يعتنبنى» .
[5] في (ج) : «ولم احتج على أحد» .
[6] في النسخ: «مات» .
[7] في (ج) : «المهلبي» .
[8] في (ج) : «وجميل» .(16/234)
الحجاج القشيري فقال هو: أنبأنا سعيد بن عمرو الأشعثي قالا: أنبأنا فلان بن فلان، فقلت: إنما هو سعيد بن عمرو الأشعثي؟ قال: لا! ليس كما تقول، قلت: فمن الأشعثي؟ قال: فضول منك؛ وأما جعله الرجلين رجلا واحدا فإني رأيت بأخره مجلسا كتبه عنه بعض البغداديين المشهورين يحفظ الحديث فقرأته، وإذا فيه «حدثنا ورقاء بن قيس بن الربيع» فأنكرت عليه وقلت: يا إنسان: تكتب مثل هذه الأخبار وتفضي عن موضع الإنكار! وليس هذا مما يخفى على من شم رائحة الحديث، ألست تعلم أنه ورقاء بن عمر اليشكري وعن قيس بن الربيع؟ فقال: بلى! ولكنه شديد الكلام حديد اللسان، وإني قد رددت عليه في مواضع فأغلظ علي في القول فآليت [1] أن لا أرد عليه.
قال الطرقي: وأما تصاحيفه في المتون فقد شذ عني الأكثر، ومن ذلك أنه قال في أول حديث أملاه قال حميل [2] بن بصرة: لقيت أبا هريرة وهو يجيء من الطود، فقيل له: إنما هو الطور، قال: بل هو الطود، قال الله تعالى فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ
؛ وأما ما أخذ عليه في علم اللغة والنحو والعروض والشعر فمنها أني كنت أقرأ عليه تصنيفا له في معجزات الأنبياء [و] كرامات الأولياء، فذكر في معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم كلامه في الخشف [3] والضب والناقة، فقيل له: ما الخشف؟ فقال: طائر؛ وقال يوما في بعض ما جرى معه: الدلو يذكر؛ فقلت: إنما يستدل على التأنيث والتذكير بالجمع والتصغير، وتصغير الدلو دلية، فقال: تصغير الرجل أيضا رجيله، فيجب أن يكون الرجل مؤنثا، فكأنما ألقمني حجرا مثلثا؛ وقال في بعض مناظراته مع ابن قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني: الفعل لا يوصف، فقال الشيخ أبو الفضل الهمداني:
يقول الله تعالى (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً)
بما انتصب صالحا؟
قال: انتصب على الحال؛ وأنشد بيتا فأسقط منه كلمة تحتوي على وتد مجموع وسبب خفيف وذاك جزء خماسي على وزن فعولن، فقلت: البيت مكسور، فقال-
__________
[1] في (ب) : «فأكتب» .
[2] في (ج) : «جميل» .
[3] في الأصل: «الخشب» .(16/235)
كأني لم أعرف الأوزان والنحو والعروض- كذا كذا بحرا منها الطويل ومنها البسيط ومنها الممدود، فأخذني الضحك وقمت عنه.
قال ابن السمعاني: والحافظ الطرقي كتب رسالة في جزء ضخم إلى نظام الملك يذكر فيها أحوال عبد الوهاب الفامي: وذكر من هذا الجنس فيها جملة، اقتصرت منه على هذا القدر، ولولا أنه حافظ كبير رحل وجمع وشرط في هذه الرسالة أنه لا يزيد شيئا بل ينقص مما سمع، ما أوردت هذا القدر.
كتب إلي أبو جعفر محمد وأبو بكر لا مع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما قال: عبد الوهاب بن محمد الفامي أحفظ من رأيناه لمذهب الشافعي، صنف كتاب «تأريخ الفقهاء» وكتب فيه: مات جدي أبو الفرج عبد الوهاب سنة أربع عشرة وأربعمائة وفيها ولدت؛ ذكر أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي الأصبهاني في معجم شيوخه ونقلته من خطه أن عبد الوهاب بن محمد الفامي توفي بشيراز في السابع والعشرين من رمضان سنة خمسمائة.
234- عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن السيبي، أبو الفرج بن أبي عبد الله:
من أهل دار الخلافة، من بيت رئاسة وولاية، تقدم ذكر والده وولده في المحمدين.
سمع أبا الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ توبة، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وابنه عبد الله في العاشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الْوَهَّابِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب السّيبي بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَزَّازُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالا أنبأنا أبو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ [مُحَمَّدِ بْنِ] [1] عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ تَوْبَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.(16/236)
عُبَيْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بْنِ حَبَابَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا طالوت هو ابن عباد، حدثنا فضال بن جبر [1] ، حدثنا أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدَ لا يُحِبُّهُ إِلا للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أن يلقى في النار» [2] .
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أن عبد الوهاب بن محمد بن السيي ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ذكر أبو بكر المارستاني ونقلته من خطه أن أبا الفرج عبد الوهاب ابن محمد بن عبد الوهاب بن السيي مات في بكرة يوم الثلاثاء خامس ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن من يومه بتربة لهم؛ وكان قد نظر في نهر الملك مدة.
235- عبد الوهاب بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رامين، أبو أحمد، الفقيه الشافعي [3] :
[سمع] [4] أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وسكن البصرة وحدث بها، روى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في معجم شيوخة.
أخبرنا أحمد بن الحسن البغدادي قال: أنبأنا أبو الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام، أنبأنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن علي الشيرازي قَالَ: ومنهم شيخنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن عمر بن رامين البغدادي درس على الداركي وعلي أبي الحسن بن خيران، وسكن البصرة وحدث بها [5] ، وكان فقيها أصوليا، له مصنفات حسنة في الأصول.
__________
[1] في النسخ: «جبير» .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/10، 12، 9/25.
وصحيح مسلم، كتاب الإيمان 68.
[3] انظر: طبقات الشافعية للسبكى 3/285.
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/215.
[4] ما بين المعقوفتين ساقطة من النسخ.
[5] في (ج) : «ودرس بها» .(16/237)
بلغني أنه توفي ليلة الجمعة لسبع خلون من شهر رمضان سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن في ناحية قبر طلحة.
236- عبد الوهاب بن محمد بن الفضل بن علوية بن مصعب، أبو الفضل الأصبهاني:
قدم بغداد في شوال سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وحدث بها عن أبي بكر بن ريذة [1] ، سمع منه أبو نصر المعمر بن محمد بن الحسين البيع.
قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي نَصْرٍ الْبَيِّعِ وَأَنْبَأَنِيهِ عَنْهُ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزَجِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُصْعَبٍ الأَصْبَهَانِيُّ قِدَمَ عَلَيْنَا وَكَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَاشتينَانِيُّ [2] ، قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بن ريذة، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى الأَنْطَاكِيُّ، حدثنا عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، حدثنا عيسى بن يونس عن معاوية ابن يَحْيَى ومَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلامِ الْحَيَاءُ» [3] .
كتب إلي أبو القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمداني قال: أنبأنا أبو منصور شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي، أنبأنا أبي قال: أنبأنا عبد الوهاب ابن محمد بن الفضل بن علوية بن مصعب الأصبهاني أبو الفضل قدم علينا في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وأربعمائة. روى عن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الله بن زياد وأحمد بن جعفر الفقيه وأحمد بن محمد الثقفي، سمع منه أصحابنا وكان صدوقا.
قرأت بخط الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني قال: سمعت القاضي
__________
[1] في (ج) : «زائدة» .
[2] في (ج) : «الورستينانى» .
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4181. والمعجم الكبير 1/12. والترغيب والترهيب 3/339.(16/238)
عبد الواحد ودلجه يقول: قدم عبد الوهاب بن مصعب والد القاضي الخطير بغداد فروى كتاب المعجم للطبراني عن ابن ماشاذه ولا أدركه، وإنما أدرك أحمد الباطرقاني ونحوه، ثم علم به فهرب من بغداد، وكان أيضا يأخذ من الباطرقاني أجزاءه ويسمع منه بخطه، فعلم به الباطرقاني وأخرجه من [1] داره في حكاية طويلة.
237- عبد الوهاب بن محمد بن ياسين، أبو محمد الشاهد:
كان من المعدلين بمدينة السلام، ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه مات في يوم السبت التاسع عشر من شوال سنة خمس وثمانين وثلاثمائة-[رحمه الله تعالى] .
238- عبد الوهاب بن محمود بن الحسن بن علي بن محمد الجوهري، المعروف بابن الأهوازي:
من ساكني درب القتار. سمع شيئا يسيرا من أبي بكر بن المقرب، كتبنا عنه وكان شيخا [2] لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الأَهْوَازِيِّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرَّبِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكَرْخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْمَعَالِي ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَقَّالُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْن مُحَمَّد الْحَرَّانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ابن مالك القطيعي، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَشِّيُّ [3] ، حدثنا حجاج ابن منهال قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتَحْتَرِقَ ثِيَابُهُ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ» [4] .
توفي ابن الأهوازي في ليلة الاثنين لتسع خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين
__________
[1] في النسخ: «وأخرجه في داره» .
[2] في (ب) : «وكان شيخنا» .
[3] في الأصل: «الكنى وفي (ج) : «الكبسى» .
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/389. وصحيح مسلم، كتاب الجنائز باب 33.(16/239)
وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين [رحمه الله] .
239- عبد الوهاب بن المظفر بن أحمد بن المعمر بن جعفر، أبو الغنائم:
من ساكني دار الخلافة، سمع بعد علو سنة شيئا يسيرا من أبي المظفر هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن عمر السمرقندي، كتبنا عنه، وكان شيخا لا بأس به، أضر في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ جَعْفَرٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أنبأنا أبو المظفر هبة الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ التِّبْرِيزِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ السراج، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حدثنا إبراهيم بن شريك، حدثنا شهاب بن عباد، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ حَكِيمِ بْن حِزَامٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدِي.
سألت أبا الغنائم بن جعفر عن مولده فقال: في الرابع عشر من شوال من سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وتوفي يوم الخميس لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن بالوردية [رحمه الله] .
240- عبد الوهاب بن منصور، أبو محمد الزجاج المفيد:
سمع أبا محمد بن علي الجوهري والقاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر هبة الله بن علي بن محمد بن المحلى.
قال أبو علي بن البناء في تأريخه: سنة ثلاث وستين وأربعمائة في يوم الاثنين النصف من جمادى الآخرة مات الزجاج من أصحابنا بباب البصرة ودفن بباب حرب.
241- عبد الوهاب بن ناصر بن عمر الأقفالي البصري:
أنشدني أبو القاسم [1] علي بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الواعظ قال:
__________
[1] في شذرات الذهب: «أبو الحسن»(16/240)
أنشدني عبد الوهاب بن ناصر بن عمر الأقفالي البصري لنفسه في غلام حائك:
قد قلت للحائك الرخيم وفي ... بنانه طاقة تخلصها
هل لك في رد مهجة لفتى ... ليس له طاقة تخلصها [1]
242- عبد الوهاب بن أبي النجم بن علي، أبو علي الضرير المقرئ:
أظنه من أهل باب الأزج. كتبت عنه إجازة في شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ولا أدري حدث بشيء أم لا.
243- عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضائل، أبو الفضل الشواء:
روى عنه أبو بكر بن كامل شيئا من شعره في معجم شيوخه.
قرأت على إسماعيل بن سعد الله الأمين عن أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قال: أنشدني عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضل الشواء لنفسه:
امح بالتوبة ذنبا قد سلف ... واسكب الدمع على الخد الترف
وأطل [2] بالحزن ويحك واشتك [3] ... فعسى ترحم ذلك والأسف
244- عَبْد الوهاب بْن هبة اللَّه بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عليّ بْن الحسن بن يحيى بن السيبي، أبو الفرج [4] :
جد المذكور آنفا. شهد عند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّهِ محمد بن علي الدامغاني في يوم السبت الثاني من ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة فقبل شهادته، وولى القضاء بالحرم الشريف بعد وفاة والده في المحرم سنة ثمان وسبعين، ثم أضيف إليه قضاء باب الأزج في سنة أربع وتسعين بعد وفاة القاضي عزيزي. سمع شيئا من
__________
[1] سقط البيتان من (ج) .
[2] في الأصل، (ب) : «أطبل» .
[3] في النسخ: «اشتكى» .
[4] انظر: مرآة الزمان 8/37. والمنتظم 9/167.(16/241)
الحديث من أبي محمد الصريفيني وحدث باليسير، روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي.
أَنْبَأَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَرَفُ الْقُضَاةِ أَبُو الفرج عَبْد الوهاب بْن هبة اللَّه بْن عَبْد الله ابن السيي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي دَارِهِ وَأَنْبَأَنَا عَبْد الْوَهَّابِ بْن عليّ بْن عليّ بْن عبيد الله، أَنْبَأَنَا وَالِدِي قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصريفيني، أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي ابن الْجَعْدِ، أَنْبَأَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا غُولَ» [1] .
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: القاضي أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن السيي كان جليل [2] القدر، يقضي في الجانب الغربي [3] في الحرم ودار الخلافة مشتغلا بنفسه كما يقضي ابن الدامغاني في الجانب الغربي، وكان معلم الخليفة، سني المذهب، شافعيا.
أخبرنا عيسى بن عبد العزيز والحسن بن أحمد قالا: أنبأنا أبو طاهر السلفي قال:
أنبأنا القاضي عبد الوهاب بن هبة الله [4] بن السيي وسألته عن مولده فقال: سنة سبع عشرة- يعني: وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن السيي مؤدب ولد الخليفة في يوم السبت ثالث المحرم سنة أربع وخمسمائة عند عوده من الحج قبل وصوله إلى المدينة بيوم واحد، وحمل إلى المدينة ودفن بها بالبقيع وصلي عليه بها.
245- عَبْد الوهاب بْن هبة [اللَّه] [5] بْن عَبْد الرزاق، أبو القاسم الأنصاري، ويقال: أبو الفضل:
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم 1745. ومسند أحمد 2/382.
[2] في (ج) : «خليل» .
[3] «الجانب الغربي» ساقطة من (ج) .
[4] في (ج) : «عبد الله» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.(16/242)
سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر الأصبهاني وأبو عبد الله البلخي وهزارسب الهروي وأبو القاسم بن السمين.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ عَنْ أَبِي نَصْرٍ [1] الأَصْبَهَانِيِّ وَالْبَلْخِيِّ وهزار سب وَابْنِ السَّمِينِ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الوهاب بْن هبة اللَّه بْن عَبْد الرزاق الأَنْصَارِيُّ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْصَلِيِّ عَنْ أَبِي الْعِزِّ أحمد بن عبيد اللَّهِ بْنِ كَادِشَ، قَالا أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْن الْفَرَّاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن بنت معاوية عن عَمْرٍو، حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ [2] عَنِ اللَّيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لا يَسْمَعَ حَبِيبًا يَدْعُو عَلَى حَبِيبِهِ» [3] .
حدث الأنصاري في شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، فتكون وفاته بعد هذا التاريخ.
246- عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي ياسر عبد الوهاب بن أبي الحسن علي ابن الحسن بن بنال بن أبي حبة، أبو ياسر الدقاق [4] :
من أهل باب البصرة. سمع الكثير من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وزاهر بن طاهر الشحامي وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وإسماعيل بن [5] أحمد ابن عمر السمرقندي وأبوي بكر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ ومحمد بْن الحسين المزرفي وأبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء وأبي السعود أحمد بن علي بن المجلي وأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء
__________
[1] في النسخ: «ذاكر بن كامل بن أبى نصر» .
[2] في (ب) : «عن الزوائد» .
[3] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/186.
[4] انظر: النجوم الزاهرة 6/119. والعبر 4/266. وهامش الإكمال 2/322.
[5] في (ج) : «إسماعيل بن محمد» .(16/243)
وجماعة غيرهم، وحدث بالكثير، وسمع منه أصحابنا، وتوفي قبل طلبي للحديث، وكان شيخا لا بأس به، فقيرا صبورا على فقره، خرج من بغداد على عزم التوجه إلى الشام لرواية الحديث هناك وطلبا للزرق، فوصل إلى حران وحدث بها وأدركه أجله هناك.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الأَنْحَتِ [1] الْحَنْبَلِيُّ، أَنْبَأَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حَبَّةَ، وَأَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْمَجْدِ الْحَرْبِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ [بْنُ] [2] أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَحَدُنَا إِذَا أَرَادَ [أَنْ يَنَامَ [3]] وَهُوَ جُنُبٌ كَيْفَ يَصْنَعُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَ: «يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ يَنَامُ» [4] .
قرأت بخط عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة قال: مولدي في رجب سنة ست عشرة وخمسمائة.
سمعت يوسف بن خليل الآدمي بحلب يقول: توفي أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة البغدادي بحران في يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
247- عبد الوهاب بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسنون النرسي، أبو الفضل بن أبي القاسم بن أبي الحسين بن أبي نصر التاجر:
من أولاد المحدثين. سافر في طلب الكسب إلى خراسان ودخل ما وراء النهر، وروى بسمرقند المقامات الخمسين [5] لأبي محمد الحريري عنه، سمعها منه أبو سعد ابن السمعاني وابنه أبو المظفر، وكان يذكر أنه سمع الحديث من والده ومن أخيه
__________
[1] هكذا في الأصول.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/44. والمعجم الكبير للطبري 17/105.
[5] في النسخ: «المقامات الحسين» .(16/244)
أبي نصر أحمد بن هبة الله وأستاذه أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي الحسن علي بن محمد بن العلاف، وأنه سمع المقامات من الحريري بقراءة أبي الفضل ابن ناصر بباب المراتب، ولم يكن معه شيء من الحديث فيحدث به.
أنشدنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن السمعاني من لفظه وأصله بمرو قال:
أنشدنا أبو الفضل عبد الوهاب بن هبة الله بن النرسي البغدادي بسمرقند قال: أنشدنا أبو محمد القاسم بن علي الحريري لنفسه:
إذا ما حويت جنى نخلة ... فلا تقربنها إلى قابل
وإما سقطت [1] على بيدر ... فحوصل من السنبل [2] الحاصل
ولا تلبثن إذا ما لقطت ... فتنشب في كفة الحابل
ولا توغلن إذا ما سبحت ... فإن السلامة في الساحل
وخاطب بهات وجاوب بسوف ... وبع آجلا منك بالعاجل
ولا تكثرن على صاحب ... فما مل قط سوى الواصل
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب ابن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن النرسي من أهل بغداد، تاجر، كثير الخير والصدقة والبر، مواظب على الجمعة والجماعات، سكن خراسان مدة، وأقام ببلخ، وسمع المقامات من الحريري، سمعتها منه مع ولدي أبي المظفر بسمرقند.
وسألته عن مولده فقال: بباب المراتب في سابع عشر ربيع الأول سنة ست وتسعين وأربعمائة، وقال لي: أصلنا من فارس من نرس، قرية بفارس؛ سمع شيخنا أبو المظفر بن السمعاني المقامات من ابن النرسي في سنة تسع وأربعين أو ست وخمسين وخمسمائة بسمرقند، وأظنه توفي هناك والله أعلم.
__________
[1] في النسخ: «وإذا أسقطت» .
[2] في النسخ: «البيدر» .(16/245)
248- عبد الوهاب بن يعمر بن الحسن بن المظفر [أبو طالب] [1] بن أبي المعمر، الكتاب:
من أهل تبريز. كان أبوه وجده وزيرين، وله النظم والنثر الجيد، قدم بغداد وروى بها شيئا من نظمه، كتب عنه كمار بن ناصر الحماوي المراغي.
قرأت في كتاب كمار بخطه قال: أنشدني الأستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر ابن الحسن بن المظفر لنفسه بمدينة السلام:
إن الفراق مهيج الأشواق ... مر المذاق مغرب العشاق
يدع الجواد على الجواد بمهجة ... وقوائم في القيد والإطلاق
هذي تقيم خلال أطباق اللظى ... أبدا وتسري تلك في الطباق
لو كان ما بي بالعناق لقيدت ... عن سيرها في ساكنات عراق
لكنها جهلت نوى فرمت [2] بها ... وجرت بعين تقلقل [3] المشتاق
لا عار فالأعناق يلفتها النوى ... فتلفت الأعناق في الأعناق
بخل السحاب بمائة من بعد ما ... جاد الجفون بدمعها المهراق
فترى النواصي في العناق كأنها ... سطر به بلئالئ الأحداق
تسقي الحدائق والرياض عن الحيا ... بسقيطها وصبيب محص عناقي
ما للفراق يذيب جسمي بعد ما ... أوهى قوي صبري وشد وثاقي
هلا تحيي بالوصال مجاريا ... صنع الوصال وقد أتى بفراق
فالشمس من فرق الفراق بسيره ... تصل الغروب بآية الأشواق
قرأت في كتاب «زينة الدهر» لأبي المعالي سعد بن علي الوراق قال: الأستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر له:
نجوم ليلى في ليل الشباب بدت ... فبصرت عين قلبي منهج الدين
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في (ج) ، (ب) : «فدفت» .
[3] في (ج) : «مقلقل» .(16/246)
فصرت راجمة شيطان معصيتي ... إن النجوم رجوم للشياطين
أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي الواعظ يقول وقد ذكر تبريز ومن كان بها من العلماء، فقال وكان حضره الزاوية [1] بها مقصد [2] العلماء ومجمع الفضلاء والأدباء، فمن جمعتهم الوزير ابن الوزير أبو المعمر يعمر بن الحسن بن المظفر، له ديوان الشعر والرسالة، وكان حسن الخط والبلاغة، فصيح العلم والعبارة، موصوفا بحسن الإشارة؛ فمن قلائد نظمه قوله:
تبارك خالق هذا القمر ... وسبحان من بهواه أمر
سترت غرامي به فانجلى ... وغيضت دمعي له فانهمر
وقامرته قلبي المبتلى ... فما زال يلعب حتى قمر
فهجرانه لي ووجدي به ... على ألسن الناس صار سمر
وَكَانَ أبوه وجده من أرباب المناصب الشريفة، وأصحاب المناقب اللطيفة والفضائل الكثيرة، وابنه الأستاذ أَبُو طالب وحيد عصره وفريد دهره، ومن أجمع عندنا أولو الألباب [3] والأحساب أنه الوزير بن الوزير بن الوزير، يسفر نسق الحساب، وله ديوان شعر ورسالة تسمى «سكينة الفار» وأخرى تسمى «سطور الطور» وأخرى «الوافية النافية» .
249- عبد الوهاب بن يوسف بن هبة الله، أبو الفائز الضرير المقرئ المعروف بابن سمابه [4] :
من أهل المحول. قرأ القرآن بالروايات على أبي الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين [بن] [5] الصابوني، قرأ عليه أحمد بن محمد بن حرب قاضي المحول.
__________
[1] في النسخ: «الزواوية» .
[2] في الأصل: «يقصد» وفي (ب) : «معضد» .
[3] في (ج) : «أولو الأسباب» .
[4] هكذا في الأصول.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.(16/247)
250- عبد الوهاب بن يوسف، أبو الحسين:
حدث عن عبد الله بن الحسن الأنطاكي، روى عنه عبد الرحمن بن حمدان النيسابوري.
قَرَأْتُ على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ اللَّبَّادِ قَالا: كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ يُوسُفَ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الأَنْطَاكِيُّ بِحَلَبَ، حدثنا أحمد بن عبد الله الكندي بمصر، حدثنا وثيمة بن موسى، حدثنا بَقِيَّةُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي جِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: «اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ» [1] .
251- عبد الوهاب:
خال محمد بن الفرخان السامري. حكى عن الجنيد بن محمد الصوفي حكايات.
أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي البغدادي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي قال: سمعت محمد بن الفرخان يقول: سمعت خالي عبد الوهاب يقول: كنت جالسا عند الجنيد وَكَانَ أيام الموسم، وعليه من أصحاب الموقعات [2] خلق كثير عجم ومولدون، فجاء رجل وسلم عليه وقال: هذا خمسمائة دينار تفرقه على أصحابك. وتركها بين يديه، فقال له الجنيد:
لك غير هذا؟ قال: نعم! عندي دنانير كثيرة، قال: وتحتاج إلى زيادة؟ قال: نعم، قال: فخذها فإنك أحوج إليها منا [3] . فلم يقبل.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم 123، 125. ومسند أحمد 3/234، 296، 349.
[2] في الأصل: «المرقعات» .
[3] في (ج) : «فالك احرج إليها ميتا» .(16/248)
252- عبد الوهاب الحنفي الدمشقي:
روى ببغداد شيئا من شعر أبي الحسين أحمد بن مفلح بن منير الأطرابلسي ويحيى ابن سلامة الحصكفي الخطيب بميافارقين عنهما.
كتب [1] إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من خطه قال: أنشدنا الفقيه عبد الوهاب الدمشقي الحنفي في جمادى الأولى سنة خمسين وخمسمائة قال: أنشدني أبو الحسين بن منير لنفسه:
أنكرت مقلته سفك دمي ... وعلا وجنته فاعترفت
لا تخالوا خاله في وجهه ... قطرة من صنع جفن نطفت
تلك من نار فؤادي جذوة ... فيه ساخت وانطفت ثم طفت
قال: وأنشدني ابن منير لنفسه أيضا:
ويلي من المعرض الغضبان [2] ... إذ نقل الواشي إليه حديثا كله زور
مقصر الصدع مسبول ذوائبه ... لي منه وجدان ممدود ومقصور
سلمت فازور يلوي قوس حاجبه ... كأنني كأس خمر وهو مخمور
253- عبد الهادي بن عبد الخالق بْن عَبْد الواسع بْن عَبْد الهادي بْن عبد الله بن محمد الأنصاري، أبو عروبة [3] الهروي، الواعظ الخطيب:
تقدم ذكر والده. قدم بغداد في شوال سنة سبع وستين وخمسمائة وحدث بها عن أبي الفتح الحنفي وأبي بكر الأزدي [4] وأبي عاصم العمري، وتوجه إلى الحج فأدركه أجله فمات فيما بين بغداد والكوفة، ثم حملت جثته إلى هراة فدفن بها.
__________
[1] في (ج) : «كتبت» .
[2] في (ب) : «الفرمصان» وفي (ج) : «المعضبان» .
[3] في (ج) : «عبدويه» وفي (ب) : «عدوبه» .
[4] في (ج) : «الكردي» .(16/249)
254- عبد الهادي بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ [أَحْمَدَ بْنِ] [1] الْحُسَيْن بْن علي بن جعفر، أبو الخير الواعظ:
من أهل همدان. سمع أبا العلاء أحمد بن نصر الحافظ المعروف بالأعمش وأبا شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي، ورحل إلى أصبهان فسمع بها أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا الحسن علي بن هاشم بن طاهر بن علي بن طباطبا العلوي، وقدم بغداد حاجا في صفر سنة أربع وثلاثين وخمسمائة [فسمع] [2] بها من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ وأبي القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب ابن المبارك الأنماطي وحدث باليسير؛ سمع منه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ «الْمُعْجَمِ» لأَبِي بَكْرِ بْنِ كَامِلٍ بِخَطِّهِ وَأَنْبَأَنِيهِ يُوسُفُ عَنْهُ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَبَاطِبَا الْعَلَوِيُّ كِتَابَةً وَحَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْدُ الْهَادِي بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ [3] وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَهْشَلٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ الْعَنْبَرِيُّ [4] ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ فَاذَشَاهْ قالا: أنبأنا سليمان ابن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا منصور بن زاذان العطار، حدثنا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَذَكَرَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ:
«مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ من الدنيا إلا ما كتب له» [5] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
[3] في الأصل، (ب) : «زبده» وفي (ج) : «زيده» .
[4] في (ج) : «لهيزى» وفي (ب) : «الصرى» .
[5] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2465. والمعجم الكبير 11/266. والترغيب والترهيب 4/121(16/250)
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب ابن علي بن محمد الهمداني واعظ فاضل، حسن السيرة، مشتغل بما يعنيه من العبادة ووعظ الناس، كتبت عنه بهمدان، وسألته عن مولده فقال: في صفر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بهمدان.
كتب إلي أبو الغنائم شيرويه بن شهر دار الديلمي قال: توفي عبد الهادي بن علي الهمداني في سنة خمس وخمسين وخمسمائة بهمدان.
255- عَبْد الهادي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن مأمون، أبو عروبة بن أبي سعيد الصولي:
من أهل سجستان، كان شيخ الصوفية بها وإمام الجامع بها. سمع جده أبا محمد عبد الله وغيره وحدث بالكثير، قدم بغداد حاجا في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وسمع بها من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه الحافظ أبو الفضل بن ناصر وغيره.
قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي الحافظ قال: شيخنا الإمام عبد الهادي [1] كان للمذهب ركنا وثيقا، ولطائفة أصحاب الحديث في زمانه [2] حصنا منيعا، وفي علم التذكير وكثرة المستمعين بلا ثاني مع سائر ما فيه من المعاني، وفي التصلب في الدين، والمرد على المبتدعين، خلفا لجده وخاله، ومقتديا بهما في سائر أفعاله وأقواله، وأما أوراد طاعاته، ووظائف عباداته، فكانت تستغرق ليله ونهاره، وحضره وأسفاره، ومناقبه لا تنتهي حتى ينتهي عنها. وقد سمع منه الأئمة الحفاظ حين توجه إلى الحج في سنة إحدى وعشرين كأبي مسعود كوتاه وأبي العلاء العطار وعبد الهادي الهمداني وأبي الفضل بن ناصر ببغداد، وعاد من الحج سنة اثنتين وعشرين، فسمع بغداد وهمدان وأصبهان الكثير.
كتب إليَّ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي الحافظ قال: شيخنا أبو عروبة
__________
[1] في (ب) : «عبد الوهاب» .
[2] في (ج) : «زماننا» .(16/251)
عبد الهادي بْن أَبِي سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن مأمون السجستاني الزاهد سمع الحديث من جده عبد الله سنة خمس وثمانين، وسافر إلي الحج وسمع مسند أحمد [من] [1] ابن الحصين وسمع من غيره، وبلغني أنه لما حج قرأ عليه شيخنا الحافظ- يعني أبا العلاء الهمداني- وابن ناصر مسلسلات أبي حاتم بن حبان، وَكَانَ زاهدا، ورعًا، متواضعًا، كثير النوافل، سريع الدمعة، حسن الأخلاق، عاش تسعا وثمانين سنة ما عرفت له زلة، وَكَانَ منتشر الذكر في البلاد القاصية بحسن السيرة، وَكَانَ له رباط ينزل فيه كل من أراد من القادمين إلى سجستان من العلماء والصوفية، وَكَانَ قد وقف عليه وعلى طائفته نصف قرية، وَكَانَ لا يتناول من ذلك شيئا بل يجعله في بقية الرباط ويتعيش بقليلة يسيرة؛ ومات يوم مات [عن] [2] دين- هذا مع سعة حاله- بسجستان.
وبلغنا موته بهراة بعد مفارقتي له بقليل، وَكَانَ له ابن يقال له عبد المعز، سمع من أبيه [و] من أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار بن الفاخر وَكَانَ أعلم من أبيه وقريبا منه في السيرة والعقل والوقار والحرمة عند الناس، لم يعش بعد أبيه طائلا. ذكر الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي أن أبا عروبة عبد الهادي توفي بسجستان في سنة اثنتين وستين وخمسمائة [رحمه الله] .
256- عبدك الصوفي:
من قدماء المشايخ البغداديين قبل السري وبشر بن الحارث، ذكره أبو عبد الرحمن في «تأريخ الصوفية» من جمعه.
كتب إليَّ أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن بن موسى السلمي قَالَ: سمعتُ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ يَقُولُ: سمعت محمد بن علي بن مأمون يقول:
سمعت أبا علي الروذباري [يقول] [3] سمعت أحمد بن إبراهيم الحرقي يقول: قال لي
__________
[1] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
[2] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
[3] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.(16/252)
إسحاق بن داود: أول من سمى ببغداد «صوفي» عبدك الصوفي، وَكَانَ من أورع المشايخ وأهيبهم.
وبه: قال: سمعت عبد الله بن علي الطوسي سمعت محمد بن علي بن مأمون الكرخي سمعت أبا علي الروذباري سمعت أحمد بن إبراهيم الحرقي يقول: قال لي إسحاق بن داود: دفعت إلى عبدك الصوفي- وهو أول من قيل له ببغداد: صوفي- رمانة، فأكلها بقشرها فقلت: قشرها! قال: لا! أخاف أن ألقي قشرها فيلتقطه هؤلاء اللاقطون للدباغين فيدبغ به خفاف هؤلاء الجند والظلمة. وَكَانَ عبدك من أصحاب معافي بن عمران، وَكَانَ حارث المحاسبي لا يرى به أحدا.
257- عبدوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن عبدوس بن أحمد بن عبد الله بن عبدوس العبدوسي، أبو الفتح بن أبي محمد بن أبي جعفر الروذباري [1] :
من أهل همدان، وَكَانَ رئيسها. سمع أباه وعم أبيه أبا الحسن علي بن عبد الله وأبا طاهر الحسين بن علي بن سلمة المعدل وأبا بكر محمد بن أحمد بن حمدويه الطوسي وأبا منصور محمد بن عيسى المحتسب وأبا العلاء رافع بن محمد القاضي وأبا الفضل عبد الله بن عبدان وأبا عبد الله بن عيسى الفقيه وأبا بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيْهِ وأبا عبد الله بن الحسين بن أحمد الثري وأبا محمد جعفر بن محمد بن الحسين الدينوري وأبا الحسين محمد بن بإبراهيم بن حامد وأخاه أبا القاسم علي وحمد ابن سهل المؤدب وحميد بن المأمون، وسمع بالدينور أبا نصر أحمد بن الحسين الكسار وأبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ فتحويه الثقفي وأبا الفتح منصور بن ربيعة القرشي الخطيب، وبالري أبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي وأبا سعد إسماعيل بن علي السمان، وبنيسابور أبا نصر منصور بن رامش وأبا عثمان سعيد بن محمد النجيرمي [2] وأبا بكر الحسن بن محمد الفارسي وأبا الحسن أحمد بن علي قاضي
__________
[1] انظر: العبر 3/329.
[2] في الأصل، (ب) : «البحتري» .(16/253)
الحرمين وأبا بكر محمد بن الفضل بن محمد اللباد وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وكانت له إجازة من أَبِي بَكْر أحمد بْن عليّ بْن لال وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الصوفي الهمدانيين وأبي عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي بنيسابور، وقدم بغداد في شعبان سنة ست وستين وأربعمائة وحدث بها، فروى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبو القاسم بن السمرقندي.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، أَنْبَأَنَا عُبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن حمدويه الطوسي، حدثنا محمد بن يعقوب [1] الأصم، حدثنا أبو عتبة، حدثنا خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ اللَّخْمِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي رُهْمٍ [2] السَّاعِدِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَقَرَ بَهِيمَةً ذَهَبَ رُبْعُ أَجْرِهِ، وَمَنْ حَرَقَ نَخْلا ذَهَبَ رُبْعُ أَجْرِهِ [3] ، وَمَنْ غَشَّ شَرِيكًا ذَهَبَ رُبْعُ أَجْرِهِ، وَمَنْ عَصَى إِمَامَهُ ذَهَبَ أَجْرُهُ كُلُّهُ» [4] .
أَخْبَرَنِي ذاكر بن كامل إجازة عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: لما دخلت همدان بعد رجوعي من الري، بأولادي وكنت أسمع أن «سنن النسائي» يرويه عبدوس، قال: فقصدته وأخرج إليّ الكتاب والسماع فيه، يلحق بخطه سماعا طريا، فامتنعت من القراءة، وبعد مدة خرجت بابني أبي زرعة إلي الدون إلي عبد الرحمن بن محمد [5] فقرأت له الكتاب عليه.
قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وأنبأنيه عنه أبو القاسم الأزجي
__________
[1] في النسخ: «العقرب» .
[2] في (ب) : «نهم» .
[3] «من حرق نخلا ذهب ربع أجره» سقط من (ج) .
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/191، 300، 302، 4/385. وسنن الدارمي 2/201.
[5] في النسخ: «حمد» .(16/254)
قال: سألته- يعني عبدوس بن عبد الله الهمداني- عن مولده، فقال: ولدت في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
وقرأت بخط أبي البركات بن السقطي قال: عرفني عبدوس الهمداني أن مولده في سنة خمس وتسعين في شهر ربيع الأول بهمدان.
كتب إليّ عبد السلام بن شعيب الهمداني قال: أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أنبأنا والدي قال: عبدوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن عبدوس أبو الفتح، سمعت منه، وَكَانَ صدوقا متقنا فاضلا، ذا حشمة ونعمة وصيت، من بيت الرئاسة، حسن الخط، حلو المنطق، ذا مكارم، وكف بصره وصمّت أذناه في آخر عمره، وسمع القدماء منه، أصح إلي سنة ست وثمانين.
سألته عَن مولده فقال: ولدت فِي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
ومات يوم الأربعاء الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة تسعين وأربعمائة، وتوليت غسله، وصلى عليه ابنه أبو عبد الله الحسين، ودفن في خانخاهية بروذبار.
258- عبدوس الحربي:
روى عَن أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، ذكره أبو بكر الخلال.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن محمد بن عبد الباقي عن إبراهيم [1] بن عمر البرمكي أخبره عن عبد العزيز بن جعفر قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هَارُون الخلال يقول: كان ببغداد في الحربية رجل جليل القدر كبير جدا. أَخْبَرَنِي أبو العباس المزني وأومى إلي دار بحذاء داره قال: كان في هذه الدار رجل يقال له عبدوس الحربي [2] ، كان عنده نحو من عشرة آلاف مسألة لم يحدث بها، ومات قديما فلم يقع لي منها عنه إلا مسائل يسيرة، وبعلو حدثني بها عمر بن علي الصابوني، ومنها ما حدثني محمد بن
__________
[1] في النسخ: «ابن إبراهيم» .
[2] في الأصل: «المزني» .(16/255)
أبي هارون عن حمدان بن علي عن عبدوس [1] هذا. وهي مسائل لم تقع إلي غيره من أصحاب أبي عبد الله، كل شيء وقع إلي منها بعلو ونزول ليس إلا عنده.
259- عبدون الكاتب:
روى عنه ولده حكاية، وَكَانَ من المعمرين.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي إملاء قال: وجدت في كتاب والدي: حدثني أبو عبد الله محمد بن عمرو الكاتب، قال أبو عبد الله: وعاش عبدون زيادة علي مائة سنة وابنه شيخا كبيرا يحمل علي ظهر غلام إلي ديوان بادوريا وَكَانَ كاتبا حاذقا في أول خلافة المعتضد، قال: اجتزت [2]- وأنا غلام حدث- بباب الرصافة فإذا رجل شاب حسن الوجه، عليه قميص دبيقي ورداء يثرب ونعل حذو، جالس في دكان صيرفي، فمر به رجل [3] تحته برذون كميت، سرجه [4] بغرى [5] وعنانه نسع، فوثب إليه ذلك الفتى فقال له: يا حكيم هذا الإقليم! أفرغ في هذا الآذان ما يفرح به هذه القلوب: ولم يدر ما بي، فاندفع يوقع على قربوس سرجه ويقول:
أحمد قال لي ولم يدر ما بي ... أتحب الغداة عتبة حقا
فتنفست ثم قلت نعم ح ... بّا جرى في العروق عرقا فعرقا
لم تجسين يا عتيبة قلبي ... لوجدت الفؤاد قرحا تفقا
قد [6] لعمري مل الطبيب ومل الأ ... هل مني أداوي وأرقى [7]
__________
[1] في النسخ: «ابن عبدوس» .
[2] في الأصل، (ب) : «اخترت» .
[3] في (ج) زيادة: «صيرفي» .
[4] في النسخ: «سرح» .
[5] هكذا في النسخ، وفي (ج) : «يغلى» .
[6] في (ب) : «قل لعمري» .
[7] في النسخ: «أداوى فارقى» .(16/256)
ليتني مت فاسترحت فإني ... أبدا ما حييت منكم ملقى
قال: فقال: يا أبا المهنأ! رققت حتى لو شئت أن أحسرك لحسرتك؛ ثم انصرف إلى موضعه فسألت عنه فقيل لي: هذا أبو نواس، والراكب مخارق المغني.
260- عبدون البغدادي:
روى [1] عن أحمد بن سعدان الكوفي عن أبي تراب النخشبي [2] ، روى عنه بندار ابن الحسين.
آخر الجزء السادس عشر
__________
[1] في النسخ: «أروى» .
[2] في (ج) : «اليخشبى» وفي (ب) : «الحشي»(16/257)
الجزء السابع عشر
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
[تتمة ذيل تاريخ بغداد لابن النجار]
261- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن إدريس الإسكافي:
من إسكاف بني الجنيد، من نواحي النهروان، حدث عن أَبِي العباس مُحَمَّد بْن يونس بْن موسى الكديمي، روي عنه القاضي أَبُو الفرج المعافي بْن زكريا النهرواني فِي كتاب «الجليس والأنيس» من جمعه.
أَنْبَأَنَا يحيى بْن أسعد التاجر قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن كادش العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا، حدثنا عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن إدريس الإسكافي، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا أبو داود [1] ، حدثنا الأعمش عن مجاهد قَالَ: نوح نوح [2] بالأسد فضربه برجله فخمشه الأسد، فبات ساهرا، فشكى ذلك نوح إلى اللَّه تعالى، فأوحى اللَّه تعالى إليه:
«أني لا أحب الظلم» .
262- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المؤمن الإسكافي [3] :
عم الوزير [4] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم القراريطي. حدث عن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه [5] العتبي.
كتب إلى أَبُو مُحَمَّد الأمين عن أَبِي المعالي الفضل بن سهل الإسفرائيني قال: أنبأنا أبي، أنبأنا القاضي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عيسى بن عبد الله السعدي، أنبأنا أبي، أنبأنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد المفيد الجرجرائي، حدثنا محمد بن أحمد- يعني وزير المقتدر- حدثنا عمي عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المؤمن، حدثنا العتبي قَالَ: قَالَ عَبْد الرحمن بْن خالد بْن يزيد بْن معاوية لصديق له: يا أخي! أترضى الحال التي أنت عليها؟ قَالَ: لا والله! قال: أفأجمعت على التحول عنها إلى غيرها؟ قال: لا والله!
__________
[1] في النسخ: «حدثنا ابن داود» والتصحيح من العبر 2/78.
[2] هكذا مكرره بالأصول.
[3] انظر: الوافي بالوفيات 2/41.
[4] في (ب) ، (ج) : «عمه الوزير» .
[5] في النسخ: «بن عبد الله» .(17/3)
قَالَ: فهل تأمن أن يدركك الموت عليها؟ قَالَ: لا واللَّه! قَالَ: فهل من دار غير هذه تقول: إن لم أعمل فِي هذه عملت فِي تلك؟ قَالَ: لا واللَّه! قَالَ: فهل رأيت عاقلا رضي لنفسه بهذا.
263- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن القبار، أَبُو الْقَاسِمِ الشاهد:
من أهل الجانب الشرقي، كان من شهود القاضي أَبِي بكر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صبر، توفى ليلة الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة، وذكر هَذَا هلال بْن المحسن الكاتب فِي تاريخه، ونقلته من خطه.
264- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مهدى، أَبُو الْقَاسِمِ المقرئ [1] :
حدث بالرملة وصور سنة ثمان وتسعين ومائتين عن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مروان وأحمد بْن عَبْد الجبار العطاردي والفضل بْن يعقوب الرخامي ومحمد بْن علي الرافقي [2] وهارون بْن موسى بْن شريك المقرئ وحفص بْن عمرو الربالي [3] وعلي بْن داود القنطري [4] ومُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن المنادي ومُحَمَّد بْن حسان الأزرق وعلي بْن إشكاب وعنبس الدوري وزكريا بْن يحيى وجماعة سواهم. روى عنه أَبُو جعفر أحمد ابن مُحَمَّد بْن إسماعيل النحاس المصري، ثم إنه سكن مصر إلى حين وفاته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن علي [5] الأمين قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه قَالَ:
كَتَبَ إِلَى الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ [6] الحسين الخلعي قال: أنبأنا أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدِ الحوفي [7] ، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الأدفوي [8] ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل النحاس، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم البغدادي بالرملة، حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ [9] الرَّقِّيُّ أَبُو عمرو، حدثنا أبو نعيم، حدثنا شَرِيكٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنِ ابن عباس في قوله تعالى:
__________
[1] انظر: طبقات القراء، ص 484.
[2] في (ب) : «الرافعي» .
[3] في النسخ: «الزباني» والتصحيح من الأنساب 6/71.
[4] في الأصل: «القنطوى» .
[5] في (ج) : «بن عبد الأمين» .
[6] «بن الحسن» ساقطة من (ج) .
[7] في الأصل، (ب) : «الحرقى» وفي (ج) : «الحزلى» .
[8] في النسخ: «الأدنوى» والتصحيح من العبر 3/41.
[9] في (ج) : «الصباغ» .(17/4)
(الم) قَالَ: أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ، (الر) أَنَا اللَّهُ أَرَى، (المص) أَنَا اللَّهُ أَفْضَلُ، وَبِهِ قال:
أنبأنا أبو جعفر النحاس، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم المقرئ البغدادي بالرملة، حدثنا عباس الدوري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
إلى قوله: الْمُبْطِلُونَ
قَالَ: جَمَعَهُمْ جَمِيعًا فَجَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا [1] ثُمَّ صَوَّرَهُمْ ثُمَّ اسْتَنْطَقَهُمْ [2] فَقَالَ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا
إِنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا لا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ وَلا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ، قَالَ: فَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رسلي وأنزل عليكم كتبي فلا تكذبون رُسُلِي وَصَدِّقُوا وَعِيدِي، فَإِنِّي سَأَنْتَقِمُ مِمَّنْ يُشْرِكُ بِي وَلَمْ يُؤْمِنْ بِي، فَأَخَذَ عَهْدَهُمْ وَمِيثَاقَهُمْ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْد اللَّه [3] أَحْمَد بْن محمد الجيزي [4] بأصبهان عن أَبِي بكر مُحَمَّد بْن أحمد الباغبان قال: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن مندة، أنبأنا أبي، أنبأنا أَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن يونس بْن عَبْد الأعلى الصدفي بمصر قَالَ: عُبَيْد اللَّه [5] بْن إِبْرَاهِيم بْن المهدي يكنى أَبَا القَاسِم، قدم من بغداد إلى مصر، أراه بصريا، وحدث بمصر وتوفى بها فِي شوال سنة سبع وثلاثمائة.
265- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْقَاسِمِ السوسي الصوفي، المعروف بالسراج:
كان ينزل فِي مسجد الشونيزية صاحب أحوال حكايات.
أخبرنا سليمان بن علي، أنبأنا محمد بن علي البغدادي، أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، أنبأنا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن باكويه الشيرازي قَالَ: سَمِعْت أَبَا القَاسِم السراج فِي مسجد الشونيزية [قَالَ] سَمِعْت أَبَا بكر [6] بْن إسماعيل المخرمي يَقُول: الأرواح جبلت من الأفراح والأجساد من الأكماد، والذي يروحك من
__________
[1] في النسخ: «أزواجا» .
[2] في (ب) : «استطلقهم» وفي (ج) : «استطلهم» .
[3] في (ج) : «أبي عبد الله» .
[4] في الأصل: «الحيزى» .
[5] في النسخ: «عبد الله» .
[6] في (ج) : «أبا بحر» .(17/5)
الأشياء فهو مزاح روحك، والذي يكمدك فهو حسن نفسك.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بكر مُحَمَّد بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أخبره قَالَ: سَمِعْت أَبَا عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد العدل يَقُول: سَمِعْت أَبَا القَاسِم السراج الزاهد ببغداد لفظا بالشونيزية يَقُول: خرج أَبُو بكر الشبلي يوم عيد فرأى اجتماع الناس وتحية بعضهم لبعض للعيد فصاح وشق ثيابه وَقَالَ:
تزين الناس يوم العيد للعيد ... وقد لبست ثياب الرزق والسود
فأصبح الناس مسرورا بعيدهم ... ورحت فيه إلى ترح وتفريد
والناس فِي فرح والقلب في ترح ... شتان [1] بيني وبين الناس فِي العيد
كتب إلى أَبُو المظفر بْن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور [2] الحرضي فقرأه عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن السلمي قَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْقَاسِمِ السوسي المعروف بالسراج مقيم ببغداد نازل فِي مسجد الشونيزية وإليه يجمع الفقراء والغرباء ببغداد من أحسن المشايخ تعهدا للفقراء وتفقدا لأحوالهم يرجع إلى أخلاق طاهرة [3] وفتوة كاملة.
266- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْقَاسِمِ البرمكي:
حكى عن أَبِي بكر النسفي، روى عنه أَبُو سَعِيد [4] الماليني.
أَنْبَأَنَا ذاكر بْن كامل بْن أَبِي غالب قَالَ: كتب إليّ أَبُو الطيب حبيب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد الطهراني، أنبأنا أبي، أنبأنا أَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الماليني قَالَ: سَمِعْت أَبَا القَاسِم عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم البرمكي ببغداد يَقُول: سَمِعْت أَبَا بكر الشبلي وقد سئل عن قوله عز وجل: وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
لم يكن فِي الألواح ما كان عند الخضر من العلم حتى أحوجه إلى أن [5] يمر إلى الخضر، فَقَالَ: نعم، كان العلم الذي أعطى الخضر كان فِي الألواح ولكن اللَّه أمر موسى أن يأخذ الألواح بقوة
__________
[1] في (ج) : «سيان» .
[2] في (ج) : «بن منظور» .
[3] في (ج) : «أخلاق ظاهرة» .
[4] في كل المواضع في الأصل، (ب) : «أبو سعد» .
[5] في (ج) : «يمد» .(17/6)
فلما أخذها وغضب [1] ألقاها فأنكسر، فلما انكسر حول اللَّه علم الخصوص منها وأعطاه الخضر، وأحوج موسى أن يطلب من عند الخضر.
267- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الحَسَن، أَبُو الْقَاسِمِ اليزدي:
قدم بغداد، وسمع الكثير من أَبِي الحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان وأبي الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية وأبي الحسين علي وأبي القاسم [2] عبد الملك ابني مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن بشران وأبي مُحَمَّد الحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري وأمثالهم.
وكتب بخطه كثيرا وحدث باليسير، وتفقه عَلَى أَبِي حامد الإسفراييني، وكان صائما زاهدا.
ذكر أَبُو الفضل بْن خيرون أنه توفى ليلة الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وأنه حدث.
268- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن السمسار بْن عمر الداودي القاضي:
من تلاميذ أَبِي بكر مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني، وروى عنه وعن ابنه داود أيضا وعن أَبِي جعفر مُحَمَّد بْن جرير [3] الطبري وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، روى عنه الْقَاضِي أَبُو عَلِيّ المحسن بْن عَلِيّ التنوخي فِي «كتاب نشوار [4] المحاضرة» من جمعه، وأبو الحَسَن عَلِيّ بْن نصر بْن الصباغ الكاتب البغدادي نزيل مصر، وكان من خواص أصحابه وذكر أنه قرأ عليه مصنفات أَبِي بكر بْن داود بأسرها و «كتاب الموضح» لأبي الحَسَن المغلس، وأنه كان إماما كبيرا.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القَاسِم سَعِيد بْن مُحَمَّد المؤدب عن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي بْن مُحَمَّد المعدل قَالَ: كتب إليّ الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة بْن جعفر القضاعي وحدثني عنه عَبْد المحسن بن محمد بن علي التاجر قال: حدثني أبو الحسن علي بن نصر ابن الصباغ البغدادي قال: حدثنا القاضي أَبُو عمر عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد السمسار أن
__________
[1] في الأصل، (ب) : «عصمت» وفي (ج) : «عصيت» .
[2] في (ج) : «وأبي القاسم بن يحيى عبد الملك» .
[3] في الأصل، (ج) : «عزيز» وفي (ب) : «عزيزي» .
[4] في الأصل: «بسوار» وفي (ج) : «سورا» .(17/7)
حدثا [1] كان يعرف بابن سمنون الصوفي نشأ مع أَبِي بكر يعني ابن داود فِي كتاب واحد وكانا لا يفترقان، وإذا عمل أَبُو بكر كتابا فِي الأدب ناقضه وعمل فِي معناه، وأن أَبَا بكر نقش عَلَى فص خاتمه سطرين، الأول منهما وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ
والآخر: فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ
فكان إذا رأى إنسانا [2] ينظر إلى حدث رمى إليه بخاتمه وَقَالَ: أقرأ ما عليه فينتهي عن ذلك، فَقَالَ لابن سمنون [3] : إن بدران يناقضني فِي هَذَا، فَقَالَ نعم، ولما كان من الغد جاءه بخاتم على فصه [سطران] [4] والأول منهما: وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ
والثاني وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا.
قال: وحدثنا القاضي أَبُو عمر [5] أن أَبَا بكر يعني ابن داود كان يجعل طريقه إلى الجامع من سكة الربيع وكانت امرأة تقف خلف بابها وتفتح منه بقدر ما تنظر إليه، فلما كان بعد مدة جذبت طيلساني وكنت أمشي خلفه فقالت: يا هَذَا! إني اشتهي أن استفتي صاحبك فِي مسألة وأستحي أن أخاطبه عَلَى الطريق فاعمل [6] عَلَى أن يدخل إلى مسجد مقابل باب دارها لنسأله فيه، ودفعت إلى دملج، وقالت: خذ هَذَا بارك اللَّه لك فيه! فرددته إليها [7] وقلت: أنا فِي غنى عنه ولكني أتلطفه فِي ذلك عند انصرافنا من الجامع، فلما قربنا من ذلك المسجد عرفته أن البول قد أتلفني وسألته أن ندخل المسجد إلى أن أقضى حاجتي ففعل، ودخلت عليه وعدت فإذا هي تشكو إليه وتقول: واللَّه! إني لأحبك وإني لأشتهي أن أنظر إليك فَقَالَ: ألك زوج؟ قالت:
نعم، فأطرق ثم أنشأ يَقُول:
أما الحرام فلست أركب محرما ... ووصال مثلك فِي الحلال شديد
إن امرأ أمسيت ملك يمينه ... يقضي عليك بحكمه لسعيد
وترك الاجتياز بتلك السكة إلى أن مات.
__________
[1] في (ج) : «حديثا» .
[2] في الأصل، (ب) : «أبياتا» .
[3] في الأصل: «لابن سمعون» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في الأصل، (ج) : «أبو عمرو» .
[6] في (ج) : «عمل» .
[7] في (ب) : «عليها» .(17/8)
قال: وحدثنا القاضي أَبُو عمر أنه حضر مجلس أَبِي جعفر مُحَمَّد بْن جرير الطبري فسأله عن مسألة من الفقه واتصل الكلام فيها- وكان من رجال التأليف ولم يكن من رجال النظر- فلما ضاق عليه الكلام قَالَ لي: ألست ابن جارنا أَحْمَد السمسار؟ قلت:
بلى، قَالَ: فأنا أعرف دينه فكيف أعترف بك؟ فقلت: لأنه شاهد من شهر به [1] ما لم يجحده جرير فيك، فوجم [2] ساعة ثم قال: نحن استدعينا المكروه لأنفسنا وأسألك ألّا تجيء إليّ دفعة أخرى.
قَالَ: وسمعت عَلِيّ بْن نصر بْن الصباح يَقُول: كان القاضي أَبُو عمر ابن السمسار لا يأكل السمك إلا دفعة واحدة عند وقت العنب، وهو أسمن ما يكون ببغداد فيشتري له منه شيء كثير، ويستدعي جماعة من القضاة والشهود ووجوه الأشراف والتجار لأكله ويعقد قبل فالوذج محكم وتشوى فراخ كثيرة، فيقدم طبق فالوذج فِي أول الطعام فيؤكل منه لقم، ثم تقدم الفراخ فيأخذ كل واحد منها فرخا، ثم يرفع ويقدم أنواع السمك فيأكل الناس إلى أن يستكفون، ثم تعاد الفراخ إليهم ثم الفالوذج فيأتون عَلَى آخره، فإذا رفع الطعام قَالَ لأصحابه: أبشروا بالسلامة من ضرره فقد حصل بين الصفاقين.
وبه: قَالَ وَقَالَ لنا أَبُو الحَسَن بْن الصباح: وشاهدت لهذا القاضي أَبِي عمر عجبا وهو أنه كان كثير الخدمة للملوك والرؤساء، مغرما [3] بقضاء حقوق الناس موقوفا عَلَى فقدهم، فحج فِي بعض السنين وعاد من الحج فلم يزل الناس ينتابونه لتهنئته بالسلامة، فصاحبته بضعة عشر يوما حتى يغص المسجد بهم وينقطع الطريق لازدحام دوابهم، فلما مات لم يخلف ولدا ولا ذا قرابة يعزى به، ولم يحضر جنازته إلا تلاميذه ومن كان يقرأ عليه، وكان نيفا وعشرين رجلًا ولم يشهده أحد من تلك الجماعات ولا صلى عليه، وكان هَذَا من أعجب ما شاهدت.
__________
[1] في الأصل، (ج) : «شبهى» .
[2] في الأصل، (ب) : «فرجهم» .
[3] في (ج) : «معزيا» وفي الأصل: «معربما» .(17/9)
قرأت في كتاب «التاريخ» لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قَالَ: وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة توفي أَبُو عُمَر عُبَيْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بابن السمسار القاضي الشاهد فجأة، وكان يتولى سوق الرقيق.
269- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن خرداذبه، أَبُو الْقَاسِمِ الكاتب [1] :
كان [2] جده خرداذبه مجوسيا فأسلم عَلَى يد البرامكة، وتولى عُبَيْد اللَّه [3] هَذَا البريد والخبر [4] بنواحي الجبل، ونادم المعتمد [5] وخص به، وكان راوية للأخبار والآداب، روى عنه أَبُو عَلِيّ الكوكبي وأبو عَبْد اللَّه الحكيمي ومحمد بْن عَبْد الملك التاريخي، وله مصنفات، منها كتاب «المسالك والممالك» وكتاب «الندماء والجلساء» وكتاب «اللَّهو والملاهي» وكتاب «الطبخ» وكتاب «الشراب» .
قرأت في كتاب أَحْمَد بْن أَبِي طالب الكاتب بخطه قال: أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الحكيمي قال: أنبأنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن خرداذبه قَالَ: حدثني أبي قال: كان كسرى أبرويز قَالَ له منجموه: إنك تقتل، فَقَالَ لأقتلن الذي يقتلني فأمر بسم يخلط له فِي أدوية ثم كتب عليه: دواء للجماع مجرب، من أخذ منه وزن كذا جامع كذا وكذا مرة- وصيره فِي خزانة الطب، فلما قتله ابنه شيرويه وفتش خزائنه مر به فَقَالَ فِي نفسه: بهذا الدواء كان يقوى عَلَى شيرين فأخذ منه فمات، فقتله أبوه وهو ميت.
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ الأمين بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الشاهد أن الحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري أخبره قَالَ: أنبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ قراءة عليه عن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن خلف بْن المرزبان قَالَ: أنشدت لابن خرداذبه:
فِي مثل وجهك يحسن الشعر ... ويكون فيه لذي الهوى عذر
ما إن نظرت إلى محاسنه ... إلا يداخلني له كبر
تتزين الدنيا بطلعته ... ويكون بدرا حين لا بدر
__________
[1] انظر: معجم المؤلفين 6/236. والأعلام 4/343.
[2] «أبو القاسم الكاتب كان جده فرداذبه ساقطة من (ج) .
[3] في النسخ: «عبد الله» .
[4] في (ب) : «الخيل» .
[5] في النسخ: «المعضد» .(17/10)
270- عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن رزق اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عمر البزاز، أَبُو الفرج، الوكيل:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه، سمع أَبَا الحَسَن علي بْن مُحَمَّد بن علي بن العلاف وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
271- عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سهل، أَبُو الْقَاسِمِ السامري:
حدث عن أَبِي الحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عقبة الشيباني.
أَنْبَأَنَا أَبُو القاسم الأزجي بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْكِسَائِيِّ الشَّاهِدُ قَالَ: كتب إلي أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي قال: أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ البغدادي المعروف بالخازن، أنبأنا أَبُو القاسم عبيد الله بْن أَحْمَد بْن سَهْلٍ السَّامَرِّيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ سَنَةَ خمس وخمسين وثلاثمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ [1] بْنِ مُحَمَّدِ بن عقيبة الشيباني، حدثنا خضر بن أبان القرشي، حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة [2] ، حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «إن الرَّحِمُ لَيَتَعَلَّقُ بِالْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي وَصِلْ مَنْ وَصَلَنِي» [3] .
272- عُبَيْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن سلامة بْن مخلد الكرخي، أبو محمد ابن القاضي أبي العباس المعروف بالرطبي:
أخو عَبْد اللَّه المقدم ذكره، سمع أَبَا القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبا بكر محمد بن الحسين المرزقي وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أَبُو المحاسن عمر بْن عَلِيّ القرشي وذكره فِي معجم شيوخه.
وذكر لي أَبُو الحَسَن بْن القطيعي أن مولده فِي رجب سنة عشر وخمسمائة، وأنه توفى فِي المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
273- عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن العباس بْن عاصم أَبُو أَحْمَد:
ذكره أَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد المعدل النيسابوري في جملة شيوخه الذين كتب
__________
[1] في النسخ: «بن أحمد» .
[2] في النسخ: «ابن هبة» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/163، 193. وفتح الباري 10/423. ومجمع الزوائد 8/150.(17/11)
عنهم بمدينة السلام.
274- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْقَاسِمِ الدمشقي:
سمع ياسين بْن يوسف المقرئ بالمصيصة، وأبا بكر مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن يزيد الإمام بحلب، وأبا عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن إسماعيل المحاملي ببغداد، وحدث عنهم ببغداد، روى عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن الشيرازي الحافظ وأبو نعيم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني فِي معجم شيوخه، وذكر أنه سمع منه ببغداد فِي جامع المدينة.
كتب إلي أحمد بن صالح الهروي قال: أنبأنا محمد بن بنمان [1] بن يوسف الأديب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع، أنبأنا أَبُو غَانِمٍ حُمَيْدُ بْنُ الْمَأْمُونِ بْنِ حُمَيْدٍ، حدثنا أبو بكر أَحْمَد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ، أنبأنا أَبُو القاسم عبيد الله بْن أَحْمَد بْن العباس الدمشقي ببغداد، حدثنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا عمر بن التل [2] ، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ» [3] .
275- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد، أَبُو الطيب الذهبي:
من أهل عكبرا، حدث عن أَبِي جعفر مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن حرب الطائي وأبي طالب عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شهاب العكبري، روى عنه الحسين بن أحمد ابن بكير أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ وعلي بْن بشرى الليثي السجزي [4] فِي معجم شيوخه.
كتب إلي عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أنبأنا أَبُو عَرُوبَةَ عَبْد الْهَادِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن مأمون السجستاني بها قال: أنبأنا جدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن بشرى الليثي، حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عبد الرحمن العكبري بها. حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بن حرب [5] الطائي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم:
__________
[1] هكذا في النسخ.
[2] في النسخ: «الثل» .
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3820. وسنن الترمذي 1839، 1840، 1842. وسنن النسائي، كتاب الإيمان باب 21. ومسند أحمد 3/301، 304.
[4] في الأصل: «السحرى» .
[5] في (ج) زيادة: «حدثنا على بن حرب» .(17/12)
«اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» [1] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ وَيُوسُفُ بْنُ كَامِلِ بْنِ الْمُبَارَكِ [2] الحذاء، قالا:
أنبأنا يحيى بن علي بن الطراح وأنبأنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب، أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمَدِ بْن المهتدي بالله قال: أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد بْن عبد الله بن بكير قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [3] بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عبد الرحمن الذَّهَبِيُّ [4] أَبُو الطَّيِّبِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بن زكريا بن يريد بن أبي عمرو الدقيقي قالا: حدثنا أَبُو طالب عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بن شهاب العكبري، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غياث الهروي الخراساني، حدثنا أحمد بن عامر بن سليمان الطائي، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى، حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرٌ، حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيٌّ، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَمَّيْتُمُ الْوَلَدَ مُحَمَّدًا فَأَكْرِمُوهُ وَأَوْسِعُوا لَهُ فِي الْمَجْلِسِ وَلا تُقَبِّحُوا لَهُ وَجْهًا» [5] .
276- عبيد اللَّه [6] بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد، أبو القاسم ابن الشمعي:
سمع الكثير من أبوي القَاسِم عيسى بْن عَلِيّ الوزير وموسى بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن عروة وأبي عَلِيّ الحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان وأَبِي أَحْمَد عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن أَبِي مسلم الفرضي وأَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الله بن خالد الكاتب وأبي الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران وأمثالهم، وكتب بخطه كثيرا، وكان يكتب خطا حسنا، وكان يتولى العيار [7] بدار الضرب، حدث باليسير،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3662، 3805. وسنن ابن ماجة 97. ومسند أحمد 5/382، 385، 399، 401، 402. وكشف الخفا.
[2] في (ب) : «يوسف بن المبارك بن كامل» .
[3] في النسخ: «عبد الله» .
[4] في (ج) : «المذهبي» .
[5] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/54. وكشف الخفا 1/94. ومجمع الزوائد 8/48. وكنز العمال 45197، 45220. وتذكرة الموضوعات 88.
[6] في (ج) : «عبد الله» .
[7] في النسخ: «العباز» .(17/13)
روى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نصر الصيدلاني بأصبهان عن أبي بكر الْمُبَارَكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيِّ قال: حدثنا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ مِنْ لفظه وأصله قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بن عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ الشَّمْعِيُّ الزَّهْرَانِيُّ [1] فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ فِي مَسْجِدِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ في الرحلة الأولى قال: حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بن محمد بن عروة، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ بْنِ حَمْزَةَ البلخي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اثْنَانِ وَمَا فوقهما جماعة» [2] .
قرأت في كتاب علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قَالَ: أنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن الشمعي قَالَ: أنشدنا أَبُو نصر عَبْد العزيز بْن عمر بْن نباته لنفسه فِي المصلوب:
على الجذع موف لا يزال كأنه ... صليب دعا قومه إليه فأقبلوا
فقام بمادبهم وقد مد باعه ... يَقُول لهم عرض أم الطول أطول
قَرَأْتُ في كتاب أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي بخطه قَالَ: توفي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الشمعي ليلة الإثنين الرابع من شوال سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ومولده بمدينة السلام فِي ليلة الإثنين الرابع عشر من رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة [3] .
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحَسَن بْن خيرون الشاهد بخطه وأنبأنا نصر اللَّه بْن سلامة الهنى [4] قرئ عَلَى مُحَمَّد بن ناصر وأنا أسمع عن أَبِي الفضل بْن خيرون قَالَ: سنة إحدى وعشرين وأربعمائة أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّه بْن الشمعي فِي شوال- يعني مات- كتب الكثير وسمع الكثير، سمع عيسى بْن عَلِيّ الوزير ومن بعده، وكان حسن الطريقة ثقة.
__________
[1] في (ب) : «الزهراني» وفي (ج) : «الزهراني السمعاني» .
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 972. والسنن الكبرى للبيهقي 3/69. وكشف الخفا 1/47.
[3] في (ج) : «وأربعمائة» .
[4] في الأصل زيادة: «على» .(17/14)
277- عبيد الله بن أحمد بن علي بن علي بن السمين، أبو جعفر ابن أَبِي المعالي [1] :
من أهل الجانب الغربي، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع الكثير من أبوي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن يوسف وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد القزاز وأبي الحسن محمد بن طراد الزينبي وعلي بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام وعلي بْن هبة اللَّه بْن راهويه وأبي الفضل مُحَمَّد بْن عمر الأرموي وأبي الفرج عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن يوسف وأبي المعالي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المذاري وأبي الفتح عَبْد الملك بْن أَبِي القَاسِم الكروخي وأبي العباس أَحْمَد بْن أَبِي غالب بْن الطلابة وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وجماعة غيرهم، وكتب بخطه كثيرا لنفسه وللناس، وخرج التخاريج وحدث الكثير، ولم يكن له كثير معرفة، وتوفي قبل طلبي للحديث.
أخبرني عبد القادر بن عبيد الله الهاشمي قال: أنبأنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين وأنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الأَمِينُ قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن عمر الحريري، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن خلف بن بخيت الدقاق، أنبأنا إسماعيل ابن موسى بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد الذارع، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ أُطِيلُ فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ، قَالَ قُلْتُ: لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، قَالَ: إنك لضخم [2] ألا تدعني أستقري لَكَ الْحَدِيثَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ويوتر بركعة ويصلي ركعتين الْغَدَاة وَكَأَنَّ الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ [3] ، قَالَ حَمَّادٌ: يَعْنِي سُرْعَتَهُ.
سَمِعْت أَبَا الحَسَن بْن القطيعي يَقُول عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي المعالي بْن السمين كتبت [4]
__________
[1] انظر: شذرات الذهب 4/293.
[2] في الأصل: «لصخر» .
[3] في الأصل: «بأذنه» .
[4] في (ج) : «كتبت» .(17/15)
عنه، وكان ثقة صدوقا من أهل التقشف والصلاح والنسك، كتب الكثير وأكل من كسب يده، مولده سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن النفيس بْن منجب الأزجي يَقُول: توفى أَبُو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين من أهل قطفتا فِي العشر الأخير من شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بالموصل ودفن بتل تربة، أخبرني بذلك بعض أصحابنا قَالَ:
حضرت جنازته، سَمِعْت منه وكان صالحا ثقة دينا.
278- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن القَاسِم بْن جناح، أَبُو مُحَمَّد الكوفي، ويقال: الواسطي:
حدث ببغداد عن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن زيدان بْن يزيد البجلي وعلي بْن العباس المقانعي وأبي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدِ بْنِ عقدة الحافظ، روى عنه أَبُو عَبْد اللَّه [أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الآبنوسي] [1] ومحمد بْن عَلِيّ بْن عمرو النقاش الأصبهاني فِي معجميهما، وذكرا أنهما سمعا منه ببغداد وسميا عُبَيْد اللَّه، وقد ذكره الخطيب فِي «التاريخ» فيمن اسمه [عَبْد اللَّه] [2] ، والصحيح ما ذكرناه.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ «مُعْجَمِ شُيُوخِ أَبِي سَعِيدٍ النَّقَّاشِ» بخطه قال: أنبأنا الْقَاضِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَنَاحٍ الكوفي ببغداد قال: حدثنا علي بن العباس البجلي، حدثنا المقدم بن عبد الله، حدثنا عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلِمَ يَكُنْ طَلاقًا» .
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ عن أبي طاهر محمد ابن أَبِي نَصْرٍ التَّاجِرِ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره قال: أنبأنا أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مُعْجَمِهِ- فَذَكَرَهُ.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بن الآبنوسي بخطه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ جَنَاحٍ الْوَاسِطِيُّ الْمُعَدَّلُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وخمسين وثلاثمائة قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ
__________
[1] ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
[2] ما بين المعقوفتين من تاريخ بغداد 9/393.(17/16)
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيِّ مِنْ كِتَابِهِ فَأَقَرَّ بِهِ بِالْكُوفَةِ قَرَأْتُ فِي كتاب «التاريخ» لأبي طاهر أَحْمَد بْن الحَسَن الكرخي قَالَ: مات أَبُو مُحَمَّد بْن جناح وكان يخلف قاضي القضاة ابن معروف بالجانب الغربي عَلَى الفرضي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.
279- عبيد الله بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن بْن الحَسَن بْن خسرو فيروز بْن أَبِي المهروان [1] ، أَبُو الْقَاسِمِ الكلوذاني [2] :
من نسل أردشير بْن بابك، هكذا رأيت نسبه بخط مُحَمَّد بْن إسحاق النديم فِي كتاب الفهرست من جمعه، تولى ديوان السواد، ولما عزل المقتدر وزيره أَبَا العباس الخصيي [3] عن الوزارة أحضر أَبَا القَاسِم هَذَا فِي يوم الخميس لإحدى عشرة خلت من ذي القعدة سنة أربع عشرة وثلاثمائة، وعرفه أنه قد قلد أبا الحسن علي بن عيسى ابن الجراح الوزارة وهو بالشام واليا عليها وقد استخلفه إلى أن يقدم، وتقدم إليه بالنيابة عنه وأمر سلامة الطولوني بالنفوذ فِي البرية إلى دمشق وإحضار علي بْن عيسى منها، فوصل إلى بغداد يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة، ثم إن المقتدر قلد عُبَيْد اللَّه الكلوذاني الوزارة فِي يوم السبت لخمس بقين من رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وجعل عَلِيّ بْن عيسى بْن الجراح مشرفا عليه ومجتمعا معه عَلَى تدبير الأمر، ثم عزل فِي شهر رمضان من السنة، فكان مده نظره شهرين وثلاثة أيام، وكان عارفا بالأعمال ثقة ما تعلق عليه بشيء.
وذكر الصولي أنه لم يزل ممدحا موصوفا بالحمد عَلَى نفسه فِي مودته وكرمه، وجرت أموره على أجمل أمر، وذكر النديم أنه له مصنفا فِي الخراج نسختين الأولى عملها سنة ست وعشرين، والأخرى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وذكر هلال بن الصابئ في «كتاب الوزراء» من جمعه ونقلته من خطه أن الكلوذاني ولد فِي ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثمان وستين ومائتين، وتوفي يوم الإثنين لإحدى عشرة من شهر ربيع الآخر سنة أربعين
__________
[1] في الأصل: «أربى من المهران» .
[2] انظر الفهرست، ص 188.
[3] في الأصل: «الخضيبي» وفي (ب) ، (ج) : «المصينى» .(17/17)
وثلاثمائة.
280- عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمران، أَبُو الْقَاسِمِ البندار:
حدث عَن أَبِي بكر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن معاذ بْن مأمون المعروف بابن شاذان، روى عنه أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ العشاري وذكر إنه سمع منه فِي منزله بدار البطيخ.
281- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن البخاري، أَبُو الْقَاسِمِ، ويقال له: أَبُو الفرج بْن أَبِي المعالي:
من ساكني درب نصير، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده سمع أبا محمد عبد الله ابن محمد بن عبد الله الصريفيني، وحدث باليسير، وكانت سيرته غير مرضية.
روى عنه شيخنا أبو القاسم بن بوش [1] أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أَبُو الْفَرَجِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُخَارِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ سنة عشرة وخمسمائة وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ المؤدب قالا: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ قال: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصريفيني، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ إملاء، حدثنا البغوي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ عَنِ ابْنِ جبير عن بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» [2] .
قَرَأْتُ في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أَبُو القاسم عبيد الله بْن أَحْمَد بْن البخاري يوم السبت، ودفن من الغد تاسع عشري شعبان سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
282- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن نصر، أَبُو الحسن الحنبلي الفامي المعروف بالحناي:
من أهل عكبرا، حدث عن أَبِي مُحَمَّد خلف بْن عمرو [3] بْن عَبْد الرحمن البزاز
__________
[1] في (ج) : «يونس» في (ب) : «نوش» .
[2] انظر الحديث في صحيح البخاري 5/205، 8/36. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة باب 6.
وفتح الباري 8/62، 10/34، 42، 45، 24، 13/162.
[3] في (ج) : «عبد» .(17/18)
العكبري وعبد الوهاب بْن أَبِي عصمة ومحمد بْن صالح بْن ذريح وعبد اللَّه بْن الوليد ابن جرير والعباس بْن يوسف الشكلي وأبي بكر بن أَبِي داود وعمر بْن الحَسَن القاضي الحلبي وأبي القَاسِم البغوي وأحمد بْن مُحَمَّد بْن عمرو الأطروشي، روى عنه أَبُو الحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن ينال البغدادي.
283- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد القادر بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ المنصور باللَّه، أَبُو الفضل بْن أَبِي العباس بْن أَبِي القَاسِم الخطيب:
أخو عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الذي قدمنا ذكره، قرأ القرآن بالروايات على أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بْن الشهرزوري وعلي أَبِي المعالي أَحْمَد بْن علي بن السمين، وسمع الحديث منهما ومن أَبِي منصور موهوب بْن أَحْمَد بْن الجواليقي وأبي الفضل مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ وأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الطرائقي وأبي العباس أَحْمَد بْن أَبِي غالب بْن الطلاية وأبي البركات إسماعيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد النيسابوري وأبي الفرج عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن يوسف وأبي الحَسَن سعد الخير بْن مُحَمَّد بْن سهل الْأَنْصَارِيّ وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بْن الزاغوني وغيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أَبِي طالب روح بْن أَحْمَد الحديثي فِي يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمسمائة فقبل شهادته، وعزله عن الشهادة قبل موته بسنين عديدة، وكان يتولى الخطابة بجامع السلطان مدة، ثم خطب بجامع القصر مناوبة مع ابن المهتدى، كتبنا عنه، وكان شيخا فاضلًا متدينا، حسن الأخلاق، جميل السيرة، مليح الإيراد للخطبة، جيد القراءة، صحيح الأداء، صدوقا أمينا إلا أنه كان عسرا فِي الرواية جدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد الله [بْن] [1] أَحْمَد بن هبة الله الخطيب قال: أنبأنا أَبُو مَنْصُورٍ مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجَوَالِيقِيُّ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري [2] ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الفرضي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، حدثنا محمد بن عمرو بن جنان، حدثنا بقية، حدثنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[2] في (ج) : «البسيرى» .(17/19)
الفرج بن فضالة، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَامِدٍ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلَيَانًا» [1] .
تُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَنْصُورِيِّ الْخَطِيبُ فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ السَّابِعَ عشر من رجب سنة اثنتي عشرة وستمائة، وصلي عليه من الغد بجامع السلطان ودفن بِبَابِ حَرْبٍ، وَقَدْ بَلَغَ خَمْسًا وَثَمَانِينَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ.
284- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب بْن نصر بْن طالب، يعرف بابن أَبِي زيد:
كان أديبا راوية للأخبار والأشعار، حدث ببغداد بكتاب الخط والقلم [2] من جمعه.
[و] روي فيه عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المعطى وإسحاق بْن موسى الرملي وإسماعيل بْن إِبْرَاهِيم بْن خلاد وأبي عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحبيب بْن بديل الضرير الكوفي ومفضل بْن عَبْد العزيز الكاتب وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه مولى عمر بْن الخطاب ومحمد بْن عمر الغالبي والحسين بْن عَلِيّ بْن مصعب بْن بدر أَبِي الأشنان وسهل بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن مخلد الأسلمي وأبي زرعة أَحْمَد بْن موسى المكي ومحمد ابن حنيفة بْن ماهان وجبير بْن مُحَمَّد السمسار وأبي بَكْر بْن أَبِي داود السجستاني وَمُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يحيى [3] بْن سليم المصيصي والحسن بْن مُحَمَّد بْن عبدان الشمشاطي ويوسف بْن يعقوب القاضي ومحمد بْن خلف المرزبان، سمع منه أَبُو الفوارس القَاسِم بْن مُحَمَّد بْن جعفر المزني في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وحدث أيضا عن أَبِي العباس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب وأبي بكر مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني وأبي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمار ويوسف بْن موسى المروروذي ويموت بْن المزرع وابنه مهلهل بْن يموت وأبي عثمان الناجم وسهل بْن أَبِي سهل الواسطي وسوار بْن أَبِي شراعة وعلي بْن بسام الشاعر، روى عنه أَبُو مُحَمَّد هارون بْن
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/4. والمستدرك 2/289. ومجمع الزوائد 7/211. والسنة لابن أبي عاصم 1/102. وتاريخ بغداد 3/129.
[2] في الأصل: «والعلم» .
[3] بن يحيى سقط من (ب) .(17/20)
موسى العكبري وأبو بكر مُحَمَّد بْن زهير بْن أخطل بْن زهير وأبو الْحُسَيْن عَلِيّ بْن عَبْد الرحيم بْن دينار الواسطي وعبد الصمد بْن مُحَمَّد بْن خنبش الخولاني وأبو الحَسَن أَحْمَد ابن مُحَمَّد بْن عمران الجندي، وكان من شيوخ الشيعة.
أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلٍ الحذاء قال: أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّسَفِيُّ [1] بِمَكَّةَ، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَخْطَلَ بن زهير، حدثنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري، حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَرُوذِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنَّ أَزْهَرَ بْنَ زُفَرَ بْنِ صَدَقَةَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَهُمْ قال: أنبأنا أبو غيلان محمد بن الحسن، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن خفتان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سَعْدٍ: «اللَّهُمَّ! سَدِّدْ سهمه وأجب دعوته وحببه» [2] .
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا محمد بن نصر، أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي، أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا أبو الحسين بن دينار، أنبأنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري، حدثنا يموت بْن المزرع بْن يموت عن المبرد قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن المعدل البصري قَالَ: كنت جالسا عند عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فَقَالَ: يا أَبَا مروان! أعجوبة، قَالَ: وما هي؟ قَالَ: خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن صحرت وبعدت عن البيوت بيوت المدينة تعرض إليّ رجل فَقَالَ أخلع ثيابك! قلت: وما يدعوني إلى خلع ثيابي؟ قَالَ: أنا أولى بها منك، قلت: ومن أين؟ قَالَ: لأني أخوك وأنا عريان وأنت مكس، قلت: فالمؤاساة، قَالَ: كلا قد لبستها برهة وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها، قلت: فتعريني وتبدي عورتي، قَالَ: لا بأس بذلك، قد روينا [3] عن مالك أنه قَالَ: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا، قلت: فيلقاني- يعني الناس- فيرون عورتي، قَالَ: لو كان الناس يلقونك فِي هذه الطريق ما عرضت لك فيها، قال: فقلت: أراك
__________
[1] في (ب) : «الفسفى» .
[2] انظر الحديث في شرح السنة 14/125. واتحاف السادة المتقين 10/117. والمستدرك 3/500.
ومصنف عبد الرزاق 20423.
[3] في النسخ: «رأينا» .(17/21)
طريقا فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك، قَالَ: كلا، أردت أن توجه إليّ أربعة من عبيدك فيقيموا [1] عليّ ويحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح فِي رجلي القيد، قلت: كلا، أحلف أيمانا أفي لك بما وعدتك ولا أسوءك، قَالَ: لا إنا روينا عن مالك أنه قَالَ: لا تلزم الأيمان التي يحلف بها اللصوص، قلت: فأحلف ألّا أحتال فِي إيماني هذه، قَالَ: هذه يمين مركبة عَلَى أيمان اللصوص، قلت: فدع المناظرة بيننا، فو الله لأوجهن لك بهذه الثياب طيبة بها نفسي، فأطرق ثم رفع رأسه وَقَالَ: تدري فيما فكرت؟ قلت: لا، قَالَ: تصفحت أمر اللصوص من عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإلى وقتنا هَذَا فلم أجد لصا أخذ بنسيئة، وأكره أن أبتدع فِي الإسلام بدعة يكون عليّ وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك، قَالَ: فخلعتها ودفعتها إليه- فأخذها وأنصرف.
وبه: قَالَ أنشدنا أَبُو غالب بْن بشران قَالَ: أنشدنا ابن دينار قَالَ: أنشدنا أَبُو طالب الأنباري، أنشدنا الناجم يعني أَبَا عثمان، أنشدنا ابن الرومي لنفسه:
إذا ما مدحت الباخلين فإنما ... تذكرهم ما فِي سواهم من الفضل
وتهدى لهم غما طويلًا وحسرة ... فإن منعوا منك النوال فبالعدل
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ عن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الوراق قال: أنبأنا أبو علي محمد بن وشاح الزينبي، أنبأنا عبد الصمد بن أحمد الخولابي، أنشدني أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بن يعقوب الأنباري، أنبأنا ثعلب أَبُو العباس أَحْمَد بْن يحيى الشيباني:
متى تؤنس العينان الطلال دمنه ... بنعف اللوى يرفض [2] دمعها رفضا
ألا ربما تقضى بما يعجب الفتى ... ويا ربما تقضى بغير [3] الذي ترضا
إذا فرقت بين الخليلين نية ... فإن لتفريق الهوى وجعا مضا
فما بال ديني أن يحل عليكم ... أرى الناس يقضون الديون ولا أقضا
لقد كان ذاك الدين نقدا وبعضه ... بقرض فما أديت نقدا ولا قرضا
__________
[1] في الأصل، (ب) : «فيقثموا» .
[2] في الأصل، (ب) : «يرقص» .
[3] في (ج) : «لغير» وفي الأصل، (ب) : «بعير» .(17/22)
ولكن ما كان الذي كان بيننا ... أماني ما لاقت سماء ولا أرضا
فإن كنت تنوين القضاء لديننا ... لعجلت لي بعضا وأخرت لي بعضا
وبه: قَالَ أنشدنا أَبُو طالب الأنباري قَالَ: أنشدنا سهل بْن أَبِي سهل الواسطي، أنشدنا أَبُو حاتم الواسطي السجستاني لنفسه:
جراك عفوي عَلَى الذنوب فقد ... أمنت عند الذنوب إعراضي
أشد يوما أكونه غضبا علي ... ك فالقلب ضاحك راضي
أنت أمير عليّ محتكم حك ... مك فِي سفك مهجتي ماضي
والمرء لا يرتجى النجاح يو ... ما إذا كان خصمه القاضي
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَد الصوفي عن [أَبِي] [1] بكر الأنصاري قَالَ: كتب إلى أَبُو غالب بْن بشران قَالَ: أنشدنا ابن دينار، أنشدنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب الأنباري، أنشدنا أبو العباس بْن عمار، أنشدنا محمود الوراق لنفسه:
يا عامر الدنيا عَلَى شيبه ... فيك أعاجيب لمن يعجب
ما عذر من يعمر بنيانه ... وجسمه مستهدم يخرب
ابن عَلَى نفسك بيتا ولا ... تلعب فإن الشيب لا يلعب
أَنْبَأَنَا زاهر بْن رستم الأصبهاني عن أَبِي عَبْد الله محمد بن محمد الوراق قال: أنبأنا عَلِيّ بْن وشاح، أنشدنا عَبْد الصمد بْن أَحْمَد بْن خنبش الخولاني، أنشدني أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري، أنشدني مهلهل بن يموت بن المزارع لنفسه: [2]
جلت محاسنه عن كل تشبيه ... وجل عن واصف فِي الناس يحكيه
أنظر إلى حسنه واستغن عن صفتي [3] ... سبحان خالقه سبحان باريه
النرجس الغض والورد الجنى له ... والأقحوان النضير النضر فِي فيه
دعا بألحاظه قلبي إلى عطبي [4] ... فجاءه مسرعا طوعا يفديه
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
[2] تكرر النص السابق وسند هذا النص في (ج) .
[3] في الأصل: «مغتى» .
[4] في الأصل: «عطر» .(17/23)
مثل الفراشة تأتي أن ترى لهبا ... إلى السراج فتلقى نفسها فيه
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلى أبو غالب بن بشران قال: أنشدنا أَبُو الْحُسَيْن بْن دينار، أنشدنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الأنباري يعرف بابن أَبِي يزيد، أنشدنا عَلِيّ بْن بسام لنفسه:
سنصبر إن جفوت وكم صبرنا ... لمثلك من أمير أو وزير
وجزناهم فلما أخلفونا [1] ... أذالت منهم عقب الدهور
ولما لم ننل منهم سرورا ... رأينا فيهم كل السرور
وأبنا بالسلامة وهي حظ ... وأبوا بالمحابس [2] والقبور
أخبرني عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قَالَ: حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
قَرَأْتُ فِي كتاب «فهرست العلماء» لمحمد بْن إسحاق النديم بخطه قَالَ: مات أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب الأنباري وكان مقيما بواسط، وقيل إنه من الشيعة البابوشية قَالَ [3] لي أَبُو الْقَاسِمِ بوباش بْن الحَسَن: إن له مائة وأربعين كتابا ورسالة، من ذلك كتاب «البيان عن حقيقة الإنسان» كتاب «الشافي فِي علم الدين» كتاب «الإمامة» .
285- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد، أَبُو الْقَاسِمِ الحنبلي:
من أهل دير العاقول، روى عن أَبِي الحَسَن عقيل بْن مُحَمَّد الأحنف العكبري شيئا من شعره، روى عنه ولده أَبُو بكر مُحَمَّد.
__________
[1] في (ب) : «خلقونا» .
[2] في (ب) : «بالمحاسن» .
[3] في النسخ: «اليابوسية» .(17/24)
كتب إلي أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي أن أبا بكر أحمد بن موسى المقرئ أخبره عن مسعود [1] بن ناصر السجزي قال: أنشدنا أبو بكر مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الحنبلي بدير عاقول قَالَ: أنشدني والدي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ:
أنشدني الأحنف العكبري لنفسه:
يغدو الفقير وكل شيء ضده ... والأرض تغلق دونه أبوابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا برة ... أصغت إليه [2] وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا مقبلًا ... هرت [3] عليه وكشرت أنيابها
وبالإسناد المذكور قَالَ: أنشدني والدي قَالَ: أنشدني الأحنف العكبري لنفسه:
بادر إلى كل معروف هممت به ... فليس فِي كل [4] وقت يمكن الكرم
كم مانع نفسه إمضاء مكرمة ... عند التمكن حتى عاقه العدم
ليس الندامة فِي إمضاء مكرمة ... بل فِي التخلف عنها يحدث الندم
286- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الإسكافي، أَبُو الْقَاسِمِ الكاتب:
روى عن الشريف أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عمر العلوي حكاية عجيبة رواها عنه الْقَاضِي أَبُو [عَلِيّ] [5] المحسن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد التنوخي فِي كتاب «نشوار [6] المحاضرة» من جمعه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أَبُو القاسم علي بْن المحسن بْن علي التنوخي إذنا عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد الإسكافي الكاتب قَالَ سَمِعْت الشريف مُحَمَّد بْن عمر العلوي الكوفي يَقُول إنه لما بنى داره وكان فيها حائط عظيم العلو فبينما البناء قائم عَلَى أعلاه لإصلاحه حتى سقط الرجل إلى الأرض فارتفع الضجيج استعظاما للحال لأن العادة لم تجر بسلامة من
__________
[1] في الأصل: «محمود» .
[2] في (ج) : «ذلت إليه» وفي (ب) : «ذلته لديه» .
[3] في (ب) : «تهرت» .
[4] في الأصل: «فليس فلبس كل» وفي (ب) : «فليس لي كل» .
[5] ما بين المعقوفتين زيادة من معجم المؤلفين» .
[6] في (ج) : «بشوار» وفي الأصل: «لشوار» .(17/25)
يسقط [1] من ذلك الحائط، فقام الرجل سالما لا فلتة به وأراد العود إلى الحائط ليتم البناء فَقَالَ له أَبُو الحَسَن بْن عمر: قد شاع سقوطك من أعلى هَذَا الحائط وأهلك لا يصدقون بسلامتك ولست أحب أن يردوا إلى بابي صوارخ فامض إليهم يشاهدوا سلامتك وعد إلى شغلك! فمضى مسرعا فعثر بعتبة الباب التي للدار فسقط ميتا.
287- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد، أَبُو الْقَاسِمِ الخوارزمي:
حدث الحافظ أَبُو إِبْرَاهِيم الخليل بن عبد الجبار القرائي القزويني قال: حدثنا الشيخ الزاهد أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الخوارزمي فِي مدرسة الشيخ أَبِي إسحاق الشيرازي ببغداد قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بن شاهين حديثا [2] سنورده إن شاء اللَّه تعالى فِي باب العين فِي ترجمة عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن شاهين.
288- عُبَيْد اللَّه بْن إسحاق بْن الحَسَن بْن المنذر، أَبُو مُحَمَّد:
من أهل دير العاقول، حدث عن أَبِي خبيب [3] الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى البرتي [4] وأبي جعفر مُحَمَّد بْن الحَسَن بن بدينا الموصلي وشعيب بن محمد الذارع وغيرهم، روى عنه أَبُو سَعِيد النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه وأبي بكر أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن الشيرازي وأَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ الأصبهاني وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت عَلَى أَبِي مُحَمَّد سُفْيَانَ الْعِيدِيِّ وَحَامِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَعْرَجِ بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ أَخْبَرَهُ قَالَ:
أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو [5] النقاش قراءة عليه قال: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ المنذر الدير العاقولي بها، حَدَّثَنَا أَبُو خُبَيْبٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى البرتي، حدثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عن عائذ الله عن عبد الله بن أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «أنزل
__________
[1] في (ج) : «من سقط» .
[2] في (ب) : «حدثنا» .
[3] في النسخ: «حبيب» .
[4] في النسخ: «البسرتى» .
[5] في (ب) : «عمر» .(17/26)
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي بَعْضِ كُتُبِهِ [1] وَأَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ: قُلْ لِلَذِينَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الدِّينِ وَيَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيَا لِعَمَلِ الآخِرَةِ وَيَلْبَسُونَ لِبَاسَ مُسُوكِ الْكِبَاشِ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ من الصبر، إياي يخدعون أو بي يستهزءون، فَبِي حَلَفْتُ لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَذَرُ الْحَلِيمَ فِيهِمْ حَيْرَانَ» [2] .
289- عُبَيْد اللَّه بْن إسحاق بْن سلام المكاربي، أَبُو العباس الأخباري:
ذكره مُحَمَّد بن داود بن الجراح في كتاب «الورقة فِي أخبار شعراء المحدثين» من جمعه فَقَالَ: صاحب الكتب شاعر مجيد، توفى فِي سنة إحدى وسبعين ومائتين، وكان حسن العلم بالفقه والغريب والآثار والشعر صدوقا ودفن شعره لما مات لئلا يوصل إليه، وكان قَالَ فِي المتوكل قصيدة يهجوه بها، فبلغ خبرها المتوكل فأمر بقتله فعوجل المتوكل بالحادث عليه وأفلت.
وله القصيدة المشهورة يرثى بها أَبَا الْحُسَيْن يحيى بْن عمر الطالبي أنشدنيها مُحَمَّد بْن الأزهر وعرضتها عليه:
ألا قل لنصل السيف هل أنت نادب ... هماما تنكبه [3] القنا والقواضب
وفيها يقول:
فان تك بابن المصطفى فترسد ... يعقر خيل حوله ونجائب
فقيرك أجرى أن يعقر حوله ... رجال المعالي والنساء الكواعب
بني هاشم قد جرب الناس وقعكم ... وهل حازم من لم تعظه [4] التجارب
وإن حمل الدهر الرزايا نفوسكم ... فلستم [5] قروم الحادثات المصاعب
__________
[1] في الأصل، (ج) : «كتابه» .
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 29054.
[3] في (ج) : «تبكيه» .
[4] في الأصل: «تقظه» .
[5] في الأصل، (ب) : «قلتم» .(17/27)
قَرَأْتُ فِي كتاب «مقاتل الطالبين» لأحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمار قَالَ:
أنشدني عُبَيْد اللَّه بْن إسحاق بْن سلام الكتبي وكان معدنا من معادن الأدب، وسمعت مُحَمَّد بْن الجهم صاحب الفراء يَقُول: ما أعلم أحدا ببغداد أعلم بالشعر منه، وروى عنه قصيدته التي رثي بها يحيى بن عمر العلوي.
قَرَأْتُ فِي كتاب «التاريخ» لأبي طاهر الكرخي بخطه قَالَ: مات عُبَيْد اللَّه بْن إسحاق بْن سلام الأخباري [1] فِي ذي الحجة سنة سبعين ومائتين.
290- عُبَيْد اللَّه بْن إسحاق، أَبُو الحَسَن الأنباري:
روى عَن أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب بْن خالد بْن مرداس الباهلي المعروف بغلام خليل شيئا من مصنفاته.
291- عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي البركات بن عبد الله، أبو محمد الرفاء:
حدث باليسير عن أَبِي الْحُسَيْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن بكار المقرئ، سمع منه القاضي أَبُو المحاسن عمر بْن علي القرشي، سَمِعْت أَبَا الحَسَن بْن القطيعي يَقُول: مات عُبَيْد الله ابن أبي البركات الرفاء يوم الجمعة لأربع بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
292- عُبَيْد اللَّه بْن جعفر الأكبر بْن المنصور أبي جعفر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عبد الله بن العباس بن عَبْد المطلب:
أمه أم ولد، ذكره أَبُو هاشم الخزاعي وذكر أن له عقبا، وذكر الصولي أنه مات فِي سنة أربع وستين ومائة.
293- عُبَيْد اللَّه بْن جعفر، أَبُو الْحُسَيْن الحريري:
حدث عن سهل بن أَبِي سهل الواسطي، روى عنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الله ابن البيع النَّيْسَابُوريّ فِي كتاب «علامات أهل الحقائق» من جمعه.
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ قَالَ: كتب إلى عَبْد الغافر بْن إسماعيل الفارسي أن أَبَا بكر أَحْمَد بْن عَلِيّ الشيرازي أخبره قراءة عليه أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن
__________
[1] في (ج) : «الحجازي» .(17/28)
عبد الله النيسابوري، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْن عُبَيْد اللَّه بْن جعفر الحريري ببغداد، حدثنا سهل بن أبي سهل الواسطي، حدثنا أبو موسى قَالَ: سمعت عبد الرحمن بْن مهدى يَقُول: ما هو عندي إلا عبث كما يعبث الإنسان بالكلاب والحمام والشيء- يعني الحديث.
294- عُبَيْد اللَّه بْن الحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد، أَبُو الْقَاسِمِ التميمي:
حدث بالأهواز عن أَبِي الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران، روى عنه أَبُو نصر عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بن عبد الله بن زكريا الفقير الأصبهاني.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ المديني قال: أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن فضلويه الجمال إذنا قال: أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن أحمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا الْفَقِيرُ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْبَغْدَادِيُّ بقراءتي عليه بالأهواز وأنبأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مكي النهرواني قالوا: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي بن الخزاز، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحبان قالا: أنبأنا أبو الحسين علي ابن محمد بن بشران قراءة عليه، أنبأنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله بن السماك، حدثنا إبراهيم بن جعفر، حدثنا [1] يعقوب بن عبد الرحمن الواعظ، حدثنا محمد بن خضر المروزي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يُوسُفَ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ [2] عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَلَّقَ فِي مَسْجِدٍ قِنْدِيلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يَنْطَفِئَ ذَلِكَ الْقِنْدِيلُ» [3] .
295- عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عُبَيْد بْن عَمْرِو بْن خالد بْن الرفيل، أبو أحمد الشاهد المعروف بابن المسلمة:
__________
[1] في (ب) : «بن يعقوب» .
[2] في الأصل: «الديلمي» .
[3] انظر الحديث في الفوائد المجموعة 26. وتنزيه الشريعة 2/135. وكشف الخفا 2/365. وتذكرة الموضوعات 37. والدر المنثور 3/، 217 واتحاف السادة المتقين 3/31.(17/29)
والد مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الذي قدمنا ذكره، كان من المعدلين بمدرسة السلام، ذكر أَبُو طاهر الكرخي ونقلته من خطه أنه مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
296- عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الدوامي، أَبُو الفرج بْن أَبِي عَلِيّ الكاتب:
تقدم ذكر والده، سمع الكثير من والده أَبِي عَلِيّ الحَسَن ومن أَبِي منصور بْن عَبْد الملك بْن خيرون وأبي عبد الله الحسين وأبي محمد عبد الله ابني علي بن أحمد بن الخياط وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن السلال وأبي سَعْدٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن البغدادي وأبي القاسم عليّ بْن عَبْد السيد بْن مُحَمَّد بْن الصباغ وأبي الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوْسٌف الأرموي وغيرهم، وحدث باليسير.
سألته الإجازة بجميع مروياته فشافهني بها وكتب خطه لي بذلك فلم يتفق لي السماع منه، وكان شيخا نبيلًا حسن الأخلاق جليلا، قد خالط العلماء وجالس الأدباء وولى النظر فِي ديوان التركات الحشرية مدة فحمدت سيرته وشكره الناس.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الدَّوَامِيِّ إِجَازَةً وَأَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ قَالا:
أنبأنا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ أحمد المقرئ قراءة عليه، أنبأنا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ العكبري، أنبأنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ بن خاقان، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دريد، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَشِنِ، حدثنا القاسم بن عبيد الله الهمداني، حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لأستحيي مِنَ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ ذَنْبٌ أَعْظَمُ مِنْ عَفْوِي أَوْ جَهْلٌ أَعْظَمُ مِنْ حِلْمِي أَوْ عَوْرَةٌ [لا] [1] يُوَارِيهَا سِتْرِي أَوْ خَلَّةٌ لا يسدها جودي.
سألت أبا الفرج بْن الدوامي عن مولده فَقَالَ: فِي المحرم سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم الخميس العاشر من جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.، (ب) .(17/30)
297- عُبَيْد اللَّه بْن الحَسَن بْن عياش بْن إِبْرَاهِيم بْن أيوب الجوهري [1] :
كان من الشيعة، ويسكن فِي القطيعة. روى عنه ابن ابنه أحمد بن محمد، وقد تقدم ذكره.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بْنِ بختِيَارَ [2] الْوَاسِطِيُّ قَالَ: كَتَبَ إِلَى أَبُو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: أنبأنا السَّيِّدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ الْحُسَيْنِيُّ بِجُرْجَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن وهبان البصري، حدثنا أحمد بن محمد ابن عبيد الله الجوهري ببغداد سنة ستين وثلاثمائة قال: حدثنا جَدِّي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا [3] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ قَالَ: لَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ فَجَازَهُ فَقَالَ لَهُ الرُّكْنُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَسْتُ قَعِيدًا مِنْ قَوَاعِدِ بَيْتِ رَبِّكَ فَمَا لِي لا أُسْتَلَمُ؟ فَدَنَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ فَقَالَ: «اسْكُنْ عَلَيْكَ السَّلامُ غَيْرَ مَهْجُورٍ» .
298- عُبَيْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن علوية البزاز:
ذكر أَبُو مُحَمَّد هارون بْن موسى العكبري أنه بغدادي وأنه سمع منه فِي سنة خمس عشرة وثلاثمائة عن الحَسَن بْن عَلِيّ بْن سهل العاقولي، وروى عنه حديثا فِي مشيخته.
299- عُبَيْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن خلف العكبري:
حدث عن أَبِي عَبْد اللَّه عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان بن بطه. روى عنه القاضي أَبُو المظفر هناد بْن إِبْرَاهِيم النسفي فِي كتاب «سوق أصحاب الحديث» من لفظه.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي البركات بن السقطي قال: أنبأنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قراءة عليه قَالَ: سَمِعْت عُبَيْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن خلف العكبري يَقُول: سَمِعْت عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد يَقُول: سمعت أحمد ابن سهل النحوي يَقُول: اجتاز الأعمش وأصحابه عَلَى رجل شيخ طاعن في السن
__________
[1] انظر: لسان الميزان 4/98.
[2] في (ج) : «بن مختار» .
[3] في (ب) : «أصحابه» .(17/31)
حسن المنظر مليح الجملة وافي الحرمة، فَقَالَ لأصحابه: من هَذَا الشيخ شيئا من الحديث، فجلسوا بين يديه وقالوا له: الشيخ- حفظه اللَّه- تملى علينا شيئا من الحديث؟ فَقَالَ له: ما عنيت به فِي عمري، قالوا: فشيء من الفرائض؟ قَالَ: ولا عنيت به أيضا، قالوا فشيء من الفقه؟ قَالَ: ولا عنيت به أيضا، قالوا: فشيء من اللغة؟ قَالَ:
ولا عنيت به أيضا، قالوا: فشيء من أخبار الخلفاء والملوك، قَالَ: ولا عنيت به، قالوا:
فحد [1] علينا جزءا من القرآن؟ قَالَ: ولا عنيت به، قَالَ: فجاءوا إلى الأعمش فأخبروه بحال الشيخ، فَقَالَ لهم: ارجعوا إليه واصفعوه خمسة وخمسين صفعة فقيل له: أي حساب خمسة وخمسين؟ قال: عشرين لكتاب الله عز وجل وعشرين لسنة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعشرة لسائر العلوم وخمسة أشفى بها صدري من شيخ مثل هَذَا ما تعلم فِي طول عمره شيئا.
300- عُبَيْد اللَّه بْن حمزة بْن إسماعيل بْن حمزة بْن حمزة بْن أَبِي جعفر المخدر [2]- واسمه مُحَمَّد- بْن أَبِي عَلِيّ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن حمزة بن موسى ابن جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، أَبُو الْقَاسِمِ الموسوي العلوي:
من أهل هراة، سمع القاضي أَبَا عامر محمود بْن القَاسِم الأزدى وأبا سهل نجيب بْن ميمون بْن سهل الواسطي، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه أَبُو بكر المبارك ابن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف حديثا فِي معجم شيوخه.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلِ بْنِ أَبِي غَالِبٍ بِخَطِّهِ وَأَنْبَأَنِيهِ ابْنُهُ يوسف عنه قال:
أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَلِيٌّ ابْنَا حَمْزَةَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الموسوي أنبأنا نجيب بن ميمون بن سهل أنبأنا منصور بن عبد الله الخالدي، أنبأنا عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق، حدثنا محمد ابن عبيد الله بن أبي داود المخرمي، حدثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ [جَابِرِ] [3] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [4] عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ بِلالٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَبِّحُوا بِالصُّبْحِ فإنه أعظم الأجر» .
__________
[1] في (ب) : «فخد» .
[2] في الأصل: «المحدر» وفي (ب) : «المحد» .
[3] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
[4] في النسخ: «عبيد الله» .(17/32)
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد ابن السمعاني قَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن حمزة بْن إسماعيل الموسوي علوي زاهد ورع متعبد بالغ فِي العبادة رضي الوجه قليل الكلام كثير الخير مشتغل بما يعنيه، ورد بغداد حاجا وحدث بها، كتب عنه أبو بكر ابن كامل، كتبت عنه بهراة. وسألته عن مولده فقال: في رمضان سنة ست وستين وأربعمائة.
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: كتب إلى أبي الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الفامي أن السيد أَبَا القَاسِم توفى يوم الجمعة رابع عشر ذي القعدة سنة خمسين وخمسمائة ودفن بباب خشك.
301- عُبَيْد اللَّه بْن حمزة بْن طلحة بْن عَلِيّ الرازي، أَبُو نصر بْن أَبِي الفتوح:
تقدم ذكر والده، كان من الأعيان، ولى حجبة باب المراتب فِي أيام الإمام المستضيء بأمر اللَّه إلى أن توفى فِي ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن بتربتهم بالحربية وقد جاوز الأربعين.
302- عُبَيْد اللَّه بْن خالد بْن الحَسَن، أَبُو الْقَاسِمِ الضرير:
روى كتاب «معاني القرآن» لأبي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن السرى الزجاج عنه، رواه عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي المغربي، وذكر أنه قرأه عليه ببغداد فِي جامع المنصور فِي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
303- عبيد الله بن خلف بن علي بن الحَسَن بْن مليح، أَبُو الْقَاسِمِ الشروطي:
من أهل عكبرا، كان يتولى الكتابة لقضاتها، حدث عن أبوي بكر محمد بن الحسن ابن دريد الأزدى ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الهمداني القاضي ومحمد بن حمدان السلماني [1] ، روى عنه أَبُو الفتح عَبْد الملك بْن عيسى الأنصاري العكبري وأبو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلُّوَيَةَ الْقَطَّانُ وأبو الفضل أَحْمَد بْن أَبِي عمران الهروي.
__________
[1] في الأصل، (ب) : «الشيلمانى» وفي (ب) : «السليماني» .(17/33)
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ أَنَّ أَبَا مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الشاهد أخبره قال: أنبأنا أبو الحسين محمد بن عمر بن علويه [1] القطان قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ خَلَفِ بْنِ علي بن الحسن بن مليح الشروطي، حدثنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَمْدَانِيُّ، حدثنا محمد بن مزيد بن منصور، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا أبو حذيفة، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْهِلالِ قَالَ: اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الشَّهْرِ وَفَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَبَرَكَتَهُ وَرِزْقَهُ وَنُورَهُ وَظُهُورَهُ وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر قال: أنبأنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ:
أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن حيد [2] النيسابوري، أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْهَرَوِيُّ بمكة، حدثنا عبيد الله بن خلف العكبري بها، حدثنا محمد بن حمدان السلماني، حدثنا السري بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا يوسف بن عطية، حدثنا قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الإِيمَانُ بِالتَّمَنِّي وَلا بِالتَّحَلِّي، وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ [3] ، الْعِلْمُ عِلْمٌ بِاللِّسَانِ وَعِلْمٌ فِي الْقَلْبِ، فَأَمَّا عِلْمُ الْقَلْبِ فَالْعِلْمُ النَّافِعُ وَعِلْمُ اللِّسَانِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى بَنِي آدم» [4] .
304- عبيد الله بن سعد الله بْن إِبْرَاهِيم بْن دبوس، أَبُو غالب البيع:
من أهل قطيعة العجم بباب الأزج، هكذا رأيت اسمه بخط يده فِي إجازة كتبها، وهو أخو شيخنا عَبْد الرحمن الذي تقدم ذكره وكان الأكبر، سمع أَبَا عَبْد اللَّه محمد ابن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن الطرائفي وأبا الفضل مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لنا لقاؤه.
أخبرني أبو الحسن ابن القطيعي أنه مات فِي ليلة الثلاثاء العشرين من المحرم سنة
__________
[1] في الأصل، (ج) : «علوه» .
[2] في (ج) : «بن حيدر» .
[3] في النسخ: «وصدقه العقل» .
[4] انظر الحديث في: الكامل لابن عدى 6/2290.(17/34)
أربع وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
305- عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن الحَسَن بْن عَلِيّ بْن عبيد الله الخوزي [1] ، أَبُو منصور:
وكيل الوزير أَبِي المظفر بْن هبيرة، سمع أَبَا سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن خشيش الكاتب وأبا القَاسِم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز وأبا سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شاكر، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حَدَّثَنَا أبو محمد ابْنُ الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْخُوزِيِّ الوكيل، أنبأنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّد بْن عَبْد الْكَرِيمِ بْن مُحَمَّد بْن خشيش وأنبأنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْمُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الحراني قراءة عليه غير مرة قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ [2] الْعِجْلِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عن علقمة ابن قَيْسٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمَّارُ! أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ! حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي السَّمَاءِ، مِثْلَ مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عاما ما نفذت فَضَائِلُ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ» [3] .
سَمِعْتُ ابْنَ الْقَطِيعِيِّ يَقُولُ: مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْخُوزِيِّ فِي يَوْمِ السَّبْتِ لِخَمْسَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ ذِي الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
306- عُبَيْد اللَّه بْن سليمان بْن وهب بْن سَعِيد، أَبُو الْقَاسِمِ الكاتب [4] :
تقدم ذكر والده، ولي الوزارة للمعتضد باللَّه، وهو ولي عمه المعتمد عَلَى اللَّه فِي أواخر صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين واستولى عَلَى جميع أموره، وكان يكفيه ويجلسه
__________
[1] في (ج) : «الجوزي» .
[2] في (ب) : «عبيد الله» .
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 9/68. والفوائد المجموعة 400. والكامل لابن عدى 7/2541.
[4] انظر: فوات الوفيات 2/58.(17/35)
بين يديه، فلما توفى المعتمد وولى المعتضد الخلافة أقر عُبَيْد اللَّه عَلَى وزارته إلى حين وفاته.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى بْن الفرات الكاتب: كان عُبَيْد اللَّه نسيج [1] وحده وواحد دهره سياسة وتدبيرا وضبطا لأمور المملكة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحذاء عن أَبِي سعد بْن الطيوري قَالَ: أنبأنا أَبُو القاسم علي بْن المحسن بْن علي التنوخي إذنا عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عمر الحارثي قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي وكان يخدم في دار الموفق [و] المعتضد بعده أن المعتضد أراد أن يشهد عَلَى نفسه العدول فِي كتاب صدره هَذَا؛ فأشهد على نفسه الشهود شهدوا جميعا أن أمير المؤمنين عَبْد اللَّه أَبَا العباس المعتضد باللَّه أشهدهم عَلَى نفسه فِي صحة منه وجواز أمر، وعرضت النسخة عَلَى عُبَيْد اللَّه بْن سليمان فضرب عليها وَقَالَ: هَذَا لا يحسن كتبه عن الخليفة، اكتبوا: فِي سلامة من جسمه وإصابة من رأيه.
قال: وأنبأنا التنوخي عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن عياش قَالَ: حَدَّثَنِي شيخ من شيوخنا- ذكره وقد غاب عني اسمه- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عبد الله ابن أَبِي عون قَالَ:
استقر عندي عُبَيْد اللَّه بْن سليمان فدخلت عليه يوما فِي حجرة كنت أفردته فيها من داري، فقام إليّ فقلت له ممازحا كما جرى عَلَى لساني: يا سيدي! إخبا لي هَذَا القيام إلى وقت انتفع به، قَالَ: فلما كان بعد مدة انتقل من عندي، فما مضت الأيام يسيرة حتى ولى الوزارة فَقَالَ لي أهلي: لو قصدته، وكان حالي إذ ذاك صغيرة، فقلت لهم: لا أفعل وأنا فِي ستر وقصدي له الآن كأنه اقتضاء لثمن معروف أستدعيه [2] لنفسي، ما أرضى لنفسي بهذا، ولو كان لي عنده خير لابتدأني، وبت ليلتي مفكرا وكان يوم الخلع، فلما كان فِي السحر جاءني فراشه برقعة بخطه يعاتبني عَلَى ما جرى عنه ويستدعيني، فصرت إليه وإذا هو جالس والخلق عنده، فلما صرت مع دسته [3] قام لي قائما وعانقني وَقَالَ لي: أرى هَذَا وقتا ينتفع فيه بقيامي لك وجلس وأجلسني معه عَلَى طرف الدست. فقبلت يده وهنأته ودعوت له، ومضيت ساعة فإذا قد
__________
[1] في الأصل: «نسيح» وفي (ب) ، (ج) : «فسيح» .
[2] في النسخ: «اسندنبه» .
[3] في (ب) : «سمه» .(17/36)
استدعاه المعتضد فقام وأمرني ألا أبرح فجلست وامتدت العيون إلي وخوطبت فِي الوقت بأجل خطاب وعوظمت، ثم عاد عُبَيْد اللَّه ضاحكا وأخذ بيدي إلى دار الخلوة وَقَالَ: ويحك إن الخليفة استدعاني بسببك وذلك أنه كوتب بخبرنا وخبر قيامي لك فِي مجلس الوزارة، فلما استدعاني الآن بدأ ينكر عَلِيّ وَقَالَ: تبذل مجلس الوزارة بالقيام لتاجر، ولو كان هَذَا لصاحب طرف كان محظورا أو ولي عهد كان كثيرا، واحذر تتجاوز ذلك، فقلت: يا أمير المؤمنين! لم يذهب عَلَى حق المجلس وتوفية الرتبة حقها، ولكن لي عذر، فإن رأى أمير المؤمنين أن يسمعه ثم ينفذ [1] حكمه فيّ، أخبرته بخبري معك واستتاري عندك، فَقَالَ: أما الآن فقد عذرتك ولكن لا تعاود، فانصرفت؛ ثم قَالَ لي عُبَيْد اللَّه: يا أَبَا عَبْد اللَّه! إني قد شهرتك شهرة إن لم يكن معك مائة ألف دينار معدة للنكبة هلكت، فيجب أن تحصلها لك لهذه [2] الحال فقط، ثم يحصل لك نعمة بعدها تسعك وعقبك، فقلت: أنا عَبْد الوزير وخادمه ومؤمله، فَقَالَ: هاتوا [3] فلانا الكاتب! فجاء فقال: أحضر التاجر الساعة نسعر مائة ألف كر من غلات السلطان بالسواد [عليهم] [4] ما تساوي وعرفني، فخرج وعاد بعد ساعة وَقَالَ: قد قررت [5] ذلك معهم، فَقَالَ له: بع عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه هذه المائة الألف الكر ينقصان دينار واحد مما قررت به السعر مع التجار وبعه له عليهم بالسعر المقرر معهم وطالبهم أن يعجلوا له فضل ما بين السعرين اليوم وأجرهم بالثمن إلى أن يستلموا الغلات وأكتب إلى النواحي بتقبيضهم إياها، قَالَ: ففعل ذلك وقمت من المجلس وقد وصل إليّ مائة ألف دينار فِي بعض يوم وما عملت شيئا، ثم قَالَ لي: اجعل هذه أصلًا لنعمتك ومعدة لنكبة ولا يسألنك أحد من الخلق شيئا إلا أخذت رقعته ووافقته عَلَى أجرة ذلك وخاطبني [6] ، قَالَ: كنت أعرض عليه فِي كل يوم ما يصل إليّ بما فيه ألوف دنانير وأتوسط الأمور الكبار وأداخل فِي المكاسب الجليلة حتى بلغت النعمة إلى هَذَا الحد، وكنت ربما عرضت عليه رقعة فيقول: كم ضمن لك عليها، فأقول: كذا
__________
[1] في (ب) : «تنفذ» وفي الأصل، (ج) : «ينفد» .
[2] في (ج) : «هذه» .
[3] في النسخ: «هاتم» .
[4] ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
[5] في الأصل: «قرردت» .
[6] في (ب) : «خاطبتني» وفي (ج) : «خاصبتنى» .(17/37)
وكذا، فيقول: هَذَا غلط هَذَا يساوي كذا وكذا، ارفجع فاستزد، فأقول: إني أستحيي، فيقول: عرفهم أني لا أقضي لك ذلك إلا بهذا القدر وأني رسمت لك هَذَا المال، قَالَ: فأرجع فأستزيد ما يقوله لي فأزاد.
قال: وأنبأنا التنوخي عن أبيه قَالَ: حدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سمعتُ القاضي أَبَا عمر يَقُول:
عرض إسماعيل القاضي وأنا معه عَلَى عُبَيْد اللَّه بْن سليمان رقاعا فِي حوائج الناس، فوقع فيها فعرض أخرى فخشى أن يكون قد ثقل عليه فَقَالَ له: إن جاز [1] أن يتطول الوزير أعزه اللَّه بهذا التوقيع [2] فوقع، وعرض أخرى وَقَالَ: إن أمكن الوزير أن يجيب إلى هَذَا فوقع، ثم عرض أخرى وَقَالَ: إن سهل عَلَى الوزير أن يوقع فوقع، وعرض أخرى وقال شيئا من هذا الجنس، فَقَالَ له عُبَيْد اللَّه: يا أَبَا إسحاق! كم تقول إن أمكن وإن جاز وإن سهل، من قَالَ لك إنه يجلس هَذَا المجلس ثم يتعذر عليه فعل شيء عَلَى وجه الأمور فقد كذبك [3] هات رقاعك كلها فِي موضع واحد، قَالَ فأخرجها إسماعيل من كمه وطرحها لحضرته [4] فوقع فيها فكانت مع ما وقع فيه قبل الكلام وبعده نحو ستين رقعة.
قَرَأْتُ فِي كتاب «أخبار الوزراء» لمحمد بْن عبدوس الجهشياري قَالَ: كان عُبَيْد الله ابن سليمان يرعى يسير الحرمة ويحافظ عَلَى قليل الخدمة، وكان ممن خدمه فِي نكبته رجل يعرف بيعقوب الصائغ وكان عاميا ساقطا وكان يحتمل سقوطه ونقصه وتحركه ويرفع منه حتى قلده الحسبة بالخضرة وكان لها إذ ذاك مقدار، فلما عزم عُبَيْد اللَّه عَلَى الشخوص إلى الجبل جلس يوما للنظر فيما يحمل معه من خزانته [5] ومن يشخص معه لخدمته، ويعقوب الصائغ حاضر للخاصية [6] التي كانت له به، فأمر ما يحمل معه، فلما انتهى إلى فصل منه قَالَ له يعقوب بغباوته: ويحمل كفن وحنوط، فتطير عُبَيْد اللَّه وقطب وأعرض عنه ثم أخذ يأمر وينهي، فلما انتهى إلى فصل من كلامه أعاد يعقوب الصائغ القول فَقَالَ: يحمل كفن وحنوط، فأعرض عبيد الله
__________
[1] في النسخ: «إن جاد» .
[2] في الأصل، (ج) : «بهذا الوقيع» .
[3] في الأصل، (ب) : «كذلك» .
[4] في (ج) ، (ب) : «فخضرته» .
[5] في (ج) : «من خزائنه» .
[6] في (ج) : «للخاضبه» .(17/38)
ضجرا ثم عاد فأمر ونهى فلما أمسك قَالَ له الصائغ ثالثة، كفن وحنوط، فأظهر عُبَيْد اللَّه الضجر ثم قَالَ له: يا هَذَا أتخاف عَلَى مثلي إن مات أن يصلب أو يطرح عَلَى قارعة الطريق بغير كفن، إن تعذر الكفن كفنوني فِي ثيابي.
وقال الجهشياري: حكى مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي البغل قَالَ: كنت مع عُبَيْد اللَّه بْن سليمان وقد ركب بنهاوند ليروض جسمه فخرج إلى الصحراء فسار فيها ثم انصرف راجعا وكان رجع من أبوابها وكان له حاجب يقال له خفيف، كان غليظا غبيا، فَقَالَ له: تستأذننا فِي الطريق ندخل من حيث خرجنا، فَقَالَ له عُبَيْد اللَّه: أما أنا فلا.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي غالب شجاع بْن فارس الذهلي أن أَبَا الحَسَن هلال بْن المحسن الكاتب بخطه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إسحاق قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد عبيد الله ابن طاهر قَالَ: كان أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّه بْن سليمان بْن وهب وأبوه صديقين لي فلما أفضت وزارة المعتضد باللَّه إلى عُبَيْد اللَّه خدمة الناس فلحقني فِي بعض أيام [1] قصدي له حجاب قليل فكتبت إليه:
آن بلغت الذي كنا نؤمله ... واستحكمت يعني وأرتاح الآفي
أنكرت منك أمورا كنت أعهدها ... من حسن بدؤ وإكرام وألطاف
واستصعب الإذن إلا أن تعرفه ... أولا فمطرح فِي مدرج الشافي
ولست بالباب إن عزت [2] مداخله ... ولج آذنه يوما بوقاف
فإني لي الضيم أني لا ألائمه ... وأنني خلف من خير أسلاف
لولا يد سبقت لي منك صالحة ... ألفيتني فِي محل القاطع الجافي
لكنني رهن معروف سبقت به ... حتى أجازيك الحسنى بأضعاف
فلما كان من غد جاءني معتذرا.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحذاء عن أبي غالب الذهلي قال: أنبأنا هلال بْن المحسن إذنا قَالَ: أنشدني والدي علي بْن المحسن إذنا، أنشدني أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِنْجِيٍّ الْكَاتِبُ قَالَ: أنشدني الوزير أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن القَاسِم بْن عُبَيْد اللَّه قَالَ:
أنشدني الوزير أَبُو الحسين القَاسِم بْن عُبَيْد اللَّه قَالَ: أنشدني الوزير أبو القاسم
__________
[1] في (ج) : «بعض الأيام» .
[2] في (ج) : «عدت» .(17/39)
عُبَيْد اللَّه بْن سليمان لنفسه:
كفاية [1] اللَّه خير من توقينا ... وعادة اللَّه فِي الماضين تكفينا
كاد الأعادي فلا واللَّه ما تركوا ... قولا وفعلا وتلقينا وتهجينا
ولم نزد [2] نحن فِي سر ولا علن ... شيئا عَلَى قولنا يا ربنا اكفينا
فكان ذاك [3] ورد الله حاسدنا ... بغيظه لم ينل تقديره فينا
ذكر الصولي أن مولد عُبَيْد اللَّه بْن سليمان بْن وهب سنة ست وعشرين ومائتين.
قَرَأْتُ فِي كتاب «التاريخ» لأبي جعفر مُحَمَّد بْن جرير الطبري قَالَ: وفيها يعني سنة ثمان وثمانين ومائتين فِي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر توفي عبيد الله بن سليمان الوزير ودفن فِي داره وصلى عليه ابنه أَبُو الْحُسَيْن، فكانت مدة تقلده الوزارة للمعتضد عشر سنين وشهرين وعشرة أيام.
حدثنا عَبْد الرحمن بن عمر الواعظ قال: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن نصر المؤتمن بن أحمد الساجي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عَلِيّ العميري قراءة عليه عن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم القراب قَالَ: سَمِعْت أَبَا الفضل بْن أَبِي عمران الصوفي يَقُول: سَمِعْت مُحَمَّد بْن موسى، سَمِعْت مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عثمان دخل عَبْد اللَّه بْن المعتز عَلَى القَاسِم بْن عُبَيْد اللَّه وقد أصيب بأبيه فأنشأ يَقُول:
إني معزيك لا أني عَلَى ثقة ... من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزى بباق بعد صاحبه ... ولا المعزى وإن عاشا إلى حين
فلما درج فِي أكفانه فِأنشأ يَقُول:
قد استوى الناس ومات الكمال ... وقال صرف الدهر: أين الرجال
هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ فِي قبره ... قوموا انظروا كيف تزول الجبال
فلما حملته الرجال عَلَى أعناقها أنشأ يَقُول:
__________
[1] في (ج) : «كناية» .
[2] في (ج) ، (ب) : «نرد» .
[3] في الأصل، (ب) : «ذلك» .(17/40)
وما كان ريح المسك ريح حنوطه ... ولكنه هَذَا الثناء المخلف
وليس صرير النعش ما تسمعونه ... ولكنه أصلاب قوم تقصف
فلما وضع فتقدم للصلاة عليه أنشأ يَقُول:
قضوا ما قضوا من أمرهم ثم قدموا ... إماما لهم والنعش بين يديه
فصلوا عليه خاشعين كأنهم ... وقوف خضوع للسلام عليه
307- عُبَيْد اللَّه بْن سلامة بْن عُبَيْد اللَّه بْن مخلد بْن إِبْرَاهِيم بْن مخلد، أَبُو مُحَمَّد الكرخي المعروف بابن الرطبي [1] :
أخو أَحْمَد الذي قدمنا ذكره، كان من أعيان الفقهاء عَلَى مذهب الشافعي، وولي القضاء عَلَى شهراباذ والبندنيجين وجبل: كتب إليّ علي بْن الفضل الحافظ أن علي بن عتيق بن مؤمن أخبره عن القاضي عياض بْن موسى اليحصبي قَالَ: سَمِعْت القاضي أَبَا مُحَمَّد عُبَيْد اللَّه بْن سلامة البجلي المعروف بابن الرطبي ببغداد وصحبته، وكان جليلًا من أصحاب أَبِي إسحاق الشيرازي، وولي القضاء ببعض السواء وهو أكبر بني الرطبي، قَرَأْتُ فِي كتاب التاريخ لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قَالَ: وفي هَذَا الشهر- يعني ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وأربعمائة- توفى أَبُو مُحَمَّد بْن الرطبي فِي بعض [2] طريق الخراسان، وكان شافعي المذهب ولم أر أكثر تنفلًا وصلاة وتطوعا منه.
308- عُبَيْد اللَّه بْن سيف بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن إِبْرَاهِيم بْن عُبَيْد اللَّه بْن سليمان:
روى عنه ابن أخيه عمر بْن مُحَمَّد بْن سيف البغدادي نزيل البصرة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأزجي قال: أنبأنا إسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذن قدم علينا، أنبأنا أَبِي قَالَ: أنشدني أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أنشدنا عمر بْن مُحَمَّد بْن سيف، أنشدنا عمي عُبَيْد اللَّه لمحمود الوراق:
__________
[1] انظر: طبقات الشافعية للأسنوي 1/586.
[2] في (ب) ، (ج) : «ببغص» .(17/41)
يا عائب الفقراء لا تزدجر ... عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله ... على الغنى إن صح منك النظر
إنك لتعصى لتنال الغنى ... وأنت لا تعصى لكي تفتقر
309- عُبَيْد اللَّه بْن شعيب بْن الحَسَن العكبري:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن صالح بْن ذريح، سمع منه عمر بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه العكبري.
310- عُبَيْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن الفرات، أبو القاسم بْن أَبِي الخطاب:
حدث عن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن العباس بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد اليزيدي، سمع منه أخواه أَبُو الحَسَن مُحَمَّد وأبو الْحُسَيْن ابنا العباس وعُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَدَ النَّحْوِيِّ الْمَعْرُوف بِجَخْجَخٍ فِي ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
311- عُبَيْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حمزة الحنبلي، أَبُو الْقَاسِمِ، ويقال: أَبُو العباس الزيات البغدادي ثم الغمري:
والغمر فوهة السماوة، وأظنه سكنها، قرأ القرآن بالروايات عَلَى أَبِي [1] عمر الدوري، وروى عنه قراءة أَبِي عمر وطريق أَبِي الصقر عن أَبِي الزعراء، روى عنه أَبُو عَلِيّ الحَسَن بْن القَاسِم الواسطي، وذكر أنه قرأ عليه بالغمر، وروى عنه أيضًا أَبُو الحَسَن رشا بْن نظيف الدمشقي.
312- عُبَيْد اللَّه بْن العباس، أَبُو مُحَمَّد البغدادي:
حدث بدمشق عن سليمان بْن عَبْد الرحمن الدمشقي، روى عنه أبو الحسن محمد ابن بكار بْن يزيد السكسكي.
كَتَبَ إِلَى أَبُو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْخَضِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ الْكِنَانِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ قال: أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الربعي، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن
__________
[1] في الأصل: «عن أبي عمر» .(17/42)
الميداني، أنبأنا أبو الحسن محمد بن بكار بن يزيد السكسكي، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَغْدَادِيُّ بدمشق، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا عثمان ابن فائد، حدثنا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عُبَادَةَ [1] بْنِ الصَّامِتِ قَالَ:
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه قَطِيفَةٌ رُومِيَّةٌ قَدْ عَقَدَهَا عَلَى عُنُقِهِ ثُمَّ صلى بنا إماما عَلَيْهِ غَيْرُهَا.
313- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بن الحسن، أبو عمرو الشيباني:
من أهل الأنبار، حدث عن أَبِي القَاسِم عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كادش النخعي، روى عنه أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الخطاب.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ وَيُوسُفُ بن المبارك بن كامل الحذاء قالا: أنبأنا يحيى بن علي بن محمد بن الطراح وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب، أنبأنا أبو بكر محمد ابن عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ وَيَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد بن الطراح قالا: أنبأنا أبو الحسن محمد ابن أحمد الْهَاشِمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْنُ بْن أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد ابن أبان بن أبي الخطاب لفظا قال: حدثنا أبو عمرو عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن الشاهد الأنباري بالأنبار، حدثنا علي بن محمد النخعي أبو القاسم، حدثنا أحمد بن منصور الزيادي، حدثنا عبد الله بن داهر الرازي، حدثنا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَمَّيْتُمُوهُ مُحَمَّدًا فَعَظِّمُوهُ وَوَقِّرُوهُ وَبَجِّلُوهُ وَلا تُذِلُّوهُ وَلا تُحَقِّرُوهُ وَلا تُجَبِّهُوهُ تَعْظِيمًا لِمُحَمَّدٍ» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
314- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن روح بْن أَبِي سعد بْن أَحْمَد بْن علي الدهان، أَبُو نصر بْن أَبِي عاصم بْن أَبِي الفضل الصوفي:
من أهل هراة، كان شيخا صالحا متعبدا من أعيان مشايخ الصوفية، صحب عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الأنصاري وسمع منه الحديث ومن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد العزيز الفارسي وأبي عاصم الفضيل بْن [أَبِي] [3] يحيى الفضيلي وأبي محمد عبد الله
__________
[1] في الأصل، (ب) : «راشد بن سعد بن عبادة» .
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/53. وتذكرة الموضوعات 88. وكشف الخفا 1/94.
[3] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ج) .(17/43)
ابن أَبِي بكر السقطي وأبي عطاء عَبْد الأعلى بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد المليحي وغيرهم، وطلب بنفسه وكتب بخطه، قدم بغداد حاجا في سنة سبع عشرة وخمسمائة وحدث بها، سمع منه أَبُو بكر المبارك بْن كامل الخفاف وشيخنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن بوش ورويا عنه، ثم قدمها مرة أخرى في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وحدث بها أيضًا، سمع منه شيخنا أَبُو الفرج بْن الجوزي، وقد روى لنا [عنه] [1] سبطه أَبُو روح عَبْد المعز [2] بْن مُحَمَّد الصوفي بهراة.
أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ الْهَرَوِيُّ قراءة عليه سنة سبع عشرة وخمسمائة قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنبأنا أبو روح ابن أحمد بن أبي شريح الأنصاري وأنبأنا أَبُو الْفَرَجِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ البزاز قال: أنبأنا يحيى بن علي بن الطراح وأنبأنا أَبُو الْفُتُوحِ دَاوُدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيُّ بِأَصْبَهَانَ قال: أنبأنا أَبُو الْمَحَاسِنِ نَصْرُ بْنُ الْمُظَفَّرِ [عَنِ] [3] الْمُبَارَكِ قالا: أنبأنا أبو الحسين أحمد ابن محمد بْنِ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق البزاز قالا: أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلاثًا وَيَقُولُ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» [4]
، يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَيَدْعُو وَيَصْنَعُ عَلَى المروة مثل ذلك.
ذكر أبو سعد ابن السمعاني فِي معجم شيوخه أن أَبَا نصر الصوفي ولد في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بهراة.
315- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن توبة أَبُو مُحَمَّد الخياط:
من أهل عكبرا، سكن بغداد وروى بها شيئا من شعر أَبِي الحَسَن عقيل بْن مُحَمَّد الأحنف العكبري عنه، روى عنه أَبُو بكر الخطيب.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد اللَّه بْن مسلم البزاز قالا: أنبأنا عبد
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ب) .
[2] في الأصل: «عبد العز» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(17/44)
الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قَالَ: أنشدني أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن توبة العكبري قَالَ: أنشدنا أَبُو الحَسَن عقيل بْن مُحَمَّد الأحنف العكبري لنفسه:
دهينا من زمان ليس فيه ... سوى متشامت أو مستريب
وحاسد نعمة وصديق وقت ... إذا ما غبت ذمك فِي المغيب
فمن أولاك ودا من صديق ... ومن ذي قربة أو من غريب
فحب خديعة لمكان رفق ... متى ما زال ذمك من قريب
أخبرنا عَبْد الرحمن بْن عَبْد المجيد الفقيه المالكي بالإسكندرية قال: أنبأنا طاهر بن أحمد بن محمد الأصبهاني، حدثنا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن النقور قَالَ: أنشدني أَبُو بكر الخطيب قَالَ: أنشدني أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن توبة العكبري قَالَ:
أنشدني [1] أَبُو الحَسَن عقيل بن محمد الأحنف العكبري لنفسه:
إذا كان العدو يريد غيظي ... ويلقاني العدو بكل سوء
ويوسعني الصديق الغيظ مزحا ... تباعا فِي الرواح وفي الغدو
ويجتمعان فِي غيظي جميعا ... فما فضل الصديق عَلَى العدو
قَالَ: وأنشدنا الأحنف لنفسه:
أقلل من الخلطة للناس ... وعارض الأطماع باليأس
وأقنع إذا لم يكن حظ ثمل ... بل اللهي من أسفل الكأس
واحذر بني آدم وآنس إلى ... من شئت من وحش ونسناس
ولا تمار أبدا جاهلا ... محضا ولو كنت ابن عباس
لا يترك الإنسان أخلاقه ... طوعا ولو شد بأمراس
ولا تعب ما عشت خلقا وقل ... حسنا عَلَى رفق وإيناس
وجملة الأمر ورأس الحجى ... فِي الصمت أو قول بقسطاس
وكلما أوتيت من نعمة ... فغطها عن أعين الناس
__________
[1] «أَبُو بكر الخطيب قَالَ أنشدني أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن توبة العكبري قال أنشدنى» ساقطة من (ب) .(17/45)
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي علي ابن البناء قال: سنة إحدى وستين وأربعمائة فِي يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرم مات ابن توبة العكبري والحنبلي صاحب الخط والأدب وأخرج يوم الأربعاء.
316- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن نجا بْن شاتيل [1] ، أَبُو الفتح بْن أَبِي مُحَمَّد الدباس [2] :
من أهل باب المراتب، تقدم ذكر والده، سمع أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بن أَحْمَد ابن مُحَمَّد بْن البسري وأبا غالب مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن أَحْمَد البقال وأبا بَكْر أَحْمَد بْن المظفر بْن سوسن التمار وأبا الحسن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ العلاف- وانفرد بالرواية عنهم، وسمع أباه أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّه وأبا سعد بْن عَبْد الكريم بْن حشيش وأبوي القَاسِم عَلِيّ بْن الحَسَن الربعي وعلي بن أحمد بن محمد بن بيان وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون بْن النرسي وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الدوري وغيرهم، ووجد سماعه عَلَى جزء فيه حديث الإفك وغيره منقولًا بخط أَبِي بكر بْن كامل بْن أَبِي الخطاب بن البطر [3] سنة تسعين وأربعمائة فسمعه عليه [4] ، فإن كان صحيحا فتاريخ سماعه سهو وإلا فهو باطل عَلَى قول من سأله عن مولده فذكر أنه ولد فِي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بعد تاريخ سماعه، وإن كان مولده عَلَى ما ذكره بعض أصحاب الحديث فِي سنة تسع وثمانين فقد كان له فِي وقت سماعه سنتان أو دونها فيكون حضورا وينبغي أن يبين مع أن أكثر أصحاب الحديث أبطلوا سماعه من ابن البطر ولم يسمعوا منه- والله أعلم بالصواب. حدث بالكثير وسمع من الحفاظ والكبار، وروى عنه أبو سعد ابن السمعاني وغيره من المتقدمين، وقد أدركت أيامه وروى لي عنه جماعة من شيوخنا ورفقائنا.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْد الْعَزِيزِ بْن مَحْمُودِ بْن المبارك بْن الأَخْضَرِ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّبَّاسُ بِقِرَاءَتِي عليه قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسين ابن عَلِيٍّ الْبُسْرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأُولَى سنة خمس وتسعين وأربعمائة قال: أنبأنا
__________
[1] 316 في الأصول: «بن شامل» .
[2] انظر: تذكرة الحفاظ 4/1336. والعبر 4/244. وشذرات الذهب 4/272.
[3] في (ج) : «النظر» .
[4] بياض في الأصل.(17/46)
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي علي إسماعيل ابن محمد الصفار وأنا أسمع، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا سَلامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» [1] .
قَرَأْتُ بخط القاضي أَبِي المحاسن عمر بْن عَلِيّ القرشي قَالَ: سألت أَبَا الفتح بْن شاتيل عن مولده فَقَالَ: في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: سألت أَبَا الفتح بْن شاتيل عن مولده فَقَالَ: في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وتوفى يوم الخميس العشرين من رجب سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
317- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه المأمون بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بْن عَبْد اللَّه [بْن] [2] المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عَبْد المطلب، أَبُو الْقَاسِمِ:
أخو عَبْد اللَّه المقدم ذكره، حكى عن والده، روى عنه مُحَمَّد بْن موسى البربري.
أَنْبَأَنَا يحيى بْن أسعد التاجر قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو العز أَحْمَد بن عبيد الله بن كادش قراءة عليه، أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري [3] قَالَ: حدثنا أبو الفرج المعافى عن زكريا النهرواني، حدثنا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن موسى [4] ، حدثنا عُبَيْد اللَّه بْن المأمون قَالَ: غضب المأمون عَلَى أمي أم عيسى فقصدني لذلك حتى كاد يتلفني، فقلت له يوما: يا أمير المؤمنين! إن كنت غضبان على ابنة عمك فعاقبها بغير فإني منك قبلها ولك دونها، فالحمد لله الذي أظهر هَذَا لي منك وبين لي هَذَا الفضل فيك، لا ترى واللَّه بعد يومك هذا مني سوء ولا ترى إلا ما تحب، فكان ذلك سبب رضاه عن أمي.
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 12/353. واللآلئ المصنوعة 2/47. والموضوعات 2/172، 175، 186. ومجمع الزوائد 3/138. وتنزيه الشريعة 2/138. وكشف الخفا 2/371.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب) .
[3] في (ج) : «الحازرى» وفي الأصل، (ب) : «الحارزى» .
[4] في الأصل، (ب) : «بن عيسى» .(17/47)
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي سعد أَحْمَد بْن عَبْد الجبار الصيرفي أن أَبَا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَلِيّ التوزي أخبره قال: حدثنا أبو عبيد اللَّه المرزباني، أخبرني الصولي، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن موسى أبو موسى، حدثنا عُبَيْد اللَّه بْن المأمون وأَبُو الْقَاسِمِ أخوه وأمهما أم عيسى بنت موسى الهادي عن أبيهما المأمون قَالَ وقد أقبلت جارية بيدها قدح من ذهب فيه شراب:
ذهب فِي ذهب يسعى به غصن لجين ... قمر يحمل شمسا مرحبا بالنيرين
فهي له قرة عين من يدي قرة عين ... ألف يحمل ألفا حفظا من ألفين
لا جرى بيني وبينكما طائر بين
318- عُبَيْد اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ بْن طهمان:
شاعر متقدم فِي الأدب والرواية ويقول الشعر، وهو أخو مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الذي قدمنا ذكره.
ذكره مُحَمَّد بْن داود بْن الجراح في كتاب «الورقة» في أخبار شعراء المحدثين وَقَالَ:
أنشد له أَبُو هيفان:
سأصبر حرا لم يضق عنه صبره ... وإن كان قد ضاقت عليه مذاهبه
كأن الغمام الغر [1] يخلف حالها ... وإن الحسام العضب [2] تنبو مضاربه
319- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه، الملقب جزاعة:
بغدادي نزل شيرز، ذكره أَبُو بكر أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن الحافظ الشيرازي فِي كتاب «الألقاب» من جمعه، ولم يزد عَلَى هَذَا.
320- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الحمال البغدادي الصوفي:
لقى الشبلي وكان يحكى عنه، وأقام بمكة سنين يخدم الشيوخ، وكان قد أسن، وكان كثير الطواف والمجاهدة، ومات بمكة في سنة سبعين وثلاثمائة، ذكر ذلك أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النسوي فِي كتاب «تأريخ الصوفية» .
__________
[1] في النسخ: «الحر» .
[2] في (ج) : «القضب» وفي (ب) : «الغضب» .(17/48)
321- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الجبار، أَبُو عمر البغدادي:
قَالَ: كنا عند هارون الرشيد، روى [لنا] [1] عنه أَبُو العباس بْن مُحَمَّد بْن أسامة العلوي.
322- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرحمن الخزاعي:
حدث عن أَبِي بكر إسماعيل بْن الفضل بن موسى البخلي نزيل بغداد، روى عنه أَبُو الشيخ الأصبهاني فِي معجم شيوخه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَانِمٍ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِأَصْبَهَانَ قال: أنبأنا عبد الصمد ابن أبي الرجاء، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو أحمد محمد بن علي المكفوف، حدثنا أَبُو الشَّيْخِ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن حبان، حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، حدثني إسماعيل بن الفضل البلخي، حدثنا محمد بن عباد [2] بن موسى، حدثنا هشيم عن ابن شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً» .
323- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرزاق بْن إسماعيل، أَبُو الْقَاسِمِ الصيرفي:
سمع أَبَا الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد، روى عنه أَبُو الْحُسَيْن المبارك بْن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي.
أنبأنا أبو مُحَمَّدِ بْنُ الأَخْضَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ وأبي منصور بن موهوب بن أحمد ابن الجواليقي قالا: أنبأنا أبو الحسين [3] المبارك بن عبد الجبار الصيرفي [قال: أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الصَّيْرَفِيُّ] [4] قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خمس وثلاثين وأربعمائة قال: أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن حكيم المديني بمدينة أصبهان، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الرازي، حدثنا شريح بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ب) .
[2] في (ب) : «عياد» .
[3] في (ج) : «أبو الحسين بن المبارك» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(17/49)
النعمان أبو الحسين صاحب اللؤلؤ، حدثنا إسماعيل بن أبي حزم القطعي عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ برأيه فأصاب فقد أخطأ» [1] .
وبه: قال حدثنا أبو حاتم، حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ الْحِمْصِيُّ الْحَضْرَمِيُّ أَبُو رَوْحٍ [2] ، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا أَبُو سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ الْكُوفِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: الْقُرْآنُ عَلَى أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ، فَوَجْهٌ حَلالٌ وحرام ولا يسع [3] أحدا جَهْلَهُ، وَوَجْهٌ عَرَبِيٌّ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ، وَوَجْهُ تَأْوِيلٍ تَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ، وَوَجْهُ تَأْوِيلٍ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ، مَنِ اسْتَحَلَّ فِيهِ عِلْمًا فَقَدْ كَذَبَ.
324- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد العزيز بْن العباس بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن عمر ابن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مروان، يعرف بابن رزق، أَبُو الْقَاسِمِ البغدادي:
حدث بمصر عن أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، روى عنه أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السمان الزاري فِي معجم شيوخه.
325- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد العزيز بْن المؤمل، أَبُو نصر الرسولي:
كان أديبا راوية للحكايات والأشعار، سمع أَبَا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عمر بْن روح النَّهْرواني وأبا الحَسَن عَلِيّ بْن محمود الزوزني وأبا القَاسِم عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الموسوي المعروف بالمرتضى والشريف أَبَا يعلى مسعود بْن المحسن بْن البياضي وأبا عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الشبل [4] وأبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد النصروي وأبا الجوائز الحسن ابن علي بن بادي [5] الواسطي واصبهدوست بن بامنصور الديلمي وأبا الحسن علي ابن طاهر الجبار وأبا نصر منصور بْن مُحَمَّد النيري [6] الواسطي وأبا الحسن محمد بن
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2950، 2951. ومسند أحمد 1/233. والمعجم الكبير 2/175. وشرح السنة 1/258، 259.
[2] «الحمصي الحضرمي أبو روح» ساقطة من (ب) .
[3] في النسخ: «يشبع» .
[4] في (ب) : «الشبلي» .
[5] في النسخ: «بن بارى» .
[6] في (ج) : «التستري» .(17/50)
جعفر الجهري وأبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المظفر بن نحرير وأبا القَاسِم عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد المطرز وجماعة غيرهم من الشعراء ببغداد، وسافر إلى الموصل وسمع بها من أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الموصلي وغيره، ودخل ديار بكر فسمع بميافارقين من العابد أَبِي الرضا الفضل بْن منصور الظريف الفارقي وأبي الفتح مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن وحشي الموصلي النحوي، روى عنه عَبْد الخالق بْن أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن يوسف وأبو الفضل عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الإخوة وأبو المظفر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب الدباس وأبو طاهر أَحْمَد بْن مُحَمَّد السلفي وأبو الفضل منوجهر بن محمد بن تركانشاه الكاتب.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الفيروزآبادي فِي معبده بقرافة مصر قلت له أخبر كم أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه بالإسكندرية فأقر به، قَالَ أنشدنا أَبُو نصر عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد العزيز بْن المؤمل الرسولي ببغداد من أصله قَالَ: أنشدني أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عمر بْن روح النهرواني قَالَ: أنشدنا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ [1] الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ لنفسه:
عز الفتى فِي حسن صبره ... وهو انه في بث سره
كتمانه لشئوونه خ ... ير [2] له من ريب دهره
ذو الحزم من أغضى ورا ... فق رفقه فِي كل أمره
ومحا كثير الذنب عن ... ذي وده بلطيف عذره
كم بين طي الثوب فِي ... طول البقاء وبين نشره
ويرى مدى الصغر الفتى ... في زهوه [3] وعظيم كبره
ولما تواضع سيد ... إلا لفرط علو قدره
وبه: قَالَ أنشدنا الرسولي قَالَ: أنشدني أبو الحسن علي بن طاهر الجبار لنفسه:
أعرضت حين أبصرت شعرات ... فِي عذارى كأنهن الثغام
قلت هَذَا تبسم الدهر قالت ... قد سعى في خدودك الابتسام
__________
[1] في الأصل، (ج) : «المفرج» .
[2] في (ج) ، (ب) : «حرز» .
[3] في الأصل، (ب) : «في رهوه» .(17/51)
قَالَ: وأنشدنا الرسولي قَالَ: أنشدني النصروي لنفسه:
تقول وراعها شيب [1] برأسي ... ألا غيرت شيبك بالخضاب
فقلت لها: وما يغني ويجدي ... علي وقد مضى زمن التصابي
وهب [2] رد الشباب علي من لي ... بأخوان الشباب مع الشباب
أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه الفارسي بمصر قَالَ: أنبأنا أبو طاهر الأصبهاني قال: أنشدني أَبُو نصر الرسولي ببغداد قَالَ: أنشدني القائد أبو الرضا الفضلي بن منصور الفارقي بميافارقين لنفسه فِي غلام تركي وقد رآه [3] وعليه سلاح:
لما رأيتك طالعا ... البدر ويعجب من تمامك
والشمس تخفي شخصها ... أو ظن ذلك لاحتشامك
ورأيت طرفك في القلو ... ب أشد وثقا من حسامك
وسهامه [4] فِي أنفس الع ... شاق أقضى من سهامك
أيقنت أني هالك ... إن لم أقل أنا فِي ذمامك
فلعل طيفك فِي الكرى ... يسخو بضمك والتزامك
هيهات هَذَا باطل ... النوم أقعد من مرامك
فامنن عليّ بوقفة ... أجد السلامة فِي سلامك
وبه: قَالَ أنشدني أَبُو الرضا لنفسه وكتب بها إلى صديق له يستزيده:
نحن وبدر التم فِي مجلس ... والبدر ناهيك به حسنا
والراح من راحته يجتلى ... والورد من وجنته يجنى
وحادثات الدهر مشغولة ... قد طرفت أعينها عنا
حتى كأن النوم من حسنه ... أخ لنا أو واحد منا
فالحق بنا إن كنت ذا فطنة ... وبادر المدة أن تفني
وإن تثاقلت كتبناك فِي ... جملة من يطغى إذا استغنى
__________
[1] في (ب) : «مشيب» .
[2] في (ج) : «هل» .
[3] في (ج) : «زاره» .
[4] في (ج) : «شهامة» .(17/52)
أبا السري تكنى ولا بد أن ... يصدر هَذَا الاسم عن معنا
قَالَ: وأنشدنا الرسولي قَالَ أنشدنا أَبُو الحَسَن الجهري لنفسه:
نبه نداماك واحثث القدحا ... إن صالح السرور قد وضحا
وأجل علينا الكؤوس مترعة ... فكل قلب وناظر فرحا
ولا تدع سكرة تفوت فما ... صح سرور لمن يقال صحا
قَالَ: وأنشدني الرسولي قَالَ: أنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ المطرز لنفسه:
يا نعم ما اشتقت الليالي فيك من ... سهري ولا ملتني الأسقام
فتعود عاطفة علي برأفة ... لا أنت تنصفه ولا الأيام
قالوا فزعت إلى الدموع من الأسى ... صدق الوشاة فهل عليّ ملام
جهد المجد إذا تطاول ليله ... عين تفيض ولوعة وغرام
قَالَ: وأنشدني الرسولي قَالَ: أنشدنا المرتضى أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن موسى الموسوي لنفسه:
أمر على الأحداث فِي كل ليلة ... وقلبي بمن فيها رهين معلق
وأقرئهم مني السلام وبيننا ... رتاج ومسدول من الترب مطبق
ولو أنني أنصفت من فِي ترابها ... لما رحت عنه مطلقا وهو موثق
وإن له مني قليلًا جوانح [1] ... خفقن وعين بالدموع ترقوق
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عبيد الله ابن عَبْد العزيز الرسولي أَبُو نصر ما كان بمرضى السيرة، وكان جماعة من مشايخي يسيئون الثناء عليه منهم أَبُو الفضل بْن ناصر.
قَرَأْتُ بخط ضياء بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الهمداني قَالَ: مات أَبُو نصر الرسولي يوم السبت ثامن ذي القعدة سنة تسع وخمسمائة، ومولده سنة عشرين يعني وأربعمائة.
326- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الكريم بْن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن
__________
[1] في (ب) ، (ج) : «حوائج» . منصور القشيري، أَبُو الفتح بْن أَبِي القَاسِم الصوفي [1] :(17/53)
من أهل نيسابور، وكان فاضلًا كثير العبادة، له مصنفات فِي علم الطريقة، وسكن اسفرايين إلى حين وفاته، سمع الحديث من والده ومن أَبِي الحَسَن عَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي وأبي حفص عمر بْن مُحَمَّد بْن سرور وأبي عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحتري [2] وأبي سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الحرزوذي [3] وأبي الوليد الحَسَن بْن مُحَمَّد الدينوري، وروى عنه أهل بلده، وقدم بغداد حاجا سنة ثمانين وأربعمائة، وحدث بها عن والده بكتاب «منثور الخطاب فِي مشهور الأموات» من جمعه، سمعه منه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد المقرئ المعروف بتاج القراء وأبو العباس أَحْمَد بْن موسى الأشنهي الفقيه وجماعة، ذكر صالح بْن أَبِي صالح أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن علي المؤذن النيسابوري عبيد اللَّه بْن القشيري [4] هَذَا فِي تاريخه فَقَالَ: خامس الإخوة وأحسنهم خلقا وأظرفهم شمائل وأكثرهم مخالطة مع الصوفية والترسم برسمهم والتحقق فِي صفاتهم والتخلق بأخلاقهم تحقيقا لا ترسما ومجازا.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول: عبيد الله ابن عبد الكريم بن هوازن القشيري سألت ولده أَبَا المعالي عَبْد الكريم عن وفاته فقال: في رجب [5] وعشرين وخمسمائة بإسفرايين، وَقَالَ غيره: فِي رمضان.
327- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الملك بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بن الشهرزوري، أبو غالب ابن أَبِي البركات:
كان أمين الحكم بنهر معلى [6] . سمع أبا علي الحسن بن علي بن المذهب وأبا مُحَمَّد الحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري وغيرهما، وكانت له إجازة من أَبِي منصور محمد ابن محمد بن عثمان بن السواق والفقيه أَبِي الفتح سليم بْن أيوب الرازي نزيل صور وعبد العزيز بْن بندار الشيرازي نزيل مكة، روى عنه أَبُو بكر المبارك بن كامل بن أبي
__________
[1] انظر: الأنساب للسمعاني 1/427.
[2] في (ج) : «النحرى» .
[3] في الأصل، (ب) : «الحررودى» .
[4] في (ب) ، (ج) : «التستري.
[5] هكذا في الأصول.
[6] في النسخ: «بنهر يعلى» .(17/54)
غالب الخفاف وأبو نصر هبة اللَّه بْن المكرم الصوفي وشيخنا أَبُو الْقَاسِمِ يحيى بْن أسعد ابن بوش [1] .
أَنْبَأَنَا ابْنُ بَوْشٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو غالب الشهرزوري قراءة عليه، أنبأنا عمر بن محمد المؤدب، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ البناء قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نَهَى عَنْ بَيْعِ فَضْلِ الْمَاءِ» .
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال: مات أبو غالب ابن الشهرزوري يوم الجمعة سادس عشري جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
أخبرني ابن المذهب وغيره قَرَأْتُ بخط أَبِي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: توفى أَبُو غالب عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الملك بن أحمد البقال الشهرزوري في يوم الجمعة السادس والعشرين من جمادى الأولى من سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وصلى عليه فِي يوم الجمعة قبل الصلاة وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن هناك عَلَى أبيه، وكان قد سمع من أَبِي عَلِيّ بْن المذهب وأبي عَلِيّ مُحَمَّد الجوهري وغيرهما، ولم يكن من أهل هَذَا الشأن، وكان شيخا فيه سلامة وسماعه صحيح، وأخبرت أن مولده سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
328- عبيد الله بن عبد الواحد بن محمد، أَبُو ياسر [2] الزعفراني:
سكن صور وسمع بها أبا الْفَرَجِ عَبْد الْوَهَّابِ بْن الْحُسَيْنِ بْن عُمَر بْنِ برهان الغزال، وحدث باليسير، سمع منه أَبُو الفرج غيث بْن عَلِيّ الصوري.
قَرَأْتُ بِخَطِّ غَيْثٍ الصُّورِيِّ وَأَنْبَأَنِيهِ ذَاكِرٌ الْحَذَّاءُ قال: أنبأنا أَبُو يَاسِرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن محمد الزعفراني البغدادي، أنبأنا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الْوَهَّابِ بْن الْحُسَيْنِ بْن عُمَرَ بْنِ برهان الغزال بصور، وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عبد الوهاب
__________
[1] في (ب) : «بن نوش» .
[2] في (ب) : «بن ياسر» .(17/55)
ابن المبارك [بن] [1] الأنماطي وأنبأنا سعيد بن محمد المؤدب، أنبأنا إسماعيل بن أحمد ابن السَّمَرْقَنْدِيِّ وَعَلِيُّ بْن هِبَةِ اللَّه بْن عَبْد السَّلام قالوا: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الصريفيني قالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عبدان الصّيرفيّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدثنا عبد الرحمن بن الحسين الحنفي، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حَيْوَةُ [2] عَنْ أَبِي صَخْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «مَنْ قَامَ مَقَامَ [3] رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ رَاءَى اللَّهُ تَعَالَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . [4]
329- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن مُحَمَّد، أَبُو الحَسَن البزاز، المعروف بابن الحلبي:
بغدادي، سكن دمشق وكان ينزل بباب الجابية، حدث عن أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن زكريا بْن صالح العدوي وأبي بكر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي وأَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البغوي وأبي بكر عَبْد اللَّه بْن أَبِي داود السجستاني وأبي الفضل صالح بن الأصبغ بْن عامر بْن مالك بْن خليد بْن عمرو التنوخي المنبجي وعبد اللَّه بْن إسحاق المدائني وأبي مُحَمَّد يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله المقرئ وأبو القاسم تمام بن مُحَمَّد الرازي.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ الْحَذَّاءُ قال: كتب إلي أبو محمد عبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنْدِيِّ وَهِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الأَكْفَانِيِّ قالا: أنبأنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المقرئ، حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ بباب الجابية في قيسارية الجعفري، حدثنا الحسن بن علي العدوي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ سَنَةَ اثنتين وعشرين ومائتين بعبادان، حدثنا أَبُو وَهْبٍ الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَخِيهِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَبَّيْكَ حقا حقا تعبدا ورقا» [5] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج) .
[2] في النسخ: «بن حرة» .
[3] في الأصل، (ب) : «بقيام» .
[4] انظر الحديث في: المعجم الكبير 18/56. ومسند أحمد 5/270. وسنن الدارمي 2/309. ومجمع الزوائد 10/223.
[5] انظر الحديث في مجمع الزوائد 3/223. وتاريخ بغداد 14/215، 216.(17/56)
330- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن دوست العلاف، أَبُو منصور بْن أَبِي عمرو بْن أَبِي بكر، المعروف بابن الشوكي:
من ساكني النصرية من أولاد المحدثين، سمع أبا عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بْن مُحَمَّد الغضائري [1] وأبا القَاسِم عُبَيْد اللَّه بْن منصور بْن عَلِيّ المقرئ الحربي وغيرهما، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعمر بْن أَبِي البركات بْن الشريك،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ أَبِي طَاهِرِ بن الشريك، أنبأنا أبو منصور عبيد الله بن عثمان [2] بن محمد العلاف، أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيُّ قال: حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، حَدَّثَنَا عبد الملك بن محمد أبو قلابة، حدثنا عفان بن مسلم، أنبأنا شعبة، أنبأنا الْحَكَمُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ سَبْيٌ مِنْ جُهَيْنَةَ فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلامُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا لِمَا تَلْقَى يَدَهَا مِنَ الرَّحَا، فَلَمْ تُوَافِقْهُ فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ لِمَا جَاءَتْ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ بمجيء فاطمة وما قَالَتْ لَهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ فَقَالَ: «مَكَانَكُمَا!» فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ على صدري ثم قال: «ألا أخبر كما بِخَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا الله ثلاثا وثلاثين وكبراه ثلاثا وثلاثين [3] وأحمداه أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ» [4] .
قَرَأْتُ بخط أَبِي القَاسِم ابن السمرقندي وأنبأنيه عنه أَبُو الْقَاسِمِ الأزجي قَالَ: سألت أَبَا منصور بْن العلاف عن مولده، فَقَالَ: فِي السادس من رجب سنة ثلاث وتسعين [5] وثلاثمائة ببغداد.
قَرَأْتُ بخط أَبِي عَلِيّ أَحْمَد بْن مُحَمَّد البرداني قَالَ: توفى أَبُو منصور عُبَيْد اللَّه بْن عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوسْتَ العلاف فِي ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شعبان
__________
[1] في النسخ: «الغضارى» في كل المواضع.
[2] في (ب) : «أبي عثمان» .
[3] «وكبراه ثلاثا وثلاثين» ساقطة من (ج) .
[4] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/100. وكنز العمال 41309. والترغيب والترهيب 4/452.
[5] في (ج) : «وسبعين» .(17/57)
من سنة سبع وسبعين وأربعمائة، ودفن يوم الثلاثاء فِي مقبرة باب حرب عند أبيه، وكان عنده عن أَبِي عَبْد اللَّه الغضائري عن الصولي مجلسان وعن غيره.
وسَأَلْتُهُ عَن مولده فَقَالَ: فِي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
331- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن عَلِيّ بْن الحسين بن شاذان، أَبُو الْقَاسِمِ:
حدث عن أَحْمَد بْن الوليد الفحام وإبراهيم بْن إسحاق الحربي وأبي العباس محمد ابن يونس بْن موسى الكديمي وعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل والحارث بن أَبِي أسامة وسهل بْن عَلِيّ الدوري، روى عنه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيم بْن الحسن بن شاذان في معجم شيوخه.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي بْن الحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري أخبره عن أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ [عثمان بن] [1] علي بن الحسين بن شاذان، حدثنا سهل بن علي الدوري، حدثنا عمر بْن شبة عن الأصمعي قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خالد البرمكي: إذا يقرأ [2] الشريف كانت همته التواضع، وإذا يقرأ الدّنيّ [3] كانت همته التوثب عَلَى الناس.
332- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الروذراوري، أَبُو منصور بْن أَبِي جعفر بْن الوزير الربيب أبي منصور بن الوزير أبي شجاع:
من ساكني درب المراتب، وقد تقدم ذكر جده وجد أبيه فِي هَذَا الكتاب، ولد أَبُو منصور هَذَا بإصبهان وقدم بغداد صغيرا ونشأ بها، سمع شيئا من الحديث بالاتفاق من أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن نجم اليزدي القادم علينا بغداد، كتبنا عنه، وكان حسن الأخلاق مرضى الطريقة، وكان أحنف الرجلين.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْوَزِيرُ قال: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَجْمِ بْنِ محمد اليزدي قدم علينا، أنبأنا أبو العلاء غياث بن أحمد بن محمد ابن [4] غياث، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن ريذة، حدثنا سليمان بن أحمد
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] هكذا في الأصول.
[3] في (ج) : «الذي» .
[4] في (ب) : «محمد بن أحمد» .(17/58)
الطبراني، حدثنا أحمد بن عبد القاهر بن الخيبري [1] ، حدثنا قتيبة بن عثمان، حدثنا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْوَضِينُ [2] بْنُ عطاء بن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن ابن عائذ [3] الأزدي عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أشرف الإيمان أَنْ يَأْمَنَكَ النَّاسُ وَأَشْرَفُ النَّاسِ أَنْ تَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ، وَأَشْرَفُ الْهِجْرَةِ أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ، وَأَشْرَفُ الْجِهَادِ أَنْ تُقْتَلَ وَتُعْقَرَ فرسك» .
سألت أبا منصور عن مولده فَقَالَ: فِي رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة بأصبهان، وتوفى ببغداد يوم الأحد الثالث عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
333- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عَبْد الجبار بْن المهتدي باللَّه:
روى عنه أَبُو البركات هبة الله بن المبارك السقطي حديثا فِي معجم شيوخه، وذكر أنه سمعه من عبد الودود بْن عَبْد المتكبر بْن المهتدي باللَّه.
334- عُبَيْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عُبَيْد اللَّه الخطيبي، أَبُو إسماعيل بْن أَبِي الحَسَن الفقيه الحنفي، الملقب بقاضي القضاة بْن قاضي القضاة [4] :
من بيت القضاء والرئاسة والخطابة والتقدم، قدم بغداد فِي شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وخمسمائة وحدث بها بكتاب «الأربعين» لابن المقرئ عن أَبِي الطيب عَبْد الرزاق بْن عمر بْن موسى بْن سمه التاجر، سمعه منه أَبُو منصور محمود بْن الفضل الأصبهاني وأبو الفضل عبد الملك بْن عليّ بْن عَبْد الملك بْن يُوْسٌف وهزارست بْن عوض [5] الهروي وأَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد بْن خسرو البلخي.
حَدَّثَنَا ذَاكِرٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ الأَصْبَهَانِيِّ وَأَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهزارست الْهَرَوِيِّ وأبي عبد الله البلخي قالوا: أنبأنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبِيُّ قدم
__________
[1] في (ب) : «الحيبرى» .
[2] في (ب) : «اليوصين» .
[3] في (ب) : «عن عائد» .
[4] انظر: الجواهر المضية، ص 338.
[5] في (ج) : «عن عوض الهروي» .(17/59)