وإيصاله وهم على حماد بن سلمة، لأنَّ حمادًّا إنَّما يرويه عن ثابت عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: كنا نتحدث أنه ما تحاب رجلان في اللَّه، وذلك يحفظ عنه.
فلعل الصفار سها وجرى على العادة المستمرة في ثابت عَنْ أَنَسٍ، واللَّه أعلم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بن عمر السكري قَالَ:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو القاسم البجلي الصفار- الذي كان ينزل المدينة في سكة النعيمية- في رجب سنة سبع وثلاثمائة.
5064- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل بن سعيد ابن أبان، أبو بكر الضبي المحاملي [1] :
سَمِعَ أباه، وأبا بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ النيسابوري وغيرهما. وولي القضاء ببلاد عدة، وحدث شيئًا يسيرًا.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الضّبّي، أَخْبَرَنَا علي بْن عمر الدارقطني الحافظ قَالَ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ- أبو بكر القاضي بن الْقَاضِي، سمع أكثر حديث أبيه وكتب عن أبي بكر النيسابوري وغيره، حدث وكتب عنه.
وقَالَ الدارقطني: ولاه أمير المؤمنين المتقي القضاء على آمد وأرزن، وميافارقين، وما يلي ذلك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ثم ولاه المتقي أيضًا في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة القضاء على طريق الموصل، وقطربل، ومسكن، ونهر بوق، والذيب [2] ، وغير ذلك. وولاه المطيع في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة القضاء على الموصل، والحديثة وما يتصل بذلك، ثم ولاه المطيع أيضًا القضاء على حلب، وأنطاكية، وأعمالهما. ثم ولاه الطائع بالله- في أيام عضد الدولة- القضاء على ديار بكر، آمد وأرزن، وميافارقين، وأرمينية، وأعمال ذلك. وكان عفيفًا نزهًا فقيهًا، يسلم الناس من يده ولسانه، توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
5065- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو مُحَمَّد الخلال، يعرف بابن الشيلماني [3] :
سمع عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد البغوي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ التمار الَّذِي رَوَى
__________
[1] 5064- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/283.
[2] هكذا في الأصل، وحذفها ابن الجوزي في المنتظم.
[3] 5065- الشيلماني: هذه النسبة إلى شيلمان، وهي بلدة من بلاد جيلان (الأنساب 7/475) .(9/447)
عن يَحْيَى بن معين، وأبا بَكْر بن مجاهد المُقْرِئ، ومُحَمَّد بن مَخْلَد الدوري. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، وأبو الفتح العطار قطيط، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، ومُحَمَّد بْن علي بن الفتح.
أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ- مِنْ أصل كتابه- حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الخلّال، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثني جدي أحمد بن منيع، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ هُشَيْمِ بْنِ يَعْلَى عن عطاء عن عمارة بن حدير عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» [1]
. قَالَ الْعَتِيقِيُّ: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ الْخَلالُ- إِمْلاءً- وَذَكَرَ فِيهِ صَخْرًا الْغَامِدِيَّ.
قُلْتُ: قَدْ وَهِمَ الْخَلالُ فِي ذَلِكَ، لِأَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ الْبَغَوِيَّ ما كان يذكر صخرا وإَّما ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الرَّازِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ.
سألت العتيقي عن الخلال فقَالَ: كان ثقة صحيح الأصول، يسكن سوق العطش.
5066- عبد اللَّه بن الْحُسَيْن، أبو المظفر النحوي:
حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد- أخو الخلال- عَن أَبِي سعيد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال: عبد اللَّه بن الْحُسَيْن النحوي أبو المظفر يعرف بالبغداديّ، وهو مرزوي الأصل نشأ ببغداد، سكن سَمرقند ومات بِها، كان يذكر أنه كتب ببغداد عن مشايخها، ولم نر عنده أصلًا، ولكنه أنشدنا عن أبي الطيب المتنبي.
5067- عبد اللَّه بن الْحُسَيْن بن حسنون، أبو أَحْمَد المقرئ:
سكن مصر وأقرأ القرآن بها. وقَالَ لي يوسف بن رباح البصري:
قرأت عليه بِمصر ختمات كثيرة بروايات عدة، قَالَ: وكان قرأ عَلَى أَبِي العباس أَحْمَد بْن سهل الأشناني، ومُحَمَّد بن هارون التمار، وابن شَنَبوذ، وأبي بكر بن مجاهد.
وأنشدنا ابن رباح. قَالَ: أنشدنا أبو أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون المقرئ البغدادي- بِمصر-. قَالَ: أنشدنا عبد اللَّه بن المعتز لنفسه:
جس كفي فقَالَ عشقًا طبيبي ... ويحه من أخي علاج مصيب
فزجرت الطبيب سرًّا بعيني ... ثم ناجيته بحق الصليب
لا تقل لوعة الهوى قتلته ... فينالون بالدعا من حبيبي
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1212. وسنن أبي داود 2606. وسنن ابن ماجة 2236، 2237، 2238. ومسند أحمد 3/416، 17، 432، 4/384، 390، 391.
وكشف الخفا 1/214، 342.(9/448)
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري- حفظًا- قَالَ: قَالَ لي أبو القاسم علي بن عبيد اللَّه بن مُحَمَّد العنَّابِي البزاز: كنا يوما عند أبي أَحْمَد المقرئ البغدادي، فحَدَّثَنَا عن أَبِي العلاء مُحَمَّد بن أَحْمَد بن جعفر الوكيعي- ثم اجتمعت بعد ذلك مع أبي مُحَمَّد عبد الغني بن سعيد فذكرت له ذلك فاستعظمه وكبر عليه، وقَالَ لي: سله متى سَمِعَ منه؟ وأين سمع منه؟ فرجعنا إلى أبي أَحْمَد فسألته فقَالَ: سمعت منه بِمكة في موسم سنة ثلاثمائة، فعدت إلى عبد الغني فأخبرته، فقَالَ: أبو العلاء مات بِمصر في أول هذه السنة، يسمع منه في الموسم في آخرها؟! ثم عبرت معه بعد مدة في الجامع وأبو أَحْمَد قاعد يقرئ. فقلت له: ألا تسلم عليه؟ فقَالَ لي: لا أسلم على من يكذب في حديث رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولا أحب أن أنظر إليه.
قَالَ الصوري: وقد ذكر أنه قرأ على مُحَمَّد بن يَحْيَى الكسائي الصغير، وبلغني أنه كتب في ذلك إلى بغداد يسأل عن وفاة الكسائي، فكان الأمر في ذلك بعيدًا.
قَالَ يوسف بن رباح: توفي أبو أَحْمَد بن حسنون بمصر في سنة ست- أو سبع- وثلاثمائة، الشك من ابن رباح.
5068- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن هارون، أبو مُحَمَّد الأنباري، يعرف بابن البزاز:
سَمِعَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وأبا بَكْر النيسابوري، وإِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس الوراق، وإِبْرَاهِيم بْن حماد القاضي، ومحمّد بن سليمان النعمائي، ويعقوب ابن إبراهيم المعروف بالجراب، وأبا بكر بن الأنباري النحوي، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَيوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وغيرهم. حَدَّثَنِي عَنْهُ الْحُسَيْن بْن علي الطناجيري، وكان مستقيم الحديث.
أخبرني الطّناجيريّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ- الْمَعْرُوفُ بِابْنِ البزّاز الأنباريّ بها- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد النّيسابوري، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدِ عنِ سُفْيَانَ عَنْ عمرو عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدَّخِرُ قُوتَ سَنَةٍ.(9/449)
5069- عبد اللَّه بن الْحُسَيْن، أبو مُحَمَّد النيسابوري الفقيه على مذهب أبي حنيفة، يعرف بالناصحي:
كَانَ قاضي القضاة بِخراسان، وقدم بغداد حاجًّا في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وحدث بها عَنْ بشر بْن أَحْمَد الإسفراييني، وأبي عمرو بْن حمدان، وأبي أَحْمَد الحافظ، ونحوهم. سمع منه رفيقي عَلِيّ بْن عَبْد الغالب الضراب وغيره، وكان ثقة دينًا صالِحًا.
5070- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أبو بشر الخطيب السجستاني:
قدم علينا حاجًّا وحدث عن زيد بن رفاعة، وأبي نصر أَحْمَد بن الحسن بن محمّد ابن علي بن الشاه الْمَرْوَزِيّ. كتبت عنه وكان صدوقًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحسين- في سنة خمس عشرة وأربعمائة عند صدره من الحج- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الْهَاشِمِيُّ، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الله بن المعتز، حدّثنا عفان بن مسلم، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَكْمُلُ الإِيمَانُ بِاللَّهِ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ، التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللَّهِ، وَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَالصَّبْرُ عَلَى بَلاءِ اللَّهِ، إِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ» [1]
. هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَابْنُ الْمُعْتَزِّ لَمْ يَكُنْ قَدْ وُلِدَ فِي وَقْتِ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ فَضْلا عَنْ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْهُ، وَأَرَاهُ مِنْ صَنْعَةِ زَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ فَإِنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
5071- عبد اللَّه بن الْحُسَيْن بن عثمان بن الْحَسَن، أبو مُحَمَّد الهمذاني الخباز [2] :
وهو أخو مُحَمَّد وكان الأكبر، سَمِعَ أَبَا الْحَسَن الدارقطني، وَأَبَا الْقَاسِم بْن حبابة.
كتبت عَنْهُ وَكَانَ صدوقا.
__________
[1] 5070- انظر الحديث في: الفوائد المجموعة 453. وتنزيه الشريعة 1/152. وإتحاف السادة المتقين 9/678. وتخريج الإحياء 4/348.
[2] 5071- الخبّاز: هذه النسبة إلى الخبز وخبزه وبيعه (الأنساب 5/34) .(9/450)
أخبرنا عبد الله بن الحسين الهمذاني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد ابن القاسم بن زكريّا، حدّثنا عبّاد بن يعقوب، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ: بِظَنِينَ سَأَلْتُهُ عَن مولده فقَالَ: في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
ومات فِي يوم الخميس ودفن يوم الجمعة السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة أربعين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بالشام.
5072-[1] عبد اللَّه بن حماد بن أيوب بن موسى، أبو عبد الرحمن الآملي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عَنْ عَبْد الغفار بْن دَاوُد الحراني، وأبي الجماهر مُحَمَّد بْن عُثْمَان الدمشقي. رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي.
دَفَعَ إِلَيَّ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ كِتَابَ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ- فَقَرَأْتُ فِيهِ بِخَطِّهِ- ثُمَّ
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أَمَةُ الْوَاحِدِ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَيُّوبَ بن موسى- أبو عبد الرّحمن الأيلي- حدّثنا عبد الغفار بن داود، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: أَتَعْتَمِرُ الْمُطَلَّقَةُ وَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَوْ تَحُجُّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ:
أتتربصان حَيْثُ أَرَادَتَا؟ قَالَ: لا. قَالَ جَابِرٌ: وَأَخْبَرَتْنِي خَالَتِي أَنَّهَا طُلِّقَتِ الْبَتَّةَ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَخْرُجَ تُجِدُّ نَخِيلَهَا، فَزَجَرَهَا رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «بَلَى تَجِدِّي نَخْلَكِ، فَعَسَى أَنْ تَصَدَّقِي وَتَفْعَلِي مَعْرُوفًا»
. 5073- عبد اللَّه بن حماد، القطيعي:
حدث أَحْمَد بْن نصر الذارع عنه عَن أَحْمَد بن حنبل، والذارع غير ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذّارع، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْقَطِيعِيُّ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حدّثنا
__________
[1] 5072- انظر: تهذيب الكمال 3232 (14/429) . وثقات ابن حبان 8/369 والجمع 1/268 والأنساب 1/107 والمعجم المشتمل، 469 ومعجم البلدان 1/69- 70. وسير أعلام النبلاء 12/611. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 139. والكاشف 2/ترجمة 2715. وتاريخ الإسلام، الورقة 115 (أوقاف 5882) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 260. ونهاية السول، الورقة 166. وتهذيب التهذيب 5/190. والتقريب 1/410. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3457.
[2] في المطبوعة: «الأيلي» تحريف.(9/451)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ادَّخَرَ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ قُبَّةً مِنْ يَاقُوتَةٍ بَيْضَاءَ، مُعَلَّقَةً بِالْقُدْرَةِ، يَتَخَرَّقُهَا رِيَاحُ الرَّحْمَةِ، لِلْقُبَّةِ أَرْبَعَةُ آلافِ بَابٍ، يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِلا حِجَابٍ»
. هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ، وَمِنْ حَدِيثِ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، وَمِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. لا أَعْلَمُ رَوَاهُ سِوَى الذَّارِعُ عَنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، وَهُمَا مَجْهُولانِ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عِنْدِي عَلَى الذَّارِعِ وَأَنَّهُ مِمَّا صَنَعَتْهُ يَدَاهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
5074- عبد اللَّه بن حمدويه بن صالح، أبو مُحَمَّد الضرير النهرواني:
حَدَّثَ عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَةَ، ومحمد بن الصباح- أراه الجرجرائي- وأحمد ابن عبد الصمد الأنصاري النهرواني. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وَالقاضي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الذهلي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطّستيّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ صالح النهرواني الضّرير، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَنَحْنُ جُنُبَانِ.
5075-[1] عبد اللَّه بن حمدويه [2] ، أبو مُحَمَّد البغلاني:
قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن آدم الْمَرْوَزِيّ، وعن إِسْمَاعِيل بن العباس، شيخ روى عَنْ أَبِي نُعَيْم الفضل بْن دُكين- رَوى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وأَحْمَد بْن جعفر بن سلم الختلي.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ سَلْمٍ: حَدَّثَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَغْلانِيُّ- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَوَيْهِ- جَارُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إسماعيل بن العبّاس، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ، فَقَعَصَهُ قَالَ- يَعْنِي مَاتَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ خَارِجًا رَأْسَهُ، وَلا تُمِسُّوهُ طِيبًا فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» [3] .
__________
[1] 5075- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/257.
[2] في الأنساب: «بن حمويه» .
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(9/452)
5076- عبد اللَّه بن حكيم، أبو بكر الداهري [1] :
حدث عَنْ يوسف بْن صهيب، وشبيب بْن بشر، وهشام بْن عروة، وحجاج بْن أرطأة، وعطاء بْن عجلان. روى عَنْهُ الوليد بْن صالِح النخاس، وموسى بْن دَاوُد الضبي، وسعيد بْن سُلَيْمَان، وعمرو بْن عون الواسطيان، وجبارة بْن مغلس الحماني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ السَّرَّاجِ- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أبو أمية الطرسوسي، حدّثنا الوليد بن صالح النخاس، حدّثنا أبو بكر الداهري، حدّثنا عطاء بن عجلان عن نعيم عن أَبِي هِنْدٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءِ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ الْجُهَلاءِ، وَلِيُقْبِلَ النَّاسُ إليه بوجوههم، فله النار» [2]
. أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق. قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمر بن سلم الحافظ، حدّثنا محمّد بن حفص، حدّثنا حاتم بن الليث، حدّثنا سعيد بن سليمان، حَدَّثَنَا أبو بكر عبد اللَّه بن حكيم الداهري- ببغداد في باب الطاق إملاء- حَدَّثَنَا يوسف بن صهيب فذكر عنه حديثًا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- يعني ابن المديني- وسئل عَنْ أَبِي بَكْر الداهري فقَالَ: لَيْسَ بشيء، لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: أَبُو بَكْر الداهري لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد اللَّه الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن معين وسألته عن أبي بكر الداهري فقَالَ: ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكيّ، حَدَّثَنَا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أبو الجهم المشغراني.
وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي، حدّثنا القاسم بن
__________
[1] 5076- انظر: الأنساب، للسمعاني 5/265. وميزان الاعتدال 2/ت 4276.
[2] انظر الحديث في: سنن الدارمي 1/104. ومجمع الزوائد 1/184. والترغيب والترهيب 1/116. وإتحاف السادة المتقين 1/350، 7/471.(9/453)
عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو بكر الداهري كذاب. زاد البرقانيّ: مصرح.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: أَبُو بَكْر الداهري متروك الحديث.
أخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: عَبْد اللَّه بْن حكيم الداهري متروك الحديث.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن بندار الزاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: عبد الله بْن حكيم الداهري متروك، يتكلمون فِيهِ.
5077- عبد اللَّه بن حاضر بن الصباح، يلقب عبدوس:
رازي الأصل. حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وشاذ بْن فياض البصريين، وقبيصة بْن عتبة الْكُوفِيّ، وإبراهيم بْن مُوسَى الفراء الرازي. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن ناجية، ومُحَمَّد بْن يوسف بْن بشر الهروي، وأبو بَكْر الشافعي.
وذكره الدارقطني فقَالَ: لَيْسَ بالقوي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بن نصر السيوري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَاضِرٍ الرَّازِيُّ- ببغداد- حدّثنا الأنصاريّ، حدّثنا بهز ابن حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي كُلِّ إِبِلٍ سَائِمَةٍ، حِسَابُهَا فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ، لا تُفَرَّقُ إِبِلٌ عَنْ حِسَابِهَا، مَنْ أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا كَانَ لَهُ أَجْرٌ، وَمَنْ مَنَعَهَا كانت [يعني الزكاة] [1] شَطْرُ مَالِهِ عَزْمَةً مِنْ عَزَمَاتِ رَبِّنَا، لا يَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ مِنْهَا شَيْءٌ» [2]
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الشّافعيّ، حدّثنا عبد الله بن حاضر البغداديّ، حدّثنا شاذ بن فياض، حدّثنا عمر بن
__________
[1] 5077- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الضحايا باب 19. وسنن النسائي، كتاب الفرع والعتيرة باب 2، 3. وسنن ابن ماجة 3167. ومسند أحمد 1/75، 76.(9/454)
إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى امْرَأَةٍ لا تَشْكُرْ لِزَوْجِهَا، وَلا تَسْتَغْنِي بِهِ» [1]
. 5078- عبد اللَّه بن حمويه بن منصور، النِّيسَابُورِيّ:
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن حفص بْن عَبْد اللَّه السلمي. روى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّوَيْهِ بْنِ مَنْصُورٍ النّيسابوري- قدم الحج- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النيسابوري، حدّثني أبو خالد إبراهيم ابن سالم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ فِي نَعْلَيْكَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَضَعْهُمَا تَحْتَ قَدَمَيْكَ، وَلا تَضَعْهُمَا عَنْ يَمِينِكَ وَلا عَنْ يسارك فتؤذي الملائكة والناس، وإذا وضعتهما بَيْنَ يَدَيْكَ كَأَنَّمَا بَيْنَ يَدَيْكَ قِبْلَةٌ» [2]
. 5079- عبد اللَّه بن حفص بن عمر، أبو مُحَمَّد الوكيل:
من أهل سر من رأى. حَدَّث عَن سويد بْن سَعِيد، وأبي بَكْر بْن أبي شيبة، وسريج ابن يونس. روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن عدي، وأَبُو بَكْر الإسماعيلي الجرجانيان، وكان غير ثقة.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، حدّثنا عبد الله بن حفص ابن عُمَرَ الْوَكِيلُ- أَبُو مُحَمَّدٍ بِسُرَّ مَنْ رَأَى- حدّثنا عبد الله بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى جَخَّى.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدّثنا عبد الله ابن حفص الوكيل، حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا هشيم بن بشر، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا أَفْتَقِدُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي غَيْرَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، لا أَرَاهُ ثَمَانِينَ عَامًا- أَوْ سَبْعِينَ عَامًا-، فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ثَمَانِينَ عَامًا- أَوْ سَبْعِينَ عَامًا- يُقْبِلُ إِلَيَّ عَلَى نَاقَةٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، حشوها من
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 7/294. والمستدرك 2/190، 4/174.
ومجمع الزوائد 4/309.
[2] 5078- انظر الحديث في: كنز العمال 21039.(9/455)
رَحْمَةِ اللَّهِ، قَوَائِمُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ، فَأَقُولُ مُعَاوِيَةُ؟ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ أَيْنَ كُنْتُ مِنْ ثَمَانِينَ عَامًا، فَيَقُولُ فِي رَوْضَةٍ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ يُنَاجِينِي وَأُنَاجِيهِ وَيُحَيِّينِي وَأُحَيِّيهِ، وَيَقُولُ هَذَا عِوَضٌ مِمَّا كُنْتَ تُشْتَمُ فِي دَارِ الدُّنْيَا» [1]
. هذا حديث باطل إسنادًا ومتنًا، ونراه مما وضعه الوكيل، وأن إسناده رجاله كلهم ثقات سواه.
5080- عبد اللَّه بن أَبِي الحجاج بن أَبِي حبيب، أبو مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الْمَدِينِيّ:
قدم بغداد وحدث بِها عَنْ أَبِي مصعب أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الزُّهْرِيّ، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الزبيري الخالدي، وبكر بن أخت الواقدي. روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن عدي، وأبو بَكْر الإسماعيلي الجرجانيان.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الْمَدِينِيُّ- بِبَغْدَادَ إِمْلاءً مِنْ كِتَابِهِ بانتقاء أبي طالب- حدّثنا بكر بن عبد الوهّاب بن أخت الواقدي، حدّثنا محمّد بن عمران الواقدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: كان الحمار [الوحشي] [2] الَّذِي أَهْدَى الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَذْبُوحًا.
5081- عبد اللَّه بن حنبل بن إسحاق بْن حَنْبَل، الشيباني:
حَدَّث عَنْ أَبِيهِ. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الخلال الحنبلي.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا عبد العزيز بْن جعفر الفقيه- فيما أجاز لنا روايته عنه- حدّثنا أبو بكر الخلّال، أخبرني عبد الله بن حنبل، حَدَّثَنِي أَبِي حنبل بْن إِسْحَاق قَالَ: قلت لعمي فِي القصاص؟ فقَالَ: القصاص الذين كانوا يذكرون الجنة والنار، والتخويف، ولهم نية وصدق الحديث فأما هَؤُلَاءِ الذين أحدثوا وضع الأخبار والأحاديث الموضوعة فلا أراه. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: ولو قلت إن هَؤُلَاءِ أيضًا يسمعهم الجاهل، والذي لا يعلم ولعله ينتفع بكلمة، أو يرجع عَنْ أمر كأن، أما عَبْد اللَّه كره أن يمنعوا وقَالَ: ربما جاءوا بالأحاديث الصحاح.
__________
[1] 5079- انظر الحديث في: الموضوعات 2/23. وتنزيه الشريعة 2/7. واللآلئ المصنوعة 1/220.
والفوائد المجموعة 406.
[2] 5080- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/456)
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه أيضًا: لا أحب لَهُ أن يمل الناس، ولا يطيل الموعظة إذا وعظ.
رَأَيْت فِي موضع آخر رواية للخلال عَنِ ابن حنبل هذا، إلا أنّهُ سماه عبيد اللَّه، فاللَّه أعلم.
حرف الخاء من آباء العبادلة
5082- عبد الله بن خيران، أبو محمّد البغداديّ [1] :
كوفي الأصل. سَمِعَ شُعْبَة بْن الحجاج، وعبد الرّحمن المسعودي. روى عنه أحمد ابن حرب المعدّل، وعيسى بن عبد الله رغاث، وَمحمد بْن غالب التمتام.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّازُ، حدّثنا محمّد ابن غالب، حدّثنا عبد الله بن خيران، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، ونَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ.
تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْرَانَ عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ عَنِ ابْنِ خَيْرَانَ. رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ وَغَيْرُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ فِي قِصَّةِ الْحُمُرِ حَسْبُ. وَقَدْ رَوَى ابْنُ خَيْرَانَ أَيْضًا عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثَ أَبِي إِسْحَاقَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو العقيلي قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بن أخت غزال، حدّثنا عبد الله بن خيران البغداديّ، حَدَّثَنَا المسعودي بحديث ذكره.
قَالَ العقيلي: عَبْد اللَّه بْن خيران بغدادي لا يتابع عَلَى حديثه.
قلت: قد اعتبرت من رواياته أحاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدل عَلَى ثقته واللَّه أعلم.
5083- عبد اللَّه بن خالد بن يزيد، اللؤلؤي البصري:
حدث بسر من رَأَى عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر غندر، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى
__________
[1] 5082- «البغدادي» ليست في الأصل وأضفناها من سند الرواية بالترجمة.(9/457)
السامي، وروح بْن عبادة، وعَنْ أَبِيهِ خَالِد بْن يزيد. روى عَنْهُ أَبُو الأحوص مُحَمَّد بْن نصر الأثرم، وقاسم بْن زكريا المطرز ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويَحْيَى بْن صاعد، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ اللؤلؤي- بالعسكر سنة تسع وأربعين ومائتين- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: غَلا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: لَوْ قَوَّمْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُقَوِّمُ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أُفَارِقَكُمْ حِينَ أُفَارِقَكُمْ وَلا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهَا فِي نفس ولا مال» [1]
. حرف الدّال من آباء العبادلة
5084- عَبْد اللَّه بْن دُكَيْن، أَبُو عُمَر الْكُوفِيّ [2] :
ذكر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم أنّهُ سكن بغداد وحدث عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن علي. روى عَنْهُ سَعِيد بْن سُلَيْمَان سعدويه، ومُحَمَّد بْن الصباح الدولابي.
قلت: وحدث أيضًا عَنْ كثير بْن عُبَيْد صاحب أَبِي هُرَيْرَةَ، وعن القاسم بْن مهران. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن بَكار بْن الريان، وبشر بْن الوليد الكندي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا الحسن بن سلام السواق، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا عبد الله بن دكين، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، ولا مدمن خمر» [3] .
__________
[1] 5083- انظر الحديث في: سنن الترمذي 1314. وسنن أبي داود 3451. وسنن ابن ماجة 2200. ومسند أحمد 3/286.
[2] 5084- انظر: تهذيب الكمال 3250 (14/469) . وتاريخ الدوري 2/304. والتاريخ الكبير 5/ت 225. والجرح والتعديل 5/ت 225. والكامل لابن عدي 2/الورقة 147. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 83. وديوان الضعفاء، ترجمة 2161. والمغني 1/ت 3157. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 142. وميزان الاعتدال 2/ت 4296. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 264.
ونهاية السول 168. وتهذيب التهذيب 5/201. والتقريب 1/413. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3476.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/203، 6/441. وفتح الباري 10/415.(9/458)
أخبرني الطّناجيريّ، حدّثنا عليّ بن عمر الحرمي، حدّثنا عيسى بن سليمان الورّاق، حدّثنا بشر بن الوليد، حدّثنا عبد الله بن دكين، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِبٍ: سِتَّةٌ لا يَأْمَنُهُمْ مُسْلِمٌ: الْيَهُودِيُّ، وَالنَّصْرَانِيُّ، وَالْمَجُوسِيُّ، وَشَارِبُ الْخَمْرِ، وَصَاحِبُ الشِّطْرَنْجِ وَالْمُتَلَهِّي بِأُمِّهِ. قَالَ ابْنُ دُكَيْنٍ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمُتَلَهِّي بِأُمِّهِ؟ قَالَ: الَّذِي يَقُول: أُمُّهُ زَانِيَةٌ إِنْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُول: وعبد اللَّه بْن دكين كوفي لَيْسَ بِهِ بأس. قلت ليَحْيَى: عَبْد اللَّه بْن دكين هذا بينه وبين أبي نعيم قرابة؟
قَالَ: لا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر، حَدَّثَنَا [مُحَمَّد بْن] [1] عدي الْبَصْرِيّ- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَنْ عَبْد اللَّه بْن دكين فقَالَ: بلغني عَنْ أَحْمَد بْن حنبل أنّهُ وثقه.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: عَبْد اللَّه بْن دكين ضعيف.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة: عَبْد اللَّه بْن دكين؟
قَالَ: ضعيف الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد المستملي قَالَ: قرأت على مُحَمَّد بن جَعْفَر الشروطي عَنْ أَبِي الفتح مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحافظ قَالَ: عَبْد اللَّه بْن دكين ضعيف.
5085- عبد اللَّه بن داهر بن يَحْيَى، أبو سليمان- وقيل: أبو يَحْيَى- الرازي، يعرف بالأحمري [2] :
قدم بغداد وحدث بها عَن أَبِيهِ، وعبد اللَّه بْن عَبْد القدوس، وعمر بْن جميع. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن علي الخراز، وفضل بْن سهل الأعرج، وصالح بن مُحَمَّد بْن جزرة، ومُحَمَّد بْن غالب التمتام، وموسى بْن هارون الحافظ، وأَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وأحمد ابن يَحْيَى الحلواني، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 5085- الأحمري: هذه النسبة إلى أحمر، وظني أنه بطن من الأزد (الأنساب 1/145) .(9/459)
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغويّ، حدّثنا أحمد بن عليّ الخراز، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاهِرِ بْنِ يَحْيَى الرّازيّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبَايَةَ الأَسَدِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ يَقُولُ: «هَذَا أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يَقُول: سئل يَحْيَى بْن معين عَنِ ابن داهر- رَجُل من أهل الري- قَالَ: لَيْسَ بشيء، ما يكتب عَنْهُ إنسان فِيهِ خير، وذكر أهل بغداد فقَالَ: شر قوم يكتبون عَنْ كل أحد.
قرأت فِي أصل كتاب أَبِي الْحَسَن بْن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا محمد بن العباس الضبي الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: عَبْد اللَّه بْن داهر بْن يَحْيَى الأحمري الرازي شيخ صدوق.
قلت: وقيل إن داهر أبَاهُ اسمه مُحَمَّد، ولقبه داهر واللَّه أعلم.
5086- عَبْد اللَّه بْن دَاوُد بْن مكرم بْن مُحَمَّد، يُعرف بابن البازيار:
حدث عَنْ أَبِي همام الوليد بْن شجاع. روى عَنْهُ عَبْد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
حرف الرّاء من آباء العبادلة
5087- عبد اللَّه بن روح بن عبد اللَّه بن زيد- وقيل عبد اللَّه بن روح بن هارون أبو أَحْمَد المدائني المعروف بعبدوس [1] :
سَمِعَ يَزِيد بْن هارون، وشبابة بْن سَوَّار، وأبا بدر شجاع بْن الوليد، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وعاصم بْن علي. روى عَنْهُ الْقَاضِي المحاملي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الحافظ، ومُحَمَّد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وحمزة بْن مُحَمَّد الدهقان، وأَحْمَد بْن الفضل بْن خزيمة، ومكرم بْن أَحْمَد، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِيان، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بَكْر الشافعي.
وقَالَ الدارقطني: لَيْسَ بِهِ بأس.
__________
[1] 5087- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/262.(9/460)
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حدّثنا عبد الله بن روح المدائني، حدّثنا شبابة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شقيق عن سفيان بن عبد الله عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرَنِي بِأَمْرٍ فِي الإِسْلامِ لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ؟ قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ» قَالَ: قُلْتُ:
فَمَا أَتَّقِي؟ قَالَ «فَأَوْمَأَ بيده إلى لسانه» [1] .
سمع هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري- وسئل عَنْ عَبْد اللَّه بْن روح- فقَالَ: ثقة صدوق.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الكتاني، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال أخبرنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن روح المدائني يَقُول: ولدت يوم السبت أول يوم من صفر سنة سبع وثمانين ومائة، وهو اليوم الَّذِي قتل فِيهِ جَعْفَر بْن يَحْيَى البرمكي.
قرأت عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: مات عَبْد اللَّه بْن روح المدائني ببغداد سنة أربع وسبعين ومائتين، هذا خطأ والصواب:
ما أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر [عَنْ] [2] مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشافعي قَالَ: مات عَبْد اللَّه بْن روح المدائني سنة سبع وسبعين ومائتين.
وكذلك أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات عَبْدوس المدائني فيم بلغنا سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين.
قلت: وذكر ابن قانع أنَّ وفاته كانت بالمدائن.
حرف الزّاي من آباء العبادلة
5088- عبد اللَّه بن زياد بن سَمعان المدائني. مولى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] :
حدث عن محمد بن كعب القرظي، ومجاهد بْن جبر، وابن شهاب الزُّهْرِيّ
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 5088- انظر: تهذيب الكمال 3276 (14/526- 532) . وتاريخ ابن معين 2/308. وعلل أحمد-(9/461)
ومُحَمَّد بْن عمرو بْن عطاء، ونافع مولى ابن عُمَر، ومُحَمَّد بْن المنكدر. روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن وهب الْمَصْرِيّ، وشبابة بْن سوار، ومُحَمَّد بْن فضيل بن غزوان، وكثير بْن هشام، والْحَسَن بْن قتيبة المدائني، وعلي بْن الجعد. قدم ابن سمعان بغداد فِي أيام المهدي وحدث بها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا طَلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاحٍ، وَلا عِتْقَ إِلا بَعْدَ مِلْكٍ» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّه يَقُول: كَانَ ابن سمعان عند أَبِي عُبَيْد اللَّه فقَالَ:
حَدَّثَنَا مجاهد. فقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: واللَّه إني لأكبر منه واللَّه ما لقيت مجاهدًا! وفخم أَبُو عَبْد اللَّه كلامه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن سعد يحلف باللَّه لقد كَانَ ابن سمعان يكذب.
وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حدّثنا عبد الله، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ذكروا عند إِبْرَاهِيم بْن سعد، ابن سمعان فقال: والله ما رأيته في حلقة من حلق الفقه قط، ولقد أخبرني ابن أخي الزهري- وسألته- هَلْ رَأَيْته عند عمك ابن شهاب الزُّهْرِيّ فقَالَ: واللَّه ما رَأَيْته قط.
__________
1/108، 297. والتاريخ الكبير 5/ت 271. والصغير 2/114. والضعفاء الصغير، ترجمة 185. وأحوال الرجال للجوزجاني، ترجمة 245. والضعفاء للنسائي، ترجمة 339. والقضاة لوكيع 1/222. والكنى للدولابي 2/27. وضعفاء العقيلي، الورقة 103. والجرح والتعديل 5/ت 279. والمجروحين 2/7. والكامل لابن عدي 2/الورقة 111. والضعفاء للدارقطني، ترجمة 309. وعلله 1/الورقة 84، 3/الورقة 18، 5/الورقة 79. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 84. والكاشف 2/ترجمة 2752. والمغني 1/ت 3176. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 146. وتاريخ الإسلام 6/209. وميزان الاعتدال 2/ت 4324. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 270. والمراسيل للعلائي، الترجمة 361. والكشف الحثيث 386. ونهاية السول، الورقة 169. وتهذيب التهذيب 5/219. والتقريب 1/416. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3503.
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2190، 2191، 2192. وسنن ابن ماجة 2047.
والسنن الكبرى للبيهقي 7/318، 320، 321. وكشف الخفا 2/510.(9/462)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْمَصْرِيّ- إملاء- حَدَّثَنَا عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن مقلاص، حدّثنا عبد الحميد بن الوليد، أَخْبَرَنِي ابن القاسم- يعني عَبْد الرَّحْمَن- قَالَ: سَأَلت مالك بْن أنس عَنِ ابن سمعان فقَالَ:
كذاب. فقلت: فيزيد بْن عياض؟ قَالَ: أكذب وأكذب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حدّثني محمّد بن إدريس بن المنذر، حدّثنا أيّوب بن سليمان بن بلال، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي أويس قَالَ: كنت أجالس عبد الله ابن زياد بْن سمعان، وكنا نرى أنّهُ أخذ كتبًا غير سماعه، فبينا هو يحدث إذا انتهى إلى حديث لشهر بْن حوشب، فقَالَ: حَدَّثَنِي شهر بْن جوست. فقلت: من هذا؟ قَالَ رَجُل من أهل خراسان: اسمه من أسماء العجم، فقلت: لعلك تريد شهر بْن حوشب، فعلمنا حينئذ أنّهُ يأخذ الكتب.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عمرو الأستوائي، وأبو الحسن ابن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قَالا: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الفارسيّ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا محمّد بن إدريس، حدّثنا أيّوب بن سليمان بن بلال، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الحميد بْن أَبِي أويس قَالَ:
كنت جالسًا عند عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان فوجدته يحدث، فانتهى إلى حديث لشهر بْن حوشب فقَالَ: حَدَّثَنِي شهر بْن جوست، فقلت: من شهر بْن جوست؟
فقَالَ: بعض العجم من أهل خراسان قدموا علينا. فقلت: لعلك تريد شهر بْن حوشب؟ فسكت فذكرت ذَلِكَ لأبي معشر فقَالَ: أما سماعي من المشيخة فأيام كنت أضرب بالإبرة فِي حانوت أستاذي، كنت أرش الحانوت وأكنسه، فكان يجلس إلَيْهِ مُحَمَّد بْن كعب، ومُحَمَّد بْن قيس، وسعيد المقبري، فسمعت منهم مشافهة وأما ابن سمعان فإنما أخذ كتبه من الدواوين والصحف.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدّثنا إسماعيل بن عَبْد اللَّه بْن سمعان بحديث النفل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فبلغ يَحْيَى بْن سَعِيد فأنكر عَلَيْهِ الرواية عَنِ ابن سمعان.
وَأَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العبسي، حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، حدّثنا سليمان بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبُو مسهر قَالَ:(9/463)
سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يَقُول: قدم عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان العراق فزادوا فِي كتبه ثم دفعوها إلَيْهِ فقرأها فقالوا كَذَّابٌ.
أخبرنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُول: ابْن سمعان مدني ضعيف الحديث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: عَبْد اللَّه بْن سمعان لَيْسَ بثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ: عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان مديني لَيْسَ حديثه بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن النّضر العطّار، حدّثنا أحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سُئِلَ عليّ بن المديني- وأنا أسمع- عَنْ عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان فقَالَ: ذاك عندنا ضعيف ضعيف.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يَقُول: ابن سمعان رَوى أحاديث مناكير، وضعفه جدًا، وقَالَ فِي موضع آخر: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْبَدَوِيِّ عَلَى الْقَرَوِيِّ» [1]
قَالَ: ابْنُ سَمْعَانَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: إنما كَانَ يعرف ابْن سمعان بالمدينة بالصلاة، ولم يكن يعرف بالحديث. قَالَ أَبِي: الشاميون أروى الناس عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجّاج المروزيّ. قال: وذكر أبو عبد الله ابن سمعان فقال: كان متروك الحديث.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3602. وسنن ابن ماجة 2367. والسنن الكبرى للبيهقي 10/250. والمستدرك 4/99.(9/464)
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن سعد يحلف باللَّه أن ابْن سمعان يكذب.
وأخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد التيمي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد الكشوري قَالَ: سَأَلت أَبَا مصعب عَنِ ابْن سمعان فقَالَ: كَانَ مرمدًا.
وسألت يَحْيَى بْن معين فقَالَ: كَانَ كذابًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بْن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وعبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان ضعيف الحديث جدًّا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَفي كتاب جدي عَنِ ابْن رشدين قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن صالِح- وذكر ابْن سمعان- فقَالَ: كَانَ يغير أسماء اللَّه، يَقُول: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ أَحْمَد وهذا هُوَ كذب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه- حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي صالح- همذاني- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: وعبد اللَّه بْن سمعان ضعيف.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان ذاهب.
سَمِعْتُ أَبَا مسهر يَقُول: سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يَقُول: أتى العراق فأمكنهم من كتبه، فزادوا فيها فقرأها عليهم فقَالُوا كذاب.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سَأَلت أبا دَاوُد عَنْ عَبْد اللَّه بْن سمعان فقال: عبد الله ابن سمعان. كَانَ من الكذابين، ولي قضاء المدينة.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان مدني متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني قَالَ: وعبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان متروك الحديث.(9/465)
5089- عبد اللَّه بن زيد، أبو عثمان الكلبي الحمصي:
نزل بغداد وحدث بها عَنِ الأوزاعي. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن حسان السمتي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الطُّوسِيُّ، حدّثنا محمّد بن حسّان السمتي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الكلبي، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوا نَزَعَهَا عَنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن مَاهَانَ- وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَسَدٍ الحربيّ الورّاق- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَزَالٍ الطُّوسِيُّ، حدّثنا أبو جعفر محمّد ابن حسّان السمتي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْحِمْصِيُّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي-: «لَنْ تَهْلِكَ الأُمَّةُ وَإِنْ كَانَتْ ضَالَّةٌ، إِذَا كَانَتِ الأَئِمَّةُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً» «وَلَنْ تَهْلِكَ الأُمَّةُ إِذَا كَانَتْ ضَالَّةٌ مُسِيئَةٌ إِذَا كَانَتِ الأَئِمَّةُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً» [2]
. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: مَا طَنَّ هَذَانِ الْحَدِيثَانِ بِأُذُنِي إِلا مِنْكَ، قُلْتُ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ فَسَأَلَهُ يَزِيدُ عَنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ.
5090- عبد اللَّه بن زيد، أبو مُحَمَّد المعروف بزريق المستملي:
حدث أَبُو القاسم بن الثلاج عَنْهُ عَنْ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الفضل الملقب فستقة وذكر أنّهُ توفي فِي جمادى الآخرة من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 5089- انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 8/175. والأحاديث الصحيحة 1692. ومجمع الزوائد 8/192. والترغيب والترهيب 3/391.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 41715.(9/466)
حرف السّين من آباء العبادلة
5091- عبد اللَّه بن سلمة، المرادي الْكُوفِيّ [1] :
سَمع عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعبد اللَّه بن مسعود، وعمار بن ياسر، وأبا مسعود الْأَنْصَارِيّ، وصفوان بن عسال. روى عنه عمرو بن مرة، وكان عبد اللَّه بن سلمة في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما ورد مسكن وقت خروجه إلى الشام، ومسكن بالقرب من أواني على نَهر دجيل، وهو الموضع الذي قتل فيه مصعب بن الزبير.
حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان، حدّثنا أبو عبد الله الغنوي، حَدَّثَنَا أمية بن خالد قال: حَدَّثَنِي أَبُو مِحْصَنٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ بِمَسْكَنٍ: لا أَغْسِلُ رَأْسِي بغسل حتى آتي البصرة وأحرقها، وأسوق الناس بعصاي إلى مصر. قَالَ:
فأتيت أبا مسعود البدري فأخبرته فقَالَ لي: إن عليًّا يورد الأمور مواردها، لا تحسنون تصدرونَها، علي لا يغسل رأسه بغسل ويأتي البصرة ولا يحرقها، ولا يسوق الناس بعصا إلى مصر، وعليّ رجل أصلع، وإنما رأسه مثل الطست، إنما حوله زغيبات- أو قال شعيرات-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي، وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا أبو داود، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كان عبد اللَّه بن سلمة قد كبر، فكان يحدثنا فتعرف وتنكر.
وقد روى أبو إسحاق السبيعي عن أبي العالية عبد اللَّه بن سلمة الهمداني فزعم أَحْمَد بن حنبل أنه الذي روى عنه عمرو بن مرة، وقَالَ مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن نمير ليس به، بل هو رجل آخر، وكان يَحْيَى بن معين قَالَ مثل قول أَحْمَد بن حنبل، ثم رجع عنه، فاللَّه أعلم.
__________
[1] 5091- انظر: تهذيب الكمال 3313 (15/50) . وطبقات خليفة 147. والتاريخ الكبير 5/ترجمة 285. والصغير 1/210، 212. وثقات العجلي، الورقة 29. والضعفاء للنسائي، ترجمة 347. والكنى للدولابي 2/20. وضعفاء العقيلي، الورقة 101. والجرح والتعديل 5/ترجمة 345. وثقات ابن حبان 5/12، 31. والكامل لابن عدي 2/الورقة 126. وموضح أوهام الجمع 1/330، 332. وإكمال ابن ماكولا 4/336. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 85.
والكاشف 2/ترجمة 2786. وديوان الضعفاء، الترجمة 2189. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4360. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 150. ومعرفة التابعين، الورقة 24. ومن تكلم فيه وهو-(9/467)
5092- عبد اللَّه بن السائب، أبو السائب المخزومي المديني:
قدم الأنبار على أبي العباس السفاح، وكان أديبًا فاضلًا مشتهرًا بالغزل يهش عند سماع الشعر، ويطرب له، وكان مذكورا بالصلاح والعفاف.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن مصعب بْن ثابت بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ بْن الْعَوَّامِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ. قَالَ: كَانَ جَدِّي فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُكَنَّى أَبَا السَّائِبِ وَبِهِ اكْتَنَيْتُ، وَكَانَ خَلِيطًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، [وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ] [1] إِذَا ذَكَرَهُ فِي الإِسْلامِ قَالَ: نِعْمَ الْخَلِيطُ، كَانَ أَبُو السَّائِبِ لا يُشَارِي وَلا يُمَارِي.
قُلْتُ: وَاسْمُ جَدِّهِ أَبِي السَّائِبِ صَيْفِيُّ بْنُ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْنِ مَخْزُومٍ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأزهر، حدّثنا حمّاد بن إسحاق، حدّثنا أبي، حَدَّثَنِي أبو عبد اللَّه الزبيري قَالَ: كان أبو السائب المخزومي مع حسن بن زيد بالأنبار، وكان له مُكرمًا وذلك في ولاية أبي العباس، فأنشده ليلة الْحَسَن بن زيد أبياتًا لِمجنون بني عامر:
وخبرتماني أن تيماء منزل ... لليلي إذا ما الصيف ألقى المراسيا
قَالَ: فجعل أبو السائب يحفظها، فلما انصرف إلى منزله تذكرها فشذ عنه بعضها، فرجع إلى الْحَسَن بن زيد، فلما وقف على الباب صاح بأعلى صوته: أبا فلان فسمع ذلك الْحَسَن فقَالَ: افتحوا الباب لأَبِي السائب فقد دهاه أمر، فلما دخل عليه قَالَ:
أجاء من أهلنا خير؟ قَالَ: أعظم من ذاك، قَالَ: ما هو ويحك؟ قَالَ: تعيد علي:
وخبرتماني أن تيماء منزل ... لليلي إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فأعادها عليه حتى حفظها. قَالَ إسحاق: وكان أبو السائب خيِّرًا فاضلًا، وكان يشهد، وكان مع هذا مشتهرا بالغزل.
أخبرنا الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حدّثنا أحمد بن سعيد
__________
موثق، الورقة 19. ورجال ابن ماجة، الورقة 13. وتاريخ الإسلام 3/175. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 276. ونهاية السول، الورقة 172. وتهذيب التهذيب 5/241. والتقريب 1/420. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3542.
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/468)
الدمشقي، حدّثني الزبير بن بكار، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الضحاك قَالَ: أرسل الْحَسَن بن زيد إلى أبي السائب صحفة من هريس في رمضان، فوضعت بين يديه حين غابت الشمس، ومعه ابنه وزوجته قبل أن يتعشوا، فقَالَ له ابنه أحسن واللَّه يا أبتاه الذي يَقُول:
فَلمَّا علونَا شعبة بفنائه ... تَقَطَّع من أهل الحجاز علائقي
فلا زلن دبرى طلعا لم حملتها ... إلى بلد ناء قليل الأصادق
فقَالَ أبو السائب: أمك طالق إن تعشينا ولا تسحرنا إلا بِهذين البيتين، فرفعت الهريس وجعلوا يرددون البيتين، ثم أيقظهم سحرًا فأنشدوهما.
وقَالَ الزبير: حَدَّثَنِي سليمان بن عبد العزيز الزهري، حَدَّثَنِي أبو ثابت مُحَمَّد بن ثابت قَالَ: مر أبو السائب بزقاق الصَّواغين، فقَالَ له صائغ: يا أبا السائب أما أحسن الذي يَقُول:
أليس بلاءٌ أنني ذُو صبابة ... بِمَنْ لا ترى عَيْني ومن لا أناطقُ
وأن أمنح الْهِجْرَان من غير بغضة ... بِمن شَكْله للشَّكْلِ مني موافقُ
قَالَ: فحلف أبو السائب لينفخن له بمنفاخه أبدًا وينشده حتى يؤذن المغرب.
أَخْبَرَنِي أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عثمان السلمي- بدمشق- حدّثنا جدي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زبر القاضي، حدّثنا الحسن بن عليّل، حدّثنا مسعود بن بشر، حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ: مر أبو السائب ذات يوم بغلام من آل أَبِي لهب يردد بيتًا من شعر، فاستمع له ففطن به الغلام فأمسك، فقَالَ له فديتك أعد عَليّ هذا البيت، فقَالَ قد ذهب عني، قَالَ: فإني لا أفارقك أبدًا حتى تذكره فآخذه عنك، واتبع الغلام حتى عرف منزله فمضى أبو السائب فجاء بفراشه ودثاره فبسطه بباب الغلام واستلقى عليه، ولج الغلام فلم يخبره به ثلاثًا وهو بِمكانه، حتى سأله فيه أقاربه وجيرانه، وجعل الناس يجيئون أفواجًا ينظرون إلى أَبِي السائب ويعجبون منه، حتى إذا كان بعد ثلاث أخبره الغلام بالبيت، فجعل يردده حتى حفظه ثم انصرف.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري، أخبرنا عليّ بن أحمد الفارسيّ، حدّثنا أبو بكر بن زوران، حدّثنا(9/469)
أبو بكر محمّد بن زكريّا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ التّيميّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: بينا أبو السائب في داره إذ سمع رجلًا يتغنى بِهذه الأبيات:
أبكي الذين أذاقوني مودَّتَهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
حسبي بأن تعلمي أن قد يُحبكم ... قَلبي وأن تجدي بعض الذي أجد
ألقيت بيني وبين الحب معرفة ... فليس تنفد حتى ينفد الأبد
وليس لي مسعد فامنن عَليّ به ... فقد بليت وقد أضناني الكَمَدُ
قَالَ: فخرج أبو السائب من داره يسعى خلفه، فقَالَ: قف يا حبيبي دعوتك، أنا مسعدك، إلى أين تريد؟ قَالَ: إلى خيام الشغف من وادى العرج، فأصابتهما سماء شديدة فجعل أبو السائب يقرأ: فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
[آل عمران 146] قَالَ: فرجع إلى منزله وقد كادت نفسه أن تتلف فدخل عليه أصحابه وإخوانه، فقَالُوا له: يا أبا السائب ما الذي تصنع بنفسك؟ قَالَ: إليكم عني فإني مشيت في مكرمة، وأحييت مسلمًا والمحسن معان.
5093- عبد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، أَبُو الْعَبَّاس الهاشمي:
وهو أخو إسحاق بن سليمان، ذكر أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حُميد الجهمي أنه ولي اليمن لأمير المؤمنين المهدي، ثم عزل، فقال فيه الشّاعر:
قل لعبد اللَّه يا حلف الندى ... وربيع الناس في قحط الزمن
أشرقت بغداد لما جئتها ... واقشعرت حزنا أرض اليمن
5094- عبد الله بن سليمان بن يوسف بن يعقوب، الجارودي [1] :
حدث عن الليث بن سعد حديثًا منكرًا رواه عنه أَحْمَد بن عيسى بن زيد الخشاب القيسي، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الطِّرَازِيُّ- بِنَيْسَابُورَ- أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسْنَوَيْهِ المقرئ، أخبرنا أحمد بن عيسى الخشّاب، حدّثنا عبد الله بن سليمان البغداديّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب.
__________
[1] 5094- الجارودي: هذه النسبة إلى «الجارود» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب (الأنساب 3/157) .(9/470)
وأخبرنا عليّ بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهبزد الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدّثنا عبد الله بن سليمان ابن يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بن الجارود، حدّثنا الليث بن سعد، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الحر عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ- زَادَ الْبَاغِنْدِيُّ الْجُهَنِيُّ ثم اتفقا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ دَخَلْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ فَأُعْطِيتُ تُفَّاحَةً فَلَمَّا وضعت- وقال الخشّاب وقعت- في يدي انفقلت عَنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مُرْضِيَةٍ، كَأَنَّ أَشْفَارَ عَيْنِهَا- وَقَالَ الْخَشَّابُ عَيْنَيْهَا- مَقَادِيمُ أَجْنِحَةِ النُّسُورِ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ:
أَنَا لِلْخَلِيفَةِ الْمَقْتُولِ ظُلْمًا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ» [1]
. وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا.
5095- عَبْدُ اللَّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، أبو بكر بن أَبِي داود الأزدي السجستاني [2] :
رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقًا وغربًا، وسمعه من علماء ذلك الوقت.
فسمع بخراسان، والجبال، وأصبهان، وفارس، والبصرة، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر، والجزيرة، والثغور، واستوطن بغداد وصنف «المسند» ، و «السنن» ، و «التفسير» ، و «القراءات» ، و «الناسخ والمنسوخ» ، وغير ذلك. وكان فهمًا عالِمًا حافظًا.
وحدث عن علي بن خشرم الْمَرْوَزِيّ، وأَبِي داود سليمان بن معبد السنجي، وسلمة بن شبيب ومُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي، وأَحْمَد بن الأزهر النّيسابوري، وإسحاق ابن منصور الكوسج ومُحَمَّد بن بشار بندار، ومُحَمَّد بن المثنى، وعمرو بن علي، ونصر بن علي البصريين، وإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ النهشلي، وزياد بن أيوب، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المخرمي، ويعقوب الدورقي، ويوسف بن موسى القطان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وأبي سعيد الأشج، ومُحَمَّد بن مصفى الحمصي، والمسيّب بن واضح
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 1/330.
[2] 5095- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 3/275. وتاريخ أصبهان 2/66. وتذكرة الحفاظ 676.
وطبقات العبادي 60. والفهرست 32. ووفيات الأعيان 1/214. والرسالة المستطرفة 46.
وطبقات السبكي 3/307. وطبقات ابن الجزري 1/420. وغاية النهاية 1/420. وتاريخ ابن عساكر 7/439. ولسان الميزان 3/293. وطبقات الحنابلة 2/51. والأعلام 4/91.
وشذرات الذهب 2/273. ومرآة الجنان 2/269. والنجوم الزاهرة 3/222. وطبقات المفسرين 222.(9/471)
السلمي، وعلي بن حرب الموصلي، وعيسى بن حماد زغبة، وأَحْمَد بن صالح، وأبي طاهر بن السرح، ومُحَمَّد بن سلمة المرادي، وأبي الربيع الرشديني المصريين، وخلق كثير من أمثالهم. روى عنه أَبُو بكر بْن مجاهد المقرئ، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج ابن أَحْمَد، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الواثق باللَّه، وأبو بكر الشافعي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوراق، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن الشخير، وأبو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْن شاذان، والدارقطني وابن شاهين، وأبو القاسم بن حبابة، ومُحَمَّد بن عبد الرحمن المخلص، وعيسى بن الوزير، فيمن لا يُحصى.
أَخْبَرَنِي الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُول: ولدت سنة ثلاثين ومائتين، ورأيت جنازة إسحاق بن راهويه، ومات سنة ثَمان وثلاثين، وكنت مع ابنه في كُتَّاب، وأول ما كتبت سنة إحدى وأربعين عن مُحَمَّد بن أسلم الطوسي، وكان بطوس، وكان رجلًا صالِحًا.
وسر بي أبي لَما كتبت عنه، وقَالَ لي: أول ما كتبت كتبت عَن رجل صالح.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر المروروذي، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: سمعت أبا حامد بن أسد المكتب يَقُول: ما رأيت مثل عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث- يعني في العلم- وذكر كلامًا كثيرًا ما ضبطته- إلا إِبْرَاهِيم الحربي وأحسب أنه قَالَ: ما رأيت بعد إِبْرَاهِيم الحربي مثله، أو كلامًا يشبه هذا.
أَخْبَرَنَا أبو منصور مُحَمَّد بن عيسى الهمذاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل صالح بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ: أبو بكر عبد اللَّه بن سليمان إمام العراق، وعلم العلم في الأمصار، نصب له السلطان المنبر فحدث عليه لفضله ومعرفته، وحدث قديمًا قبل التسعين ومائتين قدم همذان سنة نيف وثمانين ومائتين، وكتب عنه عامة مشايخ بلدنا ذلك الوقت، وكان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري- من حفظه- قَالَ: سمعت أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان يَقُول- في المذاكرة- خرج أبو بكر بن أبي داود إلى سجستان في أيام عمرو بن الليث، فاجتمع إليه أصحاب الحديث وسألوه أن يحدثهم فأَبَى، وقَالَ: ليس معي كتاب، فقَالُوا له: ابن أبي داود وكتاب؟ قَالَ أبو بكر فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي، فلما قدمت بغداد قَالَ البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس، ثم فيجوا فيجًا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم(9/472)
النسخة فكتبت، وجيء بها إلى بغداد وعرضت على الحفاظ بها فخطئوني في ستة أحاديث، منها ثلاثة حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أحاديث أخطأت فيها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قَالَ: سمعت أبا علي الْحُسَيْن بن علي الحافظ يَقُول: سمعت أبا بكر بْن أبي داود يَقُول: حدثت بأصبهان من حفظي ستة وثلاثين ألف حديث، ألزموني الوهم منها في سبعة أحاديث، فلما انصرفت إلى العراق وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.
سمعت الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال يَقُول: كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من أبيه. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ قَالَ: أنشدنا أَبُو الْحُسَيْن علي بْن يَحْيَى ابن إسحاق الواسطيّ- في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة في جامع المدينة- قَالَ: أنشدنا ابن أَبِي داود لنفسه:
إذا تشاجر أهل العلم فِي خبر ... فليطلب البعض من بعض أصولهم
إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن ... لم تخرج الأصل لم تسلك سبيلهم
فاصدع بعلم ولا تردد نصيحتهم ... وأظهر أصولك إن الفرع متهم
كتب لي أَبُو ذر عَبْد بْن أَحْمَد الْهَرَويّ- من مكة- يذكر أَنَّهُ سمع أبا حفص بن شاهين يَقُولُ: سمعت أبا بكر بْن أبي داود يَقُول: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فاشتريت به ثلاثين مدًا باقلَّاء، فكنت آكل منه [كل يوم] [1] مدًا، وأكتب عن أَبِي سعيد الأشج ألف حديث، فلما كان الشهر حصل معي ثلاثون ألف حديث قَالَ أبو ذر: من بين مقطوع، ومرسل، وموقف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بن النخاس: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود يَقُول: رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أَبِي هريرة، كث اللحية، ربعة أسمر عليه ثياب غلاظ. فقلت: يا أبا هريرة إني لأُحبك، فقَالَ: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا. فقلت: يا أبا هريرة كم من رجل أسند عن أَبِي صالح عنك؟ فقَالَ: مائة رجل، قَالَ ابن أَبِي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت أبا القاسم طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر- صاحب ابن مجاهد- يَقُول: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود يَقُول: مررت يومًا بباب
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/473)
الطاق فإذا رجل يعبر الرؤيا، فمر به رجل فأعطاه قطعة وقَالَ له: رأيت البارحة كأني أطالب بصداق امرأة ولم أتزوج قط؟ فرد عليه القطعة وقَالَ: ليس لِهذه جواب.
فتقدمت إليه فقلت: خذ منه القطعة حتى أفسر له جوابها، فأخذ القطعة فقلت للرجل: أنت تطالب بخراج أرض ليست لك، فَقَالَ: هوذا واللَّه معي العون.
سمعت بعض شيوخنا وأظنه هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري يحكي عن عيسى بن عليّ ابن عيسى الوزير أنه كان يشير إلى مواضع في داره يَقُول: حَدَّثَنَا أبو القاسم البغوي في ذلك الموضع، وحَدَّثَنَا يَحْيَى بن صاعد في ذلك الموضع، وحَدَّثَنَا أبو بكر بن مجاهد في ذلك الموضع، وذكر غير هؤلاء أيضًا، فيقَالَ له: لا نراك تذكر أبا بكر بن أَبِي داود؟ فيَقُول: ليته إذا مضينا إلى داره كان يأذن لنا في الدخول إليه، والقراءة عليه.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي- بِدَرْزِيجَانَ- قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أيوب القطان يَقُول: كنت عند مُحَمَّد بن جرير الطبري، فقَالَ له رجل: إن ابن أَبِي داود يقرأ على الناس فضائل علي بن أَبِي طالب، فَقَالَ ابن جرير: تكبيرة من حارس.
قلت: كان ابن أَبِي داود يُتهم بالانحراف عن علي والميل عليه.
فأَخْبَرَنِي علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود- غير مرة- وهو يَقُول: كل من بيني وبينه شيء، أو ذكرني بشيء- شك أبو الْحَسَن- فهو في حل، إلا من رماني ببغض علي بن أَبِي طالب.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن أَبِي بكر بن أَبِي داود فَقَالَ:
ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بن بشر الرخجي: مات عَبْدُ اللَّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ أَبِي داود- أبو بكر السجستاني- ليلة الاثنين، ودفن يوم الاثنين الظهر لثمان عشرة خلت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاثمائة، وصلى عليه مطلب الهاشمي صاحب الصلاة في جامع الرصافة، ودفن في مقابر باب البستان.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن الفتح بن الشخير الصيرفي قَالَ: مات أبو بكر بن أَبِي داود يوم الأحد لاثنتي عشرة(9/474)
بقيت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاثمائة، وصلى عليه مطلب صاحب الصلاة ومات وهو ابن سبع وثَمانين سنة قد مضى له منها ثلاثة أشهر، ودفن في مقبرة باب البستان، وصلى عليه زهاء ثلاثمائة ألف إنسان أو أكثر، وصلي عليه في أربعة مواضع، وأخرج صلاة الغداة، ودفن بعد صلاة الظهر، وكان زاهدًا عالمًا ناسكًا رضي اللَّه عنه، وأسكنه الجنة برحمته.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت عبد الأعلى بن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: توفي أَبِي وهو ابن ست وثَمانين سنة وستة أشهر وأيام، وصلى عليه مطلب الهاشمي ثم أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، صلى عليه ثَمانين مرة، حتى أنفذ المقتدر بنازوك فخلصوا جنازته ودفنوه، وخلف ثمانية أولاد، أبو داود مُحَمَّد، وأبو معمر عبيد اللَّه، وأبو أَحْمَد عبد الأعلى، وخمس بنات أكبرهن فاطمة وحدثت.
5096- عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن عِيسَى بْن الهيثم- وقيل: ابْن عِيسَى بن السندي بْن سيرين، أبو مُحَمَّد الوراق، المعروف بالفامي:
سَمِعَ مُحَمَّد بن مسلم بن وارة، والفضل بن موسى مولى بني هاشم، وإِبْرَاهِيم بن هانئ النيسابوري، وعباسًا الدوري، وأَحْمَد بن ملاعب المخرمي، ومُحَمَّد بن سعد العوفي، وأَحْمَد بن عبد الجبار العطاردي، وأحمد بن عليّ الورّاق، ومحمّد بن عيسى ابن حيان المدائني، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، روى عنه ابن شاهين، ويوسف القواس، وابن الثلاج، وعبد اللَّه بن عثمان الصفار، وغيرهم وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أَبِيهِ قَالَ: مات أبو مُحَمَّد عبد الله بن سليمان ابن عيسى الفامي سلخ شوال سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
5097- عبد اللَّه بن سِنان، الْكُوفِيّ:
نزل بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ زيد بْن أسلم، وهشام بن عروة. روى عنه أحمد بن حاتم الطويل، وداود بن رشيد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الصّمد بن عليّ الطّستيّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي المضاء الحلبيّ، حدّثنا أحمد بن حاتم الطويل، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ الْكُوفِيُّ- شَرِيكُ أَبِي وَكِيعٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ- عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ(9/475)
أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَلِيلُ مَا كَثِيرُهُ مُسْكِرٌ حَرَامٌ، وَكَثِيرُ مَا قَلِيلُهُ مُسْكِرٌ حَرَامٌ» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حدثنا عباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن سنان كوفي ينزل القطيعة- قطيعة الربيع- وليس حديثه بشيء.
5098- عبد الله بن سنان، الهروي:
نزيل البصرة. حدث عن عبد اللَّه بن المبارك، والفضل بن موسى، ويعقوب القمي، وفضيل بن عياش، وسفيان بن عيينة. روى عنه عليّ بن المديني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو موسى محمد بن المثنى، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة الرازي، وعباس بن محمد الدوري، وبشر بن موسى الأسدي، ومحمد بن يونس الكديمي.
وهو ممن قدم بغداد وَحدث بِهَا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا عبد الله بن سنان، حدّثنا الفضل بن موسى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمَ اللَّذَّاتِ» [2]
. أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ الْهَرَوِيُّ صَاحِب ابن المبارك حدث بنيسابور والري وبغداد.
قلت: ذكر غيره أنه حدث بالبصرة أيضًا ونزلها.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمّد بن عليّ الصوري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن عبد اللَّه بن سنان الهروي فَقَالَ: ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن سنان الخراساني مات في سنة ثلاث عشرة ومائتين.
5099- عبد اللَّه بن السمط بن مروان بن أَبِي حفصة:
شاعر كان ببغداد في أيام المأمون يجيد قول الشعر، وله مدائح في عدة من الأكابر.
__________
[1] 5097- انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 1385. والكامل لابن عدي 4/1560. وكنز العمال 13279.
[2] 5098- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2307. وسنن النسائي 4/4. وسنن ابن ماجة 4258.
ومسند أحمد 2/293. والمستدرك 4/321.(9/476)
5100- عبد اللَّه بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص بن سعيد بن العاص ابن أمية، أبو مُحَمَّد القرشي ثم الأموي:
أخو مُحَمَّد ويَحْيَى وعنبسة وعبيد وأبان بني سعيد. وهو كوفي نزل بغداد وحدث بها عن زياد بن عبد اللَّه البكائي. روى عنه ابْن أخيه سعيد بْن يَحْيَى، وكان ثقة، وكان متحققًا بعلم النحو واللغة، وأبو عبيد يحكي عنه كثيرًا. وقد أسلفنا ذكر نزوله بغداد في خبر أخيه مُحَمَّد بن سعيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حدّثنا سعيد بن يحيى، حَدَّثَنَا عَمِّي عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيدٍ عَنْ زِيَادِ بْن عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ نَفَرٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَهُمْ «مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ النُّجُومِ الَّتِي تُرْمَى» ؟ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ السراج: سمعت عباس بن مُحَمَّد الدوري يَقُول: مات عبد اللَّه بن سعيد بعد سنة ثلاث ومائتين.
5101- عبد اللَّه بن السري، المدائني [1] :
صاحب شعيب بن حرب. حَدَّث عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزناد، وهشام بن لاحق، وشعيب بن حرب، وسعيد بن زكريا المدائني، وحفص بن سليمان الغاضري.
روى عنه خلف بن تَميم، وأَحْمَد بن خليد الحلبي، وغيرهما. وكان عبد اللَّه بن السري قد تحول إلى أنطاكية فسكنها وحدث بها.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَطْحَا المحتسب، أخبرنا أبو سليمان محمّد ابن الحسين بن عليّ الحراني، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا أحمد بن مسلم
__________
[1] 5101- انظر: تهذيب الكمال 3295 (15/14- 17) . وضعفاء العقيلي، الورقة 105. والجرح والتعديل 5/ترجمة 367. والمجروحين 2/33. والكامل لابن عدي 2/الورقة 142.
والضعفاء لأبي نعيم، ترجمة 101. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 84. والكاشف 2/ترجمة 2771. وديوان الضعفاء، الترجمة 2180. والمغني 1/ترجمة 3187. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 4347. وتاريخ الإسلام، الورقة 118 (آيا صوفيا 3007) . ورجال ابن ماجة، الورقة 15. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 148. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 274. ونهاية السول، الورقة 171. وتهذيب التهذيب 5/233. والتقريب 1/418. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3524.(9/477)
الْحَلَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازُ عَنْ مُجَالِدِ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ تميم الداري قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ لِلرُّومِ مَدِينَةً مِثْلَ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَنْطَاكِيَّةَ، وَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَطَرًا مِنْهَا! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ وَذَلِكَ أَنَّ فِيهَا التَّوْرَاةُ، وَعَصَا مُوسَى، وَرَضْرَاضُ الأَلْوَاحِ، وَمَائِدَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فِي غَارٍ مِنْ غِيرَانِهَا، مَا مِنْ سَحَابَةٍ تُشْرِفُ عَلَيْهَا مِنْ وَجْهٍ مِنَ الوجوه إلا فرغت مَا فِيهَا مِنَ الْبَرَكَةِ فِي ذَلِكَ الْوَادِي، وَلا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَلا اللَّيَالِي حَتَّى يَسْكُنُهَا رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقِي وَخُلُقُهُ خُلُقِي، يَمْلأُ الدُّنْيَا قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا»
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق، حدّثنا خلف بن تميم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيُظْهِرْهُ، فَإِنَّ كَاتِمَ الْعِلْمِ يَوْمَئِذٍ كَكَاتِمِ ما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّد» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1]
. هَكَذَا رَوَاهُ خَلَفٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّه أَصْغَرُ سِنًّا مِنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الأصبهانيّ- بها- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن خليد الحلبيّ، حدّثنا عبد الله بن السري الأنطاكيّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيُظْهِرْهُ، فَإِنَّ كَاتِمَ الْعِلْمِ يومئذ ككاتم ما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّد» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2]
. وأخبرناه ابن رزق، حدّثنا أبو سهل بن زياد، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن بشر الهرويّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ النُّعْمَانِ الْمِصْرِيُّ- أَبُو هَارُونَ- حدّثنا عبد الله بن السري- بأنطاكية- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا لَعَنَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ أَوَّلَهَا» . ثُمَّ ذَكَرَ الحديث.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 263. والترغيب والترهيب 1/122. وكنز العمال 905، 29141.
[2] انظر الحديث السابق.(9/478)
5102- عبد الله بن سعيد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عبد الرّحمن ابن عوف، أبو القاسم الزهري [1] :
وهو أخو عبيد اللَّه وأَحْمَد ابني سعد وكان أكبر إخوته. سَمِعَ أباه، وعمه يعقوب، ويونس بن مُحَمَّد المؤدب. روى عنه أبو حاتم الرازي، وَموسى بْن إسحاق الْأَنْصَارِيّ، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَد بن حنبل، وإِبْرَاهِيم بن أسباط، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن عبيد الله بن بكير، أخبرنا أحمد ابن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الزُّهْرِيُّ- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سعد بن إبراهيم بن سعد- حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حدّثنا شعبة بن نُصَيْرٍ الأَسَدِيِّ- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: نُصَيْرٌ الأَسَدِيُّ هُوَ نُصَيْرُ بْنُ أَبِي الأَشْعَثِ- عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ عن أبي الغريب الْهَمْدَانِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَليَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: اقْرَءُوا مَا لَمْ يَكُنْ أَحَدُكُمْ جُنُبًا، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جُنُبًا فَلا وَلا آيَةً. قال أبو عبد الرحمن: قَالَ أَبِي: يقرأ دون آية.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أَبِي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي: مات عبد اللَّه بن سعد أبو القاسم الزهري بالمصيصة سنة ثمان وثلاثين- يعني ومائتين- وقد كتبت عنه.
5103- عبد اللَّه بن سهل، أبو مُحَمَّد الوراق الحربيّ:
حدّث عن إِبْرَاهِيم الترجماني. روى عنه أبو الْحُسَيْن بن المنادي.
5104- عبد اللَّه بن أَبِي سعيد، أبو بكر الوراق:
حدث عن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عثمان بن النبر الْمَرْوَزِيّ، وعمر بن جعفر البصري.
حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بن عمر بن بكير المقرئ، وكان يفهم ويحفظ.
__________
[1] 5102- انظر: تهذيب الكمال 3296 (15/17) . وتاريخ خليفة 79، 247. والجرح والتعديل 5/ترجمة 297. وثقات ابن حبان 8/366. والمعجم المشتمل، الترجمة 474. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 148. وتاريخ الإسلام، الورقة 44 (أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 275. ونهاية السول، الورقة 171. وتهذيب التهذيب 5/234. والتقريب 1/418.
وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3525.(9/479)
حرف الشّين من آباء العبادلة
5105- عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، أبو الوليد الليثي المديني [1] :
واسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد اللَّه بن جابر- وقيل خالد- بن بشر بن عتوارة ابن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، كان من كبار التابعين وثقاتهم. وحدث عَنْ عُمَر بْن الخطاب، وَعلي بْن أَبِي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد اللَّه بن عباس، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة أمهات المؤمنين. روى عنه طاوس بن كيسان، وعامر الشعبي، وسعد بن إبراهيم، وإسماعيل بن محمد بن سعد، وعكرمة بن خالد، ومحمد بن أبي يعقوب، وأبو عون الثقفي، وأبو إسحاق الشيباني، وعبد الله بن شبرمة الضبي، وكان ممن نزل الكوفة، وورد المدائن في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما خرج إلى حرب الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن عيسى الطباع، حَدَّثَنِي يَحْيَى بن سليم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عن عبيد اللَّه بن عياض بن عمرو القاري قال:
جاء عبد اللَّه بن شداد فدخل على عائشة ونحن عندها جلوس- مرجعه من العراق- ليالي قتل عليّ فقَالَت له: يا عبد اللَّه بن شداد، هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟
وساق حديثًا طويلًا وفيه، قَالَت: فما شيء بلغني عن أهل العراق يحدثونه يقولون ذو الثدي، ذو الثدي، قد رأيته وقمت مع علي عليه في القتلى، فدعا الناس فَقَالَ: أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يَقُول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلا ذاك، وذكر باقي الحديث.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء قَالَ: قَالَ عَلِيّ بن عبد اللَّه المديني: عبد الله بن شدّاد أصله
__________
[1] 5105- انظر: تهذيب الكمال 3330 (15/81) . وطبقات ابن سعد 5/61، 6/126. وتاريخ خليفة 283، 287. وطبقاته 153. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 342. والصغير 1/179. وثقات العجلي، الورقة 29. والجرح والتعديل 5/ترجمة 373. وثقات ابن حبان 5/20. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 92. والسابق واللاحق 107. والاستيعاب 3/926.
والجمع 1/263. وسير أعلام النبلاء 3/488. والعبر 1/94. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 151. والكاشف 2/الترجمة 2801. وتاريخ الإسلام 3/265. وإكمال مغلطاي 2/279.
ونهاية السول، الورقة 173. وتهذيب التهذيب 5/251، 252. والإصابة 3/ترجمة 6176.
والتقريب 1/422. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 356. وشذرات الذهب 1/90.(9/480)
مديني، وقد روى عنه أهل الكوفة، كان مع عَليّ يوم النهر، ولقي عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة، وأم سلمة، وغير واحد.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدّثنا محمّد ابن عبد اللَّه الحضرمي قَالَ: سمعت ابن نمير يَقُول: عبد اللَّه بن شداد قتل بدجيل سنة إحدى وثمانين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا أبو حامد أَحْمَد بن الْحُسَيْن الْمَرْوَزِيّ- في كتابه- قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن حبيب البزناني، حدّثنا أحمد بن سيّار، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن بُكير قَالَ: عبد اللَّه بن شداد بن الهاد فقد بدجيل سنة اثنتين وثمانين كما ذكر أبي بكير- يعني أباه-.
5106- عبد اللَّه بن شبيب، أبو سعيد الربعي، وقيل: مولى بني قيس بن ثعلبة:
ذكر أبو روق الهزاني أنه بصري نزل مكة.
قلت: وقدم بغداد وحدث بها عن أيوب بن سليمان بن بلال، وإسحاق بن مُحَمَّد الفروي، وإِسْمَاعِيل بن أبي أويس، ومُحَمَّد بن جهضم، وعبد الجبار بن سعيد المساحقي، ويَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن أبي قتيلة، وعمر بن سهل المازني، وذؤيب بن عمامة السهمي، وأبي بكر بن شيبة الحزامي، وعبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، وعمر ابن أبي بكر المؤملي، وغيرهم من الحجازيين. وكان صاحب عناية بالأخبار، وأيام الناس. روى عنه الزبير بن بكار. وروى هو عن الزبير أيضًا، وروى عنه إِبْرَاهِيم الحربي، وأبو زرعة الرازي، وأبو العباس ثعلب، وأبو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا، ويَحْيَى بْن صاعد، وحرمي بن أبي العلاء، والْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بن مخلد الدوري، وأبو روق الهزاني آخر من روى عنه من الثقات.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا عبد الله بن شبيب، حدّثنا محمّد بن جهضم، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ، فَإِنِّي أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ؟ قَالَ: «نَعَمْ! لَكِ فيهم أجر ما أنفقت عليهم» [1] .
__________
[1] 5106- انظر الحديث في: صحيح مسلم 695. ومسند أحمد 6/293، 314. والسنن الكبرى للبيهقي 7/478.(9/481)
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ قال: سمعت عبد الحميد البصري الوراق يَقُول: سمعت فضلك الرازي يَقُول: عبد اللَّه بن شبيب- يحل ضرب عنقه.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو بكر محمد بن إسحاق- يعني ابن خزيمة- كتب عن عبد اللَّه بن شبيب ثم لم يحدث عنه قط.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأصبهانيّ- في كتابه- أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد ابن أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ قَالَ: أَبُو سعيد عبد اللَّه بن شبيب الربعي البصري سكن بغداد ذاهب الحديث.
5107- عبد اللَّه بن شعيب بن مُحَمَّد بن شعيب، أبو القاسم العبدي:
حدث عن الْحَسَن بن مخلد بن جناح، والحسن بن علي الأدمي، ومُحَمَّد بن حسان الأزرق. روى عنه أبو الْحَسَن بن المنادي، وأبو الْقَاسِم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ أَبُو الْقَاسِمِ الحربيّ البغداديّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَنَاحٍ مَوْلَى عمر بن عبد العزيز، أَخْبَرَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عليّ بن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى خَلْفَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ رَكْعَتَيْنِ، وَطَافَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.
قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَن عَبْد اللَّهِ إلا أبو يوسف، وتَفَرَّدَ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ مَخْلَدٍ.
حرف الصاد من آباء العبادلة
5108- عبد اللَّه بْن صالح بْن علي بْن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
ذكر أحمد بن حميد الجهني النسابة أنه كان عظيم القدر، كبير المحل، وكان ينزل بالشام بسلمية بأرض حمص، وقدم بغداد في خلافة الرشيد.
أَخْبَرَنَا أبو الفرج أَحْمَد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني محمّد بن أبي علي(9/482)
البصريّ، حَدَّثَنَا أبو عثمان- كاتب إِسْمَاعِيل بن جعفر- حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد بن الحارث قَالَ: قدم عبد اللَّه بن صالح في خلافة الرشيد مدينة السلام، فدخل عليه أحداث من أهل بيته، فرآهم على غير منهاج آبائهم، فلما مضوا من عنده تمثل:
سوء التأدب أرداهم وغيرهم ... وقد يشين صحيح المنصب الأدب
قَالَ: وسمرت ليلة عند عبد اللَّه بن صالح، فذكرنا ما حدّث من الاشتهار باللذات فقَالَ عبد اللَّه: ما عرف فينا أهل البيت رجل بشرب نبيذ، ولا استماع غناء حتى ولي!! ولقد أدركت من مضى من أهل بيتي يصونون من الدنس أعراضهم، ويحفظون من العار أحسابهم، ثم خلف من بعدهم خلف كما قَالَ حسان بن ثابت:
إني رأيت من المكارم حسبكم ... أن تلبسوا حر الثياب وتشبعوا
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عمران الجوري- في كتابه إلينا من شيراز- أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدّثنا أبو العبّاس أحمد ابن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة ست وثمانين ومائة، فيها مات عبد اللَّه بن صالح بن عَليّ بسلمية في أرض حمص، في ربيع الأول.
5109- عَبْد اللَّه بْن صالح بْن مُسْلِم العجلي الكوفي المقرئ [1] :
قرأ على حمزة بن حبيب الزيات، وسَمِعَ إسرائيل بن يونس، وناصحًا أبا عبد اللَّه، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وفضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، وعبثر بن القاسم. روى عنه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مروان العتيق، وعمرو بن مُحَمَّد الناقد، وأَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي، وجعفر بن مُحَمَّد بن شاكر الصائغ. نزل عبد اللَّه مدينة أبي جعفر المنصور وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْعَتِيقُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ- يَعْنِي ابن مسلم- حَدَّثَنَا نَاصِحٌ الْكُوفِيُّ عَنْ مُحَارِبٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُحْبَسُ لُحُومُ الأَضَاحِي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ» ثُمَّ قَالَ بَعْدُ «كُلُوا وَأَمْسِكُوا ما شئتم» .
__________
[1] 5109- انظر: تهذيب الكمال 3337 (15/109) . وسؤالات الآجري لأبي داود 3/ترجمة 174.
وضعفاء العقيلي، الورقة 106. والجرح والتعديل 5/ترجمة 397. وثقات ابن حبان 8/352.
والجمع 1/265، والمعجم المشتمل، ترجمة 477. وسير أعلام النبلاء 10/403. والكاشف 2/الترجمة 2808. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 4384. والعبر 1/360. وتذكرة الحفاظ 390. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 152. وتاريخ الإسلام، الورقة 118 (أياصوفيا 3007) -(9/483)
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه يسأل عن عبد اللَّه بن صالح بن مسلم الذي كان يحدث ببغداد ويقرئ، فقال: ما أدري؟
ما كتبت عنه، وكأنه- فيما ظننت- لم يعجبه.
قرأنا على الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، عَنْ مُحَمَّد بن العباس قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: قلت ليَحْيَى بن معين:
عبد اللَّه بن صالح العجلي؟ قَالَ: ما أرى كَانَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يَحْيَى بن معين عن عبد اللَّه بن صالح فَقَالَ: كان ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو عليّ الحسن بن محمّد الشّافعيّ- بالأهواز- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ الآجري قَالَ: وسألته- يَعْنِي أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- عَن صالح بن مسلم العجلي فَقَالَ: هذا أبو عبد اللَّه بن صالح الذي كان في مدينة أبي جعفر.
حَدَّثَنَا عَليّ بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يزيد الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: عَبْد اللَّه بْن صالح بْن مُسْلِم العجلي كوفي ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي قَالَ: وأما عبد اللَّه بن صالح فمن ثقات أئمة أهل الكوفة صاحب قرآن وسنة، قرأ على حمزة الزّيّات القرآن، وقد أخرج له مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري في «الصحيح» يَقُول:
حدّثنا عبد الله بن صالح المقرئ، وأخرج مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد الكناني في تاريخه في باب القضاة، قَالَ: سألت أبا حاتم الرازي عن عَبْد اللَّه بْن صالح بْن مُسْلِم العجلي الْكُوفِيّ فَقَالَ: كان قاضيًا.
قَالَ الوليد: وسمعت أَحْمَد بن عبدان الشيرازي الحافظ- بالأهواز- يَقُول في المذاكرة: كان عبد اللَّه بن صالح قاضيًا بشيراز، وبناحية شيراز.
__________
وإكمال مغلطاي 2/الورقة 280. ونهاية السول، الورقة 174. وتهذيب التهذيب 5/261- 263. والتقريب 1/423. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3568.(9/484)
أخبرنا حمزة، حَدَّثَنَا الوليد بن بكر قَالَ: سمعت علي بن أَحْمَد الأطرابلسي يَقُول:
سمعت صالِحًا- يعني ابن أَحْمَد بن عبد اللَّه بن صالح- يَقُول: سمعت أبي يَقُول:
ولد أبي عبد اللَّه بن صالح سنة إحدى وأربعين ومائة، وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وله سبعون سنة [1] .
5110- عبد اللَّه بن صالح بن مُحَمَّد بن مسلم، أَبُو صَالِحٍ. مولى جهينة [2] :
من أهل مصر، وهو كاتب الليث بن سعد، قدم مع الليث بغداد ولا أعلمه حدث بها، وكان يذكر أنه رأى زياد بن قائد، وعمرو بن الحارث، وسَمِعَ من عبد اللَّه بن لهيعة، والليث بن سعد، ومعاوية بن صالح، ويَحْيَى بن أيوب، وغيرهم. روى عنه جماعة من الأئمة مثل أبي عبيد القاسم بن سلام، ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، ومُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي، وأَحْمَد بن منصور الرمادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويعقوب بن سفيان، وعامة الشيوخ المصريين. وحدّث عن الليث بن سعد.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عليّ بن عمر بن أحمد، حدّثني أبو طالب الحافظ، حدّثنا هشام بن يونس- أَبُو صَالِحٍ- قَالَ: قَالَ لي الليث بْن سعد ونحن ببغداد: سل عَنْ قطيعة بني جدار، فإذا أرشدت إليها فسل عَنْ منزل هشيم الواسطي، فقل له أخوك ليث الْمصْرِيّ يقرئك السلام، ويسألك أن تبعث إليه شيئا من كتبك. فلقيت هشيما فدفع إلي شيئا، فكتبنا منه وسمعتها مع الليث.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت علي بن حمشاذ المعدل يَقُول: سمعتُ الفضل بْن مُحَمَّد الشعراني يَقُول: ما رأيت عبد اللَّه بن صالح إلا وهو يحدث أو يسبح.
__________
[1] في المطبوعة: «وله ست وسبعون» خطأ.
[2] 5110- انظر: تهذيب الكمال 3336 (15/98) . وطبقات ابن سعد 7/518. وطبقات خليفة 297. والتاريخ الكبير 5/ترجمة 358، 9/552. والكنى لمسلم، الورقة 54. والضعفاء والمتروكين للنسائي، ترجمة 334. وضعفاء العقيلي، الورقة 106. والجرح والتعديل 5/ترجمة 398. والمجروحين 2/40. والكامل لابن عدي 2/الورقة 140. والسابق واللاحق 256.
والجمع 1/268. والأنساب 10/304. وضعفاء ابن الجوزي، ورقة 85. والمعجم المشتمل، ترجمة 476. وسير أعلام النبلاء 10/405. والكاشف 2/الترجمة 2807. وديوان الضعفاء، ترجمة 2208. والمغني 1/ترجمة 3218. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 4383. والعبر 1/387. وتذكرة الحفاظ 388. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 152. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 280. ونهاية السول، الورقة 173. وتهذيب التهذيب 5/256- 261. والتقريب 1/423. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3567.(9/485)
أخبرنا أبو خازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدي- بنيسابور- حَدَّثَنَا القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي، أخبرنا محمّد بن إبراهيم أبو سعيد البوشنجي قَالَ: سمعت ابن بكير يَقُول: يَحلف على يَحْيَى بن عبد اللَّه عتق رقبة بخمسين دينارًا، أو عليه صدقة خمسين دينارا، وو الله واللَّه واللَّه ثلاثة أيْمان، إن لم أكن سمعت عبد اللَّه بن صالح يَقُول: لم أسمع من الليث شيئًا لأبي الأسود.
قلت: وإنما قَالَ ابن بكير هذا لأن أبا صالِح روى عن الليث عن أبي الأسود.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ النّيسابوري، حَدَّثَنَا يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قَالَ: سمعت يعقوب بن سفيان يَقُول: سمعت أبا الأسود- وقال له رجل- إن ابن بكير يتكلم في أَبِي صالح فأيش تقول فيه؟ فَقَالَ: أَبُو صَالِحٍ إذا قال لكم بِمصر اكتبوا عن فلان فاكتبوا، واتركوا ما سواه.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة- قَالَ: سمعت أبي ذكر كاتب الليث بن سعد عبد اللَّه بن صالح فذمه وكرهه، وقَالَ: إنه روى عن ليث عن ابن أبي ذئب كتابًا- أو أحاديث- وأنكر أن يكون الليث روى عن ابن أَبِي ذئب.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد قَالَ: سألت أبي عن عبد الله ابن صالح كاتب الليث فَقَالَ: كان أول أمره متماسكًا، ثم فسد بأخرة وليس هو بشيء. وسمعت أبي مرة أخرى ذكر عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث بن سعد فذمه وكرهه، وقَالَ: إنه روى عن ليث عن ابن أبي ذئب كتابًا- أو أحاديث- وأنكر أن يكون ليث روى عن ابن أبي ذئب شيئا.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة: أَبُو صَالِحٍ كاتب الليث؟ فضحك وقَالَ: ذاك رجل حسن الحديث، قلت: أَحْمَد يحمل عليه في كتاب ابن أبي ذئب، وحكاية سعيد بن منصور، قد عرفتها؟ فَقَالَ: نعم وشيء آخر.
سمعت عبد العزيز بن عمران يَقُول: قرأ علينا كتاب عقيل، فإذا في أوله مكتوب حَدَّثَنِي أبي عن جدي عن عقيل، فإذا هو كتاب عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد!! قلت: فأي شيء حاله في يَحْيَى بن أيوب، ومعاوية بن صالح، والمشيخة؟
قال: كان يكتب لليث، فاللَّه أعلم.(9/486)
قلت: وحكاية سعيد بن منصور التي ذكرها البرذعي في هذا الخبر قد أَخْبَرَنَاها البرقاني أيضا.
حدّثنا يعقوب بن موسى، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو قَالَ: سمعت أبا زرعة يقول: قال سعد بن منصور: قلت لأبي صالح كاتب الليث:
سمعت من الليث؟ قَالَ: لَم أسمع من الليث إلا كتاب يَحْيَى بن سعيد.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن مسلم، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سمعت سعيد بن منصور يَقُول: جاءني ابن معن بِمصر فقَالَ لي: يا أبا عثمان أحب أن تمسك عن كاتب الليث، فقلت: لا أمسك عنه وأنا أعلم الناس به، إنما كان كاتبا للضياع.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر الواعظ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَفي كتاب جدي عَنِ ابْن رشدين قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن صالِح يَقُول في عبد اللَّه بن صالح؛ متهم ليس بشيء، وقَالَ فيه قولًا شديدًا.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يَقُول: ضربت على حديث عبد اللَّه بن صالح، وما أروي عنه شيئا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَليّ المقرئ، حدّثنا أبو مسلم بن مهران، حَدَّثَنَا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن أبي صالح كاتب الليث قال: كان يَحْيَى بن معين يوثقه، وعندي كان يكذب في الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عبد اللَّه بن صالح صاحب الليث ليس بثقة.
حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ- فِي كِتَابِهِ إلينا- أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّه البجلي، أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: قدمت مصر بعد موت ابن وهب سنة ثمان وتسعين ومائة، فكتبت كتب معاوية بن صالح عن عبد اللَّه بن صالح، قَالَ أبو زرعة: قَالَ أَبُو صَالِحٍ كاتب الليث: ولدت سنة تسع وثلاثين ومائة، ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين- أو بعدها.(9/487)
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سفيان قَالَ: سنة اثنتين وعشرين ومائتين فيها مات أَبُو صَالِحٍ كاتب الليث، كان مولده سنة سبع وثلاثين ومائة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: مات عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث آخر سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
5111- عبد اللَّه بن صالح بن عبد اللَّه بن الضحاك، أبو مُحَمَّد، يقَال له البخاري [1] :
سَمِعَ الْحَسَن بن علي الحلواني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا همام الوليد بن شجاع، ومحمّد بن يحيى أبا عمر، ومُحَمَّد بن سليمان لوينا، وأبا مصعب الزهري، والْحَسَن بن الصباح البزار، وعثمان بن أبي شيبة، وهارون بْن عَبْد اللَّهِ الْحَمَّال. روى عنه مُحَمَّد بْن عَليّ بْن حبيش الناقد، وعبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزبيبي، وأبو حفص بن الزيات، ومُحَمَّد بن المظفر، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوري، حدّثنا أبو عليّ الحافظ، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن صالح بن الضحاك البخاريّ الثقة المأمون ببغداد.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: عبد الله بن صالِح بن عبد اللَّه أبو مُحَمَّد صاحب البخاري ثقة ثبت.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن محمد بن جعفر يَقُول: وتوفي عبد اللَّه بن صالح البخاري سنة خمس وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على أبي الحسن ابْن المنادي- وَأنا أسمع- قَالَ: وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّه بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ توفي بالجانب الغربي على نَهر كرخايا، مسجد الواسطيين أحد الثقات والصلاح، والفهم لما يحدث به، دفن يوم الاثنين لِخمس خلون من رجب سنة خمس وثلاثمائة.
__________
[1] 5111- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/177.(9/488)
5112- عبد اللَّه بن صاعد، مولى أبي جعفر المنصور:
وهو عم يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد. حَدَّث عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ مُحَمَّد ابن عمر بن أبي مذعور.
حدّثنا العتيقي، حدّثنا عثمان بن عمرو بن مُحَمَّد المنتاب الإمام، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن عيسى الوراق الفاني، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن صاعد، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عمر بن أبي مذعور قَالَ: أَخْبَرَنِي عمك عبد اللَّه بن صاعد قَالَ:
قَالَ سفيان بن عيينة: المسألة مسألتان، مسألة لله صاحبها مأجور، وذلك أنه إذا طلب الحلال فلم يجد فاختار المسألة على الحرام، ومسألة صاحبها فيها محاسب، وعليه من اللَّه لائمة، وذلك إذا طلب الحرام فلم يجده فسأل، ولو وجد الحرام لم يسأل.
5113- عبد اللَّه بن الصقر بن نصر بن موسى بن هلال بن عيسى بن عبد اللَّه بن راشد، أبو العباس السكري [1] :
سَمِعَ إِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي، وإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشّافعيّ، ويعقوب بن حميد ابن كاسب، وعبد الأعلى بْن حَمَّاد، وَعَبْد اللَّهِ بْن عمر بن أبان، ومُحَمَّد بن حاتم بن ميمون، والْحُسَيْن بن الْحَسَن الْمَرْوَزِيّ، ومُحَمَّد بن مصفى الحمصي، وأَحْمَد بن مطهر المصيصي. روى عنه جعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وعبد الملك بن الْحَسَن السقطي، وابن مالك القطيعي، وأبو حفص بن الزيات، وكان ثقة.
وقَالَ الدارقطني: هو صدوق.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بْن حامد الرُّخَّجِيّ:
مات أبو العباس عبد اللَّه بن نصر بن الصقر السكري في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثمائة.
[قلت:] [2] هكذا قَالَ، والصواب عبد اللَّه بن الصقر بن نصر.
__________
[1] 5113- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/153.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/489)
حرف الطّاء من آباء العبادلة
5114- عَبْد اللَّه بْن طَاهِر بْن الْحُسَيْن بْن مصعب بن رزيق، أبو العباس الْخُزَاعِيّ [1] :
كان أمير المؤمنين المأمون ولاه الشام حَرْبًا وخراجًا، فخرج من بغداد إليها واحتوى عليها، وبلغ إلى مصر ثم عاد، فولاه المأمون إمارة خراسان، فخرج إليها، وأقام بها حَتَّى مات. وكان أحد الأجواد الممدحين، والسمحاء المذكورين.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو الفضل الربعي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ المأمون لعبد اللَّه بن طاهر: أيما أطيب مجلسي أو مجلسك؟ قَالَ: ما عدلت بك يا أمير المؤمنين شيئًا، قَالَ: ليس إلى هذا ذهبت، إنما ذهبت إلى الموافقة في العيش واللذة، قَالَ:
منزلي يا أمير المؤمنين، قَالَ: ولم ذاك؟ قَالَ: لأني فيه مالك، وأنا هاهنا مملوك! أخبرني الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:
غلب عبد اللَّه بن طاهر على الشام، ووهب [له] [2] المأمون ما وصل إليه من الأموال هنالك ففرقه على القواد، ثم وقف على باب مصر فقَالَ: أخزى اللَّه فرعون ما كان أخسه وأدنى همته، ملك هذه القرية فَقَالَ: أنا ربكم الأعلى! والله لادخلتها.
أَخْبَرَنَا أبو الفرج أَحْمَد بن عمر الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني عبيد الله بن فرقد، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الفضل بن مُحَمَّد بن منصور قَالَ: لما افتتح عبد اللَّه بن طاهر مصر ونحن معه، سوغه المأمون خراجها سنة، فصعد المنبر فلم ينزل حتى أجاز بها كلها، ثلاثة آلاف ألف دينار- أو نحوها- فقبل أن ينزل أتاه معلى الطائي، وقد أعلموه ما صنع عبد اللَّه بن طاهر بالناس في الجوائز، وكان عليه واجدًا، فوقف بين يديه تحت المنبر فَقَالَ: أصلح اللَّه الأمير أنا معلى الطائي، ما كان مني من جفاء وغلظة فلا يغلظ عليَّ
__________
[1] 5114- انظر: المحبر 376. والكامل لابن الأثير 7/5. وتاريخ الطبري 11/13. ووفيات الأعيان 1/260. والولاة والقضاة 180. والبستاني 1/559. والديارات 86- 91. وهبة الأيام للبديعي 126- 139. والتاج 8/2. وابن دقماق 4/65. والأعلام 4/93.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/490)
قلبك، ولا يستخفنك ما قد بلغك، أنا الذي أقول:
يا أعظم الناس عفوًا عند مقدرة ... وأظلم الناس عند الجود للمال
لو يصبح النيل يجري ماؤه ذَهبًا ... لَما أشرت إلى خزن بمثقال
تعني بما فِيهِ رق الحمد تملكه ... وليس شيء أعاض الحمد بالغالي
تَفُك باليسر كُفَّ الْعُسْر من زمن ... إذا استطالَ عَلَى قوم بإقلال
لَمْ تُخْلِ كفَّكَ من جود لمختبط ... أو مرهف قاتل فِي رأس قتَّال
وما بثثت رَعيل الخيل فِي بلد ... إلا عصفن بأرزاق وآجال
هَلْ من سبيل إلى إذن فقد ظمئت ... نفسي إليك فما تروى إلى حال
إن كنت منك عَلَى بال مننت بِهِ ... فإن شكرك من حمدي عَلَى بال
ما زلتُ مُقتضيًا لولا مجاهرة ... من ألسن خُضْنَ فِي صبري بأقوال
قَالَ: فضحك عبد اللَّه وسر بِما كان منه. وقَالَ: يا أبا السمراء باللَّه أقرضني عشرة آلاف دينار فما أمسيت أملكها، فأقرضه فدفعها إليه.
حَدَّثَنِي الجوهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بن أبي طاهر، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَاهِرٍ لَمَّا خَرَجَ إِلَى الْمَغْرِبِ، كَانَ مَعَهُ كَاتِبُهُ أَحْمَدُ بْنُ نَهِيكٍ، فَلَمَّا نَزَلَ دِمَشْقَ أُهْدِيَتْ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ نَهِيكٍ هَدَايَا كَثِيرَةً فِي طَرِيقِهِ وَبِدِمَشْقَ، وَكَانَ يُثْبِتُ كُلَّ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ وَيَدْفَعُهُ إِلَى خَازِنٍ لَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ دِمَشْقَ أَمَرَ أَحْمَدَ بْنَ نَهِيكٍ أن يعود عَلَيْهِ بِعَمَلٍ كَانَ أَمَرَهُ أَنْ يَعْمَلَهُ، فَأَمَرَ خَازنه أن يخرج إليه قرطاسًا فيه العمل الذي أمر بإخراجه ويضعه في المحراب بين يديه لئلا ينساه وقت ركوبه في السحر، فغلط الخازن فأخرج إليه القرطاس الذي فيه ثبت ما أهدي إليه فوضعه في المحراب، فلما صلى أَحْمَد بن نهيك الفجر أخذ القرطاس من المحراب ووضعه في خفه، فلما دخل على عبد اللَّه سأله عما تقدم إليه من إخراجه العمل الذي أمره به، فأخرج الدرج من خفه فدفعه إليه، فقرأه عبد اللَّه من أوله إلى آخره، وتأمله ثم أدرجه ودفعه إلى أَحْمَد بن نهيك وقَالَ له: ليس هذا الذي أردت، فلما نظر أَحْمَد بن نهيك فيه أسقط في يديه، فلما انصرف إلى مضربه وجه إليه عبد اللَّه بن طاهر يعلمه أنه: قد وقفت على ما في القرطاس فوجدته سبعين ألف دينار، وأعلم أنه قد لزمتك مئونة عظيمة غليظة في خروجك، ومعك(9/491)
زوار وغيرهم، وإنك تحتاج إلى بِرهم، وليس مقدار ما صار إليك. يفي بمؤونتك، وقد وجهت إليك بمائة ألف دينار لتصرفها في الوجوه التي ذكرتها.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بن أبي الفتح، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن خلف بْن المرزبان قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن بشر، حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بن علي بن طاهر قَالَ: بعث عبد اللَّه بن طاهر إلى عبد الله بن السمط بن مروان بن أبي حفصة- وهو بالجزيرة، وعبد اللَّه ببغداد- بكسوة وعشرين ألف درهم. فَقَالَ عبد اللَّه بن السمط:
لعمري لنعم الغيث غيث أصابنا ... ببغداد من أرض الجزيرة وابله
ونعم الفتى- والبيد دون مزاره ... بعشرين ألفا صبحتنا رسائله
فكنا كحي صبح الغيث أهله ... ولم ينتجع إطعامه وحمائله
أتى جود عبد اللَّه حتى كفت به ... رواحلنا سير الفلاة رواحله
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: وجدت في كتابي عن أبي نصر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن موسى الملاحمي النيسابوري- شيخ قدم علينا- قَالَ: سمعت عمرو بن إسحاق السّكني يقول: سمعت سهل بن مرة يَقُول: لما رجع أبو العباس عبد اللَّه بن طاهر من الشام، ارتفع فوق سطح قصره، فنظر إلى دخان مرتفع فِي جِوَارِهِ. فَقَالَ لعمرويه: ما هذا الدخان؟ فَقَالَ: أظن القوم يخبزون، فَقَالَ: ويحتاج جيراننا أن يتكلفوا ذلك؟! ثم دعا حاجبه فَقَالَ: امض ومعك كاتب، فأحص جيراننا ممن لا يقطعهم عنا شارع قال فمضى فأحصاهم فبلغ عدد صغيرهم وكبيرهم أربعة آلاف نفس، فأمر لكل واحد منهم في كلّ يوم بمنوين خبزا، ومن اللحم، ومن التوابل في كل شهر عشرة دراهم، والكسوة في الشتاء مائة وخمسين درهمًا، وفي الصيف مائة درهم، وكان ذلك دأبه مدة مقامه ببغداد، فلما خرج انقطعت الوظائف إلا الكسوة ما عاش أبو العباس.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عمر الغضاري، أخبرنا جعفر الخلدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن الربيع قَالَ: حَدَّثَنِي محلم بن أبي محلم الشاعر عَن أبِيهِ قَالَ: شخصت مع عبد اللَّه بن طاهر إلى خراسان في الوقت الذي شخص، وكنت أعادله وأسامره، فلما صرنا إلى الري مررنا بِها سحرًا، فسمعنا أصوات الأطيار من القمارى وغيرها، فقال لي عبد اللَّه: للَّه در أبي كبير الهذلي حيث يقول:
إلا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك مياد ففيم تنوح(9/492)
قَالَ: ثم قَالَ: يا أبا محلم هل يحضرك في هذا شيء؟ فقلت: أصلح اللَّه الأمير، كبرت سني وفسدت ذهني، ولعل شيئا أن يحضرني، ثم حضر شيء فقلت: أصلح اللَّه الأمير، قد حضر شيء تسمعه؟ فَقَالَ: هاته فقلت:
أفي كل عام غربة ونزوح ... أما للنوى من ونية فنريح
لقد طلح البين المشت ركائبي ... فهل أرين البين وهو طليح
وذكرني بالري نوح حمامة ... فنحت وذو الشجو الحزين ينوح
على أنها ناحت ولم تذر دمعة ... ونحت وأسراب الدموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامه فيح
عسى جود عبد اللَّه أن يعكس النوى ... فنلقي عصى التطواف وهي طريح
قَالَ: فَقَالَ: يا غلام أنخ، لا واللَّه لا جزت معي حافرًا ولا خفًا حتى ترجع إلى أفراخك، كم الأبيات؟ فقلت: ستة. قَالَ: يا غلام أعطه ستين ألفًا، ومركبًا، وكسوة، وودعته وانصرفت.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عمر بن روح النهرواني ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن الجازري- قَالَ أَحْمَد أَخْبَرَنَا، وقَالَ مُحَمَّد حَدَّثَنَا- المعافى بن زكريّا- حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أحمد بن أبي طاهر، حدّثني أبو هفان، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: دخل العتابي على عبد اللَّه بن طاهر فأنشده:
حسن ظني وحسن ما عود اللَّه ... سواي بك الغداة أتى بي
أي شيء يكون أحسن من حس ... ن يقين حدا إليك ركابي
فأمر له بجائزة، ثم دخل عليه مرة أخرى فأنشده:
جودك يكفيك في حاجتي ... ورؤيتي تكفيك مني السؤال
فكيف أخشى الفقر ما عشت لي ... وإنما كفاك لي بيت مال
فأجازه أيضًا، ثم دخل عليه اليوم الثالث فأنشده:
أكسني ما يبيد أصلحك الل ... هـ فإني أكسوك ما لا يبيد
فأجازه وكساه وحمله.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جعفر البرذعي والْحَسَن بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، حدّثنا أحمد بن إسحاق الملحمي، حَدَّثَنِي أبو عمير عبد الكبير بن مُحَمَّد الأنصاريّ- بمصر- حدّثني الحسن بن(9/493)
الحضرمي بن علي الأزدي قَالَ: سمعت أَحْمَد بن أبي داود يَقُول: خرج دعبل بن علي إلى خراسان فنادم عبد اللَّه بن طاهر فأعجب به، فكان في كل يوم ينادمه فيه يأمر له بعشرة آلاف درهم، وكان ينادمه في الشهر خمسة عشر يومًا، وكان ابن طاهر يصله في كل شهر بمائة وخمسين ألف درهم، فلما كثرت صلاته له توارى عنه دعبل يوم منادمته في بعض الخانات، فطلبه فلم يقدر عليه فشق ذلك عليه، فلما كان من الغد كتب:
هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة ... وهل يرتجى نيل الزيادة بالكفر
ولكنني لما أتيتك زائرًا ... فأفرطت في بري عجزت عن الشكر
فملان لا آتيك إلا معذرًا ... أزورك في الشهرين يومًا وفي الشهر
فإن زدت في بري تزيدت جفوة ... ولم تلقني حتى القيامة والحشر
وقد حدّثني أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ عَنِ الْمَهْدِيِّ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لا يَشْكُرِ النَّاسَ لا يَشْكُرِ اللَّهَ، وَمَنْ لا يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لا يَشْكُرِ الْكَثِيرَ» [1]
فَوَصَلَهُ بثلاثمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ وَانْصَرَفَ.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري- في كتابه- أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي، حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات عبد اللَّه بن طاهر، ويكنى أبا العباس بِمرو، في شهر ربيع الأول لإحدى عشرة ليلة خلت منه، وكان مرضه يوم الاثنين لثمان خلون فمرض ثلاثة أيام من وجع أصابه في حلقه، وتوفي وهو والي خراسان، وجرجان، والري، وطبرستان. ذكر غير أَبِي حسان أنه توفي بنيسابور.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن محمّد بن عمران، أخبرنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْن حماد عَنِ الْحَسَن بن وهب قَالَ: توفي عبد اللَّه بن طاهر بنيسابور ليلة الجمعة لأيام خلت من شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدّل،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1954. ومسند أحمد 3/74. والشكر لابن أبي الدنيا 33. وقضاء الحوائج له 70، 71، 72، 76، 77.(9/494)
أَخْبَرَنَا الحارث بن مُحَمَّد قَالَ: مات عبد اللَّه بن طاهر بن الْحُسَيْن بنيسابور سنة ثلاثين ومائتين وهو والي خراسان، وكان لعبد اللَّه بن طاهر حين توفي ثمان وأربعون سنة، وتسعة وأربعون يوما.
آخر الجزء التاسع(9/495)
الجزء العاشر
[تتمة باب العين]
تتمة ذكر من اسمه عبد الله]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
حرف العين من آباء العبادلة
5115 عبد اللَّه بن عكيم، أبو معبد الجهني- من جهينة- ابن زيد بن ليث ابن سود بْن أسلم بْن إلحاف بْن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ: [1]
أدرك زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع عمر بن الخطاب، وَعبد اللَّه بْن مسعود، وَحذيفة بْن اليمان. روى عنه زيد بن وهب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والقاسم بن مخيمرة، وأبو فروة الجهنيّ، وهلال الورّاق، وكان ثقة، سكن الكوفة وقدم المدائن في حياة حذيفة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدب، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى الحميديّ، حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ فَاسْتَسْقَى دِهْقَانًا فَجَاءَهُ بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَحَذَفَهُ بِهِ حُذَيْفَةُ- وَكَانَ رَجُلا فِيهِ حِدَّةٌ- فَكَرِهُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ هَذَا، إِنِّي كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ أَنْ لا يَسْقِيَنِي
__________
[1] 5115 انظر: تهذيب الكمال 3432 (15/317) . وطبقات ابن سعد 6/113. وتاريخ ابن معين 2/320. وطبقات خليفة 121، 139. والتاريخ الكبير 5/ت 67. والضعفاء الصغير للبخاري، ترجمة 180. وثقات العجلي، الورقة 30. والكنى لمسلم، الورقة 106. والمعرفة والتاريخ 1/231، 2/642، 677، 678، 3/164. والجرح والتعديل 5/ت 556.
والمراسيل 103. وثقات ابن حبان 3/247. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 87.
والاستيعاب 3/949. والأنساب للسمعاني 3/394. والجمع 1/246. وأسد الغابة 3/226.
وسير النبلاء 3/510. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3424. والكاشف 2/ت 2893.
وتاريخ الإسلام 3/267. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 167. ورجال ابن ماجة، الورقة 5.
وإكمال مغلطاي 2/الورقة 296، 297. والمراسيل للعلائي، الترجمة 384. ونهاية السول، الورقة 177. وتهذيب التهذيب 5/223- 224. والإصابة 2/ت 4831. والتقريب 1/434. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3668.(10/3)
فِي هَذَا ثُمّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ: «لا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، وَلا تلبسوا الديباج والحرير، فإنها لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ» [1]
. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي وَأَحْمَد بْن حفص بْن حمدان قالا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ، حَدَّثَنَا سفيان عن موسى الجهني عن ابنة عبد اللَّه بن عكيم قَالَت: كان عبد اللَّه بن عكيم يحب عثمان، وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يحب عليًا، وكانا متؤاخيين، قَالَت: فما سمعتهما يذكران بشيء قط، إلا أني سمعت أبي يَقُول لعبد الرحمن بن أبي ليلى: لو أن صاحبك صبر أتاه الناس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القطّان، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو بكر الحميديّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا هلال الوزّان، حَدَّثَنَا شيخنا القديم عبد اللَّه بن عكيم- وكان قد أدرك الجاهلية- أنه أرسل إليه الحجاج بن يوسف فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين، ثم قَالَ: اللَّهم إنك تعلم إني لم أزن قط، ولم أسرق قط، ولم آكل مال يتيم قط، ولم أقذف محصنة قط، إن كنت صادقًا فادرأ عني شره.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ، حدّثنا محمّد بن يحيى المروزيّ، حدّثنا عاصم بن علي، حَدَّثَنَا المسعودي عن الحكم عن ابن أبي ليلى قَالَ: كان عبد اللَّه بن عكيم إذا أخذ عطاءه أنفق منه ما أنفق، ولا يربط رأس كيسه، ثم يذهب إلى أهله ويَقُول سمعت اللَّه يَقُول: وَجَمَعَ فَأَوْعى
[المعارج 18] .
5116- عبد اللَّه بن عبد اللَّه، يعرف بالرازي: [2]
كان من أهل الكوفة فانتقل عنها إلى الري فنزلها، وتولى القضاء بها، وحدث عن
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/146. ومسند أحمد 5/396. وصحيح مسلم، كتاب اللباس باب 2.
[2] 5116- انظر: تهذيب الكمال 3367 (15/183) . وتاريخ ابن معين 2/317. وعلل أحمد 1/106، 211. والتاريخ الكبير 5/ت 375. وثقات العجلي، الورقة 30. والمعرفة والتاريخ 2/650، 3/220. والجرح والتعديل 5/ت 421. وثقات ابن حبان 7/7. وثقات ابن شاهين، الترجمة 618. وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/185. والكاشف 2/ت 3838. وتاريخ الإسلام 4/268. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 160. ورجال ابن ماجة، الورقة 2. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 286. ونهاية السول، الورقة 176. وتهذيب التهذيب 5/286، 287. والتقريب 1/426. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3600.(10/4)
جابر بن سمرة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن جبير. روى عنه سليمان الأعمش، وحجاج بن أرطاة، وفطر بن خليفة، والقاسم بن الوليد الهمداني، وحكى أبو داود السجستاني عن أَحْمَد بن حنبل أن الأعمش لقيه ببغداد.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بن علي الصيمري، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّيّ، أخبرنا محمّد ابن عمر بن سلم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن عثمان، حدّثنا أبو داود سليمان ابن الأشعث- وسألته- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ فقَالَ: هذا ابن سرية علي.
وروى عنه الأعمش، قَالَ أَحْمَد لقيه ببغداد.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الرازي، وكان ثقة لا بأس به قاضي الري.
أَخْبَرَنَا عبد الغفار بن مُحَمَّد المؤدّب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدّثنا أبو معمر الهذلي، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ حَجَّاجٍ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ وكان ثقة، وكان الحكم يأخذ عنه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ- إِجَازَةً- وَأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن سليمان ومكرم قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد قَالَ:
سألت أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ فقَالَ: ما أعلم إلا خيرًا. روى عنه الأعمش، والحكم، وابن أَبِي ليلى، وسعيد بن مسروق. وما أعلم إلا خيرًا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن عَليّ التّميميّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قال: قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل: عبد اللَّه بن عبد الله رازي، وكان قاضي الري، وكانت حدته مولاة لعلي- أو جارية- قال أبي: وروى عنه آدم وسعيد بن مسروق، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: وكان عبد الله ابن عبد اللَّه الرازي كوفيًا، وكان قاضيًا على الري.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: فأما عبد اللَّه بن عبد اللَّه فهو قاضي الري يعرف بالرازي.(10/5)
روى عن جابر بن سمرة، وسألت علي بن المديني قلت له: ما تقول في عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازي؟ فقَالَ لي: معروف. روى عنه الأعمش، وابن أَبِي ليلى، وفطر، وحجاج.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الاندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حَدَّثَنَا صالح بن أَحْمَد بن عبد اللَّه أبو مسلم العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: عبد اللَّه بن عبد اللَّه قاضي الري ثقة.
5117- عبد اللَّه بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أَبِي عامر، أبو أويس المديني الأصبحي: [1]
حليف بني تيم من قريش، وكان زوج أخت مالك بن أنس، وابن عمه لحى، ومالك بن أنس هو ابن مالك بن أَبِي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل ابن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح- بن عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة ابن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يعرب بن القحطان بن الهميس بن تيم بن قيس بن نبت بن إِسْمَاعِيل بْنُ إبراهيم الخليل عليهما السلام، نسبه أبو بكر بن أبي أويس هكذا. قدم أبو أويس بغداد وحدث بها عن ابن شهاب الزّهريّ، ومحمّد ابن المنكدر، وأَبِي الزناد، وهشام بن عروة، والعلاء بن عبد الرحمن الحرقي، وثور بن زيد الديلمي. روى عنه ابناه أبو بكر وإِسْمَاعِيل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعيد، والنضر بن مُحَمَّد الجرشي، وشبابة بن سوار، ويونس بن محمّد المؤدّب، والحسين بن
__________
[1] 5117- انظر: تهذيب الكمال 3361 (15/166) . وطبقات ابن سعد 9/الورقة 254. وتاريخ ابن معين 2/317، 524. وسؤالات ابن أبي شيبة، الترجمة 173. وعلل أحمد والتاريخ الكبير 5/ت 377. والصغير 2/178. والكنى لمسلم، الورقة 9. والمعرفة 1/505، 514. وضعفاء النسائي، الترجمة 674. وضعفاء العقيلي، الورقة 106. والجرح والتعديل 5/ت 423.
والمجروحين 2/24. والكامل لابن عدي 2/الورقة 131. وثقات ابن شاهين، الترجمة 129.
وسؤالات البرقاني للدارقطني، الترجمة 570. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 93.
والجمع 1/275. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 86. والكاشف 2/الترجمة 2832. وديوان الضعفاء، الترجمة 2216. وميزان الاعتدال 2/ت 4402. والمغني 1/ت 3230. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 158. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 19، 34. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 285. وشرح علل الترمذي لابن رجب 340. ونهاية السول، الورقة 175.
وتهذيب التهذيب 5/280، 282. والتقريب 1/426. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3592.
والمنتظم، لابن الجوزي 8/314.(10/6)
مُحَمَّد المروذي، ومعلى بن منصور الرازي، وعبد اللَّه بن مسلمة القعنبي، ومنصور بن أبي مزاحم، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، حدّثنا عثمان- هو ابن أبي شيبة- حَدَّثَنَا أبو نعيم قَالَ:
قدم علينا أبو أويس هاهنا، وإذا معه جوار يضر بن- يعني القيان- قال: فقلت لا واللَّه لا سمعت منه شيئًا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين- وذكر له أبو أويس المدني- فقَالَ:
كان ضعيفًا.
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- عن أَبِي أويس المديني فقَالَ: ضعيف الحَدِيث.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسمعته- يعني يحيى بن معين- يَقُول: أبو أويس ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبراني، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين- هو الزّعفرانيّ- حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: أبو أويس صالح، ولكن حديثه ليس بذاك الجائز. وسمعت يَحْيَى بن معين مرة يَقُول: أبو أويس المديني ضعيف الحديث. وسئل مرة أخرى فقَالَ: ليس بشيء.
وسمعت يَحْيَى بْن معين مرة أخرى يَقُول: أبو أويس ثقة.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا يَحْيَى بن معين: وأبو أويس المديني ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُول: أَبُو أويس ثقة.(10/7)
وقَالَ في موضع آخر: سمعت يَحْيَى يَقُول: أبو أويس صدوق وليس بحجة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أبو القاسم موسى بْنُ إِبْرَاهِيمَ العطار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- وهو ابن المديني وسئل عن أَبِي أويس المديني- فقَالَ: كان عند أصحابنا ضعيفًا.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سمعت أَبِي- وذكر أبا أويس عبد اللَّه بن عبد اللَّه- وضعفه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدثنا سليمان بن الأشعث السجزي قال: قلت لأحمد بن حنبل: أبو أويس؟
قال: ليس به بأس- أو قَالَ: ثقة- كان قدم هاهنا فكتبوا عنه، زعموا أن سماع أبي أويس وسماع مالك كان شيئًا واحدًا.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصّابونيّ، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد اللَّه:
أبو أويس- ابن عم مالك بن أنس- صالح.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: أبو أويس عبد اللَّه بن عبد اللَّه فيه ضعف، وهو عندهم من أهل الصدق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: وأبو أويس هو صدوق، وصالح الحديث، وإلى الضعف ما هو.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أَبِي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عن أَبِي أويس فقال: صالح الحديث.
حدّثنا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- حدّثنا عبد الكريم ابن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أبو أويس عبد اللَّه بن عبد اللَّه مدني ليس بالقوي.(10/8)
أَخْبَرَنِي البرقاني قَالَ: قلت لأبي الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ: أَبُو أويس صاحب الزهري؟
قَالَ: اسمه عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر، ابن عم مالك بن أنس من أهل المدينة، سماعه مع ذلك عن الزهري، قلت كيف حديثه عن الزهري؟ قال في بعضها شيء.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع أن أبا أويس عبد اللَّه بن عبد اللَّه مات في سنة تسع [1] وستين ومائة.
5118- عَبْد اللَّه بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، عم أبي جعفر المنصور: [2]
وَلَّاهُ أبو العباس السفاح حرب مروان بن مُحَمَّد، فسار عبد الله إلى مروان حتى قتله، واستولى على بلاد الشام، ولم يزل أميرا عليها مدة خلافة السفاح فلما ولي المنصور خالف عليه ودعا إلى نفسه، فوجه إليه المنصور أبا مسلم صاحب الدولة فحاربه بنصيبين، فانهزم عبد اللَّه بن عَليّ واختفى، وصار إلى البصرة فأشخصه سليمان بن علي والي البصرة إلى بغداد، فحبسه أبو جعفر المنصور، ولم يزل في حبسه ببغداد حتى وقع عليه البيت الذي حبس فيه فقتله.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أخبرني أبو العبّاس المنصوري عن القمي قَالَ: دخل عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه علي هشام بن عبد الملك، فأدنى مجلسه حتى أقعده معه، وأكرم لقاءه، وأظهر بره، ثم قَالَ:
ما أقدمك؟ فذكر له حاجته وما أصابه من خلة الزمان، وخرج بني لِهشام بن عبد الملك صغير معه قوس ونشاب وهو يلعب كما تلعب الصبيان، فجعل الصبي يأخذ السهم فيرمي به عبد اللَّه بن علي، حتى فعل ذلك مرات، قَالَ: وعبد اللَّه بن علي ينظر إليه، ثم قام عبد اللَّه فخرج، وذلك بعين مسلمة بن عبد الملك، فَقَالَ مسلمة يا أمير المؤمنين أما رأيت ما صنع الصبي؟، واللَّه لا يكون قتله وقتل رجال أهل بيته إلا على يديه، فقَالَ هشام: لا تقل هذا فإنك لا تزال تأتينا بشيء لا نعرفه، قَالَ: هو واللَّه ذاك، وما أقول لك، قال: فو الله ما مضت الأيام والليالي، حتى ورد عبد اللَّه واليًا على الشام من قبل أَبِي العباس، فقتل ثلاثة وثمانين رجلًا من بني أمية، فأتي بالصبي فيمن أتي به. فَقَالَ: أنت صاحب القوس، فقدم فضربت عنقه.
__________
[1] في تهذيب الكمال: «سنة سبع وستين ومائة» .
[2] 5118- انظر: النجوم الزاهرة 2/7. والكامل لابن الأثير 5/215. وتاريخ الطبري 9/264. والمحبر 485. والأعلام 4/104.(10/9)
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه- حدّثنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة سبع وأربعين فيها مات عبد اللَّه بن عَليّ الهاشمي، سقط عليه البيت في الحبس في ليلة مطيرة، وهو ابن اثنتين وخمسين سنة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قَالَ: سنة سبع وأربعين ومائة فيها مات عبد اللَّه بن عَليّ بِمدينة السلام، وقد نيف على الخمسين.
5119- عَبْد اللَّه بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بن جعفر بن نَجِيح السعدي، يعرف بابن المديني: [1]
من أهل البصرة. قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه محمد بن عبد اللَّه المستعيني، ومُحَمَّد بن عمران بن موسى الصيرفي.
وقَالَ المستعيني: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن أَبِي سعد الوراق عن مُحَمَّد بن علي بن المديني عَنْ أَبِيهِ بكتاب المدلسين، ثم قدم علينا عبد اللَّه بن علي فحَدَّثَنَا بالكتاب عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي عَليّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُولُ: سألت الدارقطني عن عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني روى عَنْ أَبِيهِ كتاب العلل فقَالَ:
إِنَّما أخذ كتبه، وروى أخباره مناولة، قَالَ: وما سمع كثيرًا من أبيه، قلت: لم؟ قَالَ:
لأنه ما كان يمكنه من كتبه. قَالَ: وله ابن آخر يقال له مُحَمَّد وقد سمع من أبيه، وروى وهو ثقة.
5120- عَبْدُ اللَّه بْنُ عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، أبو العبّاس الأمويّ: [2]
ولي القضاء بمدينة السلام.
فأخبرنا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بن جعفر قال: عبد الله بن علي ابن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب من سروات الرجال وله قدر وجلالة، استقضاه المكتفي باللَّه علي مدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين
__________
[1] 5119 انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني، برقم 323.
[2] 5120 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/147.(10/10)
ومائتين، وما زال في قضاء المدينة إلى سنة ست وتسعين ومائتين، فإن المقتدر نقله إلى القضاء بالجانب الشرقي.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وتوفي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيّ بن أَبِي الشوارب بالسكتة سنة ثمان وتسعين.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بن مخلد، حدّثنا إِسْمَاعِيل بن عَليّ الخطبي أن عبد اللَّه بن عَليّ توفي يوم الثلاثاء لسبع بقين من رجب سنة إحدى وثلاثمائة ودفن بالقرب من مقابر باب الشام.
5121- عبد اللَّه أمير المؤمنين المستكفي باللَّه بن عَليّ المكتفي باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد باللَّه بْن أَبِي أَحْمَد الموفق، وكنيته أبو القاسم: [1]
استخلف بعد المتقي لله.
فأَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أَبِي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: واستخلف المستكفي باللَّه أبو القاسم عبد اللَّه بن المكتفي باللَّه في يوم السبت لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقبض عليه في يوم الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وخلع نفسه من الخلافة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: المستكفي باللَّه أبو القاسم عبد اللَّه بن علي المكتفي باللَّه بن أَحْمَد المعتضد باللَّه، أمه أم ولد يقَال لَها غصن لم تدرك خلافته، ومولده في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، ليلة الثلاثاء لأربع عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، فكانت سنة وقت استخلف إحدى وأربعين سنة كاملة وسبعة أيام. ولم يلِ هذا الأمر بعد المنصور أسن منه، وهو في سن المنصور وقت ولي.
قلت: يعني من ولي قبل المستكفي، فأما بعده فقد ولي الطائع الخلافة وسنه سبع وأربعون، وولي القادر باللَّه وسنه خمس وأربعون.
عدنا إلى ذكر عبد اللَّه بن علي بن أَحْمَد المستكفي قَالَ: وتسمى في خلافته بإمام الحق، فكان يخطب له بلقبين، إمام الحق المستكفي باللَّه أمير المؤمنين، وخلع يوم
__________
[1] 5121 انظر: الكامل في التاريخ 8/137- 148. وتاريخ الخميس 2/353. ونكت الهميان 182.
والنبراس 120. ومروج الذهب 2/420- 429. والأعلام 4/104.(10/11)
الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فكانت خلافته سنة وأربعة أشهر، وكانت سنه يوم خلع اثنتين وأربعين سنة وأربعة أشهر وسبعة أيام.
وكان رجلًا جَميلًا، ربعة من الرجال، ليس بالطويل، ولا بالقصير. معتدل الجسم، حسن الوجه، أبيض مشربًا حمرة، أسود الشعر سبطه، خفيف العارضين، أكحل العينين، أقنى الأنف، وسملت عيناه في يوم خلعه، وحبس بعد ذلك ولم يزل محبوسًا إلى أن توفي ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ودفن ليلة السبت وقت عشاء الآخرة وسنة في وقت توفي ست وأربعون سنة وشهران.
5122- عبد اللَّه بن عَليّ بن الْحُسَيْن، أبو بكر الخلال:
حدث عَنْ عَبَّاس بْن عَبْد اللَّهِ الترقفي، ومُحَمَّد بن عبد الملك الدقيقي، ومُحَمَّد بن الجهم السمري، وأَحْمَد بن ملاعب المخرمي، وعبد العزيز بن عبد اللَّه الهاشمي، وَعَليّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الواسطي، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وأَبِي قلابة الرقاشي، ومُحَمَّد بن سليمان الباغندي، وبشر بن موسى، وأَبِي بكر بْن أَبِي الدُّنْيَا. روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، ومُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بن قفرجل.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَلالُ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ عَنِ المنكدر عن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ النَّاسِكَ النَّظِيفَ» [1] .
5123- عبد اللَّه بن عَليّ بن شبيل:
حدث عن صالح بن عمران الدعاء. روى عنه عبد اللَّه بن القاسم بن الصواف الموصلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَد بن عبد الأعلى الرقي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ بن سهل الفقيه الصّوّاف- بالموصل- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُبَيْلٍ
__________
[1] 5122 انظر الحديث في: كشف الخفا 1/242. والعلل المتناهية 2/223. والأحاديث الضعيفة 99. والجامع الكبير 5221. وإتحاف السادة المتقين 1/306.(10/12)
البغداديّ، حدّثنا أبو شعيب صالح بن عمران الدعا، حدّثنا سعيد بن داود الزّبيري، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا، أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ [1] .
5124- عبد اللَّه بن عَليّ، أبو مُحَمَّد الآملي، من آمل جيحون:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم في سوق يَحْيَى في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة عن مُحَمَّد بن منصور الشاشي، عن سليمان الشاذكوني.
5125- عبد الله بن علي بن حمشاذ بن سحتويه بن نصرويه بن مهرويه بن أَحْمَد بن كثير، أبو مُحَمَّد النيسابوري:
ذكر ابن الثلاج أيضًا أنه قدم حاجًا وحدثه عن أَبِي طالب مُحَمَّد بن علي بن معبد الهروي- شيخ يروي عن الفضل بن عبد اللَّه بن مسعود الهروي-.
5126- عَبْد اللَّه بْن عَليّ بْن هشام بْن معن، الفارسي:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن أَبِي العوام الرياحي، ومُحَمَّد بن عبد اللَّه بن سليمان الْكُوفِيّ، وأَحْمَد بن عمرو الفطراني، وبكار بن عبد اللَّه البصريين. روى عنه ابنه عَليّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَليِّ بْنِ هِشَامٍ، حدّثنا أبي، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أبي العوّام، حدّثنا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَأُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ أَنَّ بِنْتًا لَهَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، فاشتكت عَيْنُهَا وَهِيَ تُرِيدُ أَنْ تُكَحِّلَهَا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
5127- عَبْدُ اللَّه بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّه البغدادي الصوفي، كنيته أبو القاسم، ويعرف بالخشوعي:
سكن سمرقند وكان كثير الحكايات عَن أصحاب الجنيد بْن مُحَمَّد، ويوسف بْن الْحُسَيْن الرازي، مثل جعفر الخلدي، وأَبِي عَمْرو بْن علوان الرَّحبي، وغيرهما.
ذكر ذَلِكَ أَبُو سعد عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الإدريسي فيما حَدَّثَنَاه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدّب عنه. وقال أبو سعد: حدّثنا بحديث واحد مسند عن الحسن ابن أَحْمَد بْن المبارك الطوسي، ومات بسمرقند سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] 5123 انظر الخبر في: سنن ابن ماجة 1970، 2347. ومصنف ابن أبي شيبة 7/352.(10/13)
5128- عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن عَليّ بن حمويه، أبو مُحَمَّد الوزان:
روى عن مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن حبيش البغوي. حَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي.
أَخْبَرَنِي العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْنِ عَبْد اللَّه بن علي بن حمويه الوزّان المؤذّن، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حبيش البغوي المعدل، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ البلخيّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَسْأَلُ ابْنَ عُلَيَّةَ: حَدَّثَكُمْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ؟
قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: نَعَمْ.
قَالَ لي العتيقي: كان هذا الشيخ يتفقه على مذهب أَبِي حنيفة، وكان أبو محمّد الأكفاني يجله، وكان سماعه صحيحًا، وكان عنده شيء يسير من الحديث.
5129- عبد اللَّه بن علي بن أيوب بْن أَيُّوب بْن المعافى بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، أبو مُحَمَّد العكبري الْقَاضِي:
وهو أخو أَحْمَد بن علي شيخنا، سمع إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، ومُحَمَّد بْن عَمْرو الرزاز، وعبد اللَّه بن جعفر بن درستويه، وأبا عمر الزاهد، وجعفر الخلدي.
حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي، وذكر أنه سمع منه ببغداد وكان ثقة.
حَدَّثَنِي عَبْد الواحد بْن علي بْن برهان الأسدي أن عبد اللَّه بن عَليّ بن أيوب مات في سنة اثنتين وأربعمائة.
وقال لي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز العكبري: ولد الْقَاضِي عبد اللَّه بن علي بن أيّوب في سنة عشرين وثلاثمائة، ومات فِي شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وأربعمائة.
5130- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه بن بشران، أبو مُحَمَّد الشاهد [1] :
سمع أبا بكر بْن مالك القطيعي، وأبا مُحَمَّد بن ماسي، ومُحَمَّد بن الْحَسَن اليقطيني، ومخلد بن جعفر، ومن بعدهم. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
__________
[1] 5130 الشاهد: هذه النسبة إلى «شاهد» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب (الأنساب 7/276) .(10/14)
وسمعته يَقُول: ولدت في يوم الأربعاء الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. ومات في ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شوال سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة بباب حرب.
5131- عبد اللَّه بن علي بن زوران، أبو عمر الكازروني [1] :
سمع أبا الْحَسَن بن الصلت المجبر، وأبا أَحْمَد الفرضي، ومن بعدهما.
وسكن بغداد وحدث بها. علقت عنه شيئًا يسيرًا، وكان صدوقًا يذهب إلى الاعتزال.
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن علي بن زوران، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ، حدّثنا الحسين بن الحسن، حدّثنا محمّد بن عبيد الطنافسي، حَدَّثَنَا جُوَيْبِرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا؛ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [2] وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ.
مات أبو عمر بن زوران في سنة ست وأربعين وأربعمائة في بعض سواد البصرة، وكنت إذ ذاك غائبا عَن بَغْدَاد فِي طريق الحج.
5132- عبد اللَّه بن عياش بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن خير بن سيّار بن خير ابن سيار بن معاوية بن سيف بن الحارث بن مرهبة، أبو الجراح الهمداني الْكُوفِيّ، يعرف بالمنتوف: [3]
حدث عن عامر الشعبي. روى عنه الهيثم بن عدي الطائي وكان صاحب رواية للأخبار، والآداب، وكان في صحابة أبي جعفر المنصور، ونزل بغداد في الموضع المعروف بدور الصحابة ناحية شط الصراة، ويقَالَ إن دجلة مدت وأحاط الماء بداره، فركب المنصور ينظر إلى الماء، وابن عياش معه فرأى داره وسط الماء، فقَالَ: لِمن هذه الدار؟ فقَالَ ابن عياش: لوليك يا أمير المؤمنين، فقَالَ المنصور: وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ
[هود 43] فقَالَ له ابن عياش: - وكان جريئًا عليه- ما أظن أمير المؤمنين يحفظ من القرآن آية غيرها!! فضحك منه وأمر له بصلة.
__________
[1] 5131 الكازروني: هذه النسبة إلى كازرون، وهي إحدى بلاد فارس (الأنساب 10/318) .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/168. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 58.
ومسند أحمد 2/92. وفتح الباري 5/97.
[3] 5132 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/222.(10/15)
أخبرني الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد قَالَ: سمعت ابن مرار يَقُول: تكلم عبد اللَّه بن عياش المنتوف بكلام أراد به مساءة عمر بن ذر، فقام عمر فدخل منزله- وكان ابن عمه- فندم ابن عياش فأتى عمر فقال: أتدخل الظالم؟ فقَالَ:
نعم مغفورًا له، واللَّه ما كافأت مَنْ عَصَى اللَّه فِيكَ، بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ الله فيه.
أخبرنا الجوهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا ميمون بن هارون، حَدَّثَنِي الوضاح بن حبيب بن بديل التميمي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنت يومًا عند أبي جعفر المنصور، وعبد اللَّه بن عياش الهمداني المنتوف، وعبد اللَّه بن الربيع الحارثي، وإِسْمَاعِيل بن خالد بن عبد اللَّه القسري، وكان أبو جعفر ولَّى سلم بن قتيبة البصرة، وولى مولى له كور البصرة والأبلة، فورد الكتاب من مولى أبي جعفر يخبر أن سلمًا ضربه بالسياط فاستشاط أبو جعفر وضرب إحدى يديه على الأخرى وقَالَ: أعليَّ يجترئ سلم، واللَّه لأجعلنه نكالًا وعظة، وجعل يقرأ كتبًا بين يديه، قَالَ: فرفع ابن عياش رأسه- وكان أجرأنا عليه- فقَالَ: يا أمير المؤمنين لم يضرب سلم مولاك بقوته ولا قوة ابنه، ولكنك قلدته سيفك، وأصعدته منبرك، فأراد مولاك أن يطأطئ من سلم ما رفعت، ويفسد ما صنعت، فلم يحتمل له ذلك، يا أمير المؤمنين إن غضب العربي في رأسه، فإذا غضب لم يهدأ حتى يخرجه بلسانه أو يده، وإن غضب النبطي في استه، فإذا خَرَّى ذهب غضبه، فضحك أبو جعفر وقَالَ:
قبحك اللَّه يا منتوف، وكف عن سلم.
قرأت في كتاب عمر بن مُحَمَّد بن الْحَسَن البصير عن مُحَمَّد بن يَحْيَى الصولي قَالَ: مات عبد اللَّه بن عياش المنتوف الهمداني سنة ثمان وخمسين ومائة.
5133- عبد اللَّه بن العلاء بن زبر بن عطارد بن عمرو بن حجر بن منقد بن أسامة بن الجعيد، أبو زبر الربعي الدمشقي: [1]
وقد تقدم ذكر نسبه عَلَى الاستقصاء في نسب عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زبر.
__________
[1] 5133 انظر: تهذيب الكمال 3471 (15/405) . والمنتظم 8/279. وطبقات ابن سعد 7/468.
وتاريخ ابن معين 2/420. والدارمي، ترجمة 435. والتاريخ الكبير 5/ت 509. والكنى لمسلم، الورقة 41. وسؤالات الآجري 5/الورقة 19. والجرح والتعديل 5/ت 592. وثقات ابن حبان 7/27. وثقات ابن شاهين، الترجمة 642. وكشف الأستار 3072. وإكمال ابن ماكولا 4/162. والجمع 1/266. وسير النبلاء 7/350. والكاشف 2/ت 2930. وميزان(10/16)
حدث عَن القاسم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، وعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، ونافع مولاه، وأبي سلام ممطور، وبشر بن عبيد الحضرمي، وأبي عبيد الله مسلم بْن مشكم، وابن شهاب الزُّهْرِيّ، ومكحول الشامي، وغيرهم. رَوى عَنْه ابنه إِبْرَاهِيم، ومُحَمَّد ابن شعيب بن سابور، والوليد بْن مسلم، وأَبُو المغيرة عَبْد القدوس بْن الحَجَّاج الحمصي. قدم أَبُو زبر بغداد وحدث بِها فرَوى عَنْه من العراقيين شبابة بْن سوار الفَزَارِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، حدّثنا شبابة، حَدَّثَنَا أَبُو زِبْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ وَنَافِعٌ وَسَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى دَابَّتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ- تَطَوُّعًا-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: أبو العباس هشام بن الغازي وعبد اللَّه بن العلاء. وذكر غيرهما منهم من حمل ومنهم من قدم إلى بغداد، وكتب أصحابنا عنه ببغداد.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وَذهب أصله به- ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَحْمَد ابن محمّد العتيقي- قراءة- أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، أخبرنا الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن مَعِين يَقُول: كَانَ هشام بن الغازي، وأَبُو زبر، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشعيثي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بن ثَوْبَان؛ كلهم ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين. قلت: فعبد اللَّه بن العلاء بن زبر؟ فقَالَ: ثقة، قَالَ عثمان: وسألت دحيمًا الدمشقي عَنْ عبد اللَّه بْن العلاء بْن زبر فوثقه جدا.
__________
الاعتدال 2/ت 4466. والعبر 1/244. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 172. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 305. ونهاية السول، الورقة 181. وتهذيب التهذيب 5/350، 351.
والتقريب 1/439. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3716. وشذرات الذهب 1/260.(10/17)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الوهاب القرشيّ- بأصبهان- أخبرنا سليمان ابن أحمد الطبراني، حدّثنا أبو بكر بن صدقة، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يَقُول:
وأَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الحسن الطبراني، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله ابن العلاء بن زبر ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سهل بن أبي سهل الواسطي قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْن عَلِيّ: وَحديث الشاميين كله ضعيف، إلا نفرًا منهم عبد اللَّه بن العلاء بن زبر.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سفيان قَالَ: سألت عَبْد الرحمن بْنُ إِبْرَاهِيمَ عن عبد اللَّه بن العلاء فقَالَ: كان ثقة.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ: عبد اللَّه بن العلاء بن زبر ثقة، مات قبل سَعِيد- يعني ابن عَبْد العزيز- زعم أبو مسهر أنه صلى عليه ببغداد وكان أكبر من سعيد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر القطيعيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَنْ عبد اللَّه بْن العلاء بْن زبر فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا علي بن محمّد المروزيّ، أخبرنا أحمد ابن محمّد بن أبي سعدان، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيّ. قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العلاء: تُوُفِّي عَبْد اللَّه بْن العلاء سنة أربع وستين ومائة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يذكر أن أبا الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرحمن بن عمرو.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن عمرو قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن عبد اللَّه بْن العلاء بن زبر قَالَ: ولد أبي سنة خمس وسبعين، ومات سنة خمس وستين ومائة.(10/18)
5134- عبد اللَّه بن عقيل، أبو عقيل الثقفي: [1]
حدث عن موسى الجهني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وطلحة بن عمرو الحضرمي، وعمر بن حمزة العمري، وأبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي، وهشام بن عروة. روى عنه أَبُو النضر هاشم بن القاسم، وعاصم بن عليّ. وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد وحدث بها وسكنها إلى آخر عمره.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن خليل البرجلاني، حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أبو عقيل الثّقفيّ، حَدَّثَنَا مُوسَى الجهني قَالَ: سَمِعْتُ القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن يحدث عَنْ أَبِيهِ عَن ابن مسعود قَالَ: إذا نسي أحدكم أن يذكر اسم الله تعالى حين يضع يده في طعامه فليقل إِذَا ذكر بسم اللَّه عَلَى أوله وآخره، فإنه يستقبل طعامه جديدًا، ويتقيَّأُ الخبيث ما كَانَ أصاب من طعامِهِ قبل ذلك.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل قَالَ:
أبو عقيل صاحب أبي النضر هو عبد اللَّه بن عقيل- يعني الثّقفيّ-.
أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النّضر، حَدَّثَنَا أبو عقيل قَالَ: أَبِي- وهو عبد اللَّه بن عقيل- صالح الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أَبُو عُقَيْل هذا ثقة، اسمه عبد اللَّه بن عقيل الثقفي.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي.
__________
[1] 5134 انظر: تهذيب الكمال 3431 (15/314) . وتاريخ ابن معين 2/320. والدارمي، الترجمة 461. والتاريخ الكبير 5/ت 489. والكنى لمسلم، الورقة 80. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 47. والمعرفة والتاريخ 3/206. وأبو زرعة 483. والجرح والتعديل 5/ت 576.
وثقات ابن حبان 8/344. وثقات ابن شاهين، الترجمة 691. وسؤالات البرقاني، الترجمة 264. والكاشف 2/ت 2892. وميزان الاعتدال 2/ت 4459. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 167. ورجال ابن ماجة، الورقة 10. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 296. ونهاية السول، الورقة 177. وتهذيب التهذيب 5/323. والتقريب 1/434. وخلاصة الخزرجي 2/3667.(10/19)
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري- بواسط- حدّثنا أبو أميّة الأحوص ابن المفضل الغلابي قَالَ: قَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو عقيل كوفي مات فِي مدينة أبي جعفر منكر الحديث.
قلت: روى عثمان بن سعيد الدارمي وأَحْمَد بن أبي خيثمة عن يَحْيَى أنه ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فأبو عقيل عبد اللَّه بن عقيل الثقفي كيف هو؟ فقَالَ: ثقة لا بأس به.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: أبو عقيل الْكُوفِيّ ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أبو داود عن أبي عقيل الثقفي فقَالَ:
عبد اللَّه بن عقيل ثقة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يَقُول: عبد اللَّه بن عقيل أبو عقيل أثنى عليه أَحْمَد، يروى عنه أبو النضر كوفي.
5135- عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن القرشي المدني: [1]
سمع نافعًا مولى عبد اللَّه بن عمر، وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب، وأبا الزبير المكي، والقاسم بن غنام البياضي، وابن شهاب، ووهب بن كيسان، وسعيد المقبري.
روى عنه منصور بن سلمة الْخُزَاعِيّ، ويونس بن مُحَمَّد المؤدب وقُراد أبو نوح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم. وهو أخو عبيد اللَّه وعاصم وأَبِي بكر بني عمر.
وكان مِمن خرج مع مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن الْحَسَن على المنصور، فحبسه المنصور ببغداد سنين عدة، ثم أطلقه.
__________
[1] 5135 انظر: تهذيب الكمال 3440 (15/327) . وطبقات ابن سعد 9/الورقة 229. وتاريخ ابن معين 2/322. والدارمي، ترجمة 523. ورواية ابن طهمان 115، 149. وتاريخ خليفة 448(10/20)
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان الفقيه، حدثني علي بن يعقوب بن إبراهيم- بدمشق- حَدَّثَنَا أبو زرعة قَالَ: قيل لابن حنبل: فكيف حديث عبد اللَّه بن عمر؟ فقَالَ: كان يزيد في الأسانيد، ويخالف وكان رجلًا صالِحًا.
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن يحيى، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان- يعني يَحْيَى بن سعيد القطان- لا يحدث عن عبد اللَّه بن عمر، وكان عبد الرحمن يحدث عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس يَقُولُ: سمعت عُثْمَان بْن سعيد يَقُولُ: قُلْتُ- يَعْنِي لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ- فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ مَا حَالُهُ فِي نَافِعٍ؟ قَالَ: صَالِحٌ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، أخبرنا علي ابن أحمد بن سليمان المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المَدينِي قَالَ: وَسألته- يعني أباه- عَنِ عبيد اللَّه بن عمر فقَالَ: ثقة، وسألته عن أخيه عبد اللَّه بن عمر فقَالَ: ضعيف.
__________
وطبقاته 169، 271. وعلل أحمد 1/44، 220، 269، 331. والتاريخ الكبير 5/ت 441. والصغير 2/173. والضعفاء الصغير للبخاري، ترجمة 188. وترتيب علل الترمذي الكبير، الورقة 75. والكنى لمسلم، الورقة 67. وثقات العجلي، الورقة 30. وأبو زرعة الرازي 629. والضعفاء للنسائي، ترجمة 325. وضعفاء العقيلي، الورقة 108. والجرح والتعديل 5/ت 499. والمجروحين 2/6. والكامل لابن عدي 3/117. وثقات ابن شاهين، الترجمة 633، 835. وكشف الأستار 3118. وسؤالات البرقاني، الترجمة 583. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 87. والسابق واللاحق 224. والجمع 1/270. والأنساب للسمعاني 9/57. والكامل في التاريخ 5/552. وسير أعلام النبلاء 7/339. والكاشف 2/ت 2900. وديوان الضعفاء، الترجمة 2248. والمغني 1/ت 3281. وميزان الاعتدال 2/ت 4472. والعبر 1/260. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 168. وتاريخ الإسلام، الورقة 86 (آيا صوفيا 3006) . ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 19. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 297.
ونهاية السول، الورقة 179. وتهذيب التهذيب 5/326- 328. والتقريب 1/434.
وخلاصة الخزرجي 2/ت 3677. وشذرات الذهب 1/279.(10/21)
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: عبد اللَّه بن عمر العمري ثقة صدوق، في حديثه اضطراب.
أَخْبَرَنَا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، حَدَّثَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري فقَالَ: يلين مختلط الحديث.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا سليمان بن إسحاق الجلاب، حدّثنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ: وخرج عبد اللَّه بن عمر مع مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن حسن، فلم يزل معه حتى انقضى أمره وقتل، واستخفى عبد اللَّه بن عمر ثم طلب فوجد، فأتي به أبو جعفر المنصور، فأمر بحبسه فحبس في المطبق سنين، ثم دعا به فقَالَ: ألم أفضلك وأكرمك؟ ثم تخرج عليّ مع الكذاب؟ قال: يا أمير المؤمنين وقعنا في أمر لم نعرف له وجهًا، والفتنة بعد فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفو ويصفح ويحفظ في عمر بن الخطاب فليفعل، قَالَ: فتركه وخلى سبيله.
وتوفي بالمدينة سنة إحدى- أو اثنتين- وسبعين ومائة في أول خلافة هارون بن مُحَمَّد.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط قَالَ: ومات عَبْد اللَّه بن عمر سنة إحدى وسبعين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ: عبد اللَّه بن عمر ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب كان يكنى أبا القاسم، فتركها واكتنى أبا عبد الرحمن، مات سنة إحدى- أو اثنتين- وسبعين ومائة.
5136 عبد اللَّه بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الحميد بن عبد الرّحمن ابن زيد بن الخطاب، أبو عمر- وقيل: أبو مُحَمَّد- الخطابي: [1]
حدث عَن عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، ومَسْلَمةُ بْن عَلْقَمَة، ويزيد بن زريع،
__________
[1] 5136 انظر: تهذيب الكمال 3442 (15/341) . والمنتظم، لابن الجوزي 14/67. وثقات ابن حبان 8/356. والكاشف 2/ت 2902. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 169. وتاريخ الإسلام، الورقة 44 (أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 299. ونهاية السول، الورقة 180. وتهذيب التهذيب 5/331. والتقريب 1/435. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3679.(10/22)
ومُحَمَّد بْن يزيد الواسطي. رَوى عَنْه أَبُو بَكْر الأثرم، وموسى بْن هارون، وعَبْد اللَّه ابن مُحَمَّد البغوي، وغيرهم وكان ثقة.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن علي الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إسحاق الحافظ قَالَ: أبو مُحَمَّد عبد الله بن عمر الخطابي سكن بغداد.
قلت: المحفوظ أن الخطابي كان بالبصرة، فاللَّه أعلم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ- بِالْبَصْرَةِ- حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا روح ابن الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ فُلانًا يَبِيعُ الْخَمْرَ، أَمَا وَاللَّهِ لقد سمعت قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ أَنْ يَأْكُلُوهَا فَبَاعُوهَا» [1]- يَعْنِي الْيَهُودَ-.
قَالَ عُمَرُ: تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْخَطَّابِيُّ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ غَيْرُهُ، وَاسْتَغْرَبَهُ حَجَّاجُ ابن الشَّاعِرِ وَقَالَ: لَوْ تَزَوَّدَ رَجُلٌ وَرَحَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَسَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ، لَقُلْتُ مَا ضَاعَتْ رِحْلَتُكَ، وَلا زَادُكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: ومات عبد اللَّه بن عمر الخطابي- أبو عمر- سنة ست وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي: مات عبد اللَّه بن عمر الخطابي بالبصرة، سنة ست وثلاثين ومائتين.
5137 عبد اللَّه بن عمر بن سعيد، أبو مُحَمَّد الطالقاني القطان:
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ عمار بْن عبد المجيد الطالقاني. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
__________
[1] انظر الحديث بمعناه في: صحيح البخاري 4/297. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة باب 13. ومسند أحمد 1/25، 247، 293، 2/362.(10/23)
أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله ابن عمر بن سعيد الطّالقانيّ، حدّثنا عمار بن عبد المجيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ جَعْفَرِ بْنِ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ سَمْعَانَ بن المهديّ، عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ» [1] .
5138- عبد اللَّه بن عمر بن السكن، أبو مُحَمَّد الطّالقانيّ [2] :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بَغْدَاد حاجا فِي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ونزل الحربية وحدثهم عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الهَرَويّ، عَن خَالِد بْن الهياج بْن بسطام. وأخشى أن يكون شيخ ابن شاهين وهذا واحد، فاللَّه أعلم.
5139- عبد اللَّه بن عمر بن البازيار [3] :
حدث عن نَجيح بْن إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيّ. روى عنه أبو الْحَسَن الدارقطني.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: عبد الرّحمن بن عمر بن البازيار بغدادي ثقة.
5140- عبد اللَّه بن عمر بن بيان، يعرف بابن أخت المطوعي:
حدث عن عباس الدوري. روى عنه يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ.
5141- عبد اللَّه بن عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حفص بن موسى، أبو الفرج المقرئ الناقد:
حدث عن علي بن الفضل بن طاهر البلخي، والْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بن جعفر المطيري، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه عَلِيّ بن عبد العزيز الطاهري وعبد العزيز بن علي الأزجي.
حدّثني الأزجي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ المقرئ، حدّثنا علي بن الفضل ابن طاهر البلخيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ أَنَّ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُمْ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ؟
قَالَ: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ من لسانه ويده» [4] .
__________
[1] 15137 انظر الحديث في: مسند أحمد 1/129، 131، 409، 5/66. وكشف الخفا 2/209.
[2] 5138 الطّالقاني: هذه النسبة إلى «طالقان» بلدة بين مرو الروذ وبلخ مما يلي الجبال، و «طالقان» ولاية أيضا عند قزوين (الأنساب 8/175) .
[3] 5139 في هامش الأصل: «ابن دينار» .
[4] 5141 انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/10. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان 64، 66. وفتح الباري 1/54.(10/24)
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو الْفَرَجِ النَّاقِدُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَوْمَ الأَحَدِ لِسِتٍّ بَقينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وسبعين وثلاثمائة.
5142 عبد اللَّه بن عمرو الجمال [1] :
أحسبه من أهل المدينة قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَن إِبْرَاهِيم بْن جعفر بن محمود بن مُحَمَّد بن مسلمة الحارثي. روى عنه مُحَمَّد بن أبي العوام الرياحي.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ وَبُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جعفر بن الهيثم، أخبرنا ابن أبي العوّام، حدّثنا عبد الله بن عمرو الجمّال- قدم علينا سنة ثلاث عشرة ومائتين- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَرِيعٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثلاثين راكبا، منهم عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ إِلَى بَنِي أَبِي بَكْرِ بن كلاب، وأمرنا أَنْ نَسِيرَ اللَّيْلَ وَنَكْمُنَ النَّهَارَ، وَأَنْ نَشُنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَاتِ.
5143 عَبْدُ اللَّه بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ- واسمه ميسرة- أبو معمر المنقري المقعد الْبَصْرِيّ [2] :
سمع عبد الوارث بْن سَعِيد، وملازم بن عمرو الحنفي، وعبد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي. روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث، وإِبْرَاهِيم بن سعيد الجوهري وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وَأبو حاتِم الرَّازِيّ، ومُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وجعفر بن أَبِي عثمان الطيالسي، ومُحَمَّد بن صالح الأنماطي، وإسحاق بن الْحَسَن الحربي. قدم أبو معمر بغداد وحدث بها.
__________
[1] 5142 الجمال: اسم لجد الشرقي بن القطامي العلامة (الأنساب 3/293) .
[2] 5143 انظر: تهذيب الكمال 3449 (15/353) . والمنتظم 10/93. وسؤالات ابن الجنيد لابن معين، الورقة 44. وابن محرز، الورقة 34. والتاريخ الكبير 5/ترجمة 475. والصغير 2/351.
وسؤالات الآجري لأبي داود 4/الورقة 12. والمعرفة ليعقوب 3/125. والجرح والتعديل 5/ت 549. وثقات ابن حبان 8/353. وثقات ابن شاهين، الترجمة 649. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 95. وشيوخ أبي داود للغساني، الورقة 83. والجمع 1/257.
والمعجم المشتمل، الترجمة 490. وسير أعلام النبلاء 10/622. وتذكرة الحفاظ 2/493.
والكاشف 2/ت 2909. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 169. وغاية النهاية لابن الجزري 1/439. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 301. ونهاية السول، الورقة 180. وتهذيب التهذيب 5/335- 336. والتقريب 1/436. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3687. وشذرات الذهب 2/54.(10/25)
قَالَ عبد الرحمن بن أَبِي حاتم: سمعت أَبِي يَقُول: كتبنا عنه ببغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن علي الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد العسكري، أنبأنا أبو بكر بن الأنباري [1] . وأَخْبَرَنَا عَليّ بن أَبِي عَليّ البصري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز وإِسْمَاعِيل بن سعيد المعدل قَالَا: حَدَّثَنَا ابن الأنباري [2] ، حدّثنا عبد الله ابن بّيّان، أخبرنا أبو معمر صاحب عَبْد الوارث قَالَ: كان شُعْبَة [3] يحقرني إذا ذكرت [شيئًا، فحَدَّثَنَا عَن [4] ابن عَوْن عَن ابن سيرين [5] أن كعب بن مالك قَالَ [6] :
قضينا من تهامة كل ريب ... بِخيبر ثُم أجممنا السيوفا
نسائلها ولو نطقت لقَالَت ... قواطعهن دوسًا أو ثقيفًا
فلست لمالك إن لم نزركم ... بساحة داركم منا ألوفا
وننتزع العروس عروس وج ... وتصبح داركم منكم خلوفا
قَالَ: فقلت لَهُ: وأي عروس كانت ثمة يا أَبَا بسطام؟ قَالَ: فما هِيَ؟ قُلْتُ: وننتزع العروش عروش وج. من قول اللَّه تعالى: خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها*
[البقرة 259، الكهف 42، الحج 45] قَالَ: فكان بعد ذَلِكَ يكرمني ويرفع مجلسي] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال علي بن المديني: من ذكر محاسن عمرو بن عبيد ورفعه لا يسئل عنه- يعني أبا معمر- لقد قَالَ: ذاك كان أعلى من هؤلاء فوضعه ذاك- يعني أنهم أطروا عمرو بن عبيد- قَالَ علي: لا تحدثوا عن أَبِي معمر، ولا نُعْمَى عَيْنٍ.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ المقرئ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: أبو معمر كان ثقة ثبتًا صحيح الكتاب، وكان يَقُول بالقدر، وكان غالبا على عبد الوارث، قال علي بن المديني:
قد كتبت كتب عبد الوارث عن عبد الصمد، وأنا أشتهي أن أكتبها عن أبي معمر.
__________
[1] في المطبوعة: «ابن المقري» ووضعت بين معقوفتين.
[2] في المطبوعة: «ابن المقري» ووضعت بين معقوفتين.
[3] في المطبوعة: «كان سعيد يحقرني» تصحيف.
[4] في المطبوعة: «إذا ذكرت حكاية ابن عون» .
[5] في المطبوعة: «عن ابن سعد من أن كعب» .
[6] في المطبوعة:
قضينا من تهامة كل إرب ... وخيبر ثم أجمعنا المسيرا
وبعد ذلك بياض بالأصل مقدار سطر، وأكملنا الأبيات والرواية من تهذيب الكمال 15/356.(10/26)
أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسين بن صدقة، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: أبو معمر صاحب عبد الوارث ثبت ثقة. واسمه عبد اللَّه بن عمرو.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وأبو معمر بصري ثقة، كان يرى القدر.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الحسن الطبري، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن القاسم، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرِ عَبْدُ اللَّه بْنُ عَمْرِو بن أَبِي الحجاج، وكان ثبتًا ثقةً، وكان يَقُول بالقدر.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: أبو معمر صاحب عبد الوارث كان صدوقًا، وكان قدريًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أَبِي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يَقُول: أبو معمر أثبت من عبد الصمد.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أبي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حَدَّثَنِي أَبُو حسَّان الزِّيادي قَالَ: سنة أربع وعشرين ومائتين، فيها مات عبد الله بن عمرو، ويكنى أبا معمر، راوية عبد الوارث.
5144 عبد اللَّه بن أَبِي سعد، أبو مُحَمَّد الورّاق. وهو: عبد الله بن عمرو ابن عبد الرحمن بن بشر بن هلال الْأَنْصَارِيّ [1] :
بلخي الأصل، سكن بغداد، وَحَدَّثَ بِها عَنِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد المروزيّ، ومعاوية ابن عمرو، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وسريج بن النعمان، وهوذة بن خليفة، وسعيد بن سليمان، وعبد اللَّه بن صالح العجلي، وسليمان بن داود الهاشمي، وعلي بن الجعد، وعبيد اللَّه بن مُحَمَّد العيشي، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أبي
__________
[1] 5144 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/263.(10/27)
الدنيا، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، ومُحَمَّد بْن خلف بن المرزبان، وعبيد اللَّه بن عبد الرحمن السكري، وأبو مزاحم الخاقاني، ومُحَمَّد بن عبد اللَّه المستعيني، والْحُسَيْن بن القاسم الكوكبي، والْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي وجماعة آخرهم أبو عمرو بن السماك. وكان ثقة صاحب أخبار وآداب وملح.
حَدَّثَنِي الأزهري عن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم الخاقاني قَالَ: قَالَ لي عبد اللَّه بن أَبِي سعد الوراق: ولدت في سنة سبع وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا العباس بن العباس الجوهري قَالَ: سألت أبا مُحَمَّد بن أَبِي سعد: متى مات الأسود بن عامر؟
فقَالَ: سنة ست ومائتين، وكان لي ذاك الوقت عشر سنين.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي: مات عبد اللَّه بن أَبِي سعد الوراق بسامرَّا سنة أربع وسبعين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي- وَأنا أسمع- قَالَ: وَأبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن عمرو بن أَبِي سعد الوراق جاءنا نعيه من واسط سنة أربع وسبعين- يعني ومائتين- ودفن بالجانب الشرقي من واسط، وقد بلغ سبعًا وسبعين سنة، كان ميلاده سنة سبع وتسعين ومائة، وكان صاحب أخبار.
قلت: ذكر غير ابن المنادي أن وفاته كانت في جمادى الآخرة.
5145 عبد اللَّه بن عمرو بن الحكم، أبو الطيب:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بن عبد الرّحمن الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ علي بن فراس المعدل- بمكة- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ القزوينيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بن الحكم البغداديّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عامر الطائي، حَدَّثَنِي أبي أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ- بِسُرَّ مَنْ رأى، في اليوم الذي مات فيه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بن موسى الرضى- حدّثنا أبو الحسن علي بن موسى، حدّثني أبي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ وَعَلَيْهِ قِبَاءٌ أَسْوَدٌ، وَعِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الصُّورَةُ الَّتِي لَمْ أَرَكَ هَبَطْتَ عَلَيَّ فِيهَا قَطُّ قَالَ: هَذِهِ صُورَةُ الْمُلُوكِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ عَمِّكَ، قُلْتُ وَهُمْ على حق؟ قال جبريل نعم!(10/28)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم اغفر للعبّاس ولولده حَيْثُ كَانُوا، وَأَيْنَ كَانُوا، قَالَ جِبْرِيلُ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِكَ زَمَانٌ يُعِزُّ اللَّهُ الإِسْلامَ بِهَذَا السَّوَادِ، قُلْتُ رِئَاسَتُهُمْ مِمَّنْ؟ قَالَ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، قَالَ قُلْتُ وَأَتْبَاعُهُمْ؟ قَالَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، قُلْتُ وَأَيُّ شَيْءٍ يَمْلُكُ وَلَدُ الْعَبَّاسِ؟ قَالَ يَمْلِكُونَ الأَصْفَرَ، وَالأَخْضَرَ وَالْحَجَرَ، وَالْمَدَرَ، وَالسَّرِيرَ، وَالْمِنْبَرَ، وَالدُّنْيَا إِلَى الْمَحْشَرِ، وَالْمُلْكُ إِلَى الْمَنْشَرِ» [1] .
5146 عبد اللَّه بن عمرو بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن يزيد بن غزوان، أبو القاسم الكرابيسي [2] البخاري:
روى عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث، وعمر بن مُحَمَّد بن بُجير، وأَحْمَد بن عبد الواحد بن رفيد. ذكره مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليمان الغنجار في كتاب «تاريخ بخارى» .
وأَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي أنه سمعه منه قَالَ لي أبو الوليد، أخبرنا الغنجار قَالَ:
توفي أبو القاسم ببغداد بعد ما انصرف من الحج، في صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
5147 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن مالك بن زيد بن أسامة بن زيد ابن حارثة الكلبي، مَوْلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يكنى أبا مُحَمَّد [3] :
من أهل المدينة سكن بغداد مدة، ثم انتقل إلى بخارى فتوطنها وحدث بها عَنْ مالك بْن أنس، وحماد بْن زيد، وعطاف بن خالد، وأَبِي الأحوص سلام بن سليم، وأَبِي إسحاق الفزاري، وإِسْمَاعِيل بن عياش، وهشيم بن بشير، وَأبي بَكْر بْن عَيَّاشٍ، وَعبد اللَّه بْن المبارك. روى عنه مُحَمَّد بن عثمان بن إسحاق السمسار، وإسحاق بن محمود الْخُزَاعِيّ البخاريان، وغيرهما.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن بكر الحافظ- ببخارى- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف الأزديّ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ الْخُزَاعِيُّ، حدّثني أبي، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن
__________
[1] 5145 انظر الحديث في: تاريخ ابن عساكر 7/247. واللآلئ المصنوعة 1/244. والموضوعات 2/33.
[2] 5146 الكرابيسي: هذه النسبة إلى بيع الثياب (الأنساب 10/371) .
[3] 5147 انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 4416.(10/29)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ- مِنْ وَلَدِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أصله مدني سكن بغداد- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْجُدُ على الخمرة.
وأخبرني أبو الوليد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل الوراق- ببخارى قَالَ: سمعت أبا محمّد أحمد بن محمد بن محمود الْخُزَاعِيّ يَقُول:
سمعت أبا علي الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن سليمان الفارسي يَقُول: سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب يَقُول: سمعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ومُحَمَّد بن يوسف بن الحكم يَقُولان: لما قدم عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأسامي المديني بخاري، كنا نختلف إليه وهو يحَدَّثَنَا، فحَدَّثَنَا يومًا بحديث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كان يحتجم يوم السبت، ثم قَالَ: ورأيت سفيان بن عيينة يحتجم يوم السبت غير مرة، قال مُحَمَّد بن يوسف فأتينا أبا جعفر المسندي فذكرنا له ذلك فقَالَ: أقيموني أقيموني، سمعت سفيان بن عيينة يَقُول: ما احتجمت قط إلا مرة واحدة، فغشي علي! قَالَ: فعلمنا حينئذ أنه كذاب. قَالَ أبو معشر فلذلك كذبوه، كان يأخذ كتاب القعنبي، وكتاب قتيبة، فينظر فيه فيروي لهم عن الليث بن سعد وغيره- أو كما قَالَ-.
أخبرني أبو الوليد، أخبرنا محمّد بن أبي بكر الحافظ، حَدَّثَنَا أبو الْحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يوسف الأزدي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد أَحْمَد بن أُحَيْد بن فرينام الوراق يَقُولُ: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُول: عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأسامي زعم أنه من ولد أسامة بن زيد، من أكذب خلق اللَّه، دخل بخارى وحدث بِها، وقَالَ:
عامة أحاديثه بواطيل.
قَالَ مُحَمَّد بن أبي بكر قدم عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأسامي بخارى وحدث بها في سنة خمس وعشرين ومائتين.
5148 عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن الفضل بن بَهرام بن عبد الصمد، أبو مُحَمَّد السمرقندي الدارمي [1] :
من بني دارم بْن مالك بن حنظلة بْن زيد مناة بْن تَميم، كَانَ أحد الرحالين في
__________
[1] 5148 انظر: تهذيب الكمال 3384 (15/210) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/144، 12/92- 93.
والتاريخ الصغير للبخاري 2/397. وتاريخ واسط 317. والجرح والتعديل 5/ترجمة 458.
وثقات ابن حبان 8/364. وعلل الدارقطني 1/12. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه الورقة 88. والجمع 1/270. والأنساب للسمعاني 5/252. والمعجم المشتمل، الترجمة 481. والكامل في التاريخ 7/317. سير أعلام النبلاء 12/224. والكاشف 2/ترجمة 3851. والعبر 83. وتذكرة الحفاظ 534. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 160. وتاريخ الإسلام، الورقة 246 (أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 889. وشرح علل الترمذي لابن رجب 57، 195. ونهاية السول، الورقة 176. وتهذيب التهذيب 5/294، 296. والتقريب 1/429. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3618. وشذرات الذهب 2/130.(10/30)
الحديث، والموصوفين بجمعه وحفظه، والإتقان لَهُ، مَعَ الثقة والصدق والورع والزهد، واستقضي عَلَى سمرقند فأَبَى، فألح عَلَيْهِ السلطان حتى تقلده وقضى قضية واحدة، ثم استعفى فأعفى، وكان عَلَى غاية العقل، وَفِي نهاية الفضل، يُضرب بِهِ المثل فِي الديانة، والحلم والرزانة، والاجتهاد والعبادة، والتقلل والزهادة، وصنف المسند والتفسير والجامع، وحدث عن يزيد بن هارون وعبد اللَّه بْن مُوسَى، ومُحَمَّد بْن يوسف الفريابي، ويعلى بْن عُبَيْد، وجعفر بْن عَوْن، ويَحْيَى بْن حسان التنيسي، وأَبِي المغيرة الحمصي، والحَكَم بْن نافع البهراني، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وسَعِيد بْن عامر، وعَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث، وأَحْمَد بْن إسحاق الحضْرَمِيّ، وأشهل بْن حاتم، وأَبِي بَكْر الحنفي وزكريّا بْن عَدِيّ، ومُحَمَّد بْن المبارك الصوري، وأَبِي صالح كاتب اللَّيْث بْن سعد، وغيرهم من أهل العراق، والشّام، ومصر. رَوى عَنْه بندار بْن بشار، ومُحَمَّد بْن يَحْيَى الذُّهلي، ورجاء بن مرجى الحافظ، ومسلم بْن الحَجَّاج، وأَبُو عيسى التِّرْمِذِيّ، وجعفر بْن مُحَمَّد الفريابي. وقدم بغداد وحدث بها فروى عَنْه من أهلها صالح بن مُحَمَّد المعروف بِجزرة، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومُحَمَّد بْن عبدوس بْن كامل السراج. ورُويَ عَنْه أيضًا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضْرَمِيّ مطين، وأراه سَمِعَ منه ببغداد، وبالكوفة.
أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن عبد الرحمن السمرقندي، حدّثنا يَحْيَى بن يَحْيَى الخراساني- من كتابه- قَالَ عبد اللَّه: قَالَ أَبِي: وكان ثقة وزيادة، وأثنى عليه خيرًا. قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن زريق بن دريج عن سلمة بن منصور قَالَ:
اشترى أبي غلامًا كان للأحنف، فأعتقه، فأدركته شيخًا فكان يحدّثنا أن عامة وصية الأحنف بالليل وكان يضع المصباح قريبا منه فيضع إصبعه عليه فيقول: حسن يا أحينف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا يعني كذا وكذا؟ كذا رواه لنا التميمي، وفي رواية غيره رزيق بن ذريح، وهو الصواب.(10/31)
أخبرنا البرقاني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الحضرمي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ» [1]
. أخبرني علي بن أبي علي المعدل، أَخْبَرَنَا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد السمرقندي الحافظ- في كتابه إلينا- حدثني مُحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ شعيب النسفي- بسمرقند- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَالِمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حدّثنا العبّاس بن جعفر الصاغاني، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عبد الرّحمن، حدّثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
وقَالَ ابن سلم: سمعت جدي يَقُول: سمعتُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَقُول: كان يقرع على بابي ببغداد، فأقول: من ذا؟ فيَقُول: يَحْيَى بن حسان نعم الإدام الخل.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمّد بن أبي بكر الحافظ، حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى أَحْمَد بن مُحَمَّد بْنُ إبراهيم السمرقندي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق بن عبد اللَّه الحافظ، حَدَّثَنِي أبو يعقوب إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الوراق قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن يَقُول: ولدت في سنة مات ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن محمد بن يوسف الفقيه- ببخارى- قال:
سمعت أبا القاسم عمر بن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ السمرقندي قَالَ: سمعت أبا الفضل مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه السمرقندي قَالَ: كنت عند أَحْمَد بن حنبل فذكر عبد الله ابن عبد الرحمن فقَالَ: هو ذاك السيد، ثم قَالَ أَحْمَد: عرض عليّ الكفر فلم أقبل، وعرض عليه الدنيا فلم يقبل.
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال عن عبد الرحمن بن مُحَمَّد الإستراباذي قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن جعفر الكاغدي
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3820. وسنن الترمذي 1839، 1840، 1842. وسنن النسائي، كتاب الإيمان باب 21. وسنن ابن ماجة 3316، 3317، 3318. ومسند أحمد 3/301، 304، 353. وفتح الباري 10/500.(10/32)
السّمرقنديّ، حدّثنا محمّد بن صالح الكرابيسيّ السّمرقنديّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن حامد السمرقندي قَالَ: سمعت إسحاق بن داود السمرقندي يَقُول: قدم قريب لي من الشاس فقال: أتيت ابن حنبل فجعلت أصف له ابن المنذر وجعلت أمدحه، فقَالَ ابن حنبل: لا أعرف هذا، قد طالت غيبة إخواننا عنا، ولكن أين أنت عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عليك بذاك السيد عليك بذاك السيد عليك بذاك السيد؛ عبد اللَّه بن عبد الرحمن. وقَالَ أَحْمَد بن حامد: سمعت رجاء بن جابر المرجى يَقُول: رأيت ابن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، والشاذكوني، فما رأيت أحفظ من عبد اللَّه.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمّد بن أبي بكر الحافظ، حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى أَحْمَد بن مُحَمَّد بْنُ إبراهيم السمرقندي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق بْن عَبْدِ اللَّهِ الحافظ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد جَعْفَر بْن مُحَمَّد الأدمي يَقُول: سمعت رجاء الحافظ يَقُول:
ما أعلم أحدًا أعلم بِحديث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ عبد اللَّه بن عبد الرّحمن.
وأخبرني أبو الوليد، أخبرنا محمّد، حدّثنا أبو يحيى، حدّثنا محمّد، حَدَّثَنَا أبو يعقوب إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الوراق، أخبرني عبد الصّمد- يعني ابن سليمان الأعرج البلخي- قَالَ: سألت أَحْمَد بن حنبل عن الحماني فقال: تركناه بقول عبد اللَّه بن عبد الرحمن السمرقندي، لأنه إمام.
قَالَ إسحاق: وسمعت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ- ببغداد- يَقُول: يا أهل خراسان ما دام عبد اللَّه بن عبد الرحمن بين أظهركم فلا تشتغلوا بغيره.
قَالَ إسحاق: وسمعت أبا سعيد الأشج يَقُول: عبد اللَّه بن عبد الرحمن إمامنا.
قَالَ إسحاق: وسمعت عثمان بن أبي شيبة يَقُول: أمر عبد اللَّه بن عبد الرحمن أعظم من ذاك فيما يَقُولون، من البصر والحفظ وصيانة النفس، عافاه اللَّه.
وقَالَ أبو يَحْيَى: حدّثنا محمّد، حَدَّثَنَا نعيم بن ناعم قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمير يَقُول: غلبنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بالحفظ والورع.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا العلاء بن مُحَمَّد ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن الْحَسَن الرازي قَالَا: سمعنا عبد الرحمن بن أبي حاتم يَقُول: سمعت أَبِي يَقُول: عبد اللَّه بن عبد الرحمن السمرقندي إمام أهل زمانه.(10/33)
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ، أَخْبَرَنِي سعيد بن مُحَمَّد الصوفي قَالَ: سمعت أحمد بن إبراهيم الكرجي السمرقندي يقول: توفي عبد اللَّه بن عبد الرّحمن الدّارميّ سنة خمسين ومائتين.
[قلت:] [1] هذا القول وهم، والصواب: ما أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بن مخلد، أخبرنا أبو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بسطام المروزيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سيار قَالَ: وعبد اللَّه بن عبد الرحمن أبو مُحَمَّد كان حسن المعرفة، قد دون المسند والتفسير، مات في سنة خمس وخمسين يوم التروية بعد العصر، ودفن يوم عرفة وذلك في يوم الجمعة، وهو ابن خمس وسبعين سنة.
وأَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمّد بن أبي بكر، حدّثنا أبو علي محمّد ابن مُحَمَّد بن محمود المعدل قَالَ: سمعت أبا العبّاس المكي [يقول سمعت] [2] محمد بن أحمد بن ماهان البلخي الحافظ يَقُول: مات عبد اللَّه بن عبد الرحمن السمرقندي يوم عرفة، وذلك يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة سنة خمس وخمسين ومائتين.
5149 عبد اللَّه بن عبد الرحمن، المدائني:
حدث عن أَبِي عثمان المازني. روى عنه قاسم بن محمّد الأنباريّ.
أخبرنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن المؤدب، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن عبد الرحمن المدائني- بالمدائن- حدّثنا أبو عثمان المازني، حَدَّثَنَا القحذمي قَالَ: صام أبو السائب المخزومي يومًا، فلما صلى المغرب وقدمت مائدته خطر بقلبه بيتا جرير:
إن الذين غدوا بلبك غادروا ... وشلا بعينك ما يزال معينا
غيضن من عبراتهن وقلن لِي ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا
فقَالَ: امرأته طالق، وكل مملوك له حر، إن أفطر الليلة إلا على هذين البيتين.
5150 عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سيف، البخاريّ:
قدم بغداد وحدث بها.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/34)
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سيف البخاريّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن حفص، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن موسى الفراء بحديث ذكره.
5151 عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَد بن حماد، أبو العباس البزاز الفقيه العسكري [1] :
ختن زكريا بن الخطاب، كان يسكن درب الزعفراني. وحدث عن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن المنادي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ المكي، وأَبِي داود السجستاني، وَيحيى بْن أَبِي طالب، وَالحسن بْن مكرم، وأَحْمَد بن ملاعب، ومُحَمَّد بن سعد العوفي، وأبي قلابة الرقاشي، وأَحْمَد بن الوليد الفحام، ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن الحنيني، وعَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحارثي، وأَحْمَد بن أَبِي خيثمة. روى عنه مُحَمَّد ابن المظفر، وأبو الحسن الدّارقطنيّ، وأبو القاسم بن الثّلّاج، وجماعة آخرهم محمّد ابن أحمد بن رزقويه.
أخبرنا ابن رزقويه، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْكَرِيُّ- إِمْلاءً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن المنادي، حدّثنا علي بن حفص المدائنيّ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ أَخِيهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ» [2] .
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الحَسَن الدارقطني: عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَد بن حماد العسكري ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابن قانع: أن أبا العباس العسكري مات فِي شهر ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
5152 عبد اللَّه بن عيسى، الطفاوي [2] البصري:
سكنَ بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ أَبِيهِ وعن مسمع بن عاصم، ويوسف بن عطية الصفار، وعبيد اللَّه بن شميط بن عجلان. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الجنيد،
__________
[1] 5151 انظر الحديث في: صحيح البخاري 9/73. وصحيح مسلم، كتاب الفتن باب 18.
ومسند أحمد 2/236، 530. وفتح الباري 13/75، 221.
[2] 5152 الطّفاوي: هذه النسبة إلى «طفاوة» (الأنساب 8/244) .(10/35)
وحاتم بن الليث الجوهري، والعباس بن أَبِي طالب، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيُّ، وأبو بكر بن أَبِي الدنيا وقَالَ ابْن أَبِي حاتم: سمع منه أَبِي ببغداد، وروى عنه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم الْبَغَوِيُّ- إملاء- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ- بِسُرَّ من رأى- حدّثني عبد الله بن عيسى الطّفاويّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ قَالَ: كَانَ أَبِي شُمَيْطُ بْنُ عِجْلانَ يَقُولُ:
النَّاسُ ثَلاثَةٌ، فَرَجُلٌ ابْتَكَرَ الْخَيْرَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّهِ ثُمَّ دَاوَمَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا فَهَذَا الْمُقَرَّبُ، وَرَجُلٌ ابْتَكَرَ عُمُرَهُ بِالذُّنُوبِ وَطُولِ الْغَفْلَةِ، ثم رجع بِتَوْبَةٍ فَهَذَا صاحب يَمِينٍ، وَرَجُلٌ ابتكر الشر في حداثته ثم لم يزل فيه حتى خرج من الدنيا فهذا صاحب شمال.
5153 عبد اللَّه بن عون، أبو مُحَمَّد الهلالي الخراز [1] :
سمع مالك بن أنس، وشريك بن عبد اللَّه، وعبد الرحمن بن عبد اللَّه العمري، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل عياش، وعباد بن عباد، وعبدة بن سليمان، وأبا سفيان المعمري وأبا عبيدة الحداد، وخلف بن خليفة، وأبا إِسْمَاعِيل المؤدب، ومُحَمَّد بن بشر العبدي. روى عنه الحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومُحَمَّد بن عبد اللَّه بن عتاب المربع، وموسى بن هارون، وإِبْرَاهِيم بن عبد الله ابن أيوب المخرمي، وابن أبي الدنيا، وَأبو الْقَاسِم البغوي، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إبراهيم الخفّاف، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي، حدّثنا عبد الله بن عون الخرّاز، حدّثنا خلف بن خليفة، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ صلى
__________
[1] 5153 انظر: تهذيب الكمال 3470 (15/402) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/183. وطبقات ابن سعد 7/357. والجرح والتعديل 5/ت 606. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 95. وعلل الدارقطني 5/الورقة 127. والجمع لابن القيسراني 1/276. والمعجم المشتمل، الترجمة 491. والكامل في التاريخ 5/607. وسير أعلام النبلاء 6/375. والكاشف 2/ت 2929. والعبر 1/412. وتذهيب التهذيب 2/172. وتاريخ الإسلام، الورقة 45 (أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 305. ونهاية السول، الورقة 181. وتهذيب التهذيب 5/349. 350. والتقريب 1/439. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3715.
وشذرات الذهب 2/75.(10/36)
خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي» [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء.
وأخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد قَالَا: حَدَّثَنَا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قال: سألته- يعني يَحْيَى بن معين- عن عبد اللَّه بن عون الخراز فقَالَ: كان ثقة.
أَخْبَرَنِي علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: سألت يَحْيَى بن معين عن ابن عون الخراز فقال: ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن عبد اللَّه بن عون الخراز فقَالَ: ما به بأس، أعرفه قديمًا، وجعل يَقُول فيه خيرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رِزْقٍ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، وَكَانَ مِنْ الثقات.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ- إِمْلاءً- قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل وعبد اللَّه بن الْحَسَن الحراني قَالَا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن عون- أبو مُحَمَّد- وكان من الثقات.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بمرو- قَالَ: وسألته- يعني صالح بن مُحَمَّد الحافظ- عن عبد اللَّه بن عون الخراز فقَالَ: ثقة مأمون، كان يقَالَ إنه من الأبدال.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حدّثنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز.
وأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الخضر بن زكريا الدقاق، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن منيع، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ. وَكَانَ من خيار عباد الله.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/38، 8/54، 9/42، 43. وصحيح مسلم، كتاب الرؤيا 7/13. وفتح الباري 12/383، 389.(10/37)
أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، وَكَانَ من الأبدال.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: عبد اللَّه بن عون الخراز بغدادي ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان، أخبرنا الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي قَالَ: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات عبد الله بن عون الخراز.
وأخبرنا محمّد بن محمّد العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمّد البغوي.
وأنبأنا أحمد بن محمّد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا موسى بن هارون قَالَ: مات عبد اللَّه بن عون الخراز لخمسة أيام مضت من شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين، زاد موسى يوم الاثنين.
5154- عبد اللَّه بن العباس بن الفضل بن الربيع أبو العباس مولى المنصور، ويعرف بالربيعي:
شاعر حسن الشعر، كان في عصر المعتصم، وكان أديبًا راوية، حسن العلم بالغناء.
روى عنه عون بن مُحَمَّد الكندي.
5155 عبد اللَّه بن العباس بن عبيد اللَّه، أبو مُحَمَّد الطيالسي [1] :
سمع عبد اللَّه بن معاوية الجمحي، ومُحَمَّد بن موسى الحرشي، وبشر بن معاذ العبدي، والمفضل بن الصباح السمسار، وعبد الرحيم بن مُحَمَّد السكري، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد الرَّحْمَن بْن بشر بْن الحكم، وأحمد بن حفص بن عبد اللَّه، ومُحَمَّد بن عقيل النيسابوريين. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الآجري، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو الْحَسَن بْن لؤلؤ، ومُحَمَّد بْن المظفر، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وغيرهم وكان ثقة.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازي، حدّثنا محمّد ابن مخلد العطّار، حدّثنا عبد الله بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن عقيل، حَدَّثَنَا حَفْصٌ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيَّ- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سعيد، عن
__________
[1] 5155 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/198.(10/38)
الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَّشِحًا بِهِ.
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: وعبد اللَّه بن العباس الطيالسي لا بأس به.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ: وَجدت في كتاب أخي بخطه: مات أبو مُحَمَّد الطّيالسيّ سلخ ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن العبّاس الطّيالسيّ مات في سنة ثمان وثلاثمائة.
قَالَ ابن المنادي: في ذي القعدة، وقَالَ ابن قانع: في ذي الحجة.
5156 عبد اللَّه بن العباس بن جبريل بن ميخائيل، أبو مُحَمَّد الوراق، ويعرف بالشمعي [1] :
حدث عن علي بن حرب الطائي، وحمّاد بن الحسين الوراق، وأَحْمَد بن ملاعب، وغيرهم. روى عنه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أبو الفتح الأزدي، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف القواس، وعبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك القرشيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله ابن العبّاس بن جبريل الشمعي، حدّثنا حمّاد بن الحسين، حدّثنا روح، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ قَالا: سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةٌ السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ وَهِيَ تَمَامٌ، وَالْوِتْرُ فِي السَّفَرِ سُنَّةٌ.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: عبد اللَّه بن العباس بن جبريل الشمعي شيخ ثقة كتبنا عنه.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن جبريل لو راق في أصحاب الشمع، مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
5157- عَبْد اللَّه بْن عبدويه الصفار:
حَدَّث عَن عبد الوهاب بن عطاء. روى عنه ابنه يحيى.
__________
[1] 5156 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/375.(10/39)
5158 عبد الله بن عمران بن موسى بن عيسى بن قيس، أبو عبد الرحمن القطان الحراني [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عن عبد اللَّه بن يزيد الحراني. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
قرأت في كتاب عثمان بن جابر العطار: توفي أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمران القطان يوم الخميس لتسع بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة.
5159 عبد اللَّه بن عمران بن موسى، أبو مُحَمَّد المقرئ النجار:
حدث عَن أبي بَكْر وعثمان ابني أبي شيبة، وعبد الأعلى بن حماد، وإِبْرَاهِيم بن سعيد الجوهري، وصالح بن علي الحلبي. روى عنه أبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن الجعابي، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ المقرئ النّجّار- ببغداد- حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ- عَشِيَّةَ رُجِمَ الأَسْلَمِيِّ، عَشِيَّةَ جُمُعَةٍ: «عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الأَبْيَضَ، بَيْتَ كِسْرَى، وآل كِسْرَى» [2] . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ» وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَنَا عَلَى الصِّرَاطِ وَالْحَوْضِ» [3] .
5160 عبد اللَّه بن عمران بن موسى بن عيسى، أبو مُحَمَّد الخشاب:
حدث عن علي بن داود القنطري. روى عنه أَبُو بكر أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي الجرجاني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى ابن عيسى الخشّاب- أبو محمّد البغداديّ- قال: حدّثني علي بن داود، حدّثنا عبد الله بن صالح، حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قال لي عبد الله بن عمر:
__________
[1] 5158 الحراني: حران، بلدة من الجزيرة كان بها ومنها جماعة من الفضلاء (الأنساب 4/96) .
[2] 5159 انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإمارة 10. وكنز العمال 31772.
[3] الحديث سبق تخريجه.(10/40)
يَا نَافِعُ قَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ، فَائْتِنِي بِحَجَّامٍ، وَلا تَجْعَلْهُ صَبِيًّا، وَلا شَيْخًا كَبِيرًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ، وَفِيهَا شِفَاءٌ» [1] .
5161 عبد اللَّه بن عُبَيْد اللَّهِ بن يَحْيَى بن مُحَمَّد بن حفص، أبو القاسم المقرئ البزّار العسكري [2] :
حدث عن أبي أيوب أَحْمَد بن بشر الطيالسي ومُحَمَّد بْن إسحاق بْن راهويه، ومُحَمَّد بْن السري بن سهل القنطري. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه وَعلي بن أَحْمَد الرزاز.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ الله بن يحيى ابن محمّد البزّار العسكريّ المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ سَهْلٍ الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن روح، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ مَطَرٍ السَّدُوسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ، وَلِوَلَدِ الْعَبَّاسِ، وَلِمَنْ أَحَبَّهُمْ» [3] .
وأَخْبَرَنَا ابْنُ رزق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الأدمي القاري، حدّثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ الْبَصْرِيُّ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ سَوَاءً.
5162 عبد اللَّه بن عُبَيْد اللَّهِ بن يَحْيَى، أَبُو مُحَمَّد المؤدب:
سمع الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي، وكان يسكن بدرب اليهود النافذ إلى قطيعة عيسى بن علي الهاشمي، وخرجت يوما من مجلس القاضي الحسين بن [إسماعيل] [4] المحاملي فأرادني أصحاب الحديث على المضي معهم إليه، فلم أفعل لأجل الحر، وكان يومًا صائفًا، ولم أرزق السماع منه، وكان ثقة.
توفي يوم السبت الرابع عشر من رجب سنة ثمان وأربعمائة، ودفن من الغد وهو يوم الأحد في مقبرة باب حرب.
__________
[1] 5160 انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 3487، 3488. والمستدرك 4/209، 211. وكشف الخفا 1/415، 416. والعلل المتناهية 2/391.
[2] 5161 العسكري: هذه النسبة إلى مواضع وأشياء فأشهرها المنسوب إلى «عسكر مكرم» وهي بلدة من كور الأهواز (الأنساب 8/452) .
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/287. وسنن الترمذي 3762. وكنز العمال 33443.
[4] 5162 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/41)
وقَالَ لي الأزهري: بلغ أبو مُحَمَّد بن يَحْيَى سبعًا وثمانين سنة.
5163 عبد اللَّه بن عبيد اللَّه، الكافوري [1] :
حدث عَنْ أَحْمَد بن سلمان النجاد. حَدَّثَنِي عنه الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال.
5164- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، أبو أَحْمَد الدقاق، يعرف بابن الأعرج:
سمع إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار. كتبت عنه، وكان ثقة صدوقًا.
5165 عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن مُحَمَّد بْن علي بن بيان، أبو مُحَمَّد الصفار [2] :
سمع إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد ابن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأدمي المقرئ، وإِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد العطار، وعبد اللَّه بن الهيثم بن خالد العسكري، ويوسف بن يعقوب بن أَحْمَد بن البهلول، ومُحَمَّد بن عمران بن موسى الصيرفي، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والخلال، وأَحْمَد بن محمّد العتيقي، وعلي ابن مُحَمَّد بن الْحَسَن المالكي، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
حدّثني أحمد بن علي بن التوزي قَالَ: مات أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن عثمان بن مُحَمَّد الصفار في المحرم سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
5166 عبد اللَّه بن عثمان بن زيدان، أبو القاسم الحصري [3] :
سمع أَحْمَد بن سندي الحداد، وأبا أَحْمَد مُحَمَّد بن أَحْمَد بن المطلب الهاشمي، وأبا بكر بن مالك القطيعي، حَدَّثَنِي عنه رفيقي علي بن عبد الغالب الضراب، وقَالَ لي: كان يسكن درب الآجر من نهر طابق، وتوفي نحو سنة عشر وأربعمائة، وكان صدوقًا.
5167 عبد اللَّه بن عتاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عتاب، أبو القاسم العبدي [4] :
سمع الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن علي بن إِسْمَاعِيل الآملي، وعلي
__________
[1] 5163 الكافوري: هذه النسبة إلى كافور، وهو من الطيب وبيعه (الأنساب 10/328) .
[1] 5165 الصفار: يقال لمن يبيع الأواني الصفرية: الصفار (الأنساب 8/74) .
[1] 5166 الحصريّ: هذه النسبة إلى الحصر وهي جمع الحصير (الأنساب 4/152) .
[1] 5167 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/16.(10/42)
ابن عبد اللَّه بن مبشر الواسطي. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي. وأَحْمَد بن أبي جعفر العتيقي، وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتَّابِ بن محمّد العبدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ، حدّثنا خنبش بن يزيد الحمصي- بحمص- حدّثنا علي بن عيّاش الحمصي، حدّثنا سعيد بن عمارة، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَوَّدَ مَعَ قَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ، وَمَنْ ورع مُسْلِمًا لِرِضَاءِ سُلْطَانٍ جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ» [1] .
أَخْبَرَنَا العتيقي قَالَ: سنة تسع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم بن عتاب الشاهد، حدث بشيء يسير، وانتقى عليه الدارقطني جزءًا، وكان ثقة مأمونا.
حدثني أحمد بن علي التوزي وهلال بن المحسن الكاتب قَالَا: توفي أبو القاسم بن عتاب العبدي ليلة يوم الخميس التاسع عشر من صفر سنة تسع وثمانين.
قَالَ لنا عليّ بْن المحسن التنوخي: مات أَبُو القاسم بْن عتاب يوم الجمعة العاشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
5168- عبد اللَّه بن عبد الملك بن مُحَمَّد بن سعيد، أبو الفتح النّحّاس:
موصلي الأصل سمع الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وَعَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن العسكري، وأَحْمَد بن سلمان النجاد، ومُحَمَّد بن الْحَسَن النقاش. كان عنده عن المحاملي مجلس واحد، وعن الصفار جزء الْحَسَن بن عرفة. كتب عنه جماعة من أصحابنا ولم يقض لي السماع منه.
وسألت البرقاني عنه فقَالَ: ثقة.
ومات في صفر من سنة ثمان وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي وراء التوثة.
__________
[1] انظر الحديث في: السنة لابن أبي عاصم 2/627. وكنز العمال 24681.(10/43)
حرف الفاء من آباء العبادلة
5169 عبد اللَّه بن الفرج، أبو مُحَمَّد القنطري [1] :
كان أحد العباد، وكان بشر بن الحارث يوده ويزوره. حكى عن فتح الموصلي وغيره حكايات. روى عنه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البرجلاني، وأحمد بن محمّد التاحي، وعلي بن الموفق، وغيرهم.
حدّثنا هلال بن المحسن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثني أحمد بن محمّد التاحي قَالَ: سمعت عبد اللَّه بن الفرج يَقُول- وكان عبد اللَّه بن الفرج يغشاه بشر بن الحارث لزهده وفضله- قَالَ أرطاة بن المنذر: احذروا الدنيا لا تسحركم، فهي واللَّه أسحر من هاروت وماروت.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن سهل قَالَ: قَالَ عبد الله بن الفرج: سلوا اللَّه عفوًا جميلًا، قَالَ: فقلنا يا أبا مُحَمَّد أي شيء العفو الجميل؟ قَالَ: أن يأمر بك من الموقف ولا يفتشك.
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن مُحَمَّد بن عبد الله الواعظ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجُرِّيُّ- بِمكة- قَالَ: بلغني أن عبد اللَّه بن الفرج لما مات، لم تعلم زوجته لإخوانه بموته- وهم جلوس بالباب ينتظرون الدخول عليه في علته- فغسلته وكفنته في كساء كان له، وأخذت فردَ بابٍ من أبواب بيته وجعلته فوقه وشدته بشريط، ثم قَالَت لإخوانه: قد مات وقد فرغت من جهازه، فدخلوا فاحتملوه إلى قبره، وغلقت الباب خلفهم.
أخبرنا العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس الجوهريّ، حدّثنا عبد الله بن عمرو، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بيان المكي قَالَ: حَدَّثَنِي صاعد قَالَ: لما مات عبد اللَّه بن الفرج حضرت جنازته، فلما واريته رأيته في الليل في النوم جالسًا على شفير قبره، ومعه صحيفة ينظر فيها، فقلت له: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي ولكل من شيع جنازتي، قلت: أنا كنت معهم، قَالَ: هو ذا اسمك في الصحيفة.
__________
[1] 5169 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/102.(10/44)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أَحْمَد بن البراء قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن عمرو قَالَ: حَدَّثَنِي صاعد قَالَ:
كنت فيمن حضر جنازة عبد اللَّه بن الفرج القنطري، وذكر نحو الخبر الذي سقناه آنفًا.
5170- عبد اللَّه بن الفضل بن عبد الملك، أبو بكر الهاشمي:
كان يتولى الصلاة بالناس في دار الخلافة أيام الجمعات، وفي المصلى أيام الأعياد بعد وفاة مُحَمَّد بن إسحاق بن عبد الملك الهاشمي، وتقلد ذلك في ذي الحجة من سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
5171 عبد اللَّه بن الفضل بن جعفر، أبو مُحَمَّد الوراق:
وراق عبد الكريم بن الهيثم، وكان من أهل دير العاقول. نزل بغداد وحدث بها عن علي بن داود القنطري، وأَبِي البختري عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ شاكر، وأبي عوف البزوري، والْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أبي معشر، وعلي بن سهل بن المغيرة، وعبد اللَّه بن روح المدائني، ويَحْيَى بن أبي طالب، والْحَسَن بن سلام السواق، وعبد الكريم بن الهيثم، وغيرهم أحاديث مستقيمة. روى عنه مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ وأبو القاسم بن الثلاج، وأَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقرئ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْفَرَجِ بْن مَنْصُور بْن مُحَمَّد بن الحجّاج الورّاق، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ وَرَّاقُ عَبْدِ الكريم، حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شاكر، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله العبسيّ، أخبرنا جعفر بن عون، حَدَّثَنِي مُوسَى الْجُهَنِيُّ عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ عَلِيٍّ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ ابْنَةُ عُمَيْسٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ» [1] لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ.
ذكر ابْن الثلاج أنه سمع من هذا الشيخ في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في سوق السلاح.
__________
[1] 5171 انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 30. وسنن الترمذي 3730، 3731. ومسند أحمد 1/179، 3/32، 6/369، 438.(10/45)
5172- عَبْد اللَّه بْن الفضل بْن العباس بْن علي بن عبد الرحمن بن يزيد بن ازد ابنه، أبو الْحَسَن مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان:
وهو ابن بنت هارون الديك المستملي. حدث عن مُحَمَّد بن جعفر بن الرازي.
روى عنه أبو الفتح بن مسرور، قال: حدّثنا ببغداد وكان ثقة.
حرف القاف من آباء العبادلة
5173 عبد الله بن قريش بن إسحاق بن حميد، أبو أَحْمَد الأسدي:
حدث عَن أَبِي همام الوليد بْن شجاع السكوني، وأبي عمار الْحُسَيْن بْن حريث الْمَرْوَزِيُّ، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجنيد الختلي، وعن كتاب الفرج بن اليمان الكردلي- وجادة- روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، ومُحَمَّد بن مخلد، وعبد الصمد بْن علي الطستي، وإِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي، وغيرهم.
وقَالَ الدارقطني: لا بأس به.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ إِسْحَاقِ بْنِ حُمَيْدٍ أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي سَمَاعِ الْفَرَجِ بْنِ الْيَمَانِ الْكَرْدَلِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُعَذِّبُ اللَّهُ عَبْدًا عَلَى خَطَأٍ وَلا اسْتِكْرَاهٍ أَبَدًا» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ الْهَمَذَانِيُّ- بِهَا- حدثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ إِسْحَاقَ البغداديّ، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا خَازِمٍ فِي مَجْلِسِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَقُصُّ فِي الْمَسْجِدِ وَيَبْكِي وَيَمْسَحُ بِدُمُوعِهِ وَجْهَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا خَازِمٍ لِمَ تَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ لا تُصِيبُ مَوْضِعًا أَصَابَهُ الدُّمُوعُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
5174- عبد اللَّه بن قريش، أبو أَحْمَد الصيدلاني:
حدث عَن الْحَسَن بن عرفة. روى عنه أبو الْحُسَيْن بن المنادي.
__________
[1] 5173 انظر الحديث في: كنز العمال 10324.(10/46)
حرف الكاف من آباء العبادلة
5175 عبد اللَّه بن كرز، أبو كرز الفهري [1] :
حدث عن نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري، وهشام بن عروة. روى عنه عبد الصمد بن النعمان، وعلي بن الجعد، وغيرهما. وكان يتولى قضاء الموصل.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أَخْبَرَنِي أَبُو كُرْزٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ، خَرَجَ مَعَهُ بِحَرْبَتِهِ.
دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق، أَخْبَرَنَا مكرم قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَادَا قَالَ: قلت ليَحْيَى بن معين: روى أبو النضر عن أبي كرز؟ قَالَ:
ليس بشيء لا أعرفه، روى حديثًا مُنْكرًا.
أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حَدَّثَنِي إسحاق بن موسى بن عيسى قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: سمعت أَحْمَد بن حنبل- وذكر أبا كرز يحدث عن نافع- فقَالَ: هذا في أصحابه. قال مُحَمَّد بن عمر أبو كرز أصله الموصل، وكان ببغداد في جملة الصحابة الذين أقطعوا الموضع المعروف بدور الصحابة، واسمه عبد اللَّه بن كرز.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت- يعني لأبي زرعة الرازي- أبو كرز القرشي؟ قَالَ: ضعيف الحديث، وأمرنا أن نضرب على حديثه.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغزال قَالَ: قرأت على مُحَمَّد بْن جَعْفَر الشروطي عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ قَالَ: عبد اللَّه بن كرز أبو كرز قاضي الموصل متروك.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عن عبد اللَّه بن كرز عن نافع فقال: مجهول.
__________
[1] 5175 انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 4522.(10/47)
وأَخْبَرَنَا البرقاني أيضًا قَالَ: سألت الدارقطني عن أبي كرز قَالَ: هو قاضي الموصل عبد اللَّه بن عبد الملك الفهري، قلت: ثقة؟ قَالَ: لا ولا كرامة.
فكأن أبا الْحَسَن كان يذهب إلى أن عبد اللَّه بن كرز ليس بأبي كرز لأنه ذكر أن عبد اللَّه بن كرز مجهول، وبين حال أبي كرز وسمى أباه عبد الملك ونرى قوله هذا وهمًا، والصواب ما ذكرناه من أن أبا كرز هو عبد اللَّه بن كرز لا ابن عبد الملك، وكذلك رأيت حديثا للمعافى بن سليمان عنه قد نسبه فيه فقَالَ: حَدَّثَنَا أبو كرز عبد اللَّه بن كرز عن الزهري.
5176 عبد اللَّه بن كثير بن وقدان، أبو مُحَمَّد:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن سليمان لوين. روى عنه الْحُسَيْن بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإستراباذي.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الطَّنَاجِيرِيُّ، حدّثنا كوشيار بن لبا نيروز الجيلي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُطَرِّفٍ الْفَقِيهُ الإِسْتِرَابَاذِيُّ- بأستراباذ- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرِ بن وقدان البغداديّ، حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ البقال الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الأَبْهَرِيُّ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الحزوّري، حدّثنا لوين، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» [1]
واللفظ لحديث ابن وقدان.
حرف اللام من آباء العبادلة
5177- عبد اللَّه بن الليث، أبو العباس الْمَرْوَزِيّ:
ذكره مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ يَحْيَى بن مندة الأصبهاني فِي كتاب «الأسماء والكنى» وقَالَ: نزل بغداد حَدَّثَنَا عنه علي بْن مُحَمَّد بْن نصر.
قلت: وحدث الْقَاضِي الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي عنه عن صالح بن مسمار.
__________
[1] 5176 انظر الحديث في: المستدرك 1/106. كنز العمال 29332. والعلل المتناهية 1/78.
والكامل لابن عدي 2/793.(10/48)
حرف الميم من آباء العبادلة
[ذكر من اسمه عبد اللَّه واسم أبيه محمد]
5178 عبد اللَّه أمير المؤمنين السفاح بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، يكنى أبا العباس، ويقَالَ له أيضًا: المرتضى، والقائم [1] :
ولد بالشراة وكان مولده على ما:
أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثني محمّد بن صالح، حَدَّثَنَا أبو مسعود عمرو بن عيسى الرياحي، حَدَّثَنِي جدي عبيد اللَّه بن العباس بن مُحَمَّد قَالَ: ولد أبو العباس سنة خمس ومائة، واستخلف وهو ابن سبع وعشرين سنة.
قلت: وهو أول خلفاء بني العباس بويع بالكوفة، وانتقل إلى الأنبار فسكنها حتى مات بها، وكان أصغر سنًا من أخيه أبي جعفر.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا عمر بن حفص السدوسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد قَالَ: واستخلف أبو العباس عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول، ويقَالَ في جمادى، وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة لثلاث عشرة- أو إحدى عشرة- خلت من ذي الحجة يوم الأحد، فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، وتوفي وله ثلاث وثلاثون سنة، وأمه ريطة بنت عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبد المدان بن الديان بن الحارث بن كعب توفي بالأنبار وصلى عليه عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ العباس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أَحْمَد بن البراء قَالَ: أبو العباس المرتضى والقائم، عبد اللَّه بن مُحَمَّد الإمام بْن عَلِيّ السجاد بْن عَبْد اللَّه الحبر بن عباس ذي الرأي بن عبد المطلب شيبة الحمد بن هاشم وهو عمرو بن عبد مناف ولد بالشراة، وبويع بالكوفة يوم الجمعة لأربع عشرة
__________
[1] 5178 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 7/295- 301. والكامل، لابن الأثير 5/152. وتاريخ الطبري 9/154. وتاريخ اليعقوبي 3/86. وابن خلدون 3/180. وتاريخ الخميس 2/324. والبدء والتاريخ 6/88. والنبراس 19- 23. والمسعودي 2/165- 180. وفوات الوفيات 1/232.
والأعلام 4/116.(10/49)
ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وبايع أبو العباس لأخيه أبي جعفر، ولعيسى بن موسى بن مُحَمَّد بن علي، ومات بالأنبار لأثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وكان نقش خاتمه، اللَّه ثقة عبد اللَّه، وكان عمره ثلاثًا وثلاثين سنة، وخلافته أربع سنين، وثمانية أشهر، ويومان.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن صالح عن مُحَمَّد بن عباد عن إسحاق بن عيسى أن أبا العباس توفي وهو ابن اثنتين وثلاثين، وكان أبيض أقنى، ذا شعرة جعدة، حسن اللحية جعدها، مات بالجدري، وصلى عليه عيسى بن علي، ودفن بالأنبار.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلينا مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عمران الجوري يذكر أن أَحْمَد بْن حَمْدَان بْن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة ست وثلاثين ومائة، فيها توفي أبو العباس بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة، وهو ابن إحدى وثلاثين سنة وأشهر، وكان مولده سنة خمس ومائة، وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، وكان طويلا أبيض أقنى حسن اللحية جعدها، ودفن بالأنبار.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ القصاب، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أخبرنا علي ابن طيفور بن غالب، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن علي الورّاق، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنِي زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَخْرُجُ مِنَّا رَجُلٌ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَنِ، وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ يُسَمَّى السَّفَّاحُ، يَكُونُ عَطَاؤُهُ الْمَالَ حسيا» [1]
لَفْظُ زَائِدَةَ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ محمّد الكاتب، حَدَّثَنا أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعْفَرُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبيد بن عتبة الكندي- بالكوفة- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنِي سَلَّامٌ مَوْلَى الْعَبَّاسَةِ بِنْتِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ قَالَ: سمعت المهديّ أمير المؤمنين يقول:
__________
[1] انظر الحديث في: الدر المنشور 6/58.(10/50)
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ.
لأدَالَ اللَّهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، لِيَكُونَنَّ مِنَّا السَّفَّاحُ، وَالْمَنْصُورُ، وَالْمهدي.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ومحمّد بن الحسين بن محمّد الجازري وقال أحمد أنبأنا وقَالَ محمد حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا القاسم بن إسماعيل، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سعيد بن سلم الباهلي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي من حضر مجلس السفاح وهو أحشد ما كان ببني هاشم والشيعة، ووجوه الناس، فدخل عبد اللَّه بن حسن ومعه مصحف. فقَالَ: يا أمير المؤمنين أعطنا حقنا الذي جعله اللَّه لنا في هذا المصحف، قَالَ: فأشفق الناس من أن يعجل السفاح بشيء إليه، فلا يريدون ذلك في شيخ بني هاشم في وقته، أو يعيى بجوابه فيكون ذلك نقصًا له، وعارًا عليه، قَالَ: فأقبل عليه غير مغضب ولا مزعج فَقَالَ: إن جدك عليًّا- وكان خيرًا مني وأعدل- وَلِيَ هذا الأمر فأعطي جديك الْحَسَن والْحُسَيْن- وكانا خيرًا منك- شيئًا؟ وكان الواجب أن أعطيك مثله، فإن كنت فعلت فقد أنصفتك، وإن كنت زدتك فما هذا جزائي منك، قَالَ: فما رد عبد اللَّه جوابًا وانصرف، والناس يعجبون من جوابه له.
أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني أحمد بن محمّد الجوهريّ، حدّثنا الحسن بن عليل العنزي، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن يعقوب العذري المدني، حَدَّثَنِي يعقوب بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعد قَالَ: دخل عمران بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد اللَّه بن مطيع العدوي على أبي العباس في أول وفد وفد عليه من المدينة، فأمروا بتقبيل يده فتبادروها، وعمران واقف، ثم حياه بالخلافة وهنأه وذكر حسبه ونسبه ثم قَالَ: يا أمير المؤمنين إنها واللَّه لو كانت تزيدك رفعة، وتزيدني من الوسيلة إليك ما سبقني بها أحد، وإنك لغني عما لا أجر لنا فيه، وعلينا فيه ضعة، قال: ثم جلس، فو الله ما نقص عن حظ أصحابه.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن المكتفي، حَدَّثَنَا جحظة قَالَ: قَالَ جعفر بن يَحْيَى: نظر أمير المؤمنين السفاح في المرآة- وكان من أجمل الناس وجهًا- فقَالَ: اللَّهم إني لا أقول كما قَالَ عبد الملك أنا عبد الملك الشاب، ولكن أقول اللَّهم عمرني طويلًا في طاعتك ممتعًا بالعافية. فما استتم كلامه حتى سمع غلامًا يَقُول لغلام آخر: الأجل بيني وبينك شهران وخمسة أيام،(10/51)
فتطير من كلامه، وقَالَ: حسبي اللَّه، لا قوة إلا باللَّه، عليه توكلي وبه أستعين، فما مضت الأيام حتى أخذته الحمى، فجعل يوم يتصل إلى يوم حتى مات بعد شهرين وخمسة أيام.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخلّال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْفُضَيْلِ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي سعد قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ أَنَّ الرَّشِيدَ قَالَ لابْنِهِ: كَانَ أَبُو الْعَبَّاسِ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ رَاهِبَنَا وَعَالِمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَمْ يَزَلْ فِي خِدْمَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، ثُمَّ خَدَمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِلَى وَقْتِ وَفَاتِهِ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ الإِمَامُ، وَأَبَا الْعَبَّاسِ، وَالْمَنْصُورَ، فَحَفِظَ جَمِيعَ أَخْبَارِهِمْ، وَسِيَرِهِمْ، وَأُمُورِهِمْ، وَكَانَ قُرَّةَ عَيْنِهِ فِي الدُّنْيَا إِسْحَاقُ ابْنُهُ، فَلَيْسَ فِينَا أهل البيت أحدا أَعْرَفُ بِأَمْرِنَا مِنْ إِسْحَاقَ، فَاسْتَكْثِرْ مِنْهُ، وَاحْفَظْ جَمِيعَ مَا يُحَدِّثُكَ بِهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَ أَبِيهِ فِي الْفَضْلِ، وَإِيثَارِ الصِّدْقِ، قَالَ: فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ شَيْئًا كَثِيرًا، فَسَأَلَنِي: هَلْ سَمِعْتَ خَبَرَ وَفَاةِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ، فَقَالَ قَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، فَحَدِّثْنِي مَا حَدَّثَكَ بِهِ إِسْحَاقُ لأَنْظُرَ أَيْنَ هُوَ مِمَّا حَدَّثَنِي بِهِ أَبُوهُ؟ فقَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ دَخَلَ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ وهو فِي مَدِينَتِهِ بِالأَنْبَارِ، قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ أَبِي: وَكُنْتُ قَدْ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ أَيَّامًا لَمْ أَرْكَبْ إِلَيْهِ فِيهَا، فَعَاتَبَنِي عَلَى تَخَلُّفِي كَانَ عَنْهُ، فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي كُنْتُ أَصُومُ مُنْذُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ فَقَبِلَ عُذْرِي. وَقَالَ لِي: أَنَا فِي يَوْمِي هَذَا صَائِمٌ، فَأَقِمْ عِنْدِي لِتَقْضِيَنِي فِيهِ بِمُحَادَثَتِكَ إِيَّايَ مَا فَاتَنِي فِي الأَيَّامِ الَّتِي تَخَلَّفْتَ عَنِّي فِيهَا، ثُمَّ تَخْتِمُ ذَلِكَ بِإِفْطَارِكَ عِنْدِي، فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي أَفْعَلُ ذَلِكَ، وَأَقَمْتُ إِلَى أَنْ تَبَيَّنْتُ النُّعَاسَ فِي عَيْنَيْهِ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ، فَنَهَضْتُ عَنْهُ وَاسْتَمَرَّ في النوم، فملت بَيْنَ الْقَائِلَةِ فِي دَارِهِ، وَبَيْنَ الْقَائِلَةِ فِي دَارِي، فَمَالَتْ نَفْسِي إِلَى الانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِي لأقيلَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي اعْتَدْتُ الْقَائِلَةَ فِيهِ، فَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَقِلْتُ إِلَى وَقْتِ الزَّوَالِ، ثُمَّ رَكِبْتُ إِلَى دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَافَيْتُ إِلَى بَابِ الرَّحْبَةِ الْخَارِجِ، فَإِذَا بِرَجُلٍ دَحْدَاحٍ حَسَنِ الْوَجْهِ مُؤْتَزِرٍ بِإِزَارٍ، مُتَرَدٍّ بِآخَرَ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ فقَالَ:
هَنَّأَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ النِّعْمَةَ وَكُلّ نِعْمَةٍ، الْبُشْرَى أَنَا وَافِدُ أَهْلِ السَّنَدِ، أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين بِسَمْعِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ وَبَيْعَتِهِمْ، فما تمالكت سرورا إلى أن حمدت الله على توفيقه إلىّ لِلانْصِرَافِ رَغْبَةً فِي أَنْ أُبَشِّرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بهذه البشرى، فما توسطت الرَّحْبَةَ حَتَّى وَافَى رَجُلٌ فِي مِثْلِ لَوْنِهِ وَهَيْئَتِهِ، وَقَرِيبُ الصُّورَةِ مِنْ صُورَتِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ كَمَا سَلَّمَ(10/52)
عَلَيَّ الآخَرُ، وَهَنَّأَنِي بِمِثْلِ تَهْنِئَتِهِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ وَافِدُ أَهْلِ إِفْرِيقِيَةِ أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِسَمْعِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ، فَتَضَاعَفَ سُرُورِي، وَأَكْثَرْتُ مِنْ حَمْدِي عَلَى مَا وَفَّقَنِي لَهُ مِنَ الانْصِرَافِ، ثُمَّ دَخَلْتُ الدَّارَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ فِي مَوْضِعٍ كَانَ يَتَهَيَّأُ فِيهِ لِلصَّلاةِ، وَكَانَ يَكُونُ فِيهِ سِوَاكُهُ، وَتَسْرِيحُ لِحْيَتِهِ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ، فَابْتَدَأْتُ بِتَهْنِئَتِهِ، وَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي رَأَيْتُ بِبَابِهِ رَجُلَيْنِ؟ أَحَدَهُمَا وَافِدَ أَهْلِ السّنَدِ فَوَقَعَ عَلَيْهِ زَمْعٌ وَقَالَ: الآخَرَ وَافِدَ أَهْلِ إِفْرِيقِيَةِ بِسَمْعِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ فَقُلْتُ نَعَمْ! فَسَقَطَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، كُلُّ شَيْءٍ بَائِدٌ سِوَاهُ، نَعَيْتُ وَاللَّهِ نَفْسِي: حَدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ الإِمَامُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ يَقْدُمُ عَلَيَّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي مَدِينَتِي هَذِهِ وَافِدَانِ وَافِدُ السَّنَدِ، وَالآخَرُ وَافِدُ إِفْرِيقِيَةِ، بِسَمْعِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ وَبَيْعَتِهِمْ، فَلا يَمْضِي بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ حَتَّى أَمُوتَ. وَقَدْ أَتَانِي الْوَافِدَانِ، فَأَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ يَا عَمِّ فِي ابْنِ أَخِيكَ، فَقُلْتُ لَهُ: كَلا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالَ: بَلَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَئِنْ كَانَتِ الدُّنْيَا حَبِيبَةً إِلَيَّ، فَصِحَّةُ الرِّوَايَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهَا، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، ثُمَّ نَهَضَ وَقَالَ لِي: لا تَرِمْ مِنْ مَكَانِكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ، فَمَا غَابَ حِينًا حَتَّى أَذَّنَهُ الْمُؤَذِّنُونَ بِصَلاةِ الظُّهْرِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ خَادِمٌ لَهُ فَأَمَرَنِي بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَسْجِدِ وَالصَّلاةِ بِالنَّاسِ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، وَرَجَعْتُ إِلَى مَوْضِعِي حَتَّى آذَنَهُ الْمُؤَذِّنُونَ بِصَلاةِ الْعَصْرِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ الْخَادِمِ فَأَمَرَنِي بِالصَّلاةِ بِالنَّاسِ وَالرُّجُوعِ إِلَى مَوْضِعِي، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ آذَنَهُ الْمُؤَذِّنُونَ بِصَلاةِ الْمَغْرِبِ، فَخَرَجَ الْخَادِمُ إِلَيَّ فَأَمَرَنِي بِمِثْلِ مَا كَانَ أَمَرَنِي بِهِ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَى مَكَانِي، ثُمَّ آذَنَهُ الْمُؤَذِّنُونَ بِصَلاةِ الْعِشَاءِ فَخَرَجَ إِلَى الْخَادِمِ فَأَمَرَنِي بِمِثْلِ مَا كَانَ يَأْمُرُنِي بِهِ فَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا كُنْتُ أَفْعَلُ، وَلَمْ أَزَلْ مُقِيمًا بِمَكَانِي إِلَى أَنْ مَرَّ اللَّيْلُ، وَوَجَبَتْ صَلاتُهُ، فَقُمْتُ فَتَنَفَّلْتُ حَتَّى فَرَغْتُ مِنْ صَلاةِ اللَّيْلِ وَالْوِتْرِ، إِلا بَقِيَّةً بَقِيَتْ مِنَ الْقُنُوتِ، فَخَرَجَ عِنْدَ ذَلِكَ وَمَعَهُ كِتَابٌ فَدَفَعَهُ إِلَيَّ حِينَ سَلَّمْتُ، فَإِذَا هُوَ مُعَنْوَنٌ مَخْتُومٌ، مِنْ عِنْدِ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الرَّسُولِ وَالأَوْلِيَاءِ وَجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ: يَا عَمِّ ارْكَبْ فِي غَدٍ فَصَلِّ بِالنَّاسِ فِي الْمُصَلَّى، وَانْحَرْ وَأَخْبِرْ بِعِلَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَكْثِرْ لُزُومَكَ دَارَهُ، فَإِذَا قَضَى نَحْبَهُ فَاكْتُمْ وَفَاتَهُ حَتَّى يُقْرَأَ هَذَا الْكِتَابُ عَلَى النَّاسِ، وَتَأْخُذَ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ لِلْمُسَمَّى فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَإِذَا أَخَذْتَهَا وَاسْتَحْلَفْتَ النَّاسَ عَلَيْهَا بِمُؤَكِّدَاتِ الأَيْمَانِ، فَانْعِ إِلَيْهِمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَهِّزْهُ وَتَوَلَّ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرِفْ فِي حِفْظِ اللَّهِ وَتَأَهَّبْ لِرُكُوبِكَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ وَجَدْتَ عِلَّةً؟ قَالَ: يَا عَمِّ وَأَيُّ عِلَّةٍ هي(10/53)
أَقْوَى وَأَصْدَقُ مِنَ الْخَبَرِ الصَّادِقِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!! فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ وَنَهَضْتُ، فَمَا مَشَيْتُ إِلا خُطًى حَتَّى هَتَفَ بِي فأمرني بالرجوع فرجعت وقال لي: اللَّهَ قَدْ أَلْبَسَكَ كَمَالًا أَكْرَهُ أَنْ يَحُطَّكَ النَّاسُ فِيهِ، وَكِتَابِي الَّذِي فِي يَدِكَ مَخْتُومٌ، وَسَيَقُولُ مَنْ يَحْسُدُكَ عَلَى مَا جَرَى عَلَى يَدَيْكَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ الْجَلِيلِ أَنَّكَ إِنَّمَا وَفَّيْتَ لِلْمُسَمَّى فِي هَذَا الْكِتَابِ لأَنَّ الْكِتَابَ كَانَ مَخْتُومًا، وَقَدْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْكَ خَاتَمَهُ لِيَقْطَعَ بِذَلِكَ أَلْسِنَةَ الْحَسَدَةِ عَنْكَ، فَخُذِ الْخَاتَمَ فو الله لَتَفِيَنَّ لِلْمُسَمَّى فِي هَذَا الْكِتَابِ، وَلَيَلِيَنَّ الْخِلافَةَ، ما كذبت ولا كذّبت، وانصرف وَتَأَهَّبْتُ لِلرُّكُوبِ، فَرَكِبْتُ وَرَكِبَ مَعِي النَّاسُ، حَتَّى صَلَّيْتُ بِأَهْلِ الْعَسْكَرِ، وَنَحَرْتُ وَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ. فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَبَرِهِ فَقَالَ: خَبَرُ مَا به الموت لا مَحَالَةَ، فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ وَجَدْتَ شَيْئًا؟ فَأَنْكَرَ عَلَيَّ قَوْلِي، وَكَشَّرَ فِي وَجْهِي وَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَقُولُ لَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال إنه يموت، فَتَسْأَلنِي عَمَّا أَجِدُ! لا تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا الَّذِي كَانَ مِنْكَ، ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ عَشِيَّةَ يَوْمِ الْعِيدِ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ مَنْ عَايَنَتْهُ عَيْنَايَ وَجْهًا، فَرَأَيْتُهُ فِي تِلْكَ الْعَشِيَّةَ وَقَدْ حَدَثَتْ فِي وَجْهِهِ وَرْدِيَّةٌ لَمْ أَكُنْ أَعْهَدُهَا، فَزَادَتْ وَجْهَهُ كَمَالًا، ثُمَّ بَصَرْتُ بِإِحْدَى وَجْنَتَيْهِ فِي الْحُمْرَةِ حَبَّةً مِثْلَ حَبَّةِ الْخَرْدَلِ بَيْضَاءَ، فَارْتَبْتُ بِهَا، ثُمَّ صَوَّبْتُ بِطَرَفِي إِلَى الْوَجْنَةِ الأُخْرَى فَوَجَدْتُ فِيهَا حَبَّةً أُخْرَى، ثُمَّ أَعَدْتُ نظري إلى الوجنة التي عاينتها بديا فَرَأَيْتُ الْحَبَّةَ قَدْ صَارَتِ اثْنَتَيْنِ، ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرَى الْحَبَّ يَزْدَادُ حَتَّى رَأَيْتُ فِي كُلِّ جَانِبٍ مِنْ وَجْنَتَيْهِ مِقْدَارَ الدِّينَارِ حَبًّا أَبْيَضَ صِغَارًا، فَانْصَرَفْتُ وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، وَغَلَّسْتُ غَدَاةَ الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ هَجَرَ وَذَهَبْتُ عَنْهُ مَعْرِفَتِي وَمَعْرِفَةَ غَيْرِي، فَرُحْتُ إِلَيْهِ بِالْعَشِيِّ فَوَجَدْتُهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ الزِّقِّ الْمَنْفُوخِ، وَتُوُفِّيَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَسَجَّيْتُهُ كَمَا أَمَرَنِي وَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ وَكَانَ فِيهِ: من عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الرَّسُولِ وَالأَوْلِيَاءِ وَجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ قَلَّدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْخِلافَةَ عَلَيْكُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ أَخَاهُ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَقَدْ قَلَّدَ الْخِلافَةَ من بعد، عبد الله بْنَ مُوسَى- إِنْ كَانَ-. قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى: قَالَ لِي أَبِي: مَا نَزَلْتُ عَنِ الْمِنْبَرِ حَتَّى وَقَعَ الاخْتِلافُ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا كتب به أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي عِيسَى بْنِ مُوسَى- إِنْ كان- فقال، فَقَالَ قَوْمٌ أَرَادَ بِقَوْلِهِ، لَهَا مَوْضِعًا، وَقَالَ آخَرُونَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ إِنْ كَانَ هَذَا لا يَكُونُ، ثُمَّ أَخَذْتُ الْبَيْعَةَ عَلَى النَّاسِ وَجَهَّزْتُهُ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَدَفَنْتُهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سنة ست وثلاثين ومائة(10/54)
فَقَالَ الرَّشِيدُ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ، مَا غَادَرَ إِسْحَاقُ مِنْ حَدِيثِ أَبِيهِ حَرْفًا وَاحِدًا، فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الاسْتِمَاعِ مِنْهُ، فَنِعْمَ حَامِلَ الْعِلْمِ هُوَ.
5179 عبد اللَّه أمير المؤمنين المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، يكنى أبا جعفر [1] :
استخلف بعد أخيه السفاح، وكان المنصور حاجًا في وقت وفاة السفاح، فعقد له البيعة بالأنبار عمه عيسى بن علي، وورد الخبر على المنصور في أربعة عشر يومًا، وكان له من السن إذ ذاك إحدى وأربعون سنة وشهور.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الورّاق، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الْأَنْصَارِيّ قَالَ: سمعت أبا جعفر مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكاتب قَالَ: بويع المنصور يوم الاثنين لأربع عشرة خلت من ذي الحجة وهو ابن إحدى وأربعين سنة وعشرة أشهر، وأمه سلامة البربرية، وقام ببيعته عمه عيسى ابن علي، وأتت الخلافة أبا جعفر وهو بطريق مكة بِموضع يقال له الصفينة، فقَالَ:
صفا أمرنا إن شاء اللَّه.
وقَالَ أبو بشر: قَالَ أبو موسى هارون بن مُحَمَّد بن إسحاق بن موسى بن عيسى ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عباس، حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن عيسى الأموي، عن إِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي قَالَ: مولد أَبِي جعفر المنصور بالحميمة في صفر سنة خمس وتسعين، وبويع له يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وهو ابن إحدى وأربعين سنة وعشرة أشهر.
وقَالَ أبو بشر: أَخْبَرَنِي طاهر بن يَحْيَى بن حسن الطالبي، عن علي بن حبيش المديني، عن علي بن ميسرة الرازي قَالَ: رأيت سنة خمس وعشرين أبا جعفر المنصور بِمكة، فتى أسمر رقيق السمرة، موفر اللمة، خفيف اللحية، رحب الجبهة، أقنى الأنف بين القنى، أعين كأن عينيه لسانان ناطقان تخالطه أبهة الملوك بزي النساك. تقبله القلوب، وتتبعه العيون، يعرف الشرف في تواضعه، والعتق في صورته، واللب في مشيته.
__________
[1] 5179 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 7/334- 8، 348/219. وتاريخ ابن الأثير 5/172، 6/6.
والطبري 9/292- 223. والبدء والتاريخ 6/90. واليعقوبي 3/100. وتاريخ الخميس 2/324، 329. والنبراس 24- 30. ومروج الذهب 2/180- 194. وفوات الوفيات 1/232. والأعلام 4/117.(10/55)
أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، حدّثنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنِي أبو سهل بن علي بن نوبخت قَالَ: كان جدنا نوبخت على دين المجوسية، وكان في علم النجوم نهاية، وكان محبوسًا بسجن الأهواز، فقَالَ: رأيت أبا جعفر المنصور وقد أدخل السجن، فرأيت من هيبته، وجلالته، وسيماه، وحسن وجهه، وبنائه، ما لم أره لأحد قط، فصرت من موضعي إليه فقلت: يا سيدي ليس وجهك من وجوه أهل هذه البلاد، فقَالَ أجل يا مجوسي، قلت: فمن أي بلاد أنت؟ فقَالَ: من أهل المدينة، فقلت: أي مدينة؟ فقال: من مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة! قَالَ: لا ولكني من عرب المدينة قَالَ: فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته فقَالَ:
كنيتي أبو جعفر، فقلت: أبشر، فو حق المجوسية لتملكن جميع ما في هذه البلدة، حتى تملك فارس وخراسان والجبال، فقَالَ لي: وما يدريك يا مجوسي؟ قلت: هو كما أقول، فاذكر لي هذه البشرى، فقَالَ: إن قضي شيء فسوف يكون، قَالَ: قلت قد قضاه اللَّه من السماء فطب نفسًا، وطلبت دواة فوجدتها، فكتب لي: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، يا نوبخت إذا فتح اللَّه على المسلمين، وكفاهم مئونة الظالمين، ورد الحق إلى أهله، لم نغفل ما يجب من حق خدمتك إيانا، وكتب أبو جعفر. قَالَ نوبخت: فلما ولي الخلافة صرت إليه فأخرجت الكتاب، فقَالَ: أنا له ذاكر، ولك متوقع، فالحمد لله الذي صدق وعده، وحقق الظن، ورد الأمر إلى أهله، فأسلم نوبخت وكان منجمًا لأبي جعفر ومولى.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلاد، عَنْ عبد اللَّه بن سلم، عن الربيع بن يونس الحاجب قَالَ: سمعت المنصور يَقُول: الخلفاء أربعة، أبو بكر، وعمر، وعثمان وعلى: والملوك [أربعة] [1] معاوية، وعبد الملك، وهشام، وأنا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بن العبّاس بن المهديّ الخطيب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بن مُحَمَّد بن القاسم المخزومي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُجَاهِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ أبو العيناء، حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ: صعد أبو جعفر المنصور المنبر فقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحْمَده وَأَسْتَعِينُهُ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عليه، وأشهد أن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/56)
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، فقام إليه رجل فقَالَ: يا أمير المؤمنين أذكرك من أنت في ذكره. فقَالَ أبو جعفر: مرحبًا مرحبًا، لقد ذكرت جليلًا، وخوفت عظيمًا، وأعوذ باللَّه أن أكون ممن إذا قيل له اتق اللَّه أخذته العزة بالإثم، والموعظة منا بدت، ومن عندنا خرجت، وأنت يا قائلها فأحلف باللَّه ما اللَّه أردت بها، وإنما أردت أن يقَالَ قام فقَال فعوقب، فصبر، فأهون بها من قائلها واهتبلها لله، ويلك إني غفرتها وإياكم معشر الناس وأمثالها، وأشهد أن مُحَمَّدا عبده ورسوله، فعاد إلى خطبته كأنما يقرؤها من قرطاس.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أبي الأزهر البوشنجي قَالَ: حدّثنا الزّبير بن بكّار، حَدَّثَنَا مبارك الطبري قَالَ: سمعت أبا عبيد اللَّه يَقُول: سمعت أمير المؤمنين المنصور يَقُول: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلًا من ظلم من هو دونه.
حدّثني الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسين، حدّثنا أبو بكر بن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم عن الأصمعي عن يونس قال: كتب زياد بن عبيد الحارثي إلى المنصور يسأله الزيادة فِي عطائه وأرزاقه، وابلغ في كتابه، فَوَقَّعَ الْمَنْصُورُ فِي الْقَصَّةِ؛ إِنَّ الْغِنَى وَالْبَلاغَةَ إِذَا اجْتَمَعَا فِي رَجُلٍ أَبْطَرَاهُ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُشْفِقُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ، فَاكْتَفِ بِالْبَلاغَةِ.
قرأتُ عَلَى عَليّ بْن أبي عَليّ الْبَصْرِيّ عن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطبري قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن علي الهجيمي [1] حَدَّثَنَا أبو العيناء قَالَ: دخل المنصور من باب الذهب، فإذا بثلاثة قناديل مصطفة، فقَالَ: ما هذا؟ أما واحد من هذا كان كافيًا، يقتصر من هذا على واحد، قَالَ: فلما أصبح أشرف على الناس وهم يتغدون، فرأى الطعام قد خف من بين أيديهم قبل أن يشبعوا. فقَالَ: يا غلام على بالقهرمان، قال: مالي رأيت الطعام قد خف من بين أيدي الناس قبل أن يشبعوا؟ قَالَ: يا أمير المؤمنين أريتك قد قدرت الزيت فقدرت الطعام، قَالَ: فقَال وأنت لا تفرق بين زيت يحترق في غير ذات اللَّه، وهذا طعام إذا فضل فضل وجدت له آكلًا، أبطحوه قَالَ: فبطحوه فضربه سبع درر.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أخو الخلال قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ الشطي،
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «الجهيمي» .(10/57)
حدّثنا أبو إسحاق الهجيمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم أبو العيناء قَالَ: قَالَ لي إِسْمَاعِيل بن بريهة عن بعض أهله عن الربيع الحاجب قَالَ: لما مات المنصور قَالَ لي المهدي: يا ربيع قم بنا حتى ندور في خزائن أمير المؤمنين قال: فدرنا فوقفنا على بيت فيه أربعمائة حب مطينة الرءوس، قَالَ: قلنا ما هذه؟ قيل هذه فيها أكباد مملحة أعدها المنصور للحصار.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عمر بن روح النهرواني، وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَلَدِيُّ، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الجازري- قَالَ أَحْمَد: أَخْبَرَنَا وقَالَا: حَدَّثَنَا- المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن الحسن بن دريد، أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن خضر عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دخل رجل على المنصور فقَالَ:
أقول له حين واجهته ... عليك السلام أبا جعفر
فقَالَ له المنصور: وعليك السلام، فقَالَ:
فأنت المهذب من هاشم ... وفي الفرع منها الذي يذكر
فقَالَ له المنصور: ذاك رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَالَ:
فهذي ثيابي قد أخلقت ... وقد عضني زمن منكرُ
فألقى إليه المنصور ثيابه وقَالَ: هذه بدلها.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ الرياشي عن مُحَمَّد بن سلام قَالَ: رأت جارية المنصور قميصه مرقوعًا، فقَالَت:
أخليفة وقميصه مرقوع؟! فقَالَ: ويحك أما سمعت ما قَالَ ابن هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خلق وجيب قميصه مرقوع
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد المبرد قَالَ: دخل أعرابي على المنصور فكلمه بكلام أعجبه فقَالَ له المنصور: سل حاجتك، قال ما لي حاجة يا أمير المؤمنين فأطال اللَّه عمرك، وأنعم على الرعية بدوام النعمة عليك، قَالَ: ويحك سل حاجتك فإنه لا يمكنك الدخول علينا كلما أردت، ولا يمكننا أن نأمر لك كلما دخلت، قَالَ: ولم يا أمير المؤمنين، وأنا لا أستقصر عمرك، ولا أغتنم مالك؟ وإن العرب لتعلم في مشارق الأرض ومغاربها أن مناجاتك شرف، وما لشريف عنك(10/58)
منحرف، وإن عطاءك لزين، وما مسألتك بنقص ولا شين. فتمثل المنصور بقول الأعشى:
فجربوه فما زادت تجاربهم ... أبا قدامة إلا المجد والقنعا
ثم قَالَ: يا غلام أعطه ألف دينار.
أخبرنا التنوخي، أخبرنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا ابن أبي سعد، حدّثني أبو زيد، حَدَّثَنِي أيوب بن عمرو بن أَبِي عمرو- أبو سلمة العقاري- حَدَّثَنِي قطن بن معاوية الغلابي قَالَ: كنت مِمن سارع إلى إِبْرَاهِيم واجتهد معه، فلما قتل طلبني أبو جعفر واستخفيت، فقبض أموالي ودوري، ولحقت بالبادية فجاورت في بني نصر بن معاوية، ثم في بني كلاب، ثم في بني فزارة، ثم في بني سليم، ثم تنقلت في بلاد قيس أجاورهم حتى ضقت ذرعًا بالاستخفاء، فأزمعت على القدوم على أَبِي جعفر والاعتراف له، فقدمت البصرة فنزلت في طرف منها، ثم أرسلت إلى أَبِي عمرو بن العلاء- وكان لي ودا- فشاورته في الذي أزمعت عليه، فَفَيَّل رأيي، وقَالَ: واللَّه إذا ليقتلنك، وإنك لتعين على نفسك، فلم ألتفت إليه، وشخصت حتى قدمت بغداد وقد بني أبو جعفر مدينته ونزلها، وليس من الناس أحد يركب فيها ما خلا المهدي، فنزلت الخان ثم قلت لغلماني: أنا ذاهب إلى أمير المؤمنين، فأمهلوا ثلاثًا، فإن جئتكم وإلا فانصرفوا، ومضيت حتى دخلت المدينة، فجئت دار الربيع والناس ينتظرونه، وهو يومئذ داخل المدينة في الشارعة على قصر الذهب، فلم ألبث أن خرج يمشي، فقام إليه الناس وقمت معهم، فسلمت عليه فرد علي وقَالَ: من أنت؟ قلت: قطن بن معاوية، قَالَ: انظر ما تقول!! قلت: أنا هو، فأقبل على مسودة معه فقال احتفظوا بهذا، قال: فلما حرست لحقتني ندامة وتذكرت رأي أَبِي عمرو فتأسفت عليه، ودخل الربيع فلم يطل حتى خرج بخصي، فأخذ بيدي فأدخلني قصر الذهب، ثم أتى بيتًا حصينًا فأدخلني فيه، ثم أغلق بابه وانطلق، فاشتدت ندامتي وأيقنت بالبلاء، وخلوت بنفسي ألومها، فلما كانت الظهر أتاني الخصي بماء فتوضأت وصليت، وأتاني بطعام فأخبرته أني صائم، فلما كانت المغرب أتاني بماء فتوضأت وصليت، وأرخى علي الليل سدوله فيئست من الحياة، وسمعت أبواب المدينة تغلق، وأقفالها تشدد، فامتنع مني النوم، فلما ذهب صدر الليل أتاني الخصي ففتح عني ومضى بي فأدخلني صحن دار، ثم أدناني من ستر مسدول(10/59)
فخرج علينا خادم فأدخلنا، فإذا أبو جعفر وحده، والربيع قائم في ناحية، فأكب أبو جعفر هنيهة مطرقًا، ثم رفع رأسه فقَالَ: هيه؟ قلت: يا أمير المؤمنين أنا قطن بن معاوية، قد واللَّه جهدت عليك جهدي، فعصيت أمرك وواليتُ عَدُوَّكَ، وحرصت على أن أسلبك ملكك، فإن عفوت فأهل ذاك أنت، وإن عاقبت فبأصغر ذنوبي تقتلني. قَالَ: فسكت هنيهة ثم قَالَ: هيه؟ فأعدت مقَالَتي، فَقَالَ فإن أمير المؤمنين قد عفا عنك. فقلت: يا أمير المؤمنين إني أصير من وراء بابك فلا أصل إليك وضياعي ودوري فهي مقبوضة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يردها فعل، فدعا بالدواة ثم أمر خادمًا فكتب بإملائه إلى عبد الملك بن أيوب النميري- وهو يومئذ على البصرة- إن أمير المؤمنين قد رضي عن قطن بن معاوية، ورد عليه ضياعه ودوره وجميع ما قبض له فاعلم ذلك، وأنفذه لَهُ إن شاء اللَّه. قَالَ: ثم ختم الكتاب ودفعه إليّ فخرجت من ساعتي لا أدري أين أذهب، فإذا الحرس بالباب فجلست جانب أحدهم أحدثه فلم ألبث أن خرج علينا الربيع فَقَالَ: أين الرجل الذي خرج آنفًا فقمت إليه فَقَالَ: انطلق أيها الرجل، فقد واللَّه سلمت. فانطلق بي إلى منزله فعشاني وأفرشني، فلما أصبحت ودعته وأتيت غلماني فأرسلتهم يكترون لي، فوجدوا صديقًا لي من الدهاقين من أهل ميسان قد اكترى سفينة لنفسه، فحملني معه، فقدمت على عبد الملك بن أيوب بكتاب أبي جعفر فأقعدني عنده فلم أقم حتى رد علي جميع ما اصطفى لي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن البراء، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ: بَيْنَا أَنَا مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، تَبَرَّزَ فَنَزَلَ يَقْضِي حَاجَةً، فَإِذَا الرِّيحُ قَدْ أَلْقَتْ إِلَيْهِ رُقْعَةً فِيهَا مَكْتُوبٌ:
أَبَا جَعْفَرٍ حَانَتْ وَفَاتُكَ وَانْقَضَتْ ... سِنُوكَ وَأَمْرُ اللَّهِ لا بُدَّ وَاقِعُ
قَالَ: فَنَادَانِي، يَا ربيع، تنعي إلى نفسي في رقعة؟! فقلت: لا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ رُقْعَةً، وَلا أَدْرِي مَا هِيَ، قَالَ: فَمَا رَجَعَ مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى مَاتَ بِمَكَّةَ.
قرأت على ابن رزق عن عثمان بن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنَا ابن البَرَاء قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَن بن هشام عن الربيع قَالَ: حججت مع المنصور أبي جعفر، فلما كنا بالقادسية قَالَ لي: يا ربيع إني مقيم بِهذا المنزل ثلاثًا، فناد في الناس فناديت، فلما كان الغد قَالَ لي: يا ربيع أجمت المنزل فناد بالرحيل، فقلت: ناديت أمس أنك مقيم بِهذا المنزل(10/60)
ثلاثا، وترحل الساعة؟ قال: أجمت المنزل [1] ، فرحل ورحل الناس، وقربت له ناقة ليركب وجاءوه بِمجمر يتبخر، فقمت بين يديه فَقَالَ: ما عندك؟ فقلت: رحل الناس فأخذ فحمة من المجمر فبلها بريقه، وقام إلى الحائط فجعل يكتب على الحائط بريقه حتى كتب أربعة أسطر، ثم قَالَ: اركب يا ربيع، فكان في نفسي هم لا أعلم ما كتب ثم حججنا فكان من أمر وفاته ما كان، ثم رجعت من مكة فبسط لي في الموضع الذي بسط له فيه بالقادسية، فدخلت وفي نفسي أن أعلم ما كتب على الحائط، فإذا هو قد كتب على الحائط:
المرء يأمل أن يعيش ... وطول عمر قد يضره
تبلى بشاشته ويبقى ... بعد حلو العيش مره
وتخونه الأيام حتى ... لا يرى شيئا يسره
كم شامت بي إن هلكت ... وقائل لله دره
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال:
ومات أبو جعفر ببئر ميمون من مكة وهو محرم، فدفن مكشوف الوجه، لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، ونقش خاتمه، اللَّه ثقة عبد اللَّه وبه يؤمن، وكان عمره ثلاثًا وستين سنة، وخلافته إحدى وعشرون سنة، وأحد عشر شهرًا، وثمانية أيام.
5180 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بْن عِمْران بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن مُحَمَّد بن طلحة بن عبيد اللَّه، أبو مُحَمَّد التيمي [2] :
من أهل مدينة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. وَلَّاه هارون الرشيد قضاء المدينة، ومكة، ثم عزله فقدم بغداد، وأقام في ناحية الرشيد، وسافر معه إلى الري فمات بِها.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، وأحمد بن عبد اللَّه الدوري قَالُوا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قَالَ: عبد اللَّه بن محمّد بن عمران بن إبراهيم ابن مُحَمَّد بن طلحة، ولاه أمير المؤمنين الرشيد قضاء المدينة، ثم صرفه عن القضاء وولاه مكة، ثم صرفه عن مكة ورده إلى قضاء المدينة، ثم صرفه عن قضاء المدينة
__________
[1] يعنى كرهته ومللته.
[2] 5180 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/61.(10/61)
وكان معه حتى هلك بطوس، مخرج أمير المؤمنين الرشيد إلى خراسان الذي هلك فيه الرشيد.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بْن عمران بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن طلحة، ويكنى أبا مُحَمَّد؛ مات بالري سنة تسع وثَمانين ومائة.
5181 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عمارة، أبو مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ، ويعرف بابن القداح:
من أهل مدينة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، وسليمان بن بلال، ويعقوب بن مُحَمَّد بن أَبِي صعصعة الحارثي، وإِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أَبِي حبيبة الأشهلي، وسليمان بن داود بن الحصين، ومخرمة بن عبد الله ابن بكير، وعبد الرحمن بن أَبِي الزناد. روى عنه مُحَمَّد بن سعد كاتب الواقدي، ويَحْيَى بن معلى بن منصور، ومُحَمَّد بن علي بن المغيرة الأثرم، وعمر بن شبة النميري، والفضل بن سهل الأعرج. وكان عالِمًا بالنسب، سكن بغداد وله كتاب في نسب الأنصار خاصة يرويه عنه مصعب بن عبد اللَّه الزبيري، وابن القداح، يَقُول في كتابه كان فلان هاهنا- يعني ببغداد- ثم انتقل إلى المدينة.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي- إملاء- حدّثنا فضل الأعرج، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عمارة، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَكَلَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ وَسَقَى، وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا» [1] .
5182 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حميد بن الأسود، أبو بكر البصري ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي:
كان قاضي همذان، ويعرف بابن أَبِي الأسود، وأبو الأسود هو حميد جده. سمع مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وبشر بن المفضل،
__________
[1] 5181 انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الأطعمة باب 53. والمعجم الكبير 4/218.
وصحيح ابن حبان 1351. وفتح الباري 9/581.(10/62)
والفضل بن العلاء، ووهب بن جرير، ويزيد بن زريع، وسعيد بن عامر، وأبا داود الطيالسي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي، وَيعقوب بْن شيبة السدوسي، وسليمان ابن توبة النهرواني، وعباس بن مُحَمَّد الدوري، وأَحْمَد بن إسحاق الوزان، وإِبْرَاهِيم الحربي، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا. وكان حافظًا متقنًا سكن بغداد، وَحدث بِهَا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن إسحاق البغوي، حدّثنا أحمد بن إسحاق الوزّان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدَ ابْنُ أخت عبد الرّحمن بن مهديّ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ» [1] .
أَخْبَرَنِي الأزهري وعلي بن مُحَمَّد المالكي قَالا: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أَبِي يَقُول: مات أبو عوانة وأنا في الْكُتَّاب، وبيني وبين [ابن] أَبِي الأسود ستة أشهر، وذهب إلى أن سماعه من أَبِي عوانة ضعيف لأنه كان صغيرًا.
قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاريّ، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدَ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ الرّحمن ابن مهدي فقَالَ: ما أرى به بأسًا، ولكنه سمع من أبي عوانة وهو صغير، وقد كان يطلب الحديث.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: كان يَحْيَى بن معين سيئ الرأي في أَبِي بكر بن أبي الأسود.
__________
[1] 5182 انظر: تهذيب الكمال 3529 (16/46) . وسؤالات ابن محرز لابن معين، ترجمة 343.
والتاريخ الكبير 5/ترجمة 594. والصغير 2/349. والجرح والتعديل 5/ترجمة 733. وثقات ابن حبان 8/348. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 82. والجمع 1/266. والمعجم المشتمل، الترجمة 497. والكاشف 2/ترجمة 2984. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 183.
وميزان الاعتدال 2/ترجمة 4559. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 319. ونهاية السول، الورقة 186. وتهذيب التهذيب 6/6. والتقريب 1/446. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3776.
[1] 1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1415. ومسند أحمد 2/243، 3/331، 379، 381.
ومجمع الزوائد 5/195.(10/63)
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يحيى بن معين وأنا أسمع عن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدَ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ الرحمن بن مهدي فقَالَ: لا بأس بِهِ.
قرأتُ عَلَى البرقاني عَن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت الجوهري يَقُول: أبو بكر بن أَبِي الأسود اسمه عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن الأسود، رأيته لا يخضب، أبيض الرأس واللحية، ومات ببغداد سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وهو ابن ستين سنة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أَبِي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثلاث وعشرين ومائتين، فيها مات عبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود- ويكنى أبا بكر- في جمادى الآخرة وهو ابن ستين سنة.
5183- عبد الله بن أبي الشيص محمد بن عبد الله بن رزين، الخزاعي الشاعر:
رثا محمد بن علي بن موسى الرضى، وأبا تمام الطائي. روى عنه بعض شعره عمرو بن بحر الجاحظ، وعلي بن مهدي الكشوري.
قرأت على الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، عَنْ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أبي منصور، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن موسى البربري عن دعبل بن علي قَالَ: من شعراء بغداد عبد اللَّه بن أَبِي الشيص، واسمه مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن رزين الْخُزَاعِيّ، وهو القائل:
أظن الدهر قد آلى فبرّ ... بأن لا يكسب الأموال حرا
لقد قعد الزمان بكل حر ... ونقص من قواه المستمرا
كأن صفائح الأحرار أردت ... أباه فحارب الأحرار طرا
وأمكن من رقاب المال قومًا ... وملكهم به نفعًا وضرًا
إذا رفعت بنو الأنساب صوتًا ... أعادوا الجهر بالأنساب سرًا
فأصبح كل ذي شرف ركوبا ... لأعناق الدجى بَحْرًا وبرًا
يهتك جيب درع الليل عنه ... إذا ما جيب درع الليل زرًا(10/64)
يراقب للغني وجهًا ضحوكًا ... ووجهًا للمنية مكفهرًا
ليكسب من أقاصي الأفق كسبا ... يحل به المحل المشمخرا
ومن جعل الظلام له قعودًا ... أصاب به الدجى خيرا وشرا
5184 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن جعفر بن اليمان بن أخنس بن خنيس، أبو جعفر الجعفي البخاري المسندي [1] :
قيل له المسندي لأنه كان يطلب الأحاديث المسندة، ويرغب عن المقاطيع والمراسيل. وهو مولى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري من فوق. سمع سفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض وحرمي بن عمارة، وأبا عامر العقدي، ويَحْيَى بن آدم، وهشام بْن يُوسُف، وعبد الرزاق بْن همام، وأبا عاصم النَّبِيّل، وإسحاق الأزرق. وأبا النضر هاشم بن القاسم، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث. رَوَى عَنْهُ البخاري فِي صحيحه، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأَحْمَد بن سيار، ومُحَمَّد بن نصر الْمَرْوَزِيّان، وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها حمدون بن عمارة البزّاز.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح- النهرواني ببغداد- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا حَمْدُونُ بْنُ عُمَارَةَ الْبَزَّازُ أَبُو جَعْفَرٍ- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ البخاريّ المسندي، حدّثنا هشام بن يوسف، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَّتَهَا حَيْضَةً ونصفا.
أخبرنا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا عبد الباقي بن قانع قَالَ: وعبد اللَّه بن مُحَمَّد المسندي البخاري الجعفي قدم بغداد.
أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد سهل بن عثمان بن سعيد، حدّثنا أبو الحسن
__________
[1] 5184 انظر: تهذيب الكمال 3536 (16/59) . والمنتظم 10/147. والتاريخ الكبير 5/ترجمة 597. والصغير 2/358. والكنى لمسلم، الورقة 18. والجرح والتعديل 5/ترجمة 745.
وثقات ابن حبان 8/354. وتقييد المهمل، الورقة 95 ب. والمعجم المشتمل، ترجمة 499.
وسير أعلام النبلاء 10/658. والكاشف 2/ترجمة 2991. والعبر 1/415. وتذكرة الحفاظ 492. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 184. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 319، 320. وشرح علل الترمذي، لابن رجب 172. ونهاية السول، الورقة 186. وتهذيب التهذيب 6/9- 10.
والتقريب 1/447. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3784.(10/65)
عَليّ بن مُحَمَّد بن منصور بن قريش، حَدَّثَنَا خلف بن عامر: قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري قَالَ لي الْحَسَن بن شجاع: من أين يفوتك الحديث وأنت وقعت على هذا الكنز؟ يعني المسندي.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل الْقَطَّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: عبد اللَّه بن مُحَمَّد أبو جعفر الجعفي مات سنة تسع وعشرين ومائتين، لست ليال بقين من ذي القعدة يوم الخميس أول النهار.
أَخْبَرَنَا هناد بْنُ إِبْرَاهِيمَ النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى قَالَ: توفي أبو جعفر عبد اللَّه بن مُحَمَّد المسندي يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين.
5185 عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن عُثْمَان، أَبُو بكر العبسي المعروف بابن أَبِي شيبة [1] :
من أهل الكوفة. ولد سنة تسع وخمسين ومائة، وسمع شريك بن عبد اللَّه، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وسفيان بن عيينة، وعمرو بن عبيد، وهشيمًا، وعبد اللَّه بن المبارك، وحفص بن غياث، وعباد بن العوام، وعبد اللَّه بن إدريس وأبا أسامة، وعبد اللَّه بن نُمير، وأبا خالد الأحمر، وحسين بن علي الجعفي، ومُحَمَّد بن بشر العبدي، وعبد الرحمن المحاربي، ومُحَمَّد بن فضيل، ووكيعًا، وأبا نعيم، ويَحْيَى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بْن مهدي. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ويعقوب بن شيبة، ومُحَمَّد بن عبيد الله بن المنادي،
__________
[1] 5185 انظر: تهذيب الكمال 3526 (16/34- 42) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/229. وطبقات ابن سعد 6/413. وطبقات خليفة 173. والتاريخ الصغير للبخاري 2/365. والكنى لمسلم، الورقة 12. وثقات العجلي، الورقة 31. والمعرفة ليعقوب 1/210. والجرح والتعديل 5/ترجمة 737. والمقدمة 1/293، 315، 319، 338. وثقات ابن حبان 8/358. وثقات ابن شاهين، الترجمة 689. وعلل الدارقطني 3/الورقة 171. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 96. والسابق واللاحق 257. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 82. والجمع لابن القيسراني 1/259. والمعجم المشتمل، الترجمة 492. والكامل في التاريخ 7/45. وسير أعلام النبلاء 11/122. وتذكرة الحفاظ 2/432. والكاشف 2/الترجمة 2981. والعبر 1/421.
وتذهيب التهذيب 2/الورقة 182. وتاريخ الإسلام، الورقة 46 (أحمد الثالث 2917/7) .
وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4549. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 318- 319. والتقريب 1/445. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3773. وشذرات الذهب 2/85.(10/66)
ومُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ المربع، وإِبْرَاهِيم الحربي، ومُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، والحسن ابن علي المعمري، ومُحَمَّد بن عبدوس بن كامل، وموسى بن إسحاق الْأَنْصَارِيّ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
وكان متقنًا حافظًا مكثرًا، صنف المسند والأحكام والتفسير، وقدم بغداد وحدث بِها. وهو أخو عثمان والقاسم ابني أبي شيبة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْن مَالِكٍ- وَأَنَا أَسْمَعُ- حدثكم عبد الله ابن أَحْمَد بْن حنبل، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ ثُمَّ قَبَّلَ يَدَهُ. وَقَالَ: مَا تَرَكْتُهُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن علي الخطبي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول: قدم علينا أبو بكر بن أبي شيبة بغداد فحدّثنا في المحرم يقبّل امرأته وبهذه الأحاديث.
وقرأها علينا أبو عبد الرحمن في كتاب المناسك الصغير المختصر وهي عشرة أحاديث- قَالَ في كلها أبو عبد الرحمن- حَدَّثَنِي أبو بكر ثم قَالَ في آخرها فعرضتها على أبي، فقال لي: ألا قلت له أيش تقول في المحرمة تقبل زوجها؟ فرجعت إلى ابن أبي شيبة. فقلت له: يا أبا بكر إني عرضت على أبي أحاديثك في المحرم يقبل زوجته، فقَالَ لي أبي أيش تقول في المحرمة تقبل زوجها؟ فسكت؟ ثم قَالَ: ما عندي فيه شيء، فحدّثنا عبد الله قال: فحدثته بهذا الحديث. حدثني أبي، حَدَّثَنَا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني عطاء بن أبي رباح قَالَ: على المحرم إذا قبل امرأته شاة، وعلى المحرمة مثل ذلك إذا طاوعته. فقَالَ ابن أبي شيبة: ما سمعت هذا ولا أعرفه. ثم قَالَ: قدمنا بغداد منذ نحو من أربعين سنة فما كان أحد يقوم في وجوهنا في الأبواب- أو قَالَ: في حفظ الحديث إلا أبو هذا- يعني أَحْمَد بن حنبل قال له رجل: فيَحْيَى بن معين كان يحفظ؟ فقال أبو بكر: كان فيه مؤنة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:
سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين فكان فيهم مصعب(10/67)
الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل وإِبْرَاهِيم بن عبد اللَّه الهروي، وعبد اللَّه وعثمان ابنا مُحَمَّد بن أبي شيبة الكوفيان، وهما من بني عبس- وكانا من حفاظ الناس- فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية، فجلس عثمان بن مُحَمَّد بن أَبِي شيبة في مدينة أبي جعفر المنصور، ووضع له منبر واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفًا من الناس. فأَخْبَرَنِي حامد بن العباس أنه كتب عن عثمان بن أَبِي شيبة. وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، وكان أشد تقدمًا من أخيه عثمان، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفًا، ومات في هذه السنة أبو بكر ابن أبي شيبة.
قلت: ذكر وفاة أبي بكر في هذه السنة وهم، لأنه مات في سنة خمس وثلاثين.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الشّيباني، حدّثنا الحسن بن محمّد بن شعبة، حدثني محمّد بن إبراهيم المربع الْحَافِظُ.
قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فَانْقَلَبَتْ بِهِ بَغْدَادُ، وَنُصِبَ لَهُ الْمِنْبَرُ فِي مَسْجِدِ الرَّصَافَةِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ. فَقَالَ مِنْ حِفْظِهِ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، ثُمّ قَالَ: هِيَ بَغْدَادُ، وَأَخَافُ أَنْ تَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا، يَا أَبَا شَيْبَةَ هَاتِ الْكِتَابَ.
قلت: أبو شيبة هو ابنه واسمه إِبْرَاهِيم.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ قَالَ: قَعَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الرَّصَافَةِ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَحَدَّثَ أَوَّلَ الْمَجْلِسِ عن ابن الفضيل عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الله ابن الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظُونِي فِي الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ آبَائِي وَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ» [1]
فَزَادَ فِي لَفْظِهِ مَا ليس في الحديث ثم أملاه أبو بكر عَلَيْنَا فِي الْمَجْلِسِ الثَّانِي بِطُولِهِ لَمْ يَسْتَغْرِقْ هذا الكلام فيه.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا الميموني قَالَ: تذاكرنا يومًا شيئًا اختلفوا فيه فقال رجل
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الصغير 1/207. ومجمع الزوائد 9/269. والكامل لابن عدي 2/768. وكنز العمال 33389.(10/68)
ابن أبي شيبة يَقُول عن عفان. قَالَ أَبُو عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بْن حنبل- دع ابن أبي شيبة في ذا. انظر أيش يَقُول غيره: يريد أبو عبد اللَّه كثرة خطئه.
قلت: وأرى أن أبا عبد اللَّه لم يرد ما ذكره الميموني من أن أبا بكر كثير الخطإ، وأظن حديث عفان الذي ذكر له عن أَبِي بكر قد كان عنده فأراد غيره ليعتبر به الخلاف، والله أعلم.
أخبرنا البرقاني قَالَ: قرئ علي أبي علي بن الصّوّاف- وأنا أسمع- حدثكم جعفر ابن محمّد الفريابي قال: سألت محمّد بن عبيد اللَّه بن نمير عن بني أبي شيبة- ثلاثتهم- فقَالَ فيهم قولًا لم أحب أن أذكره.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا محمد بن العبّاس العصمي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يونس الحافظ، حَدَّثَنَا عُثْمَان بن سعيد الدارمي قَالَ:
سمعت يَحْيَى الحماني يَقُول: أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدث.
قرأت على أَحْمَد بن عَليّ المحتسب عن مُحَمَّد بن عمران الكاتب قَالَ: حَدَّثَنِي عمر بن علي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المربع قَالَ: سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يَقُول: ربانيو الحديث أربعة: فأعلمهم بالحلال والحرام أَحْمَد بن حنبل، وأحسنهم سياقة وأداء له علي بن المديني، وأحسنهم وضعًا لكتاب ابن أبي شيبة، وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يَحْيَى بْن معين.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عديّ الحافظ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، حدّثنا عبد الله بن أسامة الكلبيّ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن أبي زياد، عن أبي عبيد القاسم بن سلام قَالَ: انتهى الحديث إلى أربعة: إلى أبي بكر بْن أبي شيبة، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين وَعلي بن المديني، فأبو بكر أسردهم له، وأَحْمَد أفقههم فيه، ويَحْيَى أجمعهم له، وَعَليّ أعلمهم به.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قال: قال علي بن المديني: قدم علينا أبو بكر بن أبي شيبة، ويَحْيَى وعبد الرحمن باقيين، قَالَ فأراد الخائب- يعني سليمان الشاذكوني- أن يذاكره، فاجتمع الناس في مسجد الجامع قَالَ: فقَال لي عبد الرّحمن ابن مهدي: اذهب فامنعهما فإني أخشى أن تقع فتنة يتعصب مع هذا قوم ومع هذا قوم.(10/69)
أخبرنا أبو سعيد الماليني، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عدي قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمّد ابن سعيد يَقُول: سمعت عبد الرحمن بن خراش يَقُول: سمعت أبا زرعة الرازي يَقُول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، فقلت له: يا أبا زرعة! فأصحابنا البغداديون؟ قَال: دع أصحابك إنَّهم أصحاب مَخاريق، ما رأيت أحفظ من أبي بكر.
وأَخْبَرَنَا الماليني، حدّثنا ابن عدي قَالَ: سمعت عبدان يَقُول: كان يقعد عند الأسطوانة، أبو بكر وأخوه، ومشكدانة، وعبد اللَّه بن البراد [1] ، وغيرهم وكلهم سكوت إلا أبو بكر فإنه يهدر. قَالَ ابن عدي: والأسطوانة هي التي يجلس إليها ابن سعيد. قَالَ لي ابن سعيد: هي أسطوانة ابن مسعود، وجلس إليها بعده علقمة وبعده إِبْرَاهِيم، وبعده منصور، وبعده الثوري، وبعده وكيع، وبعده أبو بكر بن أبي شيبة، وبعده مطين، وبعده ابن سعيد.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العبّاس ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: حَدَّثَنِي أبو زيد الغلفي قَالَ:
قلت لأَحْمَد بن حميد: من أحفظ أهل الكوفة؟ قَالَ: أبو بكر بن أَبِي شيبة، فذكرت ذلك لأبي بكر فَقَالَ: ما ظننته يقر لي.
قلت: أَحْمَد بن حميد يعرف بدار أم سلمة، وكان من شيوخ الكوفيين ومتقنيهم وحفاظهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الوليد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّرْبَنْدِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الوراق- ببخارى- أَخْبَرَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن حفص بْن أسلم، حدّثنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن طالب بْن علي النسفي قَالَ: سمعت صالح بْن مُحَمَّد يَقُول: أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يَحْيَى بن معين، وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان الكوفيّ، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن حَامِدٍ البلخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الخليل قَالَ: سمعت قتيبة بن سعيد يَقُول: كتبت عن أبي بكر بن أبي شيبة غير شيء.
__________
[1] في المطبوعة: «البراء» تصحيف.(10/70)
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: - وذكر يَحْيَى بن معين يومًا الكوفة- فَقَالَ: ليس بِها أحد خراب. قيل له فعمن نكتب بها؟ قَالَ: عن ابن أبي شيبة قيل له:
أي بني أبي شيبة؟ قَالَ: أبو بكر وعثمان قيل له فقاسم؟ قَالَ: اكتب عنهما.
أَخْبَرَنِي محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ صالح بن محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْعَلاءِ الْجُرْجَانِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ- وَسَأَلْتُهُ عَنْ سَمَاعِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ مِنْ شَرِيكٍ- فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ عِنْدَنَا صَدُوقٌ، وَلَوِ ادَّعَى السَّمَاعَ مِنْ أَجَلِّ مِنْ شَرِيكٍ لَكَانَ مُصَدَّقًا فِيهِ، وَمَا يَحْمِلُهُ أَنْ يَقُولَ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ؟! وَحَدَّثْتُ عَنْ رَوْحٍ بِحَدِيثِ الدَّجَّالِ. وَكُنَّا نَظُنَّ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي هِشَامٍ الرِّفَاعِيِّ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لا يَذْكُرُ أَبَا هِشَامٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يَقُول: أبو بكر بن أبي شيبة صدوق.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ- وهو ابن أَبِي شيبة- كوفي ثقة وكان حافظًا للحديث.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ:
وأبو بكر بن أبي شيبة ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: مات علي بن المديني في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين، ومات أبو بكر بن أبي شيبة بعده بأربعين يوما بالكوفة.
وأخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن خلف البزار قَالَ: مات أَبُو بَكْر بن أَبِي شيبة لثمان خلون من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين.(10/71)
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: ومات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو بَكْرٍ العبسي وقت عشاء الآخرة ليلة الخميس لثمان مضت من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين، وكان لا يخضب.
5186 عبد اللَّه بن مُحَمَّد، أبو مُحَمَّد اليمامي يعرف بابن الرومي [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عن عبد العزيز بن محمّد الداوردي، والنضر بن مُحَمَّد الجرشي، وعمر بن يونس اليمامي، وعبد الرزاق بن همام، وعبدة بن سليمان، وأَبِي أسامة، وأَبِي معاوية الضرير، ويعقوب بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعد. روى عنه مُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، ويعقوب بن شيبة، وأبو قلابة الرقاشي، وأَحْمَد بْن أَبِي خيثمة والحارث بن أَبِي أسامة، وإِبْرَاهِيم الحربي، وعمر بن أيوب السقطي.
وأبو حاتم الرازي وقَالَ هو صدوق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلّاد، حدّثنا الحارث بن محمّد التّميميّ، حدّثنا عبد الله بن الرّوميّ، حدّثنا عبدة بن سليمان، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: نَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عن الوصال وتحداهم فَقَالُوا إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي» [2] .
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري وَعلي بْن الْحُسَيْن- صاحب العباسي- قَالا:
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور قَالَ: سئل يَحْيَى بن معين- وأنا أسمع- عن ابن الرومي فَقَالَ: مثل أبي محمّد لا يسأل عنه، إنه مرضي.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدل،
__________
[1] 5186- انظر: تهذيب الكمال 3554 (16/105) والمنتظم 10/241. والتاريخ 2/15. والجرح والتعديل 5/ترجمة 982. وثقات ابن حبان 8/354. والجمع 1/272 والمعجم المشتمل، الترجمة 489، 504. وتاريخ الإسلام، الورقة 45 (أحمد الثالث 2917/7) وتذهيب التهذيب 2/الورقة 186. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 323. ونهاية السول، الورقة 187. وتهذيب التهذيب 6/21- 22. والتقريب 1/449. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3803.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم 774. ومسند أحمد 2/281، 3/200، 5/413، 6/126. وفتح الباري 4/202.(10/72)
أَخْبَرَنَا الحارث بن مُحَمَّد قَالَ: سنة ست وثلاثين ومائتين، فيها مات عبد الله بن الرومي المحدث اليمامي.
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا موسى بن هارون قَالَ: مات عبد اللَّه بن الرومي أبو مُحَمَّد اليمامي يوم الجمعة في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وكان أبيض الرأس واللحية.
5187 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن هانئ، أبو عبد الرحمن النيسابوري [1] :
سمع مُحَمَّد بن جعفر غندرًا، ومُحَمَّد بن أَبِي عدي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ويوسف بن عطية الصفار، ومعلى بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، ويَحْيَى بن سعيد القطان، وأمثالهم.
وكان عارفًا بعلم الأدب، بصيرًا بالنحو، أخذ عن الأخفش وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها أَبُو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمّد بن ناحية وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ النّيسابوريّ، حدّثنا غندر،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ، فَكَانَتْ رُكْبَةُ أَبِي طَلْحَةَ تَكَادُ تُصِيبُ رُكْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ بِهِمَا [يعني بالحج والعمرة] [2] .
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكيّ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن هانئ أبو عبد الرحمن النحوي- ببغداد سنة ست وثلاثين ومائتين-.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، حدّثنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الفضل، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ: مات أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن هانئ في جمادى الآخرة من سنة ست وثلاثين ومائتين.
__________
[1] 5187- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/242.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/73)
5188 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أَبِي يزيد، الخلنجي:
أحد أصحاب الرأي. ولي قضاء الشرقية في أيام الواثق.
فأَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: وفي هذه السنة- يعني سنة ثَمان وعشرين ومائتين- عزل الواثق عبد الرحمن بن إسحاق، وشعيب بن سهل، وولى الحسن بن علي بن الجعد مكان عبد الرحمن علي الغربي، وولى عبد الله بن محمد الخلنجي الشرقية، وكان الخلنجي من المجردين للقول بخلق القرآن المعلنين به.
حَدَّثَنَا عَليّ بن المحسن أن طلحة بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر قَالَ: عزل الواثق عبد الرحمن بن إسحاق واستقضى عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أَبِي يزيد الخلنجي، وكان من أصحاب أبي عبد اللَّه بن أبي دؤاد، حاذقًا بالفقه على مذهب أبي حنيفة واسع العلم ضابطًا، وكان يصحب ابن سماعة، وتقلد المظالم بالجبل، فأخبر ابن أبي دؤاد أنه مستقل، عالم بالقضاء ووجوهه، فسأل عنه ابن سماعة فشهد له، فكلم ابن أبي دؤاد المعتصم فولاه قضاء همذان، فأقام نحوًا من عشرين سنة لا يشكى، وتلطف له مُحَمَّد ابن الجهم في مال عظيم فلم يقبله، ولما ولي الشرقية ظهرت عفته وديانته لأهل بغداد، وكان فيه كبر شديد، وكتب إليه المعتصم في أن يمتحن الناس، وكان يضبط نفسه فتقدمت إليه امرأة فقَالت: إن زوجي لا يَقُول بقول أمير المؤمنين في القرآن ففرق بيني وبينه، فصاح عليها فلما كان في سنة سبع وثلاثين في جمادى عزله المتوكل وأمر أن يكشف ليفضحه بسبب ما امتحن الناس في خلق القرآن.
فأَخْبَرَنِي الطبري مُحَمَّد بن جرير قَالَ: أقيم الخلنجي للناس سنة سبع وثلاثين ومائتين. قَالَ طلحة وأَخْبَرَنِي عمر بن الْحَسَن قَالَ: كشف الخلنجي فما انكشف عليه أنه أخذ حبة واحدة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، حدّثنا عَليّ بن مُحَمَّد بن الفرات قَالَ: لَما تولى الخلنجي قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر، فدعا بالأمناء فقَال لَهم: من كان في يده منكم مال ليتيم فليشتر له منه مرًا وزبيلًا يكون قبله، وليدفع إليه ماله فإن أتلفه عمل بالمرّ والزبيل. وقَالَ ابن عرفة:
حَدَّثَنِي داود بن علي قَالَ: سمعت بعض شهود الخلنجي يَقُول: ما علمت أن القرآن مخلوق إلا اليوم. فقلت: وكيف علمت؟ أجاءك وحي؟! قَالَ: سمعت الْقَاضِي يَقُول.(10/74)
5189 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أبو عبد الرحمن الأذرمي [1] :
سمع سفيان بن عيينة وغندرًا، وعبيدة بن حميد، وأبا خالد الأحمر، وزياد بن عبد اللَّه البكائي، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وقاسم بن يزيد الجرمي، وزيد بن أَبِي الزرقاء، وعبد العزيز بن عمران. روى عنه أبو حاتم الرازي وقَالَ: كان ثقة، ومحمّد بن عبيد الله المنادي، وأبو داود السجستاني، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَموسى بْن هارون، وأَحْمَد بن أَبِي عوف البزوري، والقاسم بن يَحْيَى بن نصر المخرمي، وعمر بن أيوب السقطي، ويَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني. وقدم الأذرمي بغداد وحدث بِها.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن إسحاق أبو عبد الرّحمن الأذرمي، حدّثنا زيد بن أبي الزرقاء، حَدَّثَنَا سفيان عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كان الأحنف بن قيس وأناس يذكرون السلطان، فقَالَ الأحنف: إنكم قد أكثرتم في سلطانكم، فلو كان معتبكم كان قد أعتبكم، فاختاروا بينه وبين أمر الجاهلية.
أَخْبَرَنِي حَمْدَانُ بْنُ سَلْمَانَ الطَّحَّانُ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص،
حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ- بِبَغْدَادَ قَدِمَ عَلَيْنَا- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ عَنْ شَرِيكٍ عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنْهَاكُمْ عَنِ الْعَضْهِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَضْهُ؟ النَّمِيمَةُ، ونقل الحديث» .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِيهِ.
ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- قَالَ: ناولني عبد الكريم بْن أبي عبد الرحمن وكتب لي بخطه. قَالَ: سمعت أبي يقول: عبد الله بن محمد بن إسحاق أذرمي ثقة.
__________
[1] 5189 انظر: تهذيب الكمال 3527 (16/42) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/361. وعلل أحمد 1/227. والجرح والتعديل 5/ترجمة 743. وثقات ابن حبان 8/361. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 82. والأنساب للسمعاني 1/98. والمعجم المشتمل، الترجمة 493.
والكاشف 2/ترجمة 493. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 183. وتاريخ الإسلام، الورقة 163.
(أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 319. وتهذيب التهذيب 6/4- 5.
والتقريب 1/446. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3774.(10/75)
قلت: وكان هارون الواثق باللَّه أشخص شيخًا من أهل أذنة للمحنة، وناظر ابن أَبِي دؤاد بحضرته، واستعلى عليه الشيخ بحجته، فأطلقه الواثق ورده إلى وطنه، ويقَال إنه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي.
أَخْبَرَنَا بقصته مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سندي الحداد قَالَ: قرئ على أَحْمَد بن الممتنع- وأنا أسمع- قيل له أخبركم صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور الهاشمي قَالَ: حضرت المهتدي باللَّه أمير المؤمنين- رحمة اللَّه عليه- وقد جلس للنظر في أمور المتظلمين في دار العامة، فنظرت إلى قصص الناس تقرأ عليه من أولها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع فيها، وينشأ الكتاب عليها، ويحرر ويختم، وتدفع إلى صاحبها بين يديه، فسرني ذلك واستحسنت ما رأيت منه، فجعلت أنظر إليه، ففطن ونظر إلي، فغضضت عنه، حتى كان ذلك مني ومنه مرارًا ثلاثة، إذا نظر غضضت، وإذا شغل نظرت، فقَالَ لي: يا صالح! قلت لبيك يا أمير المؤمنين وقمت قائمًا، فقَالَ في نفسك مني شيء تريد- أو قَال تحب- أن تقوله؟ قلت: نعم يا سيدي، فقَالَ لي:
عد إلى موضعك، فعدت وعاد إلى النظر حتى إذا قام قَالَ للحاجب لا يبرح صالح، وانصرف الناس ثم أذن لي، وهمتني نفسي فدخلت فدعوت له، فقَالَ لي: اجلس فجلست، فَقَال يا صالح تقول لي ما دار في نفسك، أو أقول أنا ما دار في نفسي أَنَّهُ دار في نفسك؟ قلت: يا أمير المؤمنين ما تعزم عليه وتأمر به، فَقَالَ: أقول أنا إنه دار في نفسي أنك استحسنت ما رأيت منا فقلت أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يَقُول إن القرآن مخلوق. فورد على قلبي أمر عظيم، ثم قلت يا نفس هل تموتين قبل أجلك، وهل تموتين إلا مرة، وهل يجوز الكذب في جد أو هزل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما دار في نفسي إلا ما قلت، فأطرق مليًا ثم قَالَ: ويحك اسمع مني ما أقول، فو الله لتسمعن الحق، فسري عني، وقلت: يا سيدي ومن أولى بقول الحق منك وأنت خليفة رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين من الأولين والآخرين، فَقَال: ما زلت أقول إن القرآن مخلوق صدرًا من أيام الواثق، حتى أقدم أَحْمَد بن أبي دؤاد علينا شيخًا من أهل الشام من أهل أذنة، فأدخل الشيخ على الواثق مقيدًا وهو جميل الوجه، تام القامة، حسن الشيبة فرأيت الواثق قد استحيا منه ورق له، فما زال يدنيه ويقربه حتى قرب منه، فسلم الشيخ فأحسن، ودعا فبلغ وأوجز. فقَالَ له الواثق: اجلس فجلس، وقال له: يا شيخ ناظر ابن أَبِي دؤاد على ما يناظرك عليه، فقَالَ له الشيخ: يا أمير المؤمنين، ابن أَبِي دؤاد يصبو ويضعف عن المناظرة، فغضب الواثق وعاد مكان(10/76)
الرقة له غضبًا عليه وقَالَ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي دؤاد يصبو ويضعف عن مناظرتك أنت؟! فقَالَ الشيخ: هون عليك يا أمير المؤمنين ما بك، وائذن في مناظرته، فقَالَ الواثق: ما دعوتك إلا للمناظرة، فقَالَ الشيخ: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تحفظ على وعليه ما يقول، قَالَ: أفعل، فقَال الشيخ: يا أَحْمَد أَخْبَرَنِي عن مقَالتك هذه هي مقَالة واجبة داخلة في عقد الدين فلا يكون الدين كاملًا حتى يقَال فيه بما قلت؟ قَالَ: نعم.
قَالَ الشيخ: يا أَحْمَد أَخْبَرَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بعثه اللَّه إلى عباده هل ستر رسول اللَّه شيئًا مما أمره اللَّه به في أمر دينهم؟ فَقَال: لا، فقَالَ الشيخ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أَبِي دؤاد، فقَالَ الشيخ: تكلم، فسكت، فالتفت الشيخ إلى الواثق فقَال: يا أمير المؤمنين واحدة، فقال الواثق: واحدة، فقَال الشيخ: يا أَحْمَد أَخْبَرَنِي عن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ حين أنزل القرآن عَلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً
[المائدة 3] كان اللَّه تعالى الصادق في إكماله دينه، أو أنت الصادق في نقصانه، حتى يقَال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤاد، فقَال الشيخ: أجب يا أَحْمَد فلم يجب، فقَالَ الشيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان، فقَالَ الواثق: نعم اثنتان، قَالَ الشيخ: يا أَحْمَد أَخْبَرَنِي عن مقَالتك هذه علمها رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم جهلها؟ قال ابن أبي داود:
علمها، قَالَ: فدعا الناس إليها؟ فسكت، قَالَ الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاث، فقال الواثق ثلاث فقَالَ الشيخ: يا أَحْمَد فاتسع لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن علمها وأمسك عنها كما زعمت، ولم يطالب أمته بها؟ قَالَ: نعم. قَالَ الشيخ: واتسع لأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم؟ قَالَ ابن أَبِي دؤاد نعم! فأعرض الشيخ عنه وأقبل على الواثق فقَال: يا أمير المؤمنين قد قدمت القول أن أَحْمَد يصبو ويضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقَالة ما زعم هذا أنه اتسع لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فلا وسع اللَّه على من لم يتسع له ما اتسع لهم- أو قَالَ فلا وسع اللَّه عليك- فقَال الواثق: نعم إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقَالة ما اتسع لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وعثمان وعلي، فلا وسع اللَّه علينا، اقطعوا قيد الشيخ، فلما قطع القيد ضرب الشيخ بيده إلى القيد حتى يأخذه، فجاذبه الحداد عليه، فقَالَ الواثق: دع الشيخ يأخذه، فأخذه فوضعه في كمه، فقَالَ له الواثق: يا شيخ لم جاذبت الحداد عليه؟ قَالَ لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه إذا أنا مت أن يجعله بيني وبين كفني، حتى أخاصم(10/77)
به هذا الظالم عند اللَّه يوم القيامة، وأقول يا رب سل عبدك هذا لِم قيدني! وروع أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي، وبكى الشيخ فبكى الواثق، وبكينا، ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما ناله، فقَال له الشيخ: واللَّه يا أمير المؤمنين لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكرامًا لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كنت رجلًا من أهله. فقَال الواثق: لي إليك حاجة، فقَالَ الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت، فقَالَ له الواثق: تقيم قبلنا فننتفع بك وتنتفع بك فتياننا، فقَالَ الشيخ: يا أمير المؤمنين إن ردك إياي إلى الموضع الذي أخرجني عنه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عليك، وأخبرك بما في ذلك، أصير إلى أهلي وولدي فأكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم على ذلك.
فقَالَ له الواثق: فتقبل منا صلة تستعين بها على دهرك؟ قَالَ: يا أمير المؤمنين لا يحل لي أنا عنها غني، وذو مرة سوي، فَقَال: سل حاجة، قَالَ: أو تقضيها يا أمير المؤمنين؟
قَالَ: نعم! قَالَ: تأذن أن يخلى لي السبيل الساعة إلى الثغر؛ قَالَ: قد أذنت لك، فسلم عليه وخرج. قَالَ صالح بن علي قَالَ المهتدي باللَّه: فرجعت عن هذه المقَالة، وأظن أن الواثق قد كان رجع عنها منذ ذلك الوقت.
أَخْبَرَنَا أبو بكر عبد اللَّه بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بِها- قَالَ: سمعت أبا بكر أَحْمَد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ- وحَدَّثَنَا بِحديث الشيخ الأذني ومناظرته مع ابن أبي دؤاد بحضرة الواثق- فقَالَ: الشيخ هو أبو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مُحَمَّد ابن إسحاق الأذرمي.
5190- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن المهاجر، أبو محمّد، يعرف بفوزان:
أحد أصحاب أَبِي عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل، كان أَحْمَد يقدمه ويكرمه، ويأنس إليه ويستقرض منه، وحدث عن شعيب بن حرب، ووكيع، وأبي معاوية، وإسحاق بن سليمان الرازي، ويَحْيَى بن إسحاق السيلحيني، وروح بن عبادة، وهشام بن سعيد، وغيرهم. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بن حنبل، وموسى بن هارون، أبو القاسم البغوي، وَأحمد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي شيبة، وَيحيى بن مُحَمَّد بن صاعد، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن شبيب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ فَوْزَانُ قَالا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حدّثنا شعبة، حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي قُدَامَةَ الْحَنَفِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ:(10/78)
بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ سَبْعَ مِرَارٍ، بعمرة وحجة، لفظ فوزان.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الخلال قَالَ: ومن أصحاب أبي عبد اللَّه الذين كان يقدمهم، ويأنس بهم، ويخلو معهم، ويكرمهم، ويقبل هداياهم، ويكافئهم، ويستقرض منهم أبو محمّد فوزان. ومات أبو عبد اللَّه وله عنده خمسون دينارًا، أوصى أبو عبد اللَّه أن تعطى من غلته، فلم يأخذها فوزان بعد موته، وأحله منها.
وقَال الخلال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سمعت أبا محمّد فوزان قَالَ: كان أبو عبد اللَّه يكرمني، حتى بعث إليّ يومًا فقَال: قد وهب اللَّه لنا ولدًا، أيش ترى أن نسميه! أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ أبو الحسن الدارقطني: فوزان نبيل جليل، كان أَحْمَد يجله.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن قانع: أن أبا محمّد فوزان مات في سنة ست وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: قَالَ جدي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن شاهين: مات أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن مُحَمَّد فوزان في النصف من رجب سنة ست وخمسين ومائتين.
5191 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سورة بن مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبو مُحَمَّد البلخي، يعرف بِمت [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عن مكي بْنُ إِبْرَاهِيمَ البلخي، وعلي بن مُحَمَّد الحنظلي، وعبد الصمد بن حسان المروروذي، وإِبْرَاهِيم بن شماس السمرقندي، وعصام بن يوسف الْقَاضِي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وَمحمد بْن مَخلد، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْرَةَ البلخيّ، حدّثنا علي بن محمّد الحنظلي، أخبرنا أبو جعفر الرّازيّ عن
__________
[1] 5191) - انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/143.(10/79)
هشام بن عروة عن أبيه عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «سَجْدَتَا السَّهْوِ فِي الصَّلاةِ، تُجْزِيَانِ مِنْ كل زيادة ونقصان» [1] .
أخبرني الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن مخلد فِيما قرأت عَلَيْهِ: وَمات أبو مُحَمَّد بن سورة صاحب مكي بْنُ إِبْرَاهِيمَ في جمادى الآخرة سنة ثَمان وخمسين.
5193- عبد الله بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي بكير، أبو عبد الرحمن:
سمع جده يَحْيَى بن أَبِي بكير قاضي كرمان. روى عنه أَحْمَد بن جعفر التغلبي، وَيحيى بْن صاعد، وَمحمد بْن مخلد، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثنا عبد الله بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أبي بكير، حدّثنا يحيى، حدّثنا إبراهيم- يعني ابن طهمان- حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْهَدُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ شَتَمْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةٌ وَقُرْبَةٌ تُقَرِّبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
5193- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حميد بن عبد اللَّه، أبو بكر المعروف بابن البنّا. حدث بمصر:
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حميد بن عبد الله يكنى أبا بكر، يعرف بابن البنّا بغدادي قدم مصر، وحدث بِها سنة اثنتين وستين ومائتين.
5194- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن رستم، أبو مُحَمَّد.:
مستملي يعقوب بن السكيت، كان مذكورًا بالفضل والعلم، وروى عن يعقوب.
حَدَّثَ عنه قاسم بن مُحَمَّد الأنباري وكان ثقة.
5195 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أيوب بن صبيح، أبو مُحَمَّد المخرمي [2] :
سَمِعَ سفيان بن عيينة، ويَحْيَى بن سليم، وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد،
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى 2/349. ومجمع الزوائد 2/151. وكنز العمال 19830.
[2] 5195- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/200.(10/80)
وعلي بن عاصم وعبد اللَّه بن نمير، وأسباط بن مُحَمَّد، وأبا أسامة، وبكر بن بكّار، وروح بن عبادة. روى عنه ابن حسنويه القطان، ومُحَمَّد بن خلف وكيع، ويَحْيَى بن صاعد ومُحَمَّد بْن مخلد، والْحُسَيْن بْن يَحْيَى بْن عياش القطان، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار.
وقَالَ عبد الرحمن بن أَبِي حاتم: سمعتُ منه مَعَ أَبِي وَهُوَ صدوق.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرّميّ، حدّثنا منيع بن عبد الرّحمن، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ، وَعُمْرَةٍ» [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرّميّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ ظُلِمَ من الأرض شيئا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» [2] .
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي، حدّثنا القاضي أبو القاسم بن عمر مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ البجلي- من لفظه وحفظه- وقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان الباغندي قَالَ: كنت بسر من رأى، وكان عبد اللَّه بن أيوب المخرمي يقرب إلي، فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء فانحدرت في الحال من سر من رأى إلى بغداد حتى دفعت على عبد اللَّه بن أيوب بابه فخرج إلي، فقلت له: البشرى. فَقَال: بشرك اللَّه بخير. وما هي؟
قَالَ: قلت خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء لأحد البلدين، 7 ما سر من رأى، أو بغداد- أبو القاسم البجلي يشك فيه- قَالَ: فأطبق الباب وقَالَ: بشرك اللَّه بالنار، وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر لهم فانصرفوا.
أَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدثنا عبد الباقي بن قانع: أن عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أيوب مات في جمادى الأولى من سنة خمس وستين ومائتين.
__________
[1] 1 انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج باب 34. ومسند أحمد 3/183، 225، 226، 280.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/179. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان 246. وفتح الباري 5/123، 9/661.(10/81)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أيوب يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الأولى سنة خمس وستين، وقد جاز التسعين، كان أكبر من جدي بسنة واحدة، كان منزله بنهر المعلى قريبًا من رَبَضِنا.
5196 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن شاكر، أبو البخترى العنبري [1] :
سمع يَحْيَى بن آدم، ومُحَمَّد بن بشر العبدي، وأبا أسامة وحمّاد بن أسامة، وحسينًا الجعفي، وأبا داود الحفري، وجعفر بن عون والوليد بن القاسم الهمذاني.
روى عنه يَحْيَى بْنِ صاعد، والْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المحاملي، ومُحَمَّد بن مخلد، والْحَسَن بْنُ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد المقرئ، وأبو الْحُسَيْن بن المنادي، وَإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار.
وَقَالَ ابْن أَبِي حاتم الرازي: سمعت منه مع أَبِي وهو صدوق.
وقَالَ الدارقطني: هو صدوق ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلاةً فِي تَمَامٍ.
قلت: وكان أبو البختري من أهل الكوفة، فاستوطن بغداد إلى حين وفاته.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ قَالَ: أنشدني أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شاكر:
يمنعني من عيب غيري الذي ... أعرفه عندي من العيب
عيبي لهم بالظن مني لهم ... ولست من عيبي في ريب
إن كان عيبي غاب عنهم فقد ... أحصى ذنوبي عالم الغيب
فكيف شغلي بسوى مهجتي ... أم كيف لا أنظر في جيبي؟
لو أنني أقبل من واعظ ... إذن كفاني عظة الشيب
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
__________
[1] 5196- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/238.(10/82)
- وأنا أسمع- قَالَ: وتوفي أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شاكر العنبري الْكُوفِيّ سنة سبعين، وذلك يوم الجمعة قبل التروية بيوم، وكان كبير السن كتبنا عنه في جانبنا بالرصافة.
5197 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عمر بن حبيب، أبو رفاعة العدوي البصري:
قدم بغداد وحدث بِها عن سعد بن شعبة بن الحجاج، والحر بن مالك العنبري، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وعدة من البصريين. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وحمزة بن الحسين السمسار، ومحمد بن مخلد العطار، وَأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل السوطي، وَمُحَمَّد بن عبد الملك التاريخي، وغيرهم. وكان ثقة وولي القضاء في بعض النواحي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل السوطي قَالَ: أبو رفاعة عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عمر بن حبيب بن مُحَمَّد بن مجالد بن سليم بن عبد الحارث بن الحارث بن أسيد بن كعب بن الحارث ابن جندل بن عامر بن مالك بن تميم بن الدّول بن جل بن عدي بن عَبْد مناة بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ البادا وَأَبُو بَكْر البرقاني وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد الفارسي وعلي بْن أَبِي عَلِيّ البصري قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الأبهري، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ قَالَ: أبو رفاعة العدوي البصري عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عمر بن حبيب مات بشمشاط في سنة إحدى وسبعين ومائتين.
5198 عبد اللَّه بن أبي عبد اللَّه، أبو مُحَمَّد المقرئ، وهو: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن لاحق البزاز:
سمع يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، ويعلى بن عبيد، وداود بن المجبر، وإِسْمَاعِيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، وغيرهم. روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وعمر بن مُحَمَّد بن شعيب الصابوني، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ البزاز، ومُحَمَّد بن جعفر المطيري، والنعمان بن أبي الدلهاث البلدي، وعلي بن إسحاق المادراني، وأبو عمر مُحَمَّد بن يوسف الْقَاضِي وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا عبد الله بن أبي عبيد الله المقرئ ومحمّد بن عبد الله المنادي والحارث(10/83)
ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ وَاللَّفْظُ لِلْمُقْرِئِ- قَالُوا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بن عبادة، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةَ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانَ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمِجَانُّ الْمُطَرَّقَةُ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ، حدّثنا النّعمان بن أبي الدلهاث، حدثنا عبد الله بن محمد بن إسماعيل البزّاز- ببغداد- حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن عطاء بِحديث ذكره.
حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أبي: مات عَبْدُ اللَّه بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّه الْمُقْرِئُ في سنة اثنتين ومائتين.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: مثله. قَالَ غيرهما: مات في جمادى الآخرة.
5199 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الحاجب، يكنى أبا العباس:
كان أبوه حاجب العباس بن مُحَمَّد الهاشمي، وحدث عن يزيد بْن هارون، وعبد اللَّه بْن بكر السهمي وإسحاق بن بشر الكاهلي. روى عنه حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد المعدل، أخبرنا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيُّ- إِمْلاءً في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة- حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي علي الحاجب، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هِشَامِ بْنَ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نفس الله كربه يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» [1] .
5200 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن روّاد ابن أبي بكرة، أبو مُحَمَّد البكراوي [2] البصري:
قدم بغداد وحدث بِها عَنْ عبد اللَّه بن رجاء الغداني ومحمّد بن كثير العبديّ،
__________
[1] 5199 انظر الحديث في: مسند أحمد 2/296، 4/62، 5/375. والمستدرك 4/383. ومجمع الزوائد 1/134. وكشف الخفا 2/348، 349.
[2] 5200 البكراوي: هذه النسبة إلى أبي بكرة الثقفي وهو من الصحابة الذين نزلوا البصرة (الأنساب 2/273) .(10/84)
وسهل بن بكار، وغيرهم. روى عنه مُحَمَّد بن مُحَمَّد أبو أَحْمَد المطرز، ومُحَمَّد بن مخلد الدوري، ومُحَمَّد بن جَعْفَر المطيري، وأبو ذر الْقَاسِم بن داود الكاتب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الجوهري، أخبرنا محمّد بن عمر بن بهتة، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا عبد الله بن محمّد البكراويّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا.
5201 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن يزيد، أبو مُحَمَّد الحنفي الْمَرْوَزِيّ [1] :
سكنَ بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ أَبِيهِ، وعن عبدان بن عثمان، وعبد اللَّه بن معاوية الجمحي، وإسحاق بن موسى الْأَنْصَارِيّ. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، ومُحَمَّد بن العباس بن نجيح، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الحنفيّ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَةِ زَلاتِهِمْ» [2] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخلّال، حدّثنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ الْخَلالُ: قَالَ لَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ عَنْ زر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ الْحَنَفِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْهُ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلا عَنِ ابْنِ مَخْلَدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات صاحب عبدان عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن يزيد الحنفي سنة خمس وسبعين- يعني ومائتين-.
وكذا ذكر مُحَمَّد بْن مخلد فيما قرأت بخطه، وزاد: لتسع خلون من شهر رمضان.
5202 عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بن فهم:
حدث عن بشر بن الوليد الكندي. روى عنه أخوه الحسين.
__________
[1] 5201 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/270.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 4375. ومسند أحمد 6/181. والسنن الكبرى 8/267، 334. ومجمع الزوائد 6/282. وفتح الباري 12/88. وكشف الخفا 1/183.
والدرر المنتثرة 41.(10/85)
قرأت على الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بن عمران المرزباني، حدّثني أبو عبد الله الحكيمي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن فهم، حدّثني أخي عبد الله، حدّثنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: قدمت المدينة فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة، وأبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت له: أنت أفقه أهل بلدك والعمل على ربيعة! فقَالَ: ويحك كف من حظ، خير من جراب علم.
5203 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عبيدة، أبو مُحَمَّد:
حدث عن علي بن المديني، وسليمان الشاذكوني. روى عنه محمد بن مخلد، وعثمان بن سهل، وأحمد بن سلمان النجاد.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي الحسن الدّارقطنيّ، حدثكم محمّد بن مخلد ابن حفص، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، حدّثنا علي بن المديني، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ يَقُولُ لأَبِي إِسْحَاقَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» [1] ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ الأَسْوَدُ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَهُبَيْرَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ هَذَا الشَّيْخُ عَنْ عَلِيِّ بن الْمَدِينِيِّ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلا عَنِ ابْنِ مَخْلَدٍ.
5204- عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن صالِح بْن شيخ بْن عميرة، أَبُو بكر الأسدي ابن عم بشر بن موسى:
حدث عن خالد بن خداش، وداود بن عمر، ومصعب بن عبد الله الزّبيري، وهناد ابن السري، وأَحْمَد بن حنبل، ويَحْيَى بن معين، ومحرز بن عون. روى عنه أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الأسدي.
وقَالَ ابْن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه، وكتب عنه أَبِي، وأبو زرعة ورويا عنه، وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
__________
[1] 5203 انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/19، 8/18، 9/63. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 28. وفتح الباري 1/110، 10/464، 11/512، 13/26، 27.(10/86)
5205 عبد الله بن مُحَمَّد بن فإذا، الختلي [1] :
حدث عن داود بن عمرو الضبي. روى عنه مُحَمَّد بن مَخلد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد ابن أحمد بن حامد البزّاز، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن فإذا الختليّ، حدّثنا داود بن عمرو، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ عن مصاد بن عقبة عن إبراهيم الصائغ عَنْ عَطَاءٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرش على النعلين، قال: وَرَأَيْتُ سُفْيَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا.
5206 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سنان بن الشماخ، أبو مُحَمَّد السعدي البصري، يعرف بالروحي [2] :
ولي قضاء الدينور، وقدم بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ معلى بْن أسد العمي، وعبد اللَّه بن رجاء الغداني، ومُحَمَّد بن سنان العوفي، ومسلم بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وأَبِي الوليد الطيالسي، وعمر بن عبد الوهاب الرياحي، ومُحَمَّد بن المنهال. روى عنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان الباغندي، وعيسى بن عبد الرحيم القطان، والْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بن مخلد الدوري، والْحَسَن بْنُ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد المقرئ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرّزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمَعْرُوفُ ببرهان الدّينوريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: لَحِقَنِي ضَعْفٌ فِي بَصَرِي فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ ضَعْفَ بَصَرِي. فقَالَ لِي: خُذْ قِشْرَ اللَّوْزِ الْحُلْوِ فَاحْرِقْهُ وَاسْحَقْهُ مَعَ الإِثْمِدِ وَاكْتَحِلْ بِهِ، فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ ضَوْءَ بَصَرِي.
قَالَ بُرْهَانٌ: وَهُوَ الْقِشْرُ الْغَلِيظُ الْيَابِسُ.
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الإِدْرِيسِيِّ قَالَ: سمعت أبا أَحْمَد بن عدي الحافظ- بجرجان- يَقُول: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سنان- يقَالَ له الروحي- يحدث بِما يستفيده من روح ابن القاسم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سنان بصري متروك.
__________
[1] 5205 الختليّ: قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة (الأنساب 5/44) .
[2] 5206- انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 4547.(10/87)
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي الصوري وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة بْن جَعْفَر القضاعي- قاضي مصر بِمكة فِي المسجد الحرام- قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظُ قَالَ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سنان الروحي متروك الحديث.
سمعت أبا نعيم الحافظ يَقُول: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سنان بن سعد البصري أبو مُحَمَّد يعرف بالروحي كان يضع الحديث ولقب بالروحي لأنه أكثر الرواية عن روح ابن القاسم. روى عن روح أكثر من مائة حديث لم يتابع عليها.
سمعت أبا بكر البرقاني يَقُول: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سنان المعروف بالروحي ليس بثقة.
5207 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن مضر، أبو عبد الرحمن الثقفي:
أحسبه من أَهْل الْبَصْرَة. سكن بَغْدَاد وَحدث بِها عن أبي عاصم النَّبِيّل، ومُحَمَّد ابن عبد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبي زيد سعيد بن أوس، وَعَبْدَ اللَّه بْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ. روى عنه أبو بكر الشافعي أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ نَصْرٍ السُّتُورِيُّ، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُضَرٍ الثّقفيّ، حدّثنا أبو عاصم، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ فِي الْمَجُوسِ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسُئِلَ عَنْهُمْ- فَقَال: «سُنَّتُهُمْ كَسُنَّةِ أَهْلِ الْكِتَابِ» .
لَمْ يَرْوِ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ جَعْفَرٍ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ. وَيُقَالُ إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرُهُ.
5208- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن محاضر، يعرف بعبدوس:
رازي الأصل سكن بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأَنْصَارِيّ، وشاذ بن فياض. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الصّمد بن علي، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن محاضر- عبدوس الرّازيّ- حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عن أبي عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن ناجية وأبو بكر الشافعي عن هذا الشيخ إلا أنهما قَالَا: حَدَّثَنَا عبد الله بن محاضر، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.(10/88)
5209 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عبيد بن سفيان بن قيس، أبو بكر القرشي، مولى بني أمية المعروف بابن أبي الدنيا [1] :
صاحب الكتب المصنفة في الزهد والرقائق، سمع سعيد بن سليمان الواسطي، وإِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي، وخالد بن خداش المهلبي، وعلي بن الجعد الجوهري، وعباد بن موسى الختلي، وخلف بن هشام البزار، ومحرز بن عون، وخالد بن مرداس، وأَحْمَد بن جميل الْمَرْوَزِيّ، ومُحَمَّد بن جعفر الوركاني، وداود بن عمرو الضبي، ومن في طبقتهم وبعدهم. رَوَى عَنه الحارث بْن أبي أسامة، وَمحمد بْن خلف وَكيع، وَمحمد بْن خلف بن المرزبان، وعبيد اللَّه بن عبد الرحمن السكري، وأبو ذر القاسم ابن داود الكاتب، وعمر بن سعد القراطيسي، والْحُسَيْن بن صفوان البرذعي، وأحمد ابن سَلْمَان النجاد، وَأبو سهل بْن زِيَاد، وَأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو جعفر بن بريه الهاشمي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي، وسئل أَبِي عنه فقَالَ: بغدادي صدوق.
قلت: وكان ابن أبي الدنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أخبرنا أبي، حدّثنا أبو ذر القاسم بن داود ابن سليمان قال: حدّثني ابن أبي الدنيا قَالَ: دخل المكتفي على الموفق ولوحه بيده، فقَالَ: مالك لوحك بيدك؟ قَالَ: مات غلامي واستراح من الكتاب، قَالَ: ليس هذا من كلامك، هذا كان الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين وخميس، فعرضت عليه فقَال لابنه: ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قَالَ: مات واستراح من الكتاب، قَالَ: وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب؟! قَالَ: نعم قَالَ: فدع الكتاب، قَالَ: ثم جئته فقَالَ لي: كيف محبتك لِمؤدبك؟ قَالَ: كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر اللَّه، وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك، وإذا شئت أبكاك، قَالَ:
يا راشد أحضرني هذا، قال: فأحضرت فقربت قريبا من سريره، وابتدأت في أخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدًا، قَالَ: فجاءني راغب- أو يانس- فقال
__________
[1] 5209- انظر: تهذيب الكمال 3542 (16/72) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/341. والجرح والتعديل 5/ترجمة 751. وتاريخ بغداد 10/89- 91. والسابق واللاحق 258. وسير أعلام النبلاء 13/397. والعبر 1/65. وتاريخ الإسلام، الورقة 209 (أوقاف 5882) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 320. وتهذيب التهذيب 6/12- 13. والتقريب 1/447. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3790.(10/89)
لي: كم تبكي الأمير! فقَالَ: قطع اللَّه يدك مالك وله يا راشد، تنح عنه. فقال:
وابتدأت فقرأت عليه نوادر الأعراب، قَالَ: فضحك ضحكًا كثيرا، ثم قال: شهرتني شهرتني، وذكر الخبر بطوله.
قَالَ أبو ذر: فقَال لأَحْمَد بن مُحَمَّد بن الفرات: أجر له خمسة عشر دينارًا في كل شهر، قَالَ أبو ذر: فكنت أقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن ابن أَبِي الدنيا فقَال: صدوق، وكان يختلف معنا، إلا أنه كان يسمع من إنسان يقَالَ له مُحَمَّد بن إسحاق بلخي، وكان يضع للكلام إسنادًا، وكان كذابًا يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ الْقَاضِي أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ أبي عمر مُحَمَّد بن يوسف قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يَقُول: رحم اللَّه أبا بكر بن أبي الدنيا، كنا نمضي إلى عفان نسمع منه فنرى ابن أَبِي الدنيا جالسًا مع مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البرجلاني خلف شريجة بقال [1] يكتب عنه ويدع عفان؟.
قَالَ الْقَاضِي أبو الْحَسَن: وبكرت إلى إِسْمَاعِيل بن إسحاق الْقَاضِي يوم مات ابن أبي الدنيا، فقلت له: أعز اللَّه الْقَاضِي مات ابن أبي الدنيا، فقَال: رحم اللَّه أبا بكر، مات معه علمٌ كثير، يا غلام امضِ إلى يوسف حتى يصلي عليه، فحضر يوسف بن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية، ودفن فيها في سنة ثمانين.
قلت: هذا وهم. كانت وفاة ابن أَبِي الدنيا في سنة إحدى وثَمانين ومائتين.
كذلك أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: سنة إحدى وثمانين ومائتين فِيهَا مات أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا القرشي مؤدب المعتضد.
وأَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع مثل ذلك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي- وأَنَا أسمع- قَالَ: وأبو بكر عبد اللَّه بن مُحَمَّد القرشي المعروف بابن أبي الدّنيا مات
__________
[1] في المطبوعة: «فقال» تحريف.(10/90)
في جمادى الأولى سنة إحدى وثَمانين. صلى عليه يوسف بن يعقوب بن إِسْمَاعِيل البصري.
قُلْتُ: وبلغني أن مولده كَانَ فِي سنة ثَمان ومائتين.
5210- عبد اللَّه بن مُحَمَّد، أبو القاسم المستملي، يعرف بِمخول:
حدث عن الْحَسَن بن علي الحلواني، ويعقوب بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي. روى عنه أبو سهل بن زياد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ مخول المستملي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا ابن علية إسماعيل، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حِصْنِ بن حوسن عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرَةَ لا يُعْرَفُ أَبُوهُ، فَإِذَا عَيَّرَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ
[الأحزاب 5] .
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات أبو القاسم مخول المستملي يوم الإثنين لسبع خلون من جمادى الأولى.
5211 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عزيز، أبو مُحَمَّد التميمي الموصلي [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن غسان بْن الربيع. روى عنه إِسْمَاعِيل بن علي الخطبي، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَزِيزٍ الموصلي، حَدَّثَنَا غسان بن الرّبيع، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ» [2] .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن ابن عزيز الموصلي مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
__________
[1] 5211 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/419.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين 201، 202، 203، 204، 206. وفتح الباري 2/283.(10/91)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن عزيز الموصلي- جارنا- ليلة السبت، ودفن يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثَمان وثَمانين ومائتين.
5212 عبد اللَّه بن مُحَمَّد، أبو العباس، المعروف بابن شرشير الناشئ [1] :
الشاعر المتكلم من أهل الأنبار. أقام ببغداد مدة طويلة، ثم خرج إلى مصر فنزلَها.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن داود بْن الجراح: عبد اللَّه بن مُحَمَّد الناشئ من أهل الأنبار، نزل بغداد وله كتب ينقض بها كتاب «المنطق» ، وأشعار في ذلك، وكان شاعرًا وله قصيدة على روي واحدٍ، وقافية واحدةٍ، تكون أربعة آلاف بيت، ذكرها الناجم وذكر أنه أنشده إياها، وكان يَقُول في خلاف كل معنى قَالت فيه الشعراء.
قَال المرزباني: وكان أبو العباس الناشئ متهوسًا شديد الهوس، وشعره كثير وهو مع كثرته قليل الفائدة، وقد قرأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه، لأنه أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالًا ينقض بِها ما هم عليه فسقط ببغداد. فلجأ إلى مصر فشخص إليها وأقام بها بقية عمره.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا المرزباني، أَخْبَرَنِي الصولي. وحَدَّثَنَا علي بن أبي علي- لفظا- حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا الصولي، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان قَالَ: اجتمع عندي أَحْمَد بن أبي طاهر، والناشئ، ومحمّد بن عروس، فدعوت لهم مغنية فجاءت ومعها رقيبة لم ير الناس أحسن منها قط، فلما شربوا أخذ الناشئ رقعة وكتب فيها:
فديتك لو أنهم انصفو ... ك لردوا النواظر عن ناظريك
تردين أعيننا عن سوا ... ك وهل تنظر العين إلا إليك
وهم جعلوك رقيبا علين ... افمن ذا يكون رقيبا عليك
ألم يقرءوا ويحهم ما يرو ... ن من وحي حسنك في وجنتيك
قَالَ: فشغفنا بالأبيات، فَقَالَ ابن أبي طاهر أحسنت واللَّه وأجملت، قد واللَّه حسدتك على هذه الأبيات، والله لا جلست. وقام وخرج.
__________
[1] 5212 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/45. ووفيات الأعيان 1/263. والأعلام 4/118.(10/92)
أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سليمان بن أَحْمَد الطبراني قَالَ: أنشدنا الناشئ لنفسه بِمصر سنة ثَمانين:
ليس شيء أحر في مهجة العا ... شق من هذه العيون المراض
والخدود المضرجات اللواتي ... شيب جِرْيالُها بحسن البياض
ورنو الجفون والغمز بالحا ... جب عند الصدود والإعراض
وطروق الحبيب والليل داج ... حين هم السمار بالإغماض
بلغني أن أبا العباس الناشئ مات في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
5213 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن جعفر بن ميمون بن الزبير، أبو علي البلخي [1] :
سمع قتيبة بن سعيد، وإِبْرَاهِيم بن يوسف الماكياني، وهدية بن عبد الوهاب، ويَحْيَى بن موسى خت، وعلي بن حجر، ومُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي، وأقرانهم.
روى عنه أبو حامد بْن الشرقي النيسابوري، وَغَيْرُهُ مِنَ الْخُرَاسَانِيِّينَ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِها. روى عنه من أهلها مُحَمَّد بن مخلد الدوري، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، ومُحَمَّد بن عمر بن الجعابي. وكان أحد أئمة أهل الحديث حفظًا وأثباتًا وثقة وإكثارًا، وله كتب مصنفة في التواريخ والعلل وغير ذلك.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ- إِمْلاءً وَمَا كَتَبْتُهُ إلا عنه- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ البلخيّ- وما سمعته إلا منه- حدّثنا محمّد بن أحمد بن ماهان، حدّثنا عبد الصّمد بن حسّان، حدّثنا سفيان الثوري عن إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكُونُ ذَاكِرِينَ إِلا كَانَ مَعَهُمْ، وَلا مُصَلِّينَ إِلا كَانَ أَكْثَرَهُمْ صَلاةً.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عِصَامٌ- يَعْنِي ابْنَ رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ- أخبرنا أبي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ مَالِكٍ عَنْ رَبِيعَةَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ مِنْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ فَلْيُسْرِعْ إِلَى أَهْلِهِ» [2] .
__________
[1] 5213 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/76. وتذكرة الحفاظ 2/233. والأعلام 4/118.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/10، 4/71، 7/100. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 179. وفتح الباري 9/555.(10/93)
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن مُحَمَّد البلخي يقول: توفي أبو علي الحافظ سلخ سنة خمس وتسعين ومائتين.
5214 عبد اللَّه بن محمد بن إسماعيل، التبان المصريّ:
قدم بغداد وحدث بِها عَنْ عمرو بن مرزوق، وعمرو بن الحصين، ومُحَمَّد بن أبي بكر المقدمي. روى عنه أبو عمرو بن السماك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن إسماعيل التّبّان المصريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ النَّصِيبِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَلَّمُوا مَا شِئْتُمْ أن تعلموا، ولن ينفعكم الله حتى تعلموا بِمَا تَقُولُونَ» [1] .
5215 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن مرزوق، العتكي:
حدث عن صفوان بن المغلس. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد الدوري.
5216 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عبيدة، القومسي:
قدم بغداد وحدث بِها عَنْ أَبِيهِ. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَةَ القومسيّ- ببغداد- حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ وَالإِيمَانُ مَقْرُونَانِ لا يَفْتَرِقَانِ إِلا جَمِيعًا» [2] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ إِلا مَالِكٌ وَلا عَنْ مَالِكٍ إِلا أَبُو إِسْحَاقَ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ عُبَيْدَةَ.
__________
[1] 5214 انظر الحديث في: أمالي الشجري 1/62. وإتحاف السادة المتقين 1/373. وحلية الأولياء 1/236. وكنز العمال 28718، 29111.
[2] 5216 انظر الحديث في: المعجم الصغير 1/223. ومجمع الزوائد 1/92. وكنز العمال 5759.(10/94)
5217 عبد اللَّه بن المعتز باللَّه أمير المؤمنين واسمه: محْمَد بْن جعفر المتوكل عَلَى اللَّه بْن أَبِي إسحاق المعتصم باللَّه، يكنى أبا العباس [1] :
كان متقدمًا في الأدب، غزير العلم، بارع الفضل، حسن الشعر، وسمع المبرد وثعلبًا وأبا علي العنزي. روى عنه آدابه أَحْمَد بن سعيد الدمشقي وكان مؤدبه، وروى عنه شعره مُحَمَّد بن يَحْيَى الصولي، وغيره.
قرأت في كتاب عبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن الفرات الَّذِي سمعه من العباس بن العباس ابن المغيرة قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد اللَّه بن المعتز أنه ولد لسبع بقين من شعبان سنة سبع وأربعين- يعني ومائتين-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن المعتز قَالَ:
كان أبو العباس مُحَمَّد بن يزيد النّحويّ المبرد يجيئني كثيرًا إذا خرج من عند إِسْمَاعِيل الْقَاضِي لقرب داره من داري، وكنت لقيت أبا العباس أَحْمَد بن يَحْيَى في المسجد الجامع وكان يتشوقني ويعتذر من تأخره عني، وكنت قد امتنعت من الركوب إلى المسجد وغيره فكتبت إليه:
ما وجد صاد فِي الحبال موثق ... بِماء مزن بارد مصفق
جادت به أخلاف دجن مطبق ... لصخرة إن تر شمسًا تبرق
فهو عليها كالزجاج الأزرق ... صريح غيثٍ خالصٍ لم يمذق
إلا كوجدي بك لكن أتقي ... يا فاتحًا لكل علم مغلق
وصيرفِيا ناقدًا للمنطق ... إن قَالَ هذا بهرج لم ينفق
إنا عَلَى البعاد وَالتفرق ... لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
فكتب إليَّ يشكر ويَقُول: إنه ليس ممن يعمل الشعر فيجيب. ويشبه أول أبياتي بقول جميل:
فما صاديات حمن يومًا وليلة ... على الماء يغشين العصي حوان
لوائب لم يصددن عنه بوجهه ... ولا هن من برد الحياض دوان
يرين حباب الماء والموت دونه ... فهن لأصوات السقاة روان
بأبعد مني غل صدر ولوعة ... عليك ولكن العدو عداني
__________
[1] 5217 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/84. والأغاني 10/374. ومعاهد التنصيص 2/38. ووفيات(10/95)
وأن آخر أبياتي يشبه قول رؤبة:
إني إذا لَم ترني فإنني ... أراك بالغيب وإن لم ترني
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بْن حسنويه بْن إبراهيم الأبيوردي، أخبرنا أبو علي زاهر ابن أحمد بن أبي بكر السّرخسيّ- بها- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى الصولي قَالَ:
سمعت عَبْد اللَّه بْن المعتز يومًا يشكو الزمان، ثم قَالَ: أنا واللَّه كما قَالَ ابن مفرغ اليحصبي:
طرب الفؤاد وعادني أحزاني ... وذكرت غفلة باطلي وزماني
عالجت أيامًا أشبن ذوائبي ... ورميت دهرًا عارمًا ورماني
وذكر يوما إخوانه فقال أنا فيهم كما قال أبو تمام:
ذو الود مني وذو القربى بِمنزلة ... وإخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت آدابهم أدبي ... فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحدٍ وغدت ... أبداننا بشام أو خراسان
ورب نائي المغاني روحة أبدا ... لصيق روحي ودان ليس بالداني
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ الحسين العكبريّ، حدّثنا أبو محمّد الحسن ابن مُحَمَّد بن يَحْيَى المقرئ- بسر من رأى- حَدَّثَنِي عثمان بن عيسى بن هارون الهاشمي قَالَ: كنت عند ابن المعتز، وكان قد كتب أبو أَحْمَد بن المنجم إلى أخيه أبي القاسم رقعة يدعوه فيها، فغلط الرسول فجاء فأعطاها لابن المعتز- وأنا عنده- فقرأها وعلم أنها ليست إليه، فقلبها وكتب:
دعاني الرسول ولَم تدعني ... ولكن لعلي أبو القاسم
فأخذ الرسول الرقعة ومضى، وعاد عن قرب وإذا فيها مكتوب:
أيا سيدًا قد غدا مفخرًا ... لهاشم إذ هو من هاشم
تفضل وصدق خطا الرسو ... ل تفضل مولى على خادم
فما إن تطاق إذا ما جدد ... ت وهزلك كالشهد للطاعم
فدى لك من كل ما تتق ... يه أبو أَحْمَد وأبو القاسم
قَالَ: فقام فمضى إليه.
__________
الأعيان 1/258. وثمار القلوب 150. وتاريخ الخميس 2/346. وفوات الوفيات 1/241. ومفتاح السعادة 1/199.(10/96)
أنشدنا أبو نعيم الحافظ، أنشدنا عبد اللَّه بن جعفر بن إسحاق الجابري الموصلي- بالبصرة- قَالَ: أنشدنا عبد اللَّه بن المعتز:
ما عابني إلا الحسو ... د وتلك من خير المعائب
والخير والحساد مقر ... ونان إن ذهبوا فذاهب
وإذا ملكت المجد لَم ... تملك مذمات الأقارب
وإذا فقدت الحاسد ... ين فقدت في الدنيا الأطايب
وأنشدنا أبو نعيم قَالَ: أنشدنا الجابري قَالَ: أنشدنا عبد اللَّه بن المعتز:
فما تنفع الآداب والعلم والحجى ... وصاحبها عند الكمال يموت
كما مات لقمان الحكيم وغيره ... فكلهم تحت التراب صموت
أَخْبَرَنَا عَليّ بن المحسن المعدل، حدّثني أبي، أخبرنا أبو بكر الصولي قَالَ: كان القاسم بن عبيد اللَّه الوزير قد تقدم عند وفاة المعتضد باللَّه، إلى صاحب الشرطة مؤنس الخادم أن يوجه إلى عبد اللَّه بن المعتز، وقصي بن المؤيد، وعبد العزيز بن المعتمد، فيحبسهم في دار، ففعل ذلك، فكانوا محبسين خائفين إلى أن قدم المكتفي باللَّه بغداد فعرف خبرهم، فأمر بإطلاقهم، ووصل كل واحد منهم بألف دينار. قَالَ: فحَدَّثَنَا عبد اللَّه بن المعتز قَالَ: سهرت ليلة دخل في صبيحتها المكتفي إلى بغداد، فلم أنم خوفًا على نفسي، وقلقًا بوروده، فمرت بي في السحر طير فصاحت، فتمنيت أن أكون مخلَّى مثلها، لِما يَجري عَليّ من النكبات، ثم فكرت في نعم اللَّه عَليّ، وما خاره لي من الإسلام، والقربة مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما أؤمله من البقاء الدائم في الآخرة، فقلت في الحال:
يا نفس صبرًا لعل الخير عقباك ... خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرت بنا سحرا طير، فقلت لها ... طوباك يا ليتني إياك، طوباك
لكن هو الدهر فالقيه على حذر ... فرب مثلك تنزو بين أشراك
وقيل إن ابن المعتز تَمثل في الليلة التي قتل في صبيحتها بِهذه الأبيات وضم إليها أبياتًا أُخر، ونحن نذكرها في آخر أخباره إن شاء اللَّه. وقد كان جعفر المتقدر باللَّه اضطرب عليه عسكره فخلعوه وبايعوا لابن المعتز بالخلافة، ثم عادوا إلى المقتدر فأذعنوا بطاعته، واستخفى ابن المعتز، ثم ظهر عليه فسلم إلى المقتدر فقتله، ولم يلبث(10/97)
ابن المعتز بعد أن بويع غير يوم واحد حتى تفرق الناس عنه، وكانت هذه القصة في سنة ست وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النهرواني، أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا قَالَ: حَدَّثَنِي بعض شيوخنا أن بعضهم حدثه أنه لَمَّا كان من خلع المقتدر في المرة الأولى ما كان، وبويع عبد اللَّه بن المعتز بالخلافة، دخل على شيخنا أَبِي جعفر الطبري فَقَال: ما الخبر وكيف تركت الناس- أو نحو هذا من القول- فقَالَ له: قد بويع عبد اللَّه بن المعتز، قَالَ فمن رشح للوزارة؟ فقَالَ مُحَمَّد بن داود بن الجراح قال: فمن ذكر للقضاء؟
فَقَالَ الْحَسَن بن المثنى، قال: فأطرق قليلًا ثم قَالَ: هذا أمر لا يتم ولا ينتظم، قَالَ:
فقلت له: وكيف؟ فَقَالَ كل واحد من هؤلاء الذين سميت متقدم في معناه، عالي الرتبة في أبناء جنسه، والزمان مدبر، والدنيا مولية، وما أرى هذا إلا إلى اضمحلال وانتقاص، ولا يكون لمدته طول، فكان الأمر كما قَالَ.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة ست وتسعين ومائتين فيها سعى جماعة من الكتاب والقواد بعضهم إلى بعض عازمين على خلع المقتدر، والبيعة لعبد اللَّه بن المعتز، فناظروه في ذلك فأجابهم على أن لا يسفك دم، ولا يكون حرب، فأخبروه أن الأمر لا يسلم عفوًا، وأن جميع من وراءهم قد رضوا به، فصاروا إلى دار سليمان بن وهب، ووجهوا إلى عبد اللَّه بن المعتز فأحضروه، وجاء مُحَمَّد بن داود بن الجراح، وَعَليّ بن عيسى، ومُحَمَّد بن عبدون، وأحضر أبو عمر مُحَمَّد بن يوسف، وبويع لعبد اللَّه بن المعتز، وسلم عليه بالخلافة، وصير مُحَمَّد بن داود وزيرًا، وكان مُحَمَّد بن سعيد الأزرق، يستحلف الناس على البيعة، وهذا كله ليلة الأحد- يعني لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول- فلما أصبحوا في يوم الأحد خرج جماعة من الخزر من دار المقتدر، فصاعدوا في الشذى والطيارات فلما بصروا بهم تفرقوا وولوا منهزمين لا يلوون على أحد.
وانتهبت دار العباس بن الْحَسَن، ودار مُحَمَّد بن داود، ومنازل جماعة، وهرب عبد الله ابن المعتز ومُحَمَّد بن داود، ومن كان معهم في القصة، وصعد ابن المعتز في زورق وعبر إلى دار ابن الجصاص واستخفى عنده، وسعى خادم لابن الجصاص بابن المعتز، فأخذ فحدر إلى دار الخليفة، ثم سلم إلى مؤنس الخادم فقتله، ووجه به إلى منزله فدفن هنالك.(10/98)
أخبرنا الحسين بن محمّد- أخو الخلّال- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد اللَّه الشطي- بِجُرجان- قَالَ أنشدنا أبو القاسم الكريزي قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عباس بن مهران لعبد اللَّه بن المعتز أنه قَالَ في الليلة التي قتل فيها في صبيحتها:
يا نفس صبرًا لعل الخير عقباك ... خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرت بنا سحرا طير فقلت لها ... طوباك- يا ليتني إياك- طوباك
إن كان قصدك شرقا فالسلام على ... شاطئ الصراة ابلغي إن كان مسراك
من موثق بالمنايا لا فكاك له ... يبكي الدماء على إلف له باكي
فرب آمنة حانت منيتها ... ورب مفلتة من بين أشراك
أظنه آخر الأيام من عمري ... وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا علان الرزاز قَالَ: قَالَ أبو الْحَسَن الجاماسبي: حَدَّثَنِي أبو قتيبة قَالَ: لَما أن أقاموا عبد اللَّه بن المعتز إلى الجهة التي تلف فيها، أنشأ قائلًا:
وقل للشامتين بنا رويدًا ... أمامكم المصائب والخطوب
هو الدهر الذي لا بد من أن ... يكون إليكم منه ذنوب
قرأت على الْحَسَن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: سنة ست وتسعين ومائتين فيها قتل ابن المعتز، بعد أن خلع المقتدر وأخذت البيعة لابن المعتز على كثير من القواد، فمكث يوما واختلف القوم على ابن المعتز فاختفى، فأنذر به المقتدر فأمر بحمله إليه، فحمل وقتل، وذلك في ربيع الأول من سنة ست وتسعين ومائتين.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي، قَالَ: مات أبو العباس عبد اللَّه بن المعتز باللَّه في محبسه يوم الأربعاء لليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين، وهو ابن ثمان وأربعين سنة وسبعة أشهر وأيام، وحمل إلى داره التي على الصراة فدفن بها، وكان غزير الأدب، كثير الشعر، وكان يخضب بالسواد، وزعموا أن مولده في شعبان سنة سبع وأربعين قبل قتل المتوكل بأربعين ليلة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: أنشدنا أبو بكر مُحَمَّد بن خلف المرزبان قَالَ: أنشدت لعلي بن مُحَمَّد- يعني ابن بسام- يرثي ابن المعتز:(10/99)
لله درك من ملك بمضيعة ... ناهيك في العقل والآداب والحسب
ما فيه لولا ولا ليت فينقصه ... وإنما أدركته حرفة الأدب
5218 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حمويه، أبو مُحَمَّد النيسابوري:
قدم بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن حفص السلمي. روى عنه مُحَمَّد بن مَخلد.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أبي طالب، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا مُحَمَّد بْن مَخْلَد، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن حمويه النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حدّثني أبو خالد إبراهيم بن سلم، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ أَنَا وأبو بكر الغار، واجتمعت الْعَنْكَبُوتُ فَنَسَجَتْ بِالْبَابِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَقْتُلُوهُنَّ» [1] .
5219 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن صالح بن مساور، أبو مُحَمَّد البكري- ويقَالَ: الباهلي-[2] :
من أهل سمرقند. كان ممن عني بطلب الحديث والآثار، ورحل في ذلك، وجالس الحفاظ، وكتب عنهم، وحدث عن أَحْمَد بن نصر العتكي، وعلي بن إسحاق الحنظلي، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن الدارمي السمرقنديين، ورجاء بن مرجى الْمَرْوَزِيّ، ويَحْيَى بن حكيم المقوم الْبَصْرِيّ، ومُحَمَّد بْن سفيان بْن أَبِي الزرد الأبلي وغيرهم.
روى عنه أهل سمرقند، وخراسان، وقدم بغداد وحدث بِها. فروى عنه من أهلها: مُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأَحْمَد بْن محمّد ابن عبد اللَّه الجوهري، ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن حاتم الطويل، وعبد الباقي ابن قانع الْقَاضِي، وأبو بَكْر الشافعي، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ- قَالَ ابْنُ طَلْحَةَ: حَدَّثَنَا، وقَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، حدّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صالح السمرقندي- زَادَ ابْنُ طَلْحَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثُمَّ اتَّفَقُوا- قال:
__________
[1] 5218 انظر الحديث في: الدر المنثور 5/145. والكامل لابن عدي 1/260.
[2] 5219 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/122.(10/100)
حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ حَرَمِيِّ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ عُمَرَ قَطُّ يَقْرَؤُهَا إِلا «فَامْضَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْنُ بْن عَلِيّ بْن بطحا المحتسب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ شُعْبَةَ، وَالأَوَّلُ أصح، والله أعلم.
حدّثنا محمّد بن علي المقرئ، حدّثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن مهران، حدّثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حدّثنا أبو علي صالح بن محمّد، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ وَاصِلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السّمرقنديّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ حَرَمِيِّ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ شُعْبَةَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: هَذَا عِنْدِي خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ حَرَمِيٌّ عَنْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن جعفر الكاغدي السمرقندي يَقُول: مات عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن صالِح السمرقندي سنة ثَمان وتسعين ومائتين.
5220 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حميد، أبو مُحَمَّد الخياط المعروف بالإمام:
حدث عن عاصم بن علي وغيره. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، ومُحَمَّد بن حميد المخرمي، ومخلد بن جعفر الدقاق.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْوَاعِظُ، حدّثنا مخلد بن جعفر الدّقّاق، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن حميد الإمام الخيّاط، حدّثنا عاصم بن علي، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاثِينَ» [1] .
أَخْبَرَنَا هلال بن محمّد الحفار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْمَخْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِمَامُ- فِي سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوهاب
__________
[1] 5220 انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/35. وصحيح مسلم، كتاب الصيام باب 2. وفتح الباري 10/369.(10/101)
الشعراني، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ- وَكَانَ قَصِيرًا- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَرَأَى نِيرَانًا فِي بُيُوتِ الأَنْصَارِ فَقَالَ: «يَا أَنَسُ مَا هَذِهِ النِّيرَانُ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الأَنْصَارَ يَتَسَحَّرُونَ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» [1] .
أخبرنا البرقاني، حدّثنا أبو بكر الإسماعيلي قَالَ: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حميد الإمام أبو مُحَمَّد بغدادي.
5221 عبد الله بن محمد بن أبي كامل، أبو مُحَمَّد الفزاري:
كان ينزل سكة عياش الشرابي بِمدينة المنصور، وحدث عن هوذة بن خليفة، وداود ابن رشيد. روى عنه أبو علي بن الصّوّاف، ومحمّد بن عمر بن الجعابي، وعيسى بن حامد بن بنت القنبيطي، وغيرهم.
وقَالَ ابن الصواف: ذكر هذا الشيخ أنه أتت له أربع وتسعون سنة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدب، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفزاريّ، حدّثنا داود بن رشيد، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ نَافِعٍ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ بصري- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَنَعَ صَنِيعَةً إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلَفِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الدُّنْيَا- أَوْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا- فَعَلَيَّ مُكَافَأَتُهُ إِذَا لَقِيَنِي» [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا عيسى بْن حامد بْن بشر الرخجي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد الفزاري- أبو الدحوق- قال: حدّثنا هوذة بن خليفة البكراويّ، أَخْبَرَنَا عوف عن الحسن قَالَ: ما كلمت امرأة قط أعقل من عائشة.
بلغني أن عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفزاريّ مات يوم السبت لثمان ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1212. وسنن أبي داود 2606. وسنن ابن ماجة 2236- 2238. والدرر المنتثرة 18. وكشف الخفا 1/214، 342.
[2] 5221 انظر الحديث في: كنز العمال 34153. والعلل المتناهية 1/286.(10/102)
5222 عبد الله بن محمد بن ناجية بن نحبة، أبو مُحَمَّد البربري [1] :
سمع أبا معمر الهذلي، ومجاهد بن موسى، وعبد اللَّه بن معاوية الجمحي، وسويد ابن سعيد، وأبا بكر بن أبي شيبة، وعبد الواحد بن غياث، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أبان الْكُوفِيّ، وإِسْمَاعِيل بن موسى الفزاري، والحسن بن حمّاد سجادة، وعبد الأعلى ابن حماد، ومُحَمَّد بن ميمون الخياط، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ونصر بن [علي] الجهضمي، ومُحَمَّد بن سليمان لوينًا. روى عنه أَبُو بَكْر بْن الأنباري النحوي وأبو بكر بن مقسم المقرئ، وأبو بكر الشّافعيّ، وأبو علي بن الصواف والْحَسَن بن أَحْمَد السبيعي، ومُحَمَّد بن عمر بْن الجعابي، وأبو الْقَاسِم بْن النخاس، وأبو حفص بن الزيات، وإسحاق النعالي، وغيرهم. وكان ثقةً ثبتًا. سمعت البرقاني يَقُول: عبد اللَّه ابن ناجية أجل شيخ لأبي القاسم ولأبي الحسين ابني مظفر.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني عبد الله بن ناجية بن نحبة- مولى بني هاشم أبو مُحَمَّد الشيخ الثبت الفاضل- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: كان أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ناجية البربري أحد الثقات المشهورين بالطلب والمكثرين في تصنيف المسند.
قرأت على الْحَسَن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل قَالَ: كان عبد اللَّه بن ناجية ممتعًا بإحدى عينيه، وغير شيبه بصفرة، وكان من أصحاب الحديث الأكياس المكثرين، إلا أنه كان مشهورًا بصحبة الكرابيسي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يَقُول:
توفي ابن ناجية ببغداد سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا البرقاني قال لنا أبو حفص بن الزيات: توفي عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ناجية ليلة الخميس غرة شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيد الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد الْقَاضِي: مات أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن محمد بن ناجية بن نحبة يوم السبت أول يوم من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة.
__________
[1] 5222 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/147. وتذكرة الحفاظ 2/239. وشذرات الذهب 2/235.
وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني رقم 64.(10/103)
وذكر مُحَمَّد بن مخلد أن وفاته كانت يوم الخميس كما قَالَ ابن الزيات.
5223 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حيان بن فروخ، أبو مُحَمَّد يعرف بابن مقير- ويقَالَ: ابن بقير بالباء-:
سمع محمود بن غيلان، وعبد اللَّه بن عمر بن أبان، وهارون بْن عَبْد اللَّهِ البزاز.
روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وإِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي وأبو علي بن الصّوّاف، وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني عبد الله بن محمّد ابن حيّان بن مقير أبو محمّد بغدادي، حدّثنا محمود بن غيلان، أخبرنا النّضر، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ عَنْ خِلاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يَتَوَضَّأَ مِنْهُ» [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات ابن مقير أبو مُحَمَّد ليومين مضيا من شهر رمضان.
5224 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أبو بكر القطان:
واسطي الأصل سكن بغداد وحدث بِها عَنْ مُحَمَّد بن ميمون الخياط المكي، ويعقوب الدورقي، وعلي بن الْحُسَيْن الدرهمي، وزهير بن مُحَمَّد بن قمير، وزيد بن أخزم، وأبي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، ومُحَمَّد بْن محمّد بن مرزوق البصريّ، وأحمد ابن مُحَمَّد بن أبي برة المكي، وأبي بكر الأثرم. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الآجري، وعمر بن بشران السكري، والْحَسَن بن أَحْمَد بن صالح السبيعي، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد الدعا. وحدّثنا عبد الله ابن عبد الحميد القطّان، حدّثنا أبو بكر الأثرم، حدّثنا عبد الله بن محمّد الخطّابيّ [2] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ وَاضِعٌ شِمَالَهُ عَلَى يَمِينِهِ، فَأَخَذَ يَمِينَهُ فَوَضَعَهَا عَلَى شِمَالِهِ [في الصّلاة] [3] .
__________
[1] 5223 انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/69. وصحيح مسلم، كتاب الطهارة باب 28.
[2] 5224 على هامش الأصل، عن نسخة أخرى: «عبد الله بن عمر الخطابي» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/104)
5225- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العباس بن بيان، أبو القاسم الْكُوفِيّ البزاز:
حدّثنا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن يزداد النّيسابوريّ، أخبرنا أبو أحمد الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس البزّاز- ببغداد- حدّثنا جبارة- يعني ابن مغلس- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وعثمان، وعليّ، فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، ويقرءون ملك يَوْمِ الدِّينِ.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْيَزْدِيُّ، أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ قَالَ: أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ العباس بن بَيَانٍ الْبَزَّازُ الْكُوفِيُّ سَكَنَ بَغْدَادَ، يَرْوِي عَنْ مُصَرِّفِ بْنِ عَمْرٍو الْيَامِيُّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ بَهْرَامَ الْكُوفِيِّ، وَهَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ الْمُقْرِئِ، فيه نظر.
5226 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ياسين، أبو الْحَسَن الفقيه الدوري [1] :
سمع بسطام بن الفضل، ومُحَمَّد بن عبيد اللَّه الزيادي، ومُحَمَّد بن يحيى القطيعيّ، وعلي بن الْحُسَيْن الدرهمي، وإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصّوّاف، ومحمّد بن مكر [2] اليمامي، ومُحَمَّد بن بشار بندار، ويوسف بْن مُوسَى القطان. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشافعي، ومُحَمَّد بن الْحَسَن اليقطيني، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: عبد الله بن مُحَمَّد بن ياسين ثبت صاحب حديث.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ السَّهْمِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أبا بكر الإسماعيلي يَقُول: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ياسين ثقة مأمون.
وقَالَ حمزة: سألت الدارقطني عن عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ياسين فقَال: ثقة.
حَدَّثَنِي الأزهري عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر أن عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ياسين مات في سنة اثنتين وثلاثمائة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن ابن ياسين مات في سنة اثنتين وثلاثمائة.
__________
[1] 5226 انظر: سؤالات السهمي للدارقطني 320. والمنتظم، لابن الجوزي 13/153.
[2] هكذا في الأصل، ولعله «محمد بن مكي» .(10/105)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وعبد اللَّه بن ياسين توفي يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثمائة، وهكذا ذكر غير ابن المنادي وهو الصحيح.
5227 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن يزداد، أبو بكر الأصبهاني:
حدث عن عيسى بن عبد السلام الأصبهاني. روى عنه الْقَاضِي أبو بكر بن الجعابي، وسمعت أبا نعيم الحافظ يَقُول: حدث عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن يزداد الأصبهاني ببغداد.
حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن يزداد، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ السَّلامِ أَبُو مُوسَى الأصبهانيّ، حدّثنا هشام بن عبيد الله، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ مُجَمِّعٍ التَّيْمِيُّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ بَعْدَ أَنْ نَهَى عَنْهُ.
5228- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ميمون، الخواص [1] الصوفي:
بغدادي من أصحاب ذي النون الْمصْرِيّ من كبار أصحابه روى عنه أخباره وكلامه.
قَالَ لي إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي بذلك.
قلت: روى عنه أبو بكر المفيد.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ميمون قَالَ: سألت ذا النون عن الصوفي فقَالَ: من إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق، وإن سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق.
5229- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أعين، أبو العباس:
حدث عن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن هاشم. روى عنه أبو الْحُسَيْن بن المنادي في كتاب «الملاحم» .
__________
[1] 5228 الخواص: هذه الكلمة اسم لمن ينسج الخوص، وهو لمن يعمل المراوح من سعف النخل والمكتل (الأنساب 5/198) .(10/106)
5230- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سهل، أَبُو مُحَمَّد الوراق الحربي:
حدث عن زياد بن أيوب الطوسي. روى عنه ابن المنادي في كتاب «الملاحم» أيضًا.
5231 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَبُو القاسم الضخم:
حَدَّث عَنْ عمرو بْن علي الفلاس. روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبِهَاني.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطّيّب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الضّخم- في مجلس الباغندي- حدّثنا عمرو بن علي، حدّثنا أبو عاصم بن قُرَّةُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [1] .
5232 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبو مُحَمَّد الْمَرْوَزِيُّ:
قدم بَغْدَاد حاجا وَحدث بِهَا عَن أَبِي داود سليمان بن معبد السنجي، وعلي بن خشرم. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وعلي بْن عمر السكري.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن الحسين التوزي، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن إبراهيم المروزيّ- قدم علينا حاجّا-.
حدّثنا سليمان بن معبد، حدّثنا عبد العزيز الأويسي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ هِنْدٍ الأَسْلَمِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ حَبْرٌ» [2] .
5233 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سعيد، الأصبِهَاني:
ذكر لي أَبُو نعيم الحافظ أنه حدث ببغداد واستوطنها. يروي عن أسيد بن عاصم الثقفي. روى عنه الْقَاضِي أَبُو بَكْر ابْن الجعابي.
5234 عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بن غزوان، أبو بكر الْخُزَاعِيّ المقرئ المؤدب المعروف جده بقراد [3] :
حدث عن عبد اللَّه بن هاشم الطوسي، ورزق اللَّه بن موسى الإسكافي، ومحمود
__________
[1] 5231 انظر الحديث في: مسند أحمد 6/83. ودلائل النبوة 6/81.
[2] 5232 انظر الحديث في: مسند أحمد 6/73، 82. والمستدرك 1/564. والدر المنثور 2/116.
[3] 5234 انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 4570.(10/107)
ابن خداش، ويوسف بن موسى القطان. روى عنه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أبي سمرة، ومُحَمَّد بْن المظفر، وَعبد اللَّه بْن مُوسَى الهاشمي، وَعلي بْن عمر الحربي.
وذكره الدارقطني فَقَال: متروك يضع هو وأبوه جميعًا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَمُرَةَ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بن محمّد ابن عبد الرّحمن بن غزوان، حدّثنا عبد الله بن هاشم الطّوسيّ، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا» [1] .
قَالَ لَنَا الْبَرْقَانِيُّ: قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا علي بن عمر السكري قَالَ:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو بكر بن قراد المؤدّب في سنة تسع وثلاثمائة.
5235- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، يكنى أبا جعفر:
كان إمام جامع مدينة المنصور بعد وفاة أبيه، وتوفي يوم الاثنين لِخَمْس خلون من شهر رمضان سنة تسع وثلاثمائة، وكان بين موته وموت أبيه تسعة أشهر. أنبأني إِبْرَاهِيم بن مخلد، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن علي الخطبي بذلك.
5236 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن النضر، أبو مُحَمَّد الجرار [2] الْبَصْرِيّ:
سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ هدبة بْن خالد. روى عنه مُحَمَّد بن حميد بن سهيل المخرمي، وعمر بْن مُحَمَّد بن سَبَنك، وَأَبُو عُمَر بْن حيويه.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ وَبُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْمَخْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَوَّازُ- زاد هلال وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ-.
وَأَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَيْضًا، حدّثنا عمر بن محمّد بن سبنك، حدّثنا أبو
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/204، 8/136. وفتح الباري 11/378. والمعجم الكبير 6/205.
[1] 5236 الجرّار: هذه النسبة إلى عمل الجرار، وهي جمع جرة، يعني: الحنتم الذي يشرب منه (لأنساب 3/216) .(10/108)
محمّد عبد الله بن محمّد الكواز، حدّثنا هدبة بن خالد، حَدَّثَنَا الْحَمَّادَانِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَبِيذِ جَرٍّ يَنِشُّ فَقَالَ: «اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطَ، فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لا يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ» [1] أَلْفَاظُهُمْ سَوَاءٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ شَدَّادٍ الْمَخْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَوَّازُ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي، وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْن الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ قَالَ مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا وَقَالَ عَلِيٌّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْبَصْرِيُّ الْجَرَّارُ- زَادَ التَّنُوخِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ- فِي منزله باب الْبُسْتَانِ دَرْبَ الْخُوَارِزْمِيَّةِ بَعْدَ انْصِرَافِنَا مِنَ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ يَوْمَ الأَحَدِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ ذي الحجة من سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ثُمَّ اتَّفَقُوا- قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ.
وَفِي حَدِيثِ الْخَزَّازِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَمَّادَانِ جَمِيعًا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَبِيذِ جَرٍّ يَنِشُّ فَقَالَ: «اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطَ» [2] .
وَفِي حَدِيثِ الجرّار قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنبيذ جر ينش وقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي شُرْبِهِ؟ فَقَالَ: «اضْرِبْ بِهِ الْحَائِطَ هَذَا شَرَابُ» .
وَقَالَ المخرّميّ: «هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخِرِ» .
5237 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أسيد بن عاصم، أبو مُحَمَّد الأصبهاني:
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ عَبْدِ اللَّه بن حمزة الزبيري، وبحر بن نصر الخولاني، وأبي يونس مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يزيد المكي، ومُحَمَّد بن عصام، وإِبْرَاهِيم بن عامر،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3716. وسنن النسائي باب 25 من كتاب الأشربة وسنن ابن ماجة 3409. ومجمع الزوائد 5/61. وسنن الدارقطني 4/252.
[2] انظر الحديث السابق.(10/109)
وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سلام الأصبهانيين، وغيرهم. روى عنه عبيد اللَّه بن أبي سَمرة البغوي ومُحَمَّد بْن المظفر، وعلي بْن عُمَر السكري، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن حسنون النرسي، أخبرنا علي بن عمر السّكّري، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن أسيد الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ- بِمِصْرَ- قَالَ: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رِفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ» [1] .
قَالَ عَمْرٌو: وَحَدَّثَنِي بُكَيْرٌ عَنْ سَالِمٍ عَنِ الْجَرَّاحِ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ.
5238 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه، أبو القاسم ابن بنت أَحْمَد بن منيع [2] :
بغوي الأصل ولد ببغداد، وسمع علي بن الجعد وخلف بن هشام البزّاز، ومحمّد ابن عبد الوهاب الحارثي، وأبا الأحوص مُحَمَّد بن حيّان البغوي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ، وأبا نصر التمار، وداود بن عمر الضبي، وَيحيى بْن عَبْد الحميد الحماني، وَأحمد بْن حنبل، وعلي بن المديني، وحاجب بن الوليد، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الوركاني، وبشر بْن الوليد الْقَاضِي، ومُحَمَّد بن حسان السمتي، ومحرز بن عون، وهارون بن معروف، وشيبان بن فروخ، وسويد بن سعيد، وأبا خيثمة زهير بن حرب، في آخرين من أمثالهم. روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وعلي بن إسحاق المادراني، وعبد الباقي بن قانع، وحبيب بن الْحَسَن القزاز، ومُحَمَّد بن عمر ابن الجعابي، وأَبُو بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعَبْد اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزبيبي، وأبو حفص ابن الزيات، ومُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه وأبو بكر بْن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وخلق سوى هؤلاء لا يحصون.
وكان ثقة ثبتًا مكثرًا، فهمًا عارفًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بها- حدّثنا أحمد
__________
[1] 5237 انظر الحديث في: سنن أبي داود 2554. ومسند أحمد 2/327، 385، 392، 414، 6/327. ومجمع الزوائد 5/174. وفتح الباري 10/382.
[2] 5238 انظر: سؤالات السهمي للدار قطني 335. والمنتظم، لابن الجوزي 13/286.(10/110)
ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أَحْمَد بن يَعْقُوبَ بن عبد الجبار الأموي يَقُول: سمعت ابن منيع يَقُول: رأيت أبا عبيد القاسم بن سلام، إلا أني لم أسمع منه شيئًا، وشهدت جنازته، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن شَاذَانَ يَقُولُ: سمعت ابن منيع يَقُول: ولدت سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قَالَ ابن شاذان: ومات في ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، عن مائة سنة وأربع سنين.
قال الدوادي: وأَخْبَرَنَا ابن شاهين- في الإجازة- أنه سمع ابن منيع يذكر مولده في سنة أربع عشرة ومائتين، قَالَ: وابن شاهين أتقن.
حَدَّثَنَا علي بن المحسن قَالَ: سمعت عمر بن أَحْمَد الواعظ يَقُول: سمعت عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي يَقُول: قرأت بِخط جدي أَحْمَد بن منيع: ولد أبو القاسم ابن بنتي يوم الإثنين فِي شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين، وأول ما كتبت الحديث سنة خمس وعشرين ومائتين عن إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطالقاني.
حَدَّثَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ البزاز قَالَ: أملى علينا أبو القاسم بن منيع قَالَ: رأيت على كتاب جدي بخط يده: ولد عبد اللَّه بن مُحَمَّد أبو القاسم يوم الاثنين أول يوم من شهر رمضان في صدر النهار من سنة أربع عشرة ومائتين.
قَالَ أبو القاسم: وطلبت الحديث، وأول من كتبت عنه إملاء في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين، وأول من كتبت عنه الإملاء إسحاق بن إِسْمَاعِيل، وكان يحضر مجلسه المحدثون.
حَدَّثَنِي علي بن أَحْمَد بن علي المؤدّب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ قَالَ: لا يعرف في الإسلام محدث وازى عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي في قدم السماع فإنه توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمعناه يَقُول: حَدَّثَنَا إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطالقاني في سنة خمس وعشرين ومائتين، ولا يُعرف في الإسلام رجل حدث بعد استيفاء مائة سنة إلا أبو إسحاق الهجيمي الْبَصْرِيّ.(10/111)
حدثت عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق الحافظ النيسابوري قَالَ: قال أبو القاسم البغوي: ما خبر شيخكم ذاك؟ قلت: عن أي الشيخين تسأل، قَالَ: الذي يحدث عن قتيبة- يعني أبا العباس السراج- قلت خلفته حيًّا، قَالَ: كم عنده عن قتيبة، قلت: جملة قَالَ: كم عنده عن إسحاق قلت كثير، قَالَ: عمن كتب من مشايخنا، فتفكرت في نفسي قلت إن ذكرت له شيخًا كتب عنه يزري به، قلت كتب عن مُحَمَّد بن إسحاق المسيبي، ومحفوظ بن أبي توبة، وعيسى بن المساور الجوهري قَالَ: أي سنة دخل بغداد؟ قلت: أخلق أنه دخلها سنة أربع وثلاثين، فاهتز لذلك وكان مستندًا إلى المسند، فرفع ظهره عن المسند وقَالَ لي: أمرت أن تثبت أسامي مشايخي الذين لا يحدث عنهم اليوم أحد سواي، فبلغ عددهم سبعة وثَمانين شيخًا. قَالَ أبو أَحْمَد: وكان إذ ذاك ببغداد الباغندي، وأبو الليث الفرائضي، والْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عفير، وعلي بن المبارك المسروري، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق- من حفظه- قَالَ: سألت علي ابن عمر الدارقطني: هل روى عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي عن يَحْيَى بن معين؟ فقَالَ:
لم يرو عنه غير حكاية، سمعت عمر البصريّ ذكرها، قَالَ: سمعت البغوي يَقُول: لما قدم يَحْيَى الحماني بغداد نزل في دور الصحابة، فمضينا إليه لنسمع منه، فكنا على بابه وقوفًا إذ أقبل يَحْيَى بن معين راكبًا بغلة، فدخل إليه وأطال عنده الجلوس، ثم خرج فقمنا إليه وقلنا له: ما تقول في الرجل؟ فقَال يَحْيَى بن معين: الثقة وابن الثقة.
قلت: فقد حكى البغوي أنه كتب عن يَحْيَى بن معين جزءًا فأخذه منه موسى بن هارون فرماه في دجلة وقَالَ له أتريد أن تجمع في الرواية بين الثلاثة، أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي بن المديني؟.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عَلِيُّ بْنُ الْحَسَن بْنِ جعفر البزاز قَالَ: حَدَّثَنِي أبو القاسم ابن بنت منيع قَالَ: كنت أورق فسألت جدي أَحْمَد بن منيع أن يمضي معي إلى سعيد بن يَحْيَى بن سعيد الأموي يسأله أن يعطيني الجزء الأول من المغازي عَنْ أَبِيهِ عن ابن إسحاق حتى أورقه عليه، فجاء معي وسأله فأعطاني الجزء الأول، فأخذته وطفت به فأول ما بدأت بأبي عبد اللَّه بن مغلس وأريته الكتاب وأعلمته أني أريد أن أقرأ المغازي على سعيد الأموي، فدفع إلي عشرين دينارًا وقَالَ:
اكتب لي منه نسخة، ثم طفت بعده بقية يومي فلم أزل آخذ من عشرين دينارا إلى(10/112)
عشرة دنانير وأكثر وأقل إلى أن حصل معي في ذلك اليوم مائتا دينار، فكتبت نسخًا لأصحابها بشيء يسير من ذلك وقرأتها لهم، واستفضلت الباقي.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الْحَسَن بن مُحَمَّد الدربندي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عبدان بن أَحْمَد الخطيب ابن بنت أَحْمَد بن عبدان الشيرازي يَقُول: سمعت جدي يَقُول: اجتاز أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ بنهر طابق على باب المسجد، قَالَ: فسمع صوت مستمل فقَالَ: من هذا؟ فقَالُوا ابن صاعد، فقَالَ: ذاك الصُّبَيُّ؟ قَالُوا: نعم! قَالَ: واللَّه لا أبرح من موضعي حتى أملي هاهنا، قَالَ: فصعد الدكة وجلس ورآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد.
ثم قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل الشيباني- قبل أن يولد المحدثون- حَدَّثَنَا طالوت بن عباد- قبل أن يولد المحدثون- حَدَّثَنَا أبو نصر التمار- قبل أن يولد المحدثون- فأملى ستة عشر حديثًا عن ستة عشر شيخًا، ما كان في الدنيا من يروي عنهم غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ القصري قَالَ: سمعت أبا زيد الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عامر الْكُوفِيّ يَقُول: قدم أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي إلى الكوفة، فاجتمعنا مع أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ بن عقدة إليه لنسمع منه، فسألنا عنه فقَالت الجارية: قد أكل سمكًا وشرب فقاعًا ونام، فعجب أبو العباس من ذلك لكبر سنه ثم أذن لنا فدخلنا إليه، فقَالَ: يا أبا العباس حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بني حمان، وكان في الموضع طحان، وكان يَقُول لغلامه اصمد أبا بكر فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل، ثم يَقُول اصمد عمر، فيصمد الآخر. فقَالَ له أبو العباس: يا أبا القاسم لا تحملك عصبيتك لأَحْمَد بن حنبل أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم، ما روى «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وبعد أبي بكر عمر» [1] عن علي إلا أهل الكوفة؟ ولكن أهل المدينة رووا أن عليًا لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر. فقَالَ له أبو القاسم: يا أبا العباس لا تحملك عصبيتك لأهل الكوفة على أن تَتَقَوَّلَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثم بعد ذلك انبسط وأخرج الكتب وحَدَّثَنَا.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
__________
[1] انظر الحديث في: ضعفاء العقيلي 3/181. وكنز العمال 32684، 36139.(10/113)
سمعت أبا الْحُسَيْن يعقوب بن موسى الأردبيلي يَقُول: سألت أَحْمَد بن طاهر فقلت:
موسى بن هارون الجمّال أيش كان يَقُول في ابن بنت منيع؟ فقَالَ: أيش كان يَقُول ابن بنت منيع في موسى بن هارون؟ قَالَ: فقلت له كيف هذا؟ فقَالَ لأنه كان يرضى منه رأسًا برأس.
قلت: والمحفوظ عن موسى بن هارون توثيق البغوي وثناؤه عليه ومدحه له.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ- لَفْظًا- حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الصلت المجبر قَالَ: سمعت عُمَر بْنُ الْحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ الأشناني يقول: سمعت موسى ابن هارون- وسئل عن أبي القاسم بن منيع وقيل له إنه يروي عن إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطّالقانيّ وغيره- فقال له: لو جاز أن يقَال لإنسان إنه فوق الثقة لقيل لأبي القاسم ابن منيع، وقد سمع ولم نسمع.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سألت موسى بن هارون عن أبي القاسم بن منيع فَقَالَ: ثقة صدوق، لو جاز لإنسان أن يقَال له فوق الثقة لقيل له. قلت: يا أبا عمران فإن هؤلاء يتكلمون فيه، فقال يحسدونه. سمع ابن عائشة ولم نسمع، وذهب به إليه، ولم يذهب بنا، ابن منيع لا يَقُول إلا الحق.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أَبِي المغيرة الأندلسي قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن بقاء الوراق، أَخْبَرَنَا عبد الغني بن سعيد الأزدي قَالَ: سألت أبا بكر مُحَمَّد بن علي النقاش تَحفظ شيئًا مِمَّا أخذ على ابن بنت أَحْمَد بن منيع؟ فقَالَ لي: كان غلط في حديث عن محمّد بن عبد الوهاب عن ابن شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن نافع عن ابن عمر، فحدث به عن مُحَمَّد بن عبد الوهاب وإنما سمعه من إِبْرَاهِيم بن هانئ عن مُحَمَّد بن عبد الوهاب، فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث، وبلغ ذلك أبا القاسم ابن بنت أَحْمَد بن منيع، فخرج إلينا يومًا فعرفنا أنه غلط فيه، وأنه أراد أن يكتب حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن هانئ فمرت يده على العادة ورجع عنه، قَالَ أبو بكر:
ورأيت فيه الانكسار والغم، قَالَ أبو بكر: وكان ثقة، رحمه اللَّه.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ الشيباني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثّقفيّ السّرّاج، حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا محمّد(10/114)
ابن عبد الوهاب عن ابن شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ إِذَا كَانُوا جَمِيعًا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سمعت أبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن غسان يَقُول: سمعت الأردبيلي- وكان من أصحابنا يكتب الحديث ويفهم- قَالَ: سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم البغوي يدخل في الصحيح؟
قَالَ: نعم! قَالَ حمزة: سألت أبا بكر بن عبدان عَن أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي فقَالَ: لا شك أنه يدخل في الصحيح.
حَدَّثَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدّقّاق سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يَقُول: كَانَ أَبُو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج.
قلت: وذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن البغوي فقَال: ثقة جبل، إمام من الأئمة ثبت، أقل المشايخ خطأ، وكان ابن صاعد أكثر حديثًا من ابن منيع، إلا أن كلام ابن منيع في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد الْقَاضِي:
مات أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي قَالَ: توفي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ منيع الوراق ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة ودفن يوم الفطر وقد استكمل مائة سنة، وثلاث سنين، وشهرًا واحدًا.
قلت: ودفن في مقبرة باب التبن.
5239 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عبدوس، أبو القاسم المقرئ العطشي [1] :
حدث عَن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجنيد، وحماد بن الْحَسَن بن عنبسة الوراق، وعلي بن حرب الطائي، ومُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني. روى عنه أَبُو بكر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الآجري، وابن شاهين، ويُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ.
__________
[1] 5239 العطشي: هذه النسبة إلى «سوق العطش» وهو موضع ببغداد بالجانب الشرقي (الأنساب 8/477) .(10/115)
أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عبدوس، حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا هارون بن عمران، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عبّاس، عن أم سليم قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ وَابْنُهُ بِنَاضِحَيْهِمَا وَتَرَكَانِي، فَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَجْزِيكِ مِنْ حَجَّةٍ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْن عُمَرَ بْن شَاهِينَ عَن أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الْعَطَشِيُّ فِي ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ سَبْعَ عشرة [وثلاثمائة] [1] .
5240- عبد اللَّه بن مُحَمَّد، أبو القاسم المحتسب، يعرف بالطوسي:
حدث عن عبيد اللَّه بن سعد الزهري. روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ المحتسب الطّوسيّ- في مسجده- حدّثنا عبيد الله بن سعد، حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ.
5241 عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بن الخليل بن الأشقر [2] ، أبو القاسم:
سَمِعَ مُحَمَّد بن سليمان لوينًا، والْحُسَيْن بن مهدي الأبلي، وزيد بن أخزم الطائي، والْحَسَن بن عرفة، ويوسف بن موسى، ورجاء بن مرجى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عثمان بن كرامة، ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، وكان عنده عنه تاريخه الصغير. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن الْقَاضِي- يعرف بابن الأشقر ببغداد- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سليمان لوين سمعت أبا نعيم الحافظ يَقُول: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن الأشقر أبو القاسم بغدادي حدث بأصبهان، وكان إليه قضاء الكرخ.
__________
[1] 2 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 5241 الأشقر: انظر الأنساب 1/275.(10/116)
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزّار- بهمذان- حدّثنا صالح ابن أَحْمَد الحافظ قَالَ: عبد اللَّه بن مُحَمَّد يعرف بابن الأشقر أبو القاسم الْقَاضِي، أدركته ولَم يقض لي السماع منه، ويدل حديثه على الصدق.
5242 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ علي بن بقيرة:
حدث عن محمد بن سليمان لوين، وأبي سالم المعلى بن مسلمة الرواس. روى عنه عَبْد العزيز بْن جَعْفَر الحَنْبَلي وأبو الحسين بن البواب المقرئ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بن علي بن بقيرة، حدّثنا أبو سالم الرواس، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى جَنَّةَ عَدْنٍ وغرس أشجارها [بيده] [1] ، ثُمَّ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي، فَقَالَتْ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» [2] .
5243 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سعدان، أبو القاسم الإسكافي [3] :
حَدَّث عَن أَحْمَد بْن هشام بْن بَهْرام المدائني. روى عنه أبو الْحَسَن الدارقطني، وذكر أنه سمع منه بإسكاف.
5244- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عبد السلام، البلخي:
قدم بغداد وحدث بِها عَن القاسم بْن مجمع. - أراه من أهل بلخ- روى عنه الْقَاضِي أبو بكر بن الجعابي، وأبو الفتح الأزدي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدب، أخبرنا محمّد بن الحسين الأزديّ الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد السَّلامِ الْبَلْخِيُّ- فِي سُوقِ يَحْيَى وَسَأَلَهُ ابْنُ الْخُتُّلِيِّ- قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنُ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ فَيُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ وَمَا دينك؟» .
__________
[1] 5242 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 2/392. والمعجم الكبير 12/147. والترغيب والترهيب 3/380، 4/513. ومجمع الزوائد 10/397.
[3] 5243 الإسكافي: هذه النسبة إلى إسكاف وهي ناحية ببغداد على صوب النهروان وهي من سواد العراق (الأنساب 1/245) .(10/117)
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنِ ابْنِ الْجِعَابِيِّ عَنِ الْبَلْخِيِّ.
5245 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حبان بن نصر بن أيوب، أبو مُحَمَّد الباهلي:
من أهل سَمَرْقَند. قدم بغداد وحدث بِها عن أبي سليمان مُحَمَّد بن منصور، وَعَبْد الصَّمَد بن الفضل البلخيين. رَوَى عَنْهُ ابن البواب المقرئ، والدارقطني.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ- قَالَ الأَزْهَرِيُّ: حَدَّثَنَا وَقَالَ أَحْمَدُ: أَخْبَرَنَا- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن حبّان السّمرقنديّ- قدم علينا- حدّثنا محمّد بن منصور الفقيه، حدّثنا إبراهيم بن سليمان الكاتب، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ شُرَحْبِيلَ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَلْيَجْزِ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ، وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَ كَانَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» [1] .
5246 عبد اللَّه بن مُحَمَّد، أبو الفضل الفقيه الطوسي [2] :
سكن بَغْدَاد وحدث بِها عَن أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بن بكر البغوي، وإِبْرَاهِيم بن إسحاق السراج الثقفي، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل. روى عنه يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ، ومُحَمَّد بن جعفر بن العباس النجار. وذكر مُحَمَّد أنه سمع منه في مجلس أبي حامد مُحَمَّد بن هارون الحضرمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الفتح، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الطُّوسِيُّ الْفَقِيهُ- إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ- يعني ابن حنبل مرارا- قال: حدثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود الهاشميّ، حدثني محمّد بن إدريس الشّافعيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي كُسُوفٍ رَكْعَتَيْنِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ رَكْعَتَيْنِ.
5247 عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّد بْنِ سَعِيدِ بْنِ زياد، أبو مُحَمَّد المقرئ المعروف بابن الجمال [3] :
سَمِعَ يعقوب بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي، وعلي بن عمرو الْأَنْصَارِيّ، وعمر بن شبة
__________
[1] 5245 انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الأدب باب 12. وسنن الترمذي 2043.
والترغيب والترهيب 2/77.
[2] 5246 الطوسي: هذه النسبة إلى بلدة بخراسان يقال لها «طوس» (الأنساب 8/263) .
[3] 5247 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/353.(10/118)
النميري، وأبا حاتم الرازي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وأَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي، ويعقوب بن إسحاق القلوسي، ومُحَمَّد بن عمران بن حبيب الهمدانيّ.
روى عنه مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الجعابي، وعلي بن الْحَسَن الجراحي، وعبد اللَّه بن موسى الهاشمي وَالدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قال: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني ذكر أبا مُحَمَّد ابن الجمال فقَالَ: كان من الثقات.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع. قالا جميعا: إن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْجَمَّالُ مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، زاد ابن قانع: في شهر رمضان.
5248 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن زياد بن واصل بن ميمون، أبو بكر الفقيه، مولى أبان بن عثمان بن عفان [1] :
من أهل نيسابور، ورحل في العلم إلى العراق، والشام، ومصر، وسكن بعد ذلك بغداد، وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي، وأَحْمَد بن يوسف السلمي، وأحمد ابن الأزهر، وأَحْمَد بن حفص بن عبد اللَّه النيسابوريين، وعبد اللَّه بْن هاشم الطوسي، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن إشكاب، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي، وعباس بن مُحَمَّد الدوري، ومُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، ويونس بن عبد الأعلى وأَبِي عُبَيْد اللَّهِ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْنِ وهب، وأبي ثور عمرو بن سعد، وأبي إِبْرَاهِيم المزني، وبحر بن نصر المصريين، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، والعباس بن الوليد البيروتي، ومُحَمَّد بن عوف الحمصي، وأبي أمية الطرسوسي، وأمثال هؤلاء ممن يطول ذكره. روى عنه دعلج بن أَحْمَد، وأبو عمر بن حيويه ومُحَمَّد بن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وعمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكتاني، ويوسف القواس، وأبو طاهر المخلص، وغيرهم.
وكان حافظًا متقنًا عالِمًا بالفقه والحديث معًا، موثقًا في روايته.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا
__________
[1] 5248 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/363.(10/119)
أبو بكر النّيسابوريّ، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادٌ النميري، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: وَافَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ فِي سَفَرِهِ فَصَامَ، وَوَافَقَ رَمَضَانَ فِي سَفَرِهِ فَأَفْطَرَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَتَبَ عَنِّي مُوسَى بْنُ هَارُونَ هَذَا الْحَدِيثَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا البرقاني قَالَ: سَمعت أبا الحسن الدارقطني يَقُول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر النيسابوري.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن أبي بكر النيسابوري فَقَالَ:
لَم نر مثله في مشايخنا، لم نر أحفظ منه للأسانيد والمتون، وكان أفقه المشايخ، جالس المزني، والربيع، وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون. ولما قعد للتحديث قَالُوا حدث، قَالَ: بل سلوا، فسئل عن أحاديث فأجاب فيها وأملاها، ثم بعد ذلك ابتدأ يحدث.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ الصُّورِيُّ- مُذَاكَرَةً- قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْغَنِيِّ بْن سَعِيدٍ الْحَافِظُ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُولُ: كُنَّا بِبَغْدَادَ يَوْمًا جُلُوسًا فِي مَجْلِسٍ اجْتَمَعَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ يَتَذَاكَرُونَ.
وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَبَا طَالِبٍ الْحَافِظُ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ الْجِعَابِيِّ، وَغَيْرَهُمَا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ فَسَأَلَ الْجَمَاعَةَ: مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا» ؟ فَقَالَتِ الْجَمَاعَةُ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ فُلانٌ وَفُلانٌ وَسَمَّوْهُمْ، فَقَالَ السَّائِلُ أُرِيدُ هَذِهِ اللَّفْظَةَ «وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا» فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَوَابٌ، ثُمَّ قَالُوا ليس لَنَا غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيِّ فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَسَأَلُوهُ عَنْ هَذِهِ اللَّفْظَةِ فَقَالَ: نَعَمْ! حدّثنا فُلانٍ، وَسَاقَ فِي الْوَقْتِ مِنْ حِفْظِهِ الْحَدِيثَ،
وَاللَّفْظَةُ فِيهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ يَرْوِيهِ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بِنْ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو عَوَانَةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي صَحِيحِهِ.
أَنْبَأَنَا أبو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا يوسف بن عمر بن مسرور قَالَ: سمعت أبا بكر النيسابوري يَقُول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بِخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قَالَ: أنا هو، وهذا كله(10/120)
قبل أن أعرف أم عبد الرحمن، أيش لمن زوجني!! ثم قَالَ في إثر هذا ما أريد إلا الخير.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر، وأخبرنا عبيد اللَّه ابن عمر الواعظ، عن أبيه.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابن قانع قَالُوا جَميعًا: إن أبا بكر النيسابوري مات فِي شهر ربيع الآخر من سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. قَالَ عمر:
ودفن في باب الكوفة.
ذكر غيرهم أن وفاته كانت يوم الثلاثاء لأربع خلون من الشهر، ومولده في أول سنة ثَمان وثلاثين ومائتين.
5249 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الصباح بن الخليل بن عبيد بن الحارث بن يزيد بن الكلاع، أبو محمّد الحذّاء، يعرف بابن عرة:
حدث عن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ المعروف بشاذان الفارسي. روى عنه الدارقطني، والْقَاضِي أبو الْحَسَن الجراحي، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، ويوسف القواس، وهو نسبه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الواسطيّ، حدّثنا علي بن الحسن الجرّاحي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسين بن الصّبّاح الحذّاء، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدّثنا عمر بن حبيب، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ ذَهَبَتِ الأَرْضُ وَذَهَبَتِ السَّمَاءُ أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ؟ قَالَ:
«عَلَى الصِّرَاطِ» [1] .
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابن الصّبّاح يعرف بابن عرة ثقة لم يكن عنده شيء من الحديث إلا جزء واحد عن شاذان.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن قانع: أن المعروف بابن عرة الحذاء في الكرخ، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 5249 انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين 29. وفتح الباري 11/376.(10/121)
5250 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن سفيان، أبو الحسن الخزاز النحوي [1] :
حدث عن أبي العباس المبرد، وأبي العباس ثعلب، وغيرهما. روى عنه عيسى ابن علي بن عيسى الوزير، وكان ثقة، وله مصنفات في علوم القرآن غزيرة الفوائد.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الهاشميّ، أخبرنا عيسى بن علي، حدّثنا الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سفيان النحوي الخزّاز، أخبرنا أبو العبّاس المبرد، حَدَّثَنَا المغيرة عن الزبير قَالَ: حَدَّثَنِي مصعب بْن عَبْد اللَّه. قَالَ قَالَ مالك بن أنس: لهؤلاء الشطار ملاحمة كان أحدهم يصلي خلف إنسان فقرأ الْإِنْسَان: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*
حتى فرغ منها، ثم أرتج عليه فجعل يَقُول أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم. وجعل يردد ذلك فقَالَ الشاطر: ليس للشيطان ذنب، إلا أنك لا تحسن تقرأ.
بلغني عَن أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي قَالَ: توفي أبو الْحُسَيْن الخزاز النحوي- صاحب إِسْمَاعِيل الْقَاضِي ووراقه، ومن قرأ على المبرد كتاب سيبويه- مات يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثلاثِمائة.
5251- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أيوب، أبو الْحُسَيْن الكاتب المعروف بالنَّبِيّل:
حدث أبو القاسم بن الثّلّاج عنه عن علي بن المديني.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التُّوزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه الشّاهد، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن الحسين بن أيّوب الكاتب النّبيل، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ المدينيّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ قَالَ: أُمِرَ بِلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ، وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ.
ذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه: أن هذا الشيخ توفي فِي شهر ربيع الأول من سنة ست وعشرين وثلاثِمائة.
5252 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن الراجيان، أبو مُحَمَّد:
حدث عن الفتح بن شخرف العابد. روى عنه أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن بطة العكبريّ.
__________
[1] 5250 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/369.(10/122)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي الفوارس الحافظ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد العكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الرّاجيّان، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الْفَتْحُ بْنُ شخرف قَالَ: سمعت عبد اللَّه بن خبيق يَقُول: كتب حكيم إلى حكيم:
يا أخي كيف أصبحت؟ فكيف إليه: أصبحت وبنا من نعم اللَّه ما لا نُحصيه، مع كثرة ما نعصيه، فما ندري أيها نشكر، جميل ما ينشر، أو قبيح ما يستر.
5253 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن إسحاق بن يزيد بن نصر بن مهران، أبو القاسم المعروف بحامض رأسه [1] :
مروزي الأصل سَمع الْحَسَن بن أبي الربيع الجرجاني، وأبا يَحْيَى مُحَمَّد بن سعيد العطار، وسعدان بن نصر، ويوسف [بن عمر القواس، ويحيى] [2] بن محمّد بن صاعد، وخلف بن مُحَمَّد الواسطي المعروف بكردوس، وأبا أمية الطرسوسي، وأبا عوف البزوري. وحدث عن جحدر بن الحارث بحديث واحد وقَالَ: لم أكتب عنه غيره. رَوَى عَنْهُ علي بْن عَبْد العزيز بْن مردك البرذعي، وَأَبُو عُمَر بْن حيويه وَأَبُو بَكْر الأبهري الفقيه، والدارقطني، وابن شاهين، والمعافى بن زكريا، وأَحْمَد بْن الْفَرَج بْن الحجاج.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الأبهري الفقيه، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ إسحاق الْمَرْوَزِيّ حامض رأسه.
قَالَ البرقاني: وسألت الأبهري عنه فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد.
وأَخْبَرَنَا السمسار، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا القاسم المعروف بِحامض رأسه مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. زاد ابن قانع: في رمضان.
5254 عبد اللَّه بن محمّد بن خرمان، أبو القاسم الصفار:
حدث عن الهيثم بن سهل التستري، وأيوب بن سليمان الصغدي. روى عنه أبو زرعة أَحْمَد بن الْحُسَيْن بن علي الرازي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن طالب البغدادي ساكن مصر.
__________
[1] 5253 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/16.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/123)
أخبرنا محمّد بن علي بن يعقوب، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خرمان الصّفّار- ببغداد- حدّثنا أبو بشر الهيثم ابن سهل، حدّثنا مالك بن سعيد عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ» [1] .
5255 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن الهيثم، يعرف بالبخاري:
حدث عن يعقوب الدورقي، روى عنه ابن شاهين.
أخبرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن الهيثم البخاريّ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن علية، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ رُكُوعُهُ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَسُجُودُهُ، وَمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
5256 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن يَحْيَى، أبو الطيب البزاز، يعرف بابن أخت العباسي:
حدث عن إسحاق بن سنين الختلي، وأبي قلابة الرقاشي، ومُحَمَّد بن غالب التمتام، وأَحْمَد بن بشر المرثدي. روى عنه مُحَمَّد بن الْحَسَن اليقطيني، والدارقطني، وابن الثلاج، وعبد اللَّه بن عثمان الصفار، وأَحْمَد بْن الْفَرَج بْن الحجاج.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أبو الطيب عبد اللَّه بن مُحَمَّد ابن يَحْيَى البزاز ابن أخت العباسي حافظ ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا الطيب ابن أخت العبّاسي مات بالموصل في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
5257 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أبي سعيد، أبو بكر البزاز [2] :
وهو خال ابن الجعابي، سَمع الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح الزعفراني، ويَحْيَى بن عياش القطان، ومُحَمَّدًا، وعليًا ابني إشكاب، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أيّوب
__________
[1] 5254 انظر الحديث في: المعجم الكبير 8/298. ومجمع الزوائد 5/24. والمطالب العالية 2387.
والموضوعات 3/37. والفوائد المجموعة 158. وتذكرة الموضوعات 144.
[2] 5257 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/38.(10/124)
المخرمي، ومُحَمَّد بن صالِح الأنماطي، ومُحَمَّد بن سنان القزاز، وأَحْمَد بن أبي يَحْيَى الأحول. روى عنه ابن مردك البرذعي، والدارقطني، وابن شاهين، وَعَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار، وكان ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع. وَحَدَّثَنِي ابن أَبِي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد أن أبا بكر بن أبي سعيد البزاز مات في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، زاد ابن قانع: في ذي القعدة.
5258 [1] عبد الله بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن إسحاق بن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم الشيعي [2] :
من شيعة المنصور وأصله من أبيورد. وهو جد شيخنا عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الجرمي. حدث عَنْ حمدان بْن عَلِيّ الوراق. رَوَى عنه ابنه عبيد اللَّه حديثًا واحدًا.
5259- عبد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْنِ هارون بْن عِيسَى بْن جعفر بْن أَبِي جعفر المنصور، أبو مُحَمَّد الهاشمي:
حدث عن مُحَمَّد بن نصر بن منصور الصائغ. روى عنه الْقَاضِي أبو الْحَسَن الجراحي.
5260- عبد اللَّه بن مُحَمَّد، أبو بكر الخطيب:
من أهل سرمن رأى. حدث عَن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن صالح الوزان. روى عنه عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف السامري الْقَاضِي.
5261 عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبيد، أَبُو الْقَاسِمِ الزجاج [3] :
روى ابن الثلاج عنه عن بشر بن موسى الأسدي.
5262 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الحارث بن الخليل، أبو مُحَمَّد الكلاباذي. الفقيه البخاري ويعرف بعبد اللَّه الأستاذ [4] :
صاحب عجائب ومناكير وغرائب، حدث عن أبي الموجه، ويَحْيَى بن ساسويه الْمَرْوَزِيّين، وعن مُحَمَّد بن الفضل البلخي، والفضل بن مُحَمَّد الشعراني، والحسين
__________
[1] 5258 انظر: الأنساب، للسمعاني 7/474- 475.
[2] الشيعي: هذه النسبة إلى الشيعة (الأنساب 7/472) .
[3] 5261 الزجاج: هذه الاسم لمن يعمل الزجاج (الأنساب 6/257) .
[4] 5262 انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطنيّ برقم 318.(10/125)
ابن الفضل البجلي النيسابوريين، ومُحَمَّد بن يزيد الكلاباذي، وعبيد اللَّه بن واصل، وسهل بن المتوكل، وحمدويه بن الخطاب البخاريين، وعلي بن الْحُسَيْن بن الجنيد الرازي، وموسى بن هارون الحافظ، ومُحَمَّد بن علي بن زيد الصائغ، وغيرهم.
ورد بغداد غير مرة وحدث بِها وليس بِموضع الحجة. روى عنه أَبُو العباس بْن عقدة، وأبو بكر بن أبي دارم الكوفيان، وأبو بكر بن الجعابي، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن يعقوب الكاغدي البغدادي وعامة أهل بُخارى.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بن علي الواسطيّ، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الفارسيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن يعقوب بن الحارث البخاريّ، حدّثنا خالد بن تمام الأسديّ، حدّثنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا رَاعٍ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحْفَظْهَا بِالأَمَانَةِ وَالنَّصِيحَةِ؛ ضَاقَتْ عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللَّهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ» [1] .
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يُوسُفَ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الرَّازِيَّ عَنْ أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ يَعْقُوب الْحَارِثِيِّ الْبُخَارِيِّ فَقَالَ: ضَعِيفٌ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ- بِبُخَارَى- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: وُلِدْتُ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ لِغرة شهر ربيع الآخر سنة ثَمان وخمسين ومائتين.
وأَخْبَرَنِي أبو الوليد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن يعقوب يَقُول: توفي أبي ليلة الجمعة لِخمس مضين من شوال سنة أربعين وثلاثمائة.
5263 عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن زيد، أبو مُحَمَّد البوسنجي [2] :
روى عنه ابن الثلاج عن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن رزين، وذكر أنه قدم بغداد حاجًا وحدثهم في سنة أربعين وثلاثمائة في سوق يحيى.
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 7/71. والجامع الكبير 9484. وكنز العمال 14662.
[2] 5263 البوسنجي: انظر: الأنساب للسمعاني 2/332.(10/126)
5264- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن الهيثم، أبو مُحَمَّد:
حدث عن يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن البختري الحنائي، ومُحَمَّد بْن الْحَسَن بن هارون بن بدينا. روى عنه أبو نصر محمّد بن بكر الإسماعيلي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
5265 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن القاسم بن أبي خلاد، أبو بكر الطرائفي [1] :
سكن مصر وحدث بِها عَنْ مُحَمَّد بْن يوسف بن التركي، وجعفر الفريابي. روى عنه أَبُو الفتح بْن مسرور البلخي، وأبو محمد بن النحاس المصري- بها-.
قرأت بخط ابن مسرور: قَالَ لي أبو بكر بن أبي خلاد: ولدت ببغداد لست خلون من ربيع الأول سنة ثَمانين ومائتين، وتوفي بِمصر في ليلة الأربعاء لثمان خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وكان ثقة.
5266 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن الْحَسَن بن شهاب، أبو طالب العكبري [2] :
سَمع مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء، والْحَسَن بْن علي بن المتوكل، وأبا شعيب الحراني، وموسى بن هارون، وخلف بن عمرو العكبري، ويوسف بن يعقوب الْقَاضِي، وإِبْرَاهِيم بن هاشم البغوي، وعلي بن مُحَمَّد بن خالد المطرز، ومُحَمَّد بن صالح بن ذريح وكان ثقة. قدم بغداد وحدث. فسمع منه بِها أبو الفتح القواس، وابن الثلاج، وإِبْرَاهِيم بن مخلد. وحَدَّثَنَا عنه محمود بن عمر العكبري.
أَخْبَرَنِي علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن أبي علي الدقاق قَالَ: سألت أبا طالب عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن شهاب العكبري عن مولده فقَالَ: ولدت فِي جمادى الآخرة سنة أربع وستين ومائتين.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو طالب عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه العكبري بعكبرا يوم الأحد لِخمس بقين من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
__________
[1] 5265 الطرائفي: هذه النسبة إلى بيع «الطرائف» وشرائها، وهي الأشياء المليحة المتخذة من الخشب (الأنساب 8/225) .
[2] 5266 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/116.(10/127)
5267- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بن مُحَمَّد بن موسى بن يزيد بن شاذان، أبو الْحُسَيْن البزاز:
من أهل الجانب الشرقي. حدث عَنْ أَحْمَد بن عبيد اللَّه النرسي، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومُحَمَّد بْن غالب بن حرب، وأبو العباس الكديمي، وإِبْرَاهِيم بن إسحاق الحربي، والْحُسَيْن بن فهم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومعاذ بن المثنى، ومُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حماد البربري، ومُحَمَّد بن سهل بن الْحَسَن العطار، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وخلف بن عمرو العكبري. روى عنه الدارقطني، وعمر الكتاني، وابن الثلاج. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَمحمد بْن عبيد اللَّه الحنائي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن جعفر ابن شاذان البزّاز- إملاء- حدّثنا محمّد بن غالب تمتام، حدّثنا أبو الجواب أحوص بن جواب، حدّثنا عمار بن رزيق، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بكر وعمر كانوا يستفتحون الصّلاة بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن أَحْمَد بن عبد اللَّه الصوفي قَالَ: قَالَ لنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ: مات أَبُو الحسين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ شاذان في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
5268- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن حيان، النَّيْسَابُورِيّ:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن مُحَمَّد بن إسماعيل. روى عنه الدارقطني.
5269- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ورقاء، أبو أَحْمَد الشيباني:
كان من أهل البيوتات، وأسرته كانوا أمراء الثغور. وروى عن أبي العباس ثعلب بيتين من الشعر أنشدناهما عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وعلي بن أيوب القمي.
أنشدنا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ قَالَ: أنشدنا الأمير أبو أَحْمَد عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ورقاء- ببغداد- قَالَ: أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى المعروف بثعلب قَالَ: أنشدني ابن الأعرابي في صفة النساء:
هي الضلع العوجاء لست مقيمها ... ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أيجمعن ضعفًا واقتدارًا على الفتى ... أليس عجيبا ضعفها واقتدارها
أنشدني علي بن أيوب- من حفظه- قَالَ: أنشدنا أبو أَحْمَد بن ورقاء قَالَ: أنشدنا ثعلب، هي الضلع وذكر البيتين، ولم يذكر ابن الأعرابي.(10/128)
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن الكاتب قَالَ: مات أبو أَحْمَد عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ورقاء الشيباني في آخر ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وقد بلغ تسعين سنة.
5270 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن عثمان بن المختار، أبو مُحَمَّد المزني الواسطي، يعرف بابن السقاء [1] :
سمع أبا خليفة الْفَضْل بْن الحباب الجمحي، وزكريا بْن يَحْيَى الساجي، وعبدان الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمود بن مُحَمَّد الواسطي، ومُحَمَّد بن حنيفة القصبي، وجعفر بن أحمد بن سنان، والفضل بن مُحَمَّد الجندي، وسهل بن أَحْمَد بن عثمان الواسطي، وعمر بن أيوب السقطي، وأَحْمَد بن يَحْيَى بن زهير التستري، وموسى بن سهل الجوني، وعلي بن العباس المقانعي، وأبا القاسم البغوي، وأبا بَكْر بْن أَبِي داود، وخلقًا كثيرًا من الغرباء أمثالهم. وكان فهمًا حافظًا. ورد بغداد وَحَدَّثَ بِها فرَوَى عَنْهُ من القدماء: الدارقطني، ويُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ وابن الثلاج، وحَدَّثَنَا عنه علي بْن أَحْمَد الرزاز، وأَبُو نعيم الحافظ، والْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرّزّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ الْوَاسِطِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّقَّاءِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، حدّثنا أبو موسى الأنصاريّ، حدّثنا أبو معاوية، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأَنْ أَجْلِسَ عَلَى جَمْرٍ فَيَحْرِقُ ثَوْبِي، ثُمَّ يَحْرِقُ جِلْدِي، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ عَلَى القبر»
لم يرفعه عن الأعمش غير أَبِي مُعَاوِيَةَ.
حَدَّثَنَا القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن علي قَالَ: قَالَ لنا أبو مُحَمَّد بن السقاء: رأيت أسلم بن سهل ولم أسمع منه.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ قَالَ: سَمِعْتُ أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ الْحَافِظَ يَقُولُ: الَّذِينَ وَقَعَ عَلَيْهِمُ اسْمُ الْخِلافَةِ ثَلاثَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لآدَمَ: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُ فِيهَا لأَنَّهُ خَلَقَهُ لِلأَرْضِ خَلِيفَةً فِيهَا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى لِدَاوُدَ:
إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ
وَأَجْمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ عَلَى خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ
__________
[1] 5270 انظر: الأنساب، للسمعاني 7/90.(10/129)
قالوا لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، وَلَمْ يُسَمَّ أحد بعده خليفة، وقيل إِنَّهُ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَلاثِينَ أَلْفِ مُسْلِمٍ كُلٌّ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، وَرَضَوْا بِهِ من بعده، رضي الله عنهم وإِلَى حَيْثُ انْتَهَيْنَا، قِيلَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.
حَدَّثَنِي القاضي أبو العلاء الواسطي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد بن السقاء يذكر أنه لما ورد بغداد بأخرة حدثهم مجالسه كلها بحضرة أبي الْحُسَيْن بن المظفر، وأبي الْحَسَن الدارقطني من حفظه، قَالَ أبو العلاء ثُمَّ سَمِعْتُ ابن المظفر والدارقطني يَقُولان: لَم نر مع أبي مُحَمَّد بن السقاء كتابًا، وإنما حَدَّثَنَا حفظًا- أو كما قَالَ-.
وحَدَّثَنَا أبو العلاء مرة أخرى قَالَ: قَالَ لنا أبو مُحَمَّد بن السقاء: حدثتهم ببغداد وما رأوا معي كتابًا، قَالَ أبو العلاء: فلما اجتمعت ببغداد مع أبي الْحُسَيْن بن المظفر وأبي الْحَسَن الدارقطني ذكرت لَهما ذلك. فقَالا: صدق، وما أخذنا عليه خطأ في شيء رواه، غير أنه حدث عن أبي يعلى عن بِشْر بن الوليد عَنْ أَبِي يُوسُفَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ الأعمش حديث السماسرة، وفي القلب من هذا الحديث شيء. قَالَ أبو العلاء: فلما عدت إلى واسط أعدت هذا القول على ابن السقاء فأخرج إلي قمطرًا من حديث أبي يعلى الموصلي وأراني الحديث عنه في أصله بِخط الصبا، فأوقفت عليه جماعة من أهل البلد- أو كما قَالَ- وَقَدْ أَخْبَرَنَا بالحديث أبو نعيم الحافظ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ- وما كتبته إلا عنه- حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا أَبُو يوسف عَن أبي حنيفة عَن سليمان بن مهران الأعمش، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ سَأَلْتُ الْقَاضِي أَبَا الْعَلاءِ الْوَاسِطِيَّ عنه فحدثنيه من حفظه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْمُثَنَّى- وَأَنَا أَسْمَعُ وَهُوَ يَسْمَعُ- عَنْ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي وائل، عن قيس، عن أَبِي غَرْزَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَبَايَعُ فِي الأسواق، وكنا نسمى السماسرة، فسمانا باسم وهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنِ اسْمِنَا فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَالأَيْمَانُ، فشوبوه بالصّدقة» [1] .
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3326. وسنن ابن ماجة 2145. وسنن النسائي 7/14.
ومسند أحمد 4/6. والمستدرك 2/6.(10/130)
قَالَ لي أبو العلاء: كتبه عن ابن السّقّاء ببغداد ابن المظفر، والدّارقطنيّ، وغيرهما من الحفاظ، وَكَتَبَهُ عَنِّي أبو عَبْدُ اللَّه بْنُ بَكِيرٍ، ثم أخرج إلى أبو العلاء كتاب ابن بكير بِخطه وفيه هذا الحديث قد كتبه عن أبي العلاء مع عدة أحاديث.
سألت أبا العلاء عن وفاة ابن السقاء فَقَال: توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
5271 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه، أبو مُحَمَّد الجرجاني [1] :
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بِها عَن مُحَمَّد بن مأمون الْمَرْوَزِيّ. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي.
حدّثنا محمّد بن علي بن يعقوب، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن محمّد ابن عُبَيْدِ اللَّهِ الْجُرْجَانِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ لِلْحَجِّ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَأْمُونِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيِّ، حدّثنا عمرو بن عمران المروزيّ، حدّثنا الحصين بن المثني المروزيّ، حدّثنا الفضل بن موسى السناني، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مَيْسَرَةَ- مَرْوَزِيٌّ- عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ» [2] .
5272- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد، أبو مُحَمَّد يعرف بابن الوتد:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأشناني. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بن عمر بن بكير المقرئ.
5273 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن بلال، أبو منصور الدقاق:
من أهل الجانب الشرقي. حدث عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وَالحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة، وَيحيى بْن محمّد بن صاعد، ومحمّد ابن إِبْرَاهِيمَ بن نيروز، وأبي بكر النيسابوري، حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بن علي بن التوزي، وقَال لنا: سَمعت منه في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
أخبرني ابن التوزي، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِلالٍ الدَّقَّاقُ- جَارُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الْقَطَّانُ فِي سُوقِ يَحْيَى وكان ثقة مذكورا بالصلاح-.
حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثنا محمّد بن هاشم البعلبكي، حدّثنا بقية
__________
[1] 5271 الجرجاني: هذه النسبة إلى بلدة «جرجان» وهي بلدة حسنة (الأنساب 3/221) .
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 21272. ومصنف ابن أبي شيبة 2/96.(10/131)
ابن الوليد، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ شيبان قال: سمعت أبا العلاء يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ لَهُ الْجَارُ السُّوءُ يُؤْذِيهِ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ، وَيَحْتَسِبُهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللَّهُ بِحَيَاةٍ أَوْ بِمَوْتٍ» [1] .
5274 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عقبة، أبو مُحَمَّد الْقَاضِي [2] :
سَمِعَ أبا بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ النيسابوري. حَدَّثَنَا عنه أبو القاسم الأزهري، وكان ثقة مأمونا.
حدّثني الأزهري، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن أحمد بن عقبة، أخبرنا أبو بكر عبيد اللَّه بن مُحَمَّد بن زياد النيسابوري، حَدَّثَنَا أحمد بن يوسف السلمي، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ، وَأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.
سمعت البرقاني يَقُول: أبو مُحَمَّد بن عقبة القاضي نبيل جليل جدًا. حَدَّثَنِي ابن التوزي قَالَ: توفي أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عقبة الْقَاضِي يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمانين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: توفي الْقَاضِي أبو مُحَمَّد بن عقبة يوم الجمعة وقت طلوع الشمس، وأخرجت جنازته قبل الصلاة، ودفن بِحذاء سوق الغنم يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمانين وثلاثمائة، وكان ثقة مأمونًا ذا هيئةٍ.
5275 عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ محارب بن عمرو بن عامر بن لاحق بن شهاب، أبو مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الإصطخريُّ [3] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ أَبِي خليفة الْفَضْل بْن الحباب الجمحي، وزكريا بْن يَحْيَى الساجي، وعبد اللَّه بن أدران الشيرازي وخلق كثير من الغرباء. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، والْقَاضِيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ، وَأبو الْقَاسِم التنوخي، وأَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ قُطَيْطٌ، وأبو منصور محمّد بن عيسى
__________
[1] 5273 انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/244. والجامع الكبير 5222. وكنز العمال 24893.
[2] 5274 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/346.
[3] 5275 انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 4576.(10/132)
الهمذاني، وغيرهم. وأكثر مما يروي عنهم مجهولون لا يعرفون، وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري، حدّثنا أبو محمّد عبد الله ابن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاريّ الأوسي- ببغداد- حدّثنا زكريا ابن يحيى السّاجي- بالبصرة- حدّثنا محمّد بن المثني الغنويّ، حدّثنا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّيَمُّمِ فَقَالَ: «ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ» [1] .
سألت الصيمري عن حال هذا الشيخ فقَالَ: أظنهم تكلموا فيه، وقد أخبرنا عن أبي خليفة بأحاديث كأنها مقلوبة.
أَخْبَرَنَا التنوخي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد بن محارب الإصطخري- في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة- قال: ولدت بالإصطخر سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أبي خليفة، وزكريا الساجي، وغيرهما بالبصرة في سنتي ثلاث وأربع وثلاثمائة، وسمعت بفارس، وكرمان، والأهواز، والكور، وأرَّجان، والساحل، والبصرة، وواسط، وبغداد، والشام، ومكة، ودخلت مصر فسمعت بِها، وخلفت أكثر كتبي السماعات بِمصر مودعة هناك.
قَالَ التنوخي: وسمعنا منه في داره بسوق الدواب، ودرب الغابات من الجانب الشرقي.
5276 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن اليسع بن طالب بن حرب بن عاصم بن فياض بن بشير، أبو القاسم القارئ الأنطاكي [2] :
سكن بغداد وحدث بِها عن أبي عروبة الحراني، والْحُسَيْن بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن أبي عجرم، وعبد العزيز بن سليمان الحرملي، وقاسم بْنُ إِبْرَاهِيمَ الملطي، والْحَسَن بن أَحْمَد بن فيل الأنطاكي، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن صفوان الإمام، وموسى بن مُحَمَّد بن هاشم الديلمي، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن السندي الحافظ.
حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو مُحَمَّد الخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وأحمد بن علي التوزي، وهو نسبه لي.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/263. وصحيح ابن خزيمة 266، 267.
[2] 5276 انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 4574.(10/133)
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اليسع البغداديّ القاري- ساكن أنطاكية، قدم علينا بغداد- حدّثنا الحسن بن أحمد ابن إبراهيم بن فيل البالسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنٌ، حدّثنا سويد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، وَانْتَهَيْتُ فَرَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بَيْنِي وَبْيَنَهُ حِجَابٌ بَارِزٌ، فَرَأَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى رَأَيْتُ تَاجًا مَخُوصًا مِنْ لُؤْلُؤٍ» [1] .
قَالَ أَبُو الْعَلاءِ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْيَسَعِ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي جُمْلَةِ أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْ جَمِيع النُّسْخَةِ وَقَالَ: وَهِمْتُ إِذْ رَوَيْتُهَا عَنِ ابْنِ فِيلٍ، وَإِنَّمَا حَدَّثَنِي بِجَمِيعِهَا قَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَلَطِيُّ عَنْ لُوَيْنٍ.
قَالَ لنا التنوخي: سألت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْيَسَعَ الأَنْطَاكِيُّ عن مولده فقال:
ولدت سنة ثلاثمائة.
سألت الأزهري عن ابن اليسع القاري فَقَال: ليس بحجة، كنت تقعد معه ساعة فيَقُول لك: قد ختمت ختمة مذ قعدت، أو كلاما هذا معناه.
حدّثني التنوخي قال: توفي أبو القاسم بن اليسع يوم الجمعة ثاني ذي الحجة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وقَال لنا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اليسع القاري الأنطاكي، وقد كف بصره، والقول الأول أصح إن شاء اللَّه. ومثله ذكر غير التنوخي.
5277 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عبيد بْن زياد بْن مهران بن البحتريّ، أبو القاسم الشاهد المعروف بابن الثلاج [2] :
وهو حلوانيُّ الأصل حدث عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي، وأبي بكر بْن أَبِي دَاوُد، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن أبي شيبة، وأَحْمَد بن إسحاق بن البهلول، وأحمد بن محمّد ابن المغلس، ويَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد ومن في طبقتهم وبعدهم.
وكان يذكر أن مولده على ما وجده بخط أبيه مكتوبًا لسبع خلون من جمادى
__________
[1] انظر الحديث في: الدر المنثور 4/152.
[2] 5277 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/389. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 4575.(10/134)
الأولى سنة سبع وثلاثمائة، وقَالَ: سمعت الحديث وحضرت المجالس مع أبي في سنة أربع عشرة وثلاثمائة. حَدَّثَنَا عنه القضاة الثلاثة، أَبُو العلاء الواسطي، والصيمري، والتنوخي، وأَحْمَد بن علي التوزي، والأزهري، والعتيقي.
حَدَّثَنِي التنوخي قَالَ: قَالَ لنا ابن الثلاج: ما باع أحد من أسلافنا ثلجًا قط، وإنما كانوا بِحلوان، وكان جدي عبد اللَّه مترفًا فكان يجمع في كل سنة ثلجًا كثيرًا لنفسه ويشربه، فاجتاز الموفق- أو غيره من الخلفاء- فطلب ثلجًا فلم يوجد إلا عند جدي فأهدى إليه منه فوقع منه موقعًا لطيفًا، وطلبه منه أيامًا كثيرةً طول مقامه فكان يحمله إليه فقَال: اطلبوا عبد اللَّه الثلاج، واطلبوا ثلجًا من عند عبد اللَّه الثلاج، فعرف بالثلاج وغلب عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: عبد اللَّه بن مُحَمَّد المعروف بابن الثلاج البغدادي كان معروفا بالضعف، سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني وجماعة من حفاظ بغداد يتكلمون فيه ويتهمونه بوضع الأحاديث وتركيب الأسانيد.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت الدّارقطنيّ يقول: هاهنا شيوخ قد خرجوا الحديث ورووه، واللَّه ما حضروا معنا في مجلس ولا رأيناهم عند محدث، يشير بذلك إلى ابن الثلاج.
ذَكَرَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ أَنَّهُ سَأَلَ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنِ ابْنِ الثَّلاجِ فَقَالَ: لا تشتغل به، فو الله ما رأيته في مجلس من مجالس العلم إلا بعد رجوعي من مصر، ولا رأيت له سماعًا في كتاب أحد، ثم لا يقتصر على هذا حتى يضع الأحاديث والأسانيد ويركب، وقد حدثت بأحاديث، فأخذها وترك اسمي واسم شيخي وحدث بِها عن شيخ شيخي.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت أبا عُمَر بْن حيويه يَقُول: كان شيوخنا يقولون: لو روى كتاب يعقوب بن شيبة على باب حمام لوجب أن يكتب، قَالَ الأزهري: فكان ذلك في نفسي إلى أن بلغني أنه- أو بعضه- عند ابن الثلاج، فمضيت إليه وقرأت عليه شيئًا منه.
ثم ذكرت ذلك لأبي الفتح بن أبي الفوارس فَقَالَ: كذب واللَّه، ما سمعه وإنما صار إليه كتاب لبعض أصحاب الحديث- سماه أبو الفتح- فروى عنه- أو كما قَالَ.(10/135)
سمعت الأزهري يَقُول: كان ابن الثلاج يضع الحديث على سليمان الملطي وعلى غيره.
ورأيت الأزهري حرق شيئًا من حديث ابن الثلاج، وأخذت بعض أصوله عنه فسألته أن أقرأه عليه فامتنع أشد الامتناع. وقَالَ: لا أحدث عنه، فلم أزل أسأله حتى أذن لي فقرأته عليه، ووهب لي أصله ذلك.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: ذكر لي أبو عبد اللَّه بن بكير أن أبا سعد الإدريسي لَمَّا قدم بغداد قَالَ لأصحاب الحديث: إن كان هاهنا شيخ له جموع وفوائد وتخريج فأفيدوني عنه؛ فدلوه على أبي القاسم بن الثلاج، فلما اجتمع معه أخرج إليه جمعه لِحديث قبض العلم، وإذا فيه حَدَّثَنِي أبو سعد عبد الرحمن بن مُحَمَّد الإدريسي حديثًا، فقَالَ له الإدريسي أين سمعت من هذا الشيخ؟ فَقَالَ هذا شيخ قدم علينا حاجًا فسمعنا منه، فَقَالَ: أيها الشيخ أنا أبو سعد عبد الرحمن بن مُحَمَّد الإدريسي وهذا حديثي والله ما رأيتك ولا اجتمعت معك قبل هذا الوقت! فخجل ابن الثلاج.
قَالَ العتيقي: ثم اجتمعت مع أبي سعد الإدريسي فحَدَّثَنِي بِهذه القصة، كما حَدَّثَنِي بِها ابن بكير عنه.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: تُوُفِّي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه بن الثلاج فِي شهر ربيع الأول من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وكان مخلطًا في الحديث يدعي ما لم يسمع، ويضع الحديث.
حَدَّثَنَا التنوخي قَالَ: مات أَبُو القاسم بن الثلاج يوم الاثنين للنصف من شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، فيها مات أَبُو القاسم ابن الثلاج الشاهد يوم الاثنين الثامن عشر من شهر ربيع الأول فجأة وكان يحفظ، وانتقى عَلَيْهِ ابن مظفر، وكان كثير التخليط.
5278 عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الراذان، أبو مُحَمَّد الحربي:
حدث عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، وأَحْمَد بن إسحاق بن البهلول الْقَاضِي. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه الصيمري، والْحَسَن بن غالب المقرئ.(10/136)
أخبرنا الصيمري، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر بن الرّاذان- بالحربيّة- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ البهلول القاضي، حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
حَدَّثَنَا أبي عن مُحَمَّد بن مروان عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبي ليلى أن حذيفة بن اليمان كان بالمدائن، فحضره شهر رمضان فاستأذنه رجل من أصحابه أن يأتي أهله بالكوفة فيصوم عندهم، فقَال له حذيفة: آذن لك على أن لا تفطر ولا تقصر.
قَالَ لي الْحَسَن بن غالب: كان ابن الراذان ينزل في شارع العتابيين، وكان يستعمل العتابي وسمع معي منه جماعة أحدهم أبو الْحَسَن بن العتيقي.
5279 عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن حمدان، أبو الطيب القارئ السكري:
سَمِعَ أبا علي مُحَمَّد بن سعيد الحرّانيّ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار، وغيرهم.
حدّثنا عنه الأزهري، والعتيقي.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن حَمْدَانَ السُّكَّرِيُّ- فِي جَامِعِ المنصور- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عبد الرّحمن بن إبراهيم البشيري- بالرقة- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا سعيد بن بزيع، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ الله بن أبي جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَقُولَ إِنِّي أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» [1] .
سَأَلْتُ الأَزْهَرِيَّ عَنِ ابْنِ حَمْدَانَ فَقَالَ: كَانَ جَارَنَا وَحَدَّثَنَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارِ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ أَبُوهُ سَافَرَ بِهِ إِلَى الرَّقَّةِ فَسَمِعَ مِنَ ابْنِ سَعِيدٍ الْحَرَّانِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً.
5280- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عبد اللَّه، أبو مُحَمَّد الضرير المقرئ:
من أهل الجانب الشرقي ناحية الرصافة، حدث عَنْ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، ومُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، ومُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بن حرب، وعلي بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ، ومكرم بن أَحْمَد الْقَاضِي، وعلي بن مُحَمَّد بن الزبير الْكُوفِيّ، وحمزة بن مُحَمَّد العقبي. حَدَّثَنِي عنه الأزهري، والعتيقي، والتنوخي.
__________
[1] 5279 انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/193، 6/71، 92. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل 167. وفتح الباري 8/294.(10/137)
حَدَّثَنِي التنوخي قَالَ: قَالَ لي عبد اللَّه بن مُحَمَّد أبو مُحَمَّد الضرير: ولدت بعد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، ولست أحق في أي سنة، وسمعت في سنة خمس وثلاثين وما بعدها.
قَالَ مُحَمَّد بن أبي الفوارس: مات عبد اللَّه بن مُحَمَّد الضرير المقرئ في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان فيه تساهل، وكان فيه صلاح، ولَم يكن في الحديث بذاك.
5281 عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ قيس، أبو الْحَسَن البزاز [1] :
سَمِعَ مُحَمَّد بن مَخلد العطار، وأبا الْحُسَيْن بن المنادي، وأبا العباس بن عقدة.
حَدَّثَنَا عنه عبد العزيز الأزجي، ومُحَمَّد بن محمّد المقدسي، والعتيقي.
وسألت الأزجي عنه فَقَال: ثقة.
أَخْبَرَنَا العتيقي قَالَ: سنة خَمس وتسعين وثلاثِمائة فيها توفي أبو الْحَسَن عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن قيس البزاز في شوال وكان ثقة.
5282 [2] عبد اللَّه بن مُحَمَّد، أبو مُحَمَّد البخاري المعروف بالبافي [3] :
سكن بغداد وكان من أفقه أهل وقته على مذهب الشافعي، وله معرفة بالنحو والأدب، مع عارضة وفصاحة، وكان حسن المحاضرة، بليغ العبارة، حاضر البديهة، يَقُول الشعر المطبوع من غير كلفة، ويعمل الخطب، ويكتب الكتب الطويلة من غير روية.
حَدَّثَنِي البرقاني قَالَ: قصد أبو مُحَمَّد البافي صديقًا له ليزوره فلم يَجده في داره، فاستدعى بياضًا ودواة فكتب إليه:
كم حضرنا فليس يقضي التلاقي ... نسأل اللَّه خير هذا الفراق
إن أغب لم تغب وإن لم تغب غب ... ت كأن افتراقنا باتفاق
أنشدني الْقَاضِي أبو القاسم التنوخي قَالَ: أنشدني أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن محمّد البافي لنفسه:
__________
[1] 5281 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/47.
[2] 5282 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/63. ويتيمة الدهر 2/289. وطبقات الشافعية للسبكي 2/233. والأعلام 4/120، 121.
[3] البافي: هذه النسبة إلى «باف» وهي إحدى قرى خوارزم (الأنساب 2/47) .(10/138)
ثلاثة ما اجتمعن في رجل ... إلا وأسلمنه إلى الأجل
ذل اغتراب وفاقة وهوى ... وكلها سائق على عجل
يا عاذل العاشقين إنك لو ... أنصفت رفهتهم عن العذل
فإنهم لو عرفت صورتهم ... عن شغل العاذلين في شغل
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أبو الطيب الطبري قَالَ: كتب أبو مُحَمَّد البافي إلى صديق له يستنجزه موعدًا:
توسع مطلي والزمان يضيق ... وأنت بتقديم الجميل حقيق
فإما نعم يَحْيَى الفؤاد نجاحها ... وإما إياس بالغريب رفيق
فإن مرجى البر في الأسر موثق ... وإن طليق اليأس منك طليق
حَدَّثَنِي الخلال وابن التوزي قَالَا: مات عبد اللَّه بن مُحَمَّد البافي الفقيه في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
قَالَ ابن التوزي: يوم الثلاثاء الرابع عشر من المحرم.
وقَالَ لي العتيقي: توفي أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن مُحَمَّد البافي الشافعي في النصف من المحرم سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
5283 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن هلال، أبو بكر الضبي، ويعرف بالحنائي [1] :
نزل دمشق وحدث بِها عن الْحُسَيْن بن يَحْيَى بن عياش القطان، ويعقوب بن عبد الرّحمن الدّعا، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرّزّاز، وأبي الحسين ابن الأشناني، وأبي عمرو بن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي. حَدَّثَنَا عنه أبو علي الحسين بن علي بْنُ إِبْرَاهِيمَ المقرئ الأهوازي، وأبو القاسم الحنائي وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ- كِلاهُمَا بِدِمَشْقَ- قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بن هلال الضّبّيّ البغداديّ- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدعاء الجصاص، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَافَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى الجمعة فليغتسل» [2] .
__________
[1] 5283 الحنائي: هذه النسبة إلى بيع الحناء، وهو نبت يخضبون به الأطراف (الأنساب 4/244) .
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 492، 493، 495. وسنن ابن ماجة 1088. ومسند أحمد 2/41، 42، 53، 75، 101، 115، 141، 145. والمعجم الكبير 12/376، 383، 429.(10/139)
قَالَ لِي الأهوازي: مات أَبُو بَكْرٍ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي الضّبّيّ المعروف بالحنّائيّ سنة إحدى وأربعمائة.
5284 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحُسَيْن بْنِ عَلِيِّ بن جعفر بن عامر، أبو مُحَمَّد الأسدي، المعروف بابن الأكفاني [1] :
حدث عن الْقَاضِي المحاملي، وأَحْمَد بن علي الجوزجاني، ومُحَمَّد بن مخلد، وابن عياش الْقَطَّان، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبي العباس بن عقدة، ومحمّد ابن إِسْمَاعِيل الفارسي، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمرو البزار، وإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، وعمر بن الْحَسَن الشيباني، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، ومُحَمَّد بن طلحة النعالي وعبد العزيز بن علي الأزجي، والتنوخي، وعبد الكريم بن علي السني.
وقَالَ لي التنوخي: قَالَ لي أبو إسحاق الطبري: من قَالَ إن أحدًا أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار غير أبي مُحَمَّد الأكفاني فقد كذب.
وقَالَ لي التنوخي: وَلِيَ ابن الأكفاني قضاء مدينة المنصور، ثم ولي قضاء باب الطاق وضم إليه سوق الثلاثاء ثم جمع له قضاء جميع بغداد في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
سمعت عبد الواحد بن علي الأسدي ذكر ابن الأكفاني فَقَال: لَمْ يكن في الحديث شيئًا، لا هو ولا أبوه.
وقد سمعت غير عبد الواحد يثني عليه في الحديث ثناءً حسنًا، ويذكره ذكرًا جَميلًا، فاللَّه أعلم.
حَدَّثَنِي العتيقي قَالَ: سنة خمس وأربعمائة فيها توفي القاضي أبو محمّد الأكفاني في صفر ليلة الجمعة لعشر خلون منه، ومولده يوم السبت السادس من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة.
وهذا القول وهم والصواب في حديثي التنوخي قَالَ: قَالَ لنا ابن الأكفاني: مولدي لثمان خلون من ذي القعدة من سنة ست عشرة وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي الخلال وابن التوزي والتنوخي قَالُوا: توفي القاضي أبو محمّد الأكفاني ليلة الجمعة لعشر بقين من صفر سنة خمس وأربعمائة. قَالَ الخلال: ودفن في داره بنهر البزارين.
__________
[1] 5284 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/107.(10/140)
5285 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحسن بن الفلو، أبو بكر الكتبي:
سمع أبا بكر النجاد، وأَحْمَد بن عبد الرحمن المعروف بالوالي- كتبت عنه وكان سماعه صحيحا- وأبو بكر ابن الفلو في سنة ثمان وأربعمائة في أصحاب السقط.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهِ النَّجَّادِ- إِمْلاءً- فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وثلاثمائة- قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مُكْرِمٍ- وَأَنَا أسمع- قال: حدّثنا عثمان ابن عمر، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ حَتَّى سَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ حَتَّى كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَتِهِ فَقَالَ: «يَا كعب ضع من دينك هكذا» [1] . فأشار إلى الشطر.
قال نعم، كذا في الأصل عن عبيد اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
5286- عبد اللَّه بن مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد، أبو القاسم البزاز، يعرف بالْمُنيري:
سمع أبا بَكْر الشَّافِعِيّ، وعُمر بْن جَعْفَر بْن سلم، وابن مالك القطيعي. كتبت عنه وكان صدوقًا فاضلًا فقيهًا على مذهب الشافعي.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم المنيري- في سنة خَمس عشرة وأربعمائة- حدّثنا عمر بن جعفر ابن سلم، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الكريم الرّازيّ- بأصبهان- حدّثنا عمر أبو زرعة، حدّثنا العبّاس بن الوليد الدّمشقيّ، أَخْبَرَنِي أبي عن الأوزاعي قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن عامر قَالَ: أعطي داود عليه السلام من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط، حتى أن كان الطير والوحش لتعكف حوله حتى يموت عطشًا وجوعًا، وأن الأنهار لتقف!!
5287- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن أَبِي عبد اللَّه نصر، أبو مُحَمَّد البسطامي. الفقيه الشافعي:
نزيل بلخ، قدم بغداد وسمعنا منه كتاب «الغنية عن الكلام» تأليف أبي الخطّاب، رواه لنا عن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن العبّاس الفقيه الحنفيّ عن أبي الخطّاب وذلك في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وكان ثقة.
__________
[1] 5285 انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/124، 127، 3/160، 162، 245. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 20، 21.(10/141)
5288 عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن مكي بن عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبو مُحَمَّد السواق المقرئ، يعرف بابن ماردة [1] :
سمع أبا الحسين بن كيسان، وأبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ عبيد العسكري.
كتبنا عنه، وكان صدوقًا دَيِّنًا يسكن نَهر القلائين.
أَخْبَرَنَا ابْنُ السّوّاق، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كيسان النّحويّ، أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ هَانِئ بْنِ عُثْمَانَ عَن حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ عَنْ يَسِيرَةَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُنَّ أَنْ يُرَاعِينَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ، وَالتَّهْلِيلِ، وَأَنْ يَعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ، فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ.
مَاتَ ابْنُ السَّوَّاقِ في يوم الأحد الثالث عشر من ذي القعدة سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن في يوم الاثنين غد ذلك اليوم في مقبرة باب حرب.
5289- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن أَحْمَد، أبو القاسم الأصبهاني، المعروف بالرقاعي:
سمع بأصبهان أبا بكر أَحْمَد بن موسى بن مردويه ونحوه، وبالبصرة القاضي أبا عمر عبد الواحد الهاشمي، وببغداد جَماعة من هذه الطبقة. وأقام ببغداد وحدث بِها شيئًا يسيرًا، علقت عنه أحاديث وكان لا بأس به.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الرقاعي، حَدَّثَنَا أبو بكر أَحْمَد بن موسى الحافظ- بأصبهان- حدّثنا أبو عمرو بن حكيم، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ، حدّثنا محمّد ابن مصفى، حدّثنا بقية بن الوليد، حدثنا هشام بن عبيد الله الرازي.
قال أبو حاتم: وحَدَّثَنَا هشام بن عبيد اللَّه، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ميراث العلم خير من الذهب، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ، ولا يستطاع العلم براحة الجسد.
مات أبو القاسم الرقاعي ببغداد في شهر رمضان من سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكنت إذا ذاك في برية السماوة قاصدًا دمشق، لما خرجت إلى الحج.
__________
[1] 5288 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/337.(10/142)
5290 عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد ابن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة بن جشم بن وائل بن مهامة بن تيم اللَّه بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن علي بن بكر بن وائل، أبو مُحَمَّد الأصبهاني المعروف بابن اللبان [1] :
أحد أوعية العلم، ومن أهل الدين والفضل، سمع بأصبهان أبا بكر بن المقرئ، وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قُوله، وعلي بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مِيلة، وغيرهم.
وسمع ببغداد أبا طاهر المخلص، وبِمكة أبا الْحَسَن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن فراس وكان ثقة.
صحب الْقَاضِي أبا بكر الأشعري ودرس عليه أصول الديانات، وأصول الفقه، ودرسَ فقه الشافعي عَلَى أَبِي حامد الإسفراييني، وقرأ القرآن بعدة روايات، وولي قضاء إيذج [2] وحدث ببغداد فسمعنا منه، وله كتب مصنفة، وكان من أحسن الناس تلاوة للقرآن، ومن أوجز الناس عبارة في المناظرة، مع تدين جَميل، وعبادة كثيرة، وورع بَيِّن، وتقشف ظاهر، وخلق حسن.
وسمعته يَقُول حفظت القرآن ولي خمس سنين، وأحضرت عند أبي بكر بن المقرئ، ولي أربع سنين، فأرادوا أن يسمعوا لي فيما حضرت قراءته، فقَال بعضهم إنه يصغر عن السماع، فقَال لي ابن المقرئ: اقرأ سورة الكافرين فقرأتُها، فَقَال اقرأ سورة التكوير فقرأتها، فقَال لي غيره اقرأ سورة والمرسلات فقرأتها ولم أغلط فيها، فقَالَ ابن المقرئ: سمعوا له والعهدة عَليّ، ثم قَالَ: سمعت أبا صالح صاحب أبي مسعود يَقُول: سمعت أبا مسعود أَحْمَد بن الفرات يَقُول: أتعجب من إنسان يقرأ سورة المرسلات عن ظهر قلبه ولا يغلط فيها!! وحكي أن أبا مسعود ورد أصبهان، ولم يكن كتبه معه، فأملى كذا كذا ألف حديث عن ظهر قلبه، فلما وصلت الكتب إليه قوبلت بما أملى فلم يَختلف إلا في مواضع يسيرة.
أدرك ابن اللبان شهر رمضان من سنة سبع وعشرين وأربعمائة وهو ببغداد، وكان يسكن درب الآجر من نهر طابق، فصلى بالناس صلاة التراويح في جميع الشهر، وكان إذا فرغ من صلاته بالناس في كل ليلة، لا يزال قائمًا في المسجد يصلي حتى
__________
[1] 5290 انظر: طبقات السبكي 3/207. وتبيين كذب المفتري 261. والأعلام 4/121.
[2] في الأصل والمطبوعة: «أنزج» تصحيف.(10/143)
يطلع الفجر، فإذا صلّى الفجر دارس أصحابه، وسمعته يَقُول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلًا ولا نَهارًا، وكان ورده كل ليلة فيما يصلي لنفسه سبعًا من القرآن، يقرؤه بترتيل وتمهل، ولم أر أجود ولا أحسن قراءة منه.
مات أبو محمّد بن اللبان بأصبهان في جمادى الآخرة من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
5291- عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزقويه، أبو بكر:
سمع الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وأبا الْحَسَن بن لؤلؤ، ومُحَمَّد بن زيد ابن مروان، وأبا الحسين بن البواب، ومُحَمَّد بن المظفر، وأبا الْحَسَن الدارقطني، وإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الجلي، وأبا العباس البصير الرازي.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا. وكان قد انتقل عن بغداد وسكن قرية يقَالُ لَها طسفونج على دجلة من الجانب الشرقي حذاء النعمانية، وكان يقدم إلى بغداد في الأحيان وبها سمعت منه.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ رِزْقَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، حدّثنا زكريا ابن يحيى السّاجي، حدّثنا الحسين بن علي بن راشد الواسطيّ، حدّثنا هشيم بن سيّار، عن أبي الحكم بن جَبْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْهِنْدِ، فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهَا أَتْعَبْتُ فِيهَا نَفْسِي، وَقَالَ فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ.
مات ابن رزقويه بطسفونج في ذي القعدة من سنة ثَمان وأربعين وأربعمائة.
5292 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن بندار، أبو مُحَمَّد الحذاء المقرئ، ويعرف بابن الخفّاف:
سمع أبا حفص بن الزيات، ومُحَمَّد بْن المظفر، وأبا بكر بْن إِسْمَاعِيل الوراق، وأبا حفص بْن شاهين، ويوسف القواس. كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا ومسكنه بدرب علي الطويل من نهر الدجاج، وأبوه كان من أهل الكرخ سكن بغداد، وولد له عبد اللَّه بِها.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمّد الحذّاء، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بْن المستفاض الفريابي، حدّثنا عمرو بن حفص(10/144)
الدّمشقيّ، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلْمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ:
«فِيمَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ ونفخ الروح فيه» [1] .
وسألته عن مولده، فقال: أظنه في سنة سبع وستين وثلاثمائة. ومات في النصف من المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
5293 عبد اللَّه بن أَبِي عمرو مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حسكويه، أبو بكر النيسابوري:
سَمِعَ أبا الْحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّد الخفاف، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن عبدوس المزكي، ومن بعدهما، وقدم علينا في سنة سبع وأربعين وأربعمائة، فحدث ببغداد وكتبنا عنه، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا ابن حسكويه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ- بِنَيْسَابُورَ- أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ فِي بَيْتِي قَطُّ.
سألته عَنْ مولده فَقَالَ: ولدت فِي سنة ست وثمانين وثلاثمائة وخرج إلى خراسان في سنة ثَمان وأربعين، وعاد إلى بغداد في سنة تسع وأربعين وأربعمائة، إلا أنه لَم يُحدث في هذه المرة بشيء بتة، ومكث مدة ثم خرج إلى نيسابور.
وبلغني أنه مات في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
5294 عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن عمر بن أَحْمَد بن المجمع بن مجيب بن معبد بن بحر، أبو مُحَمَّد الصريفيني [2] المعروف والده بِهزارمرد:
ولد ببغداد في ليلة صبيحتها يوم الجمعة لست خلون من صفر سنة أربع وثلاثمائة- سمعته يذكر ذلك- وسمع أبا القاسم بْن حبابة، وأبا حفص الكتاني، وأبا طاهر المخلص ومُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أخي ميمي، وَمحمد بْن عُمَر بْن زنبور الوراق، وأبا القاسم بن الصيدلاني، وأمة السلم بنت أَحْمَد بن كامل، وغير واحد مِمن بعدهم.
__________
[1] 5292 انظر الحديث في: تاريخ ابن عساكر 7/254. وكنز العمال 32118.
[2] 5293 الصريفيني: هذه النسبة إلى «صريفين» قريتين: إحداهما من أعمال واسط، والثانية ببغداد (الأنساب 8/58، 59) .(10/145)
وكان خطيب صريفين، وقدم بغداد دفعات، وحدث بِها فكتبت عنه وكان صدوقًا.
ذكر من اسمه عبد اللَّه واسم أبيه موسى
1] 5295- عبد اللَّه بن موسى بن شيبة، أبو مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ [1] :
روى عن إِسْمَاعِيل بن قيس بن زيد بن ثابت الْأَنْصَارِيّ، ومصعب بن عبد اللَّه النوفلي، وإِبْرَاهِيم بن صرمة الْأَنْصَارِيّ.
قَالَ ابْن أَبِي حاتم: سألت أَبِي عنه فَقَالَ: هذا شيخ كان بِحلوان محله الصدق.
قلت: روى عنه مُحَمَّد بن غالب التمتام، ومُحَمَّد بن هارون بن المجدر، وأبو القاسم البغوي. وذكر البغوي أنه سَمِع منه بالنهروان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ بَدْرٍ الْفَقِيهُ، حدّثنا أبو القاسم البندنيجي بالبندنيجين، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ وَصِيفٍ الْقَطَّانُ- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغويّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ- بالنهروان- حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ- مِنْ آلِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ بِيَمِينِهِ» [2] .
5296- عبد اللَّه بن موسى بن أَبِي هارون، أبو مُحَمَّد البغدادي:
حدث عن أبي الربيع الزهراني. روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد. قَالَ ذلك مُحَمَّد بن إسحاق بن يَحْيَى بن مندة الأصبهاني فِي كتاب «الأسماء والكنى» .
__________
[1] 5295- انظر: تهذيب الكمال 16/185- 186. والجرح والتعديل 5/ترجمة 771. وثقات ابن حبان 8/355. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 189. وتاريخ الإسلام، الورقة 47 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 189. وتهذيب التهذيب 6/45. والتقريب 1/454.
[2] انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 183. وتنزيه الشريعة 1/208. والفوائد المجموعة 488. ولسان الميزان 6/168. وميزان الاعتدال 8565. والكامل لابن عدي 6/362. وكنز العمال 14596.(10/146)
5297 عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن أَبِي عُثْمَان، أَبُو مُحَمَّد الأنماطي الدهقان، يعرف بابن بَلَعها:
حدث عَن يَحْيَى بْن مَعِين، والربيع بْن ثعلب، وموسى بْن مُحَمَّد بْن حيَّان وسهل ابن زنجلة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سهم الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله الأرزي، وإِبْرَاهِيم بن محمد بن عرعرة، وغيرهم. روى عنه عبد الباقي بن قانع، ودعلج بن أحمد، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين بن الفضل القان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن أَبِي عُثْمَان الدّهقان، حدّثنا الحسين بن يزيد الطحان، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اصْطَدْتُمُوهُ وَهُوَ حَيٌّ فَمَاتَ فَكُلُوهُ، وَمَا ألقى البحر طافيا ميتا فَلا تَأْكُلُوهُ» [1] .
أَخْبَرَنَا عليّ بْن مُحَمَّد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدثنا عبد الباقي بن قانع: أن عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن أَبِي عُثْمَان الدهقان مات في سنة تسع وثمانين ومائتين.
5298- عبد اللَّه بن موسى بن رامك، أبو القاسم النَّيْسَابُورِيّ:
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ مُحَمَّد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي، وأَحْمَد بن علي الخرّاز، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل. روى عَنْهُ الحاكم أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عُبَيْد اللَّهِ الحافظ النيسابوري.
وذكر أنه نزل بغداد وسمع بِها منه قَالَ: وتوفي بِها في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. حَدَّثَنِي بذلك مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَنِ الحاكم أَبِي عبد اللَّه.
5299 عبد اللَّه بن موسى بن الْحَسَن- وقيل: الْحُسَيْن- بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن كريد، أبو الْحَسَن السلامي [2] :
ذكر الحاكم أبو عبد اللَّه النيسابوري أنه سمع أبا مُحَمَّد بن صاعد وأقرانه، وقَال أبو سعيد الإدريسي: يروي عن الحسن بن إِسْمَاعِيل المحاملي، وأَحْمَد بن علي بن
__________
[1] 5297 انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 9/256. ونصب الراية 4/203.
[1] 2) 5299- انظر: اللباب 1/583. والأعلام 4/141.(10/147)
العلاء الجوزجاني، ونَهشل بن دارم، وحفص بن عمر الحافظ الأردبيلي، وغيرهم من أهل العراق، وخراسان، وما وراء النهر.
وقَالَ أبو عبد اللَّه الغنجار: روى عن مُحَمَّد بن هارون الحضرمي، ونِفطويه النحوي، وأبي عبيد المحاملي، ومُحَمَّد بن مخلد العطار.
حدث السلامي ببلاد خراسان، وبُخارى، وسمرقند، فحصل حديثه عند أهل تلك البلاد، وفي رواياته غرائب ومناكير وعجائب.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: عبد اللَّه بن موسى بن الْحُسَيْن بْنُ إِبْرَاهِيمَ السلامي كان من الرحالة في طلب الحديث، وتوفي بمرو سنة ست وستين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي الحسين بْن مُحَمَّد- أخو الخلال- عَن أَبِي سعد الإدريسي قال: عبد الله ابن موسى بن الْحَسَن بْنُ إِبْرَاهِيمَ السلامي أبو الْحَسَن البغدادي كان أديبًا شاعرًا جيد الشعر كثير الحفظ للحكايات والنوادر والأشعار، صنف كتبًا كثيرة في التواريخ، ونوادر الحكام، قدم علينا سمرقند قبل الخمسين والثلاثمائة، وخرج من عندنا إلى بلخ وحدث بِها، ثم رجع إلى سمرقند فحَدَّثَنَا بِها بعد الخمسين ثم خرج إلى بخارى، وأقام بِها إلى أن مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة كان صحيح السماعات، إلا أنه كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا، قَال: وكان أبو عبد اللَّه بن منده الأصبهاني الحافظ سيئ الرأي فيه، وما أراه كان يتعمد الكذب في فضله.
قرأت بِخط أبي عبد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد البخاري الحافظ المعروف بالغنجار: توفي عبد اللَّه بن موسى السلامي البغدادي ببخارى يوم الأحد في غرة المحرم سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
قلت: وهو الذي حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، وجرت لي معه بسببه القصة التي شرحناها فيما تقدم من الكتاب [1] .
5300 عبد اللَّه بْن مُوسَى بْن إسحاق بْن حمزة بْن عيسى بْن علي بْن عَبْد اللَّه بن العباس بْن عَبْد المطلب، أَبُو الْعَبَّاس الهاشمي [2] :
سَمع علي بن سراج الْمصْرِيّ، وحامد بن مُحَمَّد بن شعيب البلخي، والْحَسَن بن
__________
[1] انظر القصة في ترجمة رقم 1410 بالجزء الثالث.
[2] 5300 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/307.(10/148)
مُحَمَّد بن عنبر الوشاء، والْحَسَن بن الطيب البلخي، والْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عفير الْأَنْصَارِيّ، ومُحَمَّد بن جرير الطبري ومُحَمَّد بن عبدة البصري، وأبا خبيب البرتي، وإِسْمَاعِيل بن موسى الحاسب، وشعيب بن مُحَمَّد الذارع، والْحَسَن بن المخرمي، ومُحَمَّد بن مُحَمَّد الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وأبا بَكْر بْن أَبِي داود، وخلقا كثيرًا غيرهم. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بن طلحة النعالي، وأبو مُحَمَّد الخلال، والْقَاضِيان أَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي، والأزهري، والعتيقي، وعبد العزيز الأزجي، والْحَسَن بن علي الجوهري، وغيرهم.
قَال مُحَمَّد بن أبي الفوارس: كان فيه تساهل شديد. وقال الأزهري: كان عبد الله ابن موسى الهاشمي يضعف.
وسألت البرقاني عن أبي العباس الهاشمي فَقَالَ: ضعيف، وجدت له أصولًا رديئة.
حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: توفي أبو العباس الهاشمي في آخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة مستورًا من أهل القرآن، وكان عنده حديث كثير، ومضى على ستر وثقة وأمر جَميل.
أَخْبَرَنَا العتيقي قَالَ: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ يوم الأحد لسبع بقين من ذي الحجة، وكان ثقة مستورًا من أهل القرآن، ومن فضلاء المسلمين، رحمه اللَّه.
ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه مروان
5301 عَبْد اللَّه بْن مروان بْن مُحَمَّد بْن مروان بن الحكم بن أبي العبّاس، الأموي [1] :
ذكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حُميد الجهمي في كتاب «النسب» أن أباه كان جعله ولي عهده في الخلافة، فلما قتل مروان خرج عبد اللَّه إلى أرض النوبة فأقام بِها مدة، ثم رجع إلى الشام مستخفيًا، فأخذ في أيام المهدي وحمل إليه، فحبسه ببغداد حتى مات في الحبس.
__________
[1] 5301 انظر: الكامل لابن الأثير، أحداث سنة 161. وشذرات الذهب 1/184. ومعجم البلدان 1/471، 2/678. وأبو الفداء 1/212. والأعلام 4/137.(10/149)
5302 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، أَبُو شَيْخٍ الْحَرَّانِيُّ:
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ زهير بْن معاوية، ومُحَمَّد بن سلمة، وموسى بن أعين، وعيسى بن يونس. روى عنه إبراهيم بن الهيثم البلدي، وروح بن الفرج البزاز، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، وإسحاق بن الحسن الحربي، وقَال: كتبت عنه في مجلس مُحَمَّد بن سابق.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم: كتب عنه أبي ببغداد سنة ثلاث عشرة، وسمعت أبي يقول: هو ثقة.
حدّثنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ، حدّثنا جعفر ابن مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ.
وأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدّثنا جعفر بن شاكر، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ- أَبُو شَيْخٍ الحرّانيّ- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشًا، كَبْشًا.
5303 عبد اللَّه بن مروان، والد هارون بن عبد الله الجمّال:
روى عنه عن شعبة ابن الحجاج- إن كان الحديث بذلك محفوظًا- وراويه محمّد ابن علي بن العباس النسائي عن هارون عَنْ أَبِيهِ، وتفرد النسائي به، وقد ذكرناه فيما تقدم.
5304 عبد اللَّه بن مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر، أبو حذيفة الفزاري [1] :
حدث عَنْ أَبِيهِ، وعن سفيان بن عيينة وشداد بن عبد الرحمن الْأَنْصَارِيّ، والْحُسَيْن بن زيد بن علي العلوي، ومُحَمَّد بن عُمَر الواقدي. روى عنه أَبُو بكر بن أبي الدنيا، والْحَسَن بن عليل العنزي، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن الجعد الوشاء، وأبو زيد ابن طريف الْكُوفِيّ، وأبو القاسم البغوي. وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ- أَبُو أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ- أخبرنا ابن منيع،
__________
[1] 5304 الفزاري: هذه النسبة إلى فزارة، وهي قبيلة كان منها جماعة من العلماء والأئمة (الأنساب 9/297) .(10/150)
حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ عَبْد اللَّهِ بْن مَرْوَان بْن معاوية- في مجلس أبي خيثمة- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حُجَّةٌ.
5305 عبد اللَّه بن مروان بن أبي عصمة:
حدث عن زيد بن الحريش. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد العطّار.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي عصمة، حدّثنا زيد بن حريش الأهوازي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن ذكوان، حَدَّثَنِي ابْنٌ لأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَتَّجِرَ؟ قَالَ: «عَلَيْكَ بِالْبَزِّ» ثُمَّ سَأَلَهُ بِمَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَتَّجِرَ؟ ثَلاثًا قَالَ: «عَلَيْكَ بِالْبَزِّ، فَإِنَّ صَاحِبَ الْبَزِّ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ بِخَيْرٍ وَفِي خِصْبٍ» .
وَرَوَى ابْنُ جُمَيْعٍ الصَّيْدَاوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِصْمَةَ- وَهُوَ هَذَا الشَّيْخُ- وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ خَطَأٌ، وَسَنُعِيدُ ذِكْرَهُ، وَنُورِدُ حَدِيثَ ابن جميع، إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
ذكر من اسمه عبد اللَّه واسم أبيه المبارك
5306 عبد اللَّه بن المبارك، أبو عبد الرحمن الْمَرْوَزِيّ مولى بني حنظلة:
سمع هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد، وسليمان الأعمش، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وعبد اللَّه بن عون، ويَحْيَى بن سعيد الأنصاريّ، وموسى
__________
[1] 5306 انظر: تهذيب الكمال 3520 (16/5- 25) . والمنتظم، لابن الجوزي 9/58. طبقات ابن سعد 7/372، 520. وتاريخ ابن معين 2/328. ورواية ابن طهمان، ترجمة 323. وابن الجنيد، الورقة 27. وعلل ابن المديني 40. وطبقات خليفة 323. وتاريخه 146. والتاريخ الكبير 5/ترجمة 679. والصغير 2/225، 229. والكنى لمسلم، الورقة 67. والمعارف لابن قتيبة 511. وثقات العجلي، الورقة 31. والمعرفة ليعقوب 1/153، 155. وتاريخ واسط 121، 251. والجرح والتعديل 5/ترجمة 838. وثقات ابن حبان 7/7. والولاة والقضاة 368. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 97. وطبقات الصوفية 7، 44، 61، 125، 441. والسابق واللاحق 252. وموضح أوهام الجمع 2/200. وحلية الأولياء 8/162. وإكمال ابن ماكولا 7/313. والأنساب للسمعاني 4/251. ومعجم البلدان 1/66، 204. والكامل في التاريخ 5/479. وتهذيب النووي 1/285. ووفيات الأعيان(10/151)
ابن عقبة، وسعيد الجريري، ومعمر بن راشد، وابن جريج، وابن أَبِي ذئب، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، والأوزاعي، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد، وإِبْرَاهِيم بن سعد، وزهير بن معاوية، وأبا عوانة.
وكان من الربانيين في العلم، الموصوفين بالحفظ، ومن المذكورين بالزهد.
حدث عنه داود بن عبد الرحمن العطار، وسفيان بن عيينة، وأبو إسحاق الفزاري، ومعتمر بن سُلَيْمَان، ويحيى بن سعيد الْقَطَّان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد اللَّه بن وهب، ويَحْيَى بن آدم، وعبد الرزاق بن همام، وأبو أسامة، ومكي بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وموسى بن إِسْمَاعِيل، ومسلم بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وعبدان بن عثمان، ويعمر بن بشر، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ويَحْيَى بْن معين، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، والْحَسَن بْن الربيع البوراني، والْحَسَن بن عرفة، ويعقوب الدورقي، وإِبْرَاهِيم بن مجشر، وغيرهم.
قدم عبد اللَّه بغداد غير مرة وحدث بها.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن الْحُسَيْن بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر الباهلي قَالَ: عبد اللَّه بن المبارك الخراساني مولى بني عبد شمس، من بني سعد تميم.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد ابن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: عبد اللَّه بن المبارك أبو عبد الرحمن مولى بني حنظلة.
أَخْبَرَنِي محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا أبو العبّاس السّيّاري، حَدَّثَنَا عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن مصعب قَالَ: كانت أم عبد اللَّه بن المبارك خوارزمية، وأبوه تركي، وكان عبد الرجل من التجار من همذان من بني حنظلة، وكان عبد اللَّه إذا قدم همذان يخضع لولده ويعظمهم.
__________
3/32- 34. وسير أعلام النبلاء 8/336. والعبر 1/232 ن 236، 270. والكاشف 2/ترجمة 2975. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 178. وتاريخ الإسلام، الورقة 90 (آيا صوفيا 3006) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 315. وشرح علل الترمذي، لابن رجب 185.
والديباج 2/407. وغاية النهاية لابن الجزري 446. ونهاية السول، الورقة 185. وتهذيب التهذيب 5/382- 387. والتقريب 1/445. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3767.
وشذرات الذهب 1/295.(10/152)
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن علي بن السيبي، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن حمّاد بن سفيان الكوفيّ- بها- حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رزمة قَالَ:
سمعتُ أبي يَقُول: سمعتُ عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يَقُول: نظر أبو حنيفة إلى أبي فَقَال:
أدت أمه إليك الأمانة، وكان أشبه الناس بعبد الله.
حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد اللَّه قَالَ: ابن المبارك ثمان عشرة- يعني ولد سنة ثَمان عشرة-.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرّزّاز، حدّثنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا بشر بن موسى، حدثنا عمرو بن علي قال: ولد عبد اللَّه بن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنِي أبو أَحْمَد بن أبي عبد اللَّه الحمادي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن موسى بن حاتم الباشاني يَقُول: سمعت عبدان بن عثمان يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يَقُول: ولدت سنة تسع عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: سمعت بشر بن أبي الأزهر قَالَ: قَالَ ابن المبارك: ذاكرني عبد اللَّه بن إدريس السن فقَالَ: ابن كم أنت؟ فقلت: إن العجم لا يكادون يَحفظون ذلك، ولكن أذكر أني لبست السواد وأنا صغير عند ما خرج أبو مسلم. قَالَ: فقَال لي: وقد ابتليت بلبس السواد؟ قلت: إني كنت أصغر من ذلك، كان أبو مسلم أخذ الناس كلهم بلبس السواد. الصغار، والكبار.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ العبدوي- بنيسابور- أَخْبَرَنَا أبو الطيب مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حمدون الذهلي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُول: سَمِعْتُ نعيم بن حماد يَقُول: كان عبد اللَّه بن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فَقَالَ: كيف أستوحش وأنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سنان قَالَ: بلغني أن ابن المبارك أتى حماد بن زيد(10/153)
في أول الأمر، قَالَ: فنظر إليه فأعجبه نحوه، قَالَ له من أين أنت؟ قَالَ: من أهل خراسان، قَالَ: من أي خراسان؟ قَالَ: من مرو، قَالَ: تعرف رجلًا يقَالُ له عبد الله ابن المبارك؟ قَالَ: نعم! قَالَ: ما فعل؟ قَالَ: هو الذي تخاطب، قَالَ: فسلم عليه ورحب به، وحسن الذي بينهم.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر الواعظ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن علي بن إِسْمَاعِيل قَالَ: بلغني عن ابن المبارك أنه حضر عند حماد بن زيد مسلمًا عليه فقَال أصحاب الحديث لِحماد بن زيد: يا أبا إِسْمَاعِيل تسأل أبا عبد الرحمن أن يُحدِّثَنَا؟
فَقَالَ: يا أبا عبد الرحمن تحدثهم، فإنهم قد سألوني قَالَ: سبحان اللَّه يا أبا إِسْمَاعِيل، أحدث وأنت حاضر! قَالَ: فَقَالَ أقسمت لتفعلن- أو نحوه- قَالَ: فَقَالَ ابن المبارك خذوا؛ حَدَّثَنَا أبو إِسْمَاعِيل حماد بن زيد، فما حدث بحرف إلا عن حماد بن زيد.
أجاز لي مُحَمَّد بن أسد الكاتب- وَحَدَّثَنِي أبو مُحَمَّد الخلال عنه- قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير، حدّثنا أحمد بن مسروق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حميد قَالَ:
عطس رجلٌ عند ابن المبارك قَالَ: فقَالَ له ابن المبارك: أيش يَقُول الرجل إذا عطس؟
قَالَ: يَقُول الحمد لله، قَالَ: فَقَال له ابن المبارك: يرحمك اللَّه، قَالَ فعجبنا كلنا من حسن أدبه.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: عبد اللَّه بن المبارك خراساني ثقة، ثبت في الحديث، رجل صالح، وكان يَقُول الشعر، وكان جامعًا للعلم.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- أخبرنا أبو العبّاس السّيّاري، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حَدَّثَنَا العباس بن مصعب قَالَ: جمع عبد اللَّه بن المبارك، الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والتجارة، والسخاء، والمحبة عند الْفِرَق.
وأخبرنا أبو حازم العبدوي، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّد بْنِ عُمَر، أَخْبَرَنَا عمرو بن عبد اللَّه الغازي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الوهاب الفراء يَقُول:
ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة، ابن المبارك، والنّضر بن شميل، ويحيى بن معين.(10/154)
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن الجراح المعدل- بمرو- حدّثنا يحيى بن ساسويه، حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم السّكّري، حدّثنا وهب بن زمعة عن فضالة النوسي قال: كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة، وكانوا إذا تشاجروا في حديث قَالُوا مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله، يعنون عبد اللَّه بن المبارك.
وقَالَ ابن نعيم: أَخْبَرَنِي أبو النّضر الفقيه، حَدَّثَنَا عُثْمَان بن سعيد الدارمي قَالَ:
سمعت نعيم بن حماد يَقُول: سمعت يَحْيَى بن آدم يَقُول: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك، آيست منه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي، أَخْبَرَنَا يوسف بن عمر القواس، حدّثنا أحمد بن العبّاس البغوي، حدّثنا علي بن زيد- يعني الفرائضيّ- حَدَّثَنِي علي بن صدقة قَالَ: سمعت شعيب بن حرب قَالَ: ما لقي ابن المبارك رجل إلا زين. والمراد أفضل منه.
وقَالَ علي بن صدقة: سمعت أبا أسامة يَقُول: ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ- بساوة- حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بصاحب الخان- بارمية- حدّثنا محمّد بن إبراهيم الديبلي، حدّثنا علي ابن زيد، حَدَّثَنَا علي بن صدقة قَالَ: سمعت أبا أسامة يَقُول: كان ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي- بجرجان- أَخْبَرَنَا أبو الْحُسَيْن الرازي عبيد اللَّه بْنُ إبراهيم، حدّثنا محمّد بن علي الهمذاني- بهمذان- حدّثنا أبو حفص عمر بن مدرك، حدّثنا ابن عبد الرّحمن، حَدَّثَنَا أشعث [1] بن شعبة المصيصي قَالَ: قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين الرقة، فانجفل الناس خلف عبد اللَّه بن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فلما رأت الناس قَالت: ما هذا؟ قَالُوا: عالم من أهل خراسان قدم الرقة يقَالُ له عبد اللَّه بن المبارك، فقَالت: هذا واللَّه الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.
__________
[1] في المطبوعة والأصل: «شعيب بن شعبة» تصحيف.(10/155)
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا الحسن بن آدم، حدّثنا عثمان بن خرزاذ، حدّثنا محمّد بن حسّان، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد الجهضمي قَالَ: قَالَ الأوزاعي: رأيت ابن المبارك؟ قلت: لا، قَالَ: لو رأيته لقرت عينك.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن هارون ابن حميد، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَزْمَةَ.
وأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسين بن أحمد بن صدقة، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَزْمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَرَفْتَ ابْنَ الْمُبَارَكِ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ! قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ نَاحِيَتِكُمْ مِثْلُهُ، وَلَمْ يَقُلِ الْبَرْقَانِيُّ عَلَيْنَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن الْحُسَيْن المحاملي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، حدّثنا عبد المجيد بن إبراهيم، حدّثنا وهب بن زمعة، حَدَّثَنَا معاذ بن خالد قَالَ: تعرفت إلى إِسْمَاعِيل بن عياش بعبد اللَّه بن المبارك، قَالَ: فقَال إِسْمَاعِيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل عبد اللَّه بن المبارك، ولا أعلم أن اللَّه خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد اللَّه بن المبارك، ولقد حَدَّثَنِي أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة فكان يطعمهم الخبيص، وهو الدهر صائم.
أَخْبَرَنَا ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر، حدّثنا محمّد بن المنذر، حدّثني عمر بن سعيد الطائي، حَدَّثَنَا عمر بن حفص الصوفي- بِمنبج- قَالَ: خرج ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة، فصحبه الصوفية فقَال لَهم:
أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم، يا غلام هات الطست، فألقى على الطست منديلًا ثم قَالَ: يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه، قال: فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم والرجل يلقي عشرين، فأنفق عليهم إلى المصيصة، فلما بلغ المصيصة قَالَ: هذه بلاد نفير، فنقسم ما بقي، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارًا. فيَقُول: يا أبا عبد الرحمن إنما أعطيت عشرين درهمًا، فيَقُول: وما تنكر أن يبارك اللَّه للغازي في نفقته!!(10/156)
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، وأبو مُحَمَّد الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الْحَسَن المقرئ قَالَ: سمعت عبد اللَّه بن أَحْمَد الدورقي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحَسَن بن شقيق قَالَ: سمعت أبي قَالَ: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع عليه إخوانه من أهل مرو، فيَقُولون نصحبك يا أبا عبد الرحمن؟ فيَقُول لهم: هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق فيقفل عليها، ثم يكتري لَهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام. وأطيب الحلواء ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأجمل مروءة، حتى يصلوا إِلَى مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا صاروا إلى المدينة قَالَ لكل رجل منهم: ما أمروك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيَقُول كذا فيشتري لهم ثم يخرجهم إلى مكة فإذا وصلوا إلى مكة وقضوا حجهم قَالَ لكل واحد منهم ما أمروك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيَقُول كذا وكذا، فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فإذا وصل إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسروا، دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه.
قَالَ أبي: أَخْبَرَنِي خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانًا فالوذج. قال أبي: وبلغنا أنه قَالَ للفضيل بن عياض: لولاك وأصحابك ما اتجرت، قَالَ أبي: وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حدّثني محمّد بن علي النّحويّ، حدّثنا أحمد بن علي بن رزين، أَخْبَرَنَا علي بن خشرم قَالَ: حَدَّثَنِي سلمة بن سليمان قَالَ: جاء رجل إلى عبد اللَّه بن المبارك فسأله أن يقضي دينًا عليه، فكتب له إلى وكيل له، فلما ورد عليه الكتاب قَال له الوكيل- كم الدين الذي سألت فيه عبد اللَّه أن يقضيه عنك؟ قال: سبعمائة درهم، فكتب إلى عبد اللَّه إن هذا الرجل سألك أن تقضي عنه سبعمائة درهم، وكتبت له سبعة آلاف درهم، وقد فنيت الغلات، فكتب إليه عبد اللَّه: إن كانت الغلات قد فنيت فإن العمر أيضًا قد فني، فأجز له ما سبق به قلمي.(10/157)
وقَالَ ابن نعيم: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر، حدّثنا محمّد بن المنذر، حدثني يعقوب بن إسحاق، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عيسى قَالَ: كان عبد اللَّه بن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس وكان ينزل الرقة في خان فكان شاب يختلف إليه ويقوم بحوائجه، ويسمع منه الحديث، قال: فقدم عبد الله: الرقة مرة فلم ير ذلك الشاب، وكان مستعجلًا فخرج في النفير فلما قفل من غزوته، ورجع الرقة سأل عن الشاب قَالَ: فقَالُوا إنه محبوس لدين ركبه، فقَال عبد اللَّه وكم مبلغ دينه؟ فقَالُوا: عشرة آلاف درهم، فلم يزل يستقصي حتى دل على صاحب المال، فدعا به ليلًا ووزن له عشرة آلاف درهم، وحلفه أن لا يخبر أحدًا ما دام عبد اللَّه حيًّا، وقَالَ إذا أصبحت فأخرج الرجل من الحبس، وأدلج عبد اللَّه، فأخرج الفتى من الحبس، وقيل له عبد اللَّه بن المبارك كان هاهنا، وكان يذكرك، وقد خرج. فخرج الفتى في أثره فلحقه على مرحلتين- أو ثلاث- من الرقة، فقَال: يا فتى أين كنت، لم أرك في الخان؟ قَالَ: نعم يا أبا عبد الرحمن، كنت محبوسًا بدين قَالَ: فكيف كان سبب خلاصك؟ قَالَ: جاء رجل فقضى ديني ولم أعلم به حتى أخرجت من الحبس، فقَالَ له عبد اللَّه: يا فتى احمد اللَّه على ما وفق لك من قضاء دينك. فلم يخبر ذلك الرجل أحدًا إلا بعد موت عبد اللَّه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأستراباذي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن جعفر الجرجاني، حَدَّثَنَا السراج وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إسحاق النيسابوري قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم بن بشار يَقُول: حَدَّثَنِي علي بن الفضيل قَالَ: سمعت أبي وهو يقول لابن المبارك: أنت تأمرنا بالزهد، والتقلل، والبلغة، ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام، كيف ذا؟ فقَالَ ابن المبارك: يا أبا علي إنما أفعل ذا لأصون به وجهي، وأكرم به عرضي، واستعين به على طاعة ربي، لا أرى لله حقًا إلا سارعت إليه حتى أقوم به. فقَالَ له الفضيل: يا ابن المبارك ما أحسن ذا، إن تم ذا.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم منصور بن عمر الكرخي قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن مُحَمَّد بن أَحْمَد المقرئ. وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَنِي أبي قَالَا: حَدَّثَنَا عثمان بن أَحْمَد، حَدَّثَنَا الفتح بن شخرف قَالَ: حَدَّثَنِي عباس بن يزيد، حَدَّثَنَا حبان بن موسى قَالَ: عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في البلدان ولا يفعل في أهل بلده، قَالَ: إني(10/158)
أعرف مكان قوم لَهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث، بحاجة الناس إليهم احتاجوا، فإن تركناهم ضاع عليهم، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الحسن الطبري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حامد، أخبرنا محمّد بن عمر بن يزيد، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُول: ما رأيت أحدًا يحدث لله إلا ستة نفر، منهم عبد اللَّه بن المبارك.
وأخبرنا هبة الله الطبري، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: سمعت ابن الطباع يحدث عن عبد الرحمن بن مهدي قَالَ: الأئمة أربعة، سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصفار، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شعيب المدائنيّ- بمصر- حدّثنا محمّد بن عمر- وهو ابن نافع المعدل- حدّثنا أحمد بن محمّد بن شبويه، حَدَّثَنَا الثقة عن ابن مهدي قَالَ: ما رأيت رجلًا أعلم بالحديث من سفيان الثوري، ولا أحسن عقلًا من مالك، ولا أقشف من شعبة، ولا أنصح لِهذه الأمة من عبد اللَّه بن المبارك.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن حبش المقرئ- بالدينور- حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عَليّ بن زيد البَزَّاز قَالَ: سمعت أبا موسى مُحَمَّد بن المثنى يَقُولُ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: ما رأت عيناي مثل أربعة؛ ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفًا من شعبة، ولا أعقل من مالك بن أنس، ولا أنصح للأمة من عبد اللَّه بن المبارك.
أَنْبَأَنَا أَبُو زُرعة رَوح بْن مُحَمَّد الرازي، أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عمر الفقيه، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا أبو نشيط مُحَمَّد بْن هارون قَالَ: سمعت نعيم بن حماد قَالَ: قلت لعبد الرحمن بن مهدي أيهما أفضل عندك ابن المبارك، أو سفيان الثوري؟ فقَالَ: ابن المبارك، فقلت: إن الناس يخالفونك قَالَ: إن الناس لم يجربوا، ما رأيت مثل ابن المبارك.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أخبرنا علي بن حمشاذ المعدل، حدّثنا محمّد بن أيّوب، حدّثنا نوح بن حبيب، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ، حَدَّثَنِي ابن المبارك- وكان نسيج وحده-.(10/159)
قرأت على أبي بكر الْبَرْقَانِيّ عن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن مسعدة الفزاريّ، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت ابن مهدي يَقُول: كان ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين القطّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن إِبْرَاهِيمَ بن يوسف الْمَرْوَزِيّ قَالَ: سمعت أبا الوزير مُحَمَّد بن أعين يَقُول: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ- وقدم بغداد في بيع دار له- فاجتمع إليه أصحاب الحديث فقَالُوا له جالست سفيان الثوري وسمعت منه، وسمعت من عبد اللَّه، فأيهما أرجح؟ فقَالَ: ما تقولون! لو أن سفيان جهد جهده على أن يكون يومًا مثل عبد اللَّه لم يقدر.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْبُنْدَارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعَوَّامِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ. قَالَ سُفْيَانُ: إِنِّي لأَشْتَهِي مِنْ عُمُرِي كُلِّهِ أَنْ أَكُونَ سَنَةً وَاحِدَةً مِثْلَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَكُونَ وَلا ثَلاثَةَ أيام.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عمر، حدّثنا محمّد بن المنذر، حدّثنا إبراهيم بن بحر الدّمشقيّ، حدّثنا عمران بن موسى الطرسوسي قَالَ: جاء رجل فسأل سفيان الثوري عن مسألة، فقَالَ له: من أين أنت؟
فقَالَ من أهل المشرق، قَالَ: أو ليس عندكم أعلم أهل المشرق! قَالَ: ومن هو يا أبا عبد اللَّه؟ قَالَ: عبد اللَّه بن المبارك، قَالَ: وهو أعلم أهل المشرق؟ قَالَ: نعم وأهل المغرب.
وقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المنذر، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الْحُسَيْن القرشي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبدة قَالَ: كان فضيل وسفيان ومشيخة جلوسًا في المسجد الحرام، فطلع ابن المبارك من الثنية، فقَالَ سفيان: هذا رجل أهل المشرق، فقَالَ فضيل: هذا رجل أهل المشرق والمغرب وما بينهما.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي المحتسب، أخبرنا يوسف بن عمر القواس، حدّثنا أحمد بن العبّاس البغوي- إملاء- حدّثنا علي بن زيد- يعني الفرائضيّ- حدّثني عبد الرّحمن(10/160)
ابن أبي جَميل قَالَ: كنا حول ابن المبارك بمكة، فقلنا له: يا عالم المشرق حَدِّثْنَا، وسفيان قريب منا فسمع، قَالَ: ويحكم عالم المشرق والمغرب وما بينهما.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قهزاذ قَالَ: سمعت أبا الوزير يَقُول: قدمت على سفيان بن عيينة فقَالُوا له: هذا وصي عبد اللَّه، فقَالَ: رحم اللَّه عبد اللَّه، ما خلف بِخراسان مثله، قَالَ: فقَالُوا لا يرضون، قَالَ: ما يَقُولون قَالَ: يَقُولون ولا بالعراق، قَالَ: ما أخلق، ما أخلق، ما أخلق، ثلاثًا.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدّثنا أحمد بن يوسف التغلبي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حَدَّثَنَا أبو عصمة قَالَ: شهدت سفيان وفضيل بن عياض، فقَالَ سفيان لفضيل، يا أبا علي أي رجل ذهب- يعني ابن المبارك- فقَالَ له فضيل: يا أبا مُحَمَّد وبقي بعد ابن المبارك من يستحيى منه؟! أَخْبَرَنِي حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنِي عبد الصمد بن حميد قَالَ: سمعت أبا الحسن عبد الوهاب ابن عبد الحكم يَقُول: لَمَّا مات ابن المبارك بلغني أن هارون أمير المؤمنين قَالَ: مات سيد العلماء.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي حاتِم بن أبي الفضل الهروي أخبركم الحسين ابن إدريس قَالَ: سمعت المسيب بن واضح يَقُول: سمعت أبا إسحاق الفزاري يَقُول:
ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الحسن الطبري، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدثني أبي، حدّثنا المسيّب بن واضح قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يَقُول: ابن المبارك إمام المسلمين. ورأيت أبا إسحاق بين يدي ابن المبارك قاعدًا يسائله.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، أَخْبَرَنَا أبو حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد الخطيب- بمرو- حَدَّثَنَا أبو وهب أَحْمَد بن رافع- وراق سويد بن نصر- قَالَ: سمعت علي بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَقُول: قَالَ ابن(10/161)
عيينة: نظرت في أمر الصحابة، وأمر ابن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلًا إلا بصحبتهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغزوهم معه.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفضل الكرابيسي الْمَرْوَزِيّ قَالَ: سمعت عمر بْن أَحْمَد الجوهري يَقُول: سمعت محمود بن والان يَقُول: سمعت عمار بن الْحَسَن يَمدح ابن المبارك ويَقُول:
إذا سار عبد اللَّه من مرو ليلة ... فقد سار منها نورها وجمالها
إذا ذكر الأحبار في كل بلدة ... فهم أنجم فيها وأنت هلالُها
حَدَّثَنِي مكي بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشيرازي، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن عمر التجيبي- بِمصر- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أبي الأصبغ، أخبرنا هاشم بن مرثد، حَدَّثَنَا عثمان بن طالوت قَالَ: سمعت علي بن المديني يَقُول: انتهى العلم إلى رجلين؛ إلى عبد اللَّه بن المبارك ثم من بعده إلى يَحْيَى بن معين.
أَخْبَرَنَا منصور بن ربيعة الزّهريّ الخطيب- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أخبرنا علي بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قَالَ عَلِيّ بن المدينيّ: عبد الله ابن المبارك هو أوسع علمًا من عبد الرحمن بن مهدي، ويَحْيَى بن آدم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسين بن أحمد بن صدقة، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا موسى بن إِسْمَاعِيل قَالَ:
سمعت سلام بن أَبِي مطيع يَقُول: ما خلف ابن المبارك بالمشرق مثله.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن جَعْفَر الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى ابن معين- وذكروا عبد اللَّه بن المبارك- فقَالَ رجل: إنه لم يكن حافظًا، فقَالَ يَحْيَى ابن معين: كان عبد اللَّه بن المبارك رحمه اللَّه كيسًا مستثبتًا ثقة، وكان عالِمًا صحيح الحديث وكانت كتبه التي حدث بِها عشرين ألفًا- أو واحدًا وعشرين ألفًا-.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا أبو سعد عبد الرحمن بن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن خالد المطوعي البخاري يَقُول: سمعت الْحَسَن بْن الْحُسَيْن البخاري يَقُول:
سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب يَقُول: سمعت أبا السري نصر بن المغيرة البخاري يَقُول: سمعت إِبْرَاهِيم بن شماس يَقُول: رأيت أفقه الناس، وأورع الناس،(10/162)
وأحفظ الناس، فأما أفقه الناس فابن المبارك، وأما أورع الناس ففضيل بن عياض، وأما أحفظ الناس فوكيع بن الجراح.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي خيثمة قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: وذكر أصحاب سفيان فذكر ابن المبارك فبدأ به، وقَالَ هم خمسة، ابن المبارك، ووكيع، ويَحْيَى، وعبد الرحمن، وأبو نعيم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أَبِي بكر، أخبرنا أبو سهل بن زياد، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَان الطيالسي قَالَ: قلت ليَحْيَى بن معين: إذا اختلف يَحْيَى القطان ووكيع؟ قَالَ: القول قول يَحْيَى، قلت: إذا اختلف عبد الرحمن ويَحْيَى؟ قَالَ: يحتاج من يفضل بينهما، قلت: أبو نعيم وعبد الرحمن؟ قَالَ: يحتاج من يفضل بينهما. قلت الأشجعي؟ قَالَ:
مات الأشجعي ومات حديثه معه. قلت: ابن المبارك؟ قَالَ: ذاك أمير المؤمنين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن العباس الخطيب- بِمرو- قَالَ: سمعت محمود بن والان يَقُول:
سمعت مُحَمَّد بن موسى يَقُول: سمعت إِبْرَاهِيم بن موسى يقول: كنت عند يحيى ابن معين فجاءه رجل فقَالَ: يا أبا زكريا من كان أثبت في معمر، عبد الرزاق، أو عبد اللَّه بن المبارك؟ وكان متكئًا فاستوى جالسًا فَقَال: كان ابن المبارك خيرًا من عبد الرزاق، ومن أهل قريته، ثم قَالَ: تضم عبد الرزاق إلى عبد اللَّه! قَالَ: وقَالَ يَحْيَى- وذكر عنده ابن المبارك- فَقَالَ: سيد من سادات المسلمين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أَبِي جعفر القطيعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ بن الخليل الجلاب قَالَ: سئل إِبْرَاهِيم الحربي إذا اختلف أصحاب معمر فالقول قول من؟ قَالَ: القول قول ابن المبارك.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حدّثنا يحيى بن زكريا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن النضر بن مساور قَالَ: قَالَ أبي: قلت لعبد اللَّه- يعني ابن المبارك- يا أبا عبد الرحمن هل تحفظ الحديث؟ قال: فتغير لونه وقَالَ: ما تحفظت حديثًا قط، إنما آخذ الكتاب فأنظر فيه، فما أشتهيه علق بقلبي.(10/163)
أخبرني ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم قَالَ: قرأت بِخط إبراهيم بن علي الذهلي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بن الخليل قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بن عيسى، أَخْبَرَنِي صخر- صديق ابن المبارك- قَالَ: كنا غلمانًا في الكتاب، فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب، فخطب خطبة طويلة، فلما فرغ قَالَ لي ابن المبارك قد حفظتها، فسمعه رجل من القوم، فقَالَ هاتها، فأعادها عليهم ابن المبارك، وقد حفظها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ، أَخْبَرَنِي أبو جعفر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد الله البغداديّ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حَدَّثَنَا نعيم بن حماد قَالَ: سمعت عبد اللَّه بن المبارك قَالَ: قَالَ لي أبي: لئن وجدت كتبك لأحرقتها، قَالَ: فقلت له وما علي من ذلك وهو في صدري.
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أخبرنا أبو العبّاس السّيّاري، حدّثنا عيسى بن محمّد، حَدَّثَنَا العباس بن مصعب قَالَ: قَالَ أبو وهب مُحَمَّد بن مزاحم:
العجب مِمن يسمع الحديث من ابن المبارك عن رجل ثم يأتي ذلك الرجل حتى يحدثه به.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: عبد اللَّه بن المبارك مروزي ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الإِسْتَرَابَاذِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانِجِيُّ- بِدِمَشْقَ- يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ- بِالْبَصْرَةِ- قَالَ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ بِمَكَّةَ أَتَى زَمْزَمَ فاستقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة، ثم قال: اللَّهُمَّ إِنَّ ابْنَ أَبِي الْموال حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» [1] وَهَذَا أَشْرَبُهُ لِعَطَشِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ شَرِبَهُ.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد الرّزّاز، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري، أَخْبَرَنَا بكر بن مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة، حَدَّثَنَا أبو أَحْمَد مُحَمَّد بن عبد الوهاب قَالَ: سمعت الخليل أبا مُحَمَّد قَالَ: كان ابن المبارك إذا خرج إلى مكة يَقُول:
بغض الحياة وخوف اللَّه أخرجني ... وبيع نفسي بما ليست له ثمنا
إني وزنت الذي يبقى ليعدله ... ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا
__________
[1] انظر الحديث في: كشفا الخفا 1/530.(10/164)
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ، أخبرني أحمد بن محمّد العنزي، حَدَّثَنَا عُثْمَان بن سعيد الدارمي قَالَ: سمعت نعيم بن حماد يَقُول: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يدنو منه، أو يسأله عن شيء إلا دفعه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَلِيِّ بْن مُحَمَّد القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد ابن هارون المقرئ، حدّثنا حمد بن حمدويه المروزيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سعيد بن مسعود الْمَرْوَزِيّ، حَدَّثَنَا أبو حاتم الرازي قَالَ: سمعت عبدة بن سليمان- يعني الْمَرْوَزِيّ- يَقُول: كنا في سرية مع عبد اللَّه بن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز فخرج إليه فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس، فكنت فيمن ازدحم إليه فإذا هو يلثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو عبد اللَّه بن المبارك فَقَالَ: وأنت يا أبا عمرو مِمن يشنع علينا!! أَخْبَرَنِي ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس قاسم بْن الْقَاسِم السياري، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حَدَّثَنَا العباس بن مصعب قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا قَالَ: سمعت أبا وهب يَقُول: مر ابن المبارك برجل أعمى، قَالَ: فَقَالَ أسألك أن تدعو اللَّه أن يرد اللَّه عَليّ بصري، قَالَ: فدعا اللَّه فرد عليه بصره وأنا أنظر.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا أبو الفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مجاهد- بالشاش- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جبريل بن الحارث التونكسي- في مجلس الأرزناني- قَالَ: سمعت أبا حسان البصري عيسى بن عبد اللَّه يَقُول: سمعت الْحَسَن بن عرفة يَقُول: قَالَ لي ابن المبارك: استعرت قلمًا بأرض الشام فذهب عَليّ أن أرده إلى صاحبه، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي، فرجعت يا أبا علي الْحَسَن بن عرفة إلى أرض الشام حتى رددته على صاحبه.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا حاتم الجوهريّ، حَدَّثَنَا أسود بن سالِم قَالَ: كان ابن المبارك إمامًا يُقتدى به، كان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلًا يغمز ابن المبارك بشيء فاتهمه على الإسلام.(10/165)
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أخبرنا علي بن محمّد المروزيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى بن حاتم قَالَ: سمعت عبدان بن عثمان يَقُول: خرج عبد اللَّه إلى العراق أول ما خرج سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بهيت وعانات لثلاث عشر خلت من رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا منصور بن ربيعة الزهري- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال علي بن المديني: وعبد اللَّه بن المبارك مولى لبني حنظلة، ويكنى أبا عبد الرحمن، مات سنة إحدى وثَمانين ومائة بِهيت.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد الله، حَدَّثَنَا حسن بن الربيع قَالَ: وسألت ابن المبارك قبل أن يموت قال: أنا ابن ثلاث وستين، ومات سنة إحدى وثمانين. وقَالَ أبو عبد اللَّه:
ذهبت لأسمع منه فلم أدركه، وكان قدم فخرج إلى الثغر فلم أسمع منه، ولم أره.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ:
سَمعت الْحَسَن بن الربيع يَقُول: شهدت موت ابن المبارك، مات سنة إحدى وثمانين ومائة في رمضان لعشر مضين منه، مات سحرًا ودفناه بهيت، وسألت ابن المبارك قبل أن يموت، قال: أنا ابن ثلاث وستين.
أَخْبَرَنَا عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشران المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثنا محمّد بن علي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن الأشعث قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن فضيل بن عياض قَالَ: رأيت عبد اللَّه بن المبارك في المنام، فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قَالَ: الأمر الذي كنت فيه، قلت الرباط والجهاد؟ قَالَ: نعم! قلت: وأي شيء صنع بك؟ قَالَ: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة، وكلمتني امرأة من أهل الجنة أو امرأة من الحور العين.
وَقَالَ ابْن أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، حدّثني علي بن إسحاق، حَدَّثَنِي صخر بن راشد قَالَ: رأيت عبد اللَّه بن المبارك في منامي بعد موته، فقلت: أليس قد مت؟ قَالَ: بلى! قلت: فما صنع بك ربك؟ قَالَ: غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب، قلت: فسفيان الثوري؟ قَالَ: بخ بخ ذاك: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً
[النساء 69] .(10/166)
أخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر، حدّثنا محمّد بن المنذر، حدّثني شعيب بن محمّد، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْفِرْيَابِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ فَقَالَ: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً
[النساء 69] قلت: ما فعل وكيع؟ فحرك يديه فقال: أَكْثَرَ أَكْثَرَ- يَعْنِي فِي الْحَدِيثِ-.
530 عبد اللَّه بن المبارك، مولى بني هاشم:
حدث عن همام بن يَحْيَى العوذي، وعيسى بن ميمون. روى عنه عمر بن حفص السدوسي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الخوّاص المعروف بالخلدي- إملاء- حدّثنا عمر بن حفص السدوسي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْبَغْدَادِيُّ- مَوْلَى العبّاس سنة تسع عشرة- حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ صَالِحٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ: «اتَّقُوا اللَّهُ فِي الصَّلاةِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» [1] وَجَعَلَ يُكَرِّرُهَا.
وحدث عن هذا الشيخ أَحْمَد بن القاسم بن مساور الجوهري فَقَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن المبارك الخراساني- ببغداد- في مسجد الجامع حَدَّثَنَا همام بن يَحْيَى.
5308 عبد اللَّه بن المبارك، أبو مُحَمَّد الجوهري:
حدث عن أبي الوليد الطيالسي. روى عنه إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد، حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا عبد الله بن المبارك الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟» قَالُوا وَمَنْ يُطِيقُ ذَاكَ؟ قَالَ: «اقْرَءُوا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِنَّهَا ثلث القرآن» [2] .
__________
[1] 5307 انظر الحديث في: كنز العمال 18864، 25000.
[2] 5308 انظر الحديث في: المعجم الكبير 17/255.(10/167)
ذكر من اسمه عبد اللَّه واسم أبيه مسلم
5309 عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن قتيبة، أَبُو مُحَمَّد الكاتب الدينوري- وقيل: الْمَرْوَزِيّ [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عن إسحاق بن راهويه، ومُحَمَّد بن زياد الزيادي، وأبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وأبي حاتم السجستاني. روى عنه ابنه أَحْمَد وعبيد اللَّه بن عبد الرحمن السكري، وإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أيوب الصائغ، وعبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن بكير التميمي، وعبد اللَّه بن جعفر بن درستويه الفارسي.
وكان ثقة دينًا فاضلا، وهو صاحب التصانيف المشهورة. والكتب المعروفة، منها:
غريب القرآن، وغريب الحديث، ومشكل القرآن، ومشكل الحديث، وأدب الكتاب، وعيون الأخبار، وكتاب المعارف، وغير ذلك. سكن ابن قتيبة بغداد وروى فيها كتبه إلى حين وفاته. وقيل إن أباه مروزي وأما هو فمولده بغداد، وأقام بالدينور مدة فنسب إليها.
قرأت على الْحَسَن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: ومات عبد الله ابن مسلم بن قتيبة الدينوري في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري صاحب التصانيف فجأة. صاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمي عليه ومات.
قَالَ ابن المنادي: ثم أن أبا القاسم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أيوب بن بشير الصائغ أَخْبَرَنِي أن ابن قتيبة أكل هريسة فأصاب حرارة، ثم صاح صيحة شديدة، ثم أغمي عليه إلى وقت صلاة الظهر، ثم اضطرب ساعة، ثم هدأ. فما زال يتشهد إلى وقت السحر، ثم مات، وذلك أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين.
5310 عبد اللَّه بن مسلم القنطري:
كان أحد الصالحين. حكى عنه أَحْمَد بن عطاء الروذباري وغيره.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عَليّ الورّاق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني
__________
[1] 5309 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/276. ووفيات الأعيان 1/251. ولسان الميزان 3/357.
وآداب اللغة 2/170. والأعلام 4/137.(10/168)
- بمكة- حَدَّثَنِي أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن عطاء قَالَ: رأيت عبد اللَّه بن مسلم القنطري- وقد سأله فقير شيئًا- فأخرج من كمه كيسًا مفتوحًا، ثم وضع رأسه على الأرض ورجليه علي الحائط، ثم قَالَ له: لا تأخذه مني إلا وأنا هكذا، شكرًا لله على سؤالك إياي.
5311 عبد اللَّه بن مسلم بن محمّد بن يَحْيَى بن مسلم، أبو يعلى الدباس [1] :
روى عن الْقَاضِي المحاملي. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، وهبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري، وأَحْمَد بن سليمان بن علي المقرئ وَكَانَ ثِقَةً.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْخَلالُ قَالَ: سنة سبع وتسعين وثلاثمائة فيها مات أبو يعلى بن مسلم الدباس.
ذكر المفاريد من أسماء آباء العبادلة
5312 [2] عبد اللَّه بن مسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب، أبو جعفر الهاشمي:
سكن المدائن وَحدث بِها عَنْ مُحَمَّد بْن علي بْن الحنفية. روى عنه عمرو بن مرة، وخالد بن أبي كريمة، وغيرهما.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بن أحمد الرّزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ- إِمْلاءً فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ ثمان وأربعين وثلاثمائة- حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ- وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمِسْوَرِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَ يَسْكُنُ الْمَدَائِنِ- قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةَ أَبَاهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ شَيْئًا فَقَالَ: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هو خير لك مِمَّا سَأَلْتَ، تَقُولِينَ حِينَ تَأْوِينَ إِلَى فِرَاشِكِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ الدَّائِمُ خَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَلَمْ يَخْلُقْهُ مَعَكَ خَالِقُ، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ، وَعَلِمْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أنت» [3] .
__________
[1] 5311 الدباس: هذه الحرفة لمن يعمل الدبس أو يبيعه (الأنساب 5/267) .
[2] 5312 انظر: ضعفاء النسائي برقم 333. وميزان الاعتدال 2/504. والتاريخ الكبير 5/616.
وضعفاء البخاري 193. والعلل 1/104. والجرح والتعديل 5/782. والكامل لابن عدي 2/ق 125. وضعفاء العقيلي، ورقة 112. والمجروحين 2/24. وأحوال الرجال، ترجمة رقم 359.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/102، 7/84.(10/169)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدّثنا عثمان- هو ابن أبي شيبة- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ رَقَبَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَدَائِنِيُّ يَضَعُ أَحَادِيثَ كَلامٍ حَقٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهَا.
أَخْبَرَنِي عبد اللَّه بن يَحْيَى السكري قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن معين قَالَ: حَدَّثَنَا جرير عن رقبة: أن عبد اللَّه بن المسور المدائني- رجلًا من بني هاشم- وضع أحاديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلاما هو حق، فاختلط بأحاديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاحتمله الناس.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا أبو الجواب، حَدَّثَنَا عمار بن رُزيق، عن خالد بن أَبِي كريمة، عن أبي جعفر المدائني قَالَ: أبي واسمه عبد اللَّه بن مسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب. قَالَ: إني أضرب على حديثه، وأحاديثه موضوعة، وأبَى أن يُحَدِّثَنَا عنه.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُول:
أَبُو جعفر عبد اللَّه بن المسور الهاشمي كان ينزل المدائن في حديثه بعض الشيء وضعفه.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: شهدت أبا زرعة ذكر أبا جعفر المدائني عبد اللَّه بن المسور الذي روى عنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة فوهنه جدا.
وأخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب.
وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو جعفر المدائنيّ أحاديثه موضوعة.(10/170)
أخبرنا البرقاني، حدّثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عبد اللَّه بن مسور المدائني متروك الحديث.
5313 عَبْد اللَّهِ بْن مصعب بْن ثابت بْن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو بكر الأسدي [1] :
روى عَن أبي حازم سلمة بْن دينار، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة. حدث عنه ابنه مصعب، وهشام بن يوسف، وإِبْرَاهِيم بن خالد الصنعانيان. وكان من أهل مدينة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، اتصل بالمهدي أمير المؤمنين لَما قدم المدينة، وصحبه وصار أحد خواصه، وقدم بغداد مرات، وولاه الرشيد إمارة المدينة واليمن، وكان محمودًا في ولايته، جَميل السيرة، مع جلالة قدره، وعظم شرفه، وتوفي بالرقة في صحبة الرشيد.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وأَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وأَحْمَد بن عبد اللَّه الدوري قَالُوا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سليمان الطّوسيّ، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مسلمة المخزومي قَالَ: كان مالك بن أنس إذا ذكر عبد اللَّه بن مصعب قَالَ: المبارك، يتكلم في أمر المدينة في العطاء والقسم، وكان في صحابة أمير المؤمنين المهدي، وولاه اليمامة، فقَالَ له: يا أمير المؤمنين إني أقدم بلدًا أنا جاهل بأهله فأعني برجلين من أهل المدينة لَهما فضل وعلم، عبد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عجلان، فأعانه بِهما، وكتب في إشخاصهما إليه.
قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه قَالَ: كان سبب [اتصال] [2] عبد اللَّه بن مصعب إلى أمير المؤمنين المهدي أن أمير المؤمنين المهدي قدم المدينة سنة ستين ومائة، فدق المقصورة وجلس للناس في المسجد، فجعلوا يدخلون عليه ويأمر لهم بالجوائز، ويحضرهم الشفعاء من وزرائه، وكان رجال قد أحسوا بجلوس أمير المؤمنين المهدي وما يزيد في الناس، وطلبوا الشفاعات، ودخل عليه عبد اللَّه بن مصعب بغير شفيع، وكان وسيما جميلا، ومفوها فصيحا، وقد عرفت له مروءته وقدره بالبلد قبل ذلك، فتكلم بين يدي أمير المؤمنين المهديّ، وأعجب به، وألحق جائزته بأفضل
__________
[1] 5313 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/96. والبداية والنهاية 10/185. والأعلام 4/138.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/171)
جوائزهم، وكساه كسوة خاصة، وأدخله في صحابته، وخرج به معه إلى بغداد، فَقَالَ عبد اللَّه بن مصعب:
ولما أوجه الشفعاء قوما ... على خطبي فجل عن الشفيع
وجاء يدافع الأركان عني ... أب لي في ذرى ركن منيع
أب يترنح الأبناء منه ... إذا انتسبوا إلى الشرف الرفيع
سعى فحوى المكارم، ثم ألقى ... مساعيه إلى غير المضيع
فورثني- على رغم الأعادي ... مساعي لا ألف ولا وضيع
فقمت بلا تنحل خارجي ... إذا عد الفعال ولا بديع
فإن يك قد تقدمني صنيع ... يشرفني فما وفى صنيعي
وكانت له من أمير المؤمنين المهدي، ومن أمير المؤمنين موسى، ومن أمير المؤمنين هارون الرشيد؛ خاصة ومنزلة.
قَالَ الزبير: وَحَدَّثَنِي عبد اللَّه بن نافع بن ثابت قَالَ: بعث أبو عبد الله إلى عبد الله ابن مصعب في أول ما صحب أمير المؤمنين المهدي بألفي دينار فردها، وكتب إليه:
إني لا أقبل صلة إلا من خليفة، أو ولي عهد.
قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه قَالَ: قَالَ شبيب بن شيبة لأمير المؤمنين المهدي في عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت وهو يذكره: لا واللَّه ما كان في آبائه أحد إلا وهو أكمل منه، ولا واللَّه ما له في الناس نظير في كماله.
أَخْبَرَنَا أبو عمر الحسين بن عثمان الواعظ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم المؤدّب، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن أبي بكر، حَدَّثَنِي عمي مصعب بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُي عَبْدِ اللَّه بن مصعب قَالَ: قَالَ لي أمير المؤمنين المهدي: يا أبا بكر ما تقول فيمن ينقص أصحاب رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: قلت زنادقة، قَالَ: ما سمعت أحدًا قال هذا قبلك، الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.: قلت هم قوم أرادوا رسول اللَّه بنقص، فلم يجدوا أحدًا من الأمة يتابعهم على ذلك، فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم قَالُوا رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلم يصحبه صحابة السوء، وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء.
فَقَالَ: ما أراه إلا كما قلت.(10/172)
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وأَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ وأَحْمَد بن عبد اللَّه الدوري. قَالُوا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سليمان الطّوسيّ، حدّثنا الزبير، حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه قَالَ: كان أبي يكره الولاية، فعرض عليه أمير المؤمنين هارون الرشيد ولاية المدينة فكرهها، وأَبَى أن يليها، وألزمه ذلك أمير المؤمنين الرشيد، فأقام بذلك ثلاث ليال يلزمه ويأَبَى عليه قبولها، ثم قَالَ له في الليلة الثالثة: اغد علي بالغداة إن شاء اللَّه، فغدا عليه فدعا أمير المؤمنين بقناة وعمامة، فعقد اللواء بيده ثم قَالَ: عليك طاعة؟ قَالَ: نعم يا أمير المؤمنين، قَالَ: فخذ هذا اللواء فأخذه، وقال له أما إذا ابتليتني يا أمير المؤمنين بعد العافية فلا بد لي من اشتراط لنفسي، قَالَ له فاشترط لنفسك؟ فاشترط خلالًا، منها أن مال الصدقات، مال قسمة اللَّه بنفسه ولم يكله إلى أحد من خلقه، فلست استجيز أن أرتزق منه، ولا أن أرزق المرتزقة، فأحمل معي رزقي ورزق المرتزقة من مال الخراج، قَالَ: قد أجبتك إلى ذلك، قال: فأنفذ من كتبك ما رأيت، وأقف عما لا أرى، قَالَ: وذلك لك، قَالَ:
فولي المدينة وكان يأمر بمال الصدقات يصير إلى عبد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي، وإلى آخر معه وهو يَحْيَى بن أبي غسان الشيخ الصالح من أهل الفضل، فكانا يقسمانه، ثم ولاه أمير المؤمنين هارون الرّشيد اليمن، وزاد معها ولاية عك، وكانت عك إلى والي مكة، ورزقه ألفي دينار في كل شهر، فَقَالَ يَحْيَى بن خالد: يا أمير المؤمنين كان رزق والي اليمن ألف دينار فجعلت رزق عبد اللَّه بن مصعب ألفي دينار، فأخاف أن لا يرضى أحد توليه اليمن من قومك من الرزق بأقل مما أعطيت عبد اللَّه بن مصعب، فلو جعلت رزقه ألف دينار كما كان يكون وأعضته من الألف الآخر مالًا تجيزه به لم يكن عليك حجة لأحد من قومك في الجائزة، فصير رزقه ألف دينار، وأجازه بعشرين ألف دينار، فاستخلف على اليمن الضحاك بن عثمان بن الضحاك، وكلم له أمير المؤمنين فأعانه على سفره بأربعين ألف درهم، فأقام الضحاك خليفته حتى قدم عليه.
حَدَّثَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: وولي بكار بن عبد اللَّه بن مصعب المدينة وشخص عبد اللَّه بن مصعب أبوه إلى مدينة السلام فأقام بالباب.
ذكر مُحَمَّد بن أبي الفوارس أن حمد بْن حميد المخرمي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا علي ابن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أَبِي بِخط يده سألته- يَعْنِي يَحْيَى بْن(10/173)
معين- عن أبي مصعب الزبيري عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت فَقَالَ: كان ضعيف الحديث لم يكن عنده كتاب، إنما كان يحفظ.
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا الطّوسيّ، حدّثنا الزبير، حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه قَالَ: مات عبد اللَّه بن مصعب وهو ابن سبعين سنة.
قال الزّبيري: وَحَدَّثَنِي أبي وكل من سألت من أصحابنا أن عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة بالرقة يوم الأحد لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الأول من سنة أربع وثَمانين ومائة.
5314 عبد اللَّه بن ميمون البغدادي:
حدث عن إِسْمَاعِيل بن أمية. روى عنه حَمَّاد بن المبارك البغدادي. وكلاهما مَجْهُول. وقد ذكرنا حديثه في باب حَمَّاد.
5315 عبد اللَّه بن أبي مُقَاتل، ختن نوح بن يزيد المؤدب:
حَدَّث عَن إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ. رَوَى عنه عبد الله بن أَحْمَد بن إبراهيم الدورقي وغيره.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدّثنا عبد الله بن أبي مقاتل، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُتْبَةَ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَرِيبٍ مِنَ ثَمَانِينَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ، فَتَشَهَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فَإِنَّكُمْ وُلاةُ هَذَا الأَمْرِ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ- إملاء- حَدَّثَنَا الْمُطَهَّرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنْظَلِيُّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ- خِتْنُ نوح المؤدّب- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُدْخِلُ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنُهُمْ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ، كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ» [2] .
قَالَ لي أبو نعيم: سَمِعَ مُحَمَّد بن العباس من عبد اللَّه بن أبي مقاتل ببغداد.
__________
[1] 5315 انظر الحديث في: سنن الدارقطني 10/177. وكنز العمال 33797. والجامع الكبير 4353.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان 304. وكتاب الجنة 42.(10/174)
5316 عَبْد اللَّه بن مطيع بن راشد، البَكْرِي [1] :
سمع إِسْمَاعِيل بن جعفر، وعبد اللَّه بن جعفر المدينيين، وهشيم بن بشير، وعبد اللَّه ابن المبارك. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه المنادي، وإسحاق بْن الْحَسَن الحربي، وأَحْمَد بْن علي الخزاز [2] وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومُحَمَّد بن بشر بن مطر، وَعمر بْن أَيُّوب السقطي، وَأبو الْقَاسِم البغوي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن المنادي، حدّثنا عبد الله بن مطيع، حدّثنا هشيم، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ- أَوِ الْحُسَيْنِ- فَقَالَ: أَتُقَبِّلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
لَقَدْ وُلِدَ لِي عَشْرَةٌ مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ» [3] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي مات عبد اللَّه بن مطيع في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين- يعني ومائتين- قَالَ غيره: لعشر بقين من ذي القعدة.
5317 عبد اللَّه بن أَبِي المودة، الأنباري:
حدث عن مُحَمَّد بن خلاد الباهلي، ويعلى بن عبيد الطنافسي، ووضاح بن حسان الأنباري. روى عنه أَبُو أَحْمَد بْن عبدوس السراج، ومُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان الباغندي، ومُحَمَّد بن جعفر بن أبي داود الأنباري.
__________
[1] 5316 انظر: تهذيب الكمال 3579 (16/56. والمنتظم، لابن الجوزي 10/256. والجرح والتعديل 5/ترجمة 703. وثقات ابن حبان 8/351. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 97. وتسمية شيوخ أبي داود للغساني، الورقة 83- 84. والجمع لابن القيسراني 1/278. والمعجم المشتمل، الترجمة 507. والكاشف 2/ترجمة 3027. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 189. وتاريخ الإسلام، الورقة 47 (أحمد الثالث 2917/7) وإكمال مغلطاي 2/الورقة 328. ونهاية السول، الورقة 188. وتهذيب التهذيب 6/37. والتقريب 1/452.
وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3830.
[2] في المطبوعة والأصل: «الخراز» تصحيف.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/9، 12. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل 65.
وفتح الباري 10/426، 438.(10/175)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن أَبِي الْمَوَدَّةِ الأَنْبَارِيُّ مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ.
5318 عبد اللَّه بن منصور، أبو العباس المؤذن المعروف بأخي الجعد:
حدث عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن دَاوُد الحداد، وأسود بن سالم، وغيرهما. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد العطار.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الضبي، أخبرنا أحمد بن منصور النوشري، أخبرنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن منصور أبو العباس المؤذّن، حدّثني أبو نصر الحربيّ قال: انصرفت من السوق فاشتريت جلة تَمر حديث، ومعها تمر فوقها، قال: فمررت ببشر- قال: وكان صديقًا لي- قَالَ: فقعدت إليه فقَالَ لي: يا أبا نصر قد جاء الحديث؟ قال: نعم ما ترى ما أحسنه! قال: فأخذ مني تَمرة، قَالَ: فجعل ينظر إليها ويشمها، فقلت له كلها يا أبا نصر، قَالَ: فقَالَ لي لا، قلت وأيش يمنعك من أكلها؟ فقَالَ: أخاف أن آكلها فتدعوني نفسي إلى أن آكل أخرى وأخاف إن أكلت أخرى دعتني نفسي إلى ثالثة، وأخاف إن أكلت الثالثة أن يشتكي بطني، قَالَ: فردها ولم يأكلها.
ذكر مُحَمَّد بْن مخلد فيما قرأت بِخطه أن عبد اللَّه بن منصور المعروف بأخي الجعد مات يوم الخميس غرة صفر من سنة سبعين ومائتين.
5319 عبد اللَّه بن مهران بن الْحَسَن، أبو بكر النحوي:
سمع هوذة بن خليفة، وعفان بن مسلم، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد ومعلى ابن مهديّ. روى عنه أبو عمرو بن السماك، ومُحَمَّد بن العباس بن نَجِيح، وأَحْمَد ابن كامل الْقَاضِي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة سكن سويقة نصر، وكان ضريرًا، وذكر ابن كامل أنه سَمع منه فِي سنة سبع وسبعين ومائتين.
أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِهْرَانَ النّحويّ الضّرير، حدّثنا عفّان، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ- أَوْ قَالَ فِي الْجَنَّةِ- زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ سبعين حلة» [1] .
__________
[1] 5319 انظر الحديث في: كنز العمال 11132.(10/176)
قرأت في كتاب عمر بن حيويه- بِخطه- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مهران بن الْحَسَن الضّرير- وكان من خيار الناس.
قلت: وذكره الدّارقطنيّ فقال: لا بأس به.
5320 عبد اللَّه بن مظاهر، أبو مُحَمَّد الأصبهاني الحافظ:
سكن بغداد وكان الناس يكتبون بإفادته عن الشيوخ، ولم يكن له سن عالية. سمع من أبي شعيب الحراني ويوسف بن يعقوب الْقَاضِي، وأبي جعفر المطين، ونحوهم.
سَمِعْتُ أبا نُعَيْم الحافظ يذكره فقَالَ: فاق الناس بالعراق في الحفظ والمعرفة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عبد الله بن جَعْفَر بن حَيَّان يَقُول: سمعت أبا مُحَمَّد بن مظاهر يَقُول: أحفظ المسند كله، وقد عزمت على أن أحفظ الأبواب المقطوعة متاع الشاذكوني.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد بن حيان يَقُول: وتوفي أبو محمّد عبد الله ابن مظاهر الحافظ الأصبهانيّ ببغداد سنة أربع وثلاثمائة. قَالَ أبو نعيم: توفي شابًا.
5321 عبد اللَّه بن المهتدي بن يزيد، أبو مُحَمَّد الحنفي الهروي:
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَن إِبْرَاهِيم بْن عبد اللَّه القصار الْكُوفِيّ. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن جعفر بْن الخلال.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطيّ- من أصل كتابه- حدّثنا أحمد ابن جعفر بن محمّد بن الفرج الخلّال، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن المهتدي بن يزيد الحنفيّ الهرويّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد اللَّه بن عمر بن بكير بن الحارث العبسي.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عتّاب العبدي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد اللَّه العبسي القصار، حَدَّثَنَا مصعب بن المقدام الخثعمي عن زائدة بن قدامة قَالَ: قلت لِمنصور بن المعتمر اليوم الذي أصومه أقع في الأمراء؟ قَالَ: لا، قلت: فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر؟ قَالَ: نعم. لفظهما سواء.
5322 عبد اللَّه بن معمر بن العمركي، أبو بكر البلخي:
قدم بغداد حاجا فِي سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وحدث بِها عَنْ عبد الصمد بْن الفضل، وإسماعيل بن بشر البلخيّين. روى عنه أبو لؤلؤ الوراق. والدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وابن الثلاج، وكان لا بأس به.(10/177)
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرِ بن العمركي، حدّثنا إسماعيل بن بشر، حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ» [1] .
5323 عبد اللَّه بن مالك، أبو مُحَمَّد النحوي:
حدث عن الزبير بن بكار الزبيري وعن علي بن عمرو الْأَنْصَارِيّ، وحماد بن إسحاق الموصلي. روى عنه عُمَر بْن أَحْمَد بْن يُوسُف بْن أبي نعيم، وأبو عبيد اللَّه المرزباني، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أبي نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ مؤدب القاسم بن عبيد الله- حدّثنا علي بن عمرو الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْرًا قَطُّ، وَمَا أَتَمَّ إِلا بَيْتًا وَاحِدًا:
تَفَاءَلْ بِمَا تَهْوَى يَكُنْ فَلَقَلَّمَا ... يُقَالُ لِشَيْءٍ كَانَ إِلا تُحِقِّقَ
وَلَمْ يَقُلْ «تَحقَّقَا» لِئَلا يُعْرِبُهُ فَيَصِيرُ شِعْرًا. غَرِيبٌ جِدًّا لَمْ أَكْتُبْهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ.
5324 عبد اللَّه بن مفلح، أبو مُحَمَّد البغدادي:
سَمِعَ أبا القاسم البغوي، وأبا مُحَمَّد بْن صاعد، وأبا سعيد العدوي، وأقرانهم.
وسافر إلى بلاد خراسان، واستوطن نيسابور، وحدث بِها، فروى عَنْهُ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ النيسابوري، وقَالَ: بقي عندنا سنين، وتوفي بخراسان قبل سنة خمسين وثلاثمائة.
حرف النون من آباء العبادلة
5325 عبد اللَّه بن نوح البغدادي:
حدث عن جعفر بن برقان. روى عنه يعقوب بن كعب الأنطاكيّ.
__________
[1] 5322 انظر الحديث في: مسند أحمد 3/370. وسنن ابن ماجة 1078. والترغيب والترهيب 1/379.(10/178)
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْيَسَعَ بن طالب الأنطاكيّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عبد العزيز الحرملي- بالحرملية- حدّثنا يعقوب ابن كعب، حدّثنا عبد الله بن نوح البغداديّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنَ الشِّيعَةِ يتناولون أبا بكر وعمر وينتقصونهما بِغَيْرِ الَّذِي هُمَا لَهُ مِنَ الأُمَّةِ أَهْلٌ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنَ الشِّيعَةِ وَهُمْ يَنْتَقِصُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِغَيْرِ الَّذِي هُمَا لَهُ مِنَ الأُمَّةِ أَهْلٌ، وَلَوْلا أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّكَ تُضْمِرُ لَهُمَا عَلَى مِثْلِ مَا أَعْلَنُوا مَا اجْتَرَءُوا عَلَى ذَلِكَ؟! فَقَالَ عَلِيٌّ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُضْمِرَ لَهُمَا إِلا الْحَسَنَ الْجَمِيلَ، أَخَوَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَاحِبَاهُ، وَوَزِيرَاهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
5326 عبد اللَّه بن ناصح، أبو مُحَمَّد البغدادي:
حدث عن عبيد اللَّه بن سعيد قائد الأعمش. روى عنه مُحَمَّد بن عبد الملك زنجويه، ومُحَمَّد بن علي بن ميمون. قَالَ ذلك أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بن يحيى بن مندة الأصبهاني فِي كتاب الأسماء والكنى.
5327 عَبْد اللَّه بْن نصر بْن بجير بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بْن أسامة الذهلي:
حدث عن مُحَمَّد بن عباد بن موسى العكلي. روى عنه ابنه أبو العباس أَحْمَد بن عبد اللَّه القاضي.
حرف الواو من آباء العبادلة
5328 عبد اللَّه بن الوليد، أبو مُحَمَّد العكبري [1] :
حدث عن مُحَمَّد بن موسى الحرشي، وعيسى بن عبد اللَّه العسقلاني، وأَحْمَد بن منصور زاج. روى عنه عَبْد اللَّه بْن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيّان، ومحمّد ابن عبد اللَّه بن خلف بن بخيت الدقاق. وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدّثنا عبد الله بن الوليد
__________
[1] 5328 العكبري: بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب 9/27) .(10/179)
الْعُكْبَرِيُّ- أَبُو مُحَمَّدٍ بِعُكْبَرَا فِي بَيْتِهِ، وَهُوَ عليل إملاء من حفظه- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ العسقلاني، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُنْتَصِرِ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ» [1] .
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد الدوري بخطه: سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات عبد اللَّه بن الوليد العكبري أبو مُحَمَّد وكان من عباد اللَّه الصالحين.
5329 عبد اللَّه بن وهبان بن أيوب بن صدقة، أبو مُحَمَّد البغدادي:
حدث بِمصر عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أيوب المخرمي، وأبي عقيل يَحْيَى بن حبيب الجمال الْكُوفِيّ، وأَحْمَد بن الخليل البرجلاني. روى عنه الْحَسَن بْنُ إبراهيم ابن زولاق الليثي، ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن المعروف باليمني المصريّان، وأبو الفضل الشّيباني.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ حفص اليمني- بمصر- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبَانَ البغداديّ- إملاء- حدّثنا أبو عقيل الجمّال، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» [2] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الصوري- لفظا- أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد اللَّه بن وهبان بن أيوب بن صدقة يكنى أبا مُحَمَّد بغدادي قدم مصر وأقام بِها وحدث، وتوفي بِها في العشر الأواخر من رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وكان ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2192. ومسند أحمد 3/436. وصحيح ابن حبان 2313. والمعجم الكبير 19/27. والأحاديث الصحيحة 403.
[2] 5329 انظر الحديث في: المستدرك 3/347، 4/330. ومجمع الزوائد 8/75. وفتح الباري 10/498. ومسند الشهاب 629، 630، 631، 632. والمعجم الكبير 4/26.(10/180)
حرف الهاء من آباء العبادلة
5330 عبد اللَّه أمير المؤمنين المأمون بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بْن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطّلب، ويكنى أبا العباس، وقيل: أبا جعفر [1] :
دعي له بالخلافة بِخراسان في حياة أخيه الأمين، ثم قدم بغداد بعد قتله، وكان مولد المأمون على ما:
أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن عمر المقرئ، حدّثنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ولد المأمون ليلة ملك هارون في شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: سنة سبعين ومائة فيها ولد المأمون ليلة الجمعة للنصف من شهر ربيع الأول، ليلة مات موسى.
أَخْبَرَنَا أَبُو تغلب عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بن الحسن المؤدب، حَدَّثَنَا المعافى بْن زكريا قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القاسم الكوكبي، حدّثنا محمّد بن موسى الخراساني، أَخْبَرَنَا الزبير بن بكار قَالَ: أخبرتني ميمونة- كاتبة إِبْرَاهِيم بن المهدي- قَالت: سمعت إبراهيم يَقُول: مات خليفة، وولي خليفة، وولد خليفة، في ليلة واحدة مات موسى، وولي الرشيد، وولد المأمون في ليلة واحدة.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن علي الورّاق، أخبرنا محمّد بن أحمد المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، أَخْبَرَنِي علي بْن الْحَسَن بْن علي بْن الجعد، حدّثني حاتم بن أبي حاتم الجوهريّ، حَدَّثَنَا علي بن الجعد قَالَ: لَما قتل مُحَمَّد بن زبيدة، أفضت الخلافة إلى المأمون عبد اللَّه بن هارون، وهو يومئذ بِخراسان بِمرو، وكان مولده سنة سبعين ومائة، للنصف من ربيع الأول.
قَالَ أبو بشر: وسمعت ابن الأزهر الكاتب يَقُول: استخلف المأمون يوم الأحد
__________
[1] 5330 انظر: مروج الذهب 2/247- 269. والنبراس لابن دحية 46- 63. والكامل لابن الأثير 6/144- 148. واليعقوبي 3/172. وتاريخ الخميس 2/334. والبدء والتاريخ 6/112.
وفوات الوفيات 1/239. والأعلام 4/142.(10/181)
لِخمس بقين من المحرم سنة ثَمان وتسعين ومائة، وهو ابْن سبع وعشرين سنة، وعشرة أشهر، وعشرة أيام، وبويع له وهو بخراسان.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا عمر بن حفص السدوسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد قَالَ: واستخلف عبد اللَّه بن هارون المأمون في المحرم سنة ثَمان وتسعين ومائة، وكنيته أبو العباس، وقد سلم عليه بالخلافة قبل ذلك ببلاد خراسان نحو سنتين، وَخَلَعَ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَغَيْرُهُمْ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أَحْمَد بن البراء قَالَ: المأمون عبد اللَّه بن الرشيد وكنيته أبو جعفر. ولد بالياسرية، ثم استخلف، وبايع لعلي بْن مُوسَى بْنُ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، وسماه الرّضى وطرح السواد وألبس الناس الخضرة، فمات علي بسرخس، وقدم المأمون بغداد في سنة أربع- يعني ومائتين- في صفر، وطرح الخضرة، وعاد إلى السواد، وأمر المأمون في آخر عمره أن يكون أبو إسحاق أخوه الخليفة من بعده.
أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا ابن أبي الدنيا قَالَ: وكان المأمون أبيض ربعة حسن الوجه، قد وخطه الشيب، تعلوه صفرة، أعين طويل اللحية رقيقها، ضيق الجبين، على خده خال، يكنى أبا العباس، أمه أم ولد يقال لَها مراجل.
أَخْبَرَنَا باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي يَموت بن المزرع، حَدَّثَنِي عمرو بن بَحر الجاحظ قَالَ: كان المأمون أبيض يعلو لونه صفرة يسيرة، وكان ساقاه من سائر جسده صفراوين حتى كأنهما طليتا بالزعفران.
أخبرني الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: قَالَ أبو مُحَمَّد اليزيدي: كنت أؤدب المأمون وهو في حجر سعيد الجوهري، قَالَ: فأتيته يومًا وهو داخل، فوجهت إليه بعض خدمه يعلمه بِمكاني، فأبطأ علي، ثم وجهت إليه آخر فأبطأ، فقلت لسعيد إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة وتأخر؟ قَالَ:
أجل، ومع هذا إنه إذا فارقك يعرم [1] على خدمه، ويلقون منه أذى شديدا، فقومه
__________
[1] يعرم: يشتد.(10/182)
بالأدب، فلما خرج أمرت بحمله فضربته سبع درر، قَالَ: فإنه ليدلك عينه من البكاء، إذ قيل هذا جعفر بن يَحْيَى قد أقبل، فأخذ منديلًا فمسح عينيه من البكاء، وجمع ثيابه وقام إلى فراشه فقعد عليها متربعًا ثم قَالَ: ليدخل، فدخل فقمت عن المجلس، وخفت أن يشكوني إليه، فألقى منه ما أكره، قَالَ: فأقبل عليه بوجهه وحديثه، حتى أضحكه وضحك إليه، فلما هم بالحركة دعا بدابته وأمر غلمانه فسعوا بين يديه، ثم سأل عني فجئت، فَقَالَ: خذ على ما بقي من جزئي، فقلت أيها الأمير- أطال اللَّه بقاءك- لقد خفت أن تشكوني إلى جعفر بن يَحْيَى، ولو فعلت ذلك لتنكر لي، فَقَالَ:
أتراني يا أبا مُحَمَّد كنت أطلع الرشيد على هذه؟ فكيف بجعفر بن يَحْيَى حتى أطلعه أني أحتاج إلى أدب؟ إذًا يغفر اللَّه لك بعد ظنك ووجيب قلبك، خذ في أمرك فقد خطر ببالك ما لا تراه أبدًا، ولو عدت في كل يوم مائة مرة.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطّيّب الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: قَالَ منصور البرمكي: كانت لِهارون الرشيد جارية غلامية تصب على يده، وتقف عَلَى رأسه، وكان المأمون يعجب بِها وهو أمرد، فبينا هي تصب على هارون من إبريق معها والمأمون مع هارون قد قابل بوجهه وجه الجارية، إذ أشار إليها بقبلة، فزبرته بحاجبها، وأبطأت عن الصب في مهلة ما بين ذلك، فنظر إليها هارون فَقَالَ: ما هذا؟ فتلكأت عليه، فَقَالَ: ضعي ما معك، علي كذا إن لم تخبريني لأقتلنك، فقَالت: أشار إلي عبد اللَّه بقبلة، فالتفت إليه وإذا هو قد نزل به من الحياء والرعب ما رحمه منه، فاعتنقه وقَالَ: أتحبها؟ قَالَ: نعم يا أمير المؤمنين، فَقَالَ: قم فادخل بِها في تلك القبة. فقام ففعل، فقَالَ له هارون: قل في هذا شعرًا، فانشأ يَقُول:
ظبي كنيت بطرفي ... عن الضمير إليه
قبلته من بعيدٍ ... فاعتل من شفتيه
ورد أخبث رد ... بالكسر من حاجبيه
فما برحت مكاني ... حتى قدرت عليه
أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد يَحْيَى بن الْحَسَن بن الْحَسَن بن المنذر المحتسب، أخبرنا إسماعيل ابن سعيد المعدل، أخبرنا أبو بكر بن دريد، أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن خضر قَالَ: سمعت ابن أبي دؤاد يَقُول: أدخل رجل من الخوارج على المأمون، فَقَالَ: ما حملك على خلافنا؟(10/183)
قَالَ: آية في كتاب اللَّه تعالى. قَالَ: وما هي؟ قَالَ قوله: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ
[المائدة 44] فقَالَ له المأمون: ألك علم بأنها منزلة، قَالَ:
نعم، قَالَ: وما دليلك؟ قَالَ: إجماع الأمة، قَالَ فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل، فارض بإجماعهم في التأويل قَالَ: صدقت السلام عليك يا أمير المؤمنين.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمّد بن عمران، حدّثنا صالح بن محمّد، حَدَّثَنِي أخي صدقة بن مُحَمَّد قَالَ: قَالَ لي أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بن مُحَمَّد الأزهري قَالَ المأمون: غلبة الحجة أحب إلي من غلبة القدرة، لأن غلبة القدرة تزول بزوالها، وغلبة الحجة لا يزيلها شيء.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا أبو بكر الكوكبي، حدّثنا البحتريّ الوليد بن عبيد، أخبرني أبو تَمَّام حبيب بن أوس قَالَ: قَالَ المأمون لأبي حفص عمر بن الأزرق الكرماني: أريدك للوزارة، قَالَ: لا أصلح لَها يا أمير المؤمنين، قَالَ: ترفع نفسك عنها؟ قَالَ: ومن رفع نفسه عن الوزارة؟
ولكني قلت هذا رافعا لها، وواضعا لنفسي عنها، قال المأمون: إنا نعرف موضع الكفاة الثقات المتقدمين من الرجال، ولكن دولتنا منكوسة، إن قومناها بالراجحين انتقصت، وإن أيدناها بالناقصين استقامت. ولذلك اخترت استعمال الصواب فيك.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا- إملاء- حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي، حَدَّثَنَا أبو سهل الرازي قَالَ: لَما دخل المأمون بغداد تلقاه أهلها، فقَالَ له رجل من الموالي: يا أمير المؤمنين بارك اللَّه لك في مقدمك، وزاد في نعمك، وشكرك عن رعيتك، فقد فقت من قبلك وأتعبت من بعدك، وآيست أن يعتاض منك، لأنه لم يكن مثلك، ولا علم شبهك. أما فيمن مضى فلا يعرفونه، وأما فيمن بقي فلا يرتجونه فهم بين دعاء لك، وثناء عليك، وتمسك بك، أخصب لهم جنابك، واحْلَوْلَى لَهم ثوابك، وكرمت مقدرتك، وحسنت أثرتك، ولانت نظرتك، فجبرت الفقير، وفككت الأسير، وأنت كما قَالَ الشاعر:
ما زلت في البذل والنوال وإط ... لاق لعان بجرمه علق
حتى تمنى البراء أنهم ... عندك أمسوا في القيد والحلق(10/184)
فقَالَ المأمون: مثلك يعيب من لا يصطنعه، ويعر من يجهل قدره، فاعذرني في سالفك، فإنك ستجدنا في مستأنفك.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَسَنُ بن عثمان الواعظ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم الواسطيّ، حدّثني أحمد بن الحسن الكسائيّ، حدّثنا سليمان بن الفضل النهرواني، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ الْمَأْمُونِ فَعَطِشْتُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ لأشرب ماء، فرآني المأمون فقال: مالك لَيْسَ تَنَامُ يا يَحْيَى؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا وَاللَّهِ عَطْشَانُ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَى مَوْضِعَكَ، فَقَامَ وَاللَّهِ إِلَى الْبَرَّادَةِ فَجَاءَنِي بِكُوزِ مَاءٍ، وَقَامَ عَلَى رَأْسِي فَقَالَ اشْرَبْ يَا يَحْيَى، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَهَلا وَصِيفٌ أَوْ وَصِيفَةٌ، فَقَالَ: إِنَّهُمْ نِيَامٌ، قُلْتُ: فَأَنَا كُنْتُ أَقُومُ لِلشُّرْبِ، فَقَالَ لي: لُؤْمٌ بِالرَّجُلِ أَنْ يَسْتَخْدِمَ ضَيْفَهُ. ثُمَّ قَالَ يَا يَحْيَى، فَقُلْتُ لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: أَلا أُحَدِّثُكَ، قُلْتُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّشِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَنْصُورُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سَيِّدُ الْقَوْمِ خَادِمُهُمْ» [1] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلاد عَنْ يَحْيَى بن أكثم قَالَ: ما رأيت أكرم من المأمون، بت عنده ليلة فعطش وقد نمنا، فكره أن يصيح بالغلمان فأنتبه- وكنت منتبها- فرأيته قد قام يمشي قليلًا قليلًا إلى البرادة، وبينه وبينها بعيد، حتى شرب ورجع.
قَالَ يَحْيَى: ثم بت عنده ونحن بالشام وما معي أحد فلم يحملني النوم، فأخذ المأمون سعال فرأيته يسد فاه بكم قميصه كي لا أنتبه، ثم حملني آخر الليل النوم، وكان له وقت يقوم فيه يستاك، فكره أن ينبهني، فلما ضاق الوقت عليه تحركت فَقَالَ: اللَّه أكبر، يا غلمان نعل أبي مُحَمَّد.
قَالَ يَحْيَى بن أكثم: وكنت أمشي يومًا مع المأمون في بستان موسى في ميدان البستان، والشمس علي وهو في الظل، فلما رجعنا قَالَ لي كن الآن أنت في
__________
[1] انظر الحديث في: كشفا الخفا 1/561، 562. والدرر المنتثرة 95. ومشكاة المصابيح 3925. وكنز العمال 17516، 17518، 24834، 24835.(10/185)
الظل، فأبيت عليه فَقَالَ: أول العدل أن يعدل الملك في بطانته، ثم الذين يلونهم، حتى يبلغ إلى الطبقة السفلى.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن محمّد الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحَسَن بن مُحَمَّد الموصلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن محمود الْمَرْوَزِيّ قَالَ:
سمعت يَحْيَى بن أكثم الْقَاضِي يَقُول: ما رأيت أكمل آلة من المأمون، وجعل يحدث بأشياء استحسنها من كان في مجلسه، ثم قَالَ: كنت عنده- يعني ليلة- أذاكره وأحدثه، ثم نام وأنتبه فَقَالَ: يا يَحْيَى انظر أيش عند رجلي فنظرت فلم أر شيئًا، فقَالَ شمعة، فتبادر الفراشون فقَالَ انظروا، فنظروا فإذا تحت فراشه حية بطوله فقتلوها، فقلت قد انضاف إلى كمال أمير المؤمنين علم الغيب، فقَالَ: معاذ الله، ولكني هتف بي هاتف الساعة وأنا نائم فَقَالَ:
يا راقد الليل انتبه ... إن الخطوب لها سرى
ثقة الفتى بزمانه ... ثقة محللة العرى
قَالَ: فانتبهت فعلمت أن قد حدث أمر إما قريب، وإما بعيد، فتأملت ما قرب فكان ما رأيت.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن سليمان الزاهد يَقُول: سمعتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السامي يَقُول: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح يَقُول: حبسني الخليفة المأمون ليلة، فكنا نتحدث حتى ذهب من الليل ما ذهب وطفئ السراج، ونام القيم الذي كان يصلح السراج، فدعاه فلم يجبه- وكان نائمًا- فقلت: يا أمير المؤمنين أصلحه؟ فَقَالَ لا فأصلحه هو، ثم انتبه الخادم فظننت أنه يعاقبه لأنه كان يناديه وهو نائم فلا يجيبه، قَالَ: فتعجبت أنا فسمعته يَقُول: ربما أكون في المتوضأ فيشتموني- وأظنه قَالَ: ويفترون علي- ولا يدرون أني أسمع، فأعفو عنهم.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا الصولي، حدّثنا عون بن محمّد، حدّثنا عبد الله بن البواب قَالَ: كان المأمون يحلم حتى يغيظنا في بعض الأوقات، جلس يستاك على دجلة من بغداد من وراء ستره ونحن قيام بين يديه فمر ملاح وهو يَقُول بأعلى صوته: أتظنون أن هذا المأمون ينبل في عيني وقد قتل أخاه؟! قال: فو الله ما زاد على أن تبسم وقَالَ لنا: ما الحيلة عندكم حتى أنبل في عين هذا الرجل الجليل!(10/186)
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن جامع، حدّثنا أبو عمر الزاهد، حدّثنا محمّد ابن يزيد المبرد، حَدَّثَنِي عمارة بن عقيل قَالَ: قَالَ ابن أبي حفصة الشّاعر: أعلمت أن أمير المؤمنين لا يبصر الشعر؟ فقلت ماذا يكون أفرس منه واللَّه إنا لننشد أول البيت فيسبق إلى آخره من غير أن يكون سمعه. قَالَ: إني أنشدته بيتًا أجدت فيه فلم أره تَحرك له، وهذا هو البيت فاسمعه:
أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا ... بالدين والناس بالدّنيا مشاغيل
فقلت له: ما زدت على أن جعلته عجوزًا في محرابها في يدها سبحة، فمن يقوم بأمر الدنيا إذا كان مشغولًا عنها، وهو المطوق لَها؟ ألا قلت كما قَالَ عمك جرير- لعبد العزيز بن الوليد:
فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه ... ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدل، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحِيم المازني، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا أبو الفضل الربعي قَالَ: لَمَّا ولد جعفر بن المأمون المعروف بابن بَخّة، دخل المهنئون على المأمون فهنوه بصنوف من التهاني، وكان فيمن دخل العباس بن الأحنف. فمثل قائمًا بين يديه ثم أنشأ يَقُول:
مد لك اللَّه الحياة مدًا ... حتى يريك ابنك هذا جدا
ثم يفدى مثل ما تفدى ... كأنه أنت إذا تبدا
أشبه منك قامة وقدا ... مؤزرًا بِمجده مردى
فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حكى لي عن ابن عبادة أنه ذكر المأمون يومًا فَقَالَ: كان واللَّه أحد ملوك الأرض، وكان يَجب له هذا الاسم على الحقيقة.
أَخْبَرَنِي الخلّال، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الوكيل، حَدَّثَنَا القاسم بن مُحَمَّد بن عباد قَالَ: سمعت أبي يَقُول: لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفان، والمأمون.
أَخْبَرَنَا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق قَالَ: حدّثنا الحسن بن أبي سعيد، أَخْبَرَنَا ذو الرياستين- في شوال سنة ثنتين ومائتين- أن المأمون ختم في شهر رمضان(10/187)
ثلاثًا وثلاثين ختمة، أما سمعتم في صوته بحوحة؟ إن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد اليزيدي في أذنه صمم، فكان يرفع صوته ليسمع، وكان يأخذ عليه.
أخبرني الخلّال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا أبو العيناء قَالَ: كان المأمون يَقُول: كان معاوية بعَمْرِهِ، وعبد الملك بحَجَّاجِهِ، وأنا بنفسي.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو العيناء قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد يقول: يعجبني قول المأمون- إذا رفع الطعام من بين يديه-: الحمد لله الذي جعل أرزاقنا أكثر من أقواتنا، وقوله عند شرب الماء البارد: شرب الماء بالثلج أدعى إلى إخلاص الحمد.
أخبرني الخلّال، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حزام حاجب المقتدر، حدّثنا أبو عيسى الهاشميّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: كنت بحضرة المأمون، فأحضر رجلًا فأمر بضرب عنقه، وكان الرجل من ذوي العقول، فَقَالَ ليَحْيَى بن أكثم: إن أمير المؤمنين قد أمر بضرب عنقي، وإن دمي عليه لحرام، فهل لي في حاجة أسأله إياها، لا تضر بدينه ولا مروءته؟ فإذا فعل ذلك فهو في حل من دمي. فأظهر المأمون تحرجًا، فقَالَ ليَحْيَى بن أكثم سله عنها، فقَالَ الرجل: يضع يده في يدي إلى الموضع الذي يضرب فيه عنقي، فإذا فعل ذلك فهو في حل من دمي، فقام المأمون من مجلسه وضرب بيده إلى يد الرجل، فلم يزل يخبره وينشده ويحدثه، حتى كأنه بعض من آنس به، فلما أن رأى السياف والسيف والموضع الذي يكون فيه مثل هذه الحال، انعطف فقال لأمير المؤمنين المأمون: بحق هذه الصحبة والمحادثة لما عفوت؟ فعفا عنه، وأجزل له الجائزة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع، حَدَّثَنَا أبو مُحَمَّد إِبْرَاهِيم بن إدريس المؤدب، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الجوهري قَالَ: وقف رجل بين يدي المأمون- قد جنى جناية- فقَالَ له: واللَّه لأقتلنك، فقَالَ الرجل: يا أمير المؤمنين تأن علي، فإن الرفق نصف العفو، قَالَ فكيف- وقد حلفت لأقتلنك؟ قَالَ: يا أمير المؤمنين لأن تلقى اللَّه حانثًا، خير لك من أن تلقاه قاتلًا، قَالَ: فخلى سبيله.
أَخْبَرَنَا باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب بن بيان الكاتب قَالَ: سمعت عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن عبد(10/188)
الأعلى الإسكافي يَقُول: عاش المأمون ثمانيًا وأربعين سنة، وعاش المعتصم مثلها، وطاهر مثلها، وعبيد اللَّه بن طاهر مثلها، وعاش المتوكل ثلاثًا وأربعين سنة، وعاش الفتح مثلها.
أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدّثنا ابن أبي العيناء قَالَ: ومات المأمون ليلة الخميس لعشر خلون من رجب بالبذندون، وهو متوجه يريد الغزو فحمل إلى طرسوس، فدفن بها في دار خاقان الخادم، وصلى عليه أخوه المعتصم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا عمر بن حفص السدوسي، أخبرنا مُحَمَّد بن يزيد قَالَ: كانت خلافة المأمون من قتل محمّد ابن هارون عشرين سنة ونحو أربعة أشهر، وتوفي في ناحية طرسوس في رجب سنة ثمان عشرة وتوفي وله ثمان وأربعون سنة، وأمه مراجل البادعسية- أم ولد- وصلى عليه المعتصم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ الْبَرَاءِ قَالَ: ومات المأمون بالبذندون [1] من أرض الروم لثلاث عشرة بقيت من رجب سنة ثَمان عشرة ومائتين، وحمل إلى طرسوس. قَالَ أَبُو سعيد المخزومي:
ما رأيت النجوم أغنت عن المأ ... مون ولا عن ملكه المأسوس
خلفوه بعرصتي طرسوس ... مثل ما خلفوا أباه بطوس
قَالَ: وكان عمره سبعًا وأربعين سنة، وخلافته من قتل مُحَمَّد عشرون سنة، وخمسة أشهر، واثنان وعشرون يومًا.
5331 عبد اللَّه بن هارون بن أبي عصمة، الشّيعيّ:
حدث عن الأزهر [2] بن جعفر. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عياض القاضي- بصور- أخبرنا محمّد بن أحمد، حدّثنا ابن جميع الغساني، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدّثنا عبد الله ابن هارون بن أبي عصمة الشّيعيّ، حدّثنا الأزهر بن جعفر، أخبرني عبيد الله بن
__________
[1] في المطبوعة: «بالبدندون» .
[2] 5331 في المطبوعة: «لاهز بن جعفر» .(10/189)
مُوسَى عَنْ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ- وَطَلْحَةَ بن عمرو بن عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَانَ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، مَا خَلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، لا تُخْبِرْهُمَا بِذَلِكَ يَا عَلِيُّ» [1] قَالَ: فَمَا أَخْبَرْتُهُمَا حَتَّى مَاتَا.
قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: كَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِي.
قُلْتُ: رَوَاهُ غَيْرُ هَذَا الشَّيْخِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَلِيًّا.
قلت: وقد تقدم القول منا أن هذا الشيخ [هو] [2] عبد اللَّه بن مروان بن أبي عصمة وسقنا الرواية عنه بذلك، وأحد القولين خطأ، واللَّه أعلم [3] .
5332 عبد اللَّه بن هارون، أبو مُحَمَّد الصواف [4] :
حدث عن مجاهد بن موسى، وعلي بن مسلم الطوسي، وأَحْمَد بن عبيد اللَّه العنبري. روى عنه أبو بكر بن الجعابي، وعمر بن بشران السكري، وعيسى بن حامد القنبيطي، وغيرهم.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ- أَبُو مُحَمَّدٍ الصّوّاف بغدادي- حدّثنا علي بن مسلم الطّوسيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل الله نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ» وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي.
فَقَالَ: «دَعْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» [5] .
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بن بشر الْقَاضِي:
مات عبد اللَّه بن هارون الصواف- أبو مُحَمَّد- في شهر ذي القعدة سنة خمس وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3664، 3665. ومجمع الزوائد 9/53. والسنة لابن أبي عاصم 2/617.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] راجع الترجمة رقم 5305.
[4] 5332 الصواف: هذه الحرفة لبيع الصوف والأشياء المتخذة من الصوف (الأنساب 8/99) .
[5] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1/158، 10/302. وكشف الخفا 1/489.(10/190)
5333 عبد اللَّه بن هاشم بن حيان، أبو عبد الرحمن الطوسي [1] :
سَمِعَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سَعِيد القطان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وخالد ابن الحارث، ووكيعًا، وأبا أسامة، ومُحَمَّد بن فضيل، وبهز بن أسد، وعبد اللَّه بن نُمير، وأبا معاوية، وأبا داود الحفري. روى عنه مسلم بْن الحجاج في صحيحه، وعامة النيسابوريين، وقدم بغداد وحدث به. فروى عنه من أهلها قاسم بن زكريا المطرز، وَأحمد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي شيبة، ويَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا علي ابن عمر الحافظ، أخبرنا يحيي بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن هاشم بن حيان- أبو عبد الرحمن الطوسي قدم علينا للحج في سنة إحدى وخمسين ومائتين-.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّه الحافظ النيسابوري.
قال: سمعت أبا عبد الله بْن يَعْقُوب الْحَافِظُ يَقُولُ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أبي طالب يَقُول: عبد اللَّه بن هاشم مجود في حديث يَحْيَى، وعبد الرحمن.
قرأت في كتاب أبي الْحَسَن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا محمد بن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أخبرنا صالح بن محمّد الأسديّ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن هاشم الطوسي ثقة.
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم، عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سيار يَقُول: عبد اللَّه بن هاشم الراذكاني- قرية من أعلى طوس، ثم تحول هاشم إلى طوس، وكان يقَالَ له هاشم الراذكاني- وكان عبد اللَّه رجلًا كاتبًا، كتب عن وكيع، ويَحْيَى بن سعيد، وابن مهدي، معروفا بطلب الحديث، رحلوا إليه من البلدان،
__________
[1] 5333 انظر: تهذيب الكمال 3625 (16/237) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/154. والكنى لمسلم، الورقة 69. والجرح والتعديل 5/ترجمة 912. وثقات ابن حبان 8/361. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 99. والجمع 1/280. والأنساب للسمعاني 6/37. والمعجم المشتمل، الترجمة 511. واللباب 2/5. ومعجم البلدان 2/730، 4/25، 811. وسير أعلام النبلاء، 12، 328. وتذكرة الحفاظ 536. والكاشف 2/الترجمة 3065. والعبر 1/205- 212. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 192. وتاريخ الإسلام، الورقة 248 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 191. وتهذيب التهذيب 6/60. والتقريب 1/457.
وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3876.(10/191)
وكتبوا عنه أحاديث كثيرة، وكان أظهر كلام [أهل] [1] الرأي، ثم إنه ترك ذلك وأظهر أمر الحديث، مات في أول سنة تسع وخمسين ومائتين، كنيته أبو عبد الرحمن.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد. قَالَ: توفي عبد اللَّه بن هاشم بن حيان فِي ذي الحجة من سنة خَمس وخَمسين ومائتين.
وذكر لنا هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ: أن عبد اللَّه بن هاشم مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
5334 عبد اللَّه بن هاشم، أَبُو الْقَاسِمِ السمسار:
حدث عَنْ أَحْمَد بن حفص بن عَبْد اللَّهِ النَّيْسَابُورِيّ. روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّقَّاقِ، وَعَبْدُ الواحد بن الحسين الحذّاء. قالا:
حدّثنا علي بن عمر السّكّري، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ السّمسار- سنة ثلاث وثلاثمائة- حدّثنا أحمد بن حفص، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلائِكَةِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إِلَى عاتقه مسيرة خمسمائة عام، - أو سبعمائة عَامٍ-» [2] .
5335 عبد اللَّه بن الهيثم بن عثمان، أبو مُحَمَّد العبدي [3] :
من أهل البصرة. قدم بغداد وحدث بِها عن معاذ بن هشام، وأبي عامر العقدي، وأبي داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وقريش بن أنس. روى عنه أبو القاسم البغوي، وأَحْمَد بن إسحاق بن بهلول التنوخي، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَمحمد بْن مخلد، وَكَانَ ثقة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 5334 انظر الحديث في: سنن أبي داود 4727. والمطالب العالية 3449. ومجمع الزوائد 1/80، 8/135. والبداية والنهاية 1/13. وتفسير ابن كثير 8/239. والمنتظم 1/190.
[3] 5335 انظر: الجرح والتعديل 5/الترجمة 914. وتهذيب الكمال 3634 (16/252) . وثقات ابن حبان 8/367. والمعجم المشتمل، الترجمة 512. والمنتظم 12/167. والكاشف 2/الترجمة 3073. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 192. ونهاية السول، الورقة 191. وتهذيب التهذيب 6/64. والتقريب 1/458. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3886.(10/192)
أخبرنا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازي، أخبرنا محمّد ابن مخلد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ- يَعْنِي ابْنَ الْهَيْثَمِ الْعَبْدِيُّ- أخبرنا أبو عامر العقدي، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ تُوُفِّيَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ» [1] قال: فصفنا صفين فصلى عليه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- قَالَ: ناولني عبد الكريم بْن أبي عبد الرحمن- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: عبد الله ابن الهيثم بن عثمان بَصْرِيٌّ لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، والْحَسَن بن مُحَمَّد بن عمر النرسي. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَد بْن القاسم الدهان، حَدَّثَنَا أبو علي محمد بن سعيد الحراني. قَالَ: عبد اللَّه بن الهيثم العبدي البصري أخو أبي العالية، يكنى أبا مُحَمَّد، مات بالشام سنة إحدى وستين ومائتين، وقد رأيته وكتبت عنه، وكان يصفر لحيته.
5336 عبد اللَّه بن الهيثم بن خالد، أبو مُحَمَّد الخياط يعرف بالطيني [2] :
سمع أبا عتبة أَحْمَد بن الفرج، وإِبْرَاهِيم بن عبد اللَّه بن الجنيد، والحسن بن عرفة، وعبد الله ابن أَحْمَد الدورقي. روى عنه الدارقطني، ويُوسُفُ بْنُ عُمَر القواس، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا الدارقطني، قَالَ: عبد اللَّه بن الهيثم بن خالد الطيني ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا ابن نافع.
وأَخْبَرَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر أن الطيني مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن عَلِيّ بْن عمر بن الفياض، أَخْبَرَنِي عبد اللَّه بن الهيثم الخياط المعروف بالطيني أنه ولد في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين ومائتين،
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/446. وسنن النسائي 4/69، 70. وسنن الترمذي 1039. وسنن ابن ماجة 1535. ومجمع الزوائد 3/39. والمعجم الكبير 18/199.
[2] 5336 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/375.(10/193)
وكانت وفاته في يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
5337- عبد اللَّه بن هبيرة بن الصلت، أبو إِسْمَاعِيل:
خال أَحْمَد بن يعقوب بن شيبة، سَمع يَحْيَى بْن معين. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن أحمد ابن يعقوب بن شيبة.
حرف الياء من آباء العبادلة
5338 عبد اللَّه بن يزيد بن آدم، الشامي الدمشقي [1] :
قرأت على الأزهري عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عُثْمَان بْن يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن يوسف الصّيرفيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارون الخلّال، أخبرني محمّد ابن علي، حدّثنا مهنى قال: سألت أحمد- وهو ابن حنبل- عن عبد اللَّه بن يزيد بن آدم يحدث عن أبي أمامة قَالَ: كان قدم هاهنا أيام أبي جعفر- يعني قدم بغداد- قلت كيف هو؟ قَالَ: أحاديثه موضوعة، قلت: من أين هو؟ قَالَ: من الشام، فَقَالَ الهيثم ابن خارجة: وهو عند أَحْمَد من أهل دمشق.
5339 عبد اللَّه بن أبي فَرْوَةَ، يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سنان بن يزيد الرهاوي، مولى بني طهية من بني تَميم:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن سعيد بن عبد الرحمن الحراني. روى عنه مُحَمَّد بن أَحْمَد بن المتيم، وعلي بن عمر الحربي، وذكر أنه سمع منه فِي سنة ثلاث وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدّقّاق، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي فروة [حدّثنا] [2] يزيد بن محمّد بن سنان الرّهاويّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحرّانيّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ الْحَرَّانِيُّ- أَبُو بكر- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
__________
[1] 5338 انظر: الجرح والتعديل 5/197. وميزان الاعتدال 2/526. ولسان الميزان 3/378.
[2] 5339 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/194)
عُقَيْلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطَّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» [1] .
5340 عبد اللَّه بن يزيد بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الدقيقي [2] :
سمع مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن غزوان الْخُزَاعِيّ، وأبا موسى مُحَمَّد بن المثني، ومحمّد بن سعل بن عسكر، ومهنى بن يَحْيَى الشامي، والقاسم بن عاصم المفلوج، وأَحْمَد بن منصور المعروف بزاج. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الزبيبي، وعبد العزيز ابن جعفر الحرقي، وأبو القاسم بن النخاس، ومُحَمَّد بْن المظفر، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ المقرئ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الحرقي، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بن محمّد الدّقيقيّ، حدّثنا محمّد بن المثنى، حدّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ غُلامًا لأُنَاسٍ فُقَرَاءَ قَطَعَ أُذُنَ غُلامٍ لأُنَاسٍ أَغْنِيَاءَ، فَأَتَى أَهْلُهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا أُنَاسٌ فُقَرَاءُ. فَخَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبِيلَهُ وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ شَيْئًا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بن عمر السكري قَالَ:
وجدت في كتاب أخي: مات أبو مُحَمَّد الدقيقي في أول سنة تسع وثلاثمائة.
5341 عبد اللَّه بن يوسف المدائني:
حدث عن يونس بن عطاء من ولد زياد بن الحارث الصدائي. روى عنه أَحْمَد بن ياسين بن الْحَسَن المعروف بأبي تراب الرقي.
5342 عبد الله بن يوسف بن فادشاه، يعرف بالختلي:
حدث عن عمر بن سعيد الدمشقي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن يوسف بن فادشاه الختليّ البغداديّ، حدّثنا عمر بن سعيد الدّمشقيّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَروِهِ عن يزيد إلا ابنه خالد.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الطهارة باب 31. وسنن الترمذي 3/238.
وسنن ابن ماجة 275، 276. والسنن الكبرى للبيهقي 2/85، 380.
[2] 5340 الدقيقي: هذه النسبة إلى الدقيق وبيعه وطحنه (الأنساب 5/326) .(10/195)
5343 عَبْدُ اللَّه بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَد بْنِ بابويه- وقيل: مامويه- الأصبهاني:
ساكن نيسابور، أبو مُحَمَّد. قدم بغداد حاجّا سنة تسعين وثلاثمائة، وحدث بِها عن أبي العباس الأصم، ومُحَمَّد بن الْحَسَن بن الخليل النيسابوريين، وأبي سعيد بن الأعرابي ساكن مكة، وأَحْمَد بن سعيد بن فرضخ الإخميمي، وهارون بن أَحْمَد الإستراباذي وعبد الرحمن بن يَحْيَى بن هارون الزهري، وجماعة غيرهم من الغرباء.
كتب الناس عَنْهُ بانتخاب مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس، وحَدَّثَنَا عنه أبو محمّد الخلّال العتيقي وكان ثقة، مات بعد سنة أربعمائة بسنين كثيرة.
5344 عبد اللَّه بن يوسف الصباغ [1] :
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن غالب المقرئ قَالَ: سَمِعْتُ عبد اللَّه بن يوسف الصباغ قَالَ:
كنت مع أبي في الدكان يصبغ، فلما كان يوم من الأيام خرجت وبباب الدكان رجل شيخ جالس، فقلت مازحًا: الشيخ قد صلى الظهر؟ قَالَ: نعم والحمد لله، قلت: أين صليت؟ قَالَ: بِمكة، فدخلت إلى أبي، فقلت: يا أبت رجل بباب الدكان قَالَ صليت الظهر بِمكة. فخرج أبي فلما رآه رجع وقَالَ: هذا الشبلي.
5345- عبد اللَّه بن يوسف بن عبد اللَّه بن نصر، أبو مُحَمَّد البغدادي:
سكن تنيس وَحَدَّثَ بِها عَنْ أَحْمَد بْن يوسف بْن خلاد العطار-! وكان حيًّا في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وكان أحد الشهود المعدلين.
5346- عبد اللَّه بن أبي محمّد بن المبارك بن المغيرة، أبو عبد الرحمن العدوي المعروف بابن اليزيدي:
كان أديبًا عالمًا، عارفًا بالنحو واللغة، أخذ عن يحيى بن زياد الفراء وغيره، وصنف كتابًا في غريب القرآن، وكتابًا في النحو مُختصرًا، وكتاب «الوقف والابتداء» ، وكتاب «إقامة اللسان على صواب المنطق» . روى عنه ابن أخيه الفضل بن مُحَمَّد اليزيدي.
قرأت على الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بن عمران بن موسى قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بن يَحْيَى النحوي قَالَ: ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد اللَّه بن أبي مُحَمَّد اليزيدي- وهو أبو عبد الرّحمن- وخاصة في القرآن ومسائله.
__________
[1] 5344 الصّبّاغ: هذه الاسم لمن يصبغ الثياب بالألوان (الأنساب 8/32) .(10/196)
5347 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أبو مُحَمَّد السكري، يعرف بوجه العجوز:
سَمع إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، وأَحْمَد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، وأبا بَكْرٍ الشافعي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الحكم الواسطي، وأَحْمَد بن ثابت بن بقية الكاتب، وعَبْد الخالق بْن الْحَسَن بْن أَبِي روبا. كتبنا عنه وكان صدوقًا يسكن قطيعة الصفار.
سمعت البرقاني يَقُول: عبد اللَّه بن يَحْيَى السكري شيخ- وحسن أمره- مات السكري في يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس سلخ صفر من سنة سبع عشرة وأربعمائة.
ذكر من اسمه عبد الرحمن
5348- عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عيسى الْأَنْصَارِيّ- واسم أبي ليلى: يسار، ويقَال: بلال، ويقَال: داود بن بلال- بن بليل بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بن مالك بن أوس، ويقَال: ليس لأَبِي ليلى اسم، ويقَال: بلال هو أخو أَبِي ليلى [1] :
ولد عبد الرحمن في خلافة عمر بن الخطاب وروى عن عثمان بن عفان، وعلي ابن أبي طالب، وأبي بن كعب، وكعب بن عجرة، والمقداد بن الأسود، وزيد بن
__________
[1] 5348 انظر: تهذيب الكمال 3943 (17/372) . وطبقات ابن سعد 6/109. وتاريخ ابن معين 2/356. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1164. والصغير 1/179، 180، 189 والكنى لمسلم، الورقة 76. وثقات العجلي، الورقة 33. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/193. والمعرفة ليعقوب 2/617- 619. والقضاة لوكيع 2/406. وضعفاء العقيلي، الورقة 118. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1424. والمراسيل 125. وثقات ابن حبان 5/100. وعلل الدارقطني 2/الورقة 37. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 105. وموضح أوهام الجمع 2/220. والجمع 1/289. والكامل في التاريخ 4/472، 478، 843. وتهذيب النووي 1/303. ووفيات الأعيان 3/126. وسير النبلاء 4/262- 267. وتذكرة الحفاظ 1/55.
والعبر 1/96، 195. والكاشف 2/الترجمة 3341. والمغني 2/الترجمة 3617. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 226. ومعرفة التابعين، الورقة 27. وتاريخ الإسلام 3/272. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 4948. وجامع التحصيل، الترجمة 452. ونهاية السول، الورقة 209.
وتهذيب التهذيب 6/260- 262. والتقريب 1/496. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4231. وشذرات الذهب 1/192.(10/197)
أرقم، وأنس بن مالك، وأبيه أبي ليلى، ولأبيه صحبة. روى عنه ابنه عيسى، ومجاهد ابن جبر، والحكم بن عتيبة، وثابت البناني، وسليمان الأعمش، وابن ابنه عبد الله بن عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وغيرهم. وكان يسكن الكوفة، وقدم المدائن في حياة حذيفة بن اليمان، وقدمها أيضا بعد ذلك في صحبة علي، وشهد حرب الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا عبد الله بن روح المدائنيّ، حدّثنا عثمان بن عمر، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ حُذَيْفَةَ إِلَى الْمَدَائِنِ، فَاسْتَسْقَى فَأَتَاهُ دِهْقَانُ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ فَرَمَى بِهِ وَجْهَهُ، فَقُلْنَا: اسْكُتُوا فَإِنَّا إِنْ سَأَلْنَاهُ لَمْ يُخْبِرْنَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ:
تَدْرُونَ لِمَ رَمَيْتُهُ؟ قُلْنَا لا، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُهُ، قَالَ: فَذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَعَنْ لِبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ. وَقَالَ: «هُمَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ» [1] .
حَدَّثَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد العبدوي- إملاء بنيسابور- قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن علي القاضي الهمذاني يَقُول: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن أسيد- بأصبهان- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عمران بْن أَبِي ليلى يقول: اسم أبي ليلى داود، ولقبه أيسر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أحمد بن أبي الحجّاج، حدّثنا النّضر بن شميل، حَدَّثَنَا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى قَالَ: ولدت لست سنين بقيت من خلافة عمر.
وقَالَ يعقوب: حَدَّثَنَا أبو بكر الحميديّ، حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا يزيد بن أبي زياد قَالَ: قَالَ عبد اللَّه بن الحارث: اجمع بيني وبين ابن أبي ليلى، فجمعت بينهما. فقَالَ عبد اللَّه بن الحارث: ما شعرت أن النساء ولدت مثل هذا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي القاسم الأزرق، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا أبو هشام، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الأعمش قَالَ:
كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته، فإذا دخل الداخل اتكأ على فراشه.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الدارمي 2/121.(10/198)
وقال الأبار: حدّثنا إسماعيل بن بهرام، حَدَّثَنَا خالد بن نافع الأشعري عن عبد الله ابن عيسى قَالَ: كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علويًا، وكان عبد اللَّه بن عكيم عثمانيًا، وكانا في مسجد واحد وما رأيت أحدًا منهما يكلم صاحبه.
قلت: يعني كلام مخاصمة ومناظرة في عثمان وعلي، واللَّه أعلم.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: عبد الرّحمن ابن أبي ليلى تابعي ثقة من أصحاب علي.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا إبراهيم بن يوسف الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عمران بن عيينة عن أبي فروة. قَالَ: فقد عبد الرحمن بن أبي ليلى ليلة الجماجم على فرس له.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمير يَقُول: عبد الرحمن بن أبي ليلى قتل بدجيل سنة إحدى وثمانين. وكذا روى يعقوب ابن شيبة عن ابن نُمير.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بن علي الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، حدّثنا هارون بن حاتم التّميميّ، حَدَّثَنَا الفضل بن عمرو قَالَ: قتل عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو البختري الطائي، وعبد اللَّه بن شداد، بدجيل سنة إحدى وثَمانين. هكذا روى هارون بن حاتم عن الفضل بن عمرو- وهو أبو نعيم- وخالفه قعنب بن المحرر.
وأخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حدّثنا قعنب بن المحرر قال: قال أبو نعيم: قتل عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو البختري، بدير الجماجم سنة ثَمان وثَمانين.
والمحفوظ عن أبي نعيم ما:
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب. قَالَ: قَالَ أبو نعيم:
عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد أبو البختري، قتلا في الجماجم سنة ثلاث وثَمانين.(10/199)
وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد الله، أخبرنا أبو نعيم: قَالَ أبو البختري وعبد الرحمن ابن أبي ليلى قتلا بالجماجم سنة ثلاث وثمانين.
وأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي. قَالَ سمعت أبا نعيم يَقُول: مات عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة ثلاث وثمانين، وكذلك قَالَ أبو موسى العنزي وشباب العصفري.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حدّثنا أبو محمّد ابن المثنى. قَالَ: وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن فيروز أبو البختري الطائي- يعني ماتا في الجماجم- سنة ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا خليفة بن خياط قَالَ: وعبد الرحمن بن أبي ليلى يكنى أبا عيسى غرق ليلة دجيل مع ابن الأشعث سنة ثلاث وثمانين.
5349 عبد الرحمن بن مل، أبو عثمان النهدي [1] :
وهو عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن خزيمة- وقيل جذيمة- ابن كعب بن رفاعة بن مالك بن نَهد بن زيد بن ليث بن أسود ابن أسلم بن عمرو بن لحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير. أسلم عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أنه لم يلقه، ولقي عدة من الصحابة، ونزل الكوفة وصار إلى البصرة
__________
[1] 5349 انظر: تهذيب الكمال 3968 (17/424- 430) . والمنتظم، لابن الجوزي 7/60. وطبقات ابن سعد 7/97. وتاريخ خليفة 321. وطبقاته 205. والتاريخ الكبير 9/الترجمة 816.
والصغير 1/235. والكنى لمسلم، الورقة 71. وثقات العجلي، الورقة 63. وسؤالات الآجري 3/153. وتاريخ واسط 156. والكنى للدولابي 2/26. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1350. وثقات ابن حبان 5/75. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 103.
والاستيعاب 2/853، 4/1712. وتقييد المهمل، الورقة 93. والجمع 1/282. والكامل في التاريخ 4/591. وأسد الغابة 3/324. وسير أعلام النبلاء 4/175- 178. وتجريد أسماء الصحابة 1/الترجمة 3781. والكاشف 2/الترجمة 3364. والعبر 1/119. وتذكرة الحفاظ 1/65. وتاريخ الإسلام 4/82. وتذهيب التهذيب 2/228. ومعرفة التابعين، الورقة 26- 27. وجامع التحصيل، الترجمة 456. ونهاية السول، الورقة 210. وتهذيب التهذيب 6/277- 278. والإصابة 3/الترجمة 6379. والتقريب 1/499. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4258. وشذرات الذهب 1/118.(10/200)
بعد. حدث عنه أيوب السختياني، وقتادة، وسليمان التيمي، وعاصم الأحول، وخالد الحذاء، وأبو مِجْلَز لاحق بن حميد، وأبو السليل ضريب بن نقير، وأبو نعامة السعدي، وغيرهم. وَوَرَدَ الْمَدَائِنَ غَازِيًا بِلادَ فَارِسٍ. وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ وَرَدَ بَغْدَادَ فِي صُحْبَةِ جَرِيرِ ابن عَبْدِ اللَّهِ.
كَمَا أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمامي، حدثني إسحاق بن منصور الأسديّ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كُنَّا مَعَ جَرِيرٍ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ التُّلُولُ، فَقَالَ لي:
أَيْنَ دِجْلَةَ؟ قُلْتُ هَذِهِ، قَالَ: فَأَيْنَ الدُّجَيْلُ؟ قال: قُلْتُ هَذَا، قَالَ: وَأَيْنَ قُطْرُبُلَ؟ قَالَ:
قُلْتُ هَذِهِ، قَالَ: فَأَيْنَ الصُّرَاةَ؟ قُلْتُ هَذِهِ. قَالَ: النجا النجا، وارتحل بِنَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجَيْلِ، وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يَجْتَمِعُ فِيهَا- أُرَاهُ قَالَ- كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ، يَعْمَلُونَ فِيهَا بِأَعْمَالٍ، فَإِذَا عَمِلُوا ذَلِكَ خُسِفَ بِهِمْ، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْمِرْوَدِ الْحَدِيدِ يُضْرَبُ فِي أَرْضٍ رِخْوَةٍ» [1] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يَقُول: أكبر تابعي الكوفة، أبو عثمان النهدي.
أَخْبَرَنَا ابنا بشران علي وعبد الملك قَالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، أخبرنا ابن البراء، حدّثنا علي بن المديني قَالَ: أبو عثمان النهدي عبد الرحمن بن مل، وكان ثقة، وقد سمع عمر، وغيره، روى عن ابن عباس. وقد قَالُوا: مُل وأصله كوفي صار إلى البصرة، وقد أدرك الجاهلية، وهاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر، ووافق استخلاف عمر وسمع من عمر، وروى عن علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وسعد، وأبي بن كعب، وسعيد بن زيد، وأسامة، وأبي بكرة، وعمرو بن العاص، وعبد اللَّه بن عمر، وأبي هريرة، وسلمان، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
__________
[1] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/244. والكامل لابن عدي 4/384، 5/1726.
وكنز العمال 38725. والفوائد المجموعة 434. وتنزيه الشريعة 2/52.(10/201)
الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا ثابت بن يزيد، حَدَّثَنَا عاصم الأحول قَالَ: سألت أبا عثمان، هل رأيت النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا، قلت: رأيت أبا بكر قَالَ: لا، ولكني اتبعت عمر حين قام.
وقد صَدَّقْتُ إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث مرار.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَاصِمٍ الأحول قال: سئل أبو عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ- وَأَنَا أَسْمَعُ- قَالَ: فَقَال لَهُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ، أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ثَلاثَ صَدَقَاتٍ، وَلَمْ أَلْقَهُ، وَغَزَوْتُ عَلَى عهد عمر بن الخطّاب، شهدت القادسية، وجلولا، وتستر، ونهاوند، والسروند، وَالْيَرْمُوكَ، وَأَذَرْبِيجَانَ، وَمِهْرَانَ، وَرستمَ، وَكُنَّا نَأْكُلُ السَّمْنَ ونترك الودك، فسألته عن الطروف، فَقَالَ: لَمْ نَكُنْ نَسْأَلُ عَنْهَا- يَعْنِي طَعَامَ المشركين-.
أخبرنا علي بن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا عمرو بن علي، حدثني أبو قتيبة، حدّثنا أبو حبيب المريدي واسمه يزيد ابن أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَجَّتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ العزيز بن علي الورّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا يوسف بن يعقوب النّيسابوريّ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يزيد بن هارون، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ نَعْبُدُ حَجَرًا، فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي، يَا أَهْلَ الرِّحَالِ إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ هَلَكَ فَالْتَمِسُوا رَبًّا، قَالَ:
فَخَرَجْنَا عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ نَطْلُبُ إِذَا نَحْنُ بِمُنَادٍ يُنَادِي: إنا قد وجدنا ربكم- أو شبهه- فَجِئْنَا فَإِذَا حَجَرٌ فَنَحَرْنَا عَلَيْهِ الْجُزُرَ.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف خراش قَالَ: أبو عثمان النهدي عبد الرحمن بن مل؛ رجل من أهل الكوفة، انتقل إلى البصرة ثقة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا الحجّاج، حَدَّثَنَا حماد عن حميد عن أبي عثمان قَالَ: أتت علي نحو من ثلاثين ومائة سنة، وما شيء مني إلا قد أنكرته، إلا أملي فإني أجده كما هو.(10/202)
أخبرنا الحسن بن بى بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا جنيد بن حكيم، حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حدّثنا عفّان، حَدَّثَنَا حماد عن حميد عن أبي عثمان قَالَ: أتت علي ثلاثون ومائة سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: ومات أبو عثمان النهدي سنة خمس وتسعين، وهو ابن ثلاثين ومائة سنة، واسمه عبد الرحمن بن مل، وكان قد أدرك الجاهلية.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قَالَ: عمر أبو عثمان، مات بعد سنة مائة، ويقَال بعد خمس وتسعين، وهو ابن ثلاثين ومائة سنة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمّد بن الحسين- هو الزّعفرانيّ- حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: مات أبو عثمان النّهديّ سنة مائة.
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو عثمان النهدي سنة مائة.
5350- عبد الرحمن بن مسعود العبدي:
أحد أصحاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. نزل المدائن وحدث بها عن علي بن أبي طالب، وعن سلمان الفارسي. روى عنه الْحُسَيْن بن الرماس العبدي، والهذيل بن بلال الفزاري. وقد ذكرنا حديث كونه بالمدائن في باب من يسمى بشرًا من هذا الكتاب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد بن الفرج، حدّثنا يونس بن محمّد المؤدّب، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الرَّمَّاسِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَسْعُودٍ وَسُلَيْمَ بْنَ رَبَاحٍ وَزَكَرِيَّا بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُونَ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَتَكَلَّفَنَّ أَحَدٌ لِضَيْفِهِ مَا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ»
كَذَا قَالَ سُلَيْمُ بْنُ رَبَاحٍ وَزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَلْمَانَ.(10/203)
5351 عبد الرحمن بن عبد اللَّه- وقيل: عبد الرحمن بن عمرو- الأصم الثقفي- وقيل: العبدي، أبو بكر المؤذن [1] :
سمع أنس بن مالك. روى عنه سفيان الثوري، وأبو عوانة، وليث بن أَبِي سليم.
وكان من أهل البصرة فنزل المدائن.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَيُّوبَ القطّان، حدّثنا محمّد بن جرير بن يزيد، حدّثنا بشر بن معاذ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَصَمُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ حَرِيرٍ فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعَثْتَ بِهَا إِلَيَّ وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟
قَالَ: «إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا وتنتفع بها» [2] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الرحمن الأصم، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا علي.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يحيى- وهو ابن سعيد- يَقُول: كان عبد الرحمن الأصم صاحب قدر. قلت ليَحْيَى: كان يرى القدر؟
قَالَ: نعم! كان بصريًا وكان يكون بالمدائن.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، حدّثنا أحمد بن الفرج بن منصور
__________
[1] 5351 انظر: تهذيب الكمال 3759 (16/533) . والتاريخ الكبير 5/ترجمة 764. والصغير 2/338. وثقات العجلي، الورقة 32. والجرح والتعديل 5/ترجمة 961. وثقات ابن حبان 8/349. والكامل لابن عدي 2/ورقة 139. والجمع 1/268. والمعجم المشتمل، الترجمة 515. والكامل في التاريخ 6/285. وسير النبلاء 10/357. والكاشف 2/ترجمة 3105.
وديوان الضعفاء، ترجمة 2354. والعبر 1/373، 2/82. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 4712. وتذكرة الحفاظ 404. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 195. وتاريخ الإسلام، الورقة 124 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 193. وتهذيب التهذيب 6/86- 88.
والتقريب 1/463. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3929. وشذرات الذهب 2/44.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم 1639، 1644، 1645. ومسند أحمد 2/40، 3/142، 157، 251. والسنن الكبرى 3/275. وفتح الباري 1/483، 10/297. ومجمع الزوائد 5/142. ومشكاة المصابيح 4322.(10/204)
الورّاق، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قَالَ: عبد الرحمن الأصم مدائني.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: عبد الرحمن الأصم يرى القدر، وكان ينزل المدائن.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يَحْيَى بن معين- قلت: فعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن الأصم كيف هو؟ فَقَال: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عبد اللَّه الأنماطي، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد ابن سليمان البصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يَحْيَى بن معين قَالَ: عبد الرحمن بن الأصم شيخ ثقة.
5352 عبد الرحمن بن مسلم بن سنفيرون بن إسفنديار، أبو مسلم الْمَرْوَزِيّ [1] :
صاحب الدولة العباسية. يروى عنه عن أبي الزبير مُحَمَّد بن مسلم المكي، وثابت البناني، وإِبْرَاهِيم وعبد اللَّه ابني مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن العباس. وكان فاتكًا شجاعًا، ذا رأي وعقل، وتدبير وحزم، وقتله أبو جعفر المنصور بالمدائن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق البزاز، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن المظفر بن يَحْيَى الشرابي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المرثدي، حدّثنا أبو إسحاق الطلحي، حدثني أبو مسلم محمّد بن عبد المطلب بن فهم بن محرز- وهو من ولد أبي مسلم- قَالَ: كان اسم أبي مسلم صاحب الدعوة، إِبْرَاهِيم بن عثمان بن يسار بن شيدوس بن جودرن [2] من ولد بزرجَمهر وكان يكنى أبا إسحاق، وولد بأصبهان، ونشأ بالكوفة، وكان أبوه أوصى إلى عيسى بن موسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين. فقَال له إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس لما عزم على توجيهه إلى خراسان: غير اسمك فإنه لا يتم لنا الأمر إلا بتغييرك اسمك على ما وجدته
__________
[1] 5352 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/17.
[2] في وفيات الأعيان: «بن سندوس بن جودون» .(10/205)
في الكتب، فقَال: قد سميت نفسي عبد الرحمن بن مسلم، وتكنى أبا مسلم، ومضى لشأنه، ولد ذؤابة، فمضى على حمار بإكاف، وقَالَ له خذ نفقة من مالي لا أريد أن تمضي بنفقة من مالك ولا مال عيسى السراج، فمضى على ما أمره، وما عيسى ولا يعلم أن أبا مسلم هو أبو مسلم إِبْرَاهِيم بن عثمان، وتوجه أبو مسلم لشأنه، وهو ابن تسع عشرة سنة، وزوجه إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن عباس، بنت عمران بن إِسْمَاعِيل الطائي المعروف بأبي النجم على أربعمائة، وهي بخراسان مع أبيها، زوجه وقت خروجه إلى خراسان، وبنَى بها بخراسان، وزوج أبو مسلم ابنته فاطمة من محرز بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وابنته الأخرى أسماء من فهم بن محرز، فأعقبت أسماء ولم تعقب فاطمة، قَالَ: وفاطمة التي تدعو لها الحرمية إلى الساعة.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الفتح، حدّثنا الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ اللَّه النّيسابوريّ، أخبرنا علي بن محمّد المروزيّ، أخبرنا محمّد بن عبدك، حدّثنا مصعب ابن بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا السَّوَادُ الَّذِي أَرَى عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَهَذِهِ ثِيَابُ الْهَيْبَةِ وَثِيَابُ الدَّوْلَةِ، يَا غُلامُ اضْرِبْ عُنُقَهُ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا محمّد بن جعفر النجاد، حدّثنا أبو أحمد الجلودي، حدّثنا محمّد بن زكويه قَالَ: روي لنا أن أبا مسلم صاحب الدولة قَالَ: ارتديت الصبر، وآثرت الكتمان، وحالفت الأحزان والأشجان، وسامحت المقادير والأحكام، حتى بلغت غاية همتي، وأدركت نهاية بغيتي، ثم أنشأ يَقُول:
قد نلت بالحزم والكتمان ما عجزت ... عنه ملوك بني مروان إذ حشدوا
ما زلت أضربهم بالسيف فانتبهوا ... من رقدة لم ينمها قبلهم أحد
طفقت أسعى عليهم في ديارهم ... والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا
ومن رعى غنمًا في أرض مسبعة ... ونام عنها تولى رعيها الأسد
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري، حدّثنا المعافى بن زكريا، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا المغيرة بن محمّد، حدثني محمّد بن عبد الوهاب، حَدَّثَنِي علي بن المعافى قَالَ: كتب أبو مسلم إلى المنصور حين استوحش منه: أما بعد فقد كنت اتخذت أخاك إمامًا، وجعلته على الدين دليلًا لقرابته والوصية(10/206)
التي زعم أنها صارت إليه، فأوطأ بي عشوة الضلالة، وأوهقني في ربقة الفتنة، وأمرني أن آخذ بالظنة، وأقتل على التهمة، ولا أقبل المعذرة، فهتكت بأمره حرمات حتم اللَّه صونها، وسفكت دماء فرض اللَّه حقنها، وزويت الأمر عن أهله، ووضعته منه في غير محله، فإن يعف اللَّه عني فبفضل منه، وإن يعاقب فبما كسبت يداي وما اللَّه بظلام للعبيد، ثم أنسأه اللَّه هذا- يعني أبا مسلم- حتى جاءه فقتله. قَالَ المعافى: أبو مسلم تعرض لما لا قبل له به، وطمع في الأمر مما الخوف منه أولى فتوجه إلى جبار من الملوك قد وتره، وأسرف في خطابه الذي كاتبه به، واسترسل في إتيان حضرته، وأوضاع وجه الحزم، واستأسر للخصم، وسلم عدته التي يحمي بها نفسه إلى من أتى عليها، وفجعه بها، فقتله أفظع قتلة.
وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيُّ- وَاللَّفْظُ لِلطَّبَرِيِّ- قَالا: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنِ زكريا، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَةَ الأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَنْصُورِيُّ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ الْمَنْصُورُ أَبَا مُسْلِمَ قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا مُسْلِمٍ فَإِنَّكَ بَايَعْتَنَا وَبَايَعْنَاكَ، وَعَاهَدْتَنَا وَعَاهَدْنَاكَ، وَوَفَّيْتَ لَنَا وَوَفَّيْنَا لَكَ، وَإِنَّكَ بَايَعْتَنَا عَلَى أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ عَلَيْنَا قَتَلْنَاهُ، وَإِنَّكَ خَرَجْتَ عَلَيْنَا فَقَتَلْنَاكَ، وَحَكَمْنَا عَلَيْكَ حُكْمَكَ لَنَا عَلَى نَفْسِكَ. قَالَ: وَلَمَّا أَرَادَ الْمَنْصُورُ قَتْلَهُ دَسَّ لَهُ رِجَالا مِنَ القواد منهم شبيب بن داج، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: إِذَا سَمِعْتُمْ تَصْفِيقِي فَاخْرُجُوا إِلَيْهِ فَاضْرِبُوهُ، فَلَمَّا حَضَرَ حَاوَرَهُ طَوِيلا حَتَّى قَالَ لَهُ فِي بَعْضِ قَوْلِهِ: وَقَتَلْتَ وُجُوهَ شيعتنا فلانا وفلانا، وقتلت سليمان ابن كَثِيرٍ، وَهُوَ مِنْ رُؤَسَاءِ أَنْصَارِنَا وَدَوْلَتِنَا، وَقَتَلْتَ لاهِزًا، قَالَ: إِنَّهُمْ عَصَوْنِي فَقَتَلْتُهُمْ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ الْمَنْصُورُ لَهُ: مَا فَعَلَ سَيْفَانِ بَلَغَنِي أَنَّكَ أَخَذْتَهُمَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: هَذَا أَحَدُهُمَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- يَعْنِي السَّيْفَ الَّذِي هُوَ مُتَقَلِّدُ بِهِ- قَالَ: أَرِنِيهِ فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ فَوَضَعَهُ الْمَنْصُورُ تَحْتَ مُصَلاهُ، وَسَكَنَتْ نَفْسُهُ، فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ، قَالَ الْمَنْصُورُ: يَا لَلْعَجَبِ، أَتَقْتُلُهُمْ حِينَ عَصَوْكَ، وَتَعْصِينِي أَنْتَ فَلا أَقْتُلُكَ! ثُمَّ صَفَّقَ فَخَرَجَ الْقَوْمُ وبدرهم إليه شبيب وضربه فَلَمْ يَزِدْ عَلَى أَنْ قَطَعَ حَمَائِلَ سَيْفِهِ، فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ: اضْرِبْهُ قَطَعَ اللَّهُ يَدَكَ، فَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَبْقِنِي لِعَدُوِّكَ، قَالَ:
وَأَيُّ عَدُوٍّ أَعْدَى لِي مِنْكَ؟ اضْرِبُوهُ فَضَرَبُوهُ، بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى قَطَّعُوهُ إِرَبًا إِرَبًا، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرَانِي يَوْمَكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ. وَاستؤذن لعيسى بن موسى، فلما دخل ورأى أبا مسلم على تلك الحال- وقد كان كلم المنصور في أمره لعناية كانت(10/207)
منه به- استرجع، فقال المنصور: أَحْمَد اللَّه فإنك إنما هجمت على نعمةٍ ولم تهجم على مصيبةٍ، وفي ذلك يَقُول أبو دلامة:
أبا مجرم ما غير اللَّه نعمةً ... على عبده حتى يغيرها العبد
أبا مجرم خوفتني القتل فانتحى ... عليك بما خوفتني الأسد الورد
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدّثنا الصولي، حدّثنا [ابن] [1] الغلابي، حَدَّثَنَا يعقوب بن جعفر عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خطب الناس المنصور بعد قتل أبي مسلم فقَالَ: أيها الناس لا تنفروا أطراف النعمة بقلة الشكر فتحل بكم النقمة، ولا تسروا غش الأئمة، فإن أحدًا لا يسر منكرًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه، وطوالع نظره، وإنا لن نجهل حقوقكم ما عرفتم حقنا، ولا ننسى الإحسان إليكم ما ذكرتم فضلنا، ومن نازعنا هذا القميص أوطأنا أم رأسه خبيء هذا الغمد، وإن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث بيعتنا، وأضمر غشا لنا فقد أباحنا دمه، ونكث، وغدر، وفجر وكفر. فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أخو الخلال، حدّثنا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الإستراباذي- في كتابه- قال: سمعت محمّد بن أحمد بن حمد بن موسى البخاري- بها- يَقُول:
ظهر أبو مسلم لخمس بقين من شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائة، ثم سار إلى أمير المؤمنين أبي العباس سنة ست وثلاثين ومائة، وقتل في سنة سبع وثلاثين ومائة، وبقي أبو مسلم فيما كان فيه ثمانية وسبعين شهرًا غير ثلاثة عشر يومًا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة سبع وثلاثين ومائة فيها قتل أبو مسلم لخمس ليال بقين من شعبان، ويقَالَ لليلتين بقيتا منه.
أخبرنَا ابْنُ الفضل قَالَ: أَخبرنَا عبد اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ:
وقتل أبو مسلم يوم الأربعاء لسبع ليالٍ خلون من شعبان في هذه السنة- يعني سنة سبع وثلاثين ومائة- حدّثنا على بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/208)
عبد الباقي بن قانع قَالَ: سنة سبع وثلاثين ومائة فيها قتل المنصور، أبا مسلم عبد الرحمن بن مسلم بالمدائن.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المؤدّب، أخبرنا أبو سعيد الإدريسي- في كتابه- قَالَ:
سمعت مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحْمَد بن سهل يَقُول: قتل أبو مسلم سنة أربعين ومائة.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن سليمان الحافظ- ببخارى- قَالَ: قتل أبو مسلم صاحب الدولة ببغداد في سنة أربعين ومائة.
قلت: بالمدائن قتل؟ قال: لا ببغداد.
5353 عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، الأزدي الشامي [1] :
من أهل دمشق. وهو أخو يزيد بن يزيد. سمع ابن شهاب الزهري، وإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وسليم بن عامر، ومكحولًا الهذلي، وأبا الأشعث الصنعاني، وزيد بن أرطأة وربيعة بن يزيد، وبسر بن عبيد اللَّه، وأبا طعمة. حدث عنه عبد الله ابن المبارك، وَعيسى بْن يونس، وَالوليد بْن مسلم، وأيوب بن سويد، وغيرهم. وذكر هشام بن الغازي أن أبا جعفر المنصور كتب إليه وإلى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فقدما عليه بغداد.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الرّحمن بن إبراهيم، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم عن ابن جابر قَالَ: كنت أرتدف خلف أبي أيام الوليد بن عبد الملك، وقدم علينا سليمان بن يسار فدعاه أبي إلى الحمام وصنع له طعاما، قال ابن جابر:
__________
[1] 5353 انظر: تهذيب الكمال 3992 (17/5- 0. وطبقات ابن سعد 7/466. وتاريخ ابن معين 2/361. وتاريخ خليفة 427، وطبقاته 313، 315. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1155.
والصغير 2/34، 117، 118. وثقات العجلي، الورقة 34. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 22. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1421. وعلل الحديث رقم 565. وثقات ابن حبان 7/81. وثقات ابن شاهين، الترجمة 792. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 105.
والجمع لابن القيسراني 1/289. ومعجم البلدان 1/785، 2/241. والكامل في التاريخ 5/611. وسير أعلام النبلاء 7/176. وتذكرة الحفاظ 1/183. وتاريخ الإسلام 6/238.
والكاشف 2/الترجمة 3385. والعبر 1/222. والمغني 2/الترجمة 3658. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5007. وتهذيب التهذيب 6/297- 298. والتقريب 1/502. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4284.(10/209)
وكنت ألي المقاسم في أيام هشام. قَالَ ابن جابر: وصليت بسليمان بن موسى وكنت أسن منه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قيل لأحمد ابن حنبل: فعبد الرحمن بن يزيد بن جابر قَالَ: عبد الرحمن ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو بكر بن أبي مريم، وحريز بن عثمان الرحبي، هؤلاء ثقات.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري، أخبرنا محمّد بن جامع، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عن أبي داود قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يَقُول: وعبد الرحمن بن يزيد ابن جابر من ثقات الناس.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو حفص عمرو بْن عَلِيّ: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ضعيف الحديث، حدث عن مكحول أحاديث مناكير، وهو عندهم من أهل الصدق. روى عنه أهل الكوفة أحاديث مناكير.
قلت: روى الكوفيّون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عند عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك، فالحمل عليهم في تلك الأحاديث ولم يكن [غير] [1] ابن تميم الذي إليه أشار عمرو بن علي، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر واللَّه أعلم. حَدَّثتُ عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: قَالَ مُوسَى بْن هارون: رَوى أَبُو أسامة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وكان ذاك وهمًا منه رحمه اللَّه، هُوَ لم يلق عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وإنما لقي عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن تميم، فظن أَنَّهُ ابن جَابِر وابن جَابِر ثقة، وابن تميم ضعيف.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/210)
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا ابن البراء، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن رَوْح- قاضي رأس العين- قال:
حدّثني الجعبي عن الوليد بْن مزيد قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن هشام بن الغازي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قدمت أنَا وعَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر عَلَى أَبِي جعفر المنصور وافدين.
قُلْتُ: المحفوظ أن اسم ابن هشام بن الغازي عبد الوهاب، فالله أعلم.
حدّثنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: سألت هشام بن عمار عن سن ابن جابر فقال: هو مسن.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن بُكَيْر: مات- يعني ابن جَابِر- سنة ثلاث وخمسين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري- في كتابه من شيراز- أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثلاث وخمسين ومائة فيها مات عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر الشامي.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد بْن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط قَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يزيد بْن جَابِر مات سنة ثلاث وخمسين وَمائة.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا ابن أبي داود، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مصفى قَالَ: سَمِعْتُ الوليد قَالَ: مات ابن جَابِر سنة أربع وخمسين ومائة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر، أخبرنا يعقوب قال: حدّثني صفوان ابن صالح قَالَ: سَمِعْتُ الوليد- وغير واحدٍ من أصحابنا- يَقُولون: مات ابن جَابِر سنة أربع وخمسين ومائة.
قَالَ يعقوب: وسَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم يَقُول: مات ابن جَابِر سنة أربع وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جعفر بْن حمدان قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أَبِي:
وبلغني أن ابن جَابِر مات سنة أربع وخمسين.(10/211)
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو قَالَ: قُلْتُ لعبد الله بن يزيد القاري- وقد حَدَّثَنَا عَن ثور وابن جَابِر- أي سنة مات ثور بْن يزيد؟
قال: قبل ابن جَابِر، قُلْتُ: بسنة؟ قَالَ: نحو ذاك، قلت لَهُ: فأي سنة مات ابن جَابِر؟
قَالَ: سنة خمس وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح الْبَصْرِيّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح قَالَ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ أَبُو مسهر قد رأيته ومات سنة ست وخمسين، وولي بيت المال أيضًا، أَبُو مسهر يَقُوله.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: مات عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر في سنة ست وخمسين ومائة.
5354 عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، أبو خالد الإفريقي [1] :
سمع أباه، وأبا عبد الرّحمن الحبلي، وبكر بن سواد. روى عنه سفيان الثوري، وبكر بن عمرو، وعبد الله بن لهيعة، وعثمان بن الحكم الحذامي، وعبد اللَّه بن وهب، وخالد بن حميد، وعبد اللَّه بن إدريس الأودي، وأبو عبد الرّحمن المقرئ، وغيرهم.
__________
[1] 5354 انظر: تهذيب الكمال 3817 (17/102- 110) . والتاريخ الكبير 5/الترجمة 916.
وطبقات خليفة 296. وعلل أحمد 1/88. والتاريخ الصغير 2/123. وضعفاء البخاري الصغير، الترجمة 207. وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 270. والكنى لمسلم، الورقة 31. وترتيب علل الترمذي، الورقة 6، 8، 75. وضعفاء النسائي، الترجمة 361. والكنى للدولابي 1/162. وضعفاء العقيلي، الورقة 117. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1111.
والمجروحين 2/50. والكامل لابن عدي 2/166. وضعفاء الدارقطني، ترجمة 337. وعلل الدارقطني 1/الورقة 16. وثقات ابن شاهين، الترجمة 806. والسابق واللاحق 120.
والأنساب للسمعاني 1/328. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 94. والكامل في التاريخ 5/315، 6/12، 59. وسير أعلام النبلاء 6/411. والكاشف 2/الترجمة 3232. وديوان الضعفاء، الترجمة 2445. والمغني 2/الترجمة 3566. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4866.
وديوان الإسلام 6/222. والعبر 1/225. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 210. وشرح علل الترمذي لابن رجب 476. ونهاية السول، الورقة 202. وتهذيب التهذيب 6/173- 176.
والتقريب 1/480. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4091. وشذرات الذهب 1/240.(10/212)
وذكر أَبُو سَعِيد بْن يونس الْمصْرِيّ أَنَّهُ عبد الرحمن بن زياد بن أنعم بن ذري بن يحمد بن معدي كرب بن أسلم بن منبه بن النماد بن حويل بن عمرو بن أشواط بن سعد بن ذي شعبين بن يعفر بن ضبع بن شعبان بن عمرو بن معاوية بن قيس الشعباني، وكان أول مولود ولد بإفريقية في الإسلام، وولي القضاء بإفريقية، ووفد إلى أبي جعفر المنصور، وقدم عليه وهو ببغداد.
كذلك قرأت في كتاب أبي الْحَسَن بن الفرات- بخطه- قَالَ: أَخْبَرَنِي أخي أبو القاسم عبيد الله بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن علي بن سراج الحرشي قَالَ: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قدم علي أبي جعفر بغداد في بيعة أهل إفريقية.
وأَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حدّثنا محمّد بن سلم عمر بن الحافظ، حدّثني إسحاق بن موسى، حَدَّثَنَا أبو داود- يعني السجستاني- قَالَ: سمعت أحمد ابن صالح يَقُول: كان الإفريقي أسيرًا في الروم، فخلوا عنه لما رأوا منه، على أن يأخذ لهم شيئًا عند الخليفة، فلذلك أتى أبا جعفر. قلت لأحمد بن صالح: نحتج بحديث الإفريقي؟ قَالَ: نعم! قلت: صحيح الكتاب؟ قال: نعم.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، حدّثني أحمد بن محمّد، حدّثني الهيثم بن خارجة، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن عياش قَالَ: ظهر بأفريقية جور من السلطان، فلما قام ولد العباس قدم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم على أبي جعفر، فشكا إليه العمال ببلده فقام ببابه أشهرًا، ثم دخل عليه فقَالَ: ما أقدمك؟ قَالَ: ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك، فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أبو جعفر وهم به، ثم أمر بإخراجه.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أخبرني أبو العبّاس المنصوري، أخبرنا محمّد بن يوسف، حدّثنا مُحَمَّد بن يزيد، عن ابن إدريس عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ قَالَ: أرسل إلي أبو جعفر المنصور فقدمت عليه، فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني ثم قَالَ لي: يا عبد الرحمن كيف ما مررت به من أعمالنا إلى أن وصلت إلينا؟ قَالَ: قلت: رأيت يا أمير المؤمنين أعمالًا سيئة، وظلمًا فاشيًا، ظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان الأمر أعظم. قَالَ: فنكس رأسه طويلًا ثم رفعه إلى فقال: كيف لي بالرجال؟(10/213)
قلت: أوليس عمر بن عبد العزيز كان يَقُول إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها، فإن كان برًا أتوه ببرهم، وإن كان فاجرًا أتوه بفجورهم. قَالَ فأطرق طويلًا فقَالَ لي الربيع- وأومأ إلي أن اخرج، فخرجت وما عدت إليه.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد اللَّه مُعَاويَة بْن صالِح قَالَ: سمعت المقرئ يَقُول: قَالَ عبد الرحمن: أنا أول مولود في الإسلام بعد فتح إفريقية.
قَالَ أبو بشر: وزعم يَحْيَى بن معين عن ابن إدريس أنه قدم على أبي جعفر بالكوفة، وولي القضاء لمروان بن مُحَمَّد بن مروان على إفريقية.
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان يَحْيَى، وعَبْد الرَّحْمَنِ لا يحدثان عَنْ عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا علي بن عبد اللَّه قَالَ: سمعت يَحْيَى يَقُول: حديث هشام بن عروة عن الإفريقي عن ابن عمر في الوضوء؟ قَالَ: هذا مشرقي، وضعف يَحْيَى الإفريقي، قَالَ: كتبت عنه كتابًا بالكوفة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أبو القاسم موسى بْنُ إِبْرَاهِيمَ العطار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- هو ابن المديني- وسئل عن عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم فقال: - كان أصحابنا يضعفونه، وأنكر أصحابنا عليه أحاديث تفرد بها لا تعرف.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ: قيل له- يعني لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل- يروي عن الإفريقي؟ قَالَ: لا، هو منكر الحديث. وقد دخل على أبي جعفر فتكلم بكلام حسن، فقَالَ له وأحسن ووعظه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة قَالَ: سأل مُحَمَّد بن عبدوس يحيى بن معين عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؟ فَقَالَ: هو ضعيف، ويكتب حديثه. وإنما أنكر عليه الأحاديث الغرائب التي كان يجيء بها.(10/214)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن الإفريقي- أعني عبد الرحمن- فَقَالَ: ضعيف.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حَدَّثَنَا ابن أبي خيثمة قَالَ: سئل يحيى بن معين عن الأفريقي فَقَالَ: ضعيف- يعني عبد الرّحمن ابن زياد بن أنعم-.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدب، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى يَقُول: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ ليس به بأس، وفيه ضعف، وهو أحب إلي من أبي بكر بن أبي مريم الغساني.
أخبرني السّكّري، أخبرنا الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا المفضل بن غسان الغلابي قَالَ: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم يضعفونه، ويكتب حديثه.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم غير محمود في الحديث وكان صارمًا خشنًا.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم الأفريقي ضعيف، وهو ثقة صدوق، رجل صالح.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بن زياد فَقَالَ:
منكر الحديث، ولكنه كان رجلا صالحا.
أخبرني الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الرّحمن بن زياد ابن أنعم الأفريقي متروك.(10/215)
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمّد الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم كان يكون بإفريقية، فيه ضعف، وكان عبد اللَّه بن وهب يطري الإفريقي، وكان أَحْمَد بن صالح يَقُول: هو ثقة، وينكر على من تكلم فيه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ، روى عنه الثوري، ويقَالَ عن المقرئ. مات سنة ست وخمسين ومائة.
5355 عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن عَبْد اللَّه بن مسعود، المسعودي الهذلي [1] :
سمع القاسم بن عبد الرّحمن، وأبا حصن عثمان بن عاصم، وسلمة بن كهيل، وعاصم بن بهدلة، وإِبْرَاهِيم السكسكي، وأبا إسحاق الشيباني، وجامع بن شداد، وموسى الجهني، وأبا عون الثقفي، وعبد الرحمن بن الأسود. روى عنه سفيان الثوري، وشعبة، وابن عيينة، ووكيع، وأبو نعيم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وأبو عبادة، وأبو داود الطيالسي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعاصم بن علي وعلي بن الجعد. وكان المسعودي من أهل الكوفة، وقدم بغداد وحدث بها، وبها كانت وفاته.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
قرأت بخط مُحَمَّد بن يَحْيَى- يعني الذهلي- قلت لأبي الوليد سمع عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي بمكة شيئًا يسيرًا؟ قَالَ: نعم! قلت: وأبو داود سمع منه ببغداد؟
قَالَ: نعم! قلت: وكم كان بين قدومه مكة وبغداد؟ قال: أكثر من سنة وسنتين.
__________
[1] 5355 انظر: تهذيب الكمال 3872 (17/219- 277) . وطبقات ابن سعد 6/366. وتاريخ ابن معين 2/351. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 994. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/162.
والمعرفة ليعقوب 2/163، 680- 681. وضعفاء العقيلي، الورقة 118. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1197، والمقدمة 145، 322. والمجروحين 2/48. وثقات ابن شاهين، الترجمة 774، 778. والجمع 1/280. والكامل في التاريخ 6/50. وسير أعلام النبلاء 7/93.
وتذكرة الحفاظ 197. والكاشف 2/الترجمة 3278. وديوان الضعفاء، الترجمة 2465.
والمغني 2/الترجمة 3590. وتاريخ الإسلام 6/224. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 216.
وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4907. ونهاية السول، الورقة 204. وشرح علل الترمذي لابن رجب 427. وتهذيب التهذيب 6/210- 212. وتقريب التهذيب 1/487. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 2155. وشذرات الذهب 1/248.(10/216)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يَقُول: سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديم، وأبو نعيم أيضًا، وإنما اختلط المسعودي ببغداد. ومن سمع منه بالبصرة والكوفة فسماعه جيد.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مُظَفَّرٍ- وأنا أسمع- حدثكم عمر ابن أحمد بن إبراهيم بن منصور، حدّثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم، حدّثنا مثني بن معاذ العنبريّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: رأيت شعبة ببغداد يسأل عن منزل المسعودي، قلت: يا أبا بسطام ما تريد منه؟ قَالَ: أريد أن أسأله عن حديث أبي فاختة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم.
وأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ قَالَا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي قال: قرأت في كتاب علي بن المديني: سمعت معاذ بن معاذ قَالَ: قلت لشعبة: تنهى الناس عن الْحَسَن بن عمارة وتأمرنا بالمسعودي وقد قدم في البيعة مرتين؟! قال: أنت هاهنا بعد. قَالَ معاذ: وقدم علينا المسعودي مرتين يملي علينا إملاءً، ثم لقيته ببغداد سنة أربع وخمسين وما أنكر منه قليلًا ولا كثيرًا، وجعل يملي علي، ثم ذكر بعد ذلك شيئًا أنكره على المسعودي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يَقُول: خرج المسعودي فرأى جماعة، فقَالَ: أنا أريد أن أحدث هؤلاء كلهم، يجيء واحد واحد فأقرأ عليه. قَالَ أبو داود: وقد روى شعبة عن المسعودي، وروى عنه سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت يَحْيَى يَقُول: رأيت المسعودي سنة رآه عبد الرحمن بن مهدي فلم أكلمه.
وقَالَ أبو حفص: سمعت معاذ بن معاذ يَقُول: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين يطالع الكتاب- يعني أنه قد تغير حفظه-.(10/217)
قَالَ: وسمعت أبا قتيبة يَقُول: رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين، وكتبت عنه وهو صحيح، ثم رأيته سنة سبع وخمسين والذر يدخل في أذنه، وأبو داود يكتب عنه، فقلت له: أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي؟! أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا عثمان المجاشي، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا أبو داود قَالَ: وقع رجل في المسعودي عند شعبة فقَالَ: اسكت فإنه صدوق.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو بكر الحميديّ، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: قَالَ مسعر: ليس أحد أعلم بحديث ابن مسعود من المسعودي.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، حدّثنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قَالَ: وسمعتُ أَبَا عَبْد اللَّه يُسأل عَن أبي عميس، والمسعودي عبد الرحمن؛ أيهما أحب إليك؟ قَالَ: كلاهما ثقة، المسعودي عبد الرحمن أكثرهما حديثًا. ثم قَالَ: حديث عبد الرحمن كثير، قلت: هو أخوه؟ فَقَالَ: نعم هو أخوه، قلت له: هما من ولد عبد اللَّه بن مسعود أو من ولد عتبة؟ فقَالَ لي: هما من ولد عبد اللَّه بن مسعود: قَالَ أبو عبد اللَّه: أبو العميس عتبة بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن عبد اللَّه بن مسعود. قيل لأبي عبد الله: ابن عتبة ابن مسعود، أو ابن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود؟ فَقَالَ ابن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود. قَالَ أبو عبد اللَّه: قَالَ إنسان للمسعودي: إنك من ولد عتبة بن مسعود؟
فغضب وقَالَ: لا أنا من ولد عبد اللَّه بن مسعود. قلت لأبي عبد اللَّه: من حدثك هذا؟ فقال: سمعته ولا أدري ممن.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنَا الفضل- يعني ابن زياد- قَالَ: سئل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل: المسعودي أحب إليك أو أبو عميس؟ قَالَ: ما فيهما إلا ثقة، فقَالَ له الهيثم بن خارجة: أيهما أكثر عندك؟ فقَالَ:
كان المسعودي أكثرهما حديثا.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ، حَدَّثَنَا يعقوب بن إسحاق أبو عوانة الإسفراييني، حَدَّثَنَا الميموني قَالَ: قَالَ أَبُو عبد اللَّه: المسعودي صالح الحديث ومن أخذ عنه أولًا فهو صالح الأخذ.(10/218)
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ:
سمعت أبا عبد اللَّه أَحْمَد يَقُول: سماع عاصم وأبي النضر وهؤلاء من المسعودي بعد ما اختلط، إلا أنهم احتملوا السماع منه فسمعوا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمّد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المَدينِي قَالَ: وَسألته- يعني أباه- عَنِ المسعودي فَقَالَ: ثقة، وقد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة وسلمة ويصحح فيما روى عن القاسم ومعن.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن سليمان الْمصْرِيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يَحْيَى بن معين- عن المسعودي فقَالَ: ثقة يكتب حديثه، قَالَ يَحْيَى: من سمع من المسعودي في زمان أبي جعفر فهو صحيح السماع، ومن سمع منه في زمان المهدي فليس سماعه بشيء.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سَعِيد الدارمي أَبَا سعيد يَقُول: قلت ليَحْيَى بن معين، فالمسعودي كيف حديثه؟ فقَالَ: هو ثقة. قلت: هو أحب إليك أو مسعر؟ فقَالَ: ثقة ثقة. قَالَ أبو سعيد: مسعر أتقن من المسعودي، والمسعودي ثقة.
أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين، ومُحَمَّد بن عبدوس يسأله عن المسعودي فقَالَ: كان ثقة، وكان يغلط فيما كان يحدث عن عاصم بن بهدلة وسلمة، وكان صحيح الرواية فيما حدث به عن القاسم ومعن.
أَخْبَرَنِي السكري، أخبرنا الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: المسعودي ثقة، ويغلط في حديث عاصم بن بهدلة وسلمة بن كهيل، ويصحح ما روى عن القاسم ومعن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يَقُول:
المسعودي أحاديثه عن الأعمش مقلوبة، وعن عبد الملك بن عمير أيضًا، وحديثه عن(10/219)
عون وعن القاسم صحاح، وأما عن أبي حصين وعاصم فليس بشيء، إنما أحاديثه الصحاح عن القاسم وعن عون.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بن معين عن المسعودي فقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثنا ابن حميرويه الهرويّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس قَالَ: قَالَ ابنُ عمار: المسعودي من قبل أن يختلط كان ثبتًا، ومن سمع منه ببغداد فسماعه ضعيف.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: وعبد الرحمن المسعودي كوفي ثقة، إلا أنه تغير بأخرة، ومن سمع منه قديمًا فهو أصلح.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ وَالجوهري قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: المسعودي اسمه عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن عَبْد اللَّه بن مسعود الهذلي، مات ببغداد، وكان ثقة كثير الحديث إلا أنه اختلط في آخر عمره، زاد الأزهري ورواية المتقدمين عنه صحيحة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي قال: المسعودي ثقة صدوق، وقد كان تغير بأخرة.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: المسعودي صدوق اختلط بأخرة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ سليمان بن حرب: ومات المسعودي سنة ستين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حَدَّثَنِي أبو عبد اللَّه قَالَ:
مات المسعودي سنة ستين ومائة.(10/220)
أخبرنا أبو عمر بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ:
مات المسعودي سنة خمس وستين.
5356 عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، الشامي الدمشقي [1] :
سمع أباه، ونافعًا مولى عبد اللَّه بن عمر، وعمرو بن دينار، وعبدة بن أبي لبابة، وعبد اللَّه بن الفضل الهاشمي، وحسان بن عطية، وعمير بن هانئ، ويَحْيَى بن الحارث، وزيد بن أبي أنيسة. حدث عن بقية بن الوليد، ويَحْيَى بن حمزة الدمشقي، والوليد بن مسلم، ومُحَمَّد بن يوسف الفريابي، وعلي بن عياش الحمصي. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من ساكنيها أبو النضر هاشم بْن القاسم، وعَبْد اللَّه بْن صالح بْن مُسْلِم العجلي، وعاصم بن علي، وكان ابن ثوبان ممن يذكر بالزهد والعبادة، والصدق في الرواية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن خليل البرجلاني، حدّثنا أبو النّضر، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عن جبير ابن نُفَيْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عِمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ» ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذَا لحق كما أنك هاهنا- أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ-» [2] يَعْنِي مُعَاذًا.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يَقُول:
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان كان فيه سلامة، وكان مجاب الدعوة، وليس به
__________
[1] 5356 انظر: تهذيب الكمال 3775 (17/2. وتاريخ ابن معين 2/345- 346. وسؤالات ابن الجنيد، الورقة 19، 35. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 856. وثقات العجلي، الورقة 33.
وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 21، 22. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1031.
وضعفاء العقيلي، الورقة 116. والمراسيل 129. وثقات ابن حبان 7/92. والكامل لابن عدي 2/الورقة 166. وثقات ابن شاهين، الترجمة 793، 800. والسابق واللاحق 79.
وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 93. ومعجم البلدان 2/763. وسير أعلام النبلاء 7/313.
والكاشف 2/الترجمة 3196. وديوان الضعفاء، الترجمة 2428. والمغني 2/الترجمة 3537.
والعبر 1/245، 396. وتهذيب التهذيب 2/الورقة 206. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 20. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4828. ونهاية السول، الورقة 199. وتهذيب التهذيب 6/150- 152. والتقريب 1/474. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4046.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/232.(10/221)
بأس، وكان أبوه وصي مكحول، وكان عبد الرحمن على المظالم ببغداد، ولاه ابن أبي جعفر- يعني المهدي-.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ:
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قدم إلى بغداد، وكتب أصحابنا عنه ببغداد.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم وذهب أصله به.
ثم أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي- قراءة- حدّثنا عثمان بن محمّد بن أحمد المخرّميّ، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن ثوبان أصله خراساني نزل الشام، وما ذكره إلا بخير.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حَدَّثَنِي عباس قَالَ: سمعت يَحْيَى يَقُول: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ليس به بأس، وقَالَ: مات ابن ثوبان ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول:
سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يَحْيَى بن معين- عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فقَالَ: عبد الرحمن ضعيف، وأبوه ثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا مُعَاويَة بْن صالِح بْن أبي عُبَيْد الله قال: عبد الرّحمن ابن ثابت بْن ثَوْبَان، قَالَ يَحْيَى بْن مَعِين: هُوَ ضعيف. فقلت: يكتب حديثه؟ قَالَ: نعم على ضعفه، وكان رجلا صالحا، وأبوه ثابت رَوى عَن مكحول ثقة لا بأس بِهِ.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: ابْن ثوبان ضعيف كان هاهنا ببغداد.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: وعَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بن ثَوْبَان رَجُل شامي اختلف أصحابنا فيه، فأما يَحْيَى بْن مَعِين فكان يضعفه، وأما علي بن المَدِيني فكان حسن الرأي فيه. وكان ابن ثَوْبَان رَجُل صدق لا بأس بِهِ، استعمله أَبُو جعفر والمهدي بعده عَلَى بيت المال، وقد حمل النَّاسَ عَنْه.(10/222)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو حفص عمرو بْن عَلِيّ: وحديث الشاميين كلهم ضعيف إلّا نفرًا، منهم الأَوزاعيّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن ثَوْبَان، وذكر قومًا.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن ثَوْبَان شامي لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن ثَوْبَان لَيْسَ بالقوي.
أَخْبَرَنَا عليّ بْن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الرّحمن ابن ثابت بْن ثَوْبَان دمشقي، رَوى عَنْه أَبُو نُعَيم. في حديثه لين.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو قَالَ: قُلْتُ لعَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم: فما تَقُولُ في ابن ثَوْبَان؟ قَالَ: ثقة.
قَالَ أَبُو زُرْعة: وقَالَ أَبُو مسهر: نعي إلينا ابن ثَوْبَان بحضرة ابن زبر وسَعِيد بْن عَبْد العزيز، فاسترجع سَعِيد بْن عَبْد العزيز. قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا مسهر يَقُول: مات سَعِيد بْن عَبْد العزيز سنة سبع وستين ومائة.
5357 عبد الرحمن بن سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبد اللَّه بن حنظلة الغسيل، الْأَنْصَارِيّ المديني [1] :
رأى سهل بن سعد الساعدي، وأنس بن مالك. وسمع عكرمة مولى ابن عباس، وعاصم بن عمر بن قتادة، وحمزة بن أسيد الساعدي، وسعد بن المنذر. روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو غسان مالك بن إِسْمَاعِيل، وأبو أَحْمَد الزبيري، والْحُسَيْن ابن الوليد النيسابوري، وأبو الوليد الطيالسي، وغيرهم. وكان ممن قدم بغداد فيما ذكر يَحْيَى بن معين وسكن الكوفة.
__________
[1] 5357 انظر: تهذيب الكمال 3840 (17/154- 57. وتاريخ ابن معين 2/349. وعلل أحمد 1/126. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 939. والصغير 2/179. والكنى لمسلم، الورقة 45.
وتاريخ أبي زرعة 491. وضعفاء العقيلي، الورقة 117. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1134.(10/223)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يَقُول: ابن الغسيل كان مدينيًا، قدم الكوفة، وقدم بغداد.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سليمان بن إسحاق الخليل الجلاب، حدّثنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ: عبد الرحمن ابن سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبد اللَّه بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب، كان قد أتى الكوفة وأقام بها وروى عنه الكوفيون.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: عَبْد الرحمن بن الغسيل ثقة، وقَالَ مرة أخرى: عبد الرحمن بن الغسيل ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عُثْمَان بن سعيد يقول: وسألته- يعني يَحْيَى بن معين- عن عبد الرحمن بن الغسيل فقَالَ: صويلح.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عبد الرحمن بن الغسيل ليس بالقوي.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل ثقة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: مات حبان بْن علي العنزي سنة إحدى وسبعين ومائة، ومات عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل في اليوم الذي مات فيه حبان بن علي.
__________
- وثقات ابن حبان 5/85. والمجروحين 2/57. والكامل لابن عدي 2/الورقة 167.
وثقات ابن شاهين، الترجمة 783. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 102. والجمع 1/281. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 94. وسير أعلام النبلاء 7/323. والعبر 1/260- 261. والكاشف 2/الترجمة 3251. وديوان الضعفاء، الترجمة 2454. والمغني 2/الترجمة 3577. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4883. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 213. ومعرفة التابعين، الورقة 26. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 21. ونهاية السول، الورقة 203.
وتهذيب التهذيب 6/189- 190. والتقريب 1/483. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4119. وشذرات الذهب 1/280.(10/224)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل مدني مات في سنة إحدى وَسبعين وَمائة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه- حدّثنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة اثنتين وَسبعين ومائة؛ فيها مات عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل الكوفي.
5358 [1] عبد الرحمن بن أبي الموال [2] ويقال: ابن زيد بن أبي الموال- أبو محمد المدني، مولى علي بن أبي طالب- وقيل: مولى أبي رافع مَوْلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
حدث عن محمد بن كعب القرظي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ، ومُحَمَّد بْن المنكدر، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن حزم. رَوى عَنْه سفيان الثَّورِي، وعَبْد اللَّه بْن المبارك، ومعن بْن عيسى، وأبو عامر العقدي، وعبد الله بن سلمة القعنبي، وعَبْد العزيز الأويسي، ومنصور بْن سَلَمَة الْخُزَاعِيّ، وقتيبة بْن سَعِيد، ومنصور بْن أَبِي مزاحم.
وكان قد حمل من المدينة إلى بغداد هُوَ ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الديباج وبعض الطّالبيين ببغداد، وقيل: بل حبسوا بالهاشمية ولم يدخلوا بغداد، فاللَّه أعلم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا منصور بن سلمة، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الموالي، أخبرني نافع عن ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كان
__________
[1] 5358 انظر: تهذيب الكمال 3972 (17/446- 450) وطبقات ابن سعد 5/415، 9/الورقة 264. وتاريخ ابن معين 2/359. وطبقات خليفة 276. والتاريخ الكبير 5/ترجمة 1126.
والجرح والتعديل 5/الترجمة 1388. وثقات ابن حبان 5/91. والكامل لابن عدي 2/الورقة 176. وثقات ابن شاهين، الترجمة 784، 813. والجمع 1/294. والكامل في التاريخ 5/522. والكاشف 2/الترجمة 3368. والمغني 2/الترجمة 3640. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4985. والعبر 1/264. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 231. ونهاية السول، الورقة 211. وتهذيب التهذيب 6/282. والتقريب 1/500. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4262. وشذرات الذهب 1/283.
[1] في المطبوعة: «بن أبي الموالي» في الموضعين، والتصحيح من تهذيب الكمال.(10/225)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَوْتَرَ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى يُصَلِّي بَعْدَ صَلاتِهِ بِاللَّيْلِ.
حدثت عَن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان الدقاق قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بن يوسف الصيرفي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارون الخلّال، أَخْبَرَنِي حرب بْن إِسْمَاعِيل قَالَ:
قَالَ أَحْمَد: - يعني أحمد بن حنبل- كان ابن أبي الموالي عندنا محبوسًا في المطبق. ثم خلي عَنْه ورجع إلى المدينة.
قَالَ الخلال: وأَخْبَرَنِي زكريّا بن يحيى، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب أن أَبَا عَبْد اللَّه قال: عبد الرّحمن بن أبي الموالي من أهل المدينة ثقة، كَانَ قد حبس هاهنا من أجل مواليه العلوية ثم خلي سبيله، رجع كما هُوَ إلى المدينة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: عَبْد الرحمن بن أبي الموالي ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي عَن يَحْيَى بْن معين قال: ابن أبي الموالي ثقة مولى بني هاشم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بن أبي الموالي- وقيل هو ابن زيد بن أبي الموالي- مدني لَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي قَالَ: أخبرنا محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الرّحمن ابن أبي الموالي مدني صدوق.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الرحمن بن أبي الموالي مات في سنة ثلاث وسبعين ومائة.(10/226)
5359 عبد الرحمن بن أبي الزناد، واسم أَبِي الزناد: عبد اللَّه بن ذكوان، مولى آل عثمان بن عفان- ويقَالَ: مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة- ويكنى عبد الرحمن: أبا مُحَمَّد [1] :
سمع أباه، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة. روى عنه عبد الملك بن جريج، والوليد بن مسلم، وعبد اللَّه بن وهب، وسريج بن النعمان، وسليمان بن داود الهاشمي، وداود بن عمرو الضبي، وغيرهم.
وهو من أهل مدينة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتقل إلى بغداد فسكنها وحدث بها إلى حين وفاته.
أخبرني الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنِي مصعب قَالَ: كان أبو الزناد أحسب أهل المدينة وابنه وابن ابنه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا ابن أبي مريم عن خاله موسى بن سلمة قَالَ: قدمت المدينة فأتيت مالك بن أنس فقلت له: إني قدمت لأسمع العلم، وأسمع ممن تأمرني به فقَالَ:
عليك بابن أبي الزناد.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر الواعظ، حدثنا أبي. وأخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدّب، أَخْبَرَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُول: أثبت الناس في هشام بن عروة، عبد الرّحمن بن أبي الزّناد.
__________
[1] 5359 انظر: تهذيب الكمال 3816 (17/95) . وطبقات ابن سعد 5/415، 7/324، 9/الورقة 264. وسؤالات ابن أبي شيبة، الترجمة 165. وطبقات خليفة 275، 327. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 997. وتاريخ واسط 219. وضعفاء النسائي، الترجمة 367. وضعفاء العقيلي، الورقة 118. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1201. والمجروحين لابن حبان 2/56. والكامل لابن عدي 2/الورقة 163. وثقات ابن شاهين، الترجمة 805. والسابق واللاحق 338.
وإكمال ابن ماكولا 4/200. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 94. وسير أعلام النبلاء 8/150.
والكاشف 2/الترجمة 3231. وديوان الضعفاء، الترجمة 2462. والمغني 2/الترجمة 3589.
وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4908. والعبر 1/265. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 210.
وشرح علل الترمذي لابن رجب 425. ونهاية السول، الورقة 201. وتهذيب التهذيب 6/170- 173. والتقريب 1/479. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4090. وشذرات الذهب 1/284.(10/227)
أخبرني السّكّري، أخبرنا الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: ابن أبي الزناد ضعيف.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين، أن عبد الرحمن بن أبي الزناد ضَعِيفٌ.
قرأت على البرقاني عَنْ مُحَمَّد بْن العباس قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي الزناد ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث، ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- وهو ابن المديني- وذكر له عبد الرحمن ابن أبي الزناد فقَالَ: كان عند أصحابنا ضعيفًا.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: فأما عبد الرحمن بن أبي الزناد ففي حديثه ضعف.
سمعت علي بن المديني يَقُول: حديثه بالمدينة حديث مقارب، وما حدث به بالعراق فهو مضطرب. قَالَ علي: وقد نظرت فيما روى عن سليمان بن داود الهاشمي فرأيتها مقاربة.
أَخْبَرَنِي علي بن محمّد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يَقُول:
ما حدث عبد الرحمن بن أبي الزناد بالمدينة فهو صحيح، وما حدث به ببغداد أفسده البغداديون. ورأيت عبد الرحمن خطط على أحاديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، وكان يَقُول في حديث عن مشيختهم ولقنه البغداديون عن فقهائهم، وعدهم فلان وفلان وفلان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه(10/228)
ضعف، وما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد، وكان عبد الرّحمن- يعني ابن مهدي- يخط على حديثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان عبد الرحمن لا يحدث عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عبد الرحمن بن أبي الزناد قدم بغداد في حاجة له فسمع منه البغداديون، وكان كثير الحديث، وكان يضعف لروايته عَنْ أَبِيهِ.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن مهران قَالَ: قرأت على أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أبي طالب بن علي- فأقر به- قَالَ: سألت أبا علي صالح بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزناد فَقَالَ: قد روى عَنْ أَبِيهِ أشياء لم يروها غيره. وتكلم فيه مالك بن أنس بسبب روايته كتاب السبعة عَنْ أَبِيهِ وقَالَ: أين كنا نحن من هذا؟! أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: عبد الرحمن بن أبي الزّناد ضعيف.
وأخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه ضعف، ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سفيان قَالَ:
سمعت مُحَمَّد بن المثني قَالَ: مات سلام بن أبي مطيع وعبد الرحمن بن أبي الزناد سنة أربع وسبعين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: عبد الرّحمن ابن أبي الزناد مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، ويكنى أبا مُحَمَّد، وكان يفتي، مات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة.(10/229)
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ: مات عبد الرحمن بن أبي الزناد ببغداد، ودفن في مقابر باب التبن.
5360 عبد الرحمن بن عامر، أبو الأسود مولى بني هاشم:
كوفي قدم بغداد وحدث بها عن بيان بن بشر الأحمسي، وعاصم بن بهدلة. روى عنه الهيثم بن خارجة.
حدّثنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا أحمد بن علي الخرّاز، حدّثنا الهيثم بن خارجة- أبو أحمد- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ- أَبُو الأَسْوَدِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ- عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْنَا فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَاشِيرَ السُّرُورِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ فِي وَجْهِكَ تَبَاشِيرَ السُّرُورِ. فَقَالَ: «وَمَا لِي لا أُسَرُّ وَقَدْ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّ حَسَنًا وَحُسَيْنًا سيدا شباب أهل الجنة وأبو هما أفضل منهما» [1] .
أخبرنا الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا محمّد بن خلف وكيع، حدّثني الفضل بن الحسن المصريّ، حدّثني الهيثم بن خارجة، حدّثنا أبو الأسود عبد الرّحمن ابن عامر كوفي قدم علينا مع عيسى بن موسى.
5361 عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو القاسم القرشي ثم العدوي [2] :
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ أبيه، وعمه عبيد الله ابن عمر، وعن سهيل بن أبي صالح. روى عنه سعد بن عبد الحميد بن جَعْفَر، وأَحْمَد بن حاتم الطويل، وسعد بن زنبور وسريج بن يونس، ومُحَمَّد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة.
__________
[1] 5360 انظر الحديث في: كنز العمال 32133، 37356.
[2] 5361 انظر: تهذيب الكمال 3875 (17/234- 237) . وتاريخ ابن معين 2/351. وسؤالات ابن محرز، ترجمة 95. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1002. 7/730. والصغير 2/239. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/108. وأحوال الرجال للجوزجاني، ترجمة 225. والمعرفة ليعقوب 1/419. وضعفاء النسائي، الترجمة 356. وضعفاء العقيلي، الورقة 118. والجرح والتعديل 5/ترجمة 1202. والمجروحين 2/53. والكامل لابن عدي 2/الورقة 164. وضعفاء الدارقطني، الترجمة 332. وعلله 1/الورقة 119. وضعفاء أبي نعيم، الترجمة 121. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 94. والكاشف 2/ترجمة 3281. وديوان الضعفاء، الترجمة 2458.-(10/230)
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق التاني، وأبو الحسين محمّد بن الحسين ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن محمّد الصّفّار، أخبرنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُتِيتُ فِي الْمَنَامِ بِعُسٍّ مَمْلُوءٍ لَبَنًا فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى امْتَلأْتُ، فَرَأَيْتُهُ يَجْرِي فِي عُرُوقِي، فضلت فَضْلَةٌ فَأَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَشَرِبَهَا، أَوِّلُوا» قَالُوا: هَذَا عِلْمٌ آتَاكَهُ اللَّهُ، حَتَّى إِذَا امْتَلأْتَ فَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ فَأَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: «أَصَبْتُمْ» [1] .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البزاز- فيما أجاز لنا- حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ قَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر العمري، قَالُوا: كان ينزل سوق العطش.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه- يعني أَحْمَد بن حنبل-: وأما عبد الرحمن بن عبد اللَّه العمري فليس حديثه بشيء، هذا قد كنا كتبنا عنه ثم تركناه، ليس هو بشيء.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ- إِجَازَةً.
وَأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يَقُول: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر ابن حفص بن عاصم بن عمر كان ولي قضاء المدينة، حرقت حديثه منذ دهر، ليس بشيء، حديثه أحاديث مناكير، كان كذابا.
__________
- والمغني 2/ترجمة 3585. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 216. وتاريخ الإسلام، الورقة 104 (آيا صوفيا 3006/7) . ونهاية السول، الورقة 205. ورجال ابن ماجة، الورقة 11. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4900. وشرح علل الترمذي لابن رجب. وتهذيب التهذيب 6/213- 214. والتقريب 1/487. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4158.
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 32780.(10/231)
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي قال: قَالَ يَحْيَى: القاسم بن عبد اللَّه بن عمر، وأخوه عبد الرّحمن العمري، ضعيفان.
حدّثنا الجوهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُول: القاسم بن عبد اللَّه بن عمر، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر ليسا بشيء.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُول: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: أيوب بن سيار، والقاسم بن عبد اللَّه بن عمر، وعبد الرّحمن بن عبد الله ابن عمر، ليسوا بشيء.
وَقَالَ في موضع آخر: سمعت يَحْيَى يَقُول: عبد الرحمن بن عبد الله العمري ضعيف، وقد سمعته منه- وكان يجلس في المسجد- يَقُول: حَدَّثَنِي أبي وعمي عبيد اللَّه بن عمر، سواء بسواء، ومثلًا بمثل، هو الذي يروي عنه أَحْمَد بن حاتم الطويل حديث سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ الحديث الطويل.
قلت: والحديث الذي أشار إليه يَحْيَى قد رواه عن عبد الرحمن غير أَحْمَد بن حاتم.
وأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّد بْن عُمَرَ بْن بُكير الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حَمَّادٍ الْبَرْبَرِيُّ، حدّثنا سعد بن زنبور، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- المعنى واحد- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلَّمَ اللَّهُ الْبَحْرَ الشَّامِيَّ فَقَالَ: يَا بَحْرُ ألم أخلقك وأحسنت خَلْقَكَ، وَأَكْثَرْتُ فِيكَ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا حَمَّلْتُ فِيكَ عِبَادِي يُهَلِّلُونِي، وَيَحْمَدُونِي، وَيُسَبِّحُونِي، وَيُكَبِّرُونِي؟ قَالَ: أُغْرِقُهُمْ، قَالَ: فَإِنِّي جَاعِلٌ بَأْسَكَ فِي نَوَاحِيكَ وَحَامِلُهُمْ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ: ثُمَّ كَلَّمَ اللَّهُ الْبَحْرَ الْهِنْدِيَّ، فَقَالَ: يَا بَحْرُ أَلَمْ أَخْلُقْكَ فَأَحْسَنْتُ خَلْقَكَ وَأَكْثَرْتُ فِيكَ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا حَمَّلْتُ فِيكَ عِبَادِي يُهَلِّلُونِي، وَيُسَبِّحُونِي، وَيَحْمَدُونِي، وَيُكَبِّرُونِي؟ قَالَ: أُهَلِّلُكَ مَعَهُمْ، وَأُسَبِّحُكَ مَعَهُمْ، وَأُكَبِّرُكَ مَعَهُمْ، وَأَحْمِلُهُمْ بَيْنَ ظَهْرِي وَبَطْنِي، قَالَ: فَآتَاهُ اللَّهُ الحلية والصيد والطّيب» [1] .
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/37. والكامل لابن عدي 4/1588. والضعفاء للعقيلي 2/338. وكنز العمال 15218.(10/232)
هَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ، وَتَابَعَهُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أحمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ فَرَوَاهُ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْب عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ عَنْ كَعْبٍ الأَحْبَارِ وَخَالَفَهُمَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا لَمْ يُجَاوِزْهُ، وَرَفَعَهُ غَيْرُ ثَابِتٍ.
أَمَّا حَدِيثُ ابْنَ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بن وهب: فأنبأناه أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الوكيل، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حدّثنا عمي، حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَلَّمَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ لِلْبَحْرِ الَّذِي بِالشَّامِ: يَا بَحْرُ إِنِّي قَدْ خَلَقْتُكَ وَأَكْثَرْتُ فيك من الماء وحامل فيك عبادي يُسَبِّحُونِي وَيَحْمَدُونِي، وَيُهَلِّلُونِي وَيُكَبِّرُونِي، فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِهِمْ؟
قَالَ: أُغْرِقُهُمْ، فَقَالَ اللَّهُ: فَإِنِّي أَحْمِلُهُمْ عَلَى ظَهْرِكَ وَأَجْعَلُ بَأْسَكَ فِي نَوَاحِيكَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ الَّذِي بِالْيَمَنِ مِثْلَ ذَلِكَ فَمَا أَنْتَ صانع بهم؟ قال: أُسَبِّحُكَ وَأَحْمَدُكَ وَأُهَلِّلُكَ مَعَهُمْ، وَأُكَبِّرُكَ مَعَهُمْ، وَأَحْمِلُهُمْ فِي بَطْنِي وَبَيْنَ أَضْلاعِي، قَالَ اللَّهُ: فَإِنِّي أُفَضِّلُكَ عَلَى الْبَحْرِ الآخَرِ بِالْحِلْيَةِ وَالطِّيبِ» .
وأما حديث خالد بن خداش عن الدراوردي: فأَخْبَرَنَاه علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا خالد بن خداش قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أبي صالح عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ عن كعب الأحبار قال: «7 ن اللَّه تعالى أوحى إلى البحر الغربي حين خلقه قد خلقتك فأحسنت خلقك، فأكثرت فيك من الماء، وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني، ويسبحوني، ويهللوني، ويقدسوني، فكيف تفعل بهم؟ قَالَ: أغرقهم، قَالَ اللَّه فإني أحملهم على كفي، وأجعل بأسك في نواحيك، ثم قال للبحر الشرقي: قد خلقتك فأحسنت خلقك، وأكثرت فيك من الماء، وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني، ويهللوني، ويسبحوني، فكيف أنت فاعل بهم؟ قَالَ: أكبرك معهم، وأهللك معهم، وأَحْمَدك معهم، وأحملهم بين ظهري وبطني، فأعطاه اللَّه الحلية والصيد والطيب» .(10/233)
وَأَمَّا حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان وَالحسن بْن أَبِي بَكْر بْن شَاذَانَ قَالَا: حدّثنا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
«كَلَّمَ اللَّهُ هَذَا الْبَحْرَ الْغَرْبِيَّ فقَالَ: يَا بَحْرُ إِنِّي خَلَقْتُكَ فَأَحْسَنْتُ خَلْقَكَ وَأَكْثَرْتُ فِيكَ مِنَ الماء، وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني، وَيَحْمَدُونِي، وَيُسَبِّحُونِي، وَيُهَلِّلُونِي، فَكَيْفَ أَنْتَ فَاعِلٌ بِهِمْ؟ قَالَ: أُغْرِقُهُمْ، قَالَ: بَأْسَكَ فِي نَوَاحِيكَ، وَأَحْمِلُهُمْ عَلَى يَدَيَّ.
وَكَلَّمَ اللَّهُ هَذَا الْبَحْرَ الشَّرْقِيَّ فَقَالَ: يَا بَحْرُ إني خلقتك فأحسنت خلقك، وأكثرت فيك من الماء، وإني حامل فيك عِبَادًا لِي يُكَبِّرُونِي، وَيَحْمَدُونِي، وَيُسَبِّحُونِي، وَيُهَلِّلُونِي فَكَيْفَ أنت فاعل بنهم؟ قَالَ إِذًا أُسَبِّحُكَ مَعَهُمْ، وَأُهَلِّلُكَ مَعَهُمْ، وَأَحْمِلُهُمْ بَيْنَ ظَهْرِي وَبَطْنِي، فَآتَاهُ اللَّهُ الْحِلْيَةَ وَالصَّيْدَ» .
حدّثنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه العمري فقال: لا يكتب حديثه.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر العمري متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر بن حفص العمري أبو القاسم ليس بقوي، يتكلمون فيه، مات سنة ست وثمانين.
أَخْبَرَنَا سلامة بن عمر النصيبي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عيسى بن ديزك البروجردي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الرَّازِيُّ قَالَ: قَالَ أبو مصعب: وهلك عبد الرحمن ابن عبد اللَّه بن عمر في صفر سنة ست وثمانين- يعني ومائة-.
5362 عبد الرحمن بن مالك بن مغول، أبو زكريا الْكُوفِيّ [1] :
حدث ببغداد عَنْ أَبِيهِ، وَهشام بْن عروة، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر العمري، وعطاء بن
__________
[1] 5362 انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 4949.(10/234)
عجلان، وسعيد بن سلمة الهمداني، وسليمان الأعمش، وغيرهم. روى عنه داود بن مهران الدباغ وَأبو إِبْرَاهِيم الترجماني، وَعمرو بْن مُحَمَّد الناقد، ومحمد بن معاوية بن مالج.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بن علي الصيمري، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّيّ، حدّثنا محمّد ابن عمر الحافظ قَالَ: عبد الرحمن بن مالك بن مغول قَالُوا: كان ببغداد، وبها كتبت عنه هذه الجماعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا إبراهيم بن راشد، حدّثنا داود بن مهران، أخبرنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أَشْعَثَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ رَكْعَتَيْنِ لا يَخَافُ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ- إِمْلاءً- قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ بْن إِسْمَاعِيل بْن مالك السقطي، حدّثنا محمّد بن معاوية الأنماطيّ، حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُبْغِضُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مُؤْمِنٌ، وَلا يُحِبُّهُمَا مُنَافِقٌ» .
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ: أبو زكريا عبد الرحمن بن مالك بن مغول- وقد رأيته هاهنا- ليس هو بشيء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يَقُول: عبد الرحمن بن مالك بن مغول قد رأيته وليس بثقة، هو أبو أبي بهز، ومالك بن مغول، جد أبي بهز.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثني محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرحمن بن مالك بن مغول كذاب.(10/235)
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يَحْيَى: لم يكن ابن مالك بن مغول ثقة، قد رأيته.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أبا زرعة- يعني الرازي- قلت:
عبد الرحمن بن مالك بن مغول؟ قَالَ: ليس بالقوي.
قَالَ أبو زرعة: قَالَ أَحْمَد بن حنبل: مزقنا أحاديثه.
أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ، أخبرنا أبي، حدّثنا محمّد بن الحسن، حَدَّثَنَا حسين بن إدريس قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بن عمار الموصلي: كان عبد الرحمن بن مالك بن مغول كذابًا أفاكًا، لا يشك فيه أحد.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عبد الرحمن بن مالك بن مغول ضعيف الأمر جدًا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألته- يَعْنِي أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول فَقَالَ: آية من الآيات كذاب. وسئل عنه مرة أخرى فَقَالَ: كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عبد الرحمن بن مالك بن مغول ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري، أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن الدارقطني قَالَ: عبد الرحمن بن مالك بن مغول متروك.
5363 عبد الرحمن بن هشام المدائني:
روى عن المهدي أمير المؤمنين حديثًا مسنَدًا، حدث به عنه أَحْمَد بن هشام بن بهرام المدائني.(10/236)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَمْدُونٍ الْقَاضِي- بِبَعْقُوبَا- أخبرنا عبد الله بن أحمد ابن علي المقرئ، حدّثنا محمّد بن مخلد بن حفص، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ، حدّثنا أحمد بن هشام، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هِشَامٍ- مِنْ أَهْلِ الْمَدَائِنِ ثِقَةٌ- قَالَ: سَمِعْتُ الْمَهْدِيَّ يَخْطُبُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ حَفِظَهَا مَنْ حَفِظَهَا، وَنَسِيَهَا مَنْ نَسِيَهَا. فَقَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ. أَلا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلا إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى، فَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَى مُؤْمِنًا» [1]
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5364 عبد الرّحمن بن مسهر بن عمرو- وقيل: بن عمير- بن عصم بن خصبة- ويقال: حصبة، ويقال: حصنة- بن عبد اللَّه بن مرة بن ربيعة بن جارية بن سمي بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي بن غالب بن فهر، أبو الهيثم الْكُوفِيّ أخو علي بن مسهر [2] :
سَمِعْتُ هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري يَقُولُ: كذا نسبه ابن أبي خيثمة فيما حدثونا عنه.
حدث عن هشام بن عروة، وأشعث بن سوار، وعمرو بن شمر. روى عنه يَحْيَى ابن أيوب العابد، وصرد بن حماد الصيرفي، والْحُسَيْن بن أبي زيد الدباغ، وعبد الله ابن أيوب المخرمي، وغيرهم. وكان ممن قدم بغداد وحدث بها.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت الْحُسَيْن بن أبي زيد يَقُول: سمعت من عبد الرّحمن بن مسهر- ينتقى- سنة تسعين ومائة عند علي بن عاصم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي الفوارس الحافظ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا يحيى بن أيّوب العابد، حدّثنا حسّان بن إبراهيم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَمْرِو بن شمر عن جابر، وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ يَوْمَ عَرَفَةَ، [مِنْ] [3] صَلاةِ الْغَدَاةِ إِلَى صَلاةِ العصر من أيام التشريق.
__________
[1] 5363 انظر الحديث في: صحيح مسلم 2098. وسنن الترمذي 2191. وسنن ابن ماجة 4000. ومسند أحمد 6/364. ودلائل النبوة 6/317. وصحيح ابن حبان 852.
[2] 5364 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/41. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 4977.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/237)
قَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُسْهِرٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عبد الرحمن بن مسهر فقَالَ: هو أخو علي بن مسهر، وهو قاضي جبل الذي قَالَ نعم الْقَاضِي قاضي جبل!! أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا الصولي قَالَ: عبد الرحمن بن مسهر أخو علي بن مسهر هو الذي قيل له نعم الْقَاضِي قاضي جبل، وذلك أنه أثنى علي نفسه عند هارون.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، حَدَّثَنَا أَبُو الفرج علي بْن الحسين الأصبهاني، أخبرني جعفر بن قدامة، حدثني محمّد بن يزيد الضّرير، حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مسهر قَالَ: ولاني أَبُو يوسف الْقَاضِي القضاء بجبل، وبلغني أن الرشيد ينحدر إلى البصرة، فسألت أهل جبل أن يثنوا عليّ فوعدوني أن يفعلوا ذَلِكَ إذا انحدر، فلما قرب منا سألتهم الحضور فلم يفعلوا وتفرقوا، فلما آيسوني من أنفسهم سرحت لحيتي وخرجت فوقفت لَهُ فوافى وأَبُو يوسف معه في الحراقة فقلت يا أمير المؤمنين نعم الْقَاضِي قاضي جبل قد عدل فينا وفعل وصنع، وجعلت أثني عَلَى نفسي، ورآني أَبُو يوسف فطأطأ رأسه وضحك، فقال له هارون: مم ضحكت؟ قَالَ:
إن المُثْنِي عَلَى الْقَاضِي هُوَ الْقَاضِي!! فضحك هارون حتى فحص رجليه، وقال هذا الشيخ سخيف سفلة فاعزله، فعزلني. فلما رجع جعلت أختلف إِلَيْهِ وأسأله أن يوليني قضاء ناحية أخرى فلم يفعل. فحدثت النَّاسَ عَن مجالد عن الشعبي أن كنية الدجال أَبُو يوسف وبلغه ذلك فَقَالَ: هذه بتلك فحسبك وصر إلي حتى أوليك ناحية أخرى، ففعل وأمسكت عَنْه.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى يَقُول: عبد الرحمن بن مسهر ليس بشيء.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو قَالَ: مر أبو زرعة بحديث لعبد الرحمن بن مسهر أخي علي بن مسهر فأمرنا أن نضرب عليه، وقَالَ: مثل عبد الرحمن يحدث عنه؟! أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عبد الرحمن بن مسهر متروك الحديث.(10/238)
5365 عبد الرحمن بياع الهروي:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد ابن سعيد السوسي، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَيَّاعُ الْهَرَوِيِّ عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ مَعَ الْقَوْمِ كَانَ آخِرَهُمْ أَكْلا [1] .
قُلْتُ لِيَحْيَى: مَنْ بَيَّاعُ الْهَرَوِيِّ؟ فَقَالَ: كَانَ بِبَغْدَادَ.
5366 عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن، أبو سعيد العنبري. وقيل: مولى الأزد صاحب اللؤلؤ [2] :
سمع الثوري، ومالكًا، وشعبة، وعبد العزيز الماجشون، وإسرائيل بن يونس المسعودي، والحمادين، وهمام بن يَحْيَى، ووهيبًا، وأبا عوانة، وزهير بن معاوية، وزائدة، وعمر بن ذر، وإِبْرَاهِيم بْن سعد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن زريع. روى عنه عبد اللَّه بْن المبارك، وعبد اللَّه بْن وهب، وعلي بن المديني، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وأبو عبيد، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور الكلبي، وعبد اللَّه وعثمان ابنا أبي شيبة، وعبيد اللَّه القواريري، في آخرين.
وهو بصري قدم بغداد وحدث بها، وكان من الربانيين في العلم، وأحد المذكورين بالحفظ، وممن برع في معرفة الأثر، وطرق الروايات، وأحوال الشيوخ.
__________
[1] 5365 انظر الخبر في: كنز العمال 25980.
[2] 5366 انظر: تهذيب الكمال 3969 (17/430- 443) . والمنتظم 10/69. وطبقات ابن سعد 7/297. وتاريخ ابن معين 3/359. وتاريخ خليفة 26، 468. وعلل ابن المديني 40، 45، 47. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1123. والصغير 2/283، 285. والكنى لمسلم، الورقة 43. وثقات العجلي، الورقة 34. وسؤالات الآجري 3/225، 5/الورقة 34. وترتيب علل الترمذي الكبير، الورقة 119. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1382. ومقدمته 231، 251- 262. وثقات ابن حبان 8/373. وثقات ابن شاهين، ترجمة 787. والمدخل إلى الصحيح 114. وحلية الأولياء 9/3- 63. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 104.
والسابق واللاحق 263. وموضح أوهام الجمع 2/223. والجمع 1/288. والكامل في التاريخ 6/301. وتهذيب النووي 1/304. وسير أعلام النبلاء 9/192. والكاشف 2/الترجمة 3365. وتذكرة الحفاظ 329. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 229. وتاريخ الإسلام، الورقة 233 (آيا صوفيا 3006) . والديباج 2/463. ونهاية السول، الورقة 208. وتهذيب التهذيب 6/279- 281. والتقريب 1/499. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4259.
وشذرات الذهب 1/155.(10/239)
حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا الوليد الطيالسي قَالَ: ولد عبد الرحمن بن مهدي سنة خمس وثلاثين ومائة.
قَالَ حنبل: وسمعت أبا عبد اللَّه يَقُول: ولد عبد الرحمن بن مهدي في سنة خمس وثلاثين.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يونس قَالَ: سمعت أبا عامر العقدي يَقُول: أنا كنت سبب عبد الرحمن بن مهدي في الحديث، كان يتبع القصاص، فقلت له لا يحصل في يدك من هؤلاء شيء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قَالَ أبي: قدم علينا ابن مهدي بغداد وهو ابن خمس- أو ست- وأربعين وقد خضب.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَان الدّقّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ابن الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ:
سمعت أبا عبد اللَّه يَقُول: قدم علينا عبد الرحمن بن مهديّ سنة ثمانين، وأبو بكر هاهنا- يعني ابن عياش- وقد خضب وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكنت أراه في مسجد الجامع، ثم قدم بعد فأتيناه ولزمناه، وكتبت عنه هاهنا نحوا من ستمائة سبعمائة، وكان في سنة ثمانين يختلف إلى أبي بكر بن عياش.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، أَخْبَرَنِي محمود بن آدم- فيما كتب إلي- قَالَ:
سمعت صدقة بن الفضل قَالَ: أتيت يَحْيَى بن سعيد القطان أسأله عن شيء من الحديث فقَالَ لي: الزم عبد الرحمن بن مهدي، وأفادني عنه أحاديث، فسألت عبد الرحمن بن مهدي عنها فحَدَّثَنِي بها.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله(10/240)
يسأل عن عبد الرحمن بن مهدي أكان كثير الحديث؟ فقَالَ: قد سمع ولم يكن بذاك الكثير جدًا، كان الغالب عليه حديث سفيان، وكان يشتهي أن يُسأل عن غيره من كثرة ما يسأل عنه، فقيل له: ما كان يتفقه؟ قَالَ: كان يتوسع في الفقه، كان أوسع فيه من يَحْيَى، كان يَحْيَى يميل إلى قول الكوفيين، وكان عبد الرحمن يذهب إلى بعض مذاهب الحديث، وإلى رأي المدينيين. فذكر لأبي عبد اللَّه عن إنسان أنه يحكي عنه القدر. قَالَ: ويحل له أن يَقُول هذا، هو سمع هذا منه؟ ثم قال: يجيء إلى إمام من أئمة المسلمين يتكلم فيه! وقيل لأبي عبد اللَّه كان عبد الرحمن حافظًا؟ فقَالَ:
حافظًا، وكان يتوقى كثيرًا، كان يحب أن يحدث باللفظ.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: قال أبو عبد الله: ما رأيت بالبصرة مثل يَحْيَى بْن سَعِيد، وبعده عبد الرّحمن أفقه الرجلين.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- بِحُلْوَانَ- أخبرنا محمّد بن الفضل عن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة النيسابوري- بها- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج يَقُول: سَمِعْتُ المهنَّى بْن يَحْيَى يَقُول: سَأَلت أَحْمَد بْن حنبل أيهما أفقه عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، أو يَحْيَى بْن سَعِيد؟ فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن- هُوَ ابن أَبِي حاتم- حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الربيع الزهراني يَقُول: ما رأيت مثل عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، ووصف عَنْه بصرًا بالحديث.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي- وذكر عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي- فَقَالَ: قَالَ لَهُ رَجُل أيما أحب إليك، يغفر اللَّه لك ذنبًا، أو تحفظ حديثًا؟ فَقَالَ: أحفظ حديثًا.
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن هارون بْن سُلَيْمَان الأصبهاني يَقُول: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن النُّعْمان بْن عَبْد السلام يَقُول: قَالَ مُعَاذ بْن مُعَاذ: لَيْسَ بالبصرة أحد يصلح للقضاء إلّا رَجُل واحد، قُلْتُ: من هُوَ؟ قَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وله عيب، قُلْتُ: ما هُوَ؟ قَالَ: لَيْسَ لَهُ عشيرة، إن حَكَم عَلَى رجلٍ من الكبار منعوه منه.(10/241)
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم قَالَ: سَمِعْتُ عليّ بْن عَبْد اللَّه يَقُول: لم يكن مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد لَهُ أصحاب حفظوا عَنْه، وقاموا بقوله في العفة إلّا ثلاثة؛ زيد، وعَبْد اللَّه، وابن عَبَّاس، فأعلم النَّاسَ بزيد بْن ثابت. وقوله! العشرة: سَعِيد بْن الْمُسِيِّبِ، وأَبُو سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُتْبَةَ بْن مسعود، وعُرْوَة بْن الزُّبَيْر، وأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، وخارجة بْن زيد بْن ثابت، وسُلَيْمَان بْن يسار، وأبان بْن عثمان، وقبيصة بن ذؤيب، وذكر آخر فكان أعلم النَّاسَ بقولهم وحديثهم، ابن شهاب، ثم بعده مالك بْن أنس، ثم بعد مالك عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، حَدَّثَنِي خالي أبو بكر مُحَمَّد بن إسحاق النعالي، حدّثنا علي بن الحسن بن دليل، حَدَّثَنَا أبو عبد اللَّه المقدمي قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قال: سمعت علي بن المديني يَقُول: إذا اجتمع يَحْيَى بْن سعيد وعبد الرحمن بْن مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه أقصدهما، وكان في يَحْيَى تشدد.
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان الفقيه قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد يَقُول: سمعت الأثرم يَقُول:
سمعت أَحْمَد بن حنبل يَقُول: إذا حدث عبد الرحمن بن مهدي عن رجل فهو حجة.
أخبرنا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم قَالَ: سمعتُ أبي يَقُول: عبد الرحمن بن مهدي أثبت أصحاب حماد بن زيد، وهو إمام ثقة أثبت من يَحْيَى بن سعيد، وأتقن من وكيع، وكان عرض حديثه على سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسن بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: ابن مهدي، ووكيع، كلاهما عندي ثبت، ابن مهدي حافظ وهو أبصر، ووكيع أفضل فضلًا. قَالَ ابن عمار: كان ابن مهدي أعلم بالاختلاف من وكيع، وكان وكيع يذهب مذهب أهل الكوفة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: قال أبو عبد الله: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن فعبد الرحمن أثبت، لأنه أقرب عهدًا بالكتاب.(10/242)
أَخْبَرَنَا طاهر بْن عَبْد العزيز بْن عيسى الدعا، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النسوي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة يَقُول: سمعت أَحْمَد بن الْحَسَن الترمذي يَقُول: سمعت أَحْمَد بن حنبل يَقُول: اختلف عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح في نحو من خمسين حديثًا من حديث الثوري، فنظرنا فإذا عامة الصواب في يد عبد الرحمن.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ الفضل بن زياد: وسألت أبا عبد اللَّه قلت: إذا اختلف وكيع وعبد الرّحمن يقول من نأخذ؟ قَالَ: عبد الرحمن يوافق أكثر وبخاصة في سفيان، كان معنيًا بحديث سفيان.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: ما عندنا أثبت في سفيان بعد يَحْيَى من عبد الرحمن.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الهيثم المقرئ، حَدَّثَنَا يزيد البادا قَالَ: سمعتُ عُبيد اللَّه بن عمر يَقُول: قَالَ لي يَحْيَى بن سعيد: ما سمع عبد الرحمن بن مهدي من سفيان عن الأعمش أحب إلى مما سمعت أنا من الأعمش.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أحمد الزهري- الخطيب بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال علي ابن المدينيّ: لم ير مثل يَحْيَى بْن سعيد، وعبد الرحمن بْن مهدي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن علي بن الهيثم، حدّثنا يزيد البادا، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عمر قَالَ: وقَالَ رجل ليَحْيَى بن سعيد: يا أبا سعيد إن فلانًا يَقُول إن عبد الرحمن كان سيئ الأخذ، كان يسمع من الشيخ والكتاب في كمه، فغضب يَحْيَى ثم قَالَ: عبد الرحمن يسمع نائمًا أحب إلي من أن يملي علي ذاك.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بن الحسن، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن، حدّثنا أحمد بن سنان قال: سمعت علي بن المديني يَقُول: كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس، قَالَها مرارًا.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ قَالَ: سمعت علي بن المدينيّ(10/243)
يقول غيرة مرة: والله لو أخذت لحلفت بين الركن والمقام، لحلفت باللَّه أني لم أر أحدًا قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق- هو القاضي- قال: سمعت علي بن المديني يَقُول: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي. قَالَ الْقَاضِي: وكان علي شديد التوقي، فأضرم على عبد الرحمن، وكان عبد الرحمن يعرف حديثه وحديث غيره، قَالَ:
وكان يذكر له الحديث عن الرجل فيَقُول خطأ، ثم يَقُول: ينبغي أن يكون أتي هذا الشيخ من حديث كذا من وجه كذا، فنجده كما قَالَ. قَالَ: وقلت له: قد كتبت حديث الأعمش- وكنت عند نفسي أني قد بلغت فيها- فقلت ومن يفيدنا عن الأعمش؟ قَالَ: فقَالَ لي من يفيدك عن الأعمش؟ قلت: نعم! قَالَ: فأطرق ثم ذكر ثلاثين حديثًا ليست عندي، قَالَ: وتتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا ولم أكتب حديثهم عن رجل، قَالَ الْقَاضِي: أحفظ أن ممن ذكره منصور بن أبي الأسود.
أَخْبَرَنِي محمّد بن أحمد بن علي الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي- بالبصرة- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ، أَخْبَرَنِي أبي أن القاسم بن نصر المخرمي حدثهم قال: سمعت علي بن المدينيّ يقول: قدمت الكوفة فعنيت بحديث الأعمش فجمعته، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن فسلمت عليه، فقَالَ: هات يا علي ما عندك، فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئًا، قَالَ فغضب فقَالَ: هذا كلام أهل العلم، ومن يضبط العلم، ومن يحيط به؟ مثلك يتكلم بهذا؟ أمعك شيء يكتب فيه؟ قلت نعم! قَالَ أكتب، قلت ذاكرني فلعله عندي، قَالَ اكتب لست أملي عليك إلّا ما ليس عندك، قَالَ فأملى علي ثلاثين حديثًا لم أسمع منها حديثًا. ثم قَالَ:
لا تعد، قلت لا أعود. قَالَ علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب، فقَالَ:
امض بنا إلى عبد الرّحمن أفضحه اليوم في المناسك، قال علي: وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج، قَالَ: فذهبنا فدخلنا عليه، فسلمنا وجلسنا بين يديه. فقَالَ: هاتا ما عندكما، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة، قَالَ: نعم ما أحد يفيدنا في الحج شيئًا، فأقبل عليه بمثل ما أقبل علي، ثم قَالَ: يا سليمان ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلّا الطواف بالبيت، فوقع على أهله؟ فاندفع سليمان فروى: يتفرقان حيث(10/244)
اجتمعا، ويجتمعان حيث تفرقا قَالَ: ارو ومتى يجتمعان، ومتى يفترقان؟ قَالَ: فسكت سليمان، فقَالَ: اكتب، وأقبل يلقي عليه المسائل ويملي عليه، حتى كتبنا ثلاثين مسألة، في كل مسألة يروي الحديث والحديثين، ويَقُول سألت مالكًا، وسألت سفيان، وعبيد اللَّه بن الْحَسَن، قَالَ فلما قمت قَالَ: لا تعد ثانيًا تقول مثلما قلت، فقمنا وخرجنا، قَالَ: فأقبل علي سليمان فقَالَ: إيش خرج علينا من صلب مهدي هذا؟! كأنه كان قاعدًا معهم سمعت مالكًا وسفيان وعبيد الله.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدّثنا علي بن أحمد ابن النّضر قال: قال علي بن المديني: كان يَحْيَى بن سعيد أعلم بالرجال، وكان عبد الرحمن أعلم بالحديث، قَالَ علي: وما شبهت علم عبد الرحمن بالحديث الا كسحر.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حبّان، حدّثنا ابن أسيد، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: سمعت علي بن المديني يَقُول: كان علم عبد الرحمن بن مهدي بالحديث كالسحر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بن أحمد، حدّثنا- وفي حديث ابن الفضل أنبأنا- أَحْمَد بْن عليّ الأبار.
وأَخْبَرَنِي عليّ بْن أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عليّ بْن سهل الإمام، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا أحمد بن الحسن الترمذي، حَدَّثَنَا نُعَيم بْن حمَّاد قَالَ:
قُلْتُ لعبد الرَّحْمَن بْن مهدي: كيف تعرف صحيح الحديث من غيره، وقَالَ الرزاز من خطئه؟ قَالَ: كما يعرف الطّيب المجنونَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد العبدوي- بنيسابور- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الغطريف العبدي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سُفْيان قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن سلام، حَدَّثَنَا نُعَيم بْن حمَّاد قَالَ: قِيلَ لعبد الرَّحْمَن بْن مهدي: كيف تعرف هَؤُلَاءِ الرجال؟ قَالَ:
كما يعرف الطبيب المجنون.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: سمعت عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد الْقَاضِي يَقُول: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن يَقُول:
سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى يَقُول: ما رأيت في يد عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي كتابًا قط، وكل ما سَمِعْتُ منه سمعته حفظًا.(10/245)
وقَالَ ابن نُعَيم: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه بْن الأخرم الحافظ- وسئل عَن سماع قتيبة بن سعيد عن مالك- فَقَالَ: صالح، قِيلَ لَهُ أيما أحب إليك، عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي عَن مالك، أو رَوْح بْن عُبَادة عَن مالك؟ فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَن إمام وهُوَ أحب إلي من كل أحد، فقيل لَهُ: إن عَبْد الرَّحْمَن عرض عَلَى مالك، وروح بْن عُبَادة سَمِعَهُ لفظًا.
فَقَالَ: عرض عَبْد الرَّحْمَن أجل وأحب إلينا من سماع غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سَلامَة بْن جعفر القضاعي- قاضى مصر بمكة فِي المسجد الحرام- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن ثرثال البغداديّ- بمصر- حدّثنا محمّد ابن مخلد، حدّثنا محمّد بن حسّان الأزرق، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي الْأَزْدِيّ، وكان قُرة عين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الملك القرشيّ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْن العلاء الجوزجاني- الشيخ الصالح- أخبرنا أبو إسحاق إِسْمَاعِيل بْن الصَّلْت بْن أَبِي مريم- مستملي علي بن المدينيّ جارنا- حدّثنا علي بن المديني قَالَ: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يختم في كل ليلتين، كَانَ ورده في كل ليلة نصف القرآن.
حَدَّثَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَدَّلُ الأَصْبَهَانِيُّ- وذكر لي مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري أَنَّهُ استجاز منه جميع حديثه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا هارون بْن سُلَيْمَان قَالَ:
قَالَ أيّوب بن المتوكل القاري: كُنَّا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا ذهبنا إلى دار عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: قال أبو عبد الله:
وعَبْد الرَّحْمَن سنة ثمان وتسعين- يعني مات-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب قال: قال علي بن المديني: ومات عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سنة ثمان وتسعين، وهُوَ ابن ثلاث وستين سنة، ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْر، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن سئل عَن سنه في سنة خمس وتسعين فَقَالَ: هذه السنة، تتم لي ستين.(10/246)
ومات عَبْد الرَّحْمَن في رجب سنة ثمان وتسعين، وهُوَ ابن ثلاث وستين.
5367 عبد الرحمن بن أَحْمَد بن عطية، أبو سليمان العنسي الداراني [1] :
من أهل داريا وهي ضيعة إلى جنب دمشق، كان أحد عباد اللَّه الصالحين، ومن الزهاد المتعبدين، ورد بغداد وأقام بها مدة، ثم عاد إلى الشام فأقام بداريا حتى توفي، ولا أحفظ له حديثًا مسندًا غير حديث واحد، لكن له حكايات كثيرة يرويها عنه أَحْمَد بن أبي الحواري الدمشقي.
أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ- قِرَاءَةً- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ ابن مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ غَالِبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ فَيْرُوزَ الْكَلْوَذَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ ابن أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُول: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يقول: سمعت علي بن الحسن ابن أَبِي الرَّبِيعِ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَجْلانَ يَذْكُرُ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ» [2] .
قرأت في كتاب أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن جعفر الرازي أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يوسف بْن بشر الهروي قَالَ: سمعت أبا جعفر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أبي المثنى الموصلي يَقُول: رأيت أبا سليمان الداراني ببغداد سنة ثلاث ومائتين- أو أربع ومائتين- مخضوب اللحية- له شعيرة- في مسجد عبد الوهاب الخفاف، فقيل له إن عبد الوهاب الخفاف يَقُول بشيء من القدر، فترك الصلاة في مسجده وذهب إلى مسجد آخر. قَالَ أبو جعفر: وإني أرجو برؤيته خيرًا.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ الأنماطي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الحواري قَالَ: سمعت أبا سليمان قَالَ: سمعت أبا جعفر يبكي في خطبته يوم الجمعة.
فاستقبلني الغضب وحضرتني نية أن أقوم فأعظه بما أعرف من فعله إذا نزل، وبكائه على المنبر، قَالَ: فتفكرت أن أقوم إلى خليفة فأعظه والناس جلوس يرمقونني بأبصارهم، فيعرض لي فيأمر بي فأقتل علي غير تصحيح، فجلست وسكت.
__________
[1] 5367 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/145.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 1160.(10/247)
وقَالَ أَحْمَد: سمعت أبا سليمان يَقُول: ليس لمن ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر، فإذا سمعه من الأثر عمل به وحمد اللَّه حيث وافق ما في قلبه.
وقَالَ أَحْمَد: سمعت أبا سليمان يَقُول: كنت بالعراق أعمل، وأنا بالشام أعرف.
قَالَ أَحْمَد: فحدثت به سليمان ابنه فقَالَ: إنما معرفة أبي لله تعالى بالشام لطاعته بالعراق، ولو ازداد بالشام طاعة لازداد باللَّه معرفة. قَالَ صالح لسليمان: بأي شيء تنال معرفته؟ قَالَ بطاعته، قَالَ: فبأي شيء تنال طاعته؟ قَالَ: به.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عتاب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي موسى، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الحواري. قَالَ: قَالَ لي أبو سليمان: لا يفلح قلب رجل معلق بجمع القراريط والدوانيق، يا أَحْمَد حتى متى تكون وصافًا أما تحب أن توصف؟.
وقَالَ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي موسى، حَدَّثَنَا ابن أَبِي الحواري قَالَ: سمعت أبا سُلَيْمَان يَقُول: كل ما شغلك عن اللَّه من أهل، أو مال، أو ولد، فهو عليك مَشْئُومٌ.
قَالَ: فحدثت به مروان بن مُحَمَّد فقَالَ: صدق واللَّه أبو سليمان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّه بن مُحَمَّد الْحَرْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الحواري قَالَ: سمعت أبا سليمان- يعني الداراني- يَقُول: لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، وما أحب البقاء في الدّنيا لشق الأنهار، ولا لغرس الأشجار.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بن جعفر بن درستويه النّحويّ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الحواري قَالَ: سمعت أبا سُلَيْمَان عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن عطية العنسي يَقُول: مفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع، وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من اللَّه، وإن اللَّه يعطي الدّنيا من يحب ومن لا يحب، إن الجوع عنده في خزائن مدخرة، فلا يعطي إلا لمن أحب خاصة، ولئن أدع من عشائي لقمة أحب إلي من أن آكلها وأقوم من أول الليل إلى آخره.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَد التغلبي- بدمشق- أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن عمر بن نصر، حدّثنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم، حَدَّثَنَا ابن أبي الحواري. قَالَ: مات أبو سليمان سنة خمس ومائتين، وعاش ابنه سليمان بعده سنتين وأشهرًا.(10/248)
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن الْحُسَيْن التوزي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري. قَالَ: مات أبو سليمان الداراني سنة خمس عشرة ومائتين.
قلت: والشاميون أعرف بهذا من غيرهم، فاللَّه أعلم.
5368 عبد الرحمن بن قيس، أبو معاوية الضبي الزعفراني [1] :
حدث عن مُحَمَّد بن عمرو بن علقمة، وحميد الطويل، وداود بْن أَبِي هند، وعبد اللَّه بْن عون، والنهاس بن قهم، وعباد بن راشد، وهشام بن حسان. روى عنه الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومقاتل بن صالح الهاشمي، وأبو النضر إسماعيل بن عبد الله العجلي، وعلي بن شعيب البزاز، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني، وعلي سهل بن المغيرة. وهو من أهل البصرة سكن بغداد مدة وحدث بها، ثم انتقل إلى نيسابور فنزلها.
أَخْبَرَنِي الحسين بن أحمد السلماسي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص، حدّثنا محمّد بن هارون الحضرمي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ السِّمْسَارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الْبَصْرِيُّ الزّعفرانيّ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمُشَيِّعِيهِ» [2] .
أَخْبَرَنِي محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن صَالِح بْن هانئ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: سألت عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبي معاوية الزعفراني عبد الرحمن بن قيس. فقال: كان عبد الرّحمن ابن مهديّ يكذبه.
__________
[1] 5368 انظر: تهذيب الكمال 3939 (17/364- 367) وعلل أحمد 1/122، 387. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1082. والكنى لمسلم، الورقة 101. وضعفاء النسائي، الترجمة 364.
وضعفاء العقيلي، الورقة 199. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1323. والمجروحين 2/59.
والكامل لابن عدي 2/الورقة 170. وضعفاء أبي نعيم، الترجمة 123. والأنساب 6/280.
وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 95. وديوان الضعفاء، الترجمة 2476. والمغني 2/الترجمة 3613. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 226. وتاريخ الإسلام، الورقة 38 (أياصوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4944. ونهاية السول، الورقة 208. وتهذيب التهذيب 6/258. والتقريب 1/496. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4227.
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/229. وتنزيه الشريعة 2/370. وتاريخ أصبهان 2/298. والجامع الكبير 6371.(10/249)
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي عن عبد الرحمن بن قيس الزعفراني فقَالَ كان جارًا لحماد بن مسعدة، يحدث عن ابن عون، رأيته بالبصرة وقدم علينا إلى بغداد، وكان واسطيًا ثم خرج إلى نيسابور، حديثه ضعيف، ولم يكن بشيء متروك الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية ذهب حديثه.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، أخبرنا أحمد بن طاهر ابن النجم، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أبا زرعة، قلت: عبد الرحمن بن قيس؟ قال: كذاب.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بْن عبدان- وَأنا أسمع- قَالَ: سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أبو معاوية عبد الرحمن بن قيس الزعفراني البصري ذاهب الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ المُقْرِئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث أبي معاوية، عن هلال ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مَرُّوا عَلَى جِرَارِ سَعْدٍ، فَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: أَبُو مُعَاوِيَةَ هَذَا اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ الزَّعْفَرَانِيُّ كَانَ يَضَعُ الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال: حدثنا أبي. قال: عبد الرحمن بن قيس الزعفراني متروك الحديث، بصري خرج إلى نيسابور.
أخبرني البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: عبد الرحمن بن قيس الزعفراني جار لحماد بن مسعدة، ضعيف، كتبت عن حوثرة المنقري عنه، كان قد أكثر عنه.(10/250)
5369 عبد الرحمن بن غزوان، أبو نوح. مولى عبد اللَّه بن مالك الْخُزَاعِيّ يعرف بقراد [1] :
سمع شعبة، وعكرمة بن عمار، ويونس بن أبي إسحاق، والليث بن سعد وأبا مالك النخعي، والسري بن يَحْيَى، وعبيد اللَّه الأشجعي. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حَنْبل، وَزهير بْن حرب، وحجاج بن الشاعر، ومُحَمَّد بن عبد اللَّه بن أبي الثلج وأبو خلاد سليمان بن خلاد، وعباس بن مُحَمَّد الدوري، في آخرين.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفِي. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوبَ الأَصَمُّ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ العكبريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ. قالا: حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا قراد أبو نوح، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أبي موسى. قال: خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ [بحيرا] [2] هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلا يَلْتَفِتُ، قَالَ: فَهُمْ يَحِلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هذا بعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ تَبْقَ شَجَرَةٌ وَلا حَجَرٌ إِلا خَرَّ سَاجِدًا. وَلا يَسْجُدُونَ إِلا لِنَبِيٍّ، وإني أعرف خَاتَم النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا، فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ- وَكَانَ هُوَ فِي رَعْيَةِ الإِبِلِ- فَقَالَ أَرْسِلُوا إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَقَالَ انْظُرُوا إِلَيْهِ، عَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ إِذَا هُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، قال:
__________
[1] 5369 انظر: تهذيب الكمال 3927 (17/335- 338) وطبقات ابن سعد 7/335. وتاريخ ابن معين 2/355. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1301. وثقات ابن حبان 8/375. وثقات ابن شاهين، الترجمة 811. والسابق واللاحق 264. والجمع 1/293. وسير أعلام النبلاء 9/518. والكاشف 2/الترجمة 3328. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4934. والمغني 2/الترجمة 3608. وتذكرة الحفاظ 329. والعبر 1/352. وتذهيب التهذيب 2/224. وتاريخ الإسلام، الورقة 38 (أيا صوفيا 3007) . ونهاية السول، الورقة 208. وتهذيب التهذيب 6/247- 249. والتقريب 1/494. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4214.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/251)
فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألّا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ، فَإِنَّ الرُّومَ إِنْ رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَقَتَلُوهُ، فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِسَبْعَةِ نَفَرٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جاءنا أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ، فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلا بُعِثَ إِلَيْهِ نَاسٌ، وَإِنَّا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ فَبُعِثْنَا إِلَي طَرِيقِكَ هَذَا. فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ خَلَّفْتُمْ خَلْفَكُمْ أَحَدًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: لا إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بِطَرِيقِكَ هَذَا، قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ؟ قَالُوا: لا، فَتَابَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ. قَالَ: فَأَتَاهُمْ فَقَالَ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طَالِبٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلالا، وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ.
قَالَ الأصم: سمعت العباس يَقُول: ليس في الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد أبي نوح. وسمع هذا أَحْمَد ويَحْيَى بن معين من قراد.
قلت: ورواه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سعيد القطان، عن قراد بطوله أيضًا.
أَنْبَأَنَا ابن رزق أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ:
سمعت أَبِي ذكر أَبَا نوح قرادًا فَقَالَ: كَانَ عاقلًا من الرجال.
قرأت عَلَى ابن الفضل عَنْ دعلج قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ الأبار قَالَ: سَأَلت مجاهدًا- يعني ابن مُوسَى- عَن قراد فَقَالَ: كَانَ كيسًا، ما كتبت عَنْ شيْخ كَانَ أحر رأسًا منه، إنما كان يهدر، حدّثنا شعبة، حدّثنا شعبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سَأَلت يَحْيَى بْن مَعِين عَن قراد أَبِي نوح فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: قراد أَبُو نوح مولى عَبْد اللَّه بن مالك كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ علي أَبِي علي بن الصّوّاف- وأنا أسمع- حدثكم جعفر ابن مُحَمَّد الفريابي قَالَ وَسألته- يعني مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ- عَنْ قراد أَبِي نوح فَقَالَ: ثقة، إلّا أَنَّهُ لم يكتب عَنْه كبير أحد.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الحسن الطبري، أخبرنا محمّد بن جامع، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.(10/252)
وأخبرني أحمد بن سلمان بن علي المقرئ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا جدي قَالَ: قراد أَبُو نوح هُوَ عَبْد الرّحمن ابن غزوان مولى آل مالك أبي عَبْد اللَّه بْن مالك الْخُزَاعِيّ، وكان ثقة، وكان شعبة ينزل عليه.
قال علي بن المديني: قراد أَبُو نوح مولى آل مالك ثقة. سَمِعْتُ هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري يَقُولُ: قَالَ ابن جرير: مات قراد سنة سبع ومائتين.
5370 عبد الرحمن بن علقمة، أبو يزيد السعدي الْمَرْوَزِيّ:
سمع أبا حمزة السكري ونوح بن أبي مريم، وحماد بن زيد، وأبا عوانة، وعبد الوارث بن سعيد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، وعبد اللَّه بْن المبارك. وكان من كبار أصحابه، وقدم بَغْدَاد وَحدث بها. فروى عنه أَحْمَد بن حنبل، وزهير بْن حرب، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، ورجاء بن الجارود، ويَحْيَى بن أبي طالب، وحمدان بن علي الوراق وجعفر بن مُحَمَّد الصائغ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر، حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النّهديّ وعبد الرّحمن ابن علقمة ويحيى الحماني. قالوا: أخبرنا أبو عوانة، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لُعِنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِي فِي الْحُكْمِ» [1] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حَدَّثَنَا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري- بمرو- حدّثنا عيسى بن محمّد، حدّثنا العبّاس بن مصعب، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن علقمة- وكان من أصحاب مُحَمَّد بن الْحَسَن- وكان بصيرًا بالحديث والرأي رجلًا صالحًا، وكان عالمًا بالحساب والدور، وكان أكره على قضاء سرخس، أخرج مكرها، فلما خرج إلى سرخس أقام بها أيامًا ثم هرب منها، فلم يظهر إلى أن عزل الذي ولاه، أو مات، أو أعفي.
5371 عبد الرحمن بن إبراهيم، أبو علي الراسبي المخرمي [2] :
حدث عن فرات بن السائب. وروى عن مالك بن أنس حديثًا منكرًا، رواه عنه يَحْيَى بن أبي طالب، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشميّ.
__________
[1] 5370 انظر الحديث في: مسند أحمد 2/387، 388. والمستدرك 4/103. ومجمع الزوائد 4/199. والترغيب والترهيب 3/180. وإتحاف السادة المتقين 6/165.
[2] 5371 انظر: ميزان الاعتدال 2/الترجمة 4804.(10/253)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ وَأَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ- وَاللَّفْظُ لِعُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ- قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أبي طالب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حُمَيْدِ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حميد بْن الربيع اللخمي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الحكيمي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ- مِنْ أَصْحَابِ أَبِي يُوسُفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَنَةَ عَشْرٍ ومائتين- حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أبي وقاص- زاد يحيى وهو بالقادسية- أَنْ سَرِّحْ- وَقَالَ: عَبْدُ الْعَزِيزِ أَنْ وَجِّهْ- نَضْلَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ إِلَى حُلْوَانَ الْعِرَاقَ- لَمْ يَقُلْ يَحْيَى الْعِرَاقَ- فَلْيُغِرْ عَلَى ضَوَاحِيهَا، قَالَ: فَوَجَّهَ سَعْدٌ نَضْلَةَ في ثلاثمائة، فَخَرَجُوا حَتَّى أَتَوْا حُلْوَانَ الْعِرَاقَ فَأَغَارُوا عَلَى ضَوَاحِيهَا فَأَصَابُوا غَنِيمَةً وَسَبْيًا، فَأَقْبَلُوا يَسُوقُونَ الْغَنِيمَةَ وَالسَّبْيَ حَتَّى أَرْهَقَتْهُمُ الْعَصْرَ، وَكَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَئُوبَ. قَالَ: فَأَلْجَأَ نَضْلَةُ الْغَنِيمَةَ وَالسَّبْيَ إِلَى سَفْحِ جَبَلٍ، ثُمَّ قَامَ فَأَذَّنَ، فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِذَا مُجِيبٌ مِنَ الْجَبَلِ يُجِيبُهُ، كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا نَضْلَةُ، قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ: كَلِمَةُ الإِخْلاصِ يَا نَضْلَةُ، قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: هُوَ النَّذِيرُ وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَنَا بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَعَلَى رَأْسِ أُمَّتِهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، قَالَ: طُوبَى إن مَشَى إِلَيْهَا وَوَاظَبَ عَلَيْهَا، قَالَ: حَيَّ عَلَى الفلاح، قال أفلح من أجاب محمّدا صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ الْبَقَاءُ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ:
أَخْلَصْتَ الإِخْلاصَ كُلَّهُ يَا نَضْلَةُ. فَحَرَّمَ اللَّهُ بِهَا جَسَدَكَ عَلَى النَّارِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ قُمْنَا فَقُلْنَا لَهُ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ أَمَلَكٌ أَنْتَ، أَمْ سَاكِنٌ مِنَ الْجِنِّ. أَمْ طَائِفٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ؟ أَسْمَعْتَنَا صَوْتَكَ فَأَرِنَا صُورَتَكَ، فَإِنَّا وَفْدُ اللَّهِ، وَوَفْدُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَفْدُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَانْفَلَقَ الْجَبَلُ عَنْ هَامَةٍ كَالرَّحَا أَبْيَضِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ عَلَيْهِ طِمْرَانِ مِنْ صُوفٍ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، قُلْنَا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ أَنَا ذريب ابن برتملا وصى العبد الصالح عيسى بن مَرْيَمَ، أَسْكَنَنِي هَذَا الْجَبَلَ وَدَعَا لِي بِطُولِ الْبَقَاءِ إِلَى نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ، فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، يكسر الصَّلِيبَ، وَيَتَبَرَّأَ مِمَّا نَحَلَتْهُ النَّصَارَي، فَأَمَّا إِذْ فَاتَنِي لِقَاءُ محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلم فاقرءوا عُمَرَ مِنِّي السَّلامَ وَقُولُوا لَهُ يا عُمَرَ سَدِّدْ وَقَارِبْ فَقَدْ دَنَا الأَمْرُ، وَأَخْبِرُوهُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِي أُخْبِرُكُمْ بِهَا، يَا عُمَرُ إِذَا ظَهَرَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(10/254)
فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، إِذَا اسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ، وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ، وَانْتَسَبُوا فِي غَيْرِ مَنَاسِبِهِمْ، وَانْتَمَوْا إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِمْ، وَلَمْ يَرْحَمْ كَبِيرُهُمْ صَغِيرُهُمْ، وَلَمْ يُوَقِّرْ صَغِيرُهُمْ كَبِيرُهُمْ، وَتُرِكَ الْمَعْرُوفُ فَلَمْ يُؤْمَرْ بِهِ، وَتُرِكَ الْمُنْكَرُ فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ، وَتَعَلَّمَ عَالِمُهُمُ الْعِلْمَ لِيَجْلِبَ بِهِ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ وَكَانَ الْمَطَرُ قَيْظًا، وَالْوَلَدُ غَيْظًا، وَطَوَّلُوا الْمَنَارَاتِ، وَفَضَّضُوا الْمَصَاحِفَ، وَزَخْرَفُوا الْمَسَاجِدَ، وَأَظْهَرُوا الرِّشَى، وَشَيَّدُوا الْبِنَاءَ، وَاتَّبَعُوا الْهَوَى، وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيَا وَاسْتَخَفُّوا بِالدِّمَاءِ، وقطعت الأرحام، وبيع الحلم وَأُكِلَ الرِّبَا فَخْرًا، وَصَارَ الْغِنَى عِزًّا، وَخَرَجَ الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه، فسلم عليه، وركب النساء السروج، ثم غاب عنا. قال: فكتب بِذَلِكَ نَضْلَةُ إِلَى سَعْدٍ، فَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ: لِلَّهِ أَبُوكَ صِرْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ حَتَّى تَنْزِلَ هَذَا الْجَبَلَ، فَإِنْ لَقِيتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَعْضَ أَوْصِيَاءِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ نَزَلَ ذَلِكَ الْجَبَلَ نَاحِيَةَ الْعِرَاقِ، قَالَ:
فَخَرَجَ سَعْدٌ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ حَتَّى نَزَلَ ذَلِكَ الْجَبَلَ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُنَادِي بِالأَذَانِ فِي وَقْتِ كُلِّ صَلاةٍ فَلا جَوَابَ- سِيَاقُ الْحَدِيثِ لابْنِ رِزْقٍ.
5372 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن علقمة، أبو أمية الفرائضي [1] البصري:
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي اليزدي- في كتابه- أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق الحافظ قَالَ: أبو أمية عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن علقمة الفرائضي سكن بغداد. وروى عن أبي فضالة مبارك بن فضالة القرشي، وشعبة. روى عنه سوار بن عبد اللَّه بن سوار العنبري.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدُ، بِالأَهْوَازِ- حدّثنا عمر بن أحمد، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط. قَالَ: وأبو أمية الفرضي مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
5373 عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صادر، المدائنيّ يلقب سيبويه:
حدث عن أغلب بن تميم، وعامر بن صالح بن رستم، وعون بن المعمر،
__________
[1] 5372 الفرائضي: هذه النسبة إلى الفرائض، وهي المقدرات وعلم المواريث، ويقال لمن يعلم هذا العلم: الفرضي والفارض والفرائضي (الأنساب 9/258) .(10/255)
وعبد الحكيم بن منصور، وفضيل به سليمان النميري، وبشر بن المفضل، وسليم بن أخضر، وغيرهم روى عنه محمد بن هارون الفلاس المخرمي، وعباس الدوري، وأحمد بن حرب المعدل، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً وقراءة- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ إِسْمَاعِيلُ بْن مُحَمَّد الصَّفَّارُ، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا عبد الرّحمن بن صادر المدائنيّ، حَدَّثَنَا أَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ يَس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ غَفَرَ لَهُ» [1] .
5374 عبد الرحمن بن يونس بن هاشم، أبو مسلم الرومي، مولى أبي جعفر المنصور وهو المستملي [2] :
كان يستملي على سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون. وحدث عن ابن عيينة، وحاتم بن إِسْمَاعِيل، ومعن بن عيسى، وعَبْد اللَّهِ بْن إدريس، ومُحَمَّد بْن فضيل.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي صحيحه، وحاتم بن الليث الجوهري، وعباس الدوري، وحنبل بن إسحاق الحربي، وإِبْرَاهِيم بن إسحاق وأَحْمَد بن يوسف التغلبي، وأَحْمَد بن بشر المرثدي، ومُحَمَّد بن غالب التمتام، وأبو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفِي- قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا أبو مسلم المستملي، حدّثنا معن بن عيسى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طِهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَّبَ نِسَاءَهُ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ الزحام.
__________
[1] 5373 انظر الحديث في: سنن الدارمي 2/457. والترغيب والترهيب 2/377، 466. وصحيح ابن حبان 666. والدر المنثور 5/256. وإتحاف السادة المتقين 3/241، 3/300.
[2] 5274 انظر: تهذيب الكمال 3999 (18/23- 25) . والمنتظم 10/94. وطبقات ابن سعد 7/356. وتاريخ الدارمي، ترجمة 391. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1166. والصغير 2/353. وثقات العجلي، الورقة 34. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1438. وثقات ابن حبان 8/379. والجمع 1/293. والمعجم المشتمل، الترجمة 544. والكاشف 2/ترجمة 3393.
والمغني 2/الترجمة 3661. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 234. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5010. ونهاية السول، الورقة 212. وتهذيب التهذيب 6/302. والتقريب 1/503.
وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4292.(10/256)
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: أبو مسلم عبد الرحمن بغدادي كان مستملي سفيان بن عيينة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي. قَالَ: سألت أبا يَحْيَى مُحَمَّد بن عبد الرحيم، عن أبي مسلم فلم يرضه أراد أن يتكلم فيه ثم قَالَ: استغفر [اللَّه] [1] فقلت له: في الحديث؟
قَالَ: نعم وشيئًا آخر، ولم يرضه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود- وذكر أبا مسلم المستملي- فَقَالَ: كان يجوز حد المستجيز [2] في الشرب.
قلت: وأحسب أن هذا هو الذي كنى عنه مُحَمَّد بن عبد الرحيم في قوله: «وشيئًا آخر» .
وقد ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي أن أباه سئل عنه فَقَالَ: صدوق.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا على بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: عبد الرحمن بن يونس أبو مسلم المستملي بغدادي مات سنة خمس وعشرين أو نحوها.
قلت: ذكر غير واحد أن وفاته كانت في سنة أربع وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضْرَمِيّ قَالَ: سنة أربع وعشرين ومائتين، فيها مات أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ الثقفي قَالَ: سَمِعْتُ حاتم بْن اللَّيْث الجوهري يَقُول: أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، أصله رومي مولى أَبِي جعفر أمير المؤمنين، وكان يستملي لسفيان بْن عُيَيْنَة وغيره، وكان لا يخضب، وولد سنة أربع وستين ومائة ببغداد في رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في تهذيب الكمال: «كان يجوز في حد المستحلين» .(10/257)
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: مات أَبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس يوم الأربعاء فجأة لعشر ليال خلون من رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
5375 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّه بْنِ مُحَمَّد بن حفص التيمي، يعرف بابن عائشة:
من أهل البصرة كان متأدبًا شاعرًا، وقدم بغداد فاتصل بأَحْمَد بن أبي دؤاد الْقَاضِي، وأقام في ناحيته.
فأَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أَخْبَرَنِي الصولي، حَدَّثَنِي أبو علي الْحُسَيْن بن يَحْيَى الكاتب. قَالَ: كان عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن عائشة شاعرا، وكان متصلًا بابن أبي دؤاد فكان يتسخط عليه ولا يرضي أفعاله، وفي هجائه له:
أنت امرؤ غث الصنيعة رنها ... لا تحسن النعمى إلى أمثالي
نعماك لا تعدوك إلا لامرئ ... في مثل مسكك من ذوي الأشكال
فاسلم لغير صنيعة ترجي لها ... إلا لسدك خلة الأنذال
قَالَ: وكتب إليه أبوه يسأله عن خبره مع ابن أبي دؤاد، فكتب إليه:
أنا في الخان أؤدي ... كل يوم درهمين
نازل فيه كل نف ... سي على سحنة عين
وأراني عن قليل ... لابسًا خفي حنين
ثم مات عبد الرحمن ابن عائشة سنة سبع وعشرين ومائتين، فخرج أبوه إلى سر من رأى لأخذ ميراثه، فنزل بقرب دار ابن أبي دؤاد، فكان الناس يقصدون ابن أبي دؤاد ويجدون ابن عائشة قريبًا فيدخلون إليه، فكثر امتنانهم عليه بذلك، فَقَالَ ابن عائشة:
سأكشف عن تسليم أهل مودتي ... لهم مكشفا لا يستفيد لهم حمدا
ففرق ما بين المحبين أنني ... ممر لإخواني وآتيهم قصدا
وأقام مديدة فلم يرض أيضًا فعل ابن أبي دؤاد، وانصرف إلى البصرة. قَالَ الصولي: وفي هذه القدمة سمع من ابن عائشة، ابن بنت منيع ونظرائه ببغداد، وسر من رأى.(10/258)
5376 عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة، الضّبّيّ مولاهم [1] :
وكان يتولى القضاء على الرقة، ثم ولي القضاء بمدينة المنصور، وبالشرقية.
وأَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بن جعفر قال: عزل إسماعيل ابن حماد بن أبي حنيفة فاستقضي مكانه عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة مولى بني ضبة، وجده من أصحاب الدولة، وكان من أصحاب أبي حنيفة، حسن الفقه، وتقلد الحكم في أيام المأمون، وما زال إلى آخر أيام المعتصم، ولما عزل المأمون بشر بن الوليد ضم عمله إلى عبد الرحمن بن إسحاق، وكان على قضاء الشرقية، فصار على الحكم بالجانب الغربي بأسره.
قلت: قول طلحة، وكان من أصحاب أبي حنيفة يعني به أنه كان ينتحل في الفقه مذهب أبي حنيفة، ولم ير أبا حنيفة ولا أدركه.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي. قَالَ: قَالَ لنا أبو الْحَسَن الدارقطني: عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة مولى بني ضبة، كان على قضاء مدينة الشرقية، وكان من أصحاب الرأي، وكان مترفًا جماعًا للمال، وكان قد ولي قبل ذلك قضاء الرقة، ثم قدم بغداد فولاه المأمون قضاء الجانب الغربي، وكان عبد اللَّه بن طاهر سبب ولايته، فولى عبد الرّحمن وكتب له كتب أصحاب الرأي، وعني بعد ذلك بحفظ الحديث فحفظ منه شيئًا صالحًا، إلى أن عزل في صفر سنة ثمان وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي. قَالَ: سنة اثنتين وَثلاثين وَمائتين فيها مات عبد الرحمن بن إسحاق بفيد في توجهه إلى مكة في ذي القعدة ودفن بها.
أخبرني الصيمري، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمر الحافظ. قَالَ: مات عبد الرحمن بن إسحاق قاضي بغداد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
__________
[1] 5376 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/183.(10/259)
5377 عبد الرحمن بن صالح، أبو مُحَمَّد الأزدي [1] :
كوفي سكن بغداد في جوار علي بن الجعد. وحدث عن علي بن مسهر، وشريك ابن عبد اللَّه، وأسامة بن زيد بن الحكم الكلبي، وعلي بن عابس، وجعفر بن سعد الكاهلي، وأبي بكر بن عياش ويَحْيَى بن زكريا بن أبي زائدة، وهشيم بن بشير، وأبي أسامة. روى عنه عباس الدوري، وأبو قلابة الرقاشي، وعبد اللَّه بن أَحْمَد الدورقي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي، وَعمر بْن أَيُّوب السقطي، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وغيرهم.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس أبو عمر، حدّثنا محمّد بن حفص، حدّثنا عبّاس الدّوريّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالح- وكان شيعيًا- أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كامل الْقَاضِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أحمد بْن مُوسَى يَقُول:
رأيت يَحْيَى بْن مَعِين جالسًا في دهليز عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح غير مرة يخرج إليه جذاذات يكتب منها عنه.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم قَالَ:
قَالَ خلف بْن سالم ليَحْيَى بْن مَعِين: تمضي إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح؟ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى ابن مَعِين: اغرب لا صلَّى اللَّه عليك، عنده والله سبعون حدّثنا ما سَمِعْتُ منها شيئًا.
قَالَ أَبُو عليّ الْحُسَيْن بْن فهم: ورأيت يَحْيَى بْن مَعِين وحبيش بْن مبشر، وابن الرومي، بين يدي عبد الرّحمن بن صالح جلوسا.
أخبرنا أبو حازم العبدوي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن القاسم الغطريفي قَالَ:
سَمِعْتُ جعفر بْن سهل الدقاق يَقُول: سَمِعْتُ سهل بْن عليّ الدُّوري يَقُول: سَمِعْتُ يحيى بْن معين يقول: يقدم عليكم رجل من أهل الكوفة يقال له عبد الرّحمن بن صالح، ثقة صَدُوق شيعي، لأن يخر من السماء أحب إِلَيْهِ من أن يكذب في نصف حرف.
قرأت عَلَى البرقاني عَن مُحَمَّد بْن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
__________
[1] 5377 انظر: تهذيب الكمال 3851 (17/177- 183) . وطبقات ابن سعد 7/360. وسؤالات ابن محرز، الترجمة 365. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1174. وثقات ابن حبان 8/380.
والكامل، لابن عدي 2/الورقة 180. وثقات ابن شاهين، الترجمة 822. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 214. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4889. ونهاية السول، الورقة 203. وتهذيب التهذيب 6/197، 198. والتقريب 1/484. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4129.(10/260)
مسعدة، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحْرِز قَالَ:
وسألت يَحْيَى بْن مَعِين عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حدّثني يوسف بن عمر القواس، حدّثنا محمّد بن موسى الخلّال، أخبرنا يعقوب بْن يوسف المطوعي قَالَ: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح الْأَزْدِيّ رافضيًا، وكان يغشى أَحْمَد بْن حنبل فيقربه ويدنيه، فقيل لَهُ: يا أَبَا عَبْد اللَّه، عَبْد الرّحمن رافضي، فَقَالَ: سبحان اللَّه؟ رَجُل أحب قومًا من أهل بيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. نقول لَهُ:
لا تحبهم؟ هُوَ ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الواحد، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الحرقي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو القاسم البغوي: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح الأزدي يَقُول: أفضل- أو خَيْرُ- هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا، أَبُو بَكْرٍ وعُمَر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عبد الرحمن بْن صالح فَقَالَ: لم أر أن أكتب عَنْه، وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكره مرة أخرى فَقَالَ: كَانَ رَجُل سوء.
أَخْبَرَنِي محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرني علي ابن مُحَمَّد المروزي قَالَ: وسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد- عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح الْأَزْدِيّ فَقَالَ: صَدُوق.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبدوس بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح ابن مُحَمَّد عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح فَقَالَ: كوفي صالح، إلّا أَنَّهُ كَانَ يقرض عثمان.
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْن هارون قَالَ: كَانَ عَبْد الرّحمن بن صالح ثقة في الحديث، وكان يحدث بمثالب أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ عَبْد الله بن محمد البغوي: مات عبد الرحمن بن صالح الأزدي سنة خمس وثلاثين في ذي الحجة.(10/261)
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح يكنى أَبَا مُحَمَّد، من أهل الكوفة، نزل بغداد حتى مات سلخ ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
5378 عبد الرحمن بن نافع، أبو زياد المخرمي، مولى المهدي أمير المؤمنين، يعرف بدرخت:
حَدَّث عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الزناد، والمغيرة بن سقلاب، وعلي بن ثابت الجزري، وأبي الجنيد الضرير. روى عنه عبد اللَّه بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي، وعبد اللَّه بن أبي مسعر الوراق، ويعقوب بن إسحاق المخرمي، والْحَسَن بْن علي بْن الوليد الفارسي، ومُحَمَّد بن الفضل السقطي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن زياد، حدّثنا محمّد ابن الفضل بن جابر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعٍ- أَبُو زِيَادٍ- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَعْرَضَ عَنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ- بُغْضًا لَهُ فِي اللَّهِ- مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ أمنا وإيمانا، ومن شهّر بِصَاحِبِ بِدْعَةٍ أَمَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَمَنْ أَهَانَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ رَفَعَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ، أَوْ لَقِيَهُ بِالْبِشْرِ، أَوِ اسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَسُرُّهُ، فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ الْحُسَيْنُ بْنُ خَالِدٍ، وَهُوَ أَبُو الْجُنَيْدِ وَغَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن يوسف، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ، حدّثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدّثنا عبد الرّحمن ابن نافع- أبو زياد الدرخت المخرمي- جار خلف وكان ثقة.
5379 عبد الرحمن بن عفان، أبو بكر الصوفي [2] :
حدث عن أبي بكر بن عياش، وفضيل بن عياض، وعطاء بن مسلم الخفاف، وأبي إِسْحَاق الفزاري، وَيُوسُف بن أسباط، وَمُحَمَّد بن مجيب الصائغ. روى عنه أحمد بن عبد الله الحداد، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ويعقوب بن شيبة، وإبراهيم بن
__________
[1] 5378 انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/314. والموضوعات 1/270. واللآلئ المصنوعة 1/130. والفوائد المجموعة 504.
[2] 5379 انظر: ميزان الاعتدال 2/الترجمة 4921.(10/262)
الحارث العبادي، وعلي بن المتوكل- جار المطوعي- وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي، وجعفر بن محمد الفريابي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله الحنّائيّ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الختليّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانٍ الصّوفيّ، حدّثنا محمّد بن مجيب الصائغ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ عَلَى الْعَرْشِ مَكْتُوبًا، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عُمَرُ الْفَارُوقُ، عُثْمَانُ ذُو النورين يقتل مظلوما» [1] .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين- وذكر أبا بكر بن عفان ختن مهدي بن حفص- فقَالَ: كذاب يكذب، رأيت له حديثًا حدث به عن أبي إسحاق الفزاري كذبًا.
5380 عبد الرحمن بن واقد، أبو مسلم الواقدي [2] :
سمع شريكًا، والربيع بن بدر، ويغنم بن سالم بن قنبر، وإِبْرَاهِيم بن سعد، وإِسْمَاعِيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبا يوسف القاضي، ومحمّد ابن الْحَسَن الشيباني، والعباس بن الفضل الْأَنْصَارِيّ، وضمرة بن ربيعة. روى عنه ابنه أبو شبيل، ومُحَمَّد بن بشر بن مطر، وعمر بن أيوب السقطي، وأَحْمَد بن الْحُسَيْن الصوفي، ومُحَمَّد بن هارون الحضرمي، وأبو القاسم عمر بن عبد اللَّه الزيادي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه النّجّار، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّزَّازُ، حدّثنا أحمد بن الحسين الصّوفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْوَاقِدِيُّ- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 1/337. واللآلئ المصنوعة 1/160. والدر المنثور 4/153.
[2] 5380 انظر: تهذيب الكمال 3986 (17/474- 476) . وثقات ابن حبان 8/383. والكامل لابن عدي 2/الورقة 179. والمعجم المشتمل، الترجمة 543. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 96. ومعجم البلدان 3/561. والكاشف 2/الترجمة 3380. وديوان الضعفاء، الترجمة 2499. والمغني 2/الترجمة 3649. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 4996. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 232. ورجال ابن ماجة، الورقة 16. وغاية النهاية 1/381. ونهاية السول، الورقة 211. وتهذيب التهذيب 6/292، 293. والتقريب 1/502. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4278.(10/263)
واقد- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، وَلا فِي مَنْشَرِهِمْ، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَدْ خَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ وَهُمْ يَقُولُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ» [1] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن الْحُسَيْن التوزي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى الدقاق، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبو شبيل عبيد اللَّه بن عبد الرّحمن ابن واقد قَالَ: قَالَ لي عباس الدوري: أرسلني يحيى بن معين في حاجة، فقال لي:
تعال حتى أدلك على شيخ من بابتك، فقضيتها ورجعت إليه، فقَالَ أبو مسلم الذي ينزل باب الماء بالرصافة.
وقَالَ أبو شبيل: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بن الجنيد- صاحب الرقائق- قال: سمعت يحيى ابن معين يَقُول: عبد الرحمن بن واقد الذي ينزل الرصافة، أحفظ لكتاب عباس بن الفضل في القراءات من أبي موسى الهروي.
5381 عبد الرحمن بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عمرو بن ميمون القرشي، أبو سعيد الدمشقي، يعرف بدحيم بن اليتيم [2] :
سمع الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، ومُحَمَّد بن شعيب بن شابور، وشعيب بن إسحاق، ومروان بن معاوية. روى عنه مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي، ومحمد ابن إِسْمَاعِيل البخاري فِي صحيحه، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو زرعة الدمشقي. وكان ثقة ولي قضاء الرملة، وكان ينتحل في الفقه مذهب الأوزاعي، وقدم بغداد قديمًا وحدث بها فروى عنه من أهلها الْحَسَن بن مُحَمَّد بن الصّبّاح الزّعفرانيّ،
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/82، 333. والمطالب العالية 3395. والترغيب والترهيب 2/416. وإتحاف السادة المتقين 5/10. وكشف الخفا 2/240.
[2] 5381 انظر: تهذيب الكمال 3747 (16/495- 501) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/335.
وتاريخ الدارمي، الترجمة 45. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 827. والصغير 2/382. وسؤالات الآجري 5/الورقة 17. وثقات العجلي، الورقة 33. والجرح والتعديل 5/ترجمة 999.
وثقات ابن حبان 8/381. والسابق واللاحق 149. وموضح أوهام الجمع 2/225. والجمع 1/291. والأنساب للسمعاني 5/285. والمعجم المشتمل، الترجمة 524. وسير النبلاء 11/515. والكاشف 2/الترجمة 3169. والعبر 1/445. وتذكرة الحفاظ 480. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 200. وتاريخ الإسلام، الورقة 165 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 197. وتهذيب التهذيب 6/131- 132. والتقريب 1/471. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4016. وشذرات الذهب 2/108.(10/264)
وأَحْمَد بن منصور الرمادي، وحنبل بن إسحاق الشيباني، وعباس بن مُحَمَّد الدوري، وإِبْرَاهِيم بن إسحاق الحربي.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا محمّد بن جعفر بن الهيثم البندار، حدّثنا إبراهيم الحربيّ، حدّثنا دحيم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّبَعِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سَمِعْتُ عبدان الأهوازي يَقُول: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عليّ بْن بحر يَقُول: قدم دحيم بغداد سنة اثنتي عشرة، فرأيت أَبِي، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن مَعِين، قعودًا بين يديه كالصبيان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد ابن زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم الدمشقي أَبُو سَعِيد ويعرف بدحيم، ثقة، كَانَ يختلف إلى بغداد، وسمعوا منه فذكروا أن الفئة الباغية هُمْ أهل الشّام، فَقَالَ من قال هذا فهو ابن الفاعلة، فكتب النَّاسَ عَنْه، ثم سمعوا منه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: وسمعته- يعني أَحْمَد بْن حنبل- يثني عَلَى دحيم ويَقُول: هُوَ عاقل ركين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أَبَا دَاوُد يَقُول: دحيم حجة، لم يكن بدمشق في زمنه مثْلَه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي قَالَ: سئل عَبْد الله بن محمّد بن سيّار الفرهاذاني: من أوثق الشاميين ممن لقيت؟ فَقَالَ: أعلاهم دحيم، وكان يحفظ عندي بعض ما يحدث به.
وقال الإسماعيلي أيضا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: دحيم أحب إلي من هشام- يعني ابن عمار- وهشام مسنّ ودحيم من الأحداث.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/13. وصحيح مسلم، كتاب الزّكاة باب 16.
ومسند أحمد 4/207، 5/397. وفتح الباري 10/447.(10/265)
وقَالَ عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ مُوسَى بْن سهل يَقُول: رَوى هشام بْن عمار عَن ثلاثة وثلاثين شيخا، رَوى عَنْه الوليد بْن مسلم، وعَمْرو بْن عثمان أحب إلي من ابن المصفى، ودحيم عندي أجل من عمرو.
أخبرنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا أَبِي قَالَ: أَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم دحيم دمشقي ثقة.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن راشد البجلي أخبرهم.
وأخبرنا البرقاني- قراءة- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عثمان بْن عَبْد اللَّه القاضي، حدّثنا أبو الميمون، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: ولدت سنة سبعين ومائة.
قَالَ أَبُو زُرْعة: ومات سنة خمس وأربعين ومائتين، وقد جاز خمسا وسبعين.
حدّثنا الصوري، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم المعروف بدحيم، يكنى أَبَا سَعِيد، دمشقي ثقة ثبت، تُوُفِّي بالرملة في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائتين.
5382 عبد الرحمن بن زبان بن الحكم، أبو علي الطائي:
وهو عبد الرحمن بن أبي البحتري. حدث عَنْ عَبْد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أبي رواد، وعبد اللَّه بن إدريس، وحنظلة بن يونس، وأبي بكر بن عياش، وعبد الرّحمن ابن مُحَمَّد المحاربي، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القنبيطي، ويَحْيَى بن صاعد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدل، أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَبَّانَ الطائي، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثنا عبد الواحد بن زيد، حَدَّثَنِي أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ عَنْ مُرَّةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَدَعَا بِشَرَابٍ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ وَعَسَلٍ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْ فِيهِ بَكَى وَبَكَى حَتَّى أَبْكَى أَصْحَابَهُ، فَسَكَتُوا وَمَا سَكَتَ، ثُمَّ عَادَ فَبَكَى، حَتَّى(10/266)
ظنوا أنهم لن يَقْدِرُوا عَلَى مَسْأَلَتِهِ، قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَيْنَيْهِ فقالوا: يا خليفة رسول الله مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ يَدْفَعُ عَنْ نفسه شيئا، ولم أر معه أحدا، فقلت: يا رسول الله مَا الَّذِي تَدْفَعُ عَنْ نَفْسِكَ؟ قَالَ: «هَذِهِ الدُّنْيَا مُثِّلَتْ لِي، فَقُلْتُ لَهَا: إِلَيْكِ عَنِّي ثُمَّ رَجَعَتْ فَقَالَتْ إِنَّكَ إِنْ أَفْلَتَّ مِنِّي، فلن يفلت مني من بعدك» [1] .
أنبأنا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكيّ، أخبرنا محمّد بن إسحاق، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن زبان الطائي بغدادي.
5383 عبد الرحمن بن جناح، الكلوذاني:
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن أبي علي، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، حدّثنا محمّد بن سهل العطّار، حدّثنا عمرو بن أحمد بن السرح، أخبرنا عبد الرّحمن بن جناح الكلوذانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأنصاريّ المدنيّ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلالٍ يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ فَوَقَفَ بِالْبَابِ سَائِلٌ، فَرَدَّهُ بِلالٌ بِغَيْرِ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلالُ رَدَدْتَ السَّائِلَ وَهَذَا التَّمْرُ عِنْدَكَ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ صَائِمًا فَأَرَدْتُ أَنْ أُفْطِرَ عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، فَلا تُخَبِّئْ شَيْئًا رُزِقْتَهُ، وَلا تمنع شيئا سألته» [2] .
5384 عبد الرّحمن بن الأسود، أبو عمرو البغداديّ:
نزل البصرة وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن ربيعة الكلابي، وعبيدة بن حميد الحدّاد، ومعمر بن سليمان الرقي. روى عنه أبو عبيد اللَّه مُحَمَّد بن عبدة الْقَاضِي وغيره.
أخبرني الأزهري، حدّثنا علي بن عمر الختليّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ. وَذُكِرَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهَا إِلا صَلاهُمَا- تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل، وعلي بن المحسن القاضي قالا: أخبرنا
__________
[1] 5382 انظر الحديث في: المستدرك 4/309. وإتحاف السادة المتقين 8/81. وتخريج الإحياء 3/198. وكنز العمال 18598.
[2] 5383 انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 9/273. وكنز العمال 16182. وتذكرة الموضوعات 61.(10/267)
محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ- بَغْدَادِيٌّ كَانَ بالبصرة- حدّثنا محمّد بن ربيعة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ خَمْسَ عَشْرَةَ [لَيْلَةً] [1] يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
5385 عبد الرحمن بن يونس بن مُحَمَّد، أبو مُحَمَّد السراج [2] :
من أهل الرقة. قدم بغداد وحدث بها عَنْ عبد العزيز بن أَبِي حازم، وعبد العزيز ابن مُحَمَّد الدراوردي وسفيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، وعبد اللَّه بن إدريس، وأبي إسحاق الفزاري، وعيسى بن يونس، ومُحَمَّد بن فضيل بن غزوان، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور. روى عنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وَأبو حامد مُحَمَّد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن عبد الله ابن غيلان الخزّاز، وسعيد بن محمّد الخيّاط، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، والحسين ابن إِسْمَاعِيل المحاملي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي- إملاء- حدّثنا عبد الرّحمن بن يونس السّرّاج، حدّثنا محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ، فَمَا أَصْبَحْنَا حَتَّى دَفَنَّاهُ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله قال: قال عمي أَبُو عليّ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَحْيَى بْن خاقان:
وسألته- يعني أَحْمَد بْن حنبل- عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن يونس السراج فَقَالَ: ما علمت منه إلّا خيرًا.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قَالَ: سئل أَبُو الْحَسَن الدارَقُطْنيُّ عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن يونس الرَّقّي فَقَالَ: لا بأس به.
__________
[1] 5384 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 5385 انظر: تهذيب الكمال 3400 (18/25) . وثقات ابن حبان 8/382. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 5011. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 234. وتاريخ الإسلام، الورقة 167 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 212. وتهذيب التهذيب 6/302، 303.
والتقريب 1/503. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4293.(10/268)
أخبرنا الأزهري والحسن بن محمد بن عمر النرسي قالا: أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمّد ابن عبد الله الدهان، حَدَّثَنَا أبو علي محمد بن سعيد الحراني- حافظ الرقة- قَالَ:
عَبْد الرَّحْمَن بْن يونس بْن مُحَمَّد السراج يكنى أَبَا مُحَمَّد، مات بعد سنة ست وأربعين ومائتين.
قُلْتُ: ذكر يَحْيَى بْن صاعد أَنَّهُ سَمِعَ منه فِي سنة ثمان وأربعين.
أخبرني الأزهري، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا أبو محمّد بن صاعد- إملاء- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ الرَّقِّيُّ- بِبَغْدَادَ سنة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ- قَالَ:
وَحَدَّثَنَا أَبُو حامد الحضرمي، حدّثنا عبد الرّحمن بن يونس السّرّاج، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصَابَهُ جَهْدٌ فِي رَمَضَانَ، فَلَمْ يُفْطِرْ، فَمَاتَ» [1] قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: فَذَكَرَ لَهُ عُقُوبَةً وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ: «فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ» .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، تَفَرَّدَ بِهِ بَقِيَّةٌ عَنْهُ، وَتَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ بَقِيَّةَ.
5386- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الغفار بْن داود، أبو القاسم الْمصْرِيّ، وهو: ابن أبي صالح الحراني:
سمع عبد اللَّه بن وهب وطبقته، وانتقل إلى بغداد فسكنها. وحدث عن حفظه في المذاكرة أحاديث حفظت عنه.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العتيقي- قراءة- حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن يونس بْن عبد الأعلى المصريّ، حدثنا أبي قال: عبد الرحمن بْن أبي صالح عَبْد الغفار بْن داود الحرَّاني يكنى أَبَا القاسم، ولد بمصر، وخرج إلى بغداد فأقام بها، إلى أن مات بها سنة اثنتين وخمسين ومائتين. كتب عن أبي وَهْبِ، وابن عُيَيْنَة، وأَبِي معاوية، وطبقة بعدهم. وكان يمتنع من التحديث، وكان يحفظ. حفظ عَنْه أخو ميمون أحاديث في المذاكرة.
5387 عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب، أبو مُحَمَّد العبدي النيسابوري [2] :
سمع سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سَعِيد القطان، وعبد الرحمن بن مهديّ،
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 23954.
[2] 5387 انظر: تهذيب الكمال 3765 (16/545- 548) . والمنتظم 12/161. والجرح والتعديل(10/269)
ووكيعًا وبشر بن السري، وبهز بن أسد، ومعن بن عيسى، ومالك بن سعير، وأمية ابن خالد، والنضر بن شميل، وعبد الرزاق بْن همام، وغيرهم. روى عنه البخاري ومسلم بن الحجاج في صحيحيهما، وأبو داود السجستاني، وأَحْمَد بن عَلِيّ الأبار، ومُحَمَّد بن إسحاق السراج، ومُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه مُحَمَّد بن ناجية، وعبد اللَّه بن العباس الطيالسي، وعلي بن الْحَسَن بن الجنيد، ومحمّد ابن هارون بن حميد البيع، ويَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن جعفر العطار، حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرّحمن بن بشر النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي» [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْفَرَجِ بْن عَلِيّ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شعيب الصّابونيّ، حدّثنا عبد الله بن ناجية، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّرْقِيُّ- واللفظ لحديثه- أخبرنا عبد الرّحمن بن بشر، حدّثنا مالك بن سعير بن الحمس التّميميّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ وَرَّادٍ قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ كِتَابًا إِلَى مُعَاوِيَةَ- وَقَالَ مَرَّةً كَتَبَ بِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ- أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا قَضَى الصَّلاةَ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل
__________
- 5/الترجمة 1011. وثقات ابن حبان 8/382. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 101. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 84. والجمع 1/283. والمعجم المشتمل، الترجمة 526. وسير النبلاء 12/340. والكاشف 2/ترجمة 3187. والعبر 2/148، 204.
وتذهيب التهذيب 2/الورقة 202. وتاريخ الإسلام، الورقة 249 (أحمد الثالث 2917/7) .
ونهاية السول، الورقة 199. وتهذيب التهذيب 6/144- 145. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4036.
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 7/114. والمستدرك 3/142. والمعجم الكبير 3/36، 11/243. ومجمع الزوائد 4/271، 272، 9/173، 174. والمطالب العالية 4258.(10/270)
شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» [1] .
قَالَ طَاهِرٌ: سَمِعْتُ أَبَا حامد يقول: سمعت صالحا جَزَرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ خُرَاسَانَ بِسَبَبِ هَذَا الْحَدِيثِ- يَعْنِي حَدِيثَ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ:
سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم يَقُول: حملني بشر بن الحكم على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة، فَقَالَ: يا معشر أصحاب الحديث أنا بشر بن الحكم بن حبيب النيسابوري، سمع أبي الحكم بن حبيب من سفيان بن عيينة، وقد سمعت أنا منه، وحدثت عنه بخراسان، وهذا ابني عبد الرحمن قد سمع منه.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بمرو- قَالَ وسألته- يعني أبا علي صالح بن مُحَمَّد- عن بشر بن الحكم النيسابوري فَقَالَ: صدوق، وابنه عبد الرحمن صدوق.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الفضل قَالَ: سمعت الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن زياد يَقُول:
توفي عبد الرحمن بن بشر بن الحكم سنة ستين ومائتين.
5388 عبد الرحمن بن الجارود بن عبد اللَّه بن زاذان، أبو بشر، يعرف بالأحمري [2] :
سكن مصر وحدث بها عن خلف بن تميم، ومُحَمَّد بن الحجّاج المصفر، وسعيد ابن عفير، ويَحْيَى بن عبد اللَّه بن بكير المصريين. روى عنه أبو غسان عبد اللَّه بن مُحَمَّد القلزمي، وجماعة من أهل مصر.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يحيى الخولاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْبِشْرِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْجَارُودِ البغداديّ،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن النسائي، كتاب السهو باب 86. والسنن الكبرى للبيهقي 2/185، 4/45.
[2] 5388 انظر: الأنساب، للسمعاني 1/146.(10/271)
حدّثنا يحيى بن بكير، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ، وَمَسْخٌ، وَقَذْفٌ» قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِذَا ظَهَرَتِ الْقَيْنَاتُ، وَالْمَعَازِفُ، وَالْخُمُورِ» [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد السُّلَمِيُّ- بِدِمَشْقَ- أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ السلمي، حدّثنا محمّد بن بشر المعروف بالعكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عمر الطوسي الشعراني قَالَ: عبد الرحمن بن الجارود البغداديّ كان ثقة.
أخبرنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد الرحمن بن الجارود بن عبد اللَّه بن زاذان الأحمري يكنى أبا بشر، كوفي قدم مصر وحدث بها، توفي بمصر يوم السبت ليوم بقي من ذي القعدة سنة إحدى وستين ومائتين.
قال ابن مسرور: قال أبو سعيد بن يونس في موضع آخر: إنه من أهل بغداد، واللَّه أعلم.
5389 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن منصور بن حبيب، أبو سعيد الحارثي البصري، يلقب كريزان:
سكن سر من رأى وحدث بها، وببغداد عن يَحْيَى بن سعيد القطان، ومعاذ بن هشام، وسالم بن نوح، ومالك بن إِسْمَاعِيل النهدي، وقريش بن أنس، ووهب بن جرير. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأبو ذر القاسم بن داود، ومُحَمَّد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن أحمد الصفار، وحمزة بن القاسم الهاشمي، ومُحَمَّد بن عمرو الرزاز، وعبد اللَّه بن إسحاق الخراساني، وغيرهم.
وقَالَ ابْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: كتبت عنه مَعَ أَبِي وتكلموا فيه، سئل أبي عنه فَقَالَ:
شيخ.
قلت: وذكره الدارقطني فَقَالَ: ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جعفر، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ العزيز الهاشميّ- إملاء-.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4061، 4062. وسنن الترمذي 2152.(10/272)
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: أَخَذَ الْقَوْمُ فِي عقبة، - أَوْ قَالَ ثَنِيَّةٍ- كُلَّمَا عَلا عَلَيْهَا رَجُلٌ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ:
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلا غَائِبًا» ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا مُوسَى أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» قَالَ: قُلْتُ بَلَى قَالَ: «لا حَوْلَ» وَفِي حَدِيثِ حمزة قَالَ:
«تَقُولُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ [1] » .
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: عبد الرّحمن بن منصور الحارثي يلقب كريزان، حدث بأشياء لا يتابعه عليها أحد، ويقَالَ إنّه آخر من حدث عَن يَحْيَى القطان.
وسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْن مُحَمَّد يَقُول: كَانَ مُوسَى بْن هارون يرضاه، وكان حسن الرأي فيه.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الرحمن بن محمّد بن منصور كريزان مات في سنة إحدى وسبعين ومائتين.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَحْمَدَ بْن عَلِيّ الكتاني- بدمشق- أخبرنا مكي بن محمّد ابن الغمر المؤدّب، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر قال: قال ابن الأعرابي: مات عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحارثي يوم الثلاثاء لعشر خلون من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين ومائتين، ودفن في مقابر باب الكوفة.
5390 عبد الرحمن بن مرزوق بن عطاء، أبو عوف البزوري [2] :
سمع روح بن عبادة وزكريا بن عدي، وشبابة بن سوار، وكثير بن هشام، ومكي ابن إِبْرَاهِيمَ، وعبد الوهاب بن عطاء، ويَحْيَى بن أبي بكير، وأبا نعيم، وعاصم بن علي. روى عنه ابنه عبد اللَّه، ويَحْيَى بن صاعد، ومُحَمَّد بن أَحْمَد الحكيمي، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار، ومُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وأبو سهل بن زياد، وكان ثقة.
__________
[1] 5389 انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/69، 8/101، 108. وصحيح مسلم، كتاب الذكر 44. وفتح الباري 11/214، 500.
[2] 5390 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/270.(10/273)
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لا بأسَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: وأبو عوف البزوري عبد الرحمن بن مرزوق- يعني مات- يوم الاثنين لتسع خلون من رجب سنة خمس وسبعين، وكان قد بلغ ثلاثًا وتسعين سنة.
5391- عبد الرحمن بن خلف بن الحصين، أبو مُحَمَّد الضبي البصري:
وهو ابن بنت فضالة بن المبارك بن فضالة يعرف بأبي رويق. قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد المجيد الحنفي، وحجاج بن نصير الفساطيطي، ومسلم بْنُ إِبْرَاهِيمَ ومُحَمَّد بن كثير، وإِبْرَاهِيم بن بشار، وعبد اللَّه بن رجاء الغداني، ومحمّد بن عمرو الرومي. روى عنه أبو مُحَمَّد بْنِ صاعد، والقاضي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المحاملي، وَمُحَمَّد بن جَعْفَر المطيري، وإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، وما علمت به بأسًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، حدّثنا عبد الرّحمن بن خلف، حدّثنا محمّد ابن كثير، أخبرنا سليمان- يعني ابن كثير- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَلَمَّا بَلَغَ ضَجْنَانَ أَذَّنَ بِالصَّلاةِ، حَتَّى إِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، نَادَى أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ مَطِيرَةٌ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن صلوا في رجالكم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْحُصَيْنِ، حدّثنا حجاج بن نصير، حدّثنا فطر بن خليفة عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلاةِ، رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى بِهِمَا شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح يَقُول: ومات أبو رويق عبد الرحمن بن خلف الضبي سنة تسع وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي- وأَنَا أسمع- قَالَ: وجاءنا الخبر بموت أبي الرويق عبد الرحمن بن خلف الضبي وكنيته أبو مُحَمَّد لأيام مضت من شعبان سنة تسع وسبعين- يعني ومائتين- بالبصرة.(10/274)
5392- عبد الرحمن بن سهل بن محمود بن حليمة، أبو مُحَمَّد بن أبي السري، مولى العباس بن عبد اللَّه بن مالك:
حدث عَنْ أَبِيهِ، وعن لاهز بن جعفر، ويَحْيَى بن معين. روى عنه العباس بن يوسف الشكلي، ومُحَمَّد بن أَحْمَد الحكيمي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: وبمدينتنا بالجانب الشرقي منها مات أبو مُحَمَّد عبد الرحمن بن أبي السري سهل بن حليمة في ذي القعدة سنة تسع وسبعين ومائتين، كتب عنه وكان صالحًا.
5393 عبد الرحمن بن أزهر بن خالد، أبو الْحَسَن الأعور [1] :
هروي الأصل كان يسكن في جوار يَحْيَى بن أبي طالب، وحدث عن عبد اللَّه بن بكر السهمي، وعبيد اللَّه بن موسى، وأبي نعيم، وحجاج بن منهال، وأَبِي عَبْد الرَّحْمَن المُقْرِئ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بن مخلد، وعبيد اللَّه بن عبد الرحمن السكري، وإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصَّفَّار، وعلي بن إِسْحَاق المادراني، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي بن حبيش النّاقد، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبد الرّحمن بن أزهر، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي، حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الْجَمْعِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَبِيعُ الصَّاعَيْنِ بِالصَّاعِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لا صَاعَيْ تَمْرٍ بِصَاعٍ، وَلا صَاعَيْ حِنْطَةٍ بِصَاعٍ، وَلا دِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمٍ» [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد قَالَ: عبد الرحمن بن الأزهر الهروي ثقة.
قرأت بخط مُحَمَّد بن مخلد الدوري سنة تسع وسبعين ومائتين، فيها مات عبد الرحمن بن أزهر بن خالد الهروي أبو الْحَسَن.
5394 عبد الرحمن الطبيب [3] :
حكى عن أحمد، وبشر بن الحارث. يروي عنه عثمان بن عبدويه الحربيّ.
__________
[1] 5393 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/330.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/76. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة باب 18.
[3] 5394 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/167.(10/275)
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْل عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب، حدّثنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدَوَيْهِ المعروف بابن أبي عمرو البزّاز، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: سمعت عبد الرحمن الطبيب- وهو طبيب أَحْمَد بن حنبل، وبشر الحافي قَالَ: اعتلا جميعا في مكان واحد فكنت أدخل إلى بشر فأقول له كيف تجدك يا أبا نصر؟ قَالَ: فيحمد اللَّه ثم يخبرني فيَقُول أَحْمَد اللَّه إليك أجد كذا وكذا، وأدخل إِلَى أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بن حنبل فأقول كيف تجدك يا أبا عبد اللَّه؟
فيَقُول بخير، فقلت له يومًا إن أخاك بشرًا عليل وأسأله عن خبره فيبدأ بحمد اللَّه ثم يخبرني. فقال سله عمن أخذ هذا؟ فقلت له إني أهاب أن أسأله، فقال: قل له يقول لك أخوك أبو عبد اللَّه عمن أخذت هذا؟ قَالَ: فدخلت عليه فعرفته ما قَالَ فقَالَ لي:
أبو عبد اللَّه لا يريد الشيء إلا بالإسناد أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين إذا حمد اللَّه العبد قبل الشكوى لم تكن شكوى، وإنما أقول لك أجد كذا أعرف قدرة اللَّه في، قَالَ: فخرجت من عنده فمضيت إلى أبي عبد اللَّه فعرفته ما قَالَ، قَالَ: وكنت بعد ذلك إذا دخلت إليه يَقُول أَحْمَد اللَّه إليك، ثم يذكر ما يجده.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر الخلال قَالَ: عبد الرحمن المتطبب كان عنده مسائل حسان عن أبي عبد اللَّه، كان عبد الرحمن هذا يأنس به أَحْمَد بن حنبل، وبشر بن الحارث، ويختلف إليهما.
وقَالَ الخلال: أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بن الحسن، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن الحارث العبادي قَالَ:
ذكر أبو عبد اللَّه عبد الرحمن المتطبب فأثنى عليه خيرًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبان الهيتي، حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ يَقُولَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الطَّبِيبُ عَلَى بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ، فَاسْتَقْبَلَهُ نَصْرَانِيٌّ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا نَصْرٍ؟ يَدْخُلُ إِلَيْكَ مِثْلُ هَذَا! أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ» [1]
قَالَ: فَقَالَ: مَا علمت هذا؟ فقال بشر: حدّثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! تَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ قُلْتَ؟ قُلْتُ: أَتَدَاوَى لَعَلِّي أُعَافَى فَأَتُوبُ، إِنَّ لِقَاءَ اللَّهِ شَدِيدٌ، إِنَّ لِقَاءَ اللَّهِ شَدِيدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرّحمن.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/99. والسنن الكبرى 10/27. وسنن النسائي، كتاب الزينة باب 48.(10/276)
5395 عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَحْيَى بْن خاقان بْن موسى، أبو علي عم أبي مزاحم موسى بن عبيد اللَّه [1] :
روى عنه أبو مزاحم عن أَحْمَد بن حنبل مسائل.
أَخْبَرَنِي علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: سمعتُ أبا مزاحم موسى بن عبيد اللَّه يَقُول: كان عمي عبد الرحمن بن يَحْيَى كثير الجماع، وكان قد رزق من الولد لصلبه مائة وستة، وكان قد أنحله كثرة الجماع.
5396 عبد الرحمن بن علي بن خشرم بن عبد الرحمن، أبو إسحاق الْمَرْوَزِيّ:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ أَبِيهِ، وعن سويد بن نصر، وأبي الدرداء عبد العزيز بن منيب الْمَرْوَزِيُّ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد الدُّورِيّ، وَعَبْد الرحمن بن أَحْمَد بن عبد اللَّه الختلي، وإِسْمَاعِيل الخطبي، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطْبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ، حدثني أبي، حدّثنا الفضل بن موسى، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[الأحزاب 33] قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ، ثُمَّ أَدَارَ عَلَيْهِمُ الْكِسَاءَ فَقَالَ: «هَؤُلاءِ أَهْلِ بَيْتِي، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا» وَأُمُّ سَلَمَةَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْتُ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ:
«إِنَّكِ لَعَلَى خَيْرٍ- أَوْ إِلَى خير-» [2] .
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدّثنا أحمد بن منصور النوشري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَخْلَد قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إسحاق عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن خشرم- وسألته عَن نسبه- فأملى علينا، عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن خشرم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عطاء بْن هلال بْن ماهان بْن عَبْد اللَّه، وكان عَبْد اللَّه اسمه يعفور، فأسلم عليّ يدي عليّ بْن أَبِي طَالِب فسماه عَبْد اللَّه، وبشر بْن الحارث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عطاء، في القرابة متساويين- بشر بن الحارث وهذا. وكان الحارث وخشرم أخوين من أب وأم، قال أبو إسحاق:
__________
[1] 5395 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/183.
[2] 5396 انظر الحديث في: السنن الكبرى 2/150. والمعجم الكبير 3/50.(10/277)
ونحن ننتمي إلى سعد، فقلت لَهُ في ذَلِكَ فَقَالَ: لأن ماهان كَانَ مَعَ سعد الأكبر حين فتح مرو.
5397 عبد الرحمن بن روح بن حرب، أبو صفوان السمسار:
حدث عن خالد بن خداش، وخالد بن مرداس، ويَحْيَى بن معين، ومُحَمَّد بن المثنى صاحب بشر بن الحارث. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، ومُحَمَّد بن عبد الملك التاريخي، وأبو علي الطوماري.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الدَّلالُ، حدّثنا عبد الصّمد بن علي الطستي، حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَوْحٍ البزّاز، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرِ امْرَأَةٍ بَعْدَ مَا دُفِنَتْ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا عيسى بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر الطوماري- من حفظه- حَدَّثَنَا أبو صفوان قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن المثنى السمسار يَقُول: كنت عند بشر بن الحارث فذكر أيوب عليه السلام فقَالَ: معنى قوله: مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
[الأنبياء 83] أي مسني الضر وأنت لي.
قرأت بخط مُحَمَّد بن مخلد الدوري: سنة اثنتين وثمانين ومائتين، فيها مات أبو صفوان عبد الرحمن بن حرب السمسار في شوال.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: وفي هذا اليوم- يعني لثلاث بقين من شوال- سنة اثنتين وثمانين ومائتين مات من الجانب الشرقي أبو صفوان، وكان معروفًا، كتب عنه الحديث بعد الحديث.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع: أن أَبَا صفوان بن روح مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
5398 عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، أبو مُحَمَّد الحافظ [1] :
مروزي الأصل سمع نصر بن علي الجهضمي، وأَحْمَد بن إبراهيم الدورقي، وعلي
__________
[1] 5398 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/362. وسؤالات السهمي للدارقطني 341. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5009.(10/278)
ابن خشرم الْمَرْوَزِيّ، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وعمرو بن علي الصيرفي، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد اللَّه بن عمران العابدي، والفضل بن سهل الأعرج، ومُحَمَّد بن بشار بندارًا، وأبا يَحْيَى صاعقة، وأبا التقي هشام بن عبد الملك الحمصي، وأبا عمير بن النحاس الرملي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وهب، ومُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي، وغيرهم.
وكان أحد الرحالين في الحديث إلى الأمصار بالعراق، والشام، ومصر، وخراسان، وممن يوصف بالحفظ والمعرفة. روى عنه أبو العباس بن عقدة، ومُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود الكرجي، وأَبُو سهل بْن زياد القطان.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خِرَاشٍ- أبو محمّد- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدّثنا جدي سعد بن الصّلت، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنْ زياد ابن عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أَنَّهُمْ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ النِّسَاءِ شَيْئًا حَرَامًا؟ قَالَ: «لا، وَقَدْ كُنْتُ عَلَى مِيعَادَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَغَلَبَتْنِي عَيْنِي، وَأَمَّا الآخَرُ فَشَغَلَنِي عَنْهُ سَامِرُ قَوْمٍ» [1] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت بكر بن مُحَمَّد بن حمدان الْمَرْوَزِيّ يَقُول: سمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش الحافظ يَقُول: شربت بولي في هذا الشأن- يعني الحديث- خمس مرات! قلت: أحسبه فعل ذلك في السفر اضطرارًا عند عدم الماء، واللَّه أعلم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أنشدنا يوسف بْنُ إِبْرَاهِيمَ القزاز الجرجاني قَالَ: أنشدنا عبد الملك بن مُحَمَّد أبو نعيم قَالَ: أنشدنا عبد الرحمن بن خراش الحافظ:
وقائل: كيف تهاجرتما؟ ... فقلت قولًا فيه إنصاف
لم يك من شكلي فتاركته ... والناس أشكال وألاف
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ عبدان يقول: أجاز بندار، ابن خراش بألفي درهم، فبنَى بذلك حجرة ببغداد ليحدث بها، فما متع بها. ومات حين فرغ منها.
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الصغير 2/45. ومجمع الزوائد 8/226. وكنز العمال 35349.(10/279)
وقال ابن عدي: سمعت عبد الملك بن مُحَمَّد أبا نعيم يثني على ابن خراش هذا وقَالَ: ما رأيت أحفظ منه، لا يذكر له شيء من الشيوخ والأبواب إلا مر فيه.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يَقُول: سألت أبا زرعة مُحَمَّد بن يوسف الجرجاني عن عبد الرحمن بن خراش فقَالَ:
كان خرج مثالب الشيخين، وكان رافضيًا.
أخبرنا أحمد بن علي بن التوزي قَالَ: قرأَنَا عَلَى أَحْمَد بْن الْفَرَج بن حجاج الْوَرَّاق عَنْ أَبِي الْعَبَّاس بن سعيد قَالَ: سنة ثلاث وثمانين ومائتين توفي عبد الرّحمن ابن يوسف بن خراش ببغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: عبد الرحمن بن يوسف بن خراش كان من المعدودين المذكورين بالحفظ والفهم، بالحديث والرجال، توفي لخمس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الرحمن بن خراش مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ، حَدَّثَنِي أبو سعيد مُحَمَّد بن عبد اللَّه الرّازيّ، أَخْبَرَنِي أبو بكر مُحَمَّد بن عبد الرحمن الطرسوسي قَالَ: توفي عبد الرحمن بن خراش بطرسوس سنة أربع وتسعين ومائتين. والأول أصح في تاريخ موته ببغداد، واللَّه أعلم.
5399 عبد الرحمن بن مُحَمَّد، أبو بكر يعرف بالسني:
حدث عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الْهَرَوِيّ، روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدل، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ابن مكرم، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السّنّيّ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ابن حاتم الهرويّ، حدّثنا إسماعيل ابن علية، حَدَّثَنَا عُمَرُ كِسْرَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى. قَالَ: أَلا إِنَّهُ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ أَمَانَانِ اثْنَانِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَقَدْ مَضَى، وَهُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الآخَرُ فَفِيكُمْ وَهُوَ الاسْتِغْفَارُ، ثُمَّ يَقُولُ إِنَّ الاسْتِغْفَارَ، إِنَّ الاسْتِغْفَارَ.(10/280)
عمر [1] يكنى أبا حفص كان له علم بأخبار العجم وملوك الأكاسرة، فلقب كسرى لذلك. وروى عنه الهيثم بن عدي.
5400 عبد الرحمن بن قريش بن فهير بن خزيمة، أبو نعيم الهروي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن سهل الجوزجاني، ومحمود بن أَحْمَد الجرجاني، وأصرم بن مالك، ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصائغ، ومُحَمَّد بن عبيد اللَّه البغدادي، وعبد العزيز بن منيب الْمَرْوَزِيّ، وجماعة سواهم من الغرباء. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، وجعفر الخلدي، وعلي بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ، وأبو بكر الخلال الحنبلي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وغيرهم. وفي حديثه غرائب وأفراد، ولم أسمع فيه إلا خيرًا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ البجلي، أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ خُزَيْمَةَ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبْوُ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْجَوْزَجَانِيُّ، حدّثنا موسى بن أحمد الجوزجاني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَو الْبَصْرِيُّ الْوَاقِعِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ مسروق العبسيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [3] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا علي بن محمّد الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ فُهَيْرِ بن خزيمة أبو نعيم الهرويّ- ببغداد- حدّثنا إدريس بن موسى الهرويّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، عَنِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فقد أبلغ في الثَّنَاءَ» [4] .
5401 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن يزداد:
حدث عن علي بن المديني. روى عنه ابنه أبو الأزهر عبد الوهاب بن عَبْد الرَّحْمَنِ الكاتب.
__________
[1] 5399 يعني: عمر كسرى
[2] 5400 انظر: ميزان الاعتدال 2/الترجمة 4941
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(10/281)
5402 عبد الرحمن بن الْحُسَيْن، أبو واثلة المزني الْمَرْوَزِيّ:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّد بن الْحَسَن صاحب أبي حنيفة، وحدث أيضًا عن علي بن خشرم، والزبير بن بكار، وغيرهم. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد.
وزعم أبو واثلة أن يَحْيَى بن أكثم الْقَاضِي كان خال أبيه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلّال، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد ابن مخلد، حَدَّثَنَا أَبُو واثلة الْمَرْوَزِيّ قَالَ: سَمِعْتُ علي بْن خشرم يَقُول: سَمِعْتُ وكيع بْن الجَرَّاح يَقُول: زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة، تجبر نقصان الصوم كما يجبر السهو نقصان الصَّلاة.
5403 عبد الرحمن بن الصقر، أحد شيوخ الصوفية:
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أحمد ابن إِبْرَاهِيمَ العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سمعت أَحْمَد بن حفص الحديثي يَقُول: سمعت علي بْنُ إِبْرَاهِيمَ البصري يَقُول: سمعت عبد الرحمن بن الصقر البغدادي يَقُول: سمعت أبا تراب النخشبي يَقُول: سألت أبا يزيد عن الفقير؟ له وصف. فقال: نعم لا يملك شيئًا، ولا يملكه شيء.
5404 عَبْد الرَّحْمَن بن سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فراس الرؤاسي:
من أهل الكوفة. قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عن أبيه. روى عنه محمد بن عبيد اللَّه بن أبي الورد الْقَاضِي.
قرأت في أصل كتاب أبي الْحَسَن بن رزقويه، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن أبي الورد القاضي، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن سفيان بن وكيع- قدم علينا من الكوفة- حَدَّثَنِي أبي بحديث ذكره.
5405 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن المغيرة بن شعيب، أبو الْحَسَن التميمي، جار ابن الأكفاني:
حدث عَنْ أَبِيهِ، وعن عبد اللَّه بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أبان، وعبد اللَّه بن أَحْمَد بن شبويه، وأَبِي كريب مُحَمَّد بْن العلاء. رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ المقرئ، ومُحَمَّد بن عمر الجعابي، وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، وأبو الْحَسَن بن لؤلؤ الوراق، وكان صدوقا.(10/282)
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ- جار ابن الأكفانيّ- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ المروزيّ، أخبرنا داود بن سليمان المروزيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُمَرَاءٌ ظَلَمَةٌ، وَوُزَرَاءُ [1] فَسَقَةٌ، وَقُضَاةٌ خَوَنَةٌ، وَفُقَهَاءُ كَذَبَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ فَلا يَكُونَنَّ لَهُمْ عَرِّيفًا، وَلا جَابِيًا، وَلا خَازِنًا، وَلا شُرَطِيًّا» [2] .
5406 عبد الرحمن بن عبد اللَّه، أبو القاسم القطيعي يعرف بابن الأكفاني:
حدث عن مُحَمَّد بن عزيز الأيلي. روى عنه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ الأصبهاني.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله الأكفانيّ القطيعيّ- شيخ بغداد- حدّثنا محمّد بن عزيز الأيلي، حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ عُقَيْلٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شهاب حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ- أَوْ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ- وَلا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي» [3] .
5407 عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن المسيب بن أبي السائب بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بن مخزوم، أبو السائب المخزومي:
من أهل شيراز. قدم بغداد وحدث بِها عن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن المستام، وحاجب بن سليمان المنبجي، وأَحْمَد بن سليمان الرهاوي. روى عنه علي بن عمر السكري، وأَحْمَد بن عبدان الشيرازي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، وعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المأمون
__________
[1] 5405 في المطبوعة: «ووزاء» خطأ مطبعي.
[2] انظر الحديث في: مصنف ابن أبي شيبة 15/237. وتاريخ أصبهان 2/143. وكنز العمال 14909.
[3] 5406 انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/38، 8/54، 9/42، 43. وصحيح مسلم، كتاب الرؤيا 7، 13. وفتح الباري 12/383، 389.(10/283)
الْهَاشِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحضرمي، حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن المسيب بن أبي السائب بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بن مخزوم- قدم علينا من شيراز سنة سبع وثلاثمائة- إملاء.
وقال ابن الْفَتْحِ: لِيَوْمَيْنِ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وثلاثمائة ثُمَّ اتَّفَقُوا- قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أبو الحسين، حدّثنا معاوية بن هشام، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سجد في: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ
عَشْرَ مَرَّاتٍ.
هَكَذَا قَالَ: وَالْمَحْفُوظُ مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُمَيْدٍ الأَزْرَقِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ.
5408 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن هلال، أبو مُحَمَّد القرشيّ الشّاميّ المعروف بأبي صخرة الكاتب [1] :
سمع علي بن المديني، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ الهروي وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيّ، ومُحَمَّد بْن سُلَيْمَان لوينًا، ويَحْيَى بْن أكثم. روى عنه أبو الْحُسَيْن بن البواب المقرئ، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق، ومُحَمَّد بْن المظفر، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وطلحة بن مُحَمَّد بن جعفر، وعلي بن عمر السكري وغيرهم وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العتيقي، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد الشّاميّ.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّقَّاقِ، أخبرنا علي بن عمر الحضرمي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن الشّاميّ، حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ أَحَدَ ابْنَيْ عَلِيٍّ فِي الْقُنُوتِ «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ- زَادَ الْحَضْرَمِيُّ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ثُمَّ اتَّفَقُوا- وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ ما قضيت إنك
__________
[1] 5408 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/213.(10/284)
تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ» وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ وَابْنِ الْمُظَفَّرِ «إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ» [1] .
كَتَبَ هَذَا الحديث يحيى بن محمّد بْنُ صَاعِدٍ، عَنْ أَبِي صخرة، عَنْ لُوَيْنٍ، وَكَانَ عِنْدَ ابْنِ صَاعِدٍ، عَنْ لُوَيْنٍ حَدِيث كثير.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابْن قانع- قَالا جميعًا: إن أَبَا صخرة الكاتب مات في شوال من سنة عشر وثلاثمائة. قَالَ طلحة: بمدينة أَبِي جعفر.
5409 عبد الرحمن بن الْحَسَن بن أيوب، أبو مُحَمَّد الضرير المعروف بزنجي الشعيري:
حَدَّث عَن عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسي، وأبي سالم الرؤاسي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبي عمار الْحُسَيْن بن حريث، وأبي هشام الرفاعي. روى عنه علي بن ابن محمّد بن لؤلؤ، وأبو الحسين بن البواب، وعبيد اللَّه بن أبي سمرة، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أبي طالب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن الحسن الشّعيري، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا» [2] .
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أَبِيهِ. قَالَ: ومات عبد الرحمن بن الْحَسَن المعروف بزنجي الشعيري سنة خمس عشرة- يعني وثلاثمائة.
قرأت في كتاب موسى بن مُحَمَّد بن عتاب: مات عبد الرحمن بن الْحَسَن بن أيّوب المعروف بزنجي ليلة جمعة ودفن يوم الجمعة وهو يوم الفطر سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
5410 عبد الرحمن بن الْحَسَن بن يوسف، الشونيزي:
حدث عن عمر بن مدرك الْقَاضِي. روى عنه مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى العطشي.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن النسائي، كتاب قيام الليل باب 51. وسنن أبي داود، كتاب الوتر باب 5. ومسند أحمد 1/199، 100. وفتح الباري 2/490.
[2] 5409 انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/140، 4/17، 8/2. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 36. وفتح الباري 2/9، 10/400.(10/285)
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يحيى العطشيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف الشونيزي، حدّثنا أبو حفص عمر بن مدرك، حدّثنا سلم بن إبراهيم، حدّثنا الحسن الجعفي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُنْتَعِلُ رَاكِبٌ» [1] .
5411 عبد الرحمن بن زاذان بن يزيد بن مخلد، أبو عيسى الرزاز:
حدث عن أَحْمَد بن حنبل حديثًا واحدًا، رواه عنه أبو محمّد السقاء الواسطي، وأبو بكر بن شاذان وأبو القاسم بن الثلاج، وذكر ابن الثلاج أنه سمعه منه في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدّثنا أَبُو عِيسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَاذَانَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَخْلَدٍ الرَّزَّازُ- فِي قَطِيعَةِ بَنِي جدار- قال: كنت في المدينة بباب خُرَاسَانَ، وَقَدْ صَلَّيْنَا وَنَحْنُ قُعُودٌ- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حاضر- فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللهمَّ مَنْ كَانَ عَلَى هَوًى، أَوْ عَلَى رَأْيٍ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ، فَرُدَّهُ إِلَى الْحَقِّ حَتَّى لا يَضِلَّ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أَحَدٌ، اللَّهُمَّ لا تَشْغَلْ قُلُوبَنَا بِمَا تَكَفَّلْتَ لَنَا بِهِ، وَلا تَجْعَلْنَا فِي رِزْقِكَ خَوَلا لِغَيْرِكَ، وَلا تَمْنَعْنَا خَيْرَ مَا عِنْدَكَ بِشَرِّ مَا عِنْدَنَا، وَلا تَرَانَا حَيْثُ نَهَيْتَنَا، وَلا تَفْقِدْنَا حَيْثُ أَمَرْتَنَا، أَعِزَّنَا وَلا تُذِلَّنَا، أَعِزَّنَا بِالطَّاعَةِ، وَلا تُذِلَّنَا بِالْمَعَاصِي.
وَجَاءَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالَ لَهُ: اصْبِرْ فَإِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، ثُمَّ قَالَ:
سَمِعْتُ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: أخبرنا هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «وَالنَّصْرُ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجُ مَعَ الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»
قَالَ ابن شاذان سَأَلت أَبَا عيسى: في أي سنة ولدت؟ فقال: ولدت في سنة إحدى وعشرين ومائتين، وسألته: في أي سنة مات أحمد بن حنبل؟ قال: سنة إحدى وأربعين ومائتين.
5412 عبد الرحمن بن عثمان بن مسعر، أبو أَحْمَد المسعري:
حدث عن مُحَمَّد بْن عمرو بْن الْعَبَّاس الباهلي، وَالحسن بْن أَبِي الربيع الجرجاني.
روى عنه حسينك النيسابوري، ويُوسُفُ بْن عُمَر القَوَّاسُ. وذكر يوسف أنه سمع منه في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، أخبرنا أبو أحمد
__________
[1] 5410 انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 1/109.(10/286)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مِسْعَرٍ الْمِسْعَرِيُّ- ببغداد- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أخبرنا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.
5413 عبد الرحمن بن حسنون بن عبد الرحمن بن مرداس، أبو أَحْمَد العلاف:
حدث عن سعدان بن نصر. روى عنه أبو حفص بن الزّيّات، وأبو القاسم بن الثلاج. وذكر ابْن الثلاج أَنَّهُ سَمِعَ منه فِي سنة عشرين وثلاثمائة، في سوق الثلاثاء.
5414 عبد الرحمن بن سعيد بن هارون، أَبُو صَالِحٍ الأصبهاني [1] :
سكن بَغْدَاد وحدث بها عَن عَبْد الرَّحْمَن بن عمر رستة، وعقيل بن يَحْيَى الطهراني، وأبي مسعود الرازي وعباس الدوري. روى عنه عَلِيّ بن الْحَسَن الجراحي، وأَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وأبو العباس بن مكرم الشاهد، وعلي ابن عمرو الحريري وَكَانَ ثقة.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر، وأخبرنا عبيد الله ابن عمر الواعظ، عَنْ أَبِيهِ. قَالا: مات أَبُو صالح الأصبهانيّ في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. قَالَ عمر: في جمادى، قَالَ غيره: مات في يوم السبت لثلاث بقين من جمادى الأولى، وببغداد كانت وفاته.
5415 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن سعدان، أبو سهل السكري الدلال [2] :
حدث عَنْ أَبِي الأشعث أَحْمَد بْن المقدام. روى عنه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه التمار.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الله بن أحمد التمار، حدّثنا أبو سهل عبد الرّحمن ابن محمّد بن سعدان السّكّري الدّلّال، حدّثنا أبو الأشعث، حدّثنا عبيد بن القاسم، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ: لَمَّا نزلت وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ
[هود 117] قال: وأهلها ينصف بعضهم بعضا.
__________
[1] 5414 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/364.
[2] 5415 الدلال: هذه الحرفة لمن يتوسط بين الناس في البياعات وينادي على السلعة من كل جنس (الأنساب 5/385) .(10/287)
5416 عبد الرحمن بن الْحَسَن بن منصور بن شهريار، الذهبي [1] :
حدث عَنْ عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن إشكاب، وعبد الله بن أيوب المخرمي، وإبراهيم ابن هانئ النيسابوري. روى عنه عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزهري، وأبو حفص بن شاهين وكان صدوقا.
5417 عبد الرحمن بن الحسين، أبو سهل العشيري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه في سنة ست وعشرين وثلاثمائة عن الحسن ابن عرفة.
5418 عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بن بيان، أبو مُحَمَّد العطار:
حدث عن هلال بن العلاء الرقي. روى عنه أبو الفتح بن مسرور قال: حَدَّثَنَا في منزله عند قنطرة الشوك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وكان ثقة.
5419 عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن هارون بن هاشم بن شهاب، أبو عيسى الأنباري:
سكن بغداد في الجانب الشرقي منها بقنطرة البردان، وحدث عن إسحاق بن خالد ابن يزيد البالسي، وإسحاق بن سيار النصيبي. روى عنه الْقَاضِي الجراحي، والدارقطني، وابن الثلاج، وأَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج.
وذكر ابْن الثلاج أنه توفي في شهر ربيع الأول من سنة ثلاثين وثلاثمائة.
5420 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أبو مُحَمَّد الزهري [2] :
سمع أبا الأحوص مُحَمَّد بن الهيثم الْقَاضِي وعباس بن مُحَمَّد الدوري، وجعفر ابن مُحَمَّد الصائغ، ومُحَمَّد بن غالب التمتام، ونحوهم روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعبد اللَّه بن عثمان الصفار في آخرين. وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي عليّ بْن أَبِي عليّ المعدل، حَدَّثَنَا منصور بْن مُحَمَّد بْن منصور الحربي القزاز قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن مجاهد يَقُول: وقد- دخل إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد الزُّهْرِيّ وخلفه أولاده- أَنَا أشبه أَبَا مُحَمَّد ببعض الصحابة وخلفه أتباعه.
__________
[1] 5416 الذهبي: هذه النسبة إلى الذهب، وهو تخليصه من النار وإخراج الغش منه (الأنساب 6/29) .
[2] 5420 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/67.(10/288)
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ مات في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. قَالَ غيره: في ربيع الآخر. وكان مولده في سنة سبع وخمسين ومائتين.
5421 عبد الرحمن بن عثمان، أبو الْحَسَن الشهوري:
حدث عن مُحَمَّد بن الفضل بن جابر السقطي. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري. وما علمت من حاله إلا خيرًا.
5422 عبد الرحمن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَبْد الحميد ابن حيان، أبو عبد اللَّه يعرف بابن الختلي:
سمع أباه، وجعفر بن حمد بن شاكر الصائغ، وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُعْفِيُّ، وأبا العباس البرتي، وإِسْمَاعِيل بن إسحاق الْقَاضِيين، وأبا إِسْمَاعِيل الترمذي، ومُحَمَّد بْن غالب التمتام، ومُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وإسحاق بن الْحُسَيْن الحربي، وأَحْمَد بن زياد السّمسار، وبشر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن نصر الترمذي، ومُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وَمحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الحضرمي. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج.
وكان فهمًا عارفًا، ثقةً حافظًا، انتقل إلى البصرة فسكنها، وحصل حديثه عند أهلها. وحَدَّثَنَا عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَر بْن عَبْد الواحد الرواجني- بالبصرة-.
أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: أبو عبد اللَّه عبد الرحمن بن أَحْمَد بن عبد اللَّه بن زيد الختلي، كان يذاكر ويصنف ويتعاطى الحفظ.
أَخْبَرَنِي علي بن المحسن التنوخي، أَخْبَرَنِي أبي. قَالَ: دخل إلينا أبو عبد اللَّه الختلي إلى البصرة، وهو صاحب حديث جلد، وكان مشهورًا بالحفظ، فجاء وليس معه شيء من كتبه، فحدث شهورًا إلى أن لحقته كتبه، فسمعته يَقُول: حدثت بخمسين ألف حديث من حفظي إلى أن لحقتني كتبي.
5423 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن خسرماه، أبو سعيد القزويني:
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ يَحْيَى بن عبدك، وعلي بن أبي طاهر القزوينيين. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو الحسن بن الجندي، وابن الثلاج. وذكر ابْن الثلاج أَنَّهُ سَمِعَ منه فِي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.(10/289)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن خسرماه القزوينيّ- قدم حاجّا علي ابن أبي طاهر-.
5424 عبد الرحمن بن نصر. أبو الْحُسَيْن الْمصْرِيّ الشاعر:
نزل بغداد وروى بها عن مُحَمَّد بن خزيمة البصري، وأبي عمير الأنسي حديثين حسب، ولم يرو غيرهما، أَخْبَرَنَا عنه أبو عَلِيّ بن شاذان.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَصْرٍ الْمصْرِيُّ الشَّاعِرُ- فِي مَنْزِلِ أَبِي سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ، فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ غرة المحرم من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وَكَانَ أطْرُوشًا ثَقِيلَ السَّمْعِ جِدًّا.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمر، ومُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْبَصْرِيُّ- بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ ومائتين- حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأنصاريّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ:
كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ مِنَ الأَمِيرِ- يَعْنِي يَنْظُرُ فِي أُمُورِهِ.
وأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا أبو عمير الأنسي- بمصر- حَدَّثَنَا دِينَارٌ مَوْلَى أَنَسٍ. قَالَ: صَنَعَ أَنَسٌ لأصحابه طعاما فلما طعموه قَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي الْمِنْدِيلَ، فَجَاءَتْ بِمِنْدِيلٍ دَرِنٍ، فَقَالَ: اسْجُرِي التَّنُّورَ وَاطْرِحِيهِ فِيهِ، فَفَعَلَتْ فَابْيَضَّ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ النَّارَ لا تَحْرِقُ شَيْئًا مَسَّتْهُ أَيْدِي الأَنْبِيَاءِ.
قَالَ ابْنُ شَاذَانَ: لَمْ يَكُنْ يَحْفَظُ غَيْرَ هَذَيْنِ الحديثين، وكان منزله بسويقة غالب عند منزل حَرِيشٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: أنشدني أبو الْحُسَيْن الْمصْرِيّ الأطروش لنفسه:
مرت كأن البدر تحت نقابها ... وكأن غصن البان تحت ثيابها
وكأن دعص الرمل تحت إزارها ... يرتج بين مجيئها وذهابها
فيذلني أن المشيب بلمتي ... ويعزها إعجابها بشبابها(10/290)
5425 عبد الرحمن بن سيما بن عبد الرحمن بن إِسْمَاعِيل- وقيل: هو عبد الرحمن بن سيمان بن عبد اللَّه بن سيما-، أبو الْحُسَيْن المجبر، مولى بني هاشم:
كان يسكن بسويقة غالب، وحدث عن أبي العباس البرتي، ومُحَمَّد بن يونس الكديمي، وإسماعيل بن محمّد النسوي، ومُحَمَّد بن عيسى بن أبي قماش، وأَحْمَد بن علي الأسفذني، ومُحَمَّد بن غالب التمتام، وأحمد بن علي الخرّاز. روى عنه محمّد ابن إسماعيل الورّاق، حَدَّثَنَا عنه أبو الْحَسَن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وكَانَ ثقة.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: توفِي عبد الرحمن بن سيما المجبر في جمادى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة.
5426 عبد الرحمن بن عبد اللَّه، أبو مُحَمَّد المقرئ:
حَدَّثَنَا عنه أبو عبد اللَّه الخالع عن أبي العباس ثعلب أخبارًا وأناشيد.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْخَالِعُ قَالَ: سمعت أبا محمّد عبد الرّحمن ابن عبد اللَّه المقرئ يَقُول: سمعت ثعلبًا يَقُول: سئل بعض الحكماء عن البلاغة فقَالَ:
لمحة دالة. وسأله آخر عن البلاغة ما هي؟ فَقَالَ: ما اختصاره فساده.
5427 عبد الرحمن بن إِسْمَاعِيل بن سهل، أبو القاسم الخلال [1] :
حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: توفي أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسماعيل ابن سهل الخلال في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، سمعت منه عن الفريابي. حدث بشيء يسير لم يسمع منه كبير أحد.
5428 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عبيد بن عبد الملك، أبو القاسم الأسدي الْقَاضِي:
من أهل همذان حدث عن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن ديزيل الهمذاني، وَمحمد بْن أَيُّوب، وَعلي بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد الرازيين، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها فكتب عن الشيوخ القدماء، وروى عَنْهُ الدارقطني، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه
__________
[1] 5427 الخلال: هذه النسبة إلى عمل الخل أو بيعه (الأنساب 5/217) .(10/291)
بكتاب تفسير ورقاء وغيره. وحَدَّثَنَا عنه أيضا أبو الْحَسَن بن الحمامي المقرئ، وأبو علي بن شاذان، وأحمد بن علي البادا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ القاضي الهمذاني، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ الْكِسَائِيُّ، حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، حدّثنا شعيب بن أبي حمزة، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لا جُنَاحَ فِي قَتْلِهِنَّ الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل صالح بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَرَابِيسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، وَمُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ، وَعَلِيِّ بْنِ الْجُنَيْدِ، وَأَحْمَدَ بْن أَبِي عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، وَمُحَمَّدِ بْن سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيِّ. وَادَّعَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ فَذَهَبَ عِلْمُهُ، وَكُنْتُ كَتَبْتُ عَنْهُ أَيَّامَ السَّلامَةِ عَلَى الْمُجَارَاةِ أَحَادِيثَ ذَوَاتِ عَدَدٍ، أحاديث من أحاديث إبراهيم، و [لو] [2] لم يَدَّعِ مَا ادَّعَاهُ بِأَخَرَةٍ، حَكَمْنَا عَلَى أَنَّ أباه قد سَمِعَهُ تِلْكَ الأحاديث، وذلك القدر أيضًا. أنكر عليه أبو جعفر بن عمه، والقاسم بْن أَبِي صالح روايته عَن إِبْرَاهِيمَ، فسكت عَنْه حتى ماتوا وتغير أمر البلد فادعى الكتب المصنفات، والتفاسير.
وكنا بلغنا قراءة إِبْرَاهِيمَ- يعني كتاب التفسير- قبل السبعين وقَالَ: مولدي سنة سبعين. وبلغني أن إِبْرَاهِيم كَانَ إذا مر لَهُ الشيء قلما يعيده.
قَالَ صالح: سَمِعْتُ أَبِي يحكي عَن بعض المشايخ يَقُول: قَدِمَ قوم من أَهْلٌ الكرخ سنة نيف وسبعين ومائتين، وسألوا إِبْرَاهِيم أن يسمعوا منه تفسير ورقاء عَن ابن أَبِي نجيح روايته عَن آدم فلم يجبهم قَالَ فسمعوه من يَحْيَى الكرابيسي عَن إِبْرَاهِيم وإِبْرَاهِيم حي، وادعى هذا المسكين سماعًا وحمل عَنْه، ونسأل اللَّه السلامة.
وقَالَ صالح: سَمِعْتُ القاسم بْن أَبِي صالح نص عَلَيْهِ بالكذب ومع هذا دخوله في أعمال الظلمة وما يحمله من الأوزار والآثام، ونعوذ باللَّه من الحور بعد الكور.
وسألني عَنْه أَبُو الْحَسَن الدارَقُطْنيُّ ببغداد فَقَالَ: رأيت في كتبه تخاليط.
__________
[1] 5428 انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/17. وصحيح مسلم، كتاب الحج باب 9. وفتح الباري 4/34- 37.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/292)
وقال أبو يعقوب بن الدخيل- كنت بمكة- لما بلغني قدومه تركت أشغال الموسم وسَمِعْتُ التفسير منه، ثم لم يحمدوا أمره.
حَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قَالَ: مات أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن الهَمَذاني الْقَاضِي في شعبان من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
قُلْتُ: وكان قد خرج من بغداد قافلًا إلى همذان فأدركه أجله في الطريق.
5429 عبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم، أَبُو القاسم الأهوازي:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن أَبِي مسلم الكجي. روى عنه يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ.
5430 عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن متويه، أبو القاسم الزاهد البلخي [1] :
سمع أبا شهاب معمر بن مُحَمَّد البلخي، ومُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، ومحمّد ابن صالح بن سهل الترمذي، وعبد اللَّه بن محمّد بن علي الحافظ، وجماعة من إخوان هؤلاء.
وقدم بغداد حاجًا في سنة خمسين وثلاثمائة. وانتخب عليه مُحَمَّد بن المظفر، فسمع بانتخابه منه غير واحد من شيوخنا، وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو الْحَسَن بن الحمامي، وعلي بن أَحْمَد الرزاز، وكان ثقة.
أخبرني الرّزّاز، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حامد بن متويه البلخيّ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَوْفِيُّ، حدّثنا مكي بن إبراهيم عن مطرّف عن ابن مَعْقِلٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَبَّ الْعَرَبَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُشْرِكُونَ» [2] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري الحافظ قَالَ:
عَبْد الرَّحْمَن بن محمّد الزاهد البلخي محدث بلخ في عصره، قدم نيسابور وأقام مدة يحدث ثم انصرف، وجاءنا نعيه سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] 5430 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/177.
[2] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 6/2376. وكنز العمال 33919.(10/293)
5431 عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سليمان، أبو مُحَمَّد الفقيه المؤذن:
من أهل بخاري. قدم بغداد حاجا وحدث بها عَنْ عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن يعقوب، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن مردك البخاريين. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه.
حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبُخَارِيُّ الْمُؤَذِّنُ الْفَقِيهُ الحاجي، حدّثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد ابن مردك البخاريّ المردكي، حدّثنا أبو صفوان البخاريّ، حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ سَعِيدٍ- يَعْنِي كَعْبَانَ الْبُخَارِيَّ الزَّاهِدَ- عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَقِيَامُ رَجُلٍ فِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَاعَةً، أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً» [1] .
5432 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زكريا، أبو القاسم المعروف بابن الفامي، وهو والد أبي طاهر المخلص [2] :
سمع مُحَمَّد بن يونس الكديمي، وإِبْرَاهِيم بن إسحاق الحربي، وعلي بن مُحَمَّد بن أبي الشوارب، وأبا شعيب الحراني، وأبا يزيد أَحْمَد بن داود السجزي، وإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سنين الختلي، ويوسف بْن يَعْقُوب الْقَاضِي، وَعَبْد اللَّهِ بْن الصّقر السكري.
حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه، وعلي بن أَحْمَد الرزاز، وعبد اللَّه بن أَحْمَد بن حمدويه، وابن الحمامي المقرئ، وأبو نعيم الحافظ. وكان قد أصابه طرش في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ البزّار بانتقاء أبو الحسين بن مظفر، حدّثنا أبو شعيب الحرّانيّ، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِسَاطٍ، فَأَتَاهُ مَجْذُومٌ، فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا أَنَسُ اثْنِ الْبِسَاطَ لا يَطَأُ عَلَيْهِ بِقَدَمِهِ» [3] .
سمعت أبا نعيم الحافظ يَقُول: كان عبد الرحمن أطروشًا، وهو ثقة.
__________
[1] 5431 انظر الحديث في: كنز العمال 10618.
[2] 5432 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/191.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/387.(10/294)
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْعَبَّاس وَالد أَبِي طاهر المخلص- وكان شيخًا ثقة- يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وكان أطروشًا أصم.
5433 عبد الرحمن بن الْحَسَن، أبو القاسم السرخسي:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعروف بابن حمدويه.
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَخْسِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا الْحَجَّ- قَالَ:
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ جُمَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيثُ بْنُ أَحْمَدَ عن فرقد السبخي، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَخْلَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْدَلُسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ الدَّلَهِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ- يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ- قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَحُجُّ أَغْنِيَاءُ أُمَّتِي لِلنُّزْهَةِ، وَأَوْسَاطُهُمْ لِلتِّجَارَةِ، وَقُرَّاؤُهُمْ لِلرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، وَفُقَرَاؤُهُمْ لِلْمَسْأَلَةِ» .
5434 عبد الرحمن بن أَحْمَد بن سعيد بن الْحَسَن بن هارون بن زياد، أبو بكر الأنماطي الْمَرْوَزِيّ [1] :
قدم بغداد حاجًا في سنة خمسين وثلاثمائة، وحدث بها عن يَحْيَى بن ساسويه، وعبد الله بن محمود، والساه بن نزال [2] وحماد بن أَحْمَد السلمي المراوزة، وعن مُحَمَّد بن حمدويه بن سنجان، وأبي رجاء مُحَمَّد بن حمدويه السنجيين، ومُحَمَّد بن شاول النيسابوري. سمع منه أبو عمر بن حيويه، وأبو عبد اللَّه بن الآبنوسي، والْقَاضِي أبو القاسم المنذر، وغيرهم وكان ثقةً حافظًا.
أَخْبَرَنَا علي بن الْحَسَن بن أبي عثمان الدقاق، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا أبو بكر عبد الرحمن بن أَحْمَد الْمَرْوَزِيّ الحافظ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن ساسويه.
قرأت بخط أبي عبد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن سليمان الحافظ البخاري المعروف بغنجار: توفي أبو بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن سَعِيد الأنماطي الْمَرْوَزِيّ الحافظ بمرو، في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] 5434 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/190.
[2] هكذا في الأصل، ولم أجده.(10/295)
5435 عبد الرحمن بن أبي العباس الأثرم- واسمه: محمّد- ابن أَحْمَد بن أَحْمَد بن حماد، ويكنى عبد الرحمن أبا مُحَمَّد الوراق، ويعرف بالصيرفي:
نزل البصرة وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِيّ. رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو عَلِيّ المحسن بْن علي التنوخي.
5436 عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن أَبِي شيخ، أبو أَحْمَد الغنوي [1] :
من أهل الجانب الشرقي حدث عن علي بن الْحُسَيْن بن حبّان، وجعفر بن مُحَمَّد الفريابي، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومُحَمَّد بْن جرير الطبري، وأَحْمَد بن سهل الأشناني، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابور الدقاق، وأبي سعيد العدوي. حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، ومُحَمَّد بن عمر بن بكير المقرئ، وبشرى بْن عَبْد اللَّه الرومي.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ الغنويّ- في جامع الرصافة إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ الدّوريّ، حدّثنا محمّد بن طريف، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: تَزَوَّدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْهَدْيِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ.
سَأَلْتُ الْبرقاني عن أبي أَحْمَد الغنوي فقَالَ: رأيته يفهم، ولم أعلم من حاله إلا خيرا.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو أَحْمَد عبد الرحمن بن الحارث الغنوي في ذي الحجة سنة أربع وستين وثلاثمائة وكان فيه بعض التساهل، لم يكن ممن يعتمد عليه في هذا الشأن، كانت كتبه طرية.
5437 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْن إسحاق، أبو سهل البلخي:
قدم بغداد حاجًّا وحدث بِها عَنْ نوح بن الْحَسَن بن علي الفارسي، والعباس بن ظاهر بن ظهير، ومُحَمَّد بن حامد الوراق، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن سهل الْقَاضِي، ومُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أحيد البلخيين، وعن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن زنجويه النيسابوري.
كتب عنه أبو الْحَسَن بن رزقويه، وحَدَّثَنَا عنه أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ ابن عبد اللَّه بن بكير، وأبو الْحَسَن النعيمي.
__________
[1] 5436 العنوي: هذه النسبة إلى غني، وهو: غني بن يعصر، وقيل: أعصر (الأنساب 9/184) .(10/296)
أخبرني أبو طالب بن بكير، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ- أمير الملك في سنة خمس وستين وثلاثمائة بِبَغْدَادَ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَنْجَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ- ببلخ- حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَكِيمٍ أَخُو شَدَّادِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابن مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشُّرَطُ كِلابُ أَهْلِ النَّارِ» [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ نُعَيْمٍ الْبَصْرِيُّ- مِنْ حِفْظِهِ- قَالَ:
قُرِئَ عَلَى أَبِي سَهْلٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيِّ الأَمِيرِ- بِبَغْدَادَ وَأَنَا حَاضِرٌ- حَدَّثَكُمْ أَبُو حَرْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحيد البلخيّ الحافظ، حدّثنا سعيد ابن ياسين البلخيّ، حدّثنا النّضر بن شميل، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ.
5438 عبد الرحمن بن المظفر بن علي بن عبد الرحمن بن موسى بن عيسى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شداد بن ماه فرودين بن ماء الفرات:
أنباري الأصل انتقل إلى بلاد خراسان وسكن هراة. وحدث بها عن أبي القاسم البغوي، ومُحَمَّد بن منصور بن أبي الجهم، ويَحْيَى بن صاعد، والْقَاضِي المحاملي.
حَدَّثَنَا عنه البرقاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيٍّ البغداديّ ثم الأنباريّ- بهراة- حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدّثنا عبد الله بن عون، حدّثنا عباد بن عباد، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ بِالْحَجِّ مُفْرِدًا.
سَأَلْتُ الْبَرْقَانِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً.
5439 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن مهران بن سلمة، أبو مسلم [2] :
الثقة الصالح، الورع العابد. سمع مُحَمَّد بن مُحَمَّد الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عمر عبيد اللَّه بن عثمان العثماني، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا يعلى محمّد بن زهير الأيلي، وأقرانهم من العراقيين. ورحل إلى الشام فكتب عن أبي عروبة
__________
[1] 5437 انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 3/100.
[2] 5439 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/313.(10/297)
الحراني وغيره وعاد إلى العراق ثم خرج منها إلى بلاد خراسان، وما وراء النهر.
فكتب عن محدثيها، وجمع أحاديث المشايخ والأبواب، وكان متقنًا حافظًا، مع ورع وتدين وزهد وتصون، حَدَّثَنَا عنه علي بن مُحَمَّد المقرئ الحذاء، وأبو عبد الله أحمد ابن مُحَمَّد الكاتب، والْقَاضِي أبو العلاء الواسطي.
وسمعت أبا العلاء ذكره يومًا فرفع من قدره، وأطنب في وصفه، وقَالَ: كان الدارقطني والشيوخ يعظمونه.
وحكى لنا أبو العلاء أن أبا الْحُسَيْن البيضاوي حضر عند أبي مسلم يومًا وفي رجل البيضاوي نعل ليست بالجيدة قد أخلقت، فوضع أبو مسلم مكانها نعلًا جديدًا وأخذها وذلك بغير علم من البيضاوي، فلما قام لينصرف من طلب نعله فلم يجدها، ورأى النعل الجديدة مكانها فبقي متحيرًا، وسأل عن نعله فقَالَ له أبو مسلم: هذه نعلك يا أبا الْحَسَن- يعني الجديدة- وأمره بلبسها أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي علي بن محمود الزوزني عن أبي عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سمعت جدي أبا عمرو بن نجيد يَقُول: ما دخل خراسان أحد فبقي على بكارته لم يتدنس بشيء من الدنيا إلا أبو مسلم البغدادي.
قلت: أقام أبو مسلم ببغداد بعد عوده من خراسان سنين كثيرة يحدث ثم خرج في آخر عمره إلى الحجاز، فأقام بمكة مجاورًا لبيت اللَّه الحرام إلى أن توفي هناك. فحَدَّثَنِي الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي أنه توفي بمكة في النصف من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، قَالَ: ودفن بالبطحاء بالقرب من فضيل بن عياض.
وقَالَ مُحَمَّد بن أبي الفوارس: كان أبو مسلم بن مهران قد صنف المسند، وشعبة، ومالكًا، وأشياء كثيرة، وكان ثقة ثبتًا، ما رأينا مثله.
5440 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن المهتدي باللَّه، أبو بكر الهاشمي:
حَدَّثَ عَنْ إبراهيم بن عبد الصّمد. حَدَّثَنَا عَنْهُ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا بشرى، أنبأنا أبو بكر عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمَدِ بْن المهتدي بالله، حدّثنا إبراهيم بن مُوسَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ الإِمَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه ابن العبّاس، حدّثني عبد الصّمد بن موسى عَنْ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ(10/298)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الشُّهُودَ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَخْرِجُ بِهِمُ الْحُقُوقَ، ويرفع بِهِمُ الظُّلْمَ» [1] .
5441 عبد الرحمن بن أَحْمَد بن محمّد، أبو علي السّكّري:
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن أَحْمَد بن محمّد السّكّري- ببغداد- حدّثنا أحمد ابن عبد الرّحمن بن أحمد الأزديّ، حَدَّثَنَا مسبح بن حاتم بحديث ذكره.
5442 عبد الرحمن بن مُحَمَّد، أبو مُحَمَّد العماني [2] :
ولي القضاء بربع الكرخ وكان فيه جلادة وشهامة.
وحدّثني أبو الحسين هلال بن الحسن أنه توفي في يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
5443 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سورة بن سعيد، أبو سعيد الفقيه الشافعي:
من أهل نيسابور. قدم بغداد وحدث بِهَا عَن أبي عمرو بْن نجيد، وأبي طاهر مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بن خزيمة. ذكر لي الْقَاضِي أبو القاسم التنوخي أنه سمع منه بعد عوده من الحج في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وَقَالَ لي التَّنُوخِيُّ: حَدَّثَنَا مِنْ حِفْظِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوسَنْجِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [3]
وَقَدْ وَهِمَ أَبُو سَعِيدٍ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ هَكَذَا وَذَلِكَ أَنَّ الْبُوسَنْجِيَّ لَيْسَ عِنْدَهُ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ شَيْءٌ وَلا أَدْرَكَهُ، وَهَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ أَبِي نُجَيْدٍ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ، وَإِنَّمَا دَخَلَ الْغَلَطُ فِيهِ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ لأَنَّهُ رَوَاهُ مِنْ حِفْظِهِ، والله أعلم.
__________
[1] 5440 انظر الحديث في: الدرر المنتثرة 42. والعلل المتناهية 2/275. وأمالي الشجري 2/237.
ولسان الميزان 1/314، 4/57. وتاريخ ابن عساكر 1/453. وضعفاء العقيلي 1/65، 3/84. وتلخيص الحبير 4/198.
[2] 5442 العمّاني: هذه النسبة إلى «عمان» وهي من بلاد البحر، أسفل البصرة (الأنساب 9/49) .
[3] 5443 الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(10/299)
5444 عبد الرحمن بن مُحَمَّد، السجزي، أبو القاسم:
قدم بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن زبرك. حَدَّثَنِي عنه الْحَسَن بن محمد الخلال.
حدثني الخلّال، حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر السجزيّ- قدم علينا- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زبرك، حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد- يعني الدوري-.
5445 عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن يوسف، أبو مُحَمَّد الرازي، يعرف بالطرائفي:
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن عيسى بن مُحَمَّد الوسقندي، وميسرة ابن علي القزويني، ومحمد بن هارون الزنجاني، وحامد بن محمّد الهرويّ، وسليمان ابن أحمد الطبراني، وأحمد بن بندار، وأبي شيخ الأصبهانيين.
حَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي وَقَالَ: قدم علينا وسمعت منه في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
5446 عبد الرحمن بن عمر بن أَحْمَد بن مُحَمَّد، أبو الْحُسَيْن المعدل المعروف بابن حمة الخلال [1] :
سمع الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي، وَالحسين بْن يَحْيَى بْن عياش القطان وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن إِسْحَاق الْمصْرِيّ، وعبد الغافر بْن سلامة الحمصي، ومحمد بْن أَحْمَد ابن يعقوب بن شيبة، وأبا العباس بن عقدة، ومحمّد بن إسماعيل الفارسيّ، ومحمّد ابن أَحْمَد الحكيمي. حَدَّثَنَا عنه البرقاني، والأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأبو الفضل بن الْكُوفِيّ، وأَحْمَد بن سليمان المقرئ الواسطي، وغيرهم، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الْحُسَيْن بن حمة ثقة فِي جمادى الأولى.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال أن ابن حمة مات في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
وقَالَ لي الأزهري: توفي ابن حمة ليلة الأحد ودفن يوم الأحد السادس عشر من
__________
[1] 5446 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/55.(10/300)
جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي، وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني وحضرت الصلاة عليه.
5447 عبد الرحمن بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بن سختويه، أبو الْحَسَن النيسابوري بن أبي إسحاق المزكي:
قدم بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن عمر بن حفص الزاهد. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن طلحة النعالي، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَخْتَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الزَّاهِدُ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ الكوفيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ يَحْسُدُ الْفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَغَارُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، كَتَغَايُرِ التُّيُوسِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ» .
سألت مُحَمَّد بن يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ المزكي عن وفاة عمه عبد الرحمن فَقَالَ: في سنة سبع- أو ثمان- وتسعين وثلاثمائة، شك هو في ذلك.
5448 عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن مامكة، أبو مسلم البيع:
حدث عَن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد الطبراني. سَمِعَ منه أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغزال، وكان صدوقًا.
أَخْبَرَنَا العتيقي وأَحْمَد بْن عليّ بن التوزي قَالَا: تُوُفِّي أَبُو مسلم بْن مامكة يوم السبت لتسع خلون- وقَالَ ابن التوزي: لتسع بقين- من شوال سنة أربع وأربعمائة.
قَالَ العتيقي: وحدث بشيء يسير.
5449 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّه بْن إدريس بن الْحَسَن ابن متويه، أبو سعد الحافظ الإستراباذي [1] :
ساكن سمرقند، ويعرف بالإدريسي. كان أبوه من أهل إستراباذ وهو سمرقندي،
__________
[1] 5449 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/107.(10/301)
وكان أحد من رحل في العلم وعني بالحديث، وسمع من أبي العباس الأصم النيسابوري، ومن بعده، وصنف كتابًا في تاريخ سمرقند، وقدم بغداد في حياة أبي الْحَسَن الدارقطني وحدث بها. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم الأزهري، ومُحَمَّد بن عمر بن سبنك، وأَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، وأبو الْقَاسِم التنوخي، وغيرهم، وكان ثقة.
وقَالَ لي الأزهري: رأيت أبا سعد الإدريسي وقد حمل كتابه الذي صنفه في تاريخ سمرقند إلى أبي الْحَسَن الدارقطني، فنظر أبو الْحَسَن فيه ثم قَالَ: هذا كتاب حسن.
قَالَ لي عبد العزيز بن مُحَمَّد النخشبي: مات أبو سعد الإدريسي بسمرقند في سنة أربع- أو خمس- وأربعمائة. شك النخشبي في ذلك.
قلت: وكان الإدريسي حيا في سنة خمس، وذلك أني رأيت في كتاب أبي سعد الماليني تاريخ سماعه منه في سنة خمس وأربعمائة.
5450 عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم، أبو القاسم الخباز الصوفي:
من أهل قزوين قدم علينا حاجا. وحدث ببغداد عن أبي الْحَسَن القطّان، وأحمد ابن مُحَمَّد بن رزمة القزوينيين، وعن محمد بن هارون الثّقفيّ الريحاني. كتبنا عنه بعد صدوره من الحج، وذلك في سنة تسع وأربعمائة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، حدّثنا ضرار بن صرد أبو نعيم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يُونُسَ ابن يُوسُفَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَنْجُوَ مِنَ الْعَاهَةِ.
حَدَّثَنِي أبو عمرو الزهري الفقيه أن أهل قزوين كانوا يضعفون عبد الرحمن بن أَحْمَد في روايته عن أبي الْحَسَن القطان قَالَ: ومات في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
5451 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن الحسين بن عبد الله بن إسحاق بن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم، أبو القاسم السمسار، المعروف بابن الحربيّ:
من أهل الحربية سمع أَحْمَد بْن سلمان النجاد، وحمزة بن مُحَمَّد الدهقان، وعلي ابن مُحَمَّد بن الزبير الْكُوفِيّ، ومُحَمَّد بن الْحَسَن بن زياد النقاش، وأبا بكر الشافعي،(10/302)
وحبيب بن الْحَسَن القزاز، وعثمان بن مُحَمَّد بن بشر السقطي، وأبا سعيد ابن أبي عثمان النيسابوري. كتبنا عنه وكان صدوقا غير أن سماعه في بعض ما رواه عن النجاد كان مضطربًا، وسمعته يذكر أن مولده في جمادى الآخرة في اليوم الرابع عشر منه سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
ومات في يوم السبت السابع من شوال سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب، وكان يذكر أن أسلافه من أهل أبيورد، وكانوا من شيعة المنصور.
5452 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عليّ بْن مُحَمَّد بن رزق، أبو معاذ المزكي السجستاني:
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بِهَا عَن أَبِي حاتم مُحَمَّد بن حبان البستي، وعلي بن الْحَسَن الصبغي، وعلي بن عبد الملك بن دهثم الطرسوسي، والقاسم بن محمّد القنطريّ، وأبي سَعِيد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَهَّابِ الرازي، وأحمد بن محمّد ابن جعفر الكسائي البستي، ومُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بن خزيمة، وأَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبدويه النيسابوريين، وغيرهم. كتبنا عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بعد صدوره من الحج، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو معاذ السجستاني، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ بْنِ أحمد البستي- بسجستان- حدّثنا أبو الفضل بن حباب الجمحيّ- بالبصرة- حدثنا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأولى، إذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» [1] .
سَأَلْتُ لامِعَ بْن عَبْد الرّحمن السجستاني في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة عَن وفاة أَبِي مُعَاذ فَقَالَ: مات منذ ست سنين.
__________
[1] 5452 انظر الحديث في: مسند أحمد 4/121، 5/372. والسنن الكبرى 10/192. ومجمع الزوائد 8/27. ومسند الشهاب 1153، 1154، 1155.(10/303)
ذكر من اسمه عبيد الله
5453 [1] عبيد الله بن أبي رافع، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
واسم أبي رافع أسلم. سمع أباه، وعلي بن أبي طالب، وأبا هريرة. وكان كاتب علي بن أبي طالب وحضر معه وقعة الخوارج بالنهروان. روى عنه بسر بن سعيد، وأبو جعفر محمد بن علي، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وغيرهم، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْن إبراهيم البزّاز- بالبصرة- حدّثنا الحسن بن محمّد بن عثمان النسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أصبغ بن الفرج، حدّثنا ابن وهب، أخبرنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن أبي رافع مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُمْ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: لا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ، قَالَ عَلِيٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ لِي نَاسًا، إِنِّي لأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ فِي هَؤُلاءِ، يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ، لا يُجَاوِزُ هَذَا مِنْهُمْ- وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ- مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فِيهِمُ أسود إحدى يديه [كأنها] [2] طُبْيُ شَاةٍ، أَوْ حَلَمَةُ ثَدْيٍ، فَلَمَّا قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ قَالَ: انْظُرُوا فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا. فقال:
ارجعوا؟ فو الله فو الله مَا كَذَبْتُ، وَلا كُذِبْتُ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، ثُمَّ وَجَدُوهُ فِي خَرِبَةٍ، فَأتُوا بِهِ حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَأَنَا حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَقَوْلَ عَلِيٍّ فِيهِمْ.
5454 عبيد الله بن خليفة، أبو الغريف الهمداني [3] :
سمع علي بن أبي طالب، وصفوان بن عسال. روى عنه أبو روق عطية بن
__________
[1] 5453 انظر: تهذيب الكمال 3632 (19/34) . وطبقات ابن سعد 5/282. وتاريخ ابن معين 2/382. وتاريخ خليفة 200. وطبقاته 231، 239. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1217، 6/الترجمة 1941. وثقات العجلي، الورقة 35. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1460. وثقات ابن حبان 5/68. وثقات ابن شاهين، ترجمة 952. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 113. والجمع لابن القيسراني 1/300. وتهذيب النووي 1/311. والكاشف 2/الترجمة 3588. وتاريخ الإسلام 4/29. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 15. ونهاية السول، الورقة 227. وتهذيب التهذيب 7/10، 11. والتقريب 1/532. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4543.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 5454 انظر: تهذيب الكمال 3630 (19/31) . وطبقات ابن سعد 6/240. وتاريخ ابن معين 2/381. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1489. وثقات ابن حبان 5/68. والكاشف 2/الترجمة(10/304)
الحارث، وعامر بن السمط. وهو كوفي ورد مسكن في أصحاب الحسن بن علي بن أبي طالب الذين ساروا لقتال أهل الشام.
كذلك أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حَدَّثَنَا أسود بن عامر.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا زهير بن معاوية، حدّثنا أبو روق الهزاني، حَدَّثَنَا أبو الغريف قال: كنا مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفا بمسكن مستميتين، تقطر أسيافنا من الجد على قتال أهل الشام، وعلينا أبو العمرطي فلما جاءنا صالح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قال له رجل منا، يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى- وقال ابن الفضل سفيان بن الليل-: السلام عليك يا مذل المؤمنين. قال فقال: لا تقل ذاك يا أبا عامر، لست بمذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك، واللفظ لحديث الحكيمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قيل لَهُ سمعت مسلم بن الحجاج يقول:
أبو الغريف عبيد الله بن خليفة الهمداني، روى عنه أبو روق، وعامر بن السمط.
5455 عبيد الله بن محمد بن صفوان بن عبيد الله بن أبي خلف، الجمحي:
من أهل مكة. ولي قضاء بغداد في أيام المنصور، وقضاء مدينة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ايام المهديّ.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار. قال: عبيد الله بن محمد بن صفوان كان قاضيا لأمير المؤمنين المنصور بالعراق، وولاه أمير المؤمنين المهدي المدينة ومات بها، واستخلف ابنه عبد الأعلى بن عبيد الله على المدينة.
__________
- 3587. وديوان الضعفاء، الترجمة 2691. والمغني 2/الترجمة 3920. وميزان الاعتدال 3/الترجمة 5356. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 15. ومعرفة التابعين، الورقة 26. ورجال ابن ماجة، الورقة 5. ونهاية السول، الورقة 227. وتهذيب التهذيب 7/10. والتقريب 1/532.
وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4541.(10/305)
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن المحسن، حَدَّثَنَا طلحة بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر. قَالَ: عبيد الله بن محمد بن صفوان الجمحي أقدمه المنصور من مكة فقلده القضاء بمدينة السلام، وكان عالما أديبا، وما زال على الحكم حتى مات المنصور، فقلده المهدي قضاء مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القضاء، والحرب، والصلاة، وعزله عن قضاء بغداد.
قلت: كان المنصور قد جعل الحسن بن عمارة على المظالم ببغداد، ثم استقضاه فلم يلبث إلا أياما حتى صرفه وولى مكانه القضاء ابن صفوان.
5456 عبيد الله بن الحسن بن الحصين، أبي الحر العنبري [1] :
قاضي البصرة سمع داود ابن أبي هند، وخالدا الحذاء، وسعيدا الجريري. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن معاذ القاضي، وخالد بن الحارث الهجيمي، ومحمد بن عبيد الله الأنصاريّ.
وكان ثقة. قدم بغداد أيام المهدي وكان مولده في سنة مائة، وقيل سنة ست ومائة وولي القضاء بعد سوار بن عبد الله العنبري.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: عبيد الله بن الحصين بن مالك الخشخاش بن جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم، ولي قضاء البصرة بعد سوار بن عبد الله، وكان محمودا ثقة، عاقلا من الرجال.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد ابن زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: لما مات سوار بن عبد الله طلبوا عبيد الله بن الحسن يستقضونه فهرب.
__________
[1] 5456 انظر: تهذيب الكمال 3627 (19/23- 28) . والمنتظم 8/298. وطبقات ابن سعد 7/285. وعلل أحمد 1/349، 372. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1201. وثقات العجلي، الورقة 35. وسؤالات الآجري 3/368. والقضاة لوكيع 2/88. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1483. وثقات ابن حبان 7/143، 152. وثقات ابن شاهين، الترجمة 971. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 113. والجمع 1/306. وتهذيب النووي 1/311. والكاشف 2/الترجمة 3584. وميزان الاعتدال 3/الترجمة 5353. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 15.
ونهاية السول، الورقة 227. وتهذيب التهذيب 7/7. والتقريب 1/531. وخلاصة الخزرجي 2/4536.(10/306)
فقال له أبوه: يا بني إن كنت هربت طلبا لسلامة دينك فقد أحسنت وإن كنت هربت لتكون أحرص لهم عليك فقد أحسنت أيضا، فاستقضى بعد سوار.
أخبرني الحسن بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا ابن سلام. قال: قال الوثيق بن يوسف: وما رأيت رجلا قط أعقل من عبيد الله بن الحسن بن الحصين بن أبي الحر العنبريّ.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد الخصيبي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو عيسى بن حمدون، حَدَّثَنِي أبو سهل الرازي. قال: لم يشرك في القضاء بين أحد قط إلا بين عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبري وبين عمر بن عامر على قضاء البصرة، وكانا يجتمعان جميعا في المجلس وينظران جميعا بين الناس، قال فتقدم إليهما قوم في جارية لا تنبت، فقال: فيها عمر بن عامر هذه فضيلة في الجسم، وقال عبيد الله بن الحسن كل ما خالف ما عليه الخلقة فهو عيب.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن مُحَمَّد بْن هارون التّميميّ- بالكوفة- أخبرنا أبو أحمد الجلودي، عن أبي خليفة، عن محمد بن سلام. قال: أتى رجل عبيد الله بن الحسن فقال كنا عند الأمير محمد بن سليمان فجرى ذكرك فذكرت بكل جميل، فما استطاع يقبح أمرك، يذكرك بشيء يعيبك به إلا المزاح. فقال: ويحك والله إني لأمزح وما أقول إلا حقا، فلو قلت الساعة في داري عيسى بن مريم أكنت تصدقني؟ قلت: هذا من ذاك، فقال لجصاص في داره: يا جصاص قال: لبيك، قال: ما اسمك؟ قال: عيسى، قال: ما اسم أمك؟ قال: مريم، قال: ويحك فإذا اتفق لي مثل هذا فما أصنع.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أخبرنا الحسين بن الحسن المروزي- من حفظه- قَالَ: سمعت عبد الرحمن بْن مهدي يقول: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء، فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله، قال فسألته عن مسألة فغلط فيها، فقلت: أصلحك الله القول في هذه المسألة كذا وكذا، إلا أني لم أرد هذه، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: إذا أرجع وأنا صاغر، إذا أرجع وأنا صاغر، لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل.(10/307)
حدّثني الخلّال- لفظا- حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ الْعَرْزَمِيُّ، حدّثني سلمان بن يزيد، حَدَّثَنِي أبو علي إسماعيل بن إبراهيم بن بشر القرشيّ، حَدَّثَنَا أصحابنا أن المهدي كتب إلى عبيد الله بن الحسن- وهو قاضي البصرة- كتابا فقرأه عبيد الله فرده، فحمل عبيد الله إلى المهدي فعاتبه، فكان فيما عاتبه به أن قال له: رددت كتابي؟ فقال عبيد الله: يا أمير المؤمنين إني لم أرد كتابك، ولكنه كان ملحونا وكتاب أمير المؤمنين لا يكون ملحونا، فصدق المهدي مقالته وأجازه ورده إلى عمله.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الضّبّيّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن سالم المخرمي، حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الله بن شبيب، حدّثنا الزّبير، حَدَّثَنِي محمد بن سلام الجمحي. قال: وفد عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة على أمير المؤمنين المهدي فتكلم بين يديه، فبينا شبيب بن شبة يغدي أصحابه. إذ جاءه رسول عبيد الله بن الحسن يقول له: ائتني الساعة فغسل يديه وقال لأصحابه:
أتموا غداءكم وركب إليه، فقال له إني تكلمت اليوم بين يدي أمير المؤمنين، وأبو عبيد الله حاضر فأحب أن تأتيه عسى أن يجري لي ذكر، فتنظر هل عجب لكلامي؟
قال شبيب: فجئته فقال لي: قد تكلم اليوم صاحبكم بين يدي أمير المؤمنين، فقلت له: فما سمعت؟ فقال: رسائل غيلان، ومواعظ الحسن، نسج بين ذلك فملح.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا علي ابن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: سمعت أبا مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي يقول: سمعت أبي أحمد يقول سمعت أبي عبد الله يقول: كتب المهدي إلى عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة يأمره، انظر إلى الأرض التي يخاصم فيها فلان التاجر فلانا القائد، فاقض بها للقائد. قال: اجمع شهودا فجمع جماعة، فكتب عليه حكما للتاجر، ثم قال: اذهب الآن فقد طوقتك طوقا لا يفكه عنك خمسون قينا، قال: فعزله المهديّ.
حدّثني الأزهري، حَدَّثَنَا أبو حفص عُمَر بْن زكار بْن أَحْمَد بْن زكار التمار، حدّثنا عمر بن الحسن، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الملك قال: شتم رجل عبيد الله بن الحسن العنبري القاضي، فقال عبيد الله- وقبض على لحيته- شيبتي تمنعني من أن أرد عليك.(10/308)
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر الصّابونيّ- إملاء- حَدَّثَنَا عمر بن جعفر بن محمد بن سلم، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا رافع بن دحية المسلي، حَدَّثَنِي عبيد الله بن الحسن- قاضي البصرة- قال: كانت عندي جارية عجمية وضيئة، وكنت بها معجبا، وكانت ذات ليلة نائمة إلى جنبي، فانتبهت فلم أجدها فالتمستها فلم أجدها، وقلت: سر، فلما وجدتها وجدتها ساجدة. وهي تقول: بحبك لي اغفر لي، قلت لها لا تقولي هكذا، قولي بحبي لك اغفر لي، فقال: يا بطال حبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وبحبه لي أيقظ عيني وأنام عينك، قلت: اذهبي فأنت حرة لوجه الله، قالت: يا مولاي أسأت إلي، كان لي أجران صار لي أجر واحد.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: قلت لأبي دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث: عبيد الله ابن الحسن عندك حجة؟ قال: كان فقيها.
أَخْبَرَنِي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: قَالَ لي يحيى بن معين: يقال إن عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبري ولد سنة مائة، ويقال سنة ست ومائة، وولي القضاء سنة سبع وخمسين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثمان وستين ومائة فيها مات عبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة، في ذي القعدة.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن عبيد الله بن الحسن العنبري التميمي القاضي مات في ذي العقدة من سنة ثمان وستين ومائة.
5457 عبيد الله بن عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب، القرشي العدوي:
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. أقدمه هارون الرشيد بغداد ليوليه قضاء المدينة، فأبَى أن يتولاه، ورجع إلى المدينة.(10/309)
حدّثنا بذلك الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: ولد عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب، عبيد الله بن عمر، وكان من وجوه قريش وكان يلي صدقة عمر بن الخطاب، وكان أمير المؤمنين الرشيد قد بعث إليه فقدم عليه بغداد، فولاه قضاء المدينة، فاستعفاه فلم يعفه، فعرض ليحيى بن خالد فقال: لا والله ما أحسن القضاء [فإن كنت صادقا] [1] فما يسعكم أن تولوا من لا يحسن، وإن كنت كاذبا فلا يحل لكم أن تولوا من يكذب، فأعفي من القضاء وكان امرأ صالحا. حَدَّثَنِي بذلك عمي مصعب بن عبد الله.
5458 عبيد الله بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
مات ببغداد وله بها عقب.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي قال: فأما عبيد الله بن المهدي فهو أخو علي لأبيه وأمه، أمهما رائطة بنت أبي العباس، ومولده في سنة أربع وخمسين ومائة. توفي في شعبان سنة أربع وتسعين، وهو في أربعين سنة، وصلى عليه محمد الأمين، وكانت وفاته ببغداد في قصره.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أن أَحْمَد بن حمدان أخبرهم قال: حَدَّثَنَا أحمد بن يوسف الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة خمس وتسعين ومائة، فيها مات عبيد الله بن المهدي.
5459 عبيد الله بن عبيد الرحمن- وقيل: ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الأشجعي [2] :
سمع إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، وَهشام بْن عروة، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وهارون بن عنترة. روى عنه عبد الله بن المبارك، ويحيى
__________
[1] 5457 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 5459 انظر: تهذيب الكمال 3662 (19/107- 111) . وطبقات ابن سعد 7/328. وعلل أحمد 1/96، 101، 119. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1255. والكنى لمسلم، الورقة 67. وثقات العجلي، الورقة 36. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1539. وثقات ابن حبان 7/150. وثقات ابن شاهين، الترجمة 959. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 115. والجمع 1/302.
وسير أعلام النبلاء 8/452. والكاشف 2/الترجمة 3618. وتذهيب التهذيب 3/الورقة(10/310)
ابن آدم، وقراد أبو نوح، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن أبي الليث، وأحمد بن حميد ختن عبيد الله بن موسى، ويحيى بن الحماني، وإسماعيل بن بهرام، وعثمان بْن أَبِي شيبة، وَأَبُو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو همام الوليد بْن شجاع، وأبو كريب محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وغيرهم. وكان من أهل الكوفة فسكن بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد. وأخبرني الصيمري، حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي- قال: أحمد أَخْبَرَنَا.
وقال علي حَدَّثَنَا- محمد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد الله بن نمير، حَدَّثَنِي إبراهيم بن إسماعيل بن بشير بن سليمان قال:
سمعت الأشجعي يقول: سمعت من سفيان الثوري ثلاثين ألف حديث. قال أحمد ابن زهير: مات الأشجعي ببغداد.
أَخْبَرَنَا علي بن محمّد بن يحيى السلمي- بدمشق- أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عبد السلام مكحول، أَخْبَرَنَا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي قال: سمعت قبيصة قال: لما مات سفيان أرادوا الأشجعي على أن يقعد فأبَى، حتى كلموا زائدة فقعد- يعني مكان سفيان-.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فالأشجعي؟ فقال: صالح ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن عبدان بن أحمد الهمذاني حدثهم قَالَ: سمعتُ أَبَا حاتِم الرازي يقول: سألت يحيى ابن معين عن الأشجعي، ومهران بن أبي عمر بن سُفْيَان فقال: الأشجعي. كأنه قدمه، ومهران كانت فيه عجمة.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حَدَّثَنَا جعفر بْن درستويه الفسوي قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم
__________
19. وتاريخ الإسلام، الورقة 111 (آيا صوفيا 3006) . وشرح علل الترمذي، لابن رجب 484. ونهاية السول، الورقة 229. وتهذيب التهذيب 7/34- 35. والتقريب 1/536.
وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4575. وشذرات الذهب 1/297.(10/311)
ابن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: ما كان بالكوفة أحد أعلم بسفيان من الأشجعي، كان أعلم به من عبد الرحمن بن مهدي، ومن يحيى بن سعيد، وأبي أحمد الزبيري، وقبيصة، وأبي حذيفة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي روى كتب الثوري على وجهها، وروى عنه الجامع، وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.
حدّثنا البرقانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد:
الأشجعي؟ قال: كان يكتب في المجلس، فمن ذاك صح حديثه.
5460 [1] عبيد الله بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، أبو سفيان الأسدي- وقيل: الغداني [2] الصوفي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ عبد الله بن عون، وَمالك بْن أَنَس، وَسفيان الثَّوْرِيّ.
روى عنه أبو بلال الأشعري، وبشر بن الحكم النيسابوري، وابنه عبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن عثمان بن مخلد الواسطي وأبو العباس الكديمي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ العلّاف قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إبراهيم الشافعي، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ أَبُو سُفْيَانَ الأسديّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ الدِّينَ مُعَلَّقٌ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ من الفرس» [3] .
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سفيان الصواف كان كذابا وكان يقال له ابن رواحة، وقد قدم علينا وهو بصري، وكان يروي عن ابن عون.
__________
[1] 5460 انظر: ميزان الاعتدال 3/ترجمة 5366.
[2] الغداني: هذه النسبة إلى غدانة بْن يربوع بْن حنظلة بْن مَالِك بْن زيد مناة بن تميم (الأنساب 9/127) .
[3] انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 1/4. وتفسير الطبري 26/42.(10/312)
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: أَبُو سفيان الصوفي كان يقال له ابن رواحة، فروى عن ابن عون، وهو بصري قدم بغداد فحدثهم، ما سمعت أحدا من مشايخنا بالبصرة حدث عنه.
قَالَ يَحْيَى بْن معين: أَبُو سفيان الصوفي كذاب.
5461 عبيد الله بْن الْحَسَن بْن عُبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَلِيّ بْن أبي طالب:
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قدم بغداد غير مرة وولاه المأمون القضاء بالحجاز ثم عزله، وببغداد كانت وفاته.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: وولد الْحَسَن بْن عُبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن علي بن أبي طالب، العباس، كان في صحابة أمير المؤمنين هارون ومحمد، لا بقية له. وأمهما أم ولد، وعبيد الله كان طاهر بن الحسين استعمله على وفد أهل المدينة الذين أوفدهم العباس بن موسى بن عيسى إلى أمير المؤمنين المأمون بخراسان فزاده فيهم طاهر بن الحسين واستعمله عليهم، فلما شخص أمير المؤمنين المأمون إلى بغداد ولاه المدينة، ومكة، وعك وقضاءهن، وكان عليها سنين ثم عزله عنها، فقدم عليه بغداد، فمات بها في زمن أمير المؤمنين المأمون.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ- حديثا- قال: سمعت محمد بن يوسف الجعفري يقول: ما رأيت أحدا في مجلس كان أهيب ولا أهيأ ولا أمرأ من عبيد الله بن حسن.
5462 عبيد الله بن مُحَمَّد بن حفص بن عُمَر بن موسى بن عبيد الله بن معمر، أبو عبد الرحمن التيمي، يعرف بابن عائشة. لأنه من ولد عائشة بنت طلحة ابن عبيد الله التيمي [1] :
سمع حماد بن سلمة، وكان عنده عنه تسعة آلاف حديث، وسمع أيضا وهيب ابن خالد، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وأبا عوانة، ومهديّ بن ميمون،
__________
[1] 5462 انظر: تهذيب الكمال 3678 (19/147) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/138. وطبقات ابن سعد 7/301. وتاريخ خليفة 479، وطبقاته 229. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1292.
وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 5، 8، 38. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1583.-(10/313)
وعبد الواحد بن زياد، وصالح المري، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بن الحسين البرجلاني، وعبد الله بن روح المدائني، والحسن بن مكرم وَعباس الدوري، وَجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وإبراهيم الحربي، ومحمد بْن هشام بْن أَبِي الدميك، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبو القاسم البغوي.
وكان من أهل البصرة، فقدم بغداد وحدث بها، ثم عاد إلى البصرة، وكان فصيحا أديبا، سخيا، حسن الخلق، غزير العلم، عارفا بأيام الناس.
حَدَّثَنَا عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، أَخْبَرَنَا عمر بن محمد بن علي الجهبذ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن حفص ابن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التّيميّ العيشي- ببغداد في الجانب الشرقي في طريق الأنبار شارع الكوفة سنة تسع عشرة ومائتين- فذكر عنه حديثا.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان الفقيه العكبريّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَيُّوب بْن المعافى قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قد حدث أحمد بن حنبل عن العيشي- يعني ابن عائشة-.
ثم قال إبراهيم: حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد التيمي، عن مهدي بن ميمون، عن هشام بن حسان قال: اشترت حفصة جارية- أظنها سندية- فقيل لها: كيف رأيت مولاتك؟ فذكر إبراهيم كلاما بالفارسية تفسيره، إنها امرأة صالحة إلا أنها قد أذنبت ذنبا عظيما فهي الليل كله تبكي وتصلي.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مقاتل بْن مُحَمَّد بْن بنان العكي قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق المروزي المعروف بالحربي يقول: ما رأت عيني مثل ابن عائشة: فقيل له: يا أبا إسحاق، رأيت أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق ابن راهويه، تقول ما رأيت مثل ابن عائشة؟! فقال: نعم، بلغ الرشيد سناء أخلاقه فبعث إليه فأحضره، فعدد عليه جميع ما سمع، يقول بفضل الله ثم فضل أمير
__________
وثقات ابن حبان 8/405. وشيوخ أبي داود للحياني، الورقة 84. والأنساب للسمعاني 9/106. والمعجم المشتمل، الترجمة 586. ومعجم البلدان 1/694. وسير أعلام النبلاء 10/564. والكاشف 2/الترجمة 3633. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 21. ونهاية السول، الورقة 230. وتهذيب التهذيب 7/45- 46. والتقريب 1/538. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 4591. وشذرات الذهب 2/64.(10/314)
المؤمنين، فلما أن صمت الرشيد قال له ابن عائشة: يا أمير المؤمنين وما هو أحسن من هذا؟ قال: ما هو يا عم؟ قال: المعرفة بقدري، والقصد في أمري، قال: يا عم أحسنت.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنَا أسد بن الحسن البصري قال: سأل رجل في المسجد- وعبيد الله بن محمد بن حفص العيشي حاضر- فلم يعطه أحد شيئا، وكان على العيشي مطرف خز. فقال: خذ هذا المطرف، قال فأخذه فلما وَلى دعاه فرجع إليه، فقال إن ثمن المطرف أربعون دينارا فانظر لا تخدع عنه فمضى فباعه، فعرف أنه مطرف العيشي فاشتراه ابن عم له ورده عليه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّدِ بْنِ صالح الكريزي.
وأَخْبَرَنَا الحسين بن محمد أخو الخلال- واللفظ له- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ الشطي- بجرجان- حدّثنا أبو القاسم الكريزي، حَدَّثَنَا محمد بن زكريا الغلابي قال: كنت عند ابن عائشة فجاءه رجل فسأله أن يهب له شيئا، فنزع جبة سعيدية كانت عليه تساوي ستة دنانير- أو سبعة دنانير- فدفعها إليه، فقال له وكيله:
يا أبا عبد الرحمن ما أخوفني عليك أن تموت فقيرا، قال: وكيف ذلك؟ قال: كانت لك ست جبات فوهبتها، وبقيت لك هذه وحدها فوهبتها، وهذا الشتاء مقبل. فقال:
إليك عني، فإني أريد أن أكون كما قال الأول:
وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خال
أعطاك قبل سؤاله ... وكفاك مكروه السؤال
وإذا رأى لك موعدا ... كان الفعال مع المقال
لله درك من فتى ... ما فيك من كرم الخصال
حدّثنا أبو حازم العبدوي- إملاء- قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن علي المعدل يقول: سمعت مُحَمَّد بن إِسْحَاق الثقفي يقول: سمعت محمد بن زكريا يقول:
سمعت ابن عائشة قال له مولى له يقال له بكر نحله: يا عبيد الله، والله لا تموت إلا فقيرا، كم تعطي؟! قال فضحك ثم قال: أنا والله كما قال الشاعر:
وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خال
أعطاك قبل سؤاله ... وكفاك مكروه السؤال(10/315)
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: قال جدي: أنفق ابن عائشة على إخوانه أربعمائة ألف دينار في الله، حتى التجأ إلى أن باع سقف بيته.
أَخْبَرَنَا الحسين أخو الخلّال، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي، حدّثنا أبو علي شعبة، حدّثنا الحسن بن أبي الحسن النجيرمي، حَدَّثَنَا الحسن بن كثير قال: قدم رجل إلى البصرة فسأل عن أجود أهل البصرة فقيل له ابن عائشة. قال: فسأل عنه فقيل له عليه دين وقد جلس في داره، قال: فجاء إلى حاجبه ومعه رقعة فقال: توصل هذه الرقعة إلى أبي عبد الرحمن، فأخذها فأوصلها إليه فإذا فيها مكتوب:
إذا كان الجواد له حجاب ... فما فضل الجواد على البخيل؟
قال: فقرأها ابن عائشة وكتب تحتها:
إذا كان الجواد عديم مال ... ولم يعذر تعلل بالحجاب
أَخْبَرَنِي الأزهري والعتيقي قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سليمان ابن إسحاق بن يعقوب الجلاب قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: خرج العيشي من البصرة إلى بغداد إلى ابن أبي دؤاد يشكو عيسى بن أبان ليعزله عن البصرة- وكان قاضيها- فأمر بعزله، فلما بلغ عيسى بن أبان ذلك وجه إلى ابن ابن أبي دؤاد- يعني أبا الوليد- بثمانين ألفا، فجاء إلى أبيه فقال له: تعزل عيسى بن أبان وهو صديقي، وهو وهو، قال: فلم يتهيأ له في عزله شيء، فرجع العيشي إلى البصرة، قال فكان كل من جاء إليه يسلم عليه ويسأله عن خبره ينشده هذا البيت:
فأبنا سالمين كم بدأنا ... وما خابت غنيمة سالمينا
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد السمناني، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ، حدّثنا أبو بكر الصولي، حَدَّثَنَا محمد بن زكريا قال: حضرت مجلسا فيه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ، وفيه جعفر بن القاسم بن جعفر بن سليمان الهاشمي، فقال لابن عائشة: هاهنا آية نزلت في بني هاشم خصوصا، قال: وما هي؟
قال: قوله: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ
[الزخرف 44] فقال له ابن عائشة: قومه قريش، وهي لنا معكم، قال: بل هي لنا خصوصا، قال: فخذ معها وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُ
[الأنعام 66] قال: فسكت جعفر، فلم يحر جوابا.(10/316)
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: سمعت أبا سلمة ذكر ابن عائشة فقال: سمع علما كثيرا ولكنه أفسد نفسه به.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: سمعتُ أَبَا داود يَقُولُ: كَانَ ابن عائشة طلابة للحديث عالما بالعربية وأيام الناس، لولا ما أفسد نفسه.
وسمعت أبا داود يقول: كان ابن عائشة صدوقا في الحديث.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قال: عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي وهو ابن عائشة صدوق، توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين، وشهدت جنازته وأنا صبي، قرف بالقدر وكان بريئا منه، سمعت محمّد بن عائشة بن أخي ابن عائشة يذكر ذلك، وقال إنما كان له خلق جميل، وكان يتحبب إلى الناس، ويحب المحامد، فكان كل من جاءه لقيه بالبشر، وما كان مذهبه إلا إثبات القدر.
قال أبو يحيى الساجي: وكان سيدا [1] من سادات البصرة غير مدافع عن ذلك، وكان كريما سخيا.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ:
عبيد الله بن عائشة صدوق بصري.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات عبيد الله بن محمد العيشي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: ومات عبيد الله بن محمد العيشي بالبصرة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين، بعد انصرافه من العسكر، وكان يخضب رأسه ولحيته، وقد كتبت عنه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي علي بن محمد قال: حَدَّثَنِي محمد
__________
[1] في تهذيب الكمال: «وكان شيخا من سادات البصرة» .(10/317)
ابن عبد الرحمن المخزومي قال: رأى رجل ابن عائشة التيمي في النوم بعد ما مات فقال: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي بحبي إياه.
5463- عبيد الله بن أحمد بن غالب، مولى الربيع الحاجب:
ولي القضاء بعسكر المهدي في أيام الواثق.
أَخْبَرَنِي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنِي أبو بكر أحمد بن كامل قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن أبي دؤاد على قضاء القضاة في أيام المعتصم، فاستخلف ابنه أبا الوليد على عمله، وكان سعيد بن شعيب على قضاء بغداد من قبله، ثم استقضى بعده عبيد الله بن أحمد بن غالب الذي تنسب إليه سويقة غالب، وكان فيه كبر وتجبر.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وفي هذه السنة- يعني سنة ثمان وعشرين ومائتين- عزل الواثق عبد الرحمن بن إسحاق، وشعيب بن سهل، وولى الحسن بن علي بن الجعد وكان عبد الرحمن علي الغربي، وولى عبد الله بن محمد الخلنجي الشرقية، وولى الجانب الشرقي عبيد الله بن أحمد بن غالب مولى الربيع.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: كان عبيد الله بن أحمد بن غالب فقيها عالما عَلَى مذهب أهل العراق، وكَانَ من أصحاب ابن أبي دؤاد، وهو خال عمر بن غالب، وكان مولده سنة ثمانين ومائة، ولم يحدث بشيء فيما أعلمه.
قلت: ولم يزل على القضاء إلى أن عزله جعفر المتوكل في سنة أربع وثلاثين ومائتين، وكان مذموم الولاية، سيئ السيرة، قبيح الطريقة.
حَدَّثَنِي الحسن بن على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال: وجدت بخط أبي بكر الصولي: وثب عبيد الله بن أحمد بن غالب على مسجد يصلي فيه طائفة من المسلمين فجعله حانوتا يستغله الطفيف، فكتب إليه عتاهية بن أبي العتاهية:
فقدت الذي لم يرع عما ووالدا ... وإن كان مفقودا إذا كان شاهدا
جعلت له ذكرا وإن كان خاملا ... وألزمته وسما على الدهر خالدا
إذا استغلق المعنى علي بسبه ... كفتني مخازيه الفضاح القصائدا
متى يتق الله الذي لا يخافه ... إذا كان يوما يستغل المساجدا؟(10/318)
قال: وله في ابن غالب:
أبكي وأندب بهجة الإسلام ... إذ صرت تقعد مقعد الحكام
إن الحوادث ما علمت كثيرة ... وأراك بعض حوادث الأيام
قال وله فيه:
قل لي وسوف تلوكك الأقوال ... من أين عندك هذه الأموال
اليوم أنت معظم ومبجل ... وغدا بجورك تضرب الأمثال
لم تأت أرملة لتحرز مالها ... إلا وأنت لما لها محتال
تقضي وفوك من المدامة ساطع ... ويميل رأسك عطفك الميال
آل الربيع بني عبدكم طغى ... ما كان يفعل فعله الدجال
قال وله فيه عند عزله:
فضحتك عند الحكم حال تنشر ... والحشر أفضح والقيامة أكبر
ما كنت تحسب أن عزلك كائن ... إن الشقي لآمن ما يحذر
بلغ الكتاب مداه عند بلوغه ... فعرفت ذلك والأمور تؤخر
ليس الأمور إلى العباد وإنها ... لمن السماء تكون حين تقدر
نزل البلاء بغالب وبأهله ... فهم حديث والحديث يخبر
مكر الزمان عليهم بهوانه ... فهوت نجومهم وساء المنظر
5464 عبيد الله بن عمر بن ميسرة، أبو سعيد الجشمي مولاهم المعروف بالقواريري [1] :
بصري سكن بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِها عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد، وأبي عوانة، وعبد الوارث بن سعيد، ومسلم بن خالد، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ومعتمر بن سُلَيْمَان، ويحيى بن سعيد الْقَطَّان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر، وخالد بن الحارث روى عنه أبو قدامة السرخسي، ومحمد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وأبو داود السجستاني، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وأحمد بْن أَبِي خيثمة، والحارث بْن أَبِي أسامة، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وصالح بن محمد جزرة، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
__________
[1] 5464 انظر: تهذيب الكمال 3669 (19/130) . والمنتظم 10/231. وطبقات ابن سعد 7/350.
والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1275. والصغير 2/366. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1547.
وثقات ابن حبان 8/405. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 114. والجمع-(10/319)
أنبأنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عبيد الله بن عمر القواريري.
وحَدَّثَنَا أبو الربيع الزهراني قالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابن أبي مليكة قال: كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول: كلام ربي، كلام ربي.
قال القواريري: كتب عني أبو عبد الله أحمد بن حنبل هذا الحديث في الحبس وحديثا آخر، قال: وكتب عني يحيى بن معين أيضا حديثين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الْقَطِيعِيَّ الشَّاعِرَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الله بن محمد بن عبد العزيز الْبَغَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ يَقُولُ: لم تكن تكاد تَفُوتُنِي صَلاةُ الْعَتَمَةِ فِي جَمَاعَةٍ فَنَزَلَ بِي ضَيْفٌ فَشُغِلْتُ بِهِ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُ الصَّلاةَ فِي قَبَائِلِ الْبَصْرَةِ، فَإِذَا النَّاسُ قَدْ صَلَّوْا. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «صَلاةُ الْجَمِيعِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاةِ الْفَذِّ إِحْدَى [وَعِشْرِينَ] [1] دَرَجَةً، وَرُوِيَ خمسة وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، وَرُوِيَ سَبْعًا وَعِشْرِينَ» [2]
فَانْقَلَبْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَصَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ سَبْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً ثُمَّ رَقَدْتُ، فَرَأَيْتُنِي مَعَ قَوْمٍ رَاكِبِي أَفْرَاسٍ وَأَنَا رَاكِبٌ فَرَسًا كَأَفْرَاسِهِمْ، وَنَحْنُ نَتَجَارَى وَأَفْرَاسُهُمْ تَسْبِقُ فَرَسِي، فَجَعَلْتُ أَضْرِبُهُ لأَلْحَقَهُمْ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ آخِرُهُمْ فَقَالَ: لا تُجْهِدْ فَرَسَكَ فَلَسْتَ بِلاحِقِنَا، قَالَ: فَقُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: لأَنَّا صَلَّيْنَا الْعَتَمَةَ فِي جَمَاعَةٍ.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: في كتابي عن أبي الحسن المحمودي- وأنا شاك في سماعه- قال: سمعت أبا بكر البسطامي يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: لم أر في جميع من رأيت مثل مسدد بالبصرة، والقواريري ببغداد، وصدقة بمرو.
__________
- 1/ترجمة 3030. وأنساب السمعاني 10/255. والمعجم المشتمل، الترجمة 584. والكامل في التاريخ 6/424، 427. وسير أعلام النبلاء 11/442. والعبر 1/422. والكاشف 2/الترجمة 3625. وتذهيب التهذيب 3/20. وتاريخ الإسلام، الورقة 55 (أحمد الثالث 2917/7) ونهاية السول، الورقة 230. وتهذيب التهذيب 7/40- 41. والتقريب 1/537.
وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4582. وشذرات الذهب 2/85.
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/166. وفتح الباري 2/231. وصحيح مسلم، كتاب المساجد باب 42.(10/320)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قال يحيى بن معين:
القواريري ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة.
وأخبرني الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ قَالا: حَدَّثَنَا ابن أبي خيثمة قَالَ: سئل يحيى بن معين عن عبيد الله بن عمر القواريري فقال: ثقة.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: عبيد الله القواريري بصري ثقة، سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قال: عبيد الله بن عمر القواريري من أهل البصرة قدم بغداد فنزلها، وتوفي ببغداد وحضره خلق كثير، ودفن بعسكر المهدي خارج الثلاثة الأبواب، وهو يوم توفي ابن أربع وثمانين سنة.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرني علي ابن مُحَمَّد الحبيبي- بمرو- قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة الْحَافِظ- عَنْ عبيد الله القواريري فقال: ثقة صدوق.
أَخْبَرَنَا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: القواريري أثبت من الزهراني وأشهر، وأعلم بحديث البصرة، وما رأيت أحدا أعلم بحديث البصرة منه، ومن علي بن المديني وإبراهيم بن عرعرة.
وقد سمعت القواريري يقول: ما رأيت أبا الربيع عند حماد بن زيد قط. حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: عبيد الله بن عمر القواريري ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قال: ومات القواريري في سنة خمس وثلاثين.(10/321)
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات أبو سعيد عبيد الله بن عمر القواريري يوم الخميس لاثنتي عشرة يومًا مضين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمّد بن الفراء البصريّ- ببيت المقدس- حَدَّثَنَا أحمد بن الحسين بن جعفر العطار- بمصر- حَدَّثَنَا أبو إسحاق عبد الحميد بن أحمد الورّاق، أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن الورد، حَدَّثَنَا أبو عبد الله إسماعيل بن أبي اليمان الحارثي قال: سمعت حفص بن عمرو الربالي يقول: رأيت عبيد الله بن عمر القواريري في المنام، فقلت ما صنع الله بك؟ قال: فقال: غفر لي وعاتبني، وقال: يا عبيد الله أخذت من هؤلاء القوم؟ وقال: قلت يا رب أنت أحوجتني إليهم، ولو لم تحوجني لم آخذ، قال: فقال لي: إذا قدموا علينا كافأناهم عنك، قال: ثم قال لي:
أما ترضى أن كتبتك في أم الكتاب سعيدا!
5465 عبيد الله بن إدريس النرسي، مولى بني ضبة [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن نعيم بن ميسرة الرازي، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَإسماعيل بْن عَيَّاشٍ، وعباد بن عباد المهلبي. روى عنه أحمد، وعباس بن محمد الدوري، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن إسحاق المدائني، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْد السّلام المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ بن محمّد الحرقي- إملاء- أخبرنا القاسم بن زكريا المقرئ، حدّثنا عبيد الله النرسيّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَبْدُ الله، وعبد الرّحمن» [2] .
أنبأنا محمد بْن جعفر بْن علان، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الكاتب قالا:
حدّثنا مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطبري قال: عبيد الله بن إدريس النرسي من ساكني بغداد، توفي بها في سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان ابنه يخبرني أنه من موالي ضبة.
__________
[1] 5465 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/333.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2833. وسنن النسائي 6/218. وسنن الدارمي 2/294. وسنن أبي داود 4949.(10/322)
5466 عُبَيْد اللَّه بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عبد الرّحمن ابن عوف، أبو الفضل الزهري [1] :
سمع عمه يعقوب، وَروح بْن عبادة. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فِي صحيحه، وَمحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبو الْقَاسِم البغوي، ويحيى بن صاعد، وصالح بن أبي مقاتل، وإسماعيل بْن العباس الوراق، والقاضي المحاملي، وَمُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي- إملاء- حدّثنا عبيد الله بن سعد، حدّثنا عمي، حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ وَيَنْهَى عَنْهَا، وَيُوَاصِلُ وَيَنْهَى عَنِ الْوِصَالِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ فِي ذَلِكَ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يطعمني ربي ويسقيني» [2] .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِيهِ.
ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: عُبَيْد اللَّه بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بغدادي لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات عبيد الله بن سعد الزهري في ذي الحجة سنة ستين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد
__________
[1] 5466 انظر: تهذيب الكمال 3637 (19/46) . والمنتظم 12/161. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1509. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 84. والجمع 1/306. والمعجم المشتمل، الترجمة 581. والكاشف 2/الترجمة 3594. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 16. وتاريخ الإسلام، الورقة 251 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 228. وغاية النهاية 487. وتهذيب التهذيب 7/15، 16. والتقريب 1/533. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4549.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/281، 3/200، 5/413، 6/126. وفتح الباري 13/275. وصحيح مسلم 774.(10/323)
ابن مخلد قال: ومات عبيد الله بن سعد الزهري يوم الجمعة أول يوم من ذي الحجة سنة ستين- يعني ومائتين-.
5467 عبيد الله بن محمد بن النعمان:
حدث عن يحيى بن خليف البصري. روى عنه عباس بن الحسن المخرمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إبراهيم العسال، حدّثنا العبّاس بن الحسن المخرّميّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بغدادي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ» قَالُوا:
وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ» [1] .
5468 عبيد اللَّه بْن جرير بْن جبلة بْن أبي رواد، أبو العباس- وقيل: أبو الحسن- العتكي البصري [2] :
قدم بغداد وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن الحسن القردوسي، ومحمد بن محبوب البناني، وحجاج بن منهال الأنماطي، وأبي سلمة التبوذكي، ومسدد بن مسرهد، وأبي عمر الضرير، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وجعفر بن عبد الله بن مجاشع، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو ذر أحمد بن محمد الباغندي، والقاضي المحاملي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، حدّثنا عبيد الله ابن جرير بن جبلة، حدّثنا الحجّاج بن منهال، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كَانَ إِذَا جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قبل الإقامة.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق السراج قَالَ: أنشدني عبيد الله بن جرير بن جبلة هذه الأبيات:
ما لا يكون فلا يكون بحيلة ... أبدا وما هو كائن سيكون
سيكون ما هو كائن في وقته ... وأخو الجهالة متعب محزون
__________
[1] 5467 انظر الحديث في: مسند أحمد 2/326، 344، 519. وفتح الباري 11/295.
[2] 5468 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/182.(10/324)
أخبرنا الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن مَخْلَد الْعَطَّار قَالَ: مات ابن جبلة- يعني عبيد الله بن جرير- في سنة اثنتين وستين بواسط.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وبواسط- يعني مات- عبيد اللَّه بْن جرير بْن جبلة بْن أبي رواد وذلك في رجب سنة اثنتين وستين- يعني ومائتين- وكان قد بلغ فيما بلغنا أربعا وستين سنة.
5469 عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، أبو زرعة الرازي، مولى عياش بن مطرف القرشي [1] :
سمع خلاد بن يحيى، وأبا نعيم، وقبيصة بن عقبة، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا سلمة التبوذكي، والقعنبي، وأبا عمر الحوضي، وإبراهيم بن موسى الفراء، ويحيى بن بكير المصري.
وكان إماما ربانيا متقنا حافظا، مكثرا صادقا. قدم بغداد غير مرة، وجالس أحمد ابن حنبل وذاكره وحدث فروى عنه من البغداديين إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وَعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، وقاسم بن زكريا المطرز.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق العطّار- بالري- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ دَخَلَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَحَدَّثَهُ، وَرَأَيْتُهُ قَدْ مَجْمَجَ [2] عَلَى حَدِيثٍ كَانَ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عن معمر عن منصور عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا سجد جافى بين جَنْبَيْهِ. وَقَدْ مَجْمَجَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو زُرْعَةَ أي شيء خبر هذا
__________
[1] 5469 انظر: تهذيب الكمال 3660 (19/89- 104) . والمنتظم 12/193. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1543. وثقات ابن حبان 8/407. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 115. والسابق واللاحق 265. والجمع 1/306. والمعجم المشتمل، الترجمة 583. وسير أعلام النبلاء 13/65. وتذكرة الحفاظ 2/557. والكاشف 2/الترجمة 3616. والعبر 2/16، 28، 29، 58. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 18. وتاريخ الإسلام، الورقة 42 (أوقاف 5882) . ونهاية السول، الورقة 229. وتهذيب التهذيب 7/30- 34. والتقريب 1/536.
وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4573. وشذرات الذهب 2/148.
[2] أي: غير الكتاب وأفسده.(10/325)
الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ أَنَّ سُفْيَانَ قَدْ حَدَّثَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو زُرْعَةَ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، الْحَدِيثُ صَحِيحٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبُو زُرْعَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ محمّد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا رِضْوَانُ الْبُخَارِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ.
وَحَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى، حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ. فَقَالَ أَحْمَدُ: هَاتِ الْقَلَمَ إِلَيَّ، فَكَتَبَ صَحَّ، صَحَّ، صح، ثلاث مرات.
حدّثني الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد العكبري قَالَ: سمعت أحمد بن سلمان قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل قال: لما ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بني قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رجاء قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد ابن حنبل يقول: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
أَخْبَرَنِي محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حدّثنا أحمد ابن الحسين القاضي عن بعض شيوخه قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول: قلت لأبي يا أبت من الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا، قلت: من هم يا أبت؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي، والحسن بن شجاع ذاك البلخي.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سمعت أبا زرعة يقول:
كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث، وعن ابن أبي شيبة عبد الله مائة ألف حديث.(10/326)
أَخْبَرَنِي أَبُو زرعة روح بْن مُحَمَّد الرازي- إجازة شافهني بها- أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: قلت لأبي زرعة: تحزر ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف؟ قال: مائة ألف كثير، قلت فخمسين ألفا، قال نعم، وستين ألفا، وسبعين ألفا. أَخْبَرَنِي من عد كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قَالَ: حَدَّثَنَا صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: حدّثني سلمة ابن شبيب، حَدَّثَنِي الحسن بن محمد بن أعين، حَدَّثَنَا زهير بن معاوية قال: حدثتنا أم عمرو بنت شمر قالت: سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيس عين) يريد حور عين.
قال: صالح ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي متعجبا. وقال: أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث، قلت فتحفظ هذا؟ قال: لا.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، حَدَّثَنَا أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني قال: سمعت أبا عبد الله عمر بن محمد بن إسحاق العطار يقول:
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه ولا أحفظ من أبي زرعة.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- بمصر- قال: سمعت أبا حفص عمر بن مقلاص يقول: كان أبو زرعة هاهنا عندنا بمصر- سنة تسع وعشرين ومائتين- إذا فرغ من سماع ابن بكير وعمرو بن خالد والشيوخ، اجتمع إليه أصحاب الحديث، فيملي عليهم وهو ابن سبع وعشرين سنة.
وقال عبد الله: سمعت يزيد بن عبد الصمد يقول: قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال: فقال لي: قد جعلتك.
قال عبد الله: سمعت محمد بن عوف يقول: قدم علينا أبو زرعة فما ندري مما يتعجب منه؟! مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة، مع الفهم الواسع. قال محمد:
قال لي أبو زرعة: ولدت سنة مائتين.(10/327)
أخبرنا أبو زرعة الرّازيّ- إجازة- أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: سمعت أبا زرعة يقول: أردت الخروج من مصر، فجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت: تأمر بشيء؟ فقال: أخلف الله علينا بخير.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ الحافظ، أخبرنا عبد الرّحمن بن حمدان المرزبان قال: قال أبو حاتم الرازي:
إذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بن عثمان التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ الْمَيَانِجِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله أحمد ابن طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ- بِالْمَيَانِجِ- يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ فَصِرْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يُحَدِّثُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَجْلِسٍ جَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاق عَنْ عاصم بن عمر عن قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا من رجل يموت له ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسُّهُ النَّارُ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ»
فَقُلْتُ لِلْمُسْتَمْلِي: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، إِنَّمَا هَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
فَقَالَ لَهُ: فَرَجَعَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. قال: وذكر في هذا المجلس أيضا فقال: حَدَّثَنَا ابن أبي غنية عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن نافع ابن جبير عن أبيه أنه قال: لا حلف في الإسلام، قال: فقلت هذا وهم، وهم فيه إسحاق بن سليمان، وإنما هو سعد ابن إبراهيم عن أبيه عن جبير، قال: من يقول هذا؟ قلت: حَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى الفراء، حَدَّثَنَا ابن أبي غنية عن أبيه عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جبير، قال فغضب ثم قال لي: ما تقول فيمن جعل الأذان مكان الإقامة؟ قلت يعيد، قال: من قال هذا؟ قلت: الشعبي. قال: من عن الشعبي؟ قلت: حَدَّثَنَا قبيصة عن سفيان عن جابر عن الشعبي، قال: ومن غير هذا؟ قلت: إبراهيم قال من عن إبراهيم؟ قلت:
حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا منصور بن أبي الأسود عن مغيرة عن إبراهيم قال: أخطأت، قلت: حَدَّثَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا جعفر الأحمر عن مغيره عن إبراهيم، قال: أخطأت، قلت: حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا أبو كدينة عن مغيرة عن إبراهيم، قال: أصبت. قال أبو زرعة: كتبت هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي نعيم فما طالعتها منذ كتبتها فاشتبه علي،(10/328)
ثم قال: وأي شيء غير هذا؟ قلت معاذ بن هشام عن أشعث عن الحسن، قال: هذا سرقته مني- وصدق- كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني- قراءة- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سمعت محمد بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت فضلك الصائغ يقول [1] : دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب، فخرج إلي شيخ مخضوب، وكنت أنا ناعسا فحركني فقال: يا مردريك [2] من أين أنت؟ لأي شيء تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري، من بعض شاكردي أبي زرعة، فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! لقيت مالك بن أنس وغيره، فما رأت عيناي مثله، وقال أيضا: سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت على الربيع بمصر فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الري- أصلحك الله- من بعض شاكردي أبو زرعة فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! إن أبا زرعة آية، وإن الله إذا جعل إنسانا آية أبان من شكله حتى لا يكون له ثان.
حَدَّثَنَا أبو طالب الدسكري، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- قاضي الرملة بمصر- قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى سنة تسع وخمسين ومائتين يقول- وذكر أبا زرعة الرازي- فقال: أبو زرعة آية، وإذا أراد الله أن يجعل عبدا من عباده آية جعله.
أَخْبَرَنِي أبو زرعة الرازي- إجازة- أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم، والفضل بن العباس المعروف بالصائغ، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمد بن مسلم حديثا فأنكر فضل الصائغ. فقال: يا أبا عبد الله ليس هكذا هو. فقال: كيف هو؟ فذكر رواية أخرى، فقال محمد بن مسلم: بل الصحيح ما قلت، والخطأ ما قلت، قال فضلك: فأبو زرعة الحاكم بيننا، فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة: إيش تقول أينا المخطئ؟ فسكت أبو زرعة ولم يجب، فقال محمد بن مسلم: مالك سكت تكلم فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد بن مسلم، وقال: لا أعرف لسكوتك معنى، إن كنت أنا المخطئ فأخبر، وإن كان هو المخطئ فأخبر، فقال: هاتوا أبو القاسم ابن أخي، فدعى به، فقال: اذهب فادخل بيت الكتب، فدع القمطر الأول، والقمطر الثاني، والقمطر
__________
[1] انظر الخبر في تهذيب الكمال 3660.
[2] مردريك وشاكردي: مرد: الشاب أو الفتى. وشاكردي: تلميذ.(10/329)
الثالث، وعد ستة عشر جزءا، وائتني بالجزء السابع عشر، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه، فأخذه أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم، فقراه محمد بن مسلم فقال: نعم غلطنا فكان ماذا؟! وقال عبد الرحمن: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت من بعض المشايخ أحاديث فسألني رجل من أصحاب الحديث، فأعطيته كتابي، فرد علي الكتاب بعد ستة أشهر، فأنظر في الكتاب فإذا أنه قد غير في سبعة مواضع، قال: أبو زرعة فأخذت الكتاب وصرت إلى عنده فقلت له، ألا تتقي الله تفعل مثل هذا؟ قال أبو زرعة: فأوقفته على موضع وأخبرته وقلت له: أما هذا الذي غيرت فإن هذا الذي جعلت ابن أبي فديك فإنه عن أبي ضمرة مشهور، وليس هذا من حديث ابن أبي فديك، وأما هذا فإنه كذا وكذا، فإنه لا يجيء عن فلان، وإنما هو كذا، وأما كذا وكذا فلم أزل أخبره حتى أوقفته على كله، ثم قال: أما إني قد حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي انتخبت على الشيخ، ولو لم أحفظه لكان لا يخفى علي مثل هذا، فاتق الله يا رجل. فقلت له: من ذلك الرجل الذي فعل هذا؟ فأبَى أن يسميه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الحضرمي قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أبي شيبة. وقيل له: من أحفظ من رأيت؟ قال: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرازي.
كتب إلى أَبُو حاتم أَحْمَد بن الْحَسَن بن مُحَمَّد بن خاموش الواعظ- من الري بخطه- قال: سمعت أحمد بن الحسن بن محمد العطار يذكر عن محمد بن أحمد ابن جعفر الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليمان التستري قال:
سمعت أبا زرعة يقول: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو.
قال: وسمعت أبا زرعة يقول: ما سمعت أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي، وإني كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد المقرئ الفقيه الواعظ يَقُولُ: سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثقفي يقول: لما انصرف(10/330)
قتيبة بن سعيد إلى الري سالوه أن يحدثهم فامتنع، وقال: أحدثكم بعد أن حضر مجالسي أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي بن المديني، وَأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَأبو خيثمة؟! قالوا له: فإن عندنا غلاما يسرد كل ما حدثت به مجلسا مجلسا، قم يا أبا زرعة، فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة، فحدثهم قتيبة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري- لفظا- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدويه الحافظ قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الرازي يَقُولُ:
سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مسلم بن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور، فقال رجل من أهل العراق سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى- يعني أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف.
أخبرنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعت الحسن بن عثمان التستري يقول: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- لفظا بِأَصْبَهَانَ- وأَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- لفظا بحلوان- قال يحيى: حدّثنا، وقال الآخر: أنبأنا- أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- بمصر- قال: سمعت محمد بن إسحاق الصاغاني يقول- في حديث ذكره من حديث الكوفة فقال: هذا أفادنيه أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، فقال له بعض من حضر: يا أبا بكر أبو زرعة من أولئك الحفاظ الذين رأيتهم؟ وذكر جماعة من الحفاظ، منهم الفلاس. فقال: أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن بحر، حدّثنا محمّد بن الهيثم بن علي النسوي قال: لما أن قدم حمدون البرذعي على أبي زرعة لكتابة الحديث، دخل عليه فرأى في داره أواني وفرشا كثيرا، قال، وكان ذلك لأخيه فهم أن يرجع ولا يكتب عنه، فلما كان من الليل رأى كأنه على شط بركة، ورأى ظل شخص في الماء، فقال: أنت الذي زهدت في أبي زرعة؟! أعلمت أن أحمد بن حنبل كان من الأبدال، فلما أن مات أبدل الله مكانه أبا زرعة.(10/331)
أخبرنا الماليني، أخبرنا عبد الله بن عديّ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن سليمان القطان، حدّثنا أبو حاتم الرّازيّ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بن يزيد القرشي، وما خلف بعده مثله علما وفهما، وصيانة وحذقا، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم من هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
وقال ابن عدي: سمعت عبد الملك بن محمد يقول: سمعت ابن خراش يقول:
كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه فأذاكره، فبكرت فمررت بأبي حاتم وهو قاعد وحده، فدعاني فأجلسني معه يذاكرني حتى أصبح النهار، فقلت له بيني وبين أبي زرعة موعد، فجئت إلى أبي زرعة والناس عليه منكبون، فقال لي: تأخرت عن الموعد؟ قلت: بكرت فمررت بهذا المستوحش فدعاني فرحمته لوحدته، وهو أعلى إسنادا منك، وضربت أنت بالدست. أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بن عبد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا صالح ابن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ قَالَ: سمعت القاسم بْن أَبِي صالح يَقُولُ: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: أبو زرعة إمام.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ رازي ثقة.
أخبرنا الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ أبا يعلى الموصلي يقول: ما سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته، إلا أبو زرعة الرازي فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه، [وكان لا يرى أحدا ممن هو دونه في الحفظ أنه أعرف منه،] [1] وكان قد جمع حفظ الأبواب، والشيوخ، والتفسير، وغير ذلك، وكتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف.
أَخْبَرَنَا هناد بن هارون النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- أَخْبَرَنَا أبو الأزهر ناصر بن محمد بن النّصر الأسديّ- بكرمينية-
__________
[1] ما بين المعقوفتين ليست في الأصل وأضفناها من تهذيب الكمال 19/95.(10/332)
قال: سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يقول: رحلت إلى البصرة للقاء المشايخ أبي الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد، وسائر المشايخ، فبينا نحن قعود في السفينة إذا أنا برجل يسأل رجلا فقال: ما تقول- رحمك الله- في رجل حلف بطلاق امرأته ثلاثا أنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فأطرق رأسه مليا ثم رفع فقال: اذهب يا هذا وأنت بار في يمينك، ولا تعد إلى مثل هذا، فقلت: من الرجل؟ فقيل لي أبو زرعة الرازي، كان ينحدر معنا إلى البصرة.
أخبرنا الماليني، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن عدي قَالَ: سمعت أبي عدي بن عبد الله يقول:
كنت بالري- وأنا غلام في البزازين، فحلف رجل بطلاق امرأته أن أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة بسبب هذا الرجل هل طلقت امرأته أم لا؟ فذهبت معهم فذكر لأبي زرعة ما ذكر الرجل، فقال ما حمله على ذلك؟ فقبل له قد جرى الآن منه ذلك، فقال أبو زرعة: قل له يمسك امرأته فإنها لم تطلق عليه، أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني- لفظا- قَالَ: سمعت محمد بن إسحاق بن منده الحافظ يقول: سمعت أبا العباس محمد بن جعفر بن حمكويه الرازي يقول: سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث؟ فقال: لا، ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان قل هو الله أحد، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري الحافظ- بالري- أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن شَاذَانَ الرَّازِيّ- بِنَيْسَابُورَ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جعفر التستري يقول: حضرنا أبا زرعة- يعني الرّازيّ- بما شهران وَكَانَ فِي السَّوْقِ، وَعِنْدَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَذَكَرُوا حَدِيثَ التَّلْقِينِ وَقَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ [1] » قَالَ:
فاستحيوا من أبي زرعة وهابوه أَنْ يُلَقِّنُوهُ. فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَذْكُرُ الْحَدِيثَ. فَقَالَ محمّد ابن مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحٍ، وَجَعَلَ يَقُولُ وَلَمْ يُجَاوِزْ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحٍ وَلَمْ يُجَاوِزْ، وَالْبَاقُونَ سَكَتُوا فقال أبو زرعة- وهو في السّوق-:
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجنائز باب 1.(10/333)
حدّثنا بندار، حدّثنا أبو عاصم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [1]
وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
كتب عني هذا الخبر أبو بكر البرقاني، والقاضي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم التنوخي، وأَحْمَد بن محمد العتيقي، وغيرهم من الشيوخ.
حَدَّثَنَا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أبو سعيد بن يونس قال: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ الرازي نسبوه في قريش، وكانت وفاته بالري آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وبالري- يعني مات- أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين، كان مولده سنة مائتين، فمات وقد بلغ أربعا وستين سنة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمُرِّيُّ- مِنْ دِمَشْقَ- أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْحِمْصِيَّ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- بِأَرْدَبِيلَ- يَقُولُ: اشْتَهَيْتُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي، فَدَخَلْتُ الرَّيَّ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ يُصَلِّي فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا بِالْمَلائِكَةِ، فَقُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ؟ قَالَ: نَعَمْ! قُلْتُ: بِمَ نِلْتَ هَذَا؟ قَالَ: كَتَبْتُ بِيَدِي أَلْفَ أَلْفِ حَدِيثٍ، أَقُولُ فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» [2] .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت له ما حالك يا أبا زرعة؟ قال: أحمد الله على الأحوال كلها، إني أحضرت فوقفت بين يدي الله تعالى، فقال لي يا عبيد الله بم تذرعت في القول في عبادي؟
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3116. ومسند أحمد 5/233، 247. والمستدرك 1/351، 500. وصحيح ابن حبان 719، 769.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الصّلاة 70. وفتح الباري 11/167.(10/334)
قلت: يا رب انهم خاذلوا دينك، فقال صدقت، ثم أتى بطاهر الحلقاني فاستعديت عليه إلى ربي تعالى فضرب الحد مائة، ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه، بأبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله، سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وأحمد بن محمّد بن حنبل.
أَخْبَرَنِي أبو الفتح عبد الواحد بن أبي أحمد بن علوس رفيقي بنيسابور، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الهمذاني- بها- حدثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، حدّثنا الحسن بن عثمان، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد- أبو العباس المرادي- قال: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت: يا أبا زرعة ما فعل الله بك؟ فقال: لقيت ربي تعالى فقال لي: يا أبا زرعة إني أوتي بالطفل فآمر به إلى الجنة، فكيف بمن حفظ السنن عن عبادي؟! تبوأ من الجنة حيث شئت.
5470- عبيد الله بن إسماعيل البغدادي، والد أبي بكر الفرائضي:
روى عن محمد بن سابق، وأبي عبد الرّحمن المقرئ، وعفان، ومعاوية بن عمرو، وأبي عبيد القاسم بن سلام.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وَقَالَ: سمعت منه بالري وهو صدوق.
5471 عبيد الله بن النعمان، أبو عمرو المنقري الدلال [1] :
أحسبه من أَهْل الْبَصْرَة سكن بَغْدَاد وَحدث بها عن أبي عاصم النبيل، وسعيد بن سلام العطار. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، وعلي بن إسحاق المادراني.
أخبرنا أبو عمر بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا عبيد الله بن النّعمان، حدّثنا سعيد بن سلام، حدّثنا ابن أبي روّاد، حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، فَنَثَرُوا عَلَى رَأْسِهِ تَمْرَ عَجْوَةٍ.
5472 عبيد الله بن عمران بن خلف، البغدادي:
حدث عن عفان بن مسلم، وعبيد الله القواريري. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ الهرويّ ساكن دمشق.
__________
[1] 5471 الدلال: هذه الحرفة لمن يتوسط بين الناس في البياعات وينادى على السلعة من كل جنس (الأنساب 5/385) .(10/335)
5473 عبيد الله بن محمد الصابوني [1] ، ويقال الزيات:
حكى عن أبي شعيب صاحب معروف الكرخي. روى عنه محمد بن مخلد.
5474 عبيد الله بن عبد الله، أبو عبد الرحمن الحداد النيسابوري:
نزل بغداد وحدث بِهَا عَن يَحْيَى بْن يحيى التميمي، وإسحاق بن راهويه، وأحمد ابن حنبل، وسعيد بن محمد الجرمي، وسليمان بن سلمة الخبائري، ويحيى بن عثمان الحمصي، وأيوب بن محمد الرقي، وأحمد بن صالح، وأبي الطّاهر بن سرح المصريين، وغيرهم. روى عنه أبو حامد بن الشرقي النيسابوري، ومحمّد بن عبد الله ابن أحمد الصفار الأصبهاني.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الصّفّار، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الله النّيسابوريّ- ببغداد- حدّثنا يحيى بن يحيى، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ. قَالَ: أَوَّلُ مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «من ينح عليه يعذب بما ينح عَلَيْهِ» [2] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرأنا على أبي محمد بن زياد حدثكم عبد الله بن محمّد بن شيرويه، حدّثنا إسحاق، أخبرنا وكيع، حَدَّثَنَا سعيد بن عبيد الطائي، ومحمد بن قيس الأسدي مثله.
5475 عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك بن مغيرة، وأبو القاسم العدوي المعروف بابن اليزيدي:
سمع مُحَمَّد بْن منصور الطوسي، وعبد الرحمن ابْن أخي الأصمعي، وروى عن عمه إبراهيم بن يحيى، وأخيه أحمد بن محمد، عن جده أَبِي مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ العلاء حروفه في القرآن. حدث عنه ابن أخيه محمد بن العباس اليزيدي، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وغيرهما وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ- بِأَصْبَهَانَ-
__________
[1] 5473 الصابوني: هذه النسبة إلى عمل «الصابون» وبيت كبير بنيسابور «الصابونية» (الأنساب 8/5) .
[2] 5474 انظر الحديث في: مسند أحمد 2/61، 4/245، 252، 255. ومشكاة المصابيح 1740.(10/336)
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي محمد اليزيدي- أبو القاسم البغداديّ النّحويّ- حدّثنا محمّد بن منصور الطّوسيّ، حدّثنا يونس بن محمّد المؤدّب، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ» [1] .
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ حَمَّادٍ إِلا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد- أَبُو الْقَاسِم اليزيدي- حدّثني إبراهيم بن أبي محمّد، حدّثني أبي.
قال: كنت عند عمرو بن العلاء في مجلس إبراهيم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ بن علي بن أبي طالب، فسأل عن رجل من أصحابه فقده، فقال لبعض من حضره:
اذهب فاسأل عنه، فرجع فقال: تركته يريد أن يموت، فضحك منه بعض القوم وقال:
في الدنيا انسان يريد أن يموت؟ فقال إبراهيم: لقد ضحكتم منها عربية، إن يريد في معنى يكاد، قال الله تعالى: جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ
[الكهف 77] أي يكاد، قال فقال أبو عمرو: لا نزال بخير ما كان فينا مثلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: عبيد الله بن محمد بن يحيى أبو القاسم كان اليزيدي جده، كتب عنه الحروف وشيء من اللغة، والنزر من الحديث في أضعاف الكتب.
مات في المحرم سنة أربع وثمانين- يعني ومائتين-.
5476- عُبَيْد اللَّه بْنِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي:
كان الإمام في جامع الرصافة، وإليه الحسبة ببغداد، وحدث شيئا يسيرا عن نصر ابن علي الجهضمي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العبّاس- وأنا أسمع- قال: وعبيد الله بن علي بن الحسن أبو العباس الهاشمي الإمام- كتب عنه الحروف عن نصر بن علي، وشيء من الحديث، مات لسبع خلون من صفر سنة أربع وثمانين؛ يعني ومائتين.
__________
[1] 5475 انظر الحديث في: سنن النسائي، كتاب الفرع والعتيرة باب 4. وسنن الترمذي 1728.
وسنن ابن ماجة 3609. ومسند أحمد 1/219، 270، 343، وسنن الدارمي 2/85.(10/337)
5477 عبيد الله بن أحمد بن منصور، أبو محمد الكسائي [1] ، مولى بني هاشم:
من أهل همذان. سمع محمد بن خليد الحنفي، وزكريا بن عمر الدشتي، وعلي ابن جعفر الأحمر، وعلي بن محمد الطنافسي. وأبا خيثمة زهير بن حرب، ونحوهم.
وقدم بغداد وَحَدَّثَ بها. فرَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، وَمُحَمَّد بْن مخلد، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الباقي بن قانع القاضي.
حدّثنا عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد بْن نَصْرٍ السُّتُورِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ. قَالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النجاد، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الكسائيّ، حدّثنا حارث بن عبد الله، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْخِلُ عَلَيَّ وَأَنَا أَلْعَبُ بِاللُّعَبِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا أبو الفضل صالح ابن أحمد الحافظ- في كتاب طبقات الهمذانيين- قال: عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي أبو محمد روى عن أبي خيثمة زهير بن حرب، وأبي هشام الرفاعي، والفضل بن الصباح، والحارث بن عبد الله، وسلمة بن شبيب، حَدَّثَنَا عنه أحمد بن محمد يعني المقرئ محله الصدق.
5478 عبيد الله بن عَبْد الرَّحْمَن بن واقد، أبو شبيل بن أبي مسلم الواقدي:
حدث عن أبيه، وعن إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن يَحْيَى الأزدي. روى عنه أَبُو بَكْر بْن الأنباري النحوي، وأبو عمرو بن السماك. وأحمد بن كامل القاضي، وأبو طالب بن البهلول التنوخي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ الحسين الخفّاف، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إِسْحَاق بْن البهلول القاضي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي يُوسُفَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ
__________
[1] 5477 الكسائي: هذه النسبة لجماعة من المشاهير ببيع الكساء أو نسجه أو الاشتمال به ولبسه (الأنساب 10/419) .(10/338)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَتُهُ لَهُ قِرَاءَةٌ» [1] .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا عبد الباقي بن نافع: أن أبا شبيل بن واقد مات في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
قَالَ غيره: مات يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي القعدة.
5479 عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر بْن الحسين بن مصعب بن رزيق، أبو أحمد الخزاعي [2] :
وهو أخو مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن طاهر، ولي إمارة بغداد وحدث عن أبي الصلت الهروي، والزبير بن بكار الزبيري. روى عنه محمد بْن يَحْيَى الصولي، وَعمر بْن الْحَسَن الأشناني، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهم. وكان فاضلا أديبا، شاعرا فصيحا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ- بِهَا- أخبرنا سليمان بن أحمد ابن أيّوب الطبراني، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاهر، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حدّثنا يحيى بن أبي قتيلة، حدّثنا عبد الخالق بن أبي حازم، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» [3] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: لا يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ الزُّبَيْرُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدّقّاق، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب. قَالَ: أنشدني المظفر بن يحيى للبحتري يمدح عبيد الله لما قدم من خراسان من قصيدة قال:
لقد سرني أن المكارم أصبحت ... تحط إلى أرض العراق حمولها
مجيء عبيد الله من شرق أرضه ... سرى الديمة الوطفاء هبت قبولها
مسير تلقى الأرض منه ربيعها ... وينهج عنه حزنها وسهولها
وأبيض من آل الحسين يرده ... إلى المجد أعراق يهدى دليلها
__________
[1] 5478 انظر الحديث في: مسند أحمد 3/339. والسنن الكبرى للبيهقي 2/160، 161.
[2] 5479 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/135. والبداية والنهاية 11/119. والأغاني 9/39. ووفيات الأعيان 12/122. والديارات 71/79.
[3] انظر الحديث في: المعجم الكبير 12/338. والصغير 1/240. والأدب المفرد 416.(10/339)
أضاءت لنا بغداد بعد ظلامها ... فعاد ضحى إمساؤها وأصيلها
مقامات حكم ما يوازن قدرها ... وساعات جود ما يطاع عذولها
كأنهم عند استلام ركابه ... عصائب عند البيت حان قفولها
يجلون مأمولا مخوفا لنائل ... يواليه، أو صولات بأس يصولها
أبا أحمد- والحمد رهن مآثر- ... تؤثلها أو عارفات تنيلها
وصلت بك الحاجات جمعا وإنما ... بطول جليل القوم يقضي جليلها
أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل، حَدَّثَنَا محمد بن عمران بن موسى المرزباني أنبأنا محمد بن يحيى. قَالَ: أنشدني عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر لنفسه:
حق التنائي بين أهل الهوى ... تكاتب يسخن عين النوى
وفي التداني- لا انقضى عمره- ... تزاور يشفى غليل الجوى
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن محمّد الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي سهل بن عاصم الحلواني، حَدَّثَنَا أبو الحسن عَلِيّ بْن هَارُون بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن أبي منصور قال: كان أبي نازلا في جوار عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر فانتقل عنه إلى دار ابتاعها بنهر المهدي وهي دار إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فكتب إليه عبيد الله متوحشا:
يا من تحول عنا، وهو يألفنا ... بعدت جدا فلأيا صرت تلقانا
واعلم بأنك إذ بدلت جيرتنا ... بدلت جارا وما بدلت إخوانا
فأجابه هارون بن علي:
بعدت عنكم بداري دون خالصتي ... ومحض ودي، وعهدي كالذي كانا
وما تبدلت مذ فارقت قربكم ... إلا هموما أعاينها وأحزانا
وهل يسر بسكنى داره أحد ... وليس أحبابه للدار جيرانا
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا محمّد بن الحسن الهاشميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن بَشَّار الأنباري. قَالَ: أنشدني إبراهيم بن عبد الله الوراق لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
ألا أيها الدهر الذي قد مللته ... لتخليطه، هلا مللت حياتي؟
فقد- وجلال الله- حببت دائبا ... إلي- على بغض الوفاة- وفاتي
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطِّيبِيُّ- مؤدبي- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ(10/340)
زِنْجِيٍّ الْكَاتِبُ. قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رُشَيْدٍ الْكَاتِبُ: حَمَلَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ فِي وَقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ بَرًّا وَاسِعًا إِلَى أَبِي أَحْمَدَ عُبَيْدِ اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طَاهِر، وَأَوْصَلْتُهُ إِلَيْهِ وَوَجَدْتُهُ عَلَى فَاقَةٍ شديدة، فقبله وكتب إليه:
أَيَادِيكَ عِنْدِي مُعَظَّمَاتٌ جَلائِلُ ... طِوَالُ الْمَدَى شُكْرِي لَهُنَّ قَصِيرُ
فَإِنْ كُنْتَ عَنْ شُكْرِي غَنِيًّا فَإِنَّنِي ... إِلَى شُكْرِ مَا أَوْلَيْتَنِي لَفَقِيرُ
قَالَ فَقُلْتُ: هَذَا- أَعَزَّ اللَّهُ الأَمِيرَ- حَسَنٌ. قَالَ: أَحْسَنُ مِنْهُ مَا سَرَقْتُهُ مِنْهُ فَقُلْتُ وَمَا هو؟ قال: حديثان.
قال: حدّثني بهما أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ بِخُرَاسَانَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرَّضِيِّ عَنْ آبَائِهِ.
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْرَعُ الذُّنُوبِ عُقُوبَةً كُفْرَانُ النِّعَمِ» وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يُؤْتَى بِعَبْدٍ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى فَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ لِمَ أَمَرْتَ بِي إِلَى النَّارِ؟ فَيَقُولُ لأَنَّكَ لَمْ تَشْكُرْ نِعْمَتِي، فَيَقُولُ أَيْ رب أنعمت على بكذا فشكرت، وكذا، فَلا يَزَالُ يُحْصِي النِّعَمَ وَيُعَدِّدُ الشُّكْرَ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى صَدَقْتَ عَبْدِي، إِلا أَنَّكَ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْكَ بِهَا عَلَى يَدَيْهِ، وَقَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَلا أَقْبَلَ شُكْرَ عَبْدٍ عَلَى نِعْمَةٍ أَنْعَمْتُهَا عَلَيْهِ أَوْ يَشْكُرَ مَنْ أَنْعَمْتُ بِهَا عَلَى يَدَيْهِ» .
قال فانصرفت بالخبر إلى أبي الحسن وهو في مجلس أخيه أبي العباس أحمد بن محمد، وذكرت ما جرى، فاستحسن أبو العباس ما ذكرته، وردني إلى عبيد الله ببر واسع أوسع من بر أخيه، فأوصلته إليه فقبله، وكتب إليه:
شكريك معقود بإيماني ... حكم في سري وإعلاني
عقد ضمير وفم ناطق ... وفعل أعضاء وأركان
قال: فَقُلْتُ هَذَا- أَعَزَّ اللَّهُ الأَمِيرَ- أَحْسَنُ مِنَ الأَوَّلِ، فَقَالَ: أَحْسَنُ مِنْهُ مَا سَرَقْتُهُ مِنْهُ. قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ بِخُرَاسَانَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرَّضِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جعفر الكاظم، عَنِ الصَّادِقِ، عَنِ الْبَاقِرِ، عَنِ السَّجَّادِ، عَنِ السِّبْطِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإِيمَانُ عَقْدٌ بِالْقَلْبِ، وَنُطْقٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ» [1] قال: فعدت إلى أبي العباس فحدثته
__________
[1] انظر الحديث في: كشف الخفا 1/21. وتذكرة الموضوعات 11. وإتحاف السادة المتقين 9/152.(10/341)
بالحديث، وكان في مجلسه ابن راهويه المتفقه. فقال: ما هذا الإسناد؟ قال ابن رشيد فقلت له: سعوط الشيلشا [1] الذي إذا سعط به المجنون برأ وصح.
قلت: روى غير ابن زنجي هذا الخبر عن ابن رشيد، فذكر في آخره، عن أبي أحمد ابن طاهر أن إسحاق بن راهويه سأل أبا الصّلت، عن إسناد الحديث وذاك أشبه، ويحتمل أن يكون ابن راهويه الذي ذكر ابن رشيد كونه في مجلس ابن الفرات، محمد ابن إسحاق بن راهويه، فالله أعلم.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة. قَالَ: توفي عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر سنة ثلاثمائة، وكان مولده سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
فقال لي هلال ابن المحسن: مات أبو أحمد عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر ليلة يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلاثمائة.
5480 عبيد الله بن منصور، الصباغ:
نزل دمشق وحدث بها عن محمد بْن عباد المكي. روى عنه مُحَمَّد بْن هارون بْن شعيب الأنصاري.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْصُورٍ الصَّبَّاغُ الْبَغْدَادِيُّ- في سوق أم حكيم- حدّثنا محمّد بن عباد المكي، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ وَمُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ بَنُو عُيَيْنَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وسُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ» [2] .
5481- عُبَيْد اللَّه بن يحيى بن سليم، أبو محمد البزاز:
كان ينزل بالجانب الشرقي في سيب القاضي، وحدث عن الزبير بن بكار، ومحمد بن حسان الأزرق، وإسحاق بن إبراهيم البغوي، وإبراهيم بن محشر، وطاهر ابن خالد بن نزار، وَعلي بْن الْحُسَيْن بْن إشكاب، وَعبد اللَّه بن أيّوب المخرّميّ،
__________
[1] الشليش: كلمة تطلق على من يقوم بأمر المجنون بلغة أهل جلب للآن (من هامش المطبوعة) .
[2] 5480 انظر الحديث في: سنن أبي داود 3820. وسنن الترمذي 1839، 1840، 1842.
وسنن النسائي، كتاب الإيمان باب 21. وسنن ابن ماجة 3316، 3317، 3318. ومسند أحمد 3/301، 304، 353، 371، 389، 390. وفتح الباري 10/500.(10/342)
وأيوب بن الوليد الضرير، وعلي بن حرب الطائي، ومحمد بن سنان القزاز. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر، وعبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرقيان، وغيرهما أحاديث مستقيمة.
أخبرنا البرقاني، حَدَّثَنَا أبو الحسين محمد بن محمد الحجاجي، أَخْبَرَنَا عبيد الله بن سليم البزاز- ببغداد- قال البرقاني: وسالت الحجاجي عنه فقال: صدوق.
5482- عبيد الله بن محمد بن مسعر، المسعري البغداديّ [1] :
حدث عَنْ عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري. رَوَى عنه أبو زيد الحسين بن الحسن بن عامر الْكُوفِيُّ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطيّ، حدّثنا أبو زيد بن عامر، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن مسعر المسعريّ البغداديّ- في سنة سبع وثلاثمائة- حَدَّثَنَا عباس بن محمد قال: سمعت عفان- بالبصرة- يقول: ما سمعت من حماد بن سلمة حديثا إلا أتيته إلى منزله حتى أقرأه عليه.
5483 عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين، أبو العباس البزاز:
سمع بشر بن الوليد الكندي، وإسحاق بن إسرائيل. وعمرو بن عبد الله الأودي، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن أبان الْكُوفيّ، وعبد الملك بن عبد ربه الطائي، ومحمد بن إسحاق الأحمسي، وأبا الأشعث العجلي، والحسن بن عرفة العبدي. روى عنه أبو الحسين بن المنادى، وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، وأبو الحسين بن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وغيرهم.
وذكر أبو الحسن الدارقطني أنه لين في الرواية.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ:
وَجدت فِي كتاب أَخِي بخطه: مات أَبُو العباس بن أعين البزاز في يوم الجمعة السادس عشر من شهر رمضان سنة تسع وثلاثمائة.
5484- عبيد الله بن الحسين بن موسى بن معاوية، أبو محمد يعرف بابن الخشاب:
سكن مصر وحدث بها.
__________
[1] 5483 انظر: ميزان الاعتدال 3/الترجمة 5350.(10/343)
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدّثنا عبد الواحد ابن محمّد بن مسرور، حَدَّثَنَا أبو سعيد بن يونس. قال: عبيد الله بن الحسين بن موسى بن معاوية يكنى أبا محمد يعرف بابن الخشاب، بغدادي قدم مصر وحدث بها، عن علي بن مسلم الطوسي، ويوسف بن موسى القطان، وغيرهما وكان ثقة.
توفي في يوم الاثنين لسبع بقين من رجب سنة عشر وثلاثمائة.
5485 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ، أبو العباس الصيرفي، يعرف بابن الدمكان:
حدث عن داود بن صغير، وعبد الأعلى بْن حماد، وأبي عمار الحسين بن حريث، ومحمد بن سليمان لوين، وأبي هشام الرفاعي. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، وعبيد الله بن أبي سمرة، وعلي بْن عُمَر السكري، وغيرهم وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ المظفر السّرّاج، أخبرنا علي بن عمر السّكّري، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ- أَبُو يَحْيَى- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَاحِدٌ، وَأَنَا فِي الأَرْضِ وَاحِدٌ أعبدك» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ:
وَجدت في كتاب أخي: مات أبو العبّاس الدمكان لتسع عشرة خلت من رجب يوم الثلاثاء في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
5486- عبيد الله بن علي بن إبراهيم بْن الْحَسَن بْن عُبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن علي بْن أَبِي طالب، أَبُو علي العلوي:
سكن مصر وحدث بها.
حدّثنا الصوري، حدّثنا الأزديّ، حدّثنا ابن مسرور، حَدَّثَنَا أبو سعيد بن يونس.
قال: عبيد الله بن علي بن إبراهيم بْن الْحَسَن بْن عُبيد اللَّه بْن الْعَبَّاس بن علي بن أبي
__________
[1] 5485 انظر الحديث في: مجمع الزوائد 8/201. وحلية الأولياء 1/19. وتاريخ ابن عساكر 2/147. والدر المنثور 4/322.(10/344)
طالب يكنى أبا علي من أهل بغداد قدم مصر وسكنها وكان يمتنع من التحديث ثم حدث، وكتبت عنه عن البغداديين، وكانت عنده كتب تسمى الجعفرية، فيها فقه على مذهب الشيعة يرويها، وعلت سنه، وكان يقال إن عنده عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، ولم نكتب عنه من حديثه شيئا. توفي بمصر في رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
5487- عبيد الله بن عبد الكريم، أبو يعلى الأنباري:
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع، حَدَّثَنِي أبو يعلى عبيد الله بن عبد الكريم الأنباري قال: حَدَّثَنَا محمد بن موهب البصريّ، حَدَّثَنَا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الواحد بن أيمن. قال: قال عطاء:
لا بأس بنتف لحى الغوغاء.
5488- عبيد الله بن حَنْبَل بْن إسحاق بْن حَنْبَل بْن هلال بْن أسد، الشيباني:
حدث عن أبيه. روى عنه أبو بكر أحمد بن هارون الخلال الحنبلي. وقيل: إن ابن حنبل هذا اسمه عبد الله، وقد ذكرناه فيما تقدم.
5489 عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيدٍ بْن المغيرة بْن عمرو بن عثمان بن عفان، أبو عمر العثماني:
سمع عبد الأعلى بن حمّاد، وعلي بن المديني، وسعيد بن سيف الدينوري، والحسين بن عبيد الله العجلي، ونصر بن علي الجهضمي. روى عنه أحمد بن جعفر ابن الخلال المقرئ، وأبو الحسين بن البواب، وَمُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وعبيد الله بن عبد الرحمن الزُّهْرِيِّ، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن إسحاق القطيعيّ، وكان صدوقا.
حدّثنا الحسن بن محمد الخلال- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد البزّاز القطيعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بن محمّد العثماني، حدّثنا علي بن عبد الله المدينيّ، حَدَّثَنَا أَبِي وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ حَرْبِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يكره أن تؤتي معصيته» [1] .
__________
[1] 5489 انظر الحديث في: مسند أحمد 2/108. وصحيح ابن حبان 545، 913، 914. وصحيح ابن خزيمة 950.(10/345)
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا عمر عبيد الله ابن عثمان العثماني الأعور مات فِي شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
قال غيره: مات يوم الأربعاء لعشر بقين من الشهر.
5490- عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، واسم أبي طاهر: طيفور، وكنية عبيد الله: أبو الحسين:
مروروذي الأصل روى عن أبيه كتابه المصنف في أخبار بغداد، وذكر ملوكها وشرح حوادثها. حدث عن علي بن هارون المنجم، وأبو عمر بن حيويه.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي. قال: قال لنا محمد بن العباس بن حيويه: مات أبو الحسين بن أبي طاهر في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
5491- عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عُبَيْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن علي بن أبي طالب، أبو أحمد العلوي النصيبي:
حدّثنا أبو المفضل الشيباني عنه، عن جده إبراهيم بن علي، وعن محمّد بن علي ابن حمزة العلوي العباسي، ومحمد بن أحمد بن عيسى بن زيد. وذكر أبو المفضل أنه سمع منه ببغداد.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن همام- أبو المفضل الكوفيّ- حَدَّثَنَا عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي- ببغداد- حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي العلوي، حَدَّثَنِي أبي أحمد بن عيسى قال: سمعت عمي الحسين بن زيد يقول: سب رجل عبد الله بن حسن بن حسن فأعرض عنه عبد الله، فقيل له: لم لا تجيبه؟ قال: لم أعرف مساويه، وكرهت بهته بما ليس فيه.
أَخْبَرَنَا يحيى بن محمّد بن الحسين المؤدّب، حدّثنا أبو المفضل الشّيباني، حَدَّثَنَا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عُبَيْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن علي بن أبي طالب النصيبي الشيخ الشريف الصالح ببغداد.
5492 عبيد الله بن سهل بن بشر، أبو سيار المدائني:
حدث عن إبراهيم بن زرارة البالسي، وأبي كريب محمد بن عبد الله الأيلي، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حيان التمار البصري، وعيسى بن خشنام المدائني المعروف(10/346)
بأترجة. روى عنه عثمان بن عمر بن حفيف الدراج، ومحمد بن زيد بن مروان الكوفي، وأبو حفص بن شاهين وذكر عثمان الدراج أن أبا سيار كان يسكن ببغداد في جوار أبي بكر بن أبي داود السجستاني.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الأنصاريّ- بالكوفة- حَدَّثَنَا أَبُو سَيَّارٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ بِشْرٍ الْمَدَائِنِيُّ- مِنْ حِفْظِهِ بِقَصْرِ ابْنِ هبيرة- حدّثنا أبو كريب الأيلي- هو محمّد بن عبد الله- حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ- أَوْ غَيْرُهُ- عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا» [1] .
5493 عبيد الله بن يحيى بن سليمان، البزاز الأحول:
حدث عن علي بن عبد المؤمن الكوفي. رَوى عَنْهُ أَبُو حَفْص بْن شاهين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الأحول، حدّثنا علي بن عبد المؤمن الكوفيّ، حدّثنا أبو بكر ابن عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جهنم» [2] .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن نافع: أن عبد الله بن يحيى بن سليمان الأحول البزاز مات في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، كذا سماه عبد الباقي بن قانع: عبد الله، والله أعلم.
5494 عبيد الله بن ثابت بن أحمد بن خازم، أبو الحسن الحريري، مولى بني تميم [3] :
كوفي الأصل حدث عن أبي سعيد الأشج بكتاب التفسير، وعن عمرو بن عَبْد اللَّهِ الأودي، وعلي بن المنذر الطريفي، ومحمد بن حسان الأزرق. روى عنه أبو
__________
[1] 5492 انظر الحديث في: سنن أبي داود 5011، 5012. ومسند أحمد 1/269، 303، 309، 313، 327، 332، 445، 2/16، 59، 62، 94، 303، 3/370. وفتح الباري 10/237، 540.
[2] 5493 انظر الحديث في: مسند أحمد 2/229، 311، 391، 394، 485، 3/53. وصحيح البخاري 4/146. وصحيح مسلم، كتاب المساجد 181.
[3] 5494 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/302.(10/347)
العباس بن عقدة، وعبد العزيز بن جعفر الحرقي، ومحمد بن جَعْفَر زوج الحرة، ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحسن الواسطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَرِيرِيُّ الْكُوفِيُّ، حدّثنا محمّد بن حسّان الأزرق، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن نقع البئر. أَخْبَرَنِيهِ أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الوكيل.
حدّثنا أحمد بن الفرج الورّاق، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَرِيرِيُّ- قِرَاءَةً- فذكر بإسناده مثله.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن المعدل- في كتابه إلينا من الكوفة- حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حماد بن سفيان الحافظ. قال: سنة تسع عشرة وثلاثمائة. فيها مات أبو الحسين عبيد الله بن ثابت الحريري البغدادي ببغداد، وكان قد أقام بالكوفة سنين كثيرة، وكان وكيلا على السواني بطريق مكة، وكان محدثا كثير الحديث فهما بحديثه، كثير الغرائب، كتب عنه ابن سعيد فأكثر وأفاد عنه وسمعت منه، وكان خرج من الكوفة في سنة تسع عشرة فلم يلبث إلا قليلا حتى مات، وكان صاحب مذهب حسن.
5495- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم يعرف بابن القاضي المؤذن:
حدث عَن أَبِي البختري عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ شاكر العنبري، وعمر بن مدرك الرازي. روى عنه ابن شاهين، وابن الثلاج. وذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في سويقة نصر في سنة عشرين وثلاثمائة.
5496 عبيد الله بن نصر بن إسماعيل، أبو الحسين العسكري الخياط [1] :
ذكر ابن الثلاج أَنَّهُ حدثهم عَنْ أَحْمَد بن الهيثم المعدل في سنة عشرين وثلاثمائة.
5497- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو علي المعروف بابن الرازي جار أبي بكر بن أبي الثلج:
سمع عباس بن محمد الدوري، وإبراهيم بن نصر الكندي، والحسن بن علي بن
__________
[1] 5496 الخياط: يقال لمن يخيط الثياب: الخياط. (الأنساب 5/222) .(10/348)
عفان العامري، والحسين بن فهم. روى عنه سعد بن محمد الصّيرفيّ وأبو الحسين بن البواب، وَمُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير، وأَبُو العباس بن مكرم، وابن الثلاج، وكان ثقة.
أخبرنا السّمسار، حدّثنا الصّفّار، حدّثنا ابن نافع: أن أبا علي بن الرازي صاحب حسين بن فهم مات في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
5498 عبيد الله بن محمد بن سهل، أبو محمد المقرئ الخضيب [1] المخرمي:
حدث عَن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان لوين، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ، وإبراهيم ابن سعيد الجوهري. روى عنه ابن الثلاج، ومحمد بن الحسين بن سليم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أحمد بن سليم البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن سهل الخضيب المخرّميّ، حدّثنا لوين، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ حِينَ افْتَتَحَهَا وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ» [2] .
5499 عُبَيْدُ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أبو محمد السكري [3] :
سمع زكريا بن يحيى المنقري- صاحب الأصمعي- ومحمد بن الجارود القطان، وإبراهيم بن الوليد الجشاش، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سعد الوراق، وَعَبْد الله بن مسلم بن قتيبة. روى عنه القاضي أبو بكر بن الجعابي، وأبو عمر بن حيويه، وأحمد بن إبراهيم ابن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن عبد الرحمن المخلص، وأبو حفص ابن شاهين، وكان ثقة.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قال: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري شيخ نبيل.
__________
[1] 5498 الخضيب: هذا الاسم لمن يخضب لحيته بالحمرة على وجه السنة (الأنساب 5/142) .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/21، 4/82، 156. وصحيح مسلم، كتاب الحج 450. وفتح الباري 4/59، 12/99.
[3] 5499 السّكّري: هذه النسبة إلى بيع السكر وعمله وشرائه (الأنساب 7/95) .(10/349)
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بكر بْن شاذان: وفِي هذه السنة- يَعْنِي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة- توفى عبيد الله السّكّري. قال ابن نافع: مات في رجب. قال ابن الثلاج في ربيع الآخر.
5500 عبيد الله بن عبد الصمد المهتدي بالله، أبو عبد الله الهاشمي:
حدث عن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن سنين الْخُتُلِّيّ، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، وسيار بن نصر الحلبي، والعباس بن الوليد بن مسهر الدمشقي، وأحمد بن يحيى بن خالد الرقي، ويحيى بن نافع بن حبيب، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين المصريين، وبكر بن سهل الدمياطي، وأَحْمَد بْن خليد الحلبي. رَوَى عَنْهُ عَبْد العزيز بن جعفر الحرقي، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، ومحمد بن الخضر بن أبي خزام، وكان ثقة، وكان يتفقه بمذهب الشافعي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ أَبِي خزام المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن يَحْيَى بْن خَالِدِ بْن حَيَّانَ الرقى- بمصر- حدّثنا إبراهيم بن خرزاذ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَوْثَرٍ- وَهُوَ ابْنُ حَكِيمٍ- عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَوَّلُ يَوْمٍ نَظَرَتْ فِيهِ عَيْنٌ إِلَى اللَّهِ عز وجل» [1] .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن نافع: أن أبا عبد الله بن المهتدي، وهو عبيد الله بن عبد الصمد، مات في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
5501 عبيد الله بن يحيى بن محمد بن حفص، وأبو محمّد البزّار، المعروف بالعسكري:
حدث عن مُحَمَّد بْن إسحاق الصاغاني، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن أَبِي مَسَرَّةَ المكي.
روى عنه ابْن الثلاج، وأحمد بْن الفرج بْن الحجاج.
وقال ابن الثلاج: توفي في رجب من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 5500 انظر الحديث في: الدر المنثور 6/292. وكنز العمال 39219. وميزان الاعتدال 6983.
ولسان الميزان 4/1560.(10/350)
5502 عبيد الله بن موسى بن إسحاق بن موسى بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد، أبو الأسود الأنصاري الخطمي [1] :
وهو أخو أحمد والعباس ابني موسى حدث عن بشر بن فاف، ومحمّد بن سعد العوفي، وجعفر بن سعد بن أبي عبد الله الشيرازي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العبسي الْكُوفِيّ، وأحمد بن سعيد الجمال رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي، ومحمد بن المظفر، وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص الكتاني، وكان ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا الأسود بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق الأنصاري. مات فِي رجب من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
5503- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بكير، أبو القاسم التميمي:
سمع محمد بن علي بن قدامة، ويحيى بن أبي طالب، وحمدان بن علي الوراق، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبا محمد بن قتيبة المصنف. روى عنه الدارقطني، ومحمد بن الخضر بن أبي خزام، ومحمد بن عبد الرحيم المازني، وأبو حفص بن الآجري، وَكَانَ ثقة.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر أن أبا القاسم بن بكير مات في ذي الحجة من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
5504 عُبَيْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن شقير، أَبُو القاسم:
حدث عن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حماد البربري، روى عنه أبو عبيد الله المرزباني.
5505- عبيد الله بن أحمد بن يحيى، أبو محمد يعرف بابن الصواف:
حدث ابن الثلاج عنه، عن إسحاق بن الحسن الحربي.
5506- عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن وهب، أبو أحمد المروزيّ:
حدث ابن الثلاج أيضا عنه عن بشر بن موسى، وذكر أنه سمع منه في الرصافة سنة أربعين وثلاثمائة.
__________
[1] 5502 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/16.(10/351)
5507 عبيد الله بن الحسين بن دلال بن دلهم، أبو الحسن الفقيه الكرخي [1] :
من أهل كرخ جدان، سكن بغداد، ودرس بها فقه أبي حنيفة، وحدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الخضرمي. روى عنه ابن حيويه، وابن شاهين، وابن الثلاج، وأبو محمد بن الأكفاني القاضي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أبو الحسن عبيد الله بن الحسين الكرخي، حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدّثنا أبو داود المباركي، حَدَّثَنَا أبو شهاب، عن الأعمش، عن سعيد بن مسروق. قال: دعيت أبا وبكر بن ماعز إلى طعام، فسقينا نبيذ الدن، فأبيت أن اشرب، قال: فنظر إلي نظرا عرفت أنه قد مقتني.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو طالب عبد العزيز بن أحمد الدمشقي.
قال: قال لي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سلمة: انشدت أبا الحسن عبيد الله بن الحسين الكرخي:
ما إن ذكرتك في قوم أحدثهم ... إلا وجدت فتورا بين أحشائي
فأنشدني لنفسه يريد تضمين هذا البيت:
كم لوعة في الحشا أبقت به سقما ... خوفا لهجرك أو خوفا من النائي
لا تهجرني فإني لست ذا جلد ... ولا اصطبار على هجر الأخلاء
الله يعلم ما حملت من سقم ... وما تضمنته من شدة الداء
لو أن أعضاء صب خاطبت بشرا ... لخاطبتك بوجدي كل أعضائي
فأرعى حقوق فتى لا يبتغي شططا ... إلا السلام بإيحاء وإيماء
هذا على وزن بيت كنت منشده ... عار إذا كان من لحن وإقواء
ما إن ذكرتك في قوم أحدثهم ... إلا وجدت فتورا بين أحشائي
ولا هممت بشرب الماء من عطش ... إلا رأيت خيالا منك في الماء
أخبرنا التنوخي، حَدَّثَنَا أبو طالب الدنقشي. قال: قال لي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سلمة: أنشدني أبو الحسن الكوخي لنفسه:
__________
[1] 5507 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/85.(10/352)
حسبي سموا في الهوى أن تعلما ... أن ليس حق مودتي أن أظلما
ثم امض في ظلمي على علم به ... لا مقصرا عنه ولا متلوما
فو حق ما أخذ الهوى من مقلتي ... وأذاب من جسمي عليك وأسقما
لجفاك- عن علم- بما ألقى به ... أحظى لدي من الرضى متهجما
حَدَّثَنِي القاضي أَبُو عَبْد الله الصيمري. قَالَ: صار التدريس ببغداد بعد أبي حازم [عبد الحميد] [1] القاضي، وأبي سعيد البرذعي، إلى أبي الحسن عبيد الله بن الحسين الكرخي، وإليه انتهت رياسة أصحاب أبي حنيفة، وانتشر أصحابه في البلاد وكان أبو الحسن مع غزارة علمه وكثرة روايته، عظيم العبادة، كثير الصلاة والصوم صبورا على الفقر والحاجة، عزوفا عما في أيدي الناس.
وقال الصيمري: حَدَّثَنِي أبو القاسم علي بن محمد بن علان الواسطي. قال: لما أصاب أبا الحسن الكرخي الفالج في آخر عمره، حضرته وحضر أصحابه، أبو بكر الدامغاني، وأبو علي الشاشي وأبو عبد الله البصري- فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى نفقة وعلاج، وهو مقل ولا نحب أن نبذله للناس، فيجب أن نكتب إلى سيف الدولة ونطلب منه ما ينفق عليه، ففعلوا ذلك وأحس أبو الحسن بما هم فيه، فسأل عن ذلك فأخبر به فبكى وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني، فمات قبل أن يحمل سيف الدولة إليه شيئا، ثم ورد كتاب سيف الدولة ومعه عشرة آلاف درهم، ووعد أن يمد بأمثاله فتصدق به عنه.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيّ، عَنْ أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بن الفرات. قال: توفي أبو الحسن الكرخي- كرخ جدان المنفقة لأهل العراق- لعشر خلون من شعبان سنة أربعين وثلاثمائة. قال: وكان مبتدعا رأسا في الاعتزال، مهجورا على قديم الزمان.
قال لي الصيمري: توفي أبو الحسن الكرخي ليلة النصف من شعبان سنة أربعين وثلاثمائة. وقيل: إن مولده سنة ستين ومائتين، وصلى عليه القاضي أبو تمام الحسن بن محمد الهاشمي الزينبي- وكان من أصحابه- ودفن بحذاء مسجده في درب أبي زيد على نهر الواسطيّين.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/353)
5508 عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم يعرف بابن القصباني [1] :
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه، عَن أَبِي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله بن صدقة وذكر أنه توفى في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
5509 عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه، أبو القاسم، المعروف بابن البلخي [2] :
سمع أبا إسماعيل الترمذي، وأبا مسلم الكجي، وموسى بن هارون، ومحمد بن أيوب، والحسن بن العباس بن أبي مهران الرازيين، وإبراهيم بن أبي طالب النيسابوري. روى عنه الدارقطني وغيره من المتقدمين. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بن رزقويه، وكان ثقة.
حدّثنا ابن رزق- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عبد الله البلخيّ نزيل بغداد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَيُّوبَ بْن يَحْيَى بْن الضريس، حدّثنا القعنبي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأولى، إذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» [3] .
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ: عبيد الله بن أحمد البلخي ثقة. حَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، حدّثنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: مات عبيد الله بن البلخي في شهر رمضان من سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن رزقويه- بخطه- توفي أبو القاسم بن البلخي يوم الإثنين لإحدى عشرة بقيت من شهر رمضان سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وكان شيخا صالحا ودفن في آخر شارع المنصور.
5510 عبيد الله بن أحمد بن كوهي، أبو محمد الكبشي [4] :
حدث عن الْعَبَّاس بن عَلِيّ النسائي، وأحمد بن مُحَمَّدِ بن عبد الخالق، وأحمد بن
__________
[1] 5508 القصباني: هذه النسبة إلى القصب وبيعه (الأنساب 10/168) .
[2] 5509 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/11.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/121، 5/372. والسنن الكبرى 10/192. وفتح الباري 10/523.
[4] 5510 الكبشي: هذه النسبة إلى موضع ببغداد يقال له: الكبش، وراء الحربية (الأنساب 10/342) .(10/354)
الحسن المقرئ دبيس، ومحمد بن علي بن الحسين بن حرب القاضي الرقي. روى عنه أبو الحسن بن رزقويه.
5511 عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حمويه بن سعد بن نافع بن العرباض ابن سارية، السلمي [1] :
وللعرباض صحبة، وكنية عبيد الله أبو القاسم ويعرف بالساجي. روى عن عمر ابن واصل صاحب سهل بن عبد الله التستري، حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ المعروف بابن سبّان.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي، أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ لُؤْلُؤٍ السلمي- ببغداد- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن جعفر العطّار، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ لُؤْلُؤٍ السَّاجِيُّ، أخبرنا عمر بن واصل- بالبصرة سنة ثلاثمائة- قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ بِالْبَصْرَةِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ خَالِي، حدّثنا مالك بن دينار، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ وَفَاةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: الْمُتَفَرِّسُونَ فِي النَّاسِ أَرْبَعَةٌ؛ امْرَأَتَانِ، وَرَجُلانِ، فأما المرأة الأولة فصفرا بِنْتُ شُعَيْبٍ لَمَّا تَفَرَّسَتْ فِي مُوسَى، قَالَ اللَّهُ فِي قِصَّتِهَا: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ
[القصص 26] وَالرَّجُلُ الأَوَّلُ الْمَلِكُ الْعَزِيزُ عَلَى عَهْدِ يُوسُفَ، وَالْقَوْمُ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً
[يوسف 21] وأما المرأة الثانية فخديجة ابنة خُوَيْلِدٍ لَمَّا تَفَرَّسَتْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَتْ لِعَمِّهَا: قَدْ تَنَسَّمَتْ رُوحِي رُوحَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّهُ نَبِيٌّ لِهَذِهِ الأُمَّةِ فَزَوِّجْنِي مِنْهُ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الآخَرُ فَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِي: إِنِّي قَدْ تَفَرَّسْتُ فِي أَنْ أَجْعَلَ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِي فِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ تَجْعَلْهَا فِي غَيْرِهِ لَنْ نَرْضَى بِهِ فَقَالَ: سَرَرْتَنِي وَاللَّهِ لأَسُرَّنَّكَ فِي نَفْسِكَ بِمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ وَمَا هُوَ؟
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ عَلَى الصِّرَاطِ لَعَقَبَةً لا يَجُوزُهَا أَحَدٌ إِلا بِجَوَازٍ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» فَقَالَ عَلِيٌّ لَهُ: أَفَلا أَسُرُّكَ فِي نَفْسِكَ وَفِي عُمَرَ بِمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هُوَ؟ فَقُلْتُ قَالَ لِي: «يَا عَلِيُّ لا تكتب جوازا لمن سب أبا بكر
__________
[1] 5511 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/332.(10/355)
وَعُمَرَ، فَإِنَّهُمَا سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ» قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى عُمَرَ قَالَ لِي عَلِيٌّ: يَا أَنَسُ إِنِّي طَالَعْتُ مجاري القلم مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْكَوْنِ، فَلَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أَرْضَى بِغَيْرِ مَا جَرَى فِي سَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنِّي اعْتِرَاضٌ عَلَى اللَّهِ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «أَنَا خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ خَاتَمُ الأَوْلِيَاءِ» [1] .
هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ مِنْ عَمَلِ الْقُصَّاصِ، وَضَعَهُ عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ- أَوْ وُضِعَ عَلَيْهِ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
5512- عبيد الله بن محمد بن جعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ، أَبُو الْقَاسِمِ الأزدي النحوي:
حدث عن محمد بن الجهم السمري كتاب «معاني القرآن» . وعن مسلم بن عيسى الصفار، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة. روى عنه المعافى بْن زكريا الجريري، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد الطبري، وأبو الفرج عبيد الله بن عمر المصاحفي، وإبراهيم بن مخلد الباقر حي. وحَدَّثَنَا عنه أَبُو الحسن بْن رزقويه، وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
سألت أبا يعلى محمد بن الحسين السراج المقرئ عن أبي القاسم الأزدي فقال:
ضعيف.
حَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: مات أبو القاسم عبيد الله بن محمّد الأزديّ في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
5513 عبيد الله بن أحمد بن محمد، أبو الفتح النحوي يعرف بجخجخ [2] :
سمع أبا القاسم البغوي وطبقته، وأبا بكر بن دريد ومن بعده، وحدث بشيء يسير. سمع منه أبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس روى عنه إبراهيم بن مخلد وكان ثقة صحيح الكتاب.
__________
[1] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/321. والفوائد المجموعة 320. والأحاديث الضعيفة 694. ومجمع الزوائد 4/4. والترغيب والترهيب 2/214. وإتحاف السادة المتقين 4/415.
[2] 5513 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/199.(10/356)
حَدَّثَنِي الأزهري، عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات. قَالَ: مولد أبي الفتح عبيد الله ابن أحمد بن محمد النحوي سنة ست وثمانين ومائتين.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو الفتح عبيد الله بن أحمد بن محمد النحوي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
5514 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أبي سمرة، أبو محمد البندار [1] :
بغوي الأصل سمع أحمد بن أبي الأخيل الحمصي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، وإسماعيل بن موسى الحاسب، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ومحمّد ابن محمد الباغندي، والحسن بن الطيب الشجاعي، والهيثم بن خلف الدوري والقاسم بن يحيى بن نصر، والحسن بن صاحب الشاشي، وأبا خبيب [العبّاس ابن] [2] البرتي والحسين بن محمد بن عفير، وعيسى بن سليمان القرشي، وعباس بن يوسف الشكلي، حَدَّثَنَا عنه البرقاني، والحسين بن شجاع الصوفي، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وَمُحَمَّد بْن عُمر بْن بُكير المقرئ، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
سألت البرقاني عن ابن أبي سمرة فقال: ثقة أمين، له معرفة وحفظ.
حَدَّثَنِي الأزهري، عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن الفرات. قَالَ: كان ابن أبي سمرة البغوي ثقة.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: توفِي أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن أبي سمرة البغوي فِي شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وكان لا بأس به.
5515 عبيد الله بن علي بن جعفر، أبو الطيب الدقاق [3] :
سمع محمد بن سليمان الباهلي النعماني، وعبد الله بن الحسن الطيني.
حَدَّثَنَا عَنْهُ البرقاني. قال: توفي أبو الطيب عبيد الله بن علي الدقاق ودفن يوم الجمعة الحادي عشر من شهر ربيع الأول من سنة سبعين وثلاثمائة، قال: وكان شيخا فاضلا ثقة.
__________
[1] 5514 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/257.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 5515 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/279.(10/357)
وسمعت البرقاني ذكره مرة أخرى فقال: كان مجودا من أصحاب الحديث ثقة.
5516 عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم بن يونس، أبو أحمد الشطوي [1] :
سمع محمد بن الفضل بن سلمة الوصيفي، والحسين بن الكميت الموصلي، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، ومحمد بن سفيان الحنّائيّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، وإبراهيم بن موسى الجوري. حَدَّثَنَا عنه عَلِيّ بن عبد العزيز الطاهري، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وعمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، وأبو علي بن دوما النعالي، وأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بكير، وأبو بكر محمد بن عمر ابن بكير النجار.
حَدَّثَنِي الأزهري، عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن الفرات. قَالَ: كان عبيد الله بن العباس الشطوي ثقة.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: توفِي أَبُو أحمد عبيد الله بن العباس الشطوي في شوال سنة سبعين وثلاثمائة، وكان فيه تساهل.
5517- عُبَيْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفرات، أبو القاسم:
وهو أخو أبي الحسن محمد بن العباس، حدث عن محمد بن العباس اليزيدي، وعلي بن سراج البصريّ. روى عنه أخوه أبو الحسن، وكان ثقة.
5518 عبيد الله بْن الحسين بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن أبي موسى- واسمه: هارون- بن إبراهيم بن يزيد بن خالد بن فروة، أبو القاسم يعرف بابن أبي موسى الحذاء:
من أهل الموصل، استخلفه المحسن بن علي التنوخي على القضاء بالموصل، وقدم بَغْدَاد وحدث بها عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَد بْن عَلِيّ بْنِ الْمُثَنَّى، وأحمد بن الْحُسَيْن الجرادي، وزيد بن عبد العزيز بن حيان، وموسى بن محمد الأزدي، وهاشم بن بقية الدّقّاق وغيرهم من المواصلة. أخبرنا عنه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الشافعي، وأبو بكر البرقاني، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وعبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز، وأبو القاسم التنوخي.
وكان البرقاني يسميه عبد الله، وسألته عنه فقال: لا بأس به.
__________
[1] 5516 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/279.(10/358)
أخبرنا البرمكي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن أبي موسى الْقَاضِي الْمَوْصِلِيُّ- إِمْلاءً فِي ذِي الْقِعْدَةِ مِنْ سنة سبعين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدّثنا سعيد بن عبد الجبّار، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من غرس غراسا فَأَثْمَرَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ ذَلِكَ الثَّمَرِ» [1] .
سمعت علي بن المحسن التنوخي، ذكر أبا القاسم بن أبي موسى فقال: كان خليفة أبي على القضاء بالموصل، قال: وذكر ابن أبي موسى أنه من قريش ولم يقم على سياقة نسبه.
قال التنوخي: وحَدَّثَنَا أنه ولد في شوال سنة خمس وتسعين ومائتين، وأن أبا يعلى الموصلي مات في سنة سبع وثلاثمائة.
وحَدَّثَنَا أبو القاسم أن أول كتابته الحديث في سنة سبع وثلاثمائة. وسمعنا منه في سنة سبعين وثلاثمائة.
5519 [2] عبيد الله بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن القاضي، يعرف بالبروجردي [3] :
سمع عبيد الله بن محمد بن وهب الدينوري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، والحسين بْن مُحَمَّد بْن عفير الأنصاري، ومحمد بن عمران بن هارون الدينوري، ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق الأصبهاني- شيخا يروي عن أبي مسعود أحمد بن الفرات- حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عليّ الأزَجِيّ، وعبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز، وأبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي، حدثنا القاضي أبو الحسن عبيد الله بن سعيد بن عبد الله البغدادي- المعروف بالبروجردي إملاء في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ببغداد- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عفير.
__________
[1] 5518 انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/113.
[2] 5519 انظر: الأنساب، للسمعاني 2/175.
[3] البروجردي: هذه النسبة إلى بروجرد، وهي بلدة حسنة كثيرة الأشجار والأنهار من بلاد الجبل (الأنساب 2/174) .(10/359)
وأخبرني عبد الملك بن عمر الرّزّاز، حدثنا القاضي أبو الحسن عبيد الله بن سعيد ابن عبد الله البروجردي- ببغداد- سمعت منه في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ هَارُونَ الدّينوريّ- إملاء- حدّثنا هناد بن السّريّ، حدّثنا جرير بن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ. قَالَ: كَانَ بَيْنَ الأَنْصَارِ كَوْنٌ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَصَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ.
5520- عبيد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن عبيد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بن يعقوب بن عبد الله بن مالك، أبو الفرج الأنباري:
وهو أخو علي بن إسماعيل الذي حَدَّثَنَا عنه الجوهري وكان عبيد الله الأكبر، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن مُحَمَّد الباغندي، وَالْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عفير، والحسين بْن مُحَمَّد بْن شعبة، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد البغوي سمع منه محمد بن طلحة النعالي، وعلي بن إبراهيم البيضاوي.
وذكر البيضاوي فِيما قرأت بخطه- أنه مات فِي رجب من سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
5521 عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن محمد بن أحوى بن العوام بن حوشب، أبو الحسين الشيباني المعروف بالحوشبي [1] :
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، وإسحاق بن الخليل الجلاب، والحسين بن محمد بن عفير، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابور الدقاق، وأبا بَكْر بْن أبي داود السجستاني. حَدَّثَنَا عَنْهُ البرقاني، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن جعفر، والقاضيان أَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي بن التوزي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس. قَالَ: كَانَ الحوشبي ثبتا مستورا.
سألت البرقاني عن الحوشبي فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ سمعت عُبَيْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الْحَوْشَبِيُّ يقول: ولدت في سنة أربع وتسعين ومائتين، فسئل: في أي شهر؟ فقال: في أحد شهري ربيع أو جمادى الأولى.
__________
[1] 5521 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/313.(10/360)
حَدَّثَنِي الأزهري. قال: مات عبيد الله الحوشبي في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي. قال: سنة خمس وسبعين وثلاثمائة فيها توفى أبو الحسين عبيد الله ابن محمد الحوشبي، في ذي القعدة وكان ثقة أمينا.
قرأت بخط عبد الواحد بن محمد بن جعفر: توفي الحوشبي ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء لأربع عشرة بقين من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
5522 عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب بْن أحمد بن عبيد الله، أبو الحسين المقرئ، يعرف بابن البواب [1] :
سمع الحسن بن الحسين الصواف، ومحمد بن الحسين بن حفص الأشناني، والحسن بن محمد المخرمي، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابور الدقاق، وإسماعيل بن موسى الحاسب، وأبا صخرة الكاتب، ومحمد بن محمد الباغندي. وإسحاق بن بيان الأنماطيّ، وأبا القاسم البغوي، والحسين بن محمد بن شعبة وأبا الليث الفرائضي، وإسحاق بْن مُحَمَّد بْن مروان الغزال. حَدَّثَنَا عنه الحسن بن محمد الخلال.
والأزهري، والعتيقي، والتنوخي، وأبو القاسم الأزجي، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني.
سمعت الأزهري ذكر ابن البواب فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا الأزهري والعتيقي. قالا: توفى أبو الحسين بن البواب المقرئ في شهر رمضان من سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
قال العتيقي: يوم الأحد لأربع بقين من شهر رمضان قال: وكان ثقة مأمونا.
5523- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بابويه بن فهرويه بن عبد الله بن مرزوق، أبو محمد الدقاق المخرمي يعرف بابن جغوما:
حدث عن أبيه، وعن جعفر بن محمد الفريابي، والحسين بن محمد بن عفير، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي، وعلي بن الحسن بن العبد. حَدَّثَنَا عنه أحمد ابن علي بن عثمان الخطبي، وبشرى بن عبد الله الرومي، وعبد العزيز الأزجي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّجَّارُ، وأبو القاسم التنوخي، وأحاديثه مستقيمة. وكان قد عمي في آخر عمره.
__________
[1] 5522 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/319.(10/361)
أَخْبَرَنِي الأزهري أن ابن فهرويه المخرمي مات في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
5524 عبيد الله بن محمد بن عابد بن الحسين بن مهدي، وأبو محمد الخلال [1] :
سمع أحمد بن محمد بن خالد البراثي، وإبراهيم بن شريك الأسدي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأحمد بن الخطاب بن الهيثم. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، وأبو محمد الخلال، وابن روح النهرواني، وغيرهم- وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحِ- بالنهروان وببغداد- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَابِدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْخَلالُ، حدّثنا أحمد بن محمّد البراثي، حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ- أَبُو يَحْيَى- حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أَرَانِي جِبْرِيلُ وُضُوءَ الصَّلاةِ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَ بِهِ فَرْجَهُ» [2] .
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي ابن عابد الخلال في شوال سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين.
5525 عبيد الله بن علي، أبو أحمد المركب:
حدث عن العباس بن يوسف الشكلي، حَدَّثَنِي عنه الحسن بن محمد الخلال.
حدثني الخلال، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُرَكِّبُ- فِي بَابِ الطَّاقِ، مِنْ حِفْظِهِ سَنَةَ ثمان وسبعين وثلاثمائة، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ- قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ- وَكَانَ عَمَّ والدتي- حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ» [3] فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: وَهَلْ أنا ومالي إلا لك يا رسول الله.
__________
[1] 5524 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/326.
[2] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 4/1468.
[3] 5525 انظر الحديث في: سنن الترمذي 3661. وسنن ابن ماجة 94. ومسند أحمد 2/253.
وصحيح ابن حبان 2161. والسنة لابن أبي عاصم 2/577.(10/362)
5526- عبيد الله بن محمد بن حمدويه، أبو الحسن الوزير:
من نواحي الري قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم الرازي، وحفص بن عمر بن ربال الحافظ، والعباس بن أحمد الشافعي البغدادي. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، وأبو محمد الخلال وأبو محمد الجوهري. وقال لي الخلال: قدم علينا من نواحي برذعة حاجا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُوَيْهِ- قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ نَاحِيَةِ الرَّيِّ فِي سَنَةِ تسع وسبعين وثلاثمائة، وَكَتَبْنَا عَنْهُ بِانْتِخَابِ الدَّارَقُطْنِيِّ- قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بن عمر بن ربال الحافظ، حدثني سعيد بن عمرو البرذعي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ- مِنْ كِتَابِهِ- قَالَ حَفْصٌ: وَحَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا فِي الأُولَى، وَخَمْسًا فِي الآخِرَةِ، سِوَى تَكْبِيرَةِ الافْتِتَاحِ.
5527 عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن محمد بن مخلد، أبو القاسم النوري [1] :
حدث عن أبي القاسم البغوي، والقاسم بْن بكر بْن مُحَمَّد بْن عاصم الطيالسي، ومحمد بن حمدويه بن سهل المروزي. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، وكان ثقة.
قال لي الأزهري: توفي عبيد الله بن محمد النوري في شهر ربيع الآخر من سنة ثمانين وثلاثمائة.
5528 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بن إسحاق، أبو القاسم السرخسي [2] التاجر:
سمع محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مزيز، وعبيد بن محمد السرخسي، وعبد الله بن محمد بن مقاتل، ومحمد بن حمدويه بن سهل، وعمر بن أحمد بن علي الجوهري المروزيّين، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسن الشرقي، وأبا حامد بن بلال النيسابوريين، وعلي بن محمد بن مهرويه القزوينيّ.
__________
[1] 5527 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/346.
[2] 5528 السّرخسي: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس.
(الأنساب 7/69) .(10/363)
وقدم بغداد في حداثته، فسمع بها من القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري. ورجع إلى خراسان ثم انتقل إلى بخارى، فسكنها وأقام بها إلى حين وفاته، وقدم بغداد بأخرة وحدث بها. فسمع منه محمد بن أبي الفوارس، وأبو عبد الله بن الآبنوسي، ومحمد بن طلحة النعالي، وأبو سعد الماليني، ومحمد بن الفرج البزاز، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن أَحْمَد بن إسحاق السَّرَخْسِيُّ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ سبع وسبعين وثلاثمائة-.
حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُثْمَانَ بن جبلة بن أبي روّاد العتكيّ، أخبرنا أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَكَمًا الْحَذَّاءَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ- وَسُئِلَ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ- فَقَالَ: رَكْعَتَيْنِ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ قَالَ: سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قرأت بخط أبي عبد الله الغنجار البخاري: توفي أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله السرخسي ببخارى عشية يوم الخميس لخمس خلون من رجب سنة ثمانين وثلاثمائة.
5529 عبيد الله بن أحمد بن معروف، أبو محمد [1] :
ولي قضاء القضاة ببغداد بعد أبي بشر عمر بن أكثم، وحدث عن يحيى بن محمّد ابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، وأحمد بن سليمان الطوسي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن المغلس، ومحمد بْن حبيش السراج، ويوسف بن يعقوب، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوريين، والقاضي المحاملي، ويعقوب بن إبراهيم البزاز، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وسهل بن يحيى بن سبأ الحداد. حَدَّثَنَا عنه أَبُو محمد الخلال، والأزهري، والعتيقي، والتنوخي، وأحمد بن علي التوزي، وعبد الواحد بن الحسين بن شيطا، وأبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، وغيرهم، وكان ثقة.
حَدَّثَنَا علي بن المحسن التنوخي قَالَ: قَالَ لي أبو الحسين القاضي بن قاضي القضاة أبي محمد بن معروف: ولد أبي في سنة ست وثلاثمائة.
قلت: وكان من أجلاء الرجال، وألباء الناس، مع تجربة وحنكة ومعرفة وفطنة،
__________
[1] 5529 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/358.(10/364)
وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ناصبة، ضاربا في الأدب بسهم، وآخذا من علم الكلام بخط، وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، وبلاغة في خطابه، وعفة عن الأموال، ونهوضا بأعباء الأحكام، وهيبة في قلوب الرجال.
سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يقول: كان الصاحب أبو القاسم بن عباد يقول: كنت أشتهي أن أدخل بغداد فأشاهد جرأة محمد بن عمر العلوي، وتنسك أبي أحمد الموسوي، وظرف أبي محمد بن معروف.
وقال لي التنوخي: بلغني أن أبا محمد بن معروف جلس يوما للحكم في جامع الرصافة فاستدعى أصحاب القصص إليه فتتبعها ووقع على أكثرها، ثم نظر في بعضها فإذا فيها ذكر له بالقبيح، وموافقته على وضاعته وسقوط أصله، ثم تنبيهه وتذكيره لأحوال غير جميلة، وتعديد ذلك عليه، فقلب الرقعة وكتب على ظهرها:
العالم العاقل ابن نفسه ... أغناه جنس علمه عن جنسه
كن ابن من شئت وكن كيسا ... فإنما المرء بفضل كيسه
كم بين من تكرمه لغيره ... وبين من تكرمه لنفسه
من إنما حياته لغيره ... فيومه أولى به من أمسه
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري قال: أنشدني القاضي أبو عصمة أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم اللخمي- بطرابلس- قال: أنشدنا قاضي القضاة أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ معروف لنفسه ببغداد مضمنا للبيت الأخير:
أشتاقكم كاشتياق الأرض وابلها ... والأم واحدها والغائب الوطنا
أبيت أطلب أبيات السلو فما ... ظفرت إلا ببيت شفني وعنى
أستودع الله قوما ما ذكرتهم ... إلا تحدر من عيني ما خزنا
قلت: وقد أنشدني الصوري الأبيات التي قد ضمن ابن معروف منها شعره البيت الآخر وهي:
يا صاحبي سلا الأطلال والدمنا ... متى يعود إلى عسفان من ظعنا
إن الليالي التي كنا نسر بها ... أبدا تذكرها في مهجتي حزنا
أستودع الله قوما ما ذكرتهم ... إلا تحدر من عيني ما خزنا
كان الزمان بنا غرا فما برحت ... أيدي الحوادث حتى فطنته بنا(10/365)
أنشدني علي بن أبي علي قال: أنشدني أبي: أنشدني قاضي القضاة أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ معروف لنفسه:
يا بؤس للإنسان في ال ... دنيا وإن نال الأمل
يعيش مكتوم العلل ... فيها ومكتوم الأجل
بينا يرى في صحة ... مغتبطا قيل اعتلل
وبينما يوجد في ... ها ثاويا قيل انتقل
فأوفر الحظ لمن ... يتبعه حسن العمل
أَخْبَرَنَا العتيقي قال: سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، فيها توفي قاضي القضاة أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ معروف يوم السبت لسبع خلون من صفر. وكان مولده سنة ثلاث وثلاثمائة.
هكذا قال العتيقي وهو خطأ، والصواب أن مولده سنة ست، وقد ذكرنا ذلك.
قال العتيقي: وكان له في كل سنة مجلسان يجلس فيهما للحديث، أول يوم من المحرم، وأول يوم من رجب، ولم يكن له سماع كثير، وكان مجردا في مذهب الاعتزال، وكان عفيفا نزها في القضاء لم نر مثله في نزاهته وعفته صلى عليه في داره أبو أحمد الموسوي العلوي، وكبر عليه خمسا، ثم حمل تابوته إلى جامع المنصور وصلى عليه ابنه وكبر أربعا، وحمل إلى داره على شاطئ دجلة ودفن فيها.
سمعت القاضي أبا العلاء الواسطي يقول: لما مات قاضي القضاة أبو محمد بن معروف حضر أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الوزير عزاءه، فقال للقاضي أبي الحسين ابنه:
وعلى مثله يناح ويبكى ... وتشق القلوب قبل الجيوب
الحمد لله الذي لم ينقله من داره إلى جواره حتى أخرج من عنصره مثلك.
5530- عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن موسى بن القاسم بن سعيد بن عثمان بن هلال، أبو الفرج الحضرمي الكاتب، يعرف بابن المنشئ:
حدث عن إبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن خفيف المرثدي.
حَدَّثَنَا عنه الأزهري وكان ثقة.(10/366)
5531 عُبَيْدُ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم ابن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أبو الفضل الزهري [1] :
سمع جعفر بْن مُحَمَّد الفريابي، وَعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق المدائني، وأحمد بْن محمّد ابن الهيثم الدقاق، وإبراهيم بن شريك الأسدي، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي، وأحمد بن جعفر البلخي الوراق، وأحمد بن عبد الله بن سابور، وأبا القاسم البغوي، وعبيد الله بن عثمان العثماني، ومحمد بْن هارون بْن المجدر، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه البرقاني، ومحمد بن الحسين الحراني، وأبو محمد الخلال، والأزهري، وعبد العزيز الأزجي، والحسين بن جعفر السلماسي، والعتيقي، والقاضيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ، وَأبو الْقَاسِم التنوخي، وأحمد بن عمر بن روح، وجماعة غيرهم. وكان ثقة.
قال لي الأزهري: أبو الفضل مجاب الدعوة. أَخْبَرَنَا التنوخي والعتيقي قال كل واحد منهما:
سمعت أبا الفضل الزهري يقول: ولدت في جمادى الآخرة سنة تسع ومائتين.
أَخْبَرَنَا العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزُّهْرِيِّ يقول: حضرت مجلس جعفر بن محمد الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل، فلم يبق منهم غيري، وجعل يبكي.
سمعت الأزجي يقول: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ الشيخ الثقة الرضى.
وسمعته ذكره مرة أخرى فقال: شيخ ثقة مجاب الدعاء.
قال لي الأزهري: أبو الفضل الزهري ثقة.
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: سأل أبي أبا الحسن الدارقطني- وأنا أسمع- عن أبي الفضل الزهري فقال: هو ثقة صدوق صاحب كتاب، وليس بينه وبين عبد الرحمن بن عوف إلا من قد روى عنه الحديث.
سمعت البرقاني سئل عن أبي الفضل الزهري فقال: ثقة.
حَدَّثَنِي الصوري قال: حَدَّثَنِي بعض الشيوخ أنه حضر مجلس القاضي أبي محمّد ابن معروف يوما، فدخل أبو الفضل الزهري قال: وكان أبو الحسين بن المظفر
__________
[1] 5531 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/359.(10/367)
حاضرا، فقام عن مكانه وأجلس أبا الفضل فيه، ولم يكن ابن معروف يعرف أبا الفضل، فأقبل عليه ابن المظفر وقال: أيها القاضي هذا الشيخ من ولد عبد الرحمن بن عوف وهو محدث، وآباؤه كلهم محدثون إلى عبد الرحمن بن عوف، ثم قال ابن المظفر: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن سعد الزهري والد هذا الشيخ، وحَدَّثَنَا فلان عن أبيه محمد بن عبيد الله بن سعد، وحَدَّثَنَا فلان عن جده عبيد الله بن سعد، ولم يزل يروي لكل واحد من أباء أبي الفضل حديثا حتى انتهى إلى عبد الرحمن بن عوف.
حَدَّثَنَا التنوخي قال: توفي أبو الفضل الزهري في ليلة الخميس، ودفن يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
وكذا ذكر ابن الثلاج وفاة الزهري.
وأَخْبَرَنَا العتيقي قال: سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو الفضل الزهري الشيخ الصالح الثقة، يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر، ومولده سنة تسعين ومائتين.
وكذا ذكر مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس وفاته في ربيع الآخر.
5532 عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن منصور بن زياد، أبو محمد الكاتب، المعروف بابن الجرادي [1] :
مروزي الأصل حدث عن عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي، وَمُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، وأبي بكر بْن دريد، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة نفطويه، وأبي بكر بن الأنباري. حَدَّثَنَا عنه هلال بن عبد الله الطيبي مؤدبي، والقاضي أبو الْقَاسِم التنوخي، ومحمد بْن عَلِيّ بْن الفتح، ومحمد بن محمد بن علي الشروطي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا العتيقي قال: توفي أبو محمّد الجرادي لسبع بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وكان فاضلا صاحب كتب كثيرة.
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: توفي أبو محمد بن الجرادي الكاتب يوم الإثنين لثمان بقين من شعبان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] 5532 انظر: الأنساب، للسمعاني 3/215.(10/368)
حَدَّثَنِي الأزهري قال: مات أبو محمد بن الجرادي في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
أخبرني أَحْمَد بن عَلِيّ التوزي قَالَ: توفي أَبُو محمد بن الجرادي في يوم الاثنين لسبع بقين من رجب سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
5533 عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن حامد بن محمود بن جعفر بن عبد الله، أبو أحمد البزاز، يعرف بابن الحريص [1] :
بغدادي سكن الرملة، وقدم بغداد وحدث بها عن أبي بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد النيسابوري، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ثابت البزاز، وَالحسين بْن يَحْيَى بْن عياش القطان، ومحمد بن أحمد بن صالح الأزدي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ومحمد بن مخلد الدّوريّ. روى عن محمد بن أحمد بن وردان المصري نسخة بكر الأعنق. حَدَّثَنَا عنه أبو علي بن دوما النعالي وقال: سمعنا منه بقراءة أبي عبد الله بن بكير عليه.
5534 عبيد الله بن محمد بن حرب بن جابر، أبو الحسين الأنماطي:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غيلان الخزاز، وعبد الله بن الهيثم العسكري.
حَدَّثَنَا عنه القاضي أَبُو العلاء الواسطي، وأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونٍ الْبَزَّازُ، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ سعدون، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن حرب بن جابر الأنماطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ العسكريّ الخيّاط، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ- أَبُو مُحَمَّدٍ الْكَادِحِيُّ، أخبرنا خالد بن مخلد- أبو الهيثم القطواني- حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بن الترجمان الخراساني، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» [2] وَسَاقَ الأَسْمَاءَ إِلَى آخِرِهَا.
5535- عبيد اللَّه بْن جَعْفَر بْن حمدان، القصري:
حدث عَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن رميس. حَدَّثَنَا عنه الحسن بن محمد الخلال وقال لنا: سمعت منه بالقصر.
__________
[1] 5533 انظر: الأنساب، للسمعاني 4/123، 124.
[2] 5534 انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/259، 9/145. وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء 6. وسنن الترمذي 4506، 3507، 3508. وفتح الباري 5/354، 13/377.(10/369)
5536 عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان، أبو عبد الله العكبري، المعروف بابن بطة [1] :
كان أحد الفقهاء على مذهب أحمد بن حنبل، وحدث عن عبد الله بن محمد بن البغوي، وأبي مُحَمَّد بْن صاعد، وإسماعيل بْن العباس الوراق، وأَبِي بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد النيسابوري، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، والحسن بن علي بن زيد السامري، وأبي ذر بن الباغندي، ومحمد بن محمود السراج، وَمحمد بْن مخلد الْعَطَّار، وَمحمد بْن أَحْمَد بن ثابت العكبري، وغيرهم من العراقيين والغرباء. فإنه سافر الكثير إلى البصرة، والشام، وغيرهما من البلاد. حَدَّثَنَا عنه محمد بن أبي الفوارس، وأبو علي بن شهاب العكبري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والعتيقي، وعبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو القاسم الأزهري، وكلهم سمع منه بعكبرا إلا البرمكي فإنه سمع منه ببغداد.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ شِهَابِ بْنِ الْحَسَنِ الْعُكْبَرِيُّ- بها- حدّثنا عبيد الله بن محمّد ابن حمدان بن بطة، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الخليل- بأردبيل- حدّثنا رجاء بن مرحي- بسمرقند- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ.
قَالَ ابْنُ بَطَّةَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ- بِحِمْصَ- حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن عوف الحمصي، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن بلال، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ» [2] .
قَالَ ابْنُ بَطَّةَ: لَيْسَ يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ إِلا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَلا رَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ غَيْرُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ طَرِيقُهُ مُسْتَقِيمٌ، وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ الْمَشْهُورَ حَدِيثُ جَابِرٍ.
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: حَدَّثَنَا جماعة من أصدقائنا عَن أَبِي عَبْد اللَّه بْن بطة العكبري قال: انحدرت لأقرأ على أبي بكر بن مجاهد فوافيت إلى مسجده، فجلست فيه بالقرب منه، فلما قرأ الجماعة نظرت فإذا سبقي بعيد، فدنوت منه وقلت: يا أستاذ خذ علي، فقال: ليس السبق لك، فقلت له: أنا غريب وينبغي أن تقدمني، فقال: لعمري من أي
__________
[1] 5536 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/390- 393.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(10/370)
بلد أنت؟ فقلت: من بلد يقال له عكبرا، فقال لأصحابه: بلد غريب ما سمعنا عنه ومسافة شاسعة، ثم ضحك فالتفت إلي فقال لي: لا رد الله غربتك، مع أمك تغديت وجئت إلي.
حَدَّثَنِي عبد الحميد بن علي العكبري قال: لم أر في شيوخ أصحاب الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة. حَدَّثَنِي القاضي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّلُّوِيُّ قَالَ: لما رجع أبو عبد الله بن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، فلم ير خارجا منه في سوق، ولا رؤي مفطرا إلا في يومي الأضحى والفطر. وكان أمارا بالمعروف، ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره، أو كما قال.
كتب إلي أَبُو ذر عَبْد بْن أَحْمَد الهروي- من مكة- يذكر أنه سمع نصرا الأندلسي قال- وكان يحفظ ويفهم ورحل إلى خراسان- قال: خرجت إلى عكبرا فكتبت عن شيخ بها عن أبي خليفة وعن أبي بطة، ورجعت إلى بغداد، فقال أبو الحسن الدارقطني: أين كنت؟ قلت: بعكبرا، فقال: وعمن كتبت؟ فقلت: عن فلان صاحب أبي خليفة وعن ابن بطة فقال: وإيش كتبت عن ابن بطة؟ قلت كتاب السنن لرجاء ابن مرجي، حَدَّثَنِي به ابن بطة عن حفص بن عمر الأردبيلي عن رجاء بن مرجي فقال: هذا محال، دخل رجاء بن مرجي بغداد سنة أربعين، ودخل حفص بن عمر الاردبيلي سنة سبعين ومائتين، فكيف سمع منه؟! حَدَّثَنِي أَبُو القاسم عَبْد الواحد بْن علي الأسدي، حَدَّثَنِي الحسن بن شهاب أن ابن بطة قدم بغداد، ونزل على ابن السوسنجردي، فقرأ عليه أبو الحسن بن الفرات كتاب «السنن» لرجاء بن مرجي الحافظ، وكتبه ابن الفرات عنه عن حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ عن رجاء، فأنكر ذلك أبو الحسن الدارقطني، وزعم أن حفصا ليس عنده عن رجاء وأنه يصغر عن السماع منه فأبردوا يريدا إلى أردبيل وكان ابن حفص ابن عمر حيا هناك وكتبوا إليه يستخبرونه عن هذا الكتاب، فعاد جوابه بأن أباه لم يرو عن رجاء بن مرجئ، ولا رآه قط، وأن مولده كان بعد موته بسنين.
قال أبو القاسم: فتتبع ابن بطة النسخ التي كتبت عنه وغير الرواية وجعلها عن ابن الراجيان عن فتح بن شخرف عن رجاء، ولما مات ابن بطة رأيت نسخته بالسنن وقد غير أول كل خبر منها وجعله رواية ابن الرّاجيّان عن شخرف عن رجاء.
قال: وقال لي الحسن بن شهاب: سألت أبا عبد الله بن بطة أسمعت من البغوي حديث علي بن الجعد؟ فقال: لا.(10/371)
قال أبو القاسم: وكنت قد رأيت في كتب ابن بطة نسخة بحديث علي بن الجعد قد حككها وكتب بخطه سماعه فيها. فذكرت ذلك لابن شهاب فعجب منه.
قال أبو القاسم: وروى ابن بطة عن أحمد بن سلمان النجاد عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي نحوا من مائة وخمسين حديثا فأنكر ذلك عليه علي بن محمد بن نيال وأساء القول فيه. وقال ابن النجاد: لم يسمع من العطاردي شيئا، حتى همت العامة أن توقع بابن نيال واختفى، قال: وكان ابن بطة قد خرج تلك الأحاديث في تصانيفه، فتتبعها وضرب على أكثرها وبقي بقيتها على حاله. وقال: وابن نيال بغدادي نزل عكبرا، وتعلم الخط علي كبر السن، وسمع الحديث، ورزقه الله من المعرفة والفهم به شيئا كثيرا.
حَدَّثَنِي أبو القاسم التنوخي قال: أراد أبي أن يخرجني إلى عكبرا لأسمع من ابن بطة كتاب معجم الصحابة، تصنيف أبي القاسم البغوي، فجاءه أبو عبد الله بن بكير وقال له: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمع المعجم من البغوي، وذلك أن البغوي حدث به دفعتين، الأولى منهما قبل سنة ثلاثمائة في مجلس عام، والأخرى بعد سنة ثلاثمائة في مجلس خاص لعلي بن عيسى وأولاده ففي أي المرتين سمعه ابن بطة.
قلت: وفي هذا القول نظر، لأن محمد بن عبيد الله بن الشخير قد روى عن البغوي المعجم، وكان سماعه بعد الثلاثمائة بسنين عدة، ولعل ابن بكير أراد بالمرتين قبل سنة عشر وثلاثمائة وبعدها، وأحسب البغوي روى المعجم قبل العشر، فسمعه منه ابن الشخير وغيره، ورواه بعد العشر لعلي بن عيسى وأولاده خاصة، ومما يدل على ذلك أن أبا حفص بن شاهين كان من المكثرين عن البغوي وكذلك أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان، ولم يكن عند واحد منهم عنه المعجم، فهذا يدل على أن رواية العامة كانت قبل العشر بسنين عدة، فلم يسمعوا هؤلاء منه المعجم لذلك، والله أعلم.
حَدَّثَنِي أحمد بن الحسن بن خيرون قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره، وقد حكك اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.
قال لي أبو القاسم الأزهري: ابن بطة ضعيف، ضعيف، ليس بحجة، وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج منه في الصحيح شيئا. قلت له: فكيف كان كتابه بالمعجم؟
فقال: لم نر له أصلا به، وإنما دفع إلينا نسخة طرية بخط ابن شهاب فنسخنا منها،(10/372)
وقرأنا عليه. شاهدت عند حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق نسخة بكتاب محمد بن عزيز في غريب القرآن وعليها سماع ابن السوسنجردي من ابن بطة عن ابن عزيز فسألت حَمْزَة عن ذلك فأنكر أن يكون ابن بطة سمع الكتاب من ابن عزيز وقال:
ادعى سماعه ورواه.
قلت: وكذلك ادعى سماع كتب أبي محمد بن قتيبة ورواها عن شيخ سماه بن أبي مريم، وزعم أنه دينوري حدثه عن ابن قتيبة، وابن أبي مريم هذا لا يعرفه أحد من أهل العلم ولا ذكره سوى ابن بطة، والله أعلم.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْدِيُّ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ: رَوَى ابْنُ بَطَّةَ عَنِ الْبَغَوِيِّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» [1] .
قلت: وهذا الحديث باطل من حديث مالك، ومن حديث مصعب عنه، ومن حديث البغوي عن مصعب، وهو موضوع بهذا الإسناد، والحمل فيه على ابن بطة والله أعلم.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ- بِلَفْظِهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَكَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ- قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْفَقِيهُ- بعكبرا- حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدّثنا مصعب بن عبد الله الزّبيري، حَدَّثَنَا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا» [2] الْحَدِيثُ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا بَاطِلٌ مِنْ رِوَايَةِ الْبَغَوِيِّ عَنْ مُصْعَبٍ، وَلَمْ أَرَهُ عَنْ مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ أَصَلا، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنِي الأزهري قال: مات ابن بطة في المحرم من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي بعكبرا أبو عبد الله بن بطة في المحرم، وكان شيخا صالحا مستجاب الدعوة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 224. والمعجم الكبير 10/240. والصغير 1/16.
وكشف الخفا 2/56، 466، 584. وتنزيه الشريعة 1/278، 279. والعلل المتناهية 1/54، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61، 62.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/36. وصحيح مسلم، كتاب العلم 13. وفتح الباري 1/194، 13/284.(10/373)
سألت عبد الواحد بن علي العكبري عن وفاة ابن بطة فقال: ودفناه يوم عاشوراء من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
5537 عبيد الله بن عمرو بن محمد بن المنتاب بن قيس بن مهران، أبو القاسم الهمذاني [1] :
وهو أخو أبو الطيب وكان الأكبر، سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا عمرو ابن السماك، حَدَّثَنَا عنه التنوخي، والعتيقي، وأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ابن حسنون النّرسيّ.
أخبرنا ابن حسنون، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بن محمّد بن المنتاب الهمذاني، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا عبد الله بن المبارك، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: «أُمَّكَ» قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمَّكَ» ثَلاثًا، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ الأَقْرَبَ، فَالأَقْرَبَ» [2] .
أَخْبَرَنَا ابن حسنون والتنوخي قالا: ذكر لنا أبو القاسم عبيد الله بن عمرو بن المنتاب أنه ولد أول ليلة من صفر سنة إحدى وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا العتيقي قال: سنة ثمان وثمانين فيها توفي أبو القاسم عبيد الله بن عمرو بن المنتاب أخو أبي الطيب في شهر رمضان وكان ثقة حدث عن ابن صاعد بشيء يسير.
5538- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن الحسين بن عبد الله بن إسحاق ابن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم، أبو القاسم الخرقي:
حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ حَدِيثًا وَاحِدًا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ وَهُوَ شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ المعروف بابن الخرقي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي- مِنْ لَفْظِهِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عبد الله ابن محمّد، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا مصعب ابن سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَهْدَى إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرٌ أَوْ بُسْرٌ، فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مُقْعِيًا مِنَ الْجُوعِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ لِي أَبِي: قَالَ لِي حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ: اكْتُبْ هَذَا الحديث فإنه حديث أسأل عنه.
__________
[1] 5537 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/11.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/2. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 1، 2.(10/374)
وقال عبد الرّحمن أيضا: قال أَبِي: كَانَ عِنْدَ أَبِي حَدِيثٌ كَثِيرٌ فحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ وَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ يَزِيدُنِي، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ عِنْدَ أَبِي حَدِيثٌ كَثِيرٌ فَلَمْ أَسْمَعُ مِنْهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
قلت: ولم أسمع من عبد الرحمن هذا الحديث، لكن حَدَّثَنِيه محمد بن علي الصوري عنه.
5539 عبيد الله بن خليفة بن شداد، أبو أحمد البلدي [1] :
سكن بَغْدَاد وحدث بها عَنْ هَارُون بن السكين البلدي. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والعتيقي، وكان صدوقا.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا أبو أحمد عبيد الله بن خليفة بن شدّاد البلدي- في جامع المنصور- أَخْبَرَنَا أبو يزيد هارون بن السكين البلدي- ببغداد- قال: سمعت عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا روح بن عبد المؤمن قال: قال سفيان بن عيينة له: أترى النعم كأنها مغضوب عليها، أما تراها في غير أهلها؟ سألت العتيقي عنه فقال: ثقة.
توفي في الرابع من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
5540 عُبَيْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بْنِ سليمان بن مخلد بن إبراهيم بن مروان بن حباب بن تميم، أبو القاسم البزاز [2] :
متوثي الأصل يعرف بابن حبابة، نسبه لي الأزهري وقال: مولده ببغداد في أول سنة ثلاثمائة، ومخلد جد جده بصري انتقل إلى متوث. سمع عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ومن بعدهما. حَدَّثَنَا عنه الخلال، والأزهري، وعبد العزيز الأزجي، والعتيقي، ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني، وحمزة بن محمّد ابن طاهر وغيرهم، وكان ثقة يسكن دار كعب.
أَخْبَرَنَا العتيقي قال: سمعت أبا القاسم بن حبابة يقول: ولدت في سنة تسع وتسعين ومائتين، وسمعت الحديث في سنة خمس عشرة وثلاثمائة في أولها.
قال العتيقي: وتوفي يوم الخميس، لست بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وهو ثقة مأمون.
__________
[1] 5539 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/16.
[2] 5540 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/15.(10/375)
قال لي التنوخي: سنة تسع وثمانين وثلاثمائة فيها مات ابن حبابه يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر، وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: مات أبو القاسم بن حبابة يوم الخميس ودفن يوم الجمعة لست بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني في مسجد الشرقية وفي الجامع أيضا، ودفن في تربة عند جامع المنصور.
5541 عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أبو القاسم الدقاق المعروف بابن جنيقا [1] :
من أهل الجانب الشرقي. ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة على ما بلغني، وسمع الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي، والقاضي أبا عبد الله المحاملي، ومن بعدهما.
حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والعتيقي، ومحمّد بن علي العلاف. وكان صحيح الكتاب، كثير السماع، ثبت الرواية، وكان أكثر سماعه من أبي الحسن بن الفرات، لإخوة كانت بينهما.
ذكره محمد بن أبي الفوارس فقال: كان ثقة مأمونا، فاضلا حسن الخلق، ما رأينا مثله في معناه.
أَخْبَرَنَا العتيقي قال: توفي أبو القاسم المعروف بابن جنيقا يوم الخميس الثامن والعشرين من رجب سنة تسعين وثلاثمائة.
وقال لي التنوخي: مات يوم الجمعة سلخ رجب.
5542 عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أيمن، أبو العباس الكاتب يعرف بالزراري [2] :
روى عن أبي بكر بن الأنباري.
حَدَّثَنِي عنه القاضي أبو القاسم التنوخي قال: وكان أديبا شاعرا، وزعم أن بكير ابن أعين هو أخو زرارة بن أعين، وحمران بن أعين، قال: وإنما نسبنا إلى زرارة دون بكير، لأن زرارة جدنا من قبل أمنا فاشتهرنا به.
__________
[1] 5541 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/20.
[2] 5542 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/331.(10/376)
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: أنشدني أبو العباس عبيد الله بن أحمد الزراري قال: أنشدنا أبو بكر بن الأنباريّ في سنة سبع وعشرين:
وكم من قائل قد قال دعه ... فلم يك وده لك بالسليم
فقلت إذا جزيت الغدر غدرا ... فما فضل الكريم على اللئيم
وأين الإلف يعطفني عليه ... وأين رعاية الحق القديم؟
وقال التنوخي: أنشدني أبو العباس الزراري لنفسه:
لي صديق قد صيغ من سوء عهد ... ورماني الزمان فيه بصد
كان وجدي به فصار عليه ... وظريف زوال وجد بوجد
5543 عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو القاسم المقرئ، المعروف بابن الصيدلاني [1] :
سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وهو آخر من حدث عنه من الثقات، كان عنده عنه مجلسان. وسمع أيضا أبا بكر النيسابوري، ويزداد بن عبد الرحمن الكاتب ومن بعدهما. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والخلال، وعبد العزيز الأزجي، والعتيقي، وهبة الله بن الحسن الطبري، وجماعة يطول ذكرهم.
أَخْبَرَنِي الأزهري قال: توفي ابن الصيدلاني في رجب سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، قال: مولده في رجب سنة سبع وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني الشيخ الصالح في رجب وكان ثقة مأمونا.
حدّثني أحمد بن علي بن التوزي قال: توفي ابن الصيدلاني في يوم السبت لسبع بقين من رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
حدّثني الأزجي قال: سمعت أبا القاسم بن الصيدلاني يَقُولُ: ولدت لأربع خلون من رجب سنة سبع وثلاثمائة. وتوفي ليلة الأحد لست بقين من رجب سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل.
5544- عبيد الله بن إبراهيم، أبو القاسم القزاز:
سمع جعفر بن محمد بن نصير الخلدي. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، وذكر لنا أنه كان شيخا صالحا.
__________
[1] 5543 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/63.(10/377)
5545- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن عَلِيّ بْن محمّد، أبو زرعة البنّا الصيدلاني:
سمع القاضي المحاملي، وعثمان بن جعفر بن اللبان، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول وأبا القاسم بن داود الكاتب. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والخلال، والعتيقي، وأبو الفرج الطناجيري، وغيرهم. وكان قد كف بصره بآخرة.
سمعت الأزهري يقول: أبو زرعة البنّا ثقة.
أخبرنا العتيقي قال: أبو زرعة البنّا ثقة مأمون.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد الهاشمي قال: ذكر لنا أبو زرعة البنّا أن مولده في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
ذكر لي الأزهري والعتيقي: أن أبا زرعة مات في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
5546 عبيد الله بن أَحْمَد بْن الهذيل بْن السري بْن شاذ، أبو أحمد الكاتب [1] :
حدث عن أبيه، وعن إسماعيل الصفار، ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز.
حَدَّثَنِي عنه الخلال، وكان ثقة.
وقال لي الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ بْنِ محمد بن المهتدي بالله الخطيب:
توفي أبو أحمد عبيد الله بن أحمد بن الهذيل الكاتب في يوم الأربعاء الحادي عشر من المحرم سنة إحدى وأربعمائة، ودفن وراء الجامع بمدينة المنصور.
5547 عبيد الله بن محمد بن بدر، أبو سعد البزاز:
كرجي الأصل. حدث عن أبي سهل بن زياد القطان، وأبي جعفر بن برية الهاشمي، ومحمد بْن الحسن بْن زياد النقاش، وأبي بكر الشّافعيّ، وأحمد بن يوسف ابن خلاد. حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عليّ الأزَجِيّ، والحسين بن محمد أخو الخلال، وكان ثقة.
5548 عبيد الله بن عمر بن محمد بن عيسى. أبو الفرج المصاحفي [2] :
سمع عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي، وأحمد بن عثمان بن بويان، وأبا طاهر بن أبي هاشم المقرءين. حَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن علي المقرئ الواسطي، وكان ثقة.
__________
[1] 5546 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/81.
[2] 5548 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/81.(10/378)
حَدَّثَنِي الأزهري قال: توفي أبو الفرج المصاحفي في شعبان من سنة إحدى وأربعمائة.
5549 عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن محمد بن مهران، أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ [1] :
سمع القاضي المحاملي، ويوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بن البهلول، ومن بعدهما. وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري. حَدَّثَنَا عنه الخلال، والأزهري، وجماعة غيرهما. وكان ثقة صادقا دينا ورعا.
سمعت العتيقي ذكره فقال: ثقة مأمون ما رأينا مثله في معناه.
وسمعت الأزهري ذكره فقال: كان إماما من الأئمة.
حَدَّثَنِي عيسى بن أحمد الهمذاني قال: سمعت علي بن عبد الواحد بن مهدي يقول: اختلفت إلى أبي أحمد الفرضي ثلاث عشرة سنة لم أره ضحك فيها، غير أنه قرأ علينا يوما كتاب الانبساط، فأراد أن يضحك فغطى فمه. وقال لي عيسى: كان أبو أحمد إذا جاء لي أبي حامد الإسفراييني قام أبو حامد من مجلسه إلى باب مسجده ومشى حافيا مستقبلا له. وكتب أبو حامد مع رجل خراساني كتابا إلى أحمد يشفع له أن يأخذ عليه القرآن، فظن أبو أحمد أنها مسألة قد استفتي فيها، فلما قرأ الكتاب غضب ورماه من يده وقال: أنا لا أقرئ القرآن بشفاعة- أو كما قال-.
حَدَّثَنِي أبو القاسم منصور بن عمر الفقيه الكرخي قال: لم أر في الشيوخ من يعلم العلم لله خالصا لا يشوبه بشيء من الدنيا غير أبي أحمد الفرضي، فإنه كان يكره أدنى سبب حتى المديح لأجل العلم. قال: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرياسة من علم، وقرآن، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا وغير ذلك من الأسباب التي يداخل بمثلها السلطان وتنال بها الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، وكان يبتدئ كل يوم بتدريس القرآن، ويحضر عنده الشيخ الكبير ذو الهيئة، فيقدم عليه الحدث لأجل سبقه، وإذا فرغ من إقراء القرآن تولى قراءة الحديث علينا بنفسه، فلا يزال كذلك حتى تستنفد قوته، ويبلغ النهاية من جهده في القراءة، ثم يضع الكتاب من يده، فحينئذ يقطع المجلس وينصرف. وكنت أجالسه فأطيل القعود معه وهو على حالة
__________
[1] 5549 انظر: الأنساب، للسمعاني 9/272.(10/379)
واحدة لا يتحرك، ولا يعبث بشيء من أعضائه، ولا يغير شيئا من هيئته، حتى أفارقه.
وبلغني أنه كان يجلس مع أهله على هذا الوصف، ولم أر في الشيوخ مثله.
مات أبو أحمد في يوم الثلاثاء للنصف من شوال سنة ست وأربعمائة، ودفن في مقبرة جامع المدينة، وفاتتني الصلاة على جنازته فصليت على قبره.
قال لي الأزهري: توفي أبو أحمد وقد بلغ اثنتين وثمانين سنة.
حدّثني أبي رضي الله عنه قَالَ: سمعت أبا الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرقي يقول:
رأيت في منامي أبا أحمد الفرضي بهيئة جميلة أجمل مما كنت أراه في دار الدنيا فقلت له: يا أبا أحمد كيف رأيت الأمر؟ فقال لي: الفوز، والأمن للذين قالوا: رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا*
[فصلت 30] ثم لقيت الرقي- وكان من أهل الدين والقرآن- فحَدَّثَنِي بهذه الحكاية من لفظه، كما حَدَّثَنِيها عنه أبي رحمه الله.
5550- عبيد الله بن محمد بن زرعان بن صالح بن زرعان، أبو أحمد الأنماطي:
حدث عن أبيه. حَدَّثَنِي عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي الأشناني.
5551- عبيد الله بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن محمد بن أحمد، أبو القاسم القزاز الحربي:
سمع أحمد بن سلمان النجاد، ومحمد بن الفضل بن قديد، وعلي بن محمد بن سعيد الموصلي. كتبنا عنه وكان ثقة، وكان يقرئ القرآن، ويصوم الدهر، ومات في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة باب حرب.
5552 عُبَيْد اللَّه بن عمر بن علي بن محمد بن إسماعيل بن هارون بن الأشرس، أبو القاسم المقرئ الفقيه الشافعي، يعرف بابن البقال [1] :
من أهل الجانب الشرقي ناحية سوق السلاح، سمع أحمد بْن سلمان النجاد، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الشّافعيّ، وأبا علي بن الصواف، وحبيب بن الحسن القزاز، وأبا عبد الله بن المحرم، ومحمد بن حميد المخرمي، وأحمد بن شعيب البخاريّ، ومحمّد ابن إبراهيم الربيعي، وإبراهيم بن أبي حصين الكوفي، وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي، وغيرهم من هذه الطبقة.
__________
[1] 5552 انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/165.(10/380)
سمعنا منه بانتقاء محمد بن أبي الفوارس وكان ثقة. مات في صفر من سنة خمس عشرة وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة باب حرب.
5553- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن، أَبُو القاسم الحفاف، المعروف بابن النقيب [1] :
رأى أبا بكر الشبلي، وسمع محمد بن عبد الله بن مسلم الصفار، وأبا طالب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان شديدا في السنة، وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة، وقال: ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم.
وسمعت رئيس الرؤساء أبا القاسم علي بن الحسن يذكره وكان ينزل في جواره ناحية الرصافة فقال: مكث كذا وكذا سنة- ذهب عني حفظ عددها كثرة- يصلي الفجر على وضوء العشاء، ويحيي الليل بالتهجد.
سألت ابن النقيب عن مولده فقال: ولدت في سنة خمس وثلاثمائة ومات أبو بكر ابن مجاهد في سنة أربع وعشرين، ولي تسع عشرة سنة وقال: أذكر من الخلفاء المقتدر، والقاهر، والرضى، والمتقي، والمستكفي، والمطيع، والطائع، والقادر بالله، والغالب بالله وقد خطب له بولاية العهد.
مات ابن النقيب في يوم الجمعة سلخ شعبان من سنة خمس وأربعمائة. كنت إذ ذاك مسافرا في رحلتي إلى نيسابور.
5554 عبيد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن داود بْن موسى بن بيان أبو القاسم الرزاز، يعرف بابن طيب:
وهو أخو علي بن أحمد، وكان الأصغر، وتقدمت وفاته على وفاة أخيه سمع ميمون بن الحسن الصواف، وأحمد بن محمد بن جعفر الفامي، وأبا بكر الشافعي.
كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنِي عَلِيٌّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا أحمدِ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ مَيْمُونُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْمُونٍ- مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وخمسين وثلاثمائة- حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، حدّثنا أبو بكر بن
__________
[1] 5553- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/166.(10/381)
عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» [1] قالها ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
5555- عبيد الله بن منصور بن علي بن حبيش، أبو القاسم المقرئ المعروف بالغزال [2] :
من أهل الحربية. سمع أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، كتبت عنه وكان شيخا صالحا ثقة، ظاهر الخشوع، كثير البكاء عند الذكر، وأقعد في آخر عمره.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ الله بن منصور، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ- فِي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة- حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا تسافر امرأة سفر ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَصَاعِدًا إِلا مَعَ زَوْجِهَا، أَوِ ابنها، أو أخوها أو ذو مَحْرَمٍ» [2] .
سألته عَن مولده فقال: ولدت فِي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. ومات في ليلة الإثنين التاسع عشر من صفر سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة فِي مقبرة باب حرب.
5556- عُبَيْد اللَّه بْن إبراهيم بن عمر بن إسحاق، أبو القاسم الأنصاري الخزرجي الخياط:
حدث عن ابن مالك القطيعي. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان من شيوخ الشيعة، ومنزله في درب الزرادين المسلوك فيه من نهر الدجاج إلى نهر القلائين.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن إبراهيم الأنصاريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ- إِمْلاءً- حدّثنا إسحاق الحربيّ، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بن
__________
[1] 5554- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان 151. ومسند أحمد 1/382، 425، 3/79، 391، 4/322، 346، 404، 5/166، 241، 416، 419، 423. وفتح الباري 1/128، 11/263.
[2] 5555- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/270.
[1]- انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/77، 3/56. وصحيح مسلم، كتاب الحج 415.
وفتح الباري 4/240.(10/382)
عمار عن سَعْدٍ الْمُؤَذِّنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَحْشُرُ الْمُؤَذِّنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَطْوَلَ النَّاسِ أَعْنَاقًا بِقَوْلِهِمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ [1] » .
سمعته يقول: ولدت في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. ومات في شوال من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
5557- عبيد الله بن بكر بن شاذان بن بكر، أبو الفرج الواعظ:
حدث عن أبي حفص بن شاهين، وأبي القاسم بن حبابة. كتبت عنه وكان يسكن شارع العتابيين.
أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ بكر، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَرْوَرُّوذِيُّ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغوي، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: ذَبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَائِشَةَ بِيَدِهِ يَوْمَ النَّحْرِ.
مات أبو الفرج بن بكر في يوم السبت الخامس من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة باب حرب.
5558- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، أبو القاسم البرذعي، يلقب قاسان [2] :
وهو أخو محمد بن عبد العزيز، سمع مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، ومحمد بْن المظفر، وَأَبَا بَكْر بْن شَاذَانَ، وأبا الفضل الشيباني، وأبا بكر بن أبي موسى الهاشمي وغيرهم من هذه الطبقة.
كتبت عنه وكان صدوقا، وسألته عن مولده فقال: ولدت بمدينة أبي جعفر في دار القاضي أبي بكر بن الجعابي في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
ومات في يوم الإثنين للنصف من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
5559-[3] عبيد الله بن أبي الفتح- واسمه: أَحْمَد- بْن عُثْمَان بْن الفرج بْن الأزهر بن إبراهيم بن قيم بن برانو [4] بْن مسكيا بْن كيانوا بْن الزاذ فروخ، صاحب كسرى، يكنى أبا القاسم الصيرفي، وهو الأزهري، ويعرف بابن السوادي:
ذكر لي أن جده عثمان من أهل إسكاف قدم بغداد واستوطنها فعرف بالسوادي،
__________
[1] 5556- انظر الحديث في: الجامع الكبير 5243. وكنز العمال 2089.
[2] 5558- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/287.
[3] 5559- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/180.
[4] في المطبوعة والأصل: «بن مرانق» تصحيف.(10/383)
وجده لأمه يعرف بالدبثائي. سمع ابن مالك القطيعي، وأبا مُحَمَّد بْن ماسي، والحسين بن محمّد بن عبيد العسكريّ، وأبا سعيد الحرقي، وأبا حفص بن الزيات، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، ومحمد بْن المظفر، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي، ومن يطول ذكره من أمثالهم.
وكان أحد المكثرين من الحديث كتابة وسماعا، ومن المعنيين به، والجامعين له، مع صدق وأمانة، وصحة واستقامة، وسلامة مذهب، وحسن معتقد ودوام درس للقرآن.
وسمعنا منه المصنفات الكبار، والكتب الطوال، وكان يسكن بدرب الآجر من نهر طابق.
وسمعته يقول: ولدت يوم السبت التاسع من صفر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
ومات في يوم الثلاثاء التاسع عشر من صفر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد في تربة كانت له آخر درب الآجر مما يلي نهر عيسى، وحضرت الصلاة عليه، فكان مدة عمره ثمانين سنة وعشرة أيام.
5560- عبيد الله بن علي بن أحمد، أبو القاسم الخلال المالكي:
بغدادي سمع مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الوراق، وأبا حفص بن شاهين. ذكر لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنه كتب عنه بدمشق، وسكن مصر، وكان يعلم ولد السلطان بها إلى أن مات بمصر.
5561 عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان بْن أَحْمَد بن محمّد بن أيّوب ابن أزداد بْن سراج بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو القاسم الواعظ المعروف بابن شاهين [1] :
سمع أباه، وابن مالك القطيعي، وَأَبَا مُحَمَّد بْن ماسي، وأبا بحر محمد بن الحسن البربهاري، وحسينك النيسابوري، ومحمد بن المظفر. كتبت عنه وكان صدوقا ينزل بالجانب الشرقي في المعترض وراء الحطابين، ومات في يوم الخميس رابع شهر ربيع الأول من سنة أربعين وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة باب حرب. وقيل إن مولده كان في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] 5561- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/315.(10/384)
5562 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن قرعة، أبو القاسم البخاريّ المعروف بابن الدلو [1] :
سمع محمد بن جعفر زوج الحرة وعلي بْن مُحَمَّد بْن سعيد الرزاز، وأبا عبد الله ابن العسكريّ، وإسحاق بن سعيد بن الحسن بن سُفْيَان النسوي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ، ومحمد بن المظفر، والقاضي أبا الْحَسَن الجراحي. كتبت عنه وكان صدوقا يسكن وراء نهر عيسى بن علي في مربعه بلاشويه، ومات في العشر الأواخر من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
5563- عبيد الله بْن مُحمد بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن لؤلؤ، أبو القاسم السمسار الأمين:
سمع ابْن مالك القطيعي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الوراق، ومحمد بن الخضر بن أبي خزام وإدريس بن علي المؤدب. كتبت عنه. وكان ثقة يسكن وراء باب الشام بالقرب من شارع العتابيين.
سألته عَنْ مولده فَقَالَ: فِي شهر رمضان من سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من شوال سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، ودفن آخر نهار يوم الثلاثاء فِي مقبرة باب حرب.
5564 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بن محمد بن مروان، أبو القاسم الرقي، ويعرف بابن الحراني:
سمع بالموصل من نصر بن أحمد بن الخليل الفقيه، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ الصَّوَّافُ. وقدم بغداد فدرس فقه الشافعي عَلَى أَبِي حامد الإسفراييني، وسمع من موسى بن عيسى السراج، والحسين بن أحمد بن محمد الريحاني، وأبي القاسم بن حبابة، ومحمد بن الحسين بن عبدان، وأبي حفص الكتاني، وأبي طاهر المخلص، وأبي نصر الملاحمي. كتبت عنه ببغداد في سنة ست وعشرين وأربعمائة وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَد بن الحرّانيّ، أخبرنا نصر بن أحمد بن الخليل ابن المرجي- بالموصل- حدّثنا أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة،
__________
[1] 5562- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/332.(10/385)
حدّثنا أحوص أبو الجواب، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَفْتِكُ مؤمن، الإيمان قيد الفتك» [1] .
سألته عن مولده فقال: في ربيع سنة أربع وستين وثلاثمائة، قال: وكان دخولي بغداد في سنة ست وثمانين، وبلغني أنه مات بالرحبة في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، وكان قد سكن الرحبة.
5565 عبيد الله بْن الْحُسَيْن بْن نصر بْن يَعْقُوب بْن هارون، أبو محمد العطار:
وهو أخو أحمد بن الحسين وكان الأكبر، سمع محمد بن المظفر، وموسى ابن جعفر بن عرفة، وأبا عُمَر بْن حيويه، وأبا بكر بْن شاذان، وأبا الْحَسَن الدارقطني.
كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن بالقرب من الجعافرة، وسألته عَن مولده فَقَالَ:
ولدت فِي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو نصر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن العبّاس، حدّثنا بشر بن معاذ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن روّاد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَافِرُوا تَصِحُّوا وَتَغْنَمُوا» [2] .
مات في صفر سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
5566- عبيد الله بن علي بن عبد الله، أبو القاسم الرقي:
سكن بغداد في درب أبي خلف من قطيعة الربيع وكان أحد العلماء بالنحو والأدب واللغة، عارفا بالفرائض وقسمة المواريث. وحدث شيئا يسيرا عن أبي أحمد الفرضي. كتبت عنه وكان صدوقا وسألته عَن مولده فَقَالَ: ولدت فِي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
ومات في يوم الخميس الثاني من شهر ربيع الآخر سنة خمسين وأربعمائة. ودفن في يومه في مقبرة باب حرب.
__________
[1] 5564- انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الجهاد باب 168. ومسند أحمد 1/166، 167.
والمعجم الكبير 19/319. ومصنف ابن أبي شيبة 15/123.
[2] 5565- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/380. والسنن الكبرى 7/102. ومجمع الزوائد 3/210، 5/324. وكشف الخفا 1/539. والدرر المنتثرة 93.(10/386)
5567- عبيد الله بن أحمد بن علي، أبو الفضل الصّيرفيّ، ويعرف بابن الكوفي:
سمع أبا حفص الكتاني، وأبا طاهر المخلص، وعيسى بن علي الوزير. ومُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أخي ميمي، وعلي بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن حمة الخلال، وأبا الحسن بن الجندي، وأبا الفضل بن المأمون، وأبا القاسم بن الصيدلاني، وجماعة من أمثالهم.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. وكان من حفاظ القرآن ومن العارفين باختلاف القراءات، ومنزله بدرب الدنانير من نواحي نهر طابق.
وسمعته يذكر أنه ولد في سنة سبعين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة من سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
ذكر من اسمه عبد الملك
5568 عبد الملك بْن مروان بْن الحكم بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عبد مناف، أبو الوليد [1] :
بويع له بالخلافة عند موت أبيه وهو بالشام، ثم سار إلى العراق فالتقى هو ومصعب بن الزبير بمسكن على نهر دجيل قريبا من أوانا عند دير الجاثليق، فكانت الحرب بينهما حتى قتل مصعب، وقتل الحجاج بن يوسف بعده أخاه عبد الله بن الزبير بمكة. واجتمع الناس على عبد الملك، وكان منزله بدمشق.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق قال: ولد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين.
__________
[1] 5568- انظر: تهذيب الكمال 3559 (18، 408- 414) . وطبقات ابن سعد 5/223. وتاريخ ابن معين 2/375. وتاريخ خليفة 292. وطبقاته 240. وعلل ابن المديني 46. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1397. والصغير 1/191، 200، 205، 214. وثقات العجلي، الورقة 35.
وثقات ابن حبان 5/119. وتلقيح ابن الجوزي 58. وأنساب القرشيين 82، 153، 156، 157. والكامل في التاريخ 1/335، 2/166، 225. وتهذيب النووي 1/309. وسير أعلام(10/387)
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان، حدّثني سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُونَ أَنْ تَنْقَرِضُوا، فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابنا فقيها فسلوه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا ابن عمار، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس عن الأعمش قال: قدم علينا أبو الزناد الكوفة، فقلت: من كان بالمدينة من الفقهاء؟ فقال: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة بن الزّبير، وعبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفرج- هو الرياشي- حدّثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم عن نافع قال: أدركت المدينة وما بها شاب أنسك، ولا أشد تشميرا، ولا أكثر صلاة، ولا أطلب للعلم، من عبد الملك بن مروان.
أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدّنيا، حدّثني علي بن مسلم، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي، حَدَّثَنَا بِشْرٌ أَبُو نَصْرٍ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بن مروان دخل على معاوية وعنده عمر بْنُ الْعَاصِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَهَضَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ هَذَا الْفَتَى، فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ أَخَذَ بِأَخْلاقِ أَرْبَعَةً، وترك أخلاقا ثَلاثَةٍ: إِنَّهُ أَخَذَ بِأَحْسَنِ الْبَشَرِ إِذَا لَقِيَ، وَبِأَحْسَنِ الْحَدِيثِ إِذَا حُدِّثَ وَبِأَحْسَنِ الاسْتِمَاعِ إِذَا حدث، وبأيسر المؤونة إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مُزَاحَ مَنْ لا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلا دِينِهِ، وَتَرَكَ مُجَالَسَةَ لِئَامِ النَّاسِ، وَتَرَكَ مِنَ الْكَلامِ كُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ.
قرأت عَلِيّ الجوهري عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: أول من سمي في الإسلام عبد الملك، عبد الملك بن مروان.
__________
- النبلاء 4/246- 249. والعبر 1/71- 85. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 8. ومعرفة التابعين، الورقة 28. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5248. وتاريخ الإسلام 3/276. وجامع التحصيل، الترجمة 474. ونهاية السول، الورقة 223. والعقد الثمين 5/512. وتهذيب التهذيب 6/422- 423. والتقريب 1/523. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4460.
وشذرات الذهب 1/82- 97.(10/388)
قال أبو بكر بن أبي خيثمة: وأول من سمي في الإسلام أحمد، أبو الخليل بن أحمد العروضي [الفراهيدي] [1] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حَدَّثَنِي عبد العزيز بن عامر- شيخ من عاملة من أهل تيما- قال: حَدَّثَنِي شيخ كان يجالس سعيد بن المسيّب قال: مرّ به يوما ابن ذمل العذري- ونحن معه- فحصبه سعيد، فجاءه فقال له سعيد: بلغني أنك مدحت هذا- وأشار نحو الشام، يعني عبد الملك- قال: نعم يا أبا محمد قد مدحته، أفتحب أن تسمع القصيدة؟ قال: نعم أجلس، فأنشده حتى بلغ إلى قوله:
فما عابتك في خلق قريش ... بيثرب حين أنت بها غلام
فقال له سعيد: صدقت، ولكنه لما صار إلى الشام بدل.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، حدّثنا ابن دريد، حَدَّثَنَا عبد الأول بن مريد عن ابن عائشة قال: أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره يقرأ فأطبقه- وقال: هذا آخر العهد بك.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لما سلم علي عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال: هذا فراق بيني وبينك.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، أَخْبَرَنِي عباس- هو ابن هشام- عن أبيه قال:
بويع عبد الملك بن مروان في شهر رمضان من سنة خمس وستين حيث مات أبوه.
قال ابن أبي الدنيا: قال الزبير: وأمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، ويكنى أبا الوليد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال: قرئ على محمد بن بكار- وأنا أسمع- عن أبي معشر قال: كانت الجماعة على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد،
__________
[1]- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/389)
حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ- المعروف بالدولابي- حَدَّثَنَا محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: كان موت عبد الملك لانسلاخ شوال، وقال آخرون: للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وهو ابن سبع وخمسين سنة، ومنهم من قال ابن إحدى وستين سنة، وهذا أثبت عندنا. فكانت خلافته من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة، وأربعة أشهر، وثمانيا وعشرين ليلة، وصلى عليه ابنه الوليد بن عبد الملك، ودفن خارجا بين باب الجابية وباب الصغير.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي أبو عبد الله العجلي، عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قال: مات عبد الملك بن مروان يوم الجمعة للنصف من شوال، وهو ابن أربع وستين.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، أَخْبَرَنِي أحمد بن القاسم عن منصور بن أبي مزاحم عن الهيثم بن عمران قال: كانت خلافة عبد الملك بن مروان اثنتين وعشرين سنة ونصفا.
قلت: يعني من وقت بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال: قرأت في كتاب صفة الخلفاء في خزانة المأمون، كان عبد الملك رجلا طويلا أبيض، مقرون الحاجبين، كبير العينين مشرف الأنف، دقيق الوجه، حسن الجسم، ليس بالقضيف ولا البادن أبيض الرأس واللحية.
5569 عبد الملك بن أبي بشير، البصري [1] :
سكن المدائن وحدث بها عن عكرمة مولى ابن عباس، وعَبْد اللَّهِ بْن مساور. روى عنه ليث بن أبي سليم، وسفيان الثوري.
__________
[1] 5569- انظر: تهذيب الكمال 3516 (18/287) . وطبقات ابن سعد 6/335. وسؤالات ابن محرز، لابن معين، الترجمة 461. ورواية ابن طهمان، ترجمة 263. وعلل أحمد 1/165، 184.
والتاريخ الكبير للبخاري 5/ترجمة 1319. وثقات العجلي، الورقة 34. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1627. وثقات ابن حبان 7/100. وثقات ابن شاهين، الترجمة 894، 897.
والكاشف 2/الترجمة 3485. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 3. وتاريخ الإسلام 6/95.
ونهاية السول، الورقة 220. وتهذيب التهذيب 6/386- 387. والتقريب 1/517.
وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4416.(10/390)
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن عتّاب، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ- وَفِي أَصْلِ الْقَطَّانِ ابْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ- قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يُبَخِّلُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «ليس المؤمن الذي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ» [1] .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان. قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير. قال سفيان: وكان شيخ صدق.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير كوفي ثقة.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: عبد الملك بن أبي بشير مدائني.
حدّثنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: عبد الملك بن أبي بشير المدائني سمع عكرمة، وعبد الله بن مساور. روى عنه الثوري، وليث بن أبي سليم.
قال يحيى القطان: كان عبد الملك بن أبي بشير ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: وسمعته- يعني يحيى ابن سعيد القطان- يقول: كان عبد الملك بن أبي بشير ثقة، وكان أصله بصريا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: عبد الملك بن أبي بشير من أهل المدائن، قال سفيان: كان رجل صدق.
__________
[1]- انظر الحديث في: المعجم الكبير 12/154. ومجمع الزوائد 8/167. والترغيب والترهيب 3/358. والمستدرك 2/12، 4/167.(10/391)
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قال- وذكر أبو عبد الله عبد الملك بْن أبي بشير قلت: هو من أهل المدائن؟ فقال: نعم من أهل المدائن، كان زعموا شيخا صالحا.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين:
عبد الملك بن أبي بشير ثقة.
أخبرنا حمزة بن حمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وعبد الملك بن أبي بشير ثقة، روى عنه سفيان الثوري.
5570- عبد الملك بن أبي سليمان، أبو سليمان- وقيل: أبو عبد الله- واسم أبي سليمان ميسرة [1] :
وهو عم محمد بن عبيد الله العرزمي نزل جبانة عرزم [2] بالكوفة فنسب إليها ويقال إنه مولى لبني فزارة حدث عن أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وسلمة بن كهيل، وأنس بن سيرين. رَوَى عَنْهُ سُفْيَان الثوري وشعبة بْن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وخالد بن عبد الله الطحان، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد.
__________
[1] 5570- انظر: تهذيب الكمال 3532 (18/322) . والمنتظم، لابن الجوزي 8/93. وطبقات ابن سعد 6/350. وتاريخ ابن معين 2/371. وتاريخ خليفة 423. وطبقاته والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1353. والصغير 2/83، 85. وثقات العجلي، الورقة 34. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/199. وضعفاء العقيلي، الورقة 125. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1719. والمراسيل 132. وثقات ابن حبان 7/97. والكامل لابن عدي 2/الورقة 306. وسؤالات البرقاني للدارقطني، الترجمة 300. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 108. وإكمال ابن ماكولا 7/48. وأنساب السمعاني 8/428. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 101. وسير أعلام النبلاء 6/107. وتذكرة الحفاظ 1/155. والكاشف 2/الترجمة 3499. وديوان الضعفاء، الترجمة 2617. والمغني 2/الترجمة 3818. والعبر 1/204. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 4.
ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 22. وتاريخ الإسلام 6/95. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5212. ومراسيل العلائي، الترجمة 470. وشرح علل الترمذي لابن رجب، الورقة 251.
ونهاية السول، الورقة 221. وتهذيب التهذيب 6/396- 398. والتقريب 1/519.
وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4433. وشذرات الذهب 1/216.
[2] في تهذيب الكمال: «وقيل: عزرم إنسان أسود» .(10/392)
وذكر قعنب بن المحرر أنه قدم بغداد ومات بها، ولا أعلم قاله أحد غيره.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: عبد الملك بن أبي سليمان كنيته أبو سليمان.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، حَدَّثَنَا عباد بن أحمد قال: كنيته أبو عبد الله، واسم أبي سليمان ميسرة عم محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان مولى فزارة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي أحمد بْن داود قَالَ: سمعتُ عيسى بْن يونس- وذكر عبد الملك بن أبي سليمان- فقال: إنه ليس بعرزمي، ولكنه نزل جبانة عرزم، وهو مولى لبني فزارة.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، وعلي بن محمد بن عمر قالا: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن أبي حاتم، حَدَّثَنَا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن، حدّثنا عبد الرّحمن بن الحكم، حَدَّثَنَا نوفل عن ابن المبارك عن سفيان قال: حفاظ الناس، إسماعيل بن أبي خالد- فبدأ به- وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وحفاظ البصريين ثلاثة سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند. وكان عاصم أحفظهم.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن العبّاس، أخبرنا أبو عقيل الحمال، حدّثنا عمي أبو ثابت، حَدَّثَنَا جابر بن نوح قال: سمعت سفيان يقول: حفاظ الحديث ستة؛ الأعمش، ومنصور، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَعبد الملك بْن أبي سليمان، وهشام، وعبيد الله بن عمر.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا صالح- يعني ابن أحمد- حَدَّثَنَا علي قال: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي قال: كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك- يعني ابن أبي سليمان-.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد- أحمد بن محمد بن حسنويه- أخبرنا الحسين ابن إدريس، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد: عبد الملك بن(10/393)
أبي سليمان؟ قال: ثقة. قلت: يخطئ؟ قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء.
قلت: ولأجل هذا تكلم شعبة في عبد الملك.
ذَكَرَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أن مُحَمَّد بْن حميد المخرمي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان قَالَ: وجدت في كتاب أخي- بِخَطِّ يَدِهِ- سُئِلَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثِ عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشُّفْعَةِ قَالَ: هُوَ حَدِيثٌ لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَحَدٌ إِلا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ، وَقَدْ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ وَلَكِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ ثِقَةٌ صَدُوقٌ لا يَرِدُ عَلَى مِثْلِهِ، قُلْتُ لَهُ: تَكَلَّمَ شُعْبَةُ فِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ شُعْبَةُ: لَوْ جَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِآخَرَ مِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ لَرَمَيْتُ بِحَدِيثِهِ.
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصوفي، والحسن بن أبي بكر قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مخلد الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّلْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد قَالَ: سمعت وكيعا يقول: سمعت شعبة يقول: لو روى عبد الملك بن أبي سليمان حديثا آخر مثل حديث الشفعة طرحت حديثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي- وَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ الشُّفْعَةِ، حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا أبي، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وعبد الله بن سليمان بن الأشعث قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثقفي، حَدَّثَنَا أمية- يعني ابن خالد- قال: قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: تركت حديثه، قلت تحدث: عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدع عبد الملك، وقد كان حسن الحديث؟ قال: من حسنها؟ فرزت لفظ الباغندي وهو أتم.
قلت: قد أساء شعبة في اختياره حيث حدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وترك التحديث عن عبد الملك بن أبي سليمان. لأن محمد بن عبيد الله لم تختلف
__________
[1] ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، وهو حديث الشفعة للجار.(10/394)
الأئمة من أهل الأثر في ذهاب حديثه، وسقوط روايته. وأما عبد الملك فثناؤهم عليه مستفيض، وحسن ذكرهم له مشهور.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ثقة متقن فقيه.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا الحسن بن علي، حَدَّثَنَا محمد بن داود قال: سمعت يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: حَدَّثَنِي الميزان- وقال بيده هكذا، كأنه يزن- حدّثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، حدّثنا أبو داود، حَدَّثَنَا نعيم بن قيس قال: سمعت عبدة بن سليمان يقول: كان سفيان يقول لعبد الملك بن أبي سليمان الميزان.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن صالح يقول: قال سفيان: موازين الكوفة، فعدهم، منهم عبد الملك بن أبي سليمان.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، حدّثنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا حجاج بن حمزة، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدّثنا عبد الله ابن المبارك قال: سئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: ذاك ميزان.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأت على أَبِي الحسن الكراعي حدثكم عبد الله بن محمود، حدّثنا ابن أبي رزمة، حَدَّثَنَا علي بن الحسن عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: عبد الملك ميزان.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال: ثقة.
أخبرني البرقاني، أخبرنا محمّد بن عثمان القاضي، حدّثنا أبو الميمون عبد الرّحمن ابن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْرِيُّ قال: سمعت أحمد ويحيى يقولان: كان عبد الملك بن أبي سليمان ثقة.(10/395)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- قلت: عبد الملك بن أبي سليمان أحب إليك، أو ابن جريج؟ فقال:
كلاهما ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: عبد الملك بن أبي سليمان ثقة حجة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي كوفي ثقة.
وقال مرة أخرى: ثقة ثبت في الحديث. قال: ويقال إن سفيان الثوري كان يسميه الميزان، وكان راوية عن عطاء بن أبي رباح المكي.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: عبد الملك بن أبي سليمان هو فزاري من أنفسهم ثقة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات عبد الملك بن أبي سليمان في سنة خمس وأربعين ومائة.
وكَذَلِكَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل ابن إسحاق، حدّثنا أبو نعيم، أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى فزارة، مات سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا ابن نمير قَالَ: مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان سنة خمس وأربعين ومائة.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بْن المحرر الباهلي قَالَ: ومات عبد الملك بن أبي سليمان الفزاري- وهو العرزمي، والعرزم جبانة بالكوفة- وأوصى إبراهيم النخعي أن لا تدخلوا قبري لبنا عرزميا فإنه يعمل من القذر.(10/396)
مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان، وهشام بْن عروة ببغداد سنة خمس وأربعين ومائة، وقبرا بسوق يحيى.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حدّثنا هارون بن حاتم التّميميّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن نمير قَالَ: مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان سنة سبع وأربعين ومائة.
كذا قال، وقول من قال سنة خمس أصح، والله اعلم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، أخبرنا محمّد بن أحمد بن المفيد، حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي، حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي قال: وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى بني فزارة توفي سنة خمس وأربعين ومائة في ذي الحجة.
5571- عبد الملك بن حكيم:
أخو نعيم بن حكيم العبدي من أهل المدائن. سمع أبا مريم الحنفي. روى عنه شبابة بن سوار.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سئل يَحْيَى بن معين عن نعيم بن حكيم الذي يحدث عن أبي مريم عن علي؟ فقال يحيى: كان شبابة وغيره يروي عنه، قيل ليحيى:
كان له أخ يقال له عبد الملك بن حكيم؟ فقال: نعم! وقد روى عبد الملك بن حكيم هذا عن أبي مريم هذا، قلت له: إنه يحدث بعض أحاديث نعيم عن أبي مريم؟ فقال:
لعله قد سمعها، فلم ينكر ذلك.
5572- عبد الملك بن مسلم بن سلام، أبو سلام الحنفي [1] :
من أهل المدائن حدث عن عمران بن ظبيان الكوفي، وعيسى بن حطان العائذي.
روى عنه سفيان الثوري ويزيد بن هارون، ووكيع بن الجراح، وشبابة بن سوار، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وسلم بن قتيبة، وغيرهم.
__________
[1] 5572- انظر: تهذيب الكمال 3561 (18/415) . وتاريخ ابن معين 2/375. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1402. والمعرفة ليعقوب 3/176. والجرح والتعديل 5/ترجمة 1722. وثقات ابن حبان 7/107. والكاشف 2/ترجمة 3526. وتهذيب التهذيب 6/424- 425. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 8. وتاريخ الإسلام 6/242. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5250. ونهاية السول، الورقة 223. والتقريب 1/523. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4462.(10/397)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا عبد الله بن روح المدائنيّ، حدّثنا شبابة بن سوار، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إن أحدنا يكون بالبادية، وَيَكُونُ مِنْ أَحَدِنَا الرُّوَيْحَةُ، ثُمَّ يَكُونُ فِي الْمَاءِ قِلَّةٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الله لا يستحيى مِنَ الْحَقِّ، إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلا تأتوا النساء في أدبارهن، فإن الله لا يستحيى من الحق» [1] .
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا وكيع، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَنَفِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَكُونُ بالْبَادِيَةِ فَيَخْرُجُ مِنْ أَحَدِنَا الرُّوَيْحَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إن الله لا يستحيى مِنَ الْحَقِّ، إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ، وَقَالَ مَرَّةً فِي أدبارهن» [2] .
هكذا روى الحديث وكيع بن الجراح عن عبد الملك بن مسلم عن أبيه، ولم يسمعه عبد الملك عن أبيه وإنما رواه عن عيسى بن حطان عن أبيه مسلم بن سلام كما سقناه عن شبابة عنه، وقد وافق شبابة عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وأحمد بن خالد الوهبي وعلي بن نصر الجهضمي. فرووه كلهم عن عبد الملك عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام. وعلي الذي أسند هذا الحديث ليس بابن أبي طالب، وإنما هو علي بن طلق الحنفي، بين نسبة الجماعة الذين سميناهم في روايتهم هذا الحديث عن عبد الملك، وقد وهم غير واحد من أهلم العلم فأخرج هذا الحديث في مسند عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين: أبو سلام الحنفي عبد الملك بن مسلم مدائني ثقة.
أخبرنا عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد،
__________
[1]- انظر الحديث في: سنن الترمذي 1164. وسنن ابن ماجة 1924. ومسند أحمد 1/86، 4/342، 5/213، 214. والمعجم الكبير 4/97، 198. ومجمع الزوائد 1/243، 4/299.
[1]- انظر التخريج السابق.(10/398)
حَدَّثَنَا الْعَبَّاس قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: أَبُو سلام الحنفي، هو عبد الملك بن سلام المدائني وهو ثقة، يروي عنه يزيد بن هارون.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عبد الملك بن سلام الحنفي فقال: مدائني ليس بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي الطرسوسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد الملك بن مسلم بن سلام كوفي لا بأس به من الشيعة.
5573- عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج، المكي، مولى أمية بن خالد [1] :
ويقال إن جريجا كان عبدا لأم حبيب بنت جبير زوجة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسد بن أبي العيص بن أمية. فنسب ولاؤه إليه. وله أخ يسمى محمد بن عبد العزيز، وكان عبد الملك بن جريج يكنى أبا الوليد، وأبا خالد. سمع من طاوس مسألة واحدة. ومن مجاهد حرفين في القراءات. وسمع الكثير من عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وابن أبي مليكة، وأبي الزبير، ومحمد بن المنكدر، ونافع وميمون ابن مهران، والزهري، وابن طاوس، وهشام بن عروة. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وثور بن يزيد الحمصي، والأوزاعي، وسفيان الثوري، والليث بن سعد،
__________
[1] 5573) انظر: تهذيب الكمال 3539 (18/338) . والمنتظم 8/124. وطبقات ابن سعد 5/491.
وتاريخ ابن معين 2/371. وتاريخ خليفة 425. وطبقاته 283. وعلل ابن المديني 37، 44، 47، 67. والتاريخ الكبير 5/ترجمة 1373. والصغير 2/98، 99، 111. وترتيب علل الترمذي الكبير، الورقة 21. والكنى لمسلم، الورقة 31. وثقات العجلي، الورقة 35. وتاريخ واسط 58، 252. والكنى للدولابي 1/162. والجرح والتعديل 5/ترجمة 1687. والمراسيل 133. وثقات ابن حبان 7/93. وعلل الدارقطني 3/الورقة 82، 179، 4/الورقة 19.
ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 108. ورجال البخاري للباجي، ورقة 122.
والسابق واللاحق للخطيب 269. والكامل في التاريخ 5/594. ووفيات الأعيان 3/163- 164. وتاريخ الإسلام 6/96. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 22. وسير أعلام النبلاء 6/325. وتذكرة الحفاظ 1/169. والكاشف 2/ترجمة 3505. والعبر 1/213- 214.
وتذهيب التهذيب 3/الورقة 5. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5227. وجامع التحصيل، الترجمة 472. وشرح علل الترمذي لابن رجب 63، 649. وغاية النهاية 1/469. والعقد الثمين 5/805. ونهاية السول، الورقة 221. وتهذيب التهذيب 6/455. والتقريب 1/520. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 4440. وشذرات الذهب 1/226.(10/399)
وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وابن علية، ووكيع وعبد الله بن إدريس، وحجاج بن الأعور، ومحمد بن بكر البرساني، وخالد بن الحارث، وأسامة، وأبو عاصم، وروح ابن عبادة، وعبد الله بن وهب، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق بن همام وغيرهم.
ويقال: إنه أول من صنف الكتب، وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور.
كذلك أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سمعت الأنصاري يقول: قدم ابن جريج علي أبي جعفر ببغداد.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث السجزي قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: قدم ابن جريج على أبي جعفر، وكان صار عليه دين. فقال:
جمعت حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد، فلم يعطه شيئا.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: كان ابن جريج مولى لأبي خالد بن أسيد، وأصله رومي.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
ابن جريج اسمه بعد الملك بن عبد العزيز بن جريج كان صدوقا مكيا.
قال أبو عاصم: كانت له كنيتان، إحداهما أبو الوليد، والأخرى أبو خالد.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قيل لَهُ: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج كانت له كنيتان، أبو خالد وأبو الوليد.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- قال: قلت لأبي: من أول من صنف الكتب؟ قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة.(10/400)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أحمد الزّهريّ- الخطيب بالدينور- حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قَالَ عَلِيّ ابْن الْمَدِينِيّ: نظرتُ فإذا الإسناد يدور على ستة، - فذكرهم- قال: ثُمَّ صار علم هَؤُلَاءِ الستة إلى أصحاب الأصناف، ممن يصنف العلم، منهم من أهل مكة عبد الملك ابن عبد العزيز بن جريج مولى القرشيين، ويكنى أبا الوليد، لقى ابن شهاب، وعمرو ابن دينار، وقد رأى الأعمش، ولم يرو عنه.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عبد الرحيم قال: قال علي:
- يعني ابن المدينيّ- أخبرنا عبد الوهاب بن همام- أخو عبد الرزاق- عن ابن جريج قال: أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير، فقال لي عبد الله بن عبيد: قرأت القرآن؟ قلت لا، قال: فاذهب فاقرأ القرآن ثم اطلب العلم، قال: فذهبت فغبرت زمانا حتى قرأت القرآن، ثم جئت إلى عطاء وعنده عبد الله بن عبيد. فقال: تعلمت القرآن- أو قرأت كل القرآن- قلت نعم! قال: تعلمت الفريضة قلت: لا؟ قال: فتعلم الفريضة ثم اطلب العلم، قال: فطلبت الفريضة ثم جئت فقال تعلمت الفريضة؟ قلت: نعم! قال: الآن فاطلب العلم، قال: فلزمت عطاء سبع عشرة سُنَّةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ، أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد بن سمعان الورّاق، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة، وكان يبيت في المسجد عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بن أحمد، حَدَّثَنَا- وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا- أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا الحسين بن محمّد الحريري البلخيّ، حدّثنا حمزة بن بهرام، حَدَّثَنَا طلحة قال: قلت لعطاء: من نسأل بعدك يا أبا محمد؟ قال: هذا الفتى إن عاش- يعني ابن جريج-.
أخبرنا الحسن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بن إسحاق الإسفراييني قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد الميموني قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل:
كان ابن جريج من أوعية العلم.(10/401)
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان الفقيه قال: حدثني علي بن يعقوب بن إبراهيم- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: قال لي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ابن جريج روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام وكان صاحب علم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يقول: أصحاب الحديث خمسة، فذكر ابن جريج منهم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثني محمّد بن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان قال: سمعت ابن جريج يقول: ما دون العلم تدويني أحد، وقال جالست عمرو بن دينار بعد ما فرغت من عطاء سبع سنين.
وقال يعقوب: قال علي قلت ليحيى: سفيان في عمرو بن دينار أثبت من ابن جريج؟ فقال: لا. ابن جريج أثبت، فقال علي: فذاكرت سفيان أمر ابن جريج في عمرو فقال: كان يمر بي فيقول: لقد غلبتنا على وسادة عمرو، قال: ولم أره سأله عن شيء قط. قد كان فرغ قبلي.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العبّاس بن الوليد بن يزيد يقول: سمعت إسماعيل بن محمد عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جريج لمن طلبتم العلم؟ قال: كلهم يقول لنفسي غير ابن جريج فإنه قال طلبته للناس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان ابن يحيى الأدمي، حدّثنا أبو قلابة، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ النَّبِيلُ قال:
قال ابن جريج:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد- إجازة- حدّثني منصور بن أبي مزاحم، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عياش، عن المثنى- وغيره- عن عطاء بن أبي رباح قال: سيد شباب أهل الحجاز، ابن جريج، وسيد شباب أهل الشام، سليمان بن موسى، وسيد شباب أهل العراق، حجاج بن أرطاة.(10/402)
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن مُكرم قَالَ: سمعت محمود بن غيلان يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت إذا رأيت ابن جريج علمت أنه يخشى الله، قال: وما رأيت مصليا قط مثله.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث السجزي قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قَالَ عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:
أَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ أخذ ابن جريج الصّلاة عن عطاء، وأخذها عطاء عن ابن الزّبير، وأخذها ابن الزّبير عن أبي بكر، وأخذها أَبُو بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ:
وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ حَسَنَ الصَّلاةِ.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أبي عن يحيى بن سعيد قال: رأيت معه- يعني سفيان الثوري- خرجا عن ابن جريج-.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حَدَّثَنَا عبد الرحمن قال: قال سفيان: أعياني حديث ابن جريج أن أحفظه، فنظرت إلى شيء يجمع فيه المعنى فحفظته، وتركت ما سوى ذلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا عبد الرزاق قال: قدم أبو جعفر- يعني الخليفة- مكة، فقال اعرضوا علي حديث ابن جريج، قال: فعرضوا عليه حديث ابن جريج، فقال: ما أحسنها لولا هذا الحشو الذي فيها- يعني بلغني، وحدثت-.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قال: سمعت إسماعيل بن داود المخارقي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كان ابن جريج حاطب ليل.(10/403)
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا محمد بن المنهال قال: كان يزيد بن زريع يقول: كان ابن جريج صاحب غثاء.
أخبرنا علي بن محمّد المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل- إجازة- قال: كتب إلي ابن خلاد- وهو أبو بكر الباهلي- سمعت يحيى- يعني ابن سعيد القطان- يقول: كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة. وإن لم يحدثك ابن جريج من كتابه لم ينتفع به.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول: سمعت أحمد ابن صالح المصري يقول: ابن جريج إذا أخبر الخبر فهو جيد، وإذا لم يخبر فلا يعبأ به.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قَالَ لي أَبُو عبد الله:
إذا قال ابن جريج قال فلان وقال فلان وأخبرت، جاء بمناكير، فإذا قال أَخْبَرَنِي وسمعت فحسبك به.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد ابن نوح الجنديسابوري، حَدَّثَنَا محمد بن الفضل العتابي قال: كنت عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل- وذكر ابن جريج فقال: إذا قال أَخْبَرَنِي وسمعت فحسبك به.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حمدان الفقيه، حدّثنا إبراهيم بن علي القطيعيّ، حدّثني الحسن بن الهيثم بن الخلّال، حَدَّثَنَا محمد بن موسى بن مشيش. قَالَ: قال أحمد بن حنبل: كان ابن جريج الذي يحدث من كتاب أصح، وكان في بعض حفظه إذا حدث حفظا سيء.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن المظفر، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: ابْن جريج ثقة في كل ما روى عنه من الكتاب.(10/404)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان ابن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قال يحيى بن سعيد: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال علي في موضع آخر قال يحيى بن سعيد: لم يكن أحد أثبت في نافع من ابن جريج فيما كتب.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قال: رأيت في كتاب علي بن المديني سألت يحيى بن سعيد من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب وعبيد الله، ومالك بن أنس، وابن جريج أثبت من مالك في نافع.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثنا علي قال: سمعت يحيى قال:
وحدّثنا أبو نعيم، حدّثنا ابن الصّوّاف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قال يحيى بن سعيد. قال ابن جريج: طرح إلي نافع حقيبة فمنها ما قرأت، ومنها ما سألت. قال يحيى: فما قال سألت وقلت فهو مما سأله، والقراءة، أَخْبَرَنِي نافع ثم قال يحيى: هو أثبت من مالك في نافع.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة قَالَ: حَدَّثَنِي ابن خلاد قال سمعت يحيى- هو ابن سعيد- يقول: كان [عند] [1] عبد الملك بن أبي سليمان أحاديث فيها شيء يقطع فيوصله ويوصل فيقطعه، وقدم ابن جريج في حديث عطاء.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِتَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد جعفر بن المهلب، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. قَالَ: قال أبي: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في أشياء. قال وابن جريج أثبت عندنا منه. قال أبي: عمرو بن دينار، وابن جريج أثبت الناس في عطاء.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا الميموني. قال: ما رأينا أحدا أثبت في عطاء من عمرو، وابن جريج.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(10/405)
أخبرنا علي بن محمّد المعدل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن أحمد- إجازة- قال: سمعت أبي يقول أثبت الناس في عطاء ابن جريج، وعمرو ابن دينار. قال: ولقد خالفه حبيب بن أبي ثابت في شيء من قول عطاء وكان القول ما قال ابن جريج.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد يقول قلت ليحيى بن معين: فابن جريج؟ قال: ليس بشيء في الزهري.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي. قال: وابن جريج مكي ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد البزّاز، حدّثنا محمّد بن أحمد بن المحسن الصّوّاف، حَدَّثَنَا بشر بْن مُوسَى. قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: مات ابن جريج سنة تسع وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حَدَّثَنِي أبو عبد الله قَالَ سمعت يحيى بن سعيد. قال: مات ابن جريج سنة خمسين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ:
سمعت مكي بن إبراهيم قال:
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، حدّثنا أحمد بن علي البار، حَدَّثَنَا مسلم بن عبد الرحمن الْبَلْخِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: مات ابن جريج في سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن عبد الله الأصبهانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي. وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن إسحاق الدقاق، حدّثنا عمر ابن أحمد، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط. قال: وعَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج يكنى أبا الوليد، مولى لآل أسيد بن أبي العيص بن أمية، مات سنة خمسين ومائة.(10/406)
أخبرنا منصور بن ربيعة الزّهريّ- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، حدّثنا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود. قَالَ: قَالَ علي بن المديني: ومات ابن جريج سنة إحدى وخمسين ومائة.
5574- عبد الملك بن يحيى بْن عباد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام، الأسدي:
من أَهْل مدينة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يعد في سادات قريش، وذوي الفضل منهم، وقدم بغداد في أيام المهديّ.
فأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، أَخْبَرَنَا الزبير بن بكار قال: وعبد الملك بن يحيى كان من أهل الفضل والمروءة، وكان أمير المؤمنين المهدي قد كتب إلى والي المدينة يأمره أن يشخص إليه رجلا يرضاه أهل البلد، يقوم بحوائج أهل المدينة عنده، فأجمع أهل المدينة على عبد الملك بن يحيى وسألوه أن يخرج فخرج في ذلك، ورفع حوائجهم وأقام بالعراق يطالب بها، وكان رجلا موسرا. وباع من أبي عبيد الله عينا له يقال لها ملح سبابة بعشرة آلاف دينار، ثم جاءه كتاب أنه ولد له غلام ولم يكن له من قبل ذلك، فاستقال أبا عبيد الله فأقاله، وانصرف إلى المدينة.
وقال محمد بن عبد الملك الأسديّ:
امدح كريم بني العوام إن له ... مناقبا لم ينلها قبله بشر
حاشى النبي وقوم قد مضوا معه ... هم الذين إليه داره هجروا
أعني ابن يحيى بن عباد فإن له ... سوابق المجد قد قرت بها مضر
عبد المليك الذي عمت صنائعه ... كما يعم البلاد المحلة المطر
قد أحكمته النهى في حسن تجربة ... فهو النصير بما يأتي وما يذر
إني وجدت بني يحيى إذا جهدوا ... هم البحور بحور المجد والغرر
قال: وقال أيضا يمدحه:
إن الكرام جروا حتى إذا اختلفوا ... وجاش كل كريم الجري سباق
وأبصر الناس من يغري ذوي مهل ... صاف وعز وأحلام وأعراق
لاح ابن يحيى إمام السابقين كما ... لاح الصباح بفجر قبل إشراق
عبد المليك الذي فاضت صنائعه ... على القبائل من عرب وإطلاق(10/407)
قال الزبير: وتوفي عبد الملك بن يحيى وهو ابن ثلاث وستين سنة.
5575- عبد الملك بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، أبو طاهر الأنصاري المدني [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن عمه عبد الله بن أبي بكر. روى عنه سريج بن النعمان الجوهري، وكان ثقة. وولاه هارون الرشيد القضاء بالجانب الشرقي من بغداد بعد الحسين بن الحسن العوفي، فمكث بعد أن وليه أياما ثم مات.
أخبرني الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: عبد الملك بْن مُحَمَّد بْن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبيد بن عوف بن مالك ابن النجار. كان قدم بغداد فأقام بها، واستقضاه هارون الرّشيد أمير المؤمنين على عسكر المهديّ، مات وصلى عليه هارون ودفنه في مقبرة العباسة بنت المهدي، وكان قليل الحديث ويكنى أبا طاهر.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قال: عبد الملك بْن مُحَمَّد بْن أبي بكر بن حزم الأنصاري، ويكنى أبا الطاهر مات ببغداد سنة ست وسبعين ومائة، وكان قاضيا بها لهارون، وصلى عليه هارون ودفن في مقبرة العبّاسة.
أخبرنا أبو سعد بن حسنويه الأصبهانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي.
ثم أخبرنا محمّد بن الحسن الأهوازي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن إسحاق الدقاق، حدّثنا عمر بن أحمد، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وعبد الملك بْن مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن عمرو بن حزم يكنى أبا الطاهر، مات سنة ست وسبعين ومائة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو الطاهر عبد الملك بْن مُحَمَّد بْن أبي بكر بن حزم الأنصاريّ سنة ست وسبعين ومائة ببغداد، ودفن في مقبرة العبّاسة.
__________
[1] 5575- انظر: تهذيب الكمال 3518 (18/293) . والمنتظم 9/36. وطبقات ابن سعد 9/الورقة 259. وتاريخ خليفة 450، وطبقاته 275. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1405. والقضاة لوكيع 3/237، 326. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1727. وثقات ابن حبان 7/100.
وتهذيب التهذيب 6/387.(10/408)
قرأت على البرقاني عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى المزكيّ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا الجوهريّ- يعني حاتم بن الليث- حَدَّثَنَا سريج بن النعمان قال: عبد الملك بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم المدني الأنصاري من بني النّجّار، قدم علينا فأقام بها، وكتبنا عنه المغازي عن عمه عبد الله بن أبي بكر، وكان هارون ولاه القضاء ببغداد عسكر المهدي، وكان عبد الملك يكنى أبا طاهر، ومات عبد الملك ببغداد في زمن هارون في سنة سبع وسبعين ومائة. قال سريج:
وحضرت جنازته.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الجوهريّ- في كتابه إلينا من شيراز- حدّثنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ:
حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قال: سنة ثمان وسبعين ومائة فيها مات عبد الملك بن أبي بكر ببغداد.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: استقضى الرّشيد عبد الملك بْن أَبِي بَكْرِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم أياما ومات، فصلى عليه هارون الرشيد ودفن في مقابر العباسة بنت المهدي، وذلك في سنة ثمان وسبعين ومائة، وكان جليلا من أهل بيت العلم والسير والحديث.
5576- عبد الملك بن قريب بن عبد الملك، أبو سعيد الأصمعي [1] :
صاحب اللغة، والنحو، والغريب، والأخبار، والملح. سمع عبد الله بن عون، وشعبة بن الحجاج والحمادين، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، ومسعر بن كدام، وسليمان بن المغيرة، وقرة بن خالد. روى عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله،
__________
[1] 5576- انظر: تهذيب الكمال 3551 (18/382- 394) . والمنتظم 10/220. وتاريخ ابن معين 2/374. وتاريخ خليفة 23، 475. والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1393. والكنى لمسلم، الورقة 44. والمعرفة ليعقوب 1/682. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1710. وثقات ابن حبان 8/389. وأخبار النحويين البصريين 45- 52. وثقات ابن شاهين، الترجمة 904. وأنساب السمعاني 1/293. والكامل في التاريخ 3/184، 6/200، 7/35، 136، 250. وإنباه الرواة 2/197- 205. ووفيات الأعيان 3/170، 176. وسير أعلام النبلاء 10/175.
والكاشف 2/الترجمة 3517. والعبر 1/367- 370. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 7.
وتاريخ الإسلام، الورقة 133 (آيا صوفيا 3007) . وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5240.
وغاية النهاية 1/470. ونهاية السول، الورقة 223. وتهذيب التهذيب 6/415- 417.
والتقريب 1/521. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 4452.(10/409)
وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وأحمد بن محمد اليزيدي، ونصر بن علي الجهضمي، ورجاء بن الجارود، ومحمّد بن عبد الملك ابن زنجويه، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وبشر بن موسى الأسدي، وأبو العباس الكديمي، في آخرين. وكان من أهل البصرة وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أَخْبَرَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رستم الطبري، حَدَّثَنَا أبو حاتم السجستاني قال: الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبيد الله ابن سعيد العسكريّ، أخبرنا أبو بكر بن دريد، حَدَّثَنَا الرياشي عن الأصمعي.
قال أبو أحمد: وأَخْبَرَنَا الهزاني، عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: قال لي شعبة:
لو أتفرغ لجئتك قال الأصمعي: وحدث يوما شعبة بحديث فقال فيه: فذوي المسواك، فقال له رجل حضره: إنما هو فذوي، فنظر إلي شعبة، فقلت له: القول ما قلت فزجر القائل، هذا لفظ أبي بكر. وقال أبو روق فقال لمخالفة: امش من هاهنا، قال: وهي كلمة من كلام الفتيان. وكان شعبة صاحب شعر قبل الحديث، وكان يحسن.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن هارون التّميميّ- بالكوفة- حَدَّثَنَا أبو الحسين عبد الرحمن بن حامد البلخي- المعروف بابن أبي حفص قال: سمعت محمّد بن سعد يقول: سمعت عمر ابن شبة يقول: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن أحمد المقدمي، حدّثنا أبو محمّد التّميميّ، حدّثنا محمّد ابن عبد الرّحمن- مولى الأنصار- حَدَّثَنَا الأصمعي قال: بعث إلي محمد الأمين وهو ولي عهد، فصرت إليه. فقال: إن الفضل بن الربيع كتب عن أمير المؤمنين يأمر بحملك إليه على ثلاث دواب من دواب البريد، وبين يدي محمد السندي بن شاهك. فقال له خذه فاحمله وجهزه إلى أمير المؤمنين، فوكل به السندي خليفته(10/410)
عبد الجبّار، فجهزني وحملني، فلما دخلت الرقة أوصلت إلى الفضل بن الربيع، فقال لي: لا تلقين أحدا ولا تكلمه حتى أوصلك إلى أمير المؤمنين، وأنزلني منزلا أقمت فيه يومين- أو ثلاثة- ثم استحضرني فقال: جئني وقت المغرب حتى أدخلك على أمير المؤمنين، فجئته فأدخلني على الرشيد وهو جالس متفردا فسلمت، فاستدناني وأمرني بالجلوس فجلست. وقال لي: يا عبد الملك وجهت إليك بسبب جاريتين أهديتا إلي، وقد أخذتا طرفا من الأدب، أحببت أن تبور ما عندهما وتشير علي فيهما بما هو الصواب عندك، ثم قال: ليمض إلى عاتكة فيقال لها احضري الجاريتين، فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط، فقلت لأجلهما: ما اسمك؟ قالت فلانة، قلت: ما عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله به في كتابه، ثم ما ينظر الناس فيه من الأشعار، والآداب، والأخبار، فسألتها عن حروف من القرآن فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، وسألتها عن النحو والعروض والأخبار فما قصرت، فقلت: بارك الله فيك، فما قصرت في جوابي في كل فن أخذت فيه، فإن كنت تقرضين الشعر فأنشدينا شيئا، فاندفعت في هذا الشعر:
يا غياث البلاد في كل محل ... ما يريد العباد إلا رضاك
لا- ومن شرف الإمام وأعلى- ... ما أطاع الإله عبد عصاك
ومرت في الشعر إلى آخره. فقلت: يا أمير المؤمنين ما رأيت امرأة في مسك رجل مثلها، وقالت الأخرى فوجدتها دونها، فقلت ما تبلغ هذه منزلتها إلا أنها إن وظب عليها لحقت، فقال: يا عباسي، فقال الفضل: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: ليردا إلى عاتكة، ويقال لها تصنع هذه التي وصفتها بالكمال لتحمل إلي الليلة. ثم قال لي: يا عبد الملك أنا ضجر. وقد جلست أحب أن أسمع حديثا أتفرج به، فحَدَّثَنِي بشيء فقلت: لأي الحديث يقصد أمير المؤمنين؟ قال: لما شاهدت وسمعت من أعاجيب الناس وطرائف أخبارهم. فقلت: يا أمير المؤمنين صاحب لنا في بدو بني فلان كنت أغشاه وأتحدث إليه، وقد أتت عليه ست وتسعون سنة أصح الناس ذهنا، وأجودهم أكلا، وأقواهم بدنا، فغبرت عنه زمانا ثم قصدته فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغير الحال، فقلت له: ما شأنك؟ أأصابتك مصيبة؟ قال: لا، قلت: أفمرض عراك؟
قال: لا، قلت: فما سبب هذا التغيير الذي أراه بك؟ فقال: قصدت بعض القرابة في حي بني فلان فألفيت عندهم جارية قد لاثت راسها، وطلت بالورس ما بين قرنها إلى(10/411)
قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل توقع عليه وتنشد هذا الشعر:
محاسنها سهام للمنايا ... مريشة بأنواع الخطوب
برى ريب المنون لهن سهما ... تصيب بنصله مهج القلوب
فأجبتها:
قفي شفتي في موضع الطبل ترتقي ... كما قد أبحت الطبل في جيدك الحسن
هبينى عودا أجوفا تحت شنة ... تمتع فيها بين نحرك والذقن
فلما سمعت الشعر مني نزعت الطبل فرمت به في وجهي، وبادرت إلى الخباء فدخلت فلم أزل واقفا إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي لا تخرج إلي ولا ترجع إلي جوابا، فقلت أنا معها والله كما قال الشّاعر:
فو الله يا سلمى لطال إقامتي ... على غير شيء يا سليمى أراقبه
ثم انصرفت سخين العين، قريح القلب، فهذا الذي ترى بي من التغير من عشقي لها. فضحك الرشيد حتى استلقى. وقال: ويحك يا عبد الملك ابن ست وتسعين سنة يعشق؟ قلت: قد كان هذا يا أمير المؤمنين، فقال: يا عباسي، فقال الفضل بن الربيع لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: أعط عبد الملك مائة ألف درهم ورده إلى مدينة السلام.
فانصرفت فإذا خادم يحمل شيئا، ومعه جارية تحمل شيئا، فقال: أنا رسول بنتك- يعني الجارية التي وصفتها- وهذه جاريتها، وهي تقرأ عليك السلام وتقول: إن أمير المؤمنين أمر لي بمال وثياب هذا نصيبك منها فإذا المال ألف دينار، وهي تقول: لن نخليك من المواصلة بالبر، فلم تزل تتعهدني بالبر الواسع الكثير حتى كانت فتنة محمد، فانقطعت أخبارها عني. وأمر لي الفضل بن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن محمد الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ:
قال الأصمعي: دخلت على جعفر بن يحيى بن خالد يوما فقال لي: يا أصمعي هل لك من زوجة؟ قلت: لا، قال فجارية؟ قلت جارية للمهنة، قال: فهل لك أن أهب لك جارية نظيفة، قلت إني لمحتاج إلى ذلك، فأمر بإخراج جارية إلى مجلسه، فخرجت جارية في غاية الحسن والجمال، والهيئة والظرف والمقال، فقال لها: قد وهبتك لهذا،(10/412)
وقال: يا أصمعي خذها، فشكرته وبكت الجارية، وقالت: يا سيدي تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته، وقبح منظره. وجزعت جزعا شديدا. فقال: يا أصمعي هل لك أن أعوضك منها ألف دينار؟ قلت: ما أكره ذلك، فأمر لي بألف دينار، ودخلت الجارية، فقال لي يا أصمعي إني أنكرت من هذه الجارية أمرا، فأردت عقوبتها بك، ثم رحمتها منك، قلت: أيها الأمير فهلا أعلمتني قبل ذلك، فإني لم آتك حتى سرحت لحيتي وأصلحت عمتي، ولو عرفت الخبر لصرت على هيئة خلقتي، فو الله لو رأتني كذلك لما عاودت شيئا تنكره منها أبدا ما بقيت.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قال: سمعت محمد بن يزيد النحوي يقول: كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة، وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي، بالأنساب، والأيام، والأخبار، وكان الأصمعي بحرا في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو.
قلت: وقد جمع الفضل بن الرّبيع بن الأصمعي وأبي عبيدة في مجلسه.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو العيناء، أَخْبَرَنِي الدعلجي- غلام أبي نواس- قال: قيل لأبي نواس: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن أمكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ، حدّثنا أبو القاسم السكوني، حدّثنا أحمد بن أبي موسى، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل؟ قال: قلت جلد، قال: فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال: خمسون جلدا، قال: فأمر بإحضار الكتابين، قال: ثم أمر بإحضار فرس فقال: لأبي عبيدة اقرأ كتابك حرفا حرفا وضع يدك على موضع موضع، فقال أبو عبيدة: ليس أنا بيطار، إنما ذا شيء أخذته وسمعته من العرب وألفته. فقال لي: يا أصمعي قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس، فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثم وثبت فأخذت بأذني الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه بشيء شيء فأقول:(10/413)
هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، قال: فأمر لي بالفرس، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.
أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنِي أبو العباس أحمد بن يحيى عن أحمد بن عمر بن بكير النحوي قال: لما قدم الحسن ابن سهل العراق قال: أحب أن أجمع قوما من أهل الأدب، فيخرجون بحضرتي في ذلك، فحضر أبو عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، ونصر بن علي الجهضمي، وحضرت معهم فابتدأ الحسن، فنظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم ووقع عليها، فكانت خمسين رقعة، ثم أمر فدفعت إلى الخازن، ثم أقبل علينا فقال: قد فعلنا خيرا، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية، فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه، فأفضنا في ذكر الحفاظ فذكرنا الزهري، وقتادة، ومررنا، فالتفت أبو عبيدة فقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى، وإنما نعتمد في قولنا على حكاية عن قوم مضوا ونترك ما نحضره، هاهنا من يقول أنه ما قرأ كتابا قط فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه، فالتفت الأصمعي فقال: إنما يريدني بهذا القول أيُّها الأمير، والأمر في ذلك على ما حكى، وأنا أقرب عليه، قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع وانا أعيد ما فيها، وما وقع به الأمير على رقعة رقعة على توالي الرقاع، قال: فأمر فأحضر الخازن وأحضرت الرقاع، وإذا الخازن قد شكها على توالي نظر الحسن فيها. فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فوقع له بكذا، والرقعة الثانية والثالثة حتى مر في نيف وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي فقال: يا أيها الرجل اتق على نفسك من العين، فكف الأصمعي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن رزمة البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حَدَّثَنَا العباس بن الفرج- يعني الرياشي- قال:
سمعت الأخفش يقول: ما رأيت أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي وخلف، فقلت له فأيهما كان أعلم؟ فقال: الأصمعي، لأنه كان معه نحو.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا العباس بْن أَحْمَد بْن الفضل الهاشمي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن علي بن عبد الله. وأَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب البصريّ، حدّثنا محمّد بن العلاء الأزديّ، حَدَّثَنَا أبو جزء محمد بن حمدان القشيري(10/414)
قالا: حدّثنا أبو العيناء، حَدَّثَنِي كيسان قال: قال لي خلف الأحمر: ويلك الزم الأصمعي ودع أبا عبيدة، فإنه أفرس الرجلين بالشعر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ:
سمعت إسحاق الموصليّ يقول: لم أر كالأصمعيّ يدعي شيئا من العلم، فيكون أحد أعلم به منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الثّابتي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أحمد بن يزيد المهلبي، حَدَّثَنَا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه إسحاق قال: سأل الرشيد عن بيت الراعي:
قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ... ودعا فلم أر مثله مخذولا
ما معنى محرما؟ فقال الكسائيّ: أحرم بالحج، فقال الأصمّعي: والله ما كان أحرم بالحج، ولا أراد الشّاعر أنه أيضا في شهر حرام، فيقال: أحرم إذا دخل فيه كما يقال أشهر إذا دخل في الشهر، وأعام إذا دخل في العام، فقال الكسائيّ: ما هو غير هذا؟
وفيم أراد؟ فقال الأصمّعي: ما أراد عديّ بن زيد بقوله:
قتلوا كسرى بليل محرما ... فتولى لم يمتع بكفن
أي أحرام لكسرى؟! فقال الرشيد: فما المعنى؟ قال: كل من لم يأت شيئا يوجب عليه عقوبة فهو محرم لا يحل شيء منه. فقال الرشيد: ما تطاق في الشعر يا أصمعي. ثم قال: لا تعرضوا للأصمعي في الشعر.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بن أحمد الوراق- بِصَيْدَا- قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قال: سمعت أحمد بن عبد الله أبا بكر الشيباني يَقُولُ: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المصري يقول: سمعت أبا الحسن منصورا- يعني ابن إسماعيل الفقيه- يقول:
سمعت الرّبيع بن سليم يقول: سمعت الشافعي يقول: ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، أخبرنا أبو بكر بن الخيّاط، حدّثنا المبرد، حَدَّثَنَا الرياشي قال: سمعت عمرو بن مرزوق يقول:(10/415)
رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران. فقال يونس: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه في الظاهر- يعني الأصمعي-.
أنبأنا الحسين بن محمد الرافقي، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنِي أبو العباس أحمد بن يحيى قال: قدم الأصمّعي بغداد وأقام بها مدة، ثم خرج عنها يوم خرج وهو أعلم منه حيث قدم بأضعاف مضاعفة.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن القاسم المخزوميّ، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن يحيى الصولي، حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، حَدَّثَنَا العباس بن الفرج قال: ركب الأصمعي حمارا دميما فقيل له أبعد براذين الخلفاء تركب هذا؟! فقال متمثلا:
ولما أبت إلا طرافا بودها ... وتكديرها الشرب الذي كان صافيا
شربنا برنق من هواها مكدر ... وليس يعاف الرنق من كان صاديا
هذا- وأملك ديني ونفسي-، أحب إلي من ذلك مع ذهابهما.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حَدَّثَنَا نصر بن علي قال: سمعت الأصمعي يقول لعفان- وجعل يعرض عليه شيئا من الحديث- فقال: اتق الله يا عفان ولا تغير حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقولي. قال نصر:
وكان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما يتقي أن يفسر القرآن.
وَقَالَ الْكَرَجِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ خِرَاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيَّ يَقُولُ:
أَهْدَيْتُ إِلَى الأَصْمَعِيِّ قَدَحًا من هذه السجزية، فجعل ينظر إليه وَيَقُولُ مَا أَحْسَنَهُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أن فِيهِ عِرْقًا مِنَ الْفِضَّةِ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ وقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُشْرَبَ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا الصولي، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: قال الجاحظ: كان الاصمعي مانيا. فقال له العباس بن رستم: لا والله ولكن نذكر حين جلست إليه تساله، فجعل يأخذ نعله بيده وهي مخصوفة بحديد، ويقول نعم: قناع القدري نعم قناع القدري، فعلمت أنه يعنيك فقمت.(10/416)
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز- على شك داخلني فيه- أخبرنا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّهِ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أهل البصرة أهل العربية، منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة، أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب، والأصمّعي.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قال: سمعت أبا أمية يقول: سمعت أحمد بن حنبل يثني على الأصمعي في السنة. قال: وسمعت علي بن المديني يثني عليه.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أخبرنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو عَمرو عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن هارون السّمرقنديّ- بتنيس- حدّثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم ابن مسلم الطرسوسي قال: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يثنيان على الأصمعي في السنة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبو الحديد عبد الوهاب بن سعد، أخبرنا علي بن الحسين بن خلف، حدّثنا علي بن محمّد بن حيون الأنصاريّ، حدّثنا محمّد بن أبي ذكير الأسواني قال:
سمعت الشافعي يقول: ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني.
وأَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن صدقة قَالا:
حَدَّثَنَا ابن أَبِي خَيْثَمَة قَالَ: سَمِعْتُ يحيى بن معين يقول: الأصمعي ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن الأصمعي فقال: صدوق.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: مات الأصمّعي سنة ست عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ومحمّد بن محمّد ابن عثمان السواق قالوا: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس القرشي قَالَ: سنة سبع عشرة ومائتين فيها مات الأصمعي.(10/417)
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن يعقوب الكاتب، حدّثني محمّد بن عبيد الله بن الفضل، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: كنا في جنازة الأصمّعي سنة خمس عشرة ومائتين، فحدّثني أبو قلابة الجرمي الشّاعر، وأنشدني لنفسه:
لعن الله أعظما حملوها ... نحو دار البلى على خشبات
أعظما تبغض النبي وأهل ال ... بيت والطيّبين والطيّبات
وجذبني من الجانب الآخر أبو العالية الشّاميّ فأنشدني:
لا در در نبات الأرض إذ فجعت ... بالأصمعي لقد أبقت لنا أسفا
عش ما بدا لك في الدنيا فلست ترى ... في الناس منه ولا من علمه خلفا
قال: فعجبت من اختلافهما فيه.
حدّثني الأزهري- لفظا- حَدَّثَنَا محمد بن العباس. وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ- قراءة- أخبرنا محمّد بن العبّاس قالا: حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أحمد بن أبي طاهر، حَدَّثَنِي محمد بن أبي العتاهية قال: لما بلغ أبي موت الأصمعي جزع عليه ورثاه فقال:
لهفي لفقد الأصمعي لقد مضى ... حميدا له في كل صالحة سهم
تقضت بشاشات المجالس بعده ... وودعنا إذ ودع الإنس والعلم
وقد كان نجم العلم فينا حياته ... فلما انقضت أيامه أفل النجم
قلت: وبلغني أن الأصمعي بلغ ثمانيا وثمانين سنة، وكانت وفاته بالبصرة.
5577- عبد الملك بن زيد، أبو بشر البزاز المدائني:
حدث عن سفيان الثوري. روى عنه هيذام بن قتيبة المروزي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصّفّار، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي سعيد، حدّثنا هيذام بن قتيبة، حدّثنا عبد الملك بن يزيد- أبو بشر البزّاز بالمدائن- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا، أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وَأَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا، أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الآخِرَةِ» [1] .
__________
[1] 5577- انظر الحديث في: المستدرك 1/124. والمعجم الصغير 1/74، 262. ومجمع الزوائد 7/262، 263. وحلية الأولياء 9/319. وكشف الخفا 1/307. ومسند الشهاب 301.
والعلل المتناهية 2/16- 18.(10/418)
5578- عبد الملك بن عبد العزيز، أبو نصر التمار [1] :
سمع مالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز، والحمادين، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وكوثر بن حكيم. روى عنه أحمد بن منيع، وأبو قدامة السرخسي، وأبو حفص عمرو بن عَلِيّ الفلاس، ومحمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وأحمد ابن أبي خيثمة، وَالحسن بْن عَلِيّ المعمري، وَأحمد بْن الْحَسَن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد البغوي وكان من أهل نسا، فسكن بغداد إلى حين وفاته، وكان عابدا زاهدا يعد في الأبدال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْهَيْثَمِ التَّمَّارُ قَالا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ- أَبُو نَصْرٍ- وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ- مِائَةَ مَرَّةٍ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» [2] .
قلت: وكان أبو نصر ممن امتحن في أمر القرآن فأجاب.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أبا زرعة- وهو الرازي- يَقُولُ:
كان أَحْمَد بْن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد
__________
[1] 5578- انظر: تهذيب الكمال 3540 (18/354) . والمنتظم 10/139. وطبقات ابن سعد 7/340.
والتاريخ الكبير 5/الترجمة 1375. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1689. وثقات ابن حبان 8/390. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 109. والجمع 1/317. والمعجم المشتمل، الترجمة 566. وسير أعلام النبلاء 10/571. والعبر 1/402. والكاشف 2/الترجمة 3506. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 5. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 5225. ونهاية السول، الورقة 222. وتهذيب التهذيب 6/406- 407. والتقريب 1/520. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4441.
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/107. وصحيح مسلم، كتاب الدعاء 28. وإتحاف السادة المتقين 5/13.(10/419)
الشّافعيّ، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل- يعني أبا داود سليمان ابن الأشعث- عن أبي نصر التمار فقال: ثقة.
حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ثقة خراساني نزل بغداد.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قال: سمعت الميموني يقول: صح عندي أنه لم يحضر أبا نصر التمار حين مات- يعني أحمد بن حنبل- فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النَّضْر.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أبو القاسم ابن منيع قالوا: ومات أبو نصر التمار في سنة ثمان وعشرين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ عَبْد الله بن محمد البغوي: ومات أبو نصر التمار ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من سنة ثمان وَعشرين، وَكَانَ لا يخضب، وَكَانَ قد جاوز التسعين سنة، وقد كتبت عنه.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: أبو نصر التمار من أبناء أهل خراسان من أهل نسا، ذكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الداعية بستة أشهر، ونزل بغداد في ربض أبي العباس الطوسي في درب النسائية، وتجر بها في التمر وغيره، وكان ثقة فاضلا خيرا ورعا، وتوفي ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من المحرم سنة ثمان وعشرين ومائتين، ودفن بباب حرب وهو يومئذ ابن إحدى وتسعين سنة وكان بصره قد ذهب.
أَخْبَرَنَا ابن رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ العبدي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سهل(10/420)
وأحمد بن محمد بن بلال عن أبي جعفر السقاء قال: رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت له: يا أبا نصر كيف الحال؟ قال: وقفني فرحم شيبتي- وجعل يده تحت ذقنه- وقال لي: يا بشر لو سجدت لي في الدنيا على الجمر ما أديت شكر ما حشيت قلوب عبادي عليك، وأباحني نصف الجنة، ووعدني أن يغفر لمن تبع جنازتي، قلت: فما فعل أبو نصر التمار؟ قال: ذاك فوق الناس، قلت: وبماذا؟ قال: بصبره على بنيّاته والفقر.
حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق، حدثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحسنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الجراحي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن الجراح قَالَ: سمعت محمد بن محمد بن أبي الورد يقول: قال لي مؤذن بشر بن الحارث: رأيت بشر بن الحارث فِي المنام، فقلت:
ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي، قلت: فما فعل بأحمد بن حنبل؟ فقال: غفر له، فقلت: فما فعل بأبي نصر التمار فقال: هيهات ذاك في عليين، فقلت: بماذا نال ما لم تنالاه؟ فقال: بفقره، وصبره على بنياته.
5579- عبد الملك بن عبد ربه، أبو إسحاق- وقيل: أبو علي- الطائي:
كان يسكن بغداد في جوار إسحاق بن أبي إسرائيل. وحدث عن موسى بن عمير، ومعاوية بن عمار الدهني، وسعيد بن سماك بن حرب، وعبثر بن القاسم، وهشيم بن بشير، وخلف بن خليفة، وأبي المحيا التّميميّ، ومنصور بن حمزة الأنصاري. روى عنه ابنه علي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَأحمد بْن القاسم البرتي، ومحمد بْن هشام بْن أَبِي الدميك، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الجعد، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي، وأَحْمَد بْن الحسين بْن إِسْحَاق الصوفِي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ القصري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ- بِالْكُوفَةِ- أخبرنا الحسن بن الطّيّب الشجاعي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً
[هود 91] قَالَ: مَكْفُوفَ الْبَصَرِ. وَفِي قَوْلِهِ:
إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*
[الشعراء 153] مِنَ الْمَخْلُوقِينَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الورّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الزّيّات، حدّثنا أحمد بن الحسين الصّوفيّ الصغير، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ ربه الطائي، حدّثنا سعيد(10/421)
ابن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَاءُ لا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ» [1] .
5580- عبد الملك بن عمير، النصيبي:
روى عن عبد الله بن عقبة الضّبّيّ، ومحمد بن سلمة الحراني. ذكر ذلك عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرازي وقال: سمع أبي منه ببغداد.
5581- عبد الملك بن هوذة بن خليفة، البكراوي [2] :
حدث عن عمه عمرو بن خليفة وزيد بن الحباب. روى عنه علي بن الحسن بن سليمان القافلائي القطيعي، وأبو روق الهزاني.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن النجاد- بالبصرة- حدّثنا أبو رزق الهزاني، حدّثنا عبد الملك بن هوذة البكراويّ، حدّثنا زيد بن الحباب- أبو الحسين- حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زُرَارَةَ- كَذَا قَالَ النَّجَّادُ- قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، وَأَرِنِي ثَأْرِي فِيمَنْ ظَلَمَنِي، وَعَافِنِي فِي جَسَدِي، وَمَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مني» [3] .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن محمّد بن لؤلؤ، أخبرنا أبو الحسن القافلائي، حدّثنا عبد الملك بن هوذة، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَلِيفَةَ الْبَكْرَاوِيُّ عَنِ ابْنِ عون عن محمّد ابن عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإِبِلِ النَّوَازِعِ إِلَى أَوْطَانِهَا» [4] .
5582- عبد الملك بن محمد بن عبد الرّحمن، يلقب حبتر:
وهو بلخي الأصل سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، وأبا بدر شجاع بن الوليد، وحسين بن علي الجعفي، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه الحسين
__________
[1] 5579- انظر الحديث في: سنن النسائي 1/174. ومسند أحمد 1/235، 308. والمستدرك 1/159. وصحيح ابن خزيمة 91، 901. والمعجم الكبير 8/123.
[2] 5581- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/274.
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 3774. والجامع الكبير 9881.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم 545. ومسند أحمد 4/397. وفتح الباري 9/79.
والترغيب والترهيب 2/362.(10/422)
والقاسم ابنا إِسْمَاعِيل المحاملي ومحمد بْن مخلد العطار، وأحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد الدّوريّ، حدّثنا عبد الملك بن محمّد البلخيّ، حدّثنا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ» [1] .
أَخْبَرَنَا الأزهري، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: فأما حبتر فهو شيخ بغدادي اسمه عبد الملك بن محمد البلخي، ولقبه حبتر حَدَّثَنَا عنه ابنا المحاملي، وأبو عبد الله ابن مخلد، وغيرهم.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قال: عبد الملك بن عبد الرحمن البلخي لقبه حبتر لا بأس به.
5583- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن يرغان، يعرف بطرخان:
حدث عن عبد الرزاق بن همام. روى عنه القاضي المحاملي.
أَخبرنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ- بِخَطِّ يَدِهِ- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن يرغان- يعرف بطرخان- أخبرنا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَوْفٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ حَيَّانَ عن قطن بن قبيصة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعِيَافَةُ وَالطَّرْقُ وَالطِّيَرَةُ مِنَ الْجِبْتِ» [2] .
5584- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو قلابة الرقاشي [3] :
كان يكنى أبا محمد فكني بأبي قلابة، وغلبت عليه، سمع أباه، ويزيد بن
__________
[1] 5582- انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/92. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة 182، 184، 185. وفتح الباري 9/536، 538.
[2] 5583- انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الطب باب 23. ومسند أحمد 3/477. والسنن الكبرى 8/139. والمعجم الكبير 18/369. وصحيح ابن حبان 1426.
[3] 5584- انظر: تهذيب الكمال 3556 (18/401) . والمنتظم 12/277. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1730. وثقات ابن حبان 8/391. والسابق واللاحق 268. والمعجم المشتمل، الترجمة 567. ومعجم البلدان 4/70. وسير أعلام النبلاء 13/177. والكاشف 2/ترجمة 3522.
وتذكرة الحفاظ 1/580. والمغني 2/ترجمة 3840. والعبر 2/56. وتذهيب التهذيب(10/423)
هارون، وعبد اللَّه بْن بكر السهمي، وأبا داود الطيالسي، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وروح بن عبادة، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عامر العقدي، وأشهل ابن حاتم، وحجاج بن منهال، والقعنبي، ومعلى بن أسد، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا الوليد الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وأبا زيد الهروي، ووهب بن جرير، وأبا عاصم النبيل، وسعيد بن عامر، ومالك بن إسماعيل النهدي، في آخرين من أمثالهم.
روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، ويحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، والقاضي المحاملي، وَمحمد بْن مخلد، وَمحمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب بْن شيبة، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وحبشون بن موسى الخلال، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وكان من أهل البصرة فانتقل عنها وسكن بغداد وحدث بها إلى حين وفاته، وكان مذكورا بالصلاح والخير، وكان سمج الوجه.
وقال الدارقطني: هو صدوق، كثير الخطإ في الأسانيد والمتون، وكان يحدث من حفظه، فكثرت الأوهام منه.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا أبو قلابة، حدّثنا أبو عاصم.
وَأَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر- واللفظ له- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغوي، حدّثنا عبد الملك بن محمّد، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى الْبِكْرِ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاثًا» قَالَ الأَصَمُّ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا قِلابَةَ فَحَدَّثَنَا بِهِ.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مَخْلَد الْعَطَّار قَالَ: سَمِعْتُ أبا قلابة الرقاشي- عبد الملك بن محمد بالعسكر سنة ستين ومائتين- يقول: ولدت سنة تسعين ومائة.
__________
3/الورقة 7. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 22. ورجال ابن ماجة، الورقة 18. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 5245. وشرح علل الترمذي لابن رجب 409. ونهاية السول، الورقة 223. وتهذيب التهذيب 6/419- 421. والتقريب 1/522. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 4457. وشذرات الذهب 2/170.(10/424)
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ القطّان، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب بن شيبة يقول: سمعت أبا قلابة يقول: كانت كنيتي أبا محمد. فغلب على أبو قلابة.
وقال أبو بكر: سمعت الكديمي يقول: سمعت رستم المخنث يقول: أعياني وجه أبي قلابة أن أخرجه في الحكاية.
قَرَأْتُ فِي كتاب أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي- بخطه- حَدَّثَنَا القاضي أبو بكر بن كامل قال: حكي أن أم أبي قلابة قالت لما حملت بأبي قلابة أريت كأني ولدت هدهدا، فقيل لها إن صدقت رؤياك ولدت ولدا يكثر الصّلاة.
قال ابن كامل: أخبرني ذلك أبو حازم القاضي وحكي أنه كان يصلي في اليوم والليل أربعمائة ركعة، ويقال إن أبا قلابة حدث من حفظه ستين ألف حديث.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بْن كامل القاضي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جعفر محمد بن جرير الطبري يقول: ما رأيت أحفظ من أبي قلابة. قال ابن كامل: وقيل مولده كان في سنة تسعين ومائة.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قال: سمعت أبا الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور يقول: حدثنا محمّد ابن إسحاق بن خزيمة، حَدَّثَنَا أبو قلابة- بالبصرة، قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد-.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- وأخبرنا محمّد بن الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي قالا: حَدَّثَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث وذكر أبا قلابة فقال: رجل صدوق، أمين مأمون، كتبت عنه بالبصرة- يعني عبد الملك بن محمد-.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: مات أبو قلابة في شوال يوم السبت، ودفن يوم الأحد بباب خراسان، بجنب القبلة سنة ست وسبعين.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح قال: مات أبو قلابة الرقاشي سنة ست وسبعين ومائتين.(10/425)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: مات أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرقاشي البصري يوم السبت بالعشي، ودفن يوم الأحد لتسع بقين من شوال سنة ست وسبعين، وصلى عليه في المصلى العتيق، ودفن خارج باب السلامة.
5585- عبد الملك بن أحمد بن نصر بن سعيد بن عيسى بن عبد الرّحمن، أبو الحسين الخيّاط- ويقال: الدقاق [1] :
سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن الوليد البسري، وحميد بْن الربيع، ومحمد بْن عَبْد الملك بن زنجويه، وزهير بن محمد بن قمير، وأبا هشام الرفاعي، وسلم بن جنادة، ومحمود بن خداش، ويونس بْن عبد الأعلى، والربيع بْن سليمان المصريين. روى عنه إسماعيل الخطبي، وأبو القاسم بن النخاس، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بْن عُمَر القواس، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الملك بن أحمد، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ- يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ» [2] .
قَالَ عَوْفٌ: فَتَمَنَّيْتُ أَنِّي لَوْ كُنْتُ أَنَا الْمَيِّتُ لِدُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ الْمَيِّتِ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حدّثنا يوسف القواس، حَدَّثَنَا أبو الحسين عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الدَّقَّاقُ. وكان من الثقات، ومات في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. أن عبد الملك الدّقّاق مات في رجب سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] 5585- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/296.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3115. وسنن النسائي 4/73. وفتح الباري 5/315.(10/426)
5586- عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم الفقيه الجرجاني المعروف بالاستراباذي [1] :
سمع عمار بْن رجاء، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الطلقي، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وعفّان بن سيّار، وعمر بن شبة البصري، والحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وأحمد بْن منصور الرمادي، ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر، وأبا يحيى محمد بن سعيد القطان، وعلي بن حرب الطائي، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، ومحمد بن عوف الحمصي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحكم، والربيع بن سليمان المصريين، وأبا يحيى بن أبي ميسرة المكي.
وكان أحد أئمة المسلمين، ومن الحفاظ لشرائع الدين، مع صدق وتورع، وضبط وتيقظ، سافر الكثير، وكتب بالعراق، والحجاز، والشام، ومصر، وورد بغداد قديما، وَحَدَّثَ بِهَا فرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا يَحْيَى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، ومحمد بْن عُثْمَان بْن ثابت الصيدلاني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَدِيٍّ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْريَارَ التَّاجِرُ- بأصبهان- أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ- أَبُو نُعَيْمٍ الجرجانيّ ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائتين- حدّثنا عمار بن رجاء الجرجانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طِيبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أُمَّتِي لَنْ تُخْزَى مَا أَقَامُوا صِيَامَ رَمَضَانَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خِزْيُهُمْ فِي إِضَاعَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: «انْتِهَاكُ الْمَحَارِمِ فِيهِ، مَنْ زنى فِيهِ، أَوْ شَرِبَ فِيهِ خَمْرًا، لَعَنَهُ اللَّهُ وَمَنْ فِي السَّمَوَاتِ إِلَى مِثْلِهِ مِنَ الْحَوْلِ. فَإِنْ مات فيه قبل أن يدرك رمضان آخر فَلَيْسَتْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ، فَاتَّقُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ تُضَاعَفُ فِيهِ مَا لا تُضَاعَفُ فِيمَا سِوَاهُ، وَكَذَلِكَ السَّيِّئَاتُ» [2] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ إِلا أَبُو طِيبَةَ، وَلا عَنْهُ إِلا ابْنُهُ، ولا يروى عن أم هانئ بِهَذَا الإِسْنَادِ. تَفَرَّدَ بِهِ عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ.
__________
[1] 5586- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/311، 354.
[1] انظر الحديث في: المعجم الصغير 1/248. ومجمع الزوائد 3/144. والجامع الكبير 6278. وكنز العمال 23724.(10/427)
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق- يعني ابن خزيمة- مثله أو أفضل منه كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد.
قلت: ومات في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
5587- عبد الملك بن يحيى بن الحسن بن محمد بن أبان، أبو الحسين العطار الزعفراني، يعرف بابن أبي زكار [1] :
حدث عن علي بن داود القنطري، وعَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحارثي، وإبراهيم بن الوليد الجشاش. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن علي بن الفضل بن نجاح، وأبو القاسم بن الثلاج. وكان ثقة.
وذكر ابْن الثلاج- فِيما قرأت بخطه- أنه توفِي فِي المحرم من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
5588- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بن أبي حمزة، أبو العباس الزيات:
سمع الحسن بن عرفة، وحفص بن عمرو الربالي، والقاسم بن محمد بن عباد المهلبي، وَالحسن بْن أَبِي الربيع الجرجاني، وأَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي. رَوى عَنْهُ الدارقطني، وابن شاهين، ومحمد بن علي بن الفضل بن نجاح، وأبو الفضل محمّد ابن الحسن بن المأمون، وأحمد بن محمد بن العباس الأخباري، وابن الثلاج، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن قانع: أن عبد الملك بن الزيات- هكذا في الكتاب- والصواب: أن عبد الملك الزيات مات في جمادى الأولى من سنة ثلاثين وثلاثمائة. وكذا ذكر ابن الثلاج فيما قرأت بخطه.
5589- عبد الملك بن محمد بن علي، السراج:
حدث عن عبيد بن شريك البزاز، ويوسف بن يعقوب القاضي. رَوَى عَنْهُ عَبْد العزيز بْن جعفر غلام الخلّال الحنبلي.
__________
[1] 5587- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/16.(10/428)
5590- عبد الملك بن الحسن بن يوسف بن الفضل، أبو عمرو المعدل ويعرف بابن السقطي [1] :
سمع أبا مسلم الكجي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن نصر الصائغ، وأحمد بن أبي عوف البزوري، ويحيى بن محمد بن البختري، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن الصقر السكري، وزكريا بن يحيى الساجي، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي. حَدَّثَنَا عنه محمّد بن أسد الكاتب، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم الحافظ، وكان ثقة.
وشهد عند أبي عمر محمد بن يوسف القاضي في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، ولم يزل مقبول الشهادة إلى أن مات. وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدٍ الْكَاتِبُ والْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ السَّقَطِيُّ، حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدّثنا إبراهيم ابن المنذر، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ- زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي الصَّلاةِ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَغْرَمِ» فَقَالَ قَائِلٌ [2] : مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ! فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ» [3] .
سألت أبا نعيم الحافظ عن عبد الملك بن الحسن فقال: ثقة انتخب عليه الدارقطني.
وسمعت أبا نعيم يقول: حَدَّثَنَا عبد الملك بن الحسن السقطي المعدل- ببغداد- وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ-: توفي عبد الملك بن الحسن السقطي المعدل في يوم الأحد لعشرين خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. ذكر غيره أنه بلغ خمسا وثمانين سنة.
5591- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحسن، أبو القاسم بن القرميسيني [4] :
سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا ذر بن الباغندي، وعبد الله بن محمّد بن
__________
[1] 5590- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/218.
[2] القائل هو: عائشة رضي الله عنها (فتح الباري) .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/154. ومسند أحمد 6/89. وفتح الباري 2/317.
[4] 5591- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/313.(10/429)
زياد النيسابوري، وأحمد بن عيسى بن علي الخواص، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسعدة الفزاري، وأحمد بن أبي سهل الحلواني، وأبا عبد الله بن أبي الرجال الصلحي، ونحوهم. حَدَّثَنَا عنه علي بن الحسن التنوخي، وكان ثقة يسكن باب الشعير.
أَخْبَرَنِي عبد العزيز بن علي الأزجي قَالَ: سنة خمس وسبعين وثلاثمائة فيها مات أبو القاسم بن القرميسيني.
حَدَّثَنَا التنوخي قال: قال لنا عبد الملك بن إبراهيم القرميسيني: ولدت في صفر سنة سبع وثلاثمائة ببغداد.
قال التنوخي: ومات في يوم الإثنين الثالث والعشرين من شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
5592- عبد الملك بن أَحْمَدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ محمد بن عدي، أبو نعيم القاضي الإستراباذي:
قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن الحسن بن شيرويه القنديلي، وأحمد ابن الحسن بن ماجة القزويني، وأبي طارق محمد بن عمرو الطبري وغيرهم. حَدَّثَنِي عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم الأزهري، وقال لي الأزهري: سمعت منه في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
5593- عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء، أبو الفرج القطان المقرئ:
من أهل النهروان. سمع أحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي. وقرأ على أبوي بكر النقاش، وابن مقسم، وعلي بن طاهر بن أبي هاشم وزيد بن أبي بلال.
وروى عنهم وعمن عاصرهم من المحدثين. وله مصنف في القراءات. قرأ عليه وروى عنه أحمد بن رضوان الصيدلاني وغيره. وكان ثقة.
وذكر لي عبد السلام بن أحمد بن بكران المغازلي- بالنهروان- أنه مات في يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربع وأربعمائة.(10/430)
5594- عبد الملك بن أبي عثمان- واسم أبي عثمان محمد- بن إبراهيم ويكنى عبد الملك، أبا سعد الواعظ [1] :
من أهل نيسابور. قدم بغداد حاجا وحدث بها عن يحيى بن منصور القاضي، وحامد بن محمد الهروي. ومحمد بن الحسن بن إسماعيل السراج، وأبي عمرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد محمد بن محمد بن الحسين الشيباني النيسابوريين، ومحمد بن عبد الملك بن جبير النسوي، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وعلي بن بندار بن الحسن الصوفي، وأبي إسحاق المزكي، وأبي سهل الصعلوكي.
حَدَّثَنَا عنه أبو محمد الخلال، والأزهري، والأزجي والتنوخي.
وقال لي التنوخي: قدم علينا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ببغداد حاجّا في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وخرج إلى مكة وأقام بها مجاورا، وسمعت منه بعد عوده في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
قلت: وكان ثقة صالحا، ورعا زاهدا، سألت أبا صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري عن وفاة أبي سعد فقال: في سنة ست وأربعمائة.
5595- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران بْن مُحَمَّد بْن بشر بْن مهران، أبو القاسم الأمويّ الحافظ:
وهو أخو أبي الحسين علي وكان الأصغر، سمع أَحْمَد بْن سلمان النجاد، وحمزة ابن محمد الدهقان، وأبا سهل بن زياد، وأحمد بْن الفضل بْن خزيمة، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ، وعمر بن محمد الجمحي المكيين وأبا بكر الشافعي، وعَبْد الخالق بْن الْحَسَن بْن أَبِي روبا، ودعلج بن أحمد، ومحمد بن الحسين الآجري.
كتبنا عنه وكان صدوقا ثبتا صالحا، وكان يشهد قديما عند الحكام ثم ترك الشهادة رغبة عنها. وكان مولده في شوال من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. ومات في صبيحة يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة المالكية إلى جنب أبي طالب المكي وهو كان أوصى بذلك، وصلينا عليه في جامع الرصافة. وكان الجمع كثيرا جدا يتجاوز الحد ويفوت الإحصاء، وكان يسكن درب الديوان من الجانب الشرقي بالقرب من جامع المهديّ.
__________
[1] 5594- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/115.(10/431)
5596- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ أَسَدٍ بن مسلم، أبو القاسم صاحب أبي بكر بن هشام [1] :
سَمِعَ أَبَا طَاهِرٍ الْمُخَلِّصَ، وأبا الفضل الشيباني. كتبت عنه وكان صدوقا ينزل نهر القلائين.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الذَّهَبِيُّ- إملاء- حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أخبرنا شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الإِمَاءِ.
سألته عن مولده فقال: ولدت بنصيبين في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. وأنا وأبي وجدي من أهل نصيبين، ومات فِي شهر ربيع الأول من سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
ودفن في مقبرة الشونيزي.
5597- عبد الملك بن عمر بن خلف بن سليمان، أبو الفتح الرزاز:
حدث عن إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النسوي، وعبيد الله بن الحسين ابن جعفر بن أبي موسى الموصلي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وعبيد الله بن سعيد البروجردي وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بْن شاهين، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي عبد الله بن بطة العكبري. كتبنا عنه وكان شيخا صالحا، إلا أنه لم يكن في الحديث بذاك. رأيت له أصولا محككة وسماعاته فيها ملحقة.
وحَدَّثَنِي أحمد بن الحسن بن خيرون قال: كان عندي كتاب أبي الحسن الدارقطني الذي سماه كتاب «المدبج» وكان في بعض الأجزاء منه سماع أبي الفتح الرزاز، فاستعار الكتاب مني ثم رده علي وقد سمع لنفسه في الأجزاء التي لم يكن فيها سماعه.
بلغني أن مولد أبي الفتح الرزاز كان في سنة ستين وثلاثمائة. ومات في يوم الثلاثاء الحادي عشر من صفر سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة باب حرب، وحضرت الصلاة على جنازته في جامع المنصور وكان يسكن بمشرعة الروايا من باب الشعير.
__________
[1] 5596- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/310.(10/432)
5598- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سلمان بن جعفر، أبو محمد العطار:
سمع محمد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي، وأبا الحسن بْن لؤلؤ، ومحمد بْن المظفر، وعبد العزيز بن أبي صابر الدلال، وأبا بكر الأبهري. كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنِي ابْنُ سلمان العطّار، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حدّثنا عبد الله بن ريدان، حدّثنا محمّد بن طريف، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُقْرِئُهُ السَّلامَ فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيكَ السَّلامُ» [1] .
مات ابن سلمان في يوم السبت سابع ذي الحجة من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
5599- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن يُوْسٌف، أَبُو منصور، المعروف بالشيخ الأجل:
سمع ابن يحيى البيع، وأبا عمر بن مهدي، وأبا الحسن بن الصلت الأهوازي، وجماعة ممن بعدهم. وروى شيئا يسيرا، سمعه منه ابناه، وكان أوحد وقته في فعل الخير، وافتقاد المستورين بالبر، ودوام الصدقة، والإفضال على أهل العلم، والقيام بأمورهم والتحمل بمؤنهم، والاهتمام بما عاد من مصالحهم، والنصرة لأهل السنة، والقمع لأهل البدع، وقيل إن مولده في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، ومات في يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء التاسع عشر من المحرم سنة ستين وأربعمائة، بمقبرة باب حرب إلى جنب جده لأمه أبي الحسين ابن السوسنجردي.
ذكر من اسمه عبد العزيز
5600- عبد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب، العدوي المديني [2] :
سمع محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم. روى عنه عبد العزيز بن الماجشون، وابن أبي ذئب، وابن المبارك.
__________
[1] 5598- انظر الحديث في: سنن أبي داود 2934.
[2] 5600- انظر: تهذيب الكمال 3456 (18/58-. والمنتظم 8/178. وطبقات ابن سعد 9/الورقة 185. والتاريخ الكبير 6/الترجمة 1529. والجرح والتعديل 5/ترجمة 1801. وثقات ابن(10/433)
أخبرنا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن المخلص، وأحمد بن عبد الله الدوري قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حَدَّثَنِي مصعب بن عثمان ومحمد بن الضحاك الحزامي ومحمد بن الحسن المخزومي وغيرهم: أن عبد العزيز بن عبد الله كان ممن أسر مع محمد بن عبد الله بن حسن، فلما قتل محمد حمل عبد العزيز إلى أمير المؤمنين المنصور في حديد، فلما أدخل عليه قال له: ما رضيت أن خرجت علي حتى خرجت معك بثلاثة أسياف من ولدك؟
فقال له عبد العزيز: يا أمير المؤمنين صل رحمي، واعف عني، واحفظ في عمر بن الخطاب. فقال: أفعل، فعفا عنه، فقال له عبد الله بن الربيع المداني: يا أمير المؤمنين اضرب عنقه لا يطمع فيك فتيان قريش. فقال له أمير المؤمنين المنصور: إذا قلت هذا فعلى من أحب أن أتأمر؟! قلت: كان عبد العزيز نبيها في آل عمر، وجيها عندهم، وكان من أحس الناس صورة وأبرعهم جمالا.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا المخلص محمد بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الله الدوري قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير، حَدَّثَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ العزيز الزهري عن أبي هريرة بن جعفر المحرري مولى أبي هريرة أن الديباج مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان، وعبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، خطبا امرأة من قريش، فاختلفا عليها في جمالهما، فجعلت تسأل وتستبحث إلى أن خرجت تريد صلاة العتمة في المسجد، فرأتهما قائمين في القمر يتعاتبان في أمرها، ووجه عبد العزيز إليها وظهر محمد إليها، فنظرت إلى بياض عبد العزيز وطوله، فقالت: ما يسأل عن هذين، وتزوجت عبد العزيز، فجمع الناس وأولم لدخولها، فبعث إلى محمد بن عبد الله بن عمرو فدعاه فيمن دعا، فأكرمه وأجلسه في مجلس شريف فلما فرغ الناس برك له محمّد وخرج وهو يقول:
وبينا أرجي أن أكون وليها ... رميت بعرق من وليمتها سخن
__________
حبان 7/109. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 242. وتاريخ الإسلام 6/94. ونهاية السول، الورقة 216. وتهذيب التهذيب 6/344- 345. والتقريب 1/510. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 4357.(10/434)
5601- عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة: ميمون مولى آل الهدير التيمي، وكنية عبد العزيز: أبو عبد الله؛ وقيل: أبو الاصبغ [1] :
وهو من أهل مدينة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. سمع ابن شهاب، ومحمد بن المنكدر، وعبد الله بن دينار، وأبا حازم سلمة بن دينار، وسعد بن إبراهيم، ومحمد بن أبي بكر الثقفي، وحميدا الطويل، وعمرو بن أبي عمرو، وصالح بن كيسان، وهشام بن عروة، وعبد الله بن الفضل، وزيد بن أسلم، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن القاسم، وسالما أبا النضر، وعمر بن عبد الرّحمن بن عطية بن دلان، وعبد الكريم ابن أبي المخارق، وحميدا الخراط. روى عنه الليث بن سعد، وبشر بن المفضل، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وحجين بن المثنى، ومنصور بن سلمة، وعبد العزيز الأويسي، وأبو غسان مالك بن إسماعيل، وموسى بن داود الضبي، وسريج بن النعمان، وأبو نعيم الفضل ابن دكين، وعلي بن الجعد، وبشر بن الوليد. وكان عالما فقيها، قدم بغداد فسكنها وحدث بها إلى حين وفاته.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي- إملاء- حدّثنا أحمد بن علي الخرّاز، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ اللآلُ عَنْ عَبْدِ العزيز ابن سَلَمَةَ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الْفَضْلِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ تَلْبِيَةَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَبَّيْكَ إله الحق» [2] .
__________
[1] 5601- انظر: تهذيب الكمال 3455 (18/52-. والمنتظم، لابن الجوزي 8/275. وطبقات ابن سعد 7/323. وتاريخ ابن معين 2/366. والتاريخ الكبير 6/ترجمة 1530. والصغير 1/259، 2/165. والكنى لمسلم، الورقة 60. وثقات العجلي، الورقة 34. والكنى للدولابي 1/110، 191. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1802. وثقات ابن حبان 7/110. والتتبع للدار قطني 451. وثقات ابن شاهين 942. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 106. والجمع 1/309. والكامل في التاريخ 6/65. وسير أعلام النبلاء 7/309. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 5105. والكاشف 2/ترجمة 3440. والعبر 1/244، 292، 387.
وتذكرة الحفاظ 222. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 343. ونهاية السول 216. وتهذيب التهذيب 6/343- 344. والتقريب 1/510. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 4356.
وشذرات الذهب 1/259.
[2]- انظر الحديث في: سنن النسائي 5/161. وسنن ابن ماجة 2920. ومسند أحمد 2/341، 476. والمستدرك 1/449، 450.(10/435)
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرازي، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قال: قلت لأبي زكريا يحيى بن معين:
عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة، اسم أبي سلمة ميمون؟ قال: نعم.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الجلاب قال: وسمعته- يعني إبراهيم بن إسحاق الحربي- يقول: الماجشون فارسي إنما سمي الماجشون لأن وجنتيه كانتا حمراوين، فسمي بالفارسيّة المايكون- الخمر- فشبه وجنتيه بالخمر فعربه أهل المدينة فقالوا الماجشون.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة الماجشون يكنى أبا عبد الله، وكان ثقة كثير الحديث، وأهل العراق روى عنه من أهل المدينة، وكان قد قدم بغداد فأقام بها إلى أن توفي.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب- بأصبهان- قال: قَالَ لنا القاضي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عمر الجعابي: عبد العزيز الماجشون كنيته أبو عبد الله- وقيل أبو الاصبغ-.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار.
وأَخْبَرَنَا العتيقي، حَدَّثَنَا علي بن محمد بن علي العطار، حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي داود قالا: حَدَّثَنَا أبو الطاهر قال: قال ابن وهب- وفي حديث العتيقي قال: حَدَّثَنَا ابن وهب- قال: حججت سنة ثمان وأربعين ومائة. وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا مَالِك بْن أَنَس، وَعبد العزيز بْن أَبِي سلمة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن محمّد بن عمران، حدّثنا يحيى بن عبد الله العطّار، حَدَّثَنِي أبو إبراهيم أحمد بن سعد الزهري قال: سمعت عمر بن خالد الحراني يقول: حج أبو جعفر المنصور، فشيعه المهدي، فلما أراد الوداع قال: يا بني استهدني، قال أستهديك رجلا عاقلا، فأهدى له عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون.
أَخْبَرَنَا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغفاري، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن(10/436)
هارون بن موسى بن أبي فروة المديني، حَدَّثَنَا عبد الملك بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سلمة عن أبيه قال: سألني المهدي أمير المؤمنين، يا ماجشون، ما قلت حين نفد أصحابك- يعني الفقهاء-؟ قال: قلت:
أيا باك على أحبابه جزعا ... قد كنت أحذر ذا من قبل أن يقعا
إن الزمان رأى إلف السرور بنا ... فدب بالهجر فيما بيننا وسعى
ما كان والله شؤم الدهر يتركني ... حتى يجرعني من غيظه جرعا
وليصنع الدهر بي ما شاء مجتهدا ... فلا زيادة شيء فوق ما صنعا
فقال: والله لأغنيتك، فأجازه بعشرة آلاف دينار، فقدم بها إلى المدينة، فأكلها ابنه في السخاء والكرم.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده لأبي زكريا- وهو يحيى بن معين- عبد العزيز الماجشون هو مثل ليث وإبراهيم بن سعد؟ فقال:
لا! هو دونهما. إنما كان رجلا يقول بالقدر والكلام ثم تركه، وأقبل إلى السنة، ولم يكن من شأنه الحديث، فلما قدم بغداد كتبوا عنه فكان بعد يقول: جعلني أهل بغداد محدثا، وكان صدوقا ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون صدوق.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل قال: حَدَّثَنَا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قال: عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة الماجشون ويكنى أبا عبد الله، مات ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي، وصلى عليه ودفنه في مقابر قريش.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن حنبل، حدّثنا صالح بن مالك، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سلمة الماجشون قال: ومات سنة أربع وستين.
قال أبو عبد الرحمن: ودفن عبد العزيز في هذه المقابر التي يقال لها مقابر قريش، وجاء المهدي حتى صلى عليه.(10/437)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي مات أبو عبد الله عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة الماجشون أحد فقهاء أهل المدينة سنة أربع وستين ومائة، وصلى عليه المهدي ببغداد، ودفن في مقابر قريش، وله كتب وكلام مصنفة في الإحكام، يروي عنه ذلك عبد الله بن وهب، وعبد الله بن صالح، وغيرهما.
5602- عبد العزيز بن حصين بن الترجمان، أبو سهل- وقيل: أبو الاصبغ المروزي [1] :
حدث عن ابن شهاب الزهري، وأبو الزبير المكي، وأيوب السختياني، وعبد الكريم بن أبي أمية، وعبد الله بن أبي نجيح. روى عنه خالد بن مخلد، وسعد بن عبد الحميد بن جعفر، وإسماعيل بن عيسى العطار، وعبد الرحمن بن نافع درخت وأبو إبراهيم الترجماني، وعبد الرحمن بن واقد الواقدي، وقتيبة بن سعيد، ونعيم بن الهيصم، وغيرهم. وقدم بغداد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حدّثنا نعيم بن الهيصم، أخبرنا عبد العزيز ابن الْحُصَيْنِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ- يَعْنِي ذَوَائِبَ-.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي- وَحَدَّثَنِي عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عَنْهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الميمون البجلي، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: سألت أبا مسهر عن الأخذ عن عبد العزيز بن الحصين فقلت له: عبد العزيز ممن يؤخذ عنه؟
فقال: أما أهل الحزم فلا يفعلون.
بلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن عبد العزيز ابن الحصين فقال: ليس بشيء، لا يسوى حديثه فلسا، قُلْتُ: من أين هو؟ قَالَ: من أهل خراسان من الترجمان، قد كان هاهنا ببَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عُمَر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان خراساني ضعيف الحديث.
__________
[1] 5602- انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 5095. والتاريخ الكبير 6/30. والجرح والتعديل 5/380.
وتاريخ ابن معين 2/365. ولسان الميزان 4/28.(10/438)
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين سئل عن عبد العزيز ابن حصين- يعني الترجماني- فقال: ليس بشيء.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قال: سمعت أبي يقول: عبد العزيز بن الترجمان روى عنه معن وغيره، بلاء من البلاء، وضعفه جدا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم بن شعيب قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان أبو سهل من أهل مرو، ليس بالقوي عندهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قيل لَهُ: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو سهل عبد العزيز بن حصين بن الترجمان- ويقال أبو الاصبغ- ذاهب الحديث؟
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطيّ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن عبد العزيز بن الحسين بن الترجمان فقال: ضعيف الحديث.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان أبو سهل الخراساني مروزي متروك الحديث.
5603- عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، ويعرف بابن أبي ثابت الأعرج [1] :
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قدم بغداد، واتصل بيحيى بن خالد البرمكي، وأقام بها مدة ثم رجع إلى المدينة، وكان ذا سرو ومروءة وبر وإفضال، وحدث عن
__________
[1] 5603- انظر: تهذيب الكمال 3465 (18/78-. وطبقات ابن سعد 5/436. وتاريخ خليفة 467.
والتاريخ الكبير 6/الترجمة 1585. والصغير 2/257. وضعفاء البخاري الصغير، ترجمة 223. وضعفاء العقيلي، الورقة 123. وضعفاء النسائي 393. والجرح والتعديل 5/الترجمة 1817. والمجروحين 2/139. والكامل لابن عدي 2/الورقة 300. والضعفاء للدارقطني،(10/439)
أفلح بن سعيد وغيره روى عنه مُحَمَّد بن عيسى بن الطباع، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، وأبو حذافة السهمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي- إملاء- حدّثنا أحمد بن إسماعيل المدنيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْجَلِدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «لَمَّا تَجَلَّى اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَبَلِ طَارَتْ لِعَظَمَتِهِ سِتَّةُ أَجْبُلٍ، فَوَقَعَتْ ثَلاثَةٌ بِالْمَدِينَةِ، وَثَلاثَةٌ بِمَكَّةَ، وقع بِالْمَدِينَةِ أُحُدٌ، وَوَرْقَانُ، وَرَضْوَى، وَوَقَعَ بِمَكَّةَ ثُبَيْرٌ، وَحِرَاءُ، وَثَوْرٌ» [1] .
هَذَا الْحَدِيثُ غَرِيبٌ جِدًّا لَمْ أَكْتُبْهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن المخلص وأحمد بن عبد الله الدوري قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الذي يقال له الأعرج كان يحيى بن خالد بن برمك قد أصحبه، فقدم عليه ووصله يحيى بأموال كثيرة، وكان رجلا لا يمسك شيئا، ينفق المال ويتوسع فيه، فلم يدع من ذلك المال كثير شيء حتى هلك، وأمه أمة الرحمن بنت حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قال:
ابن أبي ثابت الأعرج صاحب نسب لم يكن من أصحاب الحديث.
أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أخي بخط يده قال: أبو زكريا بن أبي ثابت الأعرج المديني قد رأيته هاهنا ببغداد، كان يشتم الناس، ويطعن في أحسابهم، ليس حديثه بشيء، اسمه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز.
__________
ترجمة 349. وعلل الدارقطني 1/ورقة 13. والسابق واللاحق للخطيب 272. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 98. والكامل في التاريخ 6/346، 348. والكاشف 2/ترجمة 3449.
وديوان الضعفاء، ترجمة 2568. والمغني 2/ترجمة 3747. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 5119. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 243. وشرح علل الترمذي لابن رجب 527. ونهاية السول، الورقة 217. وتهذيب التهذيب 6/350- 351. والتقريب 1/511. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 4366.
[1] انظر الحديث في: الدر المنثور 3/119. وتنزيه الشريعة 1/143. والفوائد المجموعة 445. والموضوعات 1/120. واللآلئ المصنوعة 1/13.(10/440)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ثابت عبد العزيز بن عمران من ولد عبد الرحمن بن عوف ما حاله؟
فقال: ليس بثقة إنما كان صاحب شعر.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حَدَّثَنَا أحمد بن الحسن بن الفضل السكوني قال: سمعت محمد بن يحيى النيسابوري يقول: علي بدنة إن حدثت عن عبد العزيز بن عمران حديثا. ورأيته يضعفه جدا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: عبد العزيز بن عمران بن أبي ثابت المدني، منكر الحديث لا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: عبد العزيز بن عمران متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وابن أبي ثابت الأعرج واسمه عبد العزيز بن عمران ابن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. مات سنة سبع وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ثابت الأعرج واسمه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، توفي بالمدينة سنة سبع وتسعين ومائة.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة سبع وتسعين ومائة فيها مات عبد العزيز بن عمران.(10/441)
5604- عبد العزيز بن أبان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيدٍ بْن العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن عبد مناف، أبو خالد القرشي [1] :
حدث عن مسعر بن كدام، وسفيان الثوري، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وعبد الجبار بن العباس، ومعمر بن أبان بن حمران، وإسرائيل، ويونس بن الحارث الطائفي، وأبي مريم عبد الغفار بن القاسم، وعمرو بن شمر. روى عنه محمد بن الحسين بن إشكاب، وإبراهيم بن محمد بن مروان العتيقي، ومحمد بْن عَبْيد اللَّه المنادي، ومحمد بْن الجهم السمري، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن أبي العوام الرياحي، وكان من أهل الكوفة، فنزل بغداد وَحَدَّثَ بها إِلَى حين وَفاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بن مهديّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ. وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن القاسم بن الحسين الشّاهد- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادراني قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، حدّثنا أبو خالد- قال المادراني القرشيّ، ثم اتفقا- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلالُ قُمْ فأرحنا بالصلاة» [2] .
ثم لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ كَذَا عَنِ الثَّوْرِيِّ مُسْنَدًا غَيْرُ أَبِي خَالِدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبّان، والمحفوظ عنه:
ما أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا ابن مبشر، حدّثنا أحمد بن سنان، حدّثنا عبد الرّحمن بن سُفْيَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرِحْنَا يَا بِلالُ» مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ لِعَلِيٍّ في الإسناد.
__________
[1] 5604- انظر: تهذيب الكمال 3434 (18/107- 114) . وطبقات ابن سعد 6/404. وتاريخ خليفة 472. والتاريخ الكبير 6/الترجمة 1587. والصغير 2/312. والضعفاء الصغير للبخاري، ترجمة 224. وضعفاء النسائي، ترجمة 392. وضعفاء العقيلي، الورقة 123.
والجرح والتعديل 5/ترجمة 1767. والمجروحين 2/140. والكامل لابن عدي 2/الورقة 301. وضعفاء الدارقطني، ترجمة 348. وضعفاء أبي نعيم، الورقة 129. والسابق واللاحق 272. وموضح أوهام الجمع 2/235. وديوان الضعفاء، ترجمة 2548. والمغني 2/ترجمة 3719. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 239. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 5082. وتاريخ الإسلام، ورقة 39 (آيا صوفيا 3007) . ونهاية السول 215. والكشف الحثيث، ترجمة 442. وتهذيب التهذيب 6/329- 331. والتقريب 1/507. وخلاصة الخزرجي 2/164.
[2]- انظر الحديث في: مسند أحمد 5/364.(10/442)
وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عن صهر لهم في الأَنْصَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكذلك رواه عبد الله بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَخَالَفَهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ رجل سمع مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَخَالَفَهُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ بِلالٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَاهُ مسعر عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا حديث إسرائيل: فأنبأناه الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ، حدّثنا إسحاق بن الحسن، حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ- وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رجاء الغداني- أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبِي إِلَى صِهْرٍ لَنَا نَعُودُهُ، فَقَالَ لِبَعْضِ أَهْلِهِ: ائْتُونِي بِوُضُوءٍ لَعَلِّي أُصَلِّي فَأَسْتَرِيحَ. قَالَ فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قُمْ يَا بِلالُ فَأَرِحْنَا بِالصَّلاةِ» .
وأما حديث ابن داود عن أبي حمزة عن سالم مثل هذا القول: فأنبأناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدّثنا مسدد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى صِهْرٍ لَنَا مِنْ أَسْلَمَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلالُ» .
وأما حديث حفص بن غياث عن أبي حمزة الذي خالف فيه ابن داود حيث نقص ابن الحنفيّة بإسناده: فأنبأناه علي بن أحمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا معاذ بن المثنى، حدّثنا مسدد، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ ثَابِتٍ الثُّمَالِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ- يَقُولُ: «أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلالُ» .
وَأَمَّا حَدِيثُ الْحُسَيْنِ بْنُ عُلْوَانَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ: فأنبأناه أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ربيعة، حدّثنا أحمد بن عبيد، حدّثنا حسين بن علوان، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ(10/443)
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ- عَنْ بِلالٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلالُ» يَعْنِي الصَّلاةَ.
وَأَمَّا حَدِيثُ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشّافعيّ. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الكاتب، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قالا: حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا خلّاد بن يحيى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: عَادُوا رَجُلا مِنْ خُزَاعَةَ، قَالَ: فَقَالَ الْخُزَاعِيُّ: لَقَدْ وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ الْخُزَاعِيُّ: لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«يَا بِلالُ أَقِمِ الصَّلاةَ أَرِحْنَا بِهَا» .
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قِيلَ لأبي عبد الله: عبد العزيز بن أبان- ترى أنه يذكر عن إنسان شيئا؟ فقال: ما أدري.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد قَالَ: سألت أبي عن عبد العزيز بن أبان قال:
لم أخرج عنه في المسند شيئا، قد أخرجت عنه على غير وجه الحديث، لما حدث بحديث المواقيت تركته.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سئل أَبِي عَنْ حديث جرير: «تبني مدينة» فقال ما حدث به إنسان ثقة. وذكر له أن عبد العزيز بن أبان رواه عن الثوري فقال: تركته لما حدث بحديث المواقيت.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي قالا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن عثمان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدّثنا عبد الله بن علي ابن عبد الله المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: عبد العزيز بن أبان ليس بذاك، وليس هو في شيء من كتبي.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وسئل عن عبد العزيز بن أبان- فقال: كذاب خبيث، يضع الحديث.(10/444)
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى- وسئل عن عبد العزيز بن أبان- فقال: وضع أحاديث عن سفيان لم يكن بشيء.
حدّثنا البرقاني، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد العزيز بن أبان ليس حديثه بشيء، كان يكذب.
وسمعت يَحْيَى بْن معين مرة أخرى يَقُولُ: عبد العزيز بن أبان كان يحدث بأحاديث موضوعة، وأتوه بحديث أبي داود الطيالسي عن الأسود بن شيبان- حديث أم معبد- فقرأه عليهم وحدثهم به.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن محمّد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا ابن حبان قال: وجدت في كتاب أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: سَأَلْتُ أَبَا زَكَرِيَّا عَنْ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: كَانَ كَذَّابًا، قُلْتُ لأَبِي زَكَرِيَّا: فَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ مِثْلُهُ؟ قَالَ: لا. لَيْسَ هُوَ مِثْلَهُ، وَلَكِنَّهُ ضَعِيفٌ وَاهٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، قُلْتُ لَهُ: مَا تَنْقِمُ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: غَيْرُ شَيْءٍ، أَحَادِيثُ كَذِبٍ لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ مِنْهَا: حَدِيثُ سُفْيَانَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ:
«يَكُونُ مِنْ وَلَدِكَ مَنْ يَمْلِكُ كَذَا، وَيَفْعَلُ كَذَا» فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَفَلا أَخْتَصِي يَا رَسُولَ الله؟. ومنها: حديث سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«تَخْرُجُ رَايَاتٌ مِنَ الْمَشْرِقِ» .
قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: هَذِهِ أَحَادِيثُ كَذِبٍ لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدٌ قط إلا سقط حديثه. قلت له: وقد حَدَّثَ بِهِ السُّوَيْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: عُنِيتُ بِهَذَا فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِالشَّامِ وَاسْتَقْصَيْتُ أَمْرَهُ فَإِذَا هُوَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي بِهِ مَنْ سمعه منه عنده، قَالُوا: لَمْ يَسْمَعْهُ هُوَ مِنْ سُفْيَانَ، إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ رَجُلٍ عَنْ سُفْيَانَ، فَقُلْتُ لَهُ: فَهُوَ ذَا هَذَا الرَّجُلُ يُوَافِقُ عَبْدَ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: لَعَلَّ هَذَا الرَّجُلَ هُوَ عَبْدُ الْعَزِيزِ.
أخبرنا أبو عمر بن مهديّ- إجازة- أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
ثم أخبرنا الأزهري- قراءة- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: قال جدي: وعبد العزيز بن أبان عند أصحابنا جميعا متروك كثير الخطأ، كثير الغلط، وقد ذكروه بأكثر من هذا.(10/445)
وسَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير يَقُولُ: ما رأيت أحدا أبين أمرا منه، وقال: هو كذّاب.
أخبرنا علي بن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت البخاري يقول: عبد العزيز بن أبان أبو خالد القرشي تركوه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجوري أنّ عبدان بْن أَحْمَد بْن أبي صالِح الهمذاني حدثهم قال: قال أبو حاتم الرازي: عبد العزيز بن أبان متروك الحديث.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد قَالَ: حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أبي قال: عبد العزيز بن أبان القرشي أبو خالد يروي عن سفيان الثوري، متروك الحديث.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: عبد العزيز بن أبان متروك.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: عبد العزيز بن أبان القرشي من ولد سعيد بْن العاص، يكنى أبا خالد، وكان قد ولي قضاء واسط ثم عزل، فقدم إلى بغداد فنزلها، وتوفي بها يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة سبع ومائتين في خلافة المأمون، كان كثير الرواية عن سفيان، ثم خلط بعد ذلك فأمسكوا عن حديثه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمّد الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا أبو عبد الله نفطويه، حَدَّثَنَا الحارث قال: كان عبد العزيز- يعني ابن أبان- كثير العيال، شديد الفقر كثير الحديث، يكنى أبا خالد، ولي قضاء واسط، ومات ببغداد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة سبع ومائتين.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات عبد العزيز بن أبان القرشي في رجب.(10/446)
5605- عبد العزيز بن أبي سلمة بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن القرشي المديني [1] :
سكن بغداد وحدث به عن إبراهيم بن سعد الزهري وأبي أويس عبد الله بن عبد الله، ومحمد بن عون مولى أم حكيم. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَأَبُو زرعة الرازي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وإسماعيل بن الفضل البلخي، وموسى ابن هارون الحافظ، ورواياته مستقيمة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، أخبرنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ابن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب العمريّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَضَرَبَ يَدَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ مَعَهُ حَتَّى رَمَى بِهِ.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا موسى بن هارون، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَضَرَبَ أُصْبُعَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ مَعَهُ حَتَّى رَمَى به.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: عبد العزيز بن أبي سلمة بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بن الخطاب القرشي كان ببغداد، أبو عبد الرحمن.
وذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل عنه الدارقطني فقال: ليس به بأس.
5606- عبد العزيز بن بحر، أبو محمد الْمَرْوَروذِيّ:
سكن بَغْدَاد وَحدث بِها عَنْ سُلَيْمَان بْن أرقم، وإسماعيل بن عياش، وعطاف بن خالد بن زنجلة، وإسماعيل بن جعفر ورشدين بن سعد، وتليد بن سليمان. روى عنه محمد بن علي السرخسي المعروف بكبشة، وعبد الله بن أبي سعد الورّاق، وموسى
__________
[1] 5605- انظر: تهذيب الكمال 3449 (18/41-. والجرح والتعديل 5/ترجمة 1792. وثقات ابن حبان 8/396. والكاشف 2/ترجمة 3434. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 241. ونهاية السول، ورقة 216. وتهذيب التهذيب 6/339- 340. والتقريب 1/509. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 4350.(10/447)
ابن محمد الختلي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَمحمد بْن سويد الطحان، وإبراهيم بن إسماعيل الطّوسيّ.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل السوطي، حدّثنا عبد العزيز بن بحر الخلّال، حدثني رشدين بن سعد، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُدَيْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم فِي تسمية من كان ببغداد من العلماء، عبد العزيز بن بحر المؤدب.
5607- عبد العزيز بْن يحيى بْن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون، الكناني المكي:
سمع عبد الله بن معاذ الصنعاني، وسليم بن مسلمة المكي، وهشام بن سليمان المخزومي، ومروان بن معاوية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إدريس الشافعي. وقدم بغداد في أيام المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريسي مناظرة في القرآن، وهو صاحب كتاب الحيدة، وكان من أهل الفضل والعلم، وله مصنفات عدة، وكان ممن تفقه بالشافعي واشتهر بصحبته.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جيكان البزّار، حدّثنا الحسين بن الفضل، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى المكي، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة عن إدريس بن يزيد عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة وسنّة متبعة. وذكر الحديث.
أخبرني الأزهري، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو العبّاس المطّلبي عبيد الله ابن محمّد بن أحمد الشّافعيّ- بالرملة- حدثني عبيد الله بن محمّد بن جعفر القاضي، حَدَّثَنَا أبو علي السمرقندي- وهو الحسين بن شاكر وراق داود- قال:
سمعت داود ابن علي يقول: عبد العزيز المكي ممن له فهم بمعاني القرآن، وكان أحد أصحاب الشافعي ومن أخذ عنه.
وقال علي بن عمر: قرأت في كتاب داود بن علي الأصبهاني الذي صنفه في فضائل الشافعي وذكر فيه أصحابه الذي أخذوا عنه، فقال: وقد كان أحد أتباعه، والمقتبسين عنه، والمعترفين بفضله، عبد العزيز بن يحيى الكناني المكي، كان قد طالت(10/448)
صحبته للشافعي واتباعه له، وخرج معه إلى اليمن، وآثار الشافعي في كتب عبد العزيز المكي بينة عند ذكر الخصوص والعموم، والبيان، كل ذلك مأخوذ من كتاب المطلبي رحمه الله.
حدّثنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حدّثنا أحمد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: لما دخل عبد العزيز بن يحيى المكي على المأمون، وكانت خلقته شنعة جدا، فضحك المعتصم، فأقبل عبد العزيز على المأمون فقال: يا أمير المؤمنين لم ضحك هذا؟ لم يصطف الله يوسف لجماله، وإنما اصطفاه لدينه وبيانه، وقد قص ذلك في كتابه بقوله تعالى: فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ
[يوسف 54] لم يقل لما رأى جماله، فبياني يا أمير المؤمنين أحسن من وجه هذا، فضحك المأمون وأعجبه قوله. وقال للمعتصم: إن وجهي لا يكلمك، وإنما يكلمك لساني.
5608- عبد العزيز بن منيب بن سلام بن خريش، أبو الدرداء المروزيّ [1] :
قدم بغداد وحدث عن إسحاق بن عبد الله بن كيسان، وعبدان بن عثمان، وعلي ابن الحسين بن واقد، وعثمان بن الهيثم المؤذن، والخليل بن عمر العبدي، وقتيبة بن سعيد البلخي، وأصبغ بن الفرج المصري، وغيرهم. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وأبو القاسم البغوي، وعبد اللَّه بْنُ أَبِي دَاوُد السجستاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي شيبة البزاز، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر النّرسيّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن ناجية، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ- أَبُو الدَّرْدَاءِ- حدّثنا موسى بن بحر، حدّثنا زياد البكائي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ النَّوْمِ فَأَرَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي وُضُوئِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ، ولا علام وضعها» [2] .
__________
[1] 5608- انظر: تهذيب الكمال 3477 (18/210) . والكنى لمسلم، الورقة 134. والجرح والتعديل 5/ترجمة 1839. وثقات ابن حبان 8/397. والمعجم المشتمل، ترجمة 555. وسير أعلام النبلاء 13/150. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 245. وتاريخ الإسلام، الورقة 42 (أوقاف 5882) . ونهاية السول، الورقة 218. وتهذيب التهذيب 6/360. والتقريب 1/513.
وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 4378. وشذرات الذهب 2/153
[2]- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 395. والسنن الكبرى 1/118.(10/449)
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري وأبو علي محمد بن الحسين الجازري قالا: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا الجريري، حَدَّثَنَا الليث بْن مُحَمَّد بْن الليث المروزي قال: سمعت عبد الله بن محمّد يقول: نظر علي بن حجر إلى لحية أبي الدرداء- قال: وهو طويل اللحية- فأنشأ يقول:
ليس بطول اللحى ... يستوجبون القضا
إن كان هذا كذا ... فالتيس عدل رضا
قال: ومكتوب في التوراة: لا يغرنك طول اللحى فإن التيس له لحية.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِيهِ ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: عبد العزيز بن منيب مروزي ليس به بأس، يكنى أبو الدرداء، وكنيته الأخرى أبو عمر.
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: عبد العزيز بن منيب مروزي ليس به بأس.
5609- عبد العزيز بن عباد، أبو صالح، وهو أخو حمدون بن عباد المعروف بالفرغاني [1] :
حدث عن يزيد بن هارون، ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري. روى عنه محمد بن مخلد الدّوريّ، وعلي بن إسحاق المادراني، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّاهِدُ- بِالْبَصْرَةِ- حدّثنا علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا محمّد بن سلمة وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبَّادٍ- وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ- حدّثنا يعقوب بن محمّد الزّهريّ، حدّثنا معن بن عيسى، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ خِلاسِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْخَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: «ادْفِنْهُ ثُمَّ اغْتَسِلْ» .
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه سنة تسع وستين ومائتين، فيها مات أبو صالح عبد العزيز بن عباد أخو حمدون بن عباد الفرغاني- في صفر.
__________
[1] 5609- انظر: الأنساب، للسمعاني 9/276.(10/450)
5610- عَبْد العزيز بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو القاسم الهاشمي [1] :
سمع أبا عبد الرحمن المقرئ، وأبا بكر الحميدي، وعبد الله بن جعفر الرقي، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري، وغيرهم. روى عنه عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والقاضي المحاملي، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن عثمان الأدمي، ومحمد بن العباس بن نجيح.
وقال الدّارقطنيّ: كان ثقة.
حدّثنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم الحكيمي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، حدّثنا عبد الله بن جعفر، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ قال: إن أول خبر قدم المدينة أن امرأة كان لها تابع من الجن، فجاء في صورة طائر فسقط على جدارهم، فقالت له: تنزل تحدّثنا ونحدثك؟ فقال: إنه قد ظهر من منع من القرار، وحرم علينا الزنا.
أخبرنا محمّد بن الحسن الأزرق، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، حدّثنا عبد القدوس بن إبراهيم، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ خَلادِ بْنِ جُنْدَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَعْكَفَ نَفْسَهُ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ إِلا بِصَلاةٍ وَقُرْآنٍ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ» .
حدّثنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الهاشمي فِي يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وسبعين.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: توفي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الْعَزِيزِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب في يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائتين، وبلغ ستا وثمانين سنة، ولم يغير شيبه، وكان جميلا وسيما بهيا.
__________
[1] 5610- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/271.(10/451)