وَعُمَرُ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ تَنْتَهُوا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ رَجُلا امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالإِيمَانِ، يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ وَأَنْتُمْ مُجْفِلُونَ عَنْهُ إجْفَالَ النِّعَمِ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ «لا» قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ «لا» ، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ [1] »
قَالَ وَفِي كَفِّ عَلِيٍّ نَعْلٌ يَخْصِفُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن محمّد بن طاهر حدّثنا الوليد بن بكر الاندلسي حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَربعي بْن حراش كوفي تابعي ثقة وَيقال: إنه لم يكذب كذبة قط، كَانَ ابنان له عاصيان زمن الحجاج فقيل للحجاج إن أباهما لم يكذب كذبة قط لو أرسلت إليه فسألته عنهما، فأرسل إليه فَقَالَ أين ابناك؟ قَالَ هما فِي البيت، قَالَ قد عفونا عنهما بصدقك.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرخي قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن حراش. قَالَ ربعي بْن حراش كوفي صدوق.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثنا محمّد بن جعفر بن عون أَخْبَرَنِي بَكْر بْن مُحَمَّد العابد عَنِ الحارث الغنوي قَالَ: آلى الربيع بْن حراش أن لا يفتر أسنانه ضاحكا، حَتَّى يعلم أين مصيره فما ضحك إِلا بعد موته، وَآلى أخوه ربعي بعده أن لا يضحك حَتَّى يعلم أفي الجنة هو أَوْ فِي النار.
قَالَ الحارث الغنوي: فلقد أَخْبَرَنِي غاسله أنه لم يزل مبتسما على سريره وَنحن نغسله حَتَّى فرغنا منه.
وأخبرنا عليّ بن محمّد أخبرنا الحسين بن صفوان حدّثنا عبد الله بن أبي الدّنيا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: ربعي بْن حراش العبدي توفي فِي وَلاية الحجاج بعد الجماجم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله قَالَ أَبُو نعيم: مات ربعي بْن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 36373.(8/433)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدثنا حنبل بن إسحاق. قال قال أبو عَبْد اللَّهِ قَالَ أَبُو نعيم حَدَّثَنِي سَعِيد بْن جميل العبسي. قَالَ:
رأيت ربعي بْن حراش رجلا أعور صلى عَلَيْهِ عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن زيد، وَذلك فِي وَلاية عُمَر بْن عَبْد العزيز.
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد- يعني ابْن صدقة- حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المدائني. قَالَ: ربعي بْن حراش من بني الحريش، مات سنة أربع وَمائة.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري أخبرنا أحمد بن عبيد أخبرنا محمّد بن الحسين ابن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول: مات ربعي بْن حراش سنة أربع وَمائة.
4541- ركن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد، أَبُو عَبْد اللَّهِ الدمشقي [1] :
يقال إنه كَانَ ابْن امرأة مكحول الشامي. قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ مكحول أَبِي عَبْد اللَّهِ الشامي. روى عنه شبابة بْن سوار الفزاري، ويحيى بن عبدويه، وعبد الصّمد ابن النعمان البزاز وَأبو عَمْرو الشيباني صاحب اللغة.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونَ النرسي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَدَمِيُّ القارئ حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح حدّثنا شبابة بن سوار الفزاري حَدَّثَنَا رُكْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ مَشَى مَعَهُ أَكْثَرُ مِنْ مِيلٍ يُوصِيهِ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ، وَخَفْضِ الْجَنَاحِ، وَلِينِ الْكَلامِ، وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، وَالْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابِ، وَحُبِّ الآخِرَةِ يَا مُعَاذُ، وَلا تُفْسِدَنَّ أَرْضًا، وَلا تَشْتُمْ مُسْلِمًا، وَلا تُصَدِّقْ كَاذِبًا، وَلا تُكَذِّبْ صَادِقًا، وَلا تَعْصِ إِمَامًا عَادِلا، يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِذِكْرِ اللَّهِ، يَعْنِي عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ، وَأَنْ تُحْدِثَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً السَّرُّ بِالسِّرِّ، وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ، يَا مُعَاذُ إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لَهَا، يَا مُعَاذُ إِنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَنَّا نَلْتَقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَقْصَرْتُ لَكَ مِنَ الْوَصِيَّةِ، يَا مُعَاذُ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ لَقِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مِثْلِ الْحَالَةِ الَّتِي فَارَقَنِي عَلَيْهَا. وَكَتَبَ لَهُ فِي عَهْدِهِ: أَنْ لا طَلاقَ لامْرِئٍ فيما لا يملك،
__________
[1] 4541- انظر: الضعفاء للنسائى، ترجمة 204. وميزان الاعتدال 2/54. والتاريخ الكبير 3/343.(8/434)
وَلا عِتْقَ فِيمَا لا يَمْلِكُ، وَلا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلا فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ، وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ، وَعَلَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ. وَعَلَى أَنْ لا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرًا، وَأَنَّكَ إِذَا أَتَيْتَ الْيَمَنَ يَسْأَلُونَكَ نُصَّارَاهَا عَنْ مِفْتَاحِ الْجَنَّةِ فَقُلْ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ [1] .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ «مَعَافِرُ» ، يُرِيدُ ثِيَابًا مَعَافِرِيَّةً.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكي حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي. قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ النَّضْرِ يَقُولُ: قَرَأَ عَلَيْنَا عَبْدَانُ كِتَابَ الْجَنَائِزِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بَابِ التَّسْلِيمِ عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ: يَا أَبَا فُلانٍ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ بِتَسْلِيمَتَيْنِ. فَقَالَ الرَّجُلُ: يُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ. فَقَالَ عَبْدَانُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! قَالَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَمَّنْ؟ قَالَ:
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ عَنْ أَبِي عَصْمَةَ عَنِ الرُّكْنِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّلاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَوَاءً، يُكَبَّرُ أَرْبَعًا، وَيُسَلَّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ [2] »
فَقَالَ لَهُ عَبْدَانُ: يَا أَبَا فُلانٍ، مِنْ هاهنا أَتَى أَبُو عَصْمَةَ حَيْثُ تَرَكَ حَدِيثَهُ، يُرْوَى مِثْلَ هَذَا عَنِ الرُّكْنِ! قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: لأَنْ أَقْطَعَ الطَّرِيقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِي عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ الشَّامِيِّ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةٍ مِثْلُ رُكْنٍ.
أَخْبَرَنَا الجوهري أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ سأل رجل يَحْيَى بْن معين- وَأنا شاهد- عَنْ ركن الشامي فَقَالَ: لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا العبّاس ابن محمد. قال سمعت يحيى بن معين يقول: ركن ليس بشيء.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي قال: ركن متروك الحديث.
__________
[1] انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 7/519. والترغيب والترهيب 4/107.
والموضوعات 3/185. وتنزيه الشريعة 2/341.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 3/227. وتنزيه الشريعة 2/263. واللآلئ المصنوعة 2/230. وكنز العمال 42290.(8/435)
4542- رزين بن زند ورد، أَبُو زهير الشاعر العروضي، مولى طيفور بْن منصور الحميري خال المهدي، وَيقال مولى بني هاشم:
وهو بغدادي معروف، وَله مَعَ عنان جارية الناطفي أخبار مشهورة، وكثير من شعره يخرج عَنِ العروض فلذلك قيل له العروضي.
4543- رشيد، مولى المنصور- وَالد دَاوُد بْن رشيد الخوارزمي:
نزل بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ أمير المؤمنين المهدي. روى عنه ابنه دَاوُد.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن جعفر اليزدي- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمَلْحَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مطر السكري- ببغداد- حدّثنا داود بن رشيد حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ الْمَهْدِيِّ فَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُهُ حَافِّينَ بِهِ، إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ إِنَّكَ عَبْقَرِيُّهُمْ»
قَالَ الْمَهْدِيُّ: أَيْ سَيِّدُهُمْ.
4544- رزق اللَّه بْن مُوسَى، أَبُو الفضل الإسكافي [1] :
حدث عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد الْقَطَّان، وَأنس بْن عياض الليثي، وَسفيان بْن عيينة، وَشبابة بْن سوار، وَسلمة بْن عطية. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَمحمد ابن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وَيحيى بْن صاعد، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن نيروز الأنماطي، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَغيرهم وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ حَدَّثَنَا أبو الْحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن جعفر البحيري- إملاء بنيسابور- أخبرنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة حَدَّثَنَا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى- إِمْلاءً بِبَغْدَادَ- أخبرنا أنس بن عياض حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَلِيلُ مَا أَسْكَرَ كثيره حرام [2] » .
__________
[1] 4544- انظر: تهذيب الكمال 1903 (9/178) . والمنتظم: لابن الجوزي 12/110. والضعفاء للعقيلى، الورقة 70. وثقات ابن حبان 1/الورقة 132. والمعجم المشتمل، الترجمة 341.
وتذهيب التهذيب 1/الورقة 226. والكاشف 1/309. والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 18. وميزان الاعتدال 2/ت 2772. والمغني 1/ت 2119. وديوان الضعفاء، الترجمة 1409. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 23. ونهاية السول، الورقة 97. وتهذيب ابن حجر 3/272. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2098.
[2] انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 1385. وكنز العمال 13279. ومصنف عبد الرزاق 17007.(8/436)
أخبرنا الأزهري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز. قَالَ قَالَ لنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي: وَمات رزق اللَّه بْن مُوسَى الإسكافي أَبُو الفضل فِي ذي القعدة سنة ست وَخمسين- يعني وَمائتين.
4545- رائع بْن عَبْد اللَّهِ المقدسي:
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عمر الوتار أخبرنا أحمد بن محمّد ابن عِمْرَانَ قَالَ حَدَّثَنِي رَائِعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَقْدِسِيُّ- فِي مَجْلِسِ أَبِي عُبَيْدٍ الْمَحَامِلِيِّ سَنَةَ عشرين وثلاثمائة- حدّثنا ربيعة بن الحارث الحبلاني حدّثنا جعفر بن عبد الله السالمي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الحِمْصِيِّ الْبَهْرَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْدِلُ نَاصِيَتَهُ سَدْلَ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ فَرَقَ بَعْدَ ذَلِكَ فَرْقَ الْعَرَبِ.
4546- رميس بْن صالح، أَبُو بكر السّامي المقرئ:
حدث عَنْ عَبَّاس بْن عَبْد اللَّهِ الترقفي، وَيحيى بْن أَبِي طَالِب. روى عنه أَبُو الْحَسَن ابن الجندي، وَمحمد بْن جَعْفَر النجار.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخلّال أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ العبّاس النجار حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رُمَيْسُ بْنُ صَالِحٍ الْمُقْرِئُ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الترفقي.
وأخبرنا الحسن بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ قَالَ قُرِئَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ- وَأَنَا أَسْمَعُ- قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الترفقي حدّثنا رواد بن الجرّاح حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الْحَيَاءِ فَلا غِيبَةَ لَهُ [1] »
. 4547- راشد بْن أَحْمَد بْن راشد، أَبُو الْحَسَن الحدّاد:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عَن أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد السجستاني.
4548- رشيق، أَبُو الْحَسَن الرَّقِّيّ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمدان- حدّثنا أبو الحسن رشيق
__________
[1] 4546- انظر الحديث في: السنن الكبرى 10/210. واتحاف السادة المتقين 4/117، 7/557.
وكشف الخفا 2/242، 3320، 511. والدرر المنتثرة 177.(8/437)
الرقي المصيصي- ببغداد- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سَعِيد الوراق حَدَّثَنَا عُمَر بْن سَعِيد عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيّ. قَالَ: رأيت سفيان الثَّوْرِيّ فِي النوم، فقلتُ ما فعل الله بك؟ قال لم يكن إِلا أن وَضعت فِي اللحد، حَتَّى وَقفت بين يدي اللَّه تعالى، فحاسبني حسابا يسيرا، ثُمَّ أمر بي إِلَى الجنة، فبينا أنا أدور بين أشجارها وَأنهارها، وَلا أسمع حسا وَلا حركة، إذ سمعت قائلا يقول: سفيان بْن سعيد؟ فقلت سفيان ابن سَعِيد. قَالَ: تحفظ أنك آثرت اللَّه على هواك يوما ما؟ قَالَ: قلت: إي وَالله، فأخذني صواني النثار من جميع الجنة.
انقضى حرف الراء(8/438)
باب الزاي(8/439)
ذكر من اسمه زيد
4549- زيد بْن صوحان بْن حجر بْن الهجرس بْن صبرة بْن حدرجان بْن ليث بْن ظالم بْن ذهل بن عجل بن عمرو بْن وَديعة بْن لُكيز بْن أفصى بْن عَبْد القيس، يكنى: أبا عائشة- وَقيل: أبا سَلْمَان- وَقيل: أبا عَبْد اللَّهِ- وَقيل: أبا مسلم- وَقيل: كَانَ له كنيتان أَبُو عَبْد اللَّهِ، وَأبو عائشة [1] :
وَهُوَ أخو صعصعة وَسيحان ابني صوحان العبدي. نزل الكوفة وَسمع عُمَر بْن الخطاب، وَعلي بْن أَبِي طَالِبٍ. روى عنه أَبُو وائل شقيق بْن سلمة الأسدي، والعيزار ابن حريث وغيرهما. وقدم المدائن، وقد ذكرنا حديث كونه بالمدائن في باب بشر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدّقّاق حدّثنا أحمد بن حنبل البرجلاني حدّثنا أبو النّضر حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ:
كَانَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ أَحْيَاهَا، فَإِنْ كَانَ لَيَكْرَهُهَا إِذَا جَاءَتْ مِمَّا كَانَ يَلْقَى فِيهَا، فَبَلَغَ سَلْمَانَ، مَا كَانَ يَصْنَعُ، فَأَتَاهُ فَقَالَ:
أَيْنَ زَيْدٌ؟ قَالَتِ: امْرَأَتُهُ ليس هاهنا، قَالَ فَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكِ لِمَا صَنَعْتِ طَعَامًا، وَلَبِسْتِ مَحَاسِنَ ثِيَابِكَ، ثُمَّ بَعَثَتْ إِلَى زَيْدٍ، قَالَ فَجَاءَ زَيْدٌ، فَقُرِّبَ الطَّعَامُ فَقَالَ سَلْمَانُ: كُلْ يَا زُيَيْدُ، قَالَ إِنِّي صَائِمٌ قَالَ كُلْ يَا زُيَيْدُ لا يَنْقُصُ- أَوْ تُنْقِصُ- دِينَكَ، إِنَّ شَرَّ السَّيْرِ الْحَقْحَقَةُ [2] إِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِبَدَنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لزوجتك عليك حقا، كل يا زيد فَأَكَلَ، وَتَرَكَ مَا كَانَ يَصْنَعُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ- بِدِمَشْقَ- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ. وحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بِأَصْبَهَانَ- قَالا:
أخبرنا أبو يعلى الموصليّ حدّثنا إبراهيم بن سعيد حدّثنا حسين بن محمّد عن الهذيل ابن بِلالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «من
__________
[1] 4549- انظر: طبقات ابن سعد 6/85. وتهذيب ابن عساكر 6/10. وتاريخ الكوفة 52. والأعلام 3/59.
[2] سير الحقحقة: المتعب من السير، وقيل: أن تحمل الدابة على ما لا تطيقه (النهاية) .(8/440)
سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَسْبِقُهُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ [1] »
. قلت: قطعت يد زيد فِي جهاده المشركين، وَعاش بعد ذلك دهرا، حَتَّى قتل يوم الجمل.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المعدّل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ زيد بْن صوحان العبدي يكنى أبا عائشة قتل يوم الجمل سنة ست وَثلاثين.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ النّيسابوري- بالبصرة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن دَاوُد عَنْ شعبة عَنْ مخول [بن راشد] عَنِ العيزار بْن حريث. قَالَ قَالَ زيد بْن صوحان: ادفنوني فِي ثيابي، فإني مخاصم.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا أَبُو نعيم وَقبيصة قالا: حَدَّثَنَا سفيان عَنْ مخول عَنِ العيزار بْن حريث. قَالَ قَالَ زيد بْن صوحان: لا تغسلوا عني دما، وَلا تنزعوا عني ثوبا إِلا الخفين، وَارمسوني فِي الأرض رمسا، فإني رجل محاج. زاد أَبُو نعيم: أحاج يوم القيامة.
قَالَ يعقوب: قتل زيد بْن صوحان يوم الجمل، فكانت وَقعة الجمل فِي جمادى الأولى سنة ست وَثلاثين.
4550- زيد بْن وَهب، أَبُو سُلَيْمَان الهمداني، ثُمَّ الجهني:
جاهلي ذكر أنه رحل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقبض وهو في الطريق، وأسلم. سمع عمر ابن الخطاب، وَعلي بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعبد اللَّه بْن مسعود، وَأبا ذر الغفاري، وَعمار بْن ياسر، وَحذيفة بْن اليمان، وَأبا مُوسَى الأَشْعَرِيّ، وَجرير بْن عَبْد اللَّهِ، وَالبراء بْن عازب، وَعبد اللَّه بْن حسنة. روى عنه حبيب بْن أبي ثابت، والحكم بن عتبة، وَمنصور بْن المعتمر، وَسليمان الأعمش، وَسلمة بْن كهيل، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَعبد الملك بْن ميسرة، وَحصين بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، وَكَانَ قد نزل الكوفة وَحضر مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ الحرب بالنهروان.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَيْخَابَ الطِّيبِيُّ حدّثنا
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 1/347. ومجمع الزوائد 9/398. ودلائل النبوة 6/416.
وحلية الأولياء 1/88.(8/441)
إبراهيم بن الحسين الهمذاني حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ. وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري- واللفظ له- حدّثنا محمّد بن المظفر حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْبَزَّازُ- أَبُو جَعْفَرٍ- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْن يَحْيَى بْن خَالِدِ بْن حَيَّانَ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الجعفي حدّثني عمرو بن القاسم بن حبيب حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ. قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ فَنَظَرَ إِلَى بَيْتٍ وَقَنْطَرَةٍ، فَقَالَ هَذَا بَيْتُ بُورَانَ بِنْتِ كِسْرَى وَهَذِهِ قَنْطَرَةُ الديزجَانِ. قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَسِيرُ هَذَا الْمَسِيرَ، وَأَنْزِلُ هَذَا الْمَنْزِلَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن موسى الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدّثنا يحيى بن أبي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الحراني حَدَّثَنَا زهير بْن معاوية الجعفي.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد حدّثنا حنبل بن إسحاق حدّثنا أحمد بن عبد الملك الحراني حدّثنا زهير حَدَّثَنَا الأعمش. قَالَ: كنت إذا سمعت الحديث من زيد بْن وَهب فكأنك سمعته من الَّذِي يحدث عنه. وَقَالَ حَنْبَل: من الَّذِي يحدثك عنه.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر- يعني ابْن أَبِي شيبة- حدّثنا يحيى بن آدم- حَدَّثَنَا زهير. قَالَ سمعت الأعمش قَالَ:
كنت إذا سمعت من زيد بْن وَهب حديثا لم يضرك أن لا تسمعه من صاحبه.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرخي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قَالَ: زيد بْن وَهب كوفي ثقة، دخل الشام. روايته عَنْ أَبِي ذر صحيحة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله أخبرنا الحسين بن صفوان حدّثنا ابن أبي الدّنيا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ: زيد بْن وَهب الجهني يكنى أبا سُلَيْمَان، توفي فِي وَلاية الحجاج بعد الجماجم.
4551- زيد بْن الْحَسَن، أَبُو الْحُسَيْن الْقُرَشِيّ الكوفي صاحب الأنماط:
حدث عَنْ معروف بْن خربوذ، وَجعفر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، وَعلي بْن المبارك.
روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي، ونصر بن عبد الرّحمن الوشاء، وعليّ بن المديني، وإسحاق بن راهويه.(8/442)
وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم سألتُ أبي عنه فقال: هو كوفي قدم بغداد، منكر الحديث.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ حدّثنا محمّد بن الحسن النقاش- إملاء- أخبرنا المطين حدّثنا نصر بن عبد الرّحمن حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنْتُمْ وَارِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضِ، وَإِنِّي سَائِلُكُمْ حِينَ تَرِدُونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَيْنِ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا: الثَّقَلُ الأَكْبَرُ كِتَابُ اللَّهِ، سَبَبٌ طَرْفُهُ بِيَدِ الله، وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به، وألا تَضِلُّوا وَلا تُبَدِّلُوا»
. 4552- زيد بْن الحباب بْن الريان، أَبُو الحسين التّميميّ العكلي الكوفي [1] :
سمع مَالِك بْن مغول، وَسفيان الثَّوْرِيّ، وَشعبة، وَسيف بْن سُلَيْمَان، وَمالك بْن أَنَس، وَابن أَبِي ذئب، وَمعاوية بْن صالح. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن وَهب، وَيزيد بْن هارون، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَيحيى بْن الحماني، وَالحسن بْن عرفة، وَعباس الدوري، وَزيد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ، وَأبو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَغيرهم. وَقدم بَغْدَاد وَحدث بِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازي أخبرنا محمّد ابن جعفر المطيري حدّثنا الحسن بن عرفة حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْلِيُّ أَبُو الْحُسَيْنِ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَجَدَنِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي وَيَدْعُو وَيَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يلد
__________
[1] 4552- انظر: تهذيب الكمال 2095 (10/40) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/119. وطبقات ابن سعد 6/402. وسؤالات ابن الجنيد لابن معين، الورقة 53. وطبقات خليفة 172. وتاريخه 471. والتاريخ الكبير 3/ت 1302. والصغير 2/298. والكنى لمسلم، الورقة 27. وثقات العجلى، الورقة 17. وأخبار القضاة 3/8، 243. والكنى للدولابي 1/149. والجرح والتعديل 3/ت 2538. وثقات ابن حبان 1/الورقة 145. والكامل لابن عدي 1/الورقة 336. ووفيات ابن زبر، الورقة 63. وعلل الدارقطني 1/الورقة 73. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 51. وموضح أوهام الجمع 2/100. والسابق واللاحق 203. والجمع 1/145. والأنساب للسمعاني 9/32. وتاريخ الإسلام، الورقة 25 (آيا صوفيا 3007) وسير النبلاء 9/339. وتذهيب التهذيب 1/الورقة 250. وميزان الاعتدال 2/ت 2997.
وإكمال مغلطاي 2/الورقة 52. ونهاية السول، الورقة 106. وتهذيب ابن حجر 3/402.
وخلاصة الخزرجي 1/ت 2249. وشذرات الذهب 2/6.(8/443)
وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أُحُدٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ [1] » . قَالَ وَإِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «لَقَدْ أُعْطِي هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ»
قَالَ قُلْتُ:
أُخْبِرُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لَمْ يَزَلْ لِي صَدِيقًا، قَالَ: وَإِذَا هُوَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُ.
قَالَ أَبُو الْحُسَيْن العكلي فحدثت بهذا الحديث زهير بْن معاوية الجعفي فَقَالَ حَدَّثَنَا به أَبُو إسحاق السبيعي عَنْ مَالِك بْن مغول بهذا بعينه.
قَالَ أَبُو الْحُسَيْن: وَأَخْبَرَنِي به سفيان الثَّوْرِيّ عَنْ مَالِك بْن مغول، فلقيت أنا بعد مَالِك بْن مغول فسمعته منه. غريب من حَدِيث زهير بْن معاوية عَنْ أَبِي إسحاق، تفرد به زيد بْن الحباب عنه. وَقد روي عَنْ شريك عَنْ أَبِي إسحاق عَنْ مَالِك بْن مغول وَاختلف عَنْ شريك فيه.
حدثت عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ أخبرنا أبو بكر الخلّال أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر المروذي أن أبا عَبْد اللَّهِ ذكر زيد بْن الحباب فَقَالَ:
كَانَ صاحب حديث كيسا، قد دخل إِلَى مصر، وَخراسان فِي الحديث، وَما كَانَ أصبره على الفقر. كتبت عنه بالكوفة وهاهنا، وَقد ضرب فِي الحديث إِلَى الأندلس.
قلت: قول أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي زيد أنه ضرب فِي الحديث إِلَى الأندلس؛ عنى بذلك سماع زيد من معاوية بْن صالح الحمصي- وَكَانَ يتولى قضاء الأندلس- فظن أَحْمَد أن زيدا سمع منه هناك، وَهذا وَهم منه رحمه اللَّه، وَأحسب أن زيدا سمع من معاوية بمكة، فإن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيّ سمع بها منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيّ. قَالَ: كنا بمكة نتذاكر الحديث، فبينا نحن كذلك، إذا إنسان قد دخل فيما بيننا، فسمع حديثنا، فقلنا له: من أنت؟ قَالَ أنا معاوية بْن صالح، قَالَ: فاحتوشناه.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد. قال: زيد
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3475. وسنن للنسائي، كتاب السهو باب 58. ومسند أحمد 5/349.(8/444)
ابن حباب كَانَ صدوقا، وَكَانَ يضبط الألفاظ عَنْ معاوية بْن صالح، وَلكن كَانَ كثير الخطأ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بْن معين: فزيد بْن حباب؟ فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري أخبرنا محمّد بن عبيد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا- وَذكر زيد بْن الحباب العكلي- فَقَالَ: كَانَ يقلب حَدِيث الثَّوْرِيّ وَلم يكن به بأس.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر قَالَ حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو الْحُسَيْن زيد بْن حباب العكلي كوفي ثقة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قَالَ سمعت أبا هِشَام- وَهُوَ الرفاعي- يقول: مات أَبُو الْحُسَيْن العكلي سنة ثلاث وَمائتين.
4553- زيد بْن يَحْيَى بْن عُبَيْد، أَبُو عَبْد اللَّهِ الخزاعي الدمشقي [1] :
سمع عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثابت بْن ثوبان، وَعبد اللَّه بْن العلاء بْن زبر، وَسعيد بْن بشير، وَمالك بْن أَنَس، وقدم بَغْدَاد وَحدث بها فروى عنه أَحْمَد بن حنبل، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، وَعباس بْن عَبْد اللَّهِ التَّرْقُفِيّ، وَعلي بْن معبد بْن نوح، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا عبّاس بن عبد الله الترفقي حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ قَزَعَةَ وَابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَذْكُرُ الْعَزْلَ بَيْنَنَا، فَقَالَ: «مَا كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ؟» قُلْنَا: الْعَزْلَ يَا رسول
__________
[1] 4553- انظر: تهذيب الكمال 2133 (10/118) . والتاريخ الكبير 3/ت 1357. والكنى لمسلم، الورقة 64. والمعرفة ليعقوب 1/642. وتاريخ أبى زرعة 25، 281، 706. والجرح والتعديل 3/ت 2603. وتاريخ ابن عساكر 6/38. وتذهيب الذهبي 1/ورقة 256.
والكاشف 1/ت 1777. والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 15. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 59. ونهاية السول، الورقة 108. وتهذيب ابن حجر 3/428. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2284.(8/445)
اللَّهِ فَقَالَ: «لا عَلَيْكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوهُ، فَإِنَّهُ مَا قَدَّرَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ فِي صلب بشر خلقه [1] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم الْمُقْرِئ حدّثنا إدريس بن عبد الكريم المقرئ حدّثنا أحمد بن محمّد بن حنبل حدّثنا زيد بن يحيى الدمشقي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ يَقُولُ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَا يَحِلُّ لِي، وَيَحْرُمُ عَلَيَّ؟ قَالَ فَصَعَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَوَّبَ فَقَالَ: «الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ [2] »
. أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر حدّثنا الوليد بن بكر حدّثنا عليّ بن أحمد الهاشميّ حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حدّثني أبي قال: زيد ابن يَحْيَى الدمشقي ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سألت أبا علي الْحَافِظ- وَهُوَ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن يَزِيد النيسابوري- عَنْ زيد بْن يَحْيَى بْن عُبَيْد الدمشقي الَّذِي يروي عَنْ مَالِك بْن أَنَس فَقَالَ: ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: زيد بْن يَحْيَى بْن عُبَيْد من أَهْل دمشق ثقة.
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن بْن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنِي أخي أَبُو الْقَاسِم عُبَيْد اللَّهِ بن العبّاس بن الفرات أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن سراج. قَالَ: زيد بْن يَحْيَى بْن عُبَيْد الخزاعي دمشقي قدم بَغْدَاد، فكتب عنه البغداديّون.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو. قَالَ: شهدت جنازة زيد بْن عُبَيْد بباب الصغير سنة سبع وَمائتين.
4554- زيد بْن نعيم:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن الْحَسَن الفقيه صاحب أَبِي حنيفة. روى عنه أبو إسماعيل البطيخي.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/72. وصحيح البخاري 3/109، 8/154. وصحيح مسلم، كتاب النكاح باب 22.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/194. ومجمع الزوائد 1/175. والترغيب والترهيب 2/558.(8/446)
أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل وَمحمد بْن جَعْفَر المطيري وَأحمد بْن عيسى الخواص قَالُوا: حَدَّثَنَا محمّد ابن عَبْد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بْن منصور أَبُو إسماعيل الفقيه حدّثنا زيد بن نعيم- ببغداد- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بحديث ذكره.
4555- زيد بْن يَحْيَى بْن العريان بْن شداد، الْقُرَشِيّ الهروي:
سكن بَغْدَاد، وَحدث بها عَنْ عَبْد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد. روى عنه ابْن عمه أَحْمَد بْن نجدة بْن العريان.
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن بن الفرات بخطه أخبرنا محمد بن العباس الهرويّ حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين. قال: زيد بْن يَحْيَى بْن العريان ابْن عم معاذ وَأحمد ابني نجدة، كان يكون ببغداد، وهو محدث، كتب عنه أهل العراق وأهل خراسان.
4556- زيد بن أخزم، أبو طالب الطائي البصري [1] :
قدم بغداد وحدث بِها عَنْ عبد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيّ، وَسلم بْن قتيبة، وَعبد الصّمد ابن عَبْد الوارث، وَوهب بْن جرير، وَأبي دَاوُد الطيالسي، وَروح بْن عبادة. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية وعبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، ومُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، ويحيى بن صاعد، وإبراهيم بن محمد الخنازيري، والقاضي المحاملي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا زيد بن أخرم حدّثنا أبو داود حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّ وَلَدِكَ أَكْبَرُ؟» قُلْتُ: شُرَيْحٌ. قَالَ: «فَأَنْتَ أبو شريح [2] » .
__________
[1] 4556- انظر: تهذيب الكمال 2085 (10/5) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/130. والجرح والتعديل 3/ت 2518. وثقات ابن حبان 1/الورقة 144. وشيوخ أبى داود للجياني، الورقة 81. ورجال البخاري، الورقة 58. والجمع 1/145. والمعلم لابن خلفون، الورقة 84. وتاريخ الإسلام، الورقة 39. (أحمد الثالث 2917/7) . وتذهيب التهذيب 1/ورقة 247. والكاشف 1/335. والمشتبه 15. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 49. والكاشف 1/335. ونهاية السول، الورقة 105. وتوضيح ابن ناصر الدين 1/الورقة 17. وتهذيب ابن حجر 3/393. وخلاصة الخزرجي 1/ت 3240. وشذرات الذهب 2/136.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 4/279.(8/447)
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ حدّثنا الحسن بن رشيق حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ سمعت أَبِي يقول: زيد بْن أخزم بصري ثقة، أَبُو طَالِب.
أَخْبَرَنَا الأزهري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي: وَمات زيد بْن أخزم بعد دخول الزنج الْبَصْرَة، وَذبح ذبحا، ذبحه الزنج سنة سبع وَخمسين وَمائتين.
4557- زيد بْن أَبِي زيد القصري:
حدث عَنِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الجعفي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة النيسابوري.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد الرّازيّ أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن خزيمة- فِي داره وأنا سألته- حدّثنا زيد ابن أبي زيد- من قصر ابن هبيرة- حدّثنا الحسين بن عليّ الجعفي حَدَّثَنَا سفيان قَالَ قيل لابن المنكدر: ما بقي مما يستلذ؟ قَالَ: الإفضال على الإخوان.
4558- زيد بْن الْحَسَن بْن زيد، أَبُو الْحَسَن المدني. حدث بِبَغْدَادَ:
حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الصقر الخطيب- بالأنبار- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن المغلس بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن المغلس البزاز- بمصر- أخبرنا الحسن بن رشيق حدّثنا جعفر بن محمّد بن المغلس حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن زيد بْن الْحَسَن المديني- ببغداد- حَدَّثَنَا أَبُو يوسف مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يزِيد وَهُوَ المديني بحديث ذكره.
4559- زيد بْن إِسْمَاعِيل بْن سيار بْن مَهْدِيّ، أَبُو الْحَسَن الصائغ:
سمع زيد بْن الحباب وَمعاوية بْن هشام، وأسود بْن عامر، وأبا النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم، وَجعفر بْن عون، وَمحمد بْن عُبَيْد الطنافسي، وَمحمد بْن كثير الكوفي، وَمعاوية بْن عَمْرو. روى عنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَأبو بَكْر بْن مجاهد المُقْرِئ، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن العجلي، وَمحمد بْن مخلد، وَإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار.(8/448)
وَقَالَ ابن أبي حاتم سمعتُ منه مَعَ أَبِي بِبَغْدَادَ، وَمحله الصدق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار حدّثنا زيد بن إسماعيل حدّثنا معاوية بن هشام حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: لَمَّا لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّقَبَاءَ قَالَ لَهُمْ: «تُؤْوُونِي وَتَمْنَعُونِي؟» قَالُوا فَمَا لَنَا؟ قَالَ: «لَكُمُ الْجَنَّةُ»
. 4560- زيد بْن المهتدي بْن يَحْيَى بْن سَلْمَان، أَبُو حبيب المروروذي:
قدم بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن سَعِيد بْن يعقوب، وَصالح بْن يَحْيَى الطالقانيين، وعليّ ابن خشرم المروزي، ومحمد بن رافع النِّيسَابُورِيّ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبو الْقَاسِم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن شهريار الأصبهاني أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا زيد بن المهتدي المروروذي- أبو حبيب ببغداد- حدّثنا سعيد ابن يعقوب الطالقاني حدّثنا عمر ابن هَارُونَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ بِالنَّعْلَيْنِ وَالْخَاتَمِ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِلا يُونُسُ، وَلا عَنْ يُونُسَ إِلا عُمَرَ بْنِ هَارُونَ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَعْقُوبَ.
4461- زيد بْن نشيط بْن سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سَعِيد بْن نشيط، أَبُو سَعِيد الضبي:
من أَهْل همذان، قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ إِسْمَاعِيل بْن توبة. روى عنه الحسين ابن صفوان البرذعي، وَغيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بن موسى الصيرفي حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله ابن أَحْمَدَ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ- إِملاءً فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وثلاثمائة- حدّثنا زيد بن نشيط- ببغداد- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن عليّة عن محمّد ابن جُحَادَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو هَكَذَا. وَأَشَارَ إِسْمَاعِيلُ بِالسَّبَّابَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمدان- حدّثنا صالح بن أحمد
__________
[1] 4560- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/203. والمعجم الصغير 1/166. وكنز العمال 41609.(8/449)
الْحَافِظ. قَالَ: زيد بْن نشيط بْن سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سَعِيد بْن نشيط، أَخْبَرَنِي بنسبه ابْن ابنه، روى عَنْ إِسْمَاعِيل بْن توبة، وَالجراح بْن مخلد، وَزيد بْن أخزم الطائي، وبشر بن آدم، ويحيى بن حكيم، والحسين بن سلمة. روى عنه محمد بن خالد الراسبي- بالبصرة- وأبو داود سليمان بن يزيد- بقزوين- وَحَدَّثَنَا عنه عَبْد اللَّهِ ابن حمويه، وَالقاسم بْن أَبِي صالح، وَكَانَ صدوقا متقنا، يحسن هذا الشأن.
4562- زيد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن المبارك بْن فلفل بْن دينار، أَبُو الْحُسَيْن الكوفي، المعروف بابن أَبِي اليابس:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ العبسي القسار، وَداود بْن يَحْيَى الدهقان، وَالحسين بْن الحكم الحبري وَأحمد بْن مُوسَى الحمار. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر، وَأَبُو حَفْص بْن شاهين، وأبو القاسم بْن الثلاج وأبو الحسين بْن رزقويه.
وَكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ فِي سَنَةِ ثمان وثلاثين وثلاثمائة قال حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري حدّثنا حسن بن حسين الأنصاريّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُصَلِّيَ وَهُوَ عَاقِصٌ شَعْرَهُ، أَوْ ثِيَابَهُ، حَتَّى يُرْسِلَهُ.
كتب إلي أَبُو طَالِب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسين المعدل من الكوفة- وَحَدَّثَنِي به الصوري عنه- قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ الْحَافِظ. قَالَ: سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، فيها مات أبو الحسين زيد بن محمد العامري المعروف بابن أبي اليابس البيع لخمس بقين من ذي القعدة وكان شيخا صالحا صدوقا، وأقام ببغداد سنين وَحدث ثُمَّ قدم إِلَى الكوفة وَكَانَ قد اختلط عقله آخر عمره وَوسوس. كتبت عنه شيئا يسيرا.
4563- زيد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران بْن أَبِي بلال، أَبُو الْقَاسِم المقرئ الكوفي:
نزل بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان الحضرمي، وَعلي بْن الْعَبَّاس المقانعي، وَعبد اللَّه بْن زيدان البجلي، وَمحمد بْن مُحَمَّد بْن عقبة الشيباني،(8/450)
وعبد الله بن محمد بن أسيد الأصبهاني. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه وَعلي بْن أَحْمَد بْن الحمامي المقرئ، وَأبو نعيم الأصبهاني، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بِلالٍ الْمُقْرِئُ الْكُوفِيُّ- بِبَغْدَادَ- قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أسيد الأصبهانيّ- بالكوفة- حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهِيَ رَاجِعَةٌ عَلَى صَاحِبِهَا: الْبَغْيُ، وَالْمَكْرُ، وَالنَّكْثُ [1] »
ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
[فاطر 43] . وقرأ: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ
[يونس 23] وَقرأ: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ
[الفتح 10] .
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه: وَتوفي زيد بْن أَبِي بلال فِي جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
4564- زيد بْن رفاعة، أَبُو الخير:
حدث ببلاد الجبال، وَخراسان، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دريد، وَأبي بَكْر بْن الأَنْبَارِيّ، كتب الأدب. وَروى أَيْضًا عَنْ أبيه عَنْ أَبِي كامل الجحدري، وَغيره. وَكَانَ كذابا. حَدَّثَنَا عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يزداد القاري، وَذكر لنا أنه سمع منه بالدينور.
أَخْبَرَنَا ابْن يزداد أَخْبَرَنَا أَبُو الخير زيد بْن رفاعة الهاشمي حدّثني أبي حدّثنا أبو كامل الجحدري حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْن بْن فضيل. قَالَ قَالَ رجل لعمرو بْن عُبَيْد: يا أبا عُثْمَان إني لأرحمنك مما يقول الناس فيك، قال يا ابن أخي أسمعتني أقول فِيهِم شيئًا؟
قَالَ لا قَالَ فإياهم فارحم. وَراسله وَاحد بما يكره فقال لمبلغه: قل إن الموت يجمعنا، وَالقيامة تضمنا، وَالله يحكم بيننا.
سمعت أَبَا الْقَاسِم هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري ذكر زيد بْن رفاعة فَقَالَ رأيته بالري، وَأساء القول فيه. سمعت الْقَاضِي أبا الْقَاسِم التنوخي ذكر زيد بْن رفاعة فَقَالَ: أعرفه وَكَانَ يتولى العمالة لمحمد بْن عُمَر العلوي على بعض النواحي. وَلم نعرفه بشيء من العلم وَلا سماع الحديث، وَكَانَ يذكر لنا عنه أنه يذهب مذهب الفلاسفة، قلت له أكان هاشميا؟ فَقَالَ: معاذ اللَّه ما عرفناه بذلك قط. أَوْ كما قَالَ.
__________
[1] 4563- انظر الحديث في: كنز العمال 43780.(8/451)
4565- زيد بْن جَعْفَر بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن جَعْفَر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بن جعفر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، أَبُو الْحُسَيْن:
من ساكني الكوفة قدم علينا فِي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وحدّثنا عن عليّ ابن محمّد بن مُوسَى التمار البصري، وَمحمد بْن جَعْفَر بْن النجار الكوفيّ، وكان صدوقا.
أخبرنا زيد بن جعفر العلوي المحمّدي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى التَّمَّارُ- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ محمّد الأرجاني حدّثنا خليفة بن خياط حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، فَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ مِنْهَا فِي قَعْرِ بَيْتِهَا [1] »
. سألته عَنْ مولده فَقَالَ: وَلدت بالبصرة نحو سنة سبعين وثلاثمائة وَبلغنا أنه مات بالكوفة سنة ثمان وَأربعين وأربعمائة.
ذكر من اسمه زَكَرِيَّا
4566- زَكَرِيَّا بْن حكيم، الحبطي الكوفي [2] :
حدث بِبَغْدَادَ عَنِ الْحَسَن البصري وَعامر الشعبي، وَأبي غالب حزور- صاحب أَبِي أمامة الباهلي- وَأبي رجاء العطاردي، وَميمون أَبِي حمزة. روى عنه الْحَسَن بْن سوار البغوي، وَعنبسة بْن عَبْد الواحد الْقُرَشِيّ، وَبشر بْن الوليد الكندي، وَمحمد بْن بكار بْن الريان الهاشمي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي حدّثنا الحسن بن سوار حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ- وَرَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ- عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. قَالَ: «مَنْ غسل
__________
[1] 4565- انظر الحديث في: سنن الترمذي 1173. وصحيح ابن حبان 329. وصحيح ابن خزيمة 1686. ونصب الراية 1/298.
[2] 4566- انظر: الضعفاء للنسائي، ترجمة 210. وميزان الاعتدال 2/72. والتاريخ الكبير 2/421.(8/452)
يَدَيْهِ كُفِّرَ عَنْهُ مَا عَمِلَتْ يَدَاهُ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كُفِّرَ عَنْهُ مَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاهُ، فَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ كُفِّرَ عَنْهُ مَا سَمِعَتْ أُذُنَاهُ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ كُفِّرَ عَنْهُ مَا مَشَتْ إِلَيْهِ قَدَمَاهُ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلاةِ [1] . فقال رجل لأبي أمامة: أنافلة؟ قالا: لا، النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عيسى البلديّ حدّثنا الحسن بن سعيد بن الفضل الأدميّ- بالموصل- حدّثنا عبيد العجل حدّثنا بشر بن الوليد حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ الْحَبَطِيُّ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُولُنَّ قَوْسَ قُزَحَ، فَإِنَّ قُزَحَ الشَّيْطَانُ، وَلَكِنْ قُولُوا قَوْسَ اللَّهِ، وَهُوَ أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ [2] »
. أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ حدّثني أبي حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد قَالَ قرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ سمعت يَحْيَى- وَهُوَ ابْن معين- يقول زَكَرِيَّا بْن حكيم حبطي كوفي، وَليس بثقة.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ سمعت أَبِي يقول: زَكَرِيَّا بْن حكيم هالك، ثُمَّ قَالَ: ما كتبت عنه شيئا.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنِي أَبِي. قَالَ: زَكَرِيَّا بْن حكيم كوفي ليس بثقة.
4567- زَكَرِيَّا بْن منظور بْن عقبة بْن ثعلبة بْن أَبِي مَالِك، أَبُو يَحْيَى القرظي المديني [3] :
حدث عَنْ أَبِي حازم سلمة بْن دينار، وَعن هِشَام بْن عروة، وَعطاف بن خالد،
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس
[2] انظر الحديث في: الموضوعات 1/144. وتنزيه الشريعة 1/191. والفوائد المجموعة 462. واللآلئ المصنوعة 1/45. وحلية الأولياء 2/309.
[3] 4567- انظر: تهذيب الكمال 1996 (9/369) . وطبقات ابن سعد 5/437. وتاريخ ابن معين 2/174. والتاريخ الكبير 3/ت 1408. والصغير 2/254. والكنى للدولابي 2/165.
وضعفاء العقيلي، الورقة 73. والجرح والتعديل 3/ت 2701. والمجروحين 1/314.
والكامل 1/الورقة 369. وثقات ابن شاهين، الترجمة 410. وسؤالات البرقاني للدارقطني، الورقة 4. وتاريخ دمشق (5/385) . وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 57. والكاشف 1/323. وتذهيب التهذيب 1/الورقة 238. وتاريخ الإسلام (الورقة 75 أيا صوفيا 3006) وميزان الاعتدال 2/ت 2886، 2893. والمغني 1/ت 2199. وديوان الضعفاء، الترجمة 1472. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 39. ونهاية السول، الورقة 101. وتهذيب ابن حجر 3/332. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2149، 2160.(8/453)
وَثابت بْن يَزِيد الحجازي. روى عنه مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زبالة، وَعتيق بْن يعقوب الزبيري وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر المدنيون، وَعبد اللَّه بن الزّبير الحميدي المالكيّ، وَأبو إِبْرَاهِيم الترجماني، وَإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وَعباد بْن مُوسَى الْخُتُلِّيّ، وَغيرهم. وَذكر يَحْيَى ابن معين أنه كَانَ يسكن بَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب قفرجل الوزّان حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سلمة الثقفي سنة خمس وثلاثمائة حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ عَنْ عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ وَإِنَّ الْبَلاءَ يَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [1] »
. قرأت على الْبَرْقَانِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مسعدة الفزازي حدّثنا جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ سألت يحيى بن معين عن زَكَرِيَّا بْن منظور فَقَالَ: شيخ ضعيف كَانَ هاهنا بِبَغْدَادَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قال سمعت أحمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول، قلت ليحيى بن معين: فزكريا بْن منظور كيف حديثه؟ قَالَ: ليس به بأس.
قلت: قد اختلف قول يَحْيَى فيه، وَقَالَ أَحْمَد بْن صالح فِي زَكَرِيَّا مثل ما حكى الدارمي عَنْ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بن عمر الواعظ. أخبرنا أبي قال: وفي كتاب جدي حَدَّثَنَا ابْن رشدين قَالَ سألت أَحْمَد بْن صالح عَنْ زَكَرِيَّا بْن منظور- شيخ روى عنه الحراني وَالترجماني- فَقَالَ: ليس به بأس. قلت لأحمد: هو من ولد ثعلبة ابن أَبِي مَالِك القرظي؟ فلم يحفظ ذاك. قَالَ أَبُو جَعْفَر بْن رشدين هو زَكَرِيَّا بْن منظور ابن عقبة بْن ثعلبة بْن أَبِي مَالِك.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 1/492. وكشف الخفا 1/486، 2/522. والعلل المتناهية 2/359.(8/454)
يقول: كَانَ زَكَرِيَّا بْن منظور قد وَلي القضاء فقضى على حَمَّاد البربري، فلذلك حمله هارون إلى الرقة بسبب ذلك وَليس بثقة.
وقال في موضع آخر سئل عَنْ زَكَرِيَّا بْن منظور فَقَالَ: ليس به بأس. فقلت له قد سألتك مرة فلم أرك تجيد الرأي فيه أَوْ نحو هذا الكلام؟ فَقَالَ: ليس به بأس. وَإنما كَانَ فيه شيء زعموا أنه كَانَ طفيليا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي. قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم يقول سمعت الْعَبَّاس الدوري يقول سمعت يَحْيَى يقول: زَكَرِيَّا بْن منظور ليس بشيء، فراجعته فيه مرارا فزعم أنه ليس بشيء قَالَ وَكَانَ طفيليا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سئل أَبُو دَاوُد عَنْ زَكَرِيَّا بْن منظور فَقَالَ سمعت يَحْيَى يضعفه.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ:
زَكَرِيَّا بْن منظور القرظي ليس بثقة.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي حَدَّثَنَا أَبُو عوانة- يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي. قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل:
زَكَرِيَّا بْن منظور شيخ، وَلينه.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكيّ أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ سمعت أَبِي يقول: زَكَرِيَّا بْن منظور ضعيف.
أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال زكريّا بن منظور ضعيف.
أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ قلت لأبي زرعة: زَكَرِيَّا بْن منظور قَالَ: وَاهي الحديث منكر الحديث.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: زَكَرِيَّا بْن منظور ضعيف.(8/455)
أخبرني البرقانيّ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا الساجي قَالَ: زَكَرِيَّا بْن منظور بْن أَبِي ثعلبة الأنصاري فيه ضعف.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول: زكريّا ابن منظور أَبُو يَحْيَى القرظي مدني متروك.
4568- زَكَرِيَّا بْن عدي بْن الصلت بْن بسطام، أَبُو يَحْيَى مولى بني تيم اللَّه، وهو أخو يوسف بْن عدي [1] :
وَكَانَ أبوهما نصرانيا، وَقيل يهوديا فأسلم. وسمع زَكَرِيَّا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرو، وَأبا المليح الْحَسَن بْن عَمْرو الرقيين، وَجعفر بْن سُلَيْمَان، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَأبا معاوية الضرير. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، وَأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَأَبُو خيثمة زهير بْن حرب، وَأحمد بْن إِبْرَاهِيمَ الدورقي، وَمحمد بْن عَبْد الرحيم صاعقة، وَعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وَكَانَ زَكَرِيَّا يسكن الكوفة، ثُمَّ قدم بغداد وَحَدَّثَ بها إِلَى حين وَفاته.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ- وَكَانَ مِنْ خِيَارِ خلق الله- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَتَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَهَا، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْفَجْرِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشمس فقد أدركها [2] » .
__________
[1] 4568- انظر: تهذيب الكمال 1994 (9/364) . وطبقات ابن سعد 6/407. وسؤالات ابن الجنيد ليحيى، الورقة 15. وتاريخ خليفة 474. وطبقاته 173. والتاريخ الكبير 3/ت 1407.
والكنى لمسلم، الورقة 122. وثقات العجلى، الورقة 16. والمعرفة والتاريخ 1/726 ن 2/2761. وتاريخ واسط 121. والكنى للدولابي 2/165. والجرح والتعديل 3/ت 2712. وثقات ابن حبان 1/الورقة 138. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 54. والسابق واللاحق للخطيب 273. ورجال البخاري للباجى، الورقة 60. والجمع 1/151. والمعلم، لابن خلفون، الورقة 82. وتاريخ الإسلام، الورقة 9 (أيا صوفيا 3007) . وتذكرة الحفاظ 1/395. والعبر 1/362. وتذهيب التهذيب 1/الورقة 238.
والكاشف 1/323. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 39. ونهاية السول، الورقة 101. وتهذيب ابن حجر 3/331. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2147. وشذرات الذهب 2/28.
[2] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(8/456)
أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قَالَ قَالَ أَبُو دَاوُد النحوي ليحيى بْن معين- وَأنا أسمع-: سمعت أبا نعيم- وَذكر له حَدِيث- فَقَالَ من روى هذا؟
فَقَالُوا: زَكَرِيَّا بْن عدي، فَقَالَ أَبُو نعيم ماله والحديث! ذاك بالتوراة أعلم. فقال يحيى ابن معين: كَانَ زَكَرِيَّا بْن عدي لا بأس به، وَكَانَ يهوديا فأسلم.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ حدّثنا بكر بن سهل حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور قَالَ سمعتُ يَحْيَى بْن معين يقول: زَكَرِيَّا بْن عدي ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق حدّثنا الوليد بن بكر حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا الهاشميّ حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: يوسف بْن عدي أَبُو يعقوب كوفي ثقة، وَأخوه زَكَرِيَّا بْن عدي يكنى أبا يَحْيَى كوفي ثقة، وَكَانَ أرفع من يوسف فِي الحديث، وَكَانَ متقشفا حسن الهيئة له نفس.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: زَكَرِيَّا بْن عدي كوفي ثقة جليل، وَرع.
وَقَالَ ابْن خراش: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى صاعقة قَالَ: قدم زَكَرِيَّا بْن عدي هاهنا، فكلموا له إنسانا، وَكَانَ شغله فِي ضيعة وَأجرى عَلَيْهِ ثلاثين درهما، وَكره أن يزيده فلا يذهب ن فلما كَانَ بعد شهر قدم فقلنا ما حالك؟ فَقَالَ ليس أراني أعمل بقدر ما آخذ، فاشتكت عينه فأتاه إنسان بكحل، فَقَالَ أنت ممن يسمع الحديث؟ قَالَ نعم! فأبى أن يأخذه.
أخبرني الزّهريّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب أخبرنا الحسين بن فهم أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ: زَكَرِيَّا بْن عدي، وَيكنى أبا يَحْيَى مولى لبني تيم اللَّه، وَتوفي بِبَغْدَادَ فِي جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وَمائتين فِي خلافة المأمون، وَكَانَ رجلا صالحا، ثقة صدوقا، كثير الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ سمعت إسماعيل بن أَبِي الحارث وَأبا بَكْر بْن خلف(8/457)
يقولان: مات زَكَرِيَّا بْن عدي أَبُو يَحْيَى بِبَغْدَادَ يوم الخميس ليومين مضيا من شهر جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وَمائتين.
4569-[1] زَكَرِيَّا بن يحيى بن عمر بن حصين [2] بن حميد بن منهب بن حارثة ابن خريم بْن أوس بْن حارثة بْن لام، أَبُو السكين الطائي الكوفي:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عم أبيه زحر بْن حصن [3] ، وَعبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي، وَأبي بَكْر بْن عَيَّاشٍ، وَعبد اللَّه بْن نمير، وَأبي أسامة. روى عنه الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح الزعفراني، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا، وعَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد بْن ناجية، وَيحيى بْن صاعد، وَأبو عُبَيْد بْن حربويه، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ الْقُرَشِيّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس الخزّاز أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو السُّكَيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عمر بن حصين- ببغداد سنة خمسين ومائتين- حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، وَكَفَّنَهُ، وَحَنَّطَهُ، وَحَمَلَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَمْ يُفْشِ عَلَيْهِ مَا رَأَى مِنْهُ، خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ [4] »
. حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بن أحمد بن الكتاني- بدمشق لفظا- أخبرنا مكي بن محمّد ابن الغمر المؤدّب أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر. قَالَ: سنة إحدى وَخمسين وَمائتين.
قَالَ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان: فيها توفي أَبُو السكين الطائي.
__________
[1] 4569- انظر: تهذيب الكمال 2002 (9/383) والمنتظم 12/52. والجرح والتعديل 3/ت 2687. وثقات ابن حبان 1/الورقة 139. ووفيات ابن زبر، الورقة 79. وسؤالات البرقاني للدارقطني، الورقة 4. ورجال البخاري للباجى، الورقة 60. والجمع 1/152. والمعلم، لابن خلفون، الورقة 83. وتاريخ الإسلام، الورقة 238 (أحمد الثالث 2917/7) .
وتذهيب التهذيب 1/الورقة 239. والكاشف 1/325. وميزان الاعتدال 2/ت 2895.
والمغني 1/ت 2206. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 40. ونهاية السول، الورقة 102.
وتهذيب ابن حجر 3/337. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2159.
[2] في المطبوعة: بن حصين تصحيف.
[3] في المطبوعة: زحر بن حصين تصحيف.
[4] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 1463. والترغيب والترهيب 4/339.(8/458)
4570- زَكَرِيَّا بْن حفص، أَبُو يَحْيَى البغدادي:
نزيل دمشق، روى عَنْ أَبِي مسهر وَيحيى بْن معين. وَذكره ابْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ وَقَالَ: سَمِعَ منه أَبِي بدمشق.
4571- زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن أَيُّوب، أَبُو علي الضرير المدائني:
حدث عَنْ زِيَاد البكائي وَشبابة بْن سوار، وَسليمان بن سفيان الجهني، وسليمان ابن أَيُّوب- صاحب البصري- روى عنه مُحَمَّد بْن عليّ المعروف بمعدان، ومحمّد ابن غالب التمتام، وَعبد اللَّه بْن إسحاق المدائني، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي.
أخبرنا أبو عمر بن مهديّ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ حدّثنا زكريّا بن يحيى المكفوف حدّثنا شبابة بن سوار حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ عَنْ مَطَرٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حَمَّارٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ- وَكَانَ حَلِيفًا لأَبِي سُفْيَانَ- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يا أيها النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي فِي يَوْمِي هَذَا، إِنَّ كُلَّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدِي فَهُوَ لَهُ حَلالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ فَأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَأَنَّ اللَّهَ نظر إلى الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ كُلَّهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَالَ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ. وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، قَالَ قُلْتُ رَبِّ إِذًا يَثْلغوا رَأْسِي حَتَّى يَذَرُوهُ كَأَنَّهُ خُبْزَةٌ. قَالَ فَقَالَ اسْتَغْزُهُمْ فَسَنُغْزِيكَ، وَاسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا أَخْرَجُوكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا أَبْعَثْ خَمْسَةَ أَمْثَالِهِ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَاصَاكَ»
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْتَصِدٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ عَفِيفٌ فَقِيرٌ مُتَصَدِّقٌ. وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ:
الضَّعِيفُ الَّذِي لا زَبْرَ لَهُ، وَالَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْغُونَ فِيكُمْ أَهْلا وَلا مَالا» قَالَ قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يلتطئ وَلِيدَةِ الْقَوْمِ لا يُرِيدُ إِلا فَرْجَهَا فَيَكُونُ عَبْدًا لَهُمْ مَا بَقِيَ هُوَ وَوَلَدُهُ، «وَرَجُلٌ خَائِنٌ لا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ مِنَ الدُّنْيَا وَإِنْ دَقَّ إِلا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لا يُصْبِحُ وَلا يُمْسِي إِلا وَهُوَ يَخْدَعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ [1] »
قَالَ: وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَذِبُ والبخل.
__________
[1] 4571- انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/216. وتلبيس إبليس 24.(8/459)
قُلْتُ: مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ مَطَرٌ:
مَنْ هُمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟.
4572- زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا، أَبُو الفضل الباهلي:
حدث عَنْ أَبِي دَاوُد الطيالسي وَمؤمل بْن إِسْمَاعِيل. وَيحيى بْن سَعِيد الْقَطَّان، وحجاج بْن منهال الأنماطي. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن بحير الْقَاضِي، والقاضي المحامليّ، وكان ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهديّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا زكريّا بن يحيى بن زكريّا حدّثنا الحجّاج بن المنهال حدّثنا حمّاد بن سلمة حدّثنا حمّاد بن سُلَيْمَانَ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنْ شَبَثَ بْنَ رِبْعِيِّ بَصَقَ فِي قِبْلَتِهِ، فَقَعَدَ حُذَيْفَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ مَا يُقْعِدُكَ يَا حُذَيْفَةُ؟ قَالَ رَأَيْتُكَ بَصَقْتَ فِي قِبْلَتِكَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَامَ الرَّجُلُ فِي الصَّلاةِ يُقْبِلُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَلا يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ فِي وَجْهِهِ، وَلا يَبْزُقَنَّ عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ كَاتِبَ الْحَسَنَاتِ عَنْ يمينه، ولكن يبزق عَنْ يَسَارِهِ [1] »
. 4573- زَكَرِيَّا بْن الحارث بْن ميمون، أَبُو يَحْيَى البصري، المعروف بشريك البسري:
سكن بَغْدَاد وَحدث بِها عَنْ معاذ بْن هِشَام، وعمر بن حبيب القاضي، ووهب ابن جرير، وَروح بْن عبادة. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق الطوسي، ويحيى ابن صاعد، وَمحمد بْن مخلد، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مخلد العطّار حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ- كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ ابْنِ مَهْدِيٍّ- قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحٌ عَنْ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَقَالَ: «ألا أَدُلَّكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؛ تَجْعَلِيهِ مِنْ وَرِقٍ وتخلتيه فيصير كأنه ذهب [2] »
. أخبرني الطّناجيريّ حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار.
__________
[1] 4572- انظر الحديث في: كنز العمال 19954.
[2] 4573- انظر الحديث في: فتح الباري 5/229. والكنى للدولابي 1/137. والسنة، لابن أبى عاصم 2/511.(8/460)
قَالَ: وَمات زَكَرِيَّا بْن الحارث بْن ميمون سنة ستين. زاد غيره- عَنِ ابْن مخلد- فِي صفر.
4574- زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن خلاد، أَبُو يعلى الساجي البصري:
نزل بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن دَاوُد الخريبي، وَزياد بْن سهل الحارثي، وَعبد الملك بْن قريب الأصمعي، وَالحكم بْن مَرْوَان الضرير. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن إسحاق المدائني، ومحمد بن خلف المرزباني، وَعبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَمحمد بْن مخلد، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بن مهديّ أخبرنا محمّد بن مخلد حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ حدّثنا الحكم بن مروان حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ هَذَا الدِّينِ، كَمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ [1] »
. 4575- زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن عاصم، أَبُو يَحْيَى الكوفي الخضيب:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَن إسحاق بْن مُحَمَّد الفروي، وَالحسن بْن الربيع البوراني، وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، وَعبد اللَّه بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أبان الْقُرَشِيّ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وَمحمد بْن جَعْفَر المطيري، وَإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَكَانَ ثقة لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازي أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عَاصِمٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ. قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الَّذِي هُوَ خير»
. أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أبا يَحْيَى زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن عاصم الكوفي مات فِي سنة ثمان وَستين وَمائتين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عليّ بن التوزي قَالَ قرأَنَا عَلَى أَحْمَد بْن الْفَرَج بن الحجاج عن
__________
[1] 4574- انظر الحديث في: الأحاديث الصحيحة 2/475. وكنز العمال 32655.(8/461)
أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: توفي أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الخضيب بِبَغْدَادَ سنة ثمان وَستين وَمائتين.
4576- زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن أسد، أَبُو يَحْيَى الْمَرْوَزِيّ، يعرف بزكرويه [1] :
سكن بِبَغْدَادَ باب خراسان، وَحدث عَنْ سفيان بْن عيينة، وَأبي معاوية الضرير، وَمعروف الكرخي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن البراء، وَالقاضي المحامليّ، ومحمّد ابن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وأحمد بن جَعْفَر بْن منادي، وَإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار وَأبو الْعَبَّاس الأصم النيسابوري.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لا بأسَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن رزق أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النّحويّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» فَلَمْ يَذْكُرْ كَثِيرًا إِلا أَنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: «فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ [2] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: وتوفي أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن أَسَدٍ الْمَرْوَزِيّ المعروف بزكرويه صاحب الجزء الواحد الَّذِي رواه لنا عَنْ سفيان بْن عيينة، وَهُوَ حمو عَلِيّ بْن دَاوُد القنطري، وَذلك يوم الخميس لست خلون من ربيع الآخر سنة سبعين.
4577- زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن عَبْد الملك بْن مَرْوَان بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو يَحْيَى الناقد:
سمع خَالِد بْن خداش، وَفضيل بْن عَبْد الوهاب، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَمحمد بْن جَعْفَر الفيدي، وَعبد اللَّه بْن أَبِي زِيَاد الكوفي. روى عنه أَبُو بَكْر الْخَلال الحنبلي، وَعبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري، وَمحمد بْن مخلد، وعبد الصمد بْن علي الطستي وأبو سهل بْن زِيَاد الْقَطَّان، وَأبو بَكْر الشَّافِعِيّ. وَكَانَ أحد العباد المجتهدين، وَمن أثبات المحدثين.
وذكره الدارقطني فَقَالَ: ثقة فاضل.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهديّ أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار حدّثنا أبو يحيى زكريّا بن
__________
[1] 4576- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/238.
[2] انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/386.(8/462)
يحيى الناقد حدّثنا خالد بن خداش حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: وَحَدَّثَنِي بِهِ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حدثت عَنْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنَا أبو بكر الخلّال أخبرني أحمد ابن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن صدقة قَالَ سمعت أبا بَكْر المروذي يقول سمعت أبا عَبْد اللَّهِ- وَجاءه أَبُو يَحْيَى الناقد برسالة عَبْد الوهاب- فلما قام أَبُو يَحْيَى قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: هذا رجل صالح.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدربندي، وَعبد الواحد بْن عَلِيّ الواعظ البصري- قَالَ عَبْد الواحد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ، وَقَالَ الْحَسَن حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ- بْن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم التوزي- بالبصرة- قَالَ سمعت أبا إسحاق الهجيمي يقول سمعت مُحَمَّد بن جعفر ابن سام يقول: لو قيل لأبي يَحْيَى الناقد غدا تموت، ما ازداد فِي عمله.
أَخْبَرَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني- بها- حَدَّثَنَا معمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد الأَصْبَهَانِيّ قَالَ قَالَ أَبُو زرعة الطبري قَالَ أَبُو يَحْيَى الناقد:
اشتريت من اللَّه حوراء بأربعة آلاف ختمة، فلما كَانَ آخر ختمة سمعت الخطاب من الحوراء وَهي تقول: وَفيت بعهدك فها أنا الَّتِي قد اشتريتني. فيقال إنه مات عَنْ قريب.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ البزاز الكرجي حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الناقد- وَكَانَ من خيار عباد اللَّه، وَمن أكثرهم لله ذكرا-.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْخَلال قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى أَبُو يَحْيَى الناقد ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق وَمحمد بْن عُمَر النرسي. قالا: قَالَ لنا أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ: توفى أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الناقد ليلة الجمعة وَدفن يوم الجمعة لثمان بقينَ من شهر ربيع الآخر سنة خمس وَثمانين وَمائتين.
4578- زَكَرِيَّا بْن دَاوُد بْن بَكْر، أَبُو يَحْيَى الخفاف النيسابوري:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ يَزِيد بْن صالح الفراء، وَأبي مَرْوَان العثماني، ونوح بن(8/463)
حبيب القومسي، وَحامد بْن عُمَر البكراوي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وَأبو سهل بْن زِيَاد، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ- أَبُو يَحْيَى الخفاف- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ- أَبُو خَالِدٍ الْيَشْكُرِيُّ- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُطَوَّسِ- قَالَ حبيب: فلقيته في دار عمرو ابن حُرَيْثٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ- فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ مَرَضٍ، وَلا رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ مُتَعَمِّدًا، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ [1] »
. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّي أخبرني محمّد ابن صالح بْن هانئ. قَالَ: توفي أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْن دَاوُد الخفاف المزكي يوم الإثنين وَدفن يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة ست وَثمانين وَمائتين.
قلت: وَبنيسابور كانت وَفاته.
4579- زَكَرِيَّا بْن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان، الزيات:
حدث عَنْ إِبْرَاهِيم بْن زِيَاد سبلان، روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
4580- زَكَرِيَّا بْن حمدويه الصفار:
حدث عَنْ عفان بْن مسلم. روى عنه أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدّثنا زكريّا بن حمدويه الصّفّار البغداديّ حدّثنا عفان بن مسلم حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيَّتِهِنَّ الْبَرَكَةَ [2] »
. قَالَ زَكَرِيَّا بْنُ حَمْدُوَيْهِ: أَنْكَرَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَلَى عَفَّانَ، فَقَامَ عَفَّانُ فَدَخَلَ بَيْتَهُ فَأَخْرَجَهُ مِنْ كِتَابِهِ كَمَا أَمْلاهُ عَلْيَنَا.
قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَن قَتَادَةَ إِلا هَمَّامٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عَفَّانُ.
__________
[1] 4578- انظر الحديث في: سنن الدارمي 2/11. ومصنف عبد الرزاق 7475. والترغيب والترهيب 2/108.
[2] 4580- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأشربة 137. ومسند أحمد 2/341، 415.(8/464)
4581- زَكَرِيَّا بْن حبيش، أَبُو الْقَاسِم البندار:
حدث عَنْ عَبَّاس الدوري. وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي. روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران بن الجندي.
4582- زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن حميد بْن حَمَّاد، النهرواني. وَالد الْقَاضِي أَبِي الْفَرَج المعافى بْن زَكَرِيَّا المعروف بابن طرارا:
حدث عَنْ أَحْمَد بْن عَلِيّ البربهاري، وَأحمد بْن يَحْيَى الحلواني، وَمحمد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منصور الحاسب. روى عنه ابنه المعافى.
ذكر من اسمه الزبير
4583- الزبير بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف، أَبُو الْقَاسِم الهاشمي المدائنيّ [1] :
سكن المدائن وَحدث بِها عَنْ مُحَمَّد بْن المنكدر، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ ركانة. روى عنه جرير بن حازم وسعيد بن زكريا المدائني، وعبد الله بن المبارك، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السابوري- بالبصرة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ برد الأنطاكيّ حدّثنا موسى بن داود حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يزيد بن ركانة- كذا كان في الأصل- السَّابُورِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَلْبَتَةَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «مَا أَرَدْتَ» قَالَ: وَاحِدَةً قَالَ: «آللَّهِ؟» قَالَ: آللَّهِ. قَالَ: «هِيَ واحدة [2] » .
__________
[1] 4583- انظر: تهذيب الكمال 1963 (9/304) وطبقات ابن سعد 9/الورقة 237. وتاريخ ابن معين 2/171. وسؤالات ابن الجنيد، الورقة 11. وطبقات خليفة 269. والتاريخ الكبير 3/ت 1381. وسؤالات الأجرى لأبي داود 3/ت 310، 4/ورقة 9. وضعفاء النسائي، ترجمة 215. وضعفاء العقيلي، الورقة 73. والجرح والتعديل 3/ت 2643. والمجروحين 1/313. والثقات لابن حبان 1/ورقة 135. والكامل، لابن عدي 1/ورقة 374. وضعفاء الدارقطني، ت 242. وضعفاء ابن الجوزي، ورقة 56. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 232.
والكاشف 1/319. وميزان الاعتدال 2/ت 2836. والمغني 1/ت 2169. وديوان الضعفاء، ترجمة 1452. والمقتنى في سرد الكنى، الورقة 4. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 34.
ونهاية السول، الورقة 100. وتهذيب ابن حجر 3/315. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2119.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2051. ومصنف ابن أبى شيبة 5/65.(8/465)
الصَّوَابُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ. قَالَ: طَلَّقَ جَدِّي رُكَانَةُ. فَأَرْسَلَهُ وَلَمْ يَقُلْ فِي الإِسْنَادِ عَنْ أَبِيهِ. هَكَذَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ حِبَّانَ بْنِ مُوسَى، وَخَالَفَهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، فَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ المبارك عن الزّبير عن عبيد اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ عَنْ جَدِّهِ رُكَانَةَ بْنِ عَبْدٍ يَزِيدَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ- قَرِيبُ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ عَنْ رُكَانَةَ بْن عَبْدِ يَزِيدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن عليّ الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَنِ الزبير ابن سَعِيد الهاشمي فَقَالَ: ضعيف كَانَ ينزل المدائن، يحدث عنه جرير بْن حازم، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَإسماعيل بْن عَيَّاشٍ، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي حدثنا محمّد بن مخلد حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: الزبير بْن سَعِيد كَانَ ينزل المدائن، وَكَانَ ضعيفا.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح البصري أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ: الزبير بْن سَعِيد ضعيف الحديث.
أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المَدينِي قَالَ وَسألته- يعني أباه- عَنِ الزبير بْن سَعِيد الهاشمي، وَكَانَ ينزل المدائن فضعفه.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ سألته- يعني أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَنِ الزبير بْن سَعِيد، فلين أمره.
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه. قَالَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد: الزبير بْن سَعِيد الهاشمي، كَانَ يَكُون بالبصرة، روى حديثين- أَوْ ثلاثة- مجهول.(8/466)
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي.
وأخبرني البرقانيّ حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الساجي قالا: الزبير بْن سَعِيد ضعيف.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهاني أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط. قَالَ:
وَالزبير بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، يكنى أبا الْقَاسِم، مات زمن أَبِي جَعْفَر.
أخبرنا الزّهريّ والجوهريّ. قالا: حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد حدّثنا محمّد بن سعيد. قَالَ: الزبير بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بْن هاشم، توفي فِي خلافة أَبِي جَعْفَر وَكَانَ قليل الحديث.
4584- الزبير بْن خبيب بْن ثابت بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام الأسدي [1] :
من أَهْل مدينة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سمع مُحَمَّد بْن عباد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير. روى عنه معن بْن عيسى، وَكَانَ أحد فضلاء قريش وَممن يذكر بالعبادة وَقدم بَغْدَاد مرتين، إحداهما فِي زمن المهدي، وَالأخرى فِي زمن الرشيد.
أخبرني الأزهري أخبرني أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار قَالَ حَدَّثَنِي عمي مصعب بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ: سمعت أَبِي يقول قَالَ لي أمير المؤمنين هارون الرشيد: دلني على رجل من أَهْل الْمَدِينَة من قريش له فضل منقطع. قَالَ قلت له: عمارة بْن حمزة بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب. قَالَ: فأين أنت عَنِ ابْن عمك الزبير بْن خبيب؟ قَالَ: قلت له إنما سألتني عَنِ الناس، وَلو سألتني عَنْ أسطوان من أساطين المسجد قلت لك الزبير بْن خبيب. وَقَالَ:
أَخْبَرَنِي عمي مصعب بْن عَبْد اللَّهِ أن الزبير بْن خبيب أقام فِي مسجد فِي ضيعته بالمريسيع سنين لا يخرج منه إِلا للوضوء.
قَالَ الزبير بْن بكار: وَكَانَ الزبير وَفد على أمير المؤمنين المهدي وَمعه أخوه المغيرة
__________
[1] 4584- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/166.(8/467)
ابن خبيب صاحبا له، وَمتوصلا به، فأمر المهدي للزبير بن خبيب بتسعمائة دينار، فانصرف إِلَى الْمَدِينَة، وَأبى المغيرة أن ينصرف، فأعطاه مائة دينار، وَأقام المغيرة وَتسببت له في صحبة العباس بن محمد فصار إليه، وَكانت له به خاصة، ثُمَّ وَفد الزبير بْن خبيب على أمير المؤمنين هارون الرشيد حين وَلي الخلافة فأعطاه أربعة آلاف دينار، وَحمل الحديث عَنِ الزبير بْن خبيب، وَتوفي بوادي القرى في ضيعة له وَهُوَ ابْن أربع وَسبعين سنة.
4585- الزبير بْن بكار بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُصْعَبِ بْن ثَابِتِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام بْن خويلد، أَبُو عَبْد اللَّهِ الأسدي المديني العلامة [1] :
سمع سفيان بْن عيينة، وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، وأبا ضمرة أنس ابن عياض، وَأبا غزية مُحَمَّد بْن مُوسَى، وَالنضر بْن شميل، وَأبا الْحَسَن المدائني، وَعبد اللَّه بْن نافع الصائغ، وَإسماعيل بْن أَبِي أويس، وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن زبالة، وَعبد الملك بْن عَبْد العزيز الماجشون، فِي أمثالهم. روى عنه عبد الله ابن شبيب الربعي، وَأحمد بْن يَحْيَى ثعلب، وَمحمد بْن أَحْمَدَ بْن البراء. وَأَبُو بَكْر ابن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَأبو الْقَاسِم البغوي، وَيحيى بْن صاعد، وَأحمد بْن سَعِيد الدمشقي، وَأحمد بْن سُلَيْمَان الطوسي، وَهارون بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الزيات، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبان، وَمحمد بْن أَبِي الأزهر، وَإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَيوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول وغيرهم.
__________
[1] 4585- انظر: تهذيب الكمال 1959 (9/293) والمنتظم 12/110. والقضاة لوكيع 1/269.
والجرح والتعديل 3/ت 2660. والأغانى 9/41. والفهرست 123، 124. والسابق واللاحق للخطيب 257- 258. وموضح أوهام الجمع له 2/113- 114. ومصابيح العشاق 255- 256. والمعجم المشتمل ت 345. وإرشاد الأريب 4/218. والكامل في التاريخ 7/217. وتاريخ الإسلام، الورقة 237 (أحمد الثالث 2917/7) . ووفيات الأعيان 2/311- 312. وسير النبلاء 12/311- 315. وتذكرة الحفاظ 2/528. والعبر 2/12.
ودول الإسلام 1/121. وميزان الاعتدال 2/ت 2830. والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 18. والمغني 1/ت 2163. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 232. والكاشف 1/318. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 34. ومرآة الجنان 2/167. والبداية والنهاية 11/24. والديباج المذهب 2/25. والعقد الثمين 4/427. والكشف الحثيث 292. ونهاية السول، الورقة 100.
وتهذيب ابن حجر 3/312. والنجوم الزاهرة 3/25. والتحفة اللطيفة للسخاوى 2/85.
وخلاصة الخزرجي 1/ت 2115. وشذرات الذهب 2/133.(8/468)
وَكَانَ ثقة ثبتا عالما بالنسب، عارفا بأخبار المتقدمين، ومآثر [1] الماضين، وله الكتاب المصنف في نسب قريش وأخبارهم. وَلي القضاء بمكة، وَورد بَغْدَاد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهديّ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- قراءة عليه- حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِهِمَا غَيْرُ شَاكٍّ دَخَلَ الْجَنَّةَ [2] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حمّاد الواعظ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن البهلول التّنوخيّ- إملاء- حدّثنا الزّبير بن بكار حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي رواد حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ يُقَالُ لَهُ بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي كِلِّ ذَوْدٍ خَمْسٍ سَائِمَةٍ صَدَقَةٌ [3] »
. أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فِي كُلِّ ذَوْدٍ خَمْسٌ سَائِمَةٌ صَدَقَةٌ»
فَقَالَ: يَرْوِيهِ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَعْمَرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ. حَدَّثَ بِهِ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ بَهْزٍ، وَوَهِمَ فِي ذِكْرِ الزُّهْرِيِّ، وَالصَّوَابُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ. كَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ.
قُلْتُ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ بَهْزٍ.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي حدّثنا أبو همّام الوليد بن شجاع حدّثنا ابن المبارك حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مِثْلَ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ. حدثت عَنِ المعافى بْن زَكَرِيَّا. قَالَ قَالَ لنا أَبُو علي الكوكبي: لما قدم الزبير- يعني ابن بكار- على بَغْدَاد. قَالَ: اعرضوا على مستمليكم، فعرضوا عَلَيْهِ
__________
[1] في المطبوعة: وسائر تصحيف.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(8/469)
فأتاهم، فلما حضر أَبُو حامد المستملي. قَالَ له: من ذكرت يا ابن حواري رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ فأعجبه أمره فاستملى عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أَبِي المغيرة الأندلسي أخبرنا عليّ بن بقاء الورّاق حدّثنا عبد الغني ابن سعيد أخبرنا أبو الطّاهر قاضي مصر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك أَبُو بَكْر- وَهُوَ التاريخي- قَالَ أنشدني ابْن أَبِي طاهر له فِي الزبير بْن بكار:
ما قَالَ «لا» قط إِلا فِي تشهده ... وَلا جرى لفظه إِلا على نعم
بين الحواري وَالصديق نسبته ... وَقد جرى وَرَسُول اللَّهِ فِي رحم
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد الله الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: وَابن أخي مصعب الزبير بْن بكار يكنى أبا عَبْد اللَّهِ من أَهْل العلم سمعت مصعبا غير مرة يقول لي بالمدينة: إن بلغ أحد منا فسيبلغ- يعني الزبير بْن بكار.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: الزبير بْن بكار ثقة.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن شاذان قال سمعت أبا مُحَمَّد جَعْفَر بْن مُحَمَّد القاري قَالَ سمعت السري بْن يَحْيَى يقول: لقي الزبير بْن بكار إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ الموصلي فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ عملت كتابا سميته كتاب النسب، وَهُوَ كتاب الأخبار. قَالَ: وَأنت يا أبا مُحَمَّد- أيدك اللَّه- عملت كتابا سميته كتاب «الأغاني» ، وَهُوَ كتاب «المعاني» .
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي البصريّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا جحظة قَالَ: كنت بحضرة الأمير مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر، فاستؤذن عَلَيْهِ للزبير بْن بكار حين قدم من الحجاز، فلما دخل عَلَيْهِ أكرمه وَعظمه وَقَالَ له: لئن باعدت بيننا الأنساب، لقد قربت بيننا الآداب، وَإن أمير المؤمنين ذكرك فاختارك لتأديب وَلده، وَأمر لك بعشرة آلاف درهم وَعشرة تخوت من الثياب، وَعشرة أبغل تحمل عليها رحلك إِلَى حضرته بسر من رأى، فشكره على ذلك وَقبله، فلما أراد توادعه قَالَ له: أيها الشيخ تزودنا حديثا نذكرك به؟ فَقَالَ أحدثك بما سمعت أَوْ بما شاهدت؟ قَالَ بل بما شاهدت، فَقَالَ بينا أنا فِي مسيري هذا بين المسجدين، إذ(8/470)
بصرت بحبالة منصوبة فيها ظبي ميت وَبإزائها رجل على نعش ميت، وَرأيت امرأة حرى تنعي. وَهي تقول:
يا خشف لو بطل لكنه أجل ... على الأثاية ما أودى بك البطل
يا خشف قلقل أحشائي وَأزعجها ... وَذاك يا خشف عندي كله جلل
أمست فتاة بني نهد علانية ... وَبعلها فِي أكف القوم يبتذل
قد كنت راغبة فيه أضن به ... فحال من دون ضن الرغبة الأجل
قَالَ فلما خرج من حضرته قَالَ لنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر: أي شيء أفدنا من الشيخ؟ قلنا له الأمير أعلم، فَقَالَ قوله أمست فتاة بني نهد علانية أي ظاهرة، وَهذا حرف لم أسمعه فِي كلام العرب قبل هذا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عليّ الجوهريّ أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الشاهد أَخْبَرَنَا حرمي بْن أَبِي العلاء. قَالَ قَالَ الزبير بْن بكار: ركب عمي مصعب إِلَى إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ رجع من عنده فَقَالَ: لقيني عَلِيّ بْن صالح فأنشدني بيت شعر وَسألني من قائله، وَهل فيه زيادة، فقلت له لا أدري، وَقد قدم ابْن أخي وَقلما فاتني شيء إِلا وَجدت علمه عنده، وَأنشدني البيت وَهُوَ:
غراب وَظبي أعضب القرن ناديا ... بصرم وَصردان العشي تصيح
وسألني لمن هو؟ فقلت لعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة بْن مسعود، فَقَالَ هل فيه زيادة؟ قلت نعم:
لعمري لئن شطت بعثمة دارها ... لقد كنت من وَشك الفراق أليح
أروح بهم ثُمَّ أغدو بمثله ... وَيحسب أني فِي الثياب صحيح
فغدا علينا الغد عَلِيّ بْن صالح فاكتتبها، وَاللفظ للجوهري.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قفرجل حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى قَالَ انقطع صديق للزبير عنه مدة، ثُمَّ لقيه، فأنشده الزبير:
ما عرفنا ذنبا يشتت شملا ... لا، وَلا حادثا يجر التجافي
فتعالوا نرد حلوا التصافي ... وَنميت الجفاء بالألطاف(8/471)
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ عَنْ ثعلب. قَالَ: كَانَ يحضر مجلس الزبير بْن بكار رجل من بني هاشم له رواء وَهيئة، حسن الثوب، طيب الرائحة، وَكَانَ الزبير يكرمه وَيرفع مجلسه، فَقَالَ يوما للزبير:
الفرزدم كَانَ جاهليا أَوْ تميميا؟ فولاه الزبير ظهره وَقَالَ: اللهم اردد على قريش أخطارها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا محمّد بن موسى المارستاني حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار:
قَالَ قالت ابنة لأختي لأهلنا: خالي خير رجل لأهله لا يتخذ ضرة، وَلا يشتري جارية، قَالَ تقول المرأة: وَالله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر!.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح النهرواني أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ قَالَ سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصيرفي الشاهد يقول سألت الزبير بْن بكار- وَقد جرى حَدِيث- منذ كم زوجتك معك؟ قَالَ لا تسألني، ليس يرد القيامة أكثر كباشا منها، ضحيت عنها بسبعين كبشا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر وَعلي بْن أَبِي علي البصري قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن شاذان. قَالَ قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي:
توفي أَبُو عَبْد اللَّهِ الزبير قاضي مكة ليلة الأحد لتسع ليال بقين من ذي العقدة سنة ست وَخمسين وَمائتين وَتوفي وَقد بلغ أربعا وَثمانين سنة، وَدفن بمكة وَحضرت جنازته وَصلى عَلَيْهِ ابنه مصعب. وَكَانَ سبب وَفاته أنه وَقع من فوق سطحه فمكث يومين لا يتكلم وَمات، وَتوفي الزبير بعد فراغنا من قراءة كتاب «النسب» عَلَيْهِ بثلاثة أيام.
4686- الزبير بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عاصم بْن المنذر بْن الزبير بْن العوام بْن خويلد، أَبُو عَبْد اللَّهِ الزبيري البصري [1] :
كَانَ أحد الفقهاء على مذهب الشَّافِعِيّ وَله تصانيف فِي الفقه، منها كتاب الكافي وَغيره، وَقدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ دَاوُد بْن سُلَيْمَان المؤدب، وَمحمد بْن سنان القزاز، وَإِبْرَاهِيم بْن الوليد الجشاش، وَنحوهم روى عنه مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد النقاش، وَعمر بْن بشران السكري، وَعلي بْن هارون السمسار. وَعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، وَكَانَ ثقة وكان ضريرا.
__________
[1] 4686- انظر: نكت الهميان 153. ووفيات الأعيان 1/189. والأعلام 3/42.(8/472)
أخبرنا عليّ بن أحمد بن بن عمر المقرئ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن النَّقَّاشُ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الزبير بْن أَحْمَد الفقيه حدّثنا داود بن سليمان المؤدّب البغداديّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن جرير البجلي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بن أبي حازم فِي قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ
قَالَ: الأذان: وَعَمِلَ صالِحاً*
[فصلت 33] قَالَ: الصلاة بين الأذان وَالإقامة.
قَالَ أَبُو بكر النقاش قَالَ لي أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد: فِي تفسيري عشرون وَمائة ألف حَدِيث، ليس فيه هذا الحديث.
4587- الزبير بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد، أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ [1] :
سمع أبا ميسرة أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ النهاوندي، وَعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وَعبد اللَّه بْن أَبِي سَعْد الوراق، وَطبقتهم. روى عنه عَبْد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وَأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ وَعلي بْن الْحَسَن الجراحي، وَأبو حفص بْن شاهين، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الزّبير بن محمّد البغداديّ حدّثنا العبّاس بن محمّد بن حاتم حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ- أَبُو نُوحٍ- قال حدّثني السّري بن يحيى حدّثني عبد الرّحمن ابن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «أَيُّمَا وَالٍ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي، فَلَمْ يَنْصَحْ لَهُمْ، وَيَجْتَهِدْ لَهُمْ كَنَصِيحَتِهِ وَجَهْدِهِ لِنَفْسِهِ، كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ [2] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ إِلا السَّرِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو نُوحٍ.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جَعْفَر أن الزبير الْحَافِظ مات فِي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
4588- الزبير بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا بْن صالح بْن إِبْرَاهِيمَ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الأسداباذي [3] :
أحد من رحل فِي الحديث، وطوف في البلاد شرقا وغربا، سمع أبا خليفة الفضل ابن الحباب البصري، وَالحسن بْن سفيان النسوي، وَعمران بن موسى السختياني،
__________
[1] 4587- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/275.
[2] انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 7/77.
[3] 4588- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/115.(8/473)
وَمحمد بْن إسحاق بْن خزيمة، وَمحمد بْن إسحاق السراج وَعبد اللَّه بْن شيرويه النيسابوريين، وَعبدان الأهوازي، وَأبا يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية البغدادي، وَعلان المصري، وَغيرهم من أَهْل هذه الطبقة بالشام، وَمصر. وَكَانَ حافظا متقنا مكثرا. سمع منه بِبَغْدَادَ مُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وَكَانَ الزبير إذ ذاك حدثا.
أخبرني الأزهري حدّثنا عليّ بن عمر الدّارقطنيّ حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار حَدَّثَنَا الزبير بْن عَبْد الواحد قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن بشر وَعبد الملك بْن مُحَمَّد بْن أَبِي صالح الحراني. قالا: حَدَّثَنَا هاشم بْن مرثد قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول:
الشافعي صدوق وَليس به بأس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عيسى الهمذاني حَدَّثَنَا صالح بْن أَحْمَد الْحَافِظ. قَالَ: الزبير بْن عَبْد الواحد الأسداباذي عني بهذا الشأن، وَجمع وَعاجله الموت، كتبت عنه وَهُوَ صدوق.
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ. قَالَ:
زبير بْن عَبْد الواحد الأسداباذي كَانَ من الصالحين المستورين الثقات الحفاظ، صنف الشيوخ وَالأبواب، كتبت عنه فِي سنة إحدى- أَوِ اثنتين- وأربعين وثلاثمائة. ثُمَّ دخلت أسداباذ فِي سنة سبع وَستين وثلاثمائة، فحضرني أخوه عُثْمَان بْن عَبْد الواحد فسألته عَنْ وَفاة الزبير فذكر أنه توفي بأسداباذ في ذى الحجة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
4589- الزّبير بن عبد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن يوسف، أَبُو يعلى البغدادي [1] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي الأزهر النحوي، وَمحمد بْن نوح الجنديسابوري.
نسبه لي أَبُو نعيم الْحَافِظ وَقَالَ: قدم علينا. وَحدث عن أحمد بن محمد بن ياسين الهروي الحافظ.
وذكر الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري فقال فيما حدّثني محمّد ابن عَلِيّ المقرئ عنه: الزبير بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن مُوسَى بْن الحارث التوزي البغدادي نزيل نيسابور. سمع أبا الْقَاسِم بْن منيع، وَأبا محمّد بن صاعد، وأقرانهما. وسمع
__________
[1] 4589- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/278.(8/474)
بالبصرة، وَخوزستان، وَأصبهان، وَبلاد أذربيجان، ثم دخل بلاد خراسان وَسمع بها الكثير، ثُمَّ انصرف إِلَى الْبَصْرَة، وَدخل بَغْدَاد، ثُمَّ بلغني أنه توفي سنة سبعين وثلاثمائة بالموصل.
ذكر من اسمه زِيَاد
4590- زِيَاد بْن أَبِي زِيَاد، أَبُو مُحَمَّد الجصاص. بصري- وَقيل: وَاسطي [1] :
حدث عَنْ أَنَس بْن مَالِك، وَالحسن البصري، ومعاوية بن قرة، وأنس بن سيرين، وأبي كنانة، وعلي بن زيد بن جدعان. روى عنه هشيم بن بشير، ومحمد بن يزيد، ويزيد بن هارون الواسطيّون، وعبد الله بن عطاء الخفاف، وذكر يحيى بْن معين أنه نزل بَغْدَاد وَكَانَ لا يفارق جامع الرصافة.
كذلك قرأت فِي أصل كتاب أَبِي سَعْد الماليني الَّذِي سمعه من عَبْد اللَّهِ بْن عدي قَالَ حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد- وَهُوَ أَبُو بشر الدولابي- عَنِ الْعَبَّاس عَنْ يَحْيَى. قال: زياد ابن أَبِي زِيَاد الجصاص ليس بشيء كَانَ يَكُون فِي مسجد الجامع بالرصافة لا يكاد يفارقه.
وحدّثني أحمد بن محمّد المستملي أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ. قَالَ: زِيَاد بْن أَبِي زِيَاد الجصاص وَاسطي ليس بشيء.
أخبرني علي بن محمد المالكي أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّهِ المديني قَالَ: سمعت أَبِي يقول:
زِيَاد بْن أَبِي زِيَاد الجصاص ليس بشيء وضَعَّفَهُ جِدًّا.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن مُحَمَّد بْن الأزهر قَالَ: قَالَ ابْن الغلابي: زِيَاد بْن أَبِي زِيَاد الجصاص مذموم.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي قال: زياد بن زياد الجصاص واسطي ليس بثقة.
__________
[1] 4590- انظر: ضعفاء للنسائي، ترجمة 223. وميزان الاعتدال 2/89. والتاريخ الكبير 3/355.(8/475)
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ سمعت الْحَسَن الدارقطني يقول: زِيَاد بْن أَبِي زِيَاد الجصاص متروك بصري، أقام بواسط.
4591- زِيَاد أَبُو السكن، وَهُوَ: زِيَاد بْن عبد اللَّهِ- وَيقال: ابْن عُبَيْد اللَّهِ- صغدي: [1]
من سبي قتيبة بْن مسلم. كَانَ يتولى باهلة، وسكن بغداد، وكان يذكر أنه رأى عامرا الشعبي، وَعدة من تابعي أَهْل الكوفة. وحدث عَنْ طلحة بْن مصرف، وَعلقمة ابن مرثد. روى عنه داود بن رشيد، وإسحاق بن أَبِي إسرائيل.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بن أبي علي حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ المتوثي حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدّثنا داود بن رشيد حَدَّثَنَا زِيَاد أَبُو السكن قَالَ: أتيت الشعبي يوما عند طلوع الشمس، فوجدت بين يديه مائدة من خلاف عليها خبز وَجبن وَشيء من زيتون، فقلت: ما هذا الغداء يا أبا عمرو؟ قال: آخذ حظي قبل أن أخرج.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرحمن الأبهري حدّثنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن بدر الباهلي حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حَدَّثَنَا أَبُو السكن زِيَاد بْن عُبَيْد اللَّهِ قَالَ رأيت عَبْد الجبار بْن وَائل وَعلقمة بن مرثد وطلحة الأيامي وزبيدا الإيامي يصومون يوم النيروز وَيعتكفون فِي المسجد الأكبر، فكانوا يقولون هذا يوم عيد للمشركين، يريدون به الخلاف على المشركين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل القطّان أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا الْبُخَارِيّ قَالَ: زِيَاد أَبُو السكن صغدي من سبي قتيبة- يعني ابْن مسلم- قَالَ عَلِيّ بْن حجر رأيته بِبَغْدَادَ وَكَانَ يتولى باهلة.
قرأت فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله به- ثُمَّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمّد العتيقي أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّمي أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم قَالَ قَالَ يَحْيَى بْن معين: أَبُو السكن كَانَ بالمخرم وَكَانَ يقول: سمعت الشعبي وَلم يكن بشيء.
__________
[1] 4591- انظر: ضعفاء للنسائي، ترجمة 224. وميزان الاعتدال 2/95. والتاريخ الكبير 3/358.(8/476)
أخبرنا عبيد الله بن عمر حدّثني أبي حدّثنا بْن أَحْمَد قَالَ قرئ على الْعَبَّاس قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: زِيَاد أَبُو السّكن ليس بشيء.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: زِيَاد أَبُو السكن ليس بثقة.
4592- زِيَاد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الطفيل، أَبُو مُحَمَّد البكائي الكوفي [1] :
سمع منصور بْن المعتمر، وَمغيرة بْن مقسم، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَسليمان الأعمش، وَيزيد بْن أَبِي زِيَاد وَالحجاج بْن أرطاة، وَمحمد بْن جحادة وَإدريس بْن يَزِيد الأودي، وَمحمد بْن إسحاق. وَكَانَ عند زِيَاد عنه المغازي، وقدم بَغْدَاد وَحدث بها فروى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَإسماعيل بْن عيسى الْعَطَّار، وَعبد اللَّه بْن سَعِيد الأموي، ومحمّد بْن خداش، وَعلي بْن مسلم، وَزياد بْن أَيُّوب، وَالحسن بْن عَرَفَةَ، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عمر بن مهديّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ حدثنا الحسن بن عرفة حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ عِنْدَ الْبَيْعِ فَإِنَّهُ يُنْفَقُ ثُمَّ يُمْحَقُ [2] »
. واللفظ لحديث الصّفّار.
__________
[1] 4592- انظر: تهذيب الكمال 2053 (9/485) وطبقات ابن سعد 6/396. وسؤالات ابن الجنيد، الورقة 37. وتاريخ خليفة 457. وطبقاته 171. والتاريخ الكبير 3/ت 1218. وسؤالات الأجرى لأبي داود 5/الورقة 37. وسؤالات الترمذي للبخاري، الورقة 76. والضعفاء للنسائي، ترجمة 226. وضعفاء العقيلي، الورقة 72. والجرح والتعديل 3/ت 2425.
والمجروحين 1/306. والكامل لابن عدي 1/ورقة 362. وفيات ابن زبر، ورقة 57.
ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 503. والجمع 1/147. والأنساب 1/270.
وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 59. ووفيات الأعيان 2/338. وتاريخ الإسلام، الورقة 76 (أيا صوفيا 3006) وسير النبلاء 9/5. والعبر 1/287. والكاشف 1/332. وميزان الاعتدال 2/ت 2949. وتذهيب الذهبي 1/ورقة 245. والمغني 1/ت 2235. وديوان الضعفاء، ترجمة 1502. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 47. ونهاية السول، الورقة 104.
وتهذيب ابن حجر 3/375. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2208.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساواة 132. وسنن النسائي 7/246. ومسند أحمد 5/297 ن 298، 301.(8/477)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: زِيَاد البكائي من بني عامر بْن صعصعة وَكَانَ جده قد شهد الحكمين.
أخبرني الأزهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب أنبأنا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: زِيَاد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الطفيل البكائي من بني عامر بْن صعصعة وَيكنى أبا مُحَمَّد. سمع من منصور بْن المعتمر وَمغيرة وَالأعمش وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَسمع الفرائض من مُحَمَّد بْن سالم وَسمع المغازي من مُحَمَّد بْن إسحاق، وَقدم بَغْدَاد فحدثهم بها وَبالفرائض وَبغير ذلك، ثُمَّ رجع إِلَى الكوفة فمات بها سنة ثلاث وَثمانين وَمائة فِي خلافة هارون، وَكَانَ عندهم ضعيفا، وَقد حدثوا عنه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير الْمُقْرِئ أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز حدّثنا هشيم بن خلف الدوري حدّثنا محمّد بن غيلان حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم قَالَ سمعت ابْن إدريس يقول: ما أحد أثبت فِي ابْن إسحاق من زِيَاد البكائي، لأنه أملى عَلَيْهِ مرتين. قَالَ حَدَّثَنَا ابْن إسحاق هذه المغازي. قدم ابْن إسحاق فنزل الحيرة فطلبوا كاتبا يكتب لرجل من قريش فجاء زِيَاد فأملى عليه مرتين.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه الهروي حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث قَالَ قلت لأحمد بْن حَنْبَل: زِيَاد- يعني صاحب المغازي- البكائي؟ قال: ما رأيت كَانَ به بأس، كَانَ ابْن إدريس حسن الرأى فيه.
وسمعت أحمد مرة أخرى يسأل عَنْ زِيَاد البكائي فَقَالَ: كَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز أخبرنا عمر بن محمّد بن يوسف حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي دَاوُد السجستاني قَالَ سمعت أَبِي قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُول: زِيَاد البكائي فِي ابْن إسحاق ثقة كأنه يضعفه فِي غير ابْن إسحاق.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة قَالَ: ذكرت ليحيى بْن معين رواية منجاب عَنْ إِبْرَاهِيم بْن يوسف عَنْ زِيَاد المغازي. قَالَ: كَانَ زِيَاد ضعيفا.(8/478)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي قَالَ سمعت عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي يقول وسألته- يعني يحيى ابن معين- عَنِ البكائي- أعني زيادا- فَقَالَ: لا بأس به فِي المغازي، وَأما فِي غيره فلا. وَسألت يَحْيَى قلت: عمن أكتب المغازي، ممن يروي أعن يونس بن بكير أو غيره؟ قال: اكتبه عن أصحاب البكائي.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ وَبلغني عَنِ ابْن معين قَالَ وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: زِيَاد البكائي ليس بشيء، وَقد كتبت عنه المغازي.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكيّ أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قَالَ: سألت أَبِي عَنْ زِيَاد البكائي فضعفه.
أخبرني الأزهري حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار قَالَ: سمعت عبد الله بن علي ابن المديني. قَالَ سمعت أَبِي يقول: زِيَاد البكائي كتبت عنه شيئا كثيرا فتركته.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه أَخْبَرَنَا أَبُو علي صالح بْن مُحَمَّد. قَالَ: ليس كتاب المغازي عند أحد أصح منه عند زِيَاد البكائي، وَزياد فِي نفسه ضعيف، ولكنه هو من أثبت الناس فِي هذا الكتاب، وَذلك أنه باع داره وَخرج يدور مَعَ ابْن إسحاق حَتَّى سمع منه الكتاب. أَخْبَرَنَا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: زِيَاد بْن عَبْد اللَّهِ البكائي ليس بالقوي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي. قَالَ: مات أبو محمّد بن زِيَاد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الطفيل البكائي سنة ثلاث وَثمانين وَمائة.
4593- زِيَاد بْن عَبْد اللَّهِ بْن علاثة بْن علقمة بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن عويمر ابن رَبِيعَة بْن عقيل، أَبُو سهل العقيلي الحراني [1] :
وهو أخو محمّد بن جعفر.
__________
[1] 4593- انظر: تهذيب الكمال 2054 (9/490) . وطبقات ابن سعد 7/324. والجرح والتعديل-(8/479)
كَانَ يخلف أخاه على القضاء بِبَغْدَادَ. كذلك أخبرنا عليّ بن الحسن أخبرنا طلحة ابن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ: وَكَانَ لمحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن علاثة أخ يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهدي.
قلت: وَحدث زِيَاد عَنِ العلاء بْن رافع، وَعن أبيه. روى عنه منصور بْن أَبِي سلمة الخزاعي، وَأبو النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أحمد الرّزّاز حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدقاق حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَرْجِلانِيُّ حدّثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ- وَلَهُ اللَّفْظُ- أخبرنا عمر بن محمّد بن عليّ حدّثنا محمّد بن عليّ الخباز [1] الضّرير حدّثنا هارون بن عبد الله حدّثنا هاشم بن القاسم حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَأَنَسٍ قَالا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو على الجراد: «اللهم اقتل كِبَارَهُ وَأَهْلِكْ صِغَارَهُ، وَأَفْسِدْ بَيْضَهُ، وَاقْطَعْ دَابِرَهُ، وخذ بأفراهه عن معايشنا، وَأَرْزَاقِنَا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءَ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْعُو عَلَى جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ اللَّهِ بِقَطْعِ دَابِرِهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّمَا الْجَرَادُ يَنْثُرُهُ حُوتٌ فِي الْبَحْرِ [2] »
. قَالَ زِيَادٌ: فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الْحُوتَ يَنْثُرُهُ!.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: أَبُو سهل بْن علاثة ثقة، يروي عنه أَبُو النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ سمعت ابْن معين يقول مُحَمَّد بْن علاثة يروي عنه حفص بْن غياث وَغيره، وَأخوه سُلَيْمَان بْن علاثة ثقة، يروي عنه معمر
__________
- 3/ت 2423. والكاشف 1/332. والتذهيب 1/ورقة 245. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 47. ونهاية السول، الورقة 104. وتهذيب ابن حجر 3/377. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2209.
[1] في المطبوعة: الحفار تصحيف.
[2] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/252. واللآلئ المصنوعة 2/126. وتذكرة الموضوعات 155.(8/480)
ابن راشد، وَأخوه أَيْضًا أَبُو سهل بْن علاثة ثقة، يروي عنه أبو النّضر بن هاشم بْن الْقَاسِم.
4594- زِيَاد بْن أَيُّوب بْن زِيَاد، أَبُو هاشم [1] :
طوسي الأصل وَيعرف بدلويه، سمع هشيم بْن بشير، وَأبا بَكْر بْن عياش، وعباد ابن العوام، وَزياد البكائي، وَالقاسم بْن مَالِك المزني، وَعمار بْن مُحَمَّد الثَّوْرِيّ، وَمحمد بْن فضيل الضّبّي، ويحيى بن يمان، وإسماعيل بن علية، وَعلي بْن ثابت الجزري، وَمحمد بْن يَزِيد الواسطي، وَيحيى بْن زَكَرِيَّا بْن أَبِي زائدة، وَيزيد بْن هارون، وَعلي بْن عاصم. روى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وَأبو حاتم الرَّازِيّ، وَإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجنيد، وَإسحاق بْن سنين الختليان، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وَشعيب بن محمّد الذراع، وَيحيى بْن صاعد وَمحمد بْن هارون الحضرمي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن العلاء الجوزجاني وَالْقَاضِي المحامليّ.
أخبرنا أبو عمر بن مهديّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ حدّثنا زياد بن أيّوب حدّثنا هشيم أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ. قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَأَصَبْنَا ظَفَرًا، وَقَتَلْنَا فِي الْمُشْرِكِينَ حَتَّى بَلَغَ بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى أَنْ قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ بَلَغَ بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى أَنْ قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ؟! أَلا لا تَقْتُلُنَّ ذُرِّيَّةً، أَلا لا تَقْتُلُنَّ ذُرِّيَّةً» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ لَيْسَ هُمْ أَوْلادَ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: «أَوَ لَيْسَ خِيَارُكُمْ أَوْلادَ الْمُشْرِكِينَ؟! [2] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَان سَعِيد بْن الْعَبَّاس الهروي. قَالَ: سمعت أبا الْقَاسِم منصور بْن الْعَبَّاس البوسنجي يقول سمعت الْحَسَن بْن سفيان- لفظا- قَالَ سمعت أخي محمّد ابن سفيان يقول سمعت أبا إسحاق الأَصْبَهَانِيّ يقول: ليس على بسيط الأرض أحد أوثق من زياد بن أيّوب.
__________
[1] 4594- انظر: تهذيب الكمال 2025 (9/432) والمنتظم 12/59. وعلل احمد 1/389. والتاريخ الكبير 3/ت 1168. والصغير 2/395. والجرح والتعديل 3/ت 2373. وثقات ابن حبان 1/ورقة 140. والسابق واللاحق للخطيب 206. وشيوخ أبى داود، ورقة 81. ورجال البخاري للباجى، ورقة 59. والجمع 1/148. والمعجم المشتمل، ترجمة 352. والمعلم، لابن خلفون، الورقة 85. وتاريخ الإسلام، الورقة 239 (احمد الثالث 2917/7) . وسير النبلاء 12/120. وتذكرة الحفاظ 2/508. والعبر 2/3. والكاشف 1/328. والتهذيب 1/ورقة 242. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 43. ونهاية السول، ورقة 103. وتهذيب ابن حجر 3/355. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2179. وشذرات الذهب 2/126.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير 1/259. والمصنف، لابن أبى شيبة 12/386.(8/481)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السّرّاج- بنيسابور- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الهروي.
وَأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الدارقطني. قالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الزبيدي الفضل بْن أَحْمَد بْن منصور قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: اكتبوا- عَنْ- وَقَالَ الدارقطني- من زِيَاد بْن أَيُّوب، فإنه شعبة الصغير.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الشيرجي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج. قَالَ سمعت أحمد ابن حَنْبَل يقول: اكتبوا عَنْ زِيَاد بْن أَيُّوب فإنه شعبة الصغير.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري. قَالَ حَدَّثَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّهِ الْقَاضِي- بمصر- قَالَ أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال أخبرني أبي. قَالَ: أَبُو هاشم زِيَاد بْن أَيُّوب الطوسي ليس به بأس.
قرأت عَلَى أَبِي بَكْر الْبَرْقَانِيّ عَن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي قال أخبرنا محمد بن السراج قَالَ سمعت أبا هاشم زِيَاد بْن أَيُّوب الطوسي، أصله طوسي وَنشأ بِبَغْدَادَ- ناقلة- سمعته يقول: مولدي سنة ست وَستين وَمائة طلبت الحديث سنة إحدى وَثمانين وَمائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن محمّد السّمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا عبد الباقي ابن قانع: أن زِيَاد بْن أَيُّوب دلويه مات فِي سنة اثنتين وَخمسين وَمائتين. زاد غيره فِي شهر ربيع الأول.
4595- زِيَاد بْن أَبِي يَزِيد القصري:
حدث عَنْ وَكيع بْن الجراح. روى عنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وَمحمد بْن هارون الحضرمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ وَأَبُو الْغَنَائمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ قَالا: أخبرنا عليّ بن عمر الدّارقطنيّ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ حدّثنا زياد بن أبي يزيد القصري حدّثنا وكيع حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شيء فليرهقه [1] » .
__________
[1] 4595- انظر الحديث في: كنز العمال 19234.(8/482)
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ بِهَذِهِ الأَلْفَاظِ- وَقَالَ الْبَرْقَانِيُّ بِهَذَا اللَّفْظِ- غَيْرُ وَكِيعٍ، تَفَرَّدَ بِهِ زِيَادُ بْن أَبِي يَزِيدَ الْقَصْرِيُّ عَنْهُ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلا عَنْ أَبِي حَامِدٍ.
قَالَ الْبَرْقَانِيّ: سألت الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ زِيَاد هذا فَقَالَ: ما علمت إِلا خيرا. وَكَانَ الباغندي يقول: زِيَاد بْن ماروية.
4596- زِيَاد بْن الخليل، أَبُو سهل التستري [1] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، وَمسدد، وَإِبْرَاهِيم بْن بشار الرمادي، وَهارون بْن سَعِيد الأيلي. روى عنه عَبْد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الشافعي حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عن أبي هريرة سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا تُصُدِّقَ بِهِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بمن يعول [2] »
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جعفر حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّان قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سهل زِيَاد بْن الخليل التستري- بِبَغْدَادَ- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد حَدَّثَنَا محمد ابن العباس قال قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: زياد بْن الخليل التستري كَانَ هاهنا بمدينتنا ثُمَّ صار إلى الْبَصْرَة، وَمات فِي ذي الحجة سنة خمس وَثمانين وَهُوَ بالموسم فيما بلغنا.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن زِيَاد بْن الخليل التستري مات بالبصرة سنة ست وَثمانين وَمائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن عُثْمَان بْن أَحْمَد الدَّقَّاق. قَالَ: مات زِيَاد بن
__________
[1] 4596- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/407.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/139، 7/81. وصحيح مسلم، كتاب الزكاة باب 32.(8/483)
الخليل التستري بعسفان فِي طريق الْمَدِينَة قبل أن يدخل مكة فِي ذي القعدة سنة تسعين وَمائتين [1] .
ذكر من اسمه زهير
4597- زهير بْن حرب بْن شداد، أَبُو خيثمة النسائي [2] :
كَانَ اسم جده أشتال، فعرب وَجعل شداد. سكن أَبُو خيثمة بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ سفيان بْن عيينة، وَهشيم بْن بشير، وَإسماعيل بن علية، وَجرير بْن عَبْد الحميد، وَيحيى بْن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد اللَّه بْن إدريس، وَبشر بْن السري، وَالوليد بْن مسلم، وَأبي معاوية الضرير، وَوكيع. روى عنه ابنه أَحْمَد، وَيعقوب بْن شيبة وَأبو إِبْرَاهِيم أَحْمَد بْن سَعْد الزُّهْرِيّ، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَاريّ، ومسلم بْن الحجاج، وأبو زرعة، وَأبو حاتم الرازيان، وَعباس الدوري، وَإِبْرَاهِيم الحربي، وَجعفر الطيالسي، وَموسى بْن هارون، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَخلق يتسع ذكرهم. وَكَانَ أَبُو خيثمة ثقة ثبتا حافظا متقنا.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معين:
وَزهير ثقة- يعني أبا خيثمة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ قرئ علي أبي علي الصّوّاف- وأنا أسمع- حدّثكم جعفر ابن مُحَمَّد الفريابي قَالَ وسألتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نُمير قلت له: أيما أحب إليك، أبو خيثمة، أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة؟ فَقَالَ: أَبُو خيثمة، وَجعل يطري أبا خيثمة وَيضع من أبي بكر.
__________
[1] آخر الجزء الستين من تجزئة المؤلف
[2] 4597- انظر: تهذيب الكمال 2010 (9/402) . والمنتظم 11/211. وطبقات ابن سعد 7/354. والتاريخ الكبير 3/ت 1427. والصغير 2/362. والكنى لمسلم، الورقة 33.
والكنى للدولابي 1/166. والجرح والتعديل 3/ت 2680. وثقات ابن حبان 1/ورقة 139. ووفيات ابن زبر، ورقة 72. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 53.
وشيوخ أبي داود، ورقة 81. ورجال البخاري للباجي، ورقة 60. والجمع 1/153. والمعجم المشتمل، ترجمة 350. والمعلم، لابن خلفون، ورقة 86. وتاريخ الإسلام، ورقة 35 (أحمد-(8/484)
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن القاسم أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي قَالَ: زهير بْن حرب أثبت من عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد- يعني ابْن أَبِي شيبة- وَكَانَ فِي عَبْد اللَّهِ تهاون في الحديث، لم يكن يفصل هذه الأشياء- يعني بين الألفاظ.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ قلت لأبي دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث: أَبُو خيثمة حجة فِي الرجال؟ قَالَ: ما كَانَ أحسن علمه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم. قَالَ: زهير بْن حرب ثقة ثبت. حدّثني الصوري أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو خيثمة زهير بْن حرب بْن شداد ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النّضر. قال: سنة اثنتين وَثلاثين فيها مات أَبُو خيثمة.
هذا القول وَهم.
وَالصواب مَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن خلف البزاز.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْل الْقَطَّان أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قالا: مات أَبُو خيثمة فِي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأخبرنا الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: وَلد أَبِي زهير بْن حرب سنة ستين وَمائة، وَمات ليلة الخميس لسبع ليال خلون من شعبان سنة أربع وَثلاثين وَمائتين فِي خلافة جَعْفَر المتوكل، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
__________
الثالث 2917/7) . وتذكرة الحفاظ 2/437. والعبر 1/416. والكاشف 1/326.
والتذهيب 1/ورقة 240. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 41. وغاية النهاية 1/295. ونهاية السول، ورقة 102. وتهذيب ابن حجر 3/342. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2164.
وشذرات الذهب 2/80.(8/485)
4598- زهير بْن مُحَمَّد بْن قمير بْن شعبة، أَبُو مُحَمَّد [1] :
مروزي الأصل. سمع الْحُسَيْن بْن محمّد المروزي، وَعبيد اللَّه بْن مُوسَى العبسي، وَالحسن بْن مُوسَى الأشيب وَيعلى بْن عُبَيْد، وَأبا صالح الفراء، وأبا الجواب أحوص ابن جواب، وَعبد اللَّه بْن مسلمة القعنبي، وَعبد الرزاق بْن همام. روى عنه عَبْد اللَّهِ ابن أَحْمَد بْن حَنْبَل وَموسى بْن هارون، وَأبو الْقَاسِم البغوي، وَأحمد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل الآدمي، وجعفر ابن مُحَمَّد الصندلي وَابن عَيَّاشٍ الْقَطَّان، وَكَانَ ثقة صادقا، وَرعا زاهدا، وَانتقل فِي آخر عمره عَنْ بَغْدَاد إِلَى طرسوس فرابط بها إِلَى أن مات.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن يَحْيَى بْن عياش القطّان حدّثنا زهير بن محمّد بن قمير حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عن أبيه عن طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ لَمْ يَقْطَعْ صَلاتَكَ، مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْكَ [2] »
. أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ- وَسُئِلَ- عَنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ لَمْ يَقْطَعْ صَلاتَكَ [3] »
فَقَالَ هُوَ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ مُوسَى، وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ فَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَأَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، وَأبو عَوَانَةَ، وَزَائِدَةُ وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَيَزِيدُ بن عَطَاءٍ مَوْلَى أَبِي عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَاهُ سُفْيَانَ الثوري عن سماك واختلف عنه، فَحَدَّثَ بِهِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ مُتَّصِلا، وَأَمَّا أَصْحَابُ الثَّوْرِيِّ فَرَوَوْهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ مُرْسَلا، وَهُوَ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ وَمَنْ تَابَعَهُ عَلَى وَصْلِهِ.
قُلْتُ: قَدْ تَابَعَ زُهَيْرًا عَلَى وصله عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ الرَّازِيُّ.
كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ- بِأَصْبَهَانَ- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ حدّثنا أحمد
__________
[1] 4598- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/130.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 19228، 19229. ومصنف عبد الرزاق 2276.
[3] انظر الحديث السابق.(8/486)
ابن الفرات حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ مَرَّ بَيْنَ يَدَيْكَ شَيْءٌ لَمْ يَقْطَعْ صَلاتَكَ [1] »
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي كِتَابِ الصَّلاةِ فَقَالَ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ طَلْحَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدقاق أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَسَن قَالَ سمعت أبا الْقَاسِم بْن منيع يقول: ما رأيت بعد أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل أزهد من زهير بْن قمير.
حدّثني الأزهري حدّثنا محمّد بن الحسن الصّيرفيّ حدثنا عبد الله بن محمد البغوي. قال: ما رأيت بعد أَحْمَد بْن حَنْبَل أفضل من زهير سمعته يقول أشتهي لحما من أربعين سنة، وَلا آكله حَتَّى أدخل الروم فآكله من مغانم الروم.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن عليّ التّميميّ حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا عبد الله بن محمّد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن زهير بْن مُحَمَّد قَالَ: كَانَ أَبِي يجمعنا فِي وَقت ختمة القرآن فِي وَقت شهر رمضان، فِي كل يوم وَليلة ثلاث مرات تسعين ختمة فِي شهر رمضان.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق السراج قَالَ: زهير بْن مُحَمَّد بْن قمير بْن شعبة مأمون ثقة.
أخبرنا الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي. قَالَ: وَزهير بْن مُحَمَّد بْن قمير الْمَرْوَزِيّ من أفاضل الناس، وَقد كتب الناس عنه حديثا كثيرا وَدفن حين مات فِي مقابر باب حرب.
وهذا القول فِي مدفنه وَهم، وَالصحيح أنه مات بطرسوس وَدفن بها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي: مات زهير بْن مُحَمَّد بطرسوس فِي سنة سبع وَخمسين فِي آخرها.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَزِيد الزعفراني يقول: ومات زهير بن محمّد بن قمير فِي سنة ثمان وَخمسين وَمائتين. كذا بلغنا عنه، مات في الثغر.
__________
[1] انظر الحديث السابق.(8/487)
4599- زهير بْن صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل، الشيباني [1] :
حدث عَنْ أبيه. روى عنه ابْن أخيه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح، وَأحمد بْن سَلْمَان النجاد.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرّزّاز حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد- إملاء- حدّثنا زهير ابن صالح بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدّثنا عليّ بن المديني قَالَ سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيّ سئل عَنِ الدجين بْن ثابت الَّذِي يروي عنه عَنْ أسلم مولى عُمَر فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ لنا أول من حَدَّثَنِي مولى لعمر. فقلنا له إن مولى لعمر لم يدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتركه، فما زال يلقنونه. فَقَالَ: أسلم مولى عُمَر بْن الخطاب ثُمَّ قَالَ لي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيّ: لا تعتد به. قَالَ: وَكَانَ يتوهم وَلا يدري ما هو وَيقول:
مولى عُمَر بْن عَبْد العزيز.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري. قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت الدارقطني عَنْ زهير بْن صالح بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل. قَالَ: قد حدث وَهُوَ ثقة، ما كَانَ به بأس.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي.
وَأَخْبَرَنَا السمسار أَخْبَرَنَا الصفار حَدَّثَنَا ابْن قانع. قَالا: مات زهير بْن صالح بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي سنة ثلاث وثلاثمائة. قَالَ ابْن كامل: فِي أول شهر ربيع الأول.
4600- زهير بْن مسلم، أَبُو علي الدَّقَّاق:
حدث عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر.
ذكر من اسمه زيدان
4601- زيدان بْن عَبْد الغفار، أَبُو بَكْر البغدادي:
حدث عَنْ حجاج بْن مُحَمَّد الأعور. روى عنه أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان الحضرمي فِي معجم شيوخه.
__________
[1] 4599- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/163. وسؤالات السهمي للدارقطني 292.(8/488)
4602- زيدان بْن مُحَمَّد بْن زيدان، البرتي الكاتب:
حدث عَنْ زِيَاد بْن أَيُّوب الطوسي، وَأحمد بْن منصور الرمادي، وَإِبْرَاهِيم بْن هانئ النَّيْسَابُورِيّ أحاديث مستقيمة. روى عنه الدَّارَقُطْنِيّ، وَابن شاهين، وأبو الحسن ابن الجندي، وأبو القاسم بن الثلاج.
وذكر ابْن الثلاج أَنَّهُ سَمِعَ منه فِي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه زاذان
4603- زاذان، أَبُو عُمَر الكندي مولاهم:
سَمع عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعبد اللَّه بْن مسعود، وَعبد اللَّه بْن عُمَر. روى عنه ذكوان أَبُو صالح، وَعبد اللَّه بْن السائب، وَعمرو بْن مرة، وَغيرهم وَكَانَ ثقة. نزل الكوفة وَذكر أنه وَرد بَغْدَاد، وَوقف على الصراة، وَقد سقنا الخبر بذلك فِي أول الكتاب عند ذكر سُلَيْمَان بْن صرد الخزاعي.
4604- زاذان بْن عَبْد اللَّهِ بْن زاذان، أَبُو عُمَر القزويني:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن مهرويه، وَعلي بْن إِبْرَاهِيمَ بْن سلمة الْقَطَّان القزوينيين. حَدَّثَنِي عنه الأزهري، وَالحسن بْن مُحَمَّد الْخَلال.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِم الأزهري حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر زاذان بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ الْقَزْوِينِيُّ- قَدِمَ علينا حاجّا- حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّان قَالَ سمعتُ أَبَا حاتِم الرَّازِيّ يَقُولُ سمعتُ عَبْد السلام بْن صالح الهروي يقول: سمعت عَلِيّ بْن مُوسَى الرضا يقول: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق.
ذكر الأسماء المفردة فِي هذا الحرف
4605- زحر بْن قيس، الجعفي الكوفي:
أحد أصحاب عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، أنزله علي المدائن في جماعة جعلهم هناك رابطة. روى عنه عامر الشعبي، وَحصين بْن عَبْد الرَّحْمَنِ.(8/489)
أخبرني محمّد بن عبد الوهّاب الصغير حدّثنا أحمد بن إبراهيم حدّثنا أحمد بن محمّد بن المغلس حدّثنا سعيد بن يحيى الأموي حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ- يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ عَمَّهُ- عَنْ زِيَادٍ- وَهُوَ الْبَكَّائِيُّ- قَالَ حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ بن سعيد حدّثني الشعبي أخبرني زحر بن قيس الجعفي. قال: بعثني علي على أربعمائة مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَنْزِلَ الْمَدَائِنَ رابطة، قال: فو الله إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلَى الطَّرِيقِ، إِذْ جَاءَنَا رَجُلٌ قَدْ أَعْرَقَ دَابَّتَهُ، قَالَ فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقَالَ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقُلْنَا مَتَى خَرَجْتَ؟ قَالَ الْيَوْمَ، قُلْنَا فَمَا الْخَبَرُ؟ قَالَ خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الصَّلاةِ، صلاة الفجر، فابتدره ابن بجدة، وَابْنُ مُلْجَمٍ، فَضَرَبَهُ أَحَدُهُمَا ضَرْبَةً، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعِيشُ مِمَّا هُوَ أَشَدُّ مِنْهَا، وَيَمُوتُ مِمَّا هُوَ أَهْوَنُ مِنْهَا، قَالَ ثُمَّ ذَهَبَ. فَقَالَ عبد الله بن وهب السبائي- وَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ- اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ لَوْ أَخْبَرَنَا هَذَا أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى دِمَاغِهِ قَدْ خَرَجَ عَرَفْتُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا يَمُوتُ حتى يسوق العرب بعصاه، قال فو الله مَا مَكَثْنَا إِلا تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى جَاءَنَا كِتَابُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ حَسَنٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى زَحْرِ بْنِ قَيْسٍ، أما بعد فخذ البيعة على من قَبْلَكَ. قَالَ فَقُلْنَا أَيْنَ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَاهُ يَمُوتُ.
4606- زند- بالنون- بْن الجون، أَبُو دلامة الشاعر، مولى بني أسد [1] :
وَقيل إن اسمه زبد بالباء المنقوطة بواحدة، والأول أثبت. قال الأصمعي: كَانَ أَبُو دلامة عبدا وَقد رأيته مولدا حبشيا صالح الفصاحة.
قلت: وَكَانَ أَبُو دلامة فِي صحابة أَبِي الْعَبَّاس السفاح، وَأبي جَعْفَر المنصور وَأبي عَبْد اللَّهِ المهدي، وَيقال: إنه بقي إلى أول خلافة الرشيد، وَقيل لم يبلغها. وَله معهم أخبار كثيرة، وَكَانَ مطبوعا، كثير النوادر فِي الشعر، وَكَانَ صاحب بديهة، يداخل الشعراء وَيزاحمهم فِي جميع فنونهم، وَينفرد فِي وَصف الشراب، وَالرياض وَغير ذلك، بما لا يجرون معه فيه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسين- صاحب العبّاسي- أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا أبو العيناء محمّد بن القاسم أخبرني أحمد ابن إِبْرَاهِيمَ بْن إِسْمَاعِيل. قَالَ: كَانَ اسم أَبِي دلامة الزند بن جون، وكان أعرابيا،
__________
[1] 4606- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/251. ووفيات الأعيان 1/190. ومعاهد التنصيص 2/211.
والشعر والشعراء 300. والأعلام 3/50.(8/490)
وَكَانَ عبدا لرجل من أَهْل الرقة من بني أسد، ثُمَّ من بني نصر بْن قعين، يقال له قصاقص بْن لاحق، فأعتقه فلما صار أَبُو دلامة مَعَ أَبِي جَعْفَر وَاستملحه وَحظي عنده، كلمه فِي مولاه، فأجابه إِلَى أن صيره في أصحابه وَقَالَ: إن عدت ثانية إلى أن تكلمني فِي إنسان، أو تعيد علي شيئا من هذا، لاقتلنك. وَقَالَ أَبُو عطاء السندي مولى بني أسد:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة ... فلست من الكرام وَلا كرامه
إذا لبس العمامة كَانَ قردا ... وَخنزيرا إذا وَضع العمامه
فلم يتعرض له أَبُو دلامة. وقال أَبُو دلامة:
إني أعوذ بداود وَحفرته ... من أن أكلف حجا يا ابْن دَاوُد
نبئت أن طريق الحج معطشة ... من الطلاء وَما شربي بتصريد
وَالله ما فِي من أجر فتطلبه ... يوم الحساب وَما ديني بمحمود
يعني دَاوُد بْن دَاوُد بْن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاس، وَكَانَ دَاوُد بْن دَاوُد يتهم بالزندقة، وَكَانَ أَبُو دلامة بعيدا منها، وَإنما عبث وَتماجن.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عَبْد اللَّهِ بْن زِيَاد الْقَطَّان قَالَ سمعتُ أبا الْعَبَّاس- يعني أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلبا- يقول: لما ماتت حمادة بنت عيسى- امرأة المنصور- وَقف المنصور وَالناس معه على حفرتها ينتظرون مجيء الجنازة، وَأبو دلامة فِيهِم فأقبل عَلَيْهِ المنصور، فَقَالَ: يا أبا دلامة ما أعددت لهذا المصرع؟ قَالَ: حمادة بنت عيسى يا أمير المؤمنين. قَالَ فأضحك القوم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْدٍ حدّثنا عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي قَالَ سمعت الأصمعي يقول: أمر المنصور أبا دلامة بالخروج نحو عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ، فَقَالَ له أَبُو دلامة: نشدتك بالله يا أمير المؤمنين أن تحضرني شيئا من عساكرك، فإني شهدت تسعة عساكر انهزمت كلها، وَأخاف أن يَكُون عسكرك العاشر، فضحك منه وَأعفاه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن السمسار أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طارق قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن بشير. قَالَ: شهد أَبُو دلامة عند أَبِي ليلى لامرأة على حمار، هو وَرجل آخر(8/491)
من أصحاب الْقَاضِي قَالَ فعدل الرجل وَلم يعدل أبا دلامة فَقَالَ الْقَاضِي للمرأة:
زيديني شهودا، فأتت المرأة أبا دلامة فأخبرته، فأتى أبو دلامة ابن أَبِي ليلى فأنشده فَقَالَ:
إن الناس غطوني تغطيت عنهم ... وَإن بحثوا عني ففيهم مباحث
وَإن حفروا بئري حفرت بئارهم ... ليعلم قومي كيف تلك النبائث
فَقَالَ ابْن أَبِي ليلى: يا أبا دلامة قد أجزنا شهادتك، وَبعث ابْن أَبِي ليلى إلى المرأة فَقَالَ لها كم ثمن حمارك؟ قالت: أربعمائة، فأعطاها أربعمائة.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا أبو جعفر النوفلي أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي عَنْ أبيه. قَالَ: دخل أَبُو دلامة الشاعر على أَبِي جَعْفَر، فحدثه وَأنشده، فأجازه وَكساه، وَكَانَ فيما كساه ساج، ثُمَّ خرج من عنده إِلَى بني دَاوُد بْن عَلِيّ، فشرب عندهم حَتَّى اشتد سكره. فبلغ ذلك أبا جَعْفَر، فأرسل إليه فأتي به، وَجاذب أَبُو دلامة الرسول، حَتَّى تخرق ساجه، ثُمَّ أمر به إِلَى السجن، وَأمر السجان أن يسجنه فِي بيت مَعَ دجاج لتصغر إليه نفسه، ففعل ذلك به السجان، فانتبه فِي جوف الليل فنادى جاريته، فأجابه صاحب السجن: طعنة فِي كبدك. فَقَالَ له أَبُو دلامة: وَيلك من أنت؟ وَأين أنا؟ قَالَ سل نفسك، وَأين كنت عشي أمس، فاستحلفه أَبُو دلامة من أنت؟ قَالَ: أنا السجان، أنا فلان صاحب السجن. قَالَ وَمن أدخلني عليك؟ قَالَ بعث بك أمير المؤمنين وَأنت سكران، وَأمرني أن أحبسك مَعَ الدجاج، فَقَالَ له أَبُو دلامة أحب أن تسرج لي، وَتأتيني بدواة وَقرطاس، وَلك عندي صلة، ففعل السجان، فَقَالَ أَبُو دلامة:
أمن صهباء صافية المزاج ... كأن شعاعها لهب السراج
تهش لها القلوب وَتشتهيها ... إذا برزت ترقرق فِي الزجاج
أمير المؤمنين فدتك نفسي ... ففيم حبستني وَخرقت ساجي
أقاد إلى السجون بغير ذنب ... كأني بعض عمال الخراج
فلو معهم حبست لكان ذاكم ... وَلكني حبست مَعَ الدجاج
دجاجات يطيف بهن ديك ... ينادي بالصياح إذا يناجي
وَقد كانت تحَدَّثَنِي ذنوبي ... بأني من عذابك غير ناجي
على أني وَإن لاقيت شرا ... لخيرك بعد ذاك الشر راجي(8/492)
فلما أصبح أحضره أمير المؤمنين، فأنشده هذه الأبيات، فضحك منه وَخلى سبيله.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن عليّ الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا حرمي بن أبي العلاء حدّثنا الزّبير بن بكار حَدَّثَنِي عمي عَنْ جدي. قَالَ: ألزم أمير المؤمنين المنصور أبا دلامة أن يحضر الظهر وَالعصر فِي جماعة، فَقَالَ أَبُو دلامة:
يكلفني الأولى جميعا وَعصرها ... وَمالي وَللأولى وَمالي وَللعصر؟
وَما ضره- وَالله يغفر ذنبه- ... لو أن ذنوب العالمين على ظهري
أخبرني الأزهري أخبرنا محمّد بن جعفر الأديب أخبرنا أحمد بن السّري حدّثني عمي أبو القاسم أَخْبَرَنِي أَبُو عِكْرِمَة عَنْ بعض أصحابه. قَالَ: خرج المهدي وَعلي بْن سُلَيْمَان إِلَى الصيد وَمعهما أَبُو دلامة، فرمى المهدي ظبيا فشكه، وَرمى عَلِيّ بْن سُلَيْمَان- وَهُوَ يريد ظبيا فأصاب كلبا- فشكه، فضحك المهدي وَقَالَ: يا أبا دلامة قل فِي هذا، فَقَالَ:
قد رمى المهدي ظبيا ... شك بالسهم فؤاده
وَعلي بن سليما ... ن رمى كلبا فصاده
فهنيئا لكما ك ... ل امرئ يأكل زاده
فأمر بثلاثين ألف درهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بن روح أخبرنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا أحمد بن العبّاس العسكري حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن خليفة بْن الجهم الدارمي حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن حفص العجلي. قَالَ: وَلد لأبي دلامة ابنة، قَالَ فما سميتها؟ قَالَ: أم دلامة، قَالَ: وَأي شيء تريد؟ قَالَ أريد أن يعينني عليها أمير المؤمنين، ثُمَّ أنشده:
لو كَانَ يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم، لقيل اقعدوا يا آل عَبَّاس
ثُمَّ ارتقوا فِي شعاع الشمس كلكم ... إِلَى السماء، فأنتم أكرم الناس
قَالَ: فهل قلت فيها شيئا؟ قَالَ نعم قلت:
فما وَلدتك مريم أم عيسى ... وَلم يكفلك لقمان الحكيم
وَلكن قد تضمك أم سوء ... إِلَى لباتها وَأب لئيم
قَالَ: فضحك أَبُو جَعْفَر، ثُمَّ أخرج أَبُو دلامة خريطة من خرق، فَقَالَ ما هذه؟ قَالَ يا أمير المؤمنين أجعل فيها ما تحبوني به، قَالَ املئوها له دراهم، فوسعت ألفي درهم.(8/493)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا تمام بن المنتصر حَدَّثَنَا أَبُو العيناء قَالَ حَدَّثَنَا العتابي. قَالَ: دخل أَبُو دلامة على المهدي فطلب كلبا فأعطاه، ثُمَّ قائده فأعطاه، ثُمَّ دابة، ثُمَّ جارية تطبخ الصيد فأعطاه ذلك، فَقَالَ من يعولها؟ أقطعني ضيعة أعيش فيها وَعيالي، قَالَ قد أقطعك أمير المؤمنين مائة جريب من العامر، وَمائة من الغامر، قَالَ وَما الغامر؟ قَالَ: الخراب الَّذِي لا ينبت، فَقَالَ أَبُو دلامة: قد أقطعت أمير المؤمنين خمسمائة جريب من الغامر من أرض بني أسد، قَالَ فهل بقيت لك من حاجة؟ قَالَ نعم تأذن أن أقبل يدك، قَالَ ما إلى ذلك من سبيل، قَالَ وَالله ما رددتني عَنْ حاجة أهون علي فقدا منها.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَج الطّناجيريّ أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا عبد الباقي ابن قانع حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابي حَدَّثَنَا عُمَر بْن شبة. قَالَ حَدَّثَنِي غيث. قَالَ:
دخل أَبُو دلامة على المهدي فَقَالَ يا أمير المؤمنين، ماتت أم دلامة، وَبقيت ليس لي أحد يعاطيني. فَقَالَ: إنا لله، أعطوه ألف درهم، اشتر بها أمة تعاطيك، قَالَ وَدس أم دلامة إلى الخيزران فقالت: يا سيدتي مات أَبُو دلامة وَبقيت ضائعة، فأمرت لها الخيزران بألف درهم. وَدخل المهدي على الخيزران وهو حزين، فقالت يا أمير المؤمنين مات أَبُو دلامة. فَقَالَ إنما ماتت أم دلامة قالت: لا وَالله إِلا أَبُو دلامة، فَقَالَ المهدي:
خدعانا وَالله.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عَبْد اللَّهِ بْن زِيَاد الْقَطَّان قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا- هو الغلابي:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة ... فلست من الكرام وَلا كرامه
إذا لبس العمامة قلت قرد ... وَخنزير إذا طرح العمامه
جمعت دمامة وَجمعت لؤما ... كذاك اللؤم تتبعه الدمامه
4607- زراع بْن عروة الحنفي، شاعر محدث من أَهْل اليمامة:
ذكره أَبُو عُبَيْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني فيما حَدَّثَنِيه عَلِيّ بْن المحسن عنه وَقَالَ: ورد بغداد ومات بها. وهو القائل:
فقد قَالَ زراع، فكن عند قوله ... ترفق بأهل الجهل إن كنت ساقيا
وَجدت أقل الناس عقلا إذا انتشى ... أقلهم عقلا إذا كَانَ صاحيا
يَزِيد حسي الكأس السفيه سفاهة ... ويترك أحلام الرجال كما هيا(8/494)
4608- زافر بن سليمان، أبو سليمان الإياديّ القوهستانيّ [1] :
كَانَ قاضي سجستان وَنزل الري فكان يختلف منها إلى الكوفة فِي التجارة، ثُمَّ انتقل إِلَى بَغْدَاد. وَحدث عَنْ ليث بْن أَبِي سليم، وإسرائيل، وسفيان الثوري، ومالك ابن أَنَس، وَشعبة بْن الحجاج، وَورقاء بْن عُمَر، وَعبد الملك بْن جريج، وَعبد العزيز بْن أَبِي رواد. روى عنه يعلى بْن عُبَيْد، وَعبيد اللَّه بْن مُوسَى، وَالحسين بْن عَلِيّ الجعفي، وَخلف بْن تميم، وَعبد اللَّه بْن الجراح، وَمحمد بْن مقاتل الْمَرْوَزِيّ، وَسمع منه بِبَغْدَادَ أَبُو النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم، وَمحمد بْن بكار بْن الريان، وَيحيى بْن معين، والحسن ابن عرفة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: زافر بْن سُلَيْمَان كَانَ سجستانيا، كَانَ ثقة، كَانَ يجلب المتاع القوهي إلى بَغْدَاد.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ يحيى بن معين: زافر بْن سُلَيْمَان ثقة، وَقد رأيته.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي أخبرنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا الْبُخَارِيّ قَالَ زافر بْن سُلَيْمَان القوهستاني كَانَ يَكُون بالري، عنده مراسيل وَوهم، وَيقال كوفي إيادي نزل بِبَغْدَادَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يوسف القطّان أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائي أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو سُلَيْمَان زافر بْن سليمان الكوفيّ، ويقال: قوهستاني كَانَ يَكُون بالري نزل بَغْدَاد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا دَاوُد عَنْ زافر بْن سليمان فقال: ثقة.
وقال: لأن كنت أجلس إِلَى زافر بْن سُلَيْمَان فيحدث عن سفيان عن مغيرة فيخطئ.
__________
[1] 4608- انظر: تهذيب الكمال 1947 (9/297) . وسؤالات ابن الجنيد، الورقة 39. والتاريخ الكبير 3/ت 1506. والضعفاء للبخاري 139. والضعفاء للنسائي 214. والجرح 3/ت 2825. والمجروحين 1/315. وإكمال ابن ماكولا 43/161. والأنساب 10/264.
وتاريخ الإسلام، الورقة 75 (أيا صوفيا 3006) . وتذهيب الذهبي 1/ورقة 230.
والكاشف 1/316. وميزان الاعتدال 2/ت 2819. والمغني 1/ت 2154. وديوان الضعفاء 1440. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 31. ونهاية السول، الورقة 99. وتهذيب ابن حجر 3/304. وخلاصة الخزرجي ت 2300.(8/495)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد فِي موضع آخر: سألت أبا دَاوُد عَنْ زافر بْن سُلَيْمَان السجستاني فَقَالَ ثقة، كَانَ رجلا صالحا.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيّ حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الساجي. قَالَ: زافر بْن سُلَيْمَان القوهستاني كَانَ يَكُون بالري، كثير الوهم.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: زافر بْن سُلَيْمَان القوهستاني- أَبُو سُلَيْمَان- عنده حَدِيث منكر عن مالك، أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُمُعَةَ بْنِ خَلَفٍ الأُطْرُوشُ- في دار الندوة- حدّثنا محمّد بن حميد حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الذي احتملت فِيهِ أَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لا تَدْخُلْ عَلَى النِّسَاءِ إِلا بِإِذْنٍ»
قَالَ: فَمَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْهُ. قَالَ أَبُو قُرَيْشٍ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ جُمُعَةَ- ذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثُ لمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ فَقَالَ: مَا أَحْسَنَهُ، مَا أَدْرِي كَيْفَ وَقَعَ عَلَيْهِ زَافِرٌ، وَلَيْسَ هَذَا حَدِيثًا يَرْوِيهِ أَحَدٌ عَنْ مَالِكٍ إِلا زَافِرٌ.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون الضبي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن يوسف الأسدي الْخَيَّاط قَالَ سمعت أَبِي يقول: رأيت زافر بْن سُلَيْمَان فِي النوم بعد موته بأيام، فقلت ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: أول ما حباني به أن غفر لمن شيعني. ثم لا تسأل يا أبا جعفر لا تسل الأمر أيش من ذاك، وَلكن لا تغتر، لا تغتر، وَمد بها صوته.
4609- زفر بْن وَهب بْن عطاء، أَبُو علي الأَصْبَهَانِيّ:
حدث أَحْمَد بْن نصر بن عبد الله الذراع عنه عَنْ مُحَمَّد بْن حرب النشائي، وَذكر أنه قدم بغداد حاجّا، والذراع ليس بحجة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ أخبرنا أحمد بن نصر الذراع حدّثنا أبو عليّ زفر ابن وهب بن عطاء الأصبهانيّ-[قَدِمَ عَلَيْنَا] [1] حَاجًّا- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ قَالَ حدّثنا داود بن محبر حدّثنا صفدي بن سنان [أبو معاوية البصريّ] [2] عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّاةُ بَرَكَةٌ، والبئر بركة، والتنور بركة والقداحة بركة [3] » .
__________
[1] 4609- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/174. وكنز العمال 35224. وكشف الخفا 2/21.(8/496)
4610- زريق بْن عَبْد اللَّهِ بْن نصر بْن أَحْمَد، أَبُو أَحْمَد المخرمي الدلال:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد النور المقرئ، وَأحمد بْن الْفَرَج الجشمي، وَعباس الدوري، وَأحمد بْن ملاعب المخرمي، وَأحمد بْن عَبْد الجبار العطاردي، وأَبِي الأحوص مُحَمَّد بْن الهيثم الْقَاضِي. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو عُبَيْد اللَّهِ المرزباني، وأبو الحسن بن الجندي، وأبو القاسم بن الثلاج.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ حدّثنا زريق بن عبد الله المخرّميّ حدّثنا أحمد بن الفرج الجشمي حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابن هشام عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ وَجَدَ مَالَهُ فِي الْفَيْءِ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ فَهُوَ لَهُ، وَمَنْ وَجَدَهُ بَعْدَ مَا قُسِمَ فَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ [1] »
. إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي فَرْوَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: زريق المخرمي هو رزيق بْن عَبْد اللَّهِ بْن نصر، كتبنا عنه لم يكن به بأس.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الْحَافِظ قَالَ زريق بْن عَبْد اللَّهِ المخرمي بغدادي ثقة.
قرأت فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بِخَطِّهِ: توفي زريق بْن عَبْد اللَّهِ المخرمي فِي شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
انقضى حرف الزاي آخر الجزء الثامن
__________
[1] 4610- انظر الحديث في: السنن للدارقطنى 4/113. ونصب الراية 3/435. وكنز العمال 10984. والأحاديث الضعيفة 538.(8/497)
الجزء التاسع
باب السين(9/3)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
ذكر من اسمه سليمان
4611- سليمان بن مهران، أبو محمد الأعمش، مولى بني كاهل [1] :
ولد على ما ذكر جرير بن عبد الحميد بدنباوند، وهي ناحية من رستاق الري في الجبال، ويقال كان من أهل طبرستان وسكن الكوفة، ورأى أنس بن مالك ولم يسمع منه شيئا مرفوعا. وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلا، وسمع المعرور بن سويد، وأبا وائل شقيق بن سلمة، وزيد بن وهب، وعمارة بن عمير، وإبراهيم التيمي، وأبا صالح ذكوان، وسعيد بن جبير، ومجاهدا، وإبراهيم النخعي. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وسليمان التّيميّ، والحكم بن عتبة، وزبيد اليامي، وسهيل بن أبي صالح، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة، وشيبان بن عبد الرحمن، وعبد الواحد ابن زياد، وسفيان بن عيينة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وحفص بن غياث،
__________
[1] 4611- انظر: طبقات ابن سعد 6/342. وتاريخ ابن معين 2/234. وتاريخ الدارمي رقم 952.
وتاريخ خليفة 232، 424. وطبقاته 164. والتاريخ الكبير 4/ت 1886. والصغير 2/91.
وأحوال الرجال 109. وثقات العجلي، الورقة 21. وسؤالات الآجري، لأبي داود 3/رقم 103، 111، 203، 5/ورقة 37. والكنى للدولابي 2/96. والجرح والتعديل 4/ترجمة 630. والمراسيل 82، 84. وعلل الحديث 12، 38، 2119. وثقات ابن حبان 1/ورقة 176. ووفيات ابن زبر، الورقة 46. وعلل الدارقطني 2/ورقة 65، 3/ورقة 140. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 64. وحلية الأولياء 5/46. وموضح أوهام الجمع 2/122. والسابق واللاحق للخطيب 210. والجمع لابن القيسراني 1/179. والأنساب للسمعاني 1/314، 10/336. والتبيين 465. والكامل في التاريخ 5/589. ووفيات الأعيان 2/400. وسير النبلاء 6/226. وتذكرة الحفاظ 1/154. وتاريخ الإسلام 6/75. وميزان الاعتدال 2/ت 3517. والكاشف 1/ت 2153. والمغني 1/ت 2628. ومعرفة التابعين، الورقة 16. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 56. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 133. ومراسيل العلائي 258. وشرح علل الترمذي 446. وغاية النهاية 1/315. ونهاية السول، الورقة 130. وتهذيب ابن حجر 4/222. والألقاب، الورقة 18. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2748. وشذرات الذهب 1/220. وتهذيب الكمال 2750 (12/76- 91) . والمنتظم، لابن الجوزي 8/112.(9/4)
ووكيع، وجرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الله بْن إدريس، وعيسى بن يونس، وعبد الرحمن المحاربي، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعمر ويعلى ومحمد، بنو عبيد الطنافسي، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وغيرهم.
وكان من أقرأ الناس للقرآن، وأعرفهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث. وذكر قدومه بغداد فيما:
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: قيل لأبي داود سليمان بن الأشعث: عبد الله ابن عبد الله الرازي قال: هذا ابن سرية علي بن أبي طالب، روى عنه الأعمش لقيه ببغداد.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله المنادي قال: قد رأى سليمان الأعمش أنس بن مالك، إلا أنه لم يسمع منه، ولكنه قد رأى أبا بكرة الثقفي وأخذ له بركابه فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا- وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بن علي الأبار، حدّثنا أحمد بن عبد الصّمد الأنصاريّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ. قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ ابن مَالِكٍ وَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ إِلا اسْتِغْنَائِي بِأَصْحَابِي.
وَقَالَ الأَبَّارُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عمران التغلبي، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ. قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا
فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا حَمْزَةَ: وَأَقْوَمُ قِيلًا
[المزمل 6] فَقَالَ: أَقْوَمُ وَأَصْوَبُ وَاحِدٌ.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الهاشمي، حدّثنا محمّد ابن عمرو بن البختري الرزاز قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، حَدَّثَنَا ابن فضيل عن الأعمش قال: رأيت أنسًا بال فغسل ذكره غسلا شديدًا، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم صلى بنا. زاد الرزاز، وحَدَّثَنَا في بيته.(9/5)
أخبرنا محمّد بن يعقوب المعدّل، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا إسماعيل بن محمّد النّحويّ، حَدَّثَنَا عباس الدوري قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كل ما روى الأعمش عن أنس، فهو مرسل [1] ، وقد رأى الأعمش أنسا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكيّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قال: سمعت أبي يقول:
الأعمش لم يحمل عن أنس، إنما رآه يخضب، ورآه يصلي، وإنما سمعها عن يزيد الرقاشي وأبان عن أنس [2] .
حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد السوسي قال: قال العباس بن محمد الدوري: كان الأعمش رجلا من أهل طبرستان، من قرية يقال لها دباوند، جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني كاهل من بني أسد فأعتقه، وهو مولى لبني أسد، وكان نازلا في بني أسد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله: بلغني أن الأعمش ولد مقتل الحسين.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرأت على أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلَّك المروزي- بها- سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد الذهلي يقول: ولد عمر بن عبد العزيز، وهشام بن عروة، والزّهريّ وقتادة، والأعمش ليالي قتل الحسين ابن علي، وقتل سنة إحدى وستين.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سمعت المخرمي محمد بن عبد الله بن المبارك يقول: الأعمش أكبر من الزهري، وينكر هذا عاقل؟ قال: وسمعت يحيى بن معين يقوله.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: سمعت أبا عبد الله قال: قال يحيى قال الأعمش: إنما كان بيننا وبين أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستر.
قال أبو عبد الله: صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/83.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/83.(9/6)
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر قَالَ: حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا عليّ ابن أحمد بن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، وَكَانَ مُحَدِّثَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، يُقَالُ إِنَّهُ ظَهَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلافِ حَدِيثٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كتاب، وكان يقرئ القرآن رأسا فِيهِ، قَرَأَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، وَكَانَ فَصِيحًا، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ سَبْيِ الدَّيْلَمِ، وَكَانَ مولى لبني كَاهِلٍ- فَخِذٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ- وَكَانَ عَسِرًا سَيِّئَ الْخُلُقِ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَانَ لا يَلْحَنُ حَرْفًا، وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِنْ طَبَقَتِهِ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ، وَكَانَ فِيهِ تَشَيُّعٌ، وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَى الأَعْمَشِ إِلا ثَلاثَةُ نَفَرٍ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ وَكَانَ أَفْضَلَ مِنَ الأَعْمَشِ وَأَرْفَعَ سِنًّا مِنْهُ، وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدِيثًا وَاحِدًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ.
وذكروا أن أبا الأعمش مهران شهد مقتل الحسين، وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وراح الأعمش إلى الجمعة وعليه فرو، وقد قلب فروه جلدها على جلده، وصوفها إلى خارج، وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرئ على عثمان المجاشي- وأنا أسمع- حدثكم يوسف بن يعقوب بن بهلول، حدّثنا ابن زنجويه، حدّثنا عبد الرّزّاق، أَخْبَرَنَا ابن عيينة. قال:
رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا، وقباء يسبل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أني تعلمت العلم من كان يأتيني؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
وأَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا ابن عمّار، حَدَّثَنِي يحيى بن يمان. قال: قال الأعمش: إني لأرى الشيخ يخضب لا يروي شيئا من الحديث فأشتهي أن ألطمه.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو إسرائيل عن طلحة بن مصرف قال: كنا نختلف إلى يحيى بن وثاب نقرأ(9/7)
عليه، والأعمش ساكت ما يقرأ، فلما مات يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا، فإذا الأعمش أقرؤنا.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن العلاء قال: قال أبو هاشم- يعني زياد بن أيوب- سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قال: قرأنا على أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثكم محمد بن أحمد بن شبيب، حَدَّثَنَا زياد بن أيوب قال: سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم إجابة لما يسأل عنه من ابن شبرمة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا دلويه زياد ابن أيوب قال: قال هشيم: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش.
أَخْبَرَنَا محمد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم بن حمدان القاضي، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن مهدي العطار، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة، حدّثني ابن أبي حمّاد، حَدَّثَنِي زهير قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ما بالكوفة منذ كذا وكذا سنة أقرأ من رجلين في بني أسد عاصم والأعمش، أحدهما لقراءة عبد الله، والآخر لقراءة زيد.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا عمر بن محمّد بن عليّ، حَدَّثَنَا قاسم بن زكريا المطرز.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أخبركم القاسم بن زكريّا، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حَدَّثَنَا حجاج عن شعبة قال: سليمان الأعمش أحب إلي من عاصم، وفي حديث الجوهري أحب إلينا حديثا من عاصم.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنِي جعفر بن كزال قال: سمعت علي بن الجعد يحكي عن الكسائي قال: أتى الأعمش رجل فقال: أقرأ عليك؟ قال: اقرأ، وكان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية، فقرأ عليه عشرين وجاوز، فقال: لعله يريد الثلاثين فجاوز الثلاثين حتى بلغ المائة ثم سكت، فقال له الأعمش: اقرأ فو الله إنه مجلس لا عدت إليه أبدا.(9/8)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله، حدّثني أبي قال: أمر عيسى ابن موسى للقراء بصلة، قال: فأتوا وقد لبسوا، قال: وجاء الأعمش وعليه ثياب قصار إلى أنصاف ساقيه. ورجل يقوده، فلما دخل الدار قال: هاهنا ابن أبي ليلى، هاهنا ابن شبرمة، أريحونا من هذه الحيطان الطوال. قال عيسى: ما دخل علينا اليوم قارئ غير هذا، عجلوا له.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا محمّد ابن داود الحداني، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس قال: لم نر نحن ولا القرن الذي كانوا قبلنا مثل الأعمش.
وقال حنبل: حَدَّثَنَا محمد بن داود، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس قال: ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش، مع فقره وحاجته.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الجهم الكاتب، أخبرنا محمّد بن جرير، حَدَّثَنَا أبو هشام قال: سمعت عمي يقول: قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى: اجمع الفقهاء، قال: فجمعهم فجاء الأعمش في جبة فرو، وقد ربط وسطه بشريط، فأبطئوا، فقام الأعمش فقال: إن أردتم أن تعطونا شيئا وإلا فخلوا سبيلنا. فقال: يا ابن أبي ليلى قلت لك تأتي بالفقهاء تجيء بهذا؟! قال:
هذا سيدنا هذا الأعمش.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر.
وأخبرنا الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ- قَالَ عمر: حَدَّثَنَا، وقال الآخر: أَخْبَرَنَا- محمد بن هارون بن حميد، حَدَّثَنَا يوسف بن موسى قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن داود الخريبي يقول: مات الأعمش يوم مات وما خلف أحدا من الناس أعبد منه، قال: وكان صاحب سنة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن زهير قال: سمعت إبراهيم ابن عرعرة قال: سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول: قال يحيى: وهو علامة الإسلام.(9/9)
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدوري، حدّثنا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا وكيع قال: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبا من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سُفْيَان قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عبد الرحيم قال: سمعت عليا. قال: قال يحيى: كان الأعمش يشبه النساك، قال: كان له فضل، وصاحب قرآن.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمّد بن عيسى البصريّ- في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين قال:
كان الأعمش جليلا جدا.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أبو سعيد، حَدَّثَنَا ابن نمير عن الأعمش قال: كنت آتي مجاهدا فيقول لو كنت أطيق المشي لجئتك.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: قال أبو عبد الله: أبو إسحاق، والأعمش رجلا أهل الكوفة.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا يوسف بن موسى، حَدَّثَنَا أسيد بن زيد قال: سمعت زهير بن معاوية يقول: ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش والمغيرة.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصريّ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ البهلول وعبيد الله بن محمد بن إسحاق قَالَا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، حدّثنا محمّد ابن يزيد، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حَدَّثَنَا مغيرة. قال: لما مات إبراهيم، اختلفنا إلى الأعمش في الفرائض.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الكبير، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا قَالَ: حدّثنا عبّاس بن محمّد، حَدَّثَنَا سهل بن حليمة أبو السري قال:
سمعت ابن عيينة يقول: سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال، كان أقرأهم للقرآن وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض، ونسيت أنا واحدة.(9/10)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: سمعت عليّ بن المديني يقول: حفظ العلم على أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة، فلأهل مكة عمرو بن دينار، ولأهل المدينة محمد بن مسلم- وهو ابن شهاب الزهري- ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير ناقلة، وقتادة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا معاذ بن المثّنّى، حدّثنا مسدد، حدّثنا يحيى.
وأخبرنا البرقانيّ- واللفظ له- أخبرنا ابن حميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدّثنا بن عمّار، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم الأحول قال:
مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن فقال: هذا الشيخ- يعني الأعمش- أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال:
حَدَّثَنِي ابن أبي عمر.
وأخبرنا ابن الفضل، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله القطّان، حدّثنا جعفر بن كزال، حَدَّثَنَا إسحاق الطالقاني قالا: حَدَّثَنَا سفيان عن عاصم قال: قال القاسم بن عبد الرحمن: لم يبق بالكوفة أحد أعلم بحديث عبد الله من سليمان الأعمش. واللفظ لحديث أبي سهل، غير أنه لم يذكر في إسناده عاصما.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثنا أبو عبد الله الشامي مهنى حَدَّثَنَا بقية. قال: قال لي شعبة: ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي قال: سمعت عمار بن الحسن يقول: كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة كتاب الأعمش قال: إني أريد أن آخذ لكم في الديباج الخسرواني.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان جرير إذا حدث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني.(9/11)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ القاضي، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا محمّد بن إسحاق- أبو بكر- حدّثنا عليّ بن معبد، حدّثنا عبيد الله ابن عمرو عن إسحاق بن راشد قال: قال لي الزهري: وبالعراق أحد يحدث؟ قلت:
نعم، قلت له: هل لك أن آتيك بحديث بعضهم؟ فقال لي: نعم، فجئته بحديث سليمان الأعمش، فجعل ينظر فيها، ويقول: ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل هذا! قال: قلت: وأزيدك! هو من مواليهم.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا الأخنسي، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود قال: سمعت شعبة إذا سمع ذكر الأعمش قال: المصحف، المصحف.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا سهل بن أبي سهل الواسطي. قَالَ: قال أبو حفص عمر بن علي: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو الفضل بن حميرويه، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ:
سمعت ابْن عمار يقول: ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش، ومنصور بن المعتمر هو ثبت أيضا، وهو أفضل من الأعمش، إلا أن الأعمش أعرف بالمسند وأكثر مسندا منه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات، حدّثني أبو يحيى الناقد، حَدَّثَنِي محمد بن خلف التيمي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران، فيقول عند من كنتم؟ فنقول عند فلان، فيقول طبل مخرق، ويقول: عند من؟ فنقول عند فلان فيقول: طير طيار، ويقول: عند من؟ فنقول عند فلان، فيقول دف. وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه، قال: فأخرج إلينا فأكلناه، وأخرج فأكلناه، فدخل فأخرج فتيتا فشربناه، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا فقال: فعل الله بكم وفعل، أكلتم قوتي وقوت امرأتي وشربتم فتيتها، كلوا هذا علف الشاة. قال: فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه، حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه، حتى كلمه لنا.(9/12)
أخبرنا محمّد بن عمر النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا هيثم بن مجاهد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْأزْدِيّ قَالَ: سمعتُ عبد الله بن داود يقول: مات الأعمش سنة سبع وأربعين [ومائة] [1] وولد الأعمش سنة ستين مقتل الحسين.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ يحيى- قلت: كأنه مات وله سبع وثمانون.
قال: كذا قال أبو عوانة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود قال: قال أبو عوانة: مات الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة.
وقال الحضرمي: حَدَّثَنَا ابن نمير قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حدّثني أبو عبد الله، حَدَّثَنَا وكيع قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا الأعمش- وهو سليمان بن مهران- مولى بني كاهل بن أسد.
قال أبو نعيم: ومات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
وأَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا أبو عمّار- يعني الحسين بن حريث- قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات الأعمش وهو ابن ثمان وثمانين سنة وولد سنة ستين، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة في شهر ربيع الأول، ومات الأعمش بعد منصور بست عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: وسليمان بن مهران الأعمش مات سنة تسع وأربعين ومائة، وكان ثقة ثبتا في الحديث.
وقال في موضع آخر: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
قلت: والصحيح أنه مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، واللَّه أعلم.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/13)
محمّد البغويّ، حدّثني أبو سعيد، حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر قال: أتيت منزل الأعمش بعد موته، فقلت: أين أنت يا عميرة؟ - امرأة الأعمش- أين أنت يا هوذا؟ - ابنة الأعمش- أين غطاريف العرب الذين كانوا يأتون هذا المجلس؟.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الْحُسَيْن السليطي- بنيسابور- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال:
سمعت أبا سعيد الأشج يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب، فقيل: من هذا؟ فقلت ابن إدريس، فأجابتني امرأة يقال لها برزة، هاي هاي يا عبد الله بن إدريس، ما فعلت جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟! أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا هشام الرازي قال: سمعت جريرا يقول: رأيت الأعمش بعد موته في منامي فقلت: أبا محمد كيف حالكم؟ قال: نجونا بالمغفرة والحمد لله رب العالمين.
4612- سليمان بن أرقم، أبو معاذ البصري مولى قريظة أو النضير [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن الحسن البصري وابن شهاب الزهري، ويحيى بن أبي كثير. روى عنه علي بن حمزة الكسائي، ومنصور بن أبي مزاحم، ومحمّد بن بكار ابن الرّيّان، وغيرهم.
__________
[1] 4612- انظر: تاريخ ابن معين 2/228. وتاريخ الدارمي رقم 401. وعلل أحمد 1/236، 398.
والتاريخ الكبير 4/الترجمة 1756. والصغير 2/197. والضعفاء الصغير، الترجمة 142.
وأحوال الرجال للجوزجاني، ترجمة 164. والكنى لمسلم، الورقة 102. وسؤالات الآجري، لأبي داود 5/ورقة 17. والمعرفة ليعقوب 1/578، 2/152، 3/4، 35، 57. وتاريخ واسط 88، 131. وضعفاء النسائي، الترجمة 246. والكنى للدولابي 2/123. وضعفاء العقيلي، الورقة 79. والجرح والتعديل 4/ت 450. والمجروحين لابن حبان 1/328. والكامل لابن عدي 2/ورقة 16. وضعفاء الدارقطني، الترجمة 248. وسنن الدارقطني 1/110، 153، 154، 181، 2/113، 150، 3/78، 88. والعلل للدارقطني 3/الورقة 66، 4/34، 5/ورقة 85، 110. وموضح الأوهام الجمع 1/125. والسابق واللاحق 214. وتاريخ دمشق 6/245. وضعفاء ابن الجوزي ق 67. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 44. والكاشف 1/ت 2089. وميزان الاعتدال 2/ت 3427. والمغني 1/ت 2560. وديوان الضعفاء، الترجمة 1728. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 123. وغاية النهاية 1/312. ونهاية السول، الورقة 126. وتهذيب ابن حجر 4/168. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2668. وتهذيب الكمال 2491 (11/351) .(9/14)
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بن سالم الْحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عبيد الشهرزوري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بكار قَالَ: سمعنا من قيس بن الربيع وسليمان بن أرقم ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: سليمان بن أرقم؟ قال: ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب قال: قال جدي قال يحيى بن معين: سليمان بن أرقم، وسليمان بن قرم، جميعا ضعيفان.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: سليمان بن أرقم ليس بذاك.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: سليمان ابن أرقم أبو معاذ، ليس يسوى فلسا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: سليمان بن أرقم لا يسوى حديثه شيئا، ولا يروى عنه الحديث.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا محمد بن عمار قال: سليمان بن أرقم ضعيف.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سليمان بن أرقم فقال:
متروك الحديث. قلت لأحمد: روى سليمان بن أرقم عن الزهري عن أنس في التلبية؟
فقال: لا نبالي روى أم لم يرو.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سهل بن أبي سهل الواسطي قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْن عَلِيّ: وَسليمان بن أرقم، ليس بثقة، وروى أحاديث منكرة، وكان يكنى بأبي معاذ.(9/15)
قال محمد بن عبد الله الأنصاري: كانوا ينهوننا عنه ونحن شباب، وذكر منه أمرا عظيما.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم، فذكر جماعة منهم سليمان بن أرقم.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان ابن أرقم متروك الحديث.
4613- سليمان بن عمرو بن عبد الله، أبو داود النخعي الكوفي [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أبي حازم سلمة بن دينار، وعبد الملك بن عمير.
ومختار بن فلفل، ومعبد بن خالد الجدلي، ومهاجر أبي الحسن، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري وسالم الأفطس، ويزيد بن أبي حبيب. روى عنه عمار بن أبي مالك الحبني، وبشر بن محمد بن أبان السكري، ويحيى بن أيوب العابد، وأبو الربيع الزهراني، وسلم بن المغيرة الأزدي. وكان أبو داود ابن عم شريك بن عبد الله القاضي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن الحسن بن أحمد الجواليقيّ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ الْخِيَاطَةُ، وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ.
كذا رواه يحيى بن أيوب عن أبي داود، خالفه سلم بن المغيرة فرواه عن أبي داود عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مرفوعا.
أخبرناه الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس بن مهران، حدّثنا عبّاد بن الوليد، حدّثنا سلم بن المغيرة، حدّثنا أبو داود
__________
[1] 4613- انظر: كلام ابن معين في الرجال، رواية ابن طهمان 218. وضعفاء البخاري 53. وضعفاء النسائي 49. وتاريخ ابن معين 2/232. والجرح والتعديل 4/132. والتاريخ الكبير 4/28.
وميزان الاعتدال 2/216. ولسان الميزان 3/97.(9/16)
النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ، وعمل الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ» [1]
وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنِي أبو سلمة الواسطي قال: قال إسحاق الأزرق:
كنا عند شريك بن عبد الله، فجاء ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شيء من ذكر علي بن أبي طالب، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك فقال: ألمثل علي تقول هذا؟ قال أَبُو دَاوُدَ يَا جَاهِلُ؟ إِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
[المرسلات 23] وأثنى على نبيه فقال: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ*
[ص 30] فقال شريك: وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
[الكهف 54] .
أخبرنا الصّيمريّ، أخبرنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: بلغني أن أبا داود كان في مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما يصلي، وابن أبي حازم قاعد. قال: فقال لي الذي حَدّثني أنا قلت لابن أبي حازم، كم كان حديث أبيك يا أبا تمام؟ قال: والله ما عددتها، قال: قلت ترى هذا الشيخ؟ يحدث عنه بأكثر من ألف حديث. قال: فبعث إليه فدعي، فأتاه وهو قريب من قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسلم على النبي ثم ذكر محامده، ثم بدأ بأبي بكر فذكر منه محامد، وبعمر مثل ذلك. قال: فأطرق ابن أبي حازم، ثم التفت إلينا فسلم وقعد، وقال: ابن أبي حازم؟ وابن أبي حازم مطرق لما رأى منه ومن لسانه، قال: قلت له: يا أبا داود إني ذكرت لأبي تمام أنك تروي ألف حديث عن أبي حازم فأنكر ذلك، قال: وكيف ينكر ذلك؟ فلقد كان يكرمني وكنت آتيه، وكان اسم خادمته فلانة، وكان وكان فعدد من هذا أشياء حتى كأنه الساعة خرج من بيتهم، ثم التفت إلى ابن أبي حازم فقال: فلكأني بك تدرج بين أيدينا، قال:
فأخذ ابن أبي حازم يعجب وقال: لا عليك أيها الشيخ أن تكثر، قال فقام وتركنا.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، حدّثنا المفضل بن غسان الغلابي، حَدَّثَنَا المعيطي عن شريك قال: ذكر له
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 2/251. وتنزيه الشريعة 2/189. والفوائد المجموعة 151. وكشف الخفا 1/332. واللآلئ المصنوعة 2/85. وكنز العمال 9347.(9/17)
أبو داود النخعي فقال: كذاب النخع؟ قال أبو عبد الرحمن- يعني الغلابي- وسئل عنه يحيى بن معين فقال: قد كان له أب ثقة.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حدّثني محمّد بن إدريس قال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت شريكا يقول: ما لقينا من ابن عمنا- يعني سليمان بن عمرو- يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَمْرٍو فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لِقَوْمٍ مَعِي: نَنْظُرُ هَلْ لِمَا يُقَالُ فِيهِ أَصْلٌ؟ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً، فَقُلْتُ لَهُمْ: قُومُوا مِنْ عِنْدِ هَذَا الْكَذَّابِ.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي أبو معمر قال: سئل شريك عن أبي داود النّخعيّ فقال:
ذاك كذاب.
قال: وَحَدَّثَنِي أبو معمر قال: حَدَّثَنِي رجل قال: أتيت أبا داود النخعي فوجدته يحدث بمصنفات سعيد بن أبي عروبة يقول: حَدَّثَنَا سالم عن سعيد بن جبير، وحَدَّثَنَا عبد الملك بن عمير، يضع لها أسانيد.
قال أبو معمر: وكان كذابا- يعني أبا داود النخعي-.
قال أبو معمر: وكان بشر المريسي ممن أخذ من أبي داود النخعي- رأي جهم.
قال أبو معمر: وكان كذابا جهميا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سألت أبي قلت له: فأبو داود النخعي؟ قال: كان يضع الحديث.
وَقَالَ عبد اللَّه فِي موضع آخر: سمعت أبي يقول: أَخْبَرَنِي سهل بن حسان قال:
كان في حجر أبي داود النخعي كتاب فيه مصنف ابن أبي عروبة، وهو يركب عليه الأسانيد، يقول: حَدَّثَنَا خصيف، وحَدَّثَنَا حصين، وحدث عن مشيخة حسبت مولده وموتهم فإذا موتهم قبل مولده، منهم معبد بن خالد، ومهاجر أبو الحسن.(9/18)
وقال عبد الله مرة أخرى: سمعت أبي يقول: أبو داود النخعي كان يحدث عن الناس، وهو من الدجالين. روى أبو داود عن مهاجر أبي الحسن، وزيد بن سعد، وشريك بن عبد الله، ومشايخ ماتوا قبل أن يولد.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار قَالَ: أخبرنا محمّد بن عمران ابن موسى، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ النَّخَعِيِّ فَقَالَ: كَانَ مِنَ الدَّجَّالِينَ. وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ- يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ- ببغداد وليس في بيته إلا بورى فرد، عَلَيْهِ ثِيَابُهُ وَالْكُتُبُ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا فَاتَّهَمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عِكْرِمَةُ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن طعام المتنابزين؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ عَنْ عِكْرِمَةَ.
فَبَانَ أَمْرُهُ وَلَمْ يَرْوِ هَذَا غَيْرُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو داود النخعي كذاب النخع.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان البَزَّاز المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: المعروف بالكذب ووضع الحديث، أبو داود النخعي، وذكر جماعة غَيْرَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث، منهم أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، وكان لأبي داود أب ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو، وكان رجل سوء كذابا خبيثا قدريا، ولم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من أبي داود النخعي، كان يضع الحديث.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله به-.
ثم أخبرني العتيقي قراءة، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حاتم حدثهم. قال: سمعت يحيى يقول: سمعت أبا داود(9/19)
النخعي- وكان عند درب البقر- يقول: سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا، قال يحيى: وكان أكذب الناس.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني قال: قال يحيى بن معين: أبو داود النخعي كذاب.
قال يحيى بن معين: وأَخْبَرَنِي رجل كان صدوقا أنه نزل عليه باب الكرخ فقال كان عنده أصحاب الحديث يوما وهو يملي عليهم. قال: فأطلعت فإذا في حجره كتاب من كتب أبي حنيفة، وهو يملي عليهم خصيف عن سعيد بن جبير، وسالم عن سعيد- يعني معناه أنه يضع لكل مسألة إسنادا-. دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: أبو داود النخعي رجل سوء كذاب يضع الأحاديث. انصرفنا من عند هشيم ونحن في أبواب من الطلاق فقال:
ليس منها شيء إلا وهو عندي بإسناد، كان يدخل ويضع الحديث ويخرج.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أبو داود النخعي هاهنا شيخ مصفر يصفه. وقال له رجل: أين سمعت من رجل ذكره؟ فقال له: يا مائق تراني لم أعد له جوابا! سمعت منه بالباب والأبواب.
قال: وكان أبو داود صاحب جدل يحب الكلام.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت مجاهد بن موسى عن أبي داود النخعي فقال قلت له: يزيد بن أبي حبيب أين لقيته؟ فقال: ما حدثت عنه حتى هيأت له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلني على مكان لا أقدر عليه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: أبو داود النخعي سليمان بن عمرو لا شيء.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال: قال لي أبي: كان ببغداد رجال يكذبون ويضعون الحديث منهم أبو داود النخعي.(9/20)
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْقُهُسْتَانِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الرَّاهِنِ وَالْمُرْتَهِنِ يَخْتَلِفَانِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالا: الْقَوْلُ قَوْلُ الرَّاهِنِ. فَقُلْتُ: لا أَرَى فِي الدُّنْيَا أَكْذَبَ مِنْ هَذَا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وأبو داود سليمان بن عمرو النخعي كان كذابا يضع الحديث، يحدث عن معبد بن خالد، ومهاجر أبي الحسن، وهؤلاء قد ماتوا قبل مولده، وكان يأخذ مصنف ابن أبي عروبة فيضع لكل حديث إسنادا.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم ابن شعيب قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سليمان بن عمرو الكوفي أبو داود النخعي العامري معروف بالكذب.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو قَدَرِيٌّ رَجُلُ سُوءٍ كَذَّابٌ، كَانَ يَكْذِبُ مُجَاوَبَةً.
قَالَ إِسْحَاقُ: أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: أَيْشِ تَعْرِفُ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ وَأَكْثَرِهِ، وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
وحدّثنا أَبُو طُوَالَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلاثٌ وَأَكْثَرُهُ عَشْرٌ وَأَقَلُّ مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا» [1]
وَكَانَ هُوَ وَأَبُو البختري يضعون الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم المشعراني. وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو داود سليمان بن عمرو النخعي كان يضع الحديث.
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/384، 385. ومجمع الزوائد 1/280. والمعجم الكبير 8/152. وسنن الدارقطني 1/219.(9/21)
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد بن عمرو الأسدي. قَالَ:
وأَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه الْبُخَاريّ قَالَ: قال صالح بن محمد: أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو كوفي كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن عمرو النخعي أبو داود متروك الحديث.
أخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن عمرو يروي عنه عبد الله بن رجاء هو سليمان النخعي أبو داود متروك الحديث.
4614- سليمان بن حسان الشامي، ويكنى بأبي عبد الله:
كان يسكن بغداد. وروى عن ثور بن يزيد، وحيوة بن شريح، وموسى بن أيوب الغافقي، ومعان بن رفاعة. حدث عنه علي بن ميسرة.
ذكر جميع ذلك عبد الرحمن بْن أبي حاتم وَقَالَ: سألت أبي عنه فقال: سألت ابن أبي غالب عنه فقال: لا أعرفه، ولا أرى البغداديين يروون عنه. وروى عنه من الرازيين أربعة- أو خمسة- قلت: ما تقول فيه؟ قال: هو صحيح الحديث.
4615- سليمان بن حيان، أبو خالد الأحمر الأزدي الكوفي [1] :
سمع يحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وعمرو بن قيس الملائي، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وهشام بن عروة، ومحمد بن عجلان، وعبيد الله بن عمر بن حفص، وليث بن أبي سليم. روى عنه محمد بن يوسف الفريابي، وآدم بن أبي إياس، وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر
__________
[1] 4615- انظر: المنتظم 9/167. وكلام ابن معين في الرجال، رواية ابن طهمان 357. وتهذيب الكمال 2504 (11/394) . وطبقات ابن سعد 6/391. وتاريخ ابن معين 2/229.
وطبقات خليفة 172. وتاريخه 458. وعلل أحمد 1/57، 201. والتاريخ الكبير 4/ت 1780. والكنى لمسلم، الورقة 31. وثقات العجلي، الورقة 21. والكنى للدولابي 1/162.
وضعفاء العقيلي، الورقة 79. والجرح والتعديل 4/ت 477. وثقات ابن حبان 1/الورقة 173. والكامل لابن عدي 2/الورقة 6. وثقات ابن شاهين/ الترجمة 460. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 65. وحلية الأولياء 10/142. والسابق واللاحق للخطيب-(9/22)
وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو كريب مُحَمَّد بن العلاء، وأبو سعيد الأشج. قدم أبو خالد بغداد قديما وشعبة بها فسمع منه.
كذلك حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلّال، أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عبد الحميد قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه يَقُول: قدم شعبة هاهنا، فقدم أبو خالد الأحمر- يعني سمع منه ببغداد-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا عمر بْن حفص بْن غياث قَالَ: سمعت أبي قال: سمعت سفيان إذا سئل عن أبي خالد الأحمر قال: نعم الرجل أبو هشام عبد الله بن نمير.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا الحسن بن شجاع البلخيّ، حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: ذكروا عند سفيان أبا خالد الأحمر فقال: ابن نمير رجل صالح.
قلت: كان سفيان يعيب على أبي خالد خروجه مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن، وأما أمر الحديث فلم يكن يطعن عليه فيه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود قال: وأبو خالد الأحمر خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فلم يكلمه سفيان حتى مات. وكان سفيان يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن، وسليمان يقول: إن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع عليه الناس. وذكر سفيان صفين فقال: ما أدري أخطئوا أم أصابوا؟ وكان سفيان في ذا أشد من شعبة.
سَمِعْتُ هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري يَقُولُ: قال ابن أبي خيثمة- فيما حدثونا عنه- حَدَّثَنَا محمد بن يزيد الرفاعي، حدّثنا أبو خالد الأحمر الثقة الأمين.
__________
- 215. وتقييد المهمل، الورقة 63. والجمع 1/181. وأنساب السمعاني 1/144. والمعجم المشتمل، الترجمة 390. وتاريخ الإسلام، الورقة 78 (آيا صوفيا 3006) . وسير النبلاء 9/19. والكاشف 1/ت 2101. وتذكرة الحفاظ 1/272. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 48.
وميزان الاعتدال 2/ترجمة 3443. والمغني 1/ت 2572. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 15. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 126. ونهاية السول، الورقة 127. وتهذيب ابن حجر 4/181. وطبقات الحفاظ 116. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2681. وشذرات الذهب 1/325.(9/23)
أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ يَقُول: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن رجاء ابن السندي يقول: قلت لإسحاق بن إبراهيم: سمعت وكيعا يقول: أبو خالد الأحمر ثقة؟ فقال إسحاق: سألت وكيع بن الجراح عن أبي خالد الأحمر فقال: وأبو خالد ممن يسأل عنه؟.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن أبي خالد الأحمر فَقَالَ: ليس به بأس.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن حيان ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر كوفي ثقة، وكان محترفا يؤاجر نفسه من التجار.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان صدوق.
أخبرني أبو الفرج الطّناجيريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حَدَّثَنَا هارون بْن حاتم قَالَ: سألت أبا خالد الأحمر: متى ولدت؟ قال: سنة أربع عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة قال: دخلت على أبي خالد الأحمر وهو يموت، وليس في بيته إلا مخدة ورأسه عليها، وهو يقول: يا نفس اخرجي اخرجي، فو الله لخروجك أحب إلي من بقائك في بدني.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير.(9/24)
وأخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ، حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط.
وأخبرنا أَبُو حازم بن الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبيّ، حدّثنا أبو عمران بن الأشيب، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قالوا: مات أبو خالد سليمان بن حيان سنة تسع وثمانين ومائة. زاد ابن سعد في شوال.
أَخْبَرَنِي الطناجيري، أخبرنا محمّد بن زيد بن مروان، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حَدَّثَنَا هارون بن حاتم قال: ومات أبو خالد الأحمر سنة تسعين ومائة.
4616- سليمان بن أبي جعفر المنصور، وهو: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى: أبا أيوب:
حدث عن أبيه. روت عنه ابنته زينب، وإليه ينسب درب سليمان ببغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة تسع وتسعين ومائة فيها مات سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين لسبع بقين من صفر، ويكنى أبا أيوب، وهو ابن خمسين سنة. والحديث الذي أسند عنه نذكره في أخبار النساء آخر الكتاب، إن شاء الله.
4617- سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي مولى قريش [1] :
وأصله فارسي سكن البصرة وحدث عن شعبة، والثوري، وهشام بن أبي عبد الله،
__________
[1] 4617- انظر: تهذيب الكمال 2507 (11/401) . وطبقات ابن سعد 7/298. وتاريخ ابن معين 2/229. ورواية ابن طهمان رقم 394. وتارخى خليفة 24، 472. وطبقات خليفة 227.
وعلل أحمد 1/69، 353. والتاريخ الكبير 4/ت 1788. والصغير 2/229. وثقات العجلي، الورقة 21. وتاريخ أبي زرعة 456. والجرح والتعديل 4/ت 491. وثقات ابن حبان 1/الورقة 173. والكامل لابن عدي 3/ورقة 5. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 66. والسابق واللاحق 215. والجمع 1/184. وأنساب السمعاني 8/282. والكامل في التاريخ 6/359. وسير النبلاء 9/378. وتذكرة الحفاظ 1/351. والعبر 1/345. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 48. والكاشف 1/ت 2103. وميزان الاعتدال 2/ت 3450 والمغني 1/ت 2580. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 126. ونهاية السول، الورقة 127. وتهذيب ابن حجر 4/182. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2684. وشذرات الذهب 2/12.(9/25)
وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وقرة بن خالد، وزائدة بن قدامة، وأبي عوانة، وغيرهم. روى عنه جرير بن عبد الحميد، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن المديني، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وعمرو بن علي، ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بْن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقيان، وعليّ ابن مسلم الطوسي، وعباس الدوري، وجماعة سواهم.
وكان حافظا مكثرا، ثقة ثبتا، وقدم بغداد وشعبة والمسعودي بها فسمع منهما، وكان يذاكر في ذلك الوقت.
فذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم ثم أن يونس بن حبيب حدثهم. قال: قال أبو داود: كنا ببغداد وكان شعبة وابن إدريس يجتمعون بعد العصر يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ خارجة بن زيد. قال: كان معيقيب يحضر طعام عمر، فقال له عمر: يا معيقيب كل مما يليك. الحديث. فقال شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت به.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: سمعت سُلَيْمَان بن حرب يقول: كان شعبة إذا قام من المجلس أملى عليهم أبو داود- أي ما مر لشعبة-.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: أبو داود الطيالسي مولى لموالي الزبير بن العوام، وأمه مولاة لبني نصر بن معاوية.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ، حَدَّثَنَا أبو يعلى- يعني الموصلي- قال: سمعت محمد بن المنهال الضرير يقول: قلت لأبي داود صاحب الطيالسة يوما: سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: لا، قال: فتركته سنة، وكنت أتهمه بشيء قبل ذلك حتى نسي ما قال، فلما كان [بعد] [1] سنة قلت له: يا أبا داود سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: نعم، قلت: كم؟ قال: عشرون حديثا ونيف، قلت:
عدها علي فعدها كلها، فإذا هي أحاديث يزيد، ما خلا واحدا له لم أعرفه، قال ابن عدي: أراد به يزيد بن زريع.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/26)
الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ. فَأَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ فَتَرَكَهُ ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ، وَحَدَّثَ بِهِ شَبَابَةُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ كِتَابِهِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: إِنَّمَا هُوَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ، فَأَخْطَأَ فِيهِ شُعْبَةُ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا شبابة بن سوار، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ.
قَالَ الدُّورِيُّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَحَدَّثَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي الْمَجْلِسِ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، يَا أَبَا دَاوُدَ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ هَذَا حَدِيثُ شَبَابَةَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فَدَعُوهُ إِذَنْ، فَدَعُوهُ.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري قَالَ: قال أحمد بن محمد الخلّال: حدّثني يزيد ابن عَبْد اللَّه الأصبهاني قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن بندار قال: سمعت أبا مسعود يقول:
قلت لأحمد بن حنبل في خطأ أبي داود؟ قال: لا يعد لأبي داود خطأ، إنما الخطأ إذا قيل له لم يعرفه، وأما أبو داود قيل له فعرف، ليس هو خطأ.
قال الخلال: وَحَدَّثَنِي إسماعيل بن الفضل، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: سمعت أبا مسعود قال: كتبوا إلي من أصبهان أن أبا داود أخطأ في تسعمائة- أو قالوا ألف- فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال: يحتمل لأبي داود.
قلت: كان أبو داود يحدث من حفظه، والحفظ خوان فكان يغلط، مع أن غلطه يسير في جنب ما روى على الصحة والسلامة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ، حَدَّثَنَا محمد بن موسى الحلواني قَالَ: سمعت بندارا- محمد بن بشار- يقول: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: حدّثت بأصبهان أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: أبو داود الطيالسي بصري ثقة، وكان كثير الحفظ، رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم، وكان قد(9/27)
شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي، فجذم أبو داود، وبرص عبد الرحمن، فحفظ أبو داود أربعين ألف حديث وحفظ عبد الرّحمن عشرة آلاف حديث.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبريّ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا أبي قال: سمعت عبد الله بن عمران الأصبهاني يقول:
سمعت وكيعا يقول: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. قال: فذكر ذلك لأبي داود، فقال: قل له ولا قصير. قال عبد الله: قدم علينا أبو داود فكان يملي من حفظه وكان يحفظ ثلاثين ألف حديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال وأبو عامر علي بن محمد بن أحمد بن سليمان القرشي قالا: حَدَّثَنَا عمر بن أحمد المروروذي، حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أحمد بن الرواس- بالبصرة- قال: سمعت عمرو بن علي الفلاس يقول: ما رأيت في المحدثين أحفظ من أبي داود الطيالسي، سمعته يقول: أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر، وفي صدري اثنا عشر ألف حديث لعثمان البري ما سألني عنها أحد من أهل البصرة فخرجت إلى أصبهان فبثثتها فيهم.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين المتوثي، أخبرنا أحمد بن عمر القزوينيّ، حدّثنا محمّد ابن موسى الحلواني قال: سمعت عمرو بن علي- أبا حفص- قال: سمعت أبا داود الطيالسي قال: في صدري عشرة آلاف حديث لعثمان البري، لعلي ما حدثت منها بحرف.
أَخْبَرَنَا هبة الله الطّبريّ، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا عبد الرّحمن- وهو ابن أبي حاتم- قال: سمعت عمر بن شبة يقول: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث وليس معه كتاب.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: سمعت عليّ بن المَدِينِيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من أبي داود الطيالسي.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: سمعت بندارا محمد بن بشار يقول: ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي، قال:
فقلت له: وكيف؟ قال: فقال لما كان من حفظه، ومعرفته، وحسن مذاكرته.(9/28)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أحمد بن بندار الفقيه، حدّثنا محمّد بن يحيى بن مندة، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أبو داود الطيالسي أصدق الناس.
وأخبرنا أبو نعيم، حدّثنا محمّد بن جعفر بن يوسف، حدّثنا أحمد بن محمود بن صبيح، حَدَّثَنَا الحجاج بن يوسف بن قتيبة قال: سئل أبو المنذر النعمان بن عبد السلام- وأنا حاضر- عن أبي داود الطيالسي فقال: هو ثقة مأمون.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قال: وسأله- يعني أحمد بن حنبل- الهيثم بن خارجة فقال:
أبو داود أحب إليك أم أبو عبيدة الحدّاد؟ فقال أبو داود أحفظهما، وكان أبو عبيدة قليل الغلط، كثير الكتاب.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد الدارمي قال: سألت أحمد بن حنبل: عمن أكتب حديث شعبة؟ قال: كنا نقول- وأبو داود حي- يكتب عن أبي داود.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين- يعني عن أصحاب شعبة- قلت: فأبو داود الطيالسي أحب إليك، أو حرمي؟
فقال: أبو داود صدوق، أبو داود أحب إلي. قلت: فأبو داود أحب إليك أو عبد الرحمن بن مهدي؟ فقال: أبو داود أعلم به.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يزيد قَالَ: سمعت أبا مسعود يقول: ما رأيت أحدا أكبر في شعبة من أبي داود.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ومحمّد بن محمّد ابن عثمان السواق قالوا: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس القرشي قال: مات أبو داود الطيالسي سنة أربع عشرة ومائتين. وهذا القول خطأ لا شك فيه.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: أبو داود الطيالسي سليمان بن داود كان كثير الحديث ثقة وربما غلط، توفي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين وهو يومئذ(9/29)
ابن اثنتين وسبعين سنة لم يستكملها، وصلى عليه يحيى بن عبد الله بن عم الحسن بن سهل، وهو يومئذ والي البصرة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو داود سليمان بن داود سنة ثلاث ومائتين- أو أربع-.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات أبو داود الطيالسي سنة أربع ومائتين.
أخبرنا علي بن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: ومات أبو داود سنة أربع ومائتين وهو ابن إحدى وسبعين، ولد سنة ثلاث وثلاثين.
سمعت أبا نعيم الحافظ يذكر أن أبا داود توفي في صفر من سنة أربع ومائتين.
وأَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وسليمان بن داود يكنى أبا داود- صاحب الطيالسة- مات سنة أربع ومائتين في شهر ربيع الأول.
4618- سليمان بن مهران، أبو سفيان المدائني:
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الشّافعيّ، حدّثنا عبد الله بن روح، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ- أَبُو سُفْيَانَ الْمَدَائِنِيُّ الضّرير سنة أربع ومائتين- حَدَّثَنَا سَلامٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
[الحجر 44] قَالَ: «جُزْءٌ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ، وَجُزْءٌ شَكُّوا فِي اللَّهِ وَجُزْءٌ غَفَلُوا عَنِ اللَّهِ [1] »
. 4619- سليمان بن الحكم بن عوانة، الكلبي [2] :
حدث عن العلاء بن كثير الشامي والقاسم بن الوليد الكوفي الهمداني. روى عنه محمد بن الصباح الجرجانيّ، ومحمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن أبي العوام الرياحي.
__________
[1] 4618- انظر الحديث في: الموضوعات 3/265. والدر المنثور 4/100. وتفسير القرطبي 10/31.
[2] 4619- انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 3442.(9/30)
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ، حدّثنا ابن أبي العوام، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ، عن الأَسْقَعِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَغْنِيَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ، وإسحاق زنا النساء بينهن» [1]
. أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ قَالَ:
ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الحكم بن عَوَانَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ سِنَانِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَتَوَارَثُ أهل ملتين» [2]
. أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن سليمان بن الحكم بن عوانة فقال: هذا كان ينزل ذاك الجانب، وإنما كان عنده شيء. أو قال: لم أكتب عنه شيئا.
أَخْبَرَنَا الصّيمريّ، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّي، أخبرنا محمّد بن عمر بن سالم، حدّثني إسحاق بن موسى، حَدَّثَنَا أبو داود قال: سليمان بن الحكم بن عوانة أراه واسطيا قدم بغداد، فكتبوا عنه وكان له علم بالأخبار.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي، قال النفيلي: لا بأس به.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي عَن يَحْيَى بْن معين قال:
وأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الكبير، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: سليمان بن الحكم ابن عوانة ليس بشيء.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن الحكم بن عوانة متروك الحديث.
__________
[1] انظر الحديث في: تاريخ ابن عساكر 3/214. وكنز العمال 38500. وموضوعات ابن القيسراني 955.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2108. ومسند أحمد 2/178، 195. والمستدرك 2/240. وصحيح ابن حبان 1699.(9/31)
4620- سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس بن عبد المطلب، أبو أيوب الهاشمي [1] :
كان داود بن علي مات وابنه حمل. فلما ولد سموه باسمه داود. سمع سليمان عبد الرحمن بن أبي الزناد، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وعبثر بن القاسم، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن عبد الله الحمال، وأبو يحيى صاعقة والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري، والحسن بن سلام السواق، والحارث بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النرسي، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن المعدل، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي فقال: ما خلفت بالعراق رجلين أعقل منهما، سليمان بن داود، وأحمد بن حنبل.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الأزجي- بلفظه من كتابه- أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال:
سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت الحسن بن محمد بن الصباح يقول: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من رجلين، أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة قَالَ: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيّات.
__________
[1] 4620- انظر: تهذيب الكمال 2509 (11/410) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/59. وطبقات ابن سعد 7/343. والتاريخ الكبير 4/ت 1789. والكنى لمسلم، الورقة 5. وثقات العجلي، الورقة 21. والكنى للدولابي 1/102. والجرح والتعديل 4/ت 492. وثقات ابن حبان 1/الورقة 173. وجمهرة ابن حزم 34، 35. والكامل في التاريخ 6/454. وتاريخ الإسلام، الورقة 28 (أياصوفيا 3007) . والعبر 1/376. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 49. والمقتني في سرد الكنى، الورقة 15. والكاشف 1/ت 2105. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 128.
وطبقات السبكي 2/139. وغاية النهاية 1/313. ونهاية السول، الورقة 127. وتهذيب التهذيب 4/187. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 3686. وشذرات الذهب 2/45.(9/32)
وقال ابن خراش: بلغني عن أحمد بن حنبل قال: لو قيل لي اختر للأمة رجلا استخلفه عليهم، استخلفت سليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سليمان بن داود الهاشمي ثقة كان يسكن بغداد.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قال: سليمان بن داود الهاشمي كان صدوقا ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النِّيسَابُورِيّ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو أيوب سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ، ثقة مأمون سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ أَبُو الحسن الدارقطني: سليمان بن داود الهاشمي ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس توفي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين، وكان ثقة.
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنَا أحمد بن زهير قال: سليمان بن داود الهاشمي توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات سليمان بن داود الهاشمي سنة تسع عشرة ومائتين ببغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر أخبرهم حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قال: سنة عشرين ومائتين فيها مات سليمان بن داود بن داود بن علي الهاشمي.(9/33)
4621- سليمان بن سفيان، الجهني المدائني [1] :
حدث عن ورقاء بن عمر، وقيس بن الربيع. روى عنه زكريا بن يحيى بن أيوب المدائني.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَسَّامٍ المعروف بمعدان، حدّثنا زكريّا بن يحيى، حدّثنا سليمان بن سفيان الجهني- مدائني- حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «بِئْسَ الطَّعَامُ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ» [2] .
4622-[3] سليمان بن حرب بن بجيل، أبو أيوب الواشحيّ [4] البصري:
سمع شعبة، وجرير بن حازم، والحمادين، ومبارك بن فضالة، وسعيد بن زيد بن درهم والبسري بن يحيى، ويزيد بن إبراهيم التستري، وملازم بن عمرو. روى عنه:
يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن الزبير الحميري، ومحمد بن يَحْيَى الذهلي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، وَأَبُو زرعة وَأَبُو حاتم الرازيان، ويعقوب بْن شيبة، ويوسف بْن مُوسَى، وَمُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وعباس الدوري، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، وَالْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة وإبراهيم الحربي. قدم سليمان بن حرب بغداد وحدّث بها، وولى قضاء مكة.
__________
[1] 4621- انظر: تهذيب الكمال 2521 (11/437) . وضعفاء الدارقطني، الترجمة 255. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 50. وميزان الاعتدال 2/ت 3470. وتهذيب ابن حجر 4/194.
[2] انظر الحديث في: حلية الأولياء 8/267. ومجمع الزوائد 4/53. والكامل لابن عدي 2/317، 6/2201. وكنز العمال 44631.
[3] 4622- انظر: تهذيب الكمال 2502 (11/384) . وطبقات ابن سعد 7/300. وتاريخ خليفة 478. وطبقاته 228. والتاريخ الكبير 4/ت 1782. والصغير 2/351. والكنى لمسلم، الورقة 5. وسؤالات الآجري لأبي داود 4/ورقة 7- 8. والمعارف 526. والجرح والتعديل 4/ترجمة 481. وثقات ابن حبان 1/ورقة 173. ووفيات ابن زبر، الورقة 69، 70، 71.
وسنن الدارقطني 1/103 ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 66. وجمهرة ابن حزم 381. والسابق واللاحق للخطيب 216. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 81. وتقييد المهمل، الورقة 101. والجمع 1/181. والمعجم المشتمل، الترجمة 389. والكامل في التاريخ 6/521. ووفيات الأعيان 2/418- 420. وتاريخ الإسلام، الورقة 201 (آيا صوفيا 3007) . وسير النبلاء 10/330. وتذكرة الحفاظ 1/393. والعبر 1/390. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 47. والكاشف 1/ت 2100. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 126. وشرح علل الترمذي 493. والعقد الثمين 4/601. ونهاية السول، الورقة 126. وتهذيب ابن حجر 4/178. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2679. وشذرات الذهب 2/54.
[4] في المطبوعة: «الواشجي» تصحيف.(9/34)
وذكره أبو حاتم الرازي فقال: إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال، وقرأ الفقه، وليس بدون عفان ولعله أكبر منه، وقد ظهر حديثه نحو من عشرة آلاف حديث، ما رأيت في يده كتابا قط، وهو أحب إلي من أبي سلمة في حماد بن سلمة، وفي كل شيء. ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل، وكان مجلسه عند قصر المأمون. فبني له شبه منبر، فصعد سليمان وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد، والمأمون فوق قصره قد فتح باب القصر، وقد أرسل ستر يشف وهو خلفه يكتب ما يملى، فسئل أول شيء حديث حوشب بن عقيل، فلعله قد قال: حَدَّثَنَا حوشب بن عقيل، أكثر من عشر مرات، وهم يقولون لا نسمع، فقال: مستمل ومستمليان وثلاثة كل ذلك يقولون لا نسمع، حتى قالوا: ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي، فذهب جماعة فأحضروه، فلما حضر قال من ذكرت، فإذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا وقعد المستملون كلهم واستملى هارون، وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه، فقمنا من مجلسه فأتينا عفان فقال: ما حدّثكم أبو أيّوب؟ وإذا هو يعظمه.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يحكي هذا الخبر عن أبي حاتم الرازي كما سقته، وذكره ابن أبي حاتم أيضا عن أبيه في كتاب «الجرح والتعديل» هكذا.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ سُلَيْمَانَ عَنْ حَوْشَبِ بْنِ عَقِيلٍ. محمّد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن نعيم، حدّثنا سليمان بن حرب- أبو أيّوب- حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ مَهْدِيٍّ الْهَجَرِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَنْزِلِهِ فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قال: سمعت علي ابن المديني سنة عشرين- وقد ذكر له سليمان بن حرب- فجعل يكثر، فقال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد منذ ثلاثين سنة فقال: حَدَّثَنِي سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال: ما أخاف على أيوب وابن عون إلا الحديث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدّثنا عليّ بن المديني، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد(9/35)
عن سُلَيْمَان بن حرب قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بن زيد يقول: أخوف ما أخاف على أيوب وابن عون الحديث.
قال القاضي: وسمعته من سليمان ولكني بهذا أحفظ- أو كما قال القاضي-.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ:
سمعت سليمان يقول: أعقل موت ابن عون وكنت لا أكتب عن حماد حديث ابن عون كنت أقول رجل قد أدركت موته، قال: ثم كتبته بعد.
وقال يعقوب: سمعت سليمان بن حرب يقول: طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومائة، فاختلفت إلى شعبة، فلما مات شعبة جالست حماد بن زيد ولزمته حتى مات، جالسته تسع عشرة سنة، جالسته سنة ستين، ومات سنة تسع وسبعين ومائة.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه أَحْمَد بْن حنبل عن حديث هشام بن عامر «احفروا وأعمقوا» وقلت يختلفون فيه؟ فقال: نعم يضطربون فيه، قال أبو بكر: فهذا قال فيه جرير بن حازم عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام عن عامر عن أبيه، وقال سليمان بن المغيرة: عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر، وهكذا قال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ هشام ابن عامر، إلا أن سليمان بن حرب حَدَّثَنَا ببغداد عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه. ثم قال لي بالبصرة: اترك فيه سعد بن هشام عن أبيه. ورواه عبد الوارث فقال عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أبي الدهماء عن هشام بن عامر، فلم يحكم أبو عبد الله لأحد منهم. وأما غيره فقال الحديث حديث أبي الدهماء.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عفير، حدّثنا أحمد بن سنان، حَدَّثَنَا المسعري قال: جاء رجل إلى سليمان بن حرب فقال:
إن مولاك فلانا مات وخلف قيمة عشرين ألف درهم، قال: فلان أقرب إليه مني، المال لذاك دوني، قال: وهو يومئذ محتاج إلى درهم.
حَدَّثَنِي أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد الخرجوشي- بلفظه- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن العباس قال: حَدَّثَنَا القاضي المقدمي.(9/36)
وأخبرني الحسين بن محمّد الصّيمريّ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثني المقدمي القاضي، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا يحيى بن أكثم قال:
قال لي المأمون: من تركت بالبصرة؟ فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب وقلت هو ثقة حافظ للحديث، عاقل في نهاية الستر والصيانة، فأمرني بحمله إليه، فكتبت إليه في ذلك، فقدم، فاتفق أني أدخلته إليه وفي المجلس ابن أبي دؤاد، وثمامة، وأشباه لهما. فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم. فلما دخل سلم فأجابه المأمون، ورفع مجلسه، ودعا له سليمان بالعز والتوفيق. فَقَالَ ابن أَبِي دؤاد: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نسأل الشيخ عن مسألة. فنظر المأمون إليه نظر تخيير له. فقال سليمان: يا أمير المؤمنين حَدَّثَنَا حماد بن زيد قال: قال رجل لابن شبرمة: أسألك؟ فقال إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس، ولا تزري بالمسئول فسل. وحَدَّثَنَا وهيب بن خالد قال: قال إياس ابن معاوية: من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها، ولا للمجيب أن يجيب فيها، فإن كانت مسألته من غير هذا فليسأل وإن كانت من هذا فليمسك. قال:
فهابوه فما نطق أحد منهم حتى قام. وولاه قضاء مكة، فخرج إليها.
قلت: وكانت ولايته قضاء مكة في سنة أربع عشرة ومائتين، فلم يزل على ذلك إلى أن عزل في سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الصّوّاف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يقول: كتبنا عن سليمان بن حرب وابن عيينة حي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: كان سليمان بن حرب يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك.
قلت: كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حدّثنا جدي، حدّثنا سليمان بن حرب، وكان ثقة ثبتا صاحب حفظ.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن حرب كان ثقة بصريا.(9/37)
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: قال سليمان: إذا دخل صفر فقد استكملت سبعا وسبعين سنة، وذلك في ذي الحجة سنة ست عشرة ومائتين.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: قال سليمان: ولدت سنة أربعين ومائة في صفر.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: مات سليمان بن حرب سنة أربع وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سليمان بن حرب كان ثقة كثير الحديث، وقد ولي قضاء مكة، ثم عزل فرجع إلى البصرة، فلم يزل بها حتى توفي بها لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين.
قلت: وذكر أبو حسان الزيادي أن وفاته كانت في آخر يوم من شهر ربيع الآخر.
4623- سليمان بن داود بن رشيد، أبو الرّبيع الأحوال الختلي [1] :
روى عن محمد بن حرب الأبرش عن الزبيدي نسخة، وعن أبي حفص الأبار.
حدث عنه عباس بن محمد الدوري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وَعَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، وَأَبُو يعلى الموصلي، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر الصابوني- إجازة- أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن سعيد الموصلي، حَدَّثَنَا شاهين بن السميدع العبدي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل يحسن الثناء على أبي الربيع الختلي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، حدّثنا أبو الرّبيع
__________
[1] 4623- انظر: تهذيب الكمال 2510 (11/413) . والمنتظم 11/171. والجرح والتعديل 4/ت 502. والجمع 1/182. والأنساب للسمعاني 1/149. والمعجم المشتمل، الترجمة 393.
وتاريخ الإسلام، الورقة 38 (أحمد الثالث 2917/7) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 49.
والكاشف 1/الترجمة 2106. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 128. ونهاية السول، الورقة 127.
وتهذيب ابن حجر 4/188. وفتح الباري 5/272. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2687.(9/38)
سليمان بن داود الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن حرب الخولاني، حدّثنا محمّد بن الوليد الزبيدي، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَى جَارِيَةً فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، رَأَى بِوَجْهِهَا سُفْعَةً فَقَالَ: «بِهَا نَظْرَةٌ، فَاسْتَرْقُوا لَهَا [1] »
. أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه الحافظ، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد الأسدي قال: أبو الربيع الأحول سليمان بن داود ثقة كان ببغداد.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات سليمان بن داود أبو الربيع- وكان ينزل مدينة أبي جعفر- أول يوم من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين.
4624- سليمان بن داود، أبو داود المباركي [2] :
سمع أبا شهاب الحناط، وعامر بن صالح الزبيري، ويحيى بن أبي زائدة، وأبا حفص الأبار، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي. روى عنه مسلم بن الحجاج، وأبو زرعة الرازي، وأسيد بن عاصم الأصبهاني، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل، وأحمد بْن الحسن بْن عَبْد الجبار الصوفي، وأحمد بن يونس بن بكر الوراق.
وذكر أبو زرعة أنه سأل يحيى بن معين عنه فقال: لا بأس به. وقال أبو زرعة:
هو شيخ ثقة كان يكون ببغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يُونُسَ بْن بَكْرِ بْن الخليل الورّاق- أبو بكر- حدّثنا سليمان المباركي، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإسلام 59. والمستدرك 4/414. والسنن الكبرى للبيهقي 9/348.
[2] 4624- انظر: المنتظم 11/172. وتهذيب الكمال 2514 (11/425) . والكنى لمسلم، الورقة 34.
والجرح والتعديل 4/ت 496، 613. وثقات ابن حبان 1/الورقة 176. وإكمال ابن ماكولا 7/309. والمعجم المشتمل، الترجمة 394. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 50. والكاشف 1/الترجمة 2110. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 128. ونهاية السول، الورقة 127. وتهذيب ابن حجر 4/192. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2696، 2739.(9/39)
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خَبٌّ لَئِيمٌ [1] »
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة إحدى وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود المباركي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات المباركي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قلت: وقيل إن وفاته كانت في ذي القعدة.
4625- سليمان بن داود، أبو الربيع الزهراني العتكي البصري [2] :
سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد، وعبد الله بن جعفر المديني، وفليح بن سليمان. وشريك بن عبد الله، ويعقوب القمي، وأبا شهاب الحناط، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل وقال: كتبنا عنه في أيام ابن مهدي. وحدث عنه علي ابن المديني، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة الرازي، وأبو داود السجستاني، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، ويحيى بن محمد بن البختري الحنائي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ وأبو القاسم البغوي. سكن أبو الربيع بغداد وحدث بها، ووثقه يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَد بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْوَاثِقِ بالله الهاشميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ، أخبرنا عبد الله بن محمّد
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 4790. وسنن الترمذي 1964. والمستدرك 1/43- 44. والسنن الكبرى للبيهقي 10/195. وكشف الخفا 2/405. والعلل المتناهية 2/109.
[2] 4625- انظر: تهذيب الكمال 2513 (11/423) . والمنتظم 11/212. وطبقات ابن سعد 7/307. وعلل أحمد 1/327. والتاريخ الكبير 4/ت 1791. والصغير 2/363. والكنى لمسلم، الورقة 36. والمعارف 527. والمعرفة ليعقوب 1/170، 3/235. والجرح والتعديل 4/ت 493. وثقات ابن حبان 1/الورقة 173. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 66. والإرشاد للخليلي، الورقة 19. والسابق واللاحق 291. وشيوخ أبي داود، الورقة 82.
والجمع 1/182. والأنساب للسمعاني 6/327. والمعجم المشتمل، الترجمة 391. وتاريخ الإسلام، الورقة 38 (أحمد الثالث 2917/7) . وسير النبلاء 10/676. والكاشف 1/الترجمة 2109. والعبر 1/417. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 50. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 128. وغاية النهاية 1/313. ونهاية السول، الورقة 127. وتهذيب ابن حجر 4/190.
وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2690.(9/40)
ابن عبد العزيز البغويّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِبَغْدَادَ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إحدى وثلاثين ومائتين- حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا لَحْمٌ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ رُقَيَّةَ، مَا رَأَيْتُ زَوْجًا أَحْسَنَ مِنْهُمَا، فَجَعَلْتُ مَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى عُثْمَانَ، وَمَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى رُقَيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«دَخَلْتَ عَلَيْهِمَا؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: «هَلْ رَأَيْتَ زَوْجًا هُوَ أَحْسَنَ مِنْهُمَا؟» [1] قَالَ: قُلْتُ: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ جَعَلْتُ مَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى رُقَيَّةَ وَمَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى عُثْمَانَ.
ذكر مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أن مُحَمَّد بْن حميد المخرمي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: شهدت أبا زكريا وجاءه جماعة فسألوه عمن يكتبون بالبصرة قال: الحجبي، ومسدد، وأبو الربيع الزهراني.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن أبي الربيع والحجبي، أيهما أثبت في حماد بن زيد؟ فقال: أبو الربيع أشهر الرجلين، والحجبي ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو الربيع الزهراني تكلم الناس فيه، وهو صدوق.
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف القطان، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو الربيع الزهراني البصري ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني في رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقد كتبت عنه. قلت: وبالبصرة توفي.
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 1/31. ومجمع الزوائد 9/80. وكنز العمال 36258.(9/41)
4626- سليمان بن الربيع بن سليمان:
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم بن شاذان، حدّثنا أحمد بن العبّاس بن شقير، حدّثني أبو أحمد البربري، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ- فِي دَارِ الرَّقِيقِ سنة أربع وثلاثين ومائتين- حَدَّثَنَا أَبِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الْمُحَبَّرِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الأَلْهَانِيِّ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُعَانَقَةِ الرَّجُلِ أَخَاهُ إِذَا هُوَ لَقِيَهُ؟ فَقَالَ: «كَانَتْ تَحِيَّةَ أَهْلِ الإِيمَانِ وَخَالِصَ وُدِّهِمْ وَأَنَّ أَوَّلَ مِنْ عَانَقَ إِبْرَاهِيمُ» [1] وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
. 4627- سليمان بن داود بن بشر بن زياد، أبو أيوب المنقري البصري المعروف بالشاذكوني [2] :
حدث عن عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، ومن بعدهما. وكان حافظا مكثرا، وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها، وانتشر حديثه بها. روى عنه أبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن يونس الكديمي، وحمدون بن أحمد بن سلم السمسار، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: قدم ابن الشاذكوني فنزل على هشيم.
حدثت عَن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان الدقاق، أخبرنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ مُطَيَّنٌ قال: ذكرنا لأبي عبد الله بن الشاذكوني فقال أحمد: قدم علينا هاهنا سنة ثمانين، فنزل على هشيم في دهليزه، وكان يلقي على هشيم تلك الأبواب. قال أحمد: وكان حافظا، وكانت هيئته هيئة حسنة، ثم قدم علينا بعد فإذا هيئته سوى تلك الهيئة، ثياب طوال وهيئة.
قال أحمد: فقلت في نفسي كم بين تلك الهيئة إلى هذه؟! أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: في كتابي عن محمد بن أحمد بن بطة عن عبد الله ابن أحمد بن أسيد قال أبو نعيم: وأظن أن أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن
__________
[1] 4626- انظر الحديث في: الدر المنثور 1/116. والعلل المتناهية 2/250. وأمالى الشجري 2/132.
[2] 4627- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/212. والجرح والتعديل 4/115. وطبقات ابن سعد 7/309. وميزان الاعتدال 2/205. ولسان الميزان 3/84. واللباب 2/172.(9/42)
حبّان حَدَّثَنَا قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أسيد قال: حَدَّثَنِي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي قال: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قال: سمعت عمرو الناقد يقول: قدم سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مهزول قال: سمعت محمد بن حفص يقول:
سمعت عمرو الناقد يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان عليّ أحفظنا للطوال.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سئل عباس العنبري أيهما كان أعلم بالحديث؟ هو- يعني الشاذكوني- أو عليّ بن المديني فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلي بجليله.
قال: وسمعت عباسا العنبري يقول: التقى ابن الشاذكوني وابن أبي شيبة بالكوفة- أظنه قال عند أبي نعيم- قال: فقال ابن أبي شيبة: أيش تحفظ «لا تقطع الخمس إلا في خمس [1] » قال: فقال ابن الشاذكوني: إنما سألتني عن هذا الباب لأنك كتبت حديث فلان ولم أكتبه أنا قال: فأجابه، ثم تذاكرا، قال: فترك ابن الشاذكوني ابن أبي شيبة وأنا أرحمه.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا أبو يحيى الساجي قال: حَدَّثَنِي أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القطواني قَالَ: سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يقول: انتهى العلم- يعني علم الحديث- إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بْن معين، وأبي بكر بْن أَبِي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له، قال أبو يحيى: وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الدارقطني 3/186.(9/43)
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجانيّ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن بخيت، حدّثنا يزيد بن محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: كان ابن الشاذكوني يسألني عن الحديث، فإذا أجبته فيه قال: لبيك اللهم لبيك.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سمعت إبراهيم بن الأصبهاني يقول: كان أبو داود الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له يا أبا داود إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح واستبشر، وأنت تبكي؟! فقال: إنكم لا تعلمون إلى من أرجع، إنما أرجع إلى شياطين الإنس، علي بن المديني، وابن الشاذكوني، وابن بحر السقاء- يعني عمرو بن علي-.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي بحديث، فقال عبيد بن بطة، فقلت له: يا أبا سعيد هو عبيد بن نضلة، حَدَّثَنَا فلان عن فلان وذكر الحديث، قال حتى أنظر، فدخل البيت ثم خرج فقال: هو كذا ولكنه اتصل اللام بالضاد.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عليّ المؤدّب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ، حدّثنا عمر بن إسحاق الشّيرازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التَّمَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ دَخْلَةً أَكْتُبُ الْحَدِيثَ فَأَتَيْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ فَكَتَبْتُ حَدِيثَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَصِرْتُ فِي بَنَانِهِ لَقِيَنِي ابْنُ أَبِي خَدُّوَيْهً فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ، قَالَ: حَدِيثَ مَنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: أَفَكَتَبْتَ عِلْمَهُ كُلَّهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَذَهَبَ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَكَتَبْتَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشٍ فَحِيلٍ، كَانَ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَأَسْخَنَ اللَّهُ عَيْنَكَ، أَيْشِ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالْكُوفَةِ!! قَالَ: فَوَضَعْتُ خَرْجِي عِنْدَ النَّرْسِيَيْنِ، وَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَتَيْتُ حَفْصًا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟
قُلْتُ: إِنَّ ابْنَ أَبِي خَدَّوَيْهِ ذَاكَرَنِي عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَحَدَّثَنِي وَرَجَعْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بِالْكُوفَةِ حَاجَةٌ غَيْرُهَا.(9/44)
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أخبرنا زكريّا بن يحيى- يعني الساجي- حدّثني أحمد بن محمّد، حَدَّثَنَا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل، وابن أبي خدويه، وعلي. فأقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى القطّان: طارق وإبراهيم بن مهاجر؟ فقال يحيى: يجريان مجرى واحدا، فقال الشاذكوني: نسألك عما لا ندري، وتكلف لنا ما لا تحسن، إنما نكتب عليك ذنوبك، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة، وحديث طارق مائتين، عندك عن إبراهيم مائة، وعن طارق عشرة، فأقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل. فقال يحيى:
دعوه فإن كلمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول:
كان يحيى بن سعيد يسمي الشاذكوني الخائب.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي- وَقُلْتُ لَهُ- شَيْئًا رَوَاهُ الشَّاذَكُونِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أريت بني أميه فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي، فَشُقَّ على ذلك، فأنزلت: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
[الْقَدْرِ 1] » [1]
. فَأُنْكِرَ فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
قَالَ: حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي فَشُقَّ عَلِيَّ، فَأُنْزِلَتْ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
»
. وَأُنْكِرَ أَوَّلُ حَدِيثِ ابْنِ الشَّاذَكُونِيِّ أَشَدَّ الإِنْكَارِ، وَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ- فَذَهَبَ عَنِّي- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَنِي- أَرَاهُ قَالَ إِلَى الْيَمَنِ- قَالَ: «إِنَّهُمْ سَائِلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ، فَإِذَا سَأَلُوكَ فَقُلْ إِنَّهَا مِنْ عَرَقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ» .
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 2/92. ومجمع الزوائد 5/244. والعلل المتناهية 2/212.(9/45)
فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ شَيْئًا، وَأَبُو بَكْرٍ شَامِيٌّ، وَهِشَامٌ صَنْعَانِيٌّ. ثُمَّ قَالَ: أُرَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَهَ.
أنبأني أحمد بن علي اليزدي، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ محمد بن إسماعيل الصائغ قال: سمعت عفان يقول: جاءني الشاذكوني فأمليت عليه عبد الواحد بن زياد من أوله إلى آخره شيخا شيخا، فبلغني بعد خمس سنين- أو ست- أنه يحدث به عن عبد الواحد، فقلت لهم: ويحكم مني سمع هذا.
أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان الشاذكوني فقال: ما رأيت أحفظ منه، فقلت له بأي شيء كان يتهم؟ فقال في الكذب، وكان يكذب في الحديث، وكان بلية يرمى باللواطه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سفيان الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن الحسين الأنصاري يقول: قدم علينا ابن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أصبهان في أيام سليمان بن داود الشاذكوني، وذكر أن سليمان الشاذكوني وسفيان الرؤاسي وبلبل كانوا في رفقة يكتبون الحديث، فأخذوا غلاما نصرانيا فلم يكن لهم موضع فأدخلوه مسجدا، فقالوا لسليمان الشاذكوني أين ترى ننحره؟ فقال: أَخْبَرَنَا جرير عن مغيره عن إبراهيم قال: المحاريب محدثة فأبى الغلام دخول المحراب، فقال سليمان: عبد صالح اجتنب المنحر، فلما ضرب الدهر ضرباته، وقدم ابن عمرو بن مرزوق أصبهان سأل الشاذكوني وتوسل إليه بأبوته وبالبلديه فلم يسعفه بشيء، فأراد أن يخجل الشاذكوني فقام يوم مجلسه فقال: يا أبا أيوب إن رأيت أن تُحَدِّثَنَا بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر؟ وإذا أبو أيوب أعظم تجربة وأشد حكمة من أن يخجله شاب، فقال: هذا عهد بعيد، والحديث طويل، ولم أذاكر به منذ حين، فإذا فرغنا من المجلس فأتنا ونحن في المنزل لنحدثك بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر. فرجع خجلا وخرج عن البلد.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرنا أحمد ابن إبراهيم الجمال، حدّثنا الحسين بن عليل العنزي، حَدَّثَنَا محمد بن يوسف الخاركي قال: حَدَّثَنِي عليّ بن المديني قال: كنا عند عبد الرحمن بن مهدي عشية، إذ(9/46)
جيء بسليمان الشاذكوني وهو سكران في بنيجة، فلما رآه عبد الرحمن قال لغلمانه:
احملوه فأدخل إلى منزله، فلم أزل حتى أفاق فلما أتاه ابن مهدي فوعظه. فقال: والله ما سكرت ولكنهم بنجوني، فقال ابن مهدي: دع النبيذ ولك عندي ألف درهم، فقال نعم، فأعطاه ألف درهم، فأقام عنده حتى تغدى ثم انصرف، قال: علي فما تركه حتى عاد إليه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا يزيد بن الهيثم بن طهمان- أبو خالد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ قَالَ: جاء رجل إلى عبد الرزاق فدفع إليه كتابا، فأخذه فقرأه، فتغير وجهه ثم قال:
العدو الله الكذاب الخبيث جاء إلى هاهنا؟ كان يفعل كذا، ويفعل كذا، ثم ذهب إلى العراق فذكر أني حدثته بأحاديث، والله ما حدثته بها عن معمر، ولا عن الثوري، ولا عن ابن جريج، ولا سمعتها منهم، ثم رمى بكتابه ثم قال: ذاك الشاذكوني. ثم ذكر يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، وأما عليّ بن المديني فحافظ سراد، وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسين بن ميمون البزّاز- بمصر- أخبرنا الحسين بن عليّ بن شعبان بن زكير، حدّثنا محمّد بن سعيد التستري، حَدَّثَنَا القاسم بن نصر المخرمي قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن سليمان الشاذكوني فقال: جالس حماد بن زيد، وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع وذكر جماعة فما نفعه الله بواحد منهم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا مُحَمَّد بْن نُعيم قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق يقول:
سمعت صالحا جزرة يقول: قال لي أبو زرعة الرازي ببغداد: أريد أن أجتمع مع سليمان الشاذكوني فأناظره، قال صالح فذهبت به إليه، فلما دخل عليه قلت له: هذا أبو زرعة الرازي أراد مذاكرتك، فتذاكرا حديث أستار الكعبة وما قطع منها، فكان الشاذكوني يصنع الأسانيد في الوقت ويذاكره بها، فتحير أبو زرعة وسكت، فلما قمنا من عنده قال لي أبو زرعة: اغتممت والله مما فعل هذا الشيخ! قلت له: هذه الأحاديث وضعها الساعة، ولو ذاكرته بشيء آخر لوضع مثلها.(9/47)
أخبرنا الجوهريّ، أنبأنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين- وذكر ابن الشاذكوني فقال: قد سمع إلا أنه يكذب ويضع الحديث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: جربت علي ابن الشاذكوني الكذب.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثنا محمّد بن عبد الحميد السهمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الحضرمي قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان الشاذكوني فقال: ليس بشيء.
حدثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا العباس الأزهري قال: سمعت محمّد ابن إسماعيل البخاري- وذكر سليمان يعني الشاذكوني فقال: هو عندي أضعف من كل ضعيف.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري بلفظه، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيّوب سليمان ابن داود الشاذكوني ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قال: سألت عبدان الأهوازي عن الشاذكوني كيف هو؟ فقال: معاذ الله أن يتهم الشاذكوني، وإنما كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدث فيغلظ.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي قَالَ: سئل عَبْد الله بن محمد بن سيار عن الشاذكوني فقال: سمعت عباسا العنبري يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: توفي سليمان بن داود السعدي الشاذكوني بأصبهان سنة ست وثلاثين ومائتين. وهذا القول وهم، والصواب في تاريخ وفاته.
ما أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قال: سليمان الشاذكوني توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود الشاذكوني المنقري بأصبهان.(9/48)
وكذلك ذكر محمد بن جرير الطبري أن وفاته كانت بأصبهان في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين.
حدثت عن محمد بن المظفر الحافظ قال: سمعت أبا الحسين ابن قانع يقول:
سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر يقول: رأيت سليمان الشاذكوني فِي النوم فقلتُ ما فعل اللَّه بك يا أبا أيوب؟ قال: غفر لي. قلت بماذا؟ قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها، فأخذني مطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت، وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.
4628- سليمان بن أيوب، أبو أيوب صاحب البصري [1] :
حدث عن حماد بن زيد، وهارون بن دينار. روى عنه زكريا بن يحيى الضرير المدائني، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وصالح بن محمد جزرة، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبو القاسم البغوي. وكان من أهل البصرة، وقدم بغداد وحدّث بها.
أخبرنا الحسين بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حدّثنا أحمد بن الحسن الصّوفيّ، حدّثنا سليمان بن أبي أَيُّوبَ- صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، فِي مَنْزِلِ عُبَيْدِ اللَّهِ القواريري- حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنُ عُمَرَ عَنِ اسْتِلامِ الْحَجَرِ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ. قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتُ، أَرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ؟ قَالَ: اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ. كَذَا قَالَ لِي الْخَلالُ عَنِ أَبِي الزبير، والصواب: عن الزبير وهو ابن عدي.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قال لي يحيى بن معين: هذا البصري أبو أيوب صاحب البصري ثقة صدوق حافظ معروف، أكتب عنه.
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن أبي طالب البغدادي- بمصر- قال: وجدت في كتاب جد أبي الحسين بن حبان- قال: أبو زكريّا سليمان ابن أيوب صاحب البصري من الحفاظ الثقات كان يتحفظ عند يحيى بن سعيد، يأنف أن يكتب عنده.
__________
[1] 4628- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/227.(9/49)
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي قَالَ:
سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن أيوب صاحب البصري.
4629- سليمان بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سليمان بن حبيب، أبو محمد الجرشي الشامي [1] :
نزيل واسط حدث عن الوليد بْن مسلم، ومحمد بْن شعيب بْن شابور، ومروان ابن معاوية كان فهما حافظا قدم بغداد فكتب عنه بها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن ملاعب، وحنبل بن إسحاق.
وقَالَ ابن أَبِي حاتم كتب عَنْهُ أَبِي وقال: كتبت عنه قديما، وكان حلوا. قدم بغداد فكتب عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وتغير بأخرة، فلما كان في رحلتي الثانية قدمت واسطا فسألت عنه فقيل لي: قد أخذ في الشرب والمعازف والملاهي فلم أكتب عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن أَحْمَد. وقال أحمد ابن حنبل: سألت عنه بالشام فوجدته معروفا يحمدونه.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي: حَدِيثٌ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بن الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُعَيْقِيبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدٍ» [2]
فَقَالَ: هَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ، رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان بن أحمد فقال: كان يتهم في الحديث.
أنبأني أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال:
__________
[1] 4629- انظر: التاريخ الكبير 4/3. والجرح والتعديل 4/101. وميزان الاعتدال 2/194. ولسان الميزان 3/72. والمغني 1/277.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/44. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 124. وفتح الباري 7/123.(9/50)
قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن طالب بْن علي قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد البغدادي:
سليمان بن أحمد الواسطي كذاب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد ضعيف، روى عن الوليد بن مسلم.
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قال: سألت عبدان وقد حَدَّثَنَا عن سليمان بن أحمد الواسطي بعجائب فقال: كان عندهم ثقة.
قال ابن عدي: ولسليمان أحاديث أفراد غرائب، يحدث بها عنه علي بن عبد العزيز وغيره، وهو عندي ممن يسرق الحديث ويشتبه عليه.
حَدَّثَنِي أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ قال: سليمان بن أحمد أبو محمد الواسطي متروك الحديث.
4630- سليمان بن أبي شيخ، واسم أبي شيخ: منصور بن سليمان، ويكنى أبا أيوب الواسطي [1] :
سكن ببغداد في بركة زلزل، وَحَدَّثَ عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ، وَعَبْد اللَّهِ بن إدريس، وأبي سفيان الحميري، وصالح بن سليمان، ومحمد بن الحجاج اللخمي وحجر بن عبد الجبار الحضرمي، ويحيى بن سعيد، وخالد بن سعيد الأمويين، وصلة بن سليمان، وغيرهما. وكان عالما بالنسب، والتواريخ، وأيام الناس وأخبارهم وكان صدوقا. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن العباس اليزيدي، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم أخو أَبِي الليث الفرائضي، وعلي بن الحسن بن المغيرة الدقاق.
أَخْبَرَنِي عبد العزيز بن علي الوراق، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمار الثقفي، حدّثنا أحمد بن سليمان بن أبي الشيخ أن أباه ولد سنة إحدى وخمسين ومائة، ومات سنة ست وأربعين ومائتين، وكان عمره خمسا وتسعين سنة، وأن أبا شيخ جده ولد سنة ثمان عشرة ومائة، ومات سنة ست وثمانين ومائة، وكان اسمه منصور، وأن جد أبيه سليمان الأكبر أبا أبي شيخ،
__________
[1] 4630- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/346.(9/51)
ولد سنة أربعين، وفيها قتل أمير المؤمنين علي، ومات في السنة التي ولد فيها ابنه أبو شيخ، سنة ثمان عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن سليمان بن أبي شيخ الواسطي فقال: ثقة.
4631- سليمان بن معبد، أبو داود النحوي السنجي المروزي [1] :
سمع النضر بن شميل والنضر بن محمد الجرشي، وسيار بن حاتم، والهيثم بن عدي، وعبد الرزاق بن همام والأصمعي، وعمرو بن عاصم، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأصبغ بن الفرج، وغيرهم.
وكان قد رحل في العلم إلى العراق، والحجاز، ومصر واليمن، وقدم بغداد وذاكر الحفاظ بها، وسمع منه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد في مذاكرته ليحيى بن معين أحاديث. وروى عنه مسلم بن الحجاج، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وأبو بكر بن أبي داود ومحمد بن حمدويه المروزيّ، وكان ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: أبو داود النحوي- سليمان بن معبد- ليحيى بن معين: حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: أعض الله أبا حنيفة بكذا وكذا لا يكني، فقال يحيى بن معين: أساء أساء.
أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران قَالَ: قرأتُ علي ابن جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صريم السنجي فأقر به.
سمعت أبا رجاء محمد بن حمدويه بن موسى يقول: سليمان بن معبد من أهل السنج جالس الأصمعي وجلة الفقهاء، مات في سنة سبع وخمسين ومائتين. زاد غيره:
في ذي الحجة.
__________
[1] 4631- انظر: تهذيب الكمال 2566 (12/67) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/131. والجرح والتعديل 4/ترجمة 632. وثقات ابن حبان 1/الورقة 176. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 67. وتقييد المهمل، الورقة 67. والجمع 1/185. والمعجم المشتمل، الترجمة 405. ومعجم البلدان 1/204. والكاشف 1/ت 2150. وتذكرة الحفاظ 2/502. والعبر 2/21. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 55. وتاريخ الإسلام، الورقة 242 (أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 133. ونهاية السول، الورقة 130. وتهذيب ابن حجر 4/219. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2744. وشذرات الذهب 2/136.(9/52)
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنِي أبو جعفر الكمساني المؤدب- بمرو- أن هذه الأبيات لأبي داود سليمان بن معبد السنجي:
يا آمر الناس بالمعروف مجتهدا ... وإن رأى عاملا بالمنكر انتهره
ابدأ بنفسك قبل الناس كلهم ... فأوصها واتل ما في سورة البقره
أتأمرون ببر تاركين له ... ناسين ذلك دأب الخيب الخسره
وإن أمرت ببر ثم كنت على ... خلافه لم تكن إلا من الفجره
من كان بالعرف أمارا وتاركه ... فذاك يسبق منه سيله مطره
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بيده قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن معبد مروزي ثقة، كنيته أبو داود.
4632- سليمان بن عبد الجبّار بن رزيق، أبو أيوب [1] :
من ساكني سر من رأى. حدث عن سعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن فارس، ويونس بن محمد، وإسحاق بن عيسى بن الطباع، وعمر بن حفص بن غياث، وخالد بن مخلد، وعلي بن قادم، وعفان بن مسلم، وحسين بن محمّد المروزيّ. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وأحمد بن عبد الله بن سابور، وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن هارون بن المجدر، ويحيى بن محمد بن صاعد.
وقَالَ ابن أَبِي حاتم: كتب عَنْهُ أَبِي بسامرا. قال: وسمعت أبي يعقوب سمعت حجاج بن الشاعر يبالغ في الثناء عليه ويذكره بخير.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النهرواني، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ،
__________
[1] 4632- انظر: تهذيب الكمال 2539 (12/20) . والجرح والتعديل 4/الترجمة 566. وثقات ابن حبان 1/الورقة 175. والمعجم المشتمل، الترجمة 398. وتاريخ الإسلام، الورقة 242 (أحمد الثالث 2917/7) . والكاشف 1/ترجمة 2129. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 53. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 130. ونهاية السول، الورقة 129. وتهذيب ابن حجر 4/205.
وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2716.(9/53)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ المروزيّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
وَأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ، حدّثنا جعفر الصائغ، حدّثنا حسين، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ [1] »
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ» .
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شعبة الْمَرْوَزِيُّ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محبوب، حدّثنا أبو عيسى الترمذي، حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار البغداديّ، حَدَّثَنَا عمر بن حفص بن غياث بحديث ذكره.
4633- سليمان بن أيوب، الربضي الضرير [2] :
حدث عن داود بن المحبر. روى عنه إبراهيم بن الوليد الجشاش.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الوليد الجشاش قال: سمعت سليمان أبا أيوب الربضي الضرير- وكان من الصالحين- قال: حَدَّثَنَا داود بن المحبر عن مبارك بن فضالة عن ثابت البناني قال: أفضت من عرفات وقد مضى الناس، فبينما أنا أسير وحدي إذا أنا برجلين يقول أحدهما لصاحبه يا حبيب، فقال الآخر: لبيك يا محب ما تقول قال:
أترى الذي تحاببنا فيه يعذبنا؟ قال: فسمعوا صوتا: ليس بفاعل، ليس بفاعل.
4634- سليمان بن محمد بن عاصم، الطيالسي:
حدث عن قبيصة بن عقبة. روى عنه ابن أخيه القاسم بن بكر الطيالسي.
4635- سليمان بن خلاد، أبو خلاد المؤدب [3] :
سكن سر من رأى وحدث بِها عن يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، ووهب بن جرير، وكثير بن هشام، ويونس بن محمد، وقراد أبي نوح، والحسن بن موسى الأشيب. روى عنه قاسم بن محمد الأنباري، وأبو بَكْر بْن أَبِي داود السجستاني، وَمُحَمَّد بْن نوح الجنديسابوري، وأبو عيسى بن قطن السّمسار، ومحمّد بن
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 4633- انظر: الأنساب، للسمعاني 6/76.
[3] 4635- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/165.(9/54)
زكريا الدقاق، وأَحْمَد بن عَبْد اللَّهِ وكيل أَبِي صخرة، ومحمد بن سهل بن هارون العسكري، ومحمد بن مخلد الدوري.
وقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا سليمان بن خلاد، حدّثنا وهب بن جرير، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ» [1]
. أَخْبَرَنِي الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قَالَ جدي عن ابن بكر- يعني أحمد بن محمد بن بكر القصير- ومات أبو خلاد بسر من رأى في آخر سنة إحدى وستين ومائتين.
4636- سليمان بن الحسن، أبو أيوب، يعرف بأخي المقتصد [2] :
حدث عن عبد الله بن نمير، ويزيد بْن هارون، وأبي النضر هاشم بْن الْقَاسِم، والحكم بن مروان الضرير. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد بن بكران بن عمران، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنِي سليمان بن الحسن أبو أيوب أخو المقتصد قال [حدّثنا] [3] الحكم بن مروان، حَدَّثَنَا عمرو بن بشير أبو هانئ عن الشعبي قال: من قرأ: إِذا زُلْزِلَتِ
فإنها تعدل سدس القرآن.
قرأت فِي كتاب ابن مخلد بخطه سنة اثنتين وستين ومائتين، فيها مات أبو أيوب سليمان بن الحسن أخو المقتصد في شهر رمضان.
4637- سليمان بن الربيع بن هشام بن عزور بن مهلهل، أبو محمد النهدي الكُوفِيّ:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عن أَبِي جنادة حصين بن مخارق، وهمام بن مسلم الزاهد وكادح بن رحمة، وأَبِي نُعَيْم الفضل بْن دُكين. رَوى عَنْهُ مُحَمَّد بن جرير الطّبريّ،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/177. وصحيح مسلم، كتاب الصلاة 114.
[2] 4636- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/181.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/55)
وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن يحيى المؤذن، ومحمد بن مخلد العطار.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ البيع، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد بْن حفص العطار، حدّثنا سليمان بن الرّبيع، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ الزَّاهِدُ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اشْتَكَى ضِرْسَهُ فَلْيَضَعْ أُصْبُعَهُ عَلَيْهِ وَلْيَقْرَأْ هذه الآية: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ
[الأنعام 98] وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ*
[السجدة 9] [1] »
. حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيُّ: يُقَالُ كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ لَهُ اسْمٌ كَانَ يُعْرَفُ بِهِ، فَغَيَّرَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ فَسَمَّاهُ كادحا، ذهب إلى قول الله تعالى: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ
[الانشقاق 6] قَالَ: وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ هَذَا أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ عَنْ شَيْخٍ آخَرَ، فَغَيَّرَ اسْمَهُ سَمَّاهُ هَمَّامَ بْنَ مُسْلِمٍ وَأَظُنُّهُ ذَهَبَ إِلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كُلُّ بَنِي آدَمَ هَمَّامٌ»
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَرَادَ مِنْهُمْ مَنْ يَهُمُّ بِالْخَيْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهُمُّ بِالشَّرِّ، وَذَهَبَ إِلَى أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مُسْلِمًا فَقَالَ هَمَّامَ بن مسلم.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ. قال: كان سليمان بن الربيع ضعيفا، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن المحتسب قَالَ: قرأنا على أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ سَعِيدٍ قال: سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات سليمان الكادحي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن حيان يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بن صبيح يقول: سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات سليمان بن الربيع النهدي بالكوفة.
4638- سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، أبو داود الأزدي السجستاني [2] :
أحد من رحل وطوف، وجمع وصنف، وكتب عن العراقيين، والخراسانيين،
__________
[1] 4637- انظر الحديث في: الدر المنثور 6/248. والذهبي في الطب النبوي 137.
[2] 4638- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/268. وتهذيب الكمال 2492 (11/355) . والجرح والتعديل 4/ترجمة 456. وثقات ابن حبان 1/الورقة 172. وأخبار أصبهان 1/344.
والسابق واللاحق للخطيب 264. وشيوخ أبي داود للجياني. وطبقات الحنابلة 1/159.
والأنساب للسمعاني 7/46. والمعجم المشتمل، الترجمة 387. وتاريخ دمشق 7/الورقة 271- 274. والكامل في التاريخ 7/425. واللباب 2/105. ووفيات الأعيان 2/404. وتاريخ-(9/56)
والشاميين، والمصريين، والجزريين. وسمع مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وأبا عمر الحوضي، وأبا الوليد الطيالسي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأبا معمر المقعد، وعبد الله بن مسلمه القعنبي، ومسددا وشاذ بن فياض، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وقتيبه بن سعيد، وأحمد بن يونس، وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم ابن موسى الفراء، وعمرو بن عون، وأبا الجماهر التنوخي، وهشام بن عمار الدمشقي، ومحمد بن الصباح الدولابي، والربيع بن نافع الحلبي، ويزيد بن موهب الرملي، وأبا الطاهر بن السرح، وأحمد بن صالح المصريين، وأبا جعفر النفيلي، وخلقا كثيرا غيرهم. روى عنه ابنه عبد الله، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن محمد بن هارون الخلّال، وعليّ بن الحسين بن العبد، ومحمد بْن مخلد الدوري، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وأَحْمَد بن سلمان النجاد، في آخرين.
وكان أبو داود قد سكن البصرة، وقدم بغداد غير مرة، وروى كتابه المصنف في السنن بها، ونقله عنه أهلها، ويقال إنه صنفه قديما وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ إِسْحَاقَ- أَبُو داود- حدّثنا أبو سلمة، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّيباني، حَدَّثَنَا أبو عيسى الأزرق.
قال: سمعت أبا داود يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، فلم أكتب عن مخول بن إبراهيم النهدي، ومضيت مع عمر بن حفص بن غياث إلى منزله فلم يقض السماع منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا عليّ بن الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قال: سمعت سليمان بن الأشعث- أبا داود- يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين، وصليت على عفان
__________
الإسلام، الورقة 109 (مجلد أوقاف بغداد 5882) . وسير النبلاء 12/203. وتذكرة الحفاظ 2/591. والعبر 2/54. والكاشف 1/ت 2090. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 123.
وطبقات السبكي 2/293. والبداية والنهاية 11/54. ونهاية السول، الورقة 126. وتهذيب ابن حجر 4/298. وطبقات الحفاظ للسيوطي 261. وطبقات المفسرين 195. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2669. وشذرات الذهب 2/167.(9/57)
ببغداد سنة عشرين، وسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان المؤذن، وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه شيئا، ورأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه شيئا، وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا، وسمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا. قلت: سمعت من يوسف الصفار؟ قال: لا، قلت: سمعت من ابن الأصبهاني؟ قال: لا، قلت: سمعت من عمرو بن حماد بن طلحة؟ قال: لا، ولا سمعت من مخول بن إبراهيم ثم قال: هؤلاء كانوا بعد العشرين، والحديث رزق ولم أسمع منهم، كان لا يحدث عن ابن الحماني، ولا عن سويد، ولا عن ابن كاسب، ولا عن ابن حميد، ولا عن سفيان بن وكيع، ولم يسمع من خلف بن موسى بن خلف، ولا من أبي همام الدلال، ولا من الرقاشي.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم القاري الدِّينَوَرِيُّ- بِلَفْظِهِ- قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بن عبد الله بن الحسن الفرضي سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ دَاسَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسمائة أَلْفِ حَدِيثٍ، انْتَخَبْتُ مِنْهَا مَا ضَمَّنْتُهُ هَذَا الْكِتَابَ- يَعْنِي كِتَابَ السُّنَنِ- جَمَعْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ آلاف وثمانمائة حَدِيثٍ، ذَكَرْتُ الصَّحِيحَ وَمَا يُشْبِهُهُ وَيُقَارِبُهُ، وَيَكْفِي الإِنْسَانَ لِدِينِهِ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ، أَحَدُهَا قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» [1] وَالثَّانِي قَوْلُهُ «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ» [2] وَالثَّالِثُ قَوْلُهُ «لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى يَرْضَى لأخيه ما يرضاه لِنَفْسِهِ» [3] وَالرَّابِعُ قَوْلُهُ «الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ» [4] الْحَدِيثَ.
حُدِّثْتُ عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ: أخبرنا أبو بكر الخلال قَالَ: أَبُو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها، أحد في زمانه، رجل ورع مقدم. وسمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره، وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر صدقة يرفعون من قدره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 3/907، 4/1588، 6/2341. ومسند أحمد 1/20. ومجمع الزوائد 8/18.
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 8/16. ونصب الراية 4/28. والبداية والنهاية 11/55.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساقاة 108. وصحيح البخاري 7/30. وفتح الباري 4/290.(9/58)
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعَهُ [1] أَحْمَدُ مِنْ أَبِي داود أَبُو الفرج الطناجيري:
حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّازيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة، عن أبي العشر الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: قَالَ أَبِي: فَذَكَرْتُهُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَقَالَ لِي اقْعُدْ، فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ مِحْبَرَةً وَقَلَمًا وَوَرَقَةً وَقَالَ أَمْلِهِ عَلَيَّ، فَكَتَبَهُ عَنِّي، ثُمَّ شَهِدْتُهُ يَوْمًا آخَرَ وَجَاءَهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ اكْتُبْهُ عَنْهُ. فَسَأَلَنِي فَأَمْلَيْتُهُ عَلَيْهِ.
قرأت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس بن أحمد ابن محمّد بن عاصم الضّبّي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين الْهَرَويّ قَالَ: سليمان ابن الأشعث أبو داود السجزي كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلمه، وعلله، وسنده، في أعلى درجة النسك، والعفاف، والصلاح، والورع، من فرسان الحديث.
حدّثني الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدّثنا أحمد بن سنان- أو غيره- حَدَّثَنَا أبو معاوية عَنِ الأعمش عَنْ إبراهيم بن علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هديه ودله، وكان علقمة يشبه بعبد الله.
وقال جرير بن عبد الحميد: كان إبراهيم يشبه بعلقمة، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وقال غير جرير: كان سفيان يشبه بمنصور.
قال عمر بن أحمد: وقال أبو علي القوهستاني: كان وكيع يشبه بسفيان، وكان أحمد بن حنبل يشبه بوكيع، وكان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، أَخْبَرَنِي محمد بن بكر بن عبد الرزاق- في كتابه- قال: كان لأبي داود السجستاني كم واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا؟ قال: الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج إليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ
__________
[1] في الصيمصاطية: «بالحديث الذي سمعه أحمد بن أبي دؤاد» .(9/59)
يقول: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود يقول: سمعت أَبِي يقول: الشهود الخفية حب الرياسة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح. قال: ومات أبو داود السجستاني بالبصرة سنة خمس وسبعين.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ.
وأَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس الْخَزَّازُ قالا: أخبرنا أبو الحسين بْن المنادي قَالَ: وَدخلها- يعني بَغْدَاد- أَبُو داود السجستاني مرارا، ثم خرج منها آخر مراته في أول سنة إحدى وسبعين إلى البصرة، فنزلها ومات بها في سنة خمس وسبعين ومائتين.
حَدَّثَنَا محمد بن الحسن الأهوازي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أحمد الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: ومات- يعني أبا داود- لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين، وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي [1] .
4639- سليمان بن محمد، أبو الربيع العبسي:
حدث عن عبيد الله بن موسى، وأَبِي نُعَيْم الفضل بْن دُكين. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ، حدّثنا عبد اللَّهِ- يَعْنِي ابْنَ مُوسَى- عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ قَالَ: اكْتُبِ الْقَدَرَ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ ارْتَفَعَ بُخَارُ الْمَاءِ فَفَتَقَ مِنْهُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ فَبَسَطَ الأَرْضَ فَوْقَ ظَهْرِهِ، فَاضْطَرَبَ النُّونُ وَمَاجَتِ الأَرْضُ، فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ، فَهُنَّ يَفْتَخِرْنَ عَلَيْهَا.
4640- سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل، أبو منصور النهرواني:
من ولد جرير بن عبد اللَّهِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حدث عن محمّد بن موسى
__________
[1] «آخر الجزء الحادي والستين من تجزئة المؤلف» .(9/60)
الحرسي، وسهل بن زنجلة الرازي، ومحمد بن إسماعيل الأهوازيّ، ومحمّد بن وهب ابن أبي كريمة الحراني، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وعبد الوهّاب بن الضّحاك الغرضي. روى عنه أحمد بن عثمان بن الآدمي، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأبو سهل بْن زياد القطان، وعبد الباقي بْن قانع، وأبو بكر الشافعي.
وقال الدارقطني: هو ضعيف.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن الفضل القطان، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، حدّثنا سليمان بن محمّد النهرواني، حدّثنا محمّد بن أبي السري العسقلاني، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ» [1] وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
. أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع: أن أَبَا منصور النهرواني مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
4641- سليمان بن يحيى بن الوليد، أبو أيوب الضبي المقرئ [2] :
قرأ القرآن على أبي المستثير رجاء بن عيسى بن رجاء، وكان أبو المستثير قد قرأ على إبراهيم بن زربي صاحب سليم بن عيسى. وحدث سليمان عن خلف بن هشام البزّاز، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ومحمد بن حميد الرازي، وأبي عمر الدوري، وأبي حمدون الطيب، والفضل بن سهل الأعرج. روى عنه أَبُو بَكْر بْن الأنباري النحوي، وأبو الحسين بن المنادي، وعبد الباقي بن قانع، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ.
قَالَ: سليمان بن يحيى بن الوليد أبو أيوب المقرئ الضبي كان شيخا صالحا يقرئ في مدينة أبي جعفر في الجامع بحرف حمزة، قرأ على ترك وقرأ ترك على عبد الرحمن بن قلوقا، وقرأ عبد الرحمن على حمزة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن سليمان الضبي المقرئ مات في سنة إحدى وتسعين ومائتين.
__________
[1] 4640- انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/161، 9/165. وصحيح مسلم، كتاب القدر 1.
[2] 4641- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/26.(9/61)
4642- سليمان بن معروف، أبو داود العسكري:
من أهل سر من رأى. حَدَّث عَن النضر بن سلمة شاذان. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ الْجُرْجَانِيُّ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْعَسْكَرِيُّ- بسر من رأى- حدّثنا النّضر بن سلمة، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ وَحَسَّانُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ وَيَحْيَى أَنَّهُمَا كَتَبَا عَنْهُ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَسْمُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» [1]
. 4643- سليمان بن محمد بن أحمد، أبو موسى النحوي المعروف بالحامض [2] :
كان أحد المذكورين من العلماء بنحو الكوفيين، أخذ عن أبي العباس ثعلب، وهو المقدم من أصحابه. ومن خلفه بعد موته، وجلس مجلسه، وصنف كتبا منها غريب الحديث وخلق الإنسان، والوحوش، والنبات. روى عنه أبو عمر الزاهد، وأبو جعفر الأصبهاني المعروف ببزرويه، وكان دينا صالحا.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن مُحَمَّد بْن هارون التميمي قال: وأما أبو موسى الحامض فكان أوحد الناس في البيان، والمعرفة بالعربية، واللغة والشعر.
حكى لي أبو علي النقار قال: دخل الكوفة أبو موسى وسمعت منه كتاب «الإدغام» عن ثعلب عن سلمة عن الفراء. قال أبو علي: فقلت له: أراك تلخص الجواب تلخيصا ليس في الكتب!! قال: هذا ثمرة صحبة ثعلب أربعين سنة.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا موسى الحامض مات سنة خمس وثلاثمائة.
وقَالَ لي هلال بْن المحسن: مات أَبُو موسى الحامض ليلة الخميس لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثمائة.
__________
[1] 4642- انظر الحديث في: سنن أبي داود 5128. وسنن الترمذي 2822، 2823. وسنن ابن ماجة 3745، 3746. وكشف الخفا 2/287.
[2] 4643- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/176. ووفيات الأعيان 2/406. ونزهة الألباء 306. وإنباه الرواة 2/21. والأعلام 3/132. ومعجم الأدباء 11/253. وبغية الوعاة 262.(9/62)
4644- سليمان بن عيسى بن محمد، أبو أيوب الجوهري البصري:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبي يزيد عمرو بن يزيد الجرمي، وعبد الرحمن بْن يونس الرقي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المخرمي. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق وقال: سمعنا منه ببغداد، ومحمد بن المظفر، وعمر بن أحمد بن يوسف الوكيل، وأَحْمَد بْن يوسف بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بن البهلول، ومحمد بن عبيد الله ابن الشخير وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أبي علي المعدّل، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ التَّنُوخِيُّ- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى الْجَوْهَرِيُّ- إِمْلاءً يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِتِسْعٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سنة سبع وثلاثمائة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشوارب، حدّثنا عبد العزيز بن المختار عن سهل عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ، وَالْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا» [1]
. 4645- سليمان بن داود بن كثير بن وقدان، أبو محمد الطوسي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن سليمان لوين، وإسماعيل بن أبي كريمة الحراني، وأبي همام السكوني وسوار بن عبد الله العنبري، ويعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الفضل الزهري، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم وكان ثقة صدوقا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد اللَّه النجار، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ وَقْدَانَ، حدّثنا إسماعيل بن أبي كريمة، حدّثنا محمّد بن سلمة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتَمَعَ جعفر وعليّ وَزَيْدٌ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ زَيْدٌ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنُوا عَلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ فِي الْحُجْرَةِ، فَقَالَ لِي: «انْظُرْ مَنْ هَؤُلاءٍ؟» فَنَظَرْتُ فَقُلْتُ: عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ فَقَالَ:
«ائْذَنْ لَهُمْ» فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «فَاطِمَةُ» قَالُوا: لَيْسَ عَنِ النِّسَاءِ نَسْأَلُكَ، فَقَالَ: «أَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَيُشْبِهُ خَلْقُكَ خَلْقِي،
__________
[1] 4644- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/2. وصحيح مسلم، كتاب الحج 437.(9/63)
وأنت في شَجَرَتِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَخَتَنِي وَأَبُو وَلَدَيَّ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَمَوْلايَ وَأَنْتَ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ» [1]
. أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه. قال: سنة أربع عشرة وثلاثمائة فيها مات أبو محمد الطوسي صاحب سوار بن عبد الله.
قرأت في كتاب موسى بن مُحَمَّد بن عتاب، مات أبو محمد سليمان بن داود بن وقدان الطوسي سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
4646- سليمان بن محمد بن إبراهيم بن جبلة، أبو الحسن القافلائي:
حدّث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن إبراهيم بْن الهيثم البلدي، وذكر أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة.
4647- سليمان بْن الحسن بْن علي بْن الجعد بْن عُبَيْدٍ، الجَوْهَرِيُّ، يُكْنَى أَبَا الطَّيْبِ [2] :
وَهُوَ أَخُوْ أَبِي عَاصِمٍ عُمَرَ بْنِ الحَسَنِ وَكَانَ الأكبر. حدّث عن سليمان بْنِ عُمَرَ الأَقْطَعِ الرِّقِّيِّ، وَأَبِي الأَشْعَثِ أَحْمَدَ بن المقدم العِجْلِيِّ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدَ بْنُ جَعْفَرَ زَوْجُ الحُرَّةِ وَعَبْدُ اللَّه بْن مُوسَى الهَاشِمِيِّ، وَأَبُوْ حفص بن شاهين أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمّد بن الحسن المؤذن، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الهاشمي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الجعد، حدّثنا أبو الأشعث، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا» [3]
. حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد، أن أبا عاصم بْن الحسن بْن علي بن الجعد مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وأخوه قبله بسنة.
4648- سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن الخليل، أبو أيوب الجلاب [4] :
سمع عبيد الله بن سعيد بن عفير المصري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي. روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة.
__________
[1] 4645- انظر الحديث في: المستدرك 3/217. ودلائل النبوة 4/340. ونصب الراية 3/267.
ومسند أحمد 1/98، 5/204.
[2] 4647- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/353.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/142.
[4] 4648- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/48.(9/64)
حَدَّثَنِي ابن أبي الفتح عن طلحة أن أَبَا أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الخليل مات في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
4649- سليمان بن العباس بن المبارك، أبو إسحاق التركي، يعرف بلؤلؤ:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عَن عباس بن محمد الدوري. وقال: مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
4650- سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أيوب- واسم أبي أيوب: محمد- ابن إسماعيل بن سليمان بن يحيى بن هلال مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان، وكنية سليمان أبو القاسم [1] :
سمع مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وعبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، وأبا بكر بْن أبي داود، وعبد الحميد بن محمد بن درستويه، وعبد الله بن أحمد بن سعيد الجصاص، وأحمد بن الحسن المعروف بدبيس المقرئ، حَدَّثَنَا عنه الأزهري والحسن ابن محمد الخلال، وَأَبُو الفرج الطناجيري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو طالب محمد بن علي البيضاوي، وكان ثقة يشهد عند الحكام عدلا مقبولا.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي المحتسب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس قَالَ: كَانَ سليمان بن محمد بن أبي أيوب من أهل بيت الشهادة والستر والثقة وكان في الحديث ثقة جميل الأمر.
أَخْبَرَنِي الأزهري قال: توفي أَبُو القاسم سُليمان بْن مُحَمَّد بْن أبي أيوب الشاهد فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وسبعين وثلاثمائة، ومولده سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن في مقبرة الخيزران.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد العتيقي قال: توفي سُليمان بْن مُحَمَّد بْن أبي أيوب الشاهد يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان مستورا.
وكذا ذكر مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس وفاته في شهر ربيع الآخر.
4651- سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَلِيٍّ الفرائضي:
حدث عن محمد بن هارون بن المجدر. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْجُنَيْدِ الخطبي.
__________
[1] 4650- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/331.(9/65)
حدّثنا ابن الجنيد- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سليمان الفرائضيّ- إملاء من لفظه- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ- يَعْنِي ابْنَ الْمُجَدَّرِ- حدّثنا داود- يعني ابن رشيد- حدّثنا عبد الله بن جعفر، أَخْبَرَنِي سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعْطِنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا يُعْقَرُ جَوَادُكَ، وَتَهْرِيقُ مُهْجَتُكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [1]
. ذكر من اسمه سعيد
4652- سعيد بن سنان، أبو سنان الشيباني الكوفي [2] :
سمع عمرو بن مرة، وعلقمة بن مرثد، وأبا إسحاق السبيعي، وحبيب بن أبي ثابت، وحماد بن أبي سليمان، والضحاك بن مزاحم، وليث بن أبي سليم. روى عنه سفيان الثوري، وشريك بن عبد الله، وجرير بن عبد الحميد، ووكيع بن الجراح، ويعلى بن عبيد وحكام بن سلم، وزيد بن الحباب، وإسحاق بن سليمان، وأبو أحمد الزبيري، وأبو داود الطيالسي، وأبو نعيم الفضل بْن دكين، وغيرهم.
وكان أبو سنان قد انتقل عن الكوفة إلى قزوين فنزلها، وورد بغداد، ومات بالري، وقد ذكرنا قول يحيى بن معين في وروده بغداد فيما تقدم من باب التاء عند خبر تميم ابن ناصح.
__________
[1] 4651- انظر الحديث في: المستدرك 2/74. وعمل اليوم والليلة لابن السني 104. والدر المنثور 2/97.
[2] 4652- انظر: تهذيب الكمال 2294 (10/492) . وطبقات ابن سعد 7/380. وعلل أحمد 1/165، 184. والتاريخ الكبير للبخاري 3/الترجمة 1597. والكنى لمسلم، الورقة 49.
وثقات العجلي، الورقة 19. وضعفاء العقيلي، الورقة 77. والجرح والتعديل 4/ترجمة 113.
وثقات ابن حبان 1/الورقة 158. وثقات ابن شاهين، الترجمة 429. والكامل لابن عدي 2/الورقة 36. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 63. وتاريخ الإسلام 6/182. وسير أعلام النبلاء 6/406. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 21. والكاشف 1/الترجمة 1924. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 3207. والمغني 1/ترجمة 2410. وديوان الضعفاء، ترجمة 1618. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 87. ونهاية السول، الورقة 116. وتهذيب التهذيب 4/45. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2477.(9/66)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سنان سعيد بن سنان رازي وهو ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: سعيد بن سنان كوفي جائز الحديث.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: سعيد بن سنان الرازي ثقة.
وَقَالَ في موضع آخر: سألت أبا داود عن سعيد بن سنان الرازي فقال: من رفعاء الناس.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سعيد بن سنان الشيباني من أنفسهم، وكان من أهل الكوفة، ولكنه سكن الري بعد ذلك، وكان يحج في كل سنة، وكان سيئ الخلق.
4653- سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بْن عامر بْن لؤي بْن غالب، المديني [1] :
ولي قضاء مدينة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خلافة المهدي، وقدم بغداد فأدركه بها أجله.
وهو والد عبد الجبار بن سعيد المساحقي الذي يروي عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي، وكان شديد المذهب، حسن الطريقة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: حَدَّثَنِي نوفل بن ميمون قال: جاء سعيد بن سليمان إلى عبد الله بن محمد بن عمران شاهدا فرد شهادته، فلما ولي سعيد القضاء جاءه عبد الله بن محمد بن عمران شاهدا فأخذ شهادته فنظر فيها ساعة ثم رفع رأسه فقال:
المؤمن لا يشفى غيظه، أوقع شهادته يا ابن دينار فأوقعها.
__________
[1] 4653- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/167.(9/67)
وَقَالَ الزبير: حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه قَالَ: وفد سعيد بن سليمان على أمير المؤمنين الرشيد، وكان انقطاعه إِلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس فنزل عليه، فجعل ينقلب إلى المدينة ويتطرب إلى مال له بناحية ضرية يقال له الجفر، واشتكى عند العباس فجعل العباس يمازحه ويدفعه عن الخروج إلى الجفر، فكتب العباس إلى أبي ببيت مازح به سعيد بن سليمان وقال له زدنا عليه، والبيت الذي مازحة به العبّاس قوله:
وليس إلى نجد وبرد مياهه ... إلى الحول إن حم الأياب سبيل
فزاد فيه أبي فقال:
وإن مقام الحول في طلب الغنى ... بباب أمير المؤمنين قليل
فمات سعيد بن سليمان عند العباس بن محمد، قال: وكان من رجال قريش جلدا وجمالا وشعرا.
وقال الزبير: حَدَّثَنِي محمد بن عبد العزيز العمري المجبري قال: جئت سعد بن سليمان ببغداد أعوده في مرضه الذي مات فيه، ومعه مولى له يقال له داهر فقال لي:
وما كنت أخشى أن أراني راضيا ... يعللني بعد الأحبة داهر
يحدثني مما يجمع عقله ... أحاديث منها مستقيم وجائر
4654- سعيد بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن جميل بن عامر بن جذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح. أبو عبد الله المديني [1] :
ولي القضاء ببغداد في عسكر المهدي زمن هارون الرشيد، وحدث عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر بن حفص، وسهيل بن أبي صالح. روى عنه محمد بن الصباح الدولابي، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبو إبراهيم الترجماني، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، ويحيى بن أيوب المقابري، وعبد الرّحمن بن واقد الواقدي.
__________
[1] 4654- انظر: تهذيب الكمال 2312 (10/528) . والمنتظم، لابن الجوزي 9/24. وطبقات ابن سعد 9/الورقة 259. والتاريخ الكبير 3/ترجمة 1648. والجرح والتعديل 4/الترجمة 178.
والمجروحين 1/323. والكامل لابن عدي 2/الورقة 49. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 60. وموضح أوهام الجمع 2/134. والجمع 1/175. والأنساب للسمعاني 3/299. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 64. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 24. والكاشف 1/ترجمة 1939. والعبر 1/269. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3227. والمغني 1/ترجمة 2423. وديوان الضعفاء، الترجمة 1627. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 89. ونهاية السول، الورقة 117. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2494. وشذرات الذهب 1/286.(9/68)
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَسَّامٍ أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ.
وأخبرنا عليّ بن الحسن المالكيّ- واللفظ لحديثه- أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ- أبو حفص الثقفي في سنة ست وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلا وَهُوَ مَعَ الإِمَامِ فَلْيُصَلِّ مَعَ الإِمَامِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ فَلْيُعِدِ الصَّلاةَ الَّتِي نَسِيَ، ثُمَّ يُعِيدُ الصَّلاةَ الَّتِي صَلاهَا مَعَ الإِمَامِ» [1]
. وأَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر الحيري، حدّثنا محمّد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد ابن إسحاق الصاغاني، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنَا سعيد عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر مثله ولم يرفعه.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد بن عبد الرحمن القاضي هو مديني، قلت له: كنت أحسبه مكيا، قال: لا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلا وَهُوَ مَعَ الإِمَامِ»
الْحَدِيثَ.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خَطَأٌ، رَوَاهُ مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا وَهُوَ الصَّحِيحُ.
وَأُخْبِرْتُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ انْتَخَبَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ ابن إِبْرَاهِيمَ فَلَمَّا بَلَغَ هَذَا الْحَدِيثَ جَاوَزَهُ فَقِيلَ لَهُ كَيْفَ لا تَكْتُبُ هَذَا الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ يَحْيَى: فَعَلَ اللَّهُ بِي إِنْ كَتَبْتُ هَذَا الحديث.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ موسى
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد 314. وفتح الباري 2/70.(9/69)
البابسيري، حَدَّثَنَا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي، حَدَّثَنَا أبي قال: حَدَّثَنِي الزبير قال: سأل أمير المؤمنين عبد الله بن مصعب عن سعيد بن عبد الرحمن- وهو يومئذ قاضيه- فقال: يا أمير المؤمنين إني أحسب سعيد بن عبد الرّحمن لو دخل المسجد الحرام فنظر إلى رجل وامرأة على فاحشة ما ظن بهما إلا خيرا لبعده من الآفات.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَال: وسعيد بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن جميل ولي القضاء للرشيد ببغداد، وله يقول الشاعر يرثيه:
ثلمة في الإسلام موت سعيد ... شملت كل مخلص التوحيد
ذاك أني رأيته لا يبالي ... في تقى الله لوم أهل الوعيد
أخبرنا البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قال: سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي، روى عَنْ هشام بْن عروة، وسهيل بْن أبي صالح أحاديث لم يتابع عليها أروى الناس عنه عبد الله بن وهب.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد- يعني ابن حنبل- سعيد بن عبد الرحمن الجمحي؟ قال: ليس به بأس، حديثه مقارب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فسعيد بن عبد الرحمن الجمحي كيف حديثه؟ فقال: ثقة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال:
وسعيد بن عبد الرحمن كان قاضيا على بغداد، وهو لين الحديث.
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف القطان، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو عبد الله سعيد بن عبد الرحمن الجمحي المدني قاضي بغداد، لا بأس به.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا أحمد بن الخليل، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: مات سعيد بن عبد الرحمن الجمحي سنة أربع وسبعين ومائة، وولي سبع عشرة سنة.(9/70)
قلت: هذا القول في وفاته خطأ والصواب:
ما أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البزاز- إجازة- حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حَدَّثَنَا حامد بن محمد قال: سمعت يحيى بن أيوب يقول: مات سعيد بن عبد الرحمن- وكان قاضيا ببغداد- سنة ست وسبعين ومائة.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ عن أبي إسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، حدّثنا حاتم بن الليث الجوهريّ، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب وسريج [1] بن النعمان قالا: مات سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ببغداد سنة ست وسبعين ومائة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أبي بكر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أنّ أَحْمَد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضّبّي، حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قَالَ: سنة ست وسبعين ومائة فيها مات سعيد بن عبد الرحمن الجمحي القاضي كان ببغداد، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
4655- سعيد بن زكريا، أبو عمر القرشي المدائني [2] :
حدث عن الزبير بن سعيد الهاشمي، وحمزة بن حبيب الزيات، وزمعة بن صالح.
روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وأحمد بن حنبل، وأبو حسان الزيادي، ومحمود بن خداش، وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن عليّ، حدّثنا إبراهيم بن خالد ابن يوسف، حدّثنا الحسن بن عثمان الزّيادي، حدّثني سعيد بن زكريّا المدائني، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ، مَنْ تَرَكَهَا كَانَ أَوْقَى لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ قَارَبَهَا كَانَ كَالْمُرْتِعِ إِلَى جَانِبِ الْحِمَى يُوشِكُ أن يقع فيه» [3] .
__________
[1] في المطبوعة: «وشريح» تصحيف.
[2] 4655- انظر: تهذيب الكمال 2272 (10/435) . والتاريخ الكبير 3/ترجمة 1584. وضعفاء العقيلي، الورقة 77. والجرح والتعديل 4/الترجمة 93. وثقات ابن حبان 1/الورقة 157.
وثقات ابن شاهين، الترجمة 434. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 63. وتاريخ الإسلام، الورقة 210 (آيا صوفيا 3006) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 18. والكاشف 1/ترجمة 1905.
وميزان الاعتدال 2/ترجمة 3179. والمغني 1/الترجمة 2390. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 84. ونهاية السول، الورقة 115. وتهذيب التهذيب 4/30. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2454.
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(9/71)
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سعيد بن زكريا المدائني فقال: سألت يحيى عنه فقال: ليس بشيء.
قلت: قد روى غير أبي داود عن يحيى بن معين توثيقه لسعيد.
أَخْبَرَنِي البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قال: سعيد بن زكريا المدائني ضعيف.
خالف زكريا في هذا القول جماعة من الأئمة فوصفوا سعيدا بالصلاح والثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس، حَدَّثَنَا أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، أَخْبَرَنَا محمد بن عيسى عن سعيد بن زكريا قال:
وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد قَالَ: سألت أبي عن سعيد بن زكريا المدائني فقال: كتبنا عنه أحاديث زمعة، وعرضتها على أبي داود الطيالسي بعد فأجاب فيها، لا شيئا يسيرا أربعة أحاديث- أو خمسة، أو أقل، أو أكثر- ما به بأس إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل سعيد بن زكريا؟ فقال: المدائني؟ قلت: نعم! قال: هذا كنا كتبنا عنه ثم تركناه. قلت له: لم؟ فقال: لم يكن- أرى- به في نفسه بأسا، ولكن لم يكن بصاحب حديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُثْمَان السواق، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَامِدِ بْنِ بِشْرٍ الرُّخَّجِيُّ قَالَ: سمعت جدي محمد بن الحسين- يعني القنبيطي- يقول: سمعت محمود بن خداش يقول: سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن سعيد بن زكريا فقالا لي: هو ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن يونس المقرئ، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قال: قال يحيى بن معين: سعيد بن زكريا المدائني ليس به بأس.(9/72)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: سعيد بن زكريا المدائني القرشيّ صدوق، أبو عمر- كناه أحمد ابن سليمان- كان يحيى بن معين يثني على سعيد بن زكريا أرى.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن أبي الأشرس الأسدي الكوفي قال: سعيد بن زكريا المدائني ثقة.
حدّثنا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو عمر سعيد بن زكريا المدائني صالح.
4656- سعيد بن محمد، أبو الحسن الوراق الكوفي [1] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ يَحْيَى بْن سعيد الأنصاري، وعلي بن الحزور، ومحمد بن عمرو، وفضيل بن مرزوق وغيرهم. وببغداد كانت وفاته. روى عنه أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحسن ابن عرفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بن الحسين بْنِ الْفَضْلِ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصّفّار، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ يُوسُفَ الْوَاعِظُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن
__________
[1] 4656- انظر: تهذيب الكمال 2349 (11/47) . وطبقات ابن سعد 6/399. وتاريخ ابن معين 2/206. ورواية ابن طهمان 12، 194. والتاريخ الكبير 3/ت 1714. والصغير 2/28.
وأحوال الرجال للجوزجاني 372. والمعرفة 3/45. وسؤالات الآجري، لأبي داود 4/الورقة 8. وضعفاء النسائي، الترجمة 273. وضعفاء العقيلي، الورقة 78. والجرح والتعديل 4/ت 260. وثقات ابن حبان 1/الورقة 161. والكامل لابن عدي 2/الورقة 50. وسؤالات البرقاني للدارقطني، الورقة 5. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 66. وتاريخ الإسلام، الورقة 211 (آيا صوفيا 3006) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 27. والكاشف 1/الترجمة 1972. وميزان الاعتدال 2/ت 3263. والمغني 1/ت 2448. وديوان الضعفاء، ت 1648.
وإكمال مغلطاي 2/الورقة 94. والكشف الحثيث 311. ونهاية السول، الورقة 119.
وتهذيب ابن حجر 4/77. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2533.(9/73)
حنبل، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَزَوَّرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَصَدَّقَ فِيكَ وَوَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَكَذَّبَ فِيكَ» [1]
. أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق، حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ: سألته- يعني أحمد بن حنبل- عن سعيد بن محمد الوراق فلينه وتكلم فيه بشيء.
وقال الأثرم في موضع آخر، وسئل أبو عبد الله عن سعيد الوراق فقال: لم يكن بذاك. وقد حكوا عنه حديثا منكرا، قلت: أيش هو؟ قال: قال عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة شيء في السخاء.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: سعيد الوراق ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا مُعَاويَة بْن صالِح بْن أبي عُبَيْد الله عن يحيى بن معين قال: سعيد بن محمّد الورّاق ضعيف.
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد قَالَ: قرئ عَلَى العباس بن محمد قَالَ أبي: وأخبرنا الحسين بن صدقة، حَدَّثَنَا ابْن أَبِي خيثمة قَالا: سمعنا يَحْيَى بن معين يقول: سعيد بن محمد الوراق ليس حديثه بشيء.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكيّ، حَدَّثَنَا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أبو الجهم المشغراني.
وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سعيد بن محمد الوراق غير ثقة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم، وكنت أسمعُ أصحابنا يضعفونهم، فذكر جماعة منهم سعيد بن محمد الورّاق بغدادي.
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 3/135. ومجمع الزوائد 9/132. والعلل المتناهية 1/242.(9/74)
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سعيد بن محمد الوراق ويكنى أبا الحسن توفي ببغداد، وكان ضعيفا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت- يَعْنِي أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- عَن سعيد بن محمد الوراق فقال: سألت يحيى فقال:
ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سعيد بن محمد الوراق ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: سعيد بن محمد الوراق كوفي، يروي عنه أبو كريب متروك.
4657- سعيد بن وهب، أبو عثمان مولى بني سامة بن لؤي [1] :
شاعر من أهل البصرة انتقل إلى بغداد فسكنها. ومات في زمان المأمون، وكان خليعا ماجنا، أكثر القول في الغزل والخمر، ثم تاب ونسك وحج راجلا، وكان صديقا لأبي العتاهية وهو القائل في الفضل بن يحيى:
مدح الفضل نفسه بالفعال ... فعلا عن مديحنا بالمقال
أمروني بمدحه قلت كلا ... كبر الفضل عن مديح الرجال
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد الصَّفَّار الأصبهانيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي الحسين بن عبد الرحمن قال: حج سعيد بن وهب ماشيا. فبلغ منه وجهد فقال:
قدمي اعتورا رمل الكثيب ... واطرقا الآجن من ماء القليب
رب يوم رحتما فيه على ... زهرة الدنيا وفي واد خصيب
وسماع حسن من حسن ... صخب المزهر كالظبي الربيب
فأحسبا ذاك بهذا واصبرا ... وخذا من كل فن بنصيب
إنما أمشي لأني مذنب ... فلعل الله يعفو عن ذنوب
__________
[1] 4657- انظر: الموشح 258. والنجوم الزاهرة 2/188. والأعلام 3/104.(9/75)
4658- سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير بن قضاعى بن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عَيْلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان، أبو محمد الباهلي:
بصري الأصل سمع عبد الله بن عون وطبقته، وكان قد سكن خراسان، وولاه السلطان بعض الأعمال بمرو، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه محمد بن زياد بن الأعرابي صاحب اللغة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أخبرنا أبو العبّاس السّيّاري، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حدّثنا العبّاس بن مصعب، حَدَّثَنِي محمد بن زياد الأعرابي قال: حَدَّثَنِي سعيد بن سلم بن قتيبة القائد عن ابن عون قال: كان القاسم بن محمد يقول في سجوده: اللهم أغفر لأبي ذنبه في عثمان.
قال العباس بن مصعب: قدم مرو- زمان المأمون سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم، وكان عالما بالحديث والعربية، إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عليّ بن عمر الحربي، حدّثنا حاتم بن الحسن الشّاشي، حدّثنا عليّ بن خشرم، حَدَّثَنِي سعيد بن سلم بن قتيبة قال: خرجت حاجا ومعي قباب وكنائس فدخلت البادية فتقدمت القباب والكنائس على حمير لي، فمررت بأعرابي محتب على باب خيمة له، وإذا هو يرمق القباب والكنائس، فسلمت عليه فقال: لمن هذه القباب والكنائس؟ قال: قلت لرجل من باهلة، قال: تالله ما أظن الله يعطي الباهلي كل هذا، قال: فلما رأيت إزراءه بالباهلية دنوت منه فقلت: يا أعرابي أتحب أن يكون لك القباب والكنائس وأنت رجل من باهلة؟ قال: لا ها الله، قال:
فقلت: أتحب أن تكون أمير المؤمنين وأنت رجل من باهلة؟ قال: لا ها الله، قال:
قلت أتحب أن تكون من أهل الجنة وأنت رجل من باهلة؟ قال: بشرط، قال: قلت:
وما ذاك الشرط؟ قال: لا يعلم أهل الجنة أني باهلي. قال: ومعي صرة دراهم، قال:
فرميت بها إليه فأخذها وقال: لقد وافقت مني حاجة، قال: قلت له- لما أن ضمها إليه- أنا رجل من باهلة، قال: فرمى بها إلي وقال لا حاجة لي فيها، قال: فقلت خذها إليك يا مسكين فقد ذكرت من نفسك الحاجة، فقال: لا أحب أن ألقى الله وللباهلي عندي يد! قال: فقدمت فدخلت على المأمون فحدثته بحديث الأعرابي،(9/76)
فضحك حتى استلقى على قفاه وقال لي: يا أبا محمد ما أصبرك، وأجازني بمائة ألف.
4659- سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن بن عبد كلال، أبو سفيان الحميري الجبلاني [1] :
من أهل واسط سمع حصين بن عبد الرحمن، وسفيان بن حسين، وعوفا الأعرابي، ومعمر بن راشد، والعوام بن حوشب. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة.
وإسحاق بن راهويه، وسليمان بن أبي شيخ، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أيوب المخرمي، وغيرهم وكان صدوقا. قدم بغداد وحدث بها.
وذكر الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه بْن البيع أَنَّهُ سأل الدارقطني عنه فقال: متوسط الحال لَيْسَ بالقوي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرّميّ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْلِ بْن حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ، فَأُوذِنَ بِامْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي فَقَالَ: «إِذَا احْتُضِرَتْ فَآذِنُونِي بِهَا» فَدُفِنَتْ لَيْلا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا خِفْنَا عَلَيْكَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ، وَهَوَامَّ الأَرْضِ، فَدَفَنَّاهَا.
فَمَضَى فَصَلَّى عَلَى قَبْرِهَا.
قرأت في كتاب أبي أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا أبو سفيان الحميري قال: خرجت إلى بغداد مع أبي شيبة القاضي إلى
__________
[1] 4659- انظر: تهذيب الكمال 2379 (11/108) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/156. وطبقات ابن سعد 7/314. والتاريخ الكبير 3/ت 1744. والكنى لمسلم، الورقة 47. والمعرفة 3/281.
والكنى للدولابي 1/199. والجرح والتعديل 4/ت 313. وثقات ابن حبان 1/الورقة 163.
ووفيات ابن زبر، الورقة 63. وسؤالات الحاكم للدارقطني رقم 337. وتاريخ الإسلام، الورقة 48 (آيا صوفيا 3007) . وسير النبلاء 9/432. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 31.
والكاشف 1/ت 1996. وميزان الاعتدال 2/ت 3295، 4/ت 1050. والمغني 1/ت 2469، 2/ت 7498. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 100. ونهاية السول، الورقة 120.
وتهذيب ابن حجر 4/99. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2560.(9/77)
المهدي حين استخلف، فجلست في حلقة فيها عيسى بن لقمان وقتيبة النحوي. فقال لي عيسى بن لقمان: ممن أنت؟ قلت: رجل من حمير، فقال: عافى الله قومك، وليت عليهم باليمن فكانوا خير قوم وأعفاه بما عليه من الحق، ووليت على بني كلاب فكانوا شر قوم، ثم جعل يذكر شريكا فيعيبه، فأردت أن أقول له هذا منك هذيان، ثم ذكرت ما مدح به قومي فكففت عنه. حتى قال في كلامه؛ العبودية، فقلت له لا تقل العبودية إنما هي العبودة، فقال: لا بيني وبينك قتيبة، فقال له: إني قلت العبودية فعاب ذلك أخي هذا وقال إنما هي العبودة، فقال له قتيبة هو كما قال، قال: فما يقول قولي هذا أحد؟ قال: لا إلا أهل الحيرة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن أبي سفيان الحميري فقال:
ثقة.
أَخْبَرَنِي القاضي أبو عبد الله الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا أبو سفيان الحميري- سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن بن عبد كلال- قال: قال: مولدي مقتل الجراح بن عبد الله الحكمي سنة اثنتي عشرة ومائة، وكان الجراح على أرمينية، وكان رجلا صالحا، فقتله الخزر، ففزع الناس لقتله في البلدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبيّ، حدّثنا أبو عمران بن الأشيب، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قال: أبو سفيان الحميري الحذاء توفي يوم الأربعاء لسبع ليال بقين من شعبان سنة اثنتين ومائتين.
4660- سعيد بن أوس بن ثابت، أبو زيد الأنصاري [1] :
صاحب النحو واللغة. حدث عن عمرو بن عبيد، وشعبة، وإسرائيل، وأبي عمرو ابن العلاء. روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن سعد الكاتب، وأبو حاتم السجستاني، وأبو زيد عمر بن شبة، وأبو حاتم الرازي، وأبو العيناء محمد بن القاسم، وغيرهم. وكان ثقة ثبتا من أهل البصرة، وقدم بغداد.
__________
[1] 4660- انظر: تهذيب الكمال 2239 (10/330) . وتاريخ خليفة 97. والكنى لمسلم، الورقة 38.
وسؤالات الآجري لأبي داود 4/الورقة 9. والكنى للدولابي 1/180. والجرح والتعديل 4/ترجمة 12. والمجروحين 1/324. ونزهة الألباء 173. ومعجم الأدباء 11/212. وإنباه-(9/78)
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحسين التوزي، أَخْبَرَنَا محمّد بن عمران المرزبانيّ، حدّثنا أحمد بن خلف، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن شاهين عن مصعب بن عبد الله الزبيري، عن ابن القداح قال: أبو زيد النحوي سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بْن مالك بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج، وشهد ثابت بن زيد أحدا والمشاهد بعدها، وهو أحد العشرة الذين بعث عمر بن الخطاب مع أبي موسى الأشعري إلى البصرة، وأحد الستة الذين جمعوا القرآن عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله عقب بالبصرة.
كذا جاء نسب أبي زيد في هذه الرواية وفيه إخلال، والصواب:
ما أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا عيسى بن عليّ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال:
قال محمد بن سعد: أَخْبَرَنِي أبو زيد النحوي واسمه سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد قال: ثابت بن زيد هو جدي وقد شهد أحدا وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. نزل البصرة ثم قدم المدينة فمات بها في خلافة عمر.
قلت: وهو أبو زيد ثابت بن زيد بن قيس والد بشير الذي ساق محمد بن سعد نسب أبي زيد سعيد بن أوس إليه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز- أبو الحسين- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، حَدَّثَنِي علي بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، حَدَّثَنِي عمي الفضل بن محمد قال: حَدَّثَنِي أبو عثمان المازني قال: كنا عند أبي زيد فجاء الأصمعي فأكب على رأسه وجلس وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة، فنحن كذلك إذ جاء خلف الأحمر فأكب على رأسه وجلس وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشر سنين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
__________
- الرواة 2/30. ووفيات الأعيان 2/378. وتاريخ الإسلام، الورقة 110 (أياصوفيا 3007) . وسير أعلام النبلاء 9/494. والعبر 1/367. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 12.
والكاشف 1/الترجمة 1874. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 3141، 4/ترجمة 10213.
وديوان الضعفاء، ترجمة 1579. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 76. ومرآة الجنان 2/58. ونهاية السول، الورقة 113. وتهذيب ابن حجر 4/3. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2418. وبغية الوعاة 1/582. والمزهر للسيوطي 2/402. وطبقات المفسرين 1/179. وشذرات الذهب 2/34.(9/79)
عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا جعفر بن محمّد بن كزال، حدّثنا هارون بن سفيان الديك، حَدَّثَنَا أبو زيد النحوي قال: وقفت على قصاب وعنده بطون فقلت: بكم البطنان يا غلام؟ فقال: بدرهمان يا ثقيلا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب، حدّثني أحمد بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا العنزي قال: سمعت المازني يقول: سمعت أبا زيد النحوي يقول: وقفت بباب عثمان بن أبي العاص الثقفي على قصاب، وقد أخرج بطنين سمينين موفورين فعلقهما. فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمصفعان يا مضرطان! قال: فغطيت رأسي وفررت لئلا يسمع الناس فيضحكوا مني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن رزمة البزاز، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد الله السيرافي، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد، حَدَّثَنَا أبو عثمان الأشنانداني عن التوزي قال: أَخْبَرَنَا أبو زيد الأنصاري قال: كنت ببغداد فأردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخي: اكتر لنا، فجعل ينادي يا معشر الملاحون، فقلت له: ويلك ما تقول؟! فقال: جعلت فداك أنا مولع بالنصب! أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الوزان قال: حدّثني جدي محمّد ابن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل الكيال، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا روح بن عبادة قال: كنا عند شعبة فضجر من الحديث، فرمى بطرفه فرأى أبا زيد سعيد بن أوس في أخريات الناس. فقال يا أبا زيد:
استعجمت دارمى ما تكلمنا ... والدار لو كلمتنا ذات أخبار
إلي يا أبا زيد، فجاءه فجعلا يتناشدان الأشعار. فقال بعض أصحاب الحديث لشعبة: يا أبا بسطام نقطع إليك ظهور الإبل لنسمع منك حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتدعنا وتقبل على الأشعار؟ قال: فرأيت شعبة قد غضب غضبا شديدا ثم قال: يا هؤلاء أنا أعلم بالأصلح لي، أنا والله الذي لا إله إلا هو في هذا أسلم مني في ذاك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو أحمد الحسن ابن عبد الله بن سعيد العسكريّ، حَدَّثَنِي محمد بن يحيى قال: حَدَّثَنِي الجمحي عن المازني- أبي عثمان- قال: سمعت أبا زيد يقول: لقيت أبا حنيفة فحَدَّثَنِي بحديث فيه «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُنْتِنِينَ قَدْ أَحْمَشَتْهُمُ النَّارُ» فقلت له مُنْتِنُونَ قَدْ محشتهم النار. فقال: ممن أنت؟ قلت: أنا من أهل البصرة، قال: أكل أصحابك مثلك؟ قلت:
أنا أخسهم حظا في العلم، فقال: طوبى لقوم تكون أخسهم!(9/80)
أخبرني أحمد بن محمّد الوزّان، حدّثني جدي، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا أبو ذكوان- يعني القاسم بن إسماعيل التوجي [1] قال: سرق أصحاب الحديث نعل أبي زيد فكان إذا جاء أصحاب الشعر والعربية والأخبار رمى بثيابه ولم يتفقدها، وإذا جاء أصحاب الحديث جمعها كلها وجعلها بين يديه وقال: ضم يا ضمام، واحذر لا تنام.
أخبرنا التنوخي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم المازني، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد قال: سئل أبو زيد الأنصاري عن أبي عبيدة والأصمعي فقال: كذابان. وسئلا عنه فقالا: ما شئت من عفاف وتقوى وإسلام.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قال: قال صالح بن محمد: أبو زيد النحوي ثقة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس القرشي قال: مات أبو زيد الأنصاري سنة أربع عشرة ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات الأنصاري أبو زيد النحوي سنة خمس عشرة ومائتين.
أخبرني أحمد بن عليّ بن التوزي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرني محمّد بن العبّاس، أخبرنا المبرد، حَدَّثَنَا الرياشي وأبو حاتم قالا: مات أبو زيد سنة خمس عشرة ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة.
قلت: وبالبصرة كانت وفاته.
4661- سعيد بن سلام بن سعيد، أبو الحسن العطار البصري [2] :
حدث عن عبد الله بن بديل، وسفيان الثوري، وزكريا بن إسحاق المكي، وإسرائيل بن يونس ومصعب بن ثابت، وغيرهم. روى عنه رجاء بن الجارود، وأبو
__________
[1] في المطبوعة: «يعني القاسم بن إسماعيل- حدثنا التنوخي» تصحيف وتحريف، وما أثبتناه من تهذيب الكمال.
[2] 4661- انظر: الجرح والتعديل 4/31. والمجروحين 1/321. وميزان الاعتدال 2/141. ولسان الميزان 3/31.(9/81)
قلابة الرقاشي وإِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، ومُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وذكر أنه سمع منه بالبصرة وببغداد، وكان ينزل ببغداد باب التبن.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الخالق بن الحسن المعدّل، حدّثنا محمّد بن سليمان بن الحارث، حدّثنا سعيد بن سلام العطّار- وكان نزل باب التبن- حدّثنا أبو ميسرة عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ، فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ، وَيَتَزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ» [1]
. أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عن سعيد بن سلام فسكت، قلت للعطار قال: أعرفه الذي كان يكون بمكة، ثم صار إلى البصرة ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: سعيد بن سلام بصري كذاب يحدث عن الثوري.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سألت أبي عن سعيد بن سلام فقال: كان عنده كتاب عن زكريا بن إسحاق، ورميت بأحاديثه، وكانت عنده أحاديث منكرة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: سعيد بن سلام بصري لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن سعيد بن سلام العطار فقال:
ضعيف.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا قال: قال أبو طالب أحمد بن نصير بن طالب: وسعيد بن سلام سيئ الحال جدا عند أهل الحديث.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 995. وسنن النسائي 4/33. والدرر المنتثرة 35.(9/82)
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: وسعيد بن سلام أصله بصري متروك، كان بمكة يحدث بالبواطيل.
4662- سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر، المديني، المعروف بالزنبري [1] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ مالك بْن أنس، وفي أحاديثه نكرة. ويقال إنه قلبت عليه صحيفة ورقاء عن أبي الزناد. فرواها عن مالك عن أبي الزناد. روى عنه أحمد ابن منصور الرمادي، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمّد بن خالد ابن يزيد الآجري، وصالح بن عمران الدعاء، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ، ويعقوب ابن إسحاق المخرّميّ، وغيرهم. وذكر أبو حاتم الرّازيّ أنه سأل ابن أبي أويس عنه فقال: قد لقي مالكا وكان أبوه وصي مالك، وأثنى على أبيه خيرا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاري قال: سعيد بن داود الزنبري المديني سكن بغداد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق- هو الحربيّ- حدّثنا سعيد الزنبري، حدّثنا مالك، أَخْبَرَنِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا سَهْوَ فِيهِمَا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [2]
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ الزَّنْبَرِيُّ عَنْ مَالِكٍ.
أَخْبَرَنِي عليّ بن محمّد المالكيّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سمعت أبي يقول: كتبت عن الزنبري أحاديث عن مالك من أخبار الناس، ولو كان رواها عن أبيه؟ قال أبي:
ولقد حسبت سنه فإذا هو قد كان رجلا، وكان أبوه أجود الناس منزلة من مالك، وضعفه.
__________
[1] 4662- انظر: تهذيب الكمال 2264 (10/417) . والتاريخ الكبير 3/ترجمة 1567. وضعفاء العقيلي، الورقة 76. والجرح والتعديل 4/ترجمة 74. والمجروحين 1/325. والضعفاء لأبي نعيم، الترجمة 83. والسابق واللاحق 220. والمعجم المشتمل، الترجمة 361. وتاريخ الإسلام، الورقة 113 (آيا صوفيا 3007) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 17. والكاشف 1/ترجمة 1899. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 3163. والمغني 1/ترجمة 2375. وديوان الضعفاء، الترجمة 1593. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 82. ونهاية السول، ورقة 115. وتهذيب التهذيب 4/24. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2445.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 905. ومسند أحمد 4/117. ومجمع الزوائد 2/278.
والمستدرك 1/131.(9/83)
قلت: قوله ولو كان رواها عن أبيه، يعني كان ذلك أقرب لحاله واحتملت روايته لها، فلما رواها عن مالك استعظم علي ذلك واستنكره.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
ذكرت لمجاهد- يعني ابن موسى- سعيد الزنبري فقال: لا يدري ذاك أيش يحدث قال: سفيان عن عمرو عن نخالة يريد بجالة! أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن الزنبري فقال: ما كان عندي بثقة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ قَالَ: ذَكَرْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ فَقَالَ: مَا كَانَ أَرْوَى أَبُو أُسَامَةَ- يعني عنه- روى حديث وقف الزبير، وَأَحَادِيثَ غَرَائِبَ مِنْهَا حَدِيثُ أَسْمَاءَ، وَحَدِيثُ الإِفْكِ، قُلْتُ لَهُ:
حَدِيثُ الإِفْكِ رَوَاهُ مَالِكٌ، قَالَ: هَكَذَا! مَنْ يَرْوِيهِ عَنْ مَالِكٍ؟ قُلْتُ: هَذَا الَّذِي هَاهُنَا الزَّنْبَرِيُّ، فَتَبَسَّمَ وَسَكَتَ.
قُلْتُ: إِنَّمَا كَانَ سُكُوتُهُ وَتَبَسُّمُهُ اسْتِنْكَارًا لِلْحَدِيثِ، لأَنَّهُ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَالِكٍ سوى الزنبري.
وقد أنبأناه مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزّاز، حدّثنا أبو بكر الشّافعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بْنُ عِمْرَانَ الدَّعَّاءُ، حدّثنا سعيد بن داود الزنبري، حَدَّثَنَا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَشِيرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ فِي أُنَاسٍ أبنوا أهلي» [1] وذكر الحديث
. أخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد الله كنت أمرتني منذ سنين بالكتاب عن الزنبري فقال: لا أدري يا أخي أخاف أن يكون الزنبري قد خلط على نفسه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت مجاهد
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/59.(9/84)
ابن موسى عن الزنبري سعيد بن داود بن زنبر قال: سألت عنه عبد الله بن نافع الصائغ فقلت: يا أبا محمد زعم أن المهدي أمر مالك بن أنس حين أخرج الموطأ يصير في صندوق، حتى إذا كان أيام الموسم حمل الناس عليه، وأرسل إلى العراق، فقيل لمالك بن أنس انظر فإن أهل العراق سيجتمعون، فإن كان فيه شيء فأصلحه، فقرأه على أربعة أنفس أنا فيهم؟ فقال: كذب سعيد، أنا والله أجالس مالكا منذ ثلاثين سنة- أو خمس وثلاثين سنة- بالغداة والعشي، وربما هجرت ما رأيته قرأه على إنسان قط.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة، سعيد بن داود الزنبري؟ قال: ضعيف الحديث، حدث عن مالك عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن أبيه بحديث باطل، ويحدث بأحاديث مناكير عن مالك. قال سعيد: وقد روى أبو زرعة حديث خارجة هذا عن رجل عنه أملاه علينا إملاء.
قُلْتُ: وَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق، حدّثنا سعيد بن داود الزنبري، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى الزُّبَيْرَ يَوْمَ خَيْبَرَ أَرْبَعَةَ أَسْهُمٍ، سَهْمَيْنِ لِلْفَرَسِ، وَسَهْمًا لَهُ، وَسَهْمًا لِلْقَرَابَةِ.
4663- سعيد بن القاسم، أبو عثمان البغدادي:
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخارى- حدّثنا محمّد بن يوسف بن ردام، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن سهل بن حفص العجليّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرِيُّ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ المروزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.
قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ابْنٍ لِعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ أَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ وَأَجَاعُوهُ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَنِ ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْلِمْهُ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الضِّيقِ وَالشِّدَّةِ، فَلَمَّا أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ رسول الله: «اكْتُبْ إِلَيْهِ وَمُرْهُ بِالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ، وَأَنْ يَقُولَ عِنْدَ صَبَاحِهِ وَمَسَائِهِ: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ(9/85)
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
[التوبة 128] » فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ قَرَأَهُ فَأَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقَهُ، فَمَرَّ بِوَادِيهِمُ الَّذِي تَرْعَى فِيهِ إِبِلُهُمْ وَغَنَمُهُمْ فَاسْتَاقَهَا، فَجَاءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي اغْتَلْتُهُمْ بَعْدَ مَا أَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقِي فَحَلالٌ هِيَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: «بَلْ هِيَ حَلالٌ إِذَا نَحْنُ خَمَّسْنَا»
فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ
أي من الشدة والرخاء قَدَراً*
[الطلاق 2، 3]- يَعْنِي أَجَلا-. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ عِنْدَ سُلْطَانٍ يُخَافُ غَشْمُهُ، أَوْ عِنْدَ مَوْجٍ يُخَافُ الْغَرَقُ، أَوْ عِنْدَ سَبُعٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ [1] .
4664- سعيد بن سليمان، أبو عثمان الواسطي المعروف بسعدويه البزاز [2] :
سكن بغداد وحدث بها عن الليث بن سعد، وزهير بن معاوية، ووهيب بن خالد، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز الماجشون، ومبارك بن فضالة، ومبارك بن سعيد بن مسروق الثوري، وعباد بن العوام، وهشيم بن بشير. روى عنه يحيى بن معين، والوليد بن شجاع، وأبو همام، ومحمد بن حاتم بن ميمون، وأبو يحيى صاعقة، ومحمد بن سهل بن عسكر، والحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وأحمد بْن منصور الرمادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس الدوري، والحسن بن مكرم، وإبراهيم الحربي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وصالح بن محمد جزرة، وحمدون بن أحمد السمسار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأَبُو زرعة، وأَبُو حاتم الرّازيّان، وغيرهم.
__________
[1] 4663- انظر الحديث في: الموضوعات 2/230. وتنزيه الشريعة 6/233. واللآلئ المصنوعة 2/76.
[2] 4664- انظر: تهذيب الكمال 2291 (10/483) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/101. وطبقات ابن سعد 7/340. وعلل أحمد 1/140. والتاريخ الكبير 3/ترجمة 1608. والصغير 2/267، 352. وثقات العجلي، الورقة 19. وضعفاء العقيلي، الورقة 77. والجرح والتعديل 4/ترجمة 107. وثقات ابن حبان 1/الورقة 158. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 58.
ورجال البخاري للباجي، الورقة 157. وموضح أوهام الجمع 2/138. وتقييد المهمل، الورقة 82. والجمع 1/165. والمعجم المشتمل، الترجمة 362. وتاريخ الإسلام، الورقة 199 (آيا صوفيا 3007) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 21. وسير أعلام النبلاء 10/481. والكاشف 1/الترجمة 1922. وتذكرة الحفاظ 1/398. والعبر 1/394، 2/65. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3201. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 86. ونهاية السول، الورقة 116. وتهذيب ابن حجر 4/43. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2475. وشذرات الذهب 2/56.(9/86)
وذكره أبو حاتم فقال: ثقة مأمون، ولعله أوثق من عفان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُطَرِّزُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدقاق، أخبرنا خلف بن عمرو العكبري، حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطيّ- ببغداد- حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، قَالَ خَلَفٌ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عن سَعْدَوَيْهِ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر سعيد بن سليمان قال: كان صاحب تصحيف ما شئت.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان سعدويه قبل أن يحدث أكيس منه حين حدث.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم- وفقد أصله- ثم أخبرني العتيقي- قراءة- أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم قَالَ: سئل يحيى بْن معين عَنْ عمرو بن عون وسعدويه قال: كان سعدويه أكيسهما. قلت له: أجزنا في جميع ما حدث؟ قال: نعم! أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد قال: سمعت سعيد بن سليمان- وقيل له لم لا تقول حَدَّثَنَا؟ - فقال: كل شيء حدثتكم به فقد سمعته، ما دلست حديثا قط، ليتني أحدث بما قد سمعت. وقال صالح: سمعت سعدويه يقول: حججت ستين حجة.
قلت: وكان سعدويه من أهل السنة، وامتحن فأجاب في المحنة.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت ابن عسكر يقول: لما دعي سعدويه للمحنة، رأيته خرج من دار الأمير فقال: يا غلام قدم الحمار فإن مولاك كفر.(9/87)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: سعيد بن سليمان ويعرف بسعدويه واسطي ثقة قيل له بعد ما انصرف من المحنة ما فعلتم؟ قال: كفرنا ورجعنا.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
ومات سعيد بن سليمان الواسطي سنة خمس وعشرين ومائتين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن الليث الواسطيّ، حَدَّثَنَا أسلم بن سهل قال: سعيد بن سليمان أبو عثمان ولد بواسط ونشأ بها، ثم خرج إلى بغداد فأقام بها، ومات بها سنة خمس وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سعيد بن سليمان الواسطي كان ثقة كثير الحديث، ونزل بغداد وتجر بها، وكان منزله بالكرخ نحو درب أصحاب القراطيس، وتوفي بها يوم الثلاثاء بالعشي، ودفن من الغد يوم الأربعاء في أول النهار لأربع خلون من ذي الحجة سنة خمس وعشرين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْبَرْقَانِيّ عَن أَبِي إِسْحَاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت عبدوس بن مالك العطار قال: سمعت فلانا مولى سعدويه يقول: مات سعدويه وله مائة سنة.
4665- سعيد بن عيسى، أبو عثمان، المعروف بالبلخي:
جار محمد بن الصباح الدولابي. حدث عَنْ حَمَّاد بْن سلمة. رَوَى عَنْهُ عباس الدوري، وأحمد بن عليّ الخراز.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفِي. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوبَ الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى- جَارُ مُحَمَّدِ بْنِ الصباح- حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَحُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: افْتَخَرَتِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: النِّسَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الرِّجَالِ فِي الْجَنَّةِ، فَنَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالثَّانِيَةُ(9/88)
وُجُوهُهُمْ كَأَضْوَإِ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ وَاحِدٍ منهم امرأتان يرى مخ ساقيها مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَلَيْسَ فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ» [1]
. 4666- سعيد بن محمد بن سعيد، أبو محمد- وقيل: أبو عبد الله الجرمي الكوفي [2] :
سمع شريك بن عبد الله القاضي، والمطلب بن زياد، وعلي بن غراب، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الملك بن أبجر، ويحيى بن واضح، وأبا يوسف القاضي، ويحيى بن سعيد الأموي، وعبد الواحد بن واصل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وحماد بن أسامة، ومعن بن عيسى. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه محمد بن هارون الفلاس المخرمي، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم ابن عبد الله بن أيوب، ومن الغرباء مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري ومسلم بْن الحجاج، وأبو زرعة الرّازيّ.
أخبرنا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدّثنا محمّد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، حدّثنا سعيد بن محمّد الجرمي، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ والْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نَفَقَةَ لَكِ وَلا سُكْنَى» [3]
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا أبو محمد سعيد بن محمد الجرمي- قدم علينا من الكوفة- حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد الأموي بحديث ذكره.
__________
[1] 4665- انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/143، 145.
[2] 4666- انظر: تهذيب الكمال 2348 (11/45) . والتاريخ الكبير 3/ت 1713. والجرح والتعديل 4/ت 261. وثقات ابن حبان 1/الورقة 161. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 66. والجمع 1/168. والمعجم المشتمل، الترجمة 373. وتاريخ الإسلام، الورقة 200 (آيا صوفيا 3007) . وسير النبلاء 10/637. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 27. والكاشف 1/الترجمة 1971. وميزان الاعتدال 2/ت 3264. والمغني 1/ت 2449. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 14. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 94. ونهاية السول، الورقة 119. وتهذيب ابن حجر 4/76. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2532.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم 1117. ونصب الراية 3/275.(9/89)
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ إبراهيم بن عبد الله ابن أيوب المخرمي يقول: كان سعيد إذا قدم بغداد نزل على أبي، فكان أبو زرعة الرازي يجيء كل يوم ينتقي عليه ومعه نصف رغيف، وكان إذا حدث فجرى ذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكت، وإذا جرى ذكر علي قال: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ.
قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسعدة قال: حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن سعيد بن محمد الجرمي فقال: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: سألت يحيى بن معين عن الجرمي فقال: صدوق.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سعيد بن محمد الجرمي فقال: ثقة.
4667- سعيد بن نصير، الواسطي [1] :
قدم بغداد وحدث بِها عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ. رَوَى عَنْهُ عباس الدوري، وأبو القاسم البغوي.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البرتي- بواسط- حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنَا سعيد بن نصير الواسطي- في مجلس خلف البزار- قال: سمعت ابن عيينة يقول: ما يقول هؤلاء- يعني بشرا المريسي- قالوا: يا أبا محمد يزعمون أن القرآن مخلوق، فقال: كذب. قال الله تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ
[الأعراف 54] فالخلق خلق الله، والأمر القرآن.
4668- سعيد بن النضر بن شبرمة، أبو عثمان:
سكن آمل جيحون وحدث بها عن إسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير، وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وأبي البحتريّ وهب بن وهب القاضي. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي صحيحه والفضل بن أحمد بن سهل الآملي.
__________
[1] 4667- انظر: تهذيب الكمال 2367 (11/87) . ونهاية السول، الورقة 120. وتهذيب ابن حجر 4/92.(9/90)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: سعيد بن النضر أبو عثمان البغدادي سمع هشيما.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قال: قال لنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن كامل الحافظ البخاري: مات سعيد بن النضر بآمل جيحون سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4669- سعيد بن يعقوب، أبو بكر الطالقاني [1] :
سمع حماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك، وهشيما، والنّضر ابن شميل، ووكيع بن الجراح وأبا تميلة يحيى بن واضح. روى عنه أبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الرازي- وقال كان ثقة- وعباس بن محمّد الدوري، وأحمد بن محمّد ابن عيسى البرتي، والحارث بن أبي أسامة، وزكريا بن يحيى الناقد، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل، وأحمد بن علي الأبار، وأبو عبد الرحمن النسائي، وكان قدم بغداد وحدث بها. قال الأثرم: رأيته عند أحمد بن حنبل يذاكره بالحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النرسي، أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى النَّاقِدُ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حدّثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَكُنْتُ إِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي، وَإِذَا هَرْوَلْتُ سَبَقْتُهُ، فَقُلْتُ تُطْوَى لَهُ الأَرْضُ.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصري، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قَالَ: سمعت أبي يقول: سعيد بن يعقوب طالقاني ثقة، أبو بكر.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أَخْبَرَنِي أبو الفضل محمد بن إبراهيم قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل قال: مات سعيد بن يعقوب الطالقاني سنة أربع وأربعين ومائتين.
__________
[1] 4669- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/325.(9/91)
4670- سعيد بن يحيى بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص بن سعيد بن العاص، أبو عثمان الأموي [1] :
سمع أباه، وعمه عبد الله بن سعيد، وعبد الله بن المبارك وعيسى بن يونس. وأبا القاسم بن أبي الزناد، وأبا بكر بن عياش، وعبد الرحيم بن سليمان، ومروان بن معاوية، وشجاع بْن الوليد. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري ومسلم بْن الحجاج، وأبو زرعة، وأبو حاتِم الرازيان، ويعقوب بْن سفيان وإبراهيم الحربي، وصالح جزرة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعلي بن بيان المطرز، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأحمد بْن مُحَمَّدِ بن المغلس، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وآخر من روى عنه القاضي المحاملي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا سعيد الأموي، حدّثنا مروان، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ، فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ» [2]
. أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
سمعت أبا النضر الفقيه يقول: سمعت إبراهيم بن إسماعيل العنبري يقول: سمعت قيس بن حنش يقول: سمعت عليّ بن المديني يقول: جماعة من الأولاد أثبت عندنا من آبائهم، منهم عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وهذا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي أثبت من أبيه.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ:
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن يحيى بن سعيد الأموي، حَدَّثَنَا أبي قال يعقوب: وهما ثقتان الأب والابن، دارهم ببغداد.
__________
[1] 4670- انظر: تهذيب الكمال 2377 (11/104) . والتاريخ الكبير 3/ت 1745. والصغير 2/388. والجرح والتعديل 4/ت 314. وثقات ابن حبان 1/الورقة 163. ووفيات ابن زبر، الورقة 77. وعلل الدارقطني 2/الورقة 85. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 61. وشيوخ أبي داود، الورقة 82. والجمع 1/171. والمعجم المشتمل، الترجمة 379.
والتبيين في أنساب القرشيين 39. وتاريخ الإسلام، الورقة 158 (أحمد الثالث 2917/7) وتذهيب التهذيب 2/الورقة 31. والكاشف 1/ترجمة 1994. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 99. ونهاية السول، الورقة 120. وتهذيب ابن حجر 4/97. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2558.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب السنة باب 31. وسنن الترمذي 1420، 1421. وسنن النسائي 7/115. وسنن ابن ماجة 2582.(9/92)
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن الأموي. فقال: صدوق إلا أنه كان يغلط.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا عليّ بن عمر، حدّثنا الحسن بن رشيق، حَدَّثَنَا عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قَالَ: سمعت أبي يقول: سعيد بن يحيى بن سعيد أموي بغدادي ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات سعيد بن يحيى الأموي للنصف من ذي القعدة سنة تسع وخمسين.
هكذا قال وهو خطأ لا شك فيه.
والصواب: ما أَخْبَرَنَا البرقاني- قراءة عَنِ المزكي- قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قال: مات سعيد بن يحيى الأموي للنصف من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن سعيد بن يحيى الأموي مات في سنة تسع وأربعين ومائتين.
قلت: ودفن في مقبرة باب البردان.
4671- سعيد بن مروان بن علي، أبو عثمان [1] :
ذكر لنا هبة اللَّه بْن الحسن الطبري عَنِ الحاكم أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ النيسابوري، أنه بغدادي سكن نيسابور وسمع أبا نعيم، وسليمان بن حرب، وأبا حذيفة، والقعنبي، ومسددا، وعبد الله القواريري، وهارون بن معروف، ويحيى ابن معين. روى عنه محمد بن نعيم، ويعقوب بن يوسف الشيباني والد الأخرم.
قال الحاكم: ومات يوم الاثنين للنصف من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وصلى عليه محمد بن يحيى.
__________
[1] 4671- انظر: تهذيب الكمال 2352 (11/56) . والتاريخ الصغير للبخاري 2/396. ورجال البخاري للباجي، الورقة 157. والجمع لابن القسيراني 1/174. والمعجم المشتمل، الترجمة 374. وتاريخ الإسلام، الورقة 241 (أحمد الثالث 2917/7) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 28. والكاشف 1/ت 1975. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 94. ونهاية السول، الورقة 119.
وتهذيب ابن حجر 4/80. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2536.(9/93)
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ الأرغياني، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الْبَغْدَادِيُّ- بنيسابور- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي، حدّثنا خلف بن هشام المقرئ البزّار، حدّثنا عيسى بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِجَامًا- وَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ- بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» [1]
كان سعيد بن مروان صدوقا.
4672- سعيد بن نصير، البغدادي [2] :
سكن الرقة وحدث عن سيار بن حاتم العنزي وحجاج بن محمد الأعور، وأبي إِبْرَاهِيم مُحَمَّد بْن القاسم الأسدي، وأبي أسامة حماد بْن أسامة. روى عنه أبو داود السجستاني، وأبو شعيب الحراني، وأبو الطاهر بن فيل الأنطاكي. وذكر ابن فيل أنه سمع منه ببالس.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ- إِمْلاءً- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ- يَعْنِي أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُقْرِئِ- حدّثنا أبو الطاهر الحسين بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِيلٍ الأَنْطَاكِيُّ. وأخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الأَذَنِيُّ- بمصر- حدّثنا أبو طاهر بن فيل، حدّثنا سعيد بن نصير البغداديّ، حدّثنا سيّار بن حاتم، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبُعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَرَّ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِجُمْجُمَةٍ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ ثُمَّ قَالَ يَا رَبِّ أَنْتَ أَنْتَ، وَأَنَا أَنَا، أَنْتَ الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ، وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا، فَقِيلَ لَهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَأَنْتَ الْعَوَّادُ بِالذُّنُوبِ، وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالْمَغْفِرَةِ» [3]
. لَفْظُ أَبِي نُعَيْمٍ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ هَكَذَا مَرْفُوعًا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَرَوَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ مَوْقُوفًا مِنْ قَوْلِهِ، وذاك أصح.
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 4672- انظر: تهذيب الكمال 2366 (11/86) . وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 82. والمعجم المشتمل، الترجمة 376. وتاريخ الإسلام، الورقة 241 (أحمد الثالث 2917/7) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 30. والكاشف 1/ت 1986. وتذكرة الحفاظ 2/479. ونهاية السول، الورقة 120. وتهذيب ابن حجر 4/91. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2549.
[3] انظر الحديث في: تاريخ ابن عساكر 1/434. وكنز العمال 10276.(9/94)
4673- سعيد بن بحر، أبو عثمان- وقيل: أبو عمرو- القراطيسي [1] :
سمع ريحان بن سعيد، وعبيدة بن حميد، والحسين بن علي الجعفي، والقاسم بن الوليد الهمداني، ومحمد مصعب القرقساني، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبا نعيم الفضل بن دكين. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، ويحيى بْن صاعد، والقاضي المحاملي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا سعيد بن بحر القراطيسي، حدّثنا محمّد بن مصعب، أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْفِرَ وَهُوَ بِمِنًى قَالَ: «نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِالْمُحَصَّبِ، بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ» [2]
وَذَاكَ أَنَّ قُرَيْشًا تَقَاسَمُوا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ أَنْ لا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلا يُخَالِطُوهُمْ، حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: مات سعيد بن بحر أبو عثمان القراطيسي- رأيته وكان لا يخضب أبيض الرأس واللحية- ببغداد ليومين بقيا من رمضان سنة ثلاث وخمسين.
4674- سعيد بن يزيد بن مروان، الخلال:
حدث عَن أَبِيهِ. روى عنه مُحَمَّد بْن خلف بْن جيان وكيع القاضي، ويحيى بن محمد بن صاعد. وعلي بن يحيى السواق.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الحسن التنوخي قالا: حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا محمّد بن خلف وكيع، حدّثنا سعيد بن يزيد بن مروان، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كهيل عن حجية ابن عَدِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالأُذُنَ.
4675- سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الملك، أبو عثمان:
أظنه نزل بلاد الثغر، وحدث هناك عَن إسماعيل بْن أَبِي أويس. روى عنه السميدع بن الحسن الأنطاكي- شيخ لابن جميع الغساني- وحاجب بن أركين الفرغاني، وغيرهما.
__________
[1] 4673- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/66.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/181. وسنن أبي داود 2011. وسنن ابن ماجة 2942. ومسند أحمد 2/237، 540، 5/202. وصحيح ابن خزيمة 2981، 2985.(9/95)
أخبرنا عليّ بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مَيْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سعيد المؤدّب، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عبد الملك البغداديّ، حدّثنا إسماعيل بن أَبِي أُوَيْسٍ.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الشّافعيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبْزُونَ الأَنْبَارِيُّ قال: أخبرنا بهلول بن إسحاق، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ- وقال بهلول بن أَبِي ضُمَيْرَةَ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» [1]
. 4676- سعيد بن عيسى الكريزي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن معتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطّان، ومحمّد ابن جعفر غندر، وعبد الله بن إدريس، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأنْصَارِيّ. رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الأنصاري، وعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الدَّقَّاقُ، وأبو عبيد بن المحامليّ، وغيرهم.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ وَآخَرُونَ قَالُوا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى الْكُرَيْزِيُّ، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رقية، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْغُلامُ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا» [2]
. أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قال: سعيد بن عيسى الكريزي بصري ضعيف.
4677- سَعِيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن ثواب، البصري، يعرف بالحصري:
قدم بغداد وحدث بها عن مؤمل بن إسماعيل، وأزهر بن سعد السمان، وأبي عتاب الدلال، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأنْصَارِيّ. رَوَى عَنْهُ إسماعيل بن الفضل البلخي، وعبد الله بن محمد بن ياسين، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن أحمد البوراني، والقاضي المحامليّ.
__________
[1] 4675- انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/205، 8/36. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة باب 6.
[2] 4676- انظر الحديث في: سنن أبي داود 4705. وسنن الترمذي 3150. ومسند أحمد 5/121.(9/96)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ السَّلْمَاسِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَابٍ الْحُصَرِيُّ البصريّ- ببغداد- حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَقِيَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَالَ: أَرِنِي الْمَوْضِعَ الَّذِي قَبَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ الْحَسَنُ ثَوْبَهُ فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ.
قَالَ يَحْيَى: هَكَذَا قَالَ لَنَا هَذَا عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرُهُ يُخَالِفُهُ فِي الإِسْنَادِ.
4678- سعيد بن عتاب بن أبان، أبو عثمان:
سمع أبا نعيم الْفَضْل بْن دكين، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأسيد بن زيد، وخالد بن خداش، ومسدد بن مسرهد، والوليد بن صالح وبشار بن موسى، وفضيل بن عبد الوهاب وعلي بن المديني. رَوَىْ عَنْهُ مُوْسَى بْن هَارُوْنَ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بن مخلد، وأبو العباس الأثرم وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن عتاب، حدّثنا أبو قتادة- شيخ بالبصرة- حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من بنى لله مسجدا [ولو] [1] قَدْرَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» [2]
. 4679- سعيد بن أحمد بن عثمان:
صاحب يحيى بن أيوب المقابري. حدث عن أحمد بن عبد الرحمن الكوفي، ويحيى بن معين، وعمر بْن إسماعيل بْن مجالد. روى عنه أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حمّاد- مولى بني هاشم- حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ- إملاء في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ- صَاحِبُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وستين ومائتين- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حدّثنا حفص بن غياث
__________
[1] 4678- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/241. وصحيح ابن حبان 301. وفتح الباري 12/84، 164.(9/97)
عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ، فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ» [1]
. 4680- سعيد بن أحمد بن محمد بن حنبل:
حكى عن أبي مجالد أحمد بن الحسين. روى عنه القاضي أَبُو عمران موسى بْن القاسم بْن الأشيب. ومات سعيد قبل وفاة أخيه عبد الله بدهر طويل.
4681- سعيد بن الحسن بن يوسف، المعروف بابن أهرش:
مروروذي الأصل. حدث عن أبيه، وعن سعدويه الواسطي. روى عنه ابنه الحسن.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ الْمَرْوَرُوذِيُّ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْنَا الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. قلنا لأَنَسٍ: رَآكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: رَآنَا فَلَمْ يَأْمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنَا.
4682- سعيد بن عبد الرحمن، البغدادي:
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِر الصوفِي، أخبرنا تمام بن محمّد الرّازيّ، أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن سهل القنسريني، حَدَّثَنَا سعيد بن عبد الرحمن البغدادي- بأنطاكية سنة أربع وثمانين ومائتين- حدّثنا يعقوب بن كعب، حَدَّثَنَا بقية.
4683- سعيد بن محمد بن سعيد، أبو عثمان الأنجذاني [2] :
سمع أبا عمر الحوضي، وعمرو بن مرزوق، وإبراهيم بن أبي سويد. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وأحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع، ومكرم بن أحمد القضاة، وأبو بكر الشافعي وكان صدوقا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لا بأسَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن رزق، حدّثنا مكرم بن أحمد القاضي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ الأَنْجُذَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أَخْبَرَنَا عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ رَجُلا كَانَ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ،
__________
[1] 4679- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2506. وشرح السنّة 13/141. واللآلئ المصنوعة 2/228. والدر المنتثرة 178. والترغيب والترهيب 3/310.
[2] 4683- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/387.(9/98)
وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، فَجَعَلَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ يَنْهَاهُ وَيَقُولُ: لا تَقَعُ فِي إِخْوَانِي، فَأَبَى، فَقَامَ سَعْدٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مُسْخِطًا لَكَ فِيمَا يَقُولُ فَأَرِنِي بِهِ آفَةً، وَاجْعَلْهُ آيَةً لِلنَّاسِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ بِبَخْتِيٍّ يَشُقُّ النَّاسَ، فَأَخَذَهُ بِالْبَلاطِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ كَرْكَرَتِهِ وَالْبَلاطِ فَسَحَقَهُ حَتَّى قَتَلَهُ. فَأَنَا رَأَيْتُ النَّاسَ يَتْبَعُونَ سَعْدًا وَيَقُولُونَ: هَنِيئًا لَكَ أَبَا إِسْحَاقَ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكَ.
أَخْبَرَنَا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن الأنجذاني مات في شوال من سنة خمس وثمانين ومائتين.
4684- سعيد بن عثمان بن بكر، أبو سهل الأهوازي:
نزل بغداد وحدث بِهَا عن أبي الوليد الطيالسي حديثا واحدا، وقال: لم أسمع منه غيره. وحدث الكثير عن عبد العزيز بن يحيى المديني، والربيع بن يحيى الأشناني، وأبي عون الزيادي، وبكار بن محمد السيريني، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي، وعلي بن بحر بن بري وعمرو بن الحصين العقيلي، وسهل بن عثمان العسكري، وسعيد بن أشعث السمان وزيد بن الحريش، وعبيد بن معاذ بن معاذ، وقطن بن نسير، وعمرو بن محمد بن عرعرة، ومحمد بن عمرو بن جبلة. روى عنه أحمد بن عثمان بن الآدمي، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بَكْر الشافعي، وكان ثقة.
وقال الدارقطني: صدوق حدث ببغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، حدّثنا سعيد بن عثمان الأهوازيّ، حدّثنا محمّد بن عون- أبو عون- حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الأَحْقَافِ.
4685- سعيد بن عبدويه بن سعيد، أبو عثمان الصفار:
حدث عَنِ الربيع بْن ثعلب. روى عنه عبد الصمد الطستي، وعبد الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدّثنا سعيد بن عبدويه، حدّثنا الرّبيع بن ثعلب، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ(9/99)
السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ وَعَبْدِ خَيْرٍ قَالا: تَوَضَّأَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ ثَلاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَافْعَلُوهُ.
4686- سعيد بن إسرائيل بن عبد الله، أبو عثمان:
مروزي الأصل. حدث عن إسماعيل بن عيسى العطار، ويحيى بن أيوب العابد، وعلي بن جعفر بن زياد الأحمر، وحبان بن موسى المروزي. روى عنه عبد الصمد الطستي، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب والطبراني.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن يحيى السّكّري، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم المؤدب، حدّثنا سعيد بن إسرائيل، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ صَلاةَ الْفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى فَلَمَّا انْصَرَفَ أَبْصَرَ رَجُلَيْنِ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، فَأَتَى بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ: «مَا مَنَعَكُمَا مِنَ الصَّلاةِ مَعَنَا؟» قَالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا صَلَّيْنَا فِي الرِّحَالِ، قَالَ: «فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي الرَّحْلِ، ثُمَّ أَدْرَكَ النَّاسَ وَهُمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيُصَلِّ مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَهُ نَافِلَةٌ» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا سعيد بن إسرائيل القطيعي البغداديّ، حَدَّثَنَا حبان بن موسى.
4687- سعيد بن ياسين بن عبد الله بن أعين، أبو محمد البلخي الوراق:
قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنِ الْحَسَن بْن عمر بن شقيق، وعبد الله بن عمر بن الرماح، والحسين بن منصور، ومحمد بن إسحاق السهمي، وقتيبة بن سعيد. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وعبد الصمد الطستي، وابن قانع، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن محمّد الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، حدّثنا سعيد بن ياسين البلخيّ الورّاق، حدّثنا ابن الرماح، حدّثنا جرير عن فضيل بن
__________
[1] 4686- انظر الحديث في: سنن الترمذي 219. وسنن أبي داود، كتاب الصلاة باب 57. وسنن النسائي باب 54. ومسند أحمد 4/160. والمستدرك 1/244، 245. وصحيح ابن خزيمة 1638.(9/100)
غزوان وعبد الله بن قانع، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ قَالَ: «لا يَلْبَسُ ثَوْبًا مَسَّهُ وَرَسٌ، وَلا زَعْفَرَانٌ، وَلا يَلْبَسُ الْقَمِيصَ، وَالسَّرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا مِنْ عِنْدِ الْكَعْبَيْنِ» [1]
. 4688- سعيد بن محمد بن نصرويه، أَبُو عثمان البلخي:
قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ مُحَمَّد بن أبي بكر العامري. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
4689- سعيد بن عثمان بن عياش، أبو عثمان الحناط:
حدث عن أبي عثمان المازني ومحمد بن المثنى السمسار، ومحمد بن رزق الله الكلوذاني، وسري السقطي، وذي النون المصري. روى عنه العباس بن يوسف الشكلي، ومُحَمَّد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي، وعبد الرحمن بن سيما المجبر، وأبو عمر الزاهد، وغيرهم.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الرّحمن بن سيما المجبر، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ الْكَلْوَذَانِيُّ قَالَ: حدّثنا أسود بن عامر، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا حُبِسَتِ الشَّمْسُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ، إِلا عَلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» [2]
. بلغني أن سعيد بن عثمان بن عياش مات في سنة أربع وتسعين ومائتين.
4690- سعيد بْن إسماعيل بْن سعيد بْن منصور، أبو عثمان الواعظ الحيري [3] :
ولد بالري ونشأ بها، ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن توفي بها. وكان قد سمع بالري من محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وبالعراق من محمد بن إسماعيل الأحمسي وحميد بن الربيع اللخمي، وغيرهما. ودخل بغداد. ويقال إنه كان مستجاب الدعوة.
حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال: سمعت أبا عثمان سعيد
__________
[1] 4687- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/59. ونصب الراية 3/29. وتلخيص الحبير 2/272.
[2] 4689- انظر الحديث في: كنز العمال 6/159.
[3] 4690- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/119.(9/101)
ابن إسماعيل يقول: دخلت بغداد على رجل في بيته، فرأيت ثمة حصيرا وكوزا مكسورا. قال: فكنت أنظر في البيت قال: ففطن الرجل فقال: العفا خير من العافية.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن العباس العصمي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي عثمان يقول:
سمعت أبي أبا عثمان- وقام في مجلسه رجل من أهل بغداد- فقال: يا أبا عثمان متى يكون الرجل صادقا في حب مولاه؟ قال: إذا خلا من خلافه، كان صادقا في حبه.
قال: فوضع الرجل التراب على رأسه وصاح وقال: كيف أدعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه؟ قال: فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وجعل أبو عثمان يبكي ويقول: صادق في حبه، مقصر في حقه.
وأَخْبَرَنَا أبو حازم قال: سمعت أبا عمرو بن نجيد يقول: سمعت أبا عثمان سعيد ابن إسماعيل يقول: لا تثقن بمودة من لا يحبك إلا معصوما. قال أبو حازم: لم يزدنا أبو عمرو على هذا القدر، فسمعت أبا عبد الله بن أبي ذهل يقول: سمعت أبا عمرو بن نجيد يقول: كنت أختلف إلى أبي عثمان مدة في وقت شبابي، وكنت قد حظيت عنده، فقضي من القضاء أني اشتغلت مرة بشيء مما تشتغل به الفتيان، فنقل ذلك إلى أبي عثمان، فانقطعت عنه بعد ذلك، فافتقدني، فأقمت على انقطاعي عنه، وكنت إذا رأيته في طريق- أو من بعيد- اختفيت في موضع حتى لا تقع عينه علي، فدخلت يوما سكة من السكك فخرج علي أبو عثمان من عطفة في السكة، فلم أجد عنه محيصا، فتقدمت إليه وأنا دهش متشوش، فلما رأى ذلك قال لي: يا أبا عمرو لا تثقن بمودة من لا يحبك إلا معصوما، هذا معنى الحكاية.
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْعُصْمي قَالَ: سمعت أبا بكر بن أبي عثمان يقول:
سمعت أبي يقول: طول العتاب فرقة، وترك العتاب حشمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعتُ أَبَا عمرو إسماعيل بن نجيد يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بْن إسماعيل يقول: موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم.
وأَخْبَرَنَا أبو حازم قال: سمعت محمد بن حمدويه الحافظ يقول: سمعت أمي تقول: سمعت مريم امرأة أبي عثمان تقول: كنا نؤخر اللعب والضحك والحديث إلى أن يدخل أبو عثمان في ورده من الصلاة، فإنه كان إذا دخل ستر الخلوة لم يحس بشيء من الحديث وغيره.(9/102)
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أمي تقول: سمعت مريم امرأة أبي عثمان تقول: صادفت من أبي عثمان خلوة فاغتنمتها، فقلت: يا أبا عثمان أي عملك أرجى عندك؟ فقال: يا مريم لما ترعرعت وأنا بالري، وكانوا يريدونني على التزويج فأمتنع، جاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان قد أحببتك حبا ذهب بنومي وقراري، وأنا أسألك بمقلب القلوب، وأتوسل به إليك أن تتزوج بي. قلت: ألك والد؟ قالت: نعم فلان الخياط في موضع كذا وكذا فراسلت أباها أن يزوجها مني ففرح بذلك، وأحضرت الشهود فتزوجت بها، فلما دخلت بها وجدتها عوراء، عرجاء، مشوهة الخلق، فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرته لي، وكان أهل بيتي يلومونني على ذلك فأزيدها برا وإكراما، إلى أن صارت بحيث لا تدعني أخرج من عندها، فتركت حضور المجالس إيثارا لرضاها وحفظا لقلبها. ثم بقيت معها على هذه الحال خمس عشرة سنة، وكأني في بعض أوقاتي على الجمر وأنا لا أبدي لها شيئا من ذلك إلى أن ماتت، فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ: سمعت عبد الله بن محمد الشعراني يقول: سمعت أبا عثمان يقول: منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حال فكرهته، ولا نقلني إلى غيره فسخطته.
أَخْبَرَنَا أبو حازم، أَخْبَرَنَا أبو عمرو بن مطر قال: حضرت مجلس أبي عثمان الحيري الزاهد، فخرج وقعد على موضعه الذي كان يقعد للتذكير، فسكت حتى طال سكوته، فناداه رجل كان يعرف بأبي العباس: نرى أن تقول في سكوتك شيئا، فأنشأ يقول:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي والطبيب مريض
قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء والضجيج.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: سمعت أبا الحسن بن أبي عثمان الزاهد يقول: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعشر بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين.(9/103)
4691- سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء، أبو عثمان الأنباري، يعرف بابن عجب [1] :
حدث عن هشام بن عمار الدمشقي، وأبي عمر الدوري المقرئ، وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وعمرو بن النضر الكوفيّ، وموسى ابن خاقان البغداديّ، ومحمود بن إسماعيل الحسابي، وإبراهيم بن مرزوق البصري وغيرهم. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَحْمَد بْن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، ومخلد بن جعفر، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، ومحمد بن أحمد المفيد الجرجرائي.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لا بأسَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي القاسم الأزرق، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجَبٍ الأنباريّ، حدّثنا عمرو بن النّضر، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَبْصَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسْوَةً مَعَ جِنَازَةٍ، فَقَالَ لَهُنَّ: «أَتَحْمِلْنَ؟ أَتَدْفِنَّ؟ أَتَحْثِينَ؟ ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن المحتسب قَالَ: قرأنا على أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج الوراق عَنْ أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قال: توفي أبو عثمان سعيد ابن عبد الله بن أبي رجاء الأنباري يوم السبت لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين بالأنبار، ورأيته يخضب بأخرة.
4692- سعيد بن عبد الرحيم، أبو عثمان المؤدب الضرير:
روى عن أبي عمر الدوري عن إسماعيل بن جعفر قراءات أهل المدينة. حدث عنه أَحْمَد بن جعفر بن سلم الختلي، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ.
4693- سعيد بن عبد الله الحدثاني:
حدث عن سويد بْن سعيد. روى عنه أَبُو بكر الشافعي، وأحمد بن محمد بن أبزون الأنباري. وذكر الشّافعيّ أنه سمع منه بمدينة النورة- وهي قرية قريبة من الأنبار-.
__________
[1] 4691- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/121.
[2] انظر الحديث في: المصنف لعبد الرزاق 6298. ومجمع الزوائد 3/28. والمطالب العالية 727.(9/104)
4694- سعيد بن سلمة بن كيسان، أبو عمرو التوزي [1] :
سكن بغداد بين السورين وحدث عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الْهَرَوِيّ، وعبيد الله بن عمر القواريري، والصلت بن مسعود الجحدري، وعثمان بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وأبي همام الوليد بن شجاع، وأَبِي مصعب أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الزُّهْرِيّ، وأَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن العنبري، وعبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، وأحمد بن محمويه بن أبي سلمة المدائني. روى عنه أبو عليّ بن الصواف وغيره، وكان ثقة.
4695- سعيد بن سعدان، أَبُو القاسم الكاتب [2] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ الهروي وإِسْحَاق بْن موسى الأنصاري. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر الخرقي، ومحمد بن المظفر، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ القاضي الواسطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدُ بْنُ سَعْدَانَ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشوارب، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ: حَدَّثَنِي عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عَنْ أُبِيٍّ قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وعشرين مضين وثلاث بقين.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن سعيد بن سعدان الكاتب مات في المحرم من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
4696- سعيد بن الحسن بن عليّ الروزبهان، أبو عبد الله:
حدث عن يوسف بن موسى. روى عنه ابن الشخير الصيرفي.
أَخْبَرَنَا عليّ بن أبي علي، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن الشخير الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ الْحَسَنِ بن عليّ الروزبهان، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى بْنِ رَاشِدٍ الْقَطَّانُ- سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ- قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ حُسَيْنٍ الْخُلْقَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطَّرِيقِ يُبَلِّغُونِي عن أمتي السّلام» [3] .
__________
[1] 4694- التوزي: هذه النسبة إلى بعض بلاد فارس (الأنساب 3/104) .
[2] 4695- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/250.
[3] 4696- انظر الحديث في: مسند أحمد 1/387، 1/441، 452. والنسائي في السنن 3/43.
وسنن الدارمي 2777.(9/105)
4697- سعيد بن أحمد بن الحسين، أبو بكر الصريفيني:
حدث عَن الحسن بن عرفة. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه بعكبرا.
4698- سعيد بن نفيس، أبو عثمان الصواف المصري:
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن خالد بن نجيح وغيره. روى عنه الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي، وأبو حفص بن شاهين.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ نَفِيسٍ مِصْرِيٌّ قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ عَنِ الْمِصْرِيِّينَ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه النجار، أخبرنا عليّ بن الحسن الجرّاحي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ نُفَيْسٍ الصَّوَّافُ المصري، حدّثنا عبد الرّحمن بن خالد، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ- يَعْنِي عَبْدَ الْغَفَّارِ بْنَ الحسن بن دينار- حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةً» قُلْنَا وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَّا؟ قَالَ: «إِنَّ تَسْلِيمَكَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَدَقَةٌ، وَعِيَادَتَكَ الْمَرِيضَ صَدَقَةٌ، وَصَلاتَكَ عَلَى الْجِنَازَةِ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَعَوْنُكَ الضَّعِيفَ صَدَقَةٌ» [1]
. 4699- سعيد بن خالد بن محمد بن مخلد بن خالد، أبو عثمان الترمذي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عيسى بن أحمد العسقلاني. روى عنه أحمد بن جعفر الخلال ومحمد بن المظفر.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن الفرج الخلّال، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ خَالِدٍ التِّرْمِذِيُّ- قَدِمَ حاجّا قراءة عليه- حدّثنا عيسى بن أحمد، حدّثنا بشر بن بكر الدمشقي البجليّ، أخبرني الأوزاعي عبد الرّحمن بن عمرو، حدّثني الزّهريّ، حدّثني سالم بن عبد الله، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَيْفَ صَلاةُ اللَّيْلِ؟ قَالَ: «مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خفت الفجر فأوتر بركعة» [2] .
__________
[1] 4698- انظر الحديث في: حلية الأولياء 7/109.
[2] 4699- انظر الحديث في: صحيح مسلم، صلاة المسافرين 146، 148. وسنن النسائي 3/227.(9/106)
4700- سعيد بن أحمد بن أبي عمرو، أبو محمد المعروف بالختلي [1] :
حَدَّثَ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ تَوْبَةَ النَّهْرَوَانِيِّ. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْنُ عُمَر بْنِ مُحَمَّد الْحَرْبِيِّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عليّ الطحان- لفظا- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو أبو محمد الختلي، حدّثنا سليمان بن توبة، حدّثنا أبو النّضر، حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْرُكُهَا، صَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرِ، وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ.
الأشجعي هذا ليس بصاحب الثوري، ذاك يكنى أبا عبد الرحمن واسمه عبيد الله، وهذا تفرد بالرواية عنه أبو النضر، وكناه أبا إسحاق ولم يسمه.
4701-[2] سعيد بن الحسين، أبو الحسين الدراج [3] الصوفي:
أظنه نزل الشام وله عند الصوفية ذكر كبير، ومحل خطير.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي بن الحسين، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النيسابوري قَالَ:
سمعت عبد الله بن إبراهيم يقول: سمعت الرقي يقول: سمعت أبا الحسين الدراج يقول: بقيت أنا وأخي سنين، يحفظ هو علي وأنا أحفظ عليه، هل يرجع واحد منا إلى معلومه، فلم يجد هو علي مغمزا، ولا أنا عليه.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو الحسين الدراج البغداديّ اسمه سعيد بن الحسين، كان من ظراف المتصوفة وكان يصحب إبراهيم الخواص، توفي سنة عشرين- أو نيف وعشرين- وثلاثمائة.
4702- سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد، أبو عثمان البيع. وهو أخو زبير بن محمد الحافظ:
سمع إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الرحمن بن يونس السراج، وإسحاق بن حاتم العلاف، ويوسف بن موسى القطان، وأبا هشام الرفاعي، والحسن بن الجنيد، وعقبة بن مكرم العمي، ومحمد بن يزيد الآدمي. روى عنه أبو حفص بن شاهين،
__________
[1] 4700- الختلي: الختلي قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الأسكرة.
(الأنساب 5/44) .
[2] 4701- انظر: الأنساب للسمعاني 5/292.
[3] الدراج: هذا الاسم عرف به أبو الحسين سعيد بن الحسين الدراج الصوفي (الأنساب)(9/107)
وإبراهيم بن أحمد بن بشران الصيرفي، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو الفضل بن المأمون الهاشمي.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال أن يوسف القواس ذكر سعيد بن محمد- أخا زبير- في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع. وأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْن عُمَرَ بْن شَاهِينَ عَن أبيه قالا: إن سعيد بن محمد أخا زبير الحافظ مات في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
قال ابن شاهين: في جمادى الآخرة، وقال ابن قانع: في شهر رمضان، وقول ابن شاهين أصح.
ذكر موسى بن محمد بن عتاب فيما قرأته في كتابه أن أخا زبير مات في يوم الأربعاء للنصف من جمادى الآخرة.
4703- سعيد بن أحمد بن محمد بن سعيد، أَبُو القاسم البزاز:
حدث عَن مُحَمَّد بْن عيسى بن حبان المدائني، ومحمد بن سعد العوفى، وأحمد ابن زكريا بن كثير الجوهري، وأحمد بن أبي غرزة الكوفي. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي.
4704- سعيد بن سعد بن عبد الله، أبو عثمان المجندر:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه فِي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عن محمّد ابن يونس الكديمي.
4705- سعيد بن عبد الله بن سهل، البغدادي:
حدث عن محمد بن إبراهيم المعروف بمربع. روى عنه الْحَسَن بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن زولاق المصري، وذكر أنه سمع منه فِي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
4706- سعيد بن أحمد بن محمد بن موسى العراد، أبو القاسم:
حدث عن محمد بن سنان القزاز، ومحمد بن الهيثم بن حماد العكبري. روى عنه القاضي الجراحي، وابن الثلاج.
وذكر ابْن الثلاج- فِيما قرأت بخطه- أنه مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.(9/108)
4707- سعيد بن سهل بن جمعة، أبو محمد الرازي:
قدم بغداد وحدث بالنهروان عن محمد بن مسلم بن وارة، وغيره. روى عنه عمر ابن عبد الله بن قيوما.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحسين بن العباس النعالي، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ- الْمَعْرُوفُ بِابْنِ قُيُومَا الْمُعَدَّلُ النَّهْرَوَانِيُّ بِهَا فِي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِيدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ جمعة الرّازيّ- قدم علينا- حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الحجّاج، حدّثنا أبي، حدّثنا إسماعيل بن عبد الرّحمن، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذُبُّوا عَنْ أَعْرَاضِكُمْ بِأَمْوَالِكُمْ» قَالُوا: وَكَيْفَ نَذُبُّ عَنْ أَعْرَاضِنَا بِأَمْوَالِنَا؟ قَالَ: «تُعْطُونَ الشَّاعِرَ، وَمَنْ تَخَافُونَ لِسَانَهُ» [1]
. 4708- سعيد بن عبدان بن سهلان بن مهران، أبو عثمان الضرير:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن الحارث بن أبي أسامة. وروى عنه أبو الفتح بن مسرور عن الكديمي وقال: كان ثقة.
4709- سعيد بن الحسن، أبو عثمان القصير الواسطي:
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه في درب الربيع عن محمد بن مسلمة الواسطي:
4710- سعيد بن أحمد بن سعيد، أبو الليث الأصم النقاش [2] النجار:
حدث عن محمد بن عبيد بن عتبة الكوفي، والحارث بن أبي أسامة، وأبي العباس الكديمي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر، وَأَبُو الْقَاسِم بن الثلاج، وعبد اللَّه بن عثمان الصفار، وأَحْمَد بن الحسن الوكيل الأزجي. وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه فِي رحبة طيفور في سنة أربعين وثلاثمائة.
أخبرني أبو الفرج الطّناجيريّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: حَدَّثَنِي أبو الليث سعيد بن أحمد النقاش، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا عمي عمن كسر به في بحر صليحي قال: رأيت طائرا على شجرة يقول: بشبش بينه [3] دكني كور
__________
[1] 4707- انظر الحديث في: كشف الخفا 1/48، 501. وإتحاف السادة المتقين 6/288.
والأحاديث الصحيحة 1461.
[2] 4710- النقاش: هذه النسبة إلى نقش السقوف ونحوها (لب اللباب 264) .
[3] في الأصل: «ببية» .(9/109)
الكربه. فسألت أهل الموضع فقلت ما يقول هذا الطائر؟ قالوا: يخبر الآباء عن الأجداد، عمن مضى منهم أنه يقول: أمتني ولا ترني ثقيلا.
4711- سعيد بن يعقوب بن إسحاق، أبو عثمان العطار:
حدث عن عمر بن الوليد بن أبان الكرابيسي، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، وأحمد بن الهيثم البزاز. روى عنه الدارقطني، ويوسف القواس، وعبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار.
4712- سعيد بن تركان، أبو جعفر الصوفي. انتقل إلى الرملة فسكنها:
أَخْبَرَنَا أحمد بن المحتسب، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ: سمعتُ منصور بْن عَبْد اللَّهِ يَقُولُ: سمعت أبا جعفر سعيد بن تركان- بدمشق- يقول: صحبت أنا وأخي علي: يعقوب بن الوليد بعد صحبته الجنيد، فما عظم في قلوبنا أحد ولا تجاوز حد الجنيد، لأنه كان مؤدبنا تأديب شفقة، والآخرون كانوا يؤدبونا تأديب رياضة وإظهار أستاذية.
قال أبو عبد الرحمن: سعيد وعلي ابنا تركان كانا من مشايخ البغداديين، استوطنا الرملة وماتا بها، وسعيد كنيته أبو جعفر وعلي كنيته أبو الحسن.
4713- سعيد بن سعد، أبو القاسم المقرئ:
ذكر ابْن الثلاج أنه حدثهم في جامع المنصور عن محمد بن نصر بن منصور الصائغ.
4714- سعيد بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن معاوية، أبو الليث الأنماطي:
روى عنه محمد بن يحيى الأشناني. حدث عنه علي بن إبراهيم بن أبي غرة العطار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن أحمد ابن أبي غرة العطّار، حَدَّثَنِي أَبُو اللَّيْثِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سعيد بن عثمان بن معاوية الأنماطيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ- فِي قَنْطَرَةِ الأشنان- حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا عبد الله بن إدريس الأودي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى تَفَضَّلْتُ عَلَى عَبْدِي بِأَرْبَعِ خِصَالٍ؛ سَلَّطْتُ الدَّابَّةَ عَلَى الْحَبَّةِ، وَلَوْلا ذلك لادخرها(9/110)
الْمُلُوكُ كَمَا يَدَّخِرُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَأَلْقَيْتُ النَّتَنَ عَلَى الْجَسَدِ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا دَفَن خَلِيلٌ خَلِيلَهُ أَبَدًا، وَسَلَّطْتُ السُّلُوَّ عَلَى الْحُزْنِ وَلَوْلا ذلك لا نقطع النَّسْلُ، وَقَضَيْتُ الأَجَلَ وَأَطَلْتُ الأَمَلَ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا، وَلَمْ يَتَهَنَّ ذُو مَعِيشَةٍ بِمَعِيشَتِهِ» [1]
. ما أبعد أن يكون هذا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأُشْنَانِيُّ فإن له عن يحيى بن معين بمثل هذا الإسناد حديثا آخر، وقد تقدم أيضا ذكر أبي الليث سعيد بن أحمد بن سعيد النقاش، وما أراه إلا غير هذا الأنماطي، والله أعلم.
4715- سعيد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بن خالد بن عطاء بن دينار، أبو أحمد الذهلي الأحول [2] :
سكن بخارى وحدث بها عن جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وَالحارث بْن أَبِي أسامة، وإسماعيل بْن إِسْحَاق القاضي، ومحمد بْن غالب التمتام، ومحمد بْن يونس الكديمي، وبشر بن موسى الأسدي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وخلف بن عمرو العكبري، وغيرهم. روى عنه الحسين بن أحمد الشماخي، ومنصور بن عبد الله الخالدي الهرويان، وخالد بن عبد الله بن خالد المروزي، وغيرهم، وكان منكر الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد البغداديّ- حفظا- حدّثنا عثمان بن سعيد السّكّري، حدّثنا الأصمعي، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من أتى الجمعة فليغتسل» [3]
. أخبرنا أبو الوليد الدربندي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- قَالَ: أبو أحمد سعيد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بن خالد بن عطاء بن دينار الذهلي البغدادي الأحول صاحب عجائب، سكن بخارى، ثم خرج إلى بلخ ومات بها سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
__________
[1] 4714- انظر الحديث في: الموضوعات 2/253. واللآلئ المصنوعة 2/86. والفوائد المجموعة 151. وتنزيه الشريعة 2/196.
[2] 4715- انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 3269.
[3] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(9/111)
4716- سعيد بن هشام، أبو عثمان الخالدي:
شاعر من أهل الموصل مليح الشعر، قدم بغداد فمدح بها الوزير أبا محمد المهلبي، وأقام مدة في جنبته منقطعا إليه ينادمه ثم رجع إلى الموصل.
4717- سعيد بن القاسم بن العلاء بن خالد، أبو عمرو البرذعي [1] :
سكن طراز وقدم بغداد حاجّا في سنة خمسين وثلاثمائة، وحدّث بها عن عبد الله ابن الحسين بن بحر الشاماتي النيسابوري، ومحمد بن جعفر الكرابيسي البلخي، ومحمد بن حبان بن الأزهر البصري، وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدّارقطنيّ، ومحمّد بن إسماعيل القطيعي، وابن الثلاج. وحَدَّثَنَا عنه أبو عليّ بن فضالة النيسابوري بالري وذكر لنا أنه سمع منه بطراز.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: سعيد بن القاسم أبو عمرو البرذعي أحد الحفاظ، كتب عن محمد بن يحيى بن منده وطبقته، وحدث ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَافِظُ- أَبُو عَمْرٍو البرذعيّ- حدّثنا محمّد بن يحيى بن مندة، حدّثنا الهذيل بن معاوية، حدّثنا إبراهيم بن أيّوب، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ سَبِّ الأَمْوَاتِ وَقَالَ: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا» [2]
. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حدّثنا أَبِي وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بِهِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
جاءنا نعي أبي عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء بن خالد البرذعي من إسفيجاب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
4718- سعيد بن عمر بن الفتح، أبو عمرو الفقيه الشافعي البغدادي:
حدث بالشام فيما أرى عن زكريا بن يحيى المقدسي، وأبي البهي محمّد بن
__________
[1] 4717- انظر: المنتظم، لابن الجوزير 14/218. والبداية والنهاية 11/275.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 3818. والترغيب والترهيب 2/468. وكشف الخفا 2/13. والدر المنثور 3/182. وحلية الأولياء 10/395.(9/112)
عبد الصمد القنسريني وعمرو بن عصيم، وأحمد بن سعيد بن عتيب الصوري. روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي.
4719- سعيد بن أبي سعيد، وهو: سعيد بن أحمد بن محمد بن جعفر، أبو عثمان النَّيْسَابُورِيّ [1] :
قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَبِي العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب الأخرم، وجعفر بن أحمد بن ماهويه، وإبراهيم بن محمد بن عمرويه الْمَرْوَزِيّ. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي- ببغداد- وحدّثنا أبو حازم العبدوي- بِنَيْسَابُورَ- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارِمٍ الْكُوفِيُّ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ النَّيْسَابُورِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وستين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عمرويه المروزيّ- بمرو- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مغلس بن أخي جبارة بن مغلس، حدّثنا بشر بن الوليد القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» [2]
. لا يَصِحُّ لأَبِي حَنِيفَةَ سَمَاعٌ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ بِهَذَا الإسناد، وضعفه أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ.
أَخْبَرَنَا ضياء بن أحمد الهرويّ، حَدَّثَنَا أبو سعد الماليني قال: حَدَّثَنَا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد بن جعفر النّيسابوري- ببغداد- حدّثنا جعفر بن أحمد بن ماهويه، حَدَّثَنَا ميمون بن الأصبغ بحديث ذكره.
أَخْبَرَنَا أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ قال: توفي أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد النيسابوري، وهو سعيد بن أحمد بن محمّد ابن جعفر عند انصرافه من الحج في جمادى الأولى سنة تسع وستين وثلاثمائة.
4720- سعيد بن سلام- وقيل: ابن سالم-، أبو عثمان المغربي الصوفي [3] :
ورد بغداد وأقام بها مدة، ثم خرج منها إلى نيسابور فسكنها، وكان من كبار المشايخ له أحوال مأثورة، وكرامات مذكورة.
__________
[1] 4719- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/273.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 224. والمعجم الكبير 10/240. واللآلئ المصنوعة 1/108. وكشف الخفا 2/56، 466، 584. وتنزيه الشريعة 1/278، 279.
[3] 4720- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/303.(9/113)
حدّثنا أبو سعد الحسن بن عثمان بن أحمد الشيرازي قال: سمعت أبا مسلم غالب بن علي الرازي يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن سلام المغربي يقول: كنت ببغداد، وكان بي وجع في ركبتي حتى نزل إلى مثانتي، واشتد وجعي وكنت أستغيث بالله فناداني بعض الجن: ما استغاثتك بالله وغوثه بعيد؟ فلما سمعت ذلك رفعت صوتي، وزدت في مقالتي، حتى سمع أهل الدار صوتي، فما كان إلا ساعة حتى غلب علي البول، فقدم إلي سطل أهريق فيه الماء، فخرج من مذاكيري شيء بقوة وضرب وسط السطل حتى سمعت له صوتا فأمرت من كان في الدار فطلب فإذا هو حجر قد خرج من مثانتي وذهب الوجع مني وقلت: ما أسرع الغوث، وهكذا الظن به.
وحدّثنا أبو سعيد الشيرازي قال: سمعت غالب بن علي يقول: سمعت علي بن محمد الصغير القوال يقول: قال لي جماعة من أصحابنا تعال حتى ندخل على الشيخ أبي عثمان المغربي فنسلم عليه، فقلت إنه رجل منقبض وأنا أستحي منه، فألحوا علي فلما دخلنا على أبي عثمان فلما وقع بصره علي قال: يا أبا الحسن كان انقباضي بالحجاز، وانبساطي بخراسان.
حَدَّثَنَا أبو سعد قال: سمعت غالب بن علي يقول: دخلت على أبي عثمان يوما في مرضه الذي مات فيه، فقيل له كيف تجد نفسك؟ قال: أجد مولى كريما رحيما إلا أن القدوم عليه شديد. ثم حكى عن شعوانة أنها قالت عند موتها: إني أكره لقاء الله، فقيل لها: ولم؟ قالت: مخافة ذنوبي.
ذَكَرَ صَاحِبُنَا أَبُو النَّجِيبِ الأُرْمَوِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ عَبْدَ بْنَ أَحْمَدَ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ فَجَاءَهُ رَجُلٌ وَعَزَّاهُ بِأَبِي عُثْمَانَ الْمَغْرِبِيِّ، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ بِنَيْسَابُورَ، فَسَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قَدْ كَانَ فِي الأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي فَعُمَرُ»
وَأَنَا أَقُولُ: فَإِنْ كَانَ فِي هَذَا الْعَصْرِ أَحَدٌ كَانَ أَبُو عُثْمَانَ الْمَغْرِبِيُّ.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن هوازن الْقُشيري النيسابوري قَالَ: سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا عثمان المغربي- وقد سئل عن الخلق- فقال:
قوالب وأشباح تجري عليهم أحكام القدرة.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيرى، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين السلمي قال: سعيد ابن سلام أبو عثمان المغربي كان مقيما بمكة سنين، فسعي به إلى العلوية في زور(9/114)
نسب إليه وحرش عليه العلوية حتى أخرجوه من مكة، فرجع إلى بغداد وأقام بها سنة، ثم خرج منها إلى نيسابور ومات بها سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ودفن بجنب أبي عثمان الحيري.
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المغربي، أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الله النيسابوري قال: سعيد ابن سالم العارف أبو عثمان الزاهد، ولادته بالقيروان في قرية يقال لها كركنت.
وكان أوحد عصره في الورع والزهد والصبر على العزلة؛ لقي الشيوخ بمصر، ثم دخل بلاد الشام. وصحب أبا الخير الأقطع، وجاور بمكة سنين فوق العشر، وكان لا يظهر في المواسم، ثم انصرف إلى العراق لمحنة لحقته بمكة في السنة، فسئل المقام بالعراق فلم يجبهم إلى ذلك، فورد نيسابور وتوفي بنيسابور ليلة الأحد، ودفن عشية يوم الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
4721- سعيد بن العباس، أبو عثمان القرشي المزكي:
من أهل هراة. قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة عن العبّاس بن الفضل النّضروي وأبي الفضل بن حميرويه، وأبي حاتم محمد بن يعقوب الهرويين، وأبي سعيد محمّد بن العلاء المحاربي النيسابوري، وأبي عمرو بن حمدان، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَهَّابِ الرَّازِيُّ، ومنصور بن العبّاس البوسنجي، وأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري، وأحمد بن إسحاق بن محمد المعروف بالبغدادي، وعبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وعلي بن عيسى الماليني، وأبي عبد الله الشماخي، وغيرهم.
كتبت عنه بعد رجوعه من حجه وكان ثقة، وهو سعيد بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن سعيد بن عبد الله بن أمية بن خالد بن حراز بن محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف بْن قصي بن كلاب.
حَدَّثَنِي أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني أن أبا عثمان القرشي مات بهراة في سنة اثنتين- أو ثلاث- وثلاثين وأربعمائة- الشك منه.
4722- سعيد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن سَعِيد بْن صالح بن سويد بن عبد الله ابن سعدان، أبو القاسم البقال الأصبهاني:
قدم بغداد غير مرة وحدث بِهَا عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المرزبان الأبهري. كتبت عنه في مجلس أبي عمر بن مهدي عند رجوعه من الحج في سنة تسع وأربعمائة، وهو إذ ذاك شاب وكان صدوقا.(9/115)
أخبرنا سعيد بن محمّد البقال، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المرزبان الابهري، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَزَوَّرِيُّ، حدّثنا لوين محمّد بن سليمان، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْنُ بُنَيَّ وَسَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» [1]
. مات سعيد البقال بأصبهان في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، ذكر لي ذلك عبد العزيز بن محمد اليخشي.
ذكر من اسمه سهل
4723- سهل بن المغيرة، أبو علي البزاز:
حدث عن أبي معشر المديني، وإِسْمَاعِيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعباد بن عباد المهلبي، وسفيان بن عيينة. روى عنه ابنه علي، ويحيى بن معلى ابن منصور، ومحمد بن سهل بن عسكر، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله الْمُعَدَّلُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدّثنا عليّ بن سهل بن المغيرة، حدّثني أبي سهل بن المغيرة، حدّثنا عَبَّادٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بن أبي حازم، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا عُمِلَ فِي النَّاسِ بِالْمَعَاصِي فَلَمْ يُغَيِّرُوا، أو شك أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ» [2]
. قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ حَفِظْتُ أَنَّهُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصغير، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حدّثنا العبّاس بن أبي علي النّسائيّ، حدّثنا يحيى بن معلى، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الْمُغِيرَةِ- إِمَامُ مَسْجِدِ عَفَّانَ- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ، فَأُحِبُّ أَنْ أَشْهَدَهَا؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْكَبْ وَتَقَدَّمْهَا، فَإِنَّكَ إذا كنت أمامها تكن معها» [3] .
__________
[1] 4722- انظر الحديث في: سنن أبي داود 3777.
[2] 4723- انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 1/333. ومسند أبي بكر 156. ومشكل الآثار 2/63.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/219.(9/116)
قَالَ الْعَبَّاسُ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: جَاءَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِلَى أَبِي حَتَّى سَأَلَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ.
4724- سهل بن محمود بن حليمة، أبو السري، مولى العبّاس بن عبد الله ابن مالك:
حدث عن سفيان بن عيينة، وعقبة بن عبد الله بن المخارق الشيباني، ويحيى بن سليم الطائفي، وَأَبِي بكر بن عياش، ومخلد بن الحسين. روى عنه ابنه عبد الرحمن، ومحمد بن أحمد بن السّكن، وعبّاس الدوري.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سهل بن محمود يكنى أبا السري مولى العباس بن عبد اللَّه بن مالك. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ- إجازة- أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قال: أبو السري سهل بن حليمة كان أحد أصحاب الحديث، وأحد النساك.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْد الباقي بْن قانع: أن أَبَا السري سهل ابن محمود مات في سنة خمس عشرة ومائتين.
قلت: وذكره الدارقطني فقال: بغدادي فاضل.
4725- سهل بن صالح، أبو صالح البغدادي [1] :
ذكر معاوية بن صالح الدمشقي صاحب يحيى بن معين أنه حدثهم في سنة ثمان عشرة ومائتين، قال: رأيت يزيد بن أبي منصور بإفريقية، وكان قد ولي للحجاج بن يوسف بيسان يوما واحدا.
4726- سهل بن نصر بن إبراهيم بن ميسرة، أبو محمد المطبخي:
حدث عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وخلف بن خليفة، ومحمّد بن صبيح بن السماك، وفضيل بن عياض، وداود بن الزبرقان، وعمر بن هارون البلخي، وإسحاق بن سليمان الرازي. روى عنه عباس بن محمد الدوري. وأحمد بن أبي
__________
[1] 4725- انظر: تهذيب الكمال 2615 (12/193) . ونهاية السول، الورقة 133. وتهذيب التهذيب 4/254. والتقريب 1/336.(9/117)
خيثمة، ومقاتل بن صالح المطرز، وصالح بن محمد الرازي، وَالحسن بْن عَلِيّ بْن المتوكل، ومحمد بْن الفضل الوصيفي.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا سهل بن نصر المطبخي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عمر بْنَ أَبِي قَيْسٍ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ الله تعالى: وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ
[هود 7] قَالَ: كَانَ عَرْشُ اللَّهِ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ جَنَّةً، ثُمَّ اتَّخَذَ مِنْ دُونِهَا أُخْرَى، ثُمَّ أَطْبَقَهَا بِلُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ. فَقَالَ: وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ
[الرحمن 62] قال وهي- أولهما- الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
[السجدة 17] قَالَ: وَهِيَ لا يَعْلَمُ الْخَلائِقُ مَا فِيهَا- أَوْ فِيهِمَا-.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: سألت يحيى بن معين عن سهل بن نصر- يعني المطبخي- فقال: ثقة.
4727- سهل بن أبي سهل، وهو سهل بن زنجلة أبو عمرو الرازي [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن الصباح بن محارب، وعبد الرّحمن بن مغرا، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، ومكي بن إبراهيم. رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وأحمد بن السري بن سنان، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وموسى بن هارون، وعلي بن الحسن بن بيان الباقلاني، وَمُحَمَّد بْن بشر بْن مطر، وَأَحْمَد بْن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو حاتم الرازي وقَالَ: هو صدوق.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله القطّان، حدّثنا إدريس بن عبد الكريم، حدّثنا سهل بن زنجلة الرّازيّ، حدّثنا الصباح بن محارب، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. وعَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالا: إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ لَمْ نَخْلَعْ خِفَافَنَا لِشَيْءٍ مِنْ حَاجَتِنَا ثَلاثًا، وَإِذَا كُنَّا مَعَهُ فِي الْحَضَرِ مَسَحْنَا يَوْمًا وَلَيْلَةً.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ- أَبُو عَمْرٍو
__________
[1] 4727- انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/2/101.(9/118)
سنة إحدى وثلاثين ومائتين- حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ عَنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ عَنْ مَكِّيٍّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ هَذَا شَيْئًا. لَوْ كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ كَانَ فِي الْمُوَطَّأِ. قال إبراهيم:
سمعت من سهل بباب الأنبار.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: حَدَّثْتُهُمْ بِالْبَصْرَةِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
وَهُوَ خَطَأٌ إِنَّمَا حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
4728- سهل بن سورين المدائني:
حدث عن سلام بن سليمان الثقفي. رَوَى عَنْهُ أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المطرز.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَطَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِتَّانِيُّ- قَالَ الْحَرْبِيُّ أَخْبَرَنَا، وَقَالَ طَلْحَةُ حَدَّثَنَا- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي، حدّثني أبو أحمد المطرز، حدّثنا سهل بن سورين المدائني، حدّثنا سلام بن سليمان، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» [1]
. هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُسْنَدًا، لا أَعْلَمُ رَوَاهُ غَيْرَ سَلامِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَالْمَحْفُوظُ مَا رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ إِسْرَائِيلَ وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ، الحديث.
__________
[1] 4728- انظر الحديث في: كشف الخفا 1/14. وتاريخ ابن عساكر 2/147. والجامع الكبير 1/9. وكنز العمال 32285.(9/119)
4729- سهل بن مهران بن سهل، أبو بشر الدقاق [1] :
نزل نيسابور وحدث بها عن عبد الله بن بكر السهمي. وأبي عبد الرحمن المقرئ، وهوذة بن خليفة، وعاصم بن علي. روى عنه إبراهيم بن عبدوس الحيري، ومحمد ابن صالح بن هانئ.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله- أَبُو عَبْد الله النّيسابوري- حدّثني محمّد بن صالح بن هانئ، حدّثنا أبو بشر سهل بن مروان بن سهل الدقاق البغدادي- وكان ثقة- سنة سبعين ومائتين.
قال أبو عبد الله: وذكر بعض أصحابنا وفاته سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4730- سهل بْن عَلِيّ بْن سهل بْن عِيسَى بْن نوح بن سليمان بن عيسى بن عبد الله بْنِ مَيْمُونٍ، مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، يُكْنَى أَبَا علي الدوري [2] :
حدث عن علي بن الجعد، وأبي إبراهيم الترجماني، وعبيد الله بن عمر القواريري، ويحيى بن أيوب العابد، وسريج بن يونس، ومحمد بن عباد المكي، والحسن بن حماد الوراق، وأبي حسان الزيادي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد الْعَطَّار، وأحمد بن عثمان بن الآدمي، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد الطستي.
وهو الذي يقول ابن مخلد في كثير من رواياته عنه، حَدَّثَنِي ابن أبي الحسن مولى علي، وزعم أبو مزاحم الخاقاني أنه كان يرمى بالكذب.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، حدّثنا سهل بن عليّ الدوري، حدّثنا الحسن بن عثمان الزّيادي، حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال: أحصي قتلى صفين ستين ألف قتيل بالقصب، على كل رجلين قصبة.
أَخْبَرَنَا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع أن سهل بن علي الدوري مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
وكذلك قال مُحَمَّد بْن مخلد فيما قرأت بخطه. وزاد يوم الثلاثاء غرة رجب.
4731- سهل بن أبي سهل، وهو: سهل بن أحمد بن عثمان بن مخلد، أبو العباس الواسطي:
قدم بغداد وحدث بها عن بشر بن معاذ العقدي، وحميد بن مسعدة الشامي،
__________
[1] 4729- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/246.
[2] 4730- انظر: ميزان الاعتدال 2/ت 3588.(9/120)
وسمعان بن عيسى، ومحمد بن خالد بن عبد الله، ومحمد بن حرب النشائي، وبسطام بن الفضل أخي عارم، وعمرو بن علي الفلاس. روى عنه محمد بن مخلد، وأبي عمرو بن السماك، وإسماعيل بْن علي الْخُطبي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وابن لؤلؤ الوراق، وأحمد بن إبراهيم القديسي، وكان ثقة.
4732- سهل بن يحيى بن سبأ بن سهل بن عبد الله بن عبد المدان، أبو السري الحداد [1] :
حدث عن الحسن بن علي الحلواني، وسعيد بن عثمان الرازي، والحسن بن هارون الصائغ. روى عنه محمد بن حميد المخرمي، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي، وأبو بكر الأبهري، وعلي بن عمر السكري، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بْنِ الْحَسَنِ المالكي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الأبهري، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ يَحْيَى السَّقَطِيُّ- بِبَغْدَادَ سَنَةَ إحدى عشرة وثلاثة-.
وأخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا سهل ابن يحيى بن سبأ الحدّاد، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ- وَقَالَ الأَبْهَرِيُّ الْخَلالُ، ثُمَّ اتَّفَقَا- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّحْلَةِ، وَالنَّمْلَةِ، وَالْهُدْهُدِ، وَالصُّرَدِ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ- وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةُ، وَالنَّحْلَةُ، وَالْهُدْهُدُ، وَالصُّرَدُ.
فَقَالَ: رَوَاهُ شَيْخٌ يُعْرَفُ بِسَهْلِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَبَأٍ الْحَدَّادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ووهم فيه، وإنما رَوَاهُ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
4733- سهل بن أحمد بن الفضل، أبو حميد، يعرف بالمكي:
حدث عن جعفر بن محمد بن بريق. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري، وذكر أنه سمع منه بالنهروان.
__________
[1] 4732- الحدّاد: هذه النسبة إلى بيع الحديد وشرائه وعمله (الأنساب 4/71) .(9/121)
4734- سهل بن أحمد بن عثمان، أبو حميد الطبري:
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن أَحْمَد بْن محمد بن ياسين الهروي، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ. روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي، وأبو القاسم بن الثلاج، وذكر أنه سمع منه في درب سليمان.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق القطيعي، حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عثمان الطّبريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حبيب، حدّثنا أبو بشر الصّفّار، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: أَلا تَعْجَبُونَ؟! مَرَرْتُ عَلَى مِسْعَرٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
4735- سهل بن إسماعيل بن سهل، أبو صالح الجوهري الطرسوسي:
نزل بغداد وحدث بها عن أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عنبسة الوراق العسكري، وأحمد بن عبد الله بن زكريا الإيادي، وأبي العباس بن سريج الفقيه، ومحمد بن نصر الأصبهاني. حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، ومحمد بن طلحة النعالي، وعبد الملك بن محمد بن بشران، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سهل الجوهريّ الطرسوسي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قتيبة العسقلاني، حدّثنا محمّد بن أبي السّريّ العسقلاني، حدّثنا بقية، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزَالُ صِيَامُ الْعَبْدِ مُعَلَّقًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، حَتَّى تُؤَدَّى زَكَاةُ فِطْرِهِ» [1]
. 4736- سهل بن أحمد بن سهل، أبو السري:
ذكر ابْن الثلاج أنه حدثه عَنْ أَحْمَد بْن الحسين بْن إِسْحَاق الصوفِي. وقال: توفي ليومين بقيا من جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.
4737- سهل بن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سهل، أَبُو محمد الديباجي [1] :
حدث عَنْ أَبِي خليفة الْفَضْل بْن الحباب الجمحي، ويموت بن المزرع العبدي،
__________
[1] 4735- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/8. وكنز العمال 24130.
[2] 4737- الديباجي: هذه النسبة إلى شيئين أحدهما لقب ابن المطرف (الأنساب 5/390) .(9/122)
ومحمد بن محمد بن الأشعث الكوفي- نزيل مصر، ومحمد بن العباس اليزيدي، ومحمد بن الْحَسَن بْن دريد، وَأبي بَكْر بْن الأَنْبَارِيّ. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، والعتيقي، والجوهري، وغيرهم.
سألت الأزهري عن سهل الديباجي فقال: كان كذابا، رافضيا، زنديقا.
حَدَّثَنِي أحمد بن علي بن التوزي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس قَالَ: كَانَ سهل الديباجي آية ونكالا في الرواية، وكان رافضيا غاليا فيه، وكتبنا عنه كتاب محمد بن محمد بن الأشعث لأهل البيت مرفوع ولم يكن له أصل نعتمد عليه ولا كتاب صحيح.
حَدَّثَنِي الأزهري والعتيقي قالا: توفي سهل الديباجي في سنة ثلاثين وثلاثمائة. -
زاد العتيقي في صفر- ثم قالا: ومولده سنة تسع وثمانين ومائتين.
قال العتيقي: وصلى عليه أبو عبد الله بن المعلم، وكان رافضيا، ولم يكن في الحديث بذاك.
وقال الأزهري: لم يكن له أصل يعتمد عليه ولا كتاب صحيح. قال: ورأيت في داره على الحائط مكتوبا، لعن أبي بكر، وعمر، وباقي الصحابة العشرة سوى علي.
4738- سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان بن أبان بن عبد الله، أبو نصر البخاري:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ سَهْلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن داود بن سليمان بن أبان بن عبد الله البخاريّ- قدم علينا بغداد- حدّثنا محمّد بن نوح الجنديسابوري، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ، حدّثنا سهل ابن عثمان، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ مَا فِيهَا مِنْ بَنِي آدَمَ أَحَدٌ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا كَأَنَّهَا أَبْوَابُ الموحدين» [1] .
__________
[1] 4738- لم أقف على الحديث، وفي الأصل: «أبواب الموحدين» وليس لها معنى، وهو تصحيف.(9/123)
ذكر من اسمه سعد
4739- سعد بن زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس، الأنصاري الخزرجي:
أحد بني الحبلى قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب، ونزل عقرقوف- وهي قرية من بغداد على نحو فرسخين-.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد في تسمية الأنصار الذين شهدوا بدرا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلي.
قلت: ومالك بن سالم هو ابن غنم بن عوف بن الخزرج.
عدنا إلى الكلام في سعد. قال: وكان سعد بن زيد بن وديعة قد قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب ونزل بعقرقوف هذه، فصار ولده بها يقال لهم بنو عبد الواحد بن بشير بن محمد بن موسى بن سعد بن زيد بن وديعة، وليس بالمدينة منهم أحد.
4740- سعد بن حذيفة بن اليمان، العبسي:
ولي قضاء المدائن، وكان يحدث عن أبيه. روى عنه منذر الثوري، وزياد بن علاقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، أخبرنا الحسين بن صدقة، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا صلة بن سليمان قال: كان على قضاء المدائن سعد بن حذيفة بن اليمان، وكلمه ابن جعدة بن هبيرة في شيء من الحكم وبين يديه نار، فقال له سعد بن حذيفة: ضع إصبعك هذه في هذه النار، قال:
سبحان الله تأمرني أن أحرق بعض جسدي؟ قال: فأنت تأمرني أن أحرق جسدي كله!(9/124)
4741- سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أبو إسحاق الزهري [1] :
سمع أباه، وعبيدة بن أبي رائطة. روى عنه أَحْمَد بْن حنبل، وخلف بْن سالم، وكان صدوقا. ولي قضاء عسكر المهدي ببغداد، وهو أخو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وكان أسن من يعقوب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله ابن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا سعد بن إبراهيم بن سعد، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ الْحَذَّاءُ التَّمِيمِيُّ، حدّثني عبد الرّحمن بن زياد- أبو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ» [2]
. أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل قيل له: سعد بن إبراهيم أخو يعقوب؟ قال: لم يكن به بأس، وكان يعقوب أقرأ للكتب، وأحر رأسا منه.
قال: وسمعت أحمد. قال: عند سعد بن إبراهيم شيء لم يسمعه يعقوب كتاب عاصم بن محمد العمري. دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلتُ منه.
ثُمَّ أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنِي يزيد بن الهيثم قال: قلت له- يعني يحيى بن معين- سعد بن إبراهيم؟ فقال: ثقة. قلت له مثل يعقوب؟ قال: هو أكبر من يعقوب، أي شيء يقصر به؟ ثقة ولم أسمع منه شيئا.
__________
[1] 4741- انظر: تهذيب الكمال 2198 (10/238) . وطبقات ابن سعد 7/343. وتاريخ الدارمي، الترجمة 886. والتاريخ الكبير 4/ت 1929. والصغير 2/296. وثقات العجلي، الورقة 18.
والجرح والتعديل 4/ت 343. وثقات ابن حبان 1/الورقة 151. ووفيات ابن زبر، الورقة 63. وثقات ابن شاهين، الورقة 424. والجمع 1/161. وتاريخ الإسلام، الورقة 27 (آيا صوفيا 3007) . وسير أعلام النبلاء 9/439. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 7. والعبر 1/336. والكاشف 1/ت 1835. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 68. ونهاية السول، الورقة 111. وتهذيب ابن حجر 3/426. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2370. والمنتظم 10/102.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3862. ومسند أحمد 5/54، 57. وحلية الأولياء 8/287. وصحيح ابن حبان 2284. وإتحاف السادة المتقين 2/42، 223.(9/125)
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: سعد بن إبراهيم- يعني الأزهري- لا بأس به، وكان على قضاء واسط.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري يكنى أبا إسحاق، ولى قضاء واسط في خلافة هارون، ثم ولي قضاء عسكر المهدي في أول خلافة المأمون وهو بخراسان، وكان يروي كتب أبيه، وسمع منه بعض البغداديين، ثم عزل عن القضاء ببغداد، فلحق بالحسن بن سهل، وهو بفم الصلح، فولاه قضاء عسكره وتوفي بالمبارك في سنة إحدى ومائتين. وهو ابن ثلاث وستين سنة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسين بن صدقة، حَدَّثَنَا ابن أبي خيثمة قال: توفي سعد بن إبراهيم سنة إحدى ومائتين، وسعد أسن من يعقوب، ومات يعقوب سنة ثمان ومائتين.
4742- سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن الحكم بن أبي الحكم- وقيل: جعفر بن عبد الله بْن الحكم- بْن رافع بْن سنان، أَبُو معاذ الأنصاري الحكمي [1] :
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، سكن بغداد في ربض الأنصار، وحدث بها عن مالك بن أنس، وفليح بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعلي بن ثابت، وكان عنده عن مالك الموطأ. روى عنه حجاج بن الشاعر، وأبو يحيى صاعقة، ويعقوب بن شيبة، وعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن ملاعب، والحسن بن الفضل البوصرائي.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثني حجاج بن الشّاعر، حدّثنا سعد بن عبد
__________
[1] 4742- انظر: تهذيب الكمال 2218 (10/285) . وطبقات ابن سعد 7/346. وسؤالات ابن الجنيد، الورقة 43. والتاريخ الكبير 4/ت 1964. والكنى لمسلم، الورقة 103. والجرح والتعديل 4/ت 402. والمجروحين 1/357. وتاريخ الإسلام، الورقة 110 (آيا صوفيا 3007) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 10. والكاشف 1/الترجمة 1853. وميزان الاعتدال 2/ت 3119. والمغني 1/ت 2347. وديوان الضعفاء، الترجمة 1572. والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 15. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 13. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 72.
ونهاية السول، الورقة 112. وتهذيب ابن حجر 3/477. وخلاصة الخزرجي 2392.(9/126)
الحميد بن جعفر قال: أبي عبد الحميد بن جعفر بن الحكم بن أبي الحكم واسم أبي الحكم رافع بن سنان، وعبد الحميد يكنى أبا الفضل، ومات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حدّثنا العبّاس بن محمّد، حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ كَانَ ثِقَةً أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «حَضَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ رَجُلا يَمُوتُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ خَيْرًا، وَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، ثُمَّ فَكَّ عَنْ لَحْيَيْهِ فَوَجَدَ طَرَفَ لِسَانِهِ لاصِقًا بِحَنَكِهِ يَقُولُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِكَلِمَةِ الإِخْلاصِ» [1]
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري.
وَحَدَّثَنِي محمد بن يوسف النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي. قالا: أبو معاذ سعد بن عبد الحميد بن جعفر بغدادي. زاد البخاري، سكن ربض الأنصار.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات، أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أخبرني محمّد بن عليّ، حَدَّثَنَا مهنى قَالَ: سألت أَحْمَد بْن حنبل وأبا خيثمة ويحيى بن معين فقلت: أبو معاذ سعد بن عبد الحميد بن جعفر؟ فقالوا: هو ابن عبد الحميد بن جعفر المدني، فقلت: كيف هو؟ قالوا: كان هاهنا في ربض الأنصار يدعي أنه سمع عرض كتب مالك بن أنس. وقال لي أحمد:
والناس ينكرون عليه ذاك، هو هاهنا ببغداد لم يحج، فكيف سمع عرض مالك؟.
أَخْبَرَنَا البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي. قال: سعد بن عبد الحميد بن جعفر يتكلمون في حديثه.
قرأنا عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حدّثنا محمّد بن القاسم
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 10/275. وتخريج الإحياء 4/450. وكنز العمال 1770.(9/127)
الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن سعد ابن عبد الحميد بن جعفر فقال: ليس به بأس، قد كتبت عنه.
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سعد بن عبد الحميد فقال: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: سمعت أبا علي يقول: عبد الحميد بن جعفر سيئ الحفظ.
وذكر عن الثوري أنه رآه يفتي في مسائل ويخطئ فيها، فتكلم فيه الثوري من أجل هذا، وسعد ابنه أثبت مِنْهُ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: حَدَّثَنِي أبو معاذ الحكمي سعد ابن عبد الحميد بن جعفر المدني ثقة صدوق.
4743- سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد، العوفي:
حدث عن أبيه، وعن فليح بن سليمان، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وسليمان ابن قرم. روى عنه ابنه محمد، ومُحَمَّد بن غالب التمتام، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْن جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا محمّد بن سعد العوفيّ، حدّثني أبي، حدّثنا عمرو بن عطيّة والحسين ابن الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي بَيْتِي: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[الأحزاب 33] وَكَانَ فِي الْبَيْتِ عَلِيٌّ، وَفَاطِمَةُ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ. قَالَتْ: وَكُنْتُ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْتَ فِي خَيْرٍ، وَإِلَى خَيْرٍ» [1]
. أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الجوهري، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد الله: أَخْبَرَنِي اليوم إنسان بشيء عجب، زعم أن فلانا أمر بالكتاب عن سعد بن العوفي، وقال هو أوثق الناس في الحديث، فاستعظم ذاك أبو عبد الله جدا وقال: لا إله إلا الله سبحان الله، ذاك جهمي امتحن أول شيء قبل أن يخوفوا، وقبل أن يكون
__________
[1] 4743- انظر الحديث في: المطالب العالية 4091.(9/128)
ترهيب، فأجابهم! قلت لأبي عبد الله فهذا جهمي إذا؟ فقال: فأي شيء؟ ثم قال أبو عبد الله: لو لم يكن هذا أيضا لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعا لذاك.
4744- سعد بن زنبور:
حدث عن عمرو بن يحيى السعيدي، وإسماعيل بن مجالد الهمداني، وفضيل بن عياض، وعبد الرحمن بن عبد الله العمري. روى عنه أحمد بن بشر المرثدي، وإبراهيم بن أحمد الوكيعي، ومحمد بن موسى بن حماد البربري، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أحمد الرّزّاز، حدّثنا عبد الصّمد بن عليّ الطّستيّ، حدّثنا أحمد ابن بشر بن سعد المرثدي، حدّثنا سعد بن زنبور، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن عُمَيْرٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ» [1]
. أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قَالَ أَبُو عبد الله: شيخ هاهنا سعد بن زنبور ذهبت إليه؟ فقلت له رأيته في المسجد الجامع فسألته عن حديثين رأيته يحفظ ما يسأل عنه، ورأيت عنده قوما ومعهم كتاب وهو يقرأ عليهم من حفظه. فقال:
جاءوني عنه بكتاب عن فضيل بن عياض، فإذا أحاديث مقاربة، وما استغربت منها شيئا، إلا أني رأيت حديثا «إذا تكلم الله بالوحي» عن منصور، وإنما يعرف هذا عن الأعمش، ورأيت أحاديث عن الأعمش معروفة إلا أني لم أعرفها من حديث فضيل.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا عبد الخالق بن منصور. قَالَ: وسألت يَحْيَى بن معين عن سعد بن زنبور فقال: ذاك المسكين ذاك الذي يعلم في القرى، هو ثقة وما أراه يكذب.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن
__________
[1] 4744- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1/128. وحلية الأولياء 5/174. وفتح الباري 1/161.
والعلل المتناهية 1/76، 2/223. والدرر المنتثرة 51. والأحاديث الصحيحة 342.(9/129)
إسحاق السراج قال: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر قَالَ: وأَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات سعد بن زنبور سنة ثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات سعد بن زنبور ببغداد.
قلت: وذكر مُوسَى بْن هارون أن وَفاته كانت في شهر ربيع الآخر [1] .
4745- سعد بن محمد بن إسحاق، أبو إسحاق، المعروف بابن أبي العباس الصيرفي [2] :
سمع محمد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، وَالْحُسَيْن بْن عمر بن أَبِي الأحوص، وأَحْمَد ابن زنجويه المخرمي، وأحمد بن محمد بن أبان السراج، وجعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز الوشاء. روى عَنْهُ أَبُو حفص بْن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج. وحَدَّثَنَا عنه محمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن جعفر بن علان الوراق، وأبو بكر البرقاني، وبشرى بن عبد الله الرومي، وأبو علي بن دوما النعالي، وأبو نعيم الحافظ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ علان، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق الصّيرفيّ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبو بلال الأشعريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْبَكْرِيِّ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَؤُمَّ الرَّجُلُ النَّاسَ بِاللَّيْلِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْمُصْحَفِ، قَالَ هُوَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْكِتَابِ.
سألت أبا بكر البرقاني وأبا نعيم الحافظ الأصبهاني عن سعد بن محمد الصيرفي.
فقالا: ثقة.
قال لنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي: توفي سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي في جمادى الأولى من سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وأَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: توفي أبو إسحاق سعد بن أبي العباس الصيرفي يوم
__________
[1] آخر الجزء الثاني والستين من تجزئة المؤلف.
[2] 4745- الصّيرفيّ: هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب 8/124) .(9/130)
الثلاثاء في جمادى الأولى سنة خمس وستين وثلاثمائة، وهو شيخ صدوق. قال غيره:
توفي لست خلون من الشهر.
4746- سعد بن محمد بن يوسف، أبو رجاء القزويني:
سكن بَغْدَاد وحدث بها عَن الحسن بْن حبيب بن عبد الملك الدمشقي. كتبنا عنه وما علمت به بأسا.
حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ- مِنْ حِفْظِهِ فِي شَوَّالَ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وأربعمائة في الجانب الشرقي- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ- بِمَدِينَةِ دِمَشْقَ فِي مَسْجِدِ بَابِ الجابية- حدّثني الرّبيع بن سليمان المرادي، حدّثني الشّافعيّ، حدّثنا مالك ابن أَنَسٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ- مِنْ آلِ ابْنِ الأَزْرَقِ- أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ- وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ- أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا عَطِشْنَا، فَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ» [1]
. لَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَبِي رَجَاءٍ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ.
ورأيت بخط أبي الفضل بن الفلكي نسبه: سعد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن غسان بن عبد الرحمن بن بشر بن عبد الله بن حارث بن همّام بن ذهل بن مرة بْن شيبان بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بن علي بن بكر بن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وقرأت بخط ابن الفلكي أيضا: سئل هذا الشيخ عن مولده فقال: حججت وكنت ابن عشرين سنة ولم أر الحجر بموضعه، لأنه لم يكن رد.
4747- سعد بن محمد بن سعد بن القاسم، أبو بكر الطائي الأبهري:
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الحسن بن أحمد المخلدي النيسابوري. حَدَّثَنِي عنه أبو طاهر مُحَمَّد بْن أحمد بن عَلِيّ بْن الأشناني الدّقّاق وكان صدوقا.
__________
[1] 4746- انظر الحديث في: سنن الترمذي 69. وسنن أبي داود 83. وسنن النسائي 1/50، 176. وسنن ابن ماجة 386- 388. ومسند أحمد 2/237، 361، 3/373، 5/365.(9/131)
ذكر من اسمه سلمة
4748- سلمة بن صالح، أبو إسحاق الجعفي الأحمر الكوفي [1] :
حدث عن أبي إسحاق السبيعي، وعلقمة بن مرثد، وحماد بن أبي سليمان، وغيرهم. روى عنه بشر بن الوليد الكندي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وأحمد ابن منيع، وإبراهيم بن مجشر. وكان قد ولي القضاء بواسط في زمن الرشيد، ثم عزل وقدم بغداد فأقام بها إلى أن مات.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا إبراهيم بن مجشر، حدّثنا سلمة ابن صالح، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ وَحَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لأَدْخُلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِعَارِهِ وَأَنَا حَائِضٌ، مَا عَلَيَّ إِلا إِزَارٌ، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَكُكُمْ لإِرْبِهِ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الصيدلاني، حدّثنا عليّ بن دليل البزّاز، حدّثنا أبو عبد الله المقدمي، حَدَّثَنَا محمد بن عيسى الأنصاري- واسطي- قال: تقدم هشيم بن بشير مع خصم له إلى سلمه بن صالح- وهو على قضاء واسط في زمن الرشيد- فكلم الخصم هشيما بكلمة، فرفع هشيم يده، فلطم الخصم بين يدي سلمه بن صالح، فأمر سلمة بهشيم فضرب عشر درر وقال: تتعدى على خصمك بحضرتي؟ فأغضب ذلك مشيخة واسط، فخرجوا إلى بغداد إلى الرشيد فأقاموا ببابه إلى أن خرج الرشيد إلى مكة، فخرجوا بأجمعهم معه وهم، عباد بن العوام، ومحمد بن يزيد، وخالد بن عبد الله، وغيرهم من المشيخة، فلما صاروا إلى مكة اعترضوا الرشيد- وهو يطوف بالبيت- فكلموه في أمر سلمة، فقالوا: يا أمير المؤمنين لسنا نطعن على سلمة. ولكن رجل مكان رجل، فرق لهم الرشيد وقال: أما هذا فنعم، فأمر بعزله وتقليد رجل سواه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا طاهر
__________
[1] 4748- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/49. والجرح والتعديل 4/726. والكامل 2/24. والضعفاء للعقيلي، الورقة 84. والضعفاء والمتروكين 243. وميزان الاعتدال 2/190. وأحوال الرجال للجوزجاني، برقم 53.(9/132)
ابن مسلم العبدي، حدّثني محمّد بن عمران الضّبّي، حَدَّثَنَا أحمد بن خلاس. قال:
لما عزل شريك عن القضاء تعلق به رجل ببغداد، فقال: يا أبا عبد الله لي عليك ثلاثمائة درهم فأعطنيها، قال: ومن أنا؟ قال: أنت شريك بن عبد الله القاضي، قال:
ومن أين هي لك؟ قال: ثمن هذا البغل الذي تحتك، قال: نعم تعال، فجاء يمشي معه حتى إذا بلغ الجسر قال: من هاهنا؟ فقام إليه أولئك الشرط فقال: خذوا هذا فاحبسوه، لئن أطلقتموه لأخبرن أبا العباس عبد الله بن مالك. فقالوا له: إن هذا الرجل يتعلق بالقاضي إذا عزل فيدعي عليه، فيفتدي منه، وقد تعلق بسلمة الأحمر حين عزل عن واسط فأخذ منه أربعمائة درهم، فقال هكذا؟ فكلم فيه فأبى أن يطلقه، فقال له عبد الله بن مالك: إلى كم تحبس هذا الرجل؟ قال: حتى يرد إلى سلمة الأحمر أربعمائة درهم قال: فرد على سلمة أربعمائة، فجاء سلمة إلى شريك فشكر له، فقال له: يا ضعيف كل من سألك مالك أعطيته إياه.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن حنبل قال: سمعت محمد بن جعفر الوركاني يقول:
كنا عند هشيم، فقال له رجل: حَدَّثَنَا سلمة الأحمر عن حماد عن إبراهيم قال: كان أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يحرمون في الثياب المورد، فقال هشيم: دعونا من حديث الكذابين، فتبسم أبو عبد الله وقال: ليس من هذا شيء وقال: قد رأيت سلمة.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: سلمة الأحمر يحدث عن أبي إسحاق أحاديث صحاح، إلا أنه عن حماد مختلط الحديث. وقال: حدث عن حماد عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه أحرموا في الثياب الموردة، قال: فأنكروه عليه. وحدث عن حماد أحاديث مضطربة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَني أبي، حدثنا عبد اللَّه بْن سليمان، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي- وسألت عن سلمة الأحمر- قال: ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- أخبرنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين. قال:
سلمة الأحمر الواسطي ضعيف.(9/133)
أخبرنا عبيد الله بن عمر، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا محمد بن مخلد. وأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد السوسي قالا:
حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: سلمة الأحمر، قال ابن مخلد: قاضي واسط ليس بثقة. وقال السوسي: ليس بشيء.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ المالكي. قالا: حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال:
سمعت أبي يقول: سلمة الأحمر كان يروي عن حماد بن أبي سليمان فيقلبها، ولا يضبطها، وضعفه. قال: وسمعت أبي يقول: كتبت عن سلمة بن صالح حديثا كثيرا ورميت به.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، أَخْبَرَنَا ابن عمار. قال: سلمة بن صالح الأحمر ضعيف. وقال مرة أخرى:
سلمه بن صالح الأحمر ليس أحد يروي عن ذاك، ذاك متروك.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: سلمة بن صالح الأحمر قاضي واسط ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سلمة الأحمر فقال: متروك الحديث.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْبَسْطَامِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الأَحْمَرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، الْحَدِيثَ. فَقَالَ: سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَسَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ عن الحسين فَقَالَ: ثِقَةٌ نَيْسَابُورِيٌّ، وَسَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ: لا يُعْرَفُ.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سلمة بن صالح الأحمر متروك الحديث واسطي.(9/134)
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا الحاكم أَبُو حامد أَحْمَد بْن الْحُسَيْن المروزيّ- في كتابه- حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حبيب البزناني، حَدَّثَنَا أحمد بن سيار قَالَ: دفع إلي عبيد الله بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ- بخطه ولم يقرأه علي-:
مات سلمة بن صالح سنة ثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبيّ، أخبرنا أبو عمران بن الأشيب، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قال: سلمة بن صالح الأحمر الجعفي ويكنى أبا إسحاق، توفي ببغداد سنة ثمانين ومائة.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أحمد بن كامل القاضي قال: ومات أبو إسحاق سلمة بن صالح الأحمر الجعفي ببغداد سنة ثمانين ومائة، وكان يخلف أبا شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي على القضاء بواسط.
أنبأنا محمد بن جعفر بن علان الوراق، أخبرنا مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطبري قال: سلمة بن صالح الأحمر يكنى أبا إسحاق، ولي قضاء واسط ثم عزل، وكان كثير الحديث غير أنه اضطرب عليه حفظه فضعف، وكانت وفاته ببغداد في سنة ست وثمانين ومائة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات سلمة بن صالح الأحمر أبو إسحاق ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائة.
4749- سلمة بن عقار:
حدث عن حماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وشعيب بن حرب، وفضيل بن عياض، ومعروف الكرخي. روى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي، وسعدان بن يزيد العسكري.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا عمر بن بشران، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أحمد- يعني ابن إبراهيم الدورقي- قال: سمعت سلمة بن عقار يقول: إذا كان لك رغيفان فكل أحدهما على أبواب العلماء.
بلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن سلمة بن عقار فقال: ثقة مأمون.(9/135)
4750- سلمة بن عاصم، أبو محمد النحوي:
روى عنه يحيى بن زياد الفراء كتبه. حدث عنه أحمد بن يحيى ثعلب، وإدريس ابن عبد الكريم الحداد، وكان ثقة ثبتا، دينا عالما.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حسنون النرسي، حَدَّثَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ بُويَانَ المقرئ، حدّثنا إدريس الحدّاد، حدّثنا سلمة بن عاصم، حدّثنا الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ:
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ
[يونس 26] قَالَ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ، حَدَّثَنَا إدريس بن عبد الكريم قال: قال لي سلمة بن عاصم: أريد أن أسمع كتاب العدد من خلف، فقلت لخلف. فقال: فليجئ، فلما دخل رفعه لأن يجلس في الصدر، فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك، وقال: هذا حق التعليم. فقال له خلف: جاءني أحمد بن حنبل ليسمع حديث أبي عوانة، فاجتهدت أن أرفعه فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك، أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه.
4751- سلمة بن حفص، أبو بكر السعدي:
من ولد عمر بن سعد بن أبي وقاص، حدث عن عبد الله بن إدريس، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، ومروان بن معاوية، ويونس بن بكير، ويحيى بْن يمان، ووكيع بْن الجراح. روى عنه مُحَمَّد بن غالب التمتام، ومُحَمَّد بن عبيد بن أبي الأسد، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وصالح جزرة، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. وكان من أهل الكوفة، فنزل بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي، حدّثنا سلمة بن حفص السّعدي، حدّثنا وكيع، حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ بين يدي السّرير وهو يقول: وا جبلاه.
أخبرني الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا عبد الرّحمن ابن محمّد الزّهريّ، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم السّعدي قال: سلمة ابن حفص أبو بكر السعدي مات ببغداد.(9/136)
4752- سلمة بن أحمد بن محمد بن مجاشع، أبو محمد السمرقندي:
قدم بغداد وحدث بها عن خالد بن يزيد العمري. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي سعيد البزاز والْحَسَن بْنُ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد المقرئ، ومحمد بن مخلد العطار، والحسين بن أحمد بن صدقة الفرضي، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بن عليّ الطّناجيريّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسين ابن أحمد بن صدقة، حدّثنا سلمة بن أحمد السّمرقنديّ، حدّثنا خالد بن يزيد، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ عَلَى الْخَائِنِ قَطْعٌ، وَلا عَلَى الْمُخْتَلِسِ، وَلا عَلَى الْمُغْتَصِبِ قَطْعٌ» [1]
. حَدَّثَنِي الحسين بْن مُحَمَّد أخو الخلال عَن أَبِي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال: سلمة بن محمد بن أحمد بن مجاشع الباهلي، وقيل سلمة بن أحمد ابن محمد سمرقندي كنيته أبو أحمد، حدث بالعراق، وبخراسان عن خالد بن يزيد العمري وغيره. روى عنه محمد بن مخلد العطار البغدادي، وأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدِ بْنِ عقدة الكوفي، ومحمد بن قارن بن العباس الرازي، وغيرهم. يقع في أحاديث سلمة هذا عن خالد بن يزيد المناكير.
وَحَدَّثَنِي أخو الخلال عن الإدريسي قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن علي الباهلي عن محمد بن عثمان بن سالم عن يحيى بن بدر. قال: توفي أبو أحمد سلمة بن أحمد سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
4753- سلمة بن حمزة المقرئ:
حَدَّثَ عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَةَ. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا سلمة بن حمزة المقرئ البغداديّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ:
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُمَا ثَغَامَةٌ، فَقَالَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ» [2] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَجْلَحِ إِلا شَرِيكٌ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو بَكْر بْنُ أبي شيبة.
__________
[1] 4752- انظر الحديث في: سنن النسائي 8/89. وسنن أبي داود، كتاب الحدود باب 13. ومسند أحمد 3/380. والعلل المتناهية 2/308.
[2] 4753- انظر الحديث في: المستدرك 3/245. وسنن أبي داود 4204. وسنن النسائي 8/138.
والمعجم الصغير 1/174. وإتحاف السادة المتقين 2/420.(9/137)
ذكر من اسمه سلم
4754- سلم الخاسر الشاعر [1] :
يقال إنه مولى أبي بكر الصديق ويقال بل مولى المهدي. وهو: سلم بن عمرو بن حماد بن عطاء بن ياسر، نسبه هكذا أحمد بن أبي طاهر وقال غيره: هو سلم بن عمرو بن عطاء بن زبان. بصري قدم بغداد، ومدح المهدي، والهادي، والبرامكة.
وكان علي طريقة غير مرضية من المجون، والتظاهر بالخلاعة والفسوق، ثم تقرأ، ومكث مدة يسيرة على حال جميلة، فرقت حاله فاغتم لذلك، ورجع إلى شر مما كان عليه، وباع مصحفا كان له واشترى بثمنه دفترا فيه شعر، فشاع خبره في الناس، وسموه سلما الخاسر لذلك، وكان من الشعراء المطبوعين المحببين، وقيل بل سمي سلما الخاسر لأنه ملك مالا كثيرا فأتلفه في معاشرة الأدباء والفتيان، والله أعلم.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ. قَالَ:
قَالَ مُحَمَّد بْن داود بْن الجراح، حدّثني إسحاق بن محمّد النّخعيّ، حدثني أبو عبد الله محمد بن عمرو الجماز قال: سلم الخاسر ابن عمي لحا وأنا ورثته، وهو سلم بن عمرو بن عطاء بن زبان. وأخبرنا محمد بن عمرو بن عطاء بن زبَّان الحميري ونحن صلبية من حمير، ثم سبينا في الردة وأعتقنا أبو بكر الصديق، فنحن مواليه وهو أحب من نسبي في حمير.
أَخْبَرَنَا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين الحذّاء، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثني أبي، حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي، حدّثنا أبو بكر العبدي، حَدَّثَنِي أبي عن يحيى بن المبارك اليزيدي قال: إنما قيل له سلم الخاسر لأنه ورث من أبيه مائة ألف درهم، وأصاب من مدائح الملوك مائة ألف درهم، فأنفقها كلها على الأدب وأهله.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر. قال: قال محمّد بن داود الجرّاح: حدّثني محمّد بن القاسم بن مهرويه، حَدَّثَنِي أحمد بن المبارك بن خالد بن
__________
[1] 4754- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/120. ووفيات الأعيان 1/198. والأعلام 3/111.(9/138)
مخلد السروي الجواني قال: حَدَّثَنِي الجواني الهاشمي قال: حَدَّثَنِي أبي قال: كان سلم الخاسر غلام بشار، قال: فقال لي بشار: يا أبا مخلد ما فعلت بغلام قط إلا بسلم، وإنما أردت أن أقصر من درايته، فإنه قد شعر جدا، فلهذا فعلت. وكان سلم قد كسب مالا منه مائة ألف درهم، وألف درهم بقوله في قصيدته التي يمدح المهدي:
حضر الرحيل وشدت الأحداج ... وحدا بهن مشمر مزعاج
ويقول فيها:
شربت بمكة في ذرى بطحائها ... ماء النبوة ليس فيه مزاج
وكان المهدي أعطى ابن أبي حفصة مائة ألف درهم بقصيدته:
طرقتك زائرة فحي خيالها
فأراد أن ينقص سلما من هذه الجائزة، فحلف سلم أن لا يأخذ إلا مائة ألف درهم، وألف درهم، وقال تطرح القصيدتان إلى أهل العلم حتى يخبروا بتقدم قصيدتي، فأنفذ له المهدي مائة ألف درهم وألف درهم. فكان هذا من أصل ماله، وكان ينتمي إلى ولاء بني تيم بن مرة من قريش، فلما بلغ زمان الرشيد قال قصيدته التي فيها:
قل للمنازل بالكثيب الأعفر ... أسقيت غادية السحاب الممطر
قد بايع الثقلان مهدي الهدى ... لمحمد بن زبيدة ابنة جعفر
فحشت زبيدة فاه درا فباعه بعشرين ألف دينار، وهذا حين بايع الرشيد لمحمد بن زبيدة، ومات سلم في أيام الرشيد وقد اجتمع عنده من المال قيمة ستة وثلاثين ألف دينار، فأودعها أبا السمراء الغساني، فبقيت عنده فإن إبراهيم الموصلي يوما لعند الرشيد وغناه فأطربه، فقال: يا إبراهيم سل ما شئت؟ قال: نعم! يا سيدي أسأل شيئا لا يرزؤك، قال: ما هو؟ قال: مات سلم وليس له وارث، وخلف ستة وثلاثين ألف دينار عند أبي السمراء الغساني تأمره أن يدفعها إلي، فبعث إليه أن يدفعها إليه فدفعها، وكان الجماز بعد ذلك قدم هو وأبوه يطالبان بميراث سلم بأنهما من قرابته.
أَخْبَرَنَا عبد الواحد بن الحسين الحذّاء، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر ابْن الأنباري قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي، حدّثنا محمّد(9/139)
ابن موسى الحنفي، عن أبي كعب الخزاعي قال: رثى سلم الخاسر المهدي بقصيدة، فوعده الرشيد عليها بمائة ألف درهم فأبطأت عليه فكتب إلى الرشيد:
أرى المائة ألفا صادقا قد وعدتها ... لمرثية المهدي غير كثير
ولو غير هارون يجود بوعدها ... لما عجت من موعوده بنقير
شبية أبيه في السماحة والندى ... فإن قال لم يأخذ بحبل غرور
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا طلحة بن محمد قال: قال محمد بن داود: حدّثني محمّد بن القاسم بن مهرويه، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن يحيى قال: حَدَّثَنِي أحمد بن صالح المؤدب- وكان أحد العلماء- قال: أَخْبَرَنِي جماعة من أهل الأدب أن بشارا غضب على سلم الخاسر، وكان من تلامذته ورواته، فاستشفع عليه بجماعة من إخوانه فأتوه فقالوا: جئناك في حاجة، فقال: يعني كل حاجة لكم مقضية إلا سلما، قالوا: ما جئناك إلا في سلم ولا بد من أن ترضى عنه، قال: فأين هو؟ قالوا: ها هو ذا.
فقام سلم يقبل رأسه ويديه وقال: يا أبا معاذ خريجك وأديبك، فقال بشار، فمن الذي يقول؟:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
قال: أنت يا أبا معاذ- جعلني الله فداك- قال: فمن الذي يقول؟:
من راقب الناس مات هما ... وفاز باللذة الجسور
قال: خريجك يقول ذلك، قال: فتأخذ معاني التي قد عنيت بها، وتعبت فيها وفي استنباطها فتكسوها ألفاظا أخف من ألفاظي، حتى يروى ما تقول ويذهب شعري، لا أرضى عنك أبدا، فما زال يتضرع إليه، ويشفع له القوم، حتى رضي عنه.
قال محمد بن داود: أنشدني الجماز. قال: أنشدني سلم الخاسر لنفسه: أبيات سلم هذه وهي من جيد أشعار سلم وأملحه:
بان شبابي فيما يحور ... وطال من ليلي القصير
أهدى لي الشوق وهو خلو ... أغن في طرفه فتور
وقائل حين شب وجدي ... واشتعل المضمر الستير
لو شئت أسلاك عن هواه ... قلب لأشجانه ذكور
فقلت لا تعجلن بلومي ... فإنما ينبئ الخبير
عذبني والهوى صغير ... فكيف لي والهوى كبير
من راقب الناس مات هما ... وفاز باللذة الجسور(9/140)
أخبرني عليّ بن أيّوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، حَدَّثَنَا ابن دريد قال: أَخْبَرَنَا الحسن بن جعفر قال: قال أبو معاذ النميري راوية بشار: لما قال بشار هذا البيت كان يلهج به كثيرا وينشده:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
قلت: يا أبا معاذ قد قال سلم الخاسر بيتا في هذا المعنى وهو أخف من هذا وأنشدته:
من راقب الناس مات غما ... وفاز باللذة الجسور
فقال: ذهب والله بيتي، والله لا أكلت اليوم شيئا، ولا صمت.
4755- سلم بن سالم، أبو محمد- وقيل: أبو عبد الرحمن البلخي [1] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَن عبيد اللَّه بْن عُمَر العمري، وأبي عصمة نوح بن أبي مريم، وإبراهيم بن طهمان، وعبد الرّحيم بن زيد القمي، وابن جريج، وسفيان الثوري. روى عنه مخول بن إبراهيم النهدي، وسريج بن يونس، وأحمد بن منيع، ويعقوب بن عبيد النهرتيري، وموسى بن خاقان، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ
[يونس 26] قَالَ: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْعَمَلَ فِي الدُّنْيَا، الْحُسْنَى وَهِيَ الْجَنَّةُ، قَالَ: وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ» [2]
. هَكَذَا رَوَاهُ سَلْمٌ عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ عَنْ ثَابِتٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كذلك رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَكَانَ أَثْبَتَ النَّاسِ في ثابت.
__________
[1] 4755- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/8. والجرح والتعديل 4/1149. والضعفاء والمتروكين 235. والكامل لابن عدي 2/ورقة 22. وضعفاء العقيلي، الورقة 88. وميزان الاعتدال 2/185. وأحوال الرجال للجوزجاني برقم 385.
[2] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 2/ورقة 22. وتفسير القرطبي 8/330. والمعجم الكبير للطبراني 8/47.(9/141)
قلت: وكان سلم مذكورا بالعبادة والزهد، خشن الطريقة، وكان يذهب إلى الإرجاء.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرّزّاز، أَخْبَرَنَا حامد بن محمد الهروي قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن عبد الله بن ماهان يقول: سمعت محمد بن إسحاق- هو اللؤلؤي- يقول: رأيت سلم بن سالم مكث أربعين سنة لم نر له فراشا، ولم ير مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى، ولم يرفع رأسه إلى السماء أكثر من أربعين سنة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سمعت أبي يقول: أَخْبَرَنِي أبو يحيى قال: صحبت سلم بن سالم في طريق مكة، فما رأيته وضع جنبه في المحمل إلا ليلة واحدة، ومد رجليه ثم استوى جالسا.
قرأت فِي كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ قَاجٍ الْوَرَّاقِ بِخَطِّهِ سماعه من عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سليمان يقول: سمعت سليمان بن محمد القاضي يقول: سمعت أبا عمران يقول: سمعت أبا مقاتل السمرقندي يقول:
سلم بن سالم عين من عيون الله في الأرض، وسلم بن سالم في زماننا كعمر بن الخطاب في زمانه.
وسمعت عبد الله بن محمد بن الحكم- وكان شيخا مسنا-. قال: دخل سلم بن سالم بغداد فشنع على هارون أمير المؤمنين فحبسه، فكان يدعو في حبسه: اللهم لا تجعل موتي في حبسه، ولا تمتني حتى ألقى أهلي، فمات هارون فخلت عنه زبيدة، فخرج إلى الحج فوافى أهله بمكة قدموا حجاجا، فمرض فاشتهى الجمد، فأبردت السماء فجمعوا له فأكل ومات.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سلم بن سالم البلخي يكنى أبا محمد، وكان مرجئا ضعيفا في الحديث، ولكنه كان صارما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكانت له رئاسة بخراسان، فبعث إليه هارون أمير المؤمنين فأقدمه عليه فحبسه، فلم يزل محبوسا إلى أن مات هارون، ثم أخرجه محمد بن هارون حين ولي الخلافة من سجن الرقة، فقدم بغداد فأقام بها قليلا، ثم خرج إلى خراسان فمات بها.(9/142)
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سيار يقول: سلم بن سالم من أهل بلخ، كان زاهدا، وكان رأسا في الإرجاء داعية، وكان يروي أحاديث ليست لها خطم ولا أزمة، شبيهة بالموضوع. ذكر لنا أن ابن المبارك دفع إليه حديث وقيل له روى عنك سلم بن سالم فرماه بالكذب، فأرادوه على الكف فقال: فإلى متى؟! قال أحمد بن سيار: وكان ابتلي بالسلطان، والحبس، وكان في حبس هارون زمانا، فتكلم فيه أبو معاوية حتى خلى عنه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي، حدّثنا عبد الله بن جعفر ابن خاقان المروزي قَالَ: سمعتُ عليًّا- يعني ابن خشرم- يَقُولُ: سمعت أبا معاوية الضرير يقول: دعاني هارون أمير المؤمنين لأحدثه، فدخلت عليه أول الليل فحدثته إلى أن مضى من الليل هزيع، فقال لي: حاجتك يا أبا معاوية؟ فقلت سلم بن سالم هبه لي، قال فاستوى جالسا، فعرفت الغضب في وجهه وفي كلامه، فقال إن سلما ليس على رأيك ورأي أصحابك، على الإرجاء، وقد جلس في المسجد الحرام يقول: لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة ألف سيف لفعلت، وليس هذا رأيك ولا رأي أصحابك ثم سكن فقال: حَدِّثْنَا، فتحَدَّثَنَا عامة الليل، فقال: حاجتك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين إنه أرسل إلي أنه لا يقدر على الصلاة من كثرة قيوده، فقال لحسين الخادم وهو قائم على رأسه: كم عليه من القيود؟ قال: لا أدري قيده هرثمة، فصار إلى هرثمة فقال: كم على سلم بن سالم من القيود؟ قال: اثنا عشر قيدا، قال: فك ثمانية عنه ودع أربعة، فأرسل إلي سلم جزاك الله خيرا فرجت عني، توضأت وصليت.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله قال: رأيت سلم بن سالم أتى أبا معاوية ببغداد يسلم عليه- وكان صديقا له- وكان سلم عبدا صالحا ولم أكتب عنه شيئا، وكان لا يحفظ الحديث، وكان يخطئ.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: سلم بن سالم البلخي ليس بذاك في الحديث وضعفه.(9/143)
أخبرني الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلّال، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: سمعت أحمد بن شبويه يقول: رأيت عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وسلم بن سالم الخراساني داعيين إلى الإرجاء.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن نعيم الضبي قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرّحمن بن محمّد البلخيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن خلف البلخي، حدّثنا محمّد ابن الفضيل العامري قال: سمعت سلم بن سالم البلخي يقول: ما يسرني أن ألقى الله بعمل من مضى وعمل من بقي، وأنا أقول الإيمان قول وعمل.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكيّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين المشغراني.
وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ- بِدِمَشْقَ- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سلم بن سالم غير ثقة.
سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: سئل ابن المبارك عن الحديث الذي حدث في أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا فقال: ولا على لسان نبي واحد، إنه لمؤذ منفخ من يحدثكم به؟ قالوا: سلم بن سالم، قال: عمن؟ قالوا: عنك، قال: وعني أيضا! أَخْبَرَنَا محمد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت ابن المبارك- وذكر حديثا عن سلم بن سالم- فقال: هذا من عقارب سلم.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين. قال: سلم بن سالم ضعيف.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا عبّاس ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول.(9/144)
وأخبرنا الحسين بن عليّ الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول:
سلم بن سالم البلخي ليس بشيء.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سمعت أبي يقول: كان سلم بن سالم مرجئا، وكان ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال: سمعت عباس بن صالح يقول: وذكرت للأسود بن سالم سلم بن سالم فقال:
لا تذكره لي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسن الأهوازيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألته- يعني أبا داود سليمان ابن الأشعث- عن سلم بن سالم فقال: ليس بشيء، كان مرجئا، أحمد لم يكتب عنه، قال: في القطيعة.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سلم بن سالم خراساني ضعيف.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا محمد بن إبراهيم بن محمد الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سلم بن سالم ليس بشيء.
قرأت في كتاب أحمد بن قاج سماعه من علي بْن الفضل بْن طاهر البلخي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد قَالَ: كَانَ فِي كتاب أحمد بن أبي علي بن معدلة بن الرماح أن سلم بن سالم راوية للأحاديث، ظاهر الخشوع، ملح على نفسه بالعبادة، يلبس الكساء الرقيق، ويركب الحمير، له مجلس حديث، وعظه لا يفنى.
مات بمكة في ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائة.
4756- سلم بن إبراهيم الوراق [1] :
حدث عن عكرمة بن عمار، وأبان بن يزيد العطّار، ومبارك بن فضالة، وسعيد بن
__________
[1] 4756- انظر: تهذيب الكمال 2424 (11/212) . والجرح والتعديل 4/ت 1159. وثقات ابن-(9/145)
محمد الزهري. روى عنه محمد بْن إِسْحَاق بْن صالِح الوزان، والْحَسَن بْن داود بن مهران المؤدب، ومحمد بن غالب التمتام.
وَقَالَ ابن أبي حاتم الرازي: سمع منه أبي ببغداد في الرحلة الأولى. وقال: سألت يحيى بن معين عنه فلم يرضه، وتكلم فيه.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ الْوَزَّانُ، حدّثنا سلم بن إبراهيم، حدّثنا سعيد بن محمّد الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحْسِنُوا إِلَى الْمَاعِزِ وَامْسَحُوا عَنْهَا الرغام، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ، مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَقَدْ رَعَى» قَالُوا: وَأَنْتَ؟ قَالَ: «وَأَنَا قَدْ رَعَيْتُ الْغَنَمَ» [1]
. أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد ابن إسحاق الصاغاني قال: قال يحيى بن معين: سلم الوراق كذاب.
4757- سلم بن قادم، أبو الليث [2] :
سمع سفيان بن عيينة، ومحمد بن حرب الخولاني وبقية بن الوليد. روى عنه محمد بن هارون الفلاس المخرمي، ومحمد بن عبيد الله المنادي، وعباس بن محمد الدوري، وصالح بن جزرة، وموسى بن هارون الحافظان، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ المنادي، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ وَدَاوُدَ بْنُ رَشِيدٍ- وَاللَّفْظُ لِسَلْمٍ-. قَالا:
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنٍ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ باسم اللَّهِ آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَاعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرُّ ذلك المخرج» [3] .
__________
حبان 1/الورقة 167. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 38. والمغني 1/ت 2516.
والكاشف 1/ت 2028. وديوان الضعفاء، الترجمة 1692. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3366. والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 15. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 113. ونهاية السول، الورقة 123. وتهذيب ابن حجر 4/127. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2599.
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 4/66. وكنز العمال 35234.
[2] 4757- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/137.
[3] انظر الحديث في: المستدرك 1/88. والتاريخ الكبير 5/14. وعمل اليوم والليلة، لابن السني 485.(9/146)
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين عن سلم بن قادم فقال:
ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الْعُصْمي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قال: أبو الليث سلم بن قادم بغدادي ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات سلم بن قادم في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا موسى بن هارون قال: مات سلم بن قادم ببغداد يوم الجمعة لست عشرة يوما مضت من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين- يعني ومائتين- وكان في لحيته أثر الخضاب.
4758- سلم بن المغيره، أبو حنيفه الأزدي:
حدث عن أبي بكر بن عياش، ومصعب بن ماهان، وأبي داود النخعي، وعبد الله ابن ضرار النكري. روى عنه عباد بن الوليد الغبري، والحسن بن علي بن مالك الأشناني، ومُحَمَّد بْن خَلَفِ بْن عَبْد السَّلامِ الْمَرْوَزِيُّ، وعمر بن حفص السدوسي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ- بأصبهان- حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بن ماهان، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَوَضَّأْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، قَدْ أَصَابَتْهُ الْهِرَّةُ قَبْلَ.
تفرد برواية هَذَا الحديث عَنْ سُفْيَان الثوري مصعب بن ماهان، ولم أره إلا من حديث سلم بن المغيره عنه، ورواه عبد الله بن وهب عن الثوري عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة، ورواه مؤمل بن إسماعيل وعَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ عَنْ الثوري عن ابن أبي الرجال عن أمه عمرة عن عائشة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدارقطني: سلم بن المغيرة يكنى أبا حنيفة، وهو بغدادي ليس بالقوي.(9/147)
4759- سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة، أبو السائب السوائي الكوفي [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل، ووكيع، وأبي معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وأَبِي نُعَيْم الفضل بْن دُكين. رَوى عَنْهُ مُحَمَّد بن عبد الله المطين، وموسى بن هارون، ومُحَمَّد بن خلف وكيع، ويَحْيَى بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازيّ، حدّثنا الحسين ابن إسماعيل المحامليّ، حدّثنا سلم بن جنادة، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ بِالْمَالِ» [2]
. قَالَ أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَلَيْسَ فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا أبو السائب، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عُبَدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن [مسح الخف في] [3] الْوُضُوءِ فَقَالَ: «ثَلاثَةُ أَيَّامٍ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْحَاضِرِ» [4]
وَلَوِ اسْتَزَادَهُ الأَعْرَابِيُّ لَزَادَهُ.
لَمْ يَكُنْ عِنْدَ ابْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي السَّائِبِ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ، وَحَدِيثٍ آخَرَ قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي أَخْبَارِ حَفْصِ بْنِ ثابت.
__________
[1] 4759- انظر: تهذيب الكمال 2426 (11/218) . والمنتظم 12/74. والجرح والتعديل 4/الترجمة 1161. وثقات ابن حبان 1/الورقة 167. والمعجم المشتمل، الترجمة 386. وتاريخ الإسلام، الورقة 241 (أحمد الثالث 2917/7) . والمغني 1/الترجمة 2519. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3369. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 38. والكاشف 1/الترجمة 2030. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 114. ونهاية السول، الورقة 123. وتهذيب ابن حجر 4/128.
وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2601.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 2/162. والمصنف لابن أبي شيبة 4/127. وكشف الخفا 1/361، 502.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 554. ومسند أحمد 5/231، 215. والسنن الكبرى للبيهقي 1/277.(9/148)
أَخْبَرَنِي البرقاني والجوهري قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حدّثنا عبد الله ابن جعفر بن خشيش قال: سمعت سلم بن جنادة يقول: دخلت على عبيد الله بن موسى لأسمع منه، فإذا هو يقرأ على قوم مثالب عثمان بن عفان، فخرجت ولم أسمع منه شيئا.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثِ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى: «الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ» [1] فَقَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ السُّوَائِيُّ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، فَقَالَ: أَبُو السَّائِبِ رَوَى هَذَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ حَدَّثَنَا بِهِ، فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي كُرَيْبٍ. وَقَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ يَرْوِيهِ أَيْضًا، فَسَأَلْتُ أَبَا هِشَامٍ أَنْ يُخْرِجَ إِلَيَّ كِتَابَهُ فَفَعَلَ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَرَأَيْتُهُ فِي كِتَابِهِ بَيْنَ سَطْرَيْنِ بِخَطٍّ غَيْرِ الْخَطِّ الَّذِي فِي الْكِتَابِ، ثُمّ قَالَ لِي: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا السَّائِبِ يَرْوِي مِثْلَ هَذَا- أَوْ نَحْوَ مَا قَالَ أَبُو زُرْعَةَ- وَأَعَادَ عَلَيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ، هَذَا حَدِيثُ أَبِي كُرَيْبٍ.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم بْن أبي عبد الرحمن النسائي- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول:
سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة كوفي صالح.
سألت البرقاني عن أبي السائب فقال لي: هو ثقة حجة لا يشك فيه، يصلح للصحيح.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات سلم بن جنادة في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان يخضب.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: مات أبو السائب سلم بن جنادة السوائي- سواة قيس- بالكوفة يوم الأحد لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين.
قال لي أبو السائب: ولدت سنة أربع وسبعين ومائة إن شاء الله.
كأنه يوم مات ابن ثمانين سنة، وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/92. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة 182، 184، 185. وفتح الباري 9/536، 538.(9/149)
4760- سلم بن الفضل بن سهل بن الفضل، أبو قتيبة الآدمي:
نزل مصر وحدث بِها عَن مُحَمَّد بْن يونس الكديمي، وأبي علي المعمري، وموسى ابن هارون الحافظ ومحمد بن حبان البصري، وجعفر الفريابي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وهارون بن يوسف بن زياد. روى عنه جماعة آخرهم محمد بن الفضل بن نظيف الفراء.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل بْن نظيف الفراء- فِي كتابه إلينا من مصر- حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ الآدَمِيُّ الْبَغْدَادِيُّ- إِمْلاءً فِي شَعْبَانَ مِنْ سنة تسع وأربعين وثلاثمائة- حدّثنا محمّد بن يونس الكديمي، حدّثنا قريش بن أنس، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [1]
. بلغني أن سلم بن الفضل مات في يوم السبت سلخ ذي الحجة من سنة خمسين وثلاثمائة بمصر.
4761- سلم بن بندار بن الحسين، أبو سعيد النشوي الأرمني:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن سفيان بن سعيد، ومحمد بن علي بن أبي الحديد المصريين، وبكر بن أحمد التنيسي، ومحمد بن عمر الدمشقي. روى عنه أَبُو الحسن بن رزقويه.
ذكر من اسمه سفيان
4762- سفيان بن حسين بن الحسن، مولى بني سليم- وقيل: مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي- يكنى أبا محمد- ويقال: أبا الحسن [2] :
حدث عن الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وابن شهاب الزهري، وأبي بشر
__________
[1] 4760- الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 4762- انظر: تهذيب الكمال 2399 (11/139) . وطبقات ابن سعد 7/302. وتاريخ ابن معين 2/210. ورواية ابن طهمان رقم 176، 398، 399. وعلل ابن المديني 80، 84. وطبقات خليفة 326. وثقات العجلي، الورقة 19. والمعرفة ليعقوب 1/363، 419، 2/95، 201.-(9/150)
جعفر بن إياس. روى عنه شعبة، وهشيم، ومحمد بن يزيد، وعباد بن العوام، ويزيد ابن هارون، وغيرهم. وكان من أهل واسط فقدم بغداد وضمه المنصور إلى المهدي يعلمه، وخرج معه إلى الري.
سَمِعْتُ هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطَّبَرِيُّ يقول: أبو محمد سفيان بن حسين الوسطي المعلم مولى عبد الله بن خازم مؤدب ولد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثم كان يؤدب ولد يزيد بن عمر بن هبيرة ثم ضمه أبو جعفر إلى المهدي.
قلت: وكان عبد الله بن خازم سلميا.
أَخْبَرَنَا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس، أَخْبَرَنَا جدي إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر بن قعنب الباهلي قال: سفيان بن حسين مولى لعبد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال- لفظا- حَدَّثَنَا أبو بكر بن شاذان، حدّثنا مرزوق ابن أحمد السّقطيّ، حدّثنا بن أبي الدنيا قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أبو بشر المقدمي عن أبيه قال: قال أبو جعفر المنصور لسفيان بن حسين: - وكان حسن الصوت بالقرآن- اقرأ، قال: القرآن لا يتلذذ به، قال: عالم أنت؟
فسكت، فقال له الربيع: أجب أمير المؤمنين، قال: سألني عن مسألة لا جواب لها، إن قلت لست عالما وقد قرأت كتاب الله كنت كاذبا، وإن قلت أنا عالم كنت بقولي جاهلا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأتُ عَلَى أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه، أخبركم الْحُسَيْن بْن إدريس قال: قال عثمان بن أبي شيبة: سفيان بن حسين مؤدب المهدي، وكان ثقة مضطربا في الحديث قليل.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق،
__________
- والجرح والتعديل 4/ت 974. وثقات ابن حبان 1/الورقة 165. والمجروحين 1/358.
والكامل لابن عدي 2/الورقة 54. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 67. وتاريخ الإسلام 6/185. وسير النبلاء 7/302. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 32. والكاشف 1/الترجمة 2010. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3311. والمغني 1/الترجمة 2480. وديوان الضعفاء، الترجمة 1677. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 14. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 102.
ونهاية السول، الورقة 121. وتهذيب ابن حجر 4/107. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2577.(9/151)
حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الجوهري، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله ذكر سفيان بن حسين قال: لم يكن أحد أروى عنه من عباد بن العوام، وقد حَدَّثَنَا عنه هشيم بأشياء كان يقول إن لم أكن سمعته من الزهري فحَدَّثَنِي به صاحبه سفيان بن حسين. قال أبو عبد الله وقد سمع سفيان بن حسين من الحكم ومن الحسن، وابن سيرين، وكان صاحب تفسير.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي، أخبرنا الحسين بن إدريس، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد سئل: سفيان بن حسين أحب إليك، أو صالح بن أبي الأخضر؟ قال: سفيان بن حسين.
وأخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر المروذي قال: وسألت أبا عبد الله عن سفيان بن حسين فقال: ليس هو بذاك في حديثه عن الزهري.
وقال أبو بكر في موضع آخر: سألته عن سفيان بن حسين كيف هو؟ قال: ليس بذاك. وضعفه.
أخبرنا أبو بكر بن محمد بن محمد الأشناني قَالَ: سمعت حمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن سفيان بن حسين. فقال: هو ثقة، وهو ضعيف الحديث عن الزهري.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: قلت ليحيى بن معين:
فسفيان بن حسين؟ قال: ليس به بأس، وليس هو من أكابر أصحاب الزهري، إنما المعتمد عليه منهم معمر، وشعيب، وعقيل، ويونس، ومالك، وربما قال: وابن عيينة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا عليّ ابن أحمد بن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: سفيان بن حسين واسطي ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قال: وسفيان بن حسين صدوق ثقة، وفي حديثه ضعف.(9/152)
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن جامع، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا يعقوب بن شيبة قال: سفيان بن حسين مشهور، وقد حمل الناس عنه، وفي حديثه ضعف، ما روى عن الزهري.
أَخْبَرَنَا عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سفيان ابن حسين لين الحديث.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سفيان بن حسين السلمي- مولى لهم- كان ثقة، يخطئ في حديثه كثيرا، وكان مؤدبا مع المهدي أمير المؤمنين، ومات بالري في خلافة المهدي.
4763- سفيان بن سعيد بن مسروق، أبو عبد الله الثوري [1] :
من أهل الكوفة ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك، وسمع أبا إسحاق السبيعي، وعمرو بن مرة، ومنصور بن المعتمر، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد الملك بن عمير، وأبا حصين، والأعمش، وإسماعيل بْن أبي خَالِد، وحُصين بْن عَبْد الرحمن، وأيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وسليمان التيمي، وعاصما الأحول، وعمرو بن دينار وعبد الله بن دينار، وأبا الزناد، والعلاء بن عبد الرّحمن، وصالحا مولى التوءمة، وسهيل بن أبي صالح، وخلقا غير هؤلاء. روى عنه محمد بن عجلان، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق، ومالك، وشعبة، وابن عيينة، وزهير بن معاوية، وإبراهيم بن سعد، وسليمان بن بلال، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وحماد بن سلمة، وعبثر بن القاسم، وفضيل بن عياض، وزائدة بن قدامة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وابن المبارك، وعبيد الله الأشجعي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو نعيم، وقبيصة بن عقبة، وغيرهم.
__________
[1] 4763- انظر: تهذيب الكمال 2407 (11/154- 169) . والمنتظم 8/253. وطبقات ابن سعد 6/371. وتاريخ ابن معين 2/211. والتاريخ الكبير 4/الترجمة 2077. والصغير 2/151، 154. وسؤالات الترمذي للبخاري (الورقة 75) . والكنى لمسلم، الورقة 61. وثقات العجلي، الورقة 19. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 33، 44. وتاريخ الطبري 8/58. والكنى للدولابي 2/56. والجرح والتعديل 4/الترجمة 972. وثقات ابن حبان-(9/153)
وكان إماما من أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين، مجمعا على إمامته بحيث يستغنى عن تزكيته، مع الاتقان، والحفظ، والمعرفة، والضبط، والورع والزهد [1] .
وورد بغداد غير مرة، فمنها حين أراد الخروج إلى خراسان، ويقال: إن نسيبا له كان ببخارى مات، فخرج لأخذ ميراثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الوليد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّرْبَنْدِيّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا أبو نصر محمد بن أحمد بن موسى بن جعفر البزّاز، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن الحارث، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص، حَدَّثَنَا عباد بن يعقوب قال: سمعت يونس بن أبي يعقوب العبدي يقول: أراد سفيان الثوري الشخوص إلى خراسان لحاجة عرضت له، ولزيارة أقاربه، فأخفى ذلك عن أصحابه، فبلغني عن بعض بطانته ذلك فتجهزت للمضي معه وهو لا يشعر، وتجهز بعض أصحابنا بمثل الذي تجهزت، فلما خرج خرج خفيا، فسبقناه إلى بغداد، فلما ورد بغداد أخفى نفسه، فخرجنا إلى حلوان معه وهو كاره ذلك، فكنا معه إلى أن عبرنا النهر، ووافينا بخارى فأقمنا معه ببخارى الكثير إلى أن قضيت حاجته، فتشفع إليه أقرباؤه بأن يقيم بين أظهرهم أكثر، فما أقام. فقال: قد كنت نويت ذلك إلا أنه لا بد من الرجوع فرجع ورجعنا معه، وأسرع السير حتى قدمنا الكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بن أَحْمَد الهروي قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السّامي، حَدَّثَنَا أبو محمد عبد الله بن هناد الخزاعي، عن يعلى بن عبيد أنه قال: أول ما جلس سفيان الثوري بخراسان ببخارى، قيل له: كيف ذاك؟ قال: كان له عم بها فمات، فخرج سفيان في طلب الميراث وهو ابن ثمان عشرة سنة.
قلت: إن كان هذا القول ثابتا في مبلغ سن سفيان وقت خروجه، فإن القصة التي ذكرها يونس بن أبي يعقوب كانت بعد ذلك، ولعله خرج إلى بخارى غير مرة فالله أعلم.
__________
- 1/الورقة 165. ومشاهير علماء الأمصار 169. ووفيات ابن زبر، الورقة 51. وعلل الدارقطني 1/الورقة 72، 129، 5/الورقة 31. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 69. ورجال البخاري للباجي، الورقة 167. وحلية الأولياء 6/356- 7/144. والسابق واللاحق 220. والجمع 1/194. والأنساب للسمعاني 3/146. وتهذيب الأسماء واللغات 1/222. ووفيات الأعيان 2/386. وسير النبلاء 7/229- 279.
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 11/168، 169.(9/154)
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حَدَّثَنِي أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد يعقوب بن سواك قال: قلت لبشر بن الحارث: أليس قد دخلها- أعني سفيان الثوري- يريد بغداد؟ قال: نعم جاءوا به. قلت إلى أبي جعفر؟
قال: لا إلى الآخر الذي يقال له المهديّ.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن الحسين، حدّثنا أبو طالب الخشّاب- بمصر- حَدَّثَنَا أبو محمد عبد الله بن فتح الوراق قال: سمعت محمد بن الحسن الجوهري يقول: سمعت علي بن سهل الرملي يقول: سمعت زيد ابن أبي الزرقاء يقول: رأيت سفيان الثوري ببغداد، وقد نظر إلى شيخ جلاد يتصدق وقد ذهب بصره فحمل قطعة فأعطاه ثم قال له: ليست هذه صدقة عليك، هذه شماتة بك.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم الصيدلاني- بأصبهان- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني- قراءة عليه وأنا أسمع- حدثكم أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر بن قعنب الباهلي، حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي في نسب ثور بْن عبد مناة بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر قال:
ومنهم سفيان الثوري الفقيه بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بْن ملكان بْن ثور بْن عبد مناة بن أد بن طابخة.
حدّثنا أحمد بن عليّ البادا- لفظا- أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم بن الحسن أبو بكر.
وأخبرني الحسن بن أبي بكر، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن خلف التميمي: وهذا نسب سفيان الثوري، ابن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن نافع بن موهبة بن أبي عبد الله بن نصر بن ثعلبة بْن ملكان بْن ثور بْن عبد مناة بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدّثنا أبو بكر- يعني ابن زنجويه- حَدَّثَنَا عبد الرَّزَّاق عَنِ ابْن عيينة قَالَ: لم يدرك مثل ابن عباس في زمانه، ولا مثل الشعبي في زمانه، ولا مثل الثوري في زمانه.(9/155)
وقال الحضرمي: حدّثنا أبو بكر، حَدَّثَنَا الفريابي قال: حدثت ابن عيينة بأحاديث فقلت قال الثوري. فقال: لم تر بعينك مثل الثوري.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حَدَّثَنَا أبو القاسم جبريل بن محمد بن إسماعيل الفقيه المعدّل، حدّثنا أبو عليّ الحسن بن نصر ابن منصور الطوسي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن منذر الباهلي قال: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: أصحاب الحديث ثلاثة؛ عَبْدُ اللَّه بْن عَبَّاس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَني أبي، حدثنا عبد اللَّه بْن سليمان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قهزاذ، حَدَّثَنِي يحيى بن نصر القرشي قال: سمعت ورقاء بن عمر يقول: إن الثوري لم ير مثل نفسه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلّال، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أبو بكر ابن أبي داود، حدّثنا عبد الله بن خبيق، حَدَّثَنِي أبي قال: كنت أنا والفزاري وابن المبارك وشيخ معنا. فقال الفزاري لابن المبارك: يا أبا عبد الرحمن رأيت قط مثل سفيان الثوري؟ قال: لا، قال ابن المبارك: فأنت يا أبا إسحاق رأيت مثله قط؟ قال:
لا، قال أبي: فقال الشيخ الذي كان معنا: ما رأى سفيان قط مثله، فكيف نرى نحن مثله؟! أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن عليّ الدوري قال: حدّثني الحسين بن عليّ بن يزيد الصّدائيّ، حَدَّثَنَا البراء بن رستم البصري قال: سمعت يونس بن عبيد يقول: ما رأيت أفضل من سفيان الثوري، فقال له رجل: يا أبا عَبْد اللَّه رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم وعطاء، ومجاهدا وتقول هذا؟! قال: هو ما أقول ما رأيت أفضل من سفيان الثوري [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضمرة عن ابن شوذب قال: سمعت صهرا لأيوب يقول: قال أيوب: ما لقيت كوفيّا أفضله على سفيان [2] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 11/165.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 11/165.(9/156)
أخبرنا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازيّ، أخبرنا محمّد ابن مخلد العطّار، حدّثنا موسى- هو ابن هارون الطوسي- حَدَّثَنَا محمد- يعني ابن نعيم بن الهيصم- قال: سمعت بشرا يقول: قال يونس بن عبيد: ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان. قالوا: إنك رأيت سعيد بن جبير، وفلانا وفلانا؟! قال: ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان قال: وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أفضل من سفيان. قال:
وقال ابن عيينة: والله ما رأى سفيان الثوري مثله.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- بحلوان- أخبرنا أبو بكر المقرئ- بأصبهان- حدّثنا عبد الله بن شدّاد العسقلاني، حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَمْرو قال: سمعت الفريابي يقول: سألت ابن عيينة عن مسألة فتكلم فيها، فقلت: إن سفيانا يقول خلاف هذا، فقال: لم تر عيناك مثل سفيان أبدا.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرّزّاز، أخبرني عليّ بن محمّد بن سعيد الموصليّ، حدّثنا حمدان أبو جعفر الوزّان، حدّثنا محمّد بن جامع، حَدَّثَنَا عرفجة بن كلثوم البصري قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: ما رأت عيناي مثل سفيان الثوري، ولا رأى سفيان مثله.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أسامة بن عليّ بن سعيد، حَدَّثَنَا أَبُو سهل عبدة بْن سُلَيْمَان بْن بكر، حَدَّثَنَا علي بن معبد قال: سئل عيسى بن يونس:
هل رأيت مثل سفيان الثوري؟ فقال عيسى بن يونس: ولا رأى سفيان مثله.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت أحدا خيرا من سفيان، وخالد بن الحارث.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا أحمد بن يوسف- هو التغلبي- حَدَّثَنَا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: ما رأينا مثل سفيان ولا رأى سفيان مثله، أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه عنها.
أجاز لي أبو سعد الماليني. وَحَدَّثَنِيه هبة الله بن الحسن الطبري عنه قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الله بْن عدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مالك، حدّثنا عمران بن فيروز الأيامي،(9/157)
حدّثنا حامد المروذي قال: سمعت ابن المبارك يقول: كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان الثوري.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني، حدّثنا محمّد بن مسلم، حَدَّثَنِي أحمد بن جواس عن ابن المبارك أنه كان يتأسف على سفيان ويقول: لو لم أطرح نفسي بين يدي سفيان، ما كنت أصنع بفلان وفلان؟
أَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الطّناجيريّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله ابن سليمان بن الأشعث، حَدَّثَنَا المسيب بن واضح قَالَ: سمعت عَبْد الله بْن المبارك يقول: اطلب لسفيان قرنا ولن تجده.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا حسن بن الرّبيع قال: سمعت بن المبارك قبل أن يموت بيومين أو ثلاثة- وكان حسن هو الذي غسله، وكفنه وقبره. قال: سمعته قال: ما أحد عندي من الفقهاء أفضل من سفيان بن سعيد، ما أدري ما عبد الله بن عون.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا محمّد بن أحمد بن دلان، حدّثنا أبو همّام، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ:
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يقول: لا أعلم على الأرض أعلم من سفيان الثوري؟
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خلف بْن تميم قَالَ: سمعت زائدة بن قدامة يقول: رأيت منصور بن المعتمر صام سنة وقام ليلها. وما رأيت مثل سفيان الثوري قط.
وقال الحضرمي: حَدَّثَنَا عبد الله بن خبيق الأنطاكي، حَدَّثَنَا يوسف بن أسباط قال:
قال لي سفيان الثوري- وقد صلينا العشاء الآخرة- ناولني المطهرة، فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده، ونمت، فاستيقظت وقد طلع الفجر، فنظرت فإذا المطهرة بيمينه كما هي. فقلت: هذا الفجر قد طلع، فقال: لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى الساعة.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع، حدّثنا بشر ابن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما(9/158)
عاشرت في الناس رجلا أرق من سفيان الثوري، وكنت أرمقه في الليلة بعد الليلة ينهض مذعورا ينادي، النار النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قبيصة. قال: ما جلست مع سفيان مجلسا إلا ذكرت الموت، وما رأيت أحدا كان أكثر ذكرا للموت منه.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثني أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنَا أبو خالد قال: أكل سفيان ليلة فشبع. فقال: إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله، فقام حتى أصبح.
أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز، أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن سعيد الموصلي، حَدَّثَنَا أبو ميمون صغدي بن الموفق السراج، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق قال: قدم علينا الثوري صنعاء، فطبخت له قدر سكباج فأكل، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل، ثم قال: يا عبد الرزاق اعلف الحمار وكده، ثم قام يصلي حتى الصباح.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغويّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر الكوفي قال: سمعت أبا أسامة قال:
اشتكى سفيان بن سعيد، فذهبت بمائة في قارورة فأريته الديراني، فنظر إليه فقال: بول من هذا؟ ينبغي أن يكون هذا بول راهب، هذا رجل قد فتت الحزن كبده، ما لهذا دواء.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذّاء، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سلم، حَدَّثَنَا أَبُو بكر أحمد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق أبو بكر المروذي قال: سمعت بعض المشيخة يقول: سمعت أبا داود يقول: قدمت المسجد الحرام فرأيت حلقة نحوا من خمسمائة- أقل أو أكثر- ورجل في وسطها نائم، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أمير المؤمنين، هذا سفيان الثوري، فرأيت رأسه في حجر زائدة، ورأيت رجله في حجر سفيان بن عيينة، ورأيت رجله في حجر زهير، قلت: ما له؟ قالوا: أصابته مليلة.
وقال أبو بكر المروذي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي عون قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: إني لأحسب يجاء بسفيان الثوري يوم القيامة حجة من الله على هذا الخلق؟
يقال لهم لم تذكروا نبيكم فقد رأيتم سفيان، ألا اقتديتم به؟(9/159)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حدّثنا عبد الله بن خبيق، حدّثنا هشيم بن جميل، عن مفضل بن مهلهل قال: خرجت حاجا مع سفيان فلما صرنا إلى مكة وافقنا الأوزاعي بها، فاجتمعنا في دارنا والأوزاعي وسفيان الثوري، قال: وكان على الموسم عبد الصمد بن علي الهاشمي، فدق داق الباب قلنا من هذا؟ قال: الأمير، فقام الثوري فدخل المخرج، وقام الأوزاعي فتلقاه فقال له عبد الصمد بن علي: من أنت أيها الشيخ؟ قال: أنا أبو عمرو الأوزاعي، قال: حياك الله بالسلام، أما أن كتبك كانت تأتينا فكنا نقضي حوائجك، ما فعل سفيان الثوري؟ قال: قلت: دخل المخرج، فدخل الأوزاعي في أثره فقال: إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك، قال: فخرج سفيان مقطبا فقال: سلام عليكم كيف أنتم؟ فقال له عبد الصمد بن علي: يا أبا عبد الله أتيتك أكتب هذه المناسك عنك، قال له سفيان: ألا أدلك على ما هو أنفع لك، قال: وما هو؟ قال:
تدع ما أنت فيه، قال: كيف أصنع بأمير المؤمنين أبي جعفر؟ قال: إن أردت الله كفاك الله أبا جعفر، فقال له الأوزاعي: يا أبا عبد الله إن هؤلاء قريش وليس يرضون منا إلا بالإعظام لهم. فقال له: يا أبا عمرو إنا ليس نقدر نضربهم، فإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى. قال المفضل: فالتفت إلي الأوزاعي فقال لي: قم بنا من هاهنا فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا، وأرى هذا ما يبالي.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر قال: سمعت عبد الرزاق يقول: بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة، فقال: إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه قال: فجاءه النجارون ونصبوا الخشب، ونودي سفيان وإذا رأسه في حجر الفضيل بن عياض، ورجلاه في حجر ابن عيينة. قال: فقالوا له: يا أبا عبد الله اتق الله ولا تشمت بنا الأعداء، قال: فتقدم إلى الأستار ثم أخذها، ثم قال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر، قال: فمات قبل أن يدخل مكة فأخبر بذلك سفيان، قال: فلم يقل شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: دخل سفيان على المهدي فقال: السلام عليكم كيف(9/160)
أنتم أبا عبد الله، ثم جلس فقال: حج عمر بن الخطاب فأنفق في حجته ستة عشر دينارا، وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال، فقال: أي شيء تريد؟
أكون مثلك؟ قال: فوق ما أنا فيه، ودون ما أنت فيه، فقال وزيره أبو عبيد الله: يا أبا عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها. قال: من هذا؟ قال: أبو عبيد الله وزيري، قال: احذره فإنه كذاب، أنا كتبت إليك، ثم قام فقال له المهدي: أين أبا عبد الله؟
قال: أعود وكان قد ترك نعله حين قام، فعاد فأخذها ثم مضى فانتظره المهدي فلم يعد، قال: وعدنا أن يعود فلم يعد؟ قيل له إنه قد عاد لأخذ نعله، فغضب فقال: قد آمن الناس إلا سفيان الثوري. ويونس بن فروة الزنديق، قرنه بزنديق. قال: فإنه ليطلب، وإنه لفي المسجد الحرام فذهب فألقى نفسه بين النساء فجللنه، قيل له: لم فعلت؟ قال: إنهن أرحم، ثم خرج إلى البصرة فلم يزل بها حتى مات، فلما احتضر قال: ما أشد الغربة، انظروا إلي هاهنا أحدا من أهل بلادي؟ فنظروا فإذا أفضل رجلين من أهل الكوفة؛ عبد الرحمن بن عبد الملك بن الجسر، والحسن بن عياش أخو أبي بكر، فأوصى إلى الحسن بن عياش في تركته، وأوصى إلى عبد الرحمن بالصلاة عليه، فلما حضرت الصلاة قالت بنو تميم: يماني يصلي على مصري؟! وكان عبد الرحمن كنديا، فقيل لهم أوصى بذلك فخلوا سبيله. وكان أصحاب الحديث يأتونه في مكانه، فإذا سمع بصاحب حديث بعث إليه، وكان يقول أنت- يعني يا يحيى- تريد مثل أبي وائل عن عبد الله، أين تجد كل وقت هذا، اذهب إلى الكوفة فجئني بكتبي أحدثك، قال له يحيى: أنا أختلف إليك وأخاف على دمي، فكيف أذهب فآتي بكتبك؟ قال: وكان يحيى جبانا جدا.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي، حَدَّثَنِي أبو سعيد قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن عبد الله- وهو ابن الأسود الحارثي- قال: خاف سفيان شيئا فطرح كتبه، فلما آمن أرسل إلي وإلى يزيد بن توبة المرهبي، فجعلنا نخرجها، فأقول: يا أبا عبد الله وفي الركاز الخمس، وهو يضحك، فأخرجنا تسع قمطرات، كل واحدة إلى هاهنا- وأشار إلى أسفل من ثدييه- قال:
فقلت له اعرض لي كتابا تُحَدِّثَنِي به، فعزل لي كتابا فحَدَّثَنِي به.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غالب قال: حدّثني يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنَا مبارك بن(9/161)
سعيد قال: جاء رجل إلى سفيان ببدرة- أو قال: ببدرتين، شك أبو زكريا- وكان أبو ذلك الرجل صديقا لسفيان جدا، وكان سفيان يأتيه فيقيل عنده، ويأتيه كثيرا، قال:
فقال: أبا عبد الله في نفسك من أبي شيء؟ فأثنى عليه وقال: رحم الله أباك وذكر من فضله، فقال له: يا أبا عبد الله قد عرفت كيف صار إلي هذا المال، وأنا أحب أن تقبل هذا الذي جئتك به تستعين به على عيالك، قال: فقبله منه، فخرج الرجل، فلما خرج أو كاد أن يخرج قال لي يا مبارك الحقه فرده، قال: فلحقته فرددته، فقال: يا ابن أخي أحب أن تقبل هذا المال، فإني قد قبلته منك، ولكن أحب أن تأخذه، فترجع به فقال: يا أبا عبد الله في نفسك منه شيء؟ قال: لا ولكن أحب أن تقبله فلم يزل به حتى أخذه، فلما خرج جئت وقد داخلني مالا أملك، فقعدت بين يديه فقلت: ويحك يا أخي أيش قلبك هذا؟ حجارة. أنت ليس لك عيال، أما ترحمني، أما ترحم إخوانك، أما ترحم صبياننا، قال: فأكثرت عليه من هذا النحو فقال: يا مبارك تأكلها أنت هنيئا مريئا، وأسأل أنا عنها؟ لا يكون هذا أبدا.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الهيتي، حدّثنا أحمد بن سلمان، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، حدّثنا أحمد بن أسد، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب قال: ما رأيت الفقر قط أعز ولا أرفع منه في مجلس سفيان، ولا رأيت الغنى، أذل منه في مجلس سفيان.
أَخْبَرَنَا عثمان بن محمّد الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا محمد بن غالب قال: حَدَّثَنِي يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنَا علي بن ثابت قال: رأيت سفيان في طريق مكة، فقومت كل شيء عليه حتى نعليه، درهم وأربعة دوانيق.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا أحمد بن الخليل، حدّثنا عبد الرّحمن بن عثمان، حَدَّثَنَا أبو قطن قال: قال لي شعبة: إن سفيان الثوري ساد الناس بالورع والعلم.
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبان الهيتي، حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قال: سمعت أبا رجاء قتيبة يقول: لولا الثوري لمات الورع.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الحذّاء، حدّثنا أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الخالق، حدّثنا أبو بكر المروذي، حَدَّثَنَا محمد بن أبي محمد قال: قال الأوزاعي: لو قيل لي اختر لهذه الأمة ما اخترت إلا سفيان الثوري.(9/162)
وقال المروذي: حَدَّثَنِي محمد بن أبي محمد قال: قال ابن عيينة: جالست خمسين شيخا من أهل المدينة، وذكر عبد الرحمن بن القاسم، وصفوان بن سليم، وزيد بن أسلم، فما رأيت فيهم مثل سفيان.
أَخْبَرَنَا أحمد بن سلمان بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمّد بن بكران، حدّثنا محمّد ابن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا محمد بن المثنى بن زياد قَالَ: سمعت بشرا- يعني ابن الحارث- يقول: قال سفيان بن عيينة: كان سفيان الثوري كأن العلم ممثل بين عينيه، يأخذ منه ما يريد، ويدع ما لا يريد. وقال الأوزاعي: كنت أقول فيمن ضحك في الصلاة قولا لا أدري كيف هو؟ فلما لقيت سفيان الثوري فسألته فقال لي: يعيد الوضوء، ويعيد الصلاة، فأخذت بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد، حَدَّثَنَا أبي قال: ألقى أبو إسحاق فريضة فلم يصنعوا فيها شيئا، فقال: لو كان الغلام الثوري فصلها الساعة، إذ أقبل سفيان فقال له ما تقول في كذا وكذا؟ قال سفيان: أنت حدثتنا عن علي بكذا وكذا، والأعمش حَدَّثَنَا عن ابن مسعود بكذا، وفلان حَدَّثَنَا فيها بكذا، قال أبو إسحاق:
كيف ترون من ساعة فصلها، ألا تكونون مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ، حدّثنا أحمد بن سلمان، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن دلان، حدّثنا أبو همّام، حَدَّثَنَا المبارك بن سعيد قال: رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان يستفتيه ويقول: يا سفيان أتيتنا صغيرا، وأتيناك كبيرا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ، حدّثنا أبو منصور محمّد بن محمّد ابن عبد الله المطوعي النّيسابوري، حدّثنا أبو طاهر محمّد بن الحسين المحمّدآباذي قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُول: سَمِعْتُ أحمد بن يونس يقول: سمعت زهيرا يقول: مر سفيان الثوري بجابر الجعفي؟ فقال: هذا سمع مني عشرة آلاف حديث.
أَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا الوليد بن شجاع قال: حَدَّثَنَا الأشجعي قال: دخلت مع سفيان الثوري على هشام بن عروة، فجعل سفيان يسأل وهشام يحدثه فلما فرغ قال: أعيدها عليك؟ قال: نعم، فأعادها عليه، ثم خرج سفيان وأذن لأصحاب الحديث، وتخلفت معهم، فجعلوا إذا سألوه أرادوا الإملاء فيقول:
احفظوا كما حفظ صاحبكم، فيقولون لا نقدر نحفظ كما حفظ صاحبنا.(9/163)
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا محمد بن علي الوراق قال: سمعت أحمد بن يونس.
وأَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا عبد الكريم بن الهيثم قال: سمعت أحمد بن يونس يقول: سمعت زائدة- وذكر سفيان- قال: كان- زاد عبد الكريم- ذاك ثم اتفقا أعلم الناس في أنفسنا.
أَخْبَرَنَا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا أحمد بن هاشم، حَدَّثَنَا ضمرة قال: سمعت مالك بن أنس يقول: إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب، ثم صارت تجيش علينا بسفيان- يعني الثوري- وكان سفيان يقول: مالك ليس له حفظ.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عليّ بن المديني. وأخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ البزّار، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: رأيت في كتاب عليّ بن المديني إلى أبي عبد الله أحمد.
وَحَدَّثَنِي به صالح عن علي قال: سألت يحيى بن سعيد قلت له: أيما أحب إليك، رأي مالك، أو رأي سفيان؟ قال سفيان، لا يشك في هذا- زاد أبو نعيم ثم قال يحيى: سفيان فوق مالك في كل شيء.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا تمام بن محمّد الرّازيّ، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حَدَّثَنَا مضر بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يَقُولُ: سمعت يَحْيَى بْن سعيد القطان يَقُولُ: سفيان الثوري أحب إلي من مالك في كل شيء- يعني في الحديث، وفي الفقه، وفي الزهد-.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التّنوخيّ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ماهزد الأصبهانيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن سعيد الكندي، حَدَّثَنَا وليد بن حماد قال: سمعت ابن إدريس يقول: ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان، وشعبة.
أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمّد ابن مخلد، حدّثنا موسى- هو ابن هارون الطوسي- حَدَّثَنَا محمد- يعني ابن نعيم بن الهيصم- قال: سمعت بشرا قال: قال يحيى بن سفيان: ما أنفقت درهما قط في بناء.(9/164)
قال: سمعت بشرا. قال: قال شعبة وابن عيينة: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث [1] .
أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا أبو بكر بن زنجويه.
وأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الهيتي، حدّثنا أحمد بن سلمان، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، حدّثنا محمّد بن زنجويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن شعبة أنه قال: سفيان أمير المؤمنين في الحديث [2] .
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي بكير قَالَ: سمعت شعبة يقول: ما حَدَّثَنِي سفيان الثوري بحديث عن إنسان فسألته إلا وكان كما حَدَّثَنِي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشميّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمرو اللؤلؤي، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا وكيع عن شعبة قال: كان سفيان أحفظ مني.
وقال: حدّثنا أبو داود، حَدَّثَنَا ابن أَبِي رَزْمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ رجل لشعبة: خالفك سفيان قال: دمغتني.
أخبرنا الهيتي، حدّثنا أحمد بن سلمان، حَدَّثَنَا سعيد بن مسلم بن أحمد بن مسلم- بطرسوس- حدّثنا أبو جعفر بن الفرجي، حَدَّثَنَا إسحاق بن حفص قال: قيل لإسماعيل بن إبراهيم: كان شعبة أكثر علما أو سفيان؟ فقال: ما علم شعبة عند علم سفيان إلا كتفلة في بحر.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا دعلج، أخبرنا محمّد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا أَبُو عُبْيَدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سالم يقول:
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 11/164.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 11/164.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 11/164.(9/165)
سمعت يحيى بن يمان يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ما أحدث من كل عشرة بواحد، وقد كتبنا عنه عشرين ألفا. وأَخْبَرَنِي الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت مسردا يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: شعبة أحب إلي من سفيان- يعني في الصلاح- فإذا جاء الحديث فسفيان- يعني أثبت-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ، حدّثنا محمّد بن عبدة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ:
سمعت يحيى بن سعيد القطان- وسأله رجل- من أحسن الناس ممن رأيت حديثا؟
قال: شعبة، قال: فمن أحفظ من رأيت؟ قال: لم أر أحدا أحفظ من سفيان.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: سمعت يحيى يقول: كان سفيان أثبت من شعبة، وأعلم بالرجال.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني، حَدَّثَنَا محمد بن مسلم قال: قال لي عليّ بن المديني: قال يحيى القطان: لو اتقى الله رجل لم يحدث إلا عن سفيان، وشعبة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا الحكيمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ:
سمعت عليّ بن المديني يقول: سمعت يحيى القطان يقول: شعبة معلمي وسفيان أحب إلي منه.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: وسمعته- يعني يحيى بن سعيد- يقول: ليس أحد أحب إلي من شعبة ولا يعدله عندي أحد، وإذا خالف سفيان أخذت بحديث سفيان.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الحصر بن عبد الله بن كامل المري- بدمشق- أَخْبَرَنَا عقيل بن عبيد الله بن عبدان الصّفّار، حدّثنا أبو الميمون عبد الله بن راشد، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: سمعت أبا نعيم يسأل عن سفيان وشعبة أيهما أثبت؟ فقال:
قال بعض أصحابنا في ذلك قولا، فرأيت أبا نعيم يذهب إلى أن قوله فيه وقول وكيع، أن سفيان أقل خطأ في الحديث.(9/166)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن أَحْمَد ابن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ:
سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: سفيان أحب إليك في الأعمش، أو شعبة؟ فقال: سفيان أحب إلي.
أَخْبَرَنَا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان الثوري أعلم الناس بحديث الأعمش، وغيره، وذاك أن يحيى سئل أيما أكثر في الأعمش، أبو معاوية، أو الثوري؟
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّه بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت أبا معاوية يقول: ما رأيت رجلا قط كان أحفظ لحديث الأعمش من الثوري.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش، وأبي إسحاق، ومنصور، من الثوري. قال يحيى: وقال أبو معاوية: كنا إذا ذاكرناه أحاديث الأعمش فكأنا لم نسمعها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو حفص عمرو بْن عَلِيّ: سمعت أبا معاوية الضّرير يقول: كان سفيان يأتيني هاهنا يذاكرني بحديث الأعمش، فما رأيت أحدا أعلم بها منه وكان شعبة إذا رآني اضطرب في حديث الأعمش.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر، أخبرنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سمعت يحيى بْن سعيد يقول: كان سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَرَ بن بكير الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدوري، حَدَّثَنَا محمود بْن غيلان قَالَ: سمعت أبا داود يقول:
سمعت زائدة يقول: كنا نأتي الأعمش فنكتب عنه، ثم نأتي سفيان فنعرض عليه، فيقول لبعضها: ليس هذا من حديث الأعمش، فنقول إنما حَدَّثَنَاه الآن فيقول: اذهبوا إليه فقولوا له، فنذهب إليه فنقول له، فيقول: صدق سفيان، فمحاه.(9/167)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ الْمَوْصِلِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن علان الشروطي- واللفظ له- أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سمعت الحارث ابن سُرَيْجٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ صَاحِبَ حَدِيثٍ أَحْفَظَ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، حَدَّثَ يَوْمًا عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ. قَالَ: الْبُصَاقُ لَيْسَ بِطَاهِرٍ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا خَطَأٌ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ؟ عَمَّنْ هَذَا؟ قُلْتُ: حَمَّادٌ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: مَنْ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ حَمَّادٍ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنِيهِ شُعْبَةُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: أَخْطَأَ شُعْبَةُ فِيهِ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: وَافَقَ شُعْبَةَ عَلَى هَذَا أَحَدٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَهِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَقَالَ: أَخْطَأَ حَمَّادٌ، هُوَ حَدَّثَنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي، قُلْتُ أَرْبَعَةٌ يَجْتَمِعُونَ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ يَقُولُونَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ! فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَنَةٍ أُخْرَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، أَخْرَجَ إِلَيَّ غُنْدَرٌ كِتَابَ شُعْبَةَ فَإِذَا فِيهِ، عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ مَرَّةً: عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
كُنْتَ إِذَا حَفِظْتَ الشَّيْءَ لا تُبَالِي مَنْ خَالَفَكَ.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، حدّثنا يحيى بن إبراهيم الإمام- بحمص- حَدَّثَنَا نوح بن حبيب قال: سمعت عبد الرَّزَّاق يقول: سمعت سفيان الثوري.
وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن محمّد السوطي، حدّثنا محمّد بن عليّ السرخسي، حَدَّثَنَا بكر بن خداش قال: سمعت سفيان الثوري يقول: ما استودعت قلبي شيئا فخانني قط.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ [بْنُ] [1] جَعْفَرِ، حدّثنا محمّد بن أحمد اللؤلؤي، حَدَّثَنَا أبو داود قَالَ: بلغني عَن يحيى بْن معين قَالَ: كل من خالف سفيان فالقول قول سفيان.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/168)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قال: رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان الثوري في زمانه أحدا في الفقه، والحديث، والزهد، وكل شيء. وقال عباس: سمعت يحيى يقول: ليس أحد يخالف سفيان الثوري إلا كان القول قول سفيان، قلت وشعبة أيضا إن خالفه؟ قال: نعم. قلت لأبي زكريا: فإن خالفه شعبة في حديث البصريين القول قول من يكون؟ قال: ليس يكاد يخالف شعبة سفيان في حديث البصريين.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي، حدّثنا يحيى بن أبي بكير أنه سمع شعبة يقول: ما حَدَّثَنِي سفيان عن إنسان بحديث فلقيته فسألته إلا كان كما حَدَّثَنِي به.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ القصري- لفظا- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ الْكُوفِيُّ- بها- حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن سوار، حدّثنا سفيان بن وكيع، حَدَّثَنَا أَبُو يحيى الحماني قال: سمعت أبا حنيفة يقول: لو كان سفيان الثوري في التابعين لكان فيهم له شأن.
وَحَدَّثَنِي أحمد بن أحمد القصري، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سفيان، حدّثنا ابن سعيد، حدّثنا عبد الله بن أسامة الكلبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رزمة قال: سمعت أبي يقول: جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال: ألا ترى ما روى سفيان؟ فقال أبو حنيفة: أتأمرني أن أقول إن سفيان يكذب في الحديث؟، لو أن سفيان كان في عهد إبراهيم لاحتاج الناس إليه في الحديث.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو الطيب مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله بن ثواب الهباري يقول: سمعت عبد الحميد الحماني يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: لو مات سفيان في زمن إبراهيم لدخل على الناس فقده.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثني ابن زنجويه، حَدَّثَنَا عبد الرزاق قال: سألني ابن عيينة عن حديث، فقلت له: حَدَّثَنِي الثوري عن رجل، وقد سمعته أنا من ذلك الرجل، فقال لي: إن حديثك عن الثوري عن ذلك الرجل، أحب إلي من حديثك عن ذلك الرجل.(9/169)
أخبرنا أحمد بن عليّ المحتسب، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- صَاحِبِ أَبِي صخرة- قال: سمعت أحمد بن سنان القطان يَقُولُ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن المحدثين، فقال: ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا سفيان الثوري. قال: فلما قدمت حدثت به شعبة فشق عليه.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرئ عَلَى عُمَر بن بشران- وأنا أسمع- أخبركم علي بن الحسين بن حبان، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قال: سمعت عمرا- جليس مسدد- يَقُولُ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يَقُولُ: ما رأيت رجلا أحسن عقلا من مالك بن أنس، ولا رأيت رجلا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك ولا أعلم بالحديث من سفيان، ولا أقشف من شعبة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- يعني ابن زياد- قال: سئل أحمد بن حنبل: قيل له سفيان الثوري كان أحفظ أو ابن عيينة؟ فقال: كان الثوري أحفظ وأقل الناس غلطا، وأما ابن عيينة فكان حافظا: إلا أنه كان إذا صار في حديث الكوفيين كان له غلط كثير، وقد غلط في حديث الحجازيين في أشياء. قيل له فإن فلان يزعم أن سفيان بن عيينة كان أحفظهما؟ فضحك ثم قال: فلان حسن الرأي في ابن عيينة، فمن ثم! أَخْبَرَنَا علي بن محمد الحذاء، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا ابن عبد الخالق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عبد الله- وذكر سفيان الثوري- فقال: ما يتقدمه في قلبي أحد، ثم قال: تدري من الإمام؟ الإمام سفيان الثوري.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سفيان الثوري ومالك؟ فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي في الدنيا أحد، وهو أحفظ وأكثر حديثا، ولكن كان مالك ينتقي الرجال، وسفيان يروي عن كل أحد. وقال عبد المؤمن: سمعت أبا علي يقول: سفيان أكثر حديثًا من شعبة وأحفظ، يبلغ حديثه ثلاثين ألفًا، وحديث شعبة قريب من عشرة آلاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدّثنا(9/170)
محمّد بن كثير الطرسوسي، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة قال: كان سفيان الثوري عندنا بالبصرة، وكان كثيرا يقول: ليتني قد مت، ليتني قد استرحت، ليتني في قبري. فقال له حماد بن سلمة: يا أبا عبد الله ما كثرة تمنيك للموت والله لقد آتاك الله القرآن والعلم. فقال سفيان- يعني لحماد بن سلمة- يا أبا سلمة وما يدريني لعلي أدخل في بدعة، لعلي أدخل فيما لا يحل لي، لعلي أدخل في فتنة، أكون قد مت فسبقت هذا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد أبو عبد الرحمن الرباطي، حَدَّثَنَا أبو داود قال: مات سفيان بالبصرة، ودفن ليلا ولم نشهد الصلاة- يعني عليه- وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم، وسلام بن مسكين، فتقدم جرير فصلى بنا على قبره، ثم بكى فقال:
إذا بكيت على ميت لتكرمة ... فابك الغداة على الثوري سفيان
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أحمد بن منصور المروزيّ، حدّثنا مسدد قال: سمعت [موسى] [1] بن داود يقول: سمعت علي بن صالح يقول: ولدنا سنة مائة، وكان سفيان أسن منا بخمس سنين.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو نعيم: خرج سفيان الثوري من الكوفة سنة خمس وخمسين ومائة ولم يرجع، ومات سنة إحدى وستين ومائة، وهو ابن ست وستين- فيما أظن- وقال حنبل: حَدَّثَنِي أبو عبد الله، حَدَّثَنَا موسى بن داود قال: سمعت سفيان الثوري يقول- سنة ثمان وخمسين-: لي إحدى وستون سنة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله ذكر عن موسى بن داود خروج سفيان بن سعيد من الكوفة وسنه، وهو في كتاب التاريخ فقال: هذا سمعه سماعا كان يثبته، قال: هذا على أنه ولد سنة سبع وتسعين، ليس كما قالوا سنة خمس وتسعين.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/171)
محمّد البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: ولد سفيان سنة سبع وتسعين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب قال: قال أبو نعيم:
مات سفيان الثوري سنة إحدى وستين ومائة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حَنْبَل قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّه، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد قال: مات سفيان الثوري سنة إحدى وستين، في أولها.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أَخْبَرَنَا جدي لأمي إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدّثنا قعنب بن المحرر الباهلي قال: مات سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري سنة إحدى وستين ومائة بالبصرة، وصلى عليه أخ لابن عياش، جاء يريد عبادان هو وأصحابه.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب- بأصبهان- أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري يكنى أبا عبد الله، مات سنة اثنتين وستين ومائة بالبصرة.
قلت: وسنة إحدى وستين أصح.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثني أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب الحضرمي قال: قال أبو زياد الفقيمي- يعني يرثي سفيانا:
لقد مات سفيان حميدًا مبرزًا ... على كل قار هجنته المطامع
يلوذ بأبواب الملوك بنية ... مبهرجة والزي فيه التواضع
يشمر عن ساقيه والرأس فوقه ... قلنسوة فيها اللصيص المخادع
جعلتم فداء للذي صان دينه ... وفر به حتى حوته المضاجع
على غير ذنب كان إلا تنزها ... عن الناس حتى أدركته المصارع
بعيد من أبواب الملوك مجانب ... وإن طلبوه لم تنله الأصابع
فعيني على سفيان تبكي حزينة ... شجاها طريد نازح الدار شاسع
يقلب طرفا لا يرى عند رأسه ... قريبا حميما، أوجعته الفواجع
فجعنا به حبرًا فقيهًا مؤدبًا ... بفقه جميع الناس قصد الشرائع
على مثله تبكي العيون لفقده ... على واصل الأرحام والخلق واسع(9/172)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثني محمّد بن الحسين البرجلاني، حدّثنا زكريّا بن عدي، حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر قال: رأيت سفيان بن سعيد بعد ما مات، فقلت: أبا عبد الله كيف حالك؟ قال: خير حال، استرحت من غموم الدنيا وأفضيت إلى رحمة الله عَزَّ وَجَلَّ.
وقال ابن أبي الدنيا: كتب إلى أبو سعيد الأشج حَدَّثَنَا إبراهيم بن أعين قال: رأيت الثوري في المنام- ولحيته حمراء- فقلت: ما صنعت فديتك؟ قال: أنا مع السفرة، قلت: وما السفرة؟ قال: الكرام البررة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا جعفر بن محمّد البالسي- ببالس- حدّثنا النفيلي، حَدَّثَنَا معاوية بن حفص عن سعير بن الخمس قال: رأيت سفيان الثوري في المنام وهو يطير من نخلة إلى نخلة وهو يقرأ هذه الآية: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ، وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ
[الزمر 74] .
أخبرنا عليّ بن محمّد الحذّاء، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الخالق، حَدَّثَنَا أبو بكر المروذي قال: حَدَّثَنِي محمد بن أبي محمد قال: رأى رجل في المنام أنه دخل الجنة، قال: فرأيت الحسن، وابن سيرين، وإبراهيم، وعدة، قال: فقلت مالي لا أرى سفيان الثوري معكم، فقد كان يذكر؟ فقالوا:
هيهات، ذاك فوقنا، ما نراه إلا كما نرى الكوكب الدري.
4764- سفيان بن عيينة بن أبي عمران، أبو محمد مولى بني عبد الله بن رويبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة. وقيل: إنه مولى محمد بن مزاحم الهلالي، وعيينة أبوه هو المكنى أبا عمران [1] :
ولد بالكوفة وسكن مكة، وقدم بغداد، واجتمع مع أبي بكر الهذلي بها، فقال له أبو بكر: بأي ذنب دخلت بغداد؟ وقد ذكرنا ذلك في مقدمة هذا الكتاب. وكان لسفيان بن عيينة تسعة إخوة، حدث منهم أربعة: محمّد، وآدم، وعمران، وإبراهيم.
__________
[1] 4764- انظر: تهذيب الكمال 2413 (11/177- 196) وطبقات ابن سعد 5/497. وتاريخ ابن معين 2/216. ورواية ابن طهمان 1، 4. وطبقات خليفة 284. وتاريخه 468. والتاريخ الكبير 4/ت 2082. والصغير 2/284. وثقات العجلي، الورقة 20. وسؤالات الآجري، -(9/173)
فأما سفيان فكان له في العلم قدر كبير، ومحل خطير، أدرك نيفا وثمانين نفسا من التابعين، وسمع ابن شهاب الزهري، وعمرو بن دينار، وأبا إسحاق السبيعي، وعبيد الله بن أبي يزيد، وعبد الله بن دينار بن أسلم، ومنصور بن المعتمر، وأبا الزناد، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعد بن إبراهيم، وسهيل بن أبي صالح، وأيوب السختياني، وصفوان بن سليم، وعبد الله بن أبي نجيح، وخلقا يطول ذكرهم.
روى عنه: الأعمش، والثوري، وشعبة، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، وابن وهب، ومحمّد ابن إدريس الشافعي، وأبو معاوية الضرير وأبو نعيم، والحميدي، وعليّ بن المديني، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وابن نمير، وقتيبة بن سعيد، وسعيد ابن منصور، وجماعة من نظرائهم وممن بعدهم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أبو عبد الله بن مخلد، حَدَّثَنِي أحمد بن ملاعب- وكان حافظا- عن محمّد بن عليّ بن المديني عن أبيه قال: سفيان بن عيينة بن أبي ميمون، واسم أبي ميمون عمارة وهو مولى لمحمّد ابن مزاحم، أخي الضحاك بن مزاحم.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا الهاشميّ، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال:
سفيان بن عيينة مولى لمسعر بن كدام من أسفل.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت الحميدي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: ولدت سنة سبع ومائة.
__________
لأبي داود 3/رقم 132، 133، 5/الورقة 20. والمعارف 506. والمعرفة 1/185- 187. وذيل المذيل للطبري 108. والجرح والتعديل 4/ت 973. والمراسيل 85. وثقات ابن حبان 1/الورقة 165. ومشاهير علماء الأمصار 146. ووفيات ابن زبر، الورقة 62. وعلل الدارقطني 1/الورقة 95. وحلية الأولياء 7/270. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 71. ورجال البخاري للباجي، الورقة 167. والسابق واللاحق 227. والجمع 1/195. ووفيات الأعيان 2/391. وتاريخ الإسلام، الورقة 212 (أياصوفيا 3006) .
والعبر 208- 209. وسير النبلاء 8/400. والكاشف 1/ت 2202. والتذهيب 2/الورقة 36. وتذكرة الحفاظ 1/262. وميزان الاعتدال 2/ت 3327. والمغني 1/ت 2485.
وإكمال مغلطاي 2/الورقة 110. ومراسيل العلائي 250. والعقد الثمين 4/591. وغاية النهاية 1/308. ونهاية السول، الورقة 122. وتهذيب ابن حجر 4/117. وطبقات المفسرين 1/187. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2590. وشذرات الذهب 1/354.(9/174)
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ- الخطيب بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع ومائة، وكتب عنه الحديث سنة اثنتين وأربعين، وهو ابن خمس وثلاثين سنة. قال علي: كتب عن ابن عيينة قبل موت الأعمش بخمس سنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد ابن علي الأبار قَالَ: سمعت عبيد اللَّه بن عمر يَقُول: سمعت عبد الله بن داود يقول:
كنا عند الأعمش، فجاءنا إنسان فقال: إن سفيان بن عيينة يحدث، فقمنا من عند الأعمش فسمعنا منه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن الوليد البسري قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: قدم علينا ابن عيينة الكوفة في حياة الأعمش، فحدث سفيان في مجلس الأعمش بخمسين حديثا، وكان الأعمش يحدث سفيان بحديث، ويحدثه سفيان بحديث. فقال الأعمش لسفيان: يا أبا محمد نفقت السوق نرضى اثنين بواحد؟.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد ابن إسحاق الثقفي قال: سمعت العباس بن أبي طالب يقول: سمعت إسحاق بن إسماعيل يقول: سمعت ابن عيينة يقول: ولدت سنة سبع ومائة، وحج بي أبي وعطاء بن أبي رباح حي.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ابن عيينة أصله كوفي، أقام بمكة وكان أبوه يحج به قديما.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود ذكر ابن عيينة فقال: حج به أبوه سبعا وعشرين حجة، حج به وله ست سنين إلى أن بلغ نيفا وثلاثين سنة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم قَالَ: سمعت سفيان ابن عيينة يقول: ولدت في سنة سبع ومائة للنصف من شعبان.(9/175)
أخبرنا البرقاني قال: قرئ علي أبي علي بن الصّوّاف- وأنا أسمع- حدّثكم جعفر ابن محمد الفريابي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: قال وكيع: كتبنا عن سفيان بن عيينة والأعمش حي، قال: وكان قيس وضع في كتبه حَدَّثَنَا أبو محمد الهلالي، وهو سفيان بن عيينة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت غياث بن جعفر يقول: سمعت ابن عيينة يقول: أول من أسندني إلى الإسطوانة مسعر بن كدام، فقلت: إني حدث! فقال: إن عندك الزهري وعمرو بن دينار.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: لقي ابن عيينة الزهري وهو ابن ست عشرة سنة ولقيته وأنا ابن ست عشرة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن بشر قال: سمعت سفيان يقول: زعموا أن الزهري قال: ما رأيت طالبا لهذا الأمر أصغر سنا منه- يعني سفيان-.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن أبي الحنين [الحنيني] [1] يقول: سمعت أبا غسان يقول: سمعت ابن عيينة يقول: سمعت من عمرو بن دينار وأنا ابن تسع عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ [بْنِ أَحْمَدَ] [2] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا الحسن بن عليّ، حَدَّثَنَا علي قال: قال سفيان: جالست عمرو بن دينار اثنتين وعشرين سنة، ومات سنة ست وعشرين، وجالسته وأنا ابن أربع عشرة سنة.
[قلت:] [3] كذا قال وهو خطأ، وصوابه جالست عمرو بن دينار سنة اثنتين وعشرين، ومات سنة ست وعشرين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن هشام الطالقاني قال: سمعت جدي محمد بن هشام يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما بيني وبين أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ستر- يعني رجلا-.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/176)
أخبرني محمّد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد المروروذي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغويّ- إملاء- حَدَّثَنَا محمد بن ميمون قال: سمعت ابن عيينة يقول:
حضرت ابن جريج فسمعته يقول: حَدَّثَنَا رجل عن ابن عباس، وحَدَّثَنَا رجل قال:
سألت ابن عباس، فقلت ينبغي أن يكون هذا حيا، فلما كان يوم الجمعة تصفحت الأبواب، فإذا أنا بشيخ قد دخل من هاهنا- وأشار ابن عيينة إلى بعض أبواب المسجد- فقلت: رأيت ابن عباس؟ فقال: نعم! سألت ابن عباس، ورأيت عبد الله بن عمر، وحَدَّثَنَا ابن عباس، وسمعت ابن عباس. فسمعت منه، فجلست مع ابن جريج، فلما قال: حَدَّثَنَا رجل قال: سمعت ابن عباس قلت: يا أبا الوليد حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس فقال: قد غصت عليه يا غواص!! أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت محمد بن عمرو الباهلي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الحلق [1] ، فإذا رأيت مشيخة وكهولا جلست إليهم، وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان، ثم ينشد:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن شهريار الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الطرسوسي قال: سمعت حامد بن يحيى البلخي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني كلها سقطت، فذكرت ذلك للزهري فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت، فجعل الله كل عدو لي محدثا.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن الحسن السروي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى قال: سمعت علي بن المديني يقول: ما في أصحاب الزهري أتقن من ابن عيينة.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي- إجازة- وأَخْبَرَنَاه هبة الله بن الحسن الطبري- قراءة عَنْهُ- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، حدّثنا جدي قال: قلت لعليّ بن المديني:
من تقدم في الزهري؟ قال: أما أنا فإني أقدم سفيان بن عيينة، ثم قال علي: الذي سمع سماعا لا يشك فيه، ولم يتكلم فيه أحد، ولم يطعن فيه طاعن، زياد بن سعد وسفيان بن عيينة.
__________
[1] في المطبوعة: «فأتصفح الخلق» تصحيف. والحلق: جمع حلقة، وهي حلق العلماء.(9/177)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قُلْتُ ليحيى بن سعيد:
فمعمر أحب إليك، أو ابن عيينة في الزهري؟ قال: ابن عيينة.
وأخبرنا أبو نعيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت سلمان بن توبة يقول: سمعت عليا يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: ابن عيينة أحب إلي في الزهري من معمر.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت له: إن بعض الناس يقول سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزهري؟ فقال:
إنما يقول ذاك من سمع منه، وأي شيء كان سفيان، إنما كان غليما- يعني أيام الزهري-.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: وسفيان بن عيينة هلالي كوفي ثقة، ثبت في الحديث. وكان بعض أهل الحديث يقول: هو أثبت الناس في حديث الزهري وكان حسن الحديث، وكان يعد من حكماء أصحاب الحديث، ويكنى أبا محمد، سكن مكة وكان مولى لبني هلال، وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: وجدت في كتاب جدي حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى قال: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتبت شيئا قط إلا شيئا حفظته قبل أن أكتبه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: مالك وسفيان بن عيينة القرينان- يعني في الأثر-.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.(9/178)
أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عمر بن سعد، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حدّثني أبو عليّ محمّد بن عروس، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أبو الربيع النخاس قال: تلقيت هارون أمير المؤمنين فسألني عن علية الهاشميين، ثم قال لي ما فعل سيد الناس؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين ومن سيد الناس عندك؟! هكذا في الرواية. والصواب ومن سيد الناس غيرك؟ قال: سيد الناس سفيان ابن عيينة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ قال: سمعت عليّ ابن الحسن بن شقيق يقول: سمعت عبد الله- وهو ابن المبارك-.
وأَخْبَرَنَا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن إبراهيم بن عروة البزّاز، أخبرنا محمّد ابن العبّاس الخزّاز، حدّثنا ابن المجدر، حدّثنا الحسن بن عليّ الحلواني، حدّثنا هدية بن عبد الوهّاب، أَخْبَرَنَا ابن المبارك. قال: سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال:
ذاك أحد الأحدين. زاد هدية، ما كان أغربه.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرأت على أبي علي بن الصواف، حدثكم عبد الله بن صالح البخاري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ قال: سمعت بهزا يقول: ما رأيت مثل سفيان بن عيينة [ولا] [1] أجمع منه، قلت له ولا شعبة؟ قال: ولا شعبة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا العبّاس- يعني ابن عبد العظيم- حَدَّثَنَا علي. قال: قال لي يحيى: ما بقي من معلمي الذين تعلمت منهم غير سفيان بن عيينة. فقلت: يا أبا سعيد إمام في الحديث؟ قال:
سفيان إمام القوم منذ أربعين سنة. قال علي: وسمعت بشر بن المفضل يقول: - وقال بيده على الأرض- ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه سفيان بن عيينة. قال علي:
قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت أسمع الحديث من ابن عيينة، فأقوم فأسمع شعبة يحدث به فلا أكتبه.
أَخْبَرَنَا منصور بن ربيعة الزهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: سفيان بن عيينة أحسن حديثا من سفيان وشعبة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/179)
أخبرني محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا ابن منيع قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ، حَدَّثَنَا مؤمل بن إسماعيل قال: سمعت شعبة يقول: من أراد عمرو بن دينار فعليه بالفتى الهلالي، ومن أراد أيوب فعليه بحماد ابن زيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت له: ابن عيينة أحب إليك في عمرو، أو الثوري؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلت: فابن عيينة أحب إليك فيه أو حماد بن زيد؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلت:
فشعبة؟ قال: وأيش روى عنه شعبة إنما روى عنه نحوا من مائة حديث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا جعفر بن كزال قال: سمعت أبا مسلم- يعني المستملي- قال: سمعت سفيان يقول: سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا عيسى بن عليّ، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن محمد الأثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
أعلم الناس بعمرو بن دينار، ابن عيينة. قال: وبلغني عَنْ يَحْيَى بْن معين أنه قَالَ: ابن عيينة أروى الناس عن عمرو، وأثبتهم فيه، وهو أعلم بعمرو من الثوري.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُول:
أثبت الناس في عمرو بن دينار، ابن عيينة. قلت له حماد بن زيد؟ فقال: هو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد، قلت: فإن اختلف ابن عيينة وسفيان الثوري في عمرو بن دينار؟ قال: سفيان بن عيينة أعلم بعمرو بن دينار منه.
وقال السراج: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رواد يقول: كان سفيان الثوري إذا لم ير أصحاب الحديث أسند الأحاديث، فكنت آتي ابن عيينة، فيقول: هذا خطأ، وهذا كذا، فآتي الثوري فيقول لي أتيت ابن عيينة؟ فأخبره بما قال ابن عيينة، فيقول هو كما قال.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن جامع، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يقول: كنت عند(9/180)
سفيان بن عيينة ومعي ابن حماد بن زيد، فحدث سفيان بحديث عمرو عن طاوس في المواقيت مرسلا، قال علي فقلت له: فإن حماد بن زيد يقول عن ابن عباس، فقال لي سفيان أحرج عليك بأسماء الله لما صدقت، أنا أعلم بعمرو- أو حماد بن زيد- فنفيت، ثم قلت: يا أبا محمد أنت أعلم بعمرو من حماد بن زيد- وابنه حاضر فلما قمت قال لي ابن ابنه: عرضت جدي حين قلت له إن حماد بن زيد يقول كذا وكذا.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا إسماعيل ابن عليّ، حدثنا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حمّاد قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنِي بعض أصحابنا. قال: رأيت حماد بن زيد قدام سفيان بن عيينة، كأنه صبي قدام معلمه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- أيما أثبت في عمرو بن دينار، ابن عيينة، أو محمد بن مسلم؟ فقال: ابن عيينة أثبت في عمرو من محمد بن مسلم، ومن داود العطار، ومن حماد بن زيد، وسفيان أكثر حديثا منهم عن عمرو، وأسند. قيل: وابن جريج؟ فقال: جميعا ثقة، كأنه سوى بينهما في عمرو.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى بن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار، والثوري عن عمرو بن دينار، وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أيهم أعلم بحديث عمرو بن دينار؟ فقال: سفيان بن عيينة أعلمهم بحديث عمرو بن دينار.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهري، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا أبي قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان: من أحسن من رأيت حديثا؟ قال: ما رأيت أحدا أحسن حديثا من سفيان بن عيينة.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن عليّ الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي- بالبصرة- حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد الله بن صالح البخاريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حَدَّثَنَا نُعَيم بْن حمَّاد قَالَ: قُلْتُ لعبد الرحمن بن مهدي:(9/181)
أين ابن عيينة من الثوري؟ فقال: عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن، وتفسير الحديث، وغوصه على حروف متفرقة يجمعها، ما لم يكن عند الثوري.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشّافعيّ، حدّثنا إسماعيل بن المفضل، حدّثنا عليّ بن بحر، حَدَّثَنَا ابن وهب قال: ما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله من ابن عيينة.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسن السروي قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قال لي أبي: ما رأيت أحدا كان أعلم بالسنن من سفيان بن عيينة.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسن بن مُحَمَّد الدقاق، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل- وذكر سفيان بن عيينة- فقال: ما رأينا نحن مثله.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حدّثنا محمّد بن الحسين- وهو ابن أبي الحنين قال: سمعت أبا غسان يقول ما كان أكيسه- يعني سفيان بن عيينة-.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سفيان بن عيينة كان صدوقا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: اشهدوا أن سفيان ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين، فمن سمع منه في هذه السنة وبعد هذا فسماعه لا شيء.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: حَدَّثَنِي بعض من سمع ابن عيينة يقول- في آخر سنة حج. قال: هذه توفي لي سبعين وقفة بعرفة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ علي بن المديني: حج سفيان بن عيينة اثنتين وسبعين حجة، مات عطاء سنة خمس(9/182)
عشرة ومائة، وحج سفيان بعد موته بسنة وهو ابن تسع سنين فلم يزل يحج إلى أن مات، وأقام بمكة سنة اثنتين وعشرين ومائة، إلى سنة ست وعشرين ومائة، ثم خرج إلى الكوفة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثنا محمّد بن سعد، أَخْبَرَنِي الحسن بن عمران بن عيينة، أن سفيان قال له بجمع آخر حجة حجها: قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة، أقول في كل سنة اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة.
وقال ابن سعد: قال الواقدي: أَخْبَرَنِي سفيان أنه ولد سنة سبع ومائة، ومات يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، ودفن بالحجون.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت الحميدي قال: ومات سفيان في سنة ثمان وتسعين في آخر يوم من جمادى الأولى.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب قال: قال محمد بن أبي عمر: مات سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة، آخر يوم من جمادى الآخرة.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: أنشدني إبراهيم بن المنذر لابن مناذر، يرثي سفيان بن عيينة:
كان يبكى رجلا هالكا ... فليبك للإسلام سفيانا
راحوا بسفيان على نعشه ... والعلم مكسوين أكفانا
يا واحد الناس ومؤتمهم ... أورثتنا غما وأحزانا
فقدك يا سفيان إنسانا ... فقد الأخلاء وأسلانا [1]
4765- سفيان بن زياد، الرصافي ثم المخرمي [2] :
حدث عن عيسى بن يونس، وإبراهيم بن عيينة. روى عنه عبّاس الدوري، وأبو جعفر بن المنادي، ومحمد بن غالب التمتام، وكان ثقة.
__________
[1] انظر الأبيات في: تهذيب الكمال 11/196.
[2] 4765- انظر: تهذيب الكمال 2405 (11/149) . وتاريخ الإسلام، الورقة 158 (أحمد الثالث-(9/183)
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا محمّد بن عبيد الله المنادي، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- بَصْرِيٌّ كَتَبْتُ عنه بالصيمرة- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ مُحَمَّدٌ: وحدّثنا سفيان بن زياد، حدّثنا عيسى بن يونس، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ- وَقَدْ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ- عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كُنْتُ عِنْدَ سَرِيرِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَزَاحَمَنِي بِمَنْكِبَيْهِ، قَالَ: فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ، قَالَ: فَتَأَخَّرْتُ لَهُ، قَالَ: فَدَنَا، ثُمّ قَالَ: مَا أَحَدٌ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِكَ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ فِي حَدِيثِهِ: مَا أَحَدٌ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ. وَقَالا جَمِيعًا، وَإِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ. فَإِنِّي كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ»
قَالَ ذَاكَ مِرَارًا.
4766- سفيان بن محمد بن سفيان، المصيصي [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وإسحاق بن الفرات، وحجاج بن محمد الأعور. رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن سنين الختلي، والحسين بن فهم، ومحمد بن سويد الطحان، ومحمد بن أحمد بن البراء، وأحمد ابن الحسين الصوفي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حدّثنا الحسين ابن فهم قال: قدم علينا سفيان بن محمد، الثغر فحَدَّثَنَا عن إسحاق بن الفرات- وساق عنه حديثا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدقاق، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، حدّثنا محمّد بن سويد، حدّثنا سفيان بن محمّد المصيصي، حدّثنا يوسف بن أسباط، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا ذَكَرَتْ عَائِشَةُ مَسِيرَهَا [في وقعة الجمل] [2] قَطُّ إِلا بَكَتْ حَتَّى تَبَلَّ خِمَارَهَا، وَتَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا. قَالَ سُفْيَانُ: النسي المنسي، الحيضة الملقاة.
__________
917/7) . وميزان الاعتدال 2/ت 3313. ونهاية السول، الورقة 121. وتهذيب ابن حجر 4/111. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2582.
[1] 4766- انظر: ميزان الاعتدال 2/ت 3329.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/184)
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن حلف النَّسَفِيُّ قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِالْبَاكُورَةِ.
فَقَالَ خَطَأٌ، إِنَّمَا رَوَاهُ النَّاسُ يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ. قال: وسألت أبا علي عن سفيان بن محمد فقال: ليس بشيء.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قَالَ: سئل أَبُو الْحَسَن الدارقطني عَنْ سفيان بن محمد المصيصي فقال: لا شيء.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قال: قال لنا الدارقطني: شيخ لأهل المصيصة يقال له سفيان بن محمد الفزاري. كان ضعيفا سيئ الحال في الحديث.
4767- سفيان بن هارون بن سفيان، أبو محمد القاضي:
ويعرف والده بهارون الديك. حدث عن العباس بن يزيد البحراني، والفضل بن سهل الأعرج. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ هَارُونَ بْنِ سفيان القاضي، حدّثنا فضل بن سهل الأعرج، حدّثنا زيد بن الحباب، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا خَضِرَةٌ رَطِبَةٌ» [1]
وَقَالَ لَنَا زَيْدُ مَرَّةً: عَنْ سَعْدٍ.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، أخبرنا ابن قانع: أن سفيان بن هارون المعروف بالديك القاضي مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا علي بن عمر السكري قَالَ:
وجدت في كتاب أخي: ومات سفيان مستملي يزيد بن هارون سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، في رجب.
__________
[1] 4767- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/246. والمعجم الكبير للطبراني 19/350. وكشف الخفا 1/492. وحلية الأولياء 2/64. وفتح الباري 11/246.(9/185)
ذكر من اسمه السري
4768- السري بن واصل، من أهل المدائن:
أَخْبَرَنَا الحسين بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن القاسم المخزوميّ، حدّثنا جعفر بن محمّد الخلدي- إملاء- حَدَّثَنَا القاسم بن أحمد بن جعفر الشيباني- بالكوفة- حدّثنا عبّاد ابن أحمد العرزمي، حَدَّثَنِي عمي عن أبيه عن السري بن واصل المدائني قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً
[الجمعة 5] . قال: كتبا:
وقال: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ
[المدثر 50، 541] قال الرماة. وقال عبد الرحمن بن سابط: السباع. وقال عطاء: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
[عبس 15] قال كتبة.
4769- السري بن المغلس، أبو الحسن السقطي [1] :
كان من المشايخ المذكورين، وأحد العباد المجتهدين، صاحب معروف الكرخي، وحدث عن هشيم بن بشير وأبي بكر بن عياش، وعلي بن غراب، ويحيى بن يمان، ويزيد بن هارون، وغيرهم. رَوَىْ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوْقٍ الطَّوْسِيُّ، والجنيد بن محمد، وأبو الحسين النوري ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي، والعباس بن يوسف الشكلي، في آخرين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدل والحسن بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ- قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ الْحَسَنُ: أَخْبَرَنَا- عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ- زَادَ ابْنُ شَاذَانَ: أَبُو جَعْفَرٍ ثُمَّ اتَّفَقَا- قال: حدّثنا سري بن مغلس السّقطيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ عَنْ هِشَامِ بْن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» [2]
قَالَ: فصلى
__________
[1] 4769- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/66. وطبقات الصوفية 48- 55. ووفيات الأعيان 1/200. وتهذيب ابن عساكر 6/71- 79. وصفة الصفوة 2/209. وحلية الأولياء 10/116. ولسان الميزان 3/13. وطبقات الشعراني 1/63. والأعلام 3/82.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الصلاة 94، 95، 101. وصحيح البخاري 1/169، 172، 174، 182، 183، 4/182، 9/120، 121. وفتح الباري 2/206، 13/376.(9/186)
بِهِمْ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِفَّةً، فَخَرَجَ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ. أَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن علي بن حبش يقول: سمعت عبد الله بن شاكر يقول قال سري السقطي: صليت وردي ليلة، ومددت رجلي فِي المحراب، فنوديت يا سري كذا تجالس الملوك؟ قَالَ: فضممت إلي رجلي، ثم قلت:
وعزتك لا مددت رجلي أبدا.
أَخْبَرَنَا سلامة بن عمر النصيبي، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدّثنا العبّاس بن يوسف، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قال: سمعت السري بن مغلس قال: غزوت راجلا فنزلنا خربة للروم، فألقيت نفسي على ظهري، ورفعت رجلي على جدار، فإذا هاتف يهتف بي: يا سري بن مغلس هكذا تجلس العبيد بين يدي أربابها؟
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي قَالَ: سمعت أبا بكر الحربي يقول:
سمعت السري السقطي يقول: حمدت الله مرة، فأنا استغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة. قيل: وكيف ذاك؟ قال: كان لي دكان وكان فيه متاع، فوقع الحريق في سوقنا، فقيل لي، فخرجت أتعرف خبر دكاني، فلقيت رجلا فقال: أبشر فإن دكانك قد سلم، فقلت: الحمد لله، ثم إني فكرت فرأيتها خطيئة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير، حَدَّثَنِي أبو القاسم سليمان بن محمد بن سلم الضراب قال: حَدَّثَنِي بعض إخواني أن سريا السقطي مرت به جارية معها إناء فيه شيء، فسقط من يدها فانكسر، فأخذ سري شيئا من دكانه فدفعه إليها بدل ذلك الإناء، فنظر إليه معروف الكرخي فأعجبه ما صنع، فقال له معروف: بغض الله إليك الدنيا.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا جعفر بن محمّد الخواص، حدّثنا عمر بن عاصم قال:
حَدَّثَنِي أحمد بن خلف قال: سمعت سريا يقول: هذا الذي أنا فيه من بركات معروف، انصرفت من صلاة العيد، فرأيت مع معروف صبيا شعثا فقلت: من هذا؟
فقال: رأيت الصبيان يلعبون وهذا واقف منكسر، فسألته لم لا تلعب. فقال: أنا يتيم.(9/187)
قال سري: فقلت له: ما ترى أنك تعمل به؟ فقال: لعلي أخلو فأجمع له نوى يشتري به جوزا يفرح به، فقلت له: أعطنيه أغير من حاله، فقال لي: أو تفعل؟ فقلت: نعم! قال لي: خذه أغنى الله قلبك، فسويت الدنيا عندي أقل من كذا.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا علي بن عبد الله الهمداني- بمكة- حَدَّثَنَا مظفر بن سهل المقرئ قال: سمعت علان الخياط- وجرى بيني وبينه مناقب سري السقطي- فقال لي علان: كنت جالسا مع سري يوما فوافته امرأة، فقالت: يا أبا الحسن أنا من جيرانك، أخذ ابني الطائف البارحة، وكلم ابني الطائف وأنا أخشى أن يؤذيه، فإن رأيت أن تجيء معي أو تبعث إليه، قال علان فتوقعت أن يبعث إليه، فقام فكبر وطول في صلاته، فقالت المرأة: يا أبا الحسن الله الله فيَّ، هو ذا أخشى أن يؤذيه السلطان، فسلم وقال لها: أنا في حاجتك، قال علان: فما برحت حتى جاءت امرأة إلى المرأة فقالت: الحقي قد خلوا ابنك. قال أبو الطيب: قال لي علان: وأيش يتعجب من هذا؟ اشتري كرّ لوز بستين دينارا وكتب في روزنامجة ثلاثة دينارا ربحه، فصار اللوز بتسعين دينارا، فأتاه الدلال وقال له: إن ذاك اللوز أريده، فقال له خذه، قال:
بكم، قال: بثلاثة وستين دينارا قال الدلال: إن اللوز قد صار الكر بتسعين، قال له:
قد عقدت بيني وبين الله عقدا لا أحله، ليس أبيعه إلا بثلاثة وستين دينارا، فقال له الدلال: إني قد عقدت بيني وبين الله أن لا أغش مسلما، لست آخذ منك إلا بتسعين، فلا الدلال اشترى منه، ولا السري باعه. قال أبو الطيب: قال لي علان:
كيف لا يستجاب دعاء من كان هذا فعله؟
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ القاضي قال: سمعت سريا السقطي يقول: إني أذكر مجيء الناس إلي، فأقول اللهم هب لي من العلم ما يشغلهم عني [1] وإني لأريد مجيئهم أن يدخلوا علي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ المحتسب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الحسين الهمذاني الفقيه قَالَ:
سمعتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن عبد الرحيم القناد يقول: سمعت ابن أبي الورد يقول:
دخلت على سري السقطي وهو يبكي، ودورقه مكسور فقلت: مالك؟ قال: انكسر الدورق، فقلت أنا اشتري لك بدله فقال لي تشتري بدله وأنا أعرف من أين الدانق
__________
[1] هكذا في الأصول.(9/188)
الذي اشتري به الدورق، ومن عمله، ومن أين طينه، وأيش أكل عامله، حتى فرغ من عمله؟
أَخْبَرَنَا سلامة بن عمر النصيبي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا العبّاس ابن يوسف- مولى بني هاشم- حَدَّثَنَا سعيد بن عثمان قال: سمعت سري بن مغلس يقول: غزونا أرض الروم، فمررت بروضة خضرة فيها الخباز، وحجر منقور فيه ماء المطر، فقلت في نفسي لئن كنت آكل يوما حلالا فاليوم، فنزلت عن دابتي وجعلت آكل من ذلك الخباز، وشربت من ذلك الماء، فإذا هاتف يهتف بي: يا سري بن مغلس فالنفقة التي بلغت بها إلى هذا من أين!؟
وأَخْبَرَنَا سلامة بن عمر، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا العبّاس بن يوسف، حَدَّثَنِي جنيد بن محمد قال: سمعت سري بن المغلس يقول: أشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة أغمسها في الدبس وآكلها فما تصح لي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عثمان البجلي، أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنِي الجنيد قال: سمعت سريا يقول: أحب أن آكل أكلة ليس علي فيها تبعة، ولا لمخلوق علي فيها منة، فما أجد إلى تلك سبيلا.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن إسماعيل بن عامر الرقي- صاحب الربيع- قال: سمعت سريا السقطي يقول:
أشتهي بقلا منذ ثلاثين سنة ما أقدر عليه.
أَخْبَرَنَا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا العباس بن يوسف الشكلي قَالَ: سمعت سريا السقطي يقول: إني لأشتهي الحندقوقي منذ ست عشرة سنة، والهندبا بخل منذ ثمان عشرة سنة، وإني لأعجب ممن يتسع كيف يطلق له العلم الاتساع، وهذا عبد الواحد بن زيد يقول: الملح بيشبارجات، وإن بلية أبيكم آدم لقمة، أخرجته من الجنة، وهي بليتكم إلى أن تقوم الساعة.
وقال الشكلي: سمعت سري بن المغلس السقطي يقول: أتاني حسين الجرجاني إلى عبادان فدق علي باب الغرفة التي كنت فيها فخرجت إليه فقال لي: سري فقلت سري، فقال لي ملحك مدقوقة؟ قلت: نعم! قال: لا تفلح، ثم قال لي سري لولا أن الله عقم الآذان عن فهم القرآن ما زرع الزارع، ولا تجر التاجر، ولا تلاقى الناس في الطرقات. ثم مضى فأتعبني وأبكاني.(9/189)
أخبرنا ابن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل بن عامر الرقي قال: سمعت حسنا المسوحي يقول: دفع إلي السري السقطي قطعة فقال اشتر لي باقلاء من رجل قدره داخل الباب، فطفت الكرخ كله فلم أجد إلا من قدره خارج الباب فرجعت إليه فقلت: خذ قطعتك فإني لم أجد إلا من قدره خارج.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا جَعْفَر الخلدي- فِي كتابه- قَالَ: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت يوما عند السري بن مغلس وكنا خاليين، وهو متزر بمئزر، فنظرت إلى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضنى، كأجهد ما يكون، فقال: انظر إلى جسدي هذا لو شئت أن أقول أن ما بي هذا من المحبة كان كما أقول، وكان وجهه أصفر، ثم أشرب حمرة حتى تورد ثم اعتل فدخلت عليه أعوده فقلت له: كيف تجدك، فقال: كيف أشكو إلى طبيب ما بي، والذي أصابني من طبيبي، فأخذت المروحة أروحه فقال لي: كيف يجد روح المروحة من جوفه تحترق من داخل؟ ثم أنشأ يقول:
القلب محترق والدمع مستبق ... والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار له ... مما جناه الهوى والشوق والقلق
يا رب إن كان شيء فيه لي فرج ... فامنن علي به ما دام لي رمق
وأخبرنا أبو نعيم، أخبرنا جَعْفَر الخلدي- فِي كتابه قَالَ: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت أعود السري في كل ثلاثة أيام عيادة السنة، فدخلت عليه وهو يجود بنفسه، فجلست عند رأسه فبكيت، وسقط من دموعي على خده، ففتح عينيه ونظر إلي فقلت له أوصني، فقال: لا تصحب الأشرار، ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر الخلدي، حَدَّثَنَا الجنيد قال: سمعت حسن بن البزار يقول: كان أحمد بن حنبل هاهنا، وكان بشر بن الحارث هاهنا، وكنا نرجو أن يحفظنا الله بهما، ثم إنهما ماتا وبقي سري، فإني أرجو أن يحفظني الله بسري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا عليّ بن الحسن العقيلي قال: سمعت الفرجاني يقول: سمعت الحسن يقول: ما رأيت أعبد الله من السري السقطي، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤي مضطجعا إلا في علة الموت.
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: قال لنا أبو عمر محمد بن العباس بن حمويه قال لنا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ القاضي: توفي أبو الحسن السري بن المغلس السقطي يوم(9/190)
الثلاثاء لست ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين، بعد أذان الفجر، ودفن بعد العصر.
قلت: وكان دفنه في مقبرة الشونيزية، وقبره ظاهر معروف، وإلى جنبه قبر الجنيد.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: سمعتُ أَبَا الحسن بن المديني- صديقنا- قال: سمعت أبا عبيد بن حربويه يقول: حضرت جنازة سري السقطي فلما كان في بعض الليالي رأيته فِي النوم فقلتُ: ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي ولمن حضر جنازتي وصلى علي، فقلت: فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك، قال:
فأخرج درجا فنظر فيه فلم ير لي فيه اسما، فقلت: بلى قد حضرت، قال: فنظر فإذا اسمي في الحاشية.
4770- السري بن عاصم، أبو سهل الهمداني [1] :
حدث عن عيسى بن يونس، وإسماعيل بن علية، ويحيى بن سعيد الأموي، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث وحرمي بن عمارة، وحفص بن عمر الأبلي.
روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن خراش، وأبو بكر بن عبد الخالق الورّاق، والحسن ابن محمد بن شعبة الأنصاري، وعلي بن الحسن بن الحارث المروذي، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَدَمِيُّ وَأَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن يَزِيد الزعفراني، والقاضي المحاملي، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي هلال بن محمّد الحفّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ قال:
وجدت في كتابي عن محمد بن الحسين بن خالد البزاز- جارنا- يذكر أنه كان عند السري بن عاصم، وهو يحدثهم عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمع كلاما في ناحية المجلس، فقال:
ما هذا؟ كنا عند حماد بن زيد وهو يحَدَّثَنَا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمع كلاما في ناحية المجلس فقال: ما هذا؟ كانوا يعدون الكلام عند حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كرفع الصوت فوق صوته.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عليّ الطّناجيريّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد الزعفراني، حدّثنا السّريّ بن عاصم، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الراكد.
__________
[1] 4770- انظر: ميزان الاعتدال 2/ت 3089.(9/191)
هَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُحْفَظُ مِنْ رِوَايَةِ يَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيِّ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَيُقَالُ إِنَّهُ تَفَرَّدَ بِهِ، وَقَدْ سَرَقَهُ السَّرِيُّ بْنُ عَاصِمٍ مِنْهُ، وَكَانَ يَسْرِقُ الأَحَادِيثَ الأَفْرَادَ فَيَرْوِيهَا.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حَدَّثَنَا السري بن عاصم البغدادي- وكان يكذب-.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغزال قَالَ: قرأت على مُحَمَّد بن جَعْفَر الشروطي عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ قَالَ: سري بن عاصم البغدادي متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن السري بن عاصم مات في صفر من سنة ثمان وخمسين ومائتين.
4771- السري بن مرثد- أو مزيد-:
حدث عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري. روى عنه محمد بن المسيب الأرغياني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ المروذي، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي، حدّثنا محمّد بن المسيّب، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ مَرْثَدٍ- أَوْ مَزِيدٍ لَمْ يَكُنْ مَضْبُوطًا فِي كِتَابِ أَبِي الْمُظَفَّرِ فَصَيَّرْتُهُ بِالشَّكِّ- قَالَ: حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ عَوْذٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّوْمِ قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَعَنِ الْحَدِيثِ بَعْدَهَا.
4772- السري بن أحمد بن السري، أبو الحسن الكندي الرفاء الموصلي [1] :
شاعر مجود حسن المعاني، وله مدائح في سيف الدولة وغيره من أمراء بني حمدان، وكان بينه وبين أبي بكر، وأبي عثمان، ومحمّد وسعيد ابني هاشم الخالديين حالة غير جميلة، ولبعضهم في بعض أهاجي كثيرة، فآذاه الخالديان أذى شديدا، وقطعا رسمه من سيف الدولة وغيره، فانحدر إلى بغداد ومدح بها الوزير أبا محمد المهلبي، فانحدر الخالديان وراءه، ودخلا إلى المهلبي وثلبا سريا عنده، فلم يحظ منه بطائل وحصلا في جملة المهلبي ينادمانه، وجعلا هجيراهما ثلب سري والوقيعة فيه، ودخلا إلى الرؤساء والأكابر ببغداد، ففعل به مثل ذلك عندهم، وأقام ببغداد يتظلم منهما ويهجوهما.
__________
[1] 4772- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/218. والبداية والنهاية 11/274.(9/192)
ويقال: إنه عدم القوت فضلا عن غيره، ودفع إلى الوراقة، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة، وركبه الدين ومات ببغداد على تلك الحال بعيد سنة ستين وثلاثمائة، وكان الحسين بن محمد بن جعفر الخالع يزعم أنه سمع منه ديوان شعره، وقد روى عنه أحمد بن علي المعروف بالهائم وغيره.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: أنشدنا أحمد بن علي المعروف بالهائم قال: أنشدنا السري بن أحمد الرفاء- لنفسه- وكتب بها إلى صديق له كان أهدى إليه قدحا حسنا فسقط من يده فانكسر:
يا من لديه العفاف والورع ... وسيمتاه العلاء والرفع
كأسك قد فرقت مفاصله ... بين الندامى فليس يجتمع
كأنما الشمس بينهم سقطت ... فجسمها في أكفهم قطع
لو لم أكن واثقا بمشبهه ... منك لكاد الفؤاد ينصدع
فجد به بدعة فعندي من ... جودك أشياء كلها بدع [1]
ذكر من اسمه سلام
4773- سلام بن صبيح، المدائني:
حدث عن منصور بن زاذان. روى عنه أبو معاوية الضرير.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الهرويّ، أخبرنا عليّ ابن عبد العزيز، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن حيّان، حدّثنا أبو معاوية، حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ صُبَيْحٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذُكِرَتِ الْقَبَائِلُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي هَوَازِنَ؟ فَقَالَ: «زَهْرَةٌ تَيْنَعُ» قَالُوا: فَمَا تَقُولُ فِي بَنِي عَامِرٍ؟ قَالَ: «جَمَلٌ أَزْهَرُ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ» قَالُوا: مَا تَقُولُ فِي تميم؟ قال:
فقال: «يَأْبَى اللَّهُ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلا خَيْرًا، ثُبُتُ الأَقْدَامِ، عِظَامُ الْهَامِ، رُجُحُ الأَحْلامِ، هَضَبَةٌ حَمْرَاءُ، لا يَضُرُّهَا مَنْ نَاوَأَهَا، أَشَدُّ النَّاسِ عَلَى الرجال في آخر الزمان» [2] .
__________
[1] آخر الجزء الثالث والستين من تجزئة المؤلف.
[2] 4773- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1/43. وكنز العمال 38031. والمطالب العالية 4232.
وحلية الأولياء 3/60. والعلل المتناهية 1/300.(9/193)
قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ: قُلْتُ لأَبِي مُعَاوِيَةَ: مَنْ سَلامٌ؟ قَالَ: كَانَ يَسْكُنُ الْمَدَائِنَ.
4774- سلام بن سلم- ويقال: ابن سليم، ويقال: ابن سليمان- والصواب: ابن سلم، أبو عبد الله التميمي، المعروف بالطويل [1] :
من أهل خراسان سكن المدائن وحدث عن زيد العمي، وغياث بن المسيب. روى عنه أَبُو النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن جعفر المدائني، وسعيد بن سليمان الواسطي، وخلف بن الوليد، وخلف بن هشام، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد المقرئ، حدّثنا أحمد بن جعفر القطيعي- إملاء- حدّثنا إدريس بن عبد الكريم المقرئ، حدّثنا خلف بن هشام، حَدَّثَنَا سَلامٌ الطَّوِيلُ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لا يَأْذَنُ لِشَيْءٍ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ إِلا لأَذَانِ الْمُؤَذِّنِينَ، وَالصَّوْتِ الْحَسَنِ بِالْقُرْآنِ» [2]
. أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وذكر له رجل سلام بن سلم الطويل. فقال: له أحاديث منكرة.
وقال ابن أبي شيبة في موضع آخر: سمعت أبا بديل التميمي- وذكر ليحيى رواية أحمد بن يونس عن سلام بن سليم وقال له أبو بديل كان رجلا منا- فقال له يحيى:
كان ضعيفا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان البَزَّاز المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ:
وسألته- يعني يحيى بن معين- عن سلام بن سليمان التميمي فقال: ضعيف لا يكتب حديثه.
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: سلام بن سلم المدائني ليس حديثه بشيء.
__________
[1] 4774- انظر: التاريخ الكبير 4/2/133. وضعفاء النسائي 237. وضعفاء البخاري 152. وميزان الاعتدال 2/175.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/394. وكنز العمال 20879.(9/194)
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا العبّاس ابن محمد قال: سمعت يحيى يقول: سلام بن سلم التميمي ليس بشيء.
أَخْبَرَنِي علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: وسألته- يعني أباه- عن سلام بن سليمان التميمي فضعفه جدا.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حمدان الفقيه، حَدَّثَنَا إبراهيم بن علي بن الحسن القطيعي، حدّثني الحسن بن الهيثم بن الخلّال، حَدَّثَنَا محمد بن موسى بن مشيش قَالَ: وسألته- يعني أَحْمَد بْن حنبل- عَن سلام الطويل فقال: روى أحاديث منكرات، ولم يرضه.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: سلام بن سليم المدائني ليس بحجة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: سلام الطويل مدائني ضعيف، روى عنه سعدويه.
وقال في موضع آخر: سلام بن سلم مدائني مذموم.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أبو الجهم المشغراني.
وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ- بِدِمَشْقَ- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سلام بن سلم المدائني غير ثقة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: سلام بن سلم السعدي المدائني الطويل تركوه.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سلام الطويل كوفي متروك.
وقال في موضع آخر: سلام بن سلم كذاب.(9/195)
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سلام بن سلم متروك الحديث.
أخبرني البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قال: سلام بن سليم خراساني نزل المدائن عنده مناكير.
4775- سلّام بن سليمان بن سواء، أبو العباس- وقيل: أبو المنذر- الضرير المدائني [1] :
وهو ابن أخي شبابة بن سوار، سكن دمشق بأخرة، وحدث عن: مغيرة بن مسلم السراج، ومسلمة بن الصلت، وعبد الرحمن المسعودي، وشعبة بن الحجاج، وأبي عمرو بن العلاء، وورقاء بن عمر، وبكر بن خنيس. روى عنه: سلمان بن توبة النهرواني، ومحمد بْن عيسى بْن حيان، وعبد اللَّه بن روح المدائنيان، وهارون بن موسى الأخفش، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقيان.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع أبي منه بدمشق وسئل عنه فقال: ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَيْدٍ النّيسابوري- بها- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ الْمَدَائِنِيُّ، حدّثنا سلام بن سليمان، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ؟ فَقَالَ:
«عِبَادَ اللَّهِ وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ، إِلا رَجُلا اقْتَرَضَ- يَعْنِي مِنْ عِرْضِ رَجُلٍ ظُلْمًا- ذاك الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَنَتَدَاوَى؟ قَالَ: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا وَقَدْ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، إِلا السَّامُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا خَيْرُ مَا أُوتِيَ الْعِبَادُ وَأَفْضَلُ. قَالَ: «الخلق الحسن» [2] .
__________
[1] 4775- انظر: تهذيب الكمال 2657 (12/288) . وطبقات ابن سعد 7/282. ورواية ابن طهمان 379. والتاريخ الكبير 4/ت 2230. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/ت 309، 5/ورقة 1. وضعفاء العقيلي، الورقة 87. والكاشف 1/ت 2228. والمغني 1/ت 2497. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 66. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 15. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 150. ونهاية السول، الورقة 150. وتهذيب التهذيب 4/284. والتقريب 1/342.
وخلاصة الخزرجي 1/ت 2842. وشذرات الذهب 1/279.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 3436. ومسند أحمد 4/278، 378. والمستدرك 1/121، 4/198. والسنن الكبرى للبيهقي 9/343، 10/246. والمعجم الكبير 1/145، 146.(9/196)
أخبرنا الأزهري قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ سلام بن سليمان عن ورقاء.
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي الحافظ قال: سلام بن سليمان بن سوار الثقفي المدائني الضرير، يقال له الدمشقي لمقامه بدمشق وهو منكر الحديث.
4776- سلام بن سالم، أبو مالك الخزاعي الضرير:
حَدَّثَ عَنْ يَزِيْدَ بْنِ هَارُوْنَ، وَعمَرَ بْنِ سَعِيْدٍ التُّنُوْخِيِّ، وَمُوْسَىْ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الْمُرُوْزِيِّ، وَالْفَضْلِ بْنْ جُبَيْرٍ الْوَرَّاقِ. رَوَىْ عَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنِ إسماعيل المحاملي.
ذكر من اسمه سلامة
4777- سلامة العجلي:
سَمِعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ الْمَدَائِنَ، وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فَي الْكُوْفِيِّينَ. رَوَىْ عَنْهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا أحمد بن داود المكي، حدّثنا قيس بن حفص الدارمي، حدّثنا مسلمة بن علقمة المازني، حدّثنا داود ابن أَبِي هِنْدٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ سَلامَةَ الْعِجْلِيِّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ أُخْتٍ لِي مِنَ الْبَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ قُدَامَةُ، فقَالَ لِي ابْنُ أُخْتِي أُحِبُّ أَنِّي أَلْقَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا، وَوَجَدْنَاهُ عَلَى سَرِيرٍ يَسُفُّ خُوصًا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا ابْنُ أُخْتٍ لِي قَدِمَ عَلَيَّ مِنَ الْبَادِيَةِ فَأُحِبُّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكَ، قال: عليه السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قُلْتُ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ، قَالَ: أَحَبَّهُ اللَّهُ قَالَ: فَتَحَدَّثْنَا وَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَلا تُحَدِّثُنَا عَنْ أَصْلِكَ، وَمِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَمَّا أَصْلِي وَمِمَّنْ أَنَا، فَأَنَا مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ، كُنَّا قَوْمًا مَجُوسًا، فَأَتَانَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ كانت أمه منا، فنزل فينا وَاتَّخَذَ فِينَا دَيْرًا، وَكُنْتُ فِي كُتَّابِ الْفَارِسِيَّةِ، وكان لا يَزَالُ غُلامٌ مَعِي فِي الْكُتَّابِ يَجِيءُ مَضْرُوبًا يَبْكِي قَدْ ضَرَبَهُ أَبَوَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَضْرِبُنِي أَبَوَايَ، قُلْتُ: وَلِمَ يَضْرِبَانِكَ؟ قَالَ: آتِي صَاحِبَ هَذَا الدَّيْرِ فَإِذَا(9/197)
عَلِمَا ذَاكَ ضَرَبَانِي، وَأَنْتَ لَوْ أَتَيْتَهُ سَمِعْتَ مِنْهُ حَدِيثًا عَجَبًا، قُلْتُ: فَاذْهَبْ بِي مَعَكَ فَأَتَيْنَاهُ فَحَدَّثَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ، وَعَنْ بَدْءِ خَلْقِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَعَنِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ قَالَ:
فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ مَعَهُ، فَفَطِنَ لَنَا غِلْمَانٌ مِنَ الْكُتَّابِ فَجَعَلُوا يَجِيئُونَ مَعَنَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ أَتَوْهُ فَقَالُوا لَهُ: يَا هَنَاهُ إِنَّكَ قَدْ جَاوَرْتَنَا فَلَمْ تَرَ مِنْ جِوَارِنَا إِلا الْحَسَنَ، وَإِنَّا نَرَى غِلْمَانَنَا يَخْتَلِفُونَ إِلَيْكَ، وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ تُفْسِدَهُمْ عَلَيْنَا، اخْرُجْ عَنَّا، قَالَ: نَعَمْ! فَقَالَ لِذَلِكَ الْغُلامِ الَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ: اخْرُجْ مَعِي، قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ ذَاكَ، قَدْ عَلِمْتُ شِدَّةَ أَبَوَيِّ عَلَيَّ، قُلْتُ: لَكِنِّي أَنَا أَخْرُجُ مَعَكَ- وَكُنْتُ يَتِيمًا لا أَبَ لِي- فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَأَخَذْنَا جَبَلَ رَامَهُرْمُزَ، فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من تمر الشَّجَرِ حَتَّى قَدِمْنَا الْجَزِيرَةَ، فَقَدِمْنَا نَصِيبِينَ، فَقَالَ لي صاحبي يا سلمان إن هاهنا قوما هم عباد أهل الأرض وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُمْ، قَالَ: فَجِئْنَا إِلَيْهِمْ يَوْمَ الأَحَدِ وَقَدِ اجْتَمَعُوا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ صَاحِبِي فحيوه وبشوا به. وقالوا: أين كانت غيبتك؟ قَالَ: كُنْتُ فِي إِخْوَانٍ لِي قِبَلَ فَارِسٍ، فَتَحَدَّثْنَا مَا تَحَدَّثْنَا ثُمَّ قَالَ لِي صَاحِبِي: قُمْ يَا سَلْمَانُ انْطَلِقْ، فَقُلْتُ: لا دَعْنِي مَعَ هَؤُلاءِ، قَالَ: إِنَّكَ لا تُطِيقُ مَا يُطِيقُ هَؤُلاءِ، يَصُومُونَ الأَحَدَ إِلَى الأَحَدِ، وَلا يَنَامُونَ هَذَا اللَّيْلَ، وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ تَرَكَ الْمُلْكَ وَدَخَلَ فِي الْعِبَادَةِ، فَكُنْتُ فِيهِمْ حَتَّى أَمْسَيْنَا، فَجَعَلُوا يَذْهَبُونَ وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى غَارِهِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، فَلَمَّا أمسينا قال ذاك الَّذِي مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ: هَذَا الْغُلامُ مَا يَصْنَعُ؟ لِيَأْخُذْهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ. فَقَالُوا: خُذْهُ أَنْتَ، فَقَالَ لِي هَلُمَّ يَا سَلْمَانُ، فَذَهَبَ بِي حَتَّى أَتَى غَارَهُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، فَقَالَ لِي يَا سَلْمَانُ هَذَا خُبْزٌ، وَهَذَا أُدْمٌ، فَكُلْ إِذَا غَرِثْتَ، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ، وَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ، وَنَمْ إِذَا كَسِلْتَ، ثُمَّ قَامَ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي إِلا ذَاكَ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ، فَأَخَذَنِي الْغَمُّ تِلْكَ السَّبَعَةِ الأَيَّامِ لا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، حَتَّى كَانَ الأَحَدُ فَانْصَرَفَ إلى، فذهبنا إلى مكانهم الذي كَانُوا يَجْتَمِعُونَ، قَالَ وَهُمْ يَجْتَمِعُونَ كُلَّ أَحَدٍ يُفْطِرُونَ فِيهِ، فَيَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيُسَلِّمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لا يَلْتَقُونَ إِلَى مِثْلِهِ. قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى مَنْزِلِنَا فَقَالَ ليِ مِثْلَ مَا قَالَ لِي أَوَّلَ مَرَّةٍ، هَذَا خُبْز وَأُدْمٌ، فَكُلْ مِنْهُ إِذَا غَرِثْت، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ، وَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ، وَنَمْ إِذَا كَسِلْتَ، ثُمَّ دَخَلَ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيَّ وَلَمْ يُكَلِّمْنِي إِلَى الأَحَدِ الآخَرِ، فَأَخَذَنِي غَمٌّ وَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْفِرَارِ، فَقُلْتُ اصْبِرْ أَحَدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ وَأَفْطَرُوا، وَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ إِنِّي أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَقَالُوا لَهُ وَمَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: لا عَهْدَ لِي بِهِ، قَالُوا: إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ بِكَ حَدَثٌ فَيَلِيَكَ غَيْرُنَا، وَكُنَّا نُحِبُّ أَنْ نَلِيَكَ، قَالَ: لا عَهْدَ لِي بِهِ، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ ذَاكَ(9/198)
فَرِحْتُ، قُلْتُ: نُسَافِرُ وَنَلْقَى النَّاسَ فَيَذْهَبَ عَنِّي الْغَمُّ الَّذِي كُنْتُ أجِدُ، فَخَرَجْنَا أَنَا وَهُوَ وَكَانَ يَصُومُ مِنَ الأَحَدِ إِلَى الأَحَدِ، وَيُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَيَمْشِي بِالنَّهَارِ، فَإِذَا نَزَلْنَا قَامَ يُصَلِّي فَلَمْ يَزَلْ ذاك دأبه حتى انتهينا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعَلَى الْبَابِ رَجُلٌ مُقْعَدٌ يَسْأَلُ النَّاسَ، فَقَالَ: أَعْطِنِي فَقَالَ: مَا مَعِي شَيْءٌ، فَذَهَبْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَهْلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَشُّوا إِلَيْهِ وَاسْتَبْشَرُوا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: غُلامِي هَذَا فَاسْتَوْصُوا بِهِ.
فَانْطَلَقُوا بِي فَأَطْعَمُونِي خُبْزًا وَلَحْمًا، وَدَخَلَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَنْصَرِفْ إِلَيَّ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ الآخَرِ. ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَضَعَ رَأْسِي، فَإِذَا بَلَغ الظِّلُّ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَأَيْقِظْنِي فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ. فَبَلَغَ الظِّلُّ الَّذِي قَالَهُ فَلَمْ أُوقِظْهُ مَأْوَاةً لَهُ مِمَّا دَأَبَ مِنَ اجْتِهَادِهِ وَنَصَبِهِ فَاسْتَيْقَظَ مَذْعُورًا. فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ أَلَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَكَ إِذَا بَلَغَ الظِّلُّ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَأَيْقِظْنِي؟ قُلْتُ: بَلَى وَلَكِنِّي إِنَّمَا مَنَعَنِي مَأْوَاةٌ لَكَ مِنْ دَأْبِكَ. قَالَ: وَيْحَكَ يَا سَلْمَانُ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَفُوتَنِي شَيْءٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ أَعْمَلْ فِيهِ لِلَّهِ خَيْرًا. ثُمَّ قَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ إِنَّ أَفْضَلَ دِينِ الْيَوْمِ النَّصْرَانِيَّةُ. قُلْتُ: وَيَكُونُ بَعْدَ الْيَوْمِ دِينٌ أَفْضَلُ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ؟ كَلِمَةٌ أُلْقِيَتْ عَلَى لِسَانِي، قَالَ: نَعَمْ يُوشِكُ أَنْ يُبْعَثَ نَبِيٌّ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ فَإِذَا أَدْرَكْتَهُ فَاتَّبِعْهُ وَصَدِّقْهُ.
قُلْتُ: وَإِنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدَعَ النَّصْرَانِيَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ لا يَأْمُرُ إِلا بِحَقٍّ، وَلا يَقُولُ إِلا حَقًّا، وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُهُ ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُهَا. ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَمَرَرْنَا عَلَى ذَلِكَ الْمُقْعَدِ، فَقَالَ لَهُ دَخَلْتَ فَلَمْ تُعْطِنِي وَهَذَا تَخْرُجُ فَأَعْطِنِي، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يَرَ حَوْلَهُ أَحَدًا، قَالَ: فَأَعْطِنِي يَدَكَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ. فَقَالَ: قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَامَ صَحِيحًا سَوِيًّا.
فَتَوَجَّهَ نَحْوَ أَهْلِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي تَعَجُّبًا مِمَّا رَأَيْتُ وَخَرَجَ صَاحِبِي فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ وَتَبِعْتُهُ، فَتَلَقَّانِي رِفْقَةٌ مِنْ كَلْبٍ أَعْرَابٌ فَسَبُونِي فَحَمَلُونِي عَلَى بَعِيرٍ وَشَدُّونِي وَثَاقًا، فَتَدَاوَلَنِي الْبُيَّاعُ حَتَّى سَقَطْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَاشْتَرَانِي رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَجَعَلَنِي فِي حَائِطٍ لَهُ مِنْ نَخْلٍ فَكُنْتُ فِيهِ، قَالَ: وَمِنْ ثَمَّ تَعَلَّمْتُ عَمَلَ الْخُوصِ أَشْتَرِي خُوصًا بِدِرْهَمٍ، فَأَعْمَلُهُ فأبيعه بدرهمين، فأرددهما إِلَى الْخُوصِ، وَأَسْتَنْفِقُ دِرْهَمًا، أُحِبُّ أَنْ آكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِي، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا فَبَلَغَنَا وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ أَنَّ رَجُلا قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، فَمَكَثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَمْكُثَ، فَهَاجَرَ إِلَيْنَا وَقَدِمَ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ وَاللَّهِ لأُجَرِّبَنَّهُ، فَذَهَبْتُ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَيْتُ لَحْمَ جَزُورٍ بِدِرْهَمٍ، ثُمَّ طَبَخْتُهُ فَجَعَلْتُ قَصْعَةً مِنْ ثَرِيدٍ، فَاحْتَمَلْتُهَا حَتَّى أَتَيْتُهُ بِهَا عَلَى عَاتِقِي حَتَّى وَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟ قُلْتُ: بَلْ صَدَقَةٌ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَأَمْسَكَ وَلَمْ يَأْكُلْ(9/199)
فمكثت أياما ثم اشتريت لحم جزور أيضا بدرهم وأصنع مثلها فاحتملتها حتى أتيته بها، فوضعتها بن يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ قُلْتُ: لا بَلْ هَدِيَّةٌ، قَالَ لأَصْحَابِهِ كُلُوا باسم اللَّهِ وَأَكَلَ مَعَهُمْ، قُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، فَأَسْلَمْتُ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى؟ قَالَ: لا خَيْرَ فِيهِمْ، وَكُنْتُ أُحِبُّهُمْ حُبًّا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُ مِنَ اجْتِهَادِهِمْ ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُهُ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى قَالَ: لا خَيْرَ فِيهِمْ وَلا فِيمَنْ يُحِبُّهُمْ. قلت في نفسي: وأنا وَاللَّهِ أُحِبُّهُمْ، قَالَ:
وَذَاكَ وَاللَّهِ حِينَ بَعَثَ السَّرَايَا وَجَرَّدَ السَّيْفَ، فَسَرِيَّةٌ تَدْخُلُ وَسَرِيَّةٌ تَخْرُجُ، وَالسَّيْفُ يَقْطُرُ قُلْتُ يُحَدَّثُ بِي الآنَ أَنِّي أُحِبُّهُمْ فَيَبْعَثُ إِلَيَّ فَيَضْرِبُ عُنُقِي، فَقَعَدْتُ فِي الْبَيْتِ فَجَاءَنِي الرَّسُولُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ أَجِبْ، قُلْتُ مَنْ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ، قُلْتُ:
هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي كُنْتُ أَحْذَرُ، قُلْتُ: نَعَمْ اذْهَبْ حَتَّى أَلْحَقَكَ، قَالَ: لا وَاللَّهِ حَتَّى تَجِيءَ- وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي أَنْ لَوْ ذَهَبَ أَنْ أَفِرَّ، فَانْطَلَقَ بِي فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ وَقَالَ لِي: «يَا سَلْمَانُ أَبْشِرْ فَقَدْ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ» ثُمَّ تَلا عَلَى هَؤُلاءِ الآيَاتِ: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ، أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ، وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ
[القصص 52: 55] قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْ أَدْرَكْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُهَا، إِنَّهُ نَبِيٌّ لا يَقُولُ إِلا حَقًّا، وَلا يَأْمُرُ إِلا بِالْحَقِّ.
4778- سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون، أبو الحسين السلمي المقرئ الباجدائي [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وأبي عروبة الحراني، وأبي بدر أحمد بن خالد بن مسرج، ومحمد بن أبي شيخ الرافقي. حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن رزق، حدّثنا سلامة بن سليمان الباجدائي، حدّثنا محمّد بن أبي شيخ، حدّثنا عليّ بن الحسين التّميميّ، حدّثنا بندار قال: قلت لعبد
__________
[1] 4778- الباجدائي: هذه النسبة إلى باجدا، وهي قرية من نواحي بغداد (الأنساب 2/17) .(9/200)
الرحمن بن مهدي: صف لي الثوري، قال: فوصفه لي، فسألت الله أن يرينيه في منامي، فلما أن مات عبد الرحمن رأيته في منامي في الصورة التي وصفها لي عبد الرحمن، فقلت له: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي، قال: فإذا في كمه شيء. فقلت:
أيش في كمك؟ قال: اعلم أنه قدم بروح أحمد بن حنبل، فأمر الله جبريل أن ينثر عليها الدر، والجوهر، والزبرجد، وهذا نصيبي منه.
قلت: يشبه أن يكون هذا المنام رآه بندار عند موت أحمد بن حنبل، والله أعلم.
4779- سلامة بن عمر بن عيسى بن الحارث بن القاسم، أبو الحسن النصيبي:
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ أَحْمَد بْن يوسف بن خلاد، ومحمد بن عيسى بن ديزك البروجردي، وابن مالك القطيعي.
كتبت عنه وكان صدوقًا، وكان يذكر أنه ولد بنصيبين في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ومات ببغداد في يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من صفر سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكنت فيمن صلى عليه، ودفن من يومه.
4780- سلامة بن الحسين، أبو القاسم المقرئ الخفاف:
سمع أبا الحسن الدارقطني. كتبت عنه وكان صالحا دينا ثقة، سكن وراء نهر عيسى ناحية قطفتا، ومات في ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة معروف الكرخي.
ذكر من اسمه سعدان
4781- سعدان بن المبارك، أبو عثمان الضرير [1] :
مولى عاتكة مولاة المهدي امرأة المعلى بن أيوب بن طريف، وكان أبوه المبارك من سبي طخارستان. ذكره أبو بكر بن الأنباري في رواة العلم والأدب من البغداديين، وكان يروي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أشياء من كتبه. حدث عنه محمد بن
__________
[1] 4781- انظر: إرشاد الأريب 4/229. وبغية الوعاة 254. ونزهة الألباء 206. وإنباه الرواة 2/55.
ونكت الهميان 157. والأعلان 3/89.(9/201)
الحسن بن دينار الهاشمي الأحول. ولسعدان من التصانيف، كتاب «خلق الإنسان» ، وكتاب «الوحوش» و «الأمثال» ، وكتاب «الأرضين والمياه والجبال والبحار» .
4782- سعدان بن يزيد، أبو محمد البزاز [2] :
نزيل سر من رأى. حدث عَنْ إِسْمَاعِيل بن علية، وأبي بدر شجاع بن الوليد، ويزيد بن هارون، وإسحاق بن يوسف الأزرق، والهيثم بن جميل. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو طالب علي بن محمد بن الجهم الكاتب، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي، وَمُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وأبو العباس الأثرم.
وقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي وسئل عنه أبي فَقَالَ صدوق.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَد بن حماد الأثرم، حدّثنا سعدان بن يزيد، حدّثنا يزيد- هو ابن هارون- أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِالأَبْطَحِ، فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ:
لا أُمَّ لَكَ، تِلْكَ صَلاةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي طالب، حدّثنا عليّ بن الحسن الجرّاحي- إملاء- حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون بن عيسى بن جعفر بن المنصور قال: قال لي محمد بن نصر الصائغ: نظر إلي سعدان بن يزيد البزاز فقال لي: يا محمد بن نصر أحدثك بشيء لا تحدث به عني حتى أموت؟ فقلت: نعم! فقال لي: كنت في بعض أسفاري فنزلت بعض الخانات، فكانت ليلة مطيرة ورعد وبرق، فنام أهل الخان، وجلست أفكر في عظمة الله- يعني فنمت- فإذا ابن لي قد كنت أقصيته وأبعدته، وإذا هو يخضع لي ويقرب مني، وأنا أقصيه وأبعده، ثم انتبهت، فصاح بي صائح من جانب الخان، يا سعدان بن يزيد قد رأيت عظمته، فافهم كذا يغضب عليك إذا عصيته، ويتحنن عليك إذا أرضيته.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد الخلّال- لفظا- حدّثنا عمر بن أحمد بن عثمان، حَدَّثَنَا أبو بكر عمر بن أبي معمر قال: سمعت سعدان بن يزيد يقول:
ألا في سبيل الله عمر رزئته ... وفقد ليال فات منها نعيمها
أأغبن أيامي ولا أستقيلها ... ويغتنم الخيرات منها حكيمها
__________
[1] 4782- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/180.(9/202)
أخبرني الحسين بن عليّ الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن مَخْلَد الْعَطَّار. قَالَ: وَمَاتَ سعدان بن يزيد في رجب سنة اثنتين وستين- يعني ومائتين-.
4783- سعدان بن نصر بن منصور، أبو عثمان الثقفي البزاز: [1]
اسمه سعيد والغالب عليه سعدان، سمع سفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية، ومعاذ بن معاذ، وسلم بن سالم البلخي، ومعمر بن سليمان الرقي، وأبا قتادة الحراني، وموسى بن داود الضبي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ويحيى بْن صاعد، وَالحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بن مخلد، وحمزة بْن القاسم الهاشمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وغيرهم.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: سمعتُ منه مَعَ أبي وسألت أبي عنه فقال: صدوق.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا سعدان بن نصر، حَدَّثَنَا أبو معاوية- يعني محمد بن خازم الضرير- عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: لقد رأيتني وما الرجل بأحق بديناره ولا درهمه من أخيه المسلم.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ لأبي الحسن الدارقطني: سعدان بن نصر كيف حاله؟ فقال أبو الحسن سعداننا؟ قال: نعم! فقال: ثقة مأمون.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا محمد بن نصر بن أحمد بن مالك القطيعي، أخبرنا أبو عليّ البرذعيّ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القرشي قَالَ: أنشدني أبو عثمان سعدان بن نصر:
أيا غريم الموت أين الخطى ... أنت بأنفاسك ملزوم
يا مغفل الموت تناسيته ... حتى كأن الموت مكتوم
قد مات من كانت له فارس ... حينا ومن كانت له الروم
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات أَبُو عثمان سعدان بن نصر بن منصور الثقفي البزّاز في ذي
__________
[1] 4783- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/199.(9/203)
القعدة يوم الأحد لثمان عشرة ليلة خلت منه سنة خمس وستين، وقد جاز التسعين كان جدي أكبر منه بسنة واحدة، كان ميلاده في سنة اثنتين وسبعين ومائة.
ذكر من اسمه سلمان
4784- سلمان بن ربيعة الباهلي: [1]
تابعي. وقيل إنه أحد بني ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. حدث عن عمر بن الخطاب. روى عنه أبو عثمان النهدي، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي. وشهد سلمان يوم القادسية، وولاه عمر بن الخطاب قضاء المدائن، وهو أول من قضى بالعراق، ثم عزله عمر فخرج غازيا للترك، ثم انصرف فاستشهد ببلنجر.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون التّميميّ، حدّثنا أبو القاسم بن مهديّ، حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن زيد الرطابي، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، حَدَّثَنَا أبو إسماعيل حفص بن عمر البصري قال:
حَدَّثَنَا صالح بن مسلم عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: رأيت سلمان بن ربيعة جالسا بالمدائن على قضائها واستقضاه عمر بن الخطاب أربعين يوما، فما رأيت بين يديه رجلين يختصمان لا بالقليل ولا بالكثير، فقلنا لأبي وائل: فمم ذاك؟ قال: من انتصاف الناس فيما بينهم.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عبد العزيز المالكيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
__________
[1] 4784- انظر: تهذيب الكمال 2435 (11/240) . وطبقات ابن سعد 6/131. وطبقات خليفة 142. وتاريخه 155، 158، 163، 165. والتاريخ الكبير 4/ت 2237. والبرصان والعرجان للجاحظ 209، 210. وثقات العجلي، الورقة 21. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 37. والقضاة لوكيع 2/185. والجرح والتعديل 4/ت 1290. وثقات ابن حبان 1/الورقة 168. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 67. وجمهرة ابن حزم 247.
والاستيعاب 2/632. والجمع 1/194. وأنساب السمعاني 5/234. وتاريخ ابن عساكر 6/212. وأسد الغابة 2/327. وتهذيب الأسماء واللغات 1/288. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 39. والكاشف 1/ت 2037. والتجريد 1/ت 2397. ومعرفة التابعين، الورقة 18. والعبر 1/28. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 115. ونهاية السول، الورقة 123. وتهذيب ابن حجر 4/136. والإصابة 2/ت 3254. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2610.(9/204)
الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النخاس- إملاء- قال: سمعت أبا السائب يقول: سمعت وكيع بن الجراح يقول: أول من ولي قضاء الكوفة سلمان بن ربيعة فمكث أربعين يوما لا يأتيه خصم.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: سلمان بن ربيعة الباهلي كوفي ثقة، تابعي وكان من كبراء التابعين.
أَخْبَرَنَا محمد بن علي الصلحي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، أخبرنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي، حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي قال: سلمان بن ربيعة الباهلي قتل في ولاية سعيد بن العاص، استشهد ببلنجر في خلافة عثمان.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب- بأصبهان- أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط.
وأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسن المروزيّ- في كتابه- حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حبيب البزناني، حدّثنا أحمد بن سيّار، حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قالا: سلمان بن ربيعة قتل ببلنجر من بلاد أرمينية، سنة تسع وعشرين، ويقولون: سنة ثلاثين، ويقال: مات سنة إحدى وثلاثين.
4785- سلمان بن توبة بن زياد، أبو داود النهرواني [1] :
سمع يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وشبابة بْن سوار، وأبا النضر هاشم بْن القاسم، وسلام بن سليمان المدائني، وأبا حذيفة موسى بن مسعود، وعلي بن الحسن ابن شقيق، ومعلى بن منصور، وأبا عمران الوركاني. روى عنه محمد بن إسحاق السراج النيسابوري ويحيى بْن صاعد، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
__________
[1] 4785- انظر: تهذيب الكمال 2497 (11/376) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/165. والجرح والتعديل 4/ت 463. والمعجم المشتمل، ترجمة 383. وتاريخ الإسلام، الورقة 34 (مجلد أوقاف بغداد 5882) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 47. والكاشف 1/ترجمة 2095.
والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 18. ونهاية السول، الورقة 126. وتهذيب ابن حجر 4/176. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2674.(9/205)
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بنهروان وكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا سلمان بن توبة، حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيق، أخبرنا أبو حمزة عن الحسين بن عِمْرَانَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَأَوْلَمَ حَيْسًا عَلَى نَطْعٍ.
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني قال: سلمان بن توبة النهرواني ثقة.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قرأتُ على محمد بن مخلد قال: ومات سلمان بن توبة النهرواني في صفر سنة إحدى وستين- يعني ومائتين.
4786- سلمان بن إسرائيل بن جابر بن قطن بن حبيب بن أبي حبيب، أبو عبد الله الخجندي [1] :
سمع عبد بن حميد الكشي، وفتح بن عمرو الوراق، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني، وغيرهم. وقدم بَغْدَاد وحدث بها فروى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمّد العتيقي، أخبرنا عليّ بن عمر الحربيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَلْمَانُ بْنُ إِسْرَائِيلَ بن جابر بن قطن بن حبيب بن أبي حبيب، حدّثنا الحسن بن العلاء، حدّثنا عبد الصّمد بن حسّان، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَسَاجِدُ سُوقٌ مِنْ أَسْوَاقِ الآخِرَةِ، مَنْ دَخَلَهَا كَانَ ضَيْفَ اللَّهِ، قِرَاهُ الْمَغْفِرَةُ، وَتَحِيَّتُهُ الْكَرَامَةُ، فَعَلَيْكُمْ بِالرِّبَاحِ» فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرِّبَاحُ؟ قَالَ: «الدعاء، والرغبة إلى الله تعالى» [2] .
__________
[1] 4786- الخجندي: هذه النسبة إلى خجند، وهي بلدة كبيرة كثيرة الخير على طرف سيحون من بلاد المشرق (الأنساب 5/52) .
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 20348. وأمالي الشجري 1/225.(9/206)
ذكر من اسمه سوار
4787- سوار بن مصعب، الهمداني الأعمى [1] :
كوفي قدم بغداد وحدث بها عن أبي إسحاق السبيعي، وعطيّة الكوفيّ، وكليب ابن وائل، وأبي الجحاف، وأود بن أبي عوف. روى عنه شبابة بن سوار، وقراد أبو نوح، وحماد بن محمد الفزاري، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي، وإبراهيم بن زياد الخياط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر ابن محمّد بن كزال، حدّثنا حمّاد بن محمّد الفزاري، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ شِبْهُ مِرْآةٍ فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ» [2]
. أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حدّثني إسحاق بن موسى، حَدَّثَنَا أبو داود قال: سألت أحمد بن حنبل عن سوار بن مصعب فأنكر الرواية عنه وقال: قدم هاهنا، ومن يحدث عنه؟ قلت: سويد، قال:
سبحان الله!.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ المروذي قَالَ: وقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ في سوار بن مصعب: ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة قَالَ: وسألت يحيى بن معين عن سوار بن مصعب فقال: كان أعمى ضعيفا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الأنماطي، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن سوار بن مصعب فقال: كان أعمى ضعيفا.
__________
[1] 4787- انظر: ضعفاء النسائي، رقم 258. وضعفاء البخاري 155. وميزان الاعتدال 2/246.
والتاريخ الكبير 4/169.
[2]- انظر الحديث في: المستدرك 2/538. وإتحاف السادة المتقين 3/216. والعلل المتناهية 1/461.(9/207)
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن سوار بن مصعب فقال: لم يكن بثقة، ولا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: سوار بن مصعب ليس بثقة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قال: وسألته- يعني أباه- عن سوار المؤذن- وهو سوار بن مصعب- فضعفه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت البخاري يقول: سوار بن مصعب الهمداني يعد في الكوفيين منكر الحديث.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سوار بن مصعب فقال: هو سوار المؤذن وهو الأعمى غير ثقة.
4788-[1] سوار بن عَبْد الله بْن سَوّار بْن عَبْد الله بن قدامة بن عنزة [2] بن نقب بن عمرو بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بْن عمرو بْن تميم بْن مرة بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر، أبو عبد الله العنبري البصري:
نزل بغداد وولي بها قضاء الرصافة، وحدث عن أبيه، وعن عبد الوارث بن سعيد، ومعتمر بن سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطّان، ويزيد بن
__________
[1] 4788- انظر: تهذيب الكمال 2638 (12/238) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/331. وطبقات خليفة 21. والتاريخ الصغير 2/383. والكنى لمسلم، الورقة 62. وثقات العجلي، الورقة 22. والمعرفة ليعقوب 2/113. والقضاة لوكيع 3/278. والجرح والتعديل 4/ت 1174.
وثقات ابن حبان 1/الورقة 182. وشيوخ أبي داود، للجياني، الورقة 82. والمعجم المشتمل، الترجمة 407. والكامل في التاريخ 7/60، 92. وسير أعلام النبلاء 11/542. والكاشف 1/ت 2212. والعبر 1/248، 444. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 63. وتاريخ الإسلام، الورقة 159 (أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 46. ونهاية السول، الورقة 134. وتهذيب التهذيب 4/268. والتقريب 1/339. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2822. وشذرات الذهب 4/108.
[2] في المطبوعة: «بن عنبرة» تصحيف.(9/208)
زريع، وبشر بن المفضل، ومعاذ بن معاذ، وعبد الوهاب الثقفي. روى عنه علي بن سهل البزاز، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والعباس بن أحمد البرتي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلانَ الْخَزَّازُ، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا يحيى ابن محمّد- يعني ابن صاعد- حَدَّثَنَا سوار بن عبد الله بن سوار القاضي العنبري- ببغداد سنة اثنتين وأربعين ومائتين- أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ولي سوار بن عبد الله قضاء الجانب الشرقي من مدينة السلام في سنة سبع وثلاثين.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: دخل سوار بن عبد الله القاضي على محمد بن عبد الله بن طاهر فقال: أيها الأمير إني جئتك في حاجة رفعتها إلى الله قبل رفعها إليك، فإن قضيتها حمدنا الله وشكرناك، وإن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك فقضى جميع حوائجه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن مكرم قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل بْن سويد، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا محمّد بن موسى المارستاني، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن معذل قال: كان سوار بن عبد الله القاضي قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
سلبت عظامي لحمها فتركتها ... عواري في أجلادها تتكسر
وأخليت منها مخها فكأنها ... قوارير في أجوافها الريح تصفر
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب فانظري ... بلى جسدي لكنني أتستر
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا المظفر ابن يحيى بن أحمد المعروف بابن الشرابي، حدّثنا الحسين بن فهم، حَدَّثَنِي الجرمي قال: دخلت حماما في درب الثلج، فإذا فيه سوار بن عبد الله القاضي في البيت الداخل قد استلقى وعليه المئزر، فجلست بقربه، فساكتني ساعة ثم قال: قد أحشمتني يا رجل، فإما أن تخرج أو أخرج، فقلت: جئت أسألك عن مسألة قال: ليس هذا موضع(9/209)
المسائل، فقلت: إنها من مسائل الحمام، فضحك وقال: هاتها، فقلت: من الذي يقول:
سلبت عظامي لحمها فتركتها ... عواري في أجلادها تتكسر
وأخليت منها مخها فكأنها ... قوارير في أجوافها الريح تصفر
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت ... مفاصلها خوفا لما تتنظر
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب تنظري ... بلى جسدي لكنني أتستر؟
فقال سوار: أنا والله قلتها، قلت: فإنه يغنى بها ويجود، فقال: لو شهد عندي الذي يغني بها لأجزت شهادته.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السابوري- بالبصرة- حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي زيد، حَدَّثَنَا مسبح بن حاتم قال: سمعت سوار بن عبد الله القاضي يقول: إن كان عنده قال نعم! وإن لم يكن عنده قال يقضي الله، ولا يقول لا.
ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد لم تسمع له لا لا
أَخْبَرَنِي عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله عن عمه عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان. قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن سوار فقال: ما بلغني عنه إلا خير.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصري، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قَالَ: سمعت أبي يقول: سوار بن عبد الله بن سوار قاضي بغداد ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حَدَّثَنِي جدي- يعني محمد بن الحسين القنبيطي قال: مات سوار بن عبد الله القاضي سنة خمس وأربعين ومائتين.
وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: وتوفي سوار بن عبد اللَّه بن سوار العنبري القاضي بالجانب الشرقي من بغداد- بعد أن كف- في(9/210)
شوال سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان فقيها فصيحا، أديبا شاعرا، عظيم اللحية أَخْبَرَنِي بذلك محمد بن الحسين.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: ومات سوار بن عبد الله العنبري- وكان قاضيا ببغداد- يوم الأحد لسبع بقين من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.
4789- سوار بن أبي شراعة، أبو الفياض. واسم أبي شراعة: أحمد بن محمد بن عمير القيسي البصري:
قدم بغداد وحدث بها عن العباس بن الفرج الرياشي، وعمرو بن بحر الجاحظ، وعبد الله بن محمد بن يسير الشاعر، وكان صاحب أخبار، وآداب. روى عنه أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش، وعبيد الله بن محمد الأزدي، وأبو الفرج الأصبهاني، وأبو جعفر بن أبي طالب الكاتب، وذكر أبو جعفر أنه سمع منه في سنة خمس وثلاثمائة.
أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الجهم الكاتب، حدّثنا سوّار بن أبي شراعة البصريّ، حدّثنا الرياشي، حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْمَازِنِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجِلُّ أَحَدًا مَا يُجِلُّ الْعَبَّاسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
ذكر مثاني الأسماء في هذا الباب
4790- سنان بن يزيد، أبو حكيم، وهو والد أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي مولى بني طهية من بني تَميم [1] :
سَمِعَ عَلِيّ بْن أبي طالب وورد المدائن معه حين توجه إلى صفين. روى عنه ابن ابنه محمد بن يزيد بن سنان.
__________
[1] 4790- انظر: تهذيب الكمال 2599 (12/158) . وتذهيب التهذيب 2/الورقة 59. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3564. وتهذيب ابن حجر 4/242. والتقريب 1/334. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2784.(9/211)
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقرئ، حدثنا محمد بن بكران بن عمران البزاز، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد بن إدريس أبو حاتم الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي سِنَانٌ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى الشَّامِ قَالَ: وَجَرِيرُ بْنُ سَهْمٍ التَّمِيمِيُّ أَمَامَهُ يقول:
يا فرسي سيري وأمى الشاما ... وقطعي الأحفار وَالأَعْلامَا
وَقَاتِلِي مَنْ خَالَفَ الإِمَامَا ... إِنِّي لأَرْجُو إِنْ لَقِينَا العاما
أن نقتل العاصي والهمّاما ... وَأَنْ نُزِيلَ مِنْ رِجَالٍ هَامَا
قَالَ: وَلَمَّا وصلت إلى المدائن قال جرير:
عَفَتِ الرِّيَاحُ عَلَى رُسُومِ دِيَارِهِمْ ... فَكَأَنَّمَا كَانُوا على ميعاد
فقال له عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: كَيْفَ قُلْتَ يَا أخا بني تميم؟ قال: فردد عليه البيت قال: أَفَلا قُلْتَ: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ، وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ، كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ
[الدخان 25: 28] أَيْ: أَخِي هَؤُلاءِ كَانُوا وَارِثِينَ فَأَصْبَحُوا مَوْرُوثِينَ، إِنَّ هَؤُلاءِ كَفَرُوا النِّعَمَ، فَحَلَّتْ بِهِمُ النِّقَمُ. ثُمَّ قَالَ:
إِيَّاكُمْ وَكُفْرَ النِّعَمِ، - قَالَهَا ثَلاثًا- فَتَحِلَّ بِكُمُ النِّقَمُ، فَنَزَلَ وَقَالَ: هَيِّئُوا إِلَيَّ مَاءً أَصُبُّ عَلَيَّ قَالَ: فَهَيَّئُوا لَهُ مَاءً، فَدَخَلَ فَإِذَا صُوَرٌ فِي الْحَائِطِ، قَالَ: كَأَنَّ هَذِهِ كَانَتْ كَنِيسَةً؟
قَالُوا: نَعَمْ! كَانَ يُشْرَكُ فِيهَا اللَّهُ كَثِيرًا؟ قَالَ: وَكَانَ يَذْكُرُ اللَّهُ فِيهَا كَثِيرًا، قَالَ: فَأَبَى أَنْ يَغْتَسِلَ فَحَوَّلُوا لَهُ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَاغْتَسَلَ.
قال أبو حاتم: قلت لمحمد بن يزيد كان جدك كبير السن أدرك عليا، ما كانت كنيته، وكم أتت عليه من سنة؟ قال: كان جدي يكنى أبا حكيم، أتت عليه ست وعشرون ومائة سنة يوم مات، وأَخْبَرَنِي أنه غزا ثمانين غزاة.
4791- سنان بن البختري المديني:
أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع، حدّثنا خلف ابن عمرو العكبري، حدّثنا المعلى بن مهديّ، حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ- شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ- كَذَا قَالَ- عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [1]
وَهَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ عَبْدِ الْبَاقِي عَنْ خلف.
__________
[1] 4791- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 3/138. واللآلئ المصنوعة 2/47. والموضوعات 2/176. وتنزيه الشريعة 2/138. وكشف الخفا 2/371. وحلية الأولياء 3/158.(9/212)
4792- سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة بن ربيعة بن عامر بن ذهل بن ثعلبة، أبو المغيرة الذهلي البكري [1] :
وهو أخو محمد وإبراهيم بن حرب رأى المغيرة بن شعبة. وسمع النعمان بن بشير، وجابر بن سمرة، وسويد بن قيس وأنس بن مالك، ومحمد بن حاطب، وثعلبة ابن الحكم، وغيرهم. روى عنه داود بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة بن قدامة، وزيهر بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وأبو الأحوص، والحسن بن صالح، والوليد بن أبي ثور، وحماد بن سلمة، وأبو عوانة، في آخرين.
وكان من أهل الكوفة، وذكر الوليد بن أبي ثور أن ابن هبيرة بعث سماكا إلى بغداد فقدمها دفعات قبل أن تمصر، وساق له خبرا قد ذكرناه في مقدمة هذا الكتاب.
أَخْبَرَنَا ابن رزقويه وابن الفضل قالا: أخبرنا دعلج حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار.
وأَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن عليّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا مؤمل عن حماد بن سلمة عن سماك قال: أدركت ثمانين مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن محمد بن طاهر قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا أبو بكر قال: سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: عليكم بعبد الملك بن عمير، وسماك.
__________
[1] 4792- انظر: تهذيب الكمال 2579 (12/115- 121) . والمنتظم، لابن الجوزي 7/226.
وطبقات ابن سعد 6/323. وتاريخ ابن معين 2/239. ورواية ابن طهمان 57. وعلل ابن المديني 93. وتاريخ خليفة 363. وطبقاته 161. والتاريخ الكبير 4/ت 2382. والصغير 1/52. وثقات العجلي، الورقة 22. وتاريخ أبي زرعة 161، 559، 561. وضعفاء العقيلي، الورقة 90. والجرح والتعديل 4/الترجمة 1203. والمراسيل 85. وثقات ابن حبان 1/الورقة 178. والكامل، لابن عدي 2/الورقة 70. وعلل الدارقطني 4/الورقة 120. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 73. والجمع 1/204. وأنساب السمعاني 6/30.
والتبيين في أنساب القرشيين 402، 464. والكامل في التاريخ 5/275. وإنباه الرواة للقفطي 2/65. وسير أعلام النبلاء 5/245. ومعرفة التابعين، الورقة 18. والكاشف 1/الترجمة 2162. وديوان الضعفاء، الترجمة 1797. والمغني 2649. والعبر 1/236، 249، 263، 291. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 58. وتاريخ الإسلام 5/84. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 16. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3548. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 137. ومراسيل-(9/213)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا محمّد بن عبد الله المخرّميّ، حَدَّثَنَا يحيى بْن آدم عَنْ أبي بكر بن عياش قال: قال أبو إسحاق لرجل: عليك بسماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير. قال: فذكرت ذلك للمغيرة فقال: ما أرى أن واحدا منهما كتب يريد هذا الأمر.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرزاق قال: سمعت سفيان الثوري يقول: ما يسقط لسماك بن حرب حديث.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوْهَرِيِّ الْمَرْوَزِيِّ- بِهَا- حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَاءَهُ خَالِدُ بْنُ طُلَيْقٍ- يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا أَدْرِي كَانَ قَاضِي أَوْ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ: سِمَاكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اقْتِضَاءِ الذَّهَبِ مِنَ الْوَرِقِ، أَوِ الْوَرَقِ مِنَ الذَّهَبِ؟ فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ لَمْ يَرْفَعْهُ.
وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ لَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ فُلانٌ- ذَكَرَ رَجُلا- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَرَاهُ أَيُّوبَ وَلَكِنْ سَقَطَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وَرَفَعَهُ سِمَاكٌ وَأَنَا أَهَابُهُ.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، أخبرنا عليّ ابن أحمد بن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى ابن معين يقول: سماك بن حرب ثقة، وكان شعبة يضعفه، وكان يقول في التفسير عكرمة، ولو شئت أن أقول له ابن عباس لقاله. قال يحيى بن معين: فكان شعبة لا يروي تفسيره إلا عن عكرمة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار يقول: سماك بن حرب يقولون إنه كان يغلط، ويختلفون في حديثه.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ البهلول التنوخي وعبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ قَالَا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، حدّثني
__________
- العلائي 265. وشرح علل الترمذي 106، 444. ونهاية السول، الورقة 131. وتهذيب ابن حجر 4/232. والتقريب 1/332. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2766. وشذرات الذهب 1/161.(9/214)
أحمد بْن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين سئل عن سماك بن حرب ما الذي عابه؟
قال: أسند أحاديث لم يسندها غيره. قال يحيى: وسماك ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر قَالَ: حدثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: وسماك بن حرب بكري، جائز الحديث، إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس وكان سفيان الثوري يضعفه بعض الضعف، وكان جائز الحديث لم يترك حديثه أحد، وكان عالما بالشعر وأيام الناس، وكان فصيحا.
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن ابن خلف النسفي قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد: وسماك بن حرب يضعف.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
سماك بن حرب الذهلي في حديثه لين.
4793- سماك بن عبد الصمد بن سلام بن وريعة- وقيل: ربيعة- بن سماك ابن رافع، أبو القاسم الأنصاري:
حدث عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي، وأبي الأخيل الحمصي.
روى عنه علي بن إسحاق المادراني، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأبو بَكْر الشافعي، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد الرّزّاز، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا سماك بن عبد الصّمد، حدّثنا أبو مسهر، حَدَّثَنَا مَالِكٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ، وَإِعْفَاءِ اللِّحَى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وبلغتنا وفاة سماك بن عبد الصمد الأنصاري بطرسوس في شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين- يعني ومائتين-.(9/215)
4794- سريج بن النعمان بن مروان، أبو الحسين اللؤلؤي [1] :
خراساني الأصل بغدادي الدار. سمع حماد بن سلمة، وفليح بن سليمان، وعمارة ابن زاذان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وإسماعيل بن جعفر، والحكم بن عبد الملك، وسهيل بن أبي حزم، ومحمد بن مسلم الطائفي، وصالحا المري، وأبا عوانة، وعبد الله بن المؤمل المخزومي وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو همام الوليد بن شجاع، وعمرو بن محمد الناقد، وأحمد بن منيع، ومحمد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعباس الدوري، ويعقوب بن شيبة، والحارث بن أبي أسامة، وجعفر الصائغ، وأحمد بن زكريّا بن كثير الجوهريّ، أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن النعمان، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ- يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«من كانت مِنْكُنَّ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى يَرْفَعَ الإِمَامُ رَأْسَهُ»
مِنْ ضِيقِ ثِيَابِ الرِّجَالِ.
هَكَذَا رَوَى سُرَيْجٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ، وَلا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ أَخُو الزُّهْرِيِّ عَنْ مَوْلًى لأَسْمَاءَ، وَيُقَالُ عَنْ مَوْلاةٍ لأَسْمَاءَ عَنْ أَسْمَاءَ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَخُو الزُّهْرِيِّ عَمَّنْ سَمِعَ أَسْمَاءَ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ وَابْنُ أَبِي خِدَاشٍ وَأَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ- أَوْ أَخًا لَهُ- عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَسْمَاءَ، وَرَوَاهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيّ عَنْ مَوْلًى لأَسْمَاءَ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ: مَوْلاةٌ لأَسْمَاءَ عَنْ أَسْمَاءَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
[1] 4794- انظر: تهذيب الكمال 2190 (10/218) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/26. وطبقات ابن سعد 7/341. والتاريخ الكبير 4/ترجمة 2506. وثقات العجلي، الورقة 18. والجرح والتعديل 4/ترجمة 1326. وثقات ابن حبان 1/الورقة 150. وإكمال ابن ماكولا 4/271.
والجمع 1/199. والأنساب 3/354. والمعجم المشتمل، ترجمة 356. وتاريخ الإسلام، الورقة 110 (آيا صوفيا 3007) . وسير أعلام النبلاء 10/219. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 6.
وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3084. والكاشف 1/ترجمة 1827. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 67. ونهاية السول، الورقة 110. وتهذيب التهذيب 3/457. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2363.(9/216)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد الله، حَدَّثَنِي سريج بن النعمان قال: قدمت البصرة سنة خمس- أو أربع- وستين، فقيل لي مات همام منذ جمعة- أو جمعتين-.
أَخْبَرَنِي السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهري، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: سريج بن النعمان ثقة، وسريج ابن يونس أفضل منه.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: سريج بن النعمان يكنى أبا الحسين، يسكن بغداد ثقة.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سريج بن النعمان صاحب اللؤلؤ، كان منزله بعسكر المهدي، على سيب القاضي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود: سريج بن النعمان؟ فقال:
ثقة، حَدَّثَنَا عنه أحمد بن حنبل، غلط في أحاديث.
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف القطّان النّيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي- بمصر- أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو الحسين سريج بن النعمان بغدادي ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع عشرة ومائتين فيها مات سريج بن النعمان.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: ومات سريج بن النعمان سنة سبع عشرة ومائتين في ذي الحجة، ودفن يوم الأضحى.
4795- سريج بن يونس بن إبراهيم، أبو الحارث المرورذي [1] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ سفيان بْن عيينة، وهشيم، وابن علية، وعباد بن عباد،
__________
[1] 4795- انظر: تهذيب الكمال 2191 (10/221) . وطبقات ابن سعد 7/357. والتاريخ الكبير 4/ترجمة 2508. والصغير 2/465. والكنى لمسلم، الورقة 25. والجرح والتعديل 4/ترجمة-(9/217)
ومروان بن شجاع وإسماعيل بن جعفر، وعمرو بن عبيد، وسلم بن سالم، وإبراهيم ابن خيثم بن عراك. روى عنه أبو يحيى صاعقة، ومحمّد بن عبيد الله بن المنادي، وإسحاق بن سنين الختلي ومُوسَى بْن هارون، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، والْحَسَن ابن علي المعمري، ومحمد بن أحمد بن البراء، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وحامد بن محمد بن شعيب وأبو القاسم البغوي، ومسلم بْن الحجاج النيسابوري، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرّازيّان.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن سريج بن يونس فقال: ليس به بأس.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: ذكر يحيى بن معين سريج بن يونس فقال: ليس به بأس، وهو كيس.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن سليمان، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد قَالَ: سألت يحيى بن معين.
وأخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بن معين عن سريج بن يونس فقال: ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا علي بْن الْحُسَيْن- صاحب العبّاسي- أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: وسألت يحيى عن سريج فقال: ثِقَةً.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قيل له- يعني لأبي داود السجستاني- سريج بن يونس؟ قال: ثقة، سمعت أحمد يثني عليه.
__________
- 1328. وثقات ابن حبان 1/الورقة 150. ووفيات ابن زبر، الورقة 73. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 74. وإكمال ابن ماكولا 4/272. ورجال البخاري للباجي، الورقة 82. والجمع 1/198. والمعجم المشتمل، الترجمة 357. وتاريخ الإسلام، الورقة 36 (أحمد الثالث 2917/7) . وسير أعلام النبلاء 11/146. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 6.
والعبر 1/421. والكاشف 1/ترجمة 1827. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 67. ونهاية السول، الورقة 110. وتهذيب التهذيب 3/357.(9/218)
حدثنا محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: سريج بن يونس بغدادي لَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ قال: سمعت ابن المطوعي يقول: مرض سريج بن يونس فجئنا نعوده، فقيل يا أبا الحارث احتم، قال: أشره أصيب شيئا آكله؟
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سهل بن علي الدوري قال: سمعت سريج بن يونس يقول: خرجت يوم الجمعة أريد مسجد الجامع، فلما دخلت القنطرة رأيت سمكتين في سفود، في دكان شواء فاشتهيتهما بقلبي للصبيان، ولم أتكلم به، فلما قضيت الجمعة ورجعت، رأيتهما وقد أخرجهما الشواء فتمنيتهما بقلبي، فلما دخلت البيت ما استقريت حيينا، فإذا داق يدق الباب، فقلت: من هذا؟ وخرجت فإذا رجل معه طبق عليه السمكتان وبقل وخل ورطب كثير، فقال لي: يا أبا الحارث كل هذا مع الصبيان، فأخذته منه.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ- يَعْنِي أَبَا بَكْرِ بْنَ المقرئ- يقول: سمعت حامد بن شعيب يقول: سمعت سريج بن يونس يقول: كنت ليلة نائما فوق المشرعة، فسمعت صوت ضفدع، فإذا ضفدع في فم حية، فقلت: سألتك بالله إلا خليتها، فخلاها.
أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن عبد الله الهيتي، حَدَّثَنَا أبو سعيد الحسين بن عبد الله بن روح الجواليقيّ، حَدَّثَنِي هارون بن رضي قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الجعد قال: سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت رب العزة تعالى في المنام، فقال لي: يا سريج سلني فقلت: يا رب سر بسر.
قال هارون: سمعت ابن الجعد يقول: حدّثني يقال سريج بن يونس قال: جاءني سريج ليلا- وقد ولد له مولود- فأعطاني ثلاثة دراهم فقال: أعطني بدرهم عسلا، وبدرهم سمنا، وبدرهم سويقا، ولم يكن عندي، وكنت قد عزلت الظروف لأبكر فأشتري، فقلت ما عندي شيء قد عزلت الظروف لأبكر لأشتري، فقال لي انظر قليلا أيش ما كان، امسح البراني، فجئت فوجدت البراني والجراب ملأى، فأعطيته شيئا كثيرا، فقال لي: ما هذا؟ أليس قلت إن ما عندي شيء، قال: قلت: خذ واسكت، فقال: ما آخذ أو تصدقني، فخبرته بالقصة، فقال: لا تحدث به أحدا ما دمت حيا.(9/219)
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ- بِأَصْبَهَانَ- أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت رب العزة تعالى في المنام، فقال لي: سريج، سل حاجتك، فقلت رحمانا سر بسر.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال: سمعت سريج بن يونس- الشيخ الصالح الصدوق- يقول: رأيت فيما يرى النائم- خيرا لنا وشرا لأعدائنا كأن الناس وقوف بين يدي الله، وأنا في أول الصف في آخره، عن يميني رجل في الصف ونحن ننظر إلى رب العزة تعالى، نرى بياض ثياب، وهو يريد أن يحدث فينا ونحن خائفون، إذ صار من موضعه إلى السماء، فقال: أي شيء تريدون أصنع بكم؟ فسكت الناس، فقال سريج: فقلت أنا في نفسي ويحهم، قد أعطاهم كل ذا من نفسه وهم سكوت، فقنعت رأسي بملحفتي، وأبرزت عينا وجعلت أمشي، وجزت الصف الأول بخطى، فقال لي: أيش تريد؟ فقلت:
رحمان سر بسر، إن أردت أن تعذبنا فلم خلقتنا؟ قال: قد خلقتكم ولا أعذبكم أبدا، ثم غاب في السماء فذهب.
قال إسحاق: سمعت سريجا يقول سر بسر، دعنا رأسا برأس.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار قَالَ: مات سريج بن يونس في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين.
4796- سماعه بن حماد بن عبيد الله الأوانيُّ:
من أهل أوانا. حَدَّثَ عَنْ عيسى بن يونس، وسفيان بن عيينة. روى عنه موسى ابن حمدون، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبريان أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ الْعُكْبَرِيُّ قال: حدّثنا سماعة بن حمّاد الأواني، حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدُ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدُ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَصَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ» [1] .
__________
[1] 4796- انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/76، 77، 3/251، 26. وصحيح مسلم، كتاب الحج باب 95. وفتح الباري 4/73.(9/220)
4797- سماعة بن أحمد بن محمد بن سماعة، أبو بكر القاضي:
بصري الأصل. حدث عن عصمة بن سليمان الخزاز، وبكار بن محمد السيريني.
روى عنه محمد بن العباس بن نجيح، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع القاضي.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قانع، حَدَّثَنَا سَمَاعَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سماعة القاضي، حدّثنا بكار بن محمّد السيريني، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ:
غَدَوْتُ عَلَى صَفْوَانَ فَقَالَ: مَا غَدَا بِكَ يَا زِرُّ؟ قُلْتُ: غَدَوْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَقَالَ لِي:
أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى! قَالَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى لما يأتي- أو قال رضى بِمَا يَفْعَلُ- قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ حَاكَ فِي نَفْسِي مِنَ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ. قَالَ: كُنَّا إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَوْ مُسَافِرِينَ- مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا نَخْلَعُهُمَا دُونَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ إِلا مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ نَوْمٍ وَغَائِطٍ وَبَوْلٍ.
4798- سهيل بن كثير، القطان البغدادي:
شريك المنذر بن شاذان. روى عن ابن عيينة. حدث عنه المنذر بن شاذان وغيره، ذكر ذلك ابن أَبِي حاتم الرَّازِيّ فِي كتاب «الجرح والتعديل» .
4799- سهيل بن إبراهيم المروزي:
سكن بغداد وحدث بها عن مشرف بن أبان الحطاب. روى عنه عيسى بن حامد الرخجي.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَامِدِ بْنِ بِشْرٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ- فِي دَرْبِ المفضل- حدّثنا أبو ثابت مشرف بن أبان، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَظْرَةً مُخِيفَةً مِنْ غَيْرِ حَقٍّ، أَخَافَهُ اللَّهُ يوم القيامة» [1] .
__________
[1] 4799- انظر الحديث في: المصنف لعبد الرزاق 78/9. وكشف الخفا 2/391. والعلل المتناهية 2/281. والفوائد المجموعة 206. وكنز العمال 40134.(9/221)
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
4800- سُلمى بن عبد الله بن سُلمى، أبو بكر الهذلي البصري [1] :
كان في صحابة أبي جعفر المنصور. وحدث عن محمد بن سيرين، والحسن البصري، وعكرمة مولى ابن عباس، وعامر الشعبي، وابن شهاب الزهري، وغيرهم.
روى عنه إسماعيل بن زكريا الخلقاني، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن المبارك، وشبابة بن سوار، ومسلم بن إبراهيم، وأبو جابر محمد بن عبد الملك، ومعلى بن الفضل.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال:
قال محمد بن خلف بن جيان القاضي: ودور الصحابة منهم أَبُو بكر الهذلي، وله بها مسجد ودرب.
قلت: وكان أبو بكر من العلماء بأخبار الناس وآبائهم، حكى عن أبي العباس السفاح أنه كان يقول: ما رأيت أحدا أغزر علما من أبي بكر الهذلي، لم يعد علي حديثا قط.
أخبرنا عليّ بن أحمد الرّزّاز، أخبرنا أبو عليّ الصّوّاف، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قال: أبو بكر الهذلي اسمه سلمى بن عبد الله وأمه بنت حميد ابن عبد الرحمن الحميري. سألت ابنه العباس بن أبي بكر فقلت: أبو بكر ما اسمه؟
قال: سلمى بن عبد الله.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت يحيى- يعني ابن سعيد القطان- ذكر أبا بكر الهذلي فقال: كان يقول: حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن السلمي، ما رأيت بالكوفة أحدا يحدث عن أبي عبد الرحمن، ولم يرضه. قال أبو حفص: ولم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن أبي بكر الهذلي بشيء قط. وسمعت يزيد بن زريع يقول: عدلت عن أبي بكر الهذلي، وأبي هلال عمدا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا مسلم، حَدَّثَنَا أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف ليس حديثه بشيء.
__________
[1] 4800- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/230.(9/222)
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن نصر بن طالب، حَدَّثَنَا يزيد بن مُحَمَّد بن عبد الصمد، حدّثنا مسهر، حَدَّثَنَا مزاحم بن زفر قال: قلت لشعبة: ما تقول في أبي بكر الهذلي؟ فقال: دعني لا أقيء.
أخبرني السّكّري، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا يحيى بن معين عن غندر قال: لم يكن أبو بكر الهذلي ثقة، واسمه سلمى بن عبد الله بن عم أبي زكريّا.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ المروذي قَالَ: وقَالَ أَبُو عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بْن حنبل- في أبي بكر الهذلي، ضعف أمره.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت- يعني ليحيى بْن معين- فسلم، أبو بكر تعرفه يروي عنه أبو أويس؟ فقال: هو أبو بكر الهذلي، ليس بشيء. كذا كان في كتاب الأشناني سلم، وإنما هو سلمى.
أخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا يحيى بن معين- وسئل عن أبي بكر الهذلي- فقال: كان غندر يقول كان إمامنا، وكان يكذب. ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: وأبو بكر الهذلي ليس بشيء.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي- وَقِيلَ لَهُ- أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فَكَّ كُلَّ أَسِيرٍ، وَأَعْطَى ابْنَ السَّبِيلِ؟ قَالَ: هَذَا كَأَنَّهُ رِيحٌ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ضَعِيفٌ جِدًّا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: أبو بكر الهذلي ضعيف.(9/223)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن النّضر العطّار، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت عليا عن أبي بكر الهذلي فقال:
ضعيف، ضعيف، ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: أبو بكر الهذلي بصري ضعيف.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن علي الكتاني- لفظا بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلمي، حدّثنا القاسم ابن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو بكر الهذلي سلمى يضعف حديثه، وكان من علماء الناس بأيامهم.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سلمى أبو بكر الهذلي البصري ليس بالحافظ عندهم.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سلمى بن عبد الله أبو بكر الهذلي متروك الحديث.
أَخْبَرَنِي البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: أَبُو بكر الهذلي اسمه سلمى بن عبد الله بن سلمى، حدث عن الحسن، ومحمد، وعكرمة، ليس بالحافظ عندهم.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا بكر الهذلي مات في سنة تسع وخمسين ومائة.
4801- سيف بْن مُحَمَّد، بْن أخت سفيان الثوري [1] :
حدث عن عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد العزيز بن رفيع المكي، وسليمان الأعمش، وسفيان الثوري. روى عنه محمد بن الصباح الدولابي، وأبو إبراهيم الترجماني، ومحمود بن خداش، والحسن بن عرفة. وهو كوفي نزل بغداد وحدّث بها.
__________
[1] 4801- انظر: تهذيب الكمال 2678 (12/328) . وتاريخ ابن معين 2/246. والدارمي، الترجمة 367. ورواية ابن طهمان، الترجمة 223. والتاريخ الكبير 4/ت 2380. والصغير 2/199، 247. وأحوال الرجال، الترجمة 121. وسؤالات الآجري لأبي داود 5/الورقة 43. والمعرفة-(9/224)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ- بِخَطِّ يَدِهِ- حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خداش- أبو محمّد الطالقاني- حدّثنا سيف بن محمّد الثوري، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ
[الرعد 4] قَالَ:
الدَّقَلُ، وَالْفَارِسِيُّ، وَالْحُلْوُ، وَالْحَامِضُ» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: سيف بْن محمد بن أخت سفيان الثوري، كان شيخا هاهنا كذابا خبيثا.
أخبرني السّكّري، أخبرنا الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: سيف بْن مُحَمَّد بْن أخت سفيان الثوري ليس بثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى بن عيسى الحضرمي- بمصر- حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي داود قال: سألت يحيى بن معين عن سيف ابن محمد فقال: كذاب ولكن أخوه عمار.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أَبِي يقول: لا يكتب حديث سيف بْن مُحَمَّد بْن أخت سفيان الثوري، ليس سيف بشيء، كان سيف يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وسيف بْن مُحَمَّد بْن أخت سفيان الثوري ضعيف، وأخوه عمار بن محمّد أمثل منه.
__________
- ليعقوب 3/39. والضعفاء للنسائي، ترجمة 255. وضعفاء العقيلي، الورقة 89. والجرح والتعديل 4/ت 1193. والعلل لابن أبي حاتم 1733. والمجروحين 1/346. والكامل لابن عدي 2/الورقة 60. والضعفاء للدارقطني، الترجمة 289. وسؤالات البرقاني للدارقطني، الترجمة 202. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 73. والكاشف 1/ترجمة 2246. وديوان الضعفاء، الترجمة 1747. والمغني 1/الترجمة 2718. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 68.
وتاريخ الإسلام، الورقة 80 (أياصوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 2/ت 3639. والكشف الحثيث 336. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 153. ونهاية السول، الورقة 137. وتهذيب التهذيب 4/296. والتقريب 1/244. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2862.
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3118. والعلل المتناهية 2/169. وتفسير الطبري 13/69. والدر المنثور 4/44.(9/225)
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم، وكنت أسمعُ أصحابنا يضعفونهم، منهم سيف بن محمد بن أخت سفيان.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود قلت: سيف بن أخت سفيان الثوري؟ قال: كذاب.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سيف بن محمد ليس بثقة ولا مأمون متروك.
وأخبرني البرقانيّ، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا الساجي. قال: سيف بْن مُحَمَّد بْن أخت سفيان الثوري يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قال: سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول: سيف ابن محمد متروك.
4802- سورة بن الحكم، صاحب الرأي:
كوفي سكن بغداد وحدث بها عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وشيبان بن عبد الرحمن، وسليمان بن أرقم، وسويد [الجحدري] أبي حاتم. روى عنه محمّد ابن هارون الفلاس المخرمي، والحسن بن داود بن مهران المؤدب، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن أبي عمران الخياط، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السّرّاج- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا سورة ابن الْحَكَمِ- صَاحِبُ الرَّأْيِ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَطَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَرَفَاتٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَالْمُزْدَلِفَةُ مَوْقِفٌ» [1]
. أَخْبَرَنَا محمد بن إبراهيم الأردستاني والحسين بن علي الطناجيري قالا: حَدَّثَنَا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري بن يحيى التّميميّ- بالكوفة- حدّثنا عبد الملك ابن بدر بن الهيثم، حدثنا أحمد بن هارون بن روح- هو البرذعيّ-[البرديجي] [2] .
قال: سورة بن الحكم سكن بغداد.
__________
[1] 4802- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج 149.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/226)
4803- سمرة بن حجر، أبو حجر الخراساني:
نزل الأنبار وحدث بها عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي وعمار بن عطاء الخراساني، والربيع بن بدر. روى عنه إسحاق بن بهلول التنوخيّ.
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، حدّثنا أبي قال: حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ حُجْرٍ أَبُو حُجْرٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَرْأَةُ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا» [1]
. حَدَّثَنِي القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي عَنْ أَحْمَد بْن يوسف بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بن البهلول قال: أَخْبَرَنِي أبي وعمي أنه كان بالأنبار قوم لا يرتقون في الخلافة والفضل بعلي بن أبي طالب، منهم الوضاح بن حسان- رجل من الأعاجم- وكان إسحاق بن البهلول يحضر مجلسه والناس متوافرون عليه لعلو إسناده، فصار إسحاق إليه يوما وهو يحدث في مسجده وحواليه زهاء ألف إنسان، فسأله عن علي بن أبي طالب فلم يلحقه بأبي بكر وعمر وعثمان، فخرق إسحاق دفترا كان بيده فيه سماع منه له، وضرب به رأسه، فانفض الناس عن الوضاح، وأقعد إسحاق في مكانه رجلا كان أقام بالأنبار ثم خرج إلى الثغر، يعرف بسمرة بن حجر الخراساني صاحب سنة، فحدث بفضائل الأربعة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتب عنه إسحاق، فكتب الناس عنه.
4804-[2] سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار، أبو محمد الهرويّ [الحدّثاني] [3] :
سكن حديثة النورة على فراسخ من الأنبار، وقدم بغداد وحدث بها عن مالك بن
__________
[1] 4803- انظر الحديث في: كشف الخفا 2/410. والمطالب العالية 1673. والأحاديث الصحيحة 1281. وكنز العمال 45557.
[2] 4804- انظر: تهذيب الكمال 2643 (12/247) . وسؤالات السهمي للدارقطني 293. والمنتظم 11/278. والتاريخ الصغير للبخاري 2/373. وتاريخ أبي زرعة 407. وتاريخ واسط 80.
والضعفاء للنسائي، ترجمة 260. والجرح والتعديل 4/ت 1026. والمجروحين 1/352.
والكامل لابن عدي 2/ورقة 59. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 72. والسابق واللاحق 232. والجمع 1/200. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 71. والأنساب للسمعاني 11/410. والكاشف 1/ت 2215. وديوان الضعفاء، ترجمة 1836. والمغني 1/ت 2706.
وتذكرة الحفاظ 2/454. والعبر 1/432، 2/118، 119، 130، 157. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 64. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3621. وتاريخ الإسلام، الورقة 40 (أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/ورقة 147. ونهاية السول، الورقة 135. وتهذيب التهذيب 4/272. والتقريب 1/340. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2827. وشذرات الذهب 2/94.
[3] ما بين المعقوفتين ليست في الأصل وأضفناه من اسم صاحب الترجمة في الروايات الواردة به.(9/227)
أنس، وحفص بن ميسرة، وشريك بْن عَبْد اللَّه، وإبراهيم بْن سعد، وعلي بْن مسهر، ويحيى بْن زكريا بْن أبي زائدة، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية الضرير. روى عنه إبراهيم بن هانئ النيسابوري، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وأبو علي المعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبيد العجل، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الجعد الوشاء، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبو القاسم البغوي.
وكان قد كف بصره في آخر عمره، فربما لقن ما ليس من حديثه. ومن سمع منه وهو بصير، فحديثه عنه حسن.
وقال أبو حاتم الرازي: كان كثير التدليس وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قَيْصَرَ الضَّبِّيُّ- بِأَصْبَهَانَ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُسَيْرٍ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سليمان الحضرمي، حدّثنا سويد، حدّثنا ابن أبي الرجال، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ» [1]
. أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سئل أبي عن سويد الأنباري فحرك رأسه وقال: ليس بشيء، وقال: الضرير إذا كانت عنده كتب فهو عيب شديد.
وقال: هذا أحد رجلين، إما رجل يحدث من كتابه، أو من حفظه. ثم قال: هو عندي لا شيء. قيل له فإنه يحفظ ثلاثة آلاف! قال: فهذا أشد، يكرر عليه.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: قُلْنَا لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: إِنَّ سُوَيْدَ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ»
فَقَالَ يَحْيَى: سُوَيْدٌ يَنْبَغِي أَنْ يُبْدَأَ بِهِ فَيُقْتَلَ. قُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ: سُوَيْدٌ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ، قَالَ:
هَذَا حَدِيثُ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ، إِلا أَنَّ سُوَيْدًا أَتَى بِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ. قُلْتُ: فَقَدْ رَوَاهُ لِغَيْرِكَ عَنْ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: عَسَى قِيلَ لَهُ فَرَجَعَ.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت محمّد
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 3/94، 95. وتنزيه الشريعة 2/217. والفوائد المجموعة 507. والأسرار المرفوعة 354. واللآلئ المصنوعة 2/10. والكامل لابن عدي 2/ق 59.(9/228)
ابن موسى بن حماد يذكر عن يحيى بن معين قال: لو كان لي خيل ورجال لخرجت إلى سويد بن سعيد حتى أحاربه.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا أبو علي حسين بْن فَهْم قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين- وذكر عنده سويد بن سعيد الحدثاني فقال: لا صلى الله عليه، قال: ولم يكن عنده بشيء.
أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سويد فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: سويد مات منذ حين. وسمعت يحيى قال: هو حلال الدم. وسمعت أحمد ذكره فقال: أرجو أن يكون صدوقا- أو قَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي وعلي بن أبي علي البصري وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ البرذعي- قال البرذعي: أَخْبَرَنَا. وقَالا: حَدَّثَنَا- مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ الشخير، حَدَّثَنَا أبو عيسى إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي- إملاء- حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الخزاز السوسي قال: سألت يحيى بن معين عن سويد بن سعيد فقال: ما حدثك فاكتب عنه، وما حدّث به تلقينا فلا.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر الميانجي، حدّثنا سعيد بن عمرو بن عمرو بن عمار البرذعي قال: رأيت أبا زرعة يسيء القول في سويد بن سعيد. وقال: رأيت منه شيئا لم يعجبني، قلت: ما هو؟ قال:
لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب عن ضمام ليست عندك فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره فكلما كنت أذاكره كان يقول حَدَّثَنَا به ضمام. وكان يدلس حديث حريز بن عثمان.
وحديث نيار بن مكرم، وحديث عبد الله بن عمرو «زُرْ غَبًّا» فقلت: أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة أحاديث من هؤلاء؟ فغضب، قال سعيد: فقلت لأبي زرعة فأيش حاله؟ فقال: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قال لنا أبو بكر الإسماعيلي يوما في القلب من سويد شيء- يعني سويد بن سعيد- من جهة التدليس وما ذكر عنه في حديث عيسى بن يونس الذي كان يقال تفرد به نعيم بن حماد.(9/229)
وقَالَ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: كان سويد من الحفاظ، وكان أبو عبد الله أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه صالح وعبد الله، يختلفان إليه فيسمعان منه، هذا معنى ما قاله حكاية عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل. قَالَ: ورأيت في تاريخ أبي طالب أنه سأله عن غير شيء من حديث سويد عن سويد بن عبد العزيز، وحفص بن ميسرة، فضعف حديث سويد بن عبد العزيز من أجله، لا من أجل سويد الأنباريّ.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: سويد بن سعيد صدوق، ومضطرب الحفظ، ولا سيما بعد ما عمي.
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بْن عَبْد الله بْن مهران قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح ابن محمد يقول: سويد بن سعيد صدوق، إلا أنه كان أعمى، فكان يلقن أحاديث ليس من حديثه.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سويد بن سعيد الحدثاني ليس بثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السَّهْمِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ فَقَالَ: تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ:
حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» [1]
. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: فَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ سُوَيْدٍ، وَجُرِّحَ سُوَيْدٌ لِرِوَايَتِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدّارقطنيّ: فلم يزل نَظُنُّ أَنَّ هَذَا كَمَا قَالَ يَحْيَى، وَأَنَّ سُوَيْدًا أَتَى أَمْرًا عَظِيمًا فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ، حَتَّى دَخَلْتُ مِصْرَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، وَوَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ الْبَغْدَادِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْمَنْجَنِيقِيِّ وَكَانَ ثِقَةً. رَوَى عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ كَمَا قَالَ سُوَيْدٌ سَوَاءً، وَتَخَلَّصَ سُوَيْدٌ، وَصَحَّ الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وَقَدْ حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَذَا، وَمَاتَ أَبُو عبد الرّحمن قبله.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3768. وسنن ابن ماجة 118. وكشف الخفا 1/429.
وقد سبق تخريج الحديث باستفاضة، راجع الفهرس.(9/230)
قُلْتُ: وَقَدْ
حَدَّثَنَا بِالْحَدِيثِ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بن الجنيد الخطبي- لفظا- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الزبيبي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مرزوق البزوري- حدّثنا سويد، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
ومات سويد بن سعيد سنة أربعين ومائتين. ذكر غيره أن وفاته كانت في شوال.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات سويد بن سعيد بالحديثة سنة أربعين، وكان قد بلغ المائة سنة، وكتبت عنه بالحديثة.
4805- سليم بن منصور بن عمار، أبو الحسن الْمَرْوَزِيّ:
سكنَ بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ أَبِيهِ، وعن إسماعيل بن علية، وعلي بن عاصم، وأبي داود الطيالسي. روى عنه الحسن بن الصباح البزار، ويزيد بن الهيثم البادا، وإسحاق ابن الحسن الحربي، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسين الصوفي.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم: روى عنه أَبِي، وسألته عنه فقلت أهل بغداد يتكلمون فيه؟
فقال: مه، سألت ابن أبي الثلج عنه فقلت له إنهم يقولون كتب عن ابن علية وهو صغير فقال: لا، هو كان أسن منا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربيّ، حدّثنا سليم بن منصور، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ الْجُذَامِيُّ.
وأخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز، أخبرنا جعفر الخلدي، حدّثنا عبيد بن خلف البزّار، حدّثنا الحسن بن الصباح البزّار، حدّثنا سليم بن منصور بن عمّار، حدّثني أبي قال: حدّثني بشر بن طلحة الجذامي عن خالد بن دويك عن يعلى بن أمية عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَقُولُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُؤْمِنِ جُزْ يَا مُؤْمِنُ، فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي» [1]
. وَكَذَا رَوَاهُ محمّد بن إبراهيم البوسنجي عَنْ سُلَيْمٍ، وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُوَفَّقٍ الْعَابِدُ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ، كَذَلِكَ أَيْضًا، وَخَالَفَهُمْ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ منصور فقال لي:
__________
[1] 4805- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/360. وكشف الخفا 1/373. وإتحاف السادة المتقين 9/234. والدر المنثور 4/282.(9/231)
ما أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا عمر بن محمّد ب عليّ الناقد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاقَ الصوفِي قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ يَقُولُ:
حَدَّثَنِي أَبِي عَن هِقْلِ بْن زِيَادٍ عَنِ الأوزاعي عَن خالد بن الدويك عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ أمية قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَتَقُولُ لِلْمُؤْمِنِ يَا مُؤْمِنُ جُزْ، فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي» [1]
. أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ بن التوزي، حدّثنا محمّد بن الحسين النّيسابوري، أخبرنا جدي إسماعيل بن نجيد، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي، حَدَّثَنَا سليم بن منصور بن عمار ببغداد.
4806- سقلاب بن داود بن سليمان، أبو جعفر الأشقر:
حَدَّث عَن روح بْن عبادة. روى عَنْهُ عبد الله بن سليمان الفامي، ومحمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلّال، حدّثنا عبد الواحد بن عليّ الفامي، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن عيسى، حدّثنا سقلاب بن داود، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حمّاد بن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا» [2]
. ذكر ابْن مخلد فيما قرأت بخطه: أن سقلاب بن داود مات في يوم الثلاثاء مستهل ذي الحجة من سنة تسع وستين ومائتين.
4807- سوادة بن علي بن جابر بن سوادة، أبو الحصين الأحمسي الكوفي:
وهو ابن بنت عبد الله بن نمير. قدم بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ أَبِي نعيم الفضل بْن دكين، وأبي غسان النهدي، وأحمد بن يونس، وجبارة بن مغلس، وهناد بن السري، ومحمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير، وعثمان بْن أَبِي شيبة. رَوَى عَنْهُ أَبُو طالب أَحْمَد بن نصر الحافظ، وأحمد بن محمد بن الجراح، والقاضي أبو عبد الله المحامليّ، ومحمّد ابن مخلد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو جعفر بن برية الهاشمي، وأبو بكر الشّافعيّ.
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] 4806- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 3820. ومسند أحمد 6/129، 145، 188، 239.
والدر المنثور 2/77. وإتحاف السادة المتقين 5/59.(9/232)
وقال الدارقطني: هو ضعيف.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثني سوادة بن عليّ الأحمسي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان قال: وحدّثني سوادة ابن عليّ، حدّثنا أبو غسان، حدّثنا زعير جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ خَبَّابٍ. قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّمْضَاءَ، فَلَمْ يُشْكِنَا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي طالب، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ وأبو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجرّاح وأبو طالب أحمد بن نصر ابن طالب قالوا: حَدَّثَنَا سوادة بن علي بن جابر الأحمسي.
قال أبو طالب: أحمد أبو الحصين- إملاء ببغداد- أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: سنة ثمانين- يعني ومائتين- توفي سوادة بن علي الأحمسي بمدينتنا.
4808- السندي بن أبان، أبو نصر غلام خلف بن هشام:
حدث عن يحيى بن عبد الحميد الحماني. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ المحتسب قَالَ: قرأنا عَلَى أَحْمَد بن الفرج الْوَرَّاق عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ قال: توفي السندي بن أبان- أبو نصر- في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ومائتين ببغداد، ورأيته لا يخضب.
4809- سمنون بن حمزة الصوفي [1] :
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن الحسين، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قال: سمنون بن حمزة، ويقال: سمنون بن عبد الله كنيته أبو القاسم، صحب سريا السقطي، ومحمد بن علي القصاب، وأبا أحمد القلانسي، ووسوس، وكان يتكلم في المحبة بأحسن كلام. وهو من كبار مشايخ العراق، مات بعد الجنيد.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: سمنون هو ابن حمزة الخواص أبو الحسن- وقيل أبو
__________
[1] 4809- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/121. وطبقات الصوفية 195- 199. وحلية الأولياء 10/309- 314. وصفة الصفوة 2/240- 242. والطبقات الكبرى للشعراني 1/104.
والبداية والنهاية 11/115. ونتائج الأفكار القدسية 1/136. وطبقات الأولياء ص 165- 170.(9/233)
بكر- بصري سكن بغداد، ومات قبل الجنيد سمى نفسه سمنونا الكذاب بسبب أبياته التي قال فيها:
فليس لي في سواك حظ ... فكيفما شئت فامتحني
فحصر بوله من ساعته، فسمى نفسه سمنون الكذاب.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري- بالري- قَالَ: سمعت أَبَا الرَّبِيعِ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَلَخِيَّ يَقُولُ: سمعت أبا الحسن علي بْن مُحَمَّد الصوفي ببغداد يقول: كان سمنون في هيجانه يشطح وينشد:
ضاعف علي بجهدك البلوى ... وأبلغ بجهدي غاية الشكوى
واجهد وبالغ في مهاجرتي ... واجهر بها في السر والنجوى
فإذا بلغت الجهد في فلم ... تترك لنفسك غاية القصوى
فانظر فهل حال بي انتقلت ... عما تحب بحالة أخرى
قال: فعوقب على ذلك بقطر البول، فرأى في منامه كأنه يشكو حاله إلى بعض المتقدمين الصالحين، فقال له: عليك بدعاء الكتاتيب، فكان بعد ذلك يطوف على الكتاتيب وبيده قارورة يقطر فيها بوله، ويقول للصبيان: ادعوا لعمكم المبتلى بلسانه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: ذكر أبو عمر محمد بن عبد الواحد أن سمنون المجنون أنشده:
يا من فؤادي عليه موقوف ... وكل همي إليه مصروف
يا حسرتي حسرة أموت بها ... إن لم يكن لي لديك معروف
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بن عَبْد اللَّهِ الهمذاني- بمكة- حَدَّثَنِي عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الكريم البيع، حَدَّثَنِي أبو جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني، أَخْبَرَنِي أبو أحمد المغازلي. قال: كان ورد سمنون في كل يوم وليلة خمسمائة ركعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي قال: سمعت أبا بكر العجلي يقول:
سمعت سمنون يقول: إذا بسط الجليل غدا بساط المجد، دخلت ذنوب الأولين والآخرين في حواشيه، وإذا بدت عين من عيون الجود، ألحقت المسيئين بالمحسنين.(9/234)
أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حَدَّثَنَا علي بن الحسن الصيقلي قال: سمعت أبا الطيب الفرخاني يقول: سأل رجل سمنون عن الفراسة وحقيقتها؟
فقال سمنون: من تفرس في نفسه فعرفها، صحت له الفراسة في غيره وأحكمها.
أخبرنا العتيقي، حدّثنا سهل بن أحمد الديباجي، حدّثنا أبو عليّ المروذباري الصوفي قال: كتب رجل إلى سمنون يسأله عن حاله وكيف كان بعده؟ - فكتب إليه سمنون:
أرسلت تسأل عني كيف كنت وما ... لاقيت بعدك من هم ومن حزن؟
لا كنت إن كنت أدري كيف كنت ولا ... لا كنت إن كنت أدري كيف لم أكن
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: أنشدني عثمان بن محمد العثماني قال: أنشدني أبو علي الحسن بن أحمد الصوفي لسمنون:
ولو قيل طأ في النار أعلم أنه ... رضى لك أو مدن لنا من وصالكا
لقدمت رجلي نحوها فوطئتها ... سرورا لأني قد خطرت ببالكا
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قال: أنشدني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الشاهد- بالري- قال: أنشدني أبو الحسن عمر بن الحسن قال: أنشدني أبو بكر سمنون الصوفي:
كأن رقيبا منك يرعى خواطري ... وآخر يرعى ناظري ولسانيا
فما خطرت من ذكر غيرك خطرة ... على القلب إلا عرجا بعنانيا
أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ بن التوزي، حَدَّثَنَا محمد بن الحسين النيسابوري قال:
أنشدني علي بن أحمد بن جعفر قال: أنشدني ابن فراس لسمنون:
وكان فؤادي خاليا قبل حبكم ... وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح
فلما دعا قلبي هواك أجابه ... فلست أراه عن فنائك يسرح
رميت ببين منك إن كنت كاذبا ... وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها ... إذا غبت عن عيني بعيني يملح
فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل ... فلست أرى قلبي لغيرك يصلح
4810- سيار بن نصر، أبو الحكم البغدادي:
حدث عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ المروزي، ومحمد بن مصفى الحمصي. روى عنه عيسى بن علي السراج الحلبي.(9/235)
4811- سمعان بن مسبح، أبو سعيد الكسي [1] :
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الربيع بن حسان الكسي، ومعمر بن محمد البلخي. روى عَنْهُ أَبُو حفص بْن شاهين وأبو العباس أحمد بن محمد البصير الرازي، وأبو القاسم بن الثلاج.
وذكر ابن الثلاج أن قدومه بغداد كان في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا سَمْعَانُ بْنُ مُسَبِّحٍ الْكَسِّيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا- حدّثنا الرّبيع بن حسّان الكسي، حدّثنا يحيى بن عبد الغفار، حدّثنا محمّد بن سعيد، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَعَمَلُ الْكَافِرِ خَيْرٌ مِنْ نِيَّتِهِ، وكان يَعْمَلُ عَلَى نِيَّتِهِ» [2]
. 4812- سرور بن عبد الله الرومي، يكنى أبا الفرح- بالحاء المهملة-:
وهو أخو بشرى بن عبد الله الفاتني. حدث عن محمد بن علي السلمي الحبري، وعبد الله بن محمد السقاء الواسطي. حَدَّثَنِي عنه مُحَمَّد بْن أحمد بن عَلِيّ بْن الأشناني.
انقضى حرف السين
__________
[1] 4811- الكسّيّ: هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر، يقال لها: كسّ (الأنساب 10/429) .
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 6/228. وحلية الأولياء 3/255. وإتحاف السادة المتقين 10/15. والأسرار المرفوعة 375. والفوائد المجموعة 250. والدرر المنتثرة 166.(9/236)
باب الشين(9/237)
ذكر من اسمه شعيب
4813- شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ الرَّكِينِ، أبو يحيى الثقفي [1] :
كان يكون في الديوان ببغداد، وحدث عن أبي زرعة عمرو جرير، وعبد الملك بن عمير، وحميد الطويل، وعطاء بن السائب، ومحمد بْنِ يُوسُفَ بْنِ عبدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وإبراهيم بن مهاجر، ويونس بن خباب. رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وزكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي، وأبو إبراهيم الترجماني، وأبو حسّان الزّيادي.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ قال: شعيب بن رضوان سمع منه أبو داود الطيالسي قال لي علي بن حجر: كنيته أبو يحيى الثقفي، كاتب ابن شرمة، رأيته ببغداد.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعته- يعني أبا داود سليمان بن الأشعث- قال: سألت أحمد بن حنبل عن شعيب بن صفوان فقال: كان هاهنا مع الصحابة- يعني صحابة أبي جعفر- قلت له- يعني لأحمد- حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي؟ قال: ما ظننت أن عبد الرحمن يحدث عنه.
دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلت منه. ثم أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنِي يزيد بْن الهيثم البادا قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: شعيب بن صفوان ليس بشيء، الترجماني يروي عنه وليس يبالي عمن روى.
__________
[1] 4813- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/39. وتهذيب الكمال 2753 (12/528) . وسؤالات ابن الجنيد، الورقة 10. والتاريخ الكبير 4/ت 2586. والصغير 2/217. والجرح والتعديل 4/ت 1522. وثقات ابن حبان 1/الورقة 189. والكامل لابن عدي 2/الورقة 73. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 79. والجمع 1/211. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 74.
والكاشف 2/ت 2310. وديوان الضعفاء، الترجمة 1888. والمغني 1/ت 2779. وتهذيب التهذيب 4/353. والتقريب 1/352. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2964.(9/238)
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن شعيب بن صفوان فقال: كان هاهنا ببغداد، ليس حديثه بشيء. قال: وأيش كان عنده؟ كان عنده سمر لم يكتب عنه يحيى بن معين شيئا. قلت ليحيى: حَدَّثَنَا عنه منصور بن أبي مزاحم بتلك الرسائل الطوال؟ فقال: نعم.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْعُصْمي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قال: سمعت أبا إبراهيم الترجماني يحدث أحمد بن حنبل- سأله أحمد وكتبه عنه- قال: حَدَّثَنَا شعيب بن صفوان عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ
[الدخان 43، 44] قال: الأثيم أبو جهل.
قال أبو علي: سألت أحمد بن حنبل عن شعيب بن صفوان فقلت: روى عنه ابن مهدي هذا الحديث؟ فقال: لا بأس به كان هاهنا من الأبناء، وهو صحيح الحديث.
قلت: ابن مهدي أين سمع منه؟ قال: ببغداد.
4814- شعيب بن حرب، أبو صالح المدائني [1] :
وهو من أبناء خراسان. سمع شعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، ومحمّد ابن مسلم الطائفي، وكامل بن العلاء. روى عنه موسى بن داود الضبي، ويحيى بن أيوب المقابري، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن خالد الخلال، وعنبس بن إسماعيل القزاز، والعلاء بن سالم الطبري، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وغيرهم.
وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
__________
[1] 4814- انظر: تهذيب الكمال 2746 (12/511) . وطبقات ابن سعد 7/320. وتاريخ ابن معين 2/257. والدارمي، الترجمة 422. وعلل أحمد 1/82، 123، 371. والتاريخ الكبير 4/الترجمة 2578. والمعرفة ليعقوب 1/444، 722. وتاريخ واسط 89. والجرح والتعديل 4/ت 1504. وثقات ابن حبان 1/الورقة 189. وثقات ابن شاهين، الترجمة 543. والجمع 1/211. ووفيات الأعيان 2/470- 471. وسير أعلام النبلاء 9/188. والكاشف 2/الترجمة 2304. والعبر 1/263، 281، 323. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 78. وتاريخ الإسلام، الورقة 220 (آيا صوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 2/الترجمة 2713. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 169. وغاية النهاية 1/327. ونهاية السول، الورقة 141. وتهذيب التهذيب 4/350. والتقريب 1/352. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2958. وشذرات الذهب 1/349.(9/239)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأصبهانيّ، حدّثنا جعفر الخلدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حَدَّثَنَا هارون بن سوار قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: بينا أنا في طريق مكة إذ رأيت هارون الرشيد. فقلت لنفسي: قد وجب عليك الأمر والنهي، فقالت لي لا تفعل فإن هذا رجل جبار، ومتى أمرته ضرب عنقك، فقلت لنفسي: لا بد من ذلك. فلما دنا مني صحت: يا هارون قد أتعبت الأمة، وأتعبت البهائم، فقال: خذوه، فأدخلت عليه وهو على كرسي وبيده عمود يلعب به، فقال: ممن الرجل؟ قلت: من أفناء الناس، فقال: ممن- ثكلتك أمك؟ قلت: من الأبناء.
قال: فما حملك على أن تدعوني باسمي؟ قال شعيب فورد على قلبي كلمة ما خطرت لي قط على بال، قال: فقلت له: أنا أدعو الله باسمه فأقول يا الله، يا رحمان.
ولا أدعوك باسمك؟ وما تنكر من دعائي باسمك، وقد رأيت الله تعالى سمى في كتابه أحب الخلق إليه محمدا وكنى أبغض الخلق إليه أبا لهب. فقال: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
[المسد 1] فقال: أخرجوه فأخرجوني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسن الأزديّ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الأنطاكيّ، حَدَّثَنَا محمد بن عيسى قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: من أراد الدنيا فليتهيأ للذل. قال: وأراد شعيب بن حرب أن يتزوج بامرأة فقال لها: إني سيئ الخلق، قالت: أسوأ منك خلقا من أحوجك أن تكون سيئ الخلق، فقال: أنت إذن امرأتي.
أخبرنا الجوهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا يحيى بن أيّوب الزاهد، حدّثنا شعيب بن حرب، حَدَّثَنَا الحسن بن عمارة قال: قال رجل في المجلس آه! قال فجعل شعيب يتبصره ويقول من هذا؟ حتى ظننا أنه لو عرفه أمر به، ثم قال: ما يسرني أني حدثت عن غير ثقة، وأن لي مثلك عشرين عبدا. قال يحيى: وكان شعيب إذا حدث عن رجل أثنى عليه، وأنتم إذا حدثتم عن رجل وقعتم فيه.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ الزَّيَّاتِ حدثكم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الصوفي قَالَ: سمعت أبا حمدون المقرئ- واسمه طيب بن إسماعيل- يقول: ذهبنا إلى المدائن إلى شعيب بن حرب، وكان قاعدا على شط الدجلة، وكان قد بنى كوخًا، وخبز له معلق في شريط، ومطهرة، يأخذ كل ليلة رغيفا يبله في المطهرة ويأكله، فقال(9/240)
بيده هكذا، وإنما كان جلد وعظم. قال: فقال أرى هوذا بعد لحم، والله لأعملن في ذوبانه حتى أدخل إلى القبر وأنا عظام تقعقع، وأريد السمن للدود والحيات؟
قال: فبلغ أحمد بن حنبل قوله فقال: شعيب بن حرب حمل على نفسه في الورع.
قرأت في كتاب هبة الله بن الحسن الطبري- الذي سمعه من أحمد بن عمر الأصبهاني- عن أبي الحسين بن المنادي. قال عبد الله بن أحمد: لم يسمع أبي من شعيب بن حرب ببغداد، إنما سمع منه بمكة، قال أبي: جئنا إليه أنا وأبو خيثمة وكان ينزل مدينة أبي جعفر على قرابة له، قال: فقلت لأبي خيثمة سله، قال: فدنا إليه فسأله، فرأى كمه طويلا فقال: من يكتب الحديث يكون كمه طويلا؟ يا غلام هات الشفرة، قال: فقمنا ولم يُحَدِّثْنَا بشيء.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الحسن التنوخي قالا: حَدَّثَنَا عمر بن محمد بن علي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاقَ الصوفِي قال: سمعت سري بن المغلس السقطي يقول: أربعة كانوا في الدنيا أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، ولم يدخلوا أجوافهم إلا الحلال، فقيل له: من هم يا أبا الحسن؟ قال: وهيب بن الورد، وشعيب بن حرب، ويوسف بن أسباط، وسليمان الخواص.
أَخْبَرَنِي محمد بن جعفر بن علان، أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق، أخبرنا محمّد ابن جرير الطّبريّ، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي، حَدَّثَنَا الحارث بن عبد العزيز عن شعيب بن حرب قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم ومعه أبو بكر، وعمر، فجئت فقال: أوسعوا له فإنه حافظ لكتاب الله عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حَدَّثَنَا عبد الله بن خبيق قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: أكلت في عشرة أيام أكلة، وشربت شربة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن شعيب بن حرب ما حاله؟ فقال: ثقة.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: شعيب بن حرب ثقة.(9/241)
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان البزّاز- بمصر- حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن شعيب بن حرب فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا عبد الغفار بن محمّد المؤدّب، أَخْبَرَنَا عمر بْن أَحْمَد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى يقول: شعيب بن حرب ثقة مأمون.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: شعيب بن حرب يكنى أبا صالح، وكان من أبناء خراسان من أهل بغداد، فتحول إلى المدائن فنزلها، واعتزل بها، وكان له فضل، ثم خرج إلى مكة فنزلها إلى أن مات بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قال أبي: مات شعيب بن حرب بمكة بالليل، وكان به البطن فخفنا عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الكتاني، أخبرنا مكي بن محمّد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، أخبرنا أبي، حَدَّثَنَا محمد بن عيسى بن حبان قال: خرج شعيب بن حرب إلى مكة، فمات بمكة سنة ست وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا الحاكم أَبُو حامد أَحْمَد بْن الْحُسَيْن المروزيّ- في كتابه- حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حبيب البزناني، حَدَّثَنَا أحمد بن سيار. قَالَ: دفع إلي عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ كتابه بخطه ولم يقرأه علي:
أن شعيب بن حرب مات سنة سبع وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن جعفر الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سنة تسع وتسعين ومائة، فيها مات شعيب بن حرب المدائني بمكة.
4815- شعيب بن الضحاك، أبو صالح المدائني:
حَدَّث عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، وعبد الله بن إسماعيل المدائني البزّار.(9/242)
4816- شعيب بن سهل بن كثير، أبو صالح الرازي، ويعرف بشعبويه [1] :
ولي قضاء الرصافة بعد موت جعفر بن عيسى الحسني في أيام المعتصم، وحدث عن الصباح بن محارب. روى عنه ابن أخيه محمد بن كثير.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن محمد بن عبد الله الواعظ، أنبأنا عبد الباقي بن قانع، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ سَهْلٍ الرَّازِيُّ، حدّثنا عمي شعيب بن سهل، حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أَفْضَلُكُمْ مَنْ عَلَّمَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ» [2]
. هَذَا غَرِيبٌ جِدًّا مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لا أَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ولي المعتصم القضاء أول خلافته شعيب بن سهل الرازي وجعل إليه الصلاة بالناس في مسجد الرصافة في أيام الجمع والأعياد، وعلى قضاء القضاة أحمد بن أبي دؤاد، وخليفته ابنه أبو الوليد.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغويّ، أَخْبَرَنَا الحارث بن أبي أسامة قال: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها وثب قوم يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الأول في مسجد الرصافة على رجلين من الجهمية، فضربوهما وأذلوهما، ثم مضوا إلى مسجد شعيب بن سهل القاضي يريدون محو كتاب كان كتبه على مسجده، يذكر فيه أن القرآن مخلوق، فأشرف عليهم خادم لشعيب فرماهم بالنشاب، فوثبوا فأحرقوا باب شعيب وانتهب ناس منزله، وأرادوا نفسه فهرب منهم، وهو أول قاض حرق بابه، وانتهب منزله فيما بلغنا، وكان يقول قول جهم، مبغضا لأهل السنة، متحاملا عليهم، منتقصا لهم، لا يقبل لأحد منهم صرفا ولا عدلا.
وقال الحارث أيضا: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها عزل عبد الرحمن بن إسحاق القاضي عن الجانب الغربي، وعزل شعيب بن سهل عن الجانب الشرقي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن محمّد بن عمران، أخبرنا محمّد بن
__________
[1] 4816- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/346.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2908. وسنن ابن ماجة 211، 212. ومسند أحمد 1/57، 69. والمصنف لعبد الرزاق 5995. وحلية الأولياء 8/384.(9/243)
يحيى قَالَ: وفي سنة ست وأربعين مات أحمد بن إبراهيم الدورقي، وشعيب بن سهل الرازي.
4817- شعيب بن محمد بن شعيب، العبدي:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: بغدادي روى عن بشر بن الحارث، وعبد الرّحمن ابن عفان. كتب أبي عنه بمكة.
4818- شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا، أبو بكر الصريفيني [1] .
من أهل واسط سمع يحيى بن آدم، وأبا أسامة حماد بن أسامة، وأبا داود الحفري، ومعاوية بْن هِشَام. روى عنه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وهيثم بن خلف الدوري، ويحيى بن صاعد، والحسن بن أَحْمَدَ بْنِ الربيع الأنماطي، وإبراهيم بن حماد القاضي، وإبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، والقاضي المحاملي، ومحمد بْن مَخْلَد الْعَطَّار.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثنا شعيب بن أيّوب، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا سفيان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَيْنُ تُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ، وَالْجَمَلَ الْقِدْرَ» [2]
. أَخْبَرَنِي الحسين بن محمد بن الحسن- أخو الخلال- حَدَّثَنَا أبو صادق أحمد بن محمد بن عمر الراسبي القزاز بأستراباذ، أَخْبَرَنَا أبو نعيم بن عدي الحافظ قال: حَدَّثَنَا شعيب بن أيوب الصريفيني بإسناده نحوه، قال أبو نعيم: وحدث سفيان هذا عن محمد بن المنكدر، ويقال إنه غلط، وإنما هو عن معاوية عن عليّ بن عليّ عن ابن المنكدر عن جابر.
__________
[1] 4818- انظر: تهذيب الكمال 2743 (12/505) . والمنتظم لابن الجوزي 12/166. والجرح والتعديل 4/الترجمة 1501. وثقات ابن حبان 1/الورقة 189. وتاريخ واسط 252.
ومعجم البلدان 1/474، 3/386. والكاشف 2/الترجمة 2301. والمغني 1/الترجمة 2772. وتذكرة الحفاظ 2/559. والعبر 2/22، 198، 259. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 78. وتاريخ الإسلام، الورقة 36 (أوقاف 5882) . وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3708.
وإكمال مغلطاي 2/الورقة 168. ونهاية السول، الورقة 141. وغاية النهاية 1/327.
وتهذيب التهذيب 4/348. والتقريب 1/352. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2955.
[2] انظر الحديث في: الدرر المنتثرة 114. والأحاديث الصحيحة 1249. والدر المنثور 6/258. وحلية الأولياء 7/90.(9/244)
أَخبرنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بخط يده حدّثنا شعيب بن أيّوب، حدّثنا معاوية بن هشام، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ.
أَخْبَرَنِي محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: وَسمعته- يعني أبا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث- يقول: إني لأخاف الله في الرواية عن شعيب بن أيوب الصريفيني.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قال: شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا، ولي القضاء، وهو من الرواة عن أبي أسامة، ويحيى بن آدم، وغيرهما.
قلت: بلغني أنه ولي قضاء جنديسابور.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني قال: شعيب بن أيوب ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات بواسط شعيب بن أيوب الصريفيني القاضي سنة إحدى وستين [ومائتين] .
4819- شعيب بن أحمد البغدادي [1] :
رَوَى عَنْ جَدِّهِ عبد المجيد بْنِ صَالِحٍ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ الأبنوسي، حدّثنا عمر بن إبراهيم الكتاني، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَرْمِيسِينِيُّ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين الدمشقي، حدّثنا شعيب بن أحمد البغداديّ، حَدَّثَنِي جَدِّي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ بُرْدٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: «يَا عَائِشَةُ اغْسِلِي هَذَيْنِ الْبُرْدَيْنِ» قَالَتْ: فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالأَمْسِ غَسَلْتُهُمَا، فَقَالَ لِي: «أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الثَّوْبَ يُسَبِّحُ، فَإِذَا اتَّسَخَ انْقَطَعَ تَسْبِيحُهُ» [2] .
__________
[1] 4819- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/197.
[2] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/277. والعلل المتناهية 2/195. وتذكرة الموضوعات 157. والدر المنثور 4/185.(9/245)
4820- شعيب بن محمد بن حيان، أبو صالح الخياط:
حَدَّث عَن عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسي. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
4821- شعيب بن محمد بن حيان، أبو صالح مولى المهدي:
كان مؤدب اليتامى، وحدث عَنْ سلم بْن جنادة السوائي، رَوَى عَنْهُ عبد الصمد الطستي أيضا.
4822- شعيب بن محمد، أبو الحسن الذارع [1] :
سمع إسحاق بن أبي إسرائيل، وجعفر بن محمد بن عمران التغلبي، ومحمد بن سهل بن عسكر، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وزياد بن أيوب، وأبا كريب محمّد ابن العلاء، وسفيان بن وكيع، وأبا سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق الهمداني، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي. روى عنه محمد بْن المظفر، وعَبْد اللَّه بْن مُوسَى الهاشمي، ومحمد بْن عبيد الله بن الشخير، وعلي بن عمر السكري، وأبو حفص بن شاهين، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ الْقُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد الواعظ أن شعيب بن محمد الذارع مات في سنة ثمان وثلاثمائة.
وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر عن أبيه قال: مات أبو الحسن شعيب بن محمد الذارع يوم الاثنين سلخ شوال من سنة ثمان وثلاثمائة، ودفن [في مقبرة] [2] باب الشام.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ: وَجدت في كتاب أخي بخطه: مات شعيب الذارع يوم الاثنين ليومين بقيا من شوال سنة ثمان وثلاثمائة.
4823- شعيب بن أحمد بن أبي عمرو، أبو محمد صهر أبي عبد الله البراثي [3] :
حَدَّثَ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ تَوْبَةَ النَّهْرَوَانِيِّ. رَوَى عنه يوسف بن القاسم الميانجي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي- بدمشق- أخبرنا
__________
[1] 4822- انظر: الأنساب، للسمعاني 6/8.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 4823- البراثي: موضع ببغداد متصل بالكرخ وبه جامع إلى الساعة (الأنساب 2/118) .(9/246)
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ شُعَيْبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي عمرو- ختن البراثي- أَخْبَرَنَا سَلْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصياح عن هبيرة بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُهُنَّ؛ صَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرِ، وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ.
4824- شعيب بن محمد بن عبيد الله بن خالد الراجيان، أبو الفضل الكاتب:
سمع عمر بْن شبة النميري، وعلي بْن حرب الطائي، وسليمان بن الربيع النهدي.
روى عنه أبو الحسن الدّارقطنيّ، وأبو طاهر المخلص، وأبو القاسم بن الثلاج، وكَانَ ثقة.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عمر الفياض: توفي شعيب بن الراجيان في النصف الآخر من شهر ربيع الآخر من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
4825- شعيب بن يوسف بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ، أَبُو الْقَاسِمِ المؤدب الأصم:
حدث عن الحسين بْن أَحْمَد بْن فهد الموصلي، ومحمد بْن إسماعيل الوراق، وأبي حفص بْن شاهين. كتبت عنه وكان صدوقا.
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ يُوسُفَ- مِنْ لَفْظِهِ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ- إملاء- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، حدّثنا حجاج بن نصير، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنَفِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي ذَرٍّ قَالا: بَابٌ مِنَ الْعِلْمِ نَتَعَلَّمُهُ، أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعًا، وَبَابٌ مِنَ الْعِلْمِ نَعْمَلُ بِهِ- أَوْ لا نَعْمَلُ بِهِ- أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ مِائَةِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعًا، وَقَالا: سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا جَاءَ الْمَوْتُ طَالِبَ الْعِلْمِ وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، مات وهو شهيد» [1] .
__________
[1] 4825- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1/124. وإتحاف السادة المتقين 1/97. والترغيب والترهيب 1/97. ولسان الميزان 2/647، 6/718.(9/247)
ذكر من اسمه شجاع
4826- شجاع بن الوليد بن قيس، أبو بدر السكوني [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن قابوس بن أبي ظبيان، وعطاء بن السائب، ومغيرة بن مقسم، وليث بْن أبي سليم ومحمد بْن عمرو، وأبي خالد الدالاني، وسليمان الأعمش، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، وزياد بن خيثمة، وخصيف بن عبد الرحمن. روى عنه ابنه الوليد، ومسلم بن إبراهيم، ويحيى بن أيوب المقابري، ويحيى ابن معين، وأحمد بن حنبل وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وعليّ بن المديني، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عبد الله بن المنادي، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أيوب المخرمي، وسعدان بن نصر، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، حدّثنا سعدان بن نصر، ومحمّد بن عبد اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، وَيَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا سَلْمَانُ لا تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ» قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ أُبْغِضُكَ وَقَدْ هَدَانَا اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: «تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي» [2]
. أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ- بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن أحمد الصّفّار الأصبهانيّ- إملاء- حدّثنا محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا شجاع بن الوليد، حدّثنا قابوس بإسناده نحوه.
__________
[1] 4826- انظر: تهذيب الكمال 2702 (12/382) . وطبقات ابن سعد 7/334. وتاريخ ابن معين 2/249. وعلل أحمد 1/53، 186. والتاريخ الكبير 4/ت 2742. والصغير 2/306.
والكنى لمسلم، الورقة 15. وثقات ابن حبان 1/الورقة 185. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 81. ورجال البخاري للباجي، الورقة 171. والجمع 1/213. والمعجم المشتمل، الترجمة 421. وسير أعلام النبلاء 9/353. والكاشف 2/ت 2263. والمغني 1/الترجمة 2743. وتذكرة الحفاظ 1/328. والعبر 1/346. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 71.
ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 17. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3668. وتاريخ الإسلام، الورقة 30 (آيا صوفيا 3007) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 158. ونهاية السول، الورقة 138. وتهذيب التهذيب 4/313. والتقريب 1/347. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2913. وشذرات الذهب 2/12.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3927. ومسند أحمد 5/440. والمستدرك 4/86.
والمعجم الكبير 6/291.(9/248)
حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو بدر شجاع بن الوليد بن قيس كوفي سكن بغداد.
أَخْبَرَنَا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الصمد قال: سمعت وكيعا يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ليس بالكوفة أعبد من شجاع بن الوليد.
أَخْبَرَنَا الحسن بن عليّ التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي أبي قال: قال أبو نعيم: لقيت سفيان بمكة، فأول من سألني عنه قال: كيف شجاع؟ - يعني أبا بدر-.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، أَخْبَرَنَا يُوسُف بْن أَحْمَد بْن يُوسُف الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: كنا عند حفص بن غياث- وذكروا عنده شجاع بن الوليد- فقلت لحفص:
حدث عن مغيرة وعطاء بن السائب، قال لي حفص: أي شيء حدث عن مغيرة؟
قلت: حدث عن مغيرة بكذا وكذا، فسكت حفص، فما تكلم بشيء، وإلى جانب حفص رجل كان يجالس حفصا من كندة، فجعل يقع في أبي بدر ويتكلم فيه.
أَخْبَرَنَا عليّ بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حَدَّثَنَا المخرمي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: سئل وكيع عن أبي بدر شجاع بن الوليد- وأنا حاضر- فقال: كان جارنا هاهنا ما عرفناه بعطاء بن السائب، ولا بمغيرة.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عبد الله يقول: كان أبو بدر لا يقول حَدَّثَنَا، ولقد أرادوه على أن يقول حَدَّثَنَا خصيف فأبى، وقال: أوذى [1] أقول خصيف! وقال المروذي: قال أبو عبد الله: كنت مع يحيى بن معين، فلقي أبا بدر، فقال له اتق [الله] [2] يا شيخ وانظر هذه الأحاديث، لا يكون ابنك يعطيك. قال: أبو عبد الله فاستحييت وتنحيت ناحية، فبلغني أنه قال: إن كنت كاذبا ففعل الله بك وفعل.
__________
[1] في المطبوعة: «أليس هو ذا» خطأ.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/249)
أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن الدّقّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله:
وكان أبو بدر شجاع- يعني ابن الوليد- شيخا صالحا، صدوقا كتبنا عنه قديما. قال:
ولقيه يحيى بن معين يوما فقال له: يا كذاب، فقال له الشيخ: إن كنت كذابا فهتكك الله. قال أبو عبد الله: فأظن دعوة الشيخ أدركته.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق، حَدَّثَنَا أبو بكر المروذي قال: قلت له- يعني لأحمد بن حنبل- أبو بدر ثقة؟
قال: أرجو أن يكون صدوقا، قد جالس قوما صالحين.
أَخْبَرَنَا عبد الغفار بن محمد المؤدّب، أَخْبَرَنَا عمر بْن أَحْمَد الواعظ. وأَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة.
وأخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو بدر شجاع بن الوليد ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بْن الْحُسَيْن- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور قَالَ: سئل يحيى بن معين عن شجاع بن الوليد فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: شجاع بن الوليد أبو بدر كوفي لا بأس به.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة ثلاث ومائتين فيها مات أبو بدر شجاع بن الوليد.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: أبو بدر شجاع بن الوليد كان ورعا كثير الصلاة، وتوفي ببغداد سنة أربع ومائتين، وذلك في شهر رمضان في خلافة المأمون.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلي محمد بن إبراهيم الحوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي(9/250)
قال: حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قال: ومات أبو بدر شجاع بن الوليد ببغداد، ودفن بها سنة أربع ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس البخاري قال: شجاع بن الوليد بن قيس السكوني أبو بدر سكن بغداد، مات سنة خمس ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات شجاع بن الوليد السكوني أبو بدر- سكن بغداد- سنة خمس ومائتين.
4827- شجاع بن أشرس بن محمد- وقيل: ابن ميمون- أبو العباس:
سمع ليث بن سعد، وعَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة الماجشون، وقيس بن الربيع، ويزيد بن عطاء مولى أبي عوانة، وسعيد بن زربي، وإسماعيل بن عبّاس. روى عنه جعفر بن محمد بن كزال، وإسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختلي، وأحمد بن عليّ الخراز، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وَقَالَ ابْن أَبِي حاتم: سئل أَبُو زرعة عنه فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ أَشْرَسَ بْنِ مُحَمَّدٍ- أَبُو العبّاس- حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاثًا، وَيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ» [1]
. قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسعدة، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سألت يحيى بن معين عن شجاع بن أشرس فقال: ليس به بأس ثقة.
4828- شجاع بن مخلد، أبو الفضل البغوي [2] :
سكن بغداد وحدث بها عن هشيم، وإسماعيل بن عليّة، وسفيان بن عيينة، وعبدة
__________
[1] 4827- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الرؤيا 5. وسنن أبي داود 5022. وسنن ابن ماجة 3908. والمستدرك 4/392. وفتح الباري 12/370.
[2] 4828- انظر: تهذيب الكمال 2700 (12/379) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/229. وطبقات ابن سعد 7/352. ورواية ابن طهمان، الترجمة 406، 407. والجرح والتعديل 4/ت 1655.(9/251)
ابن سليمان، ووكيع، ومروان بن معاوية، وأبي عاصم النبيل. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه المنادي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أحمد ابن الحسن بن عبد الجبّار، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ الْفَلاسُ- فِي تَفْسِيرِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
[البقرة 255] قَالَ: «كُرْسِيُّهُ مَوْضِعُ قَدَمِهِ، وَالْعَرْشُ لا يُقْدَرُ قَدْرُهُ» [1]
. قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ شَيْخُنَا، هَكَذَا قَالَ لَنَا شُجَاعٌ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
قلت: رَوَاهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ فَلَمْ يَرْفَعَاهُ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَوَكِيعٌ جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ غَيْرَ مَرْفُوعٍ. فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ.
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السواق، أخبرنا أحمد بن جعفر ابن حمدان، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حدّثنا أبو عاصم النبيل، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ
قَالَ: مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ، وَلا يَقْدُرُ عَرْشَهُ.
وَأَمَّا حديث الرمادي عن أبي عاصم، كذلك:
فأخبرنيه الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، حدّثنا محمّد ابن موسى الخلّال الدولابي، حدّثنا أحمد بن منصور بن سيّار، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القدمين، والعرش لا يقدر قدره شيء.
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/7. والأحاديث الضعيفة 906. والدر المنثور 1/327.
وتفسير ابن كثير 1/457. وثقات ابن حبان 1/الورقة 185. وثقات ابن شاهين، الترجمة 560. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 81. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 82. والجمع 1/213. والمعجم المشتمل، الترجمة 420. والكاشف 2/ت 2262. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 70. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3669. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 158. ونهاية السول، الورقة 138. وتهذيب التهذيب 4/312. والتقريب 1/347. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2911.(9/252)
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ الَّذِي تَابَعَ فيه أبا مسلم والرمادي على روايتهم عَنْ أَبِي عَاصِمٍ:
فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طالب، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ- وَأَنَا أَسْمَعُ- قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ، وَالْعَرْشُ لا يَقْدُرُ قَدْرَهُ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وَأَمَّا حَدِيثُ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ مِثْلُ رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ:
فأخبرنيه الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أبو عبيد بن حرب القاضي، حدّثنا الحسن بن محمّد الزعفراني، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكُرْسِيُّ موضع القدمين، والعرشي لا يَقْدُرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أخبرنا موسى بن هارون، أخبرني أبي: أن سنة خمس ومائة ولد شجاع بن مخلد فيها. أَخْبَرَنَا عبد الغفار بن محمّد المؤدّب، أَخْبَرَنَا عمر بْن أَحْمَد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر، حدّثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان ومكرم بن أحمد قالا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد قَالَ: سألت يحيى بن معين عن شجاع بن مخلد فقال:
أعرفه ليس به بأس، نعم الشيخ- أو نعم الرجل- ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: حَدَّثَنِي شجاع بن مخلد- ولم نكتب هاهنا عن أحد خير منه- قال: لقيني بشر بن الحارث وأنا أريد مجلس منصور بن عمار فقال لي: وأنت أيضا يا شجاع! وأنت أيضا يا شجاع؟
ارجع ارجع، فرجعت.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أخبرني عليّ ابن مُحَمَّد المروزي قال: سألت صالحا جزرة عن شجاع بن مخلد فقال: صدوق.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي قَالَ:
سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات شجاع بن مخلد.(9/253)
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قال: شجاع بن مخلد من أبناء أهل خراسان، من البغيين [1] ، وهو ثقة ثبت، وتوفي ببغداد لعشر خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومائتين، وحضره بشر كثير، ودفن في مقبرة باب التبن.
4829- شجاع بن جعفر بن أحمد بن خالد، أبو الفوارس الوراق الواعظ:
كان يزعم أنه من ولد أبي أيوب الأنصاري صَاحِبِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدّث عَن عباس بْن مُحَمَّد الدوري، وَمُحَمَّد بْن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن شبيب المكي، ومحمّد بن عبيد الله بن المنادي، وخلف بن محمد المعروف بكردوس الواسطي وعليّ ابن داود القنطري، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأحمد بن ملاعب المخرمي، والحسين بن محمد بن أبي معشر، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن محمد البرتي، وأبي الأحوص محمد بن الهيثم، وبشر بن موسى، وأبي العباس الكديمي، وأبي مسلم الكجي، ومحمد بن زكريا الغلابي. روى عنه أبو حفص الكتاني، وحَدَّثَنَا عنه هلال ابن محمّد الخفار، وعلي بْن أَحْمَد الرزاز، وأبو علي بْن شاذان.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقَطَّانُ- مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ شُجَاعُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أحمد الأنصاريّ الواعظ، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَبَعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ؛ إِمَامٌ مُقْسِطٌ» [2]
وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
قال أبو الفوارس: ليس عندي عن عباس غير هذا الحديث إنما حفظته في صغري.
قُلْتُ: أَحْسَبُ الْكِتَّانِيَّ سَمِعَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ قَدِيمًا، فَإِنَّهُ قَدْ رَوَى بِأَخْرَةَ عَنِ عَبَّاسٍ أَحَادِيثَ عِدَّةً، وَلَعَلَّهُ نَسِيَ هَذَا الْقَوْلَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَعَانَ عَلَى الْكَذَّابِينَ بِالنِّسْيَانِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى شجاع بن جعفر الأنصاريّ- وأنا
__________
[1] في المطبوعة: «من النفس» وفي الصميصاطية: «البغين» تصحيف.
[2] 4829- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزكاة باب 3. وصحيح البخاري 1/168، 2/138، 8/126. وفتح الباري 2/143، 12/112.(9/254)
أسمع- قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمِ الدوري، فذكر الحديث الذي سقناه عن الكتاني.
وَأَخْبَرَنِي هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ شُجَاعُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الأَنْصَارِيُّ- مِنْ وَلَدِ أَبِي أَيُّوبَ- حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيق، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ أَبِي نَهِيكٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَايَعْتُهُ، وَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ.
وروى لي هلال أيضا عنه عن عباس الدوري حديثا آخر.
ثُمَّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرّزّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ شُجَاعُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا عمر بن حمّاد بن طلحة، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَقْبَلَهُ وَلَدَانِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، فَمَسَحَ خَدِّي، فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا وَكَأَنَّمَا أُخْرِجَتْ مِنْ جُونَةِ عَطَّارٍ.
وَرَوَى الرَّازِيُّ عَنْهُ عَنْ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ حَدِيثَيْنِ آخَرَيْنِ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُهُ عَنْهُ.
قال لنا الحسن بن أبي بكر: توفي شجاع بن جعفر الأنصاري في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه شعبة
4830- شعبة بن الحجاج بن الورد، أبو بسطام العتكي، مولاهم [1] :
واسطي الأصل بصري الدار. رأى الحسن، ومحمد بن سيرين، وسمع قتادة، ويونس بن عبيد، وأيوب، وخالد الحذاء، وعبد الملك بن عمير، وأبا إسحاق السبيعي، وطلحة بن مصرف، وعمرو بن مرة، ومنصور بن المعتمر، وسلمة بن كهيل،
__________
[1] 4830- انظر: تهذيب الكمال 2739 (12/479- 495) . وطبقات ابن سعد 7/280. وتاريخ ابن معين 2/252. وتاريخ خليفة 18، 301، 430. وطبقاته 222. والتاريخ الكبير 4/ت 2678. والصغير 2/135. والكنى لمسلم، الورقة 15. وثقات العجلي، الورقة 24.-(9/255)
وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، وعمرو بن دينار، وسعد بن إبراهيم، وسعيد المقبري، ويحيى بن أبي كثير، وخلقا كثيرا من طبقتهم. روى عنه أيوب السختياني، والأعمش، ومحمد بن إسحاق، وإبراهيم بن سعد، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر، وعبد الله بن المبارك ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، ومحمد بن أبي عدي، وابن علية، وبشر ابن المفضل، ومعاذ بن معاذ، ووهب بن جرير، ووكيع، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وبهز بن أسد، وعفان، وحجاج الأعور، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وأبو النضر، والحسن بن موسى الأشيب، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
قدم شعبة بغداد مرتين وحدث بها، وكان قدومه إحدى المرتين بسبب أخ له حبس في دين كان عليه.
فأَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يقول: كان شعبة حبس أخوه، فجاء إلى أبي جعفر في شأن أخيه. قال سفيان: هو ذا شعبة قد جاء إليهم، فبلغ شعبة فقال: هو لم يحبس أخوه قال: فأمر له بشيء فلم يأخذه- يعني شعبة- حتى مات.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن مُحَمَّد قَالَ: قَالَ يَحْيَى بن معين: كان شعبة رجل صدق وكان رحيما، وإنما قدم إلى بغداد في سبب أخ له كان محبوسا، فجاء يتكلم فيه، وكان شعبة واسطيا نزل البصرة.
__________
وسؤالات الآجري، لأبي داود 3/الترجمة 195، 298، 289، 4/الورقة 3، 14، 5/الورقة 33. والجرح والتعديل 4/ت 1609. والمراسيل 91. وثقات ابن حبان 1/الورقة 188. وعلل الدارقطني 4/الورقة 23، 43. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 78. ورجال البخاري للباجي، الورقة 171. وحلية الأولياء 7/144- 209. والسابق واللاحق للخطيب 235. والجمع 1/218. والأنساب للسمعاني 8/388. والكامل في التاريخ 1/16، 6/50. ووفيات الأعيان 2/469- 470. وسير أعلام النبلاء 7/202. والكاشف 2/الترجمة 2297. والعبر 1/204، 216، 218. وتذكرة الحفاظ 1/193. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 76. وتاريخ الإسلام 6/190. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 165.
والمراسيل للعلائي 286. ونهاية السول، الورقة 140. وتهذيب التهذيب 4/238. والتقريب 1/351. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2950. وشذرات الذهب 1/247.(9/256)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد المبرد ومحمد بن العباس الرياشي قالا: حَدَّثَنَا العباس بن الفرج الرياشي، حَدَّثَنَا أبو عاصم قال: اشترى أخ لشعبة من طعام السلطان، فخسر هو وشركاؤه، فحبس بستة آلاف دينار بحصته، فخرج شعبة إلى المهدي ليكلمه فيه، فلما دخل عليه قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة وسماك ابن حرب لامية بن أبي الصلت يقوله لعبد الله بن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يعطله صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها ... بنو تيم وأنت لهم سماء
فقال: لا! يا أبا بسطام لا تذكره، قد عرفناها وقضيناها لك، ادفعوا إليه أخاه لا تلزموه شيئا.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت بعض أصحابنا يقول: وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم يقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة، فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب له فتركها.
أَخْبَرَنَا الأزهري وحمزة بن محمد بن طاهر. قالا: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قَالَ: سمعت علي بْن الجعد يَقُولُ: قدم شعبة إلى بغداد مرتين، أيام أبي جعفر، وأيام المهديّ، وكتبت عنه فهما جميعا.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّزّاز- إملاء- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الأَسَدِ، حَدَّثَنَا سلمة السعدي قال: سمعت ابن إدريس يقول: رأيت في المنام كأني أحفر بحرا، فقدمت إلى هذه المدينة- يعني بغداد- فلقيت شعبة بن الحجاج.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين، أَخْبَرَنَا جدي إسحاق بْن مُحَمَّد النعالي قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن إسحاق المدائني، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر الباهلي قال: شعبة بن الحجاج مولى للجهضم بن العتيك.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: حدّثنا(9/257)
شعبة ابن الحجاج أبو بسطام العتكي، قال القاضي إسماعيل: كان مولى للعتيك، وأصله بصري، ونشأ بواسط، وولد بواسط وانتقل إلى البصرة.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم وجَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق بْن البهلول، وعبيد الله بن مُحَمَّد بن إسحاق البزاز قالوا: حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أحمد بن زهير النّسائيّ، أخبرنا سلمان بن أبي شيخ، حدّثني صالح بن سلمان قال: كان شعبة بصريا مولى الأزد، ومولده ومنشؤه واسط، وعلمه كوفي، وكان له ابن يقال له سعد بن شعبة، وكان له أخوان، بشار وحماد، وكانا يعالجان الصرف. وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق، فإنما أنا عيال على إخوتي، قال: وما أكل شعبة من كسبه درهما قط.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدثني محمد بن عثمان بن أبي صفوان، حَدَّثَنَا أبو داود الطيالسي قال: سمعت شعبة يقول: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بن أبي الحديد السلمي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن زبر، حدّثنا أحمد بن الخليل، حَدَّثَنَا الأصمعي عن شعبة قال: كنت ألزم الطرماح أسأله عن الشعر، فمررت يوما بالحكم بن عتيبة وهو يقول: حَدَّثَنَا يحيى بن الجزار وقال:
حَدَّثَنَا زيد بن وهب وقال: حَدَّثَنَا مقسم، فأعجبني وقلت هذا أحسن من الذي أطلب- أعني الشعر- قال: فمن يومئذ طلبت الحديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أبو بكر بن أبي داود، حَدَّثَنَا نصر بن علي. قال: قال الأصمعي: لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة.
وقال أَخْبَرَنَا الأصمعي عن أَبِي عَمْرو بْن العلاء قَالَ أنشدني:
فما جبنوا أنا نشد عليهم ... ولكن رأوا نارا تحس وتلفع
فذكرته لشعبة فقال. ويلك ما تقول، إنما هو:
فما جبنوا أنا نشد عليهم ... ولكن رأوا نارا تحش وتلفع
قال الأصمعي: وأصاب شعبة وأخطأ أبو عمرو بن العلاء، وما رأيت أحدا أعلم بالشعر من شعبة.(9/258)
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن مخلد ابن حفص، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدّثنا عليّ بن المديني قال: سمعت بهز بن أسد قال: حدّثني ابن المبارك، حَدَّثَنَا معمر أن قتادة كان يسأل شعبة عن حديثه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان، قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ:
قال أبي قال يحيى: وشعبة أكبر من سفيان بعشر سنين.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا الهيثم ابن مجاهد، حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنِي مسدد عن يحيى بن سعيد قال: شعبة أكبر من سفيان الثوري بعشر سنين، والثوري أكبر من ابن عيينة بعشر سنين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حدّثنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا سلم بن قتيبة قال.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بْن بكير، أَخْبَرَنَا الحاكم أَبُو حامد أَحْمَد بن الحسين بن علي الهمذاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الدغولي قَالَ:
سمعت مُحَمَّد بْن يحيى يقول: سمعت أبا قتيبة يقول: قدمت من البصرة فأتيت الكوفة، فأتيت سفيان فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من البصرة، قال: ما فعل أستاذنا شعبة؟ - واللفظ لحديث الأبار-.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنَا الفضل بن سهل قال: حَدَّثَنِي من سمع سفيان الثوري- وذكر عنده شعبة- قال: ذاك أمير المؤمنين الصغير.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا أبو ظفر- يعني عبد السلام بن مطهر- حدّثنا فهد ابن حيان الأغصف قال: سمعت سفيان الثوري يقول: شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث.
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، حَدَّثَنَا يحيى بن عليّ المعمري، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حَدَّثَنَا العباس بن يزيد البحراني قال: سمعت ابن عيينة- وذكر شعبة- فقال: كان أمير المؤمنين في الحديث.(9/259)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حدّثنا الحسين ابن فهم، حَدَّثَنَا يحيى بن معين عن أبي قطن. قال: كتب لي شعبة إلى أبي حنيفة يحدثنِي، فأتيته فقال كيف أبو بسطام؟ قلت: بخير، فقال: نعم! حشو المصر هو.
أَخْبَرَنَا عليّ بن أبي علي، أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم بن الحسن وجَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق بْن البهلول وعبيد الله بن مُحَمَّد بن إسحاق البزاز قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز، حدّثني عبد الله بن سعيد الكندي، حَدَّثَنِي وليد بن حماد بن زياد قال: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان، وشعبة.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، أنبأنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله يقول: كان شعبة يحفظ، لم يكتب إلا شيئا قليلا، وربما وهم في الشيء. وقال: سبق شعبة الثوري في نحو ثلاثين شيخا- أراه يعني من الكوفيين-.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ المظفر- وأنا أسمع- حدثكم أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن الحراني، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر الضبعي. قال: سمعت هشام بن أبي عبد الله يقول: شعبة الواسطي جمع حديث المصرين، البصرة، والكوفة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن شبيب، حدّثنا أحمد بن سعيد الزّهريّ، حَدَّثَنِي يحيى بن معين قال: سعيد بن عامر الثقة المأمون عن شعبة. قال: كان سعد بن إبراهيم يكتب عني الحديث، ما بقي من حديثي شيء إلا كتبه عني.
أَخْبَرَنَا الحَسَن بْن الحَسَن بْن المنذر الْقَاضِي، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا محمّد بن إسحاق- أبو بكر- حَدَّثَنَا أبو زيد الهروي. قال: قال رجل لشعبة:
يا أبا بسطام سمعت؟ فقال: والله لأن أنقطع أحب إلىّ من أقول لما لم أسمع سمعت.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا معاذ بن المثّنّى، حَدَّثَنَا محمد بن المنهال قال: سمعت يزيد بن زريع غير مرة يقول: كان شعبة من أصدق الناس في الحديث.(9/260)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا محمّد بن المنهال، حَدَّثَنَا يزيد بن زريع قال: قدم علينا شعبة البصرة، ورأيه رأي سوء خبيث- يعني الترفض- فما زلنا به حتى ترك قوله ورجع وصار معنا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال: حدّثنا جعفر بن مغلس، حدّثنا حوثرة بن محمّد، حَدَّثَنَا حماد بن مسعدة قال: قيل لابن عون: مالك لا تحدث عن فلان؟ قال: لأن أبا بسطام شعبة تركه.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بن النخاس حدّثكم محمّد بن محمّد ابن سليمان، حَدَّثَنِي محمد بن يزيد الأسفاطي قال: سمعت أبا داود الطيالسي يقول:
كنا عند شعبة بن الحجاج في البيت، وجراب معلق، فالتفت فإذا هو في السقف، فقال: ترون ذلك الجراب؟ والله لقد كتبت فيه عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ حدّثتكم به لرقصتم.
أخبرني الأزهري وحمزة بن محمد بن طاهر قالا: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: قال ابن شبويه: حدّثني أبي، حَدَّثَنِي النضر بن شميل قال: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة. وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عن وجهه.
قال ابن شبويه: وحَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم قال: كان شعبة إذا قام في مجلسه سائل لا يحدث حتى يعطى، فقام يوما سائل ثم جلس. فقال: ما شأنه؟ فقالوا: ضمن عبد الرحمن بن مهدي أن يعطيه درهما.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأت على علي بْن الحسين الكراعي حدثكم أبو أحمد محمد بن رزام، أَخْبَرَنِي أبو الورد عبد الله بن عبيد الله بن حكام، أَخْبَرَنِي عمرو بن حكام قال: أتى شعبة شيخ من جيرانه محتاج فسأله، فقال له شعبة لم سألتني، عندي شيء؟ قال: فذهب الشيخ لينصرف، فقال له شعبة اذهب فخذ حماري فهو لك، فقال لا أريد حمارك قال: اذهب فخذه، قال: فذهب فأخذه، فمر به على مجالس أصحابنا بني حبلة، فاشتراه بعضهم بخمسة دراهم، فأهداه إلى شعبة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح
__________
[1] آخر الجزء الرابع والستين من تجزئة المؤلف.(9/261)
المصيصي، حدّثنا أبو بكر بن أبي الخصيب، حَدَّثَنَا أبو حميد عبد الله بن تميم- مولى أمير المؤمنين- قال: سمعت حجاجا يقول: ركب شعبة يوما حمارا له، فلقيه سليمان ابن المغيرة فشكى إليه الفقر والحاجة، فقال: والله ما أملك غير هذا الحمار، ثم نزل عنه ودفعه إليه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَد بن محمّد الحدّاد- بتنيس- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْن أَحْمَد بْن حَفْصٍ الشَّعْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حفص بن عمر سنجة قال: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: ما دخلت على شعبة في وقت صلاة قط إلا رأيته قائما يصلي وكان أبو الفقراء وأمهم، وسمعته يقول: والله لولا الفقراء ما جلست لكم.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق قَالَ: سَمِعْتُ مسددا يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن سعيد يقول: ما رأيت أحدا أشد حبا للمساكين من شعبة وكان يقول: إذا كان في بيتي دقيق وقصب فلا أبالي ما فاتني.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سفيان قَالَ: سمعت سُلَيْمَان بن حرب يقول: لو نظرت إلى ثياب شعبة لم تكن تسوى عشرة دراهم، إزاره ورداءه. وقميصه، وكان شيخا كثير الصدقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: قال يحيى ابن سعيد: كان شعبة من أرق الناس، كان ربما مر به السائل فيدخل في بيته فيعطيه ما أمكنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السّرّاج- بنيسابور- أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن القاسم الضبعي، حدّثنا أبو عمرو الخفاف، حدّثنا الدوري، حَدَّثَنَا قراد أبو نوح قال: رأى علي شعبة قميصا فقال: بكم أخذت هذا؟ قلت بثمانية دراهم. قال لي: ويحك أما تتقي الله تلبس قميصا بثمانية دراهم، ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة.
وأَخْبَرَنَا السراج، أخبرنا أبو منصور الضّبعي، حَدَّثَنَا أبو عمرو أحمد بن محمد- يعني الحيري- حَدَّثَنَا أبي قال: سمعت محمد بن معاوية وسليمان بن حرب إلى جنبه(9/262)
- يقول: خرج الليث بن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه، وما كان عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا. فقال سليمان بن حرب: خرج شعبة يوما فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأت على علي بْن الحسين الكراعي- بمرو- حدثكم أبو أحمد بن رزام قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عثمان قال: وأَخْبَرَنِي أبو الورد عبد الله بن عبيد الله بن حكام، أَخْبَرَنِي عمي عمرو بن حكام وعبد الله بن عثمان قالا: بيع حمار شعبة بعد موته وسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بستة عشر درهما.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال- لفظا- حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد التّمّار، حدّثنا الحسين بن بسطام، حدّثنا عيسى بن شاذان حَدَّثَنَا عمرو بن عباس الأزدي قَالَ:
سمعت عبد الرحمن بْن مهدي يقول: ما رأيت أعقل من مالك بن أنس، ولا أشد تقشفا من شعبة، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ علي المقرئ- بأصبهان- قال: سمعت أبا بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الأنصاري- بمكة- يقول: سمعت عمرو بن علي يقول: وأخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أبو عبد الله بن مغلس، حَدَّثَنَا عمرو بن علي الفلاس.
قال: سمعت أبا بحر البكراوي يقول: ما رأيت أعبد لله من شعبة، لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه، ليس بينهما لحم، لفظ حديث الأبهري.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ محمد بن يوسف قالا: أَخْبَرَنَا أبو بكر الشّافعيّ، حدّثنا معاذ بن المثّنّى، حَدَّثَنَا محمد بن المنهال قال: سمعت يزيد بن زريع- غير مرة- يقول: كان شعبة من أصدق الناس في الحديث.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز- قراءة- وحَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي- إملاء- قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النّجّاد. وحَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قال: قال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد المعدّل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا أبو سعيد السكري قال: سمعت يحيى بن معين يقول مرارا: شعبة إمام المتقين.
قرأت في أصل كتاب محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- إجازة- قال: سمعت أبي يقول: كان(9/263)
شعبة أمة وحده في هذا الشأن- يعني- في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقيته للرجال.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صالح العطّار- أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد السلام عن أبي زرعة قال: حَدَّثَنَا مقاتل بن محمد قال: سمعت وكيعا يقول: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة في الجنة درجات بذبه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرئ عَلَى عُمَر بْن نوح البجليّ- وأنا أسمع- حدّثكم محمّد ابن أحمد البوزاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس النسائي قَالَ: سألت أبا عَبْد اللَّهِ- يعني أَحْمَد بْن حنبل- من أثبت، شعبة أو سفيان؟ فقال: كان سفيان رجلا حافظا، وكان رجلا صالحا، وكان شعبة أثبت منه، وأنقى رجالا، وسمع من الحكم بن عتيبة قبل سفيان بعشر سنين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- يعني ابن زياد- قَالَ: سئل أحمد بْن محمد بْن حَنْبَل: شعبة أحب إليك حديثا أو سفيان؟ فقال: شعبة أنبل رجالا، وأنسق حديثا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغويّ، حدّثنا عبد الملك ابن محمد- أبو قلابة- قال: سمعت يعقوب بن إسحاق الحضرمي إذا حدث في المجلس يقول: حدّثني الضخم عن الضخام، شعبة الخير أو بسطام.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثني عمر بن شبة، حَدَّثَنَا عفان قَالَ: قَالَ لي يحيى بْن سعيد: ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا من شُعْبَة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا علي- وهو ابن المديني- قال: سألت يحيى: أيما كان أحفظ للأحاديث الطوال، سفيان، أو شعبة؟ فقال: كان شعبة أمر فيها. وقال: سمعت يحيى يقول: كان شعبة أعلم بالرجال، فلان عن فلان كذا وكذا، وكان سفيان صاحب أبواب.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود قال لما مات شعبة. قال سفيان: مات الحديث، قلت له: هو أحسن حديثا من سفيان؟ فقال: ليس في الدّنيا(9/264)
أحسن حديثا من شعبة، ومالك على القلة، والزهري أحسن الناس حديثا، وشعبة يخطئ فيما لا يضره ولا يعاب عليه- يعني في الأسماء-.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: وشعبة بن الحجاج يكنى أبا بسطام، واسطي سكن البصرة، ثقة في الحديث، وكان يخطئ في بعض الأسماء.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الصّوّاف، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي عن قراد أبي نوح قال: كنت آتي عبد الله بن عثمان- يعني صاحب شعبة فأكتب حديث شعبة، ثم آتي شعبة فأسأله فيحَدِّثُنِي كما أملى علي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن الطرائفي يَقُولُ: سمعتُ عثمان بْن سعيد الدارمي يقول: سمعت يعقوب الدورقي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: ليس أحد أصح حديثا عن أبي إسحاق من شعبة.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي محمد- هو ابن عبد الرحيم- قال: سمعت عليا قال: أصحاب قتادة ثلاثة؛ سعيد، وهشام، وشعبة، فأما سعيد فأتقنهم، وأما هشام فأكثرهم، وأما شعبة فأعلمهم بما سمع وما لم يسمع. وقال يعقوب: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك. قال: قال حماد بن زيد: إذا خالفنا شعبة- كأنه قال الصواب ما قال- فإنا كنا نسمع ونذهب، وكان شعبة يرجع ويراجع، ويسمع ويسمع. قال أبو الوليد: ذكرت له شيئا خالفه فيه شعبة في حياة شعبة، قال: وقلت له في شيء بعد موت شعبة فلم يلتفت إليه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ الْهَاشِمِيُّ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: أعلمهم بإعادة ما سمع مما لا يسمع شعبة، وأرواهم هشام، وأحفظهم سعيد، يعني ابن أبي عروبة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: يقال إن شعبة كان إذا لم يسمع الحديث مرتين لم يعتد به، ضبطا منه له وإتقانا، وصحة أخذ. قال: وحَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن(9/265)
أبي الطيب- أو غيره-. قال: قال سفيان الثوري: ما رأيت أحدا أورع في الحديث من شعبة، يشك في الحديث الجيد فيتركه.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل، حَدَّثَنَا أبو الوليد هشام قال: قال حماد: إن أردت الحديث فالزم شعبة.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد بْن الحسن المؤدب، حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد ابن العبّاس الصاحب- إملاء بالري- أخبرنا أحمد بن خلف، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم قال: ذكر شعبة بن الحجاج عند أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري فقال أبو زيد: هل العلماء إلا شعبة من شعبة.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي وأبو عليّ بن الصواف قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي حسن بن عيسى قال: سمعت ابن المبارك قال: كنت عند سفيان، فأتاه موت شعبة فقال: اليوم مات الحديث.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عُبَيْد مُحَمَّد بْن عَلِيّ الآجري قَالَ: وَسمعته- يعني أبا داود- يقول: مات شعبة بالبصرة.
أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن، حدّثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: ومات شعبة سنة ستين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين، ولد سنة ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حَدَّثَنَا محمد بن رافع قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: استكمل شعبة سبعا وسبعين، وطعن في ثمان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ، حدّثنا الزّهريّ- بالدينور- أخبرنا عليّ ابن أحمد بن عليّ بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: شعبة بن الحجاج أبو بسطام، مات سنة ستين ومائة.
4831- شعبة بن الفضل بن سعيد بن سلمة، أبو الحسن التغلبي:
حدث بمصر عن إدريس بن جعفر العطار، وبشر بن موسى، ومحمد بن يوسف ابن التركي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة. روى عنه أَبُو مُحَمَّد بْن النحاس المصري، وَأَبُو الفتح بْن مسرور البلخي.(9/266)
وقال أبو الفتح: اسمه سعيد، ولقبه شعبة، وهو الغالب عليه، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُطَرَّزُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ التُّجِيبِيُّ- إِمْلاءً بمصر- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ شُعْبَةُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ سعيد التغلبي البغداديّ- سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ.
وأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ- بِأَصْبَهَانَ- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: حدّثنا إدريس بن جعفر العطّار، حدّثنا يزيد بن هارون، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأْعَمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبّ إِلَى اللَّهِ فِيهِنَّ الْعَمَلُ- أَوْ أَفْضَلُ- مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ» قِيلَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا رَجُلا جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» [1]
وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ شُعْبَةَ.
بلغني أن شعبة بن الفضل مات بمصر في يوم الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه شيخ
4832- شيخ بن عميرة الأسدي:
جد بشر بن موسى. كان من أبناء الدعوة الهاشمية، وصحب المنصور ببغداد، وتولى له أعمالا، منها إمارة هراة، والقضاء بها.
قرأت في كتاب أبي الحسن بْن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس الضبي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يس الهرويّ، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن مهدي أنه سمع شمر بن حمدويه يقول: قدم شيخ بن عميرة الأسدي من العراق سنة أربع وأربعين ومائة، وكان على الإمرة والقضاء- يعني بهراة- وكان صاحب علم.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونَ: خَطَبَ شَيْخُ بْنُ عُمَيْرَةَ النَّاسَ يَوْمًا فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: وَلَقَدْ حَدَّثَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَعْجَبُ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُ غَيْرَ الْجَنَّةِ، وَمِنْ مُعْطٍ يُعْطِي لِغَيْرِ اللَّهِ، وَمِنْ مُتَعَوِّذٍ يَتَعَوَّذُ مِنْ غَيْرِ النَّارِ، أَلا(9/267)
فَلْيُبَاهِي بِالْعِبَادَةِ لِمَنْ فَوْقَهُ، وَفِي الْغِنَى إِلَى مَنْ دُونَهُ، حَتَّى يُكْتَبَ شَاكِرًا صَابِرًا، فَإِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ أَخَّرُوا النَّعِيمَ لِلآخِرَةِ، وَعَجَّلُوا الشِّدَّةَ في الدّنيا للراحة» [1]
. 4833- شيخ بن عميرة بن صالح، - وقيل: ابن عميرة بن عبد الصمد- أبو علي، قرابة بشر بن موسى الأسدي:
حدث عن الزبير بن بكار الزبيري، وعباس بن يزيد البحراني. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن جعفر بْن الخلال، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمد الخلّال، حَدَّثَنَا شَيْخُ بْنُ عُمَيْرَةَ بْنِ صَالِحٍ الأَسدِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ كُلْثُومِ ابْنَةُ عُثْمَانَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ الزُّبَيْرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ جَدِّهَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخُبْزِ وَالْخَمِيرِ نُقْرِضُهُمْ وَيَرُدُّونَ أَكْثَرَ أَوْ أَقَلَّ، فَقَالَ: «لَيْسَ بِهَذَا بَأْسٌ إِنَّمَا هَذِهِ مَرَافِقُ بَيْنَ النَّاسِ لا يُرَادُ فِيهَا الْفَضْلُ» .
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لفظا- أخبرنا أبو بكر بن الْمُقْرِئِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخُ بْنُ عُمَيْرَةَ بْنِ عبد الصّمد أبو عليّ- ببغداد- حدّثنا عبّاس بن يزيد، حدّثنا عبد الرّزّاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَسَمَّى الْحَرْبَ خُدْعَةً» [2]
. أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن شيخ بن صالح قرابة بشر بن موسى، مات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] 4832- انظر الحديث في: كنز العمال 3260، 43276. والجامع الكبير 5265.
[2] 4833- انظر الحديث في: فتح الباري 8/352، 9/497. والدر المنثور 5/239. وتفسير ابن كثير 4/139، 240.(9/268)
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
4834- شقيق بن سلمة، أبو وائل الأسدي [1] :
أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يلقه، وسمع عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي ابن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وخباب بن الأرت، وأبا موسى الأشعري، وأسامة بن زيد، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وابن عباس، وجرير بن عبد الله، وأبا مسعود الأنصاري، والمغيرة بن شعبة. روى عنه أبو منصور ابن المعتمر، وعمرو بن مرة، والحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، وحماد بن أبي سليمان، وسعيد بن مسروق، ومغيرة بن مقسم، ومهاجر أبو الحسن، وسليمان الأعمش، وغيرهم. وكان ممن سكن الكوفة، وورد المدائن مع علي بن أبي طالب حين قاتل الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن إبراهيم البلخيّ، حدّثنا محمّد بن سهل العطّار، حدّثنا أحمد بن عمر الدهقان، حَدَّثَنَا محمد بن كثير الكوفي عن حمزة الزيات، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وائل شقيق بن سلمة قال: شهدت النهروان مع علي بن أبي طالب، وذكر قصة المخدج.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنُ عَلِيّ بْنِ أَيُّوبَ الْقَاضِي وأَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصَّائِغُ- جَمِيعًا بِعُكْبَرَا- قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بن حرب الطائي، حدّثنا عليّ بن حرب، حدّثنا أبو داود- يعني الحفري- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَنْبَسِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام شاب.
__________
[1] 4834- انظر: تهذيب الكمال 2767 (12/548- 554) . وطبقات ابن سعد 6/96. وتاريخ ابن معين 2/258. وتاريخ خليفة 288. وطبقاته 155. وعلل أحمد 1/235. والتاريخ الكبير 4/ت 2681. والصغير 1/219، 231، 252. وثقات العجلي، الورقة 24. والكنى للدولابي 2/645. والجرح والتعديل 4/ت 1613. والمراسيل لابن أبي حاتم 88، 89. وثقات ابن حبان 1/الورقة 190. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 80. ورجال البخاري للباجي، الورقة 172. وحلية الأولياء 4/101. وجمهرة ابن حزم 196. والسابق واللاحق 226. والاستيعاب 2/710، 4/177. والجمع 1/216. والكامل في التاريخ 4/127، 477، 487. وتهذيب الأسماء واللغات 1/247. ووفيات ابن خلكان 2/476- 477.
وأسد الغابة 3/3. وسير النبلاء 4/161- 166. والكاشف 2/ت 3322. وتذكرة الحفاظ 1/60. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 2731. ومعرفة التابعين، الورقة 20. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 81. وتاريخ الإسلام، الورقة 220 (آيا صوفيا 3006) . والمراسيل للعلائي 290.-(9/269)
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الملك بن الحسن المعدّل، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْبَسَةَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ: مَنْ أَدْرَكْتَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَرْعَى غَنَمًا لأَهْلِي، إِذْ مَرَّ رَكْبٌ- أَوْ فَوَارِسُ- فَفَرَّقُوا غَنَمِي، فَوَقَفَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: اجْمَعُوا لِلْغُلامِ غَنَمَهُ كَمَا فَرَّقْتُمُوهَا عَلَيْهِ، فَتَبِعْتُ رَجُلا مِنْهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ ابن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبّار، حَدَّثَنَا أحمد بن منيع قال: حَدَّثَنَا علي بن ثابت عن أبي العنبس قال: كان شقيق لا يخضب.
قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أمرد ولم أره.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أبو معاوية عن الأعمش قال: قال لي شقيق بن سلمة: يا سليمان لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم بزاحة، فوقعت عن البعير فكادت تندق عنقي، فلو مت يومئذ كانت النار. وسمعت شقيقا يقول: كنت يومئذ ابن إحدى عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمِ الدوري، حدّثنا محاضر، حَدَّثَنَا الأعمش قال: قال إبراهيم: عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم يعدونه من خيارهم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا محمّد بن بشّار، حَدَّثَنَا محمد بن شعبة قال: سمعت أبا معشر الذي يروي عن إبراهيم النخعي قال: ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به، وإني لأرجو أن يكون أبو وائل منهم.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حدّثنا
__________
- وإكمال مغلطاي 2/الورقة 172. ونهاية السول، الورقة 142. وغاية النهاية 328.
وتهذيب ابن حجر 4/361. والإصابة 2/ترجمة 3982. والتقريب 1/354. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2974. وتاريخ دمشق 6/336 (التهذيب) .(9/270)
عبد الرحمن- يعني ابْنِ مَهْدِيٍّ- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عاصم قال: كان زر يحب عليا، وكان أبو وائل يحب عثمان، وكانا يتجالسان، فما سمعتهما يتناثيان شيئا قط.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنَا يوسف بن محمد الصفار.
وأَخْبَرَنِي ابن الفضل أيضا، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا يوسف الصّفّار، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قال: كان أبو وائل إذا خلا نشج، ولو جعل له الدنيا على أن يفعل ذلك وأحد يراه لم يفعل.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن عن أبي عوانة عن عاصم قال: كان لأبي وائل خص من قصب، هو فيه وفرسه، فكان إذا غزا نقضه، وإذا قدم بناه.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا عمرو بن عبد الغفار، حَدَّثَنَا الأعمش قال: قال لي شقيق:
يا سليمان نعم الرب ربنا، لو أطعناه ما عصانا.
أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حدّثنا الفضل بن يعقوب الرخامي، حدّثنا الهيثم بن جميل، حَدَّثَنَا أبو إسرائيل ومندل عن الأعمش قال: قال لي أبو وائل: يا أعمش. أسمع الناس يقولون الدانق والقيراط الدانق، أكثر أو القيراط؟.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا الأبّار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيد عن أبي الأحوص محمّد بن جيان، عن علي بن ثابت عن سعيد بن صالح قال: كان أبو وائل يوم الجماجم [1] وهو ابن خمسين ومائة سنة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حدّثنا أبي قال: شقيق بن سلمة الأسدي يكنى أبا وائل، من أصحاب عبد الله، رجل صالح جاهلي.
__________
[1] في النسختين: «يوم جنابرها» .(9/271)
4835- شيبان بن عبد الرحمن، أبو معاوية التميمي النحوي المؤدب البصري [1] :
سكن الكوفة زمانا ثم انتقل عنها إلى بغداد، وحدث بها عن الحسن البصري، وقتادة ويحيى بن أبي كثير. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن معاذ العنبري ويزيد بن هارون، والحسين بن محمّد المروزيّ، والحسن بن موسى الأشيب، ويونس بن محمد المؤدب، وعلي بن الجعد، وغيرهم. وكان يؤدب سليمان بن داود الهاشمي ببغداد.
وذكر لي أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي عن أبي أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ العسكري أن شيبان النحوي نسب إلى بطن يقال لهم بنو نحو. ثم قرأت بخط النعيمي عن أبي أحمد ذلك، وقال هم بنو نحو بن شمس- بضم الشين- من بطن من الأزد.
قلت: وذكر أبو الحسين بن المنادي أن المنسوب إلى القبيلة من الأزد التي يقال لها نحو، هو يزيد النحوي لا شيبان.
فأَخْبَرَنِي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدّثنا عبيد الله بن محمّد الحوشي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: يزيد النحوي هو يزيد بن أبي سعيد، وهو بطن من الأزد يقال لهم بنو نحو، ليسوا من نحو العربية، ولم يرو منهم الحديث إلا رجلان، أحدهما يزيد هذا، وسائر من يقال له النحوي فمن نحو العربية، شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وهارون بن موسى النحوي، وأبو زيد النّحويّ.
__________
[1] 4835- انظر: تهذيب الكمال 2784 (12/592- 598) . وطبقات ابن سعد 6/377، 7/322 وتاريخ ابن معين 2/، 620 والدارمي، الترجمة، 56 وطبقات خليفة 168، 327 وعلل أحمد 355 والتاريخ الكبير 4/ت، 2709 وثقات العجلي، الورقة، 25 وسؤالات الآجري لأبي داود 3/269 وتاريخ واسط، 142 والجرح والتعديل 4/ت، 1561 وثقات ابن حبان 1/الورقة، 191 ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة، 79 ورجال البخاري للباجي، الورقة 172. والسابق واللاحق 237. والجمع 1/214. وإنباه القفطي 2/72، 73. وسير النبلاء 7/406. والكاشف 2/ت 2335. والمغني 1/الترجمة 2804. وتذكرة الحفاظ 2/443. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 17. والعبر 1/243. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 84. وميزان الاعتدال 2/ت 3758. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 176. وشرح علل الترمذي، لابن رجب 404. وغاية النهاية 1/329. ونهاية السول، الورقة 143. وتهذيب التهذيب 4/373. والتقريب 1/356. وشذرات الذهب 1/259. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2985.(9/272)
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: قَالَ أَبُو عبد الله: شيبان كان معلم الهاشمي قال أبو عبد الله: ما أقرب حديث شيبان.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هانئ أَبُو بَكْر الأثرم الطائي قال: قلت لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل: كان هشام أكبر عندك من شيبان؟ قال: هشام أرفع- يعني هشاما الدستوائي- هشام حافظ وشيبان صاحب كتاب. قيل له حرب بن شداد كيف هو؟
فقال: لا بأس به، قيل له شيبان؟ فقال: شيبان أرفع هؤلاء عندي، شيبان صاحب كتاب صحيح، قد روى شيبان عن الناس فحديثه صالح.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فشيبان ما حاله في الأعمش؟ فقال: ثقة في كل شيء.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قال: كان شيبان ابن عبد الرحمن التميمي ثقة، وكان مؤدبا لسليمان بن داود الهاشمي، وكان أصله بصريا فانتقل إلى الكوفة.
أَخْبَرَنَا عبد الغفار بن محمد المؤدّب، أَخْبَرَنَا عمر بْن أَحْمَد الواعظ. وأَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة.
وأخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن الزَّعْفَرَانِيّ قَالا: حَدَّثَنَا ابن أَبِي خيثمة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: شيبان ثقة، وهو صاحب كتاب رجل صالح، يقال إنه مات ببغداد في خلافة المهدي، ودفن في مقابر الخيزران.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن شيبان أبي معاوية البصري فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شيبان أحب إلي من حرب بن شداد في يحيى بن أبي كثير.(9/273)
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا عيسى بن عليّ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال:
وقال أحمد بن حنبل: شيبان أثبت في حديث يحيى بن أبي كثير من الأوزاعي.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: شيبان بن عبد الرحمن أحب إلي من معمر في قتادة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قيل لأبي داود: شيبان أحب إليك في قتادة من معمر؟ قال: نعم.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثنا ابن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: وشيبان أبو معاوية النحوي بصري ثقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي كوفي ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنَا جدي قال: وأما شيبان بن عبد الرحمن فإنه كان صاحب حروف وقرآن، مشهور بذلك، كان يحيى بن معين يوثقه، وزعم أنه بصري انتقل إلى الكوفة. قال يعقوب: وكان يؤدب سليمان بن داود الهاشمي وإخوته، وتوفي ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي، ودفن في مقبرة الخيزران.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي.
وأخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية كان صدوقا.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف قَالَ: حَدَّثَنَا الحُسين بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: كان شيبان بن عبد الرحمن النحوي ثقة في الحديث، مات ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي، ودفن في مقابر قريش باب التبن.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: مات شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية مولى تميم ببغداد سنة أربع وستين ومائة.(9/274)
4836- شبيب بن شيبة، أبو معمر الخطيب المنقري البصري [1] :
وهو شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهيم بن سمى بن سنان بن خالد ابن منقر بن عبيد بن مفاعر بن عمرو بن كعب بن سعد بْن زيد مناة بْن تميم بْن مرة ابن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان. حدث عن الحسن، ومعاوية بن قرة، وعطاء بن أبي رباح، وهشام بن عروة. روى عنه عيسى بن يونس، وأبو بدر شجاع بن الوليد، ومسلم بن إبراهيم، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل، ومعلى بن منصور، وأبو سعيد الأصمعي، وأبو بلال الأشعري، وعبد الله بن صالح العجلي وكان له لسن وفصاحة، وقدم بغداد في أيام المنصور فاتصل به، وبالمهدي من بعده، وكان كريما عليهما، أثيرا عندهما [2] .
وَقَالَ أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ: حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ- بِبَغْدَادَ- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطيّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ.
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمر، حَدَّثَني أبي، حدثنا عبد اللَّه بْن سليمان، حدّثنا عليّ بن خشرم، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ فِي مَوْكِبِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رُوَيْدًا فَإِنِّي أَمِيرٌ عَلَيْكَ. فَقَالَ: وَيْلَكَ أَمِيرٌ عَلَيَّ؟! قُلْتُ: نَعَمْ! حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقْطَفُ الْقَوْمِ دَابَّةً أَمِيرُهُمْ» [3]
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: أَعْطُوهُ دَابَّةً، فَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْنَا مِنْ أَنْ يَتَأَمَّرَ عَلَيْنَا.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حدّثني هارون بن سفيان المستملي، حَدَّثَنِي عبد الله بن صالح بن مسلم، حَدَّثَنِي شبيب بن شيبة قال: قال لي أبو جعفر- وكنت في سماره- يا شبيب عظني وأوجز. قال:
__________
[1] 4836- انظر: تهذيب الكمال 2691 (12/362) . والمنتظم 8/273. وتاريخ ابن معين 2/248.
وعلل أحمد 1/87. والتاريخ الكبير 4/ت 2626. وسؤالات الآجري لأبي داود 4/الورقة 6. والمعرفة 2/261. وضعفاء النسائي، الترجمة 293. وضعفاء العقيلي 93. والجرح والتعديل 4/ت 1569. والمجروحين 1/363. والكامل لابن عدي 2/الورقة 83. وضعفاء الدارقطني، الترجمة 286. ووفيات الأعيان 2/458- 460. والكاشف 2/الترجمة 2254.
وديوان الضعفاء، الترجمة 1864. والمغني 1/الترجمة 2738. وميزان الاعتدال 2/الترجمة 3660. والعبر 1/239. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 70. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 156. ونهاية السول، الورقة 138. وتهذيب ابن حجر 4/307. والتقريب 1/256.
وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2902. وشذرات الذهب 1/256.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/365.
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 14781.(9/275)
قلت: يا أمير المؤمنين إن الله لم يرض من نفسه بأن يجعل فوقك أحدا من خلقه، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبد هو أشكر منك. قال: والله لقد أوجزت وقصرت، قال: قلت: والله لئن كنت قصرت فما بلغت كنه النعمة فيك.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن محمّد البزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى الصولي قَالَ: حَدَّثَنَا أبو ذكوان، حَدَّثَنَا محمد بن سلام قال: خرج شبيب بن شيبة من دار المهدي، فقيل له: كيف تركت الناس؟ قال: تركت الداخل راجيا، والخارج راضيا.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد عن موسى بن إبراهيم- صاحب حماد بن سلمة- قال: كان شبيب بن شيبة يصلي بنا في المسجد الشارع في مربعة أبي عبيد الله، فصلى بنا يوما الصبح، فقرأ بالسجدة، وهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ، فلما قضى الصلاة قام رجل فقال: لا جزاك الله عني خيرا، فإني كنت غدوت لحاجة فلما أقيمت الصلاة دخلت أصلي، فأطلت حتى فاتتني حاجتي. قال: وما حاجتك؟ قال:
قدمت من الثغر في شيء من مصلحته، وكنت وعدت البكور إلى دار الخليفة: لا ينجز ذلك! قال: فأنا أركب معك، فركب معه ودخل على المهدي فأخبره الخبر، وقص عليه القصّة، قال: وتريد ماذا؟ قال: قضاء حاجته، فقضى حاجته، وأمر له بثلاثين ألف درهم، فدفعها إلى الرجل، ودفع إليه شبيب من ماله أربعة آلاف درهم، وقال له: لم تضرك السورتان [1] .
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الرحمن بن العباس قالا: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري، حَدَّثَنَا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، حَدَّثَنَا الأصمعي قال: كان شبيب بن شيبة رجلا شريفا، يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم، فكان يغدو في كل يوم ويركب، فإذا أراد أن يغدو أكل من الطعام شيئا قد عرفه فنال منه ثم ركب، فقيل له إنك تباكر الغداء؟ فقال: أجل أطفئ به فورة جوعي، وأقطع به خلوف فمي، وأبلغ به في قضاء حوائجي، فإني وجدت خلاء الجوف، وشهوة الطعام يقطعان الحكيم عن بلوغه في حاجته، ويحمله ذلك على التقصير فيما به إليه الحاجة،
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/365.(9/276)
وإني رأيت النهم لا مروءة له، ورأيت الجوع داء من الداء، فخذ من الطعام ما يذهب عنك النهم، وتداوي به داء الجوع [1] .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المصري- إملاء- حدّثني عبد الرّحمن بن حاتم المرادي، حَدَّثَنَا سعيد بن عفير قال:
كان شبيب بن شيبة يقول: اطلبوا العلم بالأدب، فإنه دليل على المروءة، وزيادة في العقل، وصاحب في الغربة [2] .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: أتى شبيب بن شيبة سليمان بن علي في حاجة، فقال له سليمان قد حلفت أن لا أقضي هذه الحاجة لأحد، فقال أيها الأمير إن كنت لم تحلف بيمين قط فحنثت فيها فما أحب أن أكون أول من أحنثك، وإن كنت ترى غيرها خيرا منها فتكفر؟ قال: أستخير الله.
أَخْبَرَنَا التّنوخيّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أبي العباس بن محمد قال:
سمعت أبا العباس المبرد يقول: قال شبيب بن شيبة: من سمع كلمة يكرهها فسكت، انقطع عنه ما يكرهه، وإن أجاب سمع أكثر مما يكره [3] .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسن بن صفوان البرذعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدّنيا، حدّثني أبو الحسن الخزاعيّ، حَدَّثَنِي رجل من ولد شبيب بن شيبة قال: غاب شبيب بن شيبة عن البصرة عشرين سنة ثم قدمها فأتى مجلسه، فلم ير أحدا من جلسائه. فقال:
يا مجلس القوم الذي ... ن بهم تفرقت المنازل
أصبحت بعد عمارة ... قفرا تخرقك الشمائل
فلئن رأيتك موحشا ... لبما أراك وأنت آهل
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: قَالَ سليمان بْن حرب: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد قَالَ: جلس عمرو بْن عبيد، وشبيب بْن شيبة ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر، قَالَ: فما صلوا ليلتئذ ركعتين. قَالَ: وجعل عمرو يقول: هيه أبا معمر، هيه أبا معمر.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/365- 366.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/366.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/366.(9/277)
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي، أخبرنا المرزبانيّ- يعني محمّد بن خلف- حدّثنا عبد الله بن محمّد الكوفيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن نصر الكوفي قال: قيل لعبد الله بن المبارك نأخذ عن شبيب بن شيبة وهو يدخل على الأمراء؟ فقال: خذوا عنه فإنه أشرف من أن يكذب.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود قَالَ: قال أبو علي صالح بن محمد:
وشبيب بن شيبة صالح الحديث.
أخبرني البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قال: شبيب بن شيبة حدّث عن الحسن ابن عمرو بن ثعلب صدوق يهم.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- عن شبيب بن شيبة بصري فقال: لم يكن بثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وشبيب بن شيبة ليس بثقة.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة: شبيب بن شيبة؟ قال:
ليس بالقوي.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: شبيب بن شيبة ضعيف.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن شبيب بن شيبة؟ فقال:
ليس بشيء.
4837- الشرقي بن القطامي، الكوفي [1] :
حدث عن لقمان بن عامر، وأبي طلق العائذي ومجالد بن سعيد. روى عنه محمّد
__________
[1] 4837- انظر: نزهة الألباء 42. والمعارف 234. ولسان الميزان 3/142. واللباب 2/17. والأعلام 8/120.(9/278)
ابن زياد بن زبار، ويزيد بن هارون. وكان الشرقي عالما بالنسب، وافر الأدب، فأقدمه أبو جعفر المنصور بغداد، وضم إليه المهدي ليأخذ من أدبه، والشرقي لقب غلب عليه، واسمه الوليد بن حصين، كذلك ذكر البخاري.
وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قال: اسم الشرقي بن القطامي العلامة الوليد بن الحصين بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك، من بني عمرو بْن امرئ القيس بْن عامر بْن النعمان بن عامر الأكبر بن عوف من بني عذرة ابن زيد اللات بن رفيدة.
ذكر غير الدارقطني نسبه فقال: ابن جابر بن مالك من بني عمرو بن امرئ القيس ابن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف بن كنانة بن بكر بْن عوف بْن عُذرة بْن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، والحصين والد الشرقي هو المعروف بالقطامي.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البزاز- إجازة- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ الحافظ، حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد، حَدَّثَنَا يونس بن سابق قال:
قلت لمحمد بن زياد بن زبار: أين كتبت عن شرقي بن قطامي؟ قال: ببغداد في الحربية.
أخبرنا عليّ بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا عليّ بن الحسن الجرّاحي، حدّثني سهل ابن إسماعيل الجوهريّ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن الضريس النّحويّ، حدّثنا عبيد الله بن الحكم الحبري قال: حَدَّثَنَا محمد بن شبيب النّحويّ، حَدَّثَنَا الشرقي بن قطامي قال: دخلت على المنصور فقال: يا شرقي، علام يؤتى المرء؟ فقلت: أصلح الله الخليفة على معروف قد سلف، ومثله مؤتنف، أو قديم شرف، أو علم مطرف.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل الضرير الواسطي قَالَ: سمعت يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا شعبة عن شرقي بن قطامي بحديث عمر بن الخطاب أنه كان يبيت من وراء العقبة. فقال شعبة: حماري وردائي في المساكين صدقة، إن لم يكن شرقي كذب على عمر، قال:
قلت: فلم تروي عنه؟! سليمان بن إسحاق الجلاب قال: قال إبراهيم الحربي: شرقي بن قطامي كوفي قد تكلم فيه، وكان صاحب سمر.(9/279)
أخبرني البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قال: شرقي الجعفي هو ابن قطامي ضعيف، يحدث عن شعبة، له حديث واحد ليس بالقائم.
4838- شريك بن عبد الله، أبو عبد الله النخعي الكوفي القاضي [1] :
أدرك عمر بن عبد العزيز، وسمع أبا إسحاق السبيعي، ومنصور بن المعتمر، وعبد الملك بن عمير، وسماك بن حرب، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وعليّ ابن الأقمر وزبيدا اليامي، وعاصما الأحول، وعبد الله بن محمد بن عقيل، ومخول بن راشد وهلال الوزان، وأشعث بن سوار، وشبيب بن غرقدة، وحكيم بن جبير، وجابرا الجعفي، وعلي بن بذيمة، وعمارا الدهني، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد. روى عنه عبد الله بن المبارك، وعباد بن العوام، ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، وأبو نعيم، ويحيى بن الحماني، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، ومحرز بن عوانة، وبشر بن الوليد، وعبد الله بن عون الخراز، ومحمد بن سليمان لوين. وقدم شريك بغداد مرات وحدّث بها.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، أخبرنا الحسين بن فهم، أَخْبَرَنَا محمد بن سعد قال: شريك بن عبد الله بن أبي شريك، وهو
__________
[1] 4838- انظر: تهذيب الكمال 2736 (12/462- 475) . والمنتظم 9/29. وكلام ابن معين رواية ابن طهمان 31، 322. وطبقات ابن سعد 6/378. وتاريخ ابن معين 2/250، 251.
وتاريخ خليفة 434، 440، 442، 447، 450، 464. وطبقاته 169. وفضائل الصحابة، الترجمة 243. والتاريخ الكبير 4/ت 2647. والصغير 2/213. وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 134. والكنى لمسلم، الورقة 61. وثقات العجلي، الورقة 24. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/الترجمة 283، 5/الورقة 10، 36، 47. والقضاة لوكيع 3/149. وضعفاء العقيلي، الورقة 93. والجرح والتعديل 4/ت 1602. وعلل ابن أبي حاتم 688. وثقات ابن حبان 1/الورقة 188. والكامل لابن عدي 2/الورقة 73. وثقات ابن شاهين، الترجمة 552. وسنن الدارقطني 1/345. وعلل الدارقطني 2/الورقة 225. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 81. وجمهرة ابن حزم 415. والسابق واللاحق 237. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 74. وسير أعلام النبلاء 8/178. والكاشف 2/الترجمة 2295. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 75. وديوان الضعفاء 1878. والمغني 1/الترجمة 2764. وتذكرة الحفاظ 1/232. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 17. وميزان الاعتدال 2/ت 3697. والمراسيل للعلائي 285. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 163. ونهاية السول، الورقة 140. وتهذيب التهذيب 4/333. والتقريب 1/351. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 2948. وشذرات الذهب 1/287.(9/280)
الحارث بن أوس بن الحارث بن ذهل بْن وهبيل بْن سَعْد بْن مَالِك بْن النخع بن مذحج. وكان شريك ولد ببخارى بأرض خراسان، وكان جده قد شهد القادسية [1] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأت على أَبِي الحسن الكراعي حدثكم عبد الله بن محمود قال: سمعت علي بن حجر يقول: سمعت شريكا يقول: ولدت ببخارى. وقال عبد الله بن محمود: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى الحماني يقول: قال لي عبد الله بن المبارك: أما يكفيك علم شريك؟! أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: بلغني أن شريكا ولد سنة خمس وتسعين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ولد شريك سنة خمس وتسعين.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ- بالكوفة- أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمّد، أخبرنا وكيع، أخبرني إبراهيم بن عثمان، حَدَّثَنَا أبو خالد يزيد بن يحيى بن يزيد، حَدَّثَنِي أبي قال: مر شريك القاضي بالمستنير بن عمرو النخعي، فجلس إليه، فقال: يا أبا عبد الله من أدبك؟ قال: أدبتني نفسي والله، ولدت بخراسان ببخارى فحملني ابن عم لنا حتى طرحني عند بني عم لي بنهر صرصر، فكنت أجلس إلى معلم لهم فعلق بقلبي تعلم القرآن فجئت إلى شيخهم.
فقلت يا عماه، الذي كنت تجري عليّ هاهنا أجره علي بالكوفة أعرف بها السنة وقومي، ففعل. قال: فكنت بالكوفة أضرب اللين وأبيعه، وأشتري دفاتر وطروسا فأكتب فيها العلم والحديث، ثم طلبت الفقه فبلغت ما ترى. فقال المستنير بن عمرو لولده: سمعتم قول ابن عمكم، وقد أكثرت عليكم في الأدب ولا أراكم تفلحون فيه، فليؤدب كل رجل منكم نفسه، فمن أحسن فلها، ومن أساء فعليها [2] .
أخبرني الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات، حدّثني أبو يحيى الناقد، حَدَّثَنِي حجاج بن يوسف الشاعر قال: سمعت أبا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/473.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/472- 473.(9/281)
أحمد الزبيري يقول: كنت إذا جلست إلى الحسن بن صالح رجعت وقد نغص علي ليلتي، وكنت إذا جلست إلى سفيان الثوري رجعت وقد هممت أن أعمل عملا صالحا، وكنت إذا جلست إلى شريك بن عبد الله رجعت وقد استفدت أدبا حسنا.
أَخْبَرَنَا هلال بن محمد الحفّار، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا جعفر ابن محمد الطيالسي قال: سمعت أبا معمر يقول: سمعت حفص بن غياث يقول:
قال الأعمش يوما: ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، قال: فقدمنا شريكا، وأبا حفص الأبار.
أَخْبَرَنِي السكري، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: قال شريك بن عبد الله: صليت الغداة مع أبي إسحاق الهمداني سبعمائة مرة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل قال: سمعت الهيثم بن خارجة يحدث أبا عبد الله قال: سمعت شريكا ببغداد يقول: لوددت أني كنت كتبت تفسير أبي إسحاق.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا داود بن رشيد، حَدَّثَنَا محمد بن معاوية النيسابوري قال:
سمعت عبادا يقول: قدم علينا معمر وشريك واسطا، وكان شريك أرجح عندنا منه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا عليّ ابن أحمد بن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: شريك بن عبد الله النخعي القاضي كوفي ثقة، وكان حسن الحديث، وكان أروى الناس عنه إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي، سمع منه تسعة آلاف حديث.
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حدّثنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأبلي، حَدَّثَنَا أحمد بن عمار بن خالد الواسطي قال: سمعت سعيد بن سليمان يقول لابن أبي سمينة: ارو عني هذا، أنا سمعت ابن المبارك يقول: شريك أعلم بحديث الكوفة من سفيان.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن سهل بْن حمدويه قال: سمعت أبا علي صالح(9/282)
ابن محمد البغدادي يقول: سمعت سعدويه يقول: سمعت ابن المبارك يقول: كان شريك أحفظ لحديث الكوفيين من سفيان- يعني الثوري-.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أخبرنا مكرم بن أحمد، حدثني يزيد بن الهيثم البادا قال: قلت ليحيى بن معين: زعم إسحاق بن أبي إسرائيل أن شريكا أروى عن الكوفيين من سفيان، وأعرف بحديثهم؟ فقال: ليس يقاس بسفيان أحد، ولكن شريك أروى منه في بعض المشايخ، الركين، والعباس بن ذريح، وبعض مشايخ الكوفيين- يعني أكثر كتابا- قلت ليحيى: فروى يحيى بن سعيد القطان عن شريك؟ قال: لم يكن شريك عند يحيى بشيء، وهو ثقة ثقة. قال يزيد ابن الهيثم: وسمعت يحيى يقول: شريك ثقة، وهو أحب إلي من أبي الأحوص وجرير، ليس يقاسون هؤلاء بشريك، وهو يروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حَدَّثَنَا عباس قال: قيل ليحيى: شريك أثبت أو أبو الأحوص. قال: شريك.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا بشر بْن أَحْمَد الإسفراييني قَالَ: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول:
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان التميمي- بدمشق- أَخْبَرَنَا أبو بكر يوسف بن القاسم القاضي الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الموصلي قال: سمعت يحيى بن معين قيل له: أيما أحب إليك، شريك، أو أبو الأحوص؟ فقال: شريك أحب إلي [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فشريك أحب إليك فيه- يعني في أبي إسحاق- أو إسرائيل؟ فقال شريك أحب إلي وهو أقدم، وإسرائيل صدوق. قلت فشريك أحب إليك في منصور، أو أبو الأحوص؟ فقال شريك أعلم به. قال عثمان: أراه قال: وكم روى أبو الأحوص عن منصور؟
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد اللَّه مُعَاويَة بْن صالِح عن يحيى
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/469.(9/283)
ابن معين قال: شريك بن عبد الله هو صدوق ثقة، إلا أنه إذا خولف [1] فغيره أحب إلينا منه [2] .
قال أبو عبيد الله: وسمعت من أحمد شبيها بذلك، أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: قال الفضل: وسئل أبو عبد الله عن شريك وإسرائيل عن أبي إسحاق أيهما أحب إليك؟ فقال: شريك أحب إلي، لأن شريكا أقدم سماعا من أبي إسحاق، وأما المشايخ فإسرائيل، قال: وشريك أكبر من سفيان.
وقال يعقوب: قال أبو طالب: قال أبو عبد الله: شريك أقدم من إسرائيل وزهير، وذاك أنه أسنهم.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: قُلْتُ- يَعْنِي لأحمد بن حنبل- يحيى القطان أيش كان يقول في شريك؟ قال: كان لا يرضاه، وما ذكر عنه إلا شيئا على المذاكرة حديثين.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا بشر الإسفراييني قَالَ: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: قيل لأبي زكريا يَحْيَى بْن معين.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن التميمي، أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي، حَدَّثَنَا أبو يعلى قال: وسئل يحيى بن معين، روى يحيى القطان عن شريك؟ فقال: لا، لم يرو عن شريك، ولا عن إسرائيل. ثم قال: شريك ثقة، إلا أنه كان لا يتقن ويغلط.
زاد الميانجي: ويزهو [3] بنفسه على سفيان وشعبة [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ- الخطيب بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: شريك أعلم من إسرائيل، وإسرائيل أقل حظّا [5] منه.
وذكر عن شريك قال: كان عسرا في الحديث، وإنما كان حديث شريك وقع
__________
[1] في تهذيب الكمال: «إذا خالف» .
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/469.
[3] في تهذيب الكمال: «ويذهب بنفسه» .
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/468.
[5] في الأصل والمطبوعة: «أقل خطأ منه» .
انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/471.(9/284)
بواسط، قدم عليهم في حفر نهر، فحمل عنه إسحاق الأزرق وغيره. قال علي: إن شريكا قال: صليت مع أبي إسحاق ألف غداة. قال علي: وكان يحيى بن سعيد حمل عن شريك قديما، وكان لا يحدث عنه، وكان ربما ذكرها على التعجب فكان بعضهم يحملها عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان يحيى لا يحدث عن إسرائيل، ولا عن شريك، وكان عبد الرحمن يحدث عنهما.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قال يحيى بن سعيد: قدم شريك مكة، فقيل لي لو أتيته؟ فقلت: لو كان بين يدي ما سألته عن شيء، وضعف حديثه جدا. قال يحيى: أتيته بالكوفة فإذا هو لا يدري.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: شريك ثقة، يخطئ على الأعمش، زهير وإسرائيل فوقه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجوري أنّ عبدان بن أحمد بن أبي صالح الهمداني حدثهم قَالَ: سمعتُ أَبَا حاتِم الرازي يقول: شريك لا يحتج بحديثه.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- لفظا بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي، حدّثنا القاسم ابن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: شريك بن عبد الله سيئ الحفظ، مضطرب الحديث مائل [1] .
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: سمعتُ أَبَا الوليد يقول: كان شريك يحدث بشيء يسبق إلى نفسه، لا يرجع إلى كتاب.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/471.(9/285)
أَخْبَرَنَا البرقاني والأَزْهَرِيّ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: شريك بن عبد الله ثقة صدوق، صحيح الكتاب، رديء الحفظ مضطربه [1] .
أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الله الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران قَالَ: قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن طالب بْن علي- فأقرَّ بِهِ- قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالِح بْن مُحَمَّد: شريك صدوق، ولما ولي القضاء اضطرب حفظه، وقل ما يحتاج إليه في الحديث الذي يحتج به.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو عبيد الله- وزير المهدي- لشريك القاضي: أردت أن أسمع منك أحاديث؟ فقال: قد اختلطت علي أحاديثي وما أدري كيف هي، فألح عليه أبو عبيد الله، فقال: حدثنا بما تحفظ، ودع مالا تحفظ فقال: أخاف أن تخرج أحاديثي ويضرب بها وجهي.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: كنا عند شريك يوما فظهر من أصحاب الحديث جفاء فانتهر بعضهم، فقال له رجل: يا أبا عَبْد اللَّه لو رفقت، فوضع شريك يده على ركبة الشيخ وقال: النبل عون على الدين.
وقال البغوي: حَدَّثَنِي أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، قال: قال شريك بن عبد الله لبعض إخوانه: أكرهت على القضاء، قال له فأكرهت على أخذ الرزق؟ قال ابن أبي شيخ: وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كان شريك على قضاء الكوفة، فخرج يتلقى الخيزران، فبلغ شاهي [2] وأبطأت الخيزران، فأقام ينتظرها ثلاثا ويبس خبزه، فجعل يبله بالماء ويأكله، فقال العلاء بن المنهال:
فإن كان الذي قد قلت حقا ... بأن قد أكرهوك على القضاء
فمالك موضعا في كل يوم ... تلقى من يحج من النساء
مقيم في قرى شاهي ثلاثا ... بلا زاد سوى كسر وماء
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 12/471.
[2] شاهي: موضع قرب القادسية.(9/286)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا يزيد بن محمد بن فضيل قال: سمعت أبا نعيم.
قال: هجا رجل شريكا فقال في ذلك:
فهلا فررت وهلا اغترب ... ت إلى بلد به المحشر
كما فر سفيان من قومه ... إلى بلد الله والمشعر
فلاذ برب له مانع ... ومن يحفظ الله لا يخفر
أراك ركنت إلى الأزرق ... ى ولبس العمامة والمنظر
فبخ بخ من مثلكم يا شري ... ك إذا ما علوت على المنبر
وقد طرحوا لك حتى لقط ... ت كما يلقط الطير في الأندر
أَخْبَرَنَا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمّد الجصاص، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّوَّافِ قال: وجدت في كتابنا عن أبي العباس بن مسروق ما يدل حاله على السماع قال: سمعت أبا كريب يقول: سمعت يحيى بن يمان يقول: لما ولي شريك القضاء أكره على ذلك، وأقعد معه جماعة من الشرط يحفظونه، ثم طاب للشيخ فقعد في نفسه، فبلغ الثوري أنه قعد من نفسه، فجاء فتراءى له، فلما رأى الثوري قام إليه فعظمه وأكرمه. ثم قال: يا أبا عبد الله هل من حاجة؟ قال: نعم مسألة، قال: أوليس عندك من العلم ما يجزيك، قال: أحببت أن أذكرك بها، قال:
قل! قال: ما تقول في امرأة جاءت فجلست على باب رجل، ففتح الرجل الباب، فاحتملها ففجر بها، لمن تحد منهما؟ فقال له أحده دونها، لأنها مغصوبة، قال: فإنه لما كان من الغد جاءت فتزينت وتبخرت وجلست على ذلك الباب، ففتح الباب الرجل فرآها فاحتملها ففجر بها، لمن تحد منهما؟ قال: أحدهما جميعا، لأنها جاءت من نفسها وقد عرفت الخبر بالأمس، قال: أنت كان عذرك حيث كان الشرط يحفظونك، اليوم أي عذر لك؟ قال: يا أبا عبد الله أكملك؟ قال: ما كان الله ليراني أكلمك أو تتوب، قال: ووثب فلم يكلمه حتى مات. وكان إذا ذكره قال: أي رجل كان لو لم يفسدوه! قال أبو كريب: أظن الثوري شم منه رائحة البخور- يعني قال:
وتبخرت، يعني المرأة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن حبيب البصريّ، حدّثنا محمّد بن المعلى الأزديّ بالبصرة، أخبرنا أبو روق الهزاني، حدّثنا الرياشي، حدّثنا محمّد بن العبّاس السّعدي،(9/287)
حَدَّثَنَا عبد الله بن إسحاق قال: كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة، فحكم على وكيل عبد الله بن مصعب بحكم لم يوافق هوى عبد الله فالتقى شريك بن عبد الله وعبد الله بن مصعب ببغداد، فقال عبد الله بن مصعب لشريك: ما حكمت على وكيلي بالحق. قال: ومن أنت؟ قال: من لا تنكر، قال: فقد نكرتك أشد النكير قال:
أنا عبد الله بن مصعب، قال: لا كثير، ولا طيب، قال: وكيف لا تقول هذا وأنت تبغض الشيخين، قال: ومن الشيخان؟ قال: أبو بكر، وعمر، قال: والله ما أبغض أباك وهو دونهما، فكيف أبغضهما؟.
حدّثني الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي، أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حدّثنا عليّ بن سهل، حَدَّثَنَا أزهر بن عمير قال: استأذن شريك علي يحيى بن خالد وعنده رجل من ولد الزبير بن العوام، فقال الزبيري: ليحيى بن خالد:
أصلح الله الأمير ائذن لي في كلام شريك، فقال إنك لا تطيقه، قال: ائذن لي في كلامه، قال: شأنك، فلما دخل شريك وجلس قال له الزبيري: يا أبا عبد الله إن الناس يزعمون أنك تسب أبا بكر وعمر؟ قال: فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: والله ما استحللت ذاك من أبيك وكان أول من نكت في الإسلام، كيف أستحله من أبي بكر وعمر؟.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله، حدّثني أبي أحمد، حَدَّثَنِي أبي عبد الله قال: جاء حماد بن أبي حنيفة إلى شريك ليشهد عنده شهادة.
فقال له شريك: الصلاة من الإيمان؟ قال حمّاد لم نجئ هذا، قال له شريك لكنا نبدأ بهذا، قال: نعم هي من الإيمان! قال: ثم تشهد الآن؟ فقال له أصحابه تركت قولك، قال: أفأتعرض لهذا فيجبهني، أنا أعلم أنه لا يجيز شهادتي ولكن يردها ردا حسنا.
قال: وقال حماد بن أبي حنيفة: كنت أجالس شريكا، فكنت أتحرز منه، فالتفت إلي يوما فقال: أظنك تجالسنا بأحسن ما عندك.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا علي بن عبد الله بن العباس بن العبّاس ابن المغيرة الجوهريّ، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْن عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا محمّد بن مزيد الخزاعيّ، حدّثنا الزبير، حدّثني مصعب بن عبد الله بن عمر بن الهياج بن سعيد أخي مجالد بن سعيد قال: كنت من صحابة شريك، فأتيته يوما وهو(9/288)
في منزله- باكرا، فخرج إلي في فرو ليس تحته قميص. عليه كساء. فقلت له قد أضحت عن مجلس الحكم، فقال: غسلت ثيابي أمس فلم تجف فأنا أنتظر جفوفها، اجلس فجلست فجعلنا نتذاكر باب العبد يتزوج بغير إذن مواليه. فقال: ما عندك فيه؟ ما تقول فيه؟ وكانت الخيزران قد وجهت رجلا نصرانيا على الطراز بالكوفة، وكتب إلى موسى بن عيسى أن لا يعصي له أمرا، فكان مطاعا بالكوفة، فخرج علينا ذلك اليوم من زقاق يخرج إلى النخع، معه جماعة من أصحابه عليه جبة خز، وطيلسان على برذون فاره، وإذا رجل بين يديه مكتوف وهو يقول: وا غوثاه بالله، أنا بالله ثم بالقاضي، وإذا آثار سياط في ظهره، فسلم على شريك وجلس إلى جانبه، فقال الرجل المضروب: أنا بالله ثم بك أصلحك الله، أنا رجل أعمل هذا الوشي، كراء مثلي مائة في الشهر، أخذني هذا مذ أربعة أشهر، فاحتبسني في طراز يجري على القوت، ولي عيال قد ضاعوا، فأفلت اليوم منه فلحقني ففعل بظهري ما ترى. فقال قم يا نصراني فاجلس مع خصمك، فقال: أصلحك الله يا أبا عبد الله هذا من خدم السيدة، مر به إلى الحبس، قال: قم ويلك فاجلس معه كما يقال لك، فجلس. فقال: ما هذه الآثار التي بظهر هذا الرجل من أثرها به؟ قال: أصلح الله القاضي إنما ضربته أسواطا بيدي وهو يستحق أكثر من هذا، مر به إلى الحبس، فألقى شريك كساءه ودخل داره، فأخرج سوطا ربذيا، ثم ضرب بيده إلى مجامع ثوب النصراني وقال للرجل: انطلق إلى أهلك، ثم رفع السوط فجعل يضرب به النصراني، وهو يقول له: يا صبحي قد مر قفا جمل. لا يضرب والله المسلم بعدها أبدا. فهم أعوانه أن يخلصوه من يديه، فقال:
من هاهنا من فتيان الحي؟ خذوا هؤلاء فاذهبوا بهم إلى الحبس، فهرب القوم جميعا، وأفردوا النصراني فضربه أسواطا، فجعل النصراني يعصر عينيه ويبكي ويقول له:
ستعلم؟ فألقى السوط في الدهليز وقال: يا أبا حفص ما تقول في العبد يتزوج بغير إذن مواليه؟ وأخذ فيما كنا فيه كأنه لم يصنع شيئا، وقام النصراني إلى البرذون ليركبه فاستعصى عليه، ولم يكن له من يأخذ بركابه، فجعل يضرب البرذون، قال: يقول له شريك: ارفق به ويلك فإنه أطوع لله منك، فمضى. قال يقول هو: خذ بنا فيما كنا فيه، قال: قلت: ما لنا ولذا، قد والله فعلت اليوم فعلة ستكون لها عاقبة مكروهة.
قال: أعز أمر الله يعزك الله، خذ بنا فيما نحن فيه، قال: وذهب النصراني إلى موسى بن عيسى فدخل عليه فقال من [فعل هذا] [1] بك؟ وغضب الأعوان وصاحب
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/289)
الشرط. فقال: شريك فعل بي كيت وكيت، قال: لا والله ما أتعرض لشريك، فمضى النصراني إلى بغداد فما رجع.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد الدمشقي.
وأَخْبَرَنَا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريّا، حَدَّثَنَا محمد بن مزيد الخزاعي قالا: حَدَّثَنَا الزبير قال: حَدَّثَنِي عمي عن عمر بن الهياج بن سعيد قال:
أتته امرأة يوما- يعني شريكا- من ولد جرير بْن عَبْد اللَّه البجلي صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في مجلس الحكم- فقالت: أنا بالله ثم بالقاضي، امرأة من ولد جرير بن عبد الله صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورددت الكلام فقال: إيها، عنك الآن من ظلمك؟ فقالت الأمير موسى بن عيسى، كان لي بستان على شاطئ الفرات لي فيه نخل ورثته عن آبائي وقاسمت إخوتي، وبنيت بيني وبينهم حائطا، وجعلت فيه فارسيا في بيت يحفظ النخل، ويقوم ببستاني، فاشترى الأمير موسى بن عيسى من إخوتي جميعا، وساومني وأرغبني فلم أبعه، فلما كان في هذه الليلة بعث بخمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط فأصبحت لا أعرف من نخلي شيئا، واختلط بنخل إخوتي، فقال: يا غلام طينة، فختم، ثم قال لها امضي إلى بابه حتى يحضر معك، فجاءت المراة بالطينة فأخذها الحاجب، ودخل على موسى فقال: أعدى شريك عليك، قال: ادع لي صاحب الشرط، فدعا به فقال: امض إلى شريك فقل يا سبحان الله، ما رأيت أعجب من أمرك، امرأة ادعت دعوى لم تصح أعديتها علي! قال: يقول له صاحب الشرط، إن رأى الأمير أن يعفيني فليفعل، فقال: امض ويلك، فخرج فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى الحبس بفراش وغيره من آلة الحبس، فلما جاء فوقف بين يدي شريك، فأدى الرسالة؟
قال: خذ بيده فضعه في الحبس، قال: قد والله يا أبا عبد الله عرفت أنك تفعل بي هذا، فقدمت ما يصلحني إلى الحبس، وبلغ موسى بن عيسى- يعني الخبر- فوجه الحاجب إليه، فقال: هذا من ذاك رسول، أي شي عليه؟ فلما وقف بين يديه وأدى الرسالة، قال: ألحقه بصاحبه، فحبس، فلما صلى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن الصباح الأشعثي، وجماعة من وجوه الكوفة من أصدقاء شريك، فقال: امضوا إليه وأبلغوه السلام، وأعلموه أنه قد استخف بي، وأني لست كالعامة، فمضوا وهو جالس في مسجده بعد العصر. فدخلوا فأبلغوه الرسالة، فلما انقضى كلامهم قال لهم: ما لي لا أراكم جئتم في غيره من الناس كلمتموني؟ من هاهنا من فتيان الحي،(9/290)
منكم بيد رجل فيذهب به إلى الحبس، لا ينم والله إلا فيه، قالوا: أجاد أنت؟ قال:
حقا حتى لا تعودوا برسالة ظالم، فحبسهم، وركب موسى بن عيسى في الليل إلى باب الحبس، ففتح الباب وأخرجهم جميعا، فلم كان الغد وجلس شريك للقضاء، جاء السجان فأخبره فدعا بالقمطر فختمها، ووجه بها إلى منزله، وقال لغلامة الحقني بثقلي إلى بغداد، والله ما طلبنا هذا الأمر منهم، ولكن أكرهونا عليه، ولقد ضمنوا لنا الإعزاز فيه إذ تقلدناه لهم. ومضوا نحو قنطرة الكوفة إلى بغداد، وبلغ موسى بن عيسى الخبر فركب في موكبه فلحقه. وجعل يناشده الله ويقول: يا أبا عبد الله تثبت، انظر إخوانك تحبسهم دع أعواني. قال: نعم! لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب عليهم المشي فيه، ولست ببارح أو يردوا جميعا إلى الحبس، وإلا مضيت إلى أمير المؤمنين فاستعفيته مما قلدني. وأمر بردهم جميعا إلى الحبس وهو والله واقف مكانه حتى جاءه السجان فقال: قد رجعوا إلى الحبس، فقال لأعوانه خذوا بلجامه، قودوه بين يدي جميعا إلى مجلس الحكم، فمروا به بين يديه حتى أدخل المسجد وجلس مجلس القضاء ثم قال: الجويرية المتظلمة من هذا، فجاءت فقال: هذا خصمك قد حضر وهو جالس معها بين يديه، فقال: أولئك يخرجون من الحبس قبل كل شيء، قال: أما الآن فنعم، أخرجوهم. قال: ما تقول فيما تدعيه هذه؟ قال: قال: صدقت، قال: فرد جميع ما أخذ منها، وتبنى حائطا في وقت واحد سريعا كما هدم، قال: أفعل، قال: بقي لك شيء؟ قال: تقول المرأة بيت الفارسي ومتاعه، قال: يقول موسى بن عيسى: ويرد ذلك، بقي لك شيء تدعينه؟ قالت: لا وجزاك الله خيرا. قال: قومي وزبرها، ثم وثب من مجلسه فأخذ بيد موسى بن عيسى فأجلسه في مجلسه ثم قال: السلام عليك أيها الأمير، تأمر بشيء؟ قال: أي شيء آمر؟! وضحك.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثني محمّد بن المرزبان، حدّثنا أبو بكر العامري، حدّثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، حَدَّثَنِي أبي قال: تقدم إلى شريك بن عبد الله وكيل لمؤنسة مع خصم له فجعل يستطيل خصمه إدلالا بموضعه من مؤنسة، فقال له شريك: كف لا أبالك، قال: أتقول لي هذا وأنا وكيل مؤنسة، فأمر به فصفع عشر صفعات فانصرف ودخل على مؤنسة وشكى، فكتبت مؤنسة إلى المهدي فعزل شريكا، وكان قبل هذا قد دخل شريك على المهدي فقال له: ما ينبغي أن تقلد الحكم بين المسلمين قال: ولم؟ قال: لخلافك على الجماعة، وقولك بالإمامة، قال: أما(9/291)
قولك بخلافك على الجماعة. فعن الجماعة أخذت ديني، فكيف أخالفهم وهم أصلي في ديني! وأما قولك وقولك بالإمامة فما أعرف إلا كتاب الله، وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما قولك مثلك ما يقلد الحكم بين المسلمين، فهذا شيء أنتم فعلتموه، فإن كان خطأ فاستغفروا الله منه، وإن كان صوابا فأمسكوا عليه. قال: وما قالا فيه؟ قال: فأما العباس فمات وعلي عنده أفضل الصحابة، وقد كان يرى كبراء المهاجرين يسألونه عما ينزل من النوازل، وما احتاج هو إلى أحد حتى لحق بالله، وأما عبد الله فإنه كان يضرب بين يديه بسيفين، وكان في حروبه رأسا متبعا، وقائدا مطاعا فلو كانت إمامته على جور كان أول من يقعد عنها أبوك، لعلمه بدين الله، وفقهه في أحكام الله، فسكت المهدي وأطرق، ولم يمض بعد هذا المجلس إلا قليل حتى عزل شريك.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْد اللَّهِ قَالَ: قدم هارون الكوفة يعزل شريكا عن القضاء، وكان موسى بن عيسى واليا على الكوفة. فقال موسى لشريك: ما صنع أمير المؤمنين بأحد ما صنع بك، عزلك عن القضاء، فقال له شريك: هم أمراء المؤمنين يعزلون القضاة، ويخلعون ولاة العهود، فلا يعاب ذلك عليهم. فقال موسى:
ما ظننت أنه مجنون هكذا، لا يبالي ما تكلم به. وكان أبوه عيسى بن موسى ولي العهد بعد أبي جعفر، فخلعه بمال أعطاه إياه، وهو ابن عم أبي جعفر.
وقال أبو مسلم: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْد اللَّهِ. قَالَ: قدم شريك البصرة فأبى أن يحدثهم، فاتبعوه حين خرج وجعلوا يرجمونه بالحجارة في السفينة، ويقولون له: يا ابن قاتل الحسين، رحم الله طلحة والزبير، وهو يقول لهم: يا أبناء الظؤورات، ويا أبناء السنائخ [1] لا سمعتم مني حرفا. فقال له ابنه: ألا تستعدي السلطان عليهم؟ قال: أو عجزنا عنهم!!.
وقال أبو مسلم: حَدَّثَنِي أبي قال: كان شريك يختلف إلى باب الخليفة ببغداد، فجاء يوما فوجدوا منه ريح نبيذ، فقال بعضهم: نشم رائحة أبا عبد الله؟ قال: مني مني؟ قالوا: لو كان هذا منا لأنكر علينا، قال: لأنكما مريبان. قال: وبعث إليه بمال يقسمه بالكوفة، فأشاروا عليه أن يسوى بين الناس، فأبى فأعطى الغربي اثنى عشر،
__________
[1] الظئر: المرضعة ولد غيرها. السناخة: الريح المنتنة.(9/292)
وأعطى الموالي ثمانية، وأعطى من حسن إسلامه أربعة، فأراد الموالي أن يقوموا عليه، فقال لهم: أنتم لا سبيل لكم علي، كان الناس في القسمة سواء ثمانية ثمانية فقد أعطيتكم ثمانية. وأخذت من حق هؤلاء فزدته العرب يتقوون به على حاجتهم، فدعوني مع هؤلاء. فخرج أولئك الذين أعطاهم أربعة أربعة، فما برحوا حتى عزلوه، وركب أهل الأربعة إلى بغداد حتى عزلوه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن خلف ابن المرزبان، أَخْبَرَنِي أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، أَخْبَرَنِي أبي قال: كان شريك القاضي لا يجلس حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذ، ثم يأتي المسجد فيصلي ركعتين، ثم يخرج رقعة من قمطره فينظر فيها، ثم يدعو بالخصوم، وإنما كان يقدمهم الأول فالأول، ولم يكن يقدمهم برقاع، قال: فقيل لابن شريك: يجب أن نعلم ما في هذه الرقعة قال: فنظر فيها ثم أخرجها إلينا فإذا فيها يا شريك بن عبد الله، اذكر الصراط وحدته. يا شريك بن عبد الله اذكر الموقف بين يدي الله تعالى، ثم يدعو بالخصوم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريّا القاضي، حدّثنا محمّد بن مزيد الخزاعيّ، حَدَّثَنَا الزبير- هو ابن بكار- قَالَ: حَدَّثَنِي عمي مصعب بْن عَبْد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال: حضرت شريكا في مجلس أبي عبيد الله، وعنده الْحَسَن بن زيد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب. والجريري رجل من ولد جرير- وكان خطيبا للسلطان- فتذاكروا الحديث في النبيذ واختلافهم فيه، فقال شريك: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عمر بن الخطاب.
قال: إنا ناكل من لحوم هذه الإبل، ونشرب عليها من النبيذ ليقطعها في أجوافنا وبطوننا. فقال الحسن بن زيد: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ، إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ.
فقال شريك: أجل والله ما سمعته، شغلك عن ذلك الجلوس على الطنافس، في صدور المجالس، ثم سكت. فتذاكر القوم الحديث في النبيذ فقال أبو عبيد الله: أبا عبد الله حدث القوم بما سمعت في النبيذ، فقال: كلا! الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب، على من يرد؟ على أبي إسحاق الهمداني، أم على عمرو بن ميمون الأودي.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ المهديّ(9/293)
لشريك: كأني أرى رأس زنديق يضرب الساعة. فقال شريك: يا أمير المؤمنين إن للزنادقة علامات، تركهم الجماعات، وشربهم القهوات، وتخلفهم عن الجماعات.
فقال المهدي: يا أبا عبد الله لم نعنك بهذا؟ قال يحيى بن معين: وجده حاضر الجواب.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: مات شريك سنة سبع وسبعين.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا ابن نمير قالا: مات شريك سنة سبع وسبعين ومائة.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ، حدّثنا خليفة بن الخيّاط قال: وشريك بن عبد الله مات سنة سبع- أو ثمان- وسبعين ومائة [1] .
4839- شبابة بن سوار، أبو عمرو الفزاري مولاهم [2] :
أصله من خراسان ونزل المدائن، حدّث بها وببغداد عن شعبة، وحريز بن عثمان، وورقاء بن عمر، ويونس بن أبي إسحاق، والمغيرة بن مسلم، وابن أبي ذئب، والليث
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 12/473- 474.
[2] 4839- انظر: تهذيب الكمال 2684 (12/343) . طبقات ابن سعد 7/320. وتاريخ ابن معين 2/247. والدارمي، الترجمة 108، 416. وعلل ابن المديني 68. وتاريخ خليفة 472.
وطبقاته 325. وعلل أحمد 1/71، 164، 368. والتاريخ الكبير 4/ت 2770. والصغير 2/308. والكنى لمسلم، الورقة 75. وثقات العجلي، الورقة 23. والمعرفة ليعقوب 1/453، 3/112. وتاريخ واسط 75، 103. وضعفاء العقيلي، الورقة 94. والجرح والتعديل 4/ت 1715. وثقات ابن حبان 1/الورقة 184. والكامل لابن عدي 2/الورقة 87. وثقات ابن شاهين، الترجمة 558. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 81. ورجال البخاري للباجي، الورقة 172. وإكمال ابن ماكولا 5/12. وتقييد المهمل، الورقة 63. والجمع 1/218. والأنساب للسمعاني 9/295. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 75. والكامل في التاريخ 6/362. وسير النبلاء 9/513. والكاشف 2/ت 2247. وديوان الضعفاء، الترجمة 1855. والمغني 1/ت 2732. وتذكرة الحفاظ 1/361. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 16. والعبر 1/349، 2/18. 21، 51، 57. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 69. وميزان الاعتدال 2/ت 3653. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 154. ونهاية السول، الورقة 137.
وتهذيب التهذيب 4/300. والتقريب 1/345. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 2992.(9/294)
ابن سعد، وعبد الله بن العلاء بن زبر. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وأبو خيثمة، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، والحسن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح الزعفراني، والحسن بن أبي الربيع، والحسن بن عرفة، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّه المنادي، وَالحسن بْن مكرم، وعبد اللَّه بْن روح المدائني، وعباس الدوري، وعلي بن حماد بن السكن، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسين ابن إسماعيل، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى بن أيوب المدائني، حَدَّثَنَا شبابة بن سوار- قال:
واسمه مروان وإنما غلب عليه سوار.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يقول: كان شعبة يتفقد أصحاب الحديث، فقال يوما: ما فعل ذاك الغلام الجميل؟ يعني شبابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بن محمد بن عترة الموصليّ، حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الأنصاريّ الزرقي- بالموصل- حدّثنا أحمد بن عبيد الله النرسي، حدّثنا شبابة بن سوار، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ قَاعِدًا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، حدّثنا الحسن ابن مكرم، حدّثنا شبابة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمُرَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السّرّاج، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت الشجرة، ألفا وأربعمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ- بِصَيْدَا- قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد الغساني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ أَبُو الحسين القاضي، حدّثنا عبّاس ابن مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَمْ كَتَبْتَ عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ؟ قُلْتُ: كذا(9/295)
وَكَذَا، قَالَ: فَقَالَ لِي: كَتَبْتَ عَنْهُ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بن سوار، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ألفا وأربعمائة؟ قَالَ: قُلْتُ: لا وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ هَذَا قَطُّ.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- وَذَكَرَ شَبَابَةَ- فَقَالَ: رَوَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَدَ فِي الْخَمْرِ. فَقَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: وَرَوَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمُرَ فِي الدُّبَّاءِ، فَقَالَ: هذا إِنَّمَا رُوِيَ عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ حَدِيثَ الْحَجِّ. قِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ:
وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِيهِ، بَايَعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: إِنَّمَا هَذَا حَدِيثٌ طَارِقٌ، مَا سَمِعْتُ هَذَا مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ، وَلا شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الراشدي، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ شَبَابَةَ الَّذِي يَرْوِيهِ عَنْ شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمُرَ قَالَ: مَا أَدْرِي أَخْبَرَكَ، مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَحَدٍ- يَعْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ- ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَحَدِيثُهُ الآخَرُ الَّذِي يَرْوِيهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، رَوَاهُ إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ:
بَكْرُ بْنُ عِيسَى مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَوَانَةَ- وَأَثْنَى عَلَيْهِ- كَانَ يُعَالِجُ الْبَزَّ، فَخَالَفَهُ فِي كَلامِهِ. قُلْتُ لَهُ: وَأَسْنَدَهُ ذَاكَ أَيْضًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ- يَعْنِي حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ- قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: وَرَوَى شَبَابَةُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عِمْرَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ بِسَبِّحِ اسْمِ رَبِّكَ الأَعْلَى! فَقَالَ: هَذَا باطل، ليس من هذا بشيء، إِنَّمَا رَوَاهُ حَجَّاجُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عِمْرَانَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنَاهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ حَجَّاجٍ، وَأَمَّا حَدِيثُ شُعْبَةَ فَحَدَّثَنَاهُ كَذَا وَكَذَا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ: وَالْحَدِيثُ يَصِيرُ إِلَى ابْنِ أَبْزَى.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- وَقِيلَ لَهُ: رَوَى شَبَابَةُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ بُكَيْرِ ابن عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمُرَ فِي الدباء- فقال عليّ: أي شيء تقدر تقول في(9/296)
ذَاكَ- يَعْنِي شَبَابَةَ كَانَ شَيْخًا صَدُوقًا، إِلَّا أنه كان يقول بالإرجاء- ولا ينكر من رجل سمع من رجل ألفا وألفين أَنْ يَجِيءَ بِحَدِيثٍ غَرِيبٍ. قَالَ جَدِّي: وَحَدِيثُ شَبَابَةَ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عن بكر بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمُرَ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ، وَهَذَا حَدِيثٌ لَمْ نَسْمَعْهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ إِلا مِنْ شَبَابَةَ، وَلَمْ يَبْلُغْنِي أَيْضًا أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ رَوَاهُ غَيْرُ شَبَابَةَ.
حَدَّثَنِي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أخبرنا أحمد بن جعفر الطرسوسي، حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر البزاز قَالَ: سمعت جعفر بن محمد بن عيسى يقول: سمعت محمّد بن عيسى بن الطباع يقول: قال شبابة: كان خارجة بن مصعب يحَدَّثَنَا عن ابن عون ومشايخ البصريين وهم أحياء، قال: فقلت له: هؤلاء أحياء؟ قال: تكون هذه معكم أطراف، قال: فمات أولئك ولم ألقهم، وبقي سماعنا منه. قال: ورأيت عاصما الأحوال- وكأني أنظر إلى حولته- ولم نرو عنه شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فشبابة؟ فقال ثقة.
وقال عثمان في موضع آخر: سألت يحيى عن شاذان قلت هو أحب إليك، أو شبابة؟ فقال: شبابة أحب إلي.
أَخْبَرَنَا عبد الغفار بن محمّد المؤدّب، أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد الواعظ وأبا عبيد الله ابن عمر، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قال: قال يحيى بن معين: شبابة بن سوار صدوق.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قلت ليحيى بن معين: تفسير ورقاء عمن حملته؟ قال: كتبته عن شبابة وعن علي بن حفص، وكان شبابة أجرأ عليها، و [هما] [1] جميعا ثقتان.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: شبابة بن سوار المدائني كان أحمد بن حنبل لا يرضاه، وهو صدوق في الحديث.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/297)
أخبرني البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا زكريا الساجي قال: شبابة بن سوار صدوق، يدعو إلى الأرجاء، كان أحمد بن حنبل يحمل عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي قال: سألت أبي أحمد بن عبد الله عن شبابة قلت له: يحفظ الحديث؟ قال: نعم، قلت: أين لقيته؟ قال: ببغداد.
وقال أبو مسلم في- موضع آخر- حَدَّثَنِي أبي قال: شبابة بن سوار الفزاري يكنى أبا عمرو من أهل المدائن، ثقة كان يرى الإرجاء. قيل له أليس الإيمان قولا وعملا؟
فقال: إذا قال فقد عمل.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: شبابة بن سوار الفزاري كان ثقة، صالح الأمر في الحديث وكان مرجئا.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عمرو البرذعي قَالَ: قيل لأبي زرعة في أبي معاوية- وأنا شاهد- كان يرى الإرجاء. قال: نعم، كان يدعو إليه، قيل فشبابة بن سوار أيضا؟
قال: نعم، قيل: رجع عنه؟ قال: نعم، قال: الإيمان قول وعمل.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس بن البخاري قال: شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري المدائني، يقال: مات سنة خمس- أو أربع- ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة ست ومائتين فيها مات شبابة بن سوار.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سنة ست ومائتين فيها مات شبابة بن سوار.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أخبرنا أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد السّمرقنديّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرْسُوسِيُّ قَالَ: سنة ست ومائتين فيها مات شبابة بن سوار.(9/298)
قلت: وذكر أَبُو مُحَمَّد بْن قتيبة في كتاب المعارف، أن شبابة خرج إلى مكة فأقام بها حتى مات.
4840- شهاب بن الحسن، العكبري:
روى عن عبد الملك بن قريب الأصمعي، حدث عنه علي بن محمد الحبيبي المروزي.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا محمد بن أبي بكر الوراق البخاري، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المروزيّ- إملاء- حَدَّثَنَا شهاب بن الحسن العكبري قال: سمعت الأصمعي يقول: سمعت أبان بن جرير يقول: قال المهلب بن أبي صفرة: يعجبني من الرجل الكريم خصلتان، يعجبني أن أرى عقل الرجل الكريم زائدا على لسانه، ولا يعجبني أن أرى لسانه زائدا على عقله.
4841- شقران بن عبدوس بن المبارك:
حدث عن محمد بن هشام النصيبي، روى عنه محمد بن حميد المخرمي.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، حدّثنا محمّد بن حميد بن سهل المخرّميّ، حَدَّثَنَا شُقْرَانُ بْنُ عَبْدُوسَ بْنِ الْمُبَارَكِ- فِي سويقة نصر- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ النُّصَيْبِيُّ الأَهْوَازِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةُ أُمُّ سَلْمِ بْنِ دِينَارٍ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» [1]
. 4842- شاكر بن عبد الله، أبو الحسن المصيصي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى النهرتيري، وعمر بن سعيد المنبجي،
__________
[1] 4841- انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/205، 8/36. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة باب 6، 7. وفتح الباري 8/62، 10/34، 42، 45، 13/162.
[2] 4842- انظر: تهذيب الكمال 2800 (13/28- 31) . وطبقات ابن سد 9/الورقة 255. وتاريخ ابن معين 2/262. والدارمي، ترجمة 437. وطبقات خليفة 274. وعلل أحمد 1/194.
والتاريخ الكبير 4/ت 2793. والصغير 2/102. والضعفاء الصغير للبخاري، ترجمة 166.
وضعفاء النسائي، ترجمة 296. وضعفاء العقيلي، الورقة 95. والجرح والتعديل 4/ت 1738.
والمجروحين 1/367. والكامل لابن عدي 2/الورقة 88. والضعفاء والمتروكون للدارقطني، ترجمة 288. وعلل الدارقطني 5/ورقة 43. والضعفاء لأبي نعيم، ترجمة 98. والكاشف 2/ترجمة 2348. والمغني 1/ترجمة 2822. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 86. وتاريخ الإسلام 6/201. وميزان الاعتدال 2/ت 3780. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 179. ونهاية السول، الورقة 144. وتهذيب التهذيب 4/384. والتقريب 1/358. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 3015.(9/299)
والْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِيلٍ الأَنْطَاكِيُّ، وأبي سعيد الحسن بن علي الفقيه، ومحمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح، وأيوب بن سليمان العطار المصيصيين، ومحمد بن إبراهيم بن البطال اليماني. حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَمحمّد بْنُ طلحة النعالي، وعلي بن أحمد الرزاز، وما علمت من حاله إلا خيرا.
وقال لنا ابن رزقويه: قدم علينا شاكر بن عبد الله مستنفرا.
أَخْبَرَنَا السُّكَّرِيُّ، حدّثنا شاكر بن عبد الله المصيصي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، حدّثنا أحمد بن عيسى المصري، حَدَّثَنَا ضِمَامٌ- يَعْنِي ابْنِ إِسْمَاعِيلَ- عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْجُهَلاءَ «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» حَتَّى سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
. قَالَ لي أبو الحسن علي بن أحمد الرزاز: توفي أبو الحسن شاكر بن عبد الله المصيصي في صفر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قلت: وببغداد كانت وفاته.
انقضى حرف الشين(9/300)
باب الصاد(9/301)
ذكر من اسمه صالح
4843- صالح بن حسان، أبو الحارث الأنصاري:
من بني النضير. مديني روى عن محمد بن كعب القرظي، وعروة بن الزبير.
قال ابن أبي حاتم الرازي: هو حجازي قدم بغداد، وروى عنه ابن أبي ذئب، وأنس بن عياض، وعائذ بن حبيب، وسعيد بن محمد الوراق.
قلت: في قول ابن أبي حاتم روى عنه ابن أبي ذئب عندي نظر، لأن الذي يروي عنه ابن أبي ذئب هو صالح بن أبي حسان، لا ابن حسان، وذاك يروي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، فالله أعلم. وقد روى عن صالح بن حسان أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار، وإبراهيم بن عيينة، وأبو يحيى الحماني، وحفص ابن عمر قاضي حلب، وأبو عاصم النبيل، وأبو داود الحفري. روى عنه أيضا صالح ابن أبي الأسود عن جعفر بن محمد بن عليّ.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا الفضل بن غسان الغلابي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ عَنْ حَفْصِ ابن عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا تَأْخُذُوا الْحَدِيثَ إِلا عَمَّنْ تُجِيزُونَ شَهَادَتَهُ» [1]
. رَوَاهُ أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنْ صَالِحٍ، فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِي رَفْعِهِ، وَوَقْفِهِ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ عَنْ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَلا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ غَيْرَ صالح.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ العبدي، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا منصور بن أبي الأسود، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده عن علي ابن أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقِ يَا عَلِيُّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ اللَّهَ حَقَّهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لن يمنع ذا حق حقه» [2] .
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/124. وكنز العمال 29180.
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 7/453، 10/95.(9/302)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ- بالبصرة- حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني، حَدَّثَنَا عباس بن محمد الدوري وإبراهيم بن إسحاق الحربي- واللفظ لإبراهيم- قال: حَدَّثَنَا سعيد بن سليمان، حَدَّثَنَا منصور بن أبي الأسود عن صالح بن حسان بإسناده نحوه. قال إبراهيم الحربي: صالح بن حسان هذا من أهل المدينة، من خلفاء الأوس، كان له نبل وشرف، وكان له قيان، فهي التي وضعت منه.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيّ وَالجوهري قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قال:
صالح بن حسّان النضيري من خلفاء الأوس. قال محمد بن عمر: أدرك المهدي وكان سريا مريا يملأ المجلس إذا تحدث، وكان عنده جوار مغنيات فهن وضعنه عند الناس، وكان يحدث عن محمّد بن كعب القرظي وغيره، وقدم الكوفة فسمع منه الكوفيون، وكان قليل الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: صالح بن حسان مديني وليس حديثه بشيء، روى عنه أبو ضمرة وغيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن صالح بن حسان قال: ليس بشيء.
أَخْبَرَنِي السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: صالح بن حسان ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: صالح بن حسان الأنصاري المديني منكر الحديث.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أخبرنا محمد بن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: صالح بْن مُحَمَّد بن صالح بن حسان يروي عن محمد بن كعب، ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن صالح بن حسان فَقَالَ:
ضعيف الحديث.(9/303)
وقال في موضع آخر: في حديثه نكارة.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: صالح بن حسان متروك الحديث مديني، وقيل بصري.
4844- صالح بن عبد القدوس، أبو الفضل البصريّ مولى لأسد [1] :
أحد الشعراء. اتهمه المهدي أمير المؤمنين بالزندقة، فأمر بحمله إليه، وأحضره بين يديه، فلما خاطبه أعجب بغزارة أدبه، وعلمه، وبراعته، وحسن بيانه، وكثرة حكمته، فأمر بتخلية سبيله، فلما ولى رده وقال له: ألست القائل؟
والشيخ لا يترك أخلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى جهله ... كذي الضنى عاد إلى نكثه
قال: بلى يا أمير المؤمنين، قال: فأنت لا تترك أخلاقك، ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك، ثم أمر به فقتل. وصلب على الجسر. ويقال إن المهدي أبلغ عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأحضره المهدي وقال له: أنت القائل هذه الأبيات؟ قال: لا والله يا أمير المؤمنين، والله ما أشركت بالله طرفة عين، فاتق الله ولا تسفك دمي على الشبهة، وقد
قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ» [2]
وجعل يتلو عليه القرآن، حتى رق له وأمر بتخليته، فلما ولى قال: أنشدني قصيدتك السينية، فأنشده حتى بلغ البيت أوله:
والشيخ لا يترك أخلاقه
فأمر به حينئذ فقتل. ويقال إنه كان مشهورا بالزندقة، وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله أمثال، وحكم، وآداب، ومن مستحسنات قصائد صالح القصيدة القافية.
أنشدناها عبيد الله بن أبي الفتح، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا: أنشدنا
__________
[1] 4844- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/291.
[2] انظر الحديث في: كشف الخفا 1/73. ونصب الراية 3/333. وكنز العمال 12957، 12972.(9/304)
محمد بن جعفر بن هارون التميمي الكوفي قال: أنشدنا أبو بكر الدارمي عن عمه لصالح بن عبد القدوس:
مرء يجمع والزمان يفرق ... ويظل يرقع والخطوب تمزق
ولأن يعادي عاقلا خيرا له ... من أن يكون له صديق أحمق
فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا ... إن الصديق على الصديق مصدق
وزن الكلام إذا نطقت فإنما ... بيدي عيوب ذوي العقول المنطق
ومن الرجال إذا استوت أحلامهم ... من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يجيل بكل واد قلبه ... فيرى ويعرف ما يقول فينطق
فبذاك يوثق كل أمر مطلق ... وبذاك يطلق كل أمر يوثق
وإن امرؤ لسعته أفعى مرة ... تركته- حين يجر- حبل يفرق
لا ألفينك ثاويا في غربة ... إن الغريب بكل سهم يرشق
ما الناس إلا عاملان فعامل ... قد مات من عطش وآخر يغرق
والناس في طلب المعاش وإنما ... الجد يرزق منهم من يرزق
لو يرزقون الناس حسب عقولهم ... ألفيت أكثر من ترى يتصدق
لكنه فضل المليك عليهم ... هذا عليه موسع ومضيق
وإذا الجنازة والعروس تلاقيا ... ألفيت من تبع العرائس يطلق
ورأيت من تبع الجنازة باكيا ... ورأيت دمع نوائح يترقرق
لو سار ألف مدجج في حاجة ... لم يقضها إلا الذي يترفق
إن الترفق للمقيم موافق ... وإذا يسافر فالترفق أوفق
بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا ... ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا
أَخْبَرَنِي علي بن أيّوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حدّثني عليّ ابن هارون النّجم عن أبيه قال: من مختار شعر صالح بن عبد القدوس قوله:
إن الغني الذي يرضى بعيشته ... لا من يظل على ما فات مكتئبا
لا تحقرن من الأيام محتقرا ... كل امرئ سوف يجزى بالذي اكتسبا
قد يحقر المرء ما يهوى فيركبه ... حتى يكون إلى توريطه سببا
بلغني عن عبد الله بن المعتز قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن عبد الرحمن بن المعبر قال:
رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا مستبشرا، فقلت: ما فعل بك ربك؟(9/305)
وكيف نجوت مما كنت ترمى به؟ قال: إني وردت على رب لا تخفى عليه خافية، فاستقبلني برحمته. وقال: قد علمت براءتك مما كنت تقذف به.
4845- صالح بن بشير، أبو بشر القارئ المعروف بالمري [1] :
من أهل البصرة. حدث عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وبكر بن عبد الله المزني، وثابت البناني، وسليمان التيمي، ويزيد الرقاشي، وجعفر بن زيد العبدي. روى عنه شجاع بن أبي نصر البلخي، وسريج بن النعمان الجوهري، ويونس بن محمد المؤدب، وعفان بن مسلم وأبو إبراهيم الترجماني، وخالد بن خداش المهلبي، وبشر بن الوليد الكندي، وصالح بن مالك الخوارزمي، وكان عبدا صالحا. وكان المهدي أمير المؤمنين قد بعث إليه فأقدمه عليه بغداد.
كذلك أَخْبَرَنِي الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني قال: أَخْبَرَنَا أبو حاتم محمد ابن حبان- إجازة- قال: صالح بن بشير المري من أهل البصرة حمله المهدي إلى بغداد، فسمع منه البغداديّون.
وأخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حدّثنا شيخ من الكتاب أن صالح المري لما أرسل إليه المهديّ قدم عليه، فلما أدخل عليه ودنا بحماره من بساط المهدي، أمر ابنيه- وهما وليا العهد، موسى وهارون- فقال: قوما فأنزلا عمكما، فلما انتهيا إليه، أقبل صالح على نفسه، فقال: يا صالح لقد خبت وخسرت، إن كنت إنما عملت لهذا اليوم.
وقال ابن الغلابي: حَدَّثَنِي أبي عن أبي دهمان- وكان عالما بفقهاء البصرة-. قال:
__________
[1] 4845- انظر: تهذيب الكمال 2796 (13/16- 23) . والمنتظم 9/24. وكلام ابن معين في الرجال، رواية ابن طهمان 163. وتاريخ ابن معين 2/262. والدارمي، الترجمة 155. وتاريخ خليفة 448. وطبقاته 223. والتاريخ الكبير 4/ت 2782. والصغير 2/212. والضعفاء الصغير، الترجمة 165. وأحوال الرجال للجوزجاني، ترجمة 197. والكنى لمسلم، الورقة 13.
وأبو زرعة 626. وضعفاء النسائي، الترجمة 300. وضعفاء العقيلي، الورقة 94. والجرح والتعديل 4/ت 1730. والمجروحين 1/371. والكامل، لابن عدي 2/الورقة 91.
والضعفاء للدارقطني، الترجمة 287. وحلية الأولياء 6/165. وإكمال ابن ماكولا 7/314.
وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 76. والكامل في التاريخ 6/134. ووفيات الأعيان 2/494، 495. والكاشف 2/ت 2345. وديوان الضعفاء، ترجمة 1913. وميزان الاعتدال 2/ت 3773. والمغني 1/ت 2817. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 2761. ونهاية السول، الورقة 144. وتهذيب التهذيب 4/381. والتقريب 1/358. وخلاصة الخزرجي 1/الترجمة 3011. وشذرات الذهب 1/281.(9/306)
كان صالح المري مملوكا لامرأة من بني مرة بن الحارث بن عبد القيس، وهو صالح ابن بشير.
أخبرني عليّ بن أيّوب، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثني أبو همّام، حَدَّثَنِي إبراهيم بن أعين.
قال: قال صالح المري دخلت على المهدي هاهنا بالرصافة، فلما مثلت بين يديه قلت:
يا أمير المؤمنين احمل لله ما أكملك به اليوم، فإن أولى الناس بالله أحملهم لغلظة النصيحة فيه، وجدير بمن له قرابة برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرث أخلاقه، ويأتم بهديه، وقد ورثك الله من فهم العلم، وإنارة الحجة، ميراثا قطع به عذرك، فمهما ادعيت من حجة، أو ركبت من شبهة، لم يصح لك بها برهان من الله، حل بك من سخط الله بقدر ما تجاهلته من العلم، أو أقدمت عليه من شبهة الباطل، واعلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خصم من خالفه في أمته، يبتزها أحكامها، ومن كان محمد خصمه كان الله خصمه، فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسول الله حججا تضمن لك النجاة أو استسلم للهلكة، واعلم أن أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى يدعيه إلى الله قربة، وإن أثبت الناس قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فمثلك لا يكابر بتجريد المعصية، ولكن تمثل له الإساءة إحسانا ويشهد له عليها خونة العلماء، وبهذه الحبالة تصيدت الدّنيا نظراءك، فأحسن الحمل قد أحسنت إليك الأداء. قال: فبكى المهدي.
قال أبو همام: فأَخْبَرَنِي بعض الكتاب إنه رأى هذا الكلام مكتوبا في دواوين المهدي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: وجدت في كتاب لي بخط أبي: صالح المري هو صالح بن بشير بن وادع بن أبي بن أبي الأقعس من الأقاعسة، من ولد عامر بن حنيفة، وأعتقت صالحا المري امرأة من بني حنيفة بن جارية بن مرة، وأم صالح ميمونة امرأة خراسانية، وإنما صار صالح بن بشير لأنه كان في كتاب رجل من كندة، وكانت ميمونة أم صالح أمة للمرأة المرية، تزوجها بشير بن وادع وهو عربي حنفي، فولدت له صالحا، فكان مملوكا لهذه المرأة، فقاتل صالح وهو صبي في الكتاب له ذؤابة، [صبيا] [1] ، فجاء أبو الصبي يتفقده وقال لصالح: يا
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/307)
عبد يا خبيث ومد ذؤابته حتى أدماها، فدخل وهو يبكي فأخبر مولاته فقالت: اذهب أنت وأخوك حرين لوجه الله، فصار ولاؤه للمرأة المرية. فقدم بشير أبوه فاشتد عليه، حين صار ابنه مولى المرأة المرية، وطلب ميمونة- أراه قال: أشتريها- فأبت المرأة.
قال: وقلت: لا يملكها أحد غيرى- فأعتقتها، فصالح مولى للمرية، وأبوه بشير عربي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد ابن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيد قال: سمعت خالد بن خداش يقول: ذكر لحماد بن زيد حديث عن صالح المري في فضل القرآن فقال: كان صالح صاحب قرآن، فلعله سمعه ولم أسمعه أنا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن سفيان قَالَ:
سمعت سُلَيْمَان بْن حرب قال: قال رجل لحماد بن زيد: تعرف أيوب عن أبي قلابة؟
قال: من شهد فاتحة الكتاب حين تستفتح، كان كمن شهد فتحا في سبيل الله، ومن شهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم حين تقسم؟ قال: فأنكر حماد إنكارا شديدا، قال: ثم قال له بعد: من حدثك بهذا؟ قال: صالح المري، قال: أستغفر الله ما أخلقه أن يكون حقا، فإن صالحا كان هذا ونحوه من باله ويعنى بطلب [1] هذا النحو، ما أخلقه أن يكون صحيحا.
قال يعقوب: وَحَدَّثَنِي بعض الشيوخ عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قال سفيان:
أما لكم مذكر؟ قال: قلت: بلى! لنا قاص. قال: فمر بنا إليه، قال: فذهبت معه ما بين المغرب والعشاء. فلما انصرف قال: يا عبد الرحمن تقول قاص؟ هذا نذير قوم- يعني صالحا المري-.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي، حدّثنا حاتم بن الليث الجوهريّ، حَدَّثَنَا عفان بن مسلم قال: كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره، من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى، وكان صالح شديد الخوف من الله كثير البكاء.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: صالح المري ليس به بأس. روى غيره عن يحيى سوء القول في صالح.
__________
[1] في المطبوعة: «ويتعنى ويطلب» ، والتصحيح من تهذيب الكمال.(9/308)
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قال: قال صالح بن محمد:
صالح المري هو ابن بشير- أو بشر- كان يقص وليس هو في الحديث شيئا، يروي أحاديث مناكير عن ثابت البناني، وعن الجريري وعن سليمان التيمي، أحاديث لا تعرف.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيد قال: سمعت عفان قال: ذكر عند حماد بن سلمة صالح المري في حديثه عن أيوب، فقال: كذب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابن الفضل أخبرنا- الأبار.
وأخبرنا الحسن بن علي قال: سمعت عفان قال: حدثت حماد بن سلمة عن صالح المري بحديث، فقال: كذب، وحدثت هماما عن صالح المري بحديث فقال:
كذب.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني وقلت له: إنه حَدَّثَنَا عن صالح المري. فقال: كان صالح المري ضعيفا. دفع إلى ابن رزق أصل كتابه الَّذِي سمعه من مُكْرم بْن أحمد القاضي فنقلت منه.
ثم أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنِي يزيد بْن الهيثم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يقول: صالح الذي [هو] [1] قاص لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا جعفر ابن أبي عثمان قال: قال يحيى بن معين: صالح المري كان قاصا، وكان كل حديث يحدث به عن ثابت باطلا.
أَخْبَرَنِي السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: صالح المري ضعيف.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق قال: قال يحيى بن معين- وسئل عن صالح المري- فقال: ليس بشيء.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/309)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت عليا- وهو ابن المديني- عن صالح المري.
فقال: ليس بشيء ضعيف، ضعيف.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: وسألت أبي عن صالح المري، فضعفه جدا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهيل بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عمرو بْن عَلِيّ: وصالح المري ضعيف في الحديث، يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات مثل سليمان التيمي، وهشام بن حسان، والحسن، والجريري، وثابت، وقتادة، وكان رجلا صالحا، وكان يهم في الحديث.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قال: صالح المري كان قاصا واهي الحديث.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بْن إبراهيم المستملي قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: صالح بن بشير- أو بشر- المري البصري القاص منكر الحديث.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود: تكتب حديث صالح المري؟
فقال: لا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: صالح المري متروك الحديث.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وصالح بن بشير المري، يكنى أبا بشر، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ قال: صالح بن بشير- أو بشر- المري البصري القاص. يقال مات سنة ست وسبعين ومائة.(9/310)
4846- صالح بن بيان الثقفي- ويقال العبدي- ويعرف بالساحلي [1] :
من أهل الأنبار ولي قضاء سيراف، وحدث عن شعبة، وسفيان الثوري، وفرات بن السائب، وعبد الرحمن المسعودي. روى عنه الفضل بن شخيت، ومحمد بن خلف الحداد وأحمد بن مطهر العبدي، ومحمد بن أبي سمينة التّمّار، وإسحاق بن أبي إسحاق الصّفّار، كان ضعيفا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات.
أَخبرنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ- بِخَطِّ يَدِهِ- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ.
وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُجَاشِعٍ الْخُتَّلِيُّ- ببغداد- حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الصّفّار، حدّثنا صالح بن بيان الأنباريّ الثقفي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ يُقْدَرُ عَلَى الْمَاءِ، فَلَهُ بِكُلِّ شَرْبَةٍ يَشْرَبُهَا- بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا- عَشْرُ حَسَنَاتٍ تُكْتَبُ لَهُ، وَعَشْرُ دَرَجَاتٍ تُرْفَعُ لَهُ، وَعَشْرُ سَيِّئَاتٍ تُحَطُّ عَنْهُ، وَإِنْ شَرِبَهُ الْعَطْشَانُ فَعِتْقُ نَسَمَةٍ، فَإِنْ شَرِبَهُ الْعَطْشَانُ الَّذِي قَدْ هَجَمَ عَلَى الْمَوْتِ فَعِتْقُ سِتِّينَ نَسَمَةٍ، وَمَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ لا يُقْدَرُ عَلَى الْمَاءِ، فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» قُلْتُ لَهُ: وَمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا. قَالَ: «أَلَيْسَ إِذَا أَحْيَيْتَ نَفْسًا فَثَوَابُكَ الْجَنَّةُ؟ وَكَذَا مَنْ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا فَثَوَابُهُ الْجَنَّةُ» [2]
لَفْظُ حَدِيثِ الْمَحَامِلِيِّ.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن شيبة، حدّثنا أحمد بن المطهر العبدي، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ قَالَ:
سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ: لَسْتُ أُحَدِّثُكَ حَتَّى تَضْمَنَ لِي أَنْ تَخْرُجَ عَنْ بَغْدَادَ، فَضَمِنْتُ لَهُ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ، لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ» [3]
. أَخْبَرَنَا البرقاني قال: رأيت بخط الدارقطني: صالح بن بيان متروك.
__________
[1] 4846- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/6.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 2/169.
[3] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 4/384، 5/1726. واللآلئ المصنوعة 1/244.
وكنز العمال 38725.(9/311)
4847- صالح بن إسحاق الجهبذ [1] :
حدث عن معرف بن واصل. روى عنه محمد بن منصور الطوسي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن أحمد الطبراني، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَهْبَذُ- دَلَّنِي عَلَيْهِ يحيى بن معين- حَدَّثَنَا مُعَرَّفُ بْنُ وَاصِلٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي نُبَاتَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَغَرِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَدْخُلُونَ النَّارَ بِذُنُوبِهِمْ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ اللاتِ وَالْعُزَّى؛ مَا أَغْنَى عَنْكُمْ قَوْلُكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنْتُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ؟ فَيَغْضَبُ اللَّهُ، فَيُخْرِجُهُمْ، فَيُلْقِيهِمْ في نهر الحياة، فيبرؤون مِنْ حُرُوقِهِمْ كَمَا يَبْرَأُ الْقَمَرُ مِنْ كُسُوفِهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَيُسَمَّوْنَ فِيهَا الْجَهَنَّمِيُّونَ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَنَسُ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ أَنَسٌ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا.
4848- صالح بن عبد الكريم العابد:
ذكر ابن أبي حاتم أنه بغدادي حدث عَن فضيل بْن عياض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
روى عنه إسحاق بن موسى الأنصاري، ومحمد بن الحسين البرجلاني، وعلي بن الموفق، وغيرهم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً- حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدّثنا عبد الله بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي مشرف بن أبان قال: سمعت صالح بن عبد الكريم قال: قال لنا فضيل بن عياض: تدرون لم حسنت الجنة؟ لأن عرش رب العالمين سقفها.
أخبرنا البرقانيّ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ علي بن الموفق قال: حَدَّثَنِي صالح بن عبد الكريم قال:
رأيت غلاما أسود في طريق مكة عند ميل يصلي، قلت له عبد أنت؟ قال: نعم، قلت:
فعليك ضريبة؟ قال: نعم، قلت: أفلا أكلم مولاك أن يضع عنك؟ قال: وما الدنيا كلها فأجزع من ذلها!! قال: فاشتريته وأعتقته، قال: فقعد يبكي وقال: أعتقتني؟
قلت: نعم. قال: أعتقك الله يوم القيامة، وقعد يبكي، يقول: اشتد علي الأمر، قال:
__________
[1] 4847- الجهبذ: هذه حرفة معروفة في نقد الذهب (الأنساب 3/390) .(9/312)
فناولته دنانير، فأبى أن يأخذها، قال: فحججت بعد ذلك بأربع سنين، فسألت عنه فقالوا: غاب عنا، فمذ غاب عنا قحطنا، وصار إلى جدة.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي- وَحَدَّثَنِيه عنه أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الصقر الخطيب بالأنبار- قال: حَدَّثَنَا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، حَدَّثَنَا أبو العباس النسائي- صاحب أبي ثور- قال: سمعت بعض الأشياخ يقول: قال لي صالح بن عبد الكريم يوما: أيش في كمك يا أبا يوسف؟ قلت: حديث، قال: يا أصحاب الحديث ما كان ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم، إنما تقلبون ديوان الموتى، لعل ليس بينك وبين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتابك أحد إلا وقد مات.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه- قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن حمدان بْن الخضر، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي، حدّثني أبو حسّان الزياد قال: سنة ثمان ومائتين فيها مات صالح بن عبد الكريم العابد.
4849- صالح بن نصر بن مالك بن الهيثم، أبو الفضل الخزاعي [1] :
وهو أخو أحمد بن نصر الشهيد. سمع ابْن أبي ذئب، وشعبة بْن الحجاج، وشريك بن عبد الله النخعي، وإسماعيل بن عياش، والمبارك بن سعيد أخا سفيان الثوري، والهيثم بن عدي الطائي. روى عنه منصور بن أبي مزاحم، وخالد بن خداش، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة النسائي.
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، حدّثنا صالح بن نصر، حَدَّثَنَا شعبة عن قتادة عن أبي الأسود الدؤلي قال: نزل القرآن بلسان الكعبين، كعب ابن لؤي، وكعب بن عمرو، قال: فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم: ألا تسمع ما يقول هذا الأعمى؟ نزل القرآن بلسان الكعبين، وإنما نزل بلسان قريش. تفرد به صالح بن نصر عن شعبة.
أنبأنا محمد بْن جعفر بْن علان، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الكاتب قالا:
أَخْبَرَنَا مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطبري. قال: صالح بن نصر بن مالك
__________
[1] 4849- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/45.(9/313)
ابن الهيثم الخزاعي كان ثقة، وكان من ساكني بغداد وبها كانت وفاته في سنة تسع عشرة ومائتين.
4850- صالح بن إسحاق، أبو عمر الجرمي النحوي [1] :
صاحب الكتاب «المختصر في النحو» . قدم بغداد وناظر بها يحيى بن زياد الفراء.
وقيل إنه مولى بجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث بن خثعم، وقيل له الجرمي لأنه كان ينزل في جرم، وكان ممن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد، وأسند الحديث عن يزيد بن زريع، ويحيى بن كثير الكاهلي. روى عنه أحمد بن ملاعب المخرمي، وأبو خليفة الجمحي، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عترة الموصلي، أخبرنا أبو هارون موسى ابن محمّد بن هارون الأنصاريّ الزرقي، حدّثنا أحمد بن ملاعب، حدّثنا صالح بن إسحاق الجرمي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ- وَكَانَ يُثْنِي عَلَيْهِ خَيْرًا- قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُبَايِعُ بِالأَمَانَةِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَبَايَعَهُ بِالأَمَانَةِ فَحَضَرَهُ الأَجَلُ وَقَدْ خَبَّ الْبَحْرُ وَفَسَدَ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى إِتْيَانِهِ، فَنَقَرَ خَشَبَةً وَجَعَلَ فِيهَا زِنَةَ ذَلِكَ الذَّهَبَ» [2]
وَذَكَرَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ. قَالَ عَبْدُ الْقَاهِرِ: كَذَا فِي كِتَابِ أَبِي هَارُونَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن عليّ البزّار، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي قال: أبو عمر الجرمي اسمه صالح بن إسحاق، وهو مولى لجرم ابن ريان، وجرم من قبائل اليمن.
وقال أبو العباس محمد بن يزيد: هو مولى لبجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث.
قال أبو سعيد: أخذ أبو عمر النحو عن الأخفش وغيره، ولقي يونس بن حبيب ولم يلق سيبويه، وأخذ اللغة عن أبي عبيدة، وأبي زيد، والأصمعي، وطبقتهم. وكان ذا دين، وأخا ورع.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ- بالكوفة- أخبرنا أبو الحسن العروضي، أَخْبَرَنَا أبو إسحاق الزجاج قال:
سمعت أبا العباس المبرد يقول: كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه، وعليه قراءة الجماعة، وكان عالما باللغة حافظا لها، وله كتب انفرد بها.
__________
[1] 4850- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/101.
[2] انظر الحديث في: تفسير ابن كثير 2/236.(9/314)
وقال العروضي أيضا: أَخْبَرَنَا الزجاج عن محمد بن يزيد قال: كان الجرمي جليلا في الحديث والأخبار، وله كتاب في السيرة عجيب.
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يوسف بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق التنوخيّ، أخبرنا أبو سعيد داود بن الهيثم، حَدَّثَنَا أبو العباس ثعلب قال: قال لي ابن قادم: قدم أبو عمر الجرمي على الحسن بن سهل، فقال له الفراء: بلغني أن أبا عمر الجرمي قدم، وأنا أحب أن ألقاه، فقلت له فإني أجمع بينكما، فأتيت أبا عمر فأخبرته، فأجاب إلى ذلك، وجمعت بينهما، فلما نظرت إلى الجرمي قد غلب الفراء وأفحمه ندمت على ذلك، قال ثعلب: قلت له: ولم ندمت على ذلك؟ فقال لي: لأن علمي علم الفراء، فلما رأيته مقهورا قل في عيني، ونقص علمه عندي.
سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي يقول: مات الجرمي في سنة خمس وعشرين ومائتين.
4851- صالح بن عبد الله، أبو عبد الله الترمذي [1] .
سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ مالك بْن أنس، وحماد بن يحيى الأبح، وعبد الوارث بن سعيد، وعبثر بن القاسم، وشريك بن عبد الله، وجعفر بن سليمان، وفرج ابن فضالة، وأبي النضر يحيى بن كثير، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعمر بن هارون البلخي، ومحمد بن فضيل بن غزوان، ومعاذ بن معاذ العنبري. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وأحمد بن زياد السمسار، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا، وعَبْد اللَّهِ بن أحمد بن حنبل، وصالح بن محمد جزرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان. وَقَالَ أَبُو حاتم: هو صدوق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله القطّان، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي صالح بن عبد الله الترمذي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عَامِرٍ- وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا- قَالَ صَالِحٌ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ
__________
[1] 4851- انظر: تهذيب الكمال 2821 (13/61- 64) . والمنتظم 11/267. والتاريخ الكبير 4/ت 2833. والجرح والتعديل 4/ت 1785. وثقات ابن حبان 1/الورقة 194. والمعجم المشتمل، الترجمة 430. وسير أعلام النبلاء 11/538. والكاشف 2/ت 2367. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 87. وتاريخ الإسلام، الورقة 41 (أحمد الثالث 2917) . ونهاية السول، الورقة 145. وتهذيب التهذيب 4/395. والتقريب 1/361. وخلاصة الخزرجي 1/ترجمة 3039.(9/315)
هَارُونَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَامِرٍ- هَذَا غَيْرَ الْحَدِيثِ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسَ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى وَالِدِي طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا بِهَا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فِيمَا عِشْتُ إِلا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى» [1]
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سَعْدِ بْن نصر، حدّثنا أبو عليّ صالح بن محمّد، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ- أَمْلاهُ علينا ببغداد- حدّثنا يحيى بن كثير- أبو النّضر- حَدَّثَنَا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي النَّفَرُ الَّذِينَ كَانُوا يُقْرِئُونَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ عَشْرًا عَشْرًا فَلا يُجَاوِزُونَهَا إِلَى غَيْرِهَا حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِيهَا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قال: مات صالح بن عبد الله الترمذي سنة نيف وثلاثين ومائتين، أو نحوها.
أخبرنا عليّ بن السّمسار، حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار قَالَ: حدّثنا عبد الباقي ابن قانع: أن صالح بن عبد الله الترمذي مات بمكة سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
أخبرني الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: وجدتُ فِي كتاب جدي سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بن بكر قال: بلغني موت صالح بن عبد الله الترمذي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: سنة تسع وثلاثين، مات صالح الترمذي فيها.
4852- صالح بن مالك، أبو عبد الله الخوارزمي:
سكن بغداد وحدث بِهَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَاجِشُونِ، وعبد الأعلى بن أبي المساور، وصالح المري، وأبي عبيدة الناجي، وحفص بن سليمان البزاز، وأبي مسلم قائد الأعمش، وعيسى بن يونس. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله ابن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن عبد الله المخرّميّ، وأبو القاسم البغويّ، وكان صدوقا.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/13، 9/138. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان 34، 36.(9/316)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا صالح بن مالك، حدّثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، حَدَّثَنَا حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقَدْ صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْنَا ثَلاثِينَ.
4853- صالح بن حرب بن خالد، أبو معمر، مولى سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن العباس:
حدث عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وسلام بن أبي خبزة، وخالد بن يزيد الهدادي، وإسماعيل بن يحيى التميمي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبيد العجل، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ البزوري، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ- مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ- قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ صُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، يُمْنَةً وَيُسْرَى» [1]
. أنبأنا أحمد بن عليّ الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ النيسابوري قال: أبو معمر صالح بن حرب الهاشمي مولاهم، سكن بغداد.
4854- صالح بن حكيم، أبو سعيد البصري التمار:
نزل سر من رأى وحدث بها عن مسلم بن إبراهيم.
ذكره عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ وقال: كتبت عنه مع أبي بسامرا.
4855- صالح بْن خَلَفِ بْنِ دَاوُد بْن سَعِيد بْن عبد الله، الجواربي:
حدث عن داود بن مهران الدباغ، وعاصم بْن عَلِيّ، وموسى بْن إِبْرَاهِيم المروزي.
رَوَى عنه ابنه محمد بن صالح، وقد ذكرنا له حديثا في باب أحمد.
__________
[1] 4853- انظر الحديث في: حلية الأولياء 1/153. وكنز العمال 16178.(9/317)
4856- صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل بْن هلال بن أسد، أبو الفضل الشيباني [1] :
سمع أباه، وأبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن الفضل الذّارع، وعليّ بن المديني.
روى عنه ابنه زهير، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبت عنه بأصبهان وهو صدوق ثقة.
قلت: وكان قد ولي قضاء أصبهان، وخرج إليها فمات بها.
أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء قَالَ: وجدت في كتاب عبد العزيز- صاحب الزجاج- قال أبو بكر بن أبي صالح العكبري: قدم صالح بن أحمد من طرسوس، وقد كان ولي القضاء بها، فكان يجلس ببغداد للفقه، فجاءت عجوز فقالت: من منكم صالح؟ فدخلت فوقفت به وقالت: صالح كيف أصبحت؟ فرفع رأسه إليها وقال: أيش هذا؟ فقالت له إني لأعرف أباك وهو يخرج ولا شيء على رأسه، ما رفعه بهذه- يعني الطويلة- إنما رفعه من فوق.
قال لي أبو يعلى: وذكر أبو بكر الخلال في كتاب «أدب القضاة» من الجامع قال:
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن العباس قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي قال: لما صار صالح إلى أصبهان- وكنت معه، أخرجني هو ودخل أصبهان- فبدأ بمسجد الجامع فدخله وصلى ركعتين، واجتمع الناس والشيوخ وجلس، وقرئ عهده الذي كتب له الخليفة، جعل يبكي بكاء شديدا حتى غلبه، فبكى الشيوخ الذين قربوا منه، فلما فرغ من قراءة العهد جعل المشايخ يدعون له، ويقولون له ما ببلدنا أحد إلا وهو يحب أبا عبد الله ويميل إليك، فقال لهم: تدرون ما الذي أبكاني؟ ذكرت أبي أن يراني في مثل هذا الحال- وكان عليه السواد- قال: كان أبي يبعث خلفي إذا جاءه رجل زاهد، أو رجل متقشف لأنظر إليه يحب أن أكون مثله، أفتراني مثله! ولكن الله يعلم ما دخلت في هذا الأمر إلا لدين قد غلبني، وكثرة عيال أحمد الله. وكان صالح غير مرة إذا انصرف من مجلس الحكم يترك سواده ويقول لي: تراني أموت وأنا على هذا.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: أنشد أبو
__________
[1] 4856- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/199.(9/318)
القاسم التوزي أبي- وأنا أسمع- للعباس الخياط في صالح بن أحمد بن حنبل:
جاد بدينارين لي صالح ... أصلحه الله وأخزاهما
فواحد تحمله ذرة ... ويلعب الريح بأقواهما
بل لو وزنا لك ظليهما ... ثم عمدنا فوزناهما
لكان- لا كانا ولا أفلحا ... عليهما يرجح ظلاهما
قلت: قد اعتدى هذا القائل في قوله وما ذكر به صالحا، لأنه كان من السماحة على خلاف ما ذكره.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الخلال قال: كان صالح بن أحمد بن حنبل سخيا جدا. أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الفقيه- بالمصيصة- قال: كان صالح قد افتصد، فدعا إخوانه، قال: وأنفق في ذلك اليوم نحوا من عشرين دينارا في طيب وغيره، وأحسب قال: كان في الدعوة ابن أبي مريم وذكر عدة، قال: فإذا أبو عبد الله قد دق الباب، قال: فقال له ابن أبي مريم: أسبل علينا الستر لا نفتضح، ولا يشم أبو عبد الله رائحة الطيب. قال: فدخل أبو عبد الله فقعد في الدار وسأله عن أحواله وقال له: خذ هذين الدرهمين فأنفقهما اليوم وقام فخرج، فقال ابن أبي مريم لصالح: فعل الله بك وفعل لم أردت أن تأخذ الدرهمين منه؟! سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: صالح بن أحمد بن حنبل قدم أصبهان قاضيا عليها، وتوفي بها سنة خمس وستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وكان صالح بن أحمد بن حنبل قد ولي القضاء بأصبهان، فخرج من هاهنا فمات بها، وذلك في شهر رمضان سنة ست وستين، وله حينئذ ثلاث وستون سنة كان مولده في سنة ثلاث ومائتين.
4857- صالح بن محمد بن عبد الله بن زياد بن دراج- وقيل: درعاز- أبو توبة الكاتب:
سمع أبا العتاهية الشاعر، وأبا عمرو الشيباني، وهارون بن حاتم، وأبا سعيد الأصمعي، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي. حدث عنه أبو علي الحسن بن عليل العنزي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وأبو عبد الله الحكيمي.(9/319)
أخبرنا عليّ بن المحسن المعدّل، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الكاغدي، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حَدَّثَنَا أبو توبة صالح بن محمد بن دراج الكاتب قال: أنشدنا ابن الاعرابي:
كانت سليمى إذا ما جئت طارقها ... وأحمد الليل نار الموقد الصالي
قارورة من عبير عند ذي لطف ... من الدنانير كالوه بمثقال
4858- صالح بن الهيثم، أبو علي الطحان [1] :
حدث عن أبي الوليد الطيالسي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي وذكر أنه سمع منه بحضرة جده أبي جعفر محمد بن عبيد الله المنادي.
4859- صالح بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، أبو الفضل الرازي [2] :
سكن بغداد في مربعة أبي عبيد الله من الجانب الشرقي، وحدث عن عباد بن موسى الأزرق وعفان بن مسلم، ومحمد بن عمر القصبي، وسليمان بن حرب، ومعاوية بن عمرو، وعاصم بن علي، وسعيد بن سليمان، والحسن بن بشر بن سلم، وعلي بن الجعد، والحكم بن موسى، وخالد بن خداش، ويَحْيَى بْن أيوب العابد.
روى عنه أَبُو عمرو بن السماك، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأبو بَكْر بن كامل، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بَكْر الشافعي، وذكره الدّارقطنيّ فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن الفضل ابن العبّاس بن خزيمة، حدّثنا صالح بن محمّد الرّازيّ، حدّثنا عفان، حدّثنا همّام، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ نهى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَأْمُرُ بِهَا؟! قَالَ: عَلَى يَدِي جَرَى الْحَدِيثُ؛ تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: وتوفي من جانبنا الشرقي أبو الفضل صالح بن محمد الرازي، لأيام خلت من شوال سنة ثلاث وثمانين.
__________
[1] 4858- انظر: تهذيب الكمال 2843 (13/104) . وتاريخ واسط 260. والجرح والتعديل 4/ت 1836. والمعجم المشتمل، الترجمة 433. والكاشف 2/ت 2385. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 90. وتاريخ الإسلام، الورقة 243 (أحمد الثالث 2917/7) . ورجال ابن ماجة، الورقة 18. ونهاية السول، الورقة 146. وتهذيب التهذيب 4/407. والتقريب 1/363.
[2] 4859- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/362، وفيه: «الشيرازي» .(9/320)
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: وتوفي أَبُو الفضل صالح بن محمد الرازي المولد لأيام خلت من العشر الأول من شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وكان ثقة مأمونا، قارئا للقرآن.
وفي حفظي عَن أَبِي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غزال أنه قال: سمعت صالح بن محمد الرازي يقول: ختمت القرآن أربعة آلاف ختمة، ولم يغير شيبه.
4860- صالح بن عمران بن حرب- وقيل: صالح بن عمران بن صالح- ابن عمران بن عبد الله، أبو شعيب الدعاء [1] :
بخاري الأصل. سمع سعيد بن داود الزنبري، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان النهدي، وسليمان بْن حرب، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعفان بْن مسلم، وعبيد الله العيشي، والحسن بن بشير بن سلم، وأبا عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن حميد الرازي. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن كامل القاضي، وإسماعيل ابن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لا بأسَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وأبو شعيب الدعاء واسمه صالح بن عمران، كتب الناس عنه ولم يكن بذاك القوي.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أبو شعيب الدعاء صالح بن عمران بن حرب يوم السبت لتسع بقين من ذي القعدة سنة خمس وثمانين ومائتين.
4861- صالح بن مقاتل بن صالح الأعور:
حدث عن أبيه. روى عنه أبو الطيب أحمد بن محمد بن إسماعيل المنادي، وأبو سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع الْقَاضِي.
وذكره الدارقطني فَقَالَ: ليس بقوي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ محمّد الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع، حدّثنا صالح بن مقاتل، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ نَصْرِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من أخف الناس صلاة في تمام.
__________
[1] 4860- انظر: الأنساب، للسمعاني 5/318.(9/321)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن صالح بن مقاتل بن صالح الأعور مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- أن صالح بن مقاتل الذي كان عنده أحاديث هدبة بن المنهال، مات- إما في آخر المحرم، وإما في أول صفر- سنة تسع وثمانين [ومائتين] [1] .
4862-[2] صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن عمار، أبي الأشرس السدي مولى أسد بن خزيمة، يكنى أبا علي، ويلقّب [3] جزرة:
وكان حافظا عارفا من أئمة الحديث، وممن يرجع إليه في علم الآثار، ومعرفة نقلة الأخبار. رحل كثيرا، ولقي المشايخ بالشام ومصر وخراسان، وانتقل عن بغداد إلى بخارى فسكنها فحصل حديثه عند أهلها، وحدث دهرا طويلا من حفظه، ولم يكن معه كتاب استصحبه، وكان قد سمع من سعيد بن سليمان، وعلي بن الجعد، وخالد ابن خداش، وعبيد الله العيشي، وأبي نصر التمار، وهدبة بن خالد، وإبراهيم بن الحجاج السامي، ويحيى بن معين، ومنجاب بن الحارث، وعلي بن المديني، وأبي بكر وعثمان والقاسم بني أَبِي شيبة، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، ويحيى بن الحماني وأبي الربيع الزهراني، وأحمد بن صالح المصري، وهشام بن عمار الدمشقي، والحكم بن موسى، والهيثم بن خارجة، وهارون بن معروف، وإبراهيم بن زياد سبلان، وإبراهيم ابن المنذر الحزامي، وداود بن عمرو الضبي، ونوح بن حبيب القومسي، ووهب بن بقية الواسطي، ومحمد بن عباد المكي، وسريج بن يونس، وخلق كثير غيرهم.
وكان صدوقا ثبتا أمينا، وكان ذا مزاح ودعابة مشهورا بذلك.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سمعت أبا زكريا يحيى بْن مُحَمَّد العنبري يقول: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول:
كان صالح جزرة يقرأ على محمد بن يحيى «الزهريات» ، فلما بلغ حديث عائشة أنها كانت تسترقي من الخرزة قال: من الجزرة فلقب بجزرة.
قلت: هذا غلط لأن صالحا لقب جزرة قديما في حداثته، وكان سبب ذلك:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 4862- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/52. وتهذيب التهذيب 6/13.
[3] في المطبوعة: «ويقلب» تصحيف.(9/322)
ما أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان يقول: سمعت صالحا- يعني جزرة- يَقُولُ: قدمَ علينا بعضُ الشيوخ من الشام، وكان عنده عن جرير بن عثمان فقرأت أنا عليه حدّثكم جرير بن عثمان قال: كان لأبي أمامة خرزة يرقي بها المريض، فصحفت الخرزة فقلت: كان لأبي أمامة جزرة، وإنما هو خرزة.
وأما البرقاني فقال: سمعت أبا حاتم بن أبي الفضل الهروي- بها- وسألته لم قيل لصالح البغدادي جزرة؟ فقال: حَدَّثَنِي أبي أنه كان يقرأ على شيخ أن عبد الله بن بشر كان يرقي ولده بخرزة، فجرى على لسانه بجزرة، فلقب بذلك. قلت لأبي حاتم: هل غمز بشيء؟ فقال: كان متثبتا في الحديث جدا، ولكن كان ربما يطنز كما يكون في البغداديين، كان ببخارى رجل حافظ يلقب بجمل، فكان صالح وهذا الحافظ يمشيان ببخارى، فاستقبلهما جمل عليه وقر جزر، فأراد ذلك الحافظ أن يخجل صالحا فقال:
يا أبا علي ما هذا الذي على البعير؟ فقال له صالح: أما تعرفه! قال: لا، قال: هذا أنا عليك أراد جزر على جمل.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن موسى السلامي- إجازة- قال: قال لي أبو نوح سنان بن الأغر الأديب قال لي أبو علي صالح بن محمد البغدادي: كان ببغداد شاعران، أحدهما صاحب حديث، والآخر معتزلي، فاجتاز بي المعتزلي يوما فقال لي: يا بني كم تكتب! يذهب بصرك ويحدودب ظهرك، وتزدار قبرك، ثم أخذ كتابي وكتب عليه:
إن القراءة والتف ... قه والتشاغل بالعلوم
أصل المذلة والإضا ... قة والمهانة والهموم
قال: ثم ذهب وجاء الآخر، فقرأ هذين البيتين فقال: كذب عدو نفسه، بل يرتفع ذكرك، وينتشر علمك، ويبقى اسمك مع اسم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يوم القيامة. ثم كتب هذين البيتين:
إن التشاغل بالدفا ... تر والكتابة والدراسة
أصل التقية والتزه ... د والرياسة والسياسة
أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قال: صالح بن محمد الحافظ البغدادي لقبه جزرة، وهو من ولد حبيب بن أبي الأشرس، وقع إلى بخارى، وأقام بها حتى مات، وحديثه عند البخاريين، وكان ثقة صدوقا، حافظا عارفا.(9/323)
حَدَّثَنِي الحسين بْن مُحَمَّد أخو الخلال عَن أَبِي سعيد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال: صالح بن محمد أبو علي الحافظ الملقب بجزرة ما أعلم كان في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله، دخل خراسان وما وراء النهر، فحدث بها مدة طويلة من حفظه من غير كتاب أو أصل يصحبه، وما أعلم أخذ عليه مما حدث خطأ أو شيء ينقم عليه.
رأيت أبا أحمد بن عدي الحافظ بجرجان يفخم أمره ويعظمه ويفضله بالحفظ على غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيّ بْن حمويه الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد المستملي- ببلخ- يقول: سمعت أبا حفص محمد بن حامد بن إدريس البخاري يقول: سمعت صالحا جزرة يقول: عبرت جيحونكم وما معي كتاب [1] .
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري- لفظا- حَدَّثَنِي عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظُ قَالَ:
سَمِعْتُ حمزة بن محمد- هو الكناني- يقول: سمعت أبا بكر محمد بن محمد الباغندي يقول: كنا في مجلس عثمان بن أبي شيبة ومعنا صالح جزرة، فقال رجل من أصحاب الحديث لصالح: من روى عن المغيرة بن شعبة حديث المسح على الخفين؟
قال: فقال له صالح: رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن المغيرة بن شعبة، وذكر جماعة قال: فقال له: بقي عليك، قد روى هذا عن المغيرة خلق كثير نحو الأربعين، قال: فقال له صالح: يا هذا قد ذكرت لك جمهور الرواة عنه، وفي ذلك كفاية- أو كما قال- ولكن من روى عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى بعمود، قال: فبلح الرجل ولم يأت بشيء. فقال له: يا أعمى القلب أليس الساعة.
قرئ على أبي الحسن عثمان بن أبي شيبة، عن غندر عن شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة؟ قال الباغندي: ويضرب الدهر ضربه، وأجتمع أنا وصالح بمصر، فنحن في الجامع إذ أقبل ذلك الرجل فقعد معنا، ثم التفت إلى صالح جزرة فقال له: ما أسند أبان بن تغلب؟ قال: فقال له صالح: ومن أبان
__________
[1] آخر الجزء الخامس والستين من تجزئة المؤلف. وهو أول المجلد السابع من النسخة الصميصاطية.(9/324)
حتى يهتم بحديثه، أو يجمع؟ قال: وأساء عليه الثناء في مذهبه. أنفع من هذا إيش أسند سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، ما عند الزهري عنه، ما عند يحيى بن سعيد عنه، ما عند علي بن يزيد بن جدعان عنه قال: فبلح الرجل، قال الباغندي: فوقع لسعيد بن المسيب في ذلك الوقت في قلبي حلاوة، فما زلت أجمعه- أو كما قال حمزة-.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحسين قال: سمعت أبا سعيد جعفر ابن محمد بن محمد الطستي يقول: كنا ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين عند أبي مسلم الكجي، وكان معنا عبد الله بن عامر بن أسد، فقال مستملي أبي مسلم لأبي مسلم: إن هذا الشيخ- يعني عبد الله- مستملي صالح؟ فقال أبو مسلم: ومن صالح؟
فقال: صالح الجزري فقال أبو مسلم: ويحكم ما أهونه عندكم! لا تقولون سيد الدنيا ولا سيد المسلمين تقولون صالح الجزري؟ قال: وكنا في أخريات الناس فقدمنا بعد ذلك حتى جلسنا بين يديه فقال لنا: كيف أخي وكبيري؟ وقال لنا: ما تريدون! فقلنا: أحاديث ابن عرعرة، وحكايات الأصمعي. فأملى علينا عن ظهر قلبه.
ومات ببغداد بعد خروجنا.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا محمّد علي بن محمد المروزي يقول: سمعت صالحا يقول: كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لم يأخذ، فدخلت عليه يوما فقال: يا أبا علي حَدَّثَنِي بحديث لعلي بن الجعد، فقلت حَدَّثَنَا علي بن الجعد، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنس عن أبي العالية قال: علم مجانا، فقال: تعرضت بي يا أبا علي. فقلت:
ما تعرضت بك بل قصدتك.
قرأت على الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب عَنْ عبد الرحمن بن محمد الإستراباذي قَالَ: سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ يقول: سمعت عصمة ابن بجماك البخاري- بمصر- يقول: سمعت صالحا جزرة يقول: كنت شارطت هشام بن عمار على أن أقرأ عليه كل ليلة بانتخابي ورقة، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطا، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة، فإذا صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه فيقول: يا صالح ليس هذه ورقة، هذه شقة.
قال: وسمعت صالحا جزرة يقول: الأحول في المنزل مبارك، يرى الشيء شيئين.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قال لي أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي: بلغني أن صالحا- يعني(9/325)
جزرة- سمع بعض الشيوخ يقول: إن السين والصاد يتعاقبان، قال: فسأل بعض تلامذته عن كنية الشيخ! فقال له أبو صالح، قال: فقلت للشّيخ: يا أبا صالح أسلحك الله، هل يجوز أن تقرأ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ
[يوسف 3] قال: فقال لي بعض تلامذته: أتواجه الشيخ بهذا؟ فقلت: إنه يكذب، إنما تتعاقب السين والصاد في بعض المواضع، وهذا يذكره على الإطلاق.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا أحمد بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ- بِمَرْوَ- يَقُولُ: سَمِعْتُ صالحا جزرة يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن كل من يجيئه من أصحاب الحديث فإنه كان غاليا في التشيع، فدخلت عليه فقال من حفر بئر زمزم؟ قلت: معاوية بن أبي سفيان. قال:
فمن نقل ترابها؟ قلت: عمرو بن العاص، فصاح وزبرني ودخل منزله. وقال ابن نعيم: سمعت أبا النضر الفقيه يقول: كنا نقرأ على صالح جزرة وهو عليل فتحرك فبدت عورته، فأشار إليه بعض أهل المجلس بأن يجمع عليه ثيابه فقال: رأيته، لا ترمد عينيك أبدا.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد الله الحافظ قَالَ:
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعت الوزير أبا الفضل البلعمي يقول لمحمد بن خزيمة: إنه سمع كتاب المزني من صالح جزرة. قال: فصاح محمّد ابن إسحاق وقال: صالح لم يسمع هذا الكتاب من المزني قط، فكيف قرأ عليكم، هو ركن من أركان الحديث لا يتهم بالكذب، فخجل أبو الفضل البلعمي من مقالته تلك وكتب إلى بخارى في ذلك، قال: فكتبوا إليه أنهم سألوا صالحا عندك مختصر المزني.
فقال: نعم فاستأذنوه في قراءته فأذن لهم، فقرءوه عليه فلما فرغوا من قراءته قالوا كما قرأنا عليك قال: نعم؟ فسأله بعضهم حدثكم المزني، قال: ولا حرفا، كنت أنا بمصر أتفرغ إلى سماع هذا؟ إنما كان المزني يجالسنا ونجالسه، وسألتموني عندك الكتاب قلت: نعم، وكان عندي منه نسخة فاستأذنتموني في قراءة الكتاب فأذنت لكم، ولم تطالبوني بسماعي منه إلى الآن.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ خلف بن محمد البخاري يقول: حضرت قراءة كتاب المزني على أبي علي صالح وجوابه إياهم عند الفراغ. فقال لهم: كنت بمصر وبها جماعة يحدثون عن الليث، وابن لهيعة، والمزني، ممن يختلف معنا إليهم، كنت أتفرغ له حتى يحدثني بالإرسال عن الشافعي من كلامه؟(9/326)
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال:
سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس يقول: سمعت أبا الفضل بن إسحاق يقول:
كنت عند صالح جزرة فدخل عليه رجل من أهل الرستاق، فأخذ يسأله عن المحدثين، ويكتب جوابه فيهم، فقال له: يا أبا علي ما تقول في سفيان الثوري؟ فقال صالح كذاب، فكتب ذلك الرجل فتعجبت من ذلك. فقلت: يا أبا علي هذا لا يحل لك فإن الرجل يتوهم أنك قلته على الحقيقة فيحكيه عنك؟ فقال: ما أعجبك؟ من يسأل مثلي عن مثل سفيان الثوري، يفكر فيه أن يحكي أو لا يحكي؟
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أحمد ابن سهل الفقيه- ببخارى- يقول: كنت مع صالح جزرة جالسا على باب داره، إذ أقبل ابنه وعن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبي، فقال صالح: يا أبا ناصر تبّت.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، حَدَّثَنَا خَلَف بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ أَبَا الحسن علي بن صالح بن محمد يقول: ولد أبي بالكوفة في سنة عشر ومائتين، وقدم بخارى في ربيع الآخر سنة ست وستين ومائتين، ومات يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظُ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن حيان يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بن صبيح يقول: سنة ثلاث وتسعين فيها مات صالح بن محمد الحافظ جزرة ببخارى.
أخبرني يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا صالح خلف بن محمّد ابن إسماعيل البخاري يقول: مات صالح بن محمد البغدادي الملقب بجزرة ببخارى في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الواحد قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وجاءتنا من سمرقند وفاة صالح بن محمّد المعروف بجزرة سنة أربع وتسعين.
أَخْبَرَنِي أخو الخلال عن أبي سعد الإدريسي: أن صالح بن محمد مات ببخارى في سنة أربع وتسعين ومائتين
.(9/327)
4863- صالح بن عبد الله، مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين:
حدث عن عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة. رَوَى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
4864- صالح بن محمد، أبو علي الجلاب [1] :
حدث بدمشق، وبمصر، عن أبي عمرو حفص بن عمر الدوري، ويعقوب الدورقي، ورزق الله بن موسى الإسكاف، وإسحاق بن بهلول التنوخي، ومحمد بن إسماعيل الحساني. روى عنه الحسن بن حبيب الدمشقي.
كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَقِيهُ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَلابُ- بَغْدَادِيٌّ- حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْكُوفِيُّ الْكُنَاسِيُّ عن عمرو بن ذر الهمذاني عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ لِسَانِ كُلِّ قَائِلٍ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَبْدٌ، وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَقُولُ» [2]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق، حدّثنا محمّد بن كناسة، حدّثنا عمرو بْنُ ذَرٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَ لِسَانِ كُلِّ قَائِلٍ فَلْيَنْظُرْ عَبْدٌ مَاذَا يَقُولُ. وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أبو سعيد بن يونس قال: صالح بن محمد الجلاب بغدادي قدم مصر بعد الثلاثمائة وحدث بها.
4865- صالح بن أحمد بن يونس، أبو الحسين البزاز، وهو: صالح بن أبي مقاتل، ويعرف بالقيراطي [3] :
هروي الأصل. حدث عن محمد بن معاوية بن مالج، ويَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، ويُوسُف بْن مُوسَى القطان، ومحمد بن يحيى القطعي، والحسن بن زيد
__________
[1] 4864- الجلاب: هذا الاسم لمن يجلب الرقيق والدواب من موضع إلى موضع (الأنساب 3/399) .
[2] انظر الحديث في: حلية الأولياء 8/160، 352، 9/44. والدر المنثور 6/105. وإتحاف السادة المتقين 7/454. والجامع الكبير 4876، 4877.
[3] 4865- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/286. والمجروحين 1/373.(9/328)
الجصاص، ومحمد بن الحسن بن تسنيم، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، وعبيد الله بن سعد الزهري، والمنذر بن الوليد الجارودي، وفضلك الرازي، وعلي بن داود القنطري، وأحمد بن سنان الواسطي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وعيسى بن جعفر الوراق، وأحمد بن سعيد الجمال، وغيرهم. روى عنه أَبُو بَكْر الشافعي وأبو علي بن الصواف، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْد اللَّهِ بن الشخير، وأَبُو بكر ابن شاذان، وأبو حفص بن شاهين. وكان يذكر بالحفظ غير أن حديثه كثير المناكير.
قرأت على الأزهري، عَن أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم محمّد بن حسّان البستي- إجازة- قال: صالح بن أحمد بن أبي مقاتل شيخ كتبنا عنه ببغداد، يسرق الحديث يقلبه، لعله قد قلب أكثر من عشرة آلاف حديث فيما خرج من الشيوخ والأبواب، لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال الدارقطني: صالح حمو أبي علي ابن الصواف.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن صالح القيراطي. فقال:
كذاب دجال، يحدث بما لم يسمعه.
قال لي البرقاني: لم نكن نكتب حديث صالح بن أبي مقاتل. قلت: ولم ذاك لضعفه؟ فقال: نعم! هو ذاهب الحديث.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شاذان: توفي صالح بن أحمد بن أبي مقاتل في شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة.
4866- صالح بن محمد بن نصر بن محمد بن عيسى بن موسى بن عبد الله، أبو محمد الترمذي:
قدم بَغْدَاد حاجًّا وحدث بها عن حَمْدَان بن ذي النون، والقاسم بن عباد الترمذي. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الخلال الْمُقْرِئ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن علان الشروطي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نصر بن محمد بن عيسى بن موسى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمُوكِيَّانَ بْنِ شَاذِخِ بْنِ عبد الله الترمذي- قدم حاجّا- حدّثنا القاسم ابن عبّاد الترمذي، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي(9/329)
مَرْيَمَ عَنْ يَزِيدَ الْهَاشِمِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدَّمُ مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ، يُغْسَلُ وَتُعَادُ مِنْهُ الصَّلاةُ» [1]
. 4867- صالح بن بيان بن السكن، الدقاق:
حدث عن حماد بن الحسن بن عنبسة، ومحمد بن الخليل المخرمي، وأبي إسماعيل الترمذي. رَوى عَنْهُ أَبُو حَفْص بْن شاهين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا صالح ابن بيان بن السّكن الدّقاق، حدّثنا محمّد بن الخليل المخرّميّ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْفِضَّةِ نَسِيئَةً، وَأَنْبَأَنَا أَنَّ ذَلِكَ رِبًا.
4868- صالح بن محمد بن صالح، أبو علي الموصلي:
حدث ببغداد عَنْ أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ. روى عنه عمر بن إبراهيم الكتاني المقرئ. وقال: قدم علينا.
4869- صالح بن محمد بن عبد الوهاب بن حمزة، أبو الطيب البغدادي:
سكن سمرقند وحدث بِهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد البغوي.
ذكر أبو سعد الإدريسي فيما حَدَّثَنِي به الحسين بن محمد أخو الخلال عنه وقال:
كان فاضلا خيرا ناسكا ثقة، كتبنا عنه بسمرقند سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ومات بعد ذلك بأيام.
4870- صالح بن إدريس بن صالح، أبو سهل البغدادي:
حدث بدمشق عن يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد. رَوَى عَنْهُ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ.
4871- صالح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بن عبد الله بن قيس ابن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس، أبو الفضل التميمي الهمذاني:
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن قارن الرازيين،
__________
[1] 4866- انظر الحديث في: كشف الخفا 1/500. والموضوعات 2/75. والأسرار المرفوعة 199.
واللآلئ المصنوعة 2/3. والفوائد المجموعة 6. وتذكرة الموضوعات 33. والأحاديث الضعيفة 149.(9/330)
والحسن بن علي المكتب، وإبراهيم بن عمروس، والقاسم بن بندار، وعبد الرحمن بن حمدان الهمذانيين، ومحمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي، وسليمان بن داود، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القزوينيين، وعمر بن أحمد بن علي المروزي، ومحمد بن علي بن الحسين الصيدلاني، وغيرهم.
وكان حافظا فهما، ثقة ثبتا، صنف كتابا في طبقات الهمذانيين، وكتابا في سنن التحديث. حَدَّثَنَا عنه ممن سمع منه ببغداد محمد بن الفرج بن علي البزاز، وعلي بن طلحة المقرئ، وقال لي علي: قدم علينا صالح في سنة سبعين وثلاثمائة.
4872- صالح بن محمد بن المبارك بن إسماعيل، أبو طاهر المقرئ المؤدب [1] :
من أهل الجانب الشرقي. حدث عن أبي ذر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، ومن بعدهما. حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عليّ الأزَجِيّ، وأحمد بن محمد العتيقي، والْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل بن أشناس البزاز.
أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ وَابْنُ أَشْنَاسٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُقْرِئُ- فِي سُوقِ الثُّلاثَاءِ- قَالَ ابْنُ أشناس: في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وَقَالَ الْعَتِيقِيُّ: وَكَانَ ثِقَةً، ثُمَّ اتَّفَقَا. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذَرِّ بن الباغندي، حدّثنا عبيد الله بن سعد الزّهريّ، حدّثنا عمي، أخبرني- وفي حديث العتيقي حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عَمِّهِ- قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّهُ سَمِعَ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ تَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ»
وَفِي حَدِيثِ الْعَتِيقِيِّ «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ» [1]
. 4873- صالح بن جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بن زياد بن ميسرة، أبو الفرج، ويعرف بالرازي:
حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر النَّيْسَابُورِيّ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن العلاء الجوزجاني. حَدَّثَنَا عَنْهُ الأزهري، والعتيقي، والقاضيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ، وَأبو الْقَاسِم التنوخي، وأحاديثه مستقيمة تدل على صدقه.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: توفِي صالح بن جعفر الرازي يوم الجمعة الخامس من رجب سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] 4872- انظر الحديث في: سنن أبي داود 181. وسنن النسائي 1/216. وسنن ابن ماجة 481، 482. وفتح الباري 1/380.(9/331)
4874- صالح بْن مُحَمَّد بْن صالح بْن علي بْن يحيى بن عبد الله بن محمد ابن عبيد اللَّه بْن عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو عيسى الهاشمي، ويعرف بابن أم شيبان:
حدث عن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن الخراساني. حَدَّثَنِي عنه الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري.
4875- صالح بن محمد بن الحسن بن موسى، أبو محمد المؤدب:
سمع أحمد بن سلمان النجاد، وعلي بْن مُحَمَّد بْن الزبير الكوفي، وأحمد بن كامل القاضي، وأبا علي بن الصّوّاف. كتبت عنه في سنة ثمان وأربعمائة، وكان صدوقا.
ذكر من اسمه صدقة
4876- صدقة بن إبراهيم المقابري:
أحد من يذكر بالصلاح والزهد، والعلم والفضل، وكان بينه وبين معروف الكرخي مودة وإخاء.
كَمَا أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا أحمد بن المغلس قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوب ابن أخي معروف قَالَ: كان عمي مؤاخيا لصدقة بن إبراهيم، وأسود بن سالم، وكانا جميعا يودان معروفا مودة صحيحة، ويتجاوبان بالعلم والعمل، وذكر خبرا طويلا.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الخلال- لفظا- حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن زنجي، حدّثنا محمّد بن خلف القاضي وكيع، حدّثنا الحسين بن داود، حدّثنا صدقة ابن إبراهيم المقابري، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِيَهُودِيَّيْنِ سَأَلاهُ عَنِ الدِّرْهَمِ لِمَ سُمِّيَ دِرْهَمًا، وَعَنِ الدِّينَارِ لِمَ سُمِّيَ دِينَارًا؟ قَالَ: أَمَّا الدِّرْهَمُ فَسُمِّيَ درّهّم، وَأَمَّا الدِّينَارُ فَضَرَبَتْهُ الْمَجُوسُ فَسَمَّتْهُ دِي نَارًا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حَدَّثَنَا سعدان بن يزيد عن صدقة- وهو المقابري-(9/332)
قال: بلغني أن رجلا عاده إخوانه فقالوا كيف تجدك؟ فقال: إن الذي بي من البلاء، أقل مما أصبت من لذة الهوى.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا أحمد الخلال قال: قال صدقة المقابري- وذكر شيئا من أمر المعاش- فقال: لا ترضى ولا تشكر إذ لم يذلك بالسجود لغيره.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت نصر بْن أبي نصر الطوسي يحكي عن بعض مشايخه قال: كان صدقة المقابري من المبالغين في التحقيق، كان يقول أتى علي عشرون سنة لم أكلم أحدا حتى أومر بكلامه، ولا تركت كلام أحد حتى أومر بترك كلامه.
4877- صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة، أبو العباس، مولى علي بن أبي طالب:
روى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الذَّارِعُ عنه عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي سعيد الأصمعي، وأبي الوليد الطيالسي، وعبد الله بن محمّد بن عائشة، ومحمد بن سلام الجمحي، وسويد بن سعيد، وأبي الربيع الزهراني، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وعليّ بن المديني، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وَكَانَ الذارع غير ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الذارع، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى بْنِ تَمِيمِ بْنِ ربيعة أبو العباس- مولى علي بن أبي طَالِبٍ بِالْبَصْرَةِ، وَبِبَغْدَادَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُفْيَانَ الثَّقَفِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي بِأَمْرٍ لا أَسْأَلُ عَنْهُ بَعْدَكَ غَيْرَكَ؟ قَالَ: «قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ واستقم» قلت: ما أَتَّقِي؟
قَالَ: «فَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ» [1]
. هذا الشيخ مجهول، وقد روى عنه الذارع أحاديث منكرة، والحمل فيها عندي على الذارع، والله أعلم.
__________
[1] 4877- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2410. وسنن ابن ماجة 3972. ومسند أحمد 3/413. والدارمي 2/898. والمستدرك 4/313.(9/333)
4878- صدقة بن زكريا بن عمرو، أبو عمرو الدهقان العاقولي:
حدث أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الثلاج عنه عن عبد الكريم بن الهيثم.
ذكر أنه سمع منه بدير العاقول.
4879- صدقة بن هبيرة، أبو عبد الله الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبيد الله الرفاعي، ويوسف بن يعقوب المعدل، وهما شيخان مجهولان. رَوَى عَنْهُ يُوسُفَ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بِبَغْدَادَ فِي دَارِ الْخَلِيفَةِ.
فأخبرني الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى صَدَقَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ- وَأَنَا أَسْمَعُ- قِيلَ لَهُ حَدَّثَكَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ المعدّل، حدّثنا حفص ابن إبراهيم، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ إِلَى قَفَاهُ» [1]
مِنْ بَيْنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ وَبَقِيَّةُ لا يُعْرَفُ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ لَمْ يُدْرِكْ أُمَّ الدَّرْدَاءِ.
4880- صدقة بن علي بن محمد بن المؤمل، أبو القاسم التميمي الدارمي:
من أهل الموصل كان يتولى القضاء بنصيبين، وقدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم ابن ثمامة الحنفي- شيخ مجهول- ذكر صدقة أنه حدثه عن قتيبة بن سعيد، وعبد الله ابن معاوية الجمحي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. وروى صدقة أيضا عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بن رشدين المصري، وبكر بن أحمد الشعراني، وأحمد بن الحسن بن محمد بن بكار الدمشقي، وعبد الله ابن زياد بن المغيرة الموصلي، والحسين بن علي بن زياد الطبراني، وأبي عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي، وأحمد بن عبد الرحمن بن واقد التنوخي، وأبي بكر مُحَمَّد بن القاسم بن بشار الأنباري، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عنه عَلِيّ بن المحسن التنوخي، أَخْبَرَنَا التّنوخيّ، حدّثنا صدقة بن عليّ
__________
[1] 4879- انظر الحديث في: الموضوعات 1/109. واللآلئ المصنوعة 1/6. وتنزيه الشريعة 1/135.(9/334)
الْمَوْصِلِيُّ- وَكَانَ خَلِيفَةَ أَبِي عَلَى قَضَاءِ نَصِيبِينَ وَأَعْمَالِهَا قَرَأَ عَلَيْنَا مِنْ لَفْظِهِ فِي مَنْزِلِنَا بِبَغْدَادَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ سَبْعِينَ وثلاثمائة- بعد أن كتبه لنا من حفظه- حدّثنا إبراهيم بن ثمامة الحنفي بمصر، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ» [1]
. قال التنوخي: ذكر لنا صدقة أنه ولد في سنة سبع وثلاثمائة.
ذكر من اسمه صلة
4881- صلة بن زفر، أبو العلاء- ويقال: أبو بكر- العبسي الكوفي [2] :
حدث عن عبد اللَّه بْن مسعود، وَحذيفة بْن اليمان. روى عنه أَبُو وَائل شقيق بْن سلمة، وعامر الشعبي وأبو إسحاق السبيعي، وربعي بن حراش، وإبراهيم التّنوخيّ، والمستورد بن الأحنف، وكان ثقة. ورد المدائن في حياة حذيفة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جعفر، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدّثنا الحسين بن الحسن المروزيّ، أخبرنا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ قَالَ: سِرْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّحَرَاءِ دُونَ سَابَاطٍ، فَالْتَفَتَ وَرَاءَهُ إِلَى الأُفُقِ فَقَالَ: يَا صِلَةُ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ مَعَكَ رَغِيفٌ وَعَرَقٌ أَكُنْتَ آكِلا وَأَنْتَ تُرِيدُ الصَّوْمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا وَاللَّهِ، ثُمَّ سَارَ هُنَيَّةً فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، الصَّلاةُ، فَالْتَفَتَ إِلَى الأُفُقِ فَقَالَ: يَا صِلَةُ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ مَعَكَ قَدَحٌ مِنْ لَبَنٍ وَأَنْتَ تُرِيدُ الصَّوْمَ أَكُنْتَ شاربه؟ قال: قلت: لا
__________
[1] 4880- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/159. وصحيح مسلم، كتاب الصلاة 10. وفتح الباري 2/90.
[2] 4881- انظر: تهذيب الكمال 2902 (13/233- 235) . وطبقات ابن سعد 6/195. وتاريخ الدارمي، الترجمة 684. وتاريخ خليفة 268. وطبقاته 143. وعلل أحمد 1/28، 148، 346، 366. والتاريخ الكبير 4/ت 1986. والصغير 1/148- 149. والكنى لمسلم، الورقة 81. وثقات العجلي، الورقة 25. والجرح والتعديل 4/ت 1964. وثقات ابن حبان 4/383. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 84. ورجال البخاري للباجي 2/ت 763. والجمع 1/226. وسير النبلاء 4/517. والكاشف 2/ت 2434. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 96. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 196. ونهاية السول، الورقة 148. وتهذيب التهذيب 4/437. والتقريب 1/370. وخلاصة الخزرجي 1/ت 3132.(9/335)
وَاللَّهِ قَدْ أَصْبَحْتُ، قَالَ: لَكِنِّي أَنَا وَايْمُ اللَّهِ لَوْ رَمَيْتَ بِسَهْمٍ مَا خَفِيَ عَلَيَّ حَيْثُ يَقَعُ.
قَالَ صِلَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّمَا هَذَا شَيْءٌ يُعَلِّمُنِيهِ.
أَخْبَرَنِي هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ- يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ- حدّثنا عمر بن شبة، حدّثنا زيد بن يحيى الأنماطيّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَلْبُ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ مِنْ ذَهَبٍ.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: صلة بن زفر كوفي ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهانيّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، أَخْبَرَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إسحاق الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط: وصلة بن زفر العبسي مات في ولاية مصعب.
4882- صلة بن سليمان، أبو زيد العطار [1] :
من أهل واسط. سكن بغداد وحدث عن هشام بن حسان، وعبد الملك بن جريج، ومحمد بن عمرو، وأشعث بن عبد الملك. روى عنه حيدون بن عبد الله، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطيان.
وقَالَ ابْن أَبِي حاتم: سألت أَبِي عنه فَقَالَ: متروك الحديث، أحاديثه عن أشعث منكرة.
أَخْبَرَنَا محمّد بن عمر النرسي، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد ابن حنيفة أبو حنيفة، حدّثنا حيدون أبو حيدرة، حدّثنا صلة بن سليمان العطّار، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ لِجُلَسَائِهِ: «خُذُوا جَنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ قُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ. فَإِنَّهُنَّ الْمُقَدِّمَاتُ وَهُنَّ الْمُعَقِّبَاتُ وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ» [2]
. أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا
__________
[1] 4882- انظر: ميزان الاعتدال 2/ت 3918.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 1/541. والمعجم الصغير 1/145. والمصنف لابن أبي شيبة 10/393. ومجمع الزوائد 10/89. والترغيب والترهيب 2/432.(9/336)
جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: وصلة هو ابن سليمان ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قال:
صلة بن سليمان ضعيف.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صلة بن سليمان كان واسطيا وكان ببغداد وكان كذّابا.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: صلة بن سليمان ليس بذاك القوي.
حَدَّثَنَا محمّد بن عليّ الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو زيد صلة بن سليمان واسطي ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن صلة بن سليمان فقال:
كذاب.
4883- صلة بن المؤمل بن خلف، أبو القاسم البزاز:
نزل مصر وحدث بها عَن أَبِي بكر بْن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، ومخلد بن جعفر، وأبي الحسن بن لؤلؤ. وغيرهم.
ذكر لي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الصقر الإمام بالأنبار أنه كتب عنه بمصر في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وكان صدوقا.
وَذكر إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الحبال المصري أنه مات في يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربعمائة.(9/337)
ذكر من اسمه الصباح
4884- الصباح بن سهل، أبو سهل المدائني [1] :
حدث عن زياد بن ميمون. روى عنه محمد بن سلام البيكندي.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ- ببخارى- حدّثنا محمّد بن نصر بن خلف، حدّثنا أبو كثير سيف بن حفص، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ أَبُو الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ فَرْوَةَ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سلام، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ الْمَدَائِنِيُّ- يَعْنِي الصَّبَّاحَ بْنَ سَهْلٍ- عَنْ زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
كَانَتِ امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ عَطَّارَةً يُقَالُ لَهَا الْحَوْلاءُ فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ نَفْسِي لَكِ الْفِدَاءُ، إِنِّي أُزَيِّنُ نَفْسِي لِزَوْجِي كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى كَأَنِّي الْعَرُوسُ أُزَفُّ إِلَيْهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
4885- الصباح بن بيان:
أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قال: الصباح بن بيان بغدادي يحدث عن يزيد بن أوس الحمصي عن عامر بن شرحبيل عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني بحديث غزاة مسلمة، حدّثنا بذلك أبو عمرو بن السماك عن الحسن بن سلام عنه.
قلت: وأخبرنا ابن رزقويه، أخبرنا أبو عمرو بن السماك بقصة غزاة مسلمة بن عبد الملك بن مروان إلى بلاد الروم، وخبر دخوله القسطنطينية، كما ذكر الدارقطني وهي في جزء مفرد.
__________
[1] 4884- انظر: ميزان الاعتدال 2/ت 3843.(9/338)
ذكر من اسمه صبيح
4886- صبيح الخلدي المراق:
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله بِهِ- ثُمَّ أَخْبَرَنِي العتيقي- قراءة- أَخْبَرَنَا عثمان بن محمد بن محمد المخرمي، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين وأبا خَيْثَمَة يقولان: صبيح كان ينزل الخلد، وكان يحدث عن عثمان بن عفان، وعن عائشة أم المؤمنين، وكان كذابا خبيثا.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حدثنا عباس قال: سمعت يحيى بن معين وأبا خيثمة يقولان: كان صبيح ينزل عند الخلد، وكان كذابا.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألته- يَعْنِي أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- عن صبيح البغدادي. فقال: ليس بشيء.
4887- صبيح بن عبد الله، أبو الفتح الأسود، مولى القاضي أبي عَبْد الله الْحُسَيْن بْن هارون الضبي:
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن أحمد بن محمد الشماخي الهروي، وجماعة من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنَا صُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- في سنة ثمان وأربعمائة- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرّحمن الهرويّ، حدّثنا أبو حاتم بن المنذر الباشاني، حدّثنا عليّ بن خشرم، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا حَسَدْتُ مِنَ النَّاسِ مَا حَسَدْتُ خَدِيجَةَ، مَا تَزَوَّجَنِي إِلا بَعْدَ مَا مَاتَتْ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ.(9/339)
ذِكِرُ مَنِ اسْمُه ُالصَّقْرُ
4888- الصقر بن عبد الرّحمن ابن بنت مالك بن مغول، يكنى أبا بهز [1] :
وهو كوفي نزل بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ عَبْد اللَّه بْن إِدْرِيس الأودي، وخلف بن خليفة الأشجعي. روى عنه أبو بدر عباد بن الوليد الغبري، وأبو يعلى الموصلي وغيرهما.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال:
قلت لأبي في حديث أبي بهز عن ابن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس: كان في حائط فقال ائذن له وبشره بالجنة مثل حديث أبي موسى؟ فقال: كذب، هذا موضوع، لم يكن عند ابن إدريس إلا ثلاثة أحاديث عن المختار عن أنس في الأشربة.
أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ أَبِي بَهْزٍ هَذَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى.
وَحَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الجوهريّ- إملاء- أخبرنا محمّد بن النّضر الموصليّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو بَهْزٍ صَقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بنت مالك بن مغول، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ إِلَى بُسْتَانٍ، فَأَتَى آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ. فَقَال: «يَا أَنَسُ قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِي» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُعْلِمُهُ؟ قَالَ:
«أَعْلِمْهُ» فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَأَبْشِرْ بِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَ آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ فَقَالَ: «يَا أَنَسُ قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُعْلِمُهُ؟ قَالَ: «أَعْلِمْهُ» فَخَرَجْتُ فَإِذَا عمر، قال:
قلت له: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَأَبْشِرْ بِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ فَقَالَ:
«قُمْ يَا أَنَسُ فَافْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ وَبِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وَأَنَّهُ مَقْتُولٌ» قَالَ:
فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ قُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وَأَنَّكَ مَقْتُولٌ، قَالَ:
فَدَخَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَهْ؟ وَاللَّهِ مَا تَغَنَّيْتُ وَلا تَمَنَّيْتُ، وَلا مَسِسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُكَ. قَالَ: «هُوَ ذاك يا عثمان» [2] .
__________
[1] 4888- انظر: ميزان الاعتدال 2/ت 3903.
[2] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 5/176. والمطالب العالية 3842. والسنّة لابن أبي عاصم 2/557. والعلل المتناهية 1/231.(9/340)
أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حَدِيث الصَّقْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ» [1]
الْحَدِيثَ. فَقَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِي سَنَةِ ثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فَقَالَ: مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُقْلَعَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَضْرَاسٍ.
قَالَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ عَنِ الصَّقْرِ فَقَالَ: كَانَ شَيْخًا مُغَفَّلا مَطْرُوحًا بِبَغْدَادَ، وَهَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ، عَنِ الْمُخْتَارِ لا أَصْلَ لَهُ، وَأَبُو الصَّقْرِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ كَانَ- يَعْنِي الصَّقْرَ- يَضَعُ الْحَدِيثَ، كَانَ جَدُّهُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه، أخبرنا محمد بن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه. قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد:
عبد الرحمن بن مالك بن مغول من أكذب الناس، وأبو بهز ابنه كان أكذب من أبيه.
4889- الصقر بن عبد الرحمن بن جميع، أبو الليث الدينوري، يعرف بالقواس:
سكن بغداد وحدث بها عن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النَّيْسَابُورِيّ، وأحمد بن الفضل البخاري. رَوَى عَنْهُ أَبُو نصر مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الإسماعيلي الجرجاني- وقال: كان إمام جامع براثي- وعبد العزيز بن علي الأزجي.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عليّ، حَدَّثَنَا صَقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُمَيْعٍ- أبو الليث الدّينوريّ في سوق السلاح- حدّثنا أبو بكر النّيسابوري، حدّثني محمّد بن عزيز، حَدَّثَنِي سَلامَةُ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَرَارِي الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كانوا عاملين» [2] .
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 2/153. وتنزيه الشريعة 2/131. وكشف الخفا 1/329، 2/29. والدرر المنتثرة 59. والفوائد المجموعة 61. واللآلئ المصنوعة 2/38.
والأسرار المرفوعة 146. ومجمع الزوائد 3/110.
[2] 4889- انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/125، 8/153. وصحيح مسلم 2048، 2049.
وفتح الباري 11/489، 493.(9/341)
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
4890- صعصعة بن يزيد:
تابعي كان يسكن المدائن. وحدث بها عَنْ عبد اللَّه بْن عَبَّاس. روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، حدّثنا حجاج، حدّثنا حسن الأشيب، حدّثنا زهير، حَدَّثَنَا أبو إسحاق عن صعصعة بن يزيد- وكان منزله بالمدائن- قال البخاري: سمع ابن عباس، وقال الثوري: ابن زيد، وقال إسرائيل وشريك: عن أبي إسحاق عن صعصعة عن يزيد خالفوه، وقال شعبة: عن أبي إسحاق عن زيد بن صعصعة.
قرأتُ عَلَى القاضي أبي العلاء مُحَمَّد بْن علي الواسطي عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ الحافظ في تسمية من روى عنه أبو إسحاق ولم يحدث عنه غيره قال:
صعصعة بن يزيد، ويقال ابن زيد ويقال ابن معاوية، عن ابن عباس.
4891- الصلت بن مسعود الجحدري [1] :
بصري ولي القضاء بسر من رأى. وحدث بها عن حماد بن زيد، وعبد الوارث ابن سعيد، وجعفر بن سليمان، ومسلم بن خالد ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وسفيان بن عيينة، وعباد بن عباد، وسلمة بن رجاء، ومعلى بن راشد. روى عنه الحسن بن مكرم، وعبد الله بن أبي سعد، وأَحْمَد بْن الحسين بْن نصر الحذاء، وأَحْمَد ابن أَبِي عوف البزوري، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وغيرهم.
أخبرنا هلال بن الحفّار، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق- إملاء- حدّثنا أبو عبد الله
__________
[1] 4891- انظر: تهذيب الكمال 2900 (13/229) . والمنتظم 11/268. والتاريخ الصغير 2/370.
والجرح والتعديل 4/ت 1935. وثقات ابن حبان 8/324. والكامل لابن عدي 2/الورقة 99. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 84. والجمع 1/226. والمعجم المشتمل، الترجمة 439. ومعجم البلدان 4/221. والكاشف 2/ت 2423. والعبر 1/430. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 96. وتاريخ الإسلام، الورقة 42 (أحمد الثالث 2917) . وميزان الاعتدال 2/ت 3914. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 196. ونهاية السول، الورقة 148.
وتهذيب التهذيب 4/436. والتقريب 1/370. وخلاصة الخزرجي 1/ت 3114. وشذرات الذهب 2/92.(9/342)
محمّد بن خلف المروزيّ، حدّثنا الصلت بن مسعود الجحدري، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ أَبُو الْيَمَانِ الْقَوَّاسُ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مَيْمُونَ أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي مَلأٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ ضَحِكَ- أَوْ بَكَى- فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ:
يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الَّذِي أَضْحَكَكَ- أَوْ أَبْكَاكَ- قَالَ: «عَجِبْتُ مِنْ رَجُلٍ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا بِرَجُلٍ إِلَى رَبِّهِ فَيَقُولُ يَا رَبُّ خُذْ لِي حَقِّي مِنْ هَذَا، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ تَعَالَى أَعْطِ أَخَاكَ حقه، فيقول يا رب والله مالي حَسَنَةٌ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ زَعَمَ أَخُوكَ هَذَا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ حَسَنَةٌ، قَالَ: فَيَقُولُ يار ب فَخُذْ مِنْ سَيِّئَاتِي فَاحْمِلْهَا عَلَيْهِ، فَيَقُولُ الرَّبُّ ارْفَعْ طَرْفَكَ فَانْظُرْ، قَالَ: فَيَرْفَعُ طَرْفَهُ فَيَنْظُرُ فَيُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، فَيَرَى فِيهَا قُصُورًا مِنَ الدُّرِّ، وَالْيَاقُوتِ، وَالذَّهَبِ قَالَ: فَيَقُولُ يَا رب لمن هذا؟ لأبي مالك هذا، أو لأبي مُصْطَفًى هَذَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ تَعَالَى هذا لمن أعطى ثمنه، فَيَقُولُ وَمَنْ عِنْدَهُ ثَمَنُ هَذَا، أَوْ مَنْ يَقْدِرُ؟ قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ تَعَالَى هُوَ عِنْدَكَ وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ:
يَا رَبُّ وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَعْفُو عَنْ أَخِيكَ هَذَا، قَالَ: فَيَقُولُ يَا رَبُّ عَفَوْتُ، يَا رَبُّ عَفَوْتُ، يَا رَبُّ عَفَوْتُ عَنْهُ ثَلاثًا، قَالَ: فَيَقُولُ الرَّبُّ خُذْ بِيَدِهِ قَالَ: فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ ثُمَّ يَنْطَلِقَانِ جَمِيعًا حَتَّى يَدْخُلا الْجَنَّةَ» [1]
. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مَعَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة ست وثلاثين- يعني ومائتين- فيها ولي الصلت بن مسعود القضاء بسر من رأى.
قلت: لم يزل الصلت قاضيا بسر من رأى إلى أن عزل في سنة تسع وثلاثين ومائتين، قبيل وفاته بيسير.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أخبرني عليّ ابن مُحَمَّد المروزي قَالَ: وسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد المعروف بجزرة- عَنِ الصلت ابن مسعود فقال: ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها مات الصلت بن مسعود الجحدري.
__________
[1] انظر الحديث في: علل الحديث، لابن أبي حاتم 2130.(9/343)
4892- صرد بن حماد بن سالم، أبو سهل الصيرفي الواسطي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي قطن عمرو بن الهيثم، وعبد الرحمن بن مسهر أخي علي، والحسن بن الحكم بن طهمان، وبكر بن بكار. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وقاسم بن زكريا المطرز، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، ومحمد بْن مخلد العطار، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الحافظ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا صُرَدُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو سَهْلٍ- قَالَ: حدّثنا الحسن بن الحكم بن طهمان، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْدَانَ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهَا جَارِيَةٌ لَهَا سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَجْزِي عَنِّي هَذِهِ إِنْ أَعْتَقْتُهَا؟ قَالَ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ اللَّهُ؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: «مَنْ أَنَا؟» قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ لَهَا: «تَشْهَدِينَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» قَالَتْ:
نَعَمْ! قَالَ: «أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا تُجْزِي عَنْكِ» [1]
. قال علي بن عمر: هذا غريب من حديث عون بن أبي جحيفة عن أبيه، تفرد به أبو معدان. وهو غريب من حديث أبي معدان عبد الله بن معدان، تفرد به الحسن بن الحكم عنه، ولا أعلم حدث به غير صرد بن حماد.
أخبرني الحسين بن عليّ الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن مخلد- فِيما قرأت عَلَيْهِ- وَمات صرد الصيرفي سنة ثمان وخمسين- يعني ومائتين- زاد غيره عن ابن مخلد في يوم الأحد لأربع خلون من شعبان.
4893- صاحب بن حاتم، الفرغاني:
قدم بغداد حاجا وحدث بها.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ- لَفْظًا- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا صَاحِبُ بْنُ حَاتِمٍ الْفَرْغَانِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا للحج- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى مَسْجِدِ قُبَاءٍ لا يَنْزِعُهُ إِلا الصَّلاةُ فِيهِ، فَصَلَّى فِيهِ ركعتين، كانت عدل عمرة» [2] .
__________
[1] 4892- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد 33. وفتح الباري 13/359.
[2] 4893- انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 6/91. والترغيب والترهيب 2/218. وإتحاف السادة المتقين 4/425. ومجمع الزوائد 4/11.(9/344)
4894- صاعد بن محمد، أبو العلاء النيسابوري ثم الأستوائي [1] :
من أهل أستواء، وهي قرية من رستاق نيسابور. سمع عبد الله بن محمّد بن عليّ ابن زياد، وإسماعيل بن نجيد النيسابوريين، وبشر بن أحمد الإسفراييني، ومن بعدهم.
وورد العراق في حداثته حاجا فسمع بالكوفة من علي بن عبد الرحمن البكائي، وولي بعد ذلك قضاء نيسابور، ثم عزل وولي مكانه أبو الهيثم عتبة بن خيثمة، وكان أحد شيوخه.
فحَدَّثَنِي علي بن المحسن التنوخي قال: لما عزل صاعد بن محمد عن قضاء نيسابور بأستاذه أبي الهيثم عتبة بن خيثمة، كتب إليه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي هذين البيتين وأنشدناهما لنفسه:
وإذا لم يكن من الصرف بد ... فليكن بالكبار لا بالصغار
وإذا كانت المحاسن بعد ال ... صرف محروسة فليس بعار
وكان صاعد عالما فاضلا صدوقا، وانتهت إليه رياسة أصحاب الرأي بخراسان وقدم بغداد وحدث بها.
فحَدَّثَنِي القاضي أبو عبد الله الصيمري، حَدَّثَنَا القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد الفقيه- ببغداد- وأسند لي عنه حديثا- فسألت الصيمري عن قدوم صاعد بغداد.
فقال: آخر سنة قدمها سنة ثلاث وأربعمائة.
قلت: وقد لقيته أنا بنيسابور، وسمعت منه وبلغني أنه مات في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
انقضى حرف الصاد
__________
[1] 4894- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/278.(9/345)
باب الضاد(9/347)
4895- ضرار بن سهل، الضراري [1] :
حدث عن الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه عبد الله بن أحمد الغباغبي.
حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْمُعَلِّمُ- الْمَعْرُوفُ بِالْغَبَاغِبِيِّ لَفْظًا- قَالَ: حَدَّثَنِي ضِرَارُ بْنُ سَهْلٍ الضِّرَارِيُّ- بِبَغْدَادَ فِي دَارِ الْخَلَنْجِيِّينَ، فِي رَأْسِ الْجِسْرِ- قال: حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَّخِذَ أَبَا بَكْرٍ وَالِدًا، وَعُمَرَ مُشِيرًا، وَعُثْمَانَ سَنَدًا، وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ ظَهِيرًا، أَنْتُمْ أَرْبَعَةٌ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ لَكُمُ الْمِيثَاقَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لا يُحِبُّكُمْ إِلا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَلا يُبْغِضُكُمْ إِلا مُنَافِقٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ خُلَفَاءُ نُبُوَّتِي، وَعَقْدُ ذِمَّتِي وَحُجَّتِي عَلَى أُمَّتِي» [2]
. هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ جِدًّا لا أَعْلَمُ رَوَاهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلا ضِرَارَ بْنَ سَهْلٍ وَعَنْهُ الْغَبَاغِبِيُّ وَهُمَا جَمِيعًا مَجْهُولانِ.
4896- ضرار بن أحمد بن ثابت، أبو الطيب الحنبلي:
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ- بخطه- حَدَّثَنِي أبو الطيب ضرار بن أحمد ابن ثابت الحنبليّ، حدّثني أبو عليّ الخرقيّ، حَدَّثَنِي المروذي قال: سئل أبو عبد الله أحمد بن حنبل وأنا أسمع عن الحقنة فقال: أكرهها لأنها تشبه باللواط.
4897- ضرار بن رافع بن ضرار بن رافع بن عصم، أبو عمرو الضبي:
من أهل هَراة. قدمَ بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ عَلِيِّ بْن محمد بن أحمد بن رزين الهروي وغيره. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو ضِرَارُ بْنُ رَافِعِ بْنِ عُصْمِ بْنِ بِلالٍ الضَّبِّيُّ الْهَرَوِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بغداد- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ- الْمَعْرُوفُ بابن علّك- حدّثنا عبدان بن عيسى المروزيّ، حدّثنا بندار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» [3]
الحديث.
__________
[1] 4895- انظر: ميزان الاعتدال 2/ت 3950.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 1/402. واللآلئ المصنوعة 1/199.
[3] 4897- الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.(9/348)
أخبرنا عبد الكريم بن محمّد المحامليّ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: ضرار بن رافع بن ضرار بن رافع بن عصم بن بلال بن عصم بن عباس بن سعيد بن المجشر بن عامر الضبي العصمي الهروي قدم علينا في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
قلت: ذكر غيره بدل سعيد بن المجشر شعبة بن المجشر، فالله أعلم.
4898- ضياء بن أحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوب، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الخياط:
هروي الأصل سكن بغداد بالجانب الشرقي منها ناحية الرصافة، وحدث بها عن عمر بن أحمد بن شادران القرميسيني، وعيسى بن أحمد بن علي بن زيد الدينوري، ومحمد بن الحسن بن شيبان الأبلي، وعلي بن أحمد بن محمد بن غسان البصري.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أخبرنا ضياء بن أحمد، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شادران القرميسيني- بالدينور في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى- يَعْنِي ابْنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ- حدّثنا المعتمر بن سليمان بن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ» [1]
. سألت ضياء عَن مولده فقال: فِي صفر من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وولدت ببغداد، وحملني أبي إلى الدينور وأنا صغير، ثم ردني إلى بغداد وحدرني إلى البصرة بعد ذلك. كان ضياء حيا ببغداد إلى أن خرج عنها، وبلغنا أنه مات في أول سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
انقضى حرف الضاد
__________
[1] 4898- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/2، 8/175، 9/29. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 155.(9/349)
باب الطاء(9/351)
ذكر من اسمه طلحة
4899- طلحة بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، المديني:
كان من أشراف قريش وأفاضلهم، وقدم على السفاح أمير المؤمنين، فأقام في ناحيته إلى أن توفي، ثم انتقل إلى بغداد لما سكنت فسكنها وأقام بها في صحابة المنصور وفي صحابة المهدي من بعده.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار قَالَ: ومن ولد أبي البختري بن هشام طلحة بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الأسود بن أبي البختري، وأمه وأم أخويه- علي وحسن- ابني عبد الرحمن- برة بنت سعيد بن الأسود، وأمها فاطمة بنت علي بن أبي طالب، وأم عبد الرحمن بن عبد الله بن الأسود حميدة ابنة طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وأمها أم كلثوم بنت عبد الرّحمن ابن أبي بكر الصديق، ولذلك يقول طلحة بن عبد الرّحمن:
جدي علي وأبو البختري ... وطلحة التيمي والأسود
وجدي الصديق أكرم به ... جدا وخالي المصطفى أحمد
لهذه الولادات التي ولدته. وكان طلحة بن عبد الرحمن في صحابة أبي العباس أمير المؤمنين، ثم في صحابة أمير المؤمنين المنصور، ثم في صحابة أمير المؤمنين المهدي.
وداره ببغداد عند أصحاب الثلج في عسكر المهدي أمير المؤمنين، وداره بالمدينة إلى جنب بقيع الزبير بالبقال.
قلت: البقال موضع.
4900- طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش، الأنصاري الزرقي [1] :
واسم أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد بْن خلدة بْن مَخْلَد بْن عامر بْن
__________
[1] 4900- انظر: تهذيب الكمال 2985 (13/444) . وطبقات ابن سعد 7/328. وتاريخ ابن معين 2/280. والدارمي، الترجمة 446. والتاريخ الكبير 4/ت 3100. والجرح والتعديل 4/ت-(9/352)
زريق، وكان طلحة من أهل المدينة فسكن بغداد في ربض الأنصار. وحدث عن يونس بن يزيد الأيلي، وعبد الواحد بن ميمون. روى عنه عباد بن موسى الختلي، وعثمان بن أبي شيبة الكوفيّ، وغيرهما.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، حدّثنا عبّاد بن موسى الختلي، حدّثنا طلحة بن يحيى الزرقي، حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ طَارِقٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا طلحة بن يحيى الأنصاري- وكان ثقة-.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أحمد بن معروف، أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: طلحة بن يحيى الأنصاري كان ينزل ربض الأنصار، روى عن يونس بن يزيد. وسمع منه عباد بن موسى سماعا كثيرا.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل.
وقيل له طلحة بن يحيى فقال: مقارب الحديث يحدث عن يونس.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله- يعني الدهان- أخبرنا محمّد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي يعقوب بن شيبة قال: طلحة بن يحيى شيخ ضعيف جدا ومنهم من لا يكتب حديثه لضعفه.
قلت: قد وصفه يحيى بن معين بالثقة، وأخرج البخاري ومسلم بن الحجّاج حديثه في صحيحيهما.
__________
2110. وثقات ابن حبان 8/325- 326. وثقات ابن شاهين، الترجمة 600. ورجال البخاري للباجي، الترجمة 427. والجمع 1/231. وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 80.
والكاشف 2/ت 2503. وديوان الضعفاء، الترجمة 2019. والمغني 1/ت 2962. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 108. ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 18. وميزان الاعتدال 2/ت 4014. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 214. ونهاية السول، الورقة 152. وتهذيب التهذيب 5/28. وتقريب التقريب 1/380. وخلاصة الخزرجي 2/ت 32.
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3292. ومسند أحمد 2/257. ومصنف ابن أبي شيبة 13/102. وإتحاف السادة المتقين 10/533. والدر المنثور 6/157.(9/353)
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: طلحة بن يحيى الأنصاري ثقة، وكان ينزل ربض الأنصار.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين-.
وأخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا بشر بْن أَحْمَد الإسفراييني قَالَ: سمعتُ أَبَا يَعْلَى الْمَوْصِليّ قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين وسئل.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التميمي بدمشق، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قال- وسئل يحيى بن معين عن طلحة بن يحيى- فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول:
طلحة بن يحيى الأنصاري لا بأس به.
ذكر عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح أن طلحة رجع إلى المدينة فمات بها.
4901- طلحة بن عبيد الله البغدادي:
من ساكني مصر. حكى عن أحمد بن حنبل.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن محمّد الأصبهانيّ- بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يعقوب البخاريّ- إملاء- حَدَّثَنَا أبو النضر محمد بن إسحاق الرشادي قال: سمعت ابن مسعدة يقول: سمعت طلحة بن عبيد الله البغدادي وكان- يسكن مصر- يقول وافق ركوبي ركوب أحمد بن حنبل في السفينة من غير تعبية، فكان يطيل السكوت فإذا تكلم قال: اللهم أمتنا على الإسلام والسنة.
4902- طلحة بن محمد بن العباس، أبو زرعة. أحسبه من أهل خراسان:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عليّ المحتسب، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أبو زرعة طلحة ابن محمّد بن العبّاس- قدم علينا- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نوح، حدّثنا داود بن مخراق، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ صُبَيْحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ(9/354)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مُسْتَحَاضَةً.
4903- طلحة بن محمد بن أبي إسرائيل بن يعقوب، أبو محمد الجوهري:
حدث عن يحيى بن أبي طالب، وعن أبيه. روى عنه المعافى بن زكريا.
4904- طلحة بن أحمد بن حفص، أبو الحسين الصفار:
حدث عن محمد بن يونس الكديمي، والحسن بن علويه، وأبي سعيد العدوي، والعباس بن يوسف الشكلي. روى عنه مُحَمَّد بْن عُمَر بْن زنبور الوراق، وعلي بن محمد بن علويه الجوهري.
4905- طلحة بن محمد بن أحمد بن فهد، أبو أحمد البصري:
حدث عن محمد بن إسماعيل بن أبي حكيم البزاز. روى عنه أبو الفتح بن مسرور، قال: سمعت منه ببغداد، وكان ثقة من أصحاب الحديث المجودين.
4906- طلحة بن محمد بن إسحاق، أبو محمد المعروف بابن أبي العباس الصيرفي [1] :
وهو أخو سعد بن محمد. سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن عليّ ابن شبيب المعمري. حَدَّثَنَا عنه أبو نعيم الأَصْبَهَانِيّ وَكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ وَسَعْدٌ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ النَّاقِدِ بِبَغْدَادَ. قَالا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يجئ الْقَاتِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [2]
. قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ- بخطه: توفي طلحة بن محمد بن إسحاق في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
4907- طلحة بن عمر بن علي، أبو القاسم الحذاء [3] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي وأَبِي الْقَاسِم البغوي. حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بْن عُمَر بن بكير المقرئ، وبشرى بن عبد الله الرومي، وعبد العزيز بن علي الأزجي.
__________
[1] 4906- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/203.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات 3/104. وتنزيه الشريعة 2/225. وكنز العمال 2/225.
[3] 4907- الحذاء: هذه النسبة إلى حذو النعل وعملها (الأنساب 4/86) .(9/355)
أخبرنا بشرى بن عبد الله، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عليّ الحذّاء- في دكانه بباب الطاق- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ، حدّثنا محمّد ابن بكار بن الرّيّان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «لا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ فِي أَعْنَاقِ الْخَنَازِيرِ» [1]
. 4908- طلحة بن محمد بن جعفر، أبو القاسم الشاهد [2] :
حدث عَن عُمَر بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي غيلان الثقفي، ومحمد بن العباس اليزيدي، وعبد اللَّهِ بْنِ زيدان، ومحمد بن الْحُسَيْن الأشناني الكوفيين، وأبي الْقَاسِم البغوي، وأبي بَكْر بْن أَبِي داود، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم أخي أَبِي الليث الفرائضي، وأبي صخرة الشامي، وحرمي بن أبي العلاء، ويحيى بن صاعد، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه عمر بن إبراهيم الفقيه، والأزهري، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن عَلِيّ الأزجي، وعلي بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ.
حَدَّثَنِي أحمد بن علي بن التوزي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس قَالَ: كَانَ طلحة سيئ الحال في الحديث، وكان يذهب إلى الاعتزال ويدعو إليه. سمعت الحسن بن محمد الخلال- وذكر طلحة بن محمد- فقال: كان معتزليا، داعية يجب أن لا يروى عنه.
سمعت الأزهري ذكر طلحة صاحب ابن مجاهد فقال: ضعيف في روايته وفي مذهبه.
قال لنا التنوخي: ولد طلحة بن محمد بن جعفر في شهر ربيع- لا أدري أيهما- من سنة إحدى وتسعين ومائتين.
حَدَّثَنِي الأزهري والعتيقي: أن مولد طلحة كان في أول سنة إحدى وتسعين ومائتين. قالا: ومات في سنة ثمانين وثلاثمائة. قال الأزهري: في شوال، وقال العتيقي: توفي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لإحدى عشرة بقيت من شوال، قال:
وكان المتقدم في وقته على جماعة الشهود، ويذهب مذهب الاعتزال.
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 1/232. وتنزيه الشريعة 1/262. وإتحاف السادة المتقين 1/344. وتذكرة الموضوعات 232. واللآلئ المصنوعة 1/108.
[2] 4908- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/345. وميزان الاعتدال 2/ت 4011.(9/356)
4909- طلحة بن أحمد بن الحسن، أبو القاسم. وقيل: أبو محمد الخزاز الصوفي:
حدث عن القاضي المحاملي، ومحمد بن أحمد بن فضالة السوسي، ومحمد بن أحمد بن أبي مهزول، ومُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صفوة المصيصيين، وخيثمة ابن سليمان الأطرابلسي. حَدَّثَنِي عنه الخلال، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني وكناه لي الخلال أبا القاسم، وابن روح أبا محمد.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخلّال، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الخزّاز والصّوفيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ السُّوسِيُّ- بحمص- حدّثنا محمّد ابن أحمد بن عصمة قال: حدّثنا مسلم بن ميمون الخواص، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا» [1]
. سألت الخلال عنه. فقال: كان شيخا صالحا ثقة، سافر كثيرا، وكتبنا عنه من أصول صحاح، ومات ببغداد بعد سنة ثمانين وثلاثمائة.
4910- طلحة بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ، ويعرف بابن علالة المؤدب:
حدث عن أبي بكر الشافعي، وشاكر بن عبد الله، وعلي بن أحمد الوراق المصيصيين، وأبي سليمان الحراني. حَدَّثَنِي عنه أحمد بن علي التوزي.
4911- طلحة بن محمد بن جعفر، أبو القاسم القاضي البصريّ:
قدم بغداد وحدّث عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العباس الأسفاطي. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ- فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بن الفضل بن بشر الأسفاطي، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّبَّاكُ، حدّثنا ابن أبي الشوارب، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ جُمَّارَ النَّخْلِ.
كان طلحة يذكر أن أباه مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ تَمَّامٍ بن علي بن المطلب بن محمد بن السري بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب.
__________
[1] 4909- انظر الحديث في: كنز العمال 44979.(9/357)
وبلغني أن القاضي أبا عمر بن عبد الواحد وقوما هاشميين من أهل البصرة أنكروا نسبه وزعموا أنه دعي وأن أبا العباس بن عبد السلام وسمه بالبصرة ومات عندنا ببغداد في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وأربعمائة، ودفن في مقبرة جامع المنصور عند قبر عثمان الباقلاني الزاهد.
4912- طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب، أبو القاسم الكتاني [1] :
سمع أحمد بن سلمان النجاد، وأحمد بْن عُثْمَان بْن يَحْيَى الأدمي، وأبا بكر الشافعي، ودعلج بن أحمد، وعمر بْن جعفر بْن سلم الْخُتُلِّيّ، وعثمان بْن محمد بن سنقة، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحكم الواسطي، وأبا سليمان الحراني، ومحمّد ابن أحمد بن قريش البزاز، وجماعة غيرهم.
كتبنا عنه وكان ثقة صالحا ستيرا دينا. سكن درب علي الطويل من نهر الدجاج.
وحدثت أن مولده كَانَ فِي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ومات في يوم الجمعة الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد- وهو يوم السبت- في مقبرة الشونيزي.
ذكر من اسمه طاهر
4913- طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد بن زاذان، أبو طلحة الخزاعي [2] :
والي خراسان. وجه به المأمون إلى بغداد لمحاربة أخيه الأمين، فظفر به طاهر وقتله، ولقبه المأمون ذا اليمينين، وكان من رجالات الناس، جوادا، ممدحا وحدث عن عبد الله بن المبارك، وعن عمه علي بن مصعب. روى عنه ابناه عبد الله وطلحة.
حَدَّثَنِي الأزهري قال: ذكر أبو الحسين بن بدر الأزرق القطان أنه سمع جحظة يقول: أنشد معدس الخلوقي الشاعر طاهر بن الحسين- وقد نزل إلى حراقة له:
عجبت لحراقة ابن الحسي ... ن كيف تسير ولا تغرق؟
وبحران: من فوقها واحد ... ومن تحتها آخر مطبق
وأعجب من ذاك عيدانها ... إذا مسها كيف لا تورق؟
__________
[1] 4912- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/221.
[2] 4913- الخزاعي: هذه النسبة إلى خزاعة (الأنساب 5/106) .(9/358)
فأمر له بثلاثمائة دينار، لكل بيت مائة دينار.
حدّثنا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حدّثني هارون بن ميمون الخزاعيّ، حَدَّثَنَا محمد بن أبي شيخ- من أهل الرقة- حَدَّثَنِي أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي. قال:
كنت مع طاهر بن الحسين بالرقة- وأنا أحد قواده، وكانت لي به خاصية أجلس عن يمينه، فخرج علينا يوما راكبا ومشينا بين يديه، وهو يتمثل:
عليكم بداري فاهدموها فإنها ... تراث كريم لا يخاف العواقبا
إذا هم ألقى بين عينيه عزمه ... وأعرض عن ذكر العواقب جانبا
سأدحض عني العار بالسيف جالبا ... علي قضاء الله ما كان جالبا
فدار حول الرفقة ثم رجع، فجلس مجلسه، فنظر في قصص ورقاع، فوقع فيها صلات أحصيت ألف ألف وسبعمائة ألف. فلما فرغ نظر إلي مستطعما للكلام.
فقلت: أصلح الله الأمير ما رأيت أنبل من هذا المجلس، ولا أحسن، ودعوت له، ثم قلت: لكنه سرف. فقال: السرف من الشرف، فأردت الآية التي فيها: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا
[الفرقان 67] فجئت بالأخرى التي فيها إن الله لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ*
[الأعراف 31، الأنعام 141] فقال: صدق الله، وما قلنا كما قلنا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس، حدّثنا أبو القاسم علان الرّزّاز، حدّثني أبو الحسن الجاماسبي قال: قال لي رجل بخراسان: قال صديق لي:
رأيت رجلا بمرو في يوم جمعة بحال سيئة، ثم رأيته في الجمعة الأخرى على برذون.
فقلت له: ما الخبر؟ فقال: أنا على باب طاهر بن الحسين منذ ثلاث سنين ألتمس الوصول إليه فيتعذر ذلك، حتى قال لي بعض أصحابه يوما: إن الأمير يركب اليوم في الميدان للعب بالصوالجة، فقلت: اليوم أصل إليه، فصرت إلى الميدان فرأيت الوصول متعذرا، وإذا فرجة من بستان فالتمست الوصول منها إلى الميدان، فلما سمعت الحركة وضرب الصوالجة ألقيت نفسي من الثلمة فنظر إلي فقال: من أنت؟ فقلت: أنا بالله وبك أيها الأمير إياك قصدت، ومنك أطلب وقد قلت بيتي شعر. فقال: هاتهما، وأقبل ميكال إلي فزجره عني فأنشدته:
أصبحت بين خصاصة وتجمل ... والحر بينهما يموت هزيلا
فامدد إلي يدا تعود بطنها ... بذل النوال وظهرها التقبيلا(9/359)
فأمر لي بعشرة آلاف درهم. وقال: هذه ديتك ولو كان ميكال أدركك لقتلك، وهذه عشرة آلاف درهم لعيالك امض لشأنك، ثم قال: سدوا هذه الثلم لا يدخل إلينا منها أَحَدٍ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أخبرني عليّ ابن محمد بن عبد الله الحمادي- بمرو- قال: سمعت محمد بن موسى بن حماد يقول: توفي طاهر بن الحسين بمرو سنة سبع ومائتين.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة.
قال: سنة سبع ومائتين فيها مات طاهر بن الحسين.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا محمّد بن جعفر الأديب، حَدَّثَنَا أبو القاسم السكوني قال: أنشدني جعفر بن الحسن لبعض المحدثين يرثي طاهر بن الحسين:
فلئن كان للمنية رهنا ... إن أفعاله لرهن الحياة
ولقد أوجب الزكاة على قو ... م وقد كان عيشهم بالزكاة
4914- طاهر بن سعيد، أبو القاسم المقرئ النيسابوري:
سمع عبيد الله بن موسى العبسي، وأبا نعيم، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن معين.
روى عنه إبراهيم بن علي الذهلي، والحسن بن سفيان، وذكر الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري الحافظ أن طاهرا هذا حدث بنيسابور وببغداد.
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ قَالَ: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: توفي طاهر بن سعيد المقرئ في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين ومائتين.
4915- طاهر بن خالد بن نزار بن المغيرة بن سليم، أبو الطيب الغساني الأيلي [1] :
نزل سر من رأى وحدث بها عن أبيه، وآدم بن أبي إياس. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة، ومحمد بْن القاسم الكوكبي، وإسماعيل بْن العباس الوراق، ومحمد بْن مخلد العطار، ومحمد بن جعفر المطيري، وهو ثقة.
__________
[1] 4915- انظر: ميزان الاعتدال 2/ت 3977.(9/360)
قال ابن أبي حاتم: كتب أبي عنه بسامرا وَهُوَ صَدُوقٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا طاهر بن خالد، حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ مَالِهِ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا دَعَتْهُ الْجَنَّةُ هلم هلم» [1]
. أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن طاهر بن خالد بن نزار مات بسر من رأى في سنة ستين ومائتين.
حدّثنا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن شاهين عَنْ أبيه قَالَ: وجدت في كتاب جدي قال: سمعت أحمد بن محمد بن بكير قال: مات طاهر بن خالد بن نزار سنة ثلاث وستين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن يونس ابن عبد الأعلى المصري، أخبرنا أبي قال: توفي طاهر بن خالد بن نزار الأيلي ببغداد سنة ثلاث وستين ومائتين، وهكذا قال غيرهما، زاد في شعبان.
4916- طاهر بن هارون بن عبيد، أبو الحسن المدائني:
حدّث عن وجوده في كتاب أبيه. روى عنه أَبُو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ أبي خيثمة.
4917- طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة، الضبي مولاهم، يكنى أبا القاسم:
وكان أبوه قاضيا ببغداد، حدث عن علي بن الجعد، وعليّ بن المديني. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وسليمان بن أحمد الطبراني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، حدّثنا عبد الصّمد ابن عليّ الطّستيّ، حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ القاضي، حدّثنا عليّ بن الجعد، حدّثنا أبو يوسف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِنْ أَنْتَ قُلْتَهُنَّ وَعَلَيْكَ مِثْلُ عَدَدِ الذَّرِّ خَطَايَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ؟» فَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لا إله إلّا الله
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/151. وكنز العمال 16030، 16292.(9/361)
العظيم، لا إله إلّا الله الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» [1]
. 4918- طاهر بن محمد بن علي، أبو الحسين الكاتب:
حدث أبو القاسم الثلاج عنه عن يوسف بن محمد بن صاعد، وذكر أنه سمع منه في مجلس ابن السكين البلدي.
4919- طاهر بْن مُحَمَّد بْن السري بْن سهل بْن خالد بن البختري، أبو القاسم الطاهري [2] .
حَدَّثَنَا ابن الثلاج عنه أيضا عن أحمد بن [علي] [3] الأبار وقال: توفي في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وقال: مولدي في سنة ثمان وستين ومائتين. وروى أبو الفتح بن مسرور عن هذا الشيخ عن أحمد بن عبيد الله النرسي وكان ثقة.
4920- طاهر بن القاسم بن نصر، أبو العباس الجوهري:
ذكر ابْن الثلاج أنه حدثه عَن مُحَمَّد بْن عثمان بن أبي شيبة الكوفي، وسعيد بن عجب الأنباري.
4921- طاهر بن أحمد بن زيد، أبو بكر المؤدب البغدادي:
حدث عن إبراهيم بن شريك الأسدي، ومحمد بن أحمد بن صالح الأزدي. روى عنه إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المقرئ، وذكر أنه سمع منه بالبصرة.
4922- طاهر بن محمد بن سهلويه بن الحارث بن يزيد بن بحر، أبو الحسين النِّيسَابُورِيّ [4] :
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَن محمد بن إسماعيل بن إسحاق المروزي، صاحب علي بن حجر، وعن العباس بن منصور الفرنداباذي، ومكي بن عبدان، ومحمد بن أحمد بن دلويه الدقاق، وأحمد بن محمد الخداشي، وأبي حامد أحمد ابن محمد الشرقي، وأبي حامد بن بلال، ومحمد بن حمدويه المروزيّ.
__________
[1] 4917- الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 4919- الطاهري: هذه النسبة إلى «طاهر» بن الحسين أحد القواد المعروفين، وببغداد محلة كبيرة على دجلة بالجانب الغربي يقال لها: الحريم الطاهري (الأنساب 8/180- 181) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 4922- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/340.(9/362)
حَدَّثَنَا عنه الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن جعفر. وكان ثقة عدلا، مقبول الشهادة عند الحكام.
وقال لي الحسن بن محمد الخلال: سمعنا من طاهر بن محمد بن سهلويه النيسابوري ببغداد بعد رجوعه من الحج، وذلك في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وفيها مات ببغداد. ذكر غيره أنه كان ابن سبعين سنة.
4923- طاهر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ، أَبُو عَبْدِ الله البغدادي [1] :
نزل نيسابور وحدث بها عَن أَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم أخي أَبِي الليث الفرائضي، ومن بعدهما. روى عنه الحاكم أبو عبد الله البيع.
وكان من أظرف من رأينا من العراقيين وأفتاهم، وأحسنهم كتابة، وأكثرهم فائدة.
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقبري عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الحافظ قال: توفي طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي بنيسابور يوم الخميس الثامن من ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
4924- طاهر بن أحمد، أبو الفرج الأصبهاني، يعرف بسبط أبي عمر المؤدب:
لقيته في قرية بسواد دجيل تسمى بشلّا، وروى لي أحاديث عن أبي القاسم الطبراني وذلك في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
أخبرنا طاهر بن أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللّخميّ الطبراني- بأصبهان- حدّثنا المقداد بن داود، حدّثنا أسد بن موسى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَرْبَعَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ، الْحَلافُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالإِمَامُ الْجَائِرُ» [2]
. 4925- طاهر بن عبد العزيز بن عيسى بن سيار، أبو الحسن الدعاء، ويعرف بابن الحصري [3] :
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وإِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النسوي.
كتبت عنه وكان عبدا صالحا، مستورا صدوقا.
__________
[1] 4923- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/367.
[2] 4924- انظر الحديث في: سنن النسائي 5/86. وإتحاف السادة المتقين 7/513. والترغيب والترهيب 2/589. وكنز العمال 43968.
[3] 4925- الحصري: هذه النسبة إلى الحصر، وهي جمع الحصير (الأنساب 4/152) .(9/363)
سمعت طاهر بن عبد العزيز يقول: مولدي في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
ومات في جمادى الآخرة- أو رجب- من سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
4926- طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر، أبو الطيب الطبري الفقيه الشافعي [1] :
سمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفي، وبنيسابور من أبي الحسن الماسرجسي- وعليه درس الفقه- وسمع أيضا غيره من شيوخ نيسابور، وقدم بغداد فسمع من موسى بن جعفر بن عرفة، وأبي الحسن الدارقطني، وعلي بن عمر السكري، والمعافى ابن زكريا الجريري، واستوطن بغداد وحدث ودرس، وأفتى بها ثم ولي القضاء بربع الكرخ بعد موت أبي عبد الله الصيمري، فلم يزل على القضاء إلى حين وفاته.
اختلفت إليه وعلقت عنه الفقه سنين عدة.
وسمعته يقول: ولدت بآمل في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وخرجت إلى جرجان للقاء أبي بكر الإسماعيلي والسماع منه، فوصلت إلى البلد في يوم الخميس فاشتغلت بدخول الحمام، ولما كان من الغد رأيت أبا سعد بن أبي بكر الإسماعيلي فأَخْبَرَنِي أن أباه قد شرب دواء لمرض كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غد لتسمع منه، فلما كان في بكرة يوم السبت غدوت للموعد، وإذا الناس يقولون مات أبو بكر الإسماعيلي، فنظرت وإذا به قد توفي في تلك الليلة.
سمعت أبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه القاضي يقول: ابتدأ القاضي أبو الطيب الطبري بدرس الفقه، وتعلم العلم وله أربع عشرة سنة، فلم يخل به يوما واحدا إلى أن مات.
سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الله المؤدب يقول: سمعت أبا محمّد البافي يقول: أبو الطيب الطبري أفقه من أبي حامد الإسفراييني.
وسمعت أبا حامد الإسفراييني يقول: أبو الطيب الطبري أفقه من أبي محمد البافي وكان أبو الطيب الطبري ثقة، صادقا دينا، ورعا عارفا بأصول الفقه وفروعه، محققا في علمه، سليم الصدر، حسن الخلق، صحيح المذهب، جيد اللسان، يقول الشعر على طريقة الفقهاء.
__________
[1] 4926- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/39.(9/364)
ومن شعره ما أنشدنيه لنفسه:
ما زلت أطلب علم الفقه مصطبرا ... على الشدائد حتى أعقب الجبرا
فكان ما كد من درس ومن سهر ... في عظم ما نلت من عقباه مغتفرا
حفظت مأثوره حفظا وثقت به ... وما يقاس على المأثور معتبرا
صنفت في كل نوع من مسائله ... غرائب الكتب مبسوطا ومختصرا
أقول بالأثر المروي متبعا ... وبالقياس إذا لم أعرف الأثرا
إذا انتضيت بناني عن غوامضه ... حسرت عنها قناع اللبس فانحسرا
وإن تحريت طرق الحق مجتهدا ... وصلت منها إلى ما أعجز الفكرا
وكنت ذا ثروة لما عنيت به ... فلم أدع ظاهرا منها ومدخرا
وما أبالي إذا ما العلم صاحبني ... ثم التقى فيه ألّا أصحب اليسرا
ثنت عناني عنه همة طمحت ... إلى الهدى فاستطابت عنده الصبرا
أصدى فلا أتصدي للئيم ولا ... أبيت دون الغني خزيان منكسرا
إذا أضقت سألت الله مقتنعا ... كفايتي فأطاب الورد والصدرا
مات القاضي أبو الطيب الطبري في يوم السبت لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة باب حرب، وحضرت الصلاة عليه في جامع المنصور، وكان إمامنا في الصلاة عليه أبو الحسن بن المهتدي بالله الخطيب.
وبلغ من السن مائة سنة وسنتين، وكان صحيح العقل، ثابت الفهم، يقضي ويفتي إلى حين وفاته.
ذكر من اسمه الطيب
4927-[1] الطيب بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي التراب، أبو محمد الذهلي، ويعرف بأبي حمدون الفصاص، واللآل، والثقاب [2] :
وهو أحد القراء المشهورين، وكان صالحا زاهدا، روى حروف القرآن عن علي
__________
[1] 4927- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/300. والأنساب للسمعاني 3/132.
[2] الثقّاب: هذه اللفظة لمن يثقب حب اللؤلؤ (الأنساب 3/132) .(9/365)
ابن حمزة الكسائي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وحدث عن المسيب بن شريك، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وشعيب بْن حرب. رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن سنين الختلي، وسليمان بن يحيى الضبي وأبو العباس بن مسروق الطوسي، والحسن بن الحسين الصواف، والقاسم بن أحمد المعشري، وغيرهم.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمَعْشَرِيُّ، حدّثنا الطّيّب بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ سَرَقَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» [1]
. أَخْبَرَنَا محمد بن عبيد الله الحنائي، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي- إملاء- حَدَّثَنِي أبو العباس أحمد بن مسروق قال: سمعت أبا حمدون المقرئ يقول:
صليت ليلة فقرأت فأدغمت حرفا، فحملتني عيني، فرأيت كأن نورا قد تلبب بي وهو يقول لي: بيني وبينك الله. قال: قلت: من أنت؟ قال: أنا الحرف الذي أدغمتني قال: قلت: لا أعود، فانتبهت فما عدت أدغم حرفا.
وأخبرنا الحنائي، حدّثنا جعفر الخلدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حَدَّثَنِي أبو حمدون المقرئ قال: كنت ليلة قائما أصلي، فحملتني عيني وصاحب لي- يقال له محمّد الحناط- قائم يصلي بحذائي على سطح، فرأيت كأن موسى بن عمران قد أهوى إليه بحربة فطعنه بها فاستيقظت فأوجزت الصلاة، وناديته يا محمد، يا محمد! أوجز في صلاتك فقلت له: ويحك مالك ومال موسى بن عمران؟
فقال: قرأت فبلغت إلى هذا الموضع: قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ
[الأعراف 143] .
فحدثت نفسي فقلت: ما كان أجرأه على الله، يقول لله رب أرني أنظر إليك؟! فقلت: فأنا قد قلت مالي أراه يومي إليك بالحربة ليطعنك بها.
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قال: سمعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بن مهدي- بواسط- يقول: سمعت أبا محمد الحسن بن علي بن صليح يقول: إن أبا حمدون الطيب بن إسماعيل كف بصره فقاده قائد ليدخله المسجد فلما بلغ إلى المسجد قال له قائده: يا أستاذ اخلع نعلك، قال: لم يا بني
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير 1/112. والكنى للدولابي 1/132. وحلية الأولياء 1/96. وكنز العمال 30361.(9/366)
أخلعها؟ قال: لأن فيها أذى، فاغتم أبو حمدون وكان من عباد الله الصالحين، فرفع يديه ودعا بدعوات ومسح بها وجهه، فرد الله بصره ومشى.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنِي أبو أحمد بن زبورا قال: حَدَّثَنِي أبو عبد الله بن الخطيب قال: كان لأبي حمدون صحيفة فيها مكتوب ثلاثمائة من أصدقائه. قال: وكان يدعو لهم كل ليلة، فتركهم ليلة فنام، فقيل له في نومه يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك الليلة؟ قال: فقعد فأسرج، وأخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ. وأخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الحسين بْن المنادي قَالَ: أبو حمدون الطّيّب ابن إسماعيل الذهلي من الخيار الزهاد، والمشهورين بالقرآن، كان يقصد المواضع التي ليس فيها أحد يقرئ الناس فيقريهم، حتى إذا حفظوا انتقل إلى قوم آخرين بهذا النعت، وكان يلتقط المنبوذ كثيرا.
4928- الطيب بن إسماعيل، أبو الغوث القحطبي [1] :
حدث عن أحمد بن عمران الأخنسي. رَوى عَنْهُ عَبْد الباقي بْن قانع.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الباقي بن قانع القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو الْغَوْثِ طَيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَحْطَبِيُّ، حدّثنا حمد بن عمران الأخنسي، حدّثنا ابن فضيل، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِأَعْرَابِيٍّ فَأَكْرَمَهُ، فَقَالَ لَهُ: «يَا أَعْرَابِيُّ تُعَاهِدُنَا» قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: «يَا أَعْرَابِيُّ سَلْ حَاجَتَكَ» قَالَ: نَاقَةٌ بِرَحْلِهَا وَأَجِيرٌ يَحْلُبُهَا عَلَيَّ، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ- أَوْ ثَلاثًا- قَالَ: «يَا أَعْرَابِيُّ أَعَجَزْتَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَمَا عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ:
«إِنَّ مُوسَى لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ ضَلَّ عَنِ الطَّرِيقِ. فَقَالَ لِعُلَمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ:
مَا هَذَا؟ قَالُوا: نَحْنُ نُخْبِرُكَ أَنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَخَذَ مَوَاثِيقَنَا مِنَ اللَّهِ، أَنْ لا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نُخْرِجَ عِظَامَهُ مَعَنَا، فَقَالَ مُوسَى: وَأَيُّكُمْ يَدْرِي أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ؟ قَالُوا: مَا نَدْرِي، وَمَا تَدْرِي إِلا عَجُوزٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَالَتْ:
لا وَاللَّهِ لا أَقُولُ حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي، قَالَ: مَا حُكْمُكِ؟ قَالَتْ: حُكْمِي أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَقِيلَ لَهُ: أَعْطِهَا حُكْمَهَا، فَأَعْطَاهَا حُكْمَهَا، فَأَتَتْ مُسْتَنْقَعَ مَاءٍ فَقَالَتْ:
__________
[1] 4928- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/70.(9/367)
أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ، فَلَمَّا أَنْضَبُوهُ قَالَتْ: احْفِرُوا هاهنا، فَاحْتَفَرُوا فَبَدَتْ عِظَامُ يُوسُفَ.
فَلَمَّا أَقَلُّوهَا مِنَ الأَرْضِ بَانَ لَهُمُ الطَّرِيقُ مِثْلَ ضَوْءِ النَّهَارِ» [1]
. روى الطبراني عن هذا الشيخ، إلا أنه سماه طي بن إسماعيل بنقصان الباء، وسنعيد ذكره إن شاء الله.
4929- الطيب بن علي، أبو القاسم التّميميّ الورّاق، يلقب مغلى:
سمع محمد بن جعفر النوفلي، وأبا عبد الله نفطويه، وغيرهما. روى عنه أبو بكر ابن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبو القاسم الطيب بن علي التميمي، أخبرنا محمّد بن جعفر النوفلي، أَخْبَرَنَا الرياشي عن الأصمعي قال: خطبنا أعرابي بالبادية فحمد الله، وأثنى عليه، ووحده واستغفره، وصلى على نبيه فبلغ في إيجاز، ثم قال: أيها الناس إن الدنيا دار بلاغ، والآخرة دار قرار، فخذوا لمقركم من ممركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، في الدنيا أنتم ولغيرها خلقتم، أقول قولي هذا واستغفر الله، والمصلى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمدعو له الخليفة والأمير جعفر بن سليمان.
4930- الطيب بن يمن بن عبد الله، أبو القاسم مولى المعتضد بالله:
سمع عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ومحمّد ابن منصور الشيعي وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري، ونهشل بن دارم المقرئ. حَدَّثَنَا عنه أحمد بن محمّد العتيقي، والحسن ابن علي الجوهري، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، وعلي بن المحسن التنوخي، وغيرهم.
وسمعت العتيقي ذكره فقال: كان ثقة صحيح الأصول.
حَدَّثَنَا التنوخي قال: توفي الطيب بن يمن مولى المعتضد بالله في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وكان مولده- على ما أَخْبَرَنِي- في سنة سبع وتسعين ومائتين لثلاث خلون من رجب. قال لي التنوخي مرة أخرى: مات فِي ذي القعدة.
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 2/571.(9/368)
ذكر من اسمه طريف
4931- طريف بن سليمان، أبو عاتكة [1] :
حدث عن أنس بن مالك. روى عنه حماد بن خالد الخياط، والحسن بن عطية، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الصواف، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ- كَانَ بِالْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ مطهر بن غالب أبو الطّيّب المعبر- حَدَّثَنَا أَبُو عَاتِكَةَ- وَلَقِيتُهُ بِبَغْدَادَ فِي دَرْبِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيَّامَ أَبِي جَعْفَرٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ يُسْبِغُ وُضُوءَهُ، وإذا بال تمسح.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ قال: طريف بن سليمان أبو عاتكة سمع أنس بن مالك «طَلْبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ» منكر الحديث.
قلت: وحديث طلب العلم رواه عن أبي عاتكة الحسن بن عطية، ولا أعلم رواه عنه غيره.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الطِّرَازِيُّ- بنيسابور- حدّثنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنَا الحسن بن عطيّة، حَدَّثَنَا أَبُو عَاتِكَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ، فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
. أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: طريف بن سليم أبو عاتكة ليس بثقة. كذا قال ابن سليم، والمحفوظ ابن سلمان، والله أعلم.
4932- طريف بن عبيد الله، أبو الوليد الموصلي:
كان ينمي إلى ولاء علي بن أبي طالب، وقدم بغداد وحدّث بها عن يحيى بن
__________
[1] 4931- انظر: ميزان الاعتدال 2/ترجمة 3984.(9/369)
بشر الحريري، وعلي بن حكيم الأودي، وغيرهما. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ومحمد بْن عمر الجعابي، وعلي بن محمد بن المعلى الشونيزي، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وقال [ابن] [1] الجعابي قدم علينا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان بْنِ شَيْطَا الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَّى الشُّونِيزِيُّ، حدّثنا طريف بن عبد الله الموصليّ، حدّثنا عليّ بن حكيم الأودي، حدّثنا عبد الله بن بكير الغنوي، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا سَيِّدِي إِنَّ الشَّعْبِيَّ حَدَّثَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَهْبِ الْخَيْرِ أَنَّ أَبَاكَ صَعِدَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر، وَعُمَرُ؟ فَقَالَ: أَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ يَا حَكِيمٌ؟
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» [2]
إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَهْضِمُ نَفْسَهُ.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: قرأت عَلَى أبي الحسن الدّارقطنيّ قال: طريف بن عبد الله الموصلي حدث عنه أبو بكر الشافعي ضعيف.
كتب إِلَيَّ أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الموصلي، وَحَدَّثَنَا أبو النجيب الأرموي عنه، حدّثنا المظفر بن محمّد الطوسي، حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس قال:
طريف بن عبيد الله مولى علي بن أبي طالب، ذكر أنه كتب عن يحيى بن بشر الحريري، وعبيد بن يعيش المحاملي، ويحيى بن عبد الحميد، وعلي بن حكيم الأودي، ولم يكن من أهل الحديث وكتب عنه، توفي سنة أربع وثلاثمائة.
ذكر من اسمه طالب
4933- طالب بن أحمد بن جعفر بن بكر، أبو علي، يعرف بابن الخوارزمي، وهو: ابن أخي أبي شيبة عبد العزيز بن جعفر:
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن أحمد بن علي الأبار، وذكر أنه توفي فِي شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
__________
[1] 4932- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 30. وسنن الترمذي 3730، 3731. وسنن ابن ماجة 121. ومسند أحمد 1/179، 3/32، 6/369، 438.(9/370)
4934- طالب بن عثمان بن محمد بن أبي طالب، أبو أحمد الأزدي النحوي المقرئ المؤدب:
سمع مُحَمَّد بْن حمدويه المروزي، والحسين بْن محمد المطبقي، وأبا بكر محمد بن القاسم الأنباري، والقاضي المحاملي. حَدَّثَنَا عنه علي بن محمد بن الحسن المالكي، وأبو الفتح محمد بن الحسين العطار، وغيرهما، وكان ثقة، وكف بصره في آخر عمره. وبلغني أن مولده كان في شوال من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
حدّثنا العتيقي قال: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو أحمد طالب بن عثمان النحوي المؤدب ثقة.
قَالَ لي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال: مات أبو أحمد طالب بن عثمان الضّرير في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
قلت: والأول أصح والله أعلم.
ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب
4935- طارق بن زياد [1] :
يعد في الكوفيين. شهد مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ الحرب بالنهروان، وروى عنه قصة المخدج. حدث عنه إبراهيم بن عبد الأعلى.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله ابن أحمد، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، حدّثنا إسرائيل، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الأَعْلَى- عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْخَوَارِجِ فَقَتَلَهُمْ ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا، فَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهُ سَيَخْرُجُ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ بِالْحَقِّ لا يُجَاوِزُ حَلْقَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الْحَقِّ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ من الرمية، سيماهم أن
__________
[1] 4935- انظر: تهذيب الكمال 2948 (13/338) . وتاريخ ابن معين 2/275. وتاريخ خليفة 304. والتاريخ الكبير 4/الترجمة 3119. والجرح والتعديل 4/ترجمة 2134. وثقات ابن حبان 4/395. والمغني 1/ترجمة 2935. وتذهيب التهذيب 2/101. وتاريخ الإسلام 4/15. وميزان الاعتدال 2/ترجمة 3964. وتهذيب التهذيب 5/3. والتقريب 1/376.
وخلاصة الخزرجي 2/ت 3166.(9/371)
مِنْهُمْ رَجُلا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، فِي يَدِهِ شَعَرَاتٌ سُودٌ» إِنْ كَانَ هُوَ فَقَدْ قَتَلْتُمْ شَرَّ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَقَدْ قَتَلْتُمْ خَيْرَ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ: اطْلُبُوا، فَطَلَبْنَا فَوَجَدْنَا الْمُخْدَجَ، فَخَرَرْنَا سُجُودًا، وَخَرَّ عَلِيٌّ مَعَنَا سَاجِدًا [1]
. 4936- طي بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان، الطائي:
حدث عَن عَبْد الرحمن بْن صَالِح الأزدي. روى عنه أبو القاسم الطبراني. وقد ذكرنا أن عبد الباقي بن قانع روى عن هذا الشيخ عن أحمد بن عمران الأخنسي وسماه طيبا، وسقنا حديثه بذلك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا طي بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان الطائي- ببغداد- حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح الأزديّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَسَأَلَهُمَا. فَقَالا: إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا لِثَلاثَةٍ، لِحَاجَةٍ مُجْحِفَةٍ، أَوْ لِحَمَّالَةٍ مُثْقِلَةٍ، أَوْ دَيْنٍ فَادِحٍ، فَأَعْطَيَاهُ، ثُمَّ أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَأَعْطَاهُ وَلَمْ يَسْأَلْهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَتَيْتُ ابْنَيْ عَمِّكَ فَسَأَلانِي وَأَنْتَ لم تسألني، فقال ابن عمر: أنبأنا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّهُمَا كَانَا يُغَرَّانِ الْعِلْمَ غَرًّا»
. قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ إِلا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ الْكُوفِيُّ.
4937- طيبة بن ظهير بن معاوية، أبو يوسف النيسابوري:
حدث أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الذارع عنه عن إسحاق بن راهويه، وذكر أنه قدم بغداد حاجا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الذارع، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ طِيبَةُ بْنُ ظَهِيرِ بْنِ معاوية النّيسابوري- قدم حاجّا- حدّثنا إسحاق بن راهويه، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ قَطَّعَ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثم يقرأ الحمد لله رب العالمين.
انقضى حرف الطاء
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1/107، 108. وكنز العمال 21574.(9/372)
باب الظاء(9/373)
4938- ظفر بن محمد بن مطهر، أبو المقدام التّميميّ الأيلي:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنِ الْحُسَيْن بْن علي الأسود العجلي، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، والحسن بن علي بن عفان الكوفيين.
قرأت في كتاب محمد بن رشيق الوكيل، حَدَّثَنِي ظفر بن محمد بن مطهر الأيلي التميمي- ويكنى بأبي المقدام- في مجلس أبي عبد الله بن عفير، حدّثنا الحسن بن عليّ ابن عفان بحديث ذكره.
4939- ظفر بن محمد بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك، أبو نصر الحارثي السراج:
حدث عن بشر بن موسى الأسديّ، وبكر بن سهيل الدمياطي، ومحمّد بن الفضل ابن سلمة الوضيعي. روى عنه عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصمد المقرئ، وأبو القاسم بن الثلاج، وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي.
حدّثنا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصَّمَدِ المقرئ، حَدَّثَنَا ظَفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ العلاء بن ثابت بن مالك السّرّاج، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ- بِمِصْرَ- وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا شعيب بن يحيى، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ» [1]
لَفْظُ حَدِيثِ ظَفَرٍ.
4940- ظفر بن أحمد بن الحسين، أبو نصر النيسابوري:
روى عن عبد الله بن عدي الجرجاني. حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وذكر لنا أنه سمع منه ببغداد.
4941- ظفر بن أحمد بن إبراهيم، أبو سعيد الأبريسمي [2] النَّيْسَابُورِيّ:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن مُحَمَّد بن أحمد بن عبدوس المزكي، وأبي عبد الرحمن السلمي، وغيرهما. كتبنا عنه وكان صدوقا.
__________
[1] 4939- انظر الحديث في: الموضوعات 2/282. وتنزيه الشريعة 2/212. واللآلئ المصنوعة 2/99. وكشف الخفا 1/159. ولسان الميزان 2/195.
[2] 4941- الإبريسمي: هذه اللفظة لمن يعمل الإبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها (الأنساب 1/116) .(9/374)
أخبرنا ظفر بن أحمد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسَ- إِمْلاءً بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ محمّد التّميميّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ. خرج ظفر من عندنا إلى الشام يريد الحج فجاءنا خبر وفاته في سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
4942- ظفر بن الفرج بن عبد الله، أبو سعد الخفاف [1] :
سمع أبا عبد الله بن دوست ومَنْ بعده. كتبت عنه وكَانَ صدوقا يسكن قطيعة الربيع.
أَخْبَرَنَا ظفر بن الفرج، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا الحسين ابن يحيى بن عياش القطّان، حدّثنا زهير بن محمّد بن قمير، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن المبارك قال: حَدَّثَنَا الصعق بن حزن، أخبرنا زيد- أبو عبد الواحد بْنِ زَيْدٍ- قَالَ:
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يقول: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة.
مات ظفر الخفاف لثلاث بقين من شهر رمضان سنة خمسين وأربعمائة.
4943- ظالم بن مكتوم، أبو زكريا الكلابي [2] :
من أهل الأنبار. حدّث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وذكر أنه سمع منه بالأنبار وقال: كان حدادا:
4944- ظفران بن الحسن بن الفيرزان، أبو الطيب النخاس الدينوري.
سكن بغداد وحدث بها عَنْ أَبِي هَارُون مُوسَى بْن مُحَمَّد الزرقي، حَدَّثَنَا عنه أحمد بن محمد العتيقي، والقاضي علي بن المحسن التنوخي.
أَخْبَرَنَا التّنوخيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ ظَفْرَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الفيرزان النخاس المعروف بالفأفاء- في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الأنصاريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ، حدّثنا حفص بن عمر المهرقاني.
__________
[1] 4942- الخفاف: هذه الحرفة لعمل الخفاف التي تلبس (الأنساب 5/155) .
[2] 4943- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/512.(9/375)
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عترة الموصلي، أخبرنا أبو هارون موسى ابن محمّد الأنصاريّ الزرقي، حدّثنا أحمد- يعني ابن عليّ الخراز- حدّثنا محمّد بن عاصم الرّازيّ، حدّثنا حفص بن عمر المهرقاني، حدّثنا النّجم بن بشير عن إسماعيل ابن سُلَيْمَانَ أَخِي إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عطاء، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَائِرٍ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّائِرِ» [1] فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَدَقَّ الْبَابَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
. قال لي التنوخي: سألت ظفران عن مولده فقال: سنة إحدى وثلاثمائة، وأول سماعي بالدينور في سنة عشر وثلاثمائة، وضاعت أصولي. قال: وسمعت من أبي هارون الأنصاري بالموصل في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
انقضى حرف الظاء
__________
[1] 4944- انظر الحديث في: سنن الترمذي 3721. والمعجم الكبير 1/226، 7/96، 10/343.
والمستدرك 3/130.(9/376)
باب العين(9/377)
[ذكر من اسمه عبد الله]
حرف الألف من آباء العبادلة
(ذكر من اسمه عبد الله وابتداءُ اسم أبيه حرفُ الألف)
4945- عبد الله بن أَحْمَد بن حرب، أبو هفان المهزمي الشاعر:
أحسبه من أهل البصرة سكن بغداد، وكان له مَحل كبيرٌ في الأدب، وحدث عن الأصمعي. روى عنه أَحْمَد بن أبي طاهر، وجنيد بن حكيم الدقاق، ويَموت بن المزرع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي، حَدَّثَنَا جُنَيْدُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ جُنَيْدٍ الدَّقَّاقُ، حدّثنا أبو هفان الشّاعر، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «امْرُؤُ الْقَيْسِ قَائِدُ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ» [1]
. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بن يَحْيَى العنبري يَقُول: سمعت أبا تراب الأعمشى يَقُول: بينا أبو هفان الشاعر يَمشي في بعض طرق بغداد، إذ نظر إلى رجل من العامة على فرس فقَالَ:
من هذا؟ فقيل: كاتب فلان، ثم مر به آخر فقَالَ: من هذا؟ فقيل: كاتب فلان، فأنشأ أبو هفان يَقُول:
أيا رب قد ركب الأرذلو ... ن ورجلي من رحلتي دامية
فإن كنت حاملنا مثلهم ... وإلا فأرجل بني الزانية
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريّا، حَدَّثَنَا الحسين ابن القاسم الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنِي الهدادي قَالَ: استقبل أبو هفان أحمد بن محمّد ابن ثوابة، وأبو هفان على حمار مكار. فقَالَ: يا أبا هفان تركب حمير الكراء؟ فأجابه أبو هفان من ساعته:
ركبت حمير الكرا ... ء لقلة من يعتري
لأن ذوي المكرما ... ت قد غيبوا في الثرى
__________
[1] 4945- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/228. والعلل المتناهية 1/130. والكامل لابن عدي 1/204، 7/2755. وميزان الاعتدال 3856. ولسان الميزان 3/734، 1091، 5/722.(9/378)
فقَالَ له أَحْمَد: قلت هذا في وقتك هذا؟! قال: لا، قلته غدا.
4946- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت بن مسعود بن يزيد، أبو عبد الرحمن الْمَرْوَزِيّ، مولى بديل بن ورقاء الْخُزَاعِيّ، ويعرف بابن شبويه [1] :
من أئمة أهل الحديث، سَمِعَ أباه، وعبدان بْن عُثْمَان، وَعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق، وآدم بن أبي إياس، وأبا اليمان الحمصي، وأبا غسان مالك بن إِسْمَاعِيل، وإِبْرَاهِيم بن بشار الرمادي، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأبا كريب مُحَمَّد بن العلاء، وغيرهم. وكان رحل مع أبيه، ولقي عدة من شيوخه، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها أبو بكر بن أبي الدنيا، وأَبُو يَحْيَى زكريا بن يَحْيَى الناقد، وأبو حامد مُحَمَّد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمّد بن صاعد.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي بن الحسين التوزي، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ- سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَدِمَ الْحَجَّ- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ رَاشِدٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الحسن ابن شَقِيقٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَوْضِعُ سَوْطٍ- أَوْ عَصًا- فِي الجنة خير من الدّنيا وما فيه»
. حَدَّثَنِي الحسين بْن مُحَمَّد أخو الخلال عَن أَبِي سعد الإدريسي قال: عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شبويه الْمَرْوَزِيُّ كان من أفاضل الناس، مِمَّن له الرحلة في طلب العلم.
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوري، أَخْبَرَنِي سعيد بن مُحَمَّد عن أبي أَحْمَد الحنفي قَالَ: مات عبد الله بن أَحْمَد بن شبويه سنة خمس وسبعين ومائتين.
4947- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كثير، أبو العبّاس العبدي الدورقي [2] :
سمع مسلم بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وأبا عمر الحوضي، وحرمي بن حفص، وعمرو بن مرزوق، وأبا كامل الجحدري، وإِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي والأزرق بن علي، ويَحْيَى بن معين، ومالك بن عبد الواحد، والنضر بن طاهر، وميمون بن موسى المرئي، وعبد الله بن سلمة بن عياش العامري، وفضيل
__________
[1] 4946- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/270.
[2] 4947- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/275. والأنساب، للسمعاني 5/354- 355.(9/379)
ابن عبد الوهاب السكري. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن عبيد الله بن العلاء الكاتب، والْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، ومُحَمَّد بْن جعفر المطيري، ومحمّد ابن العبّاس بن نجيح، وأبو بكر الأدميّ القارّي، وأحمد بْن الفضل بْن خزيمة، وعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق الخراساني، وعبد الباقي بن قانع. وكان يسكن سر من رأى، وقدم بغداد وحدث بها، وقَالَ الدارقطني: هو ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيحٍ الْبَزَّارُ قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن كثير الدورقي، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَرَادَ الأَنْصَارُ أَنْ يَنْتَقِلُوا مِنْ دُورِهِمْ وَيَتَحَوَّلُوا قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي سَلَمَةَ دِيَارَكُمْ، فَإِنَّمَا تُكْتَبُ آثَارُكُمْ» [1]
. حَدَّثَنِي أبو الفرج الطّناجيريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدّثنا محمّد ابن جعفر المطيري قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن كثير الدورقي يَقُول: أتيت باب عفان فاستأذنت عليه فخرج ابنه فقلت: أنا ابن أبي عبد الله الدورقي، فسلم علي ودخل إلى أبيه فأخبره بِموضعي، فدخلت عليه وسلمت فمد يده فصافحني ورفعني. وقَالَ: سمعت شعبة يَقُول: من أتينا أباه فأكرمنا إذا أتانا ابنه أكرمناه، ومن لا فلا، ومن لا فلا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على بن المنادي- وأنا أسمع- قال: وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيُّ أَبُو الْعَبَّاس قدم إلينا من سر من رَأَى، فسمعنا منه فِي تخوم الرصافة، ثم أنّهُ زلق من الدرجة التي فِي الدار التي نزلها فمات، وذلك لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ست وسبعين [ومائتين] [2] .
4948- عبد الله بن أَحْمَد بن الْحُسَيْن، البزاز الْمَرْوَزِيُّ:
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ أَبِي حذيفة إسحاق بن بشر البخاري. روى عنه عبد الباقي بن قانع.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَادَا، حدّثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله ابن أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيِّ الْبَزَّازُ- فِي قَطِيعَةِ الرّبيع- حدّثنا إسحاق بن بشر،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد 280، 281. ومسند أحمد 3/333.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/380)
حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا، فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ» [1]
. 4949- عبد الله بن أَحْمَد بن سوادة، أبو طالب مولى بني هاشم [2] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بن بكار بن الريان، ومجاهد بن موسى، ومُحَمَّد بن عبيد بن حساب، وطالوت بن عباد وإِسْمَاعِيل بن موسى الفزاري، وعبيد الله بن معاذ، والْحَسَن بن قزعة البصريين والمتوكل بن مُحَمَّد بن أَبِي سورة، ومُحَمَّد بن هاشم البعلبكي، وبركة بن مُحَمَّد الحلبي ومُحَمَّد بن خالد الدمشقي، وسليمان بن سيف الحراني، وغيرهم. وروى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مجاهد الْمُقْرِئ، ومُحَمَّد بن مَخْلَد الدوري، وأبو العباس بن عقدة، ومُحَمَّد بن العباس بن نجيح، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الملك القرشي المديني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن سوادة، حدّثنا محمّد بن سوادة، حدّثنا محمّد بن هاشم البعلبكي، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ بن عيسى عن إبراهيم بن أبي حمزة عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلَبِّي» [3]
. أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ حَدَّثَكَ مُحَمَّدُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ يَقُولُ: سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا مات أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ الْبَغْدَادِيُّ- بِطَرْسُوسَ-.
4950- عبد الله بن أَحْمَد، أبو مُحَمَّد الرباطي الْمَرْوَزِيّ [4] :
من أكابر شيوخ الصوفية، سافر مع أبي تراب النخشبي، وقدم بغداد وكان الجنيد ابن محمّد يمدحه ويبالغ في وصفه.
__________
[1] 4948- انظر الحديث في: الموضوعات 3/132. واللآلئ المصنوعة 2/302. والفوائد المجموعة 236. والترغيب والترهيب 4/123، 179. وكنز العمال 43706.
[2] 4949- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/387.
[3]- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج 14، 93، 94، 96، 97، 99. وفتح الباري 4/64.
[4] 4950- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/18.(9/381)
حدّثنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: عبد الله الْمَرْوَزِيّ المعروف بالرباطي كنيته أبو مُحَمَّد، سألت أحمد بن سعيد بن معدن الْمَرْوَزِيّ عنه. فقَالَ: هو عبد الله بن أَحْمَد بن شبويه كان مقدما ببغداد في أيام الجنيد، ولم يكن له ببغداد نظير في السخاء، وحسن الخلق.
قَالَ أبو عبد الرحمن: ويقَال إن اسمه عبد الله بن أَحْمَد بن سعيد الرباطي، وهذا أصح وهو ابن أستاذي يوسف بن الْحُسَيْن، وكان عالِمًا بعلوم الظاهر، وعلوم الحقائق، وكان من رفقاء أَبِي تراب النخشبي في أسفاره، وكان الجنيد يَقُول: عبد الله الرباطي رأس فتيان خراسان.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن علي الوراق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمداني قَالَ: حَدَّثَنَا الخلدي قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن زياد، حَدَّثَنِي مصعب بن أَحْمَد بن مصعب قَالَ: قدم أبو مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ- يعني عبد الله الرباطي- إلى بغداد يريد مكة، وكنت أحب أن أصحبه فأتيته واستأذنته وسألته الصحبة فلم يأذن لي في تلك السنة، ثم قدم سنة ثانية- أو ثالثة- فأتيته فسلمت عليه وسألته فقَالَ: أعزم على شرط يكون أحدنا الأمير لا يخالفه الآخر، فقلت: أنت الأمير، فقَالَ: يا أبا أَحْمَد لا بل أنت، فقلت: أنت أسن وأولى، فقَالَ: نعم فلا يجب أن تعصيني فقلت: نعم! فخرجت معه فكان إذا حضر الطعام يؤثرني به، فإذا عارضته بشيء قَالَ: ألم أشترط عليك أن لا تُخالفني؟! وكان هذا دأبُنا حتى ندمت على صحبته لِما يلحق نفسه من الضرر، فأصابنا في بعض الأيام مطر شديد ونحن نسير، فقَالَ لي: يا أبا أَحْمَد اطلب الميل فلما رأينا الميل، قَالَ لي: اقعد في أصله، فأقعدني في أصله وجعل يديه على الميل، وهو قائم قد حنى عليَّ وعليه كساء قد تخلل به يظلني من المطر، حتى تَمنيت أني لم أخرج معه لما يلحق نفسه من الضرر، فلم يزل هذا دأبة حتى دخلنا مكة.
4951- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَل بْن هلال بْن أسد، أَبُو عَبْد الرحمن الشيباني [1] :
سمع أباه، وعبد الأعلى بن حماد، وكامل بن طلحة، ويَحْيَى بن معين، وأبا بكر
__________
[1] 4951- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/17. وتهذيب التهذيب 3157 (14/285- 292) .
وتاريخ خليفة 7. والجرح والتعديل 5/ت 32. وجمهرة ابن حزم 319. والسابق واللاحق 259. وموضح أوهام الجمع 2/205. وطبقات الحنابلة 1/180- 188. والمعجم المشتمل، -(9/382)
وعثمان بنى أَبِي شيبة، وشيبان بن فروخ، وعباس بن الوليد النرسي وأبا خيثمة زهير ابن حرب، ويَحْيَى عبدويه، وسويد بن سعيد، وأبا الربيع الزهراني، وعلي بن حكيم الأودي، ومُحَمَّد بن جعفر الوركاني، وداود بن عمرو الضبي، وزكريا بن يَحْيَى زحمويه، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، ومُحَمَّد بن أَبِي بكر المقدمي، وهارون بن معروف، وسفيان بن وكيع بن الجراح، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، وسلمة بن شبيب، وأبا معمر الهذلي، وصالح بن عبد الله الترمذي، وداود بن رشيد، ومُحَمَّد بن عبيد بن حساب، وعمرو بن مُحَمَّد الناقد، وخلقًا كثيرًا أمثال هَؤُلَاءِ.
روى عنه عبد اللَّه بْن إسحاق المدائني وأبو القاسم البغوي، ومُحَمَّد بن خلف وكيع، ويَحْيَى بن صاعد، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري، والْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بن مخلد، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن هارون الخلال، وعبد الله بن سليمان القاضي، وأبو الْحُسَيْن بن المنادي، وأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، وأحمد بن كامل الْقَاضِي، وإِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي، وإسحاق بن أَحْمَد الكاذي، وأبو بكر الشافعي، وأبو عليّ بن الصواف، وابن مالك القطيعي، وجماعة سواهم يطول ذكرهم. وكان ثقة ثبتًا فهمًا.
وقَالَ ابن المنادي: لَم يكن في الدنيا أحد أروى عَن أبِيهِ منه، لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفًا، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفًا، سَمع منها ثَمانين ألفًا، والباقي وجادة وسمع الناسخ والمنسوخ، والتاريخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف، وحديث الشيوخ. قَالَ: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بِمعرفة الرجال، وعلل الحديث، والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتى أن بعضهم أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه.
حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء قَالَ: وجدت على ظهر
__________
ترجمة 462. وأنساب القرشيين 94. والكامل في التاريخ 7/529. وسير أعلام النبلاء 13/516. وتذكرة الحفاظ 656. والكاشف 2/ترجمة 2648. والعبر 2/86. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 130. وتاريخ الإسلام، الورقة 203 (أوقاف 5882) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 243. وشرح علل الترمذي، لابن رجب 67. وغاية النهاية 408. ونهاية السول، الورقة 163. وتهذيب التهذيب 5/141. والتقريب 1/401. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3378. وشذرات الذهب 2/203.(9/383)
كتاب رواه أبو الحسين بن السوسنجردي عن إِسْمَاعِيل بن علي الخطبي قَالَ: بلغني عن أَبِي زرعة أنه قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بن حنبل: ابني عبد الله محظوظ من علم الحديث أو من حفظ الحديث- إِسْمَاعِيل الخطبي يشك- لا يكاد يذاكرني إلا بِمَا لا أحفظ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عليّ الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المصري، حدّثنا محمّد بن إسحاق الملحمي القاضي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّد بن بشير قَالَ: سمعت عبَّاسًا الدوري يَقُول: كنت يومًا عند أَبِي عبد الله أَحْمَد بن حنبل، فدخل علينا عبد الله ابنه فقَالَ لي أَحْمَد: يا عباس إنَّ أبا عبد الرحمن قد وعى علمًا كثيرًا.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا أبو عليّ أَحْمَد بن الْحَسَن الصواف قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد: كل شيء أقول قَالَ أَبِي قد سمعته مرتين وثلاثة، وأقله مَرَّة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا عليّ بن الصواف يَقُول: ولد عبد الله بن أَحْمَد سنة ثلاث عشرة ومائتين، ومات سنة تسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل فِي يوم الأحد، ودفن في آخر النهار لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين، وصلى عليه زهير بن أخيه صالح، وَدُفِنَ في مقابر باب التِّبن وكان الجمع كثيرًا فوق المقدار.
4952- عبد الله بن أَحْمَد بن أَبِي مزاحم:
حدث عَن أَبِي بكر المروذي صاحب أَحْمَد بْن حَنْبَل. روى عنه أَبُو الْقَاسِم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مزاحم البغداديّ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن الحجّاج البغداديّ، حدّثنا محمّد بن نوح السّرّاج، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أُمَّةٍ إِلا وَبَعْضُهَا فِي النَّارِ وَبَعْضُهَا فِي الْجَنَّةِ إِلا أمتي فإنه كُلَّهَا فِي الْجَنَّةِ» [1]
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إلا إسحاق.
__________
[1] 4952- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/69. والمعجم الصغير 1/232. والعلل المتناهية 1/302.(9/384)
4953- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زيد، أبو القاسم النخاس:
حدّثنا الصوري- لفظا- أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن يونس قَالَ: عبد الله بن أحمد ابن عبد الله بن زيد النخاس يكنى أبا القاسم يعرف بالجرذ من أهل بغداد، قدم مصر وحدث بها، وبها توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين.
4954- عبد الله بن أَحْمَد بن عيسى بن حماد، أبو مُحَمَّد المقرئ، يعرف بالفسطاطي [1] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَبْد الكريم الأزدي، وحميد بن الربيع اللخمي، وعمر بن مُحَمَّد النسائي. روى عنه أبو بكر بن سلم.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المقرئ الحذّاء، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن عيسى الفسطاطي، حدّثني عمر بن محمّد النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن بشر بن سليمان الشيباني قَالَ: كتب رجل إلى رجل: أما بعد فليكن أول عملك الهداية بالطريق ولا تستوحش لقلة أهله، فإن إِبْرَاهِيمَ كان أمة قانتًا لله لا للملوك، فلا تستوحش مع الله، ولا تستأنس بغير الله، واطلب ما يعنيك بترك ما لا يعنيك، فإن في تركك مالا يعنيك دركًا لِما يعنيك، فإنك إنما تقدم على ما قدمت، ولا ترجع إلى ما خلفت، فآثر ما تلقاه غدًا على ما لا تلقاه أبدًا والسلام.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي: مات أبو مُحَمَّد عبد الله بن عيسى الفسطاطي لثمان وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة.
قلت: وكَانَ ثقة.
4955- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ زياد، أبو مُحَمَّد الجواليقي الْقَاضِي المعروف بعبدان [2] :
من أهل الأهواز. كان أحد الحفاظ الأثبات، جَمع المشايخ والأبواب وحدث عن هدبة بن خالد، وكامل بن طلحة، وأَبِي الربيع الزهراني، وسليمان بن أيوب صاحب البصري، وأَبِي بكر بن أَبِي شيبة، وزيد بن الحريش، وهشام بن عمّار،
__________
[1] 4954- انظر: الأنساب، للسمعاني 9/303- 304.
[2] 4955- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/184.(9/385)
وغيرهم. روى عنه جماعة من الغرباء، وقدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا. فرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا يَحْيَى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، والْقَاضِي أَبُو عَبْدِ الله المحاملي، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار، وعبد الباقي بْن قانع.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله المعدّل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عبدان الأهوازيّ، حدّثنا معمر بن سهل، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ تَمَّامٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد النجار، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا ابن صاعد، حدّثنا عبد الله بن أحمد الأهوازيّ، حدّثنا زيد بن الحريش، حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» [2]
. حَدَّثَنَاهُ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- بِحُلْوَانَ- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدَانُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ زِيَادٍ الْجَوَالِيقِيُّ الْقَاضِي العسكريّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُرَيْشِ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
حَدَّثَنِي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الحافظ يَقُول: سمعت حمزة بن مُحَمَّد يَقُول: سمعت عبدان يَقُول: دخلت البصرة ثَماني عشر مرة من أجل حديث أيوب السختياني، كلما ذُكِرَ لي حديث من حديثه دخلت إليها بسببه! أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سمعت أبا علي الحافظ يَقُول: كان عبدان يحفظ مائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَن أَحْمَد بْن كامل القاضي قَالَ: ومات عبد الله بن أَحْمَد عبدان الجواليقي بعسكر مكرم في أول سنة ست وثلاثمائة، ومولده سنة ست عشرة ومائتين، وكان في الحديث إمامًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يَقُول:
ومات عبدان بن أَحْمَد العسكري في آخر ذي الحجة من سنة ست وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2367، 2369، 2370. وسنن الترمذي 744. وسنن ابن ماجة 1679، 1680، 1681. وكشف الخفا 1/161، 176، 778.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1752. وسنن النسائي 8/137، 138. ومسند أحمد 1/165، 2/261. وفتح الباري 10/355.(9/386)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن عبدان الأهوازي مات بعسكر مكرم سنة سبع وثلاثمائة. وقول ابن حيان عندنا الصواب.
4956- عبد الله بن أَحْمَد بن خزيمة، أبو مُحَمَّد الباوردي [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن حجر الْمَرْوَزِيّ، وعلي بن سلمة اللبقي.
وعمار بن الْحَسَن النسائي، وأَحْمَد بن سعيد الدارمي. روى عنه أبو طالب أحمد ابن نصر الحافظ، وأبو بكر الشَّافِعِيّ وَمحمد بْن عُمَر بْن الجعابي، وأبو الفتح الأزدي.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهاني- بها- حدثنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سلم الجعابي الحافظ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن خزيمة- أبو محمّد الباوردي- حدّثنا عليّ بن حجر، حدّثنا عبد العزيز بن حصين بن عبد الكريم بن أُمَيَّةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلاةِ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن عبد الله بن بكير، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن خزيمة النّيسابوري- ببغداد قدم حاجّا- حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سعيد بن صخر الدارمي.
4957- عبد الله بن أَحْمَد بن العباس، أبو الفضل العكي [3] :
حدث عن مهنى بن يَحْيَى. روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا عليّ بن أبي علي المعدّل، أخبرنا عليّ بن عمر الحضرمي، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ العبّاس العكي، حدّثنا مهنى بن يحيى السّامي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ يُفْطِرُ عَلَى تَمَرَاتٍ- أَوْ رُطَبَاتٍ- فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: وجدت في كتاب أخي: مات أبو الفضل العكي في سنة تسع وثلاثمائة.
__________
[1] 4956- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/66.
[2]- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/369. ونصب الراية 1/49.
[3] 4957- انظر: الأنساب، للسمعاني 9/36.(9/387)
4958- عبد الله بن أَحْمَد بن أسيد، أبو مُحَمَّد الأصبهاني:
سَمع نصر بن علي الجهضمي وعبد الرحمن بن عمر رسته، وسلم بن جنادة السوائي، وعبد الله بن عمر أخا رسته وعمار بن خالد الواسطي، ومُحَمَّد بن عصام ابن يزيد، وأبا أنس كثير بن مُحَمَّد. رَوَى عَنْهُ أهل بلده، وقدم بغداد وحدث بها.
فروى عنه من أهلها أبو هارون موسى بن محمّد الزرقي، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعلي بن مُحَمَّد بن عبيد الحافظ، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الصّمد بن عليّ الطّستيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن أُسَيْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ابْنُ أُخْتِ أُسَيْدِ بْنِ عاصم- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ- وَلَقَبُ عصام جبر- حدّثنا أبي عاصم بن يزيد، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَيَانٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلا رَآنِي إِلا ضَحِكَ.
سمعت أبا نعيم الحافظ يَقُول: عبد الله بن أَحْمَد بن أسيد أخو إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد صنف المسند وتوفي سنة عشر وثلاثمائة. وكان خرج إلى العراق في آخر أيامه فكتبوا عنه.
4959- عبد الله بن أَحْمَد بن مسلمة، أبو مُحَمَّد الفزاري:
حدث عن عباد بن الوليد الغبري. روى عنه مُحَمَّد بن المظفر، وموسى بن عيسى السراج، وغيرهما وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَد بْن الحسين بْن مُحَمَّد الدينوري- بها- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ إسحاق السني الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْلَمَةَ البغداديّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَزِيرِ الْحُرُّ بْنُ هَارُونَ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوِيقِ لَوْزٍ فَرَدَّهُ، وَقَالَ: «هَذَا شَرَابُ الْجَبَابِرَةِ وَالْمُتْرَفِينَ بَعْدِي» [1] فَلَمْ يَشْرَبْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي- وأَنَا أسمع- قَالَ: ومات فِي سنة عشر وثلاثمائة عبد الله بن أَحْمَد بن مسلمة الفزاري في ذي الحجة.
__________
[1] 4959- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/189. والطب النبوي للذهبي 85.(9/388)
4960- عبد الله بن أحمد بن يونس، البزاز:
حدث عن مُحَمَّد بن صالح بن النطاح، وإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ البغوي لؤلؤ. روى عنه محمد بن المظفر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي. قَالا:
أَخْبَرَنَا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ البزّاز، حدّثنا محمّد بن صالح بن النطاح، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ- أَبُو يَحْيَى- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بن أَبِي حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَرْمِي بَيْنَ هَدَفَيْنِ، وَمَعَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وقال: أُمِرْنَا أَنْ نُعَلِّمَ صِبْيَانَنَا الرَّمْيَ وَالْقُرْآنَ.
4961- عبد الله بن أَحْمَد بن سعيد، أبو القاسم الجصاص [1] :
حدث عن عبد القدوس بن مُحَمَّد الحبحابِي، ومُحَمَّد بن بشار بندار، ومُحَمَّد بن المثنى، ومُحَمَّد بن زياد الزيادي وأَحْمَد بن داود الضبي، ومُحَمَّد بن السكن الأبلي ومُحَمَّد بن الوليد البسري، وعبدة بن عبد الله الصفار. روى عنه ابن المظفر، ومحمّد ابن جعفر زوج الحرة، وعمر بْن مُحَمَّد بْن سَبَنْك، وسُليمان بْن مُحَمَّد بْن أبي أيوب الشاهد، وَأبو حفص بْن شاهين، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: مات عبد الله بن أَحْمَد الجصاص سنة خَمس عشرة وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن قانع قالا: إن عبد الله بن أَحْمَد بن سعيد الجصاص مات في جمادى الآخرة من سنة خمس عشرة وثلاثمائة. قَالَ غيرهما:
مات ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء النصف من جمادى الأولى.
4962- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مالك بن سعد بن مالك، أبو العباس المارستانِي الضرير:
حَدَّثَ عن رزق الله بن موسى، وإسحاق بن البهلول، ومهنى بن يَحْيَى الشامي، وشعيب بن أيوب الصريفيني. رَوى عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وابن شاهين، ويوسف بْن عمر القواس، وأبو حفص الكتاني، وأبو طاهر المخلص [2] .
__________
[1] 4961- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/270.
[2] 4962- آخر الجزء السادس والستين من تجزئة المؤلف.(9/389)
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن عمر بْن شاهين، عَن أَبِيهِ. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالا: مات المارستاني- سَماه ابن شاهين عبد الله بن أَحْمَد بن مالك- سنة سبع عشرة. قَالَ ابن قانع: وقد تُكُلِّمَ فِيهِ.
4963- عبد الله بن أَحْمَد بن عمار، أبو مُحَمَّد القطان:
حَدَّث عَن الْحَسَن بْن عَبْد العزيز الجروي، ومُحَمَّد بن عمرو بن حنان الحمصي، ومُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن كثير الصوري. روي عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمد بن جعفر، أخبرنا عبد العزيز ابن جعفر بن أحمد الخرقيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن عمّار القطّان- إملاء- حدّثنا محمّد بن عمرو بن حنان، حدّثنا بقية، حدّثني ضبا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السُّلَيْكِ عَنْ دُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ أَبُو صَالِحٍ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ، وَالنِّفَاقِ، وَسُوءِ الأَخْلاقِ» [1]
. 4964- عبد الله بن أَحْمَد بن عتاب بن محمد بن فائد بن عبد الرحمن، أبو مُحَمَّد العبدي [2] :
وفائد هو أبو الورقاء صاحب عبد الله بن أبي أوفى. حدث عن مُحَمَّد بن عمرو ابن حنان، والْحَسَن بن عبد العزيز الجروي، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي. رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن النخاس المقرئ، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين وغيرهم. وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ الْقُرَشِيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن عتاب بن [3] محمّد بن فائد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- أَبِي الْوَرْقَاءِ صَاحِب عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثني شعبة، حَدَّثَنِي هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [قال: سمعت أنس] [4] يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ.
حَدَّثَنَا علي بن محمّد السّمسار، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا عبد الباقي ابن قانع: أن ابن عتاب البزاز بالكرخ، مات في المحرم من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] 4963- انظر الحديث في: سنن النسائي 8/264. والترغيب والترهيب 3/413. ومصنف عبد الرزاق 19639. وإتحاف السادة المتقين 4/350، 5/86. والدر المنثور 2/76.
[2] 4964- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/296.
[3] آخر ما وجد من الجزء السابع من الصيمصاطية.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/390)
4965- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن وهبان، الشطوي [1] :
حدث عَن أَحْمَد بن الخليل المعروف بجور. روى عنه الْقَاضِي أبو الْحَسَن الجراحي.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ الجرّاحي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن وهبان الشطوي، حدّثنا أحمد بن الخليل بن ميمون، حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ: عزى عبد الرحمن بن أبي بكرة سليمان بن عبد الملك بِجارية له- كان يجد بها وجدًا مبرحًا فاغتم عليها- فقَالَ: يا أمير المؤمنين من طال عمره فقد الأحبة، ومن قصر عمره كانت مصيبته في نفسه. فقَالَ سليمان بن عبد الملك:
وإذا تصبك مصيبة فاصبر لها ... عظمت مصيبة مبتلًى لا يصبر
4966- عبد الله بن أَحْمَد بن علي، أبو بكر الْمَرْوَزِيّ:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن محمود بن والان. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْنُ عُمَر بْنِ مُحَمَّد السكري.
4967- عبد الله بن أَحْمَد بن أفلح بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بَكْر الصديق، يكنى أبا مُحَمَّد:
حدث عن هلال بن العلاء الرقي. روى عنه يُوسُف القواس.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أبي طالب، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَفْلَحَ البكري- القاضي أبو محمّد، حدّثنا هلال- يعني ابن العلاء بالرقة- حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ يَوْمِ جُمُعَةٍ، وَلا لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلا وَيَطَّلِعُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَارِ الدُّنْيَا وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِالْبَهَاءِ، لِبَاسُهُ الْجَلالُ، مُتَّشِحٌ بِالْكِبْرِيَاءِ، مُتَرَدٍّ بِالْعَظَمَةِ، يُشْرِفُ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا فَيُعْتِقُ مِائَتَيْ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ، مِمَّنْ قَدِ اسْتَوْجَبَ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ، ثُمَّ يُنَادِي: عِبَادِي هَلْ أَجْوَدُ مِنِّي جُودًا؟ عِبَادِي هَلْ أَكْرَمُ مِنِّي كَرَمًا؟ عِبَادِي هَلْ سَائِلٌ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ، هَلْ، مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، عِبَادِي اعْلَمُوا أَنِّي مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لأُخْلِيَهَا وَلا نَشَرْتُهَا لأَطْوِيَهَا، وَإِنَّمَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لَكُمْ، وَخَلَقْتُكُمْ لَهَا، عِبَادِي فَعَلامَ تَعْصُونِي، عَلَى الْحَسَنِ مِنْ بَلائِي، أَمْ عَلَى الْجَمِيلِ مِنْ نَعْمَائِي؟ أَلَيْسَ قَدْ نَشَرْتُ عَلَيْكُمُ الرَّحْمَةَ نَشْرًا، وَأَلْبَسْتُكُمْ مِنْ عَافِيَتِي كَنَفًا وَسِتْرًا؟ أليس قد أضعفت لكم
__________
[1] 4965- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/336.(9/391)
الْحَسَنَاتِ مِرَارًا، وَأَقَلْتُكُمُ الْعَثَرَاتِ صِغَارًا، وَقَدْ خَلَقْتُكُمْ أَطْوَارًا، فَمَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِي وَقَارًا؟ عِبَادِي سُبْحَانِي، احْتَجَبْتُ عَنْ خَلْقِي فَلا عَيْنَ تَرَانِي» [1]
. 4968- عبد الله بن أَحْمَد بن محمود، أبو القاسم البلخي [2] :
من متكلمي المعتزلة البغداديين، صَنف في الكلام كتبًا كثيرة، وأقام ببغداد مدة طويلة، وانتشرت بِها كُتُبُه، ثم عاد إلى بلخ فأقام بِها إلى حين وفاته.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أبو عبد الله الصّيمريّ [حَدَّثَنَا] [3] أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: كانت بيننا وبين أبي القاسم البلخيّ صداقة قديمة ووكيدة، وكان إذا ورد مدينة السلام قصد أبي وكثر عنده، وإذا رجع إلى بلده لم تنقطع كتبه عنا، وتوفي أبو القاسم ببلخ في أول شعبان سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
4969- عبد الله بن أحمد بن وهب، أبو العباس الدمشقي، يعرف بابن عدبس:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن إِبْرَاهِيمَ بْن يعقوب الجوزجاني، والعباس بن الوليد البيروتي وعبد الواحد بن شعيب الجبلي. روى عنه الْقَاضِي الجراحي، وَالدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وابن الثلاج.
حدّثنا الأزهري، حدّثنا أبو الحسن الدارقطني قال: عبد الله بن أَحْمَد بن وهب الدمشقي يعرف بابن عدبس يحدث عن عباس بن الوليد البيروتي، وإِبْرَاهِيم بن يعقوب الجوزجاني، وغيرهما، قدم علينا وكتبنا عنه في سنة ثمان عشرة، وفي سنة نيف وعشرين أيضا.
4970- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المغلس، أبو الْحَسَن الفقيه الظاهري [4] :
له مصنفات على مذهب داود بن عليّ، وحدث عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّد بن المغلس، وعن علي بن داود القنطري، وأبي قلابة الرقاشي، وجعفر بن مُحَمَّد بن شاكر الصائغ،
__________
[1] 4967- انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/15. وإتحاف السادة المتقين 2/106.
[2] 4968- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/301. وتاج التراجم 31. والفهرست 34. وطبقات المفسرين 216. ووفيات الأعيان 3/45. والمقريزي 2/348. ولسان الميزان 3/255. وهدية العارفين 1/444. وطبقات المعتزلة 88. والعبر 2/176. والملل والنحل 1/76. والأعلام 4/65، 66. وشذرات الذهب 2/281. والجواهر المضية 1/271.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 4970- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/362.(9/392)
وإِسْمَاعِيل بن إسحاق الْقَاضِي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، والْحَسَن بن علي المعمري، وغيرهم. روى عنه أبو الفضل الشيباني، وكان ثقة فاضلًا فهمًا، أخذ العلم عن أبي بكر مُحَمَّد بن داود. وعن ابن المغلس انتشر علم داود في البلاد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن محمّد العتيقي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الشّيباني، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ الْفَقِيهُ الدَّاوُدِيُّ- لَفْظًا- حدّثني جدي محمّد بن مغلس، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ- وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بِالْبَصْرَةِ وَأَنَا أَجُرُّ إِزَارِي- فَقَالَ لي: ارْفَعْ يَا شَابُّ إِزَارَكَ، فَإِنَّ شُعْبَةَ أَبَا بِسْطَامَ أَخْبَرَنِي عَنْ سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فِي النَّارِ» [1]
. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو بكر بْن عُمَر الداودي قَالَ: قَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الشاهد.
قَالَ لنا أَحْمَد بن كامل: توفي أبو الْحَسَن بن مغلس- الفقيه على مذهب داود الأصبهاني- في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أصابته سكتة.
4971- عبد الله بن أَحْمَد بن عامر بن سليمان بن صالح، أبو القاسم الطائي [2] :
روى عَنْ أَبِيهِ عن علي بن موسى الرضى عن آبائه نسخة. حدث عنه أبو بكر بن الجعابي، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، وإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن زنجي، وأبو الْحَسَن بن الجنيد.
وأخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرِ بن سليمان الطائي، حدّثني أبي- في سنة ستين ومائتين- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى- سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ ومائة- حدّثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين، حدّثني أبي الحسين بن عليّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الإِيمَانُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَمَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ [3]
. حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سمعت أبا
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/183. وفتح الباري 10/256.
[2] 4971- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني رقم 339.
[3] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/19. وكنز العمال 1362.(9/393)
محمّد بن علي- هو البصري- يَقُول: عبد الله بن أَحْمَد بن عامر بن سليمان بن صالح أبو القاسم الطائي كان أميًا، لم يكن بالمرضي، روى عَنْ أَبِيهِ عن علي بن موسى الرضى، قَالَ لي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال: توفي عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وقرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عمر بن الفياض: توفي عبد الله بن أَحْمَد بن عامر الطائي يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من سنة أربع وعشرين وثلاثِمائة.
4972- عبد اللَّه بن أَحْمَد بن عيسى، أبو عيسى البطائني [1] :
حَدَّثَ عَن الْحَسَن بن عرفة. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وغيره.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن قانع: أن أبا عيسى البطايني مات فِي جمادى الأولى من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
4973- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الثلج، أبو الحسن:
هو أخو أبي بكر مُحَمَّد. حدث ابن الثلاج عنه عن علي بن داود القنطري، وذكر أنه سمع منه فِي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
4974- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سليمان بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر بن عطارد بن عمرو بن حجر بن منقذ بن أسامة بن الجعيد بن صبرة بن الديل ابن شنق بن أفصى بن عبد قيس بن لكيز بن هنب بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان، أَبُو مُحَمَّد القاضي الدمشقي:
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَن أَحْمَد بْن عبيد بن ناصح، ومُحَمَّد بن سليمان المنقري، وَمُحَمَّد بْن يونس الكديمي، والحسن بْن أَحْمَد بن سلمة المديني، وأبي سلمة عبد الرحمن بن محمد الألهاني الحمصي، وأحمد بن عبد الله بن زكريا الإيادي الجبلي.
روى عنه أَبُو العباس عبد اللَّه بْن موسى الهاشمي، والدارقطني، وابن شاهين، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ مَالِكٍ الْبَيِّعُ، وكان غير ثقة.
حَدَّثَنِي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد يَقُول: سمعت الدارقطني يَقُول: دخلت على أبي مُحَمَّد بن زبر وأنا ذاك حدث، وبين يديه كاتب له وهو
__________
[1] 4972- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/240.(9/394)
يُملي عليه الحديث من جزء، والمتن من آخر، وظن أني لا أنتبه على هذا- أو كما قَالَ- وقَالَ لي عبد الغني: كنت لا أكتب حديثه عَنْ أَبِيهِ إذا جاء منفردًا، إلا أن يكون مقترنًا بغيره، فكان يَقُول لي: يا أبا مُحَمَّد ما ذنب أبي إليك لا تكتب حديثه إلا أن يكون مقترنًا بغيره؟! حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَحْمَدَ بْن عَلِيّ الكتاني- بدمشق- أخبرنا مكي بن محمّد ابن الغمر المؤدّب، حدثنا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر قَالَ: وفي يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين توفي أبي بالفسطاط.
4975- عبد الله بن أَحْمَد بن ثابت بن سلام، أبو القاسم البزَّاز [1] :
حَدَّثَ عن حفص بن عمرو الربالي، ويعقوب بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي، ومُحَمَّد بن عمرو بن أبي مذعور وإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيم البغوي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر الثقفي. رَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وابن شاهين، ويوسف القَوَّاس وغيرهم. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن ثابت- الشيخ الصالح الثقة-.
بلغني أن ابن ثابت ولد فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وثلاثين ومائتين، ومات في ليلة السبت، ودفن يوم السبت الرابع والعشرين من رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
4976- عبد الله بن أَحْمَد بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد، أبو مُحَمَّد الجوهري الْمصْرِيّ [2] :
سكن بغداد في نَهر الدجاج، وحدث بِها عَنِ الربيع بْن سليمان المرادي، وإبراهيم ابن مرزوق، وبكار بن قتيبة البصريين، وإِبْرَاهِيم بن أبي داود البرلسي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، ويَحْيَى بن عثمان بن صالح المصريين، وأبي زرعة الدمشقي.
روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وابن الثلاج، وجماعة آخرهم أبو عمر بن مهديّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، حدّثنا أبو محمّد
__________
[1] 4975- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/15.
[2] 4976- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/38.(9/395)
عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهريّ- إملاء في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة- حدّثنا الرّبيع بن سليمان، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ بِلالٍ- عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تَفَرَّقَ قَوْمٌ مِنْ مَجْلِسٍ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ إِلا تَفَرَّقُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ الْحِمَارِ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [1]
. حَدَّثَنَا البرقاني قَالَ: قرأت على أَبِي يعلى الوراق- وهو عثمان بن الْحَسَن الطوسي- حدثكم عبد الله بن أَحْمَد بن إسحاق الْمصْرِيّ- قَالَ أبو يعلى وَكَانَ ثقة- حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر أن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري مات في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. زاد غيره في شهر ربيع الأول.
4977- عبد الله بن أحمد بن زكريا بن يحيى العطّار البغداديّ:
حدث بِمصر عَنْ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدبري. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن اليمني.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عُمَر بْن حفص اليمني- بمصر- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زكريا بن يحيى البغداديّ العطّار، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدبري بِحديث ذكره.
4978- عبد الله بن أَحْمَد بن القاسم، أبو القاسم البزاز، يعرف بابن الْكُوفِيّ:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن معاذ دران الحلبي. روى عَنْهُ ابن الثلاج، وأحمد بن الفرج ابن الحجاج وقَالَ ابن الثلاج: مات بطرسوس فِي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
4979- عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان بن خامس، أبو مُحَمَّد البغدادي:
جلب جَدّه خذيان من فرغانة إلى المعتصم فأسلم، ونزل عَبْد اللَّه مصر وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بْن نصر بْن منصور الصائغ. كتب عَنْهُ أَبُو الفتح بْن مسرور وَقَالَ: كَانَ ثقة.
4980- عبد الله بن أَحْمَد بْن المبارك، الهمذاني المعدل:
قدم بَغْدَاد حاجًّا وَحدث بِها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن زهير الحلواني، وعلي بْن الْحَسَن بْن سعد. روى عَنْهُ ابن الثلاج وإبراهيم بن مخلد الباقرحي.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 25459.(9/396)
وذكر ابْن الثلاج أنه سمع منه فِي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
4981- عبد الله بن أَحْمَد بن واضح أبو الْحَسَن:
من أهل الصافية. ذكر ابن الثلاج أنه قدم عليهم بغداد في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، حدثهم من حفظه عن مُحَمَّد بن زكريا الغلابي.
4982- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قبان، أبو القاسم البغدادي:
حدث فِي الغربة عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الشوارب القرشي، والْحَسَن بن عليل العنزي. رَوَى عَنْهُ تَمَّام بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المعروف بالرازي ساكن دمشق.
4983- عبد الله بن أَحْمَد بن الْحُسَيْن بن رجاء، أبو القاسم الخرقي:
حدث عَنْ عَبْد اللَّه بْن روح المدائني، ومُحَمَّد بن غالب التمتام، ومُحَمَّد بن أحمد ابن البراء، وعبيد بن شريك البزاز، وإِبْرَاهِيم الحربي، وأبي العباس الكديمي. حَدَّثَنِي عنه علي بن أَحْمَد الرّزّاز أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَرَقِيُّ، حدّثنا عبد الله بن روح المدائني، حدّثنا شبابة بن سوار، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عن زائدة بن خراش عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: بَيْنَمَا نحن في جنازة وعلى خلفها آخذ بِيَدِي، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَمَامَهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّهُمَا لَيَعْلَمَانِ أَنَّ فَضْلَ مَنْ يَمْشِي خَلْفَهَا عَلَى مَنْ يَمْشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، وَلَكِنَّهُمَا سَهْلانِ يُسَهِّلانِ لِلنَّاسِ.
قرأت بِخط عبيد الله بن أَحْمَد السمعي: مات أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ الْحُسَيْن بن رجاء الخرقي في رجب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
4984- عبد الله بن أَحْمَد بن الصديق بن مُحَمَّد بن داود، أبو مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ ثم الدندانقاني [1] :
من أهل الدندانقان- قرية من قرى مرو- سمع من مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوسنجي حديثًا واحدًا، وسمع أيضًا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ، ومُحَمَّد بْنِ حَمْدُوَيْهِ، وأبا لبابة مُحَمَّد ابن المهدي، وعبد الله بن أَحْمَد بن شيبة، وأبا واثلة عبد الرحمن بن الْحُسَيْن المراوزة،
__________
[1] 4984- الدّندانقاني: هذه النسبة إلى الدندانقان، وهي بليدة على عشرة فراسخ من مرو في الرمل (الأنساب 5/344) .(9/397)
ومُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، وأبا بكر أَحْمَد بن المنكدري، وأبا نصر مُحَمَّد بن حمزة السمرقندي، ومُحَمَّد بن عمران الأرسابندي وقدم بغداد حاجًّا وحدث بها فروى عنه أبو حفص عمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكتاني، وذكر أنه سمع منه فِي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وأخبرنا عنه مُحَمَّد بن عبيد الله الحنائي، وأبو بكر البرقاني، وذكر لنا البرقاني أنه سَمِعَ منه بِمرو.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحنائي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصديق المروزيّ- قدم علينا حاجّا- حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ السِّنْجِيُّ المروزيّ، حدّثنا رقاد بن إبراهيم، حدّثنا أبو عصمة، حَدَّثَنَا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ عِنْدَ كُلِّ خَتْمَةٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، وَشَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ، لَوْ أَنَّ غُرَابًا طَارَ مِنْ أَصْلِهَا لَمْ يَنْتَهِ إِلَى فَرْعِهَا حَتَّى يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ» [1]
بلغني أن ابن الصديق مات نحو سنة سبعين وثلاثمائة.
4985- عبد الله بن أَحْمَد بن حامد بن محمود بن ثرثال بن غياث بن مشرفة بن طحن، أبو مُحَمَّد التيمي البغدادي:
ذكر لي مُحَمَّد بن علي الصوري أنه سكن مصر وحدث بها عَن أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بْن أبي داود، قَالَ: وكان ثقة. توفي بمصر بعد سنة سبعين وثلاثمائة.
ذكر غير الصوري أنه حدث أيضا عن هشيم بن خلف الدوري.
4986- عبد الله بن أَحْمَد بن جعفر بن أَحْمَد بن بكر بن زياد بن علي بن مهران بن عبد الله، أبو مُحَمَّد بن أبي حامد الشيباني النيسابوري:
وأبو حامد هو أبوه- كان له ثروة ظاهرة فأنفق أكثرها على العلم وأهل العلم، وفي الحج والجهاد، وغير ذلك من أعمال البر، وكان من أكثر أقرانه سماعًا للحديث.
سمع من مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة وهو صغير فتورع عن الرواية عنه لصغره، وسمع مُحَمَّد بن إسحاق السراج، وأبا العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد الماسرجسي، ويعقوب بن مُحَمَّد بن ماهان الصيدلاني، وأبا عمرو أَحْمَد بن مُحَمَّد الحيري، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن دلويه الدقاق. وخرج إلى هراة فكتب بها عن حاتم بن محبوب، وسمع ببغداد من مُحَمَّد بن عمرو بن البخترى الرزاز، وكتب بمكة عن أبي سعيد
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 2280.(9/398)
الأعرابي، وكان وروده بغداد ثلاث دفعات، حدث في الآخرة منهن، وكتب الناس عنه بانتقاء ابن الجعابي، وكان يرسل شعره ولا يحلقه، فقيل له الشعراني. رَوَى عَنْهُ يُوسُفُ بْن عُمَر القَوَّاسُ، وابن الثلاج، وإِبْرَاهِيم بن مخلد بن جعفر، وأبو الْحَسَن بن رزقويه، وغيرهم وكان ثقة.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بِخطه. قَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر أَبُو مُحَمَّد النيسابوري: مولدي ليلة الأحد لأربع عشرة خلت من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثمائة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن جعفر النّيسابوري، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّد بْن عدي الأسترآباذي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الطلقي، حدّثنا محمّد بن خالد الرّازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَهْقَهَ فِي صَلاتِهِ فَلْيُعِدْ وُضُوءَهُ وَصَلاتَهُ» [1]
. أبو أمية هو عبد الكريم بن أبي المخارق المعلم، والْحَسَن عن أبي هريرة مرسل.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد النيسابوري قَالَ:
توفي أبو مُحَمَّد بن أبي حامد ضحى يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن ثمان وستين سنة.
4987- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو العباس المعروف بابن أبي طالب الشاهد [2] :
سَمِعَ أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عنه البرقاني.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سألت أبا العباس بن أبي طالب الشاهد- واسمه عبد الله بن أَحْمَد بن مُحَمَّد- كتبت عن ابن عبد الجبار الصوفي؟ فقَالَ: نعم، قد حفظنا عنه حديث علي بن الجعد عَنْ شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ في التزعفر. قَالَ البرقاني: حَدَّثَنَاه ابن أبي طالب بِحضرة ابن إِسْمَاعِيل الوراق.
8498- عبد الله بن أَحْمَد بن ماهبزد، أبو مُحَمَّد الأصبهاني، يعرف بالظريف:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغويّ،
__________
[1] 4986- انظر الحديث في: كنز العمال 19925. ونصب الراية 1/49.
[2] 4988- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/304.(9/399)
وأبي بَكْر بْن أبي داود السجستاني. حَدَّثَنَا عَنْهُ البرقاني، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، وأَحْمَد بْن عمر بن روح، والْقَاضِي علي بن المحسن التنوخي، وكان ثقة.
سألت البرقاني عن ابن ماهبزد فقَالَ: كان يسمع معنا الحديث ببغداد، وهو شيخ صدوق، غير أنه لَم يكن يعرف بالحديث.
أخبرنا أَحْمَد بْن عمر بْن روح النهرواني قَالَ: ذكر لنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهبزد الأَصْبَهَانِيُّ في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة أنه ولد في آخر سنة ثلاث- أو أربع- وسبعين ومائتين، قَالَ: ودخلت بغداد سنة سبع وتسعين ومائتين، وحججت في سنة ثلاث وثلاثمائة، وصمت ثمانية وثمانين رمضانا.
حَدَّثَنِي التنوخي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهَبْزَدٍ الأَصْبَهَانِيُّ:
ولدت سنة ست وسبعين ومائتين بأصبهان، ودخلت البصرة سنة سبع وتسعين ومائتين، سَمعت من أَبِي خليفة، وبالأهواز من عبدان، وغيرهما فذهب جميع ذلك ودخلت بغداد في سنة تسع ومائتين. قَالَ التنوخي: وسمعت أنا منه في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
4989- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان بن داود بن زياد بن مُعَلَّى ابن الأشعث، أبو جعفر الفارسي:
روى عَنْ أَبِيهِ عَنْ يعقوب بْن سُفْيَان كتاب الزوال وحدث أيضا عن النعمان بن أحمد الواسطيّ، حدّثنا عنه البرقانيّ، والأزهري، والعتيقي.
حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان الفارسيّ، حدّثنا النعمان بن أحمد- سنة أربع وثلاثمائة- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ، حدّثنا جعفر بن جسر، حدّثني أبي جسر، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفْتُ الْبِشْرَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُكَ قَطُّ أَحْسَنَ بِشْرًا مِنْكَ الْيَوْمَ! قَالَ: «وَمَا يَمْنَعُنِي وَهَذَا الْمَلَكُ بَعَثَهُ اللَّهُ آنِفًا إِلَيَّ- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ- يَقُولُ لِي: يَا مُحَمَّدُ أَمَا يُرْضِيكَ أَنْ لا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ أَنَا وَمَلائِكَتِي عَشْرًا، وَلا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا سَلَّمْتُ أنا وملائكتي عليه عشرا» [1] .
__________
[1] 4989- انظر الحديث في: كنز العمال 2225، 4007.(9/400)
قَالَ لي الأزهري: سمعت من أَبِي جعفر بن شاذان الفارسي في منزلنا في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، قلت: فكيف حاله؟ قَالَ: ثقة.
4990- عبد الله بن أَحْمَد بن جناح، أبو مُحَمَّد القاضي:
أخبرنا أبو مسلم حميد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن نزار القاضي- بقاسان- حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن جناح القاضي- ببغداد- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الكرخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حاتم الزِّمي بِحديث ذكره.
4991- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحسن، أبو محمّد التّمّار، يعرف ببرغوت:
سَمِعَ أَبَا القاسم البغوي، وعلي بْن الْحَسَن بن المغيرة الدّقّاق، ومحمّد بن إبراهيم ابن نيروز الأنماطي. حَدَّثَنَا عَنْهُ الخلال، والأزهري، والتنوخي، وقَالَ لي الخلال: كَانَ ثقة.
قَالَ لي التنوخي: ولِد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد التمار فِي سنة سبع وثمانين ومائتين، وسمعت منه في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وكان ينزل عند مسجد رويم بْن يزيد فِي نَهر القلائين.
4992- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو مُحَمَّد الوزان المعروف بابن العطار:
حدث عَنْ أَبِي الْقَاسِم البغوي، حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بن عمر بن زكار. وكان صدوقًا.
4993- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب بن إِسْمَاعِيل، أبو القاسم الفقيه الشافعي النسوي:
قدم بغداد حاجًّا فِي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وحدث بها عَن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ السرخسي، والْحَسَن بن سفيان النسوي، وكان عنده عن الحسن مسنده. كتب عنه ببغداد أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن جعفر بْن سلم الختلي، وأبو القاسم بن الثلاج، وعبيد الله بن عثمان بن يَحْيَى. وحَدَّثَنَا عنه بنيسابور غير واحد مِمن سمع منه بنسا.
قَرَأْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَلْمٍ بِخَطِّهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الله بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّسَوِيُّ- حَاجي فِي سُوقِ يَحْيَى فَقِيهٌ شَافِعِيٌّ-(9/401)
قال: حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا شيبان بن فروخ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبُرْجُمِيُّ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ الْخَوَارِجِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله النيسابوري قَالَ: توفي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّد الفقيه النسوي بنسا في شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وهو شيخ العلم والعدالة، وختم به الرواية عن الْحَسَن بن سفيان.
4994- عبد الله بن أَحْمَد بن مالك بن الحارث بن خالد بن الوليد، أبو مُحَمَّد البيع:
سَمِعَ أبا بكر بن أَبِي داود، ومُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ الشِّيعِيُّ، وسعيد بن مُحَمَّد أخا زُبير الحافظ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلانَ الْخَزَّازُ، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن صالح الأزدي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَبِيعَةَ الْقَاضِي. حَدَّثَنَا عنه العتيقي، والْحُسَيْن بْن جعفر السلماسي، وأَحْمَد بن علي التوزي، ومُحَمَّد بن علي بن الفتح، وأبو خازم بن الفراء، ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونِ النرسي.
أخبرنا البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس قَالَ: أبو محمّد عبد الله بن أحمد ابن مالك البيع وكان ثقة.
حَدَّثَنِي أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ مَالِكٍ بن الحارث وكان ثقة.
قَالَ لي مُحَمَّد بْن علي بْن الفتح: توفي ابن مالك البيع في جمادى الأولى من سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
4995- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، أَبُو الْقَاسِمِ البغدادي:
نزل مصر وروى بها كتاب تاريخ يَحْيَى بن معين الذي يرويه حسين بن حيّان عنه، فرواه ابن أبي طالب وجادة عن كتاب حسين بن حيّان، وكان جد أمه- وأمه بنت علي بن الحسين بن حيّان، سمعه منه عبد الغني بن سعيد. وأبو سعيد الماليني، وغيرهما. ورَوَى عَنْهُ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ، وحدث أيضًا عن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلانَ الْخَزَّازُ، وأَبِي طالب أَحْمَد بن نصر الحافظ، ومحمد بن عليّ بن إسماعيل الأيلي، وأبو ذر بن الباغندي، والْقَاضِي المحاملي وغيرهم وكان ثقة.
ولد في سنة سبع وثلاثمائة، ومات بمصر في المحرم سنة تسعين وثلاثمائة.(9/402)
4996- عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بن حمدويه بن صالح بن يونس بن ميمون، أبو مُحَمَّد النهرواني:
حدث عَنْ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مبشر الواسطي، والليث بن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ. حَدَّثَنَا عنه البرقاني، وأبو علي بْن دوما النعالي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحسين النعالي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن عَبْد اللَّه ابن حمدويه النهرواني- بالنهروان- حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم النرمقي، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَطَّافٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا» [1]
. 4997- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه، أبو الْحُسَيْن المقرئ الأصبهاني:
سكن بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن عمر بن حفص، وأَبِي عمرو أَحْمَد بن مُحَمَّد المديني، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، وعبد اللَّه بن محمّد بن جعفر ابن حيّان الأصبهانيّين، ومحمّد بن أبي بكر بن داسة البصري، وأَبِي القاسم الطبراني.
حَدَّثَنَا عنه البرقاني، وعبد الملك بن عُمر الرزاز- وذكر لنا أنه كان عابدًا- والعتيقي.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الله الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رافع الأنصاريّ عن إسماعيل ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَرَأَى أَنَّ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أُعْطِيَ أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ، فَقَدْ صَغَّرَ مَا عَظَّمَ اللَّهُ، وَعَظَّمَ مَا صَغَّرَ اللَّهُ»
وَقَالَ: «لا يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَجِدَ فِيمَنْ يَجِدَ، وَلا يَجْهَلَ فِيمَنْ يَجْهَلَ، وَلَكِنَّهُ يَعْفُو وَيَصْفَحُ لِعِزِّ الْقُرْآنِ» [2]
. سألت العتيقي عنه فقَالَ: كان عبدًا صالِحًا ثقة، ينزل درب نعيم ومن نهر البزّازين.
__________
[1] 4996- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/113. وصحيح مسلم، كتاب المساجد 55. وفتح الباري 1/511.
[2] 4997- انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 4/467. وكنز العمال 2350.(9/403)
4998- عبد الله بن أحمد بن جعفر بن الطويل، أبو محمّد القاري:
حدّث عن أحمد بن جعفر بن المنادي، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار.
حَدَّثَنِي عنه العتيقي وسألته عنه فقَالَ: شيخ صالح لا بأس به، وكان ينزل سويقة أَبِي الورد.
4999- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطيب بن الْحُسَيْن، أبو الفرج الأنماطيّ اللحفي:
حَدَّثَ عن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار. سمع منه أبو الفضل بن زاذان الهاشمي.
5000- عبد اللَّه بن أَحْمَد بن مُحَمَّد، الجواليقي [1] الأصبهاني:
حدث عن جعفر بن عبد الله الفناكي الرّازيّ. قدم بغداد وحدث بِها. حَدَّثَنِي عنه أبو مُحَمَّد الْخَلال.
حَدَّثَنِي الخلّال، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمّد الجواليقيّ الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الفناكي المعدّل الرّازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، حدّثنا عليّ بن سهل، حدّثنا مؤمل، حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا» [2]
. قَالَ لِي الْخَلالُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَبِيوَرْدِيُّ، حدّثنا جعفر بن عبد الله ابن يعقوب الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
5001- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عيسى بن الصباح بن مخلد بن منير، أبو القاسم الفارسي:
حدث عن أَبِي عمرو بن السماك، وأَبِي الْحُسَيْن بن ماتي الْكُوفِيّ وأحمد بن سلمان النجاد، وأبي عمر الزاهد، ودعلج بن أحمد وهذه الطبقة. سمعت منه إلا أني لم أكتب ما سمعت منه، وكان صحيح السماع كثير الكتاب وكان قدريًّا داعية، وكان مسكنه بنهر البزازين، ومات في ذي القعدة من سنة سبع وأربعمائة.
__________
[1] 5000- الجواليقي: هذه النسبة إلى الجواليق وهي جمع جوالق (الأنساب 3/335) .
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين باب 29. وسنن أبي داود 1066. وسنن الترمذي 444، 451. وسنن النسائي 3/197. ومسند أحمد 3/123.(9/404)
5002- عبد اللَّه بن أَحْمَد بن عمر، أبو مُحَمَّد الجوهري العطشي [1] :
من أهل الجانب الشرقي ناحية الرصافة. حدث عن مُحَمَّد بن عبد اللَّه الشافعي.
كتب عنه صاحبنا مُحَمَّد بن الحسين الكرجي في سنة تسع وأربعمائة، وَحَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بن علي التوزي، وسألته عنه فقَالَ ثقة.
5003- عبد اللَّه بن أَحْمَد بن عثمان بن خلف بن سلمان بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبو بكر العكبري، يعرف بابن بنت شيبان:
حدث عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مالك القطيعي، وعبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزبيبي، وأَبِي بكر المفيد الجرجرائي، وابن السقاء الواسطي.
ذكر لي عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني الدمشقي أنه كتب عنه بعكبرا في سنة سبع عشرة وأربعمائة.
5004- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبو مُحَمَّد، يعرف بابن حمدية:
أخو الْحَسَن وهو الأكبر، أصبهاني الأصل كان يسكن شارع العتابيين، وحدث عن أَحْمَد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، وعبد الباقي وأَحْمَد ابني قانع، وأَبِي بكر الشافعي، وأَبِي علي بن الصواف، وعمر بْن جَعْفَر بْن سلم، وأَحْمَد بْن ثابت بن بقية الواسطي، وأَبِي بَحر [مُحَمَّد] [2] بن كوثر البربهاري، وعثمان بن سنقة البيع، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن الصباح الكبشي، وكعب بن عمرو البلخي.
كتبنا عنه وكان ضعيفًا وقعت إليه أمالي مسموعة من أَحْمَد بن سلمان في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، فحك التاريخ وجعله سنة سبع وأربعين، وسمع منها لنفسه.
وقَالَ لي الصوري وقد أراني بعضها، دفعها إليَّ ابن حَمَديَّة فقابلتها بأجزاء أُخر فيها أمالي مسموعة من ابن سلمان في سنة أربع وأربعين، فوافقتها حرفا بِحرف، قَالَ: فرددتها على ابن حَمدية ولَم أكتب عنه منها شيئًا. مات ابن حَمدية في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
__________
[1] 5002- العطشي: هذه النسبة إلى سوق العطش، وهو موضع ببغداد بالجانب الشرقي (الأنساب 8/477) .
[2] 5004- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/405)
5005- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن شَاذَانَ بْن حرب بْن مهران، أبو مُحَمَّد الصيرفي [1] :
وهو أخو أَبِي علي الْحَسَن، سَمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن محمد ابن عبيد العسكري، والْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن فهد الموصلي، ومُحَمَّد بن جعفر زوج الحرة، ونحوهم وكان صدوقًا. روى شيئًا يسيرًا، وكتبنا عنه. مات أبو مُحَمَّد بن شاذان في ليلة الاثنين لثلاث بقين من شعبان سنة ست وعشرين وأربعمائة ودفن صبيحة تلك الليلة فِي مقبرة باب الدير.
5006- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْنِ أَبِي إسحاق مُحَمَّد المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور، أبو مُحَمَّد الهاشمي المعتصمي [2] :
سمع ابن مالك القطيعي، وأبا مُحَمَّد بْن ماسي، ومُحَمَّد بن غريب البزاز. كتبنا عنه وكان صدوقًا ينزل ناحية النصرية وراء باب الشام.
وسألته عَنْ مولده فقَالَ: ولدت ليلة الجمعة للنصف من رجب سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. وسألته مرة أخرى فقَالَ: ولدت ليلة النصف من رجب سنة اثنتين وخمسين. ومات فِي ليلة الجمعة الثامن من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين [وأربعمائة] [3] ودفن من غد تلك الليلة وهو يوم الجمعة في مقبرة باب حرب.
5007- عبد اللَّه أمير المؤمنين القائم بأمر اللَّه بْن أَحْمَد القادر بالله بن إسحاق ابن جَعْفَر المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد باللَّه بْن أَبِي أَحْمَد الموفق بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن المعتصم باللَّه بن الرشيد، يكنى أبا جعفر [4] :
سمعت علي بن المحسن التنوخي يذكر أن مولده يوم الجمعة الثامن عشر من ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وأمه أم ولد تسمى قطر الندى أرمنية أدركت خلافته، وماتت في رجب من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. بويع بالخلافة للقائم بأمر اللَّه بعد موت أبيه القادر باللَّه في يوم الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة سنة
__________
[1] 5005- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/251.
[2] 5006- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/306.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 5007- انظر: فوات الوفيات 1/203. وتاريخ الخميس 2/357. والكامل في التاريخ لابن الأثير، حوادث سنة 422- 467. والنبراس 136- 143. والأعلام 4/66.(9/406)
اثنتين وعشرين وأربعمائة. وكان القادر باللَّه جعله ولي عهده من بعده، ولقبه القائم بأمر اللَّه، وخطب له بذلك في حياته.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه التّمّار، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ النَّاقِدَ.
وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْعُطَارِدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا محمّد ابن جَابِرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مِنَّا الْقَائِمُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ، فَأَمَّا الْقَائِمُ فَتَأْتِيهِ الْخِلافَةُ لَمْ يُهْرَقْ فِيهَا مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ، وَأَمَّا الْمَنْصُورُ فَلا تُرَدُّ لَهُ رَايَةٌ، وَأَمَّا السَّفَّاحُ فَهُوَ يَسْفَحُ الْمَالَ وَالدَّمَ، وَأَمَّا المهديّ فيملأ الأَرْضُ عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا» [1]
. ولَم يزل أمر القائم بأمر الله مستقيمًا إلى أن قُبض عليه في سنة خمسين وأربعمائة، وكان السبب في ذلك؛ أن أرسلان التركي المعروف بالبساسيري كان قد عظم أمره واستفحل شأنه، لعدم نظرائه من مقدمي الأتراك المسمين بالأصفهسلارية، واستولى على البلاد، وانتشر ذكره، وطار اسمه، وتهيبته أمراء العرب والعجم، ودعي له على كثير من المنابر العراقية، وبالأهواز ونواحيها، وجبَى الأموال، وخرب الضياع، ولم يكن الخليفة القائم بأمر اللَّه يقطع أمرًا دونه، ولا يحل ويعقد إلا عن رأيه، ثم صح عند الخليفة سوء عقيدته وشهد عنده جماعة من الأتراك أن البساسيري عرفهم- وهو إذ ذاك بواسط- عزمه على نَهب دار الخليفة، والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة أبا طالب مُحَمَّد بن ميكال المعروف بطغرلبك أمير الغز، وهو بنواحي الري يستنهضه على المسير إلى العراق وانفض أكثر من كان مع البساسيري وعادوا إلى بغداد، ثم أجمع رأيهم على أن قصدوا دار البساسيري وهي بالجانب الغربي في الموضع المعروف بدرب صالِح بقرب الحريم الطاهري فأحرقوها وهدموا أبنيتها، ووصل طغرلبك إلى بغداد في شهر رمضان من سنة سبع وأربعين وأربعمائة، ومضى البساسيري على الفرات إلى الرحبة، وتلاحق به خلق كثير من الأتراك البغداديين، وكاتب صاحب مصر يذكر له كونه في طاعته، وأنه على إقامة الدعوة له بالعراق، فأمده بالأموال وولاه الرحبة، وأقام طغرلبك ببغداد سنة إلى أن خرج منها إلى الموصل وأوقع بأهل سنجار،
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/290. وكنز العمال 27317، 38687، 38688.(9/407)
وَعاد إِلَى بَغْدَاد فأقام بها مدة، ثُمَّ رجع إلى الموصل وخرج منها متوجهًا إلى نصيبين ومعه أخوه إِبْرَاهِيم إينال، وذلك في سنة خمسين وأربعمائة، فخالف عليه أخوه إِبْرَاهِيم وانصرف بجيش عظيم معه يقصد الري، وكان البساسيري راسل إِبْرَاهِيم يشير عليه بالعصيان لأخيه، ويطمعه في الملك والتفرد به، ويعده بمعاضدته ومظافرته عليه، فسار طغرلبك في أثر أخيه إِبْرَاهِيم وترك عساكره وراءه فتفرقت، غير أن وزيره المعروف بالكندري، وربيبه أنو شروان، وزوجته خاتون، وردوا بغداد بِمن بقي معهم من العسكر في شوال من سنة خمسين وأربعمائة واستفاض الخبر باجتماع طغرلبك مع أخيه إِبْرَاهِيم بِهمذان، وأنَّ إِبْرَاهِيم استظهر على طغرلبك وحصره في مدينة همذان، فعزمت خاتون وابنها أنو شروان والكندري على المسير إلى همذان لإنجاد طغرلبك، واضطرب أمر بغداد اضطرابًا شديدًا، وأرجف المرجفون باقتراب البساسيري، فبطل عزم الكندري عَلَى المسير، فهمت خاتون بالقبض عَلَيْهِ وعلى ابنها لتركهما مساعدتها عَلَى إنجاد زوجها، ففرَّا إلى الجانب الغربي من بغداد، وقطعا الجسر وراءهما، وانتهبت دارهما، واستولى من كَانَ مَعَ خاتون من الغز عَلَى ما تضمنتا من العين والثياب والسلاح، وغير ذَلِكَ من صنوف الأموال، ونفذت خاتون بِمن ضوى إليها وهم جُمهور- العسكر متوجهة نحو همذان، وخرج الكندري وأنو شروان يؤمان طريق الأهواز، فلما كان يوم الجمعة السادس من ذي القعدة تحقق الناس كون البساسيري بالأنبار، ونهضنا إلى صلاة الجمعة بجامع المنصور فلم يحضر الإمام، وأذن المؤذنون بالظهر، ثم نزلوا من المأذنة فأخبروا أنَّهم رأوا عسكر البساسيري حذاء شارع دار الرقيق، فبادرت إلى أبواب الجامع فرأيت من الأتراك البغداديين أصحاب البساسيري نفرًا يسيرًا يسكنون الناس، ويغدون إلى الكرخ فصلى الناس في هذا اليوم بِجامع المنصور ظهرًا أربعًا من غير خطبة، ثم ورد من الغد وهو يوم السبت نحو مائة فارس من عسكر البساسيري، ثم دخل البساسيري بغداد يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه الرايات المصرية، فضرب مضاربه على شاطئ دجلة، ونزل هناك والعسكر معه، وأجمع أهل الكرخ والعوام من أهل الجانب الغربي على مضافرة البساسيري، وكان قد جمع العيارين وأهل الرساتيق وكافة الدعار وأطمعهم في نهب دار الخلافة. والناس إذ ذاك في ضر وجهد، قد توالت عليهم سنون مجدبة. والأسعار عالية والأقوات عزيزة، وأقام البساسيري بموضعه والقتال في كل يوم يجرى بين الفريقين في السفن بدجلة، فلما كَانَ يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة دعي لصاحب مصر فِي الخطبة بجامع(9/408)
المنصور، وزيد فِي الأذان حي عَلَى خير العمل، وشرع البساسيري فِي إصلاح الجسر، فعقده بباب الطاق، وعبر عسكره عَلَيْهِ، وأنزله بالزاهر، وكف الناس عَنِ المحاربة أيامًا، وحضرت الجمعة يوم العشرين من ذي القعدة فدعي لصاحب مصر فِي جامع الرصافة، كما دعي لَهُ فِي جامع المنصور. وخندق الخليفة حول داره ونهر معلى خنادق، وأصلح ما استرم من سور الدار؛ فلما كان من يوم الأحد لليلتين بقيتا من ذي القعدة حشر البساسيري وأهل الجانب الغربي عمومًا، وأهل الكرخ خصوصًا، ونهض بِهم إلى حرب الخليفة، فتحاربوا يومين قتل بينهما قتلى كثيرة، واستهل هلال ذي الحجة، فدلف البساسيري في يوم الثلاثاء ومن معه نحو دار الخلافة، وأضرم النار في الأسواق بنهر معلى وما يليه، ولم يكن بقي بالجانب الغربي إلا نفر ذو عدد، وعبر الخلق للانتهاب، وأحاطوا بدار الخلافة، فنهب ما لا يقدر قدره، ووجه الخليفة إلى قريش بن بدران البدوي العقيلي- وكان ضافر البساسيري وأقبل معه- فأذم قريش الخليفة في نفسه، ولقيه قريش فقبل الأرض بين يديه دفعات، وخرج الخليفة معه من الدار راكبًا وبين يديه راية سوداء، وعلى الخليفة قباء أسود وسيف ومنطقة، وعلى رأسه عمامة تحتها قلنسوة والأتراك في أعراضه وبين يديه، وضرب قريش للخليفة خيمة إزاء بيته بالجانب الشرقي، فدخلها الخليفة وأحدق بِها خدمه، وماشى البساسيري وزير الخليفة أبا القاسم بن المسلمة، ويد البساسيري قابضة على كم الوزير. وقبض على قاضي القضاة أَبِي عبد اللَّه الدامغاني وجماعة معه، وحملوا إلى الحريم الطاهري، وقيد الوزير وقاضي القضاة، فلما كان يوم الجمعة الرابع من ذي الحجة لم يخطب بجامع الخليفة وخطب في سائر الجوامع لصاحب مصر، وفي هذا اليوم انقطعت دعوة الخليفة من بغداد، ولما كان يوم الأربعاء تاسع ذي الحجة- وهو يوم عرفة- أخرج الخليفة من الموضع الذي كان به وحمل إلى الأنبار، ومنها إلى حديثة عانة على الفرات، فحبس هناك وكان صاحب الحديثة والمتولي خدمة الخليفة بنفسه هناك مهارش البدوي، وحكي عنه حسن الطريقة، وجميل المعتقد. فلما كان يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي الحجة شهر الوزير على جمل وطيف به في محال الجانب الغربي، ثم صلب حيًّا بباب خراسان إزاء الترب، وجعل في فكيه كلوبان من الحديد، وعلق على جذع فمات بعد صلاة العصر من هذا اليوم، وأطلق قاضي القضاة أبو عبد اللَّه الدامغاني بمال قرر عليه، وخرجت من بغداد يوم النصف من صفر سنة إحدى وخمسين، فلم يزل الخليفة في محبسه بحديثة عانة إلى أن ظفر طغرلبك بأخيه(9/409)
إِبْرَاهِيم إينال وقتله ثم كاتب قريشا في إطلاق الخليفة وإعادته إلى داره، وذكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طغرلبك متوجه إلى العراق، وأطلع البساسيري أبا منصور عبد الملك بن مُحَمَّد بن يوسف على ذلك، وجعله السفير بينه وبين الخليفة فيه وشرط أن يضمن الخليفة للبساسيري صرف طغرلبك عن وجهه، وأحسب أن طغرلبك كاتب مهارشًا في أمر الخليفة، فأخرجه من محبسه وعبر به الفرات وسار به إلى البرية قصد تكريت في نفر من بني عمه، وأغذ السير حتى وصل به إلى دجلة ثم عبر به وصار في صحبته قصد الجبل، وقد بلغه أن طغرلبك بشهرزور، فلما قطع أكثر الطريق عرف أن طغرلبك قد حصل ببغداد، فعاد سائرًا حتى وصل إلى النهروان، فأقام الخليفة هناك ووجه إليه طغرلبك مضارب ورحالًا وأثاثًا، ثم خرج لتلقيه، فانتهى إلينا ونحن بدمشق في يوم عيد الأضحى من سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، أن الخليفة تخلص من محبسه، وانتهى إلينا لسبع بقين من ذي الحجة خبر حصوله ببغداد في داره، وكتب إليّ من بغداد من ذكر أن الخليفة حصل في داره في يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة. وأسرى طغرلبك إلى البساسيري عسكرًا من الغز وهو في بلد بني مزيد بسقي الفرات. فحاربوه إلى أن ظفر به وقتل، وحمل رأسه إلى بغداد فطيف به وعلق إزاء دار الخلافة في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين.
5008- عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبو مُحَمَّد البغدادي:
نزل بلخ وحدث بها عَنْ سُفْيَان بْن عيينة، وداود بْن سُلَيْمَان الجرجاني، وعبد الرَّحْمَن بْن سعد، وعثمان بْن زفر الْكُوفِيّ. روى عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس السراج النيسابوري، وجعفر بْن الصقر بْن الصلت.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي السّرّاج، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو مُحَمَّدٍ البغداديّ- ببلخ- حدّثنا داود بن سليمان الجرجانيّ العطّار، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَدَارَ بَصَرَهُ فِينَا فَقَالَ: «أَيْنَ فُلانٌ، وَأَيْنَ فُلانٌ» [1] حَتَّى اجْتَمَعْنَا إليه وساق حديث المؤاخاة بطوله.
__________
[1] 5008- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأشربة 140. وسنن أبى داود، كتاب الحدود باب 24.(9/410)
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن الصقر بن الصلت، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم البغداديّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن سعد، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ؛ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ» [1] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
. 5009- عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن، الأزدي الضرير:
من أهل القصر. حدث عن الْحَسَن بن عَليّ الحلواني، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي.
رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيان، وعلي بن مُحَمَّد بن علي القصري.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الضَّرِيرُ- بِقَصْرِ ابن هبيرة- حدّثنا الحسن بن عليّ الحلواني، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ مُجَّاعَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ- وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ الصَّوَّامُ الْقَوَّامُ- عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ رَاكِبًا مَا دَامَ مُنْتَعِلا» [2]
. 5010- عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحُسَيْن بْنِ عَلِيِّ بن جعفر بن عامر، أبو القاسم الأسدي المعدل، ويعرف بابن الأكفاني [3] :
حدث عن مُحَمَّد بن عمرو بن حنان الحمصي، وأَبِي إِبْرَاهِيم المزني صاحب الشافعي، وأَحْمَد بن عبد الجبار العطاردي، وأَحْمَد بن الْحُسَيْن المعروف ببنان النسائي. روى عنه ابنه محمّد، وعبد اللَّه بن العباس الشطوي، وغيرهما وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، أخبرنا عبد الله بن العبّاس الشطوي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأكفاني- قراءة- حدّثنا أبو العبّاس أحمد النّسائيّ، حدّثنا عمرو بن محمّد الأعسم، حَدَّثَنَا حُسَامُ بْنُ الْمصكِّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَسَمِعْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الندم توبة» ؟ قال:
نعم.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 34404. والكامل لابن عدي 4/1533.
[2] 5009- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب اللباس 66. ومسند أحمد 3/337، 360.
ومشكاة المصابيح 4409.
[3] 5010- انظر: الأنساب، للسمعاني 1/339.(9/411)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الْمُعَدَّلَ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ الأَكْفَانِيِّ مَاتَ فِي سنة سبع وثلاثمائة.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ:
وَجدت في كتاب أخي بخطه: مات أبو القاسم بن الأكفاني في سنة سبع وثلاثمائة لتسع بقين من المحرم بالقصر وهو جائي من مكة، ودفن بعد ما جاء تابوته من الْقَصْرِ.
5011- عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الرحيم، المؤذن:
حدث عن يعقوب الدورقي، والْحَسَن بن عرفة، ومُحَمَّد بن عَمْرِو بْنِ حنان الحمصي. روى عنه أبو الطيب بن المنتاب.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الطّناجيريّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُنْتَابِ الإِمَامُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرّحيم المؤذن، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ» [1]
. 5012- عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الهيثم بن أَبِي الزرد، أبو القاسم الدلال [2] :
حدث عَنِ الْحَسَن بْن عرفة، وحفص بْن عُمَر السياري، والعباس بن محمد بن الحارث القرشي والحسن بن مكرم. روى عَنْهُ أَبُو حفص بْن شاهين، وأبو حفص الكتاني، ويوسف بْن عُمَرَ القواس، وأبو القاسم بن الثلاج.
5013- عبد الله بن إبراهيم بن حسان، أبو محمد الفلاس [3] :
حدث عَنْ عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بيان المقرئ، وإِبْرَاهِيم بْن مهدي الأيلي. روى عَنْهُ ابن شاهين، وعبد الملك بْنُ إبراهيم القرميسيني.
أخبرنا التّنوخيّ، أخبرنا عبد الملك بن إبراهيم القرميسيني، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْنِ حسّان الفلاس- جارنا ببغداد- حدّثنا إبراهيم بن مهديّ الأيلي.
__________
[1] 5011- انظر الحديث في: صحيح مسلم 414. وفتح الباري 2/336، 11/133.
[2] 5012- الدلال: هذه الحرفة لمن يتوسط بين الناس في البياعات وينادي على السلعة من كل جنس (الأنساب 5/385) .
[3] 5013- الفلاس: هذه النسبة إلى بيع الفلوس وكان صيرفيا (الأنساب 9/354) .(9/412)
5014- عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن هرثمة، أبو مُحَمَّد البزاز [1] :
هروي الأصل كَانَ ينزل سوق العطش بالجانب الشرقي، وحدث عَنِ الْحُسَيْن بْن دَاوُد البلخي والحارث بْن أَبِي أسامة، وموسى بْن الْحَسَن النسائي، وأبي الْعَبَّاس الكديمي، ومُحَمَّد بْن شاذان الجوهري، ومعاذ بْن المثنى العنبري، وإِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، ومُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وإسحاق بْن سنين الختلي، وموسى ابن إِسْحَاق الْأَنْصَارِيّ، وغيرهم. روى عَنْهُ يوسف القواس، وابن الثلاج، وأبو أَحْمَد الفرضي، وأبو الْحَسَن بْن رزقويه، وكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو ابن هرثمة البزّاز، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ، فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ. فَقَالَ: «أَنْتُمْ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوهُ» [2] .
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري قَالَ: قَالَ لنا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ: مات عَبْد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن هرثمة في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وكذلك ذكر ابن الفرات فيما قرأت بِخطه، وزاد يوم الاثنين لست بقين من صفر.
5015- عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن يوسف، أبو القاسم الجرجاني، ويعرف بالآبندوني [3] :
وهي قرية من قرى جرجان، أحد الرحالين في الحديث إلى مكة، وخراسان، والعراق، والشام، ومصر، وكان رفيق أبي أحمد بن عدي الحافظ، سكن بغداد وحدث بِها عَن أَبِي خليفة الفضل بْن الحباب، وعمر بن عبد الرحمن السلمي البصريين وأَبِي يعلى الموصلي، ومُحَمَّد بن سعيد الرسعني، وَالحسن بْن سُفْيَان النسوي، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق بن خزيمة، وأَبِي العباس السراج النّيسابوريين، وعمر بن
__________
[1] 5014- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/99.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/340. والسنن الكبرى 4/289. وفتح الباري 13/116.
[3] 5015- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/265.(9/413)
أَحْمَد بن سنان المنبجي، ومُحَمَّد بن الْحَسَن بن قتيبة العسقلاني، وأحمد بن محمّد ابن خالد البراثي، وقاسم بن زكريا المطرز، ونحوهما من البغداديين، وأَبِي غسان عبد اللَّه بن مُحَمَّد القلزمي، وَعَليّ بن عبد الحميد الغضائري، والْحُسَيْن بن عبد اللَّه القطان الرقي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سلم المقدسي، ومفضل بن مُحَمَّد الجندي، وأَحْمَد بن داود بن عبد الغفار الْمصْرِيّ.
وكان ثقة ثبتًا. وله كتب مصنفة وجموع مدونة، حَدَّثَنَا عنه أَبُو بَكْر البرقاني وَالْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي. وقَالَ لنا أبو العلاء: لَم أر في شيوخنا الغرباء مثل الآبندوني، وسمعت منه في سنة ست وستين وثلاثمائة، وكان عسرًا فِي الحديث.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد النيسابوري قَالَ:
عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ الآبندوني أبو القاسم الجرجاني خرج إلى بغداد سنة خمسين وثلاثمائة فسكنها، ولم يخرج منها إلى أن مات بها، وكان أحد أركان الحديث، ورفيق أبي أَحْمَد بن عدي بالشام ومصر.
سمعت البرقاني ذكر الآبندوني فقَالَ: كان محدثًا قد أكل ملحه، وسافر في الحديث إلى خراسان، وفارس، والبصرة، والشام، ومصر، وكان زاهدًا متقللًا، ولم يكن يحدث غير واحد منفرد. قيل له في ذلك فقَالَ: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب وإذا اجتمعوا للسماع تحدثوا، وأنا لا أصبر على ذلك.
قَالَ البرقاني: ودفع إلى يوما قدحا فيه كسر يابسة وأمرني أن أحمله إلى الباقلاني ليطرح عَلَيْهِ ماء الباقلاء، ففعلت ذَلِكَ، فلما ألقي الباقلاني عَلَيْهِ الماء وقع فِي القدح من الباقلاء اثنتين أو ثلاث، فبادر الباقلاني إلى رفعها، فقلت لَهُ: ويحك ما مقدار هذا حتى ترفعه من القدح؟ فقَالَ: هذا الشيخ يعطيني فِي كل شهر دانقًا حتى أبل لَهُ الكسر اليابسة فكيف أدفع إلَيْهِ الباقلاء مَعَ الماء! وجعل البرقاني يصف أشياء من تقلله وزهده وسمعته يَقُول: كَانَ الآبندوني سيدًا فِي المحدثين.
سألت البرقاني عن وفاة الآبندوني فقَالَ: مات في غيبتي عن بغداد، وذلك أني رحلت إلى الإسماعيلي في سنة خمس وستين وثلاثمائة، فسألني عن الآبندوني فأخبرته أني تركته في الأحياء، وأعلمته استكثاري من السماع منه فأثنى عليه، ورجعت إلى بغداد في سنة تسع وستين فلم أصبه حيًّا.
قَالَ لي القاضي أبو العلاء الواسطي: توفي أبو القاسم الآبندوني في سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وله خمس وسبعون سنة.(9/414)
قرأت في كتاب البرقاني بخطه: توفي أبو القاسم الآبندوني يوم الاثنين لِخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
5016- عَبْدُ اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ ماسي، أبو مُحَمَّد البزاز [1] :
سَمِعَ أبا مسلم الكجي ويوسف بْن يعقوب الْقَاضِي، وأبا شعيب الحراني، ويحيى ابن مُحَمَّد بن البحتري الحنائي، ومُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيِّ، وأحمد بن أبي عوف البزوري، والْحَسَن بن الكميت الموصلي، وموسى بن إسحاق الْأَنْصَارِيّ، وأبا برزة الحاسب وخلف بن عمرو العكبري، وجعفر بن أَحْمَد بن عاصم الدمشقي.
حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، ومُحَمَّد بن أَبِي الفوارس، وأَحْمَد بن موسى الروشنائي، وأبو علي بن شاذان، وعمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعيد الفقيه، ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بكير، وإِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي، وغيرهم.
وكان ثقة ثبتًا ينزل دار كعب.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عليّ التوزي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس قَالَ: كَانَ ابن ماسي جميل الأمر ثقة، بلغ نيفًا وتسعين سنة.
قلت: وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائتين.
سألت البرقاني: أيما أحب إليك، ابن مالك، أو ابن ماسي؟ فقَالَ لي: ليس هذا مما يسأل عنه، ابن ماسي ثقة ثبت لم يتكلم فيه، وأو ما البرقاني إلى أنَّ ابن مالك قد تكلم فيه بسبب ما روى من غير أصوله بعد غرق كتبه. قال لي البرقاني: توفي أبو مُحَمَّد ابن ماسي ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قَالَ: توفي أبو مُحَمَّد بن ماسي يوم الأربعاء لأربع بقين من رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة، ودفن بباب حرب.
ذكر مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس وفاته مثل قول البرقاني.
5017- عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن جعفر بْن بيان، أبو الْحُسَيْن البزاز المعروف بالزبيبي [2] :
كان يسكن ببركة زلزل، وحدث عن الْحَسَن بن علوية القطان، وجعفر الفريابي،
__________
[1] 5016- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/273.
[2] 5017- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/283.(9/415)
وأحمد بن أبي عوف البزوري. وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَالحسين بْن عُمَر بْن أَبِي الأحوص، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الجعد الوشاء، وعلي بن طيفور النسوي، وهارون بن يوسف بن زياد، وسهل بن أَبِي سهل الواسطي، ومُحَمَّد بن خلف بن المرزبان. حَدَّثَنَا عنه البرقاني، ومُحَمَّد بن الفرج البزاز، ومُحَمَّد بن طلحة النعالي، وأبو طالب عُمَر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والْقَاضِيان أَبُو العلاء الواسطي وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي، وغيرهم وكَانَ ثقة.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي مُحَمَّد بن علي بن يعقوب عن الزبيبي قَالَ: ولدت لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ثَمان وسبعين ومائتين، قَالَ: وأول سماعي من ابن علويه سنة ست وتسعين وأنا رجل.
أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ: سئل الزبيبي- وأنا أسمع- عَنْ مولده فقَالَ: ولدت فِي ذي الحجة لإحدى عشرة خلون من سنة ثمان وسبعين ومائتين، وسمعت الحديث فِي سنة خمس وتسعين من ابن علويه، وابن أَبِي عوف، وغيرهما.
قَالَ التنوخي: وتوفي يوم الاثنين الثامن عشر من ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
5018- عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ تميم، أبو القاسم القاضي:
سمع في الغربة ونزل بغداد في المعترض من الجانب الشرقي، وخرج له أبو حفص ابن شاهين فوائد، وكان يروي عن أَبِي الفوارس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْحَسَن العطار، ومُحَمَّد بن علي بن حفص الجوهري، وأَبِي العباس أَحْمَد بن الْحَسَن بن إسحاق الرازي، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن خروف، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن طُنة، والْحَسَن بن رشيق المصريين، وعن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن الإمام البلدي، وغيرهم من الغرباء.
حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، وكان صدوقًا.
5019- عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الْحَسَن، أبو القاسم المعدل، يعرف بابن البساط:
وهو أخو جعفر بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدث عن عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه شيئًا يسيرًا.
سمع منه أَبُو الْفَضْل بْن دودان الهاشمي، وأبو عبيد اللَّه أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الكاتب وحَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزَجِيّ، وكَانَ صدوقًا. حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن قَالَ: توفي أَبُو القاسم عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الْحَسَن بن البساط الشاهد يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وثلاثمائة.(9/416)
5020- عبد اللَّه بن إِسْمَاعِيل المدائني، البزاز:
روى عن شعيب بن الضحاك المدائني عن ابن عيينة. روى عنه مُحَمَّد بن هارون المخرمي. قَالَ ذلك عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرازي.
5021- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عيسى بْن أَبِي جعفر المنصور، يكنى أبا جعفر، ويعرف بابن بُرَيْه الهاشمي [1] :
كان إمام جامع مدينة المنصور، وحدث عَن أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي، ومُحَمَّد بن يوسف بن الطباع، وإِسْمَاعِيل بن إسحاق الْقَاضِي، وسوادة بن علي الأحمسي، وأَبِي بكر بن أَبِي الدنيا، ومُحَمَّد بن بشر بن مطر، ومُحَمَّد بن علي بن زيد المكيّ. حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه، وَأَبُو الْقَاسِم بْن المنذر الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، وأَحْمَد بن علي البادا، وأبو علي بن شاذان، وكان ثقة.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ: سمعت الْقَاضِي أبا بكر بن أَبِي موسى الهاشمي وأبا إسحاق الطبري ومن لا أحصي من شيوخنا يحكون أنَّهم سَمعوا أبا جعفر المعروف بابن بريه الإمام يَقُول: رقى هذا المنبر- يعني منبر مسجد جامع المدينة- الواثق في سنة ثلاثين ومائتين، ورقيت هذا المنبر في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وبين الوقتين مائة سنة، وأنا وهو في القعدد إلى المنصور سواء، هو الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور، وأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عيسى بن المنصور.
قرأت فِي كتاب أَبِي علي مُحَمَّد بْن عمر بْن عَلِيّ بْن الفياض: ولِد أَبُو جَعْفَرٍ عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم بن عيسى بن المنصور الْإِمَام فِي سنة ستين ومائتين وهذا القول خطأ، والصحيح:
ما أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر بْن بريه الهاشمي- وسأله والدي فِي أي سنة ولدت- فقَالَ: ولدت فِي يوم الخميس ضحى النهار فِي ربيع الأول لسبع بقين من سنة ثلاث وستين ومائتين.
قَالَ الحسن: وتوفي أَبُو جَعْفَر يوم السبت لست بقين من صفر سنة خمسين وثلاثمائة، ودفن من يومه.
__________
[1] 5021- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/136.(9/417)
5022- عبد اللَّه بن إِسْمَاعِيل بن سهل، أبو القاسم الخلال:
ذكر مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس أنه حدثه شيئًا يسيرًا عن جعفر الفريابي. قَالَ: وتوفي يوم الأحد لأربع بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
5023- عبد اللَّه بن أيوب، أبو مُحَمَّد التيمي [1] :
من بني تيم اللات بن ثعلبة أحد شعراء الدولة العباسية، له مدائح في الأمين والمأمون، ومن أخباره:
ما أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب، أَخْبَرَنِي الصولي، حدّثني عبد الله بن الحسين، حَدَّثَنِي البحتري عن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَن بن سهل قَالَ: كان المأمون يتعصب للأوائل من الشعراء، ويَقُول: انقضى الشعر مع ملك بني أمية، وكان عمي الفضل بن سهل يَقُول له: الأوائل حجة وأصول، وهؤلاء أحسن تفريعًا، إلى أن أنشده يومًا عبد اللَّه بن أيوب التيمي شعرًا مدحه فيه، فلما بلغ قوله:
ترى ظاهر المأمون أحسن ظاهرا ... وأحسن منه ما أسر وأضمرا
يناجي له نفسا تريع بِهمة ... إلى كل معروف وقلبا مطهرا
ويخشع إكبارًا له كل ناظر ... ويأَبِي لِخوف اللَّه أن يتكبرا
طويل نجاد السيف مضطمر الحشا ... طواه طراد الخيل حتى تحسرا
رفل إذا ما السلم رفل ذيله ... وإن شمرت يومًا له الحرب شمرا
فقَالَ للفضل: ما بعد هذا مدح، وما أشبه فروع الإحسان بأصوله.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا عبد الله بن منصور الحارثي، حَدَّثَنَا أبو إسحاق الطلحي قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله ابن القاسم قَالَ: عشق التيمي جارية عند بعض النخاسين، فشكا وجده بِها إلى أَبِي عيسى بن الرشيد، فقَالَ أبو عيسى للمأمون: يا أمير المؤمنين إن التيمي يَجد بِجارية لبعض النخاسين، وقد كتب إليّ بيتين يسألني فيهما، فقَالَ: وما كتب به إليك؟
فأنشده:
يا أبا عيسى إليك المشتكى ... وأخو الصبر إذا عيل اشتكى
ليس لي صبر على هجرانها ... وأعاف المشرب المشتركا
__________
[1] 5023- انظر: النجوم الزاهرة 2/189. والأعلام 4/73.(9/418)
فأمر له بثلاثين ألف درهم فاشتراها.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرني عبيد الله بن محمّد البزّاز، حدّثنا أبو بكر الصولي، حَدَّثَنَا عون بن مُحَمَّد، عن أَبِي مُحَمَّد عبد اللَّه بن أيوب الشاعر قَالَ: أنشدت مُحَمَّدًا- يعني الأمين- أول ما ولي الخلافة:
لا بد من سكرة على طرب ... لعل روحا تدال من كرب
فعاطنيها صهباء صافية ... تضحك من لؤلؤ على ذهب
خليفة اللَّه أنت منتجب ... لخير أم من هاشم وأب
فأمر لي بمائتي ألف درهم، صالحوني منها على مائة ألف درهم.
5024- عبد اللَّه بن أيوب بن زاذان، أبو مُحَمَّد الضرير، المعروف بالقربي الْبَصْرِيّ [1] :
نزل بغداد وحدث بِهَا عن أبي الوليد الطيالسي، وسهل بن بكار، وأبي نصر التمار، وشيبان بن فروخ، ويَحْيَى بن عبد الحميد الحماني، وأمية بن بسطام، ومحمّد ابن سليمان الذهلي. روى عنه أبو سهل بن زياد، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو محمد الخراساني، وأبو بكر الشافعي، وحبيب القزاز، وأحمد بن نصر الذّارع.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: عبد اللَّه بن أيوب القربي بغدادي يحدث عن يَحْيَى الحماني وغيره.
وقَالَ الدارقطني في رواية الحاكم أبي عبد اللَّه بن البيع عنه: هو متروك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْقِرَبِيُّ الْبَصْرِيُّ- ببغداد- حدّثنا أمية بن بسطام، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ رَوْحِ بْنِ القاسم عن سهل بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» [2]
قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ رَوْحٍ إِلا يزيد.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابن قانع: أن عبد اللَّه بن أيوب القربي مات في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
__________
[1] 5024- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/88.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 517. وسنن الترمذي 207. ومسند أحمد 2/232، 284، 382، 419، 424، 461، 472، 5/260، 6/65.(9/419)
5025- عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حماد بن يعقوب، أبو مُحَمَّد الأنماطي المدائني [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عن الصلت بن مسعود الجحدري، وعثمان بن أبي شيبة، وأَحْمَد بن عيسى الْمصْرِيّ، وأبي كامل الجحدري، ومُحَمَّد بن بكار بن الريان، ويزداد بن السباك، وعبد الأعلى بْن حماد، ويعقوب بْن حميد بن كاسب، وإدريس ابن يونس الفراء، ويَحْيَى بن حكيم المقوم، ومُحَمَّد بن حرب النّسائيّ. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو بكر بن الجعابي، ومُحَمَّد بْن المظفر، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الوراق، وَأبو القاسم بن سبنك، وموسى بن جعفر بن عرفة، وأبو عمر بن حيويه، ومُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن الشخير، وكان ثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الْحَسَن الدارقطني عن عبد اللَّه بن إسحاق المدائني فقَالَ: ثقة مأمون.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، أخبرنا ابن قانع قالا جميعا: إن عبد الله بن إسحاق المدائني مات في ذي القعدة من سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
5026- عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عبد العزيز بن المرزبان، أبو مُحَمَّد المعدل، يعرف بابن الخراساني [2] :
وهو ابن عم عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عبد العزيز البغوي. سمع عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحارثي، ويَحْيَى بن أبي طالب، وأَحْمَد بْن عبيد بْن ناصح، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن صالِح الوزان، والْحَسَن بْن سلام السواق، ومُحَمَّد بن يوسف بن الطباع، وأبا قلابة الرقاشي، وإِبْرَاهِيم بن الهيثم البلدي، وَعَبْد اللَّهِ بْن روح المدائني، وأَحْمَد بْن أبي خيثمة، وأَحْمَد بن الهيثم بن خالد، ومُحَمَّد بن جهم السمري، وأَحْمَد بن ملاعب المخرمي، وأبا إِسْمَاعِيل الترمذي، وأبا زيد بن طريف الكوفي، وسوادة بن علي الأحمسي، وعم أبيه علي بن عبد العزيز صاحب أبي عبيد، والحسن بن عليّ العنزي، وعبد الله بن أحمد بن
__________
[1] 5025- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/233.
[2] 5026- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني 349.(9/420)
عبد الله بن حنبل، في آخرين. روى عنه الدارقطني، وَمن بعده. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو الْحُسَيْن بْن الفضل، وأبو القاسم بن المنذر القاضي، ومحمّد ابن أَحْمَد بن أبي طاهر الدقاق، وأبو علي بن شاذان، وأبو عمرو بن دوست، وغيرهم.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سئل أبو الْحَسَن علي بن عمر عن أبي مُحَمَّد عبد اللَّه بن إسحاق الخراساني فقَالَ: فيه لين.
حَدَّثَنَا ابن شاذان قَالَ: توفي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيم الخراساني ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
وهكذا ذكر مُحَمَّد بن أبي الفوارس وقَالَ: ودفن يوم الجمعة، ويقَالَ: إن مولده سنة إحدى وستين ومائتين.
5027- عبد اللَّه بن إسحاق بن يونس بن إِسْمَاعِيل، يعرف بابن دقيش:
روى عن بكر بن مُحَمَّد بن عبد الوهاب الزهري، وزكريا بن يَحْيَى الساجي.
حَدَّثَنَا عَنْهُ بُشْرَى بْن عَبْد اللَّه الرومي.
أَخْبَرَنَا بشرى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يُونُسَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ دُقَيْشٍ- فِي سَنَةِ اثنتين وستين وثلاثمائة، وَحَضَرَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ- قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ القرشيّ- بالبصرة- أخبرنا محمّد ابن أبي الشوارب، حدّثنا جعفر بن سليمان، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَعَالَى: «إِنَّ رَبَّكُمْ رَحِيمٌ، مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةٌ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرٌ، إِلَى سبعمائة، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ. وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ أَوْ مَحَاهَا اللَّهُ وَلا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إلّا هالك» [1] .
__________
[1] 5027- انظر الحديث في: مسند أحمد 1/279. وسنن الدارمي 2/321. والمعجم الكبير 12/161. وحلية الأولياء 6/292. وكنز العمال 10315.(9/421)
5028- عبد اللَّه بن إدريس بن يزيد بن عبد الرّحمن بن الأسود بن حجية ابن الأصهب بن يزيد بن حلاوة بن الزعافر- وهو: عامر- بن حرب بن سعد بن منبه بْن أود بْن صعب بْن سعد العشيرة بْن مالك بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب بْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان، أبو مُحَمَّد الأودي الْكُوفِيّ [1] :
سمع أباه، وسليمان الأعمش، وأبا إسحاق الشيباني، وإِسْمَاعِيل بن خالد، ومطرف بن طريف، وابن جريح، ومالك بن أنس، وشعبة، وسفيان الثوري. روى عنه مالك بن أنس، وعبيد الله بن المبارك، وعمرو بن محمّد العنقري، وأحمد بن يونس، ومحمّد بن سعيد الأصبهانيّ، والحسن بن الرّبيع بن البوراني، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، وَأَبُو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَالحسن بْن عرفة في آخرين وكان هارون الرشيد أقدمه بغداد يوليه قضاء الكوفة فامتنع عن ذلك، وعاد إلى الكوفة فأقام بها إِلَى حين وفاته.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بن الفضل القطان، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن الوليد بن صبح، حَدَّثَنَا عرفة بن إِسْمَاعِيل عن ابن إدريس قَالَ: سمعت شعبة قَالَ: مات حماد بن أبي سليمان سنة عشرين ومائة. قَالَ ابن إدريس: وفيها مولدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بن الْحَسَن بن علي بن بكران النهرواني، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حدّثنا ابن مخلد، حدّثنا حمّاد بن المؤمل
__________
[1] 5028- انظر: تهذيب الكمال 3159 (14/293- 300) . والمنتظم 9/202. وكلام ابن معين لابن طهمان رقم 27. وطبقات ابن سعد 6/389. وتاريخ ابن معين 2/295. والدارمي، الترجمة 51، 687. وتاريخ خليفة 460. وطبقاته 170. وعلل أحمد 1/141، 168، 384، 385.
والتاريخ الكبير 5/الترجمة 97. والصغير 1/271، 2/269. والجرح والتعديل 5/الترجمة 44. والمراسيل لابن أبي حاتم 115. وثقات ابن حبان 7/59، 60. وعلل الدارقطني 3/الورقة 22. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 89. وجمهرة ابن حزم 411.
والسابق واللاحق 255. والجمع 1/246. وسير النبلاء 9/42. وتذكرة الحفاظ 382.
والكاشف 2/ترجمة 2650. والعبر 1/308. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 130. وتاريخ الإسلام، الورقة 225 (آيا صوفيا 3006) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 243. والمراسيل للعلائي، ترجمة 337. وغاية النهاية 1/409. ونهاية السول، الورقة 162. وتهذيب التهذيب 5/144. والتقريب 1/401. وخلاصة الخزرجي 2/ترجمة 3380. وشذرات الذهب 1/330.(9/422)
- أبو جعفر الضّرير الكلبي- حَدَّثَنِي شيخ على باب بعض المحدثين قَالَ: سألت وكيعًا عن مقدمه هو وابن إدريس وحفص على هارون الرشيد؟ فقال لي: ما سألني عن هذا أحد قبلك قدمنا على هارون أنا وَعَبْد اللَّهِ بْن إِدْرِيس، وحفص بْن غياث، فأقعدنا بين السريرين، فكان أول ما دعا به أنا، فقَالَ لي هارون: يا وكيع، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قَالَ: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا وسموك لي فيمن سموا. وقد رأيت أن أشركك في أمانتي، وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك وامض، فقلت: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأخرى ضعيفة، فقَالَ هارون: اللَّهم غفرًا خذ عهدك أيها الرجل وامض. فقلت: يا أمير المؤمنين واللَّه لئن كنت صادقًا إنه لينبغي أن تقبل مني، ولئن كنت كاذبًا فما ينبغي أن تولي القضاء كذابًا، فقَالَ: اخرج فخرجت، ودخل ابن إدريس وكان هارون قد وسم له من ابن إدريس وسم- يعني خشونة جانبه- فدخل فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك، وما سمعناه يسلم إلا سلامًا خفيًّا، فقَالَ له هارون: أتدري لم دعوتك؟ قَالَ:
لا! قَالَ: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا، وأنهم سموك لي فيمن سموا، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي، وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك وامض. فقَالَ له ابن إدريس: ليس أصلح للقضاء، فنكت هارون بإصبعه وقَالَ له:
وددت أني لم أكن رأيتك. قَالَ ابن إدريس: وأنا وددت أني لَم أكن رأيتك، فخرج ثم دخل حفص بن غياث فقَالَ له كما قَالَ لنا، فقبل عهده وخرج. فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس، في كل كيس خَمسة آلاف، فقَالَ لي: إن أمير المؤمنين يقرئكم السلام ويَقُول لكم قد لزمتكم في شخوصكم مئونة فاستعينوا بِهذه في سفركم. قَالَ وكيع:
فقلت له: اقرئ أمير المؤمنين السلام وقل له: وقعت مني بحيث يحب أمير المؤمنين، وأنا عنها مستغن وفي رعية أمير المؤمنين من هو أحوج إليها مني فأن رأى أمير المؤمنين أن يصرفها إلى من أحب. وأما ابن إدريس فصاح به مر من هاهنا، وقبلها حفص، وخرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا، عافانا اللَّه وإياك، سألناك أن تدخل في أعمالنا فلم تفعل، ووصلناك من أموالنا فلم تقبل، فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه إن شاء اللَّه. فقَالَ للرسول: إذا جاءنا مع الجماعة حَدَّثَنَاه إن شاء اللَّه، ثُم مضينا فلما صرنا إلى الياسرية حضرت الصلاة، فنزلنا نتوضأ للصلاة، قَالَ وكيع: فنظرت إلى شرطي محموم نائم في الشمس عليه سواده، فطرحت كسائي عليه وقلت يدفأ إلى أن أتوضأ، فجاء ابن إدريس فاستلبه. ثم قَالَ لي: رحمته لا رحمك اللَّه، في الدنيا أحد(9/423)
يرحم مثل ذا؟ ثم التفت إلى حفص فقَالَ له: يا حفص قد علمت حين دخلت إلى سوق أسد فخضبت لحيتك، ودخلت الحمام أنك ستلي القضاء، لا واللَّه لا كلمتك حتى تَموت قَالَ: فما كلمه حتى مات.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر الحافظ، حدّثني أبي، حدّثنا الحسين بن أحمد بن بسطام، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنَا ابن إدريس قَالَ: أتيت الأعمش فقَالَ لي: والله لا أحدثك شهرًا، فقلت له: واللَّه لا آتيك سنة، قَالَ: فلم آته إلا بعد سنة، قَالَ: فلما رآني قَالَ لي: ابن إدريس؟ قلت نعم، قَالَ: أحب أن تكون للعرب مرارة.
أَخْبَرَنَا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضائريّ، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق قَالَ: حَدَّثَنَا أبو محمّد سعدان بن يزيد البزّاز، حَدَّثَنِي سلمة بن عقار قَالَ: كنت عند ابن إدريس فوجه بابنه إلى البقال يشتري له حاجة فأبطأ ثم جاء، فقَالَ له: يا بني ما بطأك؟ قَالَ: مضيت إلى السوق، قَالَ: لِمَ لَمْ تشتر من هذا البقَالَ الذي معنا في السكة؟ قَالَ: هذا يغلي علينا، قَالَ:
اشتر منه وإن أغلى عليك، فإنما جاورنا لينتفع.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، حدّثني أبو داود سليمان بن الأشعث، حَدَّثَنَا إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ عن الكسائي قَالَ:
قَالَ لي أمير المؤمنين الرشيد: من أقرأ الناس؟ فقلت له: عبد اللَّه بن إدريس، قَالَ: ثم من؟ قلت: حسين الجعفي، قَالَ: ثم من؟ قلت: رجل آخر. قَالَ أبو داود: أظنه عني نفسه.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ علي أبي علي بن الصواف- وأنا أسمع- حدثكم جعفر الفريابي قَالَ: وَسألته- يعني مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ- عَنْ عبد اللَّه بن إدريس، وحفص- يعني ابن غياث- فقال: كان حفص أكثر حديثا، ولكن ابن إدريس ما خرج عنه فإنه فيه أثبت، وأتقن فقلت: فالسنة، أليس عبد الله آخذ في السنة؟ فقال:
ما أقربهما [1] في السنة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يوسف الجوهري قَالَ: قَالَ بشر بن الحارث: ما شرب من ماء الفرات أحد فسلم إلّا ابن إدريس.
__________
[1] في المطبوعة: «فقال: ما أقرأتهما» خطأ.(9/424)
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر ابن إدريس فقَالَ: كان نسيج وحده.
أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن عمر المقرئ، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن إدريس- وكان نسيج وحده.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: وكان عبد اللَّه بن إدريس من عباد اللَّه الصالحين من الزهاد وكنيته أبو مُحَمَّد. قَالَ: وكان ابنه أعبد منه، قَالَ: واشتريت جبة وعليه جبة، فقَالَ: بكم أخذت جبتك؟ قلت: بكذا. فقَالَ: أخذت جبتي بسبعة ونصف، قَالَ:
ولم أر بالكوفة أحدًا أفضل من ابن إدريس، وعبدة. قال: وكان نسبته، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ، وكان يزيد جده قد شهد الدار يوم قتل عثمان بن عفان، قَالَ: وكنا عند ابن إدريس يومًا فحَدَّثَنَا، وكان رجل يسأله فسأله فلحن فيما سأله، فقَالَ ابن إدريس لما رآه يلحن: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا
ثم قَالَ: لا واللَّه إن حدثتكم اليوم بحديث. قَالَ: وكان ابن إدريس إذا لحن الرجل عنده في كلامه لم يحدثه، قَالَ: وقَالَ ليس عندكم بالموصل من يتكلم بالعربية؟ قَالَ: وذاك أني كنت أسأل فقَالَ لي علي بن المعافى: دعني حتى أسأل أنا- وكان صاحب عربية- فبقي، فأول ما أخذ يسأل أخطأ خطأ فاحشًا، فأمسك ابن إدريس عن الحديث. وحلف ألا يحَدَّثَنَا ذلك اليوم فلم يحَدَّثَنَا.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سمعت أبي يقول: عبد الله بن إدريس فوق أبيه في الحديث وداود الأودي عمه ضعيفا في الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا بشر بْن أَحْمَد الإسفراييني قَالَ: سمعت أبا يعلى الموصلي.
وأَخْبَرَنِي هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سهيل المخرمي.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الموصلي قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين- وقيل لَهُ- أيما أحب إليك، ابن إدريس، أو ابن فضيل؟
قَالَ ابن إدريس: خير من ابن فضيل، وابن فضيل أحسنهما حديثا.(9/425)
أنبأنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليَحْيَى بن معين: فابن إدريس أحب إليك، أو ابن نمير؟ فقَالَ: كلاهما ثقتان، إلا أن ابن إدريس أرفع، وهو ثقة في كل شيء.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يَقُول: كان ابن إدريس جار بني أبي شيبة فلم يكتبوا عنه كثير شيء، وكان ينبغي أن يكتبوا حديثه كله. وقَالَ لي أبو بكر بن أبي شيبة: كان يجيء إلينا ابن إدريس وأبي غائب فيَقُول لكم حاجة؟ تريدون شيئا؟.
أَخْبَرَنَا عليّ بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ:
عبد اللَّه بن إدريس ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: كان عبد اللَّه بن إدريس عابدًا فاضلًا، وكان يسلك في كثير فُتْياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، وكانت بينه وبين مالك بن أنس صداقة. وقد قيل إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي فيرسلها أنه سمعها من عبد اللَّه بن إدريس، وولد ابن إدريس في سنة خمس عشرة في خلافة هشام بن عبد الملك.
قلت: قد تقدم ذكره مولده خلاف هذا، والمحفوظ- فيما أرى- هذا والله أعلم.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا أحمد بن حواس قَالَ: سمعت ابن إدريس يَقُول: ولدت سنة خمس عشرة ومائة وتلك السنة مات الحكم بن عتيبة.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطي وأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ قَالَ: أَخَبْرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يونس قَالَ:
سمعت بكر بن الأسود يَقُول: سمعت ابن إدريس يَقُول: ولدت سنة خمس عشرة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عليّ الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المصري، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد- أَبُو سعيد- حَدَّثَنَا الفضل بْن يوسف الجعفي قَالَ: سمعتُ حسين بن عمرو العنقري قَالَ: لما نزل بابن إدريس الموت، بكت ابنته، فقَالَ: لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.(9/426)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- قَالَ: ولد ابن إدريس سنة خمس عشرة، ومات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت أبا سعيد الأشج فقَالَ: مات ابن إدريس سنة اثنتين وتسعين.
5029- عبد اللَّه بن أبان بن الوليد، أبو مُحَمَّد المؤدب، ويعرف بالزراد:
حدث عن إسحاق بن مُحَمَّد الفروي، والحكم بن موسى، ومُحَمَّد بن أبي غالب صاحب هشيم. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
وَذكر فِيما قرأت بخطه أَنَّهُ مات فِي يوم السبت ليومين مضيا من شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين.
حرف الباء من آباء العبادلة
5030- عبد اللَّه بن بكر بن حبيب، أبو وهب السهمي الباهلي الْبَصْرِيّ [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن حميد الطويل، وحاتم بن أبي صغيرة، وسنان بن ربيعة، وسعيد بن أبي عروبة. روى عنه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو همام السكوني، ويعقوب الدورقي، والْحَسَن بن عرفة، وعلي بن الْحُسَيْن بن إشكاب، وأَحْمَد بن سعيد الجمال، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ رِزْقٍ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ محمّد بن الحسين بن
__________
[1] 5030- انظر: تهذيب الكمال 3185 (14/340- 344) . وطبقات ابن سعد 7/295. وتاريخ ابن معين، الترجمة 541. وتاريخ خليفة 28/473. وطبقاته 226. والتاريخ الكبير 5/ت 114.
والصغير 2/314. وثقات العجلي، الورقة 28. وسؤالات الآجري لأبي داود 3/ت 223.
والمعرفة ليعقوب 1/518، 2/51. والجرح والتعديل 5/ت 72. وثقات ابن حبان 7/61.
وثقات ابن شاهين، الترجمة 686. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 89. والجمع 1/247. والأنساب للسمعاني 7/202. والكامل في التاريخ 6/387. والكاشف 2/ت 2674. وتذكرة الحفاظ 343. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 133. وتاريخ الإسلام، الورقة 164. وتهذيب التهذيب 5/62. وتقريب التهذيب 1/404. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3408.(9/427)
مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن بكر السهمي، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّ كُرَيْبًا أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهُ أَنْ يَزِيدَهُ [اللَّهُ] [1] فَهْمًا وَعِلْمًا. ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَنْفُخُ، ثُمَّ أَتَاهُ بِلالٌ فَنَبَّهَهُ لِلصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأَ- أَوْ قَالَ: مَا أَعَادَ وُضُوءَهُ-.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ عَنْ أَبِي عمرو الطائي قَالَ: عرض سوار عَلَى عَبْد اللَّه بْن بَكْر السهمي أن يوليه القضاء بالأبلة فأَبَى، فقَالَ لَهُ سوار: ترفع نفسك عَنْ قضاء الأبلة؟ قَالَ: لا ولكن أرفع علمي عَنْ قضاء الأبلة.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد اللَّه: أجد في حديث سعيد عَنْ قَتَادَةَ عن أبي المليح عَنْ أَبِيهِ أن رجلًا أعتق شقصًا، قَالَ فيه أحد عَنْ أَبِيهِ؟ فقَالَ: قَالَه السهمي، وما أراه محفوظًا. روى عدة منهم إِسْمَاعِيل وغيره، ليس فيه عَنْ أَبِيهِ، وأظن هذا من حفظ سعيد، وأثنى أبو عبد اللَّه على السهمي خيرًا. قيل لأبي عبد اللَّه: أين سماعه عندك من سماع مُحَمَّد بن بكر عن سعيد؟ وذكر غير محمّد ابن بكر فقَالَ أبو عبد اللَّه: هو عندي فوق هؤلاء كلهم. قلت لأبي عبد اللَّه: السهمي فوق هؤلاء؟ فقَالَ: نعم!.
قَالَ أبو عبد اللَّه: قَالَ السهمي: سمعت من سعيد سنة اثنتين- أو إحدى- وأربعين.
أَخْبَرَنِي علي بن الحسن الدّقّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا عمر بن محمّد ابن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد اللَّه: وعبد اللَّه بن بكر السهمي ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين عَنْ عبد اللَّه بن بكر السهمي فقَالَ: ثقة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(9/428)
أخبرنا الحسين بن عليّ الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بن معين عن عبد اللَّه بن بكر السهمي. قَالَ: صالح.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: عبد اللَّه بن بكر أبو وهب السهمي بصري ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي، حدّثنا محمّد ابن عَبْد اللَّه الحضرمي قَالَ: سنة ثَمان ومائتين فيها مات عبد اللَّه بن بكر بن حبيب.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عبد اللَّه بن بكر السهمي بطن من باهلة، وهو من أهل البصرة، وكان ثقة صدوقًا. نزل بغداد على سعيد بن سلم، وسمع منه البغداديون، ولم يزل بِها حتى مات بِها في خلافة المأمون ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان ومائتين.
5031- عبد اللَّه بن بكر، أبو نصر البزاز النيسابوري:
سمع بنيسابور أبا عمرو أَحْمَد بن مُحَمَّد الحيري وأقرانه، وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم وأمثاله، وببغداد القاضي أبا عبد اللَّه المحاملي وطبقته، وكان يكثر المقام ببغداد، وتوفي بها قبل سنة خمسين وثلاثمائة. رَوَى عَنْهُ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري وهو ذكر ما حكيته هاهنا من أمره فيما حَدَّثَنِي به مُحَمَّد بن علي المقرئ عنه.
5032- عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد، أبو أَحْمَد الطبراني [1] :
سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وجماعة من أصحاب العباس بن الوليد البيروتي، ومُحَمَّد بن عوف الحمصي، وكان سماعه بعد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وسمع بمكة من أبي سعيد بن الأعرابي، وقدم بغداد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. وكتب عن شيوخها وحدث بها في ذلك الوقت، وعاد إلى الشام فاستوطن موضعًا يعرف بالأكواخ عند بانياس، وأقام هناك يتعبد إلى حين وفاته.
__________
[1] 5032- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/68.(9/429)
حدّثني عنه محمّد بن عليّ الصوري، أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال، أخبرنا محمّد بن بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا أبو أَحْمَد عبد اللَّه بن بكر الطبراني- بمدينة السّلام في مجلس الشّافعيّ- أَخْبَرَنِي خالد بن مُحَمَّد الحضرمي- ببيت لهيا من كورة دمشق- بحديث ذكره.
قَالَ لي الصوري: مات أبو عبد اللَّه بن بكر الطبراني- حَدَّثَنَا بأكواخ بانياس، وكان يتعبد في أصل جبل هناك في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وكان ثقة ثبتا مكثرا كتب عند الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأهوازي- بدمشق- قَالَ: مات أبو أَحْمَد عبد اللَّه بن بكر الطبراني في أكواخ بانياس يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
5033- عبد الله بن أبي بدر، الدوري:
حدث عن الوليد بن مسلم، ويَحْيَى بن يمان، ووكيع، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وكثير بن هشام، وزيد بن الحباب، وغيرهم. روى عنه عباس بن مُحَمَّد الدوري، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن جعفر الجوري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حدّثني عبد الله بن أبي بدر، أخبرنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد قَالَ: كانت لنا جارية أعجمية، فحضرتها الوفاة، فجعلت تقول فلان تمرغ في الحياة [1] فلما ماتت سألنا عن الرجل فقَالُوا: ما كان به بأس، إلا أنه كان يمشي بالنميمة.
5034- عبد اللَّه بن بدر، أبو مُحَمَّد الأنماكي، يعرف بزريق:
حدث عن عبد اللَّه بن أيوب القربي، وأَحْمَد بن علي الأبار. روى عنه عبد اللَّه ابن عثمان الصفار.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ الْمَعْرُوفُ بِزُرَيْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ زَاذَانَ الْقِرَبِيُّ البصريّ، حدّثنا شيبان الأبلي، حدّثنا بشر بن عبد الرّحمن الأنصاريّ، حدّثني
__________
[1] 5033- هكذا في الأصل، ولعله «تمرغ في الحمأة» (على هامش المطبوعة) .(9/430)
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعَبَادِلَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْقَاصُّ يَنْتَظِرُ الْمَقْتَ، وَالْمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَالتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ، وَالْمُحْتَكِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ، وَالنَّائِحَةُ وَمَنْ حَوْلَهَا مِنَ امْرَأَةٍ مُسْتَمِعَةٍ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [1]
. 5035- عبد اللَّه بن بسيل، أبو القاسم الخرشني [2] :
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عُمَرَ بْن نُوحٍ الْبَجَلِيِّ- وَأَنَا شَاكٌّ فِي سَمَاعِي ذَلِكَ مِنْهُ- أَخْبَرَكَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسَيْلٍ الْخَرْشَنِيُّ- فِي دار إسحاق- حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن فوزان- صاحب أحمد بن حنبل- حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ رَجُلًا نَادَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي رَمَيْتُ بِسِتٍّ فَقَالَ: مَا أَدْرِي، أَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ بِسِتٍّ أَوْ بِسَبْعٍ؟
5036- عبد اللَّه بن بيان بن عبد اللَّه بن بيان الأنباري:
حدث عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد القطان، ومُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء العبدي، والْحَسَن بن عبد الرحمن الربعي. روى عنه أبو بكر محمد بن القاسم ابن محمّد الأنباريّ، والربعي هو الحسن بن عليّ العنزي.
5037- عبد اللَّه بن بيان، السامري:
حدث عن مُحَمَّد بن عبيد اللَّه المصيصي. روى عنه يوسف بن يعقوب النجيرمي الْبَصْرِيّ.
5038- عَبْد اللَّه بْن بشران بْن مُحَمَّد بْن بشر بْن مهران بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الطيب القرشي الأموي [3] :
سمع بشر بن موسى الأسدي، ويوسف بن يعقوب الْقَاضِي، وأَحْمَد بن يَحْيَى الحلواني، ونحوهم. سمع منه ابنه مُحَمَّد وكان ثقة، وكان يتولى القضاء بنواحي حلب، وهو جد أبي الْحُسَيْن، وأبي القاسم علي وعبد الملك، ابني محمّد بن عبد الله ابن بشران، وأخو عمر بن بشران السّكّري.
__________
[1] 5034- انظر الحديث في: المعجم الكبير 12/427. ومجمع الزوائد 1/191. والموضوعات 2/242. وتنزيه الشريعة 2/188. وكشف الخفا 2/143. واللآلئ المصنوعة 2/81.
[2] 5035- الخرشني: هذه النسبة إلى خرشنة وهي من بلاد الشام (الأنساب 5/83) .
[3] 5038- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/115.(9/431)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قَالَ: وجدت في كتاب أبي بخط يده حَدَّثَنِي أبي الْقَاضِي عبد اللَّه بن بشران قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن الحمادي الْقَاضِي يَقُول: سمعت الفتح بن شخرف يَقُول: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم- أو فيما يرى النائم- فقلت له: يا أمير المؤمنين أوصني. فقَالَ لي: ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء، وَأَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الأَغْنِيَاءِ، قَالَ: فقلت له زدني، قَالَ: فأومأ إليَّ بكفه فإذا فيه مكتوب:
قَدْ كُنْتَ مَيِّتًا فَصِرْتَ حَيًّا ... وَعَنْ قَلِيلٍ تصير ميتا
أعيى بدار الفناء بيت ... فابن بدار البقاء بيتا
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ: مات القاضي أبو الطّيّب عبد الله ابن بشران سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
حرف الثاء من آباء العبادلة
5039- عبد اللَّه بن ثابت بن يعقوب بن قيس بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد اللَّه، أبو مُحَمَّد العبقسي المقرئ النحوي التوزي [1] :
سكن بغداد وروى بها عَنْ أَبِيهِ عن الهذيل بن حبيب تفسير مقاتل بن سليمان.
وروى أيضًا عن عمر بن شبة النميري. حدث عنه أبو عمرو بن السّمّاك، وعبد الخالق ابن الْحَسَن بن أبي روبا، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد اللَّه بن النجار قَالَ: أَخْبَرَنَا محمّد ابن عبيد اللَّه بن الفضل الكيال قَالَ: قَالَ لنا مُحَمَّد بن الهيثم- أبو بكر المقرئ- أنشدنا عبد الله بن ثابت المقرئ:
إذا لم تكن واعيًا حافظًا ... فعلمك في البيت لا ينفع
وتحضر بالعلم في موضع ... وعلمك في البيت مستودع
ومن يك في دهره هكذا ... يكن دهره القهقهرى يرجع
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر قَالَ: قَالَ عثمان بن أَحْمَد الدقاق: توفي عبد اللَّه بن ثابت أبو مُحَمَّد في سنة ثمان وثلاثمائة، ودفن بالرملية.
__________
[1] 5039- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/197.(9/432)
قلت: وبلغني عنه أنه قَالَ: ولدت في سنة ثلاث وعشرين ومائتين في آخرها.
حرف الجيم من آباء العبادلة
5040- عبد اللَّه بن جعفر بن يَحْيَى بن خالد، أبو مُحَمَّد البرمكي [1] :
سمع معن بن عيسى القزاز، وعبد الله بن نمير الحارفي. روى عنه أَبُو داود السجستاني، ومسلم بْن الحجاج النيسابوري، وعلي بن الْحُسَيْن بن الجنيد الرازي، وجعفر بْن مُحَمَّد الفريابي وقاسم بْن زكريا المطرز.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ أبو الْحَسَن الدارقطني: عبد اللَّه بن جعفر بن يَحْيَى البرمكي ثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يَقُولُ:
سمعت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل- بِمصر- يَقُول: أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن يَحْيَى بْن خَالِد بْن برمك ثقة صدوق معروف في الكتابة.
5041- عبد اللَّه بن جعفر بن عبيدة:
حدث عن بدل بن الْمُحَبَّر اليربوعي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنَا أَبُو عمر بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا عبد الله بن جعفر ابن عبيدة، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُعَيْسٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ. مَوْقُوفٌ.
5042- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلُ عَلَى اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ:
كان يسكن بالجانب الشرقي.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات عبد اللَّه بن المتوكل على اللَّه في داره بالرصافة يوم الأحد لخمس خلون من جُمَادَى الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين، فدفن في منزله.
__________
[1] 5040- انظر: تهذيب الكمال 3207 (14/384) . وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني، رقم 343.(9/433)
5043- عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ الهيثم، أبو القاسم التغلبي، ويعرف بابن وجه الشاة:
وهو أخو أَحْمَد بن جعفر وكان الأكبر، حدث عن عمرو بن علي الصيرفي، وإسحاق بن بهلول التنوخي. روى عنه عبد اللَّه بن عدي الجرجاني، وعمر بن بشران السّكّري.
أخبرنا البرقانيّ، حَدَّثَنَا أبو حفص عمر بن بشران- لفظًا- حدّثنا عبد الله بن جعفر ابن علي بن الهيثم التغلبي أبو القاسم الدوري ثقة يفهم.
5044- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خشيش، أبو العباس الصيرفي [1] :
سمع يوسف بن موسى القطان، ويعقوب الدورقي، وحميد بن الرّبيع، والحسن ابن أَبِي الربيع وأبا الأشعث أَحْمَد بن المقدام، وإِبْرَاهِيم بن هانئ. روى عنه مُحَمَّد بن عبيد اللَّه بن الشخير، وعُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي سمرة البغوي، وعلي بن عمرو الحريري، والدارقطني وابن شاهين، وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب أن يُوسُف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
حَدَّثَنَا أَبُو خازم مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَرَّاءُ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدارقطني: كَانَ ابن خشيش من الثقات.
حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا العباس بن خشيش الصيرفي مات في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، زاد ابن قانع في جمادى الأولى.
5045- عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه بن المرزبان، أبو مُحَمَّد الفارسي النحوي [2] :
حدث عن أَحْمَد بن الحباب الحميري، ويعقوب بن سفيان النسوي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ويَحْيَى بْن أَبِي طالب، والقاسم بن المغيرة الجوهري، ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن الحنيني، وأَبِي قلابة الرقاشي، وعَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحارثي، وعبد الكريم بْن الهيثم العاقولي، وأَبِي العباس المبرد، وعبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة.
وكان فسويًّا سكن بغداد إلى حين وفاته، وحمل عنه من علوم الأدب كتب عدة
__________
[1] 5044- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/296.
[2] 5045- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/115.(9/434)
صنفها، منها تفسير كتاب الجرمي، ومنها كتابه في النحو الذي يدعى الإرشاد، ومنها كتابه في الهجاء وهو من أحسن كتبه.
وروى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، والدارقطني وابن شاهين، وأبو عبيد اللَّه المرزباني، ومنصور بن ملاعب الصيرفي، وغيرهم من المتقدمين. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو الحسين بْن الفضل، وأبو علي بْن شاذان.
سمعت هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري، ذكر ابن درستويه وضعفه وقَالَ: بلغني أنه قيل له حَدِّثْ عن عباس الدوري حديثًا ونحن نعطيك درهما ففعل ولم يكن سمع من عباس. وهذه الحكاية باطلة لأن أبا مُحَمَّد بن درستويه كان أرفع قدرًا من أن يكذب لأجل العوض الكثير فكيف لأجل التافه الحقير؟ وقد حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه بأمالي أملاها في جامع المدينة، وفيها عن عباس الدوري أحاديث عدة.
سألت البرقاني عن ابن درستويه فقَالَ: ضعفوه، لأنه لما روى كتاب التاريخ عن يعقوب بن سفيان أنكروا عليه ذلك، وقَالُوا له إنما حدث يعقوب بهذا الكتاب قديمًا فمتى سمعته منه؟! وفي هذا القول نظر، لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين وفهمائهم، وعنده عن عليّ بن المديني وطبقته، فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره.
مع أن أبا القاسم الأزهري قد حَدَّثَنِي قَالَ: رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يعقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الآبنوسي، فرأيته أصلًا حسنًا، ووجدت سماعه فيه صحيحًا.
وسألت أبا سعد الْحُسَيْن بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه فقَالَ: ثقة ثقة. حَدَّثَنَا عنه أبو عبيد اللَّه بن منده الحافظ بغير شيء، وسألته عنه فأثنى عليه ووثقه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يسأل أبا مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ- وأنا حاضر- فقَالَ لَهُ: فِي أي سنة ولدت؟ فَقَالَ: فِي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القطان- لفظًا- والْحَسَن بن أَبِي بكر- قراءة عليه- قَالَا:
توفي عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه يوم الاثنين لسِتٍّ بقين من صفر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.(9/435)
5046- عبد اللَّه بن جعفر بن زيد، أبو القاسم الحرفي [1] :
حدث عن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْحَسَن التغلبي، ويَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وجَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن المغلس، ومُحَمَّد بْن هارون بْن المجدر، والْقَاضِي المحاملي.
حَدَّثَنَا عنه البرقاني وسألته عنه فقَالَ: ثقة.
5047- عبد اللَّه بن جناح، الكلوذاني:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عليّ الصوري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر المصري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَامِعٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّيُّ، حدّثنا عبد الله بن جناح الكلوذاني، حدّثنا خلف بن سالم، حَدَّثَنَا قُرَادٌ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَمْلُوكَيْنِ يَكْذِبُونَنِي، وَيَخُونُونَنِي، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْن إبراهيم البزّاز- بالبصرة- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الفَسَوِيُّ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غزوان، حدّثنا قراد أبو نوح، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أنس بإسناده نحوه.
حرف الحاء من آباء العبادلة
5048- عبد اللَّه بن حبيب بن ربيعة، أبو عبد الرّحمن السلمي الكوفيّ [2] :
وهو أخو خرشبة بن حبيب، سمع عثمان بن عفان، وَعلي بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعبد اللَّه بْن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبا موسى الأشعري. روى عنه سعد بن عبيدة، وسعيد بن جبير، وإِبْرَاهِيم النخعي، وأبو حصين، ومسلم البطين، وأبو إسحاق الهمداني، وعاصم بن بهدلة، وعطاء بن السائب، وإسماعيل السدي.
__________
[1] 5046- الحرفي: هذه النسبة للبقال ببغداد ومن يبيع الأشياء التي تعلق بالبزور والبقالين (الأنساب 4/112) .
[2] 5048- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 7/101. وتهذيب الكمال 3222 (14/408) . وطبقات ابن سعد 6/172. وتاريخ ابن معين 2/301. وتاريخ خليفة 273. وطبقاته 153. وعلل أحمد 1/37. والتاريخ الكبير 5/ت 188، 9/ت 835. والتاريخ الصغير 1/201، 158. وثقات العجلي، الورقة 28. والمعارف 528. والجرح والتعديل 5/ترجمة 164. والمراسيل 106.
وثقات ابن حبان 5/9. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 90.(9/436)
وكان يُقْرِئُ القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج، وقدم المدائن في حياة حذيفة بن اليمان، وقد سقنا خبر قدومه المدائن مع أبيه في ذكر الصحابة الذين قدموا المدينة فَغُنينا عن إعادته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن حميد قَالَ: سمعت أبا إسحاق يَقُول:
أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ العبدوي- بنيسابور- أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ العبدي- بجرجان- حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب، حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب قَالَ: دخلنا على أبي عبد الرحمن السلمي في مرضه الذي مات فيه، قَالَ: فذهب بعض القوم يرجيه، فقَالَ: أنا أرجو ربي، وقد صمت له ثَمانين رمضانًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا عفان بن مسلم، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ وَهُوَ يَقْضِي فِي مَسْجِدِهِ فَقُلْنَا: يَرْحَمُكَ اللَّهُ لَوْ تَحَوَّلْتَ إِلَى فِرَاشِكَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، تَقُولُ الْمَلائِكَةُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ» [1]
. قَالَ: فَأُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا فِي مَسْجِدِي.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: وأبو عبد الرحمن السلمي عبد اللَّه بن حبيب الضّرير المقرئ كوفي تابعي ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد باب 49. وصحيح البخاري 1/55.
157. والجمع 1/249. والأنساب، للسمعاني 7/112. والكامل في التاريخ 5/126. وسير أعلام النبلاء 4/267- 272. وتذكرة الحفاظ 58. والكاشف 2/ترجمة 2705. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 138. ومعرفة التابعين، الورقة 22. وتاريخ الإسلام 3/222. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 256. ومراسيل العلائي، الترجمة 347. وشرح علل الترمذي لابن رجب 279. والعقد الثمين 8/66. وغاية النهاية 1/413. ونهاية السول، الورقة 165. وتهذيب التهذيب 5/183. والتقريب 1/408. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 3446.(9/437)
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ: أبو عبد الرحمن السلمي واسمه عبد اللَّه بن حبيب توفي زمن بشر بن مروان.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا عبد الرحمن السلمي مات في سنة خمس ومائة، وله تسعون سنة.
5049- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن علي بن أبي طالب، أبو محمّد [1] :
من أهل المدينة، وقدم مع جماعة من الطالبيين على أبي العباس السفاح وهو بالأنبار، ثم رجعوا إلى المدينة، فلما ولي المنصور حبس عبد اللَّه بالمدينة لأجل ابنيه مُحَمَّد وإِبْرَاهِيم عدة سنين، ثم نقله إلى الكوفة فحبسه بها حتى مات.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى العلوي، حدّثنا جدي، حدّثني أبو الْحَسَن علي بن بكر بن أَحْمَد الباهلي قال: سمعت مصعب ابن عبد اللَّه يَقُول: جعل أبو العباس أمير المؤمنين يطوف ببناية بالأنبار ومعه عبد اللَّه ابن الْحَسَن بن الْحَسَن فجعل يريه ويطوف به، فقَالَ عبد اللَّه بن الْحَسَن بن الْحَسَن يا أمير المؤمنين:
ألم تر حوشبا أمسى يُبَنِّي ... بيوتًا نفعها لبني نفيله
يؤمل أن يعمر عمر نوح ... وأمر اللَّه يحدث كل ليله
فقَالَ له أبو العباس: ما أردت إلى هذا؟! قَالَ: أردت أن أزهدك في هذا القليل الذي أريتنيه.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بن عليّ الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنَا مصعب بن عبد اللَّه قَالَ: ما
__________
[1] 5049- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/91. وتهذيب الكمال 3225 (14/414- 418) . وطبقات ابن سعد 9/الورقة 196. وتاريخ ابن معين 2/301. وتاريخ خليفة 385، 421. وطبقات خليفة 258. وعلل أحمد 1/24، 165، 390، 412. والتاريخ الكبير 5/ت 180. والتاريخ الكبير 1/287. وأبو زرعة الرازي 774- 775. والكنى للدولابي 2/98. والجرح والتعديل 5/ترجمة 150. وثقات ابن حبان 7/1. وجمهرة ابن حزم 41، 43. وتاريخ ابن عساكر 140. وأنساب القرشيين 246. والكامل في التاريخ 5/38، 231، 235، 374، 423، 448، 514. والكاشف 2/ترجمة 2708. وتذهيب التهذيب 2/الورقة 138. والعبر 1/196. وتاريخ الإسلام 6/78. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 259. ونهاية السول، الورقة 166. وتهذيب التهذيب 5/186. والتقريب 1/409. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3451.
وتهذيب ابن عساكر 7/357.(9/438)
رأيت أحدًا من علمائنا يكرمون أحدًا ما يكرمون عبد اللَّه بن حسن بن حسن، وعنه روى مالك الحديث في السدل.
قلت: ولعبد اللَّه بن الْحَسَن رواية عَنْ أَبِيهِ، وعن أمه فاطمة بنت الحسين. روى عنه سوى مالك، عبد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي، والمنذر بن زياد الطائي.
أَخْبَرَنَا علي بن الْحُسَيْن- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عبد الخالق بن منصور قَالَ: سأل مُحَمَّد بن عوف الْأَنْصَارِيّ يَحْيَى بن معين- وأنا أسمع- قَالَ له:
وعبد اللَّه بن حسن؟ قَالَ يَحْيَى: هذا عَبْد اللَّه بْن حسن بْن حسن بْن علي بن أبي طالب ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التنوخي قَالَ: وجدت في كتاب جدي علي بن مُحَمَّد بن أبي الفهم حَدَّثَنِي أَحْمَد بن أبي العلاء المعروف بحرمي، حَدَّثَنَا أبو يعقوب بن إسحاق بن مُحَمَّد بن أبان قَالَ: حَدَّثَنِي أبو معقل- وهو ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بن داحة- قَالَ:
حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أخذ أبو جعفر أمير المؤمنين عبد اللَّه بن حسن بن حسن فقيده وحبسه في داره، فلما أراد أبو جعفر الخروج إلى الحج جلست له ابنة لعبد اللَّه بن حسن يقَالَ لها فاطمة، فلما أن مر بها أنشأت تقول:
ارحم كبيرًا سنه متهدم ... في السجن بين سلاسل وقيود
وارحم صغار بني يزيد إنهم ... يتموا لفقدك لا لفقد يزيد
إن جدت بالرحم القريبة بيننا ... ما جدنا من جدكم ببعيد
فقَالَ أبو جعفر: أذكرتنيه، ثم أمر به فحدر إلى المطبق. وكان آخر العهد به. قَالَ ابن داحة: يزيد هذا أخ لعبد اللَّه بن حسن. قَالَ إسحاق بن مُحَمَّد: فسألت يزيد بن علي بن حسين بن زيد بن علي وهو عند الزينبي مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإمام عن هذا الحديث، وأخبرته بقول إِبْرَاهِيم بن داحة في يزيد هذا، فقَالَ لم يقل شيئًا، ليس في ولد علي بن أبي طالب يزيد، إنما هذا شيء تمثلت به ويزيد هو ابن معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الحريريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحارث الخزاز قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بن سلام الجمحي:
وأما عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن علي بن أبي طالب، فكان يكنى أبا مُحَمَّد،(9/439)
مات ببغداد، وكان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز في خلافته، ثُم أكرمه أبو العبّاس ووهب له ألف ألف درهم. ومات أيام أبي جعفر.
قلت: قول ابن سلام أنه مات ببغداد وهم، إنما كانت وفاته بالكوفة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، حدّثنا جدي، حدّثنا موسى بن عبد اللَّه قَالَ: توفي عبد اللَّه بن الْحَسَن في حبس أبي جعفر وهو ابن خمس وسبعين سنة. قَالَ جدي: توفي في حبس أبي جعفر المنصور بالكوفة.
قلت: وقد ذكر ابن سلام أيضا أن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن علي بن أبي طالب مات ببغداد، أَخْبَرَنَا ذلك الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بالإسناد المتقدم في ذكر عبد الله ابن الْحَسَن بن الْحَسَن بن علي، فوهم في هذا القول أيضًا لأن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن علي، وكنيته أبو جعفر مات في حبس المنصور بالكوفة في يوم عيد الأضحى من سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن ست وأربعين سنة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا الْحَسَن بن مُحَمَّد بن يَحْيَى العلوي، حَدَّثَنَا جدي بذلك.
5050- عبد اللَّه بن الْحَسَن بْنُ إِبْرَاهِيمَ، الأنباري:
روى عن الأصمعي حديثًا.
أخبرناه أبو نعيم الحافظ قال: حَدَّثَنَا الحسين بن محمّد ابن عليّ الزعفراني، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عنبسة وراق عبدان- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأنباريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ- يَعْنِي الأَصْمَعِيَّ- قَالَ: سَمِعْتُ كِدَامَ بْنَ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ سَبْعَةٌ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ أَنَا، وَعَلِيٌّ أَخِي، وَعَمِّي حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وَالْمَهْدِيُّ» [1]
. هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ جِدًّا، وَهُوَ غَيْرُ ثَابِتٍ، وَفِي إِسْنَادِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ.
5051- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي:
من أهل سر من رأى. حَدَّث عَن يَزِيد بْن هارون، وشبابة بْن سوار، وروح بن عبادة، ومنصور بن سلمة الْخُزَاعِيّ، ومُحَمَّد بن عبد الله بن كناسة، والحسن بن
__________
[1] 5050- انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 2/130. والعلل المتناهية 1/220.(9/440)
موسى الأشيب، ويَحْيَى بن إسحاق السيلحيني، ويَحْيَى بْن أَبِي بكير، وعفان بْن مسلم، وسليمان بن حرب، وعمرو بن حكام، وغيرهم. روى عنه أَحْمَد بن عيسى الخواص، وعبد اللَّه بن إسحاق البغوي، ومُحَمَّد بن جعفر الأدمي، وهو نسبه وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَسْنُونَ النرسي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمّد الأدميّ القارّي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الهاشميّ- بسر من رأى- حدّثنا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ- يَعْنِي ابْنَ أَوْفَى- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: « [ان الله] [1] تُجُوِّزَ لأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ بِهِ أَوْ حَدَّثَتْ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَكَلَّمْ، أَوْ تَعْمَلْ بِهِ» [2]
. أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع، أن عبد الله بن الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ مَاتَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
5052- عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شعيب- واسم أَبِي شعيب: عَبْد اللَّه بن الْحَسَن- أبو شعيب الأموي الحراني المؤدب [3] :
سمع جده أَحْمَد بن أبي شعيب، وأباه أبا مسلم، وأَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن وَاقد الحراني، ويَحْيَى بن عبد اللَّه البابلتي وعفان بن مسلم، وأبا جعفر النفيلي، وأَحْمَد بن منصور التلي، وأبا خيثمة زهير بن حرب، وغيرهم. روى عَنْهُ الْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وإِسْمَاعِيل بن علي الخطبي، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بَكْر الشافعي، وأبو عليّ بن الصواف في آخرين. وَكَانَ قد استوطن بغداد وَحَدَّثَ بها إِلَى حين وَفاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْمُؤَدِّبُ، حدّثنا عبد العزيز بن أبي راود، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ طَاوُسٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا نَسْتَلِتُ- أَوْ نَسْلُتُ- الْمَنِيَّ بِإِذْخِرَةٍ، وَالصُّوفَةِ مِنَ الثَّوْبِ، ثم نصلي فيه.
__________
[1] 5051- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/190، 7/59، 8/168. وفتح الباري 5/160.
وصحيح مسلم، كتاب الايمان 201، 202.
[3] 5052- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني، برقم 326. والمنتظم، لابن الجوزي 13/76.(9/441)
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا عيسى بن حامد الرخجي قَالَ: قَالَ لنا الهيثم بن خلف الدوري: كان البابلتي زوج أم أبي شعيب الحراني، وكان الأوزاعي زوج أم البابلتي.
قرأت على الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد المؤدب عَن أَبِي سعد الإدريسي. قَالَ: مسلم جد جد أبي شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن مسلم الحراني، كان من سبي سَمرقند فوقع لابنة أَحْمَد بن عبد العزيز، فاشتراه منها عمر بن عبد العزيز فأعتقه، ثم ولد له بعد ذلك مولود فجاء إلى عمر بن عبد العزيز- وهو ابن شهرين، فسماه عبد اللَّه وفرض له في الذرية، فعاش عبد اللَّه عشرين ومائة سنة.
قَالَ الإدريسي: سمعت أَحْمَد بن بندار الفقيه يَقُول: سمعت مُحَمَّد بن أَحْمَد أبا علي ببغداد يَقُول: قَالَ لنا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن مسلم. وَحَدَّثَنِي جدي أَحْمَد عَنْ جَدِّهِ مسلم قَالَ: سبيت من سمرقند فوقعت لابنة ابن عبد العزيز، الحكاية بطولِها.
حدثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت موسى بن هارون- وذكر عنده أبو شعيب الحراني- فقَالَ: صدوق.
أَخْبَرَنِي محمّد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سَمِعْتُ أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن الْحَسَن الزاهد يَقُول: سَمعت موسى بن هارون يَقُول:
السماع من أبي شعيب الحراني يفضل على السماع من غيره، فإنه المحدث بن المحدث بن المحدث.
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: قَالَ صالح بن مُحَمَّد: أبو شعيب الحراني ثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الْحَسَن الدارقطني عن أبي شعيب عبد اللَّه بن الْحَسَن الحراني فقَالَ: ثقة مأمون.
قرأت على الْحَسَن بن أبي بكر عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو شعيب الحراني في ذي الحجة من سنة خمس وتسعين ومائتين وكان مسندًا غير متهم في روايته، وكان يأخذ الدراهم على الحديث.(9/442)
أَخْبَرَنِي نصر بن مُحَمَّد بن نصر الصائغ أنه سأله أن يُحدثه بِحديث عن عفان، فقَالَ له: أعط السقاء ثَمن الراوية، قَالَ: فأعطيته دانقًا وَحَدَّثَنِي بالحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا عليّ بن الصواف يَقُول: مات أبو شعيب الحراني آخر سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان سماعه من أبي جعفر النفيلي سنة ثماني عشرة ومائتين.
قلت: ومولده سنة ست ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أبو شعيب- وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا أبو بكر المفيد قَالَ: توفي أبو شعيب- الحراني في يوم الاثنين لأربع- وقَالَ المفيد ثلاث- بقين من ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن حبان يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح يَقُول: مات أبو شعيب الحراني ببغداد سنة ست وتسعين، وسنة خمس أصح.
5053- عبد اللَّه بن الْحَسَن بن نصر، أبو عَبْد الرَّحْمَن الواسطي:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن حرب الشامي، ومقدم بن مُحَمَّد بن يَحْيَى المقدمي. روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأَبُو حفص بْن شاهين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الخلال، ومُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحسن بن نصر الواسطيّ، حدّثنا محمّد بن حرب، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى عن سفيان الثوري، عن جعفر بن مُحَمَّد قَالَ: قَالَ لي أبي: يا بني إن سب أبي بكر وعمر من الكبائر، فلا تصل خلف من يقع فيهما.
5054- عبد الله بن الحسن بن عمر بن محمد، البغدادي:
حدث بأنطاكية عن محمد بن يزيد الأدمي وغيره. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الآبندوني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِم الآبندوني يَقُولُ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ- بِأَنْطَاكِيَةَ لا بَأْسَ بِهِ- حَدَّثَكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ(9/443)
المدني، حدّثنا معن، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ الْقَصْوَاءَ نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ لا تُدْفَعُ فِي السِّبَاقِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الواعظ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ البهلول الأزرق، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ مَالِكٍ اللَّخْمِيُّ، حدّثني معن بن عيسى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ نَحْوَهُ.
5055- عبد اللَّه بن الْحَسَن بن زيد، أبو مُحَمَّد البوسنجي [1] :
ذكر ابْن الثلاج أنه قدم بَغْدَاد حاجًّا وَحدثهم عن مُحَمَّد بن عبد الرحمن النسائي في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة في سوق يَحْيَى.
5056- عبد اللَّه بن الْحَسَن بن يَحْيَى بن يعقوب بن شعيب، أبو مُحَمَّد البزاز الحلواني، يعرف ببقاقيش:
ذكر ابن الثلاج أيضًا أنه سمع منه في درب الربيع، وحدثه عن إِبْرَاهِيم بن زهير بن أبي خالد الحلواني. وقَالَ: توفي في شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة.
5057- عبد اللَّه بن الْحَسَن بن سليمان، أبو القاسم المقرئ، المعروف بابن النخاس [2] :
سَمع أَحْمَد بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن مُحَمَّد بْن ناجية، وموسى بْن سهل الجوني، وأَحْمَد بن عمر بن زنجويه، والْحَسَن بن مُحَمَّد بن عنبر الوشاء، وأبا القاسم البغوي، وأبا بَكْر بْن أَبِي داود، ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البصلاني، وأبا سعيد العدوي، وأبا بكر بن العلاف الشاعر، ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حميد بن الربع. روى عنه أَبُو بكر بْن مجاهد المقرئ، وحَدَّثَنَا عنه الْحَسَن بن الحمامي، وأبو بكر البرقاني، وأَحْمَد بن مُحَمَّد الكاتب، وعمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، وكَانَ ثقة.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: كان مولد ابن النخاس في سنة تسعين ومائتين.
حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: كان أبو القاسم عبد اللَّه بن الْحَسَن
__________
[1] 5055- البوسنجي: هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة (الأنساب 2/332) .
[2] 5057- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/266.(9/444)
النخاس من أهل القرآن والفضل، والخير، والستر، والعقل الْحَسَن، والمذهب الجميل، والثقة، قَالَ: ما رأيت من الشيوخ مثله.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: توفي أبو القاسم بن النخاس المقرئ يوم السبت لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ورأيته ولم أسمع منه شيئًا.
5058- عبد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن زهير، أبو مُحَمَّد البزاز:
حدث عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي، وعبد اللَّه بن أبي داود، حَدَّثَنِي عنه أبو الفرج الطناجيري.
أَخْبَرَنِي الطَّنَاجِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو [مُحَمَّد] [1] عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عليّ بن محمّد ابن زُهَيْرٍ الْبَزَّازُ- مِنْ لَفْظِهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وسبعين وثلاثمائة في جامع المنصور- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ- إِمْلاءً- حدّثنا عبد الرّحمن بن مسلم المقرئ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ قَنْبَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنِّي أَخَذْتُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ مَا بَدَأْتُ إِلا بِكُمْ يَا بَنِي هَاشِمٍ» [2]
. 5059- عبد اللَّه بن الْحَسَن بن الفضل بن المأمون، أبو الْحُسَيْن الهاشمي:
وهو أخو أبي الفضل مُحَمَّد، وأبي بكر مُحَمَّد، وكان الأصغر. روى عن عبد الملك بن أَحْمَد الزيات. حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو مُحَمَّد الصيمري، وكان صدوقًا.
أَخْبَرَنَا الصّيمريّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بن الفضل بن المأمون، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ الزيات، حدّثنا حفص بن عمرو الربالي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ.
5060- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن المطبوع، البزاز:
كان سافر إلى الشام فسمع من خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومُحَمَّد بن هميان البغدادي نزيل دمشق. حَدَّثَنِي عنه الْحَسَن بن غالب المقرئ من كتابه العتيق وحكى لي عنه أنه قَالَ: سمعت حديثًا كثيرًا إلَّا أن كتبي ذهبت.
__________
[1] 5058- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/286. وكنز العمال 33905.(9/445)
5061- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي، أبو القاسم الخلال [1] .
سمع أبا طاهر المخلص، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران بن الجندي، وأبا القاسم بن الصيدلاني. كتبت عنه، وكان صدوقًا، ينزل باب الأزج، وسألته عَن مولده. فَقَالَ:
ولدت فِي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
5062- عبد اللَّه بن الْحُسَيْن، أبو مُحَمَّد الصيرفي:
جليس إِبْرَاهِيم بن إسحاق الحربي، حدث عن يَحْيَى بن عثمان السمسار البصري.
روى عنه عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السكري.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد البزّاز الكرخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الصيرفي- شيخ كان يجلس إلى إِبْرَاهِيم يوم الجمعة- حدّثنا يحيى ابن عثمان السّمسار البصريّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل- وهو ابن عياش- بِحديث ذكره.
5063- عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحُسَيْن بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبان، أبو القاسم البجلي الصفار [2] :
كان يسكن مدينة المنصور. وحَدَّث عَن عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسي، وسوار بْن عبد اللَّه الْقَاضِي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي، وعمر بن بشران السكري، وأبو حفص بن الزيات، وعلي بن عمر الحربي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن عليّ البجليّ الصّفّار، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَحَابَّ رَجُلانِ فِي اللَّهِ، إِلا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ» [3]
. أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرأنا على عمر بن بشران حدثكم أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن علي بن أبان البجلي- ثقة مأمون-.
حدّثنا سوار بن عبد الله العنبريّ- تفرد الصفار بِحديث عبد الأعلى بن حَمَّاد،
__________
[1] 5061- الخلال: هذه النسبة إلى عمل الخل أو بيعه (الأنساب 5/217) .
[2] 5063- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/192.
[3]- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/276. وتاريخ أصبهان 1/297. والكامل، لابن عدي 6/2322. وإتحاف السادة المتقين 6/175.(9/446)