أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، ومحمّد بن أحمد بن رزين قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمر بن سلم الحافظ، حَدَّثَنِي أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الكاتب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن مسعود الزرقي، حدثني موسى بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن حسن- ببغداد في جوارنا-.
6998- موسى بن سهل، أبو هارون الفزاري [1] :
حدث عَنْ إِسْحَاق بْن يوسف الأزرق. رَوَى عنه محمد بن عبد الرحيم المعروف ببنان المصري.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بشر الهرويّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ- الْمَعْرُوفُ بِبُنَانٍ بمصر- حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ سَهْلٍ- أَبُو هَارُونَ الْفَزَارِيُّ ببغداد- حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا وَفِي سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَتِهِ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا، فَإِذَا رُدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ رُدَّ إِلَى تُرْبَتِهِ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا، حَتَّى يُدْفَنَ فِيهَا، وَأَنَا وأبا بكر خُلِقْنَا مِنْ تُرْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَفِيهَا نُدْفَنُ» [2] .
6999- موسى بن جميل، العابد البغداديّ:
أنت قل إلى بلاد المغرب. وسكن بإفريقية في موضع يقال له قصر الطوب فكان يتعبد هناك.
أخبرنا العتيقي، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن يونس بْن عبد الأعلى المصري، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: موسى بن جميل البغدادي كان بإفريقية من العباد، سكن قصر الطوب.
7000- موسى بن مروان، أبو عمران [3] :
نزل الرقة وحدث بها عن المعافى بن عمران الموصلي، وأبي معاوية الضرير، وعبيدة بن حميد الحذاء. روى عنه الحسين بن عبد الله بن يزيد القطّان الرقي، وجنيد ابن حكيم الدّقّاق، وغيرهما.
__________
[1] 6998- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8873، وفيه: «موسى بن سهل بن هارون الرازي» .
[2] انظر الحديث في: الآلئ المصنوعة 1/160. والعلل المتناهية 1/193.
[3] 7000- انظر: تهذيب الكمال 6299 (29/143) . والكنى لمسلم، الورقة 83. والجرح والتعديل 8/الترجمة 725. وثقات ابن حبان 9/161. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 94.-(13/42)
أخبرنا الأزهري والحسن بن محمد بن عمر النرسي قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جامع الدهان، حَدَّثَنَا أبو علي محمد بن سعيد الحراني قَالَ: موسى بن مروان البغدادي يكنى أبا عمران، مات بالرقة وبها ولد، كان ينزل فندق حسين الخادم بربض الرافقة سنة ست وأربعين ومائتين.
7001- موسى بن محمد بن سعيد بن حبّان، أبو عمران البصري:
حدث ببغداد عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وحجاج بن نصير، وأبي عتاب سهل بن حماد الدلال، وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزير. رَوى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَأَحْمَد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم المارستاني أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ المارستاني قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن محمد بن حيّان البصريّ- ببغداد- حدّثنا أبو عتّاب، حَدَّثَنَا المختار بن نافع بحديث ذكره.
7002- موسى بن عيسى، الجصاص:
من متقدمي أصحاب أحمد بن حنبل. حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قَالَ:
أَخْبَرَنَا أبو بكر الخلال قَالَ: وموسى بن عيسى الجصاص رجل جليل ورع، متخل، زاهد، سمع من يحيى القطان وابن مهدي، ونحوهما. وكان لا يحدث إلا بمسائل أبي عبد الله، وشيء سمعه من أبي سليمان الداراني في الزهد والورع، وكانت عنده مسائل كثيرة عن أبي عبد الله. حَدَّثَنِي بشيء منها صالح بن الحسن بن أحمد الوراق وَقَالَ: إن الباقي ضاع. وقد حدث عنه أبو بكر المطوعي، وأبو بكر بن جناد، وهو رجل رفيع القدر جدا.
7003- موسى بن عيسى، البغدادي [1] :
حدث بالرملة. كتب إلى أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون بن حمزة العلوي
__________
[1] 7003- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8907.
- والمعجم المشتمل، الترجمة 1074. والكاشف 3/الترجمة 5827. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 83. وتاريخ الإسلام، الورقة 77 (أحمد الثالث 2917/7) . ورجال ابن ماجة، الورقة 17. ونهاية السول، الورقة 393. وتهذيب التهذيب 10/369. والتقريب 2/288. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7310.(13/43)
الحسيني- من مصر- وحَدَّثَنِي أَبُو نصر علي بْن هبة اللَّه البغدادي عنه قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ السمناني، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ- يَعْنِي ابْنَ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الوشاء- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى الْبَغْدَادِيُّ- بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ خمسين ومائتين- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ تَعَالَى، فَيَقُولُ مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى؟ مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ» [1] .
هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ جِدًّا، لَمْ أَكْتُبْهُ إِلا بِإِسْنَادِهِ، وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ مَعْرُفُونَ إِلا مُوسَى بْنَ عيسى، وإنه مَجْهُولٌ وَحَدِيثُهُ عِنْدَنَا غَيْرُ مَقْبُولٍ.
7004- موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة، أَبُو محمد الأسدي:
والد بشر بن موسى حدث عن محمد بن سلام الجمحي. روى عنه أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن صالح الأسدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي قَالَ: أنشدنا محمد بن القاسم- أبو العيناء- لإسحاق بن إبراهيم في موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة:
سلام على من ملنا وجفانا ... وأبد لنا بالود صرما وهجرانا
أليس مسيئا من نسر بقربه ... ونذكره في كل حال وينسانا
ألا قل لموسى الخير موسى بن صالح ... علينا الذي يرضيك إن كنت غضبانا
فما حل في قلبي محلا حللته ... سواك ولا أحببت حبك إنسانا
وكان موسى بن صالح متأدبا شاعرا.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا إسماعيل بن سعيد، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أَخْبَرَنَا المبرد قَالَ: وجه صالح بن شيخ إلى سعيد بن سلم بجو اذابة إوزة، ولم يوجه بالإوزة، فكتب إليه سعيد:
بعثت إلينا بجوذابة ... فأين التي جاء جوذابها؟
__________
[1] انظر الحديث في: الآلئ المصنوعة 2/45. وتنزيه الشريعة 2/136. والفوائد المجموعة 72. وتذكرة الموضوعات 123.(13/44)
فقال صالح لابنه موسى أجبه. فقال موسى:
بعثنا إليك بجوذابة ... وحاز الإوزة أربابها
وذلك حظ الفتى الباهلي ... فلا يتعبنك تطلابها
قرأت في كتاب أبي الْفَيَّاضِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الكاتب، حدّثنا المظفر ابن يحيى الشرابي قَالَ: قَالَ أبو الحسن أحمد بن محمد الأسدي: توفي موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة ليلة الأحد غرة شعبان من سنة سبع وخمسين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة وشهر.
7005- موسى بن سلمة، أبو عمران النحوي:
أخذ عن الاصمعي، وأبي عبد الرّحمن اليزيدي. روى عنه أحمد بن أبي كامل خال يحيى بن علي بن النجم وَقَالَ: كان أجل رواة الأصمعي، وكان قد أملى كتب الأصمعي ببغداد وحملها الناس عنه.
7006- موسى بن خاقان، أبو عمران النحوي [1] :
حدث عن سلم بن سالم البلخي، وإسحاق بن سليمان الرازي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعلي بن عاصم، وأبي النضر هاشم بن القاسم، ويزيد بن هارون، وحماد بن عمرو النصيبي. روى عنه عبيد العجل، وعبد الله بن ناحية، وسعيد بن عجب الأنباري، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن نيروز الأنماطي، وَالقاضي المحاملي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي- إملاء- حدّثنا موسى بن خاقان، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنِ ابْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقَدْ وُضِعَ لَهُ غُسْلٌ فِي جَفْنَةٍ فِيهَا أَثَرُ عَجِينٍ فَاسْتَتَرَ بِثَوْبٍ ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ دَعَا بِثَوْبٍ فَتَوَشَّحَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى قَالَتْ: فَلا أَدْرِي كَمْ صَلَّى؟ أَرَكْعَتَيْنِ أَمْ أَرْبَعًا، أَمْ سِتًّا، أَمْ ثَمَانِيًا.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أبي عمر وعثمان بن محمّد بن بشر ابن زِيَادِ بْنِ سَنَقَةَ السَّقَطِيُّ- وَأَنَا أَسْمَعُ- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ
__________
[1] 7006- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8857.(13/45)
بعبيد العجل، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَاقَانَ أَبُو عِمْرَانَ النَّحْوِيُّ- جَارُ أَبِي خَيْثَمَةَ- قَالَ:
حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ سالم البلخيّ، حدّثنا خارجة بن مصعب عن يزيد بن أسلم عن عطاء ابن يَسَارٍ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن اللَّهَ لَيَضْحَكُ مِنْ إِيَاسِ الْعِبَادِ وَقُنُوطِهِمْ، وَقُرْبِ الرَّحْمَةِ لَهُمْ» قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَوَ يَضْحَكُ رَبُّنَا تَعَالَى؟ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَضْحَكُ» [1]
فَقُلْتُ: لَنْ يعد منا مِنْهُ خَيْرًا إِذَا ضَحِكَ.
7007- موسى بن محمد، أبو عمران الشطوي، يعرف بابن الغلي [2] :
حدث عن أبي بكر بن عياش. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عِمْرَانَ الشَّطَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالْعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» [3] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: موسى بن محمد أبو عمران يقال له ابن الغلي الشطوي حدث ببغداد، ضعيف يترك.
7008- موسى بن خالد، أبو القاسم الأنباري [4] :
حدث عن محمد بن الصلت الأسدي. روى عنه وكيع القاضي.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل الْكَاتِبُ، حدّثنا محمّد ابن خلف وكيع، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، وَمُوسَى بْنُ خَالِدٍ الأَنْبَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ الْجَوْهَرِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصّلت، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا حَمَلْتُمْ فَأَخِّرُوا، فان الأيدي معلقة، والرجل موثقة» [1] .
__________
[1] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 3/924. والجامع الكبير 5035. وكنز العمال 1184.
[2] 7007- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8918.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/363. والمعجم الكبير 2/350. وصحيح ابن حبان 2287. ومجمع الزوائد 10/15.
[4] 7008- انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 6/122.(13/46)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنَا محمد بن إسرائيل الجوهري بنحوه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع: أن أَبَا القاسم موسى بن خالد الأنباري مات في سنة إحدى وستين ومائتين.
7009- موسى بن عبد الله بن موسى، أبو عمران القراطيسي [1] :
سكن الشام وحدث عن آدم بن أبي إياس العسقلاني. روى عنه أبو حامد الحسنوي النيسابوري.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين علي بن أبي بكر الطرازي- بنيسابور- أخبرنا أبو حامد أحمد ابن علي بن حسنويه المقرئ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى القراطيسي أبو عمران البغداديّ- بعكا- حدّثنا آدم بن أبي إياس، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ دَاوُدَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَوِّرُوا بِالْفَجْرِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأَجْرِ» [2] .
كَذَا قَالَ. وَإِنَّمَا يُحْفَظُ هَذَا مِنْ رِوَايَةِ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ دَاوُدَ، وَأَمَّا آدَمُ فَيَرْوِيهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
7010- موسى بن نصر بن سلام، أبو عمران البزاز القنطري [3] :
حدث عن عبد الله بن عدن الخرّاز، وقاسم بن أبي شيبة، وأحمد بن عمران الأخنسي، وأبي همام الوليد بن شجاع، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وإسحاق بن أحمد بن إسحاق الزّيّات الحلبي. وقرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد- بخطه- سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فيها مات موسى بن نصر أبو عمران البزاز في يوم الخميس ليومين مضيا من شهر رمضان.
__________
[1] 7009- القراطيسي: هذه النسبة إلى عمل القراطيس وبيعها (الأنساب 10/84) .
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير 4/297. ومجمع الزوائد 1/316. وكنز العمال 19276. والكامل لابن عدي 2/798.
[3] 7010- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/248.(13/47)
7011- موسى بن حيان، البندار:
حدث عن أبي عمر حفص بن عمر الحوضي. روى عنه إسماعيل بن الفضل البلخي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ القاضي، حدّثنا إسماعيل بن الفضل، حدّثنا موسى بن حيّان، حدّثنا حفص بن عمر، حدّثنا شعبة عن عاصم الأحوال عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: «يَا ذَا الأُذُنَيْنِ» [1] .
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد- سنة ثلاث وسبعين ومائتين فيها مات موسى ابن حيان البندار في جمادى الآخرة.
7012- موسى بن الحسن بن عبد الله بن يزيد، أبو عمران المعروف بالصقلي [2] :
وهو مروزي الأصل حدث عن معاوية بن عطاء صاحب سفيان الثوري، وعن عبد السّلام بن مظهر، وأبي نعيم الفضل بن دكين، ومطرف بن عبد الله المدني، وعلي بن عبد الحميد المعني، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، وأبي عمر الحوضي، وعمر ابن مرزوق الباهلي، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، ومحمد بن جعفر الوركاني. رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي، وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه النحوي، ومحمد بن جعفر بن محمد الفريابي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد ابْن عمرو الرّزّاز، والحسن بن علي الشيرازي، وأبي الميمون بن راشد الدمشقي.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونٍ النّرسيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إِمْلاءً- حدّثنا موسى بن الحسن الصقلي، حدّثنا أبو عمر الحوضي، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَرْتَدِ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلا تشتمل به الصماء» [3] .
__________
[1] 7011- انظر الحديث في: سنن أبي داود 5002. وسنن الترمذي 192، 1992، 3828. ومسند أحمد 3/127، 260.
[2] 7012- انظر: الأنساب، للسمعاني 8/80.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب اللباس باب 21. ومسند أحمد 3/297، 322.
وصحيح ابن حبان 1442.(13/48)
7013- موسى بن موسى، أبو عيسى الحافظ المعروف بالشص:
ختلي الأصل سمع علي بن الجعد، وعبد العزيز بن بحر الخلال، ومحمد بن منهال أخا حجاج الأنماطي، وَأَبَا بَكْر بْن أَبِي شيبة، ومحمد بْن مصفى الحمصي، ومحفوظ ابن إبراهيم الفركي. روى عنه محمد بن مخلد، وعلي بن محمد بن عبيد، وأبو طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظان، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، ومحمّد ابن أَحْمَدَ الْحَكِيمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن نجيح، حدّثنا أبو عيسى موسى بن موسى، حدّثنا محمّد بن المنهال، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كُرَيْبٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَجِّ، فَلَمْ يَقْرُبِ الْكَعْبَةَ وَلَكِنَّهُ انْشَمَرَ إِلَى ذِي الْمَجَازِ يُخْبِرُ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ، وَيُبَلِّغُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَوْا عَرَفَةَ مِنْ قِبَلِ ذِي الْمَجَازِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا اسْتَمْتَعُوا مِنَ الْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا موسى بن موسى أبو عيسى. قَالَ الدارقطني: هو الختلي أحد الثقات.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: وموسى بن موسى أبو عيسى الختلي المعروف بالشص كان من الحفاظ، إلا أن البدعة وضعته.
توفي لسبع بقين من صفر سنة خمس وسبعين، وكان ينزل في شارع مربعة الخرسي بالجانب الشرقي من مدينتنا.
7014- موسى بن سهل بن كثير بن سيار، أبو عمران المعروف بالحرفي الوشاء [1] :
حدث عن إسماعيل بن علية، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وعبد الله بن بكر السهمي، وأبي النضر هاشم ابن القاسم. روى عنه أبو عمرو بن السماك، والقاضي أبو الحسين بن الأشناني، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وأبو عمرو محمد بن عبد الواحد صاحب ثعلب، وأبو بكر الشّافعيّ.
__________
[1] 7014- انظر: الأنساب، للسمعاني 4/112.(13/49)
أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق ابن إبراهيم بن إسماعيل السوطي، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن مالك الإسكافي قَالَ:
سمعت رجلا يقول لموسى بن سهل: متى كتبت عن إسماعيل بن علية؟ فقال: كتبت عنه قبل أن يلي صدقات البصرة، فقال له السائل: فقد كتبت عنه قبل أن يكتب عنه أَحْمَد بْن حنبل.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: قرأت عَلَى أبي الحسن الدارقطني قَالَ: موسى بن سهل بن كثير الوشاء ضعيف.
سألت البرقاني عن موسى بن سهل الوشاء فقال: ضعيف جدّا. أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: قَالَ لنا أبو بكر الشافعي: توفي موسى بن سهل الوشاء أول يوم من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين.
وأَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قَالَ: ومات موسى بن سهل الوشاء يوم الجمعة أول يوم من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ومائتين.
7015- موسى بن هارون بن عمرو، أبو عيسى المعروف بالطوسي [1] :
سمع الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْمروذيّ، ومعاوية بن عمرو الأزدي، وأبا بلال الأشعري، ويونس بن عبيد الله العميري، وحمزة بن زياد الطوسي، وعمرو بن حكام البصري، ومحمد بن نعيم بن الهيصم. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن أبي الفتح الخياط، وَأَبُو الحسين بن المنادي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- أن أبا عيسى موسى بن هارون بن عمرو الطوسي مات سنة إحدى وثمانين ومائتين، منزله في سكة الطوسيين ناحية الحربية.
7016- موسى بْن خَلَفِ بْنِ دَاوُد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه، الجواربيُّ [2] :
حدث عَنْ عَاصِم بْن عَلِيّ، وموسى بْن إِبْرَاهِيم المروزي. رَوَى عَنْهُ ابْن أخيه مُحَمَّد بْن صالح بْن خلف الجواربي.
__________
[1] 7015- الطوسي: هذه النسبة إلى بلدة بخراسان يقال لها «طوس» ، وهي محتوية على بلدتين يقال لإحداهما: «الطابران» ، وللأخرى «نوقان» . (الأنساب 8/263) .
[2] 7016- الجواربي: هذه النسبة إلى الجوارب وعملها (الأنساب 3/331)(13/50)
7017- مُوسَى بن الْحَسَن بن عباد بن أَبِي عباد، أبو السري الأنصاري المعروف بالجلاجلي:
نسائي الأصل سمع عبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، وَأبا نعيم الفضل بْن دكين، وَمحمد بْن مصعب القرقساني، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا عمر الحوضي، وسهل بن بكار، وسليمان بن عَبْد الرَّحْمَن الدمشقي.
روى عنه مُحَمَّد بن مخلد الدوري، وأبو بكر الأدمي القاري، ومحمد بْن عمرو الرزاز، وأحمد بْن سلمان النجاد، وعبد الباقي بن قانع، وإسماعيل الخطبي، وأبو بَكْر الشَّافِعِيّ، وعُمر بْن جَعْفَر بْن سلم، وكان ثقة.
وَقَالَ الدارقطني: لا بأس به.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن جعفر الأدمي القاري:
سمي أبو السري الجلاجلي لحسن صوته.
أَخْبَرَنِي محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعت أبا بكر بن إسحاق- هو الصبغي- يقول: سمعت محمد بن غالب تمتام- وذكر عنده موسى بن الحسن- فقال: سمعت جعفر الطيالسي يقول: سمع الجلاجلي من محمد بن مصعب والسهمي.
سمعت أبا الفتح محمد بن أبي الفوارس- وسأله أبو محمد الخلال عن أبي السري الجلاجلي- فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: موسى بن الحسن بن عباد النسائي المعروف بالجلاجلي كان يروي عن القعنبي الكتاب عن مالك بن أنس، توفي يوم السبت لسبع عشرة خلت من صفر سنة سبع وثمانين. قيل عنه إن القعنبي قدمه في صلاة التراويح فأعجبه صوته. قَالَ:
فقال لي: كأن صوتك صوت الجلاجل، فبقي عليه لقبا.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أبو السري موسى بن الحسن الجلاجلي يوم الجمعة ودفن يوم السبت في صفر سنة سبع وثمانين ومائتين.(13/51)
7018- موسى بن عمران بن موسى، أبو العباس البزاز [1] :
حدث عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل. رَوَى عَنْهُ عبد الصمد بن علي الطستي.
7019- موسى بن هارون بن عبد الله بن مروان، أبو عمران البزاز، المعروف والده بالحمال [2] :
سمع أباه، وداود بن عمرو الضبي، ومحمد بن جعفر الوركاني، ويحيى بن الحماني، وإبراهيم بن زياد سبلان، وحاجب بن الوليد، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، ومحرز بن عون، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وأحمد بن حنبل، وإسحاق ابن راهويه، وهارون بن معروف، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. روى عنه أَبُو سهل بن زياد، وجعفر الخلدي، وإسماعيل الخطبي، وأحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، وأبو بكر الشَّافِعِيّ، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الواثق بالله، وَالْقَاضِي أَبُو الطاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الذهلي، ودعلج بن أحمد، وعلي بن هارون السمسار.
وكان ثقة عالما حافظا. ويقال إنه هو الذي خرج لإسماعيل بن إسحاق القاضي مسنده.
فَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ محمد بن علي البلخيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّوَّزِيُّ- بِالْبَصْرَةِ- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهُجَيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: قُلْتُ لِلْقَاضِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ: لِمَ لا تَقْبَلَ شَهَادَتِي؟ وَقَدِ ائْتَمَنْتَنِي عَلَى كُتُبِكَ، وَفِيهَا حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ تُحَدِّثُ بِهَا وَهِيَ عِنْدِي؟ قَالَ: إِنِّي مَا رَأَيْتُهَا فِي ذِي نَبَاهَةٍ قَطُّ- يَعْنِي الشَّهَادَةَ- أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أورع من موسى بن هارون، كان إذا قعد إسماعيل بن إسحاق القاضي في مجلسه لا يحدث حتى يحضر موسى بن هارون.
سمعت محمد بن علي الصوري- مرات كثيرة- يقول: سمعت عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ يَقُول: أحسن الناس كلاما على حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةٌ: علي بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته.
__________
[1] 7018- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/413.
[2] 7019- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/57.(13/52)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: أبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله البزاز المعروف هارون بالحمال، كان أحد المشهورين بالحفظ والثقة ومعرفة الرجال.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي أن موسى بن هارون كان مولده في أول سنة أربع عشرة ومائتين وخضب في سنة تسعين، وكان يقيم ببغداد سنة، وبمكة سنة. فلما أن خضب لم يحج.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يَقُولُ:
سنة أربع وتسعين ومائتين فيها مات موسى بن هارون الحافظ.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أبو عمران موسى بن هارون في شعبان سنة أربع وتسعين.
وأَخْبَرَنَا ابن رزق أيضا، حدثنا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار قَالَ: مات موسى ابن هارون البزاز يوم الخميس لاثنتي عشرة بقيت من شعبان سنة أربع وتسعين ومائتين. وصلى عليه الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن أخته، في ثلاثة مواضع، ودفن بباب حرب.
7020- موسى بن جمهور بن زريق، البغدادي:
حدث بتنيس عن هشام بن خالد الأزرق ومحمد بن العباس اليزيدي، وغيرهما.
روى عنه أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن نصر بن طالب الحافظ، وعلي بن محمد المصري، وسليمان بن أحمد الطبراني.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْنِ سليمان بن النخاس، حدثني أحمد بن نصر بن طالب، حَدَّثَنَا موسى بن جمهور بن زريق البغدادي- بتنيس- حَدَّثَنِي أبو الفتح عامر بن عمرو الموصلي قَالَ: سمعت أبا محمد يحيى بن المبارك اليزيدي قَالَ: كان اسم أبي عمرو بن العلاء العريان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. وكان يدعى المازني.(13/53)
7021- موسى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد، أبو عمران الخياط:
من ساكني سر من رأى حَدَّث عَن عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ومحمد بن حميد الرازي، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو بكر مُحَمَّد بن القاسم الأنباريّ، أبو محمد بن الخراساني المعدل، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغوي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد الخيّاط- أبو عمران- حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا مِهْرَانُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هِلالٍ- أَبِي عَمْرٍو الْوَزَّانِ- عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرَضَ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ قَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» [1] .
7022- موسى بن إسحاق بن موسى بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد، أبو بكر الأنصاري الخطمي [2] :
سمع أباه، وأحمد بن يونس اليربوعي، وعلي بن الجعد الجوهري، ومُحَمَّد بن جعفر الوركاني، وداود بن عمرو الضبي، وأبا نصر التمار، وأبا الربيع الزهراني، وعيسى بن مينا- قالون، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبا بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن بشر الحريري، وإبراهيم بن حمزة، والزّبيري، وأبا مصعب الزهري. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن الأنباريّ، ومحمّد بن مخلد، وأحمد ابن كامل، وعبد الباقي بْن قانع القاضيان، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وإسماعيل الخطبي، وَأبو سهل بْن زِيَاد الْقَطَّان، وَأبو بَكْر الشافعي، وحبيب بن الحسن القزاز، وأبو محمد بن ماسي.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: كتبت عنه وهو ثقة صدوق.
قلت: وكان مولد موسى بن إسحاق بالكوفة، وأبوه إسحاق مديني، وولي موسى قضاء الري وقضاء الأهواز وكان عفيفا دينا فاضلا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قَالَ: ولد موسى بن إسحاق الخطمي الأنصاري في سنة عشر ومائتين، وكان فصيحا ثبتا في الحديث، كثير السماع محمودا، وكان إليه القضاء بكور الأهواز، وكان يظهر انتحال مذهب الشّافعيّ.
__________
[1] 7021- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/116، 2/111، 128، 6/13. وصحيح مسلم، كتاب المساجد باب 3. وفتح الباري 8/140.
[2] 7022- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/103.(13/54)
وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قَالَ: أَخْبَرَنِي أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري قَالَ: قَالَ أبي: سمعت من أبي كريب ثلاثمائة ألف حديث.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- بِحُلْوَانَ- قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْدَلُسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْقَاسِمِ الْقَاضِيَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ لا يُرَى مُتَبَسِّمًا قَطُّ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: أَيُّهَا الْقَاضِي لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ، فَإِنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَحِلُّ لِلْقَاضِي أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ»
فَتَبَسَّمَ.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى القاضي يقول: حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي- بالري- سنة ست وثمانين ومائتين، وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا، فأنكر، فقال القاضي شهودك، قَالَ: قد أحضرتهم فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته، فقام الشّاهد وقال للمرأة قومي، فقال الزوج تفعلون ماذا؟ قَالَ الوكيل ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة لتصح عندهم معرفتها، فقال الزوج: وإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه، ولا تسفر عن وجهها، فردت المرأة وأخبرت بما كان من زوجها، فقالت المرأة: فإني أشهد القاضي أن قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي: يكتب هذا في مكارم الأخلاق.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي بالأهواز، وهو قاض عليها، وكانت وفاته ليلة الجمعة، ودفن بها يوم الجمعة، لسبع بقين من المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي- وأَنَا أسمع- قَالَ: أَبُو بَكْر موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري ثم الخطمي، مات في المحرم سنة سبع وتسعين، قاضيا بالأهواز، ومولده سنة عشر ومائتين، فكان له على ذلك ست وثمانون سنة. بلغني أنه أقرأ الناس القرآن وله ثمان عشرة سنة في درب صالح، على نهر موسى من الجانب الشرقي من مدينتنا، وَأَنَّهُ استقضى وله ثمان وعشرون سنة. كتب الناس عنه فأكثروا، ومات على ستره.(13/55)
7023- موسى بن عبد الله، أبو القاسم المخرمي المقرئ:
حَدَّثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ. رَوَى عَنْهُ عبد الله بن عدي الجرجاني، وعلي بن عبد الله بن الفضل البغدادي- نزيل مصر- وذكر أنهما سمعا منه ببغداد.
7024- موسى بن علي بن موسى، أبو عيسى يعرف بالختلي:
حدث عن داود بن رشيد، ورجاء بن سعيد البزاز، وزكريا بن يحيى بن خلاد المنقري. روى عنه أَبُو بَكْر بْن الأنباري النحوي، وأبو بكر بن مقسم المقرئ، وأبو علي بن الصواف وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رِزْقٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ موسى الختلي، حدّثنا رجاء بن سعيد البزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ- هُوَ صَاحِبُ الرَّأْيِ- عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «السَّجْدَةُ الَّتِي فِي ص سَجَدَهَا دَاوُدُ تَوْبَةً، وَنَحْنُ نَسْجُدُهَا شُكْرًا» [1] .
7025- موسى بن هارون بن برطق، أبو عمران المكاري:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن بكار بن الريان. روى عَنْهُ علي بْن عَبْد اللَّه بْن الفضل البغدادي.
وأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- أن أبا عمران موسى بن هارون بن برطق المكاري مات في سنة تسع وتسعين ومائتين وَقَالَ: كان في ربضنا يكرى البغال إلى خراسان. كتب- فيما ذكر- عن قتيبة بن سعيد، وكتب عنه قبل وفاته، وكان كبير السن.
7026- موسى بن الفضل بن الفرخان، أبو عمران. نزل مصر ومات بها:
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حَدَّثَنَا عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مسروق، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: موسى بن الفضل بن الفرخان يكنى أبا عمران، بَغْدَادِيٌّ قَدِمَ إِلَى مِصْرَ قَدِيمًا. وَكَانَ صَدِيقًا لوجوه أهل مصر، ومواكلا لهم ومشاربا، وكان أديبا عاقلا، وأنا أَعْرِفُهُ قَدِ امْتَنَعَ مِنَ الْحَدِيثِ، وَحَفِظْنَا عَنْهُ حكايات، وكان يقال إن عنده من عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ وَنَحْوِهِ.
تُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثلاثمائة.
__________
[1] 7024- انظر الحديث في: كنز العمال 1309.(13/56)
7027- موسى بن حمدون، أبو عمران البزاز العكبري:
سمع سماعه بن حماد بن عبيد الله الأواني، وأبا كريب محمد بن العلاء الهمداني، وحجاج بن يوسف الشاعر، وزهير بن محمد بن قمير، وحنبل بن إسحاق ابن حَنْبَل. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الخلال الحنبلي، وعمر بن رجاء العكبري، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ حَمْدُونَ الْعُكْبَرِيُّ- بعكبرا- حدّثنا حجاج بن الشّاعر، حدثني وهب بن جرير بن حازم، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أن جبرائيل حِينَ رَكَضَ زَمْزَمَ بِعَقِبِهِ، جَعَلَتْ هَاجَرُ- أَوْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ- تَجْمَعُ الْبَطْحَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ هَاجَرَ- أَوْ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ- لَوْ تركتها لكانت عَيْنًا مَعِينًا» [1] .
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد- بخطه- سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات موسى ابن حمدون العكبري أبو عمران البزاز.
7028- موسى بن هارون بن سعيد، التوزي:
كان يسكن بسر من رأى وحدث بها عن إِسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوارث ابن عبد الصمد بن عبد الوارث. روى عنه ابْن لؤلؤ الوراق.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ التَّوَّزِيُّ- بسر من رأى- حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزّبير عن أبيه عن عمران ابن حُصَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» [2] .
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن بن لؤلؤ: مات موسى بن هارون التوزي بسر من رأى سنة خمس وثلاثمائة.
__________
[1] 7027- انظر الحديث في: مسند أحمد 5/121. وصحيح ابن حبان 1028.
[2] 7028- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النذر باب 3. وفتح الباري 11/587.(13/57)
7029- موسى بن سهل بن عبد الحميد، أبو عمران الجوني البصري [1] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ عَبْدِ الواحد بن غياث البصري، وإسحاق بن إبراهيم القرقساني، وهشام بن عمار الدمشقي، وأبي بقي هشام بن عبد الملك الحمصي، ومحمد بن رمح المصري. روى عنه دعلج بن أحمد، وأَبُو بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعمر بن نوح البجلي، وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وأبو الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بْن خلف بْن جيان الخلال، ومحمد بن المظفر الحافظ، وعلي بن عمر السكري.
قرأتُ فِي كتاب البرقاني- بِخطه- سَمِعْتُ أَبَا القاسم الآبندوني- وسئل عن موسى ابن سهل الجوني- فقال: من كوم تم [2] قَالَ: قد كان بعضهم اشترى كتابا من السوق عن هشام بن عمار فقرأه عليه، ولم يكن له فيه سماع.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي عمران موسى بن سهل الجوني فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه قَالَ: مات أبو عمران الجوني ببغداد في رجب سنة سبع وثلاثمائة.
7030- موسى بن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك، أبو التيهان الأنصاري:
حدث عن أبيه، وعَنْ نصر بن عَلِيّ الجهضمي. روى عنه أحمد بن كامل القاضي، ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن يوسف القاري قالا: حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيْهَانِ مُوسَى بْنُ أَنَسِ بْنِ خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بْنِ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، حدّثنا نصر بن علي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ عَوْفٍ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِجَوَارٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَهُنَّ يُغَنِّينَ يَقُلْنَ:
نَحْنُ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ... وَحَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَارِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ ليعلم أني أحبكن» .
__________
[1] 7029- انظر: سؤالات السهمي للدارقطني 368. والأنساب للسمعاني 3/378.
[2] هكذا في الأصول، ولعلها: «من گويم» فارسية معناها: «أنا أقول» .(13/58)
7031- موسى بن نصر بن جرير:
كَتَبَ إِلَيَّ أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ- مِنْ مِصْرَ- وحَدَّثَنِي أَبُو نصر علي بْن هبة اللَّه بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ ابن إبراهيم أبو الفتح البغداديّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ نَصْرِ بْنِ جَرِيرٍ- جَارُنَا بدرب الأعراب- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ تُسْمِعُنِي، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، فَفَرَّتْ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَحَدَّثَهُ.
فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَخْرُجُ حَتَّى أَسْمَعَ مَا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهَا فَأَسْمَعَتْهُ.
قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ: لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الشَّيْخِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ، وَزَعَمَ أَنَهُّ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ هَذَا الشَّيْخِ- يَعْنِي مُوسَى بْنَ نَصْرٍ- عَنْ إِسْحَاقَ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ، وَأَنَّ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ صَاعِدٍ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْتَجِيزُهُ مِنْهُ، فَكَتَبَ لَهُ بِهِ إِجَازَةً.
قُلْتُ: وأبو الفتح البغداديّ يعرف بابن سيخت وَكَانَ وَاهِيَ الْحَدِيثِ سَاقِطَ الرِّوَايَةِ، وَأَحْسَبُ مُوسَى بْنَ نَصْرِ بْنِ جَرِيرٍ اسْمًا ادَّعَاهُ، وَشَيْخًا اختلقه، وأصل الحديث باطل، فالله أَعْلَمُ.
7032- موسى بن محمد، الثغري [1] :
حدث عن الحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، وأبي بكر المروذي، وعلي بن داود القنطري، وأبي حاتم الرازي. روى عنه أبو بكر بن قفرجل.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بُكَيْرٍ النجار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ قَفَرْجَلٍ الكيال، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّغْرِيُّ- فِي جَامِعِ المدينة- حدّثنا علي بن حرب، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ حبطتنا فِتْنَةٌ، فَمَا شَاءَ اللَّهُ.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي هاشم القاسم بن كثير عن سعيد ابن قَيْسٍ، وَخَالَفَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ قيس الخارقي عن علي.
__________
[1] 7032- الثغري: هذه النسبة إلى الثغر، وهو المواضع القريبة من الكفار يرابط المسلمون بها أو يكون من بلدة هي آخر بلاد المسلمين، فيقال: الثغري (الأنساب 3/131)(13/59)
7033- موسى بن عمير، أبو القاسم الصيدلاني الطرائفي [1] :
حدث عن صالح بن مقاتل. روى عنه أبو حفص بن الزيات.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النهرواني- بها- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الصَّيْدَلانِيُّ الطّرائفيّ، حدّثنا صالح بن مقاتل بن صالح، أخبرني أبي، حدّثنا محمّد بن الزبرقان، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَالْحَجَّاجُ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُمْنَا قِيَامًا حَتَّى إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَلا نَسْجُدُ حَتَّى نَرَاهُ وَضَعَ رَأْسَهُ.
7034- موسى بن يعقوب بن حزم، أبو عمران المذكر الهروي:
قدم بغداد وحدث بها عن عثمان بن سعيد الدارمي. رَوَى عَنْهُ عَليّ بْن عُمَر السكري الحربي.
7035- مُوسَى بْن عبيد اللَّه بْن يَحْيَى بْن خاقان، أبو مزاحم:
يقال إنه مولى لبني واشح من الأزد، وهم رهط سليمان بن حرب، وكان أبو وزير جعفر المتوكل على الله. سمع أبو مزاحم عباس بن محمد الدوري، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وأبا بكر المروذي، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، وإسحاق بن يعقوب العطار، ومحمد بن غالب التمتام، والحارث بن أبي أسامة، ويعقوب بن يوسف المطوعي، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل. روى عنه مُحَمَّد بن الحسين الآجري، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وأبو عُمَر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بْن عُمَر القواس، وَالْمُعَافَى بْن زكريا، وكان ثقة، دينا من أهل السنة.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت أبا عُمَر بْن حيويه يقول: كان نقش خاتم أبي مزاحم الخاقاني: دن بالسنن، موسى تعن.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال أن يوسف القواس ذكر أبا مزاحم في جماعة شيوخه الثقات.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّهِ بْنُ عُمَر الواعظ عن أبيه قَالَ: مات أبو مزاحم موسى ابن عبيد الله في ذي الحجة لإحدى عشرة خلون منه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 7033- الطّرائفيّ: هذه النسبة إلى بيع «الطرائف» وشرائها، وهي الأشياء المليحة المتخذة من الخشب (الأنساب 8/225) .(13/60)
7036- موسى بن سعيد بن موسى بن سعيد، أبو عمران الهمذاني:
حدث ببغداد عن محمد بن صالح الأشج. روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهانيّ وأبو القاسم بن الثّلّاج.
حدّثنا يحيى بن علي الدسكري، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ موسى بن سعيد الهمذاني- ببغداد- وحدّثنا محمّد بن صالح الأشج، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةَ» [1] .
7037- موسى بن جعفر بن محمد بن قرين، أبو الحسن العثماني [2] :
كوفي الأصل. سمع محمد بن عبد الملك الدقيقي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمّد ابن عيسى بن حيان المدائني، ومحمد بن الحسين الحنيني، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وهلال بن العلاء الرقي، والربيع بن سليمان المرادي المصري، وإِبْرَاهِيم بن مرزوق، وبكار بن قتيبة البصريين. روى عنه أبو بكر الأبهري المالكي، وأبو عمر بن حيويه، وعلي بن عمرو الجريري، وأبو الحسن الدارقطني، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه قال: وفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة مات أبو الحسن بن قرين الكوفي.
قَالَ لي عبد العزيز بن علي الأزجي: مات يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة.
قال غيره: وكان يذكر مولده في المحرم من سنة ست وأربعين ومائتين.
7038- موسى بن عيسى بن عبد الله، أبو موسى الطرائفي، ويعرف بالصيدلاني [3] :
من أهل باب الطاق. حدث عن محمد بن يونس الكديمي، وصالح بن مقاتل
__________
[1] 7036- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين 63، 64. وفتح الباري 2/149، 196/410.
[2] 7037- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/372.
[3] 7038- الصيدلاني: هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير (الأنساب 8/122) .(13/61)
الأنماطي، وأبي الربيع الحسين بن الهيثم الرازي، ومحمد بن يعقوب الكرابيسي البصري. روى عنه أبو بكر بن شاذان، وعبد الله بن عثمان الصفار، وغيرهما.
7039- مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ، أبو الحسن العاقولي [1] :
حدث عن عبد الكريم بن الهيثم، وأبي العباس الكديمي: روى عنه أَبُو الحسين بْن جميع الصيداوي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ- بِصَيْدَا- قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن جميع الغساني، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ أَبُو الحسن- بدير العاقول- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا أحمد بن يوسف بن خلاد المعدل، حدّثنا محمّد بن يوسف بإسناده مثله سواء.
7040- موسى بن محمد بن أحمد بن عيسى، أبو عيسى، المعروف بعواس الفسطاطي [1] :
حدث عن الفتح بن شخرف، وأبي الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه يوسف بْن عمر القواس، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد ابن محمد الطبري المقرئ.
7041- موسى بن محمد بن الفضل، أبو عمران:
من أهل خراسان. روى أَبُو القاسم ابن الثلاج عنه عن أبي مسلم الكجي، وذكر أنه سمع منه فِي سوق العطش.
7042- موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى، أبو عمران بن الأشيب:
سمع عباس بن محمد الدوري، وعبد الله بن روح المدائنيّ، وأبا بكر بن أبي
__________
[1] 7039- العاقولي: هذه النسبة إلى «دير العاقول» وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد، وقد ينسب إليها ب «الدير الدّيرعاقوليّ» (الأنساب 8/317) .
[1] 7040- الفسطاطي: هذه النسبة إلى الفسطاط وهو ستر عريض طويل يخاط بالخيمة في الصحراء (الأنساب 9/303) .(13/62)
الدنيا، وَمحمد بْن خلف بْن عَبْد السلام المروذي، وطبقتهم. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه ببغداد. وكان ابن الأشيب قد نزل في آخر عمره بأنطاكية ومات بها- ويقال بطرسوس- وكان ثقة.
وذكر ابْن الثلاج- فِيما قرأت بخطه- أنه توفِي في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ غيره: مات في جمادى الأولى لسبع بقين من سنة تسع وثلاثين وهو الصحيح.
7043- موسى بن محمد بن هارون بن موسى بن يعقوب بن إبراهيم بن مسعود بن الحكم، أبو هارون الأنصاري ثم الزرقي:
سمع محمّد بن عبيد الله بن المنادي، وعيسى بن جعفر الوراق، وأحمد بن ملاعب، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وعبد الله بن روح المدائني، وَمُحَمَّد بن سليمان الباغندي، وأحمد بن علي الخرّاز، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، والحارث بن أبي أسامة، وعلي بن مُحَمَّد بن أبي الشوارب، وأبا العباس الكديمي، وأحمد بن عبيد الله النرسي، ويزيد بن الهيثم البادا، والحسن بن علي المعمري. روى عنه أحمد بن محمد بن الصلت المجبر.
وقرأت في كتاب ابن الثلاج- بخطه- حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الأنصاري الزرقي، في جامع الرصافة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وكان أبو هارون قد خرج في آخر عمره عن بغداد فنزل الموصل مدة وحدث بها، فحَدَّثَنَا عنه ممن سمع منه هناك عبد القاهر بن محمّد بن عتر الموصلي، وكان ثقة.
قرأت فِي كتاب أَبِي عُمَر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن عُمَر بن الفياض: ولد أَبُو هَارُون الزرقي الأنصاري في سنة ثمان وخمسين ومائتين، ومات بالرحبة يوم السبت لأربع ليال بقين من صفر من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وكان قد شهد ببغداد، وأول من قبل شهادته أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق الخرقي، وهو يلي القضاء للمتقي في سنة ثلاثين- أو إحدى وثلاثين-.
7044- موسى بن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بْن زيد بن درهم، أبو عمرو الأزدي:
حدث عن أبيه، وعن أبي العباس الكديمي، وموسى بن هارون الحافظ، وبشر بن موسى، وعمر بن حفص السدوسي، ويُوسُف بْن يَعْقُوب الْقَاضِي، ومحمد بْن(13/63)
عبد الله بن سليمان الحضرمي. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه، وأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الطبري المقرئ، وأبو الفرج بن المنشئ الكاتب. حدّثنا عنه القاضي علي بن عبد الله الهاشمي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّه بن إبراهيم الهاشمي، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إسحاق القاضي- إملاء- حدّثنا القاضي يوسف بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا بكر بن بكّار، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ إِلَى الأَرْضِ كَانَ أَوَّلَ مَا أَكَلَ مِنْ ثِمَارِهَا النَّبْقُ» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بن محمد بن سلمان العطّار، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن صالح الأبهري، حَدَّثَنَا أبو عمرو موسى بن إسماعيل القاضي- ببغداد- حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا حبّاب بن جبلة الدقاق قَالَ: سمعت مالك بن أنس يقول: ليس لمضيق مروءة.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن عَلِيّ بْن عمر بن الفياض: ولد أبو عمرو موسى بن إسماعيل بن إسحاق القاضي في سنة ثلاث وسبعين ومائتين، ثم كانت وفاته في آخر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة- أو في أول سنة ست وأربعين-.
7045- مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ مَرْوَانَ بن سويد، أبو القاسم العطار [2] المقرئ:
حدث عن أبيه، وعن أبي مسلم الكجي، وَمحمد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، وَمحمد ابن الليث الجوهري، وأحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وأبي شعيب الحراني، وجعفر الفريابي، ومُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ الْخَلالُ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سليمان الباغندي.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو نعيم الحافظ الأصبهاني. وما علمت من حاله إلا خيرا.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو القاسم موسى بن إبراهيم العطار في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] 7044- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/167. والطب النبوي للذهبي 91.
[2] 7045- العطار: هذه النسبة إلى بيع العطر والطيب (الأنساب 8/474) .(13/64)
7046- موسى بن علي بن موسى، أبو بكر الأحول [1] البزّار:
سمع جعفر الْفِرْيَابِيَّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بكير المقرئ.
أخبرنا ابن بكير، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ موسى البزّار الأحول- قراءة عليه- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ القاضي الفريابي، حدّثنا المعافى بن سليمان، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ» فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ أَنْ يُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، ولَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا، وَلَكِنْ خُلَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ، لا تَبْقَيَنَّ خَوْخَةٌ فِي الْمَسْجِدِ إِلا سُدَّتْ، إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ» [2] .
8047- موسى بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن محمد بن عرفة، أبو القاسم السمسار، مولى بني هاشم:
حدث عن محمد بن جرير الطبري، وإسحاق بن الخليل الجلاب، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبو يعلى الموصليّ، وأحمد ابن الفضل النّضري، ومحمد بن خلف وكيع، وإسحاق بن بنان الأنماطي. حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو خازم محمّد بن الحسن بن الفراء، وعبد العزيز ابن علي الأزجي، ومحمد بن محمد بن المظفر الدقاق، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، وأحمد بن علي بن التوزي، وأحمد بن محمد العتيقي.
أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ، حدّثنا موسى بن جعفر بن عرفة، حدّثنا أحمد بن علي بن المثنى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هاشم، واصطفاني من بني هاشم» [3] .
__________
[1] 7046- الأحول: هذا من الحول في العين (الأنساب 1/149) .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/26، 5/4. ومسند أحمد 3/18. وفتح الباري 1/558، 7/12.
[3] 7047- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفضائل 1. وسنن الترمذي 3606. ومسند أحمد 4/107.(13/65)
سألت أبا خازم بن الفراء عن موسى بن عرفة فقال: تكلموا فيه.
7048- موسى بن عيسى بن عبد الله بن طانجور، أبو القاسم السراج [1] :
سمع محمد بن محمد الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، ومُحَمَّد بن أحمد بن موسى السوانيطي. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والعتيقي، والتنوخي، ومحمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وأبو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، والحسين بن محمد بن عثمان النصيبي.
سألت الأزهري عن موسى السراج فقال: ثقة.
حَدَّثَنَا الْقَاضِيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ وَأبو الْقَاسِم التنوخي. قالا: قَالَ لنا موسى ابن عيسى بن عبد الله السراج: ولدت في سنة خمس وتسعين ومائتين، وسمعت أول سماعي بخطي في سنة ثمان وثلاثمائة من الباغندي وغيره.
أَخْبَرَنَا العتيقي قَالَ: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي موسى بن عيسى السراج في المحرم، ثقة مأمون، صاحب أصول، مضى على سداد وأمر جميل.
حَدَّثَنِي الأزهري والتنوخي قالا: مات موسى بن عيسى السراج في المحرم. قَالَ التنوخي: يوم السبت لست بقين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه منصور
7049- منصور بن وردان، أبو عبد الله- وقيل: أبو محمد- الأسدي العطار الكوفي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن أبان بن تغلب، وعلي بن عبد الأعلى، ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، وفطر بن خليفة. روى عنه سعيد بن سليمان المعروف
__________
[1] 7048- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/7.
[2] 7049- انظر: تهذيب الكمال 6204 (28/557- 560) . وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1496. وضعفاء العقيلي، الورقة 209. والجرح والتعديل 8/الترجمة 784. وثقات ابن حبان 9/171. والكامل لابن عدي 3/الورقة 139. والكاشف 3/الترجمة 5743. والمغني 2/الترجمة 6444. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 73. وتاريخ الإسلام، الورقة 269 (آيا صوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8796. ورجال ابن ماجة، الورقة 12. ونهاية السول، الورقة 387. وتهذيب التهذيب 10/316. والتقريب 1/277. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7220.(13/66)
بسعدويه، وإبراهيم بن موسى الرازي، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، وَأبو سعيد الأشج، وأبو موسى الزمن، وَالحسن بْن مُحَمَّد بْن الصبَّاح الزعفراني.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن علي الجوهريّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا منصور بن وردان الأسديّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
[آل عمران 97] قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، قَالَ: ثُمَّ قَالُوا أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَقَالَ: «لا، وَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ» فَأَنْزَلَ الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
إِلَى آخر الآية [المائدة 101] .
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصّابونيّ، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد الله، حَدَّثَنَا منصور بن وردان قَالَ: أبو عبد الله عطار قدم علينا هاهنا.
حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أخبرني محمّد بن علي، حَدَّثَنَا مهنى قَالَ: سألت أحمد عن منصور ابن وردان فقال: ثقة.
7050- منصور بن سلمة بن الزبرقان- وقيل: هو منصور بن الزبرقان بن سلمة، أبو القاسم النمري الشاعر [1] :
من أهل الجزيرة قدم بغداد ومدح بها هارون الرشيد ويقال إنه لم يمدح من الخلفاء غيره. وقد مدح غير واحد من الأشراف.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي قَالَ: قَالَ أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الأصبهاني:
منصور النمري هو منصور بن الزبرقان بن سلمة، وقيل منصور بن سلمة بن الزبرقان ابن شريك بن مطعم الكبش الرخم بن مالك بن سعد بن عامر الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار، وإنما سمي عامر الضحيان لأنه سيد قومه وحاكمهم فكان يجلس لهم إذا أضحى النهار فسمي الضحيان. وسمي جد منصور مطعم الكبش الرخم
__________
[1] 7050- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/211. وجمهرة الأنساب 284. والأعلام 7/299. والأغاني 12/16- 24.(13/67)
لأنه أطعم ناسا نزلوا به ونحر لهم، ثم رفع رأسه فإذا هو برخم تحملق حول أضيافه، فأمر أن يذبح لهن كبش ويرمى به بين أيديهن ففعل ذلك. ونزلن عليه فتمزقنه، فسمي مطعم الكبش الرخم، وفي ذلك يقول أبو نعجة النمري يمدح رجلا منهم:
أبوك زعيم بني قاسط ... وخالك ذو الكبش يقري الرخم
قَالَ: وكان منصور شاعرا من شعراء الدولة العباسية من أهل الجزيرة، وهو تلميذ كلثوم بن عمرو العتابي وراويته وعند أخذ، ومن بحره استقى. والعتابي وصفه للفضل ابن يحيى وقرظه عنده حتى استقدمه من الجزيرة، واستصحبه، ثم وصله بالرشيد وجرت بعد ذلك بينه وبين العتابي وحشة حتى تهاجيا وتناقضا، وسعى كل واحد منهما على هلاك صاحبه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أبو الفرج الأصبهانيّ، حدثني عمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بن حمزة العلوي، حَدَّثَنِي عمي عن جدي قَالَ: قَالَ لي منصور النمري: كنت واقفا على جسر بغداد أنا وعبيد الله بن هشام بن عمرو التغلبي، وقد وخطني الشيب يومئذ، وعبيد الله شاب حديث السن، فإذا أنا بقصرية ظريفة وقد وقفت، فجعلت أنظر إليها وهي تنظر إلى عبيد الله بن هشام، ثم انصرفت فقلت فيها:
لما رأيت سوام الشيب منتشرا ... في لمتي وعبيد الله لم يشب
سللت سهمين من عينيك فانتضلا ... على شبيبة ذي الأذيال والطرب
كذا الغواني مراميهن قاصدة ... إلى الفروع معداة عن الخشب
شبه الشباب بالفرع الأخضر، والشيخ بالخشبة التي قد يبست، أو ساق الشجرة الَّذِي لا ورق له:
لا أنت أصبحت تفيدينني أربا ... ولا وعيشك ما أصبحت من أربي
إحدى وخمسين قد أنضيت جدتها ... تحول بيني وبين اللهو واللعب
لا تحسبين وإن غضيت عن بصري ... غفلت عنك ولا عن شأنك العجب
قَالَ: ثم عدلت عن ذلك فمدحت يزيد بن مزيد فقلت:
لو لم يكن لبني شيبان من حسب ... سوى يزيد لفاتوا الناس بالحسب
لا تحسب الناس قد حابوا بني مطر ... إذ أسلموا الجود فيهم عاقد الطنب
الجود أخشن لمسا يا بني مطر ... من أن تبزكموه كف مستلب
ما أعرف الناس إن الجود مدفعة ... للذم لكنه يأتي على النشب(13/68)
قَالَ: فأعطاني يزيد بها عشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو بكر بن عجلان، حَدَّثَنِي حماد بن إسحاق قَالَ: كان أبي عند الفضل بن يحيى وعنده مسلم بن الوليد الأنصاري، ومنصور النمري ينشدانه. فقال: احكم بينهما. فقلت الحكم عيب علي، والأمير أولى من حكم، وقد سمع شعرهما قَالَ: أقسمت عليك لما فعلت، قلت: هما صديقان شاعران، وقل من حكم بين الشعراء فسلم منهم، ولكن إن أحب الأمير وصفت له شعرهما، قَالَ: فصفه. قلت: أما منصور النمري فغريب البنّا قريب المعنى، سهل كلامه، صعب مرامه، سليم المتون كثير العيون. وأما مسلم فمزج كلام البدويين بكلام الحضريين، وضمنه المعاني اللطيفة، والألفاظ الظريفة، فله جزالة البدويين، ورقة الحضريين قَالَ: أبيت أن تحكم فحكمت، منصور أشعرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزّاز، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر النّحويّ، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حَدَّثَنِي محمد البيذق- وكان أحسن الناس إنشادا وكان إنشاده أحسن من الغناء- قَالَ: دعاني هارون الرشيد في عشي يوم، وبين يديه طبق وهو يأكل مما فيه. ومعه الفضل بن الرّبيع. فقال الفضل: يا محمد، أنشد أمير المؤمنين ما يستحسن من مديحه، فأنشدته للنمري، فلما بلغت إلى هذا الموضع:
أي امرئ بات من هارون في سخط ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع
إن المكارم والمعروف أودية ... أحلك اللَّه منها حيث تجتمع
إذا رفعت امرأ فالله رافعه ... ومن وضعت من الأقوام متضع
نفسي فداؤك والأبطال معلمة ... يوم الوغا والمنايا بينهم قرع
قَالَ: فأمر فرفع الطعام وصاح وَقَالَ: هذا والله أطيب من أكل الطعام، ومن كل شيء. وأجاز النمري بجائزة سنية. قَالَ محمد البيذق: فأتيت النمري فعرفته أني كنت سبب الجائزة فلم يعطني شيئا، وشخص إلى رأس عين، فاحفظني وغاظني. ثم دعاني الرشيد يوما آخر فقال أنشدني يا محمد فأنشدته:
شاء من الناس راتع هامل ... يعللون النفوس بالباطل(13/69)
فلما بلغت إلى قوله:
ألا مساعير يغضبون لها ... بسلة البيض والقنا الذابل
قَالَ: أراه يحرض علي، ابعثوا إليه من يجيئني برأسه، فكلمه الفضل بن الربيع فلم يغن كلامه شيئا، فوجه الرسول إليه فوافاه اليوم الذي مات فيه، وقد دفن فأراد نبشه وصلبه، فكلم في ذلك فأمسك عنه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أبو الفرج الأصبهانيّ، أخبرني عمي، حدثني ابن أبي سعد، حدّثنا علي بن الحسن الشّيباني، أَخْبَرَنِي منصور بن جمهور قَالَ: سألت العتابي عن سبب غضب الرشيد عليه فقال لي: استقبلت منصور النمري يوما من الأيام فرأيته واجما كئيبا فقلت له: ما خبرك؟ فقال: تركت امرأتي تطلق وقد عسر عليها ولادها، وهي يدي ورجلي، والقيمة بأمري وأمر منزلي. فقلت له: لم لا تكتب على فرجها هارون الرشيد؟ قَالَ: ليكون ماذا؟ قلت: لتلد على المكان. قَالَ:
وكيف ذلك؟ قلت: لقولك:
إن أخلف الغيث لم تخلف مخائله ... أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع
فقال: يا كشحان، والله لئن تخلصت امرأتي لأذكرن قولك هذا للرشيد، فلما ولدت امرأته خبر الرشيد بما كان بيني وبينه، فغضب الرشيد لذلك، فأمر بطلبي فاستترت عند الفضل بن الربيع فلم يزل يستل ما في قلبه علي حتى أذن لي في الظهور فلما دخلت عليه قَالَ لي: قد بلغني ما قلته للنمري، فاعتذرت إليه حتى قبل، ثم قلت له: والله يا أمير المؤمنين ما حمله على التكذب علي إلا ميله إلى العلوية، فإن أراد أمير المؤمنين أن أنشده شعره في مديحهم فعلت فقال: أنشدني فأنشدته قوله:
شاء من الناس راتع هامل ... يعللون النفوس بالباطل
حتى بلغت إلى قوله:
إلا مساعير يغضبون لهم ... بسلة البيض والقنا الذابل
فغضب الرشيد من ذلك غضبا شديدا، وَقَالَ للفضل بن الربيع: أحضره الساعة، فبعث الفضل في ذلك فوجده قد تُوُفِّي، فأمر بنبشه ليحرقه فلم يزل الفضل يلطف له حتى كف عنه.(13/70)
7051- منصور بن سلمة بن عبد العزيز بن صالح، أبو سلمة الخزاعي [1] :
سمع مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، والليث بن سعد، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وشريك بن عبد الله، وبكر بن مضر، وعبد الله بن جعفر المخرمي. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وَأَبُو بَكْر بْنُ أَبِي عتاب الأعين، ومحمد بن مَنْصُور الطوسي، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وَمحمد بْن إسحاق الصاغاني، وَعباس الدوري، وَأحمد بن أبي خيثمة، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا أبو سلمة الخزاعيّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «الْجَرَسُ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ» [2] .
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: منصور بن سلمة الخزاعي ثقة. وَقَالَ أحمد بن أبي خيثمة: قَالَ لنا أبي يوم رجعنا من عند أبي سلمة الخزاعي: كتبت اليوم عن كبش نطاح. قَالَ ابن أبي خيثمة:
مات بالمصيصة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل- يعني ابن زياد- قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- وهو أحمد بن حنبل- لم يكن ببغداد من أصحاب الحديث- ولا يحملون عن كل إنسان، ولهم بصر بالحديث والرجال، ولم يكونوا يكتبون إلا عن الثقات، ولا يكتبون
__________
[1] 7051- انظر: تهذيب الكمال 6194 (28/530) . وطبقات ابن سعد 7/345. وتاريخ الدوري 2/587. وعلل أحمد 1/172، 223. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1502. وتاريخه الصغير 2/315، 316. والكنى لمسلم، الورقة 47. والمعرفة ليعقوب 2/180، 181. والجرح والتعديل 8/الترجمة 763. وثقات ابن حبان 9/172. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1323.
ورجال البخاري للباجي 2/724. والجمع لابن القيسراني 2/496. وتذكرة الحفاظ 1/358. والكاشف 3/الترجمة 5736. وسير أعلام النبلاء 9/560. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 71. وتاريخ الإسلام، الورقة 73 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 386.
وتهذيب التهذيب 10/308. والتقريب 2/376. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7209.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب اللباس 104. ومسند أحمد 2/372. وصحيح ابن خزيمة 2554.(13/71)
عمن لا يرضونه- إلا أبو سلمة الخزاعي، والهيثم بن جميل، وأبو كامل. وكان أبو كامل بصيرا بالحديث متقنا يشبه الناس، لا يتكلم إلا أن يسأل فيجيب، ويسكت. له عقل شديد، والهيثم كان أحفظهم، وأبو سلمة كان من أبصر الناس بأيام الناس لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته، وكان يتفقه.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: أبو سلمة الخزاعي أحد الثقات الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال، ويؤخذ بقوله فيهم. أخذ عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وغيرهما علم ذلك.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي. قال: قال محمّد بن سليمان ابن فارس قَالَ محمد بن إسماعيل البخاري: منصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي البغدادي يقال مات سنة تسع- أو سبع- ومائتين بطرسوس.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: سنة تسع ومائتين فيها مات أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي. وَقَالَ الحضرمي في موضع آخر: سنة عشر.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: منصور بن سلمة كان ثقة، سمع من غير واحد، وكان يتمنع من الحديث، ثم حدث أياما، ثم خرج إلى الثغر، فمات بالمصيصة سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون.
7052- منصور بن عمار بن كثير، أبو السري السلمي الواعظ [1] :
من أهل خراسان- وقيل من أَهْل الْبَصْرَة- سكن بَغْدَاد وَحدث بها عن معروف أبي الخطاب صاحب واثلة بن الأسقع، وعن ليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، ومنكدر بن محمد بن المنكدر، وبشير بن طلحة. روى عنه ابنه سليم، وعلي ابن خشرم، ومحمد بن جعفر لقلوق، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النيسابوري الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي. قَالَ: منصور بن عمار من أهل مرو من قرية يقال لها دندانقان، ويقال من أهل أبيورد. ويقال من أهل بوشنج.
__________
[1] 7052- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/108.(13/72)
أخبرني الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ يَقُولُ:
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ أَبُو الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ: لَمَّا أَسْلَمْتُ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ عَلَى يَدَيْهِ. فَقَالَ لِي: «اذْهَبْ فَاحْلِقْ عَنْكَ شَعْرَ الْكُفْرِ وَاغْتَسِلْ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ» [1] .
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا أحمد بن بشر المرثدي، حدّثنا سليم بن منصور، حدّثنا أبي، حَدَّثَنِي مَعْرُوفٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ. قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي. قَالَ مَعْرُوفٌ: وَمَسَحَ وَاثِلَةُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي. قَالَ أَبِي: وَمَسَحَ مَعْرُوفٌ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا ابن نفيع، حدّثنا شجاع ابن مخلد. قَالَ: مر بي بشر بن الحارث وأنا جالس في مجلس منصور بن عمار القاص، وأنا في آخر الناس، فمر بشر مطرقا، فنظر إلي فمضى وهو يقول: وأنت أيضا يا أبا الفضل؟ وأنت أيضا يا أبا الفضل؟
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ. قَالَ: مَنْصُورُ بن عمار ابن كَثِيرٍ السُّلَمِيُّ الْقَاصُّ يُكْنَى أَبَا السَّرِيِّ، قَدِمَ مِصْرَ وَجَلَسَ يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ فسمع كلامه الليث بن سعد فاستحسن قصصه وفصاحته، فذكر أن الليث قَالَ له: يا هذا ما الذي أقدمك إلى بلدنا؟ قَالَ: طلبت أكتسب بها ألف دينار، فقال له الليث: فهي لك على رصين كلامك هذا الحسن، ولا تتبذل، فأقام بمصر في جملة الليث بن سعد وفي جرايته إلى أن خرج عن مصر، فدفع إليه الليث ألف دينار، ودفع إليه بنو الليث أيضا ألف دينار، فخرج فسكن بغداد وبها توفي. وكان في قصصه وكلامه شيئا عجبا لم يقص على الناس مثله.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان السلمي، حدّثنا أبو شعيب الحرّانيّ، حَدَّثَنَا علي بن خشرم.
قَالَ: قَالَ منصور- يعني ابن عمار- قلت: سمعته؟ قَالَ: نعم! قَالَ: لما قدمت مصر وكان الناس قد قحطوا، فلما صلوا الجمعة رفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء،
__________
[1] انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 4/38.(13/73)
فحضرتني النية فصرت إلى صحن المسجد، فقلت: يا قوم تقربوا إلى الله بالصدقة فإنه ما تقرب إليه بشيء أفضل منها، ثم رميت بكسائي ثم قلت: اللهم هذا كسائي وهو جهدي وفوق طاقتي، فجعل الناس يتصدقون ويعطوني ويلقون علي الكساء حتى جعلت المرأة تلقي خرصها وسخابها [1] حتى فاض الكساء من أطرافه، ثم هطلت السماء فخرج الناس في الطين والمطر، فلما صليت العصر، قلت: يا أهل مصر أنا رجل غريب ولا علم لي بفقرائكم، فأين فقهاؤكم؟ فدفعت إلى الليث بن سعد، وابن لهيعة، فنظر إلى كثرة المال فقال أحدهما لصاحبه: لا تحرك، ووكلوا به الثقات حتى أصبحوا، فرحت- أو قَالَ: فأدلجت- إلى الإسكندرية وأقمت بها شهرين، فبينا أنا أطوف على حصنها وأكبر، فإذا أنا برجل يرمقني، فقلت: مالك؟ قَالَ: يا هذا أنت قدمت مصر؟ قلت: نعم! قَالَ: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قَالَ: قلت: نعم! قَالَ: فإنك صرت فتنة على أهل مصر، قلت: وما ذاك؟ قَالَ: قالوا: كان ذاك الخضر دعا فاستجيب له، قَالَ: قلت: ما كان الخضر بل أنا العبد الخاطئ قَالَ: فأدلجت فقدمت مصر، فلقيت الليث بن سعد، فلما نظر إلي قَالَ: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قَالَ: قلت:
نعم، قَالَ: فهل لك في المقام عندنا؟ قَالَ: قلت: وكيف أقيم وما أملك إلا جبتي وسراويلي؟ قال: قد أقطعتك خمسة عشر فدانا. ثم صرت إلى ابن لهيعة فقال لي مثل مقالته وأقطعني خمسة فدادين، فأقام بمصر.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا عبد الله بن سليمان، حَدَّثَنَا علي بن خشرم قَالَ: سمعت منصور بن عمار قَالَ- وبعضه حَدَّثَنِي به أبي عن قتيبة، عن منصور- قَالَ: قدمت مصر وبها قحط، فتكلمت فأخرج الناس صدقات كثيرة، فأخذت فأتي بي إلى الليث بن سعد، فقال:
ما حملك على أن تكلمت في بلدنا بغير أمرنا؟ قَالَ: قلت أصلحك الله أعرض عليك، فإن كان مكروها نهيتني فانتهيت، وإلا لم ينلني مكروه. فقال: تكلم، فتكلمت، فقال: قم، لا يحل لي أن أسمع هذا الكلام وحدي، فقال لي: ما أقدمك؟ قلت:
قدمت عليك وعلى ابن لهيعة، فلما قدمت عليه بعد ذلك أخرج إلي جارية قيمتها ثلاثمائة دينار، فقال: خذها. فقلت: أصلحك الله معي أهل، قال: تخدمكم. قلت:
جارية بثلاثمائة دينار تخدمنا؟ قَالَ: خذها. فدخلت عليه بعد ذلك، فسكت حتى
__________
[1] الخرص: الحلقة الصغيرة في الأذن. والسخاب: القلادة.(13/74)
خرج الناس، ثم أخرج من تحت مصلاه كيسا فيه ألف دينار فألقاه إلي فقال: خذها ولا تعلم بها ابني الحارث فتهون عليه.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بأصبهان- حدّثنا أحمد بن موسى القزّاز القاسباني، حدّثنا إبراهيم بن الحسن الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا عامر. قَالَ: كتب بشر الحافي إلى منصور بن عمار، اكتب إلي بما من الله علينا فكتب إليه منصور: أما بعد يا أخي فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه في كثرة ما نعصيه. ولقد بقيت متحيرا فيما بين هذين، لا أدري كيف أشكره لجميل ما نشر، أو قبيح ما ستر؟
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي التميمي، حَدَّثَنَا عمر بن أحمد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن محمّد بن غرزة الكاتب. قالا:
حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان، حَدَّثَنَا علي بن خشرم قَالَ: سمعت منصور بن عمار يقول: المتكلمون ثلاثة، الحسن بن أبي الحسن، وعمر بن عبد العزيز، وعون بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عتبة. قَالَ: قلت: وأنت الرابع.
وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ المقرئ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن هشام بن عيسى المروروذي، حَدَّثَنَا جدي محمد بن هشام. قَالَ: قَالَ منصور بن عمار قَالَ لي هارون: كيف تعلمت هذا الكلام؟ قَالَ: قلت يا أمير المؤمنين رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي منامي، وكأنه تفل في في، وَقَالَ لي: يا منصور قل، فأنطقت بإذن الله.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن بخيت الدقاق، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ بن شجاع الصّفّار البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، حدّثنا سهل بن شادويه قَالَ: سَمِعْتُ علي بْن خشرم يَقُول سَمِعْتُ منصور بن عمار يقول: رأيت كأني دنوت من جحر، فخرج على عشر نحلات فلدغتني، فقصصتها على أبي المثنى المعبر البصري فقال: الجد ما تقول؟ أعطني شيئا.
قَالَ: إن صدقت رؤياك تصلك امرأة بعشرة آلاف، لكل نحلة ألف. قَالَ منصور:
فقلت لأبي المثنى: من أين قلت: هذا؟ قَالَ: لأنه ليس شيء من الخلق ينتفع ببطنه من ولد آدم إلا النساء، فإنهن ولدن الصديقين، والأنبياء. والطير ليس فيها شيء ينتفع ببطنه إلا النحل، فلما كان من الغد وجهت إلي زبيدة بعشرة آلاف درهم.(13/75)
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: قَالَ محمد بن موسى:
شهدت منصور بن عمار القاص وقد كلمه قوم فقالوا هذا رجل غريب يريد الخروج إلى عياله، فقال لابنه أحمد بن منصور، يا أحمد امض معهم إلى أبي العوّام البزّاز، فقال له أعطه ثيابا بألف درهم، بل بأكثر من ذلك، حتى إذا باعها صح له ألف درهم.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أَخبرنا إسماعيل بْن سعيد بْن سويد المعدل، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، حدّثنا جرير بْن أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد أَبُو مَالِك قَالَ: حَدَّثَنِي سلمويه بن عاصم- قاضي هجر وقد قضى بالجزيرة والشام- قَالَ: كتب بشر بن غياث المريسي- ويكنى أبا عبد الرحمن- إلى منصور بن عمار: بلغني اجتماع الناس عليك، وما حكى من العلم، فأَخْبَرَنِي عن القرآن خالق أو مخلوق فكتب إليه منصور: بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله وإياك من كل فتنة، فإنه إن يفعل فأعظم بها نعمة، وإن لم يفعل فتلك أسباب الهلكة، وليس لأحد على الله بعد المرسلين حجة، نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه، وما أعلم خالقا إلا الله، وما دون الله مخلوق. والقرآن كلام الله، ولو كان القرآن خالقا لم يكن للذين وعوه إلى الله شافعا، ولا بالذين ضيعوه ماحلا، فانته بنفسك وبالمختلفين في القرآن إلى أسمائه التي سماه الله بها تكن من المهتدين: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ
[الأعراف 180] ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين؛ جعلنا الله وإياك من الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ
[الأنبياء 49] . وكتب بشر أيضا إلى منصور يسأله عن قول الله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى
[طه 5] كيف استوى؟ فكتب إليه منصور:
استواؤه غير محدود، والجواب فيه تكلف، ومسألتك عن ذلك بدعة، والايمان بجملة ذلك واجب، قَالَ الله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ
[آل عمران 7] وحده. ثم استأنف الكلام فقال: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ
[آل عمران 7] فنسبهم إلى الرسوخ في العلم بان قالوا لما تشابه منه عليهم:
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا
[آل عمران 7] فهؤلاء هم الذين أغناهم الرسوخ في(13/76)
العلم عن الاقتحام على السدد المضروبة دون الغيوب، بما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب. فمدح اعترافهم بالعجز عن تأول ما لم يحيطوا به علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم رسوخا في العلم. فانته رحمك الله من العلم إلى حيث انتهي بك إليه، ولا تجاوز ذلك إلى ما حظر عنك علمه فتكون من المتكلفين وتهلك مع الهالكين، والسلام عليك.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ المرزبان قَالَ: أنشدت لأبي العتاهية في منصور بن عمار:
إن يوم الحساب يوم عسير ... ليس للظالمين فيه مجير
فاتخذ عدة المطلع القبر ... وهول الصراط يا منصور
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا إسماعيل بن سويد، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنِي علي بن سليم قَالَ: سمعت ابن وشاح المتكلم يقول: قَالَ منصور بن عمار- في- مجلس له وقد فرغ من كلامه- لي: إليكم حاجة، أريد حبة لم يزنها المطففون، ولم تخرج من أكياس المرابين. ولم تجر عليها أحكام الظالمين، قالوا ما عندنا هذه.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن عمرو بن البراء، حَدَّثَنَا أحمد بن عمرو الضرير قَالَ: قَالَ منصور بن عمار.
وأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الْخَفَّافُ قَالَ: حَدَّثَنَا رواد وكرموت ابنا جراح بن صفوة بن صالح قالا: حَدَّثَنَا حفص بن عمر بن الخليل الحافظ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي- بالري- قَالَ: سمعت إبراهيم بن منصور بن عمار قَالَ: سمعت أبي يقول: قَالَ لي رجل بالشام: يا أبا السري، عندنا رجل من العباد من أهل واسط العراق، رجل لا يأكل إلا من كد يديه، وقد دبرت من سف الخوص والاعتمال صفحة يديه، ولو رأيته لوقذك النظر إليه فهل لك أن تمضي بنا إليه؟
قَالَ: قلت: نعم! فأتيناه فدققنا عليه بابه فخرج إلى الباب، فسمعته يقول: اللهم إني أعوذ بك ممن جاء ليشغلني عما أتلذذ به من مناجاتك، ثم فتح الباب فدخلنا، وإذا رجل يرى به الآخرة، وإذا قبر محفور، ووصية قد كتبها في الحائط، وكساؤه قد أعدت لكفنه، فقلت: أي موقف لهذا الخلق؟ قَالَ: بين يدي من؟ قَالَ فصاح وخر بوجهه ثم أفاق من غشيته، فقال له صاحبي: يا أبا عباد هذا أبو السري منصور بن(13/77)
عمار، فقال لي: مرحبا يا أخي ما زلت إليك مشتاقا، قَالَ وأراه صافحني، أعلمك أن بي داء قد أعيى المتطببين قبلك قديما فهل لك أن تتأتى له برفقك وتلصق عليه بعض مراهمك، لعل الله أن ينفع بك؟ قَالَ: قلت: وكيف يعالج مثلي مثلك، وجرحي أثقل من جرحك؟ قَالَ: فقال: وإن كان ذاك كذلك. فاني مشتاق منك إلى ذلك قَالَ: قلت أما إذ أبيت فلئن كنت تمسكت باحتفار قبرك في بيتك وبوصية رسمتها بعد وفاتك، وبكفن أعددته ليوم منيتك، فإن لله عبادا اقتطعهم خوفه عن النظر إلى قبورهم. قَالَ:
فصاح صيحة ووقع في قبره، وجعل يفحص رجليه وبال، قَالَ: فعرفت بالبول ذهاب عقله، فخرجت إلى طحان على بابه فقلت: ادخل فأعنا على هذا الشيخ، فاستخرجناه من قبره وهو في غشيته، فقال لي الطحان: ويحك ما أردت إلى ما صنعت بهذا الشيخ، والله لا يغفر الله لك ما صنعت. فخرجت وتركته صريع فترته. فلما كان الغد عدت إليه فإذا بسلخ في وجهه، وإذا بشريط قد شد به رأسه لصداع وجده. فلما رآني قَالَ: يا أبا السري المعاودة، قَالَ: قلت يكون من ذلك ما قدر. وخرجت وتركته. هذا آخر حديث ابن رزق، وسياق الخبر له. وَقَالَ الخفاف: ثم قَالَ لي المعاودة يرحمك الله، فقلت له فأين بلغت أيها المتعبد من أحزانك، وهل بلغ الخوف ليلة من منامك؟ فتالله لكأني أنظر إلى آكل الفطير، والصابر على خبز الشعير، يأكل ما اشتهى، وسعى عليه بلحم طير، وسقي من الرحيق المختوم، قَالَ: فشهق شهقة فحركته فإذا هو قد فارق الدنيا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن محمّد الأصبهانيّ- إجازة- أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن إسحاق الحافظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْمُؤَمِّلِ الصّيرفيّ- ببغداد- حَدَّثَنَا إسحاق بن أحمد بن سلمان المؤدب قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر محمد الصفار قَالَ: رأيت منصور بن عمار في منامي، فقلت له: يا منصور بن عمار ما صنع بك ربك؟ قَالَ: لا تقل ما صنع بك ربك، ولكن قل يا منصور كيف نجوت.
قَالَ: لقيت ربي فقال لي يا منصور أصبت فيك تخليطا كثيرا غير أني وجدتك تحببني إلى خلفي، يا منصور قل لبشر بن الحارث لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري! وأخبر بشر بذلك فبكى بشر ثم قَالَ: وكيف أؤدي شكر ربي.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدثني أبو عبد الله التّميميّ، حدثني محمّد(13/78)
ابن مفضل قَالَ: رأيت منصور بن عمار في المنام، فقلت: يا أبا السري ما فعل بك ربك؟ قَالَ: خيرا، قلت: بماذا؟ قَالَ: قال لي بما كنت تحببني إلى عبادي.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن بطة العكبري- بها- قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن جعفر التستري قَالَ: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن الواعظ يقول: سمعت أبا بكر الصيدلاني- بجرجان- يقول: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ يَقُولُ: رأيت أبي منصورا في المنام. فقلت: ما فعل بك ربك؟ فقال: إن الرب تعالى قربني وأدناني وَقَالَ لي يا شيخ السوء تدري لم غفرت لك؟ قَالَ: قلت لا يا إلهي، قَالَ: إنك جلست للناس يوما مجلسا فبكيتهم؟ فبكى فيهم عبد من عبادي لم يبك من خشيتي قط، فغفرت له ووهبت أهل المجلس كلهم له، ووهبتك فيمن وهبت له.
قَالَ لي محمد بن علي بن مخلد الوراق: رأيت قبر منصور بن عمار بباب حرب وعليه لوح منقوش فيه اسمه، وإلى جانبه قبر ابنه سليم.
7053- منصور بن صقير، أبو النضر [1] :
حدث عن عبيد الله بن عمرو الرقي، وموسى بن أعين الجزري. روى عنه القاسم ابن هاشم السمسار، وعلي بن معبد، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن أبي العوام الرياحي، وَجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وَبشر بن موسى الأسديّ.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الحسين بن علي التميمي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن حيان البوسنجيّ قالا: حدّثنا ابن خزيمة، حدّثنا علي بن معبد، حَدَّثَنَا منصور بن صقير قَالَ علي: ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عنه الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسن بن أحمد الحرشي، حدّثنا أبو عبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا منصور بن
__________
[1] 7053- انظر: تهذيب الكمال 6196 (28/533- 538) . وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1489. وضعفاء العقيلي، الورقة 209. والجرح والتعديل 8/الترجمة 761. والمجروحين لابن حبان 3/39. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 157. والكاشف 3/الترجمة 5737. وديوان الضعفاء، الترجمة 4240. والمغني 2/الترجمة 6432. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 30.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 72. وتاريخ الإسلام، الورقة 73 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8780. ورجال ابن ماجة، الورقة 15، ونهاية السول، الورقة 387.
وتهذيب التهذيب 10/309- 310. والتقريب 2/276. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7212.(13/79)
صقير، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، وَمِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ، وَمِمَّنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمَا يُجْزَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْرَهُ إِلا عَلَى قَدْرِ عقله» [1] .
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، أَخْبَرَنَا ابن أبي حاتم قَالَ: سمعت أبي سئل عن هذا الحديث فقال: سمعت ابن أبي الثلج يقول: ذكرت هذا الحديث ليحيى بن معين فقال: هذا حديث باطل، إنما رواه موسى بن أعين عن صاحبه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: فرفع إسحاق من الوسط، وقيل موسى بن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قَالَ أبي: وكان موسى وعبيد الله بن عمرو صاحبين، يكتب بعضهم عن بعض، وهو حديث باطل في الأصل. قيل لأبي: ما كان منصور هذا؟ قَالَ: ليس بقوي، وفي حديثه اضطراب.
قلت: وقد روى حديث موسى بن أعين بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله كما ذكر يحيى بن معين، إلا إنه خالفه في المتن.
أخبرناه أحمد بن محمّد بن غالب، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حدّثنا موسى بن سليمان، حدّثنا بقية، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَعْجَبُوا بِإِسْلامِ امْرِئٍ حَتَّى تَعْرِفُوا عُقْدَةَ عَقْلِهِ» .
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح ابن أبي عبيد الله قَالَ: ومن أهل بغداد ممن نزلها ومات بها، منصور بن صقير.
7054- منصور بن أبي مزاحم، أبو نصر التركي الكاتب [2] :
واسم أبي مزاحم بشير. رأى شعبة بن الحجاج. سمع مالك بن أنس، وأبا
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 1/172. وتنزيه الشريعة 1/203. والفوائد المجموعة 475. وإتحاف السادة المتقين 1/474.
[2] 7054- انظر: تهذيب الكمال 6200 (28/542- 546) . وتاريخ الدارمي، الترجمة 817. وابن محرز، الترجمتان 368، 1537. وعلل أحمد 2/69، 189، 210، 222، 308. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1506. وتاريخه الصغير 2/366. وأبو زرعة الرازي 357.
وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 38، 550، 624. والجرح والتعديل 8/الترجمة 756. وثقات-(13/80)
أويس، وإِبْرَاهِيم بْن سعد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، وإسماعيل بن جعفر، وأبا سعيد المؤدب، وإسماعيل بن علية. رَوَى عَنْهُ جَعْفَر بْن أبي عُثمان الطيالسي، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بْن هارون، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا علي بن محمّد المصريّ، حَدَّثَنَا محمد بن فيروز قَالَ: سمعت منصور بن أبي مزاحم يقول: رأيت شعبة بن الحجاج نظيف الثياب، مشمرا يأخذ من هذا وهذا، وأشار إلى عارضيه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ موسى الصيرفي، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا منصور بن بشير، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أبي فقال: حدّثناه إسماعيل بن عُلَيَّةَ عَنْ سَعِيدٍ وَلَيْسَ هُوَ عَنْ أَيُّوبَ، أَنْكَرَهُ.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي خيثمة قَالَ: حَدَّثَنَا منصور بن أبي مزاحم- يكنى أبا نصر- وأبو مزاحم أبو منصور اسمه بشير.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن أَحْمَد ابن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
وسألته- يعني يحيى بن معين- عن منصور بن أبي مزاحم فقال: صدوق إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا أبو بكر بن سهل، حدّثنا عبد الخالق بن
__________
- ابن حبان 9/173. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 174. وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/407. والمحلي 11/235. والجمع لابن القيسراني 2/497. والمعجم المشتمل، الترجمة 1062. والكامل في التاريخ 7/53. والكاشف 3/الترجمة 5740. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 72. وتاريخ الإسلام، الورقة 77 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 387، وتهذيب التهذيب 10/311- 312. والتقريب 2/276. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7216.(13/81)
منصور قَالَ: سئل يَحْيَى بْن معين عَنْ ابن أبي مزاحم فقال: صدوق. وقيل له من أين تعرفه؟ قَالَ: أعرفه وهو كاتب.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قَالَ: منصور بن بشير- وهو ابن أبي مزاحم- يكنى أبا نصر مولى الأزد، وكان من سبي الترك، وكان له ديوان فتركه، وكان ثقة صاحب سنة، وتوفي ببغداد في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة أو أكثر.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات منصور بن أبي مزاحم.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات منصور بن أبي مزاحم التركي في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين، وقد كتبت عنه.
7055- منصور بن أمير المؤمنين المهدي- واسمه: مُحَمَّدُ- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
كان يقرب أهل العلم ويكرمهم، وولي أعمالا كثيرة، وكان ينزل مدينة السلام.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا مخلد بن جعفر، حدّثنا محمّد ابن خلف وكيع، أَخْبَرَنِي الحارث بن أبي أسامة عن ابن سعد عن محمد بن عمر أن منصور بن المهدي عسكر بكلواذي سنة إحدى ومائتين، وسمي المرتضى، ودعي له على المنابر، وسلم عليه بالخلافة، فأبَى ذلك وَقَالَ: أنا خليفة أمير المؤمنين المأمون حتى يقدم.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وفي هذه السنة- يعني سنة ست وثلاثين ومائتين- مات منصور بن المهديّ. وقد تولى أعمالا كثيرة، منها مصر، والبصرة، وكان يحب الحديث ويبر أهله، وكان يزيد ابن هارون صاحبه، وكان يبعث إليه بالأموال فيفرقها على المحدثين وأهل الحديث.
7056- منصور بن النضر بن إسماعيل، الشيعي [1] :
من شيعة المنصور. وحدث عن الفضل بن هشام، وعبد الرحيم بن واقد الخراساني. روى عنه ابنه محمّد.
__________
[1] 7056- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/474.(13/82)
أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ الشيعي، حَدَّثَنَا أَبِي مَنْصُورُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لِلصَّائِمِ لَفَرْحَتَيْنِ، فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ» [1] .
قَالَ علي بن عمر الحافظ: تَفَرَّدَ بِهِ عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلا عَنْ شَيْخِنَا.
7057- منصور بن محمد بن قتيبة بن معمر، أبو نصر، وراق أبي ثور الفقيه:
حدث عن أحمد بن حنبل، وداود بن رشيد. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وغيره. وذكر ابْن عدي أنه سمع منه بِبَغْدَادَ.
أَخْبَرَنَا الحسين بن محمّد أخو الخلّال، حَدَّثَنِي أبو أحمد محمد بن الحسين الديباجي- بجرجان- حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن محمد بن حمدان، أخبرنا أبو نصر منصور بن محمد بن قتيبة بن معمر الورّاق البغداديّ، حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل.
7058- منصور بن محمد، الزّاهد:
حدث عَن مُحَمَّد بْن الصباح الجرجرائي. روى عنه أبو بكر الشافعي.
7059- منصور بن الحسن بن زياد، الأشناني الشلحي [2] :
حدث عن عبد الله بن الحكم الوراق. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خلف بن بخيت الدقاق.
7060- منصور بن إبراهيم بن إسحاق، أبو القاسم الهلالي:
حَدَّث عَن عَبْد الكريم بْن الهيثم العاقولي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار.
7061- منصور بن محمد بن منصور بن نصر بن بحر، مولى هارون الرشيد، يكنى أبا نصر:
وهو من أهل أصبهان. سكن بَغْدَاد وَحدث بِها عَنْ حَمَّاد بْن مدرك الفسنجاني،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الصيام 165. ومسند أحمد 3/5.
[2] 7059- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/379.(13/83)
وإسحاق بن أحمد بن زيرك اليزدي. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس، وعلي بْن أَحْمَدَ الرزاز، ومحمد بن جعفر بن علان، وأبو عبد الله بن الكاتب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بن علان، أخبرنا أبو نصر منصور بن محمد بن مَنْصُورٍ الأَصْبَهَانِيُّ- وَكِيلُ ابْنِ بَدْرٍ الْحَمَامِيُّ- قَالَ: حدّثنا حمّاد بن مدرك الفسنجاني- بشيراز- حدّثنا حفص بن عمر الحوضي، حدّثنا مرجى بن رجاء، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا كَانَ بِأَحَدِكُمْ خَلاءٌ وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيَبْدَأْ بِالْخَلاءِ»
قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن محمّد ابن عبد الله الكاتب: توفي أبو نصر منصور بن محمد بن منصور الأصبهاني في شوال من سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
7062- منصور بن محمد بن الحسن، أبو القاسم المقرئ الحذّاء:
سمع عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، والعباس بن العباس بن المغيرة الجوهري، وأبا بكر النيسابوري، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الفرج بْن سميكة الْقَاضِي.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: منصور بن محمد الحذاء المقرئ ثقة، حدث عَنْ أَبِي الْحَسَن بن الفرات. قَالَ: توفي أبو القاسم منصور بن محمّد بن الحذّاء في المحرم سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وكان مستورا من أهل القرآن.
ذكر ابن أبي الفوارس أنه توفي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم. وَقَالَ: كان ينزل دار عمارة.
7063- منصور بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَحْمَدَ، أبو علي الخالدي الذهلي [1] :
من أهل هراة حدث عن جماعة من الخراسانيين بالغرائب والمناكير. وقدم بغداد وحدث بِها فروى عنه من أهلها مُحَمَّد بن إسحاق القطيعي الحافظ.
وقرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: أَبُو علي مَنْصُور بْن عَبْد اللَّه بْن خالد الخالدي الذهلي قدم علينا من هراة حاجا فكتبنا عنه أحاديث غرائب.
قلت: وهو منصور بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن أَحْمَد بْن خَالِد بْن حَمَّاد بن عمرو بن مجالد بن الخمخام بن مالك بْن الحارث بْن حملة بْن أَبِي الأسود بن عمرو بن الحارث
__________
[1] 7063- انظر: الأنساب، للسمعاني 5/24، 25.(13/84)
ابن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ابن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بن معد ابن عدنان. حَدَّثَنَا عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي الهمذاني، وأبو حازم العبدوي، والحسين بن عثمان الشيرازي.
أنبأنا أبو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قَالَ:
منصور بن عبد الله الهروي كذاب لا يعتمد على روايته.
7064- منصور بن جعفر بن محمد بن ملاعب، أبو القاسم الصيرفي:
سَمِعَ أَبَا الْقَاسِم البغوي، وَأَبَا بَكْر بْن أبي داود، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، والحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْجَمَّالُ، وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه النحوي. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بن عمر بن روح النهرواني.
وَقَالَ لي أبو العلاء الواسطي: كان منصور بن ملاعب ينزل بباب الطاق.
أَخْبَرَنَا العتيقي قَالَ: سنة أربع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم منصور بن جعفر بن ملاعب في يوم الأحد الخامس والعشرين من المحرم وكان ثقة.
7065- منصور بن أحمد بن محمد، أبو نصر القلانسي [1] الشيرازي:
أَخْبَرَنَا العتيقي، حدّثنا أبو نصر منصور بن أحمد بن محمّد القلانسي الشيرازي- ببغداد- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَحْمُودِ بن محمّد بن درست الشيرازي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، حدّثنا عصمة بن المتوكل قال: سمعت شيبة يُحَدِّثُ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ أَبِي كِنَانَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ ذِكْرًا، وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا، فَاتَّبِعُوا الْقُرْآنَ، وَلا يَتَّبِعَنَّكُمُ الْقُرْآنُ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعِ الْقُرْآنَ يَهْبِطْ بِهِ رِيَاضَ الْجَنَّةِ وَمَنْ يَتَّبِعْهُ [الْقُرْآنُ] [2] يَزُجَّ فِي قَفَاهُ فَيَقْذِفُهُ فِي جَهَنَّمَ.
7066- منصور بن محمد بن منصور، أبو الحسن الحربي القزاز [3] المقرئ:
حدث عن نفطويه النحوي، وعبد الرحمن بن محمد الزهري. حَدَّثَنَا عنه الخلال، والقاضيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ، وَأبو الْقَاسِم التنوخي، وكان ثقة.
__________
[1] 7065- القلانسي: هذه النسبة إلى القلانس، جمع قلنسوة، وعملها (الأنساب 10/282) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 7066- القزاز: هذه النسبة إلى بيع القز وعمله. (الأنساب 10/132) .(13/85)
وَقَالَ لي الصيمري: كان مولده في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
7067- منصور بن أحمد بن نصر، أبو بشر الأنصاري الهروي:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنِ الْحُسَيْن بْن إبراهيم المؤدب، وحامد بن محمد الرفاء الهرويين. حَدَّثَنَا عنه العتيقي.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ مَنْصُورُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الأَنْصَارِيُّ الْهَرَوِيُّ- بِبَغْدَادَ مِنْ حِفْظِهِ إِمْلاءً- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَهْلٍ المؤدّب، حدّثنا الفضل بن عبد الله الهرويّ، حدّثنا مالك بن سليمان، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وإِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ» [1] .
7068- منصور بن محمد بن محمد، أبو أحمد القاضي الحنفي النِّيسَابُورِيّ:
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَن محمد بن الحسن السّرّاج، وبشر بن أحمد الإسفراييني. حَدَّثَنِي عنه أبو محمد الخلال.
7069- منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد، أبو نصر النيسابوري:
قدم بغداد غير مرة، وآخر ما قدمها حاجا وحدث بها في سنة أربع عشرة وأربعمائة عَنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ عُمَر الخفاف، والحسن بن أحمد بن شيبان المعدل، وعُبَيْد اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ القاص، ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكي، ومحمد بن محمد بن الحسن بن هانئ النيسابوريين، وعن أبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين، وأبي القاسم بن حبابة، ويوسف بن عمر القواس، ومحمّد ابن الحسين التيملي الكوفي. كتبنا عنه وكان ثقة.
أخبرنا منصور بن رامش، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شيبان المعدل، أخبرنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» [2] .
بلغنا أن منصور بن رامش مات في سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
__________
[1] 7067- انظر الحديث في: سنن أبي داود 2085. وسنن الترمذي 1101، 1102. وسنن ابن ماجة 1880، 1881. ومسند أحمد 4/394، 413، 418، 6/260. وفتح الباري 9/184، 191.
[2] 7069- انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/48، 49. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 165. وفتح الباري 10/557، 559، 560(13/86)
7070- منصور بن محمد بن عبد الله، أبو الفتح الأصبهاني المعروف بابن المقدر:
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي بكر عبد الله بن محمد القباب الأصبهاني. كتبت عنه وكان معتزليا داعية خبيث المذهب، يزري على أصحاب الحديث، ويستهزئ بالآثار، وكان يزعم أن أباه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن بحر بن خالد ابن صفوان بن عمرو بن الأهتم التميمي.
حَدَّثَنَا منصور بن محمّد بن المقدر- بلفظه- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ القباب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، حدّثنا محمّد بن بكير الحضرمي، حدّثنا عباد بن عباد المهلبي، حدّثنا جميل بن مرة عن أبي الوضين عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا» [1] .
مات ابن المقدر في يوم السبت الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد وهو يوم الأحد.
7071- منصور بن عمر بن علي، أبو القاسم الفقيه الشافعي الكرخي:
من أهل كرخ جدان سكن بغداد ودرس بها الفقه على أبي حامد الإسفراييني، وسمع أبا طاهر المخلص، ومن بعده. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عُمَرَ الْكَرْخِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ- إِمْلاءً- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن عبد العزيز، حدّثنا علي ابن الجعد، أخبرنا سفيان الثوري عن علي بن الأَقْمَرِ عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَكَيْتُ إِنْسَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يسرني أني حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا» [2] .
مات أبو القاسم الكرخي عشية يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
__________
[1] 7070- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/76، 77، 84، 85. وصحيح مسلم، كتاب البيوع باب 47. وفتح الباري 4/309، 312، 326، 328.
[2] 7071- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2502. ومسند أحمد 6/189. وإتحاف السادة المتقين 7/542. وتخريج الإحياء 3/128.(13/87)
ذكر من اسمه محمود
7072- محمود بن الحسن، الوراق الشاعر [1] :
أكثر القول في الزهد والأدب. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العبّاس ابن مسروق، وغيرهما. ويقال: أنه كان نخاسا يبيع الرقيق، ومات في خلافة المعتصم.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ قَالَ: قَالَ أبو بكر بن أبي الدنيا، أنشدني محمود بن الحسن الوراق قوله:
رجعت على السفيه بفضل حلمي ... فكان الحلم عنه له لجاما
وظن بي السفاه فلم يجدني ... أسافهه وقلت له سلاما
فقام يجر رجليه ذليلا ... وقد كسب المذلة والملاما
وفضل الحلم أبلغ في سفيه ... وأحرى أن تنال به انتقاما
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن موسى الرزاز، حدّثنا قاسم الأنباريّ، حَدَّثَنِي أبو بكر الطالقاني عن أبيه قَالَ: كنت جالسا عند محمود الوراق والناس يعزونه عن جاريته نشو، وكان قد أعطى بها آلافا من الدنانير، وإذا بعض المعزين يكرر ذكر فضلها عنده ليحزنه، ففطن له فأنشأ يقول:
ومنتصح يكرر ذكر نشو ... ليحدث لي بذكراها اكتئابا
أقول- وعد ما كانت تساوي ... سيخلفه الذي خلق الحسابا
عطيته إذا أعطى سرورا ... وإن أخذ الذي أعطى أثابا
فأي النعمتين أعم فضلا ... وأكرم في عواقبها إيابا
أنعمته التي أهدت سرورا ... أم الأخرى التي أهدت ثوابا
بل الأخرى وإن نزلت بكره ... أحق بصبر من صبر احتسابا
__________
[1] 7072- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/69. وفوات الوفيات 2/285. وحماسة ابن الشجري 141.
والأعلام 7/167.(13/88)
ولمحمود أيضا:
كبر الكبير عن الأدب ... أدب الكبير من التعب
حتى متى وإلي متى ... هذا التمادي في اللعب؟
والرزق لو لم تأته ... لأتاك عفوا من كثب
إن نمت عنه لم ينم ... حتى يحركه السبب
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا محمّد بن جعفر النّجّار، أخبرنا أبو محمّد العتكيّ، حَدَّثَنَا يموت بن المزرع عن الجاحظ قَالَ: طلب المعتصم جارية كانت لمحمود الوراق وكان نخاسا بسبعة آلاف دينار، فامتنع محمود من بيعها، فلما مات محمود اشتريت للمعتصم من ميراث محمود بسبعمائة دينار. فلما دخلت إليه قال: كيف رأيت؟
تركتك حتى اشتريتك من سبعة آلاف بسبعمائة. قالت: أجل، إذا كان الخليفة ينتظر بشهواته المواريث فإن سبعين دينارا كثيرة في ثمني، فضلا عن سبعمائة دينار فأجلته.
7073- محمود بن غيلان، أبو أحمد المروزي [1] :
سمع الفضل بن موسي السيناني، ويحيى بن سليم الطائفي، وسفيان بن عيينة، ووكيع، وأبا معاوية، ويحيى بن آدم وحسينا الجعفي، والنضر بن شميل، ومؤمل بن إسماعيل، وعبيد الله بن موسي وأبا أحمد الزبيري، وأبا داود الطيالسي، وعبد الرزاق، وأبا أسامة، وعبد الله بن نمير، وشبابة بن سوار، وأبا النّضر. روى عنه البخاريّ، ومسلم في صحيحيهما ومحمد بن يحيى الذهلي، وأَبُو زرعة، وأَبُو حاتم الرازيان، وأبو عبد الرحمن النسائي، وقدم محمود بغداد حاجا وحدث بها. فروى عنه من أهلها إسحاق بن الحسن الحربي وأبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، والحسن بن علي المعمري، وهيثم بن خلف الدوري، وأبو لقاسم البغوي، ومحمد بن هارون بن المجدر، وغيرهم.
__________
[1] 7073- انظر: تهذيب الكمال 5819 (27/305- 309) . وعلل أحمد 2/287. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1796. وتاريخه الصغير 2/369. والكنى لمسلم، الورقة 6، والجرح والتعديل 8/الترجمة 1340. وثقات ابن حبان 9/202. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 171. ورجال البخاري للباجي 2/736. والجمع لابن القيسراني 2/505. والمعجم المشتمل، الترجمة 1031. والمنتظم لابن الجوزي 6/200. والكامل في التاريخ 7/72. وسير أعلام النبلاء 12/223. وتذكرة الحفاظ 2/475. والعبر 1/431. والكاشف 3/الترجمة 5416. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 27. وتاريخ الإسلام، الورقة 74 (أحمد الثالث 2917/2) . ونهاية السول، الورقة 365. وتهذيب التهذيب 10/64- 65. والتقريب 2/233. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6886. وشذرات الذهب 2/92.(13/89)
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يسار قَالَ: سمعت محمود بن غيلان يقول: سمع مني إسحاق بن راهويه حديثين في غسل الموتى فحدثته بهما عن أبي النضر قَالَ: فقال لي سمعتهما منه؟ قَالَ: فقلت نعم! قَالَ: اكتبهما لي فكتبتهما له.
وأَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ عَلَى أبي إِسْحَاق المزكي- وأنا أسمع- قَالَ: قَالَ السراج: رأيت إسحاق بن راهويه واقفا على رأس محمود بن غيلان على دابة وهو يحدثنا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: سألته- يعني أحمد بن حنبل- عن محمود بن غيلان فقال: ثقة [1] أعرفه بالحديث، صاحب سنة، وقد حبس بسبب القرآن.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي بمصر قَالَ:
أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أحمد محمود ابن غيلان مروزي ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمود بن غيلان سنة تسع وثلاثين، كتبت عنه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: إن محمود بن غيلان مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجرّاحي، حَدَّثَنَا أَبُو رجاء مُحَمَّد بْن حمدويه قَالَ: خرج محمود بن غيلان إلى الحج سنة ست وأربعين ومائتين، ثم انصرف إلى مرو، وتوفي لعشر بقين من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.
7074- محمود بن خداش، أبو محمد الطالقاني [2] :
سكن بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ هشيم بْن بشير، وسيف بن محمد الثوري، ومحمّد
__________
[1] «ثقة» ليست في تهذيب الكمال.
[2] 7074- انظر: تهذيب الكمال 5814 (27/298- 301) . وسؤالات ابن الجنيد لابن معين، الترجمة 423. وابن محرز، الترجمتان 498، 1545. وتاريخ البخاري الصغير 2/392. والجرح-(13/90)
ابن ربيعة الكلابي، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، ويحيى بن سليم، وعيسى بن يونس، وسفيان بن عيينة، ومعن بن عيسى، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، والنضر بن شميل. ووكيع بن الجراح. روى عنه إبراهيم الحربي، والحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل، والحسن بن علي المعمري، والقاسم بن زكريا المطرز، وحامد بن شعيب البلخي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن إِبْرَاهِيمَ بْن نيروز الأنماطي، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، حدّثنا محمود بن خداش، حدّثنا هشيم، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ عُوَيْمِرَ بْنَ أَشْقَرَ الأَنْصَارِيُّ- وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ- ذَبَحَ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ.
قَرَأْتُ عَلَى الْبَرْقَانِيِّ عَنْ محمد بن العباس قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسعدة، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سألت يحيى بن معين عن مَحْمُودِ بْنِ خِدَاشٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنِ الْخَفَّافِ عَنِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الْوُسْطَى؟
قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، أَخْطَأَ فِيهِ. حَدَّثَنَاهُ الْخَفَّافُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا.
قُلْتُ: أَبُو صَالِحٍ هَذَا مَنْ هُوَ؟ قَالَ: مِيزَانٌ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغزال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر الشروطي قَالَ:
أخبرنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ قَالَ: محمود بن خداش من أهل الصدق والثقة.
أخبرنا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ وأحمد بن محمد العتيقي وعلي بن أبي علي البصري قالوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، حَدَّثَنَا أبو بكر بن الرواس النخاس- إملاء من حفظه- قال: سمعت محمود ابن خداش يقول: ما اشتريت شيئا قط ولا بعت.
__________
- والتعديل 8/الترجمة 1339. وثقات ابن حبان 9/202. والمعجم المشتمل، الترجمة 1029.
والمنتظم لابن الجوزي 6/234. وسير أعلام النبلاء 12/179. والكاشف 3/الترجمة 5412.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 26. وتاريخ الإسلام، الورقة 98 (أحمد الثالث 2917/7) .
ورجال ابن ماجة، الورقة 16. ونهاية السول، الورقة 365. وتهذيب التهذيب 10/62- 63. والتقريب 2/233. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6880.(13/91)
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي، أَخْبَرَنَا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: قَالَ لي محمود بن خداش: مات المهدي وأنا ابن ثمان سنين، كأنه ولد سنة ستين ومائة، ومات سنة مائتين وخمسين، فمات يوم مات وهو ابن تسعين سنة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا أحمد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم، حدّثنا الحسين بن محمّد بن زياد، حدّثنا محمّد ابن إسماعيل البخاري قَالَ: مات محمود بن خداش في شعبان سنة خمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: إن محمود بن خداش الطالقاني مات ببغداد في سنة خمسين ومائتين.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي:
ومات محمود بن خداش سنة ستين في شعبان.
قلت: هذا خطأ، والصحيح ما ذكرناه قبل. وذكر أبو مزاحم الخاقاني أن محمود ابن خداش دفن في مقبرة الخيزران.
أجاز لي أحمد بن علي الأصبهاني أن أبا أحمد الحافظ أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ: سمعت ابن أبي الدنيا قَالَ: سمعت يعقوب الدورقي يقول: لما مات محمود بن خداش كنت فيمن غسله، فدفناه فرأيته في المنام، فقلت: يا أبا مُحَمَّد ما فعل بك ربك؟ فقال: غفر لي ولجميع من تبعني، قلت: فأنا قد تبعتك، فاخرج رقا من كمه فيه مكتوب يعقوب بن إبراهيم بن كثير.
7075- محمود بن محمد بن محمود بن عدي بن ثابت بن قيس بن الحطيم ابن عمرو بن زيد بن سواد بن ظفر، أبو يزيد الأنصاري:
حدث عن أيوب بن عتبة وأيوب بن النجار. روى عنه محمد بن إسحاق السراج النيسابوري، وَالحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة، وَيحيى بْن مُحَمَّد بن صاعد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو يَزِيدَ الظَّفَرِيُّ الأنصاريّ- من ولد قيس بن الحطيم ببغداد في قنطرة الأنصار- حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ(13/92)
وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ شِرَارَكُمْ عَلَى خِيَارَكُمْ فَيَدْعُو خِيَارَكُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ» [1] .
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ مَحْمُودٌ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ النَّجَّارِ عَنْ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ النَّرْسِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو يَزِيدَ الظَّفَرِيُّ الأنصاريّ- ببغداد في قنطرة الأنصار- حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ قَاضِي الْيَمَامَةِ عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلْمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» [2] .
قَالَ يَحْيَى: أَفَادَنِيهِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَكَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ، فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ فَحَدَّثَنَا بِهِ وَبِغَيْرِهِ.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: محمود بن محمد الظفري لم يكن بالقوي.
قرأت على البرقاني عَنِ المُزَكِّي قَالَ: أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: مات محمود بن محمّد ابن محمود بن عدي بن ثابت بن قيس بن الحطيم بن عمرو بن زيد بن سواد بن ظفر- وظفر اسمه كعب- الأنصاري ببغداد في المحرم سنة خمس وخمسين ومائتين.
7076- محمود بن محمد بن عنبسة، أبو حفص، المعروف بابن أبي المضاء الحلبي [3] :
قدم بغداد وحدث بها عن أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو طالب أَحْمَد بن نصر الحافظ، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأبو عَبْد اللَّه الحكيمي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا محمود بن محمد بن أبي مضاء الحلبي، حدّثنا أبو صالح الفراء، أخبرنا ابن
__________
[1] 7075- انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الملاحم باب 17. ومسند أحمد 5/391. ومجمع الزوائد 7/266. والسنن الكبرى للبيهقي 10/93.
[2] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 10/193. والمعجم الكبير للطبراني 1/130.
وصحيح ابن حبان 1920، 1974. والمطالب العالية 2695.
[3] 7076- انظر: الأنساب، للسمعاني 4/190.(13/93)
المبارك عن يونس الأيلي عن الزهري عن علي بن الحسين قَالَ: ولد الزنا لا يرث، وإن ادعاه الرجل.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ: قرأنا عَلَى أَحْمَد بن الفرج الْوَرَّاق عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: مات أَبُو حَفْصٍ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي المضاء الحلبي ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
قلت: وهم في قوله ببغداد لأن وفاة محمود كانت بحلب.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: وجاءتنا وفاة ابن أبي المضاء الحلبي من حلب في آخر هذه السنة- يعني سنة اثنتين وثمانين ومائتين-.
7077- محمود بن الفرج بن عبد الله بن بدر، أبو بكر الأصبهاني الزاهد:
سمع إسماعيل بن عمرو البجلي، وسعيد بن عنبسة الرازي، وأحمد بن عبيدة الضبي، وبشر بن هلال البصري، ومحمد بن أبي عمر العدني، ومحمّد بن يحيى بن فياض الزماني، وأحمد بن محمد بن يزيد بن خنيس، والقاسم بن عمران، وعمرو بن رافع. روى عنه عامة الأصبهانيين.
وَقَالَ ابْن أَبِي حاتم الرازي: كتب عنه بالري. قَالَ: وكان صدوقا ثقة.
قلت: وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها أبو سهل بن زياد القطان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي القاسم الأزرق، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله ابن زياد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْفَرَجِ الأَصْبَهَانِيُّ- قدم علينا حاجّا- حدّثنا عمرو بن رفاع أبو حجر، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السبيعي عن سعيد ابن جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لا تَسُبُّوا حَسَّانًا فَإِنَّهُ قَدْ أَعَانَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِسَانِهِ وَيَدِهِ.
قَالُوا لَهَا: يَا أم المؤمنين أو ليس مَنْ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ [1] ؟ قَالَتْ: كَفَى بِهِ عَذَابًا ذَهَابُ بَصَرِهِ.
قَالَ لي أَبُو نعيم الحافظ: كَانَ أَبُو بكر محمود بن الفرج بن عبد الله بن بدر من الأبدال، توفي سنة أربع وثمانين ومائتين.
قلت: وذكر أبو عبد الله بن منده أنه مات بطرسوس.
__________
[1] 7077- هكذا في الأصلين، ولعل الصواب: «أو ليس ممن أعد الله له العذاب؟» .(13/94)
7078- محمود بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز، أَبُو مُحَمَّد الْمَرْوَزِيُّ:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن داود بن رشيد، والحسين بن علي بن الأسود، وعلي بن حجر، وحامد بن آدم المروزيين، وسهل بن العباس الترمذي. روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأبو سهل بن زياد، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنِي هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الحفار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدّثنا محمود بن محمّد المروزيّ، حدّثنا سهل بن العبّاس الترمذي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى خَلْفَ الإِمَامِ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ» [1] .
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: وبلغتنا وفاة محمود بن محمد المروزي أنها كانت في ربيع الأول سنة سبع وتسعين. ذكر ابن مخلد أن محمودا مات في صفر.
7079- محمود بن محمد بن منويه، أبو عبد الله الواسطي [2] :
سمع محمد بن أبان، والقاسم بن عيسى، وزكريا بن يحيى دحمويه، ووهب بن بقبة الواسطيين، ومحمد بن ثعلبة بن سواء، وسفيان بن وكيع. روى عنه غير واحد من الغرباء، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن نصر الحافظ، وَمحمد بْن أَحْمَد الحكيمي، وَعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأبو بَكْر بن الجعابي. وذكر الطستي أنه سمع منه ببغداد في سنة ثمانين ومائتين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم الحكيمي، حدّثنا محمود بن محمّد الواسطيّ، حدّثنا دحمويه، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْتَجِمُ فِي رَأْسِهِ، وَيُسَمِّيهِ أُمُّ مُغِيثٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يقول:
مات محمود الواسطي سنة سبع وثلاثمائة.
__________
[1] 7078- الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 7079- انظر: كتاب الدعاء للطبراني 174، 177، 178، 229، 443، 478، 506، 542، 592، 933، 1108، 1181، 1274، 1515، 1601، 1902، 1948، 1949(13/95)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: وبلغتنا وفاة محمود الواسطي أنها كانت في شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة، وقد اعتل قبل ذلك علة ومنع الناس من الدخول إليه.
7080- محمود بن حمدان بن إبراهيم بن مغيرة بن دينار، أبو الفضل الخشاب [1] :
حدث عن عمرو بن علي، وحميد بن الربيع. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
7081- محمود بن أحمد، أبو بشر الكرجي [2] :
حدث ببغداد عن أحمد بن بديل الكوفي. روى عنه أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو بِشْرٍ الْكَرَجِيُّ- ببغداد ببستان حفص-.
حدّثنا أحمد بن بديل، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا حصين عن جبير بن محمّد ابن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ ونَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ.
7082- محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود بن علي بن بيان ابن بهيرا، أبو سهل العكبري [3] :
فارسي الأصل سكن بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَن أَحْمَد بْن عثمان بْن يَحْيَى الأدمي، وأبي بكر النقاش، وأبي سهل بن زياد، وأبي طالب بن شهاب العكبري، وغيرهم.
كتبت عنه، وسمعت أحمد بن علي البادا ذكره فقال: كان عبدا صالحا أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك لأنه روى كتاب القناعة عن شيخ لم يسمعه محمود منه.
قلت: والشيخ هو علي بن الفرج بن أبي روح.
__________
[1] 7080- الخشاب: هذا اسم لمن يبيع الخشب. (الأنساب 5/119) .
[2] 7081- الكرجي: هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان (الأنساب 10/379) .
[3] 7082- انظر: الأنساب، للسمعاني 9/31.(13/96)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد العزيز العكبري قَالَ: قَالَ لي محمود ابن عمر: ولدت في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
قلت: ومات بعكبرا في شعبان من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
ذكر من اسمه مسلم
7083- مسلم بن أبي مسلم:
من تابعي أهل الكوفة. شهد مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طالب حرب الخوارج بالنهروان، وحدث عن عبد اللَّه بْن مسعود، وَحذيفة بْن اليمان. روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ- بِالْكُوفَةِ- حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، حدّثنا أحمد بن عثمان، حدّثنا عبد الرّحمن بن شريك، حدثني أبي، حَدَّثَنَا أبو إسحاق عن مسلم بن أبي مسلم قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حين قاتل الحرورية، فقال: اطلبوا ذا الثدية، فطلبناه فلم نجده، ثم قَالَ: اطلبوه فو الله ما كذبت ولا كذبت قَالَ: فطلبناه فاستخرجناه من بين القتلى، قَالَ: فأخذ بيده فمدها على طرفها شعرات ليس فيها عظم.
7084- مسلم بن الوليد، أبو الوليد الأنصاري، مولى أسعد بن زرارة الخزرجي [1] :
شاعر يعرف بصريع الغواني، وهو كوفي نزل بغداد وكان مداحا مجيدا، مفوها بليغا. مدح هارون الرشيد والبرامكة، والرشيد سماه صريع الغواني.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرنا إبراهيم ابن محمد بن عرفة عن أبي العباس محمد بن يزيد المبرد أن مسلم بن الوليد الأنصاري لما وصل إلى الرشيد في أول يوم لقيه أنشده قصيدته التي يصف فيها الخمر، وأولها:
أديرا على الكأس لا تشربا قبلي ... ولا تطلبا من عند قاتلتي ذحلى
__________
[1] 7084- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/194. والنجوم الزاهرة 2/186. والتبريزي 3/5. والشعر والشعراء 339. والنويري 3/82. وتاريخ جرجان 419. والأعلام 7/223.(13/97)
فاستحسن ما حكاه من وصف الشراب واللهو والغزل، وسماه يومئذ صريع الغواني بآخر بيت منها وهو:
هل العيش إلا أن تروح مع الصبا ... وتغدو صريع الكأس والأعين النجل
أخبرنا التنوخي، أخبرنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنَا أبو الحسن بن البراء عن شيخ له قَالَ: قَالَ مسلم بن الوليد ثلاثة أبيات، تناهى فيها وزاد على كل الشعراء، أمدح بيت، وأرثى بيت، وأهجى بيت، فأما المديح فقوله:
تجود بالنفس إذ ضن البخيل بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وأما المرثية فقوله:
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... فطيب تراب القبر دل على القبر
وأما الهجاء فقوله:
قبحت مناظره فحين خبرته ... حسنت مناظره لقبح المخبر
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله الهاشميّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: قَالَ أبو الحسن بن حدان، قَالَ سليمان بن يحيى بن معاذ عن أبيه:
لما ظهر الشيب بالمأمون كان يتمثل بهذا البيت من شعر مسلم بن الوليد:
أكره شيبي، وأخشى أن يزايلني ... أعجب بشيء على البغضاء مودود
قَالَ أبو الحسن بن حدان: فحدثت به أبا تمام، فقال: أتعرف بقية الشعر؟ قلت:
لا! فأنشدني:
نام العواذل واستكفين لائمتي ... وقد كفاهن نهض البيض في السود
أما الشباب فمفقود له خلف ... والشيب يذهب مفقودا بمفقود
قَالَ أبو الحسن بن حدان: سمعت أبا تمام الطائي يقول- بخراسان- أشعر الناس وأسهبهم كلاما بعد الطبقة الأولى بشار، والسيد [الحميري] ، وأبو نواس، ومسلم بن(13/98)
الوليد بعدهم. أخبرنا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى قَالَ: أنشدنا علي ابن سُلَيْمَان الأخفش عَن أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب لمسلم:
إني وإسماعيل يوم فراقه ... لكالجفن يوم الروع فارقه النصل
يذكرنيك الجود والفضل والحجي ... وقيل الخنا، والحلم، والعلم، والجهل
فألقاك عن مذمومها متنزها ... وألقاك في محمودها ولك الفضل
وأحمد من أخلاقك البخل إنه ... بعرضك لا بالمال حاشى لك البخل
وإني في أهلي ومالي كأنني ... لنؤيك لا مال لدي ولا أهل
فإن أغش قوما بعده أو أزورهم ... فكالوحش يدنيها من القنص المحل
ذكر أهل العلم بالشعر أن هذه الأبيات من بارع قول مسلم، وقوله يذكر نيك الجود والفضل والحجي- قد قيل قبله، إلا أنه فسره هو في البيت الذي يليه فكان معناه إذا رأيت بخيلا ذكرت جودك، وإذا رأيت جوادا ذكرت زيادتك عليه، وإذا رأيت جاهلا خرقا ذكرت علمك وحلمك.
7085- مسلم بن أبي المنازل، أبو محمد:
حدث عن معاوية بن عبد الكريم المعروف بالضال، وعن بشر بن المفضل. روى عنه أبو القاسم البغوي.
حَدَّثَنَا القاضي الشريف أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْن عُبَيْد الله بن المهديّ بالله الخطيب- لفظا- قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حَدَّثَنَا أبو محمد مسلم بن أبي المنازل- في قنطرة أبي الجوز سنة ثلاثين ومائتين- إملاء من كتابه- حَدَّثَنَا معاوية بن عبد الكريم قَالَ: كان الحسن يفسر هذه الآية- الأيام المعلومات. قَالَ: هن عشر ذي الحجة- والمعدودات- أيام التشريق.
7086- مسلم بن عيسى، جار أبي مسلم المستملي:
حدث عن محمد بن الحجاج اللخمي. روى عنه أحمد بن بشر المرثدي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ عِيسَى- جَارُ أَبِي مُسْلِمٍ المستملي- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ عَنْ مُجَالِدٍ عن الشعبي عن أبي عَبَّاسٍ قَالَ: هَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ فَقَالَتْ:(13/99)
باست بني خطمة واست النبي ... ت واست بني عون والخزرج أطعتم إياديّ لا مِنْكُمْ
وَلا مِنْ مُرَادٍ وَلا مَذْحِجَ
قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَقَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: «مَنْ لِي بِهَا» ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهَا:
أَنَا لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَأَتَاهَا وَكَانَتْ تَمَّارَةٌ تَبِيعُ التَّمْرَ، فَنَظَرَ إِلَى تَمْرٍ عِنْدَهَا فَقَالَ عِنْدَكِ أَجْوَدُ مِنْ هَذَا فَقَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَدَخَلَتِ الْبَيْتَ لِتُعْطِيَهُ، وَدَخَلَ خَلْفَهَا فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالا فَلَمْ يَرَ إِلا خِوَانًا، فَعَلا بِهِ رَأْسَهَا حَتَّى دَمَغَهَا، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«أَفْلَحَ الْوَجْهُ» قَالَ: قَدْ كُفِيتَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّهُ لا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ» [1]
قَالَ: فَأَرْسَلَهَا مَثَلا. وَمَا قِيلَتْ قَبْلَ ذَلِكَ.
7087- مسلم بن عيسى، البجلي الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن عفيف بن سالم ونظرائه من المواصلة. روى عنه أبو علي المرثدي أيضا.
كتب إِلَيَّ أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الموصلي يذكر أن المظفر بن محمد الطوسي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بن محمد بن إياس الأزديّ، حدّثنا أحمد بن بشر المرثدي، حَدَّثَنَا مسلم بن عيسى الموصلي- كتبت عنه ببغداد- حَدَّثَنَا عفيف بن سالم.
7088- مسلم بن أبي مسلم، الجرمي. وهو: مسلم بن عبد الرحمن:
حدث عن مخلد بن الحسين، ووكيع بن الجراح، وحجاج الأعور، وخالد بن يزيد القرشي. روى عنه أبو يحيى صاعقة، وعلي بن الحسن بن عبدويه الخزاز، وأبو عون البزوري، وابنه أحمد بن أبي عون، وموسى بن هارون الحافظ، وخلف بن عمرو العكبريّ، وكان ثقة. نزل طرسوس، وبها كانت وفاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَاثِقِ بِاللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، حدثني جدي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ، حدّثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «توضئوا مما غيرت النار» [2] .
__________
[1] 7086- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/175. وكنز العمال 35491.
[2] 7088- انظر الحديث في: سنن أبي داود 195. وسنن النسائي، كتاب الطهارة باب 121. وسنن ابن ماجة 485، 487. وفتح الباري 1/311.(13/100)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: مات مسلم بن عبد الرحمن سنة أربعين ومائتين.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا موسى بن هارون قَالَ: مات مسلم الجرمي بطرسوس في شهر رمضان سنة أربعين، وكتبت عنه ببغداد. وكان لا يخضب.
7089- مسلم بن الحجاج بن مسلم، أبو الحسين القشيري النيسابوري [1] :
أحد الأئمة من حفاظ الحديث، وهو صاحب المسند الصحيح. رحل إلى العراق، والحجاز والشام، ومصر. وسمع يحيى بْن يَحْيَى النيسابوري، وقتيبة بْن سَعِيد، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن عمرو زنيجا، ومحمّد بن مهران الحمال، وإبراهيم ابن موسى الفراء، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وعبيد الله القواريري، وخلف ابن هشام، وسريج بن يونس، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا الربيع الزهراني، وعبيد الله بن معاذ بن معاذ، وعمر بن حفص بن غياث، وعمرو بن طلحة القناد ومالك بن إسماعيل النهدي، وأحمد بن يونس، وأحمد بن جواس، وَإسماعيل بْن أَبِي أويس، وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وأبا مصعب الزهري، وسعيد بن منصور، ومحمد بن رمح، وحرملة بن يحيى، وعمرو بن سواد، وغيرهم. وقدم بغداد- غير مرة- وَحَدَّثَ بِهَا. فرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا يَحْيَى بْن صاعد، ومحمد بن مخلد. وآخر قدومه بغداد كان في سنة تسع وخمسين وَمائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد الدّوريّ، حدّثنا مسلم بن الحجّاج، حدّثنا محمّد بن مهران، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ مَصَادِ بْنِ عَقْبَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْقِيًا لِظَهْرِهِ رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
__________
[1] 7089- انظر: تهذيب الكمال 5933 (27/499- 507) . وتاريخ واسط 304- 306، 322.
والمنتظم 12/171. والجرح والتعديل 8/الترجمة 797. والسابق واللاحق 366. وأنساب السمعاني 10/155. والمعجم المشتمل، الترجمة 1043. والكامل في التاريخ 7/289، و 8/123. وسير أعلام النبلاء 12/557. وتذكرة الحفاظ 2/588. والكاشف 3/الترجمة 5505. والعبر 1/197، 211، 249، 203، 436. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 37.
وتاريخ الإسلام، الورقة 67 (أوقاف 6882) . ونهاية السول، الورقة 371. وتهذيب التهذيب 10/226. والتقريب 2/245. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6962. وشذرات الذهب 2/144.(13/101)
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: سمعت أحمد بن سلمة يقول: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.
وأَخْبَرَنِي ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قَالَ: سمعت الحسين بن محمد الماسرجسي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- قَالَ:
سمعت محمد بن إسحاق بن منده يقول: سمعت أبا علي الحسين بن علي النيسابوري يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث.
أخبرني ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قَالَ: سمعت عمر بن أحمد الزاهد يقول: سمعت الثقة من أصحابنا- وأكثر ظني أنه أبو سعيد بن يعقوب- يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن أبا علي الزعوري يمضي في شارع الحيرة وبيده جزء من كتاب مسلم- يعني ابن الحجاج- فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ: نجوت بهذا- وأشار إلى ذلك الجزء.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن محمّد الحافظ- بنيسابور- حدّثنا محمّد بن إبراهيم الهاشميّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سلمة قَالَ: سمعت الحسين بن منصور يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي- وذكر مسلم بن الحجّاج- فقال: مراد كابن بوذ قال المنكدري وتفسيره: أي رجل كان هذا؟
حَدَّثَنِي أبو القاسم السوذرجاني قَالَ: سمعت محمد بن إسحاق بن منده يقول:
سمعت محمد بن يعقوب الأخرم يقول- وذكر كلاما معناه- قلما يفوت البخاري ومسلما ما يثبت من الحديث.
حدثت عن أبي عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْحِيرِيُّ قَالَ: سمعت أبا العبّاس ابن سعيد بن عقدة- وسألته عن مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري، ومسلم بْن الحجاج النيسابوري، أيهما أعلم؟ - فقال: كان محمد بن إسماعيل عالما، ومسلم عالما.
وكررت عليه مرارا وهو يجيبني بمثل هذا الجواب. ثم قَالَ لي: يا أبا عمرو: قد يقع(13/102)
لمحمد بن إسماعيل الغلط في أهل الشام، وذاك أنه أخذ كتبهم فنظر فيها، فربما ذكر الواحد منهم بكنيته، ويذكره في موضع آخر باسمه، ويتوهم أنهما اثنان. فأما مسلم فقلما يقع له الغلط. إنه كتب المقاطيع والمراسيل.
قلت: إنما قفا مسلم طريق البخاري ونظر في علمه، وحذا حذوه، ولما ورد البخاري نيسابور في آخر أمره لازمه مسلم وأدام الاختلاف إليه.
أخبرني محمد بن عُبيد الله بْن أَحْمَد بْن عُثمان الصيرفي قال: سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ قال: لولا البخاري لما ذهب مسلم ولا جاء.
أخبرني أبو بكر المنكدري، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الْحَافِظ، حَدَّثَنِي أبو نصر أحمد بن محمد الوراق قَالَ: سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون القصار يقول: سمعت مسلم بن الحجاج- وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه- وَقَالَ: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله- حدثك محمد بن سلام، حدّثنا مخلد بن يزيد الحرّانيّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كفارة المجلس، فما علته؟ قَالَ محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح، ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه معلول. حَدَّثَنَا به موسى بن إسماعيل، حدّثنا وهيب، حَدَّثَنَا سهيل عن عون بن عبد الله قوله. قال محمّد بن إسماعيل هذا أول، فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل، وكان مسلم أيضا يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه.
فأَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الحافظ يقول: لما استوطن محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور: أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه، فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه، ومنع الناس من الاختلاف إليه حتى هجر، وخرج من نيسابور في تلك المحنة، قطعه أكثر الناس غير مسلم، فإنه لم يتخلف عن زيارته. فأنهي إلى محمد بن يحيى أن مسلم بن الحجاج على مذهبه قديما وحديثا، وأنه عوتب على ذلك بالعراق والحجاز ولم يرجع عنه. فلما كان يوم مجلس محمد بن يحيى قَالَ في آخر مجلسه: ألا من قَالَ باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا.
فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رءوس الناس وخرج من مجلسه، وجمع كل(13/103)
ما كان كتب منه وبعث به على ظهر حمال إلى باب محمد بن يحيى، فاستحكمت بذلك الوحشة، وتخلف عنه وعن زيارته.
وَقَالَ محمد بن عبد الله النيسابوري: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب يقول:
سمعت أحمد بن سلمة يقول: عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة، فذكر له حديث لم يعرفه فانصرف إلى منزله وأوقد السراج. وَقَالَ لمن في الدار:
لا يدخلن أحد منكم هذا البيت، فقيل له أهديت لناسلة فيها تمر، فقال: قدموها إلي، فقدموها إليه، فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة يمضغها، فأصبح وقد فنى التمر ووجد الحديث.
قَالَ محمد بن عبد الله: زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات.
وَقَالَ أيضا: سمعت محمد بن يعقوب أبا عبد الله الحافظ يقول: توفي مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين.
7090- مسلم بن عيسى بن مسلم، أبو عيسى الصفار السامري [1] :
حدث عَنْ أَبِيهِ، وعن عبد اللَّه بن داود الخريبي، وعفان بن مسلم. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي وأبو بكر الأدمي القارئ، وعبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي. وكان حيا سنة سبع وسبعين ومائتين، وفي حديثه نكرة.
ذكره الدارقطني فقال: بغدادي متروك.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّه بن مُحَمَّد الحربيّ- إملاء- حدّثنا عبد الصّمد بن علي الطستيّ، حدّثنا مسلم بن عيسى الصّفّار- ببغداد- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ أَبُو عبد الرّحمن، حَدَّثَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ. قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ آيَةً فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ أَلا أَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً أُنْزِلَتْ عَلَيَّ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ فَأَقْرَأَنِيهَا. مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً
[النساء 123] قَالَ: فَمَا عَلِمْتُ إِلا أَخَذَنِي انْفِصَامٌ فِي ظَهْرِي حَتَّى تَمَطَّأْتُ لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: «مالك يَا أَبَا بَكْرٍ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا، وَكُلَّمَا عَمِلْنَا سُوءًا
__________
[1] 7090- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8502(13/104)
نجزي به؟ فقال: «أما أنت وَأَصْحَابُكَ الْمُؤْمِنُونَ فَتُجْزَوْنَ بِهِ فِي الدُّنْيَا. حَتَّى تَقْدُمُوا عَلَى اللَّهِ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ ذُنُوبٌ، وَأَمَّا الآخرون فيؤخرهم حَتَّى يُجْزَوْا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [1] .
7091- مسلم بن الحسن بن مسلم، أبو صالح الدمشقي:
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن نصر الذارع قَالَ: حَدَّثَنَا أبو صالح مسلم بن الحسن بن مسلم الدمشقي- في دار القطن سنة تسعين- قَالَ: حدّثنا محمّد بن شجاع، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن علي قَالَ: تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، شرهم قوم ينتحلون حبنا أهل البيت، ويخالفون أعمالنا.
7092- مسلم بن عبد الله بن مكرم، أبو عبد الله المؤدب:
خراساني الأصل ويعرف بالباوردي. حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ هَاشِمٍ السِّمْسَارِ، وَعَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ، وَحَاتِمِ بْنِ عَبَّادٍ، وَأَبِي بِلالٍ الأَشْعَرِيِّ. رَوَى عَنْهُ أَحَمْدُ بْنُ عَلِيِّ ابن الْعَلاءِ الْجُوزَجَانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْن عَلِيّ الخطبي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا مسلم بن عبد الله المؤدّب، حدّثنا عمرو بن مرزوق، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ*
[البقرة 225] قَالَتْ: هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ لا وَاللَّهِ، وَبَلَى والله.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن مسلما المؤدب مات في المحرم من سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
__________
[1] انظر الحديث في: الدر المنثور 2/226. وتفسير ابن كثير 2/371.
[1] 7092- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/66.(13/105)
ذكر من اسمه مصعب
7093- مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو عبد الله:
وأمه الرباب بنت أنيف الكلبية. كان من أحسن الناس وجها، وأشجعهم قلبا، وأسخاهم كفا. وولي إمارة العراقين وقت دعى لأخيه عبد الله بن الزبير بالخلافة، فلم يزل كذلك حتى سار إليه عبد الملك بن مروان، فقتله بمسكن في موضع قريب من أوانا، على نهر دجيل، عند دير الجاثليق، وقبره إلى الآن معروف هناك.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن الفضل السقطي، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب، حدّثنا محمّد بن حمدان، حدّثنا عيسى بن عبد الرّحمن السلمي، أَخْبَرَنِي الشعبي قَالَ: مر بي مصعب بن الزبير وأنا على باب داري. قَالَ: فقال بيده هكذا، قَالَ فتبعته، قَالَ: فلما دخل أذن لي فدخلت عليه، فتحدثت معه ساعة ثم قَالَ بيده هكذا، فرفع الستر فإذا عائشة بنت طلحة امرأته. فقال: يا شعبي رأيت مثل هذه قط؟ قَالَ: قلت لا، ثم خرجت، ثم لقيني بعد ذلك فقال: يا شعبي تدري ما قالت لي؟ قلت: لا، قالت: تجلوني عليه ولا تعطيه شيئا، قَالَ: فقد أمرت لك بعشرة آلاف، فاخذتها فكان أول مال ملكته.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني أبو علي السجستاني، حَدَّثَنِي أبو عبد الله بن سلمويه قَالَ: أسر مصعب بن الزبير رجلا فأمر بضرب عنقه، فقال: أعز الله الأمير، ما أقبح بمثلي أن يقوم يوم القيامة فأتعلق بأطرافك الحسنة، وبوجهك الذي يستضاء به، فأقول: يا رب سل مصعبا فيم قتلني؟ فقال يا غلام اعف عنه. فقال: أعز الله الأمير إن رأيت أن تجعل ما وهبت من حياتي في عيش رخي، قَالَ: يا غلام أعطه مائة ألف، فقال: أعز الله الأمير فإني أشهد الله وأشهدك أني قد جعلت لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفا، فقال له: ولم؟ قَالَ: لقوله فيك:
إنما مصعب شهاب من الله ... تجلت عن وجهه الظلماء
__________
[1] 7093- انظر: تاريخ الطبري، حوادث سنة 71. وتاريخ الإسلام 3/108. وطبقات ابن سعد 5/135. ورغبة الآمل 1/85، 3/124، 170، 5/235، 6/38، 7/185. والأعلام 7/247- 248.(13/106)
أَخْبَرَنَا الجوهري والتنوخي قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَف بْن المرزبان قَالَ: حدَّثَنِي أبو العبّاس محمّد بن إسحاق، حَدَّثَنَا ابن عائشة قَالَ:
سمعت أبي يقول: قيل لعبد الملك بن مروان- وهو يحارب مصعبا: إن مصعبا قد شرب الشراب. فقال عبد الملك: مصعب يشرب الشراب؟ والله لو علم مصعب أن الماء ينقص من مروءته ما روى منه.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن المخلص وأحمد بن عبد الله الدوري قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حَدَّثَنِي محمد بن الحسن عن زافر بن قتيبة عن الكلبي قَالَ: قَالَ عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه: من أشجع العرب؟ فقالوا: شبيب، قطري، فلان، فلان. فقال عبد الملك: إن أشجع العرب لرجل جمع بين سكينة بنت حسين، وعائشة بنت طلحة، وأمة الحميد بنت عبد الله بن عامر بن كريز، وأمه رباب بنت أنيف الكلبي سيد ضاحية العرب، وولي العراقين خمس سنين فأصاب ألف ألف، وألف ألف، وألف ألف، وأعطي الأمان فأبَى، ومشى بسيفه حتى مات. ذلك مصعب بن زبير، لا من قطع الجسور مرة هاهنا ومرة هاهنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا محمّد بن موسى المارستاني، حدّثنا الزّبير ابن أبي بكر، حَدَّثَنِي فليح بن إسماعيل وجعفر بن أبي كثير عن أبيه قَالَ: لما وضع رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان قَالَ:
لقد أردى الفوارس يوم عبس ... غلاما غير مناع المتاع
ولا فرح بخير إن أتاه ... ولا هلع من الحدثان لاع
ولا وقافة والخيل تعدو ... ولا خال كأنبوب اليراع
فقال الذي جاءه برأسه: والله يا أمير المؤمنين لو رأيته والرمح في يده تارة، والسيف تارة، يضرب بهذا، ويطعن بهذا، لرأيت رجلا يملأ القلب والعين شجاعة وإقداما، ولكنه لما تفرقت رجاله وكثر من قصده، وبقي وحده ما زال ينشد:
وإني على المكروه عند حضوره ... أكذب نفسي والجفون له تنضي
وما ذاك من ذل، ولكن حفيظة ... أذب بها عند المكارم عن عرضي
وإني لأهل الشر بالشر مرصد ... وإني لذي سلم أذل من الأرض(13/107)
فقال عبد الملك: كان والله كما وصف نفسه وصدق، ولقد كان من أحب الناس إلي، وأشدهم لي إلفا ومودة، ولكن الملك عقيم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنِي غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد قَالَ:
وثب عبيد الله بن زياد بن ظبيبان على مصعب، فقتله عند دير الجاثليق على شاطئ نهر يقال له دجيل من أرض مسكن واحتز رأسه، فذهب التميمي به إلى عبد الملك، فسجد عبد الملك لما أتي برأسه، قَالَ يعقوب: سنة اثنتين وسبعين فيها قتل مصعب بن الزبير.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الضبي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسلم المخرمي، حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الله بن شبيب، حَدَّثَنِي أبو محلم قَالَ: لما قتل مصعب بن الزبير خرجت سكينة تطلبه في القتلى، فعرفته بشامة في فخذه، فأكبت عليه فقالت: يرحمك الله، نعم والله حليل المسلمة كنت، أدركك والله ما قَالَ عنترة:
وحليل غانية تركت مجدلا ... بالقاع لم يعهد ولم يتثلم
فهتكت بالرمح الطويل إهابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن المخلص وأحمد بن عبد الله الدوري قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار قَالَ:
حَدَّثَنِي مصعب بن عثمان قَالَ: قتل مصعب بن الزبير وهو ابن أربعين سنة.
قال الزّبير: حدثني إبراهيم بن حمزة قَالَ: قتل مصعب بن الزبير وهو ابن خمس وثلاثين سنة.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عمي مصعب قَالَ: يقولون: قتل مصعب بن الزبير وهو ابن خمس وأربعين سنة. قَالَ الزبير وَقَالَ عبيد الله بن قيس يرثي مصعبا:
لقد أورث المصرين خزيا وذلة ... قتيل بدير الجاثليق مقيم
فما نصحت لله بكر بن وائل ... ولا صدقت يوم اللقاء تميم
وفي رواية المخلص بنهر الجاثليق-.(13/108)
7094- مصعب بن سلام، التميمي الكوفي:
نزل بغداد وحدث بها عن جعفر بن محمد بن علي، وعمرو بن قيس الملائي، وعبد الله بن شبرمة، وابن جريج، وعبد الله بن العلاء بن زبر الشامي، والأجلح الكندي، وحمزة الزّيّات. روى عنه محمّد بن عيسى بن الطباع، وأحمد بن حنبل، وأبو همام الوليد بن شجاع، وإبراهيم بن دينار، ومنجاب بن الحارث، وضرار بن صرد، وأبو سعيد الأشج، وزياد بن أيوب، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا مصعب بن سلام، حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِهَا أَشْرِبَةً فَمَا أَشْرَبُ وَمَا أَدَعُ؟ قَالَ: «وَمَا هِيَ؟» قُلْتُ الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ، فَلَمْ يَدْرِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هُوَ فَقَالَ: «مَا الْبِتْعُ، وَمَا الْمِزْرُ؟» قَالَ: أَمَّا الْبِتْعُ فَنَبِيذُ الذرة فيطبخ حَتَّى يَعُودَ بِتْعًا. وَأَمَّا الْمِزْرُ فَنَبِيذُ الْعَسَلِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تشربن مسكرا» [1] .
أخبرنا التنوخي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدّثنا هارون بن حاتم البزّاز المقرئ، حَدَّثَنَا مصعب بن سلام التميمي- قَالَ: وكان شيخ صدق عن حمزة الزيات.
أَخْبَرَنَا عبد الله بن يحيى السّكّري، أخبرنا عبد الله بن محمّد الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا- يعني يحيى بن معين-.
__________
[1] 7094- انظر: تهذيب الكمال 5984 (28/28- 31) . تاريخ الدوري 2/567، وابن الجنيد، الترجمة 27، وابن محرز، الترجمة 1666. وعلل أحمد 1/300، 346، و 2/146، 207، 208، 256. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1529. وتاريخ البخاري الصغير 2/263. وثقات العجلي، الورقة 51. وأبو زرعة الرازي 331. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/105.
وضعفاء العقيلي، الورقة 209. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1425، والمجروحين لابن حبان 3/28. والكامل لابن عدي 3/الورقة 115. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1372. وكشف الأستار (1905) . وديوان الضعفاء، الترجمة 4134. والمغني 2/الترجمة 6263. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 42. وتاريخ الإسلام، الورقة 142 (آيا صوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8562. ونهاية السول، الورقة 373. وتهذيب التهذيب 10/161. والتقريب 2/251. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7022.
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/402.(13/109)
وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد قَالَ: قَالَ يَحْيَى بن معين: مصعب بن سلام قد كتبت عنه ليس به بأس.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: قلت ليحيى بن معين، فمصعب بن سلام.
قال: صدوق كان هاهنا- يعني ببغداد- فأعطوه كتابا للحسن بن عمارة فحدث به عن شعبة، ثم رجع عنه فقال عباس الدوري ليحيى: كتبت عن مصعب بن سلام شيئا؟ قَالَ: نعم ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: ومصعب بن سلام كوفي ثقة.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْن أَحْمَد الصَّيْدَلانِيُّ- بِمَكَّةَ- قَالَ: حَدَّثَنَا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد عن أبيه قَالَ: مصعب بن سلام انقلبت عليه أحاديث يوسف بن صهيب جعلها عن الزبرقان السراج، وقدم ابن أبي شيبة فجعل يذاكر عنه بأحاديث عن شعبة هي أحاديث الحسن بن عمارة انقلبت عليه أيضا.
أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد بن الحسن الحربي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: مصعب بن سلام الكوفي كان يروي عن جعفر بن محمد حديثا كنت اشتهي أن أسمعه منه عن جعفر بن محمد عن أبيه ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ
[الحشر 5] قَالَ: النواة. قَالَ: وكان من الشيعة وضعفه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن يونس الأزرق، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مصعب بن سلام ضعيف.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن مصعب بن سلام فوهاه.(13/110)
7095- مصعب بن المقدام، أبو عبد الله الخثعمي الكوفي:
سمع مسعرا، وسفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، والحسن بن صالح، وإسرائيل بن يونس، وداود الطائي. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، وَأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَأبو كريب محمد بن العلاء، وإسحاق بْن راهويه. وقدم بغداد وحدث بِها فروى عنه من أهلها مُحَمَّد بن حسان الأزرق، وَمحمد بْن الْحُسَيْن بْن إشكاب، وَأحمد بْن العباس بن المبارك التركي، وأَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شاكر، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّه المنادي، وَالحسن بْن مكرم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُبَارَكِ التُّرْكِيُّ قال: حدّثنا مصعب بن المقدام، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَخْرُجُ- يعني الدجال- من كوثي، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ أَحَدٌ أَشَدَّ عَلَى الدَّجَّالِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ» وَقَالَ: «لا يَخْرُجُ حَتَّى لا يَكُونَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى الْمُؤْمِنِ خُرُوجًا مِنْهُ» [1] .
أَخْبَرَنِيهِ الأَزْهَرِيُّ، حدّثنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ. وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ، مَا كَتَبْنَاهُ إِلا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْلَدٍ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن عبيد الله المنادي، حدّثنا مصعب بن المقدام، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إن يمس الرجل ذكره
__________
[1] 7095- انظر: تهذيب الكمال 5990 (28/43- 46) . وسؤالات ابن الجنيد لابن معين، الترجمة 273. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1530. وتاريخه الصغير 2/298. والكنى لمسلم، الورقة 63. وثقات العجلي، الورقة 51. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/137. والكنى للدولابي 2/60. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1426. وثقات ابن حبان 9/175. وسؤالات البرقاني للدارقطني، الترجمة 507. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 175. والجمع لابن القيسراني 2/512. والكاشف 3/الترجمة 5562. والعبر 1/342. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 43. وتاريخ الإسلام، الورقة 71 (آيا صوفيا 3007) وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8572. ونهاية السول، الورقة 374. وتهذيب التهذيب 10/165- 166. والتقريب 2/252. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7027. وشذرات الذهب 2/7. والمنتظم، لابن الجوزي 10/122.
[1] انظر الحديث في: حلية الأولياء 7/123.(13/111)
بيمينه، وأن يلتحف الصَّمَّاءَ، وَأَنْ يَمْشِيَ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ منه شيء.
أخبرني الأزهري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عبيد الله المنادي قَالَ: قَالَ لي جدي: كتب عن مصعب بن المقدام في أيام محمد ابن زبيدة، كان قد جاء في ظلامة، وكان رجلا عفطيا [2] .
أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد بن الحسن الحربي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قَالَ:
سمعت أبي يقول: المصعب بن المقدام ضعيف.
قلت: قد وصفه بالثقة يحيى بن معين وغيره من الأئمة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا:
مصعب بن المقدام ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين- وأنا شاهد- عن مصعب بن المقدام فقال: ما أرى به بأسا.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أبو داود عن مصعب بن المقدام. فقال:
لا بأس به.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: مصعب بن المقدام ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة ثلاث ومائتين فيها مات مصعب بن المقدام الخثعمي.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا أَبُو حامد أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الهمذاني- في كتابه- حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حبيب البزناني، حَدَّثَنَا أحمد بن سيار قَالَ: سمعت عبيد الله بن يحيى بن بكير يقول: مصعب بن المقدام الخثعمي مات سنة ثلاث ومائتين.
__________
[2] العفطي: الكثير الضراط.(13/112)
7096- مصعب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُصْعَبِ بْن ثَابِتِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام، أبو عبد الله الزبيري المديني:
عم الزبير بن بكار، سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ مالك بْن أنس، وعبد العزيز الدراوردي، والضحاك بن عثمان، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حاتم، وغيرهم. كتب عنه يحيى بن معين، وأبو خيثمة، وروى عنه الزبير بن بكار، وأحمد ابن أبي خيثمة، وإبراهيم الحربي، وصالح جزرة، وموسى بن هارون، ومحمد بن موسى البربري، ويعقوب بن يوسف المطوعي، وَعَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، وَأَبُو القاسم البغوي. وكان عالما بالنسب عارفا بأيام العرب.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني- قراءة- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: قَالَ لنا السعداني- وهو محمد بن أحمد بن سعدان- حضرت صالحا- يعني جزرة- وعنده نصرك. فقال: حَدَّثَنَا فلان عن الحميدي عن سفيان عن الزنيري عن مالك. فقال له صالح: كذا تقول الزنيري، ولا تقول الزُّبَيْريُّ مصعب صاحبنا، حدث عنه ابن عيينة حرفا حَدَّثَنَاه ابن عباد عن سفيان.
أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا قاسم السّيّاري- بمرو- حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حدّثنا العبّاس بن مصعب ابن بشر قَالَ: مصعب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُصْعَبِ بْن ثَابِتِ بن عبد الله بن الزبير قد أدركته ببغداد، وهو أفقه قرشي في النسب.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قَالَ: وكان مصعب بن عبد الله وجه قريش مروءة، وعلما،
__________
[1] 7096- انظر: تهذيب الكمال 5987 (28/34- 39) . وطبقات ابن سعد 5/439، و 7/344.
وتاريخ الدوري 2/567. وعلل أحمد 1/155، و 2/123. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1532. وجمهرة نسب قريش 205، فما بعد، والجرح والتعديل 8/الترجمة 1429. وثقات ابن حبان 9/175. والسابق واللاحق 345. والمعجم المشتمل، الترجمة 1046. والمنتظم لابن الجوزي 11/246. وأنساب القرشيين 230. والكامل في التاريخ 7/57. وسير أعلام النبلاء 11/30. والكاشف 3/الترجمة 5560. وديوان الضعفاء، الترجمة 4137. والمغني 2/الترجمة 6265. والعبر 1/423. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 42. وتاريخ الإسلام، الورقة 76 (أحمد الثالث 2917/7) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8564. ورجال ابن ماجة، الورقة 17. ونهاية السول، الورقة 373. وتهذيب التهذيب 10/162- 164. والتقريب 2/252.
وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7024. وشذرات الذهب 2/86. وجمهرة نسب قريش 205(13/113)
وشرفا، وبيانا، وجاها، وقدرا. قَالَ الزبير: وكان أبو عزية محمد بن موسى الأنصاري كثيرا ما يجلس إلي، فجلس إلي ليلة بين المغرب والعشاء الآخرة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ إذ ذاك قاض- فتحَدَّثَنَا إلى أن ذكر الشعر فقال لي: ابن أبي صبح أشعر الناس حين يقول لعمك:
فما عيشنا إلا الربيع ومصعب ... يدور علينا مصعب وندور
وفي مصعب إن غبنا القطر والندى ... لنا ورق معرورق وشكير
متى ما رأى الراءون غرة مصعب ... ينير بها إشراقه فتنير
يروا ملكا كالبدر أما فناؤه ... فرحب وأما قدره فكبير
له نعم من عد قصر دونها ... وليس بها عمّا تريد قصور
عددنا فأكثرنا ومدت فأكثرت ... فقلنا كثير طيب وكثير
لعمري لئن عددت نعماء مصعب ... لأشكرها إني إذا لشكور
وله يقول ابن أبي صبح المزني أيضا:
إذا شئت يوما أن ترى وجه سابق ... بعيد المنى فانظر إلى وجه مصعب
ترى وجه بسام أغر كأنما ... تفرج تاج الملك عن ضوء كوكب
فتى همه أن يشتري الحمد بالندى ... فقد ذهبت أخباره كل مذهب
مفيد ومتلاف كأن نواله ... علينا نجاء العارض المتصبب
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: أبو عبد الله مصعب بن عبد الله كتب عنه أبي، ويحيى بن معين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة. وأخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدّثنا أحمد ابن سلمان النجاد، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين عَن مصعب الزبيري فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين- وَذكر النسب فقلت له إنما أخذه الزبيري عن الواقدي. فقال يحيى: الزبيري عالم بالنسب- يعني مصعبا-.(13/114)
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مصعب الزّبير مستثبت.
أَخْبَرَنَا الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ أَبُو الحسن الدارقطني: مصعب بن عبد الله الزّبيري ثقة.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، أخبرنا الحسين بن فهم قَالَ: مصعب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُصْعَبِ بْن ثَابِتِ بن عبد الله بن الزّبير ابن العوام يكنى أبا عبد الله، نزل بغداد وكان إذا سئل عن القرآن يقف، ويعيب من لا يقف، وتوفي ببغداد في شوال سنة ست وثلاثين ومائتين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قَالَ: وتوفي مصعب بن عبد الله ليومين خلوا من شوال سنة ست وثلاثين ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة.
7097- مصعب بن أحمد بن مصعب، أبو أحمد القلانسي الصوفي [1] :
كان أحد الزهاد، وهو بغدادي المولد والمنشأ وأصله من مرو، وكان أبو سعيد بن الأعرابي ينتمى إليه في التصوف وَقَالَ: صحبته إلى أن مات فما رأيته يبيت ذهبا ولا فضة.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين السلمي قَالَ: مصعب ابن أحمد أبو أحمد القلانسي بغدادي المولد والمنشأ. وأصله من مرو، من أقران الجنيد ورويم كان أستاذ منبه المصري يرجع إلى زهد وتقوى. حج أبو أحمد سنة سبعين ومائتين. فمات بمكة بعد انصراف الحاج بقليل، ودفن بأجياد عند الهدف.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنِي جعفر الخلدي- في كتابه- قَالَ: قَالَ لي أبو أحمد القلانسي: فرق رجل ببغداد على الفقراء أربعين ألف درهم، فقال لي سمنون: يا أبا أحمد ما ترى ما أنفق هذا وما قد عمله؟ ونحن ما نرجع إلى شيء ننفقه، فامض إلى موضع نصلي فيه بكل درهم أنفقه ركعة، فذهبنا إلى المدائن فصلينا أربعين ألف ركعة، وزرنا قبر سلمان وانصرفنا.
__________
[1] 7097- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/241.(13/115)
حدّثنا عبد العزيز بن علي الخيّاط، حدّثنا علي عبد الله الهمدانيّ، حدثني عبد الله ابن محمّد بن أبي موسى، حَدَّثَنِي أحمد بن محمد الزيادي قَالَ: كان سبب تزويج أبي أحمد القلانسي بعد تعزبه وتفرده ولزومه المساجد والصحاري، كان يصحبه شاب يعرف بمحمد الغلام- وهو محمد بن يعقوب المالكي- وكان حدث السن فقال: أنا أحب أن أتزوج، فسأل أبو أحمد بريهة أن تطلب له زوجة، فكلمت إنسانا يقال له ابن المطبخي من النساك في بنت له فأجاب لها، واتعدنا منزل بريهة ليعقد أبو أحمد النكاح، ومعنا رويم والقطيعي، وجماعة. فحضر أبو الصبية، فلما عزموا على النكاح جزع محمد الغلام وَقَالَ: قد بدا لي، فغضب أبو أحمد عليه وَقَالَ: تخطب إلى رجل كريمته ثم تأبَى؟ لا يتزوجها غيري، فتزوجها في ذلك اليوم. فلما عقدنا النكاح قام أبوها وقبل رأس أبي أحمد. وَقَالَ: ما كنت أظن أن قدري عند الله أن أصاهرك، ولا قدر ابنتي أن تكون أنت زوجها، وكانت معه حتى مات عنها.
ذكر من اسمه مكي
7098- مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد، أبو السكن البرجمي الحنظلي التميمي [1] :
من أهل بلخ سمع يزيد بن أبي عبيد، وبهز بن حكيم، وعبد الملك بن جريج، ومالك بن أنس، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ. وهشام بن حسان. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها أحمد بن حنبل، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن حاتم السمين، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبيد الله المنادي، وعباس الدوري، وأبو عوف البزوري، وأحمد بن عبد الله النّرسيّ، في آخرين.
__________
[1] 7098- انظر: تهذيب الكمال 6170 (28/476- 482) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/272.
وطبقات ابن سعد 7/373. وطبقات خليفة 323. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2199. وتاريخه الصغير 2/333. وثقات العجلي، الورقة 52. والمعرفة ليعقوب، انظر الفهرس، والجرح والتعديل 8/الترجمة 2011. وثقات ابن حبان 7/526. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 179. والسابق واللاحق 74. ورجال البخاري للباجي 2/748.
والجمع لابن القيسراني 2/520. والمعجم المشتمل، الترجمة 1059. وسير أعلام النبلاء 9/549. وتذكرة الحفاظ 1/365. والكاشف 3/الترجمة 5717. والعبر 368، و 2/13، 22، 36. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 68. وتاريخ الإسلام، الورقة 158 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 385. وتهذيب التهذيب 10/293- 295. والتقريب 2/273. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7431. وشذرات الذهب 2/35.(13/116)
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ وهِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ- قَالَ الْحُسَيْنُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ هِلالٌ حَدَّثَنَا- أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، حدّثنا عبّاس ابن محمّد الدّوريّ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- أَبُو السَّكَنِ الْبَلْخِيُّ- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، لا فَضْلَ بَيْنَهُمَا، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّبَا» [1] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمرو بن العمركي البلخي قَالَ: سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول: سمعت مكي يقول:
حججت ستين حجة، وتزوجت ستين امرأة، وجاورت بالبيت عشر سنين، وكتبت عن سبعة عشر نفسا من التابعين، ولو علمت أن الناس يحتاجون إلي لما كتبت دون التابعين عن أَحْمَد.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرني أبو محمّد بن زياد، حَدَّثَنَا علي بن الفضل البلخي قَالَ: سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول: روى مكي بن إبراهيم عن أحد عشر نفسا من التابعين، ووقع عندي تسعة.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التنوخي، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم الحازمي، حَدَّثَنَا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن الفضل قَالَ: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: كنت أختلف إلى الأعمش، فأجلس وآخذ لأخي موضعا، فإذا جاء أخي انصرفت، فكان يندم على ذلك.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد بن علي أبو الوليد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ- ببخاري- أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بن نصر بن محمد بن إشكاب قَالَ:
سمعت الحسين بن أحمد بن مالك الزعفراني يقول: سمعت عمر بن مدرك يقول:
سمعت مكي بن إبراهيم يقول: قطعت البادية من بلخ خمسين مرة حاجا، ودفعت في كراء بيوت مكة ألف دينار ومائتي دينار ونيفا.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي- بِخَطِّ يَدِهِ- وَسَأَلْتُهُ-
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 5/280.(13/117)
يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ- عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ مَكِّيٍّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ. فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: هَذَا بَاطِلٌ وَكَذِبٌ. قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ؟ فَقَالَ: إِنَّ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ رَوَاهُ هَكَذَا بِالرَّيِّ، وهُوَ جَاءَنِي مِنْ خُرَاسَانَ يُرِيدُ الْحَجَّ فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ حَجِّهِ سُئِلَ عَنْهُ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطوماري، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدّثنا سهل بن زنجلة الرّازيّ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ- بِمَرْوَ- يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ الْفَضْلِ يَقُولُ: سَأَلْنَا مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَدِيثِ مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ عَلَى النَّجَاشِيِّ أَرْبَعًا. فَحَدَّثَنَا مِنْ كِتَابِهِ عَنْ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ: هَكَذَا فِي كِتَابِي.
أخبرني الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بن معين عن مكي بن إبراهيم قَالَ:
صالح.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: مكي بن إبراهيم البلخي يكنى أبا السكن ثقة.
أَخْبَرَنَا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو السكن مكي بن إبراهيم ابن بشير بن فرقد بلخي ليس به بأس.
أخبرني الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا محمد بن سعد.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة خمس عشرة ومائتين. فيها مات مكي بن إبراهيم. هذا(13/118)
آخر حديث الحضرمي زاد ابن سعد: المحدث ببلخ في النصف من شعبان، وقد قارب مائة سنة.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مكي بن إبراهيم البلخي توفي ببلخ سنة خمس عشرة ومائتين، وكان قدم بغداد يريد الحج ورجع وحدث الناس في ذهابه ورجوعه، وكتبوا عنه، كان ثقة ثبتا في الحديث.
7099- مكي بن مرزوق بن عطية، أخو ابن [1] أبي عوف البزوري [2] :
حكى عنه ابن أخيه أحمد بن عبد الرحمن حكاية لا أعلم روي عنه غيرها.
أَخْبَرَنَاها أبو الحسن محمد بن أسد بن علي بن سعيد الْكَاتِبُ وَالحسن بْن أَبِي بَكْر قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عمرو عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي عوف قَالَ: سمعت أبي وعمي يقولان: كنا في مجلس يزيد بن هارون في بستان أم جعفر، فرأينا فيه رجلا خلاسيا طوالا وعلى يديه صبي يرضع منه. فقال ذاك الرجل إن أم هذا الصبي ولدته وتوفيت بأرض مفازة- أو أرض فلاة- فألقيته على ثديي أعلله، فأجرى الله له هذا الرزق. فرأيناه والثدي يدر عليه. روى هذه الحكاية أحمد ابن كامل القاضي عن ابن أبي عوف، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي وعمي مكي.
7100- مكي بن محمد بن ماهان، أبو العباس البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن صهيب بن عاصم، وأبي حمة محمد بن يوسف، وإبراهيم بن سلام مولى بني هاشم. روى عنه محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بالويه، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَاهَانَ الْبَلْخِيُّ- بِبَغْدَادَ فِي مَجْلِسِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وثمانين ومائتين- حدّثنا صهيب بن عاصم، حدّثنا وكيع، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلاةٌ الليل والنهار مثنى مثنى» [3] .
__________
[1] 7099- في المطبوعة: «أخو أبي عوف البزوري» .
[2] البزوري: هذه النسبة إلى البزور وهي جمع البزر (الأنساب، للسمعاني 2/198) .
[3] 7100- انظر الحديث في: سنن الترمذي 597. وسنن النسائي 3/228. وسنن ابن ماجة 1319.
ومسند أحمد 2/30، 33، 40، 44، 49، 66، 4/167، 387.(13/119)
7101- مكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم بن راشد، أبو حاتم التميمي النّيسابوريّ:
سمع أحمد بن حفص بن عبيد الله، وعبد اللَّه بْن هاشم الطوسي، ومُحَمَّد بْن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج الحافظ، وعمار بن رجاء، وأحمد بن يوسف السلمي.
روى عنه كافة أهل بلده، وقدم بغداد وحدث بِهَا. فرَوى عنه من أهلها أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن نصر الحافظ، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الواثق بالله، وأبو علي بن الصّوّاف، وعلي بن عمر السّكّري الحربيّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل الْمَحَامِلِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف، حدّثنا مكي بن عبدان، حدّثنا عبد الله بن هاشم، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا» [1] .
هَذَا الْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ هَكَذَا مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. وَأَمَّا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرٍو فَغَيْرُ مَحْفُوظٍ. وَلَمْ يُتَابِعْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَاشِمٍ أَحَدٌ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، وَشُعْبَةُ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سعيد بن جبير. وروى عبد الله ابن عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ الصَّحِيحُ مِنْ حَدِيثِ أبي أسامة، فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدّقّاق، أخبرنا علي بن عمر السّكّري، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ- في سوق يحيى سنة ثلاث وثلاثمائة- حدّثنا أحمد بن حفص، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَارِثَةَ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كسر عظم الميت ككسره حيّا» [2] .
قال: وحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مثله.
أخبرني ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول:
مكي بن عبدان ثقة مأمون.
__________
[1] 7101- انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/204، 8/136. وسنن الترمذي 3332.
والمستدرك 2/251. وفتح الباري 11/378.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3207. وسنن ابن ماجة 1616. ومسند أحمد 6/105.
وصحيح ابن حبان 776.(13/120)
قَالَ: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: تقدم مكي بن عبدان على أقرانه من مشايخنا فسألته عن ذلك فقال: ليس فيهم أثبت منه، انتقيت عليه ببغداد مجلسا لأصحابنا وفيه حديث لمحمد بن يحيى أنكرته إذ لم أعرفه، فلما انصرفت إلى نيسابور حمل إلي أصل كتابه وعرضه علي، فأعجبني ذلك منه.
وَقَالَ ابن نعيم: سمعت أبا حفص الزاهد يقول: توفي أبو حاتم الثقة يوم الثلاثاء أصابته سكتة، فوقفوا إلى عشية الأربعاء الرابع من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، فصلى عليه أبو حامد الشرقي. قَالَ أبو حفص: وقرأت بخط أبي، قَالَ مكي: ولدت سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
7102- مكي بن بندار بن مكي بن عاصم، أبو عبد الله الزنجاني [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن أسامة بْن علي بن سعيد الرازي، ومحمد بن زنجويه القزويني، وعرس بن فهد الموصلي، ومحمد بن الحسين الزعفراني صاحب ابن أبي خيثمة، وغيرهم. روى عنه أبو الْحَسَن الدارقطني. وحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَكِّيُّ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ مَكِّيِّ ابن عاصم الزنجاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ بْنِ علي المعنى- بقزوين- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ المثنى التّميميّ- بقزوين- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن زياد، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشَدُّ الْحُزْنِ النِّسَاءُ، وَأَبْعَدُ اللِّقَاءِ الْمَوْتُ، وَأَشَدُّ مِنْهُمَا الْحَاجَةُ إِلَى النَّاسِ» [2] .
7103- مكي بن علي بن عبد الرزاق، أبو طالب الحريري المؤذن [3] :
سمع أبا بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَمحمد بْن جَعْفَر بْن الهيثم البندار، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وعثمان بن عمر الدراج، وأبا إسحاق المزكي، وعبد الله بن موسى الهاشمي، وأبا سليمان الحراني. كتبت عنه وكان ثقة يسكن بعض السكك بباب البصرة ومات في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
__________
[1] 7102- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8751.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/10.
[3] 7103- انظر: الأنساب، للسمعاني 4/122.(13/121)
7104- مكي بن إبراهيم بن سهلان، أبو الحسن الشيرازي [1] :
سافر الكثير ورحل في الحديث إلى بغداد، والبصرة، والشام، ومصر. وسمع محمد بن أبي الفوارس، وأبا الحسين بن بشران، وأبا محمد بن النحاس المصري، وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر الدمشقي، والْقَاضِي أَبَا عُمَر بْن عَبْد الْوَاحِدِ الهاشمي، وعلي بن القاسم بن النجاد البصري، ونحوهم. وعاد إلى بغداد أيام أبي علي بن شاذان وهو شاب فعلقت عنه شيئا يسيرا، ثم خرج إلى خراسان فبلغنا أنه مات نحو سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وكان ثقة ذكيا متنبها.
ذكر من اسمه المفضل
7105- المفضل بن محمد بن يعلى، الضبي الكوفي [2] :
سمع سماك بن حرب، وأبا إسحاق السبيعي، وعاصم بن أبي النجود، ومجاهد بن رومي، وسليمان الأعمش، وإبراهيم بن مهاجر، ومغيرة بن مقسم. روى عنه أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، ومحمد بن عمر القصبي، وأبو كامل الجحدري، وأبو عبد الله محمد بن زياد بن الأعرابي، وأحمد بن مالك القشيري، وغيرهم.
وكان علامة راوية للآداب والأخبار، وأيام العرب، موثقا في روايته، وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمر النّرسيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حدّثنا محمّد بن عمر القصبي، حدّثنا مفضل ابن محمّد النّحويّ، حَدَّثَنَا سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا» [3] .
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْخَالِعُ- فِيمَا أَذِنَ أَنْ نَرْوِيهِ عنه- أخبرنا علي
__________
[1] 7104- الشيرازي: هذه النسبة إلى «شيراز» وهي قصبة فارس ودار الملك بها (الأنساب 7/449) .
[2] 7105- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8735.
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود، 5010 ومسند أحمد 1/269، 273، 303، 309، 313، 327، 5/125 وصحيح ابن حبان 2009، 2017. وفتح الباري 10/537، 540(13/122)
ابن محمّد بن السّريّ الهمذاني قَالَ: قَالَ لَنَا جَحْظَةُ: قَالَ الرَّشِيدُ لِلْمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ: ما أحسن ما قيل في الذئب، ولك هذا الخاتم الذي في يده وشراؤه ألف وستمائة دينار؟
فقال قول الشاعر:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع
فقال: ما ألقى هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم، وحلق به إليه. فاشترته أم جعفر بألف وستمائة دينار وبعثت به إليه وقالت: قد كنت أراك تعجب به. فألقاه إلى الضبي وَقَالَ: خذه وخذ الدنانير، فما كنا نهب شيئا فنرجع فيه.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: المفضل بن محمد بن يعلى بن عامر بن سالم بن أبي سلمى بن ربيعة بن زبّان ابن عامر بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بْن مالك بْن بَكْر بْن سعد بْن ضبة. الراوية العلامة الكوفي. وجده يعلى بن عامر كان على خراج الري وهمذان والماهيان. يروي المفضل عن عاصم بن أبي النجود القراءات والحديث، وعن أبي إسحاق السبيعي وسماك بن حرب وغيرهم. روى عنه علي بن حمزة الكسائي، ويحيى بن زياد الفراء وغيرهما.
7106- المفضل بن سلم:
في عداد المجهولين. روي عن سليمان الأعمش حديثا منكرا تفرد بروايته أهل بخارى.
أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْوَلِيدِ الحسن بن محمد بن علي الدربندي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ- ببخاري- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ خَلَفٍ وَخَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان سعد بن سليمان بن داود الشرعي، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَنْظَلِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ سَلْمٍ- لَقِيتُهُ بِبَغْدَادَ- عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبَايَةَ الأَسَدِيِّ عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ فِي القيامة راكب غَيْرُنَا وَنَحْنُ أَرْبَعَةٌ» [1] قَالَ فَقَامَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ لَهُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي أَنْتَ وَمَنْ؟ قَالَ: «أَمَّا أَنَا فَعَلَى دَابَّةِ اللَّهِ الْبُرَاقِ، وَأَمَّا أَخِي صَالِحٌ فَعَلَى نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِي عُقِرَتْ، وَعَمِّي حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ على ناقتي العضباء، وأخي وابن عمي
__________
[1] 7106- انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/195. والموضوعات 1/395.(13/123)
وَصِهْرِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةُ الظَّهْرِ، رَحْلُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ مُضَبَّبٍ بِالذَّهَبِ الأَحْمَرِ، رَأْسُهَا مِنَ الْكَافُورِ الأَبْيَضِ، وَذَنَبُهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ، وَقَوَائِمُهَا مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، وَعُنُقُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَعَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ نُورِ اللَّهِ، بَاطِنُهَا عَفْوُ اللَّهِ، وَظَاهِرُهَا رَحْمَةُ اللَّهِ، بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَلا يَمُرُّ بِمَلأٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا قَالُوا:
هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، أَوْ حَامِلُ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ لُدْنَانِ الْعَرْشِ- أَوْ قَالَ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ- لَيْسَ هَذَا مَلَكًا مُقَرَّبًا، وَلا نَبِيًّا مُرْسَلا، وَلا حَامِلَ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلَى جِنَانِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَفْلَحَ مَنْ صَدَّقَهُ، وَخَابَ مَنْ كَذَّبَهُ. وَلَوْ أَنَّ عَابِدًا عَبَدَ اللَّهَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ أَلْفَ عَامٍ وَأَلْفَ عَامٍ حَتَّى يَكُونَ كَالشَّنِّ الْبَالِي لَقِيَ اللَّهَ مُبْغِضًا لآلِ مُحَمَّدٍ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى مَنْخِرِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
قُلْتُ: لَمْ أَكْتُبْهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَرِجَالُهُ فِيهِمْ غَيْرُ وَاحِدٍ مَجْهُولٌ. وَآخَرُونَ مَعْرُوفُونَ بِغَيْرِ الثِّقَةِ.
7107- المفضل بن عبيد الله، الحبطي اليربوعي [1] :
من أهل البصرة حدث عَن داود بْن أبي هند، وإسماعيل بن مسلم، وعمر بن عامر. روى عنه أبو معمر القطيعي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، وكان شيخا صدوقا سكن بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرّحمن بن محمّد الحريصي النّيسابوريّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عمر الخفّاف، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى نَاقَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمّد النّيسابوريّ التّميميّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَمُحَمَّدُ بن سليمان بن فارس قالا: حدّثنا
__________
[1] 7107- انظر: تهذيب الكمال 6149 (28/412) . وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1781، والجرح والتعديل 8/الترجمة 1467. وثقات ابن حبان 9/184. والمغني 2/الترجمة 6396.
وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8731. ونهاية السول، الورقة 384. وتهذيب التهذيب 10/272- 273. والتقريب 2/271. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7172.(13/124)
محمّد بن عبد الله المخرّميّ، حدّثنا المفضّل بن عبيد الله، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحِلا وَمُحْرِمًا.
قَالَ أبو محمد بن أبي حاتم: قَالَ أبي: المفضّل هذا بصري سكن بغداد ومحله الصدق.
7108- المفضل بن غسان بن المفضل، أبو عبد الرحمن الغلابي [1] :
بصري الأصل سكن بَغْدَاد وحدث بها عَنْ أَبِيهِ، وعن عبد الله بن داود الخريبي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي داود الطيالسي، وقريش بن أنس، ويزيد بن هارون، وسليمان بن حرب، ومؤمل بن إسماعيل، وحماد بن عيسى، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وروح بن عبادة، ومحمد بن عمر الواقدي، وسعيد بن داود الزنبري، وعفان بن مسلم، وسعيد بن سُلَيْمَان الواسطي، وعارم بن الفضل السدوسي، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
روى عنه ابنه الأحوص، ويعقوب بْن شيبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وجعفر بْن مُحَمَّد بن الأزهر الباوردي، وأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، وأبو الليث الفرائضي، وكان ثقة.
7109- المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب [2] :
حدث عن عمر بن شبة، ومحمد بن شداد المسمعي، ويعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل. وله كتاب «ضياء القلوب» وغيره من الكتب في الأدب، وكان فهما فاضلا.
روى عنه محمد بن يحيى الصولي، وزعم أنه سمع منه في سنة تسعين ومائتين. قَالَ:
وكان منزله بباب خراسان. وأبو سلمة بن عاصم، صاحب الفراء، وابنه أبو الطيب بن المفضل بن سلمة كان آخر شيوخ الفقهاء الشّافعيّين.
__________
[1] 7108- انظر: الأنساب، للسمعاني 9/195.
[2] 7109- انظر: وفيات الأعيان 1/460. وفهرست ابن النديم 1/73. وإرشاد الأريب 7/170. وآداب اللغة 2/187. وإنباه الرواة 3/304. والأعلام 7/279.(13/125)
ذكر من اسمه المظفر
7110- المظفر بن مدرك، أبو كامل [1] :
خراساني الأصل، سمع حماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وليث بن سعد، وإبراهيم بن سَعْد. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وأبو معمر القطيعي.
وَقَالَ يحيى بن معين: كنت آخذ عنه هذه الصنعة- يعني صنعة الحديث، ومعرفة الرجال-.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أَبُو أمية الأحوص بْن المفضل بْن غسَّان الغلابي قَالَ:
قَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو زكريا: سمعت أبا كامل شيخا من الأبناء ثقة صاحب حديث.
كتبت من أصل أبي الحسن ابن رزقويه قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- قَالَ: قَالَ أبي: كان أبو كامل- يعني مظفر بن مدرك- من أصحاب الحديث، لما قدم شريك قالوا: لا نرضى أحدا يسأله غير أبي كامل. وكان يعد يومئذ من أهل الفضل، وكان ابن مهدي يقول: أيش يقول أبو كامل في حديث من حديث إبراهيم بن سعد؟
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد ذكر حديثا عن أبي كامل- يعني مظفر بن مدرك- عن إبراهيم بن سعد قيل له يعقوب لا يقول كذا [2] فقال: ليس منهم مثله. قلت لأبي عبد الله: أبو كامل؟ قال: نعم.
__________
[1] 7110- انظر: تهذيب الكمال 6017 (28/98- 102) . وطبقات ابن سعد 7/337. وتاريخ الدوري 2/571. وعلل أحمد، انظر الفهرس. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2217.
وتاريخه الصغير 2/278. والمعرفة ليعقوب 2/180، 284. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2017. وثقات ابن حبان 9/200. ورجال البخاري للباجي 2/757. والمعجم المشتمل، الترجمة 1050. وسير أعلام النبلاء 1/124. وتذكرة الحفاظ 1/357. كاشف 3/الترجمة 5588. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 46. وتاريخ الإسلام، الورقة 71 (آيا صوفيا 3007) .
ونهاية السول، الورقة 375. وتهذيب التهذيب 10/183- 184. والتقريب 2/255.
وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7418. وشذرات الذهب 2/18.
[2] تصحف في المطبوعة إلى: «لا يقول كذاب» .(13/126)
أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين- وذكر أبا كامل- فقال: كنت آخذ منه ذلك الشأن. وكان أبو كامل بغداديا من الأبناء.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: أبو كامل مظفر بن مدرك كان من أبناء أهل خراسان، وكان ثقة.
قرأت عَلَى مُحَمَّد بن عَلِيّ الْمُقْرِئ، عَنْ أبي القاسم عبد الله بن إبراهيم الآبندوني قَالَ: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: سمعت أبا خيثمة يقول: ما كان أبو كامل المظفر بن المدرك عندنا بدون وكيع عند الكوفيين، وعبد الرحمن [1] عند البصريّين.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عن مظفر بن مدرك فقال: ثقة ثقة.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن محمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو كامل مظفر بن مدرك ثقة مأمون.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي قيل له: رأيت أبا كامل؟ قَالَ: لا لم أره، مات في سنة مات روح بن عبادة سنة سبع ومائتين.
7111- المظفر بن مرجى، البغدادي:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بن أحمد الدّمشقيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هَارُونَ القاضي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي الغيب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْحَجَّاجِ الأَنْطَاكِيُّ المعروف بابن أبي حمادة، حدّثنا المظفّر بن مرجى البغداديّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى الْمَكْفُوفُ عَنْ شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَكْثُرُ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ، يَحْسُنُ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ» [2] .
__________
[1] على هامش الصميصاطية: «وعبد الرحيم» .
[2] 7111- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 1333. وتنزيه الشريعة 2/106. وكشف الخفا 2/378. وتاريخ أصبهان 1/358. والفوائد المجموعة 35. واللآلئ المصنوعة 2/17.
والموضوعات 2/109، 110.(13/127)
أخبرنا محمّد بن طلحة النعالي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جعفر القديسي الزعفراني وعبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزبيبي قالا: حَدَّثَنَا الحسين بن عمر الثّقفيّ، حدّثنا ثابت بن موسى الضّبّيّ، حَدَّثَنَا شريك بإسناده نحوه.
7112- المظفر بن عاصم بن أبي الأغر، أبو القاسم العجلي [1] :
أحد الغرباء قدم بغداد وروى بها عن حميد الطويل، وعن مكلبة بن ملكان.
وزعم أن مكلبة من الصحابة. حدث عنه أَحْمَد بن جعفر بن سلم، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وعمر بن محمّد بن سنبك، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم المظفر بْن عاصم بْن أبي الأغر، العجلي- إملاء ببغداد، وذكر أن له يوم حَدَّثَنَا مائة سنة وتسعة وثمانين وأشهرا- قال: حدثني حميد الطويل بمدينة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ القبر والمنبر عن أنس بن مالك بحديث ذكره.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأسترآباذي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ معاذ بْن مأمون المقرئ، حدّثنا المظفّر بن عاصم، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2] .
وبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَطُوبَى لِمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَطُوبَى لِمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي» [3] .
قال المظفر: قلت لأبي: لم سمي حميد الطويل وهو ربعة من الرجال صغير الرأس؟ فقال: كان يغسل الموتى، فكان إذا قام عند رأس الميت تبلغ يده رجل الميت فسمي الطويل لطول يده.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن عُبَيْدِ الله الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم المظفر بْن عاصم بْن أَبِي الأَغَرِّ، الْعِجْلِيُّ- قَدِمَ مِنْ سَامَرَّا سَنَةِ إحدى عشرة وثلاثمائة- قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْلَبَةُ بْنُ مَلْكَانَ فِي مَدِينَةِ خُوَارَزْمَ- وَذَكَرَ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ غَزَاةً مَعَ سَرَايَاهُ، وَفِي آخِرِ غَزَاةٍ غَزَاهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجُوا علينا الكفار في كثرة.
__________
[1] 7112- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8605.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/20. والكامل لابن عدي 3/977، 6/2350.(13/128)
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ- وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ لَهُ- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن معاذ المعروف بابن شاذان المقرئ، حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْلَبَةُ بْنُ مَلْكَانَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقاتله الْمُشْرِكُونَ قِتَالا شَدِيدًا حَتَّى حَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ، وَنَزَلُوا هُمْ عَلَى الْمَاءِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَطْشَانَ رَجْفَانَ قَدْ خَلَعَ ثِيَابَهُ وَاتَّزَرَ بِرِدَاءٍ لَهُ وَاسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ، فَأَخَذْتُ إِدَاوَةً لِي وَمَضَيْتُ فِي طَلَبِ الْمَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ أَرْضًا ذَاتَ رَمْلٍ، فَإِذَا طَائِرٌ يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ شِبْهُ الدُّرَّاجِ- أَوِ الْقَبَجِ- فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَطَارَ، فَنَظَرْتُ إِلَى مَوْضِعِهِ فَإِذَا فِيهِ نَدَاوَةٌ تَنْدَى، فَخَرَقْتُ بِيَدِي خَرْقًا عَمِيقًا فَنَبَعَ مَاءٌ فَشَرِبْتُ حَتَّى رُوِيتُ، وَتَوَضَّأْتُ وَمَلأْتُ الإِدَاوَةَ وَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا رَآنِي قَالَ لِي: «يَا مَكْلَبَةُ أَمَعَكَ مَاءٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ:
«إِلَيَّ إِلَيَّ» ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَنَاوَلْتُهُ الإِدَاوَةَ فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا مَكْلَبَةُ ضَعْ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِي حَتَّى يَبْرُدَ» فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى فُؤَادِهِ حَتَّى بَرَدَ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا مَكْلَبَةُ عَرَفَ اللَّهُ لَكَ هَذَا» فَنَحَّيْتُ يَدِي عَنْ فُؤَادِهِ فَإِذَا هِيَ تَسْطَعُ نُورًا، فَكَانَ مَكْلَبَةُ يُوَارِي يَدَهُ بِالنَّهَارِ كَرَاهَةَ أَنْ تَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيَتَأَذَّى، فَإِذَا رَآهُ مَنْ لا يَعْرِفُهُ حَسِبَ أَنَّهُ أَقْطَعُ» [1] .
قَالَ لَنَا الْمُظَفَّرُ: فَلَقِيتُ مَكْلَبَةَ بِاللَّيْلِ فَصَافَحْتُهُ فَإِذَا يَدُهُ تَسْطَعُ نُورًا. هَذَا آخِرُ حَدِيثِ ابْنِ رَامِينَ.
وزاد الصّيرفيّ في روايته قال المظفّر: لقيت مكلبة وَلِي ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُظَفَّرُ: وُلِدْتُ فِي آخِرِ خِلافَةِ بَنِي أُمَيَّةَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ الْحَمَّارِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِي صَارَ الْمُلْكُ إِلَى وَلَدِ الْعَبَّاسِ، وَأَوَّلُ مَنْ وَلِيَ مِنْهُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّفَّاحُ.
وَذَكَرَ الْمُظَفَّرَ أَنَّهُ سَقَطَتْ أَسْنَانُهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ عَلَى الْكِبَرِ، وَمَوْلِدُهُ الْكُوفَةُ، وَمَنْشَؤُهُ خُرَاسَانُ وَالْجِبَالُ، وَذُكِرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَصَعْلَكُ.
7113- المظفر بن السري، أبو الطيب الكاتب:
حدث عن أبي بكر المروذي. روى عنه أبو الحسين بن أخي ميمي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، حدّثنا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أخي ميمي، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُظَفَّرُ بْنُ السَّرِيِّ الْكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْمَرُّوذِيُّ
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 2/40. وتنزيه الشريعة 2/13. واللآلئ المصنوعة 1/288.(13/129)
- أبو بكر صاحب أحمد بن حنبل- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ- جَارُ أَبِي عَبْدِ الله أحمد ابن حنبل- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الأَزْرَقِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أُمَّةٍ إِلا وَبَعْضُهَا فِي النَّارِ وَبَعْضُهَا فِي الْجَنَّةِ، إِلا أُمَّتِي فَإِنَّهَا كُلَّهَا فِي الْجَنَّةِ» [1] .
7114- المظفر بن محمد بن زيتون، أبو القاسم البريدي [2] :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن أبي مسلم الكجي.
7115- المظفر بن يحيى بن أحمد بن هارون بن عروة بن المبارك، أبو الحسن بن الشرابي [3] :
كان جده شرابي المتوكل. حدث المظفر عن الحسن بن علي بن المتوكل، ومحمد ابن الحسين بن البستنبان، وأحمد بن يحيى الحلواني، والحسن بن عليل العنزي، وأبي الأذان عمر بن إبراهيم الحافظ، وإبراهيم بن هاشم العرني، وغيرهم. روى عنه أَبُو عبيد اللَّه المرزباني، وإبراهيم بن مخلد الباقر حي، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه وَكَانَ ثقة.
حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: مولد المظفر بن يحيى الشرابي بسر من رأى فِي شهر رمضان سنة ست وستين ومائتين.
وقَالَ مُحَمَّد بن أبي الفوارس: توفي المظفر بن يحيى الشرابي يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
7116- المظفر بن نظيف بن عبد الله، أبو نصر مولى بني هاشم، يعرف بغلام مرحب [4] :
كان قاصا وحدث عن القاضي أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي ومحمد بن محمد بن علي الشروطي.
__________
[1] 7113- انظر الحديث في: المعجم الصغير 1/232. ومجمع الزوائد 10/69. والعلل المتناهية 1/302.
[2] 7114- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/178.
[3] 7115- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/305.
[4] 7116- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8606.(13/130)
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الشروطي- من أصله العتيق- حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ نَظِيفِ بْنِ عبد الله مولى بني هاشم، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا محمّد بن بديل، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَتَ مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةُ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ لا أَصْغَرَهَا وَلا أَعْظَمَهَا، وَلَكِنْ وَسَطٌ بَيْنَ ذَلِكَ، فَتَقْطَعُهَا قِطَعًا صِغَارًا، ثُمَّ تُذِيبُهُ فَإِنَّهُ أَكْثَرَ لِدَسَمِهِ، ثم تجزئه ثَلاثَةِ أَجْزَاءٍ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءًا عَلَى الرِّيقِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. فَقَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ نَحْوًا مِنْ مِائَةِ إِنْسَانٍ، فَكُلُّهُمْ يَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قُلْتُ: قَدْ أَخْطَأَ الْمُظَفَّرُ بْنُ نَظِيفٍ عَلَى ابْنِ مَخْلَدٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَطَأً فَظِيعًا، وَارْتَكَبَ بِمَا أَتَى مِنْ ذَلِكَ أَمْرًا شَنِيعًا، لأَنَّ ابْنَ مَخْلَدٍ لَمْ يَرْوِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بُدَيْلٍ وَلا لَقِيَهُ قَطُّ، وَصَوَابُ هَذَا الْحَدِيثِ.
مَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد ابن مخلد العطّار، حدّثنا العبّاس بن يزيد، حدّثنا عبد الخالق بن أبي المخارق، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِرْقَ النسا فقال: «يؤخذ أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ لَيْسَ بِالصَّغِيرَةِ وَلا بِالْكَبِيرَةِ، فَتُذَابُ فَيَشْرَبُهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ» [1] .
قَالَ حَبِيبٌ: قَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ فَلَقَدْ وَصَفْتُهُ لأَكَثَرَ مِنْ ثلاثمائة كُلُّهُمْ يَبْرَءُونَ.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: كتبت عن المظفر بن نظيف القاص عن المحاملي وابن مخلد وعبد الغافر بن سلامة، ثم خرقت ما كتبت عنه لأنه كان كذابا، والشيوخ الذين أدركهم إنما هم شيوخ أبي الحسن بن رزقويه.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عَلِيّ التوزي قَالَ: توفي أبو نصر المظفر بن نظيف القاص في يوم الأربعاء الخامس من شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
7117- المظفر بن الحسن بن المظفر، أبو سعد سبط أبي بكر بن لال الهمذاني:
سكن بغداد وحدث بها عن جده أحمد بن علي بن لال، وأحمد بن إبراهيم بن
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/87. والمستدرك 4/206. ومجمع الزوائد 5/88. وكنز العمال 28225، 28226(13/131)
فراس المكي، والقاضي أبي عبد الله بن الهرواني الكوفيّ، وأبي أَحْمَد بْن جامع الدهان. كتبت عنه وكان ثقة يسكن قطيعة الربيع.
وسَأَلْتُهُ عَن مولده فقال فِي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ومات في ليلة الجمعة ودفن في مقبرة باب حرب يوم الجمعة الثاني من شوال سنة إحدى وستين وأربعمائة.
ذكر من اسمه معاذ
7118- معاذ بن معاذ، أبو المثنى العنبري البصري [1] :
وهو: معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش بن جناب ابن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
سمع سليمان التيمي، وعبد الله بن عون، وعونا الأعرابي، وسعيد بْن أبي عروبة، وشُعبة بْن الحجاج، وسفيان الثوري، وعبد الرحمن المسعودي، روى عنه ابناه عبيد الله والمثنى، وعلي بن المديني، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وسعدان بن نصر، وغيرهم. تولى معاذ بن معاذ قضاء البصرة، وقدم بغداد غير مرة وحدث بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنِي أبو عبد الله قَالَ: معاذ بن معاذ سنة تسع عشرة- يعني ومائة- ولد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا
__________
[1] 7118- انظر: تهذيب الكمال 6036 (28/132- 137) . وطبقات ابن سعد 7/293. وتاريخ الدوري 572. وابن محرز، الترجمة 515. وتاريخ الدارمي، التراجم 109، 659، 803.
وتاريخ خليفة (انظر الفهرس) وطبقاته 226. وعلل أحمد (انظر الفهرس) وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1571. وتاريخه الصغير 1/6، و 2/278. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 11، والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) . وتاريخ واسط 74. والقضاة لوكيع 2/137.
والجرح والتعديل 8/الترجمة 1132. وتقدمته 141. وثقات ابن حبان 7/482. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 169. ورجال البخاري للباجي 2/712. والجمع لابن القيسراني 487. والكامل في التاريخ 5/563، و 6/277. وسير أعلام النبلاء 9/54. وتذكرة الحفاظ 1/324. والكاشف 3/الترجمة 5602. والعبر 1/320. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 48. وتاريخ الإسلام، الورقة 263 (آيا صوفيا 3006) . ونهاية السول، الورقة 376.
وتهذيب التهذيب 10/194- 195. والتقريب 2/257. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7063. وشذرات الذهب 1/345. والمنتظم 10/34.(13/132)
أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدّثنا أبو حفص عمرو ابن علي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: ولدت في سنة عشرين في أولها وولد معاذ في سنة تسع عشرة في آخرها كان أكبر مني بشهرين.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا عَليّ- يعني ابن المَدينِي- قَالَ:
سَمِعْتُ معاذ بن معاذ قَالَ: قدم علينا المسعودي قدمتين البصرة يملي علينا إملاء، قَالَ:
ثم لقيت المسعودي ببغداد سنة أربع وخمسين.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا سعدان بن نصر، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَلَبَ عَلَى قَوْمٍ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ بِعَرْصَتِهِمْ ثَلاثًا.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- حَدَّثَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزاز قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن نوح يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: ما علمت أن أحدا قدم بغداد إلا وقد تعلق عليه في شيء من الحديث إلا معاذ العنبريّ فإنهم ما قدروا أن يتعلقوا عليه في شيء من الحديث مع شغله بالقضاء.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ولي معاذ بن معاذ قضاء البصرة سنة اثنتين وسبعين. قَالَ: وكان له محل ومنزلة فلم يحمد أهل البصرة أمره، وكثر الكارهون له والرفائع عليه، فلما صرف عن القضاء أظهر أهل البصرة السرور به، ونحروا الجزور، وتصدقوا بلحمها، واستتر في بيته خوف الوثوب عليه. ثم أشخص بعد هذا الوقت إلى الرشيد، فاعتذر فقبل عذره، ووهب له ألف دينار، وكان من الأثبات في الحديث.
أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ: أبو زكريا سمعت معاذ بن معاذ يقول لابنه محمد- وهو متوجه إلى الشماسية وقد عزل عن القضاء وقد دعوا به- فقال: يا محمد احفظ ذاك الدعاء حتى تدعو به، وهو مرعوب القلب منهم.(13/133)
أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد ابن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت يحيى يقول: كان شعبة يحلف لا يحدث فيستثني معاذا وخالدا.
وَقَالَ أبو حفص: سمعت رجلا من أصحابنا ثقة يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول في سجوده: اللهم اغفر لخالد بن الحارث ولمعاذ بن معاذ. فذكرت ذلك ليحيى فلم ينكره.
وقَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ أبو الدرداء: إني لاستغفر لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيّ- أَبُو حفص- قَالَ: سمعت يحيى القطان يقول: طلبت الحديث مع رجلين من العرب، خالد بن الحارث بن سليم [1] الهجيمي، ومعاذ بن معاذ العنبري. وأنا مولى لقريش لتيم [2] ، فو الله ما سبقاني إلى محدث قط فكتبا أشياء حتى أحضر، وما أبالي إذا تابعني معاذ وخالد بن الحارث من خالفني من الناس.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا أبو يحيى النّاقد، حَدَّثَنَا مثنى بن معاذ قَالَ: قَالَ لي يحيى القطان- ما لا أحصيه- انظر في كتاب أبيك في كذا وكذا، قد خالفوني، ما أبالي إذا تابعني أبو المثنى من خالفني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد- بالبصرة- حدثني علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا أحمد بن محمّد الباهليّ، حَدَّثَنِي محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه قَالَ: ما أبالي إذا تابعني معاذ بن معاذ من خالفني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ الإسماعيلي حدثكم يعقوب بن يوسف ابن الحكم.
وأخبرنا السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي ابن بحر قالا: حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن سعيد يقول: ما بالبصرة، ولا بالكوفة، ولا بالحجاز، أثبت من معاذ بن معاذ. وما أبالي إذا تابعني من خالفني.
__________
[1] تحرف في المطبوعة إلى «بن سلم» .
[2] تحرف في المطبوعة إلى «وأنا مولى لقريش يتيم» .(13/134)
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: بلغني عن أحمد- يعني ابن حنبل- قَالَ: ما رأيت أعقل من معاذ. قَالَ أبو عبيد- يعني ابن معاذ- كأنه صخرة.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج قَالَ:
وسمعته- يعني أحمد بن حنبل- يقول: معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا أحمد بن عمرو بن جابر قَالَ:
سمعت عبد الله- يعني ابن أَحْمَدَ بْنِ حنبل- يَقُولُ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي، وسعيد بن عامر، وما رأيت أحدا أعقل من معاذ بن معاذ العنبري.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت- يعني ليحيى بْن معين- أزهر السمان كيف حديثه؟ قَالَ: ثقة. قلت: فمعاذ بن معاذ؟ قَالَ:
ثقة. قلت أيهما أثبت في ابن عون؟ قَالَ: ثقتان. قلت: فمعاذ أثبت في شعبة أو غندر؟
قَالَ: ثقة ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قَالَ: كنا عند معاذ بن معاذ وقد شفع لنا إليه رجل، فقال إن هؤلاء أهل سنة فحدثهم، فلما جئنا إليه قَالَ لنا: أنتم أصحاب سنة؟ ثم بكى معاذ وَقَالَ: والله لو أعلم أنكم أصحاب سنة لأتيتكم في بيوتكم حتى أحدثكم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: قَالَ أَبُو موسى ومحمد بن فضيل: مات معاذ بن معاذ سنة ست وتسعين ومائة، وولد سنة تسع عشرة ومائة.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: معاذ بن معاذ يكنى أبا المثنى، وكان ثقة.
ولد سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك، وولي قضاء البصرة لهارون أمير المؤمنين، ثم عزل وتوفي بالبصرة في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين(13/135)
ومائة في خلافة محمد بن هارون، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وصلى عليه محمد بن عباد بن عباد المهلبي. وكان يومئذ على صلاة البصرة والأمرة.
7119- معاذ بن أسد بن أبي شجرة، أبو عبد الله المروزي [1] :
سكن البصرة وحدث عن عبد اللَّهِ بْن المبارك، والفضل بن مُوسَى السيناني. كتب عنه يَحْيَى بْن معين. وَروى عنه أَحْمَد بْن حنبل، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ، وعبّاس ابن محمد الدوري وجماعة من البصريين. وقيل إنه ورد بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس هو الدّوريّ- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدِ بْنِ أَبِي شَجَرَةَ، حدّثنا الفضل ابن موسى، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَتْ عَائِشَةُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْضِي الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ وَلا تصلي.
وأخبرنا أبو سعيد، حدّثنا محمّد وحدّثنا العبّاس، حَدَّثَنَا أبو عبد الله معاذ بن أسد ابن أبي شجرة، حدّثنا الفضل بن موسى، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي زياد، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله الحافظ النيسابوري قَالَ:
معاذ بن أسد المروزي كتب عنه أحمد بن حنبل ببغداد، وروى عنه في المسند، وهو راوية عبد الله بن المبارك.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: معاذ بن أسد مروزي ثقة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سنة تسع وعشرين ومائتين فيها مات معاذ بن أسد.
__________
[1] 7119- انظر: تهذيب الكمال 6018 (28/103) . وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1573.
وتاريخه الصغير 2/348. والكنى لمسلم، والجرح والتعديل 8/الترجمة 1137. وثقات ابن حبان 9/178. ورجال البخاري للباجي 2/711. وتسمية شيوخ أبي داود، الورقة 94.
والجمع لابن القيسراني 2/488. والمعجم المشتمل، الترجمة 1051. والكاشف 3/الترجمة 5589. والعبر 1/388. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 46. ونهاية السول، الورقة 375.
وتهذيب التهذيب 10/185- 186. والتقريب 2/255. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7046.(13/136)
أخبرنا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن معاذ بن أسد مات في سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
7120- معاذ بن محمد بن مخلد بن مطر- وقيل: ابن مخلد- بن صبيح، أبو سعيد النسائي، يعرف بخشنام:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي البصري، ونعيم بن حماد المروزي، وإبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي. روى عَنْهُ الْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ علي المحتسب، حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدّثنا الحسين ابن إسماعيل، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ يُعْرَفُ بِخُشْنَامَ، حدّثنا الحجبي، حدّثنا محمّد بن ثابت، حَدَّثَنَا نَافِعٌ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَاجَةٍ لابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَضَى حَاجَتَهُ فَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِ أَنَّهُ قَالَ: لَقِيَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِكَّةٍ من السكات وَقَدْ خَرَجَ مِنْ غَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ- فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَادَ الرَّجُلُ يَتَوَارَى فِي السِّكَّةِ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ فَمَسَحَ يَدَيْهِ جَمِيعًا ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِيَدَيْهِ فَمَسَحَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَى الرَّجُلِ السَّلامَ وَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلا أَنِّي كُنْتُ لَيْسَ عَلَى طُهْرٍ» [1] .
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد- بخطه- سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات أَبُو سعيد معاذ بن مخلد النسائي خشنام الضخم في غرة شهر رمضان.
7121- معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان، أبو المثنى العنبري [2] :
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن كثير العبدي، ومسدد، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيَّ، وَعَبْدَ الله بن سلمة الأفطس، والقعنبي، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، وشيبان بن فروخ، ويحيى بن هاشم السمسار، وأبي مسلم المستملي. روى عنه أحمد بن علي الأبار، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن
__________
[1] 7120- انظر الحديث في: سنن أبي داود 330. والسنن الكبرى 1/90، 206، 215، 2/258.
ومسند أحمد 4/345، 5/80. وسنن الدارقطني 1/177، 397.
[2] 7121- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/195.(13/137)
علي الخطبي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن سلم، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وغيرهم وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم، حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا القعنبي، حدّثنا عبد العزيز بن سلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ» . قَالَ: وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا، فَقَالَ «لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» [1] .
قَالَ جَعْفَرٌ: وحدّثناه أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أبو المثنّى معاذ بن المثنّى ابن مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْعَبَّاسِيُّ، وَدُفِنَ فِي مَقْبُرَةِ بَابِ الْكُوفَةِ إِلَى جَنْبِ الْكُدَيْمِيِّ.
قُلْتُ: وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ.
ذكر من اسمه المسيب
7122- المسيب بن زهير بن عمرو، أبو مسلم الضبي [2] :
كان من رجالات الدولة العباسية وولي شرطة بغداد في أيام المنصور، والمهدي، والرشيد. وقد كان ولي خراسان أيام المهدي وروى عنه عن المنصور حديثا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن الظفر، حدّثنا محمّد ابن محمّد بن سليمان، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعَبَّاسُ وَصِيِّي وَوَارِثِي» [3] .
أخبرنا عبد الكريم بن محمّد الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: المسيب بن
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/53، 8/164، 9/147. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 1. وفتح الباري 7/148، 11/530، 536.
[2] 7122- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/28.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات 2/31. وتنزيه الشريعة 2/10. والأحاديث الضعيفة 787.(13/138)
زهير بن عمرو بن حميل بن حسان بْن الأعرج بْن رَبِيعَة بْن مسعود بْن منقذ بْن كوز ابن كعب بْن بجالة بْن ذهل بْن مَالِك بْن بَكْر بْن سعد بن ضبة، ولي خراسان وولى الشرط للمنصور.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قَالَ: توفي المسيب بن زهير في هذه السنة- يعني سنة خمس وسبعين ومائة- بمنى، فدفن أسفل العقبة.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: وفي هذه السنة- يعني سنة ست وسبعين ومائة- مات المسيب بن زهير الضبي، وكان على شرط المنصور أيام حياته، وولي شرط المهدي في أول خلافته ثم ولاه خراسان سنة ست وستين. وولي شرط أمير المؤمنين الرشيد ومات وهو ابن ست وسبعين سنة، وولد في خلافة عمر بن عبد العزيز، ويكنى أبا مسلم.
7123-[1] المسيب بن شريك، أبو سعيد [2] التميمي الشقري:
كوفي الأصل حدث عن أبي سعد البقال، وهشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وعبيد الله بن الوليد الوصابي، وموسى بن هشام الزهري. روى عنه الليث بن سعد، وإسماعيل بن عيسى العطار، ونصر بن حريش الصامت، ويحيى بن معين، ومسروق ابن المرزبان، والفضل بن غانم، وأحمد بن منيع، وغيرهم.
أخبرني علي بن محمّد الرّزّاز، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَعْدَ أَنْ يُسَلِّمَ: «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» [3] .
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا علي بن
__________
[1] 7123- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8544. والأنساب للسمعاني 7/363.
[2] في المطبوعة: «أبو سعد» تصحيف.
[3] انظر الحديث في: المعجم الكبير 11/115. وعمل اليوم والليلة 116. ومجمع الزوائد 2/147، 10/103.(13/139)
أحمد بن سليمان المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: والمسيب بن شريك كان يكون ببغداد.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصّابونيّ، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله أحمد ابن حنبل: أول من كتبت عنه الحديث المسيب بن شريك. قيل له: فكيف حديثه؟
قَالَ: حديث أهل الصدق، إلا أنه حدث بحديث عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة: اصطنع المعروف إلى كذا لم يذكر الكلام. أراه من حديث أبي البختري، وروى أحاديث غرائب منها عن الأعمش عن شيخ قال: رأيت ابن عمر نصب فخا فاصطاد، فرأيته يضحك. وعن الأعمش عن مجاهد: لأن أصلي وقد خرج مني شيء أحب إلي أن أعطي الشيطان.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر ابن شاذان، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي عن المسيب بن شريك فقال: ثقة. فقلت: أيش أنكر عليه؟ فقال: حديث رواه عن الأعمش.
أخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حَدَّثَنَا محمد بن عمرو العقيلي.
وقرأت في أصل أبي الْحَسَن بن رزقويه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد قَالَ: سألت أبي عن المسيب بن شريك فقلت: أيش أنكر عليه؟ فقال: حدث عن الأعمش. قَالَ: أرسل أهل السجون إلى إبراهيم يسألونه كيف الصلاة يوم الجمعة؟ فأنكر عليه هذا الحديث. قَالَ أبي: وقد حدث به إسماعيل بن زكريا عن الأعمش هذا الحديث. قلت لأبي: ترى المسيب بن شريك يكذب؟ فقال:
معاذ الله ولكنه كان يخطئ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قَالَ:
سمعت أبي يقول: المسيب بن شريك كتبت عنه كتابا كثيرا ولم أترك عندي عنه إلا ثلاثة أحاديث.
حَدَّثَنَا المسيب عن هشام عن أبيه قَالَ: لا تكون الصنيعة إلا عند ذي كرم، أو دين كما لا تصلح الرياضة إلا في نجيب.(13/140)
قال: وحدّثنا المسيّب، حَدَّثَنَا الأعمش أن أهل السجن أرسلوا إلى إبراهيم هل عليهم جمعة؟ فأمرهم أن يصلوا أربعا.
قَالَ: وحَدَّثَنَا المسيب عن رزام عن ابن عمر قَالَ: وما أقول إنه كذاب، ولم أحدث عنه بشيء. وغمزه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: المسيب بن شريك؟ قَالَ: ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: والمسيب بن شريك متروك الحديث، قد اجتمع أهل العلم على ترك حديثه.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قَالَ: المسيب بن شريك سكت الناس عن حديثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قيل لَهُ: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:
أبو سعيد المسيب بن شريك التميمي الكوفي متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: المسيب بن شريك متروك.
أخبرنا البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قَالَ: المسيب بن شريك التميمي أبو سعيد متروك الحديث يحدث بمناكير.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: مسيب بن شريك متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: المسيب بن شريك متروك.(13/141)
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: المسيب بن شريك قدم بغداد فنزلها، وولي بيت المال لهارون أمير المؤمنين، وكان منزله في مدينة أبي جعفر، وله عقب وتوفي ببغداد، وكان ضعيفا في الحديث لا يحتج به.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمُفِيدُ، أَخْبَرَنَا أبو جعفر محمد بن معاذ الهروي، أخبرنا أبو داود السنجي، حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي قَالَ: المسيب بن شريك توفي في خلافة هارون.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن المسيب بن شريك مات في سنة خمس وثمانين ومائة.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ عن أبي إسحاق المزكي، أَخْبَرَنَا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: قَالَ داود بن رشيد: كان المسيب بن شريك ولي بيت المال أيام هارون، ولد بخراسان ونشأ بالكوفة ومات ببغداد في مدينة أبي جعفر سنة ست وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا أبو خازم بن الفراء، أَخْبَرَنَا الحسن بن علي بن أبي أسامة، حدّثنا أبو عمران ابن الأشيب، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: المسيب بن شريك توفي سنة ست وثمانين ومائة.
7124- المسيب بن سويد، بغدادي [1] :
روى عن علي بن هاشم بن البريد.
ذكره عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ وَقَالَ: سمعت أبي يقول: هو مجهول.
7125- المسيب بن زهير بن مسلم، أبو مسلم التاجر:
سكن نيسابور وحدث بها عن القعنبي، ويحيى بن هاشم السمسار، وعاصم بن علي، وخالد بن خداش، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة. روى عنه أبو حامد أحمد ابن محمّد بن الشرقي، وغيره من النّيسابوريّين.
__________
[1] 7124- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8543.(13/142)
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ التَّاجِرُ الْبَغْدَادِيُّ- بنيسابور- حدّثنا يحيى بن هاشم السّمسار، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ» [1] .
أَخْبَرَنِي أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حوران الحداد وأبو الحسن علي بن أحمد الرزاز قالا: أَخْبَرَنَا عُمَر بن جعفر بن مُحَمَّد بن سلم الختلي، حدّثنا معاذ بن المثنّى العنبريّ، حَدَّثَنَا يحيى بن هاشم السمسار بإسناده مثله سواء.
أخبرني ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قَالَ: سمعت محمد بن صالح يقول:
ورد المسيب بن زهير البغدادي نيسابور مع الحسين بن الفضل البجلي، وكان القيم بأسبابه، فنزل نصراباذ وكتبنا عنه إلى أن توفي بنيسابور سنة خمس وثمانين ومائتين.
7126- المسيب بن محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله بن إسماعيل ابن أبي أويس، أبو عمرو الأرغياني [2] :
قرأت نسبه هذا في كتاب أبي الحسن الدارقطني وذكر أنه كتبه له بخطه. وَقَالَ الدارقطني: قدم علينا في سنة خمسين وثلاثمائة حاجا، وحدث عن أبيه عن محمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن محمد بن الأزهر وغيرهم. وأرغيان التي انتسب إليها قرية من قرى نيسابور.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْمُسَيَّبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المسيّب الأرغياني- قدم علينا حاجّا- حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رَزِينٍ الْمِصِّيصِيُّ، حدّثنا عثمان بن عمر بن فارس، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَهُوَ مَخْلُوقٌ، غَيْرُ اللَّهِ وَالْقُرْآنِ، وذلك أن كَلامُهُ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، وَسَيَجِيءُ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُولُونَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَمَنْ قَالَهُ مِنْهُمْ فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَطُلِّقَتِ امْرَأَتُهُ مِنْهُ مِنْ سَاعَتِهِ، لأَنَّهُ لا يَنْبَغِي لِمُؤْمِنَةٍ أَنْ تَكُونَ تَحْتَ كَافِرٍ إِلا أَنْ تَكُونَ سبقته بالقول» [3]
وابن رزين ذاهب الحديث.
__________
[1] 7125- انظر الحديث في: الموضوعات 1/168، 169، 170. والضعفاء للعقيلي 4/295.
واللآلئ المصنوعة 1/63. والكامل لابن عدي 3/1011، 5/1671، 6/2237. وتنزيه الشريعة 1/202. ومجمع الزوائد 5/101.
[2] 7126- انظر: الأنساب، للسمعاني 1/186، 187.
[3] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/134. واللآلئ المصنوعة 1/3.(13/143)
ذكر من اسمه مروان
7127- مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة، أبو الهيذام- وقيل: أبو السمط: [1]
وكان أبو حفصة مولى مروان بن الحكم أعتقه يوم الدار لأنه أبلى يومئذ بلاء حسنا، واسمه يزيد. وقيل إن أبا حفصة كان يهوديا طبيبا أسلم على يد عثمان بن عفان، وقيل: على يد مروان بن الحكم. ويزعم أهل المدينة أنه كان من موالي السموءل بن عاديا، وأنه سبي من إصطخر وهو غلام فاشتراه عثمان ووهبه لمروان بن الحكم. ومروان بن سليمان شاعر مجود محكك للشعر، وهو من أهل اليمامة وقدم بغداد ومدح المهدي والرشيد، وكان يتقرب إلى الرشيد بهجاء العلوية في شعره. وله في معن بن زائدة مدائح ومراث عجيبة، وقيل إنه قيل الشعر وهو غلام لم يبلغ سنه العشرين.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمد بن عرفة، أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى عن الرياشي قَالَ: قَالَ رجل لمروان بن أبي حفصة: ما حملك على أن تناولت ولد علي في شعرك؟ فقال: والله ما حملني على ذلك بغضاء لهم، ولقد مدحت أمير المؤمنين المهدي بشعري الذي أقول فيه:
طرقتك زائرة فحي خيالها ... بيضاء تخلط بالحياء دلالها
قادت فؤادك فاستقاد وقبلها ... قاد القلوب إلى الصبي فأمالها [2]
حتى بلغت إلى قولي:
هل يطمسون من السماء نجومها ... بأكفهم أم يسترون هلالها
أم يدفعون مقالة- عن ربه ... جبريل بلغها النبي فقالها
شهدت من الأنفال آخر آية ... بتراثهم فأردتم إبطالها
فذروا الأسود خوادرا في غيلها ... لا تولغن دماءكم أشبالها
فقال المهدي: وجب حقك على هؤلاء القوم، ثم أمر لي بخمسين ألف درهم وأمر أولاده أن يبروني، فبروني بثلاثين ألف درهم.
__________
[1] 7127- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/69. والأغاني 9/34- 47. ورغبة الآمل 6/82، 7/37، 45. ووفيات الأعيان 2/89. وآمالي المرتضى 2/155، 3/4، 16، 26. والأعلام 7/208.
[2] هذا البيت ساقط من النسخة الصميصاطية.(13/144)
قَالَ ابن عرفة: وَحَدَّثَنِي عبد الله بن إسحاق بن سلام قَالَ: خرج مروان من دار المهدي ومعه ثمانون ألف درهم فمر بزمن، فسأله فأعطاه ثلثي درهم، فقيل له: هلا أعطيته درهما؟ فقال: لو أعطيت مائة ألف درهم أتممت له درهما. قَالَ: وكان مروان يبخل فلا يسرج له في داره، فإذا أراد أن ينام أضاءت له الجارية بقصبة إلى أن ينام.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج علي بْن الْحُسَيْن الأصبهاني، أخبرنا الحسن بن علي، حدّثنا يزيد بن محمّد المهلبي، حدثني عبد الصّمد بن المعدل قَالَ: دخل مروان بن أبي حفصة، وسلم الخاسر، ومنصور النمري على الرشيد، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
أنى يكون وليس ذاك بكائن ... لبني البنات وراثة الأعمام؟
وأنشده سلم:
حضر الرحيل وشدت الأحداج
وأنشده النمري قصيدته التي يقول فيها:
إن المكارم والمعروف أودية ... أحلك اللَّه منها حيث تجتمع
فأمر لكل واحد منهم بمائة ألف درهم، فقال له يحيى بن خالد: يا أمير المؤمنين مروان شاعرك خاصة قد ألحقتهم به؟ قَالَ: فليزد مروان عشرة آلاف.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا، حدّثنا أحمد ابن الْعَبَّاس العسكري قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أبي سعد، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن موسى بن حمزة- مولى بني هاشم- حدثني أحمد بن موسى بن حمزة، أخبرني الفضل بن بزيع قَالَ: رأيت مروان بن أبي حفصة قد دخل على المهدي بعد موت معن بن زائدة في جماعة من الشعراء فيهم سلم الخاسر وغيره، فأنشده مديحا له، فقال له: من؟ قَالَ: شاعرك مروان بن أبي حفصة، فقال له المهدي: ألست القائل:
أقمنا باليمامة بعد معن ... مقاما ما نريد به زيالا
وقلنا أين نرحل بعد معن ... وقد ذهب النوال فلا نوالا؟
قد جئت تطلب نوالنا وقد ذهب النوال، لا شيء لك عندنا، جروا برجله، فجر برجله حتى أخرج، فلما كان في العام المقبل تلطف حتى دخل مع الشعراء وإنما(13/145)
كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في ذلك الحين في كل عام مرة، قَالَ: فمثل بين يديه وأنشده قصيدته التي يقول فيها:
طرقتك زائرة فحي خيالها ... بيضاء تخلط بالحياء دلالها
قادت فؤادك فاستقاد وقبلها ... قاد القلوب إلى الصبي فأمالها
قَالَ: فأنصت لها حتى بلغ إلى قوله:
هل تطمسون من السماء نجومها ... بأكفكم أو تسترون هلالها
أو تدفعون مقالة عن ربكم ... جبريل بلغها النبي فقالها
شهدت من الأنفال آخر آية ... بتراثهم فأردتم إبطالها
- يعني بني علي، وبني العباس-.
قَالَ: فرأيت المهدي وقد تزاحف من صدر مصلاه حتى صار على البساط إعجابا بما سمع، ثم قَالَ له: كم هي بيتا؟ قَالَ: مائة بيت، فأمر له بمائة ألف درهم. قَالَ:
فإنها لأول مائة ألف أعطيها شاعر في خلافة بني العباس، قَالَ: فلم تلبث الأيام أن أفضت الخلافة إلى هارون الرشيد، قَالَ: فرأيت مروان ماثلا مع الشعراء بين يدي الرشيد وقد أنشده شعرا، فقال له: من؟ قَالَ: شاعرك مروان بن أبي حفصة، فقال له:
ألست القائل البيتين- اللذين له في معن اللذين أنشدهما المهدي؟ - خذوا بيده فأخرجوه فإنه لا شيء له عندنا فأخرج. فلما كان بعد ذلك بيومين تلطف حتى دخل، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
لعمرك لا أنسى غداة المحصب ... إشارة سلمى بالبنان المخضب
وقد هدر الحجاج إلا أقلهم ... مصادر شتى موكبا بعد موكب
قَالَ: فأعجبته، فقال له: كم قصيدتك بيتا؟ قَالَ له: سبعون- أو ستون- فأمر له بعدد أبياتها ألوفا، فكان ذلك رسم مروان حتى مات.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عُبَيْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي يوسف بن يحيى عن أبيه يحيى بن علي قَالَ: أخبرني متوج بن محمود ابن أبي الجنوب، أَخْبَرَنِي أبي عن أبيه أن الكسائي كان يقول: إنما الشعر سقاء تمخض، فدفعت الزبدة إلى مروان بن أبي حفصة.(13/146)
وَقَالَ المرزباني: أَخْبَرَنِي محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا عمر بن شبة، حَدَّثَنِي محمد بن بشار قَالَ: رأيت مروان يعرض على أبي أشعاره، فقال له أبي: إن وفيت قيم أشعارك استغنيت.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ: سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات مروان بن أبي حفصة الشاعر.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ومروان يكنى أبا الهيذام، وعاش إلى سنة اثنتين وثمانين ومائة فمات فيها.
وذكر إدريس بن سليمان بن أبي حفصة أن مروان توفي سنة إحدى وثمانين ومائة، ودفن ببغداد في مقبرة نصر بن مالك. وَقَالَ غيره: كان مولده في سنة خمس ومائة.
7128- مروان بن محمد، أبو محمد الشاعر المعروف بأبي الشمقمق [1] :
مولى مروان بن محمد بن محمد بن مروان بن الحكم، وهو بصري.
قَالَ أبو العباس المبرد: كان ربما لحن، ويهزل كثيرا ويجد فيكثر صوابه، وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد.
قرأت على الجوهري عن المرزباني قَالَ: حَدَّثَنِي أبو عبد اللَّه الحكيمي وأبو بكر الصولي قالا: حَدَّثَنَا محمد بن موسى البربريّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عمرو المطبخي قَالَ: حدّثنا عبد الله بن الرّبيع الكاتب، أَخْبَرَنَا أبو العجاج الشاعر قَالَ: رأيت أبا دلامة شيخا كبيرا في أول خلافة هارون الرشيد يخضب، وأبا الشمقمق وأبا نواس وجماعة من الشعراء وهم في منزل أبي العتاهية بالكرخ في الجزارين. وساق لهم خبرا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي المقنعي، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أبو بكر الصولي، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: سمعت ابن عائشة يقول: يعجبني من شعر أبي الشمقمق في وصف بغداد:
ليس فيها مروءة لشريف ... غير هذا القناع بالطيلسان
وبقينا في عصبة من قريش ... يشتهون المديح بالمجان
وأخبرنا الحسن، حدثنا محمد بن العباس قَالَ: حدثنا أبو بكر الصولي، حدّثنا محمّد بن سعيد الأصمّ، حدّثنا علي بن محمّد النوفلي، حدثني الحسن بن سعيد
__________
[1] 7128- انظر: رغبة الآمل 6/110- 112، 176. والأغاني 3/194. والأعلام 7/209.(13/147)
الجهنيّ أبو سعيد، حَدَّثَنِي أبو الشمقمق قَالَ: أتيت بشارا وقد أخذ صلة جزيلة بشعر عمله، فسألته مواساتي بشيء، فقال لي: عافاك الله تسألني ومالي صنعة ولا مكسب سوى الشعر، وأنت شاعر مثلي تتكسب بالشعر؟ فقلت: صدقت ولكني مررت الساعة بصبيان يقولون:
سبع جوزات وتينه ... فتحوا باب المدينه
إن بشار بن برد ... تيس أعمى في سفينه
فسكت ساعة ثم قَالَ: يا جارية هاتي مائة درهم لشمقمق. ثم قَالَ: خذها يا أبا محمد ولا تكن راوية للصبيان. قَالَ: فأخذتها وخرجت فألقيتها على الصبيان، قَالَ علي بن محمد: ما زلت أسمعها من الصبيان بالبصرة إلى أن خرجت.
7129- مروان بن شجاع، أبو عمرو الجزري، مولى بني أمية، ويعرف بالخصيفي [1] :
من أهل حران نزل بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة، وسالم الأفطس وخصيف بن عبد الرحمن. روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وسريج بن يونس، وهارون بن معروف، وأحمد بن منيع، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويعقوب الدورقي، والْحَسَن بْن عرفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ- إِمْلاءً- قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حدّثنا مروان بن شجاع بن خُصَيْفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، والفضة بالفضة، وزنا بوزن» [2] .
__________
[1] 7129- انظر: تهذيب الكمال 5874 (27/395) . وطبقات ابن سعد 7/485، وتاريخ الدوري 2/556. وطبقات خليفة 320. وعلل أحمد 56، 186، و 2/200. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1597. وتاريخه الصغير 2/234. والكنى لمسلم، الورقة 75. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 31. والمعرفة ليعقوب 2/452. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1249.
وثقات ابن حبان 9/179. والمجروحين له 3/13- 14. وسؤالات البرقاني للدارقطني الترجمة 514. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1321، ورجال البخاري للباجي 2/732، والجمع لابن القيسراني 2/502. والكاشف 3/الترجمة 5460. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 28. والمغني 2/الترجمة 6166. والعبر 1/289. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 31. وتاريخ الإسلام، الورقة 141 (آيا صوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8428. ونهاية السول، الورقة 368. وتهذيب التهذيب 10/94. والتقريب 2/239. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6927. وشذرات الذهب 1/306.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساقاة باب 5. ومسند أحمد 2/262، 6/19.
وفتح الباري 4/346.(13/148)
وأخبرنا ابن مهديّ، حدّثنا الحسين، حدّثنا يعقوب، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ نَهَى مَرَّتَيْنِ- عَلَى الْمِنْبَرِ- كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابن مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصّفّار، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنِي مروان بن شجاع الجزري عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: مات ابن عباس بالطائف، فجاء طائر لم ير على خلقته، فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه.
فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يرى من تلاها: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ.
ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
[الفجر 27:
30] .
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حَدَّثَنِي أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا الميموني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل، حَدَّثَنَا مروان بن شجاع الجزري قَالَ أبو عبد الله: شيخ صدوق.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي: أيما أحب إليك في خصيف، عتاب بن بشير، أو مروان بن شجاع؟ فقال: عتاب بن بشير أحاديثه أحاديث مناكير، مروان حدث عنه الناس. قَالَ عبد الله: وقد حَدَّثَنَا أبي عنه وعن وكيع عنه.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله به- ثم أخبرنا العتيقي- قراءة- أخبرنا عثمان ابن محمّد المخرّميّ، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حاتم حدثهم قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: مروان بن شجاع ثقة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ:
ومروان بن شجاع جزري حَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بن الخليل البغداديّ وهو ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عن مروان بن شجاع. فقال: لا بأس به.(13/149)
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: مروان بن شجاع ثقة جزري.
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مروان بن شجاع الخصيفي كان من أهل الجزيرة من أهل حران، وكان راوية لخصيف، فقدم بغداد فكان مؤدبا لولد موسى أمير المؤمنين فلم يزل ببغداد حتى مات.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قَالَ: مروان بن شجاع من أهل حران مولى مروان بن مُحَمَّد بن مروان بن الحكم، مات ببغداد سنة أربع وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ البادا وَأَبُو بَكْر البرقاني وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد الفارسي وعلي بْن أَبِي عَلِيّ البصري قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن صالح الأبهري، حَدَّثَنَا أبو عروبة الحراني قَالَ: مروان بن شجاع مولى لبني أمية من أهل حران، كنيته أبو عمرو، وكان يعلم ولد المهدي ببغداد، ومات بها في سنة أربع وثمانين ومائة وحديثه ببغداد.
7130- مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، أبو عبد الله الفزاري [1] :
كوفي الأصل، سمع إسماعيل بن أبي خالد، وعاصما الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وحميدا الطويل، وسليمان الأعمش، وعمر بن حمزة العمري،
__________
[1] 7130- انظر: تهذيب الكمال 5877 (27/403- 410) . وطبقات ابن سعد 7/329، وتاريخ الدوري 2/556. وتاريخ الدارمي، الترجمة 740، 894. وعلل أحمد 1/186. و 2/44، 199، 280، 318. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1598. وتاريخه الصغير 2/274.
والكنى لمسلم، الورقة 63. وثقات العجلي، الورقة 50. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/191. والمعرفة ليعقوب، انظر الفهرس. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 461، 462، 560، 618، 637. وضعفاء العقيلي، الورقة 210. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1246. وتقدمته 324. وثقات ابن حبان 7/483. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1423. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 169. ورجال البخاري للباجي 2/731. والجمع لابن القيسراني 2/501. والكامل في التاريخ 6/120، 226. وسير أعلام النبلاء 9/51. وتذكرة الحفاظ 1/295. والعبر 1/311. والكاشف 3/الترجمة 5463. والمغني 2/الترجمة 6174. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 31. وتاريخ الإسلام، الورقة 261 (آيا صوفيا 3006) . والعقد الثمين(13/150)
وعبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وعبد الله بن عبيد الله الأصم. وكان قد تحول إلى دمشق فسكنها، وقدم بغداد وحدث بها. روى عنه قتيبة بن سعيد، وداود بن عمرو الضبي، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويحيى بن معين، وداود بن رشيد، ويعقوب الدورقي، وإسحاق بن راهويه، وَالحسن بْن عرفة، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا مروان الفزاريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الإِفْرِيقِيُّ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ آخِرَ رَكْعَةٍ، ثُمَّ أَحْدَثَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ الإِمَامُ، فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُهُ» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا مروان ابن مُعَاوِيَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ الْعُمَرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا- إِلا كَلْبَ مَاشِيَةٍ- أَوْ كَلْبًا ضَارِيًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قيراط» [2] .
حدثني الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أَحْمَد المقرئ أن مُحَمَّد بن مخلد أخبره قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو طاهر الدّمشقيّ حدثني أبي، حَدَّثَنَا مَرْوَان بن معاوية الفزاري قَالَ:
أتيت الأعمش فقال لي: ممن أنت؟ قلت أنا مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة الفزاري. فقال لي: لقد قسم جدك أسماء قسما فنسي جارا له ثم استحيي أن يعطيه وقد بدأ بآخر قبله، فبعث عليه وصب عليه المال صبا، أفتفعل أنت شيئا من ذلك؟
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن
__________
- 7/الترجمة 2419. ونهاية السول، الورقة 369. وتهذيب التهذيب 10/96- 98.
والتقريب 2/239. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6930. وشذرات الذهب 1/38، 42، 73. والمنتظم 9/229.
[1] انظر الحديث في: سنن الدارقطني 1/379.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساقاة 58. وسنن الترمذي 1490. ومسند أحمد 2/147.(13/151)
إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل ذكر أبا إسحاق الفزاري فقال: كان مروان ابن عمه، كانا من ولد أسماء بن خارجة. وَقَالَ:
قلت لأحمد من أين كان مَرْوَان- أعني الفزاري-؟ قَالَ: كان من أهل الكوفة كان صار بمكة، ثم صار بدمشق.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ مَرْوَان- يعني ابن معاوية- قيل لي فأتيته في خان منارة فإذا عنده معلى بن منصور، وهو يسأله في قرطاس، فلما رآني طوى القرطاس ثم لم أره عنده بعد ذلك، ولزمناه فكتبنا عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت- يعني ليحيى ابن معين- فمروان بن معاوية؟ فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: مَرْوَان بن معاوية ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة قَالَ: رأيت أبا حُذَيْفَةَ عَبْد اللَّهِ بْن مَرْوَان بْن مُعَاوِيَةَ قد جاء إلى يحيى بن معين فسلم عليه، فلما قام قَالَ له أَبُو شيبة ابن عمي:
يا أبا زكريا، كيف كان مَرْوَان في الحديث؟ فقال: كان ثقة فيما روى عمن يعرف.
وَقَالَ: إنه كان يروي عن أقوام لا يروي عنهم ويغير أسماءهم، وكان يحدث عن مُحَمَّد بن سعيد الذي كان صلب وهو يكني اسمه، فكان يقول: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أبي قيس لكيلا يعرف.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: وسألت عليا- يعني ابن المديني- عن مَرْوَان بن معاوية فقال: كان يوثق، وكان يروي عن قوم ليسوا بثقات ويكني عن أسمائهم.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المَدينِي قَالَ:(13/152)
وسألته- يعني أباه- عن مَرْوَان بن معاوية الفزاري فقال: ثقة فيما روى عن المعروفين، وضعفه فيما روى عن المجهولين.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومروان بن معاوية الفزاري كوفي ثقة، وما حدث عن الرجال المجهولين فليس حديثه بشيء.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن مردك البرذعي، حدّثنا عمران بن موسى بن هلال، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يقول: حَدَّثَنَا مَرْوَان بن معاوية وكان قلقلا من الرجال- القلقل- الحزين القلب.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ قَالَ: أخبرني الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان أحفظ من مَرْوَان- يعني ابن معاوية- كان يحفظ حديثه كله. وَقَالَ: سمعت أَحْمَد يقول: مَرْوَان بن معاوية ثقة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ:
سمعت مهدي بن أبي مهدي قَالَ: كان في خلق الفزاري شراسة، وكان له حفاظ، وكان معيلا شديد الحاجة، وكان الناس يبرونه، فإذا بره الإنسان كان ما دام ذلك البر عنده في منزله يعرف فيه البر والانبساط إلى الرجل، قَالَ: فنظرت فلم أجد شيئا أبقى في منزل الرجل من الخل ولا أرخص بمكة منه. قَالَ: فكنت أشتري جرة من خل فأهدي له فأرى موقع ذلك منه، فإذا فني أرى منه، فأسأل جاريته أفني خلكم؟
فتقول: نعم! فاشترى جرة فأهديها إليه فيعود إلى ما كان عليه. وقال يعقوب كان [عنده] علي ابن المديني فأخذ إنسان كتبا فمزقها ورمى بها إلى مَرْوَان الفزاري فقال:
هذا حديثك، فقال: هيهات إن كنت صادقا فمزق حديثي، هذا ليس حديثي، قناتي أصلب من ذلك.
أخبرنا الأزهري وعبد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قَالا: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الْخَلالُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: فأما مَرْوَان بن معاوية وعبد الرحمن بن مُحَمَّد المحاربي فهما ثقتان.(13/153)
حدّثنا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أخبرني أبي قَالَ: أَبُو عبد الله مَرْوَان بن معاوية الفزاريّ ثقة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم قَالَ: ومات مَرْوَان بن معاوية في سنة ثلاث وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سنة ثلاث وتسعين فيها مات مَرْوَان بن معاوية الفزاري.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج يقول: توفي مَرْوَان بن معاوية سنة ثلاث وتسعين ومائة.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: توفي مَرْوَان بن معاوية الفزاري سنة أربع وتسعين في ذي الحجة.
قرأت في كتاب عبيد اللَّه بن العباس بن الفرات الذي سمعته من أبي الحسين العباس بْن الْعَبَّاسِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الله بن المغيرة الجوهري قَالَ: مَرْوَان بن معاوية كان من أهل الكوفة قدم بغداد، ثم خرج إلى مكة، فمات بها قبل التروية بيوم سنة ثلاث وتسعين ومائة.
7131- مَرْوَان بن موسى البغداديّ:
حدث عن حفص بن سليمان الأسدي المقرئ. روى عنه عبد الرحمن بن إسحاق الصائدي.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَحْمَدَ بْن عَلِيّ الكتاني، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ بُشْرَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ العطّار، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ شُعَيْبٍ الأنصاريّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بن إبراهيم الصائدي- من كتابه- حدّثنا مروان بن موسى البغداديّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود وابن عبّاس قالا: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ هذه الآية:(13/154)
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ، تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ
قَالَ ابْنُ عبّاس: ذلك أبو بكر. قال:
فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلى سُوقِهِ
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ
[الفتح 29] عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُغْضِهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ.
7132- مَرْوَان بن أبي الجنوب بن مَرْوَان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة، أَبُو السمط [1] :
شاعر كان في أيام الواثق والمتوكل، وله في المتوكل وفي أَحْمَد بن أبي دؤاد قصائد عدة، وكان يسكن سر من رأى.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، أخبرني علي بن هارون، أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه قَالَ:
أَخْبَرَنِي مَرْوَان بن أبي الجنوب قَالَ: لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة إلى ابن أبي دؤاد فيها مدح، وفي آخرها بيتان ذكرت فيها أمر ابن الزيات، وهما:
وقيل لي الزيات لاقي حمامه ... فقلت أتاني الله بالفتح والنصر
لقد حفر الزيات بالغدر حفرة ... فألقاه فيها ما نواه من الغدر
فلما وصلت قصيدتي إلى ابن أبي دؤاد ذكرني للمتوكل وأنشده البيتين، فأمره بإحضاري فقال: هو باليمامة نفاه الواثق لحبه كان لأمير المؤمنين، وعليه دين ستة آلاف دينار. قَالَ: يقضى عنه. فوجه إلي بالمال فقبضته، وصرت إلى سر من رأى، فامتدحت المتوكل بقصيدتي التي أولها:
رحل الشباب وليته لم يرحل ... والشيب حل وليته لم يحلل
فلما بلغت قولي:
كانت خلافة جعفر كنبوة ... جاءت بلا طلب ولا بتنحل
وهب الإله له الخلافة مثلما ... وهب النبوة للنبي المرسل
قَالَ: فأمر لي بخمسين ألف درهم.
__________
[1] 7132- انظر: وفيات الأعيان 2/90، 91. والمرزباني 399. والأعلام 7/209.(13/155)
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد ابن القاسم- يعني الكوكبي- حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي حماد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليم الكلبيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو السمط مَرْوَان بن أبي الجنوب قَالَ: لما صرت إلى أمير المؤمنين المتوكل على الله مدحت ولاة العهد وأنشدته:
سقى الله نجدا والسلام على نجد ... ويا حبذا نجد على النأي والبعد
نظرت إلى نجد وبغداد دونها ... لعلي أرى نجدا، وهيهات من نجد
ونجد بها قوم هواهم زيارتي ... ولا شيء أحلى من زيارتهم عندي
فلما استتممت إنشادها أمر لي بعشرين ومائة ألف درهم، وخمسين ثوبا، وثلاثة من الظهر: فرس، وبغلة، وحمار. فلم أبرح حتى قلت في شكره:
تخير رب الناس للناس جعفرا ... فملكه أمر العباد تخيرا
فلما صرت إلى هذا البيت:
فأمسك ندا كفيك عني ولا تزد ... فقد خفت أن أطغى وأن أتجبرا
قَالَ: لا والله لا أمسك حتى أغرقك بجودي.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا المرزباني، أخبرني الصولي، حَدَّثَنِي عون بن مُحَمَّد الكندي قَالَ: مرض مَرْوَان بن أبي الجنوب بسر من رأى فعاده ابن أبي دؤاد فقال مَرْوَان:
ألم ترني مرضت بسر مرى ... فلم يغن الأطبة والدواء
فلما عادني ابن أبي دؤاد ... برأت وفي عيادته الشفاء
فلم يبق أحد إلا عاد مَرْوَان بعد ابن أبي دؤاد.
ذكر من اسمه المحسن
7133- المحسن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو طاهر الجوهري:
عم شيخنا أبي مُحَمَّد الجوهري. حدث عن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار. حَدَّثَنَا عنه ابن أخيه أَبُو مُحَمَّد الحسن بن علي وكان ثقة.(13/156)
قَالَ لي الجوهري: مات عمي في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان أكبر من أبي. سمعت التنوخي يقول: مات أَبُو طاهر الجوهري المحسن بن مُحَمَّد في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وهو شيرازي نزل بغداد وكان أكبر من أخيه أبي الحسن وشهدا جميعا. قَالَ: وكان عند أبي طاهر عن الحسن بن مُحَمَّد بن عثمان الفسوي.
7134- المحسن بن علي بن محمّد بن أبي فهم، أَبُو علي التنوخي القاضي [1] :
ولد بالبصرة وسمع بها من واهب بن يحيى المازني، وأبي العبّاس الأثرم، ومحمّد ابن يحيى الصولي، والحسن بن محمد بن عثمان النسوي، وأبي بكر بن داسة، وأحمد بن عبيد الصفار وطبقتهم. ونزل بغداد وأقام بها وحدث إلى حين وفاته.
وكان سماعه صحيحا، وكان أديبا شاعرا إخباريا. أَخْبَرَنَا عنه ابنه أَبُو القاسم علي.
أخبرنا التنوخي، حَدَّثَنَا أَبِي- مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ، وَمِنْ أَصْلِهِ- حَدَّثَنَا وَاهِبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَازِنِيُّ الْبَصْرِيُّ- بِهَا مِنْ حِفْظِهِ- قَالَ التَّنُوخِيُّ: وحدّثنا إدريس ابن علي المؤدّب، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ قالا: حدّثنا نصر بن علي الجهضمي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عن مسلم بْنِ مَخْلَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ فَكَّ عَنْ مَكْرُوبٍ فَكَّ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ» [2] .
قَالَ لِي التَّنُوخِيُّ: قَالَ لِي أَبِي: لَمْ يَكُنْ عِنْدَ وَاهِبِ بْنِ يَحْيَى غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا التنوخي قَالَ: قَالَ لي أبي: مولدي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة.
قَالَ: وكان مولده في ليلة الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الأول، وأول سماعه الحديث في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأول ما تقلد القضاء من قبل أبي السائب عتبة بن عبيد الله بالقصر وبابل وصور في سنة تسع وأربعين، ثم ولاه المطيع لله القضاء بعسكر مكرم وإيذج، ورامهرمز. وتقلد بعد ذلك أعمالا كثيرة في نواحي مختلفة، وتوفي ببغداد في ليلة الإثنين لخمس بقين من المحرم سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] 7134- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/373.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/168. وصحيح مسلم، كتاب الذكر 38. وسنن الترمذي 2945. وسنن ابن ماجة 225، 2544. ومسند أحمد 2/92، 252.(13/157)
7135- المحسن بْن عَلِيّ بْن هَارُون بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن المنجم، أَبُو القاسم:
وهو أخو أَحْمَد والحسن والفضل. حدث عن أبيه. حَدَّثَنَا عنه أَبُو القاسم التنوخي.
7136- المحسن بن مُحَمَّد بن علي بن العباس بن أَحْمَد، أَبُو يعلى العطار:
سمع مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الوراق، وأبا حفص الكتاني. قرأ على الكتاني القرآن بحرف عاصم، وكان مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وأربعمائة. وكان صدوقا يسكن نهر القلائين، سمع منه ابنه أحمد ابن المحسن.
7137-[1] المحسن بن جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بن داود بن الحسن، أَبُو طاهر ابن السلماسي [2] :
سمع علي بن عُمَر الحربي، وأبا حفص بن شاهين، وأبا طاهر المخلص ونحوهم.
كتبت عنه وكان ثقة. صحب أبا حامد الإسفراييني مدة وعلق عنه الفقه، وكان يفهم. وقيل إنه كان أصغر من أخيه الحسين بعشر سنين.
أخبرني الحسن بن جعفر، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن هارون ابن عبد الله الحضرمي، حدثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا المسعودي عن عون ابن عبد الله قَالَ: ما تفرغ أحد لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه.
مات أبو طاهر ابن السلماسي في يوم الجمعة الثاني من شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد في داره بدرب الزعفراني، وصلى عليه أخوه أَبُو عبد الله.
7138- المحسن بن عيسى بن شهفيروز، أَبُو طالب الفقيه الشافعي:
سمع أبا طاهر المخلص، والمعافى بن زكريا، وهو من بعض سواد النهروان من قرية تسمى جللتا [3] لقيته بالنهروان في سنة ثلاثين وأربعمائة، وكتبت عنه وكان شيخا فاضلا ثقة. درس الفقه على أبي حامد الإسفراييني.
__________
[1] 7137- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/108.
[2] السّلماسي: هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى (الأنساب 7/107) .
[3] 7138- جللتا: قرية مشهورة من قرى النهروان(13/158)
أخبرني أبو طالب بن شهفيروز، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الجريري، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حدثني حسّان بن عطية، حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ، ومَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [1] .
قدم ابن شهفيروز بغداد وحدث بها بأخرة، ومات في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وأربعمائة.
ذكر من اسمه مالك
7139- مالك، أَبُو داود الأحمري [2] :
يقال إنه من أهل المدائن. روى عن حذيفة بن اليمان قوله. حدث عنه شداد بن أبي العالية الثوري.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أَبُو أَحْمَد بن فارس:
قَالَ البخاري: قَالَ محمّد بن كثير: حدّثنا سفيان، حدّثنا شدّاد بن أبي العالية، حَدَّثَنَا أَبُو داود الأحمري قَالَ: خطبنا حذيفة حين قدم المدائن فقال: تعاهدوا ضرائب أرقائكم.
7140- مالك بن الحارث، أبو موسى الهمذاني [3] :
يعد في أهل الكوفة سَمِعَ عَلِيّ بْن أَبِي طالب وَحضر معه الحرب بالنهروان. روى عنه مُحَمَّد بْن قيس الأسدي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، حدّثنا عبد الله بن أبي مريم، حدّثنا الفريابي.
__________
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 7139- الأحمري: هذه النسبة إلى أحمر، وظني أنه بطن من الأزد (الأنساب 1/145) .
[3] 7140- انظر: تهذيب الكمال 5733 (27/131) . والتاريخ الكبير للبخاري 7/الترجمة 1308.
والجرح والتعديل 8/الترجمة 911. وثقات ابن حبان 5/384. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 18. ونهاية السول، الورقة 360. وتهذيب التهذيب 10/13. والتقريب 2/224. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6803.(13/159)
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَد وزير الخليفة القائم بأمر الله، أخبرنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا أبو حاتم الرّازيّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ- زَادَ الْفِرْيَابِيُّ الْهَمْدَانِيُّ ثُمَّ- اتَّفَقَا أَنَّهُ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ قَدْ طَلَبَ الْمُخْدَجَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ جَبِينَهُ يَعْرَقُ وَأَخَذَهُ الْكَرْبُ ثُمَّ قَدِرَ عَلَيْهِ. فَخَرَّ سَاجِدًا. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ.
رَوَاهُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْهَمْدَانِيِّ. وَسَمَّاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ. وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ الْحَارِثِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
7141- مالك بن سلام البغداديّ:
أظنه تغرب. وحدث عن مالك بن أنس، والفضل بن عمار. روى عنه عبد الله بن حماد الآملي، وعباد بن عمرو التميمي، وفي حديثه نكرة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ الضّبّيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبَّادُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ- بالكوفة- حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مخلد- بالدينور- حدّثنا عباد بن عمرو التّميميّ، حدّثنا مالك بن سلام البغداديّ، حدّثنا مالك بن أنس المدينيّ، حدثني أخي سفيان الثوري- ذاك الكوفيّ- أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ» [1] .
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الفارسيّ، حدّثنا محمّد بن حمدويه المروزيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ- أَبُو عبد الرّحمن- حدّثنا مالك بن سلام- وهو بغدادي- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةُ:
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً
[البقرة 245] قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، اللَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى الْقَرْضِ وَهُوَ عَنِ الْقَرْضِ غَنِيٌّ؟ قَالَ: «يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَكُمْ بِذَلِكَ الْجَنَّةَ» قَالَ: فَأَقْبَلَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى أَبِي الدَّحْدَاحِ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً مُحْكَمَةً فِيهَا شِفَاءٌ(13/160)
لِمَا فِي الصُّدُورِ، يَبْلُغُ بِهَا صَاحِبُهَا دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً
[البقرة 245] فَأَقْبَلَ أَبُو الدَّحْدَاحِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَاقَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ بِطُولِهِ.
7142- مالك بن سليمان، أَبُو أنس الألهاني [1] الحمصي:
قدم سر من رأى وحدث بِهَا عَن إِسْمَاعِيل بن عياش، وبقية بن الوليد. رَوى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سعد الوراق، ومحمد بن أَحْمَد بن البراء، وعلي بْن أَحْمَد بْن النضر الْأزْدِيّ، وأَبُو برزة الفضل بن مُحَمَّد الحاسب، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الصوفِي، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ ماسي، حدّثنا أبو برزة الحاسب، حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ- كَتَبْتُ عَنْهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ ومائتين-. أخبرنا إسماعيل بن عيّاش، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ مِنْ لُحُومِ الطَّيْرِ وَالْوَحْشِ مَا أَكَلَ الْجِيَفَ.
قرأت في كتاب أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن جعفر الرازي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد ابن يوسف بن بشر الهروي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عوف الحمصي يقول: أَبُو أنس مالك بن سليمان الحمصي كان ابن عم زوجتي، وهو ضعيف الحديث.
ذكر من اسمه مقاتل
7143- مقاتل بن سليمان بن بشر، أبو الحسن البلخي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن عطية العوفي، وسعيد المقبري، والضحاك بن مزاحم، وعمرو بن شعيب، وغيرهم. روى عنه شبابة بن سوار، وحمزة بن زياد الطوسي، وحمّاد بن محمّد الفزاريّ، أبو الجنيد الضرير، وعلي بن الجعد، في آخرين. وكان له معرفة بتفسير القرآن، ولم يكن في الحديث بذاك.
__________
[1] 7142- الألهاني: هذه النسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك (الأنساب 1/343) .
[2] 7143- انظر: تهذيب الكمال 6161 (28/434- 451) . وطبقات ابن سعد 7/373، وتاريخ الدوري 2/583. وابن طهمان، ترجمة 1. وعلل أحمد 2/16. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1976. وتاريخه الصغير 2/237. وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 373.
والمعرفة ليعقوب 3/37. وضعفاء العقيلي، الورقة 215. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 550.-(13/161)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا عبد الله بن روح المدائنيّ، حدّثنا شبابة بن سوار، حَدَّثَنَا مُقَاتِلٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا بَعْدَكَ رَجُلا نَعْرِفُهُ وَنُنْهِي إِلَيْهِ أَمْرَنَا، فَإِنَّا لا نَدْرِي مَا يَكُونُ بَعْدَكَ. فَقَالَ: «إِنِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ رَجُلا فَأَمَرَكُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَعَصَيْتُمُوهُ كَانَ مَعْصِيَتُهُ مَعْصِيَتِي، وَمَعْصِيَتِي مَعْصِيَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ أَمَرَكُمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَأَطَعْتُمُوهُ كَانَتْ لَكُمُ الْحُجَّةُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَكِنْ أَكِلُكُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [1] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن راشد، حَدَّثَنَا علي بن الجعد قَالَ: سمعت مقاتل بن سليمان في قول الله: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ
[التحريم 4] قَالَ: أَبُو بكر، وعمر، وعلي.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ وَالجوهري قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس، حدّثنا أبو عبيد الله مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو الفضل ميمون بن هارون الكاتب، حَدَّثَنِي ابن أخي سليمان بن يحيى بن معاذ: أن أبا جعفر المنصور كان جالسا فألح عليه ذباب يقع على وجهه، وألح في الوقوع مرارا حتى أضجره. فقال: انظروا من بالباب؟ فقيل مقاتل بن سليمان فقال علي به، فلما دخل عليه قَالَ له: هل تعلم لماذا خلق الله تعالى الذباب؟ قَالَ: نعم، ليذل الله به الجبارين. فسكت المنصور.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم بن النخاس- لفظا- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد الحنبلي الورّاق، حدّثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي، حدّثنا حيوة بن شريح الحضرمي، حَدَّثَنَا بقية قَالَ: كنت كثيرا أسمع شعبة وهو يسأل عن مقاتل بن سليمان، فما سمعته قط ذكره إلا بخير.
__________
- والجرح والتعديل 8/الترجمة 1630. ومقدمته 225. والمجروحين لابن حبان 3/14.
والكامل لابن عدي 3/الورقة 154. وضعفاء الدارقطني، الترجمة 527. وسنن 2/191.
وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/418. والمحلي 2/35. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 156.
والكامل في التاريخ 5/342، 594. وسير أعلام النبلاء 7/201. والكاشف 3/الترجمة 5709. وديوان الضعفاء، الترجمة 4224. والمغني 2/الترجمة 6400. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 65. وتاريخ الإسلام 6/132. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8741. وجامع التحصيل، الترجمة 795. والكشف الحثيث، الترجمة 780. ونهاية السول، الورقة 384. وتهذيب التهذيب 10/279- 285. والتقريب 2/272. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7184.
وشذرات الذهب 1/227. والمنتظم 8/126.
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 33078.(13/162)
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- هو أحمد ابن حنبل- يسأل عن مقاتل بن سليمان فقال: كانت له كتب ينظر فيها إلا إني أرى أنه كان له علم بالقرآن.
أَخْبَرَنَا التنوخي، حدّثنا عبيد الله بن محمّد الحوشي، حدّثنا إسحاق بن الخليل الجلاب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يوسف قَالَ: سمعت أبا الحارث الجوزجاني يقول: حكى لي عن الشافعي أنه قَالَ: الناس كلهم عيال على ثلاثة، على مقاتل في التفسير، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر، وعلى أبي حنيفة في الكلام.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا ابن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: سمعت مسعرا يقول لحماد بن عمرو: كيف رأيت الرجل؟ يعني مقاتلا. قَالَ: إن كان ما يجيء به علما فما أعلمه.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن بويه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قهزاذ قَالَ: سمعت علي بن الحسين بن واقد قَالَ: ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد الله، قَالَ: فأخذه عبد الله منه وَقَالَ: دعه! قَالَ: فلما ذهب يسترده قَالَ يا أبا عَبْد الرَّحْمَن كيف رأيت؟ قَالَ: يا له من علم لو كان له إسناد.
قرأت في أصل كتاب أَحْمَد بْن قاج الوراق- بخطه- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن الفضل أَبُو يحيى، حَدَّثَنَا مكي بن إبراهيم عن يحيى بن شبل قَالَ: كنت جالسا عند مقاتل بن سليمان، فجاء شاب فسأله ما يقول في قول الله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
[القصص 88] . قَالَ: فقال مقاتل:
هذا جهمي. قَالَ: ما أدري ما جهم، إن كان عندك علم فيما أقول وإلا فقل لا أدري. قَالَ: ويحك إن جهما والله ما حج هذا البيت، ولا جالس العلماء، إنما كان رجلا أعطي لسانا، وقوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
[القصص 88] أنما هو كل شيء فيه الروح، كما قال هاهنا لملكة سبإ: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
[النمل 23] لم تؤت إلا ملك بلادها. وكما قَالَ: وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً
[الكهف 84] لم يؤت إلا ما في يده من الملك. ولم يدع في القرآن من كل شيء، وكل شيء، إلا سرده علينا.(13/163)
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، أخبرنا أبو بكر ابن أبي داود، حدّثنا عبد الله بن مخلد، حدّثنا المكي بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يحيى بن شبل قَالَ: قَالَ لي عباد بن كثير: ما يمنعك من مقاتل؟ قَالَ: قلت إن أهل بلادنا كرهوه، قَالَ: فلا تكرهنه فما بقي أحد أعلم بكتاب الله منه.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، أخبرنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: قَالَ لي نعيم- يعني ابن حماد-: رأيت عند سفيان بن عيينة كتابا لمقاتل بن سليمان. فقلت: يا أبا مُحَمَّد تروي لمقاتل في التفسير؟ قَالَ: لا، ولكن أستدل به وأستعين.
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، أخبرنا أبو بكر بن أبي داود، حدّثنا محمّد بن عقيل، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، حَدَّثَنِي عبد المجيد- من أهل مرو- قَالَ: سألت مقاتل بن حيان: قلت: يا أبا بسطام، أنت أعلم أم مقاتل بن سليمان؟
قَالَ: ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور.
وقَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: سمعت أبا نصر يقول: صحبت مقاتل ابن سليمان ثلاث عشرة سنة فما رأيته لبس قميصا إلا لبس تحته صوفا.
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن دبيس المفسر الضرير قَالَ: سمعت القاسم بن أَحْمَد الصفار يقول: كان إبراهيم الحربي يأخذ مني كتب مقاتل فينظر فيها. فقلت له ذات يوم: أَخْبَرَنِي يا أبا إسحاق ما للناس يطعنون على مقاتل؟ قَالَ: حسدا منهم لمقاتل.
أَخْبَرَنِي العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ: سئل إبراهيم الحربي عن مقاتل بن سليمان، هل سمع من الضحاك بن مزاحم شيئا؟ قَالَ: لا! مات الضحاك قبل أن يولد مقاتل بن سليمان بأربع سنين.
وَقَالَ مقاتل: أغلق علي وعلى الضحاك باب أربع سنين. قَالَ إبراهيم: وأراد بقوله باب يعني باب المدينة وذاك في المقابر. قيل لإبراهيم: من أين كان؟ قَالَ: من أهل مرو. قَالَ إبراهيم: ولم يسمع من مجاهد شيئا ولم يلقه. قَالَ إبراهيم: وإنما جمع مقاتل ابن سليمان تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع، ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة، كان يحسن أن يفسر عليه. قَالَ إبراهيم: لم أدخل في تفسيري منه شيئا. قَالَ إبراهيم: تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء. قَالَ إبراهيم:(13/164)
قعد مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عما دون العرش إلى لوياثا [1] فقال له رجل:
آدم حين حج من حلق رأسه؟ قَالَ: فقال له ليس هذا من عملكم، ولكن الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي.
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سيار بن أيوب يقول: ومقاتل بن سليمان كان من أهل بلخ، تحول إلى مرو وخرج إلى العراق، ومات بها. يكنى أبا الحسن، وهو متهم متروك الحديث، مهجور القول وكان يتكلم في الصفات بما لا يحل الرواية عنه.
سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: أخبرنا حمزة بن عميرة- وكان من أهل العلم- أن خارجة مر بمقاتل وهو يحدث الناس، فذكر فيما حدثهم أَخْبَرَنِي أَبُو النضر- يعني الكلبي- إذ مررت معه عليه فوقف الكلبيّ فقال: يا أبا الحجاج ما حدثت بهذا الحديث الذي ترويه عني قط، فربضني ودنا منه فقال: يا أبا الحسن أنا الكلبي وما حدثت بهذا الحديث قط. فقال: اسكت يا أبا النضر، فإن تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن القاسم بن عبد الرّحمن العتكيّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الطّوسيّ، حدّثنا عبد الله بن أبي العاصي الخوارزمي قَالَ: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول:
أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير، يعني في البدعة، والكذب. جهم ابن صفوان، وعمر بن صبيح، ومقاتل بن سليمان.
حَدَّثَنِي مسعود بن ناصر السجزي، أخبرنا علي بن بشر السجستاني، حدثنا محمد بن الحسين الآبري قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن أسد يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قَالَ أَبُو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان، جهم معطل، ومقاتل مشبه.
أخبرنا التنوخي، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن إِسْمَاعِيل السكري قَالَ: سمعت الفضل بن عبد الجبار قَالَ: سمعت أبا معاذ النحوي يقول:
سمعت خارجة بن مصعب يقول: كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا فاسقين فاجرين. قَالَ: وسمعت خارجة يقول: لم أستحل دم يهودي ولا ذمي، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني أحد لقتلته.
__________
[1] في المطبوعة والأصلين: «إلى لويانا» والتصحيح من تهذيب الكمال.(13/165)
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصمّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إشكاب قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف يقول: بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إلي منهما، المقاتلية، والجهمية.
أخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العتيقي، حَدَّثَنِي عبد الله بن مُحَمَّد بن سعدويه المروزي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله بن بشير المروزيّ، حَدَّثَنَا سفيان بن عبد الملك قَالَ: سمعت ابن المبارك- وسئل عن مقاتل بن سليمان وأبي شبة الواسطي- فقال: ارم بهما. ومقاتل بن سليمان ما أحسن تفسيره لو كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا الحسن بن علي الحلواني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن داود الحداني قَالَ: سمعتُ عِيسَى بْن يونس- وسئل عن مقاتل بن سليمان- فقال: ابن دوان دون، فقال: جئت إليه أنا وحفص بن غياث فسألناه عن حديث فقال: أَخْبَرَنِي به الضحاك فتركته أياما فسألته عن ذلك الحديث فقال: أَخْبَرَنِي به عطاء، فتركته أياما ثم جئت إليه فقال: أَخْبَرَنِي به أَبُو جعفر- أو فلان- قَالَ عيسى: كان يحفظ الرياح كذا وكذا.
أَخْبَرَنَاه أَبُو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد ابن إسحاق السراج قَالَ: سمعت يحيى بن موسى بن أخت البلخي يقول: أَخْبَرَنَا عبد الرزاق قَالَ: سمعت ابن عيينة يقول: قلت لمقاتل: تحدث عن الضحاك وزعموا أنك لم تسمع منه؟ قَالَ: كان يغلق علي وعليه الباب. قَالَ ابن عيينة: قلت في نفسي أجل باب المدينة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن عبد الملك قَالَ: قَالَ عبد الرزاق: كنا عند مقاتل بن سليمان، فمر سفيان الثوري فقام الناس عنه فاستحييت فجلست عنده وَقَالَ: قَالَ ابن عيينة إنك تحدث عن الضحاك وهم يقولون إنك لم تسمع منه؟ قَالَ: لقد كان يغلق عليّ وعليه باب، قَالَ: فقلت في نفسي: أجل باب المدينة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ.(13/166)
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين الْقَطَّانُ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بن إسماعيل الترمذي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ أنه بلغه أن مقاتلا جاءه إنسان فقال له: إن إنسانا يسألني ما لون كلب أصحاب الكهف- فلم أدر ما أقول له. فقال له مقاتل: ألا قلت هو أبقع؟ فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك قولك. قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل: سمعت نعيم بن حماد يقول: أول ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا.
قَالَ للرجل: يا مائق لو قلت أصفر، أو كذا أو كذا، من كان يرد عليك؟
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصوفي، والحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشافعي، حَدَّثَنَا مضر بن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: سمعت حامدا- هو ابن يحيى البلخي- يقول: سمعت سُفْيَان بن عيينة يقول: قَالَ مقاتل بن سليمان يوما: سلوني عما دون العرش، فقال له إنسان: يا أبا الحسن أرأيت الذرة أو النملة، أمعاؤها في مقدمها أو مؤخرها. قَالَ: فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له. قَالَ سفيان: فظننت أنها عقوبة عوقب بها. أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يَعْقُوب الجوزجاني قَالَ: مقاتل بن سليمان كان دجالا جسورا. سمعت أبا اليمان يقول: قدم هاهنا فلما أن صلى الإمام أسند ظهره إلى القبلة وَقَالَ: سلوني عما دون العرش.
وحدثت أنه قَالَ مثلها بمكة، فقام إليه رجل فقال: أَخْبَرَنِي عن النملة أين أمعاؤها؟
فسكت.
أخبرنا التنوخي، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم الحازمي البخاريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن حيّان، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيّ أَبُو حفص قَالَ: سمعت يوسف السمتي يقول: قَالَ مقاتل بن سليمان بمكة: سلوني ما دون العرش، فقام قيس القياس فقال: من حلق رأس آدم في حجته؟
فبقي.
أَخْبَرَنَا الحسن بن مُحَمَّد الخلّال، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَمْرو الحريري أن عَلِيّ بن محمّد ابن كاس النخعي حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن أحمد الظنجوري، حدّثنا علي ابن الحسن الرازي عن مُحَمَّد بن سماعة عن أبي يوسف أن أبا حنيفة ذكر عنده جهم(13/167)
ومقاتل فقال كلاهما مفرط. أفرط جهم في نفي الشبيه، حتى قَالَ إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل بن سليمان حتى جعل الله مثل خلقه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس، حدّثنا خالي محمّد بن إسحاق النعالي، حدّثنا علي بن الحسن بن دليل، حدّثنا محمّد بن أحمد المقدمي، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث قَالَ: قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحَدَّثَنَا عن عطاء بن أبي رباح، ثم حَدَّثَنَا بتلك [1] الأحاديث نفسها عن الضحاك بن مزاحم، ثم حَدَّثَنَا بها عن عمرو بن شعيب، فقلنا له: ممن سمعتها؟ قَالَ:
عنهم كلهم، ثم قَالَ بعد: لا والله ما أدري ممن سمعتها. قَالَ: ولم يكن بشيء.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون بن راشد أخبرهم.
ثم أخبرنا البرقاني- قراءة- أخبرنا محمّد بن عثمان النصيبي، حَدَّثَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن راشد البجلي، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو، حَدَّثَنِي بعض أصحابنا عن منصور الكاتب عن أبي عبيد الله قَالَ: قَالَ لي أمير المؤمنين المهدي- لما أتانا نعي مقاتل-: اشتد ذلك علي فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر، فقال: لا يكبر عليك فإنه كان يقول لي أنظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يوسف القطان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدويه الحافظ، حدّثني أحمد بن محمّد بن وكيع، حدثني داود بن سليمان القطّان، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا هارون بن أبي عبيد الله عن أبيه قَالَ:
قَالَ لي المهدي: ألا ترى ما يقول لي هذا؟ - يعني مقاتلا. قَالَ: إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس، قَالَ: قلت لا حاجة لي فيها.
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا مضر بن محمّد الأسديّ، حَدَّثَنَا حامد بن يحيى عن سفيان بن عيينة قَالَ: أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان، وأَبا بكر الهذلي، وعمرو بن عبيد وإنسان يقال له صدقة الكوفي. فكانوا يجتمعون خلف المقام، فيتذاكرون القرآن بينهم، فيقول مقاتل ابن سليمان حَدَّثَنَا الضحاك، ويقول الهذلي حَدَّثَنِي الحسن ويقول صدقة حدثني السّريّ، ويقول عمرو بن عبيد حَدَّثَنِي الحسن. فقال لي مقاتل بن سليمان
__________
[1] «بتلك» ساقطة من الأصل والمطبوعة.(13/168)
- وأردت أن أخرج إلى الكوفة- إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي. قَالَ:
فقدمت الكوفة فسألت عن الكلبي، فقلت: إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك. قَالَ:
من هو؟ قلت: مقاتل بن سليمان، فلم يحمده.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السلام قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري قَالَ: قَالَ ابن عيينة سمعت مقاتلا يقول: إن لم يخرج الدجال الأخير سنة خمس ومائة، فاعلموا أني كذاب. قَالَ عبد الله قيل لمحمد: أي شيء تقول في مقاتل؟
قَالَ: أي شيء أقول فيه؟ هو ذاهب.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن مرزوق المعدل، أخبرنا الحسن بن رشيق، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ قَالَ: الكذابون المعروفون بوضع الحديث عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة، إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، وَمُحَمَّد بن سَعِيد- ويعرف بالمصلوب- بالشام.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا علي ابن خشرم قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: مقاتل بن سليمان لقيناه، ولكنه كان كذابا فلم نكتب عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بن النخاس أخبركم ابن أبي داود، حَدَّثَنَا علي بن خشرم قَالَ: سمعت وكيعا قَالَ: أردنا أن نرحل إلى مقاتل بن سليمان فقدم علينا، فأتيناه فوجدناه كذابا فلم نكتب عنه [1] .
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وجدت في كتاب جدي عن ابن رشدين قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن سليمان قَالَ: ما سمعت وكيعا يتكلم في أحد قط يكذبه، إلا أنه ذكر يوما مقاتل بن سليمان فقال: كان كذّابا ليس حديثه بشيء [2] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا العبّاس ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مقاتل بن سليمان ليس حديثه بشيء.
__________
[1] «فلم نكتب عنه» ساقطة من الأصل والمطبوعة. والزيادة من تهذيب الكمال.
[2] «ليس حديثه بشيء» ساقطة من الأصل والمطبوعة. والزيادة من تهذيب الكمال.(13/169)
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: مقاتل بن سليمان مولى لأسد، مات بالبصرة وقدمها.
ذمه أَبُو زكريا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن [1] عمار قَالَ: ومقاتل بن سليمان لا شيء.
أخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو العقيلي قَالَ: حَدَّثَنِي آدم بن موسى قَالَ: سمعت البخاري قَالَ: مقاتل بن سليمان سكتوا عنه.
وقال في موضع آخر: لا شيء البتة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم، فذكر جماعة منهم مقاتل بن سليمان.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألته- يَعْنِي أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- عن مقاتل بن سليمان فقال: تركوا حديثه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: مقاتل بن سليمان الخراساني كذاب متروك الحديث.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدثني محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قَالَ: مقاتل بن سليمان من أهل خراسان. قالوا: كان كذابا متروك الحديث.
بلغني عن الهذيل بن حبيب أن مقاتلا مات في سنة خمسين ومائة.
7144- مقاتل بن صالح، أَبُو علي- وقيل: أَبُو صالح- المطرز:
حدث عن الليث بن بن داود القيسي، وسعيد بن منصور، وإسحاق بن كعب، وعمرو بن محمّد الأعثم، وَأَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يونس. روى عنه محمّد بن إسحاق
__________
[1] في المطبوعة: «حدثنا عمار» .(13/170)
السراج النَّيْسَابُورِيّ، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وَمُحَمَّد بن مخلد العطار، وأَبُو عبد الله الحكيمي، وعلي بن إسحاق المادراني.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا مقاتل بن صالح، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إسرائيل عن عبد الأعلى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: التسبيح بالحصى بدعة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: مات أبو صالح المطرز- وكان من المبرزين في الصلاح ولم يحدث وقد كان يحضر معنا مجلس عباس الدوري كثيرا يسمع ولا يكتب ولا يسمع مع أحد- يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وسبعين- يعني ومائتين-.
قلت: معنى قول ابن المنادي إنه لم يحدث أي لم يتسع في رواية الحديث وكذا كناه ابن صاعد أبا صالح، وكناه الحكيمي أبا علي.
7145- مقاتل بن صالح بن راشد، أَبُو الحسن الأنماطي:
حدث عن إسحاق بن منصور الكوسج.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وأبو الحسن المقاتل بن صالح الأنماطي مات يوم السبت غرة رجب سنة ست وثمانين، كان أحد الثقات المستورين روى كتاب أبي يَعْقُوب الكوسج وغير ذلك.
7146- مقاتل بن مُحَمَّد بن بنان، العكي: [1]
روى عن إبراهيم الحربي حكايات. حَدَّثَنَا بها عَنْهُ أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه وسألته عنه فقلت: أين سمعت منه؟ فقال: رأينا هذا الشيخ في جامع المدينة، فسألناه هل سمعت شيئا من الحديث فلم نجد عنده مسندا، وحَدَّثَنَا بهذه الحكايات عن إبراهيم من حفظه.
__________
[1] 7146- العكي: هذه النسبة إلى «عك» وهي قبيلة يقال لها: عك بن عدنان أخو معد بن عدنان (الأنساب 9/34) .(13/171)
ذكر من اسمه المثنى
7147- المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال، أَبُو علي التميمي المعروف بالبارباباذي [1] :
جد أبي يعلى الموصلي. سكن بغداد وحدث بها عن أبي شهاب الحناط، وعلي بن مسهر. روى عنه أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ومحمد بن غالب التمام.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهاني، حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ، حدّثنا المثنّى بن يحيى البارباباذي، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلِّمْنِي الإِسْلامَ. قَالَ: «تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ» [2] .
كتب إِلَيَّ أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الموصلي يذكر أن أَبَا مَنْصُور المظفر بْن مُحَمَّد الطوسي حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزدي قَالَ:
المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي جد أبي يعلى، روى عن أبي شهاب وعلي بن مسهر فأكثر الرواية عنهما، وحدث وكتب الناس عنه وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
قَالَ أَبُو يعلى: كتب المثنى بن يحيى عن علي بن مسهر كتبه على الوجه، وأكثر عن أبي شهاب، ورحل عن الموصل فأوطن مدينة السلام للتجارة وكان له هناك قدر.
7148- المثنى بن عبد الكريم، المازني:
ابن عم النضر بن شميل. بغدادي المولد والمنشأ. سمع النضر بن شميل، وزافر بن سليمان، روى عنه إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو زيد عبد الله بن محمد بن إسماعيل شيخ لأحمد بن محمد بن ياسين الهروي. وكان المثنى قد سكن هراة، فحصل حديثه عند أهلها.
__________
[1] 7147- البارباباذي: هذه النسبة إلى محلة بمرو عند باب شارستان يقال لها: بارباباذ (الأنساب 2/33) .
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/359.(13/172)
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد ابن عبد الله الصّفّار الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد القرشيّ، حدّثنا المثنّى بن عبد الكريم، حَدَّثَنَا زافر بن سليمان عن يحيى بن سليم بلغه أن ملك الموت استأذن ربه تعالى أن يسلم على يَعْقُوب عليه السلام فأذن له، فأتاه فسلم عليه.
فقال له: بالذي خلقك هل قبضت روح يوسف؟ قَالَ: لا، قَالَ: ألا أعلمك كلمات لا تسأل الله شيئا بها إلا أعطاك؟ قَالَ: بلى. قَالَ قل يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ولا يحصيه غيره. قَالَ: فما طلع الفجر حتى أتي بقميص يوسف.
قرأت في كتاب أبي الحسن بْن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس الهرويّ الضّبيّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ياسين قَالَ: المثنى بن عبد الكريم ابن عم النضر بن شميل ولد ببغداد ونشأ بها وسكن هراة. وكان من أهل السنة يحدث أيام ابن الرماح وكان رجلا صالحا.
7149- المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان، أَبُو الحسن العنبري البصري [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. وعن بشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان، وسلم ابن قتيبة، ويحيى بن سعيد القطان. روى عنه ابنه معاذ، وأَبُو يحيى مُحَمَّد بن سعيد ابن غالب العطار، وأَبُو بكر بن أبي الدنيا، وأَبُو يَحْيَى زكريا بن يحيى الناقد، وأحمد ابن علي الأبار، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان التميمي- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بن أَحْمَد الناقد، حَدَّثَنَا أَبُو يحيى مُحَمَّد بن سعيد العطار قَالَ: قدم علينا المثنى بن معاذ بن معاذ فسألته عن حديث ذكره أَبُو يحيى فزعم أنه حدثه به.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى النَّاقِدُ- زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بن مروان- حدّثنا مثنى بن معاذ، حَدَّثَنَا يحيى القطان عن مُحَمَّد بن عيينة أخي سفيان بن عيينة قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة عن سلمة بن كهيل قَالَ:
ما رأيت من يطلب بعلمه ما عند الله غير عطاء، وطاوس، ومجاهد.
__________
[1] 7149- انظر: تهذيب الكمال 5775 (27/209) . وسؤالات ابن الجنيد لابن معين، ترجمة 75. وابن محرز، الترجمة 1608. وتاريخ البخاري الكبير 7/ترجمة 1847. وتاريخه الصغير 2/357.
والجرح والتعديل 8/ترجمة 1506. وثقات ابن حبان 9/194. ورجال صحيح مسلم لابن(13/173)
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن جَعْفَر الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول:
مثنى بن معاذ لا بأس به.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا- وهو يحيى بن معين-: المثنى بن معاذ بن معاذ رجل صدق ثقة صدوق من خيار المسلمين، ما زال مذ هو حدث، وهو خير من أخيه عبيد الله بن معاذ مائة مرة.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات المثنى بن معاذ العنبري.
7150- المثنى بن جامع، أَبُو الحسن الأنباري:
حدث عن سعيد بن سليمان الواسطي، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعمار بن نصر الخراساني، وَمُحَمَّد بن عبد الله الحذاء، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس.
روى عنه أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الهيثم الدوري، ويوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي. وكان ثقة صالحا دينا مشهورا بالسنة.
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول، حَدَّثَنَا أبي، حدّثنا أبو الحسن المثنّى بن جامع، حدّثنا سريج بن يونس، حَدَّثَنَا فرج بن فضالة عن كليب بن ميمون عن ميمون بن مهران قَالَ: أوصاني عُمَر بن عبد العزيز فقال: يا ميمون لا تخل بامرأة لا تحل لك وإن أقرأتها القرآن، ولا تتبع السلطان وإن رأيت أنك تأمره بمعروف وتنهاه عن منكر، ولا تجالس ذا هوى فتلقى في نفسك شيئا يسخط الله به عليك.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الهيثم الدوري، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن مثنى بن جامع الأنباري، حَدَّثَنَا أَبُو جعفر الحذاء قَالَ: سمعت سفيان بن عيينة يقول: إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل،
__________
- منجويه 1021. والكاشف 3/ترجمة 5376. والجمع 2/511. والمعجم المشتمل وتذهيب التهذيب 4/الورقة 21. ونهاية السول، الورقة 363. وتهذيب التهذيب 10/37. والتقريب 2/228. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6848.(13/174)
وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الخلال قَالَ: مثنى بن جامع الأنباري رجل جليل جدا من أصحاب أبي عبد الله، جليل القدر عند بشر بن الحارث أيضا، وعبد الوهاب الوراق، ويقال إنه كان مستجاب الدعوة، وكان أَبُو عبد الله يعرف له حقه وقدره.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن محمّد العكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب بن بهلول الأنباري قَالَ: قَالَ أَبُو العباس أَحْمَد بن أصرم بن خزيمة المغفلي: إذا رأيت الأنباري يحب أبا جعفر الحذاء، ومثنى بن جامع الأنباري، فاعلم أنه صاحب سنة.
7151- المثنى بْن مُحَمَّد بْن المثنى بْن مُحَمَّد بْن المثنى بن عبد الله، أَبُو الهيثم الأزدي الفقيه:
من أهل مرو قدم بغداد حاجا وحدث عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المنكدري، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بن معدان الفقيه، وَمُحَمَّد بن أبي يزيد الصيرفي، حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وعلي بن طلحة بن مُحَمَّد المقرئ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن طلحة، أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حاجّا- حدّثنا أحمد بن محمّد المنكدري، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيُّ- بسر من رأى- حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي عن سفيان عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:
أَنَّ رَجُلا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَاتِبَ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- قَالَ: توفي أَبُو الهيثم المثنى بن مُحَمَّد بن المثنى المروزي بمرو- وأنا بها- في شعبان لأربع خلون منه سنة ست وثمانين وثلاثمائة، سقط من السطح فاندقت عنقه.(13/175)
ذكر من اسمه مخلد
7152- مخلد بن أبي قريش، من أهل الأنبار [1] :
حدث عن عبد الجبّار بن العبّاس الشّيباني، ومنصور بن أبي الأسود، وجعفر بن زياد الأحمر. روى عنه يَعْقُوب بن شيبة السدوسي، وَمُحَمَّد بن الحسين الحنيني الكوفي.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي مخلد بن أبي قريش الأنباري قَالَ: سمعت عبد الجبّار ابن العباس قَالَ: قلت لجعفر بن مُحَمَّد إن قبلنا قوما يذكرون أبا بكر وعمر؟ قَالَ:
فأخبرهم أنه من زعم منهم أني أبرأ منهما، فإني منه برئ.
7153- مخلد بن خالد بن يزيد، أَبُو مُحَمَّد الشعيري:
حدث عن إبراهيم بن خالد، وعبد الرزاق بن همام الصنعانيين. روى عنه أبو داود السجستاني، وأبو عوف البزوري، وابنه أحمد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدٍ الْكَاتِبُ وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أَخْبَرَنا عَبْدُ الْمَلِكِ بن الحسن السقطي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ، حدّثنا مخلد بن خالد، حدّثنا إبراهيم بن خالد، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى قَوْمٍ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَهُمْ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ: «كُلُّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فلا يؤذ بعضكم بعضا» [2] .
أخبرني العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أَبُو داود عن خالد بن مخلد الشعيري- كذا في الكتاب- والصواب مخلد بن خالد؟ فقال: ثقة.
__________
[1] 7153- انظر: تهذيب الكمال 5834 (27/343) . وعلل أحمد 2/221. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1600. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 175. وتسمية شيوخ أبي داود، الورقة 94. والجمع لابن القيسراني 2/508. والمعجم المشتمل، الترجمة 1034. والكاشف 3/الترجمة 5430. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 28. ونهاية السول، الورقة 366. وتهذيب التهذيب 10/73- 74. والتقريب 2/235. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6899.
[2] انظر الحديث في: حلية الأولياء 4/124(13/176)
7154- مخلد بن الحسن بن أبي زميل، أَبُو أَحْمَد الحراني [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عن عبيد الله بن عمرو، وأبي المليح الحسن بن عمر الرقيين، وإسماعيل بن علية. روى عنه أبو حاتم الرازي، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وقاسم المطرز، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وعبد الله بن صالح البخاري وهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن هارون بن المجدر.
وقَالَ ابْن أَبِي حاتم: سألت أَبِي عنه فَقَالَ: هو صدوق.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ وَعُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بن حميد البيع، حدّثنا مَخْلَدُ بْنُ أَبِي زُمَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْد الْوَهَّابِ بْن الْحُسَيْنِ بْن عُمَر بْن بَرْهَانَ الغزال- بصور- حدّثنا محمّد ابن محمّد بن علي النّاقد، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، حدّثنا مخلد ابن الحسن، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: «أَتَقْرَءُونَ خَلْفَ الإِمَامِ؟ وَالإِمَامُ يَقْرَأُ؟ قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ، قَالَ: «فَلا تَفْعَلُوا وَلْيَقْرَأْ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي نَفْسِهِ» [2]
لَفْظُ حَدِيثِ الْخَلالِ.
هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَيُّوبَ، وَخَالَفَهُ سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ فَرَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَخَالَفَهُمَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الأَعْرَجِ عن أبي هريرة. ورواه إسماعيل بن عُلَيَّةَ وَغَيْرُهُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا. وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن شهريار الأصبهانيّ- بها- أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مخلد بن الحسن بن أبي زميل البغداديّ بحديث ذكره.
__________
[1] 7154- انظر: تهذيب الكمال 5831 (27/330) . والجرح والتعديل 8/الترجمة 1602. وثقات ابن حبان 9/186. والمعجم المشتمل، الترجمة 1032. والكاشف 3/الترجمة 5428. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 28. وتاريخ الإسلام، الورقة 75 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 366. وتهذيب التهذيب 10/72. والتقريب 2/234. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6897.
[2] انظر الحديث في: سنن الدارقطني 1/340. وكنز العمال 22959. ومصنف عبد الرزاق 2765.(13/177)
قلت: نسبه إلى بغداد لسكناه إياها.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: مخلد بن الحسن بغدادي لا بأس به.
7155- مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهيل بن حمران، أَبُو علي الدقاق الفارسي المعروف بالباقرحي [1] :
وقد سقنا نسبه عند ذكر ابنه إبراهيم. سمع يحيى بن مُحَمَّد بن البختري الحنائي، ويوسف بن يَعْقُوب القاضي، وأحمد بن مسروق الطوسي، والحسن بن علويه القطان، وأحمد بن مُحَمَّد بن منصور الحاسب، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمّد ابن يحيى المروزيّ، وجعفر الفريابي، وأَحْمَد بْن أَبِي عوف البزوري، وَمُحَمَّد بْن جرير الطبري، وَمُحَمَّد بن حنيفة الواسطي. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس، وعلي ابن عبد العزيز الطاهري، وأَبُو نعيم الحافظ، والْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، ومحمّد ابن جعفر بن علان، وأَبُو طالب بن بكير، وَمُحَمَّد بن علي بن العلاف، وَمُحَمَّد بن عُمَر بن بكير المقرئ.
سألت أبا نعيم الحافظ عن مخلد بن جعفر، فقال: لما سمعنا منه كان أمره مستقيما، ثم لما خرجنا من بغداد بلغنا أنه خلط، وحدث عن أَحْمَد بن يحيى الحلواني وغيره.
ذكرت لأحمد بن علي البادا مخلد بن جعفر فقال: كان ثقة صحيح السماع، غير أنه لم يكن يعرف شيئا من الحديث.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قَالَ: كان مخلد بن جعفر في ابتداء ما حدث ثقة على حال جميلة، وأصول حسنة صحيحة جيدة، رأيت منها شيئا كثيرا هذه سبيله. ثم إن ابنه حمله في آخر أمره على ادعاء أشياء كثيرة، منها «المغازي» عن المروزي، و «المبتدأ» عن ابن علوية، و «تاريخ الطبري الكبير» ، و «الطهارة» لأبي عبيد، وأشياء غير ذلك، فشرهت نفسه إلى ذلك وقبل منه، واشترى له هذه الكتب من السوق فحدث بها دفعات فانهتك وافتضح.
__________
[1] 7155- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/50.(13/178)
قَالَ مُحَمَّد بن أبي الفوارس: توفي مخلد بن جعفر ليلة السبت ودفن يوم السبت لليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة. كان له أصول كثيرة جياد بخطه، وحدث بالتاريخ الكبير، والمبتدأ عن ابن علوية من كتاب ليس له فيه سماع.
ذكر من اسمه المؤمل
7156- المؤمل بن أميل، أَبُو أميل المحاربي الشاعر [1] :
كوفي قدم بغداد ومدح أمير المؤمنين المهدي، وله في ذلك خبر طريف.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد ابن سيف الكاتب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن مُحَمَّد النحوي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الحسن علي بْن مُحَمَّد بن العبّاس القرشيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن الحسين بن سعد. قَالَ أبي: وحَدَّثَنَاه أَبُو مُحَمَّد بن أبي سعد الوراق فدخل بعض الكلام والشعر في بعض، والمعاني متقاربة- قَالَ: خرج المؤمل بن أميل المحاربي إلى المهدي- وهو أمير على الري- ممتدحا له فأمر له بعشرين ألف درهم ورفع الخبر إلى المنصور، قَالَ:
فلما اتصل به قربي من العراق أقعد لي قاعدا على جسر النهروان يستقرئ القوافل، فلما مررت به قَالَ لي: من أنت؟ قلت: المؤمل بن أميل، مادح الأمير المهدي وشاعره، قَالَ: إياك طلبت. ثم أخذ بيدي فأدخلني على المنصور وهو بقصر الذهب فقال لي: أتيت غلاما غرا فخدعته؟ قلت: بل أتيت غلاما كريما فخدعته فانخدع، قَالَ: فأنشدني ما قلت فيه، فأنشدته:
هو المهدي إلا أن فيه ... مشابه صورة القمر المنير
تشابه ذا وذا، فهما إذا ما ... أنارا يشكلان على البصير
فهذا في الظلام سراج نور ... وهذا بالنهار سراج نور
ولكن فضل الرحمن هذا ... على ذا بالمنابر والسرير
وبالملك العزيز، فذا أمير ... وماذا لا لأمير ولا الوزير
ونقص الشهر يخمد ذا وهذا ... منير عند نقصان الشهور
__________
[1] 7156- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/255. وإرشاد الأريب 7/195. ونكت الهميان 299.
وسمط اللآلئ 524. وخزانة الأدب 3/523. والأغاني 19/147- 150. والأعلام 7/334.(13/179)
فيا ابن خليفة الله المصفى ... به تعلو مفاخرة الفخور
تقذفت الملوك وقد توانوا ... إليك من السهولة والوعور
لقد سبق الملوك أَبُوك حتى ... بقوا من بين كاب أو حسير
وجئت وراءه تجري حثيثا ... وما بك حين تجري من فتور
فقال الناس: ما هذان إلا ... كما بين الفتيل إلى النقير
فإن سبق الكبير فأهل سبق ... له فضل الكبير على الصغير
وإن بلغ الصغير مدى كبير ... فقد خلق الصغير من الكبير
فقال لي: ما أحسن ما قلت، ولكن لا تساوي ما أخذت. يا ربيع حط ثقله وخذ منه ستة عشر ألفا، وخله والبقية. قَالَ: فحط والله الربيع ثقلي، وأخذ مني ستة عشر ألفا، فما بقيت معي إلا نفيقة يسيرة لأني كنت اشتريت لأهلي طرائف من طرائف الري، فشخصت وآليت أن لا أدخل بغداد وللمنصور بها ولاية، فلما مات المنصور واستخلف المهدي قدمت بغداد، فألفيت رجلا- يقال له ابن ثوبان قد نصبه المهدي للمظالم- فكتبت قصة أشرح فيها ما جرى علي، فرفعها ابن ثوبان إلى المهدي، فلما قرأها ضحك حتى استلقى ثم قَالَ: هذه مظلمة أنا بها عارف، ردوا عليه ماله الأول، وضموا إليه عشرين ألفا.
أخبرنا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمّاد الواعظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن البهلول الأنباريّ- إملاء- حدّثنا جدي قال:
سمعت عبادة بن كليب قَالَ: أتاني المؤمل الشاعر فقال: أروي لك ثلاثة أبيات؟ قلت له: أنت تقول في الغزل والنساء، قَالَ: اسمعها فإن أعجبتك فاروها، قلت: هات.
قَالَ: إذا سفه عليك أحد فاروها ولا تكلمه:
إذا نطق اللئيم فلا تجبه ... فخير من إجابتك السكوت
لئيم القوم يشتمني فيخطى ... ولو دمه سفكت لما خطيت
فلست مشاتما أبدا لئيما ... خزيت لمن يشاتمه خزيت
قَالَ لنا ابن حماد: وخزيت بالزاي في الموضعين.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن العباس قَالَ: ذكر المؤمل بين يدي أبي العباس المبرد فقالوا: كانوا يقولون له المؤمل البارد،(13/180)
فقال أَبُو العباس: في شعره ذلك ولكنه شاعر. ثم قَالَ: أنشدني له عبد الصمد بن المعدل:
لا تغضبن علي قوم تحبهم ... فليس ينجيك من أحبابك الغضب
ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا ... إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا
يا جائرين علينا في حكومتهم ... والجور أعظم ما يؤتى ويرتكب
لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا ... جرتم، ولكن إليكم منكم الهرب
وَقَالَ المرزباني: أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: يقال إن المؤمل لما قَالَ:
شف المؤمل يوم الحيرة النظر ... ليت المؤمل لم يخلق له بصر
عمي، فرأى في منامه إنسانا يقول له: هذا ما تمنيت في شعرك.
7157- المؤمل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة [1] :
شاعر كان في أيام المهدي، يعرف بقتيل الهوى. وهو ابن عم مَرْوَان بن أبي حفصة.
أَخْبَرَنِي علي بن أيّوب القمي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، أَخْبَرَنِي يوسف بن يحيى بن علي المنجم عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة عن أبيه قَالَ: كان المؤمل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة شاعرا غزلا ظريفا، وكان منقطعا إلى جعفر بن سليمان بالمدينة، ثم قدم العراق فكان مع عبد الله بن مالك الخزاعي، فذكره للمهدي فحظي عنده، وهو القائل:
قلن: من ذا؟ فقلت: هذا اليما ... ني قتيل الهوى أَبُو الخطاب
قلن: بالله أنت ذاك يقينا ... لا تقل قول مازح لعاب
إن يكن أنت هو فأنت منانا ... خاليا كنت أو مع الأصحاب
قَالَ: فسمي قتيل الهوى. قَالَ وهو القائل:
أنا ميت من جوى الح ... ب، فيا طيب مماتي
آن موتي يا ثقاتي ... فاحضروا اليوم وفاتي
ثم قولوا عند قبري ... يا قتيل الغانيات
__________
[1] 7157- انظر: مصارع العشاق 243. والأغاني 16/160، 161، 18/184. والأعلام 7/334.(13/181)
قَالَ: وله أيضا:
إنا إلى الله راجعون أما ... يرهب من رام قتلي القودا؟
أصبحت لا أرتجي السلو ولا ... أرجو من الحب راحة أبدا
إني إذا لم أطق زيارتكم ... وخفت موتا لفقدكم كمدا
أخلو بذكراكم فيؤنسني ... مما أبالي أن لا أرى أحدا
7158-[1] المؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل بن سدك [2] ، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الربعي:
كوفي قدم بغداد وحدث بها عن مالك بن سعير بن الخمس، وحمزة بن ربيعة، وسيار بن حاتم، والنضر بن مُحَمَّد الحرشي، وَأَبِي دَاوُد الطيالسي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن يوسف الفريابي.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وصالح جزرة، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، وهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم: روى عنه أَبِي وسئل عنه فَقَالَ: صدوق.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدثني المؤمّل بن أهاب، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: بلغني أن ريحا تكون في آخر الزمان وظلمة، فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر الميانجي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرو البرذعي قَالَ: قَالَ لي أَبُو زرعة: كان المؤمل بن إهاب
__________
[1] 7158- انظر: تهذيب الكمال 6320 (29/179) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/76. وسؤالات ابن الجنيد لابن معين، الترجمة 745. والكنى للدولابي 2/69. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1715. وثقات ابن حبان 9/188. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 94. والمعجم المشتمل، الترجمة 1076. والمنتظم 6/231. وسير أعلام النبلاء 12/246. والكاشف 3/الترجمة 5845. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 85. والعبر 2/7. وتاريخ الإسلام، الورقة 288 (أحمد الثالث 2917/7) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8950. والعقد الثمين 7/الترجمة 2561. ونهاية السول، الورقة 394. وتهذيب التهذيب 10/381- 382. والتقريب 2/290. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7338. وشذرات الذهب 2/139.
[2] في تهذيب الكمال: «بن سدل» .(13/182)
ببغداد، فقلت لأبي بكر الأعين: امض بنا إليه، قَالَ إنه يتعسر، قلت فدعه إذا. قَالَ أَبُو زرعة: ما سهل علي احتمال العسرة وهذه الأشياء.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول:
كتبت عن مؤمل بن إهاب بالرملة، وبحلب، وبحمص.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- عن مؤمل بن إهاب فكأنه ضعفه.
أَخْبَرَنِي محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن الْقَاسِم الهمداني بأطرابلس، أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النسائي قَالَ:
مؤمل بن إهاب لا بأس به.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أَخْبَرَنَا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: مؤمل بن إهاب رملي أصله كرماني ثقة.
قلت: كان مؤمل قد نزل الرملة بأخرة وبها مات.
حدثني الصوري- لفظا- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحاج الإشبيلي- بمصر- حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي، حدّثنا محمّد بن عمر بن الحسين، حَدَّثَنِي علي بن مُحَمَّد بن أبي سليمان قَالَ: قدم مؤمل بن إهاب الرملة فاجتمع عليه أصحاب الحديث، وكان ذعرا ممتنعا، فألحوا عليه فامتنع أن يحدثهم، فمضوا بأجمعهم وألفوا منهم فئتين، فتقدموا إلى السلطان فقالوا إن لنا عبدا خلاسيا له علينا حق صحبة وتربية، وقد كان أدبنا وأحسن لنا التأديب، وآلت بنا الحال إلى الإضاقة بحمل المحبرة وطلب الحديث وإنا أردنا بيعه فامتنع علينا. فقال لهم السلطان:
وكيف أعلم صحة ما ذكرتم؟ قالوا: إنا معنا بالباب جماعة من حملة الآثار، وطلاب العلم وثقات الناس، يكتفى بالنظر إليهم دون المسألة عنهم، وهم يعلمون ذلك. فتأذن بوصولهم إليك لتسمع منهم، فأدخلهم وسمع منهم مقالتهم، ووجه خلف المؤمل بالشرط والأعوان يدعونه إلى السلطان فتعذر، فجذبوه وجرروه وقالوا أَخْبَرَنَا إنك(13/183)
قد استطعمت الإباق، فصار معهم إلى السلطان، فلما دخل عليه قَالَ له: ما يكفيك ما أنت فيه من الإباق حتى تتعزر على سلطانك؟ امضوا به إلى الحبس. فحبس وكان مؤمل من هيئته أنه أصفر طوال خفيف اللحية، يشبه عبيد أهل الحجاز، فلم يزل في حبسه أياما حتى علم بذلك جماعة من إخوانه، فصاروا إلى السلطان، وقالوا هذا مؤمل بن إهاب في حبسك مظلوم، فقال لهم: ومن ظلمه؟ فقالوا له: أنت. قَالَ: ما أعرف من هذا شيئا، ومن مؤمل هذا؟ قالوا: الشيخ الذي اجتمع عليه جماعة. فقال:
ذاك العبد الآبق؟ فقالوا: ما هو بآبق هو إمام من أئمة المسلمين في الحديث، فأمر بإخراجه وسأله عن حاله فأخبره كما أخبره الذين جاءوا يذكرون له حاله، فصرفه وسأله أن يحله. فلم ير مؤمل بعد ذلك ممتنعا امتناعه الأول حتى لحق بالله عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر قَالَ: سنة أربع وخمسين، قَالَ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن دَاوُد بْن سليمان فيها مات مؤمل بن إهاب.
حَدَّثَنَا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، أَخْبَرَنَا عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن يونس قَالَ: مؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل الربعي ثم العجلي، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن كوفي قدم مصر، وكتب عنه وخرج.
فكانت وفاته بالرملة يوم الخميس لسبع ليال خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين.
7159- المؤمل بن أَحْمَد بن مُحَمَّد، أَبُو القاسم الشيباني البزاز:
سكن مصر وحدث بها عَن أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بْن أبي داود، ويحيى ابن صاعد، وَمُحَمَّد بن هارون الحضرمي، وأبي عُمَر محرر بن يوسف القاضي، ويعقوب بن إبراهيم المعروف بالجراب، حَدَّثَنَا عنه يوسف بن رباح المصريّ، ومحمّد ابن مكي الأزدي المصري، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بن رباح، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُؤَمَّلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ- بِمِصْرَ فِي سَنَةِ أربع وثمانين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ خلف البزّار، حدّثنا إسحاق ابن يُوسُفَ الأَزْرَقُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِلالٍ أَبِي عَمْرٍو الْجِهْبَذِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ- فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ-: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، فَإِنَّهُمُ اتَّخَذُوا(13/184)
قبور أنبيائهم مساجد» [1] .
يقول ذلك ثلاث مرار يُرَدِّدُهُ. قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْلا أَنْ يُتَّخَذَ قَبْرُهُ مَسْجِدًا لأُبْرِزَ.
تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ خَلَفٍ عَنْهُ. بلغني أن المؤمل بن أَحْمَد مات بمصر في يوم السبت لسبع خلون من المحرم سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وكان مولده في سنة سبع وتسعين ومائتين.
7160- المؤمل بن أَحْمَد بن إبراهيم بن ذر، أَبُو القاسم الصفار:
سمع أبا حفص الكتاني، وأبا المفضل الشّيباني. كتبت عنه في سنة تسع وأربعمائة وكان ثقة.
حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ أَحْمَدَ- مِنْ لَفْظِهِ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بُكَيْرٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخَصِيبُ قال: حدّثنا سويد بن سعيد بن عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من عشق وعف وَكَتَمَ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا» [2] .
ذكر من اسمه مهدي
7161- مهدي بن عبد الله، البغدادي:
روى عن مُحَمَّد بن جابر، وإسماعيل بن جعفر. ذكره عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ وَقَالَ: سمعت أبي يقول ذلك.
7162- مهدي بن حفص، أَبُو أَحْمَد [3] :
حدث عن أبي الأحوص سلام بن سليم، وحماد بن زيد، والقاسم بن عبد الله
__________
[1] 7159- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/116، 2/11، 128، 6/13. وصحيح مسلم، كتاب المساجد باب 3. وفتح الباري 8/140.
[2] 7160- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/285. والفوائد المجموعة 255. والدرر المنتثرة 152.
والأسرار المرفوعة 352. وكشف الخفا 2/363، 364. وإتحاف السادة المتقين 7/439، 440.
[3] 7162- انظر: تهذيب الكمال 6221 (28/587) . وطبقات ابن سعد 7/352. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1864. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1553. وثقات ابن حبان 9/201.-(13/185)
العمري، وإسماعيل بن عياش، وعيسى بن يونس، وَمُحَمَّد بن ربيعة، وخلف بن خليفة، وإسحاق الأزرق. روى عنه العباس بن أبي طالب، وعباس بن مُحَمَّد الدوري، وَمُحَمَّد بن الفضل بن جابر السقطي، وَمُحَمَّد بن سليمان بن سهل بن زريق، وإِبْرَاهِيم الحربي، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وكان ثقة. وذكر ابن أبي حاتم أنه مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين وَقَالَ: سمعت أبي يقول ذلك.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ:
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مَهْدِيُّ بن حفص كان ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ، حدّثنا مهديّ بن حفص، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا» قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «صَلُّوهَا وَاجْعَلُوهَا مَعَهُمْ نَافِلَةً» [1] .
7163- مهدي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مهدي بْن سعيد بن عاصم بن عبد الله، أَبُو سلمة القشيري [2] الصيدلاني النِّيسَابُورِيّ:
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَن عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي، وأبي حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بلال، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن دلويه الدقاق، وأبي العباس الأصم، وأبي علي الحسين بن علي الحافظ النيسابوري. حَدَّثَنَا عنه أَبُو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي، ورواياته مستقيمة.
أخبرنا التنوخي، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهديّ بن سعيد بن عاصم ابن عَبْدِ اللَّهِ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ- بَعْدَ عَوْدِهِ مِنَ الْحَجِّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثمان وثمانين وثلاثمائة- قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حدثني زبيد عن أبي
__________
- وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 94. والمعجم المشتمل، الترجمة 1079. والكاشف 3/الترجمة 5758. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 74. وتاريخ الإسلام، الورقة 228 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 388. وتهذيب التهذيب 10/325. والتقريب 2/279. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7232.
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 434. والمعجم الكبير 18/375.
[2] 7163- القشيري: هذه النسبة إلى بني قشير (الأنساب للسمعاني 10/153) .(13/186)
وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» [1]
قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ سَمِعْتُهُ مَنْ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ لنا التنوخي: سألت مهدي بن مُحَمَّد عن مولده فقال: مولدي في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسألته عن أول سماعه فقال: في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
7164- مهدي بن مُحَمَّد بن العباس، أَبُو الحسن الهاشمي الطبري:
ذكر لي أنه من ولد عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قدم بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن أَحْمَد الحاجي، وأَبِي نعيم عَبْد الملك بْن الْحَسَن الإسفراييني، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السلمي، وعَبْد الرَّحْمَن بن أبي إسحاق المزكي، وسهل بن أبي سهل الصعلوكي، والحاكم بن عبد الله بن البيع النيسابوريين.
كتبت عنه وسألته عن مولده فقال: ولدت بطبرستان في أول سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا مهديّ بن محمّد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ- فِي جُمَادَى الآخِرَةِ من سنة خمسين وأربعمائة- حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد الحاجي بأهلم، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حاتم- بالري- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأشج الكندي، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخَيَّاطُ عَنْ أَبِي زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبَى اللَّهُ أَنْ يَقْبَلَ عَمَلَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ» [2] .
خَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا مَهْدِيٌّ وَقْتَ سَمِعْنَا مِنْهُ وَرَجَعَ إِلَى بِلادِ الْعَجَمِ.
ذكر من اسمه معلى
7165- معلى بن عَبْد الرَّحْمَن، الواسطي [3] :
قدم بغداد وحدث بها عن سليمان الأعمش وسفيان الثوري، ومبارك بن فضالة،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/19، 8/18، 9/63. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 28. وفتح الباري 1/110، 10/64، 11/512، 13/26/27.
[2] 7164- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 50. والسنة لابن أبي عاصم 1/22. وكشف الخفا 1/35. والترغيب والترهيب 1/86.
[3] 7165- انظر: تهذيب الكمال 6100 (28/288- 291) . وأبو زرعة الرازي 394. والمعرفة ليعقوب 2/198. وتاريخ واسط 70، 136، 170، 263، 264. وضعفاء العقيلي، الورقة 212.-(13/187)
وشريك بن عبد الله، وعبد الحميد بن جعفر. روى عنه إبراهيم بن راشد الأدمي، ومحمّد بن عبد الله المؤدب السامري، وخلف بن مُحَمَّد بن كردوس الواسطي، وَمُحَمَّد بن عبد الملك الدقيقي، وإبراهيم بْن عَبْد الرَّحيم بْن دنُوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا إبراهيم بن راشد، حدّثنا معلّى بن عبد الرّحمن، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقرئ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف، أخبرنا محمّد بن جعفر المطيري، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ- بِسُرَّ من رأى- حدّثنا المعلّى بن عبد الرّحمن- ببغداد- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَالا: أَتَيْنَا أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَكَ بِنُزُولِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَجِيءِ نَاقَتِهِ تَفَضُّلا مِنَ اللَّهِ وَإِكْرَامًا لَكَ حَتَّى أَنَاخَتْ بِبَابِكَ دُونَ النَّاسِ، ثُمَّ جِئْتَ بِسَيْفِكَ عَلَى عَاتِقِكَ تَضْرِبُ بِهِ أَهْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ فَقَالَ: يَا هَذَا إِنَّ الرَّائِدَ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِقِتَالِ ثَلاثَةٍ مَعَ عَلِيٍّ، بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ. فأما الناكثون فقد قابلناهم أَهْلَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَهَذَا مُنْصَرَفُنَا مِنْ عِنْدِهِمْ- يَعْنِي مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرًا- وَأَمَّا الْمَارِقُونَ فَهُمْ أَهْلُ الطَّرْفَاوَاتِ، وَأَهْلُ السُّعَيْفَاتِ، وَأَهْلُ النُّخَيْلاتِ، وَأَهْلُ النَّهْرَوَانَاتِ، وَاللَّهُ مَا أَدْرِي أَيْنَ هُمْ وَلَكِنْ لا بُدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ،
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ: «يَا عَمَّارُ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، وَأَنْتَ إِذْ ذَاكَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ، يَا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، إِنْ رَأَيْتَ عَلِيًّا قَدْ سَلَكَ وَادِيًا وَسَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا غَيْرَهُ فَاسْلُكْ مَعَ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ لَنْ يُدْلِيَكَ فِي رَدًى، وَلَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ هُدًى، يَا عَمَّارُ مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَلِيًّا عَلَى عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ القيامة وشاحين من در،
__________
- والجرح والتعديل 8/1540. والمجروحين لابن حبان 3/17. والكامل لابن عدي 3/الورقة 119. وضعفاء الدارقطني، الترجمة 506. وعلله 3/الورقة 38، 203. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 154. والكاشف 3/الترجمة 5658. وديوان الضعفاء، الترجمة 4196.
والمغني 2/الترجمة 6356. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 55. وتاريخ الإسلام، الورقة 72 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8673. ورجال ابن ماجة، الورقة 15.
والكشف الحثيث، الترجمة 776. ونهاية السول، الورقة 381. وتهذيب التهذيب 10/238.
والتقريب 2/265. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7121.(13/188)
وَمَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِيٍّ عَلَيْهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنْ نَارٍ» [1]
قُلْنَا: يَا هَذَا حَسْبُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ، حَسْبُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ.
أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد بن الحسن الحربي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: معلى بن عَبْد الرَّحْمَن ضعيف الحديث، وذهب إلى أنه كان يضع الحديث. روى عنه الأعمش عن زيد بن وهب حديثا طويلا: أقبلنا مع علي من صفين. وحدث عن شريك عن ابن ظبيان عن أبي نجاء: قال علي: إن ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا ربت عليه بهجته. ورميت بحديثه، وضعفه جدا.
وَقَالَ فِي موضع آخر: سمعت أَبِي يَقُولُ: المعلى بن عَبْد الرَّحْمَن أخذ أحاديث من أحاديث أبي الهيثم عن ليث بن سعد، وذهب إلى أنه كان يكذب.
قلت: أَبُو الهيثم هو خالد المدائني وكان غير ثقة، فذهب علي [ابن المدينيّ] [2] إلى أن معلى سرق أحاديث من أحاديث خالد ورواها.
وقد ذكر لنا الْبَرْقَانِيُّ أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ مُوسَى الأَرْدُبِيلِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت- يعني لأبي زرعة الرازي- معلى بن عَبْد الرَّحْمَن الواسطي؟ قَالَ: ذاهب الحديث.
7166- معلى بن منصور، أَبُو يعلى الرازي [3] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ مالك بْن أنس، وليث بن سعد، وأبي عوانة، وشريك، والهيثم بن حميد، وابن لهيعة، وموسى بن أعين، ويحيى بن حمزة،
__________
[1] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/371. والعلل المتناهية 1/215. واللآلئ المصنوعة 1/213. والدر المنثور 4/371.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 7166- انظر: تهذيب الكمال 6101 (28/291- 297) . وطبقات ابن سعد 7/341. وتاريخ الدارمي، الترجمة 816. وتاريخ خليفة 474. وطبقاته 329. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1722. وتاريخه الصغير 2/323. والكنى لمسلم، الورقة 126. وثقات العجلي، الورقة 52. وضعفاء العقيلي، الورقة 212. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1541. وثقات ابن حبان 9/182. والكامل لابن عدي 3/الورقة 134. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 172. ورجال البخاري للباحي 2/739. والجمع لابن القيسراني 2/506. وسير أعلام النبلاء 1/365. وتذكرة الحفاظ 1/377. والكاشف 3/الترجمة 5659. والمغني 2/الترجمة 6359.-(13/189)
وأبي يوسف القاضي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبي بكر بن عياش، وهشيم.
روى عنه علي بن المديني، وَأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَأبو خيثمة، وأبو يحيى صاعقة، وأحمد بن منصور الرمادي، وسلمان بن توبة، وعباس الدوري، والحسن بن مكرم، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم. وكان فقيها من أصحاب الرأي. أخذ عن أبي يوسف القاضي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السّرّاج- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا معلّى بن منصور، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا يحب الفاحش المتفحش» [1] .
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي قَالَ: قرأت بخط أبي عمر المستملي، حَدَّثَنِي سهل بن عمار قَالَ: كنت عند المعلى بن منصور، وإبراهيم بن حرب النيسابوري في أيام خاض الناس في القرآن، فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي يذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره، قَالَ: في ماذا؟ قَالَ: يقولون إنك تقول القرآن مخلوق، فقال: ما قلته، ومن قَالَ القرآن مخلوق فهو عندي كافر.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قَالَ: أَخْبَرَنِي الحسن بن يوسف الصيرفي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارون الخلّال، أخبرني زكريا ابن يحيى، حَدَّثَنَا أَبُو طالب أنه سأل أبا عَبْد اللَّهِ- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عن المعلى ابن منصور. قَالَ: كان يحدث بما وافق الرأي، وكان كل يوم يخطئ في حديثين وثلاثة، فكنت أجوزه إلى عبيد بن أبي قرة في قطيعة الرّبيع.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن
__________
- والعبر 1/361. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 55. وتاريخ الإسلام، الورقة 157 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8676. ونهاية السول، الورقة 381. وتهذيب التهذيب 10/238- 240. والتقريب 2/265. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7122.
وشذرات الذهب 2/27. والمنتظم 10/246.
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الأدب 6. والمستدرك 1/75، 4/513. والمعجم الكبير 1/128، 129. وصحيح ابن حبان 1566. والأدب المفرد للبخاري 310، 755.(13/190)
النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرو البرذعي قَالَ: قَالَ أَبُو زرعة: رحم الله أَحْمَد بن حنبل، بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور كان يحتاج إليها، وكان المعلى أشبه القوم- يعني أصحاب الرأي- بأهل العلم، وذلك أنه كان طلابة للعلم ورحل وعنى به، فتصبر أَحْمَد عن تلك الأحاديث ولم يسمع منه حرفا. وأما علي بن المدينيّ وأبو خيثمة وعامة أصحابنا فسمعوا منه. المعلى صدوق.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ- إملاء- حدّثنا عمر بن بكار القافلائي، حدّثنا محمّد بن إسحاق والعبّاس ابن مُحَمَّد قالا: سمعنا يحيى بن معين يقول: كان المعلى بن منصور الرازي يوما يصلي، فوقع على رأسه كور الزنابير، فما التفت ولا انفتل حتى أتم صلاته، فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدة الانتفاخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن المعلى بن منصور فقال: ثقة.
أَنْبَأَنَا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: إذا اختلف معلى الرازي وإسحاق بن الطباع في حديث عن مالك بن أنس، فالقول قول معلى. وفي كل حديثه معلى أثبت منه وخير منه.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: معلى بن منصور الرازي أبو يعلى ثقة.
أخبرنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد، حَدَّثَنِي أبي قَالَ:
معلى بن منصور الرازي أَبُو يعلى ثقة صاحب سنة، وكان نبيلا طلبوه على القضاء غير مرة فأبَى.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل القاضي قَالَ: المعلى بن منصور الرازي من كبار أصحاب أبي يوسف وَمُحَمَّد ومن ثقاتهم في النقل والرواية.(13/191)
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: المعلى بن منصور الرازي نزل بغداد وطلب الحديث، وكان صدوقا صاحب حديث، ورأي، وفقه. وكان ينزل الكرخ في قطيعة الربيع، وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بن حسنويه، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قَالَ: المعلى بن منصور الرازي مات سنة إحدى- أو اثنتي- عشرة ومائتين.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن عبيد الله المنادي قَالَ: ومات بها- يعني ببغداد- المعلى بن منصور الرازي أَبُو يعلى كان قد سكن الجانب الغربي وهنالك حين مات دفن.
7167- معلى بن سعيد، أَبُو خازم التنوخي يعرف بالشيبي [1] :
سكن مصر وحدث بها عَن بشر بْن موسى الأسدي، والفضل بن الحباب الجمحي، وَمُحَمَّد بن جرير الطبري، وغيرهم. روى عنه أَبُو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بن الثّلّاج الشّاهد، حَدَّثَنِي أبو خازم المعلى بن سعيد التنوخي- ويعرف بالشيبي- بفسطاط مصر- حَدَّثَنَا أَبُو خليفة القاضي بحديث ذكره. قَالَ ابن الثلاج: قَالَ لي أَبُو خازم: أنا أنفق في كل يوم دينارا لا يكفيني أقل منه بقيراط. قَالَ: وإن مت لم يوجد لي بعد كفني شيء. قَالَ ابن الثلاج: وكان يشرب النبيذ. قَالَ أَبُو خازم: وكنت أنادي ببغداد في باب الطاق على الثياب قديما فعاداني قوم منهم فنفوني عن السوق، فلزمت سوق البزازين في الكرخ وخدمت أبا عُمَر القاضي، فرأيته يوما راكبا في الطريق فدعوت له فأسرفت قَالَ:
فقال لي: إن قوما نفوا مثلك لقوم نبال. قَالَ ابن الثلاج: كان أَبُو خازم هذا جوالة كتب ببغداد والبصرة وغيرها. ومات في حدود سنة خمسين وثلاثمائة.
قلت: بلغني أنه مات بمصر في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] 7167- الشيبي: هذه النسبة إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي، من بني عبد الدار بن قصي، من سدنة الكعبة (الأنساب 7/440) .(13/192)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علي الصوري وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة بْن جَعْفَر القضاعي- قاضي مصر بمكة- قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظُ قَالَ: وأَبُو خازم المعلى ابن سعيد كتبنا عنه، وما كان ممن يفرح به.
ذكر من اسمه محفوظ
7168- محفوظ بن الفضل بن أبي توبة، أَبُو عبد الله [1] :
حدث عن أبي ضمرة أنس بن عياض، ومعن بن عيسى، وعبد الرزاق بن همام، وعمرو بن الربيع بن طارق، وعثمان بن صالح السهمي، ومُحَمَّد بن يزيد بن سنان الرهاوي. روى عنه إِسْمَاعِيل بن إسحاق القاضي، والحسن بن علوية القطّان، وصالح ابن محمّد بن جزرة، وعمر بن أيوب السقطي.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، حدّثنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا محفوظ بن أبي توبة، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، أخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عَبَّاسٍ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ
[الأنفال 30] قَالَ: تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذَا أَصْبَحَ أَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ- يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ بَعْضُهُمْ اقْتُلُوهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ أَخْرِجُوهُ. فَأَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَى ذَلِكَ. فَبَاتَ عَلِيٌّ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ، وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا يَحْسَبُونَ أَنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ هَذَا؟ قَالَ: لا أَدْرِي، فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ اخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَمَرُّوا بِالْغَارِ، فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ فَقَالُوا: لو دخل ها هنا لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ، فَمَكَثَ فيه ثلاثا.
أخبرنا الأزهري وأَخْبَرَنَا أَبُو الحسن الدارقطني قَالَ: محفوظ بن أبي توبة بغدادي.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثنا عبد الله قَالَ: سمعت أبي يقول: محفوظ بن أبي توبة كان معنا باليمن إلا أنه لم يكن يكتب كل ذلك، كان يسمع مع إبراهيم أخي أبان، ولم يكن ينسخ وضعف أمره جدّا.
__________
[1] 7168- انظر: ميزان الاعتدال 3/ترجمة 7093.(13/193)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن محفوظ بن أبي توبة بغدادي مات في سنة سبع وثلاثين ومائتين.
وكذلك ذكر البخاري وقال: مات يوم الأحد لتسع بقين من ذي القعدة.
7169-[1] محفوظ بن إبراهيم، الفركي [2] :
حدث عن سلام بن سليمان المدائني. روى عنه أَبُو عيسى الختلي المعروف بالشص.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الفتح، حدّثنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى مُوسَى بْنُ مُوسَى الْخُتُّلِيُّ، حدّثنا محفوظ بن إبراهيم الفركي، حدّثنا سلام- وهو ابن سليمان- حدّثنا أبو عمرو بن العلاء القاري عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ
[الروم 54] بِالضَّمِّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن شهريار الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا هارون بن موسى الأخفش المقرئ الدمشقي، حَدَّثَنَا سلام بن سليمان المدائني بإسناد نحوه.
7170- محفوظ بن مُحَمَّد بن موسى بن هارون بن حيان، أَبُو الأحوص القزويني:
قدم بغداد حاجا فِي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. وحدث بها عن عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حماد الطهراني. سمع منه وكتب عنه أَبُو الحسن بن رزقويه.
ذكر من اسمه مغيرة
7171- مغيرة بن مسلم، أَبُو سلمة السراج [3] :
وهو أخو عبد العزيز بن مسلم القسملي، ولدا بمرو، وسكن عبد العزيز البصرة، ومغيرة سكن المدائن وحدث بها عن عبد الله بن بريدة، وأبي الزبير المكي، وأبي مريم
__________
[1] 7169- انظر: الأنساب، للسمعاني 9/281.
[2] الفركي: موضع ببغداد على الدجلة أسفل من باب الأزج (الأنساب 9/281) .
[3] 7171- انظر: الأنساب، للسمعاني (7/66- 67)(13/194)
صاحب أبي هريرة، وعكرمة مولى ابن عباس، والربيع بن أنس، ومطر الوراق.
روى عنه سفيان الثوري، وشبابة بن سوار، ويحيى بن نصر بن حاجب، وعبد الله ابن المبارك، وأبو خالد الأحمر، وأبو معاوية الضرير، ومروان بن معاوية الفزاري.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أحمد بن الحسن الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفِي قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوبَ الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا شبابة بن سوار، حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِمَّ لَهُ بَنُو آدَمَ قِيَامًا وجبت له النار» [1] .
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عن المغيرة بن مسلم. قَالَ: أخو عبد العزيز بن مسلم كان يكون بالمدائن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: المغيرة بن مسلم هو أخو عبد العزيز بن مسلم القسملي، وكان المغيرة بن مسلم ينزل المدائن، وأحسب يحيى قَالَ: وهما من أهل خراسان.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: وسئل يَحْيَى بن معين عن المغيرة ابن مسلم فقال: صالح، وكان ينزل بالمدائن.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: والمغيرة بن مسلم السراج ثقة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يقول: مغيرة بن مسلم يحدث عنه مَرْوَان بن معاوية، خراساني لا بأس به.
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 6/281. وكنز العمال 25480.(13/195)
7172- مغيرة بن حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام، الأسديّ المدينيّ:
قدم هو وأخوه الزبير بن خبيب على أمير المؤمنين المهدي وهو ببغداد فأجازهما ووصلهما، وانصرف الزبير بن خبيب إلى المدينة، وأبي المغيرة أن ينصرف فأقام وتسببت له صحبة العباس بن مُحَمَّد بن علي، ثم طلبه المهدي من العباس فصار إليه وكانت له به خاصة.
أخبرني الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قَالَ: وأما المغيرة بن خبيب فكان لصيقا بأمير المؤمنين المهدي ولاه عطاء أهل المدينة، وكان يوليه القسوم، وأعطاه ألف فريضة يضعها حيث يشاء، ففرضه مشهور بالمدينة.
وَقَالَ الزبير: حَدَّثَنِي يحيى بن مُحَمَّد قَالَ: قسم أمير المؤمنين المهدي قسما على يدي المغيرة بن خبيب سنة أربع وستين ومائة، فأصاب مشيخة بني هاشم أكثرهم خمسة وستون دينارا، وأقلهم خمسة وأربعون دينارا، ومشيخة القرشيين أكثرهم خمسة وأربعون دينارا وأقل القرشيين سبعة وعشرون دينارا، ومشيخة الأنصار أكثرهم سبعة وعشرون دينارا، وأقل الأنصار سبعة عشر دينارا. والعرب أكثر من الموالي- ولا أدري كم أعطوا- ومشيخة الموالي خمسة عشر دينارا، وأقل الموالي على الشبر السداسي ستة دنانير، والخماسي خمسة دنانير، والرباعي أقلهم أربعة دنانير، فكان عدد الذين اكتتبوا ثمانين ألف إنسان.
قَالَ: وَقَالَ المغيرة بن خبيب: ربما رأيت الإنسان الهيتي [1] قد قصر به نقيبه فكتبه في غير نظرائه، فأعطيه من مالي حتى غرمت مالا. قَالَ الزبير: وأقطعه أمير المؤمنين المهدي عيونا رغابا بإضم من ناحية المدينة، منها عين يقال لها النيق، وأولات الحب، وأعطاه أموالا عظاما. ربما أعطاه في المرة الواحدة ثلاثين ألف دينار. ويعطيه المسك والعنبر الكثير، والثياب الفاخرة من ثياب الخاصة. قَالَ: وسمعت أصحابنا يزعمون أن المغيرة بن خبيب أعتق أم ولد صغيرة ثم تزوجها فأصدقها عنه أمير المؤمنين المهدي مكوك لؤلؤ. وهي أم ابنه يحيى.
__________
[1] 7172- الهيت: الغامض من الأرض، والهيتي: يريد به عنا غير المعروف.(13/196)
7173- مغيرة بن مُحَمَّد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة، أَبُو حاتم المهلبي الأزدي:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، ومسلم بن إبراهيم الأودي، وعبد الله بن رجاء الغداني، وعبد الغفار بن مُحَمَّد الكلابي، وعمر بن عبد الوهاب الرياحي، والنضر بن حماد المهلبي، وهارون بن موسى الفروي، والنّضر بن محمّد الأودي، وسليمان الشاذكوني، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي. روى عنه هارون بن مُحَمَّد بن عبد الملك الزيات، وَمُحَمَّد بن خلف بن المَرْزُبان، ويوسف بن يَعْقُوب بن إسحاق بن البهلول، وَمُحَمَّد بن يحيى الصولي، وغيرهم.
وكان أديبا إخباريا ثقة. وهو من أهل البصرة ورد بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ- مَوْلَى بَنِي هاشم- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن البهلول التنوخي، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْمُهَلَّبِ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَهْلٍ النَّضْرُ بْنُ حَمَّادٍ مَوْلَى يزيد بن المهلب، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَسُبُّونَ أَصْحَابِي فَقُولُوا لَعَنَ اللَّهُ شَرَّكُمْ» [1] .
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بْن مُحَمَّد بْن علي البلخي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ التوزي- بالبصرة- حدّثنا أبو إسحاق الهجيمي، حَدَّثَنَا المغيرة بن مُحَمَّد المهلبي قَالَ: دخلت على المتوكل فمثلت بين يديه قائما. قَالَ: فقال انتسب، فقلت:
أنا المغيرة بن مُحَمَّد فقال:
قتل المغيرة بعد طول تعرض ... للقتل بين أسنة وصفائح
قال فغمزني سنيف حاجبه فقال لي أجبه. قَالَ: فقلت والله يا أمير المؤمنين لقد بر قسم أخي يزيد- وكان يزيد حاضرا- حين يقول:
فأحلف حلفة لا أتقيها ... بحنث في اليمين ولا ارتياب
لوجهك أحسن الخلفاء وجها ... وأسمحهم يدين ولا أحابي
قَالَ: فجعل يردد الشعر حتى حفظه وأجازني بسبعة آلاف درهم.
بلغني أن مغيرة بن مُحَمَّد مات في سنة ثمان وسبعين ومائتين.
__________
[1] 7173- انظر الحديث في: ميزان الاعتدال 3637، 3866. وكنز العمال 32484. ومشكاة المصابيح 6008. وتاريخ ابن عساكر 6/231.(13/197)
ذكر من اسمه معاوية
7174- معاوية بن عبيد الله بن يسار، أَبُو عبيد الله الأشعري مولاهم:
كان كاتب المهدي أمير المؤمنين ووزيره، وإليه تنسب مربعة أبي عبيد الله بالجانب الشرقي وكان قد كتب الحديث، وطلب العلم، وسمع أبا إسحاق السبيعي، ومنصور ابن المعتمر، ونحوهما. روى عنه منصور بن أبي مزاحم، وكان خيرا فاضلا عابدا، وهو من أهل طبرية. وكان يكتب للمهدي قبل الخلافة وأمره كله إليه رسمه المنصور بذلك. وكان المهدي يعظمه ولا يخالفه في شيء يشير به عليه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ- بالنهروان- حدّثنا سعيد بن معاذ الأبلي- بالأبلة- حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ صَاحِبُ الْمَهْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَهْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: عَارَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: «وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا عَمِّ» [1] .
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن الدارقطني- بخطه- حَدَّثَنِي القاضي أَبُو الطّاهر محمّد ابن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن بجير- بمصر- أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الملك السراج التاريخي قَالَ: حَدَّثَنِي عيسى بن أبي عباد قَالَ: حَدَّثَنِي عبيد الله بن سليمان بن أبي عبيد الله قَالَ: أبلى أَبُو عبيد الله مصليين، وأسرع في الثالث- أو ثلاثة وأسرع في الرابع- موضع الركبتين، والوجه، واليدين، لكثرة صلواته. وكان له في كل يوم كر دقيق يتصدق به على المساكين، وكان يلي ذلك مولى له. فلما اشتد الغلاء أتاه فقال:
قد غلا السعر فلو نقصنا من هذا؟ فقال: لأنت شيطان- أو رسول الشيطان- صيره كرين، فكان له في كل يوم بعد ذلك كران يخبزان للمساكين. قَالَ: وأخبرت أن الجسور يوم مات امتلأت فلم يعبر عليها إلا من تبع جنازته من مواليه، واليتامى، والأرامل، والمساكين. ودفن في مقبرة قريش ببغداد وصلى عليه علي بن المهدي.
قلت: ومات في سنة سبعين، وقيل: سنة تسع وستين ومائة. وكان مولده في سنة مائة.
__________
[1] 7174- انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 1/259. والعلل المتناهية 2/422. وكنز العمال 3443. والبداية والنهاية 3/125.(13/198)
7175- معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو بن شبيب، أبو عمرو الأزدي المعني [1] :
كوفي الأصل وهو أخو كرماني بن عمرو. سمع زائدة بن قدامة. وعَبْد الرَّحْمَن المسعودي، وجرير بن حازم، وزهير بن معاوية، وأبا إسحاق الفزاري. روى عنه يحيى بن معين، وأَبُو خيثمة، وعمرو بن مُحَمَّد الناقد، وزياد بن أيوب، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وَمُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، وحمدان بن علي الوراق، والحارث بن أبي أسامة، وَمُحَمَّد وعلي ابنا أَحْمَد بن النضر وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدقاق، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، حدّثنا معاوية بن عمرو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ وَلا يَبُولُونَ وَلا يَتْفُلُونَ وَلا يَتَمَخَّطُونَ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالْحَمْدَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ، يَكُونُ طَعَامُهُمْ جُشَاءً وَرَشْحًا كَرَشْحِ الْمِسْكِ» [2] .
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصّابونيّ، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله أحمد ابن مُحَمَّد بن حنبل: معاوية بن عمرو صدوق ثقة.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلّال، أخبرني محمّد بن علي، حَدَّثَنِي مهنى أنه سأل أبا عبد الله عن خلف بن تميم. قلت له: كان مثل معاوية بن عمرو؟ قَالَ: لا! معاوية كان أنفذ في الحديث منه.
__________
[1] 7175- انظر: تهذيب الكمال 6064 (28/207- 210) . وطبقات ابن سعد 7/341، وتاريخ الدوري 2/573، وعلل أحمد 1/309. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1439. وتاريخه الصغير 2/328، 330. والكنى لمسلم، الورقة 76. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1762.
وثقات ابن حبان 9/167. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 168. ورجال البخاري للباجي 2/716. والجمع لابن القيسراني 2/491. والمعجم المشتمل، الترجمة 1054. والمنتظم لابن الجوزي 6/48. وسير أعلام النبلاء 10/214. والعبر 1/366.
والكاشف 3/الترجمة 5627. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 52. وتاريخ الإسلام، الورقة 156 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 378. وتهذيب التهذيب 10/215- 216. والتقريب 2/260. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7088.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجنة 18. وسنن أبي داود، كتاب السنة باب 22. وسنن الترمذي 2563. ومسند أحمد 3/364.(13/199)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أَبُو أَحْمَد بن فارس:
قَالَ البخاري: معاوية بن عمرو بن المهلب أَبُو عمرو الأزدي بغدادي.
وأخبرنا ابن الفضل، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: سنة أربع عشرة ومائتين فيها مات معاوية بن عمرو الأزدي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قَالَ: رأيت جدي معاوية بن عمرو وهو عند رأس أمي وهي في الموت فجعل وجهها بحذاء القبلة، ورجليها بحذاء القبلة، فلما قاربت أن تقضي سترها منا وصلى عليها فكبر أربعا، ومات معاوية بن عمرو سنة أربع عشرة، وولد معاوية بن عمرو في سنة ثمان وعشرين ومائة، وكان أسن من وكيع بسنة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ: سنة أربع عشرة ومائتين فيها مات معاوية بن عمرو الأزدي صاحب زائدة وأبي إسحاق الفزاري يوم الأربعاء غرة جمادى الأولى.
7176- معاوية بن يزيد بن أبي المغراء بن أبي الروقا، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الكندي:
حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، وَحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ النخعي، ومحمّد ابن الحسن بن أبي يزيد الهمذاني، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ. رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاكِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ.
وَذَكَرَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِمٍ أنّهُ بَغْدَادِيٌّ.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، حدّثنا محمّد بن المعلّى وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أبي الروقا قالوا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عن ابن عبّاس عن الفضل ابن عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.(13/200)
ذكر من اسمه معروف
7177- معروف بن الفيرزان، أَبُو محفوظ العابد المعروف بالكرخي [1] :
منسوب إلى كرخ بغداد. كان أحد المشتهرين بالزهد والعزوف عن الدنيا، يغشاه الصالحون، ويتبرك بلقائه العارفون. وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة، ويحكى عنه كرامات. وأسند أحاديث كثيرة عن بكر بن خنيس، والربيع بن صبيح، وغيرهما.
روى عنه خلف بن هشام البزّار، وزكريا بن يحيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب، في آخرين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، أَخْبَرَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ اللَّهَ إِلا الْعَفْوَ والعافية.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّاهِدُ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ دبيس النهربطي، حدثني نصر بن داود، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ مَعْرُوفًا كَثِيرًا فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ قلوبنا ونواصينا بيديك لَمْ تُمَلِّكْنَا مِنْهَا شَيْئًا فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهَا فَكُنْ أَنْتَ وَلِيَّهَا وَاهْدِهَا إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ.
قُلْتُ: يَا أَبَا مَحْفُوظٍ أسمعك تدعو بِهَذَا كَثِيرًا، هَلْ سَمِعْتَ فِيهِ حَدِيثًا؟ قَالَ: نعم.
حدّثنا بكر بن خنيس، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق قَالَ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن الحسن المقرئ المعروف بالنقاش- وسئل عن معروف الكرخي- فقال: سمعت إدريس بن عبد الكريم يقول: هو معروف بن الفيرزان وبيني وبينه قرابة، وكان أَبُوه صابئا من أهل نهربان من قرى واسط. وكان في صغره يصلي بالصبيان ويعرض على أبيه الإسلام فيصيح عليه.
قال وسمعته يقول: جاء يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يكتبان عنه وكان عنده جزء عن أبي خازم.
__________
[1] 7177- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/88. وطبقات الصوفية 83- 90. ووفيات الأعيان 2/104. ونزهة الجليس 2/351. وصفة الصفوة 2/179. وطبقات الحنابلة 1/381- 389.
وصيد الخاطر 175. والأعلام 7/269.(13/201)
كذا قَالَ ابن رزق ولعله عن ابن أبي خازم قَالَ فقال يحيى: أريد أن أسأله عن مسألة فقال له أَحْمَد: دعه فسأله يحيى عن سجدتي السهو. فقال له معروف: عقوبة للقلب، لم اشتغل وغفل عن الصلاة؟ فقال له أَحْمَد بن حنبل: هذا في كيسك.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ عبد الواحد بن بكر يقول: سمعت عبد العزيز بن منصور يقول: سمعت جدي يقول: كنت عند أَحْمَد بن حنبل فذكر في مجلسه أمر معروف الكرخي، فقال بعض من حضر: هو قصير العلم، فقال أَحْمَد: أمسك عافاك الله وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النهرواني، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الجازري- قَالَ أَحْمَد أَخْبَرَنَا وقَالَ مُحَمَّد حَدَّثَنَا- المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا [ابن] [1] الغلابي، حَدَّثَنَا ابن عائشة قَالَ: سمى رجل ولدا له معروفا وكناه بأبي الحسن، فلما شب قَالَ له: يا بني إنما سميتك معروفا وكنيتك بأبي الحسن لأحبب إليك ما سميتك به، وكنيتك به، قَالَ الصولي: فحدثت بهذا الحديث وكيعا فقال لي: يقال إن قائل هذا أَبُو معروف الكرخي لمعروف. قَالَ المعافى المعروف من كنية معروف الكرخي أَبُو محفوظ، واسم أبيه الفيرزان. وكان من المعروفين بالصلاح في دينه، مشهورا بالاجتهاد في العبادة والورع، والزهادة، فكان الناس في زمانه وبعد مضيه لسبيله يتحدثون أنه مستجاب الدعوة، وله أخبار مستحسنة جمعها الناس تشتمل على أخلاقه وسيرته. وحدثت عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل أنه قَالَ: قلت لأبي: هل كان مع معروف الكرخي شيء من العلم؟ فقال لي: يا بني كان معه رأس العلم، خشية الله تعالى.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن القاسم المخزوميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو ابْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن شداد قَالَ: قَالَ لنا سفيان بن عيينة: من أين أنتم؟ قلنا: من أهل بغداد، قَالَ: ما فعل ذاك الحبر الذي فيكم؟ قلنا: من هو؟ قَالَ: أَبُو محفوظ معروف. قَالَ: قلنا بخير، قَالَ:
لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(13/202)
حمدان بن مالك القطيعيّ، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قَالَ: كنا عند مُحَمَّد بن منصور الطوسي يوما وعنده جماعة من أصحاب الحديث، وجماعة من الزهاد، وكان ذلك اليوم يوم الخميس. فسمعته يقول: صمت يوما وقلت لا آكل إلا حلالا، فمضى يومي ولم أجد شيئا فواصلت اليوم الثاني، والثالث، والرابع، حتى إذا كان عند الفطر قلت: لأجعل فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه، فصرت إلى معروف الكرخي فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب وخرج من كان معه في المسجد فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر، فالتفت إلي فقال:
يا طوسي؟ قلت: لبيك فقال لي تحول إلى أخيك فتعش معه، فقلت في نفسي صمت أربعة وأفطر على ما لا أعلم. فقلت: ما بي من عشاء، فتركني ثم رد علي القول فقلت: ما بي من عشاء ثم فعل ذلك الثالثة فقلت ما بي من عشاء، فسكت عني ساعة ثم قَالَ لي تقدم إلي فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف، فقعدت عن يساره فأخذ كفي اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة، فأكلتها فوجدت فيها طعم كل طعام طيب، واستغنيت بها عن الماء. قَالَ:
فسأله رجل معنا حاضرا: أنت يا أبا جعفر؟ قَالَ: نعم وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة. ثم التفت مُحَمَّد بن منصور إلى أصحابه فقال: أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي.
وأَخْبَرَنَا الحسن بن عثمان، أخبرنا ابن مالك القطيعيّ، حدّثنا العبّاس بن يوسف، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن منصور يقول: مضيت يوما إلى معروف الكرخي ثم عدت إليه من غد، فرأيت في وجهه أثر شجة، فهبت أن أسأله عنها وكان عنده رجل أجرأ عليه مني، فقال له: يا أبا مُحَمَّد كنا عندك البارحة ومعنا مُحَمَّد بن منصور فلم نر في وجهك هذا الأثر، فقال له معروف: خذ في ما ننتفع به، فقال له: أسألك بحق الله قَالَ: فانتقض معروف ثم قَالَ له: ويحك وما حاجتك إلى هذا؟ مضيت البارحة إلى بيت الله الحرام ثم صرت إلى زمزم فشربت منها فزلت رجلي فبطح وجهي للباب، فهذا الذي ترى من ذلك.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، حدّثنا عثمان بن عمرو الإمام، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد الزيات قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شعيب صاحب معروف الكرخي قَالَ:
جاء رجل يوما إلى معروف فقال له اشتهي مصلية، فخرج إلى البقال فأجلسه مكانه،(13/203)
فأخرج قطعة دانق فقال أعطني بهذه مصلية قَالَ: فقال له البقال يا أبا محفوظ البقال لا يبيع مصلية إنما هو شيء يصنع يؤخذ لحم ولبن وسلق وبصل فيطبخ. فرمى إليه درهما قَالَ: اذهب فاصنعه وآتنا به إلى المسجد فجاء به إلى المسجد بعد ما أصلحه فأكله الرجل، ثم قَالَ معروف: والله ما أكلت مصلية قط.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا عبد الواحد بن علي أَبُو الطيب اللحيّاني، حدّثنا عبد الله بن سليمان الفامي، حدّثنا محمّد بن أبي هارون الورّاق، حدّثنا محمّد ابن المبارك قَالَ: حَدَّثَنِي عيسى أخو معروف قَالَ: دخل رجل على معروف فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ: يا أبا محفوظ أَخْبِرْنِي عن صومك؟ قَالَ: كان عيسى عليه السلام يصوم كذا. قال: أخبرني عن صومك؟ قَالَ: كان داود عليه السلام يصوم كذا. قَالَ: أَخْبَرَنِي عن صومك قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم كذا. قَالَ: أَخْبَرَنِي عن صومك؟ قَالَ: أما أنا فكنت أصبح دهري كله صائما، فإن دعيت إلى طعام أكلت، ولم أقل إني صائم.
وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي هارون: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن حمّاد، حَدَّثَنِي الحسن بن علي الوشاء قَالَ: كنت عند معروف وكان قد أعد لإفطاره رغيفا وجزرة كبيرة، قَالَ:
فجاء سائل فسأله قَالَ: فطوى الرغيف بابتين [1] ، فأعطى السائل نصفه، وأكل هو النصف الآخر والجزرة. قَالَ: وجاء سائل فسأل فلم يعطه شيئا فقال له ادع بكذا وكذا- دعاء علمه إياه فإنه ما دعا به أحد إلا رزق، قَالَ: فدعا به السائل فجاءه إنسان فأعطاه شيئا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان- فيما أذن أن أرويه عنه- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو العباس المؤدب قَالَ: حَدَّثَنِي جار لي هاشمي في سوق يحيى- وكانت حاله رقيقة- قَالَ: ولد لي مولود فقالت لي زوجتي هو ذا ترى حالي وصورتي ولا بد لي من شيء أتغدى به ولا يمكنني الصبر على هذه الحال فاطلب شيئا. فخرجت بعد عشاء الآخرة فجئت إلى بقال كنت أعامله فعرفته حالي وسألته شيئا يدفعه إلىّ- وكان له علي دين- فلم يفعل، فصرت إلى غيره ممن كنت أرجو أن يغير حالي فلم يدفع إلي شيئا، فبقيت متحيرا لا أدري إلى أين أتوجه، فصرت إلى دجلة فرأيت ملاحا في سمارية ينادي فرضة عثمان، قصر
__________
[1] هم ببان واحد، وعلى ببان، أي طريقة، يقصد أنهما متساويان (القاموس) .(13/204)
عيسى، أصحاب الساج. فصحت به فقرب إلى الشط فجلست معه وانحدر بي، فقال:
إلى أين تريد؟ فقلت: لا أدري أين أريد! فقال: ما رأيت أعجب أمرا منك. تجلس معي في مثل هذا الوقت وأنحدر بك وتقول لا أدري أين أتوجه!! فقصصت عليه قصتي، فقال لي الملاح: لا تغتم فإني من أصحاب الساج، وأنا أقصد بك إلى بغيتك إن شاء الله فحملني إلى مسجد معروف الكرخي الذي على دجلة في أصحاب الساج. وقال: هذا معروف الكرخي يبيت في المسجد ويصلي فيه، تطهر للصلاة وامض إليه إلى المسجد وقص عليه حالك، وسله أن يدعو لك. ففعلت ودخلت المسجد فإذا معروف يصلي في المحراب فسلمت وصليت ركعتين، فلما سلم رد علي السلام وَقَالَ لي: من أنت رحمك الله؟ فقصصت عليه قصتي وحالي، فسمع ذلك مني وقام يصلي، ومطرت السماء مطرا كثيرا فاغتممت، وقلت كيف جئت إلى هذا الموضع ومنزلي بسوق يحيى؟ وقد جاء هذا المطر وكيف أرجع إلى منزلي واشتغل قلبي بذلك. فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت حافر دابة، فقلت في مثل هذا الوقت حافر دابة، فإذا هو يريد المسجد. فنزل ودخل المسجد وسلم وجلس فسلم معروف وَقَالَ: من أنت رحمك الله؟ فقال له الرجل: أنا رسول فلان وهو يقرأ عليك السلام ويقول لك كنت نائما على وطاء وفوقي دثار فانتبهت على صورة نعمة الله علي، فشكرت الله ووجهت إليك بهذا الكيس تدفعه إلى مستحقه. فقال له: ادفعه إلى هذا الرجل الهاشمي. فقال له: إنه خمسمائة دينار، فقال له: أعطه فكذلك طلب له. قَالَ:
فدفعها إلي فشددتها في وسطي وخضت الوحل والطين في الليل حتى صرت إلى منزلي وجئت إلى البقال فقلت له افتح لي بابك، ففتح فقلت هذه خمسمائة دينار قد رزقني الله فخذ مالك علي وخذ ثمن ما أريد. فقال لي: دعها معك إلى غد وخذ ما تريد، فأخذ مفاتيحه وصار إلى دكانه ودفع إلي عسلا وسكرا وشيرجا وأرزا وشحما وما نحتاج إليه. وَقَالَ لي: خذ، فقلت: لا أطيق حمله، فقال لي أنا أحمل معك، فحمل بعضه وحملت أنا بعضه وجئت إلى منزلي والباب مفتوح ولم يكن منها نهوض لغلقه وقد كادت تتلف- يعني زوجته- فوبختني على تركي إياها على مثل صورتها، فقلت لها هذا عسل وسكر وشيرج وجميع ما تحتاجين إليه، فسري عنها بعض ما كانت تجده، ولم أعلمها بالدنانير خوفا أن تتلف فرحا، فلما أصبحنا أريتها الدنانير وشرحت لها القصة واشتريت بها عقارا نحن نستغله ونعيش من فضله ومن غلته، وكشف الله عنا ما كنا فيه ببركة معروف الكرخي.(13/205)
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن الْحُسَيْن التوزي، حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان الهمذاني، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الحسن بن عثمان البزاز، حدّثنا أبو بكر بن الزيات قَالَ:
سمعت ابن شيرويه يقول: جاء رجل إلى معروف الكرخي فقال: يا أبا محفوظ جاءني البارحة مولود، وجئت لأتبرك بالنظر إليك. قَالَ: اقعد عافاك الله وقل مائة مرة ما شاء الله كان. فقال الرجل، فقال قل مائة أخرى، فقال: قَالَ له: قل مائة أخرى، حتى قَالَ له ذلك خمس مرات فقالها خمسمائة مرة، فلما استوفى الخمسمائة مرة دخل عليه خادم أم جعفر زبيدة وبيده رقعة وصرة فقال له: يا أبا محفوظ ستنا تقرأ عليك السلام وقالت لك خذ هذه الصرة وادفعها إلى قوم مساكين، فقال له: ادفعها إلى ذلك الرجل. فقال: يا أبا محفوظ فيها خمسمائة درهم، فقال: قد قال خمسمائة مرة ما شاء الله كان ثم أقبل على الرجل فقال يا عافاك الله لو زدتنا لزدناك.
وأخبرنا أحمد بن علي بن التوزي، حدّثنا الحسن بن الحسين بن حمكان، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ أبا بكر بن الزَّيَّاتِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ شِيرَوَيْهِ يَقُولُ: كُنْتُ عند معروف الكرخي إذ أتاه ضرير فشكى إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ لَهُ مُرَّ، عَافَاكَ اللَّهُ ارْجِعْ إِلَى عِيَالِكَ وَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ. قَالَ فَمَضَى الضَّرِيرُ وَمَعَهُ قَائِدٌ يَقُودُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَنْطَرَةِ الْمَعْبَدِيُّ إذا يراكب يَرْكُضُ خَلْفَهُ وَيَقُولُ لَهُ مَكَانَكَ يَا ضَرِيرُ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ صُرَّةً وَمَرَّ، فَقَالَ الضَّرِيرُ لِمَنْ يَقُودُهُ: انْظُرْ أَيْشَ هِيَ؟ فَإِذَا هِيَ دَنَانِيرُ، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى الشَّيْخِ وَبَشِّرْهُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى الشَّيْخِ لِيُبَشِّرَهُ فَلَمَّا دَخَلا عَلَى مَعْرُوفٍ قَالَ لَهُ مَعْرُوفٌ: لِمَ رَجَعْتَ وَقَدْ قَضَيْتَ الْحَاجَةَ مُرَّ عَافَاكَ اللَّهُ وَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قَالَ: قلت لأخ لمعروف: إن الناس يتحدثون عن عرس كان لكم، وأنكم سألتم معروفا أن يقعد على الدكان حتى ينقضي عرسكم، فقعد والسؤال حواليه، ففرق الدقيق فاغتممتم بذلك وسألتموه عن الدقيق فقال لا تغتموا، انظروا كم ثمن دقيقكم هو في الصندوق؟ فقال لي: قد كان بعض هذا. فقلت له أصبتم دراهم في الصندوق كما قَالَ الناس؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدثني عبيد الله بن محمّد الصّابونيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو شعيب قَالَ:
قَالَ لي معروف: كنت ليلة في المسجد، فإذا بصوت من ذاك الجانب يقول لملاح علي(13/206)
ثلاثة أطفال وقد خرجت من غدوة وليس عندهم شيء. خذ من قوتنا من هذا الخبز وعبرني، فأبَى عليه، فنزلت إلى الشط إلى زورق فقعدت في الزورق فضربت يدي إلى المجداف فلم أحسن، فجعل الزورق يجدف نفسه وليس أرى أحدا حتى عبرت، فعبرت بالرجل وقعدت عند المجداف والمجداف يجدف نفسه حتى أوصلته إلى منزله.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن علي بن التوزي، حدّثنا الحسن بن الحسين الهمذاني، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن عثمان بن عبد الله البزاز البغدادي- في دار أبي الحسن بن المرزبان- حدثني أبو بكر بن الزيات البغدادي قَالَ: سمعت ابن شيرويه يقول: كنت أجالس معروفا الكرخي كثيرا، فلما كان ذات يوم رأيت وجهه قد خلا، فقلت له: يا أبا محفوظ بلغني أنك تمشي على الماء؟ فقال لي: ما مشيت قط على الماء، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفاها فأتخطاها.
أخبرني الخلّال، حدّثنا عبد الواحد بن علي، حدّثنا عبد الله بن سليمان الفامي، حدّثنا محمّد بن أبي هارون، حَدَّثَنَا أَبُو العباس أَحْمَد بن يَعْقُوب قَالَ: رؤي معروف في النوم. فقيل له: ما صنع بك ربك؟ قَالَ: أباحني الجنة غير أن في نفسي حسرة أني خرجت من الدنيا ولم أتزوج- أو قَالَ: وددت أني كنت، يعني تزوجت- قَالَ:
وبلغني أنه قيل له يا أبا محفوظ إنك تمشي على الماء؟ قَالَ: هو ذا الماء وهو ذا أنا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، حَدَّثَنَا الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد العسكري، حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن أيوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى قَالَ: رؤي معروف الكرخي في المنام فقيل له: ما صنع الله بك؟ فقال:
موت التقي حياة لا انقطاع لها ... قد مات قوم وهم في الناس أحياء
أخبرنا الأزهري، حدّثنا عثمان بن عمرو الإمام، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد قَالَ: قرئ على الحسن بن عبد الوهاب- وأنا أسمع- قَالَ: سمعت أبي يقول: قالوا إن معروفا الكرخي يمشي على الماء، لو قيل لي: إنه يمشي في الهواء لصدقت.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى جعفر بن مُحَمَّد الخواص حدثكم أَحْمَد بن مسروق قال: حدثني يعقوب بن أخي معروف قَالَ: قالوا لمعروف يا أبا محفوظ لو سألت الله أن يمطرنا؟ قَالَ: وكان يوما صائفا شديد الحر، قَالَ: ارفعوا إذا ثيابكم. قَالَ: فما استتموا رفع ثيابهم حتى جاء المطر.(13/207)
حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري- بحلوان- أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بن خزيمة النيسابوري قَالَ: سمعت أبا العباس السراج يقول: سمعت أبا سليمان الرّوميّ يقول: سمعت خليلا الصياد- وكفاك به- قَالَ: غاب ابني إلى الأنبار فوجدت أمه وجدا شديدا، فأتيت معروفا فقلت له: يا أبا محفوظ غاب ابني فوجدت أمه وجدا شديدا، قَالَ: فما تشاء؟ قلت:
تدعو الله أن يرده عليها، فقال: اللهم إن السماء سماؤك، والأرض أرضك وما بينهما لك فائت به. قَالَ خليل فأتيت باب الشام فإذا ابني قائم منبهر فقلت: يا مُحَمَّد، فقال: يا أبة الساعة كنت بالأنبار.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى المزكي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ قال: سمعت عبيد بن مُحَمَّد الوراق قَالَ: كان معروف أَبُو محفوظ بال فتيمم، فقيل له: يا أبا محفوظ هذا الماء منك قريب، قَالَ حتى نبلغ الماء.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو إسحاق المزكيّ، أخبرنا السّرّاج، حَدَّثَنِي القاسم بن نصر قَالَ: جاء قوم إلى معروف فأطالوا عنده الجلوس، فقال: أما تريدون أن تقوموا؟
وملك الشمس ليس يفتر عن سوقه.
حَدَّثَنِي أَبُو محمّد الخلّال، حدّثنا عبد الواحد بن علي الفامي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن سليمان الفامي الوراق، حدّثنا محمّد بن أبي هارون، حدّثنا محمّد بن المبارك أبو بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن صبيح قَالَ: مر معروف على سقاء يسقي الماء وهو يقول:
رحم الله من شرب، فشرب، وكان صائما. وَقَالَ: لعل الله أن يستجيب له.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، حدّثنا عثمان بن عمرو، حدّثنا ابن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن حميد بن الصباح قَالَ: سمعت عبد الوهاب يقول: ما رأيت أزهد من معروف ولا أخشع من وكيع، ولا أقدر على ترك شهوة من بشر بن الحارث، ولا أتقى لله في لسانه من إبراهيم بن أبي نعيم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر العجوزي قَالَ: سمعت ثعلبا يقول: مات معروف الكرخي سنة مائتين.(13/208)
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: سمعت أبا الحسين بن المنادي قَالَ:
سمعت جدي يقول: كنا عند أبي النضر في سنة مائتين نسمع منه، فجاء رجل فقال:
أعظم الله أجرك في أخيك معروف، فاستعظم ذلك وَقَالَ: قوموا بنا، فقمنا إلى جنازته.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بن حيويه عن مُحَمَّد بن مخلد قَالَ: سمعت عبد الرزاق بن منصور يقول: سنة إحدى ومائتين فيها مات معروف الكرخي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا سهل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطان يقول: سمعت يحيى بن أبي طالب يقول: مات معروف الكرخي سنة أربع ومائتين.
قلت: والصحيح أنه مات في سنة مائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا ابْنُ المنادي قَالَ: كان بالجانب الغربي من بغداد أَبُو محفوظ معروف بن الفيرزان ويعرف بالكرخي وربما قيل العابد وكان أحد المشتهرين بالصلاح، والعبادة، والعقل، والفضل، قديما وحديثا. إلى أن توفي ببغداد في سنة مائتين، وكان قد سمع طرفا من الحديث.
قلت: ودفن في مقبرة باب الدير وقبره ظاهر معروف هناك يغشى ويزار [1] .
7178- معروف بن مُحَمَّد بن زياد بن معروف، الجرجاني:
سكن بغداد وحدث بها عن المسجر بن الصلت القزويني، وإسحاق بن مهران الرازي، وَمُحَمَّد بن يَعْقُوب الحنفي الجرجاني، وعبد العزيز بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بن زبالة المديني، والحسن بن علي بن عفان الكوفي، وَمُحَمَّد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني، وأبي قلابة الرقاشي، ويحيى بن أبي طالب، وأبي العباس الكديمي، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن جعفر بْن محمد بن الخلال، وَمُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير، وأَبُو بكر الأبهري الفقيه.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن علان الوراق، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، حَدَّثَنَا مَعْرُوفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْجُرْجَانِيُّ قال: حدّثنا إسحاق بن
__________
[1] ابتداء من هنا حتى بداية ترجمة رقم 7285 (نعيم بن حماد بن معاوية) ساقط من النسخة الصميصاطية.(13/209)
مِهْرَانَ الرَّازِيُّ- وَسَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يُوَثِّقُهُ- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَعْتَكِفُ إِلا الْعَشْرَ الأواخر [من رمضان] [1] .
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري، حَدَّثَنِي معروف بن مُحَمَّد بن معروف الجرجاني ببغداد، حَدَّثَنَا أَبُو قلابة.
7179- معروف بن مُحَمَّد بن معروف، أَبُو المشهور الواعظ [2] :
كان يذكر أنه من ولد مالك بن الحارث الأشتر النخعي. وهو من أهل زنجان سَكَنَ الرَّيَّ وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بن المقرئ المكي، وقاسم بن إبراهيم الملطي، وأبي سعيد بن الأعرابي، والحسن بن مليح المقرئ، وعبيد الله بن الحسين القاضي الأنطاكي. حَدَّثَنَا عنه الْبَرْقَانِيُّ، ورضوان بن مُحَمَّد الدينوري والعتيقي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العتيقي، حدّثنا أبو مشهور معروف بن محمّد بن معروف ابن الْفَيْضِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ أَعْيَنَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَالِكٍ الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ الْوَاعِظُ الزَّنْجَانِيُّ- نَزِيلُ الرَّيِّ قَدِمَ علينا في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ يزيد المقرئ- بمكة- حدّثنا جدّي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لا أَصُومُهُ وَلا آمُرُ بِهِ وَلا أَنْهَى عَنْهُ.
حَدَّثَنِي يحيى بن الحسين العلوي الرازي- وكان فاضلا صادقا- قَالَ: سمعت أبا سعد السمان يقول: طعن الناس في نسب معروف هذا، وذكروا أنه ادعى النسب إلى مالك الأشتر. وأشار إلى أنه لم يكن ثقة.
__________
[1] 7178- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 7179- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8659.(13/210)
ذكر من اسمه ميمون
7180- ميمون بن حفص، أَبُو توبة النحوي:
كان أحد الرواة للغة والأدب، وحدث عن علي بن حمزة الكسائي. روى عنه مُحَمَّد بن الجهم السمري، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ بْنِ هَارُونَ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ مَيْمُونُ بْنُ حَفْصٍ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ عَنْ أَبِي بكر بن عيّاش عن سليمان التّميميّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالا: قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
قَالَ الصَّفَّارُ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ الْجَهْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
أَخْبَرَنَا هلال بن المحسن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز قال:
أبو بكر الأنباري- وكان ببغداد- من رواة اللغة الأموي، وأَبُو توبة ميمون بن حفص، وذكر آخرين غيرهما.
7181- ميمون بن هَارُون بن مخلد بن أبان، أَبُو الفضل الكاتب [1] :
صاحب أخبار وحكايات، وآداب وأشعار. حدث عن أبي الحسن المدائني، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة، وأبي عثمان الجاحظ، وأبي دعامة الشاعر، وعلي بن الجهم، وأبي هفان وإبراهيم بن المدبر، وأحمد بن أبي طاهر، وعلي بن الصباح بن الفرات، وإسحاق بن مُحَمَّد النخعي. روى عنه جعفر بن قدامة، وَمُحَمَّد بن يحيى الصولي، وأَبُو عبد الله الحكيمي.
قَالَ لي هلال بْن المحسن: مات أَبُو الفضل ميمون بن هَارُون بن مخلد بن أبان الكاتب في سنة سبع وتسعين ومائتين، وبلغ من السن ستا وتسعين سنة.
7182- ميمون بن إسحاق بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ منصور بن عيسى، أَبُو مُحَمَّد الصواف [1] :
مولى مُحَمَّد بن الحنفية. سمع أَحْمَد بن عبد الجبار العطاردي، والحسن بن الفضل
__________
[1] 7181- انظر: الأعلام للزركلي 7/342.
[2] 7182- الصواف: هذه الحرفة لبيع الصوف والأشياء المتخذة من الصوف (الأنساب 8/99) .(13/211)
ابن السمح البوصرائي، وأحمد بن هارون البرديجي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي بن أَحْمَد بن الحمامي المقرئ. وأَبُو الحسين بن الفضل وعلي وعبيد الله ابنا أَحْمَد بن مُحَمَّد الرزاز، وأَبُو علي بن شاذان وكان صدوقا.
قَالَ لنا أَبُو علي بن شاذان: سأل أبي ميمون بن إسحاق عن مولده- وأنا أسمع- فقال في سنة ستين ومائتين.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ- بخطه- توفي ميمون بن إسحاق الصواف في شهر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
وحَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قَالَ: مات أَبُو مُحَمَّد ميمون بن إسحاق الصواف في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه المبارك
7183- المبارك بن فضالة بن أبي أمية، أَبُو فضالة، مولى زيد بن الخطاب [1] :
من أهل البصرة حدث عن الحسن البصري، وثابت البناني، وعبد العزيز بن
__________
[1] 7183- انظر: تهذيب الكمال 5766 (27/180- 190) . وطبقات ابن سعد 7/277. وتاريخ الدوري 2/548. وتاريخ الدارمي، الترجمة 344. وابن الجنيد، الترجمة 785. وابن محرز، التراجم 234، 552، 553. وتاريخ خليفة 438. وطبقاته 222. وعلل ابن المديني 55.
وعلل أحمد 1/18، 222، 242، 366، و 2/108، 227. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1876. و 3/الترجمة 952. وتاريخه الصغير 2/156. وأحوال الرجال للجوزجانى، الترجمة 20. وثقات العجلي، الورقة 49. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/281، 284، و 4/الورقتان 4، 7. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي، 562، 644. وتاريخ واسط 234، 253. وضعفاء النسائي، الترجمة 574. والكنى للدولابي 2/80. وضعفاء العقيلي، الورقة 213. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1557. والمراسيل 223. وثقات ابن حبان 7/501. والكامل لابن عدي 3/الورقة 126، وكشف الأستار (2639) . وسؤالات البرقاني للدارقطني، الترجمة 477. والكامل في التاريخ 6/65، 74.
وسير أعلام النبلاء 17/281. وتذكرة الحفاظ 1/200. والعبر 1/244، 312، 409.
والكاشف 3/الترجمة 5367. وديوان الضعفاء، الترجمة 3530. والمغني 2/الترجمة 5164.
وميزان الاعتدال 3/الترجمة 7048. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 20. وشرح علل الترمذي لابن رجب 126. وجامع التحصيل 735. ونهاية السول، الورقة 362. وتهذيب التهذيب 10/28- 31. والتقريب 2/227. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6838. وشذرات الذهب 1/259. والمنتظم 8/276(13/212)
صهيب، وحميد الطويل، وحبيب بن أبي ثابت، وهشام بن عروة، وخبيب بن عَبْد الرَّحْمَن، ويونس بن عبيد، ونصر بن راشد، وعبيد اللَّه بْن عُمَر العمري. روى عنه الحسن بن موسى الأشيب، والهيثم بن جميل، ويزيد بن هارون، وعفان بن مسلم، وموسى بن داود، وسعيد بن سليمان، وعبد الله بن خيران، وعلي بن الجعد، وَكَانَ الْمُبَارَكُ قَدْ قَدِمَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا.
كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ الله الحرفي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا سوار، حدّثنا أبو أميّة، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: وَفَدَ ابْنُ سَوَّارٍ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَإِنَّا لَعِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أُتِيَ بِرَجُلٍ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يُقْتَلُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا حَاضِرٌ! فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنَ الْحَسَنِ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جُمِعَ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ حَيْثُ يَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرَ، فَيَقُومُ مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَيَقُولُ: لَيَقُومَنَّ مَنْ لَهُ عَلَى اللَّهِ يَدٌ، فَلا يقومن إِلا مَنْ عَفَا»
فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ فَقَالَ: آللَّهِ لَسَمِعْتَهُ مِنَ الْحَسَنِ؟ قَالَ:
قُلْتُ آللَّهِ لَسَمِعْتُهُ مِنَ الْحَسَنِ. قَالَ: خَلِّيَا عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدّثنا عفّان، حدّثنا وهب قَالَ: رأيت مبارك بن فضالة يحدث يونس- أو في حلقة يونس- ويونس شاهد قَالَ حماد: كان مبارك يجالسنا عند الأعلم- يعني زياد- فإذا جاءت المسندة المرفوعة قال مبارك، فإذا جاءت الفتيا قال الأعلم.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم الحكيمي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخراساني، حدّثنا محمّد بن عمر المقدمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ شُعْبَةَ جَالِسًا بَيْنَ يَدَيِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثِ نَصْرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ تَجْصِيصِ الْقُبُورِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا الْبُنْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ العزيز الهاشميّ، حدّثنا سعدان بن نصر، حدّثنا غسان بن عبيد عن مبارك عَنْ نَصْرٍ- أَوْ(13/213)
نَضْرِ بْنِ رَاشِدٍ شَكَّ غَسَّانُ- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن تجصيص القبور أو بيني عليها.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْبُنْدَارُ، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا المبارك بن فضالة، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ رَاشِدٍ- سَنَةَ مِائَةٍ- عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ وَيُبْنَى عَلَيْهِ بِنَاءٌ.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سفيان قَالَ: سمعت سُلَيْمَان بْن حرب قَالَ: كنت أجلس إلى مبارك بن فضالة يوم الجمعة يحَدَّثَنَا وأكتب، قَالَ: وكان الحسن بن أبي جعفر الجعفري يجلس إليه، وكان يقول لي:
يا غلام انظر ما يكتب من مبارك فاجمعه واكتبه لي. قَالَ: فكنت أجمع ما يحدث به في الجمع فاكتبه وأحمله إليه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سعيد- وذكر مبارك بن فضالة- فأحسن الثناء عليه قَالَ أَبُو حفص: وسمعت عفان يقول: كان من النساك. قَالَ أَبُو حفص: وكان يحيى وعَبْد الرَّحْمَن لا يحدثان عَنْ مبارك بن فضالة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق.
وأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قالا: حَدَّثَنَا علي بن عبد اللَّه قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد يقول:
كنا كتبنا عن مبارك بن فضالة في ذلك الزمان عن الحسن عن علي: إذا سماها. زاد أَبُو نعيم فهي طالق ثم اتفقا- وعن الحسن عن عُمَر وسطا من الركوع. قَالَ يحيى:
ولم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه حدّثنا.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ: سألته- يعني أَحْمَد بن حنبل-: عن مبارك بن فضالة قَالَ: ما روي عن الحسن يحتج به. وقال: دخل على أبي جعفر يقول: يا أمير المؤمنين سمعت الحسن يقول وسمعت الحسن يقول. ثم قَالَ أَبُو عبد الله كان أَبُو جعفر يعجبه أمر الحسن.(13/214)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- حَدَّثَنِي أَحْمَد بن إبراهيم قَالَ:
حَدَّثَنِي حجاج قَالَ: سألت شعبة قلت: أيهما أحب إليك، حديث مبارك أو الربيع بن صبيح. فقال: مبارك أحب إلي منه.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: سمعت أبا عبد الله- وسأله أَبُو جعفر- مبارك أحب إليك أم الربيع؟ قَالَ: ربيع، وأما عفان وهؤلاء فيقدمون مباركا عليه، ولكن الربيع صاحب غزو وفضل.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحسن الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بْن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن الرّبيع ابن صبيح فقال: ليس به بأس كأنه لم يطره. قلت: هو أحب إليك أو المبارك؟ فقال ما أقربهما. قَالَ أَبُو سعيد المبارك عندي فوقه فيما سمع من الحسن إلا أنه ربما دلس.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين:
الربيع بن صبيح، والمبارك بن فضالة صالحان.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: مبارك بن فضالة ليس به بأس.
أخبرنا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين وسئل عن المبارك فقال: ضعيف. وسمعته مرة أخرى يقول: ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَني أبي، حدثنا عبد اللَّه بْن سليمان، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد قَالَ: سألت يحيى بن معين عن مبارك بن فضالة فقال: ضعيف الحديث، هو مثل الربيع بن صبيح في الضعف.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب قَالَ: قَالَ علي- يعني ابن المديني- ضرب عَبْد الرَّحْمَن على حديث إِسْمَاعِيل بن عياش وعلى حديث المبارك بن فضالة.(13/215)
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: مبارك بن فضالة ضعيف.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ يقول: مبارك بن فضالة لين كثير الخطأ، بهزي يعتبر به.
أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد بن الحسن الحربي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي قال: حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: عند مبارك أحاديث مناكير عن عبيد الله وغيره. قيل له: أيما أحب إليك الربيع أو مبارك؟ فقال: سئل يحيى عن هذا فذهب إلى أن الربيع أحب إليه، وكان عَبْد الرَّحْمَن يحدث عن الربيع، وكان يحيى لا يحدث عن الربيع ولا عن مبارك.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: قلت له- يعني أبا داود سليمان بن الأشعث-: مبارك أحب إليك أو الربيع بن صبيح؟ قَالَ: سألت علي بن عبد الله. فقال: المبارك.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: وسألت عليا عن المبارك بن فضالة فقال: هو صالح وسط.
أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سألت أبي عن مبارك بن فضالة فضعفه.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حَدَّثَنِي صالح بن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي على قال: قال يحيى ابن سعيد: مبارك أحب إلى من الربيع.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: مبارك بن فضالة بصري لا بأس به.(13/216)
أخبرنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب- بأصبهان- أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال: والمبارك بن فضالة بن أبي أمية بن كنانة مولى زيد بن الخطاب يكنى أبا فضالة، مات سنة أربع وَستين وَمائة.
أَخْبَرَنَا علي بْن أَبِي علي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: قلت ليحيى بن معين. قَالَ المدائني: إن مباركًا مات سنة ست وستين فقال يحيى: يقال ذاك.
7184- المبارك بن سعيد بن مسروق، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الثوري [1] :
أخو سفيان، وكان أعمى، وهو كوفي سكن بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ أبيه وأخيه سفيان، ونسير بن ذعلوق، والحارث بن الجارود، وموسى الجهني. روى عنه أَبُو النضر هاشم بن القاسم، ومحمّد بن عيسى بن الطباع، وسعيد بن سليمان سعدويه، وَمُحَمَّد بن مقاتل المروزيّ، وعبد الله بن عون الخرّاز، وأبو همام السكوني، والحسن ابن عرفة العبدي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق التاني وأبو الحسين محمّد بن الحسين ابن محمّد بن الفضل القطان وأبو محمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ. قَالُوا:
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ مِنْ كِتَابِهِ بِلَفْظِهِ وَأَنَا سَأَلْتُهُ عَنْهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ الْمُعَدَّلِ بِمِصْرَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ حمزة بن محمّد بن
__________
[1] 7184- انظر: تهذيب الكمال 5765 (27/178- 180) . وطبقات ابن سعد 6/385. وعلل أحمد 2/173. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1868. والكنى لمسلم، الورقة 68. وثقات العجلي، الورقة 49. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/97. والمعرفة ليعقوب 2/42. وضعفاء العقيلي، الورقة 213. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1558. وثقات ابن حبان 9/190.
والسابق واللاحق 342. وسير أعلام النبلاء 8/424. والعبر 1/277. والكاشف 3/الترجمة 5366. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 20. وتاريخ الإسلام، الورقة 8 (آيا صوفيا 3006) .
وميزان الاعتدال 3/الترجمة 7044. ونهاية السول، الورقة 362. وتهذيب التهذيب 10/28. والتقريب 2/227. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6837. وشذرات الذهب 1/249.(13/217)
علي الكناني قراءة عليه أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النِّسَائِيُّ أَبُو عَبْدِ الرّحمن، أخبرني زكريا بن يحيى، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَا يَمْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسَبِّحَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا، وَيُكَبِّرَ عَشْرًا، وَيَحْمَدَ عَشْرًا، فَذَلِكَ فِي خَمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وخمسمائة فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، وأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمسمائة سَيِّئَةٍ؟»
لَفْظُ حَدِيثِ النَّسَائِيِّ.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الخيّاط، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بهنة البزاز قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن إِسْمَاعِيل الضبي، حدّثنا محمّد بن عثمان بن حكيم، حدّثنا قطبة بن العلاء بن المنهال قَالَ: جاء مبارك بن سعيد بن مسروق إلى مشايخنا فقال: إن لي إليكم [....] [1] أن استشفع عليكم بغيركم ... في المعروف؟ قال: فقال: له خ [....] [2] قال: أنا مبارك بن سعيد قَالَ: حياك الله لو توسل إلينا بك متوسل قمنا بحاجته، فكيف بك! قَالَ: فقال مبارك: أما لئن قلت ذاك لقد أتيت الأعمش فدققت عليه بابه فخرج إلي فشبك أصابعه في أصابعي ثم قَالَ لي: يا مبارك أتيت الشعبي فخرج إلي فشبك أصابعه في أصابعي كما فعلت بك. ثم قَالَ لي: إن المودة بين كرام الناس أشد شيء اتصالا، وأبطأ شيء انقطاعا، مثل ذلك مثل الكوز من الفضة بطيء الانكسار، سريع الانجبار. وإن مثل المودة بين لئام الناس مثل الكوز من الفخار سريع الانكسار بطيء الانجبار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدّثنا أحمد بن شيبان قال: سمعت محمّد ابن عبيد يقول: ما رأيت الأعمش أوسع لأحد في مجلسه قط إلا يوما قيل له هذا مبارك أخو سفيان. فقال: هاهنا، وأجلسه إلى جنبه. وحَدَّثَنَا بسبعة أحاديث، ثم التفت إلينا فقال: هذا السيد.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن سلم الختلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الخالق، حَدَّثَنِي يَعْقُوب بن يوسف قَالَ: حَدَّثَنِي ابن خبيق، حدثني عبد الله بن السندي قَالَ: كتب مبارك بن سعيد إلى
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(13/218)
سفيان يشكو إليه ذهاب بصره، فكتب إليه سفيان: من سفيان بن سعيد إلى مبارك بن سعيد: أما بعد، فقد فهمت كتابك فيه شكاية ربك، فاذكر الموت يهن عليك ذهاب بصرك، والسلام.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- قال: قال أبي:
وأخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: رأيت مبارك بن سعيد بن مسروق أخا الثوري من ذاك الجانب- يعني ببغداد- ولم أكتب عنه شيئا.
قَالَ البخاري: مبارك بن سعيد بن مسروق أخو سفيان الأعمى كان يكون ببغداد.
حَدَّثَنِي محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي- بمصر- أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مبارك بن سعيد بن مسروق كان يكون ببغداد.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: مبارك بن سعيد أخو سفيان ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومبارك بن سعيد بن مسروق كوفي ثقة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْعُصْمي: حَدَّثَنَا يعقوب بْن إسحاق بْن محمود الهرويّ الحافظ، أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: مبارك بن سعيد صدوق.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: المبارك بن سعيد بن مسروق الثوري أخو سفيان الثوري، توفي بالكوفة من أول سنة ثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: مات المبارك بن سعيد بن مسروق الثوري سنة ثمانين ومائة في أولها.(13/219)
7185- المبارك بن مُحَمَّد بن المبارك- وقيل: المبارك بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، الزيات:
حدث عن أبي يحيى مُحَمَّد بن سعيد العطار، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي. روى عنه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْنِ النخاس المقرئ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو القاسم بن النخاس، حَدَّثَنِي الْمُبَارَكُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الزَّيَّاتُ، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا يزيد بن أبي حكيم العدني، حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو قَيْسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «يعجز أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟» وكبر ذَلِكَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلْثُ الْقُرْآنِ» [1] .
ذكر من اسمه المطهر
7186- المطهر بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، أَبُو مُحَمَّد:
حدث عن أحمد بن سعيد الدّارميّ. روى عنه عُمَر بْن بشران السكري.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ- إِجَازَةً- قَالَ: قُرِئَ عَلَى عُمَرَ بْنِ بِشْرَانَ- وَأَنَا أَسْمَعُ- أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ مُطَهَّرُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ- فِي دَارِ عُمَارَةَ وَكَانَ ثِقَةً-
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَد بْن سَعِيد بْن صخر الدّارميّ المروزيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ- يَعْنِي ابْنَ وَاقِدٍ- حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مَطَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» [2] .
7187- المطهر بن سليمان بن مُحَمَّد، أَبُو بكر المعدل:
أصله من الأنبار كتب للقاضي أبي مُحَمَّد بن معروف وخلفه على الجانب الغربي.
وكان عالما بالفرائض وينتحل في الفقه مذهب أهل العراق.
__________
[1] 7185- انظر الحديث في: مسند أحمد 4/3، 442. وصحيح البخاري 6/233. وحلية الأولياء 7/168. وسنن الدارمي 2/461. والمعجم الكبير 17/255.
[2] 7186- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجنة 64. وسنن أبي داود 4895. وسنن ابن ماجة 4178، 4214. وفتح الباري 10/491، 11/347.(13/220)
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: مطهر بن سليمان- يعني الفقيه- كذاب. قلت: لم؟ قَالَ: سمعته يوما يقول سمعت من الفريابي، حملني أبي إليه في سنة أربع وثلاثمائة. قَالَ أَبُو الحسن: فقلت له: فهذا بعد أن مات بأربع سنين.
قَالَ أَبُو الحسن فحدثت بهذا دعلج فقال إنا لله لو مات قبل هذا كان خيرا له. قَالَ أَبُو الحسن: والفريابي قطع الحديث في شهر شوال من سنة ثلاثمائة، ومات في المحرم من سنة إحدى وثلاثمائة.
أَخْبَرَنِي هلال بن المحسن قَالَ: مات أَبُو بكر المطهر بن سليمان بن مُحَمَّد الشاهد الأنباري الفرضي العراقي فِي يوم الخميس الثالث عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
7188- المطهر بن مُحَمَّد بن إبراهيم، أَبُو عبد الله الشيرازي الصوفي المعروف باللحافي:
كان أحد الشيوخ الصالحين وممن جاور بمدينة رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو أربعين سنة، وقدم بغداد وسكن في الرباط الذي كان عند جامع المدينة. وحدث عَنْ أبي العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريا النسوي. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ اللَّحَافِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زكريا النسوي- بدمشق- حدّثنا خلف بن محمّد الخيام، حدّثنا سهل بن شاذويه، حدّثنا نصر بن الحسين، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَتَكِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُوَاقَعَةِ قَبْلَ الْمُلاعَبَةِ.
توفي اللحافي بإيذج في رجب من سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وبلغتنا وفاته ونحن ببيت المقدس بعد رجوعنا من الحج.
ذكر من اسمه مكرم
7189- مكرم بن بكر بن محمود بن مكرم، أَبُو بشر:
حدث عَن أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي، والحسن بن مكرم البزاز، وَمُحَمَّد بن هارون بن عيسى الأسدي، وعَبْد اللَّهِ بْن روح المدائني. رَوَى عَنْهُ أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن جامع الدهان.(13/221)
وذكر أنه سمع منه فِي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأحاديثه مستقيمة.
7190- مُكْرِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرِمٍ، أَبُو بكر القاضي البزاز [1] :
سمع يحيى بن أبي طالب، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ النرسي، وَمُحَمَّد بْن الحسين الحنيني، وأحمد بن يوسف التغلبي، وأبا الوليد منير بن أحمد الأنطاكي، وعبد الله بن روح المدائني، ومُحَمَّد بن غالب التمتام، وَعلي بْن الْحَسَن بْن عبدويه الخزاز، وَمحمد ابن عيسى بن حيان المدائني، وأحمد بن سعيد الجمال، وعبد الكريم بْن الهيثم العاقولي، وأحمد بْن علي الأبار، وغيرهم من طبقتهم. حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن ابن رزقويه، وأَبُو الْحُسَيْنِ بن الفضل القطان، وأَبُو عَلِيّ بن شاذان، وكان ثقة.
قَالَ: أخبرنا ابن شاذان: توفي مكرم بن أَحْمَد القاضي يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وحَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قَالَ: توفي مكرم يوم الخميس لثلاث خلون من جمادى الأولى.
7191- مكرم بْن عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نصر بن أَحْمَدَ بْنِ مكرم، أَبُو العباس البزاز:
سمع أبا الحسن بن الجندي، وأبا الفضل بن المأمون الهاشمي، والحسن بن الحسين ابن علي البريجي، ومن بعدهم. علقت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا. ومات قبل أبيه أبي الخطاب بسنين كثيرة، وذلك في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وكان إذ ذاك حدثا.
ذكر مثاني الأسماء في هذا الباب
7192- ميسرة، أبو صالح [2] :
بعد من الكوفيين. حدث عن علي بن أبي طالب، وسويد بن غفلة. روى عنه
__________
[1] 7190- البزاز: هذه اللفظة تقال لمن يبيع البز، وهو الثياب (الأنساب 2/186) .
[2] 7192- انظر: تهذيب الكمال 6329 (29/197) . وطبقات ابن سعد 5/303، و 6/223. وتاريخ الدوري 2/598. وعلل أحمد 1/89، و 2/121. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1608.
وتاريخ واسط 131. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1144. وثقات ابن حبان 5/426.-(13/222)
سلمة بن كهيل، وعطاء بن السائب، وهلال بن خباب. وكان ممن حضر مع علي قتال الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن محمد بن حسنون النرسيّ، أخبرنا علي بن عمر الحضرمي، حدّثنا حامد بن بلال البخاريّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله المقرئ، حدّثنا أبو أحمد بحير بن النّضر، حدّثنا غنجار، حَدَّثَنَا أَبُو حمزة، عن عطاء بن السائب قَالَ:
دعاني ميسرة أَبُو صالح وأرسل إليَّ رجل يقال له أَبُو عياش مولى أبي جحيفة السوائي قَالَ فحَدَّثَنَا. قَالَ: ما رأيت مثل جزع علي يوم النهروان. قَالَ: جعل يقول اطلبوا ذا الثدية، قال: وكنا نلتمسه وأنا فيمن يلتمسه فلا نجده، فآتيه فيقول: ما اسم هذا المكان، فنقول نهروان قَالَ: فيجزع ثم يقول صدق الله ورسوله وكذبتم، والله إنه لفيهم. قَالَ ثم يعرق من شدة الجزع- في غير حين عرق- وأعاد ذلك مرارا يلتمسه فلم يجده، ويعود إليه فيقول أي مكان هذا؟ وأي نهر هذا؟ قَالَ: ثم قَالَ: على يده حلمة كحلمة الثدي، عليه سبع شعرات- أو خمس شعرات- عددا. قَالَ: فوجدناه كما قَالَ.
7193- ميسرة بن عبد ربه [1] :
حدث عن موسى بن جابان، وليث بن أبي سليم، وحنظلة بن وداعة الدؤلي، وغالب بن عبيد الله الجزري، والمغيرة بن حبيب بن قيس، وزياد بن بشير العنبي، وزياد بن عمير القيسي، وموسى بن عبيدة الزبدي، وغيرهم. روى عنه شعيب بن حرب المدائني خطبة الوداع، وداود بن المحبر بن قحذم أحاديث باطلة في كتاب «العقل» ، ومجاشع بن عمرو، ويحيى بن غيلان التستري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ. وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ وعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ الْمُحْرِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا داود بن المحبر، حدّثنا ميسرة عن موسى بن جابان عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
- والكاشف 3/الترجمة 5852. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 86. وتاريخ الإسلام 3/308.
ومعرفة التابعين، الورقة 41. ونهاية السول، الورقة 395. وتهذيب التهذيب 10/387.
والتقريب 2/191. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7345
[1] 7193- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8958.(13/223)
أنه قال: «إن الجاهل لا يكشف إلا عن سوء، وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَالْعَاقِلَ لا يكشف إِلا عَنْ فَضْلٍ، وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ» [1] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول:
ميسرة بن عبد ربه أقر بوضع الحديث.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسن بن محمّد ابن أحمد الغساني- بصيدا- أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان- هو الطرسوسي- حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزاز قَالَ: سمعت جعفر بن محمد بن نوح يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث، من قرأ كذا فله كذا؟ قَالَ: وضعته أرغب الناس فيه.
أنبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ أَبُو زكريا- وهو يحيى بن معين- ميسرة بن عبد ربه ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الفازي، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: ميسرة بن عبد ربه يرمى بالكذب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ميسرة بن عبد ربه متروك الحديث.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: قرأت عَلَى أبي الحسن الدارقطني قَالَ: ميسرة بن عبد ربه بغدادي متروك يروى عنه داود بن المحبر.
7194- مشرف بن أبان، أَبُو ثابت الخطاب:
حدث عن سفيان بن عيينة، وعمرو بن جرير البجلي، ومُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، وصالح بن عبد الكريم العابد. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ويحيى بن محمد بن صاعد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد العتيقي والحسين بن محمّد طاهر الدّقيقيّ قالا: أخبرنا
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 1/173. واللآلئ المصنوعة 476. والمطالب العالية 3300، 2758.(13/224)
عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ الْخَطَّابُ مُشَرِّفُ بْنُ أَبَانٍ- ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين- حدّثنا سفيان ابن عُيَيْنَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ» [1]
قَالَ: وكان يحبو بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ، وَوَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ.
7195- مشرف بن سعيد، أَبُو زيد الواسطي مولى سعيد بن العاص:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن عاصم، وعن إسحاق بن يوسف بن الأزرق، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبو سعيد أَحْمَد بن داود الحداد. روى عنه أبو بكر ابن أبي داود، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ، وَمُحَمَّد بن مخلد العطار، وأَبُو علي الصفار، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا مشرف بن سعيد الواسطيّ، حدّثنا إسحاق الأزرق، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَيَنَّ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا» . قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: فَإِنْ كَانُوا أَرْبَعَةً؟ قَالَ: «لا بَأْسَ بِهِ» [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات بواسط المشرف بن سعيد أَبُو زيد وكان مولى سعيد بن العاص يوم السبت لثمان خلون من شهر رمضان سنة ست وستين- يعني ومائتين- وله خمس وثمانون سنة، كان ميلاده سنة إحدى وثمانين ومائة.
7196- مطيع بن إياس، أَبُو سلمى الكناني الكوفي [3] :
قدم بغداد وصحب المنصور والمهدي من بعده، وكان شاعرا ماجنا. ورمي بالزندقة. ومن شعره ما:
قرأت على الجوهري عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بن موسى الكاتب قَالَ: أَخْبَرَنِي علي
__________
[1] 7194- انظر الحديث في: مسند أحمد 3/112، 203، 249. ومجمع الزوائد 9/312. وحلية الأولياء 7/309. وكنز العمال 33379، 33381. والأحاديث الصحيحة 1916.
[2] 7195- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب السلام 37، 38. وسنن الترمذي 2825. وسنن ابن ماجة 3775. ومسند أحمد 1/431، 2/18.
[3] 7196- انظر: الأغاني 12/75- 104. والمرزباني 480. ولسان الميزان 6/51. وأمالي المرتضى 1/98. والنويري 4/69. ورغبة الآمل 8/248. والتبريزي 2/168. والأعلام 7/255.(13/225)
ابن يحيى عن أَحْمَد بن علي قَالَ: اجتمع مطيع مع إخوان له ببغداد في يوم من أيامهم، فقال مطيع يصف مجلسهم:
ويوم ببغداد نعمنا صباحه ... على وجه حوراء المدامع تطرب
ببيت ترى فيه الزجاج كأنه ... نجوم الدجى بين الندامى يقلب
يصرف ساقينا ويقطب تارة ... فيا طيبها مقطوبة حين تقطب
علينا سحيق الزعفران وفوقنا ... أكاليل فيها الياسمين المذهب
فما زلت أسقي بين صنج ومزهر ... من الراح حتى كادت الشمس تغرب
قَالَ وله يذم بغداد:
زاد هذا الزمان شرا وعسرا ... عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلدة تمطر الغبار على النا ... س كما تمطر السماء الرذاذا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ البزّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن المظفر بن يَحْيَى الشرابي قال: أنشدنا أحمد بن عبد الله المريدي عن أبي إسحاق الطلحي قَالَ:
أنشدني أَحْمَد بن إبراهيم قَالَ: قَالَ مطيع بن إياس:
حبذا عيشنا الذي زال عنا ... حبذا ذاك حين لا حبذا ذا
أين هذا من ذاك؟ سقيا لهذا ... ك ولسنا نقول سقيا لهذا
زاد هذا الزمان شرا وعسرا ... عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلدة تمطر التراب على القوم ... م كما تمطر الشمال الرذاذا
فإذا ما أعاذ ربي بلادا ... من عذاب كبعض ما قد أعاذا
خربت عاجلا، كما خرب الله ... بأعمال أهلها كلواذا
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا أَبُو عُبَيْد اللَّهِ المرزباني، أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن هارون، أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن يحيى المنجم قَالَ: قَالَ مطيع بن إياس:
نازعني الحب مدى غاية ... بليت فيها وهو غض جديد
لو صب ما بالقلب من حبها ... على حديد ذاب منه الحديد
حبي لها صاف، وودي لها ... محض وإسقامي عليها شديد
وزادني صبرا على جهد ما ... ألقى وقلبي مستهام عميد
إني سعيد الجد إن نلتها ... وإنني إن مت مت شهيد(13/226)
7197- مطيع بن عَبْد اللَّه بن مطيع بن راشد، البَكْرِي:
حَدَّثَ عن أَبِي مَرْوَان العُثْمانِيِّ، ويعقوب بْن حميد بْن كاسب، ومحمد بْن أَبِي عمر العدني، وأبي مصعب الزهري. روى عنه أبو الحسن المادراني.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشميّ- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا مطيع بن عبد الله بن مطيع، حدّثنا يعقوب بن حميد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّبْرُ نِصْفُ الإِيمَانِ، وَالْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ» [1]
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ.
7198- المعافى بن عمران، أَبُو مسعود الأزدي الموصلي [2] :
رحل في الحديث إلى البلدان النائية، وجالس العلماء، ولزم سفيان الثوري فتفقه به، وتأدب بآدابه، وأكثر الكتاب عنه وعن غيره. فصنف كتبا في السنن والزهد والأدب.
وحدث عن سفيان الثوري، وابن أبي ذئب، ومالك بن يونس، وابن جريج، وعبد الحميد بن جعفر، وعبيد الله العمري، ومسعر بن كدام، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، والحسن وعلي ابني صالح، وإسرائيل بن يونس، وشريك، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وقرة بن خالد، وحماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وأبي عمرو الأوزاعي، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وجعفر بن برقان. روى عنه موسى بن أعين، وعبد الله بن المبارك، وبقية بن الوليد، وكافة المواصلة. وقدم بغداد- غير مرة-
__________
[1] 7197- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/331. ومجمع الزوائد 1/57. والأحاديث الضعيفة 499. وفتح الباري 10/512. ومسند الشهاب 158. والترغيب والترهيب 4/277.
[2] 7198- انظر: تهذيب الكمال 6041 (28/147- 156) . وطبقات ابن سعد 7/487. وتاريخ الدارمي، الترجمة 792. وبان الجنيد، الترجمة 700. وابن محرز، الترجمة 589. وطبقات خليفة 321. وعلل أحمد 1/274. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2146. وثقات العجلي، الورقة 51. والمعرفة ليعقوب 1/177، 524، و 2/780. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1835. وثقات بان حبان 7/529. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1464. ورجال البخاري للباجي 2/761. وسير أعلام النبلاء 9/80. وتذكرة الحفاظ 1/187. والكاشف 3/الترجمة 5607. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 49. وتاريخ الإسلام، الورقة 143 (آيا صوفيا 3006) . ونهاية السول، الورقة 377. وتهذيب التهذيب 10/199- 200. والتقريب 2/258. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7067. وشذرات الذهب 1/308.(13/227)
وحدث بها فروى عنه من أهلها بشر بن الحارث، وَمُحَمَّد بن جعفر الوركاني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وكان زاهدا فاضلا، كريما عاقلا.
أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ- من لفظه- حدثني علي بن إسماعيل، حَدَّثَنَا إبراهيم بن هاشم عن بشر قال: مر المعافى ببغداد فجعل يقول للملاح، عجل عجل حتى خرج منها.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: المعافى بن عمران بن مُحَمَّد بن عمران بن نفيل بن جابر بن وهب بن عبيد بن لبيد بن جبلة بن غنم بن دوس بن مخاشن بن سلمة بن فهم من الأزد. كان ثقة فاضلا، خيرا صاحب سنة.
أخبرني السّكّري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدّثنا جعفر بن محمّد ابن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: قال أَبُو الحارث- وقد كان صحب المعافى بن عمران- قال: كان في شرف من الأزد بالموصل.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا يوسف بن عمر القواس، حَدَّثَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن الصباح المقرئ قال: سمعت الجنيد قال: سمعت سريا السقطي يقول: جاء بشر بن الحارث يوم الجمعة يدخل المسجد فطرده البوابون- ظنوه سائلا- فقعد في قبة الشعراء يبكي فأتاه المعافى بن عمران قال: مالك تبكي؟ قال: طردني البوابون، لم يدعوني أدخل المسجد. قال: قد اغتممت؟ قال: نعم! قال: قم حتى أدخلك المسجد أنا، قال: ليس أريد. قال المعافى: سمعت سفيان الثوري يقول:
لا يستكمل المؤمن حقيقة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
كتب إِلَيَّ أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الموصليّ يذكر أن المطهر بن مُحَمَّد الطوسي حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزدي حَدَّثَنَا عبد الله بن المغيرة الهاشمي عن بشر بن الحارث قال: كان ابن المبارك يقول: حدثني ذاك الرجل الصالح- يعني المعافى بن عمران.
وقال أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا عبد الله بن المغيرة القرشي عن بشر بن الحارث قال:
كان سفيان الثوري يقول للمعافى: أنت معافى كاسمك. وكان يسميه الياقوتة.(13/228)
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا ابن أبي داود، حَدَّثَنَا علي بن خشرم قَالَ: سمعت بشر بْن الحارث يقول: بلغني أن سفيان الثوري كان إذا ذكر المعافى قال: ذاك الياقوتة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن الحسن السّرّاجي، أخبرنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سمعت أَحْمَد بن يونس قال: سمعت الثوري- وذكر المعافى بن عمران- فقال: ياقوتة العلماء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا هيثم بن مجاهد، حَدَّثَنَا إسحاق بن الضيف قال: سمعت بشرا- هو ابن الحارث- يقول: قتل للمعافى بن عمران ابنان في واقعة الموصل، فجاء إخوانه يعزونه من الغد، فقال لهم: إن كنتم جئتم لتعزوني فلا تعزوني، ولكن هنئوني! قال: فهنئوه. قال:
فما برحوا حتى غداهم وغلفهم بالغالية.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: - وذكر المعافى بن عمران- لم أر قط بعد أفضل منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن المعافى بن عمران فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: المعافى بن عمران الموصلي ثقة.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: المعافى بن عمران موصلي ثقة.
كتب إلي مُحَمَّد بن إدريس الموصلي يذكر أن المظفر بن محمّد الطّوسيّ حدثهم حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزديّ، حدّثنا عبد الله بن زياد، حَدَّثَنِي إدريس بن سليم قال: سمعت ابن عمار يقول: كنت عند عيسى بن يونس بالحدث فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الموصل، قال: رأيت المعافى بن عمران؟ قلت: نعم!(13/229)
قال: سمعت منه؟ قلت: نعم! قال: ما أحسب أحدا رأى المعافى سمع من غيره يريد الله بعلمه.
أخبرنا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن معافى بن عمران الموصلي مات في سنة أربع وثمانين ومائة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سفيان قَالَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمار قال: مات المعافى سنة خمس وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا البَرْقَانِيُّ، أخبرنا ابن حميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: هلك المعافى سنة خمس وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إدريس الموصلي- في كتابه- حدّثنا المظفر بن محمّد الطّوسيّ، حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس، حدّثنا ابن مغيرة، حَدَّثَنَا علي بن حسين الخواص قال: مات المعافى سنة أربع وثمانين ومائة، وصلى عليه عمر [1] بن الهيثم والي الموصل من قبل هرثمة بن أعين.
وقال أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبان عن الهيثم بن خارجة قال: مات المعافى سنة ست وثمانين ومائة.
وقال أيضا: حدّثنا عبد الله بن زياد، حدّثنا حاتم الجوهريّ، حَدَّثَنَا رباح بن الجراح قال: مات المعافى سنة ست وثمانين ومائة.
7199- المعافى بن زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن حميد بْن حَمَّاد بن داود، أَبُو الفرج النهرواني القاضي المعروف بابن طراز [2] :
كان يذهب إلى مذهب مُحَمَّد بن جرير الطبري، وكان من أعلم الناس في وقته بالفقه، والنحو، واللغة، وأصناف الأدب. وذكر لي القاضي أَبُو القاسم التنوخي أن المعافى ولي القضاء بباب الطاق نيابة عن ابن صنبر، وحدث عَن أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بْن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وأبي سعيد العدويّ، وأبي حامد محمّد ابن هارون الحضرمي، وسعيد بن مُحَمَّد أخي زبير الحافظ، وَمُحَمَّد بن أبي الأزهر، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. حَدَّثَنَا عنه أَبُو القاسم الأَزْهَرِيُّ، والقاضي أبو الطّيّب
__________
[1] في المطبوعة: «عمرو بن الهيثم» تصحيف.
[2] 7199- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/24.(13/230)
الطبري، وأحمد بن علي بن التوزي، وأحمد بن عُمَر بن روح النهرواني، ومُحَمَّد بن الحسين الجازري، وغيرهم.
أنشدنا القاضي أَبُو الطيب الطبري قَالَ: أنشدنا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ لنفسه:
ألا قل لمن كان لي حاسدا ... أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله ... لأنك لم ترض لي ما وهب
فجازاك عنه بأن زادني ... وسد عليك وجوه الطلب
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عُمَر بن روح أن المعافى بن زكريا حضر في دار لبعض الرؤساء وكان هناك جماعة من أهل العلم والأدب، فقالوا له: في أي نوع من العلوم نتذاكر؟
فقال المعافى لذلك الرئيس: خزانتك قد جمعت أنواع العلوم، وأصناف الأدب، فإن رأيت أن تبعث بالغلام إليها وتأمره أن يفتح بابها ويضرب بيده إلى أي كتاب قرب منها فيحمله ثم تفتحه وتنظر في أي نوع هو فنتذاكره ونتجارى فيه، قال ابن روح:
وهذا يدل على أن المعافى كان له أنسة بسائر العلوم.
حَدَّثَنِي أَبُو طالب المحسن بن عيسى بن شهفيروز الفقيه- بالنهروان- قال: حكى لي عن أبي مُحَمَّد الباقي أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أَبُو الفرج فقد حضرت العلوم كلها.
حَدَّثَنِي القاضي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّلُّوِيُّ قَالَ: كان أَبُو محمّد الباقي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا. سألت الْبَرْقَانِيَّ عن المعافى فقال: كان أعلم الناس قلت: وكيف حاله في الحديث؟ فقال: لا أعرف حاله. وقال لي كان الباقي يقول: لو أوصى رجل في ماله بأن يدفع إلى أعلم الناس لأفتيت أن يدفع إلى ابن طراز.
قال الْبَرْقَانِيُّ: لكن كان كثير الرواية للأحاديث التي يميل إليها الشيعة.
سألت الْبَرْقَانِيَّ عنه مرة أخرى فقال: ثقة ولم أسمع منه شيئا. قال لنا ابن روح:
سمعت المعافى يقول: ولدت في سنة ثلاث وثلاثمائة، هكذا حفظي عنه.
وَحَدَّثَنِي من سمعه يقول: ولدت في سنة خمس وثلاثمائة. قال ابن روح: وهو أشبه بالصواب.(13/231)
حَدَّثَنَا التنوخي قال: قال لي القاضي أَبُو الفرج المعافى بن زكريا: ولدت يوم الخميس لسبع خلون من رجب سنة خمس وثلاثمائة.
حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْخَلالُ وأحمد بْن مُحَمَّد العتيقي قالا: مات المعافى بن زكريا في ذي الحجة من سنة تسعين وثلاثمائة. قال العتيقي: وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا التنوخي وهلال بن المحسن قالا: توفي المعافى بن زكريا بالنهروان في يوم الاثنين الثامن عشر من ذي الحجة سنة تسعين وثلاثمائة.
7200- مسافر بن أَحْمَد بن جَعْفَر، أَبُو المعافى البَغْدَادِيُّ:
خطيب تنيس، حَدَّثَ بدمشق عن مُحَمَّد بن جَعْفَر القتات. رَوَى عَنْهُ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ ساكن دمشق.
7201- مسافر بن الطيب بن عباد، أَبُو الْقَاسِم المُقْرِئ البَصْرِيُّ:
نزل بَغْدَاد وقرأ عَلَيْهِ النَّاس القُرْآن بحرف يَعْقُوب بن إِسْحَاق الحَضْرَمِيِّ، وكانت قراءته عَلَى أَبِي الحَسَن بن خشنام بالبصرة، وَكَانَ شيخا صالحا.
قَالَ لي أَحْمَد بن الحَسَن بن خيرون سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ولدت في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وَسَمِعْتُ من أَبِي إِسْحَاق الهجيمي مجلسين، ولم يكن عنده شيء من الحديث.
وَتُوُفِّي ببَغْدَاد في ليلة الأحد ودُفن في مقبرة باب حرب يوم الأحد الثاني عشر من شَوَّال سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
7202- مسروق بن الأجدع بن مالك، وهو: مسروق بن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عائشة الهمداني [1] :
كوفي قال إنه سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا، وأسلم أَبُوه الأجدع، ورأى مسروق أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليا، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم
__________
[1] 7202- انظر: تهذيب الكمال 5902 (27/451- 457) . وطبقات ابن سعد 6/76- 84. وتاريخ الدارمي، الترجمة 748. وتاريخ خليفة 176، 228، 251. وطبقاته 149. وعلل أحمد-(13/232)
المؤمنين. روى عنه جماعة منهم عامر الشعبي، وإبراهيم النخعي. وكان ممن حضر مع علي حرب الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا محمّد بن أحمد ابن يوسف الجريري، حدّثنا أحمد بن الحارث الخزّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن المدائني عن عبد ربه بن نافع وبشير بن عاصم عن ابن أبي ليلى قال: شهد مسروق النهر مع علي، فلما قتلهم قام علي وفي يده قدوم فضرب بابا وقال: صدق الله ورسوله، فقلت:
أسمعت من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا شيئا؟ قال: لا ولكن الحرب خدعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله الكاتب- بأصبهان- أخبرنا عبد الله ابن محمّد بن جعفر، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: مسروق بن الأجدع بن مالك من ولد عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نون بن حمدان يكنى أبا عائشة، مات سنة ثلاث وستين.
وذكر بعض أهل العلم أنه مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سلامان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن الهيثم الأنباريّ، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أبو عقيل الثّقفيّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقُلْتُ: مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الأَجْدَعُ شَيْطَانٌ»
أَنْتَ مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَرَأَيْتُهُ فِي الدِّيوَانِ مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
__________
- 1/9، 43، 82، 357، 2/51، 169. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2065.
وتاريخه الصغير 1/89، 123، 149. والكنى لمسلم، الورقة 85. والمعارف لابن قتيبة 432.
وثقات العجلي، الورقة 50. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 45. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) . وتاريخ أبي زرعة الدمشقي (انظر الفهرس) . والجرح والتعديل 8/الترجمة 1820. وثقات ابن حبان 5/456. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 180. وحلية الأولياء 2/95. ورجال البخاري للباجي 2/747. والجمع لابن القيسراني 2/516. والكامل في التاريخ، انظر الفهرس. وسير أعلام النبلاء 4/63- 69. وتذكرة الحفاظ 1/49. والكاشف 3/الترجمة 5484. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 33. ومعرفة التابعين، الورقة 43. وجامع التحصيل، الترجمة 751. ونهاية السول، الورقة 370. وتهذيب التهذيب 10/109.
والتقريب 2/242. وخلاصة الخزرجي 3/ترجمة 6942(13/233)
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: مسروق بن الأجدع كان أَبُوه أفرس فارس باليمن، ومسروق بن أخت عمرو بن معدي كرب، وعمرو خاله.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ:
قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر- قال: قال علي بن المديني: ما أقدم على مسروق أحدا من أصحاب عبد الله، وصلى خلف أبي بكر، ولقي عُمَر، وعليا- ولم يرو عن عثمان شيئا- وزيد بن ثابت، وعبد الله، والمغيرة، وخباب بن الأرت.
هذا ما انتهى إلينا من لقيه مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
فكتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا مالك بن مغول قال: سمعت أبا السفر- غير مرة- قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة عن أيوب الطائي عن عَامِر الشعبي قال: ما علمت أن أحدا أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي عن سفيان عَنْ منصور عَنْ إبراهيم قَالَ: كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس ويعلمونهم السنة: علقمة، والأسود، وعبيدة، ومسروق، والحارث بن قيس، وعمرو بن شرحبيل.
أخبرنا أبو الفضل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا قبيصة، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبجر عن الشعبي قال: كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح، وكان شريح أعلم بالقضاء من مسروق، وكان شريح يستشير مسروقا وكان مسروق لا يستشير شريحا.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا دعلج بن أحمد، حدّثنا إبراهيم ابن أبي طالب، حدّثنا أبو كريب، حَدَّثَنَا حجاج بن مُحَمَّد عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا على وجهه حتى رجع.(13/234)
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدنيا قال: حَدَّثَنِي أزهر بن مروان، حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين عن امرأة مسروق قالت: كان- يعني مسروقا- يصلي حتى تورم قدماه، فربما جلست أبكي خلفه مما أراه يصنع بنفسه.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن أَحْمَد بن ثوابة- بحمص- حدّثنا سعيد بن عثمان التنوخي، حدّثنا علي بن الحسن الشّاميّ، حَدَّثَنَا سفيان الثوري، عن فطر بن خليفة عن الشعبي قال: غشي على مسروق بن الأجدع في يوم صائف وهو صائم، وكانت عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تبنته، فسمى ابنته عائشة، وكان لا يعصي ابنته شيئا. قال: فنزلت إليه فقالت يا أبتاه افطر واشرب.
قال: ما أردت بي يا بنية؟ قالت: الرفق، قال: يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدَّقَّاق وَمُحَمَّد بْن عبد الواحد الأكبر- قَالَ حمزة: حَدَّثَنَا وقال محمّد: أنبأنا- الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: مسروق بن الأجدع يكنى أبا عائشة كوفي تابعي ثقة. وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون، وكان يصلي حتى تورم قدماه.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد الله، حَدَّثَنَا سفيان قال: بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان.
وأَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر الباهلي قالا: قال أَبُو نعيم: ومات مسروق بن الأجدع سنة اثنتين وستين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حَدَّثَنَا ابن نمير قال: مات مسروق بن الأجدع سنة ثلاث وستين.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قال: مسروق بن(13/235)
الأجدع بن مالك الهمداني ثم الوادعي ويكنى أبا عائشة توفي سنة ثلاث وستين بالكوفة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حدّثنا هارون بن حاتم، حَدَّثَنَا الفضل بن عمرو قال: مات مسروق وله ثلاث وستون.
7203- مِهْرَان بن عَبْد الله:
تابعي. نزل المدائن وَسَمِعَ بها عَليّ بن أَبِي طَالِب. رَوَى عَنْهُ مكرم بن حكيم الخثعمي.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن المحسن التنوخي، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدّثنا داود بن عمرو، حَدَّثَنَا مكرم بن حكيم- أبو عبد الله الخثعمي- حَدَّثَنِي مِهْرَان بن عَبْد الله قَالَ: لقيت عَليّ بن أَبِي طَالِب وَهُوَ مقبل من قصر المدائن وحوله المهاجرون حَتَّى بلغ قنطرة دن فتوزر عَلَى صدره من عظم بطنه.
وقد وقع بدنه عَلَى إزاره، ضخم البطن ذو عضلات ومناكب، أصلع أجلح قد خرج الشعر من أذنيه، وَأَنَا أمشي بجنباته وَهُوَ يريد أسبانبر، فجاء غلام فلطم وجهي، فالتفت عليّ فلما التفت رفعت يدي فألطم وجه الغلام، فقال: حر انتصر. فكأنما صوت عَليّ في أذني الساعة.
7204- معن بن زائدة، أَبُو الوليد الشيباني [1] :
وهو: معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن الصلب- بضم الصاد وبالباء المعجمة بنقطة واحدة قاسم الصلب- عمرو بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بْن ذهل بْن شيبان بْن ثعلبة بْن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان.
كان معن من صحابة المنصور ببغداد لما بنيت، ثم ولاه اليمن وغير اليمن، وكان سمحا جوادا.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا عبد الله بن جعفر
__________
[1] 7204- انظر: وفيات الأعيان 2/108. وتاريخ ابن الأثير 5/224. وأمالى المرتضى 1/161. ونزهة الجليس 2/226. وخزانة البغدادي 1/182. والأعلام 7/273.(13/236)
النّحويّ، حدّثنا القاسم بن المغيرة، حَدَّثَنَا المدائني عن غياث بن إبراهيم أن معن بن زائدة دخل على أبي جعفر أمير المؤمنين فقارب في خطوه. فقال له أَبُو جعفر: كبرت سنك يا معن، قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين. قال: إنك لجلد، قال: لأعدائك. قال:
وإن فيك لبقية، قال: هي لك.
أَخْبَرَنِي الحسين بن مُحَمَّد بن عثمان النصيبي، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد، أَخْبَرَنَا أَبُو معاذ المؤدب- خلف بن أَحْمَد- حدّثنا أبو عثمان المازني، حَدَّثَنِي صاحب شرطة معن. قال: بينا أنا على رأس معن إذا هو براكب يوضع، قال: فقال معن: ما أحسب الرجل يريد غيري قال: ثم قال لحاجبه لا تحجبه. قال: فجاء حتى مثل بين يديه. قال: فقال:
أصلحك الله قل ما بيدي ... فما أطيق العيال إذ كثروا
ألح دهر رمى بكلكله ... فأرسلوني إليك وانتظروا
قال: فقال معن- وأخذته أريحية-: لا جرم والله لأعجلن أوبتك. ثم قال: يا غلام ناقتي الفلانية وألف دينار، فدفعها إليه وهو لا يعرفه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النهرواني ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الجازري- قَالَ أَحْمَد: أَخْبَرَنَا وقَالَ مُحَمَّد: حَدَّثَنَا- المعافى بن زكريا، حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ الشّيباني، حدّثنا محمّد بن يزيد النّحويّ، حدّثنا قعنب قال: قال سعيد ابن سلم: لما ولي المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة فلما صاروا ببابه واستأذنوا عليه فدخل الآذن فقال: أصلح الله الأمير بالباب وفد من أهل العراق، قال: من أي أهل العراق؟ قال: من الكوفة، قال: ائذن لهم. فدخلوا عليه فنظر إليهم معن في هيئة زرية، فوثب على أريكته وأنشأ يقول:
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم ... مرمتها فالدهر بالناس قلب
فأحسن ثوبيك الذي هو لابس ... وأفره مهريك الذي هو يركب
وبادر بمعروف إذا كنت قادرا ... زوال اقتدار أو غنى عنك يعقب
قال: فوثب إليه رجل من القوم. فقال: أصلح الله الأمير، ألا أنشدك أحسن من هذا قال: لمن؟ قال لابن عمك ابن هرمة. قال: هات، فأنشأ يقول:
وللنفس تارات تحل بها العرى ... وتسخو عن المال النفوس الشحائح
إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه ... أقل إذا ضمت عليه الصفائح
لأية حال يمنع المرء ماله ... غدا فغدا والموت غاد ورائح(13/237)
فقال معن: أحسنت والله، وإن كان الشعر لغيرك، يا غلام أعطهم أربعة آلاف، أربعة آلاف، يستعينون بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد. فقال الغلام:
يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم؟ فقال معن: والله لا تكون همتك أرفع من همتي صفرها لهم.
أخبرني الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن دريد، أخبرني أَبُو عثمان- يعني الأشنانداني- عن الثوري عن أبي عبيدة قال: وقف شاعر بباب معن بن زائدة حولا لا يصل إليه، وكان معن شديد الحجاب فلما طال مقامه سأل الحاجب أن يوصل له رقعة- وكان الحاجب حدبا عليه- فأوصل الرقعة فإذا فيها:
إذا كان الجواد له حجاب ... فما فضل الجواد على البخيل؟
فألقى معن الرقعة إلى كتابه وقال أجيبوه عن بيته، فخلطوا وأكثروا ولم يأتوا بمعنى، فأخذ الرقعة وكتب فيها:
إذا كان الجواد قليل مال ... ولم يعذر تعلل بالحجاب
فقال الشاعر: إنا لله أيؤيسني من معروفه! ثم ارتحل منصرفا. فسأل معن عنه فأخبر بانصرافه فأتبعه بعشرة آلاف وقال هي لك عندنا في كل زورة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أَخْبَرَنَا أَبُو غسان قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم ابن خنيس الصبحي قال: مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة فقال له معن: إن شئت مدحتك، وإن شئت أثبتك، فاستحيا من اختيار الثواب، وكره اختيار المدح وكتب إليه:
ثناء من أمير خير كسب ... لصاحب مغنم وأخي ثراء
ولكن الزمان برى عظامي ... وما مثل الدراهم من دواء
فأمر له بألف دينار.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدّثنا يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو موسى- يعني عيسى بن إِسْمَاعِيل البصريّ- حَدَّثَنِي العتبي قال: قدم معن بن زائدة بغداد فأتاه الناس، وأتاه ابن أبي حفصة، فإذا المجلس غاص بأهله فأخذ بعضادتي الباب ثم قال:
وما أحجم الأعداء عنك بقية ... عليك ولكن لم يروا فيك مطمعا
له راحتان الجود والحتف فيهما ... أبَى الله إلا أن تضر وتنفعا(13/238)
فقال معن: احتكم يا أبا السمط. فقال: عشرة آلاف فقال معن: ربحت عليك والله تسعين ألفا.
أَخْبَرَنِي الحسين بن مُحَمَّد النصيبي، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد، أَخْبَرَنَا أَبُو معاذ عن أبي عثمان قال: ولىّ أبو جعفر قثم- يعني رجلا من ولد العباس- فأتاه أعرابي فقال:
يا قثم الخير جزيت الجنة ... أكس بنياتي وأمهنه
أقسم بالله لتفعلنه
قال: فقال: والله لا أفعل، فقال الأعرابي: لكن لو أقسمت على معن لأبر قسمي.
فبلغت الكلمة معنا فبعث إليه ألف دينار.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّد بن مكرم، أخبرنا إسماعيل ابن سعيد بن سويد، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا محمّد بن القاسم، أَخْبَرَنِي السهمي قال: أذن معن بن زائدة إذنا عاما، فدخل عليه كل رجل يمت بوسيلة وذكر حاجته، ثم دخل في آخرهم فتى فقال من أنت وما سببك؟ فقال:
أتاك بي الرحمن لا شيء غيره ... وفضل وإحسان عليك دليل
فشفع كريما سيدا متفضلا ... فليس إلى رد الجليل سبيل
فقال: يا فتى لقد توسلت بأجل من توسل به أحد، فأعطاه وفضله على سائر من أعطى.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عبد الله المقرئ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي الكوفيّ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عقدة، أخبرنا أبو بكر بن طيفور، حدّثنا محمّد بن عمر، حَدَّثَنَا يوسف بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن قال:
وفد قوم على معن بن زائدة فوصلهم وأعطاهم إلا رجلا جاء بعد ما خرجوا من عنده. قال: فكتب إليه:
بأي الخلتين عليك أثني ... فإني بعد منصرفي مسول
أبالنعمى وليس لها ضياء ... علي فمن يصدق ما أقول
فقال له معن بن زائدة: لا أحد والله، وأمر له بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن علي بن إسحاق- خازندار العلم- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ الكديمي، حدّثنا(13/239)
الأصمعي- عبد الملك بن قريب- قال: أتى أعرابي إلى معن بن زائدة ومعه نطع فيه صبي حين ولد، فاستأذن عليه فلما دخل دهده الصبي بين يديه وقال:
سميت معنا بمعن ثم قلت له ... هذا سميي فتى في الناس محمود
أنت الجواد ومنك الجود نعرفه ... ما مثل جودك معهود وموجود
أمست يمينك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صور الجود
قال: كم الأبيات؟ قال ثلاثة. قال: أعطوه ثلاثمائة دينار، لو كنت زدت لزدناك.
قال: حسبك ما سمعت، وحسبي ما أخذت.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ المقرئ، حدّثنا أبو طالب الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو عكرمة عمرو بن عامر- كذا قال- وإنما هو عامر بن عمران الضبي، حَدَّثَنَا سليمان قال: خرج المهدي يوما يتصيد فلقيه الحسين بن مطير الأسدي فأنشده:
أضحت يمينك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صورة الجود
من حسن وجهك تضحى الأرض مشرقة ... ومن بنانك يجري الماء في العود
فقال المهدي: كذبت يا فاسق، وهل تركت في شعرك موضعا لأحد مع قولك في معن:
ألما بمعن ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا
فيا قبر معن كنت أول حفرة ... من الأرض خطت للمكارم مضجعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا
ولكن حويت الجود والجود ميت ... ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا
وما كان إلا الجود صورة وجهه ... فعاش ربيعا ثم وَلى فودعا
فلما مضى معن مضى الجود والندى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا
فأطرق الحسين. ثم قال: يا أمير المؤمنين، وهل معن إلا حسنة من حسناتك! فرضي عنه وأمر له بألفي دينار.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أخبرنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني عبد الله بن محمّد، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن سلام قال: كتب رجل إلى معن بن زائدة- وهو والي اليمن- يستهديه خطرا فأرسل إليه بجراب خطر وفي الخطر ألف دينار، وكتب إليه أن اختضب بالخطر(13/240)
وانتفع بنخالته. وكان الرجل قبل أن يكتب إلى معن قد سأل بعض إخوانه خطرا فلم يبعث إليه، فلما ورد عليه الخطر من معن أنشأ يقول:
أتانا أَبُو العباس ضن بخطره ... كتبنا إلى معن فأهدى لنا خطرا
وأهدى دنانيرا، وأهدى دراهما ... وأهدى لنا بزا وأهدى لنا عطرا
وما الناس إلا معدنان، فمعدن ... قريش وشيبان التي فرعت بكرا
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان قال: سنة اثنتين وخمسين ومائة فيها قتل معن بن زائدة بأرض خراسان.
بلغنا أن أبا جعفر المنصور وَلى معن بن زائدة سجستان، فنزل بست وأساء السيرة في أهلها فقتلوه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله الهاشمي الخطيب، أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون قال: أنشدنا مُحَمَّد بن القاسم الأنباري قال: أنشدني أبي عن غير واحد من شيوخه لمروان بن أبي حفصة يرثي معن بن زائدة الشيباني:
مضى لسبيله معن وأبقى ... محامد لن تبيد ولن تنالا
كَأَنَّ الشَّمْسَ يَوْمَ أُصِيبَ مَعْنٌ ... مِنَ الإِظْلامِ ملبسة جلالا
هو الجبل الذي كانت نزار ... تهد من العدو به الجبالا
وعطلت الثغور لفقد معن ... وقد يروي بها الأسل النهالا
وأظلمت العراق وألبستها ... مصيبته المجللة اختلالا
وظل الشام يرجف جانباه ... لركن العز حين وَهَى فَمَالا
وكادت من تهامة كل أرض ... ومن نجد تزول غداة زالا
فإن يعل البلاد له خشوع ... فقد كانت تطول به اختيالا
أصاب الموت يوم أصاب معنا ... من الأخيار أكرمهم فعالا
وكان الناس كلهم لمعن ... - إلى أن زار حفرته- عيالا
ولم يك طالب للعرف ينوي ... إلى غير ابن زائدة ارتحالا
ثوى من كان يحمل كل ثقل ... ويسبق فيض راحته السؤالا
وما نزل الوفود بمثل معن ... ولا حطوا بساحته الرحالا
وما بلغت أكف ذوي العطايا ... يمينا من يديه ولا شمالا(13/241)
وما كانت تجف له حياض ... من المعروف مترعة سجالا
لأبيض لا يعد المال حتى ... يعم به بغاة الخير مالا
فليت الشامتين به فدوه ... وليت العمر مد له فطالا
ولم يكن كنزه ذهبا ولكن ... سيوف الهند والحلق المذالا
ومادته من الخطي سمرا ... ترى فيهن لينا واعتدالا
وذخرا من مكارم باقيات ... وفضل تقى به التفضيل نالا
لئن أمست زوائد قد أزيلت ... جياد كان يكره أن تزالا
لقد كانت تصان به وتسمو ... بها عققا ويرجعها خيالا
وقد حوت النهاب فأحرزته ... وقد غشيت من الموت الطلالا
مضى لسبيله من كنت ترجو ... به عثرات دهرك أن تقالا
فلست بمالك عبرات عين ... أبت بدموعها إلا انهمالا
وفي الأحشاء منك غليل حزن ... كحر النار تشتعل اشتعالا
وقائلة رأت جسدي ولوني ... معا عن عهدها قلبا فحالا
رأت رجلا براه الحزن حتى ... أضر به وأورثه خبالا
أرى مَرْوَان عاد كذي نحول ... من الهندي قد فقد الصقالا
فقلت لها الذي أنكرت مني ... لفجع مصيبة أبكى وغالا
وأيام المنون لها صروف ... تقلب بالفتى حالا فحالا
كأن الليل واصل بعد معن ... ليال قد قرن به طوالا
لقد أورثتني وبني هما ... وأحزانا نطيل بها اشتغالا
يرانا الناس بعدك قبل دهر ... أبى لجدودنا إلا اغتيالا
فنحن كأسهم لم يبق ريشا ... لها رِيَبُ الزمان ولا نصالا
وقد كنا بحوض نداك نروي ... ولا نرد المصردة السمالا
فلهف أبي عليك إذا العطايا ... جعلن مُنًى كواذب واعتلالا
ولهف أبي عليك إذا الأسارى ... شكوا حلقا بأعنقهم ثقالا
ولهف أبي عليك إذا اليتامى ... غدوا شعثا كأن بهم سلالا
ولهف أبي عليك إذا المواشي ... رعت جدبا تموت به هزالا
ولهف أبي عليك لكل هيجا ... لها تلقي حواملها السخالا
ولهف أبي عليك إذا القوافي ... لممتدح بها ذهبت ضلالا(13/242)
ولهف أبي عليك لكل أمر ... يقول له النجي ألا احتيالا؟
أقمنا باليمامة بعد معن ... مقاما ما نريد به زيالا
وقلنا أين نذهب بعد معن؟ ... وقد ذهب النوال فلا نوالا
فإن يذهب فرب رعال خيل ... عوابس قد لقيت بها رعالا
وقوم قد جعلت لهم ربيعا ... وقوم قد جعلت لهم نكالا
فما شهد الوقائع منك أمضى ... وأكرم محتدا وأشد آلا
سيذكرك الخليفة غير قال ... إذا هو في الأمور بلى الرجالا
ولا ينسى وقائعك اللواتي ... على أعدائه جعلت وبالا
ومعترك شهدت به حفاظا ... وقد كرهت فوارسه النزالا
حباك أخو أمية بالمراثي ... مع المدح اللواتي كان قالا
أقام وكان نحوك كل عام ... يطيل بواسط الرحل اعتقالا
فألقى رحله أسفا وآلى ... يمينا لا يشد لها حبالا
7205- المنذر بن عبد الله بن المنذر، والد إبراهيم بن المنذر الحزامي [1] :
من أهل مدينة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ من سادة قريش وقدم بغداد في زمن المهدي فأقام بها مدة، وأراده المهدي على أن يلي قضاء المدينة فأبَى، وقد سمع الحديث من هشام بن عروة، وغيره. روى عنه مصعب بن عثمان الزبيري.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار قَالَ: ومن ولد المغيرة بن عبد الله المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام أمه من بني سليم وكان من سروات قريش وأهل الهدي والفضل.
وَحَدَّثَنِي عمي مصعب قَالَ: أَخْبَرَنِي الفضل بن الربيع قال: دعاه أمير المؤمنين المهدي إلى قضاء المدينة فلم أر رجلا قط كان أصح استعفاء منه. قال لأمير المؤمنين:
إني كنت وليت ولاية فخشيت أن لا أكون سلمت منها، وأعطيت الله عهدا أن لا
__________
[1] 7205- انظر: تهذيب الكمال 6181 (28/503، 506) . وتاريخ خليفة 392. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1553. وجمهرة نسب قريش 395 فما بعدها، وثقات ابن حبان 7/518.
وأنساب القرشيين 263. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 70. وتاريخ الإسلام، الورقة 18 (آيا صوفيا 3006) . ونهاية السول، الورقة 386. وتهذيب التهذيب 10/301- 302. والتقريب 2/274. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7195. والمنتظم، لابن الجوزي 9/14(13/243)
ألي ولاية أبدا، وأنا أعيذ أمير المؤمنين بالله ونفسي أن يحملني على أن أخيس بعهد الله. قال له المهديّ: فو الله لقد أعطيت هذا من نفسك، قبل أن أدعوك؟ قال: وآلله لقد أعطيت هذا من نفسي قبل أن تدعوني قال: فقد أعفيتك.
قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه قَالَ: كان المنذر بن عبد الله قد شخص إلى بغداد وكان آخى إخوانا أهل فضل ودين وأدب يخرجون المخارج ويكونون بالعقيق الأيام يجتمعون ويتحدثون، وبين ذلك خير كثير، وصلاة وذكر، وتنازع في العلم، فقال المنذر بن عبد الله يتطرب إليهم:
من مبلغ عبد المجيد ودونه ... مسيرة شهر أو تزيد على الشهر
وعمران والرهط الذين تركتهم ... بطيبة في الفرع المهذب من فهر
وإلا فهم من معشر قد بلوتهم ... يزيدون طيبا حين يبلون بالخبر
بأني لما شطت الدار بيننا ... وأشفقت ألا نلتقي آخر الدهر
ذكرتكم فاعتادني الشوق والأسى ... وضاق لما أضمرت من ذكركم صدري
وأعجبني إن لم تفض عين واحد ... غداة الوداع من مقيم ومن سفر
كأنا علمنا أننا سوف نلتقي ... ولست إخال تعلمون ولا أدري
أآخر عهد بيننا ذاك أم لنا ... تلاق على ما نشتهي باقي العصر؟
فأقسم أنساكم ولو حال دونكم ... من الأرض غيطان المتوهة الغبر
ولا مجلسا في قصر إسحاق بينكم ... ينازعنا في محكم الرأي والشعر
ولهو من اللهو الجميل تزينه ... خلائق أقوام عففن عن الغدر
وإبرازهم ذات النفوس فما ترى ... لهم خلقا يوما يدني ولا يزري
7206- مسور بن الصلت بن ثابت بن وردان، أَبُو الحسن، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
من أهل المدينة وقيل بل هو كوفي قدم بغداد وحدث بها عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ بن أبي طالب، وعن زيد بن أسلم، وَمُحَمَّد بن المنكدر.
روى عنه يحيى بن حسان التنيسي، وزيد بن الحباب الكوفي، وسعيد بن سليمان الواسطي، وبشر بن الوليد البغدادي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الجوهريّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن لؤلؤ الورّاق، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقَطِيعِيُّ، حدّثنا محمّد بن مسكين،(13/244)
حدّثنا يحيى بن حسّان، حَدَّثَنَا مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ- كَتَبْتُ عَنْهُ بِبَغْدَادَ- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ قَالَ: «أُحِلَّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ مَيْتَتَانِ، وَمِنَ الدَّمِ دَمَانِ: الْحِيتَانُ وَالْجَرَادُ وَالطِّحَالُ وَالْكَبِدُ» [1] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عثمان البجلي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْن مُحَمَّد بْن موسى بن إسحاق الأنصاري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَكُمْ مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» [2]
؟ قَالَ: نَعَمْ. هَكَذَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَعْرُوفُ بِسَعْدوَيْهِ عَنِ الْمِسْوَرِ ابن الصَّلْتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَخَالَفَهُ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ الْقَاضِي فَرَوَاهُ عَنِ الْمِسْوَرِ عَنْ يُوسُفَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حدّثنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا الْمِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ طَلِيقٌ» [3] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مرابا السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول:
مسور بن الصلت كان كوفيا قد سمع منه سعدويه، وكان يحدث بأحاديث الشيعة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم بن شعيب الفازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: مسرور بن الصّلت ضعيف.
__________
[1] 7206- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/97. والسنن الكبرى للبيهقي 1/254، 9/257. وفتح الباري 9/621. وكشف الخفا 1/60.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/13. وصحيح مسلم، كتاب الزّكاة، باب 16.
وفتح الباري 10/447.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/344. ومجمع الزوائد 3/136.(13/245)
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدّثنا عبد الكريم ابن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: مسور بن الصلت متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: المسور بن الصلت ضعيف.
7207- معبد بن راشد، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الكوفي [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن معاوية بن عمار الدهني. روى عنه موسى بن داود الضبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأدمي المقرئ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطَّبَّاعِ أَبُو بكر قال: أملى علي موسى بن داود قال: حَدَّثَنِي معبد- أَبُو عَبْد الرَّحْمَن- عن معاوية بن عمار الدهني قال: قلت لجعفر بن محمّد رضي الله عنهما: إن هاهنا أناسا يسألون عن القرآن قال: فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله تبارك وتعالى. قال ابن الطباع: قال لنا أَحْمَد بن حنبل رحمه الله يحكي حين سئل عن القرآن قال: فقال كلام الله عز وجل ليس بمخلوق. قال: قلت عن ثلاثة من قريش، عن جعفر بن مُحَمَّد، وعن إبراهيم بن سعد، وعن سعيد بن عَبْد الرَّحْمَن الجمحي رحمهم الله جميعا.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النِّيسَابُورِيّ- بلفظه- قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن الخصيب بن عبد الله القاضي- بمصر- قَالَ: أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي قال: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن معبد بن راشد كوفي نزل بغداد وحديثه عن معاوية بن عمار قال: قلت لجعفر بن مُحَمَّد رضي الله عنهما: إنهم يسألوننا عن القرآن مخلوق هو؟ قال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله تبارك وتعالى.
__________
[1] 7207- انظر: تهذيب الكمال 6072 (28/234) . وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1747.
والكنى لمسلم، الورقة 68. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1288. وثقات ابن حبان 9/194.
والمغني 2/الترجمة 6328. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 53. وتاريخ الإسلام، الورقة 72 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 379. وتهذيب التهذيب 10/223. والتقريب 2/262. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7097.(13/246)
7208- مندل بن علي، أَبُو عبد الله العنزي [1] :
أخو حبان بن علي الكوفي وكان الأصغر. حدث عن أبي إسحاق الشيباني، وعاصم الأحول، وسليمان الأعمش، وليث بن أبي سليم، وهشام بن عروة، وحميد الطويل، والسري بن إسماعيل. روى عنه المنذر بن عمار، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن الصلت الأسدي، وجندل بن والق، وعبد الله بن صالح العجلي، وعون بن سلام. وقدم مندل بغداد في أيام المهدي وحدث بها. ويقال إن اسمه عمرو ولقبه مندل إلا أنه غلب عليه.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، حدّثنا محمّد بن الحسن العبّاسي، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن عمرو الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو هشام قال:
مرت جارية معها سلة فيها رطب بمندل بن علي العنزي- وأصحاب الحديث حوله- فوقفت تنظر وتسمع، فنظر إليها مندل فظن أن السلة قد أهديت له، فقال قدميها قدميها وقال لمن حوله كلوا، فأكلوا ما فيها وانصرفت الجارية إلى سيدها وقد احتبست، فقال لها ما أسرع ما جئت؟ فقالت: وقفت أسمع من هذا الشيخ فقال قدمي السلة ففعلت فأكل الذين حوله ما فيها، وكان سيدها رجل من العرب. فقال:
ها أنت حرة لوجه الله عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الحربي قَالا: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدّثنا عبد الله بن علي
__________
[1] 7208- انظر: تهذيب الكمال 6176 (28/493- 498) . وطبقات ابن سعد 6/381، وتاريخ الدوري 2/587. وتاريخ الدارمي، الترجمة 244. وابن الجنيد، الترجمتان 810، 855.
وتاريخ خليفة 439. وطبقاته 169. وعلل أحمد 1/50، 135، 198. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2213. وتاريخه الصغير 2/164، 177. وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 83. وثقات العجلي، الورقة 53. والمعرفة ليعقوب 1/461، و 3/226. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 558. وتاريخ واسط 38، 39. وضعفاء النسائي، الترجمة 578. وضعفاء العقيلي، الورقة 217. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1987. والمجروحين لابن حبان 3/24.
وسنن الدارقطني 2/191، 211. والضعفاء والمتروكون، الترجمة 176. وسؤالات البرقاني له، الترجمة 110. وتاريخ الخطيب 13/247. والسابق واللاحق 336. والمحلي 5/168، 6/191. والكاشف 3/الترجمة 5723. والديوان، الترجمة 4234. والمغني 2/6414. والعبر 1/254، 259. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 69. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8757.
ونهاية السول، الورقة 385. وتهذيب التهذيب 10/298- 299. والتقريب 2/274.
وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7435. وشذرات الذهب 1/266.(13/247)
ابن عبد الله المدينيّ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جَنْدَلٍ قَالَ:
أَتَيْتُ شَرِيكًا أَنَا وَقُطْبَةُ. فَقَالَ لَهُ قُطْبَةُ- أَوْ قُلْتُ لَهُ- إِنَّ مِنْدلا حَدَّثَنَا عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ، وَلا يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعِيرِ» [1]
فَقَالَ شَرِيكٌ: كَذَبَ مِنْدَلٌ. فقلت له كذب بِمَرَّةٍ؟ فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الأَعْمَشَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ فَاسْتَعَادَنِيهِ- أَوْ فَأَعْجَبَهُ- فَأَتَيْتُ مِنْدلا فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: كَذَبَ بِمَرَّةٍ. لَعَلَّ الأَعْمَشَ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ فَوَصَلَ هَذَا فِيهِ فَتَوَهَمْتُهُ وَرَجَعَ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سَأَلْتُهُ- يَعْنِي أَبَاهُ- عَنْ مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ:
ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. فَقُلْتُ لَهُ حِبَّانُ أَخُوهُ؟ فَقَالَ: لا، هُوَ أَصْلَحُ مِنْهُ- يَعْنِي مِنْدَلا- وَقَالَ مَرَّةً: مَا أَقْرَبَهُمَا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر الواعظ، حَدَّثَني أبي، حدثنا عبد اللَّه بْن سليمان، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أَبِي: مِنْدَلٌ وَحِبَّانُ فِيهِمَا ضَعْفٌ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ رزق، أخبرنا هبة الله بن أحمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هَيْثَمٍ الْحسابَ يَسْأَلُ من يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مِنْدَلٍ وَحِبَّانَ ابْنَيْ عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: هُمَا صَالِحَانِ وَلَيْسَا بِذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن مَعِينٍ- عَنْ مِنْدَلِ بْنِ عَلي فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، أخبرنا علي ابن أحمد بن سليمان المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يَعْنِي يَحْيَى بْن مَعِينٍ- عَنْ مِنْدَلِ بْن عَلِيٍّ فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٍ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: حِبَّانُ وَمِنْدَلٌ لَيْسَ عِنْدَهُمَا حَدِيثٌ، وَلَيْسَ بِهِمَا بأس.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 1921. والسنن الكبرى للبيهقي 7/193. والمصنف لعبد الرزاق 10469، 10470. والمعجم الكبير 7/192.(13/248)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: رَوَى مِنْدَلٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ» [1]
قَالَ يَحْيَى: وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ عَبَّاسٌ- فِي مَوْضِعٍ آخَرَ- سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ:
مِنْدَلٌ وَحِبَّانُ فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول:
مندل بن علي ليس حديثه بشيء.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن أَحْمَد بْن علي الكتاني، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثنا مندل وحبّان ذاهبا الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: مندل بن علي ضعيف.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: مندل بن علي العنزي جائز الحديث، وكان يتشيع وهو قديم الموت لم يدركه إلا الشيوخ.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن مخلد الداركي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن عمرو قال: قال معاذ بن معاذ: دخلت الكوفة فلم أر أحدا أورع من مندل بن علي العنزي.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، أخبرنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حدّثنا أبو داود السنجي، حدّثنا الهيثم ابن عدي قال: توفي مندل بن علي العنزي في خلافة المهديّ في آخرها.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ،
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(13/249)
حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: ولد مندل بن علي سنة ثلاث ومائة، ومات مندل بن علي سنة سبع وستين ومائة.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قال: مندل بن علي عنزي من أنفسهم يكنى أبا عبد الله، وكان أشهر من أخيه حبان بن علي، وهو أصغر سنا من حبان، وتوفي بالكوفة سنة سبع- أو ثمان- وستين ومائة في خلافة المهدي قبل أخيه، وأصحابنا يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وغيرهم من نظرائهم يضعفونه في الحديث، وكان خيرا فاضلا صدوقا وهو ضعيف الحديث، وهو أقوى من أخيه في الحديث. وقد كان المهدي أشخصه وحبانا من الكوفة، فلما دخلا عَلَيْهِ سلما فَقَالَ: أيكما مندل؟ فقال مندل: - وكان أصغر سنا- هذا حبان يا أمير المؤمنين.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء، أخبرنا الحسين بن علي الحلبي، حدّثنا القاضي أبو عمران بن الأشيب، حدثنا ابن أبي الدنيا قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سعد قال: مندل بْن علي العنزي من أنفسهم يكنى أبا عبد الله، مات سنة ثمان- أو سبع- وستين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات مندل بن علي العنزي سنة ثمان- ويقال سبع- وستين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن محمّد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: مندل بن علي مات سنة ثمان وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أبي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بْن حمدان بْن الخضر حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي، حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثمان وستين فيها مات مندل بن علي العنزي في شهر رمضان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن البراء، أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد الجعفي، حَدَّثَنِي وضاح بن يحيى قال: لما حضرت مندل بن علي الوفاة وحضره حبان بن علي أخوه، فقال له مندل:
يا أخي تتحمل عني دينا؟ قال: نعم والله وذنوبك أتحملها.(13/250)
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ: قُرِئَ على ابن غيلان- وأنا أسمع- قيل له: حدثكم أَبُو هشام قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حماد المقرئ قال: رثى حبان مندلا- وكان يقال لمندل عمرو- فقال:
عجبا يا عمرو من غفلتنا ... والمنايا مقبلات عنقا
قاصدات نحونا مسرعة ... يتخللن إلينا الطرقا
فإذا أذكر فقدان أخي ... أتقلب في لحافي أرقا
وإذا أذكر موتي قبله ... خفت من بعدي عليه رفقا
وأخي أي أخ مثل أخي ... قد جرى في كل خير سبقا
7209- مشمعل بن ملحان، أَبُو عبد الله الطائي [1] :
كوفي نزل بغداد وحدث بها عن النضر أبي عُمَر الخراز، وحجاج بن أرطاة، وعطاء بن عجلان، وصالح بن حيّان ومحمّد بن عمرو الّليثي، وعبد الملك بن هارون ابن عنزة. روى عنه نصر بن حريش الصامت، وبشر بن آدم الضرير، وأَبُو العوام أَحْمَد بن يزيد الرياحي، وأبو إبراهيم الترجماني.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم علي بن الحسين بن أبي العنبر ابن عم شريح، حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني، حَدَّثَنَا مشمعل بن ملحان- ببغداد في الرصافة- أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي ابن محمّد بن الحسن بن المأمون الهاشميّ، أخبرنا علي بن عمر الحربيّ، حدّثنا أحمد ابن الحسن بن عبد الجبّار، حدّثنا الترجماني إسماعيل بن إبراهيم الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» [2] .
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ الضبي عن أبي العبّاس أحمد ابن مُحَمَّد بن سَعِيد قَالَ: المشمعل بن ملحان الطائي كوفي نزل بغداد.
__________
[1] 7209- انظر: تهذيب الكمال 5977 (28/12) . تاريخ الدوري 2/567. وابن الجنيد، الترجمة 202. والتاريخ الكبير 8/الترجمة 2098. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1901. وثقات ابن حبان 9/195. وعلل الدارقطني 2/الورقة 119. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1380.
وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 161. وديوان الضعفاء، الترجمة 4129. والمغني 2/الترجمة 6256. وتاريخ الإسلام، الورقة 15 (آيا صوفيا 3006) . ونهاية السول، الورقة 373.
وتهذيب التهذيب 10/157. والتقريب 2/250.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(13/251)
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سألت يَحْيَى بن معين عن المشمعل بن ملحان الطائي فقال: كان هاهنا ما أرى كَانَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يَقُولُ: والمشمعل بن ملحان صالح الحديث، إِلا أَنَّ المشمعل بن إياس أوثق منه كثيرًا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ: المشمعل بن ملحان بغدادي ضعيف.
7210- معمر بن المثنى، أَبُو عبيدة التيمي البصري، النحوي العلامة [1] :
يقال إنه ولد في سنة عشر ومائة في الليلة التي مات فيها الحسن البصري.
وقال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم منه.
وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد وقرئ عليه بها أشياء من كتبه، وأسند الحديث عن هشام بن عروة وغيره. روى عنه من البغداديين وغيرهم علي بن المغيرة الأثرم، وأَبُو عبيد القاسم بن سلام، وأَبُو عثمان المازني، وأَبُو حاتم السجستاني، وعمر بن شبة النميري في آخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي- بنيسابور- أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الجرجاني، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْبُخَارِيُّ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ [حدّثنا عمرو بن محمّد] [2] ، حدّثنا أبو عبيدة معمر
__________
[1] 7210- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/206. وتهذيب الكمال 6107 (28/316- 321) .
وتاريخ خليفة 19. والكنى لمسلم، الورقة 78. والمعارف 543. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/302. والمعرفة ليعقوب 3/315. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 489. وتاريخ الطبري، انظر الفهرس. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1175. وثقات ابن حبان 9/196. وأخبار النحويين البصريين 52- 55. ومعجم الأدباء 9/154. وإنباه الرواة للقفطي 3/276. ووفيات الأعيان 5/235. وسير أعلام النبلاء 9/445. وتذكرة الحافظ 1/371. والكاشف 3/الترجمة 5665. وديوان الضعفاء، الترجمة 4206. والمغني 2/الترجمة 6370. والعبر 1/359، و 2/14، 69. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 58. وتاريخ الإسلام، الورقة 72 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8690. ونهاية السول، الورقة 381. وتهذيب التهذيب 10/246- 248. والتقريب 2/266. وشذرات الذهب 2/24.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضفناه من تهذيب الكمال(13/252)
ابن المثنّى التّيميّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة قالت: كنت قاعدة وأغزل وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، فَجَعَلَ جَبِينُهُ يَعْرَقُ، وَجَعَل عَرَقُهُ يَتَوَلَّدُ نُورًا فَبُهِتُّ، فَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «مالك يَا عَائِشَةُ بُهِتِّ؟» قُلْتُ: جَعَلَ جَبِينُكَ يَعْرَقُ، وَجَعَلَ عَرَقُكَ يَتَوَلَّدُ نُورًا، وَلَوْ رَآكَ أَبُو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ لَعَلِمَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِشِعْرِهِ. قَالَ: «وَمَا يَقُولُ أَبُو كَبِيرٍ؟» قَالَتْ: قُلْتُ يَقُولُ:
وَمُبَرَّأٌ مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ ... وَفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وَدَاءٍ مُغْيَلِ
فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ ... بَرَقَتْ كَبَرْقِ الْعَارِضِ الْمُتَهَلِّلِ
قَالَتْ: فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيَّ وَقَالَ: «جَزَاكِ اللَّهُ يَا عَائِشَةُ عَنِّي خَيْرًا، مَا سُرِرْتِ مِنِّي كَسُرُورِي مِنْكِ» [1] .
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سفيان النسوي، حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف القاضي- إملاء- حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدّثنا عمرو بن محمّد بن جعفر، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ- مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى- قَالَ: حَدَّثَنِي هشام بن عروة قال: حَدَّثَنِي أبي قال: حدثتني عائشة بنحوه. قال أَبُو ذر: سألني أَبُو عَلِيٍّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ عَنْ حَدِيثِ أبي عبيدة معمر بن المثنى أن أحدثه به فحدثته به فقال لو سمعت بهذا عن غير أبيك عن مُحَمَّد لأنكرته أشد الإنكار لأني لم أعلم قط أن أبا عبيدة حدث عن هشام بن عروة شيئا، ولكنه حسن عندي حين صار مخرجه عن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ- قِرَاءَةً- أخبرنا أبو الحسن محمّد بن موسى بن عيسى، حدّثنا أحمد بن الحسن المقرئ، حدّثنا محمّد بن يحيى الكسائيّ المقرئ، حدّثنا علي ابن المغيرة، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا فَسَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقُرْآنِ إلا آيات يسيرة قوله: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ
[الواقعة 82] قَالَ: «شُكْرَكُمْ» .
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران- أَبُو عبيد الله المرزباني- أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يحيى الصولي قَالَ: إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فورد أَبُو عبيدة في سنة ثمان وثمانين ومائة بغداد، فأخذ إسحاق عنه وعن الأصمّعي علما كثيرا.
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 7/423. وحلية الأولياء 2/46.(13/253)
أخبرني علي بن أيّوب، أخبرنا المرزباني، أخبرني الصولي، حدّثنا محمّد بن الفضل ابن الأسود، حَدَّثَنَا علي بن مُحَمَّد النوفلي قال: سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنى يقول: قال الصولي.
وحَدَّثَنَا أَبُو ذكوان عن التوزي عن أبي عبيدة قال: أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه، فقدمت عليه- وكنت أخبر عن تجبره، فأذن لي فدخلت- وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية، لا يرتقى إليها إلا على كرسي- وهو جالس عليها- فسلمت بالوزارة، فرد وضحك إلي واستدناني، حتى جلست مع فرشه ثم سألني وألطفني وبسطني. وقال: أنشدني، فأنشدته من عيون أشعار أحفظها جاهلية. فقال لي: قد عرفت أكثر هذه، وأريد من ملح الشعر فأنشدته فطرب وضحك، وزاد نشاطه. ثم دخل رجل في زي الكتاب له هيئة فأجلسه إلى جانبي، وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا قال هذا أَبُو عبيدة علامة أهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا. وقال لي: إن كنت إليك لمشتاقا، وقد سئلت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟ قلت: هات.
قال: قال الله تعالى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ
[الصافات 65] وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله، وهذا لم يعرف. فقلت: إنما كلم الله العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وهم لم يروا الغول قط، ولكنه لما كان أمر الغول يهولهم أو عدوا به. فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل واعتقدت من ذلك اليوم أن أصنع كتابا في القرآن لمثل هذا وأشباهه، ولما يحتاج إليه من علمه. فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز، وسألت عن الرجل فقيل لي: هو من كتاب الوزير وجلسائه يقال له إبراهيم بن إِسْمَاعِيل بن داود الكاتب العبرتائي.
أخبرنا الجوهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم الخاقاني قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جعفر مُحَمَّد بن فرج الغساني قَالَ: سمعت سلمة يَقُولُ: سمعت الفراء يَقُولُ لرجل: لو حمل لي أَبُو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز.
أخبرني علي بن أيّوب، أخبرنا عبيد الله المرزباني، حدثني عبد الله بن جعفر، حدّثنا المبرد- أحسبه عن الثوري- قال: بلغ أبا عبيدة أن الأصمّعي تعيب عليه تأليفه(13/254)
كتاب المجاز في القرآن، وأنه قال: يفسر كتاب الله برأيه؟ قال: فسأل عن مجلس الأصمّعي في أي يوم؟ فركب حماره في ذلك اليوم ومر بحلقة الأصمعي، فنزل عن حماره وسلم عليه وجلس عنده وحادثه. ثم قال له: يا أبا سعيد ما تقول في الخبز أي شيء هو؟ قال: هو الذي نأكله ونخبزه، فقال له أَبُو عبيدة، قد فسرت كتاب الله برأيك. فإن الله قال: أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً
[يوسف 36] فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته، لم أفسره برأيي. فقال أَبُو عبيدة: والذي تعيب علينا كله شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا. ثم قام فركب حماره وانصرف.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن بْن علي بْن مُحَمَّد التنوخي قَالَ: وجدت في كتاب جدي حَدَّثَنَا الجرمي بن أبي العلاء قال: أنشدنا أَبُو خالد يزيد بن مُحَمَّد المهلبي قال:
أنشدني إسحاق الموصليّ لنفسه قوله للفضل بن الربيع يهجو الأصمعي:
عليك أبا عبيدة فاصطعنه ... فإن العلم عند أبي عبيدة
وقدمه وآثره علينا ... ودع عنك الفريد بن الفريدة
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون الهاشميّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن القاسم بْن بشار الأنباري، حدثني أبي، حدّثنا الحسن بن علي العنزي، حَدَّثَنَا أَبُو عثمان المازني قال: سمعت أبا عبيدة يقول: أدخلت على الرشيد فقال لي: يا معمر، بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل، أحب أن أسمعه منك فقال الأصمعي: وما تصنع بالكتب، يحضر فرس ونضع أيدينا على كل عضو منه، ونسميه ونذكر ما فيه، فقال الرشيد يا غلام فرس فأحضر فرس، فقام الأصمعي فجعل يده على عضو عضو، ويقول هذا كذا، قال فيه الشاعر كذا، حتى انقضى قوله. فقال لي الرشيد ما تقول فيما قال؟ قلت: قد أصاب في بعض وأخطأ في بعض، فالذي أصاب فيه مني تعلمه، والذي أخطأ فيه لا أدري من أين أتى به.
وأخبرنا حمزة، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن الحسن، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عمرو بن لقيط قال: لما أخبر أَبُو نواس بأن الخليفة عمل على أن يجمع بين الأصمعي وأبي عبيدة، قال: أما أَبُو عبيدة فعالم ما ترك مع أسفاره يقرؤها.
والأصمعي. بمنزلة بلبل في قفص يسمع من نغمه لحونا. ويرى كل وقت من ملحه فتونا.(13/255)
أخبرنا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بن هارون النحوي- بالكوفة- أخبرنا أبو بكر الصولي، حَدَّثَنَا ثعلب قال: زعم الباهلي- صاحب المعاني- أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر. والمعنى أن الأصمّعي كان حسن الإنشاء والزخرفة لرديء الأخبار والأشعار، حتى يحسن عنده القبيح، وأن الفائدة عنده مع ذاك قليلة، وأن أبا عبيدة كان معه سوء عبارة وفوائد كثيرة، والعلم عنده جم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي بن التوزي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن يزيد النّحويّ، حدّثنا أبو غسان زياد قال:
تكلم أَبُو عبيدة يوما في باب من العلم. ورجل يكسر عينه حياء له يوهمه أنه يعلم ما يقول. فقال أَبُو عبيدة:
يكلمني ويخلج حاجبيه ... لأحسب عنده علما دفينا
وما يدري قبيلا من دبير ... إذا قسم الذي يدري الظنونا
قال زياد: فكنا نرى أن البيتين لأبي عبيدة، وكان لا يقر بالشعر.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يحيى قَالَ:
قَالَ أَبُو العباس مُحَمَّد بن يزيد: كان أَبُو زيد أعلم من الأصمعي وأبي عبيدة بالنحو، وكانا بعده يتقاربان، وكان أَبُو عبيدة أكمل القوم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَد بن عثمان وأَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيَّانِ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر المديني- وذكر أبا عبيدة معمر بن المثنى فأحسن ذكره وصحح روايته- وقال: كان لا يحكي عن العرب إلا الشيء الصحيح.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أَبُو عبيدة النحوي سنة ثمان ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن موسى البربريّ، حَدَّثَنِي إبراهيم بن أبي الحسين قال: حَدَّثَنِي علي بن أحمد بن سلمان، حَدَّثَنِي الخليل بن أسد بن إِسْمَاعِيل النوشجاني قال: أطعم مُحَمَّد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزا، وكان(13/256)
سبب موته ثم أتاه أَبُو العتاهية فقدم إليه موزا، فقال له: ما هذا يا أبا جعفر؟ قتلت أبا عبيدة بالموز، وترديد أن تقتلني به؟ لقد استحليت قتل العلماء.
قال الصولي: ومات أَبُو عبيدة سنة تسع ومائتين.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن عَلِيّ، أنبأنا المرزباني، حَدَّثَنِي المظفر بن يحيى قال: مات أَبُو عبيدة سنة تسع ومائتين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أَحْمَد بن عمر الواعظ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: وجدت في كتاب جدي عن ابن عفير عن أبيه قال: مات أَبُو عبيدة معمر بن المثنى التيمي سنة إحدى عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا الحسن بن مُحَمَّد الخلّال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، أخبرنا محمّد ابن يحيى الصولي، قَالَ: سنة إحدى عشرة وَمائتين فيها مات أَبُو عبيدة معمر بن المثنى، وقيل: بل مات في سنة عشر، وقيل في سنة تسع.
قرأت في كتاب عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ: مات أَبُو عبيدة بالبصرة في سنة ثلاث عشرة ومائتين، وله ثمان وتسعون سنة.
7211- مؤرج بن عمرو، أَبُو فيد السدوسي [1] :
صاحب العربية، وهو مؤرج بن عمرو بن الحارث بن ثور بن حرملة بن علقمة بْن عَمْرو بْن سدوس بْن شيبان بْن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان، كان بخراسان وقدم بغداد مع المأمون. وله كتاب في «غريب القرآن» رواه عنه أهل مرو. وهو من أصحاب الخليل بن أَحْمَد.
وقد أسند الحديث عن شعبة بن الحجاج، وأبي عمرو بن العلاء، وغيرهما. روى عنه من العراقيين أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد اليزيدي.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِم ابن خلف الدّهقان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، حدّثنا محمّد بن خالد ابن أحمد بن خالد، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا المؤرج بن عمرو السدوسي- أَبُو فيد، وكان مع المأمون بمرو، وقدم معه العراق.
__________
[1] 7211- انظر: وفيات الأعيان 2/130. وبغية الوعاة 400. ومراتب النحويين 67. ونزهة الألباء 179.
وإنباه الرواة 3/327. وإرشاد الأريب 7/193. والمزهر 2/232. والأعلام 7/318.(13/257)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن العباس اليزيدي، أخبرني أبو جعفر عمي، أَخْبَرَنِي مؤرج أنه قدم من البادية ولا معرفة له بالقياس في العربية، إنما كانت معرفته بالعربية قريحة.
قال: فأول ما تعلمت القياس في حلقة أبي زيد الأنصاري بالبصرة.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن عَلِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، أخبرني الصولي، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدثني عمي عبيد الله، حَدَّثَنِي أخي أَحْمَد بن مُحَمَّد قال: قال لنا مؤرج بن عمرو السدوسي: اسمي وكنيتي غريبان، اسمي مؤرج والعرب تقول أرجت بين القوم وأرشت إذا حرشت، وأنا أبو فيد والفيد ورد الزعفران، ويقال فاد الرجل يفيد فيدا إذا مات.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد الله البصري عن إِسْمَاعِيل بن إسحاق عن نصر بن علي قال: كنت عند مُحَمَّد بن المهلب فإذا الأخفش قد جاء إليه، فقال له مُحَمَّد بن المهلب: من أين جئت؟ قال: من عند القاضي يحيى بن أكثم؟ قال: فما جرى؟ قال: سألني عن الثقة المقدم من غلمان الخليل من هو ومن الذي كان يوثق بعلمه؟ فقلت له: النضر بن شميل، وسيبويه، ومؤرج السدوسي.
وَحَدَّثَنِي الجوهري عن المرزباني قال: وجدت بخط اليزيدي- يعني مُحَمَّد بن العباس- أهدى أَبُو فيد مؤرج السدوسي إلى جدي مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد كساء.
فقال جدي يشكره:
سأشكر ما أولى ابن عمرو مؤرج ... وأمنحه حسن الثناء مع الود
أعز سدوسي نماه إلى العلا ... أب كان صبا بالمكارم والمجد
أتينا أبا فيد نؤمل سيبه ... ونقدح زندا غير كاب ولا صلد
فأصدرنا بالري والبذل والغنى ... وما زال محمود المصادر والورد
كساني- ولم أستكسه- متبرعا ... وذلك أهنى ما يكون من الرفد
كسانيه فضفاضا إذا ما لبسته ... تروحت مختالا وجرت عن القصد
كساء جمال إن أردت جماله ... وثوب شتاء إن خشيت شتا البرد
ترى حبكا فيه كأن اطرارها ... فرند حديث صقله سل من غمد
سأشكر ما عشت السدوسي بره ... وأوصي بشكر للسدوسي من بعدي(13/258)
7212- معمر بن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عبيد الله بن أبي رافع، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] :
مديني الأصل سكن بَغْدَاد وحدث بها عَنْ أَبِيهِ، وعمه معاوية. روى عنه محمّد ابن بكير الحضرمي، وعباس الدوري، والحسن بن مكرم، وجعفر الصائغ.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: سمعت أبي يقول: رأيته ولم أكتب عنه في سنة ثلاث عشرة ومائتين، أتيته فخرج علينا وهو مخضوب الرأس واللحية فلم أسأله عن شيء، ودخل البيت فرآني بعض أهل الحديث وأنا قاعد على بابه فقال: ما يقعدك؟ قلت: أنتظر الشيخ أن يخرج، قال هذا كذاب كان يحيى بن معين يقول:
ليس هذا بشيء، ولا أَبُوه بشيء. قال عَبْد الرَّحْمَن: قلت لأبي: ما تقول فقال: هذا شيخ مديني كان ببغداد أتيت عفان يوما فانصرفت من عنده فمررت على بابه وإذا قوم قعود، فقلت: من هذا؟ قالوا: باب معمر. فقعدت أنتظر خروجه فقلت له: فما قولك فيه وفي أَبِيهِ؟ فقال: كان أَبُوه ضعيف الحديث، وكان لا يترك أباه يسند يضعفه حتى يحدث عنه، ما يزيد نفسه ويزيد أباه إلا ضعفا.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي رافع، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ- قَالَ وَهُوَ عَمِّي- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَلْمَى مَوْلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهِيَ جَدَّتُنَا- قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا جَالِسَةً إِذْ أَتَى إِلَيْهِ رَجْلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي رَأْسِهِ فَأَمَرَهُ بِالْحِجَامَةِ وسط رأسه، وشكا إِلَيْهِ ضَرْبَانًا يَجِدُهُ فِي قَدَمَيْهِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَخْضِبَهَا بِالْحِنَّاءِ وَيُلْقِي فِي الْحِنَّاءِ شَيْئًا مِنْ مِلْحٍ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر، حدّثنا معمر بن محمّد، حدّثنا أبي محمّد عن أبيه
__________
[1] 7212- انظر: تهذيب الكمال 6111 (28/329- 331) . وسؤالات ابن الجنيد لابن معين، الترجمة 362. وابن طهمان، الترجمة 302. وضعفاء العقيلي، الورقة 217. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1705. والمجروحين لابن حيان 3/38. والكامل لابن عدي 3/الورقة 155.
والكاشف 3/الترجمة 5669. وديوان الضعفاء، الترجمة 4207. والمغني 2/الترجمة 6371.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 58. وتاريخ الإسلام، الورقة 158 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 8693. ورجال ابن ماجة، الورقة 15. ونهاية السول، الورقة 381.
وتهذيب التهذيب 10/250- 251. والتقريب 2/267. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7133.(13/259)
عبيد الله عن سلمة مَوْلاةِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهِيَ أَوَّلُ مَمْلُوكَةٌ مَلَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا جَالِسَةً إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ وَجَعًا يَجِدُهُ في رأسه، فأمره بالحجامة وسط رأسه، وشكا إليه ضربانا يجده في قدميه فأمره بخضبها بِحِنَّاءٍ وَيُلْقِي فِي الْحِنَّاءِ شَيْئًا مِنْ حَرْمَلٍ.
وَقَالَ مُعَمَّرٌ: حَدَّثَنَا عَمِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَلْمَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل، حَدَّثَنَا جَعْفَر قَالَ: سَمِعْتُ معمرًا يَقُولُ: رَأَيْت سُلَيْمَان الأعمش قَالَ جَعْفَر: فَقُلْتُ أَنَا لَهُ: أَنْتَ رَأَيْت الأعمش؟ قَالَ:
نعم ولم أكتب عَنْهُ شيئا، مرارا انطلقت إلى الأعمش، وسفيان الثوري، ومندل بن عَليّ، وابن أَبِي ليلى. قَالَ جَعْفَر: وطلبت إِلَيْهِ أَنَا فأبَى أن يحَدِّثَنِي سنة ثُمَّ حَدَّثَنِي.
أَخْبَرَنَا علي بن الحُسَيْن- صاحب العَبَّاسيّ- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بن منصور قَالَ: وسَأَلْتُهُ- يعني يَحْيَى بن معين- عن معمر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي رافع فَقَالَ: لم يكن من أهل الحديث لا هُوَ ولا أَبُوه، كَانَ يلعب بالحمام.
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: شهدت يَحْيَى بن معين وسئل عن أَبِي رافع مَوْلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: قَالَ لي معمر هَذَا الَّذِي كَانَ من ولده: أن اسمه إِبْرَاهِيم، فَقُلْتُ ليحيى: مُعَمَّر هَذَا ثقة؟ قَالَ: ما كَانَ بثقة ولا مأمون.
قرأت في كتاب أَبِي الحَسَن بن الفرات بخطه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد الفقيه قَالَ: قَالَ صالح بن مُحَمَّد:
معمر من وُلِدَ أَبِي رافع لَيْسَ بشيء.
7213- مجاعة بن ثابت، وهو: مجاعة بن أبي مُجَّاعة الخراساني:
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن لهيعة. روى عنه علي بن حماد بن السكن وغيره.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الصّمد بن علي الطستي، حدّثنا علي بن حمّاد بن السكن، حدّثنا مجاعة بن ثابت الخراساني، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ(13/260)
شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا اشْتَبَكَتِ الْحَرْبُ يَوْمَ حُنَيْنٍ دَخَلَ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْحَرْبَ قَدِ اشْتَبَكَتْ وَلَسْنَا نَدْرِي مَا يَكُونُ أَفَلا تُخْبِرُنَا بِأَخْيَرِ أَصْحَابِكَ وَأَحَبِّهِمْ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ يَا هِيهِ لِلَّهِ أَبُوكَ أَنْتَ الْقَائِدُ لَهَا بِأَزْمَتِهَا، هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَقُومُ فِي النَّاسِ مِنْ بَعْدِي، وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَبِيبِي يَنْطِقُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِي، وَهَذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ هُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَصَاحِبِي حتى تقوم القيامة» .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو أَحْمَدَ، حدّثنا سهل بن عمار، حدّثنا مجاعة بن أبي مجاعة- قال فلقيته بِبَغْدَادَ- عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ فِي الرَّجُلِ إِذَا أَتَى امْرَأَتَهُ مِنْ خَلْفِهَا وَهِيَ بَارِكَةٌ كَانَ وَلَدَهُ أَحْوَلُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ
الآية [البقرة 223] .
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات- بِخَطِّهِ- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو شَيْخٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ:
سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَكَرَ رَجُلا كَانَ يَكُونُ فِي النعيين [1] يُحَدِّثُ مَاتَ قَرِيبًا يُقَالُ لَهُ مُجَّاعَةُ فَقَالَ: لَمْ يَكْنُ بِهِ بَأْسٌ إِلا أَنَّهُ كَانَ فِي الْجُنْدِ.
أنبانا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب- أبي بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: مجاعة كذاب ليس بشيء.
7214- محرز بن عون بن أَبِي عون- واسم جَدّه: أَبِي عون عَبْد الملك- بن زيد، وكنية محرز: أَبُو الفضل [2] :
سَمِعَ مالك بن أنس، وعَلِيَّ بن مُسْهِر، وحسان بن إِبْرَاهِيم، وَعَبْد الله بن إدريس، وخلف بن خليفة، ومسلم بن خَالِد. كتب عَنْهُ أَحْمَد بن حَنْبَل، وروى عنه يحيى
__________
[1] 7213- هكذا في الأصل.
[2] 7214- انظر: تهذيب الكمال 5804 (27/279- 283) . وطبقات ابن سعد 7/361. وسؤالات ابن الجنيد، الترجمة 100، وابن المحرز، التراجم 372، 1468، 1541. وعلل أحمد 2/102، 104. والجرح والتعديل 8/الترجمة 1586. وثقات ابن حبان 9/191. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 180. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1448. والجمع لابن القيسراني 2/257. والمعجم المشتمل، الترجمة 1026. والمنتظم لابن الجوزي 6/227.-(13/261)
ابن معين، وَأَحْمَد بن مُحَمَّد بن بَكْر القصير، ويوسف بن الضحاك الفقيه، وموسى ابن هَارُون، وإدريس بن عَبْد الكريم، وَعَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، وَأَبُو الْقَاسِم البَغَوِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ موسى بن الفضل الصيرفي قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ مُحْرِزَ بْنَ عَوْنٍ جَاءَ يَوْمًا فَسَلَّمَ عَلَى أَبِي فَقَالَ لِي: أَيُّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ؟ فَقُلْتُ: عَنْ حسّان ابن إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وكتبه عنه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا الحسين ابن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن فهم قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن معين قال: حَدَّثَنِي محرز بن أبي محرز العابد- وهو ابن عون- قال: سمعت بكرا العابد يقول: سمعت فضيل بن عياض يقول في قول الله عَزَّ وَجَلَّ: وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ
[الزمر 47] قال: أتوا بأعمال ظنوها حسنات فإذا هي سيئات. قال: فرأيت يحيى بن معين بكى.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا إدريس بن عبد الكريم، حَدَّثَنَا محرز بن عون قال:
سألت فضيل بن عياض عن حديث فقال لي وأنت أيضا منهم؟ عليكم بالقرآن فإنه ينبغي لنا أن لو بلغنا أن حرفا من كلام ربنا نزل باليمن لذهبنا حتى نسمعه، ولكن وجدتم هذا الأمر أيسر عليكم.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: نعيت ليحيى بن معين محرز بن أبي عون فاستغفر له وترحم عليه وقال: كان شيخ صدق لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن سليمان، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد قَالَ: سألت يحيى بن معين عن محرز بن عون فقال: ليس به بأس ثقة.
__________
- والكاشف 3/الترجمة 5405. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 25. وتاريخ الإسلام، الورقة 75 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 365. وتهذيب التهذيب 10/57- 58. والتقريب 2/231. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 6873.(13/262)
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْعُصْمي، حَدَّثَنَا يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الحافظ، أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد الأسدي قال: محرز بن عون ثقة، كتب عنه يحيى بن معين.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد المروزي قال: سألت صالحا- جزرة- عن محرز بن عون فقال:
لا بأس به.
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا موسى بن هارون، أَخْبَرَنِي أبي أن مولد محرز بن عون سنة خمس وأربعين ومائة.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت الجوهري- وَهُوَ حاتم بْن الليث- يقول: محرز بن عون بن أبي عون- ويكنى أبا الفضل- ولد سنة أربع وأربعين ومائة، ومات ببغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وله سبع وثمانون سنة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات محرز بن عون في رجب لثلاث بقين منه سنة إحدى وَثلاثين وَمائتين وَكَانَ لا يخضب، وقد سمعته منه.
7215- مختار بن عون بن أَبِي عون:
أخو محرز بن عون. حَدَّثَ عن جَعْفَر بن سليمان الضبعي. روى عن أخوه محرز.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد الرَّزَّاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثني يوسف بن الضحاك، حدّثنا محرز، حَدَّثَنِي أخي مختار بن عون عن جَعْفَر بن سُلَيْمَان قَالَ: مررت بمالك بن دينار- وعنده كلب- فقلت: ما هذا؟ فقال: هَذَا خير من جليس السوء.
7216- مغلس البَغْدَادِيّ:
حَدَّثَ عن هشام بن خَالِد الدِّمَشْقِيّ. رَوَى عنه عَبْد الله بن أَحْمَد بن موسى المعروف بعبدان الأهوازي.
أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ قال: سَمِعْتُ عَبْدَانَ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا مُغَلِّسٌ الْبَغْدَادِيُّ- شَيْخٌ ثِقَةٌ، سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى هِشَامَ بْنَ خَالِدٍ(13/263)
بِعَشْرِ سِنِينَ فَلَمَّا لَقِيتُ هِشَامَ بْنَ خَالِدٍ نَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ- قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خالد، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا» [1] .
7217- مسرور بن أبي عوانة- واسم أبي عوانة: الوضاح- مولى يزيد بن عطاء الواسطي [2] :
نزل بغداد وكان عابدا مجتهدا، وأظنه أسند يسيرا من الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: كان لأبي عوانة ابن يقال له مسرور، وكان معي في الدار ببغداد. ومعه كتب أبيه، قال: وكان من العباد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا أحمد بن سليمان النجاد، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدّنيا، حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثني إسماعيل بن زياد أبو يعقوب قال: رأيت العباد والمجتهدين ما رأيت أحدا قط أصبر على صلاة بالليل والنهار وطول السهر والقيام من مسرور بن أبي عوانة، كان يصلي الليل والنهار ولا يفتر. قال: وقدم علينا مرة. فقال: أخرجوني إلى الساحل أنظر إلى الماء حتى لا أنام.
وقال ابن أبي الدنيا: حَدَّثَنِي محمد قال: حَدَّثَنِي الفضيل بن عبد الوهاب، حَدَّثَنِي أَبُو المساور- ختن أبي عوانة. قال: كان أَبُو عوانة من أكثر الناس صلاة بالليل وأطوله اجتهادا، فلما قدم علينا مسرور بن أبي عوانة، قال لي أَبُو عوانة: يا أبا المساور احتقرت والله نفسي- أو قال تصاغرت- والله إليَّ نفسي.
7218- مجاهد بن موسى بن فروخ، أَبُو علي الخوارزمي:
سكن بغداد وحدث بها عَنْ سفيان بْن عيينة، وهشيم بن بشير، وعبد الله بن إدريس، والقاسم بن مالك المزني، ويحيى بن سليم الطائفي، وأبي بكر بن عيّاش،
__________
[1] 7216- انظر الحديث في: سنن النسائي 8/311. وسنن ابن ماجة 1571. والسنن الكبرى 4/76. ومجمع الزوائد 3/59. والمستدرك 1/376.
[2] 7218- انظر: تهذيب الكمال 5784 (27/236- 238) . وابن محرز عن ابن معين، الترجمة 363، 1532، وعلل أحمد 2/283. وتاريخ البخاري الكبير 7/الترجمة 1813. وتاريخه الصغير 2/380. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) والجرح والتعديل 8/الترجمة 1480. وثقات ابن حبان 9/189. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 172. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 94. والجمع لابن القيسراني 2/510. والمعجم المشتمل، الترجمة 1022.-(13/264)
ويحيى بن آدم، وأبي معاوية الضرير، وإسماعيل بن علية، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي.
روى عنه مُحَمَّد بن يحيى الذهلي، وأَبُو زرعة، وأَبُو حاتم الرازيان، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَن النسائي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسيّ، والحسين بن محمد بن عفير، وإبراهيم بن موسى بن الرواس، وعبد الله بن مُحَمَّد البغوي.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ عن مُحَمَّد بن العباس قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمد بن مسعدة الفزاريّ، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سألت يحيى بن معين عن مجاهد بن موسى الخوارزمي فقال: ثقة لا بأس به.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمّد الخبيبي- بمرو- قَالَ وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن مجاهد بن موسى فقال: صدوق.
أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الحَسَن عُبَيْد اللَّه بْن القاسم الهمدانيّ- بأطرابلس- أَخْبَرَنَا أَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل العروضي- بمصر- حدّثنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّسَائِي قَالَ: مجاهد بن موسى بغدادي ثقة، وأصله خراساني.
قرأت في كتاب عُبَيْد الله بن جَعْفَر بن أَحْمَد بن حمدان، حدّثنا أبو يعلى عثمان ابن الحسن الطّوسيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الأَزْدِيّ قَالَ: قَالَ لنا مجاهد بن موسى- وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ بالشيء رمى بأصله إما يغسله، وإما في دجلة- فجاء يوما ومعه طبق فَقَالَ: هَذَا بقي، وما أراكم تروني بعدها، فحَدَّثَنَا بِهِ ورمى بِهِ ثُمَّ مات بعد ذَلِكَ.
أَنْبَأَنَا أبو رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا موسى بن هَارُون قَالَ: كَانَ مولد مجاهد بن موسى- فيما أرى- سنة ثمان وخمسين ومائة، لِأَنَّهُ ذكر لنا أن أَحْمَد بن حَنْبَل أصغر منه بست سنين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ.
وأخبرنا العتيقي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن المظفر قَالَ عبد اللَّه بن محمد البغوي: مات مجاهد بن موسى سنة أربع وأربعين ومائتين، زاد البغوي ببغداد في ربيع الأول.
__________
- وسير أعلام النبلاء 11/495. والكاشف 3/الترجمة 5384. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 23. ونهاية السول، الورقة 363. وتهذيب التهذيب 10/44- 45. والتقريب 2/229.
والخلاصة 3/ت 6855.(13/265)
7219- مهنى بن يحيى، أَبُو عبد الله [1] :
شامي الأصل. وهو من كبار أصحاب أَبِي عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل، رحل في صحبته إلى عبد الرزاق بن همام، وسكن بغداد وحدث بها عن بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ومكي بن إبراهيم، ويوسف بن يَعْقُوب صاحب السلعة، ورواد بن الجراح، وزيد بن أبي الزرقاء، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وأحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث. روى عنه حمدان بن علي الوراق، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي شيبة، وَيحيى بْن محمد بن صاعد، ومحمد بن بيان الخلال، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَيَانٍ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الخلنج الحربيّ، حدّثنا أبو الحسن الدّارقطنيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ أَبِي شَيْبَةَ- أبو بكر- قال: أخبرنا مهنّى بن يحيى، حدّثنا زيد بن أبي الزرقا عَنْ سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ الْجُمُعَةَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَلا فَمَنْ تَرَكَهَا اسْتِخْفَافًا بِهَا أَوْ تَهَاوُنًا فَلا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ وَلا بَارَكَ لَهُ، أَلا ولا صلاة له، وَلا يَؤُمَّنَّ فَاجِرٌ بَرًّا» [2] .
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جدعان تفرد به زيد بن أبي الزرقا عنه، وتفرد به مهنى بن يحيى عن زيد.
قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُحْفَظُ مِنْ رِوَايَةِ بقية بن الوليد عن حمزة بن حسان عن علي بن زيد، ولا نحفظه عن الثوري بوجه من الوجوه.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن محمّد الغزال، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: مهنى بن يحيى الشامي نزل بغداد منكر الحديث. وروى أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي عن الدارقطني قال: مهنى بن يحيى ثقة نبيل.
__________
[1] 7219- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/17.
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 3/214. والدر المنثور 6/218. ولسان الميزان 6/379.(13/266)
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الخلال قَالَ: وأَبُو عبد الله مهنى بن يحيى من كبار أصحاب أبي عبد اللَّه، وكان أَبُو عبد اللَّه يكرمه ويعرف له حق الصحبة وقدمه. ورحل مع أبي عبد الله إلى عبد الرزاق، وصحبه إلى أن مات. وكان يستجرئ على أبي عبد الله ما لم يستجرئ عليه أحد مثله، ويحتمله أَبُو عبد الله ما لم يحتمل أحدا مثله، وسأله عن كبار المسائل. ومسائله أكثر من أن تحد، وكتب عنه عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل مسائل كثيرة بضعة عشر جزءا عن أبيه لم تكن عند عبد الله عن أبيه ولا عند غيره، وكان عبد الله يرفع قدره ويذكره كثيرا، وحَدَّثَنَا عنه بأشياء كثيرة عن أبيه وغيره. قال عبد الله: وكنت أرى مهنى يسأل أبي حتى يضجره، ويكرر عليه جدا، حتى ربما قام وضجر.
قال أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: قال مهنى: لزمت أبا عبد الله ثلاثا وأربعين سنة، واتفقنا عند عبد الرزاق، ورأيته بمكة عند سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين، وكان معنا أيضا عند عبد الرزاق إسحاق بن راهويه وجماعة.
7220- مبشر بن الحَسَن بن مبشر بن مكسر، أَبُو بِشْر القَيْسِيّ [1] :
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن عَليّ اليزدي، أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بن إِسْحَاق الحَافِظ أَنَّهُ بغدادي سكن الفسطاط وَحَدَّثَ عن يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَد كناه لنا أَبُو بَكْر بن خزيمة.
وحدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بن يُونُس قَالَ: مبشر بن الحَسَن بن مبشر بن مكسر القَيْسِيّ يكنى أَبَا بِشْر بصري قدم مِصْر وَحَدَّثَ بها وَكَانَ ثقة وبها كانت وفاته في صفر سنة تسع وخمسين ومائتين.
7221- مدكور بن سُلَيْمَان، أَبُو نصر القصباني المخرمي [2] :
حَدَّثَ عن خَالِد بن مَخْلَد، وزكريا بْن عَدِيّ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد الدُّورِيّ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا الحسن بن أحمد بن
__________
[1] 7220- القيسي: هذه النسبة إلى جماعة اسمهم قيس (الأنساب 10/291) .
[2] 7221- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/168.(13/267)
محمّد المخلدي- بنيسابور- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مسلم، حدّثنا مدكور بن سليمان أبو نصر- بالمخرم- حدّثنا زكريا بن عديّ، حَدَّثَنَا ابن إدريس عن يَحْيَى بن أيوب البَجَلِيّ عن الشَّعْبِيّ في قول الله تعالى: فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ
[آل عمران 187] قَالَ: أَمَّا أَنَّهُم كانوا يقرءونه ولكن نبذوا العمل بِهِ.
ذكر مُحَمَّد بْن مَخْلَد- فيما قرأت بخطه- أن مدكور بن سُلَيْمَان مات في صفر سنة ثلاث وستين ومائتين.
7222- مضر بن مُحَمَّد بن خَالِد بن الوليد بن مضر، أَبُو مُحَمَّد الأَسَدِيّ:
سَمِعَ يَحْيَى بن معين، وَأَحْمَد بن حَنْبَل، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي، وَسَعِيد بن عَبْد الجبار الكرابيسي، وَيَحْيَى بن حبيب بن عربي، وأبا كامل الجحدري، وَسَعِيد بن حفص النفيلي، وحبّان بن بِشْر القاضي، وَمُحَمَّد بن أبان الوَاسِطِيّ، والأزرق بن علي وإبراهيم بن الحجّاج الشّاميّ، وعبد الرّحمن بن سلام الجمحي، وبسر بن هلال البَصْرِيّ، وحامد بن يَحْيَى البَلْخِيّ. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بن صاعد، وَأَبُو بَكْر بن مجاهد المُقْرِئ، ومُحَمَّد بن مَخْلَد، وَأَبُو عمرو بن السَّمَّاك، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: هُوَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا مضر بن محمّد الأسديّ، حدّثنا سعيد بن حفص، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أبي طالح عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُحْسَرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ. فَيُقْتَلُ- أُرَاهُ قَالَ- مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ» [1]
يَا بُنَيَّ: فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلا تَكُنْ مِمَّنْ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا عَليّ بن عُمَر الحَافِظ قَالَ: مضر بن مُحَمَّد الأَسَدِيّ القاضي بَغْدَادِيّ، ولي قضاء واسط، وَكَانَ راوية لحروف القراءات حَدَّثَنَا عَنْهُ جماعة من شيوخنا.
أَخْبَرَنَا الحَسَن بن أَبِي بكر، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيم الشَّافِعِيّ قَالَ: ومات مضر بن محمّد الأسديّ سنة سبع وسبعين ومائتين.
__________
[1] 7222- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/261، 306، 332. والمصنف لعبد الرزاق 20804.
وفتح الباري 13/81. وحلية الأولياء 7/141. وتاريخ أصبهان 2/266.(13/268)
7223- منتصر بن مُحَمَّد بن منتصر أَبُو منصور البغداديّ:
حدث عن مسروق بن المَرْزُبان، وَعَبْد الله بن عُمَر بن أبان، وعَليَّ بن شبرمة الكُوفِيّين. روى عنه محمد بن مخلد، وزكريا بن يحيى- والد المعافى بن زكريا، وسليمان بن أحمد الطبراني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شهريار الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُنْتَصِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُنْتَصِرٍ الْبَغْدَادِيُّ، أخبرنا علي بن شبرمة الحارثي، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ، وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ» [1] .
قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَن مَنْصُورٍ إِلا شَرِيكٌ، وَلا رَوَاهُ عَنْ شَرِيكٍ إِلا عَلِيُّ بْنُ شُبْرُمَةَ وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ.
7224- مليح بن رقبة، الأواني [1] :
حدث عن عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة. رَوَى عَنْهُ مَخْلَد بن جَعْفَر الدَّقَّاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الواعظ، حدّثنا مخلد بن جعفر، حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَن مليح بن رقبة الأواني، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير عن ثعلبة قال: عزمت عَلَى شيطان مرة، فحضرته فَقَالَ: دعني فإني شيعي قُلْتُ: ومن تعرف من الشيعة؟ قَالَ: الأعمش وأبا إِسْحَاق.
7225- مُطَرِّف بن جمهور بن الفضل، أَبُو بكر الأشروسني:
قدم بَغْدَاد حاجًّا وحدث بها عَنْ حَمْدَان بن ذي النون، وَعَبْد الصَّمَد بن الفضل البلخيين. رَوَى عَنْهُ عَليّ بن عُمَر الحَرْبِيّ السُّكَّري.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ، حدّثنا أبو بكر مطرّف بن جمهور الأشروسني- قدم علينا حاجّا- حدّثنا حمدان بن ذي النون، حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزّيّات، حدّثنا معلّى بن هلال عن
__________
[1] 7223- انظر الحديث في: المستدرك 1/441. والسنن الكبرى للبيهقي 5/261. والمعجم الصغير 2/114. وصحيح ابن خزيمة 2516. وكشف الخفا 1/213.
[2] 7224- الأواني: هذه النسبة إلى «أوانا» وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند حريفين على الدجلة (الأنساب 1/379) .(13/269)
محمّد بن عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْدُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَإِنَّ الْغُدُوَّ بَرَكَةٌ وَنَجَاحٌ» [1] .
7226- مفتاح بن خلف بن الفَتْح، أَبُو سَعِيد الخُرَاسَانِيّ:
أظنه من أهل بَلْخ. قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَنْ أَحْمَد بن صالح الكرابيسي البَلْخِيّ. رَوَى عَنْهُ عَليّ بن عُمَر الحَرْبِيّ أَيْضًا.
أخبرنا التنوخي، حدّثنا علي بن عمر السّكّري، حدّثنا أبو سعيد مفتاح بن خلف ابن الفَتْح- قدم علينا حاجا في سنة تسع وثلاثمائة باب الشماسية- حدّثنا أحمد بن صالح الكرابيسيّ البلخيّ، حدّثنا الحسن بن يزيد الجصاص، حدّثنا عبد الرحيم بن واقد، حَدَّثَنَا الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إن لكل شيء سببا، وَلَيْسَ كل أحد يفطن لَهُ ولا سَمِعَ بِهِ، وإن لأبي جاد لحديثا عجبا. أَمَّا أَبُو جاد: فأبَى آدم الطاعة، وجد في أكل الشجرة. وأَمَّا هواز فهوى من السماء إلى الأرض، وأَمَّا حطي فحطت عَنْهُ خطاياه، وأَمَّا كلمن فأكل من الشجرة ومن عَلَيْهِ بالتوبة، وأَمَّا سعفص فعصى آدم ربه فأخرج من النعيم إلى النكد، وأما قريشات، فأقر بالذنب وسلم من العقوبة. عَبْد الرَّحِيم بن واقد، والفرات بن السائب كلاهما ضعيفان.
7227- مطلب بن إِبْرَاهِيم بن عَبْد العزيز، أَبُو هاشم الهَاشِمِيّ:
كَانَ خطيب جامع المهدي.
فأنبأنا إبراهيم بن مخلد، أنبأنا إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي قَالَ: توفي أَبُو هاشم المطلب بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز الهَاشِمِيّ، وَهُوَ يلي الصَّلاة بِالنَّاس في مسجد الجامع بالرصافة ببَغْدَاد، وكانت وفاته يوم الخميس لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وَلَهُ ثمانون سنة. فولي مكانه أَبُو الحَسَن أَحْمَد بْن الفضل بْن عَبْد الملك الهَاشِمِيّ.
7228- مسرة بن عبد الله، أبو شاكر الخادم، مولى المتوكل على الله:
حَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ الْعَبْدِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ، وَأَحْمَدَ بن عصمة
__________
[1] 7225- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1/132. وكشف الخفا 1/197، 214. والعلل المتناهية 1/324. وكنز العمال 29341.(13/270)
النَّيْسَابُورِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَيُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيِّ، الْمِصْرِيَّيْنِ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو عَمْرِو بن السَّمَّاكِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ، وَالْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ، وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ.
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن عُمَر بْن محمد بن أبي هاشم المقرئ، أخبرنا أبو شاكر مولى بني هاشم، حدّثنا يوسف بن يزيد القراطيسي، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ ثوير ابن أَبِي فَاخِتَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يقرأ: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ
[البقرة 196] .
أخبرني الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- أَبُو شَاكِرٍ الخادم مولى المتوكل- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ- بِالرَّيِّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ- قال: حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، حَدَّثَنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِائَةَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ إِلا رَجُلانِ فَإِنَّهُمَا دَاخِلانِ فِي أُمَّتِي تستروا بها وَلَيْسَ هُمْ مُنْهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يَعْتِقُهُمْ فِيمَنْ أَعْتَقَ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْهُمْ، هُمْ مَعَ الْكَبَائِرِ فِي طَبَقَتِهِمْ، وَأَنَّهُمْ مُصَفَّدُونَ مَعَ عبدة الأوثان مبغض أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
وَلَيْسَ هُمْ دَاخِلُونَ فِي الإِسْلامِ، وَإِنَّمَا هُمْ يَهُودُ هَذِهِ الأُمَّةِ» - ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مُبْغِضِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ» [1] .
هَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ، وَالرِّجَالُ الْمَذْكُورُونَ فِي إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ أَئِمَّةٌ سِوَى مَسَرَّةَ وَالحْمَلُ عَلَيْهِ فِيهِ. عَلَى أَنَّهُ ذَكَرَ سَمَاعَهُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ لأَنَّ أَبَا زُرْعَةَ مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ خِلافٍ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي أَخْبَارِ أَبِي زُرْعَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الاستوائي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَازِنِ- صَاحِبٌ لَنَا- قَالَ: أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو شَاكِرٍ مَسَرَّةُ حَدِيثًا ذَكَرَ إِسْنَادَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اكْتَحِلُوا وِتْرًا وَاذْهَبُوا عَنَّا» وَإِنَّمَا أراد «وادهنوا غبا» [2] .
__________
[1] 7228- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/465 والأحاديث الضعيفة 614. والموضوعات 1/324.
[2] انظر الحديث في: الدرر المنتثرة 13(13/271)
بلغني عَن أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي المعروف بجحجح قال: مات مسرة خادم المتوكل فِي ذي الحجة من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وكان يضعف. قال غيره: مات يوم الخميس لخمس بقين من ذي الحجة.
7229- مسدد بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن زياد، القلوسي، أَبُو الحُسَيْن [1] :
بَصْرِيّ حدث ببَغْدَاد عن عَليّ بن حرب الطائي، وموسى بن سُفْيَان الجنديسابوري.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدَ بْنُ جَعْفَرَ زَوْجُ الحُرَّةِ، وَأَبُو حفص بن شاهين، وَكَانَ صدوقًا.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بن علي التّميميّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ الْفَضْلِ- بِالأُبَلَّةِ- وَمُسَدَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ- بِبَغْدَادَ- قَالا: حَدَّثَنَا موسى بن سفيان، حدّثنا عبد الله بن الجهم، حدّثنا عمرو- يعني ابن أَبِي قَيْسٍ- عَنِ الْحَكَمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مُحْرِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ وَلا تُغَطُّوا وَجْهَهُ وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا» قَالَ: وَأَرَاهُ قَدْ ذَكَرَ «أَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلَبِّي» [2] .
بلغني أن مسدد بن يَعْقُوب مات في أَوَّل المحرم من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
7230- مؤنس بن وصيف، أبو الحسن البغداديّ:
حدث بتنيس عن الحَسَن بن عرفة. رَوَى عَنْهُ ابن جميع الصيداوي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ- بِصَيْدَا- قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤْنِسُ بْنُ وَصِيفٍ أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ- بِتِنِّيسَ- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي حَفْصٍ الأَبَّارِ فَلَقِيتُهُ بِمَكَّةَ، قَالَ الْحَسَنُ: فَحَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدْخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَرَحًا أَوْ مسرورا فِي دَارِ الدُّنْيَا خَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ خَلْقًا يَدْفَعُ بِهِ عَنْهُ الآفَاتِ فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَانَ مِنْهُ قريبا، فَإِذَا مَرَّ بِهِ قَالَ لَهُ لا تَخَفْ. فَيَقُولُ لَهُ وَمَنْ أَنْتَ؟
فَيَقُولُ: أَنَا الْفَرَحُ- أَوِ السُّرُورُ- الَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلَى أَخِيكَ فِي دار الدّنيا» [3] .
__________
[1] 7229- انظر: الأنساب، للسمعاني/ 220.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 7230- انظر الحديث في: المستدرك 4/270. والمعجم الصغير 2/51. ومجمع الزوائد 8/193.
والعلل المتناهية 2/23. والترغيب والترهيب 3/394.(13/272)
7231- مدرك بن مُحَمَّد، أَبُو الْقَاسِم الشَّيْبَانِيّ الشَّاعِر:
لَهُ قول مستحلى في الغزل، والمديح، والهجاء، والمراثي. رَوَى عَنْهُ المعافى بن زكريا وغيره.
أنشدني أَبُو الحَسَن عَليّ بن أيوب القمي قَالَ: أنشدنا عَليّ بن هَارُون القرميسيني قَالَ: أنشدنا مدرك الشّيباني لنفسه، يخاطب الشعراء:
إِذَا ما امرؤ غركم مرة ... فعدتم فغركم ثانيه
فقولوا له يا ابن ثم اسكتوا ... فشرح السكوت هو الزانية
7232- مهلهل بن يموت بن المزرع بن يموت، أَبُو نضلة العبدي [1] :
شاعر مليح الشعر في الغزل وغيره. وَهُوَ بصري الأصل سكن بَغْدَاد وسمع منه.
وكتب عنه شعره أبو بعضه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المعروف بتوزون.
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الأخباري:
حضرت في سنة ست وعشرين وثلاثمائة مجلس تحفة القوالة جارية أَبِي عَبْد الله بن عُمَر البازيار، وإلى جانبي عن يسرتي أَبُو نضلة مهلهل بن يموت بن المزرع، وعن يمنتي أَبُو الْقَاسِم بن أَبِي الحَسَن البَغْدَادِيّ- نديم ابن الحواري قديما واليزيدين بعد- فغنت تحفة من وراء الستارة:
بي شغل به عن الشغل عنه ... بهواه وإن تشاغل عني
سره أن أكون فيه حزينا ... فسروري إذن تضاعف حزني
ظن بي جفوة فأعرض عني ... وبدا منه ما تخوف مني
فقال لي أَبُو نضلة: هذا الشعر لي، فسمعه أَبُو القاسم بن البغداديّ- وكان يتحرف عن أبي نضلة- فقال: قل له إن كان الشعر له أن يزيد فيه بيتا، فقلت له ذلك على وجه جميل، فقال في الحال:
هو في الحسن فتنة قد أصارت ... فتنتي في هواه من كل فن
وأَخْبَرَنَا التنوخي قال: أنشدنا أبو الحسن بن الأخباري قال: أنشدني أَبُو نضلة لنفسه، ونحن في مجلس أبي بكر الصولي:
وخمرة جاء بها شبهها ... ظلمت، لا بل شبهه الخمر
فبات يسقيني على وجهه ... حتى توفي عقلي السكر
في ليلة قصرها طيبها ... بمثلها كم بخل الدهر
__________
[1] 7232- انظر: النويري 5/186. ووفيات الأعيان 2/345. والأعلام 7/316.(13/273)
قال: وأنشدني أَبُو نضلة لنفسه:
ولما التقينا للوداع ولم يزل ... ينيل لثاما دائما وعناقا
شممت نسيما منه يستجلب الكرى ... ولو رقد المخمور فيه أفاقا
7233- مرزوق بن أَحْمَد بن مرزوق، أَبُو صالح السقطي [1] :
حدث عَن أَبِي بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا. روى عنه أَبُو القاسم بن النخاس المقرئ، وأبو بكر بن شاذان وكان ثقة.
7234- مسعدة بن بكر بن يوسف بن ساسان، أَبُو سعيد الفرغاني [2] :
قدم بغداد حاجا وحدث بها عَنِ الحسن بْن سُفْيَان النسوي. روى عنه الدارقطني، ويوسف القواس.
وذكر ابْن الثلاج أنه سمع منه فِي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَسْعَدَةُ بْنُ بَكْرِ بْنِ يوسف الفرغاني- قدم علينا حاجّا- حدّثنا الحسن بن سفيان، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ الشَّامِيُّ عَنِ ابْنِ عُلاثَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «لا حَسَدَ وَلا مَلَقَ إِلا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ» [3] .
أَخْبَرَنَاهُ الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمدان، حدّثنا محمّد بن أيّوب، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ سَوَاءً.
7235- ميسور بن مُحَمَّد بن ميسور، التكريتي [4] :
حدث عن موسى بن إسحاق القاضي. روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران بن الجندي وذكر أنه سمع منه بعكبرا.
__________
[1] 7233- السقطي: هذه النسبة إلى بيع السقط، وهي الأشياء الخسيسة، الكخرز، والملاعق، وخواتيم الشبة والحديد وغيرها (الأنساب 7/91) .
[2] 7234- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 8464.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات 1/219. واللآلئ المصنوعة 1/102. والأحاديث الضعيفة 382. والكامل لابن عدي 6/2227. وإتحاف السادة المتقين 1/312.
[4] 7235- التكريتي: هذه النسبة إلى تكريت، وهي بلدة كبيرة فيها قلعة حصينة على الدجلة (الأنساب 3/67) .(13/274)
7236- مطر بن مُحَمَّد بن نصر، أَبُو طاهر التَّمِيمِيّ الهَرَويّ:
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن عبدة القيسي [1] . روى عنه أحمد ابن الحَسَن بن أَحْمَد الوكيل.
أَخْبَرَنِي عَبْد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس أَحْمَد بن الحَسَن بن أحمد الوكيل الأزجي، حَدَّثَنَا أَبُو طاهر مطر بن مُحَمَّد بن نصر التّميميّ الهرويّ- قدم حاجّا- حدّثنا محمّد بن عبدة القيسي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن حُمَيْد بن كاسب.
7237- مأمون بن أَحْمَد بن مأمون بن سلمة بن غالب، أَبُو العَبَّاس النَّيْسَابُوري:
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بِهَا عَن أَبِي العَبَّاس السَّرَّاج، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمَد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس مأمون بن أَحْمَد بن مأمون بن سلمة بن غالب النَّيْسَابُوري- قدم للحج- حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حَدَّثَنَا أَبُو معمر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن معمر، أخبرنا هشام، أخبرنا منصور عن الحكم عن يزيد بن شريك عن أَبِي ذر في قوله تعالى: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى
[النجم 13] قال رآه بقلبه.
7238- محارب بن محمّد، أَبُو العلاء القاضي، الفقيه الشَّافِعِيّ السَّدُوسي [2] :
من وُلِدَ محارب بن دثار. حدث عن جَعْفَر بن محمّد الفريابي، وعلي بن إسحاق ابن زاطيا المخرمي، وَأَحْمَد بن الحَسَن بن عَبْد الجبار الصُّوفِيّ، وَمُحَمَّد بن الْقَاسِم بن هاشم السِّمْسَار، وَأَبِي جَعْفَر بن بدينا المَوْصِليّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّد الصَّيْدَلانِي الحَنْبَلِيّ.
سَمِعَ منه وكتب عنه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق المعروف بابن أبي سعد الجواربي. قال: توفي أبو العلاء محارب بن محمّد فجأة ليلة الاثنين، ودفن يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. قرأت ذَلِكَ بخط ابن أَبِي سَعْد.
قُلْتُ: وكان صادقا عالما بالأصول، وَلَهُ مصنف في الرد عَلَى المخالفين من القدرية، والجهمية، والرافضة، وغيرهم.
__________
[1] 7236- في الأصل والمطبوعة: «القيقسي» .
[2] 7238- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/260.(13/275)
7239- مهيار بن مرزويه، أَبُو الحَسَن الكاتب الفارسي [1] :
كَانَ مجوسيا فأسلم، وَكَانَ شاعرا جزل القول، مقدما عَلَى أهل وقته. وكنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات ويقرأ عَلَيْهِ ديوان شعره، فلم يقدر لي أن أسمع منه شيئا. ومات في ليلة الأحد لخمس خلون من جُمَادَى الآخرة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
7240- مبادر بن عُبَيْد الله، أَبُو سابق الرَّقِّيّ:
صاحب أبي سعيد الماليني صحبه في الغربة وسافر معه وتأدب به، وسمع محمّد ابن إِسْحَاق بن منده الأصبهاني ومن بعده، وقدم بَغْدَاد وحدث بها. فسمعت منه حديثا واحدًا عن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي النَّيْسَابُوري وَكَانَ صدوقا.
أخبرنا مبادر الرقي، أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي، أخبرنا محمّد بن محمّد ابن علي الترمذي، حدّثنا سعيد بن حاتم البلخيّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ خَلادِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى أَصْحَابِ الصُّفَّةِ فَرَأَى فَقْرَهُمْ وَجُهْدَهُمْ وَطِيبَ قُلُوبِهِمْ.
فَقَالَ: «أَبْشِرُوا يَا أَصْحَابَ الصُّفَّةِ، فَمَنْ بقي من أمتي على البعث الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ الْيَوْمَ رَاضِيًا بِمَا فِيهِ فَإِنَّهُ مِنْ رُفَقَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [2] .
بلغنا أن مبادر بن عُبَيْد الله مات بالرقة في شعبان من سنة أربعين وأربعمائة.
انقضى حرف الميم
__________
[1] 7239- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/260.
[2] 7240- انظر الحديث في: كنز العمال 16577.(13/276)
باب النون(13/277)
ذكر من اسمه نصر
7241- نصر بن حاجب، أَبُو مُحَمَّد- وقيل: أَبُو يحيى- القرشي الخراساني [1] :
والد يحيى بن نصر من أهل نيسابور. وهو نصر بن حاجب بن عمرو بن سلمة ابن سكن بن الجون بن ربيب بن عبد الله بن عداء بن الحارث بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك. أصله من البصرة ثم خرج حاجب بن عمرو إلى خراسان فنزلها وولد له نصر بها فانتقل إلى العراق وسكن المدائن إلى حين وفاته. وروى عن أبي نهيك وصفوان بن سليم، وربيعة بن أبي عَبْد الرَّحْمَن، والعلاء بن عَبْد الرَّحْمَن، وجرير بن يزيد. روى عنه عنبسة بن سعيد قاضي الري، وعبد العزيز بن مسلم، وَمُحَمَّد بن يزيد الواسطي، ويزيد بن هارون.
وذكر عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم أن أبا زرعة الرازي سئل عنه فقال: صدوق لا بأس به.
أخبرنا السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين: نصر بن حاجب خراساني قرشي ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: نصر بن حاجب قرشي خراساني ليس بشيء.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ- في كتاب- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن نصر بن حاجب فقال: ليس بشيء.
أنبأنا أَحْمَد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أنبأنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد ابن عبد اللَّه بن مهران قَالَ: قرأت على أبي جَعْفَرٍ- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صريم السنجي فأقر به- سمعت أبا رجاء مُحَمَّد بن حمدويه السنجي يقول: نصر بن حاجب- أَبُو مُحَمَّد- مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب،
__________
[1] 7241- انظر: تاريخ ابن معين 2/604. والجرح والتعديل 8/466. وطبقات ابن سعد 7/320.
وميزان الاعتدال 4/250. ولسان الميزان 6/152.(13/278)
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: نصر بن الحاجب القرشي، من بني الحارث بن لؤي، ويكنى أبا يحيى، أصله من خراسان، ونزل المدائن، ومات بها سنة خمس وأربعين ومائة. وهو ابن بضع وخمسين سنة.
[قلت] [1] : وهذا القول أصح من الأول الذي ذكره مُحَمَّد بن حمدويه، والله أعلم.
7242- نصر بن عبد الكريم، أَبُو سهل البلخي المعروف بالصيقل:
قرأت فِي كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ قَاجٍ الْوَرَّاقِ بِخَطِّهِ وسماعه من عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ. قَالَ: نصر بن عبد الكريم الصيقل، يكنى أبا سهل وكان فقيها راوية للأحاديث قياسا صاحب مجلس. صحب أبا حنيفة فأكثر. مات ببغداد عند أبي يوسف سنة تسع وستين ومائة.
كما أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غالب، روى عنه إسحاق بن سليمان الرازي، وعلي بن يوسف العابد، وسليمان بن سلم، ومنصور بن عمرو، وسليمان بن منصور البزاز، وغيرهم. وروى نصر عن مُحَمَّد بن عمرو بن علقمة، وعمرو بن سمر، وعثمان بن مرة، وموسى بن عبيدة، وهشام الدستوائي، وسفيان الثوري، وطلحة بن عمرو.
7243- نصر بن باب، أبو سهل الخراساني [2] :
سكن بَغْدَاد، وحدث بها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن ميمون بن الصائغ، وحجاج بن أرطاة، وإسماعيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، وهشام بن حسان، وعوف الأعرابي.
روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وأحمد بن حنبل، ومحمد بْن سعد- كاتب الواقدي-، ومحمد بْن قدامة المصيصي، وعمرو بن عثمان بن سعيد القرشي، وإبراهيم بن محمد العتيقي وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الإيادي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن برد، حدّثنا محمّد بن عيسى بن الطباع، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عبد الله
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 7243- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9025.(13/279)
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ، فَلَوْ أَنَّ رَجُلا عَيَّرَ رَجُلا بِرَضَاعِ كَلْبَةٍ لَرَضَعَهَا» [1] .
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا أحمد بن يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد قَالَ: سألت أبي عن نصر بن باب؟
فقال: ما كَانَ به بأس.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أَحْمَد بن حنبل قال: قلت لأبي سمعت أبا خيثمة يقول: نصر بن باب كذاب؟
فقال: أستغفر الله. كذاب؟! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ، وإبراهيم من أهل بلده ولا ينكر أن يكون سمع منه.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الحربي قَالا: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدّثنا عبد الله بن علي ابن عبد الله المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: كتب يحيى بن معين عن نصر بن باب عشرين ألف حديث.
قرأ في كتاب له عن إبراهيم الصائغ- وكان يحدثهم عنه- فرأى في أوله رجلا قد محا اسمه عن إبراهيم.
أَخْبَرَنِي علي بن محمّد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد ابن عمران، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سمعت أبي يقول: نصر بن باب كتبت عنه شيئا ورميت بحديثه، وضعفه.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين- وذكرت عنده نصر بن باب- فقال: كذاب خبيث عدو الله، ذهبت إليه أنا وابن الحجاج بن أرطاة فأخرج إلينا كتبا كان فيها كتاب عوف فجعل يحَدَّثَنَا، فطوى رأس الكتاب فاستربت به. فقلت: ناولني الكتاب وظننت أنه قد حبس عنا بعض الأحاديث، فأبَى أن يعطيني، فوثبت عليه فأخذت
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات/ 83. والفوائد المجموعة 320. وتنزيه الشريعة 2/296.
واللآلئ المصنوعة 2/158. وكشف الخفا 1/343، 344. وتذكرة الموضوعات 170.
والدرر المنتثرة 58.(13/280)
الكتاب منه، فنظرت فيه وكان يحدث عن عوف فإذا أوله: بسم الله الرحمن الرحيم حَدَّثَنِي نوح بن أبي مريم أَبُو عصمة الخراساني عن عوف، فطرحت الكتاب من يدي وقمت وتركناه. فقلت له: كيف هذا؟ فقال: هذه كتبناها عن أبي عصمة ثم سمعتها بعد، فقمنا وتركناه.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قال:
نصر بن باب ضعيف.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول.
وأخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى يقول: نصر بن باب ليس بشيء.
وقال الصيمري: ليس حديثه بشيء.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم المشعراني.
وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عبد الوهاب بن جَعْفَر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي الإمام، حَدَّثَنَا أَبُو بكر القاسم بْن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قَالَ: نصر ابن باب لا يسوى حديثه شيئا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أبو أحمد بن فارس قال البخاري: نصر بن باب كان بنيسابور يرمونه بالكذب.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أبا زرعة يقول: نصر بن باب لا ينبغي أن يحدث عنه.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سألت أبا داود عن نصر بن باب فوهاه جدّا.(13/281)
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: نصر بن باب متروك الحديث.
وأخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قال: نصر بن باب خراساني سمعت سلمة بن شبيب يحدث عنه بمناكير. وقال يحيى بن معين: ليس هو بشيء.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: نصر بن باب الخراساني نزل بغداد فسمعوا منه ورووا عنه، ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه فتركوا حديثه، وتوفي ببغداد في عسكر المهدي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الفضل، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يقول: توفي نصر بن باب سنة ثلاث وتسعين ومائة.
7244- نصر بن حَمَّاد بن عجلان، أَبُو الحارث البَجَلِيّ الوَرَّاق [1] :
حدث عن شُعْبَة، والربيع بن صبيح، والمسعودي، وَأَبِي غسان مُحَمَّد بن مُطَرِّف، وعاصم بن مُحَمَّد العمري، وقيس بن الربيع. روى عنه ابنه محمّد، والحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن إسحاق الضّبّيّ، وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار، ومحمد ابن إسحاق الصاغاني، وغيرهم.
أخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنِي عَبْد الله بن أَحْمَد قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين يَقُولُ: نصر بن حَمَّاد كذاب.
__________
[1] 7244- انظر: تهذيب الكمال 6395 (29/342) . وسؤالات ابن الجنيد لابن الجنيد، الترجمة 677.
وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2360. وتاريخه الصغير 2/294. وضعفاؤه الصغير، الترجمة 373. والكنى لمسلم، الورقة 25. وضعفاء العقيلي، الورقة 220، والجرح والتعديل 8/الترجمة 2155. والمجروحين لابن حبان 3/54. والكامل لابن عدي 3/الورقة 177.
وضعفاء الدارقطني، الترجمة 546. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 163. والكاشف 3/الترجمة 5906. وديوان الضعفاء، الترجمة 4359. والمغني 2/الترجمة 6609. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 93. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9029. ورجال ابن ماجة، الورقة 15. ونهاية السول، الورقة 398. وتهذيب التهذيب 10/425- 426. والتقريب 2/299. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7481(13/282)
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي قال: نصر بن حمّاد أبو الحارث الورّاق ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بْن عبدان- وَأنا أسمع- قَالَ: سمعت مُسْلِم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو الحارث نصر بن حَمَّاد الوَرَّاق ذاهب الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: قَالَ أَبُو عَليّ صالح بن مُحَمَّد: نصر بن حَمَّاد أَبُو الحارث لا يكتب حديثه.
حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو الحارث نصر بن حمّاد الورّاق ليس بثقة.
أخبرني البرقاني، حدّثنا محمّد بن أحمد الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: أَبُو الحارث نصر بن حَمَّاد الوَرَّاق يعد من الضعفاء.
حدثني أحمد بن محمّد الغزال، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ الأَزْدِيّ قَالَ: نصر بن حَمَّاد الوَرَّاق أَبُو الحارث البَجَلِيّ متروك الحديث كَانَ ببَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: نصر بن حَمَّاد أَبُو الحارث البَجَلِيّ الوَرَّاق لَيْسَ بالقوي في الحديث.
7245- نصر بن مُزَاحِم، أَبُو الفضل المنقري [1] :
كوفي سكن بَغْدَاد وحدث بها عن سُفْيَان الثوري، وَشُعْبَة، وحبيب بن حسان، وَعَبْد العزيز بن سياه، ويزيد بن إِبْرَاهِيم التُّسْتَرِي، وَأَبِي الجارود زياد بن المنذر. رَوَى عَنْهُ ابنه الحُسَيْن بن نصر ونوح بن حبيب القومسي، وَأَبُو الصلت الهَرَويّ، وَأَبُو سَعِيد الأشج، وعَليُّ بن المنذر الطريقي، وجماعة من الكوفيين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حدّثنا أبو العبّاس
__________
[1] 7245- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9046.(13/283)
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ- مَوْلَى بني هاشم- إملاء- حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، حدّثنا نصر بن مزاحم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ عَلِيمٍ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَقَدْ عَلِمَ ذُو الْعِلْمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَصْحَابَ الأُسُودِ ذِي الثُّدَيَّةِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خاب من افترى.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أبو أحمد بن فارس:
قال البخاري: نصر بن مُزَاحِم المنقري سكن بَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، حَدَّثَنَا عَليّ بن عُمَر الحَافِظ قَالَ: نصر بن مُزَاحِم المنقري سكن بَغْدَاد عداده في الكوفيين.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المالكي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان، أخبرنا أبو الجهم أحمد ابن الحُسَيْن بن طلاب.
وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: نصر بن مُزَاحِم العَطَّار كَانَ زائغا عن الحق مائلا.
قُلْتُ: أراد بذلك غلوه في الرفض.
أَخْبَرَنِي محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: قَالَ صالح بن مُحَمَّد: نصر بن مُزَاحِم رَوَى عن الضعفاء أحاديث مناكير.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن محمّد الغزال، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، حدّثنا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ قَالَ: نصر بن مُزَاحِم غال في مذهبه، غير محمود في حديثه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمِيّ قَالَ: سنة اثنتي عشرة ومائتين فيها مات نصر بن مُزَاحِم المنقري.(13/284)
7246- نصر بن بجير، الذهلي:
جد القاضي أبي طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن نصر بن يحيى.
ذكر أَبُو طاهر القاضي أنه كان من أصحاب أبي يوسف القاضي قال: وكان أَبُو يوسف قد كلم الرشيد فرد إليه قضاء الري، وكان عنده الموطأ عن مالك بن أنس.
7247- نصر بن زيد، أَبُو الحسن المجدر [1] :
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد فِي تسمية من كان ببغداد من العلماء قال:
نصر بن زيد المجدر يكنى أبا الحسن، وكان ثقة صاحب حديث. سمع من جرير بن حازم، ومن أبي هلال، ووهيب، وغيرهم.
ومات قديما قبل أن يحدث وكان أصله من سجستان وهو مولى جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور.
بلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن نصر المجدر فقال: ليس به بأس.
7248- نصر بن المغيرة، أَبُو الفتح البخاري:
سكن بغداد، وحدث بها عن مسلم بن خالد، وجرير بن حازم، وحاتم بن وردان، وسفيان بْن عيينة. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المبارك المخرمي، وأبو بكر ابن أبي خيثمة، وأحمد بن سعيد الجمال، وعباس بن محمّد الدّوريّ.
وذكر بن أبي حاتم أنه سأل أباه عنه فقال: صدوق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبّاس ابن محمّد بن حاتم، حدّثنا نصر بن المغيرة أبو الفتح، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنِ خَالِدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الولاء لمن أعتق» [2] .
__________
[1] 7247- انظر: تهذيب الكمال 6397 (29/346) . وطبقات ابن سعد 7/344. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2339. وثقات ابن حبان 9/217. والكاشف 3/الترجمة 5908.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 94. ونهاية السول، الورقة 398. وتهذيب التهذيب 10/426.
والتقريب 2/299. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7483.
[2] 7248- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/200، 250، 7/11، 61، 8/192. وفتح الباري 5/189، 196. 342، 9/138.(13/285)
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بْن مُحَمَّد بْن علي البلخيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- قال: أَبُو الفتح نصر بن المغيرة بخارى سكن بغداد.
بلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن نصر بن المغيرة فقال: ثقة مأمون قد كتبت عنه نحوا من جلدين. رأى ابن عيينة. وهو أَبُو الفتح البخاري، أخو هذا البخاري صديق الحكم بن موسى كان لا بأس به. وأحسن عليه الثناء.
7249- نصر بن الحكم بن زياد، أَبُو منصور الياسري:
حدث عن خلف بن خليفة، وداود بن الزبرقان، وهشام، والسكن بن إِسْمَاعِيل.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن البراء، وإسحاق بن سنين الختلي، والحسن بن علوية القطان، وأحمد بن علي الأبار.
أخبرنا التنوخي، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، حدّثنا الحسن بن علوية القطّان، حدّثنا نصر بن الياسري، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ قَرْظَةَ الْعِجْلِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: وَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا غُلامًا مِنَ الْفَيْءِ، فَجَاءَ الرجل لطلب عدته. فقال: «لم يبق إِلا غُلامَانِ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَشِرْ عَلَيَّ أَيَّهُمَا آخُذُ؟» قَالَ: «خُذْ هَذَا- لأَحَدِهِمَا- وَلا تَضْرِبْهُ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَيْتُ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ، وَالْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» [1] .
أخبرتنا فاطمة بنت بلال بن أحمد الكرخي قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا أَبُو منصور نصر بن زياد- صاحب الياسرية الذي روى حديث أم معبد- قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي حساب في قوله تعالى: تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا
[مريم 25] قال: طريا بغباره.
7250- نصر بن حريش، أَبُو القاسم الصامت [2] :
حدث عن المشمعل بن ملحان، ومسلم بن أبي سهل الخراساني: روى عنه إسحاق بن سنين، والحسين بن بشار الخياط، ومحمد بن بشر بن مطر.
__________
[1] 7249- انظر الحديث في: سنن أبي داود 5128. وسنن الترمذي 2822، 2823. وسنن ابن ماجة 3745، 3746. ومسند أحمد 5/274. وكشف الخفا 2/287.
[2] 7250- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9028.(13/286)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي طاهر الدّقّاق، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى بْنِ بُرَيْهٍ الإِمَامُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَرِيشٍ الصَّامِتُ- إِمْلاءً مِنْ كتابه- حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنَّهُ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: «يَا أَبَا بَكْرٍ سَمِعْتُكَ الْبَارِحَةَ وَأَنْتَ تُصَلِّي، وَأَنْتَ تُخَافِتُ بِقِرَاءَتِكَ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ، ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: «وَسَمِعْتُكَ يَا عُمَرُ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطْرُدُ الشَّيْطَانَ، وَأُوقِظُ الْوَسْنَانَ. ثُمَّ قَالَ: «يَا بِلالُ وَسَمِعْتُكَ الْبَارِحَةَ وَأَنْتَ تُصَلِّي تَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَمِنْ هَذِهِ السُّورَةِ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلامٌ طَيِّبٌ جَمَعَ اللَّهُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ وَكُنْتُ أَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَمِنْ هَذِهِ، وَمِنْ هَذِهِ. قَالَ: «كُلُّكُمْ أَصَابَ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد المعدل، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا إسحاق بن سنين، حَدَّثَنَا نصر بن حريش الصامت قال: حججت أربعين حجة ما كلمت فيها أحدا. فسمي الصامت لذلك.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قال: روى لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ، حدّثنا عن نصر بن حريش الصامت عن أبي سهل مسلم الخراساني عن أبي عمرو الوقاصي.
ثم قال أَبُو الحسن: هذا إسناد ضعيف لا يثبت، الوقاصي وأبو سهل ونصر بن حريش كلهم ضعفاء.
7251- نصر بْن منصور بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن هشام بن عبد الله:
والد مُحَمَّد بن نصر الصائغ. حدث عن نجيح أبي معشر المدني. روى عنه ابنه مُحَمَّد.
7252- نصر بن منصور بن عَبْد الله الثَّقَفِيّ:
والد سعدان بن نصر. حدث عن أَبِي عُمَر حفص بن سُلَيْمَان المُقْرِئ صاحب عاصم بن بهدلة. رَوَى عَنْهُ ابنه سعدان.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا سعدان بن نصر، حدّثنا أبي نصر بن منصور، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ:(13/287)
مرضت مرضا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي، فَعَوَّذَنِي يَوْمًا فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أُعَوِّذُكَ بِالأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ، مِنْ شَرِّ مَا تجد» فبرأت فَشَفَانِي اللَّهُ، فَلَمَّا شَفَانِي قَالَ لِي: «يَا عُثْمَانُ تَعَوَّذْ بِهِنَّ فَمَا تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِهِنَّ» [1] .
7253- نصر بن منصور، أَبُو الفَتْح:
صاحب بِشْر بن الحارث. وهو مرزوي الأصل. رَوَى عن بِشْر. حدث عَنْهُ مُحَمَّد ابن يُوسُف الجَوْهَرِيّ، وَجَعْفَر الطَّيَالِسِيّ، وأحمد بن مُحَمَّد بن بكر القصيري، وَأَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس بن مطر صاحب أَحْمَد بن حَنْبَل قَالَ: حَدَّثَنِي نصر بن منصور قَالَ:
سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث يَقُولُ: دخل مالك بن دينار عَلَى الْقَاسِم بن مُحَمَّد- وَكَانَ ابن عم الحجاج بن يُوسُف- فغلظ لَهُ في الكلام. فَقَالَ لَهُ الْقَاسِم: تعلم لم أمسكت عنك؟ قَالَ ولم؟ قَالَ لأنك لم ترزأنا شيئا، فذاك جزاؤك عَليّ، قَالَ فأفادني علما كثيرا.
7254- نصر بن مالك بن نصر بن مالك، الخُزَاعِي:
وَهُوَ: ابن أخي أَحْمَد بن نصر الشهيد. حَدَّثَ عَنْ عَليِّ بْنِ بَكَّارٍ الْمِصِّيصِيِّ. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا أبو محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مالك الخزاعيّ، حدّثنا علي بن بكّار، حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ فَإِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ بِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ.
7255- نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي، أَبُو عمرو الجهضمي البصري [2] :
سمع نوح بن قيس، وحاتم بن وردان، ومعتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة،
__________
[1] 7252- انظر الحديث في: كنز العمال 28517. والأذكار للنووي 125.
[2] 7255- انظر: تهذيب الكمال 6406 (29/355) . وعلل أحمد 1/376، و 2/18، 21، 23، 26، 240، 297، 330. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2362. وتاريخه الصغير 2/391.-(13/288)
ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وبشر بن المفضل، وغندرا، ويزيد ابن زريع، وأبا داود الطيالسي، والأصمعي، وأبا أَحْمَد الزبيري، وغيرهم. روى عنه إِسْمَاعِيل بن إسحاق القاضي، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وعبد الله بن أحمد ابن حنبل، وأحمد بن مسروق الطوسي، وأبو معشر الدّارميّ، وعبد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ ياسين، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّد الباغندي، وأبو خبيب البرتي، وأبو القاسم البغوي، ومحمّد بن منصور السبيعي، وأحمد بن زنجويه القطان، وأبو بكر بن أبي داود، في آخرين. وهو من أهل البصرة قدم بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الواعظ، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد ابن الحسن الصّوّاف، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ حسين بن علي، حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ [1] عَلِيٍّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [2] .
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عبد الله: لما حدث بهذا الحديث نصر بن علي أمر المتوكل يضربه ألف سوط، وكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه، وكان له أرزاق فوفرها عليه موسى.
قلت: إنما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن الأهوازي قال: سمعت أبا حكيم العسكري يقول
__________
- والمعرفة ليعقوب: 1/446. وتاريخ واسط 73، 120، 123. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2159. وثقات ابن حبان 9/217. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 181.
وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/432. ورجال البخاري للباجي 2/774. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 94. والجمع لابن القيسراني 2/530. والمعجم المشتمل، الترجمة 1083. وسير أعلام النبلاء 12/133. وتذكرة الحفاظ 1/515. والكاشف 3/الترجمة 5916. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 94. وتاريخ الإسلام، الورقة 201. (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 398. وتهذيب التهذيب 10/430- 431. والتقريب 2/300. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7493. وشذرات الذهب 2/123. والمنتظم، لابن الجوزي 12/38.
[1] في المطبوعة والأصل: «عن أبيه علي بن حسين» .
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3733. ومسند أحمد 1/76، 77. وكنز العمال 34161، 37613.(13/289)
سمعت الزبيبي- يعني إبراهيم بن عبد الله يقول- سمعت نصر بن علي يقول: دخلت على المتوكل فإذا هو يمدح الرفق فأكثر، فقلت: يا أمير المؤمنين أنشدني الأصمعي:
لم أر مثل الرفق في لينه ... أخرج للعذراء من خدرها
من يستعن بالرفق في أمره ... يستخرج الحية من جحرها
فقال: يا غلام الدواة والقرطاس، فكتبهما.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أَخْبَرَنِي عبد الله بن مُحَمَّد الفرهياني قَالَ: حضرت نصر بن علي وسأله إبراهيم بن الأصبهاني عن أحاديث في التفسير عن الحكم بن أبان عن عكرمة فأخذ يحدثه بها. فلو تركه لقال لي في كلها عن ابن عباس، حتى قال إبراهيم عن ابن عباس إنما هو في قوسين والباقي عن عكرمة.
قال الفرهياني: وكان عندي نصر من نبلاء الناس.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: نالوني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: نصر بن علي بن نصر أَبُو عمرو ثقة.
أخبرنا طلحة بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الفازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
نصر بن علي ثقة، وأبوه صدوق.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس الأنصاري قَالَ: سئل مُحَمَّد بن علي النيسابوري- كذا في كتاب الْبَرْقَانِيّ وأحسبه مُحَمَّد بن يحيى- عن نصر بن علي. فقال: حجة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم الواسطي قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود يقول: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء، فدعاه عبد الملك أمير البصرة فأمره بذلك فقال: ارجع فاستخر الله، فرجع إلى بيته نصف النهار فصلى ركعتين. وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك، فنام فأنبهوه فإذا هو ميت.(13/290)
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ- بواسط- قَالَ: سمعت أبا عُمَر بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ يقول: ومات نصر بن علي سنة خمسين.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزنيّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: مات نصر بن علي أَبُو عمرو الجهضمي- رأيته وكان لا يخضب أبيض الرأس واللحية- بالبصرة سنة خمسين ومائتين، رأيته ببغداد ولم يحدثنا.
أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس قَالَ: قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي الصيرفي: مات نصر بن علي الجهضمي في أحد الربيعين سنة خمسين ومائتين.
7256- نصر بن الأصبغ بن منصور، أَبُو الْقَاسِم البغداديّ:
سكن بَلْخ وحدث بها. عَن عَبْد الوَهَّاب بْن عطاء، وحسين بن علوان، ونحوهما.
رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق بن حَمْدَان النَّيْسَابُوري، وجماعة من الخُرَاسَانِيّين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدّقّاق، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُتُّلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن حامد البلخيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم نصر بن الأصبغ البَغْدَادِيّ، حدّثنا عبد الوهاب- يعني ابن عطاء- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِد- شيخ في حجرة سَعِيد بن أَبِي عروبة- قَالَ: لَمَّا استخلف عُمَر بن عَبْد العزيز صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قال: يا أيها النَّاس لتحسنن سرائركم يحسن الله لكم علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم، إن امرأ لَيْسَ بينه وبين آدم إِلا ميت لمعرق لَهُ في الموت، ثُمَّ بكى ونزل.
7257- نصر بن أَحْمَد بن أَبِي سورة، أَبُو اللَّيْث المَرْوَزِيّ:
سكن بَغْدَاد وحدث بها عن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المُقْرِئ. رَوَى عنه مُحَمَّد بن مَخْلَد الدُّورِيّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد بن حفص، حَدَّثَنَا أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي سورة المروزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَضَعَ لأْمَتَهُ وَدَعَا بِمَاءٍ فصبه(13/291)
عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَا بِثَوْبٍ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ. تَفَرَّدَ أَبُو حَنِيفَةَ بِرِوَايَتِهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
7258- نصر بن عبد الله بن مَرْوَان، أَبُو القاسم المؤدب:
سمع أسود بن عامر، ويونس بن مُحَمَّد، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، وَأَبَا الجواب أحوص بْن جواب، وَأَبَا النضر هاشم بن القاسم، وعبد الصمد بن النعمان، وَخالد بْن خداش. روى عنه مُوسَى بْن هارون الحافظ، ويحيى بن صاعد، ومحمّد ابن أَحْمَد بْن المؤمل الناقد وَمُحَمَّد بْن مخلد، وغيرهم.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم الرازي: سمعت منه مع أبي وهو صدوق، روى عنه أبي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طلحة الكتاني، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ المؤدّب، حدّثنا الأحوص بن جواب، حدّثنا عمار بن زريق عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الأَغَرِّ- أَبِي مُسْلِمٍ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: الْعَظَمَةُ إِزَارِي وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ» [1] .
7259- نصر بن عبد الله، أَبُو القاسم اليشكري:
حدث عن مُحَمَّد بن حسان السمتي، وسريج بن يونس، وأحمد بن الدورقي، وعبد الجبار بن عاصم. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد.
قرأت فِي كتاب ابن مخلد- بخطه- سنة سبعين ومائتين فيها مات أَبُو القاسم اليشكري- نصر بن عبد الله في جمادى الآخرة يوم الأربعاء.
7260- نَصْرُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، التَّنُوخِيُّ [2] :
مِنْ أهل مرو. قدم بغداد وحدث بها في سنة سبعين ومائتين عن آدم بن أبي إياس. روى عنه إبراهيم بن بهويه الفارسي وقد سقنا حديثه في باب إبراهيم.
__________
[1] 7258- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/422. والمستدرك 1/16، 601. وإتحاف السادة المتقين 1/295، 6/328.
[2] 7260- التنوخي: هذه النسبة إلى تنوخ، وهو اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين، وتحالفوا على التوازر والتناصر وأقاموا هناك فسموا تنوخا، والتنوخ الإقامة (الأنساب 3/90)(13/292)
7261- نصر بن الليث بن سعد، أَبُو منصور الوراق:
حدث عن يزيد بن موهب الرملي، وسليمان بن عَبْد الرَّحْمَن الدمشقي. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، وعبيد اللَّه بن عَبْد الرحمن السّكّري، وعلي بن إسحاق المادراني.
أخبرني محمّد بن طلحة الكناني، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا نصر بن الليث بن سعد الوراق- أبو منصور- حَدَّثَنَا سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد الهاشميّ- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا أبو منصور نصر بن اللّيث، حدّثنا يزيد بن موهب، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَارِقٍ وَذَكَرَهُ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ خفاف بن عوانة عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإِيمَانُ يَمَانٍ، ورجاء الإِيمَانُ فِي قَحْطَانَ، وَالْقَسْوَةُ وَالْجَفَاءُ فِيمَا وَلَدَ عَدْنَانُ، حِمْيَرُ رَأْسُ الْعَرَبِ وَنَابُهَا، وَالأَزْدُ كَاهِلُهَا وَجُمْجُمَتُهَا، وَمَذْحِجٌ هَامَتُهَا وَغَلْصَمَتُهَا، وَهَمْدَانُ غَارِبُهَا وَذَرْوَتُهَا، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الأَنْصَارَ الَّذِينَ أَقَامَ اللَّهُ بِهِمْ- يَعْنِي الدِّينَ- وَالأَنْصَارُ هُمُ الَّذِينَ آوَوْنِي وَنَصَرُونِي، وَآزَرُونِي، وَحَمَوْنِي، وَهُمْ أَصْحَابِي فِي الدُّنْيَا، وَهُمْ شِيعَتِي فِي الآخِرَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ مِنْ أُمَّتِي» [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات أَبُو منصور نصر بن الليث يوم الأربعاء لثمان عشر خلت من شعبان سنة سبعين.
7262- نصر بن داود بن منصور بن طوق، أَبُو منصور الصاغاني [2] ، ويعرف بالخلنجي:
سكن بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن الصلت الأسدي، وسليمان بن داود الهاشمي، وعفان بن مسلم، وحرمي بن حفص، وسعيد بن منصور، والعباس بن الفضل الأزرق، وشاذ بن فياض، وَمُحَمَّد بن معاوية، ويحيى بْن يُوسُف الزمي، وعبيد اللَّه بْن عمرو الآمدي، وخالد بن خداش، وأبي عبيد القاسم بن سلام. روى
__________
[1] 7261- انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/217، 5/219. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان 89، 90. وفتح الباري 13/78.
[2] 7262- الصاغاني: هذه النسبة إلى «صاغان» وهذه النسبة إلى قرية بمرو يقال «جاغان» عند بشأن، وقد يقرن ب «كزة» فيقال: «كزه وجاغان» فعرّب فقيل: «صاغان» (الأنساب 8/9) .(13/293)
عنه موسى بن إسحاق الْقَاضِي، وقاسم بن مُحَمَّد الأنباري، وعمر بن مُحَمَّد الجوهري، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر الخرائطي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وَمحمد بْن جَعْفَر المطيري. وَقَالَ ابْن أَبِي حاتم: سمعت منه ومحله الصدق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات أَبُو منصور الصاغاني- صاحب أبي عبيد- سلخ صفر سنة إحدى وسبعين. قال ابن مخلد: مات يوم الأربعاء مستهل شهر ربيع الأول. كذلك قرأت بخط ابن مخلد.
7263- نصر بن الفتح بن الشخير، أَبُو القاسم الصيرفي:
بغدادي ذكره أَبُو أَحْمَد الحافظ النيسابوري في كتاب «الأسماء والكنى» . وقال:
سمع أبا موسى الزمن.
وأَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع. أن نصر بن الفتح البزاز مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
7264- نصر بن الحكم بن حامد، أَبُو سهل الأحول [1] المروزي:
قدم بغداد وحدث بها عن العلاء بن عمران، وعلي بن حجر، وحصن بن عبد الحليم، وَمُحَمَّد بن بسام المراوزة. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد. وأَبُو الْقَاسِم الطبراني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَرْوَزِيُّ- بِبَغْدَادَ سَنَةَ سبع وثلاثين ومائتين- حدّثنا محمّد بن بسام المروزيّ، حدّثنا عبد الله بن جعفر المدينيّ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْقَارِئُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ» [2] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ نَافِعٍ إِلا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ محمّد الخلّال، حدّثنا محمّد بن بكران بن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ نَصْرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ حامد الأحول المروزيّ، حدّثنا أبو قدامة- حصن بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ الْمَرْوَزِيُّ.
__________
[1] 7264- الأحول: هذا من الحول في العين (الأنساب 1/149) .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/89، 4/44، 7/99، 8/97، 181، 9/129.
وصحيح مسلم، كتاب الحج 462، 465.(13/294)
وأخبرنا الحسن بن أحمد بن شاذان، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي عثمان النّيسابوريّ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمرو بن بسطام، حدّثنا حصن بن عبد الحليم أبو قدامة الضّبّيّ، حدّثنا يحيى بن أبي الحجّاج، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ يَسْتَلِمُ بِمِحْجَنِهِ الرُّكْنَ، ثُمَّ يَعْطِفُ طَرَفَ الْمِحْجَنِ فَيُقَبِّلُهُ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ سَبْعِهِ.
هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الْخَلالِ.
وَزَادَ ابْنُ شَاذَانَ: ثُمَّ أَنَاخَهَا عِنْدَ الْمَقَامِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَابِ الصَّفَا، قَالَ وَأَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أَمِّ مَكْتُومٍ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، فَجَعَلَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:
يَا حَبَّذَا مَكَّةُ مِنْ وَادِي ... بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي
بِهَا أَمْشِي بِلا هَادِي ... بِهَا تَرْسَخُ أَوْتَادِي
قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكٌ مِنْ قَوْلِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ سَبْعِهِ.
7265- نصر بن أَحْمَد بن نصر بن عبد العزيز، أَبُو مُحَمَّد الكندي الحافظ المعروف بنصرك [1] :
كان أحد أئمة أهل الحديث وسمع عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن بكّار ابن الريان، وعبد الأعلى بن حماد، والربيع بن ثعلب، ووهب بن بقية، وعبد الله بن الصباح العطار، وَمُحَمَّد بن حميد الرازي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن أبي سريج، ومحمّد بن بشار، وأبا موسى بن مُحَمَّد بن المثنى، ونصر بن علي، وعمرو بن علي، وَمُحَمَّد بن يزيد الأسفاطي، وخلاد بن أسلم، وَمُحَمَّد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن حفص السلمي، وخلقا يتسع ذكرهم من طبقتهم.
وكان خالد بن أَحْمَد الذهلي أمير بخارى قد حمله إليه فأقام عنده وصنف له المسند وحدث هنالك، فوقع حديثه إلى البخاريين.
وروى عنه منهم خلف بن مُحَمَّد الخيام وغيره. روى عنه من أهل العراق أَبُو العباس بن عقدة الحافظ، فلا أدري أسمع منه ببغداد أم بالكوفة؟
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي بن التوزي قال: قرأت عَلَى أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج عَن أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ قَالَ: توفي أَبُو مُحَمَّد نصر بن أَحْمَد بن نصر الكندي البغدادي الحافظ ببخارى سنة ثلاث وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب.
__________
[1] 7265- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/47.(13/295)
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت خلف بن مُحَمَّد البخاري يقول: مات نصرك الحافظ البغدادي ببخارى في رجب سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
أخبرني أبو الوليد البلخيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- قال: حَدَّثَنِي عُمَر بن مُحَمَّد بن حفص بن عُمَر بن الخطاب، وأبو مُحَمَّد أَحْمَد بن مُحَمَّد المحمودي قالا: سمعت الحسين بن إِسْمَاعِيل بن سليمان يقول:
سمعت أبا مُحَمَّد نصر بن أَحْمَد الكندي يقول: ولدت في سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
ومات ليلة الأربعاء وهي ليلة سبع وعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
7266- نصر بن عمار، البغدادي:
حدث عَنْ عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن إشكاب. رَوَى عَنْهُ أَبُو جعفر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن سلامة الطحاوي.
7267- نصر بن جعفر بن مُحَمَّد، أَبُو القاسم الفقيه السمرقندي:
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بِهَا عَن عَبْد الصمد بن الفضل، وَمُحَمَّد بن منصور البلخيين. روى عنه أَبُو العباس عبد اللَّه بْن موسى الهاشمي، ومحمد بْن المظفر.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمّد السّمرقنديّ الفقيه، حدّثنا عبد الصّمد بن الفضل، حدّثنا علي بن إبراهيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ غَزْوَةً مَا رَأَيْتُهُ تَارِكًا رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ.
7268- نصر بن القاسم بن نصر بن زيد، أَبُو الليث الفرائضي [1] :
سمع عبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري، وأبا همام الوليد بن شجاع، وعبد الأعلى بْن حماد، وأبا بَكْر بْن أَبِي شيبة، وسريج بْن يونس. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، وعمر بن مُحَمَّد بن سبنك، وَأَبُو الْفَضْل الزُّهْرِيّ، وَأَبُو حَفْص بْن شاهين، وغيرهم. وكان ثقة مأمونا.
__________
[1] 7268- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/259.(13/296)
أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يوسف بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق ابن البهلول التنوخي، أَخْبَرَنَا أَبُو الليث نصر بن القاسم بن نصر- وكان فرائضها كبير المنزلة في العلم بها، وكان فقيها عَلَى مذهب أَبِي حنيفة، وكان مقرئا جليلا على قراءة أبي عمرو، وقرأ على ابن غالب وقرأ ابن غالب على شجاع بن أبي نصر وقرأ شجاع على أبي عمرو بن العلاء، وكان أَبُو الليث حائكا في قديم أيامه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصيرفي قال: قال لنا أحمد بن مُحَمَّد بن عمران: مات أَبُو الليث الفرائضي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
كذا قال وهو وهم والصواب ما:
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شاذان: مات أَبُو الليث الفرائضي سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
وأَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه قال: مات أَبُو الليث الفرائضي يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
7269- نصر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نصر بْن بحير بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بْن أسامة، الذهلي:
حدث عَن هارون بْن إِسْحَاق الهمداني، وأبي السكين زكريا بن يحيى الطائي الكوفيين، وَمُحَمَّد بن عبد الملك بن زنجويه. روى عنه ابن أخيه أَبُو الطاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الْقَاضِي.
7270- نصر بن ببرويه بن جوانويه- وهو: نصر بن أبي نصر، أَبُو القاسم الشيرازي [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ المعروف بشاذان الفارسي وإسماعيل بن أبي الحارث، والحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، وأبو بكر بْن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، وعمر ابن إبراهيم الكتاني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ بَبْرُوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدّثنا أبو داود، حدّثنا
__________
[1] 7270- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/24.(13/297)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِبًا يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ- رَاكِبًا- غَيْرَ أَبِي دَاوُدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ.
قُلْتُ: وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى ذَلِكَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ سِوَى شَاذَانَ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ.
مَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بالرطب.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن الدارقطني قال: نصر بن ببرويه الشيرازي أَبُو القاسم ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال: أَبُو القاسم الشيرازي شيخ صدوق كتبنا عنه مات قديما قبل العشرين وثلاثمائة.
ذكر غير الدارقطني أنه مات فِي جمادى الأولى من سنة عشرين وثلاثمائة.
7271-[1] نصر بن أَحْمَد، أَبُو القاسم البصري المعروف بالخبزأرزي [2] الشاعر:
نزل بغداد وأقام بها دهرا طويلا. وقرئ عليه ديوانه، روى عنه مقطعات من شعره المعافى بن زكريا الجريري، وأحمد بن مَنْصُور النوشري، وأبو الحسن بن الجندي وأحمد بن مُحَمَّد بن العباس الأخباري، وغيرهم. وذكر النوشري أنه سمع منه ببغداد باب خراسان في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري- بالنهروان- قال: أنشدنا نصر بن أَحْمَد الخبزأرزي لنفسه:
بأبي أنت من ملول ألوف ... رضتني بالأمان والتخويف
حار عقلي في حكمك الجائر العد ... ل وفي خلقك الجليل اللطيف
أنت بالخصر والمؤزر تحكي ... قوة الشوق بالفؤاد الضعيف
ليس عن خبرة وصفتك لكن ... حركات دلت على الموصوف
لك وجه كأنه البدر في الت ... م عليه تطرق من كسوف
__________
[1] 7271- انظر: الأنساب، للسمعاني 5/40- 42. والنجوم الزاهرة 3/276. وشذرات الذهب 2/276. واللباب 1/343. ويتيمة الدهر 2/132. وإرشاد الأريب 7/206. والأعلام 8/21.
[2] الخبز ارزيّ: هذه النسبة إلى خبز الأرز، وخبزها وبيعها (الأنساب 5/40) .(13/298)
وأخبرنا ابن مخلد، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا نصر بن أَحْمَد الخبزأرزي:
كم شهوة مستقرة فرحا ... قد انجلت عن حلول آفات
وكم جهول تراه مشتريا ... سرور وقت بغم أوقات
كم شهوات سلبن صاحبها ... ثوب الديانات والمروءات
أنشدنا التنوخي قال: أنشدنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن العباس الأخباري قال: أنشدنا نصر بن أَحْمَد الخباز البصري لنفسه:
ما جفاني من كان لي أنسا ... أنست شوقا ببعض أسبابه
كمثل يَعْقُوب بعد يوسف إذ ح ... ن إلى شم بعض أثوابه
دخلت باب الهوى ولي بصر ... وفي خروجي عميت عن بابه
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ، وعلي بْن أَبِي علي البصري قالا: أنشدنا أَحْمَد بن منصور الوراق قال: أنشدنا نصر الخبزأرزي لنفسه:
لسان الفتى خنق الفتى حين يجهل ... وكل امرئ ما بين فكيه مقتل
إذا ما لسان المرء أكثر هزره ... فذاك لسان بالبلاء موكل
وكم فاتح أبواب شر لنفسه ... إذا لم يكن قفل على فيه مقفل
كذا من رمى يوما شرارات لفظه ... تلقته نيران الجوابات تشعل
ومن لم يقيد لفظه متجملا ... سيطلق فيه كل ما ليس يجمل
ومن لم يكن في فيه ماء صيانة ... فمن وجهه غصن المهابة يذبل
فلا تحسبن الفضل في الحلم وحده ... بل الجهل في بعض الأحايين أفضل
ومن ينتصر ممن بغى، فهو ما بغى ... وشر المسيئين الذي هو أول
وقد أوجب الله القصاص بعدله ... ولله حكم في العقوبات منزل
فإن كان قول قد أصاب مقاتلا ... فإن جواب القول أدهى وأقتل
وقد قيل في حفظ اللسان وخزنه ... مسائل من كل الفضائل أكمل
ومن لم تقربه سلامة غيبه ... فقربانه في الوجه لا يتقبل
ومن يتخذ سوء التخلف عادة ... فليس لديه في عتاب معول
ومن كثرت منه الوقيعة طالبا ... بها غرة فهو المهين المذلل
وعدل مكافاة المُسِيء بفعله ... فماذا على من في القضية يعدل؟
ولا فضل في الحسنى إلى من يحسها ... بلى عند من يزكو لديه التفضل(13/299)
ومن جعل التعريض محصول مزحه ... فذاك على المقت المصرح يحصل
ومن آمن الآفات عجبا برأيه ... أحاطت به الآفات من حيث يجهل
أعلمكم ما علمتني تجاربي ... وقد قال قبلي قائل متمثل
إذا قلت قولا كنت رهن جوابه ... فحاذر جواب السوء إن كنت تعقل
إذا شئت أن تحيا سعيدا مسلما ... فدبر وميز ما تقول وتفعل
حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عبد العزيز العكبري- لفظا- قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّد المالكي النّضري- بعكبرا- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأكفاني البصري قال: خرجت مع عمي أبي عبد الله الأكفاني الشاعر وأبي الحسين بن لنكك، وأبي عبد الله المفجع، وأبي الحسن السياك في بطالة عيد، وأنا يومئذ صبي أصحبهم، فمشوا حتى انتهوا إلى نصر بن أَحْمَد الخبزأرزي وهو جالس يخبز على طابقه، فجلست الجماعة عنده يهنون بالعيد ويتعرفون خبره، وهو يوقد السعف تحت الطابق، فزاد في الوقود فدخنهم فنهضت الجماعة عند تزايد الدخان. فقال نصر بن أَحْمَد لأبي الحسين بن لنكك: متى أراك يا أبا الحسين؟ فقال له أَبُو الحسين، إذا اتسخت ثيابي، وكانت ثيابه يومئذ جددا على أنقى ما يكون من البياض للتجمل بها في العيد، فمشينا في سكة بني سمرة حتى انتهينا إلى دار أبي أَحْمَد بن المثنى، فجلس أَبُو الحسين بن لنكك وقال: يا أصحابنا إن نصرا لا يخلي هذا المجلس الذي مضى لنا معه من شيء يقوله فيه، ونحب أن نبدأه قبل أن يبدأ بنا، واستدعى دواة وكتب:
لنصر في فؤادي فرط حب ... أنيف به على كل الصحاب
أتيناه فبخرنا بخورا ... من السعف المدخن للثياب
فقمت مبادرا وظننت نصرا ... أراد بذاك طردي أو ذهابي
فقال متى أراك أبا حسين ... فقلت له إذا اتسخت ثيابي
فأنفذ الأبيات إلى نصر، فأملى جوابها فقرأناه، فإذا هو قد أجاب:
منحت أبا الحسين صميم ودي ... فداعبني بألفاظ عذاب
أتى وثيابه كقتير شيب ... فعدن له كريعان الشباب
ظننت جلوسه عندي كعرس ... فجئت له بتمسيك الثياب
فقلت متى أراك أبا حسين ... فجاوبني إذا اتسخت ثيابي
فإن كان التعزز فيه فخر ... فلم يكنى الوصي أبا تراب(13/300)
7272- نصر بن مُحَمَّد بن عبد العزيز بن سيرزاد، أَبُو القاسم الدلال المعروف بالباقرحي [1] :
حدث عَنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصباح الزعفراني، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وعلي بْن أَحْمَد بن إبراهيم السواق. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وَالقاضي أَبُو الحسن الجراحي، وأحمد بن مُحَمَّد بن عمران الجندي، وَأحمد بْن الْفَرَج بْن الحجاج، وَأبو الْقَاسِم بن الثلاج.
وذكر ابْن الثلاج فِيما قرأت بخطه أنه مات في رجب من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
7273- نصر بن أَحْمَد، الخطاب:
حدث عن علي بن يَعْقُوب بن عمرو الرقي. روى عنه الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع النيسابوري وذكر أنه سمع منه ببغداد.
7274- نصر بن أَحْمَد بن سهل بن أزهر، أَبُو القاسم:
ذكر ابن الثّلّاج أنه حدث عن عبيد الله بن جعفر بن أعين. وقال: توفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
7275- نصر بن أَحْمَد بن مسعود بن عصمة، أَبُو الحسن الشاشي [2] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنِ الْحَسَن بْن صاحب بن حميد الشاشي. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر.
7276- نصر بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن خالد، أَبُو الحسين- ويقال: أَبُو الحسن- المعدل، المعروف بابن هرمزينا:
من أهل النهروان قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ أَبِي الْقَاسِم البغوي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. والعباس بن العباس بن المغيرة الجوهري، وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب، وعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الدَّقَّاقُ، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن العلاء الجوزجاني، وَالْقَاضِي أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري. حدّثنا عنه
__________
[1] 7272- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/50.
[2] 7275- الشاشي: هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها «الشاش» وهي من ثغور الترك (الأنساب 7/244) .(13/301)
القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو علي بن دوما النعالي. وذكرا لي أنهما سمعا منه بالنهروان. وحَدَّثَنَا عنه أَبُو القاسم الأَزْهَرِيّ وَقَالَ لِي: سمعت منه بِبَغْدَادَ فِي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمّد بن خالد الشّاهد النهرواني- ببغداد- حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن ميمون عن مطر بن سام قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ضرب الدف، ولعب الصنج، وصوت الرماة.
كَنَّاهُ لِي الأَزْهَرِيُّ أَبَا الْحُسَيْنِ، وَكَنَّاهُ لِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ وَابْنُ دُومَا أَبَا الْحَسَنِ.
7277- نصر بن غالب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يَعْقُوب، أَبُو الفتح البزاز:
من أهل باب الطاق. حدث عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وبشران بن مُحَمَّد القزاز. حَدَّثَنَا عنه العتيقي، وأحمد بن علي بن التوزي.
وقال لنا العتيقي: توفي أَبُو الفتح نصر بن غالب البزاز في ذي الحجة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قال: وكان ثقة ينزل في الجانب الشرقي.
قال مُحَمَّد بن أبي الفوارس: توفي يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجة.
7278- نصر بن مُحَمَّد، أَبُو الليث البخاري الزاهد:
قدم بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل النّيسابوريّ. حدّثنا عنه علي ابن أَحْمَد الرزاز بحكاية نذكرها في أخبار أبي حنيفة إن شاء الله.
7279- نصر بن مُحَمَّد بن هابيل، البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسن الْقَاضِي- شيخ يروي عن عبد الله بن محمود المروزي- حَدَّثَنَا عنه الحسن بن مُحَمَّد الخلال.
7280- نصر بن علي بن نصر، أَبُو أَحْمَد الطحان [1] المعروف بابن علالة:
سمع أَحْمَد بن سلمان النجاد. كتبنا عنه، وكان ثقة يسكن النّصرية ناحية باب الشام.
__________
[1] 7280- الطحان: صاحب الرحى والذي يطحن الحب (الأنساب 8/214)(13/302)
أخبرنا نصر بن علي بن علالة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، حدّثنا الحسن بن مكرم، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالا: أَخْبَرَنَا سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَهَا أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» [1] .
مات ابن علالة في يوم الثلاثاء التاسع عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد.
7281- نصر الله بن أَحْمَد بن القاسم بن سيما، أَبُو الحسن المعروف بابن السندي البيع:
من أهل باب الأزج. حدث عن أبي القاسم بن سبنك. كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللَّهِ بْنُ أحمد، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّاهِدُ، حدّثنا محمّد ابن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا علي بن عبد الله المدينيّ، حدّثنا ملازم بن عمرو اليمامي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ الْحَنَفِيُّ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ عِنْدَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَقَانِي وَمَسَحَهَا. مات نصر الله في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
ذكر من اسمه نعيم
7282- نعيم بن حكيم، المدائني [2] :
سمع قيسا، وأبا مريم. روى عنه أبو عواد ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وشبابة بن سوار، وعبد الله بن داود الخريبي، وغيرهم.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 6. وسنن ابن ماجة 296. ومسند أحمد 4/369، 373. والمستدرك 1/187. والأحاديث الصحيحة 1070.
[2] 7282- انظر: تهذيب الكمال 6450 (29/464) . وطبقات ابن سعد 7/320. وتاريخ الدوري 2/698. وطبقات خليفة 325. وعلل أحمد 2/258. وعلل ابن المديني 67، 68. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2321. وثقات العجلي، الورقة 54. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/269. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2118. وثقات ابن حبان 9/218. والكاشف 3/الترجمة 5953. وديوان الضعفاء، الترجمة 4395. والمغني 2/الترجمة 6657. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 102. وتاريخ الإسلام 6/142. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9101.
ونهاية السول، الورقة 401. وتهذيب التهذيب 10/457- 458. والتقريب 2/305.
وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7537.(13/303)
حدّثنا أبو نعيم الحافظ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ عَنِ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: انْطَلَقَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الأَصْنَامِ فَقَالَ: «اجْلِسْ» فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ: «انْهَضْ بِي إِلَى الصَّنَمِ» فَنَهَضْتُ بِهِ فَلَمَّا رَأَى ضَعْفِي تَحْتَهُ قَالَ: «اجْلِسْ» فَجَلَسْتُ وَأَنْزَلْتُهُ عَنِّي، وَجَلَسَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عَلِيُّ اصْعَدْ عَلَى مَنْكِبِي» فَصَعِدْتُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ نَهَضَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا نَهَضَ بِي خُيِّلَ لِي أَنِّي لَوْ شِئْتُ نِلْتُ السَّمَاءَ، وَصَعِدْتُ عَلَى الْكَعْبَةِ، وَتَنَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَيْتُ صَنَمَهُمُ الأَكْبَرَ- صَنَمَ قُرَيْشٍ- وَكَانَ مِنْ نُحَاسٍ مُوتَدًا بِأَوْتَادٍ مِنْ حَدِيدٍ إِلَى الأَرْضِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَالِجْهُ» فَعَالَجْتُهُ فَمَا زِلْتُ أُعَالِجُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِيهٍ، إِيهٍ، إِيهٍ» فَلَمْ أَزَلْ أُعَالِجُهُ حَتَّى اسْتَمْكَنْتُ منه فقال: «دقه» فدققته وكسرته، وَنَزَلْتُ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ:
قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر- قَالَ: قَالَ علي بْن عَبْد اللَّه المديني:
قد روى عن نعيم- يعني ابن حكيم- يحيى بن سعيد القطان، وأبو عوانة، ومحمّد ابن بشر العبدي، وعبيد الله بن موسى.
أنبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا:
نعيم بن حكيم، وعبد الملك بن حكيم أخوين جميعا حدث عنهما شبابة، وكان نعيم أثبتهما وأكبرهما.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يحيى بن معين عن نعيم بن حكيم الذي يروي عنه عبيد الله بْن مُوسَى فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: نعيم بن حكيم ثقة من أهل المدائن.(13/304)
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
نعيم بن حكيم صدوق لا بأس به.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود: سمع يحيى القطان من نعيم بن حكيم؟ قال: نعم. قلت: سنة كم مات نعيم بن حكيم؟ فقال: سنة ثمان وأربعين- يعني ومائة-.
7283- نعيم بن ميسرة، أَبُو عمرو النحوي الكوفي [1] :
سكن الري، وحدث بها عن أبي إسحاق الهمداني، وعبد العزيز بن عُمَر. روى عنه يحيى بن يحيى النيسابوري، ومحمد بن حميد الرازي. ذكر ذلك محمد بن إسماعيل البخاري.
وبلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن نعيم بن ميسرة فقال: رازي ليس به بأس. قلت: كنت أظنه كوفيا انتقل إلى الري؟ قال: لا هو من أهل الري وَمُحَمَّد بن حميد راوية عنه. ثم قال يحيى: قدم نعيم بن ميسرة هاهنا بغداد وكتبوا عنه.
قلت: وحدث أيضا عن قيس بن مسلم الجدلي، والوليد بن العيزار، وعطاء بن السائب. وروى عنه جرير بن عبد الحميد، ويحيى بن الضريس، وإسحاق بن سليمان الرازي، ويحيى بن أبي بكر، والحسين بن إبراهيم المعروف بإشكاب، أبو الربيع الزهراني، وعبيد الله بن إدريس النرسي، وحماد بن زاذان العطار.
أَخْبَرَنِي مكي بْن علي بْن عَبْد الرزاق الجريري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ، حدّثنا الحسين بن عنبر الوشاء، حدّثنا أبو الرّبيع الزهراني، حَدَّثَنَا نعيم بن ميسرة عن عطاء بن السائب أن أبا عَبْد الرَّحْمَن كان يقرأ: فقدرنا نعم القادرون [المرسلات 23] بثقل الدال.
__________
[1] 7283- انظر: تهذيب الكمال 6460 (29/493) . وطبقات خليفة 324. وعلل أحمد 1/351.
وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2323. وتاريخه الصغير 2/208. والكنى لمسلم، الورقة 75. والمعرفة ليعقوب 1/235، و 2/818. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2116. وثقات ابن حبان 7/536. والكامل في التاريخ 6/134. والكاشف 3/الترجمة 5963. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 103. وتاريخ الإسلام، الورقة 22 (آيا صوفيا 3006) ونهاية السول، الورقة 402. وتهذيب التهذيب 10/466- 467. والتقريب 2/306. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7547.(13/305)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حدّثنا عيّاش بن محمّد، حَدَّثَنَا عبيد الله- صاحب النرسي- قَالَ:
حَدَّثَنَا نعيم بن ميسرة أنه كان يقرأ: وَأَنَّهُ أهلك عادا اللولى [1] وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حَدَّثَنَا ابن حميد قال: سمعت نعيم بن ميسرة يقول: ربما خاصمت إلى محارب بن دثار يقول إنه كثيرا. وقال روى عن قيس بن مسلم الجدلي.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد، حَدَّثَنَا عباس قال: سمعت يحيى يقول: نعيم بن ميسرة رازي، وقد روى عنه جرير، وإسحاق الرازي، ويحيى بن ضريس. وروى عنه إشكاب وينبغي أن يكون إشكاب سمع منه ها هنا ببغداد.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: الرازيون لا بأس بهم، حكام بن سلم، والخليل بن زرارة، ونعيم بن ميسرة، وسلمة بن الفضل الأبرش قاضيهم.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمّد بن عديّ- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سمعت أبا داود يقول: نعيم بن ميسرة ليس به بأس.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: قال أَبُو أَحْمَد بن فارس:
قَالَ البخاري: قَالَ قتيبة بن سعيد: مات نعيم بن ميسرة النحوي بمدينة الري ونحن عند جرير بن عبد الحميد سنة أربع وسبعين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بن حميد: ومات نعيم بن ميسرة سنة خمس وسبعين.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت ابن حميد يقول: مات نعيم بن ميسرة سنة خمس- أو ست- وسبعين ومائة.
7284- نعيم بن الهيصم، أَبُو مُحَمَّد الهروي [2] :
سكن بغداد وحدث بها عن فرج بن فضالة، وأبي عوانة، وجعفر بن سليمان،
__________
[1] يعني بتسهيل همزة الأولى. [النجم 50، 51] .
[2] 7284- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/143.(13/306)
وبشر بن المفضل، وبشر بن الحارث. روى عنه حاتم بن الليث الجوهري، وأبو إبراهيم أَحْمَد بن سعد الزهري، وموسى بن هارون، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد ابن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بْن الْحُسَيْن- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: سألت يحيى بن معين عن نعيم بن هيصم فقال: رجل صدوق، وهو من العرب.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ أَبُو الحسن الدارقطني: نعيم بن هيصم ثقة.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات نعيم بن الهيصم في شوال سنة ثمان وعشرين- يعني ومائتين- وقد كتبت عنه.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا الجوهريّ وأبو بكر قالا: نعيم بن الهيصم الخراساني من الأبناء، يكنى أبا مُحَمَّد مات ببغداد في شوال سنة ثمان وعشرين.
قلت: ذكر موسى بْن هارون أنه مات لسبع مضين من شوال [1] .
7285- نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك، أَبُو عبد الله الخزاعي الأعور الفارض المروزي [2] :
سمع من إبراهيم بن طهمان حديثا واحدا، وسمع الكثير من إِبْرَاهِيم بْن سعد، وسفيان بْن عُيَيْنَةَ، وأبي حمزة السكري، وعيسى بن عبيد، وعَبْد اللَّهِ بْن المبارك، والفضل بن مُوسَى السيناني. روى عنه يحيى بن معين، وأحمد بن منصور
__________
[1] ابتداء من هنا أول المجلد العاشر من نسخة الصيمصاطية بدار الكتب المصرية تحت رقم 60.
[2] 7285- انظر: تهذيب الكمال 6451 (29/466- 481) . وطبقات ابن سعد 7/519. وسؤالات ابن الجنيد لابن معين، الترجمة 564. وابن طالوت، الورقة 1. وعلل أحمد 1/220.
و2/223، 331. والكنى لمسلم، الورقة 65. وثقات العجلي، الورقة 54. والمعرفة ليعقوب 1/448، 502، و 2/93، 411، 421، 783، 785، 786، 791. وضعفاء النسائي، الترجمة 589. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2125. وثقات ابن حبان 9/219. والكامل لابن عدي 3/الورقة 170. والسابق واللاحق 298. ورجال البخاري للباجي 2/779. والجمع-(13/307)
الرمادي، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاق الصاغاني، وعلي بن داود القنطري، وعبيد بن شريك البزّاز، وأبو إِسْمَاعِيل الترمذي، وجماعة آخرهم حمزة بن مُحَمَّد بن عيسى الكاتب.
وكان نعيم قد سكن مصر ولم يزل مقيما بها حتى أشخص للمحنة في القرآن إلى سر من رأى في أيام المعتصم، فسئل عن القرآن فأبَى أن يجيبهم إلى القول بخلقه، فسجن ولم يزل في السجن إلى أن مات، وفي السجن سمع منه حمزة بن مُحَمَّد الكاتب.
وذكره الدارقطني فقال: إمام في السنة كثير الوهم.
حدثت عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عُثْمَان بْن يَحْيَى الدقاق قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن يُوسُف الصيرفي، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ:
سمعت أبا عَبْد الله يقول: جاءنا نعيم بن حماد ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات فقال: جمعتم حديث رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فعنينا بها منذ يومئذ.
قلت: ويقال إن أول من جمع المسند وصنفه، نعيم بن حماد.
أَخْبَرَنَا عبد الله بن يحيى السّكّري، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم المؤدّب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل- وذكر حديثا لشعبة عن أبي عصمة- قال أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: سألت أبي من أَبُو عصمة هذا؟ قال: رجل روى عنه شعبة وليس هو أَبُو عصمة صاحب نعيم بن حماد، وكان أَبُو عصمة صاحب نعيم خراسانيا، وكان نعيم كاتبا لأبي عصمة، وكان أَبُو عصمة شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء، ومنه تعلم نعيم بن حماد، قال أبي: وكنا نسميه نعيما الفارض، وكان من أعلم الناس بالفرائض.
أنبأنا محمد بن جعفر بن علان، أخبرنا مخلد بن جعفر، حدّثنا محمّد بن جرير
__________
- لابن القيسراني 2/534. والمعجم المشتمل، الترجمة 1088. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 165. وسير أعلام النبلاء 10/595. وتذكرة الحافظ 2/418. والكاشف 3/الترجمة 5954. وديوان الضعفاء، الترجمة 4396. والمغني 2/الترجمة 6658. والعبر 1/405.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 102. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 31. وتاريخ الإسلام، الورقة 230 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9102. والكشف الحثيث، الترجمة 808. ونهاية السول، الورقة 401. وتهذيب التهذيب 10/458- 463. والتقريب 2/305. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7538. والمنتظم، لابن الجوزي 11/149.(13/308)
الطبري قال: سمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: أنا كنت جهميا، فلذلك عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل.
كَتَبَ إلىّ عبد الرّحمن بن عمر الدِّمَشْقِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَرَ الْبَجَلِيَّ أَخْبَرَهُمْ.
وأخبرنا البرقاني- قراءة- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ النصيبي، حدّثنا أبو الميمون البجلي- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْرِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حدّثنا نعيم بن حمّاد بن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عن أبيه عن عوف بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ، وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ» [1] فَرَدَهُ وَقَالَ هَذَا حَدِيثُ صفوان بن عمرو، وحَدِيثُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ فِي حَدِيثِ نُعَيْمٍ هَذَا، وَسَأَلْتُهُ عَنْ صِحَّتِهِ فَأَنْكَرَهُ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يُؤْتَى؟ قَالَ شُبِّهَ لَهُ.
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ قال: هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بْن موسى بْن أبي مُحَمَّد بْن المتوكل على الله، فقرأت فيه. حدثني محمد بن دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن نُعَيْمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي حَدِيثَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي» قَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، قُلْتُ: فَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؟ قَالَ:
نُعْيَمٌ ثِقَةٌ، قُلْتُ: كَيْفَ يُحَدِّثُ ثِقَةٌ بِبَاطِلٍ؟! قَالَ: شُبِّهَ لَهُ.
قال: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ الفوي- بالبصرة- حدّثنا الحسن بن محمّد بن عثمان النسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ، وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ» وَافَقَ نُعَيْمًا عَلَى رِوَايَتِهِ هَكَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَدَثَانِيُّ. وَقِيلَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ كُلُّهِمْ عن عيسى.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(13/309)
أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ علي بن أحمد الرّزّاز، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد- إملاء- حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا عيسى بن يونس، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيَسْتَحِلُّونَ الْحَرَامَ، وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ» .
وَأَمَّا حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ: فَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمِصْرِيُّ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، حدّثنا أبو الحسن موسى ابن عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ- بِدَيْرِ الْعَاقُولِ- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَطَّانُ قَالَ: قَالَ لِي سُوَيْدٌ: ارْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِّي عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَيُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» .
أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ- إِجَازَةً- وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِرْمَانِيُّ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قال: سمعت جعفر الْفِرْيَابِيُّ يَقُولُ: أَفَادَنِي أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ- فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ، بِحَضْرَةِ أَبِي زُرْعَةَ، وَجَمْعٍ كَثِيرٍ مِنْ رُؤَسَاءِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ حِينَ أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى سُوَيْدٍ وَقَالَ لِي: وَقِّفْهُ، وَثَبِّتْ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ- هَلْ سَمِعَ عِيسَى بْنَ يُونُسَ؟ فَقَدِمْتُ عَلَى سُوَيْدٍ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ:
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ حريز بن عثمان عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عن أبيه عن عوف بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِضْعًا وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، شَرُّهَا فِرْقَةً قَوْمٌ يَقِيسُونَ الرَّأْيَ يَسْتَحِلُّونَ بِهِ الْحَرَامَ، وَيُحَرِّمُونَ بِهِ الْحَلالَ» .
قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: وَقَّفْتُ سُوَيْدًا عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي وَدَارَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلامٌ كَثِيرٌ. قال ابن عدي: وهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد رواه عن عيسى بن يونس فتكلم الناس فيه بجرّاه. ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له الحكم بن المبارك يكنى أبا صالح يقال له الخواشتي ويقال إنه لا بأس به، ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث، منهم عبد الوهاب بن الضحاك، والنضر بن طاهر، وثالثهم سويد الأنباري.(13/310)
وَأَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ: فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن همام، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عبد الكبير الجشمي- بالحدث- حَدَّثَنَا جَدِّي لأُمِّي أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ دهقان القاضي الحدثي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ السَّبِيعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً شَرُّ فِرْقَةً مِنْهَا قَوْمٌ يَقِيسُونَ الدِّينَ بِالرَّأْيِ، فَيُحِلُّونَ بِهِ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ بِهِ الحلال» .
قلت: وقد وقع إلينا حديث ابن الضَّحَّاكِ.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الحدثي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ- إملاء- حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدّثنا عبد الوهاب بن الضحاك الفرضي، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْتَرَقَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وأَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُخْطِئُونَ فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ» .
وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْمَنْبِجِيِّ جَمِيعًا عَنْ عِيسَى.
أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ: فَأَنْبَأَنَاهُ أَبُو سَعْدٍ الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أخبرنا عيسى بن أحمد العدني، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن وهب، حدّثنا عمي، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ وَيَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ» .
كَذَا قَالَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، لا عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ وَسَاقَهُ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْمَنْبِجِيِّ: فَأَخْبَرَنَاهُ يُوسُفُ بن رباح البصريّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الأُذُنِيُّ- بِمِصْرَ- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ- بِأَنْطَاكِيَّةَ- حدّثنا محمّد بن سلام، حدّثنا عيسى بن يونس، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:(13/311)
«تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْتَاسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ، وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ» .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الصُّورِيُّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ- وَذَكَرَ حَدِيثَ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً»
مِنْ حَدِيثِ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ وَمِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمِّهِ، وَمِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْمَنْبِجِيِّ جَمِيعًا عَنْ عِيسَى- فَقَالَ: كُلُّ مَنْ حَدَّثَ بِهِ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ غَيْرَ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ فَإِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ نُعَيْمٍ، وَبِهَذَا الْحَدِيثِ سَقَطَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، إِلا أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ لَمْ يَكُنْ يَنْسِبُهُ إِلَى الْكَذِبِ، بَلْ كَانَ يَنْسِبُهُ إِلَى الْوَهْمِ، فأما حديث ابن وهب فبليته من ابن أخيه، لا منه، لأن الله قد رفعه عن ادعاء مثل هذا. ولأن حمزة بن مُحَمَّد حَدَّثَنِي عن عليك الرازي أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق من قنادق ابن وهب لما أخرجه إليه بحشل بن أخي ابن وهب، وأما مُحَمَّد بن سلام فليس بحجة.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عبد الخالق بن منصور قال: ورأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث.
قلت: وأنا أذكر حديث أم الطفيل ليعرف.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل- هو الترمذي- حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا ابن وهب، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ- امْرَأَةِ أُبَيٍّ- أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ تَعَالَى فِي الْمَنَامِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ شَابًّا مُوفَرًا رِجْلاهُ فِي خُفٍّ عَلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى وَجْهِهِ فراش من ذهب.
حدثني الصوري، حَدَّثَنِي عبد الغني بن سعيد الحافظ- وأَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم بن سعيد النحوي- جميعا بمصر قالا: حدّثنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن مُحَمَّد الرعيني(13/312)
قَالَ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن الحداد يَقُولُ: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَن النسوي يَقُولُ: ومن مَرْوَان بن عثمان حتى يصدق عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الفقيه الحافظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قال:
حديث شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: كان مُحَمَّد بن جبير بن مطعم يحدث عَنْ مُعَاوِيَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأمراء، والزهري إذا قال كان فلان يحدث فليس هو سماع.
وقد روى هذا الحديث نعيم بن حماد عن ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّد بن جبير عَنْ مُعَاوِيَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، وليس لهذا الحديث أصل ولا يعرف من حديث ابن المبارك ولا أدري من أين جاء به نعيم، وكان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها.
وسمعت يحيى بن معين سئل عنه فقال: ليس في الحديث بشيء، ولكنه كان صاحب سنة.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمد بن سلم الختلي، حدّثنا عمر بن فيروز التوزي، حدّثنا نعيم ابن حمّاد المروزيّ، حدّثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا معمر، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَهَا رَجَلٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ لا يُنَاوِئُهُمْ فِيهِ أَحَدٌ إِلا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وجهه» [1] .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: نعيم بن حماد ضعيف مروزي.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يوسف القطان النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي- بمصر- أنبأنا عبد الكريم بن أَحْمَد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أَبُو عبد الله نعيم بن حمّاد- مروي سكن مصر- ليس بثقة.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي،
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 19/338.(13/313)
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وسئل عن نعيم بن حماد فقال: ثقة، كان نعيم بن حماد رفيقي بالبصرة.
أنبأنا أَحْمَد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا:
حَدَّثَنَا نعيم بن حماد، ثقة صدوق رجل صدق، أنا أعرف الناس به، كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث. قال أَبُو زكريا: أنا قلت له قبل خروجي من مصر هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شيء هذه؟
فقال: يا أبا زكريا مثلك يستقبلني بهذا؟ فقلت له: إنما قلت هذا من الشفقة عليك، قال: إنما كانت معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب، فكنت أنظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل علي، فإذا كان مثل كتابي عرفته، فأما أن أكون كتبت منه شيئا قط، فلا والله الذي لا إله إلا هو. قال أَبُو زكريا ثم قدم عليه ابن أخته وجاءه بأصول كتبه من خراسان، إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطئ فيه، فأما هو فكان من أهل الصدق.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: نعيم بن حماد المروزي ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بِها- أخبرنا أحمد ابن عَبْد الرَّحْمَن الشيرازي قال: سمعت أبا العباس أَحْمَد بن سعيد بن معدان يقول:
سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سهل الخالدي يقول: سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول:
أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة، سنة ثلاث وعشرين- أو أربع وعشرين- وألقوه في السجن، ومات في سنة سبع وعشرين وأوصى أن يدفن في قيوده وقال: إني مخاصم.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: نعيم بن حماد كان من أهل مرو وطلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق والحجاز، ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون، فسئل عن القرآن، فأبَى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه، فحبس بسامرا فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين.(13/314)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سليمان الحضرمي قَالَ: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات نعيم بن حمّاد.
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن يونس قال: نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي يكنى أبا عبد الله حمل من مصر إلى العراق في المحنة، فامتنع أن يجيبهم. فسجن فمات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان يفهم الحديث، روى أحاديث مناكير عن الثقات.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات نعيم بن حماد بسر من رأى في السجن سنة تسع وعشرين ومائتين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة تسع وعشرين ومائتين فيها مات نعيم بن حماد، وكان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن، فجر بأقياده فألقي في حفرة، ولم يكفن ولم يصل عليه، فعل ذلك به صاحب ابن أبي دؤاد.
7286- نعيم بن حماد بن مُحَمَّد بن عيسى بن الحسن بن نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك، أَبُو القاسم الخزاعي:
أحسبه من أهل الدينور قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ عِيسَى بْن علي بن زيد الدينوري، وأحمد بن مُحَمَّد بن خالد الْقَاضِي. كتبنا عنه في مسجد أبي عُمَر بن مهدي في سنة تسع وأربعمائة.
أخبرنا نعيم بن حمّاد الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ زيد، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو سلمة المنقريّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى أَبُو الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَفْضَلُ الصّدقة صدقة في رمضان» [1] .
__________
[1] 7286- انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 4/111.(13/315)
ذكر من اسمه نوح
7287- نوح بن دراج، أَبُو مُحَمَّد الكوفي مولى النخع [1] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وسعد بن طريف، وسليمان الأعمش، وَمُحَمَّد بن إسحاق بن يسار وعبد الله بن شبرمة، ومسلم الملائي، وأخذ الفقه عن أبي حنيفة بن الهذيل روى عنه سعيد بن منصور، وضرار بن صرد، ومحمّد ابن الصباح الجرجرائي، وإسماعيل بن موسى الفزاري. ولي نوح بن دراج قضاء الكوفة، ولى أيضا ببغداد قضاء الشرقية، ثم عزل بحفص بن غياث.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قَفَرْجَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن الصياح، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي إسحاق، عن هَانِئٍ أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ فَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَرْحَبًا بالطّيّب المطيب» [2] .
أخبرني التنوخي، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ، أخبرنَا أَحْمَد بن عبد العزيز الجوهري- بالبصرة- أَخْبَرَنَا أَبُو زيد عُمَر بن شبة قال: حكم ابن أبي ليلى بحكم، ونوح بن دراج حاضر فنبهه نوح، فانتبه، ورجع عن حكمه ذلك، فقال ابن شبرمة:
كادت تزل بها من حالق قدم ... لولا تداركها نوح بن دراج
لما رأى هفوة الْقَاضِي أخرجها ... من معدن الحكم نوح أي إخراج
__________
[1] 7287- انظر: تهذيب الكمال 6490 (30/43) . وتاريخ الدوري 2/611، 612. وتاريخ خليفة 464. وطبقاته 171. وعلل أحمد 2/21. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2386.
والصغير 2/228. وضعفاؤه الصغير، الترجمة 379. وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 46. وثقات العجلي، الورقة 55. والمعرفة ليعقوب 2/612، 3/56. وضعفاء النسائي، الترجمة 591. وضعفاء العقيلي، الورقة 221. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2213.
والمجروحين لابن حيان 3/46. والكامل، لابن عدي 3/الورقة 180. وضعفاء الدارقطني، الترجمة 540. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1489. والمدخل إلى الصحيح 216. وضعفاء أبي نعيم، الترجمة 248. وتاريخ الإسلام، الورقة 151 (آيا صوفيا 3006) . وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 165. وديوان الضعفاء، الترجمة 4411. والمغني 2/الترجمة 6676.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 106. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9133. والكشف الحثيث، الترجمة 810. وتهذيب التهذيب 10/482- 484. والتقريب 2/308. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7567.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3798. وسنن ابن ماجة 146. والمعجم الصغير 1/87.
والمستدرك 3/388. وفتح الباري 10/562. وكشف الخفا 2/410.(13/316)
يقال إن الحاكم كان ابن شبرمة لا ابن أبي ليلى، وأن رجلا ادعى قراحا فيه نخل، فأتاه بشهود شهدوا له بذلك، فسألهم ابن شبرمة: كم في القراح نخلة؟ فقالوا لا نعلم، فرد شهادتهم، فقال له نوح: أنت تقضي في هذا المسجد مذ ثلاثين سنة ولا تعلم كم فيه أسطوانة! فقال للمدعي اردد على شهودك وقضى له بالقراح، وقال هذا الشعر.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: نوح بن دراج ضعيف الحديث، وكان له فقه، وكان أبوه بقالا بالكوفة، وكان نوح ولي قضاء الكوفة، حكم ابن شبرمة بحكم فرده نوح- وكان من أصحابه- فرجع إلى قوله، فقال ابن شبرمة:
كادت تزل به من حالق قدم ... لولا تداركها نوح بن دراج
وكان شريك بن عبد الله إذا قيل له في ولده أن يؤدبهم قال: من أدب نوحا؟
دراج أدب نوحا! أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: كان لشريك بنون كثير، فيهم رهق، فقال له وكيع بن الجراح: لو أدبتهم! فقال: أدراج أدب نوحا؟ وكان دراج حائكا من النبط، له بنون أربعة كلهم ولي القضاء وكان نوح بن دراج قاضي الكوفة فقال شاعر:
إن القيامة فيما أحسب اقتربت ... إذ صار قاضينا نوح بن دراج
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا، حدّثنا الحسن ابن علي العدويّ، أَخْبَرَنَا الحسن بن علي بن راشد قال: قيل لشريك بن عبد الله: قد تقلد نوح بن دراج القضاء. فقال: ذهبت العرب الذين كانوا إذا غضبوا كفروا.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو بكر الحميديّ، حدّثنا سفيان قال: سئل ابن شبرمة عن مسألة فأفتى فيها فلم يصب، فقال له نوح بن دراج: أنظر فيها تثبت يا أبا شبرمة، فعرف أنه لم يصب، فقال ابن شبرمة ردوا علي الرجل ثم أنشأ يقول:
كادت تزل بها من حالق قدم ... لولا تداركها نوح بن دراج(13/317)
أخبرنا البرقاني قال: قرئ علي أبي علي بن الصّوّاف- وأنا أسمع- حدثكم جعفر ابن مُحَمَّد الفريابي قَالَ: وَسألته- يعني مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ- عَنْ نوح بن دراج فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الحربي قَالا: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سمعت أبي يقول: نوح بن الدراج، وأسد بن عمرو، وعلي بن غراب، طبقة لم يكونوا في الحديث بذاك، ضعفهم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قال: بلغني عن ابن معين قال: نوح بن دراج كذاب خبيث، قضى سنين وهو أعمى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: نوح بن دراج كذاب خبيث، قضى سنتين وهو أعمى، وقال العباس أيضا: سئل يحيى عن نوح بن دراج فقال: لم يكن يدري ما الحديث ولا يحسن شيئا، وكان عنده حديث غريب عن ابن شبرمة عن الشعبي في المحرم يضطر إلى الميتة أو إلى الصيد، ليس يرويه أحد غيره، ولم يكن ثقة، وكان أسد بن عمرو أوثق منه. وكان لنوح كاتب، فأخذ حنطة الصدقة فذهب فطرحها في السفينة فلحقوه فأخذوها منه، وكان يقضي وهو أعمى ثلاث سنين، وكان لا يخبر الناس أنه أعمى من خبثه.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي الإمام، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يَعْقُوب الجوزجاني قال: نوح بن دراج زائغ.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: نوح بن دراج متروك الحديث.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قال: نوح بن دراج كان قاضيا بالكوفة، وكان صاحب رأي ممن أخذ عن أبي حنيفة، حدث عن مُحَمَّد بن إسحاق بأحاديث لم يتابع عليها ليس هو عندهم بشيء.(13/318)
وقال زكريا: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن خلف التيمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بسطام التيمي قال: كنت أختلف أنا والحسن اللؤلؤي إلى زفر بن الهذيل فرأى اللؤلؤي رؤيا كأنه على فرس هاد، ثم صار على حمار قبيح المنظر، فعبرناها على رجل فقال: تلزمان رجلا فقيها نبيلا يموت عن قليل، وتلزمان بعده رجلا دنيا، فمات زفر فلزمنا نوح بن دراج بعده فقال لي اللؤلؤي: ما كان أسرع صحة الرؤيا! أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري قال: نوح بن دراج الْقَاضِي ليس بذاك قال عَبْد الرَّحْمَن بن شيبة: مات نوح بن دراج سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر حدثهم قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قال: مات نوح بن دراج النخعي يكنى أبا مُحَمَّد في سنة اثنتين وثمانين ومائة، وهو قاضي الجانب الشرقي ببغداد.
7288- نوح بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال، أَبُو سعيد العجلي المعروف بالمضروب [1] :
سمي بذلك لضربة كانت في وجهه ضربه اللصوص. سمع مالك بن أنس وسفيان الثوري، وعبد الله بن عُمَر العمري، وأبا معشر المديني، وعقبة بن أبي الصهباء. روى عنه أَحْمَد بن حنبل، وأبو يحيى صاعقة، ومُحَمَّد بن عبد الملك الدقيقي، ومُحَمَّد بن غالب التمتام. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن حمّاد الواعظ، حدّثنا إسماعيل ابن محمّد الصّفّار- إملاء- حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدّقيقيّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ» [2] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله
__________
[1] 7288- انظر: تهذيب الكمال 6496 (30/62) . وعلل أحمد 2/85- 86. وثقات ابن حبان 9/211. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 107. وتاريخ الإسلام، الورقة 161 (أياصوفيا 3007) . وتهذيب التهذيب 10/489. ونهاية السول، الورقة 404. والتقريب 2/309.
وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7573.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(13/319)
ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثني نوح بن ميمون، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ قَالا: أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى لَيْلا.
7289- نوح بن يزيد بن سيار، أَبُو مُحَمَّد المؤدب [1] :
سمع إبراهيم بن منقذ. روى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَمحمد بْن المثنى السمسار، وعباس الدوري، وأبو إبراهيم أَحْمَد بن سعد الزّهريّ، وأحمد بن علي الخرّاز.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدّثنا أحمد بن علي الخزّاز، حدّثنا نوح بن يزيد المعلم، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَأَلْتُ رَبِّي تَعَالَى ثَلاثًا، فَأَعْطَانِي مِنْهَا اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الأُمَمَ قَبْلَكُمْ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعَنِيهَا» [2] .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قال: ذكر لي أَبُو عبد الله نوح بن يزيد المؤدب فقال: هذا شيخ كيس، أخرج إلي كتاب إبراهيم بن سعد فرأيت فيه ألفاظا. قال أَبُو عبد الله: نوح لم يكن به بأس، كان مستثبتا.
حدثني الأزهري، حدثني علي بن عمر الحافظ، حدّثنا علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن مبشر- بواسط- حَدَّثَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بن المثنى البزاز- ببغداد- حَدَّثَنَا نوح بن يزيد بن سيار- وسألت عنه أَحْمَد بن حنبل- فقال: اكتب عنه فإنه ثقة، حج مع إبراهيم بن سعد. وكان يؤدب ولده.
وأخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: نوح بن يزيد المؤدب يكنى أبا مُحَمَّد، وكان ثقة فيه عسر.
__________
[1] 7289- انظر: طبقات ابن سعد 7/362. وعلل أحمد 2/311. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2216.
وثقات ابن حبان 9/211. والكاشف 3/الترجمة 5193. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 107. وتاريخ الإسلام، الورقة 161 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 404.
وتهذيب التهذيب 10/489- 490. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7574.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/175، 3/146، 156. وصحيح مسلم، كتاب الفتن 20(13/320)
7290- نوح بن حبيب، أبو محمّد البنشي القومسي [1] :
سمع أَبَا بَكْر بْن عياش وَعَبْد اللَّهِ بْن إدريس، ومُحَمَّد بْن فضيل، ووكيعا، وحفص ابن غياث، ويحيى بن سعيد القطان، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، ومؤمل بن إِسْمَاعِيل، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه جماعة من الغرباء. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها أَبُو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَموسى بْن هارون، وَمُحَمَّد بْن عبدوس بْن كامل، وَمُحَمَّد بْن الليث الجوهري، وأبو برزة الحاسب، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن علي القصري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الحريري، حدّثنا محمّد بن اللّيث الجوهريّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْقُومِسِيُّ- سَنَةَ أَرْبَعِينَ ومائتين ببغداد في خان السندي- حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلْحَفَةٌ مَصْبُوغَةٌ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ، يَدُورُ بِهَا عَلَى نِسَائِهِ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ هَذِهِ رَشَّتْهَا بِالْمَاءِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ هَذِهِ رَشَّتْهَا بِالْمَاءِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ هَذِهِ رَشَّتْهَا بِالْمَاءِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسن بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، حدّثنا موسى بن هارون الحافظ، حدّثنا نوح بن حبيب، حدّثنا يحيى بن سعيد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.
وَقَالَ نُوحٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ. قال موسى بن هارون: حَدَّثَنَا نوح بهذين الحديثين معا. أحدهما يتلو الآخر من كتابه. كتبتهما ثم قرأهما علينا في منزلنا، فأما حديث ابن حرملة فلا أعلم أحدا رواه غيره، وأما حديث يحيى بن سعيد الأنصاري فإن جماعة رووه عن يحيى بن سعيد فيهم شعبة وزائدة اتفقوا في إسناده
__________
[1] 7290- انظر: تهذيب الكمال 6488 (30/39) . وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 5387. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2219. وتسمية شيوخ أبي داود، الورقة 95. وأنساب السمعاني 1089. والكاشف 3/الترجمة 5986. والعبر 1/438. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 106.
وتاريخ الإسلام، الورقة 202 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 403.
وتهذيب التهذيب 10/481- 482. والتقريب 2/308. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7565.(13/321)
ولم يختلفوا رووه كلهم عن يحيى بن سعيد عن سعيد عن سعد، وتفرد ابن عيينة فرواه عن يحيى بن سعيد عن سعيد عن علي، فإن كان ابن عيينة حفظه عن يحيى بن سعيد فإنه حديث غريب، ويكون الحديث صحيحا عن يحيى بن سعيد عن سعيد عن سعد وعن يحيى بن سعيد عن علي.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ النّيسابوريّ، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: وَذَكَرَ- يَعْنِي أَحْمَد بن حنبل- نوح بن حبيب القومسي. فقال: لم يكن يكاتبني، إن الخير عليه لبين. قلت:
أكتب عنه؟ قال: نعم.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنِي الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: نوح بن حبيب قومسي لا بأس به.
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمرو بْن بسطام يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سيار يقول: نوح بن حبيب أَبُو مُحَمَّد كان ثقة صاحب سنة وجماعة ورأيته لا يخضب. مات فِي رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات نوح بن حبيب القومسي بقومس سنة اثنتين وأربعين.
قلت: ذكر موسى بْن هارون أنه مات في شعبان.
7291- نوح بْن خلف بْن مُحَمَّد بْن الخصيب بن نوح عيسى بن يرمق بن مالك بن غوث، أَبُو عيسى البجلي:
حدث عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَكَانَ ثقة وعمي في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بن رزق، حدّثنا نوح بن خلف البجلي، حدّثنا أبو مسلم الكجي، حدّثنا حجاج، حَدَّثَنَا حماد عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عبّاس أن(13/322)
الوليد بن عتبة قال لعلي بن أبي طالب: ألست أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأملأ منك حشوا؟ فأنزل الله تعالى: أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ
[السجدة 18] .
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ- بخطه- توفي أَبُو عيسى نوح بن خلف بن مُحَمَّد البجلي الضرير في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وذكر أن مولده في سنة خمسين ومائتين.
ذكر من اسمه نافع
7292- نافع بن عبد المنعم، أَبُو الهياج الجواليقي [1] :
روى أَبُو القاسم بن الثلاج عنه عن أَحْمَد بْن سَعِيد الجمال، وذكر أنه سمع منه بكلواذي في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
7293- نافع بن أحمد بن نافع بن الحسن بن حاجب، أَبُو سعيد المروروذي:
قَدِمَ بَغْدَادَ حاجا وحدث بِهَا عَن عَبْد الله بن مَحْمُودٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُوَيْهِ بْنِ سِنْجَانَ الْمَرْوَزِيَّيْنِ. حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقوَيْهِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ نَافِعُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَاجِبٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ- قَدِمَ علينا للحج- حدّثنا محمّد بن حمدويه بن سنجان، حدّثنا علي بن حجر، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى عَنْ زَكَرِيَّا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا أَحْرَمُوا لَمْ يَدْخُلُوا الْبُيُوتَ إِلا مِنْ ظُهُورِهَا. فَأَنْزَل اللَّهُ تَعَالَى: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها
[البقرة 189] .
7294- نافع بن علي بن يحيى، أَبُو عبد الله السروي الفقيه [2] :
من أهل أذربيجان قدم بغداد حاجا وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن مهرويه، وأبي داود سليمان بن يزيد، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القزوينيين، وعن حفص بن عمر الأردبيلي. حَدَّثَنَا عنه العتيقي.
__________
[1] 7292- الجواليقي: هذه النسبة إلى الجواليق، وهي جمع جوالق (الأنساب 3/335) .
[2] 7294- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/77.(13/323)
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَافِعُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى السَّرْوِيُّ الْفَقِيهُ- مِنْ أَهْلِ أَذْرِبِيجَانَ قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ، حدّثنا محمّد بن يحيى الطّوسيّ، حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابي، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْحَمُوا حَاجَةَ الْغَنِيِّ» قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله وما حاجة الغنى؟ قال: «الرَّجُلُ الْمُوسِرُ يَحْتَاجُ صَدَقَةً، الدِّرْهَمُ عَلَيْهِ عِنْدَ الله بمنزلة سبعين ألفا» [1] .
هذا غَرِيبٌ جِدًّا مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَمِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ، لا أَعْلَمُ رَوَاهُ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الطُّوسِيِّ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ.
7295- نافع بن مُحَمَّد بن الحسن بن علويه، أَبُو سعيد الأبيوردي [2] :
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بِهَا عَن أَبِي العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصمّ. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي.
ذكر من اسمه النعمان
7296- النعمان بن حميد، أَبُو قدامة:
من كبار تابعي أهل الكوفة. ذكر البخاري أنه صلى مع عُمَر بن الخطاب، وروى عن عبد الله بن مسعود. روى عنه سماك بن حرب.
قلت: وورد المدائن فأقام بها مدة في حياة سلمان الفارسي.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أَخْبَرَنَا الحاكم أَبُو حامد أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن علي المروذي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحارث بْن مُحَمَّد بْن عبد الكريم العبدي، حدّثنا جدي، حدّثنا الهيثم بن عديّ، حَدَّثَنَا إسرائيل عن سماك عن أبي قدامة قال: كان سلمان علينا بالمدائن وهو أميرنا. فقال: إنا أمرنا أن لا نؤمكم، تقدم يا زيد. فكان زيد بن صوحان يؤمنا ويخطبنا.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 16452.
[2] 7295- الأبيوردي: هذه النسبة إلى أبيورد، وهي بلدة من بلاد خراسان (الأنساب 1/128) .(13/324)
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو قدامة النّعمان بن حميد يروي عن عُمَر وعبد الله. روى عنه سماك.
7297- النعمان بن ثابت، أبو حنيفة التيمي [1] :
إمام أصحاب الرأي، وفقيه أهل العراق رأى أنس بن مالك. وسمع عطاء بن أبي رباح، وأبا إسحاق السبيعي، ومحارب بن دثار، وحماد بن أبي سلمان، والهيثم بن حبيب الصّوّاف، وقيس بن مسلم، وَمُحَمَّد بن المنكدر، ونافعا مولى ابن عمر، وهشام ابن عروة، ويزيد الفقير، وسماك بن رحب، وعلقمة بن مرثد، وعطية العوفي، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الكريم أبا أمية، وغيرهم. روى عنه أبو يحيى الحماني، وهشيم ابن بشير، وعباد بن العوام، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، ويحيى بن نصر بن حاجب، وأبو يوسف القاضي، ومحمّد ابن الحسن الشيباني، وعمرو بن مُحَمَّد العنقزي، وهوذة بن خليفة، وأبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وعبد الرزاق بن همام، في آخرين.
وهو من أهل الكوفة نقله أَبُو جعفر المنصور إلى بغداد فأقام بها حتى مات ودفن بالجانب الشرقي منها في مقبرة الخيزران، وقبره هناك ظاهر معروف.
__________
[1] 7297- انظر: تهذيب الكمال 6439 (29/417- 445) . وطبقات ابن سعد 6/368، 7/322.
وتاريخ الدوري 2/607. وابن محرز، الترجمة 240. وابن الجنيد، التراجم 96، 194، 424.
وابن طهمان، الترجمة 397. وطبقات خليفة ذ 67، 327. وعلل أحمد 1/110، 124، 126، 168، 219، 236، 358، 385. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2253. وتاريخه الصغير 2/43، 100، 230. وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 95. والكنى لمسلم، الورقة 30. وثقات العجلي، الورقة 30. وأبو زرعة الرازي 664. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقات 13، 28، 39، 45. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) . وتاريخ أبي زرعة الدمشقي، انظر الفهرس، وضعفاء النسائي، الترجمة 586. وضعفاء العقيلي، الورقة 218.
والجرح والتعديل 8/الترجمة 2062. والمجروحين لابن حبان 3/61. والكامل لابن عدي 3/الورقة 166. وسنن الدارقطني 1/323. وسؤالات السهمي له، الترجمة 383. والسابق واللاحق 349. والمحلي لابن حزم 2/141، و 8/272. والكامل في التاريخ، انظر الفهرس.
وسير أعلام النبلاء 6/390. وتاريخ الإسلام 6/135. والكاشف 3/الترجمة 5943. وديوان الضعفاء، الترجمة 4389. وتذكرة الحفاظ 1/168. والعبر، انظر الفهرس. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9092. ونهاية السول، الورقة 400. وتهذيب التهذيب 10/817. والتقريب 2/303. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7526. وشذرات الذهب 1/227.(13/325)
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت كوفي تيمي من رهط حمزة الزيات، وكان خزازا يبيع الخز.
أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَبِي ذهل الهرويّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يونس الْحَافِظ، حَدَّثَنَا عُثْمَان بن سعيد الدارمي قَالَ:
سمعت محبوب بن موسى يقول: سمعت ابن أسباط [1] يقول: ولد أَبُو حنيفة وأبوه نصراني.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمّد الخلّال، أَخْبَرَنَا علي بن عمرو الحريري أن أبا القاسم علي ابن محمد بن كاس النخعي أخبرهم قال: حدثنا محمّد بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق البكائي عن عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة قال: أَبُو حنيفة النّعمان ابن ثابت بن زوطى، فأما زوطى فإنه من أهل كابل، وولد ثابت على الإسلام، وكان زوطى مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة فأعتق، فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة، ثم لبني قفل.
وكان أَبُو حنيفة خزازا ودكانه معروف في دار عمرو بن حريث [2] .
قَالَ مُحَمَّد بن علي بن عفان: وسَمِعْتُ أَبَا نعيم الْفَضْل بْن دكين يَقُولُ: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى أصله من كابل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الغطريفي قَالَ: سمعت الساجي يَقُولُ:
سمعت مُحَمَّد بن معاوية الزيادي يقول: سمعت أبا جعفر يقول: كان أَبُو حنيفة اسمه عتيك بن زوطرة، فسمى نفسه النعمان وأباه ثابتا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سلم الختلي، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد العتكي البصري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب الذارع قال: سمعت يزيد بن زريع يقول: كان أَبُو حنيفة نبطيا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدّثنا أحمد
__________
[1] يوسف بن أسباط الشيباني الزاهد الواعظ. وثقة يحيى بن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال البخاري: كان قد دفن كتبه، فكان لا يجيء بحديثه كما ينبغي. (ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9856) .
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 29/422.(13/326)
ابن نصر بن طالب، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَن المقرئ يقول: كان أَبُو حنيفة من أهل بابل، وربما قال في قول البابلي كذا [1] .
أَخْبَرَنَا الخلال، أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم قال: حدّثنا أبو بكر المروزيّ، حدّثنا النّضر بن محمّد، حَدَّثَنَا يحيى بن النضر القرشي قال: كان والد أبي حنيفة من نسا.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن الربيع قَالَ: سمعت الحارث بن إدريس يقول:
أَبُو حنيفة أصله من ترمذ [2] .
وقال النخعي أيضا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ البهلول الْقَاضِي قَالَ:
سمعت أبي يقول عن جدي. قال: ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار [3] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم بن أَحْمَد بن عبيد الله بن شاذان المروزي قال: حَدَّثَنِي أبي عن جدي قال: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول: أنا إسماعيل بن حمّاد ابن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار، والله ما وقع علينا رق قط، ولد جدي في سنة ثمانين، وذهب ثابت إلى علي بن أبي طالب وهو صغير فدعا له بالبركة فيه، وفي ذريته، ونحن نرجو من الله أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلي بن أبي طالب فينا.
قال: والنعمان بن المرزبان أَبُو ثابت هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب الفالوذج في يوم النّيروز فقال: نوروزنا كل يوم. وقيل: كان ذلك في المهرجان، فقال:
مهر جونا كل يوم [4] .
ذكر إرادة ابن هبيرة أبا حنيفة على ولاية القضاء وامتناع أبي حنيفة من ذلك:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن حمّاد بن سفيان- بالكوفة- حَدَّثَنَا الحسين بن مُحَمَّد بن الفرزدق الفزاري، حدّثنا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 29/422.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 29/422.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 29/423.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 29/423.(13/327)
أَبُو عَبْد اللَّه عَمْرو بْن أَحْمَد بْن عَمْرو بن السرح- بمصر- حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي الكوفيّ، حدّثنا علي بن معبد، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو الرقي قال: كلم ابن هبيرة أبا حنيفة أن يلي له قضاء الكوفة فأبَى عليه فضربه مائة سوط وعشرة أسواط في كل يوم عشرة أسواط وهو على الامتناع، فلما رأى ذلك خلى سبيله.
كتب إليَّ الْقَاضِي أَبُو القاسم الحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم المعروف بالأنباري- من مصر- وحَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أَبِي الصقر إمام الجامع بالأنبار عنه قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن المسور البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو عمرو المقدام بن داود الرعيني، حدّثنا علي بن معبد، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو أن ابن هبيرة ضرب أبا حنيفة مائة سوط وعشرة أسواط في أن يلي القضاء فأبَى، وكان ابن هبيرة عامل مَرْوَان على العراق في زمن بني أمية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد- بالبصرة- حدثنا علي بن إسحاق المادرائي قال: سمعت إبراهيم بن عُمَر الدهقان يقول: سمعت أبا معمر يقول: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: إن أبا حنيفة ضرب على القضاء.
أخبرنا التنوخي، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن نَصْرٍ- أَخُو أَبِي اللّيث الفرائضيّ- حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدثني الربيع بن عاصم- مولى بني فزارة- قال: أرسلني يزيد بن عُمَر بن هبيرة فقدمت بأبي حنيفة فأراده على بيت المال فأبَى، فضربه أسواطا.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا محمّد بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الحميد عن أبيه قال: كان أَبُو حنيفة يخرج كل يوم- أو قال بين الأيام- فيضرب ليدخل في القضاء فأبى، ولقد بكى في بعض الأيام فلما أطلق. قال لي: كان غم والدتي أشد علي من الضرب.
وقال النخعي: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سهل بن أبي منصور المروزيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن النضر قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن سالم البغدادي يقول: ضرب أَبُو حنيفة على الدخول في القضاء، فلم يقبل القضاء.
قال: وكان أَحْمَد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضرب أَحْمَد.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدّب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي، أخبرني عبد الله(13/328)
ابن الحسن بن المبارك عن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن أَبِي حنيفة قال: مررت مع أبي بالكناسة فبكى فقلت له: يا أبت ما يبكيك؟ قال: يا بني في هذا الموضع ضرب ابن هبيرة أبي عشرة أيام في كل يوم عشرة أسواط على أن يلي القضاء فلم يفعل. وقيل إن أبا جعفر المنصور أشخص أبا حنيفة من الكوفة إلى بغداد ليوليه القضاء.
ذكر قدوم أبي حنيفة بغداد وموته بها:
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم الواسطي. وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، حَدَّثَنَا طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر المعدل قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندي قال: أشخص أَبُو جعفر أمير المؤمنين أبا حنيفة، فأراده على أن يوليه القضاء فأبَى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أَبُو حنيفة أن لا يفعل، فحلف المنصور ليفعلن، فحلف أَبُو حنيفة أن لا يفعل، فقال الربيع الحاجب: ألا ترى أمير المؤمنين يحلف! فقال أَبُو حنيفة: أمير المؤمنين على كفارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني، وأبَى أن يلي، فأمر به إلى الحبس في الوقت.
هذا لفظ أبي العلاء وانتهى حديث الواعظ. وزاد أَبُو العلاء، والعوام يدعون أنه تولى عدد اللبن أياما ليكفر بذلك عن يمينه، ولم يصح هذا من جهة النقل، والصحيح أنه توفي وهو في السجن.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا سليمان بن الرّبيع، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: سمعت مغيث بن بديل يقول قال خارجة:
دعا أَبُو جعفر أبا حنيفة إلى القضاء فأبَى عليه فحبسه، ثم دعا به يوما فقال: أترغب عما نحن فيه؟ قال: أصلح الله أمير المؤمنين لا أصلح للقضاء، فقال له كذبت، قال: ثم عرض عليه الثانية، فقال أَبُو حنيفة قد حكم علي أمير المؤمنين أني لا أصلح للقضاء لأنه ينسبني إلى الكذب، فإن كنت كاذبا فلا أصلح، وإن كنت صادقا فقد أخبرت أمير المؤمنين أني لا أصلح. قال: فرده إلى الحبس.
أَخْبَرَنِي أبو بشر محمد بن عمر الوكيل وأَبُو الفتح عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الضبي المحاملي قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الحماني قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن أبي أويس يقول: سمعت الربيع بن يونس يقول: رأيت أمير المؤمنين المنصور ينازل أبا حنيفة في أمر القضاء وهو(13/329)
يقول: اتق الله ولا ترعي أمانتك إلا من يخاف الله، والله ما أنا بمأمون الرضى، فكيف أكون مأمون الغضب؟! ولو اتجه الحكم عليك ثم هددتني أن تغرقني في الفرات أو أن تلي الحكم لا اخترت أن أغرق، ولك حاشية يحتاجون إلى من يكرمهم لك فلا أصلح لذلك. فقال له: كذبت أنت تصلح، فقال: قد حكمت لي على نفسك كيف يحل لك أن تولي قاضيا على أمانتك وهو كذاب.
أَخْبَرَنَا الصيمري، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني، حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب، حَدَّثَنَا عباس الدوري قال: حدثونا عن المنصور أنه لما بنَى مدينته ونزلها، ونزل المهدي في الجانب الشرقي، وبنَى مسجد الرصافة، أرسل إلى أبي حنيفة، فجيء به فعرض عليه قضاء الرصافة، فأبَى فقال له: إن لم تفعل ضربتك بالسياط، قال: أو تفعل؟ قال:
نعم، فقعد في القضاء يومين فلم يأته أحد، فلما كان في اليوم الثالث أتاه رجل صفار ومعه آخر. فقال الصفار: لي على هذا درهمان وأربعة دوانيق بقية ثمن تور صفر، فقال أَبُو حنيفة: اتق الله وانظر فيما يقول الصفار. قال: ليس له علي شيء، فقال أَبُو حنيفة للصفار: ما تقول؟ قال: استحلفه لي، فقال أَبُو حنيفة للرجل: قل والله الذي لا إله إلا هو فجعل يقول، فلما رآه أَبُو حنيفة معزما على أن يحلف، قطع عليه وضرب بيده إلى كمه فحل صرة وأخرج درهمين ثقيلين، فقال للصفار: هذان الدرهمان عوض من باقي تورك، فنظر الصفار إليهما وقال نعم! فأخذ الدرهمين، فلما كان بعد يومين اشتكى أَبُو حنيفة. فمرض ستة أيام ثم مات. قال أبو الفضل- يعني عبّاسا- فهذا قبره في مقام الخيزران، إذا دخلت من باب القطانين يسرة، بعد قبرين- أو ثلاثة-.
وقيل: إن المنصور أقدمه بغداد لأمر آخر غير القضاء.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوب بن شيبة عن جده يَعْقُوب قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن الحسن قال: سمعت الواقدي يقول: كنت بالكوفة وقد أشخص أَبُو جعفر أمير المؤمنين أبا حنيفة إِلَى بغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا محمّد ابن عثمان، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بن دكين، حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَجْهَرُ بِالْكَلامِ أَيَّامَ إِبْرَاهِيمَ جِهَارًا شَدِيدًا فَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ حَتَّى تُوضَعَ الْحِبَالُ فِي أَعْنَاقِنَا، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ كِتَابُ الْمَنْصُورُ إِلَى(13/330)
عِيسَى بْنِ مُوسَى أَنِ احْمِلْ أَبَا حَنِيفَةَ. قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ وَوَجْهَهُ كَأَنَّهُ مُسِحَ، قَالَ فَحَمَلَهُ إِلَى بَغْدَادَ فَعَاشَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ثُمَّ سَقَاهُ فَمَاتَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ، وَمَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ وَلَهُ سَبْعُونَ سَنَةً.
صفة أبي حنيفة وذكر السنة التي ولد فيها:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الصيمري قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العباس بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إبراهيم بن قتيبة، حدّثنا حسن بن الخلّال قال: سمعت مزاحم بن داود بن علية يذكر عن أبيه- أو غيره- قال: ولد أَبُو حنيفة سنة إحدى وستين، ومات سنة خمسين ومائة لا أعلم لصاحب هذا القول متابعا.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني- بنيسابور- حدّثنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ، حدّثنا يوسف بن موسى، حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: ولد أَبُو حنيفة سنة ثمانين وكان له يوم مات سبعون سنة، ومات في سنة خمسين ومائة. وهو النّعمان بن ثابت.
أخبرنا التنوخي، حدثني أبي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حَمْدَانَ بْن الصّبّاح النّيسابوريّ- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ الْمُغَلِّسِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: سمعت أبا نعيم يقول: ولد أَبُو حنيفة سنة ثمانين بلا مائة، ومات سنة خمسين ومائة، وعاش سبعين سنة. قال أَبُو نعيم: وكان أَبُو حنيفة حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، حسن المجلس، شديد الكرم، حسن المواساة لإخوانه.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا مُحَمَّد بن علي بن عفان قال: سمعت نمر بن جدار يقول: سمعت أبا يوسف يقول: كان أبو حنيفة ربعا من الرجال ليس بالقصير، ولا بالطويل، وكان أحسن الناس منطقا، وأحلاهم نغمة، وأنبههم على ما يريده.
وقال النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن إسحاق عن عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة أن أبا حنيفة كان طوالا تعلوه سمرة، وكان لباسا حسن الهيئة كثير التعطر، يعرف بريح الطيب إذا أقبل وإذا خرج من منزله قبل أن تراه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن الجهم، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عُمَر بن حماد بن أبي(13/331)
حنيفة قال: قال أَبُو حنيفة: لا يكتنى بكنيتي بعدي إلا مجنون. قال: فرأينا عدة اكتنوا بها فكان في عقولهم ضعف.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، حدّثنا عثمان ابن عبيد الله الطلحي، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الطلحي، حَدَّثَنَا سعيد بن سالم البصري قال: سمعت أبا حنيفة يقول: لقيت عطاء بمكة فسألته عن شيء فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الكوفة، قال: أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا؟ قلت: نعم! قال: فمن أي الأصناف أنت؟ قلت: ممن لا يسب السلف ويؤمن بالقدر ولا يكفر أحدا بذنب، قال: فقال لي عطاء: عرفت فالزم.
ذكر خبر ابتداء أبي حنيفة بالنظر في العلم:
أخبرنا الخلّال، أَخْبَرَنَا عَليُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ أَنَّ عَليَّ بن مُحَمَّد النخعي حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن محمود الصيدناني، حدّثنا محمّد بن شجاع بن الثلجي [1] ، حَدَّثَنَا الحسن بن أبي مالك عن أبي يوسف قال: قال أَبُو حنيفة: لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم وأسأل عن عواقبها، فقيل لي: تعلم القرآن، فقلت إذا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره؟ قالوا: تجلس في المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك- أو يساويك- في الحفظ فتذهب رياستك. قلت: فإن سمعت الحديث وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني؟ قالوا: إذا كبرت وضعفت حدثت واجتمع عليك الأحداث والصبيان ثم لا تأمن أن تغلط فيرمونك بالكذب فيصير عارا عليك في عقبك. فقلت: لا حاجة لي في هذا ثم قلت: أتعلم النحو فقلت إذا حفظت النحو والعربية ما يكون آخر أمري؟ قالوا تقعد معلما فأكثر رزقك ديناران إلى ثلاثة قلت وهذا لا عاقبة له قلت فإن نظرت في الشعر فلم يكن أحد أشعر مني ما يكون أمري؟ قال: تمدح هذا فيهب لك، أو يحملك على دابة، أو يخلع عليك خلعة، وإن حرمك هجوته فصرت تقذف المحصنات قلت: لا حاجة لي في هذا. قلت: فإن نظرت في الكلام ما يكون آخره؟ قالوا: لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام فيرمى بالزندقة، فإما أن تؤخذ فتقتل، وإما أن تسلم فتكون مذموما ملوما. قلت فإن تعلمت الفقه؟ قالوا تسأل وتفتي الناس وتطلب
__________
[1] محمد بن شجاع بن الثلجي الفقيه البغدادي الحنفي، قال ابن عدي: كان يضع الحديث في التشبيه ينسبها إلى أهل الحديث يثلبهم بذلك (ميزان الاعتدال 3/577) .(13/332)
للقضاء، وإن كنت شابا. قلت: ليس في العلوم شيء أنفع من هذا. فلزمت الفقه وتعلمته.
أخبرنا العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أَبُو حنيفة طلب النحو في أول أمره، فذهب يقيس فلم يجئ، وأراد أن يكون فيه أستاذا، فقال: قلب وقلوب، وكلب وكلوب. فقيل له: كلب وكلاب. فتركه ووقع في الفقه فكان يقيس، ولم يكن له علم بالنحو. فسأله رجل بمكة فقال له رجل شج رجلا بحجر، فقال هذا خطأ ليس عليه شيء، لو أنه حتى يرميه بأبا قبيس لم يكن عليه شيء.
أخبرني البرقاني، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عمر بن سعد، حدّثنا عبد الله بن محمّد، أَبُو مالك بن أبي بهز البجلي عن عبد الله بن صالح عن أبي يوسف قال: قال لي أبو حنيفة: إنهم يقرؤن حرفا في يوسف يلحنون فيه؟ قلت: ما هو؟ قال:
قوله: لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ
[يوسف 37] فقلت فكيف هو؟ قال: ترزقانه.
أَخْبَرَنَا الخلال، أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حَدَّثَنِي جعفر بن محمّد ابن حازم، حَدَّثَنَا الوليد بن حماد عن الحسن بن زياد عن زفر بن الهذيل قال:
سمعت أبا حنيفة يقول: كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان فجاءتني امرأة يوما [2] فقالت لي [3] : رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها فلم أدر ما أقول فأمرتها أن [4] تسأل حمادا ثم ترجع فتخبرني. فسألت حمادا فقال يطلقها. وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج فرجعت فأخبرتني. فقلت: لا حاجة لي في الكلام. وأخذت نعلي فجلست إلى حماد فكنت أسمع مسائله فأحفظ قوله ثم يعيدها من الغد، فأحفظها ويخطئ أصحابه، فقال: لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة. فصحبته عشر سنين ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة فأحببت أن أعتزله وأجلس في حلقة لنفسي، فخرجت يوما بالعشي وعزمي أن أفعل فلما دخلت المسجد فرأيته لم تطب نفسي أن
__________
[1] محمد بن العباس: معروف بالتساهل في الرواية، انظر ترجمته في التاريخ.
[2] «يوما» ساقطة من الأصل وأضفناها من تهذيب الكمال.
[3] «لي» ساقطة من الأصل وأضفناها من تهذيب الكمال.
[4] «أن» ساقطة من الأصل وأضفناها من تهذيب الكمال.(13/333)
اعتزله فجئت وجلست معه، فجاءه في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة.
وترك مالا وليس له وارث غيره فأمرني أن أجلس مكانه. فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوابي فغاب شهرين. ثم قدم فعرضت عليه المسائل- وكانت نحوا من ستين مسألة- فوافقني في أربعين وخالفني في عشرين فآليت على نفسي ألا أفارقه حتى يموت فلم أفارقه حتى مات [1] .
أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: قال أَبُو حنيفة: قدمت البصرة فظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت فيه. فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب فجعلت على نفسي ألا أفارق حمادا حتى يموت فصحبته ثماني عشرة سنة.
أَخْبَرَنِي الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ الضبي عن أبي العباس أحمد ابن مُحَمَّد بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ، حدّثنا محمّد بن الحسين- أبو بشير- حَدَّثَنَا إبراهيم بن سماعة- مولى بني ضبة- قال: سمعت أبا حنيفة يقول:
ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علما أو علمته علما.
وأخبرنا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا ابن مغلس، حَدَّثَنَا هناد بن السري قال: سمعت يونس بن بكير يقول: سمعت إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي سليمان يقول: غاب أبي غيبة في سفر له ثم قدم فقلت له:
يا أبت إلى أي شيء كنت أشوق؟ قال وأنا أرى أنه يقول إلى ابني. فقال: إلى أبي حنيفة، ولو أمكنني ألا أرفع طرفي عنه فعلت.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد الملك القرشيّ، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرازي، حدّثنا علي بن أحمد الفارسيّ، أخبرنا محمّد بن فضيل- هو البلخيّ العابد- أنبأنا أَبُو مطيع قال: قال أَبُو حنيفة: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين فقال لي يا أبا حنيفة عمن أخذت العلم؟ قال: قلت عن حماد عن إبراهيم عن عُمَر بن
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 29/425- 426.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/398: «الله أعلم بصحتها» .(13/334)
الخطاب، وَعلي بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعبد اللَّه بن مسعود، وعبد الله بن عباس، قال: فقال أَبُو جعفر بخ بخ استوثقت ما شئت يا أبا حنيفة الطيبين الطاهرين المباركين صلوات الله عليهم.
أَخْبَرَنِي أبو بشر محمد بن عمر الوكيل، وأبو الفتح عبد الكريم بن محمد الضبي قالا: حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا مكرم بن أحمد القاضي، حدّثنا أحمد بن عطية الكوفيّ، حَدَّثَنَا ابن أبي أويس قال: سمعت الربيع بن يونس يقول: دخل أَبُو حنيفة يوما على المنصور وعنده عيسى بن موسى، فقال للمنصور: هذا عالم الدنيا اليوم. فقال له: يا نعمان عمن أخذت العلم؟ قال: عن أصحاب عُمَر، عن عُمَر، وعن أصحاب علي عن علي، وعن أصحاب عبد الله عن عبد الله. وما كان في وقت ابن عباس على وجه الأرض أعلم منه. قال: لقد استوثقت لنفسك.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الدّاودي، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثني شعيب بن أيّوب، حَدَّثَنَا أَبُو يحيى الحماني قال: سمعت أبا حنيفة يقول: رأيت رؤيا أفزعتني حتى رأيت كأني أنبش قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتيت البصرة فأمرت رجلا يسأل مُحَمَّد بن سيرين. فسأله فقال: هذا رجل ينبش أخبار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
أَخْبَرَنِي الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عن أبي العباس بن سعيد قال: أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الله بن سالم قال: سمعت أبي يقول: سمعت هشام بن مهران يقول: رأى أَبُو حنيفة في النوم كأنه ينبش قَبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث من سأل له مُحَمَّد بن سيرين، فقال مُحَمَّد بن سيرين: من صاحب هذه الرؤيا؟ فلم يجبه عنها ثم سأله الثانية، فقال مثل ذلك، ثم سأله الثالثة فقال: صاحب هذه الرؤيا يثير علما لم يسبقه إليه أحد قبله. قال: هشام فنظر أَبُو حنيفة وتكلم حينئذ.
مناقب أبي حنيفة:
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بن أحمد ابن عَلِيٍّ الْقَصْرِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَامِرٍ الْكِنْدِيُّ- بالكوفة- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الدورقي المروزيّ، حدّثنا سليمان بن
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 29/427.(13/335)
جَابِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَاسِرِ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى السِّينَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي أُمَّتِي رَجُلا- وَفِي حَدِيثِ الْقَصْرِيِّ- يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ اسْمُهُ النُّعْمَانُ وَكُنْيَتُهُ أَبُو حَنِيفَةَ، هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي، هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي، هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي» [1] .
قَالَ لِي أَبُو العلاء: كَتَبَ عَنِّي هَذَا الْحَدِيثَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْمَرِيُّ.
قُلْتُ: وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ الْبُورَقِيُّ وَقَدْ شَرَحْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ أَمْرَهُ وبينا حاله.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم أخبرنا سليمان ابن الرّبيع الخزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حفص عن الحسن بن سليمان أنه قال في تفسير الحديث:
«لا تقوم الساعة حتى يظهر العلم» [2] . قال: هو علم أبي حنيفة وتفسيره الآثار.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر أَحْمَد بْن نصر بن محمد بن إشكاب البخاري قال: سمعت محمد بن خلف بن رجاء يقول: سمعت مُحَمَّد بن سلمة يقول: قال خلف بن أيوب: صار العلم من اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم صار إلى أصحابه، ثم صار إلى التابعين، ثم صار إلى أبي حنيفة وأصحابه فمن شاء فليرض، ومن شاء فليسخط.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن عمر الجعابي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بن سليمان القطّان، حدّثنا إسحاق بن البهلول. سمعت ابن عيينة يقول: ما مقلت عيني مثل أبي حنيفة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: سمعت أبا الفضل مُحَمَّد بن الحسين قاضي نيسابور سمعت حماد بن أَحْمَد الْقَاضِي المروزي يقول: سمعت إبراهيم بن عبد الله الخلال يقول: سمعت ابن المبارك يقول: كان أَبُو حنيفة آية. فقال له قائل: في الشر يا أبا عَبْد الرَّحْمَن أو في الخير؟ فقال: اسكت يا هذا فإنه يقال: غاية في الشر، وآية في الخير، ثم تلا هذه الآية: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً
[المؤمنون 50] .
__________
[1]- انظر الحديث في: جامع مسانيد أبي حنيفة 1/15.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 29/427- 428.(13/336)
أخبرنا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مغلس، حدثنا الحماني قال: سمعت ابن المبارك يقول: ما كان أوقر مجلس أبي حنيفة، كان يشبه الفقهاء، وكان حسن السمت، حسن الوجه، حسن الثوب، ولقد كنا يوما في مسجد الجامع، فوقعت حية، فسقطت في حجر أبي حنيفة، وهرب الناس غيره فما رأيته زاد على أن نفض الحية وجلس مكانه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، أخبرنا محمّد بن محمّد المروزيّ، حدّثنا حامد بن آدم، حَدَّثَنَا أَبُو وهب مُحَمَّد بن مزاحم قَالَ: سمعت عَبْد الله بْن المبارك يقول: لولا أن الله أغاثني بأبي حنيفة، وسفيان، كنت كسائر الناس.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، أخبرنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان الدقيقي البصريّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى النَّيْسَابُورِيُّ الحافظ قال: سمعت علي بن سالم العامري يقول: سمعت أبا يحيى الحماني يقول: ما رأيت رجلا قط خيرا من أبي حنيفة.
أخبرني أبو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا: أَخْبَرَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عطية العوفي، حَدَّثَنَا منجاب قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْن عَيَّاشٍ يَقُولُ: أَبُو حنيفة أفضل أهل زمانه.
أَخْبَرَنِي الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن أبي حكيمة، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أَحْمَد الخزاعي قال:
سمعت أبي يقول: سمعت سهل بن مزاحم يقول: بذلت الدنيا لأبي حنيفة فلم يردها. وضرب عليها بالسياط فلم يقبلها.
أَخْبَرَنَا علي بن القاسم الشّاهد- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادراني، أخبرنا أحمد بن زهير- إجازة- أَخْبَرَنِي سليمان بن أبي شيخ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا: أَخْبَرَنَا عُمَر بن أَحْمَد، حَدَّثَنَا الحسين بن أَحْمَد بن صدقة الفرائضي- وهذا لفظ حديثه- حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة [1] ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنِي حجر بن عبد الجبار قال: قيل
__________
[1] في المطبوعة: «أحمد بن خيثمة» .(13/337)
للقاسم بْنُ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن مسعود: ترضى أن تكون من غلمان أبي حنيفة. قال: ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة. وقال له القاسم:
تعال معي إليه، فجاء فلما جلس إليه لزمه. وقال: ما رأيت مثل هذا. زاد الفرائضي:
قال سليمان: وكان أَبُو حنيفة ورعا سخيا.
ما قيل في فقه أبي حنيفة:
أخبرنا البرقاني، حدّثنا أبو العبّاس بن حمّاد لفظا، حدّثنا محمّد بن أيّوب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن الصباح قال: سمعت الشافعي- مُحَمَّد بن إدريس- قال: قيل لمالك بن أنس: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.
حَدَّثَنِي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- حَدَّثَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر البزاز قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن نوح يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: سمعت روح بن عبادة يقول: كنت عند ابن جريج سنة خمسين- وأتاه موت أبي حنيفة- فاسترجع وتوجع، وقال: أي علم ذهب؟ قال: ومات فيها ابن جريج.
أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عصمة الخراساني، حدّثنا أحمد بن بسطام، حدّثنا الفضل ابن عبد الجبار قال: سمعت أبا عثمان حمدون بن أبي الطوسي يقول: سمعت عبد الله ابن المبارك يقول: قدمت الشام على الأوزاعي فرأيته ببيروت، فقال لي: يا خراساني من هذا المبتدع الذي خرج بالكوفة يكنى أبا حنيفة؟ فرجعت إلى بيتي، فأقبلت على كتب أبي حنيفة، فأخرجت منها مسائل من جياد المسائل، وبقيت في ذلك ثلاثة أيام، فجئت يوم الثالث، وهو مؤذن مسجدهم وإمامهم، والكتاب في يدي، فقال: أي شيء هذا الكتاب؟ فناولته فنظر في مسألة منها وقعت عليها قال النّعمان: فما زال قائما بعد ما أذن حتى قرأ صدرا من الكتاب. ثم وضع الكتاب في كمه، ثم أقام وصلى، ثم أخرج الكتاب حتى أتى عليها. فقال لي: يا خراساني من النعمان بن ثابت هذا؟ قلت: شيخ لقيته بالعراق. فقال: هذا نبيل من المشايخ، اذهب فاستكثر منه. قلت: هذا أَبُو حنيفة الذي نهيت عنه.(13/338)
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا سليمان بن الرّبيع، حَدَّثَنَا همام بن مسلم قال: سمعت مسعر بن كدام يقول: ما أحسد أحدا بالكوفة إلا رجلين: أَبُو حنيفة في فقهه، والحسن بن صالح في زهده.
أَخْبَرَنِي الصيمري قال: قرأت على الحسين بن هارون عن أبي العباس بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بن مسرور، حدّثنا علي بن مكنف، حَدَّثَنِي أبي عن إبراهيم بن الزبرقان قال: كنت يوما عند مسعر، فمر بنا أَبُو حنيفة، فسلم ووقف عليه ثم مضى، فقال بعض القوم لمسعر: ما أكثر خصوم أبي حنيفة؟ فاستوى مسعر منتصبا. ثم قال: إليك فما رأيته خاصم أحدا قط إلا فلج عليه.
أَخْبَرَنَا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مغلس، أخبرنا أَبُو غسان قال: سمعت إسرائيل يقول: كان نعم الرجل النعمان، ما كان أحفظه لكل حديث فيه فقه. وأشد فحصه عنه، وأعلمه بما فيه من الفقه. وكان قد ضبط عن حماد فأحسن الضبط عنه. فأكرمه الخلفاء والأمراء والوزراء. وكان إذا ناظره رجل في شيء من الفقه همته نفسه. ولقد كان مسعر يقول: من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله رجوت أن لا يخاف ولا يكون فرط في الاحتياط لنفسه.
أَخْبَرَنَا التنوخي، حدثني أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح النيسابوري، حدّثنا أحمد بن الصّلت الحماني، حدّثنا علي بن المديني قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت عند معمر فأتاه ابن المبارك فسمعنا معمرا يقول: ما أعرف رجلا يحسن يتكلم في الفقه أو يسعه أن يقيس ويشرح لمخلوق النجاة في الفقه، أحسن معرفة من أبي حنيفة، ولا أشفق على نفسه من أن يدخل في دين الله شيئا من الشك من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عن أبي سعيد قال: حدّثنا أحمد بن تيم بن عباد المروزيّ، حدّثنا حامد بن آدم، حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي جعفر الرازي قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحدا أفقه من أبي حنيفة وما رَأَيْت أحدا أورع من أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا: حدثنا عمر بن أحمد، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عطية، حدّثنا سعيد بن منصور.(13/339)
وأخبرني التنوخي، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن حمدان بن الصّبّاح، حدّثنا أحمد ابن الصلت قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور قَالَ: سمعت الفضيل بن عياض يقول: كان أَبُو حنيفة رجلا فقيها معروفا بالفقه، مشهورا بالورع، واسع المال، معروفا بالإفضال على كل من يطيف به، صبورا على تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل كثير الصمت، قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربا من مال السلطان. هذا آخر حديث مكرم.
وزاد ابن الصباح، وكان إذا وردت عليه مسألة فيها حديث صحيح اتبعه، وإن كان عن الصحابة والتابعين، وإلا قاس وأحسن القياس.
أخبرني التنوخي، حدثني أبي، حدثنا محمد بن حمدان قال: حدثنا أحمد بن الصّلت، حدثنا بشر بْن الوليد قَالَ: سمعت أبا يوسف يقول: ما رأيت أحدا أعلم بتفسير الحديث ومواضع النكت التي فيه من الفقه، من أبي حنيفة.
أخبرنا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم، حدّثنا مكرم بن أحمد، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مغلس قال: سمعت محمد بن سماعة يقول: سمعت أبا يوسف يقول: ما خالفت أبا حنيفة في شيء قط فتدبرته إلا رأيت مذهبه الذي ذهب إليه أنجى في الآخرة، وكنت ربما ملت إلى الحديث، وكان هو أبصر بالحديث الصحيح مني.
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُور عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نوفل، حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بن فضل بن موفق، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن مسلمة الطيالسي قال:
سمعت أبا يوسف يقول: إني لأدعو لأبي حنيفة قبل أبوي، ولقد سمعت أبا حنيفة يقول: إني لأدعو لحماد مع أبوي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي علي بن أبي علي البصريّ، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن نَصْرٍ أَخُو أَبِي اللّيث الفرائضيّ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عُمَر الحنفي عن أبي عباد- شيخ لهم- قال: قال الأعمش لأبي يوسف: كيف ترك صاحبك أَبُو حنيفة قول عبد الله «عتق الأمة طلاقها؟» قال:
تركه لحديثك الذي حدثته عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ بريرة حين أعتقت خيرت، قال الأعمش: إن أبا حنيفة لفطن- قال: وأعجبه ما أخذ به أَبُو حنيفة-.(13/340)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ السمناني، أخبرنا سليمان بن الحسين بن علي البخاريّ الزّاهد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سَعْدِ بْن نصر، حدّثنا علي ابن موسى القمي، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعدان قال: سمعت أبا سليمان الجوزجاني يقول: سمعت حماد بن زيد يقول: أردت الحج، فأتيت أيوب أودعه، فقال: بلغني أن الرجل الصالح فقيه أهل الكوفة- يعني أبا حنيفة- يحج العام، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام.
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قتيبة، حدّثنا ابن نمير، حَدَّثَنِي إبراهيم بن البصير عن إِسْمَاعِيل بن حماد عن أبي بكر بن عياش قال: مات عُمَر بن سعيد أخو سفيان فأتيناه نعزيه، فإذا المجلس غاص بأهله، وفيهم عبد الله بن إدريس، إذ أقبل أَبُو حنيفة في جماعة معه، فلما رآه سفيان تحرك من مجلسه، ثم قام فاعتنقه، وأجلسه في موضعه وقعد بين يديه، قال أَبُو بكر: فاغتظت عليه، وقال ابن إدريس: ويحك ألا ترى؟ فجلنا حتى تفرق الناس، فقلت لعبد الله بن إدريس: لا تقم حتى نعلم ما عنده في هذا، فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك اليوم فعلت شيئا أنكرته، وأنكره أصحابنا عليك، قال: وما هو؟ قلت جاءك أَبُو حنيفة فقمت إليه وأجلسته في مجلسك وصنعت به صنيعا بليغا، وهذا عند أصحابنا منكر. فقال: وما أنكرت من ذاك! هذا رجل من العلم بمكان. فإن لم أقم لعلمه قمت لسنه، وإن لم أقم لسنه قمت لفقهه، وإن لم أقم لفقهه قمت لورعه، فأحجمني فلم يكن عندي جواب.
أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد قال:
سمعت مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القاسم النيسابوري- قدم علينا- قال: سمعت أَحْمَد بن حم العفيفي يقول: سمعت محمّد بن الفضيل الزاهد البلخي يقول: سمعت أبا مطيع الحكم بن عبد الله يقول: ما رأيت صاحب- يعني حديث- أفقه من سفيان الثوري، وكان أَبُو حنيفة أفقه منه.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي يَعْقُوب بن أَحْمَد قال: سمعت الحسن بن علي قال: سمعت يزيد بن هارون- وسأله إنسان- فقال يا(13/341)
أبا خالد من أفقه من رأيت؟ قال أَبُو حنيفة. قال الحسن: ولقد قلت لأبي عاصم- يعني النبيل- أَبُو حنيفة أفقه، أو سفيان؟ قال: عبد أبي حنيفة أفقه من سفيان.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي، أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال:
حدثنا محمّد بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا ضرار بن صرد قال: سئل يزيد بن هارون: أيما أفقه، أَبُو حنيفة أو سفيان؟ قال سفيان أحفظ للحديث، وأبو حنيفة أفقه. قال:
وسألت أبا عاصم النبيل فقلت: أيما أفقه، سفيان أو أَبُو حنيفة؟ قال: غلام من غلمان أبي حنيفة أفقه من سفيان.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنيفي، أخبرنا عبد الله بن محمّد الحلواني، حدّثنا مكرم ابن أحمد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد- يَعْنِي الحماني- قَالَ: سمعت سجادة يقول:
دخلت أنا وأبو مسلم المستملي على يزيد بن هارون- وهو نازل ببغداد على منصور ابن المهدي- فصعدنا إلى غرفة هو فيها فقال له أَبُو مسلم: ما تقول يا أبا خالد في أبي حنيفة والنظر في كتبه؟ قال: انظروا فيها إن كنتم تريدون أن تفقهوا فإني ما رأيت أحدا من الفقهاء يكره النظر في قوله، ولقد احتال الثوري في كتاب الرهن حتى نسخه.
أَخْبَرَنَا الخلال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا محمّد بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا أَبُو كريب قَالَ: سمعت عَبْد الله بْن المبارك يقول:
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن الفضل المذكر، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد المروزيّ، حدّثنا أبو حمزة- يعني ابن حمزة- قال: سمعت أبا وهب مُحَمَّد بن مزاحم يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يَقُول: رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس فسفيان الثوري، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة، ثم قال: ما رأيت في الفقه مثله.
أخبرنا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مغلس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مقاتل قال: سمعت ابن المبارك قال: إن كان الأثر قد عرف واحتيج إلى الرأي، فرأي مالك، وسفيان وأبي حنيفة، وأبو حنيفة أحسنهم وأدقهم فطنة، وأغوصهم على الفقه، وهو أفقه الثلاثة.(13/342)
وقال أَحْمَد بن مُحَمَّد: حَدَّثَنَا نصر بن علي قال: سمعت أبا عاصم النبيل سئل:
أيما أفقه سفيان أو أَبُو حنيفة؟ فقال: إنما يقاس الشيء إلى شكله، أَبُو حنيفة فقيه تام الفقه، وسفيان رجل متفقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم- أَبُو حمزة المروزي- قال: سمعت ابن أعين أبا الوزير المروزي قَالَ: قَالَ عبد الله: - يعني ابن المبارك- إذا اجتمع سفيان وأبو حنيفة! فمن يقوم لهما على فتيا؟
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي بن محمّد المعدل، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا الوليد بن شجاع، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: كان عبد الله بن المبارك يقول: إذا اجتمع هذان على شيء فذاك قوي- يعني الثوري وأبا حنيفة-.
أخبرنا التنوخي، حدثني أبي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حَمْدَانَ بْن الصّبّاح، حدّثنا أحمد بن الصّلت بن المغلس، حدّثنا الحماني، حَدَّثَنَا ابن المبارك قال: رأيت مسعرا في حلقة أبي حنيفة جالسا بين يديه، يسأله ويستفيد منه، وما رأيت أحدا قط تكلم في الفقه أحسن من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن علي، حَدَّثَنَا أَبُو عروبة الحراني قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت ابن المبارك يقول: إن كان أحد ينبغي له أن يقول برأيه، فأبو حنيفة ينبغي له أن يقول برأيه.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: حَدَّثَنِي علي بن أبي الربيع قال:
سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت عبد الله بن داود. قال جدي: وَحَدَّثَنِيه إبراهيم بن هاشم قال: بشر حَدَّثَنِيه عن ابن داود- قال: إذا أردت الآثار- أو قال الحديث، وأحسبه قال والورع- فسفيان، وإذا أردت تلك الدقائق، فأبو حنيفة.
أَخْبَرَنَا الخلال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا عمر بن شهاب العبدي، حدّثنا جندل بن والق، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن بشر قال: كنت أختلف إلى أبي حنيفة وإلى سفيان فآتي أبا حنيفة فيقول لي من أين جئت؟ فأقول من عند سفيان.(13/343)
فيقول لقد جئت من عند رجل لو أن علقمة والأسود حضرا لاحتاجا إلى مثله، فآتي سفيان فيقول لي من أين؟ فأقول من عند أبي حنيفة. فيقول لقد جئت من عند أفقه أهل الأرض.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن شعيب البخاريّ، حدّثنا علي ابن موسى القمي قال: سمعت مُحَمَّد بن عمار يقول: قال علي بن عاصم: كنا في مجلس فذكر أَبُو حنيفة، فقال لي خالد الطحان: ليت بعض علمه بيني وبينك.
أَخْبَرَنَا علي بن القاسم البصريّ، حدّثنا علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا أبو قلابة، حَدَّثَنَا بكر بن يحيى بن زبان عن أبيه قال: قال لي أَبُو حنيفة: يا أهل البصرة أنتم أورع منا، ونحن أفقه منكم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ، حدّثنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: كان أَبُو حنيفة صاحب غوص في المسائل.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيب، حَدَّثَنِي أَبُو مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعيد أَبُو عبد الله الكاتب قال: سمعت عبد الله بن داود الخريبي يقول: يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبي حنيفة في صلاتهم قال: وذكر حفظه عليهم السنن والفقه.
أخبرنا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا أَبُو علي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن محمّد بن إسحاق المعدل النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بلال قال: سمعت محمّد ابن يزيد يقول: سمعت عبد الله بن يزيد المقرئ يقول: ما رأيت أسود رأس أفقه من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل وأبو الفتح الضّبّيّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن مخزوم، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ- وكان إذا حَدَّثَنَا عن أبي حنيفة- قَالَ: حَدَّثَنَا شاهنشاه.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن مخلد البلخيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد البلخي قال: سمعت شداد بن حكيم يقول: ما رأيت أعلم من أبي حنيفة.(13/344)
وقال النخعي: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الفارسي قال: سمعت مكي بن إبراهيم ذكر أبا حنيفة فقال: كان أعلم أهل زمانه.
أَخْبَرَنَا التنوخي، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن حمدان بن الصّبّاح، حدّثنا أحمد ابن الصلت قال: سمعت مليح بن وكيع يقول: سمعت أبي يقول: ما لقيت أحدا أفقه من أبي حنيفة، ولا أحسن صلاة منه.
وقال ابن الصلت: سمعت الحسين بن حريث يقول: سمعت النضر بن شميل يقول: كان الناس نياما عن الفقه حتى أيقظهم أَبُو حنيفة بما فتقه، وبينه، ولخصه.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سَيَّارٍ قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول:
سمعت يحيى بن سعيد يقول: كم من شيء حسن قد قاله أَبُو حنيفة.
أَخْبَرَنَا علي بن القاسم الشّاهد، حدّثنا علي بن إسحاق المادراني قال: سمعت أبا جعفر بن أشرس يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى القطان يقول:
لا نكذب الله، ربما آخذ بالشيء من رأى أبي حنيفة.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر بن محمّد الدّمشقيّ- بها- حدثني أبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن سعيد الْقَاضِي قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: سمعت يَحْيَى بْن سعيد القطان يَقُولُ: لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، ولقد أخذنا بأكثر أقواله. قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد يذهب في الفتوى إلى قول الكوفيين، ويختار قوله من أقوالهم، ويتبع رأيه من بين أصحابه.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي قَالَ: سمعت حمزة بن علي البصري يَقُولُ: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيّ يَقُولُ: الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه.
أَخْبَرَنَا علي بن القاسم، حدّثنا علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا زكريا بن عبد الرّحمن، حدثني عبد الله بن أحمد قال: قال هارون بن سعيد: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحدا أفقه من أبي حنيفة.
قلت: أراد بقوله ما رأيت، ما علمت.(13/345)
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بن يونس الواعظ، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى الدقاق، حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد- أَبُو إسحاق البخاريّ- حدّثنا عبّاس بن عزيز أبو الفضل القطّان، حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى قال: سمعت مُحَمَّد ابن إدريس الشافعي يقول: الناس عيال على هؤلاء الخمسة، من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة قال: وسمعته- يعني الشافعي- يقول: كان أَبُو حنيفة ممن وفق له الفقه، ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى، ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على مُحَمَّد بن إسحاق، ومن أراد أن يتبحر فِي النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان.
أَخْبَرَنَا التنوخي، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن حمدان، حدثنا أحمد بن الصلت الحماني قال: سمعت أبا عبيد يقول: سمعت الشافعي يقول: من أراد أن يعرف الفقه فليلزم أبا حنيفة وأصحابه، فإن الناس كلهم عيال عليه في الفقه.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرني محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخارى- قال: سمعت علي بن الحسن بن عبد الرحيم الكندي يقول: سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن عمر الأديب يقول: سمعت يعقوب ابن إبراهيم بن أبي خيران يقول: سمعت الحسن بن عثمان الْقَاضِي يقول: وجدت العلم بالعراق والحجاز ثلاثة، علم أبي حنيفة وتفسير الكلبي، ومغازي محمّد بن إسحاق.
أخبرنا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم، حدّثنا مكرم بن أحمد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القراءة عندي قراءة حمزة، والفقه فقه أبي حنيفة، على هذا أدركت الناس.
أخبرني إبراهيم بن مخلد المعدل، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ- إملاء- حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: سمعت سفيان بن عيينة يقول: شيئان ما ظننت أنهما يجاوزان قنطرة الكوفة وقد بلغا الآفاق:
قراءة حمزة، ورأي أَبِي حنيفة.(13/346)
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم قَالَ: أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان يزيد بن زريع يقول: - وذكر أبو حنيفة- هيهات طارت بفتياه البغال الشهب.
أَخْبَرَنَا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم حدّثنا إبراهيم بن مخلد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سهل قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن هانئ قال: سمعت جعفر بن الربيع يقول:
أقمت على أبي حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه، فإذا سئل عن شيء من الفقه تفتح وسال كالوادي، وسمعت له دويا وجهارة بالكلام.
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن بهلول قال: هذا كتاب جدي إِسْمَاعِيل بن حماد- فقرأت فيه، حَدَّثَنِي سعيد بن سويد القرشي قال: سمعت إبراهيم بن عكرمة المخزومي يقول:
ما رأيت أحدا أورع ولا أفقه من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري، حدّثنا المعافى بن زكريا، حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري، حدثني محمّد بن منصور القاضي، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا علي بن عاصم قال: دخلت على أبي حنيفة وعنده حجام يأخذ من شعره فقال للحجام: تتبع مواضع البياض، قال الحجام: لا ترد، قال: ولم؟ قال: لأنه يكثر. قال: فتتبع مواضع السواد لعله يكثر. بلغني أن شريكا حكيت له هذه الحكاية عن أبي حنيفة فضحك وقال: لو ترك قياسه تركه مع الحجام.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، وَمُحَمَّد بن عبد الملك القرشي- قال الحسن حَدَّثَنَا.
وقال محمد أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الرازي، حدّثنا علي بن أحمد الفارسيّ الفقيه، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضيل الزاهد قال: سمعت أبا مطيع يقول: مات رجل وأوصى إلى أبي حنيفة وهو غائب، قال: فقدم أَبُو حنيفة، فارتفع إلى ابن شبرمة، وادعى الوصية وأقام البينة أن فلانا مات وأوصى إليه، فقال له ابن شبرمة: يا أبا حنيفة احلف أن شهودك شهدوا بحق، قال ليس علي يمين كنت غائبا، قال: ضلت مقاليدك يا أبا حنيفة، قال: ضلت مقاليدي؟! ما تقول في أعمى شج فشهد له شاهدان أن فلانا شجه، على الأعمى يمين أن شهوده شهدوا بالحق ولا يرى.
أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سليمان المروزي- قدم علينا- قال: قرئ على عبد الله بن علي(13/347)
القزاز عن أَحْمَد بن إسحاق عن النضر بن مُحَمَّد قال: دخل قتادة الكوفة ونزل في دار أبي بردة، فخرج يوما وقد اجتمع إليه خلق كثير، فقال قتادة: والله الذي لا إله إلا هو ما يسألني اليوم أحد عن الحلال والحرام إلا أجبته، فقام إليه أَبُو حنيفة فقال:
يا أبا الخطاب ما تقول في رجل غاب عن أهله أعواما فظنت امرأته أن زوجها مات فتزوجت، ثم رجع زوجها الأول ما تقول في صداقها؟ وقال لأصحابه الذين اجتمعوا إليه: لئن حدث بحديث ليكذبن، ولئن قال برأي نفسه ليخطئن فقال قتادة: ويحك أوقعت هذه المسألة؟ قال لا، قال: فلم تسألني عما لم يقع؟ قال أَبُو حنيفة إنا نستعد للبلاء قبل نزوله، فإذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه. قال قتادة: والله لا أحدثكم بشيء من الحلال والحرام، سلوني عن التفسير، فقام إليه أَبُو حنيفة فقال له:
يا أبا الخطاب ما تقول في قول الله تعالى: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
[النحل 40] قال نعم، هذا آصف بن برخيا بن شمعيا كاتب سليمان بن داود كان يعرف اسم الله الأعظم، فقال أَبُو حنيفة: هل كان يعرف الاسم سليمان؟ قال لا، قال: فيجوز أن يكون في زمن نبي من هو أعلم من النبي؟ قال فقال قتادة: والله لا أحدثكم بشيء من التفسير، سلوني عما اختلف فيه العلماء، قال: فقام إليه أَبُو حنيفة فقال: يا أبا الخطّاب أمؤمن أنت؟ قال: أرجوا! قال: ولم؟ قال: لقول إبراهيم عليه السلام: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ
[الشعراء 82] فقال أبو حنيفة: مهلا قلت كما قال إبراهيم عليه السلام:
قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى
[البقرة 260] فهلا قلت بلى؟ قال فقام قتادة مغضبا ودخل الدار وحلف ألا يحدثهم.
أخبرنا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد- يعني الحماني- حَدَّثَنَا الفضل بن غانم قال: كان أَبُو يوسف مريضا شديد المرض، فعاده أَبُو حنيفة مرارا، فصار إليه آخر مرة فرآه مقبلا فاسترجع، ثم قال: لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين، ولئن أصيب الناس بك ليموتن معك علم كثير، ثم رزق العافية وخرج من العلة، فأخبر أبو يوسف يقول أبي حنيفة، فارتفعت نفسه، وانصرفت وجوه الناس إليه فقعد لنفسه مجلسا في الفقه وقصر عن لزوم مجلس أبي حنيفة، فسأل عنه، فأخبر أنه قد قعد لنفسه مجلسا، وأنه قد بلغه كلامك فيه، فدعا رجلا كان له عنده قدر فقال: صر إلى مجلس يَعْقُوب فقل له: ما تقول في رجل دفع إلى قصار ثوبا ليقصره بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له(13/348)
القصار: مالك عندي شيء وأنكره، ثم إن رب الثوب رجع إليه فدفع إليه الثوب مقصورا، أله أجرة؟ فإن قال له أجرة فقل أخطأت، وإن قال لا أجرة له فقل أخطأت.
فصار إليه فسأله فقال أَبُو يوسف: له الأجرة، فقال أخطأت. فنظر ساعة ثم قال: لا أجرة له فقال أخطأت، فقام أَبُو يوسف من ساعته فأتى أبا حنيفة، فقال له: ما جاء بك إلا مسألة القصار؟ قال: أجل! قال: سبحان الله من قعد يفتي الناس وعقد مجلسا يتكلم في دين الله وهذا قدره لا يحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات، فقال يا أبا حنيفة علمني، فقال أن كان قصره بعد ما غصبه فلا أجرة له، لأنه قصره لنفسه، وإن كان قصره قبل أن يغصبه فله الأجرة لأنه قصره لصاحبه. ثم قال: من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: أملى علي بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عبد الله بن المبارك أبا حنيفة:
رأيت أبا حنيفة كل يوم ... يزيد نبالة ويزيد خيرا
وينطق بالصواب ويصطفيه ... إذا ما قال أهل الجور جورا
يقايس من يقايسه بلب ... فمن ذا يجعلون له نظيرا
كفانا فقد حماد وكانت ... مصيبتنا به أمرا كبيرا
فرد شماتة الأعداء عنا ... وأبدى بعده علما كثيرا
رأيت أبا حنيفة حين يؤتى ... ويطلب علمه بحرا غزيرا
إذا ما المشكلات تدافعتها ... رجال العلم كان بها بصيرا
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنيفي قَالَ: أنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ عبد اللَّه بْن محمد الشاهد، أنشدنا مكرم بن أَحْمَد- لأبي القاسم غسان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سالم التّميميّ:
وضع القياس أَبُو حنيفة كله ... فأتى بأوضح حجة وقياس
وبنى على الآثار رأس بنائه ... فأتت غوامضه على الأساس
والناس يتبعون فيها قوله ... لما استبان ضياؤه للناس
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل النّيسابوريّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنِي أَحْمَد بن(13/349)
يحيى أبو يحيى السّمرقنديّ، حدّثنا نصر بن يحيى البلخي، حَدَّثَنَا الحسن بن زياد اللؤلؤي قال: كانت هاهنا امرأة يقال لها أم عمران مجنونة، وكانت جالسة في الكناسة فمر بها رجل فكلمها بشيء، فقالت له: يا ابن الزانيين. وابن أبي ليلى حاضر يسمع ذلك فقال للرجل: أدخلها عَليّ المسجد، وأقام عليها حدين حدا لأبيه، وحدا لأمه، فبلغ ذلك أبا حنيفة فقال: أخطأ فيها في ستة مواضع، أقام الحد في المسجد، ولا تقام الحدود في المساجد، وضربها قائمة والنساء يضربن قعودا، وضرب لأبيه حدا ولأمه حدا ولو أن رجلا قذف جماعة كان عليه حد واحد، وجمع بين حدين ولا يجمع بين حدين حتى يخف أحدهما، والمجنونة ليس عليها حد، وحد لأبويه وهما غائبان لم يحضرا فيدعيان. فبلغ ذلك ابن أبي ليلى فدخل على الأمير فشكى إليه وحجر على أبي حنيفة. وقال: لا يفتي، فلم يفت أياما حتى قدم رسول من ولي العهد فأمر أن يعرض على أبي حنيفة مسائل حتى يفتي فيها. فأبَى أَبُو حنيفة وقال:
أنا محجور علي، فذهب الرسول إلى الأمير فقال الأمير قد أذنت له، فقعد فأفتى.
أخبرنا التنوخي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله الوراق الدوري، أخبرنا أحمد بن القاسم ابن نصر أخو أبي اللّيث الفرائضيّ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ العجلي قال: قال رجل بالشام للحكم بن هشام الثقفي: أَخْبَرَنِي عن أبي حنيفة، قال: على الخبير سقطت، كان أَبُو حنيفة لا يخرج أحدا من قَبَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يخرج من الباب الذي منه دخل، وكان من أعظم الناس أمانة، وأراده سلطاننا على أن يتولى مفاتيح خزائنه أو يضرب ظهره، فاختار عذابهم على عذاب الله. فقال له: ما رأيت أحدا وصف أبا حنيفة بمثل ما وصفته به. قال: هو كما قلت لك.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق قال: شهدت أبا حنيفة في مسجد الخيف فسأله رجل عن شيء فأجابه. فقال رجل: إن الحسن يقول كذا وكذا. قال أَبُو حنيفة: أخطأ الحسن، قال فجاء رجل مغطى الوجه قد عصب على وجهه فقال:
أنت تقول أخطأ الحسن يا ابن الزانية؟ ثم مضى، فما تغير وجهه ولا تلون، ثم قال:
إي والله أخطأ الحسن وأصاب ابن مسعود.(13/350)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدّثنا محمود بن محمّد المروزيّ، حَدَّثَنَا حامد بن آدم قال: سمعت سهل بن مزاحم يقول:
سمعت أبا حنيفة يقول: فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
[الزمر 18] قال كان أَبُو حنيفة يكثر من قول: اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبي، حَدَّثَنِي أَبُو خازم الْقَاضِي قال: حَدَّثَنِي شعيب بن أيوب الصريفيني قال:
سمعت الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: قولنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا.
وأخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الأبهري، حدّثنا أبو عروبة الحرّانيّ، حَدَّثَنَا سليمان بن سيف قال: سمعت أبا عاصم يقول: قال رجل لأبي حنيفة: متى يحرم الطعام على الصائم؟ قال: إذا طلع الفجر، قال: فقال له السائل: فإن طلع نصف الليل؟ قال: فقال له أَبُو حنيفة: قم يا أعرج.
ما ذكر من عبادة أبي حنيفة وورعه:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ حبيش الرازي قَالَ: سمعت محمد بن أحمد بن عصام يقول: سمعت مُحَمَّد بن سعد العوفي يَقُولُ:
سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى القطان يقول: جالسنا والله أبا حنيفة وسمعنا منه، وكنت والله إذا نظرت إليه عرفت في وجهه أنه يتقي الله عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ:
حدّثنا إبراهيم بن الوليد، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الحسن بن مُحَمَّد الليثي يقول: قدمت الكوفة فسألت عن أعبد أهلها فدفعت إلى أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق قال: سمعت أبا نصر وأبا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بن نصر بن مُحَمَّد بن إشكاب البخاري قَالَ: سمعت أبا إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن سفيان يقول: سمعت علي بن سلمة يقول: سمعت(13/351)
سفيان بن عيينة يقول: رحم الله أبا حنيفة كان من المصلين- أعني أنه كان كثير الصّلاة-.
أخبرنا التنوخي، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن حمدان بن الصّبّاح، حدّثنا أحمد ابن الصلت الحماني قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم مكة رجل في وقتنا أكثر صلاة من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك القرشيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الرازي، حدّثنا علي بن أحمد الفارسيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضيل قال: قال أَبُو مطيع: كنت بمكة، فما دخلت الطواف في ساعة من ساعات الليل إلا رأيت أبا حنيفة وسفيان في الطواف.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مقاتل بن صالح أَبُو علي المطرز قال: سمعت يحيى بن أيوب الزاهد يقول:
كان أَبُو حنيفة لا ينام الليل.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن فارس- فيما أذن لي أن أرويه عنه- قَالَ: حدّثنا هارون بن سليمان، حدّثنا علي بن المديني قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان أَبُو حنيفة له مروءة، وله صلاة في أول زمانه. قال سفيان: اشترى أبي مملوكا فأعتقه، وكان له صلاة من الليل في داره، فكان الناس ينتابونه فيها يصلون معه من الليل، فكان أَبُو حنيفة فيمن يجيء يصلي.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن بكر قال: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: كان أَبُو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته.
أَخْبَرَنِي الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن نوح قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد السلمي، حَدَّثَنَا حفص بن عَبْد الرَّحْمَن قال: كان أَبُو حنيفة يحيي الليل بقراءة القرآن في ركعة ثلاثين سنة.
وقال ابن سعيد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أبي قال: سمعت زافر ابن سليمان يقول: كان أَبُو حنيفة يحيي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن المعدل، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الكاغدي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن يَعْقُوب بن الحارث الحارثي(13/352)
البخاريّ- ببخاري- حدّثنا أحمد بن الحسين البلخيّ، حَدَّثَنَا حماد بن قريش قال:
سمعت أسد بن عمرو [1] يقول: صلى أَبُو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه، وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة.
أَخْبَرَنِي الحُسَيْن بن مُحَمَّد أخو الخلّال، حدّثنا إسحاق بن محمّد بن حمدان المهلبي- ببخاري- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، حدّثنا قيس بن أبي قيس، حدّثنا محمّد بن حرب المروزيّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ عن أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا مات أَبِي سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فَلَمَّا غسله قَالَ:
رحمك الله وغفر لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة ولم تتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك، وفضحت القراء.
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد المعدل، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل النّيسابوريّ، حدّثنا أحمد بن هارون الفقيه، حدثني محمّد بن المنذر ابن سعيد الهرويّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَهْل بن منصور المَرْوَزِيّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم قَالَ: سَمِعْتُ منصور بن هاشم يَقُولُ: كُنَّا مَعَ عَبْد الله بن المبارك بالقادسية إِذْ جاءه رجلٌ من أهل الكوفة فوقع في أَبِي حنيفة، فَقَالَ لَهُ عَبْد الله: ويحك أتقع في رجل صلى خمسًا وأربعين سنة خمس صلوات على وضوء واحد؟ وَكَانَ يجمع القُرْآن في ركعتين في ليلة، وتعلمت الفقه الَّذِي عندي من أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الخلّال، حدّثنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا محمد بن الحسن ابن مكرم، حَدَّثَنَا بِشْر بن الوليد عن أَبِي يُوسُف قَالَ: بينا أَنَا أمشي مَعَ أَبِي حنيفة سمعت [2] رجلا يَقُولُ لرجل، هَذَا أَبُو حنيفة لا ينام الليل، فَقَالَ أَبُو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لا أفعل، فَكَانَ يحيى الليل صلاةً، ودعاءً، وتضرعًا.
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ وَالجَوْهَرِيّ قالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الخرقي، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يزيد بْن سليم- مولى بني هاشم- قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن فضيل قَالَ: كُنْت مَعَ جماعة فأقبل أَبُو حنيفة، فقال بعض
__________
[1] في المطبوعة: «سمعت أسد بن عمر» .
[2] في المطبوعة: «إذ سمع» .(13/353)
القوم: ما ترونه ما ينام هَذَا الليل. قَالَ وَسَمِعَ أَبُو حنيفة ذَلِكَ فَقَالَ: أراني عند النَّاس خلاف ما أَنَا عند الله، لا توسدت فراشا حَتَّى ألقى الله. قَالَ يَحْيَى: كَانَ أَبُو حنيفة يقوم الليل كله حَتَّى تُوُفِّي- أَوْ قَالَ حَتَّى مات-.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ- بالري- أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن المذكر، حَدَّثَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن موسى الفارسي، حدّثنا محمّد بن فضيل العابد، حدّثنا أبو يحيى الحماني، حَدَّثَنِي سلم بن سالم عن أَبِي الجويرية قَالَ: صحبت حَمَّاد بن أَبِي سُلَيْمَان ومحارب بن دثار وعلقمة ابن مرثد وعون بن عَبْد الله، وصحبت أَبَا حنيفة فما كَانَ في القوم رجل أحسن ليلا من أَبِي حنيفة. لقد صحبته أشهرًا فما منها ليلة وضع فيها جنبه. قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحماني عن بعض أصحابه أَنَّ أَبَا حنيفة كَانَ يصلي الفجر بوضوء العشاء، وَكَانَ إِذَا أراد أن يصلي من الليل تزين حَتَّى يسرح لحيته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا نصر. وأخبرنا الحسن ابن أبي بكر، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر أَحْمَد بْن نصر بن محمد بن إشكاب البخاري قال: سمعت محمد بن خلف بن رجاء يقول: سمعت مُحَمَّد بن سلمة عن ابن أَبِي معاذ عن مسعر بن كدام قَالَ: أتيت أَبَا حنيفة في مسجده فرأيته يصلي الغداة ثُمَّ يجلس للناس في العلم إلى أن يصلي الظهر، ثم يجلس إلى العصر، فإذا صلى العصر جلس إلى المغرب، فإذا صلى المغرب جلس إلى أن يصلي العشاء، فَقُلْتُ في نفسي:
هَذَا الرجل في هَذَا الشغل مَتَى يتفرغ للعبادة؟ لأتعاهدنه الليلة، قَالَ: فتعاهدته فَلَمَّا هدأ النَّاس خرج إلى المسجد فانتصب للصلاة إلى أن طلع الفجر، ودخل منزله ولبس ثيابه، وخرج إلى المسجد وصلى الغداة، فجلس للنَّاس إلى الظهر، ثُمَّ إلى العصر، ثُمَّ إلى المغرب، ثُمَّ إلى العشاء، فَقُلْتُ في نفسي: إِنَّ الرجل قد تنشط الليلة، لا تعاهدنه الليلة، فتعاهدته فَلَمَّا هدأ النَّاس خرج فانتصب للصلاة، ففعل كفعله في الليلة الأولى، فَلَمَّا أصبح خرج إلى الصَّلاة وفعل كفعله في يوميه، حَتَّى إِذَا صلى العشاء قُلْتُ في نفسي إِنَّ الرجل لينشط الليلة والليلة، لا تعاهدنه الليلة ففعل كفعله في ليلتيه، فَلَمَّا أصبح جلس كذلك، فَقُلْتُ في نفسي لألزمنه إلى أن يموت أَوْ أموت، قَالَ فلازمته في مسجده. قَالَ ابن أَبِي معاذ: فبلغني أَنَّ مسعرًا مات في مسجد أَبِي حنيفة في سجوده.(13/354)
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا محمّد بن على بن عفّان، حَدَّثَنَا عَليّ بن حفص البَزَّاز قَالَ: سَمِعْتُ حفص بن عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ سَمِعَت مسعر بن كدام يَقُولُ: دخلت ذات ليلة المسجد فرأيت رجلا يصلي فاستحليت قراءته فقرأ سبعا، فقلت يركع، ثم قرأ الثلث، ثم قرأ النصف، فلم يزل يقرأ القُرْآن حَتَّى ختمه كله في ركعة، فنظرت فَإِذَا هُوَ أَبُو حنيفة.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن مَخْلَد البلخيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن رستم المَرْوَزِيّ قَالَ سَمِعْتُ خارجة بن مُصْعَب يَقُولُ: ختم القُرْآن في ركعة [1] أربعة من الأئمة، عُثْمَان بن عَفَّان، وتميم الداري، وَسَعِيد بن جُبَيْر، وَأَبُو حنيفة.
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مَخْلَد: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يَحْيَى الباهليّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن نصر.
قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة ربما ختم القُرْآن في شهر رمضان ستين ختمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْر الوكيل وَأَبُو الفتح الضبي. قالا: أَخْبَرَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد الحماني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يُونُس قَالَ:
سَمِعْتُ زائدة يَقُولُ: صليت مَعَ أَبِي حنيفة في مسجده عشاء الآخرة وخرج النَّاس ولم يعلم أني في المسجد، وأردت أن أسأله عن مسألة من حيث لا يراني أحد قَالَ فقام فقرأ- وقد افتتح الصَّلاة- حَتَّى بلغ إلى هذه الآية: فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ
[الطور 27] فأقمت في المسجد أنتظر فراغه فلم يزل يرددها حَتَّى أذن المُؤَذِّن لصلاة الفجر.
وَقَالَ أَحْمَد بن مُحَمَّد: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْم ضرار بن صرد يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بن الكميت يقول- وكان من خيار الناس- كَانَ أَبُو حنيفة شديد الخوف من الله، فقرأ بنا عَليّ بن الحُسَيْن المُؤَذِّن ليلة في عشاء الآخرة: إِذا زُلْزِلَتِ
وَأَبُو حنيفة خلفه، فَلَمَّا قضى الصَّلاة وخرج النَّاس، نظرت إلى أَبِي حنيفة وَهُوَ جالس يفكر ويتنفس، فَقُلْتُ أقوم لا يشتغل قلبه بي، فَلَمَّا خرجت تركت القنديل ولم يكن فيه إِلا زيت قليل، فجئت وقد طلع الفجر وَهُوَ قائم قد أخذ بلحية نفسه وَهُوَ يَقُولُ: يا من يجزي بمثقال ذرة خير خيرًا، ويا من يجزي بمثقال ذرة شر شرًا، أجر النُّعْمَان عبدك من النار، وما يقرب منها من السوء، وأدخله في سعة رحمتك قَالَ: فأذنت فَإِذَا القنديل يزهر وَهُوَ قائم، فلما دخلت قال: تريد أن تأخذ القنديل قَالَ: قُلْتُ قد أذنت لصلاة الغداة، قال
__________
[1] في المطبوعة: «ختم القرآن في الكعبة» تصحيف.(13/355)
اكتم عَليّ ما رَأَيْت، وركع ركعتي الفجر وجلس حَتَّى أقمت الصَّلاة وصلى معنا الغداة على وضوء أول الليل.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا بختري بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن قال: حدثني القاسم بن معين: أَنَّ أَبَا حنيفة قام ليلة بهذه الآية: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ
[القمر 46] يرددها ويبكي ويتضرع.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن الرّبيع، حَدَّثَنَا حبان بن موسى قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن المبارك يَقُولُ: قدمت الكوفة فسألت عن أورع أهلها فقالوا أَبُو حنيفة.
وَقَالَ سُلَيْمَان: سَمِعْتُ مكي بن إِبْرَاهِيم يَقُولُ: جالست الكوفيّين فما رأيت أورع من أَبِي حنيفة.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا الحسين بن الحكم الحبري، حَدَّثَنَا عَليّ بن حفص البَزَّاز قَالَ:
كَانَ حفص بن عَبْد الرَّحْمَن شريك أَبِي حنيفة، وَكَانَ أَبُو حنيفة يجهز عَلَيْهِ، فبعث إِلَيْهِ في رفقة بمتاع وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيبا فَإِذَا بعته فبين، فباع حفص المتاع ونسي أن يبين ولم يعلم ممن باعه، فَلَمَّا علم أَبُو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.
أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا: حدثنا عمر بن أحمد، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن المغلس الحمني قال: حدّثنا مليح بن وكيع، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة قد جعل على نفسه ألا يحلف بالله في عرض كلامه إِلا تصدق بدرهم، فحلف فتصدق بِهِ، ثُمَّ جعل عَلَى نفسه إن حلف أن يتصدق بدينار، فَكَانَ إِذَا حلف صادقا في عرض الكلام تصدق بدينار، وَكَانَ إِذَا أنفق عَلَى عياله نفقة تصدق بمثلها، وَكَانَ إِذَا اكتسى ثوبًا جديدا كسى بقدر ثمنه الشيوخ العُلَمَاء، وَكَانَ إِذَا وضع بين يديه الطعام أخذ منه فوضعه عَلَى الخبز حَتَّى يأخذ منه بقدر ضعف ما كَانَ يأكل، فيضعه عَلَى الخبز ثُمَّ يعطيه إنسانا فقيرا، فإن كَانَ في الدار من عياله إِنْسَان يحتاج إِلَيْهِ دفعه إِلَيْهِ وإلا أعطاه مسكينا.
أخبرنا التنوخي، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن حمدان، حدثنا أحمد بن الصلت الحماني قال: سمعت مليح بن وكيع يقول: سمعت أبي يقول: كَانَ والله أَبُو حنيفة عظيم الأمانة، وَكَانَ الله في قلبه جليلا كبيرا عظيما، وَكَانَ يؤثر رضاء ربه عَلَى كل(13/356)
شيء، ولو أخذته السيوف في الله لاحتمل، رحمه الله ورضى عنه رضى الأبرار فلقد كَانَ منهم.
أَخْبَرَنَا الحَسَن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حَدَّثَنَا محمود بن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله الخلال ذكروا لَهُ عن حامد بن آدم أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن المبارك يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدا أورع من أَبِي حنيفة، فَقَالَ من رأيي أن أخرج إلى حامد في هَذَا الحرف الواحد أسمع منه.
وأخبرنا الحسن، أخبرنا ابن الصّوّاف، حَدَّثَنَا محمود بن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ قَالَ:
سَمِعْتُ حامد بن آدم يَقُول: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يَقُول: ما رَأَيْت أحدا أورع من أَبِي حنيفة، وقد جرب بالسياط والأموال.
أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحِيم المازني، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو الحسن الديباجي، حَدَّثَنَا زيد بن أخزم قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن صهيب الكلبي يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت يتمثل كثيرا:
عطاء ذي العرش خير من عطائكم ... وسيبه واسع يرجى وينتظر
أنتم يكدر ما تعطون منكم ... والله يعطي بلا من ولا كدر
أَخْبَرَنَا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا سَعِيد القصار قَالَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّد بن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المسعودي عن أَبِيهِ قَالَ: ما رَأَيْت أحسن أمانة من أَبِي حنيفة، مات يوم مات وعنده ودائع بخمسين ألفا، ما ضاع منها ولا درهم واحد.
وَقَالَ النخعي: حدّثنا إبراهيم بن مخلد، حَدَّثَنَا بَكْر العمي عن هلال بن يَحْيَى عن يُوسُف السمتي أن أَبَا جَعْفَر المنصور أجاز أَبَا حنيفة بثلاثين ألف درهم في دفعات فَقَالَ: يا أمير المؤمنين إني ببَغْدَاد غريب وَلَيْسَ لها عندي موضع، فأجعلها في بيت المال، فأجابه المنصور إلى ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمَّا مات أَبُو حنيفة أخرجت ودائع النَّاس من بيته، فَقَالَ المنصور: خدعنا أَبُو حنيفة.
وقال النخعي: حدّثنا سوادة بن علي، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ:
سمعت مغيث بن بديل يقول: قال خارجة بن مُصْعَب: أجاز المنصور أَبَا حنيفة بعشرة آلاف درهم فدعي ليقبضها، فشاورني وَقَالَ: هَذَا رجل إن رددتها عليه غضب، وإن قبضتها دخل عَليّ في ديني ما أكرهه؟ فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا المال عظيم في عينه، فَإِذَا دعيت(13/357)
لتقبضها فقل لم يكن هَذَا أملي من أمير المؤمنين، فدعي ليقبضها فَقَالَ ذَلِكَ، فرفع إِلَيْهِ خبره فحبس الجائزة، قَالَ: فَكَانَ أَبُو حنيفة لا يكاد يشاور في أمره غيري.
ما ذكر من جود أَبِي حنيفة وسماحه وحسن عهده:
أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْر الوكيل وَأَبُو الفتح الضبي قالا: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد الحماني، حدّثنا عاصم بن علي قال:
سمعت القيس بن الربيع يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة رجلا ورعا فقيها محسودا، وَكَانَ كثير الصلة والبر لكل من لجأ إليه، كثير الإفضال عَلَى إخوانه، قَالَ: وَسَمِعْتُ قيسا يَقُولُ:
كَانَ النُّعْمَان بن ثابت من عقلاء الرجال. وَقَالَ مكرم: حدّثنا أحمد بن عطية، حَدَّثَنَا الحَسَن بن الربيع قَالَ: كَانَ قيس بن الربيع يحَدّثَنِي عن أَبِي حنيفة أَنَّهُ كَانَ يبعث بالبضائع إلى بَغْدَاد فيشتري بها الأمتعة ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم وكسوتهم وجميع حوائجهم، ثُمَّ يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم فيقول: أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إِلا الله، فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عَليّ فيكم، وهذه أرباح بضائعكم فَإِنَّهُ هُوَ والله مما يجريه الله لكم عَلَى يدي، فما في رزق الله حولٌ لغيره.
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن علي الحنيفي، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ، حدثني حجر ابن عَبْد الجبار قَالَ: ما رأى النَّاس أكرم مجالسة من أَبِي حنيفة، ولا إكراما لأصحابه.
قَالَ حجر: كَانَ يُقَال إِنَّ ذوي الشرف أتم عقولا من غيرهم.
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الخازمي، حَدَّثَنَا حسين بن سَعِيد اللَّخْميّ قَالَ:
سَمِعْتُ حفص بن حمزة القُرَشِيّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة ربما مر بِهِ الرجل فيجلس إِلَيْهِ لغير قصد ولا مجالسة، فَإِذَا قام سَأَلَ عَنْهُ فإن كانت بِهِ فاقة وصله، وإن مرض عاده حَتَّى يجره إلى مواصلته، وَكَانَ أكرم الناس مجالسة.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا أَحْمَد بن عَمَّار بن أَبِي مالك الجنبي عن أَبِيهِ عن الحَسَن بن زياد قَالَ: رَأَى أَبُو حنيفة عَلَى بعض جلسائه ثيابا رثة، فأمره فجلس حَتَّى تفرق النَّاس وبقي وحده. فَقَالَ لَهُ: ارفع المصلى وخذ ما(13/358)
تحته، فرفع الرجل المصلى فَكَانَ تحته ألف درهم، فَقَالَ لَهُ: خذ هذه الدراهم فغير بها من حالك، فَقَالَ الرجل: إني موسر وَأَنَا في نعمة ولست أحتاج إليها، فَقَالَ لَهُ: أَمَّا بلغك الحديث: «إِنَّ الله يحب أن يرى أثر نعمته عَلَى عبده» [1] ؟ فينبغي لك أن تغير حالك حَتَّى لا يغتم بك صديقك.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عَفَّان، حدّثنا إسماعيل بن يوسف السنبري [2] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُف يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة لا يكاد يسأل حاجة إِلا قضاها، فجاءه رجل فَقَالَ لَهُ إِنَّ لفلان عَليّ خمسمائة درهم وأنا مضيق، فسله يصبر عني ويؤخرني بها. فكلم أَبُو حنيفة صاحب المال، فَقَالَ صاحب المال: هِيَ لَهُ قد أبرأته منها، فَقَالَ الَّذِي عَلَيْهِ الحق: لا حاجة لي فيها، فَقَالَ أَبُو حنيفة: لَيْسَ الحاجة لك، وإنما الحاجة لي قضيت.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد بن البهلول الكوفيّ، حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد البَجَلِيّ عن إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة أن أبا حنيفة حين حذق حَمَّاد ابنه، وَهب للمعلم خمسمائة درهم.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق البكائي قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَر بن عون العمري يَقُولُ: أَتَتِ امْرَأَة أَبَا حنيفة تطلب منه ثوب خز، فأخرج لها ثوبا فَقَالَتْ لَهُ:
إني امرأة ضعيفة وإنها أمانة، فبعني هَذَا الثوب بما يقوم عليك، فَقَالَ خذيه بأربعة دراهم، فَقَالَتْ: لا تسخر بي وَأَنَا عجوز كبيرة. فَقَالَ: إني اشتريت ثوبين فبعت أحدهما برأس المال إِلا أربعة دراهم، فبقي هَذَا الثوب عَليّ بأربعة دراهم.
أجاز لي مُحَمَّد بن أسد الكاتب أن جعفر الخلدي حدثهم ثم أخبرني الأزهري- قراءة- حدّثنا الحسن بن عثمان، حدّثنا جعفر الخلدي، حدّثنا أحمد بن محمّد الطّوسيّ، حدثني أبو سيعد الكندي عبد الله بن سعيد، حَدَّثَنَا شيخ سماه أَبُو سَعِيد الكِنْدِيّ قَالَ: كان بأو حنيفة يبيع الخز، فجاءه رجل فَقَالَ: يا أَبَا حنيفة قد احتجت إلى ثوب خز. فَقَالَ: ما لونه؟ فَقَالَ: كذا وكذا فَقَالَ لَهُ: اصبر حَتَّى يقع وآخذه لك إن شاء الله. قَالَ: فما دارت الجُمُعة حَتَّى وقع، فمر بِهِ الرجل فَقَالَ لَهُ أَبُو حنيفة قد
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2819. ومسند أحمد 2/213. والمستدرك 4/135.
وفتح الباري 10/260.
[2] هكذا في الصيمصاطية، وفي الكوبريلي: «الشنبذي» .(13/359)
وقعت حاجتك، قَالَ: فأخرج إِلَيْهِ الثوب فأعجبه فَقَالَ: يا أَبَا حنيفة كم أزن للغلام؟
قَالَ: درهما، قَالَ يا أَبَا حنيفة ما كُنْت أظنك تهزأ؟ قَالَ: ما هزأت إني اشتريت ثوبين بعشرين دينارا ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين دينارا وبقي هَذَا بدرهم وما كنت لا ربح عَلَى صديق.
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن عَليّ الحنيفي، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَان بن أَبِي شيخ قَالَ: قَالَ مساور الوَرَّاق:
كُنَّا من الدِّين قبل اليوم في سعة ... حَتَّى ابتلينا بأصحاب المقاييس
قاموا من السوق إِذْ قُلْتُ مكاسبهم ... فاستعملوا الرأي عند الفقر والبوس
أما الغريب فأمسوا لا عطاء لهم ... وفي الموالي علامات المفاليس
فلقيه أَبُو حنيفة فَقَالَ: هجوتنا، نَحْنُ نرضيك، فبعث إليه بدراهم فَقَالَ:
إِذَا ما أهل مِصْر بادهونا ... بداهية من الفتيا لطيفه
أتيناهم بمقياس صحيح ... صليب من طراز أبي حنيفة
إِذَا سَمِعَ الفقيه بِهِ حواه ... وأثبته بحبر في صحيفة
أَخْبَرَنِي عَليّ بن أَحْمَد الرَّزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو اللَّيْث نصر بن مُحَمَّد الزاهد البخاريّ- قدم علينا- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَهْل النَّيْسَابُوري، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن أَحْمَد الشعيبي، حدّثنا أسد بن نوح، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عباد قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن غسان، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْد الله بن رجاء الغداني قَالَ: كَانَ لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكاف يعمل نهاره أجمع، حَتَّى إذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحما فطبخه، أَوْ سمكة فيشويها، ثُمَّ لا يزال يشرب حَتَّى إِذَا دب الشراب فيه غنى بصوت، وَهُوَ يَقُولُ:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
فلا يزال يشرب ويردد هَذَا البيت حَتَّى يأخذه النوم، وكان أبو حنيفة يسمع جلبته، وأبو حنيفة كان يصلي الليل كله، ففقد أَبُو حنيفة صوته فسأل عَنْهُ فَقِيلَ أخذه العسس منذ ليال وهو محبوس، فصلى أَبُو حنيفة صلاة الفجر من غد، وركب بغلته واستأذن عَلَى الأمير. قَالَ الأمير: ائذنوا لَهُ وأقبلوا بِهِ راكبا ولا تدعوه ينزل حَتَّى يطأ البساط، ففعل، فلم يزل الأمير يوسع لَهُ من مجلسه، وَقَالَ: ما حاجتك؟ قَالَ: لي جار(13/360)
إسكاف أخذه العسس منذ ليال، يأمر الأمير بتخليته، فَقَالَ نعم وكل من أخذ في تِلْكَ الليلة إلى يومنا هَذَا، فأمر بتخليتهم أجمعين، فركب أَبُو حنيفة والإسكاف يمشي وراءه فَلَمَّا نزل أَبُو حنيفة مضى إِلَيْهِ فَقَالَ: يا فتى أضعناك؟ قال: لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا عن حرمة الجوار ورعاية الحق، وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان.
ما ذكر من وفور عقل أبي حنيفة وفطنته وتلطفه:
أخبرني أبو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الحماني قَالَ:
سَمِعْتُ ابن المبارك يَقُولُ: قُلْتُ لسفيان الثوري: يا أَبَا عَبْد الله ما أبعد أَبَا حنيفة من الغيبة ما سَمِعْتُهُ يغتاب عدوا لَهُ قط. قَالَ: هُوَ والله أعقل من أن يسلط عَلَى حسناته ما يذهب بها.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخاري- حدّثنا أبو حفص أحمد بن أجيد بن حمدان، حدثنا علي بن موسى القمي قال: سمعت مُحَمَّد بن شجاع يَقُولُ: سَمِعْتُ عَليّ بن عاصم يَقُولُ: لو وزن عقل أَبِي حنيفة بعقل نصف أهل الأرض لرجح بهم.
أَخْبَرَنِي محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أَبَا العَبَّاس أَحْمَد بن هَارُون الفقيه يَقُولُ: حدثني محمّد بن إبراهيم السّرخسيّ قال:
حدّثنا سليمان بن الرّبيع النهدي الكُوفِيّ قَالَ: سَمِعْتُ همام بن مُسْلِم يَقُولُ: سَمِعْتُ خارجة بن مُصْعَب- وذكر أَبُو حنيفة عنده- فَقَالَ: لقيت ألفا من العُلَمَاء فوجدت العاقل فيهم ثلاثة- أَوْ أربعة- فذكر أَبَا حنيفة في الثلاثة- أَوِ الأربعة- قَالَ خارجة بن مُصْعَب: من لا يرى المسح عَلَى الخفين، أَوْ يقع في أَبِي حنيفة، فَهُوَ ناقص العقل.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا محمّد بن علي بن عفّان، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: سَمِعْتُ يزيد بن هَارُون يَقُولُ:
أدركت النَّاس فما رَأَيْت أحدا أعقل، ولا أفضل، ولا أروع، من أَبِي حنيفة.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ قَالَ:
كَانَ أَبُو حنيفة ليتبين عقله في منطقه، ومشيته، ومدخله، ومخرجه.
أَخْبَرَنَا علي بن القاسم الشّاهد- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا أحمد بن محمّد الباهليّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: كان رجل بالكوفة(13/361)
يقول: عثمان بن عفان كان يهوديًا فأتاه أَبُو حنيفة فقال: أتيتك خاطبا، قَالَ: لمن؟
قال: لا بنتك، رجل شريف غني بالمال، حافظ لكتاب الله، سخي، يقوم الليل في ركعة، كثير البكاء من خوف الله. قال: في دون هَذَا مقنع يا أَبَا حنيفة، قَالَ إِلا أن فيه خصلة، قَالَ: وما هِيَ؟ قَالَ: يهودي. قَالَ: سبحان الله تأمرني أن أزوج ابنتي من يهودي؟ قَالَ: لا تفعل؟ قَال: لا، قَالَ: فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج ابنتيه من يهودي! قَالَ: أستغفر الله، إني تائب إلى الله عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر بن حيّان، حدّثنا أبو يحيى الرّازيّ، حَدَّثَنَا سَهْل بن عُثْمَان قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حنيفة قَالَ: كَانَ لنا جار طحان رافضي، وَكَانَ له بغلان، سمى أحدهما أَبَا بَكْر، والآخر عُمَر، فرمحه ذات ليلة أحدهما فقتله. فأخبر أَبُو حنيفة فَقَالَ: انظروا البغل الَّذِي رمحه الَّذِي سماه عُمَر؟ فنظروا فَكَانَ كذلك.
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن علي المعدل، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحلواني، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عطية، حدّثنا الحماني، حَدَّثَنَا ابن المبارك قَالَ: رَأَيْت أَبَا حنيفة في طريق مكة وشوى لهم فصيل سمين، فاشتهوا أن يأكلوه بخل، فلم يجدوا شيئا يصبون فيه الخل فتحيروا، فرأيت أَبَا حنيفة وقد حفر في الرمل حفرة، وبسط عليها السفرة وسكب الخل عَلَى ذَلِكَ الموضع، فأكلوا الشواء بالخل، فقالوا لَهُ: تحسن كل شيء. قَالَ: عليكم بالشكر فإن هَذَا شيء ألهمته لكم فضلا من الله عليكم.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمّد الخلّال، أَخْبَرَنَا عَليُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ أَنَّ عَليَّ بن محمّد ابن كَاسٍ النَّخَعِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عفّان، حَدَّثَنَا نَمِرُ بْنُ جِدَارٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: دَعَا الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ فَقَالَ الرَّبِيعُ حَاجِبُ الْمَنْصُورِ- وَكَانَ يُعَادِي أَبَا حَنِيفَةَ- يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ يُخَالِفُ جَدَّكَ، كان عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِذَا حُلِفَ عَلَى الْيَمِينِ ثُمَّ اسْتُثْنِيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ جَازَ الاسْتِثْنَاءُ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لا يَجُوزُ الاسْتِثْنَاءُ إِلا مُتَّصِلا بِالْيَمِينِ. فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الرَّبِيعَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لَكَ فِي رِقَابِ جُنْدِكَ بَيْعَةٌ، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ يَحْلِفُونَ لَكَ ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فيستثنون فَتَبْطُلُ أَيْمَانُهُمْ، قَالَ: فَضَحِكَ الْمَنْصُورُ وَقَالَ: يَا ربيع لا تَعَرَّضْ لأَبِي حَنِيفَةَ. فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ لَهُ الرَّبِيعُ: أَرَدْتَ أَنْ تَشِيطَ بِدَمِي؟ قَالَ:
لا، وَلَكِنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تَشِيطَ بِدَمِي فَخَلَّصْتُكَ وَخَلَّصْتُ نَفْسِي.(13/362)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى، حدّثنا خالد ابن النضر قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الواحد بن غياث يَقُولُ: كَانَ أَبُو العَبَّاس الطُّوسِيّ سيئ الرأي في أَبِي حنيفة، وَكَانَ أَبُو حنيفة يعرف ذَلِكَ، فدخل أَبُو حنيفة عَلَى أَبِي جَعْفَر- أمير المؤمنين- وكثر النَّاس، فَقَالَ الطُّوسِيّ: اليوم أقتل أَبَا حنيفة، فأقبل عَلَيْهِ فَقَالَ: يا أَبَا حنيفة إن أمير المؤمنين يدعو الرجل منا فيأمره بضرب عنق الرجل لا يدري ما هو، أيسعه أن يضرب عنقه؟ فَقَالَ: يا أَبَا العَبَّاس أمير المؤمنين يأمر بالحق أَوْ بالباطل؟ قَالَ بالحق، قَالَ انفذ الحق حيث كَانَ ولا تسل عَنْهُ، ثُمّ قَالَ أَبُو حنيفة لمن قرب منه: إِنَّ هَذَا أراد أن يوثقني فربطته.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سَعِيد السوسي قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين يَقُولُ: دخل الخوارج مسجد الكوفة وَأَبُو حنيفة وأصحابه جلوس، فَقَالَ أَبُو حنيفة: لا تبرحوا، فجاءوا حَتَّى وقفوا عليهم، فقالوا لهم: ما أنتم؟ فَقَالَ أَبُو حنيفة: نَحْنُ مستجيرون، فَقَالَ أمير الخوارج دعوهم وأبلغوهم مأمنهم، واقرءوا عليهم القُرْآن فقرءوا عليهم القُرْآن وأبلغوهم مأمنهم.
أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا أبو صالح البختريّ ابن محمّد، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن شَيْبَة قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بن منصور قَالَ: حَدَّثَنِي حجر بن عَبْد الجبار الحَضْرَمِيّ قَالَ: كَانَ في مسجدنا قاص يُقَال لَهُ زُرْعَة، فنسب مسجدنا إِلَيْهِ وَهُوَ مسجد الحضرميين، فأرادت أم أَبِي حنيفة أن تستفتي في شيء فأفتاها أَبُو حنيفة فلم تقبل، فَقَالَتْ: لا أقبل إِلا ما يَقُولُ زُرْعَة القاص، فجاء بها أبو حنيفة إلى زُرْعَة فَقَالَ: هذه أمي تستفتيك في كذا وكذا، فَقَالَ: أنت أعلم مني وأفقه، فأفتها أنت فقال أبو حنيفة قد أفتيتها بكذا وكذا فقال زُرْعَة القول كما قَالَ أَبُو حنيفة، فرضيت وانصرفت.
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن محمود الصيدناني قَالَ: حدثني محمّد بن شجاع قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَن بن زياد يَقُولُ: حلفت أم أَبِي حنيفة بيمين فحنثت، فاستفتت أبا حنيفة فأفتاها فلم ترض، وقالت: لا أرضى إِلا بما يَقُولُ زُرْعَة القاص، فجاء بها أَبُو حنيفة إلى زُرْعَة، فسألته فقال: أفتيك ومعك فقيه الكوفة، فَقَالَ أَبُو حنيفة: أفتها بكذا وكذا فأفتاها فرضيت.(13/363)
أَخْبَرَنِي أبو بشر محمد بن عمر الوكيل وأبو الفتح عبد الكريم بن محمد الضبي قالا: حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عطية، حدثنا الحماني قال: سمعت ابن المبارك يقول: رَأَيْت الحَسَن بن عمارة آخذا بركاب أبي حنيفة وَهُوَ يَقُولُ: والله ما أدركنا أحدا تكلم في الفقه أبلغ ولا أصبر ولا أحضر جوابا منك، وَإِنَّك لسيد من تكلم فيه في وقتك غير مدافع، وما يتكلمون فيك إِلا حسدًا.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن الْقَاسِم البصريّ الشّاهد، حدّثنا علي بن إسحاق المادراني قَالَ:
ذكر أَبُو دَاوُد- يعني السِّجِسْتَاني ولم أسمع منه- عن نصر بن عَليّ قال: سَمِعْتُ ابن دَاوُد يَقُولُ: الناس في أبي حنيفة حاسد وجاهل، وأحسنهم عندي حالا الجاهل.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق ابن إبراهيم الْقَاضِي- بالأهواز- قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن محمّد بن عزرة، حَدَّثَنَا أَبُو الربيع الحارثي قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: الناس في أبي حنيفة رجلان، جاهل به، وحاسدٌ له.
وأَخْبَرَنَا الأهوازي، حدّثنا محمّد بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان بن وكيع قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي حنيفة فرأيته مطرقًا مفكرًا، فقال لي: من أين أقبلت؟ قلت: من عند شريك، فرفع رأسه وأنشأ يَقُولُ:
إن يحسدوني فإني غير لائمهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم ... ومات أكثرنا غيظا بما يجد
قَالَ وكيع: أظنه كَانَ بلغه عَنْهُ شيء.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن الحسين بْن حمكان الفقيه الشَّافِعِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نصر أَحْمَد بن نصر البخاريّ يقول: سمعت عَبْد الله الزَّعْفَرَانِيّ يَقُولُ: ذكر لمحمد بن الحَسَن ما يجري النَّاس من الحسد لأبي حنيفة فَقَالَ:
محسدون وشر النَّاس منزلة ... من عاش في النَّاس يوما غير محسود
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ البادا، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن الربيع بن هشام النهدي قَالَ: سَمِعْتُ الحارث بن إدريس يَقُولُ: قَالَ أبو وهب العباد: قل من لا يرى المسح عَلَى الخفين، أَوْ يقع في أَبِي حنيفة إِلا ناقص العقل.(13/364)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن شعيب البخاريّ، حدّثنا علي ابن موسى القمي، حدثني أحمد بن عبد قاضي الري، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كُنَّا عند ابن عَائِشَة فذكر حديثا لأبي حنيفة، فَقَالَ بعض من حضر: لا ترده. فقال له: أَمَا إنكم لو رأيتموه لأردتموه، وما أعرف لَهُ ولكم مثلا إِلا ما قَالَ الشَّاعِر:
أقلوا عليه ويحكم لا أَبَا لكم ... من اللؤم أَوْ سدوا المكان الذي سدا
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن معين قَالَ:
سَمِعْتُ عُبَيْد بن أبي قرة يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن ضريس يَقُولُ: شهدت سُفْيَان وأتاه رجل فَقَالَ لَهُ: ما تنقم عَلَى أَبِي حنيفة؟ قَالَ: وماله. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: آخذ بكتاب الله فما لم أجد فبسنة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن لم أجد في كتاب الله ولا سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخذت بقول أصحابه، آخذ بقول من شئت منهم، وأدع من شئت منهم ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم. فَأَمَّا إِذَا انتهى الأمر- أَوْ جاء- إلى إِبْرَاهِيم، وَالشَّعْبِيّ، وابن سيرين، وَالحَسَن، وعطاء، وَسَعِيد بن المسيب- وعدد رجالا- فقوم اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا، قَالَ: فسكت سُفْيَان طويلا ثُمَّ قَالَ: - كلمات برأيه ما بقي في المجلس أحد إِلا كتبه-: نسمع الشديد من الحديث فنخافه، ونسمع اللين فنرجوه، ولا نحاسب الأحياء، ولا نقضي على الأموات، نسلم ما سمعنا، ونكل ما لم نعلم إلى عالمه، ونتهم رأينا لرأيهم.
[قال الخطيب] [1] : وقد سقنا عن أيوب السختياني، وسفيان الثوري وسفيان ابن عُيَيْنَةَ، وَأَبِي بَكْر بن عَيَّاش، وغيرهم من الأئمة أخبارا كثيرة تتضمن تقريظ أَبِي حنيفة والمدح لَهُ، والثناء عَلَيْهِ.
والمحفوظ عند نقلة الحديث عن الأئمة المتقدمين- وَهَؤُلاءِ المذكورون منهم- في أبي حنيفة خلاف ذَلِكَ، وكلامهم فيه كثير لأمور شنيعة حفظت عَلَيْهِ. متعلق بعضها بأصول الديانات، وبعضها بالفروع، نَحْنُ ذاكروها بمشيئة الله، ومعتذرون إلى من وقف عليها وكره سماعها [2] ، بأن أَبَا حنيفة عندنا مَعَ جلالة قدره أسوة غيره من
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] وهذه الروايات فيها إسراف في النيل من الإمام أبي حنيفة، وبدراسة أسانيد هذه الروايات نجد أنها واهية الإسناد والمعنى، وليست بمحفوظة كما ادعى الخطيب البغدادي، فلا يقدح في-(13/365)
العُلَمَاء الَّذِين دونا ذكرهم في هذا الكتاب، وأوردنا أخبارهم، وحكينا أقوال النَّاس فيهم عَلَى تباينها. والله الموفق للصواب.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدّب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن سَهْل قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن أيوب قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بن هارون ذكر أَبَا حنيفة فَقَالَ: أَبُو حنيفة رجل من النَّاس، خطؤه كخطأ النَّاس وصوابه كصواب النَّاس.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن سلم الخُتُّليّ قَالَ: أملى علينا أَبُو العَبَّاس أَحْمَد بن عَليّ بن مُسْلِم الأبَّار- في شهر جُمَادَى الآخرة من سنة ثمان وثمانين ومائتين- قَالَ: ذكر القوم الَّذِين ردوا عَلَى أَبِي حنيفة: أَيوب السختياني، وجرير بن حازم، وهمام بن يَحْيَى، وَحَمَّاد بن سلمة، وَحَمَّاد بن زيد، وَأَبُو عَوَانَة، وَعَبْد الوارث، وسوار العَنْبَريّ الْقَاضِي، ويزيد بن زريع، وعَليَّ بن عاصم، ومالك بن أنس، وَجَعْفَر بن مُحَمَّد، وَعُمَر بن قيس، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن المُقْرِئ، وَسَعِيد بن عَبْد العزيز، والأوزاعي، وَعَبْد الله بن المبارك، وَأَبُو إِسْحَاق الفزاري، وَيُوسُف بن أسباط، وَمُحَمَّد بن جَابِر، وسفيان الثوري، وسفيان ابن عُيَيْنَةَ، وَحَمَّاد بن أَبِي سُلَيْمَان، وابن أَبِي ليلى، وحفص بن غياث، وَأَبُو بَكْر بن عَيَّاش، وشريك بن عَبْد الله، ووكيع بن الجراح، ورقبة بن مصقلة، والفضل بن موسى، وعيسى بن يُونُس، والحجاج بن أرطاة، ومالك بن مغول، والقاسم بن حبيب، وابن شبرمة [24] .
__________
- الإمام أبي حنيفة مثل هذه الروايات التي ساقها الخطيب، والدليل على ذلك أننا نجد أن الخطيب نفسه قد جرح بعض رواة هذه الأسانيد عند ما تعرض بالترجمة لهم في كتابه «تاريخ بغداد» هذا، فمنهم من حكم عليه بالكذب، ومنهم من حكم عليه بالتدليس، والتساهل إلى آخره من التجريح، فمن هذا يتضح لنا كذب هذه الروايات والافتراءات.
وقد ألف الملك المعظم رسالة في الرد على الخطيب البغدادي أفادت كثيرا في إبطال هذه الروايات، وقد كانت هذه الرسالة ملحقة بالجزء الثالث عشر، وقد آثرنا إلحاق هذه الرسالة ككتاب مستقل في ذيول الكتاب ومختصراته بعد الجزء الرابع عشر وهو الأخير من «تاريخ بغداد» حيث إن هذه الرسالة ليست من كتاب «تاريخ بغداد» إنما هي تعليق على ترجمة أبي حنيفة.
[1] وقد وجدنا تعليقات مفيدة جدّا في المطبوعة أردنا الإفادة بها في طبعتنا هذه فنقلنا منها بعض هذه التعليقات كل في مكانه.(13/366)
ما حكي عن أَبِي حنيفة في الإيمان:
1- أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن أخو الخلال، أخبرنا جبريل بن محمّد المعدل- بهمذان- حدّثنا محمّد بن حيوة النخاس [1] ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا وكيع قَالَ: سَمِعْتُ الثوري يَقُولُ: نَحْنُ المؤمنون، وأهل القبلة عندنا مؤمنون، في المناكحة، والمواريث، والصلاة، والإقرار، ولنا ذنوب ولا ندري ما حالنا عند الله؟ قَالَ وكيع، وَقَالَ أَبُو حنيفة: من قَالَ بقول سُفْيَان هَذَا فَهُوَ عندنا شاك، نَحْنُ المؤمنون هنا وعند الله حقا، قَالَ وكيع: وَنَحْنُ نقول بقول سُفْيَان، وقول أَبِي حنيفة عندنا جرأة.
2- أَخْبَرَنَا عَليّ بن محمد بن عبد الله المعدل، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميديّ، حدّثنا حمزة بن الحارث ابن عُمَيْر [2] عن أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رجلا يسأل أَبَا حنيفة في المسجد الحرام عن رجل قَالَ: أشهد أن الكعبة حق، ولكن لا أدري: هِيَ هذه التي بمَكَّة أم لا؟ فَقَالَ: مؤمن حقا. وسأله عن رجل. قَالَ: أشهد أن مُحَمَّد بن عَبْد الله نبي ولكن لا أدري: هُوَ الَّذِي قبره بالمدينة أم لا؟ فَقَالَ: مؤمن حقا. قَالَ الحُمَيْدِيّ: ومن قَالَ هَذَا فقد كفر.
قَالَ: وَكَانَ سُفْيَان يحدث بِهِ عن حمزة بن الحارث.
3- أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس الخزاز [3] .
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونِ النرسي، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاج قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد البَاغَنْدِي [4] ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كُنْت عند عَبْد الله بن الزُّبَيْر، فأتاه كتاب أَحْمَد بن حَنْبَل: اكتب إليَّ بأشنع مسألة عن أَبِي حنيفة. فكتب إِلَيْهِ: حَدَّثَنِي الحارث بن عُمَيْر قَالَ: سمعت أبا حنيفة يقول: لو أن
__________
[1]- هذه الرواية: محمد بن حيوية، وهو ابن العباس الخزاز. قال فيه الخطيب (ترجمة رقم 1139) : «كان متساهلا فيما يرويه، يحدث عن كتاب ليس عليه سماعه، فلا يحصل الظن بانفراد مثله فضلا عن العلم، ولا سيما فيما خالف فيه الثقات الأثبات» .
[2] الحارث بن عمير البصري. قال الذهبي في ميزان الاعتدال 1/440: «وثقه ابن معين من طريق إسحاق الكوسج عنه، وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، وما أراه إلا بين الضعف، فإن ابن حبان قال في الضعفاء: روى عن الأثبات الأشياء الموضوعات. وقال الحكم: روى عن حميد وجعفر الصادق أحاديث موضوعة» .
[3] محمد بن العباس الخزاز، سبقت الإشارة إليه.
[4] محمد بن محمد الباغندي. قال الدارقطني: كان كثير التدليس، يحدث بما لم يسمع، ربما سرق حديث غيره. وقال إبراهيم الأصبهاني: كذاب (انظر الترجمة رقم 1285 من هذا الكتاب) .(13/367)
رجلا: قَالَ أعرف لله بيتا ولا أدري أهو الَّذِي بمَكَّة أَوْ غيره، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ نعم! ولو أن رجلا قَالَ: أعلم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مات ولا أدري أدفن بالمدينة أَوْ غيرها، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم! 4- قَالَ الحارث بن عُمَيْر [1] ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لو أَنَّ شاهدين شهدا عند قاض أَنَّ فلان بن فلان طلق امرأته، وعلما جميعا أنهما شهدا بالزور، ففرق الْقَاضِي بينهما، ثُمَّ لقيها أحد الشاهدين فله أن يتزوج بها؟ قَالَ: نعم! قَالَ: ثُمَّ علم الْقَاضِي بعد، أله أن يفرق بينهما؟ قَالَ: لا.
هكذا قال في هذا الرواية: عن عَبْد الله بن الزُّبَيْر الحُمَيْدِيّ عن الحارث بن عُمَيْر من غير أن يذكر ابنه بينهما.
5- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق وَأَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْن مُحَمَّدِ بْن شَاكِرٍ- زاد ابن رزق الزاهد. ثُمَّ اتفقا- قَالَ: حَدَّثَنَا رجاء بن السندي الخُرَاسَانِيّ قَالَ: سَمِعْتُ حمزة بن الحارث بن عُمَيْر [2] ذكره عن أبيه قَالَ: قُلْتُ لأبي حنيفة- أَوْ قِيلَ لَهُ وَهُوَ يسمع- رجل قَالَ: أشهد أَنَّ الكعبة حق، غير أني لا أدري أهو هَذَا البيت الَّذِي يحج النَّاس إليه، ويطوفون حوله، أَوْ بيت بخُرَاسَان أمؤمن هَذَا؟ - وَقَالَ البرقاني: أمؤمن هُوَ؟ قَالَ:
نعم.
6- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الحَضْرَمِيّ- في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين- حدّثنا عامر بن إسماعيل، حَدَّثَنَا مؤمل [3] عن سفيان الثوري قال: حَدَّثَنَا عباد بن كثير [4] قَالَ: قُلْتُ لأبي حنيفة: رجل قَالَ أَنَا أعلم أن الكعبة حق، وأنها بيت الله، ولكن لا أدري هِيَ التي بمَكَّة، أَوْ هِيَ بخُرَاسَان، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم مؤمن. قُلْتُ لَهُ:
فما تَقُولُ في رجل قَالَ: أَنَا أعلم أَنَّ محمدا رسول الله، ولكن لا أدري
__________
[1] الحارث بن عمير البصري. سبقت الإشارة إليه.
[2] الحارث بن عمير البصري. سبقت الإشارة إليه.
[3] مؤمل بن إسماعيل. قال عنه أبو حاتم: «كثير الخطأ» .
[4] عباد بن كثير. إن كان الرملي الفلسطيني فقد قال فيه النسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف. وإن كان الثقفي البصري فقد قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري:
سكن مكة، تركوه. وقال النسائي: متروك. وأما الكاهلي فهو متروك الحديث. (ميزان الاعتدال 2/370- 375) .(13/368)
هُوَ الَّذِي كَانَ بالمدينة من قريش أَوْ مُحَمَّد آخر، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم. قَالَ مُؤَمِّل:
قَالَ سُفْيَان: وَأَنَا أقول: من شك في هَذَا فَهُوَ كافر.
7- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه [1] ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني علي بن عثمان بن نفيل، حدّثنا أبو مسهر، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن حمزة- وَسَعِيد يسمع- أَنَّ أَبَا حنيفة قَالَ: لو أَنَّ رجلا عَبْد هذه النعل يتقرب بها إلى الله، لم أر بذلك بأسا. فَقَالَ سَعِيد: هَذَا الكفر صراحا.
8- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الحَسَن بن مُحَمَّد بن حسنويه الكاتب- بأصبهان- أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى بن مزيد الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ بن محمّد بن رستم، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنِي عَبْد السَّلام- يعني ابن عَبْد الرَّحْمَن [2] قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بن عيسى بن علي قَالَ: قَالَ لي شريك [3] : كفر أَبُو حنيفة بآيتين من كتاب الله تعالى، قَالَ الله تعالى: وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
[البينة 5] وَقَالَ الله تعالى: لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ
[الفتح 4] وزعم أَبُو حنيفة أَنَّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وزعم أَنَّ الصَّلاة ليست من دين الله.
9- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السراج- بنيسابور- أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطّرائفيّ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ، حَدَّثَنَا محبوب بن موسى الأنطاكي [4] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاق الفزاري [5] يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة يَقُولُ: إيمان أَبِي بَكْر الصديق، وإيمان إبليس واحد، قَالَ إبليس يا رب، وَقَالَ أَبُو بَكْر الصديق يا رب. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: ومن كَانَ من المرجئة ثُمَّ لم يقل هَذَا. انكسر عليه قوله.
__________
[1] عبد الله بن جعفر بن درستويه. حكى الخطيب عن البرقاني تضعيفه، وردّ هذا التضعيف بدعوى لا مستند لها.
[2] عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي: حكى الخطيب أن يحيى بن أكثم قاضي قضاة المتوكل صرف عبد السلام هذا عن القضاء لأمور أهونها ضعفه في الفقه (ترجمة رقم 5729) .
[3] شريك بن عبد الله. تكلم فيه العلماء كثيرا وضعف يحيى بن سعيد حديثه جدّا (ترجمة رقم 4838) .
[4] محبوب بن موسى الأنطاكي، أبو صالح الفراء. قال الدارقطني: صويلح، وليس بالقوي، وقال أبو داود: ثقة، لا يلتفت إلى حكاياته إلا من كتاب. (ميزان الاعتدال 3/442) .
[5] أبو إسحاق الفزاري: منكر الحديث.(13/369)
10- أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحُمَيْدِيّ عن أَبِي صالح الفَرَّاء [1] عن الفزاري [2] قَالَ: قَالَ أَبُو حنيفة: إيمان آدم، وإيمان إبليس واحد. قَالَ إبليس: رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي
[الحجر 39] ، وقال: رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ*
[الحجر 36] وقال آدم: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا
[الأعراف 23] .
11- حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدسكري- لفظا بحلوان- أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم السهمي- بجرجان- حَدَّثَنَا أَبُو شافع معبد بن جمعة الروياني [3] ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن هشام بن طويل قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِم بن عُثْمَان يَقُولُ: مر أَبُو حنيفة بسكران يبول قائما، فَقَالَ أَبُو حنيفة: لو بلت جالسا؟ قَالَ: فنظر في وجهه، وَقَالَ: ألا تمر يا مرجئ؟ قَالَ لَهُ أَبُو حنيفة: هَذَا جزائي منك؟ صيرت إيمانك كإيمان جبريل! 12- أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا أحمد بن على الأبار، حدّثنا عبد الأعلى بن واصل، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا ابن فضيل عن الْقَاسِم بن حبيب [4] قَالَ: وضعت نعلي في الحصى ثُمَّ قُلْتُ لأبي حنيفة: أرأيت رجلا صلى لهذه النعل حَتَّى مات، إِلا أَنَّهُ يعرف الله بقلبه؟ فَقَالَ: مؤمن. فَقُلْتُ: لا أكلمك أبدا.
13- أَخْبَرَنِي الخلّال، حَدَّثَنَا عَليّ بن عُمَر بن مُحَمَّد المشتري، حدّثنا محمّد بن جعفر الأدمي [5] حدّثنا أحمد بن عبيد، حدّثنا طاهر بن محمّد، حَدَّثَنَا وكيع قَالَ:
اجتمع سُفْيَان الثوري، وشريك، وَالحَسَن بن صالح، وابن أَبِي ليلى، فبعثوا إلى أَبِي حنيفة. قَالَ: فأتاهم. فقالوا لَهُ: ما تَقُولُ في رجل قتل أباه، ونكح أمه، وشرب الخمر في رأس أبيه، فَقَالَ: مؤمن، فَقَالَ لَهُ ابن أَبِي ليلى: لا قبلت لك شهادة أبدا، وَقَالَ لَهُ سُفْيَان الثوري: لا كلمتك أبدا، وَقَالَ لَهُ شريك: لو كَانَ لي من الأمر شيء لضربت عنقك، وَقَالَ لَهُ الحَسَن بن صالح: وجهي من وجهك حرام، أن أنظر إلى وجهك أبدا.
__________
[1] أبو صالح الفراء، محبوب بن موسى الأنطاكي. سبقت الإشارة إليه.
[2] أبو إسحاق الفزاري، سبقت الإشارة إليه.
[3] أبو شافع، معبد بن جمعة الروياني: كذب أبو زرعة الكشي (ميزان الاعتدال 4/140) .
[4] القاسم بن حبيب. قال ابن أبي حاتم: قال ابن معين: لا شيء.
[5] محمد بن جعفر الأدمي، عن أحمد بن عبيد. قال ابن أبي الفوارس: خلط فيما حدث، وشيخه يروي المناكير. وقال الذهبي: غير عمدة.(13/370)
14- أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن حرب. وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل أيضا، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي [1] ، حدّثنا محمّد بن موسى البربريّ [2] ، حدّثنا ابن الغلابي عن سليمان ابن حرب قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد قَالَ: جلست إلى أَبِي حنيفة، فذكر سَعِيد بن جُبَيْر، فانتحله في الإرجاء. فَقُلْتُ: يا أَبَا حنيفة من حدثك؟ قَالَ: سالم الأفطس. قَالَ:
قُلْتُ لَهُ: سالم الأفطس كَانَ مرجئا ولكن حَدَّثَنِي أيوب. قَالَ: رآني سَعِيد بن جُبَيْر جلست إلى طلق، فَقَالَ: ألم أرك جلست إلى طلق؟ لا تجالسه. قَالَ حَمَّاد: وَكَانَ طلق يرى الإرجاء. قَالَ: فَقَالَ رجل لأبي حنيفة: يا أَبَا حنيفة ما كَانَ رأي طلق؟
فأعرض عَنْهُ، ثُمَّ سأله فأعرض عَنْهُ ثُمَّ قَالَ: ويحك كَانَ يرى العدل- واللفظ لحديث ابن الغلابي.
15- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سليمان المؤدّب- بأصبهان- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا سلامة بن محمود القيسي- بعسقلان- حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بْن عَمْرو قَالَ: سمعت أبا مسهر يقول: كان أبو حنيفة رأس المرجئة.
16- أَخْبَرَنَا الحَسَن بن الحُسَيْن بن العباس النعالي [4] ، أخبرنا أحمد بن جعفر ابن سلم، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّد بن عَبْد الله بن يزيد المُقْرِئ عن أبيه قَالَ: دعاني أَبُو حنيفة إلى الإرجاء.
17- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بن يزيد المُقْرِئ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دعاني أبو حنيفة إلى الإرجاء، فأبيت.
__________
[1] أحمد بن كامل بن شجرة القاضي البغدادي. لينه الدارقطني، وقال: كان متساهلا.
ومشاه غيره وكان من أوعية العلم، كان يعتمد على حفظه فيهم (ميزان الاعتدال 1/129) (تاريخ بغداد ترجمة 2209) .
[2] محمد بن موسى بن حماد البربري. شيخ معروف أخباري. قال الدارقطني: ليس بالقوي (ميزان الاعتدال 4/51) . وقال الخطيب: كان لا يحفظ إلا حديثين، أحدهما حديث الطير، وهو موضوع بإجماع المحدثين (تاريخ بغداد، ترجمة 1326) .
[3] أبو بكر المقرئ، مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد النقاش. قَالَ الخطيب: في أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة. قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص. وقال البرقاني: كل حديثه منكر (تاريخ بغداد 635) .
[4] الحسن بن الحسين بن دوما النعالي. قال الخطيب: سمّع لنفسه. يعني: زوّر. (ميزان الاعتدال 1/485) و (تاريخ بغداد 3812) .(13/371)
18- أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ [1] ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أحمد بن الخليل، حَدَّثَنَا عبدة قَالَ: سَمِعْتُ ابن المبارك- وذكر أَبَا حنيفة- فَقَالَ رجل: هَلْ كَانَ فيه من الهوى شيء؟ قَالَ: نعم! الإرجاء.
19- وَقَالَ يعقوب: حدّثنا أبو جزي عَمْرو بن سَعِيد بن سالم قَالَ: سَمِعْتُ جدي قَالَ: قُلْتُ لأبي يُوسُف؟ أكان أَبُو حنيفة مرجئًا؟ [2] قَالَ: نعم! قُلْتُ: أكان جهميا؟ قَالَ: نعم. قلت: فأين أَنْتَ منه؟ قَالَ: إنما كَانَ أَبُو حنيفة مدرسا. فما كَانَ من قوله حسنا قبلناه، وما كَانَ قبيحا تركناه عَلَيْهِ.
20- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَرَ بْن بُكير الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعِيد عن أَبِيهِ قَالَ: كُنْت مَعَ أمير المؤمنين- موسى- بجرجان ومعنا أَبُو يُوسُف، فسألته عن أَبِي حنيفة فَقَالَ: وما تصنع بِهِ وقد مات جهميا.
21- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الطويل النّيسابوريّ، حدّثنا أبو حامد بن بلال، حدّثنا ابن سختويه بن مازيار، حَدَّثَنَا عَليّ بن عُثْمَان قَالَ: سَمِعْتُ زنبورا [3] يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة يَقُولُ:
قدمت علينا امْرَأَة جهم بن صَفْوَان فأدبت نساءنا.
22- أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سلم الختلي، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حَدَّثَنِي أَبُو الأخنس الكِنَانِيّ قَالَ: رَأَيْت أَبَا حنيفة- أَوْ حَدَّثَنِي الثقة أَنَّهُ رأى أَبَا حنيفة- آخذا بزمام بعير مولاة للجهم، قدمت خراسان، يقود جملها بظهر الكوفة يمشي.
[و] [4] قد حكي عن بِشْر بن الوليد عن أَبِي يُوسُف أَنَّ أَبَا حنيفة كَانَ يذم جهما ويعيب قوله.
__________
[1] عبد الله بن جعفر ابن درستويه. سبقت الإشارة إليه.
[2] الروايات 19- 22 من هذا الباب والرواية رقم 9 من الباب التالي تشتمل على نسبة أبي حنيفة رضى الله عنه إلى القول بمقالة جهم بن صفوان، وإسناد هذه الروايات لا يخلو من مقال. وقد ردّ الخطيب نفسه هذه الروايات بالروايات رقم 23، 24، 31.
[3] محمد بن يعلى السّلمي، زنبور، أبو علي. قال البخاري: ذاهب الحديث. وقال أبو حاتم:
متروك، وقال الخطيب وغيره: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أحمد بن سنان: كان جهميا (ميزان الاعتدال 4/70) (تاريخ بغداد 1578) .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(13/372)
23- أخبرنا الخلّال، أَخْبَرَنَا الحريري أَنَّ عَليّ بن مُحَمَّد النخعي حدثهم قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن بن مكرم، حدثنا بشر بْن الوليد قَالَ: سمعت أبا يُوسُف يَقُولُ:
قَالَ أَبُو حنيفة: صنفان من شر النَّاس بخُرَاسَان، الجهمية والمشبهة، وربما قَالَ: والمقاتلية.
24- وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عَفَّان، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ابن عَبْد الرَّحْمَن الحماني عن أَبِيهِ، سَمِعْتُ أَبَا حنيفة يَقُولُ: جهم بن صَفْوَان كافر.
وَلَيْسَ عندنا شك في أَنَّ أَبَا حنيفة يخالف المعتزلة في الوعيد، لأنه مرجئي. وفي خلق الأفعال، لِأَنَّهُ كَانَ يثبت القدر.
25- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا أبو يحيى بن المُقْرِئ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْت رجلا- أحمر كَأَنَّهُ من رجال الشَّام- سَأَلَ أَبَا حنيفة فَقَالَ: رجل لزم غريما لَهُ، فحلف لَهُ بالطلاق أن يعطيه حقه غدا، إِلا أن يحول بينه وبينه قضاء الله عَزَّ وَجَلَّ. فَلَمَّا كَانَ من الغد جلس عَلَى الزنا وشرب الخمر؟ قَالَ: لم يحنث، ولم تطلق منه امرأته.
26- حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن محمود السمناني- من حفظه- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الحَسَن بن أَبِي عَبْد الله السمناني، حدّثنا الحسين بن رحمة الويمي، حدّثنا محمّد بن شجاع الثلجي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سماعة عن أَبِي يُوسُف قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة يَقُولُ: إِذَا كلمت القدري فإنما هُوَ حرفان، إما أن يسكت، وإما أن يكفر. يُقَال لَهُ: هَلْ علم الله في سابق علمه أن تكون هذه الأشياء كما هِيَ؟ فإن قَالَ لا، فقد كفر، وإن قَالَ نعم، يُقَال لَهُ: أفأراد أن تكون كما علم، أَوْ أراد أن تكون بخلاف ما علم؟ فإن قَالَ أراد أن تكون كما علم، فقد أقر أَنَّهُ أراد من المؤمن الإيمان، ومن الكافر الكفر، وإن قَالَ: أراد أن تكون بخلاف ما علم، فقد جعل ربه متمنيا متحسرا، لأن من أراد أن يكون ما علم أَنَّهُ لا يكون، أَوْ لا يكون ما علم أَنَّهُ يكون، فَإِنَّهُ متمَنٍّ متحسر. ومن جعل ربه متمنيا متحسرا فَهُوَ كافر.
27- أَخْبَرَنَا عَليّ بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الكاغدي، أخبرنا أبو محمّد الحارثي، حدّثنا داود بن أبي العوّام، حدّثنا أبي عن يحيى ابن نصر قَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة يفضل أَبَا بَكْر وَعُمَر، ويحب عليا وَعُثْمَان، وَكَانَ يؤمن بالأقدار، ولا يتكلم في القدر، وَكَانَ يمسح عَلَى الخفين، وَكَانَ من أعلم النَّاس في زمانه وأتقاهم.(13/373)
وأَمَّا القول بخلق القرآن، فقد قِيلَ: إِنَّ أَبَا حنيفة لم يكن يذهب إليه، والمشهور عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يقوله واستتيب منه. فَأَمَّا من رَوَى عَنْهُ نفي خلقه.
28- فأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، حدثنا علي بن أحمد بن محمد القزويني، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن شَيْبَان الرَّازِيّ العَطَّار- بالري- قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن الحسن البزمقي قَالَ: سَمِعْتُ الحكم بن بشير يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَان بن سَعِيد الثوري والنعمان بن ثابت يقولان: القُرْآن كلام الله غير مخلوق.
29- أخبرنا القاضي أبو جعفر السمناني، حدّثنا الحسين بن أبي عبد الله السمناني، حدّثنا الحسين بن رحمة الويمي، حدّثنا محمّد بن شجاع الثلجي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سماعة عن أَبِي يُوسُف قَالَ: ناظرت أَبَا حنيفة ستة أشهر، حَتَّى قَالَ: من قَالَ: القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
30- أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا أحمد بن الصّلت، حَدَّثَنَا بِشْر بن الوليد عن أَبِي يُوسُف عن أَبِي حنيفة قَالَ: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ مبتدع، فلا يقولن أحد بقوله، ولا يصلين أحد خلفه.
31- وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا نجيح بن إبراهيم، حدثني ابن كرامة- وراق أبي بكر ابن أَبِي شَيْبَة- قَالَ: قدم ابن مبارك عَلَى أَبِي حنيفة. فَقَالَ لَهُ أَبُو حنيفة: ما هَذَا الَّذِي دب فيكم؟ قَالَ لَهُ رجل يُقَال لَهُ جهم، قَالَ: وما يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ القُرْآن مخلوق، فَقَالَ أَبُو حنيفة: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً
[الكهف 5] .
32- وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: لم يصح عندنا أَنَّ أَبَا حنيفة كَانَ يَقُولُ القُرْآن مخلوق.
33- وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن شاذان الجَوْهَرِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَان الجَوْزَجَانيّ، وَمُعَلَّى بن منصور الرَّازِيّ يقولان: ما تكلم أَبُو حنيفة ولا أَبُو يُوسُف، ولا زُفَر، ولا مُحَمَّد، ولا أحد من أصحابهم في القُرْآن، وإنما تكلم في القُرْآن بِشْر المريسي، وابن أَبِي دؤاد، فهؤلاء شانوا أصحاب أَبِي حنيفة.
ذكر الروايات عمن حكى عن أبي حنيفة القول بخلق القرآن:
34- أَخْبَرَنَا البرقاني، حدثني محمّد بن العبّاس الخزّاز [1] ، حدّثنا جعفر بن
__________
[1] محمد بن العباس الخزاز. سبقت الإشارة إليه.(13/374)
محمّد الصندلي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عم ابن منيع، حدّثنا إسحاق بن عبد الرّحمن، حَدَّثَنَا حسن بن أبي مالك عن أبي يوسف قال: أول من قال القرآن مخلوق [1] أَبُو حنيفة.
35- كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر قَالَ: أخبرنا أبو الميمون البجلي، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الوليد قال: سمعت أبا مسهر يقول: قال سلمة بن عمرو الْقَاضِي- على المنبر-: لا رحم الله أبا حنيفة! فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق.
36- أخبرنا العتيقي، أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن علي الطاهري، حدّثنا أبو القاسم البغوي [2] ، حدّثنا زياد بن أيّوب، حَدَّثَنِي حسن بن أبي مالك- وكان من خيار عباد الله- قال: قلت لأبي يوسف الْقَاضِي: ما كان أَبُو حنيفة يقول في القرآن؟ قال: فقال: كان يقول القرآن مخلوق. قال: قلت. فأنت يا أبا يوسف؟ فقال لا. قال أَبُو القاسم: فحدثت بهذا الحديث الْقَاضِي البرتي فقال لي: وأي حسن كان وأي حسن كان؟! يعني الحسن بن أبي مالك. قال أَبُو القاسم: فقلت للبرتي هذا قول أبي حنيفة؟ قال: نعم المشئوم. قال: جعل يقول أحدث بخلقي.
37- أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حَدَّثَنَا عُمَر بن الحسن الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا نصر بن علي، حدّثنا الأصمّعي، حَدَّثَنَا سعيد بن سلم الباهلي قال: قلنا لأبي يوسف: لم لم تحَدَّثَنَا عن أبي حنيفة؟ قال: ما تصنعون به؟ مات يوم مات يقول القرآن مخلوق.
38- أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت مسدد بن قطن يقول:
سمعت أبي [3] يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول: سمعت عشرة كلهم ثقات يقولون: سمعنا أبا حنيفة يقول: القرآن مخلوق.
__________
[1] الروايات 34، 43، 46، 47، 50 تشتمل على نسبة أبي حنيفة إلى القول بخلق القرآن.
والروايات 28- 33 ردّ الخطيب نفسه هذه النسبة.
[2] عبد الله بن محمد البغوي، أبو القاسم. قال ابن عدي: الناس أهل العلم والمشايخ مجمعون على ضعفه.
[3] قطن بن نسير، أبو عباد الغبري البصري. كان أبو حاتم يحمل عليه. وقال ابن عدي:
كان يسرق الحديث، ثم قال في آخر ترجمته: أرجو أنه لا بأس به. (ميزان الاعتدال 3/391) .(13/375)
39- حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله الحسين بن شجاع الصوفي، أَخْبَرَنَا عُمَر بن جعفر بن مُحَمَّد بن سلم الختلي، حدّثنا يعقوب بن يوسف المطوعي، حدّثنا حسين بن الأسود، حدّثنا حسين بن عبد الأول [1] ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة قال، هو قول أبي حنيفة: القرآن مخلوق.
40- أخبرني الخلّال، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر بن الحسين القاضي [2] ، حدّثنا عبّاس بن عبد العظيم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن يونس قال: كان أَبُو حنيفة، في مجلس عيسى بن عيسى. فقال: القرآن مخلوق. قال فقال: أخرجوه، فإن تاب وإلا فاضربوا عنقه.
41- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدّثنا محمّد ابن العبّاس- يعني المؤدّب- حدّثنا أبو محمّد- شيخ [3]- له أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن يونس قال: اجتمع ابن أبي ليلى وأبو حنيفة عند عيسى بن موسى العباسي والي الكوفة قال: فتكلما عنده، قال: فقال أَبُو حنيفة: القرآن مخلوق. قال: فقال عيسى لابن أبي ليلى: اخرج فاستتبه، فإن تاب وإلا فاضرب عنقه.
42- أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع [4] قال: جاء عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة، فجلس إلينا، فقال: سمعت أبي حمادا يقول: بعث ابن أبي ليلى إلى أبي حنيفة فسأله عن القرآن.
فقال: مخلوق، فقال: تتوب وإلا أقدمت عليك؟ قال فتابعه، فقال القرآن كلام الله، قال فدار به في الخلق يخبرهم أنه قد تاب من قوله القرآن مخلوق. فقال أبي: فقلت لأبي
__________
[1] الحسين بن عبد الأول. قال أبو زرعة: لا أحدث عنه. وقال أبو حاتم: تكلم الناس فيه.
وكذبه ابن معين (ميزان الاعتدال 1/539) .
[2] عمر بن الحسين القاضي الأشناني. ضعّفه الدارقطني، والحسن بن محمد الخلال، ويروى عن الدارقطني أنه كذّاب، ولم يصح هذا، ولكن هذا الأشناني صاحب بلايا. (ميزان الاعتدال 3/185) .
[3] مجهول، لا تصح به الرواية.
[4] سفيان بن وكيع الجراح، أبو محمد الرواسي. قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها. وقال أبو زرعة: يتهم بالكذب. وقال ابن أبي حاتم: أشار أبي عليه أن يغّير ورّاقه، فإنه أفسد حديثه، وقال له: لا تحدث إلا من أصولك. فقال: سأفعل. ثم تمادى وحدّث بأحاديث أدخلت عليه. وقد ساق له أبو أحمد خمسة أحاديث منكرة السند لا المتن، ثم قال: وله حديث كثير، وإنما بلاؤه أنه كان يتلقن ما لقن، يقال: كان له ورّاق يلقنه من حديث موقوف فيرفعه، أو مرسل فيوصله، أو يبدل رجلا برجل. (ميزان الاعتدال 2/173) .(13/376)
حنيفة كيف صرت إلى هذا وتابعته؟ قال: يا بني خفت أن يقدم علي فأعطيته التقية.
43- أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الجوهري، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قال: حَدَّثَنِي هارون بن إسحاق قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن أبي الحكم يذكر عن عُمَر بن عبيد الطنافسي عن أبيه: أن حماد بن أبي سليمان بعث إلى أبي حنيفة: إني بريء مما تقول إلا أن تتوب؟ قال: وكان عنده ابن عيينة، فقال: أَخْبَرَنِي جار لي [1] أن أبا حنيفة دعاه إلى ما استتيب منه بعد ما استتيب.
44- أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا عبد الله بن غنام، حدّثنا محمّد بن الشعر بن مالك بن مغول قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول: قال أَبُو حنيفة: إن ابن أبي ليلى ليستحل مني ما لا أستحل من بهيمة.
45- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله الحنّائيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثني عمر بن الهيصم البزّاز، أَخْبَرَنَا عبد الله بن سعيد- بقصر ابن هبيرة- حَدَّثَنِي أبي أن أباه أخبره. أن ابن أبي ليلى كان يتمثل بهذه الأبيات:
إلى شنآن المرجئين ورأيهم ... عُمَر بن ذر، وابن قيس الماصر
وعتيبة الدباب لا نرضى به ... وأبو حنيفة شيخ سوء كافر
في أبيات ذكرها.
46- أخبرنا مُحَمَّد بن عبيد الله الحنائي، والحسن بن أبي بكر، ومحمّد بن عمر القرشيّ قالوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشافعي، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا ضرار بن صرد [2] قال: حَدَّثَنِي سليم المقرئ [3] ، حَدَّثَنَا سفيان الثوري قال: قال لي حماد بن أبي سليمان: أبلغ عني أبا حنيفة المشرك أني بريء منه حتى يرجع عن قوله في القرآن.
47- أخبرنا الحسين بن شجاع، أخبرنا عمر بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن
__________
[1] مجهول، لا يصح به الخبر.
[2] ضرار بن صرد، أبو نعيم الطحان. قال البخاري وغيره: متروك. وقال ابن معين: كذّابان بالكوفة: هذا، وأبو نعيم النخعي. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: صدوق، لا يحتج به. وقال الدارقطني: ضعيف. (ميزان الاعتدال 2/328) .
[3] سليم بن عيسى المقرئ. روى عن الثوري خبرا منكرا ساقه العقيلي. وقال ابن معين:
ضعيف ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة.(13/377)
علي الأبار، حدّثنا عبد الأعلى بن واصل، حَدَّثَنَا أَبُو نعيم- ضرار بن صرد [1]- قال: سمعت سليم بن عيسى المقرئ [2] قال: سمعت سفيان بن سعيد الثوري يقول: سمعت حماد بن أبي سليمان يقول: أبلغوا أبا حنيفة المشرك إني من دينه بريء إلى أن يتوب. قال سليم: كان يزعم أن القرآن مخلوق.
48- أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عمر الخلال، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنِي جدي قال: حَدَّثَنِي علي بن ياسر، حدثني عبد الرّحمن بن الحكم بن شتر بن سلمان عن أبيه- أو غيره وأكبر ظني أنه عن غير أبيه- قال: كنت عند حماد بن أبي سليمان إذ أقبل أَبُو حنيفة، فلما رآه حماد، قال: لا مرحبا ولا أهلا، إن سلم فلا تردوا عليه، وإن جلس فلا توسعوا له. قال: فجاء أَبُو حنيفة فجلس، فتكلم حماد بشيء، فرده عليه أَبُو حنيفة، فأخذ حماد كفا من حصى فرمى به.
49- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم قال: قيل لشريك، استتيب أَبُو حنيفة؟ قال: قد علم ذاك العواتق في خدورهن.
50- أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [3] ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني الوليد قال: حدثني أبو مسهر، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن فليح المدني [4] عن أخيه سليمان [5]- وكان علامة بالناس-: أن الذي استتاب أبا حنيفة خالد القسري. قال:
فلما رأى ذلك أخذ في الرأي ليعمي به.
وروي أن يوسف بن عُمَر استتابه، وقيل إنه لما تاب رجع وأظهر القول بخلق القرآن، فاستتيب دفعة ثانية فيحتمل أن يكون يوسف استتابه مرة، وخالد استتابه مرة والله أعلم.
51- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ الْمُقْرِئُ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الجوهري قالا: أَخْبَرَنَا عبد
__________
[1] ضرار بن صرد، أبو نعيم الطحان. قال البخاري وغيره: متروك. وقال ابن معين: كذّابان بالكوفة: هذا، وأبو نعيم النخعي. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: صدوق، لا يحتج به. وقال الدارقطني: ضعيف. (ميزان الاعتدال 2/328) .
[2] سليم بن عيسى المقرئ. روى عن الثوري خبرا منكرا ساقه العقيلي. وقال ابن معين:
ضعيف ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة.
[3] ابن درستويه. سبقت الإشارة إليه.
[4] محمد بن فليح المدني. قال أبو حاتم: ما به بأس. وليس بذاك القوي. وقال البخاري:
مات سنة سبع وتسعين ومائة. ووثقه بعضهم، وهو أوثق من أبيه. وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي، لا يعجبني حديثه (ميزان الاعتدال 4/10) .
[5] سليمان هذا مجهول.(13/378)
العزيز بن جعفر الخرقي، حدّثنا علي بن إسحاق بن زاطيا [1] ، حدّثنا أبو معمر القطيعيّ، حَدَّثَنَا حجاج الأعور [2] عن قيس بن الربيع [3] قال: رأيت يوسف بن عثمان أمير الكوفة أقام أبا حنيفة على المصطبة يستتيبه من الكفر.
52- أَخْبَرَنَا الحسين بن مُحَمَّد- أخو الخلّال- أخبرنا جبريل بن محمّد المعدل- بهمذان- حدّثنا محمّد بن حيويه النخاس [4] حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم قال: سمعت شريكا [5] يقول استتبت أبا حنيفة مرتين.
53- أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [6] ، حدّثنا يعقوب، حدثني الوليد ابن عتبة الدّمشقيّ- وكان ممن يهمه نفسه- حدّثنا أبو مسهر، حَدَّثَنَا يحيى بن حمزة- وسعيد بن عبد العزيز جالس- قال: حَدَّثَنِي شريك بن عبد الله [7]- قاضي الكوفة- أن أبا حنيفة استتيب من الزندقة مرتين.
54- أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- حَدَّثَنِي أَبُو معمر قال:
قيل لشريك [8] : مم استتبتم أبا حنيفة؟ قال: من الكفر.
55- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن عبد الله الورّاق، حدّثنا أبو الحسن علي ابن إسحاق بن عيسى بن زاطيا المخرمي [9] قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيَّ يَقُولُ: سمعت معاذ بن معاذ. وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد
__________
[1] علي بن إسحاق بن زاطيا، أبو الحسن المخرمي. قال ابن السني: لا بأس به. وقال أحمد ابن المنادي: لم يكن بالمحمود (ميزان الاعتدال 3/114- 115) . وقال الخطيب: لم يكن بالمحمود، وكان يقال إنه كذاب.
[2] قيس بن الربيع الأسدي الكوفي. قال الذهبي: أحد أوعية العلم، صدوق في نفسه، سيّئ الحفظ. وكان شعبة يثني عليه. وقال أبو حاتم: محله الصدق وليس بقوي. وقال يحيى:
ضعيف. وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقيل لأحمد: لم تركوا حديثه؟ قال: كان يتشيع، وكان كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة، وكان وكيع وعلي بن المديني يضعفانه. وقال النسائي:
متروك. وقال الدارقطني: ضعيف (ميزان الاعتدال 3/393- 396) .
[3] حجاج الأعور. قال الخطيب: خلط. وذكر ابن معين أنه قال لابن حجاج هذا:
لا تدخل على أبيك أحدا.
[4] محمد بن حيوية هو: ابن العباس الخزاز. سبق ذكره.
[5] شريك بن عبد الله. سبق ذكره.
[6] ابن درستويه، وشريك بن عبد الله. سبق ذكرهما.
[7] ابن درستويه، وشريك بن عبد الله. سبق ذكرهما.
[8] شريك بن عبد الله. سبق ذكره.
[9] أَبُو الحسن علي بْن إِسْحَاق بْن عيسى بْن زاطيا المخرمي. سبق ذكره.(13/379)
الدّقّاق [1] ، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: استتبت أبا حنيفة من الكفر مرتين.
56- وأَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا نعيم بن حمّاد [2] ، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ قالا. وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [3] ، حدّثنا يعقوب، حَدَّثَنَا نعيم قَالَ:
سمعت معاذ بْن معاذ ويحيى بن سعيد يقولان: سمعنا سفيان يقول: استتيب أَبُو حنيفة من الكفر مرتين. وقال يعقوب مرارا.
57- أخبرنا أبو نعيم الحافظ [4] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: سمعت مؤملا [5] يقول:
استتيب أَبُو حنيفة من الدهر مرتين.
58- أخبرنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب- بأصبهان- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن عيسى بن مزيد الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ، حدّثنا عبد الله بن معمر [6] ، حَدَّثَنَا مؤمل بن إِسْمَاعِيل [7] قال:
سمعت سفيان الثوري يقول: إن أبا حنيفة استتيب من الزندقة مرتين.
__________
[1] عثمان بن أحمد الدقاق. سبق ذكره.
[2] نعيم بن حماد. قال الذهبي: أحد الأئمة الأعلام علي لين في حديثه. وقال أبو داود: كان عند نعيم بن حماد نحو عشرين حديثا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لها أصل. وقال النسائي: هو ضعيف.
وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن. فقيل له: في قبول حديثه؟ فقال: قد كثر تفرده عن الأئمة، فصار في حد من لا يحتج به. وقال الأزدي: كان نعيم ممن يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب النعمان كلها كذب. وقال الخطيب: كان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها (ميزان الاعتدال 4/267- 270) .
[3] ابن درستويه. سبق ذكره.
[4] أبو نعيم- شيخ الخطيب- كان رجلا شديد العصبية. قال الحافظ محمد بن طاهر المقدسي: سمعت إسماعيل بن أبي الفضل بهمذان- وكان من أهل المعرفة- يقول: ثلاثة من الحفاظ لا أحبهم لشدة تعصبهم، وقلة إنصافهم: أبو نعيم الحافظ، والحاكم أبو عبد الله، وأبو بكر الخطيب. (انظر رسالة الملك المعظم) .
[5] مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.
[6] عبد الله بن معمر. قال الأزدي: متروك الحديث. (ميزان الاعتدال 2/507) .
[7] مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.(13/380)
59- وقال أحمد بن مهديّ: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني سلم بن عبد الله، حَدَّثَنَا جرير عن ثعلبة [1] قال: سمعت سفيان الثوري- وذكر أبا حنيفة- فقال: لقد استتابه أصحابه من الكفر مرارا.
60- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق [2] ، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا الحميدي قال: سمعت سفيان- وهو ابن عيينة- يقول: استتيب أَبُو حنيفة من الدهر ثلاث مرات.
61- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم قال: حدّثنا الأبار، حدّثنا محمّد بن يحيى النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا نعيم بن حماد [3] قال: قال يحيى بن حمزة وسعيد بن عبد العزيز: استتيب أَبُو حنيفة من الزندقة مرتين.
62- أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي [4] ، حدّثنا الحسن بن عليل، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين- صاحب القوهي- قال: سمعت يزيد بن زريع قال: استتيب أَبُو حنيفة مرتين.
63- أَخْبَرَنَا ابن رزق والْبَرْقَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ [5] ، حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن شاكر. وأَخْبَرَنَا الحسين بن الصّوفيّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن شاكر، حدّثنا رجاء- هو ابن السندي- قال: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: استتيب أَبُو حنيفة مرتين. قال: وسمعت ابن إدريس يقول: كذاب من زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
64- أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت أسد بن موسى [6] قال: استتيب أَبُو حنيفة مرتين.
__________
[1] ثعلبة بن سهيل الطهوي، أبو مالك الكوفي الطبيب. قال ابن معين: ثعلبة بن سهيل ليس بشيء (ميزان الاعتدال 1/370- 371) .
[2] عثمان بن أحمد بن السماك الدقاق، أبو عمرو. أورد الذهبي رواية له وقال أنها «من أسمج الكذب» وقال بعدها: وهذا الإسناد ظلمات، وينبغي أن يغمز ابن السماك لروايته هذه الفضائح (ميزان الاعتدال 3/31) .
[3] نعيم بن حماد. سبق ذكره.
[4] عبد الله بن إسحاق البغوي. سبق ذكره.
[5] محمد بن جعفر بن الهيثم. قال الخطيب: فيه بعض الشيء.
[6] أسد بن موسى بن إبراهيم الأموي الحافظ. قال النسائي: ثقة، ولو لم يصنف كان خيرا له. وقال البخاري: هو مشهور الحديث. وذكره ابن حزم في كتاب الصيد وقال: منكر-(13/381)
65- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ [1] ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد [2] ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي: كان أَبُو حنيفة استتيب؟ قال: نعم [3] .
66- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن مخلد الوراق- لفظا- قال في كتابي عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن صالح الأسدي الفقيه المالكي قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود السجستاني [4] يوما وهو يقول لأصحابه: ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والحسن بن صالح وأصحابه،
__________
- الحديث. وقال أيضا: ضعيف، وهذا التضعيف مردود. وقال ابن يونس: حدث بأحاديث منكرة وهو ثقة، وأحسب الآفة من غيره (ميزان الاعتدال 1/207) .
[1] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ الْهِيتِيُّ. قال الخطيب: كان مغفلا مع خلوه من علم الحديث، إنما حَدَّثَنَا عن شيخ شيخه، وهو لا يعلم.
[2] أحمد بن سلمان النجاد، أبو بكر. قال الذهبي: صدوق. قال الدارقطني: حدّث من كتاب غيره بما لم يكن فِي أصوله، وقال الخطيب: كان قد عمي في الآخر، فلعل بعض الطلبة قرأ عليه ذلك (ميزان الاعتدال 1/101) .
[3] إن الروايات من 49 إلى 65 تشتمل على ادعاء أن أبا حنيفة قد استتيب. فبعضها أبهم ما استتيب منه، وبعضها بين أنه استتيب من الدهر، أو الزندقة أو الكفر. وكل هذه الروايات واهية الإسناد. فاسدة الموضوع. فقد روى ابن عبد البر في الانتقاء (ص 150) قال، قيل لعبد الله بن داود الخريبي يوما يا أبا عبد الرحمن، إن معاذا: يروى عن سفيان الثوري أنه قال:
استتيب أبو حنيفة مرتين. فقال عبد الله بن داود، هذا والله كذب. قد كان بالكوفة علي والحسن ابنا صالح بن حيي، وهما من الورع بالمكان الذي لم يكن مثله. وأبو حنيفة يفتي بحضرتهما. لو كان من هذا شيء ما رضيا به. وقد كنت بالكوفة دهرا فما سمعت بهذا. اهـ-.
وقد ذكر ركن الدين أبو الفضل الكرماني عن الامام أبي بكر عتيق بن داود اليماني أن الخوارج لما ظهروا على الكوفة أخذوا أبا حنيفة، فقيل لهم هذا شيخهم. والخوارج يعتقدون كفر من خالفهم. فقالوا: تب يا شيخ من الكفر. فقال: أنا تائب إلى الله من كل كفر. فخلوا عنه. فلما ولى عنهم قيل لهم: إنه تاب من الكفر، وإنما يعني ما أنتم عليه. فردوه. فقال رأسهم:
يا شيخ إنما تبت من الكفر وتعنى به ما نحن عليه. فقال أبو حنيفة: أبظن تقول هذا، أم بعلم؟
فقال: بل بظن. فقال أبو حنيفة: إن الله يقول (إن بعض الظن إثم) . وهذه خطيئة منك. وكل خطيئة عندك كفر. فتب أنت أولا من الكفر، فقال صدقت. أنا تائب من الكفر. فتب أنت أيضا من الكفر. فقال أبو حنيفة رحمه الله: أنا تائب إلى الله من كل كفر. فخلوا عنه. فلهذا قال خصماؤه: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين. فلبسوا على الناس. وإنما يعنون استتابة الخوارج إياه. اهـ. وقد حكى هذه القصة أيضا الخوارزمي في جامع المسانيد. وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر في الانتقاء كلاما في الاستتابة يؤيد أن خصومه هم الذين لبسوا على الناس هذا الأمر. فارجع إليه أن شئت.
[4] أبو بكر بن أبي داود السجستاني. هو: عبد الله بن سليمان الأشعث. قال ابن صاعد:
إن أباه كفانا أمره، فقال: إن ابني هذا كذّاب.(13/382)
وسفيان الثوري وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟ فقالوا له: يا أبا بكر لا تكون مسألة أصح من هذه. فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة [1] .
ذكر ما حكي عن أبي حنيفة من رأيه في الخروج على السلطان [2] :
1- أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني صفوان بن صالح، حَدَّثَنَا عُمَر بن عبد الواحد قال: سمعت الأوزاعي يقول: أتاني شعيب بن إسحاق [3] وابن أبي مالك [4] وابن علاق وابن ناصح [5] فقالوا: قد أخذنا عن أبي حنيفة شيئا، فانظر فيه، فلم يبرح بي وبهم حتى أريتهم فمما جاءوني به عنه أنه أحل لهم الخروج على الأئمة.
2- أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثني أبو شيخ الأصبهانيّ [6] ، حَدَّثَنَا الأثرم. وأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عُمَر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله يقول: قال ابن المبارك:
ذكرت أبا حنيفة يوما عند الأوزاعي فأعرض عني، فعاتبته. فقال تجيء إلى رجل يرى السيف فِي أُمَّةِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتذكره عندنا؟
3- أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا أبو علي الحافظ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن محمود الْمَرْوَزِيّ قَالَ: سمعت محمّد بن عبد الله ابن قهزاد يقول: سمعت أبا الوزير أنه حضر عبد الله بن المبارك، فروى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا، فقال له رجل: ما قول أبي حنيفة في هذا؟ فقال عبد الله: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وتجيء برجل كان يرى السيف فِي أُمَّةِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟.
__________
[1] إن كان المراد أنهم ذهبوا في المسائل والفقه إلى غير ما ذهب إليه، فالجواب كما قاله الملك المعظم في رسالته: إن الصحابة جميعهم قد اختلفوا في عدة مسائل، وليس كلن من خولف فقد ضل، فإن هؤلاء المذكورين جميعهم خالف بعضهم بعضا، كما خالفوا أبا حنيفة. فهذا لا يعد من التضليل، وكثيرا ما يخالف مجتهد واحد جميع مجتهدي عصره، كما يخالف صحابي واحد أكثر الصحابة، ولا يجرؤ أحد أن يقول عن المخالف إنه ضال، والحق بالدليل لا بكثرة القائلين.
[2] جميع روايات هذا الباب كلها واهية الإسناد.
[3] شعيب بن إسحاق. مجهول.
[4] ابن أبي مالك. مجهول.
[5] أحمد بن عبيد بن ناصح أبو عصيدة النحوي. قال ابن عدي: له مناكير. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على جلّ حديثه. (ميزان الاعتدال 1/118) .
[6] أبو شيخ: عبد الله بن محمد بن جعفر، الأصبهاني. ضعفه أبو أحمد العسال.(13/383)
4- أخبرنا ابن دوما النعالي [1] ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا أحمد ابن علي الأبار، حدّثنا الحسن بن علي الحلواني [2] ، حدّثنا أحمد بن محمّد، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي رزمة عن ابن المبارك قال: كنت عند الأوزاعي، فذكرت أبا الحنيفة، فلما كان عند الوداع قلت: أوصني، قال: قد أردت ذلك ولو لم تسألني، سمعتك تطري رجلا يرى السيف في الأمة. قال: فقلت: ألا أخبرتني؟
5- وقال الأبار: حَدَّثَنَا منصور بن أبي مزاحم، حَدَّثَنِي يزيد بن يوسف [3] قال: قال لي أَبُو إسحاق الفزاري [4] : جاءني نعي أخي من العراق- وخرج مع إبراهيم بن عبد الله الطالبي- فقدمت الكوفة، فأخبروني أنه قتل وأنه قد استشار سفيان الثوري وأبا حنيفة، فأتيت سفيان أنبئه مصيبتي بأخي، وأخبرت أنه استفتاك؟
قال: نعم، قد جاءني فاستفتاني، فقلت: ماذا أفتيته؟ قال: قلت: لا آمرك بالخروج ولا أنهاك، قال: فأتيت أبا حنيفة، فقلت له بلغني أن أخي أتاك فاستفتاك؟ قال: قد أتاني واستفتاني، قال: قلت: فبم أفتيته؟ قال: أفتيته بالخروج. قال: فأقبلت عليه فقلت: لا جزاك الله خيرا. قال: هذا رأيي. قال: فحدثته بحديث عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرد لهذا، فقال هذه خرافة- يَعْنِي حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
6- أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [5] حَدَّثَنَا يَعْقُوب قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوان بْن صالح الدّمشقيّ، حَدَّثَنِي عُمَر بن عبد الواحد السلمي قال: سمعت إبراهيم بن مُحَمَّد الفزاري [6] يحدث الأوزاعي قال: قتل أخي مع إبراهيم الفاطمي بالبصرة، فركبت لأنظر في تركته، فلقيت أبا حنيفة. فقال لي: من أين أقبلت وأين أردت؟ فأخبرته أني أقبلت من المصيصة وأردت أخا لي قتل مع إبراهيم، فقال: لو
__________
[1] ابن دوما النعالي. سبق ذكره.
[2] الحسن بن علي الحلواني. قال الخطيب في ترجمة عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه فقال: ما أعرفه بطلب الحديث، ولم يحمده. ثم قال: بلغني عنه أشياء أكرهها، وأهل الحديث عنه غير راضين (تاريخ بغداد ترجمة 3884) .
[3] يزيد بن يوسف الصنعاني الشامي. قال ابن معين: ليس بثقة، قد رأيته. وقال: لا يساوي شيئا. وقال أبو حاتم: لم يكن بالقوي. وقال النسائي: متروك. وقال صالح جزرة: تركوا حديثه. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال الدارقطني: لا يستحق عندي الترك (ميزان الاعتدال 4/442، 443) .
[4] أبو إسحاق الفزاري. سبق ذكره.
[5] ابن درستويه. سبق ذكره.
[6] أبو إسحاق الفزاري. سبق ذكره.(13/384)
أنك قتلت مع أخيك كان خيرا لك من المكان الذي جئت منه. قلت: فما منعك أنت من ذاك؟ قال: لولا ودائع كانت عندي وأشياء للناس ما استأنيت في ذلك.
7- أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النّيسابوريّ [1] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المسيب قال: سمعت عبد الله بن خبيق قال:
سمعت الهيثم بن جميل [2] يقول: سمعت أبا عوانة [3] يقول: كان أَبُو حنيفة مرجئا يرى السيف. فقيل له: فحماد بن أبي سليمان؟ قال: كان أستاذه في ذلك.
8- أَخْبَرَنِي علي بن أَحْمَد الرزاز [4] ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الموصلي قَالَ: حدّثنا الحسن بن الوضاح المؤدّب، حدّثنا مسلم بن أبي مسلم الحرقي، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الفزاري [5] قال: سمعت سفيان الثوري والأوزاعي يقولان: ما ولد في الإسلام مولود أشأم على هذه الأمة من أبي حنيفة، وكان أَبُو حنيفة مرجئا يرى السيف. قال لي يوما: يا أبا إسحاق أين تسكن؟ قلت: المصيصة، قال: لو ذهبت حيث ذهب أخوك كان خيرا. قال: وكان أخو أبي إسحاق خرج مع المبيضة على المسودة فقتل.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش [6] أن مُحَمَّد بن علي أخبره عن سعيد بن سالم قال: قلت لقاضي القضاة أبي يوسف: سمعت أهل خراسان يقولون: إن أبا حنيفة جهمي مرجئ؟ قال لي: صدقوا، ويرى السيف أيضا.
قلت له: فأين أنت منه؟ فقال: إنما كنا نأتيه يدرسنا الفقه، ولم نكن نقلده ديننا.
ذكر ما حكي عنه من مستشنعات الألفاظ والأفعال:
1- أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حدثنا
__________
[1] إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري. قال الخطيب حكاية عن البرقاني: إنه كان عنده سقط أو سفطان، ولم يخرج عنه في صحيحه شيئا. قال الخطيب: فسألته عن ذلك.
فقال: حديثه كثير الغرائب وفي نفسي منه شيء.
[2] الهيثم بن جميل، أبو سهل البغدادي. قال ابن عدي: ليس بالحافظ يغلط على الثقات، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب (ميزان الاعتدال 4/320) .
[3] أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي. قال أبو حاتم: ثقة يغلط كثيرا إذا حدّث من حفظه. (ميزان الاعتدال 4/334) .
[4] علي بن أحمد الرزاز. قال الخطيب: مكثر إلى الصدق ما هو، وكفّ بصره. شاهدت جزءا من أصوله في بعضها سماعه بالخط العتيق، ثم رأيته وقد غيّر بعد وفيه إلحاق بخط جديد، فيقال ذلك من فعل ولد له. (ميزان الاعتدال 3/113) .
[5] أبو إسحاق الفزاري. سبق ذكره.
[6] محمد بن الحسن بن زياد النقاش. سبق ذكره.(13/385)
محمّد بن القاسم البزّاز، حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي سعد قَالَ: حدثني أبو عبد الرّحمن عبد الخالق ابن منصور النيسابوري قال: سمعت أبا داود المصاحفي قال: سمعت أبا مطيع يقول: قال أَبُو حنيفة: إن كانت الجنة والنار مخلوقتين فإنهما تفنيان.
2- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن الفضل، حدّثنا علي بن إبراهيم النجاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: سَمِعْتُ عبد الله ابن عثمان بن الرماح يقول: سمعت أبا مطيع البلخي يقول: سمعت أبا حنيفة يقول:
إن كانت الجنة والنار خلقتا فإنهما تفنيان. قال أَبُو مطيع: وكذب والله، قال السراج:
وكذب والله، قال النجاد: وكذب والله، قال تعالى: أُكُلُها دائِمٌ
[الرعد 35] قال ابن الفضل: وكذب والله.
قلت: هذا القول يحكي أن أبا مطيع كان يذهب إليه، لا أبا حنيفة، وكذب والله كل من قاله.
3- أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حَدَّثَنَا محبوب بن موسى [1] قال: سمعت يوسف ابن أسباط [2] يقول: قال أَبُو حنيفة: لو أدركني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدركته لأخذ بكثير من قولي.
4- قَالَ: وسمعت أبا إسحاق [3] يقول: كان أَبُو حنيفة يجيئه الشيء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخالفه إلى غيره.
5- أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد السّلام بن عَبْد الرَّحْمَن [4] ، حَدَّثَنِي إسماعيل بن عيسى بن علي الهاشمي قال: حَدَّثَنِي أَبُو إسحاق الفزاري قال: كنت آتي أبا حنيفة أسأله عن
__________
[1] محبوب بن موسى. سبق ذكره.
[2] يوسف بن أسباط. سبق ذكره. قال في «جامع المسانيد» : هذا تصحيف من الخطيب وقع منه وافتضح به، فإن الرواية التي يرويها أبو يوسف أنه لما ظهر عثمان البتي بالبصرة، وأظهر مذهبه في الأصول بلغ ذلك أبا حنيفة فقال: «لو أن البتي رآني لأخذ بكثير من قولي» .
[3] أبو إسحاق الفزاري. سبق ذكره.
[4] عبد السلام بن عبد الرحمن. سبق ذكره.(13/386)
الشيء من أمر الغزو. فسألته عن مسألة، فأجاب فيها، فقلت له: إنه يروى فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا وكذا؟ قال: دعنا من هذا؟
6- قَالَ: وسألته يوما آخر عن مسألة قال فأجاب فيها، قال فقلت له: إن هذا يروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه كذا وكذا، فقال: حك هذا بذنب خنزير.
7- أَخْبَرَنَا ابن دوما [1] أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا الحسن بن علي الحلواني [2] ، حدّثنا أبو صالح- يعني الفراء [3]- حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الفزاري قال: حدثت أبا حنيفة حديثا في رد السيف. فقال هذا حديث خرافة.
8- وقال الأبار: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حسان الأزرق قال: سمعت علي بن عاصم [4] يقول: حَدَّثَنَا أبا حنيفة بحديث عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لا آخذ به، فقلت:
عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لا آخذ به.
9- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي نصر النّرسيّ [5] ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ بهتة البزّاز، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ [6] ، حدّثنا موسى بن هارون ابن إسحاق، حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم- بالكوفة- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ بشر بن المفضل قَالَ: قُلْتُ لأَبِي حَنِيفَةَ: نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا»
قَالَ: هَذَا رَجَزٌ.
10- قُلْتُ: قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَخَ رَأْسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَرَضَخَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ بَيْنَ حجرين. قال: هذيان.
__________
[1] ابن دوما. سبق ذكره.
[2] الحسن بن علي الحلواني. سبق ذكره.
[3] أبو صالح الفراء. سبق ذكره.
[4] علي بن عاصم. ذكره الخطيب وحكى عن يحيى بن معين أنه لما قيل له إن أحمد بن حنبل قال: علي بن عاصم لا بأس به ليس يكذب. قال ابن معين: والله ما كان عنده بثقة ولا حدث عنه بحديث، فكيف صار اليوم ثقة عنده.
[5] محمد بن أبي نصر النرسي. قال الخطيب: هو باب طاقي- يعني بذلك أنه غال في التشيع.
[6] أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، ابن عقدة. قال الخطيب: روى المنكرات والمنقطعات ومشايخ بغداد يقولون: إنه كان لا يتدين بالحديث. وقال الدارقطني: كان رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيويه: كان في جامع براثي يملي مثالب أصحاب رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو قال الشيخين أبي بكر وعمر- فتركت حديثه لا أحدث عنه شيئا وقال البرقاني: قلت للدارقطني: أيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة؟ قال: الإكثار بالمناكير (ميزان الاعتدال 1/137- 138) .(13/387)
11- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْمَحْمُودِيُّ- بِمَرْوَ- حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بن علي الحافظ، حدّثنا إسحاق بن منصور، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ [1] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذُكِرَ لأَبِي حَنِيفَةَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» فَقَالَ: هَذَا سَجْعٌ.
12- وَذُكِرَ لَهُ قَضَاءٌ مِنْ قَضَاءِ عُمَرَ- أَوْ قول مِنْ قَوْلِ عُمَرَ- فِي الْوَلاءِ فَقَالَ:
هَذَا قول شيطان.
13- أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا محمّد بن يحيى النّيسابوريّ- بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرِ عَبْدُ اللَّه بْنُ عَمْرِو بن أبي الحجّاج [2] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ- وَبِهَا أَبُو حَنِيفَةَ- فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَجَابَ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَمَا رِوَايَةٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: ذَاكَ قَوْلُ شَيْطَانٍ. قَالَ: فَسَبَّحْتُ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ:
أَتَعْجَبُ؟ فَقَدْ جَاءَهُ رَجُلٌ قَبْلَ هَذَا فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُ. قال: فَمَا رِوَايَةٌ رُوِيَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» ؟
فَقَالَ: هَذَا سَجْعٌ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي:
هَذَا مَجْلِسٌ لا أَعُودُ فِيهِ أَبَدًا.
14- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك القرشيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الرّازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إبراهيم النيسابوري سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ المروزيّ يقول: سمعت إسحاق يقول قال: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ذُكِرَ لأَبِي حَنِيفَةَ هَذَا الْحَدِيثُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الوضوء نصف الإيمان»
قال:
لتتوضأ مرتين حتى تستكمل الإيمان. قال إسحاق: فقال يَحْيَى بْنُ آدَمَ: الْوُضُوءُ نِصْفُ الإِيمَانِ، يَعْنِي نِصْفَ الصَّلاةِ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى الصَّلاةَ إِيمَانًا، فَقَالَ: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ
[البقرة 143] يَعْنِي صَلاتَكُمْ،
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُقْبَلُ صَلاةٌ إِلا بِطُهُورٍ»
فَالطُّهُورُ نِصْفُ الإِيمَانِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى. إِذْ كَانَتِ الصَّلاةُ لا تَتِمُّ إِلا بِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: وَذُكِرَ لأَبِي حَنِيفَةَ قَوْلُ مَنْ قَالَ لا أَدْرِي نِصْفَ الْعِلْمِ. قَالَ: فَلْيَقُلْ مَرَّتَيْنِ لا أَدْرِي حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعِلْمَ. قَالَ يَحْيَى وتفسير
__________
[1] عبد الصمد بن حبيب الأزدي. قال الخطيب: قال أبو بكر الأثرم: ذكرنا عبد الصمد ابن حبيب عند أحمد بن حنبل فقال: أزدي. ووضع من أمره. وقال البخاري: لين الحديث. ثم روى الخطيب حديثا من طريقه قال فيه: هذا الحديث منكر.
[2] عَبْدُ اللَّه بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ، أبو معمر. قال الخطيب إنه كان يرى القدر.(13/388)
قَوْلِهِ لا أَدْرِي نِصْفَ الْعِلْمِ، لأَنَّ الْعِلْمَ إِنَّمَا هُوَ أَدْرِي وَلا أَدْرِي، فَأَحَدُهُمَا نِصْفُ الآخَرِ.
15- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سليمان المؤدب- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي- بعسقلان- حدّثنا عمران بن موسى الطائي، حدّثنا إبراهيم بن بشار الرمادي [1] ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة قال: ما رأيت أجرأ على الله من أبي حنيفة، كان يضرب الأمثال لحديث رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيرده. بلغه أني أروي إن «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا»
فجعل يقول: أرأيت إن كان في سفينة؟ أرأيت إن كانا في سجن؟ أرأيت إن كانا في سفر، كيف يفترقان؟
16- أَخْبَرَنَا ابن دوما [2] ، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى السِّينَانِيَّ [3] يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: مِنْ أَصْحَابِي مَنْ يَبُولُ قُلَّتَيْنِ، يَرُدُّ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَنْجَسْ» .
17- أَخْبَرَنَا الخلال، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا العبّاس بن محمّد بن إبراهيم بن شماس قال: سمعت وكيعا يقول: سأل ابن المبارك أبا حنيفة عن رفع اليدين في الركوع، فقال أَبُو حنيفة: يريد أن يطير، فيرفع يديه؟ قال وكيع: وكان ابن المبارك رجلا عاقلا، فقال ابن المبارك: إن كان طار في الأولى فإنه يطير في الثانية. فسكت أَبُو حنيفة ولم يقل شيئا.
18- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق [4] ، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميديّ قال: سمعت سفيان قال: كنت في جنازة أم خصيب بالكوفة، فسأل رجل أبا حنيفة عن مسألة من الصرف فأفتاه، فقلت: يا أبا حنيفة إن أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد اختلفوا في هذه. فغضب وقال للذي استفتاه: اذهب فاعمل بها، فما كان فيها من إثم فهو على.
__________
[1] إبراهيم بن بشار الرمادي. قال أحمد: كان مخلطا وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي.
[2] ابن دوما. سبق ذكره.
[3] الفضل بن موسى السيناني. قال ابن المديني: روى أحاديث مناكير على أنه لو فرض صحة الرواية. فإنما قال ذلك لأنه لم يصح عنده الحديث منه، كما لم يصح عند كثير من المحدثين.
[4] عثمان بن أحمد الدقاق. سبق ذكره(13/389)
19- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عثمان البجلي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الفيّاض، حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الكريم الوساوسي [1] ، حدّثنا عبد الله بن خبيق، حَدَّثَنَا أَبُو صالح الفراء قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: رد أَبُو حنيفة عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعمائة حديث- أو أكثر- قلت له: يا أبا مُحَمَّد تعرفها؟ قال نعم. قلت: أَخْبَرَنِي بشيء منها: فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «للفرس سهمان، وللرجل سهم»
قال أَبُو حنيفة: أنا لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن. وأشعر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه البدن وقال أَبُو حنيفة: الإشعار مُثْلَةٌ. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لم يتفرقا» وقال أَبُو حنيفة: إذا وجب البيع فلا خيار. وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرع بين نسائه إذا أراد أن يخرج في سفر، وأقرع أصحابه. وقال أَبُو حنيفة القرعة قمار. وقال أَبُو حنيفة: لو أدركني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدركته لأخذ بكثير من قولي، وهل الدين إلا الرأي الحسن؟.
20- أَخْبَرَنَا ابن رزق، حَدَّثَنِي عثمان بن عُمَر بن خفيف الدراج، حدّثنا محمّد ابن إِسْمَاعِيل البصلاني.
21- وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ الزَّيَّاتِ حدثكم عُمَر بن مُحَمَّد الكاغدي قالا: حَدَّثَنَا أَبُو السائب قال: سمعت وكيعا يقول: وجدنا أبا حنيفة خالف مائتي حديث.
21- أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرّزّاز [2] ، أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن سعيد الموصلي [3] ، حدّثنا عيسى بن فيروز الأنباريّ، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة- أو سمعته يقول-: أَبُو حنيفة استقبل الآثار واستدبرها برأيه.
22- أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مؤمل [4] قال: سمعت حماد بن سلمة يقول- وذكر أبا حنيفة- فقال: إن أبا حنيفة استقبل الآثار والسنن فردها برأيه.
__________
[1] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْوَسَاوِسِيُّ. ضعفه الدارقطني وقال: تكلموا فيه. ووثقه البرقاني (ميزان الاعتدال 1/145) .
[2] علي بن أحمد الرزاز. سبق ذكره.
[3] علي بن محمد بن سعيد الموصلي. ذكره الخطيب في ترجمة عيسى بن فيروز وقال: ليس بثقة.
[4] 128) مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.(13/390)
23- أخبرنا ابن دوما [1] ، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان عن مؤمل [2] قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: أَبُو حنيفة هذا يستقبل السنة يردها برأيه.
24- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق [3] ، حدّثنا أحمد بن بشر المرثدي، حدّثنا رجاء بن السندي سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ السَّرِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَوَانَةَ [4] فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّ عِنْدَكَ كِتَابًا لأَبِي حَنِيفَةَ، أَخْرِجْهُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ ذَكَّرْتَنِي، فَقَامَ إِلَى صُنْدُوقٍ لَهُ فَاسْتَخْرَجَ كِتَابًا، فَقَطَّعَهُ قطعة قطعة فرمى به فقلت: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ جَالِسًا فَأَتَاهُ رَسُولٌ بِعَجَلَةٍ مِنْ قِبَلِ السُّلْطَانِ، كَأَنَّمَا قَدْ حَمُوا الْحَدِيدَ وَأَرَادُوا أَنْ يُقَلِّدُوهُ الأَمْرَ.
فَقَالَ يَقُولُ الأَمِيرُ: رَجُلٌ سَرَقَ وَدْيًا فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ- غَيْرُ مُتَعْتِعٍ- إِنْ كَانَتْ قِيمَتُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ فَاقْطَعُوهُ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ أَلا تَتَّقِي اللَّهَ؟. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ عَنِ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ، وَلا كَثَرٍ» أَدْرِكِ الرَّجُلَ فَإِنَّهُ يُقْطَعُ. فَقَالَ- غَيْرُ مُتَعْتِعٍ- ذَاكَ حُكْمٌ قَدْ مَضَى فَانْتَهَى، وَقَدْ قُطِعَ الرَّجُلُ. فَهَذَا مَا يَكُونُ لَهُ عِنْدِي كتاب.
25- أخبرنا ابن دوما [5] ، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا الحسن بن علي الحلواني [6] ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ [7] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ فَسَأَلَهُ رَجْلٌ عَنْ رَجُلٍ سَرَقَ وَدْيًا فَقَالَ عَلَيْهِ الْقَطْعُ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ عَنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلا كَثَرٍ»
قَالَ: أَيْشَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا بَلَغَنِي هَذَا، قُلْتُ: الرَّجُلُ الَّذِي أَفْتَيْتَهُ فَرُدَّهُ. قَالَ: دَعْهُ فَقَدْ جَرَتْ بِهِ الْبِغَالُ الشُّهْبُ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخَافُ أَنْ تَكُونَ جرت بلحمه ودمه.
__________
[1] ابن دوما. سبق ذكره.
[2] مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.
[3] عثمان بن أحمد الدقاق. سبق ذكره.
[4] أبو عوانة. سبق ذكره.
[5] ابن دوما. سبق ذكره.
[6] الحسن بن علي الحلواني. سبق ذكره.
[7] أبو عوانة. سبق ذكره.(13/391)
26- قال الْحُلْوَانِيُّ [1] : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ وَسُئِلَ عَنْ مُحْرِمٍ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلَبِسَ سَرَاوِيلَ. قَالَ: عَلَيْهِ الْفِدْيَةُ. قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ!.
27- أَخْبَرَنَا ابْنُ دُومَا [2] ، حدّثنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا أبو موسى عيسى بن عامر، حَدَّثَنَا عَارِمٌ [3] عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ، مُحْرِمٌ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلَبِسَ خُفًّا؟ قَالَ:
عَلَيْهِ دَمٌ. قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي المحرم: «إذا لم يجد نعليه فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ» .
28- أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَد بْنِ عَلِيّ بْنِ الْمُثَنَّى. وَقُرِئَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحجّاج، حدثنا حماد بن زيد قال: جلست إلى أَبِي حَنِيفَةَ بِمَكَّةَ.
فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: لَبِسْتُ سَرَاوِيلَ وَأَنَا مُحْرِمٌ، أَوْ قَالَ: لَبِسْتُ خُفَّيْنِ وَأَنَا مُحْرِمٌ- شَكَّ إِبْرَاهِيمُ- فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْكَ دَمٌ. قَالَ حَمَّادٌ: وَجَدْتُ نَعْلَيْنِ أَوْ وَجَدْتُ إِزَارًا؟ قَالَ لا. فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ. فَقَالَ: سَوَاءٌ وَجَدَ أَوْ لَمْ يَجِدْ. قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «السَّرَاوِيلُ لمن لم يجد الإزار، والخفين لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ»
وحَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لم يجد الإزار والخفين لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ»
فَقَالَ بِيَدِهِ- وَحَرَّكَ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ- أَيْ لا شَيْءَ. قَالَ:
فَقُلْتُ لَهُ: فَأَنْتَ عَمَّنْ تَقُولُ؟ قَالَ:
حَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: عَلَيْهِ دَمٌ وَجَدَ أَوْ لَمْ يَجِدْ- لَمْ يَذْكُرِ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي حَدِيثِهِ حَدِيثَ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ- قَالَ: فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَتَلَقَّانِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَاةَ مَا تَقُولُ فِي مُحْرِمٍ لَبِسَ سراويل وَلَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَلَبِسَ الْخُفَّيْنِ وَلَمْ يَجِدِ النعلين؟ قال: حدّثنا عمرو ابن دِينَارٍ عَنْ جَابِر بْن زَيْد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «السراويل لمن لم يجد
__________
[1] الحسن بن علي الحلواني. سبق ذكره.
[2] ابن دوما. سبق ذكره.
[3] محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان عارم. قال أبو حاتم: اختلط عارم في آخر عمره، وزال عقله، فمن سمع منه قبل العشرين ومائتين فسماعه جيد. وقال البخاري: تغير عارم في آخر عمره. وقال أبو داود: بلغني أن عارما أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثم راجعه عقله، ثم استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة ومائتين. وقال الدارقطني: تغير بأخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر، وهو ثقة (ميزان الاعتدال 4/7- 9) .(13/392)
الإزار، والخفين لمن لم يجد النعلين»
قلت لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَاةَ. مَا تَحْفَظُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا.
وَحَدَّثَنِي نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، والخفين لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ»
. قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: «السراويل لمن لم يجد الإزار، والخفين لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ» فَقُلْتُ: فَمَا بَالُ صَاحِبِكُمْ قَالَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: وَمَنْ ذَاكَ؟ وَصَاحِبُ مَنْ ذَاكَ؟ قَبَّحَ اللَّهُ ذَاكَ- لَفْظُ أَبِي يعلى.
29- أخبرنا ابن دوما [1] ، حدّثنا نعيم بن حمّاد [2] ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة قال: قدمت الكوفة، فحدثتهم عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد- يعني حديث ابن عباس- فقالوا: إن أبا حنيفة يذكر هذا عن جابر بن عبد الله قال: قلت: لا، إنما هو جابر بن زيد. قال: فذكروا ذلك لأبي حنيفة فقال: لا تبالون، إن شئتم صيروه عن جابر بن عبد الله، وإن شئتم صيروه عن جابر بن زيد.
30- أَخْبَرَنَا القاضي أبو عبد الله الصيمري، حدّثنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حَدَّثَنَا علي بن صالح البغوي قال: أنشدني أبو عبد الله محمّد ابن يزيد الواسطيّ لأحمد بن المعدل:
إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر
المائلين إلى القياس تعمدا ... والراغبين عن التمسك بالخبر
31- أنبأنا عبد الله بن يحيى السكري والحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي أبو جعفر قال: حدّثنا أبو سلمة، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة [3] قال: سمعت أبا حنيفة يقول- وسئل عن الأشربة- قال: فما سئل عن شيء إلا قال: حلال، حتى سئل عن السكر. أو السكر- شك أَبُو جعفر- فقال: حلال. قال: قلت: يا هؤلاء إنها زلة عالم. فلا تأخذوا عنه.
32- أخبرنا محمّد بن محمّد بن حسنويه النّرسيّ، أخبرنا موسى بن عيسى
__________
[1] ابن دوما: سبق ذكره.
[2] نعيم بن حماد. سبق ذكره.
[3] أبو عوانة. سبق ذكره.(13/393)
السّرّاج، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي [1] ، حدثني إسحاق بن يعقوب المروزيّ، حدّثنا إسحاق بن راهويه، حَدَّثَنِي أَحْمَد بن النضر قال: سمعت أبا حمزة السكري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: لو أن ميتا مات فدفن، ثم احتاج أهله إلى الكفن، فلهم أن ينبشوه فيبيعوه.
33- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا صالح بن أحمد التّميميّ الحافظ [2] ، حدّثنا القاسم بن أبي صالح، حدّثنا محمّد بن أيّوب، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن بشار [3] قَالَ: سمعت سُفْيَان بْن عيينة يقول: ما رأيت أحدا أجرأ على الله من أبي حنيفة. ولقد أتاه يوما رجل من أهل خراسان فقال: يا أبا حنيفة قد أتيتك بمائة ألف مسألة، أريد أن أسألك عنها قال: هاتها. فهل سمعتم أحدا أجرأ من هذا؟ أخبرني عطاء بن السائب عن ابن أبي ليلى قال: لقد أدركت عشرين ومائة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من الأنصار، إن كان أحدهم ليسأل عن المسألة، فيردها إلى غيره، فيرد هذا إلى هذا، وهذا، إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول. وإن كان أحدهم ليقول في شيء وإنه ليرتعد. وهذا يقول: هات مائة ألف مسألة، فهل سمعتم بأحد أجرأ من هذا؟
ذكر ما قاله العلماء في ذم رأيه والتحذير عنه إلى ما يتصل بذلك من أخباره:
1- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم البزاز- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عثمان الفسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد بن عوف، حدّثنا إسماعيل بن عبّاس الحمصي، حَدَّثَنَا هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الأمر في بني إسرائيل مستقيما حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم فقالوا بالرأي، فهلكوا وأهلكوا.
2- أخبرنا أبو نعيم الحافظ [4] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ،
__________
[1] محمد بن محمد الباغندي. كان مدلسا وفيه شيء. قال الدارقطني: مخلط مدلس (ميزان الاعتدال 4/26- 27) .
[2] صالح بن أحمد التميمي. قال ابن حبان: إنه كان يسرق الأحاديث ويقلبها، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وذكر الخطيب عن الدارقطني أنه قال عن صالح هذا: كذاب دجال يحدث بما لم يسمع.
[3] إبراهيم بن بشار الرمادي. سبق ذكره.
[4] أبو نعيم الحافظ. سبق ذكره.(13/394)
حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا الحميديّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى ظهر فيهم المولدون، أبناء سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا وأضلوا. قال سفيان: ولم يزل أمر الناس معتدلا حتى غير ذلك أبو حنيفة بالكوفة، و [عثمان] البتي بالبصرة، وربيعة [بن أبي عبد الرّحمن] [1] بالمدينة. فنظرنا فوجدناهم من أبناء سبايا الأمم.
3- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق [2] ، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا الحميدي قال: سمعت سفيان يقول: كان هذا الأمر مستقيما حتى نشأ أَبُو حنيفة بالكوفة، وربيعة بالمدينة والبتي بالبصرة. قال: ثم نظر إلي سفيان فقال:
فأما بلدكم فكان على قول عطاء. ثم قال سفيان: نظرنا في ذلك فظننا أنه كما قال هشام ابن عروة عن أبيه. إن أمر بني إسرائيل لم يزل مستقيما معتدلا حتى ظهر فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم فقالوا فيهم بالرأي فضلوا وأضلوا. قال سفيان: فنظرنا فوجدنا ربيعة ابن سبي، والبتي ابن سبي، وأبو حنيفة ابن سبي، فنرى أن هذا من ذاك.
4- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأسترآباذي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أبي توبة الصّوفيّ- بشيراز- حدّثنا علي بن الحسين بن معدان، حدّثنا أبو عمار الحسين بن حريث، حَدَّثَنَا الحميدي قال: قال سفيان بن عيينة: نظرنا فإذا أول من بدل هذا الشأن أَبُو حنيفة بالكوفة، والبتي بالبصرة، وربيعة بالمدينة. فنظرنا فوجدناهم من مولدي سبايا الأمم.
5- أنبأنا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين ابن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عَمَّار: قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ: نظرنا في سبايا الأمم في هذا الحديث فوجدنا منهم أبا حنيفة بالكوفة، وعثمان البتي بالبصرة، وذا ربيعة الرأي بالمدينة.
6- أخبرنا ابن الفضل، حدّثنا علي بن إبراهيم بن شعيب الغازي، حدّثنا محمّد ابن إسماعيل البخاريّ، حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا [3] عَنْ حَمْدَوَيْهِ قَالَ: قُلْتُ لمحمّد بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] عثمان بن أحمد الدقاق. سبق ذكره.
[3] مجهول يسقط الاحتجاج بالرواية.(13/395)
َمسلَمَةَ: مَا لِرَأْيِ النُّعْمَانِ دَخَلَ الْبُلْدَانَ كُلَّهَا إِلا الْمَدِينَةَ. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلا الطَّاعُونُ»
وَهُوَ دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ.
7- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأزرق، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ [1] أَنَّ أَبَا رَجَاءٍ الْمَرْوَزِيَّ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: قَالَ حَمْدَوَيْهِ بْنُ مَخْلَدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْمَدِينِيُّ- وَقِيلَ لَهُ: مَا بَالُ رَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ دَخَلَ هَذِهِ الأَمْصَارَ كُلَّهَا، وَلَمْ يَدْخُلِ الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَى كُلِّ نَقَبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا مَلَكٌ يَمْنَعُ الدَّجَّالَ مِنْ دُخُولِهَا»
وَهَذَا مِنْ كَلامِ الدَّجَّالِينَ فَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَدْخُلْهَا. والله أعلم.
8- أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه [2] ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني الحسن بن الصّبّاح، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم الحنيني [3] قال: قال مالك: ما ولد فِي الإسلام مولود أضر على أهل الإسلام من أبي حنيفة.
وكان يعيب الرأي ويقول: قُبِضَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن تتبع آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، ولا تتبع الرأي، وإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى منك فاتبعته. فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته، أرى هذا الأمر لا يتم.
9- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا أبو الأزهري النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا حبيب [4] كاتب مالك بن أنس عن مالك بن أنس قال: كانت فتنة أبي حنيفة أضر على هذه الأمة من فتنة إبليس في الوجهين جميعا، في الأرجاء، وما وضع من نقض السنن.
10- أخبرني الأزهري، حدّثنا أبو الفضل الشّيباني، حدّثنا عبد الله بن أحمد الجصاص، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن بشر قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يقول: ما أعلم في الإسلام فتنة بعد فتنة الدجال أعظم من رأي أبي حنيفة.
11- أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [5] ، حدّثنا يعقوب، حدّثنا
__________
[1] الحسن بن زياد المقرئ. سبق ذكره.
[2] عبيد الله بن جعفر بن درستويه. سبق ذكره.
[3] إسحاق بن إبراهيم الحنيني. قال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال البخاري:
في حديثه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة (ميزان الاعتدال 1/179- 180) .
[4] حبيب بن زريق. قال أحمد: ليس بثقة. وقال أبو داود: كان من أكذب الناس. وقال أبو حاتم: روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها موضوعة. (ميزان الاعتدال 1/452) .
[5] ابن درستويه. سبق ذكره.(13/396)
أَحْمَد بن يونس قال: سمعت نعيما يقول: قال سفيان: ما وضع في الإسلام من الشر ما وضع أَبُو حنيفة، إلا فلان. لرجل صلب.
12- أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ بِالْكُوفَةِ، حدّثنا عبد الله بن زيدان، حدّثنا كثير بن محمّد الخيّاط، حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم- أَبُو صالح الأسدي- قال: سمعت شريكا [1] يقول: لأن يكون في كل حي من الأحياء خمار خير من أن يكون فيه رجل من أصحاب أبي حنيفة.
13- أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّه بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ. وَأَخْبَرَنَا ابن دوما [2]- واللفظ له- أخبرنا ابن سلم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالا: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْن أَبِي مُزَاحِمٍ قَالَ:
سمعت شريك بن عبد الله [3] يقول: لو أن في كل ربع من أرباع الكوفة خمارا يبيع الخمر كان خيرا من أن يكون فيه من يقول بقول أبي حنيفة.
14- أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [4] ، حدّثنا يعقوب، حدثنا أبو بكر بن خلاد قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بْن زَيْد يَقُولُ:
سَمِعْتُ أيوب- وذكر أَبُو حنيفة- فقال: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ
[التوبة 32] .
15- أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وأبو القاسم عبد الرّحمن ابن مُحَمَّد السراج وأبو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصّيرفيّ قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا سعيد بن عامر [5] ، حَدَّثَنَا سلام بن أبي مطيع [6] قال: كان أيوب قاعدا في المسجد الحرام، فرآه أَبُو حنيفة فأقبل نحوه، فلما رآه أيوب قد أقبل نحوه قال لأصحابه: قوموا لا يعرنا بجربه قوموا، فقاموا فتفرقوا.
16- أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [7] ، حدّثنا يعقوب، حدّثنا الفضل ابن سهل، حَدَّثَنَا الأسود بن عامر عن شريك [8] قال: إنما كان أبو حنيفة جربا.
__________
[1] شريك القاضي. سبق ذكره.
[2] ابن دوما. سبق ذكره.
[3] شريك. سبق ذكره.
[4] ابن درستويه. سبق ذكره.
[5] سعيد بن عامر. في حديثه غلط كثير.
[6] سلام بن أبي مطيع. قال ابن حبان: كثير الوهم لا يجوز الاحتجاج به.
[7] ابن درستويه. سبق ذكره.
[8] شريك. سبق ذكره.(13/397)
17- أَخْبَرَنَا ابن رزق والْبَرْقَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ [1] ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر، حدّثنا رجاء بن السندي قال:
سمعت سليمان بن حسان الحلبي [2] يقول: سمعت الأوزاعي- ما لا أحصيه- يقول: عمد أَبُو حنيفة إلى عرى الإسلام فنقضها عروة عروة.
18- وأَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا الحسن بن علي [3] ، حدّثنا أبو توبة، حَدَّثَنَا سلمة بن كلثوم- وكان من العابدين ولم يكن في أصحاب الأوزاعي أحيا منه- قال: قال الأوزاعي، لما مات أَبُو حنيفة: الحمد لله، إن كان لينقض الإسلام عروة عروة.
19- أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [4] ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب. وأَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى الخشّاب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مهدي قالا: حَدَّثَنَا نعيم بن حمّاد [5] ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد الفزاري قال: كنا- وفي حديث ابن مهدي كنت- عند سفيان الثوري إذ جاء نعي أبي حنيفة. فقال:
الحمد لله الذي أراح المسلمين منه. لقد كان ينقض عرى الإسلام عروة عروة، ما ولد في الإسلام مولود أشأم على أهل الإسلام منه.
20- وأخبرنا ابن حسنويه، أخبرنا الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ، حدّثنا أحمد ابن إبراهيم، حدثني سليمان بن عبد الله، حَدَّثَنَا جرير [6] عن ثعلبة [7] قال:
سمعت سفيان الثوري يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم على أهل الإسلام منه.
21- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ- بساوة- حدّثنا عبد الله بن جعفر- المعروف بصاحب الخان، بأرمية- قَالَ: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الديبلي، حدّثنا علي
__________
[1] محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري. سبق ذكره.
[2] سليمان بن حسان الحلبي: قَالَ ابْن أَبِي حاتم: سألت أَبِي عنه فَقَالَ: سألت ابن غالب عنه فقال: لا أعرفه ولا أرى البغداديين يروون له (تاريخ بغداد 4614) .
[3] الحسن بن علي الحلواني. سبق ذكره.
[4] ابن درستويه. سبق ذكره.
[5] نعيم بن حماد. سبق ذكره.
[6] جرير بن عبد الحميد. قال الخطيب: كان يروي الموضوعات ويفسد أحاديث الناس (تاريخ بغداد 3744) .
[7] ثعلبة بن سهيل القاضي. سبق ذكره.(13/398)
ابن زيد [1] ، حدّثنا علي بن صدفة قال: سمعت مُحَمَّد بن كثير [2] قال:
سمعت الأوزاعي يقول: ما ولد مولود في الإسلام أضر على الإسلام من أبي حنيفة.
22- أَخْبَرَنَا أبو العلاء محمّد بن الحسن الورّاق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي [3] . وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمر النّرسيّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عبد الملك ابن محمّد بن عبد الله الواعظ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن الفضل بن خزيمة قالوا: حدّثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدّثنا أبو توبة، حَدَّثَنَا الفزاري [4] قال:
سمعت الأوزاعي وسفيان يقولان: ما ولد في الإسلام مولود أشام عليهم- وقال الشافعي: شر عليهم- من أبي حنيفة.
23- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا أيّوب بن محمّد الضّبّيّ [5] سمعت يحيى بن السكن البصري قال: سمعت حمادا يقول: ما ولد في الإسلام مولود أضر عليهم من أبي حنيفة.
24- أَخْبَرَنَا ابن رزق. أخبرنا عثمان بن أحمد [6] ، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق.
وأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ [7] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا بشر بن موسى قالا: حَدَّثَنَا الحميدي قال: سمعت سفيان يقول: ما ولد فِي الإسلام مولود أضر على الإسلام من أبي حنيفة.
25- أخبرنا الحسن بن أبي بكر [8] ، أخبرنا حامد بن محمّد الهرويّ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن السامي، حدّثنا سعيد بن يعقوب، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل [9] ، حَدَّثَنَا عُمَر بن إسحاق قال: سمعت ابن عون يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة، إن كان لينقض عرى الإسلام عروة عروة.
26- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن محمّد بن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا المؤمل [10] ،
__________
[1] علي بن زيد الفرائضي. قال الخطيب: تكلموا فيه
[2] محمد بن كثير المصيصي. ضعفه ابن أبي حاتم جدّا.
[3] أحمد بن كامل القاضي. سبق ذكره.
[4] الفزاري أبو إسحاق. سبق ذكره.
[5] أيوب بن محمد الضبي: قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
[6] عثمان بن أحمد الدقاق. سبق ذكره.
[7] أبو نعيم الحافظ. سبق ذكره.
[8] الحسن بن أبي بكر. قال الخطيب: كان مشتهرا بشرب النبيذ.
[9] مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.
[10] مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.(13/399)
حَدَّثَنَا عمرو بن قيس- شريك الربيع- قال: سمعت ابن عون يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة.
27- أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [1] ، حدّثنا يعقوب، حدّثنا سليمان ابن حرب، حَدَّثَنَا حماد بن زيد قال: قال ابن عون: نبئت أن فيكم صدادين يصدون عن سبيل الله. قال سليمان بن حرب: وأبو حنيفة وأصحابه ممن يصدون عن سبيل الله.
28- أَخْبَرَنَا الخلال، حدثني يوسف بن عمر القواس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله العلاف المستعيني، حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا أبّان بن سفيان، حَدَّثَنَا حماد بن زيد قال: ذكر أَبُو حنيفة عند البتي فقال: ذاك رجل أخطأ عصم دينه كيف يكون حاله.
29- أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمّد بن سليمان الأصبهانيّ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي- بعسقلان- حدّثنا إبراهيم بن أبي سفيان، حَدَّثَنَا الفريابي قال: سمعت سفيان يقول، قيل لسوار: لو نظرت في شيء من كلام أبي حنيفة وقضاياه؟ فقال: كيف أنظر في كلام رجل لم يؤت الرفق في دينه؟
30- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد المعدل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ [2] ، حدّثنا القاسم بن المغيرة الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ أَبُو مُصْعَبٍ [3] الأَصَمُّ قَالَ: سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ قَوْلِ عُمَرَ- فِي الْعِرَاقَ- بِهَا الدَّاءُ الْعُضَالُ. قَالَ:
الْهَلَكَةُ فِي الدِّينِ وَمِنْهُمْ أَبُو حَنِيفَةَ.
31- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الحسن الْقَاضِي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرحيم، حدّثنا أبو معمر، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم [4] قال: قال لي مالك بن أنس: أيتكلم برأي أبي حنيفة عندكم؟
قلت: نعم! قال: ما ينبغي لبلدكم أن تسكن.
32- أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، حَدَّثَنَا أَبُو معمر عن الوليد بن مسلم
__________
[1] ابن درستويه. سبق ذكره.
[2] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي. قَالَ البرقاني: له مناكير.
[3] مطرف أبو مصعب. قال ابن عدي: يحدث عن مالك بن أنس وابن أبي ذئب بالمناكير.
[4] الوليد بن مسلم. قال ابن عدي: يروى عن الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي.(13/400)
قال: قال لي مالك بن أنس: أيذكر أَبُو حنيفة ببلدكم؟ قلت: نعم! قال: ما ينبغي لبلدكم أن تسكن.
33- أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي والحسين بن جعفر السلماسي والحسن بن علي الجوهري قالوا: أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز البرذعي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن أبي سريج قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس- وقيل له: تعرف أبا حنيفة؟ - فقال: نعم! ما ظنكم برجل لو قال: هذه السارية من ذهب لقام دونها حتى يجعلها من ذهب، وهي من خشب أو حجارة؟ قال أَبُو مُحَمَّد: يعني أنه كان يثبت على الخطأ ويحتج دونه ولا يرجع إلى الصواب إذا بان له.
34- أنبأنا علي بن محمّد المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، أخبرنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا منصور بن أبي مزاحم قال: سمعت مالك بن أنس- وذكر أبا حنيفة- فقال: كاد الدين، كاد الدين.
35- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ، حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الحسن الْقَاضِي قَالَ: سمعت منصور بن أبي مزاحم يقول: سمعت مالكا يقول: إن أبا حنيفة كاد الدين ومن كاد الدين فليس له دين.
36- وقال جعفر: حَدَّثَنَا الحسن بن علي الحلواني قال: سمعت مطرفا يقول:
سمعت مالكا يقول: الداء العضال، الهلاك في الدين، وأبو حنيفة من الداء العضال.
37- أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن زكريا العسكريّ، حدّثنا علي بن زيد الفرائضيّ، حَدَّثَنَا الحنيني قال: سمعت مالكا يقول: ما ولد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة.
38- أَخْبَرَنِي حَمْزَة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد بن حفص، حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يحيى بن عاصم الكوفي، حَدَّثَنَا أَبُو بلال الأشعري قال: سمعت أبا يوسف الْقَاضِي يقول: كنا عند هارون، أنا وشريك، وإبراهيم بن أبي يحيى، وحفص بن غياث قال: فسأل هارون عن مسألة، فقال إبراهيم بن أبي يحيى: حَدَّثَنَا صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال: وقال شريك: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر ابن الخطاب. وقال حفص: حَدَّثَنَا الأعمش عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ(13/401)
عبد الله. قال: وقال لي أنا: ما تقول أنت؟ قال: قلت قال أَبُو حنيفة. قال فقال: خاك بسر.
قلت: تفسيره تراب على رأسك.
39- أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، أخبرنا أبو محمّد حاجب ابن أحمد الطّوسيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحيم بْن منيب قَالَ: قَالَ عفان: سمعت أبا عوانة [1] قال: اختلفت إلى أبي حنيفة حتى مهرت في كلامه ثم خرجت حاجا فلما قدمت أتيت مجلسه، فجعل أصحابه يسألونني عن مسائل وكنت عرفتها وخالفوني فيها، فقلت: سمعت من أبي حنيفة على ما قلت، فلما خرج سألته عنها فإذا هو قد رجع عنها. فقال: رأيت هذا أحسن منه، قلت: كل دين يتحول عنه فلا حاجة لي فيه. فنفضت ثيابي ثم لم أعد إليه.
40- وأخبرنا أحمد بن الحسن، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدّثنا عبد الرحيم بن منيب، حَدَّثَنَا النضر بن مُحَمَّد [2] قال: كنا نختلف إلى أبي حنيفة وشامي معنا، فلما أراد الخروج جاء ليودعه فقال: يا شامي تحمل هذا الكلام إلى الشام؟ فقال:
نعم! قال: تحمل شرا كثيرا.
41- أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [3] ، حدّثنا يعقوب، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو مسهر. وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي [4] حَدَّثَنَا الحسن بن علي- قراءة عليه- أن دحيما حدثهم قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو مسهر عن مزاحم بن زفر قال: قلت لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة هذا الذي تفتي، والذي وضعت في كتبك، هو الحق الذي لا شك فيه؟ قال: فقال: والله ما أدري لعله الباطل الذي لا شك فيه! 42- أَخْبَرَنَا علي بن القاسم بن الحسن البصريّ، حدّثنا علي بن إسحاق المادراني قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت زفر يقول كنا نختلف إلى أبي حنيفة، ومعنا أَبُو يوسف، وَمُحَمَّد بن الحسن، فكنا نكتب عنه، قال زفر
__________
[1] أبو عوانة. سبق ذكره.
[2] النضر بن محمد. لعله المروزي. ضعفه البخاري والأزدي.
[3] ابن درستويه. سبق ذكره.
[4] أحمد بن كامل القاضي. سبق ذكره.(13/402)
فقال يوما أَبُو حنيفة لأبي يوسف: ويحك يا يعقوب لا تكتب كل ما تسمعه مني، فإني قد أرى الرأي اليوم فأتركه غدا، وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد.
43- أخبرني الخلّال، حدّثنا محمّد بن بكران، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا حمّاد بن أبي عمر، حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: سمعت أبا حنيفة يقول لأبي يوسف: لا ترو عني شيئا، فإني والله ما أدري أمخطئ أنا أم مصيب؟
44- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حَدَّثَنَا عُمَر بن حفص بن غياث [1] عن أبيه قال: كنت أجلس إلى أبي حنيفة فأسمعه يسأل عن مسألة في اليوم الواحد فيفتي فيها بخمسة أقاويل، فلما رأيت ذلك تركته وأقبلت على الحديث.
45- أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حبابة، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي [2] ، حدّثنا ابن المقرئ، حَدَّثَنَا أبي قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت أفضل من عطاء، وعامة ما أحدثكم به خطأ.
46- أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا ابن المقرئ قال: سمعت أبا حنيفة يقول: عامة ما أحدثكم به خطأ.
47- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثنا الحميديّ، حدّثنا وكيع، حَدَّثَنَا أَبُو حنيفة أنه سمع عطاء- إن كان سمعه-.
48- أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الحبابي الخوارزمي- بها- قال: سمعت أبا مُحَمَّد عبد الله بن أبي القاضي يقول: سمعت مُحَمَّد بن حماد يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي النظر في كلام أبي حنيفة وأصحابه، وأنظر فيها وأعمل عليها؟ قال: لا، لا، لا، ثلاث مرات. قلت: فما تقول في النظر في حديثك وحديث أصحابك، أنظر فيها وأعمل عليها؟ قال: نعم، نعم، نعم ثلاث مرات. ثم قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ، فعلمني دعاء وقاله لي ثلاث مرات، فلما استيقظت نسيته.
49- أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الحنّائيّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ،
__________
[1] حفص بن غياث. متكلم فيه. انظر: ميزان الاعتدال وتاريخ بغداد.
[2] عبد الله بن محمد البغوي. سبق ذكره.(13/403)
حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي [1] ، حدّثنا أبو توبة الرّبيع بن نافع، حدّثنا عبد الله بن المبارك. قال: من نظر في كتاب الحيل لأبي حنيفة أحل ما حرم الله، وحرم ما أحل الله.
50- أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّه الحافظ النيسابوري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ يقول: سمعت يحيى بن منصور الهروي يقول: سمعت أَحْمَد بْن سعيد الدارمي يقول: سمعت النضر بن شميل [2] يقول: في كتاب الحيل كذا وكذا مسألة كلها كفر.
51- حدثني الأزهري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنِ الْعَبَّاسِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، حدّثنا أحمد بن موسى الحزامي، حدّثنا هدبة- وهو ابن عبد الوهاب- حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الطالقاني [4] قَالَ: سمعت عَبْد الله بْن المبارك يقول: من كان عنده كتاب حيل أبي حنيفة يستعمله- أو يفتي به- فقد بطل حجه، وبانت منه امرأته. فقال مولى ابن المبارك: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن ما أدري وضع كتاب الحيل إلا شيطان. فقال ابن المبارك: الذي وضع كتاب الحيل أشر من الشيطان.
52- أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي [5] ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ [6] ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قال: حَدَّثَنِي زكريا بن سهل المروزي قال: سمعت الطالقاني أبا إسحاق يقول: سمعت ابن المبارك يقول: من كان كتاب الحيل في بيته يفتي به، أو يعمل بما فيه، فهو كافر بانت امرأته، وبطل حجه. قال: فقيل له: إن في هذا الكتاب إذا أرادت المرأة أن تختلع من زوجها ارتدت عن الإسلام حتى تبين، ثم تراجع الإسلام، فقال عبد الله من وضع هذا فهو كافر بانت منه امرأته، وبطل حجه. فقال له خاقان المؤذن: ما وضعه إلا إبليس. قال الذي وضعه عندي أبلس من إبليس.
53- وقال زكريا: أَخْبَرَنَا الحسين بن عبد الله النيسابوري قال: أشهد على
__________
[1] محمد بن إسماعيل السلمي. قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه.
[2] النضر بن شميل. أورده العقيلي في الضعفاء.
[3] محمد بن العباس الخزار. سبق ذكره.
[4] أبو إسحاق الطالقاني. قال الخطيب: كان يقول بالإرجاء.
[5] إبراهيم بن عمر البرمكي. قال الخطيب: في بعض حديثه نكرة.
[6] عمر بن محمد الجوهري. قال الخطيب: في بعض حديثه نكرة.(13/404)
عبد الله- يعني ابن المبارك- شهادة يسألني الله عنها أنه قال لي: يا حسين قد تركت كل شيء رويته عن أبي حنيفة فأستغفر الله وأتوب إليه.
54- وقال زكريا: سمعت عبد الله وعلي بن شقيق كليهما يقول. قال ابن المبارك:
كنت إذا أتيت مجلس سفيان فشئت أن تسمع كتاب الله سمعته، وإن شئت أن تسمع آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمعتها، وإن شئت أن تسمع كلاما في الزهد سمعته، وأما مجلس لا أذكر أني سمعت فيه قط صُلِّيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمجلس أبي حنيفة.
55- أخبرني الخلّال، حدثني عبد الواحد بن علي الفامي، حَدَّثَنَا أَبُو سالم مُحَمَّد بن سعيد بن حماد قَالَ: قَالَ أَبُو داود سُلَيْمَان بْن الأشعث السجستاني قال ابن المبارك [1] : ما مجلس ما رأيت ذكر فيه البني صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قط ولا يصلى عليه إلا مجلس أبي حنيفة، وما كنا نأتيه إلا خفيا من سفيان الثوري.
56- أَخْبَرَنِي أَبُو نصر أَحْمَد بن الحسين الْقَاضِي- بالدينور- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق السني الحافظ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جعفر [2] ، حدّثنا هارون بن إسحاق سمعت مُحَمَّد بن عبد الوهاب القناد يقول:
حضرت مجلس أبي حنيفة، فرأيت مجلس لغو، لا وقار فيه، وحضرت مجلس سفيان الثوري، فكان الوقار والسكينة والعلم فيه، فلزمته.
57- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الترمذي قَالَ: سمعت الفريابي يقول: سمعت الثوري ينهى عن مجالسة أبي حنيفة وأصحاب الرأي.
58- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبان التغلبي الهيتي [3] ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد [4] ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن شاهين، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سهل قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يوسف الفريابي يقول: كان سفيان ينهى عن النظر في رأي
__________
[1] قال الملك المعظم في رسالته: «هذا سند منقطع لأن أبا داود لم يدرك ابن المبارك» .
[2] عبد الله بن محمد بن جعفر. إن كان القزويني فقد خلط ووضع أحاديث، فافتضح وسقط جاهه. ذكر ذلك ابن يونس في تاريخه. وقال الدارقطني: هو كذاب يضع الحديث. وإن كان الأصبهاني المعروف بأبي الشيخ. فقد سبق ذكر ضعفه.
[3] أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبان التغلبي. ذكره الخطيب في تاريخه وقال: كانت أصوله سقيمة كثيرة الخطأ (تاريخ بغداد 3027) .
[4] أحمد بن سلمان النجاد. سبق ذكره.(13/405)
أبي حنيفة. قال: وسمعت مُحَمَّد بن يوسف- وسئل هل روى سفيان الثوري عن أبي حنيفة شيئا؟ - قال: معاذ الله، سمعت سفيان الثوري يقول: ربما استقبلني أَبُو حنيفة يسألني عن مسألة، فأجيبه وأنا كاره، وما سألته عن شيء قط.
59- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الدّاودي، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ يَعْقُوبَ المقري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع [1] ، حدّثنا محمّد ابن عمر بن دليل [2] قال: سمعت مُحَمَّد بن عبيد الطنافسي [3] يقول: سمعت سفيان- وذكر عنده أَبُو حنيفة- فقال: يتعسف الأمور بغير علم ولا سنة.
60- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ [4] قَالَ: سمعت أبي يقول: ذكروا أبا حنيفة في مجلس سفيان فقال: كان يقال عوذوا بالله من شر النبطي إذا استعرب.
61- وقال: حَدَّثَنَا الأبار، حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ: سئل قيس بن الربيع [5] عن أبي حنيفة فقال: من أجهل الناس بما كان، وأعلمه بما لم يكن.
62- أخبرنا البرمكي [6] ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حدّثنا محمّد ابن محمّد الجوهريّ، حدّثنا أبو بكر الأثرم، حدّثنا سنيد بن داود، حَدَّثَنَا حجاج قال: سألت قيس بن الربيع عن أبي حنيفة فقال: أنا من أعلم الناس به، كان أعلم الناس بما لم يكن وأجهلهم بما كان.
63- أخبرنا البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي [7] ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، حَدَّثَنَا بعض أصحابنا قال:
قال ابن إدريس: إني لأشتهي من الدنيا أن يخرج من الكوفة قول أبي حنيفة، وشرب المسكر، وقراءة حمزة.
__________
[1] مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع. ذكره الخطيب فروى عن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد قَالَ: كنت عند الحضرمي فمر عليه ابن الحسين بن حميد فقال: هذا كذاب ابن كذاب.
[2] محمد بن عمر بن دليل. ذكره أبو حاتم في كتابه وقال: كان أمره مضطربا. وقال ابن الجوزي في الضعفاء: قال ابن حبان: يروى عن مالك ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به.
[3] محمد بن عبيد الطنافسي. قال أحمد: كان يخطئ ولا يرجع عن خطئه.
[4] سفيان بن وكيع. سبق ذكره.
[5] قيس بن الربيع. سبق ذكره.
[6] البرمكي. سبق ذكره.
[7] محمد بن أحمد بن محمد الأدمي. سبق ذكره.(13/406)
64- وقال زكريا: سمعت مُحَمَّد بن الوليد البسري قال: كنت قد تحفظت قول أبي حنيفة، فبينا أنا يوما عند أبي عاصم، فدرست عليه شيئا من مسائل أبي حنيفة، فقال ما أحسن حفظك، ولكن ما دعاك أن تحفظ شيئا تحتاج أن تتوب إلى الله منه.
65- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا أحمد بن عبد الله العكي- أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وسمعت منه بمرو- قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بن خارجة بن مصعب [1] سمعت حمادا يقول- في مسجد الجامع- وما علم أبي حنيفة؟ علمه أحدث من خضاب لحيتي هذه.
66- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عبد الله الزجاجي الطبري، حَدَّثَنَا أَبُو يعلى عبد الله بن مسلم الدّبّاس، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن يحيى بن سعيد، حدّثنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا سفيان بن سعيد وشريك بن عبد الله والحسن بن صالح. قالوا: أدركنا أبا حنيفة وما يعرف بشيء من الفقه، ما نعرفه إلا بالخصومات.
67- أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن بّيّان الصّفّار، حدّثنا علي بن محمّد الفقيه المصريّ، حدثني عصام بن الفضل الرازي قَالَ:
سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: ناظر أَبُو حنيفة رجلا فكان يرفع صوته في مناظرته إياه. فوقف عليه رجل فقال الرجل لأبي حنيفة: أخطأت، فقال أَبُو حنيفة للرجل: تعرف المسألة ما هي؟ قال: لا قال فكيف تعرف أني أخطأت؟ قال: أعرفك إذا كان لك الحجة ترفق بصاحبك، وإذا كانت عليك تشغب وتجلب.
68- أخبرنا البرقاني، حدّثنا أَبُو يحيى زنجويه بن حامد بن حمدان النّصري الإسفراييني- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو العباس السراج قال: سمعت أبا قدامة يقول: سمعت سلمة بن سليمان قال: قال رجل لابن المبارك: كان أَبُو حنيفة مجتهدا، قال: ما كان بخليق لذاك، كان يصبح نشيطا في الخوض إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى المغرب، ومن المغرب إلى العشاء، فمتى كان مجتهدا؟.
69- وسمعت أبا قدامة يقول: سمعت سلمة بن سليمان يقول: قال رجل لابن المبارك: أكان أَبُو حنيفة عالما؟ قال: لا، ما كان بخليق لذاك، ترك عطاء وأقبل على أبي العطوف.
__________
[1] مصعب بن خارجة بن مصعب، قال أبو حاتم: مجهول(13/407)
70- أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس [1] ، حدّثنا أبو القاسم بن بشار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن راشد الأدمي قال: سمعت أبا ربيعة محمّد بن عوف [2] يقول: سمعت حماد بن سلمة يكني أبا حنيفة أبا جيفة.
71- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال:
سمعت الحميدي يقول لأبي حنيفة- إذا كناه- أَبُو جيفة لا يكني عن ذاك، ويظهره في المسجد الحرام في حلقته والناس حوله.
72- أَخْبَرَنَا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنِي زكريا بن يحيى الحلواني قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن بشار العبدي [3] بندارا يقول: قلما كان عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي يذكر أبا حنيفة إلا قال: كان بينه وبين الحق حجاب.
73- أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ محمود المروزي- بها- حدثكم مُحَمَّد بن علي الحافظ قال: قيل لبندار- وأنا أسمع- أسمعت عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي يقول: كان بين أبي حنيفة وبين الحق حجاب؟ فقال: نعم! قد قاله لي.
74- أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه [4] ، حدّثنا يعقوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بشار قال: سمعت عَبْد الرَّحْمَن يقول: بين أبي حنيفة وبين الحق حجاب.
75- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا سلمة بن شبيب، حَدَّثَنَا الوليد بن عتبة قال: سمعت مؤمل بن إِسْمَاعِيل قال: قال عُمَر بن قيس: من أراد الحق فليأت الكوفة فلينظر ما قال أَبُو حنيفة وأصحابه فليخالفهم.
76- أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس الورّاق، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم البغوي. وأَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بْن حسنويه بْن إِبْرَاهِيمَ الأبيوردي، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثابت البزاز، حدثني إسحاق بن إبراهيم [5] ، حدّثنا أبو
__________
[1] محمد بن العباس. سبق ذكره.
[2] محمد بن عوف، أبو ربيعة. قال ابن المديني: كذاب. قال ابن الجوزي في الضعفاء.
[3] محمد بن بشار العبدي. قال الخطيب: رمى بسرقة الحديث. ونقل له ابن المديني حديثا من روايته وقال: هذا كذاب.
[4] ابن درستويه. سبق ذكره.
[5] إسحاق بن إبراهيم الحنيني. سبق ذكره.(13/408)
الجواب قال: قال لي عمار بن زريق: خالف أبا حنيفة فإنك تصيب. وقال بشرى:
فإنك إذا خالفته أصبت.
77- أَخْبَرَنَا ابن الفضل [1] ، أخبرنا ابن درستويه [2] ، حدّثنا يعقوب، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا بعض أصحابنا عن عمار بن زريق. قال: إذا سئلت عن شيء فلم يكن عندك شيء، فانظر ما قال أَبُو حنيفة فخالفه، فإنك تصيب.
78- أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: إذا شككت في شيء نظرت إلى ما قال أَبُو حنيفة فخالفته كان هو الحق- أو قال البركة في خلافه.
79- أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا منصور بن محمّد الزّاهد، حدّثنا محمّد بن الصّبّاح، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة قال: قال مساور الوراق:
إذا ما أهل رأي حاورونا ... بآبدة من الفتوى طريفه
أتيناهم بمقياس صحيح ... صليب من طراز أبي حنيفة
إذا سمع الفقيه بها وعاها ... وأثبتها بحبر في صحيفه
فأجابه بعضهم بقوله:
إذا ذو الرأي خاصم عن قياس ... وجاء ببدعة هنة سخيفة
أتيناه بقول الله فيها ... وآيات محبرة شريفه
فكم من فرج محصنة عفيف ... أحل حرامها بأبي حنيفة؟
فكان أَبُو حنيفة إذا رأى مساورا الوراق أوسع له، وقال: هاهنا، هاهنا.
80- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حدّثنا أبو صالح هدبة بن عبد الوهاب المروزي، قال: قدم علينا شقيق البلخي، فجعل يطري أبا حنيفة، فقيل له: لا تطر أبا حنيفة بمرو، فإنهم لا يحتملونك. قال شقيق: أليس قد قال مساور الوراق:
إذا ما الناس يوما قايسونا ... بآبدة من الفتوى طريفه
أتيناهم بمقياس تليد ... طريف من طراز أبي حنيفه
__________
[1] ابن الفضل. سبق ذكره.
[2] ابن درستويه. سبق ذكره.(13/409)
فقالوا له: أما سمعت ما أجابوه؟ قال: أجل:
إذا ذو الرأي خاصم في قياس ... وجاء ببدعة هنة سخيفة
أتيناه بقول الله فيها ... وآثار مبرزة شريفة
فكم من فرج محصنة عفيف ... أحل حرامها بأبي حنيفة؟
81- أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق [1] ، حَدَّثَنَا إدريس بن عبد الكريم قَالَ: سمعت يحيى بن أيوب قَالَ: حَدَّثَنَا صاحب لنا ثقة. قال: كنت جالسا عند أبي بكر بن عياش [2] فجاء إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة، فسلم وجلس، فقال أَبُو بكر: من هذا؟ فقال: أنا إِسْمَاعِيل يا أبا بكر، فضرب أَبُو بكر يده على ركبة إِسْمَاعِيل ثم قال: كم من فرج حرام إباحة جدك؟
82- أخبرنا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حَدَّثَنَا العباس بن صالح قال: سمعت أسود بن سالم يقول: قال أَبُو بكر بن عياش [3] : سود الله وجه أبي حنيفة.
83- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس [4] ، حدّثنا أحمد بن نصر الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرحيم، حَدَّثَنَا أَبُو معمر [5] قال: قال أَبُو بكر بن عياش [6] : يقولون إن أبا حنيفة ضرب على القضاء، إنما ضرب على أن يكون عريفا على طرز حاكة الخزازين.
84- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقرئ، حدّثنا محمّد بن بكران البزّاز، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حفص- هو الدوري- قال: سمعت أبا عبيد يقول: كنت جالسا مع الأسود بن سالم في مسجد الجامع بالرصافة، فتذاكروا مسألة، فقلت: إن أبا حنيفة يقول فيها كيت وكيت، فقال لي الأسود: تذكر أبا حنيفة في المسجد؟ فلم يكلمني حتى مات.
85- أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال:
__________
[1] عثمان بن أحمد الدقاق. سبق ذكره.
[2] أبو بكر بن عياش. ضعفه الخطيب في تاريخه.
[3] أبو بكر بن عياش. انظر الهامش السابق.
[4] محمد بن العباس الخزاز. سبق ذكره.
[5] أبو معمر: إسماعيل بن إبراهيم الهروي. ضعفه الخطيب.
[6] أبو بكر بن عياش. سبق ذكره.(13/410)
سمعت مُحَمَّد بن حامد البزاز يقول: سمعت الحسن بن منصور يقول: سمعت مُحَمَّد بن عبد الوهاب يقول: قلت لعلي بن عثام [1] : أَبُو حنيفة حجة؟ فقال: لا للدين ولا للدنيا.
86- أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي الحافظ- بنيسابور- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الغطريف العبدي- بجرجان- حدّثنا محمّد بن علي البلخيّ، حدثني محمّد بن أحمد التّميميّ- بمصر- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر الأسامي قال: كان أَبُو حنيفة يتهم شيطان الطاق بالرجعة، وكان شيطان الطاق يتهم أبا حنيفة بالتناسخ، قال: فخرج أَبُو حنيفة يوما إلى السوق، فاستقبله شيطان الطاق ومعه ثوب يريد بيعه. فقال له أَبُو حنيفة: أتبيع هذا الثوب إلى رجوع علي؟ فقال: إن أعطيتني كفيلا أن لا تمسخ قردا بعتك، فبهت أَبُو حنيفة. قال: ولما مات جعفر بن مُحَمَّد، التقى هو وأبو حنيفة، فقال له أَبُو حنيفة: أما إمامك فقد مات، فقال له شيطان الطاق: أما إمامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.
87- أخبرنا أبو نعيم الحافظ [2] ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر بن حبّان [3] ، حدّثنا سلم بن عصام [4] ، حَدَّثَنَا رسته عن موسى بن المساور قال: سمعت جبر- وهو [محمّد بن] عصام بن يزيد الأصبهاني- يقول:
سمعت سفيان الثوري يقول: أَبُو حنيفة ضال مضل.
88- أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن سليمان المؤدب الأصبهاني، أخبرنا أبو بكر المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي، حدّثنا أيّوب بن إسحاق بن سافري [5] ، حَدَّثَنَا رجاء السندي قال: قال عبد الله بن إدريس: أما أَبُو حنيفة فضال مضل، وأما أَبُو يوسف ففاسق من الفساق.
89- وقال أيّوب بن شاذ بن يحيى الواسطي صاحب يزيد بن هارون قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت قوما أشبه بالنصارى من أصحاب أبي حنيفة.
__________
[1] علي بن عثام. مجهول.
[2] أبو نعيم الحافظ. سبق ذكره.
[3] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حبان أبو محمد. سبق ذكره.
[4] سلم بن عصام. قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان: كان كثير الحديث والغرائب.
[5] أيوب بن إسحاق بن سافري. ذكره الخطيب وقال حكاية عن ابن يونس: «كان أخباريا وكان في خلقه دعارة» .(13/411)
90- أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي والحسن بن جعفر السلماسي والحسن بن علي الجوهري قالوا: أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز البرذعي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ [1] قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: نظرت في كتب لأصحاب أبي حنيفة، فإذا فيها مائة وثلاثون ورقة، فعددت منها ثمانين ورقة خلاف الكتاب والسنة. قال أَبُو مُحَمَّد:
لأن الأصل كان خطأ فصارت الفروع ماضية على الخطأ.
91- وقال ابن أبي حاتم: حدثني الربيع بن سليمان المرادي قال: سمعت الشافعي يقول: أَبُو حنيفة يضع أول المسألة خطأ ثم يقيس الكتاب كله عليها.
92- وقال أيضا: حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا هارون بن سعيد الأيلي قال: سمعت الشافعي يقول: ما أعلم أحدا وضع الكتاب أدل على عوار قوله من أبي حنيفة.
93- أخبرنا ابن رزق، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ [2] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل الرقي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بن سنان بن أسد القطان قال: سمعت الشافعي يقول:
ما شبهت رأي أبي حنيفة إلا بخيط السحارة يمد كذا فيجيء أخضر، ويمد كذا فيجيء أصفر.
94- أَخْبَرَنَا البرقاني، حدثني محمّد بن العبّاس أبو عمرو الخزّاز [3] ، حَدَّثَنَا أَبُو الفضل جعفر بن مُحَمَّد الصندلي- وأثنى عليه أبو عمرو جدّا- حَدَّثَنِي المروذي أَبُو بكر أَحْمَد بن الحجاج سألت أبا عبد الله- وهو أَحْمَد بن حنبل- عن أبي حنيفة وعمرو بن عبيد. فقال: أبو حنيفة أشد على المسلمين من عمرو بن عبيد، لأن له أصحابا.
95- أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِتَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا أبو شيخ الأصبهانيّ [4] ، حَدَّثَنَا الأثرم قال: رأيت أبا عبد الله مرارا يعيب أبا حنيفة ومذهبه، ويحكي الشيء من قوله على الإنكار والتعجب.
__________
[1] مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحكم. قال ابن الجوزي: كذبه الربيع بن سليمان في حكايات رواها عن الشافعي. وقال ابن خزيمة: لم يكن يحفظ الإسناد.
[2] عثمان بن أحمد الدقاق. سبق ذكره.
[3] محمد بن العباس، أبو عمرو الخزاز. سبق ذكره.
[4] عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر، أَبُو شيخ الأصبهاني. سبق ذكره.(13/412)
96- أخبرنا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان [1] ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال: أخبرنا أَبُو عبد الله بباب في العقيقة، فيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث مسندة، وعن أصحابه وعن التابعين. ثم قال: وقال أبو حنيفة: وهو من عمل الجاهلية. ويتبسم كالمتعجب.
97- أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين الرازي، حَدَّثَنَا محمود بن إسحاق بن محمود القواس- ببخارى- قال: سمعت أبا عمرو حريث بن عَبْد الرَّحْمَن يقول: سمعت مُحَمَّد بن يوسف البيكندي يقول: قيل لأحمد بن حنبل قول أبي حنيفة: الطلاق قبل النكاح؟ فقال: مسكين أَبُو حنيفة كأنه لم يكن من العراق، كأنه لم يكن من العلم بشيء. قد جاء فيه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن الصحابة، وعن نيف وعشرين من التابعين، مثل سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، وعطاء، وطاوس، وعكرمة. كيف يجترئ أن يقول تطلق.
98- أَخْبَرَنِي ابن رزق، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان الفقيه المعروف بالنجاد [2] ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا مهنى بن يحيى [3] قال: سمعت أَحْمَد ابن حنبل يقول: ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلا سواء.
99- أخبرني البرقاني، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي [4] ، حدّثنا محمّد بن ابن علي الإيادي، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن روح قال:
سمعت أَحْمَد ابن حنبل يقول: لو أن رجلا ولي القضاء ثم حكم برأي أبي حنيفة، ثم سئلت عنه لرأيت أن أراد أحكامه.
100- أخبرني الحسن بن أبي طالب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نصر ابن لمك [5] ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن علي بن إبراهيم النجاد- من لفظه- أخبرنا محمّد ابن المسيّب، حدّثنا أبو هبيرة الدّمشقيّ، حدّثنا أبو مسهر، حَدَّثَنَا خَالِد بْن يَزِيدَ بْن أَبِي مَالِك [6] قَالَ: أحل أَبُو حنيفة الزنا، وأحل الربا، وأهدر الدماء، فسأله رجل:
__________
[1] أَحْمَد بْن جَعْفَرِ بْن حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ. قَالَ الخطيب حكاية عن أبي الحسن بن الفرات:
خلط فِي آخر عمره، وكف بصره وخرف حتى لا يعرف شيئا.
[2] النجاد. قال الخطيب عن الدارقطني: حدث من كتاب غيره بما لم يكن من أصوله.
[3] مهنى بن يحيى. قال الخطيب: منكر الحديث.
[4] محمد بن أحمد الأدمي. سبق ذكره.
[5] مُحَمَّد بن نصر بن أَحْمَد بن نصر. قال الخطيب: كان يسمع من كتب ليس عليها سماعه.
[6] خَالِد بْن يزيد بْن أَبِي مَالِك. قَالَ ابن أبي حاتم: يروي المناكير.(13/413)
ما تفسير هذا؟ فقال أما تحليل الربا فقال: درهم وجوزة بدرهمين نسيئة لا بأس به، وأما الدماء فقال: لو أن رجلا ضرب رجلا بحجر عظيم فقتله كان على العاقلة ديته، ثم تكلم في شيء من النحو فلم يحسنه، ثم قال: لو ضربه بأبا قبيس كان على العاقلة، قال وأما تحليل الزنا فقال: لو أن رجلا وامرأة أصيبا في بيت وهما معروفا الأبوين، فقالت المرأة: هو زوجي، وقال هو: هي امرأتي لم أعرض لهما. قال أَبُو الحسن النجاد: وفي هذا إبطال الشرائع والأحكام.
101- أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار الفرهياني قال: سمعت القاسم بن عبد الملك أبا عثمان يقول:
سمعت أبا مسهر يقول: كانت الأئمة تلعن أبا فلان على هذا المنبر [1] ، وأشار إلى منبر دمشق. قال الفرهياني: وهو أبو حنيفة.
101 م- أخبرني الخلّال، حدّثنا أبو الفضل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حدّثنا عبد الله بن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد السكري، حَدَّثَنَا العباس بن عبيد الله الترقفي قال: سمعت الفريابي يقول: كنا في مجلس سعيد بن عبد العزيز بدمشق فقال رجل: رأيت فيما يرى النائم كأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد دخل من باب الشرقي- يعني باب المسجد- ومعه أَبُو بكر وعمر، وذكر غير واحد من الصحابة، وفي القوم رجل وسخ الثياب رث الهيئة، فقال: تدري من ذا؟ قلت: لا، قال: هذا أَبُو حنيفة، هذا ممن أعين بعقله على الفجور. فقال له سعيد بن عبد العزيز: أنا أشهد أنك صادق، لولا أنك رأيت هذا. لم يكن الحسن يقول هذا.
102- أَخْبَرَنِي أَبُو الفتح مُحَمَّد بن المظفر بن إبراهيم الخيّاط، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عطية المكي [2] ، حدّثنا محمّد بن خالد الأمويّ، حدّثنا علي بن الحسن القرشيّ، حَدَّثَنَا علي بن حرب قال: سمعت مُحَمَّد بن عامر الطائي- وكان خيرا- يقول: ما رأيت في النوم كأن الناس مجتمعون على درج دمشق، إذا خرج شيخ ملبب بشيخ، فقال: أيها الناس إن هذا بدل دين مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقلت لرجل إلى جنبي: من ذان الشيخان، فقال: هذا أَبُو بكر الصديق ملبب بأبي حنيفة.
__________
[1] قال الملك المعظم في رسالته: إن لعن رجل على المنبر ليس من الأمور التي تخفي بحيث لا ينقلها إلا واحد، فلما رأينا الخطيب انفرد بنقل هذه الحادثة دون سواه كان هذا أمارة كذبها وعلامة افترائها.
[2] محمد بن علي بن عطية أبو طالب المكي. قال الخطيب: صنف كتابا سماه «قوت القلوب» وذكر فيه أشياء منكرة مستبشعة.(13/414)
103- أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ [1] ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عثمان المزنيّ- بواسط- حدّثنا طريف بن عبد الله [2] قال: سمعت ابن أبي شيبة- وذكر أبا حنيفة- فقال: أراد كان يهوديا.
104- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن عُمَر البَرْمَكِيّ، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابن حمدان العكبريّ [3] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْمُعَافَى الْبَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحَرْبِيّ يَقُولُ: وضع أَبُو حنيفة أشياء في العلم، مضغ الماء أحسن منها.
وعرضت يوما شيئا من مسائله عَلَى أَحْمَد بن حَنْبَل فجعل يتعجب منها. ثُمَّ قَالَ:
كَأَنَّهُ هو يبتدئ الإسلام.
105- أنبأنا ابن رزق، أخبرنا ابن سلم، أخبرنا الأبار، أخبرنا محمّد بن المهلب السّرخسيّ، حَدَّثَنَا عَليّ بن جرير قَالَ: كُنْت في الكوفة فقدمت البصرة- وبها ابن المبارك- فَقَالَ لي: كيف تركت النَّاس؟ قال: قُلْتُ: تركت بالكوفة قوما يزعمون أن أَبَا حنيفة أعلم مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: كفر. قُلْتُ: اتخذوك في الكفر إماما، قَالَ:
فبكى حَتَّى ابتلت لحيته يعني أَنَّهُ حدث عَنْهُ.
106- أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عَليّ المُقْرِئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هانئ يقول: حدّثنا مسدد بن قطن، حدّثنا محمّد بن عتّاب الأعين [4] ، حَدَّثَنَا عَليّ بن جرير الأبيوردي قَالَ: قدمت عَلَى ابن المبارك فَقَالَ لَهُ رجل: إن رجلين تماريا عندنا في مسألة، فَقَالَ أحدهما قَالَ أَبُو حنيفة، وَقَالَ الآخر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ أَبُو حنيفة أعلم بالقضاء. فَقَالَ ابن المبارك، أعد عَليّ: فأعاد عَلَيْهِ، فَقَالَ: كفر كفر. قلت: بك كفروا. وبك اتخذوا الكافر إماما. قَالَ: ولم؟ قُلْتُ: بروايتك عن أَبِي حنيفة، قَالَ: أستغفر الله من رواياتي عن أبي حنيفة.
__________
[1] محمد بن علي الواسطي، أبو العلاء. قال الخطيب: رأيت لأبي العلاء أصولا عُتُقًا سماعه فيها صحيح وأصولا مضطربة، وكان أهل العلم ممن أدركنا يقدحون فيه، ورأيت في كتاب أَبِي الْعَلاءِ عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ الْمَعْرُوفِينَ حَدِيثًا اسْتَنْكَرْتُهُ، وَكَانَ مَتْنُهُ طَوِيلا مَوْضُوعًا مُرَكَّبًا عَلَى إِسْنَادٍ وَاضِحٍ صحيح.
[2] طريف بن عبد الله. قال الدارقطني: هو ضعيف.
[3] عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن بطة العكبري. قال أبو القاسم الأزهري: ضعيف ضعيف (ميزان الاعتدال 3/15) .
[4] محمد بن عتاب الأعين: ذكره الخطيب في ترجمة محمد بن الحسن وقال في أثناء إسناد ساقه: سئل عنه ابن معين فقال: ليس من أصحاب الحديث.(13/415)
107- أخبرني الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمّد بن يوسف [1] ،.
حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري- حدّثنا عيسى بن عبد الله الطّيالسيّ، حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيّ قَالَ: سَمِعْتُ ابن المبارك يَقُولُ: صليت وراء أَبِي حنيفة صلاة وفي نفسي منها شيء، قَالَ: وَسَمِعْتُ ابن المبارك يَقُولُ: كتبت عن أَبِي حنيفة أربعمائة حديث إذا رجعت إلى العراق إن شاء الله محوتها.
108- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سليمان المؤدب [2] ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن حَمْدَوَيْه البِيكَنْدِيّ قَالَ:
سَمِعْتُ الحُمَيْدِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن شَمَّاس يَقُولُ: كُنْت مَعَ ابن المبارك بالثغر، فَقَالَ: لئن رجعت من هذه لأخرجن أَبَا حنيفة من كتبي.
109- أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن جناد، حدّثنا أبو بكر الأعين [3] ، حدّثنا إبراهيم بن شماس قال: سمعت ابن المبارك يَقُولُ: اضربوا عَلَى حديث أَبِي حنيفة.
110- أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن سليمان [4] ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأعين عن الحَسَن بن الربيع [5] قَالَ: ضرب ابن المبارك عَلَى حديث أَبِي حنيفة قبل أن يموت بأيام يسيرة. كذا رواه لنا. وأظنه عن عَبْد الله بن أَحْمَد عن أَبِي بَكْر الأعين نفسه، وَاللَّه أعلم.
111- أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال:
سمعت أَبَا سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بن أَحْمَد المقرئ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الحُسَيْن البلخي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحَسَن بن شقيق يَقُولُ:
سَمِعْتُ أبي [6] يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يقول: لحديث واحد من حديث الزُّهْرِيّ أحب إليَّ من جميع كلام أبي حنيفة.
__________
[1] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دوست. قال الخطيب: تكلم مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس فِي روايته وطعن عليه.
[2] إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب. سبق ذكره.
[3] أبو بكر الأعين. سبق ذكره.
[4] عبد الله بن سليمان. سبق ذكره.
[5] الحسن بن الربيع. قال الخطيب: قال يحيى بن معين عنه: لَوْ كَانَ يَتَّقِي اللَّهَ لَمْ يَكُنْ يُحَدِّثُ بالمغازي، ما كان يحسن يقرؤها. وضعفه بغير ذلك.
[6] علي بن الحسن بن شقيق. قال الخطيب: تكلموا فيه في الإرجاء(13/416)
112- أخبرنا ابن دوما [1] ، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حَدَّثَنَا عَليّ بن خشرم عن عَليّ بن إِسْحَاق التِّرْمِذِي قَالَ: قَالَ ابن المبارك: كَانَ أَبُو حنيفة يتيما في الحديث.
113- أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قال: قرئ على عمر بن بشران- وأنا أسمع- حدثكم عَليّ بن الحُسَيْن بن حبان، حدّثنا [أبي حَدَّثَنَا] [2] عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَهْب يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الله- هُوَ ابن المبارك- يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة يتيما في الحديث.
114- أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، حدّثنا أبو علي بن الصّوّاف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا أبو قطن، حَدَّثَنَا أَبُو حنيفة، وَكَانَ زمنا في الحديث.
115- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الأزرق، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى الْكُوفِيُّ، حدّثنا أحمد بن حازم، أَخْبَرَنَا أَبُو غسان قَالَ: ذكرت للحسن بن صالح رجلا قد كان جالس أَبَا حنيفة من النخع. فَقَالَ: لو كَانَ أخذ من فقه النخع كَانَ خيرا لَهُ، انظروا عمن تأخذون.
116- أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن يحيى السُّكَّري والحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ. قالوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا محمّد بن يونس [3] ، حَدَّثَنَا مُؤَمّل بن إِسْمَاعِيل [4]- أَبُو عَبْد الرَّحْمَن- قال: سألت سفيان ابن عُيَيْنَةَ، قُلْتُ: يا أَبَا مُحَمَّد تحفظ عن أَبِي حنيفة شيئا؟ قَالَ: لا، ولا نعمة عين.
117- أخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمر العقيلي، حدّثنا محمّد بن أيّوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قال: سمعت أبي.
118- وأخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدّثنا أبو بكر الأثرم، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا ابن نمير قَالَ: أدركت النَّاس وما يكتبون الحديث عن أبي حنيفة، فكيف الرأي؟
119- وأخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد، حدّثنا العقيلي، حدّثنا محمّد
__________
[1] ابن دوما. سبق ذكره.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] محمد بن يونس الكديمي. كذاب (تاريخ بغداد) .
[4] مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.(13/417)
ابن إسماعيل، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن حرب قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بْن زيد يَقُولُ: سَمِعْتُ الحجاج بن أرطأة [1] يَقُولُ: ومن أَبُو حنيفة؟ ومن يأخذ عن أَبِي حنيفة؟ وما أَبُو حنيفة؟.
120- أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس بن حيويه [2] ، أخبرنا محمّد ابن مخلد، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عَليّ- يعني ابن المَدينِي- قَالَ:
سَمِعْتُ يَحْيَى، هُوَ ابن سَعِيد القَطَّان- وذكر عنده أَبُو حنيفة- قَالُوا: كيف كَانَ حديثه؟ قَالَ: لم يكن بصاحب حديث.
121- أخبرنا الخلّال، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أخبرنا علي بن محمّد ابن مهران السّوّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حَمَّاد المُقْرِئ قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي حنيفة فَقَالَ: وأيش كَانَ عند أَبِي حنيفة من الحديث حَتَّى تسأل عَنْهُ.
122- أَخْبَرَنَا الحَسَن بْن الحَسَن بْن المنذر الْقَاضِي وَالحَسَن بن أَبِي بَكْر البَزَّاز قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربيّ قَالَ:
سمعتُ أَحْمَد بْن حَنْبَل- وَسئل عَنْ مالك- فَقَالَ: حديث صحيح، ورأي ضعيف.
وسئل عن الأوزاعي فَقَالَ: حديث ضعيف، ورأي ضعيف، وسئل عن أَبِي حنيفة فَقَالَ: لا رأي ولا حديث. وسئل عن الشَّافِعِيّ فَقَالَ: حديث صحيح، ورأي صحيح.
123- سَمِعْتُ أَحْمَد بن عَليّ البادا يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو بَكْر بن شاذان: قَالَ لي أَبُو بَكْر بن أَبِي دَاوُد [3] : جميع ما رَوَى أَبُو حنيفة من الحديث مائة وخمسون حديثا أخطأ- أَوْ قَالَ غلط- في نصفها.
124- أنبأنا ابن دوما [4] ، أخبرنا ابن سلم، حدّثنا الأبار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن سَعِيد قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَة يَقُولُ: مر رجل عَلَى رقبة، فَقَالَ: من أَيْنَ أقبلت؟ قَالَ:
من عند أَبِي حنيفة. قَالَ: يمكنك من رأي ما مضغت، وترجع إلى أهلك بغير ثقة.
125- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، أخبرنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان يَقُولُ: كُنَّا جلوسا. وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا
__________
[1] الحجاج بن أرطأة. قال الدارقطني: لا يحتج به. وقال الخطيب: كان مدلسا. وقال ابن سعد: كان ضعيفا.
[2] محمد بن العباس بن حيويه. سبق ذكره.
[3] أبو بكر بن داود. سبق ذكره.
[4] ابن دوما. سبق ذكره.(13/418)
محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيّ قَالَ: قَالَ سُفْيَان:
كُنْت جالسا عند رقبة بن مصقلة فرأى جماعة منجفلين فَقَالَ: من أَيْنَ؟ قَالُوا: من عند أَبِي حنيفة. فَقَالَ رقبة: يمكنهم من رأي ما مضغوا، وينقلبون إلى أهليهم بغير ثقة.
126- أَخْبَرَنَا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد، حدّثنا العتيقي، حدثني عبد الله ابن اللّيث المروزيّ، حدّثنا محمّد بن يونس الجمّال [1] سَمِعْتُ يَحْيَى بن سَعِيد يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَة يقول: كف من تراب خير من أبي حنيفة.
127- أخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ [2] ، حدّثنا أبو بكر الأثرم، حدّثنا أبو عبد الله، حدّثنا عبد الرّحمن ابن مهدي قَالَ: سألت سُفْيَان عن حديث عاصم في المرتدة؟ فَقَالَ: أَمَّا من ثقة فلا، كَانَ يرويه أَبُو حنيفة. قَالَ أَبُو عَبْد الله: والحديث كَانَ يرويه أَبُو حنيفة عن عاصم عن أَبِي رزين عن ابن عَبَّاس في المرأة إِذَا ارتدت، قَالَ: تحبس ولا تقتل.
128- أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، أخبرنا أبي، حدّثنا أحمد بن مغلس، حدّثنا مجاهد بن موسى، حَدَّثَنَا أَبُو سلمة منصور بن سلمة الخُزَاعِي قال: سمعت أبا بكر بن عياش [3] وذكر حديث عاصم. فَقَالَ: والله ما سمعه أَبُو حنيفة قط.
129- أَخْبَرَنِي عَليّ بن أَحْمَد الرَّزَّاز، أخبرنا علي بن محمّد بن معبد الموصليّ، حدّثنا ياسين بن سهل، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا مُؤَمِّل [4] قَالَ: ذكروا أَبَا حنيفة عند سُفْيَان الثوري، فَقَالَ: غير ثقة ولا مأمون، غير ثقة ولا مأمون.
130- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن بُكَيْر المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف، حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ [5] قَالَ: ذكر أَبُو حنيفة عند الثوري وَهُوَ في الحجر، فَقَالَ: غير ثقة ولا مأمون، فلم يزل يَقُولُ حَتَّى جاز الطواف.
131- أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى
__________
[1] محمد بن يونس الجمال. قال ابن الجوزي: قال محمد بن الجهم: هو عندي متهم. وقال ابن عدي: هو يسرق الحديث.
[2] عمر بن محمد الجوهري. سبق ذكره.
[3] أبو بكر بن عياش. سبق ذكره.
[4] مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.
[5] مؤمل بن إسماعيل. سبق ذكره.(13/419)
الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن أَبِي اللَّيْث [1] قَالَ: سَمِعْتُ الأشجعي غير مرة قَالَ: سَأَلَ رجل سُفْيَان عن أَبِي حنيفة فَقَالَ: غير ثقة، ولا مأمون غير ثقة ولا مأمون، غير ثقة ولا مأمون.
132- أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن الحسن السّرّاجي، أخبرنا عبد الله بن أبي حاتم الرّازيّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن كثير العبدي يَقُولُ: كُنْت عند سُفْيَان الثوري فذكر حديثا. فَقَالَ رجل: حَدَّثَنِي فلان بغير هَذَا، فَقَالَ: من هُوَ؟
فَقَالَ: أَبُو حنيفة. قَالَ: أحلتني على غير ملئ.
133- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا الحَسَن بن الفضل البوصرائي [2] قَالَ: حَدَّثَنَا محمّد بن كثير العبدي، حَدَّثَنَا سُفْيَان الثوري قَالَ: رأيته وسأله رجل عن مسألة فأفتاه فيها، فَقَالَ لَهُ الرجل: إِنَّ فيها أثرًا. قَالَ لَهُ: عمن؟ قَالَ: عن أَبِي حنيفة. قَالَ: أحلتني عَلَى غير ملئ.
134- أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري، حَدَّثَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن عَليّ الهَمَذَانِيّ- بها- قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بن الفضل الكندي قال: سمعت الحسن بن صاحب يقول: سمعت أبا سلمة الفقيه يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّزَّاق [3] يَقُولُ: ما كتبت عن أَبِي حنيفة إِلا لأكثر بِهِ رجالي، وكان يروي عنه نَيِّفًا وعشرين حديثا.
135- أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن عُمَر المقرئ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: سألت أَبِي عن الرجل يريد أن يسأل عن الشيء من أمر دينه- يعني مما يبتلى بِهِ من الأيمان في الطلاق وغيره، وفي مصره من أصحاب الرأي، ومن أصحاب الحديث لا يحفظون ولا يعرفون الحديث الضعيف ولا الإسناد القوي، فمن يسأل؟ أصحاب الرأي أَوْ هَؤُلاءِ- أعني أصحاب الحديث- عَلَى ما كَانَ من قلة معرفتهم؟ قَالَ: يسأل أصحاب الحديث، ولا يسأل أصحاب الرأي.
ضعيف الحديث خير من رأي أبي حنيفة.
__________
[1] إبراهيم بن أبي اللّيث. ذكر الخطيب عن ابن معين أنه قيل له: إن أحمد يكتب عنه.
فقال: لو اختلف إليه ثمانون كلهم مثل منصور بن المعتمر ما كان إلا كذابا. وذكر أنه كان يتخطى هذا إلى أحاديث موضوعة.
[2] الحسن بن الفضل البوصرائي. وقال الخطيب: أكثر الناس عنه ثم انكشف ستره فتركوه.
[3] عبد الرزاق بن همام الصنعاني. قال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بأخره، كتبت عنه أحاديث مناكير.(13/420)
136- أخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ: حديث أَبِي حنيفة ضعيف، ورأيه ضعيف.
137- وأخبرنا العتيقي، حدّثنا يوسف، حدّثنا العقيلي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد العُقَيْلِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن الحَسَن التِّرْمِذِي يَقُولُ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عُثْمَان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد السبيعي، حدّثنا الفريابي جعفر ابن محمّد، حدثني أحمد بن الحسن الترمذي قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن حَنْبَل يَقُولُ:
كَانَ أَبُو حنيفة يكذب، لم يقل العتيقي- كَانَ.
138- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المطيري، حدّثنا علي بن إبراهيم البيضاوي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَارُودِ الرقي، حدثنا عباس بن محمد الدوري قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُولُ- وَقَالَ لَهُ رجل: أَبُو حنيفة كذاب- قَالَ:
كَانَ أَبُو حنيفة أنبل من أن يكذب، كَانَ صدوقا إِلا أن في حديثه ما في حديث الشيوخ.
139- أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن يونس الأزرق، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قال: سمعت يَحْيَى- وسَأَلْتُهُ عن أَبِي يُوسُف وَأَبِي حنيفة- فقال: أبو يوسف أوثق منه في الحديث. قُلْتُ: فَكَانَ أَبُو حنيفة يكذب؟
قَالَ: كَانَ أنبل في نفسه من أن يكذب.
140- قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز، حدّثنا أحمد بن مسعدة الفزاريّ، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: كَانَ أَبُو حنيفة لا بأس بِهِ وَكَانَ لا يكذب. وسمعت يحيى يقول مرة أخرى: أَبُو حنيفة عندنا من أهل الصدق ولم يتهم بالكذب، ولقد ضربه ابن هُبَيْرَة عَلَى القضاء فأبَى أن يكون قاضيا.
141- أَخْبَرَنَا العتيقي، حَدَّثَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأذني- بدمشق- أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّه البَجَلِيّ قَالَ: سَمِعْتُ نصر بن مُحَمَّد البَغْدَادِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّد بن الحَسَن كذابا وَكَانَ جهميا، وَكَانَ أَبُو حنيفة جهميا ولم يكن كذابا.
142- أخبرنا ابن رزق، حدّثنا أحمد بن علي بن عمرو بن حبيش الرازي قَالَ:
سمعت محمد بن أحمد بن عصام يقول: سمعت مُحَمَّد بن سعد العوفي يَقُولُ:(13/421)
سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو حنيفة ثقة لا يحدث بالحديث إِلا ما يحفظ ولا يحدث بما لا يحفظ.
143- أَخْبَرَنَا التنوخي، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن حمدان بن الصّبّاح، حدثنا أحمد بن الصلت الحماني قال: سمعت يَحْيَى بن معين- وَهُوَ يُسْأَلُ عن أَبِي حنيفة- أثقة هُوَ في الحديث؟ قَالَ: نعم ثقة ثقة. كَانَ والله أورع من أن يكذب، وَهُوَ أجل قدرا من ذَلِكَ.
144- أَخْبَرَنَا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم بن أحمد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية قَالَ: سئل يَحْيَى بن معين: هَلْ حدث سُفْيَان عن أَبِي حنيفة؟
قَالَ: نعم! كَانَ أَبُو حنيفة ثقة صدوقا في الحديث والفقه. مأمونًا عَلَى دين الله.
قُلْتُ: أَحْمَد بن الصلت هُوَ أَحْمَد بن عطية وَكَانَ غير ثقة.
145- أَخْبَرَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة [1] قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وسئل عن أَبِي حنيفة- فَقَالَ: كَانَ يضعف في الحديث.
146- أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَبْد الله الأَنْمَاطِي، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا علي ابن أحمد ابن سليمان المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يَحْيَى بن معين- عن أَبِي حنيفة فقال: لا تكتب حديثه.
147- أخبرني علي بن محمّد المالكي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المَدينِي [2] قَالَ:
وَسألته- يعني أباه- عَنِ أَبِي حنيفة صاحب الرأي، فضعفه جدا، وقال: لو كان بين يدي ما سألته عن شيء، وروى خمسين حديثا أخطأ فيها.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا أبو بكر الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: أَبُو حنيفة ضعيف.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن
__________
[1] محمد بن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ غير واحد إنه كان كذّبا.
[2] عبد الله بن علي المديني. قال الخطيب: سئل عنه الدارقطني: روى عَنْ أَبِيهِ كتاب العلل؟ فقَالَ: إِنَّما أخذ كتبه وروى إجازة ومناولة وما سمع كثيرًا من أبيه. قلت: لم؟ قَالَ:
لأن أباه لم يكن يمكنه.(13/422)
أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وأَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت صاحب الرأي لَيْسَ بالحافظ مضطرب الحديث، واهي الحديث، وصاحب هوى.
أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو حنيفة لا تتبع لحديثه ولا رأيه.
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ البزّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت صدوق ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ عَلَى مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قيل لَهُ: سمعت مسلم بن الحجاج يَقُولُ: أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت صاحب الرأي مضطرب الحديث، لَيْسَ لَهُ كبير حديث صحيح؟
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت كوفي لَيْسَ بالقوي في الحديث.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، حدّثنا محمّد بن معاذ أبو جعفر الفروي، حدّثنا أبو داود السنجي، حَدَّثَنَا الهَيْثَم بن عَدِيّ قَالَ: وَأَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت التَّيْمِيّ- تيم بن ثعلبة مولى لهم- توفي ببغداد في سنة خمسين ومائة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْم: وَأَخْبَرَنَا ابن رزق وابن الفضل قَالا: حدّثنا دعلج بن أحمد أَخْبَرَنَا- وَفي حَدِيث ابْن رزق حَدَّثَنَا- أَحْمَد بْن عَليّ الأبار، حدّثنا يوسف بن معنى بن موسى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْم يَقُولُ: مات أَبُو حنيفة في سنة خمسين ومائة. وولد سنة ثمانين.
زاد يَعْقُوب وَكَانَ لَهُ يوم مات سبعون سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن يَحْيَى الطلحي، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيّ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة يَقُولُ: مات أَبُو حنيفة سنة خمسين ومائة.(13/423)
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمِيّ قَالَ: مات أَبُو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت مولى بني تيم بن ثعلبة سنة خمسين ومائة، وأخبرت أَنَّهُ كَانَ ابن سبعين، لفظهما سواء.
أخبرنا الحَسَن بن الحُسَيْن بن العبّاس، أخبرنا جدي العبّاس بن محمّد النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر بن قعنب قَالَ: ومات أَبُو حنيفة بسوق يَحْيَى سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَان بن أَبِي شيخ قَالَ: الحَسَن بن عمارة صلى عَلَى أَبِي حنيفة وَهُوَ قاضي بَغْدَاد سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، حدثني أبي، حدّثنا الحسين بن القاسم، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن دَاوُد واحمد بْن أَبِي مريم عن ابن عُفَيْر قَالَ: وفي سنة خمسين ومائة مات أَبُو حنيفة في رجب، وَهُوَ ابن سبعين سنة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي.
وأخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن عَليّ المامطيري قالا: حدّثنا محمّد ابن إبراهيم بن شعيب الغازي، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: أبو حنيفة النُّعْمَان بن ثابت الكُوفِيّ مات سنة خمسين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد البيكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو حنيفة سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ وَالحُسَيْن بن عَليّ الطناجيري- قَالَ عبيد الله:
حَدَّثَنِي أَبِي وَقَالَ الآخر حَدَّثَنَا عمر بن أحمد الواعظ- حدّثنا الحسين بن صدقة.
وأخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ قَالا: حَدَّثَنَا ابن أَبِي خيثمة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يَقُولُ: مات أَبُو حنيفة سنة إحدى وخمسين ومائة- زاد الزَّعْفَرَانِيّ ودفن في مقابر الخيزران.
أخبرنا الحسن بن أبي القاسم، أخبرنا أبو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي، حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ الحُسَيْن بن الحَسَن البَزَّاز- ببخاري- أَخْبَرَنَا إِسْحَاق بن(13/424)
أَحْمَد بن صَفْوَان السلمي قَالَ: سَمِعْتُ مكي بن إِبْرَاهِيم يَقُولُ: ومات أَبُو حنيفة في سنة ثلاث وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا مسلم بن عبد الرّحمن، حَدَّثَنَا الْمَكِّيّ قَالَ: ومات أَبُو حنيفة في سنة ثلاث وخمسين ومائة، ولقيته بالكوفة، وببغداد، وبمكة، وَكَانَ أَبُو حنيفة خزازًا.
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ الضبي عن أَبِي العَبَّاس بن سَعِيد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جموك بن خنجة البخاريّ، حدّثنا أبو عبد الله وهو محمّد ابن أَحْمَد بن حفص البُخَارِي قَالَ: قَالَ أَحْمَد بن عَبْد الله الأسلمي، حَدَّثَنَا الحَسَن بن يُوسُف- الرجل الصالح- قَالَ: يوم مات أَبُو حنيفة صلي عَلَيْهِ ستُّ مرار، من كثرة الزحام، آخرهم صلى عَلَيْهِ ابنه حَمَّاد، وغسله الحَسَن بن عمارة، ورجلٌ آخر.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بن الحسن الخرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أبو قلابة الرقاشي، حَدَّثَنَا أَبُو عاصم قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان الثوري- بمَكَّة- وَقِيلَ لَهُ: مات أَبُو حنيفة فَقَالَ: الحمد الله الذي عافانا مما ابتلى بِهِ كثيرا من النَّاس.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا مسدد قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عاصم يَقُولُ:
ذكر عند سُفْيَان موت أَبِي حنيفة فما سَمِعْتُهُ يَقُولُ رحمه الله ولا شيئا. قَالَ: الحمد لله الَّذِي عافانا مما ابتلاه بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير المقرئ، أخبرنا الحسين بن أحمد الهرويّ الصّفّار، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الوَهَّاب بن يَعْلَى الهرويّ، حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مِسْمَعٍ الهَرَويّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الصَّمَد بن حسان يَقُولُ: لَمَّا مات أَبُو حنيفة قَالَ لي سُفْيَان الثوري: اذهب إلى إِبْرَاهِيم بن طهمان فبشره أن فتان هذه الأمة قد مات، فذهبت إِلَيْهِ فوجدته قائلا، فرجعت إلى سُفْيَان فَقُلْتُ: إِنَّهُ قائل، قَالَ:
اذهب فصح بِهِ! إِنَّ فتان هذه الأمة قد مات.
قُلْتُ: أراد الثوري أن يغم إِبْرَاهِيم بوفاة أَبِي حنيفة، لِأَنَّهُ عَلَى مذهبه في الإرجاء.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا عبد الرّحمن قال: سمعت علي بن المَدينِي قَالَ: قَالَ لي بِشْر بن أَبِي الأزهر النّيسابوريّ:(13/425)
رأيت في المنام جنازة عليها ثوب أسود، وحولها قسيسين فَقُلْتُ: جنازة من هذه؟
فقالوا جنازة أبي حنيفة، حدثت بِهِ أَبَا يُوسُف فَقَالَ: لا تحدث بِهِ أحدا.
7298- النعمان بن هَارُون بن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون بن جابر بن النعمان، أَبُو القاسم الشيباني البلدي، يعرف بابن أبي الدلهاث:
قدم بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن سَعِيد بْن عمرو السكوني الحمصي، والحسن بن عَبْد الرَّحْمَن الفزاري، وعبد الله بن حمزة المديني، وهاشم بن القاسم الحراني، وَمُحَمَّد بن خلف العسقلاني، والحسين بن عَبْد الرَّحْمَن الاحتياطي، وعلي بن سهل الرملي، وأبي النضر إِسْمَاعِيل بن عبد الله العجلي البغدادي، وسفيان بن زياد بن آدم البلدي، وحماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، وعيسى بن أَبِي حرب الصَّفَّار. روى عنه مُحَمَّد ابن المظفر، وعلي بن عُمَر السكري، وما علمت من حاله إلا خيرا.
7299- النعمان بن نعيم بن أبان، أَبُو الطيب الْقَاضِي الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عَن إِسْحَاق بْن شاهين، وَمُحَمَّد بن حرب النسائي، والحسن بن خلف البزّار، وإسحاق ابن وهب العلاف، وأحمد بن سنان الواسطيين، وشعيب بن أيوب الصريفيني، والسري بن عاصم، والقاسم بن محمد بن عباد المهلبي، وعلي بن يونس الطحان، رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ومحمد بْن عمر بن الجعابي، وأبو بكر بْن شاذان، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الأبهري المالكي، وَأبو حفص بْن شاهين وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُرْوَةَ البندار، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثني النّعمان بن نعيم الواسطيّ، حدّثنا الحسن بن خلف، حدّثنا عبيد الله ابن تمام، حدّثنا خالد الخزاعيّ عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، قَدْ أَرْخَى ذُؤَابَتَهَا مِنْ وَرَائِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، أخبرنا أبو بكر الأبهري، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي الواسطيّ- ببغداد- حدّثنا إسحاق بن شاهين الواسطيّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» [1] .
__________
[1] 7299- انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/48، 49. سنن الترمذي 2385، 2386، 2387، 3535. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 165. وفتح الباري 10/557، 559، 560.(13/426)
حَدَّثَنِي الخلال قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شَاذَانَ: بلغني أن النّعمان بن نعيم [1] الْقَاضِي توفي بالبصرة في شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
ذكر من اسمه نهشل
7300- نهشل بن يزيد البغداديّ:
حدث مُحَمَّد بن تميم الفريابي عنه عن سفيان الثوري وَمُحَمَّد بن تميم غير ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ- بِبُخَارَى- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ محمّد بن صابر، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الكسي، حدّثنا محمّد بن تميم، حدّثنا نهشل بن يزيد البغداديّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقٌ، كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» [2] .
7301- نهشل بن دارم، أَبُو إسحاق الدارمي:
حدث عن علي بن حرب الطائي. روى عنه أَبُو حفص بن شاهين، والكتاني المقرئ، وغيرهما وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن نهشل بن دارم مات فِي شوَال من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] في الأصول: «النعمان بن أحمد» .
[2] 7300- انظر الحديث في: سنن الترمذي 1622. وسنن النسائي 4/172. وسنن ابن ماجة 8/17. ومسند أحمد 2/300، 375، 3/45، 59، 83.(13/427)
ذكر من اسمه ناجية
7302- ناجية بن حبّان بن بشر بن حبّان بن بشر بن المخارق بن شبيب بن حبّان بن سراقة بن مرثد بن حميري بن عتبة بن خزيمة بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان، يكنى أبا الصيداء:
وَكَانَ يَتَوَلَّى الْقَضَاءَ بِبَعْضِ النَّوَاحِي وَحَدَّثَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانِ الرَّقِّيِّ، وَعُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الْمَنْبِجِيِّ وعلي بن عبد الحميد الغضائري الحلبي. حَدَّثَنَا عنه القاضي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ الأَنْبَارِيُّ صَاحِبُ الأَبْهَرِيِّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، حدّثنا القاضي أبو الصيداء ناجية بن حبّان بن بشر- بغدادي- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الْمَنْبِجِيُّ- بِالْمِصِّيصَةِ- قَالَ:
حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ حَجْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بن معمر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ» [1] .
7303- ناجية بن مُحَمَّد بن سلمان، أَبُو الحسن الكاتب:
حدث عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الرجال الصلحي، وأبي بكر مُحَمَّد بن القاسم ابن بشار الأنباري، والقاضي أبي عبد الله المحاملي، وَمُحَمَّد بن مخلد الدوري، وعمر بن الحسن بن الأشناني. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عُمَر بن سبنك، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي، وغيرهم وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ نَاجِيَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سلمان الكاتب- قراءة عليه- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي الرجال الصلحي،
حدّثنا أبو فروة يزيد بن سنان الرّهاويّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ كُدَيْرٍ الضَّبِّيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ. قَالَ: «تَقُولُ الْعَدْلَ، وَتُعْطِي الْفَضْلَ» قَالَ:
مَا أُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتُفْشِي السَّلامَ» قال: والله ما أطيق ذلك.
__________
[1] 7302- انظر الحديث في: سنن أبي داود 181. ومسند أحمد 2/223، 6/406. والمستدرك 1/137. وفتح الباري 1/380.(13/428)
قَالَ: «هَلْ لَكَ إِبِلٌ؟» قَالَ: نَعَمْ! قَالَ: «فَخُذْ بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكَ ثُمَّ خُذْ سِقَاءً، فَانْظُرْ أَهْلَ أَبْيَاتٍ لا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلا غِبًّا فَاسْقِهِمْ، فَلَعَلَّ بَعِيرَكَ لا يَهْلِكَ وَلا يتخرق سقاؤك، حتى تجب لك الجنة» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو الفرج عَبْد الوهاب بْن عَبْد العزيز بن الحارث التميمي قال: أنشدنا ناجية بن مُحَمَّد النديم لنفسه- وكتب بها إلى صديق له- وكان أهدى إليه مدادا على يد غلام له أسود، اسمه أبزون:
أمددتني بمداد ... كلون أبزون بادي
كمسكنيك جميعا ... من منظر وفؤادي
أو كالليالي اللواتي ... رميننا بالبعاد
أكرم به من سواد ... مبيض للوداد
أنشدنا التنوخي قال: أنشدني أَبُو الحسن ناجية بن مُحَمَّد الكاتب لنفسه:
ولما رأيت الصبح قد سل سيفه ... وولى انهزاما ليله وكواكبه
ولاح احمرار قلت قد ذبح الدجى ... وهذا دم قد ضمخ الأفق ساكبه
قال لي التنوخي: مات ناجية بن مُحَمَّد في يوم الجمعة ثالث المحرم من سنة تسعين وثلاثمائة.
ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب
7304- نجيح بن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو معشر السندي المدني [2] :
رأى أبا أمامة سهل بن حنيف، وسمع مُحَمَّد بن كعب القرظي، ونافعا مولى ابن عُمَر، وسعيدا المقبري وَمُحَمَّد بن المنكدر، وهشام بن عروة. روى عنه ابنه مُحَمَّد، ويزيد بن هارون، وَمُحَمَّد بن عُمَر الواقدي، وإسحاق بن عيسى بن الطباع، ومحمّد ابن بكار بن الريان وغيرهم. وكان المهدي قد أقدمه من مدينة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بغداد فلم يزل بها حتى مات، وكان من أعلم الناس بالمغازي.
__________
[1] 7303- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان 65. وصحيح البخاري 1/10، 14، 8/65. وفتح الباري 1/55، 11/21.
[2] 7304- انظر: تهذيب الكمال 6386 (29/322- 331) . وطبقات ابن سعد 5/418 و 266، 9/الورقة 154. وتاريخ الدارمي، الترجمة 829. وتاريخ الدوري 2/603. وابن طهمان، -(13/429)
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثَنِي أبي أن أبا معشر كان أصله من اليمن، وكان سبي في وقعة يزيد بن المهلب باليمامة والبحرين، وكان أبيض.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي أن أبا الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة قال: سمعت أبا مسهر يقول: كان أَبُو معشر أسود.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُول: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُول: أَبُو معشر نجيح، وهو مولى أم موسى.
قرأت عَلَى الْقَاضِي أَبِي العلاء الواسطي، عَن أبي يَعْقُوب يوسف بن إبراهيم بن موسى الجرجاني قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد بْن عدي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي معشر، حَدَّثَنِي أبي قال: كان اسم أبي معشر قبل أن يسرق عَبْد الرَّحْمَن بن الوليد بن هلال، فسرق فبيع في المدينة، فاشتراه قوم من بني أسد، فسموه نجيحا، فاشتري لأم موسى بن المهدي، فأعتقته، فصار ميراثه لبني هاشم، وعقله على حمير. قال: وكان أَبُو معشر يذكر أنه من ولد حنظلة بن مالك، وأخبرني أنه كان ينتسب حتى يبلغ آدم، قال: وقال لي: ولاؤنا في بني هاشم أحب إلي من نسبي في بني حنظلة.
__________
- الترجمة 285. وتاريخ خليفة 448. وعلل ابن المديني 90. وسؤالات ابن أبي شيبة، الترجمة 106. وعلل أحمد 1/135، و 2/74، 118. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2397، و 9/الترجمة 985. وتاريخه الصغير 2/172، 205. وضعفاؤه الصغير، الترجمة 380. وأبو زرعة الرازي 665. والترمذي (343، 2130) . والمعرفة ليعقوب، انظر الفهرس، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 581، 582. وضعفاء النسائي، الترجمة 591. وضعفاء العقيلي، الورقة 222، والجرح والتعديل 8/الترجمة 2263. والمجروحين لابن حبان 3/60. والكامل لابن عدي 3/الورقة 180. وضعفاء الدارقطني، الترجمة 550. وسننه 2/16، 76، 191. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1494، والمدخل إلى الصحيح 212. وضعفاء أبي نعيم، الترجمة 254.
والسابق واللاحق 350. والمحلي 7/436، 8/9. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 165. وسير أعلام النبلاء 7/435. وديوان الضعفاء، الترجمة 4352. وتذكرة الحفاظ 1/234. والكاشف 3/الترجمة 5899. والعبر 1/258. والمغني 2/الترجمة 6600. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 92. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9017. ونهاية السول، الورقة 397. وتهذيب التهذيب 10/419- 422. والتقريب 2/298. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7593. وشذرات الذهب 1/278.(13/430)
وقال أَبُو نعيم: حَدَّثَنَا الفضل بن هارون البغدادي قال: سمعت مُحَمَّد بن أبي معشر قال: كان أبي سنديا أخرم خياطا. قالوا: وكيف حفظ المغازي؟ قال: كان التابعون يجلسون إلى أستاذه، فكانوا يتذاكرون المغازي فحفظ.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا أحمد بن كامل، أخبرني دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي معشر نجيح بن عَبْد الرَّحْمَن المدني عن أبيه قال: قدم المهدي بعد خلافته المدينة في سنة ستين فأشخصه- يعني أبا معشر- معه إلى العراق، وأمر له بألف دينار، وقال: تكون بحضرتنا فَتُفَقِّهَ من حولنا، فشخص أَبُو معشر معه إلى مدينة السلام سنة إحدى وستين.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سلم الحافظ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، حدّثنا محمّد بن بكّار، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ بن سهل بن حنيف يخضب الحناء، وَلَهُ وَفْرَةٌ، وَذَكَرَ الزُّهْرِيُّ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْعَدَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ- إِجَازَةً- أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شَيْبَةَ.
وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ وَأَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَعُبَيْدِ اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ- قِرَاءَةً- قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الْخَلالُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ شَيْخًا كَبِيرًا يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ وَلَهُ ضَفِيرَتَانِ، وَقَدْ كَانَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَذَا آخِرُ حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ وَالْمُقْرِئُ.
وَزَادَ الآخَرَانِ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ جَدِّي: وُلِدَ أَبُو أُمَامَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُتِيَ بِهِ إِلَيْهِ، فَسَمَّاهُ أَسْعَدَ وَكَنَّاهُ أَبَا أُمَامَةَ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمَامَةَ وَكُنْيَتُهُ.
قُلْتُ: يَعْنِي جَدَّهُ أَبَا أُمِّهِ وَهِيَ حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ النَّقِيبُ.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قال: قرأت على عبدان وأبي الفيض المروزيين حدثكم الحسين بن مُحَمَّد بن مصعب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إشكاب الصغير قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت أبا جزء يقول: أبو معشر كذب من في السماء ومن في الأرض قال:
قلت في نفسي هذا علمك بالأرض، فكيف علمك بالسماء؟ قال يزيد: فوضع الله أبا جزء ورفع أبا معشر.(13/431)
كتب إليَّ عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان أَنَّ أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو زُرْعَة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إدريس قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرو بن عون قَالَ: سَمِعْتُ هشيما يقول: ما رأيت أكيس من أَبِي معشر.
قَالَ أَبُو زُرْعَة: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْم يَقُولُ: كَانَ أَبُو معشر كيسا حافظا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كَانَ يَحْيَى بن سَعِيد لا يحدث عن أَبِي معشر المَدينِي ويستضعفه جدا، ويضحك إِذَا ذكره، وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَن يحدث عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن بكار يَقُولُ: قد كَانَ أَبُو معشر تغير قبل أن يموت تغيرا شديدا، حَتَّى كان يخرج منه الريح ولا يشعر به.
وَقَالَ أَحْمَد بن زهير: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين يَقُولُ: أَبُو معشر السندي لَيْسَ بشيء، أَبُو معشر ريح. وَسَمِعْتُهُ مرة أخرى يَقُولُ: أَبُو معشر لَيْسَ حديثه بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَن أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألته- يعني يَحْيَى بن معين- عن أَبِي معشر المدينيّ فقال: نجيح ضعيف.
أخبرنا أبو سيعد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يَقُولُ: وَأَبُو معشر لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد اللَّه الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، أخبرنا علي ابن أحمد بن سليمان البزّاز المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: أَبُو معشر المَدينِي ضعيف، يكتب من حديثه الرقاق. وَكَانَ رجلا أميا يتقى أن يروى من حديثه المسندات.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة قَالَ: وسألت عَليّ بن عبد الله بن المَدينِي عن أَبِي معشر الْمَدَنِيّ. فَقَالَ: كَانَ ذاك شيخا ضعيفا ضعيفا. وَكَانَ يحدث عن مُحَمَّد بن قيس،(13/432)
ويحدث عن مُحَمَّد بن كعب بأحاديث صالحة، وَكَانَ يحدث عن المَقْبُرِي، وعن نافع بأحاديث منكرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وَأَبُو معشر ضعيف. ما رَوَى عن مُحَمَّد بن قيس، وَمُحَمَّد بن كعب ومشايخه، فَهُوَ صالح. وما رَوَى عن المَقْبُرِي، وهشام بن عروة، ونافع، وابن المنكدر. فهي ردية لا تكتب.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سَأَلْتُهُ- يعني أباه- عن أَبِي معشر نجيح المدنيّ فقال: صدوق ولكنه كان لا يقيم الإسناد.
وأخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عَبْد الله: أَبُو معشر الْمَدَنِيّ يكتب حديثه؟ فَقَالَ: عندي حديثه مضطرب لا يقيم الإسناد، ولكن أكتب حديثه أعتبر بِهِ.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ المامطيري، حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِي قَالَ: نَجِيح أَبُو معشر السندي مدني، وَهُوَ مولى المهدي منكر الحديث.
قَالَ ابن مهدي: كَانَ أَبُو معشر يعرف وينكر.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد قَالَ: قدم أَبُو معشر بَغْدَاد وَكَانَ ضعيفا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: قَالَ أَبُو عَليّ صالح بن مُحَمَّد: أَبُو معشر لا يسوى حديثه شيئا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: نَجِيح أَبُو معشر ضعيف مدني.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعْد قال: أَبُو معشر نجيح(13/433)
كَانَ مكاتبا لامرأة من بني مخزوم، فأدى وعتق، فاشترت أم موسى بنت المنصور ولاءه. مات ببغداد سنة تسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنِي داود بن محمّد ابن أَبِي معشر نَجِيح بن عَبْد الرَّحْمَن مولى بني هاشم، أَخْبَرَنِي أَبِي. أَنَّ أَبَا معشر تُوُفِّي سنة سبعين ومائة.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أَحْمَد بن كامل قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُد بن محمّد ابن أَبِي معشر عن أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّي أَبُو معشر سنة سبعين ومائة في خلافة هَارُون الرشيد، وَكَانَ أبيض أزرق سمينا. وَقِيلَ كَانَ مكاتبا لامرأة من بني مخزوم فأدى فعتق، فاشترت أم موسى بنت المنصور ولاءه، ومات ببَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: قَالَ مُحَمَّد بن بكار: مات أَبُو معشر في سنة سبعين ومائة، في رمضان.
7305- النضر بن إسماعيل بن خازم، أَبُو المغيرة البَجَلِيّ [1] :
من أهل الكوفة حدث عن مُحَمَّد بن سوقة، وَإسْمَاعِيل بن مُسْلِم، وَإسْمَاعِيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وابن أبي ليلى. روى عنه فضيل بن عبد الوهاب، وعلي بن الجعد، وسعد بن محمد العوفي، وأحمد بن عمران الأخنسي، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة زهير بن حرب، والحسن بن عرفة.
وكان قاصا وقدم بغداد وحدث بها. ذكره ابن الجعابي في جملة البغداديين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رزق التاني، وأبو الحسين محمّد بن الحسن بن الفضل
__________
[1] 7305- انظر: تهذيب الكمال 6416 (29/372) . وتاريخ الدوري 2/605. وعلل أحمد 2/74، و 2/256. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2298. وتاريخه الصغير 2/264. وثقات العجلي، الورقة 54. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 47. والمعرفة ليعقوب 3/55.
وتاريخ واسط 260. وضعفاء النسائي، الترجمة 595. وضعفاء العقيلي، الورقة 219. والجرح والتعديل 8/الترجمة 2177. والمجروحين لابن حبان 3/51. والكامل لابن عدي 3/الورقة 173. وسؤالات البرقاني للدارقطني، الترجمة 520. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 163.
والكاشف 3/الترجمة 5925. وديوان الضعفاء، الترجمة 4368. والمغني 2/الترجمة 6628.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 96. وتاريخ الإسلام، الورقة 150 (آيا صوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9057. ونهاية السول، الورقة 399. وتهذيب التهذيب 10/434- 435. والتقريب 2/301. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7503.(13/434)
الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ ابن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنِي النضر بن إِسْمَاعِيل أَبُو المغيرة عن مُحَمَّد بن سوقة عن منذر الثوري عن محمّد بن الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَتِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: يا بني أو ما تعلم؟ قَالَ: قُلْتُ لا، قَالَ: أَبُو بَكْر، قَالَ: قُلْتُ:
ثُمَّ من؟ قَالَ: يا بني أو ما تعلم؟ قَالَ: قُلْتُ لا، قَالَ: ثُمَّ عُمَر، قَالَ: ثُمَّ بدرته فَقُلْتُ يا أبت ثُمَّ أَنْتَ الثالث؟ قَالَ: فَقَالَ لي: يا بني أبوك رجل من المسلمين لَهُ ما لهم، وَعَلَيْهِ ما عليهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا أبو المغيرة القاص، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: أَقْعَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ عَلَى طَعَامِهِ فَقَالَ لِي: «سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وكل مما يليك» .
أخبرنا البرقاني، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدثني محمّد بن عثمان- وهو ابن أبي شيبة- حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن مُحَمَّد البَجَلِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: شهد النضر بن إِسْمَاعِيل البَجَلِيّ وَحَمَّاد بن أَبِي حنيفة عند شريك فرد شهادتهما، فاجتمع إِلَيْهِ مشايخ أهل الكوفة وقالوا: رددت شهادة النّضر وهو إمامنا منذ أربعين سنة، وَهُوَ ابن عمك، فما باله؟ فما زالوا بِهِ حَتَّى أجاز شهادته، فَقَالَ لَهُ النضر: لم رددت شهادتي؟ قَالَ: لأنك تبيع الصَّلاة- وَكَانَ أجري عَلَيْهِ كل شهر ديناران- فَقَالَ لَهُ النضر: وَأَنْتَ تبيع القضاء! فَقَالَ لَهُ شريك: فَإِذَا شهدت عندك فلا تقبل شهادتي. فَلَمَّا بلغ حَمَّاد بن أَبِي حنيفة أن شريكا أجاز شهادة النضر، جمع جماعة وأتى شريكا، فَلَمَّا بصر بِهِ شريك قال: وراءك يا حَمَّاد لست كالنضر أَنْتَ وأبوك تزعمان أَنَّ إيمان شر أهل الأرض كإيمان خير أهل السماء وأبى أن يجيز شهادته.
أخبرنا ابن الفضل، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم بن السَّرِيّ السقطي يَقُولُ: مرض أَبُو المغيرة القاص فبعث إلى أَبِي بالسلام، فَقَالَ أَبِي: أقرئه السَّلام وقل لَهُ لَيْسَ من حمد الله عَلَى سيلان الصديد كمن حمده عَلَى أكل الثريد. قَالَ: فوقع من أَبِي المغيرة ذاك الكلام بالموقع، فما أظهر ما بِهِ حَتَّى مات.(13/435)
قرأت في أصل كتاب أبي الْحَسَن بن رزقويه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحَسَن الصواف، أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أَحْمَد قَالَ: سألت أبي عن النّضر بن إسماعيل بن المغيرة القاص فَقَالَ: لم يكن يحفظ الإسناد. رَوَى عن إِسْمَاعِيل حديثا منكرا عن قيس:
رَأَيْت أَبَا بَكْر آخذا بلسانه، وإنما هَذَا حديث زيد بن أسلم.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: وسئل- يعني أَحْمَد بن حَنْبَل- عن النضر بن إِسْمَاعِيل أَبِي المغيرة فَقَالَ: قد كتبنا عَنْهُ لَيْسَ هُوَ بقوي يعتبر بحديثه، ولكن ما كَانَ من رقائق، وَكَانَ أكثر حديثا من ابن السَّمَّاك.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: النضر بن إِسْمَاعِيل بن خازم العجلي كوفي ثقة، وَكَانَ إمام مسجد الجامع.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين- وذكر لَهُ النضر بن إسماعيل البَجَلِيّ- فَقَالَ: كَانَ ضعيفا، ولكن عيسى بن عَبْد الرَّحْمَن البَجَلِيّ كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى بن معين عن النضر بن إِسْمَاعِيل البَجَلِيّ. فقال: ليس بشيء.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بن معين عن النضر بن إِسْمَاعِيل البَجَلِيّ فَقَالَ: لا شيء.
وَقَالَ يَحْيَى مرة أخرى: لَيْسَ حديثه بشيء.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عمر الخلّال، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: النضر بن إِسْمَاعِيل البَجَلِيّ يعرف بأبي المغيرة القاص، صدوق ضعيف الحديث. قَالَ يَحْيَى بن معين- وذكره- فقال: النضر بن إسماعيل ليس بشيء.(13/436)
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: النّضر ابن إسماعيل البجلي ضعيف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: النضر بن إِسْمَاعِيل لَيْسَ بالقوي.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: النّضر بن إسماعيل بن خازم أَبُو المغيرة القاص كوفي صالح.
7306- نائل بن نَجِيح، الحَنَفِيّ [1] :
حدث عن سُفْيَان الثوري، وكامل بن العلاء، وموسى بن مطير. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى ابن خذام السَّقَطِي، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الجُنَيْد الدقاق، ومحمد بن سنان البزّاز، وَهُوَ بصري. ورد بَغْدَاد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ الْمِصْرِيُّ- بِدِمَشْقَ- أَخْبَرَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رزيق البغداديّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْن أَحْمَد بْن حَفْصٍ الشَّعْرَانِيُّ، حدّثنا محمّد بن الجنيد، حدّثنا نائل بن نجيح البصريّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» [2]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدّثنا محمّد بن سنان بن يزيد البزّاز البصريّ، حَدَّثَنَا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ- مَرَّةً رَفَعَهُ، وَمَرَّةً لَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ: «لا شُفْعَةَ لِنَصْرَانِيٍّ» [3] .
أخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الدارقطني- وسئل عن
__________
[1] 7306- انظر: تهذيب الكمال 6375 (29/307) . وضعفاء العقيلي، الورقة 222، والجرح والتعديل 8/الترجمة 2348. والمجروحين لابن حبان 3/61. والكامل لابن عدي 3/الورقة 183.
وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 165. والكاشف 3/الترجمة 5890. وديوان الضعفاء، الترجمة 4347. والمغني 2/الترجمة 6593. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 93. وتاريخ الإسلام، الورقة 74 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9006. ورجال ابن ماجة، الورقة 15. ونهاية السول، الورقة 397. وتهذيب التهذيب 10/415- 416. والتقريب 2/297. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7588.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 6/108. والعلل المتناهية 2/110. وكنز العمال 9/177. والكامل لابن عدي 7/2520. ومجمع الزوائد 4/159. والمعجم الصغير 1/206.(13/437)
حديث حميد عن أنس قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا شُفَعَةَ لِنَصْرَانِيٍّ»
- فَقَالَ: يَرْوِيهِ نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنِ الْحَسَنِ مِنْ قَوْلِهِ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: نَائِلٌ بَغْدَادِيٌّ، قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: قُلْتُ: ثِقَةٌ؟
قَالَ: لا.
قُلْتُ: رَوَى حديث الشفعة محمّد بن يوسف الفريابي، وأحمد بن كثير العبدي عن سُفْيَان عن حُمَيْد عن الحسن، قوله، وهو الصحيح.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أخبرنا علي بن محمّد بن أحمد البصريّ، حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا الفريابي، حَدَّثَنَا سُفْيَان عن حُمَيْد الطويل عن الحَسَن قال: لا شفعة لنصراني.
وأخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثنا محمّد بن أيّوب، حدّثنا محمّد بن كثير، حَدَّثَنَا سُفْيَان عن حُمَيْد عن الحَسَن قَالَ: ليس لليهودي، ولا للنصراني شفعة. وكذلك رواه وكيع وَأَبُو حُذَيْفة موسى بن مَسْعُود عن سُفْيَان.
7307- نصير بن يزيد بن مرة، أَبُو حمزة الحنفي:
سكن سمرقند. قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال عن أبي سعد عبد الرحمن بن مُحَمَّد الإدريسي قال: نصير بن يزيد بن مرة بن خالد بن عبد الله بن سنان الحنفي البغدادي، كنيته أَبُو حمزة سكن سمرقند وحدث بها عن سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبي أسامة، وسعيد بن مسلمة، وأبي معاوية الضرير، وأبي بدر شجاع بن الوليد، ويزيد بن هارون وغيرهم. روى عنه أَبُو يَعْقُوب يوسف بن علي الأبار، وَمُحَمَّد بن سهل، وَمُحَمَّد بن عيسى الغزالان السّمرقنديّان، وإبراهيم بن نصر الكبودنجكثي، وجبريل بن مجاع الكشاني، وسيف بن حفص السمرقندي، وغيرهم.
وقال إبراهيم بن عَبْد الرَّحْمَن الدارمي: مات أَبُو حمزة نصير بن يزيد سنة سبع وأربعين ومائتين لعشر بقين من ربيع الآخر.
وأَخْبَرَنَا أخو الخلال عن الإدريسي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد العياضي، والحسن ابن حفص النهرواني- بسمرقند- قالا: وجدنا في كتاب مسعود بن سهل بن كامل- بخطه- سألت أبا يَعْقُوب الأبار عن أبي حمزة نصير بن يزيد كان ثقة؟ قال: نعم! قلت: كان صحيح الأحاديث؟ قال: نعم! قلت: فهل كانوا يغمزونه بشيء؟ قال: لا، كان رجلا صالحا لم يكن يغمز في شيء إلا في مخالطته مع السلطان.(13/438)
7308- نفيس بن عبد الله، أَبُو سعيد:
من الموالي. حدث عن شجاع بن مخلد الفلاس، وأبي موسى إسحاق بن موسى الْأَنْصَارِيّ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا نفيس بن عبد الله أَبُو سعيد قال: سمعت أبا موسى الأنصاري يقول:
كان عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي يقول: ما بقي أحد آمن على حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مالك بن أنس.
7309- ناعم بن السري بن عاصم، الهمداني:
حدث عن أبيه، وعن هارون بن إسحاق الهمداني، وأبي سعيد الأشج. روى عنه أَبُو جعفر اليقطيني، وأَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ، حدثني ناعم بن السّريّ بن عاصم، حدثني هارون بن إسحاق الهمدانيّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بن مرة- على رحل سفيان- عن نافع ابن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ؟ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» قَالَ: قُلْتُ: مَا هَمْزُهُ؟ قَالَ: «كَهَيْئَةِ الْمَوْتَةِ حَتَّى يَفْزَعَ» قُلْتُ: فَمَا نَفْخُهُ؟ قَالَ: «الْكِبْرُ» قُلْتُ: فَمَا نَفْثُهُ؟ قَالَ:
«الشِّعْرُ» [1] .
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغزال قَالَ: قرأت على مُحَمَّد بن الحسين الشروطي عن أبي الفتح الأزدي الحافظ قال: ناعم بن السري بن عاصم، صدوق.
7310- نزار بن عبد العزيز، أَبُو مضر:
حَدَّثَنَا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن يونس قال: نزار بن عبد العزيز يكنى أبا مضر بغدادي قدم مصر، وروى عن عباس الدوري تاريخ يحيى بن معين، وغير ذلك.
__________
[1] 7309- انظر الحديث في: صحيح مسلم 420. وسنن أبي داود 764. وسنن ابن ماجة 807.
ومسند أحمد 4/80، 83، 85. والمستدرك 1/435.(13/439)
7311- نازوك بن عبد الله، أَبُو منصور مولى أبي أحمد المكتفي بالله:
حدث عَنْ أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أبو الفرج ابن سميكة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا نَازُوكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى أَبِي أحمد المكتفي بالله- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حدّثنا أبو نصر التمار، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وحبيب بن الشهيد عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، مَنْ إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خَانَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ» [1] .
7312- نسيم بن عبد الله، أَبُو الهواء الخادم، مولى المقتدر بالله:
سكن بيت المقدس وكان يتولى النظر في مصالح المسجد الأقصى، وحدث عن أبي عمرو يوسف بن يَعْقُوب النيسابوري، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم أخي أَبِي الليث الفرائضي، وَمُحَمَّد بن هارون الحضرمي، وسعيد بن مُحَمَّد أخي زبير الحافظ، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري، وإبراهيم بن حماد الْقَاضِي، وأَحْمَد بن عَبْد اللَّهِ وكيل أَبِي صخرة، وَمُحَمَّد بن صالح الجواربي، والحسين والقاسم ابني إِسْمَاعِيل المحاملي، وَمُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وخلق كثير من طبقتهم. روى عنه عبد الله بن علي الآبروني [2] ، وعمر بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الواسطي، ساكن بيت المقدس. وذكر عُمَر أنه سمع منه في سنة سبع وستين وثلاثمائة، وأحاديثه مستقيمة تدل على صدقه.
7313- ناصر بن مُحَمَّد، البغدادي:
أظنه كان يتصوف وحكى عن أبي بشر الشبلي. روى عنه الخليل بن عبد الله القزويني.
كتب إليَّ أَبُو يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ- من قزوين- وحَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيبِ عَبْد الْغَفَّارِ بْن عَبْد الواحد الأرموي عنه قال: سمعت ناصر بن مُحَمَّد البغدادي يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: الموت على ثلاثة أضرب، موت في حب الدنيا، وموت في حب العقبى، وموت في حب المولى، فمن مات في حب الدنيا مات منافقا، ومن مات في حب العقبي مات زاهدا، ومن مات في حب المولى مات عارفا.
__________
[1] 7311- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/536.
[2] 7312- في الصميصاطية: «الأبزوني» .(13/440)
7314- نميلة بن عبد الله بن جعفر، أَبُو مُحَمَّد البغدادي:
كتب إلي إبراهيم بن سعيد الحبال- من مصر- وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أبي نصر الحميدي عنه قَالَ: أَخْبَرَنَا يحيى بن علي بن مُحَمَّد الحضرمي، حدّثنا أبو محمّد نميلة ابن عبد الله بن جعفر البغداديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد الحكيمي بحديث ذكره.
انقضى حرف النون(13/441)
باب الواو(13/443)
ذكر من اسمه الوليد
7315- الوليد بن عبد الله بن أبي ثور، الهمداني [1] :
من أهل الكوفة قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عن سماك بن حرب، وزياد بن علاقة، وَمُحَمَّد بن سوقة، وعاصم بن بهدلة. روى عنه الوليد بن صالح النخاس، ومحمد بن الصباح الدولابي، وجبارة بن مغلس الحماني، ومحمد بن بكار بن الريان الرصافي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن عبيد الله بن المنادي، حدّثنا محمّد بن بكّار، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ عَاصِمِ ابن بَهْدَلَةَ عَنْ شَقِيقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2] .
أخبرنا الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا يحيى بن صاعد، حدّثنا يعقوب الدورقي، حدّثنا الوليد بن صالح النخاس، حَدَّثَنَا الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني قال: وسألت عنه شريكا فزكاه.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس بن أحمد الهروي، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الحافظ، أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد قال: سألنا مُحَمَّد بن الصباح عن الوليد بن أبي ثور فقال: جاء إلى هشام فأكرمه، فكتبنا عنه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث قَالَ: قلت لأحمد بن حنبل: الوليد بن أبي ثور؟ قال: مالي به ذاك الخيّر، كان شيخا قدم هنا، كان ابن الصباح يحدث عنه، وزعموا أن هذا ابن بكار يحدث عنه.
__________
[1] 7315- انظر: تهذيب الكمال 7612 (31/32) . وتاريخ الدوري 2/632. وسؤالات ابن محرز، الترجمة 90. وابن طهمان، الترجمة 214. وعلل أحمد 2/112. وسؤالات الآجري 5/الورقة 48. وسؤالات البرذعي لأبي زرعة 2/428. والمعرفة ليعقوب 2/767. وضعفاء النسائي، الترجمة 604. وضعفاء العقيلي، الورقة 223. والجرح والتعديل 9/الترجمة 6. والمجروحين لابن حبان 3/79. والكامل لابن عدي 3/الورقة 191. وسنن الدارقطني 2/174.
والمؤتلف، له 3/1597. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 166. والكاشف 3/الترجمة 6174.
وديوان الضعفاء، الترجمة 4550. والمغني 2/الترجمة 6862. والعبر 1/262. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 137. وتاريخ الإسلام، الورقة 24 (آيا صوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9377. ونهاية السول، الورقة 418. وتهذيب التهذيب 11/137. والتقريب، الترجمة 7431. وشذرات الذهب 1/281.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(13/444)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: والوليد بن أبي ثور ليس بشيء. أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور قَالَ: سئل يحيى بن معين عن الوليد بن أبي ثور فقال: لم يكن بشيء.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى بن عيسى الحضرمي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي داود قال: سألت يحيى بن معين عن الوليد بن أبي ثور فقال: ليس بشيء.
قَالَ: وسألتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ الوليد بن أبي ثور فقال: كذاب.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان قال: سألت ابن نمير عن الوليد بن أبي ثور فقال:
كذاب.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة- وهو الرّازيّ- الوليد ابن أبي ثور؟ قال: منكر الحديث يهم كثيرا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: الوليد ابن أبي ثور وأبو حمزة الثمالي، ضعيفان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الوليد بن أبي ثور ضعيف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: وليد بن أبي ثور ضعيف.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن الوليد بن أبي ثور مات في سنة اثنتين وسبعين ومائة.(13/445)
7316- الوليد بن الحصين الكوفيّ:
هو: شرقي بن القطامي العلامة. قدم بغداد وحدث بها عن مجالد بن سعيد، وغيره. روى عنه مُحَمَّد بن زياد بن زبار الكلبي. وقد ذكرنا أخباره في باب الشين [1] فغنينا عن إعادتها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علي بن الفتح قال: قال لنا أَبُو الحسن الدارقطني: الشرقي بن القطامي اسمه الوليد بن الحصين.
7317- الوليد بن أبان، الكرابيسي [2] :
كان أحد المتكلمين في الأصول على مذاهب أهل الحق، وهو أستاذ الحسين بن علي الكرابيسي.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، حدّثنا أَبُو بكر بْن شاذان، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْمَحَامِلِيُّ- مُذَاكَرَةً- قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: كَانَ بِشْرٌ المريسي يخرج إلى ناحية الزابيين لِيَغْتَسِلَ، وَيَتَطَهَّرَ وَكَانَ بِهِ الْمَذْهَبُ، قَالَ: فَمَضَى وَلِيدٌ الْكَرَابِيسِيُّ إليه وهو في الماء. فقال: مسألة؟ قَالَ: وَأَنَا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ؟ فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ. فَقَالَ: أَلَيْسَ رَوَوْا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، فَهَذَا الَّذِي أَنْتَ فِيهِ أَيْشَ؟ قَالَ: إِبْلِيسُ يُوَسْوِسُ لِي، وَيُوهِمُنِي أَنِّي لم أطهر قال: فهو الذي وسوس لك حتى قلت القرآن مخلوق.
وأخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن شاذان قال: قال لي أَبُو عبيد: بلغني أن الوليد بن أبان قال له يحيى بن أكثم: ألا تشهد عندي؟ قال: أكره أن أحكم الناس فيّ. قال: فأنت أحتاج أن أسأل عنك؟ قال: فأكره أن أحكمك في نفسي. وأخبرت عنه أنه قال: ثلاث إذا فعلهن الرجل فقد ذل، إذا حدث، وإذا أم الناس، وإذا شهد.
فقيل له فالتزويج؟ قال: التزويج حال ضرورة، فليس ينبغي للعاقل أن يخطب إلى من يظن أنه يرده.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا صالح ابن أحمد بن محمّد الحافظ، حدّثنا أحمد بن عبيد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن
__________
[1] 7316- هو: الشرقي بن القطامي، مرت ترجمته برقم 3737.
[2] 7317- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/273.(13/446)
سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن سنان يقول: كان الوليد الكرابيسي خالي، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني؟ قالوا: لا، قال:
فتتهموني؟ قالوا: لا، قال: فإني أوصيكم تقبلون؟ قالوا: نعم! قال: عليكم بما عليه أصحاب الحديث، فإني رأيت الحق معهم، لست أعني الرؤساء، ولكن هؤلاء الممزقين، ألم تر أحدهم يجيء إلى الرئيس منهم فيخطئه ويهجيه. قال أَبُو بكر بن سليمان بن الأشعث: كان أعرف الناس بالكلام بعد حفص الفرد الكرابيسي، وكان حسين الكرابيسي قد تعلم منه الكلام.
7318- الوليد بن صالح، أَبُو مُحَمَّد الضبي النخاس [1] :
سمع الليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم، وموسى بن خلف العمي، وعبد الله بن عمرو الرقي، وسوادة بن أبي الأسود، وعطاء بن مسلم، وعيسى ابن يونس، وَمُحَمَّد بن عبد العزيز التيمي. روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقي، والحسن بْن مُحَمَّد بْن الصباح الزعفراني، وَأحمد بْن الوليد الفحام، وحنبل بْن إسحاق، وَمُحَمَّد بن حاتم السمين، وَمُحَمَّد بن غالب التمتام، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأحمد بن الهيثم المعدل، والقاسم بن المغيرة الجوهري. وقال أَحْمَد بن إبراهيم الدورقي: كان الوليد ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا أحمد بن الهيثم، حدّثنا الوليد بن صالح، حدّثنا عيسى بن يونس، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ عَنْ فَرْقَدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَلَبَ طَعَامًا إِلَى مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ، فَبَاعَهُ بِسِعْرِ يَوْمِهِ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَجْرُ شَهِيدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل.
__________
[1] 7318- انظر: تهذيب الكمال 6710 (31/28) . وطبقات ابن سعد 7/362. وعلل أحمد 1/93.
والجرح والتعديل 9/الترجمة 30. وثقات ابن حبان 9/225. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 185. والتعديل والتجريح للباجي 3/1190. والجمع لابن القيسراني 2/537. والمعجم المشتمل، الترجمة 1092. والكاشف 3/الترجمة 6172. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 137. وتاريخ الإسلام، الورقة 162 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 418. وتهذيب التهذيب 11/137. والتقريب، الترجمة 7429.
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 5/479. وكنز العمال 9740(13/447)
وأخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد. وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد قال: قلت لأبي: لم لا تكتب عن الوليد بن صالح؟ - زاد النجاد. النخاس، ثم اتفقوا- قال: رأيته يصلي في مسجد الجامع نسى الصلاة- زاد النجاد فتركته-.
7319- الوليد بن الفضل، أَبُو مُحَمَّد العنزي [1] :
كناه عَبْد الرَّحْمَن بن أبي حاتم وذكر أنه بغدادي. حدث عن إبراهيم بن سعد الزهري، وإسماعيل بن عبيد العجلي، وجرير بن عبد الحميد. روى عنه الحسن بن عرفة العبدي، ومُحَمَّد بْن خَلَفِ بْن عَبْد السَّلامِ الْمَرْوَزِيُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طاهر الدّقّاق، أخبرنا محمّد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلانُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنَزِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ بِشْرِ الْحَنَفِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ أَصْحَابِي، فَجَعَلَهُمْ أَصْهَارِي، وَجَعَلَهُمْ أَنْصَارِي، وإنه سيجيء في آخر الزمان قوم ينقصونهم، أَلا فَلا تُنَاكِحُوهُمْ، أَلا وَلا تَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ، أَلا وَلا تُصَلُّوا مَعَهُمْ، أَلا وَلا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ، عَلَيْهِمْ حَلَّتِ اللَّعْنَةُ» [2] .
7320- الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس، أَبُو همام بن أبي بدر السكوني [3] :
كوفي الأصل سمع علي بن مسهر، وشريك بن عبد اللَّه، وإسماعيل بن جعفر،
__________
[1] 7319- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9394.
[2] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/16. وكنز العمال 36708. وميزان الاعتدال 4383. والمجروحين 2/41.
[3] 7320- انظر: تهذيب الكمال 6709 (31/22) . وطبقات ابن سعد 7/334، 362. وسؤالات ابن محرز، الترجمة 373. وتاريخ البخاري الصغير 2/378. والجرح والتعديل 9/الترجمة 28.
وثقات ابن حبان 9/227. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 185. والسابق واللاحق 136. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 95. والجمع لابن القيسراني 2/539.
والمعجم المشتمل، الترجمة 1091. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 166. وسير أعلام النبلاء 12/23. والكاشف 3/الترجمة 6171. والديوان، الترجمة 4547. والمغني 2/الترجمة-(13/448)
وعبد اللَّه بْن المبارك، ويحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، وعبد الله بن وهب، وعبد الله ابن نمير، والوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزة. روى عنه أَبُو حاتم الرازي، وعباس الدوري، وأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق الوراق، وإبراهيم الحربي، وَموسى بْن هارون، وَعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن مُحَمَّد بن عفير، وأبو القاسم البغوي، وأبو الليث الفرائضي، وأخوه أَحْمَد بن القاسم ويحيى بن صاعد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ الإسماعيلي أخبركم عبد الله بن نَاجِيَةَ.
وَحَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أبو همام، حدثني عبد الله بن وهب، أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالأَنْهَارُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرَ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّوَاضِحِ نِصْفَ الْعُشْرِ.
قال الْبَرْقَانِيّ: قال لي أبو بكر الإسماعيلي: بهذا الحديث تكلم أَحْمَد بن حنبل في أبي همام لما رواه عن ابن وهب. قلت له: لأي معنى؟ قال: أنه قال: هذا الحديث لم يروه عن ابن وهب إلا الكبار.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ جعفر الشاهد- وأنا أسمع- قال: قال أَبُو الليث الفرائضي: قال لي إبراهيم الوكيعي عن أبيه: إن أبا همام ليس من الكوفة، وإنما هو شامي نزل الكوفة.
قلت: ولا أعرف وجه هذا الكلام، لأن أبا بدر والد أبي همام كوفي وأما أَبُو همام فقد كان رحل إلى الشام وعاد، فنزل بغداد واستوطنها إلى حين وفاته.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
سمعت سريج بن يونس يقول: بما فعل ابن أبي بدر- كانوا يضعفونه- في الجراح أبي وكيع. وقال الأبار: سمعت يحيى بن أيوب ذكره فقال: كتبنا عن أبي البدر عن ابنه أبي همام منذ ثلاثين سنة، فربما أردت أن أسأله عنه فأقول أَبُو البدر ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي.
__________
- 6858. والعبر 1/441. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 137. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9374. وتاريخ الإسلام، الورقة 206 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 418. وتهذيب التهذيب 11/135. والتقريب، الترجمة 7428. وشذرات الذهب 2/104.(13/449)
وأخبرني الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عثمان بن جعفر- زاد عبيد الله: الكوفي الشيخ الصالح. ثم اتفقا- قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل سئل عَنْ أبي همام فقال: اكتبوا عنه.
حَدَّثَنِي الخلّال، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حدّثنا نصر بن القاسم، حدّثنا ابن الغلابي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات.
قال ابن الغلابي: وما سمعته يقول فيه سوءا قط، وكان يقول: ليس له بخت.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ عن مُحَمَّد بن العباس قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن أبي همام بن أبي بدر فقال: لا بأس به، ليس هو ممن يكذب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت يحيى ابن معين- وسأله رجل- فسمعته يقول: ليس به بأس. فقلت للرجل: عمن سألته؟
فقال: عن أبي همام.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنَا أبي قال: وجدت في كتاب جدي أحمد ابن شاهين، حَدَّثَنِي أَبُو علي المخرمي قال: سألت أبا كريب عن أبي همام فقال: ماله ماله؟ قلت: يحدث عن ابن أبي زائدة، وعن ابن المبارك، وعن يحيى بن حمزة. قال:
فكم عندي عن ابن أبي زائدة؟ قلت: عندك كذا وكذا قال: وعن ابن المبارك؟ قلت له كذا وكذا. فقال لي: أَبُو همام أقدم سماعا مني كان يمر بنا ونحن نلعب بالخشب وعليه صالحية وهو يكتب الحديث، وكان مذهبه مذهب المشايخ، فما جئت إلى محدث قط بالكوفة فقلت له: كتب عنك؟ إلا قال: ما زال يختلف السكوني إلى، وما أخرجوا كتابا إلا فيه: فرغ أَبُو همام، ويوقفني على علامته قال: وأما يحيى بن حمزة فخرجت أريد إفريقية، وكان أَبُو همام قد خرج إلى الشام، فجئت إلى دمشق فسألت عنه فقالوا: قد كان هاهنا مقيما وسمع من يحيى بن حمزة وقد خرج. ورأيت يحيى ابن حمزة وعليه سواد القضاء فلم أسمع منه. قلت: فابن وهب؟ قال: أما حديث ابن وهب فإنه خرج من عندنا إلى مصر وغاب عنا حتى نسيناه، ثم قدم علينا من مصر، وجعل يذكر من فضائله.(13/450)
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرني علي ابن مُحَمَّد الحبيبي قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن الوليد بن شجاع فقال: تكلموا فيه، سئل عنه يَحْيَى بْن معين فَقَالَ: ليس له بخت مثل أبيه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الوليد بن شجاع بن الوليد، بغدادي لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمِيّ قَالَ: مات أَبُو همام الوليد بن شجاع، ببَغْدَاد سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البَغَوِيّ: مات الوليد بن شجاع ببَغْدَاد سنة ثلاث وأربعين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قَالَ: ومات أَبُو همام سنة ثلاث وأربعين، وسلم من المحنة. قَالَ غيره: مات في شهر ربيع الأَوَّل.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ- إملاء- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله- هُوَ المُعَدَّل الأصبهانيّ- حَدَّثَنَا السَّرَّاج- يعني أَبَا العَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثَّقَفِيّ- قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ- ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو- يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى مستملي أَبِي همام يَقُولُ: رَأَيْت أَبَا همام في المنام عَلَى رأسه قناديل معلقة، فَقُلْتُ: يا أَبَا همام، بماذا نلت هذه القناديل؟ قَالَ: هَذَا بحديث الحوض، وَهَذَا بحديث الشفاعة، وَهَذَا بحديث كذا، وَهَذَا بحديث كذا.
7321- الوليد بن عُبَيْد، أَبُو عبادة الطائي البُحْتُريّ [1] :
من أهل منبج، بها وُلِدَ ونشأ وتأدب، وخرج منها إلى العراق فمدح جعفرا المتوكل عَلَى الله وخلقا من الأكابر والرؤساء، وأقام ببَغْدَاد دهرا طويلا، ثُمَّ عاد إلى
__________
[1] 7321- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/392- 397.(13/451)
بلده فمات به. وقد رَوَى عَنْهُ أشياء من شعره مُحَمَّد بن يزيد المبرد، وَمُحَمَّد بن خلف بن المَرْزُبان، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد الحكيمي، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّولِيّ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدّقّاق، أخبرنا أبو عبيد الله محمّد ابن عمران بن موسى المرزباني، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: أملى عَليّ أَبُو الغوث يَحْيَى بن البُحْتُريّ نسب أَبِيهِ- بالرقة سنة إحدى وتسعين ومائتين- فَقَالَ: هُوَ الوليد ابن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملان بن جَابِر بن سلمة بن مُسْهِر بن الحارث بن خيثم بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحير بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل ابن عمرو بن الغوث بن جلهمة- وهو طيئ- بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب بْن يعرب ابن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
وَقَالَ المَرْزُباني: وجدت بخط أَبِي الحَسَن أَحْمَد بن يَحْيَى المنجم قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الغوث قَالَ: وُلِدَ أَبِي سنة مائتين.
قَالَ المَرْزُباني: وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الناجم: وُلِدَ البُحْتُريّ سنة ست ومائتين، حَدَّثَنِيه عن المظفر بن يحيى.
أَخْبَرَنِي عَليّ بن أيوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب، أخبرني محمّد ابن يحيى الصولي، حَدَّثَنِي يَحْيَى بن البُحْتُريّ قَالَ: كَانَ أَبِي يكنى أَبَا الحَسَن، وأبا عبادة، فأشير عَلَيْهِ في أيام المتوكل أن يقتصر عَلَى أَبِي عبادة فَإِنَّهُ أشهر.
قَالَ مُحَمَّد بن عمران: وَرُوِيَ أَنَّ كنيته الأولى أَبُو الحَسَن، وَأَنَّ المتوكل كناه أَبَا عبادة. وَهُوَ شامي من أهل منبج من أعمال جند قنسرين. وبها مولده ومنشؤه ووفاته.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَرَج مُحَمَّد بن جَعْفَر الصالحي، حَدَّثَنِي صالح بن الأصبغ التَّنُوخِيّ المنبجي قَالَ: رأيت البحتريّ هاهنا عندنا قبل أن يخرج إلى العراق يجتاز بنا في الجامع من هَذَا الباب إلى هَذَا الباب- وأومأ إلى جنبتي المسجد، يمدح أصحاب البصل والباذنجان، وينشد الشعر في ذهابه ومجيئه، ثُمَّ كَانَ منه ما كَانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن محمّد بن المظفر، أخبرنا أَبُو عبيد اللَّه المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي الصُّولِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّد عَبْد الله بن الحُسَيْن بن سَعْد القُطْرُبُلِّيّ يَقُولُ(13/452)
للبحتري. وقد اجتمعا في دار عَبْد الله- يعني ابن المعتز- بالخلد وعنده أَبُو العَبَّاس مُحَمَّد بن يزيد المبرد، وَذَلِكَ في سنة ستٍّ وسبعين ومائتين، وقد أنشد البُحْتُريّ شعرا في معنى قد قَالَ في مثله أَبُو تمام. فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أشعر في هَذَا من أَبِي تمام، فَقَالَ: كلا والله، ذاك الرئيس الأستاذ، والله ما أكلت الخبز إِلا بِهِ. فَقَالَ لَهُ المبرد: يا أَبَا الحَسَن تأبَى إِلا شرفا من جميع جوانبك.
وَأَخْبَرَنَا ابن المظفر، أخبرنا المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حَدَّثَنِي الحُسَيْن بن عَليّ الكاتب قَالَ: قَالَ لي البحتريّ: أنشدت أبا تمام يوما شيئا من شعري، فأنشد بيت أوس بن حجر:
إذا مقرم مناذرا حد نابه ... تخبط فينا ناب آخر مقرم
فقال: نعيت إلى نفسي. فقلت: أعيذك بالله من هذا. فقال إن عمري ليس بطويل وقد نشأ مثلك لطيئ، أما علمت أن خالد بن صفوان المنقري رأى شبيب بن شبة- وهو من رهطه- يتكلم، فقال: يا بني، نعي نفسي إلى إحسانك في كلامك، لأنا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله. قال: فمات أَبُو تمام بعد سنة من قوله هذا.
وقال مُحَمَّد بن يحيى: حدثني أبو الغوث. وقَالَ قَالَ أَبِي: أنشدت أَبَا تمام شعرا لي في بعض بني حُمَيْد، وصلت بِهِ إلى مال لَهُ خطر. فَقَالَ لي: أحسنت، أَنْتَ أمير الشعر بعدي، فَكَانَ قوله هَذَا أحب إليَّ من جميع ما حويته.
أَخْبَرَنَا ابن المظفر، أخبرنا المرزباني، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن العَبَّاس قَالَ: أنشد رجل أَبَا العَبَّاس ثعلبا قول البُحْتُريّ:
وَإِذَا دجت أقلامه ثُمَّ انتحت ... برقت مصابيح الدجى في كتبه
باللفظ يقرب فهمه في بعده ... منا ويبعد نيله في قربه
حكم سحابتها خلال بنانه ... هطالة وقليبها في قلبه
كالروض مؤتلقا بحمرة نوره ... وبياض زهرته وخضرة عشبه
وكأنها- والسمع معقود بها- ... شخص الحبيب بدا لعين محبه
فَقَالَ أَبُو العَبَّاس: لو سَمِعَ الأوائل هَذَا الشعر ما فضلوا عَلَيْهِ شعرا.
أَخْبَرَنِي أَبُو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي الكوفيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الصُّولِيّ عن ابن البُحْتُريّ يقال: دخل أَبِي عَلَى بعض(13/453)
العمال- قد ذكره- في حبس المتوكل بسر من رَأَى، يطالب بما لا يقدر عَلَيْهِ من الأموال. فأنشأ يَقُولُ:
جعلت فداك الدهر ليس بمنفك ... من الحادث المشكو، والنازل المشكي
وما هذه الأيام إلا منازل ... فمن منزل رحب، ومن منزل ضنك
وقد هذبتك الحادثات، وإنما ... صفا الذهب الإبريز قبلك بالسبك
أما في نبي الله يوسف أسوة ... لمثلك مسجونا على الزور والإفك؟
أقام جميل الصبر في السجن برهة ... فأسلمه الصبر الجميل إلى الملك
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال:
أنشدنا الحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي قَالَ: أنشدنا أَبُو عبادة البُحْتُريّ:
إذا المرء لم يرض ما أمكنه ... ولم يأت من أمره أزينه
وأعجب بالعجب فاقتاده ... وتاه به التيه فاستحسنه
فدعه، فقد ساء تدبيره ... سيضحك يوما، ويبكي سنه
أخبرني علي بن أيّوب، أخبرنا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب، أَخْبَرَنِي الصولي قال:
قرئ على البحتري لنفسه- وأنا أسمع-:
خليلي أبلاني هوى متلون ... له شيمة تأبَى، وأخرى تطاوع
فلا تحسبا أني نزعت، ولم أكن ... لانزع من إلف إليه أنازع
وإن شفاء النفس- لو تستطيعه- ... حبيب مؤات، أو شباب مراجع
حَدَّثَنَا محمّد بن علي بن السماك، أَخْبَرَنَا العباس بن أَحْمَد بن أبي نواس الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو علي الطوماري قال: حَدَّثَنِي أَبُو العباس بن طومار قال: كنت أنادم المتوكل فكنت عنده يوما، ومعنا البحتري، وكان بين يديه غلام حسن الوجه يقال له راح، فقال المتوكل للفتح: يا فتح إن البحتري يعشق راحا، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فقال له الفتح: يا أمير المؤمنين أرى البحتري في شغل عنه، فقال: ذاك دليلي عليه، ثم قال المتوكل: يا راح خذ رطل بلور فاملأه شرابا وادفعه إليه، ففعل. فلما دفعه إليه بهت البحتري ينظر إليه، فقال المتوكل للفتح: كيف ترى؟
ثم قال: يا بحتري قل في راح بيت شعر، ولا تصرح باسمه، فقال:
حار بالود فتى أم ... سى رهينا بك مدنف
اسم من أهواه في شع ... ري مقلوب مصحف
أخبرني علي بن أبي علي البصريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران الكاتب أن أَبَا بكر(13/454)
الجُرْجَانِيّ أخبره عن مُحَمَّد بن يزيد النَّحْوِيّ قَالَ: كتبنا إلى البُحْتُريّ أن يجيئنا بعقب مطر، فكتب إلينا:
إن التزاور فيما بيننا خطر ... والأرض من وطأة البرذون تنخسف
إِذَا اجتمعنا عَلَى يوم الشتاء، فلي ... هم بما أَنَا لاق حين أنصرف
أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: أنشدنا عَبْد الرَّحْمَن بن وليدويه قال: أنشدني أبي يهجو البحتري:
قل لمن جاءنا بنسبة زور ... يدعي أنه لبحتر طي
يتنازى كأنه عربي ... فإذا ما امتحنت ليس بشي
قد تعدى وجاء أمرا فريا ... كيف ينساغ ذا له يا أخي؟
إن يجوز الذي ادعيت فإني ... قائل في غد أبي من لؤي
أَخْبَرَنِي التَّنُوخِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ أَنَّ الصُّولِيّ أخبره قَالَ: رُوِيَ عن أَبِي الغوث: أن أَبَاه مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأخبرني التنوخي، أَخْبَرَنَا المَرْزُباني أن مُحَمَّد بن يَحْيَى أخبره قَالَ: مات البُحْتُريّ بمنبج- وَقِيلَ بحلب- في أَوَّل سنة خمس وثمانين ومائتين- وَقِيلَ في آخر سنة أربع وثمانين ومائتين- ومولده سنة ستٍّ ومائتين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْرٍ عَن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، فِيهَا مَاتَ أَبُو عبادة البُحْتُريّ الشَّاعِر بالشام، وبلغ ثمانين سنة، قيل مولده سنة ستٍّ ومائتين.
7322- الوليد بن بَكْر بن مَخْلَد بن أَبِي زياد، أَبُو العَبَّاس العمري:
من أهل الأنْدَلُس سافر الكثير في بلاد الشَّام، والعراق، والجبال، وَخُرَاسَان، وما وراء النَّهْر وعاد إلى بَغْدَاد. فَحَدَّثَ بِهَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْهَاشِمِيِّ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ، وَكَانَ ثِقَةً أَمِينًا. أَكْثَرَ السَّمَاعَ وَالْكِتَابَ فِي بَلَدِهِ، وَفِي الْغُرْبَةِ، وحَدَّثَنَا عَنْهُ حَمْزَةُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ، وَمحمد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَكْبَرُ، وَالْعَتِيقِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِم التنوخي، وَغَيْرُهُمْ.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو العلاء الوَاسِطِيّ قَالَ: تُوُفِّي الوليد بن بَكْر الأنْدَلُسِيّ بالدينور، في رجب من سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.(13/455)
ذكر من اسمه وهب
7323- وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطّلب ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أَبُو البختري القرشي المديني [1] :
حدث عن عبيد اللَّه بْن عُمَر العمري، وَهشام بْن عروة، وجعفر بن مُحَمَّد بن علي، وابن جريج. روى عنه رجاء بن سهل الصنعاني، والقاسم بن سعيد بن المسيّب ابن شريك، وغيرهما وكان قد انتقل عن المدينة إلى بغداد فسكنها، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله، فولاه مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعد بكار بن عبد الله، وجعل إليه صلاتها، وقضاءها، وحربها. وكان جوادا سخيا، ثم عزل عن المدينة، فقدم بغداد وأقام بها حتى مات.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنَا مصعب بن عبد الله قال: أَبُو البختري اسمه وهب بن وهب، وهو قاضي الرشيد، وأم أبي البختري عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، وأمها بنت عقيل بن أبي طالب.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد سهل بن أَحْمَد بن عبد الله ابن سهل الديباجي، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر، حدّثنا الزّبير- يعني ابن بكّار- حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نافع قال: دخل شاعر على أبي البختري وهب بن وهب، فأنشده:
إذا افتر وهب خلته برق عارض ... تبعق في الأرضين أسعده السكب
وما ضر وهبا ذم من خالف الملا ... كما لا يضر البدر ينبحه الكلب
لكل أناس من أبيهم ذخيرة ... وذخر بني فهر عقيد الندي وهب
قال: فاستهل أَبُو البختري ضاحكا وسر سرورا شديدا، ثم دعا عونا له، فأسر إليه شيئا، فأتاه بصرة فيها خمسمائة دينار، فدفعها إليه. وقال عثمان بن نهيك: كان أَبُو البختري إذا أعطى عطاء قليلا أو كثيرا أتبعه عذرا إلى صاحبه، وكان يتهلل عند طلب الحاجة إليه، حتى لو رآه من لا يعرفه لقال: هذا الذي قضيت حاجته.
__________
[1] 7323- انظر: ميزان الاعتدال 4/9434. والمنتظم، لابن الجوزي 10/89.(13/456)
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: كان أبو البختريّ وهب ابن وهب جوادا، سمحا كريما. أنشدني مُحَمَّد بن العباس اليزيدي، وَمُحَمَّد بن السّريّ، للعطوي:
فهلا فعلت- هداك الملي ... ك- فينا كفعل أبي البختري؟
تتبع إخوانه في البلا ... د فأغنى المقل عن المكثر
قال اليزيدي عن عُمَر بن شبة عن أبي يحيى الزهري قال: فبعث إليه مالا.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قال أَبُو البختري: لأن أكون في قوم أعلم مني، أحب إلي من أن أكون في قوم أنا أعلم منهم، لأني إن كنت أعلمهم لم أستفد، وإن كنت مع من هم أعلم مني استفدت.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيب الطبري وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ- قَالَ الطبري حَدَّثَنَا وقال الآخر أخبرنا- المعافى بن زكريا، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا وكيع، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن مسعود الزرقي، حدّثنا عمر بن عثمان، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد العقيلي- وكان من ظرفاء الناس وشعرائهم- قال: لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قباء أسود ومنطقة. فقال أَبُو البختري.
حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد عن أبيه قال: نزل جبريل على النبي صَلَّى الله عليه وسلم وعليه قباء ومنطقة مخنجرا فيها بخنجر، فقال المعافى التيمي:
ويل وعول لأبي البختريّ ... إذا ثوى الناس في المحشر
من قوله الزور وإعلانه ... بالكذب في الناس على جعفر
والله ما جالسه ساعة ... للفقه في بدو ولا محضر
ولا رآه الناس في دهره ... يمر بين القبر والمنبر
يا قاتل الله ابن وهب، لقد ... أعلن بالزور وبالمنكر
يزعم أن المصطفى أحمدا ... أتاه جبريل التقي السّريّ
عليه خف وقبا أسود ... مخنجرا في الحقو بالخنجر
أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدثني عمر بن الحسن الأشناني، حَدَّثَنَا جعفر الطيالسي عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبي البختري، فإذا هو يحدث بهذا الحديث عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جابر، فقال(13/457)
له: كذبت يا عدو الله عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فأخذني الشرط، قال: فقلت لهم هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه قباء. قال: فقالوا لي: هذا والله قاض كذاب، وأفرجوا عني.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن، حدّثنا الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حَرْمَلَةَ- وَكَانَ مَعَ هَارُونَ بِالرَّيِّ- قَالَ هَارُونُ لأَبِي الْبَخْتَرِيِّ: أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: إِذَا رُؤِيَ الْهِلالُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَهُوَ لليلته الماضية، وإذا رؤى بَعْدَ الزَّوَالِ فَهُوَ لِلْمُسْتَقْبِلَةِ؟ فَقَالَ لا، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ حَدَّثْتَنَا بِهِ فِي الْبُسْتَانِ، فَقَالَ: صَدَقْتَ.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ- وَهُوَ قَاضٍ- وَهَارُونُ إذا ذَاكَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ، فَقَالَ: هَلْ تَحْفَظُ فِي هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ:
حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ. فَقَالَ:
اخْرُجْ عَنِّي، لَوْلا أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَعَزَلْتُهُ.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، حدّثنا عبد الله بن علي ابن عبد الله المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ رَوَى عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَقْطَعُونَ النَّبَّاشَ.
وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: هَلْ سَمِعْتَ فِي النَّبَّاشِ شَيْئًا؟ قَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ شَيْئًا، وحَدَّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ له مشط عليه جلاجل فِضَّةٍ، وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْتَقْرِضُ مِنْ جَارَتِي الْخَمِيرَةَ. قَالَ أَبِي:
هُوَ كَذَّابٌ.
أخبرنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدُّورِيَّ يَقُول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ- وَذَكَرَ أبا البختريّ- فقال: كذاب خبيث. كان يُحَدِّثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، وعَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذٍ، وعَنْ جَعْفَرِ بْنِ(13/458)
مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخمير تقترض؟ قال: «لا بَأْسَ بِهِ» .
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أبو البختريّ صبي يَضَعُ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو البختري كان يأخذ فلسا فيتذكر عامة الليل يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بن منصور قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي البَخْتَرِيّ الْقَاضِي فَقَالَ: كَانَ يكذب عَلَى الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخبرنا البرقاني، حدثني أبو عمر بن حيويه، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: أَبُو البَخْتَرِيّ- يعني القُرَشِيّ- كذاب- عدو الله خبيث.
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ:
أَبُو البَخْتَرِيّ ضعيف.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد ابن زهير قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لو اجترأت أن أقول لأحد إنه يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقلت أَبُو البَخْتَرِيّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أحمد حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا علي ابن ميمون العطّار، حَدَّثَنَا أَبُو خليد قَالَ: قَالَ مالك بن أنس: ما بال أقوام إِذَا خرجوا من المدينة يقولون حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد، وحَدَّثَنَا هشام بن عُرْوَة، فَإِذَا قدموا انجحروا في البيوت؟ يريد بذلك أَبَا البَخْتَرِيّ.(13/459)
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: وجدت في كتاب جدي عن ابن رشدين قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن سليمان قال: سمعت أبا بكر بن عياش- وذكر أبا البختري الْقَاضِي- فقال: لم يكن صاحب حديث، كان كذابا. قال يحيى: وقد رأيته شيخا كبيرا، رجلا من قريش أبيض الرأس واللحية.
وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنَا حسين ابن إدريس قَالَ: سمعت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يقول: وهب بن وهب- يعني القرشي- ذاك دجال، أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْمُعَافَى الْبَزَّازُ قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قيل لأحمد بن حنبل: تعلم أحدا روى «لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو جناح» ؟
فقال: ما روى هذا إلا ذاك الكذاب أبو البختريّ.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر بن حيويه- على شك دخلني فيه- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم الخاقاني قال: سمعت إبراهيم الحربي، غير مرة يقول: ما سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول في رجل كذاب، إلا في أبي البختري- يعني الْقَاضِي-.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم ابن يَعْقُوب الجوزجاني قال: أَبُو البختري وهب بن وهب كان يكذب، ويتجسر، فسقط ومال.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بْن عبدان- وَأنا أسمع- قَالَ: سمعت مُسْلِم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب الْقَاضِي القُرَشِيّ متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد يَقُولُ: كذابو المدينة محمّد بن الحسن ابن زبالة، ووهب بن وَهْب أَبُو البَخْتَرِيّ، بلغني أَنَّهُ كَانَ يضع الحديث بالليل في السّراج.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد قَالَ: حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَهْب بن وَهْب أَبُو البختريّ متروك الحديث.(13/460)
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب، كَانَ كذابا، لَمَّا بلغ عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي موته. قَالَ الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.
قُلْتُ: هَذَا القول وهم، لأن عبد الرحمن بن مهدي مات في سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات أبو البختري بعده في سنة مائتين، وقيل في سنة تسع وتسعين ومائة.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: قِيلَ مات أَبُو البَخْتَرِيّ الْقَاضِي ببَغْدَاد سنة تسع وتسعين ومائة، وَقِيلَ مات في سنة مائتين.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الحارث بْن مُحَمَّد بْن أَبِي أُسَامَة، حَدَّثَنَا محمد بن سعد.
وأَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حدثني أبو حسان الزيادي قَالا: سنة مائتين فيها مات أَبُو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب. قَالَ ابن سَعْد: الزمعي، وَقَالَ أَبُو حسان: الْقَاضِي القُرَشِيّ. وقالا جميعا: ببغداد.
أخبرنا ابن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمرو بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قَالَ: مات أَبُو البَخْتَرِيّ الْقَاضِي سنة مائتين.
7324- وهب بن بقية، أَبُو مُحَمَّد الواسطي المعروف بوهبان [1] :
سمع حَمَّاد بْن زَيْد، وخالد بْن عَبْد اللَّه، وهشام بن بشير، وجعفر بن سليمان، ونوح بن قيس. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، ومسلم بن الحجّاج
__________
[1] 7324- انظر: تهذيب الكمال 6750 (31/115) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/269. وسؤالات ابن طالوت، الورقة 2. وعلل أحمد 2/9، 279، 280. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 3582. والصغير 2/371. وتاريخ واسط لبحشل (انظر الفهرس) . والجرح والتعديل 9/الترجمة 126. وثقات ابن حبان 9/229. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 186.
وموضح أوهام الجمع 2/442. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 95. والجمع لابن القيسراني 2/542. والمعجم المشتمل، الترجمة 1095. وسير أعلام النبلاء 11/462. والعبر 1/431.
والكاشف 3/الترجمة 6204. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 142. ونهاية السول، الورقة 421. وتهذيب التهذيب 11/159. والتقريب، الترجمة. وشذرات الذهب 2/92.(13/461)
النيسابوري، وحنبل بن إسحاق، وأبو داود السجستاني، وَمُحَمَّد بن عبدوس بن كامل، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وَمُحَمَّد بن بشر بن مطر، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وعلي بْن إسحاق بن زاطيا، وأبو القاسم البغوي، وكان ثقة. قدم بَغْدَاد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن اللّيث الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن أسلم بن سهل قال: أَبُو مُحَمَّد وهب بن بقية بن عثمان بن شابور ابن عبيد بن آدم بن زياد، رضيع قيس بن سعد بن عبادة. قال أسلم: أَخْبَرَنِي بذلك زكريا بن يحيى زحمويه.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أبي نصر النّرسيّ، أخبرنا علي بن عمر السّكّري، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا وهب بن بقية الواسطي قال: سمعت حماد بن زيد يقول: لقنت سلمة بن علقمة حديثا فحَدَّثَنِي. ثم رجع عنه وقال: إذا سرك أن تكذب صاحبك فلقنه. بلغني أن وهب بن بقية لم يكن عنده عن حماد بن زيد سوى هذه الحكاية.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن اللّيث، حدّثنا أسلم ابن سهل قال: ولد وهب في سنة خمس وخمسين ومائة، ومات فِي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها مات وهب بن بقية الواسطي.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات وهب بن بقية في ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل الْقَاضِي قال: توفي أَبُو مُحَمَّد وهب بن بقية سنة تسع وثلاثين ومائتين، وقيل: ولد في سنة خمس وخمسين ومائة، وكان يخضب بالحناء، ومات بواسط، وكان قدم إلى بغداد فحمل عنه شيوخنا.(13/462)
7325- وهب بن حفص بن عمرو، أَبُو الوليد البجلي الحراني [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن عثمان بن عَبْد الرَّحْمَن الطرائفي، وأبي قتادة عبد الله ابن واقد، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي، وَمُحَمَّد بن يوسف الفريابي، وعثمان بن صالح السهمي. روى عنه أَبُو شعيب صالح بن عمران الدعاء، وعبد الله بن محمّد ابن ياسين، والقاضي المحاملي، وغيرهم.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَرَّانِيُّ وَهْبُ بْنُ حَفْصٍ، حدّثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا يُدْعَى بِاسْمِهِ إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى بِأَبِي مُحَمَّدٍ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا وَهُمْ جرد مرد إلا ما كان من مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ، فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ» [2] .
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ قَالَ: وَهْب بن حفص الحَرَّانيّ كَانَ ضعيفا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الآبَنُوسِيُّ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَر الحَافِظ: وَهْب بن حفص أَبُو الوليد الحَرَّانيّ يضع الحديث.
وفيما ذكر لنا مُحَمَّد بن علي الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدّثنا أبو الفتح بن مسرور، حدّثنا أبو سعيد بن نفيس قَالَ: تُوُفِّي وَهْب بن حفص الحَرَّانيّ بعد الخمسين ومائتين بيسير.
7326- وهب بن داود بن سليمان، أبو القاسم المخرمي [3] :
حدث عن إِسْمَاعِيل بن عُلَيَّةَ. روى عنه مُحَمَّد بن جعفر المطيري، وكان ضريرا ولم يكن ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، حدّثنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الضَّرِيرُ، حدّثنا إسماعيل
__________
[1] 7325- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9425.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات 3/257. واللآلئ المصنوعة 2/242. وتذكرة الموضوعات 226. والدر المنثور 1/62.
[3] 7326- انظر: ميزان الاعتدال 4/351.(13/463)
ابن إبراهيم، حَدَّثَنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فَقَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَمَانِينَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ ثَمَانِينَ عَامًا» فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ونبيك ورسولك النبي الأمي، وتعقد واحدا» [1] .
7327- وهب بن بّيّان، الدير الديرعاقولي:
سمع سري بن مغلس السقطي. روى عنه إِسْمَاعِيل بن ميمون، شيخ لأحمد بن نصر الذارع.
7328- وهب بن حميل بن الفضل، الآرينجي:
قَدِمَ بَغْدَادَ حَاجًّا وَحَدَّثَ بِهَا عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَلْخِيِّ. رَوَى عنه أبو الحسن بن الْجُنْدِيِّ.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن عمر الغزال، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثني وهب بن حميل بن الفضل الآرينجي- قدم حاجّا سنة عشرين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البلخيّ، حدّثنا بحير بن النّضر، حدّثنا عيسى بن يونس غنجار، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ رَقَبَةَ عَنْ يُونُسَ بن حباب عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ- وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِ عُمَرَ، وَهُوَ طَعِينٌ-: هَذَا أَحَبُّ الأُمَّةِ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ.
7329- وهب بن عَبْد الرَّحْمَن بن العباس بن علي، أَبُو داود الجوهري:
روى أَبُو القاسم بن الثلاج عنه عن علي بن حرب الطائي، وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة في جامع المدينة.
ذكر من اسمه الوضاح
7330- الوضاح، أَبُو عوانة، مولى يزيد بن عطاء الواسطي [2] :
كان من سبي جرجان ورأى الحسن البصريّ، ومحمّد بن سيرين، وسمع من
__________
[1] انظر الحديث في: الأحاديث الضعيفة 215.
[2] 7330- انظر: تهذيب الكمال 6688 (30/441- 442) . والمنتظم، لابن الجوزي 13/28. وطبقات ابن سعد 7/287. وتاريخ الدوري 2/629. وتاريخ الدارمي، رقم 37، 39، 40، 52، -(13/464)
مُحَمَّد بن المنكدر حديثا واحدا، وروى عن سعد بن إبراهيم، وعمرو بن دينار، وقتادة، وأيوب، وبيان بن بشر، ومنصور بن المعتمر، ومغيرة بن مقسم، والحكم بن عتيبة، وسماك بن حرب، ومعاوية بن قرة، وزياد بن علاقة، وسليمان الأعمش. روى عنه شعبة، وإسماعيل بن علية، ويزيد بن زريع، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، ووكيع، وعفان، وأبو نعيم، وأبو الوليد، ومحمّد بن عيسى بن الطباع، ومحمّد بن خداش، ويحيى بن معين، في آخرين. وقدم بغداد وحدث بها.
كذلك حدثت عن علي بن عُمَر الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْخَلالُ، حدّثنا الهيثم بن سهل أبو بشر، حدّثنا أبو عوانة الوضاح- ببغداد- حَدَّثَنَا بيان عن قيس عن أبي بكر الصديق أنه دخل على امرأة أحمسية، فرآها لا تكلم، يقال لها زينب فقال: «ما لها لا تكلم؟» قالوا حجت مصمتة، وذكر الحديث.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن اللّيث الواسطيّ، حدّثنا أسلم بن سهل، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبان قال: سمعت أبي يقول:
اشترى عطاء بن يزيد، أبا عوانة ليكون مع ابنه يزيد، وكان لأبي عوانة صديق قاص، وكان أَبُو عوانة يحسن إليه، فقال القاص: ما أدري أي شيء أكافئه؟ فكان بعد ذلك لا يجلس مجلسا إلا قال لمن حضره: ادعوا الله لعطاء البزاز، فإنه قد اعتق أبا عوانة، فكان قل مجلس إلا ذهب إلى عطاء من يشكره. فلما كثر عليه ذاك أعتقه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
__________
- 667. وابن محرز، الترجمة 577، 585. وابن طهمان 110، 404. وتاريخ خليفة 314، 337. وعلل ابن المديني 38، 68، 74. وسؤالات ابن أبي شيبة 76. ومسند أحمد 2/283.
والعلل (انظر الفهرس) . وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2628. وتاريخه الصغير 2/210- 212. والكنى لمسلم، الورقة 86. وثقات العجلي، الورقة 56. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) . وسؤالات الآجري 4/الورقة 2، 5/الورقة 12. والكنى للدولابي 2/47. والجرح والتعديل 9/الترجمة 173. وثقات ابن حبان 7/562. وسنن الدارقطني 1/164. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1508. ورجال صحيح مسلم، الورقة 188. والسابق واللاحق 353.
والتعديل والتجريح 3/1200. والجمع لابن القيسراني 2/545. وسير أعلام النبلاء 8/217.
والكاشف 3/الترجمة 6152. وتذكرة الحفاظ 1/236. والعبر 1/269، 271. والمغني 2/الترجمة 6838. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 130. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9350.
وتاريخ الإسلام، الورقة 29 (آيا صوفيا 3006) . وشرح علل الترمذي 110. ونهاية السول، الورقة 416. وتهذيب التهذيب 11/116. والتقريب، الترجمة 7407. وشذرات الذهب 1/287.(13/465)
ابن أحمد الصّفّار الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سمعت يحيى ابن معين يَقُولُ: كَانَ أَبُو عَوَانَة يقرأ ولا يكتب.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو عوانة أميا يستعين بإنسان يكتب لَهُ، وَكَانَ يقرأ الحديث.
حدّثنا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزاز قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن نوح يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يَقُولُ: قَالَ ابن الشاذكوني ليحيى بن سَعِيد القَطَّان: في حديث أَبِي عَوَانَة عن منصور عن إبراهيم في المرأة الموسرة تريد أن تحج فيمنعها زوجها؟ قَالَ: تحج مَعَ ذي محرم من أهلها، لا تطيعه. فَقِيلَ لَهُ إن هَذَا لم يوجد في كتابه فَقَالَ يَحْيَى: إن أَبَا عَوَانَة كَانَ مأمونا.
أجاز لنا أَبُو عُمَر بن مهدي- وَحَدَّثَنِيه الحسن بْن علي بْن عَبْد اللَّه المقرئ عنه- قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ مسددا يَقُولُ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بن سَعِيد يَقُولُ: ما كَانَ أشبه حديث أَبِي عَوَانَة بحديث شُعْبَة وسفيان.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا أحمد بن الخليل، حَدَّثَنَا مَسْعُود بن خلف قَالَ: قَالَ الحجاج بن محمّد: حثني شعبة على المبارك بن فضالة، وعلى أبو عَوَانَة، وَقَالَ لي: الزم أَبَا عَوَانَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ العبدي- بجرجان-، أخبرنا الحسن بن سفيان، حَدَّثَنِي عَبْد العزيز- يعني ابن منيب- قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بن عيسى يَقُولُ: ما رَأَيْت أَبَا عَوَانَة يضحك. قَالَ: وترك ابن علية الضحك قبل موته بتسع سنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن غالب، حدثني الحسن الحلواني.
وأخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا الحَسَن بْن عَليّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّان قَالَ: قَالَ شعبة- وفي حديث أَبِي سَهْل قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَة يَقُولُ- إن حدثكم أَبُو عَوَانَة عن أَبِي هُرَيْرَة فصدقوه.(13/466)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا أبو سهل بن زياد، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قال:
سمعت قاسما المَدينِي يسأل يَحْيَى بن معين عَلَى باب عفّان قال: من لأهل البصرة مثل سفيان؟ قَالَ: شعبة، قَالَ: من لهم مثل زائدة؟ قَالَ: أَبُو عَوَانَة، قَالَ من لهم مثل زهير؟ قَالَ: وهيب.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ أحمد بن جعفر بن سلم حدثكم أحمد ابن بشر بن أيوب الطَّيَالِسِيّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين- وسأله رجل: أيما أثبت زائدة، أَوْ أَبُو عَوَانَة؟ - قَالَ: كلاهما ثبت صدوقين، فأعاد عَلَيْهِ. فأعاد مثل هَذَا، ثُمَّ رأيته كأنه قد مال إلى أبي عوانة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا الأبار، حَدَّثَنَا عرفة بْن الهَيْثَم قَالَ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين وأبا خَيْثَمَة يسألان عَفَّان عن شُعْبَة، وأبي عَوَانَة؟ فقال: كان شعبة يحذف الأحاديث، وكان أبو عوانة يكتبها بأصولها.
وَقَالَ الأبَّار: حَدَّثَنَا أَبُو قدامة السَّرْخَسِيّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: أَبُو عَوَانَة، وهشام، كسعيد بن أبي عروبة، وهمام، إذا كان الكتاب فكتاب أبي عوانة صحيح، وإذا كان الحفظ فحفظ هشام، وإذا كان الكتاب فكتاب همام، وإذا كان الحفظ فحفظ سعيد.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن حبش المقرئ- بالدينور- حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عَليّ بن زيد البَزَّاز قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن الحُسَيْن المَخْزُومِيّ يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بن سَعِيد القَطَّان: أَبُو عَوَانَة من كتاب، أحب إليَّ من شعبة من حفظه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله أَحْمَد بن عَمْرو بن عُثْمَان المُعَدَّل الوَاسِطِيّ- بواسط- قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن سنان يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: كتاب أَبِي عَوَانَة أحب إلىّ من حفظ هشام، وحفظ هشام أحب إليَّ من حفظ أَبِي عَوَانَة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وذكر زهير بن معاوية، وأبا عَوَانَة- فكأنه ساوى بين أَبِي عَوَانَة وزهير بن معاوية. سمعت يَحْيَى يَقُولُ: إِذَا اختلف أَبُو عَوَانَة وشريك فالقول قول أبي عوانة.(13/467)
أخبرنا التنوخي، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم الحازمي البخاريّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن أَحْمَد بن خلف الأَزْدِيّ الحافظ قال: سمعت محمد بن إسماعيل سئل عن أبي عوانة فَقَالَ: كَانَ صاحب كتاب اسمه وضاح، مولى يزيد بن عطاء.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- وَهُوَ ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل عَنْ جرير الرَّازِيّ، وَأَبِي عَوَانَة أيهما أحب إليك؟ قَالَ: أَبُو عَوَانَة من كتابه. قَالَ الفضل، وسئل: أَبُو عَوَانَة أثبت، أَوْ شريك؟ فَقَالَ: إِذَا حدث أَبُو عَوَانَة من كتابه فَهُوَ أثبت، وَإِذَا حدث من غير كتابه ربما وهم. قَالَ عَفَّان: كَانَ أَبُو عَوَانَة صحيح الكتاب، كثير العجم والنقط، كَانَ ثبتا قال: وأبو عوانة أكثر رواية عن أبي مبشر من شعبة وهشام في جميع الحديث أَبُو عوانة كتابه صحيح، وأخبار يجيء بها، وطول الحديث بطوله، وهشام أحفظ وإنما يختصر الحديث، وأبو عوانة يطوله، ففي جميع حاله أصح حديثا عندنا من هشام، إلا أنه بأخرة كان يقرأ من كتب الناس فيقرأ الخطأ، فأما إذا كان من كتابه فهو ثبت.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: أَبُو عَوَانَة أروى عن مغيرة من جرير.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حَنْبَل بْن إِسْحَاق قَالَ: سَمِعْتُ عَليّ بن عَبْد الله المَدينِي قَالَ: كَانَ أَبُو عَوَانَة في قَتَادَة ضعيفا.
لِأَنَّهُ كَانَ ذهب كتابه، وكان يحفظ في سَعِيد: وقد أغرب فيها أحاديث.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ القطّان، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدثني جدي قال: كان يحيى بن معين يقول:
أثبتهم في مغيرة أبو عوانة، قال: وَهُوَ في قَتَادَة لَيْسَ بذاك.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت عبيد الله بن عَائِشَة العيشي يَقُولُ: قَالَ شُعْبَة لأبي عَوَانَة: كتابك صالح وحفظك لا يسوى شيئا، مَعَ من طلبت الحديث؟ قَالَ: مَعَ منذر الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: منذر صنع بك هَذَا! أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يَقُولُ: أَبُو عَوَانَة الوضاح ثقة.(13/468)
وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: كَانَ أَبُو عَوَانَة عبدا ليزيد بن عطاء، وحديث أَبِي عَوَانَة جائز، وحديث يزيد بن عطاء ضعيف.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا جعفر ابن أبي عثمان قَالَ: سمعت يحيى بن معين يَقُولُ: كَانَ أَبُو عَوَانَة ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: أبو عَوَانَة وضاح بصري ثقة مولى يزيد بن عطاء الوَاسِطِيّ.
أجاز لنا أَبُو عُمَر بن مهدي وَحَدَّثَنِيه الحسن بْن علي بْن عَبْد اللَّه المقرئ عنه- قَالَ:
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنِي جدي قَالَ: وَأَبُو عَوَانَة ثبت صحيح الكتاب وحفظه صالح وَكَانَ أَبُو عَوَانَة سبيا.
وجدت في كتابي عن خَالِد بن خداش مما لم أر عَلَيْهِ إجازة، قَالَ: سألت أَبَا عَوَانَة: ابن من؟ فقال: ابن لا أحد- يعني أَنَّهُ كَانَ ممن سبي.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: أَبُو عَوَانَة صدوق في الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن أحمد الصّفّار، حدّثنا محمّد بن غالب، حَدَّثَنَا أَبُو سلمة. قَالَ: قَالَ لي أَبُو هشام المَخْزُومِيّ: من لم يكتب عن أَبِي عَوَانَة قبل سنة سبعين ومائة فَإِنَّهُ لم يسمع منه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء. قال: قال لي علي بن المدينيّ.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر. قَالا: ومات أَبُو عَوَانَة في سنة خمس وسبعين.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا الأبار، حدّثنا الحسن بن علي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عيسى. قَالَ: ومات أَبُو عوانة سنة ست وسبعين.(13/469)
أخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله أَحْمَد بن حَنْبَل ذكر موت أَبِي عَوَانَة فَقَالَ سنة ستٍّ وسبعين.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سُفْيَان قَالَ: ومات أَبُو عَوَانَة سنة ستٍّ وسبعين ومائة.
7331- الوضاح بن حسّان، الأنباريّ [1] :
حدث عن فضل بن مرزوق، وَشُعْبَة بن الحجاج، وَأَبِي هلال الرّاسبيّ، وإسرائيل ابن يُونُس، ووزير بن عَبْد الله، وَأَبِي الأحوص سلام بن سليم، وَعَمْرو بن شمر، وأبي مريم الأَنْصَارِيّ. رَوَى عَنْهُ عَبْد الله بن أَبِي المودة الأَنْبَارِيّ، وعباس بن أَبِي طَالِب، وعباس الدُّورِيّ، وَمُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، وأبو عوف البزوري، والحسين بن الحسن السليماني، ومحمّد بن الخليل المخرّميّ، ومحمد بن سعد العوفي، وذكر: أن الوضاح هَذَا كَانَ عابدا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن المتوثي، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد بن سعد العوفي، حدّثنا وضاح بن حسّان الأنباريّ، حدّثنا سلام أبو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْتَحِلُ وترا. قال ابن سيرين: كان يكتحل في كل عين [واحدة] [2] وَيَقْسِمُ بَيْنَهُمَا وَاحِدَةً.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ- إملاء- حدّثنا الوضاح بن حسّان الأنباريّ، حَدَّثَنَا وَزِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ الله عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا. فَقَالَ: «هَاكَ هَذَا يَا مُعَاوِيَةُ، حَتَّى تُوَافِينِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ» [3] .
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن حمّاد الواعظ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ العزيز الهاشميّ- إملاء- حدّثنا محمّد بن الخليل المخرّميّ،
__________
[1] 7331- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9347.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات 2/21.(13/470)
حدّثنا وضاح- يعني ابن حسّان- حَدَّثَنَا وَزِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُقَيْلِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا فَقَالَ:
«خُذْ هَذَا السَّهْمَ حَتَّى تَلْقَانِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ» [1] .
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْ عَطَاءٍ غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ ضَعِيفًا.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان قَالَ: وقد رَوَى شيخ كهل مُغَفَّل أنباري يُقَال لَهُ وضاح بن حسان قال: حدثنا وزير بن عَبْد الله، فذكر هذا الحديث.
ذكر من اسمه وكيع
7332- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجة [2] :
هكذا نسبه أبو أحمد الحافظ النيسابوري ولم يزد على هذا. وغيره رفع نسبه إلا أنه لم يذكر جمجة، وقد سقناه عند ذكر الجراح بن مليح. وكنية وكيع: أَبُو سفيان الرؤاسي الكوفي من قيس عيلان. قيل إن أصله من قرية من قرى نيسابور، وقيل بل
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 2/20. واللآلئ المصنوعة 1/219. والفوائد المجموعة 405. وتنزيه الشريعة 2/6.
[2] 7332- انظر: تهذيب الكمال 6695 (30/462- 484) . وطبقات ابن سعد 6/394. وتاريخ الدوري 2/630. والدارمي رقم 49، 91، 92. وابن محرز، الورقة 28. وابن طهمان، رقم 164، 204، 205، 402. وتاريخ خليفة 457، 467. وطبقاته 170. وعلل ابن المديني 40، 69، 77. وعلل أحمد (انظر الفهرس) . وعلل أحمد برواية المروذي رقم 29، 42، 52، 228، 248، 290، 501، 563. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2618. وتاريخه الصغير 2/281. والكنى لمسلم، الورقة 47. وثقات العجلي، الورقة 56. وسؤالات الآجري 3/الترجمة 99، 100، 115، و 5/الورقة 34، 41. والمعارف 507. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) . وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 462- 463 (وانظر الفهرس) . وتاريخ واسط 5119. وتاريخ واسط لبحشل 123، 138، 209، 290. وتاريخ الطبري (انظر الفهرس) .
والجرح والتعديل 9/الترجمة 168. وتقدمة الجرح والتعديل 323- 324. وثقات ابن حبان 7/562. وسنن الدارقطني 1/124. وسؤالات البرقاني للدارقطني 210. والعلل للدارقطني 4/الورقة 18. وحلية الأولياء 8/368. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 187.
والسابق واللاحق 354. والتعديل والتجريح للباجي 3/1195. والجمع لابن القيسراني 2/546. وأنساب السمعاني 6/174. ومعجم البلدان 1/360، 929، و 2/128، 139، 162، 619، 730. والكامل في التاريخ 6/74، 277. وتهذيب الأسماء واللغات 2/144.
وسير أعلام النبلاء 9/140. وتذكرة الحفاظ 1/306. والكاشف 3/الترجمة 6159. والعبر-(13/471)
أصله من السغد. سمع إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، وَهشام بْن عروة، وسليمان الأعمش، وعبد الله بن عون، وابن جريج، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وشعبة.
روى عنه عبد الله بن المبارك، ويحيى بن آدم، وقتيبة بن سعيد، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَعلي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأحمد بن جعفر الوكيعي، وعباس بن غالب الوراق، ويعقوب الدورقي، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله يقول: ولد وكيع سنة تسع وعشرين- يعني ومائة-.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حَدَّثَنَا هارون بن حاتم قال: سأل داود بن يحيى بن يمان وكيعا- وأنا أسمع- فقال: يا أبا سفيان متى ولدت؟ قال:
سنة ثمان وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: قدم وكيع بغداد وكان أبوه على بيت المال.
قلت: وورد بغداد بعد هذه المرة هو وَعَبْد اللَّهِ بْن إِدْرِيس، وحفص بْن غياث، وأراد الرشيد أن يولي أحدهم القضاء، فامتنع عليه وكيع وابن إدريس، وأجابه حفص وقد ذكرنا ذلك في أخبار حفص بن غياث، وورد بغداد مرة أخرى.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حدّثنا أحمد بن منصور النوشري، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يوسف الجوهري قَالَ: سمعت بشر بن الحارث- إن شاء
__________
- 1/324. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 131. وتاريخ الإسلام، الورقة 275- 282 (آيا صوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9356. ودول الإسلام 1/124. والجواهر المضيئة 2/280. ونهاية السول، الورقة 417. وتهذيب التهذيب 11/123. والتقريب، الترجمة 7414. وشذرات الذهب 1/349. والمنتظم 10/42.(13/472)
الله- وسأله عباس العنبري عن الاعتكاف فقال: أما هاهنا فلا- يعني بغداد- فقال له عباس: قد اعتكف وكيع أربعين يوما، وحدثهم بحديثه كله. قال: قد كنت عنده- أحسبه قال في شهر رمضان- قال له عبّاس: هو معتكف؟ قال: نعم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا وكيع ببغداد عن سفيان عن خصيف عن عكرمة: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ
قال مثقلة موقرة. ثم حَدَّثَنَا وكيع بالكوفة عن سفيان عن جابر عن عكرمة السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ
[المزمل 18] .
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: قال إبراهيم الحربي: حدث وكيع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وحدث ابن مهدي وهو ابن أقل من خمس وثلاثين سنة.
أخبرني الجوهريّ والأزهريّ والطناجيري- قال الأزهري: أَخْبَرَنَا وقالا: حَدَّثَنَا- علي بن مُحَمَّد بن لؤلؤ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات، حدّثنا أبو يحيى النّاقد، حدّثنا محمّد بن خلف التّميميّ قال: سمعت وكيعا يقول: أتيت الأعمش فقلت حَدَّثَنِي. فقال لي: ما اسمك؟ فقلت وكيع، قال: اسم نبيل ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس، قال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قال قلت: ذاك أبي- وكان على بيت المال- قال: فقال لي اذهب فجئني بعطائي وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. قال: فجئت إلى أبي فأخبرته فقال: خذ نصف العطاء فاذهب به، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، فاذهب به حتى يكون عشرة، قال: فأتيته بنصف عطائه. فأخذه فوضعه في كفه، وقال: هكذا، ثم سكت فقلت: حَدَّثَنِي، قال: اكتب. فأملى علي حديثين، قال: قلت وعدتني خمسة.
قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يعلم أن الأعمش مدرب، وقد شهد الوقائع! اذهب فجئ بتمامها وتعال أحدثك بخمسة أحاديث، قال:
فجئته فحَدَّثَنِي بخمسة، قال: فكان إذا كان كل شهر جئته بعطائه فحَدَّثَنِي بخمسة أحاديث.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد قَالَا:(13/473)
حدّثنا محمّد بن المثنّى، حَدَّثَنَا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: نظر سفيان إلى عيني وكيع، فقال: ترون هذا الرؤاسي؟ لا يموت حتى يكون له شأن.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا أحمد بن يوسف- هو التغلبي- حَدَّثَنَا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: مات سفيان الثوري فجلس وكيع بن الجراح في موضعه.
وأَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البرتي، حَدَّثَنَا القعنبي قال: كنا عند حماد بن زيد سنة سبعين، وكان عنده وكيع، فلما قام قالوا: هذا راوية سفيان. فقال: هذا- إن شئتم- أرجح من سفيان.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: أخبرت عن شريك أن رجلا قدَّم إليه رجلا فادعى عليه مائة ألف دينار، قال: فأقر به. قال: فقال شريك: أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير.
أَخْبَرَنَا عثمان بن مُحَمَّد الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: حَدَّثَنِي رجل من أهل بيت وكيع قال:
أَوْرَثَتْ وَكِيعًا أُمُّهُ مائة ألف، قال: وما قَاسَمَ وكيع ميراثا قط. قال يحيى بن أيوب:
فأَخْبَرَنِي معاوية الهمداني قال قلت أيش صنعتم؟ قال: كما كنا نصنع في الميراث، قال: وكان يؤتى بطعامه ولباسه ولا يَسْأَلُ عن شيء، ولا يطلب شيئا، وكان لا يستعين بأحد ولا على وضوء. كان إذا أراد ذلك قام هو.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ، حدثني عبد الرّحمن بن حاتم المرادي، حَدَّثَنِي أسد بن عفير- أخو سعيد بن عفير- قَالَ: أَخْبَرَنِي رجل من أهل هذا الشأن، ثقة من أهل المروءة والأدب قال: جاء رجل إلى وكيع بن الجراح. فقال له: إني أمت إليك بحرمة، قال: ما حرمتك؟ قال:
كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، قال: فوثب وكيع فدخل منزله فأخرج له صرة فيها دنانير، فقال: اعذرني فإني ما أملك غير هذا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ على إسحاق النعالي- وأنا أسمع- حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائني، حَدَّثَنَا علي بن عثمان النفيلي قال: قلت له- يعني أَحْمَد بن حنبل-(13/474)
إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع، وعيسى بن يونس، وابن المبارك؟ فقال: من كذَّب أهل الصدق فهو الكاذب.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت يحيى بن معين قال: رأيت عند مَرْوَان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ، فلان رافضي، وفلان كذا وفلان كذا، ووكيع رافضي، قال يحيى فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم! قال: فما قال لي شيئا، ولو قال لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه، قال: فبلغ ذلك وكيعا فقال وكيع: يحيى صاحبنا قال فكان وكيع بعد ذلك يعرف لي ويوجب.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا عبيد الله بن ثابت الحريري قال: سمعت عباسا الدوري يقول ذاكرت أَحْمَد بن حنبل بحديث عن الأعمش فقال: حدّثنا وكيع، قلت: يا أبا عبد الله حُدِّثْنَاه عن أبي معاوية، فقال لي: حَدَّثَنَا وكيع بن الجراح، ولو رأيت وكيعا لعلمت أنك ما رأيت مثله.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الفضل الشعراني يقول: سمعت جدي يقول: سمعت يحيى بن أكثم الْقَاضِي يقول: صحبت وكيعا في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
أجاز لنا إبراهيم بن مخلد قَالَ: أَخْبَرَنَا مكرم بن أَحْمَد الْقَاضِي- ثم أخبرنا الصيمري- قراءة- أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم، أَخْبَرَنَا علي بن الحسين بن حبان عن أبيه قال: سمعت يحيى بن معين قال: ما رأيت أفضل من وكيع ابن الجراح، قيل له ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان لابن المبارك فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع. كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان قد سمع منه شيئا كثيرا. قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد القطان يفتي بقوله أيضا.
أخبرنا عثمان بن محمّد الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنِي بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه. قالوا: كان لا ينام- يعني وكيعا- حتى يقرأ حزبه في كل ليلة ثلث القرآن،(13/475)
ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر، فيصلي الركعتين.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنِي إبراهيم بن وكيع قال: كان أبي يصلي الليل فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي قال: وبلغني عن أبي نعيم قال: لا نفلح وذاك الكبش في بني رؤاس.
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ علي بن أم شيبان الهاشمي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرّحمن سفيان بن وكيع بن الجراح قال: حَدَّثَنِي أبي قال: كان أبي وكيع يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف، فيقيل إلى وقت صلاة الظهر، ثم يخرج فيصلي الظهر ويقصد طريق المشرعة التي كان يصعد منها أصحاب الروايا، فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض، إلى حدود العصر. ثم يرجع إلى مسجده، فيصلي العصر، ثم يجلس فيدرس القرآن، ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل إلى منزله فيقدم إليه إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم يقدم له قربة فيها نحو من عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه ويقوم فيصلي ورده من الليل، وكلما صلى ركعتين- أو أكثر من شفع أو وتر- شرب منها حتى ينفدها، ثم ينام.
قرأت على التنوخي عن أبي الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف بْن يَعْقُوب بْن إسحاق بن البهلول الأنباري قال: حَدَّثَنِي أبي قال: حَدَّثَنِي جدي إسحاق بن البهلول قال: قدم علينا وكيع بن الجراح، فنزل في المسجد على الفرات، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه، فطلب مني نبيذا، فجئته بمخيسة ليلا، فأقبلت أقرأ عليه الحديث وهو يشرب، فلما نفد ما كنت جئته به، أطفأ السراج فقلت له: ما هذا؟ فقال لو زدتنا لزدناك.
أخبرنا هلال بن محمّد الحفار، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا جعفر ابن مُحَمَّد- يعني الطيالسي- قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: سمعت رجلا سأل(13/476)
وكيعا، فقال يا أبا سفيان شربت البارحة نبيذا، فرأيت فيما يرى النائم، كأن رجلا يقول إنك شربت خمرا، فقال وكيع: ذاك الشيطان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى قال: قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع- أو قال تغدينا- فقال: أي شيء تريدون أجيئكم به؟ نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان قال: قلت تتكلم بهذا؟ قال: هو عندي أحل من ماء الفرات، قلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن حميرويه، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: كان وكيع يصوم الدهر، وكان يفطر يوم الشك والعيد. قال فأخبرت أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام، قال: وولد، إما قال لوكيع. وإما قال لابن وكيع.
ولد- قال، فأطعم وكيع الناس الخبيص، قال: وأخرج ثمان جفان خبيص في المسجد وأراه قال في البيت، قال فجعل يدخل يده فيه ويسويه كما يسوي اللقمة ويقول:
كل يا موصلي، ولا يذوق منه شيئا لأنه كان صائما، وكان يصوم الدهر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أخبرنا محمد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ كَثِيرًا: وَأَيُّ يَوْمٍ لَنَا مِنَ الْمَوْتِ؟! قَالَ يَحْيَى: ورأيت وكيعا أخذ في كتاب الزهد يقرؤه، فَلَمَّا بَلَغَ حَدِيثًا مِنْهُ تَرَكَ الْكِتَابَ ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يُحَدِّثْ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، وَأَخَذَ فِيهِ بَلَغَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ، قَامَ أَيْضًا وَلَمْ يُحَدِّثْ، حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. قُلْتُ لِيَحْيَى: وَأَيُّ حَدِيثٍ هُوَ؟ قَالَ: حَدِيثُ مُجَاهِدٍ. قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِبَعْضِ جَسَدِي وقَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي. فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» [1] .
ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد قَالَ: أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا عن وكيع قال: أغلظ رجل لوكيع بن الجراح، فدخل وكيع بيتا، فعفر وجهه بالتراب، ثم خرج إلى الرجل، فقال زد وكيعا بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق القاضي-
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 313. ومصنف ابن أبي شيبة 13/217. وإتحاف السادة المتقين 10/236.(13/477)
بالأهواز- حَدَّثَنَا عيسى بن سليمان- وراق داود بن رشيد- حَدَّثَنَا داود قال: سمعت إبراهيم بن الشماس يقول: لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، صبر ولم يتزوج، ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، حدّثنا أَبُو الحسن بن لؤلؤ الوراق قال: سمعت أحمد بن محمّد ابن عبد الخالق يقول: سمعت عباسا الدوري قال: قال يحيى بن معين: رأيت ستة- أو سبعة- يحدثون ديانة قلت: من هم؟ قال: سعيد بن عامر، وأبو داود الحفري وحسين الجعفي، ووكيع بن الجرّاح، وعبد الله بن المبارك، والقعنبي.
أخبرنيه الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن جامع الدهان، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن العلاء قال: سمعت عباسا يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت من يحدث لله ستة: وكيع، وابن المبارك، وسعيد بن عامر، وحسين الجعفي، وأبو داود الحفري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا الهيثم بن خلف، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن نعيم- هو البلخي- قال: سمعت يحيى بن معين يقول: والله ما رأيت أحدا يحدث لله تعالى غير وكيع بن الجراح، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قال: ذكر الْقَاضِي أَبُو الحسين علي بن الحسن الجرّاحي أن أحمد ابن مُحَمَّد بن سعيد حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قتيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وذكر وكيعا- فقال: ثقات الناس- أو أصحاب الحديث- أربعة:
وكيع، ويعلى بن عبيد، والقعنبي، وأَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي- وذكر وكيعا- فقال: ما رأيت أحدا أوعى للعلم منه، ولا أحفظ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة- قَالَ: سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا.(13/478)
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حنبل يقول: ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم، والحفظ، والإسناد، والأبواب، مع خشوع وورع.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أيوب بْن المعافى قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
سمعت أَحْمَد بن حنبل- ذكر يوما وكيعا- فقال: ما رأت عيني مثله قط، يحفظ الحديث جيدا، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
حَدَّثَنِي علي بن أَحْمَد الهاشمي قال: هذا كتاب جدي عيسى بْن موسى بْن أبي مُحَمَّد بْن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حدثني محمد بن داود النيسابوري قال:
سمعت أبا بكر الجارودي يقول: سمعت إسحاق- وذكر من حفظ وكيع شيئا لم أحفظه، ثم ختم بهذا- فقال: إن حفظ وكيع كان طبيعيا، وحفظنا تكلف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن حميرويه، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار يقول: سمعت قاسما الحربيّ قال: كان سفيان يدعو وكيعا وهو غلام، فيقول يا رؤاسي أي شيء سمعته؟ فيقول: حَدَّثَنِي فلان كذا قال وسفيان يتبسم ويتعجب من حفظه. قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع بن الجراح أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، كان وكيع جهبذا. قال ابن عمار: وسمعت وكيعا يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة إلا في صحيفة يوما. فنظرت في طرف منه ثم أعدته مكانه. قال ابن عمار: قلت لوكيع: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها؟ قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث، وأربعة أحاديث ليس بكثير في ألف وخمسمائة حديث.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: ما رؤي لوكيع كتاب قط، وأملى عليهم وكيع حديث سفيان عن الشيوخ ثم قال: لا عدت لهذا المجلس أبدا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسمعته- يعني أبا داود- يقول: ما رؤي لوكيع كتاب قط، ولا لهيثم، ولا لحماد، ولا لمعمر.(13/479)
قلت: حماد، هو ابن زيد.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
وكيع لم ير في يده كتاب قط، وابن عيينة، والثوري، وشعبة، لم ير في أيديهم كتاب قط.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ: بلغني عَن يحيى بْن معين قَالَ: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط، كنت أحفظه فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط، كنت أحفظه، فإذا رجعت إلى المنزل كتبت.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا سعيد مُحَمَّد بن شاذان يقول:
سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: ألحوا يوما على أبي بكر بن عيّاش فقال ما ترون؟ عليكم بهذا الغلام الذي في بني رؤاس- عنى به وكيعا-.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد المزكي أخبركم السراج قَالَ: سمعت أبا رجاء يقول: سمعت جريرا يقول: جاءني ابن المبارك. فقلت له: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني، ثم قال لي: رجل المصرين- يعني وكيعا.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بْن النخاس حدثكم ابن أبي داود حَدَّثَنِي أبي عن شيخ ذكره قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: خرجت من الكوفة، وما بها أحد أروى عن إِسْمَاعِيل بن أبي خالد مني إلا غليم من بني رؤاس يقال له وكيع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سئل يَحْيَى بن معين عن وكيع وابن أبي زائدة؟
فقال: وكيع أثبت من ابن أبي زائدة.(13/480)
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ حدثكم تميم بن مُحَمَّد الطوسي قال: سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول: عليكم بمصنفات وكيع بن الْجَرَّاح.
حَدَّثَنِي إبراهيم بن عُمَر البرمكي وعبد العزيز بن علي الأزجي قَالا: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البرذعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن أبي الحواري قال: أشهد على أَحْمَد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق، وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي- وحَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه- قَالَ: أخبرنا أبو الميمون البجلي، حدّثنا أبو زرعة، أخبرني أحمد بن أبي الحواري سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول: الثبت بالعراق يحيى، وعَبْد الرَّحْمَن، ووكيع. قال:
فذكرت ذلك ليحيى بن معين فقال: الثبت بالعراق وكيع.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطيّ، حدّثنا علي بن الحسن الجرّاحي، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن الجرّاح، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الوراق قال: سألت أَحْمَد بن حنبل فقلت: أيما أحب إليك؟ وكيع بن الجراح، أو عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، فقال: أما وكيع فصديقه حفص بن غياث البجلي. فلما ولي حفص القضاء ما كلمه وكيع حتى مات، وأما عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي فصديقه معاذ بن معاذ العنبري، فلما ولي معاذ القضاء ما زال عَبْد الرَّحْمَن صديقه حتى مات.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: ابن مهدي أكثر تصحيفا من وكيع، ووكيع أكثر خطأ من ابن مهديّ، وكيع قليل التصحيف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن علي التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: قُلْتُ- يَعْنِي لأحمد بن حنبل-:
من أصحاب الثوري؟ قال: يحيى، ووكيع، وعَبْد الرَّحْمَن، وأبو نعيم. قلت: قدمت وكيعا على بن عَبْد الرَّحْمَن؟ قال: وكيع شيخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ وَكِيعٌ؟ فَقَالَ وَكِيعٌ. قُلْتُ: فَوَكِيعٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَبُو نُعَيْمٍ؟ فَقَالَ: وَكِيعٌ.(13/481)
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي وحَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه قَالَ: حدّثنا أبو الميمون البجلي، حدثنا أبو زرعة قال: قلت ليحيى بن معين: وكيع فوق أبي نعيم؟ قَالَ: نَعَمْ.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا ابْن مرابا قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبَّاس قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وكيع أثبت من عبد الرحمن بن مهدي في سفيان. وقال يحيى: قال وكيع: ما كتبت عن سفيان حديثه قط، إنما كنت أعدها- يعني أحفظها-. وقال عباس: سمعت يحيى وذُكِرَ له عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، ووكيع، فقال له رجل: تقدمون عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي؟ فقال يحيى: من قدم عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي على وكيع، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وقيل ليحيى إن قوما يقولون إن الفضل بن دكين أقل خطأ من وكيع، فدعا على من قال هذا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا ابن حميرويه، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار في وكيع: وأبي معاوية وكيع أثبت. قال: وسمعت ابن عمار يقول: سمعت أبا نعيم يقول: لا نفلح ما دام هذا الرؤاسي حيا- يعني وكيعا.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بأصبهان- حدّثنا محمّد بن علي المركب- بطرسوس- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: قال عبد الرّحمن: وكيع ويحيى يخالفانني، وهما أحفظ مني.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أورمة الأصبهاني قال: حَدَّثَنِي عبّاس العنبريّ عن علي بن المديني قال: جاء رجل إلى عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي فجعل يعرض بوكيع، قال: وكان بين عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي وبين وكيع بعض ما يكون بين الناس. قال: فقال عَبْد الرَّحْمَن للذي جعل يعرض بوكيع: قم عنا، بلغ من الأمر أن يعرّض بشيخنا؟! وكيع شيخنا وكبيرنا، ومن حملنا عنه العلم.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سئل أَبُو داود: أيما أحفظ، وكيع أو عَبْد الرَّحْمَن؟ فقال: وكيع كان أحفظ من عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، وكان عَبْد الرَّحْمَن أقل وهما، وكان أتقى(13/482)
وسمعت أبا داود يقول: التقى وكيع وعَبْد الرَّحْمَن في المسجد الحرام بعد عشاء الآخرة، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح.
أَخْبَرَنَا أبو عثمان سعيد بن العباس القرشي الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن العباس العصمي- إملاء- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفضل يَعْقُوب بن إِسْحَاق الفقيه الحَافِظ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد البَغْدَادِيّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من وكيع؟ فَقَالَ لَهُ رجل: ولا هشيم؟ فَقَالَ: وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع؟ فَقَالَ لَهُ الرجل: فإني سَمِعْتُ عَليّ بن المَدِينِيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من يزيد بن هَارُون؟ قَالَ: كَانَ يزيد بن هارون يحفظ من كتاب، كانت لَهُ جارية تحفظه من كتاب.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قال أبي: ما رأيت وكيعا قط شك في حديث إلا يوما واحدا، فقال: أمن ابن أبي شيبة؟ كأنه أراد أن يسأله أو يستفتيه. قال أبي: وما رأيت مع وكيع قط كتابا ولا رقعة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق وعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ- قَالَ محمد أَخْبَرَنَا، وقال عثمان حَدَّثَنَا- علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد القزوينيّ، حَدَّثَنَا الحسن بن الليث الرازي قال: سمعت أبا هشام الرفاعي مُحَمَّد بن يزيد قال:
دخلت المسجد الحرام فإذا رجل جالس يحدث والناس مجتمعون عليه كثير، قال:
فاطلعت فإذا عبيد الله بن موسى، قال: فقلت: يا أبا مُحَمَّد كثير الزبون، كثر الزبون.
قال: فدخلت الطواف فطفت أسبوعا واحدا، قال: فخرجت فإذا عبيد الله وحده قاعد، وإذا رجل خلف اسطوانة الحمراء قاعد يحدث، وقد اجتمع عليه زحام مثل ما على عبيد الله وزيادة، فاطلعت فنظرت فإذا وكيع بن الجراح. فقلت لعبيد الله: ما فعل الناس، أين زبونك؟ قال: قدم التنين فأخذهم، قدم وكيع بن الجراح تركوني وحدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا الهيثم بن خلف، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَلِيحَ بْنَ وَكِيعٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي الْمَوْتُ أَخْرَجَ إِلَيَّ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ تَرَى يَدَيَّ؟ مَا ضَرَبْتُ بِهِمَا شَيْئًا قَطُّ.(13/483)
قَالَ مَلِيحٌ: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الأَبْدَالِ؟ قَالَ: الَّذِينَ لا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْئًا، وَإِنَّ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ مِنْهُمْ.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وكيع بن الجراح كوفي ثقة، عابد صالح، أديب من حفاظ الحديث، وكان يفتي.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: قال لي إبراهيم الحربي: حج وكيع، فكان لا يفتي بمنى حتى يرجع إلى مكة، فجاءه رجل إلى منى وهو عند قرن الثعالب [1] محتبي. فقال: يا أبا سفيان بت البارحة بمكة- وكان جاء إلى طواف الزيارة- فنام بمكة. قال فقال لرجل بجنبه خراساني، قل له ذلك قل له، قال فقال لي: إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال فقلت: يا أبا سفيان أنا رجل منك وإليك أفتني، قال فقال للرجل الذي بجنبه، قل له والك، قل له، قال فقال لي الرجل أن أبا سفيان لا يفتي بمنى. قال فقلت له هو ذا أقول لك، فإن كان علي دم فقل لي برأسك نعم، وإن لم يكن علي شيء فقل لي برأسك لا.
قال فقال للذي بجنبه قل له والك قل له، قال فقال لي إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فانصرفت فجئته بمكة والناس حوله حلق، قال: فقلت له يا أبا سفيان ما تقول في رجل جاء إلى طواف الزيارة فنام بمكة. قال فعرفني وقال ادخل ادخل، فدخلت إليه. فقال لي: هات مسألتك، قال فقلت له جئت إلى طواف الزيارة فنمت بمكة، قال فأكثر الليل أين كنت، بمكة أو بمنى؟ قلت: بمنى، قال: قم ليس عليك شيء. قال إبراهيم: لم يقل هذا أحد إلا مغيرة عن إبراهيم ومجاهد. قالا: من بات من وراء العقبة فعليه دم. وكأن أبا إسحاق الحربي ذهب إلى قول وكيع إذا كان أكثر الليل بمنى فليس عليه شيء. قال إبراهيم فحج في تلك الحجة ثم أخذه البطن، فما زال به البطن إلى فيد، فكان ينزل في كل ميل مرارا فمات بفيد، ودفن في الجبل آخر القبور سنة ثمان وتسعين ومائة في آخرها وثَمَّ قبر عَبْد الرَّحْمَن بن إسحاق القاضي.
__________
[1] في الصميصاطية: «قرين الثعالب»(13/484)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصواف قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل: وكيع كان بينه وبين أبي نعيم سنة، هو أسن من أبي نعيم بسنة، ولد وكيع سنة تسع وعشرين، وأبو نعيم سنة ثلاثين.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ:
قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر-: قَالَ: قَالَ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بن نجيح المديني. ووكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس ويكنى أبا سفيان، مات سنة سبع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قال.
وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج الضّبّيّ يقول.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قال: مات وكيع سنة سبع وتسعين. زاد ابن الفضل والطناجيري: ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا دعلج، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت أبا هشام فقال: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء، ودفن بفيد.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات وكيع في سنة ثمان وتسعين ومائة في طريق مكة بفيد.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن جعفر الراشدي.
وأخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله. قال: ومات وكيع وهو ابن ست وستين.(13/485)
7333- وكيع بن سفيان، أَبُو سفيان المروزي:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ زيد بْن المهتدي المروزيّ. روى عنه مُحَمَّد بن عبد الرحيم المازني.
أخبرنا علي بن أبي بكر المازني، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ وَكِيعُ بن سفيان المروزيّ، حدّثنا أبو حبيب زيد بن المهتدي. وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، حدّثنا زيد بن المهتدي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالَقَانِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ الْبَلْخِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ بِالْخَاتَمِ وَالنَّعْلَيْنِ» [1]
لَفْظُ حَدِيثِ وَكِيعٍ.
ذكر الأسماء المفردة في هَذَا الباب
7334- الوضين بن عطاء بن كنانة، أَبُو كنانة الخزاعي [2] :
من أهل دمشق حدث عن مكحول، ومحفوظ أبي علقمة، وسالم بن عبد الله بن عُمَر، وعطاء بن أبي رباح وجنادة بن أبي أمية، وخالد بن معدان. روى عنه صدقة ابن عبد الله السمين، ويحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم، وَمُحَمَّد بن عُمَر الواقدي، وبقية بن الوليد، وعبد الله بن بكر السهمي.
وبلغني عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال: سمعت ناعم بن مرثد يذكر عن الوضين بن عطاء قال: استزارني أَبُو جعفر- وكانت بيني وبينه حالة قبل الخلافة- فصرت إلى مدينة السلام، فخلونا يوما، فقال لي: يا أَبَا عبد الله ما مالك؟ قال: قلت:
__________
[1] 7333- انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 1/205. وميزان الاعتدال 530. ولسان الميزان 1/795.
[2] 7334- انظر: تهذيب الكمال 6689 (30/449) . وطبقات ابن سعد 7/466. وتاريخ الدوري 2/629. وتاريخ خليفة 425. وطبقاته 315. وأحوال الرجال للجوزجاني، ترجمة 306.
والتاريخ الكبير 8/الترجمة 2652. والصغير 2/97. والجرح والتعديل 9/الترجمة 213.
وثقات ابن حبان 7/564. وفيات ابن زبر، الورقة 47. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1517.
والكامل لابن عدي 3/الورقة 193. والكاشف 3/الترجمة 6153. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 131. وديوان الضعفاء، الترجمة 4535. والكاشف 3/الترجمة 6153. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 131. وديوان الضعفاء، الترجمة 4535. والمغني 2/ترجمة 6841. وتاريخ الإسلام 6/147. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9352. ونهاية السول، الورقة 417. وتهذيب التهذيب 11/120. والتقريب، الترجمة 7408.(13/486)
الذي تعرف يا أمير المؤمنين، قال: وما عيالك؟ قلت: ثلاث بنات والمرأة وخادم لهم، قال: فقال أربع في بيتك؟ قال: قلت نعم! قال: فو الله لردد ذلك. حتى ظننت أنه سيلومني، ثم رفع رأسه، فقال: أنت أيسر العرب، أربع مغازل تدور في بيتك.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الفضل بْن طاهر بن الفرات- إمام مسجد الجامع بدمشق- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْن الْحَسَنِ بْن الْوَلِيدِ الْكِلابِيُّ، أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن عمير بن يوسف قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن الوضين، كذا قال لنا، وإنما هو يحيى بن أَحْمَد بن الوضين عن أبيه ينسب إلى جده الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد الله بن مصدع، أَبُو كنانة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أَحْمَد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا يزيد بن مُحَمَّد بن عبد الصمد الدّمشقيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الجماهر مُحَمَّد بن عثمان قال: سألت سعيد بن بشير عن الوضين بن عطاء قال: كان صاحب منطق.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي طاهر الدّمشقيّ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر بن راشد، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة قال: قلت لعَبْد الرَّحْمَن ابن إبراهيم: فما تقول في أبي معبد حفص بن غيلان؟ قال: ثقة، قلت: فما تقول في الوضين بن عطاء؟ قال: ثقة، قلت: فأين هو من أبي معبد؟ قال: فوقه بسنة، ولُقِيِّهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الوهاب القرشيّ- بأصبهان- أخبرنا سليمان ابن أحمد بن أيّوب الطبراني، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي عن الوضين بن عطاء فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة- قَالَ: قال أبي: الوضين بن عطاء ثقة.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سألت أبا داود عن الوضين بن عطاء فقال: صالح الحديث، قلت هو قدري؟ قال: نعم.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْبُنْدَارُ قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الحربي: الوضين بن عطاء يكنى أبا كنانة غيره أوثق منه.(13/487)
أخبرني علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع قال: الوضين بن عطاء ضعيف.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ: سألت عَبْد الرَّحْمَن بن إبراهيم عن موت الوضين بن عطاء فقال: سنة سبع وأربعين ومائة- أو نحوها.
وقال يعقوب: حدثني عبد الرّحمن بن عمر الدّمشقيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان أَبُو الجماهر قال: رأيت الوضين بن عطاء- وكنت أمر عليه- مات سنة سبع وأربعين ومائة.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: قال لي مُحَمَّد بن عثمان: مات الوضين بن عطاء سنة تسع وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: الوضين بن عطاء بن كنانة يكنى أبا كنانة دمشقي، مات سنة تسع وَأربعين وَمائة.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: الوضين بن عطاء بن كنانة، يكنى أبا كنانة وكان ضعيفا في الحديث، مات بدمشق في عشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: الوضين بن عطاء، قال أَبُو مسهر: بلغني أن كنيته أَبُو كنانة، وهو ابن عطاء بن كنانة، مات سنة نيف وخمسين.
7335- وقاء بن إياس، أَبُو يزيد الوالبي الكوفي [1] :
نزل المدائن وحدث بها عن المختار بن فلفل، وعلي بن ربيعة، وسعيد بن جبير.
__________
[1] 7335- انظر: تهذيب الكمال 6692 (30/455) . وطبقات ابن سعد 6/354. وعلل أحمد 1/164، 2/7، 50، 255. وتاريخ البخاري الكبير 8/ترجمة، 2650. والصغير 1/208، 227.-(13/488)
روى عنه ابنه إياس بن وقاء، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاوية الضرير، ويزيد بن هارون.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ سمعت أبا داود يقول: وقاء بن إياس، أبو يزيد مدائني.
أخبرنا بن الفضل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا قبيصة، حَدَّثَنَا سفيان عن وقاء- أبي يزيد- بن إياس، كوفي لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا علي.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يحيى بن سعيد القطان يقول: ما كان وقاء بن إياس بالذي يعتمد عليه.
7336- ورقاء بن عُمَر بن كليب، أَبُو بشر اليشكري- وقيل: الشيباني [1] :
أصله من خوارزم- ويقال من مرو، ويقال من الكوفة- سكن المدائن وحدث بها عن عمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، وعبيد الله بن أبي يزيد، ومنصور بن المعتمر، وعبد الله بن أبي نجيح، وأبي الزناد. روى عنه شعبة. وعبد الله بن المبارك ووكيع،
__________
- والكنى لمسلم، الورقة 121. وسؤالات الآجري 5/الورقة 34. والكنى للدولابي 2/162.
وضعفاء العقيلي، الورقة 224. والجرح والتعديل 9/الترجمة 208. وثقات ابن حبان 7/565. والكامل لابن عدي 3/الورقة 194. والمؤتلف للدارقطني 4/2285. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1507. وضعفاء ابن شاهين، الترجمة 660. والمؤتلف لعبد الغني 132.
وإكمال ابن ماكولا 7/396. والكاشف 3/الترجمة 6156. وديوان الضعفاء، الترجمة 4537. والمغني 2/ترجمة 6843. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 131. وتاريخ الإسلام 6/147. والمشتبه 662. وميزان الاعتدال 4/ترجمة 9354. ونهاية السول، الورقة 417.
وتوضيح المشتبه 3/185. وتهذيب التهذيب 11/122. والتقريب، ترجمة 7411. والتبصير 4/1473.
[1] 7336- انظر: تهذيب الكمال 6684 (30/433) . وتاريخ الدوري 2/628. وسؤالات ابن الجنيد، الورقة 33. وابن محرز، الورقة 12، 23. وعلل أحمد 1/71، 376 و 2/14، 132. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2648. والكنى لمسلم، الورقة 13. وسؤالات الآجري 5/الورقة 40. والمعرفة ليعقوب 2/160، 744. وضعفاء العقيلي، الورقة 224. والجرح والتعديل 9/الترجمة 216. وثقات ابن حبان 7/565. والكامل لابن عدي 3/الورقة 194. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1506. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 187. والإرشاد للخليلي 320، 328، 465، 500. والتعديل والتجريح للباجي 3/1199. والجمع لابن القيسراني 2/545. والضعفاء لابن الجوزي، الورقة 168. وسير أعلام النبلاء 7/419. وتذكرة الحفاظ-(13/489)
وشبابة بن سوار، وعلي بن حفص، وأبو النضر هاشم بن القاسم وآدم بن أبي إياس، ونصر بن حماد الوراق، ومحمد بن سابق، وعبد الصمد بن النعمان، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله به- ثم أَخْبَرَنِي العتيقي قراءة- أَخْبَرَنَا عثمان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْعَبَّاس المخرمي قَالَ: أَخْبَرَنِي الأصم أن العباس بن محمد الدوري حدثهم قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول.
وأخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ سمعت يحيى يقول: كان ورقاء بن عُمَر خراسانيا ينزل المدائن.
حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي. قال: أَبُو بشر ورقاء بن عُمَر- قيل أصله خوارزمي نزل المدائن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سلمان الفقيه.
وأَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي. قالا:
حَدَّثَنَا جعفر بن محمد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: حَدَّثَنِي يحيى بن معين قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول ليحيى القطان: سمعت حديث منصور. فقال يحيى: ممن سمعت أحاديث منصور، من ورقاء، لا يساوي شيئا، وفي حديث ابن رزق: ممن سمعت أحاديث منصور؟ قال: من ورقاء، قال: لا يساوي شيئا.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: ورقاء من أهل خراسان قال: وقال حجاج كان يقول لي: كيف هذا الحرف عندك؟ فأقول له كذا، وكذا. قال أَبُو عبد الله: وهو يصحف في غير حرف. وكأن أبا عبد الله ضعفه في التفسير.
__________
- 1/230. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 32. والكاشف 3/الترجمة 6149. والديوان، الترجمة 4529. والمغني 2/الترجمة 6831. والميزان 4/الترجمة 9340. والعبر 1/237.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 130. ونهاية السول، الورقة 416. وتهذيب التهذيب 11/113. والتقريب، الترجمة 7403. وشذرات الذهب 1/251.(13/490)
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أَحْمَد قيل له:
ورقاء؟ قال: ثقة، صاحب سنة. قيل له: كان مرجئا؟ قال: لا أدري.
أخبرنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن المديني قال: قال يحيى بن سعيد. قال معاذ قَالَ ورقاء:
كتاب التفسير قرأت نصفه على ابن أبي نجيح، وقرأ عَلَيَّ نصفه، وقال ابن أبي نجيج.
هذا تفسير مجاهد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى بن معين: أيما أحب إليك تفسير سعيد عن قتادة، أو تفسير شيبان عن قتادة؟ قال: تفسير سعيد، فقلت له: تفسير ورقاء أحب إليك، أو تفسير شيبان؟ قال: تفسير ورقاء. إنه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ومجاهد أحب إلي من قتادة. قلت ليحيى: فأيما أحب إليك، تفسير ورقاء أو تفسير ابن جريج؟ قال: تفسير ابن جريج، لأن تفسير ابن جريج عن مجاهد هو مرسل، لم يسمع من مجاهد إلا حرفا. قلت له: فتفسير سعيد أعجب إليك، أو تفسير ورقاء به؟ قال تفسير ورقاء أعجب إلي، لأنه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وذاك عن سعيد عن قتادة، ومجاهد أعجب إلي من قتادة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سألت أبا داود عن ورقاء وشبل في ابن أبي نجيح. فقال ورقاء صاحب سنة، إلا أنه فيه إرجاء، وشبل قدري.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الخليل الجلاب قَالَ: قَالَ لي إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير قال للناس: خذوه، فليس فيه عن الكلبي، ولا ورقاء شيء.
أخبرنا محمّد بن أبي القاسم الأزرق، أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا الحسن بن الحسين الرازي.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حَدَّثَنَا هيثم بْن خلف الدوري قالا: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا أَبُو داود(13/491)
قال: قال لي شعبة: لا تلقى- حتى ترجع- مثل ورقاء بن عُمَر. قال محمود: قلت لأبي داود: أي شيء يعني بقوله؟ قال: أفضل، وأورع وخير منه- واللفظ للهيثم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت معاذ بن معاذ- وذكر ورقاء- فأحسن الثناء عليه، ورضيه، وحدّثنا عنه، وحدّثنا غندر، حَدَّثَنَا شعبة عن ورقاء وسمعت أبا داود قال: قال شعبة: لا يكتب عن مثل ورقاء حتى يرجع.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد ابن سليمان المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن ورقاء بن عُمَر فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ قال جعفر بن محمّد بن الأزهر: حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: شيبان بن عَبْد الرَّحْمَن التميمي المؤدب، وورقاء بن عُمَر اليشكري، ثقتان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: دخلنا على ورقاء بن عُمَر اليشكري، وهو في الموت، فجعل يهلل ويكبر ويذكر الله عَزَّ وَجَلَّ، وجعل الناس يدخلون عليه أرسالا، فيسلمون عليه فيرد عليهم، فلما أكثروا التفت إلى ابنه فقال: يا بني اكفني رد السلام على هؤلاء. لا يشغلوني عن ربي عَزَّ وَجَلَّ.
7337- والبة بن الحباب، أَبُو أسامة الشاعر [1] :
من بني نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة ابن الياس بن مضر، وهو كوفي، وكان من الفتيان الخلفاء المجان، وله شعر في الغزل والشراب وغير ذلك. ولما مات رثاه أَبُو نواس- وكان والبة أستاذه.
فحَدَّثَنِي أَبُو القاسم الأَزْهَرِيّ- لفظا- أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا
__________
[1] 7337- انظر: الأغاني 16/142. والموشح 272. وطبقات الشعراء لابن المعتز 87- 89. ولسان الميزان 6/216. والشعر والشعراء 2/771. والأعلام 8/109.(13/492)
عبيد اللَّه بن عبد الرحمن السكري، أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي سعد قال: حدثني علي ابن الحسن الشيباني قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يحيى الدّهقان عن عمه قال: ولى يحيى خراج الأهواز فأخرج معه والبة بن الحباب- وكان يأنس به- فوجهه إلى البصرة ليشتري له بها حوائج، وكان فيما يشتري له بخور، فصار إلى سوق العطارين فاشترى منها عودا هنديا، وكان أَبُو نواس يبري العود وهو غلام، فاحتيج إليه في بري ذلك العود وتنقيته، فلما رآه والبة كاد أن يذهب عقله عليه، فلم يزل يخدعه حتى صار إليه، فحمله إلى الأهواز، وقدم به إلى الكوفة بعد منصرفهم، فشاهد معه أدباء الكوفة في ذلك الوقت فتأدب بأدبهم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو الطّيّب الطبري، حدّثنا المعافى بن زكريا، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بن القاسم الشرقي، حدثني الحسين بن سلام السكوني، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن جناح المحاربي قال: سمعت أبا نواس يقول: سبقني والبة إلى بيتين من شعر قالهما.
ووددت أني كنت سبقته، وأن بعض أعضائي اختلج مني:
وليس فتى الفتيان من راح أو غدا ... لشرب صبوح أو لشرب غبوق
ولكن فتى الفتيان من راح أو غدا ... لضر عدو أو لنفع صديق
وفد والبة بغداد بأخرة، وجرى بينه وبين أبي العتاهية مهاجاة، حتى خرج عن بغداد فرارا من أبي العتاهية.
قرأت على الجوهري عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بن موسى قَالَ: أخبرني محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا محمّد بن موسى، حدثني محمّد بن القاسم، حدثني إسحاق ابن إبراهيم السالمي الكوفي قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عُمَر الجرجاني قال: رأيت أبا العتاهية جاء إلى أبي، فقال له: إن والبة بن الحباب قد هجاني ومن أنا منه؟ أنا جرار مسكين- فجعل يرفع من والبة ويضع من نفسه- فأحب أن تكلمه أن يمسك عني، قال فكلم أبي والبة في أمره، وقال له تكف عنه وعرفه أن أبا العتاهية جاءه وسأله ذلك، فلم يقبل، وجعل يشتم أبا العتاهية، فتركه ثم جاءه أَبُو العتاهية فسأله عما عمل في حاجته، فأخبره بما رد عليه والبة. فقال لأبي: لي الآن إليك حاجة قال: وما هي؟
قال: لا تكلمني في أمره، قال: قلت: هذا أقل ما يجب لك، قال: فقال أَبُو العتاهية يهجوه:(13/493)
أوالب أنت في العرب ... كمثل الشيص في الرطب
هلم إلى الموالي الصي ... د في سعة وفي رحب
فأنت بنا لعمر الل ... هـ أشبه منك بالعرب
غضبت عليك ثم رأي ... ت وجهك فانجلى غضبي
لما ذكرتني من لو ... ن أجدادي ولون أبي
قال: وكان والبة أشقر اللون والشعر أبيض، فأخرجه أَبُو العتاهية بلونه من العرب وأضافه إلى الموالي وعيره بالشقرة، إذ كانت من ألوان العجم دون العرب. وقال فيه أيضا:
نطقت بنو أسد ولم تظهر ... وتكلمت سرا ولم تجهر
أما ورب البيت لو جهرت ... لتركتها وصباحها أغبر
أيروم شتمي منهم رجل ... في وجهه عبر لمن فكر
وابن الحباب صليبة زعموا ... ومن المحال صليبة أشقر
ما بال من آباؤه عرب الأ ... لوان يحسب من بني قيصر
أترون أهل البدو قد مسخوا ... شقرا أما هذا من المنكر؟
أكذا خلقت أبا أسامة أم ... لطخت سالفتيك بالعصفر؟
قال: فبلغ الشعر والبة فجاء إلى أبي، فقال له: قد كلمتني في أبي العتاهية وقد رغبت في الصلح. فقال له: هيهات، إنه قد أكد علي إذ لم تقبل ما طلب، أن أخلي بينك وبينه، وقد فعلت. فقال والبة: فما الرأي عندك، فقد فضحني وهتكني؟ قال:
أرى أن تخرج الساعة إلى الكوفة، قال: فركب زورقا ومضى من بغداد إلى الكوفة.
7338- ورد بن عَبْد الله، التَّمِيمِيّ [1] :
طبري الأصل سكن بغداد وحدث بها عن عَدِيّ بن الفضل، وَمُحَمَّد بن طلحة بن مصرف، والقاسم بن عَبْد الله العمري، ومحمد بن جابر، وجرير بن عبد الحميد.
روى عنه ابناه يحيى، ومحمد، وأحمد بن ملاعب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عترة الموصلي، أخبرنا أبو هارون موسى
__________
[1] 7338- انظر: تهذيب الكمال 6683 (30/432) . والجرح والتعديل 9/الترجمة 218. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 130. وتاريخ الإسلام، الورقة 74 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 416. وتهذيب التهذيب 11/112. والتقريب، الترجمة 7402.(13/494)
ابن محمّد بن هارون الزرقي، حدّثنا أحمد بن ملاعب، حدّثنا ورد بن عبد الله، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جَابِر عن أَبِي إِسْحَاق عن الأسود قَالَ: قُلْتُ لأبي محذورة: كيف كُنْت تؤذن لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وأي ذَلِكَ كُنْت تصنع؟ قَالَ: كُنْت أثني الإقامة كما أثني الأذان، واجعل آخر أذاني، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلا الله.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَيْر بن جوصا- بدمشق- قَالَ: سألت إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب السَّعْديّ عن ورد بن عَبْد الله فَقَالَ: ثقة.
7339- وهيب بن عبد الله بن مُحَمَّد بن رزين، أبو بكر المروذي المؤدب:
سكن بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عاصم بْن علي، ويحيى بن عثمان الحربي، وأبي الفرج الهيثم بن خالد، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، والحسن بن المبارك الأنماطي.
روى عنه أَبُو الْحُسَيْنِ بْن المنادي، وعبد الصمد بن عَلِيّ الطستي، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وأبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن علي البادا، أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ، حدّثنا يحيى بن عثمان، حدّثنا رشدين بن عُقَيْلٍ. وَقُرَّةُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ دَخَلَ مِنْكُمُ الْغَائِطَ فَلا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرْهَا» [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، حدّثنا وهيب المعلم البغداديّ، حدّثنا هيثم بن خالد، حدّثنا إسحاق بن عيسى الطباع، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَسَتَرَهَا عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [2] .
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لا يُرْوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: ومات وهيب بن عبد الله- أَبُو بكر المروروذي- يوم الخميس
__________
[1] 7339- الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 6/247.(13/495)
لثلاث خلون من ذي القعدة سنة سبع وثمانين، كان ينزل الجانب الغربي في درب عبّاس، كتب الناس عنه، كان ثقة.
7340- واقد بن أبي شبيل عبيد اللَّه بن عَبْد الرَّحْمَن بن واقد، أَبُو الحسين الواقدي الدقاق:
حدث عن أبيه، وعن عكرمة بن سهل الدمياطي. وأبي العباس الكديمي. روى عنه الدارقطني، وابن شاهين.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن الحسين بن نصر العطّار، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا أَبُو الحسين واقد بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد الرحمن بْن واقد الواقديّ الدّقّاق، حَدَّثَنَا بكر بن سهل- ببطن مرو- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ النّيسابوريّ- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمويه العسكريّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ الْقُرَشِيُّ- بِدِمْيَاطَ- حدّثنا شعيب بن يحيى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ» [1] .
7341- وائل بن عَبْد المنعم، أَبُو همام الجواليقي:
ذكر أَبُو القاسم بن الثّلّاج أنه حدثه في جامع كلواذي عن أَحْمَد بن سَعِيد الجمال في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
7342- وجيه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن عَبْد الله بن محرز بن إِبْرَاهِيم، أَبُو الحَسَن:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِيّ. رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر الباقر حي.
7343- ولاد بن عَليّ بن سَهْل، أَبُو الصهباء التَّيْمِيّ الكُوفِيّ:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عن أَبِي جَعْفَر بن دُحَيْم الشَّيْبَانِيّ. كتبنا عَنْهُ وَكَانَ ثقة.
وَهُوَ ولاد بن عَليّ بن سَهْل بن مُحَمَّد بن سهل بن عليط بن الصّبّاح بن عامر بن الصهباء بن منيع بن ربيعة بن جندل بن خلف بن حبيب بن ربيعة بن ولاد بن خُزَيْمَة ابن لؤي بن عمرو بن حارث بن تميم بْن عبد مناة بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن
__________
[1] 7340- انظر الحديث في: الموضوعات 2/282. وتنزيه الشريعة 2/212. وكشف الخفا 1/159.
واللآلئ المصنوعة 2/99. والفوائد المجموعة 135. وكشف الخفا 1/159.(13/496)
مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. قرأت نسبه هَذَا بخط بعض أصحابنا، وذكر أن ولادا أملاه عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا وَلادُ بْنُ علي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي عَرْزَةَ الغفاري، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ» [1] .
كَانَ مولد ولاد في جُمَادَى الأولى من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وَتُوُفِّي يوم الأربعاء الحادي عشر من صفر من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ببغداد، ودفن إثر ذلك في مقبرة الكناس.
7344- وشاح بن عَبْد الله، أَبُو الحَسَن، مولى الْقَاضِي أَبِي تمام الزَّيْنَبي:
سَمِعَ عُثْمَان بن مُحَمَّد بن سنقة البيع، وَمُحَمَّد بن الْحَسَن اليقطيني. كتبنا عَنْهُ وَكَانَ صدوقا، كثير الدرس للقرآن. وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ لَهُ رأي في الاعتزال، فالله أعلم.
أخبرنا وشاح، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن بشر البيع، حدّثنا إسماعيل ابن إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أويس وعبد الجبّار بن سعيد الماحقي قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَقَالَ:
«يأتي يوم القيامة وَحْدَهُ» [2] .
مات وشاح في ليلة الأربعاء الرابع من جُمَادَى الأولى سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تِلْكَ الليلة في داره بالكرخ وحدثني من سمعه قبل أن يموت بشهر يذكر أنه بلغ تسعين سنة.
7345- واصل بن حمزة بن عَليّ بن أَحْمَد بن نصر، أَبُو الْقَاسِم الصُّوفِيّ البُخَارِي:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عن عَبْد الكريم بن عَبْد الرَّحْمَن بن محمد، وَأَبِي حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد الحَافِظ البخاريين. كتبت عنه ولم يكن به بأس.
__________
[1] 7343- انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/139. وصحيح مسلم، كتاب اللباس باب 26.
ومسند أحمد 4/28، 29.
[2] 7344- انظر الحديث في: المستدرك 3/217.(13/497)
أَخْبَرَنَا وَاصِلُ بْنُ حَمْزَةَ- فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وأربعمائة- أخبرنا أبو سهل عبد الكريم ابن عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سليمان- ببخارى- حدّثنا خلف بن محمّد ابن إسماعيل الخيام، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أبي حاتم بن نعيم، حدّثنا أبي، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ- هُوَ ابن هاشم- عن يحيى بن أبي الْعَلاءِ قَالَ:
حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ جَابِرِ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزَاةٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدِمْتُمْ خَيْرَ مَقْدَمٍ، وَقَدِمْتُمْ مِنَ الْجِهَادِ الأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الأَكْبَرِ» [1] . قَالُوا: وَمَا الْجِهَادُ الأَكْبَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مُجَاهَدَةُ الْعَبْدِ هواه» .
آخر الجزء الثالث عشر
__________
[1] 7345- انظر الحديث في: الدرر المنتثرة 90. وكشف الخفا 1/511. والأسرار المرفوعة 207.
وكنز العمال 11260، 11779. وتخريج الإحياء 3/65. وإتحاف السادة المتقين 7/351(13/498)
الجزء الرابع عشر
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
[باب الْهَاء]
ذكر من اسمه هارون
7346- هارون بن موسى، أبو عبد الله- وقيل: أبو موسى- القاري النحوي الأعور [1] :
من أهل البصرة سَمِعَ طاوسًا اليماني، وشعيب بن الحبحاب، وثابتًا البناني، وداود ابن أبي هند، والزّبير بن الحريث، وبديل بن ميسرة، ويزيد الرقاشي، وحُمَيْدًا الطويل، وأبان بن تغلب. روى عنه شعبة، وأبو عبيدة الحداد، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد الطيالسي، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ. وقدم بغداد وحدث بِهَا، فروى عنه من أهلها شبابة بن سوار، ويونس بن مُحمد المؤدب وبشر بن محمد السكري، وعلي بن الجعد.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، حدثنا يونس بن محمّد المؤدّب، حَدَّثَنَا هَارُونُ- يَعْنِي ابْنَ مُوسَى الأَعْوَرَ- عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى [النّجم 45] .
__________
[1] 7346- انظر: تهذيب الكمال 6530 (30/115) . وتاريخ الدّوري: 2/614، وتاريخ الدارمي، الترجمة 855، وابن الجنيد، الترجمة 277، وعلل أحمد: 1/551، 374، و 2/342، وتاريخ البخاري الكبير: 80/الترجمة 2794، والكنى لمسلم، الورقة 61، وسؤالات الآجري لأبي داود: 3/316، والمعرفة ليعقوب: 3/264، والجرح والتعديل: 9/الترجمة 394، وثقات ابن حبان: 9/237، وكشف الأستار: (993) ، وعلل الدارقطني: 3/الورقة 21، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1516، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 191، وموضح أوهام الجمع والتفريق: 1/196، ورجال البخاري للباجي: 3/1176، والجمع لابن القيسراني:
2/550، والكاشف: 3/الترجمة 6022، وتذهيب التهذيب: 4/الورقة 110، ونهاية السول، الورقة 406، وتهذيب التهذيب: 11/14 والتقريب: 2/313، وخلاصة الخزرجي: 3/الترجمة 7638.(14/4)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمّد بن يحيى بن سليمان، حدثنا علي بن الجعد، حَدَّثَنَا هَارُونُ الأَعْوَرُ وَعُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم الْمُقْرِئ، حَدَّثَنَا أبو شبيل يعني الواقدي- قال: سمعت أبا العباس الوراق يقول: كان هارون يهوديًا، فطلب القراءة فصار رأسًا.
حدَّثَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا سليمان بن أيوب المعدل قَالَ: سمعت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: سمعت أبي يقول: كان هارون الأعور يهوديًا، فأسلم وحسن إسلامه، حفظ القرآن وضبطه، وحفظ النحو، فناظره إنسان يومًا في مسألة فغلبه هارون، فلم يدر المغلوب ما يصنع. فقال له: أنت كنت يهوديًا فأسلمت! فقال له هارون: فبئسما صنعت؟! قال: فغلبه أيضًا في هذا.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا هارون الأعور، وكان شديد القول في القدر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشّافعيّ، حَدَّثَنَا أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي، حدثنا سعيد بن محمّد الجرمي، حدثنا أبو عبيدة الحدّاد، حَدَّثَنَا هارون الأعور، وكان صدوقًا حافظًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بُكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا شبابة قال: سمعت شعبة يقول: هارون النحوي من أصحاب القرآن.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: هارون الأعور، هو هارون بن موسى، وكان شعبة دلهم عليه ببغداد.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: هارون الأعور، وهو النحوي هو هارون بن موسى وقد دلَّهم عليه شعبة ببغداد.(14/5)
حَدَّثَنَا الصوري قَالَ: حَدَّثَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّهِ الْقَاضِي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: هارون بن موسى الأعور النحوي، أبو عبد الله- وقيل: أبو موسى.
أخبرنا أبو عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا الحسن بْن أَحْمَد- هو أَبُو سعيد الإصطخري- قَالَ: قرئ على الْعَبَّاس- وأنا أسمع- قال: سمعت يحيى بن معين يقول: هارون صاحب القراءة ثقة، روى عنه حماد بن زيد.
وأخبرنا عبيد الله، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا أبو حاتم السجستاني قال: سألت الأصمعي عن هارون بن موسى النحوي مولى العتيك، وهو هارون الأعور فقال: كان ثقة مأمونًا.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن هارون النحوي فقال: ثقة، ولو كان لي عليه سلطان لضربته [1] .
7347- هارون أمير المؤمنين، الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بن عبد المطلب، أبو جعفر [2] :
ولد بالري، واستخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادي.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي قال: سمعت أبا موسى العباسي يقول: حدَّثَنِي عبد الله بن عيسى الأمويّ، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: هارون الرشيد أمه الخيزران الجرسية، ولد بالري لثلاث بقين من ذي الحجة سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدنيا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عن أبيه قال: استخلف الرشيد هارون بن محمد حيث مات أخوه موسى بن محمد سنة سبعين ومائة. قال ابن أبي الدنيا: ولد هارون سنة تسع وأربعين ومائة.
__________
[1] هكذا في الأصول.
[2] 7347- انظر: المنتظم 8/318- 328. والبداية والنهاية 10/213. والكامل لابن الأثير 6/69.
وتاريخ الطّبرى 10/47- 58. ومروج الذهب 2/207. والأعلام 8/62.(14/6)
وكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة؛ وثلاثة أشهر، وأيامًا. وكان هارون أبيض طويلًا، مسمنًا جَميلًا، قد وخطه الشيب، ويكنى أبا جعفر، وأمه أم ولد يُقالُ لَهَا الخيزران.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الرشيد هارون بن المهدي وكنيته أبو جعفر ولد بالري، وكان يحج سنة، ويغزو سنة، قال أبو الشغلي [1] :
فمن يطلب لقاءك أو يُرِدْهُ ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمرٍّ ... وفي أرض البنية فوق طور
وما جاز الثغور سواك خلق ... من المستخلفين على الأمور
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد قال:
أخبرني أبو موسى العبّاس عن عبد الله بن عيسى الأموي قال: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: استخلف هارون وبويع له يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وهو ابن تسع عشرة سنة، وشهرين، وثلاث عشرة ليلة.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن أيوب قال: بويع لأبي جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة ببغداد مدينة السلام.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الرشيد يكنى أبا جعفر؛ وبويع له سنة سبعين ومائة في اليوم الذي توفي فيه الهادي، وولد المأمون في تلك الليلة، فاجتمعت له البشارة بالخلافة والولد، وكان يقال: ولد في هذه الليلة خليفة، وولي خليفة، ومات خليفة. وكان ينزل الخلد، وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لَمْ يَحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة، والكسوة الظاهرة. وكان يقتفي أخلاق المنصور ويعمل بِها إلا في العطايا
__________
[1] في تاريخ الطّبري: «أبو المعالي (الكلابي) » .(14/7)
والجوائز. فإنه كان أسنى الناس عطية ابتداء وسؤالا، وكان لا يضيع عنده يد ولا عارفة. وكان لا يؤخر عطاء اليوم إلى عطاء غد، وكان يُحب الفقه والفقهاء، ويَميل إلى العلماء، ويُحب الشعر والشعراء، ويعظم في صدره الأدب والأدباء، وكان يكره المراء في الدين والجدال، ويقول إنه لخليق أن لا ينتج خيرًا، وكان يصغى إلى المديح ويحبه، ويجزل عليه العطاء، ولا سيما إذا كان من شاعر فصيح مجيد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ- صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ- أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: حَدَّثْتُ هَارُونَ الرَّشِيدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَدِدْتُ أني أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلَ»
فَبَكَى هَارُونُ حَتَّى انْتَحَبَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ تَرَى لِي أَنْ أَغْزُوَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَكَانُكَ فِي الإِسْلامِ أَكْبَرُ، وَمَقَامُكَ أَعْظَمُ، وَلَكِنْ تُرْسِلُ الْجُيُوشَ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَمَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَطُّ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الله الشّيرازيّ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحد الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو الحسين مُحَمَّد بن إبراهيم بن محمّد بن عتاب البزّاز البخاريّ، حَدَّثَنَا أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير البخاري قال: حدَّثَنِي محمد بن عيسى بن يزيد السعدي الطرسوسي قال: سمعت خرزاذ القائد يقول: كنت عند الرّشيد، فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة!» [1] وذكر الحديث.
فقال القرشي: أين لقي آدم موسى؟ قال: فغضب الرشيد. وقال: النطع والسيف، زنديق والله يطعن في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول:
كانت منه بادرة ولَم يفهم يا أمير المؤمنين، حتى سكنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ بْنِ يَعْقُوبَ القاضي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ- بِوَاسِطَ- حدثنا أبو طاهر المزني عبد الله بن محمد بن مرة- بالبصرة- حدثنا
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(14/8)
حسن الأرزّيّ قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت أبا معاوية يقول: أكلت مع هارون الرشيد- أمير المؤمنين- طعامًا يومًا من الأيام، فصب على يدي رجل لا أعرفه، فقال هارون الرشيد: يا أبا معاوية تدري من يصب على يديك؟ قلت: لا! قال: أنا، قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم إجلالًا للعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أَخْبَرَنِي الربعي عن أبيه قال: كان الرشيد يقول: إنا من أهل بيت عظمت رزيتهم، وحسن بقيتهم، رزئنا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقيت فينا خلافة الله.
أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدُ- بِالأَهْوَازِ- حدثنا ابن منيع، حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال: سمعت منصور بن عمار يقول: ما رأيت أغزر دمعًا عند الذكر من ثلاثة: فضيل بن عياض، وأبو عبد الرحمن الزاهد، وهارون الرشيد.
أخبرنا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ العزيز، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: لَما لقي هارون الرشيد فضيل بن عياض، قال له الفضيل: يا حسن الوجه أنت المسئول عن هذه الأمة.
حَدَّثَنَا ليث عن مجاهد وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ
[لبقرة 166] قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكى ويشهق.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن دريد، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه.
قال أحمد بن إبراهيم: وقال إِبْرَاهِيم بْن مُحَمد بن عرفة: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو زيد عن الأصمعي قال: سَمِعْتُ بيتين لَم أحفل بِهما، قلت: هُمَا على كل حال خير من موضعهما من الكتاب، فإني عند الرشيد يومًا وعنده عيسى بن جعفر، فأقبل على مسرور الكبير فقال له: يا مسرور، كم في بيت مال السرور. قال: ليس فيه شيء. فقال عيسى: هذا بيت الحزن، قال: فاغتم لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى فقال: والله لتعطين الأصمعي سلفًا على بيت مال السرور ألف دينار، فاغتم عيسى وانكسر، قال: فقلت في نفسي: جاء موضع البيتين، فأنشدت الرشيد:
إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا ... وجداه في الماضين، كعب وحاتم
فكشفه عما في يديه فإنما ... تكشف أخبار الرجال الدراهم(14/9)
قال: فتجلى عن الرشيد وقال لِمسرور: أعطه عَلَى بيت مال السرور ألفي دينار، وما كان البيتان يساويان عندي درهمين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدثنا المعافى بن زكريّا، حدثنا محمّد بن الحسن بن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم عن الأصمعي قال: دخلت على هارون الرشيد- ومَجْلسه حافل- فقال: يا أصمعي ما أغفلك عنا، وأجفاك لِحضرتنا! قلت:
والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك. قال: فأمرني بالجلوس، فجلست وسكت عني، فَلمَّا تفرق الناس- إلا أقلهم- نَهضت للقيام، فأشار إليَّ أن أجلس، فجلست حتى خَلا المجلس، فلم يبق غيري وغيره ومن بين يديه من الغلمان، فقال لي: يا أبا سعيد، ما ألاقتني؟ قلت: أمسكتني يا أمير المؤمنين [وأنشدت] [1] :
كفاك كف ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
فقال: أحسنت، وهكذا فكن وقرنا في الملإ، وعلمنا في الخلاء، وأمر لي بِخمسة آلاف دينار.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الواحد الدّمشقيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن عثمان القسملي، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن ربيعة القاضي، حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا الأصمعي قال: دخلت أنا وابن أبي حفص الشطرنجي على هارون الرشيد، فخرج علينا وهو كالمتغير النفس. فقال: يا أصمعي، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: فأيكما قال بيتًا وأصاب بِه المعنى الذي في نفسي فله عشرة آلاف درهم، قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت يا أمير المؤمنين، قال: هاته. فأنشأ يقول:
مَجلس يألف السرور إليه ... لِمحب ريحانه ذكراك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، ثُمَّ قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت ثان يا أمير المؤمنين، قال: هاته، فأنشأ يقول:
كلما دارت الزجاجة زادت ... هـ حنينا، ولوعة فبكاك
قال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، قال الأصمعي: فنزل بي في ذلك اليوم ما لَمْ ينزل قط مثله، إن ابن أبي حفص يرجع بعشرين ألف درهم وبفخر
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(14/10)
ذلك المجلس، وأرجع صفرًا منهما جَميعًا! ثُمَّ حضرني بيت فقلت: يا أمير المؤمنين قد حضرني ثالث، فقال هاته، فأنشأت أقول:
لَمْ ينلك المنى بأن تحضريني ... وتجافت أمنيتي عن سواك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرين ألف درهم، ثُمَّ قال هارون: قد حضرني رابع، فقلنا: إن رأى أمير المؤمنين أن ينشدنا فعل. فأنشأ يقول:
فتمنيت أن يغشيني الل ... هـ نعاسًا لعل عيني تراك
قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين أنت والله أشعر منا، فجوائزنا لأمير المؤمنين، فقال:
جوائز كما لكما. وانصرفا.
أَخْبَرَنَا التنوخي والجوهري. قالا: أَخْبَرَنَا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: قال مُحمد بن حبيب: حَدَّثَنَا أبو عكرمة عامر ابن عمران الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قَالَ: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد يومًا، فقال: أنشدني من شعرك، فأنشدته:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ... فذلك شيء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بَخيلَا له في العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى- لو علمته ... إذا نال خيرًا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ... ومالي- كما قد تعلمين- قليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله ... ويحقر يومًا أن يقال بخيل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جَميل؟
قال: لا، كيف إن شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، لله در أبيات تأتينا بِهَا ما أحسن فصولها، وأثبت أصولَهَا. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعري.
قال: أحسنت، يا فضل أعطه مائة ألف أخرى.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرني أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري عن عمرو بن بَحر قال: اجتمع للرشيد ما لَمْ يَجتمع لأحد من جد وهزل. وزراؤه البرامكة، لَم ير مثلهم سخاء وسروا، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، كان في عصره كجرير في عصره، ونديمه عم أبيه العباس بن محمد صاحب العباسية، وحاجبة الفضل بن الربيع أتيه الناس، وأشدها تعاظما، ومغنيه إبراهيم الموصلي، واحد عصره في صناعته، وضاربه زلزل، وزامره(14/11)
برصوما، وزوجته أم جعفر أرغب الناس في خير، وأسرعهم إلى كل بر، وهي أسرع الناس في معروف، أدخلت الماء الحرم بعد امتناعه من ذلك، إلى أشياء من المعروف.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ، حدثنا المعافي بن زكريّا، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا مُحمد بن القاسم الضرير قال: قال الأصمعي: دخل العبّاس ابن الأحنف على هارون الرشيد. فقال له هارون: أنشدني أرق بيت قالته العرب، فقال: قد أكثر الناس في بيت جميل، حيث يقول:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني ... بثينة لا يَخْفَى علي كلامها
قال له هارون: أنت والله أرق منه حيث تقول:
طاف الهوى في عباد الله كلهم ... حتى إذا مر بي من بينهم وقفا
قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولًا مني ومنه حيث تقول:
أما يكفيك أنك تَملكيني ... وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلت من الهوى أحسنت زيدي
فأعجب بقوله وضحك.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا محمّد ابن موسى بن حمّاد البربري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، حدثنا عمي علي ابن صالح قال: قال هارون الرّشيد بن المهدي بن المنصور، في ثلاث جوار له:
ملك الثلاث الغانيات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن وهن في عصيان؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه قوين أعز من سلطاني
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
حدثنا محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت جالسًا مع فضيل بن عياض بِمكة قال: فمر هارون، فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه؛ لو أنه حتى يضع رأسه، لرأيت أمورًا عظامًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا أبو سهل أحمد ابن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عثمان بن كثير الواسطي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تَموت أشد علي موتًا من هارون أمير المؤمنين، قال: وددت أنه- أو قال ولوددت- أن الله زاد في عمره من(14/12)
عمري، فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون وظهرت تلك الفتن، وكان من المأمون ما حمل الناس على أن القرآن مَخلوق، قلنا الشيخ كان أعلم بِما تكلم به.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يزيد قال: استخلف هارون الرشيد ابن المهدي سنة سبعين ومائة في ربيع الأول، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة لثلاث بقين من جمادى الأولى، فكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة، وشهرين، وثلاثة عشر يومًا- أو نَحو هذا- وذكرت وفاته. ونعاه هارون بن محمّد بِمدينة السلام يوم الجمعة، لست عشرة خلت من جمادى الآخرة وأمه الخيزران.
قال أبو بكر السدوسي: ومات بطوس وصلى عليه صالح بن الرشيد فتوفي وله ست وأربعون سنة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء قَالَ: ومات الرشيد بطوس لغرة جُمَادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان عمره خَمْسًا وأربعين سنة، وخلافته ثلاثا وعشرين وشهرين، وستة عشر يومًا.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: ومات هارون بطوس ليلة السبت لأربع خلون من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن بقرية يقال لَها سناباذ، وصلى عليه ابنه صالِح.
7348- هارون بن عمر، أبو عمرو الدمشقي:
روى عنه أحمد بن علي المعروف بِخسرو فقال: حَدَّثَنَا هارون بن عمر أبو عمرو الدمشقي ببغداد سنة اثنتين وعشرين ومائتين. حَدَّثَنَا أيوب بن سويد الرملي.
7349- هارون بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن كثير بن معن بن عبد الرحمن بن عوف، أبو يَحيى الزهري المديني [1] :
سَمِعَ مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن سلمة الزبيري. روى عنه يحيى بن بكير المصري، وعبد السلام بن صالح الهروي، والزبير بن بكار المديني. وولي قضاء عسكر المهدي ببغداد في أيام المأمون ثم
__________
[1] 7349- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/184.(14/13)
عزل عنه، وولي قضاء مصر، وكان من فقهاء أصحاب مالك، وكان أيضا متأدبا شاعرا.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار قَالَ: ومن ولد معن بْن عَبْد الرَّحْمَن هارون بْن عَبْد الله بن كثير ابن معن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف وأمه سهلة بِنْت معن بْن عُمَر بْن معن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف. كَانَ من الفقهاء وكان يقوم بنصرة قول أهل المدينة فيحسن، ولاه المأمون قضاء المصيصة ثُمَّ صرفه عنها، وولاهُ قضاءَ الرقة ثُمَّ صرفه عنها، وولاه قضاء عسكر المهدي ببغداد ثُمَّ صرفه، وولاهُ قضاء مصر حتى صرف فِي آخر خلافة أمير المؤمنين المعتصم.
7350- هارون بن معروف، أبو علي المروزي [1] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وحاتم بن إسماعيل، وسفيان ابن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وهشام بن بشير، ومخلد بن يزيد الحراني، ومروان بن شجاع الجزري، وعبد الله بن وهب المصري. روى عنه أحمد بن حنبل وهو حي، وكان أسن من أحمد بسبع سنين. وروى عنه أيضًا هارون بن عبد الله الحمال، وأبو يَحيى صاعقة، وأحمد بْن منصور الرمادي، وأحمد بْن أبي خيثمة، وأحمد بن يوسف التغلبي، وحنبل بن إسحاق، ومحمد بن عبيد بن أبي الأسد، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَموسى بْن هارون، وصالح جزرة، وأبو القاسم البغوي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، حدثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا هارون- يعني ابن معروف- قال
__________
[1] 7350- انظر: طبقات ابن سعد 7/355. وتاريخ خليفة 479. وعلل أحمد 1/7، 261، 2/14، 15، 25- 27، 330، 335. والتاريخ الكبير 8/ترجمة 2811. والصغير 2/353. وثقات العجلي، الورقة 55. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/ورقة 10. والمعرفة ليعقوب 2/17، 257، 3/116. والجرح والتعديل 9/ترجمة 387. وثقات ابن حبان 239. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 191. ورجال البخاري للباجي 3/1177. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 796. والجمع 2/550. والمعجم المشتمل، الترجمة 1107. وسير أعلام النبلاء 11/129. والعبر 1/410. والكاشف 3/ترجمة 6018. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 406. وتهذيب التهذيب 11/11- 12. والتقريب 2/313. وخلاصة الخزرجي 3/ترجمة 7634. وشذرات الذهب 2/71. والمنتظم، لابن الجوزي 11/174(14/14)
عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ أَنَّ يَزِيدَ بن حصيفة حَدَّثَهُ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا صَلَّوُا الْمَغْرِبَ قَبْلَ طُلُوعِ النُّجُومِ» [1] .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حديث يزيد بن حصيفة الْمَدَنِيِّ لا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَلا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلا ابْنَ وَهْبٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحَدَّادُ قَالَ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ مَعْرُوفٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ- قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ بَصَرِي بِسَنَةٍ- كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ مَنْ آثَرَ الْحَدِيثَ عَلَى الْقُرْآنِ عُذِّبَ.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ حدثكم أَبُو العباس السراج قَالَ: سمعتُ هارون بْن عَبْد الله يَقُولُ: سمعتُ هارون بْن معروف يَقُولُ: من زعم أن القرآن مخلوق، فكأنمَّا عَبْد اللات والعزى، احكها عني يا أَبَا مُوسَى.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدتُ فِي كتاب أَبِي- بِخط يده- عَن يحيى ابن معين قَالَ: هارون بْن معروف ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: هارون بْن معروف سكن بغداد ثقة.
أخبرنا أحمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: وسئلَ أَبُو علي صالِح بْن مُحَمَّد عن هارون بْن معروف فقال:
ثقة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فيها مات هارون بْن معروف البغدادي.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدثنا محمّد الحسين بن الزّعفرانيّ،
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/499. والسنن الكبرى للبيهقي 1/448. والمعجم الكبير للطبراني 7/183. ومجمع الزوائد 1/310.(14/15)
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: سمعتُ هارون بْن معروف يَقُولُ: سنة سبع وعشرين ومائتين، أَنَا فِي سبعين سنة. ومات هارون سنة إحدى وثلاثين ومائتين فِي منزله وكان لا يخضب.
7351- هارون أمير المؤمنين الواثق باللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم باللَّه بْن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، ويكنى أبا جعفر [1] :
استخلف بعد أبيه المعتصم. وكان يسكن سر من رأى.
فأَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: وبويع هارون بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوه المعتصم بسر من رأى، وهو يومئذ ابن تسع وعشرين سنة وورد رسوله إلى بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم- فلم يظهر- ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو ميت، فلما كان من الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بِحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا محمّد بن أحمد المفيد، حدثنا أبو بشر الدولابي، أَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: ولد هارون الواثق بالله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد سنة تسعين ومائة، وأمه أم ولد يقال لَها قراطيس وولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي لستة أيام بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الواثق بالله كنيته أبو جعفر، ولد بطريق مكة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد قال: واستخلف هارون ابن أبي إسحاق الواثق بالله في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي يوم الأربعاء في ذي الحجة لثلاث بقين منه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. فكانت خلافته خَمس سنين، وثلاثة أشهر، وخمسة عشر يومًا، وكانت أمه أم ولد يقالُ لَها قراطيس، وكنيته أبو جعفر.
__________
[1] 7351- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/184. والكامل لابن الأثير 7/10. وتاريخ الطّبرى 11/24.
وتاريخ الخميس 2/337. ومروج الذهب 2/278. والأعلام 8/62- 63(14/16)
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الواثق يكنى أبا جعفر، وهو هارون بن محمد المعتصم، وكانت أمه مولدة، ومولده سنة ست وتسعين ومائة، ولَما مات المعتصم وتولى الواثق الخلافة كتب دعبل ابن علي الخزاعي أبياتًا ثُم أتى بِها الحاجب فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل: مديح لدعبل، قال: فأخذ الحاجب الطومار فأدخله إلى الواثق، ففضه فإذا فيه:
الحمد لله، لا صبر ولا جلد ... ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لَم يَحزن له أحد ... وآخر قام لَم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشؤم يتبعه ... وقام هذا وقام الويل والنكد
فطلب فلم يوجد.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أبو حامد أَحْمَد بن الْحُسَيْن الْمَرْوَزِيّ- إجازة- حدثنا محمّد بن الخضر قال: قال الأمير منصور بن طلحة يَمدح الواثق بالله:
إن الذي بعث النبي محمّدا ... وهب الخلافة للإمام المهتدي
غمر إذا أجدى ونار إن سطا ... لا يعدلان عن الطريق الأقصد
أشرب على وجه السرور مدامة ... حَمراء كالعيوق أو كالفرقد
من كف أغيد قد تضرج كفه ... من لونِها أو خده المتورد
حدثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكاتب أبو علي، حدثنا أبو بكر بن عجلان، أَخْبَرَنِي حمدون بن إسماعيل قال: كتب محمد بن حمّاد للواثق بيتين من شعر، هما:
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى ... وقلت لَها: عفي عن الطلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه ... مدار رحى الأرزاق دائبة تجري
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانِها، دعا إلى صونك بسعة فضلي عليك، فخذ ما طلبت هنيئًا.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمّد بن عروة، أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى قال: حدَّثَنِي علي بن محمّد قال: سمعت خالي أحمد بن حمدون يقول: دخل هارون بن زياد- مؤدب الواثق- على الواثق فأكرمه وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟! فقال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله عز وجل.(14/17)
أخبرني الأزهري، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ المقرئ، حدثنا محمّد بن يحيى النديم، حدثنا الحزنبل قال: أمر الواثق ابن أبي دؤاد أن يصلي بالناس في يوم عيد- وكان عليلًا- فلما انصرف. قال له: يا أبا عبد الله كيف كان عيدكم؟ قال:
كنا في نَهار لا شمس فيه، فضحك. وقال: يا أبا عبد الله أنا مؤيد بك.
قلت: وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بِخلق القرآن، ويقال إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.
فأَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدَّثَنِي حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب عن القول بِخلق القرآن.
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن المعتز، حَدَّثَنَا عبد الله بن هارون النحوي، عن محمد بن عطية مؤدب المهتدي قال: قال محمّد بن المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره فقال لي: يا محمد ادع لي بدواة وقرطاس، فدعوت له، فقال: اكتب، فكتبت:
تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسنا فزده
ستكفي من عدوك كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده
ثُمَّ قال اكتب:
هي المقادير تجري في أعنتها ... واصبر فليس لها صبر على حال
ثم فكر طويلًا، فلم يأته شيء آخر فقال: حسبك.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني، أخبرني محمّد بن يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن بسام قَالَ: حدَّثَنِي خالي أحمد بن حمدون قال: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شيء، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح ابن خاقان نَحتال لنشاطه فرآني أضاحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول:
عدل من الله أبكاني وأضحككم ... فالْحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكي على قلبي وأندبه ... قلب ألَح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو لي على حدة ... نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا(14/18)
فقال الفتح: أنت والله يا أمير المؤمنين في وضع التمثيل موضعه أشعر منه وأعلم وأظرف.
أخبرنا ابن أبي جعفر، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: سمعتُ الْحُسَيْن بْن فهم يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس. ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
أَخْبَرَنَا أبو حاتم أحمد بن الحسين بن محمد الرازي الواعظ- في كتابه إلينا بِخطه- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمّد المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن علي أبو الحسن الحافظ، حَدَّثَنَا الحسين بن عبد الله بن يحيى البرمكي، حدثنا زرقان بن أبي داود قال: لَما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جَميع الخلق مشترك ... لا سوقة بينهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تنافرهم ... وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا
ثُمَّ أمر بالبسط فطويت وألصق خده بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: أَخْبَرَنِي أبي قال: حدَّثَنِي الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الواثقي قَالَ: حدَّثَنِي أبي أحمد بن محمد أمير البصرة قال: حدَّثَنِي أبي قال:
كنت أحد من مَرَّضَ الواثق في علته التي مات فيها فكنت قائمًا بين يدي الواثق أنا وَجَمَاعة من الأولياء والموالي والخدم، إذ لَحِقَتْهُ غشية، فما شككنا أنه قد مات. فقال بعضنا لبعض: تقدموا فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا، فلما صرت عند رأسه وأردت أن أضع يدي على أنفه أعتبر نفسه، لَحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أن أموت فزعًا من أن يراني قد مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فتراجعت إلى خلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس وعثرت به، فاتكأت عليه فاندق سيفي وكاد أن يدخل في لَحْمِي ويَجرحني، فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفًا ومنطقة أخرى، فلبستها وجئت حتى وقفت فِي مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك جَماعتنا فيه، فتقدمت فشددت لِحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا ما تَحْتَه في المجلس ليردوه إلى الخزائن، لأن جَميعه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يَحفظ الميت إلى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك(14/19)
الرجل وقد كنت من أخصهم به في حياته، وذلك أنه اصطنعني واختصني حتى لقبني الواثقي، باسمه، فحزنت عليه حزنًا شديدًا، فقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب المجلس وجلست في الصحن عند الباب أحفظه، وكان المجلس في بستان عظيم أجربة. وهو بين بستانين فحسست بعد ساعة في البيت بِحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي؟ فإذا بحرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها فقلت:
لا إله إلا الله، العين التي فتحها منذ ساعة فاندق سيفي هيبة لَها صارت طعمة لدابة ضعيفة!! قال: وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابن أبي دؤاد عن سبب عينه فأخبرته. قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع قليلًا.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا ابن البراء قال:
ومات الواثق بالله بالقصر الهاروني من سر من رأى يوم الأربعاء لستٍ بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة. وخلافته خَمس سنين، وتسعة أشهر وخمسة أيام.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا ابن أبي الدُّنْيَا قال: حدَّثَنِي أحمد بن الواثق قال: بلغ أبي ثَمانيًا وثلاثين سنة. قال ابن أبي الدنيا: مات الواثق بسر من رأى يوم الأربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وصلى عليه جعفر أخوه ودفن هناك وكانت خلافته خمس سنين، وشهرين، وأحدا وعشرين يومًا، وكان أبيض يعلوه صفرة حسن اللحية في عينه نكت.
7352- هارون بن أبي هارون، العبدي:
حدث عن أبي المليح الرقي، وبقية بن الوليد الحمصي. روى عنه جعفر بن محمّد ابن شاكر الصائغ، وَمحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الحضرمي، وَموسى بْن إسحاق الْأَنْصَارِيّ، وَعبد اللَّه بْن محمد بن ناجية.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أَبِي حاتم: سألتُ مُوسَى بن إِسْحَاق عنه فقال: هو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ- بِهَا- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، حدثنا هارون بن أبي هارون العبديّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مَسْلَمَةَ الْجُهَنِيِّ، حَدَّثَنِي هَاشِمٌ الأَوْقَصُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ(14/20)
عُمَرَ يَقُولُ: «مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ فِيهِ صَلاةٌ» [1] قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ ابْنُ عُمَرَ يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَيَقُولُ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَكَذَا رَوَاهُ هَارُونُ عَنْ بَقِيَّةَ، وَخَالَفَهُ أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، حدثنا بقية، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ عَنْ أَبِي جَعْوَنَةَ عَنْ هَاشِمٍ الأَوْقَصِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: «مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَفِي ثَمَنِهِ دِرْهَمٌ مِنْ حَرَامٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ» [2] .
ثُمَّ أَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، خَالَفَهُمَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ فَقَالَ مَا:
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَد الدّمشقي- بها- أَخْبَرَنَا تَمَّامُ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلانَ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ- هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الحراني- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن مَرْوَان بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو يَحْيَى، حدثنا مؤمل بن الفضل، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ جَعْوَنَةَ عَنْ هَاشِمٍ الأَوْقَصِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً مَا دَامَ عَلَيْهِ»
ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ جَعْوَنَةُ بْنُ الحارث العامري.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الآبَنُوسِيُّ- لفظا- حدثنا إبراهيم بن أبي حصين الوادعي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ- بِبَغْدَادَ- حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ.
7353- هارون بن عبد الله بن مروان، أبو موسى البزّار المعروف بالْحَمَّال [3] :
سَمِعَ سفيان بن عيينة، وابن أبي فُدَيْك، وسيار بن حاتم، ومعن بن عيسى، وأبا أسامة وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وأبا عاصم النبيل، وأبا عامر العقدي.
__________
[1] 7352- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/98. ومجمع الزوائد 10/292. ونصب الراية 2/325.
والترغيب والترهيب 2/548. والعلل المتناهية 2/195. ومشكاة المصابيح 2789.
[2] انظر الحديث السابق.
[13] 7353- انظر: تهذيب الكمال 6520 (30/96- 100) والتاريخ الصغير للبخاري 2/378. والمعرفة 1/422. والجرح والتعديل 9/الترجمة 382. وثقات ابن جيان 9/239. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 191. وإكمال ابن ماكولا 3/27. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 96. والجمع 2/551. والمعجم المشتمل، الترجمة 1105، وسير أعلام النبلاء(14/21)
روى عنه ابنه موسى، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم الحربي، وأبو عبد الرحمن النسائي وأحمد بن محمد البراثي، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي وَيحيى بْن صاعد، وكان ثقة حافظًا عارفًا.
أَخْبَرَنِي عَبْد الْغَفَّارِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل أَبُو الْعَبَّاس المؤذن جارنا قال: سمعت هارون بن عبد الله الحمال يقول: جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب عليَّ فقلت: من هذا؟
فقال: أنا أحمد، فبادرت أن خرجت إليه فمساني ومسيته، قلت حاجة يا أبا عبد الله؟ قال: شغلت اليوم قلبي، قلت: بِماذا يا أبا عبد الله؟ قال: جزت عليك اليوم وأنت قاعد تُحَدِّثُ الناس في الفيء، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر لا تفعل مرة أخرى. إذا قعدت فاقعد مع الناس.
حدثت عن أبي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن الفرات قال: أخبرنا الحسن ابن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أَخْبَرَنَا أبو بكر المروذي أنه سأل أبا عبد الله عن هارون الحمّال فقال: أكتب عنه؟ قال: إي والله، قلت: إنهم حكوا عنك أنك سكت حين سألوك، قال: ما أعرف هذا.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الخليل الجلاب قَالَ: وسمعته يعني إبراهيم الحربي- يقول: كان هارون بن عبد الله صدوقًا، لو كان الكذب حلالًا لتركه تنزهًا.
أَخْبَرَنِي الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ- بطرابلس- أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن النسائي قال: هارون بن عبد الله الحمال ثقة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيها مات هارون بن عبد الله الحمال وكان لا يخضب.
__________
- 12/115. وتذكرة الحفاظ 2/478. والكاشف 3/الترجمة 6012. والعبر 1/441.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 109. وتاريخ الإسلام، الورقة 202 (أحمد الثالث 2917/7) .
ونهاية السول، الورقة 405. وتهذيب التهذيب 11/8- 9 والتقريب 2/312. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7628. والمنتظم لابن الجوزي 11/310.(14/22)
أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن خلف البزّار قَالَ: مات هارون بْن عَبْد الله الحمال لعشر مضين من شوال سنة تسع وأربعين ومائتين كذا قَالَ وهو وهم، والصواب سنة ثلاث.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الأُذُنِيُّ- بِمِصْرَ- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ قَالَ: وتوفي هارون بن عبد الله بن مروان البزّار- وكان يلقب بالحمال- سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
7354- هارون بْن مُسْلِم بْن سعدان، الكاتب:
من أهل سر من رأى. حَدَّث عَن مسعدة بْن صدقة العبدي. روى عَنْهُ رجاء بْن يَحْيَى العبرتائي.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عمر بن يحيى العلوي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشيباني، أخبرنا رجاء بن يحيى بن شاذان أبو الحسين العبرتائي الكاتب، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ سَعْدَانَ الْكَاتِبُ- بِسُرَّ مَنْ رَأَى سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ- قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ، وَلا يَحِلُّ لمؤمن أن يأثر على مُؤْمِنٍ- أَوْ قَالَ عَنْ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ- قَبِيحًا» [1] .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يتحدث بِحَدِيثِ أَخِيهِ إِلا أَنْ يَسْتَأْذِنَهُ، إِلا أَنْ يَكُونَ فِقْهًا أَوْ ذِكْرًا بِخَيْرٍ.
7355- هارون بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان، والد أبي حامد الحضرمي:
حَدَّث عَن أصرم بْن حوشب الهمداني. روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا التّنوخيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بْنِ الْفَضْلِ الْبَيِّعِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حدثنا أبي هارون بن عبد الله، حدثنا أصرم بن حوشب، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَأَشَارَ إِلَيَّ مَا صَنَعْتَ؟ وأومأ هشام بيده كيف صنع.
__________
[1] 7354- انظر الحديث في: مسند أحمد 3/342. والسنن الكبرى للبيهقي 10/247. وفتح الباري 11/82. وكشف الخفا 2/277.(14/23)
7356- هارون بن سفيان بن راشد، أبو سفيان المستملي المعروف بِمكحلة:
حدث عن محمد بن حرب الخولاني، وبقية بن الوليد، ويعلى بن الأشدق، ويحيى بن سليم الطائفي. روى عنه إبراهيم بن موسى الجوزي، وعبد الله بن إسحاق المدائني وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، حدثنا هارون بن سفيان المعروف بمكحلة، حدثنا محمّد بن حرب، حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن عمرو بن سُهَيْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» [1] .
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْمَخْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْجَعْدِ- فِي دَرْبِ الآجُرِّ نهر طابق- حدثنا هارون المستملي الكبير مكحلة، حدثنا علي بْنُ الأَشْدَقِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَرَسٍ فَرَكِبَهُ وَقَالَ: «يَرْكَبُ هَذَا الْفَرَسَ مَنْ يَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي» [2] فَرَكِبَهُ أَبُو بكر الصديق.
أخبرنا الحسين بن علي بن عبد الله المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص، حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر بن خشيش، حَدَّثَنَا إبراهيم بن هانئ النيسابوري قال: سمعت هارون المستملي يقول: قال لي أبو نعيم: يا هارون اطلب لنفسك صناعة غير الحديث، فكأنك بالحديث قد صار على مزبلة.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ عَن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: مات هارون مكحلة ببغداد في شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين.
7357- هارون بن سفيان بن بشير، أبو سفيان مستملي يزيد بن هارون، يعرف بالديك [3] :
حدث عن يزيد بن هارون، ومعاذ بن فضالة، وأبي زيد النّحويّ، وزياد بن سهل
__________
[1] 7356- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/170. وفتح الباري 5/103. ومسند أحمد 1/189.
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/156.
[3] 7357- انظر: كتاب الدعاء للطبراني، برقم 2036(14/24)
الحارثي، ومطرف بن عبد الله المديني، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبي نعيم الفضل ابن دكين، وعَبْد اللَّه بْن جعفر الرقي. رَوَى عَنْهُ جعفر بن محمد بن كزال، وعبيد العجل، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا، وعَبْد اللَّهِ بن إسحاق المدائنيّ.
أخبرني الأزجي، حدثنا عمر بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حدثنا هارون بن سفيان المعروف بالدّيك، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَهْلٍ الْحَارِثِيُّ أَبُو سُفْيَانَ- وكان ثقة بمصرنا- قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيَّةُ- وَكَانَتْ أُخْتَ أم معبد ابن خَالِدٍ- قَالَتْ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا. فَقَالَ:
«مَا تَقُولُونَ» ؟ قَالُوا: لا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا. قَالَ: «لَكِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْرَ مَا عَلِمْتُمْ» قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا حَالُهُ؟ قَالَ: «قَبِلَ شَهَادَتَكُمْ فِيهِ وَغَفَرَ لَهُ مَا لا تَعْلَمُونَ» [1] .
قرأت على البرقاني عَنِ المُزَكِّي قَالَ: أَخْبَرَنَا السراجي قال: مات هارون بن سفيان الديك ببغداد سنة إحدى وخمسين.
أخبرنا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن هارون بن سفيان المستملي مات في سنة خَمسين ومائتين. وذكر عبد الباقي فيما بعد أنه مات في سنة إحدى وخمسين، وقال: أَخْبَرَنِي ابنه بذلك.
7358- هارون بْن أَحْمَد، أَبُو القاسم الورداني:
بلخي، نَزَلَ بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنِ النَّضْر بْن شميل. روى عَنْهُ الْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وجدت في كتاب جدي أبي عبيد اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ- بِخَطِّ يَدِهِ- حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَلْخِيُّ الْوَرْدَانِيُّ، أخبرنا النّضر- يعني ابن شميل- أخبرنا عون عن أوفى بن دلهم العدويّ عن معاذ قال: قَالَتْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنَالُ مِنْ وُجُوهِنَا وَهُوَ صَائِمٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وعلي بن أبي علي البصريّ والحسين بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عبد الغفار الفارسي النّحويّ، حدثنا علي بن الحسن بن معدان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، أخبرنا النّضر بإسناده نحوه.
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 2/266.(14/25)
7359- هارون بْنِ مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أبان بْن أبي حمزة، أَبُو مُوسَى الكاتب، المعروف بابن الزَّيَّات:
حَدَّث عَن سُلَيْمَان بْن أبي شيخ. وَمُحَمَّد بْن صالِح بْن النطاح والزبير بْن بكّار، وعمر بْن شبة، وَأَحْمَد بْن أبي خيثمة، ومغيرة بْن مُحَمَّد المهلبي. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد الملك التاريخي، وَعبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري، وَالقاضي المحاملي، والحسين بْن القاسم الكوكبي، وكان ثقة.
قرأت في كتاب القاضي أبي عبيد اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ- بِخَطِّهِ- ثُمَّ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الدارقطني، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتُ الْكَاتِبُ، حدثنا ابن النطاح، حدثني أبو اليقظان سحيم بن حفص، حدثني جويرية بن أسماء، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَحُجَّ وَيَقْبِضَ مَالا لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَخَرَجَ بِمَنْ خَفَّ مَعَهُ فَبَلَغَنِي، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَرَأَيْتُ خَيْلا مَرْبُوطَةً وَآلَةً مِنْ آلَةِ الْحَرْبِ، فَقُلْتُ لَهُ: تُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» [1] .
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْد الله بْن الزبير عَن الزبير، تفرَّد بِهِ أَبُو اليقظان عَن جويرية، ولم يكتبه إلّا القاضي المحاملي.
7360- هارون بن مسعود، أبو موسى الدهان [2] المؤذن:
حَدَّث عَن عَبْد اللَّهِ بْن داود الخريبي، وأبي عتَّاب الدلال، وعلي بْن إسحاق المروزيّ، وزراد بْن سَعِيد الْكِنْدِي الْبَصْرِيّ. رَوَى عَنْهُ أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المطرز، والْحَسَن بْنُ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد المقرئ، وَمُحَمَّد بْن مخلد الدُّوري.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمُطَرِّزُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بن مسعود، حدثنا أبو عتاب الدلال، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التَّسْبِيحُ للرجال، والتصفيق للنساء» [3] .
__________
[1] 7359- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/179. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان 246. وفتح الباري 5/123، 9/661.
[2] 7360- الدهان: هذا يقال لمن يبيع الدهن. (الأنساب 5/377) .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/80. وصحيح مسلم، كتاب الصّلاة 106، 107.(14/26)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أنَّ هارون بْن مَسْعُود مؤذن مسجد دار عُمارة ماتَ فِي سنة ست وستين ومائتين.
7361- هارون بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْعَبَّاس الهاشمي:
حَدَّث عَن إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، وأبي مُوسَى إِسْحَاق بْن مُوسَى الْأنْصَارِيّ، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، وأبي مُصعب الزُّهْرِيّ، وداود بْن سُلَيْمَان الخراساني.
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الملك التاريخي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدثنا هارون بن العبّاس الهاشميّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأنْصَارِيّ قَالَ:
سمعتُ مَعْن بْن عيسى يَقُولُ: إن طالَ بالناس زمانٌ كَانَ كلام مالك مثل رواية ابن عَون وابن سيرين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي- وأَنَا أسمع- قَالَ: وجاءنا الخَبَر بوفاة هارون بْن الْعَبَّاس الهاشمي الْإِمَام، أنّها كانت بالرويثة- وقيل بالعرج-[1] فِي آخر ذي الحجة سنة خمس وسبعين. ثُمَّ حمل فدُفِنَ بالمدينة فِي أول المحرم سنة ست وسبعين، وكان قد استكمل سبعًا وستين سنة، وميلاده كَانَ فِي سنة ثمان ومائتين.
7362- هارون بْن عيسى، المدائني:
حَدَّث عَن إِبْرَاهِيم بْن نافع أظنُّه الجَلاب. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن عُقْدة الحافظ.
7363- هارون بْن عيسى، أَبُو جَعْفَر الهاشمي المنصوري [2] :
والد مُحَمَّد بْن هارون المعروف بابن بُرَيْه. حَدَّث عَن صالِح بْن جميل المَدَني الزَّيَّات، وداود بْن عَمْرو الضَّبي، والْحُسين بْن عَمرو العَنْقزي. رَوى عَنْهُ زكريا بْن يحيى والد القاضي أبي الفرج بن طراوى وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبة الْمُعدل، ودَعْلج بْن أَحْمَد السجستاني.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ فقال: لَيْسَ بالقوي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي طاهر الدقاق، أخبرنا عبد الخالق بن الحسن بن
__________
[1] 7361- في الأصل: «العوج» ، والرويثة والعرج مكانين بين مكة والمدينة.
[2] 7363- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9166.(14/27)
محمّد بن أبي روبة، حدثنا هارون بن عيسى الهاشميّ، حدثنا الحسين بن عمرو العنقزي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ سهيل بن صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا، فَإِنْ عَجَلَتْ بِكَ حَاجَةٌ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالْمَسْجِدِ، وَرَكْعَتَيْنِ فِي أَهْلِكَ» [1] .
7364- هارون بْن عيسى، أَبُو حامد الخيَّاط:
سَمِعَ أَحْمَد بْن حنبل. رَوَى عَنْهُ ابن مخلد.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن طَلْحَة الكَتَّاني، حدثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أخبرنا محمّد ابن مخلد قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن عيسى- أَبُو حامد الخيَّاط- قَالَ: سُئِلَ أَحْمَد بْن حنبل- وأنا شاهد- عَن رجلٍ حَلَف بالطلاق ثلاثًا أن لا يتزوج ما دامت أمه فِي الأحياء؟ قَالَ: إن كَانَ قد تزوَّج لَم آمره أن يُطلق، وإن كَانَ لَمْ يتزوَّج لَمْ آمره أن يتزوَّج. وسأله: ما تقولُ فِي الْمُسْكِر. فَقَالَ: لا آمر أن يشرب مُسْكرًا.
قَالَ ابن مَخْلَد: قَالَ لي هارون بْن عيسى: الَّذِي سأل أَبَا عَبْد الله، ابن عمتك.
قرأتُ فِي كتاب ابن مَخْلَد بِخطه سنة ست وتسعين ومائتين، فيها مات أَبُو حامد هارون بْن عيسى الخياط جارُنا يوم الخميس لثلاث عشرة بَقين من جُمادى الأولى.
7365- هارون بْن أبي هارون، الْمُخَرِّميُّ:
أَخْبَرَنِي محمّد بن طلحة الكتاني، حدثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدثنا هارون بن أبي هارون المخرمي، حَدَّثَنَا أَبُو السَّكَنِ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن السّكن، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: كُنْتُ أجالس بريدة فقالت لي: أَنَّ فِيكَ خِصَالا خَلِيقَ أَنْ تَلِيَ الأَمْرَ، فَإِنْ وَلِيتَهُ فَاتَّقِ الدِّمَاءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْفَعُ عَنْ بَابِ الْجَنَّةِ- بَعْدَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا- بِمِلْءِ مَحْجَمَةٍ مِنْ دَمِ امْرِئٍ مسلم أراقه» [2] .
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجمعة 69. وسنن أبي داود 1131. وإتحاف السادة المتقين 3/274.
[2] 7365- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7/298. والكامل لابن عدي 3/1140. وكنز العمال 39921. والبداية والنهاية 9/62. والجامع الكبير 5506.(14/28)
7366- هارون بْن يوسف بْن هارون بْن زياد، أَبُو أَحْمَد، المعروف بابن مقراض الشطوي [1] :
سَمِعَ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي عُمَر العَدَني، وأبا مروان مُحَمَّد بْن عثمان العثماني، والحسن بْن عيسى بْن ماسرجس النيسابوري، وأبا هِشَام الرفاعي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم، وأبو بكر بن الجعابي، وعبد العزيز بْن جَعْفَر الخرقي، وأبو عبد الله بن العسكري، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، وأبو حفص بن الزيات، وغيرهم.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يَقُولُ: سمعتُ أَبَا بَكْر الإسماعيلي يَقُولُ: أَبُو أَحْمَد هارون بْن يوسف بْن هارون القطيعي كَانَ ثَبْتًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات أَبُو أَحْمَد هارون بْن يوسف بْن هارون الشَّطوي يوم الأربعاء، لأربع عشرة خَلَون من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة.
7367- هارون بْن الْحُسَيْن- وقيل: الْحَسَن- بْن سَعِيد بْن سابور، أَبُو مُوسَى النَّجَّاد:
حَدَّث عَن زيد بْن أخزم الطائي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، والسّريّ ابن عاصم الهمداني، وعلي بْن عبدة التميمي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَحْمَد بْن جَعْفَر الخلال المقرئ، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُوسَى النَّجَّادُ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ فِي جِوَارِ أبي العبّاس بن سابور الدّقّاق- حدثنا محمّد بن عبد الله المخرميّ، حدثنا روح ابن عبادة، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لابْنَتِهِ فَاطِمَةُ: «مالي لا أَسْمَعُكِ بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ تَقُولِينَ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي؟» .
تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ هَارُونُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّجَّادُ بِإِسْنَادِهِ، وَكَذَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْخَلالِ فَسَمَّى أَبَاهُ الْحُسَيْنَ، وَأَمَّا ابْنُ مَخْلَدٍ فَسَمَّاهُ الْحَسَنَ.
__________
[1] 7366- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني برقم 376.(14/29)
7368- هارون بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْن زيد بن درهم، الأزدي:
حدث عن عبّاس الدّوريّ. روى عنه أبو القاسم الطّبريّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمَّادٍ الْقَاضِي، حدثنا العبّاس بن محمّد، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَنِعُ مِنْ شَيْءٍ مِنْ وَجْهِي وَهُوَ صَائِمٌ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ شُعْبَةَ إِلا عَبْد السلام بْن حرب، ولا عَنْهُ إلا أَبُو نُعَيْم تفرَّد بِهِ الْعَبَّاس.
7369- هارون بْن عَلِيّ بْن الحكم، أَبُو مُوسَى الْمُزّوِّق:
سَمِعَ يعقوب بْن ماهان، وأبا عُمَر الدوري، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهري، والحسين بْن علي الصدائي، وزياد بْن أيوب الطوسي. روى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بن المنادي، وَمُحَمَّد بْن حميد المخرمي، وعثمان المجاشي، وعمر بْن أَحْمَد بْن يوسف الوكيل، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على بن المنادي- وأنا أسمعُ- قَالَ: وأبو مُوسَى هارون بْن علي المزوق تُوُفِّيَ ليلة الثلاثاء، ودُفِنَ يوم الأربعاء لاثنتين وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثمائة.
7370- هارون بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو مُوسَى الْعُكْبَريُّ [1] :
رَوى عَن أَحْمَد بْن حنبل مسألة. وحدث عَن أَبِي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، وسَعْدان بْن نَصْر، وغيرهما. رَوى عَنْهُ يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن سهل الخضيب الْعُكبري، وأبو بَكْر بْن بُخَيت الدقَّاق.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن خَلَفِ بْنِ بخيت، أخبرني جدي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هارون بْن عَبْد الرَّحْمَن العكبريّ، حدثنا محمّد بن
__________
[1] 7370- العكبري: بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب 9/28) .(14/30)
المثني، حدَّثَنِي عَبْد السلام بْن هاشم أَبُو عُثمان عَن الْحَسَن بْن حُصَيْن أبي عُبيد الله بْن الْحَسَن قَالَ: رأيتُ طاوسًا مرَّ بَروَّاس بِمكة قد أخرج رأسًا، فلما رآهُ صُعِق.
7371- هارون، أَبُو مُحَمَّد الطَّرْسوسيُّ [1] :
قدمَ بغداد وحدث بِهَا عَن أبي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، وَأَحْمَد بْن بُدَيْل الْكُوفيّ، وأبي أمية الطرسوسي [2] . روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بن عمر السّكّري، حدثنا جدي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ الطَّرَسُوسِيُّ- فِي مَسْجِدِ جامع الرصافة- حدثنا أحمد بن بديل، حدثنا أبو معاوية الضّرير، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانٍ: «اهْجُ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ» [3] .
7372- هارون بْن مُحَمَّد بْن سَعْدان:
حَدَّث عَن عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسي. رَوى عَنْهُ أَبُو حَفْص بْن شاهين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الملك القرشيّ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْخَلِيلِ الْجَلابُ، وَهَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ الْبَغْدَادِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ الزَّبِيدِيُّ. قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَزُورُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ.
قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ» [4] .
7373- هارون بْن صاحب، أبو موسى الآرينجي:
أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، حدثنا أبو موسى هارون بن صاحب الآرينجي- قدم علينا- حدثنا محمّد بن
__________
[1] 7371- الطّرسوسي: هذه النسبة إلى طرسوس وهي بلاد الثغر بالشام (الأنساب 8/231) .
[2] إلى هنا ينتهي الساقط من الصيمصاطية، والتي بدأ السقط فيها من ترجمة 7339.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/136، 5/144، 8/45. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 153، 157. ومسند أحمد 4/302. وفتح الباري 7/416.
[4] 7372- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب البر والصلة 38. ومسند أحمد 2/462.
والترغيب والترهيب 3/363. وإتحاف السادة المتقين 6/176. وأمالي الشجري 2/135.(14/31)
موسى، حدثنا يحيى بن أكثم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: يَا أَهْلَ الْجُمَعِ تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ بَيْنَكُمْ، وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ» .
7374- هارون بْن مُوسَى بْن هارون بْن حيَّان، أَبُو مُوسَى القَزْوينيُّ [1] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَن أَبِي حاتِم الرازي. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْن عُمَر الحربي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ السّكّري، حدثنا جدي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ هارون بن حيّان القزوينيّ، حدثنا أبو حاتم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ- أبو حصين الرّازيّ- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ:
حدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو- وَهُوَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاق الْهَمْدَانِيُّ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ كَانُوا يَصْعَدُونَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ مِنَ الْوَحْيِ فَيَهْبِطُونَ بِهَا إِلَى الأَرْضِ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا تِسْعًا، فَيَجِدُ أَهْلُ الأَرْضِ تِلْكَ الْكَلِمَةَ حَقًّا وَالتِّسْعَ بَاطِلًا، فلا يزالون كذلك، حتى بعث اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمُنِعُوا تِلْكَ الْمَقَاعِدَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لإِبْلِيسَ فَقَالَ: لَقَدْ حَدَثَ فِي الأَرْضِ حَدَثٌ، فَبَعَثَهُمْ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو الْقُرْآنَ فَقَالُوا: هَذَا وَاللَّهِ الْحَدَثُ. وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ.
7375- هارون بْن مُحَمَّد بْن هارون الضّبّيّ، أبو جعفر والد القاضي أبي عَبْد الله الْحُسَيْن بْن هارون:
وهو من أهل عمان سكنَ بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَن صالِح بْن مُحَمَّد بْن مهران الأبلي وغيره. روى عَنْهُ ابنه القاضي أَبُو عَبْد الله.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الدَّارَقُطْنِيّ- وذكر هارون بن محمد بن هارون بْن مُوسَى بْن عُمَرو بْن جَابِر بْن يزيد بْن جَابِر، والد القاضي أبي عَبْد الله الْحُسَيْن بْن هارون الضبي- فقال: يُكْنَى أَبَا جَعْفَر، استولى عَلَى الفضائل، وساد بعمان فِي حداثة سنه ثُمَّ خَرَج عنها فَلقِيَ العلماء، بمكة، والكوفة، والبصرة. ورحل إلى مدينة السلام سنة خمس وثلاثمائة فعلت منزلته عِنْدَ السلطان، وارتفعَ قدره، وانتشرت مكارمه وعطاياه، وانتابه الشعراء من كل موضع، وامتدحوه
__________
[1] 7374- القزويني: هذه النسبة إلى قزوين، وهي إحدى المدائن المعروفة بأصبهان (الأنساب 10/136) .(14/32)
وأكثروا، وأجزلَ صلاتهم، وأنفقَ أمواله فِي بر العلماء والإفضال عليهم، وفي صلات الأشراف من الطّالبين والعبّاسيين وغيرهم واقتناء الكتب المنسوبة، وكان متبرزا فِي العلم باللغة، والشعر، والنحو، ومعاني القرآن والكلام. وكانت داره مجمعًا لأهل العلم فِي كل فن، إلى أن تُوُفِّيَ فِي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
قلت: كَانَ أسلاف الضبي مُلوكُ عُمان فِي قديم الدهر، ويزيد بْن جَابِر أدركَ الْإسْلَام فأسلمَ وَحسُنَ إسلامه، وهو: يزيد بْن جَابِر بْن عامر بْن أسيد بْن سالِم بْن قيم بْن صبح بْن ذهل بْن مالك بْن بكر بْن سعد بن ضبة بن أدد. قيل إن سالِم بْن تَيم أول من دخل عُمان من بني ضبة فتملك بِهَا، ثُمَّ لم يزل ولده من بعده يرثون هناك السيادة والشرف. وأول من انتقلَ منهم هارون بْن مُحَمَّد الضبي.
7376- هارون بْن عيسى بْن السكين بْن عيسى، أَبُو يزيد الشيباني البلدي [1] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بكير الحضرمي، وحميد بْن الربيع الْكُوفيّ، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر، وعبيد الله بْن خليفة البلدي. وقد ذكرنا لَهُ حديثًا فِي باب عُبَيْد الله.
7377- هارون بْن سَعِيد، أَبُو مُوسَى الدعاء [2] :
حَدَّث عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغيرة. حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير المقرئ النجار.
أَخْبَرَنَا ابْنُ بكير، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّعَّاءُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ- بِعَبَّادَانَ سنة أربع عشرة وثلاثمائة- حدثنا أحمد بن الهيثم، حدثنا أبو نصر التّمّار، حدثنا عبيد الله بن عمرو بن زيد بن أبي أنيسة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلاةِ الْفَجْرِ- وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَ جَلِيسَهُ- لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ على كل شيء
__________
[1] 7376- البلدي: هذه النسبة إلى موضعين أحدهما البلد اسم بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب. والثاني منسوب إلى بلد الكرج التي بناها أبو دلف وسماها البلد وأهلها ينتسبون بهذه النسبة (الأنساب 2/287) .
[2] 7377- الدّعّاء: هذا لمن يدعو كثيرا (الأنساب 5/318) .(14/33)
قَدِيرٌ، يَقُولُ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ يَوْمُهُ ذَلِكَ فِي حِرْزِ اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحِرْزٌ عَلَيْهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلا يَنْبَغِي لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ إِلا الإِشْرَاكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [1] .
7378- هارون بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الملك، أَبُو مُوسَى الهاشمي:
حَدَّث عَن القاسم بْن يَحْيَى بْن نَصْر بْن أخي سعدان، والحسين بْن مُحَمَّد بْن عُفَيْر. رَوَى عَنْهُ أَبُو نصر مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي، وذكر أَنَّهُ سَمِعَ منه ببغداد.
7379- هَارُونُ بْنُ عِيسَى بِنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْد العزيز بن عبيد الله ابن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو موسى الهاشمي الخطيب [2] :
سَمِعَ أَبَا الْقَاسِم البغوي، وَأَبَا بَكْر بْن أبي داود، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصَّمَدِ الهاشمي، حَدَّثَنَا عَنْهُ بُشْرَى بْن عَبْد اللَّه الرومي، وَمُحَمَّد بْن عُمر بْن بُكير المقرئ، وأبو طالب عُمَر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، وعبد العزيز بْن علي الأزجي.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عمر بن إبراهيم، أخبرني أبو موسى هارون الهاشميّ الخطيب، حدثنا ابن أبي داود، حدثنا الحسين بن علي بن مهران، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ وَصَبٌ ولا نَصَبٌ، وَلا هَمٌّ وَلا حَزَنٌ، وَلا أَذًى وَلا سَقَمٌ إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا ذُنُوبَهُ» [3] .
قرأتُ بِخط أبي الفضل أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن ذودان الهاشمي: تُوُفِّيَ هارون بْن عيسى بْن المطلب الهاشميّ في شعبان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
7380- هارون بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بن محمد بن أسلم بن زيد بن أسْلم، أَبُو القاسم القطان [4] :
حَدَّث عَن أبي القاسم البغوي، وَأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الأدمي، حَدَّثَنَا عَنْهُ عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وأبو علي بن المذهب.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3474. والترغيب والترهيب 1/303.
[2] 7379- الخطيب: هذه النسبة إلى الخطابة على المنابر (الأنساب 5/151) .
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 6848. وكشف الخفا 2/497.
[4] 7380- انظر: ميزان الاعتدال 4/ترجمة 9149(14/34)
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خلف بن محمد بن أسلم بن زيد بن أسلم القطّان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا خلف بن هشام، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنِّي مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ، أَوْ خَبَّبَ امْرَأَةَ رَجُلٍ أَوْ مَمْلُوكَهُ» [1] .
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُذْهِبِ الْوَاعِظُ- مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ الْعَتِيقِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلافُ الْمَعْرُوفُ بِالْقَطَّانِ- إِمْلاءً من لفظه في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي المقرئ- سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا ضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْفِرَاشُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْتُ أَكْرَمَ أَزْوَاجِكَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «بَلَى يَا عَائِشَةُ» قُلْتُ: فَحَدِّثْنِي عَنْ أَبِي بِفَضِيلَةٍ. قَالَ: «حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الأَرْوَاحَ، اخْتَارَ رُوحَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ بَيْنِ الأَرْوَاحِ، وَجَعَلَ تُرَابَهَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَاءَهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَجَعَلَ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، مَقَاصِيرُهَا فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَسْلُبَهُ حَسَنَةً، وَلا يَسْأَلَهُ عَنْ سَيِّئَةٍ، وَإِنِّي ضَمِنْتُ عَلَى اللَّهِ كَمَا ضَمِنَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَكُونَ لِي ضَجِيعًا فِي حُفْرَتِي، وَلا أَنِيسًا فِي وَحْدَتِي، وَلا خَلِيفَةً عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي إِلا أَبُوكِ يَا عَائِشَةُ، بَايَعَ عَلَى ذَلِكَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَعَقَدْتُ خِلافَتَهُ بِرَايَةٍ بَيْضَاءَ، وَعُقِدَ لِوَاؤُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، قَالَ اللَّهُ لِلْمَلائِكَةِ: رَضِيتُمْ مَا رَضِيتُ لِعَبْدِي؟ فَكَفَى بِأَبِيكِ فَخْرًا أَنْ بَايَعَ لَهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَمَلائِكَةُ السَّمَاءِ وَطَائِفَةٌ من الشياطين يسكنون البحر، فمن لم بقبل هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَبَّلْتُ أَنْفَهُ وَمَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: «حَسْبُكِ يَا عَائِشَةُ. فَمَنْ لست بأمه فو الله مَا أَنَا بِنَبِيِّهِ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَرَّأَ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي فَلْيَتَبَرَّأْ مِنْكِ يَا عَائِشَةُ» [2] .
قُلْتُ: لا يَثْبُتُ هَذَا الْحَدِيثُ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَلَعَلَّهُ شُبِّهَ لِهَذَا الشَّيْخِ الْقَطَّانِ- أَوْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ- مَعَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بن باشاذ البصريّ عن
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/352. والمستدرك 4/298. ومجمع الزوائد 4/332.
وكشف الخفا 2/242. والترغيب والترهيب 1/449، 3/82.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات 1/310. واللآلئ المصنوعة 1/150.(14/35)
سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَابْنُ بَاشَاذَ رَاوِي مَنَاكِيرَ عَنِ الثِّقَاتِ. وقد كَانَ فِي أصل ابن المذهب أحاديث صالحة عَن هارون القطان عَن البغوي وكلها مستقيمة.
وسألتُ ابن المذهب عَنه فقال: كَانَ يسكن دار البطيخ العليا التي عند دار إِسْحَاق ولَم يكن ممن يُظن بِهِ الكذب، ولا تلحقه التهمة لأنه لم يكن ممن يتصدى للحديث ولا يُحْسنه، وكان من أهل القرآن والخير.
7381- هارون بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى، أَبُو القاسم القاضي:
حَدَّث عَن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول الأزرق، وَأَحْمَد بن عثمان ابن يَحْيَى الأدمي، وأبي عُمر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد اللغوي. حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عليّ الأزَجِيّ والقاضي أَبُو عَبْد الله الصَّيْمَري وقال لي الصيمري: سمعتُ منه بباب الطَّاق.
7382- هارون بْن مُوسَى، أَبُو بَكْر المقرئ الدَّقَّاق [1] :
سَمِعَ أَحْمَد بْن سَلْمَان النَّجَّاد، وَأَبَا بَكْر الشافعي، وجَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحكم المؤدب. حدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز الأزجي.
ذكر من اسْمُه هشام
7383- هشام بْن عُروة بْن الزبير بْن العَوَّام، أَبُو المنذر- وقيل: أَبُو عَبْد الله الأسدي الْمَدِينِيّ [2] :
رأى عَبْد الله بْن عُمَر، وجابر بْن عَبْد الله، وأنس بْن مالك، وسَهْل بْن سعد.
وسمع عمه عَبْد الله بْن الزبير، وأباهُ عروة بْن الزبير، ووهب بن كيسان. ومحمّد بن
__________
[1] 7382- الدقاق: هذه النسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه (الأنساب 5/325) .
[2] 7383- انظر: تهذيب الكمال 6585 (30/232) ونسب قريش: 248، وطبقات ابن سعد 7/321، و 9/الورقة 118، وتاريخ الدّوري 2/619، وتاريخ الدارمي، الترجمة 750، وابن محرز، انظر الفهرس، وابن الجنيد، الترجمتان 72، 826، وتاريخ خليفة: 232، 423، وطبقاته 267، 327، وعلل ابن المديني 48، 82، 83، وعلل أحمد، انظر الفهرس، وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2673، وتاريخه الصغير 1/57، 231، و 2/83، 91، وجمهرة نسب قريش 291، وثقات العجلي، الورقة 55، وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 23، والمعرفة(14/36)
المنكدر، وكريبًا مولى ابن عَبَّاس، وابن شهاب الزُّهْرِيّ. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ، وأيوب السختياني، ومالك بْن أنس، وعبيد الله بن عمر السمري، وابن جُريج، وسُفيان الثوري، والليث بْن سعد، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وجماعة سواهم لا يتسع ذكرهم. قدم هشام عَلَى أبي جَعْفَر المنصور بغداد، فأدركه أجله بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن سعيد أكبر من هشام بْن عروة، وقد بلغني أن يَحْيَى بْن سَعِيد يروي عَن هشام بْن عروة. قَالَ هشام بْن عروة: رأيتُ سهل بْن سعد، وجابر بْن عَبْد الله وأنس بْن مالك، وابن عُمَر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن هشام بْن عروة قَالَ: أتي بي إلى عَبْد الله بْن عُمَر، فمسح على رأسي وصلّى عليّ- يقول دعا لي-.
أخبرنا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبّار العطّاردي، حَدَّثَنَا يونس بْن بكير عَن هشام بْن عروة قَالَ: رأيتُ ابن عُمَر لَهُ جمَّة، أظنُّها تضربُ أطرافَ منكبيه.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد أيضا، حدثنا الأصم، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا وكيع عَن هشام بْن عروة قَالَ: رأيتُ جَابِر بْن عَبْد الله وابن عُمَر، ولكل واحد منهما جمة.
__________
- ليعقوب، انظر الفهرس، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي، انظر الفهرس، وتاريخ واسط 88، 201، 214، 129، 253. والجرح والتعديل 9/الترجمة 249، وثقات ابن حبان 5/502، والمراسيل 230، وسنن الدارقطني 1/148، و 4، 240. وسؤالات ابن بكير له، الترجمة 40، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 189. والسابق واللاحق 359. ورجال البخاري للباجي 3/1171. والجمع لابن القيسراني 2/547. وأنساب القرشيين 223، 235، 372، 381. والكامل في التاريخ 4/360، و 5/576، و 6/362، ووفيات الأعيان 6/580. وسير أعلام النبلاء 6/34، وتاريخ الإسلام 6/145. والكاشف 3/الترجمة 6072، وتذكرة الحفاظ 1/144، والعبر 1/62، 206، 265. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 117. ومعرفة التابعين، الورقة 45. وجامع التحصيل، الترجمة 848، ونهاية السول، الورقة 410. وتهذيب التهذيب 11/48- 51، والتقريب 2/319، وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7685. وشذرات الذهب 1/218. والمنتظم 8/100.(14/37)
أخبرنا البرقاني قال: قرئ علي أبي علي بن الصواف- وأنا أسمع- حدثكم جعفر ابن محمّد الفريابي، حدثنا منجاب، أَخْبَرَنَا ابن مُسهر عَن هشام قَالَ: انطلق بي، وبأخ لي يُقال لَهُ مُحَمَّد، إلى عَبْد الله بْن عُمَر، فصعد بنا إِلَيْهِ وهو عَلَى المروة، فأخذنا فأجلسنا فِي حجره وقبلنا، وأنا يومئذ ابن عشر سنين- أو نحو ذَلِكَ- قال: وله جمّة قد فرّقها من مُقدم رأسه ومن مؤخره.
وقال منجاب: أَخْبَرَنَا عليّ بْن مسهر عَن هشام قَالَ: رأيتُ عَبْد الله بْن الزبير إذا صلى العَصر، قام فصفّنا خلفه، فصلى بنا ركعتين.
وقال: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مسهر عَن هشام قَالَ: رأيتُ عَبْد الله بْن الزبير بِمكة يصعد المنبر يوم الجمعة وفي يده عصا، فيسلم، ثُمَّ يجلس عَلَى المنبر ويؤذن المؤذنون، فإذا فرغوا من أذانِهم قام فتوكأ عَلَى العصا فخَطَب، فإذا فرغَ من خطبته جلس من غير أن يتكلم، ثُمَّ يقوم فيخطب، فإذا فرغ من خطبته نَزَل.
أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الصواف، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعتُ عَبْد الله بْن داود يَقُولُ: طلحة بْن يَحْيَى والأعمش وهشام بْن عروة وعمر بْن عَبْد العزيز ولدوا مقتل الْحُسَيْن. قَالَ أَبُو حفص: مقتل الْحُسَيْن سنة إحدى وستين.
أخبرنا التّنوخيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذهبي وَأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الوراق قالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزّبير بن بكّار، حدَّثَنِي مصعب بْن عُثمان عَن المنذر بْن عَبْد الله قَالَ: ما سمعتُ من هشام بْن عروة رفثًا قط، إلا يومًا واحدًا، فإن رجلا من أهل البصرة كَانَ يلزمه قَالَ: يا أَبَا المنذر، نافعٌ مولى ابن عُمَر كَانَ يُفضل أباك عروة عَلَى أخيه عَبْد الله، فقال: كذب نافع وما يُدري نافعًا عاض بظر أمه؟ عَبْد الله والله خيرٌ وأفضل من عروة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن يحيى المزكى، أخبرنا محمّد بن إسحاق السراج، حدثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم، حدثنا موسى، حَدَّثَنَا وُهيب قَالَ: قَدِمَ علينا هشام بْن عروة فكان فينا مثل الْحَسَن وابن سيرين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزّبير بن بكّار، أَخْبَرَنِي عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: قَالَ أميرُ المؤمنين المنصور(14/38)
لِهشام بْن عروة حين دخل عَلَيْهِ هشام: يا أَبَا المنذر تذكرُ يوم دخلت عليك أَنَا وإخوتي الخلائف، وأنتَ تشربُ سويقًا بقصبة يَرَاع، فلما خرجنا من عندك قَالَ لنا أبونا: اعرفوا لِهذا الشيخ حقه، فإنه لا يزال فِي قومكم بقية ما بقي؟ قَالَ: لا أذكرُ ذَلِكَ يا أمير المؤمنين. فلمّا خرج هشام قِيلَ لَهُ: يذكرك أمير المؤمنين ما تمت بِهِ إِلَيْهِ، فتقول: لا أذكره؟ فقال: لم أكن أذكرُ ذَلِكَ. ولم يعودني الله فِي الصدق إلا خيرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، وأخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو بَشْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ- إِمْلاءً فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أنه دخل على أبي جعفر المنصور قال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ:
وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ دَيْنًا مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَبَّ فَتَيَانِ مِنْ فِتْيَانِنَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا أَكْرَهُ فَبَوَّأْتُهُمْ، وَاتَّخَذْتُ لَهُمْ مَنَازِلَ، وَأَوْلَمْتُ عَنْهُمْ ثِقَةً بِاللَّهِ وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ:
فَرَدَّدَ عَلَيْهِ: مِائَةَ أَلْفٍ، مِائَةَ أَلْفٍ؟ اسْتِعْظَامًا لَهَا. ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَعْطِنِي مَا أَعْطَيْتَ وَأَنْتَ طَيِّبُ النَّفْسِ. فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وللمعطى» [1]
قَالَ فَإِنِّي بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ وَالْخَلالُ- قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَخْبَرَنَا وَقَالَ الْخَلالُ: حَدَّثَنَا- مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بن المرزبان، حدثني عبد الرّحمن بن محمّد، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: أَهْوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ إِلَى يَدِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ يُقَبِّلُهَا فَمَنَعَهُ. وقال: يا ابن عروة إنا نكره ذلك، إِنَّا نُكْرِمُكَ عَنْهَا، وَنُكْرِمُهَا عَنْ غَيْرِكَ.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ المديني قال: قال يحيى بن سعيد قال هشام بْن عروة: جلستُ فِي مجلس فِيهِ مجمع من قريش، فحدثت بحديث فأنكره علي بعضهم. فقلتُ: أَنَا سَمِعْتُهُ من أبي، فممن سَمِعْتُهُ أنت؟ فلم يكن عنده حُجَّة. قَالَ يَحْيَى: رأيتُ مالك بْن أنس فِي النوم، فسألته عَن عُبَيْد الله بْن عُمَر فقال
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 16960.(14/39)
شيئًا لا أحفظه، وسألته عَن هشام بْن عروة فقال: ما حَدَّث بِهِ وهو عندنا فهو- أي كأنه يصححه- وما حَدَّث بِهِ بعد ما خرج من عندنا فهو- فكأنه يُوَهِّنه-.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: هشام بْن عُروة كَانَ مالك لا يرضاهُ، وكان هشام صدوقًا تدخلُ أخباره فِي الصحيح. قَالَ ابن خِراش: بلغني أن مالكًا نقمَ عَلَيْهِ حديثه لأهل العراق. قدم الكوفة ثلاث مرات قدمة كَانَ يَقُولُ: حدَّثَنِي أبي قَالَ: سمعتُ عَائِشَة، وقدم الثانية، فكان يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أبي عن عَائِشَة، وقدم الثالثة فكان يَقُولُ: أبي عَن عَائِشَة. سَمِعَ منه بأخرة وكيع، وابن نمير، ومحاضر.
أخبرني الأزهري، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: وهشام بْن عروة ثبتٌ ثقةٌ، لم يُنكر عَلَيْهِ شيء إلا بعد ما صارَ إلى العراق، فإنه انبَسط فِي الرواية عن أبيه [1] ، فأنكرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أهلُ بلده. قَالَ جدي: والذي يرى أن هشامًا يَتسهَّل لأهل العراق، أَنَّهُ كَانَ لا يحدث عَن أَبِيهِ إلا بِما سمعه منه، فكان تسهله أن أرسَلَ عَن أَبِيهِ مما كَانَ يسمعه من غير أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت- يعني ليحيى بْن معين- هشام بْن عروة أحب إليك عَن أَبِيهِ، أو الزُّهْرِيّ؟ فقال: كلاهما، ولَمْ يفضل.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ العجليّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: وهشام بْن عُروة بْن الزبير كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عمرو ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله:
ومات هشام بن عروة هاهنا أو بالكوفة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار قَالَ: وَتُوُفِّيَ هشام بْن عروة بِمدينة السلام عِنْدَ أمير المؤمنين أبي جَعْفَر فِي صحابته، سنة ست وأربعين ومائة.
__________
[1] «عن أبيه» ساقطة من المطبوع والأصل.(14/40)
قَالَ الزبير: حدَّثَنِي شيخ من بني هاشم قَالَ: تُوُفِّيَ هشام بْن عروة ومولى لأمير المؤمنين المنصور لَهُ عنده قدرٌ، فخرج بِهما فِي وقت واحد، فبدأ أميرُ المؤمنين المنصور بِهشام بْن عروة فصلى عَلَيْهِ، وكبر عَلَيْهِ أربع تكبيرات، ثُمَّ صلى عَلَى مولاهُ وكَبَّر عَلَيْهِ خمس تكبيرات. قَالَ الزبير: كَبَّر عَلَيْهِ أربع تكبيرات بالْقُرشية، وكَبَّر عَلَى هذا خمس تكبيرات بالهاشمية.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حدثنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا ابن مهيار- واسمه مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى أَبُو أَحْمَد- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عليل، حدثني عبّاد بن يعقوب، حدَّثَنِي الزبير بْن بكار- وغيره من مشايخنا- قَالُوا: كَانَ هشام بْن عروة قد زار أمير المؤمنين، فتوفي عنده، قَالَ: فخرجَ المنصور للصلاة عَلَيْهِ، وقد تُوُفِّيَ فِي ذَلِكَ اليوم مولى للعباسيين، عظيم القدر عندهم، فأحضر سريره مَعَ سرير هشام، قَالَ: فأمر المنصور بتقديم سرير هشام فصلى عَلَيْهِ وكبر أربعًا، ثُمَّ نحي وقُدم سرير مولاهم، فصلى عَلَيْهِ وكبر خمسًا، ثُمّ قَالَ: صلينا عَلَى هذا برأيه، وعلى هذا برأيه.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: قَالَ أَبُو نعيم: وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم قَالَ: مات هشام بْن عروة سنة خمس وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكنديّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات هشام بْن عروة، وعبد الملك بْن أبي سُلَيْمَان سنة خمس وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا هيثم بن مجاهد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْأزْدِيّ قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن داود يَقُولُ: مات هشام بْن عروة سنة ست وأربعين ببغداد.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الأنصاريّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حدثنا هارون بن حاتم، حَدَّثَنَا عبدة بْن سُلَيْمَان الكلابي قَالَ: مات هشام بْن عروة سنة ست وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد المفيد، أَخْبَرَنَا أبو جعفر محمد بن معاذ الهروي، حدثنا أبو داود السنجي، حَدَّثَنَا الهيثم بْن(14/41)
عدي قَالَ: وهشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام الأسدي تُوُفِّيَ سنة ست وأربعين ومائة ببغداد.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: هشام بْن عروة ابن الزبير يُكنى أَبَا المنذر، قَالَ الهيثم بْن عدي: تُوُفِّيَ ببغداد سنة ست وأربعين ومائة.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط قَالَ: هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام، أمه أم ولد، يُكنى أَبَا المنذر تُوُفِّيَ سنة ست وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: ومات هشام بْن عروة سنة سبع وأربعين ومائة، ويُكنى أَبَا المنذر.
7384- هشام بْن الغاز بْن ربيعة، أَبُو العباس- وقيل: أَبُو عَبْد الله الْجُرشي الشامي [1] :
سَمِعَ عطاء بْن أبي رباح، ونافعًا مولى ابن عُمَر، ومكحولا الدمشقي، وعُبادة بْن نُسَيٍّ، وحَيَّان أَبَا النضر. رَوى عَنْهُ عَبْد الله بْن المبارك، والوليد بْن مُسلم، ووكيع بْن الجراح، وشبابة بْن سوَّار، وغيرهم. نزل هشام بغداد وحدث بِهَا، وولاه المنصور بيت المال.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا الحسين بن
__________
[1] 7384- انظر: تهذيب الكمال 6588 (30/258) . وطبقات ابن سعد 7/468. وتاريخ الدّوري 2/619، وابن محرز، الترجمة 412. وطبقات خليفة 316. وعلل أحمد 1/86، 207، و 2/45. وتاريخ البخاري الكبير 8/الترجمة 2699. وتاريخه الصغير 2/118. والمعرفة ليعقوب 1/294، و 2/377، 394، 458، 459، و 3/28، 355. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 220، 227، 228، 339. والجرح والتعديل 9/الترجمة 257. وثقات ابن حبان 7/569. وثقات ابن شاهين، الترجمة 1530. والسابق واللاحق 362. وسير أعلام النبلاء 7/60. والعبر 1/71/221. والكاشف 3/الترجمة 6075. وتاريخ الإسلام 6/312.
وتذهيب التهذيب 4/الورقة 120. ورجال ابن ماجة، الترجمة 10. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9236. ونهاية السول، الورقة 410. وتهذيب التهذيب 11/55- 56، والتقريب 2/320. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7688. وشذرات الذهب 1/236. والمنتظم 8/172.(14/42)
يحيى بن عيّاش القطّان، حدثنا الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ، حدثنا شبابة، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ عَنْ مَكْحُولٍ، وَعُبَادَةَ بْنُ نُسَيٍّ قَالا: مَرَّ سَلْمَانُ بِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ- وَهُوَ مُرَابِطٌ بِبَعْضِ فَارِسٍ- فَقَالَ: أَلا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ يَكُونُ لَكَ عَوْنًا عَلَى مُرَابَطَتِكَ؟
قَالَ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «رِبَاطُ لَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجِيرَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَجَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [1] .
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرميّ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم أن الْعَبَّاس بْن محمد بن حاتم حدثهم قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان هشام بْن الغاز ببغداد.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدثنا هشام- يعني ابن عمار- حدثنا صدقة بن خالد، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس هشام بْن الغاز الجرشي وهو ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قَالَ أبي: هشام بْن الغاز صالِح الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الوهّاب القرشيّ- بأصبهان- أخبرنا سليمان ابن أحمد بن أيّوب الطّبراني، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألتُ أبي عَن هشام بْن الغاز بْن ربيعة الجرشي فقال: صالِحُ الحديث.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قلتُ لعبد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم: هشام بْن الغاز ما أحسن استقامته فِي الحديث. قَالَ: وكان الوليد يُثني عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: هشام بْن الغاز لَيْسَ به بأس.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: هشام بن الغاز شامي ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/441. والمعجم الكبير للطبراني 6/327. وفتح الباري 12/411. وإتحاف السادة المتقين 10/381. والترغيب والترهيب 2/243. ومشكاة المصابيح 3793.(14/43)
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: هشام بْن الغاز شاميٌّ كَانَ من خيار الناس.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع: أن هشام بْن الغاز مات فِي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح الْبَصْرِيّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا مُعَاويَة بْن صالِح قَالَ: هشام بْن الغاز بْن ربيعة الجرشي، قَالَ أَبُو مسهر: مات قبل سَعِيد- يعني ابن عَبْد العزيز- في سن ست وخمسين، وكان عَلَى بيت مال أبي جَعْفَر.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغَلابي قَالَ: مات هشام بْن الغاز فِي سنة ست وخمسين ومائة، وكان هشام ابن الغاز عَلَى بيت مال أبي جَعْفَر.
7385- هشام بْن لاحق، أَبُو عثمان المدائنيُّ [1] :
حَدَّث عَن عاصم الأحول، ونُعيم بْن حكيم. رَوى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وهشام ابن بهرام المدائنيّ.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ لاحِقٍ- أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ، سنة خمس وثمانين ومائة- حَدَّثَنَا عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ» قَالَ: ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«وَعَلَيْكَ» فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَاكَ فُلانٌ وَفُلانٌ فَحَيَّيْتَهُمَا بِأَفْضَلَ مِمَّا حَيَّيْتَنِي بِهِ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكَ لَنْ- أَوْ لَمْ- تَدْعُ شَيْئًا، قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها
[النّساء 86] فرددت عليك التحية» [2] .
__________
[1] 7385- انظر: ميزان الاعتدال 4/الترجمة 9247.
[2] انظر الحديث في: فتح الباري 2/278(14/44)
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد: سألتُ أبي عَن هشام بْن لاحق فقال: كَانَ يحدث عَن عاصم الأحول. كتبنا عَنْهُ أحاديث، لَمْ يكن بِهِ بأسٌ، ورفع عَن عاصم أحاديث لم تُرفع أسندها إلى سلمان.
حدثنا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: أَبُو عثمان هشام بْن لاحق المدائني لَيْسَ بِهِ بأس.
7386- هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب بْن بشر، أَبُو المنذر الكلبي صاحب النسب [1] :
حَدَّث عَن أَبِيهِ. روى عنه ابنه العبّاس، وخليفة بن خياط، وشباب [العصفري] [2] ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بْن أبي السري، وأبو الأشعث أَحْمَد بْن المقدام، وغيرهم. وهو من أهل الكوفة. قدم بغداد، وَحَدَّثَ بها.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن السائب الكلبي بْن بشر بْن عمرو بْن الحارث بْن عَبْد العزى بْن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر ابن عبد ود بْن كنانة بْن عوف بْن عُذرة بْن زيد اللات بْن رُفَيْدة بْن ثَوْر بْن كلب.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ، حدثنا علي بن محمد بن الجهم الكاتب، حدثنا العبّاس بن الفضل، حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أبي السري- بغدادي- قَالَ: قال لي هشام بن الكلبي: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد، كان لي عم يعاتبني عَلَى حفظ القرآن فدخلت بيتًا وحلفت أن لا أخرج منه حتى أحفظ القرآن، فحفظته فِي ثلاثة أيام ونظرت يوما في المرآة، فقبضت عَلَى لحيتي لآخذ ما دون القبضة، فأخذت ما فوق القبضة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن- صاحب العبّاسي- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد ابن إسماعيل بن محمّد المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن القاسم بْن جعفر الكوكبي، حَدَّثَنَا أَبُو النضر الفقيه قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم: دعاني ابن الكلبي يومًا فأقعدني في
__________
[1] 7386- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/140. وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9237.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(14/45)
بيت خيش فرشه ميساني، وأطعمني فِي يوم حار فجلية ثُمَّ قَالَ لي: لما مات أبي نَدِمَ المأمون أشد ندامة فِي الدُّنْيَا، قلت: أكان عذبه حتى مات؟ قَالَ: لا، قلت: فحبسه فِي ضيق؟ قَالَ: لا، قلت: فإنّما مات حتف أنفه؟ قَالَ: نعم، قلت: فما سببُ ندامته؟ قَالَ:
لا والله ما أدري هكذا حدَّثَنِي سعد غُلامنا.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يَقُولُ: هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي من يحدث عَنْهُ؟ إنّما هُوَ صاحب نسب وسمر، ما ظننت أن أحدا حدّث عنه. بلغني أن هشام بن الكلبي مات فِي سنة أربع ومائتين- وقيل سنة ست ومائتين-.
7387- هشام بْن سَعِيد، أَبُو أحمد البزاز [1] :
طالقاني الأصل سَمِعَ عَبْد الله بْن لهيعة، وأبا عوانة، ومُعاوية بْن سَلام، وحماد بْن زيد، وَمُحَمَّد بْن مُهاجر الْأنْصَارِيّ. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن عَبْد اللَّهِ الحمَّال، وَمُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وأبو بَكْر بْن أبي خيثمة النسائي.
حَدَّثَنَا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أَبُو أَحْمَد هشام بْن سعيد البغداديّ ليس به بأس.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: هشام بْن سَعِيد البزاز يُكنى أَبَا أَحْمَد.
وكان ثقة مات قبل أن يسمع منه الناس.
قلت: أراد أَنَّهُ رَوى شيئًا يسيرًا وعاجله أجله قبل أن تتسع روايته وينتشر حديثه.
7388- هشام بن معدان [2] :
كاتب أبي يوسف القاضي. خرج إلى بلاد المغرب وسكن إفريقية ومات بِها.
__________
[1] 7387- انظر: تهذيب الكمال 6578 (30/209) . وطبقات ابن سعد 7/346. وطبقات خليفة 235. والتاريخ الكبير 8/الترجمة 2810. والكنى لمسلم، الورقة 6. والكنى للدولابي 1/11.
والجرح والتعديل 9/الترجمة 245. وثقات ابن حبان 9/232. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 170. والكاشف 3/ترجمة 6065. وديوان الضعفاء، ترجمة 4468 والمغني 2/ترجمة 6749. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 116. وتاريخ الإسلام، الورقة 162 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 4/الترجمة 9225. ونهاية السول، الورقة 409. وتهذيب التهذيب 11/41. والتقريب 2/318. وخلاصة الخزرجي 3/الترجمة 7678.
[2] 7388- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/308.(14/46)
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن يونس بْن عبد الأعلى المصريّ، حدثني أبي أبو سعيد، حدثني محمّد بن موسى بن النعمان، حدثنا يحيى بن محمّد بن خشيش، حَدَّثَنَا سليمان بن عمران قَالَ: سمعت هشام بن معدان قال:
حضرت أبا العتاهية في مقبرة بغداد وهو ينشد، فقلت له: يا أبا العتاهية ما أشعر ما قلت؟ قال قولي:
الناس في غفلاتِهم ... ورحى المنية تطحن
قال علي: قال أبي أبو سعيد: توفي هشام بن معدان بإفريقية سنة ثلاث عشرة ومائتين.
7389- هشام بْن بَهْرام، أَبُو مُحَمَّد المدائني [1] :
حَدَّث عَن أبي شهاب الحناط، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، وهشام بْن لاحق، وحاتِم بْن إِسْمَاعِيل، وعليّ بْن مسهر، ومعافى بْن عمران، وعبد الله بْن رجاء الْمَكِّيّ. روى عنه عباس الدوري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، وأحمد بن زياد السمسار، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي، وكان ثقة. وذكر عثمان بن خرزاذ أَنَّهُ سَمِعَ منه ببغداد في سنة تسع عشرة وَمائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا عبّاس بن محمّد، حدثنا هشام بن بهرام المدائنيّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ ابن المسيب عن معمّر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَحْتَكِرُ إِلا خَاطِئٌ» [2] .
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرِيِّ النَّهْرَوَانِيُّ، حدثنا علي بن محمّد ابن سعيد الموصليّ، حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِهِ، وَهُوَ أَتَمُّ- قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشافعي، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النّضر، حدثنا هشام بن
__________
[1] 7389- انظر: تهذيب الكمال 6570 (30/117) . والجرح والتعديل 9/الترجمة 225. وثقات ابن حبان 9/233. والمعجم المشتمل، الترجمة 1116. والكاشف 3/الترجمة 6057. وتذهيب التهذيب 4/الورقة 113. ونهاية السول، الورقة 408. وتهذيب التهذيب 11/33. والتقريب 2/317. وخلاصة الخزرجي 3/ترجمة 7669.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساقاة باب 26. وسنن أبي داود 3447. وسنن الترمذي 1267. وسنن ابن ماجة 2153، 2154. ومسند أحمد 6/400.(14/47)