السكين البلديّ، حدّثنا معاذ بن المثني، حدّثنا إسماعيل بن خالد، حدثنا يعلى بن الأشدق قال معاذ: أملى عليّ إسماعيل بن خالد بن سليمان، عند الهيثم بن خارجة.
3301- إسماعيل بن سلمة، أبي غيلان الثقفي:
حدث عن محمد بن مصعب القرقساني وحجاج بن محمد الأعور. روى عنه ابنه عمر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ السّرّاج، أخبرنا علي بن عمر السّكّري، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي غيلان الثقفي، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب القرقساني- بطرسوس- حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهَ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ- أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ- يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ: «لَيْسَ مِنْ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ بُشِّرَ عِنْدَ ذَلِكَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ لِقَائِهِ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهَ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ الْكَافِرَ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ بُشِّرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَخَطِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامِهِ، فَكَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» [1]
. 3302- إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة، أبو أحمد، مولى عثمان ابن عفان [2] :
وهو من أهل حران. قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عن عمه عبد الملك بن عمر بن أبي كريمة، وعن محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، ويزيد بن هارون، وغيرهم. روى عنه إِسْمَاعِيل بن إسحاق القاضي، وأبو أَحْمَد بْن عبدوس السراج، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وأحمد بن الحسين بن نصر الحذاء، وعمر بن أيوب السقطي، والهيثم بن خلف الدوري.
أَخْبَرَنَا أبو عثمان سعيد بن العباس القرشي الهروي، حدّثنا أبو الحسن علي بن
__________
[1] 3301- انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/133. وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء 14/15/16، 17، 18. وفتح الباري 11/357.
[1] 3302- انظر: تهذيب الكمال 467 (3/152) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/276. والجرح والتعديل 1/1/188. وتهذيب التهذيب 1/318. والثقات لابن حبان 1/ورقة 34.
وإكمال مغلطاي 1/ورقة 121. وميزان الاعتدال 1/238. واللسان 5/322. والكاشف 1/126.(6/270)
محمد بن أحمد بن نصير بن لؤلؤ، حدّثنا عمر بن أيّوب، حدّثنا إسماعيل بن عبيد ابن أبي كريمة، حدّثنا محمّد بن يزيد بن سنان، حدّثنا أبي، حدثنا زيد بن أبي أنيسة عن طلحة الأيامي، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بقصة العرنيين.
قرأت على الحسين بن علي الصيمري، عن أحمد بن محمد بن علي الأنبوسي قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سلم. قال: لعبيد بن عمر بن أبي كريمة ابن يقال له إسماعيل، قدم بغداد، وكتبوا عنه، يحدث عن محمد بن سلمة بعجائب [1] .
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني ثقة [2] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ البادا وَأَبُو بَكْر البرقاني وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد الفارسي وعلي بْن أَبِي عَلِيّ البصري. قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن صالح الأبهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ الْحَرَّانِيُّ. قَالَ:
إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة أبو أحمد مولى عثمان بن عفان مات بالعراق سنة أربعين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ. قَالَ: وجدتُ فِي كتاب جدي: سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بن بكر [3] قال: بلغني موت إسماعيل بن أبي كريمة الحراني سنة أربعين ومائتين بسر من رأى [4] .
3303- إسماعيل بن سالم، أبو محمد الصائغ [5] :
نزل مكة، وحدث بها عن: هشيم بن بشير، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبيد الله بن موسى. روى عنه ابنه محمد ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن داود المكي، ومحمد بن علي بن زيد الصّائغ.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/154.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/154.
[3] في المطبوعة: «محمد بن بكر» .
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/154.
[5] 3303- انظر: تهذيب الكمال 448 (3/102) . والمعرفة 2/126. والثقات لابن حبان 1/ورقة 33. والعقد الثمين 3/299- 300. والكاشف 1/123. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 63.(6/271)
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن جعفر بن درستويه النّحويّ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو محمّد إسماعيل بن سالم، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ:
قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدُّؤَلِيِّ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَخُو حُذَيْفَةَ. قَالَ حُذَيْفَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى.
أخبرنا البرقاني قَالَ: رأيت في كتاب أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الخلال الحنبلي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن قريش الهروي قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسماعيل الصائغ. قَالَ:
كنت أصوغ مع أبي ببغداد، فمر بنا أحمد بن حنبل وهو يعدو ونعلاه في يده، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه فقال: يا أبا عبد الله ألا تستحي، إلى متى تعدو مع هؤلاء الصبيان؟ قال: إلى الموت!
3304- إسماعيل بن زياد الأبلي:
قدم بَغْدَاد وحدث بها وبسر من رأى عن عمر بن يونس اليمامي. روى عنه أحمد ابن الهيثم البزاز، وجنيد بن حكيم، وأبو شبيل عبيد الله بن أبي مسلم، والقاسم بْن موسى بْن الحسن بْن موسى الأشيب، وذكر القاسم أنه سمع منه بسر من رأى.
3305- إسماعيل بن يوسف، أبو علي المعروف بالديلمي [1] :
كان أحد العباد الورعين والزهاد المتقللين، مع بصره بالحديث وحفظه له، وتمهره في علمه، جالس أحمد بن حنبل ومن بعده من الحفاظ، وذاكرهم، وحدث عن مجاهد ابن موسى. روى عنه الْحَسَن بن عبد الوهاب بن أَبِي العنبر، والعباس بن يوسف الشكلي.
أخبرني الأزهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ. وأخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمد بن العباس. قالا: حَدَّثَنَا أبو الحسين المنادي. قال:
وإسماعيل الديلمي كان من خيار الناس، وذكر لي أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث. قالوا: وكان يعبر إلى الجانب الشرقي قاصدا محمد بن أشكاب الحافظ فيذاكره بالمسند، وكان إسماعيل من أشهر الناس بالزهد والورع، والتمسك بالصون، وأما مكسبه فكان من المساهرة في الأرحاء.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال:
__________
[1] 3305- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/90.(6/272)
سمعت محمد بن الحسن المخرمي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الله الفرغاني وأبا محمد بن ياسين يقولان: سمعنا محمد بن عبد الله الزقاق يقول: سمعت أبا علي بن الأبزاري يقول: قلت لإسماعيل الديلمي: تسهر في هذه الرحى بثلث درهم، وأي شيء يكفي ثلث درهم؟! فقال: يا بني ما لم يتصل بنا عز التوكل، فلا ينبغي أن نستعمل الذل بالتشوف.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح والحسن بن أبي طالب قالا: حدثنا علي بن محمّد ابن إبراهيم الجوهريّ، حدثنا طلحة بن أحمد بن حفص الصفار، حدثنا عباس الشكلي قال: حدثنا إسماعيل الديلمي. قال: كنت في البيت عند أحمد بن حنبل فإذا نحن بداق يدق الباب، قال: فخرجت إليه فإذا أنا بفتى عليه أطمار شعر، قال: فقلت:
ما حاجتك؟ قال: أريد أحمد بن حنبل. قال: فدخلت إليه فقلت: يا أبا عبد الله، بالباب شاب عليه أطمار شعر يطلبك، قال: فخرج إليه وسلم عليه، فقال له الفتى: يا أبا عبد الله أخبرني ما الزهد في الدنيا؟ فقال له أحمد: حدثنا سفيان عن الزهري أن الزهد في الدنيا قصر الأمل. فقال له: يا أبا عبد الله صفه لي، قال: وكان الفتى قائما في الشمس والفيء بين يديه، فقال: هو أن لا تبلغ من الشمس إلى الفيء، قال: ثم ذهب ليولي قال: فقال له أحمد: قف. قال: فدخل فأخرج له صرة فدفعها إليه فقال:
يا أبا عبد الله من لا يبلغ من الشمس إلى الفيء، أيش يعمل بهذه؟ قال: ثم تركه وولى.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار، حدثنا حامد بْن مُحَمَّد بْن الحكم بْن عَبْد الرّحمن أبو محمّد، حدثنا كردان قال: قال لي إسماعيل الديلمي: اشتهيت حلواء، وأبلغت شهوته إليّ، فخرجت من المسجد بالليل لأبول، فإذا جنبتي الطريق أخاذان حلواء، فنوديت: يا إسماعيل هذا الذي اشتهيت، وإن تركته خير لك، فتركته. قال ابن مخلد: وقد كتبت أنا عن كردان كان يكون في قنطرة بني زريق وقد رأيت إسماعيل الديلمي هذا- من خيار المسلمين- وكان ما شئت من رجل، رأيته عن أبي جعفر بن إشكاب. قال المعافى: إسماعيل الديلمي هذا من خيار المسلمين، والناس يزورون قبره وراء قبر معروف الكرخي، بينهما قبور يسيرة، وهو بينه وبين المسجد المعروف بمسجد الخضر، وقد زرته مرارا. وحدثني بعض شيوخنا أنه كان حافظا للحديث، كثير السماع، وأنه كان يذاكر بسبعين ألف حديث.(6/273)
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن يوسف الديلمي بغدادي زاهد، ورع فاضل ثقة.
3306- إسماعيل بن مجمع بن خالد، أبو محمد الكلبي:
حدث عَن مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي، وأبي الحسن المدائني. روى عنه وكيع القاضي، وأبو سعيد السكري، وأحمد بن محمد بن نصر الضبعي.
3307- إسماعيل بن أسد بن شاهين، وهو: إسماعيل بن أبي الحرّاث، أبو إسحاق [1] :
سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وشجاع بن الوليد، وجعفر بن عون، وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وشبابة بْن سوار، وأبا النضر هاشم بْن القاسم، ويحيى بن أبي بكير، والحسن بن موسى الأشيب، وكثير بن هشام وداود بن المحبر، ومعلى بن منصور، وموسى بن داود. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي، وأبو بكر بْن أبي الدنيا، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وَالحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة، وَيحيى بْن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ، والْحَسَن بْن عبد الوهاب بْن أَبِي العنبر. والقاضي المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد والْحُسَيْن بْن يَحْيَى بْن عياش.
وقَالَ ابْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: كتبت عنه مَعَ أَبِي وهو ثقة صدوق. وَسُئِلَ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: صَدُوقٌ [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن جابر، عن عمار، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاخْتَرْنَاهُ فَلَمْ يَكُنْ طَلاقًا.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
__________
[1] 3307- انظر: تهذيب الكمال 425 (3/42) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/141. والجرح والتعديل 1/1/161. وثقات ابن حبان 1/ورقة 31. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 62. والكاشف 1/120. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 110.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/44. والجرح والتعديل 1/1/161.(6/274)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَقْضِي الْقَاضِي إِلا وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث بن جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّمَ رَجُلا فَأُرْعِدَ فَقَالَ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ يملك، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تأكل القديد» [2]
. أخبرنا حمد بن عبيد الله الحنائي- إجازة- أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا الحسن بن عبد الوهاب. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث بإسناده نحوه. قال الحسن: وسمعت إسماعيل بن أبي الحارث يقول: بعث إليّ حجاج بن الشّاعر فقال:
ألا تحدث بهذا الحديث إلا من سنة إلى سنة، فقلت للرسول: أقرئه السلام وقل له:
ربما حدثت به في اليوم مرات.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: وَسُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّمَ رَجُلا فَأُرْعِدَ فَقَالَ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ»
. فقال: يرويه إسماعيل بن أبي الحارث عن جعفر بن عون عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ تفرد به إسماعيل بن أبي الحارث متصلا، ورواه هاشم بن عمر والحمصي بن عِيسَى بن يونس، عَنْ إِسْمَاعِيل، عَنْ قيس، عن جرير، وكلاهما وهم، والصواب عن إسماعيل، عن قيس مُرْسَلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت: قد تابع إسماعيل بن أبي الحارث محمّد بن إسماعيل بن علية فرواه عن جعفر بن عون موصولا.
أخبرناه علي بن أبي علي المعدّل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِمرْانَ الْجُشَمِيُّ، حدّثنا محمّد بن بكّار- بدمشق- حدّثنا محمّد بن إسماعيل- يعني ابن عليّة القاضي- حدّثنا جعفر بن عون، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ. قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ فَقَالَ: «لا بَأْسَ عَلَيْكَ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ أَمَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ» .
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 10/106. وسنن الدارقطني 4/206. ومجمع الزوائد 4/195. وفتح الباري 13/137.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 2/466. وسنن ابن ماجة 3312.(6/275)
وَمِمَّنْ رَوَاهُ مُرْسَلا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، كَذَلِكَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا علي ابن الفتح بن عبد الله العسكري، حدّثنا حميد بن الرّبيع، حدّثنا هشيم، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ اسْتَقَلَّتْهُ رَعْدَةٌ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ. فَإِنِّي لَسْتُ مَلِكًا، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ»
. أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إبراهيم البغويّ، حدّثنا عبد الرّحمن ابن محمّد بن منصور، حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَاسْتَقَلَّتْهُ رَعْدَةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، وإِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ»
. أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي- بدرزيجان- أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الإِمَامُ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ عَلَيْهِ، فَاسْتَقَلَّتْهُ رَعْدَةٌ فقال: «هَوِّنْ عَلَيْكَ، لَسْتَ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امرأة من قريش كانت تأكل القديد»
. أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن شعبة، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث- الشيخ الصالح [1]-.
وأخبرني محمّد بن عبد الملك، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث- أبو إسحاق من خيار المسلمين- أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن أبي الحارث أبو إسحاق بغدادي ثقة، صدوق ورع فاضل [2] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/44.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/44.(6/276)
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري قَالَ [حَدَّثَنَا] [1] عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد بْن حفص العطار. قال: ومات إسماعيل بن أبي الحارث يوم الجمعة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين- يعني وَمائتين-. قَالَ غيره عَنِ ابْن مخلد: لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى [2] .
3308- إسماعيل بن عمر القطربلي:
حدث عن خالد بن عمرو الأموي، والحسين بن إبراهيم بن إشكاب. روى عنه محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم المعروف والده بعبيد العجل.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الله بن أحمد التّمّار، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عُبَيْدِ الْعِجْلِ- إِمْلاءً- حدّثنا إسماعيل بن عمر القطربلي، حدّثنا خالد بن عمر الأُمَوِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ» [3]
. 3309- إسماعيل بن زكريا بن صالح بن شيخ بن عميرة، أَبُو عبد الله الأسدي:
وهو ابن عم بشر بن موسى. حدث عن عبد الحميد بن صالح، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومُحَمَّد بن أبي بكر المقدمي. روى عنه محمد بن مخلد.
حدثني عبد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدثنا أبو عبد الله إسماعيل بن زكريا بن شيخ بن عميرة، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْن سلم الباهلي قال: سمعت يونس بن عبيد يقول: لو أصبت درهما حلالا من تجارة لاشتريت به برا، ثم صيرته سويقا، ثم سقيته المرضى.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة ستين ومائتين فيها بلغني أن أبا عبد الله إسماعيل بن زكريا بن صالح بن شيخ بن عميرة مات بالثغر.
3310- إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل، أبو إبراهيم الصوفي:
أخو إبراهيم الخواص وهو من أهل سر من رأى. كان مذكورا بالخير والفضل،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/45.
[3] 3308- سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/277)
وكثرة الغزو والحج، وأكثر سفره كان على التجريد وحكم التوكل.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري. قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا بكر الرازي يقول: سمعت أبا عثمان بن الأدمى يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: كان أخي إسماعيل يسافر مع أبي تراب النخشبي، ويصحبه، وكان له آيات وكرامات، مات قديما.
3311- إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل بن سعيد بن أبان، المحاملي الضبي:
من ضبة البصرة. سكن بغداد وحدث بها عن الفيض بن وثيق، وعبد الله بن عون الخراز، وأَبِي مصعب أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الزُّهْرِيّ. روى عنه ابناه الحسين والقاسم شيئًا يسيرًا.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الضّبيّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثنا الفيض بن وثيق، حدثنا حكام الكناني- يعني ابن سلم الرازي- حدثنا علي بن عبد الأعلى، عن أبي سهل قال: حدثني عمرو بن دينار، عن عمرو بن يعلى الثقفي. قال: حضرت صلاة فريضة وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على طائفنا هذا، فأمنا نبينا لا يتقدمنا. قلت لأبي سهل: ما دعاه إلى ذلك؟ قال: كان المكان ضيقا.
3312- إسماعيل بن الصلت بن أبي مريم، أبو إسحاق:
سمع محمد بن كثير العبدي وبشر بن آدم الضّرير، وعلي بن المديني. وعنده عنه كتاب صغير في علل الحديث. روى عنه أحمد بن علي الجوزجاني، والقاضي المحاملي، وعَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن عيسى الفامي، ومحمد بن مخلد الدوري.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ. قَالَ: هَذَا كِتَابُ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ- وَدَفَعَهُ إِلَيْنَا- وَكَانَ فِيهِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي مريم، حدّثنا علي- يعني ابن عبد الله- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَعْبَدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ» [1]
. قَالَ عَلِيٌّ: وَرَوَاهُ شعبة عن قتادة عن أنس.
__________
[1] 3312- انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/131، 132. وصحيح مسلم، كتاب الفتن 135، والجمعة 34. وفتح الباري 10/436، 556، 11/347، 348.(6/278)
أخبرني الحسن بن علي التّميميّ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قرأتُ على أبي مُحَمَّد عبد اللَّه بن سُلَيْمَان بن عيسى الوراق قال: حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن أبي مريم- في ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين- قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر المديني يقول: زكريا الذي روى عنه معرف بن واصل؛ هو زكريا بن أبي عتيك.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني موسى بن العباس. قال:
إسماعيل بن أبي مريم بغدادي.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن أبي مريم ثقة.
3313- إسماعيل بن أحمد بن معاوية بن بكر، الباهلي:
بصري سكن بسر من رأى وحدث بها عن أبيه. روى عنه محمد بن جعفر الخرائطي.
أخبرنا عَلِيٌّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بشران. قالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنْدِيُّ- بمكة- حدثنا محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، حدثنا إسماعيل بن أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي، عن أبيه. قال: قال الأصمعي: قلت لأعرابي: حدثني عن ليلتك مع فلانة؟ قال: نعم! خلوت بها والقمر يرينيها، فلما غاب أرتنيه! قلت: فما كان بينكما؟ قال: أقرب ما أحل الله مما حرم، الإشارة لغير ما بأس، والدنو لغير إمساس، ولعمري لئن كانت الأيام طالت بعدها، لقد كانت قصيرة معها، وحسبك بالحب.
3314- إسماعيل بن عبد الله بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال، أبو النضر العجلي [1] :
مروزي الأصل وهو ابن أخي نوح بن ميمون المضروب، سمع عبيد الله بن موسى العبسي، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وخلف بن الوليد الجوهري، وعَبْد الرَّحْمَن بْن شريك بْن عَبْد اللَّه النخعي، وأمثالهم. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، ومُحَمَّد بن جعفر المطيري، وعبد الله بن شعيب العبدي، وأبو الحسين بن المنادي، وعلي بن إسحاق المادرائي، وغيرهم.
__________
[1] 3314- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/234.(6/279)
أخبرنا أبو عمر بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن شريك، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: «إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ» [1]
. أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد ابن إسحاق الثقفي، قال: أنشدني أبو النضر العجلي لنفسه:
تخبرني الآمال أني معمر ... وإن الذي أخشاه عني مؤخر
فكيف ومر الأربعين قضية ... علي بحكم قاطع لا يغير
إذا المرء جاز الأربعين فإنه ... أسير لأسباب المنايا ومعثر
حدثنا محمّد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله، أخبرنا عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي. قال: أبو النضر إسماعيل بن عبد الله مروزي لَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: وتوفي أبو النّضر المروزيّ إسماعيل بن أخي نوح المضروب المعروف بالفقيه- كان يخضب بالوسمة- ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين لثلاث وعشرين خلت من شعبان سنة سبعين [ومائتين] [2] وقد بلغ أربعا وثمانين سنة فيما ذكر.
3315- إسماعيل بن السندي، أبو إبراهيم الخلال:
حدث عن سلم بن إبراهيم الورّاق. حكى عَنْ بشر بْن الحارث. روى عنه مُحَمَّد ابن مخلد.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا إسماعيل بن السندي- أبو إبراهيم الخلّال باب الشام- قَالَ: سَأَلْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ عَنْ حَدِيثِ فقال: اتق الله فإن كنت تريده للدنيا فلا ترده، وإن [كنت] [3] تريده للآخرة فقد سمعت.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/239. والسنن الكبرى 1/163. وكشف الخفا 1/86.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 3315- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/280)
3316- إسماعيل بن محمد بن أبي كثير، أبو يعقوب الفارسي الفسوي [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ مكي بْنُ إبراهيم البلخي، وعصام بن يوسف، وداود ابن مخراق الفريابي، وشهاب بن معمر البلخي، والحسن بن عمر بن شقيق، وقتيبة بْن سَعِيد وإسحاق بْن راهويه. رَوَى عَنْهُ محمد بن عمرو الرزاز، وأحمد بن محمد بن عبدان الصفار، وعبد الرحمن بن سيما المجبر، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بَكْر الشافعي. وكان يتولى قضاء المدائن.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحسين بْن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إِمْلاءً- حدّثنا إسماعيل بن محمّد القاضي، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا بن لَهِيعَةَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ تَغْدُو عَلَيْهِمْ عِشْرُونَ عَنْزًا سودا شغرا فيخافون العيلة» [2]
. أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن محمد بن أبي كثير قاضى المدائن ثقة صدوق.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وتوفي- فيما بلغنا- أبو يعقوب إسماعيل بن محمد الفسوي- وكان على قضاء المدائن- لأربع خلون من شعبان سنة اثنتين وثمانين- يعنى ومائتين-.
3317- إِسْمَاعِيل بْن أَبِي مُحَمَّد يَحْيَى بْن المبارك بن المغيرة، أبو علي المعروف بابن اليزيدي، أخو محمّد وإبراهيم:
كان أديبا راوية عن أبي العتاهية، ومحمد بن سلام الجمحي، وغيرهما، وكان شاعرا وله كتاب لطيف، صنفه في طبقات الشعراء. روى عنه مُحَمَّد بْن عَبْد الملك التاريخي، ومحمد بن القاسم بن مهرويه.
3318- إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بْن زيد بن درهم، أبو إسحاق الأزدي، مولى آل جرير بن حازم [3] :
من أهل البصرة، سمع مُحَمَّد بن عبد الله الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم
__________
[1] 3316- انظر: تهذيب التهذيب 1/330. وثقات ابن حبان 1/ق 35. والمنتظم 12/348
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 6/283.
[3] 3318- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/346.(6/281)
الفراهيدي، وسليمان بن حرب الواشجي، وحجاج بن منهال الأنماطي، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن كثير، ومسدد بن مسرهد، وعبد الله بن سلمة القعنبي، وعبد الله ابن رجاء الغداني، وأبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن الحاج السامي، وأحمد بن يونس، وإسماعيل بن أبي أويس، وعلي بن المديني، وإسحاق بن محمد الفروي.
روى عنه موسى بن هارون الحافظ، وَعَبْد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل، وَأَبُو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وأبو عمر محمد بن يوسف القاضي، وإبراهيم بن محمّد ابن عرفة النّحويّ، وأبو بكر بن الأنباري والحسين بن إسماعيل المحامليّ، ومحمّد ابن مخلد الدوري، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وعبد الصّمد الطستي، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بن زياد، وحمزة بن مُحَمَّد الدهقان، ومكرم بن أَحْمَد القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة سوى هؤلاء.
وكان إسماعيل فاضلا عالما، متقنا فقيها على مذهب مالك بن أنس. شرح مذهبه ولخصه، واحتج له، وصنف المسند وكتبا عدة في علوم القرآن. وجمع حديث مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، واستوطن بغداد قديما، وولي القضاء بها فلم يزل يتقلده إلى حين وفاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازي، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا عبد الله بن رجاء، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَدَعُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ وَلا فِي الْحَضَرِ، وَلا فِي الصِّحَّةِ وَلا فِي السَّقَمِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدّل، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلا صَلاةَ لَهُ» [1]
. قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حرب.
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى 3/57، 174، 185. والمستدرك 1/245. ومجمع الزوائد 2/42.(6/282)
قُلْتُ: وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. مَوْقُوفًا غَيْرَ مَرْفُوعٍ.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا مالك عن يحيى ابن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول: أنزلت هذه الآية: فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً
[الإسراء 25] هو الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السّكّري، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم الواسطيّ، حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا الفروي، أخبرنا مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: ما شبعت منذ قتل عثمان.
أخبرنا علي بن المحسن القاضي، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ. قَالَ:
إسماعيل بن إسحاق كان منشؤه البصرة، وأخذ الفقه على مذهب مالك عن أحمد ابن المعدل، وتقدم في هذا العلم حتى صار علما فيه، ونشر من مذهب مالك وفضله ما لم يكن بالعراق في وقت من الأوقات، وصنف في الاحتجاج لمذهب مالك والشرح له ما صار لأهل هذا المذهب مثالا يحتذونه، وطريقا يسلكونه، وانضاف إلى ذلك علمه بالقرآن فإنه ألف في القرآن كتبا تتجاوز كثيرا من الكتب المصنفة فيه. فمنها كتابه في أحكام القرآن، وهو كتاب لم يسبقه إليه أحد من أصحابه إلى مثله، ومنها كتابه في القراءات، وهو كتاب جليل القدر عظيم الخطر، ومنها كتابه في معاني القرآن.
وهذان الكتابان يشهد بتفضيله فيهما واحد الزمان، ومن انتهى إليه العلم بالنحو واللغة في ذلك الأوان، وهو أبو العباس محمد بن يزيد المبرد.
ورأيت أبا بكر بن مجاهد يصف هذين الكتابين، وسمعته مرات لا أحصيها يقول:
سمعت أبا العباس المبرد يقول: القاضي أعلم مني بالتصريف. وبلغ من العمر ما صار واحدا في عصره في علو الإسناد لأن مولده كان سنة تسع وتسعين ومائة. فحمل الناس عنه من الحديث الحسن ما لم يحمل عن كبير أحد. وكان الناس يصيرون إليه، فيقتبس منه كل فريق علما لا يشاركه فيه الآخرون. فمن قوم يحملون الحديث، ومن(6/283)
قوم يحملون علم القرآن والقراءات والفقه، إلى غير ذلك مما يطول شرحه. فأما سداده في القضاء وحسن مذهبه فيه وسهولة الأمر عليه فيما كان يلتبس على غيره فشيء شهرته تغنى عن ذكره. وكان في أكثر أوقاته- وبعد فراغه من الخصوم- متشاغلا بالعلم، لأنه اعتمد على كاتبه أبي عمر محمد بن يوسف فكان يحمل عنه أكثر أمره من لقاء السلطان. وينظر له في كل أمره. وأقبل هو على الحديث والعلم.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أبي المغيرة الأندلسي، حدّثنا علي بن بقاء الورّاق، أخبرنا عبد الغني بن سعيد الأزديّ، حدّثنا محمّد بن بكر، أخبرنا ابن المنتاب قال: سمعت إسماعيل القاضي. قال: دخلت يوما على يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون في الفقه. وهم يقولون قال أهل المدينة: فلما رآني مقبلا قال: قد جاءت المدينة! وقال ابن المنتاب: حدثنا أبو علي بن ماهان القندي قال: سمعت نصر بن علي الجهضمي يقول: ليس في آل حماد بن زيد رجل أفضل من إسماعيل بن إسحاق.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي. قال: قال: قال أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم: كان إسماعيل بن إسحاق نيفا وخمسين سنة على القضاء. ما عزل عنه إلا سنتين! قلت: وهذا القول فيه تسامح، وذلك أن ولاية إسماعيل القضاء ما بين ابتدائها إلى حين وفاته لم تبلغ خمسين سنة، وأول ما ولي في خلافة المتوكل لما مات سوار بن عبد الله، وكان قاضى القضاة بسر من رأى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي فأمره المتوكل أن يولي إسماعيل قضاء الجانب الشرقي من بغداد.
كذلك: أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي. قال: ولي إسماعيل بن إسحاق قضاء الجانب الشرقي سنة ست وأربعين ومائتين بعقب موت سوار بن عبد الله.
قلت: وجمع له قضاء الجانبين بعد ذلك بسبع عشرة سنة.
كذلك: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي. قال: ولي إسماعيل بن إسحاق القضاء بالجانب الشرقي من بغداد مضموما إلى الجانب الغربي، فجمعت له بغداد في سنة اثنتين وستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: لم يزل إسماعيل(6/284)
ابن إسحاق قاضيا على عسكر المهدي إلى سنة خمس وخمسين ومائتين، فإن المهتدي محمد بن الواثق قبض على حماد بن إسحاق أخي إسماعيل بن إسحاق وضربه بالسياط، وأطاف به على بغل بسر من رأى لشيء بلغه عنه، وصرف إسماعيل بن إسحاق عن الحكم- واستتر- وقاضى القضاة كان بسر من رأى- الحسن بن محمّد ابن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثم صرف عن القضاء في هذه السنة وولي القضاء عبد الرحمن بن نائل بن نجيح، ثم رد الحسن بن محمد في هذه السنة إلى القضاء، ثم استقضى المهتدي على الجانب الشرقي القاسم بن منصور التميمي نحو سبعة أشهر، وكان قليل النفاذ، ثم قتل المهتدي بالله في رجب سنة ست وخمسين ومائتين- وقيل سموه- وأخرج، فصلى عليه جعفر بن عبد الواحد بعد يومين من العقد للمعتمد على الله، وعلى قضاء القضاة بسر من رأى الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، فأعاد المعتمد إسماعيل بن إسحاق على الجانب الشرقي ببغداد، وذلك في رجب سنة ست وخمسين ومائتين فلم يزل على القضاء بالجانب الشرقي إلى سنة ثمان وخمسين ومائتين، وغلب على الموفق، ثم سأله أن ينقله إلى الجانب الغربي، وكان على قضاء الجانب الغربي بالشرقية- وهو الكرخ- البرتي. وعلى مدينة المنصور أحمد ابن يحيى بن أبي يوسف القاضي فأجابه إلى ذلك وكره ذلك قاضى القضاة ابن أبي الشوارب، فاجتهد في ترك البرتي وأحمد بن يحيى فما أمكنه لتمكن إسماعيل من الناصر، فأجيب إسماعيل إلى ما سأل ونقل البرتي عن قضاء الشرقية إلى الجانب الشرقي، ولم يزل على القضاء بالجانب الشرقي وإسماعيل بن إسحاق على الجانب الغربي بأسره إلى سنة اثنتين وستين ومائتين، ثم جمعت بغداد بأسرها لإسماعيل بن إسحاق وصرف البرتي، وقلد المدائن والنهروانات وقطعة من أعمال السواد، وكان الحسن بن محمد بن أبي الشوارب قد توفي سنة إحدى وستين ومائتين بمكة بعد الحج، فولي أخوه علي بن محمد مكانه، وبقي ابن أبي الشوارب على قضاء سر من رأى، وكان يدعى بقاضي القضاة، وصار إسماعيل المقدم على سائر القضاة، ولم يقلد أحد قضاء القضاة إلى أن توفي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت محمد بن الفضل النحوي يقول: سمعت أبا الطيب عبد الله بن شاذان يقول:
سمعت يوسف بن يعقوب يقول: قرأت توقيع المعتضد إلى عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير. واستوص بالشيخين الخيرين القاضيين: إسماعيل بن إسحاق الأزدي،(6/285)
وموسى بن إسحاق الخطمي خيرا، فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا دفع عنهم بدعائهما.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي قَالَ: سمعت أبا العباس المبرد يقول: لما توفيت والدة إسماعيل بن إسحاق القاضي ركبت إليه أعزيه وأتوجع له، فألفيت عنده الجلة من بني هاشم والفقهاء والعدول ومستوري مدينة السلام، ورأيت من ولهه ما أبداه ولم يقدر على ستره، وكلّ يعزيه وقد كاد لا يسلو، فلما رأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم فأنشدته:
لعمري لئن غال ريب الزّما ... ن فينا لقد غال نفسا حبيبه
ولكن علمي بما في الثّوا ... ب عند المصيبة ينسي المصيبه
فتفهم كلامي واستحسنه، ودعا بدواة وكتبه، ورايته بعد قد انبسط وجهه وزال عنه ما كان فيه من تلك الكآبة وشدة الجزع.
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ الشطي- بجرجان- قال: أنشدنا أبو عبد الله بن حماد قال: أنشدنا إبراهيم بن حماد قال: أنشدني عمى إسماعيل القاضي:
همم الموت عاليات فمن ث ... مّ تخطى إلى لباب اللباب
ولهذا قيل الفراق أخو المو ... ت لإقدامه على الأحباب
وأخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلّال، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الجرجاني، حدّثنا الحسن بن أحمد الكاتب- بهمذان- حدّثنا نفطويه قال: كنت مع المبرد فمر به إسماعيل بن إسحاق القاضي، فوثب إليه وقبل يده وأنشده:
فلما بصرنا به مقبلا ... حللنا الحبى وابتدرنا القياما
فلا تنكرن قيامي له ... فإن الكريم يجل الكراما
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمّد بن جعفر النّحويّ- بالكوفة- حدثنا أبو بكر أحمد بن السري. قال: اجتمع المبرد وأبو العباس ثعلب عند إسماعيل القاضي فتكالما في مسألة، فطال بينهما الكلام، فقال المبرد لثعلب: قد رضينا بالقاضي، فسألاه الحكومة بينهما فقال لهما: تكالما، فتكالما، فقال القاضي: لا يسعني الحكم بينكما لأنكما قد خرجتما إلى ما لا أعلم.(6/286)
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدارقطني قال: سمعت عبد الرحيم- ولم ينسبه- يقول إن إسماعيل بن إسحاق القاضي دخل إلى عنده عبدون بن صاعد الوزير- وكان نصرانيا- فقام له ورحب به، فرأى إنكار الشهود ومن حضره، فلما خرج قال لهم: قد علمت إنكار كم وقد قال الله تعالى: لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ
[الممتحنة 8] الآية. وهذا الرجل يقضي حوائج المسلمين، وهو سفير بيننا وبين المعتضد، وهذا من البِرِّ، فسكتت الجماعة لما أخبرهم.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: إسماعيل بن إسحاق كان مولده سنة مائتين، وتوفي عن اثنتين وثمانين سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الله بن محمد بن حيان يقول: مات إسماعيل القاضي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين فجأة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل. قال: توفي إسماعيل بن إسحاق وهو قاض على الجانبين جميعا فجأة، وقت صلاة العشاء الآخرة ليلة الأربعاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وأمه وأم أخيه حماد اسمها شاخة بنت معاذ السدوسية، أخبرني بذلك موسى ابنه.
وأخبرني أبو أحمد ابنه أن أم إسماعيل وحمّاد أخيه أم ولد اسمها سحيمة. والله أعلم [1] .
3319- إسماعيل بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هاني، أبو بكر البلخي [2] :
وهو أخو عبد الصمد بن الفضل، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن الحسن، والحسن بن عمر بن شقيق، وقتيبة بن سعيد البلخيين، وعن إسماعيل بن يحيى
__________
[1] إلى هنا ينتهي الجزء الرابع من النسخة الصميصاطية وهذا ختامها: «آخر المجلد الرابع ويتلوه إن شاء الله إسماعيل بن الفضل والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. ووافق الفراغ من نسخه وهو المجلد الرابع من أصل الوقف الصميصاطي بخط الزعفراني بحمد الله ومنه في العشر الأول من شعبان سنة أربع وثلاثين وستمائة» .
وعلى هامش الجزء: «آخر الخامس والأربعين» . أي من تجزئة المؤلف.
[2] 3319- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/403.(6/287)
العطار، وإسحاق بن إبراهيم الهروي، وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأَبِي كريب مُحَمَّد بْن العلاء الكوفِي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وأبو عَمْرو بن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع الْقَاضِي، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي، وكان ثقة.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي البادا، أخبرنا عبد الباقي بن قانع، حدّثنا إسماعيل بن الفضل، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا سعدان بن يحيى، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ رِجْزٌ عُذِّبَ بِهِ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كُنْتُمْ بِأَرْضٍ فَوَقَعَ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا» [1]
. قُلْتُ: يَعْنِي الطَّاعُونَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْد الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مكرم، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ موسى البلخي، حدّثنا محمّد بن الحسن، أخبرنا عبد الله- يعني ابن المبارك- حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ: وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ إِلا ابْنُ المبارك وهو غريب.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسماعيل بن الفضل البلخي مات في رجب من سنة ست وثمانين ومائتين.
3320- إسماعيل بن نميل بن زكريا، أبو علي الخلال [2] :
سمع عبد الله بن صالح العجلي المقرئ، وأبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس اليربوعي، ومحمد بن بكار بن الريان، وعياش بن الوليد الرقام، والعلاء بن عمرو الحنفي. روى عنه أبو عبيد بن المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وعبد الصمد الطستي، والْحُسَيْن بن أَيُّوبَ بن عبد العزيز الهاشمي، وأبو القاسم الطبراني.
وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 6/390. ومجمع الزوائد 2/310.
[2] 3320- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/412.(6/288)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شهريار الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُمَيْلٍ الْخَلالُ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حيّان، عن أبي الهياج الأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بالم تنزيل السجدة، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ.
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: لا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ بَكَّارٍ.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: إسماعيل بن نميل أبو علي شيخ ثقة بغدادي، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم أبو عبد الله بن مخلد، وأبو عبيد بن المحاملي وغيرهما.
وقد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا: محمد بن عبد الله بن نميل الخلال، وسقنا رواية عبد الباقي بن قانع عنه، وأتبعنا ذلك بقوله في تاريخه أن ابن نميل مات سنة ثمان وثمانين ومائتين، ولا نعلم أن محمّدا عنى أم إسماعيل، لأنه لم يسم الذي ذكر وفاته، إلا أن الظاهر من ذلك أنه أراد محمدا شيخه، والله أعلم.
3321- إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو بكر السراج النيسابوري، مولى ثقيف [1] :
وهو أخو إبراهيم ومحمد، سمع يحيى بن يحيى التميمي، وعبد الله بن الجراح القوهستاني، وعمرو بن زرارة، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن موسى الحرشي، وجبارة بن المغلس الحماني، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن عمر القواريري، ويحيى ابن عثمان الحربي. نزل بغداد وحدث بها، وكان له اختصاص بأحمد بن حنبل.
روى عنه أخوه محمد، ومحمد بن مخلد، وأبو سهل بن زياد القطان، وإسماعيل بْن علي الْخُطبي، وعبد الباقي بْن قانع وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، أخبرنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا جبارة قال: أخبرنا شبيب بن شبة قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَكَفَّارَتُهُ كفارة يمين» [2] .
__________
[1] 3321- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/403.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/289)
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران النيسابوري السراج ثقة سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بالويه يقول: توفي إسماعيل بن إسحاق السّرّاج ونحن بها سنة ست وثمانين ومائتين.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن أبا بكر إسماعيل بن إسحاق النيسابوري مات فِي جمادى الأولى من سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
أخبرني محمد بن علي المقرئ. أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يَقُولُ: سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السراج يقول: وا أسفا على بغداد! فقيل له: ما الذي حملك على الخروج منها؟ قال:
أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب الدرب يقول لآخر: من هذا الميت؟ قال: غريب كان هاهنا. فقلت: إنا لله. بعد طول مقام أخي بها، واشتهاره بالعلم والتجارة. يقال: غريب كان هاهنا! فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن.
3322- إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطي:
حدث ببغداد عن أبي هبيرة الدمشقي، وعباس بن الوليد البيروتي. روى عنه أبو عمرو بن السماك.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، حدّثني أبو هبيرة الدّمشقيّ، أخبرنا سَلامَةُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ السِّمْطِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُشِيرُ فِي الصَّلاةِ.
3323- إسماعيل بن بكر بن إسماعيل، أبو علي السكري:
حدث عن عمرو بن مرزوق، وخلف بن هشام، وأبي الربيع الزهراني، وعمرو بن محمد الناقد. روى عنه إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي، وأَبُو علي بن الصواف، وعبد الله ابن إبراهيم بن ماسي، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بن علي الخطبي، حدّثنا إسماعيل بن بكر السّكّري، حدّثنا أبو الرّبيع الزهراني، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ(6/290)
أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، فَمَنْ شَرِبَهَا في الدنيا [ثم] [1] لَمْ يَتُبْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ» [2]
. ذكر أبو عبد الرحمن السلمي إسماعيل بن بكر السكري في كتاب تاريخ الصوفية، ولست أعلم أهو أبو علي هذا أم غيره.
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن السلمي. قال:
إسماعيل بن بكر السكري بغدادي كان من أقران الجنيد، صحب أبا تراب النخشبي، حكي عن أبي تراب أنه قال: إسماعيل السكري درة لا يزيده مرور الأيام إلا نورا.
3324- إسماعيل بن الغصن، أبو جعفر الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ عَبْد الغفار بْن عبد اللَّه بْن الزبير الموصلي. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي، وقيل هو محمد بن إسماعيل بن الغصن، فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْغُصْنِ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير الموصليّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ» [3]
. وقد ذكرناه في باب المحمدين وسقنا له حديثا رواه عنه الخطبي فسماه فيه محمّد ابن إسماعيل.
3325- إسماعيل بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو القاسم، المعروف باليماني:
حدث عن أحمد بن عبد الصمد النهرواني، وأَبِي همام الوليد بْن شجاع. روى عَنْهُ القاضي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن نصر بن بجير الذهلي. روى عنه أيضا أبو سعيد بن الأعرابي عن إبراهيم بن مجشر.
__________
[1] 3323- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 3324- انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/123، 155. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 33. وفتح الباري 4/464.(6/291)
3326- إسماعيل بن حماد بن الحسن بن حماد، أبو النضر الحضرمي البزاز:
حدث عن محمد بن حميد الرازي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر أنه سمع منه ببغداد.
3327- إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان، أبو هاشم:
حدث عن محمد بن حماد المقرئ. روى عنه أبو كريمة عبد العزيز بن محمد الصيداوي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ- بِصَيْدَا- حدّثنا أبي، حدّثنا جدي أحمد بن محمّد، حدّثنا أبو كريمة بعد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الصيداوي المؤذن، حدثنا أبو هاشم إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان البغدادي، حدّثنا محمّد بن حمّاد المقرئ، حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: أردت بيت المقدس، فرافقت يهوديا، فلما صرنا إلى طبرية نزل فاستخرج ضفدعا، فشد في عنقه خيطا فصار خنزيرا؟! فقال: حتى أذهب فأبيعه من هؤلاء النصارى، فذهب فباعه وجاء بطعام، فركبنا فما سرنا غير بعيد حتى جاء القوم في الطلب، فقال لي: أحسبه صار في أيديهم ضفدعا، قال:
فحانت مني التفاتة فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية، قال: فوقفت وجاء القوم، فلما نظروا إليه فزعوا من السلطان ورجعوا عنه، قال: تقول لي الرأس: رجعوا؟ قال:
قلت: نعم، قال: فالتأم الرأس إلى البدن وركبنا وركب. قال: فقلت: لا رافقتك أبدا، اذهب عني!.
3328- إسماعيل بن إسحاق بن الحصين بن بنت معمر بن سليمان، أبو محمد الرقي [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عن عبيد الله بن معاوية الجمحي، وحكيم بن يوسف الرقي، ومحمد بن محمد بن عمر الواقدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن خلاد الباهلي، وأبيه إسحاق بن الحصين. روى عنه محمد بن العباس بن نجيح الحافظ، وأبو جعفر بن المتيم، وعمر بْن أَحْمَد بْن يوسف الوكيل، ومحمد بْن المظفر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيحٍ الْبَزَّارُ- من لفظه- حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الرّقي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: سمعت
__________
[1] 3328- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/176.(6/292)
أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي غَلِيظِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ. قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ يَدِي صُرَدٌ، فَقَالَ: «هَذَا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ» [1]
. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّقِّيُّ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ مِنْ وَلِدِ أَبِي غَلِيظٍ. حدثنا بشرى بن عبد الله الرومي، حدثني عمر بن أحمد بن يوسف- وكيل المتقي لله- حدثنا أبو محمد إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت عبد الله بن معاوية الجمحي يقول: سمعت أبي، فذكر بإسناده مثله سواء، إلا أنه قال: عليط بالعين والطاء المهملتين في الموضعين جميعا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُتَيَّمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُصَيْنٍ الْمَعْمَرِيُّ. قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْبَسَةَ بْنِ أمية بن خلف الجمحي. قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَدِي صُرَدًا فَقَالَ: «هَذَا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ» [2]
. قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة خمس وثلاثمائة فيها مات المعمري قرابة معمر بن سليمان الرقي، يوم ثلاثاء في ذي القعدة.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن المعمري مات سنة ست وثلاثمائة.
3329- إسماعيل بن موسى بن إبراهيم بن المبارك، أبو أحمد البجلي الحاسب [3] :
سمع بشر بْن الوليد، ومحمد بْن بكار بن الريان، وجبارة بن مغلس، وعبيد الله ابن عمر القواريري، ومحمد بن سليمان لوينا، وعَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النرسي. روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم، ومحمد بن المظفر، وأبو الحسين بن البواب، ومحمّد ابن إسماعيل الوراق، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، أخبرنا
__________
[1] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/62. والأسرار المرفوعة 415. وتذكرة الموضوعات 118.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] 3329- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/201.(6/293)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَاسِبُ- إِمْلاءً- حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحُبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ مَهْرَهَا عِتْقَهَا، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا بِحَيْسٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الْحَاسِبِ عَنِ الْقَوَارِيرِيِّ غَيْرُ هَذَا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الأمين، حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق. قال: توفي أبو أحمد إسماعيل بن موسى الحاسب سنة تسع وثلاثمائة.
وكذلك: أخبرنا السّمسار [أخبرنا الصّفّار] [1] حدثنا ابن قانع وزاد في شهر ربيع الأول.
3330- إسماعيل بن إبراهيم بن محمد، أبو علي المعروف بسمعان الصيرفي:
حدث عن أبي سعيد الأشج، وحميد بن زنجويه، والحسن بن شبيب المؤدب، ومحمد بن أبي عون ويعقوب الدورقي. روى عنه أبو عبد الله بن الضرير الضراب، وعبد الله بن عدي الجرجاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إسماعيل الهروي، أخبرنا الحسين بن عمر ابن عمران الضّرّاب- ببغداد- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْرُوفُ بسمعان قال: حدّثنا يعقوب الدورقي، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا شعبة عن قتادة عن زرارة ابن أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً لِفِرَاشِ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» [2]
. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ: حدثنا الحسين بن عمر الضراب قال: أنشدنا سمعان الصيرفي:
أشد من فاقة الزمان ... مقام حر على هوان
فاسترزق الله واستعنه ... فإنه خير مستعان
وإن نبا منزل بحر ... فمن مكان إلى مكان
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 3330- انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/39. وصحيح مسلم، كتاب النكاح 120.(6/294)
3331- إسماعيل بن إبراهيم بن أبي عطاء، أبو علي المؤدب:
حدث عَنْ يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي. رَوَى عنه أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن جَعْفَرِ بْن الْمُنَادَى.
3332- إسماعيل بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ سليمان، البصري، ويعرف بوكيل أكثم:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويحيى بن حبيب بن عربي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ونصر بن علي الجهضمي، وعمرو بْن عَلِيّ الصيرفي. رَوَى عَنْهُ أَبُو العباس عبد اللَّه بْن موسى الهاشمي، ومحمد بن مظفر وعلي بن عمر السكري، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ الأصبهاني- بِهَا- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصْرِيُّ- جَارُ الْعَمِّيِّ ببغداد- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ فَلَقِيتُ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عمرو بن حريث عن سَعِيدَ بْنِ زَيْدٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ» . [1]
3333- إسماعيل بن سعدان بن يزيد، أبو معمر البزاز [2] :
سمع أباه، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن المسور الزهري، وأبا موسى محمد بن المثنى العنزي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، ومحمد بن الوليد البسري.
روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وأبو بَكْرِ بْن شَاذَانَ وَأَبُو حَفْص بْن شاهين، ومحمد بن نصر بن مكرم، ويوسف بْن عُمَر القواس. وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ الْقُرَشِيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا إسماعيل بن سعدان بن يزيد- أبو معمّر البزّاز- حدّثنا عبد الله بن محمّد بن المسور الزّهريّ، حدثنا سفيان بن عيينة، عن وردان الرومي. قال: سألت ابن عمر عن
__________
[1] 3332- سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 3333- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/295.(6/295)
الذهب بالذهب، والدراهم بالدراهم، فقال: ضع هذا في كفة، وهذا في كفة، فإذا اعتدلا فخذ وأعط، هذا عهد صاحبنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلينا.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ، حدثنا يوسف بن عمر القواس قال:
مات أبو معمر إسماعيل بن سعدان بن يزيد في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
3334- إسماعيل بن عباد بن القاسم بن عباد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله أبو علي القطان، مولى عمر بن الخطاب [1] :
كان ينزل درب السلق من قطيعة الربيع وحدث عن أبيه، وعن عباد بن يعقوب الدواجني، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وأبي الأشعث العجلي، وعلي بن حرب الطائي. ورى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو بكر ابن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بْن عُمر القواس، وأبو القاسم بن الثلاج.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، أخبرنا أبو علي إسماعيل بن عبّاد، حدّثنا عبّاد- يعني ابن يعقوب- حدّثنا محمّد بن المفضل بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِذَا صَلَّى اسْتَقْبَلَنَا بِوَجْهِهِ.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه: توفي أبو علي إسماعيل بن عباد في شهر رمضان من سنة عشرين وثلاثمائة.
3335- إسماعيل بن يوسف بن دارم، أبو الطيب النّيسابوريّ:
حدّث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن العبّاس بن منصور الفرانداباذي، وذكر أنه قدم بغداد حاجا في سنة عشرين وثلاثمائة، ونزل بباب خراسان.
3336- إسماعيل بن يونس بن ياسين، أبو إسحاق المعروف بالشيعي [2] :
حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وعمرو بن علي الفلاس، وعباس بن يزيد البحراني، وأبي الفضل الرياشي، وعمر بْن شبة النميري. رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ المقرئ، والقاضي أَبُو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وابن الثلاج.
__________
[1] 3334- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/307.
[2] 3336- الشيعي: هذه النسبة إلى الشيعة (الأنساب 7/472) .(6/296)
وَذكر فيما قرأت بِخطه: أنه مات فِي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. قال: وكان ينزل دكان الأبناء.
3337- إسماعيل بن يونس بن صغير بن السكن، الصفار الأطروش:
حدث عن أبي سيار الحافظ. ومحمد بن إبراهيم مربع. روى عنه عمر بن أحمد ابن يوسف الوكيل، أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْمَعْرُوفُ بأبي نعيم الوكيل، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ صُغَيْرِ بْنِ السّكن الصّفّار الأطروش، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن مُرَبَّع الأْنَمَاطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو سَيَّارٍ، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ النصيبي، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ:
سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَذْكُرُ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صداقها. كذا في كتاب بشرى بن موسى بن محمد، وأظنه موسى بن أيوب النصيبي، والله أعلم.
3338- إسماعيل بن محمد بن قاسم الأنباري:
حدث عن الحسين بن نصر الرازي- شيخ يحدث عن هشام بن الكلبي- روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن عتاب السقطي، وذكر أنه سمع منه ببيت المقدس.
3339- إسماعيل بن العباس بن عمر بن مهران بن فيروز بن سعيد، أبو علي الوراق [1] :
ولد في سنة أربعين ومائتين، وسمع إسحاق بن إبراهيم البغوي، والزبير بن بكار والحسن بن عرفة، وبشر بن مطر، وعمر بن شبة، وعلي بْن حرب، وأحمد بْن مَنْصُور الرمادي، ومحمد بْن عبد الملك بن زنجويه، وإبراهيم بن هاني، وخلقا من هذه الطبقة. روى عنه ابنه محمد، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين ويوسف القواس، وأبو طاهر المخلص، وأبو حفص الكتاني، وغيرهم.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب أن يُوسُف بن عمر القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات. حَدَّثَنِي الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن العباس الوراق ثقة.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر أن إسماعيل بن العباس الوراق مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 3339- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/352.(6/297)
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْن عُمَرَ بْن شَاهِينَ عَن أبيه. قال: ومات إسماعيل بن العباس في رجوعه من الحج في المحرم سنة ثلاث وعشرين.
قلت: كان إسماعيل قد حج سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، ثم رجع فمات في الطريق، وحمل إلى بغداد فدفن بها.
3340- إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو بكر الناقد:
حدث عن أحمد بن الهيثم البزاز، وإبراهيم بن الهيثم البلدي. روى عنه المعافى بن زكريا، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى فِي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
3341- إسماعيل بن هارون بن عيسى بن زياد بن مردانشاه، أبو القاسم البزاز:
حدث عن الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر، وعثمان بن هشام بن دلهم. روى عنه الدارقطني، ومحمد بن أحمد بن عبدان الصفار.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أبي علي المعدّل، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان الصّفّار، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عيسى بن زياد بن مردانشاه، حدّثنا الحسن ابن أبي الرّبيع، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لها عن الشهوات، ومن ترقب الموت لها عَنِ اللَّذَّاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ» [1]
. 3342- إسماعيل بن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول بْن حسان بْن سنان، أبو الحسن التنوخي الأنباري [2] :
حدث ببغداد عن أبي العباس أحمد بن محمد البرتي، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومُحَمَّد بْن غالب التمتام، وجعفر بن مُحَمَّد بن شاكر الصائغ، وإِسْمَاعِيل بن محمّد ابن أبي كثير الفارسي، وبشر بن موسى الأسدي، ومحمد بن يونس الكديمي،
__________
[1] 3341- انظر الحديث في: الموضوعات 3/180. وتنزيه الشريعة 2/341. وإتحاف السادة المتقين 9/334، 628، 10/439.
[2] 3342- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/145.(6/298)
وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وبهلول بن إسحاق الأنباري، وموسى بن هارون الحافظ. روى عنه ابن أخيه أحمد بن يوسف بن يعقوب التنوخي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بن إسحاق بن البهلول، أخبرنا إسماعيل ابن محمّد بن أبي كثير- قاضي المدائن- حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا أبو حنيفة، عن عبد الرّحمن بن يزداذ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ فَأَتَيْتُهُ بِلَحْمِ شِوَاءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يُحْدِثْ وُضُوءًا.
قال لي التنوخي: قال أبي: ولد إسماعيل بن يعقوب بالأنبار سنة اثنتين وخمسين ومائتين ومات بها في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وحدث ببغداد وكان حافظا للقرآن عالما بأنساب اليمن، كثير الحديث ثقة فيه صدوقا.
3343- إسماعيل بن محمد الأصبهاني:
ورد بغداد وحدث بها عن يونس بن حبيب. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الأصبهانيّ، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود، حدّثنا ورقاء، عن العلاء ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ» [1]
. 3344- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن، أبو علي الصفار النحوي [2] :
صاحب المبرد. سمع الحسن بن عرفة العبدي، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أيوب المخرمي وزكريا بن يحيى المروزي، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وسعدان بْن نصر المخرمي، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، والحسن بْن عَلِيّ بن عفان العامري، وزيد بن إسماعيل الصّائغ،
__________
[1] 3343- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/478. وكشف الخفا 2/528.
[2] 3344- انظر: نزهة الألباء 354. وبغية الوعاة 198. وشذرات الذهب 2/358. والأعلام (1/322) .(6/299)
وأبا البختري العنبري، ومحمد بن عبيد الله المنادي، وعلي بن داود القنطري، وغير هؤلاء من أهل طبقتهم وممن بعدهم. روى عنه محمد بن المظفر، والدارقطني، وجماعة نحوهما. وحدثنا عنه أَبُو عُمَرَ بن مهدي، وأحمد بن محمد بن المتيم، وأبو عبد الله بن دوست، ومحمد بن أحمد بْن رزقويه، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الستوري، وَالْحُسَيْن بْن عُمَر بن برهان الغزال، ومحمد بن عبيد الله الحنائي، وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق، وهلال الحفار، والقاضي أبو القاسم بن المنذر، والحسين بن الحسن المخزومي، وأبو الحسين بن بشران، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَأبو الحسين ابن الفضل بن القطان. وآخر من حدثنا عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابن مخلد البزاز.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إسماعيل بن محمد الصفار ثقة.
وأخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدارقطني: صام إسماعيل الصفار أربعة وثمانين رمضانا. قال: وكان متعصبا للسنة.
أخبرني علي بن أبي علي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني أن أبا علي إسماعيل ابن محمد الصفار أنشده لنفسه:
إذا زرتكم لقيت أهلا ومرحبا ... وإن غبت حولا لا أرى لكم رسلا
وإن غبت لم أعدم ألا قد جفوتنا ... وقد كنت زوارا فما بالنا نقلى؟
أفي الحق أن أرضى بذلك منكم ... بل الضيم أن أرضى بها منكم فعلا
ولكنني أعطي صفاء مودتي ... لمن لا يرى يوما عليّ له فضلا
وأستعمل الإنصاف في الناس كلهم ... فلا أصل الجافي ولا أقطع الحبلا
وأخضع لله الذي هو خالقي ... ولا أعطي للمخلوق من نفسي الذلا
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن عَلِيّ بْن عمر بن الفياض، أخبرني إسماعيل بن محمد المعروف بالصفار: أنه ولد في سنة سبع وأربعين ومائتين.
قلت: وقيل إن مولده كان في ليلة الاثنين لليلتين خلتا من شهر رمضان من هذه السنة.
وأخبرني الأزهري، عَن مُحَمَّد بْن العباس بْن الفرات. قَالَ: مولد إسماعيل الصفار سنة ثمان وأربعين ومائتين. وتوفي سحر يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.(6/300)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسماعيل الصفار مات في يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل الْقَطَّان- إملاء- قال: توفي إسماعيل الصفار في يوم الأربعاء، ودفن في يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
قلت: ودفن مقابل قبر معروف الكرخي، بينهما عرض الطريق دون قبر أبي بكر الأدمي وأبي عمر الزاهد.
3345- إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى، أبو القاسم المعروف بابن الجراب [1] :
بلغني أنه ولد بسر من رأى في رجب من سنة اثنتين ومائتين، وسمع عبد الله بن روح المدائني، وموسى بن سهل الوشاء، وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن محمّد البزلي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، ونحوهم. وانتقل إلى مصر فسكنها وحدث بها فحصل حديثه عند أهلها. روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وغيره.
حدثنا محمد بن علي الصوري، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدّثنا أبو إسماعيل بن يونس. قال: إسماعيل بن يعقوب المعروف بابن الجراب يكنى أبا القاسم بغدادي، قدم مصر. حدث عن إسماعيل القاضي ونحوه، توفي يوم الخميس لخمس خلون من شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وكان ثقة.
3346- إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل، أبو علي البغدادي:
حدث بالبصرة عن أبي أيوب أَحْمَد بن بشر الطيالسي، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي. رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ الأسدآباذي.
3347- إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن يحيى بن بيان، أبو محمد الخطبي [2] :
سمع الحارث بن أبي أسامة التميمي، وإدريس بن جعفر العطّار، ومحمّد بن
__________
[1] 3345- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/102.
[2] 3347- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/134. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 202.(6/301)
عثمان بْن أبي شيبة، وأبا الْعَبَّاس الكديمي، وبشر بن موسى الأسدي، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك المروزي، وأبا شعيب الحراني، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل، وَالْحُسَيْن بن فهم، وأحمد بن علي الخراز، ومحمد بن عيسى بن السكن الواسطي، وأبا قبيصة محمد بن عبد الرحمن الضبي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن البراء، والحسن بْن علويه القطان، والحسن بن علي المعمري، وأبا حصين الوادعي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي الكوفي، ومحمد بن علي بن بطحا، وجماعة غيرهم من طبقتهم. روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وغيرهما من المتقدمين. وأخبرنا عنه ابن رزقويه وإبراهيم بن مخلد بن جعفر، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وأبو علي بن شاذان وغيرهم.
وكان فاضلا فهما عارفا بأيام الناس وأخبار الخلفاء، وصنف تاريخا كبيرا على ترتيب السنين.
سمعت الأزهري يقول: جاء أبو بكر بن مجاهد، وإسماعيل الخطبي إلى منزل بن عبد العزيز الهاشمي، فقدم إسماعيل أبا بكر، فتأخر أبو بكر وقدم إسماعيل، فلما استأذن إسماعيل أذن له في الدخول، فقال إسماعيل: أدخل ومن أنا معه؟ - أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي علي بْن مُحَمَّد بْن نصر. قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت الدارقطني عن أبي محمد إسماعيل بن علي الخطبي فقال: ما أعرف منه إلا خيرا. كان يتحرى الصدق.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصيرفي عن أبي الحسن الدارقطني. قال:
إسماعيل الخطبي ثقة.
أخبرني الأزهري، عَن مُحَمَّد بْن العباس بْن الفرات. قَالَ: كان إسماعيل بن علي الخطبي ركينا عاقلا، ذا رأي حسن، مقدما عند المشايخ المتقدمين من بني هاشم وغيرهم، من أهل الثقة والأدب، وحسن الحديث والمجلس، والمعرفة بأخبار من تقدم من الناس، قل من رأيت من المشايخ مثله.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ. قَالَ: سمعت أبا الحسن بن رزقويه يذكر عن إسماعيل الخطبي. قال: وجه إليَّ الراضي بالله ليلة عيد فطر، فحملت إليه راكبا بغلة، ودخلت عليه وهو جالس في الشموع قال لي: يا إسماعيل إني قد عزمت في غد على الصلاة بالناس في المصلى فما الذي أقول إذا انتهيت في الخطبة إلى الدعاء لنفسي؟(6/302)
قال: فأطرقت ساعة ثم قلت: يقول أمير المؤمنين: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ
[النمل 19] فقال لي حسبك ثم أمرني بالانصراف، وأتبعني بخادم فدفع إليّ خريطة فيها أربعمائة دينار، وكانت الدنانير خمسمائة. فأخذ الخادم منها لنفسه مائة دينار- أو كما قال-.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل الْقَطَّان. قال: توفي إسماعيل الخطبي في جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاثمائة. وقال محمد بن أبي الفوارس: توفي الخطبي يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة خمسين. ودفن يوم الأربعاء ومولده يوم السبت لثلاث خلون من المحرم سنة تسع وستين ومائتين، وكان شيخا ثقة نبيلا.
3348- إسماعيل بن شعيب، أبو علي النهاوندي المقرئ:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي علي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سلمويه الأصبهاني- كتاب قراءة الكسائي رواية قتيبة بن مهران عنه- روى عنه إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر. حَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ. قال: مات إسماعيل بن شعيب النهاوندي المقرئ الفقيه العراقي في سنة خمسين وثلاثمائة. وكذلك ذكر محمد بن أبي الفوارس وقال: توفي في شهر رمضان قريبا منه.
3349- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ بْن عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن بديل بْن وَرقاء، أبو القاسم الخزاعي:
وهو ابن أخي دعبل بْن عليّ الشاعر. حدث عن عباس بن محمد الدوري، وعن محمد بن إسماعيل ابن بنت ربح الصيرفي، وعبد الله بن الحسن الهاشمي، ومحمّد ابن غالب التمتام، ومحمد بن يونس الكديمي وأحمد بْن مُحَمَّد بْن غالب الباهلي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبد الرحمن بن عبد الرزاق بن همام. وروى عن أبيه عن أخيه دعبل أحاديث مسندة عن مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وجرير بن حازم، وغيرهم. روى عنه الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وأَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر الدمشقي، وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي، وهلال بن محمد الحفار، وكان غير ثقة.(6/303)
وذكر ابن جميع وابن زبر وأبو زرعة أنهم سمعوا منه ببغداد،
قال ابن جميع: في درب رباح.
حدّثني الأزهري، أنبأنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ الدعبلي، حدّثني أبي، حَدَّثَنِي أَخِي دِعْبِلُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّاعِرُ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ الرَّشِيدَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ، وَمَا أَقْفَرَ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمُ الْخَلُّ» [1]
. أَخْبَرَنَاهُ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ الخزاعي- بواسط- حدّثنا أبي علي بن علي، حَدَّثَنَا أَخِي دِعْبِلُ بْنُ عَلِيٍّ وُقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَغْلانِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الإدام الخل» [2]
. قرأت في كتاب بن الثلاج بخطه: قال لنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ:
ولدت في سنة تسع وخمسين ومائتين.
وتوفي بواسط في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
3350- إسماعيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حفص بن عمر، أبو القاسم الجرجاني:
حدّث عن أحمد بن بهزاد السيرافي. حدثنا عنه أبو بكر البرقاني وقال: سمعت منه ببغداد في سنة إحدى وستين وثلاثمائة. قلت: فكيف حاله؟ فقال: ثقة.
3351- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو الطيب الفحام:
سمع عبد الله بن محمد بن ناجية، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ويعقوب بن إبراهيم بن حسان الأنماطي، ومُحَمَّد بن الْحَسَن بن هارون بن بدينا، ومحمد بن عبد الله المستعيني، ومحمد بن علي بن الحسن بن حرب الرقي، والعباس بن يوسف الشكلي، أخبرنا عنه أبو بَكْر البرقاني، ومحمد بن جَعْفَر بن علان، والقاضي أَبُو العلاء الواسطي، ومحمد بْن عمر بن بكير المقرئ. وكان ينزل في الجانب الشرق ناحية باب الطاق.
__________
[1] 3349- سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] انظر التخريج السابق.(6/304)
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الطَّيِّبِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَحَّامِ- بِبَغْدَادَ- حَدَّثَكُمْ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، حدّثنا عبد الله بن عمر، حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ طَوَافَ الأَوَّلِ، خَبَّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشَى أَرْبَعًا، وكان يسعى ببطن الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
سَأَلْتُ الْبَرْقَانِيَّ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ. فَقَالَ: ثِقَةٌ.
3352- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح، أبو القاسم المعروف بابن زنجي الكاتب:
حدث عن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن نصر الضبعي، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمّد ابن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وإبراهيم ابن محمد العمري، وإسحاق بن إبراهيم بن غالب الكتاني، وأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وأَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، وهلال بن عبد الله الطيبي، وعبد العزيز بن عَلِيّ الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
سمعت أبا القاسم الأزهري ذكر أبا القاسم بن زنجي فقال: لا يسوى شيئا.
حدثني التنوخي. قال: توفي إسماعيل بن محمد بن زنجي في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
3353- إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بن سويد، أبو القاسم المعدل [1] :
من أهل الجانب الشرقي، حدث عن أبي بكر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد النيسابوري ومحمد بن الحسن بن دريد، وأبي بكر بن الأنباري، والحسين بن القاسم الكوكبي ومحمد بن مخلد الدوري، وغيرهم. حدثنا عنه الأزهري، والتنوخي، وأحمد بن علي بن التوزي، وحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، وأَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، ويَحْيَى بن الْحَسَن بن الْحَسَن بن المنذر، وأبو يعلى بن الفراء.
وكان بعض سماعاته صحيحا في كتب أخيه، وبعضها مفسودا. رأيت إلحاقه
__________
[1] 3353- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/33.(6/305)
لنفسه السماع مع أخيه في جزء عن ابن الأنباري إلحاقا ظاهرا بين الفساد، وكذلك رأيته في جزء آخر عن ابن دريد، وحدث بالجميع، وحدث أيضا من كتب لأخيه لم يكن له فيها سماع قديم ولا ملحق.
وحدثني من سمع محمد بن أبي الفوارس ذكره فقال: كان فيه تساهل في الحديث والدين.
سألت حمزة بن محمد بن طاهر عن ابن سويد فقال: ثقة غير أنه كان فيه حمق.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي. قَالَ: سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم بن سويد الشاهد في المحرم. وكان شيخا عسرا في الحديث.
حدثنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز وعلي بن الحسين- صاحب العبّاسي- قال: مات إسماعيل بن سعيد بن سويد يوم السبت لتسع خلون- وقال محمد: لعشر خلون- من المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. قال علي: ودفن في الخيزرانية.
3354- إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، أبو سعد الجرجاني، المعروف بالإسماعيلي [1] :
ورد بغداد غير مرة؛ وآخر وروده كان في حياة أبي الحسن الدارقطني وحدث عن أبيه أبي بكر الإسماعيلي، وعن أبي العباس الأصم النيسابوري؛ ومحمد بن أحمد بن حفص الدينوري، ومحمد بن علي بن دحيم الكوفي؛ وعبد الله بن عدي الجرجاني. حَدَّثَنَا عنه محمد بن أحمد بن شعيب الروياني، وأبو مُحَمَّد الخلال، وعلي بن المحسن التنوخي.
وكان ثقة فاضلا، فقيها على مذهب الشافعي وكان شيخا جوادا مفضلا على أهل العلم. والرياسة بجرجان إلى اليوم في ولده وأهل بيته.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شعيب الروياني، أخبرنا أبو سعد إسماعيل ابن أحمد بن إبراهيم الجرجاني- ببغداد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ- ولم نكتبه إلّا عنه- حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدّثنا إسماعيل بن أبان الورّاق، حدّثنا سلّام بن سليمان المداينيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ إِلَى الْجُمُعَةِ؛ فَرَأَى رَجُلَيْنِ بَيْنَهُمَا شَحْنَاءُ، فَوَثَبَ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ قَالَ: سمعت
__________
[1] 3354- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/50.(6/306)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ التَّارِكَ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَيْسَ مُؤْمِنًا بِالْقُرْآنِ وَلا بِي» [1]
. سمعت القاضي أبا الطيب الطبري يقول: ورد أبو سعد الإسماعيلي بغداد حاجا في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. فلم يقض له الخروج، فأقام سنة حتى حج من العام المقبل. وحدث ببغداد. قال: وعقد له الفقهاء مجلسين تولى أحدهما أبو حامد الأسفراييني. وتولى الآخر أبو محمّد البافي فبعث البافي إلى القاضي أبي الفرج المعافى ابن زكريا بابنه أبي الفضل يسأله حضور المجلس، وكتب على يده هذين البيتين:
إذا أكرم القاضي الجليل وليه ... وصاحبه ألفاه للشكر موضعا
ولي حاجة يأتي بنيي بذكرها ... ويسأله فيها التطول أجمعا
فأجابه أبو الفرج:
دعا الشيخ مطواعا سميعا لأمره ... يواتيه باعا حيث يرسم إصبعا
وها أنا غاد في غد نحو داره ... أبادر ما قد حده لي مسرعا
حدثني أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الواعظ الإستراباذي- ببيت المقدس- قال: توفي أبو سعد الإسماعيلي بجرجان فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وتسعين وثلاثمائة.
3355- إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسن بن هارون، أبو محمد الفقيه الزاهد البخاري [2] :
ورد بغداد حاجا مرات عدة، وحدث بها عَن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خنب البخاري، وبكر بن محمد بن حمدان المروزي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يزداذ الرازي وخلف بن محمد الخيام، وعلي بن محتاج بن حمويه الكشاني، ومحمد بن نصر الشرغي وسهل بن عثمان بن سعيد، وأحمد بن سعد بن نصر البخاريين.
حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي، وذكر أنه سمع منه بعد عوده من الحج في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
وحدثني عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني وقال: قدم علينا بغداد حاجا في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/306. والجامع الكبير 5422. وكنز العمال 5516.
[2] 3355- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/85.(6/307)
أخبرنا أبو جعفر السمناني، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ علي البخاريّ الفقيه الزاهد، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَرُّوا آبَاءَكُمْ يَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ وَمَنْ تُنُصِّلَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَقْبَلْ لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الْحَوْضَ» [1]
. هَذَا الْحَدِيثُ قَدْ وَهِمَ فِيهِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْكُدَيْمِيِّ، لأَنَّهُ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ قُتَيْبَةَ الرِّفَاعِيِّ عَنْ مَالِكٍ. وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ وَلا عِنْدَ غَيْرِهِ عَنِ ابْنِ عَثْمَةَ وَهُوَ مَحْفُوظٌ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ قُتَيْبَةَ تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِصَوَابِهِ عَنْ محمّد بن يونس أبو الحسن محمّد بن طلحة النّعاليّ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ سنقر السّقطيّ، أخبرنا محمّد بن يونس، حدّثنا علي بن قتيبة الرفاعي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَرُّوا آبَاءَكُمْ يَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ، وَمَنْ تُنُصِّلَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَقْبَلْ فَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ» [2]
. وَهَكَذَا رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ قُتَيْبَةَ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَحَدَّثَ بِهِ بَعْضُ النَّاسِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ الْهَمَذَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ قَادِمٍ، عَنْ مَالِكٍ فَوَهِمَ فِيهِ أَقْبَحَ مِنْ وَهْمِ مَنْ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ عَثْمَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قرأت بخط أبي عبد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد البخاري الحافظ المعروف بالغنجار: توفي أبو محمد إسماعيل بن الحسين يوم الأربعاء لثمان خلون من شعبان سنة اثنتين وأربعمائة.
3356- إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام، أبو القاسم الصرصري [3] :
من أهل صرصر الدير. سمع مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن العلاء الكاتب، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، وأبا عيسى أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق الأنماطي، وأبا عُمَر حمزة بْن الْقَاسِم الهاشمي، وَعمر بْن محمد بن أحمد بن
__________
[1] انظر الحديث في: حلية الأولياء 6/335. ومجمع الزوائد 8/38، 81، 139.
والموضوعات 3/85، 107. واللآلئ المصنوعة 2/104.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] 3356- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/93.(6/308)
هارون العطار، ومحمد بن أحمد بن عمرو البزاز. حدثني عنه أبو بكر البرقاني، والحسن بْن علي بْن عبد اللَّه المقرئ العطار، ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني، ورئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن، وأحمد بن أبي جعفر السمناني.
وسألت البرقاني عنه فقال: صدوق. وسئل عنه وأنا أسمع فقال: ثِقَةً.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال قَالَ: مات إسماعيل بن هشام الصرصري ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة. وحمل إلى صرصر بعد أن صلى عليه أبو حامد الإسفراييني في مشهد سوق الطعام.
3357- إسماعيل بن عمر بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسين المعروف بابن سبنك [1] :
كان من ولد جرير بْن عَبْد اللَّه البجلي. يسكن بباب الأزج، وكان يتقلد النظر في الحكم هناك، وحدث عن محمد بن أحمد بن علي بن المحرم، وأبي بكر الشافعي.
حدثني عنه ابنه محمد وعبد العزيز بْن علي الأزجي، وكان ثقة.
حدثني مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عُمَر بْن سبنك قال: مات أبي سنة ثلاث وأربعمائة.
وذكر لي أحمد بن علي بن التوزي وعلي بن المحسن التنوخي: أنه مات في يوم الأحد الثالث من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة. قال التنوخي: ودفن بباب الأزج.
3358- إسماعيل بن الحسن بن علي بن عتاس، أبو علي الصيرفي [2] :
حدث عن الْحُسَيْن بْن يَحْيَى بْن عياش القطان، وَكَانَ صدوقا. أَدْرَكْتُهُ وَلَمْ يُقْضَ لِيَ السَّمَاعُ مِنْهُ.
فَحَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْمَرِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عتّاس الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيّاش، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، حدّثنا شبابة- زاد
__________
[1] 3357- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/93.
[2] 3358- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/126.(6/309)
ابن عتاس- ابن سوار قال: أنبأنا- وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا- عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ صُهَيْبٍ، عَنِ صُهَيْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً بِصَدَاقٍ لا يُرِيدُ أَنْ يُؤَدِّيَهُ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَانِيًا، وَمَنْ تَسَلَّفَ مَالا يُرِيدُ أَنْ لا يُؤَدِّيَهُ؛ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَارِقًا» [1]
. مَاتَ ابْنُ عَتَّاسٍ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ ثالث عشر من شهر رمضان سنة ثمان وأربعمائة.
3359- إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن عروة، أبو القاسم البندار [2] :
كان يكون في دار البطيخ بنهر طابق، وحدث عن أبي سهل بن زياد، وأبي بكر الشافعي. كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا ابن عروة، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا عمر بن يزيد الرفاء، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ شَقِيقِ بْن سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَالَ أَقْوَامٌ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ، وَيُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ، وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، يَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ سَعْيٍ مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ، وَالأَجَلِ الْمَكْتُوبِ، وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ، لا يَسْعَوْنَ فِيمَا لا يُدْرَكُ إِلا بِالسَّعْيِ مِنَ الْجَزَاءِ الْمَوْفُورِ، وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ، وَالتِّجَارَةِ الَّتِي لا تَبُورُ» [3]
. حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الصُّورِيُّ قَالَ: قَالَ لي ابن عروة: ولدت في النصف من رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
قلت: ومات ودفن في يوم الأحد التاسع والعشرين من المحرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
3360- إسماعيل بن أحمد بن عبد الله، أبو عبد الرحمن الضرير الحيري [4] :
من أهل نيسابور. قدم عَلَيْنَا حاجا فِي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وحدث ببغداد عن أبي طاهر مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بن خزيمة، وأحمد بن
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/134. وإتحاف السادة المتقين 1/10، 10/11.
[2] 3359- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/230.
[3] انظر الحديث في: المعجم الكبير 10/238. ومجمع الزوائد 10/229، 234.
والموضوعات 3/140. والفوائد المجموعة 420. وتنزيه الشريعة 2/304.
[4] 3360- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/274.(6/310)
إبراهيم العبدوي والحسن بْن أَحْمَد المخلدي، وَأحمد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق الأنماطي، وَأحمد بْن مُحَمَّد بْن عمر الخفاف، وَأبي الحسن الماسرجسي، ومحمد بن عبد الله بن حمدون، وأبي بكر الجوزقي، ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكي النيسابوريين، وأزهر بن أحمد السرخسي، والحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي المروزي، وأَبِي نعيم عَبْد الملك بْن الْحَسَن الإسفراييني، وأبي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني وأبي عبد الرحمن السلمي، وغيرهم.
كتبنا عنه وَنِعْمَ الشيخُ كان فضلا وعلما، ومعرفة وفهما، وأمانة وصدقا، وديانة وخلقا.
سئل إسماعيل الحيري عن مولده فقال وأنا أسمع: ولدت في رجب من سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
ولما ورد بغداد كان قد اصطحب معه كتبه عازما على المجاورة بمكة، وكانت وقر بعير، وفي جملتها صحيح البخاري، وكان سمعه من أبي الهيثم الكشميهني عن الفربري فلم يقض لقافلة الحجيج النفوذ في تلك السنة لفساد الطريق، ورجع الناس، فعاد إسماعيل معهم إلى نيسابور؛ ولما كان قبل خروجه بأيام خاطبته في قراءة كتاب الصحيح فأجابني إلى ذلك؛ فقرأت جميعه عليه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين كنت أبتدئ بالقراءة وقت صلاة المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر، وقبل أن أقرأ المجلس الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزل الجزيرة بسوق يحيى، فمضيت إليه مع طائفة من أصحابنا كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين، وقرأت عليه في الجزيرة من ضحوة النهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى وقت طلوع الفجر، ففرغت من الكتاب!! ورحل الشيخ في صبيحة تلك الليلة مع القافلة.
وحدثني مسعود بن ناصر السجزي أنه مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة بيسير.
3361- إسماعيل بن أحمد بن محمد، أبو الفضل السمسار الهروي:
قدم علينا بغداد حاجا. وسمعت منه فِي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة عند مرجعه من الحج حديثا واحدا حدثنيه بلفظه.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن يحيى الأنصاري الزاهد، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدّثنا خلف بن هشام البزار، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حدثني أبي عن سهل بن سعد الساعدي. قال: أخطأ(6/311)
الناس في العدة فما عدوا من مبعثه، ولا عدوا من وفاته، عَدُّوا من مقدمه المدينة صلّى الله عليه وسلم.
كان هذا الشيخ ثقة فاضلا من أهل المعرفة بالأدب.
وحدثني مسعود بن ناصر- في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة- أنه خلفه حيا بهراة في ذلك الوقت.
أنشدني مسعود بن ناصر قال: أنشدني أبو الفضل إسماعيل بن أحمد السمسار بهراة لنفسه:
وما أرسل الأقوام في نيل حاجة ... كأبيض وضاح صحيح مدور
فأرسله مرتادا وأيقن بأنه ... سيحصل ما ترتاد واسمح تصدر
ولا تعتمد شيئا سوى الدرهم الذي ... ينال به المحروم حظ الموفر
فما درهم في فعله غير مرهم ... ومدراء همّ عن فؤاد محيّر
3362- إسماعيل بن علي بن الحسين بن بندار بن المثنى، أبو سعد الواعظ الإستراباذي:
قدم علينا بغداد حاجا وسمعت منه بها حديثا واحدا مسندا. وذلك فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وأربعمائة.
أخبرنا أبو سعد- من حفظه- حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرملي- ببيت المقدس- حدّثنا أبو الوليد هشام بن عمار، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سعيد، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَكَى شُعَيْبٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُبِّ اللَّهِ حَتَّى عَمِيَ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ: بَصَرَهُ، وَأَوْحَى إِلَيْهِ: يَا شُعَيْبُ مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ أَشَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ أَمْ خَوْفًا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: إِلَهِي وَسَيِّدِي أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أَبْكِي شَوْقًا إِلَى جَنَّتِكَ، ولا خوفا من النار، ولكني اعتدت حُبَّكَ بِقَلْبِي، فَإِذَا أَنَا نَظَرْتُ إِلَيْكَ فَمَا أُبَالِي مَا الَّذِي يُصْنَعُ بِي. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا شُعَيْبُ إِنْ يَكُ ذَلِكَ حَقًّا فَهَنِيئًا لَكَ لِقَائِي، يَا شُعَيْبُ لِذَلِكَ أَخْدَمْتُكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ كَلِيمِي» [1]
. وأنشدنا أبو سعد قال: أنشدني طاهر الخثعمي قال: أنشدني الشبلي لنفسه:
مضت الشبيبة والحبيبة فانبرى ... دمعان في الأجفان يزدحمان
ما أنصفتني الحادثات رمينني ... بمودعين وليس لي قلبان
__________
[1] 3362- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/49. والأحاديث الضعيفة 998. وكنز العمال 32339.(6/312)
هذا جميع ما سمعت من أبي سعد ببغداد ولم يكن موثوقا به في الرواية. ثم لقيته ببيت المقدس عند عودي من الحج في سنة ست وأربعين وأربعمائة، فحدّثني عن شافع ابن محمد بن أبي عوانة الإسفراييني، وعن أبي العبّاس الرّازيّ الضّرير، وعن علي بن محمد الطيبي، وأبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي البيع النيسابوري، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي. وسألته عن مولده فقال: ولدت بإسفرايين في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
ومات ببيت المقدس على ما بلغني في المحرم من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.(6/313)
ذكر من اسمه إسحاق
3363- إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري [1] :
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سكن بغداد وكان موصوفا بالجود والسخاء، وله قدر عند الخلفاء والأمراء.
وقد ذكره الزبير بن بكار في كتاب «النسب» فقال: أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذهبي، وَأَحْمَد بن عبد الله الدروي. قالا:
حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار. قَالَ: ومن ولد حميد بن عبد الرحمن إسحاق بن غرير. واسم غرير عبد الرحمن بن المغيرة بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، كان في صحابة المهدي أمير المؤمنين، وأمير المؤمنين موسى، وأمير المؤمنين هارون، وهلك في خلافة أمير المؤمنين هارون. وكان ذا منزلة منهم وقدر، وكان حلوا معروفا بالسخاء [وفيه] [2] يقول الشاعر:
استوسق الناس وقالوا معا ... لا جود إلا جود إسحاق
قال: وله ولأخيه يعقوب يقول الصهيبي:
نفى الجوع من بغداد إسحاق ذو الندى ... كما قد نفى جوع الحجاز أخوه
وما يك من خير أتوه فإنما ... فعال غرير قبلهم ورثوه
فأقسم لو ضاف الغريري بغتة ... جميع بني حواء ما حفلوه
هو البحر بل لو حل بالبحر وفده ... ومن يجتديه ساعة نزفوه
وأخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الله.
قالا: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزبير قال: حدّثني أبو عزية محمد بن موسى الأنصاري. قال: كان إسحاق بن غرير معجبا بعبادة- جارية المهلبية- وكانت المهلّبية منقطعة إلى الخيزران أم المؤمنين، ذات منزلة منها.
__________
[1] 3363- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/163.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/314)
قال: فركب يوما عبد الله بن مصعب بن الزبير وإسحاق بن غرير إلى أمير المؤمنين المهدي، وكانا يأتيانه في كل عشية إذا صلى الناس العصر. فيقيمان معه إلى أن ينقضي سهره. فلقيا في طريقهما عبادة- جارية المهلبية- فقال إسحاق بن غرير لعبد الله بن مصعب: يا أبا بكر هذه عبادة التي كنت تسمعني أذكرها وركض دابته حتى استقبلها فنظر إليها ثم رجع، فضحك عبد الله بن مصعب مما صنع. ثم مضيا فدخلا على أمير المؤمنين المهدي، فحدثه عبد الله بن مصعب حديث إسحاق بن غرير وعبادة وما كان منه في أمرها تلك العشية، فقال لإسحاق: أنا أشتريها لك، وقام فدخل على الخيزران فقال: أين المهلبية؟ فأمرت بها فدعيت له، فقال لها: تبيعيني عبادة بخمسين ألف درهم؟ فقالت له: يا سيدي إن كنت تريدها لنفسك فيها- فداك الله- قال: إنما أريدها لإسحاق بن غرير، فبكت وقالت: يدي ورجلي ولساني في حوائجي تنزعها مني لإسحاق بن غرير!! قال: فقالت الخيزران: ما يبكيك؟ لا يقدر والله إسحاق عليها. وقالت لأمير المؤمنين المهدي: صار ابن غرير يتعشق جواري الناس! فخرج أمير المؤمنين المهدي فأخبر إسحاق الخبر، وأمر له بالخمسين الألف الدرهم، فأخذها فقال في ذلك أبو العتاهية:
من صدق الحب لأحبابه ... فإن حب ابن غرير غرور
أنساه عبادة ذات الهوى ... وأذهل الحب لديه الضمير
خمسون ألفا كلها وازن ... خشن لها في كل كيس صرير
قال: وقال في ذلك أيضا أبو العتاهية:
حبك المال لا كحبّك عبّا ... دة يا فاضح المحبينا
لو كنت أخلصتها الوفاء كما ... قلت لما بعتها بخمسينا
أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد الكاتب، حدّثني جدي محمّد بن عبد الله بن قفرجل، حدثنا محمد بن يحيى النديم قال: أنشدنا أحمد بن يحيى قال: أنشدني الزبير لمنكف- وهو من ولد زهير بن أبي سلمى- يرثي إسحاق بن غرير:
بكت العيون فأقرحت أجفانها ... عبراتها جزعا على إسحاق
فلئن بكت جزعا عليه فقد بكت ... حزنا عليه مكارم الأخلاق
يا خير من بكت المكارم فقده ... لم يبق بعدك للمكارم باق
لو طاف في شرق البلاد وغربها ... لم يلق إلا حامدا للاقي
ما بت- من كرم الطبائع ليلة ... إلا لعرضك من نوالك واق
بخلت بما حوت الأكف وإنما ... خلق الإله يديك للإنفاق(6/315)
3364- إسحاق بن عيسى، أبو هاشم ابن بنت داود بن أبي هند [1] :
سمع سليمان بن مهران الأعمش، وابن أبي ذئب، وعباد بن راشد، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس. روى عنه رزق الله بن موسى الكلوذاني، والحسن بن الصباح البزار، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وكان ثقة نزل مكة وجاور بِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ ابن يعقوب بن إسحاق بن بهلول الأزرق، حدّثنا جدي، حدّثنا إسحاق بن بنت داود ابن أبي هند، عن الأعمش، أن أبا بكر وعمر كانا يأكلان على الأرض إرادة التواضع.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن عيسى بن بنت داود بن أبي هند؛ بغدادي.
3365- إسحاق بن يوسف بن محمد، أبو محمد الأزرق الواسطي [2] :
سمع سليمان الأعمش وسعيد الجريري، وزكريا بن أبي زائدة، وعوفا الأعرابي، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وعمرو الناقد، والحسن بن حماد سجادة، وإسحاق بن البهلول، وسعدان بْن نصر، ومحمد بْن عبيد اللَّه المنادي، وغيرهم. ورد إسحاق بغداد وحدث بها وكان من الثقات المأمونين، وأحد عباد الله الصالحين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن مخلد البزاز، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إِمْلاءً- حدّثنا محمّد بن عبيد الله المنادي، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ ابن مريم، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ، وَعَنِ الْمَيَاثِرِ الْحُمُرِ.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله المنادي. قال: قال لي جدي: سمعت من
__________
[1] 3364- انظر: تهذيب الكمال 375 (2/464- 465) . والتاريخ الكبير 1/1/399. والجرح والتعديل 1/1/231. والتاريخ الصغير 225. والثقات لابن حبان 1/ورقة 28.
[2] 3365- انظر: تهذيب الكمال 395 (2/496) . والمنتظم، لابن الجوزي 9/15. والجرح والتعديل 1/1/238. وثقات العجلي ورقة 4. وطبقات ابن سعد 7/2/62. والتاريخ الكبير 1/1/406. والصغير ص 212. وثقات ابن حبان 1/ورقة 29.(6/316)
إسحاق الأزرق ببغداد في سنة أربع وتسعين ومائة، وفي مجلسه عرفت أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدّل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا سعدان بن نصر، حدّثنا إسحاق الأزرق، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَوَارِجُ كِلابُ النَّارِ» [1]
. أخبرنا أبو نصر محمد بن عبيد الله بن الحسن بن زكريا المقرئ- بالدّينور- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الزيات- ببغداد إملاء- حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن أيوب المخرمي- إملاء- قال: سمعت الحسن بن حماد سجادة يقول: بلغني أن أم إسحاق الأزرق قالت له: يا بني إن بالكوفة رجلا يستخف بأصحاب الحديث، وأنت على الحج، فأسألك بحقي عليك أن لا تسمع منه شيئا. قال إسحاق: فدخلت الكوفة فإذا الأعمش قاعد وحده، فوقفت على باب المسجد.
فقلت: أمي والأعمش!! وقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ على كل مسلم»
فدخلت فسلمت فقلت: يا أبا محمد حدثني فإني رجل غريب. قال: من أين أنت؟
قلت: من واسط. قال: فما اسمك؟ قلت: إسحاق بن يوسف الأزرق قال: لا حُيِّيتَ ولا حييت أمك، أليس حرجت عليك أن لا تسمع مني شيئا؟ قلت: يا أبا محمد ليس كل ما بلغك يكون حقا.
قال: لأحدثنك بحديث ما حدثته أحدا قبلك! فحدثني عن ابن أبي أوفى قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «الخوارج كلاب النار» [2]
. حدثنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن اللّيث الواسطيّ، حدّثنا أسلم بن سهل، حدثنا يحيى بن داود قال: كنا نسمع أن إسحاق- يعنى الأزرق- لم يرفع رأسه إلى السماء نحوا من عشرين سنة.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قَالَ: سألت عبد الحميد بن بيان، عن إسحاق الأزرق، وكيف سمع من شريك؟ قال: سمع منه بواسط. قلت له: في أي شيء جاء إلى واسط؟ قال: جاء في
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير 8/324. والسنة لابن أبي عاصم 2/438. والمعجم الصغير 2/117. والعلل المتناهية 1/163.
[2] انظر التخريج السابق.(6/317)
كري الانهار، فأخذ إسحاق كتابه، قلت: أيما أكثر سماعا عن شريك إسحاق أو يزيد بن هارون؟ قال: إسحاق نحو من خمسة آلاف [1] ، ويزيد نحو من ثلاثة آلاف [2] ! أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق- يعنى الأزرق- وعباد بن العوام ويزيد كتبوا عن شريك بواسط من كتابه، كان قدم عليهم في حفر نهر. قال: كان شريك رجلا له عقل، فكان يحدث بعقله، فقال أحمد: سماع هؤلاء أصح عنه، قيل: إسحاق الأزرق ثقة؟ فقال: إي والله ثقة [3] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فإسحاق الأزرق؟ فَقَالَ: ثقة [4] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا علي ابن أحمد بن زكريّا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي قَالَ: حَدَّثَنِي أبي. قال: إسحاق بن يوسف الأزرق واسطي ثقة [5] .
حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: إسحاق بن يوسف الأزرق كان ثقة، وربما غلط. مات بواسط سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمّد ابن هارون [6] .
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط.
وأخبرنا ابن الفضل القطّان، حدّثنا دعلج، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ:
سمعت محمّد بن حرب.
__________
[1] في تهذيب الكمال: «ثمانية آلاف» .
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/498.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/498.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/498.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/498.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/498.(6/318)
وأخبرنا ابن الفضل أيضا، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرميّ، حدثنا محمد بن وزير قالوا: مات إسحاق الأزرق سنة خمس وتسعين ومائة.
3366- إسحاق بن نجيح الملطي، أبو صالح. وقيل: أبو يزيد [1] :
كان يسكن بغداد وحدث عن هشام بن حسان، وعطاء الخراساني، وابن جريج، وأبي المنيب العتكي، وَعبد العزيز بْن أَبِي رواد. روى عنه يزيد بن مروان الخلال، وسويد بن سعيد، وعلي بن حجر، وأحمد بن بشار الصيرفي، ومحمد بن منصور الطوسي والحسين بن أبي زيد الدباغ، وإبراهيم بن راشد الأدمي.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي، حدثنا عبد الله بن الحسن بن أحمد، حدّثنا يزيد بن مروان، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ خَلِيلا مِنْ أُمَّتِهِ، وَإِنَّ خَلِيلِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إسحاق بن محمد النعالي، حدثكم عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، حدّثنا أحمد بن بشّار الصّيرفيّ، حدثنا أبو صالح الملطي- إسحاق بن نجيح- حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال: يتوب على الزاني والزانية ولا يتوب على القواد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزينبي، حدّثنا أحمد بن أبي عوف، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا إسحاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ» [3]
. أَخْبَرَنَا محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حدّثنا صالح بن محمّد أبو علي
__________
[1] 3366- انظر: تهذيب الكمال 387 (2/484) . والجرح والتعديل 1/1/235. وتاريخ ابن معين 2/27. والكامل، لابن عدي 2/ورقة 133. وأحوال الرجال للجوزجاني ورقة 33.
والتاريخ الكبير 1/1/404. والضعفاء للنسائي 285. والمجروحين 1/134. وميزان الاعتدال 1/200- 202.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/199. وتنزيه الشريعة 1/392. وتذكرة الموضوعات 94. وحلية الأولياء 5/202.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات 3/94، 95. وتنزيه الشريعة 2/217. والأسرار المرفوعة 354. والفوائد المجموعة 507. وكشف الخفا 2/372.(6/319)
البغدادي، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا إسحاق بن نجيح الملطي، حدّثنا عبد العزيز ابن أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ» [1]
. قال أبو علي: إسحاق بن نجيح كان يضع الحديث.
وقرأ علي هذا الحديث وأمرَّ القلم عليه، وقال: ما تصنع؟ هو باطل.
أنبأني أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران قَالَ:
قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن طالب بْن علي- فأقرَّ بِهِ- قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالِح بْن مُحَمَّد:
إسحاق بن نجيح عن ابن جريج حديث «من حفظ على أمتي أربعين حديثا» [2] قال أبو علي: حديث باطل، وإسحاق بن نجيح ترك حديثه. قلت لمحمد بن منصور الطوسي: لم ترك حديث إسحاق بن نجيح الملطي؟ فقال: حدثنا إسحاق بن نجيح عن هشام بن حسان عن الحسن قال: يغفر للزاني قبل أن يغفر للقواد [3] . فأنكروا هذا عليه، ثم حدث بعد بأحاديث مناكير عن عطاء الخراساني وغيره.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدّثنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، أخبرنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يقول: إسحاق بن نجيح الملطي هو من أكذب الناس- زاد العقيلي- يحدث عن البتي، وعن ابن سيرين برأي أبي حنيفة [4] .
وأخبرنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين- وذكر إسحاق بن نجيح الملطي- فضعفه وقال:
لا رحمه اللَّه.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبيد الله الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ: قَالَ أبو زكريا: إسحاق بن نجيح الملطي كذاب.
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/115. والفوائد المجموعة 290. وتنزيه الشريعة 1/33، 2/340، 341. وتذكرة الموضوعات 27.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/485.(6/320)
أخبرنا البرقاني، حدّثني محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن نجيح الملطي كذاب، عدو الله، رجل سوء خبيث [1] .
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث، منهم إسحاق بن نجيح الملطي [2] .
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكي، حدثنا أَبُو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أخبرنا أبو الجهم أحمد ابن الحسين بن طلاب.
وأخبرنا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار. قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: إسحاق بن نجيح الملطي غير ثقة، ولا من أوعية الأمانة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ. قَالَ:
وسألت أبي عن إسحاق بن نجيح الملطي فقال بيده هكذا، أي: ليس بشيء، وضعفه [3] .
وَقَالَ عبد اللَّه في موضع آخر: سمعت أبي يقول: إسحاق بن نجيح الملطي روى عجائب، وضعفه [4] .
أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب بن سفيان.
قال: إسحاق بن نجيح الملطي لا يكتب حديثه [5] .
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/485.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/485.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/486.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/486.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/486.(6/321)
الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: إسحاق بن نجيح الملطي كذاب، كان يضع الحديث [1] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي قال: إسحاق بن نجيح الملطي متروك الحديث [2] .
3367- إسحاق بن الربيع بن نوح، مولى بني ضبة:
قاضي المدائن. حدث عن عمرو بن ثابت البكري. روى عنه المفضل بن غسان الغلابي.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حدثنا إسحاق بن الربيع الضبي- قاض كان بالمدائن- حدّثنا عمرو بن ثابت البكري، عن أبيه قال: ما كان سعيد بن جبير من المرائين.
قلت: أحسبه يعني من الظاهري الخشوع، بل كان يخفي حاله خوفا من دخول الرياء في عمله، والله أعلم.
3368- إسحاق بن سليمان، أبو يحيى العبدي الكوفي [3] :
سمع حنظلة بن أبي سفيان المكي، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وسعيد بن سنان القزويني، وعمرو بن أبي قيس، وأبا جعفر الرازي، ومعاوية بن يحيى الصدفي.
روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء، وقتيبة بن سعيد، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، وَأَبُو بكر بن أبي شيبة، ومحمّد بن سعيد الأصبهاني، وأبو كريب محمد بن العلاء، وأبو سعيد الأشج.
وكان ثقة. انتقل إلى الري فسكنها ونسب إليها، وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه من ساكنيها سعيد بن سليمان الواسطي، وأحمد بن حنبل، وأيوب بن الوليد الضّرير، ومحمّد بن الحسن بن إشكاب، والحسن بن مكرم، وغيرهم.
وقال الحسين بن علي الكرابيسي: قدم إسحاق الرازي- يعنى بغداد- في سنة تسع وتسعين ومائة.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/486.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/486.
[3] 3368- انظر: تهذيب الكمال 356 (2/429) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/77. والجرح والتعديل 1/1/24. والثقات للعجلي ورقة 4. والطبقات الكبرى 7/2/110.(6/322)
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا الحسن بن مكرم، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ
[الزمر 59] [1] .
كَذَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ عَنْ إِسْحَاقَ.
وأخبرناه عبد الملك بن محمّد، أخبرنا أبو سهل بن زياد، حدّثنا عبيد بن شريك، حدّثنا نعيم بن حمّاد، أخبرنا إسحاق الرازي، عن أبي جعفر، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عن أم سلمة قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقرأ مثله.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي- وأثنى عليه [2] .
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرنا محمّد ابن صالح بن هاني، حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان قال: سمعت إسحاق بن منصور يقول: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، ما كان أهيأه، ما كان أبين خشوعه، يبكي كل ساعة [3] .
أخبرني الأزهري، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن زياد النّيسابوريّ، حدثنا أحمد بن الأزهر بن منيع- أبو الأزهر- حدّثنا إسحاق ابن سليمان الرازي، وكان من خيار المسلمين [4] .
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حدثني أبي قال: إسحاق بن سليمان الرازي ثقة رجل صالح [5] .
__________
[1] هكذا أوردها المؤلف هنا بخطاب المؤنث. وقراءة حفص عن عاصم بخطاب المذكر.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/430.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/430.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/431.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/431.(6/323)
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: إسحاق ابن سليمان- ويكنى أبا يحيى- مولى لعبد القيس، وكان ثقة، له فضل في نفسه وورع، وانتقل- يعنى من الري- إلى الكوفة، فأقام بها سنين، ثم رجع إلى الري فمات بها سنة تسع وتسعين ومائة [1] .
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن سليمان الرازي مات سنة مائتين.
3369- إسحاق بن حسان بن قوهي، أبو يعقوب الشاعر المعروف بالخريمي [2] :
جزري نزل بغداد. وأصله من خراسان من أبناء السغد، وكان متصلا بخريم بن عامر المري وآله فنسب إليه، وقيل كان اتصاله بعثمان بن خريم، وكان قائدا جليلا، وسيدا شريفا، وأبو خريم الموصوف بالناعم. فأما أبو يعقوب فشاعر محسن، وله مدائح في محمد بن منصور بن زياد، ويحيى بن خالد، وغيرهما. ومراث لعثمان بن خريم وكان يتأله ويتدين.
وقال أبو حاتم السجستاني: الخريمي أشعر المولدين، وروى عنه شيئا يسيرا من شعره، أبو عثمان الجاحظ، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وذكر أنهما سمعا منه.
أخبرني علي بن أيوب القمي، حدّثنا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب، أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: أنشدني عون بن محمد لأبي يعقوب الخريمي:
باحت ببلواه جفونه ... وجرت بأدمعه شئونه
لما رأى شيبا علا ... هـ ولم يحن في الغد حينه
فعلا على فقد الشّبا ... ب وفقد من يهوى أنينه
ما كان أنجح سعيه ... وشبابه فيه معينه
واللهو يحسن بالفتى ... ما لم يكن شيب يشينه
3370- إسحاق بن بشر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سالم، أبو حذيفة البخاري مولى بني هاشم [3] :
ولد ببلخ واستوطن بخارى فنسب إليها، وهو صاحب كتاب المبتدأ، وكتاب
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/431.
[2] 3369- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/263. والأنساب، للسمعاني 5/100.
[3] 3370- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/151.(6/324)
«الفتوح» . حدث عن محمد بن إسحاق بن يسار، وعبد الملك بن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وجويبر بن سعيد، ومقاتل بن سليمان، ومالك بن أنس وسفيان الثوري، وإدريس بن سنان، وخلق من أئمة أهل العلم أحاديث باطلة. روى عنه جماعة من الخراسانيين، ولم يرو عنه من البغداديين فيما أعلم سوى إسماعيل بن عيسى العطار، فإنه سمع منه مصنفاته، ورواها عنه.
وذكر الحسن بن علوية القطان أن هارون الرشيد بعث إلى أبي حذيفة فأقدمه بغداد، وكان يحدث في المسجد المنسوب إلى ابن رغبان.
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم، عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سيار بن أيوب يقول: وكان ببخارى شيخ يقال له: أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، وكان صنف في بدء الخلق كتابا وفيه أحاديث ليست لها أصول، وكان يتعرض فيروي عن قوم ليسوا ممن يدركهم مثله فإذا سألوه عن آخرين دونهم يقول:
ومن أين أدركت هؤلاء؟ وهو يروي عمن فوقهم! وكان فيه غفلة، مع أنه كان يزن بحفظ.
وسمعت إسحاق بن منصور يقول: قدم علينا هاهنا، وكان يحدث عن ابن طاوس ورجال كبار من التابعين ممن ماتوا قبل حميد الطويل، قال: فقلنا له: كتبت عن حميد الطويل؟ قال: ففزع فقال: جئتم تسخرون بي؟ حميد عن أنس، جدي لم يلق حميدا. قال: فقلنا: أنت تروى عمن مات قبل حميد بكذا وكذا سنة!! قال: فعلمنا ضعفه، وأنه لا يعلم ما يقول.
قال أحمد بن سيار: وسمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: بلغني أن أبا حذيفة البخاري قدم- أراه مكة- فجعل يقول: حدثني ابن طاوس، قال: فقيل لسفيان بن عيينة: قدم إنسان من أهل بخارى وهو يقول: حدثنا ابن طاوس؟ فقال: سلوه ابن كم هو؟ قال: فسألوه، فنظروا فإذا ابن طاوس مات قبل مولده بسنتين.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سمعت أبي يقول: أبو حذيفة الخراساني كذاب، كان يحدث عن ابن طاوس. قال: فجاءوا إلى ابن عيينة فأخبروه بسنه فإذا ابن طاوس مات قبل أن يولد.(6/325)
حدّثني أحمد بن محمّد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي. قال: إسحاق بن بشر أبو حذيفة متروك الحديث، ساقط رمي بالكذب.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن بشر أبو حذيفة متروك الحديث.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن محمّد بن سليمان الحافظ- ببخارى- أخبرنا خلف بن محمّد، حدثنا أحمد بن خالد قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام القاضي يقول: كان جدي موسى بن سلام يقول: لما قدم أبو حذيفة البلخي- إسحاق بن بشر- صحبته فتوطن ببخارى، ومات بها.
قال أبو عبد الله: توفي أبو حذيفة إسحاق بن بشر يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ست ومائتين.
3371- إسحاق بن بشر بن مقاتل، أبو يعقوب الكاهلي [1] :
من حقه أن يؤخر ذكره ويقدم عليه من مات قبله، وإنما جمعنا بينه وبين أبي حذيفة لاتفاقهما في الاسم والنسب. والكاهلي من أهل الكوفة. يروي عن مالك بن أنس، وأبي معشر نجيح، وكامل أبي العلاء، وغيرهم من الرفعاء أحاديث منكرة.
وذكره أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي فقال: كان ببغداد. ولا أعلم قال ذلك أحد غيره، ولعل الكاهلي قدم بغداد وحدث بها، فإن جماعة من البغداديين يروون عنه، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارِ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، حدّثنا أبو معشر المدائني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الحجر [الأسود] [2] يَمِينُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، يُصَافِحُ بِهَا عِبَادَهُ» [3] .
__________
[1] 3371- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/129.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/85. وكشف الخفا 1/417. والترغيب والترهيب 2/194.(6/326)
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أبي شيبة- ومررنا على إسحاق بن بشر- فقال لي أبو بكر: من هذا؟ قلت: هذا الكاهلي. قال: أبو يعقوب؟ كذاب. قال الحضرمي: ولا أحفظ أن أبا بكر قال لي في أحد كذاب غيره.
وأخبرنا أبو الفضل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: قَالَ أبو حفص عمر بن علي وإسحاق بن بشر الكاهلي متروك الحديث، كان يحدث عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ دخل دلهام بن لقيس.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، حدثنا محمد بن عمرو العقيلي. قال: إسحاق بن بشر الكاهلي كان ببغداد منكر الحديث.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع. قال: إسحاق بن بشر الكاهلي كوفي ضعيف.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي.
قَالَ: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات إسحاق بن بشر الكاهلي.
3372- إسحاق بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بن عبد المطلب، أبو يعقوب الهاشمي:
كان من أولي الأقدار العالية، وولي لهارون الرشيد المدينة والبصرة، ومصر، والسند، وولي لمحمد الأمين حمص، وأرمينية، وذكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حُميد الجهمي النسابة أنه مات ببغداد.
3373- إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشيباني [1] :
صاحب العربية. كوفي نزل بغداد وحدث بها عن زكن الشامي. روى عنه ابنه عمرو بن أبي عمرو، وأحمد بن حنبل وأبو عبيد القاسم بن سلام. وقيل إنه لم يكن شيبانيا، ولكنه كان مؤدبا لأولاد ناس من بني شيبان فنسب إليهم، وكان من أعلم الناس باللغة، موثقا فيما يحكيه وجمع أشعار العرب ودوّنها.
__________
[1] 3373- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/219.(6/327)
فحكى عن عمرو بن أبي عمرو. قال: لما جمع أبي أشعار العرب كانت نيفا وثمانين قبيلة، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفا وجعله في مسجد الكوفة، حتى كتب نيفا وثمانين مصحفا بخطه، وقال أبو العباس ثعلب:
كان مع أبي عمرو الشيباني من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة.
ولم يكن من أهل البصرة مثل أبي عبيدة في السماع والعلم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عمر المقرئ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِمَلِكِ الأَمْلاكِ» [1]
. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ عَنْ أَخْنَعَ- فَقَالَ:
أَوْضَعُ.
أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري قال: أبو عمرو الشيباني إسحاق بن مرار كان يقال له أبو عمرو، صاحب ديوان اللغة والشعر وكان خيرا فاضلا صدوقا.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل: كان أبي يلزم مجالس أبي عمرو ويكتب أماليه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا المظفّر بن يحيى الشرابي، حدّثنا أحمد ابن مُحَمَّد بن عبد الله المرثدي، عن أبي إسحاق الطلحي قال: أخبرني أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: قال لي أبو عمرو الشيباني: كنت أسير على الجسر ببغداد فإذا أنا بشيخ على حمار مصري بسرج مديني، فعلمت أنه من أهلها، فكلمته فإذا فصاحة وظرف، فقلت: من أنت؟ قال: أنا من الأنصار، قال: ثم قال لي ابتداءً: أنا ابن المولى الشاعر إن كنت سمعت به! قال: قلت: أي والإله لقد سمعت به، أنت الذي تقول:
ذهب الرجال فما أحس رجالا ... وأرى الإقامة بالعراق ضلالا
قال: نعم. قال: قلت: كيف قلت؟
يا ليت ناقتي التي أكريتها ... نحزت وأعقبها النحاز سعالا
قال: لم أقل كذا، وإنما قلت أعقبها القلاب سعالا.. فدعوت عليها بثلاثة أدواء.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/56. وسنن أبي داود 4961. والترمذي 2837.(6/328)
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حدّثنا أحمد بن يحيى- مولى شيبان- حدثنا سلمة بن عاصم قال: كنا في مجلس سعيد بن سام الباهلي، وفيه الأصمعي وأبو عمرو الشيباني، فأنشد الأصمعي بيت الحارث بن حلزة:
عنتا باطلا وظلما كما تع ... نز عن حجرة الربيض الظباء
فقال الأصمعي: ما معنى تعنز؟ قال: تنحى، ومنه قيل العنزة [للحربة] [1] التي كانت تجعل قدام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له أبو عمرو: الصواب كما تُعْتَرُ عن حجرة الربيض. أي تنحر فتصير عتائر [2] فوقف الأصمعي، فقال له أبو عمرو: والله لا تنشد بعد اليوم إلا تعتر.
أخبرنا أبو سعيد الحسين بن عثمان العجليّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الخير زيد بْن رفاعة الهاشمي، حدثنا الصولي، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي، عن الأصمعي، عن يونس بن حبيب. قال: دخلت على أبي عمرو الشيباني وبين يديه قمطر فيه أمناء من الكتب يسيرة فقلت له: أيها الشيخ هذا جميع علمك؟ فتبسم إلي وقال: إنه من صدق كثير.
أخبرنا الحسين بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ:
سمعت إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة وغيره يحكون عن أَبِي العباس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب أنه قال: دخل أبو عمرو إسحاق بن مرار الشّيبانيّ البادية ومعه دستجتان [3] حبرا، فما خرج حتى أفناهما بكتب سماعه من العرب. وكان أبو عمرو الشيباني نبيلا فاضلا، عالما بكلام العرب، حافظا للغاتها، عمل الشعراء: ربيعة ومضر، واليمن، إلى ابن هرمة. وكان سمع من الحديث سماعا واسعا، وعمر عمرا طويلا حتى أناف على التسعين، وهو عند الخاصة من أهل العلم والرواية مشهور معروف، والذي قصر به عند العامة من أهل العلم أنه كان مستهترا بالنبيذ والشراب له قال أبو جعفر:
وسمع الناس من عمرو بن أبي عمرو الشيباني، عن أبيه سنين، وأبوه أبو عمرو في الأحياء، وهو يحدث عن أبيه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق. قال: مات أبو عمرو الشّيبانيّ النّحويّ- إسحاق بن مرار- سنة عشر
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] العتائر: جمع عتيرة، وهو ما يذبح من ذبائح.
[3] الدستيج: آنية تحول باليد (معرب: دستى) .(6/329)
ومائتين يوم الشعانين، وقد كتب عنه أبو عبد الله، حدث عن زكن عن مكحول أحاديث.
3374- إسحاق بن إبراهيم بن معمر، أبو الهذيل الهذلي:
أخو أبي معمر. حدث عن هشيم، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه أخوه، أبو معمر.
أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبو معمّر، حدثني أخي أبو الهذيل عن هشيم. قال: دخلنا على سيار أبي الحكم نعوده وهو يبكى، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: ما أبكى العابدين من قبلي.
أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن علي اليزدي- في كتابه- أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي، حدّثنا أبو معمّر، حدثني أخي أبو الهذيل. قال أبو العباس: سألت ابن أخيه عن اسم أبي الهذيل فقال: إسحاق بن إبراهيم.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكيّ، أخبرنا محمّد ابن إسحاق السراج قال: سمعت روح بن الفرج يقول: مات أبو الهذيل قبل موت محمد بن سابق، ومات محمد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
3375- إسحاق بن عيسى بن نجيح، أبو يعقوب المعروف بابن الطباع [1] :
وهو أخو محمد ويوسف، سمع مالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبا ضمرة أنس بن عياض. روى عنه أحمد بن حنبل، وابن أخيه محمد بن يوسف، وإسحاق بن بهلول التنوخي، ويعقوب بن شيبة، وعباس الدوري، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
وكان قد انتقل في آخر عمره إلى أذنة فأقام بها حتى مات.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى بْنِ الْمَنْصُورِ الإِمَامُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى الطَّبَّاعُ قال: حدّثني أبو
__________
[1] 3375- انظر: تهذيب الكمال 374 (2/462) . والجرح والتعديل 1/1/231. والتاريخ الصغير للبخاري 225. وطبقات ابن سعد 7/2/83.(6/330)
يعقوب إسحاق بن عيسى- عمي- حدّثنا مالك بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلادَةِ» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي، حدّثنا إسحاق بن عيسى الطباع، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَسْلَمَ. قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَيْقَظْنَا بِهِ لَيْلَةً وَقَدْ رَحَّلَ رِحَالَنَا، وَهُوَ يُرَحِّلُ لنفسه وهو يقول:
لا يأخذ اللّيل عليك بالهم ... وألبس لَهُ الْقَمِيصَ وَاعْتَمِّ
وَكُنْ شَرِيكَ رَافِعٍ وَأَسْلَم ... وَاخْدُمِ الأَقْوَامَ حَتَّى تُخْدَم
قَالَ: قُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ يا أمير المؤمنين، لو أيقظتنا كفيناك.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، حَدَّثَنَا عَبْد الْمُؤْمِنِ بْن خَلَفٍ النَّسَفِيُّ. قَالَ: وَسَأَلْتُ أبا علي صالح بن مُحَمَّد عن ابن الطباع إسحاق بن عيسى فقال: لا بأس به صدوق [2] .
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدّل، أخبرنا الحارث بن محمّد، حدثنا محمد بن سعد. قَالَ: سنة خمس عشرة ومائتين فيها مات أبو يعقوب إسحاق بن الطباع الفقيه بأذنة في ربيع الأول [3] .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن عيسى الطباع مات في سنة أربع عشرة ومائتين، والأول أصح، والله أعلم.
3376- إسحاق بن كعب، أبو يعقوب مولى بني هاشم:
سمع شريك بن عبد الله القاضي، وعبد الحميد بن سليمان أخا فليح، وعبيدة بن حميد الحذاء، وموسى بن عمير، وعلي بن غراب، وعباد بن العوام. روى عنه علي ابن حرب الطائي، وعباس الدوري، وأحمد بن موسى الشطوي، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن الفضل السقطي، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وقال أبو حاتم الرازي: كتبت عنه وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/222. وصحيح مسلم، كتاب الرضاع 2، 9، 12.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/463.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/464.(6/331)
المقرئ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ- بِالْمَوْصِلِ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ، حدّثنا إسحاق بن كعب، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَلْقُ عِيَالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَى عِيَالِهِ» [1]
. وعَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ» [2]
. تفرد برواية هذين الحديثين مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا البخاري.
وحدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله، أخبرنا عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قالا: إسحاق بن كعب أبو يعقوب بغدادي- زاد البخاري- مولى بني هاشم.
3377- إسحاق بن يونس، أبو يعقوب الأفطس:
وهو أخو أبي مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي. حدث عن مالك بن أنس، وهشيم بن بشير. روى عنه الفضل بن يعقوب الرخائي، وروى جماعة عن أبي يعقوب الأفطس فسموه يوسف، والله أعلم.
3378- إسحاق بن إسماعيل، أبو يعقوب، المعروف بالطالقاني، ويعرف أيضا باليتيم [3] :
سمع جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، ووكيعا، وسفيان بن عيينة، وحسينا الجعفي، وأبا أسامة. روى عنه أحمد بن الوليد الكرابيسي، ويعقوب بن شيبة وجعفر بن محمد الصائغ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغويّ.
__________
[1] 3376- انظر الحديث في: كشفا الخفا 1/485. والعلل المتناهية 2/28. ومشكاة المصابيح 4998، 4999.
[2] انظر الحديث في: السنن الكبرى 3/382. والمعجم الكبير 10/158. ومجمع الزوائد 3/63. وكشف الخفا 1/432.
[3] 3378- انظر: تهذيب الكمال 341 (2/409) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/155. والجرح والتعديل 1/1/212. والثقات لابن حبان 1/ورقة 26.(6/332)
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ- إملاء- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْيَتِيمُ فِي مَدِينَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ومائتين، ومات سنة ثلاثين ومائتين.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُثْمَانَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ قِيلَ لِعُثْمَانَ: أَلا تُقَاتِلُ؟
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَائِرٌ إِلَى عَهْدِهِ.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- يعني أحمد بن حنبل، فسئل عن إسحاق بن إسماعيل الذي كان يحدث في مدينة أبي جعفر. فقال: ما أعلم إلا خيرا، إلا أنه- ثم حمل عليه بكلمة ذكرها- وقال: بلغني أنه يذكر عبد الرحمن بن مهدي وفلانا، وما أعجب هذا. ثم قال: وهو مغتاظ: مالك أنت ويلك!! ونحو هذا، ولذكر الأئمة [1] .
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرنا أبو بكر المروذي أنه سمع أبا عبد الله سئل عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: لا أعلم إلا خيرا. قلت إنهم يذكرون أنه كان صغيرا. قال: قد يكون صغير يضبط!! [2] .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي قال: حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: كان إسحاق بن إسماعيل معنا عند جرير، وكانوا ربما قالوا- يعنى البغداديين- جئني بتراب- وجرير يقرأ- فيقوم، وضعفه [3] .
وَقَالَ عبد اللَّه في موضع آخر: سمعت أبي- وسئل عن إسحاق بن إسماعيل صاحب جرير- فقال: كان غلاما، وذهب إلى أنه لم يضبط [4] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/410.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/410.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/411.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/411.(6/333)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: أرجو أن يكون صدوقا [5] .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- عن إسحاق بن إسماعيل فقال: كان عندي لا بأس به صدوق، ولكنه بلي من الناس، ولقد كلمني أن أكلم أمه تأذن له في الخروج إلى جرير فكلمتها فأجابتني، فخرج مع اثني عشر رجلا مشاة، ولم يكن له تلك الأيام شيء. قلت: فما بلي به من الناس؟ قال: يكذبونه، وهو صدوق. قلت: كان يتهم تلك الأيام بالكذب أو الآن بعد ما حدّث؟ قال: لا، الآن بعد ما حدث.
ثم قال يحيى: ما كأن به بأس [6] .
أَخْبَرَنَا علي بْن الْحُسَيْن- صاحب العباسي- حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: سألت يحيى بن معين عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: صدوق [7] .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حدثنا جدي. قال: وعثمان بن محمد وإسحاق بن إسماعيل ثقتان، وإسحاق أتقن من عثمان رواية، وكان يحيى بن معين يوثق إسحاق بن إسماعيل جدا. وعثمان بن محمد هو ابن أَبِي شيبة، من ولد أَبِي سعدة الذي دعا عليه سعد بن أبي وقاص [8] .
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن إسحاق بن إسماعيل. فقال: ثقة [9] .
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان الدمشقي- وَحَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أبي طاهر عَنْهُ
__________
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/411.
[6] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/411.
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/411.
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/412.
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/412.(6/334)
- قال: أخبرنا هشام بن محمد بن جعفر الكنديّ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ. قال:
إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثقة ثقة [10] .
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ببغداد في شهر رمضان سنة ثلاثين، وكتبت عنه سنة خمس وعشرين، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين، وكان لا يخضب [11] .
قلت: وهو أول شيخ كتب عنه البغوي.
3379- إسحاق بن إبراهيم، أبو موسى:
هروي الأصل. سمع هشيما، وسفيان بن عيينة وحفص بن غياث، وأشعث بْن عبد الرحمن بْن زبيد اليامي. روى عنه عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ:
سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَامِرٍ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ؟ فَحَدَّثَنَا عَنْ مَطَرٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنِ الْجُذَامِيِّ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: لا يُعْتَدُّ بِتِلْكَ الْحَيْضَةِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبِي فأعجبه واستحسنه.
حدّثنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن أبي موسى الهروي. فقال: الطوال؟ ذاك لي صديق، وأعرفه قديما يكتب، وأثنى عليه خيرا.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/412.
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/412.
[1] 3379- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/196.(6/335)
حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل. قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي موسى الهروي فقال: ثقة، وسألت أبي عنه فعرفه وذكره بخير.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ رَوَى عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرٍ «لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ» [1] حَدَّثَنَا بِهِ سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو مُرْسَلا- وَغَمَزَهُ.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي. قَالَ: قلت لأبي زرعة حديث هشيم عن منصور بن زاذان عن محمد بن أبان عن عائشة. إسحاق بن إبراهيم الهروي يرفعه؟ قال: هو حدثنا به مرفوعا. قلت: فكان يتهم؟ قال: أما أنا فقد كنت أظن ذلك، ولكن أصحابنا البغداديين يقولون هو رجل صالح. وذلك أنه كان يحدثنا بأحاديث كبار عن المعافى بن عمران، وابن عيينة، وكان تاجرا.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان. قَالَ: سنة ثلاث وثلاثين ومائتين فيها توفي إسحاق بن إبراهيم البغدادي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات أبو موسى الهروي سنة ثلاث وثلاثين وقد كتبت عنه.
3380- إسحاق بن إبراهيم بن ميمون، أبو محمد التميمي، المعروف والده بالموصلي:
يقال إنه ولد في سنة خمسين ومائة، وقيل ولد بعد ذلك، وكتب الحديث عن سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشر، وأبي معاوية الضرير، وطبقتهم. وأخذ الأدب عن أبي سعيد الأصمعي، وأبي عبيدة، ونحوهما. وبرع في علم الغناء وغلب عليه فنسب إليه، وكان حسن المعرفة، حلو النادرة، مليح المحاضرة، جيد الشعر، مذكورا بالسخاء، معظما عند الخلفاء، وهو صاحب «كتاب الأغاني» الذي يرويه عنه ابنه حماد، وقد روى عنه أيضا الزبير بن بكار، وأبو العيناء، وميمون بن هارون وغيرهم.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[1] 3380- انظر: وفيات الأعيان 1/65. وسمط اللآلئ 137، 209، 509. والأغاني 5/268- 435.
ولسان الميزان 1/350. وإنباه الرواة 1/215 والذريعة 1/320. ونزهة الألباء 227.(6/336)
أخبرني أحمد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو العيناء، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال:
جئت أبا معاوية الضرير ومعي مائة حديث أريد أن أقرأها عليه، فوجدت في دهليزه رجلا ضريرا، فقال لي: إنه قد جعل الإذن عليه اليوم إلي لينفعني، وأنت رجل جليل، فقلت له: معي مائة حديث، فأنا أهب لك عنها مائة درهم فقال: قد رضيت، ودخل واستأذن لي فدخلت، وقرأت المائة حديث، فقال لي أبو معاوية: الذي ضمنته لهذا يأخذه من أذناب الناس، وأنت من رؤسائهم، وهو ضعيف معيل، وأنا أحب منفعته.
قلت: قد جعلتها له مائة دينار. فقال: أحسن الله جزاءك، فدفعتها إليه فأغنيته.
حدثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، حدثنا علي بن أحمد بن إبراهيم السرخاباذي، حدّثنا أحمد بن فارس بن حبيب، حدثني محمد بن عبد الله الدوري- بمدينة السّلام- حدّثني علي بن الحسين بن الهيثم، حدثنا الحسين بن علي المرداسي قال: حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي. قال: قال لي أبي: قلت ليحيى بن خالد أريد أن تكلم لي سفيان بن عيينة ليحدّثني أحاديث، فقال: نعم إذا جاءنا فأذكرني، قال: فجاءه سفيان بن عيينة، فلما جلس أومأت إلى يحيى فقال له: يا أبا محمد إسحاق بن إبراهيم من أهل العلم والأدب، وهو مكره على ما تعلمه منه.
فقال سفيان: ما تريد بهذا الكلام؟ فقال: تحدثه بأحاديث، قال: فتكره ذلك، فقال يحيى: أقسمت عليك إلّا ما فعلت. قال: نعم فليبكر إليّ، قال: فقلت ليحيى: افرض لي عليه شيئا، فقال له: يا أبا محمد افرض له شيئا، قال: نعم، قد جعلت له خمسة أحاديث، قال زده. قال: قد جعلتها سبعة. قال: هل لك أن تجعلها عشرة؟ قال: نعم.
قال إسحاق: فبكرت إليه واستأذنت ودخلت فجلست بين يديه، وأخرج كتابه فأملى عليّ عشرة أحاديث. فلما فرغ قلت له: يا أبا محمد إن المحدِّث يسهو ويغفل والمحدَّث أيضا كذلك، فإن رأيت أن أقرأ عليك ما سمعته منك. قال: اقرأ فديتك، فقرأت عليه، وقلت له أيضا: إن القارئ ربما أغفل طرفه الحرف. والمقروء عليه ربما ذهب عنه الحرف، فأنا في حل أن أروي جميع ما سمعته منك؟ قال: نعم فديتك أنت والله فوق أن تستشفع أو يشفع لك، فتعال كل يوم، فلوددت أن سائر أصحاب الحديث كانوا مثلك.
حدّثنا حسن بن علي المقنعي، عن محمد بن موسى الكاتب قال: أخبرني يوسف ابن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه، عن جده، عن إسحاق. قال: بقيت دهرا من(6/337)
دهري أغلس في كل يوم إلى هشيم أو غيره من المحدثين فأسمع منه، ثم أصير إلى الكسائي أو الفراء أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءا من القرآن، ثم آتي إلى منصور زلزل فيضاربني طريقين أو ثلاثة، ثم آتي عاتكة بنت شُهْدة فآخذ منها صوتا أو صوتين. ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأحدثهما وأستفيد منهما، ثم أصير إلى أبي فأعلمه ما صنعت، ومن لقيت، وما أخذت، وأتغدى معه. فإذا كان العشي رحت إلى أمير المؤمنين الرشيد.
وقال محمد: أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن المعتز، حدثني أبو عبد الله الهشامي. قال: اعتبر أهلنا على إسحاق بأن دعوه ومدوا ستارة وأقعدوا كاتبين ضابطين بحيث لا يراهما إسحاق، وقالوا: كلما غنت الستارة صوتا فتكلم عليه إسحاق، فاكتبا الصوت، واكتبا لفظه فيه، وجعل إسحاق كلما سمع صوتا أخبر بالشعر لمن هو، ونسب الصوت وذكر جميع من تغنى فيه، وخبرا إن كان له خبر، كتب ذلك كله وحفظ. ثم دعوا إسحاق بعد مدة طويلة وضربوا ستارة وأمروا من خلفها أن يغنين بمثل ما كن غنين به في ذلك اليوم، ففعلن وابتدأ إسحاق يتكلم في الغناء بمثل ما كان تكلم به، ما خرم حرفا. قال: فعلموا وعلم الناس أنه لا يقول إلا صوابا وحقا. وعجبوا منه.
حدثني علي بن المحسن قَالَ: وجدت في كتاب جدي علي بن مُحَمَّد بن أبي الفهم التنوخي، حدّثنا الحرمي بن أبي العلاء، حدثنا أبو خالد بن يزيد بن محمد المهلبي قال: سمعت إسحاق الموصلي يقول: لما خرجنا مع الرشيد إلى الرقة قال لي الأصمعي: كم حملت معك من كتبك؟ قلت: تخففت، فحملت ثمانية أحمال، ستة عشر صندوقا! قال: فعجبت فقلت: كم معك يا أبا سعيد؟ قال: ما معي إلا صندوق واحد، قلت: ليس إلا؟ قال: وتستقل صندوقا من حق! قال أبو خالد:
وسمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: رأيت في منامي كأن جريرا ناولني كبة من شعر فأدخلتها في فمي، فقال بعض المعبرين: هذا رجل يقول من الشعر ما شاء، قال: وجاء مروان بن أبي حفصة يوما إلى أبي فاستنشدني من شعري فأنشدته:
إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي ... ورافع ضيمي حازم وابن حازم
عطست بأنف شامخ وتناولت ... يداي السماء قاعدا غير قائم
قال: فجعل مروان يستحسن ذلك ويقول لأبي: إنك لا تدري ما يقول هذا الغلام!(6/338)
أخبرني أحمد بن محمّد الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن يزيد المبرد، حدّثنا حماد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنِي أَبِي قال: عوتب أبو عبيدة فيما كان يعطيني من العلم، قال: وما ينفعه مما أعطيه، إنما ألقيه في وعاء منخرق الأسفل، كلما ألقيت في أعلاه شيئا خرج من أسفله، فلقيت أبا عبيدة فقلت له: أنا عندك وعاء منخرق، حتى قلت ما قلت؟
[قال [1]] : وأنت لا ترضى أن يأخذ الناس الكلام الذي لا يضرك وتأخذ أنت العلم وتسكت، ولا تجعل حجة علي.
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قال إسحاق الموصلي: كان في قلب محمد بن زبيدة عليَّ شيء، فأهديت إليه جارية ومعها هدية، فردها فكتبت إليه:
هتكت الضمير برد اللطف ... وكشفت أمرك لي فانكشف
فإن كنت تحقد شيئا مضى ... فهب للخلافة ما قد سلف
وجد لي بالعفو عن زلتي ... فبالفضل يأخذ أهل الشرف
فلم يفعل، فكتبت إليه:
أتيت ذنبا عظيما ... وأنت أعظم منه
فخذ بحقك أو لا ... فاصفح بفضلك عنه
فعاد إلى الجميل.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الواحد المروروذي قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى النديم، حدّثنا الحسين بن يحيى الكاتب، حدثنا إسحاق الموصلي. قال: أنشدت الأصمعي شعرا لي على أنه لشاعر قديم:
هل إلى نظرة إليك سبيل ... يرو منها الصدى ويشفى الغليل
إن ما قل منك يكثر عندي ... وكثير من الحبيب القليل
قال لي: هذا والله الديباج الخسرواني، فقلت له: إنه ابن ليلته، فقال: لا جرم أن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/339)
أثر التوليد فيه! فقلت له: لا جرم أن أثر الحسد فيك! قال أبو بكر: وقد اعجب هذا المعنى إسحاق فردده في شعره فقال:
أيها الظبي الغرير ... هل لنا منك مجير
إن ما نولتنا من ... ك وإن قل كثير
وكان إسحاق يظن أنه ما سبق إلى هذا المعنى حتى أنشد لأعرابي:
قفي ودعينا يا مليح بنظرة ... فقد حان منا يا مليح رحيل
أليس قليلا نظرة إن نظرتها ... إليك وكل منك ليس قليل
قال: فحلف إسحاق أنه ما كان سمعه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى الكاتب، أخبرني محمّد بن يحيى، حدثني عون بن محمد الكندي، أن محمد بن عطية العطوي الشاعر حدثه أنه كان عند يحيى بن أكثم في مجلس له يجتمع الناس فيه.
فوافى إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فأخذ يناظر أهل الكلام حتى انتصف منهم، ثم تكلم في الفقه فأحسن، وقاس واحتج، وتكلم في الشعر واللغة، ففاق من حضر، فأقبل على يحيى فقال: أعز الله القاضي، أفي شيء مما ناظرت فيه وحكيته نقص أو مطعن؟ قال: لا. قال: فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها وأنسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه؟ قال العطوي: فالتفت إلي يحيى بن أكثم فقال: جوابه في هذا عليك. قال: وكان العطوي من أهل الجدل. فقلت: نعم أعز الله القاضي، الجواب علي. ثم أقبلت على إسحاق فقلت: يا أبا محمد أنت كالفراء والأخفش في النحو؟ قال: لا، قلت: أفأنت في اللغة وعلم الشعر كالأصمعي وأبي عبيدة؟ قال: لا.
قلت: أفأنت الهذيل والنظام؟ قال: لا. قلت: أفأنت في الفقه كالقاضي؟ قال: لا.
قلت: أفأنت في قول الشعر كأبي العتاهية وأبي نواس؟ قال: لا. قلت: فمن هاهنا نسبت إلى ما نسبت إليه لأنه لا نظير لك فيه ولا شبيه، وأنت في غيره جون رؤساء أهله، فضحك وقام فانصرف، فقال لي يحيى بن أكثم: لقد وفيت الحجة حقها، وفيها ظلم قليل لإسحاق. وإنه لممن يقل في الزمان نظيره.
قرأت على الحسن بن على الجوهري، عن أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يحيى النديم، حدثنا محمد بن عبد الله الحزنبل قال: ما سمعت ابن(6/340)
الأعرابي يصف أحدا بمثل ما يصف به إسحاق من العلم والصدق والحفظ، وكان كثيرا ما يقول: أسمعتم أحسن من ابتدائه في قوله:
هل إلى أن تنام عيني سبيل ... إن عهدي بالنوم عهد طويل؟
هل تعرفون من شكا نومه بمثل هذا اللفظ الحسن.
وقال محمد بن يحيى: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: كان إسحاق الموصلي ثقة صدوقا عالما، وما سمعت منه شيئا، ولوددت أني سمعت منه وما كان يفوتني منه شيء لو أردته. قال محمد: وسمعت أحمد بن يحيى النحوي يقول نحو هذا القول.
وقال المرزباني: أَخْبَرَنِي يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه قال: أخبرني أحمد بن القاسم الهاشمي، عن إسحاق بن إبراهيم. قال: دعاني المأمون وعنده إبراهيم بن المهدي وفي مجلسه عشرون جارية قد أقعد عشرا عن يمينه، وعشرا عن يساره معهن العيدان يضربن بها، فلما دخلت سمعت من الناحية اليسرى خطأ فأنكرته، فقال المأمون: يا إسحاق أتسمع خطأ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال لإبراهيم بن المهدي: هل تسمع خطأ؟ قال: لا. فأعاد علي السؤال. فقلت: بلى والله يا أمير المؤمنين، وإنه لفي الجانب الأيسر، فأعاد إبراهيم سمعه إلى الناحية اليسرى ثم قال: لا والله يا أمير المؤمنين ما في هذه الناحية خطأ. فقلت: يا أمير المؤمنين مر الجواري اللواتي على الميمنة أن يمسكن، فأمرهن فأمسكن، ثم قلت لإبراهيم: هل تسمع خطأ فتسمع ثم قال: ما هاهنا خطأ. فقلت: يا أمير المؤمنين يمسكن وتضرب الثامنة، فأمسكن وضربت الثامنة، فعرف إبراهيم الخطأ فقال: نعم يا أمير المؤمنين ها هنا خطأ. فقال عند ذلك المأمون: يا إبراهيم لا تمار إسحاق بعد اليوم، فإن رجلا فهم الخطأ بين ثمانين وترا، وعشرين حلقا، لجدير بأن لا تماريه! فقال: صدقت يا أمير المؤمنين.
أخبرنا تركان بن الفرج الباقلاني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُقْسِمٍ العطار- إملاء- حدثنا أبو العباس- وهو أحمد بن يحيى ثعلب. قال: قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: استبطأني أبو زياد- يعنى الكلابي- فقال:
نزورك يا ابن الموصليّ لحاجة ... ونفعل يا ابن الموصليّ قليل(6/341)
قلت: وفي غير هذه الرواية بيت ثان وهو:
فما لك عندي من فعال أذمه ... ومالك ما يثني عليك جميل
فأعتبته.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَاتِبُ قَالَ: أنشدنا أحمد بن سعيد- يعنى الدمشقي- قال: أنشدني الزبير- هو ابن بكار- قال: أنشدني أبو سليمان إدريس بن أبي حفصة يمدح إسحاق بن إبراهيم التميمي:
إذا الرجال جهلوا المكارما ... كان بها ابن الموصلي عالما
أبقاك ذو العرش بقاء دائما ... لو كنت أدركت الجواد حاتما
كان نداه لنداك خادما ... فقد جعلت للكرام خاتما
قال: وأنشدني أيضا في إسحاق يمدحه:
لقد ذهب المعروف إلّا بقية ... بها أنت يا ابن الموصلي تقوم
إذا ما كريم غير الدهر وده ... فودك يا ابن الموصلي يدوم
تطيب بك الدنيا وليس بزائل ... من الناس فيها ما بقيت كريم
فما عشت في الدنيا فللعيش لذة ... وطيب وإن ودعت فهو ذميم
إذا كان في عود وصوم تشينه ... فعودك عود ليس فيه وصوم
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصيرفي ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني قالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن شاذان، حدّثنا ابن دريد، أخبرنا عبد الأول ابن مريد، عن أبيه. قال: مات إسحاق بن إبراهيم الموصلي سنة خمس وثلاثين ومائتين، ومات فيها إسحاق بن إبراهيم الطاهري. قال: فأنشدني في ذلك الوقت رجل يعرف بابن سبابة:
تولى الموصليّ وقد تولت ... بشاشات المعازف والقيان
وأي غضارة تبقى فتبقي ... حياة الموصلي على الزمان
ستبكيه المعازف والملاهي ... وتسعدهن عاتقة الدنان
وتبكيه الغوية يوم وَلى ... ولا تبكيه تالية القران(6/342)
3381- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم، أبو يعقوب الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه [1] :
كان أحد أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين، اجتمع له الحديث، والفقه، والحفظ، والصدق، والورع، والزهد، ورحل إلى العراق، والحجاز، واليمن، والشام.
فسمع جرير بن عبد الحميد الرازي، وإسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية، وأبا أسامة، ويحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، وعبد الرزاق بن همام، والنضر بن شميل، وعبد العزيز الدراوردي، وعيسى بن يونس، وعبدة بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وعبد الوهاب الثقفي، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بْن بكر البرساني، وعبد اللَّه بْن وهب، ومحمد بن سلمة الحراني، وسويد بن عبد العزيز، ومعاذ بن هشام، والوليد بن مسلم. وورد بغداد غير مرة. وجالس حفاظ أهلها، وذاكرهم، وعاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن توفي بها، وانتشر علمه عند الخراسانيين. وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وإسحاق بن منصور الكوسج، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، ومحمد بن نصر المروزي، وأبو عيسى الترمذي، وأحمد بن سلمة، وخلق يطول ذكرهم. وروى عنه من قدماء شيوخه يحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، ومن أقرانه أحمد بن حنبل، ولم أر في أحاديث البغداديين شيئا استدل به على أنه حدث ببغداد إلا أن يكون على سبيل المذاكرة. فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأستراباذي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الإِسْتِرَابَاذِيُّ- بسمرقند- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ المدائني، حدّثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابن فضالة، عن أبيه، عن علقمة ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةَ إِلا مِنْ بَأْسٍ.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج، حدثنا محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري، حدّثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو يعقوب الخراساني، عن عبد الرزاق، عن النعمان بن شيبة، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: ليس في الأوقاص صدقة.
__________
[1] 3381- انظر: تهذيب الكمال 332 (2/273) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/259. وميزان الاعتدال 1/182- 183. وتهذيب ابن عساكر 2/410. وتهذيب التهذيب 1/216.
وميزان الاعتدال 1/85. ووفيات الأعيان 1/64. وحلية الأولياء 9/234. وطبقات الحنابلة 68. وتذكرة النوادر 36، 37. والأعلام 1/292.(6/343)
قال السراج: فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه فحدّثني به.
وقال إسحاق: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.
حدثني أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم الأندلسي، عن ابن عمه أبي مُحَمَّد علي بْن أَحْمَد بْن سعيد بْن حزم قال [1] : إسحاق بن راهويه هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن الوارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة، بن كعب بن همام بن أسد بن مرة، بن عمرو، ابن حنظلة بْن مَالِك بْن زيد مناة بْن تميم [2] .
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرني علي ابن محمّد المروزيّ، حدثنا محمد بن موسى الباشاني. قال: ولد إسحاق بن راهويه سنة إحدى وستين ومائة. وقال محمد بن موسى: كان إسحاق بن راهويه سمع محمّد بن عبد الله بن المبارك وهو حدث، فترك الرواية عنه لحداثته، وخرج إلى العراق سنة أربع وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة [3] .
وقد قيل في مولد إسحاق غير هذا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي قال لي موسى بن هارون: قلت لإسحاق بن راهويه: من أكبر أنت أو أحمد؟ قال: هو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق سنة ست وستين فيما يروي موسى [4] .
قلت: وكان مولد أحمد بن حنبل في سنة أربع وستين ومائة فيما يروى موسى.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزاز، حدثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ راهويه قال: ولد أبي من بطن أمه مثقوب [5] الأذنين، قال: فمضى جدي راهويه إلى
__________
[1] «قال» ساقطة من الأصل.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/377- 378.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/378.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/378، وفيه: «فيما يرى موسى» .
[5] في تهذيب الكمال: «منقوب الأذنين» .(6/344)
الفضل بن موسى السيناني فسأله عن ذلك وقال: ولد لي ولد خرج من بطن أمه مثقوب الأذنين! فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير، وإما في الشر [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري، أخبرنا محمّد بن محمّد ابن زكريا المطوعي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن بالويه يقول: سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قَالَ لي عبد الله ابن طاهر: لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قال:
اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق فقال المراوزة: راهوي لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه [2] .
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول: ذكر أحمد بن حنبل- وأنا حاضر- إسحاق بن راهويه فكره أحمد أن يقال راهويه، وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وقال لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضا.
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عيسى الهاشمي قَالَ: هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بْن موسى بْن أبي مُحَمَّد بْن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن داود النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن سلمة يَقُولُ: سمعتُ إسحاق يقول: أتيت وهب بن جرير فقال: قد حلفت أن لا أحدث كذا شهرا. قال: قلت:
قد أغنى الله عنك، وأردت أن يكون اسمك عندي، قال: فقال لي: من أين أنت؟
قلت: خراساني. قال: لعلك ابن راهويه؟ قال: قلت: نعم. قال: قد استثنيتك فسلني.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حدّثنا أبو نصر أحمد ابن سهل الفقيه- ببخارى إملاء- حدثنا علي بن الحسن بن عبدة قال: سمعت حاشد ابن مالك يقول: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله إسحاق بن راهويه وصدقة، ومعمّر عن الإسلام خيرا، أحيوا السنة بأرض المشرق.
أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدثنا أبو محمد عبد الله بن جابر قال: سمعت أبا بكر محمد بن يزيد المستملي يقول: سمعت
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/378- 379.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/379. وفي تهذيب الكمال: «فقال المراوزة: راهويه بأنه» .(6/345)
نعيم بن حماد يقول: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قَالَ: سمعت أحمد بن الهيثم بن السميدع الشاسي يقول: قال لي يحيى: بخراسان كنزان، كنز عند محمد بن سلام البيكندي، وكنز عند إسحاق بن راهويه.
أخبرنا ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا زكريا يحيى بْن مُحَمَّد العنبري يَقُولُ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد السلام بن بشار الوراق يقول:
سمعت محمد بن داود الضبي يقول: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول حين مات إسحاق الحنظلي: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
[فاطر 28] وكان أعلم الناس، ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. قال محمد بن عبد السلام: فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي. فقال: والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد: فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصفار.
فقال: والله لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة [1] ! حدثني علي بن أحمد الهاشمي قَالَ: هذا كتاب جدي فقرأت فيه: حَدَّثَنِي محمّد ابن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت الدارمي يقول:
ساد إسحاق بن إبراهيم أهل المشرق والمغرب بصدقه [2] .
وقال: سمعت أبا بكر قال: سمعت أبا عبد الرحيم الجوزجاني يقول: سمعت أحمد بن حنبل- وذكر إسحاق- فقال: لا أعلم- أو لا أعرف- لإسحاق بالعراق نظيرا [3] .
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق،
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/381.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/381- 382.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/382.(6/346)
حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل: إسحاق أبو يعقوب- أعني ابن راهويه- ترى لإنسان أن يقصد إليه فيتعلم منه الفقه فإنه رجل ممكن؟ فقال: ما أَفْهَمَهُ! هو كيس.
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريّا ابن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يعبر الجسر مثل إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدّل، أخبرنا دعلج بن أحمد السجستاني قال: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الشامي قال: سئل أحمد بن حنبل- وأنا حاضر عن إسحاق بن إبراهيم- فقال: من مثل إسحاق؟ مثل إسحاق يسأل عنه! أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله- وسئل عن إسحاق بن راهويه- فقال: مثل إسحاق يسأل عنه؟ إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين [1] .
أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، حدّثنا عبيد الله بن سعيد البروجردي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الحافظ، حدثنا مرار بن أحمد- أبو أحمد- قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشافعي عندنا إمام، والحميدي عندنا إمام، وإسحاق بن راهويه عندنا إمام.
أخبرني محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن الْقَاسِم الْقَاضِي الهمذاني- بطرابلس- حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الخشاب العروضي، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي. قال: إسحاق بن إبراهيم بن راهويه أحد الأئمة مروزي [2] .
وحدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ابن إبراهيم ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق [3] .
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/382.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/382- 383.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/383.(6/347)
الحسين بن علي الحافظ يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول: والله لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي كان في التابعين لأقروا له بحفظه، وعلمه، وفقهه [1] .
أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، أخبرنا علي بن عبد العزيز البردعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قال أبي: جلست أنا وإسحاق بن راهويه يوما إلى الشافعي، فناظره إسحاق في السكنى بمكة، فعلا إسحاق يومئذ الشافعي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزاز، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي- إملاء- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن سعيد- أبو أحمد- حدّثنا إبراهيم بن علي، حدثني الفضل بن عبد الله الحميري قال: سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان فقال: أما إسحاق بن راهويه فلم نر مثله، وأما الحسين بن عيسى البسطامي فثقة، وأما إسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم، وأما أبو عبد الله القطان فبصير بالعربية والنحو، وأما محمد بن أسلم لو أمكنني زيارته لزرته.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- حدّثنا الحسن بن حاتم المروزيّ، حدّثنا أبو عمرو نصر بن زكريّا، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: سَأَلَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْحَظُ فِي صَلاتِهِ وَلا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ. قَالَ: فحدثته [2] فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ، رَوَاهُ وَكِيعٌ بِخِلافِ هَذَا. فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: اسْكُتْ إِذَا حَدَّثَكَ أَبُو يَعْقُوبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَتَمَسَّكْ بِهِ [3] .
حدثني علي بن أحمد الهاشمي، قَالَ: هذا كتاب جدي فقرأت فيه: حَدَّثَنِي محمد بن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد، اجتمعوا في الرصافة أعلام أصحاب الحديث، فمنهم أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَغيرهما. فكان صدر المجلس لإسحاق، وهو الخطيب [4] !! أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، حدّثنا محمّد بن يوسف
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/383.
[2] 15 في المطبوعة: «فحدثنيه» .
[3] 16- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/383- 384.
[4] 17- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/382.(6/348)
الفربري، حدّثنا علي بن خشرم، حدثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي.
قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حَدَّثَنِي رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده عليّ قال علي: فحدثت بهذا الحديث [1] إسحاق بن راهويه فقال: تعجب من هذا؟ قلت: نعم! قال: كنت لا أسمع شيئا إلا حفظته، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث، أو قال أكثر من سبعين ألفا في كتبي!! [2] .
أخبرنا ابن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم، أخبرني محمّد بن صالح بن هاني- من أصل كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ القهندزي. قَالَ: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني.
وحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- لفظا بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ. قال: سمعت محمد بن أحمد بن زيرك اليزدي يقول:
سمعت جعفر بن محمد بن سوار يقول: سمعت إسحاق- يعنى ابن راهويه- يقول:
إني لأدخل الحمام وبين عيني سبعون ألف حديث.
أخبرنا الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريا بن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها.
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدَّيْنَوَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عبد الرحمن الحافظ- بهمذان- يَقُولُ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن سَعِيد يقول: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:
أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي- بها- سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: سمعت إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها، وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة. فقيل له: ما معنى حفظ المزورة؟ قال: إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا [3] .
__________
[1] 18 في المطبوعة: «أحببت أن يعبده على محدثنا بهذا الحديث» . والتصحيح من تهذيب الكمال.
[2] 19- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/384.
[3] 20- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/385.(6/349)
حدّثنا ابن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قَالَ: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن سلمة يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحفظه للأسانيد والمتون، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ. قال أحمد بن سلمة: فقلت لأبي حاتم: أنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها [1] .
أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- حَدَّثَنَا خَلَف بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ أَبَا علي البزاز الحسن بْن الحسين يقول: سمعت مُحَمَّد بْن حميد بْن فروة يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول:
الحفاظ بخراسان إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ثم محمد بن إسماعيل.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري يقول: سمعت علي بن سلمة اللبقي يقول: كان إسحاق عند الأمير عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن أبي صالح، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة، وأما أبو حنيفة وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل أبو حنيفة بخلاف هذا، فقال إسحاق: حفظته من كتاب جده وأنا وهو في كتاب واحد، فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي، فقال إسحاق: ليبعث الأمير إليّ أجزاء كذا وكذا من جامعه، فأتى بالكتاب، فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى عشرة ورقة، ثم عد تسعة أسطر، ففعل، فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير عبد الله بن طاهر: قد تحفظ المسائل، ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة! فقال إسحاق: ليوم مثل هذا، لكي يخزى الله على يدي عدوا مثله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدثنا أحمد بن كامل قال: قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه: قيل لي إنك تحفظ
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/385- 386.(6/350)
مائة ألف حديث؟ قال: مائة ألف حديث ما أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط إلّا حفظته، ولا حفظت قط شيئا فنسيته [1] .
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ يحيى بن زكريا بن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي [3] يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس، وكان يمله [4] حفظا، فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر، فقصدته يوما لأسأله إعادته، وقد حمل إليه حنطة [5] من الرستاق، فقال لي: تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة [6] ، فإذا فرغت أعدت لك الفائت. قال: ففعلت ذلك، فلما فرغت عرفته. وكان خرج من منزله، فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل، فقلت له: فيما وعد من الفائت، فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له، فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا، وكان قد أملى المسند كله من حفظه، وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله [7] .
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال: أخبرني أبو يحيى الشعراني: أن إسحاق بن راهويه توفي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء، وقال لي: ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط، وما كان يحدث إلا حفظا! وقال: كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم وجدته فيه فردا، فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته لا رأي له [8] .
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/385.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/385.
[3] تصحفت في المطبوعة والأصل إلى: «الضبعي» .
[4] في الأصل والمطبوعة: «يمليه» وما أثبتناه أصح.
[5] في المطبوعة والأصل: «حنظلة» تحريف ليس له معنى.
[6] تحرفت في الأصل والمطبوعة أيضا إلى «الحنظلة» .
[7]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/386- 387.
[8]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/388.(6/351)
راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعت منه في تلك الأيام ورميت به، ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي- بها- سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: مات إسحاق بن إبراهيم ليلة الخميس سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حدّثنا محمّد بن إبراهيم المزكيّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد. قَالَ: توفي إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين [2] .
خبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ. قال: مات إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي وهو ابن سبع وسبعين سنة.
قلت: وهذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى وستين ومائة، قبل مولد أحمد ابن حنبل بثلاث سنين.
3382- إسحاق بن موسى بن عبد الله، أبو موسى الأنصاري الخطمي [3] :
مديني الأصل كوفي الدار، ورد بَغْدَاد، وحدث بها وبسر من رأى عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وعبد السلام بن حرب الملائي، وعمر بن عبيد الطنافسي وعبد الرحيم بن سليمان، ومعن بن عيسى، وعنده عن معن عن مالك كتاب «الموطأ» . روى عنه ابنه موسى، وإسحاق بن يعقوب العطار، ومحمد بن أحمد بن البراء، وموسى بن هارون، والهيثم بن خلف الدوري، وسعيد بن سعدان الكاتب، وكان ثقة.
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد المُزَكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق السراج قال: حدثني عيسى بن إسحاق بن موسى قال: أبي إسحاق بن موسى بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد بن زيد بن حصن بن عمرو بن
__________
[1] 30- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/387.
[2] 31- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/388.
[3] 3382- انظر: تهذيب الكمال 385 (2/480) . والجرح والتعديل 1/1/235. وتهذيب ابن عساكر 2/453. وتهذيب التهذيب 1/251. والتاريخ الصغير 235. وثقات ابن حبان 1/ورقة 29.(6/352)
الحارث بن خطمة، واسم خطمة عبد الله بن جشم بْن مالك بْن أوس بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر ماء السماء. وإنما سمى خطمة لأنه خطم رجلا بسيفه على خطمة، وسمي النجار لأنه ضرب رجلا بسيفه على هامته فقده بالسيف فلذلك سمي النجار، واسمه تيم الله.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قَالَ: سمعت أبي يقول: إسحاق بن موسى بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد الأنصاري أصله كوفي وكان بالعسكر- ثقة [1] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري بحمص سنة أربع وأربعين وقد رأيته [2] .
3383- إسحاق بن أبي إسرائيل، واسم أبي إسرائيل: إبراهيم بن كامجر، وكنية إسحاق: أبو يعقوب [3] :
مروزي الأصل، رأى زائدة بن قدامة، وسمع عبد القدوس بن حبيب الشامي، وحماد بن زيد، ومحمد بن جابر اليمامي، وعبد الوارث بن سعيد، وهشام بن يوسف الصنعاني، وكثير بن عبد الله الأبلي، وجعفر بن سليمان وسفيان بن عيينة.
روى عنه أبو يحيى صاعقة، وفضل بن سهل الأعرج، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّه بن محمد بن ناجية، وغيرهم.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت الفضل بن سهل الأعرج قَالَ: سمعت إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: أدركت زائدة. قلت: كيف أدركته؟ قال: كان أبي في الغزوة التي غزا فيها زائدة، فكنت أسأل عن أبي.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/482.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/483.
[3] 3383- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/330.(6/353)
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الورّاق، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ التَّوَّزِيُّ- بسر من رأى- حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا عبد القدوس بن حبيب الكلاعي قال: أَبُو يَعْقُوبَ، هَذَا أَوَّلُ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ وَأَنَا فِي الْكِتَابِ. عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا إِخْوَانِي تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ، فَلا يَكْتُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَإِنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عَنْهُ» [1]
. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ علي الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ، حدّثنا حميد الرواسي، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ. قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا عَلِمْتُمُ الْعِلْمَ فَاكْظِمُوا عَلَيْهِ، وَلا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ فَتَمُجَّهُ الْقُلُوبُ.
قَالَ إِسْحَاقُ: سَأَلَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حدّثنا علي بن محمّد الورّاق، أخبرنا أبو العباس عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين البزّاز، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثني أَبُو هِشَامٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزماري- من الأبناء [2] يسكن زمار- حدثنا محمد بن جابر قال: قدمت البصرة فأتاني شعبة بن الحجاج فسألني فحدثته بحديث قيس بن طلق في مس الذكر، فقال: أسألك بالله لا تحدث بهذا الحديث ما كنت بالبصرة.
قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل: لما انصرفت من اليمامة من عند هذا الشيخ- يعنى محمد بن جابر- دخلت البصرة ليلا، فسألت عن منزل أبي عوانة، فقيل لي أمس دفناه، فغمني ذلك وجزعت عليه، ثم أتيت حماد بن زيد: فلما رآني وأنا قشف الهيئة، علي أثر السفر، قال لي: أحسبك غريبا، قلت: نعم. قال: من أين قدمت؟ قلت: من اليمامة. قال: وما صنعت باليمامة؟ قلت: سمعت من شيخ بها يقال له محمد بن جابر، قال: قد سمعت منه حديث قيس في مس الذكر، ثم قال لي:
__________
[1] انظر الحديث في: أمالي الشجري 1/49. واللآلئ المصنوعة 1/108. والفوائد المجموعة 274. وتنزيه الشريعة 1/261. والموضوعات 1/231.
[2] الأبناء: من القوم الذي أرسلهم كسرى مع سيف بن ذي يزن لما جاء يستنصره على الحبشة، فنصروه وملكوا اليمن وتديروها وتزوجوا في العرب فقيل لأولادهم الأبناء (هامش المطبوعة) .(6/354)
حدثني عنه بما سمعت؟ فاستحييت وهبت الشيخ، فلم أذكر شيئا ولم يجر على لساني، فقال لي: يا بني إن المستقفين [1] عندنا كثير، فاتق لا تؤخذ ثيابك. وكنت أنام في المسجد، فقال: يا جلوة خذي ثياب الرجل إليك، فأودعته ثيابي، ثم دعاني بعد ذلك حماد بن زيد وجماعة من الغرباء فغداني عنده وهو قائم على رجليه يتعاهدنا يقول: يا جلوة جيئيهم برطب يا جلوة هاتي موزا، هاتي ماء باردا، فلم يزل قائما علينا حتى فرغنا، شكر الله ذلك لأبي إسماعيل ورضى عنه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى الصّولي، حدثني إبراهيم بن المدبر الكاتب قال: كنا عند المتوكل فدخل عليه إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: يا أمير المؤمنين حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حسان، عن الحسن أنه قال: المصافحة تزيد في المودة. قال: فمد المتوكل يده حتى صافحه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا موسى بن هارون، أخبرني أبي أن مولد بن أبي إسرائيل سنة خمسين ومائة. قال:
وأخبرني أبي أنه سمع إسحاق بن أبي إسرائيل سنة مائتين يذكر أنه ابن خمسين سنة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، قال: وأما إسحاق بن أبي إسرائيل فإن أبا إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر المروزي. ويكنى إسحاق أبا يعقوب، مولده سنة إحدى وخمسين ومائة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة، وأبو إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر.
كتب إلي إبراهيم بن سعيد الحبال- من مصر- وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أبي نصر الحميدي عنه قَالَ: أخبرنا يحيى بن علي الحضرمي، حدثنا عبد الله بن محمد بن المفسر، حدثنا أحمد بن علي القاضي قال: كنت تركت حديث إسحاق بن أبي إسرائيل فقال لي حبيش بن مبشر: لا تفعل فإني رأيت مع يحيى بن معين جزءا. فقلت
__________
[1] القف: أوباش الناس (القاموس) .(6/355)
له: يا أبا زكريا كتبت عن إسحاق بن أبي إسرائيل؟ فقال: كتبت عنه سبعة وعشرين جزءا قبل هذا.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قَالَ: أبو زكريا وابن أبي إسرائيل من ثقات المسلمين، ما كتب حديثا قط عن أحد من الناس إلا ما ضبطه هو في ألواحه، أو كتابه [1] .
وقال: سألت أبا زكريا قلت: اختلف ابن أبي إسرائيل والقواريري في حديث عن ابن مهدي، فقال: ابن أبي إسرائيل أثبت من القواريري، وأكيس وأضبط منه، ومن أبيه، ومن أهل قريته أجمعين، ثقة مأمون ضابط، والقواريري ثقة صدوق، وليس هو مثل إسحاق [2] .
وقال في موضع آخر: ذكر أبو زكريا بن أبي إسرائيل فقال: الثقة الصادق المأمون، ما زال معروفا بالدين، والخير، والفضل. قيل له: في حديث مبارك بن سعيد؟ فقال أبو زكريا: لو قال أبو يعقوب: إني قد سمعت كل حديث عند مبارك بن سعيد لكان الثقة الصدوق المأمون [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان الدارمي يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة [4] .
قال أبو سعيد: إسحاق بن أبي إسرائيل لم يكن أظهر الوقف حين سألت يحيى بن معين عنه، وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد، ويوم كتبنا عنه كان مستورا [5] .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سريج بن يونس شيخ صالح صدوق، وإسحاق بن أبي إسرائيل أثبت منه [6] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/401.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/401.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/401- 402.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/402.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/402.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/402.(6/356)
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الصَّابُونِيُّ- فيما أذن أن نرويه عنه- أخبرنا علي ابن محمّد بن سعيد المؤمل، حَدَّثَنَا شاهين بن السميدع العبدي قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بن حنبل- يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشئوم، إلا أنه صاحب حديث كيس [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبرك الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الرّحمن الشّيرازيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف الريحاني [3] ، حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الفارسي قال: سألت عبدوس بن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مالك بْن هانئ النيسابوري، عن إسحاق بن أبي إسرائيل.
فقال: كان حافظا جدا، ولم يكن مثله في الحفظ والورع، وكان لقي المشايخ.
فقلت: كان يتهم بالوقف؟ قال: نعم، اتهم ولم يكن بمتهم [4] .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أحمد بن الحسين المروزي أنه سمع أحمد بن الخضر الخزاعي يقول: سمعت محمد بن جابر بن حماد الفقيه.
وحدثنا عن إسحاق بن أبي إسرائيل فسئل عن عدالته فقال: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
[المائدة 101] [5] .
حدّثنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، حَدَّثَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد، عن إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: صدوق في الحديث، إلا أنه كان يقول القرآن كلام الله، ويقف.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقا.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/402.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/403.
[3] في المطبوعة: «الزنجاني» والتصحيح من كتب الرجال.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/404.
[5] آخر الجزء السادس والأربعين من تجزئة المؤلف رحمه الله.(6/357)
قرأت على البرقاني عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي قَالَ: أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ السراج قَالَ: سمعت إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان يقولون كلام الله غير مخلوق، ألا قالوا كلام الله وسكتوا- ويشير إلى دار أحمد بن حنبل-.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا إسحاق بن محمّد بن المفضل الزيات، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي سلم الرّازيّ، حدّثنا حفص ابن عمر المهرقاني سمعته يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم واقفا على إسحاق بن أبي إسرائيل وهو يقول له: قد عنيتني إليك من ألف وخمسين فرسخا، أنت الذي تقف في القرآن؟
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، وكان ثقة مأمونا، إلا أنه كان قليل العقل.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: قَالَ لي مصعب بن عبد الله: ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعنى في القرآن. فناظرته فقال: لم أقل على الشك، ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. قال مصعب:
فأنشدته هذا الشعر فأعجبه وكتبه وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة:
أأقعد بعد ما رجفت عظامي ... وكان الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم ... وأجعل دينه غرضا لديني
فأترك ما علمت لرأي غيري ... وليس الرأي كالعلم اليقين
وما أنا والخصومة وهي لبس ... تصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قوام ... يلحن بكل فج أو وضين
وكان الحق ليس به خفاء ... أعز كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج حمق ... بمنهاج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني ... وأما ما جهلت فجنبوني
فلست بمكفر أحدا يصلي ... ولن أجرمكم أن تكفروني
وكنا إخوة نرقى جميعا ... ونرمي كل مرتاب ظنين
فما برح التكلف أن تساوت ... بشأن واحد فرق الشئون
فأوشك أن يخر عماد بيت ... وينقطع القرين من القرين [1]
__________
[1]- انظر الخبر والأبيات في: تهذيب الكمال 2/405- 406.(6/358)
فلما كتبه قال لي: يا أبا عبد الله، لا أجاوز هذا.
قال أبو بكر أحمد بن زهير فقلت أنا لمصعب: هذا قد كتب الحديث منذ كذا وكذا لا يجاوز هذا الشعر؟.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن أبي إسرائيل مات في سنة خمس وأربعين ومائتين. زاد ابن قانع: في شعبان بسر من رأى [1] .
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عَمَّارٍ الثقفي. قال: مات أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل سنة خمس وأربعين ومائتين، وولد في سنة خمسين ومائة.
أخبرنا أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النّضر قال:
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات إسحاق بن أبي إسرائيل في سنة ست وأربعين. زاد البغوي: بسامرا، في شعبان [2] .
3384- إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل، أبو الفضل الحنفي الباورديّ:
سكن بغداد وروى عن معاوية بن هشام، وجعفر بن عون، وقريش بن أنس، وعثمان بْن عُمَر، ووهب بْن جرير، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث.
ذكره عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وَقَالَ: سمع منه أبي بمصر وهو صدوق.
وذكره أبو سعيد بن يونس في الغرباء الذين حدثوا بمصر فكناه أبا يعقوب، وقال:
هو قديم.
3385- إسحاق بن عبد الله، أبو يعقوب، وابن أخت يحيى بن معين:
روى عن يحيى جزءا من مسائله عن أحوال الشيوخ. حدث عنه أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن مسروق الطوسي.
__________
[1] 16- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/407.
[2] 17- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/407.(6/359)
3386- إسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكوسج المروزي [1] :
ولد بمرو، ورحل إلى العراق، والحجاز، والشام. فسمع سفيان بن عيينة، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وأبا أسامة، والنّضر ابن شميل، وأبا اليمان الحكم بن نافع. ورد بغداد وَحَدَّثَ بِها، فرَوَى عَنْهُ من أهلها إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وَعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل. واستوطن إسحاق بنيسابور وبها كانت وفاته.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا عمر بن جعفر ابن محمّد بن سالم، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حدّثنا شعيب بن أبي حمزة، حدّثنا عبد الله بن أبي حسين، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ» [2]
. وكان إسحاق بن منصور عالما فقيها، وهو الذي دون عن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه المسائل في الفقه [3] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ أمين الأستراباذي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر الجرجاني، حدّثنا عبد الملك بن محمّد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن الربيع بن دينار- وهو من أصدقاء أحمد بن حنبل- قال: قال أحمد: بلغني أن الكوسج يروي عني مسائل بخراسان، اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله.
أخبرني الحسين بن محمّد أخو الخلّال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر أبو صادق القزاز- بأستراباذ- أخبرنا أبو نعيم بن عدي الحافظ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم مثله سواء.
قال أبو نعيم: قلت لصالح بن أحمد بن حنبل: عندنا شيخ يروي حكاية عن أبي
__________
[1] 3386- انظر: تهذيب الكمال 383 (2/474) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/51. والجرح والتعديل 1/1/234. وتهذيب ابن عساكر 2/453. والتاريخ الصغير للبخاري 238.
والثقات لابن حبان 1/ورقة 29. وثقات ابن شاهين ورقة 7. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ورقة 6.
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 7/535، 538، 8/327. والترغيب والترهيب 3/504.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/477.(6/360)
عبد الله أحمد بن حنبل أنه قال: قد رجعت عما رواه إسحاق الكوسج عني، وذكرت له هذه الحكاية. فقال لي صالح: إني قلت لأبي: بلغني أن إسحاق بن منصور روى بخراسان هذه المسائل التي سألك عنها ويأخذ عليها الدراهم، فغضب أبي من ذلك واغتم مما أعلمته فقال: تسألوني عن المسائل ثم تحدثون بها وتأخذون عليها؟ وأنكر إنكارا شديدا. قال صالح: فقلت له: إن أبا نعيم الفضل بن دكين كان يأخذ على الحديث فقال: لو علمت هذا ما رويت عنه شيئا. قال صالح: ثم إن إسحاق بن منصور قدم بعد ذلك بغداد فصار إلى أبي فأعلمته أنه على الباب، فأذن له ولم يتكلم معه بشيء من ذلك.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل التي علقها عنه، قال:
فجمع إسحاق بن منصور تلك المسائل في جراب وحملها على ظهره وخرج راحلا إلى بغداد، وهي على ظهره، وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه فيها فأقر له بها ثانيا، وأعجب بذلك أحمد من شأنه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرني عبد الله بن أحمد أبو جعفر، عن أبي حاتم السلمي أنه سأل مسلم بن الحجاج، عن إسحاق بن منصور فقال: ثقة مأمون [1] .
أخبرني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبيد الله بن قاسم الهمذاني- بطرابلس- أَخْبَرَنَا أَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الخشاب العروضي- بمصر- حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: إسحاق بن منصور الكوسج مروزي ثقة [2] .
أخبرنا بن الفضل القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا البخاري. قال: مات إسحاق بن منصور الكوسج سنة إحدى وخمسين ومائتين.
أخبرنا ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم المزكي، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني. قال: مات إسحاق بن منصور
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/476.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال وفيه: «ثقة ثبت» .(6/361)
ابن بهرام أبو يعقوب الكوسج بنيسابور يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين [1] .
3387- إسحاق بن جبريل الْبَغْدَادِيّ [2] :
حدث عَنْ يَزِيدَ بْن هَارُون. رَوَى عَنْهُ أَبُو داود السجستاني.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي- بالبصرة- حدّثنا محمّد بن أحمد اللؤلؤي، حدّثنا أبو داود، حدّثنا إسحاق بن جبريل البغدادي، أخبرنا يزيد، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رُومَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَعْطَى فِي صَدَاقِ امْرَأَةٍ مِلْءَ كَفِّهِ سَوِيقًا أَوْ تَمْرًا فَقَدِ اسْتَحَلَّ» [3]
. رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ صَالِحِ بْنِ رُومَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ مَوْقُوفًا.
3388- إسحاق بن سليمان البغدادي:
حدث عن معلى بن عبد الرحمن الواسطي، والحسن بن قتيبة المداينيّ. روى عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرِو بْن عَبْد الخالق البصري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ- بِأَصْبَهَانَ- قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أحمد بن عمرو البزّاز، حدّثنا إسحاق بن سليمان البغدادي، حدّثنا الحسين بن قتيبة، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الْجُمُعَةَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ إِلا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ.
3389- إسحاق بن حاتم بن بيان، العلاف المداينيّ:
حدث ببغداد عَنْ يَحْيَى بن سليم الطائفي، ويحيى بن المتوكل، وسفيان بن عيينة، وعبد الوهاب بن عطاء. روى عنه يعقوب بْن سفيان، وعبد اللَّه بن محمد بن ناجية، ومحمد بن أحمد بن خالد البوراني، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحامليّ، وكان ثقة.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/477- 478.
[2] 3387- انظر: تهذيب الكمال 345 (2/415) .
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2110. وكشف الخفا 2/513. والسنن الكبرى 7/238. ومشكاة المصابيح 3205.(6/362)
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حَدَّثَنَا أبو الْحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن جَعْفَرٍ الْبَحِيرِيُّ- بِنَيْسَابُورَ- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ- قَالَ الْبَحِيرِيُّ: أَخْبَرَنَا- وَقَالَ التَّمِيمِيُّ: حَدَّثَنَا- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حدّثنا إسحاق بن حاتم بن بيان المداينيّ- ببغداد-.
وأخبرنا البرقاني أيضا، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أخبرنا إسحاق بن حاتم العلاف، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن بَيْعِ الْغَرَرِ. وَاللَّفْظُ لابْنِ خُزَيْمَةَ.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: مات إسحاق بن حاتم العلاف في شهر رجب- أو شعبان- سنة اثنتين وخمسين ومائتين ببغداد.
3390- إِسْحَاق بْن البهلول بْن حسان بْن سنان، أبو يعقوب التنوخي [1] :
من أهل الأنبار. رحل في الحديث إلى بغداد، والكوفة، والبصرة، والمدينة، ومكة، وسمع أباه البهلول بن حسان، ويحيى بن آدم، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية الضرير، ويعلى ومحمدا ابني عبيد، وأبا يحيى الحماني، وأبا قطن عمرو بن الهيثم، وإسماعيل بن علية، وعلي بن عاصم، وشعيب بن حرب، وعفان بن مسلم، وأبا داود الحفري، وأبا أسامة، وعبد اللَّه بن نُمير، وأبا نعيم، وعبيد الله بن موسى وقبيصة ابن عقبة، ومحمد بن القاسم الأسدي، ومعاوية بن هشام، وحسينا الجعفي وجعفر ابن عون، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندرا ووهب بن جرير، وأبا عاصم النبيل، وأبا عامر العقدي، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبا بحر البكراوي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وابن أبي فديك، وأبا ضمرة أنس بن عياض، وسفيان بن عيينة وسعيد بن سالم القداح، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وغيرهم.
وكان ثقة. صنف المسند وحدث ببغداد.
فروى عنه مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم صاعقة؛ وَإِبْرَاهِيم الحربي وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وجعفر الفريابي، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وقاسم بن زكريّا المطرز،
__________
[1] 3390- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/57.(6/363)
ومحمد بن موسى النهرتيري، ويحيى بن صاعد، وابناه البهلول وأحمد ابنا إسحاق ابن البهلول، وابن ابنه يوسف بن يعقوب الأزرق، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم: سألتُ أبي عن إسحاق بن بهلول الأنباري فقال صدوق.
وذكر أهله أنه كان فقيها حمل الفقه عن الحسن بن زياد اللؤلؤي، وعن الهيثم بن موسى صاحب أبي يوسف القاضي، وله مذاهب اختارها ينفرد بها. ويقال: كان حسن العلم باللغة والنحو والشعر، وصنف كتابا في الفقه سماه: المتضاد، وكتابا في القراءات. وصنف في غير ذلك من أنواع العلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ البزار، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حماد الواعظ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بن البهلول الكاتب- إملاء- أَخْبَرَنَا جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَاهِلِيُّ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُدْخِلَ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلاثَةً، صَانِعَهُ مُحْتَسِبًا صَنْعَتَهُ، وَالْمُقَوِّي بِهِ، وَالرَّامِي بِهِ» [1]
. أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ عنبسة عن الزهري، ولم يرو عنه غير يحيى بن المتوكل، تفرد به إسحاق بن بهلول عنه.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل قَالَ: أنبأنا أحمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب ابن إسحاق بن البهلول، أخبرني عمي إسماعيل، حدّثني عمي البهلول، أخبرني أبي.
قال: كنت في ديوان بادوريا [2] وكنت أمضي مع أبي البهلول بن حسان- ونحن بمدينة السلام- إلى مسجد الرصافة، فيدخل أبي إلى هشيم بن بشير فيسمع منه،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1637. وسنن ابن ماجة 2811. والمستدرك 2/95.
والمعجم الكبير 17/341. والمصنف لابن أبي شيبة 5/349، 9/23.
[2] بادوريا: طسوج من كورة الأستان بالجانب الغربي من بغداد، قالوا: ما كان من شرق السراة فهو بادوريا، وما كان من غربها فهو قطربل (المعجم) .(6/364)
وأمضي أنا إلى الديوان، ثم طلبت الحديث فقصدت هشيما وكتبت منه أحاديث في درج ضاع مني بعد ذلك، وتوفي هشيم فسمعت من أصحابه.
وقال ابن الأزرق، أخبرني عمي إسماعيل قال: حدثني عمي البهلول. قال: كان أبي سمحا سخيا، وكان يأخذ من أرزاقه بمقدار القوت، ويفرق ما يبقى بعد ذلك على ولده وأهله والأباعد، ويفرق في أيام كل فاكهة شيئا منها كثيرا، وكان له غلام وبغل يستقي الماء ويصبه لقراباته- إرفاقا بهم- أخبرني علي بن أبي علي قال: أنبأنا أحمد بن يوسف الأزرق، أخبرني عمي إسماعيل بن يعقوب، حدثني عمي البهلول بن إسحاق قال: استدعى المتوكل أبي إلى سر من رأى حتى حدثه وسمع منه وقرئ له حديث كثير، ثم أمر فنصب له منبر وكان يحدث عليه في المسجد الجامع بسر من رأى. وفي رحبة زيرك بالقرب من باب الفراعنة، وأقطعه إقطاعا في كل سنة مبلغه اثنا عشر ألفا، ورسم له صلة خمسة آلاف درهم في السنة فكان يأخذها وأقام إلى أن قدم المستعين بغداد فخاف أبي الأتراك أن يكسبوا الأنبار فانحدر إلى بغداد عجلا، ولم يحمل معه شيئا من كتبه، فطالبه محمد ابن عبد الله بن طاهر أن يحدث، فحدث ببغداد من حفظه بخمسين ألف حديث، لم يخطئ في شيء منها! وقال ابن الأزرق، حدثني القاضي أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ بْن البهلول قال: تذاكرت أنا وأبو محمد بن صاعد ما حدث به جدي ببغداد، فقلت له:
قال لي أنيس المستملي حدث أبو يعقوب إسحاق بن البهلول ببغداد- من حفظه- بأربعين ألف حديث. فقال لي أبو محمد بن صاعد: لا يدري أنيس ما قال. حدث إسحاق بن البهلول من حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألف حديث. وقال أبو طالب:
قال لي أبي: كنت ببغداد مع أبي وأنا جالس على باب داره فخرج من عنده جماعة من أصحاب الحديث وهم يقولون: قد حدث بالحديث الفلاني عن سفيان بن عيينة فأخطأ فيه، قال: كذا، وإنما هو كذا، لم يقم أبو طالب على ذكر الحديث. قال أبو جعفر: فدخلت على أبي فأعلمته ما قالوا فقال: يا غلام ارددهم، فردهم فقال لهم:
حدثني سفيان بن عيينة بهذا الحديث كما حدثتكم به، وحدثني به سفيان بن عيينة مرة أخرى، بكيت وكيت، فذكر الوجه الذي ذكره ثم قال: وأنا فيما حدثتكم به أثبت من يدي على زندي.(6/365)
أخبرني علي بن أبي علي قال: أنبأنا أحمد بن يوسف الأزرق، أخبرني أبي وعمي إسماعيل: أن إسحاق بن البهلول ولد بالأنبار سنة أربع وستين ومائة، ومات بها في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، فصلى عليه بحونة بن قيس الشيباني أمير الأنبار إذ ذاك، وصلى الناس عليه خلفه.
قلت: وذكر عبد الباقي بن قانع: أن وفاته كانت في ذي الحجة.
3391- إسحاق بْن حَنْبَل بْن هلال بْن أسد، أبو يعقوب الشيباني [1] :
وهو عم أبي عبد الله أحمد بن حنبل، سمع يزيد بن هارون، والحسين بن محمد المروذي. روى عنه ابنه حنبل، ومحمد بن يوسف الجوهري، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا أبي إسحاق، حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا المسعودي عن عون ابن عبد الله. قال: قام رجل فقال: يا أهل المدينة إنكم سوق مجلوب إليه، فإن ينفق عندكم الحق لا يجلب إليكم الباطل، وإن ينفق عندكم الباطل لا يجلب إليكم الحق.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل. قال: ومات أبي إسحاق ابن حنبل في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وهو ابن أربع وتسعين، وولد سنة إحدى وستين ومائة وكان بينه وبين أبي عبد الله أقل من ثلاث سنين هذا في أول السنة، وهذا في آخرها، وكانا يخضبان بالحناء.
قلت: ينبغي أن يكون إسحاق مات وله اثنتان وتسعون سنة.
3392- إسحاق بن صالح بن عطاء، أبو يعقوب المقرئ الواسطي المعروف بالوزان:
نزل سر من رأى، وحدث بها عن ريحان بن سعيد، ويزيد بن هارون، ويعقوب ابن إسحاق الحضرمي.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وَقَالَ: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
3393- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد، البصري [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عتاب بن بشير، ومعتمر بن سليمان،
__________
[1] 3391- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/66.
[2] 3393- انظر: تهذيب الكمال 324 (2/361) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/127. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني ترجمة 195. والجرح والتعديل 1/1/211. وتهذيب التهذيب 1/213. وثقات ابن حبان 1/ورقة 25.(6/366)
ومحمد بن فضيل، وأبي معاوية الضرير. روى عنه أحمد بن منصور الرمادي، والحسن بن محمد بن شعبة وعلي بن حسنويه القطان، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد بصري [1] ثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُولُ: سألت الدارقطني عن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد فقال: ثقة مأمون [2] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ: قال إبراهيم الحربي: كان بالبصرة يغسل محمد بن سيرين، ثم كان بعده أيوب ثم كان بعد أيوب حماد بن زيد، ثم كان بعد حماد سليمان بن حرب، ثم افترق بعد ذلك فصار إلى الشهيدي، وحسن بن المثنى، فمات الشهيدي هاهنا، وبقي حسن بالبصرة، فهو يغسل على ذاك [إلى] [3] اليوم.
أخبرنا عُبيد الله بْن أَحْمَد بْن عُثمان الصيرفي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس. قَالَ: قَالَ لنا إبراهيم بن محمد الكندي: ومات إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين ومائتين [4] .
3394- إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن، أبو يعقوب المعروف بالبغوي [5] :
قرابة أحمد بن منيع، ويلقب لؤلؤا. سمع إسماعيل بن عليّة، ومحمّد بن ربيعة
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/362.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/363.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/363.
[5] 3394- انظر: تهذيب الكمال 328 (2/366- 369) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/153.
والجرح والتعديل 1/1/311. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني ورقة 9. وثقات ابن حبان 1/ورقة 26.(6/367)
الكلابي ووكيع بن الجراح، وأبا قطن القطيعي، وإسحاق بن الأزرق، وداود بن عبد الحميد المعني، وحسين بن محمد المروذي. روى عنه قاسم بن زكريا المطرز وعبد الله ابن محمد بن ياسين، وإسماعيل بن العباس الوراق، وجعفر بن محمد الصندلي، ومحمد بن مخلد الدوري.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: سمعت منه ببغداد، وهو صدوق ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن الْعَطَّارُ. قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، حدّثنا داود بن عبد الحميد، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ- أَبُو حَمْزَةَ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ؛ كَمَثَلِ الْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضَهُ بَعْضًا» [2]
. أخبرني الأزهري قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: غريب من حديث سعيد بْن أَبِي بردة بْن أَبِي مُوسَى الأشعري.
تفرد به أبو حمزة الثمالي عنه ولم يروه عنه غير داود بن عبد الحميد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَر البصريّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ- بِنَيْسَابُورَ- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي السراج قال: إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عم ابن منيع ثقة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، ومحمد بن علي الحربي. قَالا: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ إسحاق بن إبراهيم البغوي من الثقات [3] .
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن إسحاق بن إبراهيم يعرف بلؤلؤ فقال: ثقة مأمون [4] .
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن مخلد. قال: مات إسحاق بن إبراهيم لؤلؤ في شعبان سنة تسع وخمسين.
3395- إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب الباهلي الجرجرائي:
حدث ببغداد عن محمد بن حاتم المعروف بحبي. روى عنه أبو طالب علي بن محمد بن الجهم الكاتب.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/367. والجرح والتعديل 1/1/311.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 728.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/367.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/368.(6/368)
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبِ، حدّثنا أبي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الباهلي- شيخ كان يحضر مجلس الترقفي من أهل جرجرايا سنة ستين ومائتين.
حدّثنا محمّد بن حاتم، حدثنا وكيع عن سفيان. قال: ليس للوالدين فيه طاعة.
قال أبو يعقوب: يعنى في طلب العلم.
3396- إسحاق بن إبراهيم، أبو الحسين الباجسراويّ:
حدث عن الأصمعي. روى عنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد الصائغ.
أَخْبَرَنَا الأَمِيرُ أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله، حدّثنا أحمد بن منصور اليشكري، حدّثنا أبو القاسم الصّائغ، حدّثني أبو الحسين إسحاق بن إبراهيم الباجسراوي- بباجسرا- عن الأصمعي قال: دخلت البادية فلما توسطت نجدا إذا أنا بخباء، فصرت إليه فإذا شيخ كبير، فسلمت عليه ثم قلت: يا شيخ، كم أتى عليك من السنين؟ قال: عشرون ومائة سنة. قلت: فما الذي بقي لك أجلك؟ قال: تركت الجسر وهو الذي بقي لي جسمي. قال: فقلت: هل قلت في ذلك شيئا؟ قال: بيتين.
قلت: هاتهما. فقال:
ألا أيها الموت الذي ليس آتيا ... أرحني فقد أفنيت كل خليل
أراك بصيرا بالذين أحبهم ... كأنك تنحو نحوهم بدليل
3397- إسحاق بن عبد الله بن أبي بدر القطربلي:
حدث عن الحسين بن محمد المروذي. روى عنه محمد بن الحسين المعروف بابن عبيد العجل.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عياض القاضي- بصور- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَمْدُونَ الْحَافِظُ- الْمَعْرُوفُ بِابْنِ عِجْلٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن عبد الله بن أبي بدر القطربلي، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» [1] .
__________
[1] 3397- انظر الحديث في: سنن الترمذي 3768. وسنن ابن ماجة 118. ومسند أحمد 3/3/62، 64، 82. والمستدرك 3/166، 167. وكشف الخفا 1/429.(6/369)
3398- إسحاق بن رمضان البغدادي:
لا أعرف من أمره سوى ما أخبرناه أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف، حدّثنا إسحاق بن رمضان البغدادي، حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي، عن داود بن عمرو الضبي. قال: رأى سليمان التيمي ربه تعالى في المنام فقال له يا سليمان! قال: لبيك وسعديك وأنا عبدك بين يديك. فقال:
أنت الذي تحدث الناس أنه من قال «سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا الله والله أكبر غرست له شجرة في الجنة» ؟ قال: نعم إي رب. حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك خادم رسولك عن رسولك. فقال الله تعالى: صدق حميد، صدق أنس، صدق رسولي.
3399- إسحاق بن يعقوب، أبو محمد البغدادي:
ذكره أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب «الأسماء والكنى» فقال: ما حدثني محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي، قال: أبو محمد إسحاق بن يعقوب بغدادي سكن الشام. [وحدث] [1] عن عفان ومعاوية بن عمرو.
3400- إسحاق بن داود بن صبيح، أبو يعقوب البلخي:
نزل بغداد وحدث عن داود بن المحبر. ذكر ذلك مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد ابن يحيى بن مندة الأصبهاني فِي كتاب «الأسماء والكنى» . وقال: صاحب مناكير.
قلت: وحدث أيضا عن القاسم بن الحكم العرني. روى عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شيبة البزاز، وأبو بكر أحمد بن محمد الصيدلاني.
3401- إسحاق بن عباد بن موسى، أبو يعقوب المعروف والده بالختلي:
حدث عَنْ أَبِيهِ، وعن عبد اللَّه بن بكر السهمي، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وهوذة بن خليفة، وعفان بن مسلم، والحسن بن الربيع، والوليد بن الفضل العنزي، ويحيى بن أيوب العابد، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني وعثمان بن أبي شيبة.
روى عنه الحسن بن جرير الصوري.
__________
[1] 3399- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/370)
3402- إسحاق بن عباد، أبو يعقوب البغدادي:
لا أعلم أهو هذا المعروف بابن الختلي أم غيره. حدث عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي، وأبي جعفر محمد بن عبد الله الحذاء الأنباري. روى عنه أحمد بن أبي الحواري الدمشقي.
حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أخبرنا أحمد بن عبد الوهّاب اللهبي، حدثنا محمد بن العباس بن الدرفس [الدرفسي] [1] حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا إسحاق بن عباد أبو يعقوب البغدادي قال: سمعت أحمد بن يونس الكوفي. قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: إنما يهابك هذا الخلق على قدر هيبتك لله عَزَّ وَجَلَّ. قال: وقال فضيل: إنما يطيع الله كل إنسان على قدر منزلته منه.
3403- إسحاق بن داود بن عيسى، أبو يعقوب الشعراني المروزي:
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ عَلِيّ بْن الحسن بن شقيق المروزي، وخالد بن عبد السلام المصري. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازي، أخبرنا محمّد ابن مخلد العطّار، حدّثنا إسحاق بن داود المروزيّ، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا أبو عصمة، عن ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن وثاب، عن علقمة والأسود. قالا: قال عبد الله بن مسعود: شر الليالي والأيام والشهور والأزمنة أقربها إلى الساعة. وقال في ذهاب العلماء: يذهب العالم فيخلو مكانه إلى يوم القيامة. ثم أنشأ يقول: أين فلان أين فلان؟ موقوف.
قرأت فِي كتاب ابن مخلد بخطه: سنة إحدى وستين ومائتين فيها مات أبو يعقوب الشعراني- إسحاق بن داود بن عيسى المروزي.
3404- إسحاق بن إبراهيم بن محمد، أبو يعقوب الصفار [2] :
وهو إسحاق بن أبي إسحاق سمع عبد الوهاب بن عطاء، ومحمّد بن عمر الواقدي، وصالح بين بيان الأنباري، وإسماعيل بن أبان الكوفي، وزكريا بن عدي.
__________
[1] 3402- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 3404- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/175.(6/371)
روى عنه جعفر بن أحمد بن مجاشع، ويحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، والقاضي المحاملي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الصّفّار، حدّثنا محمّد بن عمر الواقدي، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ» [1]
. أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصفار- بغدادي ثقة.
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن أبي إسحاق الصفار بغدادي ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن مَخْلَدٍ الْعَطَّارِ. قَالَ: وَمَاتَ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصفار سنة اثنتين وستين.
3405- إسحاق بن إبراهيم، أبو النضر:
حدث عن عبيد الله بن موسى العبّاسي. روى عنه موسى بن العباس الجويني.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي بكر الإسماعيلي أخبرك موسى بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَازِمٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو النَّضْرِ الْبَغْدَادِيُّ. قَالا:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ» قَالَ:
ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْيَمِينُ الْغَمُوسُ» . قلت:
وما اليمين الغموس؟ قال: «الذي يقتطع بها مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ» [2]
. 3406- إسحاق بن عبد الله، أبو يعقوب المخرمي الجلاب:
حدث عن هوذة بن خليفة، وحجاج بن نصير. روى عنه محمد بن مخلد. وذكر في تاريخه أنه مات في سنة اثنتين وستين ومائتين. كذلك قرأت بخطه.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحيض 352، 353. وفتح الباري 1/311.
[2] 3405- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/224. وفتح الباري 5/261، 10/405.(6/372)
3407- إسحاق بن إبراهيم بن زياد، أبو يعقوب المقرئ المنادي:
حدث عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، وهدبة بن خالد البصريين، ويحيى بن أيوب العابد. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
أخبرني الحسن بن علي العطّار المقرئ، حدّثنا أحمد بن أبي بكر العلاف، أخبرنا محمّد بن جعفر المطيري، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زياد المقرئ- في سوق يحيى- ذكر مُحَمَّد بْن مخلد فيما قرأت بخطه: أن هذا الشيخ مات فِي شهر ربيع الأول من سنة أربع وسبعين ومائتين.
3408- إسحاق بن إبراهيم بن هاني، أبو يعقوب النيسابوري:
سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ أَحْمَد بْن حنبل قطعة من مسائله. روى عنه محمّد ابن أبي هارون المعروف بزريق الوراق، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زياد النيسابوري، وعبد الله بن سليمان الفامي. وكان لإسحاق اختصاص بأحمد بن حنبل، وعنده أقام أحمد بن حنبل في مدة اختفائه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس. قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: ومات إسحاق بن إبراهيم بن هاني النيسابوري بمدينتنا في هذا الوقت- يعنى سنة خمس وسبعين ومائتين- قال: وكان له صلاح.
3409- إسحاق بن يعقوب، أبو العباس العطار الأحول [1] :
سمع خلف بن هشام البزار ومحمد بن عباد المكي، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأبا إبراهيم الترجماني، وَمحمد بْن بكار بْن الريان، وَيحيى بْن أيوب العابد، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وسويد بن سعيد، وعبد الرحمن بن صالح، وأحمد ابن عيسى المصري، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وغيرهم من هذه الطبقة. روى عنه محمد بن أحمد بن أسد الهروي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك.
وقال الدارقطني: كان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَنْصَارِيُّ. قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ بن عيينة
__________
[1] 3409- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/282.(6/373)
فَحَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ الرَّجُلُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَلا يَجِدُ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ» [1]
. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَكَانَ ابْنِ جُرَيْجٍ يَقُولُ: نَرَى أَنَّهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ؟
فَقَالَ: إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ أَخْشَى لِلَّهِ مِنَ الْعُمَرِيِّ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَطَّارُ، حدّثنا عمار بن نصر، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ زَيْدٍ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ رَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقُتِلَ» [2]
. قرأت بخط محمد بن مخلد سنة سبع وسبعين ومائتين؛ فيها مات أبو العباس إسحاق بن يعقوب العطار الأحول.
3410- إسحاق بن إبراهيم الخصيب الأنباري:
حدث عن عبد اللَّهِ بْن صالح العجلي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بن جعفر المطيري.
3411- إسحاق بن حميد بن نعيم:
مروزي الأصل. حدث عَن عفان بْن مسلم أحاديث مستقيمة. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ المؤدّب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدّثني إسحاق بن حميد المروزيّ، حدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْغَرِيفِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً قَالَ: «اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ، لا تَغلُّوا، وَلا تَغْدُرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا» وَقَالَ: «لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، مَسْحٌ على الخفين» [3] .
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2680. ومسند أحمد 2/299. ومشكاة المصابيح 246.
[2] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 9/268. ولسان الميزان 2/1398.
[3] 3411- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجهاد 3. وسنن أبي داود 2613. وسنن ابن ماجة 2858. وسنن الترمذي 1408. ومسند أحمد 4/240، 5/352، 358.(6/374)
3412- إسحاق بن إبراهيم، المعروف بابن الجبلي، يكنى أبا القاسم [1] :
سمع منصور بن أبي مزاحم وطبقته، ولم يحدث إلّا بشيء يسير، وكان يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ. رَوَى عَنْهُ أَبُو سهل بْن زياد القطان.
أخبرني محمد بن الحسين بن محمد الأزرق، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن زياد، حدثنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم الجبلي الحافظ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، أخبرنا محمد بن مسلم- أبو سعيد المؤدب- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي سفيان بن حرب قال: لما خرجت إلى هرقل قال لي: ما علامة هذا الرجل فيكم؟ ادخل إلى تلك الكنيسة فانظر إلى صورته، قال: فدخلت فجعلت أتعرفه فإذا عن يمينه صورة أبي بكر وعمر.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا القاسم بْن الجبلي مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: وأبو القاسم بن الجبلي كان في أكثر عمره بالجانب الشرقي ثم انتقل إلى بركة زلزل من الجانب الغربي، كان بوجهه ويديه وذراعيه وضح، وكان يفتي الناس بالحديث ويذاكِرُ ويُذاكَرُ، ويسأل ويروي. ولا يحدث إلى أن مات. وكان موته لثمان بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين، ومولده سنة اثنتي عشرة ومائتين، صلى عليه إبراهيم الحربي.
3413- إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان، أبو يعقوب النخعي [2] :
حدث عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة، ومهديّ ابن سابق، ومحمد بن سلام الجمحي، وإبراهيم بن بشار الرمادي، ومحمد بن عبيد الله العتبي، وأبي عثمان المازني. والغالب علي رواياته الأخبار والحكايات. روى عنه مُحَمَّد بْن خلف وكيع، ومحمد بن داود بن الجراح، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وحرمي بن أبي العلاء، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ البزاز، وأبو سهل بن زياد، وذكر أبو سهل أنه سمع منه لما انصرف من مجلس إبراهيم الحربي. وروى بشر بن موسى- مع سنه وتقدمه- عن رجل عنه.
__________
[1] 3412- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/341.
[2] 3413- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/404- 406.(6/375)
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا عبيد بن الهيثم، حدثنا إسحاق بن محمد بن أحمد- أبو يعقوب النّخعيّ- حدثنا عبد الله بن الفضل بن عبد الله بن أبي الهياج بن محمّد ابن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قَالَ: حدثنا هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب- أبو منذر الكلبي- عن أبي مخنف- لوط بن يحيى- عن فضيل بن خديج عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالكوفة. فخرجنا حتى انتهينا إلى الجبانة، فلما أصحر تنفس الصعداء، ثم قال لي: يا كميل بن زياد إن هذه القلوب أوعية، وخيرها أوعاها للعلم، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة، عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق. يا كميل بن زياد، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق، يا كميل بن زياد، محبة العالم دين يدان تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، ومنفعة المال تزول بزواله. العلم حاكم والمال محكوم عليه. يا كميل، مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، ألا إن هاهنا- وأشار إلى صدره- لعلما جما لو أصبت له حملة، بلى أصبت لقنا غير مأمون يستعمل آلة الدين للدنيا. وذكر الحديث كذا في أصل ابن رزق، وذكر لنا أن الشافعي قطعه من هاهنا فلم يتمه.
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل، حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثني إسحاق بن محمّد النّخعيّ، أخبرني الحسن بن عبد الله الأصبهاني، عن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر.
قال إسحاق: وأخبرني داود بن الهيثم، عن أبيه، عن جده إسحاق أن أعرابيا أتى عبد الله بن جعفر- وهو محموم- فأنشأ يقول:
كم لوعة للندى وكم قلق ... للجود والمكرمات من قلقك؟
ألبسك الله منه عافية ... في نومك المعترى وفي أرقك
أخرج من جسمك السقام كما ... أخرج ذم الفعال من عنقك(6/376)
فأمر له بألف دينار.
سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي يقول: إسحاق بن محمد بن أبان النخعي الأحمر كان خبيث المذهب، ردئ الاعتقاد، يقول: إن عليا هو الله، جل جلاله وأعز، قال: وكان أبرص، فكان يطلي البرص بما يغير لونه فسمي الأحمر لذلك، قال:
وبالمدائن جماعة من الغلاة يعرفون بالإسحاقية ينسبون إليه. سألت بعض الشيعة ممن يعرف مذاهبهم ويخبر أحوال شيوخهم عن إسحاق فقال لي مثل ما قاله عبد الواحد ابن علي سواء. وقال: لإسحاق مصنفات في المقالة المنسوبة إليه التي يعتقدها الإسحاقية. ثم وقع إلي كتاب لأبي محمد الحسن بن يحيى النوبختي من تصنيفه في الرد على الغلاة وكان النوبختي هذا من متكلمي الشيعة الإمامية، فذكر أصناف مقالات الغلاة إلى أن قال: وقد كان ممن جود الجنون في الغلو في عصرنا: إسحاق بن محمد المعروف بالأحمر، وكان ممن يزعم أن عليا هو الله، وأنه يظهر في كل وقت فهو الحسن في وقت الحسن، وكذلك هو الحسين وهو واحد، وأنه هو الذي بعث بمحمّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال في كتاب له: لو كانوا ألفا لكانوا واحدا. وكان راوية للحديث، وعمل كتابا ذكر أنه كتاب التوحيد، فجاء فيه بجنون وتخليط لا يتوهمان، فضلا من أن يدل عليهما، وكان ممن يقول باطن صلاة الظهر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإظهاره الدعوى قال:
ولو كان باطنها هو هذه التي هي الركوع والسجود، لم يكن لقوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ
[العنكبوت 45] يعني لأن النهي لا يكون إلا من حي قادر.
قلت: قد أورد النوبختي عن إسحاق في كتابه مما كان يرويه احتجاجا لمقالته أشياء أقل منها يوجب الخروج عن الملة ونعوذ بالله من الخذلان ونسأله التثبيت على ما وفقنا له، وهدانا إليه.
3414- إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين، أبو القاسم الختلي [1] :
سمع إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وخالد بن مرداس، وعمر بن إبراهيم الكردي، والمنذر بن عمار الكوفي، وداود بن عمرو الضبي، وموسى بن أيوب النصيبي، وهشام بن عمار الدمشقي، ويزيد بن خالد الرملي، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ونصر بن حريش الصّامت، وإسماعيل
__________
[1] 3414- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/361.(6/377)
ابن عبد اله بن زرارة الرقي، وكامل بن طلحة الجحدري، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، وعلي بن الجعد، وأبا نصر التمار، وأحمد بن جميل المروذي، وأبا الربيع الزهراني وحاجب بن الوليد الأعور، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن إبراهيم الدورقي وهارون بن عبد الله البزاز، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وخلقا كثيرا سوى هؤلاء. روى عنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وَمحمد بْن عَمْرو الرزاز، وَأبو عَمْرو ابْن السماك، وَأبو سهل بْن زِيَاد الْقَطَّان، وَأبو بَكْر الشافعي.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لَيْسَ بالقوي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن إسحاق بن إبراهيم بن سنين مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وكذلك قرأت بخط محمد بن مخلد وقال: يوم الجمعة ليومين مضيا من شوال.
وقيل إنه مات وقد بلغ ثمانين سنة.
3415- إسحاق بن شاذة، أبو يعقوب العطار الأصبهاني:
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن رستة وغيره. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخلد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن الحسين النّعاليّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّاز المعروف بابن الحريصي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن شاذة الأصبهانيّ العطّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَإِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عبيد اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الْمَسْحُ لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، إِنْ شَاءَ إِذَا تَوَضَّأَ قَبْلَ أَنْ يلبسهن» [1] . [يعني الخفين] [2]
. 3416- إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد، أبو يعقوب الحربي:
سمع الحسين بن محمد المروذي، وعفان بن مسلم، وهوذة بن خليفة، وأحمد بن إسحاق الحضرمي وحرمي بن حفص، وأبا عمر الحوضي، والقضبي، وعثمان بن سعيد بن مرة القرشي وَأَبَا نعيم الْفَضْل بْن دكين، وموسى بْن داود الضبي، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وأبا حذيفة موسى بن مسعود، والحسن بن الربيع البوراني.
__________
[1] 3415- انظر الحديث في: سنن أبي داود 157. والمعجم الكبير للطبراني 12/44. وشرح السنة 1/462. ونصب الراية 1/175.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/378)
رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بْن عمرو الرزاز، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: سئل إبراهيم الحربي عن إسحاق الحربي، هل سمع من حسين المروذي؟ قال: هو أكبر مني بثلاث سنين وأنا قد لقيت حسينا لا يلقاه هو؟! وقال سليمان: سألت إبراهيم عن إسحاق الحربي فقال لي: ثقة، لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق.
قال أبو أيوب: وسألت عبد الله بن أحمد عن إسحاق فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: إسحاق بن الحسن الحربي ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: إسحاق بن الحسن الحربي كتب الناس عنه ثم كرهوه لإلحاقات بين السطور في المراسيل ظاهرة الصنعة لطراوتها.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحربي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
3417- إسحاق بن المأمون بن إسحاق بن إبراهيم، أبو سهل الطالقاني [1] :
نزل بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ سَعِيد بْن يعقوب الطالقاني، وإسحاق بن منصور الكوسج، والربيع بن سليمان المرادي. روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد بن عَلِيّ الطستي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا عبد الصمد بن علي بن محمد، حدّثنا أبو سهل إسحاق بن إبراهيم الطّالقاني، حدّثنا سعيد بن يعقوب الطّالقاني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمرو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ.
قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي
__________
[1] 3417- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/386.(6/379)
وأنا أسمع. قال: وأبو سهل إسحاق بن المأمون الطالقاني- يعنى مات في جمادى الأولى من سنة خمس وثمانين ومائتين- كان ينزل بالجانب الشرقي بين القصرين، كثير الكتاب، كتب الناس عنه كتاب الشافعي بروايته إياه عن الربيع ومن الحديث شيئا صالحا.
3418- إسحاق بن مروان، أبو يعقوب الدهان [1] :
حَدَّث عَن عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا إسحاق بن مروان الدّهّان البغدادي، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ بِكَذَّابٍ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا» [2]
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَيُّوبَ إِلا وُهَيْبٌ.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة سبع وثمانين ومائتين فيها مات أبو يعقوب إسحاق بن مروان الدهان يوم الثلاثاء في رجب.
3419- إسحاق بن حاجب بن ثابت، المعدل:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن بكار بن الريان والخليل بن عمرو البغوي، وخليفة بن خياط العصفري، وسويد بن سعيد الأنباري. روى عنه أبو بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّد بْن نَصْرٍ السُّتُورِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ سليمان وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاجِبٍ، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الأذنان من الرأس» [3]
. أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن حاجب المعدّل مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
__________
[1] 3418- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/412.
[2] انظر الحديث في: المعجم الصغير 1/102. وإتحاف السادة المتقين 7/523، 10/3.
[3] 3419- انظر الحديث في: سنن أبي داود 134. وسنن الترمذي 37. وسنن ابن ماجة 443، 444، 445. ومسند أحمد 5/258، 264، 268.(6/380)
وقال في موضع آخر: مات إسحاق بن حاجب في سنة سبع وتسعين.
3420- إسحاق بن إبراهيم بن رجاء، الدوسي الأنباري:
حَدَّث عَن وهب بْن بقيَّة الواسطي. رَوَى عنه الطبراني.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ابن رجاء الدوسي الأنباري- بمدينة الأنبار- حدّثنا وهب بن بقية الواسطيّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ مِنْ إِرْبِهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلِكُ؟
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ بَكْرٍ إِلا حُمَيْدٌ، تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدٌ الطَّحَّانُ.
3421- إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب المقرئ- أخو أبي العبّاس- أحمد ابن إبراهيم [1] :
وراق خلف، وأصله مروزي. قرأ على خلف بن هشام، وروى عنه اختياره من القراءات، حدث عنه مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي عمر النقاش.
3422- إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، أبو يعقوب الأنماطي [2] :
سمع هشام بن خالد، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن إِبْرَاهِيم دحيما، وأحمد بن أبي الحواري الدمشقيين، وأحمد بن إبراهيم وراق خلف البزار. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وَإسماعيل بْن عَلِيّ الخطبي، وَأَبُو بَكْر بْن مقسم المقرئ.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بن جعفر، حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ أبو يعقوب، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ:
أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّائِبِ- يَعْنِي الْوَلِيدَ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «سَتَكُونُ فِتَنٌ يُصْبِحُ الْمَرْءُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا إِلا مَنْ نَجَّاهُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ» [3]
. حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
__________
[1] 3421- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/261.
[2] 3422- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني ترجمة رقم 189.
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 3954. وسنن الدارمي 1/97.(6/381)
سألت الدارقطني عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأنماطي. فقال: ثقة وهو بغدادي.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى الرخجي: مات إسحاق بن أبي حسان الأنماطي في المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة.
قلت: وذكر ابن المنادي أن وفاته كانت يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم.
3423- إسحاق بن إبراهيم بن حاتم الأنباري:
حدث عن سويد بن سعيد. روى عنه أبو العباس بن عقدة الكوفي.
3424- إسحاق بن إبراهيم بن يونس بن موسى بن منصور، أبو يعقوب، المعروف بالمنجنيقي الوراق [1] :
سكن مصر، وَحَدَّثَ بِها عَنْ: مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وأبي إبراهيم الترجماني وداود بن رشيد، وعبد الله بن مطيع وهناد بن السري، وسفيان بن وكيع، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن منيع، ومحمّد ابن عبيد بن حساب، وحميد بن مسعدة، وعقبة بن مكرم العمي، ويوسف بن موسى، ويعقوب الدورقي، وأبي كريب محمد بن العلاء، وعبد الله بن أبي رومان الإسكندراني، وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد الحمصيين. روى عنه المصريون، ومن غيرهم جعفر بن محمد الخلدي [2] ، وأبو القاسم الطبراني، وعبد اللَّه بْن عدي الجرجاني، وكان صادقا صالحا زاهدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم المنجنيقي البغدادي بمصر، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رُومَانَ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، حدّثنا عبد الله بن وهب، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ» [3]
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَالِكٍ إِلا ابْنُ وَهْبٍ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي رُومَانَ.
__________
[1] 3424- انظر: تهذيب الكمال 335 (2/392) . والمنتظم، لابن الجوزي 13/169. وتهذيب ابن عساكر 2/429.
[2] تصحفت في أكثر من موضع إلى: «الخالدي» .
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2518. وسنن النسائي، الأشربة باب 48. ومسند أحمد 1/200، 3/112، 153. وكشف الخفا 1/489.(6/382)
أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، أخبرني بعض أصحابنا أن أبا عبد الرحمن النسائي انتقى على إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي مسنده، وكان إسحاق بن إبراهيم يمنع النسائي أن يجيء إليه، وكان يذهب إلى منزل النسائي احتسابا حتى سمع النسائي ما انتقى عليه، وكان شيخا صالحا، فقال النسائي يوما لإسحاق بن إبراهيم: يا أبا يعقوب، لا تحدث عن سفيان بن وكيع، فقال له إسحاق: اختر أنت يا أبا عبد الرحمن لنفسك ما شئت تحدث عنهم، فأما كل من كتبت عنه فإني أحدث عنه [1] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: إسحاق بن إبراهيم بن يونس صدوق، كنيته أبو يعقوب.
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: إسحاق بن إبراهيم بن يونس المعروف بالمنجنيقي، بغدادي قدم إلى مصر قديما، وحدث بها، وكان رجلا صالحا صدوقا [2] . توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة في يوم الجمعة لليلتين بقيتا منه.
3425- إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمرو بن معدي كرب، أبو الحسين:
حدث عن جده ابن أبي نافع. روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني.
أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ- قِرَاءَةً- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّد بْن عدي الأستراباذي- قدم علينا بغداد حاجّا- حدّثنا عبد الله بن عدي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمرو بن مَعْدِي كَرِبَ خَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو الْحُسَيْنِ ببغداد- حدّثني أبي ابن أُبَيُّ نَافِعٍ- قَالَ: وَهُوَ حَيٌّ وَهُوَ ابْنُ مائة
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/394.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/394- 395.(6/383)
سنة واثنتي عشرة سنة- قال: حدّثني أبي نافع بن عمرو بن مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ: «حَبٌّ يُحْمَلُ مِنَ الْهِنْدِ يُقَالُ لَهُ الدَّاذِي [1] مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» [2]
. كُلُّ رِجَالِ إِسْنَادِهِ مَا وَرَاءَ ابْنِ عَدِيٍّ لا يُعْرَفُ.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي نافع بن عمر بن معدي كرب أبي الحسن البغدادي فقال: ذاك دجال.
3426- إسحاق اللباني:
أحد مشايخ الصوفية. وهو ابن أخت أبي سعيد الخراز. حكى عن جعفر الخالدي.
أخبرني عبد الصّمد بن محمّد الخطيب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الفقيه الهمذاني قَالَ: سمعت جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي يقول: سمعت إسحاق اللباني ابن أخت أبي سعيد الخراز يقول: رأيت مرة في نفسي أنه قد صفا لي حال من الذكر، ثم إني احتجت إلى دخول الحمام، فدخلته وقضيت حاجتي، فخرجت ولبست ثياب إنسان على بدني؛ ولبست ثيابي فوق تلك الثياب، وأنا لا أعلم، وخرجت ومشيت فإذا صائح يصيح بي: يا شيخ! فالتفت فإذا صاحب الحمام، فقال لي: ثياب الرجل والرجل في الحمام عريان! فقلت له: وأين ثياب الرجل؟ فقال: عليك، فنزع ثيابي ونزع ثياب الرجل فصرت أعرف في ذلك الموضع بسارق الثياب من الحمامات.
3427- إسحاق بن إبراهيم بن هشام بن يونس بن وائل بن الوضاح، أبو يعقوب النهشلي اللؤلؤي الكوفي:
قدم بغداد وحدث بها عن جده هشام. روى عنه أبو القاسم بن النخاس المقرئ وغيره.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن ابن سليمان المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هشام بن يونس بن وائل بن الوضاح، حدّثنا جدي، حدثنا يحيى بن يمان، عن أشعث بن إسحاق القمي،
__________
[1] 3425- الداذي: حبّ يطرح في النبيذ، فيشتد حتى يسكر (النهاية) .
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/112. وتنزيه الشريعة 2/222.(6/384)
عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير. قال: من عطس عنده أخوه المسلم فلم يشمته كان دينا له يأخذه منه يوم القيامة.
كتب إليَّ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الله الجواليقي من الكوفة يذكر أن الحسين بن حمزة بن الحسين بن حفص الأشناني حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن هشام بن يونس النهشلي اللؤلؤي الكوفي ببغداد.
3428- إسحاق بن إبراهيم بن أفلح بن رافع بن إبراهيم بن أفلح بن عبد الرحمن بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، أبو يعقوب الأنصاري الزرقي:
بغدادي حدث برحبة مالك بن طوق، عن محمد بن الحسن بن مسعود الزرقي.
روى عنه أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مسعود الزرقي.
3429- إسحاق بن عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بن سلمة، أبو يعقوب البزاز الكوفي [1] :
سكن بغداد في قطيعة الربيع، وحدث بها عن محمد بن زياد الزيادي، وأحمد بن ثابت الجحدري، وأبي بجير محمد بن جابر المحاربي، ويوسف بْن مُوسَى القطان، ومحمد بْن عَبْد الرحيم المصري المعروف ببنان- وأحمد بن مطهر المصيصي ويحيى ابن معلى بن منصور، وأبي حاتم الرازي، وأبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم الْمُقْرِئ، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، ومحمد بن المظفر، وعلي بن مُحَمَّدِ بْنِ لؤلؤ، وغيرهم.
وكان ثقة. سافر إلى الشام ومصر، وكتب عن شيوخ تلك البلاد، وصنف المسند، واستوطن بغداد إلى حين وفاته.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدسكري- بحلوان- أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ الأصبهانيّ، حدثنا إسحاق بن سلمة القطيعي الكوفي- أبو يعقوب ببغداد حدّثنا يوسف بن موسى، حدثنا زيد بن حباب. قال: رأيت سفيان الثوري يقص أظفاره يوم الخميس، فقلت: يا أبا عبد الله غدا الجمعة؟ فقال: السنة لا تؤخر.
__________
[1] 3429- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 192.(6/385)
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن إسحاق بن عبد الله أبي يعقوب الكوفي البزاز فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: وجدت في كتاب أخي: مات أبو يعقوب إسحاق بن سلمة الكوفي بقطيعة الربيع في سنة سبع وثلاثمائة لعشر خلون من شوال.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: ومات أَبُو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الكوفيّ في يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من شوال سنة سبع وثلاثمائة أحد الثقات، صنف «المسند» فأكثر.
3430- إسحاق بن ديمهر بن محمد، أبو يعقوب، المعروف بالتوزي:
سمع إبراهيم بن عَبْد اللَّهِ الهروي، وإسحاق بن أَبِي إسرائيل، وعلي بن حرب.
روى عنه عَبْد الباقي بْن قانع الْقَاضِي، وعمر بن نوح البجلي، وعمر بن بشران السكري، ومُحَمَّد بْن المظفر، وعلي بْن عُمَر السكري. وكان من الثقات المأمونين، وأحد الشهود الْمُعَدَّلِين.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحربيّ، حدثنا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ ديمهرَ التَّوَّزِيُّ، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا عبد القدوس بن حبيب الكلاعي، حدثنا عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا إِخْوَانِي تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ، وَلا يَكْتُمُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فإن خيانة الرجل فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ» [1] .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع أن إسحاق بن ديمهر التوزي مات بسر من رأى في سنة تسع وثلاثمائة.
قرأتُ فِي كتاب أبي عمرو عُثمان بْن جابر العطار: توفي أبو يعقوب إسحاق بن ديمهر التوري- جارنا- يوم الثلاثاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة، ودفن بعد الظهر في الشونيزية.
__________
[1] 3430- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/196.
[1] انظر الحديث في: الفوائد المجموعة 274. والموضوعات 1/231. واللآلئ المصنوعة 1/108. وأمالي الشجري 1/49.(6/386)
3431- إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أبو يعقوب:
مديني الأصل. كان ينزل بقرية بزوغى، ثم انتقل إلى عكبرا، وكان خطيب دور عرباني [1] وهو ابن بنت أبي موسى محمد بن المثنى العنزي، وجده حاتم بن إسماعيل صاحب جعفر بن محمد بن علي. حدث عن جده لأبيه محمد بن المثنى، وعن أبي سعيد الأشج، والزبير بن بكار، وإِبْرَاهِيم بن عبد اللَّه بن الجنيد، والْحَسَن بن عرفة، وعمر بن شبة، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفي، وعباس الدوري، وأبي عمرو العطاردي.
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بخيت الدقاق كتابا صنفه وسماه «المنير» ، يذكر فيه أشياء من أخبار الأوائل، وأيام الجاهلية، وطرفا من الأنساب، وقطعة من المعارف.
وروى عنه أيضا إبراهيم بن أحمد البزوري المقرئ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَلَفِ بْنِ بخيت الدقاق.
أخبرنا جدي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حاتم بن إسماعيل المدنيّ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا محمّد بن خازم، حدّثنا سليمان، أخبرنا الحكم بن عتيبة. قال: أول من خضب بالسواد فرعون، حيث قال له موسى: إن أنت آمنت بالله سألته لك أن يرد عليك شبابك، فذكر ذلك لهامان، فخضبه هامان بالسواد، فقال له موسى: ميعادك ثلاثة أيام، ولما كانت ثلاثة أيام نصل خضابه، فكل خضاب ينصل في ثلاثة أيام!
3432- إسحاق بن بنان بن معن، أبو محمد الأنماطي:
سمع أبا همام الوليد بن شجاع السكوني، والحسن بن حمّاد الحضرميّ، ومحمّد ابن شجاع المروذي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبا هشام الرفاعي، وعلي بن إشكاب وحبيش بن مبشر. روى عنه ابن لؤلؤ الوراق، وأبو الحسين بن البواب المقرئ ومُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَرَفَةَ، وغيرهم. وكان يسكن سويقة نصر بالجانب الشرقي.
أخبرنا الأزهري، أَخبرنا أبو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ. قال: إسحاق بن بنان بن معن الأنماطي بغدادي مات بعد العشر والثلاثمائة، وليس به بأس.
__________
[1] 3431- عرباني: موضع بين سامراء وتكريت، وهو أحد مواضع سبعة تسمى بالدور في أرض العراق (معجم البلدان) .
[1] 3432- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 187. والمنتظم، لابن الجوزي 13/241.(6/387)
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نَصْر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَن إسحاق بن بنان بن معن الأنماطي فقال: ثقة.
حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن أَبِي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن إسحاق بن بنان.
مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
3433- إسحاق بن موسى، أبو يعقوب الضراب:
حدث عن أحمد بن عبدة الضبي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
3434- إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن غالب بن حجاج بن موسى، أبو القاسم الكتاني المؤدب:
أنباري ورد بَغْدَاد، وَحَدَّثَ بِها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله الهروي، وسوار بن عبد الله العنبري، ونصر بن علي الجهضمي، وأبي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، وعمرو بْن علي الصيرفي، وأبي هشام الرفاعي، ومحمد بْن عمرو بْن حنان، وأبي عتبة أَحْمَد بْن الفرج الحمصيين. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبو عمر بن حيويه، وإسماعيل بن محمد بن زنجي، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ العزيز بن علي الورّاق، حدّثنا محمّد بن أحمد المفيد، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الكتاني- ببغداد- حدّثنا سوار بن عبد الله العنبري، حدثنا أَبِي، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ» [1] .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حدثني محمد بن العباس الخزاز. قال: إسحاق بن إبراهيم ابن محمد بن غالب الأنباري ثقة.
3435- إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، أبو يعقوب الجلاب:
سمع عبد الأعلى بن حماد النرسي؛ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، والحسن بن عيسى بن ما سرجس. روي عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وعبيد الله الحوشي،
__________
[1] 3434- انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 10/212. وفتح الباري 10/463. والعلل المتناهية 2/247.
[1] 3435- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/257.(6/388)
وأبو الحسن بن البواب المقرئ، ومُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَرَفَةَ، وَمُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّهِ بن الشخير وأَبُو حفص بْن شاهين، وَكَانَ ثقة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ الْقُرَشِيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْخَلِيلِ الْجَلابُ، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: نُفِسَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بِغُلامٍ. فَقِيلَ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عُقِّي عَنْهُ جَزُورًا. قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهُ. وَلَكِنْ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شاتان مكافأتان.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري. قَالَ: قَالَ أَبُو عمر بْن حيويه: مات أبو يعقوب إسحاق بن الخليل الجلاب يوم الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء، وصلى عليه أبو عمر محمد بن يوسف، وذلك غرة شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
3436- إسحاق بن حمدان بن العباس بن عبد الله، أبو يعقوب النيسابوري:
من ساكني بلخ. سمع إسحاق بن منصور الكوسج، ومحمد بن رافع، وحمّ بن نوح وعيسى بن أحمد العسقلاني، وسهل بن عمار العتكي، وأحمد بن سنان الخرقي، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى الداربجردي.
وكان من أهل الفهم والمعرفة. وَورد بَغْدَاد وَحدث بها.
فرَوَى عَنْهُ من أهلها عَبْد اللَّه بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ، وَمُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وقيل إنه عاد إلى بلخ فتوفي بها.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن العبدي، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حدّثنا إسحاق ابن حمدان بن العبّاس، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ حَمَّادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حدّثنا أبو جابر، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا» فَاسْتَغْفَرْنَا فَقَالَ: «أَتِمُّوهَا سَبْعِينَ مَرَّةً» قَالَ: فَأَتْمَمْنَاهَا سَبْعِينَ مَرَّةً: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ اسْتَغْفَرَ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً إِلا غَفَرَ اللَّهُ له سبعمائة ذَنْبٍ وَقَدْ خَابَ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ عَمِلَ فِي الْيَوْمِ والليلة أكثر من سبعمائة ذنب» [1] .
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قَالَ: سمعت أبا علي الْحُسَيْن بن علي الحافظ يقول: كتبنا عن إسحاق بن حمدان النيسابوري ببغداد، وهو شيخ ثقة عنده غرائب.
__________
[1] 3436- انظر الحديث في: عمل اليوم الليلة، لابن السني 688.(6/389)
3437- إسحاق بن أحمد بن جعفر، أبو يعقوب الكاغدي:
حدث بمصر، وتنيس واستوطن تنيس، وكان إمام الجامع بها، وحدث عن أبي سعيد الأشج، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وطبقتهما. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وغير واحد من المصريين.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن إسحاق بن أحمد بن جعفر- أبي يعقوب الكاغدي البغدادي حدث بمصر- فقال: رأيتهم يثنون عليه، وفي حديثه أوهام.
حدّثنا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: إسحاق بن أحمد بن جعفر القطان بغدادي قدم إلى مصر، وحدث. توفي بدمياط في رجب سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
3438- إسحاق بن محمد بن مروان، أبو العباس الغزال:
وهو أخو جعفر بن محمد بن مروان. من أهل الكوفة، قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عن أبيه. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدَ بْنُ جَعْفَرَ زَوْجُ الحُرَّةِ، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمّد ابن المظفر، ومحمد بن إسماعيل الوراق وأبو عمر بن حيويه، ومُحَمَّد بن عبيد الله بن الشخير، وعلي بن عمر السكري، وغيرهم.
وقال الدارقطني: جعفر وإسحاق ابنا محمد بن مروان ليسا ممن يحتج بحديثهما.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْمُطَّلِبِ الْكُوفِيُّ، أخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْغَزَّالُ- سنة ثلاث عشرة ببغداد- حدّثنا أبي، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقَدِ اسْتَثْنَى» [1] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدّثنا أبو الحسين محمّد الحجّاجي- إملاء- أخبرنا إسحاق بن محمد بن مروان الكوفي قال البرقاني: وسألت الحجاجي عنه فقال:
كانوا يتكلمون فيه.
__________
[1] 3437- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/266. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 194.
[1] 3438- انظر الحديث في: سنن الترمذي 1531، 1532. وسنن أبي داود، كتاب النذور باب 11. وسنن النسائي 7/25، 31. وسنن ابن ماجة 2104. وفتح الباري 11/605.(6/390)
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسين المعدل من الكوفة يخبرني أن أبا الْحَسَن مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّاد بْن سُفْيَان الْحَافِظُ حدثهم. قَالَ: سنة ثماني عشرة وثلاثمائة؛ فيها مات أبو العباس إسحاق بن مُحَمَّد بن مروان الغزال، يوم الخميس لأربع خلون من ربيع الأول، وكان أكثر مقامه بالرقة، ويقدم إلى الكوفة في السنين، وكان ليس يحسن يقرأ ولا يكتب. وكان ابن سعيد- يعنى أبا العباس بن عقدة- يخرج له السماع من عنده- زعم في كتاب أبيه، فيكتبه منه في الإملاء، ويقرأ عليه. وقلت لابن سعيد: أشتهي أن أرى شيئا من سماعه، فكان يريني الشيء بعد عسر، فالله أعلم.
3439- إسحاق بن محمد بن عيسى بن طارق، القطيعي:
حدث عن سعدان بن يزيد البزاز. روى عنه ابنه محمد بن إسحاق.
3440- إسحاق بْن يعقوب بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن موسى، أبو يعقوب المؤذن:
حدث عن خراش بن عبد الله. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن جعفر ابن العبّاس النّجّار.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن موسى المؤذن، حدثنا خِرَاشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
حدثني مَوْلاي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنَ الْمُرُوءَةِ أَنْ يُنْصِتَ الأَخُ لأَخِيهِ إِذَا حَدَّثَهُ» [1] .
وَبِإِسْنَادِهِ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ حُسْنِ الْمُمَاشَاةِ أَنْ يَقِفَ الأَخُ لأَخِيهِ إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ» . وَعِنْدَهُ عَنْ خِرَاشٍ عَنْ أَنَسٍ عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
3441- إسحاق بن موسى بن سعيد بن عبد الله بن أبي سلمة، أبو عيسى الرملي:
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن عوف الحمصي، وعباس بن الوليد البيروتي، والحسن بن أحمد بن الطبيب الصنعاني، وأبي داود السجستاني. وكان عنده عن أبي داود كتاب «السنن» روى عنه أَبُو العباس عبد اللَّه بْن موسى الهاشمي،
__________
[1] 3440- انظر الحديث في: كنز العمال 3/7177.
[1] 3441- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 191.(6/391)
والحسين بن أحمد بن دينار، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، والمعافى بن زكريا الجريري.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن إسحاق بن موسى بن سعيد- أبي عيسى الرملي- فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأخبرنا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن أبا عيسى الرملي مات في سنة عشرين وثلاثمائة- زاد ابن قانع- في جمادى الأولى.
3442- إسحاق بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يزيد، أَبُو يعقوب القاضي الحلبي:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن عثمان النفيلي، وسليمان بن سيف الحراني.
كتب الناس عنه بانتقاء أبي طالب الحافظ. وروى عنه أبو الحسن الدارقطني، ويوسف ابن عمر القواس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْحَلَبِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا في المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا سعيد بن سلّام، حدّثنا عمر بن محمّد بن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكَحُ» [1] وقال: حدثنا عمر بن محمد عن عاصم بن عمر بن عثمان عن أبيه عن جده مثل ذلك.
قَالَ عَلِيّ بْنُ عُمَر: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ من حديث عمر بن عثمان بن عفان عن أبيه، لم يروه عنه غير ابنه عاصم، تفرد به عمر بن محمد بن صهبان عنه، ولم يروه غير سعيد بن سلام والذي قبله غريب من حديث أبي الزناد عن أبان بن عثمان عن أبيه، تفرد به عمر بن محمد عنه. ولم يروه عنه غير سعيد بن سلام.
3443- إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن الْفَضْل بْن جَابِر، أبو العباس الزيات:
سَمِعَ يعقوب بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي، وعلي بن مسلم الطوسي، وعلي بن شعيب البزاز، وسلم بن جنادة وأحمد بن منصور زاج، وهارون بن أحمد البلخي. رَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وابن شاهين، ويوسف القَوَّاس، وغيرهم.
__________
[1] 3442- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النكاح باب 44. وسنن ابن ماجة 1966.
ومسند أحمد 1/57، 65. والسنن الكبرى 5/62.
[1] 3443- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/343.(6/392)
وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن محمد بن الفضل مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قال غيرهما: مات في يوم الخميس لعشر بقين من جمادى الأولى.
3444- إسحاق بن عبد الله الغزال:
حدث عَن الحسن بن عرفة. روى عنه أَبُو بَكْر الأبهري الْفَقِيه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن صالح الأبهري، حدّثنا إسحاق بن عبد الله الغزّال- بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ- وأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن حَسْنُونَ النرسي، أخبرنا علي بن إدريس السامري قالا: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا هُشَيْمٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، فَإِذَا أُحِيلَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْهُ» [1] لَفْظُ حَدِيثِ الْغَزَّالِ.
3445- إسحاق بن محمد بن إبراهيم، أبو يعقوب الصيدلاني:
حدث عَنْ أَبِي الأشعث أَحْمَد بْن المقدام. روى عنه عمر بن إبراهيم الكتاني، ولم يكن عنده غير حديث واحد، وزعم أبو القاسم بن الثلاج أنه سمعه منه بباب المحول.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ- وَأَنَا سَأَلْتُهُ بِبَابِ دُكَّانِي وَهُوَ راكب على حماره- حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ.
وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ بن جعفر، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حدّثنا أبو الأشعث، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
مَا مَسَسْتُ بِيَدِي دِيبَاجًا وَلا حَرِيرًا وَلا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَلا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ وَلا لِشَيْءٍ لم أفعله: لم لم تفعل كذا كذا؟
__________
[1] 3444- انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/123، 155. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 33. وفتح الباري 4/464.(6/393)
وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الصَّيْدَلانِيِّ قال عمر: ما كان عند الشيخ غير هذا الحديث.
قرأت في كتاب عثمان بن جابر العطار: توفي أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصيدلاني- الذي كتبنا عنه بباب المحول- يوم الجمعة لست خلون من صفر من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
3446- إسحاق بن إبراهيم بن قابوس، أبو يعقوب:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عَنِ الْحَسَن بْن عرفة وقال: توفي في رجب من سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
3447- إسحاق بن محمد بن إسحاق، أبو عيسى الناقد:
كان يسكن قطيعة أم جعفر وحدث عَن الحسن بن عرفة. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، وابْن الثلاج.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ النَّاقِدُ.
وأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن حسنون النرسي، أخبرنا علي بن إدريس السامري قالا: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ» [1] .
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا عيسى الناقد مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وكذلك ذكر ابن الثلاج وزاد في المحرم.
3448- إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن آزر، أبو القاسم الفقيه الغزال:
حدث عن الحسن بن عرفة، وعلي بن الْحُسَيْن بن إشكاب، ومحمد بن سعد العوفي. روى عنه يوسف القواس، وابن الثلاج، وعبد اللَّه بن عثمان الصفار، وأحمد ابن الفرج بن الحجّاج.
__________
[1] 3447- انظر الحديث في: سنن الترمذي 3550. وسنن ابن ماجة 4236. والسنن الكبرى 3/370. والمستدرك 2/427. وكشف الخفا 1/163. والدرر المنتثرة 41.
[1] 3448- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/9.(6/394)
وذكر ابْن الثلاج فيما قرأت بخطه: أنه مات في صفر من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وقرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عمر بن الفياض: ولد إسحاق بن آزر الغزال على ما ذكر في أول سنة سبع وأربعين ومائتين.
3449- إسحاق بن إبراهيم، أبو علي الحلواني:
حدث عن علي بن حرب الموصلي، وإبراهيم بن عبد الحميد- قاضي حلوان- روى عنه علي بن عمرو بن سهل الجريري وذكر أنه سمع منه بعكبرا.
3450- إسحاق بْن يعقوب بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن إسحاق، أبو يعقوب الآملي:
من آمل جيحون. ذكر ابْن الثلاج أنه قدم بَغْدَاد حاجًّا وَحدثهم عن محمد بن إبراهيم بن سعيد البوسنجي.
3451- إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عطيّة بن زياد بن مزيد ابن بلال بن عبد الله، أبو يعقوب الأسدي:
وهو أخو أبي بكر بن الحداد، نزل تنيس وَحَدَّثَ بها وبمصر، عَنْ يوسف بْن يعقوب القاضي وطبقته. روى عنه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ.
3452- إسحاق بن عبد الجليل، أبو بكر الصوفي:
ذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي فِي تاريخه. أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: إسحاق بن عبد الجليل البغدادي- أبو بكر نزيل البصرة- صحب الجنيد وأقرانه ببغداد، وله بالبصرة أصحاب ينتمون إليه.
3453- إسحاق بن عبدوس بن عبد الله بن الفضيل، أبو الحسن البزاز:
ولد في سنة خمس وستين ومائتين، وسمع أَحْمَد بن عبيد اللَّه النرسي، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن غالب التمتام، وأبا العباس الكديمي. روى عنه أبو إسحاق الطبري، وإبراهيم بن مخلد بن جعفر، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، وكان ثقة.
__________
[1] 3453- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/102.(6/395)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدقاق، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُضَيْلِ الْبَزَّازُ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ- حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا يزيد بن هارون، أَخْبَرَنَا أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» [1] .
قَالَ بَشِيرٌ فَقُلْتُ: إِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا، وَإِنَّ مِنْهُ عَجْزًا. فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُجِيبُنِي بِالْمَعَارِيضِ؟! لا أُحَدِّثُكَ مَا عَرفْتُكَ. فَقَالُوا: يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّهُ طَيِّبُ الْهَوَى، وَإِنَّهُ وَإِنَّهُ. فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى سَكَنَ وَحَدَّثَ.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ. قال: مات أبو الحسن إسحاق بن عبدوس في النصف من شعبان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
3454- إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب النعماني:
وكان يسكن قطيعة بني جدار، وحدث عن إسحاق بن الحسن الحربي. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه وَكَانَ لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن رزق، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم النّعماني، حدّثنا إسحاق الحربيّ، حدّثنا موسى بن داود، حدثنا مسعود بن سعد الجعفي، عن يونس ابن عبد الله بن أبي فروة- أخي إسحاق بن أبي فروة- عن شرحبيل بن سعد. قال:
كان الحسن بن علي يقول لبنيه وبني أخيه: يا بنيَّ وبَني أخي تعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يحفظه- أو قال يرويه- فليكتبه وليضعه في بيته.
قرأت بخط أبي الفضل بن دودان الهاشمي: توفي أبو يعقوب النعماني في شوال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
3455- إسحاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ، أبو الحسين الكاذي:
كان يقدم من قريته كاذة إلى بغداد فيحدث بها. روى عن محمّد بن يوسف بن الطباع، ومحمد بن الهيثم بن حماد القاضي، وأبي العبّاس الكديمي، وإسحاق بن
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[1] 3454- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/103.
[1] 3455- انظر: المنتظم لابن الجوزي 14/103.(6/396)
سليم الختلي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبي العباس ثعلب. حدثنا عنه أبو الحسن ابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وكان ثقة. ووصفه لنا ابن رزقويه بالزهد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، أخبرنا إسحاق بن أحمد الكاذي، حدّثنا محمّد ابن يوسف بن الطباع، حدّثنا حجاج بن محمّد، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن أُبَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى، لَوْ لَبِثَ مَعَ صَاحِبِهِ لأَبْصَرَ الْعَجَبَ الْعَاجِبَ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا» [1] مَثْقَلَةً
. قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو الحسين إسحاق بن أحمد بن محمد الكاذي يوم الأربعاء لليلة خلت من شعبان من سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قلت: وبكاذة قريته مات.
3456- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْن الحسن بن علي بن جارية بن علي بن جارية بن أسامة بن قيس بن مالك بن كعب بن حريش بن حججبا بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بن مالك، أبو الحسين الأنصاري الأوسي:
سكن مصر وَحَدَّثَ بها عَنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن شعبة. كتب عنه أبو الفتح بن مسرور في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وقال: قال لي أبو الحسين: ولدت ببغداد في ربض الأنصار في شعبان سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان ثقة.
3457- إسحاق بن محمد بن إسحاق، أبو يعقوب النعالي [2] :
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب البصري، وجعفر بن محمّد الفريابي، وإبراهيم ابن هاشم البغوي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وأحمد بن محمد بن دلان الخيشي، وعبد الله بن إسحاق المدائني. حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، والحسن بن أحمد بن أبي الفوارس، وأبو علي بن دوما النعالي؛ ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفضائل باب 46. وسنن أبي داود 3984.
والمستدرك 2/574. وفتح الباري 8/420.
[2] 3457- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/237.(6/397)
سئل أبو بكر البرقاني- وأنا أسمع- عن إسحاق النعالي. فقال: صدوق.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو يعقوب إسحاق بن محمد النعالي يوم السبت- وهو يوم النحر- سنة أربع وستين وثلاثمائة، وكان شيخا ثقة مأمونا.
3458- إِسْحَاق بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بْن مُحَمَّدِ بْنِ قبيصة بن طريف، أبو يعقوب النيسابوري المعدل:
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن الحسن المحمدآباذي، وأبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، وغيرهما. روى عنه الدارقطني. وحَدَّثَنَا عنه محمد بن الفرج البزاز.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن محمّد بن إسحاق النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن أحمد بن المبارك، حدّثنا أحمد بن صالح بن رسلان، حدّثنا ذو النون بن إبراهيم، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ» [1]
. 3459- إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء، أبو يعقوب الشيباني النسوي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن جده الحسن بن سفيان، وعن محمد بن إسحاق السراج، ومُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وتميم بن يوسف الحمصي. كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني. وَحَدَّثَنَا عنه طاهر بن عبد العزيز الحصري، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وأحمد بن محمد العتيقي، وعبيد الله بن محمّد ابن عبيد الله النجار، وعبد الغفار بن محمد الأموي، وعلي بن المحسن التنوخي، وغيرهم.
قال لي التنوخي: إسحاق بن سعد شيخ ثقة، قدم علينا حاجا في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ونزل في قطيعة الربيع، وحدث في المسجد الكبير بدرب السلولي، وسمعته يقول: مولدي في شهر رمضان من سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّه الحافظ النيسابوري.
__________
[1] 3458- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزهد، المقدمة 1. وسنن الترمذي 2324.
وسنن ابن ماجة 4113. ومسند أحمد 2/197. والمستدرك 3/604، 4/315.
[2] 3459- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/290، 306.(6/398)
قال: بلغني أن إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ توفي بنسا سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
3460- إسحاق بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نوح، أبو إبراهيم المهلبي الخطيب، ويعرف بالجبني [1] :
من أهل بخاري قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن حمدويه المروزي، وعبد الله بن محمد بن يعقوب المعلم، ومحمد بن صابر بن كاتب، وحامد بن بلال، وغيرهم. حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، والحسين بن محمد- أخو الخلال- وذكر لنا أخو الخلال أنه سمع منه ببخارى في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة قال: وكان أحد الفقهاء على مذهب أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ- قَدِمَ حاجّا- حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ السُّلَمِيُّ، حدّثنا أحمد بن روح ابن حاتم- أبو الحسن- حدّثنا سويد بن نصر، أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ رُفِعَتْ لَهُ سَبْعُونَ دَرَجَةً، وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَبْعُونَ خَطِيئَةً، وَكُتِبَ لَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً» [2]
. أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا أبو عبد الله الغنجار الحافظ- ببخارى- قال: توفي أبو إبراهيم إسحاق بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نوح الخطيب يوم الجمعة أول يوم من ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
3461- إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن شريح، أبو محمد الجرجاني:
نزيل نيسابور ويعرف بابن أبي إسحاق الكيال، قدم بغداد وحدث بها عن محمّد ابن أحمد بن سعيد الرازي، وأبي العباس الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني، حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بن محمّد العتيقي.
__________
[1] 3460- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/46.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 3/40. والأحاديث الضعيفة 79. وكنز العمال 3/5748.(6/399)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، أخبرنا أبو محمّد إسحاق بن إبراهيم ابن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شُرَيْحٍ الْجُرْجَانِيُّ- الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْكَيَّالِ قَدِمَ عَلَيْنَا الْحَجَّ- بفائدة أبي بكر بن البقال، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سعيد الرّازيّ- بنيسابور- حدّثنا العبّاس بن حمزة، حدّثنا عبد السّلام بن مسلم الدّمشقيّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلُّوا خَلْفَ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وصَلُّوا عَلَى مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» [1]
. 3462- إسحاق بن أحمد بن شيث، أبو نصر البخاري، ويعرف بالصفار:
قدم بغداد حاجا في سنة خمس وأربعمائة، وَحَدَّثَ بها عَنْ نصر بْن أَحْمَدَ بْن إسماعيل الكشاني صاحب جبريل بن مجاع السمرقندي. حدثني عنه الحسن بن علي ابن محمد بن المذهب وأثنى عليه خيرا.
3463- إسحاق بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يعقوب، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيّ:
قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَبِي العباس الأصم. حدثني عنه أبو يعلى بن الفراء الحنبلي.
3464- إسحاق بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو العلاء التمار الواسطيّ:
كان يحضر معنا السماع عن أبي الحسن بن رزقويه قديما، وأخبرنا من حفظه أحاديث عَنْ عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى التمار البصري، وعن هبة الله بن موسى بن الحسن الموصلي. وكان لا بأس به.
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ التّمّار- في سنة ثمان وأربعمائة- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ قتيل- بالموصل- حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدّثنا شيبان بن فرّوخ الأبلّيّ، حدّثنا سعيد ابن سليم الضّبيّ، حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُكَ فَاسْقِ الْمَاءَ عَلَى الْمَاءِ، تَتَنَاثَرُ كَمَا يَتَنَاثَرُ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ فِي الرِّيحِ الْعَاصِفِ» [2] .
__________
[1] 3461- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/423، 424. والدرر المنتثرة 104. وتاريخ أصبهان 2/317. وتلخيص الحبير 2/35.
[2] 3464- انظر الحديث في: ميزان الاعتدال 9206. ولسان الميزان 6/677. وكنز العمال 10183، 16377.(6/400)
3465- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران، أبو الفضل، المعروف بابن الباقرحي [1] :
سمع إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، وأبا بكر محمد بن عبد الله الأبهري.
كتبنا عَنْهُ شيئًا يسيرًا، وكان صدوقًا يسكنُ بالجانب الشرقي في مربعة أبي عبيد الله، وسألناه عن مولده فقال: ولدت في ليلة الجمعة لخمس خلون من شهر ربيع الأول من سنة خمس وستين وثلاثمائة.
ومات في يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
آخر الجزء السادس
__________
[1] 3465- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/416.(6/401)
الجزء السابع
[تتمة باب الألف]
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
ذكر من اسمه أيوب
3466- أيوب بن طهمان، أبو عطاء الثقفي:
من أهل المدائن. أدرك علي بن أبي طالب روى عنه شبابة بن سوار.
أَنْبَانَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق حدّثنا إبراهيم بن محمّد المكي حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج حدّثنا سعدان بن نصر حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ- أَبُو عُمَرَ الْفَزَارِيُّ- حَدَّثَنَا أَبُو عَطَاءٍ أَيُّوبُ بْنُ طَهْمَانَ الثَّقَفِيُّ: أَنَّهُ رَأَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حِينَ دَخَلَ الإِيوَانَ بِالْمَدَائِنِ أَمَرَ بِالتَّمَاثِيلِ الَّتِي فِي الْقِبْلَةِ فَقَطَعَ رُءُوسَهَا ثُمَّ صَلَّى.
3467- أيوب بن عتبة، أبو يحيى اليمامي قاضيهم [1] :
حدث عن أبي كثير الغبري، ويحيى بن أبي كثير، وقيس بن طلق. روى عنه أَبُو النضر هاشم بْن القاسم، وأسود بْن عامر شاذان، وأبو يوسف القاضي، وعبد الله بن صالح العجلي.
وقَالَ عبد الرحمن بن أَبِي حاتم سمعت أبي يقول: أيوب بن عتبة فيه لين، قدم بغداد ولم يكن معه كتبه، فكان يحدث من حفظه على التوهم فيغلط [2] .
__________
[1] 3467- انظر: تهذيب الكمال 620 (3/484) . والطبقات الكبرى لابن سعد 5/404- 405.
والجرح والتعديل 1/1/253. والمعرفة 2/171. والكامل لابن عدي 2/ورقة 153، 154. وأحوال الرجال للجوزجاني ورقة 22. وثقات العجلي ورقة 6. والتاريخ الكبير 1/1/420 والصغير 209. والضعفاء للبخاري أيضا 253. والضعفاء للنسائي 214، وسير أعلام النبلاء 7/319، 8/210.
[2] انظر: تهذيب الكمال 2/487.(7/3)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمّد بن كامل القاضي حدّثنا محمّد بن سعد العوفى حدّثنا أسود بن عامر حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني حدثنا حنبل بن إسحاق. قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: أيوب بن عتبة ضعيف الحديث [1] .
وقال في موضع آخر: أيوب بن عتبة ثقة إلا أنه لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير [2] .
أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت عليا- هو ابْن المديني وسئل عن أيوب بن عتبة اليمامي فقَالَ: كان عند أصحابنا ضعيفًا.
أَخْبَرَنِي عَليّ بن محمد المالكي أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قال: وسألته- يعني أباه- عن أيوب بن عتبة اليمامي فضعفه.
أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقاق حدّثنا سهل بن أحمد الواسطي حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: أيوب بن عتبة ضعيف، وكان سيئ الحفظ وهو من أهل الصدق.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلى حدّثنا أحمد بن طاهر ابن النجم حدثنا سعيد بن عمر البرذعي قال سمعت أبا زرعة يقول: حديث أهل العراق عن أيوب بن عتبة ضعيف، ويقال: حديثه باليمامة أصح [3] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول:
أيوب بن عتبة كان صحيح الكتاب، تقادم موته.
أخبرني عبيد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الله الشافعي حدّثنا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/485.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/485.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/487.(7/4)
جعفر بن محمّد الأزهرى حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين:
أيوب بن عتبة لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا محمّد بن المظفّر أخبرنا على بن أحمد ابن سليمان المصريّ أخبرنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: أيوب بن عتبة ضعيف [1] .
أخبرني الحسين بن على الصيرمى حدّثنا على بن الحسن الرازي حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حدّثنا أحمد بن زهير حدثنا يحيى بن معين قال: سمعت والله أبا كامل مظفرا يقول: أيوب بن عتبة كان يضعف حديثه. قال يحيى: وأيوب بن عتبة ضعيف الحديث، قال ابن كامل أو لم يقل [2] .
وسمعت يَحْيَى بْن معين مرة أخرى يَقُولُ: أيوب بن عتبة ليس حديثه بشيء [3] .
أخبرني علي بن عبد العزيز الطّاهرى أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن محمد الزهري قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله بن سعد عن يحيى ابن معين.
وأخبرنا يوسف بن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حَدَّثَنَا أَبُو بشر الدولابي قَالَ حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين.
قَالَ: أيوب بن عتبة ضعيف [4] .
أخبرنا الحسن بن على الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: قال ابن الغلابي ليحيى بن معين- وأنا أسمع-: أيما أحب إليك، محمد بن أبان، أو أيوب بن عتبة؟ قال أيوب بن عتبة أحب إلي منه، وأيوب ضعيف ليس بذاك القوي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن الطّاهر الدّقّاق حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسى حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح حدثني أبي، قال: أيوب بن عتبة قاضي اليمامة يكتب حديثه، وليس بالقوي [5] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/486.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/485.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/486.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/485.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/486.(7/5)
أخبرنا البرقاني أخبرنا محمّد عبد الله بن حميرويه الهروي أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: أيوب بن عتبة اليمامي ضعيف [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: أيوب بن عتبة اليمامي ضعيف [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بْن عبدان- وَأنا أسمع- قَالَ سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أبو يحيى أيوب بن عتبة ضعيف الحديث [3] .
حدّثنا ابن الفضل القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا أبو الوليد حدثنا محمد بن جابر، وحدثنا أيوب بن عتبة، ضعيفين لا نفرح بحديثهما.
وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدثنا البخاري. قال: أيوب بن عتبة أبو يحيى قاضي اليمامة عندهم لين [4] .
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال: أيوب بن عتبة مضطرب الحديث [5] .
أخبرني محمّد بن على المقرئ أخبرنا أبو مسلم بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير. فقال: أيوب بن عتبة قاضي اليمامة ضعيف الحديث.
أخبرنا علي بْن طلحة المقرئ أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
أيوب بن عتبة اليمامي ضعيف الحديث جدا.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/486.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/486.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/486.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/486. والتاريخ الكبير للبخاري 1/1/420.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/487.(7/6)
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: أيّوب بن عتبة عن يحيى ابن أبي كثير هو يمامي يترك [1] .
وقال مرة أخرى: يعتبر به شيخ، قيل له: هو مثل أيوب بن جابر؟ قال: لا، هذا أقوى- يعني أيوب بن عتبة أقوى-[2] .
3468- أيوب بن مدرك، أبو عمرو الحنفي اليمامي، وقيل: الدمشقي:
قدم بغداد وحدث بها عن مكحول الشامي. روى عنه أبو إبراهيم الترجماني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَد الأهوازي أخبرنا أبو زياد [3] بْنُ سُلَيْمَانَ الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ هارون البغدادي حدّثنا التّرجماني إسماعيل بن إبراهيم حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْسَحُ الرَّجُلُ جَبْهَتَهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلاتِهِ، وَلا بَأْسَ أَنْ يَمْسَحَ الْعَرَقَ عَنْ صُدْغَيْهِ وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ أَثَرُ السُّجُودِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ» [4]
. أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن أيوب ابن مدرك فقال: كذاب. كان هاهنا يمامي قد رأيته وكتبت عنه ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر قال أخبرنا محمد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا حدثنا عباس قال سمعت يحيى.
وأخبرنا الصيمري حدّثنا الرازي حدّثنا محمّد بن الحسين حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: أيوب بن مدرك الحنفي ليس بشيء.
أخبرنا البرقاني حدّثني محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري حدّثنا جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ سمعت يَحْيَى بن معين- وقيل لَهُ أيوب بن مدرك يحدث عن مكحول؟ - قال:
كان يكذب.
أخبرنا البرقاني حدّثنا أَحْمَد بْن سعيد قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي، قال: أيوب بن مدرك يروي عن مكحول متروك الحديث.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/488.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/488.
[3] 3468- في الصميصاطية: «إيذيار» وفي الأصل: «ابن زيد» .
[4] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1/126، 2/48.(7/7)
أخبرنا محمّد بن على المقرئ أخبرنا أبو مسلم بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن أيوب بن مدرك فقال:
ضعيف.
أخبرنا ابن الفضل القطّان أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان. قال:
وأيوب بن مدرك ضعيف.
3469- أيوب بن المتوكل المقرئ.
من أهل البصرة سمع فضيل بْن سُلَيْمَان، وَعبد الرحمن بْن مهدي. روى عنه علي ابن المديني، ويحيى بن معين، وعيسى بن شاذان، ومحمد بن يحيى القطيعي.
وذكر خلف بن هشام البزار أنه قدم بغداد، ونحن نسوق الخبر بذلك في أخبار خلف إن شاء الله.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثني محمّد بن العبّاس حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري حدّثنا جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أيوب بن المتوكل من القراء البصراء.
أَخْبَرَنَا عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم المؤدب أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي. قال: قال على بن المديني: كان أيوب بن المتوكل ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني قال: أيوب بن المتوكل ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: سمعت عبد الله ابن سليمان بن الأشعث يقول سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: مات أيوب بن المتوكل سنة مائتين.
3470- أيوب، أبو سليمان الحمال [1] :
أحد الزهاد، وكان صاحب كرامات. حكى عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق الطوسي وغيره، سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أيوب الحمال من العباد المجتهدين، له كرامات عجيبة، وهو بغدادي.
وأخبرنا إسماعيل الحيرى أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أيوب الحمال من
__________
[1] 3470- انظر: الأنساب، للسمعاني 4/206، 207.(7/8)
قدماء مشايخ بغداد ينزل في المخرم، كنيته أبو سليمان، وهو من أجل المشايخ وأورعهم، ومن أقران السري وبشر، صحبه سهل بن عبد الله.
أخبرنا أبو منصور محمّد عيسى بن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حَدَّثَنَا علي بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد القزويني حدّثنا على بن محمّد القاضي حدثنا جعفر بن محمد قال: سمعت محمد بن خالد الآجري يقول قلت لأيوب الحمال: يخطر في نفسي مسألة فأشتهي أن أراك! قال: إذا أردتني فحرك شفتيك، قال فكنت إذا أردته حركت شفتي فأراه يدخل وعلى كتفه كارته، فأسأله فيجيبني!.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حكى جعفر الخالدي عن محمد بن خالد قال سمعت أيوب الحمال يقول: عقدت على نفسي ألّا أمشي غافلا، ولا أمشي إلا ذاكرا، فمشيت مشية غفلة فأخذتني عرجة، فعلمت من أين أتيت، فبكيت واستغثت وتبت فزالت العلة والعرجة، ورجعت إلى الموضع الذي غفلت فيه فرجعت إلى الذكر فمشيت سليما!.
حدثنا عبد العزيز بن على الورّاق حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني قال حدّثني الخالدي قال سمعت الجنيد يقول أخبرني أحمد بن محمد بن وهب عن بعض أصحابه أنه حج مع أيوب الحمال قال: فلما أن ظعنا في البادية وسرنا منازل إذا عصفور يحوم علينا وحولنا، فرفع أيوب رأسه فنظر إليه فقال له: قد جئت إلى هاهنا؟
ثم أخذ خبزا ففته له في كفه، فوقع العصفور على يده وجعل يأكل منها، ثم صب له ماء فشرب، ثم قال له: اذهب الآن، فطار العصفور، فلما كان من الغد رجع العصفور، ففعل به أيوب مثل ما فعل في اليوم الأول، ثم لم يزل يفعل به كذلك إلى أن انتهى إلى آخر السفر.
3471- أيوب بن نصر بن موسى، أبو أحمد العصفري [1] :
حدثنا محمد بن على الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: أيوب بن نصر بن موسى العصفري يكنى أبا أحمد، بغدادي قدم مصر وحدث بها، وتوفي بها ليلة الخميس لست بقين من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين.
__________
[1] 3471- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/109.(7/9)
3472- أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، أبو سليمان [1] :
وهو أخو يحيى بن إسحاق، انتقل إلى الرملة فسكنها وحدث بها وبمصر عن محمد بن عبد الله الأنصاري وخالد بن مخلد القطواني، وموسى بن داود الضبي، ومعاوية بن عمرو، وأبي حذيفة موسى بن مخلد القطواني، وموسى بن داود الضبي، ومعاوية بن عمرو، وأبي حذيفة موسى بن مسعود، وعبد الله بن رجاء، وزكريا بن عدي. روى عنه جماعة من الغرباء.
وقال ابن أبي حاتم: أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري البغدادي كتبنا عنه بالرملة، وذكرته لأبي فعرفه وقال: كان صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر بن عليك الجوهريّ- بمرو- حدّثنا محمّد بن على الحافظ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَافِرِيٍّ بَغْدَادِيٌّ- بالرملة- حدّثنا عبد الله بن رجاء الغدانى حدّثنا أيّوب بن محمّد أبو الجمل حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ عَلَى الْمَرْأَةِ إِحْرَامٌ إِلا فِي وَجْهِهَا» [1]
. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُ أَبِي الْجَمَلِ وَكَانَ ضَعِيفًا، وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ مَوْقُوفًا.
حدثنا الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن حدّثنا ابن مسرور حدّثنا أبو سعيد ابن يونس. قال: أيوب بن إسحاق بن سافري يكنى أبا سليمان، قدم مصر وحدث بها وكان أخباريا، يقال إنه بغدادى، ويقال مروذى سكن بغداد، وقدم إلى دمشق فأقام بها، وكان قدومه إلى مصر من دمشق، وكانت في خلقه دعارة، وسأله أبو حميد في شيء يكتبه عنه من الأخبار فمطله- وكان شاعرا- فكتب إليه:
الحمد لله لا نحصي له عددا ... ما زال إحسانه فينا له مددا
إذ لم أخط حديثا عنك أعلمه ... ولا كتبت لغيري عنك مجتهدا
إلا أحاديث خوات وقصته ... عن البعير ولما قال قد شردا
فسوف أخرجها إن شئت من كتبي ... ولا أعود لشيء بعدها أبدا
وله أيضا:
أبا سليمان لا عريت من نعم ... ما أصبح الناس في خصب وفي جدب
لا تجعلني كمن بانت إساءته ... ليس المسيء كمن لم يأت بالذنب
فابعث إلينا بذاك الجزء تنسخه ... كيما نجدّ لما يبقى من الكتب
__________
[1] 3472- انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 5/47. والكامل لابن عدي 1/349. ومجمع الزوائد 3/219. وإتحاف السادة المتقين 4/313.(7/10)
قال ابن يونس: توفي بدمشق سنة تسع وخمسين ومائتين.
وقال في موضع آخر: توفي بدمشق يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ستين ومائتين.
3473- أيوب بن الوليد، أبو سليمان الضرير:
حدث عن أبي معاوية الضرير، ويحيى بن السكن البصري، وإسحاق بن يوسف الأزرق، روى عنه العباس بن يوسف الشكلي، وَيحيى بْن صاعد، وَالقاضي المحاملي، وَمحمد بْن مخلد.
أَخبرنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ الوليد الحدّاد الضّرير حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّخِذُوا الْغَنَمَ فَإِنَّهَا بَرَكَةٌ» [1]
. أخبرني الحسين بن على الطناجيرى حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد الْعَطَّار قَالَ: وَمات أيوب الضرير سنة ستين. وكذلك قرأت بخط ابن مخلد وزاد في المحرم.
3474- أيوب بن سليمان بن داود، المعروف بالصغدي [2] :
حدث عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي، وعبد العزيز بن موسى اللاحوني، وآدم بن أبي إياس، والربيع بن روح، ويحيى بن يزيد الخواص، وعلي بن الجعد. روى عنه أبو محمد بن صاعد، وأبو عبد الله الحكيمي، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرحمن بْن حماد العسكري وأبو عمرو بن السماك، وَأبو سهل بْن زِيَاد، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ حدّثنا أيّوب بن سليمان الصغدي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَكَرِيَّا الْخَوَّاصُ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ التَّمِيمِيُّ عَنْ عَبَّادٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ» [3]
قَالَ فَقِيلَ لابن عبّاس: كم من
__________
[1] 3473- انظر الحديث في: المسند، للإمام أحمد بن 6/424. وكشف الخفا 1/37. والأحاديث الصحيحة 773. وكنز العمال 35218، 38309.
[2] 3474- انظر الأنساب، للسمعاني 7/71.
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 8/194. والدرر المنتثرة 39. والموضوعات 2/159- 162. واللآلئ المصنوعة 2/41. وإتحاف السادة المتقين 9/91.(7/11)
رَجُلٍ قَبِيحِ الْوَجْهِ قَضَّاءٍ لِلْحَاجَةِ؟ قَالَ: إِنَّمَا- يَعْنِي حَسَنَ الْوَجْهِ عِنْدَ طَلَبِ الْحَاجَةِ-.
أَخْبَرَنِي الحسن بْن أَبِي بكر قَالَ: قَالَ عثمان بن أحمد الدقاق: مات أيوب بن سليمان الصغدي في سنة أربع وسبعين ومائتين.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: مثله، وزاد في رمضان.
3475- أيوب بن يوسف بْن أيوب بْن سُلَيْمَان بْن داود، أَبُو القاسم البزاز المصري [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن عنبس بن إسماعيل القزاز، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وأبي الوليد بن يزد الأنطاكي، ومحمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي. روى عنه عمر بن محمّد بن إبراهيم بن سفيان، وأبو بكر الأبهري، وأبو حفص بن شاهين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْن إِسْمَاعِيل بْن عمر البجلي أخبرنا جدي أَبُو الْقَاسِمِ أَيُّوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ حدّثنا عنبس بن إسماعيل حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ تُوتًا فِي قَصْعَةٍ.
وَعَنِ الْبَرَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلِيٌّ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ رَأْسِي مِنْ بَدَنِي» [2]
لم أكتبه إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
حدثني عبد العزيز بن على الورّاق أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صالح الأبهرى حدثنا أيوب بن يوسف البزاز- ببغداد- أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ.
قال: قال أبي: ومات أيوب بن يوسف المصري سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] 3475- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/266.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية، لابن الجوزي 1/208.(7/12)
ذكر من اسمه إدريس
3476- إدريس بن قادم، المدائني:
روي عَن عطاء بْن أبي رباح. روى عَنه شبابة بن سوار، وسعيد بن زكريا المدنيان. ذكر ذلك عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرازي.
3477- إدريس بن الحكم، وأبو يحيى العنزي [1] :
حدث عن يوسف بن عطية الصفار وخلف بن خليفة، وعلي بن غراب. روى عنه الحسين بن محمد بن زنجي الدباغ والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأخوه أبو عبيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شعيب الروياني حدّثنا إسماعيل بن الحسن الدّهقان حدّثنا الحسن بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ الحكم حدّثنا على ابن غُرَابٍ عَنْ سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَسَوَّكُ وَهُوَ صَائِمٌ.
3478- إدريس بن عيسى، أبو محمد القطان المخرمي [2] :
حدث عن زيد بن الحباب، وأبي داود الحفري، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو ذر أحمد بن محمد الباغندي، ولم يكن به بأس.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيرى حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغنديّ حدّثنا إدريس بن عيسى المخرمى حدّثنا زيد ابن الحباب حدثنا سفيان عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عن ابن عبّاس قال:
«الهدى الصالح، والسمت الصالح والاقتصاد جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» [3] .
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع أن أبا محمد إدريس بن عيسى القطان مات في سنة ست وخمسين ومائتين.
__________
[1] 3477- العنزي: هذه النسبة إلى عنزة وهو حي من ربيعة (الأنساب 9/76) .
[2] 3478- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/109.
[3] انظر الحديث في: حلية الأولياء 7/263. والكامل لابن عدي 6/2071. ومجمع الزوائد 8/90.(7/13)
3479- إدريس بن جعفر بن يزيد بن خالد بن أبان بن شيرويه، أبو محمد العطار [1] :
حدث عَنْ أَبِي بدر شجاع بْن الوليد خمسة أحاديث. روى عنه أبو عمرو بن السماك وإسماعيل بن عَلِيّ الخطبي، وجعفر بن مُحَمَّدِ بن الحكم المؤدب، ولا يعرف أصحابنا البغداديون لإدريس شيئا مسندا سوى هذه الأحاديث. وقد روى أبو القاسم الطبراني عنه عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد العزيز بن أبان أحاديث عدة. وروى أبو محمد بن النحاس المصري عن شيخ له اسمه شعبة بن الفضل الثعلبي البغدادي عن إدريس بن جعفر عن يزيد بن هارون حديثا. والله أعلم.
وذكره الدارقطني فقال: متروك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارُ.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم الواسطي حدّثنا إدريس بن محمّد العطّار حدّثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فَضْلَ الْبَنَفْسِجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ؛ كَفَضْلِي عَلَى سَائِرِ النَّاسِ» [2]
. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الخطبي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ.
وأخبرنا عبد الله بن يحيى السّكّري أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم حدّثنا إدريس بن جعفر العطّار حدّثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي» [3]
. أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصيرفي حدّثنا
__________
[1] 3479- العطار: هذه النسبة إلي بيع العطر والطيب (الأنساب 8/474) .
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 3/141. والموضوعات 3/65. واللآلئ المصنوعة 2/194. ومجمع الزوائد 5/170. ولسان الميزان 1/1011، 1042.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3895. وسنن ابن ماجة 1977. وسنن الدارمي 2/159. والسنن الكبرى للبيهقي 7/468. وكشف الخفا 1/463.(7/14)
إسماعيل بن علي قال حدثني إدريس بن جعفر وسألته عن سنه فقال: مائة وست سنين.
3480- إدريس بن عبد الكريم، أبو الحسن الحداد المقرئ [1] .
صاحب خلف بن هشام. سمع خلفا، وعاصم بن علي، وداود بن عمرو الضبي، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأبا الربيع الزهراني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وسعد بن زنبور، وليث بن حماد الصّفّار، ونعيم بن الهيضم، وإبراهيم بن عبد الله الهروي وأحمد بن حاتم الطويل، والحكم بن موسى، وعيسى بن سالم الشاشي، وسهل بن زنجلة الرازي، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو بكر بن الأنباري، وأحمد بن سلمان النجاد، وإسماعيل بن علي الخطبي، ومحمّد بن الحسن ابن مقسم المقرئ، وأبو على بن الصواف، وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وغيرهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدثنا طالب بن عثمان قال سمعت ابن مقسم يقول:
كنت عند أبي العباس أحمد بن يحيى، إذ جاءه إدريس الحداد فأكرمه وحادثه ساعة، وكان إدريس قد أسن، فقام من مجلسه وهو يتساند، فلحظه أبو العباس بعينه وأنشأ يقول:
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم الْمُقْرِئ. قال أنشد أبو العباس أحمد بن يحيى في أثر مصرف إدريس الحداد:
أرى بصري في كل يوم وليلة ... يكل وطرفي عن مداهن يقصر
ومن يصحب الأيام تسعين حجة ... يغيرنه والدهر لا يتغيّر
لعمري إن أصبحت أمشي مقيدا ... لما كنت أمشي مطلق القيد أكثر
قال الحسين: لعمري لئن.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن إدريس بن عبد الكريم الحداد فقال: ثقة وفوق الثقة بدرجة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات إدريس الحداد في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
__________
[1] 3480- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/37. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني 203.(7/15)
وَأَنَا أَسْمَعُ. قَالَ: وَمَاتَ بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ مِنْ مَدِينَتِنَا أَبُو الْحَسَنِ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِالْحَدَّادِ، يَوْمَ الأَضْحَى، وَهُوَ يَوْمُ السَّبْتِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ- يَعْنِي وَمِائَتَيْنِ- كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ لِثِقَتِهِ وَصَلاحِهِ.
قُلْتُ: وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
3481- إدريس بن خالد البلخي:
سكن بغداد وحدث بها عن جعفر بن النضر الواسطي. روى عنه محمّد بن عمر ابن غالب الجعفي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ وَمَا كتبته إلا عنه- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَالِبٍ- بِبَغْدَادَ- حدّثنا إدريس بن خالد البلخيّ حدّثنا جعفر بن النّضر حدّثنا إسحاق الأزرق حَدَّثَنَا مِسْعَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَاتَتْهُ صَلاةُ الْجُمُعَةُ فَلْيَتَصَدَّقْ بِنِصْفِ دِينَارٍ» [1]
. 3482- إدريس بن طهوي بن حكيم بن مهران بن فروخ، أبو محمد القطيعي [2] :
كان يسكن قطيعة أم جعفر. وحَدَّثَ عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَةَ. ومحمد بْن سُلَيْمَان لوين، روى عنه محمد بن المظفر وغيره، وكان ثقة.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن على السّكري- بحلوان- أخبرنا أبو بكر المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِدْرِيسَ بْنِ طَهْوِيِّ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مِهْرَانَ بْنِ فَرُّوخَ بِبَغْدَادَ قَالَ: حدّثنا لوين حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن نافع: أن إدريس بن طهوي مات في سنة ثمان وثلاثمائة.
__________
[1] 3481- انظر الحديث في: مسند أحمد 5/14. والسنن الكبرى للبيهقي 3/248. والمعجم الكبير للطبراني 7/265. والمستدرك 1/280.
[2] 3482- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/204. والأنساب المنفعة 122، 123.(7/16)
3483- إدريس بن علي بن إسحاق بن يعقوب بن عبد الله بن زنجويه أبو القاسم المؤدّب [1] :
كان يسكن الحربيّة. وحدث بها عَن أَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ويزداد بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتبين، وأَبِي بَكْر بْن الأنباري النحوي. حَدَّثَنَا عَنْهُ أبو القاسم الأزهري، وعلى ابن محمد بن الحسن المالكي، والحسين بن علي الطناجيري، وغيرهم، وكان ثقة.
حَدَّثَنِي حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن إدريس بن علي المؤدب قال: ولدت في سنة اثنتين وثلاثمائة.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي وأَحْمَد بْن عليّ التوزي. قَالَا: تُوُفِّي أبو القاسم إدريس بن علي المعلم في شهر رمضان سنة ثلاثة وتسعين وثلاثمائة.
قال العتيقى: قرأ على ابن شنبوز وكان ثقة مأمونا.
__________
[1] 3483- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/39.(7/17)
ذكر من اسمه أسد
3484- أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن عامر بن أسلم بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك- وهو غانم- بن نذير بن نسر بن عبقر بن أنمار بن هراش بن عمرو بن نبت بن زيد بن كهلان، أبو المنذر البجلي الكوفي [1] :
صاحب أبي حنيفة. سمع إبراهيم بن جرير بن عبد الله، وأبا حنيفة النعمان بن ثابت، ومطرف بْن طريف، ويزيد بْن أَبِي زياد، وحجاج بن أرطاة. روى عنه أحمد ابن حنبل، ومحمد بن بكار بن الريان، وأحمد بن منيع، والحسن بن محمد الزعفراني، وذكر الحسن أنه سمع منه ببغداد، وكان قد ولي القضاء ببغداد، وتولى أيضا قضاء واسط.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا محمّد بن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: أسد بن عمرو البجلي من أنفسهم، يكنى أبا المنذر، وكان عنده حديث كثير وهو ثقة إن شاء الله، وكان قد صحب أبا حنيفة وتفقه، وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد. تولى قضاء مدينة الشرقية بعد العوفي.
أخبرنا علي بن المحسن القاضي أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر حدّثنا على بن محمّد بن عبيد حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: كان أسد بن عمرو على قضاء واسط فقال: رأيت قبلة واسط ردية جدا وتبين ذاك لي فتحرفت فيها، فقال قوم من أهل واسط: هذا رافضي، فقيل لهم: ويلكم هذا من أصحاب أبي حنيفة، كيف يكون رافضيا؟.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد ابن علي الأبار.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز
__________
[1] 3484- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/184. والبداية والنهاية 10/203.(7/18)
حَدَّثَنَا هيثم بْن خلف الدوري، قالا: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قال: ذكر أسد بن عمرو عند يزيد بن هارون- وفي حديث الأبَّار- قَالَ سَمِعْتُ يزيد بْن هارون وذكر عنده أسد بن عمرو- ثم اتفقا فقال: لا تحل الرواية عنه.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا محمّد بن الحسن حدّثنا حسين ابن إدريس قال سئل عثمان بن أبي شيبة عن أسد بن عمرو. فقال: هو والريح سواء، لا شيء في الحديث، إنما كان يبصر الرأي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال وسألته- يعني أباه- عن أسد بن عمرو، والحسن بن زياد اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن فضعف أسدا والحسن بن زياد وَقَالَ: محمد بن الحسن صدوق.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمّد بن جعفر حدّثنا ابن منيع حدثني محمد بن علي الجوزجاني قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل عن أسد بن عمرو.
فقال: صالح الحديث، وكان من أصحاب الرأي.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول سألت أبي عن أسد ابن عمرو فقال: كان صدوقا، وأبو يوسف صدوق لكن أصحاب أبي حنيفة ينبغي أن لا يروى عنهم شيء.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا محمّد بن المظفّر أخبرنا على بن أحمد ابن سليمان المصريّ حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ وسألته- يعني يحيى بن معين- عن أسد بن عمرو فقال: كذوب ليس بشيء، لا يكتب حديثه.
قلت: قد روى غيره عن يحيى بن معين خلاف هذا القول.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا هبة الله محمّد بن حبش الفراء حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وسأله أبو بديل التميمي عن أسد بن عمرو- فقال: كان لا بأس به.
أخبرنا الحسن بن على الجوهريّ أخبرنا عيسى بن على حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي حدثني عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: أسد بن عمرو أوثق من نوح بن دراج ولم يكن به بأس، وقد سمع من ربيعة الرأي، ومطرف، ويزيد بن أبي زياد، ولما أنكر بصره ترك القضاء.(7/19)
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمّد حدّثنا ابن منيع حدثني عباس بن محمد الدوري قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أسد بن عمرو صدوقا، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، وكان سمع من مطرف، ويزيد بن أبي زياد، وولي القضاء، فأنكر من بصره شيئا، فرد عليهم القمطر، واعتزل القضاء. قال عباس:
وجعل يحيى يقول: رحمه الله، رحمه الله.
أخبرني عبيد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الله الشافعي حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: أسد بن عمرو ثقه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن خميرويه الهروي أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: أسد بن عمرو البجلي صاحب رأي لا بأس به.
أخبرنا ابن الفضل القطان أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا سهل بن أحمد الواسطي حدّثنا أبو حفص عمرو بن على [الفلاس] قال: وأسد بن عمرو الكوفي صاحب الرأي ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرأت على حمزة بن محمد بن علي المامطيري- بها- حدثكم محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: أسد بن عمرو أبو المنذر البجلي كوفي صاحب رأي ضعيف.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن أسد بن عمرو فقال:
صاحب رأي وهو في نفسه ليس به بأس.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النسائي أخبرنا أبي قال: أسد بن عمرو صاحب أبي حنيفة لَيْسَ بالقوي.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحسن الدارقطني يقول: أسد بن عمرو البجلي يعتبر به.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد حدّثنا محمّد بن معاذ الهروي حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي حدثنا الهيثم بن عدي قال: وأسد بن عمرو توفي سنة ثمان وثمانين ومائة.(7/20)
أخبرنا أَبُو حازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء أخبرنا الحسين بن على الحلبي حدّثنا أبو عمران بن الأشيب حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال: مات أسد بن عمرو البجلي سنة تسعين ومائة.
3485- أسد بن عمار بن أسد، أبو الخير السعدي التميمي الأعرج:
حدث عن الحسين بن علي الجعفي، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد الله ابن صالح العجلي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وهدبة بن خالد. رَوى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سعد الْوَرَّاق، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا، وأبو جعفر الحضرمي مطين، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي.
وقال مطين: حدثنا أبو الخير أسد بن عمار البغدادي أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ:
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّيَّاتِ أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ- قِرَاءَةً عليه- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو الْخَيْرِ أَسَدُ بْنُ عَمَّارٍ الأَعْرَجُ قَالا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عبادة حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفْيَانَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [1]
. 3486- أسد بن الحارث بن أسد:
روى عن أبي عبيد القاسم بن سلام مسألة حدث بها عنه محمد بن مخلد الدوري.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيرمى حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى المرزبان حدثني محمد بن مخلد قال: حدثني أسد بن الحارث بن أسد قال سألت أبا عبيد القاسم بن سلام عن إمام لنا يشرب هذا النبيذ، فقال: إن كان يتأول، فصل خلفه في حال فراغه.
3487- أسد بن رستم بن أحمد بن عبد الله، أبو سعيد الهَرَويّ:
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن إسحاق بن عبد الله القرشي. حدثنا عنه أبو يعلى عبد الواحد بن عبيد الله بن الرومي الكتبي، وابن أخته أبو سعيد الحسن ابن علي بن محمد بن خلف.
أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى بْنُ الرُّومِيِّ وَابْنُ أُخْتِهِ أَبُو سَعِيدٍ الْكُتُبِيَّانِ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَسَدُ بْنُ رُسْتُمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ- قدم علينا حاجّا، وسمعنا منه في
__________
[1] 3485- سبق تخريجه، راجع الفهرس.(7/21)
صفر، من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة في جامع المنصور- حدّثنا محمّد بن إسحاق القرشيّ حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدّثنا محمّد بن كثير أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَابُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلا أَمَرَ اللَّهُ الْحَفَظَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ مَا دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي» [1] .
__________
[1] 3487- انظر الحديث في: مسند أحمد 6/321. والمصنف لابن أبي شيبة 3/230. وأمالي الشجري 2/287. والدر المنثور 6/104. وإرواء الغليل 2/346.(7/22)
ذكر من اسمه إسرائيل
3488- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأسم أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني [1] :
وسبيع الذي نسب إليه هو ابن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
وإسرائيل يكنى أبا يوسف، وهو كوفى.
سمع جده إسحاق، وسماك بن حرب، ومنصور بن المعتمر وإبراهيم بن مهاجر، وسليمان الأعمش. روى عنه إسماعيل بن جعفر، ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم الفضل بْن دكين، وأسود بْن عامر شاذان، ومحمّد ابن سابق، وعبد الله بن صالح العجلي، وجماعة يطول ذكرهم.
وورد إسرائيل بغداد وحدث بها.
أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي حدّثنا عبّاس بن محمّد حدثنا حجين بن المثنى قال: قدم علينا إسرائيل بغداد فقعد فوق نبت، وقام رجل- والناس قد اجتمعوا- فأخذ دفترا، فجعل يسأله من الدفتر حتى أتى عليه، أو على عامته، والناس قعود لا ينظرون فيه، فقام الشيخ فقعد الناس فكتبوه.
أخبرنا الحسين بن مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزار أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي داود السجستاني قال: سمعت أبي أو غيره يقول: لما حدث إسرائيل وكان منزله في السبيع فبلغ سفيان الثوري أنه قد حدث فقال سفيان: قد نبعت عين في السبيع إلا أنها مالحة. فبلغ ذلك عيسى بن يونس فأتى
__________
[1] 3488- انظر: تهذيب الكمال 402 (2/515) . والمنتظم، لابن الجوزي 8/258. والجرح والتعديل 1/1/330. والكامل، لابن عدي 2/ورقة 19. وتاريخ ابن معين 2/28.
وثقات العجلي ورقة 4. والتاريخ الكبير 1/2/57. وثقات ابن حبان 1/ورقة 30.
وميزان الاعتدال 1/209.(7/23)
سفيان فسأله أن يكف عنه. وكان لا يحفظ من القرآن كثير شيء، وعيسى أخو إسرائيل.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
إسرائيل، كان يحيى- يعني ابن سعيد القطان- لا يرضاه، وكان ابن مهدي يرضاه.
أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد. قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول:
كان القطان- يعني يحيى- لا يحدث عن إسرائيل، ولا شريك. وقال عبّاس: سئل يحيى عن إسرائيل فقال: قال يحيى بن آدم: كنا نكتب عنده من حفظه. قال يحيى:
كان إسرائيل لا يحفظ ثم حفظ بعد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز أخبرنا محمّد بن مخلد حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل حَدَّثَنَا عَليّ- يعني ابن المَدينِي- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي عيسى بن يونس قال لي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن [1] .
أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب حدثني جدي قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن داود الحداني قَالَ سمعت عيسى بن يونس يقول: كان أصحابنا سفيان وشريك- وعد قوما- إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي فيقول: اذهبوا إلي ابني إسرائيل، فهو أروى عنه مني. وأتقن لها مني، وهو كان قائد جده.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا دعلج أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال حدثنا الحسين بن عبد الرّحمن الجرجرائى حدثنا خلف بن تميم قال: سمعت أبا الأحوص- إن شاء الله- ذكر عن أبي إسحاق. قال: ما ترك لنا إسرائيل كوة، ولا سفطا، إلا دحسها كتبا [2] .
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن إسحاق حدثني علي بن عبد اللَّه قَالَ: سمعت يَحْيَى بن سعيد يقول: إسرائيل فوق أبي بكر بن عيّاش [3] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/519.
[2] أى ملأها كتبا.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/519.(7/24)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمّد بن إبراهيم الأشنانى- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن أبي الحنين قال: سمعت أبا نعيم سئل أيهما أثبت؛ إسرائيل أو أبو عوانة؟ قال: إسرائيل.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن أبي الحنين قال سمعت أبا نعيم- وسئل عن إسرائيل وأبي عوانة- فقال: إسرائيل أثبت من أبي عوانة.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا أحمد بن المظفّر أخبرنا على بن أحمد ابن سليمان المصريّ حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سألته- يعني يحيى بن معين- عن إسرائيل. فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد الأكبر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: إسرائيل أثبت في أبي إسحاق من شيبان. قال وسمعت يحيى يقول: إسرائيل أثبت حديثا من شريك [1] .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قلت ليحيى بن معين: أيما أثبت شريك، أو إسرائيل؟ قال: إسرائيل أقرب حديثا وشريك أحفظ.
أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدثنا الفضل- هو ابن زياد- قال قلت: - يعني لأبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل- من أحب إليك: يونس، أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ فقال: إسرائيل. قلت:
إسرائيل أحب إليك من يونس؟ قال: نعم: إسرائيل صاحب كتاب. قيل: فشريك أو إسرائيل؟ قال: إسرائيل كان يؤدي على ما سمع، كان أثبت من شريك، ليس على شريك قياس، كان يحدث الحديث بالتوهم [2] .
أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصارىّ حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد ابن حنبل: إسرائيل إذا تفرد بحديث، يحتج به؟ قال: إسرائيل ثبت الحديث، كان يحيى يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات، قال: روى عنه مناكير. قال أحمد: ما حدث
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/520.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/519.(7/25)
عنه يحيى بشيء. قلت لأحمد: إسرائيل أحب إليك أو شريك؟ قال: إسرائيل إذا حدث من كتابه لا يغادر، ويحفظ من كتابه [1] .
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبري حدثنا إبراهيم بن علي بن الحسن البغدادي القطيعي حدّثني الحسن بن الهيثم ابن الحلال بن توبة حَدَّثَنَا محمد بن موسى بن مشيش قَالَ: وسئل أحمد بن حنبل فقيل: أيما أحب إليك: شريك، أو إسرائيل؟ فقال: إسرائيل هو أصح حديثا من شريك إلا في أبي إسحاق، فإن شريكا أضبط عن أبي إسحاق، وما روى يحيى عن إسرائيل شيئا. فقيل: لم؟ فقال: لا أدري أخبرك، إلا أنهم يقولون من قبل أبي إسحاق لأنه خلط [2] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: إسرائيل أصح حديثا من شريك.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد البراء. قال: قال على بن المديني: إسرائيل ضعيف.
أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبيد الله العجليّ حدثني أبي قال: وإسرائيل ويوسف ابنا يونس جائزا الحديث.
وقال في موضع آخر: إسرائيل ويوسف ابنا يونس بن أبي إسحاق كوفيان ثقتان.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي قال: إسرائيل بن يونس صالح الحديث وفي حديثه لين.
وقال في موضع آخر: إسرائيل ثقة صدوق، وليس بالقوي في الحديث ولا بالساقط.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: قَالَ أَبُو نعيم.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي حدّثنا عبيد الله بن محمّد حدّثنا أحمد الدورقي حدثنا أبو نعيم. قال: مات إسرائيل بن يونس سنة ستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي أَخْبَرَنَا جدي إسحاق بن محمد بن إسحاق أخبرنا عبد الله بن إسحاق المديني أخبرنا قعنب بن المحرر. قال: ومات إسرائيل بن يونس سنة ستين ومائة.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/520.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/520.(7/26)
أخبرني الحسين بن على الطناجيرى أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني حدّثنا هارون بن حاتم حدّثنا دبيس ابن حميد. قال: ولد إسرائيل بن يونس سنة مائة، ومات سنة إحدى وستين.
أخبرنا ابن الفضل حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق سنة إحدى وستين، ويقال اثنتين وستين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازى حدثنا خليفة بن خياط. قال: وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق مات سنة اثنتين وستين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء أخبرنا أبو القاسم الحسن بن على بن أبي أسامة الحلبي حدّثنا القاضي أبو عمران بن الأشيب حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي يكنى أبا يوسف، مات سنة اثنتين وستين ومائة.
3489- إسرائيل بن إسماعيل، جد محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق لأمه:
حدث عن نجيح أبي معشر المدني، وفليح بن سليمان. روى عنه محمد بن أحمد ابن الجنيد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد- بالبصرة- حدّثنا على بن إسحاق المادرائي حدّثنا محمّد بن أحمد بن الجنيد حدّثني إسرائيل بن إسماعيل حدّثنا أبو معشر عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، أَوْ أَتَخَتَّمَ بِالذَّهَبِ، أَوْ أَلْبَسَ الْمُعَصْفَرَ.
3490- إسرائيل بن يونس الطرازي [1] :
كان ببغداد يسمع مع شيوخنا من محمد بن المظفر ونحوه، ويديم حضور المجالس، وحدث عن الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد العسكري. حدثني عنه أبو القاسم الأزهري وكان لا بأس به.
__________
[1] 3490- الطرازي: هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرزة أو يستعملها (الأنساب 8/224) .(7/27)
ذكر من اسمه آدم
3491- آدم بن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مروان بن الحكم، أبو عمر الأموي:
كان شاعرا، خليعا ماجنا، ثم نسك بعد ذلك، وكان ببغداد في صحابة أمير المؤمنين المهدي.
قرأت على الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بن عمران المرزباني قَالَ أَخْبَرَنِي علي بن يحيى أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه عن سليمان بن أبي شيخ قال أخبرنا حجز بن عبد الجبار الحضرمي. قال رأيت آدم بن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ببغداد أيام أبي جعفر وما رأيت قرشيا أمجن منه.
وقال المرزباني: أخبرنا أحمد بن عيسى الكرخي قال: أنشدنا أبو العيناء لآدم بن عبد العزيز في البراغيث ببغداد:
هنيئا لأهل الري طيب بلادهم ... وواليهم الفضل بن يحيى بن خالد
تطاول في بغداد ليلي ومن يبت ... ببغداد يلبث ليله غير راقد
بلاد إذا زال النهار تقافزت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون كأنها ... بغال بريد سرج في موارد
أَخْبَرَنِي أبو الْحَسَن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ- بها- أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بن الوليد السّلميّ أخبرنا عبد الله بن أحمد ابن ربيعة بن زبر القاضي حدّثنا ابن عليل قال حدّثنا مسعود بن بشر حدثنا الأصمعي. قال: كان آدم بن عبد العزيز وهو ابن عمر بن عبد العزيز في أيام حداثته يشرب الخمر ويفرط في المجون والخلاعة، ويقول الشعر، فرفع إلى المهدي أنه زنديق وأنشد شعرا له كان قاله في أيام الحداثة على طريق المجون. فأخذه فضربه ثلاثمائة سوط يقرره بالزندقة فقال: والله لا أقر على نفسي بباطل، ولو قطعت عضوا عضوا، وو الله ما أشركت بالله طرفة عين قط، فقال المهدي: فأين قولك:(7/28)
أسقني وأسق خليلي ... في مدى الليل الطويل
قهوة صهباء صرفا ... سبيت من نهر بيل
قل لمن يلحاك فيها ... من فقيه أو نبيل
أنت دعها وارج أخرى ... من رحيق السلسبيل
فقال: يا أمير المؤمنين كنت من فتيان قريش أشرب النبيذ، وأتمجن مع الشباب، واعتقادي مع ذلك الإيمان بالله وتوحيده، فلا تؤاخذني بما أسلفت من قولي. قال:
فخلى سبيله. قال ومن قوله أيضا:
أسقني واسق غصينا ... لا ترد بالنقد دينا
اسقنيها مزة الطّع ... م تريك الشين زينا
قال ثم تاب وأقلع وقال في ذلك أشعارا منها قوله:
ألا هل فتى عن شربه الراح صابر ... ليجزيه يوما بذلك قادر
شربت فلما قيل ليس بمقلع ... نزعت وثوبي من أذى اللوم طاهر
وقال مسعود بن بشر أنشدنا الأصمعي لآدم بن عبد العزيز:
وإن قالت رجال قد تولى ... زمانكم وذا زمن جديد
فما ذهب الزمان لنا بمجد ... ولا حسب إذا ذكر الجدود
وما كنا لنخلد لو ملكنا ... وأي الناس دام له الخلود
3492- آدم بن أبي إياس، واسم أبي إياس: ناهية، وقال محمد بن إسماعيل البخاري: هو: آدم بن عبد الرحمن بن محمد، ويكنى أبا الحسن مولى بني تيم أو تميم [1] :
أصله من خراسان ومنشؤه بغداد، وبها طلب العلم وكتب عن شيوخها، ثم رحل إلى الكوفة والبصرة، والحجاز، والشام، ولقي الشيوخ وسمع منهم، واستوطن عسقلان فعرف بالعسقلاني.
وحدث عن شُعْبَة بْن الحجاج، وشيبان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وبكر بن خنيس، وزكن
__________
[1] 3492- انظر: تهذيب الكمال 294 (2/301) والمنتظم، لابن الجوزي 10/57. والتاريخ الكبير 1/2/39. وثقات ابن حبان 1/ورقة 23. وثقات ابن شاهين ورقة 11. والجرح والتعديل 1/1/268. والطبقات الكبرى لابن سعد 7/1/186. والمعرفة 1/205. وثقات ابن حبان 1/ورقة 23.(7/29)
ابن عبد الله صاحب مكحول، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب والليث بن سعد، وإسماعيل بن عياش، والمسيب بن شريك، والربيع بن صبيح، وحماد بن سلمة، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن المسعودي، وحفص بن ميسرة، وإسرائيل بن يونس، والمبارك بن فضالة، والربيع بن بدر، وأبي معشر المدني، وعبد الله بن المبارك، وأبي خالد الأحمر، وبقية بن الوليد، وخلق سواهم. وكان أحد عباد الله الصالحين.
روى عنه الأئمة الأعلام من المحدثين مثل محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان الفسوي وإبراهيم بن هاني النيسابوري، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، وأبي زرعة الدمشقي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسى حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلى حدثني أبي. قال: آدم بن أبي إياس يكنى بأبى الحسن خراسانى، نشأ ببغداد، وسكن عسقلان، ثقة، يقال إنه كان ممن يكتب عند شعبة، وكان يقرئ القرآن.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شعيب الروياني أخبرنا محمد بن نصر بن مكرم الشاهد أخبرنا الحسين بن الحسن الأنطاكى حدثنا يوسف بن بحر. قال:
سمعت أحمد بن حنبل يقول: جلس شعبة ببغداد وليس في مجلسه أحد يكتب إلا آدم بن إياس، وهو يستملي ويكتب وهو قائم!.
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ البرقاني أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه حدّثنا الحسين بن إدريس حَدَّثَنَا أَبُو داود. قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ يَقُولُ: زَعَمُوا أَنَّ آدَمَ كَانَ مَكِينًا عِنْدَ شُعْبَةَ [1] .
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سمرة حدثكم محمّد ابن محمود- أبو بكر السّرّاج- حدثنا ابن عسكر.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا محمّد بن محمود السّرّاج حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ قَالَ سمعت أحمد بن حنبل يقول: آدم بن أبي إياس من الستة أو السبعة الذين كانوا يضبطون الحديث عند شعبة [2] .
قلت: وكان آدم مشهورا بالسنة شديد التمسك بها والحض على اعتقادها.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/304.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/304.(7/30)
أخبرني الحسن بن على التّميميّ حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مَكِّيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يوسف الثّقفيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ. قَالَ: أَتَيْتُ آدَمَ الْعَسْقَلانِيُّ فَقُلْتُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ يُقْرِئُكَ السَّلامَ. قَالَ: لا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ. فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ قَالَ:
الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ بِعُذْرِهِ، وَأَنَّهُ أَظْهَرَ النَّدَامَةَ، وَأَخْبَرَ النَّاسَ بِالرُّجُوعِ. قَالَ:
فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ. فَقُلْتُ لَهُ بَعْدُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى بَغْدَادَ، فَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا أَتَيْتَ بَغْدَادَ، فَائْتِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ وَقُلْ لَهُ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِمَا أَنْتَ فِيهِ، وَلا يَسْتَفِزَّنَّكَ أَحَدٌ، فَإِنَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى الْجَنَّةِ، وَقُلْ لَهُ:
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَكُمْ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلا تُطِيعُوهُ»
فَأَتَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي السِّجْنِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَأَقْرَأْتُهُ السَّلامَ، وَقُلْتُ لَهُ هَذَا الْكَلامَ وَالْحَدِيثَ، فَأَطْرَقَ أَحْمَدُ إِطْرَاقَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ حَيًّا وَمَيِّتًا، فَلَقَدْ أَحْسَنَ النَّصِيحَةَ [1] .
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أَبِي العبّاس ابن سعيد قال حدثني القاسم بن عبد الله بن عامر قال: سمعت يحيى بن معين سئل عن آدم بن أبي إياس فقال: ثقة، ربما حدث عن قوم ضعفى [2] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عن آدم العسقلاني فقال: ثقة [3] .
وقال أحمد: كان آدم مكينا عند شعبة.
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العباسي- وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ.
قَالا: حَدَّثَنَا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدّل حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ: حدثني أبو علي المقدسي، قال: لما حضرت آدم بن أبي إياس الوفاة،
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/305- 306.
[2] في الأصل والمطبوعة: «ضعفاء» وما أثبتناه من تهذيب الكمال وهو الأصح. انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/304.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/304.(7/31)
ختم القرآن وهو مسجى ثم قال: بحبي لك إلا رفقت بى بهذا المصرع، كنت أؤملك لهذا اليوم، كنت أرجوك، ثم قال: لا اله إلا الله ثم قضى [1] .
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حدّثنا الحسين بن فهيم حدثنا محمد بن سعد. قال: آدم بن أبي إياس يكنى أبا الحسن، وكان من أبناء أهل خراسان، من أهل مرو الروذ، طلب الحديث ببغداد، وسمع من شعبة سماعا كثيرا صحيحا، ثم انتقل، فنزل عسقلان، فلم يزل هناك حتى مات بها في خلافة أبي إسحاق بن هارون في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة [2] .
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه.
قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان.
وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل أيضا حدّثنا جعفر بن محمّد الخالدي أخبرنا محمّد بن عبد الله ابن سليمان الحضرمي. قال: سنة عشرين ومائتين فيها مات آدم بن أبي إياس [3] .
كتب إلي أبو محمد بن أبي نصر الدِّمَشْقِيُّ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِرٍ عنه.
قَالَ: أخبرنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة. قال: مات آدم بن أبي إياس سنة إحدى وعشرين ومائتين [4] .
3493- آدم بن محمد بن آدم، أبو محمد النيسابوري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بَغْدَاد حاجًّا وَحدثهم عَنْ أبي عبيد الله أحمد ابن محمد الفراسي. وقال: توفي ببغداد في درب الربع في سنة ست وعشرين وثلاثمائة ودفن في مقابر الخيزران.
3494- آدم بن محمد بن آدم بن محمد بن الهيثم بن توبة، أبو القاسم العكبري المعدل [5] :
حدث عَن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن يَحْيَى الأدمي، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الباقي بن قانع، وعمر بن جعفر بن سلم، والطيب بن أحمد الهيتى، وغيرهم.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/305.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/306.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/306.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/307.
[5] 3494- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/78.(7/32)
حدثني عنه أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الخفاف، وذكر لي أنه سمع منه بعكبرا، وما علمت من حاله إِلا خيرا.
حَدَّثَنِي أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد العزيز العكبري. قال: مات أبو القاسم آدم بن محمد بن توبة بعكبرا سحر يوم الجمعة لسبع عشرة خلون من صفر سنة إحدى وأربعمائة [1] .
__________
[1] آخر الجزء السابع والأربعين.(7/33)
ذكر من اسمه أصرم
3495- أصرم بن حوشب، أبو هشام الكندي [1] :
من أهل همذان، حدث عن زياد بن سعد، ونهشل بن سعيد، وأبي جعفر الرازي، وأبي سنان الشيباني، وقرة بن خالد، ومالك بن أنس، والربيع بن زياد، ومحمد بن عبد الله الخطمي، وعنبسة بن عبد الرحمن. روى عنه محمد بن حميد الرازي، وعيسى بن أحمد البلخي وأبو مسعود أحمد بن الفرات، وأحمد بن محمد التبعي.
وعصمة بن الفضل النيسابوري.
وقدم بغداد وحدث بها، فكتب عن أهلها. ثم بان لهم كذبه، فتركوا الرواية عنه إلا نفرا، منهم مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عبد الكريم الأزدي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وعنبس بن إسماعيل القزاز، وأحمد بن العباس بن المبارك التركي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار حدّثنا عنبس بن إسماعيل حدّثنا أصرم بن حوشب حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ وَغَيْرُهُ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْيَوْمَ الرِّهَانُ، وَغَدًا السِّبَاقُ، وَالْغَايَةُ الْجَنَّةُ، الْهَالِكُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ، أَنَا الأَوَّلُ، وَأَبُو بَكْرٍ الثَّانِي، وَعُمَرُ الثَّالِثُ، وَالنَّاسُ بَعْدُ عَلَى السَّبْقِ. الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ» [2]
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصيرفي حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قال سمعت أبي يقول: أصرم بن حوشب لقيناه بهمذان ثم حدث بعدنا بعجائب، وضعفه جدا.
وَقَالَ عبد اللَّه في موضع آخر: سمعت أبي يقول: كتبت عن أصرم بن حوشب أحاديث عن أبي سنان، فضربت على حديثه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن
__________
[1] 3495- انظر: الجرح والتعديل 2/1273. والكامل لابن عدي 1/ق 143. والمجروحين 1/181.
وميزان الاعتدال 1/272. والدارمي 168. وأحوال الرجال للجوزجاني 378.
[2] المعجم الكبير للطبراني 12/119.(7/34)
عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين:
فأصرم بن حوشب تعرفه؟ فقال: كذاب خبيث.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ. قَالَ: قَالَ أَبُو حفص عمرو بْن عَلِيّ: وأصرم بن حوشب متروك الحديث، حدث بأحاديث مناكير وكان يرى الإرجاء.
أخبرنا ابن الفضل أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم بن شعيب قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
وأَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول قرئ على مكي بْن عبدان وَأنا أسمع قَالَ، سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ.
وأخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال: أصرم بن حوشب متروك- زاد البخاري ومسلم- الحديث.
أخبرنا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: أصرم بن حوشب رأيته بهمذان وكتبت عنه سنة اثنتين ومائتين ضعيف.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا أبو الفضل صالح ابن أحمد الحافظ. قال: أصرم بن حوشب أبو هشام الكندي، ذكره ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح» وقال سمعت أبي يقول: هو متروك الحديث فإنه ذكر أنه رأى زياد ابن سعد فأنكروا عليه، وتكلم فيه يحيى بن معين وقال صالح: سمعت أبا جعفر- يعني الصفار- يقول: بلغني أنه اجتاز رجل من أهل خراسان فقال الأصرم بن حوشب: أين كتبت عن نهشل؟ لعلك كتبت عنه في الهواء!.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الأردستاني أَخْبَرَنَا أَبُو حكيم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الدارمي- بالكوفة- حدّثنا عبد الملك بن بدر الهيثم حدثنا أحمد بن هارون بن روح. قال: أصرم بن حوشب روى عن زياد بن سعد، ضعيف مات بهمذان.
أخبرنا الأزهرى حدثنا محمد بن العباس قال أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: أصرم بن حوشب الهمذاني كان قدم بغداد فكتب عنه أهل بغداد، ثم رجع إلى همذان فمات بها.(7/35)
3496- أصرم بن غياث، أبو غياث النيسابوري [1] :
ورد بغداد وحدث بها عن مقاتل بن حيان. روى عنه محمّد بن عيسى بن الطباع، وسريج بن يونس. وغيرهما.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدّثنا أبو إسماعيل الترمذي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ.
وَأَخْبَرَنِي محمّد بن جعفر بن علام الورّاق- واللفظ له- أخبرنا أبو على عيسى ابن أحمد بن عمر الطومارى حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ. قَالا: حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَضَّأْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا مَرَّةً، وَلا مَرَّتَيْنِ، وَلا ثَلاثًا، فَرَأَيْتُهُ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ مُشْطٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- فيما أذن أن نرويه عنه- أخبرنا أبو على بن الصواف حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ قَدِمَ عَلَيْنَا، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ مُقَاتِلِ بن حيّان عن الحسن بن جَابِرٍ. قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ مُشْطٍ، ثُمَّ قَالَ أَبِي: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ كَانَ بِشَيْءٍ، ضَعَّفَهُ جِدًّا.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهرى حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: وأصرم الخراسانيّ ليس بثقة.
قال الحسن بن على الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: قال سألت يحيى بن معين عن أصرم ابن غياث فقال: شيخ نيسابوري سمعت منه هاهنا ببغداد، ليس بثقة.
أخبرنا ابن الفضل حدّثنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس الدلال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. قال: أصرم بن غياث النيسابوري أبو غياث عن مقاتل بن حيان الخراساني منكر الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: أصرم بن غياث نيسابوري متروك الحديث. روى عن مقاتل.
__________
[1] 3496- انظر التاريخ الكبير للبخاري 1/2/56. م(7/36)
ذكر من اسمه أسود
3497- أسود بن عامر، أبو عبد الرحمن المعروف بشاذان [1] :
وأصله من الشام، سمع سفيان الثَّوْرِيّ، وَشعبة بْن الحجاج، وَحماد بْن سلمة، وحماد بن زيد، والحسن بن صالح، وشريك بن عبد الله، وإسرائيل بن يونس، وزائدة ابن قدامة، وأيوب بن عتبة، وعبد الله بن المبارك، وأبا بكر بن عياش. روى عنه بقية ابن الوليد، وأحمد بن حنبل، وعلى بن المديني، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن منصور الطوسي وعباس الدوري، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن عيسى العطار، والحارث بن أَبِي أسامة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن الحسن الجرشى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري حَدَّثَنَا شَاذَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِذَا ضَحَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَتِهِ» [2]
. قَالَ الْعَبَّاسُ: وَلَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنْ إِنْسَانٍ فِي الدُّنْيَا غَيْرَهُ.
قُلْتُ: تَفَرَّدَ بِوَصْلِهِ شَاذَانَ، وَخَالَفَهُ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ فَرَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ مُرْسَلا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَبَا هُرَيْرَةَ.
أخبرنا أبو القاسم الأزهرى أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الكوفيّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيُّ الإمام بحمص- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَذَّاءُ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ حَيٍّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَبِيًا، آخِذًا بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، أَوْ قَالَ:
الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى، فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ.
__________
[1] 3497- انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/56. والمنتظم، لابن الجوزي 10/182. والجرح والتعديل 1/1/294. والطبقات الكبري 7/336. وتاريخ خليفة 473. والتاريخ الكبير 1/1/448. والصغير 221. والسابق واللاحق للخطيب ورقة 49. وثقات ابن حبان 1/ورقة 36.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/391. ومجمع الزوائد 4/25. وكنز العمال 12195.(7/37)
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن عبد الله بن بكير أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثنا أبي حدّثنا الأسود بن عامر حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ- يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ- عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلا لِيُوشَعَ بْنِ نُونٍ، لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» [1]
. أخبرنا ابن الفضل القطّان حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا الْفَضْلُ- هُوَ ابْنُ زِيَادٍ- قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ: الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمْ تُحْبَسْ- أَوْ تُرَدِ الشَّمْسُ- عَلَى أَحَدٍ إِلا ليوشع بن نون» [2] ؟
قال: نعم هكذا أو نحو هَذَا.
قلت: رواه غير الأسود بن عامر عن أبي بكر؟ قال: لم أسمعه إلا من الأسود.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم بْن الحسن حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني حدثنا حنبل بن إسحاق قال وسمعت أبا عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بْن حنبل- يقول: أسود بن عامر ثقة. قلت له: ثقة؟ قال:
وزاد [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن شاذان فقال: لا بأس به [4] .
أخبرنا ابن الفضل حدّثنا على بن إبراهيم حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدثنا البخاري. قال: الأسود بن عامر ولقبه شاذان كان يكون ببغداد، يقال أصله شامي، توفي ببغداد أول سنة ثمان ومائتين.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازى حدّثنا خليفة بن خياط.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/325. والموضوعات 1/357. والأحاديث الضعيفة 791. والأحاديث الصحيحة 202.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/227.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/227.(7/38)
وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قالا: سنة ثمان ومائتين فيها مات الأسود بن عامر شاذان.
3498- أسود بن سالم، أبو محمد العابد [1] :
سمع حماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه حاتم بن الليث الجوهري، وعبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن زياد السمسار، وكان معروفا بالخير، يذكر مع معروف الكرخي، لأنه كان بينهما مؤاخاة ومودة ومصافاة ومحبة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ حدّثنا أحمد بن زياد السّمسار حدّثنا أسود بن سالم حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: أَلا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَتَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً.
أخبرنا عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْكَاتِبُ أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بْن مجاهد حدّثنا أبو عيسى الختلي حدّثنا أبو يوسف القاضي. قال: كان عندي أسود بن سالم- وقد كان يستعمل من الماء شيئا كثيرا- قال: فجاء رجل فسأله عن ذلك فقال: هيهات ذهب ذاك، أو مضى ذاك، كنت في ليلة باردة قد قمت في السحر، فإني مستعمل ما كنت أستعمله، فإذا هاتف يهتف بي يقول: يا أسود ما هذا؟. يحيى بن سعيد الأنصاري حدثنا عن سعيد بن المسيب «إذا جاوز الوضوء ثلاثا لم يرتفع إلى السماء» . قال: قلت:
أجنيّ؟ [2] ويحك من يك؟ قال: ما هو إلا ما تسمع. قال: قلت: من أنت عافاك الله؟
قال: يحيى بن سعيد الأنصاري حدثنا عن سعيد بن المسيب إذا جاوز الوضوء ثلاثا لم يرتفع إلى السماء. قال قلت: لا أعود، لا أعود، فأنا اليوم تكفيني كف من ماء.
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سويد المؤدب حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَكْرٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: سمعت حبش بن الورد يقول: رؤى أسود
__________
[1] 3498- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/252.
[2] في المطبوعة: قال: قلت لأختي ويحك من يك قلت.(7/39)
ابن سالم يغسل وجهه من غدوة إلى نصف النهار، فقيل له: أيش خبرك؟ قال: رأيت اليوم مبتدعا، فأنا أغسل وجهى منذ رأيته إلى الساعة، وأنا أظنه لا ينقى!!.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: حدثني علي بن محمد بن إبراهيم الصفار- أبو الحسن- قال:
حضرت أسود بن سالم ليلة وكان حسن الصوت، فقلت:
أمامي موقف قدام ربي ... يسائلني وينكشف الغطاء
وحسبي أن أمر على صراط ... كحد السيف أسفله لظاء
قال: فصرخ أسود صرخة ولم يزل مغشيا عليه حتى أصبح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ المنذر القاضي حدّثنا عبد الصّمد بن على الطستيّ حدثنا أبو جعفر بن زياد السمسار المعدل قال: حدثنا أحمد بن الحكم الصاغاني قال جاء رجل إلى ابن حميد. قال: إني اغتبت أسود بن سالم، فأتيت في منامي فقيل لي: تغتاب وليا من أولياء الله لو ركب حائطا ثم قال له سر لسار!!.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا مخلد بن جعفر حدّثنا محمّد ابن جرير الطبري قال: أسود بن سالم كان ثقة، ورعا فاضلا، مات سنة ثلاث عشرة- أو أربع عشرة- ومائتين.(7/40)
ذكر الأسماء المفردة في باب الألف
3499- أشعب الطامع، يقال: إن اسمه شعيب، وكنيته: أبو العلاء، وقيل: أبو إسحاق مولى عثمان بن عفان، وقيل: مولى سعيد بن العاص، وقيل: مولى عبد الله بن الزبير، وقيل: مولى فاطمة بنت الحسين [1] :
وهو: أشعب بن أم حميدة، وقيل أم حميدة بضم الحاء وبفتحها، وقيل إن أمه جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق.
عمر دهرا طويلا، وأدرك زمن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبان بن عثمان بن عفان. وعكرمة مولى ابن عباس. روى عنه عثمان بن فائد. وغياث بن إبراهيم ومعدي بن سليمان.
وله نوادر مأثورة، وأخبار مستظرفة، وكان من أهل مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو خال محمد بن عمر الواقدي. وزعم أبو عثمان الجاحظ أنه قدم بغداد في أيام المهدي.
وقال الأصمعي: حدثني جعفر بن سليمان. قال: قدم أشعب أيام أبي جعفر بغداد فأطاف به فتيان بني هاشم، فغناهم فإذا ألحانه طربة، وحلقه على حاله. وقال: أخذت الغناء عن معبد، وكنت آخذ عنه اللحن، فإذا سئل عنه قال: عليكم بأشعب فإنه أحسن تأدية له مني. وقيل إن اسم أبيه جبير، ويقال: أشعب بن جبير آخر وليس هو أشعب الطامع، والذي عندي أنهما واحد، والله أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا المظفّر بن يحيى الشرابي حدثنا أحمد بن محمد المرثدي عن أبي إسحاق الطلحي قال: حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثني المدنيون وخبروني أن أشعب المديني كان خال الأصمعى.
__________
[1] 3499- انظر: تهذيب ابن عساكر 3/75. وفوات الوفيات 1/22. وثمار القلوب 118. وميزان الاعتدال 1/120. ولسان الميزان 1/450، 4/126. والنويري 4/34. والأعلام 1/332.(7/41)
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ الْقَاضِي قَالَ حدّثني محمّد بن سهل بن الحسن حدّثني مضارب بن نديل حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن حدّثنا عثمان بن فائد عن أشعب الطامع عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.
قال محمد بن عمر القاضي: أشعب الطامع اسمه شعيب، ويكنى أبا العلاء وكانت بنت عثمان ربته وكفلته، وكفلت ابن أبي الزناد معه، وكان يقول: حدثني سالم بن عبد الله، وكان يبغضني في الله، فيقال: دع هذا عنك فيقول: ليس للحق مترك أخبرني بجميع هذا أبو محمد الجريري عن أحمد بن الحارث، كذا قال لنا المقرئ، والصواب أبو أحمد الجريري.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدّثني ابن ياسين حدّثنا سوار حدثنا معدي بن سليمان قال حدثني أشعب- يعني الطامع- قال: دخلت على القاسم بن محمد في حائط له، قال، وكان يبغضني في الله وأحبه فيه، فقال: ما أدخلك علي؟ اخرج عني. قلت: أسألك بوجه الله لما حددت لي عذقا. قال: يا غلام جد له عذقا فإنه سأل بمسألة.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ التُّرْمِذِيُّ حدّثنا سندولا حدّثنا أبي عبّاد بن موسى حدّثنا غيّاث بن إبراهيم حدّثني أشعب بن أُمِّ حُمَيْدَةَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الطَّامِعُ قَالَ غِيَاثٌ: وَإِنَّمَا حَمَلْنَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَشْعَبَ أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ، قَالَ أَتَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَسْأَلُهُ فَأَشْرَفَ عَلَيَّ مِنْ خَوْخَةٍ فَقَالَ لِي: وَيْلَكَ يَا أَشْعَبُ لا تَسَلْ! فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَجِيئَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وجوههم مزعة [لحم] » [1]
. أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن سوادة أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ شُجَاعٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ نَسِيمٌ الْكَاتِبُ- قَدِيمٌ- قَالَ قِيلَ لأَشْعَبَ: طَلَبْتَ الْعِلْمَ، وَجَالَسْتَ النَّاسَ، ثُمَّ تَرَكْتَ وَأَفْضَيْتَ إِلَى الْمَسْأَلَةِ! فَلَوْ جَلَسْتَ لَنَا وَجَلَسْنَا إِلَيْكَ
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 12/310. وإتحاف السادة المتقين 8/85.
وكنز العمال 16724.(7/42)
فَسَمِعْنَا مِنْكَ؟ فَقَالَ لَهُمْ: نَعَمْ فَوَعَدَهُمْ، فَجَلَسَ لهم فقالوا له: حَدِّثْنَا فَقَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَلَّتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ» ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالُوا: مَا الْخَلَّتَانِ؟ فَقَالَ: نَسِيَ عِكْرِمَةُ وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا الأُخْرَى
. أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا ابن مخلد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي روح بن محمّد السكوني- بحمص- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَاشِدٍ الرَّحْبِيُّ قَالَ: قِيلَ لأَشْعَبَ: قَدْ أَدْرَكْتَ النَّاسَ فَمَا مَعَكَ مِنَ الْعِلْمِ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلَّهِ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَتَانِ» [1] ثُمَّ سَكَتَ أَشْعَبُ فَقِيلَ لَهُ: وَمَا النِّعْمَتَانِ؟ قَالَ: نَسِيَ عِكْرِمَةُ وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا الأُخْرَى
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ الأَصْبَهَانِيُّ- بِهَا- حَدَّثَنَا جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِلالٍ الْبَزَّازَ يَحْكِي عَنْ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ الثِّقَاتِ قَالَ: أَكَلَ أَشْعَبُ مَعَ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ تَمْرًا، فَجَعَلَ يَأْكُلُ زَوْجًا زَوْجًا، فَقَالَ سَالِمٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ فِي التَّمْرِ، فَقَالَ: اسْكُتْ؛ وَاللَّهِ لَوْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَاءَةَ هَذَا التَّمْرِ لَرَخَّصَ فِيهِ حَفْنَةً حَفْنَةً.
أخبرني أبو القاسم الزهري حدّثنا على بن عمر الحافظ حدثنا محمد بن أبي الأزهر. قال: قال لنا الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها؟ فقال: أبغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم!.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمّد المرثدى حدثنا أبو إسحاق الطلحي قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال: دعا إنسان أشعب، فقال أشعب: لا والله ما أجيئك، أنا أعرف الناس بك وكثرة جموعك، قال له: على أن لا أدعو أحدا سواك، فأجابه. قال فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم صبي وهو في غرفة، فصاح أشعب: أي أبا فلان: تعال هاهنا، من هذا الصبي؟ شرطت عليك أن لا يدخل علينا أحد. قال: جعلت فداك يا أبا العلاء، هذا ابني وفيه عشر خصال، ما هن في صبي، قال: وما هن فديتك؟ قال:
لم يأكل مع ضيف قط، قال: حسبي، التسع لك.
__________
[1] انظر الحديث في: تهذيب ابن عساكر 3/79.(7/43)
أخبرنا ابن زريق أخبرنا المظفر بن يحيى قال حدثنا المرثدي عن الطلحي قال أخبرني أحمد قال: وجد أشعب دينارا، فكره أن يأكله حراما، وكره أن يعرفه فيأتي له طالب، فاشترى به قطيفة وانبعث يعرفها.
أخبرني محمد بن علي بن عبد الله أخبرنا الحسن بن حامد الأديب حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الموصلي حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ حَدَّثَنَا مسعود بن بشر المازني قَالَ حَدَّثَنِي الواقدي. قال: كنت مع أشعب في يوم عيد نريد المصلى، فوجد دينارا فقال: يا ابن واقد، قلت: ما تشاء يا أبا العلاء؟ قال: وجدت دينارا فما ترى أن أصنع به؟ قلت: عرفه. قال أم العلاء إذن طالق. قال قلت: فما تصنع به؟ قال: أشتري به قطيفة ثم أعرفها، وكان أشعب خال الواقدي.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أخبرنا محمّد بن عبد الرّحيم المازني حدّثنا أبو الحسن بن سلم حدثنا الزبير بن بكار قال: قال الواقدي: لقيت أشعب يوما فقال لي: يا ابن واقد، وجدت دينارا فكيف أصنع به؟ قال: تعرفه، قال: سبحان الله ما أنت في علمك إلا في غرور، قلت: فما الرأي يا أبا العلاء؟ قال: أشتري به قميصا وأعرفه بقباء، قلت إذا لا يعرفه أحد، قال: فذاك أريد!.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ حدّثني أحمد ابن جعفر بن على بن الهيثم حدثنا أبي قال: قال الهيثم بن عدي: كان أشعب مولى فاطمة بنت الحسين، وأسلمته في البزازين، فقيل له: أين بلغت من معرفة البز! فقال أحسن النشر ولا أحسن أطوي. وأرجو أن أتعلم الطي. وهو الذي قال لرجل من الناس، حين سخن دجاجة. ثم بردت فسخنت، ثم بردت فسخنت: دجاج هذا الرجل كآل فرعون؛ يعرضون على النار غدوا وعشيا. فضربته فاطمة بنت الحسين مائة سوط لهذا الكلام، ووهبت له مائة دينار.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلّاد حدثنا الأصمعي قال حدثني جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن العباس عن أشعب أنه قال يوما لابنه: إني قد كبرت، فاطلب لنفسك المعاش. قال: يا أبت إني مثل الموزة لا تحمل حتى تموت أمها!!.(7/44)
أخبرنا على بن أبي على البصريّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الورّاق حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأشعث حدّثنا أبو داود السنجى حدّثنا الأصمعى عن أشعب الطامع قال: دخلت على سالم بن عبد الله، فقال لي: يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة وأنا صائم، فاقعد فكل. قال: فحملت على نفسي، فقال: لا تحمل على نفسك. ما تبقي تحمله معك. قال: فلما رجعت إلى منزلي قالت لي امرأتي:
يا مشئوم، بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان يطلبك، ولو ذهبت إليه لحباك. قال: فما قلت له؟ قالت: قلت له إنك مريض، قال أحسنت، فأخذت قارورة دهن وشيئا من صفرة، فدخلت الحمام ثم تمرخت به، ثم خرجت فعصبت رأسي بعصابة وأخذت قصبة واتكأت عليها. فأتيته وهو في بيت مظلم، فقال لي: أشعب؟ فقلت: نعم، جعلني الله فداك. ما رفعت جنبي من الأرض منذ شهرين. قال: وسالم في البيت وأنا لا أعلم! فقال لي سالم: ويحك يا أشعب. قال فقلت لسالم: نعم جعلني الله فداك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الأرض، قال فقال سالم: ويحك يا أشعب. قال فقلت:
نعم جعلت فداك مريض منذ شهرين ما خرجت. قال: فغضب سالم وخرج. قال فقال لي عبد الله بن عمرو: ويلك يا أشعب، ما غضب خالي إلا من شيء؟ قال فقلت: نعم جعلت فداك، غضب من أني أكلت اليوم عنده جفنة من هريسة، قال فضحك عبد الله وجلساؤه، وأعطاني ووهب لي، قال: فخرجت فإذا سالم بالباب، فلما رآني قال: ويحك يا أشعب، ألم تأكل عندي؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال فقال سالم: والله لقد شككتني!!.
أخبرنا علي بن أبي علي أخبرنا على بن محمّد بن لؤلؤ حدّثنا عبد الله بن سليمان حدّثنا أبو داود السنجي حدّثني الأصمعي. قال: مر أشعب فجعل الصبيان يلعبون حتى آذوه، قال فقال لهم: ويحكم، سالم بن عبد الله يقسم تمرا، فصدقه الصبيان، قال فمر الصبيان يعدون إلي دار سالم، قال: فعدا أشعب معهم وقال: ما يدريني والله لعله حق!.
أخبرني الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أبو عبد الله بن مخلد حدّثنا محمّد بن أبي يعقوب حدّثنا الفضل بن صعصعة، حدثنا عمرو بن الضحاك عن أبيه قال: مر أشعب بقوم يعملون قفة فقال لهم: أوسعوها. قالوا: ولم يا أشعب؟! قال:
لعل يهدي إلي إنسان فيها شيئا.(7/45)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ أخبرنا أبو العبّاس أحمد أبن سعيد الفقيه المعدانى حدّثنا عبد الله بن محمود حدّثنا محمّد بن إبراهيم حدّثنا سعيد بن عنبسة حدثنا الهيثم بن عدي. قال: مر أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال: اجعله واسعا لعلهم يهدون لنا فيه.
أخبرني هلال بن محمد بن جعفر الحفار أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن مخلد حدثنا إبراهيم بن راشد. قال: قال أبو عاصم النبيل قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ قال: لم تزف عروس بالمدينة إلى زوجها إلا قلت يجيئون بها إلي قبلا أخبرنا على بن أبي على أخبرنا على بن محمّد بن لؤلؤ حدّثنا عبد الله بن سليمان حدّثنا يحيى بن عبد الرّحمن الأعشى حدثنا أبو عاصم. قال: أخذ بيدي ابن جريح وأوقفني على أشعب الطامع فقال له: حدثه ما بلغ من طمعك؟ قال: بلغ من طمعي أنه ما زفت امرأة بالمدينة إلا كنست بيتي رجاء أن تهدى إلي.
أخبرنا الجوهري حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أبو عبد الله بن مخلد حدّثنا أحمد ابن يعقوب- هو الدّينورى- حدثنا عبد الله بن أبي حرب- بسلمية- حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد عن أبيه قال: كنت يوما أريد منزلي، فالتفت فإذا أشعب ورائي. فقلت له: مالك يا أشعب؟ فقال: يا أبا عصم رأيت قلنسوتك قد مالت فتبعتك قلت لعلها تسقط فآخذها إلىّ؟! قال: فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه، وقلت له: انصرف.
وقال محمد بن أبي يعقوب حدثني محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ عن أبيه.
قال: قال أشعب الطماع: ما خرجت في جنازة قط فرأيت اثنتين تتساران إلا ظننت أن الميت قد أوصى لي بشيء.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدّثنا محمّد بن الحسين بن سماعة حدثني محمد بن أحمد الحسني- من ولد الحسن بن على- عن بعض من سمعه منه قال: قال أشعب: جاءتني جاريتي بدينار، فأودعتنيه فجعلته تحت المصلى بين يدي، ثم جاءتني بعد أيام فقالت هات الدينار، فقلت ارفعي المصلى فإن كان ولد فخذي ولده ودعيه، وقد كنت جعلت معه درهما، فرفعت المصلى وأخذت الدرهم، فقلت لها إن تركتيه ولد لك كل جمعة(7/46)
درهما، فتركته وعادت الجمعة الثانية، وقد كنت أخذته فلم تره، فبكت وصاحت فقلت: ما يبكيك؟ فقالت: الدينار سرقته؟ فقلت لها: مات دينارك في النفاس، فبكت فقلت لها: تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس!. قيل إن أشعب توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
3500- أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير، مولى بني رقاش [1] :
من أهل البصرة. شاعر مطبوع، مقدم في العلم بالشعر والحفظ له، قدم بغداد، فاتصل بالبرامكة، وانقطع إليهم وحمل لهم كتاب كليلة ودمنة، فحسن موقعه منهم.
ويقال إنه قلب الكتاب في ثلاثة أشهر إلى الشعر، وهو أربعة عشر ألف بيت. وذكر حمدان ابنه أنه كان يصلي ولوح موضوع بين يديه، فإذا صلى أخذ اللوح فملأه من الشعر الذي صنعه، ثم يعود إلى صلاته، وعمل أيضا قصيدة ذات الحلل ذكر فيها مبتدأ الخلق، وأمر الدنيا، وأشياء من المنطق، وغير ذلك، وهي قصيدة مشهورة. وله مدائح في هارون الرشيد، وفي الفضل بن يحيى بن خالد، وقيل إنه كان جميل الطريقة حسن التدين متألها.
قرأت على حسن بن على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال أخبرني محمّد ابن العبّاس حدّثنا محمّد بن موسى البربري حدثنا حماد بن إسحاق قال: ألزم يحيى ابن خالد البرمكي أبان بن عبد الحميد دارا لا يخرج منها حتى ينقل كتاب كليلة ودمنة من الكلام إلى الشعر فنقله، فوهب له عشرة آلاف دينار. قال: ويقال إن كل كلام نقل إلى شعر فالكلام أفصح منه إلا كتاب كليلة ودمنة.
قال المرزباني وأخبرني محمّد بن يحيى حدّثنا القاسم بن إسماعيل حدّثني محمّد ابن صالح الهاشمي حدّثني ابن لأبان بن عبد الحميد اللاحقي. قال: أحب يحيى بن خالد أن يحفظ كتاب «كليلة ودمنة» فاشتد عليه ذلك، فقال له أبان بن عبد الحميد:
أنا أعمله شعرا ليخف على الوزير حفظه، فنقله إلى قصيدة عملها مزدوجة. عدد أبياتها أربعة عشر ألف بيت في ثلاثة أشهر، فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار. وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار. وقال له جعفر بن يحيى: ألا ترضى أن أكون راويتك لها؟ ولم يعطه شيئا. قال: فتصدق بثلث المال الذي أخذه. وكان أبان
__________
[1] 3500- انظر: النجوم الزاهرة 2/167. وخزانة الأدب للبغدادي 3/458. والأعلام 1/27.
والمنتظم، لابن الجوزي 10/87.(7/47)
حسن السريرة، حافظا للقرآن عالما بالفقه. وقال عند وفاته: أنا أرجو الله وأسأله رحمته، ما مضت علي ليلة قط لم أصل فيها تطوعا كثيرا.
قلت: وأول قصيدته هذه:
هذا كتاب أدب ومحنه ... وهو الذي يدعى كليله ودمنه
3501- أشجع بن عمرو، أبو الوليد، وقيل: أبو عمرو السلمي الشاعر [1] :
من أهل الرقة، قدم البصرة فتأدب بها، ثم ورد بغداد فنزلها، واتصل بالبرامكة، وغلب من بينهم على جعفر بن يحيى فحباه واصطفاه، وآثره وأدناه، وكان أشجع حلوا ظريفا سائر الشعر، وله كلام جزل، ومدح رصين. فمدح جعفر بقصائد كثيرة، ووصله بهارون الرشيد فمدحه، وهو بالرقة، بقصيدة تمكنت بها حاله عند الرشيد، وأولها:
قصر عليه تحية وسلام ... نشرت عليه جمالها الأيام
ويقال: إنه لما أنشده هذه القصيدة أعطاه هارون مائة ألف درهم.
3502- أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة، أبو محمد القرشي، مولى السائب بن يزيد [2] :
من أهل الكوفة. سمع أبا إسحاق الشيباني، وسليمان الأعمش وعطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم، ومطرف بن طريف، وَمسعر بْن كدام، وَسفيان الثَّوْرِيّ. روى عنه قتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، وسعيد بن يحيى الأموي، ومحمد بن الوليد الفحام، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وعبد اللَّه بْن أيوب المخرمي، وغيرهم، وقدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا هلال بن محمّد- أبو جعفر الحفار- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقَطَّانُ حدّثنا أسباط حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ. قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ
__________
[1] 3501- انظر: الأغاني 17/30- 44. وتهذيب ابن عساكر 3/59- 63. ومعاهد التنصيص 4/62. والتبريزي 2/169. والشعر والشعراء 373. وخزانة الأدب 1/143. والموشح 295. والأعلام 1/331.
[2] 3502- انظر تهذيب الكمال 320 (2/354) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/77. والجرح والتعديل 1/1/333. وميزان الاعتدال 1/175. وطبقات ابن سعد 6/274. وثقات ابن حبان 1/ورقة 25. ومشاهير علماء الأمصار 173. والتاريخ الكبير 1/2/53.(7/48)
يَجِيءُ فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أذبح، وذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ- قَدَّمُوا شَيْئًا دُونَ شَيْءٍ- فلما أكثروا قال: «يا أيها النَّاسُ [إِنَّ [1]] اللَّهَ قَدْ رَفَعَ الْحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ مِنْ مُسْلِمٍ شَيْئًا ظُلْمًا فَذَلِكَ الَّذِي حَرَّجَ» [2]
. أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حدثنا ابن الغلابي قال.
وأخبرنا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد بن موسى البابسيرى- بواسط- حدثنا أَبُو أمية الأحوص بْن المفضل بْن غسَّان الغلابي. قَالَ:
قَالَ أَبِي قَالَ أَبُو زكريا يحيى بن معين: وقد رأيت أسباط بن محمد ببغداد في دار القطن.
أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد ابن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: أسباط ابن محمّد أبوه يروى عنه سليمان التيمي يقول: أبو عمرو عن عكرمة وهو أبو عمرو القاص واسمه محمد، وهو أبو أسباط الذي حدث في دار القطن.
وقال يحيى في موضع آخر: وأسباط بن محمد قد كتبت عنه نزل دار القطن ببغداد.
وقال عباس: سمعت يحيى يقول: أسباط ليس به بأس وكان يخطئ عن سفيان.
أخبرني السكري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ أبو زكريا: أسباط بن محمد ثقة والكوفيون يضعفونه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فأسباط بن محمد كيف حديثه؟ قال: ليس به بأس.
أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي. قال: أسباط بن محمد، كوفي ثقة صدوق، وكان
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: معاني الآثار 2/238.(7/49)
من قريش، يكنى أبا محمد، توفي بالكوفة في المحرم سنة مائتين في خلافة المأمون [1] .
قال يحيى بن معين: أسباط بن محمد ثقة، حدثني بذلك عبد الله بن شعيب عنه [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء حدّثنا الحسين بن على الحلبي حَدَّثَنَا أَبُو عمران موسى بْن القاسم بْن الأشيب حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد. قال: أسباط بن محمد القرشي يكنى أبا محمد، مات في أول سنة مائتين.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ حدّثنا محمّد بن عقبة الشّيبانيّ أخبرنا هارون بن حاتم التميمي قال:
سألت أسباط بن محمد قلت: يا أبا محمد متى ولدت؟ قال: سنة خمس ومائة.
ومات أسباط بن محمد في سنة تسع وتسعين ومائة في أيام أبي السرايا.
3503- أسيد بن زيد بن نجيح، أبو محمد الجمال الكوفي، مولى صالح بن علي، الهاشمي [3] :
حدث عن الحسن بن صالح، وأبي إسرائيل الملائي، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وزهير بن معاوية، وعمرو بن شمر، وجعفر بن زياد الأحمر، وشريك بن عبد الله، وليث بن سعد، وهشيم بن بشير. روى عنه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، ومحمد بن شعبة بن جوان، وعباد بن الوليد الغبري، وإبراهيم بن راشد الأدمي، وعلي بن سهل النسائي، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، وأحمد بن علي الخزاز المقرئ. وقدم أسيد بغداد وحدث بها وكان غير مرضي في الرواية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي حدّثنا أحمد بن على- يعنى الخزاز- حدّثنا أسيد بن زيد الجمال حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَوَهَبْتُ لَهُمَا دِينَارًا، وَشَقَقْتُ مِرْطِي بَيْنَهُمَا فَرَدَّيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِشِقَّةٍ، فَخَرَجَا مَسْرُورَيْنِ فَرِحَيْنِ يَضْحَكَانِ، فَلَقِيَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّةَ كَفَّةَ فَقَالَ «قُرَّةُ الأَعْيُنِ، قُرَّةُ الأَعْيُنِ،
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/356- 357.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/356.
[3] 3503- انظر: الضعفاء للنسائي برقم 54. وميزان الاعتدال 1/256. والتاريخ الكبير 2/15.(7/50)
من كسا كما بُرْدَيْنِ، وَوَهَبَ لَكُمَا دِينَارًا فَجَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا؟» قَالا: أُمُّنَا عَائِشَةُ. قَالَ:
«صَدَقْتُمَا وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ، هِيَ وَاللَّهِ أُمُّكُمَا وَأُمُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ» قالت عائشة: فو الله لَمَا صَنَعْتُ ومَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا [1] .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن أسيد بن زيد الجمال فقال: كذاب، قد أتيته ببغداد في الحذائين فسمعته يحدث بأحاديث كذب.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد السوسي حدثنا عباس.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدثنا الحسن بن محمد- يعني أبا سعيد الإصطخري- قَالَ قُرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قال سمعت يحيى بن معين يقول: أسيد- يعني ابن زيد الجمال- كذاب، ذهبت إليه إلى الكرخ، ونزل في دار الحذائين، فأردت أن أقول له يا كذاب ففرقت من شفار الحذائين.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال: أسيد الجمال متروك الحديث.
أخبرنا الأزهرى أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أسيد بن زيد الجمال ضعيف الحديث.
3504- أزداد بن جميل بن موسى بن السّبّال بن طيشة:
حدّثنا عَن إسرائيل بْن يونس، ومالك بْن أنس، وأبى جعفر الرازي. روى عنه على ابن الْحُسَيْن بْن حبَّان وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَعمر بْن أَيُّوب السقطي، وَعبد اللَّه بْن إسحاق المدائني.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أبي جعفر القطيعي أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ حدّثنا عبد الله بن إسحاق المديني حدّثنا أزداد بن السّبّال أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتُّ
__________
[1] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/212.(7/51)
خِصَالٍ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَشْهَدُ جَنَازَتَهُ إِذَا تُوُفِّيَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» [1]
. 3505- أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك، أبو حمزة الأنصاري [2] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وأبي زيد الهروي وإسماعيل بن موسى الفزاري. رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو العباس الأصم النيسابوري.
أَخبرنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بخطه: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك أبو حمزة الأنصاري حدّثنا الأنصاري حَدَّثَنِي عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. أَنَّ رَجُلا أَعْتَقَ غُلامًا لَهُ عن دبر منه. فأبى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَاعَهُ وَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَمَنَهُ وَقَالَ:
«إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فَقِيرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ» [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن محمد بن إبراهيم الأشنانى حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدّثنا أبو حمزة الأنصارىّ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ سَمِعَ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَقْطَعُ الصَّلاةَ: الْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ، وَالْكَلْبُ» [4] .
ذكر مُحَمَّد بْن مخلد فيما قرأت بخطه: أن أبا حمزة الأنصاري مات في جمادى الأولى من سنة ثمان وستين ومائتين.
3506- أنيس بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبان، أبو عمر المقرئ النخاس:
سمع أبا نصر التمار، وأبا معمر الهذلي، وسلم بن قادم، وعبد الرّحمن بن يونس
__________
[1] 3504- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2739. وسنن ابن ماجة 1433. والمعجم الكبير للطبراني 17/267. والمطالب العالية 248.
[2] 3505- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/220.
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب العتق 9. والنسائي، كتاب البيوع 84.
والسنن الكبرى 10/309.
[4] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 2/275. ومسند أحمد 2/425، 5/164، 6/230. والمعجم الكبير للطبراني 3/237. وصحيح ابن حبان 411.(7/52)
المستملي ومحمد بن صالح بن النطاح، والحسن بن أبي الحسن المؤذن. روى عَنْهُ الْقَاضِي المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمر بن السماك، وعبد الصمد بْن علي الطستي، وإِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لا بأس به.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي حدّثنا أنيس بن عبد الله حدّثنا أبو معمّر القطيعي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عراك ابن مَالِكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَبَسَ فِي تُهْمَةٍ [1] .
قَالَ أُنَيْسٌ: وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو مَعْمَرٍ مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَبَسَ فِي تُهْمَةٍ.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن أنيسا النخاس مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
وقرأت بخط محمد بن مخلد: سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات أبو عمر أنيس ابن عبد الله المقرئ في شهر ربيع الأول.
3507- أحيد بن سليمان بن المبارك، أبو سعيد البلخي:
قدم بغداد حاجًّا وحدث بِها عَنْ يزيد بن زياد أبي تراب الزاهد. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي نسخة لأبي تراب. حدثنا بها أبو الحسين بن بشران عن الطستي إلا أن بشران حصل في كتابه أحمد بن سليمان بالميم، وكذلك ذكره الطستي في «معجم شيوخه» . في تضاعيف من اسمه أحمد، وروى الدارقطني عن الطستي بعض النسخة فقال: أحيد- بالياء، وكذلك روى دران محمد بن جعفر نزيل مصر عن محمد بن محمد بن سلم البغدادي قال حدثنا أبو سعيد أحيد بن سليمان البلخي- قدم حاجا- قال حدثنا يزيد بن زياد أبو تراب الزاهد.
3058- الأحوص بن المفضل بن غسان، أبو أمية الغلابي [2] :
وهو: الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن
__________
[1] 3506- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 4/203.
[2] 3508- انظر: سؤالات السهمي للدارقطني برقم 208.(7/53)
غلاب، وغلاب امرأة، وهي أم خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن غفر بن حبيب بن وائلة بن همان، نسبه أحمد بن كامل القاضي.
حدث أبو أمية عن أبيه بكتاب التاريخ، وروى أيضا عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري وأحمد بن عبدة الضبي، وكان ببغداد يتجر في البز، فاستتر ابن الفرات الوزير عنده في بعض الأوقات وقال له: إن وليت الوزارة فأيش تحب أن أصنع بك؟ فقال أبو أمية: تقلدني شيئا من أعمال السلطان، قال: ويحك لا يجئ منك عامل، ولا أمير، ولا قائد، ولا كاتب، ولا صاحب شرطة، فأي شيء أقلدك؟ قال: لا أدري. قال له ابن الفرات: أقلدك القضاء، قال: قد رضيت. ثم خرج ابن الفرات وولي الوزارة وأحسن إلى أبي أمية وأفضل عليه، وولاه قضاء البصرة، وواسط، والأهواز، فانحدر أبو أمية إلى أعماله وأقام بالبصرة، وكان قليل العلم، إلا أن عفته وتصونه غطيّا نقصه، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر بالله لابن الفرات، وكان بين أبي أمية وبين ابن كنداج وحشة، فأودعه السجن فأقام فيه مدة إلى أن مات فيه. ولا نعلم أن قاضيا مات في السجن سواه!.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ الرَّافِقِيُّ- فِيمَا أَذِنَ أَنْ نَرْوِيَهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ لَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى أَبِي أُمَيَّةَ الْقَاضِي فَقَالَ لِي: مَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقُلْتُ: أَيُّ حَدِيثٍ؟ قَالَ قَوْلُ أَبِي مُوسَى كُنَّا إِذَا عَلَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِدَدًا كَبَّرْنَا. فَقُلْتُ لَهُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ حَدِيثَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ. قَالَ: كُنَّا إِذَا عَلَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدْفَدًا كَبَّرْنَا؟
وَكَانَ عِنْدَهُ الْقَاضِي الْجُبَيْرِيُّ مِنْ وَلَدِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، فَقَالَ لَهُ: هذا في كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ اللَّهُ: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً
[الجن 11] فَقُلْتُ لَهُ: اسْكُتْ فَسَكَتَ. قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ لِي: مَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ الحائض أن تأخذ قرصة فتتبع بِهَا أَثَرَ الدَّمِ؟ فَقُلْتُ: لَيْسَ هُوَ قُرْصَةً إِنَّمَا هُوَ: فِرْصَةٌ وَالْفِرْصَةُ الْخِرْقَةُ أَوِ الْقِطْعَةُ مِنَ الْقُطْنِ الْمُمْسَكَةِ. وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَقُولُونَ فُرْصَةٌ، والصواب قرصة. فَتَرَكَ قَوْلِي وَأَمْلَى فُرْصَةً أَوْ قُرْصَةً.(7/54)
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب فقال: ليس به بأس، كان قاضى البصرة.
أخبرنا السّمسار حدّثنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع: أن أبا أمية الأحوص بن المفضل مات في سنة ثلاثمائة بالبصرة، ذكر أبو الحسين بن المنادي: أن وفاته كانت ببغداد.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي توفي بمدينتنا، وحمل إلى البصرة وذلك في ربيع الأول سنة ثلاثمائة. وقول ابن قانع عندي أصح، والله أعلم.
3509- أسامة بن محمد بن مسعود بن مهران- أبو بكر الدقاق:
كان يسكن دار البطيخ التي بالكرخ، وحدث عَنْ حفص بن عمرو الربالي. روى عنه القاضي الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف القواس، وابْن الثلاج.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حدّثنا يوسف بن عمر القواس حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مهران الدّقّاق حدّثنا حفص- يعنى ابن عمرو- حدّثنا عبد الوهّاب حدّثنا عبد الله بن عمر عن حبيب عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
لا أَعْلَمُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ» [1] .
3510- أزهر بن أحمد بن محمد، أبو غانم الخرقي:
حدث عن أبي قلابة الرقاشي، ومحمّد بن عبيد السمرقندي. رَوَى عَنْهُ الدارقطني، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي المقرئ، وأبو الحسن بن دوما النعالي، وكان ثقة ينزل في الجانب الشرقي في سوق العطش.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسين بن العبّاس النّعاليّ أَخْبَرَنَا أَبُو غَانِمٍ أَزْهَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخِرَقِيُّ حدّثنا عبد الملك بن محمّد الرقاشي أخبرنا أبو عاصم أخبرني عبد الحميد بن جعفر أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ فِي عَشَرَةٍ مِنْ
__________
[1] 3509- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/142، 162، 4/146. وصحيح مسلم، كتاب المساجد 180- 184، 186. وفتح الباري 2/18، 20، 111.(7/55)
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ- فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي أبو غانم أزهر بن أحمد بن محمد الخرقي في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
انقضى حرف الألف(7/56)
باب الباء(7/57)
ذكر من اسمه بشر
3511- بشر بن شبر:
أحد أصحاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. نزل المدائن.
أخبرني الأزهرى أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل أخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن وهب قَالَ حَدَّثَنِي عبد الرحمن بْن صالح عَنِ الوليد بْن صالح عَنْ حسين بْن الرماس الهمداني. قَالَ: أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر بْن الخطاب، منهم عبد الرحمن بْن مسعود، وزيد بن صوحان وعلقمة ابن شبر، وبشر بْن شبر، يتواعدون على الطعام، يوما عند ذا، ويوما عند ذا، ويضعون النبيذ، فإذا رفع الطعام؛ رفع النبيذ.
3512- بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْد العزيز بْن مروان بْن الحكم بْن أَبِي العاص الأموي:
شامي، قدم بغداد، وحدث بها عن: عمه عبد العزيز بن عمر. روى عنه محمّد ابن معاوية بن مالج الأنماطي، وزكريا بن يحيى زحمويه الواسطي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ حدّثنا قاسم بن زكريّا المطرز حدّثنا محمّد بن معاوية الأنماطيّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ. قَالَ: جَاءَ تَمِيمٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مَا السُّنَّةُ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ» [1]
. بلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجُنَيْد قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين يَقُولُ: كان
__________
[1] 3512- انظر الحديث في: سنن أبي داود 2918. وسنن الترمذي 2112. وسنن أبن ماجة 2752. ومسند أحمد 3/102، 103. وفتح الباري 12/64. والمستدرك 2/219.(7/58)
هاهنا ببغداد بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، قد سمعت منه، ليس به بأس.
3513- بشر بن سالم بن المسيّب، البجليّ الكوفيّ:
قدم بغداد وحدث عن إسماعيل بن أبي خالد، وَمسعر بْن كدام، وَسفيان الثَّوْرِيّ.
روى عنه ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر أخبرنا أحمد بن كامل القاضي حدّثنا صالح بن عمران- أبو شعيب- حدّثنا الحسن بن بشر حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي فِرْسَانِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا» [1]
. قَالَ جَرِيرُ: فَدَعَا لِي، وَلَمْ أَكُنْ أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَثَبَتُّ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» [2] .
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قال أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي أخبرنا أبو بكر الخلال أخبرني محمّد بن على حدثنا الأثرم. قَالَ: قَالَ أَبُو عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بن حنبل- بشر بن سالم قد رأيته كان يجيء إِلَى أَبِي النضر، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ولم أسمع منه.
3514- بشر بن محمد بن أبان بن مسلم، أبو أحمد السكري البصري:
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ جرير بْن عثمان الرحبي، وعبد الملك بن وهب المذحجي، وشعبة بن الحجاج، والدجين بن ثابت، وحماد بن سلمة، وزياد بن أبي مسلم الصفار، وبحر السقاء، وورقاء بن عمر، وعثمان [بن مقسم] [3] البري، وهشيم بن بشير. روى عنه أحمد بن المؤمل الصيرفي، والحسن بن داود بن مهران المؤدب، وأحمد بن إسحاق الوزان، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عنه أبي وسألته عنه فقال: هو شيخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيل التِّكَكِيُّ [4] .
أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ حدّثنا بشر بن
__________
[1] 3513- انظر الحديث في: مسند أحمد 4/315.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3842. ومسند أحمد 4/216/365. وكشف الخفا 1/260.
[3] 3514- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] التككي: هذه النسبة إلى تكك وهي جمع: تكة (الأنساب 3/68) .(7/59)
مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الدُّجَيْنُ- يَعْنِي ابْنِ ثَابِتٍ- قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لأَسْلَمَ: حَدِّثْنَا، فَيَقُولُ كُنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ حَدِّثْنَا، فَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [1]
. أنبانا أحمد بن علي اليزدي أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ.
قَالَ: أبو أحمد بشر بن محمد بن أبان بن مسلم البصري السكري سكن بغداد.
حدثني أحمد بن المستملي أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي. قال: بشر بن محمد السكري أبو أحمد ليس يرضى، منكر الحديث.
وفيما أجاز لي أبو سعد الماليني أن عبد الله بن عدي الحافظ أخبرهم، قال: بشر بن محمد بن أبان بن مسلم السكري أرجو أنه لا بأس به.
3515- بشر بن آدم، أبو عبد الله الضرير [2] :
سمع حماد بن سلمة، وأبا عوانة، وعبد العزيز بن المختار، وعبثر بن القاسم، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وصالح بن موسى الطلحي، وحبان بن علي، وعلي بن مسهر، وشريك بن عبد الله. روى عنه إسحاق بن راهويه، والعباس بن أبي طالب، وعباس بن مُحَمَّد الدوري ومحمد بن أبي العوام الرياحي، وحامد بن سهل الثغري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
وقَالَ ابْن أَبِي حاتم سألت أَبِي عنه. فَقَالَ: هو صدوق [3] .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا عبّاس بن محمّد بن حاتم حدّثنا بشر بن آدم حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ إِلا مَا فَتَّقَ الأَمْعَاءَ، وكان في الحولين» [4] .
__________
[1] الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 3515- انظر: تهذيب الكمال 678 (4/93) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/31. وتاريخ الدارمي رقم 187. والتاريخ الكبير 2/1/70. وثقات ابن حبان، والكامل لابن عدي، ورقة 11.
والجمع 1/53. والمعجم المشتمل، لابن عساكر الورقة 17. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 83. والكاشف 1/154. وميزان الاعتدال 1/313. وتاريخ الإسلام الورقة 100 (أيا صوفيا 3007) . وإكمال مغلطاي 2/ورقة 11. وتهذيب ابن حجر 1/432- 433.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/94.
[4] انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 1250. وشرح السنة 9/84. ومشكاة المصابيح 3173. وفتح الباري 9/148.(7/60)
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: بشر بن آدم سمع سماعا كثيرا، ورأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه، والكتاب عنه [1] .
أنبانا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن عمر بن غالب أخبرنا موسى بن هارون أخبرني أبي: أن مولد بشر بن آدم سنة خمسين ومائة [2] .
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن آدم الضرير مات في سنة ثمان عشرة ومائتين.
راد غير الصفار عن ابن قانع: في شهر ربيع الأول [3] .
قلت: وفي البصريين شيخ يقال له: بشر بن آدم، إلا أنه دون هذا في الطبقة، وهو ابن بنت أزهر بن سعد السمان، يروي عن جده أزهر، وعن محمد بن عون الزيادي.
حدث عنه أبو حاد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهما.
3516- بشر بن غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن المريسي، مولى زيد ابن الخطّاب [4] :
كان يسكن الدرب المعروف به، ويسمى درب المريسي، وهو بين نهر الدجاج ونهر البزازين، وبشر من أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي، إلا أنه اشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن؛ وحكي عنه أقوال شنيعة، ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفره أكثرهم لأجلها، وقد أسند من الحديث شيئا يسيرا عن حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة وأبو يوسف القاضي، وغيرهم. فَمِنْ ذَلِكَ:
مَا حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْقَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ الكوفي- بها- حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/94.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/95.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/95.
[4] 3516- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/31. ووفيات الأعيان 1/91. والنجوم الزاهرة 2/228.
وميزان الاعتدال 1/150. ولسان الميزان 2/92. والجواهر المضية 1/164. واللباب 3/128. والأعلام 2/55. ومعجم البلدان 8/40.(7/61)
حدّثني الحسن بن على بن بزيع حدّثنا محمّد بن عمر الجرجاني حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ارْكَبْ نَاقَتِي ثُمَّ امْضِ إِلَى الْيَمَنِ، فَإِذَا وَرَدْتَ عَقَبَةَ أَفِيقٍ وَرَقِيتَ عَلَيْهَا رَأَيْتَ الْقَوْمَ مُقْبِلِينَ يُرِيدُونَكَ. فَقُلْ: يَا حَجَرُ، يَا مَدَرُ، يَا شَجَرُ، رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ عليكم السلام» . قال [علي: ففعلت فلما رقيت العقبة قلت: يَا حَجَرُ يَا مَدَرُ يَا شَجَرُ رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ قَالَ [1]] وَارْتَجَّ الأُفُقُ فَقَالُوا: عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ. فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمُ نَزَلُوا فَأَقْبَلُوا إِلَيَّ مُسْلِمِينَ [2]
. وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو الخلّال أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي حدّثنا أبو صفوان الثّقفيّ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ- أَبُو الْحَسَنِ الوكيل- حدّثنا محمّد بن عبد الوهّاب حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِشْرُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْغَنَوِيِّ عَنِ الْحَسَنِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ، وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، وَلا خَيْرَ لَكَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِنَ الْحَقِّ مِثْلَ الَّذِي تَرَى لَهُ» [3]
. أخبرني أبو القاسم الأزهري والْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ. قالا:
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن إسحاق النّاقد- أبو الحسين- حدّثنا عمارة بن معاوية. أخبرني عبد الله بن إسماعيل بن عياش.
قال: كتب بشر المريسي إلى رجل يستقرض منه شيئا. فكتب إليه الرجل: الدخل يسير، والدين ثقيل، والمال مكذوب عليه. فكتب إليه بشر: إن كنت كاذبا فجعلك الله صادقا، وإن كنت معتذرا بباطل فجعلك الله معتذرا بحق.
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حدثنا القاسم بن إسماعيل. قال: قال لي الجاحظ: قال بشر المريسي- وقد سئل عن رجل- فقال: هو على أحسن حال وأهنئها. فضحك الناس من لحنه، فقال قاسم التمار: ما هو إلا صوابا مثل قول ابن هرمة:
إن سليمى والله يكلأها ... ضنت بشيء ما كان يرزؤها
قال: فشغل الناس بتفسير القاسم عن لحن بشر المريسي.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: تاريخ جرجان 387. ومسند أبي حنيفة 1/130.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 3/80. والكامل، لابن عدي 5/1099.(7/62)
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثني محمّد بن العبّاس الخزاز حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: قال إسحاق بن إبراهيم عن عمر بن منيع: كان بشر المريسي يقول:
صنوف من الزنادقة، سماهم- صنف كذا وكذا- يقولون ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ البصريّ المالكي أخبرنا أحمد بن محمّد ابن عمر الخفاف- بنيسابور- حدثنا أبو العباس السراج قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول حدثني زياد بن أيوب قال السراج: وأظن أني سمعت من زياد قال سمعت عباد بن العوام يقول: كلمت بشرا المريسي وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم أنه ينتهي إلى أن يقولوا ليس في السماء شيء!.
أنبانا محمد بن أحمد بن رزق حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا يحيى بن أبي طالب أخبرني عمر بن عثمان بن أخى على بن عاصم أخبرني يحيى بن على بن عاصم أخبرني عمر بن عثمان. قال: كنت عند أبي فاستأذن عليه بشر المريسي.
فقلت: يا أبت يدخل عليك مثل هذا؟ فقال: يا بني وماله؟ قال قلت: إنه يقول القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض، وإن الجنة والنار لم يخلقا، وإن منكرا ونكيرا باطل، وإن الصراط باطل، وإن الساعة باطل، وإن الميزان باطل، مع كلام كثير. قال فقال:
أدخله علي، فأدخلته عليه، قال فقال: يا بشر ادنه، ويلك يا بشر ادنه- مرتين أو ثلاثا- فلم يزل يدنيه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بشر من تعبد، وأين ربك؟ قال فقال: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: أخبرت عنك أنك تقول القرآن مخلوق وإن الله معك في الأرض، مع كلام كثير. ولم أر شيئا أشد على أبي من قوله إن القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض. فقال له: يا أبا الحسن لم أجئ لهذا. إنما جئت في كتاب خالد تقرؤه عليّ. قال فقال له: لا ولا كرامة، حتى أعلم ما أنت عليه أين ربك، ويلك؟ فقال له: أو تعفيني؟ قال: ما كنت لأعفيك. قال: أما إذا أبيت فإن ربي نور في نور. قال فجعل يزحف إليه ويقول: ويحكم اقتلوه، فإنه والله زنديق، وقد كلمت هذا الصنف بخراسان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق- قراءة- أخبرنا أبو على بن الصواف قال وجدت في كتاب أبي حدّثنا أبو بكر الباغنديّ حَدَّثَنَا الربيع بن سُلَيْمَان قَالَ سمعت الشَّافِعِيّ يقول: دخلت بغداد فنزلت على بشر المريسي، فأنزلني في غرفة له، فقالت لي أمه: لم جئت إلى هذا؟ قلت: أسمع منه العلم. فقالت: هذا زنديق!.(7/63)
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا ابن خزيمة قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول أخبرني الشافعي قال: كلمتني أم المريسي أن أكلم المريسي أن يكف عن الكلام، فلما كلمته دعاني إليه فقال: إن هذا دين، قال فقلت إن أمك كلمتني أن أكلمك.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري- إجازة- أخبرنا على بن محمّد بن عبد الملك القرشيّ- قراءة- حدّثنا عيّاش بن الحسن البندار حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني أخبرني زكريّا بن يحيى حدثنا محمد بن إسماعيل قال سمعت الحسين بن علي الكرابيسي قال جاءت أم بشر المريسي إلى الشافعي فقالت:
يا أبا عبد الله أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، ويتكلم في شيء يواليه الناس عليه ويحبونه؟ فقال لها الشافعي: أفعل. فشهدت الشافعي- وقد دخل عليه بشر- فقال له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنة قائمة. أم وجوب عن السلف البحث فيه، والسؤال عنه. فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، ولا فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث فيه، إلا أنه لا يسعنا خلافه. فقال له الشافعي: أقررت على نفسك بالخطأ فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار، يواليك الناس عليه وتترك هذا؟ قال: لنا نهمة فيه. فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يفلح. قال حسين: كلمت يوما بشرا المريسي شبيها بهذا السؤال. قال:
فرض مفترض. قلت: من كتاب. أو سنة، أو إجماع؟ قال: من كل. قال فكلمته حتى قام وهو يضحك منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق وأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ. قَالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النجاد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل السلمي قَالَ سمعت البويطي يقول سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة فذكرت له حديث عمران ابن حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القرعة. فقال: يا أبا عبد الله هذا قمار. فأتيت أبا البختري فقلت له: سمعت المريسي يقول: القرعة قمار. قال: يا أبا عبد الله شاهد آخر وأقتله.
حدثني الأزهرى أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني حدّثني الزبير بن عبد الواحد حدثني يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطي- ببغداد- حدّثنا داود بن على(7/64)
الأصبهانيّ حدثنا أبو ثور قال سمعت الشافعي. يقول، قلت لبشر المريسي: ما تقول في رجل قتل وله أولياء صغار وكبار، هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟ فقال: لا.
فقلت له: فقد قتل الحسن بن علي بن أبي طالب بن ملجم، ولعلي أولاد صغار؟
فقال: أخطأ الحسن بن علي. فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟! قال:
وهجرته من يومئذ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ أخبرنا أبو شجاع الفضل بن العباس الهروي حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي. قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: دخل الشافعي على أمير المؤمنين وعنده بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين للشافعي: ألا تدري من هذا؟ هذا بشر المريسي! فقال له الشافعي: أدخلك الله في أسفل سافلين مع فرعون، وهامان، وقارون. فقال المريسي: أدخلك الله أعلى عليين مع محمد وإبراهيم، وموسى. قال محمد بن إسحاق: فذكرت هذه الحكاية لبعض أصحابنا فقال لي: ألا تدري أي شيء أراد المريسي بقوله؟ كان منه طنزا [1] لأنه يقول ليس ثم جنة ولا نار!.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا جعفر مُحَمَّد بن صالح يقول: سمعت أبا سليمان داود بن الحسين يقول سمعت إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: دخل حميد الطوسي على أمير المؤمنين- وعنده بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين لحميد: أتدري من هذا يا أبا غانم؟ قال: لا. قال هذا بشر المريسي! فقال- حميد: يا أمير المؤمنين هذا سيد الفقهاء، هذا قد رفع عذاب القبر، ومسألة منكر ونكير، والميزان، والصراط، انظر هل يقدر أن يرفع الموت؟ ثم نظر إلى بشر، فقال: لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقا.
أخبرني الحسن بن محمد الخلّال حدّثنا يوسف بن عمر القواس حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ قَالَ: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم لؤلؤ يقول: مررت في الطريق فإذا بشر المريسي والناس عليه مجتمعون، فمر يهودي فأنا سمعته يقول:
لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة! - يعنى أباه كان يهوديا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسى حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
__________
[1] الطنز: السخرية.(7/65)
ابن صالح العجلى حدثني أبي قال: رأيت بشرا المريسي- عليه لعنة الله- مرة واحدة. شيخا قصيرا دميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شيء باليهود.
وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع؟ ثم قال: لا يرحمه الله، ولقد كان فاسقا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلى حدّثنا أحمد بن طاهر ابن النجم الميانجى حدثنا سعيد بن عمرو البردعي قَالَ سمعت أبا زرعة- يعني الرازي- يقول: بشر المريسي زنديق.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عياض القاضي بصور- أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع حدّثنا بن مخلد- إملاء- حدّثني يوسف بن يعقوب حدثنا بشار بن موسى قال سمعت أبا يوسف القاضي يقول لبشر المريسي: طلب العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار رأسا في الكلام قيل زنديق، أو رمى بالزندقة. يا بشر أنك تتكلم في القرآن، إن أقررت لله علما خصمت، وإن جحدت العلم كفرت.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرقي- بالرقة- حدثنا سليم بن منصور بن عمار- في مجلس روح بن عبادة- قال: كتب بشر المريسي إلى أبيه منصور بن عمار: أخبرني القرآن خالق أو مخلوق؟! قال فكتب إليه: عافانا الله وإياك من كل فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السنة والجماعة فإنه إن يفعل فأعظم بها من نعمة، وإلا فهي الهلكة، وليست لأحد على الله بعد المرسلين حجة. نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة، تشارك فيها السائل والمجيب، وتعاطى السائل ما ليس لَهُ، وتكلف المجيب ما ليس عليه، وما أعرف خالقا إلا الله وما دون الله مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك وبالمختلفين معك، إلى أسمائه التي سماه الله بها تكن من المهتدين، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الَّذِينَ يخشونه بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت الفضل بن إسحاق الدوري قال سمعت المعيطي يقول: كنا عند يزيد بن هارون فذكروا المريسي فقال: ما يقول؟ قالوا: يقول القرآن مخلوق. فقال: هذا كافر.(7/66)
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ أخبرنا محمّد بن جعفر الأدمى القاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: كنا عند يزيد بن هارون وشاذ بن يحيى يناظره في شيء من أمر المريسي، وهو يدعو عليه، فسمعنا يزيد وهو يقول: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدّثني أبو بكر الختلي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي قال:
كنا عند يزيد بن هارون وشاذ يناظره في شيء من أمر المريسي وهو يدعو عليه، فتفرقنا على أن يزيد قَالَ: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
أخبرني الْحَسَن بْن أَبِي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم بن الحسن حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة حدّثنا محمّد بن عبد الملك حدّثنا حامد بن يحيى عن يزيد بن هارون. قال: المريسي حلال الدم يقتل.
حدثني أحمد بن محمد المستملي أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي حدّثنا أحمد بن الحسين الجرادى حدثنا محمد بن يزيد. قال: قال يزيد بن هارون: حرضت أهل بغداد على قتل بشر المريسي غير مرة.
أخبرني الحسن بن على التّميميّ حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا الحسن بن أحمد بن صدفة حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة أخبرنا يحيى بن يوسف الزمي قال سمعت شبابة بن سوار يقول: اجتمع رأيي، ورأي أبي النضر هاشم بن القاسم، وجماعة من الفقهاء، على أن المريسي كافر جاحد، أرى أن يُستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عُنقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق أخبرنا أحمد بن سلمان حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ سمعت أبي يقول: كنا نحضر مجلس أبي يوسف، فكان بشر المريسي يجيء فيحضر في آخر الناس فيشغب، فيقول: إيش تقول وإيش قلت يا أبا يوسف؟
فلا يزال يصيح ويضج، فكنت أسمع أبا يوسف يقول: اصعدوا به إلي. قال أبي:
وكنت في القرب منه، فجعل يناظر في مسألة فخفي بعض قوله، فقلت للذي كان أقرب مني: إيش قال له؟ قال: قال له أبو يوسف: لا تنتهي حتى تصعد خشبة.
أخبرنا أبو سعد المظفر بن الحسن- سبط أبي بكر بن لال الهمذاني- حدثنا جدي قال سمعت القاسم بن بندار يقول سمعت إبراهيم بن الحسين يقول: ركب(7/67)
عفان بن مسلم يوما وأنا قابض على عنان البغلة، فاستقبلنا شيخ قصير، كبير الرأس، كبير الأذنين، فقال: نح البغلة، نح البغلة، أما ترى الكافر؟ فقلت: من هذا يا أبا عثمان؟ قال: هذا بشر بن غياث، بشر المريسي. قال إبراهيم: ويوم مات بشر، جعل الصبيان يتعادون بين يدي الجنازة ويقولون: من يكتب إلى مالك؟ من يكتب إلى مالك.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي طاهر الدّقّاق أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أحمد بن إبراهيم الدورقي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار حدّثنا عبيد بن خلف البزار قال حدّثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن نوح المضروب- عند المسعودي القاضي- قال: سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني أن بشرا لمريسى يزعم أن القرآن مخلوق، لله علي إن أظفرني به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدا قط. واللفظ لحديث ابن أبي طاهر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن مُوسَى البزّاز أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمّد المصريّ حدّثنا محمّد بن الحسين الأنماطيّ حدثنا يحيى بن يوسف الزمي. قال: رأيت ليلة جمعة- ونحن في طريق خراسان، وفي مفازة أموية [1] ، إبليس في المنام. قال: وإذا بدنه ملبس شعرا، ورأسه إلى أسفل، ورجلاه إلى فوق، وفي بدنه عيون مثل النار، قال قلت له: من أنت؟ قال: أنا إبليس. قال قلت له: وأين تريد؟ قال: بشر بن يحيى رجل كان عندنا بمرو يرى رأي المريسي. قال ثم قال: ما من مدينة إلا ولي فيها خليفة. قلت: من خليفتك بالعراق؟ قال: بشر المريسي، دعا الناس إلى ما عجزت عنه. قال: القرآن مخلوق.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قال قرأنا على محمد بن إسحاق الصّفّار حدثكم إبراهيم ابن حمّاد حدّثنا العبّاس بن أبي طالب حدثنا يحيى بن يوسف الزمي. قال: رأيت في المنام إبليس رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، أسود مثل الليل، وله عينان في صدره، فلما رأيته قلت: من أنت؟ قال: هو إبليس، فجعلت أقرأ آية الكرسي. قال فقلت له: ما أقدمك هذه البلاد؟ قال: إلى بشر بن يحيى رجل من الجهمية، قال قلت: من استخلفت بالعراق؟ قال: ما من مدينة ولا قرية إلا ولي فيها خليفة، قلت:
ومن خليفتك بالعراق؟ فقال بشر المريسي، دعا الناس إلى أمر عجزت عنه.
__________
[1] آمو، وأموية، هي آمل الشط اسم أكبر مدينة بطبرستان، والعجم يقولونها: آمو على الاختصار والعجمة (معجم البلدان) .(7/68)
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدثنا الحسين بن علي بن الحسين الأسدي حدثنا الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة القصباني حدثنا محمد بن يوسف العباسي. قال: حدثني محمد بن علي بن ظبيان القاضي.
قال: قال لي بشر بن غياث المريسي: القول في القرآن قول من خالفني غير مخلوق.
قال قلت فالقول قولهم ارجع عنه، قال أرجع عنه وقد قلته منذ أربعين سنة، ووضعت فيه الكتب، واحتججت فيه بالحجج.
أخبرني الحسن بن علي التميمي حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن أبي الثلج حدثنا عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن مرزوق العتكي البصريّ حدثني أبو بكر بن خلاد الباهلي. قال: كنت عند ابن عيينة إذ أقبل بشر المريسي، فتكلم بذاك الكلام الرديء، فقال ابن عيينة: اقتلوه. قال ابن خلاد: فأنا فيمن ضربته بيدي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني حدّثني أبو الزنباع روح بن الفرج المصريّ حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال قيل لسفيان بن عيينة: إن بشرا المريسي يقول: إن الله لا يرى يوم القيامة، فقال: قاتله الله دويبة، ألم يسمع الله يقول: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ
[المطففين 15] فجعل احتجابه عنهم عقوبة لهم، فإذا احتجبت عن الأولياء والأعداء، فأي فضل للأولياء على الأعداء؟.
أخبرنا محمد بن أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن بشر بن الوليد. قال: كنت جالسا عند أبي يوسف القاضي، فدخل عليه بشر المريسي، فقال له أبو يوسف:
حدثنا إسماعيل عن قيس عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر حديث الرؤية ثم قال أبو يوسف: إني والله مؤمن بهذا الحديث، وأصحابك ينكرونه، وكأني بك قد شغلت على الناس خشبة باب الجسر فاحذر.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال سمعت عُمر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز يَقُولُ قال عبد الله بن عمر الجعفي سمعت حسينا الجعفي- حين حدث بحديث الرؤية يقول- على رغم أنف بشر المريسي.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل الْكَاتِبُ حدثنا محمد بن محمد الواسطي قال حدثني ابن عبد الله الحمال حدثنا محمد بن أبي كبشة قال سمعت هاتفا في البحر يقول: لا إله إلا الله، على ثمامة(7/69)
وعلى المريسي لعنة الله. قال: وكان معنا في المركب رجل من أصحاب بشر المريسي فخر ميتا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأسترآباذي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سعيد الجرجاني حدّثنا عمران بن موسى حدثنا الحسن بن محمد بن الأزهر قال سمعت عثمان بن سعيد الرازي قال حدثنا الثقة من أصحابنا. قال: لما مات بشر بن غياث المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيزي، فلما رجع من جنازة المريسي أقبل عليه أهل السنة والجماعة، قالوا: يا عدو الله تنتحل السنة والجماعة وتشهد جنازة المريسي؟! قل: أنظروني حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في شهود جنازته، لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف فقلت: اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابا لم تعذبه أحدا من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة. اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحدا من خلقك يوم القيامة، قال: فسكتوا عنه وضحكوا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدثنا الحسن بن عمرو الشيعي المروزي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: جاء موت هذا الذي يقال له المريسي وأنا في السوق، فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود، والحمد لله الذي أماته هكذا قولوا!.
أخبرنا الحسين بن على الطناجيرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سويد المؤدب حدّثنا عثمان بن إسماعيل بن بكرى السكري قَالَ: سمعت أَبِي يقول سمعت أَحْمَد بن الدورقي يقول: مات رجل من جيراننا شاب، فرأيته في الليل وقد شاب! فقلت:
ما قصتك؟ قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في المقبرة!.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني أخبرني على ابن هارون أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه. قال: مات بشر المريسي في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين. قال: ويقال سنة تسع عشرة ومائتين.(7/70)
3517- بشر بْن الحارث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عطاء بْن هلال بْن ماهان بْن عَبْد اللَّه، أبو نصر، المعروف بالحافي [1] :
مروزي، سكن بغداد، وهو ابن عم علي بن خشرم، وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة، واستقامة المذهب، وعزوف النفس، وإسقاط الفضول [2] .
وسمع إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وحماد بْن زيد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، والمعافى بن عمران الموصلي، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبا معاوية الضرير، وزيد بن أبي الزرقاء.
وكان كثير الحديث، إلا أنه لم ينصب نفسه للرواية، وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك. وكل ما سمع منه فإنما هو على سبيل المذاكرة [3] .
روى عنه نعيم بن الهيضم، وابنه محمد بن نعيم، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان، ونصر بن منصور البزاز، ومحمد بن المثنى السمسار، وسري السقطي، وإبراهيم بن هاني النّيسابوريّ، وعمر بن موسى الجلا، وغيرهم.
أخبرنا الحسين بن أبي الحسن الوراق حَدَّثَنَا عمر بن أحمد بن عثمان قَالَ: سمعت عبد الله بن سليمان. يقول: قلت لعلي بن خشرم لما أخبرني أن سماعه وسماع بشر ابن الحارث بن عيسى واحد. قلت: فأين حديث أم زرع؟ فقال: سماعي معه، وكتبت إليه أن يوجه به إليّ، فكتب إلي: هل عملت بما عندك حتى تطلب ما ليس عندك؟! قال علي: وولد بشر في هذه القرية وهي مرو، وكان بشر يتفتى في أول أمره، وقد جرح [4] .
__________
[1] 3517- انظر: تهذيب الكمال 682 (4/99- 110) والمنتظم، لابن الجوزي 4/101- 102.
وطبقات ابن سعد 7/342. وتاريخ يحيى برواية الدوري 2/58. والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1/1/356. وثقات ابن حبان 1/الورقة 50. وحلية الأولياء لأبي نعيم 8/336- 360. وتاريخ دمشق لابن عساكر 3/231- 245 (تهذيبه) . وتذهيب الذهبي 1/الورقة 83/84. وتذكرة الحفاظ 1/442. وتاريخ الإسلام الورقة 188، 189 (أيا صوفيا 3007) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 12. وتهذيب ابن حجر 1/444.
[2] انظر: تهذيب الكمال 4/101- 102.
[3] انظر: تهذيب الكمال 4/101- 102.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/102.(7/71)
أخبرني أبو سعد المالينى- قراءة- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الدنانيرى حَدَّثَنَا أَبُو الفضل جعفر بن مُحَمَّد الصندلي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى السِّمْسَارُ قَالَ سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ سَمِعْتُ الْعَوْفِيَّ يَذْكُرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ:
اتَّخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا فَلَبِسَهُ، ثُمَّ أَلْقَاهُ. الْعَوْفِيُّ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب المقرئ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّازُ حدّثنا إسحاق بن عمرو القومسى حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثلاث يفطرن الصائم: الحجامة، والاحتلام، والقيء» [1]
. وسمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق يَقُولُ: سمعت محمد بن المثني يقول سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت حجاج بن منهال يقول سمعت حماد بن سلمة يقول سمعت عاصما يقول سمعت زرا يقول سمعت أبا جحيفة يقول: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة فقال: ألا إن خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بكر، ثم عمر، ولو شئت أن أخبركم بثالث لأخبرتكم. قال: فنزل عن المنبر وهو يقول: عثمان، عثمان!.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدّثنا على ابن محمّد بن سعيد الموصلي حدثنا عبد الله- يعني ابن محمد الخراساني- حدثنا إبراهيم بن هانئ. قال: قلت لبشر بن الحارث: يا أبا نصر، سمعت من مالك بن أنس؟ قال: نعم! حججت معه وسمعت منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن علي بن إسحاق الخازن حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن هاشم- أنا سألته- قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: دخلت على حماد بن زيد فرأيت في بيته بساطا ما أعجبني، ما هكذا يكون العلماء.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(7/72)
محمد الخزاعي. قال سمعت بشر بن الحارث يَقُولُ سَمِعْتُ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ التّوزيّ يقول: رضى المتجني غاية لا تدرك.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ:
سَمِعْتُ أبا الحسين الحجاجي يقول: سمعت المحاملي يقول: سمعت حسنا المسوحي يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران فدققت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت: بشر الحافي. فقالت لي بنته من داخل الدار: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي! [1] .
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو الحسين الحسن بن عمرو الشيعي المروزيّ قال: سمعت بشرا- وجاء إليه أصحاب الحديث يوما وأنا حاضر- فقال لهم بشر: ما هذا الذي أرى معكم قد اظهرتموه؟
قالوا: يا أبا نصر، نطلب هذه العلوم، لعل الله ينفع بها يوما، قال: قد علمتم أنه تجب عليكم فيها زكاة، كما تجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم خمسة دراهم.
فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث أن يعمل منها بخمسة أحاديث، والا فانظروا أيش يكون هذا عليكم غدا [2] .
أخبرنا أبو الفرج محمّد بن محمّد بن عمر الجصاص حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بن الصواف حدثنا أحمد بن المغلس الحماني قال سمعت بشر بن الحارث- وقد أخذ بيد عبيد الوراق- وقد قال عبيد حدثنا- فقال: يا عبيد، احذر حدثنا، فإن لحدثنا حلاوة، وقد قلت حدثنا وكتب عنك، فكان ماذا؟.
أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن النّضر الديباجي حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله أَحْمَد بن عَمْرو بن عثمان المعدّل- بواسط- حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حدثنا محمد بن عبد الله بن علوان قال: قلت لبشر بن الحارث: لم لا تحدث؟ قال: أنا أشتهي أحدث، وإذا اشتهيت شيئا تركته [3] .
أخبرنا أبو علي الحسين بن يوسف بن محمّد الإسكاف حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حدثنا إسحاق بن الحسن الحرمي قال سمعت بشر بن الحارث
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/102.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/104.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/104- 105.(7/73)
يقول: ليس الحديث من عدة الموت. فقلت له: قد خرجت إلى أبي نعيم؟ فقال: أتوب إلى الله من ذهابي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ الزاهد أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز حدثني أبي العباس بن محمد بن حيويه قال ذكر لنا إبراهيم الحربي عن سليمان ابن حرب. قال: مكثت دهرا أشتهي أن أرى بشر بن الحارث فلم يقدر لي- أو كما قال- قال فخرجت يوما من منزلي إلى المسجد، فإذا أنا برجل- أو قال بشيخ- كثير الشعر، طويل الشارب عليه اطمار- أحسبه قال مرقعة- معه جراب، وجهه إلى الحائط، فهو يدخل يده في الجراب فيخرج منه كسرا فيأكل. فقلت له: أنت من الجند؟ قال: لا. قلت: فأنت من خراسان؟ قال: أنا آوي بغداد. قلت فما جاء بك إلى هنا؟ قال: جئت إليك لأسمع منك حديثا حسنا في الموقف، قلت: الاسم؟ قال: وما تصنع باسمي؟ قلت: أشتهي أعرف اسمك، قال: أنا أبو نصر. قلت: الاسم أريد؟
قال: ليس أخبرك باسمي، وإن أخبرتك باسمي لم أسمع منك شيئا، قلت: أخبرني باسمك فإن شئت فاسمع وإن شئت فلا تسمع، قال: أنا بشر بن الحارث. قلت:
الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك- أو كما قال-. قال ووقفت عليه فجعلت أبكي ويبكي ثم جلست بين يديه فتحدثنا ساعة، ثم قلت له: يا أبا نصر أردت أن تدخل بلدا أنا فيه فلا تنزل عندي، قال: ليس لي مقام، إنما كنت بعبادان. فقلت: يا أبا نصر كتبي كلها بين يديك. قال: السلام عليكم، وبكى وبكيت ومضى.
أخبرنا على بن محمّد المعدّل أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن على حدثني محمد بن إبراهيم- هو ابن هاشم- حدثني أبي قال: قال بشر: لو أن رجلا كان عندي في مثال سفيان ومعافى ثم جلس اليوم يحدث ونصب نفسه، لتنقص عندي نقصانا شديدا. قال بشر: إني وإن أذنت للرجل وهو يحدث، فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيرا من كائن من الناس، وإنما الحديث اليوم طرق من طلب الدنيا، ولذة، وما أدري كيف يسلم صاحبه، وكيف يسلم من يحفظه، لأي شيء يحفظه، قال بشر: وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي، ويذهب بحفظه من قلبي، وإن لي كتبا كثيرة قد ذهبت، وأراها توطأ ويرمى بها فما آخذها، وإني لأهم بدفنها وأنا حي صحيح، وما أكره، ترك ذاك خير عندي. وما هو من سلاح الآخرة، ولا من عدد الموت.(7/74)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا أحمد بن بشر المرثدى حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: دفنا لبشر بن الحارث ثمانية عشر، ما بين قمطر وقوصرة- يعني حديثا [1] .
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدّثنا أحمد بن منصور النوشرى حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن السندي بن هارون الخلال قَالَ: سَأَلْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ عَنْ حَدِيثِ. فقال: اتق الله فإن كنت تريده للدنيا فلا ترده، وإن كنت تريده للآخرة فقد سمعت. قال أبو إبراهيم: الحديث الذي سألته: عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانِ بن عطية قال: «إن الملك ليصعد بعمل معجبا به حتى يقف بين يدي الله فيقول الله له: اجعلوه في سجين، فإنه لم يردني به» [2] .
أخبرنا علي بن محمد المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا الحسن بن عمرو قال:
سمعت بشرا يقول: ربما وقع في يدي الشيء أريد أن أخرجه فلا يصح لي- يعني من الحديث- وقال: ليس ينبغي لأحد يحدث حتى يصح له، فمن زعم أنه قد صحح، قلنا: أنت ضعيف. وقال: لا أعلم شيئا أفضل منه إذا أريد به الله- يعني طلب العلم [3] .
أخبرنا الحسين بن على الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت أبي يقول- وذكر بشر ابن الحارث- إن كان رجل تأدب بمذهب رجل- يعني سفيان الثوري- ففاقه، لقلت بشر، لولا ما سبق لسفيان الثوري من السن والعلم.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا محمد بن أبي حامد يقول سمعت العباس بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عصام البغدادي يقول سمعت جعفر بن عبد الله البرداني يقول: قال لي يحيى بن أكثم قال لي المأمون: لم يبق أحد في هذه الكور يستحى منه غير هذا الشّيخ- يعنى بشر بن الحارث.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر بشر بن الحارث فأراه قال: رأيته
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/105.
[2]- انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 8/262. والدر المنثور 6/325.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/105.(7/75)
على باب ابن علية، أو رأيته ونحن منصرفون من عند ابن علية. وقال عبد الله: سمعت أبي يقول- وذكر بشر بن الحارث- فقال: إني لأذكر به عامر بن عبد الله- يعني ابن عبد قيس [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ سمعت أحمد بن محمد يَقُولُ سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما بلغنا عن عامر بن عبد قيس شيء إلا وفي بشر بن الحارث مثله أو أكثر منه، إلا أن يكون كان في قلب عامر شيء لم يكن في قلب بشر مثله.
أخبرنا عبد العزيز بن على الورّاق حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني حدّثنا القاسم بن الحسن بن جرير حدثنا محمد بن أبي عتاب عن محمد بن المثنى قال قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هذا الرجل؟ فقال لي: أي الرجال؟ فقلت له:
بشر، فقال لي: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال، أو عامر بن عبد قيس، ما مثله عندي إلا مثل رجل ركز رمحا في الأرض، ثم قعد منه على السنان، فهل ترك لأحد موضعا يقعد فيه؟.
أخبرني البرقاني، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الزهيري، حدّثنا أبو العبّاس البراني، أخبرني المروذي. قال: لما قِيلَ لأبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل: مات بشر بن الحارث. قال: مات رحمه الله، وما له نظير في هذه الأمة، إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرا مات ولم يترك شيئا. وهذا قد مات ولم يترك شيئا، ثم قال: لو تزوج كان قد تم أمره [2] .
أخبرني الأزهرى أَخْبَرَنَا عمر بن أَحْمَد بن هارون المقرئ أن أبا الحسن بن دليل حدثه قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قد رأيت رجالات الدنيا، لم أر مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل. وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا، ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام كأنه جبل نفخ فيه علم! قال عمر بن أحمد: إبراهيم [3] رأى الثلاثة ولم يحدث إلا عن أحمد [4] .
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/105.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/105- 106.
[3] في المطبوعة: قال عمر بن أحمد بن إبراهيم.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/106.(7/76)
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن إبراهيم القزاز، حدّثنا جعفر الخالدي قال:
حدثني أبو حامد أحمد بن خالد الحذاء قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما أخرجت بغداد أتم عقلا، ولا أحفظ للسانه، من بشر بن الحارث، كان في كل شعرة منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة، ما عرف له غيبة لمسلم، لو قسم عقله على أهل بغداد صاروا عقلاء، وما نقص من عقله شيء [1] .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطوماري قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما رأيت بعيني قط أفضل من بشر بن الحارث- وقد ذكر عنده.
أخبرنا عبد الكريم بن هارون القشيري النيسابوري قال سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول سمعت أبا الفضل العطار يقول سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول، قال لي أبو عبد الله بن الجلاء: رأيت ذا النون- وكانت له العبارة- ورأيت سهلا- وكانت له الإشارة- ورأيت بشر بن الحرث- وكان له الورع- فقيل له: إلى من كنت تميل؟ فقال: بشر بن الحارث أستاذنا.
هكذا قال في هذه الحكاية، وأحمد بن يحيى الجلاء لم ير بشرا ولم يدركه، وإنما أبوه يحيى أدركه وصحبه، فالله أعلم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن سلم الختلي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الخالق حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عمران الوركاني يقول: تخرق إزار بشر فقالت له أخته: يا أخي قد تخرق إزارك، وهذا البرد، فلو جئت بقطن حتى أغزل؟ قال فكان يجيء بالإستارين والثلاثة [2] قال فقالت له: إن الغزل قد اجتمع أفلا تسلم إزارك إن أردت السرعة؟
فقال لها هاتيه. قال فأخرجته فوزنه وأخرج ألواحه وأخذ يحسب الأساتير، فلما رآها قد زادت فيه قال كما أفسدتيه فخذيه. وقال المروذي سمعت بعض القطانين يقول:
أهدي إلى أستاذ لي رطب، وكان بشر يقيل في دكاننا في الصيف، فقال له أستاذي:
يا أبا نصر هذا من وجه طيب فإن رأيت أن تأكله، قال فجعل يمسه بيده، قال ثم ضرب بيده لحيته وقال: ينبغي أن أستحيي من الله أني عند الناس تارك لهذا وآكله في السر.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/106- 107.
[2] الإستار: في العدد أربعة، وفي الزنة أربعة مثاقيل ونصف (القاموس) .(7/77)
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار حدثنا عبد الله بن منصور قال سمعت أبا حفص بن أخت بشر بن الحارث يقول: اشتهى بشر سفرجلة في علته، فقالت لي أمي: يا بني اطلب لي سفرجلة، قال فجئت بها، قال فأخذها فجعل يشمها، قال ثم وضعها بين يديه، قال فقالت أمي: يا أبا نصر كلها، قال: ما أطيب ريحها، قال فما زال يشمها حتى مات وما ذاقها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن خالد الخلال قال سمعت بعض أصحابنا يقول: قال بشر بن الحارث: ما أدع الفاكهة زهدا فيها، ولكني أكره أن أعطيها شهوتها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا عيسى بن محمّد الطومارى حدثنا أبو صفوان- يعني عبد الرحمن بن حرب السمسار- قال سمعت محمد بن المثنى يقول قال لي عمر بن أخت بشر بن الحارث: دخل علينا بشر بن الحارث يوم أضحى، قال فقالت له أمي: أحسب أن الكلاب قد شبعت من اللحم في هذا اليوم. قال فخرج فلما كان العصر جاءنا ومعه خرقة فيها رطل لحم. فقال لها: اطبخي هذا. قال: قالت أيش أطبخه؟ قال: اطبخيه بماء وملح. قال فطبخت نصفه بماء وملح، واشترت بحبة سلقا وطبخت النصف الآخر به، قال فلما كان المغرب جاء ومعه رغيف وما رأيناه قط أكل عندنا شيئا، قال: فقال لها- أثردي هذا الرغيف في الماء والملح وهاتيه. قال ففعلت وقدمته إليه، قال فجعل يأكل الثريد ويدع اللحم. قال فشالته. فلما كان من الغد جاءنا ومعه رغيف، قال فقال لها إن كان قد بقي من ذلك الماء والملح شيء فأثردي هذا الرغيف فيه وهاتيه، قالت: ما بقي من الماء والملح شيء، ولكن كنت قد اشتريت بحبة سلقا وعملت باقي اللحم، وقد بقي منه شيء، فقال: ولا هذا أيضا لي فيه حاجة. قالت له: ولم؟ قال لأن الماء والملح قلت لك بقي شيء منه فقلت لا وكذبت فيه، وهذا أفسدتيه بسلق لا أدري من أين هو!.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرني أبي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع حدّثني أبي أخبرني عبد الله بن عبيد البغدادي. قال: كان بشر بن الحارث يخرج كل يوم من منزله فيغلق بابه ويضع مفتاحه عند جار له يقال خشية أن يضيع(7/78)
منه، فكان يذهب إلى الجبان، فإذا جاء وقت المغرب جاء إلى البقال فسلم وأخذ المفتاح، فكان هذا دأبه، فكان البقال يحدث عنه، قال فجاء يوما وقد عملت باذنجانا بأصباغه، فنظر إليه فعلمت أنه قد اشتهاه، قال فتبعته فقلت له: بأبي أنت هذا الباذنجان تعمله بنية لي من غزل تغزله وأبيعه لها، فخذ منه ما شئت. قال فقال: ارجع حفظك الله، قال فرجعت ومضى. ووقفت أنظر في قفاه، قال فسمعته يقول: هيه افتضحت- يخاطب نفسه- تشتهين الباذنجان بأصباغه، والله لا تذوقينه حتى تفارقي الدنيا. قال: ومضى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن جعفر العطّار حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدّثنا على بن أحمد بن النّضر حدثنا الحسن بْن عفان قَالَ: سمعت بشر بْن الحارث يقول: إني لأشتهي شواء من أربعين سنة ما صفا لي درهمه!.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق يقول: سئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال: لو لم يكن في القناعة شيء إلا التمتع بعز الغناء لكان ذلك يجزى، ثم أنشأ يقول:
أفادتني القناعة أي عز ... ولا عز أعز من القناعة
فخذ منها لنفسك رأس مال ... وصير بعدها التقوى بضاعة
تحز حالين تغنى عن بخيل ... وتسعد في الجنان بصبر ساعة
ثم قال: مروءة القناعة، أشرف من مروءة البذل والعطاء.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مالك، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حدثني أبو عبد الله الأسدي.
قال: قال لي بشر بن الحارث يوما:
قطع الليالي مع الأيام في خلق ... والنوم تحت رواق الهم والقلق
أحرى وأعذر لي من أن يقال غدا ... إني التمست الغنى من كف مختلق
قالوا رضيت بذا قلت القنوع غنى ... ليس الغنى كثرة الأموال والورق
رضيت بالله في عسري وفي يسري ... فلست أسلك إلا أوضح الطّرق [1]
__________
[1]- انظر الخبر والأبيات في: تهذيب الكمال 4/107.(7/79)
أَخْبَرَنَا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلى حدّثني على بن خليد الدّمشقيّ حدثني أحمد بن مسكين قال: خرجت في طلب بشر بن الحارث من باب حرب فإذا به جالس وحده، فأقبلت نحوه، فلما رآني مقبلا خط بيده على الجدار وولى، فأتيت موضعه فإذا هو قد خط بيده:
الحمد لله لا شريك له ... في صبحه دائما وفي غلسه
لم يبق لي مؤنس فيؤنسني ... إلا أنيس أخاف من أنسه
فاعتزل الناس يا أخي ولا ... تركن إلى من تخاف من دنسه
أخبرنا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازي حدّثنا محمّد ابن مخلد العطّار حدّثنا موسى- يعنى ابن هارون الطوسي- حدّثنا محمّد- هو ابن نعيم بن الهيضم- قال سمعت بشرا يقول:
ذهب الرجال المرتجى لفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور
أخبرني عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرزاز حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ حدثني محمد بن يحيى- بدمشق ويعرف بحامل كفنه- قال سمعت أيوب العطار يقول: انصرفت مع بشر بن الحارث يوم الجمعة من مسجد الجامع، فمررنا في درب أبي الليث، وإذا صبيان يلعبون بالجوز، فلما رأوا بشرا قالوا: بشر بشر.
واستلبوا الجوز فمروا يحضرون [1] ، فوقف بشر ثم قال لي: أي قلب يقوى على هذا؟ إن هذا الدرب لا مررت فيه حتى ألقى الله عَزَّ وَجَلَّ!.
قال: وسمعت يوسف الجوهري يقول: سمعت عَبَّاس بْن عبد العظيم العنبري.
قال: كنا عند أحمد بن حنبل فذاكره إنسان بحديث رواه عيسى بن يونس، فقال أحمد: ما روى عيسى بن يونس هذا الحديث، ثم قال: أستغفر الله ما أدري إن صحت رواية عيسى بن يونس لهذا الحديث، ثم قال أستغفر الله فما يوجد إلا عند بشر بن الحارث. قال عباس فقلت أنا: ما أجد سبيلا إلى وصلة بشر إلا بهذا الحديث فجئت فسلمت عليه، وحكيت القصة وما قال أحمد، قال فجعل يقول: ألبسني العافية، ألبسني العافية، إن هذا لبلاء وفتنة، يذكر حديث فيقال لا يصح إلا عند رجل! قال أقول أنا في نفسي: كم بين الرجلين؟!.
__________
[1] يحضرون: يسرعون في السير.(7/80)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأسترآباذي أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن أحمد الحميدي الشّيرازيّ أخبرنا عمر بن الفياض أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قال حدّثنا عمى حدثنا عبيد الله الوراق قال خرجت يوم جمعة مع بشر- يعني ابن الحارث- إذ دخل المسجد وعليه فرو يتقطع، فرده العون، فذهبت لأكلمه فمنعني، فجاء فجلس عند قبة الشعر، فقلت له: يا أبا نصر لم لم تدعني أكلمه؟ قال: اسكت، سمعت المعافى بن عمران يقول سمعت سفيان الثوري يقول: لا يذوق العبد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصواف، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبو حفص عمر ابن أخت بشر بن الحارث قال: حدثتني أمي، قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من هذا؟ قال: أريد بشرا، فخرج إليه، فقال له: حاجتك عافاك الله؟ فقال له: أنت بشر؟
فقال: نعم. [قال:] [1] حاجتك؟ فقال: إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول لي: اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك- أو نشرت لك- في الناس. فقال له: أنت رأيت هذا؟! فقال:
نعم، رأيته ليلتين متواليتين. فقال: لا تخبر به أحدا، ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة، وجعل يبكي ويضطرب ويقول: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا، ونوهت باسمي، ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة، الآن فعجل عقوبتي، وخذ مني بقدر ما يقوى عليه بدني [2] .
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان ومخلد بن جعفر. قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن غزوان البراثي. قال: آخر ما سمعت من كلام بشر بن الحارث أرجف الناس بموته بباب الطاق في يوم مطير، فجئت في المطر والطين حتى بلغت بابه، فإذا على بابه ثلاثة نفر، شيخ منهم يقول: إنما جئنا نعودك يا أبا نصر. فقال لهم- وهو يبكي- لا حاجة لي في عيادتكم، اذهبوا عني قد آذيتموني، وهو يبكي، وقال: قال فضيل بن عياض: أشتهي أن أمرض بلا عواد.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن على الخطى حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يوم مات بشر بن الحارث: مات بشر! فقال:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/107- 108.(7/81)
رحمه الله لقد كان في ذكره أنس- أوفيه أنس- ثم لبس رداءه وخرج، وخرجت معه، فشهد جنازته [1] .
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: مات بشر سنة سبع وعشرين قبل المعتصم بستة أيام [2] .
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدّثنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر. قَالَ: ومات بشر بن الحارث سنة سبع وعشرين.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث ببغداد في شهر ربيع الأول.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه إلينا- أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قَالَ سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث الزاهد، ويكنى أبا نصر عشية الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول، وقد بلغ من السن خمسا وسبعين سنة، وحشر الناس لجنازته.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدّثنا محمّد بن يوسف حدّثنا يعقوب الرّقي حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد النحوي- بالرملة- قال: سمعت الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي يقول: سمعت أَحْمَد بْن زهير يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد الحماني يقول: رأيت أبا نصر التّمّار وعلي بن المديني في جنازة بشر بن الحارث يصيحان في الجنازة: هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة، وذلك أن بشر ابن الحارث أخرجت جنازته بعد صلاة الصبح، ولم يحصل في القبر إلا في الليل، وكان نهارا صائفا، والنهار فيه طول، ولم يستقر في القبر إلى العتمة [3] .
أخبرني الأزهري حدّثنا أحمد بن منصور الورّاق حدّثنا محمّد بن مخلد حدثني أبو حفص عمر بن سليمان المؤدب حدثني أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث قال:
كنت أسمع الجن تنوح على خالي في البيت الذي كان يكون فيه غير مرة، سمعت الجن تنوح عليه [4] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/108.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/108.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/108- 109.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/109.(7/82)
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت حجاج بن الشاعر يقول لسليمان اللؤلؤي: رؤى بشر ابن الحارث في النوم فقيل له: ما فعل الله بك يا أبا نصر؟ قال: غفر لي وقال يا بشر ما عبدتني على قدر ما نوهت باسمك.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي الحافظ- بنيسابور- أخبرني محمد بن عبد الله بن شاذان- بهراة- قال سمعت حمزة بن محمد بن إبراهيم يقول: سمعت الحسن بن مروان يقول: رأيت بشر بن الحارث في المنام فقلت: يا أبا نصر، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وغفر لكل من تبع جنازتي، قال قلت: ففيم العمل؟ قال: افتقد الكسرة.
أخبرني الحسن بن على التّميميّ أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أبو شجاع المروذي- أو غيره الشك من أبي حفص- قال: حدثنا القاسم بن منبه. قال:
رأيت بشر بن الحارث فِي النوم فقلتُ: ما فعل الله بك يا بشر؟ قال: قد غفر لي، وقال لي: يا بشر، قد غفرت لك ولكل من تبع جنازتك. فقلت: يا رب ولكل من أحبني. قال: ولكل من أحبك إلى يوم القيامة [1] .
3518- بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد الكندي: [2]
سَمِعَ مالك بن أنس وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وحماد بن زيد، وصالحا المري، وحشرج بن نباتة، وشريك بن عبد اللَّه، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وأبا يوسف القاضي.
وكان بشر أحد أصحاب أبي يوسف، أخذ عنه الفقه. روى عنه الحسن بن علوية القطان، وأحمد بن الوليد بن أبان، وأحمد بن القاسم البرتي، وأحمد بن علي الأبار، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي. وأبو القاسم البغوي، وعبيد الله بن جعفر بن أعين. وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، وولي القضاء بعسكر المهدي من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي. وذلك في سنة ثمان ومائتين، فأقام على ولايته سنين، ثم عزل وولي قضاء مدينة المنصور في سنة عشر، فلم يزل يتولاه إِلَى أن صرف عنه سنة ثلاث عشرة ومائتين.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/109.
[2] 3518- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/260.(7/83)
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدّثنا أحمد ابن القاسم البرتى حدّثنا بشر بن الوليد حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ- أَبِي الزِّنَادِ- عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْنَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ فَلَمْ يَجْلِسْ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ مَكَانَهُ.
أخبرنا عَلِيّ بْن المحسن حَدَّثَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر قَالَ: لما عزل المأمون إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندي، وكان بشر علما من أعلام المسلمين، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم، واسع الفقه، وهو صاحب أبي يوسف، ومن المقدمين عنده. وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعه.
وَقَالَ طلحة: حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع عن بعض شيوخه أن يحيى بن أكثم شكى بشر بن الوليد إلى المأمون وقال: إنه لا ينفذ قضائي، وكان يحيى قد غلب على المأمون حتى كان عنده أكبر من ولده، فأقعده المأمون معه على سريره ودعا بشر بن الوليد فقال له: ما ليحيى يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه؟ قال: يا أمير المؤمنين سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده ولا في جواره، فصاح به المأمون وقال:
اخرج، فخرج بشر، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين قد سمعت، فاصرفه فقال: ويحك هذا لم يراقبني فيك، [كيف] [1] أصرفه؟ ولم يفعل.
أخبرني علي بن أبي علي البصري حدّثني أبي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حَمْدَانَ بْن الصّبّاح النّيسابوريّ حَدَّثَنَا أحمد بن الصلت قَالَ سمعت بشر بن الوليد القاضي يقول: كنا نكون عند ابن عيينة، فكان إذا وردت عليه مسألة مشكلة يقول: هاهنا أحد من أصحاب أبي حنيفة؟ فيقال: بشر، فيقول: أجب فيها، فأجيب، فيقول:
التسليم للفقهاء سلامة في الدين.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن علي الصيمري قَالَ أَخبرنا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ المقرئ حدّثنا مكرم ابن أحمد حدثنا أحمد بن عطية. قال: كان بشر- يعني ابن الوليد- يصلي كل يوم مائتي ركعة، وكان يصليها بعد ما فلج!.
أنشدني الحسن بن على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني، لربيعة بن ثابت الرقي- يمدح بن الوليد:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/84)
بشر يجود بماله ... جود السحابة بالديم
وأبو الوليد حوى الندى ... لما ترعرع واحتلم
وأعز بيت بيته ... بيت بنته له إرم
عمرته كندة دهرها ... وبنى فأتقن ما انهدم
بشر يجود برفده ... عفوا ويكشف كل غم
بشر يقول إذا قصد ... ت تريد جدواه هلم
ما قال لا في حاجة ... لا بل يقول نعم نعم
وهو العفر عن المس ... يء وعن قبائح ما اجترم
نام القضاة عن الأنا ... م وعين بشر لم تنم
وحكيم أهل زمانه ... فيما يدير وما حكم
وكأنّه القمر المن ... ير إذا بدا جلّى الظّلم
وكأنّه البحر الخض ... مّ إذا تقاذف والتطم
وكأنّه زهر الرّبي ... ع إذا تفتح أو نجم
ختم الإله لبشرنا ... بالخير منه إذا ختم
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السرخسي حدّثنا عبد الله بن جعفر بن خرقان المروزي السلمي. قال: قال أبو قدامة: لا أعلم ببغداد رجلا من أهل الأهواء من أهل الرأي والرافضة، إلا كانوا معينين على أحمد بن حنبل، ما خلا بشر بن الوليد الكندي- رجل من العرب-.
أخبرني الصيمري حدّثنا محمّد بن عمر المرزباني حدّثني أحمد بن محمّد المكي حدثنا أبو العيناء قال: ادعى خمسة من القضاة أنهم من العرب، ابن أبي ليلى، وأبو يوسف، وأبو البختري، وبشر بن الوليد، وابن أبي دؤاد.
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: بشر بن الوليد الكندي روى عن أبي يوسف القاضي كتبه، وإملاءه، وولي القضاء ببغداد في الجانبين جميعا؛ فسعى به رجل وقال إنه لا يقول القرآن مخلوق! فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق- يعني المعتصم- أن يحبس في منزله، فحبس ووكل ببابه الشرط، ونُهِيَ أن يفتي أحدا(7/85)
بشيء، فلما ولي جعفر بن أبي إسحاق الخلافة، أمر بإطلاقه وأن يفتي الناس ويحدثهم، فبقي حتى كبرت سنة، وتكلم بالوقف، فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سألت أبا داود سليمان ابن الأشعث قلت له: بشر بن الوليد ثقة؟ قال؟ لا.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن بشر بن الوليد فقال: صدوق إلا أنه من أصحاب الرأي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بِمرو- قَالَ سألتُ أَبَا علي صالِح بْن محمد جزرة الحافظ عن بشر بن الوليد القاضي فقال: صدوق، ولكنه لا يعقل ما يحدث به كان قد خرف.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن بشر بن الوليد فقال: ثقة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن الوليد مات ببغداد في ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي. قَالَ: مات بشر بن الوليد الكندي- القاضي المفلوج، صاحب أبي يوسف- في سنة ثمان وثلاثين، وبلغ سبعا وتسعين سنة، ودفن في مقابر باب الشام.
3519- بشر بن بشار:
حدث عن يزيد بن هارون، ونعيم بن المورع، وعمر بن يونس، وداود بن المحبر.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن الحباب المقرئ، وأبو العباس السراج النيسابوري.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل حدّثنا الحسين بن صفوان البردعي حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدّثني بشر بن بشّار حدّثنا عمر بن يونس اليمامي حدّثني أبي حدثني عكرمة بن خالد: أنه دخل على نافع بن أبي علقمة الكناني-(7/86)
وهو أمير مكة- يعوده، فرآه ثقيلا فقال له: اتق الله وأكثر ذكره، فولى بوجهه إلى الجدار، فلبث ساعة ثم أقبل علي فقال: يا أبا خالد ما أنكر ما تقول، فلوددت أني كنت عبدا مملوكا لبني فلان من كنانة- أشقى أهل بيت من كنانة- وأني لم أَلِ من هذا العمل شيئا قط.
3520- بشر بن داود الأنباري:
حدث عن محمد بن جعفر الأنطاكي عن سفيان بن عيينة. روى عنه العباس بن عبد الله الترقفي.
3521- بشر بن مطر بن ثابت، أبو أحمد الدقاق الواسطي: [1]
نزل سر من رأى وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وَمُحَمَّد بن يزيد الواسطي، ويزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق. روى عنه الحسن بن علي المعمري، ويحيى بْن صاعد، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، ومُحَمَّد بْن جعفر المطيري، وأبو العباس الأثرم، وغيرهم.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم: سئل أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حمّاد الواعظ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن بهلول الأزرق- إملاء- حدّثنا بشر بن مطر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ زِيَادٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ» قَالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟. قَالَ: «وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ» وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ [2] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَثْرَمُ حدّثنا بشر بن مطر حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النهار» [3] قال سفيان «في حقه» .
__________
[1] 3521- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/153.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين باب 17. وفتح الباري 11/295، 297، 2/332.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/385، 432، 2/36، 88، 152، 459. وفتح الباري 1/165. 2/331، 9/73.(7/87)
حَدَّثَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال عَن أَبِي الحسن الدارقطني قال: بشر بن مطر ثقة.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن مطر مات في سنة تسع وخمسين ومائتين.
وقرأت بخط مُحَمَّد بْن مَخْلَد: سنة اثنتين وستين ومائتين فيها مات بشر بن مطر ابن ثابت أبو أحمد الدقاق.
3522- بشر بن حيان بن بشر، أبو المخارق الأسدي:
وجده بشر بن المخارق بن شبيب بن حَيَّان بن سراقة بن مرثد بن حميرى بن عقبة ابن جذيمة بن الصيدا بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. حدث بشر بن حيان عن محمد بن المنهال البصري. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدّثنا محمّد بن مخلد أخبرنا بشر بن حيان بن بشر أبو المخارق حدّثنا محمّد بن المنهال حدّثنا يزيد بن زريع حدّثنا معمّر عن الزّهريّ عن أبي أُكَيْمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَّمَا انْصَرَفَ قَالَ: «هل قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ خَلْفِي؟» قَالَ رِجَالٌ:
نَعَمْ. فَقَالَ: «إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ» [1] .
3523- بشر بن موسى بن صالح، أبو علي الأسدي [2] :
سمع من روح بن عبادة حديثا واحدا، ومن حفص بن عمر العدني حديثا واحدا، وسمع الكثير من هوذة بن خليفة البكراوي. والحسن بن موسى الأشيب، وخلاد بن يحيى وأبي عبد الرحمن المقرئ، وخلف بن الوليد، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعلي بن الجعد، وعبد الصمد بن حسان، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وإسماعيل بن الخليل الخزاز، وسعيد بن منصور، وأبي سعيد الأصمعي، وعمر بن حكام، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن مخلد، وإسماعيل بن مُحَمَّد الصَّفَّار، وأَبُو الْحُسَيْنِ بن المنادي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وَأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأَحْمَد بْن كامل، وعبد الباقي بن قانع القاضيان وأبو عمر
__________
[1] 3522- انظر الحديث في: سنن أبي داود 826. وسنن النسائي 2/140. وسنن الترمذي 312. والمستدرك 1/239.
[2] 3523- انظر: المنتظم لابن الجوزي 12/417.(7/88)
الزاهد، وجعفر الخالدي، وإسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وابن مالك القطيعي، وأبو علي بن الصواف. وغيرهم.
وهو بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة بن حَيَّان بن سراقة بن مرثد بن حميري، ثم نسبه كما قدمنا من نسب بشر بن حيان. وكان آباؤه من أهل البيوتات، والفضل والرئاسات، والنبل، وأما هو في نفسه فكان ثقة أمينا، عاقلا ركينا.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ حدّثني إسماعيل بن على الخطبي حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ صالح بن شيخ بن عميرة حدّثنا روح بن عبادة حدثنا حبيب- يعني ابن الشهيد- عن الحسن. قال: ثمر الجنة لا إله إلا الله.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ أخبرنا أبو بكر المقرئ الأصبهاني قال سمعت محمد بن الحسن بن أبي خبزة البزاز قال سمعت بشر بن موسى يقول سمعت أبا أسامة يقول حدثنا هشام بن عروة، فلم أحفظ عنه غير هذا.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن الفرات بخطه: حَدَّثَنَا إسماعيل بن علي قال سمعت بشر بن موسى يقول: ذهب بي خالي حيان بن بشر إلى يحيى بن آدم وصليت خلف أبي عمرو الشيباني النحوي، فقرأ بسورة السجدة فسجد.
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ. قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمران قال: أنشدني أحمد بن خلف بن أيّوب المعروف بالسايح قال أنشدني بشر بن موسى بن صالح الأسدي لنفسه:
ضعفت ومن جاز الثمانين يضعف ... وينكر منه كل ما كان يعرف
ويمشي رويدا كالأسير مقيدا ... تدانى خطاه في الحديد ويرسف
حدثنا عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارون الخلال. قال: وبشر بن موسى بْن صالِح بْن شيخ بْن عميرة الأسدي؛ شيخ جليل مشهور قديم السماع، كان أَبُو عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بْن حنبل- يكرمه، وكتب له إلى الحميدي إلى مكة.
أخبرني الأزهري قال: سئل الدارقطني عن بشر بن موسى فقال: ثقة.
حَدَّثَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال عَن أَبِي الحسن الدارقطني قال: بشر بن موسى الأسدي ثقة نبيل.(7/89)
قرأت في كتاب ابن الفرات حدثنا إسماعيل بن علي قال سمعت بشرا يقول سمعت أبي يقول: ولدت سنة تسعين ومائة، وكان ربما قال: في أول سنة إحدى وتسعين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ صَالِحٍ بن شيخ بن عميرة الشيخ الخضيب الأسدي؛ يوم السبت لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين- يعني ومائتين- وصلى عليه محمد بن هارون بن العباس الهاشمي صاحب الصلاة. ودفن في مقبرة باب التبن، وكان الجمع كثيرا.
3524- بشر بن نصر بن منصور، أبو القاسم الفقيه. سكن مصر:
حدثنا محمد بن على الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: بشر بن نصر بن منصور يكنى أبا القاسم الفقيه على مذهب الشافعي- يعرف بغلام عرق- وعرق خادم من خدام السلطان، وكان على البريد بمصر، وكان بشر بن نصر قدم معه في جملة من قدم من بغداد، وتفقه وكان فقيها متضلعا دينا.
توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة. وقد سمعت عنه.(7/90)
ذكر من اسمه بكر
3525- بكر بن خنيس الكوفي [1] :
نزل بغداد وحدث بها عن: ضرار بن عمرو، وإبراهيم بن مسلم الهجري، وليث ابن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، ونهشل بن سعيد. روى عنه ابنه خنيس بن بكر، ومعروف الكرخي العابد، وصالح بن بيان الأنباري، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وآدم بن أبي إياس، وحجاج بن محمد الأعور، وسلم بن سلام، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أحمد الرزاز حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق- إملاء- حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلانى أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النّضر حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِعَبْدٍ فِي شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا، وَإِنَّ الْبِرَّ لَيُذَرُّ عَلَى رَأْسِ الْعَبْدِ مَا دَامَ فِي صَلاتِهِ، وَمَا تَقَرَّبَ الْعِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ- يَعْنِي القرآن-» [2]
. حدّثنا أبو حازم العبدوي- إملاء بنيسابور- أخبرنا على بن محمّد بن مفلح حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن تومرد حدّثنا عبد الله بن بشر بن البكري حدّثنا محمّد ابن خلف حدّثنا آدم بن أبي إياس حدثنا بكر بن خنيس يوما بأحاديث. فقلنا له:
زدنا. فقال: ما يبالي البيطار ما قطع من جلد الحمار!!.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطيّ أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال
__________
[1] 3525- انظر: تهذيب الكمال 743 (4/208) . وتاريخ يحيى برواية الدوري 2/62. وتاريخ البخاري الكبير 2/1/89. وأحوال الرجال للجوزجاني، الورقة 21. والمعرفة ليعقوب 3/35. وضعفاء النسائي 286. وضعفاء العقيلي، الورقة 56. والجرح والتعديل 1/1/384. والمجروحين لابن حبان 1/195. وتذهيب الذهبي الورقة 24. وتهذيب ابن حجر 1/481.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2911. ومسند أحمد 5/268. ومجمع الزوائد 2/250. والترغيب والترهيب 2/350.(7/91)
وسألته- يعني يحيى بن معين- عن بكر بن خنيس فقال: شيخ صالح لا بأس به إلا أنه يروي عن ضعفاء، ويكتب من حديثه الرقاق [1] .
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا الحسن بن أحمد- يعني أبا سعيد الإصطخري- قَالَ قرئ على الْعَبَّاس قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول.
وأخبرنا الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: بكر بن خنيس ليس بشيء [2] .
أَخْبَرَنَا البرقاني أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهروي أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس. قَالَ: قَالَ ابن عمار: بكر بن خنيس ليس بمتروك، وهو شيخ صاحب غزو [3] .
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا محمّد بن عمران الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال، وسألته- يعني أباه- عن بكر بن خنيس فضعفه.
أخبرنا البرقاني أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكي حدثنا القاضي أبو خازم عبد الرحمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب المشغراني.
وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار. قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: بكر بن خنيس كان يروي كل منكر عن كل- زاد البرقاني- وكان في رأيه لا بأس به.
أخبرني عبيد الله بن أبي حفص بن شاهين حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: وَفي كتاب جدي عَنِ ابْن رشدين قَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن صالِح يقول: بكر بن خنيس متروك [4] .
أخبرنا البرقاني حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلى حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/210.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/210.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/210.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/210.(7/92)
حدّثنا سعيد بن عمرو البردعي قال قلت لأبي زرعة: بكر بن خنيس؟ قال:
ذاهب.
أخبرني الأزهري حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي. قال: بكر بن خنيس ضعيف الحديث، وهو موصوف بالعبادة والزهد.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان. قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم، وكنت أسمعُ أصحابنا يضعفونهم؛ الحسن بن عمارة، وبكر بن خنيس.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمّد بن عدى حدّثنا ابن زحر البصريّ- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن بكر بن خنيس. فقال ليس بشيء.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: بكر بن خنيس ضعيف [1] .
أخبرنا على بن طلحة المقرئ أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
بكر بن خنيس كوفي متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: وبكر ابن خنيس متروك كان ببغداد [2] .
3526- بكر بن النطاح بن أبي حمار الحنفيّ، أبو وائل [3] :
شاعر كان في زمان هارون الرشيد جيد القول، حسن الشعر، وهو بصرى نزل بغداد. وكان يباشر أبا العتاهية وأضرابه، وكان أبو هفان يقول: أشعر أهل الغزل من المحدثين أربعة، أولهم بكر النطاح، وله أخبار مأثورة، فمنها.
ما أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا محمّد ابن يحيى النديم حدّثنا عثمان بن محمّد الكندي حدّثنا النّضر بن حديد. قال: كنا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/210.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/210.
[3] 3526- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/201.(7/93)
في مجلس وفيه أبو العتاهية، والعباس بن الأحنف، وبكر بن النطاح، ومنصور النمري، والعتّابى، فقال المنصور: أنشدنا فأنشد مدائح الرشيد، فقال أبو العتاهية لابن الأحنف: طرفنا بملحك فأنشد أبياته:
تعلمت ألوان الرضا خوف عتبه ... وعلمه حبي له كيف يغضب
ولي غير وجه قد عرفت مكانه ... ولكن بلا قلب إلى أين أذهب
فقال أبو العتاهية: الجيوب من هذا الشعر على خطر، ولا سيما إن سنح بين حلق ووتر، فقال بكر: قد حضرني شيء في هذا فأنشد:
أرانا معشر الشعراء قوما ... بألسننا تنعمت القلوب
إذا انبعثت قرائحنا أتينا ... بألفاظ تشق لها الجيوب
فقال العتابي:
ولا سيما إذا ما هيجتها ... بنان قد تجيب وتستجيب
قال النضر: فما زلت معهم في سرور. وبلغ إسحاق الموصلي خبرنا فقال:
اجتماع هؤلاء ظرف الدهر!!.
أخبرني الأزهري حدّثنا محمّد بن حميد اللخمي حدّثنا الصّولى حدثنا أحمد بن يزيد المبرد قال سمعت الحسن بن رجاء يقول: حضرت بكر بن النطاح ومعه جماعة من الشعراء، وهم يتناشدون، فلما فرغوا من طوالهم، أنشدهم:
ما ضرها لو كتبت بالرضا ... فجف جفن العين أو غمضا
شفاعة مردودة عندها ... في عاشق تندم لو قد قضى
يا نفس صبرا واعلمي أن ما ... نأمل منها مثل ما قد مضى
لم تمرض الأجفان من قاتل ... بلحظه إلا لأن أمرضا
قال فابتدروه يقبلون رأسه. بلغني أن بكرا لما مات، رثاه أبو العتاهية فقال:
مات ابن نطاح أبو وائل ... بكر فأمسى الشّعر قد بانا
3527- بكر بن يزيد الطويل:
من أهل حمص. سكن بغداد وحدث بها عن أبي هريرة الحمصي، وعبد الرّحمن ابن يزيد بن جابر، وأبي بكر بن أبي مريم الغساني روي عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَعلي ابن المديني، وأبو سعيد الأشج.(7/94)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحربيّ حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد حدّثنا إسماعيل بن إسحاق حدّثنا على بن المديني حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يَزِيدَ الطَّوِيلُ- وَكَانَ بِبَغْدَادَ، وكان صدوقا- حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُهُ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوْحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا الثَّمَانِيَةِ شَاءَ» [1]
. أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدّثنا عبد الله ابن أَحْمَدَ قَالَ وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أبي بخط يده حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ عَبْدُ الله: وَأَظُنُّنِي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فِي الْمُذَاكَرَةِ فَلَمْ أَكْتُبْهُ، وَكَانَ بَكْرُ يَنْزِلُ الْمَدِينَةَ، - أَظُنُّهُ كَانَ فِي الْمِحْنَةِ قَدْ ضَرَب َعَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِهِ- حدّثنا بكر بن يزيد أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ- يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ- عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلابِيِّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفْيَانَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَيْنَيْنِ وِكَاءُ السَّهِ [2] ، فَإِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ اسْتَطْلَقَ الْوِكَاءُ» [3] .
3528- بكر بن خداش، أبو صالح الكوفي:
سكن بَغْدَاد وحدث بها عن سُفْيَان الثوري، وعيسى بن المسيب البجلي، وفطر بن خليفة، وحيّان بن علي، وأبي الأحوص سلام بن سليم. روى عنه الحارث بن شريح النقال، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ومحمد بن منصور الطوسي، وسلمان بن توبة النهرواني، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن علي السرخسي، ويعقوب ابن شيبة السدوسي.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق- فيما أذن أن نرويه عنه- حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ سمعت سليمان بن توبة يقول حدثنا بكر بن خداش- كوفى، أبو صالح ببغداد- حدّثنا سلام بن سليم.
__________
[1] 3527- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان 46. وسنن الترمذي 3473.
[2] الوكاء: الحبل يربط به فم السقاء، السه: حلقة الدبر. ومعناه: أن الإنسان مهما كان مستيقظا كانت استه كالمشدودة الموكي عليها، فإذا نام انحل وكاؤها. كنى بهذا اللفظ عن خروج الريح (النهاية) .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/97. ومجمع الزوائد 1/247. والجامع الكبير 5754.(7/95)
3529- بكر بن محمد بن بقية، وقيل: بكر بن محمد بن عدي بن حبيب، أبو عثمان المازني النحوي [1] :
من بني مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، من أهل البصرة، وهو أستاذ أبي العباس المبرد. روى عن أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، ومحبوب بن الحسن. روى عنه الفضل بن محمد اليزيدي، والمبرد، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، وورد بغداد فأخذ عنه أهلها. وروى عنه منهم الحارث بن أبي أسامة، وموسى بن سهل الحرفى.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ- مولى بنى هاشم- أخبرنا أحمد بن عبيد الله بن عمار حدثني أبو الفضل ميمون بن هارون: أن أبا عثمان المازني قدم بغداد في أيام المعتصم. وروي أن قدومه بغداد كان في أيام الواثق.
حدثني علي بن الخضر القرشي العثماني- بدمشق- أخبرنا رشأ بن عبد الله المقرئ أخبرنا إسماعيل بن الحسن الضّرّاب حدّثنا أحمد بن مروان المالكي حدّثنا محمّد بن يزيد حدثنا أبو عثمان المازني. قال: دخلت على الواثق فقال لي: يا مازني، ألك ولد؟ قلت: لا. ولكن لي أخت بمنزلة الولد، قال فما قالت لك؟ قلت قالت ما قالت بنت الأعشى للأعشى:
فيا أبي لا تنسنا غائبا ... فإنا بخير إذا لم ترم
أرانا إذا أضمرتك البلا ... د نجفى وتقطع منا الرحم
قال: فما قلت لها؟ قال قلت لها ما قال جرير:
ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح
فقال: أحسنت، أعطه خمسمائة دينار. وللمازني من التصانيف، كتاب «ما تلحن فيه العامة» ، وكتاب «الألف واللام» ، وكتاب «التصريف» ، وكتاب «العروض» ، وكتاب «القوافي» ، وكتاب «الديباج» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الصقر- الخطيب بالأنبار أخبرنا علي بن أحمد بن الحسين السيرافي- بمصر- أخبرنا هشام بن محمّد الرعيني حدّثنا أبو
__________
[1] 3529- انظر المنتظم، لابن الجوزي 11/12.(7/96)
جعفر الطحاوي قال سمعت بكار بن قتيبة يقول: ما رأيت نحويا قط يشبه الفقهاء إلا حيان بن الهلال، والمازني- يعني أبا عثمان- بلغني عن أبي سعيد السكري. قَالَ:
توفي المازني سنة ثمان وأربعين ومائتين، وقال غيره: سنة تسع وأربعين بالبصرة.
3530- بكر بن محمد بن فرقد، أبو أمية التميمي:
حدث عن يحيى بن سعيد القطان وعبد الوهاب الثقفي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَبُو سَعِيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهديّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مَخْلَد الْعَطَّار قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ بْنَ فَرْقَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد القطّان حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسِ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ [1] »
. قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن الدارقطني- بخطه- لم يروه عن يحيى بن القطان غير أبي أمية هذا، ولم يكن بالقوي. وهذا إنما يعرف من رواية حصين بن عمر الأحمسي عن إسماعيل. ورواه كادح عن إسماعيل.
حدثني محمد بن علي الصوري أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع أخبرنا محمّد بن مخلد حدثنا أبو أمية بكر بن محمد التميمي، قال ابن مخلد: كان أبو أمية هذا الشيخ حافظا.
3531- بكر بن السميدع، أبو الحسن:
حدث عن أحمد بن الوضاح. روى عنه ابن مخلد أيضا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهديّ أخبرنا محمّد بن مخلد أخبرنا أبو الحسن بكر بن السميدع حدّثنا أحمد بن الوضّاح حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: مَا رأيت أحدا أدوم قناعة مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى كَأَنَّ مَلْحَفَتَهُ مَلْحَفَةُ زَيَّاتٍ.
3532- بكر بن أيوب بن أحمد بن عبد القادر، أبو إسحاق القنطريّ [2] :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن محمد بن حسان الأزرق في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
__________
[1] 3530- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 3712. والسنن الكبرى للبيهقي 8/168. والمستدرك 4/292. وكشف الخفا 1/77. والمعجم الكبير 2/270، والصغير 2/12.
[2] 3532- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/246.(7/97)
3533- بكر بن أحمد بن إدريس، أبو عمر النخاس الخضيب:
حدث عن إسحاق بن إبراهيم الدبري. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الحمامي الْمُقْرِئ.
أخبرنا على بن أحمد المقرئ أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّخَّاسِ- وَلَمْ يكن عنده غير هذا الحديث- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى حدّثنا عبد الرّزّاق حدّثنا سفيان الثّوري حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْجَنَّةَ إِلا بِجَوَازٍ، هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ، لِفُلانِ بْنِ فُلانٍ، أَدْخِلُوهُ جَنَّةً عَالِيَةً، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ» [1]
. وَهَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ الْمُعَدَّلُ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ، وَرَوَى عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُسْلِم الْفَرَضِيُّ عَنْهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ حِكَايَةً، فَسَمَّاهُ بَكْرَانَ.
3534- بكر بن أحمد بن محمي بن كثير بن صالح، أبو القاسم النساج:
سكن واسطا وحدث بها عن يعقوب بن تحية. حدثنا عنه أبو نعيم الحافظ، والقاضي أَبُو العلاء الواسطي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمِيِّ بْنِ كَثِيرِ بْنِ صَالِحٍ الْبَغْدَادِيُّ- بِوَاسِطٍ- حدّثنا أبو يوسف يعقوب ابن تَحِيَّةَ- بِبَغْدَادَ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ فِي سُوقِ الثُّلاثَاءِ سنة ست وثمانين ومائتين- حدّثنا يزيد بن هارون أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةِ صَلاةِ الْفَجْرِ، وَعِشَاءِ الآخِرَةِ أُعْطِيَ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ» [2]
. وعَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «مَنْ أَكْرَمَ ذَا شَيْبَةٍ فَقَدْ أَكْرَمَ نُوحًا فِي قَوْمِهِ، وَمَنْ أَكْرَمَ نُوحًا فِي قَوْمِهِ فَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ» [3] .
__________
[1] 3533- انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 6/333. ومجمع الزوائد 10/398. والكامل لابن عدي 1/338.
[2] 3534- انظر الحديث في: الكنى للدولابي 2/50. وتخريج الإحياء 1/148. وكنز العمال 20283.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات 1/182. وتنزيه الشريعة 1/176. والفوائد المجموعة 487. واللآلئ المصنوعة 1/77.(7/98)
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ انفتل من صَلاةِ الْمَغْرِبِ فَأَتَى بِرَكْعَتَيْنِ، قَرَأَ فِي أَوَّلِ ركعة بفاتحة الكتاب، وقل يا أيها الكافرون، وفي الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ من سلخها» [1]
. وهَذِهِ الأَحَادِيثُ الثَّلاثَةُ جَمِيعُ مَا رَوَى بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمِيٍّ.
3535- بكر بن محمد بن السري بن ياسين. أبو أحمد العطار:
حدث عن أبي بكر بن مجاهد المقرئ. روى عنه محمد بن عمر بن بكير النجاد، وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
3536- بكر بن إبراهيم بن محمد، أبو القاسم الرزاز [2] :
حَدَّث عَن أبي القاسم البغوي وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سيف السجستاني. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه.
أخبرنا أبو طالب الفقيه أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بَكْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمّد الرزاز جارنا- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ- يَعْنِي الْبَغَوِيِّ- حدّثنا بشر بن الوليد الكنديّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم «إن يكن في شيء من أدويتكم خير فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ، تُوَافِقُ دَاءً، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ» [3]
. 3537- بكر بن شاذان بن بكر، أبو القاسم المقرئ الواعظ [5] :
ولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وسمع جعفر الخالدي، وعبد الباقي بن قانع، وأبا بكر الشافعي. وقرأ القرآن على أبي بكر بن علوان، وأبي الحسن بن أبي عمر النقاش، وزيد بن أبي بلال، وغيرهم. حدثنا عنه الأزهري، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وكان عبدا صالحا ثقة أمينا.
حدثني الحسن بن غالب المقرئ أن بكر بن شاذان وأبا الفضل التّميميّ جرى
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/435.
[2] 3536- الرزاز: هذه النسبة إلى الرز وهو الأرز، وهو اسم لمن يبيع الرز (الأنساب 6/105) .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/159. ومسند أحمد 3/443.
[4] 3537- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/103.(7/99)
بينهما كلام فبدرت من أبي الفضل كلمة ثقلت على بكر، وانصرف ثم ندم التميمي، فقصد أبا بكر بن يوسف وقال له: قد كلمت بكرا بشيء جفا عليه وندمت على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه، فقال له ابن يوسف: سوف نخرج لصلاة العصر، فخرج بكر وجاء إلى ابن يوسف والتميمي عنده فقال له التّميميّ: أسألك بالله أن تجعلني في حل، فقال بكر: سبحان الله، والله ما فارقتك حتى أحللتك.
وانصرف. فقال التميمي قال لي والدي: يا عبد الواحد احذر من أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها. قال ابن غالب: وكان لبكر ورد من الليل لا يخل به.
حدثني أحمد بن محمد العتيقي والتنوخي: أن بكر بن شاذان توفى يوم السبت التاسع من شوال من سنة خمس وأربعمائة.
وقال لي عبد العزيز بن علي: مات بكر بن شاذان الواعظ في شوال من سنة خمس وأربعمائة وله نيف وثمانون سنة.
قال عبد العزيز: وقيل إنه لم تفته جمعة قط إلا الجمعة التي مات في غدها. وكان موته غداة يوم السبت.
وحدثني الخلال أن بكرا دفن في مقبرة باب حرب.
3538- بكر بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حيد بن عبد الجبار بن النّضر ابن مسافر بن قصي، أبو منصور التاجر النيسابوري:
سكنَ بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ أَبِيهِ، وعَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُمَر الخفاف، وَأبي بَكْر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي، وأبي الحسن محمد بن الحسين العلوي الحسني.
كتبت عنه وكان ثقة حسن الاعتقاد صحيح المذهب، كثير الدرس للقرآن، محبا لأهل الخير، مفتقدا للفقراء بالبر والإرفاق.
حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ حِيدٍ- مِنْ حِفْظِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الخفاف- بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَدَّخِرُ شيئا لغد.
سمعت بن حَيْدٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة [1] .
__________
[1] 3538- آخر الجزء الثامن والأربعين من تجزئة المصنف رحمه الله تعالى.(7/100)
ذكر من اسمه بنان
3539- بنان:
شيخ، حدث عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي. روى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي ولم ينسبه، دَفَعَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ كِتَابَ جَدِّهِ فَوَجَدْتُ فِيهِ بِخَطِّهِ.
ثُمَّ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا بنان حدّثنا إبراهيم بن محمّد المدني حدّثنا سعيد بن أبي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاقَةٍ قَدْ وَسَمْتُهَا حَلْقَتَيْنِ فِي خَدَّيْهَا، فَلَمَّا رَآهَا قَالَ «يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، سَائِرُ الْجَسَدِ أَحْمِلُ لِلْبَأْسِ مِنَ الْوَجْهِ» [1] .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالَّذِي بعثك بالحق لأجعلنهما في أقصى عظم منها. فجعلهما فِي الْجَاعِرَتَيْنِ [2] .
3540- بنان بن سليمان، أبو سهل الدقاق.
حدث عن عبيد الله بن موسى، ومحمد بن سابق، ومحمد بن مصعب القرقساني، وخنيس بن بكر بن خنيس، وأحمد بن الحجاج المروزي، والحارث بن خليفة، وأبي نعيم النخعي، والحسن بن عطية وعبد الله بن رجاء الغداني، وإبراهيم بن أبي العباس السامري. روى عنه محمد بن الفتح القلانسي، وأبو بَكْر بْن أَبِي داود السجستاني، وَمُحَمَّد بْن جعفر الخرائطي ومحمد بن جعفر المطيري وغيرهم. وكان اسمه داود ولقبه بنان، وهو الغالب عليه، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ الزَّيَّاتِ أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ حدّثنا بنان بن سليمان حدّثنا الحارث بن خليفة حدّثنا شعبة
__________
[1] 3539- انظر الحديث في: كنز العمال 41121.
[2] الجاعرتان: هما مضرب الفرس بذنبه على فخذيه، أو حرفا الوركين المشرفين على الفخذين. (القاموس) .(7/101)
عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الْحُورُ الْعِينِ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ» [1]
. قَالَ الْمَطِيرِيُّ: هَكَذَا قَالَ لَنَا بُنَانٌ، وَأَصْلَحَ فِي كِتَابِي شُعْبَةَ.
قلت: رواه غيره عن بنان عن الحارث عن ابن علية. وكذلك رواه محمد بن غالب التمتام عن الحارث بن خليفة عن ابن علية، لم يذكر بينهما شعبة وهو أشبه بالصواب.
أَمَّا حَدِيثُ بُنَانٍ عَنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ: فَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الصباغ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ حدّثنا النّعمان ابن هارون بن أبي الدلهاث الشّيبانيّ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ بَنَّانُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّقَّاقُ.
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ قال أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ البلديّ- بملطية- حدّثنا بنان بن سليمان البغدادي حدّثنا الحارث بن خليفة حدّثنا إسماعيل بن علية حدّثنا عبد العزيز ابن صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُورُ الْعِينِ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ» [2]
. 3541- بنان بن يحيى بن زياد، أبو الحسن المغازليّ [3] :
حدّثنا عن عاصم بن علي، وأحمد بن نصر الشهيد، ويحيى بن معين، وأبي إبراهيم الترجماني، وداود بن معمر البصري، ومحمد بن حفص الشيباني. رَوَىْ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوْقٍ الطَّوْسِيُّ، ومحمد بن خلف وكيع، وعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الدَّقَّاقُ، ومحمد بن مخلد العطار، وغيرهم. وكان ثقة.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم المعدّل- بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن حفص حدّثنا بنان بن يحيى البغدادي حدّثنا عاصم بن على حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الرَّحْبِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا هَاجَتِ الرِّيحُ اسْتَقْبَلَهَا وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمَدَّ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وخير ما أرسلت به،
__________
[1] 3540- انظر الحديث في: الدر المنثور 6/33.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] 3541- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/192.(7/102)
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا» [1]
. أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن بنان بن يحيى المغازلي مات في رجب سنة أربع وستين ومائتين.
3542- بنان بن أحمد بن علويه، أبو محمد القطان [2] :
سمع داود بن رُشَيْد، وعبيد بن جناد الحلبي، وعثمان بْن أَبِي شيبة، وَعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر الجعفي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ويعقوب الدورقي، وزيد بن أخزم. روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد بن علي الطستي، ومحمد بن الحسن بن مقسم، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز، ومحمد بْن خَلَفِ بْنِ جيان، ومحمد بْن المظفر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم الْمُقْرِئ حدّثنا بنان ابن أحمد بن على القطّان حدّثنا عبد الله بن عمر حدّثنا عبد الرّحيم بن لَيْثٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ الْحِدَأَةَ، وَالْعَقْرَبَ وَالْغُرَابَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْفَأْرَةَ، كل هؤلاء فويسقة» [3]
. حدّثنا الزّهريّ حدّثنا أبو الحسن الدارقطني. قال: بنان بن أحمد بن علويه القطان جارنا في دار القطن، لم يكن به بأس. توفى بعد الثلاثمائة بيسير، كتب الناس عنه، وحدثوا عنه.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت الدارقطني عن بنان بن أحمد بن علويه أبي محمد القطان فقال: لا بأس به ما علمت إلا خيرا، كان شيخا صالحا فيه غفلة.
3543- بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد، أبو الحسن الزاهد، ويعرف بالحمال [4] :
سمع الحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع، والحسن بن محمّد الزعفراني، ونحوهم.
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/135. وكنز العمال 18033.
[2] 3542- انظر: سؤالات حمزة السهمي برقم 216.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/17. ومسند أحمد 3/80.
[4] 3543- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/273. وسؤالات السهمي للدارقطني 220.(7/103)
ذكر غير واحد أنه بغدادي، وقيل واسطي، سكن مصر وحدث بها فحديثه عند أهلها. روى عنه الحسن بن رشيق، وغيره. وكان عابدا يضرب به المثل في وقته.
فسمعت أبا نعيم الحافظ يقول: بنان بغدادي، وقيل واسطي سكن مصر.
وأخبرنا عبيد الله بن أبى الفتح أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: بنان بن محمد الزاهد الحمال بغدادي، سكن مصر ومات بها بعد الثلاثمائة، وكان فاضلا.
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: بنان ابن محمد بن حمدان بن سعيد أبو الحسن الحمال الواسطي، نزل مصر كان أستاذ أبي الحسين التّوزيّ.
قلت: وأرى أن أصله كان من واسط ونشأ ببغداد، وسمع بها الحديث وأقام بها دهرا إلى أن انتقل عنها إلى مصر.
أخبرني الأزهرى أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم النيسابوري أنه سمع الزبير بن عبد الواحد يقول سمعت بنانا الحمال يقول: الحر عَبْد ما طمع، والعبد حر ما قنع!.
أخبرني محمد بن طلحة النّعاليّ حدثنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن المزكى عن شيخ أظنه الزبير بن عبد الواحد قال سمعت بنانا الحمال يقول: البريء جريء، والخائن خائف، ومن أساء استوحش.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدّثنا بنان الزاهد- بمصر- حدّثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا أحمد بن أبي الغمر قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْن عَيَّاشٍ يَقُولُ: من أمن أن يستثقل ثقل.
أخبرنا أبو نعيم الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن موسى يقول سمعت الحسين بن أحمد الرازي يقول سمعت أبا علي الروذباري يقول: كان سبب دخولي مصر حكاية بنان؛ وذاك أنه أمر ابن طيلون بالمعروف، فأمر أن يلقى بين يدي السبع، قيل له: ما الذي كان في قلبك حيث شمك السبع قال: كنت أتفكر في سؤر السباع ولعابها. واحتال عليه أبو عبد الله القاضي حتى ضرب سبع درر، فقال له: حبسك الله بكل درة سنة، فحبسه ابن طيلون سبع سنين!.
أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ إبراهيم العبدوي- بنيسابور- أخبرني عبد الملك بن إبراهيم القشيري حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن الأردني حدثنا عمر بن محمد بن عراك: أن رجلا كان له على رجل مائة دينار بوثيقة إلى أجل، فلما جاء الأجل طلب الوثيقة فلم يجدها فجاء إلى أبي الحسن بنان فسأله الدعاء، فقال له: أنا(7/104)
رجل قد كبرت. وأنا أحب الحلواء، اذهب إلى دار فرج فاشتر لي رطل معقود وجئني به حتى أدعو لك، فذهب فاشترى به ما قال ثم جاء به. فقال له بنان: افتح القرطاس ففتح الرجل القرطاس فإذا هو بالوثيقة فقال لبنان: هذه وثيقتي! فقال خذ وثيقتك، وخذ المعقود أطعمه صبيانك، فأخذه ومضى.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول- وسألت الدارقطني عن بنان بن محمد الصوفي- فقال ذا كان شيخا صالحا.
حدثني محمد بن على الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد يكنى أبا الحسن من أهل واسط يعرف بالحمال، كان زاهدا متعبدا قدم إلى مصر، وكان له بمصر موضع ومنزلة عند العامة والخاصة، وكانت العامة تضرب بعبادته وزهده المثل، وكان لا يقبل من السلطان شيئا، وكان صالحا متحليا.
حدث عن الحسن بن عرفة وطبقة نحوه وبعده، وكتب عنه، وكان ثقة توفي بمصر يوم الأحد اليوم الثالث من شهر رمضان سنة ست عشرة وثلاثمائة. وخرج في جنازته أكثر أهل البلد من الخاص والعام، وكان شيئا عجبا.
3544- بنان بن محمد بن بنان، أبو القاسم:
خطيب الزعفرانية- وهي قرية أسفل من كلواذي- سمع مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الوراق، وأبا حفص بن شاهين. كتبت عنه في قريته الزعفرانية وقت انحداري إلى البصرة، وذلك في جمادى الأولى من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وكان صدوقا.
أخبرنا بنان بن محمّد حدّثنا محمّد بن إسماعيل الوراق- إملاء- حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز حدّثنا محمّد بن جعفر الوركانى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: «فَضْلُ صَلاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ؛ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ جُزْءًا» [1] . قِيلَ: أَذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ:
نَعَمْ.
__________
[1] 3544- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/264، 396. وإتحاف السادة المتقين 3/489.(7/105)
ذكر من اسمه بدر
3545- بدر بن المنذر بن بدر بن النضر، أبو بكر المغازلي [1] :
وهو بدر بن أبي بدر، وكان اسمه أحمد ولقبه بدر، وهو الغالب عليه، حدث عن معاوية بن عمر. وروى عنه أحمد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بْن يوسف بْن خلاد، وغيرهم. وَكَانَ ثقة. ويعد من الأولياء العازفين عن الدنيا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان حدّثنا بدر بن المنذر المغازلي حدّثنا معاوية بن عمرو عن زَائِدَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاةُ الْعِشَاءِ وَصَلاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ عَلِمُوا مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَوْ عَلِمَ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَاهُمَا أَنْ يَجِدَ عَرْقًا مِنْ شَاةٍ ثمينة، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لأَتَيْتُمُوهُمَا أَجْمَعُونَ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاةِ فَتُقَامُ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلا فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ آتِي الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلاةِ فَأُحَرِّقُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ» [2]
. أخبرنا علي بن أحمد الرزاز أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا أحمد بن المنذر المعروف ببدر المغازلي الشيخ الصالح- أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أحمد ابن مُوسَى الْقُرَشِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أخبرنا محمد بن العباس. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الحسين بْن المنادي. قَالَ: وكان أبو بكر بدر بن المنذر المغازلي الذي ينزل الزمشية [3] من المعدودين في الصالحين، وقد كتب عنه الحديث، حدث عن: عبد العزيز بن جعفر قال: حَدَّثَنَا أبو بكر الخلال- وذكر بدر بن أبي بدر- فقال: كان أبو عبد الله
__________
[1] 3545- المغازلي: هذه النسبة إلى بيع المغازل (لب اللباب 239) .
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم ص 451. ومسند أحمد 2/466، 472، 531، 5/140.
[3] هكذا في النسختين.(7/106)
- يعني أحمد بن حنبل- يقدمه ويكرمه، وكنت إذا رأيته، ورأيت منزله، ورأيت قعوده، شهدت له بالصلاح، والصبر على الفقر.
وقال الخلال أخبرني الحسن بن منصور الرّقي. قال: ربما كنا عند أحمد بن حنبل فيخرج الشيء فيقول: أين بدر؟ ثم يقول: هذه من بابتك- يعني أحاديث الزهد ونحو ذلك-.
وقال الخلال أيضا: أخبرني محمد بن علي الحربي قال حدثني محمد بن يزيد قال كنا عند خطاب نعوده، فدخل إليه بدر بن أبي بدر يعوده، فلما خرج قال: تعرفون بدرا؟ قلنا: نعم نعرفه. قال: كان أحمد بن حنبل يتعجب منه ويقول: من مثل بدر؟
بدر قد ملك لسانه.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قَالَ: قَالَ أبو محمد الجريري: كنت عند بدر المغازلي، وكانت امرأته باعت دارا لها بثلاثين دينارا، فقال لها بدر: نفرق هذه الدنانير في إخواننا ونأكل رزق يوم بيوم، فأجابته إلى ذلك وقالت: تزهد أنت ونرغب نحن؟ هذا ما لا يكون!.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: وتوفي أَبُو الحسن ابْن بنت مُحَمَّد بْن حاتم بْن ميمون لتسع خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين وأبو بكر بدر بن المنذر المغازلي- كتب الناس عنه لصلاحه- مات قبل ابن بنت حاتم بن ميمون بيوم واحد بالجانب الغربي في الزمشية.
3546- بدر بن عبد الله، أبو الحسن الجصاص الرومي [1] :
حدث عن عاصم بن علي وسعيد بن سليمان الواسطيين، وأبي الربيع الزهراني، وخليفة بن خياط العصفري روى عنه إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي، وأَبُو بكر النقاش المقرئ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرزاز حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بن زياد المقرئ- إملاء- حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَصَّاصُ- فِي دار المعتضد- حدّثنا خليفة ابن خياط حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ أَبُو زُكَيْرٍ حدّثنا ربيعة بن أبي عبد الرّحمن
__________
[1] 3546- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/386.(7/107)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل حدّثني إسماعيل بن على الخطبي حدّثنا أبو الحسن بدر بن عبد الله الجصاص الرومي في المحرم سنة خمس وثمانين ومائتين.
3547- بدر أبو النجم مولى المعتضد بالله، المعروف بالحمامي، ويسمى بدر الكبير [1] :
ولي الإمارة في بلدان جليلة، وكان له من السلطان منزلة كبيرة، وتولى الأعمال بمصر مع ابن طولون، إلى أن فسد أمر ابن طولون وقتل، فقدم بدر بغداد وأقام بها مدة ثم ولاه السلطان بلاد فارس، فخرج إلى عمله وأقام هناك إلى أن توفي. وذكر لي أَبُو نعيم الْحَافِظُ أنه كَانَ عبدا صالحا مستجاب الدعوة، وقد حدث عن هلال بن العلاء الرقي، وعبيد الله بن محمد بن رماحس الرملي. روى عنه ابنه محمد بن بدر.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم حدّثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ الأَمِيرُ مَوْلَى المعتضد- ببغداد- حدّثنا أبي- أبو النجم بدر الكبير- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَاحِسَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَيْضًا وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن عبيد الله الكاغدى جَمِيعًا بِأَصْبَهَانَ.
قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رُمَاحِسَ الْقَيْسِيُّ- بِرَمَادَةِ الرملة سنة أربع وسبعين ومائتين- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ- وَكَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ قَالَ- سَمِعْتُ أَبَا جَرْوَلٍ زُهَيْرَ بْنَ صُرَدٍ الْجُشَمِيَّ يَقُولُ: لَمَّا أَسَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَوْمَ هَوَازِنَ وَذَهَبَ يُفَرِّقُ السَّبْيَ أَتَيْتُهُ، فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ هَذَا الشَّعْرَ:
امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَنْتَظِرُ
امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ ... مُشَتَّتٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ
أَبْقَتْ لَنَا الدَّهْرَ هُتَافًا عَلَى حُزْنٍ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغَمْرُ
إِنْ لَمْ تُدَارَكْهُمُ نَعْمَاءَ تَنْشُرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ
امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... إِذْ فُوكَ يَمْلَؤُهُ مِنْ محضها الدَّرَرُ
إِذْ أَنْتَ طِفْلٌ صَغِيرٌ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... وَإِذْ يَزِينُكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ
لا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا معشر زهر
إنّا لنشكر للنّعمى إذا كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر
__________
[1] 3547- انظر: النجوم الزاهرة 3/205. واللباب 1/315. والأعلام 2/45. والمنتظم، لابن الجوزي 13/288.(7/108)
فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهُ ... مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُشْتَهِرُ
يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كُمْتُ الْجِيَادِ بِهِ ... عِنْدَ الْهَيَاجِ إِذَا مَا اسْتَوْقَدَ الشَّرَرُ
إِنَّا نُؤَمِّلُ عَفْوًا مِنْكَ نلبسه ... هدى البريّة إذ تعفو وتنتصر
فاعفو عَفَا اللَّهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذْ يُهْدَى لَكَ الظَّفَرُ
قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الشِّعْرَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ» [1] .
وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لله ولرسوله. وقال الأَنْصَارُ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ.
قال الطبراني: لا يروي هذا الحديث عن زهير بن صرد إلا بهذا الإسناد، وتفرد به عبيد الله بن رماحس، وكان قد أتى عليه عشر ومائة سنة، ورأيته قد علا شجرة التين يلتقط منه! أخبرنا أبو على محمّد بن وشاج حدّثنا عبد الصّمد بن أحمد بن حنش الخولاني قَالَ أنشدنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ زِيَادٍ قال أنشدنا المعوج الأنطاكي لنفسه في بدر الحمامي- وسقط عن فرسه ففصد-:
لا ذنب للطرف إن زلت قوائمه ... وليس يلحقه من عائب دنس
حملت بأسا وجودا فوقه وندى ... وليس يقوى بهذا كله الفرس
قالوا فصدت فما خلق به حرك ... خوفا عليك ولا نفس لها نفس
كف الطبيب دعا كفا فقبلها ... ويطلب الغيث منها حين يحتبس
أنبانا إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: وورد الخبر فِي شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة- يعنى وثلاثمائة- بموت بدر غلام ابن طولون المعروف ببدر الحمامي، وكان أميرا على بلاد فارس كلها وكورها، وقد طالت أيامه بها، وصلحت بمكانه، والسلطان حامد لأمره فيها، وشاكر إلى مكانه بها، فورد الخبر بوفاته، وأن ابنه محمدا قام بالأمر هناك، وسكن الناس، وضبط ما تهيأ له ضبطه، فأمر السلطان أن يكتب إليه بالولاية مكان أبيه، ويكتب إلى من معه من القواد بالسمع والطاعة له، فنفذت الكتب بذلك، ووصلت إليه، وتأمر على بلاد فارس، وأطاعه الناس.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن النسائي، كتاب الهبة باب 1. والمعجم الكبير 5/312. ومجمع الزوائد 6/186، 187. وإتحاف السادة المتقين 6/266.(7/109)
3548- بدر بن الهيثم بن خلف بن خالد بن راشد بن الضّحّاك بن النّعمان ابن محرق بن النعمان بن المنذر، أبو القاسم اللخمي القاضي الكوفي [1] :
نزل بَغْدَاد وحدث بها عَن أَبِي كريب مُحَمَّد بْن العلاء، وهارون بن إسحاق الهمذانيين، وهشام بن يونس اللؤلؤي، ومحمد بن عمر بن الوليد الكندي، وعمرو ابن عبد الله، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأدويين. روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي، وأبو عُمَر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف القواس، وعيسى بن علي الوزير وغيرهم وكان ثقة، وكان من المعمرين. وسمع الحديث بعد أن مضى له من عمره أربعون سنة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري حَدَّثَنَا عُمَر بْن أحمد الواعظ قال حدثنا بدر بن الهيثم القاضي- وما كتبت عن شيخ أسن منه- بلغني أنه بلغ مائة وست عشرة سنة.
حدثني الأزهري قال ذكر أبو الحسن الدارقطني: أن بدر بن الهيثم عاش مائة وسبع عشرة سنة، وكان نبيلا، وقد أدرك أبا نعيم الفضل بن دكين. وما كتب عنه.
قال: ودخل على الوزير على بن عيسى فرفعه وقال له: كم سن القاضي؟ فقال: ما أدري كم سني، ولكن كان قد ظهر بالكوفة أعجوبة، فركبت مع أبي سنة خمس عشرة ومائتين، وكان بين الركبتين مائة سنة!.
سمعت القاضي أبا عبد الله الحسين بن علي الصيمري يحكي هذه الحكاية، إلا أنه ذكر فيها أن بدرا قال: ركبت مع أبي إلى عامل كان للمأمون، وذلك في سنة خمس عشرة ومائتين، ثم ركبت إلى حضرة الوزير- يعني علي بن عيسى- في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وبين الركبتين مائة سنة! قال علي بن عيسى: لا يمكن أن يكون ركب إلى عامل المأمون مع أبيه وله أقل من خمس عشرة سنة. أو كما قال.
أخبرنا الفضل بن عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي. قال: قال لنا أحمد بن محمد بن عمران: مات بدر بن الهيثم القاضي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
[قلت] : وهذا وهم والصواب ما:
أخبرني الأزهرى حدثنا أبو بكر بن شاذان. قَالَ: توفي بدر بن الهيثم القاضي لعشر خلون من شوال من سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وأَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه. قال: مات بدر بن الهيثم القاضي في شوال سنة سبع عشرة، وحمل إلى الكوفة فدفن بها.
__________
[1] 3548- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/285. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني 217.(7/110)
ذكر من اسمه البهلول
3549- البهلول بن حسان بن سنان، أبو الهيثم التنوخي [1] :
من أهل الأنبار، سمع ببغداد، والبصرة، والكوفة، والمدينة، ومكة، وحدث عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي. وورقاء بن عمر اليشكري، والفرج بن فضالة، وإسماعيل بن عياش، وأبي غسان محمد بن مطرف، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة ابن الحجاج، وحماد بن سلمة وأبي شيبة القاضي، وروح بن مسفر، وهيثم بن بشير، وقيس بْن الربيع، وشريك بْن عَبْد اللَّه، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، ومالك ابن أنس، ومسلم بن خالد، وسفيان بن عيينة. روى عنه ابنه إسحاق بن البهلول.
وسمعت الْقَاضِي أبا القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي يقول: هو البهلول بن حسان بْن سنان بْن أوفى بْن عوف بن أوفى بن سرح بن أوفى بن خزيمة بن أسد بن مالك، أحد ملوك تنوخ بن فهم بْن تيم اللَّه بْن أسد بْن وبرة بن تغلب بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وقضاعة لقب واسمه عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بْن مالك بْن حمير بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان بن عابر. ويقال: هو هود النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حمّاد الواعظ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ بْنِ حَسَّانَ الأَزْرَقُ الأَنْبَارِيُّ الْكَاتِبُ- إِمْلاءً فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وثلاثمائة فِي جَامِعِ الرُّصَافَةِ- قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ- فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ- حَدَّثَنِي أَبِي الْبُهْلُولُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ وَرْقَاءَ عن عُمَرَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ أَنَا عِنْدَ ظن عبدى، وأنا معه حيث يذكرني» [2] .
__________
[1] 3549- انظر المنتظم لابن الجوزي 10/132.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 9/147. وصحيح مسلم 2061، 2068. وفتح الباري 11/209.(7/111)
حدثني علي بن أبي علي عن أحمد بن يوسف الأزرق قال أخبرني عمي إسماعيل ابن يعقوب أخبرني عمي البهلول بن إسحاق بن البهلول قال كان جدي البهلول بن حسان قد طلب الأخبار، واللغة والشعر، وأيام الناس، وعلوم العرب، فعلم من ذلك شيئا كثيرا، وروى منه رواية واسعة، ثم طلب الحديث، والفقه، والتفسير والسير، وأكثر من ذلك، ثم تزهد إلى أن مات بالأنبار في سنة أربع ومائتين.
3550- البهلول بْن إِسْحَاق بْن البهلول بْن حسان بْن سنان، أبو محمد التنوخي [1] :
سمع إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة، ومصعب بن عبد الله الزبيريين وسعيد بن منصور، وأبا مصعب الزهري، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وأحمد بن حاتم الطويل، وأباه إسحاق بن البهلول، وغيرهم. روى عنه أخوه أحمد، وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ بْن البهلول، وعلي بن إبراهيم بن حماد الأزدي، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبزون الضرير وجماعة آخرهم أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدّثنا بهلول بن إسحاق حدّثنا سعيد بن منصور حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ وَاقِدِ بْنِ أَبِي وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ لِنِسَائِهِ: فِي حَجَّتِهِ «هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصْرِ» [2]
. حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول وسألت الدارقطني عن بهلول بن إسحاق بن بهلول بن حسان الأنباري فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يقول:
مات بهلول بن إسحاق الأنباري سنة تسع وتسعين.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَحْمَدَ بْن عَلِيّ الكتاني- بدمشق- أخبرنا مكي بن محمّد ابن الغمر المؤّدّب حدثنا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر. قال: سنة
__________
[1] 3550- انظر: سؤالات السهمي للدارقطني 212.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 1722. ومسند أحمد 5/218، 219، 6/324.
وفتح الباري 4/74.(7/112)
ثمان وتسعين فيها مات بهلول بن إسحاق بن بهلول وله خمس وسبعون سنة. كذا قال.
وحدثني علي بن أبي علي عن أحمد بن يوسف الأزرق عن عمه إسماعيل بن يعقوب أن البهلول بن إسحاق أنباري ولد بها سنة أربع ومائتين، ومات بها في شوال من سنة ثمان وتسعين ومائتين. قال: وكان قد تقلد القضاء والخطبة على المنابر بالأنبار وأعمالها مدة طويلة، قبل سنة سبعين ومائتين، وكان حسن البلاغة، مصقعا في خطبه، كثير الحديث، ثقة فيه ضابطا لما يرويه، وحدث بالأنبار.
3551- البهلول بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق بْن البهلول بن حسان بن سنان، أبو القاسم التنوخي الأنباري [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. حدثني عنه القاضي أبو القاسم التنوخي. وذكر أنه ولد ببغداد لأربع بقين من شوال سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، قال: ومات يوم الثلاثاء لسبع خلون من رجب سنة ثمانين وثلاثمائة. قال: وسمعت منه شيئا يسيرا، وكان ينزل في سكة بالمدينة تعرف بسكة أبي العباس الطوسي- يعنى مدينة المنصور.
__________
[1] 3551- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/345.(7/113)
ذكر من اسمه بيان
3552- بيان بن حمران المدائني:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشافعي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ الْمُطَرِّزُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ البصريّ- بالبصرة- حدّثنا بيان بن حمران أَخْبَرَنَا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ وَيُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ، وَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ» [1]
. قُلْتُ: هَذَا مِثْلُ حَدِيثٍ قَبْلَهُ. أخبرنا الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال:
بيان بن حمران المدائني روى عن مفضل بن فضالة البصري أخي مبارك، وعمر بن موسى الوجيهي. روى عنه ابنه محمد بن بيان، ورزق الله بن مهران، وإسحاق بن إسماعيل السقطي.
3553- بيان بن الحكم:
حدث عن محمد بن حاتم الزمي. روى عنه عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ على التّميميّ أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدّثني بيان بن الحكم حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ- أَبُو جَعْفَرٍ- عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثٍ عَنِ الْحَكَمِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِذَا قَصَّرَ الْعَبْدُ فِي الْعَمَلِ ابْتَلاهُ اللَّهُ بِالْهَمِّ» [2]
. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ بِشْرِ عِدَّةَ أَحَادِيثَ.
3554- بيان بن يحيى بن بيان، أبو الحسين الكاتب الخراساني:
روى أبو القاسم بن الثلاج عنه عن أبي الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي. وذكر أنه حدثهم في مسجد الشرقية.
__________
[1] 3552- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النكاح 106. ومسند أحمد 2/507، 3/392.
[2] 3553- انظر الحديث في: الزهد لأحمد 10. وميزان الاعتدال 1333.(7/114)
ذكر من اسمه بكير
3555- بكير الشراك:
أحد شيوخ الصوفية. كان ينزل الشونيزية. وذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي فِي «تاريخه» . فَقَالَ: ما أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ الحيري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: بكير الشراك، سمعت الحسين بن أحمد يقول لم أر في مشايخ الصّوفيّة أحسن لزوما للفقه منه. مات سنة عشرين وثلاثمائة.
3556- بكير بن محمد بن أحمد بن سهل، الحداد.
يقال: إن اسمه أحمد، ولقبه بكير. سكن مكة وحدث بها عَن بشر بْن موسى وجماعة غيره. روى عنه الدارقطني، وقد ذكرناه في باب أحمد.
3557- بكير الدراج:
أخو أبي الحسين وأبي الحسن، وجميعهم من مشايخ الصوفية البغداديين. ذكر ذلك أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب «الإخوة والأخوات» من الصوفية.
3558- بكير الحلاج الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي أيضا في تاريخه. وقال: هو بغدادي من أجلاء أصحاب الشبلي.(7/115)
ذكر من اسمه بشار
3559- بشار بن برد، أبو معاذ الشاعر، مولى بني عقيل [1] :
ويقال إن اسم جده برجوخ. سباه المهلب بن أبي صفرة من طخارستان، ويقال لبشار المرعث. ولد أعمى، وهو المقدم من الشعراء المحدثين. أكثر الشعر وأجاد القول، وهو بصري قدم بغداد، وكان المهدي أمير المؤمنين اتهمه بالزندقة فقتله عليها.
أخبرني علي بن أيّوب الكاتب أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى أخبرني يوسف ابن يحيى بن علي المنجم عن أبيه قَالَ حدثني علي بن مهدي قال: حدثني أبو حاتم السجستاني. قال: قال لي أبو عبيدة: قيل لبشار المُرَعَّث، لأنه كان يلبس في أذنه وهو صغير رعاثا. والرعاث القرطة، واحدها رعثة وجمعها على لفظ واحدها رعثات، ورعثات الديك- المتدلي أسفل حنكه قال الشاعر:
سقيت أبا المطرح إذ أتاني ... وذو الرعثات منتصب يصيح
شرابا يهرب الذبان منه ... ويلثغ حين يشربه الفصيح
والرعث: الاسترسال والتساقط، وكأن اسم القرطة اشتق منه.
أخبرنا علي بن أبي على حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن الحسين القطيعي حدّثنا محمّد بن أبي طاهر حدثنا أبو الصلت العنزي قال: سمي بشار بن برد المرعث بشعره:
من لظبي مرعث ... فاتن العين والنظر
قال لي لست نائلي ... قلت أو يغلب القدر
وأخبرنا علي بن أبي على أخبرنا القطيعي حدّثنا ابن الأنباري حدّثنا محمّد بن المرزبان حدثني ابن أبي طاهر عن محمد بن سلام. قال: إنما سمي بشار المرعث لأنه كان لقميصه جيبان، يخرج رأسه مرة من هذا ومرة من هذا، وكان يضم القميص
__________
[1] 3559- انظر: وفيات الأعيان 1/88. ومعاهد التنصيص 1/289. والشعر والشعراء 291. وأمالي المرتضى 1/96- 98. وخزانة البغدادي 1/541. والأغاني 3/135، 6/242.
والكامل للمبرد 2/134. ونكت الهمياني 125. والبيان والتبيين 1/49. والأعلام 2/52. والمنتظم، لابن الجوزي 8/289.(7/116)
عليه من غير أن يدخله في رأسه. قال: والرعث عند العرب الاسترخاء والاسترسال، والرعثة القرط، وكذلك الرعث والرعاث القرطة.
قلت: وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى أن بشارا قال الشعر ولم يبلغ عشر سنين!.
أخبرني علي بن أيوب أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني حدّثني على بن أبي عبيد الله الفارسيّ أخبرني أبي عن عبد الرحمن بن المفضل عن أبي عبيدة قال: كان بشار يقول الشعر وهو صغير، وكان لا يزال قوم يشكونه إلى أبيه فيضربه، حتى رق عليه من كثرة ما يضربه، وكانت أمه تخاصمه، فكان أبوه يقول لها: قولي له يكف لسانه عن الناس، فلما طال ذلك عليه قال له ذات ليلة: يا أبت لم تضربني كلما شكوني إليك؟ قال فما أعمل؟ قال احتج عليهم بقول الله تعالى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ*
[النور 61، الفتح 17] فجاءوه يوما يشكون بشارا فقال لهم هذا القول، فقالوا: فقه برد أضر علينا من شعر بشّار.
أخبرني أبو القاسم الأزهرى حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حدّثنا محمّد بن العبّاس الرياشي حدثنا أبي عن الأصمعي قال قلت لبشار: ما رأيت أذكى منك قط؟ فقال: هذا لأني ولدت ضريرا واشتغلت عن الخواطر للنظر ثم أنشدني:
عميت جنينا والذكاء من العمى ... فجئت عجيب الظن للعلم موئلا
وغاض ضياء العين للقلب رائدا ... بحفظ إذا ما ضيع الناس حصلا
وشعر كزهر الروض لا أمت بينه ... نقي إذا ما أحزن الشعر أسهلا
أخبرني الأزهرى حدّثنا عبيد الله بن محمّد البزّاز حدّثنا الصولي حدّثنا الحذنبل قال: كنا عند ابن الأعرابي فأنشده رجل لخالد الكاتب:
رقدت ولم ترث للساهر ... وليل المحب بلا آخر
فاستحسنه، ثم أنشد رجل لبشار:
خليلي ما بال الدجى لا يزحزح ... وما بال ضوء الصبح لا يتوضح؟
أضل الصباح المستقيم طريقه ... أم الدهر ليل كله ليس يبرح؟
أظن الدجى طالت وَما طالت الدجى ... وَلكن أطال الليل هم مبرح
فقال ابن الأعرابي للذي أنشده بيت خالد: نح بيتك لا تأكله هذه الأبيات فإن بيتك طفل وهذه الأبيات سباع!.(7/117)
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن المرزبان قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بن أبي طاهر حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ أبي منصور. قال: كان إسحاق بن إبراهيم الموصلي إذا ذكر بشار بن برد يستصغره ويحتقره ويعيب شعره، فقلت له: أتعيب شعره وهو الذي يقول:
إذا كان خراجا أخوك من الوهي ... موجهة في كل أوب ركائبه
فحل له وجه الفراق ولا تكن ... مطية رحال بعيد مذاهبه
إذا كنت في كل الأمور معاتبا ... خليلك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه
فقال لي: حدثني أبو عبيدة قال: أنشدني شبيل الضبعي هذه الأبيات للمتلمس وكان به عالما صادقا، لأنه من قومه واحد رهطه، فقلت له: أفليس أبو عبيدة قال ذكرت ما حدثني به شبيل الضبعي لبشار؟ فقال: كذب والله شبيل، والله لقد مدحت بهذه القصيدة ابن هبيرة فأعطاني أربعين ألفا! وكيف تكون هذه للمتلمس، وما رواها أحد في شعره ولا وجدت قط في ديوانه، وبشار يقول فيها:
رويدا، تصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحاك قد قام نادبه
ويقول فيها:
فلما تولى الحر واعتصر الثرى ... لظى الصيف من وهج توقد آيبه
وطارت عصافير الشقاشق واكتسى ... من الآل أمثال المجرة لاهبهْ
غدت عانة تشكو بأبصارها الصدى ... إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه
فقال: هو شعر إذا تأملته مختلف مضطرب، لا يشبه بعضه بعضا، قلت: لم تقل فيه هذا وهو للمتلمس؟ وكيف يكون هذا للملتمس وما عرف بشار بسرقة شعر قط جاهلي ولا إسلامى؟ فسكت. قال أبو بكر بن الأنباري: وفي هذا الشعر:
أخوك الذي إن تدعه لملمة ... يجبك وإن عاتبته لان جانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
أخبرني على بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد الغفار اللغوي أخبرنا محمّد بن الحسن بن الفضل حدّثنا أبو بكر بن الأنباري حدثنا أبي قَالَ: قَالَ أبو الحسن بن حدان سمعت أبا تمام الطائي يقول: بخراسان أشعر الناس، وأشبههم في الشعر كلاما بعد الطبقة الأولى، بشار، والسيد [الحميري] وأبو نواس، ومسلم بن الوليد بعدهم.(7/118)
أخبرني على بن أيّوب أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى أخبرني أبو يوسف بن يحيى بن علي المنجم عن أبيه قال حدّثني على بن مهديّ حدثني أبو حاتم. قال قلت لأبي عبيدة: مروان أشعر أم بشار؟ قال: حكم بشار لنفسه بالاستظهار، لأنه قال ثلاثة عشر ألف بيت جيد، ولا يكون عدد شعر شعراء الجاهلية والإسلام هذا العدد، وما أحسبهم برزوا في مثلها، ومروان أمدح للملوك.
أخبرنا الجوهري حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري حدّثني محمّد بن المرزبان حدّثني أحمد بن أبي طاهر حدّثنا عمر بن شبة حدّثنا محمّد بن الحجّاج- هو الشراوانى رواية بشار- قال: دخل بشار على عقبة بن مسلم وعنده ابن لرؤبة بن العجاج. فأنشده ابن رؤبة أرجوزة يمدحه بها. ثم أقبل ابن رؤبة على بشّار فقال: يا أبا معاذ ليس هذا من طرازك، فغضب بشار وقال: ألي تقول هذا؟ أنا والله أرجز منك ومن أبيك، ثم غدا على عقبة بن مسلم فأنشده:
يا طلل الحي بذات الصمد ... بالله خبر كيف كنت بعدي
يقول فيها:
بدت بخد وجلت عن خد ... ثم انثت كالنفس المرتد
وصاحب كالرسل الممد [1] ... حملته في رقعة من جلدي
حتى اغتدى غير فقيد الفقد ... وما درى ما رغبتي من زهدي
الحر يلحى والعصا للعبد ... وليس للملحف مثل الرد
أسلم وحييت أبا الملد ... والبس طرازي غير مسترد
لله أيامك في معد ... وفي بني قحطان ثم عد
يوما بذي طخفة عند الجد ... وقبله قصدا بلاد الهند
ومضى فيها إلى آخرها، فأمر له عقبة بجائزة وكسوة.
وقال ابن المرزبان: حدثنا أحمد بن أبي طاهر حدثنا أبو الصلت العنزي عن التنوخي عن أبي دهمان الغلابي قال: حضرت بشار بن برد، وعقبة بن رؤبة، وابن المقنع قعودا يتناشدون ويتحدثون ويتذاكرون، حتى أنشد بشار أرجوزته الدالية. يا طلل الحي بذات الصمد. ومضى فيها، فاغتاظ عقبة بن رؤبة لما سمع فيها من الغريب، وقال: أنا وأبي فتحنا الغريب للناس، وأوشك والله أن أغلقه، فقال له بشار: ارحمهم رحمك الله!
__________
[1] في الديوان: «وصاحب كالدمل الممد»(7/119)
قال: يا أبا معاذ أتستصغرني وأنا شاعر ابن شاعر ابن شاعر؟؟ قال: فإذن أنت من القوم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا!.
أخبرني على بن أيّوب أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني أخبرني محمّد بن يحيى حدثنا محمد بن الحسن اليشكري. قال قيل لأبي حاتم: من أشعر الناس؟ قال الذي يقول:
ولها مبسم كثغر الأقاحي ... وحديث كالوشي وشي البرود
نزلت في السواد من حبة القلب ... وزادت زيادة المستزيد
عندها الصبر عن لقائي وعندي ... زفرات يأكلن صبر الجليد
- يعني بشارا- قال: وكان يقدمه على جميع الناس.
وأخبرني علي بن أيوب أخبرنا المرزباني أَخْبَرَنِي يوسف بن يحيى بن علي المنجم عن أبيه قال حدثني أبو الفضل المروروذي عن أبي غسان رفيع بن سلمة قال حدثنا محمد بن الحجاج قال قدم بشار علي المهدي بالرصافة فدخل عليه، فأنشده نسيبا، فنهاه عن النسيب، فقال:
تجاللت عن فهر وعن جارتي فهر ... وودعت نعمى بالسلام وبالهجر
وقال فيها:
وعارضة سرا، وعندي منادح ... فقلت لها لا أشرب الماء بالخمر
تركت لمهدي الصلاة رضا بها ... وراعيت عهدا بيننا ليس بالختر [1]
ولولا أمير المؤمنين محمد ... لقبلت فاها، أو جعلت بها فطري
لعمري لقد أوقرت نفسي خطيئة ... فما أنا بالمزداد وقرا إلى وقري
فلا تعجبي من خارج من غواية ... نوى رشدا قد يعرض الأمر في الأمر
فهذا أرانى قد شرعت مع التقى ... وباتت همومي الطارقات فما تسري
وم الآن لا أصبو مباهت حاجتي ... ومات الهوى وانشق عن هامتي سكري
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا سلمان بن يزيد البصريّ حدّثني سعيد بن حميد بن سعيد الشامي حدثني أبو جعفر الأعرج الكوفي. قال: دخل بشّار على
__________
[2] في الديوان: «تركت لمهد الأنام وصالها- وراعيت عهدا بيننا ليس بالختر»(7/120)
المهدي يعزيه على البانوجة فقال: يا ابن معدن الملك، وثمرة العلم، إنما الخلق للخالق، وإنما الشكر للمنعم، ولا بد مما هو كائن، وكتاب الله عظتنا، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسوتنا، فأية عظة بعد كتاب الله، وأية أسوة بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ مات فما أحسن الموت بعده؟
بلغني أن بشارا قتل في سنة سبع- وقيل ثمان- وستين ومائة. وقد بلغ نيفا وتسعين سنة.
3560- بشار بن موسى، أبو عثمان العجلي الخفاف [1] :
بصري الأصل، حدث عن: أبي عوانة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعطاء بن مسلم الحلبي، وابنه عبد الله بن أحمد والعباس بن أَبِي طالب، وعبد اللَّه بن أحمد الدورقي، وجعفر الصائغ، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، والحسن بن علوية القطان، وأحمد بن علي الخزاز، وعبيد بن خلف البزاز، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ القاسم بْن الْحَسَن الشاهد- بالبصرة- أخبرنا على بن إسحاق المادرائي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- وَاللَّفْظُ له- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد ابْن بِنْتِ حَاتِمِ بْن ميمون المعدّل حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا بشّار بن موسى حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ- وَهُمَا مُقْبِلانِ- فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، هَذَانَ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، مِمَّنْ خَلا فِي الأُمَمِ الْغَابِرِينَ وَمَنْ يَأْتِي، إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، لا تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ» [2] . قَالَ عَلِيٌّ: فَلَوْ كَانَا حَيَّيْنِ مَا حَدَّثْتُ بِهِ
. أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا محمّد بن عمران بن
__________
[1] 3650- انظر: تهذيب الكمال 676 (4/83- 90) . والمنتظم 10/130. وطبقات ابن سعد 7/352. وتاريخ يحيى برواية الدارمي رقم 197، 198. والعلل لأحمد 1/90. وتاريخ البخاري الكبير 2/1/130. والصغير 228. والكنى لمسلم الورقة 72. والمعرفة ليعقوب 3/255. وضعفاء النسائي 286. والجرح والتعديل 1/1/417. وثقات ابن حبان 1/الورقة 49. والكامل لابن عدي، الورقة 16. والإرشاد لأبي يعلى الخليلي، الورقة 19، 99 (أيا صوفيا) . وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/5. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 83.
وتاريخ الإسلام الورقة 188 (أيا صوفيا 3007) وميزان الاعتدال 1/310. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 11. وتهذيب ابن حجر 1/441- 442.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/80. وقد سبق تخريجه.(7/121)
موسى الصّيرّفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ بَشَّارٌ الْخَفَّافُ يُحَدِّثُ عَنْ شَرِيكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِرَاسٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ: «سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» [1] . فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا رَوَى شَرِيكٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ. فَكَانَ يَقُولُ فِيهِ شَرِيكٌ عَنْ فِرَاسٍ، ثُمَّ كَانَ بَشَّارٌ يَرْوِي الأَحَادِيثَ، وَكَانَ صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَقَدْ دَافَعْتُ عَنْهُ وَلَكِنَّهُ؟! وَضَعَّفَهُ [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب- بالدّينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ سمعت عليا- يعني ابْن المديني- وذكر بشار بن موسى فقال: ما كان ببغداد أصلب منه في السنة، وما أحسن رأي أبي عبد الله فيه- يعني أحمد بن حنبل-[3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصارىّ حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ سمعت أحمد ذكر بشارا الخفاف فقال: كان معروفا صاحب سنة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رِزْقٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ. قَالا:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ:
قال أبي في- حديث يزيد بن زريع عن شعبة- قال: أنبانا عمرو بن مرة عن عبد الله ابن سلمة قال: دخلنا على عمر، معاشر وفد مذحج، وكنت من أقربهم منه مجلسا، فجعل ينظر إلى الأشتر ويصرف بصره، فقال لي: أمنكم هذا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: ما له قاتله الله، كفى الله أمة محمد شره، والله إني لأحسب أن للمسلمين منه يوما عصيبا [4] .
قال عبد الله: والحديث حدّثناه بشّار الخفاف حدّثنا يزيد بن زريع حدّثني شعبة حدثني عمرو بن مرة- وقال فيه كلاما كثيرا أكثر من هذا [5] .
قال عبد الله قال أبي قرأته في كتاب عمي صالح بن حنبل عن الهيثم بْن عدي عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أبيه- يعنى هذا الحديث [6] .
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/86.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/86- 87.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/87.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/87.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/87.(7/122)
أخبرنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن علان الورّاق، أخبرنا محمد بن الحسين أبو الفتح الأزدي، حدثني محمد بن جعفر بن أحمد المطيري قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: مضيت إلى بشار بن موسى الخفاف، فحدثنا عن يزيد بن زريع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عبد الله بن سلمة قال: دخلنا على عمر بن الخطاب في وفد مذحج ومعنا الأشتر، فجعل ينظر إلى الأشتر، ويصرف بصره عنه، فقال: ويل لهذه الأمة منك ومن ولدك، إن للمؤمنين منك يوما عصيبا! قال عبد الله:
فأتيت منزلنا، فإذا فيه يحيى بن معين وخلف بن سالم، فناداني يحيى بن معين: يا عبد الله أين كنت؟ قلت: كنت في ذاك الجانب عند بشار بن موسى، فقال يحيى:
وأيش حدثكم؟ قلت: حدثنا عن يزيد بن زريع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عبد الله بن سلمة وذكرت له الحديث. فقال يحيى: ماله فعل الله به وفعل، والله ما حدث بهذا يزيد بن زريع قط، ولا سمعه شعبة من عمرو بن مرة. فقال له خلف بن سالم: يا أبا زكريا، فأيش الحجة عندك؟ قال: سرقوه من حديث الهيثم بن عدي عن ابن عمرو بن مرة عن أبيه [1] .
قلت: قد رواه العباس بن أبي طالب البصري نزيل مصر أيضا عن يزيد بن زريع نحو رواية بشار.
أَخْبَرَنَاهُ أبو نعيم الحافظ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ العبدى حدّثني العبّاس بن أبي طالب حدّثنا يزيد بن زريع حدّثنا شعبة حدّثنا عمرو بن مرة حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَظَرَ إِلَى الأَشْتَرِ فَصَعَّدَ فِيهِ النَّظَرَ ثُمَّ صَوَّبَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ هَذَا يَوْمًا عَصِيبًا [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن بشار الخفاف فقال: ليس بثقة.
قال أبو سعيد عثمان بن سعيد: بلغني أن علي بن المديني كان يحسن القول في بشار هذا، وكان من رهط أحمد بن حنبل.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/87.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/89 وفيه: «يوما عصبصبا» .(7/123)
أخبرنا الحسين بن على الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: بشار الخفاف ليس بثقة.
أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري أخبرني محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: بشار الخفاف من الدجالين.
أخبرنا أحمد بن على المحتسب حَدَّثَنَا محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الصّيدلاني حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن دليل البزاز حدّثنا أبو عبد الله المقدمي حدثنا عبد الله بن عمرو قال حدثني أحمد بن الحسين بن داود بن سنان حدثني عبدوس بن محمد القطان- أبو بكر- قال: كنا في مجلس بشار بن موسى الخفاف، فمر له حديث.
فقال له بعض من في المجلس: إن يحيى بن معين ينكر هذا فقال: ترى ما شذ [1] على يحيى من الحديث؟ ربعه، خمسه، سدسه، حتى بلغ عشره، ثم قال: تدرون ما كان يقول عندنا ظريف يقال له الحسن بن هانئ.؟
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
إنما العاقل من ... ألجم فاه بلجام
شبت يا هذا وما ت ... ترك أخلاق الغلام
والمنايا آكلات ... شاربات للأنام [2]
نعم الموعد القيامة نلتقي أنا ويحيى.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو حفص عمرو بْن عَلِيّ: وبشار الخفاف أصله من البصرة وكان يسكن بغداد، ضعيف الحديث.
وأخبرنا محمّد بن الحسين أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدثنا البخاري قال: بشار الخفاف منكر الحديث [3] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهاني أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال سألت أبا داود سليمان
__________
[1] في تهذيب الكمال: «ينكر هذا الحديث فقال: ترى ما شت» .
[2]- انظر الخبر والأبيات في: تهذيب الكمال 4/89.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/85.(7/124)
ابن الأشعث: عن بشار الخفاف فقال: ضعيف، كان أحمد يكتب عنه، وكان فيه حسن الرأي، وأنا لا أحدث عن بشار الخفاف. قال: ومات سنة ثمان وعشرين [1] .
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال: بشار الخفاف ليس بثقة [2] .
أخبرنا أبو سعد المالينى- إجازة نقلته من أصله- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: وبشار بن موسى الخفاف رجل مشهور بالحديث، ويروى عن قوم ثقات، وأرجو أنه لا بأس به، ولم أر في حديثه شيئا منكرا، وقد كتب الحديث الكثير، وحدث عنه الناس، وقول من وثقه أقرب إلى الصواب ممن ضعفه [3] .
أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا جعفر الخالدي حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي. قَالَ: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات بشار بن موسى الخفاف.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدثنا حنبل بن إسحاق. قال: مات بشار الخفاف سنة ثمان وعشرين ومائتين.
حدثنا أحمد بن جعفر أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: ومات بشار بن موسى الخفاف ببغداد فِي شهر رمضان، سنة ثَمان وعشرين، وكان يخضب، وقد كتبت عنه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أخبرنا أحمد بن عيسى بن القاسم التمار قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن خلف البزاز. قال: مات بشار بن موسى يوم الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين [4] .
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/85.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/86.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/90.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/90.(7/125)
ذكر من اسمه بقية
3561-[1] بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حَرِيز، أبو يحمد [2] الكلاعي الحمصي:
سمع محمد بن زياد الألهاني، ويحيى بن سعيد، وصفوان بن عمرو، والأوزاعي، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وأبا بكر بن أبي مريم الغساني، وعبيد الله بن عمر العمري وسعيد بن بشير، والصباح بن مجالد، والجراح بن المنهال، وغيرهم. روى عنه: شعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَيزيد بْن هارون، ونعيم بن حماد، وحاجب بن الوليد، والوليد بن صالح، وداد بن رشيد، وأبو إبراهيم الترجماني، وأبو همام الوليد بن شجاع، وإسحاق بن راهويه. وقدم بقية بغداد وحدث بها. وفي حديثه مناكير، إلا أن أكثرها عن المجاهيل. وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حدّثنا عبد الله بن صالح حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ- بِبَغْدَادَ- عَنْ عُثْمَانَ الحوطى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا غَابَ الْهِلالُ قَبْلَ الشَّفَقِ فهو لليلة، وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين» [3] .
__________
[1] 3561- انظر: تهذيب الكمال 738 (4/192) والمنتظم 10/29. وطبقات ابن سعد 7/469 وتاريخ ابن معين برواية الدوري 2/61. وتاريخ الدارمي برقم 190. طبقات خليفة 317.
والعلل لأحمد 1/364، 380، 382. وتاريخ البخاري الكبير 2/1/150. والصغير 199، 213. وأحوال الرجال للجوزجاني، الورقة 32. وثقات العجلى الورقة 6.
والمعرفة ليعقوب. وضعفاء العقيلي الورقة 61. والجرح والتعديل 1/1/434- 436.
وطبقات أبي العرب القيرواني 176، 197. والمجروحين لابن حبان 1/200- 202.
والكامل لابن عدي، الورقة 55- 64. وثقات ابن شاهين الورقة 14، 15. والضعفاء للدارقطني ترجمة 626. والإرشاد لأبي يعلى الخليلي الورقة 24. والسابق واللاحق للخطيب الورقة 50- 52. وتاريخ ابن عساكر 10/الورقة 218. والمختصر لابن عبد الهادي الورقة 64. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 87- 88. وتذكرة الحفاظ 1/289. وميزان الاعتدال 1/311- 339. والكاشف 1/160. وتاريخ الإسلام الورقة 197- 199.
(أيا صوفيا) وإكمال مغلطاي 2/الورقة 22. وتهذيب ابن حجر 1/473- 478.
[2] في المطبوعة والأصل اسم صاحب الترجمة هكذا: «بقيّة بن الوليد بن صابر بن كعب بن جرير، أبو محمد ... » .
[3] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/52. وتنزيه الشريعة 2/145. والفوائد المجموعة 87، 461. والمطالب العالية 916. والكامل لابن عدي 3/1014.(7/126)
أخبرني محمّد بن أبي على أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود يقول: سمع يزيد بن هارون من بقية ببغداد، وسمع شعبة من بقية ببغداد.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا إسحاق بن موسى الرملي قال سمعت محمد بن عوف يقول سمعت حيويه يقول قال بقية قال لي شعبة: إني لأسمع منك أحاديث؛ لو لم أحفظها لطرت.
أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- وحدثنيه أحمد بن سلمان بن المقرئ عنه أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ سمعتُ محمد بن أحمد بن حمدان يقول: ذهبت إلى عطية بن بقية فسلمت عليه وهو على باب دارخ فقال: تعرفني؟ قلت: سبحان الله يا أبا سعيد! ومن لا يعرفك. قال: أنا عطية بن بقية صاحب الأحاديث النقية.
وقال ابن عدي: سمعت يعقوب بن إسحاق يقول سمعت عطية بن بقية يقول:
بلغني أن رجلا بالثغر قال: أنا من ولد بقية، ما لبقية غير عطية، فإذا مات عطية ذهب نسل بقية.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدّثنا محمّد ابن أحمد بن أبي يحيى الزّهريّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخَوَارِزْمِيُّ قال سمعت أحمد بن يوسف يقول: تكاثروا على سفيان بن عيينة فقال: ما لكم؟ فلست ببقية بن الوليد، ولا أبي العجب.
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ. قَالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَد قَالَ حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار حدثنا أحمد بن مصعب المروزي عن الفضل بن موسى. قال: قال بقية: ذاكرت حماد بن زيد بأحاديث. فقال: ما أجود حديثك لو كان لها أجنحة!.
أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال: وبقيّة ذكر بحفظ، إلا أنه يشتهي الملح والطرائف من الحديث. ويروي عن شيوخ فيهم ضعف. وكان يشتهي الحديث فيكني الضعيف المعروف بالاسم.
ويسمى المعروف بالكنية باسمه.
وسمعت إسحاق بن راهويه. قال: قال ابن المبارك: أعياني بقية، كان يسمي الكنى ويكني الأسامي.(7/127)
قال حدثني أبو سعيد الوحاظي فإذا هو عبد القدوس. قال يعقوب بن سفيان: وقد قال أهل العلم: بقية إذا لم يسم الذي يروي عنه وكناه فلا يساوي حديثه شيئا.
أجاز لي أبو سعد الماليني- وحدثني أحمد بن سلمان المقرئ عنه- أخبرنا عبد الله ابن عدي قال حدثني عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة حدثنا أبو حاتم الرازي قال سألت أبا مسهر عن حديث لبقية فقال: احذر حديث بقيّة، وكن منها على تقية، فإنها غير نقية.
أخبرنا أبو طالب الدسكري أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدّثنا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن أَحْمَدَ بْن أَبِي يحيى الزّهريّ أخبرنا عبد الله بن عبد الوهّاب حدثنا وهب بن زمعة عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن بقية بن الوليد، فقال: كان صدوقا، ولكنه كان يكتب عمن أقبل وأدبر [1] .
حدثنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي حدثنا عبد الله بن مُحَمَّد بن سعدويه المروزي حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله بن بشير المروزيّ حَدَّثَنَا سفيان بن عبد الملك قَالَ: سمعت ابن المبارك يقول: إذا اجتمع إسماعيل وبقية في حديث، فبقية أحب إلي [2] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن الطبري أخبرنا على بن محمّد بن عمر أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة قال سمعت إبراهيم بن موسى قال سمعت رباح بن خالد قال سمعت ابن المبارك يقول: إذا اجتمع بقية وإسماعيل بن عياش في حديث، فبقية أحب إلي.
أخبرنا الأزهرى أَخْبَرَنَا عمر بْن أَحْمَد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا جعفر بن عبد الواحد- يعني الهاشمي- قَالَ سألت أبا عَبْد اللَّهِ- يعني أَحْمَد بْن حنبل- عن إسماعيل بن عياش وبقية؟ فقال: كان إسماعيل صاحب حديث. وكان بقية، وكان، وكان وفخم أمره، وذكر بقية فقال: كان بقية أذكاهما. أي كأنه يشتهي الحديث.
أخبرني علي بن محمد بن الحسين المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أخبرنا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/196.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/196.(7/128)
محمّد بن عمران الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: وسمعت أبي يقول: بقية صالح فيما روى عن أهل الشام، وأما حديثه عن عبيد الله بن عمر وأهل الحجاز والعراق فضعفه فيها جدا.
قال: وسمعت أبي يقول: بقية روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث منكرة.
أخبرني الطناجيرى حدّثنا عمر بن أحمد حدّثنا الحسين بن صدقة حدّثنا بن أبي خيثمة قَالَ سئل يحيى بن معين عن بقية بن الوليد فقال إذا حدث عن الثقات- مثل صفوان وغيره- قيل له: أيهما أثبت؟ - يعنى بقيّة أو إسماعيل بن عيّاش-؟ قال كلاهما صالح.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين:
فبقية بن الوليد كيف حديثه؟ فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد. قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا لم يسم بقية الرجل الذي يروي عنه، وكناه، فاعلم أنه لا يساوي شيئا.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني وأبو الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ. قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي. قال: بقية بن الوليد صدوق ثقة، ويتقي حديثه عن مشيخته الذين لا يعرفون، وله أحاديث مناكير جدا.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسى حدّثنا على بن أحد بن زكريّا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلى حدثني أبي قال: بقية بن الوليد الحمصي أبو محمّد، ثقة، ما روى عن المعروفين، وما روى عن المجهولين فليس بشيء.
حدثني محمد بن على الصوري حدّثنا عبد الغنى بن سعيد الحافظ أخبرنا الوليد ابن القاسم قال: سمعت أبا عبد الرحمن النسائي- وسئل عن بقيّة الوليد- فقال:
إذا قال حدثني وحدثنا فلا بأس.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قَالَ: سمعت أبا علي الْحُسَيْن بن علي الحافظ يقول: سألت أبا عبد الرحمن النسائي(7/129)
- وكان من أئمة المسلمين- قلت: ما تقول في بقية؟ قال: إن قال أخبرنا أو حدثنا فهو ثقة، وإن قال: عن فلا يؤخذ عنه، لا يُدْرَى عمن أخذه.
حدثنا ابن الفضل أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال يزيد بن عبد ربه سمعت بقية يقول: ولدت سنة عشر ومائة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار حدثني عمرو بن عثمان. قال ولد بقية سنة عشر ومائة، ومات سنة سبع وتسعين.
أخبرنا ابن الفضل. أخبرنا ابن درستويه حدّثنا يعقوب حدثنا محمد بن مصفى.
قال: مات بقية بن الوليد سنة سبع وتسعين.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان الدِّمَشْقِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْن عبد الله اليمامي أخبرهم قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري حدثني الوليد بن عتبة قال: مات بقية سنة ست وتسعين ومائة.
3562-[1] بقية بن مهران الزندرودي [2] :
حدث عن مروان بن معاوية، وعثمان بن عبد الرحمن، وعلي بن ثابت الجزري، وعبد العزيز بن الحصين، وعدي بن الفضل، وسليمان بن عمر النخعي. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي وعلي بن إسحاق بن زاطيا. وغيرهما.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طَلْحَةَ بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الحريري حدّثنا على بن إسحاق بن زاطيا حدّثنا بقيّة بن مهران الزندروذى قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَشْرَبُ قَائِمًا، وَقَاعِدًا، وَيَمْشِي حَافِيًا، وَمُنْتَعِلا، وَيَنْصَرِفُ عن يمينه وعن شماله [في الصلاة] [3] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر حدّثنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي حدّثنا الحسن بن محمّد المقرئ حدّثنا بقيّة بن مهران الزندروذى- قرية ببغداد-.
__________
[1] 3562- انظر: الأنساب للسمعاني 6/313.
[2] الزندوردي: هذه النسبة إلى زندورد، وهي قرية ببغداد (الأنساب 6/313) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/130)
ذكر من اسمه بسام
3563- بسام بن يزيد بن صغير، أبو الحسين النقال [1] :
حدث عَنْ حَمَّاد بْن سلمة، رَوَى عَنْهُ إبراهيم بن راشد الأدمي، ويزيد بن الهيثم البادا، ومحمد بن علي بن شعيب السمسار، وعبد الله بن محمد البغوي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَادَا قَالَ حَدَّثَنَا بسّام بن يزيد حدّثنا حمّاد بن سلمة حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَرْبَعَةَ أَعْبُدٍ وَثَبُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الطَّائِفِ مِنْ سُورِ الطَّائِفِ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
حدثني أحمد بن محمّد المستملي أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسن الأزدي. قال: بسام بن يزيد النقال بغدادي، يتكلم فيه أهل العراق.
3564- بسام بن الفضل:
حدث عن حيان بن بشر القاضي. روى عنه أبو المطلع محمد بن عصمة البلخي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الرازي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ حدّثنا أبو المطلع محمّد بن عصمة حدّثنا بسّام بن الفضل البغدادي حدّثنا حيّان بن بشر حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صالح عن أبيه عن حفشيش الكندي يقول قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ رَجُلٌ مِنَّا، قَالَ: «نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنُ كِنَانَةَ، لا نَقْفُو أُمَّنَا وَلا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا» [2] .
__________
[1] 3563- النقال: هذه النسبة إلى نقل الأشياء (لب اللباب 263) .
[2] 3564- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2612. ومسند أحمد 5/211، 212. والمعجم الكبير 2/321 والصغير 1/11. ودلائل النبوة 1/173.(7/131)
ذكر من اسمه بشران
3565- بشران بن عبد الملك:
حدث عن دهثم بن جناح- أظنه الملطي- روى عنه أحمد بن حبيب الدمشقي.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ- فِي كِتَابِهِ إلينا- وحدّثني عبد العزيز ابن أبي طاهر الصّوفيّ عنه- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَقِيهَ أخبرنا أخى حَدَّثَنَا بِشْرَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَغْدَادِيُّ- بِبَغْدَادَ- حدّثنا أبو عبد الرّحمن دهثم ابن جناح حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ضِرَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اتَّخَذَ مِغْفَرًا لِيُجَاهِدَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَمَنِ اتَّخَذَ بَيْضَةً بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنِ اتَّخَذَ دِرْعًا كَانَتْ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [1]
. ولا أعرف هذا الشيخ في البغداديين، لكن في المواصلة: بشران بن عبد الملك الخزاعي، وأراه ورد في بغداد فسمع بها منه أحمد بن حبيب هذا الحديث، فإن كان كذلك فإن بشران بن عبد الملك كان يذكر عنه فضل وصلاح. وروى عَنْ غسان بن الربيع، ومعلي بن مهدي، ويزيد بن موهب، ومحمد بن سليمان لوين، وسلمة بن شبيب. وغيرهم. وحدث عنه من العراقيين محمد بن جعفر المطيري. وكانت وفاته سنة أربع وتسعين ومائتين. والحديث الذي سقناه منكر جدا مع إرساله، والحمل فيه على من أثنى [على] [2] بشران والحسن، فإنهم ملطيون.
وَقد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد المصري الحافظ يقول: ليس في الملطيين ثقة.
3566- بشران بن محمد بن سيف، أبو بكر القزاز:
حدث عن سعدان بن نصر المخرمي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن منصور الزّيادي. روى عنه أبو حفص بن شاهين، ونصر بن غالب البزاز، وأبو القاسم ابن الثلاج.
__________
[1] 3565- انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 2/255.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/132)
ذكر من اسمه بشير
3567- بشير بن ميمون، أبو صيفي الواسطي [1] :
ورد بغداد، وحدث بها عن عكرمة مولى ابن عباس، ومجاهد بن جبر، وسعيد المقبري، وعطاء الخراساني. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن بَكار بْن الريان، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن عرفة، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَّاطُ بأصبهان- حدّثنا سليمان ابن أحمد بن أيّوب الطبراني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بن خالد الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو صَيْفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا أَبَا الْحَجَّاجِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رَجُلا دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَرَأَى عَبْدَهُ فَوْقَ دَرَجَتِهِ، فَقَالَ:
يَا رَبِّ هَذَا عَبْدِي فَوْقَ دَرَجَتِي! فَقَالَ: لَهُ نَعَمْ جَزَيْتُهُ بِعَمَلِهِ وَجَزَيْتُكَ بِعَمَلِكَ» [2]
. وَبِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةٍ تُصُدِّقَ بِهَا عَلَى مملوك عند مليك يسوءه» [3]
. أخبرني محمّد بن أبي على الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سئل عن أبي صيفي الذي يحدث عن مجاهد، فقال: ليس بشيء كان يكون ببغداد.
أنبانا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف أخبرنا
__________
[1] 3567- انظر: تهذيب الكمال 729 (4/178- 181) . وتاريخ البخاري الكبير 2/1/105.
والصغير 207. والضعفاء له 254. والكنى لمسلم الورقة 56. وتاريخ واسط لبحشل 113. وضعفاء النسائي 286. وضعفاء العقيلي الورقة 55. والجرح والتعديل 1/1/379.
والمجروحين لابن حبان 1/192. والكامل لابن عدي الورقة 13. والضعفاء للدارقطني الورقة 10. وإكمال ابن ماكولا 1/285. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 87. والكاشف 1/159. وميزان الاعتدال 1/330. وتاريخ الإسلام الورقة 55- 56. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 21. وتهذيب ابن حجر 1/469- 470.
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 9/188. والكامل، لابن عدي 2/452.
والضعفاء للعقيلي 1/146.
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 4/238. وكنز العمال 16440.(7/133)
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي عن أبي صيفي يحدث عن مجاهد قال:
كتبنا عنه عن مجاهد وعن سعيد المقبري، ثم قدم علينا بعد، فحدثنا عن الحكم بن عتيبة، وليس بشيء [1] .
أخبرني على بن محمّد المالكي أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصيرفي قال حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قال سمعت أبي يقول:
أبو صيفي ضعيف، كان يقول حدثنا مجاهد- واسمه بشير بن ميمون [2] .
أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا سهل بن أحمد الواسطي حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: أبو صيفي بشير بن ميمون من أهل واسط ضعيف في الحديث كان يقول حدثنا مجاهد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكي حَدَّثَنَا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب.
وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدّثنا القاسم بن عيسى العطار. قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: أَبُو صيفي بشير بن ميمون غير ثقة [3] .
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ قال: بشر بن ميمون أبو صيفي واسطي منكر الحديث يتهم بالوضع [4] .
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي. قال: بشير بن ميمون أبو صيفي واسطي متروك الحديث [5] .
حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/179.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/180.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/180.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/180.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/180.(7/134)
- بمصر- أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي أخبرني أبي قال: أبو صيفي بن ميمون لَيْسَ بثقة ولا مأمون [1] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عن بشير بن ميمون عن مجاهد فقال: أبو صيفي واسطي متروك.
أخبرني الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال: بشير بن ميمون أبو صيفي الواسطي متروك الحديث [2] .
3568- بشير بن زياد البلخي:
قدم بغداد. وحدث بها عَنْ عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري. روى عنه يحيى بن أيوب العابد.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الكتاني حدّثنا عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ أخبرنا هشام بن أحمد بن جعفر الكندي حدّثنا عثمان بن خرزاذ حدّثنا يحيى بن أيّوب العابد حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ زِيَادٍ الْبَلْخِيُّ.
وَقَرَأْتُ فِي كتاب أحمد بن تاج الوراق- بخطه- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ حدّثني عبد الله بن محمّد حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ بَشِيرِ بْنِ زِيَادٍ. قَالَ يَحْيَى: - هَذَا شَيْخٌ قَدِمَ مِنْ بَلْخٍ- قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ مَرَّتِ الصَّدَقَةُ عَلَى يَدِي مِائَةٍ، لَكَانَ لَهُمْ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ أَجْرِ الْمُبْتَدِئِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ» [3]
. لَفْظُ حديث الوكيعى.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/180.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/180.
[3] 3568- انظر الحديث في: كنز العمال 15977.(7/135)
ذكر من اسمه بكران
3569- بكران بن عبد الرحمن، أبو القاسم:
حدث عن عبد الحميد بن نهشل. روى عنه عزيز بن الليث الأشروسني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن شُعَيْب الرُّويَانِيُّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُتُّلِيُّ.
حدّثنا أبو نصر عزيز بْنُ اللَّيْثِ بْنِ أَبِي اللَّيْثِ الأَشْرُوسَنِيُّ- قَدِمَ علينا حاجّا- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بَكْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ نَهْشَلٍ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَاقْتُلُوهُ» [1]
. 3570- بكران بن عبد الله بن العلاء، أبو القاسم القطان النهرواني:
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد البغوي، وأحمد بن حبيب عن عبيد النهرواني، ونهشل بن دارم المحتسب، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأبي بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدي، وأحمد بن هشام بن محمد بن هشام الكناني الطريقي.
حدثني عنه أبو علي بن دوما النعالي، وذكر لي أنه سمع منه بالنهروان في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
__________
[1] 3569- انظر الحديث في: كنز العمال 1044.(7/136)
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب
3571- بربر المعروف بالمغني:
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ أبو زكريا: كنا عند شيخ من ذاك الجانب يقال له بربر المغني، يحدث عن مالك بن أنس بكتبه، فذهبت أنا وأحمد إليه، كنا نختلف إليه حتى كتبنا عنه كتب مالك، فبينا نحن عنده يوما إذ نظر إلى وصيفة له نظيفة فارهة فقال: هذه جاريتي وأنا آتيها في دبرها، فاستحت الجارية وخجلت.
قال أبو زكريا: فما طابت نفسي بعد ذلك أن أشرب من بيته ماء، ولا أذوق له طعاما، فقلت له: لم؟ قال خفت أن تكون تلك الجارية تمسه بيدها فقذرتها، فكنت أكاد أموت من العطش في منزله فلا أذوق الماء، ثم إني رميت بكتبه بعد، لم يكن يسوى قليلا ولا كثيرا، وجئت بكتبه إلى معن لأسمعها منه فإذا هي لا تصلح، فرميت بها في دار معن. فقال معن: خذها تنتفع بها. قلت: ليس آخذها فرميت بها.
3572- بحر بن سويد الحنفي:
حدث عن حماد بن زيد. روى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن البراء حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني بحر بن سويد الحنفي. قَالَ سمعت حَمَّاد بْن زيد يقول: كَانَ يبلغ أيوب موت الفتى من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل قد يذكر بعبادة فلا يرى ذلك فيه!.
3573- البختري بن محمد بن البختري، أبو صالح اللخمي المعدل [1] :
حدث عن كامل بن طلحة الجحدري، ومحمد بن سماعه القاضي. روى عنه أبو القاسم الطبرانيّ.
__________
[1] 3573- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/195.(7/137)
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ التّاجر- بأصبهان- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا الْبَخْتَرِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْبَغْدَادِيُّ- أبو صالح- حدّثنا كامل بن طلحة الجحدري حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَطَيَّبَ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مُغِيرَةَ إِلا أَبُو عَوَانَةَ وَشُعْبَةُ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ كَامِلٌ، وَعَنْ شُعْبَةَ الْبُرْسَانِيُّ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن المحتسب قَالَ قرأنا على أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج الوراق عَنْ أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ. قال: توفي البختري بن محمد بن البختري- أبو صالح اللخمي- ببغداد سنة إحدى وتسعين- يعنى ومائتين-.
3574- بدّال بن سعيد بن خالد بن محمد بن أيوب، أبو محمد الفرساني:
من أهل أصبهان حدث عَن مُحَمَّد بْن بكير الحضرمي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر أنه سمع منه ببغداد.
3575- بلبل بن هارون، الديرعاقولي:
حدث عن نجيح بن إبراهيم الكوفي، ومحمد بن عبدك القزاز روى عنه أبو محمد السقاء الواسطي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي أخبرنا عبد الله بن محمّد المزني الحافظ- بواسط- حدّثنا بلبل بن هارون الديرعاقولى حدّثنا نجيح بن إبراهيم الرماني أخبرنا معمّر بن بكّار حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ قَوْمَهُ، وَيْلٌ لَهُ، ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ» [1]
. 3576- بندار البصلاني:
حدث عن إبراهيم بن راشد الأدمي. روى عنه أبو حفص الكتاني.
__________
[1] 3575- انظر الحديث في: مسند أحمد 5/3. وسنن أبي داود 4990. وسنن الترمذي 2315.
والمستدرك 1/46. وكشف الخفا 2/482.(7/138)
أخبرنا محمّد بن محمّد بن على الطبيب- من أصل كتابه- أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ حدّثنا بندار البصلانى حدّثنا إبراهيم بن راشد حدّثنا حجاج بن نصير حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كَمَا لا يَنْفَعُ مَعَ الشِّرْكِ شَيْءٌ، كَذَا لا يَضُرُّ مَعَ الإِيمَانِ شَيْءٌ» [1]
. 3577- بكار بن أحمد بن بكار بن بنان بن بكار بن زياد بن درستويه، أبو عيسى المقرئ [2] :
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن علي الأبار، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن نصر بْن دوست، وأبي علي الحسن بن الحسين الصواف المقرئ- صاحب أبي حمدون الطيب بن إسماعيل- وأحمد بن عبد الله ابن شجاع، والحسين بن محمد بن عفير، والعباس بن يوسف الشكلي وأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي، وغيرهم.
قرأ عليه أبو حفص الكتاني، وعلي بن محمد بن يوسف بن العلاف، وأبو الحسن ابن الحمامي- وهو حدثنا عنه- وأَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الوراق، وكان ثقة ينزل الجانب الشرقي في سوق يحيى.
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن عَلِيّ الخياط قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الخضر يقول سمعت أبا عيسى بكار بن أحمد- في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة يقول: أنا أقرئ منذ ستين سنة، وسألته في أثر ذلك عن سنه فقال لي: ولدت في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين.
حَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي حدّثنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ. قال: مات أبو عيسى بكار بن أحمد بن بكار المقرئ يوم الأربعاء. ودفن يوم الخميس لتسع بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ودفن عند قبر أبي حنيفة في مقبرة الخيزران.
3578- بريه بن محمد بن بريه، أبو القاسم البيع:
سكن جرجان وحدث بها عن إسماعيل بن محمد الصفار أحاديث باطلة
__________
[1] 3576- انظر الحديث في: الموضوعات 1/136. وتنزيه الشريعة 1/153. والفوائد المجموعة 454. واللآلئ المصنوعة 1/23. والكامل 2/650.
[2] 3577- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/157.(7/139)
موضوعة. حدثنا عنه الحسين بن محمد أخو الخلال.
أَخْبَرَنَا أَخُو الْخَلالِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ. حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ بُرَيْهُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُرَيْهٍ الْبَغْدَادِيُّ الْبَيِّعُ- بِجُرْجَانَ- قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن محمّد الصّفّار أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي أخبرنا عبد الرّزّاق بن همام أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا ضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْفِرَاشُ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَرَأَيْتُ النُّجُومَ مُشْتَبِكَةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا رَجُلٌ لَهُ حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: مَنْ؟ قَالَ:
«عُمَرُ، وَإِنَّهُ لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِيكِ» [1]
. وَفِي كِتَابِهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ عِدَّةُ أَحَادِيثَ مُنْكَرَةُ الْمُتُونِ جِدًّا.
3579- بديل بن أحمد بن محمد، أبو بكر الهروي:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن أَبِي العباس الأصم النيسابوري، ومنصور بن الحسن الدينوري، وعلي بن عبد الرحيم القناد. حَدَّثَنِي عنه الحسن بن محمد الخلال وذكر لي أنه كان حافظا.
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الخلال حدّثنا أبو بكر بديل بن أحمد بن محمّد الهروي- قدم علينا- حدّثنا محمّد بن يعقوب الأصم حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد الحرشي حدّثنا أبو العبّاس الأصم حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ حدّثنا سفيان عن الزّهريّ عن أنس ابن مَالِكٍ. قَالَ: سَقَطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَرَسٍ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
3580- بشرى بن مسيس أبو الحسن الرومي، مولى فاتن مولى المطيع لله [2] :
كان يذكر أنه أسر من بلد الروم وهو كبير، قال: وأهداني بعض أمراء بني حمدان لفاتن، فعلمني وأدبني. وسمعني الحديث، وكان يروي عن محمّد بن جعفر ابن الهيثم الأنباري ومحمد بن بدر الحمامي، ومحمد بن حميد المخرمي، وعمر بن محمد بن حاتم الترمذي، وسعد بن محمد الصيرفي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سالم الختلي، والحسين بن مُحَمَّدِ بْنِ عبيد العسكري، وعمر بن
__________
[1] 3578- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/189.
[2] 3580- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/274.(7/140)
محمد بن سبنك، وأبي يعقوب النجيرمي البصري، وأبى محمّد السقاء الواسطي، وغيرهم من البغداديين والغرباء.
كتبنا عنه وكان صدوقا، صالحا دينا، وحدثني أن أباه ورد بغداد سرا ليتلطف في أخذه ورده إلى بلد الروم، قال فلما رآني على تلك الصفة من الاشتغال بالعلم، والمثابرة على لقاء الشيوخ، علم ثبوت الإسلام في قلبي، ويئس مني فانصرف. وكان بشرى ينزل بالجانب الشرقي، في حريم دار الخلافة بالقرب من باب النوبي. ومات فِي يوم عيد الفطر من سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكان يوم سبت.
3581- باي بن جعفر بن باي، أبو منصور الجيلي الفقيه:
سكن بغداد ودرسَ فقه الشافعي عَلَى أَبِي حامد الإسفراييني. وسمع من أبي الحسن بن الجندي، وأبى القاسم بن الصيدلاني، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن حمة الخلال، وغيرهم.
كتبتا عنه وكان ثقة. وولي القضاء بباب الطاق، وبحريم دار الخلافة. ومات في أول المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
انقضى باب الباء(7/141)
باب التاء(7/143)
3582- تليد بن سليمان، أبو إدريس المحاربي الكوفي [1] :
حدث عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ داود بْن أَبِي عوف، وعبد الملك بن عمير. روى عنه هشيم بن أبي ساسان وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن موسى الأنصاري. وغيرهم. وهو ممن قدم ببغداد وحدث بها.
حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدّثنا أحمد ابن على الخزاز حدّثنا أحمد بن حاتم الطويل. حَدَّثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَ: «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ» [2] .
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- وهو أحمد ابن حنبل- ذكر تليد بن سليمان فَقَالَ: كتبت عنه حديثا كثيرا عَنْ أبي الجحاف.
قَالَ أبو عبد الله: أتحفظ عَنْ أبي الجحاف عَنْ أبيه؟ ثم قَالَ: حَدَّثَنَا تليد عَنْ أبي الجحاف قَالَ سمعت أبي يقول: ما مررت بدار القصارين قط إلا ذكرت يوم الجماجم. قلت لأبي عبد الله: كأنه يعني من أجل الصوت. فَقَالَ: نعم.
أخبرنا البرقاني أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي. قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل في تليد بن سليمان: كان مذهبه التشيع، ولم ير به بأسا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يعقوب بن سُفْيَان قَالَ: تليد رافضي خبيث، سمعت عبيد الله بن موسى يقول لابنه محمد: أليس قد قلت لك لا تكتب حديث تليد هذا؟ [3] .
__________
[1] 3582- انظر: تهذيب الكمال 798 (4/320) . وتاريخ ابن معين برواية الدوري 2/66. والتاريخ الكبير 2/1/158. والكنى لمسلم، الورقة 7. وأحوال الرجال للجوزجاني الورقة 16.
والمعرفة ليعقوب 3/36. وضعفاء العقيلي، الورقة 63- 64. والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1/1/447. والمجروحين لابن حبان 1/204- 205. والكامل لابن عدي، الورقة 66، 67 وتذهيب الذهبي 1/الورقة 94. والكاشف 1/167. وميزان الاعتدال 1/358. وتاريخ الإسلام الورقة 200- 201 (أياصوفيا 3006) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 34. وتهذيب ابن حجر 1/509- 510.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3870. ومسند أحمد 2/422. والمستدرك 3/149.
والمعجم الكبير للطبراني 3/31. والعلل المتناهية 1/267.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/322.(7/144)
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلى حدثني أبي. قَالَ: تليد بن سليمان كوفي. روى عنه ابن حنبل، لا بأس به، وكان يتشيع ويدلس [1] .
أَخْبَرَنَا البرقاني أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهروي حدّثنا الحسين بن إدريس حَدَّثَنَا ابن عمار. قَالَ: تليد بن سليمان، زعموا أنه لا بأس به.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: تليد كان ببغداد. وقد سمعت منه ولكن ليس هو بشيء [2] .
وَقَالَ في موضع آخر سمعت يَحْيَى بن معين يقول: تليد كذاب كان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ دجال لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا الحسن بْن أَحْمَد- هو أَبُو سعيد الإصطخري- قَالَ قُرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قال سمعت يحيى بن معين يقول:
تليد بن سليمان ليس بشيء، قعد فوق سطح مع مولى لعثمان بن عفان فذكروا عثمان فتناوله تليد، فقام إليه مولى عثمان فأخذه فرمى به من فوق السطح فكسر رجليه فكان يمشي على عصا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَنْ تليد بن سليمان فَقَالَ: رافضي خبيث [3] .
قَالَ: وسمعت أبا داود يقول: تليد رجل سوء يشتم أبا بكر وعمر، وقد رآه يحيى بن معين.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي حدّثنا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/322.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/322.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/322.(7/145)
أَبُو الفضل يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الفقيه. قَالَ: قَالَ صالح بن محمد: تليد بن سليمان لا يحتج بحديثه، وليس عنده كبير شيء.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حَدَّثَنَا أبي. قَالَ: تليد بن سليمان ضعيف [1] .
3583- تميم بن ناصح:
أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ أبو زكريّاء- يعنى يحيى ابن معين- كان عندنا هاهنا شيخ كيس قصير، حار الرأس جلد، ينزل باب الجسر في درب الخفافين، وكان يحدث عَنْ أم عبد الله ابنة خالد بن معدان، وعن صفوان بن عمرو، وعن هؤلاء. فكتبنا عنه، فلما كان ذات يوم أتيته، فَقَالَ: الحمد لله الذي جاء بك يا أبا زكريّا؛ وقد أصبت لك رقعة عَنْ شيخ، اكتب: حَدَّثَنَا أبو سنان الشيباني ضرار بن مرة، فقلت له: لا والله الذي لا إله إلا هو ما سمعت أنت من أبي سنان قط. فَقَالَ لي: ويحك، اتق الله سمعت منه في الحربية فقلت له: لا والله ما دخل بغداد قط، إنما دخل بغداد أبو سنان سعيد بن سنان، فنظرت في الأحاديث فإذا هي أحاديث أبي سنان ضرار بن مرة! فَقَالَ لي: حتى أذهب إِلَى الحربيّة فأسأل، فقلت، لا والله ما سمعت أنت منه قط، فذهب فسأل فإذا هو قد سمع من شيخ عَنْ أبي سنان، فذهب اسم الشيخ. قَالَ أبو زكريا: فضربت على حديثه كله، وَكَانَ اسْمُهُ تَمِيمَ بْنَ نَاصِحٍ.
3584- تميم بن يوسف بن تميم بن سليمان، أبو الحسن الصيدلاني التنوخي الحمصي:
سكن بغداد وحدث بِها عَنِ الربيع بْن سليمان المرادي، وسعيد بن أبي كريمة التنيسي. روى عنه أبو عبد الله بن مخلد، وأبو القاسم الآبندوني، وإسحاق بن سعد ابن الحسن بن سُفْيَان النسوي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ الْجُرْجَانِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي تَمِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ تَمِيمٍ الْحِمْصِيُّ- صَيْدَلانِيٌّ بِبَغْدَادَ بَابَ
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/322.(7/146)
الشام- حدّثنا الرّبيع حدّثنا ابن وهب أَخْبَرَنِي مَالِكٌ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ سعيد ابن سَلَمَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَاسًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] .
3585- تمام بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أَبُو بَكْرٍ الهاشمي [2] :
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً- حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن سليمان الهاشمي أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أبي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ وَاضِعًا يَدَكَ عَلَى مَعْرَفَةِ الْفَرَسِ وَأَنْتَ تُكَلِّمُ رَجُلا؟ - قَالَ أَبِي [3] : وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً قَالَتْ عَائِشَةُ: رأيتك يا رسول الله واضعا يدك عَلَى مَعْرَفَةِ فَرَسِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ؟ - قَالَ «رَأَيْتِهِ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ «ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلامَ. قَالَتْ وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ صَاحِبٍ وَدَخِيلٍ فَنِعْمَ الصَّاحِبُ وَنِعْمَ الدَّخِيلُ» [4]
قَالَ سُفْيَان: الدَّخِيلُ الضَّيْفُ.
قرأت بخط أبي الفضل بن ذكوان الهاشمي: ولد تمام بن محمد الهاشمي ليومين خلوا من المحرم سنة تسع وستين ومائتين، وتوفى في ذى القعدة سنة خمسين وثلاثمائة.
3586- تركان بن الفرج بن تركان بن بنان، أبو الحسين الباقلاني [5] :
كان يسكن بباب الشام، وحدث عَنْ أبي بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ. كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا تُرْكَانُ بْنُ الْفَرَجِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائة- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُقْسِمٍ العطار- إملاء- حدّثنا أبو جعفر بن أبي الدميك-
__________
[1] 3584- وتمامه: « ... وليس معنا من الماء إلا ما تشرب، أفنتوضأ بماء البحر؟» . فقال: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته» .
[2] 3585- انظر الحديث في: المنتظم، لابن الجوزي 14/135.
[3] القائل هنا عبد الله بن أحمد.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/74، 164. والأحاديث الصحيحة 3/105.
[5] 3586- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/135.(7/147)
محمّد بن هشام- حدّثنا عفّان حدّثنا شعبة بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّهُ وَامْرَأَةً مِنْهُمْ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَسًا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْمَرْأَةَ خَلْفَ ذَلِكَ.
مات تركان فِي جمادى الأولى من سنة عشر وأربعمائة.
3587- تغلب بن اليمان بن ريّان، أبو الخضر المرجي الصوفي:
سمع عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الوراق. كتبت عنه وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا تَغْلَبُ بن محمّد حدّثنا عبد الله بن ماسى حدّثنا القاضي يوسف بن يعقوب حدّثنا عمرو بن مرزوق أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.
3588- تمام بْن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونُ بْنُ عِيسَى بِنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْد العزيز بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن عبد المطلب، أَبُو بَكْرٍ الهاشمي الخطيب:
سمع عَلِيّ بن حسان الجدلي، ويوسف بن عمر القواس وأبا عبيد الله المرزباني.
كتبت عنه وكان صدوقا، شهد عند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه بْن ماكولا فقبل شهادته، وتقلد الخطابة بجامع الرصافة فِي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ثم أضيف إلى ذلك تقليد الخطابة فِي جامع قصر الخلافة، فكان يتناوب هو وأبو الحسين بن المهتدي الصلاة فِي جامع الرصافة وجامع القصر، إِلَى أن ترك ابن المهتدي الصلاة فِي جامع الرصافة، واقتصر عَلَى مناوبة تمام فِي جامع القصر فحسب.
أخبرني تمام بن محمّد حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ حَسَّانِ بْنِ القاسم بْن الفضل بن حسّان الأنباري حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني حَدَّثَنَا السَّيِّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَدْ عَفَوْتُ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ» [1]
. حَدَّثَنِي القاضي أَبُو القاسم التنوخي. قَالَ: مولد تمام بن مُحَمَّد الخطيب في سنة
__________
[1] 3588- انظر الحديث في: صحيح ابن خزيمة 2284. ومسند أحمد 1/92. وسنن أبي داود 1574. والترمذي 620. والنسائي 5/37.(7/148)
إحدى- أو اثنتين- وستين وثلاثمائة، الشك من التنوخي- وقرأت بخط أبي الفضل ابن دودان: ولد تمام بن مُحَمَّد يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
مات تمام بن مُحَمَّد فِي يوم الجمعة الثاني عشر من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
انقضى باب التاء(7/149)
باب الثاء(7/151)
3589- ثابت بن الوليد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جميع، أَبُو جبلة الزهري الكوفي:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَنْ أَبِيهِ. روى عنه محمد بن بكير الحضرمي، ومحمّد بن عيسى بن الطباع، وَأَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ رزق حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أبي حدّثنا ثابت بن الوليد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جميع قَالَ أبي: قدم علينا من الكوفة فنزل مدينة أبي جعفر، فذهبت أنا ويحيى بن معين- يعني إليه- قَالَ أبي وحدثنا عنه ابن فضيل ووكيع، وأحسبه قال ويزيد بن هارون قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: قَالَ لي أَبُو الطفيل: أدركت ثمان سنين من حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولدت عام أحد.
أخبرنا مُحَمَّد بن عمر النرسي أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا محمّد بن يونس حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حنبل- سنة ثلاث عشرة ومائتين- حَدَّثَنَا ثابت بن الوليد بن عَبْدِ اللَّهِ بن جميع.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يحيى حدّثنا محمّد بن عيسى بن الطباع حدّثني ثابت بن الوليد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جميع.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يحيى حدّثنا محمّد بن عيسى بن الطباع حَدَّثَنِي ثابت بن الوليد بن جميع عَلَى باب هشيم عَنْ أبيه عَنْ أبي الطفيل. قَالَ: أدركت من حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان سنين، وولدت عام أحد.
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد فِي تسمية من كان ببغداد من العلماء، ثابت بن الوليد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جميع.
3590- ثابت بن نصر بن مالك بن الهيثم، الخزاعي [1] :
أخو أحمد بن نصر الشهيد، كان يتولى إمارة الثغور، ويذكر عنه فضل وصلاح.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثمان ومائتين فيها مات ثابت بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي بالمصيصة، وقد كان ولي الثغور سبع عشرة سنة، وحسن أثره فيها.
__________
[1] 3590- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/182.(7/152)
3591- ثابت بن يعقوب بن قيس بْنُ إبراهيم بن عبد الله، التوزي:
سكن بغداد وحدث بها عَنْ أبي صالح الهذيل بن حبيب الدنداني عَنْ مقاتل بن سُلَيْمَان كتاب التفسير. رواه عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، وَقَالَ: سمعته منه فِي سنة أربعين ومائتين ومات وهو ابن خمس وثمانين.
3592- ثابت بن إسماعيل الرفاء [1] :
حدث أحمد بن عبد الله بن نصر، والذارع، عنه عَنْ سريج بن يونس، والذارع غير ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نصر بْن الفتح الذارع قَالَ حَدَّثَنَا ثابت بن إسماعيل الرفاء حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ بن منصور بن سيرين. قَالَ: إذا نزعت النعلان استراحت القدمان.
3593- ثابت بن يَحْيَى بن ثابت، أَبُو عَلِيّ الأنباريّ:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه كان جارهم، وأنه حدثهم عَنْ محمّد بن إسحاق ابن راهويه، وَقَالَ: توفي فِي المحرم من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
3594- ثابت بن جعفر بن السري بن ميمون بن زياد، أَبُو الطيب الأنماطي:
ذكر ابْن الثلاج أَيْضًا أنه حدثهم عَنْ عِيسَى بن أبي حرب الصفار فِي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، فِي أصحاب الأنماط بالجانب الغربي.
3595- ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت بن الهيثم، أَبُو أحمد الصيرفي:
حدث عَنْ مُوسَى بن سهل الجوني وعلي بن إبراهيم بن مطر السكري.
حَدَّثَنِي عنه القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن عَلِيّ الواسطي.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ- مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ثَابِتُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْهَيْثَمِ الصَّيْرَفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ- بها- حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْجَوْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمِصِّيصِيُّ أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ادْنُ مِنِّي وَسَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» [2] .
__________
[1] 3592- الرفاء: هو لمن يرفو الثياب (الأنساب 6/141) .
[2] 3595- سبق تخريجه، راجع الفهرس.(7/153)
3596- ثابت بن شعيب بن كثير، أبو القاسم:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو الجارودي. حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزَجِيّ.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن على أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ كَثِيرٍ أَبُو القاسم- في التوميين- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْجَارُودِيُّ البصريّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشوارب حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ» [1]
. 3597- ثابت بن عثمان بن عَلِيّ بن عبد الله، أَبُو عمرو القزاز:
حدث عَنْ أَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأبي بكر الشافعي. حَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، والْقَاضِيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ، وَأبو الْقَاسِم التنوخي. وَقَالَ لي التنوخي: سمعت منه فِي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
3598- ثابت بن الحسين بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن حبيب بن مروان، أَبُو نصر البغدادي:
حدث بدمشق بعد سنة ثلاثين وأربعمائة حَدِيثًا وَاحِدًا.
قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد البغوي حدّثنا محمّد بن خلّاد الباهليّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَلِيمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَقُلْ:
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكَتْ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» [2]
. ذكر لي عبد العزيز بن أَحْمَد الكتاني أنه سمع منه هذا الحديث. قَالَ: ولم يكن معه من الحديث غيره، كان عَلَى ظهر جزء له. قَالَ: وذكر أنه سمع الكثير من عيسى ابن عَلِيّ، ومن أبي طاهر المخلص، ومن بعدهما. وكان عارفا بالفرائض وقسمة المواريث.
__________
[1] 3596- انظر الحديث في: سنن أبي داود 4658. وسنن الترمذي 3861. وسنن ابن ماجة 161. والمستدرك 2/478، 479.
[2] 3598- انظر الحديث في: عمل اليوم والليلة 703.(7/154)
3599- ثابت بن عبد الوهاب، أَبُو عِيسَى الدوري:
حدث عن حفص بن عمرو الربالي. روى عنه أبو الحسن بن الْجُنْدِيِّ.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن عمر الغزّال أخبرنا أحمد بن أحمد ابن محمّد بن عمران حدّثنا ثابت بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو عِيسَى الدُّورِيُّ. وَالْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الإِصْطَخْرِيُّ الْقَاضِي قَالا: حدّثنا حفص بن عمرو الربالي حدّثنا المنذر ابن زياد الطائي حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ: فَرَضَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَعَدَلَ الْمِسْلِمُونَ ذَلِكَ بِمُدَّيْنِ قَمْحًا.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهديّ أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
3600- ثبات بن عَمْرِو بْنِ ميمون بن ثبات بن العباس بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جرير بن عبد الله، أَبُو العباس البجلي القطان:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن غالب التمتام، وبشر بن مُوسَى، وأبي العباس الكديمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبي مُسْلِم الكجي، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَل، وَموسى بْن هارون الحافظ، ومحمد بن العباس المؤدب، وعبيد العجل. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج، وأبو الحسن بن رزقويه، والقاضي أَبُو القاسم بن المنذر، وطلحة ابن عَلِيّ بن الصقر الكتاني وذكر طلحة أنه سمع منه سنة خمسين وثلاثمائة، وكان صدوقا.
3601- ثمامة بن أشرس، أَبُو معن النميري [1] :
أحد المعتزلة البصريين، ورد بغداد واتصل بهارون الرشيد وغيره من الخلفاء. وله أخبار ونوادر، يحكيها عنه أَبُو عثمان الجاحظ وغير واحد.
أخبرنا الحسن بن علي الصيمري حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بْن عمران المرزباني حدّثنا عبد الله بن جعفر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يزيد النحوي. قَالَ: قَالَ ثمامة بن أشرس:
خرجت من البصرة أريد المأمون، فصرت إِلَى دير هرقل، فإذا مجنون مشدود. فقال
__________
[1] 3601- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/254. ولسان الميزان 2/83. وميزان الاعتدال 1/173.
والبيان والتبيين 1/61. وخطط المقريزي 2/347. وتاريخ بغداد 7/145. وطبقات المعتزلة 62. والاعلام 2/100- 101.(7/155)
لي: ما اسمك؟ قُلْتُ ثمامة قَالَ: المتكلم؟ قُلْتُ نعم. قَالَ لم جلست عَلَى هذه الآجرة ولم يأذن لك أهلها؟ قُلْتُ: رأيتها مبذولة فجلست عليها، قال فلعل لأهلها تدبيرا غير البذل. ثم قَالَ لي: أخبرني متى يجد صاحب النوم لذة النوم؟ إن قُلْتُ قبل أن ينام أحلت لأنه يقظان، وإن قُلْتُ فِي حال النوم أبطلت لأنه لا يعقل شيئا، وإن قُلْتُ بعد قيامه فقد خرج عنه ولا يوجد الشيء بعد فقده. فو الله ما كان عندي فيها جواب.
وأخبرنا الصيمري حدّثنا المرزباني حدّثنا الصولي. قَالَ: قَالَ الجاحظ قَالَ ثمامة:
دخلت إِلَى صديق لي أعوده وتركت حماري عَلَى الباب، ولم يكن معي غلام. ثم خرجت فإذا فوقه صبي، فقلت: لم ركبت حماري بغير إذني؟ قَالَ: خفت أن يذهب فحفظته لك، قُلْتُ: لو ذهب كان أعجب إِلَى من بقائه، قَالَ فإن كان هذا رأيك فِي الحمار فاعمل عَلَى أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ وهبه لِي، وَارْبَحْ شُكْرِي، فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي علانة المقرئ أخبرنا أبو بكر أحمد ابن جعفر بن سلم حَدَّثَنَا أَبُو دلف هاشم بن مُحَمَّد الخزاعي أخبرنا عمرو بن بحر الجاحظ- سنة ثلاث وخمسين ومائتين- قَالَ حَدَّثَنِي ثمامة بن أشرس قَالَ: شهدت رجلا يوما من الأيام وقد قدم خصما إِلَى بعض الولاة فَقَالَ: أصلحك الله ناصبي، رافضي، جهمي مشبه، مجبر، قدري، يشتم الحجاج بن الزبير، الذي هدم الكعبة عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَيَلْعَنُ مُعَاوِيَة بْنِ أَبِي طَالِبٍ! فَقَالَ لَهُ الْوَالِي: مَا أَدْرِي مِمَّا أَتَعَجَّبُ! مِنْ عِلْمِكَ بِالأَنْسَابِ، أَوْ مِنْ مَعْرِفَتِكَ بِالْمَقَالاتِ؟ فَقَالَ: أصلحك الله ما خرجت من الكتاب حتى تعلمت هذا كله! أَخْبَرَنِي أَبُو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا محمّد بن جعفر النّحويّ الكوفيّ أخبرنا أبو الحسن الواقفي حَدَّثَنَا ابن النديم. قَالَ: دخل ثمامة بن أشرس عَلَى المأمون وعنده أَبُو العتاهية، فَقَالَ أَبُو العتاهية: يا أمير المؤمنين أتأذن فِي مناظرته فِي القدر؟ قَالَ: افعل. قَالَ: فأدخل أَبُو العتاهية يده فِي كمه وحرك أصبعه، وَقَالَ: من حرك يدي؟ قَالَ ثمامة: من أمه بظراء.
قَالَ: يقول أَبُو العتاهية: علة قاطعة.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني أخبرني محمّد ابن يحيى حدّثنا يموت بن المزرع حَدَّثَنِي الجاحظ. قَالَ: دخل أَبُو العتاهية عَلَى المأمون فطعن عَلَى أهل البدع، وجعل يخص القدرية باللعن، فَقَالَ له المأمون: أنت صاحب شعر ولغة وللكلام قوم. قَالَ: يا أمير المؤمنين لعمري إن صناعتي لتلك، ولكني أسأل(7/156)
ثمامة عَنْ مسألة فقل له يجيبني، فَقَالَ له المأمون: لا ترد هذا فلست فِي الكلام من طرزه، فَقَالَ: يتفضل عَلَى أمير المؤمنين بذلك، فَقَالَ: يا ثمامة إذا سألك فأجبه.
فأخرج أَبُو العتاهية يده من كمه، ثم حركها وَقَالَ: يا ثمامة من حرك يدي؟ قَالَ: من أمه زانية،، فَقَالَ: شتمني والله. فَقَالَ: ثمامة ناقض والله. فَقَالَ له المأمون: قد أجاب عَنِ المسألة، فإن كان عندك زيادة فزده، فانصرف أَبُو العتاهية.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا المبرد أخبرني الميثمي قَالَ: قَالَ رجل لثمامة أنت إن شئت قضى فلان حاجتي. فَقَالَ ثمامة: أنا قدري ولم تبلغ قدريتي هذا كله.
إنما قُلْتُ إن شئت فعلت ولم أقل إن شئت فعل فلان.
أخبرنا الحسين بن علي بن عبد الله المقرئ أخبرنا مُحَمَّد بن جعفر بن هارون التميمي أخبرنا أبو روق الهزاني حَدَّثَنَا الفضل بن يعقوب. قَالَ: لما اجتمع ثمامة بن أشرس ويحيى بن أكثم عند المأمون، قال ليحيى: أخبرني عَنِ العشق ما هو؟ قَالَ يا أمير المؤمنين سوانح تسنح للعاشق يؤثرها، ويهتم بها تسمى عشقا. فَقَالَ له ثمامة: يا يَحْيَى أنت بمسائل الفقه أبصر منك بهذا الباب، ونحن بهذا أحذق منك، قَالَ المأمون:
فهات ما عندك. فَقَالَ: يا أمير المؤمنين إذا امتزجت جواهر النفوس بوصل المشاكلة، نتجت لمح نور ساطع يستضيء به بواصر العقل، وتهتز لإشراقه طبائع الحياة، ويتصور من ذلك اللمح نور خاص بالنفس، متصل بجوهرها يسمى عشقا. فَقَالَ المأمون: هذا وأبيك الجواب!! أخبرنا الصيمري أخبرنا المرزباني أخبرنا أبو بكر الجرجاني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يزيد المبرد عَنِ الحسن بن رجاء أن الرشيد لما غضب عَلَى ثمامة دفعه إِلَى سلام الأبرش وأمره أن يضيق عليه، ويدخله بيتا ويطبق [1] عليه، ويترك فيه ثقبا، ففعل دون ذلك، وكان يدس إليه الطعام، فجلس سلام عشية يقرأ فِي المصحف، فقرأ: فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ*
، فَقَالَ له ثمامة: إنما هو للمكذبين، وجعل يشرحه له ويقول: المكذَّبون هم الرسل، والمكذِّبون هم الكفار. فَقَالَ: قد قيل لي إنك زنديق ولم أقبل، ثم ضيق عليه أشد الضيق! قَالَ ثم رضي الرشيد عَنْ ثمامة وجالسه، فقال: أخبروني من أسوأ الناس حالا؟ فقال كل واحد شيئا، قَالَ ثمامة: فبلغ القول إلى. فقلت: عاقل
__________
[1] في المطبوعة والأصل: «ويطين عليه» والتصحيح من المنتظم لابن الجوزي.(7/157)
يجري عليه حكم جاهل، قَالَ: فتبينت الغضب فِي وجهه فقلت: يا أمير المؤمنين ما أحسبني وقعت بحيث أردت؟ قَالَ: لا والله فاشرح، فحدثته بحديث سلام، فجعل يضحك حتى استلقى وَقَالَ: صدقت والله: لقد كنت أسوأ الناس حالا.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا دعلج بن أحمد حدّثنا موسى بن هارون حدّثنا أبي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي كبشة قَالَ: كنت فِي سفينة فِي البحر، فسمعت هاتفا يهتف وهو يقول: لا إله إلا الله، كذب المريسي عَلَى الله، ثم عاد الصوت فَقَالَ: لا إله إلا الله، عَلَى ثمامة والمريسي لعنة الله، قال: وكان معنا فِي المركب رجل من أصحاب المريسي فخر ميتا.
3602- ثواب بن يزيد بن ثواب، أَبُو بَكْرٍ:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن منصور الطوسي. روى عنه أَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ محمّد الخلال حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا ثواب ابن يزيد بن ثواب حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي حدّثنا روح بن عبادة حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَعَامُ الْوَاحِدِ كَافِي الاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ كَافِي الأَرْبَعَةِ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ كَافِي الثَّمَانِيَةِ» [1]
. 3603- ثوابة بن أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بن ثوابة بْن مهران بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحُسَيْنِ الموصلي [2] :
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَد بْن عَلِيّ بْنِ الْمُثَنَّى، وأحمد بن الحسين الجرادي، وعبد الله بن أبي سفيان المواصلة، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي وأحمد بن محمد بن بكر البالسي، وأبي عبيدة أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ذكوان الدمشقي. روى عنه أبو الْحَسَن الدارقطني. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وطلحة بن عَلِيّ بن الصقر الكتاني، وَكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ ثوابة بن أَحْمَدَ بْنِ عيسى بن ثوابة الموصليّ حَدَّثَنَا أَبُو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الوراق ومحمد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي. قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن إدريس العمي حدّثنا عامر بن
__________
[1] 3602- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأشربة 179، 80. وفتح الباري 9/535.
[2] 3603- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/158.(7/158)
يساف عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير فِي قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
[الروم 15] قَالَ: الحبر اللذة والسماع.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري. قَالَ: مات ثوابة بن أحمد بمصر فِي المحرم من سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة..
انقضى باب الثاء(7/159)
باب الجيم(7/160)
ذكر من اسمه جعفر
3604- جعفر الأكبر بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب [1] :
كان يتولى إمارة الموصل، ومات فِي حياة أبيه أبي جعفر المنصور.
أخبرنا مُحَمَّد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يعقوب بن سُفْيَان. قَالَ: سنة خمسين ومائة فيها توفى جعفر بن جعفر بمدينة السلام، وصلى عليه أَبُو جعفر ليلا، ودفن فِي مقابر قريش. قُلْتُ: وهو أول من دفن فِي مقابر قريش عَلَى ما ذكر.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال أخبرنا أَحْمَد بْن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة إحدى وخمسين ومائة فيها مات جعفر بن أبي جعفر المنصور الأكبر فِي صفر.
ذكر يعقوب بن سُفْيَان أن جعفر بن أبي جعفر الذي مات فِي سنة إحدى وخمسين هو الأصغر. وليس بالذي ذكرناه آنفا.
كذلك أخبرنا ابن الفضل حدّثنا عبد الله بن جعفر حَدَّثَنَا يعقوب. قَالَ: سنة إحدى وخمسين ومائة فيها مات جعفر الصغير بن أبي جعفر فِي صفر بمدينة السلام، ولم يذكر أَبُو حسّان جعفر الأصغر فِي تاريخه، فالله أعلم.
3605- جعفر بن زياد، أَبُو عبد الله- وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ- الأحمر الكوفي [2] :
حدث عَنْ بيان بن بشر، ومنصور بن المعتمر، وأَبِي إِسْحَاقَ الشيباني. روى عنه
__________
[1] 3604- انظر: الأعلام للزركلي 2/125.
[2] 3605- انظر: تهذيب الكمال 941 (5/38) . وطبقات ابن سعد 6/383. وتاريخ يحيى برواية الدوري 2/86. وبرواية الدارمي رقم 219. والعلل لأحمد 1/274، 362، 377.
والتاريخ الكبير 2/ت 2159. والصغير 2/170. وأحوال الرجال للجوزجاني، ترجمة 57. والكنى لمسلم ورقة 62. والمعرفة ليعقوب 1/155، 444، 3/133. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 300. وأخبار القضاة لوكيع 2/369، 3/172. والكنى للدولابي-(7/161)
سُفْيَان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وعبيد الله بن مُوسَى، وأبو غسان النهدي، وأسود بن عامر شاذان. وكان قد خرج إِلَى خراسان فبلغ أبا جعفر المنصور عنه أمر يتعلق بالإمامة وأنه ممن يرى رأي الرافضة، فوجه إليه بمن قبض عليه وحمله إِلَى بغداد، فأودعه السجن دهرا طويلا، ثم أطلقه.
قرأت فِي كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين أخبرنا جنيد بن حكيم- في كتابه- حَدَّثَنَا حسين بن عَلِيّ بن جعفر الأحمر قَالَ: كان جدي من رؤساء الشيعة بخراسان، فكتب فيه أَبُو جعفر إِلَى هَرَاة فأشخص إليه فِي ساجور [1] مع جماعة من الشيعة، فحبسوا فِي المطبق دهرا طويلا، ثم أطلقوا [2] .
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدّثنا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة- قَالَ: سمعت أبي يقول: حدّثنا أسود ابن عامر حَدَّثَنَا جعفر بن زياد الأحمر، قُلْتُ لأبي: هو ثقة؟ قَالَ: هو صالح الحديث [3] .
وَقَالَ عبد الله فِي موضع آخر: سألته- يعني أباه- عَنْ جعفر بن زياد الأحمر، فَقَالَ حَدَّثَنَا عنه عَبْد الرَّحْمَنِ ووكيع وكان يَتَشَيَّعُ.
أخبرنا مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ رزق أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسأل يَحْيَى بن معين الأزرق بن عَلِيّ بن حكيم عَنْ جعفر الأحمر، فَقَالَ: كان ثقة، وكان من الشيعة [4] .
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا جعفر
__________
2/54. وضعفاء العقيلي، الورقة 34. والجرح والتعديل 2/ت 1952. والمجروحين لابن حبان 1/213. والكامل لابن عدي 1/ورقة 210. وثقات ابن شاهين ورقة 11.
وتذهيب الذهبي 1/ورقة 107- 108. والكاشف 1/185. وميزان الاعتدال 1/407.
والمغني 1/ت 1143. وديوان الضعفاء ت 753. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 81. وبغية الأريب، الورقة 80. ونهاية السول، الورقة 51. وتهذيب ابن حجر 2/92- 93.
وخلاصة الخزرجي 1/ت 1083. والمنتظم، لابن الجوزي 8/290.
[1] الساجور: خشبة تعلق في عنق الكلب. (القاموس) .
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/41.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/48.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/40.(7/162)
ابن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: جعفر الأحمر ثقة شيعي.
أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي أَخْبَرَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد. قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين يقول: جعفر الأحمر الكوفي ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسئل يَحْيَى بن معين عَنْ جعفر الأحمر فَقَالَ بيده، لم يثبته ولم يضعفه [2] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خميرويه الهروي أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: وجعفر الأحمر، ليس هو عندهم حجة، كان رجلا صالحا كوفيا، وكان يتشيع [3] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا عبيد الله عَنْ جعفر الأحمر، كوفي ثقة [4] .
أخبرنا عبد العزيز بن أَحْمَدَ بْنِ علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ الإمام حَدَّثَنَا أَبُو بكر القاسم بْن عيسى العصار حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ:
جعفر الأحمر مائل عَنِ الطريق [5] .
قُلْتُ: يعني فِي مذهبه وما نسب إليه من التشيع.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَنْ جعفر الأحمر فَقَالَ: هو ابن زياد، صدوق شيعي، حدث عنه عَبْد الرَّحْمَنِ بن مهديّ [6] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/40.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/40.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/40.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/40.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/40.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/41.(7/163)
كتب إلي أبو محمد بن أبي نصر الدمشقي. وأخبرنا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه قَالَ حدّثنا أبو ميمون البجلي حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قَالَ: سمعت أبا نعيم يقول: مات جعفر الأحمر سنة خمس وستين ومائة [1] .
أَخْبَرَنَا الحسين بْن علي الطناجيري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني حدّثنا هارون بن حاتم حدّثنا دبيس بن حمير. قَالَ: ومات جعفر الأحمر سنة سبع وستين، وله سبع وستون سنة [2] .
أخبرنا مُحَمَّد بن الحسين القطّان أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي. حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي. قَالَ مات أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ جعفر بن زياد الأحمر سنة سبع وستين ومائة [3] .
3606- جعفر بن يَحْيَى بن خالد، أَبُو الفضل البرمكي [4] .
كان من علو القدر، ونفاذ الأمر، وعظم المحل، وجلالة المنزلة عند هارون الرشيد بحالة انفرد بها ولم يُشَارَكْ فِيهَا، وكان سمح الأخلاق، طلق الوجه ظاهر البشر، فأما جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فكان أشهر من أن يذكر، وأبين من أن يظهر، وكان أيضا من ذوي الفصاحة، والمذكورين باللسن والبلاغة، ويقال إنه وقع ليلة بحضرة الرشيد زيادة عَلَى ألف توقيع، ونظر في جميعها فلم يخرج شيء منها عَنْ موجب الفقه. وكان أبوه يَحْيَى بن خالد قد ضمه إِلَى أبي يوسف القاضي حتى علمه وفقهه، وغضب الرشيد عليه فِي آخر أمره فقتله، ونكب البرامكة لأجله.
أخبرنا الحسين بن عَلِيّ الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى أخبرني محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يزيد النحوي قَالَ: زعم الجاحظ أن ثمامة بن أشرس النميري قَالَ: ما رأيت رجلا أبلغ من جعفر بن يحيى والمأمون.
أخبرنا الحسين بن العبّاس النّعاليّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذارع حدّثنا
__________
[1] 12- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/41.
[2] 13- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/41.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/41.
[4] 3606- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/140. والنجوم الزاهرة 2/123. ووفيات الأعيان 1/105. والبداية والنهاية 10/194. والبيان والتبيين 1/58. وتاريخ الطبري حوادث سنة 187.(7/164)
زكريّا- يعنى ابن جعفر- حَدَّثَنَا العباس بن الفضل قَالَ: اعتذر رجل إِلَى جعفر بن يَحْيَى البرمكي، فَقَالَ له جعفر: قد أغناك الله بالعذر منا عَنِ الاعتذار إلينا، وأغنانا بالمودة لك عَنْ سوء الظن بك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سلامة بْن الْحُسَيْن المقرئ حدّثنا على بن عمر الحافظ القاضي [حدّثنا [1]] الحسين بن إسماعيل حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طهمان حَدَّثَنِي أبي قَالَ كان أَبُو علقمة الثقفي- صاحب الغريب- عند جعفر بن يَحْيَى فِي بعض لياليه التي يسمر فيها، فأقبلت خنفساء إِلَى أبي علقمة، فَقَالَ: أليس يقال إن الخنفساء إذا أقبلت إِلَى رجل أصاب خيرا، قالوا: بلى؟ قال جعفر ابن يَحْيَى: يا غلام أعطه ألف دينار، قَالَ فنحوها عنه، فعادت إليه فَقَالَ يا غلام، أعطه ألف دينار فأعطاه ألفي دينار، قَالَ: وأنشد جعفرا مرثية ابن أبي حفصة لِمَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ التي يقول فيها:
كَأَنَّ الشَّمْسَ يَوْمَ أُصِيبَ مَعْنٌ ... مِنَ الإِظْلامِ مُلْبَسَةً جِلالا
فاستجادها جعفر فوهب له عشرة آلاف درهم.
أخبرنا علي بن أبي علي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى الكاتب حدّثنا علي بن سليمان الأخفش حَدَّثَنِي بعض أصحابنا قَالَ خرج عبد الملك بن صالح مشيعا لجعفر ابن يَحْيَى البرمكي، فعرض عليه حاجاته فَقَالَ له: قصارى كل مشيع الرجوع وأريد أعز الله الأمير أن يكون لي كما قال بظحاء العذري:
وكوني عَلَى الواشين لداء شغبة ... فإني عَلَى الواشي ألد شغوب
فَقَالَ جعفر: بل أكون لك كما قَالَ جميل:
وإذا الواشي وشى يوما بها ... نفع الواشي بما جاء يضر
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي قَالَ سمعت عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن عبد الأعلى الإسكافي يحدث. قَالَ: كان أحمد بن الجنيد الإسكافي أخص الناس بجعفر بن يحيى ابن خالد البرمكي، فكان الناس يقصدونه فِي حوائجهم إِلَى جعفر. قَالَ: وإن رقاع الناس كثرت فِي خف أحمد بن الجنيد، فلم يزل كذلك إِلَى أن تهيأ له الخلوة بجعفر فقال له: يا جعفر [2] جعلني الله فداك، قد كثرت رقاع الناس معي، وأشغالك كثيرة
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] «جعفر» ساقطة من المطبوعة.(7/165)
وأنت اليوم خال، فإن رأيت أن تنظر فيها؟ فَقَالَ له جعفر: عَلَى أن تقيم عندي اليوم، فَقَالَ له أحمد: نعم! فصرف دوابه وأقام فلما تغدوا جاءه بالرقاع فَقَالَ له جعفر: هذا وقت ذا؟ دعنا اليوم، فأمسك عنه أحمد وانصرف فِي ذلك اليوم ولم ينظر فِي الرقاع، فلما كان بعد أيام خلا به فذاكره الرقاع، فَقَالَ: نعم عَلَى أن تقيم عندي اليوم، فأقام عنده ففعل به مثل الفعل الأول حتى فعل به ذلك ثلاثا، فلما كان فِي آخر يوم أذكره فَقَالَ: دعني الساعة وناما، فانتبه جعفر قبل أحمد فَقَالَ لخادم له: اذهب إِلَى خف أحمد بن الجنيد فجئني بكل رقعة فيه. وانظر لا يعلم أحمد، فذهب الغلام وجاء بالرقاع، فوقع جعفر فيها عَنْ آخرها بخطه بما أحب أصحابها، ووكد ذلك، ثم أمر الخادم أن يردها فِي الخف، فردها، وانتبه أحمد وأخذوا فِي شأنهم، ولم يقل له فيها شيئا، وانصرف أحمد، فركب يعلل أصحاب الرقاع بها أياما، ثم قَالَ لكاتب له: ويحك هذه الرقاع قد أخلقت فِي خفي، وهذا- يعني جعفرا- ليس ينظر فيها، فخذها تصفحها وجدد ما خلق منها فأخذها الكاتب فنظر فيها فوجد الرقاع موقعا فيها بما سأل أهلها وأكثر، فتعجب من كرمه ونبل أخلاقه، ومن أنه قد قضى حاجته ولم يعلمه بها لئلا يظن أنه اعتد بها عليه.
أخبرني أَبُو الْقَاسِمِ الأزهرى حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان حدّثنا أبو يعقوب النّخعيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بن زيد- كاتب العباس بن المأمون- حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: حج الرشيد ومعه جعفر بن يَحْيَى البرمكي، قَالَ: وكنت معهم، فلما صرنا إِلَى مدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لي جعفر بن يَحْيَى: أحب أن تنظر لي جارية، ولا تُبْقِي غَايَةً فِي حَذَاقَتِهَا بِالْغِنَاءِ وَالضَّرْبِ، وَالْكَمَالِ فِي الظِّرْفِ وُالأَدَبِ، وجنبني قولهم صفراء، قَالَ فوضعتها عَلَى يد من يعرف، قَالَ فَأُرْشِدْتُ إِلَى جَارِيَةٍ لِرَجُلٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَرَأَيْتُ رُسُومَ النِّعْمَةِ، وأخرجها فلم أر أجمل منها، ولا أصبح ولا آدب، قال ثم تغنت إلى أصواتا وأجادتها، قَالَ فقلت لصاحبها: قل ما شئت، قَالَ أقول لك قولا لا أنقص منه درهما، قَالَ قُلْتُ قل، قَالَ أربعين ألف دينار، قال قلت قد أخذتها واشترطت نظرة، قَالَ ذاك لك، قَالَ فأتيت جعفر بن يَحْيَى فقلت قد أصبت حاجتك عَلَى غاية الكمال، والظرف والأدب والجمال، ونقاء اللون، وجودة الضرب والغناء، وقد اشترطت نظرة، فاحمل المال ومر بنا، قَالَ فحملنا المال عَلَى حمالين وجاء جعفر مستخفيا فدخلنا عَلَى الرجل فأخرجها، فلما رآها جعفر عجب بها، وعرف أن قد صدقته، ثم غنته فازداد بها عجبا، فَقَالَ(7/166)
لي: اقطع أمرها قال، قلت لمولاها هذا المال قد نقدناه ووزناه، فإن قنعت وإلا فوجه إلى من شئت لينقد. فَقَالَ: لا بل أقنع بما قلتم قَالَ فَقَالَتِ الجارية: يا مولاي فِي أي شيء أنت؟ فَقَالَ: قد عرفت ما كنا فيه من النعمة، وما كنت فيه انبساط اليد، وقد انقبضت عَنْ ذلك لتغير الزمان علينا، فقدرت أن تصيري إِلَى هذا الملك فتنبسطي فِي شهواتك وإرادتك، فَقَالَتِ الجارية: والله يا مولاي لو ملكت منك ما ملكت مني ما بعتك بالدنيا وما فيها، وبعد فاذكر العهد، وقد كان حلف لها أن لا يأكل لها ثمنا، قَالَ فتغرغرت عين المولى وَقَالَ: اشهدوا أنها حرة لوجه الله، وأني قد تزوجتها وأمهرتها داري. فَقَالَ لي جعفر: انهض بنا، قَالَ فدعوت الحمالين ليحملوا المال، قَالَ فَقَالَ جعفر: لا والله لا يصحبنا منه درهم، قَالَ: ثم أقبل على مولاها فقال: هو لك مبارك لك فيه، أنفقه عليها وعليك، قَالَ: وقمنا فخرجنا.
أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدّثنا إبراهيم بن حمّاد حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي سعد قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ المبارك العبدي حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ- أَبُو مُحَمَّد- قَالَ: لما غضب عَلَى البرامكة أصيب فِي خزانة لجعفر بن يَحْيَى فِي جرة ألف دينار، فِي كل دينار مائة دينار، عَلَى أحد جانبي كل دينار منها:
وأصفر من ضرب دار الملو ... ك يلوح عَلَى وجهه جعفر
يزيد عَلَى مائة واحدا ... متى تعطه معسرا يوسر
أخبرنا سلامة بن الحسين وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب قالا: حدّثنا علي ابن عمر حَدَّثَنَا إبراهيم بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي سعد حدّثني مثنى بن محمّد المذحجي حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مؤدب مُحَمَّد بن عمران بن يَحْيَى بن خالد قَالَ: أمر جعفر بن يحيى بن خالد أن تضرب دنانير، في كل دينار ثلاثمائة مثقال، ويصور عليها صورة وجهه، فضربت فبلغ أبا العتاهية، فأخذ طبقا فوضع عليه بعض الألطاف فوجه به إِلَى جعفر، وكتب إليه رقعة فِي آخرها:
وأصفر من ضرب دار الملو ... ك يلوح عَلَى وجهه جعفر
ثلاث مئين يكن وزنه ... متى يلقه معسر يوسر
فأمر بقبض ما عَلَى الطبق، وصير عليه دينارا من تلك الدنانير ورده إليه.(7/167)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن محمّد الجازري حدّثنا المعافي بن زكريّا الجريري- إملاء- حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الضرير- وجه الهرة- قَالَ: حَدَّثَنِي غسان بن مُحَمَّد القاضي عَنْ مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَنِ الهاشمي- صاحب صلاة الكوفة- قَالَ دخلت عَلَى أمي فِي يوم عيد أضحى، وعندها امرأة برزة فِي أثواب دنسة رثة، فَقَالَتْ لي: أتعرف هذه؟ قُلْتُ لا، قَالَتْ: هذه عبادة أم جعفر بن يَحْيَى بن خالد، فسلمت عليها ورحبت بها، وقلت لها: يا فلانة حدثيني ببعض أمركم. قَالَتْ أذكر لك جملة كافية فيها اعتبار لمن أعتبر، وموعظة لمن فكر، لقد هجم عَلِيّ مثل هذا العيد وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، وأنا أزعم أن جعفرا ابني عاق بي، وقد أتيتكم فِي هذا اليوم، والذي يقنعني جلدا شاتين، أجعل أحدهما شعارا والآخر دثارا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا عمر بن الحسن بن عَلِيّ الشيباني أخبرنا الحارث بن محمّد حَدَّثَنِي العباس بن الفضل عَنْ إسماعيل بن عَلِيّ قَالَ: قَالَ أَبُو قابوس النصراني: دخلت عَلَى جعفر بن يَحْيَى البرمكي فِي يوم بارد، فأصابني البرد، فَقَالَ: يا غلام اطرح عليه كساء من أكسية النصارى، فطرح عَلِيّ كساء خز قيمته ألف. قَالَ فانصرفت إِلَى منزلي فأردت أن ألبسه في يوم عيد، فلم أصب له فِي منزلي ثوبا يشاكله، فَقَالَتْ لي بنية لي: اكتب إِلَى الذي وهبه لك حتى يرسل إليك بما يشاكله من الثياب، فكتبت إليه:
أَبَا الْفَضْلِ لَوْ أَبْصَرْتَنَا يَوْمَ عِيدِنَا ... رَأَيْتَ مباهَاةً لَنَا فِي الْكَنَائِسِ
وَلَوْ كَانَ ذَاكَ الْمِطْرَفُ الْخَزِّ جُبَّةً ... لَبَاهَيْتُ أَصْحَابِي بِهَا فِي الْمَجَالِسِ
فَلا بُدَّ لِي مِنْ جُبَّةٍ مِنْ جِبَابِكُمْ ... ومن طيلسان من جياد الطيالس
ومن ثوب قوهي وثوب غلالة ... ولا بأس إن أتبعت ذاك بخامس
إذا تمت الأثواب فِي العيد خمسة ... كفتك فلم تحتج إِلَى لبس سادس
لعمرك ما أفرطت فيما سألته ... وما كنت لو أفرطت فيه بآيس
وذاك لأن الشعر يزداد حدة ... إذا ما البلا أبلى جديد الملابس
قَالَ فبعث إليه حين قرأ شعره بتخوت خمسة، من كل نوع تختا. قال: فو الله ما أنقضت الأيام حتى قتل جعفر بن يَحْيَى وصلب، فرأينا أبا قابوس قائما تحت جذعه يزمزم، فأخذه صاحب الخبر وأدخله عَلَى الرشيد، فَقَالَ له ما كنت قائلا تحت جذع(7/168)
جعفر؟ قَالَ فَقَالَ أَبُو قابوس: أينجيني منك الصدق؟ قَالَ نعم، قَالَ ترحمت والله عليه، وقلت فِي ذلك:
أمين الله هب فضل بن يَحْيَى ... لنفسك أيها الملك الهمام
وما طلبي إليك العفو عنه ... وقد قعد الوشاة بنا وقاموا
أرى سبب الرضى فيه قويا ... عَلَى الله الزيادة والتمام
نذرت على فيه صيام حول ... وإن وجب الرضى وجب الصيام
وهذا جعفر بالجسر تمحو ... محاسن وجهه ريح قتام
أقول له وقمت إليه نصبا ... إلى أن كاد يفضحني القيام
أما والله لولا خوف واش ... وعين للخليفة لا تنام
لطفنا حول جذعك واستلمنا ... كما للناس بالركن استلام
قَالَ: فاطرق هارون مليا، ثم قَالَ: رجل أولى جميلا فَقَالَ فيه جميلا. يا غلام ناد بأمان أبي قابوس وأن لا يعرض له. ثم قَالَ لحاجبه: إياك أن تحجبه عنى، صرمتى شئت إلينا في مهمك.
أخبرني الأزهري حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أبو بكر محمّد بن خلف أخبرني أَبُو النضر هاشم بن سعيد بن علي البلديّ أخبرني أبي، قَالَ لما صلب الرشيد جعفر بن يَحْيَى، وقف الرقاشي الشاعر فَقَالَ:
أما والله لولا خوف واش ... وعين للخليفة لا تنام
لطفنا حول جذعك واستلمنا ... كما للناس بالحجر استلام
فما أبصرت قبلك يا ابن يَحْيَى ... حُسَامًا فَلَّهُ السَّيْفُ الْحُسَامُ
عَلَى اللذات والدنيا جميعا ... لِدَوْلَةِ آلِ بَرْمَكٍ السَّلامُ
فقيل للرشيد، فأمر به فأحضر، فَقَالَ له: ما حملك عَلَى ما فعلت؟ قَالَ تحركت نعمته فِي قلبي فلم أصبر. قَالَ: كم كان عطاؤك؟ قَالَ: كان يعطيني فِي كل سنة ألف دينار، فأمر له بألفي دينار.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم أخبرني الحسن بن سعيد العنبري حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه. قال: قَالَ أَبُو يزيد الرياحي: كنت قائما عند خشبة جعفر بن يَحْيَى البرمكي أتفكر فِي زوال ملكه، وحاله التي صار إليها، إذ أقبلت امرأة راكبة، لها رواء وهيئة،(7/169)
فوقفت على جعفر فبكت فأحزنت وتكلمت فأبلغت، فَقَالَتْ: أما والله لئن أصبحت للناس آية، لقد بلغت فيهم الغاية، ولئن زال ملكك، وخانك دهرك، ولم يطل عمرك، لقد كنت المغبوط حالا، الناعم بالا، يحسن بك الملك، وينفس بك الهلك، أن تصير إِلَى حالك هذه، ولقد كنت الملك بحقه، فِي جلالته ونطقه، فاستعظم الناس فقدك، إذ لم يستخلفوا ملكا بعدك، فنسأل الله الصبر عَلَى عظيم الفجيعة، وجليل الرزية التي لا تستعاض بغيرك والسلام عليك وداع غير قَالٍ ولا نَاسٍ لذكرك، ثم أنشأت تقول:
العيش بعدك مر غير محبوب ... ومذ صلبت ومقنا كل مصلوب
أرجو لك الله ذا الإحسان إن له ... فضلا علينا وعفوا غير محسوب
ثم سكتت ساعة وتأملته، ثم أنشأت تقول:
عليك من الأحبة كل يوم ... سلام الله، ما ذكر السلام
لئن أمسى صداك برأي عين ... عَلَى خشب حباك بها الإمام
فمن ملك إِلَى ملك برغم ... من الأملاك أسلمك الهمام
أخبرنا أَبُو عَلِيّ بن الحسين بن محمّد الجازري أخبرنا المعافى بن زكريّا حدّثنا محمّد بن مزيد حَدَّثَنَا الزبير بْنُ بَكَّارٍ.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن عَلِيّ البزاز- واللفظ له- قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد الله السيرافي حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر النّحويّ حدّثنا الزبير بن بكّار حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه. قَالَ: لما قتل جعفر بن يَحْيَى، وصلب بباب الجسر رأسه، وفي الجانب الآخر جسده، وقفت امرأة عَلَى حمار فاره، فنظرت إِلَى رأسه، فَقَالَتْ بلسان فصيح: والله لئن صرت اليوم آية، لقد كنت فِي المكارم غاية، ثم أنشأت تقول:
ولما رأيت السيف خالط جعفرا ... ونادى مناد للخليفة فِي يَحْيَى
بكيت عَلَى الدنيا وأيقنت أنما ... قصارى الفتى يوما مفارقة الدنيا
وما هي إلا دولة بعد دولة ... تخول ذا نعمى وتعقب ذا بلوى
إذا أنزلت هذا منازل رفعة ... من الملك حطت ذا إِلَى الغاية القصوى
ثم إنها حركت الحمار الذي كان تحتها، فكأنها كانت ريحا لم يعرف لها أثر.
حدّثنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الفقيه أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ خَلَفِ المرزبان قَالَ أنشدونا للعباس بن الأحنف:
ولما رأيت السيف خالط جعفرا(7/170)
وذكر هذه الأبيات الأربعة كما سقناها سواء.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق حَدَّثَنَا عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي حَدَّثَنَا الحارث بن أَبِي أسامة قَالَ حَدَّثَنِي إسماعيل بن مُحَمَّد- ثقة- قَالَ: لما بلغ سُفْيَان بن عيينة قتل جعفر بن يَحْيَى، وما نزل بالبرامكة، حول وجهه إِلَى الكعبة وَقَالَ: اللهم إنه كان قد كفاني مئونة الدنيا، فاكفه مئونة الآخرة.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري- من شيراز- يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبره، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن يونس الضبي حدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي. قَالَ سنة سبع وثمانين ومائة فيها قتل جعفر بن يَحْيَى بن خالد، فِي أول يوم من صفر، بالغمر من أرض الأنبار.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد- إجازة- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغوي. وأخبرنا الأزهرى- قراءة- أخبرنا على بن عمر الحافظ أخبرنا عبد الله بن إسحاق أخبرنا الحارث بن محمّد حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر الواقدي: سنة سبع وثمانين ومائة فيها نزل هارون بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الغمر بناحية الأنبار منصرفا من مكة، وغضب عَلَى البرامكة، وقتل جعفر بن يَحْيَى بن خالد فِي أول يوم من صفر، وصلبه عَلَى الجسر ببغداد.
3607- جعفر بن عِيسَى بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحسن بن أبي الحسن البصري، ويعرف بالحسني [1] :
ولي القضاء بالجانب الشرقي من بغداد فِي أيام المأمون، والمعتصم، وحدث عَنْ حماد بن زيد، وجعفر بن سُلَيْمَان، وسفيان بن حبيب البصريّين، ورشدين أبن سعد المصري، روى عنه إبراهيم بن إسماعيل السوطي، وأبو الأحوص مُحَمَّد بن نصر الأثرم، ونصر بن داود الصاغاني، وغيرهم.
وَقَالَ أَبُو زرعة الرازي: ولي قضاء الري وهو صدوق. وقال أبو حاتم الرازي:
جهمي ضعيف.
حدّثنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر أخبرنا عَبْد اللَّهِ بن إسحاق البغوي حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل السوطى حدّثنا جعفر بن عيسى الحسني حدّثنا سفيان بن حبيب أخبرنا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لا تَسَلِ الإِمَارَةَ» [2] فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
__________
[1] 3607- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/44.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/62، 63. وفتح الباري 11/616، 13/64.(7/171)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الواثق بالله أمير المؤمنين حدّثنا جدي أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي الثلج حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ خُزَيْمَةَ البجلي الرازي حدّثنا جعفر بن عيسى الحسنى حدّثنا رشدين بن سعد المصريّ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عن علي [بن أبي طالب] [1] عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْحَقُ لِلْخَطَايَا مِنَ الْمَاءِ لِلنَّارِ، وَالسَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ الرِّقَابِ، وحب رسول الله أَفْضَلُ مِنْ مُهَجِ الأَنْفُسِ، - أَوْ قَالَ ضَرْبُ السَّيْفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر. قال: شخص المأمون عَنْ مدينة السلام فيما أخبرني مُحَمَّد بن جرير- إجازة- يعني شخص إِلَى بلد الروم- ومعه يَحْيَى بن أكثم يوم السبت لثلاث بقين من المحرم سنة خمس عشرة ومائتين، فاستخلف يَحْيَى بن أكثم عَلَى الجانب الشرقي جعفر بن عِيسَى البصري ويعرف بالحسني، ثم أشخص المأمون الحسني إليه فاستخلف مكانه هارون بن عبد الله أبا يَحْيَى الزهري، ثم عزل الزهري وأعاد الحسني.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد- إجازة- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق البغوي. وأخبرنا الأزهري- قراءة- أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدّثنا عبد الله بن إسحاق أخبرنا الحارث بن محمّد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ: سنة تسع عشرة ومائتين فيها مات جعفر بن عِيسَى الحسني، وهو قاض لأَبِي إِسْحَاقَ عَلَى عسكر المهدي يوم السبت، لست ليالٍ بقين من شهر رمضان، وأوصى أن يدفن فِي مقبرة الأنصار، فدفن هنالك، وصلى عليه أَبُو عَلِيّ بن هارون أمير المؤمنين.
3608- جعفر بن مبشر بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الثقفي المتكلم [2] :
أحد المعتزلة البغداديين له كتب مصنفة فِي الكلام وهو أخو حبيش بن مبشر الفقيه الذي يروي عن مُحَمَّدُ بن مخلد العطار. وحدث جعفر عَنْ عبد العزيز بن أبان القرشي. روى عنه عبيد الله بن مُحَمَّد اليزيدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل حدّثنا محمّد عمران بن موسى
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 3608- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/211. والأعلام للزركلي 2/126.(7/172)
الكاتب أخبرني محمّد بن أحمد الكاتب حدّثنا عبيد الله بن محمّد اليزيدي حدّثني جعفر بن مبشر حدّثنا عبد العزيز أبان حدّثني سهل بن شعيب السهمي حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيّ- يعني جليسا لهم- عَنْ عبد الأعلى عَنْ نوف البكالي قَالَ: بايت عليا فأكثر الدخول والخروج والنظر فِي السماء، ثم قَالَ لي: أنائم أنت يا نوف؟ قلت: رامق أرمقك بعيني منذ الليلة يا أمير المؤمنين. قَالَ فَقَالَ لي: يا نوف طوبى للزاهدين فِي الدنيا، الراغبين فِي الآخرة، أولئك قوم اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والكتاب شعارا، والدعاء دثارا، ثم قرضوا الدنيا قرضا قرضا عَلَى منهاج المسيح ابن مريم. يا نوف إن الله أوحى إِلَى عبده المسيح، أن قل لبني إسرائيل لا تدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية- وذكر باقي الحديث.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري حَدَّثَنَا أَبُو عبيد الله المرزباني. قَالَ: مات جعفر ابن مبشر فِي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
3609- جعفر بن حرب الهمداني [1] :
معتزلي أيضا بغدادي. درس الكلام بالبصرة عَلَى أبي الهذيل العلاف، وكان لجعفر اختصاص بالواثق، وصنف كتبا معروفة عند المتكلمين.
أخبرنا الصيمري حَدَّثَنَا المرزباني قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ البلخي قَالَ أَبُو الحسن الخياط: مات جعفر بن حرب سنة ست وثلاثين ومائتين، وهو ابن تسع وخمسين سنة.
3610- جعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ عمار، البرجمي [2] :
من أهل الكوفة. ولي قضاء القضاة بسر من رأى.
أخبرنا عَلِيّ بن أبي البصريّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الدوري- لفظا- أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ- بالبصرة أخبرنا أَبُو زيد عمر بْن شبة النميري. قَالَ: كان أيوب بن حسن بن مُوسَى بن جعفر بن سليم عاملا على الصلاة بالكوفة وأحداثها للمتوكل، وجعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ عمار عَلَى قضائها. فكان ربما أمره بالصلاة بهم إذا اعتل، وكان كثير العلل من نقرس كان به، فكان جعفر يصلى
__________
[1] 3609- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/239. ومروج الذهب 2/298. والأعلام 2/123.
[2] 3610- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/13.(7/173)
بهم ويدعو لأيوب عَلَى المنبر بالتأمير له، فَقَالَ مُحَمَّد بن نوفل التّميميّ:
فما عجب أن تطلع الشمس بكرة ... من الغرب إذ تعلو عَلَى ظهر منبر
ولولا أناة الله جل ثناؤه ... لصبحت الدنيا بخزي مدمر
إذا جعفر رام الفخار فقل له ... عليك ابن ذي مُوسَى بموساك فافخر
فقد كان عمار إذا ما نسبته ... إِلَى جده الحجام لم يتكبر
ثم عزل جعفر بن مُحَمَّد عَنْ قضاء الكوفة، وحمل إِلَى سر من رأى فولي قضاء القضاة إِلَى أن مات بسر من رأى.
3611- جعفر بن عَلِيّ بن السري بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أَبُو الفضل، المعروف بجعيفران الشاعر:
ولد ببغداد ونشأ بها، وأبوه من أبناء خراسان. وكان جعفر من أهل الفضل والأدب، ووسوس فِي أثناء عمره، وله أخبار وأشعار مستحسنة.
أخبرنا محمّد بن الحسين الجازري حدّثنا المعافي بن زكريّا الجريري حدّثنا محمّد ابن عبد الواحد- أَبُو عمر اللغوي- قَالَ سمعت أحمد بن سليمان المفيدي قَالَ حَدَّثَنِي خالد الكاتب. قَالَ: أرتج عَلِيّ وعلى دعبل وآخر من الشعراء نصف بيت قلناه جميعا وهو قولنا: يا بديع الحسن، فقلنا ليس إلا جعيفران الموسوس، فجئناه فَقَالَ: ما تبغون؟ قَالَ خالد: جئناك فِي حاجة، قَالَ: لا تؤذوني فإني جائع، فبعثنا فاشترينا له خبزا ومالحا، وبطيخا ورطبا، فأكل وشبع، ثم قَالَ لنا: هاتوا حاجتكم، قلنا له: قد اختلفنا في بيت وهو:
يا بديع الحسن حاشا ... لك من هجر بديع
فقال: فَقَالَ له دعبل: فزدني أنا بيتا آخر فقال: نعم!
وبحسن الوجه عوذ ... تك من سوء الصنيع
فَقَالَ له الذي معنا: ولي أنا بيتا آخر. فَقَالَ نعم!
ومن النخوة يستع ... فيك لي ذل الخضوع
فقمنا وقلنا: نستودعك الله. فَقَالَ: انتظروا حتى أزودكم لي بيتا آخر:
لا يعب بعضكم بعضا ... كن جميلا فِي الجميع
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابوري الحيري أخبرنا الحسن بن مُحَمَّدِ بْنِ حبيب الواعظ أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملحان(7/174)
البصريّ حدّثنا أبو العبّاس الأسديّ أخبرنا بعض أصحابنا قَالَ: لقيت جعيفران فقلت له: تجيز لي بيت شعر؟ قَالَ نعم، بدرهم صحيح، قُلْتُ له نعم. قَالَ هات، فأعطيته الدرهم وأنشدته:
وما الحب إلا لوعة قذفت بها ... عيون المها باللحظ بين الجوانح
ففكر ساعة، ثم قَالَ:
ونار الهوى تطفي عن الْقَلْبِ فِعْلُهَا ... كفعل الذي جادت به كف قادح
وأنشدنا إِسْمَاعِيل الحيري قَالَ أنشدنا الحسن بن مُحَمَّدِ بْنِ حبيب لجعيفران:
بين السماح وعون ... فرق كبير وبون
للجود حاتم طي ... وحاتم البخل عون
له مطابخ بيض ... والعرض أسود جون [1]
3612- جعفر أمير المؤمنين المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أَبا الفضل [2] :
بويع له بالخلافة بعد الواثق، وكان مولده بفم الصلح، ومنزله بسر من رأى.
أخبرني الحسين بن عَلِيّ الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى حدّثنا أبو عبد الله الحكيمي حَدَّثَنِي ميمون بن هارون عَنْ جماعة سماهم أن الواثق لما مات اجتمع وصيف التركي، وأحمد بن أبي دؤاد، ومحمد بن عبد الملك، وأحمد بن خالد المعروف بأبي الوزير، وعمر بن فرج، فعزم أكثرهم عَلَى تولية مُحَمَّد بن الواثق، فأحضر، وهو غلام أمرد قصير، فَقَالَ أحمد بن أبي دؤاد: أما تتقون الله، كيف تولون مثل هذا الخلافة؟! فأرسلوا بغا الشرابي إِلَى جعفر بن المعتصم فأحضروه، فقام ابن أبي دؤاد فألبسه الطويلة ودراعة، وعممه بيده عَلَى الطويلة. وقبل بين عينيه، وَقَالَ:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم غسل الواثق وصلى عليه المتوكل، ودفن.
قَالَ ميمون فحدثني سعيد الصغير قَالَ: كان المتوكل قد رأى في النوم كأن سكرا
__________
[1] 3611- آخر الجزء التاسع والأربعين من تجزئة المصنف رحمه الله تعالى.
[2] 3612- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/355- 360. وتاريخ الخميس 2/337. والنبراس 80- 85. وثمار القلوب 149. وتاريخ اليعقوبي 3/208. والكامل لابن الأثير 7/11، 29. وتاريخ الطبري 11/26، 62. ومروج الذهب 2/288. والأعلام 2/127.(7/175)
سليمانيا يسقط عليه من السماء، مكتوب عليه جعفر المتوكل عَلَى الله، قَالَ ميمون فلما صلى عَلَى الواثق قَالَ مُحَمَّد بن عبد الملك نسميه المنتصر، وخاض الناس فِي ذلك، فحدث المتوكل أحمد بن أبي دؤاد بما رأى فِي منامه، فوجده موافقا، فأمضى في ذلك، وكتب به إِلَى الآفاق.
أخبرنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بن عمر المقرئ أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا. وأخبرني أبو القاسم الأزهري حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّدِ بْنِ عرفة. قالا: بويع المتوكل عَلَى الله- قَالَ ابن أبي الدنيا بسر من رأى ثم اتفقا- يوم الأربعاء لستٍ بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، قَالَ ابن عرفة: وسنه ست وعشرون سنة يومئذ، قالا جميعا: وأمه أم ولد يقال لها شجاع قَالَ ابن عرفة: وكانت من سروات النساء سخاء وكرما، وَقَالَ ابن أبي الدنيا قَالَ يزيد بن المهلبي: سمعت المتوكل عَلَى الله يقول: ميلادي سنة سبع ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الأهوازى حدّثنا محمّد بن إسحاق ابن إبراهيم القاضي- بالأهواز- حدّثنا محمّد بن هارون الهاشمي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الأَحْمَرُ. قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَوَكِّلِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، فَجَعَلَ نَصْرٌ يَحُضُّ الْمُتَوَكِّلَ عَلَى الرِّفْقِ، وَيَمْدَحُ الرِّفْقَ، وَيُوصِي بِهِ، وَالْمُتَوَكِّلُ سَاكِتٌ، فَلَمَّا سَكَتَ نَصْرٌ قَالَ الْمُتَوَكِّلُ- وَالْتَفَتَ إِلَى يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ الْقَاضِي- فَقَالَ لَهُ: أنت يا يحيى حَدَّثْتَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هلال عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حُرِمَ الرِّفْقَ حُرِمَ الْخَيْرَ» [1] ثُمَّ أنشأ يقول:
الرفق يمن والأناة سعادة ... ف تأن فِي رِفْقٍ تُلاقِ نَجَاحَا
لا خَيْرَ فِي حَزْمٍ بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ ... وَالشَّكُّ وَهْنٌ إِنْ أَرَدْتَ سَرَاحَا
أخبرني الحسن بن أبي طالب أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران أخبرنا محمّد بن يحيى النديم حَدَّثَنِي أحمد بن يزيد المهلبي عَنْ أبيه. قَالَ: قَالَ لي المتوكل يوما: يا مهلبي إن الخلفاء كانت تتصعب عَلَى الرعية لتطيعها، وأنا ألين لهم ليجيئونى ويطيعوني.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي أخبرنا محرز الكاتب. قَالَ اعتل عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بن
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب البر والصلة 76. واتحاف السادة المتقين 8/47.(7/176)
خاقان، فأمر المتوكل الفتح أن يعوده، فأتاه فَقَالَ: أمير المؤمنين يسألك عَنْ علتك؟
فَقَالَ عُبَيْد اللَّه:
عليل من مكانين ... من الأسقام والدين
وفي هذين لي شغل ... وحسبي شغل هذين
فأمر له المتوكل بألف درهم.
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن حمويه الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن علي بْن الشاه التميمي حدّثنا أحمد ابن عبد الله العبسي النّاقد- بمصر- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ حدّثني الأعثم. قَالَ: دخل عَلِيّ بن الجهم عَلَى جعفر المتوكل وبيده درتان يقلبهما، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
وإذا مررت ببئر عر ... وة فاسقني من مائها
قَالَ فدحا بالدرة التي فِي يمينه، فقلبتها فَقَالَ لي: تستنقص بها؟! هي والله خير من مائة ألف، قُلْتُ: لا والله ما استنقصت، ولكن فكرت فِي أبيات أعملها آخذ التي فِي يسارك، فَقَالَ لي قل، فأنشأت أقول:
بسر من رأى أمير عدل ... تغرف من بحره البحار
يرجي ويخشى لكل خطب ... كأنه جنة ونار
الملك فيه وفي أبيه ... ما اختلف الليل والنهار
يداه فِي الجود درتان ... عليه كلتاهما تغار
لم تأت منه اليمين شيئا إلا ... أتت مثلها اليسار
قَالَ فدحا التي فِي يساره، وَقَالَ: خذها لا بارك الله لك فيها، وقد رويت هذه الأبيات للبحتري فِي المتوكل.
أخبرنا عَلِيّ بن أيوب القمي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ أنشدني علي ابن هارون للبحتري:
بسر من رأى لنا إمام ... تغرف من بحره البحار
خليفة يرتجى ويخشى ... كأنه جنة ونار
كلتا يديه تفيض سحا ... كأنها ضرة تغار
فليس تأتي اليمين شيئا ... إلا أتت مثله اليسار
فالملك فيه وفي بنيه ... ما اختلف الليل والنهار(7/177)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا أبو النّضر العقيلي حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى المنجم حَدَّثَنِي أبي قَالَ:
خرجنا مع المتوكل إِلَى دمشق، فلحقنا ضيقة بسبب المؤن والنفقات التي كانت تلزمنا، قَالَ فبعثت إِلَى بختيشوع وكان لي صديقا أسأله أن يقرضني عشرين ألف درهم- قَالَ فأقرضنيها، فلما كان بعد يوم أو يومين دخلت مع الجلساء إِلَى المتوكل، فلما جلسنا بين يديه قَالَ: يا عَلِيّ لك عندي ذنب وهو عظيم، قُلْتُ: يا سيدي فما هو، فإني لا أعرف لي ذنبا ولا خيانة؟ قَالَ: بلى، أضقت فاستقرضت من بختيشوع عشرين ألف درهم، أفلا أعلمتني؟ قَالَ: قُلْتُ: يا مولاي صلات أمير المؤمنين عندي متواترة، وأرزاقه وأنزاله على دارة، واستحيت نعما قد أنعم الله علينا به من هذا التفضل أن أسأله، قَالَ: ولم؟ إياك أن تستحي من مسألتي أو الطلب مني، وأن تعاود مثل ما كان منك، ثم قَالَ: مائة ألف درهم- بغير صروف- فأحضرت عشر بدر، فَقَالَ خذها واتسع بها.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الحسين بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن بْن رامين الأسترآباذي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر الجرجاني حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الفضل بن عبد الله حَدَّثَنِي أَبُو عثمان سعد بن عبد الله النوبي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق الوشاء قَالَ دخل مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاهر عَلَى أمير المؤمنين المتوكل فِي شكاة له، فَقَالَ:
الله يدفع عَنْ نفس الإمام لنا ... وكلنا للمنايا دونه غرض
أتيته عادة العواد من مرض ... بالعائدين جميعا لا به المرض
ففي الإمام لنا من غيره عوض ... وليس فِي غيره منه لنا عوض
وما أبالي، إذا ما نفسه سلمت ... لو باد كل عباد الله وانقرضوا
أخبرنا باي بن جعفر الجيلي أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران أخبرنا محمّد بن يحيى حدّثني عبد الله بن المعتز حدّثني الحسن بن عليل العنزيّ حَدَّثَنِي بعض أصحابنا عَنْ جعفر بن عبد الواحد الهاشمي. قَالَ: دخلت عَلَى المتوكل لما توفيت أمه فعزيته.
فَقَالَ: يا جعفر ربما قُلْتُ البيت الواحد، فإذا جاوزته خلطت، وقد قُلْتُ:
تذكرت لما فرق الدهر بيننا ... فعزيت نفسي بالنبي مُحَمَّد
فأجازه بعض من حضر المجلس:(7/178)
وقلت له إن المنايا سبيلنا ... فمن لم يمت فِي يومه مات فِي غد
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الْوَرَّاقُ أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي حدّثنا محمّد بن إبراهيم الأنطاكى حدّثنا الحارث بن أحمد العبّادى حدّثنا أحمد بن يزيد المؤّدّب سمعت الفتح بن خاقان يقول: دخلت يوما عَلَى المتوكل أمير المؤمنين، فرأيته مطرقا يتفكر، فقلت: ما هذا الفكر يا أمير المؤمنين؟ فو الله ما عَلَى الأرض أطيب منك عيشا، ولا أنعم منك بالا، فَقَالَ: يا فتح، أطيب عيشا مني رجل له دار واسعة، وزوجة صالحة، ومعيشة حاضرة، لا يعرفنا فنؤذيه ولا يحتاج إلينا فنزدريه.
أخبرني الحسين بن عَلِيّ الصيمري حَدَّثَنَا محمد بن عمران بن موسى قَالَ:
أنشدني أَبُو الغوث يَحْيَى بن البحتري لأبيه يهجو ابن أبي دؤاد ويخاطب المتوكل:
أمير المؤمنين لقد سَكَنَّا ... إِلَى أيامك الغر الحسان
رددت الدّين فذّا بعد ما قد ... أراه فرقتين تخاصمان
قصمت الظالمين بكل أرض ... فأضحى الظلم مجهول المكان
وفي سنة رمت متجبريهم ... عَلَى قدر بداهية عوان
فما أبقت من ابن أبي دؤادٍ شيئا ... سوى جسد يخاطب بالمعاني
تحير فيه سابور بن سهل ... فطاوله ومناه الأماني
إذا أصحابه اصطحبوا بليل ... أطالوا الخوض فِي خلق القران
يديرون الكؤوس وهم نشاوى ... يحدثنا فلان عَنْ فلان
أخبرني الحسن بن شهاب العكبري- فِي كتابه إِلَى- حدّثنا عبيد الله بن عبد الله ابن أبي سمرة البندار حدّثني معاوية بن عثمان حدّثنا علي بن حاتم حَدَّثَنَا عَلِيّ بن الجهم السامي. قَالَ: وجه إلىّ أمير المؤمنين المتوكل، فأتيته فقال: يا عَلِيّ رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، فقمت إليه فَقَالَ لي: تقوم إلي وأنت خليفة؟ فقلت: أبشر يا أمير المؤمنين، أما قيامك إليه فقيامك بالسنة، وقد عدك من الخلفاء. قَالَ: فسر بذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن علي بن إسحاق الخازن قَالَ أخبرنا أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي حَدَّثَنَا أَبُو روق الهزاني. وأخبرنا مُحَمَّد بن أبي علي الأصبهانيّ حدّثنا أبو أحمد الحسين بن عبد الله بن سعيد العسكري حدّثنا الهزاني قال سمعت محمّد ابن خلف يقول كان إبراهيم بن محمّد التّميميّ قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة،(7/179)
أَبُو بَكْرٍ الصديق، قاتل أهل الردة حتى استجابوا له وعمر بن عبد العزيز رد مظالم بني أمية، والمتوكل محا البدع وأظهر السنة.
أخبرنا الأزهري حدّثنا عبيد الله بن محمّد العكبري حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سهل النّيسابوريّ حدّثنا سعيد بن عثمان الحناط حَدَّثَنَا عَلِيّ بن إِسْمَاعِيل قَالَ: رأيت جعفر المتوكل بطرسوس فِي النوم وهو فِي النور جالس، قُلْتُ: المتوكل؟
قَالَ: المتوكل. قُلْتُ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي، قُلْتُ: بماذا؟ قَالَ بقليل من السنة أحييتها.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جعفر اليزدي- بأصبهان- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان- إملاء- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عِيسَى المكتب عَنْ عمر بْنِ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: رأيت المتوكل فيما يرى النائم فقلت: يا متوكل، ما فعل بك ربك؟ قَالَ: غفر لي ربي، قُلْتُ: غفر لك ربك! وقد عملت ما عملت؟ قَالَ: نعم بالقليل من السنة التي أظهرتها.
أخبرني الحسن بن أبي طالب أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حَدَّثَنِي الحسين بن إِسْحَاق قَالَ سمعت صالح بن أحمد بن حنبل يقول:
سهدت ليلة ثم نمت، فرأيت فِي نومي كأن رجلا يعرج به إِلَى السماء وقائلا يقول:
ملك يقاد إِلَى مليك عادل ... متفضل فِي العفو ليس بجائر
ثم أصبحنا، فما أمسينا حتى جاء نعي المتوكل من سر من رأى إِلَى بغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ حَمْدَانَ الْهَمَذَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الحسن بن يزيد الدقاق حدّثنا عبد العزيز بن محمّد الحارثي حَدَّثَنَا عمر بْن عبد اللَّه الأسدي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن العلاء قَالَ: قَالَ لي عمرو بن شيبان الحلبي: رأيت فِي الليلة التي قتل فيها المتوكل فيما يرى النائم حين أخذت مضجعي، كأن آتيا أتاني فَقَالَ لي:
يا نائم العين في أقطار جثماني ... أفض دموعك يا عمرو بن شيبان
أما ترى الفتية الأرجاس ما فعلوا ... بالهاشمي وبالفتح بن خاقان
وافى إِلَى الله مظلوما فضج له ... أهل السموات من مثنى ووحدان
وسوف تأتيكم أخرى مسومة ... توقعوها لها شأن من الشان
فابكوا عَلَى جعفر وارثوا خليفتكم ... فقد بكاه جميع الإنس والجان(7/180)
قَالَ: فأصبحت فإذا الناس يخبرون أن جعفرا قد قتل فِي هذه الليلة. قَالَ أَبُو عبد الله: ثم رأيت المتوكل بعد هذا بأشهر كأنه بين يدي الله تعالى فقلت: ما فعل بك ربك؟ قَالَ: غفر لي، قُلْتُ بماذا؟ قَالَ بالقليل من السنة تمسكت بها، قُلْتُ: فما تصنع ها هنا؟ قَالَ: أنتظر محمّد ابني أخاصمه إلى الله الحكيم العظيم الكريم.
أخبرنا الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم قَالَ سمعت أبا عَلِيّ الحسن بن عليل العنزي يقول: خرجت فِي الليلة التي قتل فيها المتوكل فِي جوف الليل، لأتطهر للصلاة من دجلة، فسمعت صائحا يصيح لا أدري من هو:
شال شوال بهم ... فهم فيه مزق
قَالَ فلما كان بالغداة اتصل بنا أن المتوكل قتل فِي هذه الليلة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن عبد الواحد أخبرني أَبُو أيوب جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قَالَ أخبرني بعض الزمازمة الذين يحفظون زمزم. قَالَ: غارت زمزم ليلة من الليالي فأرخناها، فجاءنا الخبر أنها كانت الليلة التي قتل فيها جعفر المتوكل.
أخبرنا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن البراء قال: قتل المتوكل بالمتوكلية- وهي الماحوزة- ليلا لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين. وكان عمره أربعين سنة، وخلافته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيام.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا علي بن أحمد بن قيس حدّثنا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدنيا قَالَ: قتل المتوكل ليلة الأربعاء فِي أول الليل، ودفن يوم الأربعاء بالجعفري [قصره] [1] لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، وكانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرة أيام، ورأيت المتوكل أسمر حسن العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، وكان إِلَى القصر أقرب، ويكنى أبا الفضل.
3613- جعفر بن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد الفقيه:
أَخْبَرَنِي بِحَدِيثِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن علي
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/181)
الصَّيْرَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي حصين حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- أَبُو جَعْفَرٍ الحضرميّ- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الفقيه- وكان في لسانه شيء- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ» [1] .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ مِنَ الثِّقَاتِ أَحَدٌ. رَوَاهُ أَبُو الصَّلْتِ فَكَذَّبُوهُ.
3614- جعفر بْن عَبْد الواحد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن العباس بن عبد المطلب [2] :
ولي قضاء القضاة بسر من رأى فِي سنة أربعين ومائتين. وحدث بها عَنْ محمّد ابن عباد الهنائي، وهارون بن إِسْمَاعِيل الخزاز، وأبي عاصم النبيل وأبي عتاب الدلال، وعبيد بن إِسْحَاق العطار، ومحمد بن أبي مالك المازني. روى عنه أحمد بن هارون البرديجي، ومحمد بن مُحَمَّد الباغندي، ومحمد بن أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى السوانيطي، وعلي بن سراج، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رشدين المصريان.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَسَنُ بْنُ عثمان بْن أحمد الواعظ أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم الواسطي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيجِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ أَنْعَمَ عَلَى أَخِيهِ نِعْمَةً فَلَمْ يَشْكُرْهَا فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهِ اسْتُجِيبَ لَهُ» [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر
__________
[1] 3613- انظر الحديث في: المستدرك 3/126. والموضوعات 1/350- 353. والدرر المنتثرة 23. واللآلئ المصنوعة 1/170- 174.
[2] 3614- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني 233. والمنتظم، لابن الجوزي 12/141. والمعرفة ليعقوب 1/686، 2/216، 217. وتاريخ أبي زرعة 238. وأخبار القضاة لوكيع 3/324. والولاة والقضاة للكندي 475، 504. والمجروحين، لابن حبان 1/215.
والكامل لابن عدي 1/ورقة 216. والضعفاء للدارقطني ترجمة 144. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 79. والكامل لابن الأثير 7/75، 77، 124، 134، 174، 233.
وميزان الاعتدال 1/412- 413. والمغني 1/ت 1150. وديوان الضعفاء 1/ت 758.
وتاريخ الإسلام، الورقة 230 (أحمد الثالث 2917/7) .
[3] انظر الحديث في: الموضوعات 3/172. وتنزيه الشريعة 2/325. واللآلئ المصنوعة 2/190.(7/182)
ابن النجم الميانجي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْدَعِيُّ قَالَ ذَاكَرْتُ أَبَا زُرْعَةَ- يَعْنِي الرَّازِيَّ- بِأَحَادِيثَ سَمِعْتُهَا مِنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ قَاضِي الْقُضَاةِ فَأَنْكَرَهَا وَقَالَ: لا أَصْلَ لَهَا. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ حَدَّثَنَا عَنِ الأَنْصَارِيِّ عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. وعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ أَحَبَّ الأَنْصَارَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ»
فَقَالَ لي أَبُو زُرْعَةَ: مَا لِوَاحِدٍ مِنَ الثَّلاثَةِ أَصْلٌ، وَهِيَ مَوْضُوعَةٌ ثَلاثَتُهَا- أَوْ نَحْوَ هَذَا الْكَلامِ- قُلْتُ: إِنَّهُ
حَدَّثَنِي عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ» [1]
. فَقَالَ بَاطِلٌ. قُلْتُ وَحَدَّثَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْهُنَائِيِّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ.
قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِقَتَادَة: سَمِعْتَهُ مِنَ الشَّعْبِيِّ؟ فَقَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لِعَاصِمٍ الأَحْوَلِ سَمِعْتَهُ مِنَ الشَّعْبِيّ؟ فَقَالَ حَدَّثَنِي الشَّيْبَانِيُّ فَقَالَ مَا خَلَقَ اللَّهُ لِهَذَا أَصْلا. ثُمَّ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَقُدْ كُنْتُ أَرَى جَعْفَرًا هَذَا وَأَشْتَهِي أَنْ أُكَلِّمَهُ لِمَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَنَسَبُهُ فِي الْعُنَقَاءِ! رَجُلٌ تَصْلُحُ لَهُ الْخِلافَةُ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، يَرْجِعُ إِلَى حَفْظٍ وَفِقْهٍ، قَدْ خَرَجَ إِلَى مِثْلِ هَذَا؟ نَسْأَلُ اللَّهَ السَّتْرَ وَالْعَافِيَةَ. ثُمَّ قَالَ لِي: مَا أَخْوَفَنِي أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ الشَّيْخِ الصَّالِحِ أَدْرَكَتْهُ. قُلْتُ: أَيُّ شَيْخٍ؟ قَالَ الْقَعْنَبِيُّ، بَلَغَنِي أَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ افْضَحْهُ، لا أَحْسِبُ مَا بُلِيَ بِهِ إِلا بِدَعْوَةِ الشَّيْخِ. قُلْتُ كَيْفَ دَعَا عَلَيْهِ؟ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثًا، أَحْسِبُهُ عَنْ ثَابِتٍ، جَعَلَهُ عَنْ أَنَسٍ. فَلَمَّا فَارَقَهُ رَجَعَ الشَّيْخُ إِلَى أَصْلِهِ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَاتَّهَمَهُ فَدَعَا عَلَيْهِ. قُلْتُ إِنَّهُ
حَدَّثَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بن محبوب عن جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ» [2]
. فَقَالَ: بَاطِلٌ وَزُورٌ، لا أَصْلَ لَهُ: ثُمَّ جَعَلَ يَرْغَبُ إِلَى اللَّهِ فِي السَّتْرِ وَالْعَافِيَةِ.
[قلت] : عَنَى أَبُو زُرْعَةَ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ- فِي حَدِيثِ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ لا أَصْلَ لَهُ مَرْفُوعٌ.
وَقَدْ رَوَاهُ جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فقط، رَوَى عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَلا أَدْرِي لَمْ يَحْفَظْهُ أَبُو زُرْعَةَ، أَوْ قَالَ لا أَصْلَ لَهُ أَصْلا، وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَحْفَظُهُ عَنِ ابْنِ عُمَر مَوْقُوفًا.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 4811. ومسند أحمد 2/203، 388، 395، 461 ومجمع الزوائد 8/180، 181. وكشف الخفا 2/526.(7/183)
أنبأنا أبو سعيد الماليني حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ. قَالَ: جعفر بن عبد الواحد الهاشمي منكر الحديث عَنِ الثقات، وكان يتهم بوضع الحديث.
أخبرنا البرقاني قَالَ: قَالَ الدارقطني فيما رأيت بخطه.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيّ الْقُرَشِيّ. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدارقطني: جعفر بن عبد الواحد متروك.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول: سئل الدارقطني عَنْ جعفر بن عبد الواحد الهاشمي فَقَالَ: كذاب يضع الحديث.
أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَةَ الأَزْدِيُّ قَالَ: وفي هذه السنة- يعني سنة خمسين ومائتين- نفي جعفر بْن عَبْد الواحد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن العباس، بعد أن صرف عَنْ قضاء القضاة إِلَى البصرة، وكان سبب ذلك كلاما رقي عنه إِلَى المستعين. وكان من حفاظ الحديث، وكانت له بلاغة ولسن.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَحْمَدَ بْن عَلِيّ الكتاني- بدمشق- أخبرنا مكي بن محمّد ابن النمر المؤّدّب حدثنا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر قال: سنة ثمان وخمسين توفي جعفر بن عبد الواحد قاضي الثغر.
3615- جعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ جعفر، الثقفي المدائني:
سمع أباه، وعباد بن العوام، وأبا بكر بن عياش، وهشيما، وأبا حفص العبدي، وعلي بن غراب، وزياد البكائي، وكان قد نزل الموصل وحدث بها. فروى عنه مُحَمَّد بن غالب التمتام، وغيره.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ حدّثنا محمّد بن غالب حدثني جعفر بن محمّد المدائني حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ هَارُونَ الأَعْوَرِ عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى! فنزلت: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى
[البقرة 125] .
أخبرنا أحمد بن علي البادا أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلّاد أخبرنا محمّد بن غالب حدّثنا جعفر بن محمّد البكائي- وكان قد نزل الموصل وحدث بها- فروى(7/184)
عنه المدائني بإسناده مثله سواء. وزاد قَالَ مُحَمَّد بن غالب: وحدثنا به جعفر مرة أخرى فَقَالَ: عَنْ مجاهد، ولم يذكر ابن عمر.
بلغني أن جعفر بن مُحَمَّد المدائني مات سنة تسع وخمسين ومائتين.
3616- جعفر بن محمّد، ختن ابن ناصح:
أظنه نزل الكوفة وحدث عَنْ حماد بن بهدلة، وأزهر بن سعد. روى عنه يحيى ابن زكريا بن شيبان الكوفي.
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ زيد بن جعفر بن الحسين العلوي المحمدي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مجالد بن بشر بن مجالد البجلي- بالكوفة- حدّثنا أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن سعيد الحافظ حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان حدّثنا جعفر بن محمّد البغدادي- ختن ابن ناصح- حَدَّثَنَا حماد بن بهدلة الباهلي وأزهر بن سعد الباهليّ عن عون قَالَ سمعت ابن سيرين يقول: الوزن بالشعير ربا.
3617- جعفر الخصاف من مشايخ الصوفية:
ذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي فيما أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ: جعفر الخصاف البغدادي من أقران سري السّقطيّ، وهو من جلة البغداديين، ويرجع إِلَى سخاوة، وشرف حال.
3618- جعفر بن مُحَمَّد العلاف:
صحب بشر بن الحارث، وروى عنه. وكان عبدا صالحا. حدث عنه عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بن نصر الواسطي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي حَدَّثَنَا عمر بْن أَحْمَد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بن نصر الواسطي حدّثنا جعفر بن محمّد العلاف البغدادي حَدَّثَنَا بشر بن الحارث قَالَ سمعت معافى بن عمران يقول سمعت سُفْيَان يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامي، وأَبُو بَكْرٍ عَنْ يمينه، فدنوت إِلَى أبي بكر لأسلم عليه فَقَالَ لي: سلم عَلَى نبيك، قَالَ: فدنوت إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأقبل رأسه، قَالَ فَقَالَ: مه، قوم من أمتى يتطهرون يقولون كلام ربي مخلوق وليس بمخلوق، لا تكلمن هؤلاء، ولا تجالسنهم، ولا تدع لهم، ولا تشهد جنائزهم» فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فمن يتولاهم؟ قَالَ: «يتولاهم مثلهم، عليهم غضب ربي» .(7/185)
أخبرنا إسماعيل الحيري أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين السلمي قَالَ: محمد بن جعفر ابن مُحَمَّد العلاف البغدادي صحب بشر بن الحارث، كان يقال إنه مجاب الدعوة.
3619- جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ عوسجة:
من ساكني سر من رأي. روى عَنْ كثير بن هشام، والحسن بن مُوسَى الأشيب، وروح بن عبادة.
ذكره عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ وَقَالَ: كتبت عنه مع أبي بسامرا، وسئل أبي عنه فَقَالَ: صدوق.
3620- جعفر بن منير، أَبُو محمّد العطّار:
من أهل الميدان. نزل الري وحدث بها عَنْ شبابة بن سوار، ويزيد بن هارون، وأبي بدر شجاع بْن الوليد، وعبد الوهاب بْن عطاء، وروح بن عبادة. روى عنه أبو حاتم، ومحمد بن أيوب الرازيان، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وكان أحد عباد الله الصالحين.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري وهو صدوق.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَيْخَابَ الطِّيبِيُّ حدّثنا محمّد بن أيّوب البجلي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُنِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عن شعبة عن قتادة عن جزي بْنِ كُلَيْبٍ. قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عَضْبِ الْقَرْنِ وَالأُذُنِ [1] ، قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا عَضْبُ الأُذُنِ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ النِّصْفُ أَوْ أَكْثَرُ.
3621- جعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، الرسعني [2] :
من أهل رأس العين ويكنى أبا الفضل. قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حميد الحمصي، وإسحاق بن إِبْرَاهِيم الحنيني، وسعيد بن أبي مريم المصري، وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، ومُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، ومحمد بن كثير المصيصي، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش الحمصيين. روى عنه عَبْد اللَّهِ بن أَحْمَد بن حنبل، ومحمد بن محمّد الباغندي، وأحمد بن بشّار بن أبي العجوز، ويعقوب
__________
[1] 3620- العضب: القطع في القرن، والشق في الأذن.
[2] 3621- انظر: الأنساب، للسمعاني 6/119.(7/186)
ابن إِبْرَاهِيم البزاز ومحمد بن سهل بن الفضيل الكاتب، ويوسف بن يعقوب بن إِسْحَاق بن البهلول التنوخي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الواعظ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَزْرَقُ حدّثنا جعفر بن محمّد الرسعني حدّثنا سعيد بن أبي مريم حَدَّثَنَا يَحْيَى- يَعْنِي ابْنَ أَيُّوبَ- وَابْنُ لَهِيعَةَ. قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الله بن جناب عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَكَوَّنُ بِي» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال حدثنا الحسن بن رشيق المصريّ حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِيهِ.
ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ علي الصوري وأخبرنا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ:
ناولني عبد الكريم- وكتب لِي بِخَطِّهِ- قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ كَانَ بِرَأْسِ الْعَيْنِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّغْلِبِيُّ- بدمشق- أخبرنا تمام بن محمّد الرازي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلانَ الْحَرَّانِيُّ الْحَافِظُ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ فُضَيْلٍ الرَّسْعَنِيُّ ثِقَةٌ.
3622- جعفر بن مكرم بن يعقوب بن إِبْرَاهِيم، أَبُو الفضل الدوري التاجر [2] :
سَمِعَ عُمَرَ بْنَ يونس اليماني، وَأَبَا عَامِرٍ الْعَقَدِيَّ، وَسَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ وَرَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ وَأَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، وَأَزْهَرَ بْنَ سَعْدٍ السَّمَّانَ، وَأَبَا أُسَامَةَ حَمَّادَ بْنَ أُسَامَةَ، وقريش بن أنيس، وَأَبَا بَكْرٍ الْحَنَفِيَّ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ وكيع، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْنَا بَعْضَ حَدِيثِهِ فَلَمْ يُقْضَ السَّمَاعُ مِنْهُ وَهُوَ صَدُوقٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار حدّثنا جعفر بن مكرم حدّثنا أبو داود حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلا أَنْ يُصَامَ يَوْمٌ قَبْلَهُ، أَوْ بعده.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 9/43. ومسند أحمد 3/55، 5/306.
[2] 3622- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/192.(7/187)
قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ رَأَيْتُ بِخَطِّ الدَّارَقُطْنِيِّ: تَفَرَّدَ بِهِ جَعْفَرُ بْنُ مُكْرَمٍ.
قُلْتُ: يعنى روايته عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ مَرْفُوعًا، وَوَقَفَهُ غندر وعبد الرّحمن بن زياد الرصافي عَنْ شُعْبَة.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ مخلد بخطه: سنة أربع وستين ومائتين فِيهَا مَاتَ أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ يَعْقُوبَ التَّاجِرُ فِي جُمَادَى الأُولَى.
3623- جعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ ربال، أَبُو عبد الله الربالي [1] :
حدث عَنْ أبي عاصم الشيباني وحسين بن حفص الأصبهاني، وسعيد بن عامر، ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرومي. روى عنه الحسين بن مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَة الأنصاري، والقاضي أَبُو عبد الله المحاملي، وأخوه أَبُو عبيد، وما علمت من حاله إلا خيرا.
وذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي عن الدارقطني أنه ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الآدَمِيُّ حدّثنا الحسن بن محمّد بن شعبة حدّثنا جعفر بن محمّد الربالي حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَقْضِي لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلا يَأْخُذْهُ، فإنما أقطع له قطعة مِنَ النَّارِ» [2] .
3624- جعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن الطّبّاع:
نزل بسر من رأى وحدث بها عَنْ أبيه روى عنه صالح بن أَحْمَدَ بْنِ حنبل. ذكر ذلك ابن أبي حاتم الرازي.
3625- جعفر بن مُحَمَّد الوراق الواسطي [3] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ عبيد الطنافسي وخالد بن مخلد القطواني، وعثمان
__________
[1] 3623- انظر: الأنساب، للسمعاني 6/73.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 9/32، 86.
[3] 3625- انظر: تهذيب الكمال 5/105. تاريخ واسط لبحشل 211، 244. والمنتظم، لابن الجوزي 12/199. وتذهيب الذهبي 1/ورقة 110. وتاريخ الإسلام، الورقة 24 (أوقاف 5882) . وتهذيب ابن حجر 2/106. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1054.(7/188)
ابن الهيثم المؤذن، وعامر بن أبي الحسين، ومحمد بن حماد الضرير، وعون بن سلام الكوفي، والمثنى بن معاذ العنبري. روى عنه أَبُو بكر بن أبي داود السجستاني، والقاضي المحاملي، وإبراهيم بن محمد نفطويه النحوي ومحمد بْن مخلد الدوري، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حدّثنا جعفر بن محمّد الورّاق حدّثنا خالد- يعنى ابن مخلد- حَدَّثَنِي يَزِيدُ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» [1] .
أَخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حَدَّثَنِي رَحْمَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سَحِيمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ تَمْرًا، فَأَرَادَ أَنْ يُقْرِنَ فَلْيَسْتَأْذِنْهُمْ» [2] .
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد- بخطه- سنة خمس وستين ومائتين فيها مات جَعْفَر بن مُحَمَّد الْوَرَّاق الواسطي المفلوج فِي شهر ربيع الأول.
3626- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن نوح:
نزل أذنة وحدث بها عن محمد بن عيسى بن الطباع. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن جابر الطرسوسي، وأحمد بن هارون البرديجي وأبو بشر الدولابي، ويحيى بن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، وأبو العباس الأصم النيسابوري. وقال البرديجي: كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول حدّثنا جعفر بن نوح البغدادي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن عيسى بن الطباع يقول رأيت ابن المبارك فِي المنام فقلت له كيف رأيت الحديث؟ فذمه ذما شديدا وَقَالَ: ما رأيت الحديث ولا القصص بشيء، ثم قَالَ: ما لقي فلان- ولم يسمه- وبكى، فقلت له: يا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ فما الأمر؟ قَالَ عليك بالقرآن.
3627- جَعْفَر بن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد الْوَرَّاق:
حدث عَنْ أبي عبيد القاسم بن سلام. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/333. وكشف الخفا 2/190.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 40812. وكشف الخفا 2/319. وتنزيه الشريعة 2/267.(7/189)
أخبرنا علي بن محمّد السّمسار حدّثنا عبيد الله بن عثمان الصفار قال حدثنا عبد الْبَاقِي بْنُ قانع أن جعفرا الْوَرَّاق صاحب أبي عبيد مات فِي سنة إحدى وسبعين وَمائتين. وكذلك قَالَ ابْن مخلد، وَزاد فِي شعبان.
3628- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عامر، أَبُو الفضل البزاز [1] :
من أهل سر من رأى. حَدَّث عَنْ أبي نعيم الْفَضْل بْن دكين، وقبيصة بْن عقبة، وسعيد بن عبد الحميد بن جَعْفَر، وأَحْمَد بن يونس، وأبي غسان مَالِك بْن إِسْمَاعِيل، وَعفان بْن مسلم، روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، وأبو بكر بْن أَبِي دَاوُد السجستاني، وأحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سلم المخرمي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ البزاز، ومُحَمَّد بن مخلد الدوري، ومُحَمَّد بن جَعْفَر المطيري، وإسماعيل بن مُحَمَّد الصفار. وكان أحد الشهود المعدلين.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: سمعتُ منه مَعَ أبي وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهديّ أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار حدّثنا جعفر بن محمّد ابن عامر حدّثنا عفّان حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ أَصْحَابُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَصَلَّى به فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالُوا:
جِئْنَا الْبَارِحَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَصَلَّيْتَ بِنَا، ثُمَّ دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَأَطَلْتَ، قَالَ: «إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِكُمْ» [2] .
قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ ثَابِتٌ عَنْ ثُمَامَةَ، فَلَقِيتُ ثُمَامَةَ فَسَأَلْتُهُ.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع أن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عامر غرق فِي طريق البصرة فِي سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: وَجاءنا نعي جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عامر البزاز فِي شعبان سنة ثلاث وسبعين.
3629- جَعْفَر بن شاذان، أَبُو الفضل، ويعرف بشاذويه:
حدث عَنْ أبي حذيفة مُوسَى بن مسعود. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد.
__________
[1] 3628- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/250.
[2] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 3/173.(7/190)
3630- جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن عُمَر بن حبيب، الخلال النهرواني:
حدث عَنْ سعيد بن يعقوب الطالقاني. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ أخي أبي زرعة الرازي.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن علي الدسكري- بحلوان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهانيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الكريم أَبُو الْقَاسِمِ ابن أخي أبي زرعة أخبرنا جعفر ابن إِبْرَاهِيم بن عُمَر بن حبيب الخلال- بالنهروان- قَالَ سمعت سعيد بن يعقوب الطالقاني يقول: قَالَ رجل لابن المبارك: هل بقي من ينصح؟ قَالَ فَقَالَ: وهل تعرف من يقبل؟!
3631- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ القعقاع، أَبُو مُحَمَّد البغوي:
سكن سر من رأى. وحدث بِها عَنْ أبي عقبة عباد بن مُوسَى، وأبي معمر المقعد، وقيس بن حفص الدارمي، وسعيد بن منصور. روى عنه أبو القاسم البغوي، وعبد الله ابن إسحاق الخراساني وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ المنذر القاضي أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراسانيّ.
وأخبرنا جعفر بن محمّد بن القعقاع حدّثنا سعيد بن منصور- بمكة- حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ، إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى ركن شديد» [1]
. أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن جَعْفَر بن مُحَمَّد بْنِ القعقاع مات فِي شهر رمضان من سنة خمس وسبعين ومائتين.
3632- جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد اللَّه بْن الهيثم بن سام، أَبُو الفضل [2] :
سمع إِسْحَاق بن مُحَمَّد الفروي، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وعبيد الله بن عبد العزيز الثقفي. وبشر بن عيسى بن مرحوم العطار، روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، وإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار وأحمد بن كامل الْقَاضِي.
وَقَالَ الدارقطني: هو ثقة مأمون.
__________
[1] 3631- انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/180. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل 153.
[2] 3632- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/275.(7/191)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وجعفر بن سام مات بالبصرة قاضيا، وذلك فِي ربيع الأول سنة ست وسبعين [1] .
3633- جَعْفَر بن هاشم بن يَحْيَى، أَبُو يَحْيَى العسكري [2] :
سكن بغداد فِي دار كعب، وحدث عَنْ مسلم بن إِبْرَاهِيم، وعباس بن بكار، وأبي الوليد الطيالسي، والقعنبي وسهل بن عثمان العسكري. روى عنه ابن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وحمزة بن مُحَمَّد الدهقان، وعبد الصمد بن عَلِيّ الطستي. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي. أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حدّثنا جعفر بن هاشم حدّثنا أبو الوليد حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَنْصُورٍ قُلْتُ لَهُ: أَقُولُ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ سَمِعَ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ» [3] .
قرأت عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّقِيقِيُّ. وَأخبرنا السمسار أَخْبَرَنَا الصفار قَالَ حَدَّثَنَا ابْن قانع. قالا: تُوفِيَ جَعْفَرُ بْنُ هَاشِمٍ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعَ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابْنِ الْمُنَادِي وَأَنَا أَسْمَعُ: أَنَّ جَعْفَر بن هاشم مَاتَ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ.
3634- جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، المنادي [4] :
سمع عاصم بن عَلِيّ، وأحمد بن حنبل، وعلي بن بحر بن بري، وسعيد بن مُحَمَّد الحرمي، ووهب بن بقية الواسطي، وأبا بكر وعثمان ابني أَبِي شيبة، ومحمد بن سُلَيْمَان لُوَيْنًا، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ. روى عنه ابنه أَبُو الْحُسَيْنِ. وكان ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2015. والسنن الكبرى للبيهقي 7/168، 169.
وفتح الباري 9/156.
[2] 3633- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/283.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1923. وسنن ابن أبي داود 4942. ومسند أحمد 2/310، 442، 461، 539. وفتح الباري 11/478.
[4] 3634- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/282.(7/192)
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الفقيه أخبرنا أبو عمر بن حيويه حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله المنادي حدّثني أبي وجدي. قالا: حدّثنا علي ابن بحر القطّان حدّثنا هشام بن يوسف أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ أَبِيهِ قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «إِنِّي أنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ سَأَقُولُ فِيهِ قَوْلا لَكُمْ لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ قَبْلِي: تَعْلَمُنَّ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابْنِ الْمُنَادِي وَأَنَا أَسْمَعُ. قَالَ: وتوفي أبي جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ المنادي يوم السبت بين الظهر والعصر، ودفن يوم الأحد لإحدى عشرة بقيت من شعبان سنة سبع وسبعين- يعني ومائتين- كتب الناس عنه فِي حياة جدي وبعد ذلك.
3635- جَعْفَر بن أحمد، وقيل: جعفر بْنِ المبارك، أَبُو مُحَمَّد المعروف بكردان [2] :
حدث عَنْ أبي كامل الجحدري، وشيبان بن فروخ، والقاسم بن عِيسَى الواسطي وإبراهيم بن إسماعيل الكهيلي. روى عنه محمد بْن مخلد، وَعلي بْن إسحاق المادرائي وَكَانَ ثقة ينزل نهر طابق.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْن الْحَسَن الشاهد- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ- أَخُو خَطَّابٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ كردَانَ وَاللَّفْظُ وَاحِدٌ. قالا: حدّثنا القاسم بن عيسى حدّثنا محمّد بن ثابت العبدي أخبرنا الزُّبَيْرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ. سَمَّى الْمَادَرَائِيُّ أَبَا كردَانَ مُحَمَّدًا، وَسَمَّاهُ ابْنُ مَخْلَدٍ أَحْمَدَ.
أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الواحد أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ قرئ على ابن الْمُنَادِي وأنا أسمع. قَالَ: ومات كردان الخلقاني. أخبرنا بموته فِي هذه السنة- يعني سنة سبع وسبعين ومائتين-.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/86، 8/50. وفتح الباري 10/561.
[2] 3635- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/282.(7/193)
3636- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بن زياد بن صالح، أَبُو يَحْيَى الزعفراني [1] :
من أهل الري قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، وسهل بن عُثْمَان العسكري وإبراهيم بن مُوسَى الفراء، وعمر بْن عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر، ومحمد بْن مهران الجمال، ومحمد بن حميد، وسريج بن يونس، وعلي بن مُحَمَّد الطنافسي، وعمرو بن رافع البجلي، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عُمَر رسته، وغيرهم. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، وإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصَّفَّار، وإبراهيم بن دبيس الحداد، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن عُثْمَان الأدمي، وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بَكْر الشافعي.
وذكره الدارقطني فَقَالَ: صدوق.
وَقَالَ ابن أبي حاتم سمعت منه وهو صدوق ثقة. وَقَالَ أيضا: سألت أبا زرعة فقلت لَهُ: الفضل الصائغ أحفظ أو أَبُو يَحْيَى الزعفراني؟ فَقَالَ: الفضل أحفظ للمسند، وأبو يَحْيَى أحفظ للتفسير.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق- إملاء- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ حدّثنا محمّد بن حميد حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ الرَّازِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ، مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ [امْرَأَةُ فرعون] [2] ، وخديجة ابنة خويلد، وفاطمة ابنة محمّد» [3] صلى الله عليه وعليهن
. أخبرنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن الْمُنَادِي وأنا أسمع: قَالَ:
وَأُخْبِرْنَا أن أبا يَحْيَى الزعفراني صاحب التفسير توفي بالري سنة تسع وسبعين، وكان قد قدم إلينا وكتب الناس عنه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ المحتسب قَالَ قرأنا على أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج الوراق عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ. قَالَ: توفي جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن أَبُو يَحْيَى الزعفراني الرازي فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وسبعين ومائتين.
__________
[1] 3636- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/329.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: الكامل، لابن عدى 4/1533. وكنز العمال 34404.(7/194)
3637- جعفر بن محمد بن شاكر، أبو محمد الصائغ [1] :
سمع مُحَمَّد بْن سابق، وعفان بْن مُسْلِم، والخليل بن زكريا، والحسين بن مُحَمَّد المروزيّ، وقبيصة بن عقبة، وأبا نعيم، وعمر بن حفص بن غيّاث، وأبا غسان مالك ابن إِسْمَاعِيل، ويحيى بن الحماني وفضيل بن عبد الوهاب، وداود بن مهران، ومعاوية بن عمرو، وسعيد بن سُلَيْمَان الواسطي، وخنيس بن بكر بن خنيس، وشريح ابن النّعماني، والوليد بن صالح. روى عنه مُوسَى بْن هارون، وَيحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، ومحمد بن خلف وكيع، وإسماعيل بن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصَّفَّار، وأَبُو الْحُسَيْنِ بن المنادي، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأبو سهل بن زياد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بْن الفضل بْن خزيمة، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي، ومحمد بن جعفر بن الهيثم البندار. وكان عابدا زاهدا، ثقة صادقا، متقنا ضابطا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازي حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
قَالا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي صَلاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَفْرُغُ مِنْهَا، فَإِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ [لِلْفَجْرِ] [2] صَلَّى سَجْدَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
أخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا أحمد بن الفضل بن العبّاس ابن خزيمة حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ.
وَأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ- بالبصرة- حدّثنا إبراهيم ابن علي الهجيمي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ أَبُو محمّد الصّائغ حدّثنا سعيد ابن سليمان حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ- كذا فِي حديث الهجيمي- وفي حديث ابن خزيمة مُحَمَّد بن مسلم وهو الصواب- عَنْ إِبْرَاهِيم بن ميسرة عَنْ عمرو بن
__________
[1] 3637- انظر: تهذيب الكمال 5/103- 104. والمنتظم، لابن الجوزي 12/329. وثقات ابن حبان، الورقة 69. وتاريخ الإسلام للذهبى، الورقة 103 (أوقاف 5882) . وسير أعلام النبلاء 13/197. وتذكرة الحفاظ 2/335. وتذهيب التهذيب 1/1 الورقة 110. وبغية الأريب، الورقة 73. وتهذيب ابن حجر 2/102. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1053.
وشذرات الذهب 1/1053.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/195)
شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أراه رفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا فِي حديث الهجيمي، وَقَالَ ابن خزيمة عَنْ جده رفعه، قَالَ «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين» وفي حديث الهجيمي قَالَ: «صلاح هذه الأمة فِي الزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل وطول الأمل» [1]
. قَالَ الهجيمي: قَالَ لي عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ بشار الجنابي- وهو أجمع من جمع- أَنَّهُ ما سمع فِي الزهد أحسن من هذا الحديث.
وَقَالَ أيضا الهجيمي: وقد سمع هذا الحديث معي أَبُو داود السجستاني، وعبد الله ابن أَحْمَدَ بْنِ حنبل من جَعْفَر الصائغ.
أخبرني الأزهري أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ.
وأخبرنا الجوهريّ أخبرنا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس قَالا: قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ بن المنادي: وأبو مُحَمَّد جَعْفَر بن مُحَمَّد الصائغ المعروف بابن شاكر كان ذا فضل وعبادة، وزهد، وانتفع به خلق كثير فِي الحديث [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على بن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: وتوفي أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصائغ يوم الأحد- يوم الرءوس- لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة سنة تسع وسبعين ودفن فِي مقابر باب الكوفة صلينا عليه فِي الشارع الكبير، وكان من الصالحين، أكثر الناس عنه لثقته وصلاحه، بلغ تسعين سنة غير يسير.
3638- جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ معبد الْوَرَّاق [3] :
حدث عَنْ عاصم بن عَلِيّ، ومسدد، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعبيد الله القواريري، وحاجب بن الوليد. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد وأبو عَمْرو بن السماك، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وربما قَالَ الشافعي: جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ معبد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10/255، 286. والدر المنثور 6/197. والترغيب والترهيب 4/160. وفتح الباري 11/237.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/104.
[3] 3638- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/338.(7/196)
قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ الورّاق حدّثنا حاجب بن الوليد حدّثنا محمّد ابن سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ عَنْ بِلالٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «عَلَيْكُمْ بِصَلاةِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وهي تكفير للسيئات، منهاة عن الإثم، مطهرة لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ» [1]
. هَكَذَا رَوَاهُ لَنَا ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ عَنْ بِلالٍ. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ عَنْ بِلالٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا السمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن جعفر بن أحمد بْنِ معبد مات فِي سنة ثمانين ومائتين.
3639- جَعْفَر بن هشام:
حدث عَنْ أحمد بن عُبَيْد اللَّهِ الغداني البصري. روى عنه أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ بن الأعرابي، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بِبَغْدَادَ فِي دَارِ كعب.
3640- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ أبي عُثْمَان، أَبُو الفضل الطيالسي [2] :
سَمِعَ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ، وَإِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ حرب، ومسلم ابن إِبْرَاهِيمَ، وَعَارِمَ بْنَ الْفَضْلِ وَمُسَدَّدًا، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْمُبَارَكِ، وَمَنْصُورَ بْنَ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَيَحْيَى بْنَ معين، وإبراهيم بن محمّد ابن عَرْعَرَةَ، وَخَلَفَ بْنَ سَالِمٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ الرازي، وأمية بن بسطام، وإبراهيم ابن زِيَادٍ سَبَلانَ. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، ومُحَمَّد بْن مخلد، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَكِيمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو سَهْلِ بن زياد، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشَّافِعِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، صَعْبَ الأَخْذِ، حَسَنَ الْحِفْظِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْعُمَرِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ محمّد
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 11/212. ومجمع الزوائد 2/252.
والترغيب والترهيب 1/430.
[2] 3640- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/349.(7/197)
الطَّيَالِسِيِّ: حَدِّثْنِي فَقَالَ: اقْرَأْ عَلِيَّ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ حدثكم إسحاق بن محمّد الفروي أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم نهى عن الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ.
أخبرني الأزهري قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ جَعْفَر الطيالسي عَنِ الفروي. حدّثنا على بن أبي علي البصريّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا جدي أَبُو بَكْرٍ أحمد بن مُحَمَّدِ بن عمار حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَان الطيالسي قَالَ: قَالَ لي أحمد بن حنبل: بلغني أنك ناظرت أبا خيثمة زهير بن حرب وجماعة عَلَى تحليل النبيذ، فغلبتهم؟ فقلت: فهل لك فِي أن أناظرك عَلَى ذلك؟ فَقَالَ: لا.
حدّثني مكي بن إبراهيم الشّيرازيّ أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن عمر التجيبي- بِمصر- أنبأنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سمعت جَعْفَر بْنُ أَبِي عُثْمَان الطيالسي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: لو أدركت أنت زيد بن الحباب وأبا أحمد الزبيري لم تكتب عنهم- يعني فِي شدة أخذه عَنِ الشيوخ- قلنا لجعفر: لم؟ قَالَ:
إنما كانوا شيوخا.
أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: ومات أَبُو الفضل جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ- صاحب يَحْيَى بن معين- ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة للنصف من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين، وكان مشهورا بالإتقان والحفظ والصدق.
3641- جَعْفَر بن عَبْد اللَّهِ البرداني:
صحب بشر بن الحارث، وروى عنه وكان يذكر بالزهد.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عَلِيّ الدسكري- بحلوان- أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد المَخْلَديّ- بنيسابور- أخبرنا أَبُو الفضل الْعَبَّاس بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عصام البغدادي حدّثني جعفر البرداني الزاهد حدّثني بشر بن الحارث حدّثني المعافى [بن عمرو] [1] عَنْ سُفْيَان الثوري. أَنَّهُ قَالَ: لا يجد العبد طعم الإيمان إلا بالورع الشافي.
وقيل لوهيب بن الورد: يجد حلاوة الإيمان من يعمل بالمعاصي؟ قَالَ: لا، ولا من هم بمعصية.
3642- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ هاشم، أَبُو الفضل المؤدب:
حدث عَنْ عفان بْن مسلم. روى عنه عبد الصمد الطستي.
__________
[1] 3641- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/198)
3643- جعفر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشر بن كزال، أَبُو الفضل السمسار [1] :
حدث عَنْ عفان، والحسن بن بشر بن سلم، ويحيى بن عبدويه، وحماد بن مُحَمَّد الفزاري وسعيد بن سليمان الواسطي، ويحيى بن الحماني، ومنصور بن أبي مزاحم، وبشر بن هلال، وإبراهيم بن بشير المكي، وخالد بن خداش، وإسحاق بن إسماعيل، وأحمد بن حنبل. روى عنه أبو مزاحم الخاقاني، ومحمد بن مخلد، ومحمّد ابن أحمد الحكيمي، وأبو سهل بن زياد، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
وَقَالَ الدارقطني: ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان أخبرنا جعفر بن كزال حدّثنا منصور بن أبي مزاحم حدّثنا يزيد بن يوسف عن يحيى ابن سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ» [2]
. أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: وتوفي ابن كزال في شوال سنة اثنتين وثمانين [ومائتين] [3] .
3644- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَبُو الْقَاسِمِ الْوَرَّاق ثم المؤدب البلخي [4] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ سهل بْن عثمان العسكري، ومحمد بْن حميد الرَّازِيّ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي. وذكر الطستي أَنَّهُ سمع منه فِي قنطرة البردان.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد- بخطه- سنة ثلاث وثَمانين ومائتين فيها مات أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَر بن مُحَمَّد المؤدب فِي شهر رمضان.
3645- جَعْفَر بن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد الخباز المعروف بالخندقي [5] :
حدث عَنْ خالد بن خداش وسريج بن يونس، وأبي ياسر عمار بن نصر. روى
__________
[1] 3643- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/349.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 3644- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/362.
[5] 3645- الخندقي: هذه النسبة إلى الخندق، وهو موضع بجرجان، ومحلة كبيرة بها حوالى وهدة.
(الأنساب 5/191) .(7/199)
عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ياسين، وَمُحَمَّد بن مخلد العطار، وكان ثقة حافظا.
أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الملك القرشيّ أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا جعفر بن محمّد الخندقي الخباز حدّثنا سريج بن يونس حَدَّثَنَا بشر بن السري قَالَ حَدَّثَنِي سُفْيَان بن عيينة. قَالَ: لو رأيت الذين كانوا يجالسوني؟ ابتليت بهؤلاء الصبيان وأعطيتهم أسباب الفتنة، فأنا لا أكاد أن أتخلص منهم؟ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ ابن المبارك- وكان عاقلا- عَنْ أشياخ أهل الشام قالوا: من أعطى من أسباب الفتنة من نفسه أو لا لم ينج آخرا، وإن كان جاهدا.
3646- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عرفة، أَبُو الفضل الْمُعَدَّل [1] :
حدث عن [أبي علي] [2] . مُحَمَّد بن شُعْبَة بن جوان. روى عنه عبد الصمد الطستي وغَيْرَهُ.
أخبرنا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن الْمُنَادِي وأنا أسمع. قَالَ: أَبُو الفضل جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عرفة كتب الناس عنه قبل موته بقليل، وكان ثقة مقبولا عند الحكام أيضا.
أخبرنا أحمد بن محمّد بن رزق أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أَبُو الفضل جَعْفَر بن عرفة منصرفه من الحج بمنزل يقال لَهُ العمق يوم الجمعة لسبع بقين من ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائتين، وأدخل إِلَى بغداد فدفن بها يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمان وثمانين ومائتين، وصلينا عليه.
3647- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ سوار، أَبُو مُحَمَّد النيسابوري [3] .
حدث عَنْ قتيبة بن سعيد، وأبي مروان العثماني، وعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بن الرماح، وعلي بن حجر، وأحمد بن حفص السلمي. روى عنه يحيى بن منصور القاضي، وأبو العباس بن حمدان، وإسماعيل بن نجيد النيسابوريون، وغيرهم من الخراسانيين.
وكان ثقة. قدم بغداد وحدث بِها فروى عنه من أهلها مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن نيروز الأنماطي، ومحمد بن الْعَبَّاس بن نجيح الحافظ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ يُوسُف الْوَاعِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الله
__________
[1] 3646- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/412.
[2] بياض في الأصلين موضع كلمة.
[3] 3647- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/418.(7/200)
ابن عثمان بن يحيى الدّقّاق حدّثنا محمّد بن العبّاس بن نجيح حدّثنا جعفر بن محمّد ابن سوار النّيسابوريّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحِ حَدَّثَنَا هُشَيْمُ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أم موسى عن علي قال: شاهد [الناس] [1] ابْنَ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَجْتَنِي رُطَبًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَضْحَكُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ؟ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أَحَدٍ» [2]
. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: سمعت أَبَا الْفَضْل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم. يَقُولُ: توفي جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ سوار يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة مضت من ذي القعدة سنة ثمان وثمانين ومائتين.
3648- جَعْفَر بن مُوسَى، أَبُو الفضل النحوي، يعرف بابن الحداد [3] :
أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: وأبو الفضل جَعْفَر بن مُوسَى النحوي المعروف بابن الحداد، كتب الناس عنه شيئا من اللغة وغريب الحديث. وما كان كُتُبٍ عَنْ أبي عبيد مما سمعه من أبي عَبْد اللَّهِ أحمد بن يوسف التغلبي وغير ذلك. وكان من ثقات المسلمين وخيارهم، توفي يوم الأحد بالعشي، ودفن يوم الاثنين لثلاث خلون من شعبان سنة تسع وثمانين، صلى عليه أبو موسى الأنصاري ثم الزرقي، ودفن في الدويرة قرب منزله عند ساباط حسن وحسين، ظهر قنطرة البردان.
3649- جعفر بن نصير، يعرف بالتائب:
حدث عَنْ أَبِي الأشعث أَحْمَد بْن المقدام روى عنه مُحَمَّد بن مخلد الدوري.
3650- جَعْفَر بن مُحَمَّد الخياط:
صاحب أبي ثور إِبْرَاهِيم بن خالد الكلبي. حدث عَنْ عَبْد الصمد بْن يَزِيد مردويه.
روى عنه أَبُو الْحَسَن بن البراء، وأبو عمرو بن السماك.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد السماك قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَر الخياط- صاحب أبي ثور- حَدَّثَنَا عَبْد الصمد بْن يَزِيد قَالَ: سَمِعْتُ
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 37212.
[3] 3648- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/10.(7/201)
فضيل بن عياض يقول: سئل ابن المبارك: من الناس؟ قَالَ: العلماء. قَالَ: فمن الملوك؟
قَالَ: الزهاد. قَالَ: فمن السفلة؟ قَالَ: الذي يأكل بدينه.
3651- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عمران بن بريق، أَبُو الفضل البزاز المخرمي [1] :
حدث عَنْ خلف بن هشام، والفيض بن وثيق، وسعيد بن مُحَمَّد الجرمي. روى عنه أبو هارون موسى بن محمد الزرقي، وعبد الله بن إبراهيم بن هرثمة، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو القاسم الطبراني، إلا أن الطبراني قَالَ: ابن بويق بالواو، ووهم فِي ذلك.
حدّثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عثيرة الموصليّ حدّثنا أبو هارون موسى ابن محمّد بن هارون الأنصاري الزّرقيّ حدّثنا جعفر بن بريق البزّاز أخبرنا سعيد بن محمّد الجرمي حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ- وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ- حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ
[القصص 85] قَالَ: إِلَى الْمَوْتِ، أَوْ إِلَى مَكَّةَ.
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الواحد أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وجعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ عمران البزاز المعروف بابن بريق توفي يوم الخميس لأيام بقيت من صفر سنة تسعين، كان قد حدث قبل موته بقليل، ومات عَلَى ستر جميل.
3652- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ، الْقَطَّانُ النَّهْرَوَانِيُّ:
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معاوية الجمحي، وشاذ بن فياض، وقطن بن بشير، وعمار ابن عُمَر بن المختار. روى عنه أَبُو بَكْرٍ الشافعي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القطّان- بالنهروان- حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عِمْرَانَ- كَذَا قَالَ لَنَا علي بن المظفّر- قال حدّثنا أَبِي عِمْرَانُ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ- وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ- قَالَ: أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فِي تِجَارَةٍ، فَنَزَلْتُ قَرِيبًا مِنَ الأَعْمَشِ، فَلَمَّا كَانَ ليلة أردت أن أنحدر قام فَتَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ، فَمَرَّ بِهَذِهِ الآيَةِ: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ
[آل عمران 18، 19] قَالَ الأَعْمَشُ: وَأَنَا أَشْهَدُ بِمَا شَهِدَ اللَّهُ، وَأَسْتَوْدِعُ اللَّهَ هَذِهِ الشَّهَادَةَ، وَهِيَ لِي عِنْدَ اللَّهِ وَدِيعَةٌ، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ. قالها مرارا.
__________
[1] 3651- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/16.(7/202)
قُلْتُ لَقَدْ سَمِعَ فِيهَا بِشَيْءٍ، فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ فَوَدَّعْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَمِعْتُكَ تُرَدِّدُهَا. قَالَ: وَمَا بَلَغَكَ مَا فِيهَا؟ قُلْتُ: أَنَا عِنْدَكَ مُنْذُ سَنَةٍ لَمْ تُحَدِّثْنِي. قَالَ: والله لا أحدثك بها سنة، قال: وأرسلت مَتَاعِي وَلَبِثْتُ عَلَى بَابِهِ وَأَقَمْتُ سَنَةً! فَلَمَّا مَضَتِ السَّنَةُ قُلْتُ: يَا أَبَا محمّد تَمَّتِ السَّنَةُ.
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى بِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: عَبْدِي عَهِدَ إِلَيَّ وَأَنَا أَوْلَى مَنْ وَفَّى بِالْعَهْدِ، أَدْخِلُوا عَبْدِيَ الْجَنَّةَ» [1]
. 3653- جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ الخليل، أَبُو الْعَبَّاس العطار- وقيل: القطان-:
من أهل الري قدم بغداد وحدث بِهَا عَنْ محمود بن غيلان المروزي، ومحمد بن عمرو المعروف بزنيج ومحمد بن حميد الرازيين، وصالح بن مسمار. روى عنه أَبُو هارون الزرقي، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الصمد بْن علي الطستي، وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي دار كعب.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ علي البادا حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ الرَّازِيُّ حدّثنا أبو غسان- زنيج- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ ضَرِيسٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ الغفار بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى فَقَدْ بَرِئَ مِنَ التَّوَكُّلِ» [2]
. 3654- جَعْفَر بن الفضل، التمار المؤدب:
حدث عَنْ أبي بكر بن شيبة الحزامي المديني روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ التّمّار المخرمي المؤّدّب حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شيبة الحزامي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ أَبَا حَازِمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ غَادِرٍ إِلا لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ» [3]
قَالَ سُلَيْمَان: لم يروه عَنْ أبي حازم- سَلَمَة بن دينار الزاهد- إلا عَبْد الرَّحْمَنِ، ولا عنه إلا مُوسَى، ولا عَنْ مُوسَى إلا ابن أبي فديك. تفرد به عَبْد الرّحمن.
__________
[1] 3652- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/103.
[2] 3653- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2055. وسنن ابن ماجة 3489. ومسند أحمد 4/249، والسنن الكبرى للبيهقي 9/341.
[3] 3654- انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 1/120.(7/203)
3655-[1] جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ اليمان، أَبُو الفضل المؤّدّب الصّراييّ [2] :
حدث عَنْ إِسْمَاعِيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبي الوليد الطيالسي، وسعيد بن سُلَيْمَان الواسطي، وشيبان بن فرّوخ، وشريح بن النعمان، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن نافع، وأحمد بن جميل المروزي، ومحمود بن غيلان وأبي عبيد القاسم بن سلام. روى عنه أَحْمَد بن عِيسَى بن السكين البلدي، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وعبد الصمد الطستي، وأبو سهل بْن زياد، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي وجعفر بْن مُحَمَّدِ بْن الحكم الواسطي، وغيرهم. وكان ثقة.
حدّثنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان حدّثنا جعفر بن محمّد بن اليمان الصرايي حدّثنا أبو الوليد حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَرْقَاءَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ» [3]
. 3656- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ حرب، العباداني:
حدث عَنْ سهل بن بكار، ومحمد بن كثير العبدي، وطبقتهما من البصريين.
روى عنه الغرباء، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها جَعْفَر بن محمّد بن نصير الخالدي.
حدّثنا أبو نعيم الحافظ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ حدّثنا أبي حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ الْعَبَّادَانِيُّ- ببغداد- حدّثني إبراهيم بن محمّد التّيميّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عمتي عتيبة عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ قُرَيْشًا بِسَبْعِ خِصَالٍ: أَنِّي مِنْهُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِيهِمْ سُورَةً كَامِلَةً مِنْ كِتَابِهِ لَمْ يَذْكُرْ فِيهَا أَحَدًا غَيْرَهُمْ، وَأَنَّهُمْ عَبَدُوا اللَّهَ عَشْرَ سِنِينَ لا يَعْبُدُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ نَصَرَهُمْ يَوْمَ الْفِيلِ، وَأَنَّ الْخِلافَةَ، وَالسِّقَايَةَ والسدانة، فيهم، ولله الحمد كثيرا» [4] .
__________
[1] 3655- انظر: الأنساب، للسمعاني 8/52.
[2] في المطبوعة: الصراني وفي الأنساب: الصرايي: قال ابن ماكولا: أحسبه منسوبا إلى الصراة (الأنساب 8/52) .
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين 63، 64. وسنن أبى داود 1466. وسنن الترمذي 421. والنسائي 2/117، وابن ماجة 1151. وفتح الباري 2/191، 196، 410.
[4] 3656- انظر الحديث في: المستدرك 4/54. والدر المنثور 6/397. والعلل المتناهية 1/297.(7/204)
3657- جَعْفَر بن شعيب بن إِبْرَاهِيم، أَبُو مُحَمَّد الشاشي [1] :
سمع أبا حمة مُحَمَّد بن يوسف وعيسى بن حماد زغبة، ومحمد بن أبي عمر بن شعيب العدني، وسلمة بن شبيب النيسابوري، ويحيى بن أكثم الْقَاضِي، وأحمد بن السميدع، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الحكم المصري، ومحمد بن إِبْرَاهِيم بن النضر بن مسعدة السمرقندي. وقدم بغداد حاجًّا وحدث بها، فروى عنه إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي، وعَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بن ماسي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. قالا: حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ شُعَيْبٍ الشَّاشِيُّ- زَادَ ابْنُ رِزْقٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا مَعَ الْحَاجِّ ثُمَّ اتَّفَقَا- قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى لِسَانِي مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ» [2]
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سُلَيْمَان الحافظ- ببخارى- قَالَ: توفي أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن شعيب الشاشي- بالشاش- فِي سنة أربع وتسعين ومائتين.
3658- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ ماجد بن بجاد، أَبُو الفضل مولى المهدي، ويعرف بابن أبي القتيل [3] :
حدث عَنْ أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن المفضل، ومحمد بن زكريا الحرانيين، ومحمد بن الْحَسَن بن شقيق المروزي، وخلاد بن أسلم. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وحامد بن مُحَمَّد الهروي، وأبو القاسم الطبراني، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَاجِدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شقيق حدّثنا إبراهيم بن الأشعث- صاحب الفضيل بين عِيَاضٍ- عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ ابن حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَصِينِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «من انقطع
__________
[1] 3657- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/50.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/376، 386. وفتح الباري 4/84. ومصنف ابن أبي شيبة 14/199.
[3] 3658- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/97.(7/205)
إِلَى اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ كُلَّ مَئُونَةٍ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، وَمَنِ انْقَطَعَ إِلَى الدنيا وكله إِلَيْهَا» [1]
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ هِشَامٍ إِلا فضيل، تفرد به إِبْرَاهِيم.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد- بخطه- سنة سبع وتسعين ومائتين فيها مات ابن أبي القتيل جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ ماجد.
3659- جَعْفَر بن مُحَمَّد، أَبُو الفضل المعروف بدبيس الثلاج:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحَسَن بن شقيق المروزي، ومحمد بن يزيد الأدمي.
روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وعبد اللَّهِ بْن عدي الجرجاني.
3660- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الأزهر، أَبُو أَحْمَد البزاز، ويعرف بالباوردي، وبالطوسي [2] :
روى عَنِ المفضل بن غسان الغلابي عَنْ أبيه تاريخ يَحْيَى بن معين، وحدث أيضا عَنْ وهب بن بقية، ومحمد بن خالد بن عَبْد اللَّهِ الواسطيين. روى عنه أَحْمَد بْن عثمان والد أبي حفص بْن شاهين، وأحمد بن سلمان النجاد، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي وأحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني حدّثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أَبُو أَحْمَد جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الأزهر الطوسي- ببغداد- حدّثنا وهب بن بقيّة وذكر له خبرا.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق- فيما أذن أن نرويه عنه- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي. قَالَ: توفي أَبُو أَحْمَد- وهو جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الأزهر- فِي رجب سنة تسع وتسعين ومائتين.
3661- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ حماد، البغدادي:
حدث عَنْ يَحْيَى بن معين، ويزيد بن موهب الرملي، وعمرو بن عثمان الحمصي.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ الهروي نزيل دمشق.
3662- جعفر بن محمد بن بجير العطار:
حدث عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عفان الصوفي، روى عنه دعلج بن أحمد السجستاني، وسليمان بن أحمد الطبراني.
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 1/16. ومجمع الزوائد 10/303. وأمالي الشجري 2/161. والعلل المتناهية 2/216.
[2] 3660- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/125.(7/206)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ الْعَطَّارُ البغدادي حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانِ- أَبُو بَكْرٍ- حدّثنا حجاج بن محمّد حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عبد الله ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» [1]
. قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ شُعْبَة إِلا حجاج. تفرد به عَبْد الرَّحْمَنِ. وقد روى هذا الحديث بعينه عبد الباقي بن قانع عَنْ هذا الشيخ إلا أَنَّهُ سماه [جعفر بن] [2] أحمد ابن بجير، ووهم فِي ذلك. والله أعلم.
3663- جَعْفَر بن أَبي الليث، واسم أَبِي الليث عامر، وكنية جَعْفَر: أَبُو الفضل:
نزل قزوين وحدث بها عَنْ أَحْمَد بن عمار بن نصير الشامي- شيخ مجهول- وعن الْحَسَن بن عرفة أحاديث منكرة. روى عنه ميسرة بن عَلِيّ الخفاف، وعلي بن أَحْمَدَ بْنِ صالح القزوينيان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيُّ- بهمذان- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ- وما كتبته إلا عنه- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ الْبَغْدَادِيُّ.
وحَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيبِ عَبْد الْغَفَّارِ بْن عَبْد الواحد الأرموي حدّثني محمّد بن الحسن الطّيّبي- بقزوين- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئُ حدّثنا أبو الفضل جعفر ابن عَامِرِ بْنِ أَبِي اللَّيْثِ الْبَغْدَادِيُّ الصُّغْدِيُّ سَنَةَ تسع وتسعين ومائتين- حدّثنا أحمد ابن عمار بن نصير الشامي حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ لِلدَّيْنِ دَوَاءٌ، إِلا الْقَضَاءُ، وَالْوَفَاءُ والحمد» [3]
. أخبرنا أبو القاسم الأزهري أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيُّ الْقَزْوِينِيُّ- وَكَانَ حَافِظًا- حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ مَيْسَرَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَفَّافُ حدّثنا
__________
[1] 3662- انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/63، 6/169، 8/124. وصحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين 79، 80، 81. وفتح الباري 8/584، 9/105.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 3663- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/111. والأحاديث الضعيفة 976. وكنز العمال 15437.(7/207)
جعفر بن أبي اللّيث الصغدي البغدادي حدّثنا الحسن بن عرفة العبدي حدّثنا عبد الرّزّاق بن همام حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» [1]
. قَالَ الْعَلَوِيُّ: أَبُو اللَّيْثِ اسْمُهُ عَامِرٌ، وَالْحَدِيثُ لا أَصْلَ لَهُ، ولست أَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ عَرَفَةَ حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
3664- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان، أَبُو الفضل الخلال الدوري [2] :
حدث عَنِ الربيع بن ثعلب، ويعقوب بْن حميد بْن كاسب. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَمحمد بْن عُمَر بْن الجعابي، وعبد العزيز بن جَعْفَر الحنبلي، ومحمد بن حميد المخرمي.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزْدَادَ الْفَقِيهُ حدّثنا جعفر بن محمّد بن سليمان حدّثنا الرّبيع بن ثعلب حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن نقدت الناس نقدوك، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ أَدْرَكُوكَ» . قَالَ قُلْتُ: فَمَا أَصْنَعُ؟
قَالَ: «هَبْ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ» [3]
. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ رَأَيْتُهُ فِي كِتَابِ جَعْفَرٍ الْخَلالِ فِي مَوْضِعَيْنِ، فِي مَوْضِعٍ رَفَعَهُ، وَفِي مَوْضِعٍ مَوْقُوفًا. وَقَدْ حدّثنا بهذا الحديث جماعة عن الرّبيع، فمنهم من وقفه، وَمِنْهُمْ مَنْ أَسْنَدَهُ. قُلْتُ: رَوَاهُ نُعَيْمُ بْنُ الهيضم عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ مَوْقُوفًا وَهُوَ الصَّحِيحُ.
حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ- إِمْلاءً- حدّثنا عمير بن محمّد بن علي بن الزيات حدّثنا أحمد بن الحسن عن عبد الجبّار حدّثنا نعيم بن الهيضم حَدَّثَنَا أَبُو فَضَالَةَ الْحِمْصِيُّ- فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ- عَنْ لُقْمَانَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. قَالَ: «إِنْ نقرت [4] الناس نقروك، وَإِنْ تَقَرَّبْتَ مِنْهُمْ أَدْرَكُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ» . قَالَ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: «هَبْ عِرْضَكَ ليوم فقرك» [5] .
هكذا أَمْلاهُ الْجَوْهَرِيُّ بِالرَّاءِ وَكَذَا كَانَ فِي أَصْلِ كِتَابِهِ، قرأت فِي كتاب محمّد بن
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 3664- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/135.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/245. وكنز العمال 30989.
[4] في الأصل: ناقرت وناقروك ونقر الشيء أى عابه.
[5] انظر التخريج السابق.(7/208)
مخلد- بخطه- سنة ثلاثمائة فيها مات جَعْفَر بن مُحَمَّد الخلال أَبُو الفضل جارنا يوم الثلاثاء للنصف من شوال.
3665- جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بْن الْمُسْتَفَاضِ، أَبُو بَكْرٍ الفريابي قاضي الدينور [1] :
أحد أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم، طوف شرقا وغربا، ولقي أعلام المحدثين فِي كل بلد، وسمع بخراسان، وما وراء النهر، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، والجزيرة، ثم استوطن بغداد. وَحَدَّثَ بها عَنْ هدبة بْن خَالِد، ومحمد بن عبيد بن حساب، وعبد الأعلى بن حماد، وأبي كامل الجحدري، وعُبَيْد اللَّهِ بن معاذ، وعلي بن المديني، ومُحَمَّد بن بشار بندار، ومُحَمَّد بن المثنى، وعمرو بن عَلِيّ البصريين، وعن منجاب بن الحارث، وأبي بكر وعثمان ابني أَبِي شيبة وأبي كريب مُحَمَّد بن العلاء الكوفيين، وعن الهيثم بن أيوب الطالقاني، وأبي قدامة السرخسي، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن الْحَسَن البلخيين وعن إِبْرَاهِيم بن عَبْد اللَّهِ الخلال، ومزاحم بن سعيد، وإسحاق بن راهويه المروزيين، وعن مُحَمَّد بن حميد، وأحمد بن الفرات الرازيين، ويونس بن حبيب الأصبهاني، وعبد الرحيم بن حبيب الفريابي، وعُبَيْد اللَّهِ بن عُمَر القواريري، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، ويعقوب وأحمد ابني إِبْرَاهِيم الدورقي، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد النفيلي وحكيم بن سيف الرقي، وسليمان ابن عَبْد الرَّحْمَنِ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن إِبْرَاهِيم وهشام بن عمار الدمشقيين، ويزيد بن موهب الرملي، وإبراهيم بن العلاء الحمصي وأحمد بن عِيسَى المصري، وإسحاق بن مُوسَى الأنصاري، وأبي مصعب المديني ومحمد بن أَبِي عُمَر العدني، ووهب بن بقيّة الواسطي، ومحمّد بن عزيز الأبلّيّ، وغير هؤلاء ممن فِي طبقتهم وبعدهم. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد الدوري، وأَبُو الْحُسَيْنِ بن المنادي، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وخلق يطول ذكرهم، وكان ثقة أمينا حجة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عمر المقرئ حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ حدّثنا محمّد بن يحيى الأزدي حدّثنا جعفر بن محمّد الخراسانيّ حدّثنا عمرو بن زرارة حدّثنا محمّد بن يحيى الأزدي حدّثنا جعفر بن
__________
[1] 3665- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/145.(7/209)
محمّد الخراساني حدّثنا عمرو بن زرارة حَدَّثَنَا أَبُو جُنَادَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَاسٍ مِنَ النَّاسِ إِلَى الْجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهَا وَاسْتَنْشَقُوا رَائِحَتَهَا»
ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفريابي حدّثنا عمرو بن زرارة النّيسابوريّ حَدَّثَنَا أَبُو جُنَادَةَ عَنِ الأَعْمَش بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
أخبرنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْخَلالُ وأحمد بْن مُحَمَّد العتيقي- واللفظ لَهُ- قَالا:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ. قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد الفريابي يقول:
انصرفت من مجلس عُبَيْد اللَّهِ بن معاذ بالبصرة فإذا بحلقة وجماعة من الناس قيام فنظرت فإذا شاب مجنون، فقيل لي: يا فتى تؤذن فِي أذنه؟ فقلت: أمسكوا يديه ورجليه، وأذنت فِي أذنه، فلما بلغت أشهد أن محمدا رَسُول اللَّهِ. قَالَ لي عَلَى لسان المجنون بصوت سمعه الحاضرون: من بشوم مُحَمَّد مكوا- يعني أنا أنصرف ولا تذكر محمدا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري- مذاكرة- أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد ابن القاسم بن مرزوق المعدّل- بمصر- حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ الْقَاضِي قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد الفريابي يقول: كل من لقيته بخراسان، والعراق، والشام ومصر، وعدد عدة من الأمصار لم أسمع منه إلا من لفظه، إلا ما كان من شيخين وهما، أَبُو مصعب الزهري، وذكر آخر معه- قَالَ الصوري: لا يحضرني ذكره- فإنهما كانا قد كبرا وضعفا، فكان يقرأ عليهما- أو كما قَالَ-.
أخبرني الْحَسَن بن شهاب العكبري- فِي كتابه- قَالَ: سمعت أبا علي بن الصواف يقول سمعت الفريابي يقول: كتبت الحديث سنة أربع وعشرين ومائتين من المشرق إِلَى المغرب، فما رأيت أحدا يقرأ عليه، ولا قرأت عَلَى أحد، إلا عَلَى أَبِي مصعب الزهري بالمدينة، فإنه قد كان ثقل لسانه، وعلى المعلي بن مهدي بالموصل.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد العتيقي قَالَ: بلغني عَنْ شيخنا أَبِي حفص عمر بن محمّد ابن عَلِيّ الزيات أَنَّهُ قَالَ: لما ورد أَبُو بَكْرٍ جَعْفَر بن مُحَمَّد الفريابي إِلَى بغداد، واستقبل بالطيارات والدبادب [1] وعد لَهُ الناس إِلَى شارع المنار بباب الكوفة ليسمعوا منه،
__________
[1] في الصميصاطية: الزبازب. وفي الأصل: الزنارب والتصحيح من تذكرة الحفاظ للذهبى. والدبادب: الطبل.(7/210)
فاجتمع الناس، فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث، فقيل نحو ثلاثين ألفا! وكان المستملون ثلاثمائة وستة عشر.
قَالَ لنا العتيقي: وسمعت شيخنا أبا الفضل الزهري يقول: لما سمعت من جعفر الفريابي كان في مجلسه من أصحاب المحابر ممن يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري! سوى من لا يكتب. قرأت عَلَى الْحَسَن بن أَبِي بكر عن أحمد ابن كامل الْقَاضِي. قَالَ: كان جَعْفَر الفريابي مكثرا فِي الحديث، مأمونا موثوقا به.
أخبرنا الْقَاضِي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: سمعت أبا مُحَمَّد السبيعي يقول: ولد الفريابي فِي سنة سبع ومائتين.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بن عمر بن أحمد الواعظ عَنْ أبيه قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن محمّد ابن جَعْفَر بن مُحَمَّد الفريابي يقول: ولد أَبِي سنة سبع ومائتين، وتوفي ليلة الأربعاء فِي المحرم سنة إحدى وثلاثمائة. وهو ابن أربع وتسعين. وكان قد حفر لنفسه قبرا فِي مقابر أَبِي أيوب قبل موته بخمس سنين، وكان يمر إليه فيقف عنده، ولم يقض أن يدفن فيه، دفناه فِي الزمشية.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الْخُطبي قَالَ: مات أَبُو بَكْرٍ الفريابي جَعْفَر بن مُحَمَّد فِي المحرم لخمس خلون منه سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بن بشر:
مات أَبُو بَكْرٍ جَعْفَر بن مُحَمَّد الفريابي يوم الثلاثاء بالعشي، ودفن فِي مقابر باب الأنبار يوم الأربعاء لأربع بقين من المحرم سنة إحدى وثلاثمائة. وقول عِيسَى لأربع بقين هو الصحيح، ذكره كذلك غير واحد.
3666- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أَبُو الفضل المعروف بابن القبوري [1] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، وسويد بْن سعيد. روى عنه أَبُو بَكْرٍ الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وغيرهما.
حدّثنا أبو نعيم الحافظ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا جعفر بن محمّد ابن عيسى النّاقد. وأخبرنا البرقاني حدّثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلى حدّثنا
__________
[1] 3666- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/157. وسؤالات السهمي للدارقطنى 241.(7/211)
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الأُطْرُوشُ الْقُبُورِيُّ- بغدادي أبو الفضل- حدّثنا محمّد ابن حميد حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَخُو جَرِيرِ بن عبد الحميد حدّثنا هشام بن روى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَابَطَ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» [1]
. حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نَصْر قَالَ سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يَقُول سألت الدارقطني عَنْ جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أَبِي الفضل القبوري فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وجعفر بن القبوري كان بالقرب من ربضنا، توفي لأيام من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثمائة، حدث قبل وفاته بسنين، عَلَى سلامة وعدم غميزة فِي سماعه.
3667- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أَبُو مُحَمَّد الأعرج النيسابوري [2] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بشر بن الحكم، وأحمد بن حفص بن عَبْد اللَّهِ، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الفراء النيسابوريين، وعلي بن بكار بن هارون المصيصي، وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ الدمشقي. روى عنه الحافظ أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب، وأبو القاسم الطبراني، وأبو محمد بن السبيعي، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وكان ثقة حافظا، عالما عارفا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ حَدَّثَنَا أَبُو طالب أَحْمَد بن نصر بن طالب حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى النيسابوري- ببغداد- وساق عنه حديثا.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن عبد الله بن بكير أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى النَّيْسَابُورِيُّ حدّثنا أحمد ابن محمّد بن بكّار بن بلال حدّثنا أبي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ إِدْرِيسَ عَنِ الأعمش عن شهر [بن حوشب] [3] عَنِ ابْنِ غَنَمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم» [4] .
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/92. وكنز العمال 1731. والأحاديث الضعيفة 626.
[2] 3667- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/191. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 228.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر الحديث في: في مسند أحمد 5/177. وتفسير ابن كثير 6/582.(7/212)
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الْحَسَن الدارقطني عَنْ جَعْفَر بن مُحَمَّد النيسابوري الحافظ فَقَالَ: ثقة مأمون، وعن مثله يسأل؟! حدّثني محمّد بن علي المقبري عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ الْحَافِظُ. قَالَ:
جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الحافظ أَبُو مُحَمَّد النيسابوري ثقة مأمون حجة، توفي بحلب سنة سبع وثلاثمائة.
3668- جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ عاصم، أَبُو مُحَمَّد البزاز الدمشقي المعروف بابن الرواس [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنْ هشام بْن عمار، وأحمد بن أَبِي الحواري، ومحمد بن مصفي الحمصي، وأحمد بن زيد الرملي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد الدُّورِيّ، وَعَبْد الصمد بن عَلِيّ الطستي، وجعفر الخالدي، وأبو علي بن الصواف، وأبو محمّد بن ماسي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ زَمَنَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي قَالَ:
سألت الدارقطني عَنْ جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ عاصم أَبِي مُحَمَّد البزاز فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أحمد الكتاني أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ربيعة بن زبر. قَالَ: سنة سبع وثلاثمائة فيها توفي أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن الرواس.
قُلْتُ: وبدمشق كانت وفاته.
3669- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بن الْحَسَن بن جعفر بن الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ ابْنِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالب، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [2] :
حدث عن عمر بن عَلِيّ الفلاس، ومحمد بن عَلِيّ بن خلف العطّار، وأحمد بن
__________
[1] 3668- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/190.
[2] 3669- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/196.(7/213)
عبد المنعم، ومحمد بن مهدي الميموني، ومحمد بن علي بن حمزة العلويّ، وأيّوب ابن مُحَمَّد الرقي، وإدريس بن زياد الكفرتوثي. روى عنه أَبُو بَكْرٍ الشافعي، وأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ البهلول، وأبو بكر بن الجعابي، وعمر بن بشران السكري، وأبو المفضل الشيباني، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَكُمْ أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعْفَرُ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر بن الْحَسَن بن جعفر بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب حدّثنا محمّد بن مهديّ الميموني حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو بِسْطَامٍ. قَالَ: سَمِعْتُ سَيِّدَ الْهَاشِمِيِّينَ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِالْمَدِينَةِ فِي الرَّوْضَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي محمّد بن علي أنه سمع جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سُدُّوا الأَبْوَابَ كُلَّهَا، إِلا بَابَ عَلِيٍّ» [1] وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ
. تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْحَسَنِيُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: وجدت في كتاب أخي: مات أبو عَبْدِ اللَّهِ العلوي الحسني فِي سنة ثمان وثلاثمائة يوم الأربعاء أول يوم من ذي القعدة، ودفنوه يوم الخميس.
3670- جَعْفَر بن قدامة بن زياد:
أحد مشايخ الكتاب وعلمائهم. وافر الأدب، حسن المعرفة، وله مصنفات فِي صنعة الكتابة وغيرها. وحدث عَنْ أَبِي العيناء الضرير، وحماد بن إِسْحَاق الموصلي، ومحمد بن مالك الخزاعي، ونحوهم. روى عنه أَبُو الفرج الأصبهاني.
3671- جَعْفَر بن أحمد بن الصباح، أَبُو الفضل، المعروف بالجرجرائي [2] :
حدث عَنْ جده مُحَمَّد بن الصباح عَنْ بشر بن معاذ العقدي، وعمران بن مُوسَى القزاز، وعُبَيْد اللَّهِ بن عُمَر القواريري، وأبي مصعب الزهري، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ويحيى بن خلف، وهارون بْن عَبْد اللَّهِ البزاز. روى عنه أبو حفص بن الزيات، ومحمد بن إِبْرَاهِيم بن نيطرا، وأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ قفرجل، ومحمد بن عُبَيْد اللَّهِ بن الشخير، وغيرهم.
__________
[1] انظر الحديث في: أمالي الشجري 1/42. والموضوعات 1/365. واللئالئ المصنوعة 1/179. وتفسير ابن كثير 2/273.
[2] 3671- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/201. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 238.(7/214)
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن الفضل بن قفرجل حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن الصباح الجرجرائي حدّثنا هارون بن عبد الله حدّثنا ابن أبي فديك حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُثْمَانَ بن عبد الله بن سراقة بن بشر ابن سَعِيدٍ أَنَّ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فَلَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ» [1]
. حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول سألت الدارقطني عَنْ جَعْفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ الصَّبَّاحِ الجرجرائي فَقَالَ: ثقة.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر القطيعي قَالَ سمعت الْقَاضِي أبا الْحَسَن الجراحي يقول:
سنة تسع وثلاثمائة فيها مات جعفر بن محمّد بن الصّبّاح.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار أخبرنا ابن قانع: أن جَعْفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ الصَّبَّاحِ مات فِي شهر ربيع الآخر من سنة تسع وثلاثمائة.
3672- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عتيب بن حطنطل، أبو القاسم:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن مرزوق البصري، ومحمد بن زياد الزيادي، وحميد بن الْحَسَن العتكي، وإبراهيم بن بسطام الزعفراني، ومحمد بن معمر البحراني، وحاتم ابن بكر، وعبدة بن عَبْد اللَّهِ الصَّفَّار، ويزيد بن عمرو الغنوي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه ببغداد، وعلي بن مُحَمَّدِ بْنِ لؤلؤ، وأَبُو الْحُسَيْنِ ابن المظفر، وما علمت من حاله إِلا خيرا.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ أخبرنا جعفر بن محمّد بن عتيب حدّثنا محمّد بن معمّر أخبرنا أبو عامر حَدَّثَنَا زَمْعَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «كل امرأة تنكح من غير وَلِيٍّ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ»
. 3673- جَعْفَر بن عُمَر، أَبُو مُحَمَّد القرشي:
حدث عَنْ عمرو بن سواد السرحي، وأبي عبيد الله بن أخي بن وهب المصريين.
روى عنه مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَحْيَى العطشي.
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير 5/283. ومسند أحمد 1/20، 53، ومجمع الزوائد 5/284.(7/215)
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يحيى البزار المعروف بابن العطشي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ- في كرم.
معرش- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي سرح أبو محمّد القرشيّ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ- قَالَ ابْنُ العطشي: وحدّثنا جعفر بن عمر أيضا- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن وهب بن مسلم القرشيّ حدّثنا عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَفِيَ الْيَهُودِيُّ وَرَاءَ الحجر، أو الشجر، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلا الْغَرْقَدَةُ فَإِنَّهَا شَجَرِ الْيَهُودِ [1] »
. 3674- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ بشار بن رجاء، أَبُو الْعَبَّاس، المعروف بابن أَبِي العجوز:
حدث عَنِ الْحُسَيْن بن عَبْد الرَّحْمَنِ الاحتياطي، ومحمود بن خداش، وعمر بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الأسدي، وعَبْد اللَّهِ بْن هاشم الطوسي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرَ زَوْجُ الحُرَّةِ، وَأَبُو الْفَضْل الزُّهْرِيّ، وَأَبُو حَفْص بْن شاهين، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن الشخير.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شاذان حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بشار بن أَبِي العجوز الضّرير الخضيب حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن الاحتياطي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: زَيِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِذِكْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
أَخْبَرَنِي أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ: وَجدت فِي كتاب أخي بخطه: مات ابن أَبِي العجوز في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
3675- جعفر بن محمد بن عبد الله بن يعقوب بن خالد، أَبُو الفضل السراج:
حدث عَنْ سريج بْن يونس. روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن مالك البيّع.
__________
[1] 3673- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفتن باب 18. ومسند أحمد 2/417. وفتح الباري 13/84.(7/216)
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن الحسين المحتسب حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الْبَيِّعُ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد بْن عبد الله بن يعقوب السّرّاج حدّثنا سريج بن يونس حدّثني يونس بن محمّد حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ- ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ» [1]
. 3676- جَعْفَر بن مُوسَى بن أَبِي شجاع، الضرير القصري:
حدث عَنْ يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي. رَوَى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ الجرجاني.
ذكر أَنَّهُ سمع منه بقصر ابن هبيرة.
3677- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاس، أَبُو الْقَاسِمِ البزاز الكرخي:
حدث عَنْ جبارة بن مغلس، وهناد بن السري، وأبي كريب، ويعقوب وأحمد ابني إبراهيم الدورقي وسفيان بن وكيع، وعمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، ومحمد ابن بشار، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، والحسن بن عرفة. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، وعلي ابن عمر السكري، وحدث عنه ابن عدي الجرجاني، إلا أَنَّهُ سمى أباه أَحْمَد.
أخبرني أَحْمَد بن سُلَيْمَان بن علي المقتري أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد الهروي أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاس البزاز يعرف بالبابيا في كتبنا عنه ببغداد. وكان يسرق الحديث ويحدث عمن لم يرهم.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَنْ جَعْفَر بن أَحْمَدَ بن الْعَبَّاس البزاز فَقَالَ: كان لا يساوي شيئا.
3678- جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بن السكين- وقيل: السكن- بن ماهان أَبُو الْقَاسِمِ العطار:
حدث عَنِ الْحَسَن بن يزيد الجصاص، ورجاء بن سهل الصاغاني والحسين بن عَبْد اللَّهِ الواسطي البزاز. روى عنه عَلِيّ بن عمر السّكّري.
__________
[1] 3675- انظر الحديث في: مسند أحمد 6/64، 70، 77، 151. وسنن ابن ماجة 1623 وفتح الباري 8/140، 11/362.(7/217)
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حسنون النرسي أخبرنا علي بن عمر الحربيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السِّكِّينِ بْنِ مَاهَانَ الْعَطَّارُ- فِي درب هشام- حدّثنا الحسن بن يزيد الجصاص حدّثنا مسلم بن عبد ربه حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ- يَعْنِي سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ وَلَكِنْ لَمْ يُسَمِّهِ- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ- أَوِ السَّهْلَةِ- وَمَنْ خَالَفَ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» [1]
. 3679- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ سعيد بن حسان، أَبُو مُحَمَّد السمان- ويقال: السمسار-:
حدث عَنْ يوسف بن مُوسَى، ومحمود بن خداش، والفضل بن سهل الأعرج والحسن بن عرفة. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ الزبيبي، وعلي بْن عُمَر الحربي وأَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ الأصبهاني.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك القرشي أخبرنا علي بن عمر الحربيّ حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد سعيد بن حسان السمان- فِي درب الآجر نهر طابق- حدّثنا فضل ابن سهل الأعرج حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. قَالَ: كثرة العيال شؤم، فمن تهيأ لطلب الدنيا فليتهيأ للذل.
3680- جَعْفَر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بْن مجاشع، أَبُو مُحَمَّد الختلي [2] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن الحسين بْن إشكاب، ومحمّد بن الحجّاج الضّبيّ، وعبيد الله ابن جرير بن جبلة وإبراهيم بن راشد، ويحيى بن ورد بن عبد الله. روى عنه أبو الفضل الزهري ومحمد بْن المظفر، وأبو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الْوَاعِظ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: ومات جَعْفَر بن مجاشع الختلي سنة سبع عشرة- يعنى وثلاثمائة-.
3681- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بن حبيب، أَبُو بَكْرٍ، المعروف بابن أَبِي الصعو، الصيدلاني:
حدث عَن أَبِي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، ومحمّد بن منصور الطوسي، والحسن بن
__________
[1] 3678- انظر الحديث في: مسند أحمد 5/266. وكشف الخفا 1/251، 340. والدرر المنتثرة 61.
[2] 3680- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/285.
[3] 3681- انظر: سؤالات السهمي للدارقطنى برقم 234.(7/218)
عبد العزيز الجروي، ويعقوب الدورقي، والحسين بن مهديّ الأبلّيّ. روى عنه محمّد ابن جعفر زوج الحرة، ومُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، وأبو حفص بْن شاهين، وعلي بْن عُمَر السكري.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَنْ جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بن أَبِي الصعو الصيدلاني- كان ببغداد- فَقَالَ: ثقة.
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قانع: أن ابن أَبِي الصعو الصيدلاني مات فِي آخر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
3682- جَعْفَر بن هارون بن زياد، أَبُو مُحَمَّد النّحويّ:
أخبرنا أبو بكر البرقاني أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ- أَبُو أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ هَارُونَ بْنِ زياد النّحويّ- ببغداد- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعُشْرُونَ، فَلا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنَّ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» [1]
. 3683- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ كامل، أَبُو الْقَاسِمِ البزاز:
حدث عَنْ إِبْرَاهِيم بن مالك روى عنه الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي.
3684- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الفرج بْن عون بن الحر بن عُبَيْد اللَّهِ الخلال:
حدث عَنْ أَبِي بدر بن عباد بن الوليد. روى عنه ابنه أَحْمَد.
3685- جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ بحر، أَبُو الْقَاسِمِ النجار:
حدث عَنْ أَحْمَد بن مَنْصُور الرمادي، وحمدان بن علي بن الْوَرَّاق. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْنُ عُمَر بْنِ مُحَمَّد السكري.
3686- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب أَبُو الفضل الصندلي [2] :
سمع إِبْرَاهِيم بن مجشر الكاتب وإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيم البغوي، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وعلي بْن حرب الطائي ومحمد بن إِسْمَاعِيل الحساني، ومحمد بن خلف الحدادي، ومحمد بن المثنى السمسار. روي عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي
__________
[1] 3682- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/34، 35، 7/68. وصحيح مسلم، كتاب الصيام باب 2. وفتح الباري 4/126، 9/439، 442.
[2] 3686- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/295.(7/219)
وأبو عُمَر بْن حيويه، ويوسف بْن عُمَر القواس. وكان ثقة صالحا دينا يسكن باب الشعير.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدّثنا أبو الفضل جعفر ابن مُحَمَّد الصندلي الأطروش سنة سبع عشرة ومات فيها. وكان يقال إنه من الأبدال.
[قلت] هذا القول فِي وفاته وهم والصحيح:
ما أخبرنا السّمسار حدّثنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن جَعْفَرا الصندلي مات فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ عشرة وثلاثمائة.
وذكر أبو القاسم بن الثلاج: أن وفاته كانت فِي صفر من سنة ثمان عشرة، كذلك قرأت بخطه.
3687- جَعْفَر بن حمدان بن يَحْيَى، أَبُو الْقَاسِمِ الشحام الموصلي [1] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ عبد الرحيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يزيد السكري، وأبي مسلم عَبْد الرَّحْمَنِ بن واقد الواقدي، وأحمد بن عُبَيْد اللَّهِ العنبري، ويوسف بن مُوسَى القطان، والحسن بن عمران بن ميسرة. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرَ زَوْجُ الحُرَّةِ، ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين. وكان مكفوف البصر، ورواياته مستقيمة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَمْدَانَ الْمَوْصِلِيُّ الضَّرِيرُ الشَّحَّامُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ السّكّري حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: كَانُوا إِذَا طَعِمُوا جَلَسُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَاءَ أن يجيء شيء فَنَزَلَتْ فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ.
3688- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ المغلس، أَبُو الْقَاسِمِ [2] :
وهو أخو أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد. وكان الأصغر. حدث عَنْ حوثرة بن مُحَمَّد المنقري، وأبي سعيد الأشج، وهارون بن إِسْحَاق الهمذاني، وأحمد بن سنان القطّان،
__________
[1] 3687- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/297.
[2] 3688- انظر: سؤالات السهمي للدارقطنى 235.(7/220)
وعمار بن خالد التمار، وإسحاق بن سيار النصيبي. روى عنه أَبُو حفص بن شاهين، ومحمد بن جَعْفَر النجار، ويوسف بن عُمَر القواس، وأبو حفص الكتاني.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الْحَسَن الدارقطني عَنْ جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ المغلس. فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن شَاهِينَ عَن أبيه.
وأخبرني الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال حَدَّثَنَا يوسف بن عُمَر. قَالا: مات أَبُو القاسم جعفر بن محمّد المغلّس في سنة تسع عشرة وثلاثمائة. قَالَ ابن شاهين: فِي ذي الحجة.
3689- جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ الفرج، أَبُو مُحَمَّد الدوري:
حدث عن هارون بن إسحاق الهمذاني، وعلي بن هاشم الكرماني. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بخيت الدَّقَّاق، ومحمد بن المظفر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا هارون بن إسحاق حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ- رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ فَقَالَ: «أَهَاهُنَا فُلانٌ؟ أهاهنا فلان؟» [1] . وساق الحديث
. 3690- جعفر بن حم بن حفص، أَبُو مُحَمَّد النخشبي:
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن أَيُّوبَ الرَّازِيّ. روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري حَدَّثَنَا علي بن عمر الحربيّ حدّثنا أبو محمّد جعفر ابن حم بن حفص النّخشبيّ- قدم علينا حاجّا سنة عشرين وثلاثمائة- حدّثنا محمّد بن أيّوب القعنبي حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا وَأَلْطَفُكُمْ بِأَهْلِهِ» [2]
. 3691- جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن نعيم:
حدث عَنِ الْحَسَن بن عرفة. روى عنه عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى البصري.
__________
[1] 3689- انظر الحديث في: سنن النسائي، كتاب البيوع باب 98. وكنز العمال 15534.
[2] 3690- انظر الحديث في: كنز العمال 23624. والجامع الكبير 4762.(7/221)
أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسين بْن أَحْمَد بْن ماهان الضّبيّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى التَّمَّارُ- بالبصرة- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُعَيْمٍ الْبَغْدَادِيُّ حدّثنا الحسن ابن عرفة حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنِ عبد الله ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ حَسَنَاتِ ابْنِ آدَمَ بِعَشْرِ أمثالها إلى سبعمائة ضِعْفٍ. قَالَ اللَّهُ: إِلا الصَّوْمَ، الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ، فَرْحَةً حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ولَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»
. 3692- جَعْفَر أمير المؤمنين المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد باللَّه بْن أَبِي أَحْمَد الموفق بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور، يكنى أبا الفضل. استخلف بعد أخيه المكتفي [1] :
فأخبرنا الْحَسَن بن أَبِي بكر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي. قَالَ:
وأقعد جَعْفَر بن المعتضد- وهو المقتدر بالله واسم أمه شغب- يوم الأحد لأربع عشرة مضت من شهر ذي القعدة من سنة خمس وتسعين ومائتين.
وأخبرني عُبَيْد الله بن أبي الفتح أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَةَ الأَزْدِيُّ. قَالَ: المقتدر بالله جَعْفَر بْن أَحْمَد المعتضد بالله بويع لَهُ يوم مات المكتفي وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة ونحو من شهرين، وكان مولده لثمان بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين وكنيته أَبُو الفضل.
أخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ حَدَّثَنِي أَبِي. قَالَ: قَالَ أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ: استخلف جَعْفَر المقتدر بالله- أَبُو الفضل- وسنه يومئذ ثلاث عشرة سنة وشهر وعشرون يوما، ولم يل الأمر قبله أحد أصغر منه سنا. وقتل يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال سنة عشرين وثلاثمائة، فكانت خلافته منذ يوم بويع لَهُ بالخلافة إلى يوم قتل أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وخمسة عشر يوما. وقد خلع من خلافته مرتين وأعيد. فأما المرة الأولى فكانت بعد استخلافه بأربعة أشهر وسبعة أيام، وذلك عند قتل الْعَبَّاس بن الْحَسَن الوزير، وفاتك مولى المعتضد بالله، واجتماع أكثر الناس ببغداد عَلَى البيعة لأبي الْعَبَّاس عبد الله بن المعتز بالله، ولقبوه
__________
[1] 3692- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/308. والبداية والنهاية 11/169. وشذرات الذهب 2/231. والنجوم الزاهرة 2/233. والكامل 8/3- 35. والأعلام 2/121.(7/222)
الراضي بالله. وخلع المقتدر، واحتجوا فِي ذلك لصغر سنه وقصوره عَنْ بلوغ الحلم، ونصبوا عَبْد اللَّهِ بْن المعتز للأمر فِي يوم السبت لعشر بقين من ربيع الأول سنة ست وتسعين، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وبايعوا لَهُ بالخلافة. ثم فسد الأمر وبطل من الغد فِي يوم الأحد وثبت أمر المقتدر بالله، وجددت لَهُ البيعة الثانية فِي يوم الاثنين.
وظفر بعَبْد اللَّهِ بْن المعتز، فقتل وقتل جماعة ممن سعى فِي أمره. والمرة الثانية فِي الخلع بعد إحدى وعشرين سنة وشهرين ويومين من خلافته، اجتمع القواد والجند الأكابر والأصاغر مع مؤنس الخادم ونازوك عَلَى خلعه، فقهروه وخلعوه وطالبوه بأن يكتب رقعه بخطه يخلع نفسه فيها، ففعل، وأشهد عَلَى نفسه بذلك. وأحضروا مُحَمَّد بن المعتضد بالله فنصبوه للأمر وسموه القاهر بالله وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وذلك يوم السبت للنصف من المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة. فأقام الأمر عَلَى ذلك يوم السبت ويوم الأحد. فلما كان يوم الاثنين اختلف الجند وتغير رأيهم ووثبت طائفة منهم عَلَى نازوك وعبد الله بن حميدان المكنى بأبي الهيجاء، فقتلوهما وأقيم القاهر من مجلس الخلافة وأعيد المقتدر بالله إِلَى داره وجددت لَهُ بيعة. وكان قد تبرأ من الأمر يومين وبعض الثالث، ولم يكن وقع للقاهر بيعة فِي رقاب الناس، وقتل المقتدر بالله بباب الشماسية وسنه ثمان وثلاثون سنة وشهر وأيام. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: وكان رجلا ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، جميل الوجه، أبيض مشربا حمرة، حسن الخلق، حسن العينين، بعيد ما بين المنكبين، جعد الشعر، مدور الوجه، قد كثر الشيب فِي رأسه وأخذ فِي عارضيه أخذا كثيرا، كذا رأيته فِي اليوم الذي قتل فيه، وأمه أم ولد يقال لها شغب، أدركت خلافته.
أخبرنا عَلِيّ بن أبي علي البصريّ حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور القشوري شيخ من الجند المولدين. قَالَ: كنت أخدم وأنا حدث فِي دار لنصر القشوري المرسومة بالحجبة من دار المقتدر بالله، فركب المقتدر يوما عَلَى غفلة وعبر إِلَى بستان الخلافة المعروف بالزبيدية، فِي نفر من الخدم والغلمان- وأنا مشاهد لذلك- وتشاغل أصحاب الموائد والطباخون بحمل الآلات والطعام وتعبيتها في الخون، فأبطأت وعجل هو فِي طلب الطعام، فقيل لَهُ: لم يحمل بعد، فَقَالَ: أنظروا ما كان. قَالَ: فخرج الخدم كالمتحيرين ليس يجسرون أن يعودوا فيقولوا ما جاء شيء، وهم يبادرون فيما يعملون، فسمعهم جَعْفَر- ملاح طيار المقتدر والرئيس عَلَى الملاحين برسم الخدمة كلهم- فَقَالَ: إن كان ينشط مولانا لأكل طعام الملاحين فمعي ما يكفيه، فمضوا فقالوا لَهُ فَقَالَ: هاتوا(7/223)
ما معه، فأخرج من تحت الطيار جونة خيازر نظيفة فيها جدي بارد، وسكباج مبردة، وبزما ورد، وإدام، وقطعة مالح منقور طيبة، وأرغفة سميذ جيدة، وكل ذلك نظيف، وإذا هي جونة تعمل له في منزله كل يوم، وتحمل إليه فيأكلها فِي موضعه من الطيار ويلازم الخدمة، فلما حملت إِلَى المقتدر استنظفها فأكل منها واستطاب المالح والإدام فكان أكثر أكله منه. ولحقته الأطعمة من مطبخه فَقَالَ: ما آكل اليوم إلا من طعام جَعْفَر الملاح، فأتم أكله منه وأمر بتفرقة طعامه عَلَى من حضر، ثم قَالَ: قولوا لَهُ هات الحلواء، قَالَ فَقَالَ: نحن لا نعرف الحلواء. فَقَالَ المقتدر: ما ظننت أن فِي الدنيا من يأكل طعاما لا حلواء بعده. قَالَ فَقَالَ الملاح: حلواؤنا التمر والكسب فإن نشط أحضرته فَقَالَ: لا هذا حلواء صعب لا أطيقه فأحضروا من حلوائنا فأحضرت عدة جامات، فأكل ثم قَالَ لصاحب المائدة: اعمل فِي كل يوم جونة ينفق عليها ما بين عشرة دنانير إِلَى مائتي درهم وسلمها إِلَى جَعْفَر الملاح تكون برسم الطيار أبدا، فإن ركبت يوما عَلَى غفلة كما ركبت اليوم كانت معدة، وإن جاءت المغرب ولم أركب كانت لجعفر، قَالَ فعملت إِلَى أن قتل المقتدر، وكان جَعْفَر يأخذها وربما حاسب عليها لأيام وأخذها دراهم، وما ركب المقتدر بعدها عَلَى غفلة ولا احتاج إليها.
أخبرنا عَلِيّ بن المحسن الْقَاضِي حدّثني أبي حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الأنباري الكاتب قَالَ: سمعت دلويه الكاتب يحكي عَنْ صافي الحرمي الخادم مولى المعتضد أَنَّهُ قَالَ: مشيت يوما بين يدي المعتضد وهو يريد دور الحرم، فلما بلغ إِلَى باب شغب أم المقتدر وقف يسمع وَيَطَّلِعُ من خلل فِي الستر، فإذا هو بالمقتدر وله إذ ذاك خمس سنين أو نحوها، وهو جالس وحواليه مقدار عشر وصائف من أقرانه في السن، وبين يديه طبق فضة فيه عنقود عنب فِي وقت فيه العنب عزيز جدا، والصبي يأكل عنبة واحدة، ثم يطعم الجماعة عنبة عنبة عَلَى الدور، حتى إذا بلغ الدور إليه أكل واحدة مثل ما أكلوا حتى أفنى العنقود، والمعتضد يتميز غيظا، قَالَ: فرجع ولم يدخل الدار، ورأيته مهموما فقلت: يا مولاي ما سبب ما فعلته، وما قد بان عليك؟
فَقَالَ: يا صافي والله لولا النار والعار لقتلت هذا الصبي اليوم، فإن فِي قتله صلاحا للأمة، فقلت: يا مولاي حاشاه أي شيء عمل، أعيذك بالله، يا مولاي العن إبليس.
فَقَالَ: ويحك أنا أبصر بما أقوله، أنا رجل قد سست الأمور، وأصلحت الدنيا بعد فساد شديد ولا بد من موتي، وأعلم أن الناس بعدي لا يختارون غير ولدي، وسيجلسون ابني عليا- يعني المكتفي- وما أظن عمره يطول للعلة التي به. فقال(7/224)
صافي: - يعني الخنازير التي كانت فِي حلقه- فيتلف عن قرب ولا يرى الناس إخراجها عَنْ ولدي، ولا يجدون بعده أكبر من جَعْفَر، فيجلسونه وهو صبي، وله من الطبع في هذا السخاء الذي قد رأيت من أَنَّهُ أطعم الصبيان مثل ما أكل، وساوى بينه وبينهم فِي شيء عزيز فِي العالم، والشح عَلَى مثله فِي طباع الصبيان، فيحتوي عليه النساء لقرب عهده بهن، فيقسم ما جمعته من الأموال كما قسم العنب ويبذر ارتفاع الدنيا ويخربها، فتضيع الثغور، وتنتشر الأمور، وتخرج الخوارج، وتحدث الأسباب التي يكون فيها زوال الملك عَنْ بني العبّاس أصلا. فقلت: يا مولاي يبقيك اللَّه حتى ينشأ فِي حياة منك، ويصير كهلا فِي أيامك، ويتأدب بآدابك، ويتخلق بخلقك، ولا يكون هذا الذي ظننت. فَقَالَ: احفظ عني ما أقوله، فإنه كما قُلْتُ. قال: ومكث يومه مهموما، وضرب الدهر ضربته ومات المعتضد وولي المكتفي، فلم يطل عمره ومات.
وولي المقتدر. فكانت الصورة كما قاله المعتضد بعينها، فكنت كلما وقفت عَلَى رأس المعتضد وهو يشرب ورأيته قد دعا بالأموال فأخرجت إليه، وحلت البدر، وجعل يفرقها عَلَى الجواري والنساء ويلعب بها، ويمحقها ويهبها، ذكرت مولاي المعتضد وبكيت. قَالَ وَقَالَ صافي: كنت يوما واقفا عَلَى رأس المعتضد فقال: هاتوا فلانا الطيبي- خادم يلي خزانة الطيب- فأحضر فَقَالَ لَهُ: كم عندك من الغالية؟ فَقَالَ نيف وثلاثون حبا صينيا مما عمله عدة من الخلفاء، قَالَ: فأيها أطيب؟ قَالَ: ما عمله الواثق، قَالَ أحضرنيه، فأحضره حبا عظيما يحمله خدم عدة بدهق ومثقلة، ففتح فإذا بغالية قد ابيضت من التعشيب وجمدت من العتق، فِي نهاية الذكاء، فأعجبت المعتضد وأهوى بيده إِلَى حوالي عنق الحب، فأخذ من لطاخته شيئا يسيرا من غير أن يشعث رأس الحب، وجعله فِي لحيته وقال: ما تسمح نفسي بتطريق التشعيب عَلَى هذا الحب، شيلوه، فرفع، ومضت الأيام، فجلس المكتفي للشرب يوما، وهو خليفة وأنا قائم عَلَى رأسه، فطلب غالية، فاستدعى الخادم وسأله عَنِ الغوالي، فأخبره بمثل ما كان أخبر به أباه فاستدعى غالية الواثق، فجاءه بالحب بعينه ففتح فاستطابه وَقَالَ أخرجوا منه قليلا. فأخرج منه مقدار ثلاثين- أو أربعين مثقالا- فاستعمل منه فِي الحال ما أراده، ودعا بعتيدة لَهُ فجعل الباقي فيها ليستعمله عَلَى الأيام، وأمر بالحب فختم بحضرته ورفع، ومضت الأيام وولى المقتدر الخلافة، وجلس مع الجواري يشرب يوما كنت عَلَى رأسه، فأراد أن يتطيب فاستدعى الخادم وسأله، فأخبره بمثل أخبر به أباه وأخاه.(7/225)
فَقَالَ: هات الغوالي كلها، فأحضرت الحباب كلها فجعل يخرج من كل حب مائة مثقال، وخمسين، وأقل وأكثر، فيشمه ويفرقه عَلَى من بحضرته حتى انتهى إِلَى حب الواثق واستطابه فَقَالَ: هاتم عتيدة حتى يخرج إليها من هذا ما يستعمل، فجاءوه بعتيدة وكانت عتيدة المكتفي بعينها، ورأى الحب ناقصا والعتيدة فيها قدح الغالية ما استعمل منه كبير شيء، فَقَالَ: ما السبب فِي هذا؟ فأخبرته بالخبر عَلَى شرحه، فأخذ يعجب من بخل الرجلين ويضع منهما بذلك، ثم قَالَ: فرقوا الحب بأسره عَلَى الجواري، فما زال يخرج منه أرطالا أرطالا، وأنا أتمزق غيظا، وأذكر حديث العنب وكلام مولاي المعتضد، إِلَى أن مضى قريب من نصف الحب، فقلت لَهُ: يا مولاي إن هذه الغالية أطيب الغوالي وأعتقها، ومالا يعتاض منه، فلو تركت ما بقي فيها لنفسك وفرقت من غيرها كان أولى. قَالَ: وجرت دموعي لما ذكرته من كلام المعتضد فاستحيا مني ورفع الحب، فما مضت إلا سنين من خلافته حتى فنيت تلك الغوالي، واحتاج أن عجن غالية بمال عظيم.
أخبرنا عَلِيّ بن المحسن بن عَلِيّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أجري فِي مجلس أَبِي يوما ذكر المقتدر بالله وأفعاله، فَقَالَ بعض الحضار: كان جاهلا. فَقَالَ أَبِي: مه؟ فإنه لم يكن كذلك، وما كان إلا جيد العقل صحيح الرأي، ولكنه كان مؤثرا للشهوات، ولقد سمعت أبا الْحَسَن عَلِيّ بن عِيسَى يقول- وقد جرى ذكره بحضرته فِي خلوة- ما هو إلا أن يترك هذا الرجل النبيذ خمسة أيام متتابعة حتى يصح ذهنه، فأخاطب منه رجلا ما خاطبت أفضل منه، ولا أبصر بالرأي، ولا أعرف بالأمور، وأسد فِي التدبير، ولو قُلْتُ إِنَّهُ إذا ترك النبيذ هذه المدة فِي أصالة الرأي، وصحة العقل كالمعتضد والمأمون، ومن أشبههما من الخلفاء ما خشيت أن أقع بعيدا.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. قال: ولليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلاثمائة، قتل المقتدر فوق رقة الشماسية.
3693- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ مرشد، أَبُو الْقَاسِمِ البزاز:
حدث عَنْ عباس بن يزيد البحراني، والحسن بن عرفة العبدي. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، وأبو الْحَسَن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شَاذَانَ: توفى أبو القاسم بن مرشد البزّاز في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.(7/226)
3694- جَعْفَر بن أَحْمَد المعروف بحمدان بْن مالك بْن شبيب بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الفضل القطيعي:
والد أَبِي بكر بن مالك. حدث عَنِ الهيثم بن سهل التستري، ومحمد بن مسلمة الواسطي. روى عنه ابنه أَحْمَد، وعمر بن إِبْرَاهِيم الكتاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الأَسَدَابَاذِيُّ- بها- حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان- ببغداد- حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ حدّثنا الهيثم بن سهل التستري حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ. ثُمَّ ضَحِكَتْ.
3695- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن الوليد، القافلائي أَبُو الفضل [1] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصاغاني، وعلي بن داود القنطري، وأحمد بن الوليد الفحام، وعيسى بن مُحَمَّد الإسكافي، وَعَبْد اللَّهِ بْن روح المدائني، وأَحْمَد بْن أَبِي خيثمة. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، وعبد العزيز بْن جَعْفَر الخرقي، وأبو الْفَضْل الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن المظفر، وَأَبُو بَكْر بْنُ شاذان، وابن شاهين، ويوسف القواس.
حُدِّثْتُ عَنْ يوسف بن عُمَر قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الوليد القافلائي- سمعت منه فِي جامع المدينة وكان من الثقات يعرف شيئا من الحديث-.
حَدَّثَنِي عُبَيْد الله بن أبي الفتح عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن جَعْفَر بن مُحَمَّد القافلائي مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. زاد ابن قانع: فِي جمادى الأولى.
3696- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عبدويه، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، المعروف بالبراثي [2] :
مروزي الأصل حدث عَنْ حفص بن عمرو الربالي، ومحمد بن الوليد البسري، وإسماعيل بن أَبِي الحارث، وزيد بن إِسْمَاعِيل الصائغ، وعلي بن عبدة التميمي، وإبراهيم بن راشد الأدمي، وإِبْرَاهِيم بْن هانئ النيسابوري. روى عنه أَبُو حفص بن
__________
[1] 3695- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/368.
[2] 3696- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/368.(7/227)
شاهين، والمعافى بن زكريا الجريري، وأحمد بن مَنْصُور النوشري، وعَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار. وكان ثقة.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن جَعْفَر بن مُحَمَّد البرائى مات يوم السبت سلخ جمادى الآخرة من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
3697- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بن حكيم، أَبُو الفضل القصار:
حدث عَنْ أَبِي حذافة أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل السهمي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار.
3698- جَعْفَر بن أَبِي العيناء مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد:
حدث عَنْ أبيه. روى عنه الْعَبَّاس بن الْعَبَّاس بن المغيرة الجوهري.
3699- جَعْفَر بن مُحَمَّد العطار:
أخبرنا الحسين بن الحسن الورّاق حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال حدثنا جعفر ابن محمّد العطّار حَدَّثَنَا جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمًا أَبَا عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ عَلَى كَثِيبِ كَافُورٍ أَبْيَضَ» [1]
. 3700- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بن الوليد بن السكن، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّار القنطري [2] :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أَنَّهُ حدثه فِي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة عن الحسن ابن عرفة.
3701- جَعْفَر، أَبُو مُحَمَّد المرتعش [3] :
من كبار مشايخ الصوفية. وهو نيسابوري كان من ذوي الأحوال، وأرباب الأموال، فتخلى منها، وصحب الفقراء، وسافر كثيرا ثم استوطن بغداد إِلَى أن مات بها.
__________
[1] 3699- انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/385. والجامع الكبير 5188. وكنز العمال 39286. والموضوعات 1/304.
[2] 3700- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/247.
[3] 3701- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/384. والبداية والنهاية 11/192. وطبقات الصوفية 349- 353. وحلية الأولياء 10/355. وصفة الصفوة 2/211. ونتائج الأفكار 1/189. وطبقات الشعراني 1/123. وشذرات الذهب 2/317. والكواكب الدرية 2/38. وطبقات الأولياء ص/ 141.(7/228)
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني يقول حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بن محمد بن عامر بن هارون الدّهّان حَدَّثَنَا جَعْفَر المرتعش- ببدو أمره وخروجه إِلَى هذا الأمر- يعني التصوف- قَالَ: كنت ابن دهقان، فبينما أنا جالس عَلَى باب داري بنيسابور، إذ جاء شاب عليه مرقعة، وعلى رأسه خرقة، وأشار إلي متعرضا لي إشارة لطيفة، فقلت فِي نفسي: شاب جلد صحيح البدن لا يأنف من هذا؟! ولم أرد عليه جوابا، فصاح فِي وجهي صيحة أفزعتني، ووجدت من قوله رعبا شديدا، ثم قَالَ: أعوذ بالله مما خامر فِي سرك، واختلج به صدرك، فغشي عَلِيّ وسقطت عَلَى وجهي. فخرج خادم لنا فرآني عَلَى تلك الحال، فرفع رأسي من الأرض وجعله فِي حجره، واجتمع حولي خلق كثير، فما أفقت إلا بعد حين، وقد مر الشاب وليس أراه، فتحسرت عليه وندمت عَلَى ما كان مني. فبت ليلتي بغم. فرأيت عَلِيّ بن أَبِي طالب فِي منامي ومعه ذاك الشاب، وعلي يشير إلي ويؤنبني ويقول: إن الله لا يجيب سؤال مانع سائليه. فانتبهت، ففرقت ما كان لي، وخرجت إِلَى السفر، فسمعت بوفاة والدي بعد خمس عشرة سنة، فرجعت وسألت اللَّه تعالى العون عَلَى خلاصي مما ورثت، فأعان اللَّه تعالى.
أخبرنا عَلِيّ بن محمود بن إبراهيم الزوزني أخبرنا عَلِيّ بن المثنى التميمي- بإستراباذ- قَالَ سمعت المرتعش- وسئل أي الأعمال أفضل- فَقَالَ:
إن المقادير إذا ساعدت ... ألحقت العاجز بالحازم
ذكر مُحَمَّد بن مأمون البلخي أَنَّهُ سمع أبا عَبْد اللَّهِ الرَّازِيّ يقول: حضرت وفاة أَبِي مُحَمَّد جَعْفَر المرتعش فِي مسجد الشونيزية سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة فَقَالَ:
انظروا ديوني؟ فنظروا فقالوا بضعة عشر درهما. فَقَالَ: انظروا خريقاتي؟ فلما قربت منه قَالَ اجعلوها فِي ديوني. وأرجو أن اللَّه يعطيني الكفن. ثم قَالَ: سألت اللَّه ثلاثا عند موتي فأعطانيها، سألته أن يميتني عَلَى الفقر رأسا برأس، وسألته أن يجعل موتي في المسجد فقد صحبت فيه أقواما، وسألته أن يكون حولي من آنس به وأحبه. وغمض عينيه ومات بعد ساعة رحمه اللَّه.
3702- جَعْفَر بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عبد الجبار بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أَبُو مُحَمَّد القارئ المؤذن [1] :
مروزي الأصل ويعرف بالبارد، حدث عَنْ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّدِ بْنِ إسماعيل
__________
[1] 3702- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/14.(7/229)
مولى بني هاشم، وعن السري بن يَحْيَى بن السّري التّميميّ، وإبراهيم بن سليمان السهمي، وسليمان بن الربيع النهدي الكوفيين، وموسى بن هارون الطوسي. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو عُبَيْد اللَّهِ المرزباني.
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ البرقاني أخبرنا عَلِيّ بن عُمَر الحافظ. قَالَ: جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد المؤذن ثقة.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر: أن جعفر القارئ المعروف بالبارد مات فِي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
3703- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ أسد، أَبُو الطيب الصَّفَّار:
حدث عَنْ إِبْرَاهِيم بن الهيثم البلدي. رَوَى عَنْهُ يُوسُفَ بْنُ عُمَر الْقَوَّاسُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كان جارهم.
3704- جَعْفَر بن عَلِيّ بن سهل، أَبُو مُحَمَّد الدَّقَّاق الدوري الحافظ [1] :
حدث عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيل الترمذي، وعن مُحَمَّد بن زكريّا الغلابي، وإبراهيم بن ماسي، وأبو أَحْمَد الغطريفي الجرجاني، وعلي بن عمرو الحريري، وأبو الْحَسَن الدارقطني.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّد الْمُقْرِئ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ حدّثنا جعفر بن علي الحافظ حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابي- بالبصرة- حدّثنا عبيد الله بن عائشة، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عِنْدَهُ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَدَخَلَ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ تَزَحْزَحَ لَهُ وَتَزَعْزَعَ لَهُ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِمَ فَعَلْتَ هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟» . فَقَالَ: إِكْرَامًا لَهُ وَإِعْظَامًا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «إِنَّمَا يَعْرِفُ الْفَضْلَ لأَهْلِ الْفَضْلِ ذَوُو الْفَضْلِ» [2]
. حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول سمعت أبا زرعة مُحَمَّد بن يوسف الجرجاني يقول: جَعْفَر الدَّقَّاق الحافظ ليس بمرضي فِي الحديث، ولا في دينه، كان فاسقا كاذبا.
__________
[1] 3704- انظر: سؤالات حمزة للدارقطنى 230.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 19/170، 171. وكشف الخفا 1/250.
واللئالئ المصنوعة 1/188. ومسند الشهاب 1164.(7/230)
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه: توفى أبو محمّد جَعْفَر بن عَلِيّ بن سهل الدَّقَّاق الحافظ الدوري في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
3705- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب بن إِسْحَاق، الثقفي الْوَرَّاق، أَبُو الفضل الشيرجي [1] :
حدث عَنْ عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن إشكاب، والمغيرة بن مُحَمَّد المهلبي، وغيرهما.
روى عنه أَبُو الفضل الزهري، وعمر بن أَحْمَدَ بْنِ شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وأَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج.
وذكر ابْن الثلاج: أنه سمع منه فِي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ قَالَ سمعت أبا الفضل الشيرجي يقول سمعت أبا الْعَبَّاس الخلقاني الْوَرَّاق يقول سمعت ابن ثابت يقول قَالَ بشر بن الحارث: لو علمت أن أحدا يعطي لله لأخذت منه، ولكن يعطي بالليل ويتحدث بالنهار.
قرأت فِي كتاب أَبِي عُمَر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن عُمَر بن الفياض: ولد أَبُو الفضل جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب الْوَرَّاق المعروف بالشيرجي- عَلَى ما ذكر لي فِي جمادى الأولى- أو الثانية- من سنة ثمان وأربعين ومائتين.
3706- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ، أَبُو الْحُسَيْنِ السمسار الرصافي [2] :
حدث عَنْ بكر بن محمود القزاز، وحمدان بن عَلِيّ الْوَرَّاق، وعَبْد الكريم بْن الهيثم العاقولي. رَوى عَنْهُ أَبُو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وأحمد بن الفرج بن الحجاج وكان ينزل فِي سوق يَحْيَى.
3707- جَعْفَر بن أَحْمَدَ بن محمّد الجراح، أَبُو مُحَمَّد الضراب [3] :
حدث عَنْ عُمَر بن حفص الشطوي، وأبي الأصبغ مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَنِ القرقساني، ومُحَمَّد بْن خَلَفِ بْن عَبْد السَّلامِ الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه الْقَاضِي أَبُو الحسن الجراحي، وابن الثلاج.
__________
[1] 3705- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/455.
[2] 3706- الرصافي: هذه النسبة إلى الرصافة، وهي بلدة بالشام كان ينزلها هشام بن عبد الملك، فنسب البلد إليه، فيقال: رصافة هشام. (الأنساب 6/130) .
[3] 3707- الضراب: هذه النسبة إلى ضرب الدنانير والدراهم (الأنساب 8/150) .(7/231)
3708-[1] جَعْفَر بن أَحْمَد، أَبُو الفضل الشيلماني [2] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بن أَبِي العوام الرياحي روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خلف بن.
بخيت الدَّقَّاق.
3709- جَعْفَر بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهيثم بن خالد القصباني [3] :
حدث عَنْ إبراهيم بن الهيثم البلديّ. يروى عنه أَبُو الْحَسَن الدارقطني.
3710- جَعْفَر بن عُمَر بن هبيرة، أبو عمرو الكرميني [4] :
من كرمينية، وهي مدينة بين سمرقند وبخارى. ذكر أبو القاسم بن الثلاج أَنَّهُ قدم بغداد حاجا وحدثهم بها في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة عَنْ مُحَمَّد بن نصر المروزي.
3711- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث، السمرقندي:
ذكر كعب بن عمرو البلخي أَنَّهُ قدم بغداد وحدثهم بها عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ روح المدائني.
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خلف الكتبي حَدَّثَنَا أَبُو النضر كعب بن عَمْرِو بْنِ جعفر البلخيّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث السمرقندي- قدم علينا بغداد حاجا- قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ روح المدائني حدّثنا شبابة ابن سوار حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدقاق حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا عبد الله بن روح حدّثنا شبابة بن سوار حَدَّثَنَا أَبُو زِبْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ الشَّامِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ، أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ أصح جسمك، وأروك من الماء البارد؟» [5] .
__________
[1] 3708) الأنساب، للسمعاني 7/475.
[2] الشيلماني: هذه النسبة إلى شيلمان، وهي بلدة من بلاد جيلان- فيما أظن. (الأنساب 7/475) .
[3] 3709- القصباني: هذه النسبة إلى القصب وبيعه (الأنساب 10/167، 168) .
[4] 3710- الكرميني: هذه النسبة إلى كرمينية، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر (الأنساب 10/405) .
[5] 3711- انظر الحديث في: الزهد، لأحمد 31. والدر المنثور 6/388. وتفسير القرطبي 20/177. وتفسير الطبري 30/186.(7/232)
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ كَعْبٍ. وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ حدّثنا أبو زبر حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عَرْزَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: وَهُوَ الصَّوَابُ.
3712- جَعْفَر بن هارون بن إِبْرَاهِيم بن الحضر بن ميدان، أَبُو مُحَمَّد النحوي الدينوري:
نزل بغداد وكان يؤدب بها أولاد ابن عبد العزيز الهاشمي، وحدث عن إسحاق ابن صدقة بن صبيح الدينوري، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سنان الروحي وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن وهب الحافظ، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه الْحُسَيْن بن الْحَسَن المخزومي، وأَبُو الْحُسَيْن بْن الْفَضْل القطان، وَأَبُو عَلِيِّ بْن شاذان، وذكر لنا ابن الفضل أَنَّهُ سمع منه فِي جمادى الأولى من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ هَارُونَ النَّحْوِيُّ المؤّدّب حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ السّعدي حدّثنا عبد الله بن رجاء حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ. بِنِصْفِ يوم خمسمائة سَنَةٍ» [1]
. 3713- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ يزداد، أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ:
حدث بمصر عَنْ عِيسَى بن بشر الأرموي. روى عنه أَبُو الفتح بن مسرور، وَقَالَ:
كان ثقة.
3714- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بنت حاتم بن ميمون أَبُو الفضل الْمُعَدَّل:
كان ينزل فِي سويقة غالب، وحدث عَنِ القاسم بن مُحَمَّد الدلال، وَمحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الحضرمي، وأحمد بن حماد بن سُفْيَان القرشي الكوفيين، وعن أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ حميد المقرئ، وبشر بن مُوسَى الأسدي، ومحمد بن عِيسَى بن السكن الواسطي، ومحمد بن أَحْمَدَ بْنِ النضر الأزدي، وعَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَزِيزٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الهيتي، وكان ثقة.
أخبرنا أبو بكر الهيتى حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد بْن حاتم المعدّل- إملاء
__________
[1] 3712- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2354. وسنن ابن ماجة 4122. ومسند أحمد 2/343، 3/324.(7/233)
ببغداد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدٍ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ بالكوفة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ليلى عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الله بن بابا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لك الحمد ملء السموات، وملء الأرض، وما بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ الْكِبْرِيَاءِ وَأَهْلَ الْمَجْدِ» [1]
. قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو الفضل جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ابن بنت حاتم بن ميمون الشاهد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من شوال سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
3715- جعفر بن مُحمد بن نصير بن القاسم، أَبُو مُحَمَّد الخواص المعروف بالخلدي [2] :
شيخ الصوفية. سمع الحارث بن أَبِي أسامة التميمي، وبشر بن مُوسَى الأسدي، وأبا شعيب الحراني، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعمر بن حفص الدوسي، والحسن ابن عَلِيّ المعمري، وَمُحَمَّد بن الفضل بن جابر السقطي، وَمُحَمَّد بن جَعْفَر القتات والحسن بن علويه القطان، وخلف بن عمرو العكبري، وأحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسروق الطوسي، ومحمد بن يوسف بن التركي، وأحمد بن علي الخراز، وجعفر بن محمّد ابن حرب العباداني، وأبا مُسْلِم الكجي، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، ومحمد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة، وغيرهم من أهل الكوفة، والمدينة، ومكة، ومصر، وكان سافر الكثير، ولقي المشايخ الكبراء من المحدثين، والصوفية، ثم عاد إِلَى بغداد فاستوطنها، وروى بها علما كثيرا. حدث عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وَأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وَأبو حفص بْن شاهين. وَحَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازي، وعَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد بْن نَصْرٍ السُّتُورِيُّ، والحسين بن الْحَسَن المخزومي، وَأَبُو الْحَسَن بْنُ رِزْقَوَيْهِ، وأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بشران، وابن الفضل القطّان، والحسن بن عُمَر بن برهان الغزال، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَمحمّد بْنُ أحمد ابن أَبِي طاهر الدَّقَّاق، ومحمد بن عُبَيْد اللَّهِ الحنائي، وعلي بن أحمد الرزاز وأبو
__________
[1] 3714- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين 201، 202، 203، 204، 206.
[2] 3715- انظر: الأنساب للسمعاني 5/161.(7/234)
الحسن الحمامي المقرئ، ومُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن مخلد البزار، وأبو عَلِيّ بن شاذان، وغيرهم. وكان ثقة صادقا، دينا فاضلا.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْنُ أَبِي عَلِيّ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد الطبري المقرئ قَالَ: سمعت جَعْفَرا الخلدي يقول: لو تركني الصوفية لجئتكم بإسناد الدنيا.
مضيت إِلَى عباس الدوري وأنا حدث، فكتبت عنه مجلسا واحدا، وخرجت من عنده فلقيني بعض من كنت أصحبه من الصوفية فَقَالَ: أيش هذا معك؟ فأريته إياه. فَقَالَ:
ويحك، تدع علم الخرق، وتأخذ علم الورق! قَالَ: ثم خرق الأوراق، فدخل كلامه فِي قلبي. فلم أعد إلى العبّاس.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بن الفرات. قَالَ: مولد جَعْفَر الخلدي في سنة اثنتين- أو ثلاث- وخمسين ومائتين.
حَدَّثَنِي مسعود بن ناصر السجزي قَالَ سمعت أبا صالح مَنْصُور بن عبد الوهاب الصوفي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الهاشمي- بسمرقند- يقول سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد الخلدي يقول: كنت يوما عند الجنيد بن مُحَمَّد وعنده جماعة من أصحابه يسألونه عَنْ مسألة فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد أجبهم، قَالَ: فأجبتهم فَقَالَ: يا خلدي من أين لك هذه الأجوبة؟ فجرى اسم الخلدي على إلى يومي هذا، وو الله ما سكنت الخلد، ولا سكنه أحد من آبائي، وسألته عَنِ السؤال فَقَالَ:
قالوا: أنطلب الرزق؟ فقلت: إن علمتم أَنَّهُ نسيكم فذكروه، فقالوا: أندخل البيت ونتوكل عَلَى اللَّه؟ فقلت أتجربون اللَّه بالتوكل؟ فهذا شك. قالوا: فكيف الحيلة؟ فقلت ترك الحيلة.
حدّثنا محمّد بن علي بن الفتح أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ سمعت الْحُسَيْن بن أَحْمَد- هو ابن جَعْفَر- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيّ يقول: كان أهل بغداد يقولون: عجائب بغداد ثلاثة، إشارات الشبلي، ونكت المرتعش، وحكايات جَعْفَر!.
حَدَّثَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني- بها- حَدَّثَنَا معمر بن أَحْمَدَ بْنِ زياد الأصبهاني أخبرني يَحْيَى بن القاسم قَالَ سمعت الْحَسَن بن سُلَيْمَان.
يقول قَالَ: جَعْفَر الخلدي: كنت فِي ابتداء أمري وإرادتي ليلة نائما، فإذا بهاتف يهتف بي ويقول: يا جَعْفَر امض إِلَى موضع كذا وكذا واحفر، فإن لك هناك شيئا مدفونا، قَالَ فجئت إِلَى الموضع وحفرت، فوجدت صندوقا فيه دفاتر، وإذا فيه حزمة(7/235)
فأخرجتها وقرأتها، فإذا فيها أسماء ستة آلاف شيخ من أهل الحقائق، والأصفياء والأولياء. من وقت آدم إِلَى زماننا هذا، ونعوتهم وصفتهم وكلهم كانوا يدعون هذا- يعني مذهب الصوفية- قَالَ الْحَسَن بن سُلَيْمَان: وكان فِي تلك الكتب عجائب، فقرأ ولم يدفع إلي أحد، ثم دفنها ولم يظهر ذلك لأحد إِلَى أن مات! أخبرنا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ حدّثنا إبراهيم بن أحمد الطّبريّ حدّثنا جعفر بن الخلدي.
قال: ودعت في بعض حجاتي المريني الكبير الصوفي فقلت: زودني شيئا فَقَالَ: إن ضاع منك شيء، أو أردت أن يجمع اللَّه بينك وبين إنسان فقل: يَا جَامِعَ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إن اللَّه لا يخلف الميعاد، اجمع بيني وبين كذا وكذا، فإن اللَّه يجمع بينك وبين ذلك الشيء، أو ذلك الإنسان بتلك. فجئت إِلَى الكتاني الكبير الصوفي فودعته، وقلت: زودني شيئا، فأعطاني فصا عليه نقش كأنه طلسم وَقَالَ: إذا اغتممت فانظر إِلَى هذا فإنه يزول غمك، قَالَ: فانصرفت فما دعوت اللَّه بتلك الدعوة فِي شيء إلا استجيب، ولا رأيت الفص وقد اغتممت إلا زال غمي، فأنا ذات يوم قد توجهت أعبر إِلَى الجانب الشرقي من بغداد حتى هاجت ريح عظيمة وأنا فِي السميرية، والفص فِي جيبي، فأخرجته لأنظر إليه، فلا أدري كيف ذهب مني، فِي الماء، أو فِي السفينة، أو ثيابي؟ فاغتممت لذهابه غما عظيما، فدعوت بالدعوة وعبرت، فما زلت أدعو اللَّه بها يومي وليلتي ومن غد وأياما. فلما كان بعد ذلك أخرجت صندوقا فيه ثيابي لأغير منها شيئا، ففرغت الصندوق فإذا بالفص فِي أسفل الصندوق، فأخذته وحمدت اللَّه عَلَى رجوعه.
أخبرنا عَلِيّ بن محمود بن إبراهيم الزوزني حَدَّثَنَا عَلِيّ بن المثنى التميمي- بإستراباذ- قَالَ: سمعت جعفرا الخلدي يقول لرجل: كن شريف الهمة فإن الهمم تبلغ بالرجل لا المجاهدات.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ الأبهري يقول سمعت جعفرا يقول: ما عقدت لله عَلَى نفسي عقدا فنكثته.
أخبرنا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النّيسابوريّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بن عَلِيّ العلوي الهمذاني قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد الخلدي يقول: دخلت البرية وحدي فلما دخلت الهبير استوحشت، فإذا هاتف يهتف بي: يا جَعْفَر قد نقضت العهد، لم(7/236)
تستوحش؟ أليس حبيبك معك؟! حَدَّثَنَا عبد العزيز بن الورّاق حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الله الهمذاني. قَالَ سمعت الخلدي يقول: خرجت سنة من السنين إِلَى البادية، فبقيت أربعة وعشرين يوما لم أطعم فيها طعاما، فلما كان بعد ذلك رأيت كوخا وفيه غلام، فقصدت الكوخ فرأيت الغلام قائما يصلي، فقلت فِي نفسي: بالعشي يجيء إِلَى هذا طعام فآكل معه، فبقيت تلك الليلة والغد وبعد غد ثلاثة أيام لم يجئه أحد بطعام. ولا رأيت أحدا، فقلت: هذا شيطان ليس هذا من الناس، فتركته وانصرفت، فلما كان بعد وقت أنا قاعد فِي منزلي أميز شيئا من الكتب، إذا بداق يدق الباب، فقلت: من هذا؟ ادخل، فدخل الغلام وَقَالَ لي: يا جَعْفَر أنت كما سميت، جاع فر! أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قال سمعت معروف بن مُحَمَّدِ بْنِ معروف الصوفي- بالري- قَالَ: سمعت الخلدي يقول: إني أخاف أن يوقفني المشايخ بين يدي الله تعالى يقولون لم أخرجت أسرارنا إِلَى الناس؟! أخبرنا عَلِيّ بن المحسن الْقَاضِي- غير مرة- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الطبري. قَالَ: قَالَ لي جَعْفَر الخلدي: وقفت بعرفة ستا وخمسين وقفة منها إحدى وعشرون عَلَى المذهب! فقلت لأَبِي إِسْحَاقَ: أي شيء أراد بقوله عَلَى المذهب؟ فَقَالَ: يصعد إِلَى قنطرة الياسرية فينفض كميه حتى يعلم أَنَّهُ ليس معه زاد ولا ماء، ويلبي ويسير!! أخبرنا أبو حاتم أحمد بن الحسن حدّثنا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمدون يقول سمعت جَعْفَر الخلدي يقول: حججت نيفا وعشرين حجة عَلَى قدمي، ما حملت فِي شيء منها زادا ولا درهما ولا دينارا. وكنت إذا نزل الناس فِي المنزل يكون حولي من المأكول والمشروب ما يكفي جماعة، فلما كان يوم من الأيام لقيتني امرأة ومعي ركوة فارغة فَقَالَتْ: هل أصب لك فيها ماء؟ قُلْتُ: افعلي، فصبت فِي ركوتي الماء ومشيت فأثقلني فصببته فِي أصل شجرة ثم سرت. وكان حالي في جميع الحج ما ذكرته.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سعيد الرَّازِيّ يقول: لقيت جعفرا آخر ما لقيته وكان قد حج أربعا وخمسين حجة، ثم حج بعد ذلك حججا. قَالَ محمّد بن الْحُسَيْن: حج جَعْفَر ستين حجة! أخبرنا عَلِيّ بن محمود الصوفي قَالَ: سمعت أبا القاسم القصري في دار أبي مسلم ابن مامكا يقول: رأينا جعفرا الخلدي فِي آخر عمره وفي فرد رجله جورب من جلود.(7/237)
فقالوا: أيها الشيخ إيش سبب هذا، فرد رجلك مكشوفة، وفرد رجلك مغطاة؟ فَقَالَ:
حججت الحجة الأخيرة، فلما رجعت من مكة كنت فِي كنيسة [1] فجاز عَلَى فقير فَقَالَ لي: أيها الشّيخ أحد عندك رمانة؟ فقلت لَهُ: هاهنا موضع رمان؟! اطلب مني حبة كعك، أو ماء، الذي يوجد هاهنا. فَقَالَ لي: أتريد أنت رمانا؟ قُلْتُ: نعم.
فأدخل يده فِي كمه فأخرج رمانة ورماها إِلَى المحمل، ولم يزل يرمي رمانة رمانة حتى امتلأت الكنيسة رمانا ثم غاب عني. قَالَ فبقيت أتعجب منه، وفرقت الرمان فِي القافلة، وحملت منه إِلَى بغداد، فلما كان من الغد جاز عَلَى فرآني نائما، وفرد رجلي خارج الكنيسة فَقَالَ لي: أما يكفيك أن تنام بين يدي سيدك حتى تمد رجلك؟ قَالَ وضرب بفرد كمه عَلَى رجلي فوقع فِي رجلي مثل النار، فكلما غطيتها سكن الضربان، وكلما كشفتها يعود ذلك الضربان.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن هبة الله الجرباذقاني حَدَّثَنَا معمر بْن أَحْمَدَ الأصبهاني قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ الْبَغْدَادِيّ يقول: سمعت هبة اللَّه الضرير- ببغداد- يقول: دخل جَعْفَر الخلدي بلد حمص، فسألوه القيام عندهم سنة. فَقَالَ: عَلَى شريطة. قيل لَهُ: وما هي؟ قَالَ تجمعون لي كذا وكذا ألف دينار، قَالَ فجمعوا لَهُ ما سأل. فَقَالَ احملوها إِلَى الجامع قَالَ فجعلت عَلَى قطع، قَالَ ففرق كل ذلك عَلَى الفقراء فلم يأخذ منها شيئا، ثم قَالَ: لم أكن أحتاج إِلَى الدنانير ولكن أردت أن أجرب رغبتكم فِي وقوفي عندكم!! سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق يَقُولُ: مات جَعْفَر الخلدي فِي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل الْقَطَّان. قَالَ: توفي جَعْفَر الخلدي يوم الأحد لسبع خلون من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
3716- جَعْفَر بن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيم، أَبُو مُحَمَّد المقرئ:
بغدادي نزل مكة فأقام بها إلى حين وفاته، وحدث بها أَحْمَد بن الهيثم بن خالد البزاز صاحب أَبِي نعيم. وعن عياش بن مُحَمَّد الجوهري، وغيرهما. روى عنه منير ابن أحمد المصريّ.
__________
[1] هكذا في النسختين في جميع المواضع.(7/238)
ذكر لي جميع ذلك مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري وَقَالَ لي: عاش هذا الشيخ إِلَى سنة خمسين وثلاثمائة، ومات قريبا من ذلك.
3717- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحكم، أَبُو مُحَمَّد المؤدب [1] :
واسطي الأصل سمع إدريس بن جَعْفَر العطار، ومحمد بن سُلَيْمَان الباغندي، وموسى بن الْحَسَن النسائي وبشر بن مُوسَى الأسدي، ومحمد بْن يونس الكديمي، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَل، وَموسى بْن إِسْحَاق الأَنْصَارِيّ، ومحمد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة، وموسى بن هارون الحافظ، وجعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ اليمان المؤدب، وأحمد ابن عَلِيّ الأبار، وأحمد بن سُلَيْمَان الطوسي، حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي ابن أَحْمَد الرزاز، وطلحة بن عَلِيّ الكتاني، وأَبُو عَلِيّ بن شاذان، وكَانَ ثقة.
قَالَ لنا ابن شاذان: توفي أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن مُحَمَّد الواسطي المؤدب فِي النصف من شهر رمضان من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. وَقَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس:
توفي يوم الأربعاء لإحدى عشرة من شهر رمضان، وكان شيخا ثقة كثير الحديث.
3718- جَعْفَر بن أَحْمَد الضرير الفرضي:
حدث عَنْ حامد بن مُحَمَّدِ بْنِ شعيب. روى عنه إِبْرَاهِيم بن مخلد الباقر حيّ.
3719- جَعْفَر بن عَلِيّ بن فروخ، الدوري الْبَغْدَادِيّ:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِيّ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بن سعيد الكسائي الجرجاني.
3720- جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق بْن البهلول بن حسان، أَبُو مُحَمَّد التنوخي [2] :
أصله من الأنبار، وذكر لي أَبُو الْقَاسِمِ التنوخي أَنَّهُ ولد ببغداد فِي ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثمائة. قَالَ: وكان أحد القراء للقرآن بحرف عاصم، وحمزة والكسائي، وكتب هو وأخوه عَلِيّ الحديث فِي موضع واحد. قَالَ: وأصل كل واحد منهما أصل الآخر، وشيوخ كل واحد منهما شيوخ الآخر.
وحدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد البغوي، وأبي بكر بْن أَبِي داود، وأبي الليث الفرائضي، وأحمد بن القاسم أخي أَبِي الليث، وأحمد بن عُبَيْد اللَّهِ بن عمار، وجده
__________
[1] 3717- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/158.
[2] 3720- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/324.(7/239)
أَحْمَد بن إِسْحَاق بن البهلول، وأبي عُمَر مُحَمَّد بْن يوسف الْقَاضِي، وَمُحَمَّد بْن هارون بن المجدر، وعبد الوهاب بن أَبِي حية، وأحمد بن سليمان الطوسي، ويحيى ابن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد وغيرهم. وعرض عليه القضاء والشهادة فأباهما تورعا، وتقللا، وصلاحا. حَدَّثَنَا عنه التنوخي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق ابن البهلول حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ حدّثنا علي بن الجعد حَدَّثَنَا شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ لي عَلِيّ بن المحسن: مات جَعْفَر بن أَبِي طالب بن البهلول ببغداد ليلة الأربعاء لثمان وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ودفن من الغد إِلَى جانب داره بسكة أَبِي الْعَبَّاس الطوسي.
قُلْتُ: وهو أخو عَلِيّ والبهلول ابني مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق بْن البهلول.
3721- جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مصعب بن زريق بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طَاهِر بن الْحُسَيْن، أَبُو مُحَمَّد الطاهري [1] :
حدث عَنْ أَبِي الْقَاسِم البغوي، ويحيى بْن صاعد، وأبي بكر النّيسابوريّ، وأبي عبيد بن المحاملي، وعَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس بن جبريل الشمعي. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، ومحمد بْن عَلِيّ بْن الفتح الحربي.
أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي الطّاهري حدّثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل حدّثنا زيد بن إسماعيل حدّثنا معاوية- هو ابن هشام- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْخَوْفِ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ، فَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ صَفًّا، وَطَائِفَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاءِ، وَجَاءَ هؤلاء فصلى بهم ركعتين. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَإِذَا كَانَ خَوْفٌ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا قِيَامًا، يؤمون إِيمَاءً.
سألت العتيقي عَنِ الطاهري فَقَالَ: ثقة، كان ينزل شارع دار الرقيق، ومات فِي شوال من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] 3721- انظر: الأنساب، للسمعاني 8/181، 182.(7/240)
3722- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الفضل بن عَبْد اللَّهِ، أَبُو الْقَاسِمِ الدَّقَّاق، ويعرف بابن المارستاني [1] :
قدم بغداد من مصر، وحدث عَنْ أَبِي بكر بن مجاهد، ومحمد بن مخلد وأحمد ابن عُثْمَان بن يَحْيَى الأدمي. حَدَّثَنَا عنه الْحَسَن بن مُحَمَّد الْخَلالُ، ومحمد بن عُمَر الداودي، والحسن بن عَلِيّ بن المذهب، وعلي بن المحسن التنوخي.
وَقَالَ لي التنوخي: قدم علينا من مصر فِي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وقال:
ولدت ببغداد في سنة ثمان وثلاثمائة.
قَالَ التنوخي: وكان صاحب رحلة، سمع الناس منه فأكثروا. وروى قراءات وكتبا مصنفة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الفضل بن عَبْد اللَّهِ الدَّقَّاق المعروف بابن المارستاني، هو بغدادي قدم بغداد من مصر فِي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. حدث عَنِ ابن مجاهد بكتاب القراءات، وحدث عَنِ ابن صاعد، وأبي بكر النيسابوري.
قيل للدارقطني بحضرتي: إِنَّهُ يدعي عَنْ هؤلاء المشايخ؟ فَقَالَ: يكذب، ما سمع من ابن مجاهد، ولا من هؤلاء.
قَالَ لي مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري: رجع ابن المارستاني إِلَى مصر فأقام بها إِلَى أن مات، وكان كذابا، وحدث بمصر عَنْ مُحَمَّد بن مخلد الدوري ونحوه. قَالَ: ولم يرو بمصر عَنِ ابن صاعد، ولا النيسابوري.
قُلْتُ: وبلغني أَنَّهُ مات فِي شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
3723- جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بْنِ الفرات، أَبُو الفضل، المعروف بابن حنزابة الوزير [2] :
نزل مصر وتقلد الوزارة لأميرها كافور، وكان أبوه وزير المقتدر بالله. حدث أَبُو الفضل عَنْ مُحَمَّد بن هارون الحضرمي، وطبقته من البغداديين، وعن مُحَمَّد بن سعيد الترخمي الحمصي، ومحمد بن جَعْفَر الخرائطي، والحسين بن أحمد بن بسطام،
__________
[1] 3722- انظر: سؤالات السهمي للدارقطني 243.
[2] 3723- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/27. ووفيات الأعيان 1/110. والنجوم الزاهرة 4/203. وحسن المحاضرة 1/199. والأعلام 2/126. والبداية والنهاية 11/329.
والكامل 8/19.(7/241)
ومحمد بن زهير الأبليين، والحسن بن مُحَمَّد الداركي، ومحمد بن عمارة بن حمزة الأصبهاني.
وكان يذكر أَنَّهُ سمع من عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي مجلسا ولم يكن عنده فكان يقول: من جاءني به أغنيته! فكان يملي الحديث بمصر. وبسببه خرج أَبُو الْحَسَن إليه وأقام عنده مدة يصنف لَهُ المسند، وحصل لَهُ من جهته مال كثير. وروى عنه الدارقطني فِي كتاب «المدبج» وغيره أحاديث.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- قَالَ: أنشدني أَبُو الْقَاسِمِ عُمَر بن عِيسَى المسعودي- بمصر- قَالَ: أنشدنا الوزير أَبُو الفضل جعفر بن محمّد ابن الفرات بن حنزابه لنفسه- ولا نعلم لَهُ غيره:
من أخمل النفس أحياها وروحها ... ولم يبت طاويا منها عَلَى ضجر
إن الرياح إذا اشتدت عواصفها ... فليس ترمى سوى العالي من الشجر
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن عَلِيّ بْن عُمَر بن الفياض: ولد أَبُو الفضل جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الفرات فِي ذي الحجة لثمان ليال خلون من سنة ثمان وثلاثمائة.
وذكر لي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري: أن وفاته كانت قبل سنة تسعين وثلاثمائة.
وَقَالَ لي عَبْد اللَّهِ بْن سبعون القيرواني: ليس كذلك، إنما توفي فِي إحدى وتسعين، وهذا القول الصحيح.
ذكر بعض المصريين أَنَّهُ توفي يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
3724- جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم، أَبُو الفضل، يعرف بابن البساط:
حدث عن ابن إِبْرَاهِيم بن عَلِيّ الهجيمي البصري. حَدَّثَنِي عنه عبيد الله بن أحمد ابن عُثْمَان الصيرفي.
3725- جَعْفَر بن حمدان بن جَعْفَر بن حمدان، أَبُو مُحَمَّد الفامي:
حدث عَنْ أَحْمَد بن سلمان النجاد. روى عنه عبد العزيز بن علي الخيّاط الأزجي.
3726- جَعْفَر بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، أَبُو محمّد الفاميّ:
حدث عن أبي بكر بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشَّافِعِيّ. حَدَّثَنِي عنه عبد العزيز الأزجي أيضا، وَقَالَ لي: كان يسكن بنهر طابق.(7/242)
3727- جعفر بن بابا، أبو مسلم الجيليّ [1] :
سمع أبا بكر بن المقرئ الأصبهاني. وأبا عَبْد اللَّهِ بْن بطة العكبري. ورد بغداد فدرس بها فقه الشافعي عَلى أَبِي حامد الإسفراييني، ثم نزل قرية يقال لها بريدة وبنَى بها، وكان يقدم فِي الأوقات إِلَى بغداد، فسمعنا منه فِي جامع المدينة، وكان ثقة فاضلا، دينا عالما.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الجيلي أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ بن عاصم بن زاذان بن المقرئ- بأصبهان- أخبرنا أبو يعلى الموصليّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»
. مات أَبُو مسلم فِي شهر رمضان من سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكانت وفاته ببريدة، ودفن فِي تلك القرية.
3728- جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ المظفّر بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد، ويعرف بزبارة، بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَن بْن الْحَسَن بن عَلِيّ بن عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن عَلِيّ بن أَبِي طالب، أَبُو إِبْرَاهِيم النيسابوري:
قدم علينا بغداد فِي سنة أربعين وأربعمائة، وحدث بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُمَر الخفاف، ويحيى بن إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى الحربيّ، ومحمّد بْنِ عبدوس المزكي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرومي، والحاكم أبي عَبْد الله بْن البيع، وأبي عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي النيسابوريين، وعن جده المظفّر بن مُحَمَّد العلوي.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان يعتقد مذهب الرافضة الإمامية، ولقيته بمكة فِي آخر سنة خمس وأربعين، فسمعت منه أيضا هناك.
أَخْبَرَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ- ببغداد- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن الرومي الصيرفي- بنيسابور- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثّقفيّ، حدّثنا قتيبة بن سعيد حَدَّثَنَا جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدَّخِرْ شَيْئًا لِغَدٍ.
سألته عَنْ مولده فَقَالَ: ولدت فِي شوال من سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وبلغني أَنَّهُ مات بنيسابور فِي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
__________
[1] 3727- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/178. وفيه: جعفر بن بأبى، أبو مسلم الختلي والبداية والنهاية 12/21، وفيه: جعفر بن أبان أبو مسلم الختلي.(7/243)
ذكر من اسمه جابر
3729- جابر، أَبُو خالد:
من تابعي أهل الكوفة، شهد مع عَلِيّ بن أَبِي طالب وقعة النهروان. روى عنه ابنه خالد.
أخبرنا أَبُو الصهباء ولاد بن على الكوفيّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ حدّثنا أحمد بن حازم أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا سكين بن عبد العزيز قَالَ:
حَدَّثَنَا حفص بن خالد بن جابر عَنْ أبيه عَنْ جده. قَالَ: إني لشاهد عليا يوم النهروان- لما أن عاين القوم- قَالَ لأصحابه: كفوا، فناداهم أن أقيدونا بدم عَبْد اللَّهِ بْن خباب- قَالَ وكان عامل عَلِيّ عَلَى النهروان- قالوا: كلنا قتله، فَقَالَ: اللَّه أكبر.
قال فقال لأصحابه: ارموا فرموا، قَالَ فَقَالَ احملوا فحملوا فقتلهم، ثم قال: اطلبوا المجدع: فطلبوه فلم يجدوه، فَقَالَ اطلبوه فاني والله ما كَذَبْتُ، وَلا كُذِبْتُ. ثم قَالَ: يا عجلان ائتيني ببغلة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ بالبغلة فركبها، ثم سار فِي القتلى فَقَالَ:
اطلبوه هاهنا، قَالَ فاستخرجوه من تحت القتلى فِي نهر وطين لَهُ عضيدة مثل الثدي، تمدها فتمتد فتصير مثل الثدي، وتتركها فتنخمص، قَالَ: اللَّه أكبر والله لولا أن تبطروا لحدثتكم ما وعدكم اللَّه عَلَى لسان نبيكم لمن قاتلهم!
3730- جابر بن نوح بن جابر، أبو بشير [1] الحماني [1] :
من أهل الكوفة حدث عَنْ إِسْمَاعِيل بن خالد، وعُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر العمري، وسليمان الأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة، روى عنه الحسين بن علي الجعفي، والحسن بن حماد الضبي، ومحمد بن جعفر الفيدي، ومحمد بن طريف البجلي، وأبو كريب الهمداني. ورد بغداد وحدث بها.
__________
[1] 3730- انظر: تهذيب الكمال 4/459 (876) . وتاريخ ابن معين 2/75. والتاريخ الكبير 2/1/210. وضعفاء النسائي 287. والجرح والتعديل 1/1/500. والمجروحين 1/210.
وتذهيب الذهبي 1/الورقة 100. والكاشف 1/177. وتاريخ الإسلام، الورقة 57 (أيا صوفيا 3006) . وميزان الاعتدال 1/379. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 56. وتهذيب ابن حجر 2/45.(7/244)
أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ حدّثنا محمّد بن جعفر الفيدي حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، فَلا تَقْتَتِلُوا بَعْدِي» [1]
قرأنا عَلَى الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سألت يَحْيَى بن معين عَنْ جابر بن روح الحماني فقال: قد كان هاهنا، فقلت: كتبت عنه شيئا؟
فقال: لا [2] .
أخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بن عُمَر الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد قَالَ قرئ عَلَى الْعَبَّاس بن مُحَمَّد. قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن صدقة حدّثنا ابن خيثمة. قَالا: سمعنا يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: وجابر بن نوح- إمام مسجد بني حمان- لم يكن بثقة [3] .
أخبرنا الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس- قراءة- حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- عَنْ جابر بن نوح الحماني فضعفه وَقَالَ: ورأيت حفص بن غياث يهزأ به، ثم قَالَ يَحْيَى: ليس بشيء [4] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جعفر القطيعيّ أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَنْ جابر بن نوح. فَقَالَ: ما أنكر حديثه [5] .
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: سنة ثلاث وَمائتين فيها مات جابر بن نوح بن جابر أَبُو بشير الحماني [6] .
__________
[1] في المطبوعة: أبو بشر والتصحيح من تهذيب الكمال.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/148، 150، 158، 9/58. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل 25، 26، 32. وفتح الباري 8/385، 11/463، 465، 13/3، 4.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/461.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/461.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/461.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/461.(7/245)
3731- جابر بن كردي، أَبُو الْعَبَّاس الواسطي [1] :
حدث بسر من رأي عَنْ يزيد بْن هارون، ووهب بْن جرير، وسعيد بن عامر، وأبي سُفْيَان الحميري، ومحمد بن سابق، وموسى بن داود، وإسماعيل بن أَبِي أويس. روى عنه محمد بن جرير الطبري وأسلم بن سهل، ويَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان الكوفيّ- بها- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ- أبو إسحاق مولى بني هاشم- حدّثنا جابر بن الكردي الواسطي- بسامرا- أخبرنا يزيد- يعنى ابن هارون- حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جائر، أو أمير جائر» [2]
. أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدّثنا الحسن بن رشيق حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قَالَ: سمعت أَبِي يقول: جابر بن كردي واسطي لا بأس به [3] .
3732- جابر بن عِيسَى، أَبُو سهل العوفي:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمار الموصلي روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مكرم حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ جَابِرُ بْنُ عِيسَى الْعَوْفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الموصلي حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ دين خلقا، وإن خلق هذا الدّين الحياء» [4] .
__________
[1] 3731- انظر: تهذيب الكمال 875 (4/458) وثقات ابن حبان 1/الورقة 64. والمعجم المشتمل، الورقة 18. وتذهيب ابن حجر 1/الورقة 100. وتاريخ الإسلام، الورقة 139 (أحمد الثالث 2917/7) . وإكمال مغلطاي 2/الورقة 56. وتهذيب ابن حجر 2/44.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 8/338. وفتح الباري 13/53. والدرر المنتثرة 16. وإتحاف السادة المتقين 7/64.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/459.
[4] 3732- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4181، 4182. والمعجم الصغير 1/12. ومسند الشهاب 1018، 1019. والعلل المتناهية 2/221.(7/246)
3733- جابر بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المبارك، أَبُو الْقَاسِمِ الموصلي الجلاب:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ أَبِي يعلى الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الملطي. روى عنه إبراهيم ابن مخلد بن جَعْفَر.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ- إجازة- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن المبارك الجلّاب الموصليّ- من حفظة بغداد- حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَلْطِيُّ- بها- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ. قَالَ جَابِرٌ: سَأَلْتُ أَبَا يَعْلَى عَنْهُ فَقَالَ كَانَ رَجُلا حَلَّ عندنا على جهة الجهاد، وكتبنا عَنْهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُحَدِّثَ رَبَّهُ تَعَالَى فَلْيَقْرَأْ» [1]
. 3734- جابر بن ياسين بن الْحَسَن بن محمّد بْنِ محمويه، أَبُو الْحَسَن العطار:
سمع أبا طاهر مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَنِ المخلص، وعمر بن إِبْرَاهِيم الكتاني. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أخبرني جابر بن ياسين أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الذَّهَبِيُّ حدّثنا ابن منيع حدّثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ.
سَأَلْتُهُ عَنْ مولده فَقَالَ: لثمان خلون من المحرم من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة قَالَ: وأول سماعي فِي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة!.
__________
[1] 3733- انظر الحديث في: كنز العمال 2257.(7/247)
ذكر من اسمه الجهم
3735- الجهم بن بدر السّامي:
أخبرني أبو القاسم الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي حَدَّثَنَا الزبير بن بكار. قَالَ: والجهم بن بدر ولي أحد جانبي بغداد والشرط أيام الواثق، وولي قبل ذلك لأمير المؤمنين المأمون بريد اليمن وطرازها، وولي لَهُ الثغر.
قُلْتُ: وهو أَبُو الشاعر عَلِيّ بن الجهم بْن بدر بْن الجهم بْن مَسْعُود بْن أسيد بن أذينة بن كراز بن كعب بن جابر بن مالك بن عتبة بن الحارث بن قطن بن مدلج بن قطن بن أخزم بن ذهل بن عَمْرِو بْنِ مالك بن عبيدة بن الحارث بن سلمة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك.
3736- الجهم بن البختري:
أحد أصحاب بشر بْن الحارث. حكى عَنْ بشر. روى عنه مُحَمَّد بن يوسف الجوهري.
أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ علي الطناجيري أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن يزيد قَالَ حدّثني محمّد بن يوسف الجوهريّ حَدَّثَنِي الجهم بن البختري قَالَ: قُلْتُ لبشر بن الحارث- وذكرت لَهُ رجلا- فَقَالَ: إذا أصبح الرجل لا يهمنه من أين يأتيه قرصاه، فلا تعبأ به.
3737- الجهم بن أخي مُحَمَّد بن الجهم بن هارون السمري، صاحب الفراء [1] :
روى عَنْ عمه. حدث عنه أبو بكر بن الأنبار النّحويّ.
__________
[1] 3737- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/137)(7/248)
ذكر من اسمه الجنيد
3738- الجنيد بن حكيم بن الجنيد، أَبُو بَكْرٍ الأزدي الدَّقَّاق:
سمع أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ أيوب، وإبراهيم بن محمّد بن عرعرة، وعلى بن المديني، ومنجاب بن الحارث، وموسى بن مُحَمَّدِ بْنِ حيان، وحامد بن يَحْيَى البلخي، وعبادة بن زياد، وعبيد بن عبيدة التمار، وأحمد بن جناب، والقاسم بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شيبة، وَمحمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سهم الأنطاكي، وحرملة بن يَحْيَى المصري. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، ومحمد بن أَحْمَد الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، وَأَبُو سهل بْن زياد القطان، وأحمد بْن كامل الْقَاضِي، وأَبُو بكر الشافعي.
وذكره الدارقطني فَقَالَ: ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا جنيد بن حكيم حدّثنا علي بن عبد الله حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِلامَ تَدْعُو؟ قَالَ: «إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَإِلَى صِلَةِ الرَّحِمِ» [1]
. أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن جنيد بن حكيم الدَّقَّاق مات فِي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
3739- الجنيد بن مُحَمَّدِ بْنِ الجنيد، أَبُو الْقَاسِمِ الخزاز، ويقال: القواريري [2] :
وقيل: كان أبوه قواريريا، وكان هو خزازا، وأصله من نهاوند إلا أن مولده ومنشأه ببغداد وسمع بها الحديث، ولقي العلماء. ودرس الفقه عَلَى أَبِي ثور، وصحب جماعة من الصالحين، واشتهر منهم بصحبة الحارث المحاسبي، وسرى السّقطيّ، ثم اشتغل
__________
[1] 3738- انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 10/290.
[2] 3739- انظر: روضة الناظرين، ووفيات الأعيان 1/117. وحلية الأولياء 10/255. وصفة الصفوة 2/235. وطبقات السبكى 2/28- 37. وطبقات الحنابلة 89. والمناوى 1/212.
وطبقات الشعراني 1/72. والأعلام 2/141.(7/249)
بالعبادة ولازمها حتى علت سنه، وصار شيخ وقته، وفريد عصره فِي علم الأحوال والكلام عَلَى لسان الصوفية، وطريقة الوعظ، وله أخبار مشهورة وكرامات مأثورة.
وأسند الحديث عَنِ الْحَسَن بن عرفة.
أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ- قِرَاءَةً- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن مقبل البغدادي حدّثنا جعفر بن محمّد الخلدي حَدَّثَنَا الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عرفة.
وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا ابن مخلد حدّثنا الحسن بن عرفة حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْكُوفِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور ربه» [1] ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
[الحجر 75]
. أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ:
سألت أبا القاسم النصرآباذي قُلْتُ لَهُ: الجنيد كان من أهل بغداد؟ قَالَ: هو بغدادي المنشأ والمولد، ولكني سمعت مشايخنا ببغداد يقولون: كان أصله من نهاوند قديما.
أخبرنا الأزهري أخبرنا أحمد بن موسى القرشيّ.
وأخبرنا الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس قالا: حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن عُبَيْد اللَّهِ المنادي قَالَ: كان الجنيد بن مُحَمَّدِ بْنِ الجنيد قد سمع الحديث الكثير من الشيوخ، وشاهد الصالحين وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الجوابات فِي فنون العلم ما لم ير فِي زمانه مثله، عند أحد من قرنائه، ولا ممن أرفع سنا منه، ممن كان ينسب منهم إِلَى العلم الباطن والعلم الظاهر، فِي عفاف وعزوف عَنِ الدنيا وأبنائها، لقد قيل لي: إِنَّهُ قَالَ ذات يوم: كنت أفتي فِي حلقة أَبِي ثور الكلبي الفقيه ولي عشرون سنة.
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أحمد الحيري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين النيسابوري قَالَ:
سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يقول سمعت أَحْمَد بن عطاء الصوفي يقول: كان الجنيد يتفقه لأبي ثور، ويفتي فِي حلقة أَبِي ثور بحضرته.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3127. والمعجم الكبير 8/121. وفتح الباري 12/388. وكشف الخفا 1/42. وتنزيه الشريعة 2/305. وإتحاف السادة المتقين 6/544، 7/259.(7/250)
أخبرني أحمد بن على المحتسب حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الفقيه الهمذاني قَالَ:
سمعت جَعْفَر الخلدي يقول: قَالَ الجنيد ذات يوم: ما أخرج اللَّه إِلَى الأرض علما وجعل للخلق إليه سبيلا، إلا وقد جعل لي فيه حظا ونصيبا! قال وسمعت جعفر الخلدي يقول: بلغني عَنْ أَبِي القاسم الجنيد أَنَّهُ كان فِي سوقه، وكان ورده فِي كل يوم ثلاثمائة ركعة، وثلاثين ألف تسبيحة، وكان يقول لنا: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِلَّهِ عِلْمًا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ أَشْرَفَ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ الَّذِي نَتَكَلَّمُ فِيهِ مَعَ أَصْحَابِنَا وَإِخْوَانِنَا، لَسَعَيْتُ إِلَيْهِ وَقَصَدْتُهُ.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول:
سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت الجنيد يقول: ما نزعت ثوبي للفراش منذ أربعين سنة.
أخبرنا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت عَلِيّ بن هارون الحربي ومحمد بن أَحْمَدَ بْنِ يعقوب الْوَرَّاق يقولان: سمعنا أبا القاسم الجنيد بن مُحَمَّد غير مرة يقول: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث ولم يتفقه، لا يقتدى به.
حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ السراج- بنيسابور- قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ السراج يقول سمعت عبد الواحد بن علوان الرحبي قَالَ سمعت الجنيد بن مُحَمَّد يقول: علمنا هذا- يعني علم التصوف- مشبك بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْن بن فارس يقول سمعت أبا الْحُسَيْن عَلِيّ بن إِبْرَاهِيم الحداد يقول: حضرت مجلس أَبِي الْعَبَّاس بن سريج فتكلم فِي الفروع والأصول بكلام حسن أعجبت به، فلما رأى إعجابي قَالَ لي: تدري من أين هذا؟ قُلْتُ: يقول الْقَاضِي، فَقَالَ: هذا بركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد بن مُحَمَّد.
وأخبرنا إسماعيل أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن قَالَ سمعت أبا سعيد البلخي يقول سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا القاسم الكعبي. قَالَ: رأيت لكم شيخا ببغداد يقال لَهُ الجنيد بن مُحَمَّد، ما رأت عيناي مثله كان الكتبة يحضرونه، لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه، والمتكلمون يحضرونه لزمام علمه، وكلامه بائن عَنْ فهمهم وكلامهم وعلمهم.(7/251)
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ يقول سمعت الجنيد يقول:
رأيت فِي المنام كأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بعضدي من خلفي، فما زال يدفعني حتى أوقفني بين يدي اللَّه تعالى، فسألت جماعة من أهل العلم فقالوا: إنك رجل تقود العلم إِلَى أن تلقى اللَّه تعالى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الكريم بْن هوازن الْقُشَيْرِي النيسابوري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حاتِم مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى السجستاني يَقُولُ سَمِعْتُ أبا نصر السراج الطوسي يقول سمعت الوجيهي يقول: قال الجريري: قدمت مكة فبدأت بالجنيد لكيلا يتعنى إلي فسلمت عليه ثم مضيت إِلَى المنزل، فلما صليت الصبح فِي المسجد إذا أنا به خلفي فِي الصف. فقلت: إنما جئتك أمس لئلا تتعنى. فَقَالَ: ذاك فضلك- وهذا حقك-.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْل عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب حَدَّثَنَا الْحَسَن بن الْحُسَيْن الشافعي قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد الخلدي يقول: لم نر فِي شيوخنا من اجتمع لَهُ علم وحال غير أَبِي القاسم الجنيد، وإلا فأكثرهم كان يكون لأحدهم علم كثير ولا يكون لَهُ حال، وآخر يكون لَهُ حال كثير وعلم يسير، وأبو القاسم الجنيد، كانت لَهُ حال خطيرة، وعلم غزير، فإذا رأيت حاله رجحته عَلَى علمه، وإذا رأيت علمه رجحته عَلَى حاله.
أخبرنا أَبُو نعيم الحافظ أَخْبَرَنِي جَعْفَر الخلدي- فِي كتابه- قَالَ: سمعت الجنيد يقول مكثت مدة طويلة لا يقدم البلد أحد من الفقراء إلا سلبت حالي ودفعت إِلَى حاله،، فأطلبه حتى إذا وجدته تكلمت بحاله ورجعت إِلَى حالي. وكنت لا أري فِي النوم شيئا إلا رأيته فِي اليقظة! أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قال: سمعت معروف بن محمد بْنِ معروف- بالري- يقول: سمعت عِيسَى بن كاسة يقول قَالَ الجنيد: سألني سري السقطي ما الشكر؟ فقلت ألا يستعان بنعمه عَلَى معاصيه. فَقَالَ: هو ذاك يا أبا القاسم.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيم العبدوي قَالَ: سمعت الإمام أبا سهل مُحَمَّد بن سُلَيْمَان يقول سمعت أبا مُحَمَّد المرتعش يقول. قَالَ الجنيد: كنت بين يدي السري السقطي ألعب وأنا ابن سبع سنين وبين يديه جماعة يتكلمون فِي الشكر، فَقَالَ(7/252)
لي: يا غلام ما الشكر؟ فقلت أن لا يعصى اللَّه بنعمه، فَقَالَ لي: أخشى أن يكون حظك من اللَّه لسانك. قَالَ الجنيد: فلا أزال أبكي عَلَى هذه الكلمة التي قالها السرى لي.
وأخبرنا أَبُو حازم قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم يقول:
سمعت مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حبيش يقول: سئل أَبُو الْقَاسِمِ الجنيد بن مُحَمَّد عَنْ مسألة فَقَالَ: حتى أسأل معلمي، ثم دخل منزله وصلى ركعتين وخرج فأجاب عنها.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن هوازن قَالَ سمعتُ أبا عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ الدَّقَّاق يقول رؤي فِي يد الجنيد سبحة، فقيل لَهُ: أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة؟ فَقَالَ: طريق به وصلت إِلَى ربي لا أفارقه.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الطّبريّ يقول سمعت أبا الحسن المحلبي يقول قيل للجنيد: ممن استفدت هذا العلم؟ قَالَ: من جلوسي بين يدي اللَّه ثلاثين سنة، تحت تلك الدرجة- وأومأ إلى هذه الدرجة فِي داره-.
وَقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: سمعت جدي إِسْمَاعِيل بن نجيد يقول: كان يجيء كل يوم إِلَى السوق فيفتح باب حانوته فيدخله، ويسبل الستر ويصلي أربعمائة ركعة، ثم يرجع إِلَى بيته.
قَالَ: وسمعت جدي يقول دخل عليه أبو العبّاس بن عطاء وهو فِي النزع، فسلم عليه فلم يرد عليه، ثم رد عليه بعد ساعة وقال: اعذرني كنت فِي وردي، ثم حول وجهه إِلَى القبلة وكبر ومات! أخبرنا أَبُو نعيم الحافظ أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد الْوَرَّاق قَالَ: سمعت الجنيد بن مُحَمَّد يقول: أعلى درجة الكبر وشرها أن ترى نفسك، وأدناها ودونها فِي الشر أن تخطر ببالك.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ بكران بْن الطيب بْن الْحَسَن بن سمعون السّقطيّ- بجرجرايا- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمُفِيدُ قَالَ سمعت الجنيد- وَقَالَ لَهُ رجل أوصني- فَقَالَ الجنيد: أرض القيامة كلها نار، فانظر أين تكون رجلك.
قَالَ: وسمعت الجنيد يقول: لا تكون من الصادقين أو تصدق مكانا لا ينجيك إلا الكذب فيه.(7/253)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَان البجلي قَالَ سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد الخلدي قَالَ حضرت شيخنا جنيدا- وسأله ابن كيسان النحوي عَنْ قوله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى
[الأعلى 6] فقال له جنيد: لا تنسى العمل به. قَالَ: وسأله أيضا فَقَالَ لَهُ فِي قوله تعالى: وَدَرَسُوا مَا فِيهِ
[الأعراف 169] فَقَالَ لَهُ الجنيد: تركوا العمل به. فَقَالَ ابن كيسان لجنيد: لا يفضض اللَّه فاك.
أخبرنا أَبُو حازم الأعرج- عُمَر بن أَحْمَدَ بن إبراهيم الحافظ بنيسابور- أخبرني محمّد بن نعيم الضبي أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نصر المروزي. قَالَ: سمعت فارسا الْبَغْدَادِيّ يَقُولُ قَالَ الجنيد بن مُحَمَّد: كنت إذا سئلت عَنْ مسألة فِي الحقيقة لم يكن لي- يعني فيها- منازلة أقول قفوا علي. قَالَ فارس: فكان يدخل فيعامل اللَّه بها ثم يخرج ويتكلم فِي علمها! أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ. قَالَ سمعت مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الرَّازِيّ يقول سمعت الحريري يقول سمعت الجنيد يقول: ما أخذنا التصوف عَنِ القال والقيل: لكن عَنِ الجوع وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمستحسنات، لأن التصوف هو صفاء المعاملة مع الله، وأصله التعزف عَنِ الدنيا، كما قَالَ حارثة: عزفت نفسي عَنِ الدنيا. فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري.
أخبرني عبد الصّمد بن محمّد بن الخطيب حَدَّثَنَا الْحَسَن بن الْحُسَيْن الشافعي قَالَ سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: رأيت إبليس فِي النوم فقلت يا لص أيش مقامك هاهنا؟ فَقَالَ: وأيش ينفعني قيامي لو أن الناس كلهم مثلك ما نفعتني لصوصيتي شيئا.
أخبرنا إِسْمَاعِيل الحيري أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن قَالَ سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول كان يقول كان يقال: إن فِي الدنيا من هذه الطبقة ثلاثة لا رابع لهم، الجنيد ببغداد، وأبو عُثْمَان بنيسابور، وأبو عَبْد اللَّهِ بن الجلا بالشام.
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن سمعت عبد الواحد بن عَلِيّ يَقُولُ سمعت عُبَيْد اللَّهِ بن إِبْرَاهِيم السوسي يقول: لما حضرت سريا السقطي الوفاة قَالَ لَهُ الجنيد: يا سري، لا يرون بعدك مثلك. قَالَ: ولا أخلف عليهم بعدي مثلك! أخبرنا أَبُو حازم العبدوي- بنيسابور قراءة- وعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ- لَفْظًا- قَالَ أَبُو حازم: أخبرني، وَقَالَ الآخر حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني(7/254)
حَدَّثَنَا عَلِيّ بن مُحَمَّد الحلواني قَالَ: حَدَّثَنِي خير. قَالَ: كنت يوما جالسا فِي بيتي، فخطر لي خاطر أن أبا القاسم جنيدا بالباب اخرج إليه، فنفيت ذلك عَنْ قلبي وقلت وسوسة، فوقع لي خاطر ثانٍ يقتضي مني الخروج أن الجنيد عَلَى الباب فاخرج إليه، فنفيت ذلك عَنْ سري، فوقع لي خاطر ثالث فعلمت أَنَّهُ حق وليس بوسوسة، ففتحت الباب فإذا بالجنيد قائم، فسلم عَلِيّ وَقَالَ: يا خير، ألا خرجت مع الخاطر الأول؟! اللفظان متقاربان.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَبِي الْحَسَن الساحلي أخبرنا عمار بن عبد الله الصيرفي- بالرحبة- قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن حماد- المعروف بالحميدي الرحبي بالرحبة- يقول سمعت أبا عمرو بْنِ علوان يقول: خرجت يوما إِلَى سوق الرحبة فِي حاجة، فرأيت جنازة فتبعتها لأصلي عليها، ووقفت حتى يدفن الميت فِي جملة الناس، فوقعت عيني عَلَى امرأة مسفرة من غير تعمد، فلححت بالنظر واسترجعت واستغفرت اللَّه، وعدت إلى منزلي، فقالت لي عجوز لي: يا سيدي مالي أرى وجهك أسود؟ فأخذت المرآة فنظرت فإذا وجهي أسود، فرجعت إِلَى سري أنظر من أين دهيت. فذكرت النظرة فانفردت فِي موضع أستغفر اللَّه وأسأله الإقالة أربعين يوما، فخطر فِي قلبي أن زر شيخك الجنيد فانحدرت إِلَى بغداد، فلما جئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب فَقَالَ لي: ادخل يا أبا عمرو، تذنب بالرحبة، ونستغفر لك ببغداد! حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن هبة اللَّه الجرباذقاني حَدَّثَنَا معمر بن أَحْمَد الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: قَالَ أَبُو زرعة الطبري قَالَ لي جَعْفَر الخلدي: رأيت شابا دخل عَلَى الجنيد- وهو فِي مرضه الذي مات فيه- ووجهه قد تورم، وبين يديه مخدة يصلى إليها. فَقَالَ لَهُ الشاب: وفي هذه الساعة أيضا لا تترك الصلاة؟ فلما سلم دعاه وَقَالَ: هذا شيء وصلت به إِلَى اللَّه، ولا أحب أن أتركه. فمات بعد ساعة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي. قَالَ سَمِعْتُ أبا بكر البجلي يقول: سمعت أبا مُحَمَّد الحريري يقول: كنت واقفا عَلَى رأس الجنيد فِي وقت وفاته، وكان يوم جمعة، ويوم نيروز وهو يقرأ القرآن، فقلت لَهُ:
يا أبا القاسم ارفق بنفسك. فَقَالَ: يا أبا مُحَمَّد رأيت أحدا أحوج إليه مني فِي هذا الوقت؟ وهو ذا تطوى صحيفتي.
أخبرنا أَبُو نعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُوسَى يقول: سمعت(7/255)
أبا عَبْد اللَّهِ الرَّازِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر العطوي يقول: كنت عند الجنيد حين مات، فختم القرآن، ثم ابتدأ من البقرة فقرأ سبعين أية ثم مات.
وأخبرنا أَبُو نعيم أخبرنا جَعْفَر الخلدي- فِي كتابه- قَالَ: رأيت الجنيد فِي النوم فقلتُ ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفدت تلك الرسوم، وما نفعنا إلا ركعات كنا نركعها فِي الأسحار.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن علي الورّاق حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني- بمكة- حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ حاتم. قَالَ لما حضر جنيد بن مُحَمَّد الوفاة، أوصى بدفن جميع ما هو منسوب إليه من علمه، فقيل: ولم ذلك؟ فَقَالَ: أحببت أن لا يراني اللَّه وقد تركت شيئا منسوبا إلي، وعلم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين ظهرانيهم.
أخبرنا الأزهري أخبرنا أحمد بن حمد بن موسى.
وأخبرنا الجوهريّ أخبرنا محمد بن العباس. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الحسين بْن المنادي.
قَالَ: مات الجنيد بن مُحَمَّد ليلة النيروز، ودفن من الغد، وكان ذلك فِي سنة ثمان وتسعين ومائتين، فذكر لي أنهم حزروا الجمع يومئذ الذين صلوا عليه نحو ستين ألف إنسان، ثم ما زال الناس ينتابون قبره فِي كل يوم نحو الشهر أو أكثر، ودفن عند قبر سري السقطي فِي مقابر الشونيزي.
أخبرنا إسماعيل الحيري حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النيسابوري قَالَ سمعت عَلِيّ بن سعيد الشيرازي- بالكوفة- يقول سمعت أبا محمّد الحريري يقول: كان فِي جوار الجنيد رجل مصاب فِي خربة، فلما مات الجنيد ودفناه ورجعنا من جنازته، تقدمنا ذلك المصاب وصعد موضعا رفيعا واستقبلني وَقَالَ: يا أبا مُحَمَّد أتراني أرجع إِلَى تلك الخربة، وقد فقدت ذلك السيد؟ ثم أنشأ يقول:
وا أسفي من فراق قوم ... هم المصابيح والحصون
والمدن والمزن والرواسي ... والخير والأمن والسكون
لم تتغير لنا الليالي ... حتى توفتهم المنون
فكل جمر لنا قلوب ... وكل ماء لنا عيون(7/256)
ذكر الأسماء المفردة فِي هذا الباب
3740- جندب بن عَبْد اللَّهِ الأزدي [1] :
من أهل الكوفة. حضر مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب قتال الخوارج بالنهروان، وروى خبرهم. حدث عنه أَبُو السابغة النهدي.
أخبرنا ولاد بن عَلِيّ الكوفي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ حدّثنا أحمد بن حازم أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ- يعني ابن أبي ليلى- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خثيم عَنِ القعقاع بن عمارة عَنْ أَبِي الخليل عَنْ أَبِي السابغة عَنْ جندب الأزدي قَالَ:
لما عدلنا إِلَى الخوارج- ونحن مع عَلِيّ بن أَبِي طالب- قَالَ: فانتهينا إِلَى معسكرهم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن، وفيهم ذوو الثفنات [2] . وأصحاب البرانس- وساق الحديث- إِلَى أن قَالَ: ثم قام عَلِيّ فأمسكت لَهُ بالركاب ثم عدلت إِلَى درعي فلبستها، وإلى فرسي فركبته، وأخذت رمحي وسرت معه حتى إذا نظر إِلَى رابية. قَالَ: يا جندب ترى تلك الرابية؟ قَالَ قُلْتُ: نعم يا أمير المؤمنين. قَالَ فَإِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنِي أنهم يقتلون عندها، وذكر بقية الحديث.
3741- جوين، والد أَبِي هارون العبدي:
سَمِعَ عَلِيّ بْن أَبِي طالب وَحضر معه يوم النهروان، روى عنه ابنه أَبُو هارون.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم الصيدلاني- بأصبهان- أخبرنا أبو
__________
[1] 3740- انظر: تهذيب الكمال 973 (5/137) وطبقات ابن سعد 6/35. وتاريخ ابن معين 2/88. والتاريخ الكبير 2/ت 2266. والصغير 1/151. وسؤالات الآجرى لأبى داود، الورقة 4. والجرح والتعديل 2/ت 2102. وثقات ابن حبان، الورقة 71. ومشاهير الأمصار ت 300. ومعجم الصحابة لابن قانع الورقة 25. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 27. ورجال البخاري للباجي، الورقة 39. والاستيعاب 1/256. وأسد الغابة 1/304- 305. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 111. والعبر 1/41. والكاشف 1/188. وتاريخ الإسلام 3/3. وسير أعلام النبلاء 3/74، 175. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 89. والوافي بالوفيات 11/193- 194. وتهذيب ابن حجر 2/117- 118 وخلاصة الخزرجي 1/ت 1074.
[2] الثفنات: جميع ثفنة، وهي غلظ بحصل في الركبة من أثر البروك.(7/257)
الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أخبرنا عبد الرزاق عَنْ معمر عَنْ أَبِي هارون قَالَ: أخبرني أَبِي أَنَّهُ كان مع عَلِيّ بن أَبِي طالب حين قتلوا الحرورية. قَالَ: فلما قتلوا أمر أن يلتمسوا الرجل، فالتمسوه مرارا فلم يجدوه، حتى وجدوه فِي مكان قَالَ خربة أو شيء لا أدري ما هو- قَالَ فرفع عَلِيّ يديه يدعو والناس يدعون قَالَ ثم وضع يديه، ثم رفعها أيضا، ثم قَالَ: والله فالق الحبة، بارئ النسمة، لولا أن تبطروا لأخبرتكم بما سبق من الفضل لمن قتلهم عَلَى لسان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بن أحمد العبدوي قَالَ سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الجوزقي يقول قرئ عَلَى مكي بْن عبدان سمعت مسلم بْن الحجاج يقول: أَبُو هارون العبدي عمارة بن جوين.
3742- جويبر بن سعيد، أَبُو الْقَاسِمِ البلخي، كناه يَحْيَى بن معين [1] :
أخبرنا عبد الله بن أبي الفتح حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: جويبر بن سعيد البلخي سكن بغداد يروي عَنِ الضحاك بن مزاحم، ومحمد بن واسع. روى عنه الثوري، ومعمر وأبو معاوية الضرير.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد ابن فارس حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري. قَالَ: قَالَ لي علي [بن المديني] [2] قَالَ يَحْيَى بن سعيد القطان: كنت أعرف جويبرا بحديثين- يعني ثم أخرج هذه الأحاديث بعد- فضعفه [3] .
__________
[1] 3742- انظر: تهذيب الكمال 985 (5/167- 170) وتاريخ ابن معين 2/89. والتاريخ الكبير 2/ت 2383. والضعفاء للبخاري 58.، وتاريخه الصغير 2/107. وسؤالات الآجرى لأبى داود، الورقة 12. وأحوال الرجال للجوزجانى الترجمة 43. والمعرفة ليعقوب 2/174، 3/35 وطبقات الأسماء المفردة للبرديجى الورقة 26. وأخبار القضاة لوكيع 1/53. وضعفاء العقيلي الورقة 38. والجرح والتعديل 2/ت 2246. والمجروحين لابن حبان 1/218. والكامل لابن عدى 1/الورقة 201. والضعفاء للدارقطنى الترجمة 147.
وإكمال ابن ماكولا 2/164. والضعفاء لابن الجوزي الورقة 30. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 112. والكاشف 1/190. وميزان الاعتدال 1/427. والمغني 1/ت 1208.
وديوان الضعفاء، الترجمة 799. والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 7. وتاريخ الإسلام 6/48. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 92. وبغية الأريب، الورقة 73. ونهاية السول، الورقة 53. وتهذيب ابن حجر 2/123- 124. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1099.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/169.(7/258)
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال:
كان يَحْيَى وعَبْد الرَّحْمَنِ لا يحدثان عَنْ جويبر بن سعيد، وكان سُفْيَان يحدث عنه [1] .
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ المقرئ أخبرنا أبو مسلم بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث معمر عَنْ جويبر عَنِ الضحاك عَنِ النزال عن علي «لا رضاع بعد الفطام» فَقَالَ: جويبر لا يشتغل به، والحديث عَنْ عَلِيّ غير مرفوع [2] .
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سألت أبا داود عَنْ جويبر والكلبي؟ فقدم جويبرا، وَقَالَ جويبر عَلَى ضعفه، والكلبي متهم.
أخبرني علي بن محمّد المالكي أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: وسألته- يعني أباه- عَنْ جويبر بن سعيد فضعفه جدا.
قَالَ: وسمعت أَبِي يقول: جويبر أكثر عَلَى الضحاك. روى عنه أشياء مناكير.
قَالَ: وحدث يزيد بن زريع عَنْ جويبر عَنِ النزال بن سبرة عَنْ عَلِيّ «لا وصال» [يعني في الصيام] [3] ثم حدث عَنِ الضحاك عَنِ النزال بن سبرة ومسروق أراه- قَالَ عَنْ عَلِيّ- وضعفه جدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بْنِ إِبْرَاهِيم الأشناني- بنيسابور- قَالَ سمعت أبا الحسن أَحْمَد بْن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قُلْتُ ليحيى بن معين: فجويبر كيف حديثه؟ فَقَالَ: ضعيف [4] .
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين.
وأخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بن عُمَر الواعظ حدّثنا الحسين بن صدقة أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يحيى يقول: وجويبر ليس بشيء.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/168.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/169.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/169.(7/259)
أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان. قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم، فذكر جماعة، منهم جويبر بن سعيد [1] .
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: جويبر بن سعيد الخراساني متروك الحديث [2] .
3743- جراح بن مليح بن عدي بن فرس بن سُفْيَان بن الحارث بن عمرو ابن عبيد بن روّاس- واسمه الحارث- بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بْن بَكْر بْن هوازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَة بْن خصفة بْن قيس بْن عيلان ابن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان، أبو وكيع الرّؤاسيّ [3] :
وهو والد وكيع بن الجراح الكوفي، حدث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السبيعي، وسليمان الأعمش. روى عنه ابنه وكيع، وسهل بن حماد الدلال، وَمُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، ومنصور بْن أبي مزاحم. وولي الجراح بيت المال ببغداد في زمن هارون الرشيد.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّرْبَنْدِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ- ببخارى- حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم الْمُعَدَّل قَالَ: سمعت أبا جَعْفَر مسبح بن سعيد الْوَرَّاق يقول: سمعت حنش بن حرب يقول سمعت وكيعا يقول: ولد أَبِي بالسغد، وولد شريك ببخارى [4] .
أخبرني الأزهري حدّثنا محمّد بن معروف الخشاب أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: الجراح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سُفْيَان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رواس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهو أبو وكيع
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 5/170.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 8/170.
[3] 4743- انظر: تهذيب الكمال 910 (4/517) . والمنتظم، لابن الجوزي 9/24. وطبقات ابن سعد 6/308. وتاريخ ابن معين 2/78. وطبقات خليفة 169. والعلل لأحمد 1/40.
والتاريخ الكبير 2/1/227. والكنى لمسلم، الورقة 117. والمعرفة ليعقوب 2/445، 3/131. والجرح والتعديل 1/1/523. والمجروحين 1/519. والكامل، لابن عدى، الورقة 129- 130. والجمع 1/80. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 103. وسير النبلاء 9/168. وميزان الاعتدال 1/389. والكاشف 1/181. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 69- 70. وتهذيب ابن حجر 2/66- 68.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/518.(7/260)
ابن الجراح، ولي بيت المال بمدينة السلام فِي خلافة هارون، وكان ضعيفا فِي الحديث، وكان عسرا فِي الحديث ممتنعا به [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حَدَّثَنَا جَعْفَر الطيالسي قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: ما كتبت عَنْ وكيع عَنْ أبيه ولا من حديث قيس شيئا قط [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يَقُول سمعت عُثْمَان بن سعيد يَقُول: وسألته- يعني يَحْيَى بن معين- عَنْ أَبِي وكيع فَقَالَ: ليس به بأس [3] .
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد الله الأنماطيّ أخبرنا محمّد بن المظفّر أخبرنا علي بن أحمد ابن سليمان المصريّ حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يقول: الجراح بن مليح ثقة [4] .
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى عَنِ الجراح بن مليح بن فرس أَبِي وكيع فقال: ثِقَةً [5] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان حدّثنا الوليد بن هشام بن عبد الملك حَدَّثَنَا أَبُو وكيع الجراح بن مليح وهو ثقة [6] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أَبُو داود عَنْ أَبِي وكيع فقال: ثقة [7] .
أخبرنا البرقاني حدّثنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس. قَالَ قَالَ ابن عمار: أبو وكيع ضعيف [8] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/518.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/518- 519.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال/ 519.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/519.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/519.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/591.
[7]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/519.(7/261)
وأَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عَنِ الجراح أَبِي وكيع فَقَالَ:
ليس بشيء هو كثير الوهم. قُلْتُ: يعتبر به؟ قَالَ: لا [1] .
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عمر بن أحمد الأهوازي قَالَ: حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قَالَ: والجراح بن مليح من بني رؤاس ابن كلاب، مات بعد سنة خمس وسبعين ومائة [2] .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس الرؤاسي مات فِي سنة ست وسبعين ومائة [3] .
3744- جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط بن هلال، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضبي الرَّازِيّ [4] :
وهو كوفي الأصل. رأى أيوب السختياني بمكة، وجماعة من طبقته، وسمع مغيرة ابن مقسم، وحصين بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وعبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر وهشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وسهيل بن أبي صالح، وليث بن أبي سليم.
روى عنه عبد الله بن المبارك، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بن حرب، ومحمّد بن عيسى بن الطباع، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَعلي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وإسحاق بن إسماعيل، ويعقوب الدورقي ويوسف بن موسى، وإبراهيم بن مجشر، ويحيى بن السري، والحسن بن عرفة، وغيرهم. وقدم جرير بغداد وحدث بها.
حدّثنا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الضبي أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال:
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/519.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/520.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/520.
[4] 3744- انظر: تهذيب الكمال 918 (4/540- 551) والمنتظم، لابن الجوزي 9/158.
وطبقات ابن سعد 7/381. وتاريخ ابن معين 2/81. وطبقات خليفة 170، 325.
والعلل لأحمد 1/123، 362. والتاريخ الكبير 2/1/214. وثقات العجلى، الورقة 7.
والكنى لمسلم، الورقة 63. والجرح والتعديل 1/1/505- 507. وثقات ابن حبان 1/الورقة 67. وثقات ابن شاهين، الورقة 18. والإرشاد للخليلى، الورقة 93 (أياصوفيا) .
ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 13. والجمع 1/74. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 105. والكاشف 1/182. وتذكرة الحفاظ 1/271. وسير النبلاء 9/9. وميزان الاعتدال 1/394، وإكمال مغلطاي 2/ورقة 73. وتاريخ الإسلام الورقة 58- 60 (أياصوفيا) .(7/262)
جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط بن هلال بن أَبِي قيس بن وحف بن عبد غنم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْر بْن سعد بْن ضبة بْن أد، كذا نسبه عِيسَى بن سُلَيْمَان القرشي الْوَرَّاق عَنْ يوسف بن مُوسَى القطان، وَقَالَ: توفي وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا يوسف بن موسى حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْبَرَاءِ. قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، حَتَّى تَكُونَ إِبْهَامَاهُ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- فِي آخَرِينَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ محمّد الصّفّار حدّثنا الحسن بن عرفة حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «لَتُنَبَّأَنَّ أَنْ تَصَّدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَأْمُلُ الْبَقَاءَ وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلانٍ كَذَا، وَلِفُلانٍ كَذَا، أَلا وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ» [1]
. أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ حدّثنا إبراهيم بن مجشر حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم. قَالَ:
صلى عُمَر فِي يوم شديد الحر، قَالَ: فكان يطرح ثوبه ويسجد عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن إسحاق حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: ولد جرير بن عبد الحميد سنة سبع ومائة.
وَقَالَ حنبل حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد الرَّازِيّ قَالَ سمعت مُحَمَّد بن حميد قَالَ سمعت جريرا الضبي قَالَ: ولدت سنة عشر، سنة مات الْحَسَن. قَالَ ومات جرير سنة ثمان وثمانين ومائة.
أخبرني محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حَدَّثَنَا أَبُو غسان وهو مُحَمَّد بن عمرو زنيج قَالَ: سمعت جريرا يقول: رأيت ابن أَبِي نجيح ولم أكتب عنه شيئا، ورأيت جابرا الجعفي ولم أكتب عنه شيئا، ورأيت ابن جريج ولم أكتب عنه شيئا، فَقَالَ رجل: ضيعت يا أبا عَبْد اللَّهِ! فَقَالَ: لا، أما جابر فإنه كان يؤمن بالرجعة، وأما ابن أَبِي نجيح فكان يرى القدر، وأما ابن
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/250. والسنن الكبرى للبيهقي 4/190.(7/263)
جريج فإنه أوصى بنيه بستين امرأة. وَقَالَ: لا تزوجوا بهن فإنهن أمهاتكم، وكان يرى المتعة! وأخبرني محمّد أخبرنا دعلج أخبرنا الأبار حدّثنا محمّد بن حميد حَدَّثَنَا جرير.
قَالَ: رأيت لقيطا أبيض الرأس واللحية، ورأيت زياد بن علاقة يخضب بالسواد، ورأيت ابن أَبِي نجيح أبيض الرأس واللحية، ورأيت معاوية بن إِسْحَاق يأتي الجمعة عَلَى بغل، ورأيت عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن يكبر يوم عيد يرفع صوته بالتكبير حتى يأتي المصلي، ورأيته يخضب بالحمرة، ورأيت عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن يلبس السواد، ورأيت الْحَسَن بن الْحَسَن يخضب بالحمرة، ورأيت جَعْفَر بن مُحَمَّد يكبر يوم عيد ويرفع صوته بالتكبير، ورأيته يلبس السواد، ورأيت معن بن عَبْد الرَّحْمَنِ يخضب الحمرة، ورأيت أيوب السختياني يخضب بالحمرة، ورأيته بمكة عليه رداء أبيض معلم، عريض العلم، وقد تغلف بدهن أسود، ورأيت عياشا العامري عليه عمامة بيضاء، وهو راكب بغلا، ورأيت مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى يخضب بالسواد، ورأيت الحجاج يخضب بالسواد، ورأيت مُحَمَّد بن جحادة وكان زاهدا يلبس الخلقان يغسلها، ورأيت داود بن سليك وكان أمام مسجد المغيرة، ورأيت ابن شبرمة يخضب لحيته بالحناء، ويغسله فتراه أصفر، ورأيت مُحَمَّد بن إِسْحَاق يخضب بالسواد، ورأيت غيلان بن جامع يخضب بالسواد، وكان غيلان بن جامع عَلَى قضاء الكوفة، وكان أَحْمَد من ابن أَبِي ليلى، وكان القاسم بن معن يخضب رأسه، ويصفر لحيته، ورأيت مُوسَى بن أَبِي عَائِشَةَ لا يخضب، وإذا رأيته ذكرت اللَّه لرؤيته، وكان بين عينيه أثر السجود، ورأيت الحصين بن عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يخضب بالحناء، ورأيت هشاما يخضب رأسه ولا يخضب لحيته، ورأيت عاصم بن أَبِي النجود يخضب رأسه ولحيته، ورأيت عبد العزيز بن رفيع يصفر لحيته، ورأيت جامع بن راشد أبيض الرأس واللحية، ورأيت مُحَمَّد بن جحادة لا يخضب نظيف الثياب، ورأيت عَبْد اللَّهِ بْن يزيد الأنصاري أبيض الرأس واللحية.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي قال حدّثني عبد الرحمن ابن مُحَمَّد قَالَ سمعت أبا الوليد الطيالسي. قَالَ: قدمت الري بعقب موت شُعْبَة، ومعي أَبُو داود الطيالسي. قَالَ: وحملت معي أصل كتابي عَنْ شُعْبَة، قَالَ: فكان جرير(7/264)
يجالسنا عند رجل من التجار، قَالَ: فسمعناه [1] يذكر الحديث فيعجب بالحديث إعجاب رجل سمع العلم وليس لَهُ حفظ، قَالَ: فسمعني أتحدث بحديث شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الله بن مسلمة حديث صفوان بن عسال أو حديث عَلِيّ «إنكما علجان فعالجا عَنْ دينكما» [2] . قَالَ فَقَالَ: اكتبه لي. قَالَ: فكتبته لَهُ وحدثته به. قَالَ: وتحدثت بحديث فضالة بن عبيد «حديث القلادة» فاستحسنه وَقَالَ: اكتبه لي قَالَ: فكتبته. وحدثته به عَنْ ليث بن سعد قَالَ: فَقَالَ لي قد كتبت عَنْ مَنْصُور ومغيرة، وجعل يذكر الشيوخ. فقلت لَهُ: حَدَّثَنَا. فَقَالَ: لست أحفظ، كتبي غائبة عني، وأنا أرجو أن أوتي بها قد كتبت فِي ذاك، فبينا نحن كذا إذ ذكر يوما شيئا من الحديث، فقلت لَهُ: أحسب أن كتبك قد جاءت! قَالَ: أجل! فقلت لأبي داود:
جليسنا جاءته كتبه من الكوفة، اذهب بنا ننظر فيها. قَالَ فأتيناه ونظرت فِي كتبه أنا وأبو داود [3] .
قَالَ جدي: وحَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ سمعت سُلَيْمَان بن حرب يقول:
كان جرير بن عبد الحميد وأبو عوانة يتشابهان فِي رأي العين، ما كانا يصلحان إلا أن يكونا راعيي غنم [4] .
قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ: ولقد حَدَّثَنَا يوما سُلَيْمَان بن حرب بأحاديث عَنْ جرير الرَّازِيّ فقلت لَهُ: أين كتبت يا أبا أيوب عَنْ جرير الرَّازِيّ؟ قَالَ: بمكة، أنا وعبد الرّحمن شاذان. أخرج إلينا جرير كتابا فدفعه إلى عبد الرحمن وإلى شاذان فهذه الأحاديث انتقاؤهما [5] .
وأَخْبَرَنِي أَبُو الفضل عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر حدّثنا محمّد ابن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْنَ هَاشِمٍ يقول: ما قَالَ لنا جرير قط ببغداد: «حَدَّثَنَا» ولا فِي كلمة واحدة! قَالَ إِبْرَاهِيم: فقلت تراه لا يغلط مرة؟ فكان ربما نعس فنام، ثم ينتبه، فيقرأ من الموضع الذي انتهى إليه [6] .
__________
[1] في المطبوعة: فسمعنا.
[2] انظر الحديث في: تهذيب الكمال 4/545.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/545- 546.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/544.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/544- 545.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/546.(7/265)
أخبرني أبو القاسم الأزهري حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْنَ هَاشِمٍ يقول: لما قدم جرير بن عبد الحميد- يعني بغداد- نزل عَلَى بني المسيب، فلما عبر إِلَى الجانب الشرقي جاء المد، فقلت لأحمد بن حنبل: تعبر؟ - فَقَالَ: أمي لا تدعني. قَالَ:
فعبرت أنا، فلزمته، ولم يكن السندي [الأمير] [1] يدع أحدا يعبر- يريد لكثرة المد- فمكثت عنده عشرين يوما فكتبت عنه ألفا وخمسمائة حديث. وكتبت عنه قبل أن يخرج إِلَى مكة حديثا بالسفينتين عَلَى دابته [2] .
وأخبرني الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان جرير بن عبد الحميد الرَّازِيّ صاحب ليل، وكان لَهُ رسن، يقولون إذا أعيا تعلق به يريد أَنَّهُ كان يصلي [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى بشر بن أَحْمَد الإسفراييني حدثكم داود بن الْحُسَيْن بن عَلِيّ البيهقي قَالَ سمعت إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم يقول: كان جرير بن عبد الحميد يقول: أَبُو بَكْرٍ، ثم عُمَر، ثم عَلِيّ، أحب إلي من عُثْمَان، ولأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتناول عُثْمَان بسوء. وإني إِلَى تصديق عَلِيّ أعجب إلي من تكذيبه.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت سفيان ابن عيينة يقول قَالَ لي ابن شبرمة: عجبا لهذا الرَّازِيّ عرضت عليه أن أجري عليه مائة درهم فِي الشهر من الصدقة فَقَالَ: يأخذ المسلمون كلهم مثل هذا؟ قُلْتُ لا، قَالَ: فلا حاجة لي فيها. يعني يَحْيَى بن معين، جرير بن عبد الحميد.
وَقَالَ عباس: سمعت يَحْيَى يقول سمعت جريرا الرَّازِيّ يقول: عرضت عَلِيّ بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت، ثم جئت اليوم أطلب ما عندهم- أو ما فِي أيديهم.
أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدّثنا يعقوب ابن سفيان حدّثنا أبو بكر- هو الحميدي- حدّثنا سفيان قال سمعت ابن شبرمة
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/546- 547.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/547.(7/266)
يقول: كنت عَلَى صدقات السهمان فقلت لجرير تعال حتى أوليك ربعا من الأرباع، وأرزقك مائة درهم. فَقَالَ: أخاف أن لا يجوز لي أن آخذ من الصدقة مائة درهم، قلت له فتأخذ منها ما ترى أن يجوز لك وتصدق بما بقي، فَقَالَ إني أخاف أن لا تطيب نفسي إن أخذتها. وأبى على.
قال يعقوب: حَدَّثَنَا بشر بن الأزهر قَالَ كان جرير إذا حدث حديث الأعمش يقول: ديباج الأعمش إلا أنها مرفوعة. كنا نتذاكر بيننا ويصحح بعضنا من بعض، أو نحو هذا.
قَالَ وَقَالَ جرير: عرضت عَلِيّ بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع الفقراء فأبيت، ثم جئت اليوم أطلب ما عندهم- أو ما فِي أيديهم-[1] .
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا ابن درستويه حدّثنا يعقوب حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحميدي قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَان قَالَ رأيت جرير بن عبد الحميد يقود مغيرة، فقلت لعمر بن سعيد [2] :
من هذا الشاب؟ قَالَ لي عُمَر: هذا شاب لا بأس به [3] .
أخبرنا البرقاني أخبرنا ابن خميرويه أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ قَالَ ابن عمار:
وجرير الرَّازِيّ هو ابن عبد الحميد حجة. كانت كتبه صحاحا وإن لم يكن كتب، إذا نظرت إليه فِي بزته ما كنت ترى أَنَّهُ محدث. ولكنه كان إذا حدث- أي كان شبه العلماء-.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ- بِدِمَشْقَ- قَالَ أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِليّ قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعين- وقيل لَهُ: أيما أحب إليك: جرير، أو شريك؟ فَقَالَ: جرير [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: جرير أحب إليك فِي مَنْصُور أو شريك؟ فَقَالَ: جرير أعلم به [5] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ رِزْقٍ حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/549.
[2] في الأصل: بن سعد تصحيف.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/549.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/550.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/549.(7/267)
إِسْحَاق قَالَ: وسئل أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: من أحب إليك؟ جرير بن عبد الحميد، أو شريك؟
قَالَ: جرير أقل سقطا من شريك، شريك كان يخطئ، قيل لَهُ: فأبو الأحوص أو شريك؟ قَالَ شريك. قيل لَهُ فمن فِي أَبِي إِسْحَاقَ؟ قَالَ شريك، شريك سمع قديما.
أخبرنا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر الدقاق حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وجرير بن عبد الحميد الضبي نزل الري كوفي ثقة. وكان رباح إذا أتاه الرجل فَقَالَ: أريد أن اكتب حديث الكوفة، قَالَ: عليك بجرير، فإن أخطأت فعليك بمحمد بن فضيل بن غزوان [1] .
أخبرني الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ذكر لأبي خيثمة يوما إرسال جرير الحديث، وأنه لم يكن يقول «حَدَّثَنَا» ، وقيل لَهُ: تراه كان يدلس؟ فَقَالَ أَبُو خيثمة: لم يكن يدلس، لأنا كنا إذا أتيناه وهو فِي حديث الأعمش أو مَنْصُور أو مغيرة، ابتدأ فأخذ الكتاب فقال: حَدَّثَنَا فلان ثم يحدث عنه مبهم فِي حديث واحد، ثم يقول بعد ذلك. منصور منصور، والأعمش الأعمش، لا يقول فِي كل حديث «حَدَّثَنَا» حتى يفرغ من المجلس [2] .
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ سمعت سُلَيْمَان بن داود الشاذكوني يقول: قدمت عَلَى جرير، فأعجب بحفظي وكان لي مكرما، قَالَ: فقدم يَحْيَى بن معين والبغداديون الذين معه وأنا، ثم [3] ، قَالَ: فرأوا موضعي منه، فَقَالَ لَهُ بعضهم: إن هذا إنما بعثه يَحْيَى وعَبْد الرَّحْمَنِ ليفسد حديثك عليك، ويتتبع عليك الأحاديث. قَالَ: وكان جرير قد حَدَّثَنَا عَنْ مغيرة عَنْ إِبْرَاهِيم فِي طلاق الأخرس، قَالَ: ثم حَدَّثَنَا به بعد عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مغيرة عَنْ إِبْرَاهِيم. قَالَ: فبينا أنا عند ابن أخيه يوما إذ رأيت عَلَى ظهر كتاب لابن أخيه: عَنِ ابن المبارك عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مغيرة عَنْ إِبْرَاهِيم، قَالَ: فقلت لابن أخيه: عمك هذا مرة يحدث بهذا عَنْ مغيرة، ومرة عن سفيان عن مغيرة، ومرة عَنِ ابن المبارك عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مغيرة، [4] ، فينبغي أن تسأله ممن سمعه؟ قَالَ سُلَيْمَان: وكان هذا الحديث موضوعا، قَالَ: فوقفت جريرا عليه
__________
[1] 17- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/550.
[2] 18- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/547.
[3] في المطبوعة: الذين معه وأنا، ثم قال: خرأوا مما أفسد المعنى.
[4] عن مغيره ساقطة من الأصل والمطبوعة.(7/268)
فقلت لَهُ: حديث طلاق الأخرس ممن سمعته؟ فَقَالَ: حدثنيه رجل من أهل خراسان عَنِ ابن المبارك. قَالَ: فقلت لَهُ فقد حدثت به مرة عَنْ مغيرة، ومرة عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مغيرة، ومرة عَنْ رجل عَنِ ابن المبارك عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مغيرة، ولست أراك تقف عَلَى شيء، فمن الرجل؟ قَالَ: رجل كان جاءنا من أصحاب الحديث. قَالَ: فوثبوا بي وقالوا: ألم نقل لك إنما جاء ليفسد عليك حديثك؟ قَالَ: فوثب بي البغداديون، قَالَ:
وتعصب لي قوم من أهل الري حتى كان بينهم شر شديد.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ: فقلت لعثمان بن أَبِي شيبة: حديث طلاق الأخرس عمن هو عندك؟ قَالَ: عَنْ جرير عَنْ مغيرة قوله. قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ: وكان عُثْمَان يقول لأصحابنا: إنما كتبنا عَنْ جرير من كتبه، فأتيته فقلت: يا أبا الْحَسَن كتبتم عَنْ جرير من كتبه؟ قَالَ فمن أين؟ قَالَ: وجعل يروغ. قَالَ: قُلْتُ: من أصوله أو من نسخ؟
قَالَ: فجعل يحيد ويقول من كتب. فقلت: نعم، كتبتم عَلَى الأمانة من النسخ؟ فَقَالَ:
كان أمره عَلى الصدق، وإنما حَدَّثَنَا أصحابنا أن جريرا قَالَ لهم حين قدموا عليه- وكانت كتبه تلفت-: هذه نسخ أحدث بها عَلَى الأمانة، ولست أدري، لعل لفظا يخالف لفظا. وإنما هي عَلَى الأمانة [1] .
أخبرنا عَلِيّ بن طلحة المقرئ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يزيد الغازي قَالَ أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن داود الكرجيّ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: جرير بن عبد الحميد الضبي كان من أهل الكوفة، نزل الري صدوق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حَدَّثَنَا إدريس بن عبد الكريم قَالَ سمعت إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل.
وأخبرني مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القطّان أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال: سمعت ابن حميد قَالا: ومات جرير فِي سنة ثمان وثمانين، زاد إِسْحَاق ومائة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: سنة ثمان وثمانين ومائة، فيها مات جرير بن عبد الحميد، وبلغني أَنَّهُ مات فِي شهر ربيع الآخر.
قُلْتُ: وبالري كانت وفاته.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/547- 549.(7/269)
أَخْبَرَنِي أَبُو الفضل عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد الصَّيْرفي أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي قَالَ حَدَّثَنِي يوسف بن مُوسَى. قَالَ: مات جرير بن عبد الحميد عشية الأربعاء ليوم خلا من جمادى الأولى فِي سنة ثمان وثمانين ومائة، وتوفي وهو ابن ثمان وسبعين إِلَى التسع والسبعين. وصلى عليه عَبْد اللَّهِ ابنه [1] .
قَالَ يوسف: وأخبرنا جرير بسنه، وأخبرنا عَبْد اللَّهِ ابنه أَنَّهُ كبر عليه أربعا.
3745- جارود بن يزيد، أَبُو الضحاك النيسابوري [2] :
حدث عَنْ بهز بن حكيم، وعمر بن ذر. روى عنه أهل نيسابور، وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها أَبُو طالب عبد الجبار بن عاصم، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، والحسن بْن عرفة.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي- إملاء- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الجبّار بن عاصم حَدَّثَنَا الْجَارُودُ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَتَرِعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ؟ مَتَى تعرفه النَّاسُ؟ اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَعْرِفُهُ النَّاسُ» [3]
. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السّرّاج- بنيسابور-
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الصِّبْغِيُّ قال حدّثنا محمّد بن سعيد الحلاب حَدَّثَنَا الْجَارُودِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَرْعَوْنَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ؟ اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَحْذَرْهُ النَّاسُ» [4]
. كَذَا قَالَ لَنَا السَّرَّاجُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَلابُ، وَكَتَبْنَا عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ بِانْتِخَابِ أَبِي حَازِمٍ الْعَبْدُوِيِّ الْحَافِظِ وَتَخْرِيجِهِ لَهُ.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عمر البرمكيّ أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- يعني أحمد
__________
[1] 22- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 4/550- 551.
[2] 3745- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/153.
[3] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 10/210. والمعجم الكبير 19/418.
وكشف الخفا 2/242. وميزان الاعتدال 1428.
[4] انظر التخريج السابق.(7/270)
ابن حنبل- ذكر له حديث بهز الَّذِي يَرْوِيهِ الْجَارُودُ- وَهُوَ حَدِيثُهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ «أَتَرِعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ» قِيلَ لَهُ: رَوَاهُ غَيْرُهُ؟ فَقَالَ: مَا عَلِمْتُ.
قُلْتُ: فقد رُوِيَ أَيْضًا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَالنَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ بَهْزٍ. وَلا يَثْبُتُ عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ذَلِكَ. وَالْمَحْفُوظُ أَنَّ الْجَارُودَ تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ مُدْرِكٍ- وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْ عُهْدَتِهِ- يَقُولُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا السّكن هاهنا رجل يقال له الجارود، روى عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ «أَتَرِعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ- الْحَدِيثَ» فَقَالَ: مَا تُنْكِرُونَ؟ هذا معمّر قد تفرد عن بهز ابن حكيم أحاديث.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْن رُمَيْحٍ النَّسَوِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمد بن عمر بن بَسْطَامَ يَقُولُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ: رَوَى الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ الْعامِرِيُّ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَرِعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ»
وَأُنْكِرَ عَلَيْهِ وَقَدْ سَمِعْتُ يوسف- وَكَانَ طَلابَةً- يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَامْتَنَعَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ أَمَا تَرَى مَا لَقِيَ فِيهِ الْجَارُودُ؟
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي أَخْبَرَنِي محمد ابن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري يقول:
جارود بن يزيد النيسابوري منكر الحديث، كان أَبُو أسامة يرميه بالكذب.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا العبّاس ابن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: الجارود ليس بشيء.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عثمان بن أحمد حدّثنا سهل بن أحمد الواسطي حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: الجارود بن يزيد النيسابوري فيه ضعف، حدث عَنْ بهز بن حكيم بحديث منكر.
أخبرني علي بن محمّد المالكي أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أَبِي يقول:(7/271)
جارود بن يزيد شيخ خراساني، روى عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مرفوعا حديثا ذكره وهذا منكر، وضعف الجارود.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قَالَ: سمعت أبا داود يقول: الجارود النيسابوري غير ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: جارود بن يزيد نيسابوري متروك الحديث.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْحَافِظُ غير مرة. قَالَ: كان أَبُو بَكْرٍ الجارودي إذا مر بقبر جده فِي مقبرة الْحُسَيْن بن معاذ يقول: يا أبة، لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك.
وأخبرنا ابن يعقوب أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال سمعت أبا عمرو مُحَمَّد بن أَحْمَد العاصمي يقول سمعت مُحَمَّد بن إِسْحَاق الثقفي يقول: مات الجارود بن يزيد سنة ثلاث ومائتين. وَقَالَ ابن نعيم: قرأت بخط محمّد بن سعيد الجلاب: مات الجارود بن يزيد سنة ست ومائتين.
3746- جامع بن القاسم بن الْحَسَن بن حيان، الْبَغْدَادِيّ:
حدث عَنْ أَبِي عمرو الدوري، وعن عمر بن ثوابة، وأحمد بن هاشم الرملي، روى عنه أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن جامع المصري.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ علي الصوري أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن عمر التجيبي- بِمصر- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَامِعٍ السُّكَّرِيُّ، حدّثنا جامع بن القاسم البغدادي حدّثنا أحمد بن هاشم الرملي حدّثنا ضمرة عن علي بن حكيم بن أخت شوذب عن موسى ابن عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَنْ عمر بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فضل مَا بَيْنَ صِيَامِكُمْ وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ» [1]
. ذكر أَبُو سعيد بن يونس المصري أن جامع بن القاسم هذا بلخي قدم مصر وحدث بها وَقَالَ: توفي بمصر فِي سنة ست وثمانين ومائتين.
__________
[1] 3746- انظر الحديث في: المصنف لابن أبى شيبة 3/8. وشرح السنة 6/252.(7/272)
3747- جبريل بن الفضل بن مجاع أَبُو حاتم السمرقندي [1] :
ورد بغداد حاجا فِي سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وحدث عَنْ قتيبة بن سعيد، ويحيى بن مُوسَى خت، وإبراهيم بن يوسف البلخيين. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الأَزْرَقُ حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدّثنا جبريل ابن مجاع السّمرقنديّ- أبو حاتم- حدّثنا إبراهيم بن يوسف البلخيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادِ عَنْ حَنْظَلَةَ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَسْفَلُونَ» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّا نَرَاهُمْ مِنْ صَالِحِينَا وَخِيَارِنَا! قال: «إلا من قال بالمال هكذا، وهكذا يَمِينًا وَشِمَالا» [2]
. عاش جبريل إِلَى سنة ست وثلاثمائة.
3748- جبير بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، أَبُو عِيسَى الواسطي:
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ عمار بْن خالد التمار، وسعدان بن نصر، وعُبَيْد اللَّهِ بن جرير بن جبلة، وأحمد بن مَنْصُور زاج، وشعيب بن أيوب، روى عنه أَبُو حفص الزيات، ومحمد بن المظفر، ومُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَرَفَةَ، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم. وَكَانَ ثِقَةً.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْخَلالُ حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا جبير ابن محمّد بن أحمد الواسطي- قدم علينا- حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَد الدّقّاق وأبو محمّد بن عبد الله ابن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ. قَالا: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمد الصفار حدّثنا سعدان بن نصر حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ- وَهُوَ أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ- عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ حَتَّى تتفطر قدماه.
فقيل له: أليس الله قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قال: «أفلا أكون عبدا شكورا» [3] .
__________
[1] 3747- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/184.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4130. ومسند أحمد 5/157.
[3] 3748- سبق تخريجه، راجع الفهرس.(7/273)
تفرد برواية هذا الحديث هكذا عَنْ مسعر، أَبُو قتادة وخالفه مُحَمَّد بن بشر العبدي، فرواه عَنْ مسعر عَنْ قتادة عَنْ أنس، كذلك قَالَ عَبْد الله بن عون الحراز عنه، وتَابَعَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ الْعِجْلِيُّ عليه عَنْ بشر، وخالفهما سيف بْن مُحَمَّد ابْن أخت سُفْيَان الثوري، فرواه عَنْ مِسْعِرٌ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، ورواه مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسار عَنْ مسعر عَنْ زياد بن علاقة عَنْ عمه قطبة بن مالك عَنِ المغيرة بن شُعْبَة. ورواه خلاد بن يَحْيَى وغيره من الكوفيين عَنْ مسعر عَنْ زياد بن علاقة عَنِ المغيرة، لم يذكروا قطبة فِي إسناده، وهو المحفوظ، والله تعالى أعلم.
انقضى حرف الجيم(7/274)
باب الحاء(7/275)
ذكر من اسمه الحسن
جعلت ترتيبهم فيه على نسق الحروف من أول أسماء آبائهم فمن ذلك:
حرف الألف من آباء الحسنين
3749- الحسن بن أحمد بن شعيب، واسم أَبِي شعيب عَبْد اللَّهِ بْن مسلم الأموي مولى عُمَر بن عبد العزيز، وكنية الْحَسَن: أَبُو مسلم [1] :
وهو من أهل حران. سكن بغداد وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن سَلَمَةَ الباهلي، ومسكين بن بكير الحرانيين. روى عنه أَبُو شعيب، ومعاذ بن المثنى العنبري، وأبو بكر ابن أَبِي الدنيا، وعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق المدايني، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وعبد الله بن جعفر بن خشيش، والحسين بْن إسماعيل المحاملي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شعيب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طاوس. قَالَ: سمعت رجلا يسأل ابن عُمَرَ قبل موته بعام عَنِ امرأة حاضت فِي أيام منى، أترحل إِلَى بلادها وقد زارت البيت؟ فَقَالَ: قد كانت عَائِشَة تروي رخصة فِي ذلك.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا عبد اللَّه بن الْحَسَن بن أَحْمَد بن أبي شعيب- وهو أبو شعيب- حَدَّثَنَا جدي وأبي جميعا. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق عن
__________
[1] 3749- انظر: تهذيب الكمال (601200/48- 51) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/58.
والكنى لمسلم، الورقة 103، 107. والجرح والتعديل 3/ت 4. وثقات ابن حبان، الورقة 87. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 30. والجمع 1/ت 329. والمعجم المشتمل، ت 238. والمعلم، لابن خلفون، الورقة 56. وتذهيب الذهبي 1/ت 131.
والكاشف 1/. وتاريخ الإسلام، الورقة 146. (أحمد الثالث 2917/7) . ورجال صحيح مسلم، الورقة 63. وإكمال مغلطاي 4/الورقة 154. وبغية الأريب، الورقة 86.
ونهاية السول، الورقة 62. وتهذيب ابن حجر 2/254. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1314.(7/276)
عاصم بن عُمَر بن قتادة عَنْ أبيه عَنْ جده قتادة بن النعمان. قَالَ: كان أهل بيت يقال لهم بنو أبيرق بشير وبشر ومبشر، وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر ويهجو به أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ينحله بعض العرب- وذكر الحديث بطوله.
قَالَ أَبُو شعيب قَالَ لي أَبِي: سمعه مني يَحْيَى بن معين ببغداد فِي مسجد الجامع، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
أخبرني تمام بن محمّد الرازي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن [1] بْن عَلانَ الْحَرَّانِيُّ الحافظ قَالَ: الْحَسَن بْن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شعيب الحراني ثقة مأمون [2] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أبي جعفر القطيعيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي: ومات محمود بن خداش فِي سنة ستين فِي شعبان وفيها مات أَبُو مسلم الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شعيب بسامرا.
قُلْتُ: وهذا القول وهم ولا أشك أَنَّهُ من بعض النقلة، لأن محمودا مات فِي سنة خمسين ومائتين لا يختلف فِي ذلك.
وقد ذكره جماعة من أهل العلم- ورأيت فِي بعض الكتب- عَنْ مُوسَى بن هارون: أن أبا مسلم الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شعيب مات بسر من رأى سنة خمسين ومائتين [3] .
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْر الْبَرْقَانِيّ عَن أَبِي إِسْحَاقَ المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: مات أَبُو مسلم الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شعيب بالعسكر- وكان مكتبتا [4]- فِي الفتنة أو قبل الفتنة بقليل سنة اثنتين وخمسين ومائتين أو نحوه [5] .
3750- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ فهد، ويعرف بالنرسي:
حدث عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الْجَوْهَرِيِّ. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْقَاسِمِ الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار الأصبهانيّ أخبرنا سليمان بن أحمد بن
__________
[1] في المطبوعة: بن الحسين تصحيف.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/50.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/50.
[4] في المطبوعة: مكتبا تصحيف.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/50.(7/277)
أيّوب الطبراني حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ النَّرْسِيُّ البغدادي حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ حدّثنا أبو أحمد الزبيري حدّثنا سفيان الثّوري عن أيّوب، وإسماعيل ابن أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «هَؤُلاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلاءِ لِهَذِهِ»
فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَهُمْ لا يَخْتَلِفُونَ فِي الْقَدَرِ [1] .
قَالَ الطبراني: ولم يروه عَنْ سُفْيَانَ إلا أَبُو أَحْمَد تفرد به إِبْرَاهِيم بن سعيد.
3751- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بن حفص، أبو القاسم الحلوانيّ:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ قطن بن إِبْرَاهِيم النيسابوري. روى عنه عَلِيّ بن عُمَر السكري.
حدثنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهاشمي الخطيب حدّثنا علي ابن عمر بن محمّد السّكّري حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْحُلْوَانِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا لِسَتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ ذي الحجة سنة ست وثلاثمائة-.
حدّثنا قطن بن إبراهيم النّيسابوريّ حَدَّثَنَا الْجَارُودِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «أَتَرْعَوْنَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ؟ مَتَّى يَعْرِفُهُ النَّاسُ، اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَعْرِفُهُ النَّاسُ» [2]
. 3752- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق، أَبُو عَلِيّ العطاردي [3] :
كوفي الأصل حدث عَنْ إِسْحَاق بن أَبِي إسرائيل، ومحمد بن سليمان لوين، ووهيب بن حفص الحراني. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وَمحمد بْن عَبْد اللَّهِ الأبهري.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد العزيز الطّاهري حدّثنا أبو بكر الأبهري حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعُطَارِدِيُّ أبو علي الكوفيّ ببغداد حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل عن الفضل بن حرب البجلي حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ شَيْءٍ حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن» [4] .
__________
[1] 3750- انظر الحديث في: المعجم الصغير 1/130. ومجمع الزوائد 7/186. وحلية الأولياء 7/110.
[2] 3751- سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 3752- العطاردي: هذه النسبة إلى عطارد هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (الأنساب 8/476) .
[4] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7/171. والمصنف لعبد الرزاق 4173. والكامل لابن عدى 4/1452.(7/278)
3753- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ يزيد بن عِيسَى بن الفضل بن بشار بْن عَبْد الحميد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هانئ بن قبيصة بن عَمْرِو بْنِ عامر، أَبُو سعيد المعروف بالإصطخري [1] :
قاضي قم، سمع سعدان بن نصر، وحفص بن عمرو الربالي، وأحمد بن مَنْصُور الرمادي، وعيسى بن جَعْفَر الْوَرَّاق، وعباس بن مُحَمَّد الدوري، وأحمد بن سعد الزهري، وأحمد بن حازم بن أَبِي غرزة، وجميل بن إِسْحَاق. روى عنه مُحَمَّد بن المظفر، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف بن عمر القواس وأبو الحسن بن الجندي وأبو القاسم بن الثلاج- وهو نسبه- وكان الإصطخري أحد الأئمة المذكورين، ومن شيوخ الفقهاء الشافعيين، وكان ورعا زاهدا متقللا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عيسى الهمذاني حَدَّثَنَا صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الْحَافِظُ قَالَ: الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ يزيد أَبُو سعيد قاضي قم، ويعرف بالإصطخري، كان أحد الفقهاء، مع ما رزق من الديانة والورع، ويدل كتابه الذي ألفه فِي القضاء عَلَى سعة فهمه ومعرفته.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الطبري قَالَ: حكي لي عَنْ أَبِي القاسم الداركي أَنَّهُ قَالَ سمعت أبا الحسن المروزي يقول: لما دخلت بغداد لم يكن بها من يستحق أن أدرس عليه إلا أَبُو الْعَبَّاس بن سريج وأبو سعيد الإصطخري. قَالَ الطبري: وهذا يدل عَلَى أن أبا عَلِيّ بن خيران لم يكن يقاس بهما.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق المروزي: فسئل يوما أَبُو سعيد عَنِ المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملا، هل يجب النفقة؟ فَقَالَ: نعم. فقيل لَهُ: ليس هذا مذهب الشافعي! فلم يصدق، فأروه كتابه فلم يرجع، وَقَالَ: إن لم يكن مذهبه فهو مذهب عَلِيّ وابن عباس.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: فحضر يوما مجلس النظر مع أَبِي الْعَبَّاس بن سريج وتناظرا فجرى بينهما كلام فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس: أنت سئلت عَنْ مسألة فأخطأت فيها، وأنت رجل كثرة أكل الباقلاء قد ذهب بدماغك! فَقَالَ لَهُ أَبُو سعيد فِي الحال: وأنت فكثرة أكل الخل والمري [2] قد ذهب بدينك، قَالَ الطبري: وكان من الورع والزهد بمكان،
__________
[1] 3753- انظر: الأنساب، للسمعاني 1/291. ووفيات الأعيان 1/129. وطبقات الشافعية 2/193. واللباب 1/56. والأعلام 2/179.
[2] المري: نوع من الأطعمة يعمل بالملح والدقيق مع الشونيز والعسل.(7/279)
ويقال إِنَّهُ كان قميصه وسراويله وعمامته وطيلسانه من شقة واحدة، وكانت فيه حدة، وله تصانيف كثيرة، فمن ذلك كتاب أدب القضاء، ليس لأحد مثله، وكان قد ولي الحسبة ببغداد، وأحرق طاق اللعب من أجل ما يعمل فيه من الملاهي، وكان القاهر الخليفة قد استفتاه فِي الصابئين فأفتاه بقتلهم، لأنه تبين لَهُ أنهم يخالفون اليهود والنصارى، وأنهم يعبدون الكواكب. فعزم الخليفة عَلَى ذلك حتى جمعوا بينهم لَهُ مالا كثيرا لَهُ قدر فكف عنهم.
قَالَ الطبري: وحكي عَنِ الداركي أَنَّهُ قَالَ: ما كان أَبُو إِسْحَاق المروزي يفتي بحضرة أَبِي سعيد الإصطخري إلا بإذنه! قَالَ لي عبد العزيز بن عَلِيّ الْوَرَّاق: ولد أَبُو سعيد الإصطخري فِي سنة أربع وأربعين ومائتين.
أخبرني الأزهري حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان. قال: توفي أَبُو سعيد الإصطخري فِي شعبان سنة ثمان وعشرين.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا سعيد مات فِي جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وهكذا ذكر ابن قانع.
وقرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عُمَر بن الفياض: توفي الإصطخري يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
3754- الحسن بن أحمد بن صالح بن كثير، أَبُو الْحُسَيْنِ الزيات الواسطي:
حدث ببغداد عَنْ جَعْفَر بن عامر العسكري، وأحمد بن عبيد ناصح. روى عنه أبو بكر شاذان، وغيره. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْفَتْحِ أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صالح بن كثير الزيات الواسطي- ببغداد- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ الْعَسْكَرِيُّ حدّثنا محمّد بن يزيد أخبرني موسى بن داود الضبي حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: إِنَّمَا سَمِعَ إبراهيم بن أدهم من مَنْصُورٍ حَدِيثًا فَأَخَذَ بِهِ فَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ حَدَّثَنَا منصور عن ربعي بن خراش قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُحِبُّنِي اللَّهُ عَلَيْهِ، وَيُحِبُّنِي النَّاسُ، فَقَالَ: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ اللَّهُ فَابْغَضِ الدنيا، وإذا(7/280)
أَرَدْتَ أَنَّ يُحِبَّكَ النَّاسُ فَمَا كَانَ عِنْدَكَ مِنْ فُضُولِهَا فَانْبِذْهُ إِلَيْهِمْ» [1]
. فَأَخَذَ بِهِ فَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ.
3755- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ سعيد بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن خالد، أَبُو مُحَمَّد السلمي:
من أهل الرها. قدم بغداد وحدث بها عَنْ جده سعيد بن مُحَمَّد، وعَبْد اللَّهِ بْن الزبير بن مُحَمَّد الرهاوي، وجعفر بن محمّد القضاعي، وإبراهيم بن عبد السلام، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسلم الجزريين. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وإسماعيل بن سعيد بن سويد. وغيرهم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرُّهَاوِيُّ حدّثنا إبراهيم بن عبد السلام حدّثنا سعيد بن حفص حدّثنا يونس بن راشد حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع قَالَ: وعرفني من أثق به أن أبا مُحَمَّد الرهاوي الذي قدم علينا، توفي فِي رجب من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بالرها، وأنه عرفه ذلك رجل من أهل الناحية.
3756- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَن، أَبُو عَلِيّ الصيدلاني:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ السّمسار حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ- إِمْلاءً- قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّيْدَلانِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ بَزِيعُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ بَزِيعٍ الْبَزَّازُ الْمُقْرِئُ قَالَ: قرأت عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الْخَمْرِيُّ فَأَخَذَ علي خمسا- يعقدها بيده- ثم قال: حسبك، فقلت: زدني فَقَالَ لي: قرأت عَلَى سليم بن عِيسَى فأخذ عَلِيّ خمسا ثم قَالَ لي: حسبك، فقلت:
زدني فَقَالَ لي: قرأت عَلَى حمزة بن حبيب الزيات فأخذ عَلَى خمسا فَقَالَ لي:
حسبك، فقلت: زدني. فَقَالَ لي: قرأت عَلَى سُلَيْمَان بن مهران الأعمش فأخذ عَلِيّ خمسا ثم قَالَ لي: حسبك، فقلت: زدني. فَقَالَ لي: قرأت عَلَى يَحْيَى بن وثاب فأخذ عَلَى خمسا ثم قَالَ لي: حسبك، فقلت: زدني. فَقَالَ: إني قرأت عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي فأخذ علي خمسا ثم قال لي: حسبك فقلت: زدني. فقال لي
__________
[1] 3754- انظر الحديث في: كنز العمال 6067. وتهذيب ابن عساكر 2/175.(7/281)
قرأت عَلَى أمير المؤمنين عَلِيّ بن أَبِي طالب فأخذ عَلِيّ خمسا ثم قَالَ لي: حسبك، فقلت: يا أمير المؤمنين زدني، فَقَالَ لي: حسبك، هكذا أنزل القرآن خمسا، خمسا، ومن حفظه خمسا خمسا لم ينسه، إلا سورة الأنعام، فإنها نزلت جملة فِي ألف، يشيعها من كل سماء سبعون ملكا حتى أدوها إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما قرئت عَلَى عليل قط إلا شفاه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
3757- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ الربيع بن يَحْيَى، أَبُو مُحَمَّد الأنماطي:
سمع الْحَسَن بن عرفة، وعمر بن شبة، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن إشكاب، وحُميد بْن الربيع. روى عنه عَلِيّ بن الْحَسَن الجراحي، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، في آخرين وَكَانَ ثقة.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر أن ابن الربيع الأنماطي مات فِي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وكذلك ذكر ابن قانع وزاد: فِي ذي القعدة.
3758- الْحَسَن بن أَحْمَد الصوفي الحربي:
شيخ مجهول. حدث عَنِ الْحَسَن بْن عرفة حديثا منكرا.
أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البرتي- بواسط- أخبرنا الحسن بن أحمد الصّوفيّ الحربيّ حدّثنا الحسن بن عرفة حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ الْبَنَفْسِجِ عَلَى الأَدْهَانِ، كَفَضْلِي عَلَى سَائِرِ النَّاسِ» [1]
. 3759- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بن الحكم:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن هارون المنصوري روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُرَجَّى تَغْلَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْيَمَانِ الصّوفيّ حدّثنا محمّد بن إسماعيل ابن العبّاس الورّاق حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ الحكم حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مَنْصُورٍ الْمَنْصُورِيُّ حدّثنا سليمان بن أبي شيخ حدّثنا أبي حدّثنا حجر بن
__________
[1] 3758- انظر الحديث في: حلية الأولياء 4/204. وتنزيه الشريعة 2/246، 271. واللئالئ المصنوعة 2/120، 149. والموضوعات 3/64، 65، 66. والفوائد المجموعة 165، 196.(7/282)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أبيه عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ- أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ، تَعْقِمُ الرَّحِمَ» [1] .
3760- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ صالح، أَبُو مُحَمَّد السبيعي:
سمع مُحَمَّد بن حبان البصري، وعَبْد اللَّهِ بْن ناجية، وأحمد بن هارون البرديجي، ومحمد بن جرير الطبري، والحسن بن مُحَمَّدِ بْنِ عنبر الوشاء، ويموت بن المزرع العبدي، وعمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبا معشر الدارمي، وعمر بن مُحَمَّدِ بْنِ نصر الكاغدي، وجماعة من الغرباء بحلب. روى عنه الدارقطني، وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو بَكْرٍ البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو طالب محمّد بن الحسن بن بكير وغيرهم.
وكان ثقة حافظا مكثرا، وكان عسرا فِي الرواية، ولما كان بأخرة عزم عَلَى التحديث والإملاء فِي مجلس عام فتهيأ لذلك ولم يبق إلا تعيين يوم المجلس فمات.
حدثت عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ السَّبِيعِيُّ يقول: قدم علينا الوزير الفضل بن جَعْفَر أَبُو الفتح إِلَى حلب، فتلقاه الناس فكنت فيمن تلقاه، فعرف أني من أصحاب الحديث فَقَالَ لي: تعرف إسنادًا فيه أربعة من الصحابة كل واحد منهم عَنْ صاحبه؟ فقلت لَهُ: نعم وذكرت لَهُ حديث السائب بن يزيد عَنْ حويطب بن عبد العزى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السعدي عَنْ عُمَر بن الخطاب فِي العمالة، قَالَ: فعرف لي ذلك وصارت لي به عنده منزلة.
قُلْتُ: وحديث السائب هذا يرويه الزهري. فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ معمر، واختلف عنه فَقَالَ سُفْيَان بن عيينة: حَدَّثَنِي معمر- أو غيره- عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ السائب عَنْ حويطب بن عبد العزى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السعدي عَنْ عُمَر، وكذلك رواه يونس بن يزيد وعقيل وعمرو بن الحارث عَنِ الزُّهْرِيِّ. ورَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ السائب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السعدي- لم يذكر بينهما حويطبا. وكذلك رواه أشعث بن سوار عَنِ الزُّهْرِيِّ.
قَالَ لنا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن عَلِيّ الواسطي: رأيت أبا الْحَسَن الدارقطني جالسا بين يدي أَبِي محمّد السبيعي كجلوس الصبي بين يدي المعلم هيبة.
__________
[1] 3759- انظر الحديث في: الكنى، للدولابي 1/36. وكنز العمال 46380. وتهذيب ابن عساكر 5/311.(7/283)
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو محمّد السبيعي يوم الاثنين السابع عشر من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وكان ثقة قد كتب كتابا كبيرا، وكان يحفظ حفظا حسنا ويذاكر، وكان عسرا فِي الحديث، وكان لَهُ أخلاق غير مرضية.
3761- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ، أَبُو الغادي الصوفي:
حكى عَنْ إِبْرَاهِيم بن شيبان وغيره. روى عنه أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع النيسابوري، وأبو سعد الماليني وأبو عَلِيّ بن حَمْكان الفقيه.
أَخْبَرَنِي عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الفقيه الشافعي قَالَ سمعت أبا الغادي الْحَسَن بن أَحْمَد الْبَغْدَادِيّ يقول: سمعت عليا الحداد الْبَغْدَادِيّ يقول قيل لبشر بن الحارث: لم لا تدخل الجامع تعظ الناس؟ فَقَالَ إنما يدخل الجامع جامع، قَالَ وقيل لبشر: لم لا تصلي فِي الصف الأول فَقَالَ: أنا أعلم أيش يريد، يريد القلوب لأقرب الأجسام.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الحافظ قَالَ سمعت أبا الغادي الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ الصوفي الْبَغْدَادِيّ يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بن شيبان يقول: كان عندنا شاب عَبَدَ اللَّهَ عشرين سنة، فأتاه الشيطان فَقَالَ لَهُ: يا هذا أعجلت فِي التوبة والعبادة، وتركت لذات الدنيا، فلو رجعت فإن التوبة بين يديك، قَالَ: فرجع إِلَى ما كان عليه من لذات الدنيا، قَالَ فكان يوما فِي منزله قاعدا فِي خلوة فذكر أيامه مع الله فحزن عليها. وقال أترى إن رجعت يقبلني؟! قال فنودي يا هذا عبدتنا فشكرناك، وعصيتنا فأمهلناك، وإن رجعت إلينا قبلناك.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عَنْ مُحَمَّد بن نعيم الضبي. قَالَ: الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ أَبُو الغادي الصوفي المجرد، كان صحب المشايخ بالعراق، والحجاز، والشام، وأقام بنيسابور مدة، وخرج إِلَى مرو، وبلغني أَنَّهُ مات بها.
3762- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ، أَبُو عَلِيّ السقطي:
سمع الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عفير الأنصاري، وأبا القاسم البغوي. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي- وذكر أنه سمع منه قديما.
حدّثني الأزجي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ- أَبُو علي السّقطيّ- حدّثنا ابن منيع حدّثنا أحمد بن محمّد بن حنبل حدّثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني حدّثنا رباح(7/284)
ابن زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي.
سألت الأزجي عَنْ هذا الشيخ فَقَالَ: فاضل ثقة، وأثنى عليه ثناء كثيرا وَقَالَ:
سمعت منه فِي أصحاب السقط.
3763- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عبد الغفار بن سُلَيْمَان، أَبُو عَلِيّ الفارسي النحوي [1] :
سمع عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن معدان- صاحب إِسْحَاق بن راهويه- وكان عنده عنه جزء واحد حَدَّثَنَا عنه الأزهري، والجوهري، وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن المالكي، والقاضي أَبُو الْقَاسِمِ التنوخي.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَالْجَوْهَرِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ قَالَ الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا- وَقَالا: أَخْبَرَنَا- أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الحنظليّ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- وَهُوَ ابن أخي عبد الرّحمن بن عوف- عَائِشَةَ. قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيُّهُمَا أُهْدِيَ؟ قَالَ:
«إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا»
. قَالَ لِي التَّنُوخِيُّ: ولد أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الغفار النحوي الفارسي بفسا، وقدم بغداد فاستوطنها، وسمعنا منه فِي رجب سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وعلت منزلته فِي النحو، حتى قَالَ قوم من تلامذته: هو فوق المبرد. وأعلم منه! وصنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إِلَى مثلها، واشتهر ذكره فِي الآفاق، وبرع لَهُ غلمان حذاق، مثل عُثْمَان بن جني، وعلي بن عِيسَى الشيرازي. وغيرهما. وخدم الملوك ونفق عليهم، وتقدم عند عضد الدولة، فسمعت أَبِي يقول سمعت عضد الدولة يقول: أنا غلام أَبِي عَلِيّ النحوي الفسوي فِي النحو. وغلام أَبِي الْحُسَيْن الرَّازِيّ الصوفي فِي النجوم.
قُلْتُ: ومن مصنفاته «الإيضاح» فِي النحو، وكتاب. «المقصور والممدود» ، وكتاب «الحجة» في [علل [2]] القراءات.
__________
[1] 3763- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/324. ووفيات الأعيان 1/131. ونزهة الألباب 387.
وإنباه الرواة 1/273. والإمتاع والمؤانسة 1/131. والأعلام 2/179- 180.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/285)
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: فِي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة توفي أَبُو عَلِيّ الفسوي النحوي. ولم أسمع منه شيئا، وكان متهما بالاعتزال.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عَلِيّ التوزي. قَالَ: توفي أَبُو عَلِيّ الفارسي النحوي فِي يوم الأحد السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
3764- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَر، أَبُو الْقَاسِمِ الصوفي:
حدث عَنْ إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ زياد النيسابوري، وأحمد بن سُلَيْمَان بن زبان الدمشقي، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن بُكير الْمُقْرِئ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ بكير أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ جعفر الصّوفيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد الخراساني قَالَ سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر فِي الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة رق طبعه، ومن تعلم الحساب تجزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
3765- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ سعيد بن أنس بن عُثْمَان، أَبُو عَلِيّ المؤذن، يعرف بالمالكي [1] :
سَمِعَ أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، وأبا عُمَر مُحَمَّد بن يوسف الْقَاضِي. حَدَّثَنَا عنه حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر الدَّقَّاق، وأحمد بن مُحَمَّد العتيقي، والقاضي التنوخي.
أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حدّثنا يحيى بن معين حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِي مِنْ بَعْدِي» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم التّنوخيّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُؤَذِّنُ- وَمَوْلِدُهُ سنة اثنتين وتسعين ومائتين وكان ثقة.
__________
[1] 3765- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/41.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(7/286)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بن زيد بن درهم حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي حدّثنا بكر بن بكّار حدّثنا شعبة حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ يَوْمَ الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلا بَعَدَهَا.
غريب من حديث شُعْبَة عَنْ مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّهِ العرزمي، تفرد به بكر بن بكار.
سألت حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر عَنْ هذا الشيخ فوثقه. قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه: توفي الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ سعيد المالكي في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
3766- الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ اللَّهِ بن النضر بن مُحَمَّدِ بْنِ محم، أَبُو عَلِيّ النيسابوري المعروف بالمحمي [1] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ حبيب وأبي صخر مُحَمَّد بن مالك المروزيين، وأحمد بن سهل البخاري الفقيه، وأبي الْعَبَّاس الأصم، وأبي علي الحافظ النّيسابوريّين. حدث عنه مُحَمَّد بن طلحة النعالي، والأزهري.
وذكر لنا الأزهري أَنَّهُ سمع منه فِي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وكان ثقة.
3767- الْحَسَن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيل بْنِ عَنْبَسِ بْنِ إِسْمَاعِيل، أَبُو مُحَمَّد المعروف بابن سمعون:
وهو أخو أَبِي الْحُسَيْن الواعظ. روى عَنْ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الْوَرَّاق كتاب «تسمية أزواج النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلّم وأولاده» لأبي عبيد معمر بن المثنى. حدثناه عنه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ بن الآبنوسي وذكر لنا أَنَّهُ سمعه منه فِي سنة تسعين وثلاثمائة.
3768- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ، أَبُو الفرج الهماني [2] :
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْنِ شاذان وغيره. حَدَّثَنَا عنه العتيقي.
وروى عنه الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بن المهتدي بالله الخطيب.
__________
[1] 3766- المحمي: كالمرمي نسبة إلى محم: جدّه. (لب اللباب ص/ 238) .
[2] 3768- الهماني: نسبة إلى همان قرية بسواد بغداد (لب اللباب ص/ 279) .(7/287)
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي حَدَّثَنَا أَبُو الفرج الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ علي الهماني- في جامع المنصور- حدّثنا أحمد بن علي الواسطي حَدَّثَنَا ابن أَبِي الدنيا بحديث ذكره. ورأيت فِي كتاب عبد العزيز بن عَلِيّ الأزجي هذا الحديث قد كتبه عَنِ الهماني.
3769- الْحَسَن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ القاسم بن الصلت، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المجبر:
حدث عَنْ أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن سلم الختلي حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي.
3770- الْحَسَن بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن فارس بْن سهل، أَبُو الفوارس البزاز [1] :
وهو أخو مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الفوارس. سمع أبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصواف، وأحمد بن إِبْرَاهِيم القديسي، وإسحاق بن مُحَمَّد النعالي، وَمُحَمَّد بن الْحَسَن اليقطيني كتبنا عَنْهُ وَكَانَ ثقة يسكن بالجانب الشرقي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ الحسن بن أحمد أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثنا أبي حدّثنا سليمان بن داود أخبرنا أبو عوانة حَدَّثَنَا الْحَكَمُ وَأَبُو بِشْرٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ.
توفي أَبُو الفوارس يوم الاثنين السابع عشر من صفر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة الخيزران. وكان مولده في سحر يوم الخميس لاثنتي عشرة بقين من شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
3771- الْحَسَن بن أَحْمَد، أَبُو مُحَمَّد المؤدب:
من أهل الحربية. حدث عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مالك القطيعي إجازة، وكتبت عنه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، تفرد بقرية بشلا، وكان خطيبها.
3772- الحسن بن إبراهيم بْن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن مُحَمَّد بْن شَاذَانَ بْن حرب بْن مهران، أَبُو عَلِيّ البزاز:
ولد فِي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع وثلاثين
__________
[1] 3770- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/209.(7/288)
وثلاثمائة، كذلك قرأت بخط أبيه. وسمع عُثْمَان بن أَحْمَد الدَّقَّاق، وأحمد بْن سُلَيْمَان العباداني، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وحمزة بن مُحَمَّد الدهقان، وأحمد بن عثمان بن الآدمي، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي وجعفر الخلدي، وعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق البغوي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ، وأبا سهل بن زياد القطان، ومحمد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش، وأحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع القاضيين، وأبا بكر بن مقسم المقرئ، ودعلج بن أَحْمَد، وأبا بكر الشافعي، وحامد ابن مُحَمَّد الهروي، وأبا الْحَسَن بن الزبير، وأبا الحسين بن ماسى الكوفيين، وأبا جَعْفَر بن بريه الهاشمي، وخلقا غيرهم يطول ذكرهم.
كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب. وكان يفهم الكلام عَلَى مذهب الأشعري، وكان مشتهرا بشرب النبيذ إِلَى أن تركه بأخرة، وكتب عنه جماعة من شيوخنا كأبي بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، وأبي مُحَمَّد الخلال، وأبي القاسم الأزهري وعبد العزيز الأزجي، وغيرهم.
سمعت أبا الْحَسَن بن رزقويه يقول: أَبُو عَلِيّ بن شاذان ثقة. وسمعت الأزهري يقول: أَبُو عَلِيّ بن شاذان من أوثق من برأ اللَّه فِي الحديث، وسماعي منه أحب إلي من السماع من غيره- أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى الكرماني قَالَ: كنا يوما بحضرة أَبِي عَلِيّ بن شاذان فدخل علينا رجل شاب لا يعرفه منا أحد، فسلم ثم قَالَ: أيكم أبو علي بن شاذان؟ فأشرنا له إليه، فَقَالَ لَهُ: أيها الشيخ رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام فَقَالَ لي: سل عَنْ أَبِي علي ابن شاذان، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام
. ثم انصرف الشاب فبكى أَبُو عَلِيّ وَقَالَ: ما أعرف لي عملا أستحق به هذا، اللهم إلا أن يكون صبري عَلَى قراءة الحديث عَلِيّ، وتكرير الصلاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلما جاء ذكره.
قَالَ الكرماني: ولم يلبث أَبُو عَلِيّ بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات. توفي ابن شاذان فِي ليلة السبت مستهل المحرم من سنة ست وعشرين وأربعمائة بعد صلاة العتمة. ودفن من الغد وهو يوم السبت وقت صلاة العصر فِي مقبرة باب الدير، وحضرت الصلاة عَلَى جنازته.(7/289)
3773- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ ماهان، أَبُو عَلِيّ الصيني [1] :
من أهل صينية الحوانيت. وهي مدينة بين واسط والصليق قدم علينا فِي سنة ست وعشرين وأربعمائة، وحدث عَنْ عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى التمار البصريّ، وأحمد ابن عبيد الواسطي. كتبنا عنه وكان لا بأس به.
وسألته عَن مولده فَقَالَ: ولدت فِي سنة تسع وستين وثلاثمائة، وزعم أنه قاضي أهل بلده وخطيبها.
3774- الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَلِيّ المعروف بابن حمدية:
أخو عَبْد اللَّهِ وهو الأصغر، أصبهاني الأصل، حدث عَنْ أَبِي بكر الشافعي. وكان عنده مجلس واحد، كتبه عَنْهُ أَصْحَابُنَا، ولم أسمع منه شيئا، وكان صدوقا.
مات فِي يوم الاثنين لعشر بقين من شهر رمضان سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
3775- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن الحسن بن عبيد بن عمرو ابن خالد بن الرفيل، أَبُو مُحَمَّد الْمُعَدَّل المعروف بابن المسلمة [2] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بن المظفر شيئا يسيرا. كتب عنه بعض أصحابنا، وكان صدوقا ينزل بدرب سليم من الجانب الشرقي.
ومات فِي ليلة الأحد الثامن عشر من صفر سنة ثلاثين وأربعمائة، وكان مولده في سنة تسع وستين وثلاثمائة.
3776- الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْن حمزة بن الْحُسَيْن، أَبُو عَلِيّ الخطيب البلخيّ [3] :
قدم علينا بغداد حاجّا في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وحدثنا عَنْ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ شاذان الفقيه البلخي، وعن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي صالح الْبَغْدَادِيّ نزيل بلخ، وكان ثقة.
سئل عَنْ مولده- وأنا أسمع- فقال: ولدت فِي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
__________
[1] 3773- الصيني: نسبة إلى بلاد الصين، وصينينة مدينة بالعراق (لب اللباب ص/ 164) .
[2] 3775- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/268.
[3] 3776- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/268.(7/290)
وحدّثني عبد العزيز بن محمّد النّخشبيّ أن أبا عَلِيّ الخطيب مات ببلخ فِي سنة ثلاثين وأربعمائة.
3777- الْحَسَن بْن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن حدّاد، أَبُو عَلِيّ الباقلاني [1] :
وهو كرجي الأصل. كتب معنا، وسمع من شيوخنا: أَبِي عُمَر بن مهدي، وأبي الْحُسَيْن بن متيم، وأبي عَبْد اللَّهِ بْن دوست، وابن الصلت الأهوازي، وأبي الحسين المحاملي، ومن بعدهم. وَحَدَّثَ بشيء يسير. كتبت عَنْهُ وَكَانَ صدوقا دينا، خيرا، من أهل القرآن والسنة.
ومات فِي يوم الأربعاء الرابع عشر من المحرم سنة أربعين وأربعمائة. ودفن من الغد فِي مقبرة باب حرب. وكان مولده في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
3778- الحسن بن إبراهيم بن موسى، البياضيّ:
حدث عَنْ سعيد بن سُلَيْمَان الواسطي وأبي النضر هاشم بْن القاسم، وأسود بْن عامر شاذان، وعفان بن مسلم، وداود بن مهران الدباغ. روى عنه أَحْمَد بن محمّد ابن أسيد الأصبهاني، ومحمد بن قادن بن الْعَبَّاس الرَّازِيّ، وَقَالَ ابن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: سمعت منه بمكة وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ حَدَّثَنَا الْخِضْرُ بْنُ السُّرِّيِّ بْنِ الْفَضْلِ الْكَاتِبُ حدّثنا أحمد ابن محمّد بن أسيد حدّثنا الحسن بن إبراهيم البياضي البغدادي حدّثنا سعيد بن سليمان حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينُ، وأَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» [2]
وقد روى عَنِ البياضي أيضا المفضل بن مُحَمَّد الجندي.
3779- الْحَسَن بن إِبْرَاهِيم بن سالم:
حدث عَنْ شجاع بن أشرس. روى عنه أَبُو عُمَر الزاهد مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حَدَّثَنَا محمد بن عبد الواحد الزاهد حدّثنا الحسن ابن إبراهيم بن سالم حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ أَشْرَسَ بْنِ مَيْمُونٍ- أَبُو العبّاس البلخيّ- حدّثنا
__________
[1] 3777- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/315.
[2] 3778- انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/218، 9/109. وسنن الترمذي 3790. وفتح الباري 8/94، 11/232.(7/291)
عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: اطْلُبُوا الْعِلْمَ لِلَّهِ، وَتَوَاضَعُوا لَهُ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَوَاضَعُ لأَهْلِهِ، ثُمَّ ضَعُوهُ فِي أَهْلِهِ، فَإِنَّهُ قَالَ بَعْضُ الأَنْبِيَاءِ: لا تُلْقُوا دُرَّكُمْ فِي أَفْوَاهِ الْخَنَازِيرِ. - يَعْنِي بِالدُّرِّ الْعِلْمَ- قال كعب: وطالب العلم كالغادي الرَّائِحِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
3780- الْحَسَن بن إِبْرَاهِيم بن توبة، أَبُو عَلِيّ الخلال:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن مَنْصُور الطوسي، وأَبُو بَكْر المروذي- صاحب أَحْمَد بْن حنبل. روى عنه أبو حفص بن الزيات.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن تَوبة الخلال. قَالَ سمعت المروذي يقول: كان سُفْيَان بن عيينة فِي مجلسه فَقَالَ لقوم: من أين أنتم؟ قالوا: من أهل اليمامة. قَالَ: فيكم الحكم بن أبان، ذلك الرجل الذي يصلي من الليل، فإذا عيي نزل إِلَى البحر، قَالَ أسبح مع حيتان البحر؟!
3781- الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المجيد، أَبُو مُحَمَّد المقرئ [1] :
وهو ابن أخت أَبِي الآذان. سمع مُحَمَّد بن هارون الختلي، وإبراهيم بن جبلة الباهلي، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أزهر البلخي، وأبا البختري العنبري، ومُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي المثنى الموصلي. روى عنه أبو حفص بن الزيات، وأبو الْحَسَن الدارقطني وغيرهما.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حدّثنا علي بن عمر الحافظ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْخُتُلِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبيد الله بن موسى أخبرنا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: كان مع النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْسِلُوهُ وَلا تُقَرِّبُوهُ- يَعْنِي طِيبًا- وَلا تُغَطُّوا وَجْهَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلَبِّي» [2]
. قَالَ عَلِيّ بْنُ عُمَر: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ من حديث سَلَمَة بن كهيل عَنْ سعيد بن جبير، وهو غريب من حديث مَنْصُور عَنْ سَلَمَة، تفرد به مُحَمَّد بن هارون عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بن موسى عن إسرائيل ولم يكتبه إلا عن ابن عبد المجيد.
__________
[1] 3781- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/385.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج 103.(7/292)
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح. قال: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني ذكر الْحَسَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد المجيد المقرئ فَقَالَ: هو من الثقات.
قرأت فِي كتاب أَبِي القاسم بن الثلاج بخطه: توفي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن إبراهيم ابن عبد المجيد المقرئ فِي صفر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وذكر غيره أَنَّهُ توفي فِي آخر سنة سبع وعشرين.
3782- الْحَسَن بن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْقَاسِمِ المكتب:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن الفضل بن سَلَمَة الوصيفي. روى عنه أَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ الزَّاهِدُ- لَفْظًا- قَالَ قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إبراهيم المكتب حدّثنا محمّد ابن الفضل الوصيفي حدّثنا سهل بن نصر المطبخي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ لُقْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ» [1]
. 3783- الْحَسَن بن إبراهيم بن مزاحم بن عبد اللَّهِ بْنِ خالد، أَبُو عَلِيّ المزين العطشي [2] :
حدث عَنِ الحسين بن محمّد المطبقي، وأبي طالب علي بن محمد بن الجهم الكاتب وعَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّر الواسطي. سمع منه مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أخي ميمي وأبو الْحَسَن بن الفرات، وأحمد بن مُحَمَّد الآبنوسي. وحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن ابْن الحمامي المقرئ، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن طلحة المقرئ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُزَاحِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الْمُزَيِّنُ- بِسُوقِ يَحْيَى- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بن سعيد المطبقي حدّثنا محمّد بن عزيز حَدَّثَنِي سَلامَةُ عَنْ عُقَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ أَشْهُرِ السَّنَةِ أَكْثَرُ مِنْ صِيَامِ شعبان، كان يصومه كله.
__________
[1] 3782- انظر الحديث في: المعجم الكبير 8/298. ومجمع الزوائد 5/24. والموضوعات 3/37. واللآلئ المصنوعة 2/138. وتنزيه الشريعة 2/259.
[2] 3783- العطشيّ: هذه النسبة إلى سوق العطش وهو موضع ببغداد بالجانب الشرقي منه (الأنساب 8/477) .(7/293)
حدّثني الأزهري عن هذا المزين قال: ثقة يسكن بسوق العطش فِي جوار ابن الفرات، وكان يحلق الرءوس.
قلت: وكان حيا في سنة ثمانين وثلاثمائة.
3784- الْحَسَن بن إِسْمَاعِيل بن رشيد، أَبُو عَلِيّ الرملي [1] :
نزل بغداد، وحدث بها عَنْ: أبيه، وعن ضمرة بن ربيعة، ومحمد بن يوسف الفريابي. روى عنه: إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، وعبد الملك بن يَحْيَى بن أَبِي زكار، وَأَبُو بَكْر بن مجاهد المُقْرِئ وَمُحَمَّد بن الْحَسَن المعروف بالكاراتي، ومحمد بن مخلد العطار.
أخبرني الأزهري حدّثنا محمّد بن العبّاس الورّاق حدّثني أبي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَشِيدٍ الرَّمْلِيُّ- أَبُو عَلِيٍّ- قَالَ سَمِعْتُ أَبِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَشِيدٍ يَقُولُ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ مِنْ نَوْمَهُ، وَطَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ» [2]
. قرأت فِي كتاب ابن مخلد بخطه: سنة سبعين ومائتين فيها مات الْحَسَن بن إِسْمَاعِيل بن رشيد أَبُو عَلِيّ فِي شوال. وكذلك أخبرنا السمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع.
3785- الْحَسَن بن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بْن زيد بن درهم، أَبُو عَلِيّ الأزدي:
حدث عَنْ أبيه. روى عنه عَلِيّ بن إِبْرَاهِيم بن حماد الأهوازي الْقَاضِي، وكان الْحَسَن مألفا لأهل الأدب، ومعاشرا لأهل الفضل، وكان فهما حسن المحاضرة، مليح النادرة، جميل الأخلاق، سمح النفس، ولم يسند من الحديث إلا شيئا يسيرا.
حَدَّثَنِي الأزهري والجوهري- قَالَ الأزهري حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخر- أخبرنا أحمد ابن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَن. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأزهر: دعاني يوما عَلِيّ بن
__________
[1] 3784- الرملي: هذه النسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين وهي قصبتها يقال لها الرملة. (الأنساب 6/163) .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/10، 4/71، 7/100. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 179. وفتح الباري 9/555.(7/294)
إِبْرَاهِيم بن مُوسَى- كاتب مسرور البلخي، فتشاغلت عَنِ المضي إليه، فلما كان فِي اليوم الثاني بكرت إليه معتذرا، فتلقاني فِي بعض داره، وهو يريد المضي إِلَى الْحَسَن بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْقَاضِي، فَقَالَ لي: انتظرني قليلا فإني أريد دخول الحمام، فدخلت إِلَى الموضع الذي يجلس فيه، وتقدم إلي غلمانه أن يغيبوا سرج الحمار ولجامه عني، فإن طلبته قالوا: الحمار عري، ما ندري أين سرجه! وأقمت كذلك، مرة أعذل الغلام، ومرة أهم بضربه، فلما انتصف النهار عرفت أَنَّهُ فِي دعوة الْحَسَن بن إِسْمَاعِيل، فكتبت إليه رقعة فيها:
يا ابن قاضي القضاة والحكام ... وكريم الأخوال والأعمام
يا ابن من بيّنت به سنن الدّي ... ن وتمت شرائع الإسلام
اقض بيني وبين خلك والمص ... فّى لك الود من جميع الأنام
إِنَّهُ كادني بأخذ حماري ... وتعدى فِي سرجه واللجام
ومنعت الخروج ظلما وألج ... ئت إلى الرّفق صاغرا بالغلام
مرّة أثنّي عليه بضرب ... غير مجد ومرة بالكلام
وهو فِي كل حالة مستخف ... بأموري مزاول إرغامي
وأشدّ الأمور أنّي قد جع ... ت كأنّي محالف للصيام
فتراه أجاز أخذ حماري ... أتراه يجيز منع الطعام؟
كل ما نالني ففيه لي الذّن ... ب وإلا فلم رددت غلامي
وطلبت من يحمل الرقعة إليه، فرأيت امرأة من دار الْقَاضِي إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق تأنس بهم، فدفعت الرقعة إليها، وقلت: أو صليها إِلَى أَبِي عَلِيّ بن الْقَاضِي، فأوصلتها إِلَى القاضي بنفسه، فقرأها وقلبها ووقع عليها بخطه: يا بني هذا الرجل متظلم منكم فأنصفوه، وبعث [بها] [1] إِلَى ابنه فلما قرأها وجهوا إلي يسألوني المضي إليهم، فوافى الرسول وقد انصرفت، فلم يلقني.
3786- الْحَسَن بن إِسْحَاق بن يزيد، أَبُو عَلِيّ العطار [2] :
حدث عَنْ عُمَر بن شبيب المسلي وزيد بن الحباب العكلي، والحسن بن مُوسَى الأشيب، وعَبْد اللَّهِ بْن صالح العجلي وإسماعيل بن أبان الْوَرَّاق، وعبد العزيز بن
__________
[1] 3785- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 3786- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/250.(7/295)
الخطاب، وقبيصة بن عقبة، وأبي نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن بكير الحضرمي، وسعيد بن مَنْصُور، ومحمد بن كثير العبدي، وأبي حذيفة النهدي، ومعلى بن أسد، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد الْعَطَّار، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار، ومحمّد ابن يعقوب الأصم، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا الحسن بن إسحاق العطّار الحربيّ حَدَّثَنَا عُمَر بن شبيب المسلي قَالَ: رأيت أبا إِسْحَاق السبيعي- وهو شيخ كبير أعمى- يسوقه إسرائيل بن يونس، ويقوده يوسف بن إِسْحَاق بن أَبِي إِسْحَاقَ، ورأيه ينور بالفجر، ويبرد بالظهر، ويؤخر العصر بعض التأخير ويصلي المغرب إذا وجبت الشمس، ويصلي العشاء إذا غاب الشفق.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى بن الفضل الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حَدَّثَنَا الْحَسَن بن إِسْحَاق العطار- ببغداد- قَالَ سمعت عبد الرّحمن ابن هارون يقول: كنا فِي البحر سائرين إِلَى إفريقية، فركدت علينا الريح، فأرسينا إِلَى موضع يقال لَهُ البرطون، وكان معنا صبي صقلبي يقال لَهُ أيمن، وكان معه شص يصطاد به السمك. قَالَ فاصطاد سمكة نحوا من شبر أو أقل، فكان عَلَى صنيفة أذنها اليمنى مكتوب لا إله إلا اللَّه، وعلى قذالها وصنيفة أذنها اليسرى مكتوب مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ. قَالَ وكان أتقن من نقش عَلَى حجر، وكانت السمكة بيضاء، والكتابة كتابة سوداء كأنها كتبت بحبر، قَالَ فقذفناها فِي البحر، ومنع الناس أن يصيدوا من ذلك الموضع، حتى أوغلنا.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن الْحَسَن بن إِسْحَاق العطار مات فِي صفر من سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
3787- الْحَسَن بن أيوب المدائني:
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَة الأفطس، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي عبد الصمد العمي. روى عنه الْقَاضِي المحاملي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسن بن إسماعيل المحامليّ حدّثنا الحسن بن أيّوب المدائني حدّثنا عبد الله ابن سلمة حدّثنا الأعمش عن يزيد بْنِ وَهْبٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غُرْزَةَ. قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ(7/296)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِالسُّوقِ، وَنَحْنُ نُسَمَّى السَّمَاسِرَةُ، فَسَمَّانَا بِأَحْسَنَ مِنْ أَسْمَائِنَا فَقَالَ:
«يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللغو والحلف، فشربوه بِصَدَقَةٍ» [1] .
3788- الْحَسَن بن أَيُّوبَ، الْبَغْدَادِيّ:
حكى عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل. رَوَى عنه الْحَسَن بن عَلِيّ بن نصر الطوسي.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن جَعْفَر البستي أخبرني الحسن بن علي بن نصر حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيّ قَالَ قِيلَ لأبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل: أحياك اللَّه يا أبا عَبْد اللَّهِ عَلَى الإسلام. قَالَ: والسنة.
3789- الْحَسَن بن أبان، أَبُو مُحَمَّد البغدادي:
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ قُرِئَ على أحمد ابن إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ- وَأَنَا أَسْمَعُ- قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ- بِمَكَّةَ- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حدّثنا بشير بن زاذان حدّثنا جعفر ابن محمّد عن أبيه عن آبائه. قالوا: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَسَمِعَ رَجُلا يَشْتُمُ الدُّنْيَا وَيُفْحِشُ فِي شتمها، فقال له علي: اجلس، فجلس، فقال له مالي أسمعك تشتم الدنيا وتفحش في شتمها؟ أو ليس اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، فَأَنْشَأَ عَلِيٌّ يَقُولُ: إِنَّ الدُّنْيَا لَمَنْزِلُ صِدْقٍ لِمَنْ صدقها، ودار بلاء لمن فهم عنها، وعافية لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا، مَنْزِلُ أَحِبَّاءِ اللَّهِ وَمَهْبِطُ وَحْيِهِ، وَمُصَلَّى مَلائِكَتِهِ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَائِهِ، اكْتَسَبُوا الْجَنَّةَ، وَرَبِحُوا فِيهَا الْمَغْفِرَةَ، فَذَمَّهَا أَقْوَامٌ غَدَاةَ النَّدَامَةِ، وَحَمِدَهَا آخَرُونَ، ذَكَّرَتْهُمْ فَذَكَرُوا وَحَدَّثَتْهُمْ فَصَدَقُوا، فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَقَدْ آذَنَتْ بِبَيْنِهَا، وَنَادَتْ بِانْقِطَاعِهَا؟ راحت بفجيعة، وأسكرت بعاقبة، تخويف وترهيب، يا أيها الذَّامُّ الدُّنْيَا، الْمُقْبِلُ بِتَغْرِيرِهَا مَتَى اسْتَدْنَتْ إِلَيْكَ، أَمْ مَتَى غَرَّتْكَ؟ أَبِمَضَاجِعِ آبَائِكَ مِنَ الثَّرَى؟ أَوْ بِمَنَازِلِ أُمَّهَاتِكَ مِنَ الْبِلَى، أَمْ بِبَوَاكِرِ الصَّرِيخِ مِنْ إِخْوَانِكَ، أَمْ بِطَوَارِقِ النَّعْيِ مِنْ أَحْبَابِكَ؟ هَلْ رَأَيْتَ إِلا نَاعِيًا مَنْعِيًّا، أَوْ رَأَيْتَ إِلا وَارِثًا مَوْرُوثًا، كَمْ عَلَلْتَ بِيَدَيْكَ؟ أَمْ كَمْ مَرِضْتَ بِكَفَّيْكَ؟ تَبْتَغِي لَهُ الشِّفَاءَ. وتستوصف الأطباء. لم ينفعه بشفاعتك. ولم
__________
[1] 3787- انظر الحديث في: سنن أبى داود 3326. وسنن ابن ماجة 2145. وسنن النسائي 7/14. ومسند أحمد 4/6.(7/297)
تَنْجَحْ لَهُ بِطَلَبَتِكَ. بَلْ مَثَّلَتْ لَكَ بِهِ الدُّنْيَا نَفْسَكَ، وَبِمَضْجَعِهِ مَضْجَعَكَ، غَدَاةَ لا يُغْنِي عَنْكَ بُكَاؤُكَ، وَلا يَنْفَعُكَ أَحِبَّاؤُكَ، فَهَيْهَاتَ، أَيُّ مَوَاعِظِ الدُّنْيَا لَوْ نَصَتَّ لَهَا؟ وَأَيُّ دَارٍ لو فهمت عنها. وأي عافية لو تزودت مِنْهَا! انْصَرِفْ إِذَا شِئْتَ.
3790- الْحَسَن بن أفقي، أَبُو عَلِيّ الصيرفي الفقيه:
من أهل سر من رأى، حَدَّث عَنْ إِسْحَاق بن مُوسَى الأنصاري. وخلاد بن أسلم.
رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ الْجُرْجَانِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الحسن بن أفقي الصَّيْرَفِيُّ- أَبُو عَلِيٍّ بِالْعَسْكَرِ بِسُرَّ مَنْ رَأَى- حدّثنا أبو موسى الأنصاري حدّثنا أنس بن عياض حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا طَافَ لِلْحَجِّ أَوْ لِلْعُمْرَةِ- أو مَا يَقْدَمُ- سَعَى ثَلاثَ أَطْوَافٍ بِالْبَيْتِ. وَمَشَى أَرْبَعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَفَقِيٍّ.
3791- الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ، أبو القاسم القافلائي [1] :
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوب المخرمي، والفضل بن مُوسَى مولى بني هاشم، ومحمد بن مهاجر أخي حنيف، وعبد الرزاق بن مَنْصُور البندار، وعيسى بن أَبِي حرب الصَّفَّار، روى عنه الْقَاضِي أبو الحسن الجراحي، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ وأبو القاسم بن الثلاج.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أخبرنا علي بن عمر الدارقطني حدّثنا الحسن ابن إدريس القافلائي- من أصله- حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي حدّثنا شبابة حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فَأَصْلَحَهُ، وَبَكَى عَلَيْهِ.
قَالَ الدارقطني: هكذا وقع فِي كتاب هذا الشيخ: شُعْبَة عَنِ الْحَسَن بن عمارة.
وذكر شُعْبَة فيه وهم.
وإنما رواه شبابة عَنِ الْحَسَن بن عمارة حَدَّثَنَا به أَحْمَد بن العبّاس البغويّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بن يزيد الجصاص. وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن أسد حدّثنا عبد الله بن
__________
[1] 3791- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/15.(7/298)
أَيُّوب وعَبْد اللَّهِ بْن روح قالوا: حَدَّثَنَا شبابة حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عمارة بهذا الإسناد مثله، ليس فيه شُعْبَة وهو الصواب.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع: أن أبا القاسم القافلائي مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
3792- الْحَسَن بن أنس بن عُثْمَان بن عَلِيّ، أَبُو الْقَاسِمِ الأنصاري:
من أهل قصر ابْن هبيرة، حدث عَن أَحْمَد بن حمدان بن إِسْحَاق العسكري بأحاديث مستقيمة حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد السيبي. وذكر لنا أَبُو العلاء أَنَّهُ سمع منه بالقصر فِي سنة تسع وستين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ القصري حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ أَنَسِ بْنِ عثمان الأنصاري- بقصر ابن هبيرة- حدّثنا أحمد بن حمدان العسكري الخطيب حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي مَحَلُّ بن خليفة [الطائي] [1] قَالَ سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ لَيِّنَةٍ» [2]
. سألت أبا عَبْد اللَّهِ بْن السيبي عَنِ الْحَسَن بن أنس فأثنى عليه خيرا وَقَالَ: كان أَبُو الفتح بن أَبِي الفوارس يحثني عَلَى إخراج حديثه والرواية عنه.
حرف الباء [من آباء الحسنين]
3793-[3] الْحَسَن بن بشر بن سلم [4] بن المسيب البجلي، أَبُو عَلِيّ:
كوفي الأصل. سمع أباه وزهير بن معاوية، وقيس بن الربيع، والحكم بن عبد
__________
[1] 3792- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/126، 4/24، 8/8، 140، 144، 9/181. وصحيح مسلم، كتاب الزكاة 68.
[3] 3793- انظر: تهذيب الكمال 1204 (6/58) . وطبقات ابن سعد 6/410. والتاريخ الكبير 2/ت 2496. والجرح والتعديل 4/ت 10. والتاريخ الصغير 2/345. والضعفاء للنسائى ت 154. والكنى للدولابي 2/34. وثقات ابن حبان، ورقة 87. وشيوخ البخاري، لابن عدى، الورقة 99. والكامل، لابن عدى الورقة 99. والكامل 1/الورقة 255. وأسماء الدارقطني، الترجمة 202. ورجال البخاري للباجى، الورقة 40. والجمع 1/ت 313.
والمعجم المشتمل، الترجمة 241. وتذهيب التهذيب 1/الورقة 131- 132. والكاشف 1/218. وميزان الاعتدال 1/481. والمغني 1/ت 1382. وديوان الضعفاء، الترجمة 885. وتاريخ الإسلام، الورقة 192. وإكمال مغلطاي 2/الورقة 155. والوافي بالوفيات 11/109. وتهذيب ابن حجر 2/255- 256. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1319.
[4] في المطبوعة والأصل وفي جميع المواضع بالترجمة: بن سالم والتصحيح من تهذيب الكمال.(7/299)
الملك، والمعافى بن عمران روى عنه عباس الدوري، وأحمد بن ملاعب، وحنبل بن إِسْحَاق، ومحمد بن الْحُسَيْن بن سعيد بن البستنبان، وأبو شعيب صالح بن عمران الدعا، وجعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ كزال، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن عَلِيّ بن شعيب البزاز وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن السّرّاج- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري حدّثنا حسن بن بشر الهمداني حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُنَاحُ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ» [1]
فَقَالَ رَجُلٌ: يَمُوتُ الْمَيِّتُ بِخُرَاسَانَ وَيُنَاحُ عَلَيْهِ هَاهُنَا يُعَذَّبُ؟ فَقَالَ عِمْرَانُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَبْتَ.
أخبرنا إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكيّ أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قَالَ: وسمعت أبا عَبْد اللَّهِ يسأل عَنِ الْحَسَن بن بشر بن سلم الكوفي فَقَالَ: ما أدري ما [2] أخبرك، قد روى عَنْ زهير عَنْ أَبِي الزبير عَنْ جابر فِي الجنين. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ما أرى كان به بأس فِي نفسه، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وأبوه بشر بن سلم قد رأيته كان يجيء إِلَى أَبِي النضر، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:
ولم أسمع من أبيه شيئا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وروى عن [3] مروان بن معاوية حديثا فأسنده، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وأنا قد سمعته من مروان بن معاوية عَنْ يَحْيَى بن العجمي عَنِ الزُّهْرِيِّ حديثا [4] فِي العرب. قيل لأبي عَبْد اللَّهِ: وحدث عَنِ الحكم بن عبد الملك بأحاديث؟ فَقَالَ: هذا الآن من قبل الحكم بن عبد الملك [5] .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/61، 4/245، 252، 255.
[2] في المطبوعة: ما أدرى أخبرك.
[3] في المطبوعة: وروى عنه.
[4] في المطبوعة: عن الزهري عن لاحد حديثا.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/60- 61.(7/300)
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: الحسن بن بشر بن سلم كوفي منكر الحديث [1] .
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: الْحَسَن بن بشر بن سلم ليس بالقوي [2] .
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن الْحَسَن بن بشر بن سلم مات فِي سنة إحدى وعشرين ومائتين [3] .
3794- الْحَسَن بن بدر بن عَبْد اللَّهِ، أَبُو مُحَمَّد مولى الموفق بالله:
حدث عَنْ أنس بن مُحَمَّدِ بْنِ الطحان الواسطي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- مَوْلَى الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَنَسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ على الطحان- بواسط- حدّثنا محمّد بن بشر الأرطباني حدّثنا محمّد ابن مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَفْنُ الْبَنَاتِ من المكرمات» [4] .
حرف الثاء [من آباء الحسنين]
3795- الْحَسَن بن ثواب، أَبُو عَلِيّ التغلبي [5] :
سمع يزيد بن هارون الواسطي، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَمْرِو بْنِ جبلة البصري، وإبراهيم بن حمزة المديني، وعمار بن عُثْمَان الحلبي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المروزي، وجعفر بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مجاشع، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/61.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/61.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/61.
[4] 3794- انظر الحديث في: الموضوعات 3/235. والدرر المنتثرة 84. والكامل 2/693.
وتذكرة الموضوعات 217. والأحاديث الضعيفة 185، 186.
[5] 3795- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/220.(7/301)
أخبرنا عبد الله بن بشران المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا الحسن ابن ثواب المخرمي حدّثنا عمار بن عثمان حدّثنا جعفر بن سليمان حدّثنا أبو التياح عن أبي حمزة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الخلال قَالَ: والحسن ابن ثواب المخرمي شيخ كبير، جليل القدر، حَدَّثَنَا عَنْ يزيد بن هارون ونحوه.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ. قَالَ قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدارقطني: الْحَسَن بن ثواب التغلبي بغدادي ثقة.
قرأتُ فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد بخطه. سنة ثمان وستين ومائتين، فيها مات الْحَسَن بن ثواب أَبُو عَلِيّ يوم الجمعة في جمادى الأولى.
حرف الجيم [من آباء الحسنين]
3796- الْحَسَن بن الجنيد بن أَبِي جَعْفَر [1] :
بلخي الأصل. حدث عَنْ سعيد بن مسلمة، وعيسى بن يونس، ووكيع بن الجراح، وغسان بن عبيد، ومصعب بن المقدام، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأنْصَارِيّ. رَوَى عَنْهُ أَبُو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وقاسم بن زكريا المطرز، وسعيد بن محمد المعروف بأخي زبير الحافظ. ومحمد بن غيلان الخراز.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ البزار حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلانَ الخراز حدّثنا الحسن بن الجنيد حدّثنا وكيع حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: بَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن الْحَسَن بن الجنيد البزار مات فِي سنة سبع وأربعين ومائتين.
3797- الْحَسَن بن جحدر، أَبُو عَلِيّ الصيدلاني:
حدث عَنْ هارون بن عَبْد اللَّهِ الحمال. روى عنه ابن مالك القطيعيّ.
__________
[1] 3796- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/360.(7/302)
3798- الْحَسَن بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الوضاح بن جعفر بن بشير بن عطاء ابن دينار، أَبُو سعيد السمسار الحربي المعروف بالحرفي [1] :
حدث عَنْ أَبِي شعيب الحراني، ومحمد بْن يَحْيَى المروزي، ومحمد بن الحسن بن سماعه، ومحمد بن جعفر القتات. وجعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن علي بْن مخلد الوراق، وأبو القاسم الأزهري، وأبو الحسن بن سبنك. وعلي بن محمد بن الحسن المالكي، وعبد العزيز ابن علي الأزجي، والحسين بن جعفر السلماسي. وعلي بن المحسن التّنوخيّ.
حدّثني الأزهري حَدَّثَنَا الْحَسَن بن جَعْفَر الحرفي قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن بن سماعه يَقُولُ سمعت أبا نعيم يَقُولُ رأيت أعرابيا وقد أقبل بجنازة فَقَالَ: بخ بخ لك بخ بخ لك، فقلت: يا أعرابي هل تعرفه؟ قَالَ لا. ولكن أعلم أَنَّهُ قدم عَلَى أرحم الراحمين.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال أن الحرفي مات فِي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وحدّثني أحمد العتيقي قال: سنة ست وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أَبُو سعيد الحرفي السمسار. يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء الثامن عشر من رجب. وكان فيه تساهل.
حرف الحاء [من آباء الحسنين]
3799- الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب [2] :
سمع: أمه فاطمة بنت الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب. روى عنه: عُمَر بن شبيب المسلي. وهو من أهل المدينة، قدم الأنبار عَلَى السفاح أمير المؤمنين مع أخيه عبد الله ابن الْحَسَن وجماعة من الطالبيين، فأكرمهم السفاح وأجازهم ورجعوا إلى المدينة فلما
__________
[1] 3798- انظر: الأنساب للسمعاني 4/113.
[2] 3799- انظر: تهذيب الكمال 1214 (6/84) . وطبقات ابن سعد 9/الورقة 199. وتاريخ ابن معين 2/113. وطبقات خليفة 258. والبرصان والعرجان 199. والجرح والتعديل 3/ت 18. وثقات ابن حبان، الورقة 87. ومشاهير الأمصار ترجمة 422. ومقاتل الطالبيين 185. وجمهرة ابن حزم 42- 43. ومعجم البلدان 3/856. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 133. والكاشف 1/219. وتاريخ الإسلام 6/54. والمجرد من رجال ابن ماجة، الورقة 19. وإكمال مغلطاي 2/157. والوافي بالوفيات 11/418- 419. وبغية الأريب، -(7/303)
ولي المنصور حبس الْحَسَن بن الْحَسَن، وأخاه عَبْد اللَّهِ لأجل مُحَمَّد وإبراهيم ابني عَبْد اللَّهِ، فلم يزالا فِي حبسه حتى ماتا [1] .
أخبرنا الْحَسَن بن أَبِي بكر أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ حَدَّثَنَا جدي قَالَ حَدَّثَنَا غسان الليثي عَنْ أبيه. قَالَ: كان أَبُو الْعَبَّاس قد خص عبد الله بن الحسن ابن الحسن حتى كان يتفضل بين يديه فِي قميص بلا سراويل، فقالوا لَهُ يوما: ما رأى أمير المؤمنين عَلَى هذه الحال غيرك ولا أعدك إلا والدا [2] . ثم سأله عَنِ ابنيه فَقَالَ لَهُ:
ما خلفهما عني؟ فلم يفدا مع من وفد عَلِيّ من أهلهما، ثم أعاد عليه المسألة عنهما مرة أخرى. فشكى ذلك عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن إِلَى أخيه الْحَسَن بن الْحَسَن فَقَالَ لَهُ: إن أعاد المسألة عليك عنهما فقل لَهُ: علمهما عند عمهما. فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّهِ: وهل أنت محتمل ذلك لي؟ قَالَ: نعم. فأعاد أَبُو الْعَبَّاس عَلَى عَبْد اللَّهِ المسألة فَقَالَ له: يا أمير المؤمنين علمهما عند عمهما، فبعث أَبُو الْعَبَّاس إِلَى الْحَسَن فسأله عنهما فَقَالَ: يا أمير المؤمنين أكلمك عَلَى هيبة الخلافة أو كما يكلم الرجل ابن عمه؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس:
بل كما يكلم الرجل ابن عمه. فَقَالَ لَهُ الْحَسَن: أنشدك اللَّه يا أمير المؤمنين إن اللَّه قدر لمحمد وإبراهيم أن يليا من هذا الأمر شيئا فجهدت وجهد أهل الأرض معك أن تردوا ما قدر لهما، أيردونه؟ قَالَ: لا، قَالَ: فأنشدك اللَّه إن كان اللَّه لم يقدر لهما أن يليا من هذا الأمر شيئا فاجتمعا واجتمع أهل الأرض جميعا معهما عَلَى أن ينالا ما لم يقدر لهما أينالانه؟ قَالَ: لا، قَالَ: فما تنغيصك عَلَى هذا الشيخ النعمة التي أنعمت بها عليه؟ قال أَبُو الْعَبَّاس: لا أذكرهما بعد اليوم، فما ذكرهما حتى فرق الموت بينهما [3] .
قَالَ العلوي: قَالَ جدي: وتوفي الْحَسَن بْن الْحَسَن سنة خمس وأربعين ومائة فِي ذي القعدة بالهاشمية فِي حبس أَبي جَعْفَر، وهو ابن ثمان وستين سنة.
3800- الْحَسَن بن الحكم، أَبُو عَلِيّ القطربلي:
حدث عَنِ المشمعل بن ملحان الطائي، والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب.
__________
الورقة 87. ونهاية السول، الورقة 63. وتهذيب ابن حجر 2/262- 263. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1329. والمنتظم 6/301، 8/89.
[1] انظر: تهذيب الكمال 6/85.
[2] في المطبوعة: إلا ولدا تحريف.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/58- 86.(7/304)
روى عنه إبراهيم بن هانئ النيسابوري، ويعقوب بن شيبة السدوسي، ومحمد بن أَحْمَدَ بْنِ النضر الأزدي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان حدّثنا محمّد بن أحمد بن النّضر بن بنت معاوية حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ- أَبُو عَلِيٍّ الْقُطْرُبُلِيُّ- حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ الطَّائِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالُوا لَهَا: إِذَا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ- أَوِ الْمَنْزِلَ- بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ؟ قَالَتْ:
بِالسِّوَاكِ.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جعفر أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد الله بن المظفّر البغوي: مات الْحَسَن بن الحكم القطربلي بقطربل سنة ثلاثين ومائتين، وقد سمعت منه.
3801- الْحَسَن بن حماد، الضبي الْوَرَّاق الكوفي [1] :
قدم بغداد، وحدث بها عَنْ وكيع ويحيى بن أَبِي غنية، وعَبْد الرَّحْمَنِ المحاربي، وإبراهيم بن عيينة، ويحيى بن يمان وأبي خالد الأحمر. روى عنه أَبُو بَكْرِ بْنُ المطوعي، وهشيم بن خلف الدوري، وأحمد بن الْحَسَن بن عبد الجبار الصوفي. وذكر الصوفي أَنَّهُ سمع منه بباب المحول فِي خان اليمانية سنة ثلاثين ومائتين.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم: سألتُ مُوسَى بن إِسْحَاق عنه فَقَالَ: ثقة مأمون [2] .
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ شجاع الصّوفيّ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الْخُتُلِّيُّ حدّثنا يعقوب بن يوسف المطوعي حدّثنا حسن بن حمّاد الورّاق حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُجِيزُ شَهَادَةَ الْيَهُودِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
أخبرنا السِّمْسَارُ أخبرنا الصّفّار حدّثنا بن قَانِعٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ حَمَّادٍ الْوَرَّاقَ مَات بالكوفة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
__________
[1] 3801- انظر: تهذيب الكمال 1220 (6/133- 136) والكنى لمسلم، الورقة 73. والجرح والتعديل 3/ت 31. وثقات ابن حبان الورقة 88. وتهذيب التهذيب 1/الورقة 136.
والكاشف 1/220. وتاريخ الإسلام الورقة 30 (أحمد الثالث 2917/7) . وبغية الأريب، الورقة 88. ونهاية السول، الورقة 64. وتهذيب ابن حجر 2/272- 273. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1325.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/135.(7/305)
3802- الْحَسَن بن حَمَّاد بن كسيب، أَبُو عَلِيّ الحضرمي المعروف بسجادة [1] :
سمع أبا بكر بن عياش، وعطاء بن مسلم الخفاف، وأبا خالد الأحمر، وعبد الرّحيم ابن سُلَيْمَان، وأبا معاوية، وعلي بن ثابت الجزري. روى عنه أَبُو بَكْرِ بن أبي الدنيا، وأحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ بكر القصير، والحسن بن عَلِيّ المعمري، وأبو الْعَبَّاس البراثي، وعمر بن أَيُّوبَ السقطي وإبراهيم بن أَيُّوبَ المخرمي، وأحمد بن الْحَسَن الصوفي، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السّري النهرواني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد الله بن مالك الإسكافي حَدَّثَنَا عبيد بْن عَبْد الواحد بْن شريك البزار حدّثنا علي ابن فيروز بن المنذر قَالَ: سألت سجادة الْحَسَن بن حَمَّاد بن كسيب قُلْتُ: رجل حلف بالطلاق أن لا يكلم كافرا، فكلم من يقول: القرآن مخلوق؟ قال سجادة:
طلقت امرأته [2] .
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ الحافظ حدّثنا محمّد بن الحسين بن مكرم حَدَّثَنَا الْحَسَن بن الصباح البزار قَالَ قِيلَ لأبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل: إن سجادة سئل عَنْ رجل قَالَ لامرأته أنت طالق ثلاثا إن كلم زنديقا، فكلم رجلا يَقُولُ القرآن مخلوق، فَقَالَ سجادة:
طلقت امرأته؟ فقال أبو عبد الله: ما أبعد.
أخبرني علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله: أن عمه أبا عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَحْيَى بْن خاقان سأل أَحْمَد بن حنبل عَنْ سجادة فَقَالَ: صاحب سنة، وما بلغني عنه إلا خيرا [3] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدّثنا
__________
[1] 3802- انظر: تهذيب الكمال 1219 (6/129) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/289. والتاريخ الصغير للبخاري 2/375. والجرح والتعديل 3/ت 32. وثقات ابن حبان، الورقة 88.
ورجال أبى داود، للجياني الورقة 79. والمعجم المشتمل، لابن عساكر، الترجمة 243.
ومعجم البلدان 1/534. وتاريخ الإسلام، الورقة 147 (أحمد الثالث 2917/7) وسير النبلاء 11/392. والعبر 1/435. وتذهيب التهذيب 1/الورقة 136. والكاشف 1/220. والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 16. والوافي بالوفيات 11/427. وبغية الأريب، الورقة 88. ونهاية السول، الورقة 63. وتهذيب ابن حجر 2/272. والنجوم الزاهرة 2/306. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1334. وشذرات الذهب 2/99.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/132.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/131.(7/306)
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي. قَالَ: ومات الْحَسَن بن حَمَّاد الحضرمي ببغداد سنة إحدى وأربعين ومائتين [1] .
3803- الْحَسَن بن أبي حليمة:
رازي الأصل. سمع يَحْيَى بن معين. روي عنه الْحُسَيْن بن أَحْمَدَ بْنِ صدقة الفرائضي.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقرئ حدّثنا إسماعيل بن الحسن الصرصري حدّثنا الحسين بن أحمد بن صدقة حدّثني الحسن بن أبي حليمة حدّثنا يحيى بن معين حَدَّثَنَا عُمَر بن عبيد عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) قَالَ: لا يرائي.
3804- الْحَسَن بن الْحُسَيْن، أَبُو سعيد المؤدب:
حدث عَنْ هدبة بن خالد الأزدي وعبد الملك بن بشير السامي. روى عنه مُحَمَّد ابن مخلد، وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي نهر القلائين.
3805- الْحَسَن بن الحسين بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن العلاء بن أَبِي صفرة بن المهلب، أَبُو سعيد السكري النحوي [2] :
سمع يَحْيَى بن معين وأبا حاتم السجستاني، والعبّاس بن الفرج الرياشي، ومحمّد ابن حبيب، وعمر بن شبة، وغيرهم. وكان ثقة دينا صادقا، يقرئ القرآن، وانتشر عنه من كتب الأدب شيء كثير، وحدث عنه مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيم الحكيمي، وأبو سهل بن زياد القطان. وكان عند أَبِي سهل عنه كتاب أخبار لصوص العرب وأشعارهم حدثناه أَبُو عَلِيّ بن شاذان عنه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان حدّثنا أبو سعيد السّكّري حدّثنا الرياشي حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ الْهَيْثَمِ عَنْ عُمَر بْن مجاشع عَن تميم بْن الحارث عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ أَوْ يُسَافِرَ، إِذَا كَانَ الْقَمَرُ فِي مِحَاقِ الشَّهْرِ أَوِ الْعَقْرَبِ. قَالَ الْهَيْثَمُ: وَالْمِحَاقُ لِثَلاثٍ بَقِينَ مِنَ الشَّهْرِ.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/132.
[2] 3805- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/268.(7/307)
وأنا أسمع. قَالَ: ومات أَبُو سعيد الْحَسَن بن الحسين السّكّري- رواية عَنِ البصريين- سنة خمس وسبعين ومائتين، كان ميلاده فيما بلغنا سنة اثنتي عشرة ومائتين.
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا سعيد السكري النحوي مات سنة تسعين ومائتين. والأول أصح، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الْعَبَّاس. قَالَ: قَالَ لنا الصولي:
كنا عند أَحْمَد بن يَحْيَى ثعلب، فنعى إلى السكري. فَقَالَ:
المرء يخلق وحده ... ويموت حين يموت وحده
والنّاس بعدك إن هلك ... ت كمن رأيت الناس بعده
3806- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر، أَبُو عَلِيّ الصواف المقرئ [1] :
سمع مُوسَى بن عَبْد الرَّحْمَنِ المسروقي، وأبا سعيد الأشج، ورباح بن الجراح الموصلي، وأحمد بن مَنْصُور زاج. وقرأ القرآن عَلَى أَبِي حمدون اللؤلؤي. روى عنه بكار بن أَحْمَد، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقريان، وأبو القاسم بن النخاس، وأحمد ابن جعفر بن محمّد الخلال، وعبد العزيز بن جَعْفَر الحنبلي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ وَمُحَمَّدُ بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير، وأَبُو الفضل الزهري، وغيرهم. وكان ثقة فاضلا نبيلا، يسكن الجانب الشرقي.
أخبرني بشري بن عبد الله الرومي أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يزداذ الفقيه حدّثنا الحسن بن الحسين الصواف حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ بْنِ عِبَادٍ الْعَبْدِيُّ- أبو الوليد الموصليّ الزاهد- حَدَّثَنَا سَابِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي خَلَفٍ- خَادِمِ أَنَسٍ- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مُدِحَ الْفَاسِقُ اهْتَزَّ لِذَلِكَ الْعَرْشُ، وَغَضِبَ لَهُ الرَّبُّ تَعَالَى» [2]
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أحمد بْن كامل الْقَاضِي يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو عَلِيّ الصواف: كنت أختم القرآن وأنا راكع؟ فقلت: هذا لا يجوز. فَقَالَ: ما كنت أعلم في ذلك الوقت أنه لا يجوز.
__________
[1] 3806- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/212.
[2] انظر الحديث في: كشف الخفا 1/105، 2/16. وميزان الاعتدال 3041.
والمجروحين 1/267. والكامل 3/1307، 1308.(7/308)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الخياط قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الخضر يَقُولُ: سمعت أبا عِيسَى بن بكار بن أَحْمَد يَقُولُ: سمعت أبا بكر الجهبذ يَقُولُ سمعت ابن أَبِي القاسم الغزال يَقُولُ: رأيت فِي النوم كأن قائلا يَقُولُ: يا ملك الموت اقبض روح الرجل الصالح- يعني أبا عَلِيّ الصواف- قَالَ فخرجت فِي السحر فإذا الناس يقولون: قد مات أَبُو عَلِيّ الصواف.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا عَلِيّ الصواف المقرئ مات فِي شهر رمضان من سنة عشر وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع. قَالَ: ومات فِي سنة عشر وثلاثمائة أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن الْحُسَيْن الصواف المقرئ يوم الاثنين بالعشي، ودفن يوم الثلاثاء ليومين خلوا من شهر رمضان.
أخبرني أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ. قَالَ:
وجدت فِي كتاب أخي- بخطه- مات أبو علي الصواف المقرئ ليومين خلوا من شهر رمضان سنة عشر وثلاثمائة، ودفن فِي مقابر الخيزران.
3807- الْحَسَن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ التميمي:
من أهل الكوفة. ذكر أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ عمران بن الجندي: أَنَّهُ قدم عليهم بغداد فِي سنة نيف وعشرين وثلاثمائة، وحدثهم عَنْ مُحَمَّد بن تسنيم.
3808- الْحَسَن بن الْحُسَيْن بن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَبُو عَلِيّ الفقيه الْقَاضِي [1] :
كان أحد شيوخ الشافعيين، وله مسائل فِي الفروع محفوظة، وأقواله فيها مسطورة.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر. قَالَ: سنة خمس وأربعين وثلاثمائة فيها مات أَبُو عَلِيّ بن أَبِي هُرَيْرَةَ الفقيه فِي رجب.
سمعت الْقَاضِي أبا الطيب الطبري يَقُولُ: توفي أَبُو عَلِيّ بن أَبِي هريرة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
3809- الْحَسَن بن الْحُسَيْن بن عَلِيّ بن الْعَبَّاس بن إِسْمَاعِيل بن أَبِي سهل بن نوبخت، أَبُو مُحَمَّد النوبختي الكاتب [2] :
حدث عَنْ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، والقاضي المحامليّ، وكان سماعه
__________
[1] 3808- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/311.
[2] 3809- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/86.(7/309)
صحيحا. حَدَّثَنِي عنه أَبُو بَكْرٍ البرقاني، والأزهري والطناجيري، وأبو القاسم التنوخي.
وَقَالَ لي الأزهري: كان النوبختي رافضيا ردئ المذهب. سألت البرقاني عَنِ النوبختي فَقَالَ: كان معتزليا، وكان يتشيع، إلا أَنَّهُ تبين أَنَّهُ صدوق. وكان يذكر أن ابن مبشر الواسطي أقعده فِي حجره لما سمع منه.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بن المحسن قَالَ: ولد النوبختي فِي أول سنة عشرين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة اثنتين وأربعمائة فيها توفى أبو محمّد الحسن بن الحسين النوبختي وكان ثقة فِي الحديث، ويذهب إِلَى الاعتزال.
ذكر غيره أن وفاته كانت يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي القعدة.
3810- الْحَسَن بن الْحُسَيْن بن حمكان، أَبُو عَلِيّ الهمذاني [1] :
أحد فقهاء الشافعيين، نزل بغداد فِي درب يونس بقرب دار القطن. وحدث عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بن حمدان الجلاب الهمذاني، ومحمد بن هارون الزنجاني، والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي وجعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ نصير الخلدي، ومحمد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش، وغيرهم من البغداديين، والبصريين. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وأحمد بن علي بن التوزي، وغيرهما.
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْل عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب. قَالَ: قَالَ لي أَبُو عَلِيّ بن حمكان: كتبت بالبصرة وحدها عَنْ أربعمائة ونيف وسبعين شيخا! قَالَ أَبُو الفضل:
وقد كتب بغيرها من البلدان، وكان فِي شبيبته عني بالحديث ثم طلب الفقه بعد، ودرس عَلَى أَبِي حامد المروروذي.
سمعت الأزهري يَقُولُ: أَبُو عَلِيّ بن حمكان ضعيف ليس بشيء فِي الحديث.
حَدَّثَنِي العتيقي قَالَ: سنة خمس وأربعمائة فيها توفي أَبُو عَلِيّ بن حمكان الهمذاني الفقيه يوم أربعاء فِي جمادى الأولى.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال. قَالَ: مات أَبُو عَلِيّ بن حمكان الفقيه الشافعي لعشر بقين من جمادى الأولى سنة خمس وأربعمائة، ودفن في منزله.
__________
[1] 3810- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/106.(7/310)
3811- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن بْن رامين، أَبُو مُحَمَّد الْقَاضِي الإستراباذي [1] :
نزل بغداد وحدث بها عَن خلف بْن مُحَمَّد الخيام البخاري، ومحمّد بن الحسين ابن إِسْمَاعِيل السراج النيسابوري، وبشر بن أَحْمَد الإسفراييني، ونعيم بن أَبِي نعيم الأستراباذي، وعَبْد اللَّهِ بْن عدي الجرجاني، وأبي بكر الإسماعيلي، وأحمد بن جعفر ابن مالك القطيعي، ويوسف بن القاسم الميانجي، والحسن بن إِبْرَاهِيم بن يزيد الفسوي، وأحمد بن عُبَيْد اللَّهِ النهرديري، وغيرهم.
كتبت عنه وكان صدوقا فاضلا صالحا، سافر الكثير، ولقي شيوخ الصوفية، وكان يفهم الكلام عَلَى مذهب الأشعري، والفقه عَلَى مذهب الشافعي، ومات ببغداد فِي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
3812- الحسن بن الحسين بن الفضل بن المغيرة، أَبُو عَلِيّ، المعروف بابن دوما النعالي [2] :
من أهل الجانب الشرقي. سمع أبا بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد وأبا سعيد بن رميح النسوي، وأحمد بن جَعْفَر بن سلم الختلي وسعد بن مُحَمَّد الصيرفي، وعلي بْن هارون السمسار، ومخلد بْن جَعْفَر الدَّقَّاق، ومحمد بن الْحُسَيْن اليقطيني، وأحمد بن نصر الذراع، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة.
كتبنا عنه وكان كثير السمع إلا أَنَّهُ أفسد أمره بأن ألحق لنفسه السماع فِي أشياء لم تكن سماعه، وسألته عَنْ مولده فَقَالَ: ولدت فِي سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
ذكرت لمحمّد بن علي الصوري خبرا من حديث الشافعي كان حَدَّثَنَا به ابن دوما. فَقَالَ الصوري: لما دخلت بغداد رأيت هذا الجزء وفيه سماع ابن دوما الأكبر، وليس فيه سماع أَبِي عَلِيّ، ثم سمع فيه أَبُو عَلِيّ لنفسه، وألحق اسمه مع اسم أخيه.
ومات ابن دوما يوم السبت، ودفن يوم الأحد الخامس من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
3813- الْحَسَن بن الحباب بن مخلد بن محبوب، أَبُو عَلِيّ المقرئ الدَّقَّاق [3] :
سمع مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، ومحمد بن سُلَيْمَان لوينا، ومحمد بن إسماعيل
__________
[1] 3811- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/146. والبداية والنهاية 12/11.
[2] 3812- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/275.
[3] 3813- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/146. وسؤالات السهمي للدارقطنى 260.(7/311)
المباركي، ومحمد بن يَحْيَى بن أَبِي سمينة، والعباس بن أَبِي طالب، وأحمد بن مُحَمَّدِ ابن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بزة المقرئ، ومحمد بن سهل بن عسكر البخاري. وقرأ القرآن عَلَى مُحَمَّد بن غالب صاحب شجاع بن أَبِي نصر، وكان يقرئ بقراءة أَبِي عمرو من هذه الطريقة. روى عنه أَبُو الْحُسَيْنِ بن المنادي، وأحمد بن كامل القاضي، ومحمّد ابن عبد الله الشافعي، ومحمّد بن عمر بن الجعابي، وأبو علي بن الصواف، وغيرهم.
وكان ثقة يسكن بالجانب الشرقي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدّثنا الحسن بن الحباب بن مخلد الدّقّاق حدّثنا محمّد بن حميد حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سِمَاكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ فِي الْفَجْرِ يَدْعُو عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: وسألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن الحباب بن مخلد الدَّقَّاق المقرئ ببغداد فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال ومات بجانبنا وناحيتنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن الحباب بن مخلد الدَّقَّاق المقرئ لخمس مضين من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثمائة، وقد قارب التسعين، وكان أصله من واسط كثير الحديث، قريب الأمر.
قرأت عَلَى الْحَسَن بن أبي بكر عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: وتوفي أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن الحباب بن مخلد الدَّقَّاق المقرئ فِي يوم التروية يوم جمعة، ودفن يوم عرفة يوم السبت. من سنة إحدى وثلاثمائة ولم يغير شيبه.
3814- الْحَسَن بن حباش بن يَحْيَى بن مُحَمَّدِ بْنِ أبان بن الفيرزان، أَبُو مُحَمَّد الدهقان:
من أهل الكوفة حدث عَنْ هناد بن السري، وجبارة بن مغلس، وإسماعيل بن مُوسَى الفزاري، وعباد بن يعقوب، وهارون بن موسى الفزاري، والحسن بن علي الحلواني، وأبي سعيد الأشج، وإبراهيم بن يوسف الصيرفي، والحسن بن عبد الواحد، ومحمد بن عبد الحميد العطار الكوفيين. روى عنه أَبُو العباس بْن عقدة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دارم، وَعَبْد اللَّهِ بْن يحيى الطلحي، والحسن بن محمد السكوني. وقدم بغداد وحدث بِها. فروى عنه من أهلها مُحَمَّد بن جَعْفَر بن المهلب ومحمد بن مخلد، وعبد الباقي بن قانع الْقَاضِي.(7/312)
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حُبَاشِ بْنِ يَحْيَى الْكُوفِيُّ حدّثنا الحسن بن عبد الواحد حدّثنا حسن بن حسين حدّثنا سندل عن إدريس الأزدي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ» [1]
. أَخْبَرَنِي أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد أخبرنا علي بن إبراهيم بن عمر الحافظ حدّثنا محمّد بن مخلد حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن حباش الدهقان- ببغداد- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن يوسف بحديث ذكره.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن الْحُسَيْن الْمُعَدَّل من الكوفة- وحدثني بذلك مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري عنه- قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان. قَالَ: سنة ثلاث وثلاثمائة فيها مات الْحَسَن بن حباش بن يَحْيَى الدهقان، وكان الكلام فيه كثيرا، وكان فِي الظاهر يظهر الأمانة، وكان يرمى بغير ذلك فِي الدين بأمر عظيم.
وحَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رباح النحوي قَالَ: أتيته فِي يوم من شهر رمضان ومعي ابن هيثم، فخرج إلينا وهو يتخلل، وفي يده أثر قلية صفراء، وكان صاحب أدب وأخبار [2] .
3815- الْحَسَن بن حمدان بن داود، أَبُو عَلِيّ الأنماطي:
حدث عَنْ عباس بن يزيد البحراني، ومُحَمَّد بن عَمْرِو بْنِ حنان الحمصي. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وعلي بْن عُمَر السكري.
3816- الْحَسَن بن حامد بن عَلِيّ بن مروان، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاق الحنبلي [3] :
قال لي أبو يعلى بن الفراء: كان مدرس أصحاب أَحْمَد وفقيههم فِي زمانه، وكان له المصنفات العظيمة، منها كتاب «الجامع» أربعمائة جزء، تشتمل عَلَى اختلاف الفقهاء، وله مصنفات فِي أصول السنة، وأصول الفقه، وكان معظما فِي النفوس مقدما عند السلطان والعامة.
قُلْتُ: وحدث عَنْ أَبِي بكر الشافعي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بْن جَعْفَر بْن سلم الختلي، شيئا يسيرا. حَدَّثَنَا عنه الْحَسَن بن عَلِيّ الأهوازي.
__________
[1] 3814- انظر الحديث في: سنن أبى داود 1574. والترمذي 620. والنسائي 5/37.
[2] آخر الجزء الحادي والخمسين.
[3] 3816- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/94.(7/313)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم الأهوازي المقرئ- بدمشق- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ حَامِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ الْبَغْدَادِيُّ الْحَنْبَلِيُّ- بِمَكَّةَ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ- بِبَغْدَادَ- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ حَدَّثَنَا دِينَارُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَّارَةُ الاغْتِيَابِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لمن تغتابه» [1]
. حَدَّثَنِي أَبُو يعلى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفراء. قَالَ توفي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَن بن حامد فِي طريق مكة سنة ثلاث وأربعمائة بقرب واقصة [2] .
3817- الْحَسَن بن حامد بن الْحَسَن بن حامد بن الحسن بن حامد بن الحسن ابن حامد أَبُو مُحَمَّد الأديب [3] :
سمع عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ سعيد الموصلي. حَدَّثَنِي عنه مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري.
وكان صدوقا، وكان تاجرا ممولا، وإليه ينسب خان ابن حامد الذي فِي درب الزعفراني ببغداد.
أخبرنا الصوري أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَامِدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حامد بن الحسن بن حامد ابن الْحَسَنِ بْنِ حَامِدٍ الْبَغْدَادِيُّ الأَدِيبُ- وَأَصْلُهُ دَيْبَلِيٌّ سَمِعْتُ مِنْهُ بِمِصْرَ- قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الموصليّ حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ- وَمَا رَأَيْنَا عِنْدَهُ إِلا شَيْئًا يَسِيرًا. وَكَانَ يُحَدِّثُ وَيَبْكِي- قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عن أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمَّرَهُ اللَّهُ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ إِلَيْهِ فِي الْعُمْرِ» [4]
. قَالَ لي الصوري: كتبه عبد الغني بن سعيد الْحَافِظ عَنْ رجل عن شيخنا أبي علي ابن حامد. قَالَ: وذكر لنا ابن حامد أَنَّهُ سمع من دعلج، وأبي بكر مُحَمَّد بن الْحَسَن النقاش، وأبي عَلِيّ الطوماري، إلا أَنَّهُ لم يكن عنده عنهم شيء.
__________
[1] انظر الحديث في: كشف الخفا 2/163. واللئالئ المصنوعة 2/163. وإتحاف السادة المتقين 7/558.
[2] واقصة: منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة، ويقال لها: واقصة الحزون.
[3] 3817- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/377.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/417. والسنن الكبرى للبيهقي 3/370. والدر المنثور 5/254. ومجمع الزوائد 10/205.(7/314)
أنشدنا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري وعلي بْن المحسن التنوخي قَالا: أنشدنا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن حامد لنفسه:
شريت المعالي غير منتظر بها ... كسادا ولا سوقا يقوم لها أخرى
ولا أنا من أهل المكاس وكلما ... توفرت الأثمان كنت لها أشرى
حَدَّثَنِي الصوري قَالَ: ذكر لي الْحَسَن بن حامد أن المتنبي لما قدم بغداد نزل عليه، وأنه كان القيم بأموره، وأن المتنبي قَالَ لَهُ: لو كنت مادحا تاجرا لمدحتك، قُلْتُ:
ومات بمصر فِي يوم الأحد مستهل شوال من سنة سبع وأربعمائة.
3818- الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، أَبُو الْقَاسِمِ الْقَاضِي:
سمع إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، ومُحَمَّد بْن عَمْرو الرزاز، وأبا عمرو بن السماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجاد وعبد الصمد بْن علي الطستي، وجعفر الخلدي، وأبا محمّد الخراساني، وعبد الباقي بْن قانع الْقَاضِي، وأبا بَكْر الشافعي، ومحمد بْن عَلِيّ بْن دحيم الكوفي، وجماعة غيرهم من هذه الطبقة.
كتبنا عنه وكان صدوقا ضابطا، صحيح النقل، كثير الكتاب، حسن الفهم. وذكر ابنه يَحْيَى أَنَّهُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ بن عفان بن عَلِيّ بن عِيسَى بن الوليد بن ديمي بن المز الفارسي. وكان حسن العلم بالفرائض وقسمة المواريث، وخلف الْقَاضِي أبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن هَارُون الضبي عَلَى القضاء ببغداد، ثم خرج إِلَى ميافارقين فتولى القضاء هناك سنين كثيرة، ثم عاد بأخرة إِلَى بغداد وأقام يحدث بها إِلَى حين وفاته.
ومات فِي يوم الأربعاء الثامن عشر من شعبان سنة إحدى عشرة وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة جامع المنصور.
وكان مولده فِي يوم الأربعاء مستهل جمادى الآخرة من سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.(7/315)
حرف الخاء [من آباء الحسنين]
3819- الْحَسَن بن خلف بن شاذان، أَبُو عَلِيّ الواسطي [1] :
قدم بغداد، وحدث بها عَن: إِسْحَاق بْن يوسف الأزرق، ويزيد بن هَارُون، ومحمد بْن أَبِي عدي، ويحيى بْن سعيد القطان، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة. روى عنه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري ويحيى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، ومحمد بن هارون ابن المجدر، والحسين والقاسم ابنا إِسْمَاعِيل المحاملي، وكان ثقة، أخرج البخاريّ حديثه في كتاب «الصحيح» .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أخبرنا محمّد بن المظفّر حدّثنا أبو بكر محمّد ابن هارون بن حميد حدّثنا الحسن بن شاذان الواسطي حدّثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ.
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى المزكي قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج. قَالَ: مات الْحَسَن بن شاذان الواسطي ببغداد سنة ست وأربعين ومائتين [2] .
3820- الْحَسَن بن خير بن عَبْد اللَّهِ، أَبُو علي الخوارزمي:
حدث ببغداد عَنْ زكريا بن يَحْيَى زحمويه الواسطي. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح إلا أن ابن نجيح سماه الحسين.
__________
[1] 3819- انظر: الكنى لمسلم، الورقة 73. وتاريخ واسط لبحشل 174، 236. والجرح والتعديل 3/ت 66. وثقات ابن حبان، الورقة 88. وشيوخ البخاري، لابن عدى، الورقة 99.
والكامل، له 1/الورقة 260. ورجال البخاري للباجى، الورقة 40. والجمع 1/ت 314. والمعجم المشتمل، الترجمة 244. والمعلم، لابن خلفون الورقة 57. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 136. والكاشف 1/220. وتاريخ الإسلام، الورقة 147 (أحمد الثالث 2917/7) . وبغية الأريب، الورقة 88. ونهاية السول، الورقة 64. وتهذيب ابن حجر 2/273- 274. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1338. وتهذيب الكمال 1226 (6/138) وانظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/110.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/140.(7/316)
حرف الدال [من آباء الحسنين]
3821- الْحَسَن بن داود بن مهران، أَبُو بَكْرٍ الأزدي المؤدب:
حدث بسر من رأى عَنْ داود بن المحبر، وشبابة بن سوار، ومنصور بن سَلَمَةَ الخزاعي، وعاصم بن عَلِيّ وموسى بن داود، ويحيى بن أَبِي بكير، وعثمان بن عُمَر، وخلف بن تميم، ويونس بن مُحَمَّد، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وبشر بن مُحَمَّد السكري، وغيرهم. روى عنه عَبْد اللَّه بْن إسحاق المدائني، محمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن أَحْمَد الأثرم، وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم: كتبت عَنْهُ مع أَبِي وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَد بن حماد الأثرم حدّثنا الحسن بن داود ابن مِهْرَانَ الأَزْدِيُّ- أَبُو بَكْرٍ الْمُؤَدِّبِ سَنَةَ ثَمَانٍ وخمسين ومائتين- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ- وَفِي كِتَابِ الْقَاضِي بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ- أَبُو أَحْمَدَ السّكّري، حدّثنا عبد الملك ابن وَهْبٍ الْمُذْحَجِيُّ مِنَ النَّخَعِ عَنِ الْحَرِّ بْنِ الصِّيَاحِ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيُّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بن أريقط اللّيثى، فمروا بخيمة أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
3822- الْحَسَن بن داود بن عَلِيّ بن عِيسَى، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ العلوي الحسني:
أظنه من أهل خراسان قدم من بغداد حاجا، وحدث بها.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ محمّد العتيقى حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المقرئ الضّرير حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَن بن داود بن عَلِيّ بن عِيسَى العلوي الحسني- قدم علينا حاجّا- حدّثنا أحمد بن محمّد بن حريث حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأزدي:
بحديث ذكره.
3823- الحسن بن داود بن باشاد بن داود بن سُلَيْمَان، أَبُو سعيد المصري [1] :
قدم بغداد ودرس فقه أَبِي حنيفة عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَبْد اللَّهِ الصيمري، وتوجه فيه حتى درس، وكان مفرط الذكاء، حسن الفهم، يحفظ القرآن بقراءات عدة، ويحفظ
__________
[1] 3823- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/81.(7/317)
طرفا من علم الأدب، والحساب، والجبر، والمقابلة، والنحو، وكتب الحديث بمصر عَنْ أَبِي مُحَمَّد بن النحاس وطبقته.
كتبت عنه أحاديث، وكتب عني، وكان ثقة حسن الخلق، وافر العقل. وكان أبوه يهوديا، ثم أسلم وحسن إسلامه. وذكر بالعلم، وهو فارسي الأصل. وأقام أَبُو سعيد ببغداد إِلَى أن أدركه أجله. فتوفي ليلة السبت، ودفن في صبيحة تلك الليلة فِي يوم السبت لعشر بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة الشونيزي. وَلَمْ تَكُنْ سِنُّهُ بلغت الأربعين.
حرف الراء [من آباء الحسنين]
3824- الحسن بن ربيع، أَبُو عَلِيّ البجلي البوراني:
سمع مهدي بن ميمون، وعبد الجبار بن الورد. وحماد بن زيد، وأبا عوانة وعبثر ابن الْقَاسِم، وعَبْد اللَّهِ بْن المبارك، وعَبْد اللَّهِ بْن إدريس، وأبا إِسْحَاق الفزاري. روى عنه عباس الدوري، وحنبل بن إِسْحَاق، وأحمد بن عُبَيْد اللَّهِ النرسي، وجعفر الصائغ، وإسحاق بن الْحَسَن الحربي، وخلف بن عمرو العكبري، وهو من أهل الكوفة، قدم بغداد، وَحَدَّثَ بها.
__________
[1] 3824- انظر: تهذيب الكمال 1230 (6/147- 151) . وانظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/309. وطبقات ابن سعد 6/409. وتاريخ البخاري الكبير 2/ت 2516. والصغير 2/340. والكنى لمسلم، الورقة 73. وثقات العجلى، الورقة 10. وأخبار القضاة لوكيع 2/249/383، 398، 3/210. والكنى للدولابي 2/34. والجرح والتعديل 3/ت 44. والولاة والقضاة للكندى 210. وثقات ابن حبان، الورقة 88. وشيوخ البخاري، لابن عدى، الورقة 99. وسنن الدارقطني 1/123. 1/123. وأسماء الدارقطني، الترجمة 194. وثقات ابن شاهين، الورقة 13. وتسمية من أخرجهم الإمامان، للحاكم، الورقة 29. ورجال البخاري للباجى، الورقة 41. ورجال أبى داود للجياني الورقة 79. والجمع 1/ت 305 والأنساب للسمعاني 2/324، 325. والمعجم المشتمل، لابن عساكر، الترجمة 246. واللباب، لابن الأثير وتاريخ الإسلام للذهبى، الورقة 192 (أياصوفيا 3007) . والمشتبه 99. وسير النبلاء 10/399. والمجرد في رجال ابن ماجة الورقة 17.
وتذكرة الحفاظ 2/458. والعبر 1/381. وتذهيب الذهبي، الورقة 137. والكاشف 1/221. والوافي بالوفيات 12/9. وبغية الأريب، الورقة 89. ونهاية السول، الورقة 64. وتوضيح ابن ناصر الدين 1/الورقة 82. وتهذيب ابن حجر 2/277- 278.
وطبقات الحفاظ، للسيوطي 200. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1342. وشذرات الذهب 2/48.(7/318)
أخبرنا عثمان بن أحمد بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الشافعي حدّثنا إسحاق بن الحسن حدّثنا الحسن بن الرّبيع حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حَصِينٍ قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً إِلا أَمَرَنَا فِيهَا بِالصَّدَقَةِ. وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي أخبرني أبو محمّد بن زياد حدّثنا أبو نعيم- يعنى ابن عدى- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التُّجِيبِيُّ- بِجُرْجَانَ- قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: قَدِمْتُ بَغْدَادَ، فَلَمَّا خَرَجْتُ شَيَّعَنيِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَلَمَّا بَرَزْتُ إِلَى خَارِجٍ قَالَ لِي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ: تَوَقَّفْ، فإن أحمد بن حنبل يجئ! فَتَوَقَفْتُ، فَجَاءَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَعَدَ، فَأَخْرَجَ أَلْوَاحَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَلِيٍّ أَمْلِ عَلِيَّ وَفَاةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فِي أَيِّ سَنَةٍ مَاتَ؟ فَقُلْتُ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. فَقِيلَ لَهُ: مَا تُرِيدُ بِهَذَا؟ قَالَ: أُرِيدُ أريه [1] الْكَذَّابِينَ!.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ- صَاحِبُ الْعَبَّاسِيُّ- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ حدّثنا بكر بن سهل حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- وَأَنَا أَسْمَعُ- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ: لَوْ كَانَ يَتَّقِي اللَّهَ لم يُحَدِّثُ بِالْمَغَازِي، مَا كَانَ يُحْسِنُ يَقْرَؤُهَا. فَقَالَ لَهُ ابْنُ بِنْتٍ لأَبِي أُسَامَةَ: إِنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فَقَالَ يَحْيَى: كل من يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ حُمَيْدٍ فَقَدْ كَذَبَ.
قُلْتُ: لم يعبه يَحْيَى إلا بأنه كان لا يحسن قراءة المغازي وما فيها من الأشعار وذلك لا يوجب ضعفه، وما ذكره ابن بنت أَبِي أسامة عنه من رواية الحديث عَنْ حميد إنما هو حكاية بلغته، وليس كل حكاية تكون حقا، وقد كان الْحَسَن بن الربيع ثقة صالحا متعبدا.
أخبرنا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر الدَّقَّاق وَمُحَمَّد بْن عبد الواحد الأكبر- قَالَ حمزة حَدَّثَنَا وَقَالَ مُحَمَّد أَخْبَرَنَا- الوليد بْن بكر الأندلسى حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
حسن بن الربيع البوراني- يبيع البواري، كوفي [ثقة] [2] رجل صالح متعبد [3] .
__________
[1] في المطبوعة: أريد الكذابين. انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/150- 151.
[2] ما بين المعقوفتين ليست في الأصل وأضفناها من تهذيب الكمال عن ثقات العجلى.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/150. وثقات العجلى، ورقة 10.(7/319)
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حدّثنا عبد الله بن يوسف بن خراش. قَالَ: الْحَسَن بن الرّبيع كوفي ثقة، يقال له: الخشاب، ويقال: البوراني يبيع القصب [1] .
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطّان أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد ابن فارس حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل البخاري. قَالَ: الْحَسَن بن الربيع أَبُو عَلِيّ الكوفي مات سنة عشرين ومائتين أو نحوها [2] .
حرف الزاى [من آباء الحسنين]
3825- الْحَسَن بن زيد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، أَبُو مُحَمَّد الهاشمي المديني [3] :
حدث عَنْ أَبِيه، وعن عكرمة مولى ابن عباس، وعَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي بَكْرِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم. روى عنه مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسار، ومالك بن أنس، وابن أَبِي ذئب، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي الزناد، وغيرهم.
وكان أحد الأجواد، وولاه أَبُو جَعْفَر المنصور المدينة خمس سنين، ثم غضب عليه فعزله، واستصفى كل شيء لَهُ، وحبسه ببغداد، فلم يزل محبوسا حتى مات المنصور وولي المهدي، فأخرجه من محبسه، ورد عليه كل شيء ذهب لَهُ، ولم يزل معه [4] .
وذكر مُحَمَّد بن خلف وكيع أن الْحَسَن بن زيد مات ببغداد، ودفن فِي مقابر
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/150.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/151.
[3] 3825- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/294. وتهذيب الكمال 1231 (6/152- 163) .
وطبقات ابن سعد 9/الورقة 236. وطبقات خليفة 272. والتاريخ الكبير للبخاري 2/ت 2517. والمعرفة ليعقوب 1/136، 138، 140. والجرح والتعديل 3/ت 48. وثقات ابن حبان، الورقة 88. والكامل، لابن عدى الورقة 257. وجمهرة ابن حزم 39- 41.
والضعفاء، لابن الجوزي، الورقة 35. والعبر 1/252. وتذهيب التهذيب 1/الورقة 137.
والكاشف 1/221. وميزان الاعتدال 1/492. والمغني 1/ت 1406. ومرآة الجنان 1/355. وبغية الأريب، الورقة 89. ونهاية السول، الورقة 64. وتهذيب ابن حجر 2/279. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1344. وشذرات الذهب 1/265.
[4] انظر: تهذيب الكمال 6/162.(7/320)
الخيزران. وذلك خطأ إنما مات بالحاجر وهو يريد الحج، وكان فِي صحبة المهدي، ودفن هناك [1] .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ حَدَّثَنَا جدي قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنِي عمي عُبَيْد اللَّهِ بن حسن وعَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس. قَالا: كان أول ما عرف به شرف الْحَسَن بن زيد: أن أباه توفي وهو غلام حدث، وترك دينا على أهله أربعة آلاف دينار، فحلف الْحَسَن بن زيد ألا يظل رأسه سقف بيت إلا سقف مسجد أو سقف بيت رجل يكلمه فِي حاجة حتى يقضي دين أَبِيه، فلم يظل رأسه سقف بيت حتى قضى دين أَبِيه [2] !.
وَقَالَ جدي: قَالَ أَبُو يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو عمران النحوي عَنِ الضحاك بن المنذر.
قَالَ: لزم المنذر بن عبد الله الحرامى دين، فخرج إِلَى الْحَسَن بن زيد فقعد عَلَى طريقه إِلَى ضيعته وَقَالَ: أيها الأمير اسمع مني شيئا قلته. قَالَ الْحَسَن: الحق يا أبا عُثْمَان نسمع منك عَلَى مهل، فأنا عجلان، فكسر ذلك المنذر بن عَبْد اللَّهِ حتى هم أن يرجع، ثم ذكر كلا وعيالا، فتحامل حتى أتاه، فرفعه معه عَلَى فرشه، وبسطه بالحديث، وحضر الغداء فجعل يناوله بيده ثم قَالَ لَهُ: أسمعنا ما قُلْتُ يا أبا عُثْمَان. فأنشده:
يا ابن بنت النَّبِيّ وابن عَلِيّ ... أنت أنت المجير من ذا الزمان
من زمان ألح ليس بناج ... منه من لم يجيره الخافقان
من ديون تنوبنا فادحات ... بيد الشيخ من بنى ثوبان
فجزاه خيرا ودعا بقرطاس فكتب صكا كأذن الفأرة وختم عليه وناوله إياه إِلَى ابن ثوبان. فخرج به لا يظن به خيرا حتى دفعه، فقرأه ابن ثوبان وَقَالَ: سألني الأمير أن أنظر بمالي إِلَى ميسرتك، وقد فعلت، وأمر لك بمائة دينار وهذه هي.
ذكر إِسْمَاعِيل بن الْحَسَن بن زيد أن هذه القصة لمصعب بن ثابت الزبيري لا للمنذر ابن عَبْد اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حَدَّثَنِي عُمَر بن أَبِي معاذ قَالَ حَدَّثَنِي محمّد بن يحيى بن علي الكتاني أخبرني إِسْمَاعِيل بن حسن بن زيد. قَالَ: كان أبي يغلس بصلاة الفجر، فأتاه
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/162.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/153.(7/321)
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وابنه عَبْد اللَّهِ بْن مصعب يوما حين انصرف من صلاة الغداة وهو يريد الركوب إِلَى ماله بالغابة، فَقَالَ: اسمع مني شعرا، قَالَ: ليست هذه ساعة ذلك، أهذه ساعة شعر؟! قَالَ: أسألك بقرابتك مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا سمعته، قال: فأنشده لنفسه:
يا ابن بنت النَّبِيّ وابن عَلِيّ ... أنت أنت المجير من ذا الزمان
من زمان ألح ليس بناج ... منه من لم يجرهم الخافقان
من ديون حفزننا معضلات ... من يد الشيخ من بني ثوبان
فِي صكاك مكتبات علينا ... بمئين إذا عددن ثمان
بأبي أنت إن أخذن وأمي ... ضاق عيش النسوان والصبيان
قَالَ فأرسل إِلَى ابن ثوبان فسأله فَقَالَ: على الشّيخ سبعمائة وعلي ابنه مائة، فقضى عنهما وأعطاهما مائتي دينار سوى ذلك.
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْكَاتِبُ حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري حدّثني أبي حَدَّثَنَا أَبُو عكرمة الضبي قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان بن أَبِي شيخ قَالَ راوية ابن هرمة: بعث إلي ابن هرمة فِي وقت الهاجرة: صر إلي فصرت إليه. فقال: اكثر حمارين إِلَى أربعة أميال من المدينة، أين شئنا، فقلت: هذا وقت الهاجرة، وأرض المدينة سبخة، فأمهل حتى تبرد، فَقَالَ لا، لأن لابن جبر الحناط عَلِيّ مائة دينار. قد منعتني القائلة وضيقت عَلَى عيالي، فاكتريت حمارين، فركبنا فمضيت معه حتى انتهينا إِلَى الحمراء قصر الْحَسَن بن زيد، فصادفناه يصلي العصر، فأقبل عَلَى ابن هرمة فَقَالَ: ما جاء بك فِي هذا الوقت والحر شديد؟ فَقَالَ: لابن جبر الحناط عَلِيّ مائة دينار قد منعتني القائلة، وضيقت عَلَى عيالي، وقد قُلْتُ شعرا فاسمعه. فَقَالَ:
قل! فأنشأ يَقُولُ:
أما بنو هاشم حولي فقد رفضوا ... نبلي الصياب التي جمعت فِي قرن
فما بيثرب منهم من أعاتبه ... إلا عوائد أرجوهن من حسن
اللَّه أعطاك فضلا من عطيته ... عَلَى هن وهن فيما مضى وهن [1]
فَقَالَ: يا غلام افتح باب تمرنا فبع منه بمائة دينار، وأحضر ابن جبر الحناط وليكن معه ذكر دينه وماله عَلَى ابن هرمة، فحضر فأخذ منه ذكر دينه فدفعه إلى ابن هرمة،
__________
[1] انظر الخبر والأبيات في: تهذيب الكمال 6/154.(7/322)
وسلم إِلَى ابن جبر مائة دينار، وَقَالَ: يا غلام بع بمائة دينار أخرى وادفعها إِلَى ابن هرمة يستعين بها عَلَى حاله، فَقَالَ لَهُ ابن هرمة: يا سيدي مر لي بحمل ثلاثين حمارا تمرا لعيالي، قَالَ: يا غلام افعل ذلك، فانصرفنا من عنده، فَقَالَ لي: ويحك أرأيت نفسا أكرم من هذه النفس، أو راحة أندى من هذه الراحة. فإنا لنسير عَلَى السيالة إذا غامز قد غمز ابن هرمة، فالتفت إليه فإذا هو عَبْد اللَّهِ بْن حسن بن حسن، فَقَالَ: يا دعي الأدعياء أتفضل عَلِيّ وعلى أَبِي الْحَسَن بن زيد؟ فَقَالَ: والله ما فعلت هذا!.
أخبرنا عَلِيّ بن الْحُسَيْن- صاحب العبّاسى- أخبرنا علي بن الحسن الرازي أخبرنا أبو علي الكوكبي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بن حمزة العلوي حَدَّثَنِي ابن أَبِي سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كنت ببغداد عند باب الذهب. قَالَ: فقيل: الْحَسَن بن زيد يخرج من السجن ينازع محمّد بن عبد العزيز، وكان عَلَى قضاء مدينة أَبِي جَعْفَر: الجمحي، فأمر أن ينظر بينهما، أمره أمير المؤمنين بذلك. قَالَ: فجاء الْحَسَن بن زيد، وجاء مُحَمَّد بن عبد العزيز فجلس إِلَى جانبه فِي مجلس الحكم، فأقبل الْحَسَن بن زيد على ابن المولى فقال: تعالى فاجلس بيني وبين هذا الرجس، وكره أن يلتزق به.
فأقبل أخ لمحمد بن عبد العزيز- يقال لَهُ سندلة- عَلَى الْحَسَن بن زيد فَقَالَ: إيها يا ابن أم رقوق وباسور المراق، يا ابن عم من يزعم أن فِي السماء إلها وفي الأرض إلها، ولاك أمير المؤمنين فكفرت نعمته وأردت الخروج عليه، يا معشر الملأ هل ترون وجه خليفة؟ قَالَ: فأقبل عليه الْحَسَن بن زيد فَقَالَ: مثلي ومثلك كما قَالَ الشاعر:
وليس بنصف أن أسب مجاشعا ... بآبائي الشم الكرام الخضارم
ولكن نصفا لو سببت وسبني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم
قَالَ: فتركهم الجمحي ساعة يتنازعون، ثم إن الجمحي أقبل عليهم فَقَالَ: دعونا منكم، هات يا ابن عبد العزيز ما تقول؟ قَالَ: أصلح اللَّه الْقَاضِي، جلدني مائة، وشقق قضاياي، وعلقها فِي عنقي، وأقامني عَلَى البلس، [1] فقال: ما تقول يا حسن؟ قَالَ أمرني أمير المؤمنين بذلك. قَالَ: حجتك؟ فأخرج كتابا من كمه وَقَالَ هذا حجتي.
قَالَ هاته. قَالَ: ما كنت لأدفع حجتي إِلَى غيري، ولكن إن أردت أن تنسخه فانسخه، ثم أعاده إلى كمه.
__________
[1] قال ابن منظور: ومن دعائهم: أرانيك الله على البلس. وهي غرائر يشد عليها من ينكل (لسان العرب) .(7/323)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ صفوان البردعي قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن أبي الدنيا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ: حسن بن زيد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، ويكنى أبا مُحَمَّد، مات بالحاجر وهو يريد مكة من العراق فِي السنة التي رجع فيها المهدي، سنة ثمان وستين ومائة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: كتب إلينا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجوري من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثمان وستين ومائة فيها مات الْحَسَن بن زيد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب، ويكنى أبا مُحَمَّد بالحاجر، عَلَى خمسة أميال من المدينة. وهو ابن خمس وثمانين، وصلى عليه عَلِيّ بن المهدي [1] .
3826- الْحَسَن بن زيد بن الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ حمزة بن إسحاق بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَبُو مُحَمَّد الجعفري [2] :
من أهل وادي القرى. قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن جَعْفَر بن مُحَمَّد القلانسي الرملي، وعُبَيْد اللَّهِ بن رماحس القيسي حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ الْجَعْفَرِيُّ قال حدّثنا جعفر بن محمّد القلانسي حدّثنا زيد بن المبارك حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ وَهْبٍ الْجُنْدِيُّ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُثْمَانَ. أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بسم الله الرحم الرَّحِيمِ فَقَالَ: «اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمِ، مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اسْمِ اللَّهِ الأَكْبَرِ إِلا كَمَا بَيْنَ سَوَادِ العين وبياضها»
. حدّثنا أحمد بن أبي جعفر حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزار حدّثنا أبو محمّد الحسن ابن زيد بن الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ حمزة بن إِسْحَاق بن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بْن أَبِي طالب، كان ينزل وادي القرى، وسمعنا منه فِي سويقة أَبِي الورد فِي جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
قرأت فِي كتاب أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن زيد بن الْحَسَن- من أهل وادي القرى- قَالَ: مولدي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
حَدَّثَنِي الأزهري عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: اتصل بنا أن أبا مُحَمَّد الْحَسَن بن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/162.
[2] 3826- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/98.(7/324)
زيد الجعفري توفي فِي خروجه من هاهنا مع الحاج إِلَى الري فِي الطريق، فِي شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
3827- الْحَسَن بن زياد، أَبُو عَلِيّ اللؤلؤي مولى الأنصار [1] :
أحد أصحاب حنيفة الفقيه، حدث عَنْ أَبِي حنيفة. روى عنه مُحَمَّد بن سماعة الْقَاضِي، ومحمد بن شجاع الثلجي، وشعيب بن أَيُّوبَ الصريفيني، وهو كوفي نزل بغداد.
وكذلك أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصيمري حدّثنا الحسين بن هارون الضبي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بن سلم الْحَافِظ. قَالَ: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي كان ببغداد، وأصله من الكوفة.
أخبرني الأزهرى أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: توفى حفص بن غيّاث في سنة أربع وتسعين ومائة، فجعل مكانه- يعني عَلَى القضاء- الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمى حدّثنا محمّد بن علي الأيادى حَدَّثَنَا زكريا بن يَحْيَى الساجي. قَالَ: يقال إن اللؤلؤي كان عَلَى القضاء، وكان حافظا لقولهم- يعني أصحاب الرأي- وكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عَنِ الحكم فِي ذلك. فإذا قام عَنْ مجلس القضاء عاد إِلَى ما كان عليه من الحفظ!.
أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصيمري أخبرنا عبد الله بن محمّد الحلوانيّ حدّثنا مكرم القاضي حدّثنا أحمد بن عطيّة حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يونس. قَالَ: لما ولي الْحَسَن بن زياد القضاء لم يوفق فيه، وكان حافظا لقول أصحابه، فبعث إليه البكائي، ويحك إنك لم توفق للقضاء، وأرجو أن يكون هذا الخيرة، أرادها اللَّه بك، فاستعف. فاستعفى، واستراح.
وَقَالَ أَحْمَد بن عطية: سمعت مُحَمَّد بن سماعة قَالَ: سمعت الْحَسَن بن زياد قَالَ: كتبت عَنِ ابن جريج اثني عشر ألف حديث، كلها يحتاج إليها الفقهاء.
أخبرنا الصيمري حدّثنا العبّاس بن أحمد الهاشمي حدّثنا أحمد بن محمّد المكي
__________
[1] 3827- انظر: الفوائد البهية 60. وميزان الاعتدال 1/228. والأعلام 2/191.(7/325)
حدّثنا علي بن محمّد النّخعيّ حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي قال: ما رأيت أحسن خلقا من الْحَسَن بن زياد، ولا أقرب مأخذا، ولا أسهل جانبا. قَالَ: وكان الْحَسَن يكسو مماليكه كما يكسو نفسه.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا محمّد بن عمران الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ سمعت أَبِي يَقُولُ سمعت المعيطي قَالَ: كنا فِي طريق مكة ومعنا الْحَسَن اللؤلؤي، فقال: حدّثنا عاصم عن ذر أن عمر. قال: يهتشم تطليقة [1] ، قَالَ فأتيت عَبْد الرَّحْمَنِ بن مهدي فسألته فقال: إنما هذا عاصم عن ذر عَنْ عُمَر مترس أمان.
قَالَ عَبْد اللَّهِ: وسمعت أَبِي يَقُولُ: اللؤلؤي ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن أبي جعفر أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي حدّثني إدريس بن عبد الكريم حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل قَالَ كنا عند وكيع فقيل له إن السنة مجدبة. قال: وكيف لا تجدب وحسن اللؤلؤي قاض، وحماد بن أبي حنيفة؟!.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد الذهبي البلخي قَالَ: سمعت الفتح بن عمرو الكشي يَقُولُ: قدمت مرو- وقد كنت أقمت عَلَى الْحَسَن بن زياد حتى كتبت كتبه- قَالَ فأتيت النضر- يعني ابن شميل- فَقَالَ لَهُ رجل: يا أبا الْحَسَن إن هذا الكشي قد حمل كتب الْحَسَن بن زياد وأقام عليها حتى كتبها، قَالَ فَقَالَ لي: يا كشي لقد جلبت إِلَى بلدك شرا كثيرا، لقد جلبت إِلَى بلدك شرا كثيرا.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن ابن محمّد بن عبد الله بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سألت أبا علي صالح بن محمد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي كوفي؟ فَقَالَ: ليس بشيء لا هو محمود عند أصحابنا، ولا عندهم. فقلت بأي شيء كان يتهم؟ قال بداء سوء وليس هو فِي الحديث بشيء.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا دعلج بن أحمد حدّثنا أحمد بن علي الأبار.
__________
[1] هكذا في الصميصاطية، وفي الأصل: هشتم بطليقة ولعلها لفظة فارسية.(7/326)
وأخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا دعلج أخبرنا الأبار حدّثنا محمّد بن نافع. قَالَ:
كان الْحَسَن اللؤلؤي يرفع رأسه قبل الإمام، ويسجد قبله، وسمعته يَقُولُ: أليس قد جاء الحديث من قطع سدرة، صوب رأسه فِي النار. قالوا: جاء الحديث فِي السدرة؟! قال: من قطع نخلة صوب رأسه في النار مرتين.
أخبرنا الحسن بن محمّد الخلال حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أبو بكر بن أبي داود حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَن بن زياد الحلواني. قَالَ: رأيت الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي قبل غلاما وهو ساجد.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري- إجازة- أخبرنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصريّ حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ حَدَّثَنِي ابن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت أبا أسامة يسمى الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي الْجِبْتَ.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل. قالا: أَخْبَرَنَا دعلج، وفي حديث ابن الفضل أخبرنا الأبار.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالا:
حَدَّثَنَا محمود بْن غَيْلان قَالَ قُلْتُ ليزيد بن هَارُون: ما تقول فِي الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي؟ قَالَ: أو مسلم هو؟!.
وَقَالَ البغوي قَالَ أَبُو أَحْمَد محمود بن غيلان قَالَ يعلى بن عبيد: اتق اللؤلؤي، اتق اللؤلؤي.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كامل الْقَاضِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن سعد العوفي يَقُولُ سمعت يَحْيَى بن معين يَقُولُ: الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي كذاب خبيث.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة قَالَ: وسمعت يَحْيَى بن معين وسئل عَنِ الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي فَقَالَ: كان ضعيفا فِي الحديث.
أخبرني عَلِيّ بن مُحَمَّد المالكي أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قَالَ سمعت أَبِي يَقُولُ: أسد بن عمرو، والحسن بن زياد اللؤلؤي؛ لا يكتب حديثهما.(7/327)
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان. قَالَ: الْحَسَن اللؤلؤي كذاب.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيّ الأصبهاني أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أحمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سألت أبا داود عن حسن اللؤلؤي فَقَالَ: كذاب غير ثقة ولا مأمون.
قَالَ أَبُو داود: قَالَ لي أَبُو ثور: ما رأيت أكذب من اللؤلؤي، كان عَلَى طرف لسانه ابن جريج عَنْ عطاء. وسمعت ابن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت أبا أسامة ذكره فَقَالَ: الخبيث؟
قُلْتُ: لمحمد بن شجاع الثلجي عَنِ الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي عَنْ أَبِي حنيفة روايات كثيرة، وقد حدث محمد بن مروان الكوفي والد جعفر وإسحاق عن الحسن ابن زياد عَنِ الْحَسَن بن عمارة، والذي يحدث عنه مُحَمَّد بن مروان ليس باللؤلؤي بل هو الْحَسَن بن زياد بن عُمَر الهمداني شيخ كوفي، ذكرت ذلك لئلا يشكل فيظن أنهما واحد.
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي ليس بثقة ولا مأمون.
وأَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عَنِ الْحَسَن بن زياد اللؤلؤي.
فقال: كذاب كوفي متروك الحديث.
أخبرنا الصيمري أخبرنا عبد الله بن محمّد الأسدى أخبرنا أبو بكر الدامغاني الفقيه قال أخبرناه الطحاوي أن الْحَسَن بن زياد والحسن بن أَبِي مالك توفيا جميعا فِي سنة أربع ومائتين.
3828- الْحَسَن بن زكريا بن أسد، أَبُو عَلِيّ السكري:
حدث عَنْ إِسْمَاعِيل بن عِيسَى العطار، وعَبْد اللَّهِ بْن مطيع البكري، ويحيى بْن المبارك المباركى، وما شاء الله ابن دينار، وهاشم بن الوليد الهروي. روى عنه أَبُو عَلِيّ بن الصواف، وأَبُو أَحْمَد الْحَسَن بن عَلِيّ بن عبيد الخلال.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَسَدٍ السُّكَّرِيُّ حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ(7/328)
عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَالِمٍ ونَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ ذَاتُ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ، نَادَى مُنَادِيهِ «أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ» [1] .
حرف السين من آباء الحسنين
3829- الْحَسَن بن سوار، أَبُو العلاء البغوي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عَنْ عكرمة بن عمار، وموسى بن علي بن رباح، واللّيث ابن سعد، والمبارك بن فضالة. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَأَحْمَدُ بْن منيع، وأبو قدامة السرخسي، وأبو حاتم الرَّازِيّ، ومحمد بن إِسْمَاعِيل الترمذي، وإسحاق بن الْحَسَن الحربي.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الشافعي حدّثنا إسحاق بن الحسن حدّثنا أبو العلاء الحسن بن سوار حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح أن ربيعة بن زيد حَدَّثَهُ عَنْ مُسْلِمٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» قَالُوا: أَفَلا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ «لا، مَا أَقَامُوا الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ أَلا وَمَنْ وَلِيَهُ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا أَتَى مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ. أَلا وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» [[3] 1]
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ- هُوَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الترمذي- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سِوَارٍ أَبُو الْعَلاءِ- الْثِقَةُ الرضى- وَقُلْتُ لَهُ: الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ
__________
[1] 3828- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/63. ومجمع الزوائد 2/211.
[2] 3829- انظر: تهذيب الكمال 1235 (6/168- 171) . انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/276. وطبقات ابن سعد 7/375. وتاريخ ابن معين، رواية ابن طهمان رقم 140.
وطبقات خليفة 324، والكنى لمسلم، الورقة 82. والكنى للدولابي 2/49. وضعفاء العقيلي الورقة 43. والجرح والتعديل 3/ت 63. وثقات ابن شاهين الورقة 13. وتاريخ الإسلام (الورقة 103) (أيا صوفيا 3007) . والعبر 1/369. وتذهيب التهذيب 1/الورقة 137. والكاشف 1/222. وميزان الاعتدال 1/493- 494. والوافي بالوفيات 12/42. وبغية الأريب، الورقة 89. ونهاية السول، الورقة 64. وتهذيب ابن حجر 2/281- 282. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1347. وشذرات الذهب 2/36.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/28. والمعجم الكبير 18/62.(7/329)
أَعِدْهُ عَلَيَّ، وَكَانَ قَدْ حَدَّثَنِي بِهِ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ بِسَنَتَيْنِ، قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ. قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَةٍ لا ضَرْبَ، وَلا طَرْدَ، وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ.
قَالَ أَبُو إسماعيل سألت أَحْمَد بن حنبل عَنْ هذا الحديث فَقَالَ: هذا الشيخ ثقة ثقة، والحديث غريب، ثم أطرق ساعة وَقَالَ: أكتبتموه من كتاب؟ قلنا: نعم [2] .
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق أخبرنا أحمد بن إبراهيم البزّاز حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني حدّثنا حنبل بن إسحاق حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- حدّثنا الحسن بن سوار حَدَّثَنَا ليث بن سعد قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وكان شيخا من أهل خراسان قدم علينا ليس به بأس- يعني الْحَسَن بن سوار- دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلتُ منه.
ثُمَّ أَخْبَرَنَا الأزهري أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى أخبرنا مكرم حدّثني يزيد ابن الهيثم البادا قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: سمعت الْحَسَن بن سوار لَيْسَ بِهِ بأسٌ [3] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي أَخْبَرَنِي علي بْن مُحَمَّد المروزي قَالَ وسألته- يعنى صالح بن محمّد البغوي- عن الحسن بن سوار فقال: يقولون عنه صدوق، ولا أدري كيف هو؟ [4] .
أخبرني الأزهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: الْحَسَن بن سوار يكنى أبا العلاء مروروذي، كان ثقة، قدم بغداد يريد الحج، فروى عنه الناس، وكتبوا عنه، ثم رجع إِلَى خراسان فمات بها فِي آخر خلافة المأمون [5] .
قرأت عَلَى البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ سمعت حاتم بن الليث. قَالَ: الْحَسَن بن سوار أَبُو العلاء البغوي من أهل
__________
[1] في المطبوعة تصحفت إلى جوش وكذلك في الأصل.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/170.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/169.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/170- 171.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/171. وطبقات ابن سعد 7/375.(7/330)
خراسان، قدم بغداد للحج، فكتب الناس عنه، ثم رجع، ومات بخراسان سنة ست عشرة- أو سبع عشرة- ومائتين [1] .
3830- الْحَسَن بن سهل بن عَبْد اللَّهِ، أَبُو مُحَمَّد [2] :
وهو أخو ذي الرياستين، الفضل بن سهل. كانا من أهل بيت الرياسة فِي المجوس وأسلما، هما وأبوهما سهل فِي أيام هَارُون الرشيد، واتصلوا بالبرامكة، وكان سهل يتقهرم ليحيى بن خالد بن برمك، وضم يَحْيَى الْحَسَن والفضل ابني سهل إِلَى ابنيه الفضل وجعفر يكونان معهما، فضم جَعْفَر الفضل بْن سهل إِلَى المأمون، وهو ولي عهد فغلب عليه، ولم يزل معه إِلَى أن قتل الفضل بخراسان، فكتب المأمون إلى الحسن ابن سهل وهو ببغداد يعزيه بأخيه، ويعلمه أَنَّهُ قد استوزره، ويأمره بإجراء الأمر مجراه.
فلم يكن أحد من بني هاشم ولا من سائر القواد يخالف للحسن أمرا، ولا يخرج لَهُ عَنْ طاعة، إِلَى أن بايع المأمون لعلي بن مُوسَى الرضا بالعهد. فغضب بنو الْعَبَّاس وخلعوا المأمون، وبايعوا إِبْرَاهِيم بن المهدي. فحاربه الْحَسَن بن سهل ثم ضعف عنه فانحدر الْحَسَن إِلَى فم الصلح فأقام بها، وأقبل المأمون من خراسان، فقوي لذلك الْحَسَن بن سهل ووجه إلى فم الصلح من حارب إِبْرَاهِيم بن المهدي. فضعف أمر إِبْرَاهِيم واستتر، ثم دخل المأمون بغداد. وكتب إِلَى الْحَسَن بن سهل فقدم عليه، فزاد المأمون فِي كرامته وتشريفه عند تسليمه عليه، وذلك فِي سنة أربع ومائتين.
ثم إن المأمون تزوج بوران بنت الْحَسَن بن سهل، وانحدر إِلَى فم الصلح للبناء عَلَى بوران بها في شهر رمضان سنة عشر ومائتين فدخل بها ثم انصرف وخلف بوران عند أمها إِلَى أن حملت إليه.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن يعقوب الوزان حَدَّثَنِي جدي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قفرجل حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا عون ابن محمّد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سهل قَالَ: لما بني المأمون عَلَى بوران بنت الْحَسَن بن سهل وانحدر إليهم إِلَى ناحية واسط، فرش لَهُ يوم البناء حصير من ذهب مسفوف [3] ونثر عليه جوهر كثير فجعل بياض الدر يشرق عَلَى صفرة الذهب وما مسه
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/171.
[2] 3830- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/239. ووفيات الأعيان 1/141. وابن الوردي 1/217.
[3] الذهب المسفوف: الذهب المضفور.(7/331)
أحد، فوجه الْحَسَن إِلَى المأمون: هذا نثار يجب أن يلقط، فَقَالَ المأمون: لمن حوله من بنات الخلفاء: شرفن أبا مُحَمَّد، فمدت كل واحدة منهن يدها فأخذت درة، وبقي باقي الدر يلوح عَلَى الحصير الذهب، فَقَالَ المأمون: قاتل الله أبا نواس لقد شبه بشيء ما رآه قط! فأحسن فِي وصف الخمر والحباب الذي فوقها فَقَالَ:
كأن صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء در عَلَى أرض من الذهب
فكيف لو رأى هذا معاينة! وكان أبو نواس فِي هذا الوقت قد مات.
قُلْتُ: وقيل إن الْحَسَن نثر عَلَى المأمون ألف حبة جوهر، وأشعل بين يديه شمعة عنبر وزنها مائة رطل، ونثر عَلَى القواد رقاعا فيها أسماء ضياع فمن وقعت بيده رقعة أشهد لَهُ الْحَسَن بالضيعة التي فيها، وأنفق الْحَسَن فِي وليمته أربعة آلاف ألف دينار، وكان يجري مدة إقامة المأمون عنده عَلَى ستة وثلاثين ألف ملاح! فلما أراد المأمون أن يصعد أمر لَهُ بألف ألف دينار، وأقطعه مدينة الصلح وعاش الْحَسَن إِلَى أيام جَعْفَر المتوكل.
أخبرنا أَبُو يعلى الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي أخبرنا أَبُو عَلِيّ محرز الكاتب قَالَ: حضرت مجلس أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بن سهل ووردت عليه رقعة من الْحَسَن بن وهب، واستأذنته في نسخها فأذن لي، وكانت نسختها: بسم اللَّه الرحمن الرحيم أعز اللَّه الأمير وأيده وأكرمه، وأتم نعمته عليه، إن من اكتتم- أبقى اللَّه الأمير- بحاجته وسترها عمن لا مذهب لَهُ فيها إلا إليه، ولا سداد لها إلا عنده، فقد أضاع حظه، وظاهر عَلَى نفسه، وقد أصبحت- أعز اللَّه الأمير- موصول الرغبة بالأمير، ممدود الأمل فِي فضله، لا أنسب قديما إلا إليه، ولا أرجو حديثا إلا عنده. فأستوهب اللَّه بقاء الأمير، ودوام الكرامة لَهُ، وقد ابتعت منزلا بالحضرة جمعت فيه ما كان متفرقا من أمري، وتوخيت أن تظهر به نعم الأمير عندي ومبلغ ثمنه أربعون ألف درهم، فإن رأى الأمير أن يتحمل عَنْ عبده وصنيعته ما رأى تحمله من هذه النائبة، ويصل ذلك بما تقدم من إحسانه وإنعامه، ويلحقه فيه بنظرائه الذين شملتهم نعم الأمير، وتظاهرت عليهم فعل إن شاء اللَّه.
فوجه إليه بمائة ألف درهم.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن همام الشيباني أخبرنا أَبُو مزاحم مُوسَى بن عُبَيْد اللَّهِ بن يحيى بن خاقان المقرئ الخاقاني(7/332)
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: حضرت الْحَسَن بن سهل وجاءه رجل يستشفع به فِي حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فَقَالَ لَهُ الْحَسَن بن سهل: علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة، كما أن للمال زكاة؟ ثم أنشأ الْحَسَن يَقُولُ:
فرضت عَلِيّ زكاة ما ملكت يدي ... وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا
فإذا ملكت فجد وإن لم تستطع ... فاجهد بوسعك كله أن تنفعا
أخبرنا القاضي أبو القاسم التّنوخيّ حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المازني حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي العيناء. قَالَ: لما مات الْحَسَن بن سهل قَالَ أَبِي: والله لئن أتعب المادحين لقد أطال بكاء الباكين، ولقد أصيبت به الأيام، وخرست بموته الأقلام، ولقد كان بقية وفي الناس بقية، فكيف اليوم وقد بادت البرية؟
أخبرني محمد بن علي الصوري أخبرنا الحسن بن حامد الأديب حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الموصلي قَالَ قرئ عَلَى الْحَسَن بن عليل وأنا أسمع: حدثكم مسعود ابن بشر المازني حَدَّثَنَا يانس بن عَبْد اللَّهِ الخادم. قَالَ: سأل مُحَمَّد بن عبد الملك الزيات أبا دلف الْقَاسِم بن عِيسَى العجلي عرض رقعة عَلَى الْحَسَن بن سهل فعرضها عليه فَقَالَ لَهُ الْحَسَن: نحن فِي شغل عَنْ هذا. فَقَالَ لَهُ أَبُو دلف: مثلك أطال اللَّه بقاءك لا يشتغل عَنْ مُحَمَّد بن عبد الملك. فَقَالَ لخازنه: احمل مع أَبِي دلف إليه عشرين ألف درهم، قَالَ فلما وصلت إِلَى مُحَمَّد كتب إليه بهذين البيتين:
أعطيتني يا ولي الحق مبتديا ... عطية كافأت مدحي ولم ترني
ما شمت برقك حتى نلت ريقه ... كأنما كنت بالجدوى تبادرنى
فعرضها أبو دلف على الْحَسَن بن سهل فَقَالَ: يا غلام احمل إِلَى مُحَمَّد خمسة آلاف دينار.
أخبرني أَبُو القاسم الأزهرى أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: سنة ست وثلاثين- يعني ومائتين- فيها مات الحسن بن سهل، وقد أتت له سبعون سنة، وكان من أسمح الناس وأكرمهم فحدثني بعض ولده أَنَّهُ رأى سقاء يمر فِي داره، فدعا به فَقَالَ: ما حالتك؟ فشكا ضيقه، وذكر أن لَهُ ابنة يريد زفافها، فأخذ ليوقع لَهُ بألف درهم فأخطأ فوقع بألف ألف درهم، فأتى بها السقاء وكيله فأنكر ذلك، وتعجب أهله منه واستعظموه، وتهيبوا مراجعته، فأتوا(7/333)
غسان بن عباد بن عباد، وكان غسان أيضا من الكرماء فأتى الْحَسَن بن سهل فَقَالَ لَهُ: أيها الأمير إن اللَّه لا يحب المسرفين، فَقَالَ لَهُ الْحَسَن: ليس فِي الخير إسراف، ثم ذكر أمر السقاء فَقَالَ: والله لا رجعت عَنْ شيء خطته يدي. فصولح السقاء عَلَى جملة منها ودفعت إليه.
3831- الْحَسَن بن سهل بن سختويه، أَبُو عَلِيّ المقرئ:
بغدادي سمع سعيد بن سُلَيْمَان الواسطي. ذكره أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ النيسابوري فِي كتاب الأسماء والكني.
3832- الْحَسَن بن سهيل:
حدث عَنْ إِسْحَاق بْن يوسف الأزرق. رَوَى عنه أَحْمَد بن حَمَّاد بن سُفْيَان الكوفي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حدّثنا أبو بكر الطلحي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ الْكُوفِيُّ حدّثنا الحسن بن سهيل البغدادي حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُخْلَطَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ مِسْعَرٍ، فَمِنْهُمْ مَنْ رَفَعَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْقَفَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: نُهِيَ.
3833- الْحَسَن بن السكين بن عِيسَى، أَبُو مَنْصُور البلدي:
سكن بغداد وحدث بها عَنْ أَبِي بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر العبدي، ومحمد بن عبيد الطنافسي. وأسود بن عامر شاذان. روى عنه يَحْيَى بن صاعد، والحسين والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي، وعمر بن يوسف الزعفراني، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ، ومحمد بن مخلد الدوري، إلا أن ابن مخلد سماه الْحُسَيْن، وسنعيد ذكره فِي باب: الْحُسَيْن إن شاء اللَّه.
3834- الْحَسَن بْن سعيد بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو مُحَمَّد الفارسي البزاز ويعرف بابن البستنبان.
قرابة سعدان بن نصر وجاره، سمع سُفْيَان بن عيينة، ومعمر بن سُلَيْمَان الرقي، وإسماعيل بن علية، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وخالد بن العوام، وداود بن المحبر، وغسان بن عبيد الموصلي، وعلى بن مزيد الصدائي، ويونس بن محمد، وأبا بدر(7/334)
شجاع بن الوليد. روى عنه أبو ذر الباغندي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، والقاضي المحاملي، ومحمد بْن مخلد، ويَعْقُوب بْن عَبْد الرحمن الجصاص، ومحمد بن أحمد بن معمّر الحربيّ، وأبو سعيد بن الأعرابي.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: أتيناه فلم يقض مصادفته. وهو صدوق.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِنْجِيٍّ الْكَاتِبُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجصاص حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدِ ابْنِ عَمِّ سَعْدَانَ بْن نَصْر المخرمى حَدَّثَنَا يَعْلَى- يَعْنِي ابْنَ عُبَيْد- عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ؛ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ يَا وَيْلَهُ، أُمِرَ هَذَا بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ [1] »
. قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بْن مَخْلَد بِخطه: سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات قرابة سعدان بن نصر أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن سعيد المعروف بابن البستنبان فِي شهر ربيع الأول.
3835- الْحَسَن بن سعيد بن مهران، أَبُو عَلِيّ الصَّفَّار المقرئ [2] :
من أهل الموصل. قدم بغداد وحدث بِها عَنْ غسان بن الربيع، ومعلي بن مهدي، وإبراهيم بن حيان. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأحمد ابن الفضل بن خزيمة، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي، وأَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الموصلي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ- فِي الرُّصَافَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ- قَالَ حَدَّثَنَا غسان بن الرّبيع حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْلَمْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وقَاتَلْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَذَلَهُ- يَعْنِي النَّاسَ- وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلافَتِكَ رَجُلانِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَعِدْ. فَأَعَدْتُ فَقَالَ عُمَرُ: الْمَغْرُورُ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ. لَوْ أن مَا عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ بَيْضَاءَ وَصَفْرَاءَ لافْتَدَيْتُ به من هول المطلع!.
__________
[1] 3834- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان 133. وسنن ابن ماجة 1052.
ومسند أحمد 2/440.
[2] 3835- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/38.(7/335)
كتب إِلَيَّ أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن إِدْرِيس، وحدثني بذلك أَبُو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموى عنه حدّثنا المظفّر بن محمّد الطوسي حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزدي. قَالَ: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن سعيد، بن مهران الصَّفَّار كثير الكتاب، وكان متعففا، وحدث وكتب الناس عنه، وانحدر إلى مدينة السلام، وكثر الناس عليه وكتبوا عنه، وتوفي فِي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
3836- الْحَسَن بن سعيد بن ماهان، أَبُو عَلِيّ القطان الصّوفيّ:
ذكره عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي فِي تاريخه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن السلمي. قَالَ: الْحَسَن بن سعيد بن ماهان أَبُو عَلِيّ القطان، بغدادي صحب أبا جَعْفَر الوساوسي من جلة مشايخهم، وقدمائهم.
3837- الْحَسَن بن سعيد البزوري:
حدث عن فزان صاحب أَحْمَد بن حنبل روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْعَتِيقِيُّ وأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَيِّعُ. قَالا: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ زكريّا حدّثنا الحسن بن سعيد البزوري حدّثنا عبد الله بن محمّد فوزان حدّثنا روح بن عبادة حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي قُدَامَةَ الْحَنَفِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ سَبْعَ مِرَارٍ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ.
3838- الْحَسَن بن سعيد بن الْحَسَن بن يوسف بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أَبُو الْقَاسِمِ الْوَرَّاق، يعرف بابن الهرش [1] :
مروذى الأصل حدث عَنْ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم البغوي، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، وَمُحَمَّد بن عبد الملك بن زنجويه، روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وأبو الْقَاسِم بن الثلاج، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان أن ابن الهرش مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
3839- الْحَسَن بن سلام بن حَمَّاد بن أبان بن عَبْد اللَّهِ، أَبُو عَلِيّ السواق [2] :
سمع عُبَيْد اللَّهِ بن مُوسَى، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وقبيصة بن عتبة، وعلي بن قادم، وعفان بن مسلم، وعبد العزيز الأويسى
__________
[1] 3838- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/386.
[2] 3839- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 7/283.(7/336)
وعبد الله بن رجاء الغدائى، وأبا حذيفة النهدي، ومحمد بن سابق، وسعيد بن سُلَيْمَان الواسطي، وسليمان بن داود الهاشمي، وعمرو بن حكام، وأبا عبد الرّحمن ابن هانئ النخعي. روى عنه يَحْيَى بن صاعد، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار، وأبو عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي.
وذكره الدارقطني فَقَالَ: ثقة صدوق.
أخبرنا الْحَسَن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم. قال: مات الحسن ابن سلام السواق يوم الخميس لثلاث خلون من صفر سَنَةَ سَبْعَ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: توفي الْحَسَن بن سلام السواق لأربع بقين من صفر سنة سبع وسبعين.
3840- الْحَسَن بن سُلَيْمَان بن نافع، أَبُو معشر الدارمي البصري [1] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ أَبِي الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد، والعباس بن الوليد النرسي، وعمرو بن الحسين العقيلي، ونصر بن عَلِيّ الجهضمي. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وأبو الحسين الزينبي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وغيرهم.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف السهمي يَقُولُ سألت الدارقطني عَنْ أَبِي معشر الْحَسَن بن سُلَيْمَان الدارمي فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عثمان الصيرفي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ. قَالَ: مات أبو معشر الدارمي سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قَالَ قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد الْقَاضِي:
مات أَبُو معشر الْحَسَن بن سُلَيْمَان الدارمي يوم الأربعاء لليلتين خلتا من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب الكوفة.
3841- الْحَسَن بن السري بن سهل بن ميمون بن الحباب، أَبُو عَلِيّ العطار الحربي:
حدث عَنْ أَبِي قلابة الرقاشي. حدث عَنْهُ أَبُو الفتح بْن مسرور البلخي، وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي جامع المنصور، وَقَالَ: كان ثقة.
__________
[1] 3840- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/146. وسؤالات السهمي للدارقطنى 249.(7/337)
حرف الشين من آباء الحسنين
3842- الْحَسَن بن شوكر، أَبُو عَلِيّ [1] :
حدث عَنْ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، وإسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه المنادي، وأبو أحمد بن عبدوس السراج، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، ومحمد بن سليمان بن فهرويه العلاف.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن أحمد بن عبد الله الأنماطى أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَهْرَوَيْهِ الْمُخَرِّمِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَوْكَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابن جعفر حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلالِ بَعْدَ الْهِلالِ، ثلاثة أهلة، ما يوقد فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ!! قُلْتُ: فَمَاذَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَا خَالَةُ؟ فَقَالَتِ:
الأَسْوَدَانِ، التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ- نِعْمَ الْجِيرَانُ- كَانَتْ لَهُمْ منائح فَيَمْنَحُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا.
3843- الْحَسَن بن شبيب بن راشد بن مطر، أَبُو عَلِيّ المؤدب:
حدث عَنْ شريك بن عَبْد اللَّهِ، وهشيم بن بشير، وأبي يوسف القاضي، وخلف ابن خليفة الأشجعي. روى عنه يَعْقُوب بن شيبة السدوسي، وعمر بن أَيُّوبَ السقطي، وهيثم بن خلف الدوري، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ ياسين، وأحمد بن الْحَسَن الكرخي، وإسماعيل بن إِبْرَاهِيم المعروف بسمعان، ويحيى ابن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد والقاضي المحاملي.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لفظا- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ خليد المقرئ بمكة- حدّثنا الحسن ابن شبيب المؤّدّب- أبو علي الأعسر- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ [يحيى ابن دينار [2]] الرُّمَّانِيِّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
__________
[1] 3842- انظر: تهذيب الكمال 1237 (6/176) . وثقات ابن حبان، الورقة 89. والمعجم المشتمل، الترجمة 249. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 138. والكاشف 1/222. وتاريخ الإسلام، الورقة 192 (أيا صوفيا 3007) . وبغية الأريب، الورقة 89. ونهاية السول، الورقة 64. وتهذيب ابن حجر 2/284. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1350.
[2] 3843- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/338)
«لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ إِلَى الأَرْضِ مَكَثَ فِيهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ثم قاله لَهُ بَنُوهُ:
يَا أَبَانَا تَكَلَّمْ. قَالَ فَقَامَ خَطِيبًا فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا مِنْ وَلَدِهِ، وَوَلَدِ وَلَدِهِ، وَوَلَدِ وَلَدِ وَلَدِهِ، وَوَلَدِ وَلَدِ وَلَدِ وَلَدِهِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي فَقَالَ «يَا آدم أقل كلامك حتى تَرْجِعْ إِلَى جِوَارِي [1] »
. قَالَ ابن المقرئ: هكذا حدّثنا هذا الشّيخ ولم أكتبه إلا عنه، وكتب عنه جماعة أصحابنا، وكان يوثق.
قُلْتُ: خَالَفَهُ الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ فرواه عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ خَلَفٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ.
كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الجوهريّ أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقى حدّثنا الحسين بن إسماعيل حدّثنا الحسن بن شبيب المعلم حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ أَكْثَرَ ذُرِّيَتَهُ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ، وَوَلَدُ وَلَدِ وَلَدِهِ فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ حَوْلَهُ وَآدَمُ سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ فَقَالُوا: يَا أَبَانَا مَا لَنَا نَحْنُ نَتَكَلَّمُ وَأَنْتَ ساكت لا تتكلم؟
قَالَ: يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَهْبَطَنِي مِنْ جِوَارِهِ إِلَى الأَرْضِ عَهِدَ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا آدَمُ أَقِلَّ الْكَلامَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى جِوَارِي» لا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ إِلا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أخبرنا أبو سعيد المالينى أخبرنا عبد الله ابن عدي الْحَافِظ. قَالَ: الْحَسَن بن شبيب المكتب بغدادي، حدث عَنِ الثقات بالبواطيل، ووصل أحاديث هي مرسلة.
أَخْبَرَنَا البرقاني. قَالَ: قُلْتُ لأبي الْحَسَن الدارقطني: الْحَسَن بن شبيب المؤدب؟
فَقَالَ: أخباري يعتبر به، وليس بالقوي، يحدث عنه المحاملي.
3844- الْحَسَن بْنُ شِهَابِ بْنِ الْحَسَن بْنِ عَلِيّ بن شهاب، أَبُو عَلِيّ العكبري:
ولد بعكبرا فِي المحرم من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وسمع الحديث عَلَى كبر السن من أَبِي عَلِيّ بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي عَلِيّ الطوماري، وحبيب بن الْحَسَن القزاز، وابن مالك القطيعي، ومن بعدهم.
وكان فاضلا يتفقه عَلَى مذهب أَحْمَد بن حنبل، ويقرئ القرآن، ويعرف الأدب، ويقول الشعر. كتبت عنه بعكبرا.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 6898. والدر المنثور 1/61. وتهذيب ابن عساكر 2/361.(7/339)
سمعت أبا بكر البرقاني- وذكر بحضرته أَبُو عَلِيّ بن شهاب- فَقَالَ: ثقة أمين.
حَدَّثَنِي عِيسَى بن أَحْمَد الهمذاني. قَالَ: قَالَ لي أَبُو عَلِيّ بن شهاب يوما: أرني خطك، فقد ذكر لي أنك سريع الكتابة، فنظر فيه فلم يرضه، ثم قَالَ لي: كسبت فِي الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية، قَالَ: وكنت أشترى كاغذا بخمسة دراهم فأكتب فيه ديوان المتنبي فِي ثلاث ليال، وأبيعه بمائتي درهم، وأقله بمائة وخمسين درهما، وكذلك كتب الأدب المطلوبة.
سمعت الأزهري يَقُولُ: أخذ السلطان من تركة ابن شهاب ما قدره ألف دينار، سوى ما خلفه من الكروم والعقار، وكان أوصى بثلث ماله لمتفقهة الحنابلة فلم يعطوا شيئا، مات ابن شهاب فِي ليلة النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
حرف الصاد من آباء الحسنين
3845- الْحَسَن بن الصباح بن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ البزّاز [1] :
سمع سُفْيَان بن عيينة، ومعن بن عِيسَى، وأبا معاوية الضرير، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، وحجاج بن مُحَمَّد الأعور، وأبا المنذر إسماعيل بن عمر، وشبابة ابن سوار، وأبا عَبْد الرَّحْمَنِ المقرئ. روى عنه مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري، ومحمد ابن إِسْحَاق الصاغاني، وإبراهيم الحربي وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل، وَأَبُو إِسْمَاعِيل الترمذي، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وجعفر بْن مُحَمَّد الفريابي، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وقاسم بْن زكريا المطرز، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، وآخر من حدث عنه القاضي المحامليّ.
__________
[1] 3845- انظر: تهذيب الكمال 1239 (6/191- 195) . وانظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/25. والتاريخ الكبير 2/ت 2522. والصغير 2/387. والكنى لمسلم، الورقة 73.
والمعرفة ليعقوب 2/789، 3/393. والجرح والتعديل 3/ت 71. وثقات ابن حبان، الورقة 89. وشيوخ البخاري، لابن عدى، الورقة 99. ورجال البخاري، للباجى، الورقة 41. وأسماء الدارقطني، الترجمة 199. والجمع 1/ت 316. وطبقات الحنابلة 94.
والمعجم المشتمل الترجمة 250. والمعلم، لابن خلفون، الورقة 61. والعبر 1/453.
وتاريخ الإسلام، الورقة 148 (أحمد الثالث 2917/7) . وسير النبلاء 12/192.
وتذهيب التهذيب 1/الورقة 139. والكاشف 1/222. وميزان الاعتدال 1/449- 500. والمغني 1/ت 1418. والوافي بالوفيات 12/60. والبداية والنهاية 11/4. وبغية الأريب الورقة 89. ونهاية السول، الورقة 64. وتهذيب ابن حجر 2/289- 290.(7/340)
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم سئل أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: صدوق، وكانت لَهُ جلالة عجيبة ببغداد.
وكان أَحْمَد بن حنبل يرفع من قدره ويجله [1] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن على الصوري أخبرني الخطيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي أخبرني أَبِي. قَالَ: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن صباح بن مُحَمَّد البزار ليس بالقوي.
هكذا ذكره النسائي فِي كتاب «الأسماء والكنى» ، وذكره فِي تسمية شيوخه فَقَالَ ما:
أخبرنا البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدّثنا الحسن بن رشيق- بمصر- حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري أخبرنا الخطيب بن عبد الله قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ سمعت أَبِي يَقُولُ: الْحَسَن بن الصباح بغدادي صالح.
حدثت عَنْ عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أخبرنا أبو بكر الخلال أخبرنا محمّد ابن خضر قَالَ سمعت ابن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يَقُولُ: ما يأتي عَلَى ابن البزار يوم إلا وهو يعمل فيه خيرا، ولقد نختلف إِلَى فلان المحدث- وسماه- قَالَ فكنا نقعد نتذاكر الحديث إِلَى خروج الشيخ، وابن البزار قائم يصلي إِلَى خروج الشيخ، وما يأتي عليه يوم إلا وهو يعمل فيه الخير [2] .
قَالَ الخلال: وأخبرني الْحَسَن بن صالح العطّار حَدَّثَنَا هَارُون بْن يَعْقُوب الهاشمي قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ إِنَّهُ سأل أبا عَبْد اللَّهِ عَنِ الْحَسَن بن البزار قَالَ: أكتب عنه. ثقة صاحب سنة [3] .
أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قُرِئَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيِّ- وأنا أسمع- حدثكم أَبُو قريش مُحَمَّد بن جمعة الْحَافِظ، حدّثنا الحسن بن الصّبّاح- وكان من أجل الصالحين [4] .
قرأت عَلَى البرقاني عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ المزكي أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/194.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/193- 194.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/193.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/194، وفيه: «وكان أحد الصالحين» .(7/341)
قَالَ: سمعت الْحَسَن بن الصباح يَقُولُ: أدخلت عَلَى المأمون ثلاث مرات، رفع إليه أول مرة أَنَّهُ يأمر بالمعروف وكان نهى أن يأمر أحد بمعروف- فأخذت فأدخلت عليه، فَقَالَ لي: أنت الْحَسَن البزار؟ قُلْتُ: نعم يا أمير المؤمنين؛ قَالَ: وتأمر بالمعروف؟
قُلْتُ: لا ولكني أنهى عَنِ المنكر. قَالَ: فرفعني عَلَى ظهر رجل وضربني خمس درر وخلى سبيلي. وأدخلت عليه المرة الثانية، رفع إليه أني أشتم عَلَى بن أَبِي طالب، قَالَ فلما قمت بين يديه قَالَ لي أنت الْحَسَن؟ قُلْتُ: نعم يا أمير المؤمنين. قَالَ: وتشتم علي ابن أَبِي طالب؟ فقلت صلى اللَّه عَلَى مولاي وسيدي عَلِيّ، يا أمير المؤمنين أنا لا أشتم يزيد بن معاوية، لأنه ابن عمك فكيف أشتم مولاي وسيدي؟! قَالَ: خلوا سبيله.
وذهبت مرة إِلَى أرض الروم إِلَى بدندون فِي المحنة، فدفعت إِلَى أشناس، فلما مات خُلِيَّ سبيلي.
قَالَ السراج: مات الْحَسَن بن الصباح بن مُحَمَّد أَبُو عَلِيّ الواسطي وكان لا يخضب، من خيار الناس- ببغداد يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار حَدَّثَنَا عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار. قَالَ: مات الحسن بن الصباح البزار فِي ربيع الأول سنة تسع وأربعين ومائتين [1] .
3846- الْحَسَن بن صبيح بن عَبْد اللَّهِ، أَبُو عَلِيّ المؤدب، يعرف بأبي هريسة:
حدث عَنْ عَلِيِّ بْن عَاصِم. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بن محمّد بن يحيى السواق، ومحمّد ابن مخلد العطار.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبَّاسٍ النَّجَّارُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السَّوَّاقُ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ- قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن صبيح المؤدب- المعروف بأبى هريسة- حدّثنا علي بن عاصم حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا سُوِّيَ فِي اللَّحْدِ، وَحُثِيَ التُّرَابُ عَلَيْهِ، قَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ الْقُرْآنِ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ رَبَّ الْقُرْآنِ أَوْسِعْ عَلَيْهِ مَدَاخِلَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ مُغْضَبًا. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ؟ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقُرْآنَ مِنْهُ؟! قَالَ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلُ نَكَّسَ رَأْسَهُ وَمَضَى اسْتِحْيَاءً مِمَّا قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، كَأَنَّهُ أتى على كبيرة!!
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/194.(7/342)
3847- الْحَسَن بن صديق بن مسلم، أَبُو مسلم الزجاج:
حدث عَنْ عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن إشكاب، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ الدَّيْنَوَرِيُّ.
رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن جعفر بْن الخلال.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الخلال حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْحَسَنُ بْنُ صَدِيقِ بْنِ مسلم الزجاج حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحر بن أشكاب حدّثنا أبو بدر حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ- الَّذِي كَانَ فِي بَنِي دَالانَ- عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَاءَ بِلالٌ فَأَذَّنَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَمَامِي نُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَلْفِي نُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ مِنْ تَحْتِي نُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَنْ يَمِينِي نُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَنْ شِمَالِي نُورًا، اللَّهُمَّ أعظم لي نور» [1]
. 3848-[2] الْحَسَن بن صاحب بن حميد [3] ، أَبُو عَلِيّ الشاشي:
أحد الرحالين، كتب ببلاد خراسان. والجبال، والعراق، والحجاز، والشام، وقدم بغداد فِي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وحدث بها عَنْ عَلِيّ بن خشرم، وإسحاق بن مَنْصُور، وأبي زرعة الرَّازِيّ، وعمرو بن عبد الله الأزدى، ومحمد بن عوف الحمصي، وعبدة بن سُلَيْمَان البصري نزيل مصر، وعيسى بن غيلان، وهبيرة بن الْحَسَن الزاهد، ومحمد بن عبد العزيز الدينوري، وغيرهم. روى عنه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد ابن الجعابي، ومحمد بن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق، وعمر بن مُحَمَّدِ بْنِ سبنك، ومُحَمَّد بْن المظفر، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد الْعَتِيقِيُّ والْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الحافظ حدّثنا الحسن بن صاحب حدّثنا ابن مسعود الخياط حدّثنا محمّد بن عيسى بن الطباع حدّثنا هشيم حدّثنا إسماعيل
__________
[1] 3847- انظر الحديث في: مسند أحمد 1/343. وسنن النسائي 2/218. وسنن أبى داود 1349.
[2] 3848- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/257. والأنساب 7/245.
[3] في اللباب ومعجم البلدان: ابن الحاجب وفي المعجم: ابن جنيد.(7/343)
ابن أَبِي خَالِدٍ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ وُعَبَيْدَةُ كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْجُعْفِيَّيْنِ [1] سَلَمَةَ وَأَخٍ له أنهما سَأَلا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّنَا وَأَدَتِ ابْنَةً لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ يَنْفَعُهَا إِنْ صلينا عليها مَعَ صَلاتِنَا، أَوْ صُمْنَا عَنْهَا مَعَ صِيَامِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الوائدة والموءودة في النار، إلا أن تدرك الْوَائِدَةَ الإِسْلامُ فَيُغْفَرَ لَهَا»
. أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ. قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ بُنْدَارٍ الزَّاهِدَ يَقُولُ: تُوفِيَ الْحَسَنُ بْنُ صَاحِبٍ بِالشَّاشِ سَنَةَ أَرْبَعَ عشرة وثلاثمائة.
حرف الطاء من آباء الحسنين
3849- الْحَسَن بن الطيب بن حمزة بن حَمَّاد، أَبُو عَلِيّ البلخي المعروف بالشجاعي [2] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ هدبة بْن خَالِد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير، وعثمان بن أَبِي شيبة، وقطن بن نسير، وقتيبة بن سعيد، والحسن بن عُمَر بن شقيق، وأبي كامل الجحدري، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر. رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي، وعَبْد الخالق بْن الْحَسَن بْن أَبِي روبا، وأَبُو بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعمر بن مُحَمَّدِ بْنِ الزيات، وأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق، ومحمد بن المظفر، فِي آخرين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الحسن بن الطيب- أبو علي البلخي- حدّثنا هدبة بن خالد حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ وَحُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ وَأَيُّوبَ وَهِشَامٍ وَحَبِيبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ [3] »
. كتب إلي الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد جناح بن نذير المحاربي- من الكوفة- وحدثنيه
__________
[1] في النسختين: عن الجعبيين تصحيف.
[2] 3849- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/191. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى برقم 246.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/395، 491، 496، 499، 5/299، 311.
وصحيح مسلم، الأدب 1. ومجمع الزوائد 8/71.(7/344)
مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري عنه قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بن إِسْمَاعِيل السكوني قَالَ: سألت أبا بكر مُحَمَّد بن فريان بن فرقد البلخي عَنِ الحسن ابن الطيب البلخي الشجاعي- الذي كان عندنا بالكوفة- فَقَالَ لي: وهو باق؟ قُلْتُ نعم! قَالَ: ذاك رحله أبوه إِلَى قتيبة بن سعيد بالنفقة الواسعة عَلَى البغل الفاره.
أنبأنا أَبُو سعيد المالينى- وكتبت من أصل كتابه- أخبرنا عبد الله بن عدي.
قال: الحسن بن الطيب بن شجاع أَبُو عَلِيّ البلخي من ساكني الكوفة كان لَهُ عم يقال لَهُ الْحَسَن بن شجاع، فادعى كتبه حيث وافق اسمه اسمه، أخبرني عبدان بهذا، وكان عبدان يحدث عَنْ عمه. قَالَ ابن عدي: وقد حدث أيضا- يعني الْحَسَن بن الطيب- بأحاديث سرقها.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَطَشِيُّ حدّثنا الحسن بن الطيب البلخي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عن الأعمش حَدَّثَنِي شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، يَفْتَتِحُونَ الصَّلاةَ بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالِمِينَ.
قَالَ الأَعْمَشُ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: لو كَانَ غير قتادة؟! قَالَ: لم لا ترضى بقتادة؟.
حَدَّثَنِي ثابت عَنْ أنس أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الهراوى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: فِي كِتَابِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الطَّيِّبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الجواب عن عمار بن رزيق عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانُوا يستفتحون القراءة بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
قَالَ ابن عدي: وكان الْحَسَن بن الطيب قد حمل إِلَى بغداد ومات بها وقرئ عليه أجزاء من فوائده، وكان هذا الحديث فِي وسط جزء منها فامتنع من أن يقرأ عليه هذا الحديث، وخاف الشنعة عليه إذا رواه عَنِ ابن نمير لأن هذا الحديث لا أعلم رواه عَنِ ابن نمير غير حميد بن الربيع الخزاز، وإنما روى هذا الحديث جماعة عَنْ أَبِي الجواب عن عمار بن رزيق عن الأَعْمَشُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.
حَدَّثَنِي البرقاني قَالَ: كلمت أبا بكر الإسماعيلي فِي روايته عَنِ الْحَسَن بن الطيب الشجاعي فَقَالَ: نحن سمعنا منه قديما، وكان إذ ذاك مستورا وكتبه صحاحا، وإنما أفسد أمره بأخرة، أو كما قَالَ.(7/345)
سألت البرقاني عَنِ الْحَسَن بن الطيب فَقَالَ: كَانَ الإسماعيلي حسن الرأي فيه، فذكرت لَهُ أَنَّهُ عند البغداديين ذاهب الحديث فَقَالَ: لما سمعنا منه كَانَ حاله صالحا.
قَالَ البرقاني: وهو ذاهب الحديث. قُلْتُ للبرقاني مرة أخرى: هل الْحَسَن بن الطيب الشجاعي ضعيف؟ فَقَالَ: نعم ضعيف، ضعيف.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُولُ سألت أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الْحَافِظ- بالكوفة- عَنِ الْحَسَن بن الطيب فَقَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عَلِيّ الخزاز قَالَ سمعت ابن زيدان- وذكر لَهُ أن ابن سعيد يتكلم فِي الْحَسَن بن الطيب الشجاعي فَقَالَ ابن زيدان: ما للبلخي؟ كتبت عنه قمطرا، قَالَ ابن سُفْيَان: وأحسبه قَالَ: ثقة.
وَقَالَ ابن سُفْيَان: حَدَّثَنِي زيد بن عَلِيّ الخلال قَالَ سمعت ابن سعيد يعاتب أبا الْقَاسِم بن منيع فِي البلخي ويقول لَهُ: أنزلته عليك، وأفدت عنه؟! فَقَالَ: ما للبلخي؟
ما سألته عَنْ شيخ إلا أعطاني صفته، وعلامته، ومنزلته.
وَقَالَ: حمزة سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن الطيب البلخي فَقَالَ: لا يساوي شيئا، لأنه حدث بما لم يسمع.
قَالَ حمزة: وسمعت ابن سُفْيَان الْحَافِظ يَقُولُ: حَدَّثَنِي غير واحد عَنِ الحضرمي أَنَّهُ قَالَ: هو كذاب. والله أعلم بما اختلفوا فيه.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل- من الكوفة- يذكر أن أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْنِ سُفْيَان القرشي حدثهم. قال: سنة سبع وثلاثمائة فيها مات أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن الطيب البلخي ببغداد. وقيل إِنَّهُ اجتمع عليه ببغداد من الناس ما لا يحصى عددهم إلا اللَّه، وقد كَانَ الحضرمي فيما بلغني يكثر الكلام فيه ويكذبه، ورأيت كثيرا من مشايخنا المتقدمين يوثقونه، ثم ساق عن أحمد ابن علي الخزاز، وعن يزيد بن عَلِيّ الخزاز، نحو ما قدمنا ذكره.
أخبرنى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ قَالَ وجدت فِي كتاب أخي بخطه: مات الْحَسَن بن الطيب البلخي لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة، يوم الثلاثاء وكان به وضح فِي يديه ورجليه، وكان به ضعف البصر فِي عينيه جميعا، وكان في أذنه ثقل، وكان يسمع ما يقرأ عليه، وإذا أملى لقنوه، وكان جيد الحفظ لحديثه.(7/346)
3850- الْحَسَن بن أَبِي طيبة، الْقَاضِي المصري:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنْ هشام بْن عمار الدمشقي، وأحمد بن صالح المصري.
روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أخبرنا محمّد بن المظفر حدّثنا الحسن بن أبى طيبة القاضي حدّثنا هشام بن عمار حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ، فَشَرِبَ وَنَاوَلَ الأَعْرَابِيُّ وَقَالَ: «الأَيْمَنُ فَالأَيْمَنُ» [1]
. أخبرنا عَلِيّ بن المحسن الْمُعَدَّل- من أصله- أخبرنا محمّد بن المظفر حَدَّثَنِي الْحَسَن بن أَبِي طيبة المصري- ببغداد- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صالح. قَالَ: قَالَ ابن وهب:
كنا عند مالك فَذَكَرْتُ السُّنَّةَ، فَقَالَ مَالُكٌ: السُّنَّةُ سَفِينَةُ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غرق. وحدث أَبُو بكر المفيد عَنْ أَبِي عَلِيّ الْحَسَن بن يوسف بن أَبِي طيبة المصري المالكي عَنْ عمرو بن ثور. والله أعلم.
حرف العين [من آباء الحسنين]
3851- الْحَسَن بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن عباد بن الهيثم بن الْحَسَن بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أَبُو عَلِيّ المعروف بالاحتياطي [2] :
حدث عَنْ جرير بن عبد الحميد، ويوسف بن أسباط وسفيان بن عيينة، وعبد الله ابن وهب. روى عنه الهيثم بن خلف الدوري، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وغيرهما.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن نصر الستورى حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا الهيثم بن خلف حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- أَبُو عَلِيٍّ- حَدَّثَنَا جَرِيرِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلا عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا مَكْتُوبٌ؛ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عُمَرُ الْفَارُوقُ، عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ [3] » .
__________
[1] 3850- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/144، 7/142. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة 124، 125.
[2] 3851- انظر: الأنساب، للسمعاني 1/140.
[3] انظر الحديث في: اللئالئ المصنوعة 1/165.(7/347)
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي. قَالَ: الْحَسَن بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن عباد يعرف بالاحتياطي، يسرق الحديث، منكر عَنِ الثقات، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق.
قُلْتُ: روى عنه غير واحد فسماه الْحُسَيْن، ونحن نعيد ذكره فِي باب: الْحُسَيْن إن شاء اللَّه.
3852- الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بن جبير، أَبُو مُحَمَّد البزاز النهاوندي:
سكنَ بغداد وحدث بِهَا عَنْ صالِح بْن عَلِيّ النوفلي الحلبي، وعبد الملك بن عبد الحميد الميمون الرقي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي. روى عنه الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي.
3853- الْحَسَن بن عبد العزيز بن الوزير، أَبُو عَلِيّ الجذامي ويعرف بالجروي [1] :
من أهل مصر. قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ يَحْيَى بْن حسان، وبشر بن بكر، وأبى حفص التنيسيين، وعَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى البرلسي، وأيوب بن سويد الرملي، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة آخرهم الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وهو: الحسن بن عبد العزيز الوزير بن ضابئ [2] بن مالك بن عامر بن عدي- ولعدي صحبة- بن حمرس بن نفر [3] بن نصر بن عدي بن القاطع بن [جري بن] عوف [4] بن أسود بن تزود بن جشم [5] بن جذام، وذكر نسبه هذا ابنه محمّد
__________
[1] 3853- انظر: تهذيب الكمال 1241 (6/196- 198) . وانظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/127. والعلل لأحمد 1/154. والكنى، للدولابي 2/34. والجرح والتعديل 3/ت 102. وشيوخ البخاري، لابن عدى، الورقة 99. وأسماء الدارقطني، الترجمة 203.
ورجال البخاري للباجى، الورقة 41. والجمع 1/317. وطبقات الحنابلة، لأبى يعلى 95.
والمعجم المشتمل، الترجمة 251. والمعلم لابن خلفون، الورقة 61. وتذهيب الذهبي 1/ورقة 140. والكاشف 1/223. وتاريخ الإسلام، الورقة 232 (أحمد الثالث 2917/7) .
وسير النبلاء 12/333. والوافي بالوفيات 12/71. وبغية الأريب، الورقة 90. ونهاية السول، الورقة 65. وتهذيب ابن حجر 2/291- 292. وحسن المحاضرة 1/146.
وخلاصة الخزرجي 1/ت 1354.
[2] تصحف في المطبوعة إلى: بن صابى.
[3] تصحف في المطبوعة إلى: بن زفر.
[4] تصحف في المطبوعة إلى: بن عون وما بين المعقوفتين ليست في المطبوعة.
[5] في المطبوعة تصحف إلى: بن يزيد بن حم.(7/348)
ابن الحسن، وَقَالَ غيره: جذام اسمه عمرو بْن عدي بْن الحارث بْن مرة بْن أدد [1] ابن زَيْد بْن يشجب بْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بن قحطان [2] .
وكان الجروي من أهل الدين والفضل، مذكورا بالورع والثقة، موصوفا بالعبادة.
وقَالَ عبد الرحمن بْن أبي حاتم، سئل أَبِي عنه فَقَالَ: ثقة [3] .
وذكره الدارقطني فَقَالَ: لم ير مثله فضلا وزهدا [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ العزيز الجروي حدّثنا يحيى- يعنى ابن حسّان- حدّثنا عبد الله بن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «احْثُوا فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ [5] »
. أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْحَدَّادُ- بِتِنِّيسَ- حدثنا أبو القاسم جَعْفَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَزِيرِ الْجَرَوِيُّ- بِتِنِّيسَ- قَالَ: سمعت جَدِّي الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَرْدَعْهُ الْقُرْآنُ وَالْمَوْتُ، ثُمَّ تَنَاطَحَتِ الْجِبَالُ بَيْنَ يَدَيْهِ، لَمْ يَرْتَدِعْ [6] .
أخبرني أبو القاسم الأزهرى أخبرنا عَلِيّ بن عُمَر الدارقطني. قَالَ: الْحَسَن بن عبد العزيز أَبُو عَلِيّ الجروي مصري سكن بغداد.
أخبرني أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ المصريّ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: الْحَسَن بن عبد العزيز الجذامي ثم الجروي يكنى أبا عَلِيّ، حمل من مصر إِلَى العراق بعد قتل أخيه عَلِيّ بن عبد العزيز، فلم يزل فِي العراق إلى أن توفى سنة سبع وخمسين ومائتين، وكانت لَهُ عبادة وفضل، وكان من أهل الورع والثقة [7] .
__________
[1] في الأنساب: بن إدريس.
[2] انظر: تهذيب الكمال 6/196- 197.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/198.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/198.
[5] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/5. والكنى للدولابي 2/130. وإتحاف السادة المتقين 7/573. ولسان الميزان 4/1354.
[6] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/198.
[7] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/198.(7/349)
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: وجدتُ فِي كتاب جدي سمعت ابن بكر. قَالَ: ورد الكتاب بموت الْحَسَن بن عبد العزيز الجروي فِي رجب سنة سبع وخمسين ومائتين [1] .
3854- الْحَسَن بن عبد العزيز، الهاشمي الإمام [2] :
كَانَ يتقلد الصلاة فِي مسجد الجامع بالرصافة.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي قَالَ: توفي الْحَسَن بن عبد العزيز الهاشمي- وهو والي الصلاة بالحرمين، ومسجد الرصافة ببغداد- يوم الأحد لثلاث خلون من شوال سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وله من السن خمس وسبعون سنة وشهور.
3855- الْحَسَن بن عبد الوهاب، أَبُو بَكْرٍ الخراز:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: وتوفي أبو بكر الحسن بن عبد الوهّاب الخراز فِي شعبان سنة اثنتين وتسعين- يعني ومائتين- قد كتب عَنْ أَبِيهِ وعن غيره، ولم يتفرغ للناس للسماع منه عَلَى ثقته وديانته، وقد سمعت منه حكايات يسيرة.
قُلْتُ: وذكر ابن مخلد أن وفاته كانت فِي يوم الأربعاء لثلاث بقين من شعبان.
3856- الْحَسَن بن عبد الوهاب بن أَبِي العنبر، أَبُو مُحَمَّد [3] :
حَدَّثَ عَنْ حفص بن عُمَر السياري، ومحمد بن حَمَّاد المقرئ، ومحمد بن سُلَيْمَان المنقري البصري، ومقدام بن داود، وخير بن عرفة المصريين، ومحمد بن حبيب البزاز. روى عنه أَبُو عمرو بن السماك وغيره. وكان ثقة دينا مشهورا بالخير والسنة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن أبا مُحَمَّد بن أَبِي العنبر توفي فِي جمادى الآخرة من سنة ست وتسعين ومائتين، وَقَالَ: كتب الناس عنه ووثقوه.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/198.
[2] 3854- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/41.
[3] 3856- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/83.(7/350)
3857- الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عَلِيّ الإسكافي الكاتب، يعرف بابن الأعمى:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أَنَّهُ حدثهم فِي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عَنْ مجاهد بن مُوسَى.
3858- الْحَسَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، أَبُو مُحَمَّد الأموي [1] :
ولي قضاء مدينة المنصور بعد عزل أَبِي الْحُسَيْن بن الأشناني عنها، وكانت ولاية ابن الأشنانى لها ثلاثة الأيام حسب.
فأخبرنا علي بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بن جعفر قال: بعد الثلاثة أيام التي تقلد فيها ابن الأشناني مدينة المنصور استقضى المقتدر عَلَى مدينة المنصور أبا مُحَمَّد الْحَسَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أبي الشوارب فِي يوم الاثنين لست بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وهذا رجل حسن السير، جميل الطريقة، قريب الشبه من أَبِيهِ وجده، عَلَى طريقتهم فِي باب الحكم والسداد، ولم يزل واليا عَلَى المدينة إِلَى يوم النصف من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، ثم صرفه المقتدر.
حَدَّثَنِي الصيمري عَنْ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ حَدَّثَنِي عبد الباقي بن نافع:
أن الْحَسَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيّ بن أَبِي الشوارب القاضي مات يوم عاشوراء من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
3859- الْحَسَن بن عَبْد اللَّهِ، أَبُو الْقَاسِمِ يعرف بأخي عياش:
ذكر ابن الثلاج أَنَّهُ حدثهم عَنْ أَحْمَد بن يوسف التغلبي وَقَالَ: توفي فِي جمادى الأولى من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
3860- الْحَسَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمدون. أَبُو الْقَاسِمِ البزاز:
حدث عَنِ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري، ويَحْيَى بْن أَبِي طَالِب. روى عنه أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن نصر بن مكرم المعدّل، وابن الثلاج.
__________
[1] 3858- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/368.(7/351)
3861- الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى، أَبُو مُحَمَّد النسوي- وقيل: المروزي:
قدم بغداد حاجا فِي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحدث عَنْ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قهزاذ، ومحمد بن حمدان بن مهران المهراني النيسابوري. روى عنه محمّد ابن المظفر وابن الثلاج.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى النسوى حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن قهزاذ حدّثنا محمّد بن القاسم الطايكانى حدّثنا عمر بن هارون حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً تَعَجَّلَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُذْنِبِينَ الْمُتَلَطِّخِينَ [1] »
. 3862- الْحَسَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سقلاب، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل. روى عنه أَبُو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ.
3863- الْحَسَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المرزبان، أَبُو سعيد القاضي السيرافي النحوي [2] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن أَبِي الأزهر البوشنجي، وأبي عبيد بن حربويه الفقيه، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري، وأبي بكر بن دريد.
ونحوهم حَدَّثَنَا عنه الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر الخالع ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وعلي بن أيّوب العمى.
وكامن يسكن بالجانب الشرقي، وولي القضاء ببغداد، وكان أبوه مجوسيا اسمه بهزاد، فسماه أَبُو سعيد عَبْد اللَّهِ، سمعت رئيس الرؤساء شرف الوزراء جمال الوري أبا الْقَاسِم عَلِيّ بن الْحَسَن يذكر أن أبا سعيد السيرافي كَانَ يدرس القرآن، والقراءات.
__________
[1] 3861- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/426، 3/134. والسنن الكبرى 8/17، 10/190. وفتح الباري 12/378.
[2] 3863- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/264. ووفيات الأعيان 1/130. ونزهة الألباب 379.
والجواهر المضية 1/196، 2/226. ولسان الميزان 2/218. والإمتاع والمؤانسة 1/108- 133. وإنباه الرواة 1/313. والأعلام 2/195- 196.(7/352)
وعلوم القرآن، والنحو، واللغة، والفقه، والفرائض، والكلام والشعر، والعروض، والقوافي، والحساب، وذكر علوما سوى هذه. وكان من أعلم الناس بنحو البصريين، وينتحل فِي الفقه مذهب أهل العراق.
قَالَ رئيس الرؤساء: وقرأ عَلَى أَبِي بكر بن مجاهد القرآن، وعلى أَبِي بكر بن دريد اللغة، ودرسا عليه جميعا النحو، وقرأ عَلَى أَبِي بكر بن السراج وعلى أَبِي بكر المبرمان النحو. وقرأ عليه أحدهما القرآن، ودرس عليه الآخر الحساب. قَالَ: وكان زاهدا لا يأكل إلا من كسب يده.
فذكر جدي أَبُو الفرج عنه أَنَّهُ كَانَ لا يخرج إِلَى مجلس الحكم، ولا إِلَى مجلس التدريس فِي كل يوم، إلا بعد أن ينسخ عشر ورقات يأخذ أجرتها عشرة دراهم يكون قدر مئونته. ثم يخرج إِلَى مجلسه.
ذكر مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس أبا سعيد فَقَالَ: كَانَ يذكر عنه الاعتزال، ولم يكن يظهر من ذلك شيئا، وكان نزيها عفيفا جميل الأمر، حسن الأخلاق.
حُدِّثْتُ عَنْ أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قَالَ: كَانَ أَبُو سعيد السيرافي عالما فاضلا منقطع النظير فِي علم النحو خاصة. وكانت سنه يوم توفي ثمانين سنة.
حَدَّثَنِي هلال بْن الْمُحَسِّنِ. قَالَ: توفي الْقَاضِي أَبُو سعيد السيرافي يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة، عَنْ أربع وثمانين سنة.
حَدَّثَنِي الأزهري. قَالَ: توفي أَبُو سعيد السيرافي بين صلاتي الظهر والعصر فِي يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة. ودفن فِي مقبرة الخيزران بعد صلاة العصر من هذا اليوم.
3864- الْحَسَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر، أَبُو عَلِيّ الكرميني:
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْكَرْمِينِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ بُخَارَى- حدّثنا أبو حفص أحمد بن أحيد ابن حمدان البخاريّ حدّثنا أبو عمر قيس بن أنيف حدّثنا محمّد بن تميم الفريابي حدّثنا عبد الله بن عيسى الجرجاني حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: أقَبْلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ، فَصَافَحَهُ النَّبِيُّ ثم قال له: «ما هذا الذي اكتفت(7/353)
يَدَاكَ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضِرْبُ بِالْمَرِّ والمسحاة في نفقة عِيَالِي، قَالَ فَقَبَّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ: «هَذِهِ يَدٌ لا تَمَسُّهَا النَّارُ أَبَدًا [1] »
. هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ، لأَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ لَمْ يَكُنْ حَيًّا فِي وَقْتِ غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ مَوْتُهُ بَعْدَ غَزْوَةِ بَنِي قُرَيْظَةَ مِنَ السَّهْمِ الَّذِي رُمِيَ بِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ الْفِرْيَابِيُّ كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
3865- الْحَسَن بن عُبَيْد اللَّهِ بن يَحْيَى، أَبُو مُحَمَّد بن الهماني الدَّقَّاق [2] :
سمع أبا بكر الشافعي. وحبيب بن الْحَسَن القزاز. كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُمَانِيِّ- فِي دُكَّانِهِ بِبَابِ الشَّعِيرِ فِي سَنَةِ ثمان وأربعمائة- قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ حدّثنا يزيد بن هارون أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وثَابِتِ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.
3866- الْحَسَن بن عُبَيْد اللَّهِ، أَبُو عَلِيّ البندنيجي الفقيه الْقَاضِي:
سكن بغداد ودرس بها فقه الشافعي عَلى أَبِي حامد الإسفراييني، وكَانَ لَهُ حلقة فِي جامع المنصور للفتوى، وكان صالحا دينا ورعا.
سمعت أبا عَبْد اللَّهِ عبد الكريم بن عَلِيّ القصري يَقُولُ: لم أر فيمن صحب أبا حامد أدين من أَبِي عَلِيّ البندنيجي.
قُلْتُ: وخرج بأخرة إِلَى البندنيجين فمات في جمادى الأول من سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
3867- الْحَسَن بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَلِيّ المقرئ الصَّفَّار:
سمع ابن مالك القطيعي، وعمر بن مُحَمَّدِ بْنِ سيف الكاتب، وأبا الْعَبَّاس بن أَبِي غسان البصري، وعَبْد اللَّه بْن مُوسَى الهاشمي، ومحمد بْن النضر الموصلي. كتبنا عنه وكان ثقة يسكن نهر القلائين.
__________
[1] 3864- انظر الحديث في: الأحاديث الضعيفة 391. والموضوعات 2/251. واللئالئ المصنوعة 2/85.
[2] 3865- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/243.(7/354)
وسمعته سئل عَنْ مولده فَقَالَ: فِي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وَقَالَ لنا مرة أخرى: ولدت فِي سنة ست وخمسين، ومات فِي ليلة الاثنين التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ودفن فِي مقبرة باب حرب.
3868- الْحَسَن بن عبد الواحد بن سهل بن خلف، أَبُو مُحَمَّد:
سمع عَلِيّ بن عُمَر السكري، وأبا القاسم بن جابة، وموسى بن عِيسَى السراج، وأبا الْحَسَن الدارقطني وعيسى بن عَلِيّ الوزير، وأبا طاهر المخَلِّص، ومُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أخي ميمي، كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عبد الواحد حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز حدّثنا خلف بن هشام البزار حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَطَبْتُ امْرَأَةً، فَقَالَ: «هَلْ رَأَيْتَهَا؟» قُلْتُ: لا قَالَ: «فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا»
سمعت منه فِي مجلس التنوخي وسألته عَنْ مولده فَقَالَ: فِي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ومات فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وأربعين وأربعمائة.
3869- الْحَسَن بن عَبْد الْوَدُودِ بْنُ عَبْدِ الْمُتَكَبِّرِ بْنِ هَارُون بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْن المهتدي بالله بن هَارُون الواثق بن المعتصم بالله بن هَارُون الرشيد، أَبُو عَلِيّ الهاشمي:
سمع أبا القاسم الصيدلاني، وأبا عَبْد اللَّهِ بْن الهرواني ومن بعدهما. كتبت عنه وكان صدوقا، مقبول الشهادة عند الحكام، ومسكنه بباب البصرة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَدُودِ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المقبري حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد حدّثنا محمّد بن عمرو بن سليمان حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عن أبي سلمة قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ وَمَسَحَ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ: «بُؤْسًا لَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الفئة الباغية [1] » .
__________
[1] 3869- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفتن 73. ومسند أحمد 5/214، 215.
وفتح الباري 7/74، 13/85.(7/355)
قَالَ لي الْحَسَن بن عبد الودود: سمعت ابن أَبِي طاهر الْمُخَلِّصِ، إلا أني لم يحصل عندي ما سمعته منه وسألته عَنْ مولده فَقَالَ: فِي شهر رمضان من سنة ثمانين وثلاثمائة.
3870- الْحَسَن بن عمارة بن المضرب، أَبُو مُحَمَّد الكوفي مولى بجيلة [1] :
حدث عَنِ الزُّهْرِيِّ، والحكم بن عتيبة، وعدي بن ثابت، وأَبِي إِسْحَاقَ السبيعي، وأبي الزبير المكي، وعمرو بن دينار، والحسن بن عُبَيْد اللَّهِ، وحبيب بن أَبِي ثابت.
روى عنه أَبُو يوسف الْقَاضِي، ويونس بن بكير، وشبابة بن سوار، وأبو قطن عمرو ابن الهيثم، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حمّاد الواعظ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ البهلول الأزرق حدّثنا جدي حَدَّثَنَا أَبُو قطن عَنِ الْحَسَن بن عمارة عَنِ الحكم عَنْ مجاهد قَالَ: ذكرنا لابن عباس أن ضباعة أمرت أن تشترط أو معنى هذا قال: قد كَانَ هذا ولكنه نسخ. ولي الْحَسَن بن عمارة القضاء ببغداد فِي خلافة المنصور.
كذلك أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى البزاز فيما أجاز لنا حدّثنا محمّد بن عمر ابن سالم الْحَافِظ قَالَ: الْحَسَن بن عمارة من بجيلة، كَانَ قاضيا ببغداد لأبي جَعْفَر.
وأَخْبَرَنَا علي بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بن جعفر. قال: كان الحسن بن
__________
[1] 3870- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/169. وتهذيب الكمال 1252 (6/265- 277) .
والعلل لأحمد 1/337. والتاريخ الكبير 2/ت 2549. والصغير 2/117. والضعفاء الصغير للبخاري ت 66. وأحوال الرجال للجوزجانى، ورقة 6. والكنى لمسلم، ورقة 96.
والضعفاء لأبى زرعة، 64. وتاريخ واسط 79، 185، 218. وضعفاء النسائي ت 149. وأخبار القضاة لوكيع 2/192، 3/153، 164، 245- 248، 282، 326.
وضعفاء العقيلي، ورقة 44. والجرح والتعديل 3/ت 116. والمجروحين 1/229.
والكامل، لابن عدى 1/الورقة 241. والضعفاء للدارقطنى، ترجمة 186. والعلل له 1/ورقة 124، 146 والسنن له 2/258، 263، 268، 269، 3/20، 4/27، 115.
والسابق واللاحق للخطيب 194. وتاريخ الإسلام 6/171. والعبر 1/219. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 142- 143. والكاشف 1/255. وميزان الاعتدال 1/513- 515.
والمغني 1/ت 1454، وديوان الضعفاء، ترجمة 937. والمجرد في رجال ابن ماجة الورقة 19. والوافي بالوفيات 12/194. وبغية الأريب، ورقة 91. ونهاية السول، ورقة 65.
وتهذيب ابن حجر 2/304- 308. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1364، 1401.
وشذرات الذهب 1/234.(7/356)
عمارة عَلَى الحكم- يعني ببغداد- ثم بعث المنصور إِلَى عُبَيْد اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بْنِ صفوان إِلَى مكة من يقدم به عليه، فلما قدم ولاه القضاء، وضم الْحَسَن بن عمارة إِلَى المهدي، وكان أَبُو جَعْفَر يبعث بأسلم إِلَى المهدي ليعرف حاله، وكيف هو فِي مجلسه، وربما وجه إليه فِي السر فرآه أسلم مقبلا عَلَى مقاتل بن سُلَيْمَان، فأخبر المنصور بذلك، فَقَالَ لَهُ المنصور: يا بني بلغني إقبالك عَلَى مقاتل فسرني ذلك، وإنك إنما تعمل غدا بما تسمع اليوم، فلا تقبل عَلَى مقاتل وأقبل عَلَى الْحَسَن بن عمارة للفقه، وعلى مُحَمَّد بن إِسْحَاق للمغازي، وما جرى فيها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ أَخْبَرَنَا محمّد بن إبراهيم الربيعي حدّثنا أبو عبد الله اليزيدي حدّثنا سليمان بن أبي شيخ حدّثني صلة بن سليمان. قال: جاء إِلَى الْحَسَن بن عمارة فَقَالَ: إن لي على مسعر بن كدام سبعمائة درهم من ثمن دقيق وغير ذلك، وقد مطلني ويقول: ليس عندي اليوم، فدفعها إليه الْحَسَن بن عمارة، وَقَالَ لَهُ: أعط مسعرا كل ما أراد، وإذا اجتمع لك عليه شيء فتعال إلي حتى أعطيك.
قَالَ: وكان مسعر والحسن يجلسان جميعا في موضع واحد، وكان مسعر إذا سئل عَنِ الحديث- والحسن بن عمارة حاضر- لم يحدث. وقال: اسأل أبا مُحَمَّد [1] .
وَقَالَ سُلَيْمَان بن أَبِي شيخ: حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو شيخ قَالَ: قدمت الكوفة أريد الحج، فجئت الْحَسَن بن عمارة أسلم عليه، فَقَالَ لي: إِنَّهُ ليس شيء من آلة الحج إلا وعندنا منه شيء، فخذ حاجتك. فقلت لَهُ: ما أحتاج إِلَى شيء، قد هيأت بواسط جميع ما أحتاج إليه فهي معي، فدعا غلاما شاميا من أهل شاطا فَقَالَ: هذا غلام جبار، قل من يسلك هذا الطريق بمثله، خذه فهو لك، فأبيت، وقلت: ما أفعل به؟ فجهد بي [2] فأبيت، وما أشك أَنَّهُ قد كَانَ يسوى يومئذ ألف درهم [3] .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمّد بن جعفر حدّثني محمّد بن العبّاس اليزيدي حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني أَبِي. قَالَ: كَانَ بالكوفة رجل غريب يكتب الحديث، وكان يختلف إِلَى الْحَسَن بن عمارة يكتب عنه، فجاءه، فودعه ليخرج إِلَى بلاده وَقَالَ لَهُ: إن فِي نفقتي قلة، فكتب لَهُ الحسن رقعة وقال: اذهب بها
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/274.
[2] في المطبوعة: فجهدني.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/273.(7/357)
إِلَى الفرات إِلَى وكيل لنا هناك يبيع القار فادفعها إليه، فظن الرجل أَنَّهُ قد كتب لَهُ بدريهمات، فإذا هو قد كتب له بخمسمائة درهم [1] .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة حدّثنا بكّار بن أسود العيذى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ:
بَلَغَ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ أَنَّ الأَعْمَشَ يَقَعُ فِيهِ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِكِسْوَةٍ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ذَلِكَ مَدَحَهُ الأَعْمَشُ، فَقِيلَ لَهُ: كُنْتَ تَذُمَّهُ ثُمَّ مَدَحْتَهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ خَيْثَمَةَ حَدَّثَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْقُلُوبَ جُبِلَتْ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا، وَبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا [2] »
. أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطّان أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد ابن فارس حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد. قَالَ: قيل لابن عيينة [3] : أكان الْحَسَن بن عمارة يحفظ؟ فَقَالَ: كَانَ لَهُ فضل، وغيره أحفظ منه [4] .
وَقَالَ البخاري: قَالَ أَحْمَد بن سعيد: سمعت النضر بن شميل، عَنْ شُعْبَة قَالَ:
أفادني الْحَسَن بن عمارة، عَنِ الحكم- قَالَ أَحْمَد: أحسبه قال: [5] سبعين حديثا- فلم يكن لها أصل [6] .
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا محمّد ابن إسحاق الصاغاني حدّثنا ابن أبي رزمة أخبرني عبدان أخبرني أَبِي عَنْ شُعْبَة قَالَ:
روى الْحَسَن بن عمارة عَنِ الحكم عَنْ يَحْيَى بن الجزار عَنْ عَلِيّ سبعة أحاديث، فسألت الحكم عنها فَقَالَ: ما سمعت منها شيئا [7] .
أخبرني الحسين بن على الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: الْحَسَن بن عمارة كَانَ شُعْبَة يشهد أنه كذاب.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/274.
[2] انظر الخبر والحديث في: تهذيب الكمال 6/274- 275.
[3] في المطبوعة: لابن عتيبة.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/268.
[5] قال ساقطة من الأصل والمطبوعة.
[6] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/267.
[7] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/269.(7/358)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي حدّثنا محمود بن غيلان حَدَّثَنَا أَبُو داود الطيالسي قَالَ: قَالَ شُعْبَة:
ائت جرير بن حازم فقل لَهُ: لا يحل لك أن تروي عَنِ الْحَسَن بن عمارة، فإنه يكذب.
قَالَ: فقلت لشعبة: وما علامة ذلك؟ قَالَ: روى عَنِ الحكم أشياء فلم نجد لها أصلا.
قُلْتُ للحكم: صلى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أحد؟ قَالَ: لم يصل عليهم [1] .
قَالَ الْحَسَن: حَدَّثَنِي الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم صلى عليهم ودفنهم، فقلت للحكم: ما تقول فِي أولاد الزنا؟ قال: يعتقون. قلت: من يذكره؟
قَالَ: يروى من حديث الْحَسَن البصري عَنْ عَلِيّ [2] .
قَالَ الْحَسَن بن عمارة: حَدَّثَنِي الحكم عَنْ يَحْيَى بن الجزار عَنْ عَلِيّ قَالَ:
«يعتقون» .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد ابن علي الأبار حدّثنا الحسن بن علي- يعنى الحلوانيّ- حَدَّثَنَا الحداني. قَالَ:
سمعتُ عِيسَى بْن يونس وسئل عَنِ الْحَسَن بن عمارة فَقَالَ: شيخ صالح، وكان صديقا لأخي إسرائيل، قَالَ فيه شُعْبَة، وأعانه عليه سُفْيَان [3] !!.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدّثنا الحسن بن علي المعمّري حَدَّثَنَا عِيسَى بن يونس- يعني الرملي- قَالَ سمعت أيّوب ابن سويد يَقُولُ: كنت عند سُفْيَان الثوري فذكر الْحَسَن بن عمارة فغمزه، فقلت لَهُ:
يا أبا عَبْد اللَّهِ، هو عندي خير منك، قَالَ: وكيف ذلك؟ قَالَ: جلست معه غير مرة فيجري ذكرك فما يذكرك إلا بخير. قَالَ أَيُّوب: فما سمعت سُفْيَان ذاكرا الْحَسَن بن عمارة بعد ذلك إلا بخير حتى فارقته [4] .
أخبرنا عُبَيْد اللَّهِ بن عُمَر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا الحسين بن صدقة حدّثنا ابن أبي خيثمة حدّثنا ابن أبي رزمة أخبرني أبي أخبرني ابن عيينة: قَالَ: كنت إذا سمعت الْحَسَن بن عمارة يروي عَنِ الزُّهْرِيِّ، وعمرو بن دينار، جعلت إصبعي في أذنى.
حدّثنا الأزهرى حدّثنا محمّد بن المظفّر حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان حدّثنا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/268.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/268.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/268.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/270.(7/359)
هَارُون بن سعيد الأيلي. قَالَ: سألت أَيُّوب بن سويد عَنِ الذي كَانَ شُعْبَة يطعن به عَلَى الْحَسَن بن عمارة؟ فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ إن الحكم بن عتيبة لم يحدث عَنْ يَحْيَى الجزار إلا ثلاثة أحاديث، والحسن يحدث عن الحكم أعطاني حديثه عَنْ يَحْيَى فِي كتاب لأحفظه فحفظته [1] .
أخبرني ابن الفضل أخبرنا دعلج أخبرنا أحمد بن على الأبار حدّثنا أبو بكر- يعنى الطالقاني- حَدَّثَنَا النضر بن شميل قَالَ: قَالَ الْحَسَن بن عمارة: الناس كلهم فِي حل، ما خلا شُعْبَة [2] .
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن مُكرم قَالَ: سمعت نصر بن عَلِيّ يَقُولُ: سمعت وهب ابن جرير بن حازم يَقُولُ: رأيت شُعْبَة فِي النوم كارها لما قَالَ فيه- يعني الْحَسَن بن عمارة [3] .
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر الداودي أخبرنا محمّد بن المظفّر حدّثنا الطحاوي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد المؤمن المروزي قَالَ سمعت عَلِيّ بن يونس المروزي يَقُولُ: سمعت جرير بن عبد الحميد يَقُولُ: ما ظننت أني أعيش إِلَى دهر يحدث فيه عَنْ مُحَمَّد بن إِسْحَاق ويسكت فيه عَنِ الْحَسَن بن عمارة [4] !.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سمعت أبي- وذكر حسن بن عمارة- فَقَالَ: ما أحتاج إِلَى شُعْبَة فيه، أمر الْحَسَن بن عمارة أبين من ذاك. قيل: أكان يغلط؟ فقال: أي شيء كان يغلط [5] ؟ وذهب إِلَى أَنَّهُ كَانَ يضع الحديث [6] .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين. قال: الحسن بن عمارة ضعيف [7] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/269.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/269.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/269.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/270.
[5] في المطبوعة العبارة هكذا: فَقَالَ أَبِي كَانَ يغلط؟ أي شيء يغلط؟.
[6] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/271.
[7] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/271.(7/360)
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطى أخبرنا محمّد بن المظفّر أخبرنا علي بن أحمد ابن سليمان المعروف بعلان المصريّ حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم. قَالَ: وسألته- يعني يَحْيَى بن معين- عَنِ الْحَسَن بن عمارة؟ فَقَالَ: لا يكتب حديثه [1] .
أخبرنا الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني وأَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عمر حدّثنا أبي حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن صدقة قَالا: حَدَّثَنَا ابن أَبِي خَيْثَمَة قَالَ سَمِعْتُ يحيى بن معين يَقُولُ: الْحَسَن بن عمارة ليس حديثه بشيء [2] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب ابن إسحاق الأسفراييني حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ المروذي- بطرسوس- قَالَ: قُلْتُ- يعني لأحمد بن حنبل- فكيف الْحَسَن بن عمارة؟ فَقَالَ: متروك الحديث [3] .
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ الكتاني- لفظا بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عبد الوهاب بن جَعْفَر الميداني حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ الإمام حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن يَعْقُوبَ الجوزجاني.
قَالَ: الْحَسَن بن عمارة ساقط [4] .
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطّان أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطي حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيّ أَبُو حفص. قَالَ: والحسن بن عمارة رجل صدوق، صالح، كثير الخطأ والوهم، متروك الحديث [5] .
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي. قَالَ: سمعتُ محمد بن عبد الله الجوزقي يقول قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قيل لَهُ: سمعت مسلم بن الحجاج يَقُولُ: أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن عمارة البجلي متروك الحديث [6] .
أخبرني الأزهرى حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حَدَّثَنَا جدي قَالَ: الْحَسَن بن عمارة مولى لبجيلة، يكنى أبا محمّد متروك الحديث [7] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/271.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/271.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/270.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/272.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/272.
[6] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/271.
[7] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/271.(7/361)
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ أَخْبَرَنَا أَبُو مسلم بْن مهران قَالَ أَخْبَرَنَا عبد المؤمن ابن خلف النسفي قَالَ سألت أبا علي صالح بن مُحَمَّد عَنِ الْحَسَن بن عمارة فَقَالَ: لا يكتب حديثه [1] .
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: الْحَسَن بن عمارة متروك الحديث، كوفي [2] .
وأخبرنا البرقاني حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمى حدّثنا محمّد بن علي الأيادى حَدَّثَنَا زكريا بن يَحْيَى الساجي. قَالَ: الْحَسَن بن عمارة أَبُو مُحَمَّد مولى بجيلة ضعيف الحديث، متروك، أجمع أهل الحديث عَلَى ترك حديثه [3] .
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد ابن فارس حَدَّثَنَا البخاري قَالَ قَالَ يَحْيَى بْن بُكَيْر: مات- يعني الْحَسَن بن عمارة- سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وأخبرنا محمّد بن الحسين أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: وتوفي الْحَسَن بن عمارة بن المضرب، أَبُو مُحَمَّد مولى بجيلة سنة ثلاث وخمسين ومائة.
3871- الْحَسَن بن عياش بن سالم، مولى بني أسد [4] :
وهو أخو أَبِي بكر بن عيّاش القاري من أهل الكوفة، وكان وصي سُفْيَان الثوري، وسمع أبا إِسْحَاق الشيباني، وإسماعيل بن أَبِي خالد، وسليمان الأَعْمَش، وجعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ، وسفيان الثوري. روى عنه: يَحْيَى بن آدم، وعاصم بن يوسف، وقبيصة بن عقبة، وأحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن يونس، وغيرهم. وقدم بغداد.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/272.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/271.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/272.
[4] 3871- انظر: تهذيب الكمال 1262 (6/291- 293) . والمنتظم، لابن الجوزي 8/344.
وتاريخ ابن معين 2/116. والعلل لأحمد 1/256. والتاريخ الكبير 2/ت 2546. والمعرفة ليعقوب 2/676. والجرح والتعديل 3/ت 119. وثقات ابن حبان، الورقة 90. وثقات ابن شاهين، الورقة 13. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 30. وتذهيب الذهبي 1/ورقة 114. والكاشف 1/225. ورجال صحيح مسلم، الورقة 62. والوافي بالوفيات 12/199. وبغية الأريب، الورقة 92. ونهاية السول، الورقة 66. وتهذيب التهذيب 2/313. والنجوم الزاهرة 2/71. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1374.(7/362)
كذلك أنبأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى البزاز قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر ابن سالم الحافظ حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سعيد عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قدم الْحَسَن بن عياش بغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم الأشناني- بنيسابور- قَالَ سمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: والحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش كيف حديثه؟
فقال: ثقة. قُلْتُ: هو أحب إليك أو أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالَ: هو ثقة، وأَبُو بَكْرٍ ثقة [1] .
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق- إجازة- أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَبِي ذهل الهروي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ يَاسِينَ الْحَافِظ حَدَّثَنَا عُثْمَان بن سعيد الدارمي قَالَ سمعت يَحْيَى الحماني يَقُولُ: مات الْحَسَن بن عياش سنة اثنتين وسبعين [ومائة] [2] .
3872- الْحَسَن بن عنبسة النهشلي:
والد أَبِي عُبَيْد اللَّهِ حَمَّاد بن الْحَسَن. حدث عَنْ خلف بن خليفة الأشجعي. روى عنه ابنه حَمَّاد بن الْحَسَن.
3873- الْحَسَن بن عِيسَى بن ماسرجس، أبو علي النيسابوري [3] :
قدم بغداد حاجا، وحدث بها، وكان قد سمع من أَبِي الأحوص سلام بن سليم، وعَبْد اللَّهِ بْن المبارك وسفيان بْن عيينة، وسعيد بن الحسن [4] وجرير بن عبد الحميد،
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/292.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/293. وما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 3873- انظر: تهذيب الكمال 1263 (6/294- 299) والمنتظم، لابن الجوزي 11/276.
والتاريخ الكبير 2/ت 2547. والصغير 2/371. والكنى لمسلم، الورقة 73. والجرح والتعديل 3/ت 124. وثقات ابن حبان، ورقة 90. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 29. ورجال أبى داود، للجياني الورقة 79. والجمع 1/ت 324. والمعجم المشتمل ت 259. واللباب 3/83. والمعلم، لابن خلفون، الورقة 63. وتاريخ الإسلام، الورقة 30 (أحمد الثالث 2917/7) . وسير النبلاء 12/27. ورجال صحيح مسلم، الورقة 62.
والعبر 1/432. وتذهيب الذهبي 1/ورقة 144- 145. والكاشف 1/226. والوافي بالوفيات 12/199. وبغية الأريب، الورقة 92. ونهاية السول، الورقة 66. وتهذيب ابن حجر 2/313- 315. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1375. وشذرات الذهب 2/94.
[4] في النسختين: الحمس.(7/363)
وعبد السلام بن حرب وأبي بكر بن عياش، ووكيع، وأبي معاوية الضرير. سمع منه أَحْمَد بن حنبل. وروى عنه مُحَمَّد بن أَبِي عتاب الأعين، وَمُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَاريّ، ومسلم بْن الحجاج، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وعبد الله بن أحمد ابن حنبل، وأَبُو بَكْرِ بْن أَبِي الدُّنْيَا، ومُوسَى بْن هَارُون، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ ناجية، وهارون بن يوسف بن مقراض، ويحيى بن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، وغيرهم.
وكان الْحَسَن بن عِيسَى من أهل بيت الثروة والقدم [1] فِي النصرانية، ثم أسلم عَلَى يدي عَبْد اللَّهِ بْن المبارك ورحل فِي العلم، ولقي المشايخ، وكان دينا ورعا ثقة، ولم يزل من عقبه بنيسابور فقهاء ومحدثون [2] .
أخبرني مُحَمَّدُ بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا عَلِيّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْن الماسرجسي يحكي عَنْ جده وغيره من أهل بيته قَالَ: كان الحسن والحسين ابنا عيسى بن ماسرجس أخوين يركبان معا، يتحير الناس في حسنهما وبزتهما، فاتفقا على أن يسلما، فقصدا حفص بن عَبْد الرَّحْمَنِ ليسلما عَلَى يده، فَقَالَ لهما حفص: أنتما من أجل النصاري، وعَبْد اللَّهِ بْن المبارك خارج فِي هذه السنة إِلَى الحج، وإذا أسلمتما عَلَى يده كَانَ ذلك أعظم عند المسلمين، وأرفع لكما فِي عزكما وجاهكما، فإنه شيخ أهل المشرق وأهل المغرب، يعترفون لَهُ بذلك، فانصرفا عنه فمرض الحسين بن عيسى، فمات عَلَى نصرانيته قبل قدوم ابن المبارك، فلما قدم ابن المبارك أسلم الْحَسَن عَلَى يده [3] .
قَالَ ابن نعيم: وسمعت أبا عَلِيّ الْحُسَيْن بن عَلِيّ الْحَافِظ يحكي عَنْ شيوخه أن عَبْد اللَّهِ بْن المبارك قد كَانَ نزل مرة رأس سكة عِيسَى، وكان الْحَسَن بن عِيسَى يركب فيجتاز به وهو فِي المجلس، والحسن من أحسن الشباب وجها، فسأل عنه عَبْد اللَّهِ بْن المبارك فقيل: إِنَّهُ نصراني، فَقَالَ: اللهم ارزقه الإسلام، فاستجاب اللَّه دعوته فيه [4] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ النَّرْسِيُّ وَبَايُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بَايِ الْجِيلِيُّ قَالا:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
__________
[1] في المطبوعة: والقديم تصحيف.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/296.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/296.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/297.(7/364)
صاعد حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى النَّيْسَابُورِيُّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعَ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي الرُّحْبَةِ- إِمْلاءً وكتبته بخطي.
أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا أسامة بن زيد حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عُقَيْلٍ- فِيمَا أَعْلَمُ- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ [1] »
. أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال سمعت أبا سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنُ يَقُولُ: سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى ابن مَاسِرْجِسَ- مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ- وَكَانَ عاقلا عد في مجلسه بباب الطاق اثنتا عشرة أَلْفِ مَحْبَرَةٍ [2] .
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ الْمُعَدَّل أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ سمعت أبا الْقَاسِم عَلِيّ بن المؤمل بن الْحَسَن بن عِيسَى يَقُولُ: كَانَ أَبُو الْعَبَّاس السراج وجد عَلَى بعض إخواني فِي شيء، فلما كَانَ يوم مجلسه فِي الإملاء حضرت مجلسه فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عِيسَى المستسلم- كَانَ نصرانيا فأسلم عَلَى يدي عَبْد اللَّهِ بْن المبارك- فتقدمت إِلَى أخي حتى ركب إليه وترضاه، واعتذر إليه.
فلما كَانَ فِي المجلس الثاني حضرته فابتدأنى في أول حديث وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن عِيسَى صاحب عبد الله المبارك، وحزرنا، فِي مجلسه بباب الطاق، بضع عشرة ألف محبرة!.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ وجدتُ فِي كتاب جدي سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ بكر قَالَ: بلغني أن الْحَسَن بن عِيسَى بن ماسرجس مات بالثعلبية سنة أربعين ومائتين [3] .
قرأتُ عَلَى الْبَرْقَانِيّ عَن أَبِي إِسْحَاق المزكي قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج. قَالَ: مات الْحَسَن بن عِيسَى مولى ابن المبارك فِي المنصرف من مكة بالثعلبية سنة تسع وثلاثين ومائتين [4] .
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبى داود 4938. وسنن ابن ماجة 3762. ومسند أحمد 4/394. والمستدرك 4/394.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/297.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/297.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/297.(7/365)
أخبرني ابن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بن الفضل المزكي حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ: توفي الْحَسَن بن عِيسَى بن ماسرجس النيسابوري أَبُو عَلِيّ سنة تسع وثلاثين ومائتين منصرفنا من الحج.
قَالَ ابن يَعْقُوبَ: حججت مع أَبِي بكر وأبي الْقَاسِم مُحَمَّد وعلي ابني المؤمل بن الْحَسَن بن عِيسَى، فلما بلغنا الثعلبية زرت معهما قبر جدهما الْحَسَن بن عِيسَى، فقرأت عَلَى لوح قبره، بسم اللَّه الرحمن الرحيم: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ
[النساء 100] هذا قبر الْحَسَن بن عِيسَى بن ماسرجس مولى عَبْد اللَّهِ بْن المبارك توفي فِي صفر سنة أربعين ومائتين [1] .
قَالَ ابن نعيم: سمعت أبا بكر وأبا الْقَاسِم يقولان أنفق جدنا فِي الحجة التي أدركته المنية عند منصرفه منها ثلاثمائة ألف درهم.
أخبرني ابن يعقوب أخبرنا ابن نعيم قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن المؤمل بن الْحَسَن بن عِيسَى- ونحن فِي البادية عند منصرفنا من زيارة قبر الْحَسَن بن عِيسَى- يَقُولُ: سمعت أبا يَحْيَى البزاز يَقُولُ لأبي رجاء الْقَاضِي- مُحَمَّد بن أحمد الجورجانى- كنت فيمن حج مع الْحَسَن بن عِيسَى وقت وفاته بالثعلبية سنة أربعين ومائتين. ودفن بها فاشتغلت بحفظ محملي وآلاتي عَنْ حضور جنازته والصلاة عليه، لغيبة عديلي عني، فحرمت الصلاة عليه، فأريته بعد ذلك فِي منامي فقلت لَهُ: يا أبا عَلِيّ ما فعل بك ربك؟ قَالَ: غفر لي. قُلْتُ: غفر لك؟ كالمستخبر. قَالَ نعم! غفر لي ربي ولكل من صلى عَلِيّ، قُلْتُ فإني فاتتني الصلاة عليك لغيبة العديل عن الرحل.
فقال: لا تجزع فقد غفر لي ربى ولمن صلى عَلِيّ ولكل من يترحم عَلِيّ [2] .
3874- الْحَسَن بن عيسى بن أخي معروف الكرخيّ:
سمعه عمه معروف بن الفيرزان رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن سنين الختلي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا إسحاق بن سنين الختلّيّ حدّثني الحسن بن عيسى بن أخي معروف قَالَ: سمعت عمي أبا محفوظ معروف بن الفيرزان يَقُولُ: النظر فِي المصحف عبادة، والنظر إِلَى الوالدين عبادة، والقعود فِي المسجد عبادة.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/298.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 8/298- 299.(7/366)
3875- الْحَسَن بن عِيسَى بْن جَعْفَر المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد باللَّه بْن أَبِي أَحْمَد الموفق بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن المعتصم بْن الرشيد بْن المهدي بْن المنصور بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْنِ الْعَبَّاس بن عبد المطلب، أَبُو مُحَمَّد [1] :
سمع مؤدبه أَحْمَد بن مَنْصُور اليشكري، وأبا الأزهر عبد الوهاب بن عَبْد الرَّحْمَنِ الكاتب.
كتبنا عنه وكان فاضلا دينا، حافظا لأخبار الخلفاء، عارفا بأيام الناس، وسمعته يَقُولُ: ولدت فِي يوم السبت السابع من المحرم سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة بمدينة السلام. ومات فِي ليلة الخميس التاسع عشر من شعبان سنة أربعين وأربعمائة، وكان قد أوصى أن يدفن فِي مقبرة باب حرب، فأمر أمير المؤمنين القائم بأمر اللَّه أن يؤخر دفنه إِلَى يوم الجمعة ففعل ذلك، وغسله الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بن المهتدي بالله- وكان وصيه- ودفن فِي صبيحة يوم الجمعة لعشر بقين من شعبان بقرب قبر أَحْمَد بن حنبل.
3876- الْحَسَن بن عُمَر بن شقيق بن أسماء، أَبُو عَلِيّ الجرمي البصري [2] :
كَانَ يتجر إِلَى بلخ فعرف بالبلخي، وقدم بغداد وحدث بِها عَنْ أَبِيهِ، وعن عَبْد الوارث بْن سَعِيد، وجَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وغيرهم. روى عنه عبد اللَّه بْن أَحْمَد بن حنبل وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وموسى بن إِسْحَاق الأنصاري، والحسن بن الطيب الشجاعي.
وَقَالَ ابْن أَبِي حاتم: سئل أَبُو زرعة عنه فَقَالَ: لا بأس به. وسئل أَبِي عنه فَقَالَ:
صدوق.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ ومحمّد بن عبد
__________
[1] 3875- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/314.
[2] 3876- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/155. وتهذيب الكمال 1254 (6/278- 280) .
والتاريخ الكبير 2/ت 2538. والجرح والتعديل 3/ت 104. وثقات ابن حبان، الورقة 90. وشيوخ البخاري، لابن عدى، الورقة 99. وأسماء الدارقطني، الترجمة 196.
ورجال البخاري للباجي، الورقة 41. والجمع 1/ت 318. والمعجم المشتمل، الترجمة 257. وتذهيب الذهبي 1/ورقة 143. والكاشف 1/225. وتاريخ الإسلام، الورقة 192 (أيا صوفيا 3007) والورقة 30 (أحمد الثالث 2917/7) . وبغية الأريب، الورقة 91. ونهاية السول، الورقة 66. وتهذيب ابن حجر 2/308- 309. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1365.(7/367)
اللَّهِ الشَّافِعِيُّ- فَرَّقَهُمَا- قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أحمد حنبل حدّثنا الحسن بن عمر ابن شَقِيقٍ- مِنْ أَهْلِ بَلْخَ وَكَانَ يَنْزِلُ الْبَصْرَةَ سَمِعْتُ مِنْهُ بِبَغْدَادَ- قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عن يزيد- زاد البغويّ أَبِي عُبَيْدَةَ- ثُمَّ اتَّفَقَا، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانَهُ، كَمَا تَنْتِجُونَ الإِبِلَ، هَلْ تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاءَ حتى تجدعوها [1] ؟
. قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوى قال سمعت أحمد بْن عُمَر بْن بسطام يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَد بن سيار يَقُولُ:
أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن عُمَر بن شقيق البصري، رأيته ببلخ، كثير الرواية عَنِ البصريين، عَنْ حَمَّاد بن زيد، وعبد الوارث بن سعيد، وجعفر بن سُلَيْمَان ونحوهم. وله عَنْ أَبِيهِ أحاديث حسان، وكان يخضب بالحمرة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بْن فارس قَالَ:
قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري: الْحَسَن- يعني ابن عُمَر بن شقيق- صدوق [2] .
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بِمرو- قَالَ: سألتُ أبا علي صالح بن محمد جزرة الْحَافِظ عَنِ الْحَسَن بن عُمَر بن شقيق فَقَالَ: شيخ صدوق [3] .
سَمِعْتُ هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري يَقُولُ: الْحَسَن بن عُمَر بن شقيق بن أسماء الجرمي يقال مات سنة ثلاثين ومائتين [4] .
3877- الْحَسَن بن عُثْمَان بن حَمَّاد بن حسان بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن يزيد، أَبُو حسان الزيادي [5] :
سمع شعيب بن صفوان، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جَعْفَر، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، ومعتمر بن سُلَيْمَان، وعباد بن العوام، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن زكريا بن أَبِي زائدة، ووكيع بن الجراح، وشعيب بن إِسْحَاق الدمشقي، والوليد بن مسلم، وسعيد بن زكريا المدائني، وأبا داود الطيالسي،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/125. وسنن أبى داود 4714، 4716.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/279.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/279.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/280.
[5] 3877- انظر المنتظم، لابن الجوزي 11/297.(7/368)
ومُحَمَّد بن عُمَر الواقدي. روى عنه أَبُو الْعَبَّاس الكديمي، وإسحاق بن الْحَسَن الحربي، وأحمد بن الْحُسَيْن الصوفي ومحمد بن مُحَمَّد الباغندي، وسليمان بن داود ابن كثير الطوسي، وغيرهم.
وكان أحد العلماء الأفاضل، ومن أهل المعرفة، والثقة والأمانة، وولي قضاء الشرقية بعد مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المؤذن فِي خلافة المتوكل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ- أَبُو الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ- حدّثنا أبو حسّان الزّيادي حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ الرَّكِينِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَدَاوَوْا بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ فِيهَا شِفَاءً، فَإِنَّهَا تَأْكُلُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ [1] »
. أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الواحد أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد سُلَيْمَان بن داود بن كثير الطوسي قَالَ سمعت أبا حسان الزيادي يَقُولُ سمعت حسان بن زيد يَقُولُ: لم يستعن عَلَى الكذابين بمثل التاريخ، نقول للشيخ سنة كم ولدت؟ فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه!. قَالَ أَبُو حسان: فأخذت فِي التاريخ فأنا أعلمه من ستين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر. قال: استقضى المتوكل أبا حسان الزيادي بعد ابن المؤذن فيما أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ جرير سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان أَبُو حسان صالحا دينا فهما، قد عمل الكتب، وكانت لَهُ معرفة بأيام الناس وله تاريخ حسن، وكان كريما واسعا مفضالا.
وأخبرنا علي أخبرنا طلحة حدّثني أبو الحسين عمر بن الحسن حَدَّثَنَا ابن أَبِي الدنيا قَالَ: كنت فِي الجسر واقفا وقد حضر أَبُو حسان الزيادي الْقَاضِي، وقد وجه إليه المتوكل من سر من رأى بسياط جدد فِي منديل ديبقي مختومة، وأمره أن يضرب عِيسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عاصم- وقيل أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ عاصم صاحب خان عاصم- ألف سوط، لأنه شهد عليه الثقات وأهل الستر أَنَّهُ شتم أبا بكر وعمر وقذف عَائِشَة، فلم ينكر ذلك ولم يتب منه، وكانت السياط بثمارها، فجعل يضرب
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 9/517. وكنز العمال 28208. والأحاديث الصحيحة 2/33.(7/369)
بحضرة الْقَاضِي وأصحاب الشرط قيام، فَقَالَ: أيها الْقَاضِي قتلتني. فَقَالَ لَهُ أَبُو حسان: قتلك الحق، لقذفك زوجة الرسول، ولشتمك الخلفاء الراشدين المهديين. قَالَ طلحة: وقيل: لما ضرب ترك فِي الشمس حتى مات، ثم رمى به فِي دجلة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد المقرئ أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه بن يَحْيَى بن خاقان أن عمه عَبْد الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى سأل أَحْمَد بن حنبل عَنِ المعروف بأبي حسان الزيادي؟ فَقَالَ: كَانَ مع ابن أبي دؤاد، وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم.
أخبرنا بشرى بن عَبْد الله الرومي حدثنا سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي حدّثنا أحمد بن محمّد الدّقّاق حَدَّثَنَا بعض أصحابنا عَنْ إِسْحَاق الحربي قَالَ: بلغني أن أبا حسان الزيادي رأى رب العزة تعالى فِي النوم، فلقيته فقلت بالذي أراك ما أراك إلا حدثتني بالرؤيا، قَالَ نعم! رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه ورأيت فيه شخصا يخيل إلي أَنَّهُ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلّم، وكان يشفع إِلَى ربه فِي رجل من أمته، وسمعت قائلا يَقُولُ:
ألم يكفك أني أنزلت عليك فِي سورة الرعد: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ
[الرعد 6] ثم انتبهت.
أخبرنا الْحَسَن بن عَلِيّ الجوهري أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بْن مُوسَى المرزباني حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبى حَدَّثَنَا أَبُو خازم الْقَاضِي وأبو عَلِيّ أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو سهل الرَّازِيّ حدّثنا أَبُو حسان الزيادي. قَالَ: ضقت ضيقة بلغت فيها إِلَى الغاية، حتى ألح عَلِيّ القصاب والبقال والخباز وسائر المعاملين، ولم يبق لي حيلة، فإني ليوما عَلَى تلك الحال وأنا مفكر فِي الحيلة، إذ دخل عَلِيّ الغلام فقال: حاجي خراسانى بالباب يستأذن؟ فقلت لَهُ: ائذن لَهُ، فدخل الخراساني فسلم، وَقَالَ: ألست أبا حسان؟ قُلْتُ: نعم فما حاجتك؟ قَالَ: أنا رجل غريب وأريد الحج، ومعي عشرة آلاف درهم، واحتجت إِلَى أن تكون قبلك إِلَى أن أقضي حجي وأرجع، فقلت هاتها، فأحضرها وخرج بعد أن وزنها وختمها، فلما خرج فككت الخاتم عَلَى المكان، ثم أحضرت المعاملين فقضيت كل من كَانَ لَهُ عَلِيّ دين، واتسعت وأنفقت وقلت أضمن هذا المال للخراساني، إلى أن يجيء [يكون] [1] قد أتى اللَّه بفرج من عنده، فكنت يومي ذلك فِي سعة وأنا لا أشك في خروج
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(7/370)
الخراساني، فلما أصبحت من غد ذلك اليوم دخل إلي الغلام فَقَالَ: الخراساني الحاجي بالباب يستأذن، فقلت: ائذن لَهُ، فدخل فَقَالَ: إني كنت عازما عَلَى ما أعلمتك، ثم ورد عَلِيّ الخبر بوفاة والدي، وقد عزمت عَلَى الرجوع إِلَى بلدي فتأمر لي بالمال الذي أعطيتك أمس! فورد عَلِيّ أمر لم يرد عَلِيّ مثله قط، وتحيرت فلم أدر بما أجيبه، وفكرت فقلت ماذا أقول للرجل؟ ثم قُلْتُ لَهُ نعم- عافاك اللَّه- منزلي هذا ليس بالحريز، ولما أخذت مالك وجهت به إِلَى من هو قبله، فتعود فِي غد لتأخذه، فانصرف وبقيت متحيرا لا أدري ما أعمل؟ إن جحدته قدمني واستحلفني، وكانت الفضيحة فِي الدنيا والآخرة، والهتك، وإن دافعته صاح وهتكني، وغلظ الأمر علي جدا، وأدركني الليل، وفكرت في بكور الخراساني إلي، فلم يأخذني النوم ولا قدرت على الغمض، فقمت إلى الغلام فقلت أسرج البغلة، فقال: يا مولاي هذه العتمة بعد، وما مضى من الليل شيء، فإلى أين تمضي؟ فرجعت إلى فراشي فإذا النوم ممتنع، فلم أزل أقوم إلى الغلام وهو يردني حتى فعلت ذلك ثلاث مرات وأنا لا يأخذني القرار، وطلع الفجر وأسرج البغلة وركبت، وأنا لا أدري أين أتوجه وطرحت عنان البغلة، وأقبلت أفكر وهي تسير، حتى بلغت الجسر فعدلت إليه فتركتها فعبرت، ثم قُلْتُ إِلَى أين أعبر، وإلى أين أمضي؟ ولكن إن رجعت وجدت الخراساني عَلَى بابي، أدعها تمضي حيث شاءت، ومضت البغلة فلما عبرت الجسر أخذت بي يمنة ناحية دار المأمون، فتركتها إِلَى أن قاربت باب المأمون والدنيا بعد مظلمة، فإذا فارس قد تلقاني، فنظر فِي وجهي، ثم سار وتركني، ثم رجع إلي فَقَالَ: ألست بأبي حسان الزيادي؟
قُلْتُ: بلى. قَالَ [أجب] الأمير الْحَسَن بن سهل، فقلت فِي نفسي وما يريد الحسن بن سهل منى؟ فسرت معه حتى صرنا إِلَى بابه واستأذن لي عليه فدخلت، فَقَالَ أبا حسان ما خبرك؟ وكيف حالك؟ ولم انقطعت عنا؟ فقلت: لأسباب، وذهبت لأعتذر. فَقَالَ: دع هذا عنك أنت فِي لوثة أو فِي أمر، فما هو؟ فإني رأيتك البارحة فِي النوم فِي تخليط كثير، فابتدأت فشرحت لَهُ قصتي من أولها إِلَى أن لقيني صاحبه، ودخلت عليه، فَقَالَ: لا يغمك اللَّه يا أبا حسان قد فرج اللَّه عنك، هذه بدرة للخراساني في مكان بدرته، وبدرة أخرى لك تتسع بها، وإذا نفدت أعلمنا. فرجعت من مكاني فقضيت الخراساني، واتسعت وفرج اللَّه وله الحمد.
أخبرني أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة حدّثني محمّد بن يونس الكديمي حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي. قَالَ: مطرنا يوما(7/371)
مطرا شديدا فأقمت فِي المسجد للصلاة، فإذا أنا بشخص حيالي إذا أطرقت نظر إلي، وإذا رفعت رأسى أطرق- فعل هذا مرات- فدعوت به وقلت ما شأنك؟ فقال ملهوفا: أنا رجل متجمل جاء هذا المطر فسقط بيتي، ولا والله ما أقدر عَلَى بنيانه، قَالَ فأقبلت أفكر من لَهُ؟ فخطر ببالي غسان بن عباد، فركبت إليه معه وذكرت لَهُ شأنه فَقَالَ: قد دخلتني لَهُ رقة هاهنا عشرة آلاف درهم قد كنت أريد تفرقتها فأنا أدفعها إليه، فبادرت إليه وهو عَلَى الباب فأخبرته، فسقط مغشيا عليه من الفرح، فلامنى ناس رأوه، وقالوا ما صنعت؟ فدخلت إِلَى غسان فأمر بإدخاله، ورش عَلَى وجهه من ماء الورد حتى أفاق، فقلت: ويحك ما نالك؟ قَالَ ورد عَلِيّ من الفرح ما أنزل بي ما تري. ثم تحدثنا مليا فَقَالَ لي غسان قد دخلتني لَهُ رقة، قُلْتُ فمه؟ قَالَ:
احمله عَلَى دابة، فقلت لَهُ إن الأمير قد عزم في أول أمرك عَلَى شيء، أفمن رأيك أن تموت إن أخبرتك؟ قَالَ لا: قُلْتُ قد عزم عَلَى حملك عَلَى دابة، قَالَ أحسن اللَّه جزاءه، ثم تحدثنا مليا فَقَالَ لي قد دخلتني لهذا الرجل رقة، قُلْتُ فما تصنع به؟ قَالَ أجري لَهُ رزقا سنيا وأضمه إلي، فقلت لَهُ: إن الأمير قد عزم فِي أمرك عَلَى شيء أفمن رأيك أن تموت؟ قَالَ لا، قُلْتُ: إِنَّهُ قد عزم عَلَى أن يجري لك رزقا سنيا ويضمك إليه، قَالَ أحسن اللَّه جزاءه، ثم ركب ودفعت البدرة إِلَى الغلام يحملها، فلما سرنا بعض الطريق قَالَ لي: ادفع البدرة إلي أحملها، قُلْتُ: الغلام يكفيك، قَالَ آنس بمكانها عَلَى عنقي! ثم غدوت به إِلَى غسان، فحمله وضمه إليه وخص به، فكان من خير تابع.
قرأت عَلَى الْحَسَن بن أَبِي بكر عن أحمد بن كامل الْقَاضِي. قَالَ: توفي أَبُو حسان الزيادي فِي رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وكان من كبار أصحاب الواقدي.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر. قال: ومات أَبُو حسان الزيادي فيما أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ جرير سنة اثنتين وأربعين ومائتين فِي رجب، وله تسع وثمانون سنة وأشهر، ومات هو والحسن بن عَلِيّ بن الجعد فِي وقت واحد، وأبو حسان عَلَى الشرقية، والحسن بن علي عَلَى مدينة المنصور.
3878- الْحَسَن بن عُثْمَان بن محمّد بن عثمان، أبو محمّد بن بنت محمّد ابن غالب بن حرب التمتام، ويعرف بالتمتامي [1] :
حدث ببلاد خراسان، وما وراء النهر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاق المدائني، وطبقته.
__________
[1] 3878- انظر: الأنساب، للسمعاني 3/76.(7/372)
روى عنه الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع النيسابوري وغيره.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الْحَافِظ. قَالَ:
الْحَسَن بن عُثْمَان بن مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَان التمتامي الْبَغْدَادِيّ كَانَ يحفظ وليس بالمعتمد فِي المذاكرة والتحديث، فإنه حدث عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي، وأبي بكر الباغندي، وَعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق المدائني، وَعَبْد اللَّهِ بْن زيدان البجلي، بأحاديث لا يتابع عليها. قدم نيسابور سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ثم خرج على ما وراء النهر، وبلغني أَنَّهُ توفي بأسبيجاب، سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
أنبأنا أبو سعد المالينى أخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد أَبُو سعد الإدريسي. قَالَ:
الْحَسَن بن عُثْمَان التمتامي الْبَغْدَادِيّ كَانَ يحفظ، يروي عَنْ جبير بن مُحَمَّد الواسطي، وأحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرزاق، وغيرهما من أهل العراق، لم أرزق السماع منه، وكتبت حديثه ممن هو أسند منه.
حَدَّثَنِي عنه مُحَمَّد بن أَبِي سعيد الْحَافِظ السرخسي وسمعت مُحَمَّد بن أَبِي سعيد يَقُولُ: كتب عني الْحَسَن بن عُثْمَان التمتامي أحاديث لبهز بن حكيم، ثم ذهب فحدث بها عَنْ مشايخي، كَانَ يخلط، مات بالشاش سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
3879- الحسن بن عثمان بن عبدويه بن عمرو، أَبُو مُحَمَّد البزاز:
سمع مُحَمَّد بن يَحْيَى بن الْحُسَيْن العمي، ومحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان الباغندي، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصَّمَدِ الهاشمي. حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بن عمر بن بكير المقرئ، وكان ثقة.
أخبرنا ابن بكير حدّثنا أبو محمّد بن الحسن بن عثمان بن عبدويه بن عمرو البزّاز حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَمِيُّ الْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عائشة التّيميّ- بالبصرة- حدّثنا حمّاد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عَن سَعِيدِ ابْن جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ، كَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ [1] »
. 3880- الْحَسَن بن عُثْمَان بن بكران بن جابر، أَبُو مُحَمَّد العطار [2] :
سمع إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصَّفَّار، وعَبْد اللَّهِ بن عبد الرّحمن العسكري. وأبا
__________
[1] 3879- انظر الحديث في: المعجم الكبير 11/146. ومجمع الزوائد 3/242. وإتحاف السادة المتقين 4/276، 5/75.
[2] 3880- انظر المنتظم، لابن الجوزي 15/106.(7/373)
عمرو بن السماك، وأحمد بْن سلمان النجاد، وَأَبَا سهل بْن زياد، ومحمد بْن الحسن ابن زياد النقاش. حَدَّثَنَا عنه الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال، وأَبُو بَكْر البرقاني، وَالْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري، وأبو الفضل عُبَيْد اللَّهِ بن أحمد الكوفي الصيرفي، وكان ثقة صالحا دينا.
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الخلال وأبو الْقَاسِم الأزهري أن الْحَسَن بن عُثْمَان بن جابر مات فِي شعبان من سنة خمس وأربعمائة، قَالَ الخلال: ودفن فِي مقبرة باب حرب.
قُلْتُ: وكان يذكر أَنَّهُ ولد فِي سنة ثلاثين وثلاثمائة.
3881- الْحَسَن بْن عُثْمَان بْن أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْن بن سورة، أَبُو عُمَر الواعظ المعروف بابن الفلو [1] :
سمع جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحكم الواسطي، وأبا الْعَبَّاس ختن الصرصري، وابن مالك القطيعي، وأباه عُثْمَان بن أَحْمَد. كتبت عنه وكان لا بأس به ينزل الخلالين، ثم سكن فِي دهليز دار القطن مدة، ثم انتقل إِلَى الجانب الشرقي فنزل دار أَبِي الْحُسَيْن بن السماك، وأقام هناك إِلَى أن مات، وكان لَهُ لسان، وعارضة وبلاغة، وكان سمحا كريما.
أنشدنا أَبُو عُمَر بن الفلو لنفسه:
دخلت عَلَى السلطان فِي دار عزه ... بفقري ولم أجلب بخيل ولا رجل
وقلت انظروا ما بين فقري وملككم ... بمقدار ما بين الولاية والعزل
سمعت ابن الفلو يَقُولُ: ولدت فِي عشية يوم الجمعة وقت صلاة المغرب لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
ومات فِي ليلة الأحد ودفن صبيحة تلك الليلة وذلك يوم الأحد الرابع عشر من صفر سنة ست وعشرين وأربعمائة، وصلي عليه فِي جامع المدينة، وحضرت الصلاة عليه، ودفن بباب حرب إِلَى جنب أَبِي الْحُسَيْن بن السماك.
3882- الْحَسَن بن عَلِيّ بن عاصم بن صهيب، أَبُو مُحَمَّد مولى قريبة بنت مُحَمَّد بن أَبِي بكر الصديق، وهو أخو عاصم بن عَلِيّ:
واسطي الأصل. سكن بغداد وحدث بِها عَنْ أيمن بن نابل، وعن أبي عمرو
__________
[1] 3881- انظر المنتظم، لابن الجوزي 15/250.(7/374)
الأوزاعي، وعبد الملك بن مسلم بن سلام. روى عنه أخوه عاصم، وأحمد بن حنبل.
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر أخبرنا أبو بكر بن شاذان حدثنا عبد الله بن محمد البغوي. قال: قال علي بن الجعد: كان حسن بن عَلِيّ بن عاصم عند شُعْبَة بمنزلة الوالد.
أخبرنا الأزهرى حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قَالَ سمعت أَبِي يَقُولُ: حسن بن عَلِيّ بن عاصم قد رأيته سمع من الأوزاعي، وسعيد والناس، ولم أكتب عنه شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثنا أبي حدّثنا حسن بن علي بن عاصم حَدَّثَنَا الأوزاعي عَنْ واصل عَنْ أَبِي قلابة: أَنَّهُ كَانَ لا يرى بأسا أن يستقرض الرجل الرغيف من الخبز. قَالَ أَبِي: كَانَ حسن بن عَلِيّ بن عاصم أعقل أهل بيته، أعقل من أَبِيهِ، وأخيه، جاء ذات يوم ونحن عَلَى باب هشيم، فقمت إليه فساءلته.
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين. قَالَ:
عَلِيّ بْن عاصم ليس بشيء، ولا ابنه الحسن.
أخبرني الأزهرى حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَنْ عاصم بن عَلِيّ، فطعن فيه، وفي أَبِيهِ، وفي أخيه.
أخبرنا أَبُو نعيم الْحَافِظ- إجازة- أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت الفضل بن سهل ويحيى بن أَبِي طالب. يقولان: مات حسن بن عَلِيّ بن عاصم فِي حياة أَبِيهِ.
3883- الحسن بْن علي بْن الجعد بْن عبيد الجوهري، مولى أم سَلَمَة المخزومية زوجة أَبِي الْعَبَّاس السفاح [1] :
ولي قضاء مدينة المنصور بعد عَبْد الرَّحْمَنِ بن إِسْحَاق الضبي.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: عزل الواثق عبد
__________
[1] 3883- انظر المنتظم، لابن الجوزي 11/297.(7/375)
الرَّحْمَنِ بن إِسْحَاق سنة ثمان وعشرين ومائتين، واستقضى الْحَسَن بن عَلِيّ بن الجعد وكان سريا ذا مروءة، وكان من العلماء بمذهب أهل العراق، أخذ عَنْ أَبِيهِ وولي القضاء في حياة أبيه.
وأخبرني الأزهرى أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وأما الْحَسَن بن عَلِيّ بن الجعد فإنه تولى القضاء وأبوه حي، ومات أبوه بعد توليه القضاء بسنتين.
أخبرنا عَلِيّ بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله أن عمه عَبْد الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى بن خاقان سأل أحمد بن حنبل عن الحسن بن عَلِيّ بن الجعد فَقَالَ: كَانَ معروفا عند الناس بأنه جهمي، مشهورا بذلك.
ثم بلغني عنه الآن أَنَّهُ قد رجع عَنْ ذلك.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل. قَالَ: توفي الْحَسَن بن عَلِيّ بن الجعد قاضي مدينة المنصور فِي رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن حَدَّثَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر قَالَ: وتوفي الْحَسَن بن عَلِيّ بن الجعد، وأبو حسان الزيادي فِي وقت واحد، وكل واحد منهما قاض، كَانَ أحدهما عَلَى المدينة، والآخر عَلَى الشرقية، فِي سنة ثلاث وأربعين ومائتين فِي أيام المتوكل.
قَالَ مُحَمَّد بن خلف: فأنشدنى ابن أبي حكيم لنفسه:
سر بالكرخ والمدينة قوم ... مات فِي جمعة لهم قاضيان
لهف نفسي عَلَى الزيادي منهم ... ثم لهفي عَلَى فتى الفتيان
قُلْتُ: والصحيح أن موتهما كَانَ فِي سنة اثنتين وأربعين.
3884- الحسن بن علي، أبو محمّد، ويقال: أَبُو عَلِيّ الخلال، المعروف بالحلواني [1] :
سمع يزيد بن هَارُون، وعبد الرزاق بن همام، وعَبْد الله بن نمير، وأبا أسامة، وزيد
__________
[1] 3884- انظر المنتظم، لابن الجوزي 11/331. وتهذيب الكمال 1250 (6/259) . والتاريخ الصغير 2/387. والمعرفة ليعقوب 1/552. والجرح والتعديل 3/ت 86. وثقات ابن حبان، الورقة 90. وشيوخ البخاري، لابن عدى، الورقة 99. وأسماء الدارقطني، الترجمة 197. وتسمية من أخرجهم الإمامان، للحاكم الورقة 15. ورجال أبى داود للجياني الورقة-(7/376)
ابن الحباب، وأبا عاصم النبيل، وعفان بن مسلم، ومحمّد بن عيسى بن الطباع، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بن أَبِي عتاب الأعين، وَمُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَاريّ، ومسلم بْن الحجاج، وجعفر بن أَبِي عُثْمَان الطيالسي، وإبراهيم الحربي وأبو داود السجستاني. وأَحْمَد بن عَلِيّ الأبار، ومحمد بن هارون بن المجدر.
وكان حافظا ثقة، وورد بغداد.
أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ رزق أخبرنا أبو علي بن الصواف حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي عن الحسن بن الخلال الذي يقال لَهُ الحلواني. قَالَ:
ما أعرفه بطلب الحديث، وما رأيته يطلب الحديث. قُلْتُ: إِنَّهُ يذكر أَنَّهُ كَانَ ملازما ليزيد بن هارون، قال: ما أعرفه إلا أَنَّهُ جاءني إِلَى هنا يسلم عَلِيّ، ولم يحمده أَبِي. ثم قَالَ: يبلغني عنه أشياء أكرهها، ولم أره يستخفه. وَقَالَ أَبِي مرة أخرى- وذكره:
أهل الثغر عنه غير راضين. أو كلاما هذا معناه [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى بشر بن أَحْمَد الإسفراييني قَالَ لكم أَبُو سُلَيْمَان داود بن الْحُسَيْن البيهقي: بلغني أن الحلواني الْحَسَن بن عَلِيّ قَالَ: إني لا أكفر من وقف فِي القرآن، فتركوا علمه [2] .
قَالَ أَبُو سُلَيْمَان: سألت أبا سَلَمَة بن شبيب عَنْ علم الحلواني، قَالَ: يرمى في الحش. ثم قَالَ أَبُو سَلَمَة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر [3] .
حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عَلِيّ الجوهريّ- إملاء- أخبرنا عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ الفتح الأشناني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ البزوري قَالَ: سألت الْحَسَن بن عَلِيّ الحلواني فقلت: إن الناس قد اختلفوا عندنا فِي القرآن، فما تقول؟ فَقَالَ: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، ما نعرف غير هذا [4] .
__________
79. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 42. والجمع 1/ت 306. والمعجم المشتمل، الترجمة 255. والمعلم لابن خلفون، الورقة 62. وتذهيب الذهبي 1/الورقة 142. والكاشف 1/224. وتاريخ الإسلام، الورقة 149 (أحمد الثالث 2917/7) .
وتذكرة الحفاظ. وسير النبلاء 11/398. والعبر 1/437. والوافي بالوفيات 12/166.
وبغية الأريب، الورقة 91. والعقد الثمين 4/165. وتهذيب ابن حجر 2/302- 303.
وخلاصة الخزرجي 1/ت 1363. وشذرات الذهب 2/100.
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/262.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/263.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/263.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/263.(7/377)
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقى أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: كَانَ الْحَسَن بن عَلِيّ الحلواني لا ينتقد الرجال ثم قَالَ: كَانَ عالما بالرجال، وكان لا يستعمل علمه [1] .
أخبرنا هبة اللَّه بن الحسن الطبري أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن القاسم حَدَّثَنَا مُحَمَّد- يعني ابن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوب بن شيبة- حَدَّثَنَا يَعْقُوب قَالَ: الْحَسَن بن عَلِيّ- يعني الخلال- كَانَ ثقة ثبتا متقنا [2] .
أخبرنا الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي قال: الحسن بن علي صاحب حديث، متقن ثقة.
أخبرنا محمّد بن علي الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي أخبرني أَبِي. قَالَ: أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن عَلِيّ الحلواني ثقة [3] .
3885- الْحَسَن بن عَلِيّ الأعرج [4] :
حدث عَنْ سعيد بن سُلَيْمَان الواسطي، ونعيم بن حَمَّاد. روى عنه أَحْمَد بن أَبِي خيثمة، وزعم أَنَّهُ كَانَ ينزل مدينة أَبِي جَعْفَر المنصور.
3886- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بن مُوسَى بْنُ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن بن علي بن أَبِي طالب، أَبُو مُحَمَّد العسكري:
كَانَ ينزل بسر من رأى وهو أحد من يعتقد فيه الشيعة الإمامة، وكان مولده عَلَى ما:
أخبرني عَلِيّ بن أَبِي علي حدّثنا الحسن بن الحسين النّعاليّ أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع حدّثنا حرب بن محمّد حدّثنا الحسن بن محمّد العمى البصريّ حَدَّثَنَا أَبُو سعيد سهل بن زياد الأزدي. قَالَ: ولد أَبُو مُحَمَّد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بن مُوسَى؛ فِي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وتوفي فِي يوم الجمعة. قال بعض الرواة:
فِي يوم الأربعاء لثمان خلون من ربيع الأول سنة مائتين وستين.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/262.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/262.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 6/262.
[4] 3886- انظر المنتظم، لابن الجوزي 12/158.(7/378)
قُلْتُ: وبسر من رأى مات، وبها قبره إِلَى جنب أَبِيهِ.
3887- الْحَسَن بن عَلِيّ، أَبُو عَلِيّ المسوحي [1] :
أحد الكبراء من شيوخ الصوفية حكى عَنْ بشر بن الحارث. روى عنه الجنيد بن مُحَمَّد، وأبو الْعَبَّاس بن مسروق والقاضي المحاملي. وأسند عنه مُحَمَّد بْن هَارُون بْن بريه الهاشمي حديثا عَنْ بشر بن الحارث.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قال: حسن المسوحي كنيته أَبُو عَلِيّ، كَانَ أستاذ أكثر البغداديين مثل أَبِي حمزة، وأبي مُحَمَّد الجريري، وغيرهما. وهو من كبار أصحاب سري، وهو أول من عقدت لَهُ الحلقة ببغداد يتكلم فِي هذه العلوم، ولما قعد حضره جماعة أصحاب السري، ولم يتخلف عَنْ مجلسه أحد.
سمعت أبا نعيم الْحَافِظ يَقُولُ: بلغني عَنِ الجنيد وابن مسروق أن حسنا المسوحي لم يكن لَهُ منزل يأوي إليه، وكان يأوي بباب الكناس فِي مسجد يكنه من الحر والبرد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق- إجازة- أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدى حَدَّثَنِي الجنيد وأبو الْعَبَّاس بن مسروق وأبو أحمد المغازلي والجريري وغيرهم قالوا سمعنا حسنا المسوحي يَقُولُ: كنت آوي باب الكناس كثيرا، وكنت أقرب من مسجد، ثم أتفيأ فيه من الحر، واستكن فيه من البرد، فدخلت يوما وقد كَانَ كظني الحر واشتد عَلِيّ فتفيأت فغلبتني عيني فنمت فرأيت كأن سقف المسجد قد انشق، وكأن جارية قد تدلت عَلِيّ من السقف عليها قميص فضة يتخشخش، ولها ذؤابتان، قَالَ فجلست عند رجلي، فقبضت رجلي عنها، فمدت يدها فنالت رجلي فقلت لها يا جارية لمن أنت؟ قَالَتْ أنا لمن دام عَلَى ما أنت عليه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ يَقُولُ سَمِعْتُ جعفرًا الخلدي يَقُولُ سمعتُ أَبَا الْقَاسِم- يعني الجنيد- يَقُولُ: كلمت يوما حسن المسوحي فِي شيء من الأنس فَقَالَ لي: ويحك ما الأنس؟ لو مات من تحت السماء ما استوحشت.
__________
[1] 3887- انظر المنتظم، لابن الجوزي 12/109.(7/379)
3888- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مالك بْن أشرس بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ منجاب، أَبُو مُحَمَّد الشيباني المعروف بالأشناني [1] :
حدث عَنْ عمرو بن عون، ويحيى بن معين، ومؤمل بن الفضل الحراني، وسويد ابن سعيد الحدثاني. روى عنه ابنه عمر، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وأحمد بن الفضل بن خزيمة.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عَلِيّ بن مالك الأشناني حدّثنا مؤمل بن الفضل الحراني حدّثنا عيسى ابن يونس عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ قيس قَالَ: قَالَ الْحَسَن لأبيه: يا أبت أتأذن؟ قَالَ نعم، ولا تحن حنين الجارية، قَالَ: ذر العرب حتى ترجع إليها عوازب عقولها، فو الله لئن كنت فِي وجار ضبع ليستخرجنك منه.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي: مات الأشناني فِي سنة ثمان وسبعين- يعنى ومائتين-.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: والحسن بن عَلِيّ بن مالك القراطيسي المعروف بالأشناني مات ليلة الأربعاء، ودفن يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان سنة ثمان وسبعين، وصلى عليه أَبُو بَكْرٍ المعروف بابن أَبِي الدنيا القرشي. كتب الناس عنه وكان به أدنى لين.
3889- الْحَسَن بن عَلِيّ بن ياسر، أَبُو عَلِيّ الفقيه [2] :
وهو خال أَبِي الآذان الْحَافِظ، حدث عَنْ مُحَمَّد بن بكار بن الريان، وعن سعيد ابن يَحْيَى بن الأزهر الواسطي، ومحمد بن عباد المكي، ومحمد بن أَبِي عتاب الأعين.
روى عنه عَلِيّ بْن مُحَمَّد المصري، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وغيرهما، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَاسِرٍ الْبَغْدَادِيُّ- خال أبي الأذان- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الأَزْهَرِ الْوَاسِطِيُّ قال حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق حَدَّثَنَا شَرِيكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ اسْمًا قَبِيحًا غَيَّرَهُ، فَمَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا عِقَرَةُ فَسَمَّاهَا خَضِرَةُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ شَرِيكٍ إِلا إِسْحَاقُ.
__________
[1] 3888- انظر المنتظم، لابن الجوزي 12/301.
[2] 3889- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/111.(7/380)
حدّثني الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن يونس. قَالَ: الْحَسَن بن ياسر الْبَغْدَادِيّ الفقيه يكنى أبا عَلِيّ، قدم إِلَى مصر وكتب عنه بها، توفي فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين.
3890- الحسن بن علي بن بطحا:
حدث عَنْ هَارُون بن معروف. روى عنه ابن أخيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بن بطحا.
3891- الْحَسَن بن عَلِيّ بن المتوكل بن الميمون، أبو محمّد مولى عبد الصّمد ابن علي الهاشميّ [1] :
سمع أبا الحسن المدائني، وشريح بن النعمان، وعاصم بن عَلِيّ، وعفان بن مسلم، وخالد بن أَبِي يزيد القرني. روى عنه مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ تميم الخياط، وعبد الباقي ابن قانع، وإسماعيل الخطبي، وجعفر بن مُحَمَّدِ بْنِ الحكم المؤدب، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي حدّثنا الحسن بن على ابن المتوكل- مولى بنى هاشم- حدّثنا خالد بن بهوذان الْقَرَنِيُّ- وَكَانَ فَارِسِيًّا وَهُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي يزيد- حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن هشام بن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الزُّمَّارَةِ.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد: سنة إحدى وتسعين ومائتين، فيها مات الحسن ابن عَلِيّ بن المتوكل أَبُو مُحَمَّد، جار المطوعي فِي المحرم.
3892- الْحَسَن بن عَلِيّ بن شبيب، أَبُو عَلِيّ المعمري الْحَافِظ [2] :
رحل فِي الحديث إِلَى البصرة، والكوفة، والشام، ومصر. وسمع هدبة بن خالد القيسي، وسعيد بن عبد الجبار الكرابيسي وعُبَيْد اللَّه بْن معاذ العنبري، ومحمد بْن عبيد بن حساب وحفص بن عُبَيْد اللَّهِ الحلواني، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وداود بن عمرو الضبي وعَبْد الرَّحْمَنِ بن صالح الأزدي، وجبارة بن مغلس، وشيبان
__________
[1] 3891- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/26.
[2] 3892- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/75. وسؤالات السهمي للدارقطنى رقم 251.(7/381)
ابن فروخ، والعباس بن الوليد النرسي، وخلف بن سالم، وزهير بن حرب، ومحمّد ابن جعفر الوركانى وعبد الله بن عون الخزاز، وأحمد بن عِيسَى المصري، وعيسى بن حَمَّاد زغبة، وسويد بن سعيد، وشيبان بن أَبِي شيبة، وخلف بن هشام، والمسيب بن واضح، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن إِبْرَاهِيم دحيما، وأحمد بن عَمْرِو بْنِ السرح، وخلقا سواهم يطول ذكرهم.
حدث عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، وَمُحَمَّد بْن مَخْلَد، وعبد الصمد الطستي وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، وجعفر الخلدي، وإسماعيل الخطبي وأحمد بن كامل الْقَاضِي، وأحمد بن عِيسَى بن الهيثم التمار، وغيرهم.
وكان المعمري من أوعية العلم يذكر بالفهم، ويوصف بالحفظ، وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها.
وذكره الدارقطني فَقَالَ: صدوق حافظ، جرحه مُوسَى بن هَارُون، وكانت بينهما عداوة، وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصوله العتق بها، ثم ترك روايتها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازي أخبرنا محمّد ابن مخلد العطّار حدّثنا الحسن بن على بن شبيب حدّثنا سليمان بن أيّوب حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ فِيمَا أَرَى- كَذَا قَالَ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بن علي المقرئ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ سمعت أبا عمر بْنَ حَمْدَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ قَصَدْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيَّ مِنْ خُرَاسَان فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ عَنِ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، فَامْتَنَعَ عَلِيَّ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَعُبَيْدٌ الْعِجْلُ عِنْدَهُ يُذَاكِرُهُ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَرَدَّنِي فَقُمْتُ وَقُلْتُ: لا رَدَّكَ اللَّهُ كَمَا رَدَدْتَنِي، فَقَالَ لِي: اقْعُدْ وَذَاكِرْنِي. ثُمَّ قَالَ لِي:
سَلْ عَنْ غَيْرِ هَذَا، فَقُلْتُ:
حَدِيثُ أبي أسامة عن بريدة عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ [1] » ؟. قَالَ: لا أَعْرِفُهُ
. فَقَالَ عُبَيْدٌ الْعِجْلُ: أَنَا أَعْرِفُهُ حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ الجوهريّ حدّثنا أُسَامَةَ. فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي بِهِ فَقَالَ لا أُحَدِّثُ بحديث بِحَضْرَةِ هَذَا الشَّيْخُ فَصَبَرْتُ حَتَّى قَامَ، ثُمَّ تَبِعْتُهُ فَقُلْتُ: حَدِيثُ أَبِي أُسَامَةَ؟
فَقَالَ: لا أُحَدِّثُ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا رَاكِبٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَمَا زِلْتُ أَعْدُو مَعَهُ
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفضائل 24.(7/382)
حَتَّى بَلَغَ بَابَ دَارِهِ، وَنَزَلَ عَنْ حِمَارِهِ، فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ، قُلْتُ: الأَصْلُ؟ فَأَخْرَجَ الأَصْلَ فَكَتَبْتُهُ مِنْهُ.
أخبرني أَحْمَد بن سُلَيْمَان الْمُقْرِئ أخبرنا أحمد بن محمّد الهروي أخبرنا عبد الله ابن عدي الْحَافِظ. قَالَ: الْحَسَن بن عَلِيّ بن شبيب المعمري رفع أحاديث هي موقوفة، وزاد فِي المتون أشياء ليس منها.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ سمعتُ عبدان يَقُولُ سمعت فضلك الرَّازِيّ وجعفر بن الجنيد يقولان: المعمري كذاب. ثم قَالَ لي عبدان: حسداه لأنه كَانَ رفيقهم وأنا معه. فكان المعمري إذا كتب حديثا غريبا لا يفيدهما، قَالَ لنا عبدان: وما رأيت صاحب حديث فِي الدنيا مثل المعمري.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ سمعت أبا عمرو بْن حمدان يقول سمعت مُوسَى بن هَارُون يَقُولُ استخرت اللَّه سنتين حتى تكلمت فِي المعمري وذاك أني كتبت معه عَنِ الشيوخ وما افترقنا فلما رأيت تلك الأحاديث قُلْتُ: من أين أتى بها؟ قَالَ أَبُو طاهر: وكان المعمري يَقُولُ: كنت أتولى لهم الانتخاب فإذا مربى حديث غريب قصدت الشيخ وحدي فسألته عَنْهُ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت الزبير بن عبد الله الثّوري يَقُولُ سمعت أبا تراب مُحَمَّد بن إِسْحَاق الموصلي- بهراة- يَقُولُ سمعت المعمري يَقُولُ: أما تعجبون من مُوسَى بن هَارُون يطلب لي متابعا فِي أحاديث خصني بها الشيوخ وقطعتها من كتبهم؟!.
أنبأنا المالينى أخبرنا ابن عدي قَالَ: سمعت ابن سعيد يَقُولُ سألت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل عَنِ المعمري فَقَالَ: لا يتعمد الكذب، ولكن أحسب أَنَّهُ صحب قوما يوصلون الحديث.
قَالَ ابن عدي: وكان أَحْمَد بن هَارُون البرديجي يَقُولُ: ليس بعجب أن ينفرد المعمري بعشرين أو ثلاثين حديثا أو أكثر، ليست عند غيره فِي كثرة ما كتب.
قَالَ ابن عدي: وكان المعمري كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قَالَ عبدان أَنَّهُ لم ير مثله وما ذكر عنه أَنَّهُ رفع أحاديث وزاد فِي المتون، فإن هذا موجود فِي البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم وأنهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل، ويزيدون فِي الأسانيد. والمعمري كما قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد لا يتعمد الكذب، ولكنه صحب قوما يصلون ويزيدون، والله أعلم.(7/383)
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان.
وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي قَالا: مات أَبُو عَلِيّ المعمري سنة خمس وتسعين ومائتين. قَالَ الخطبي: فِي المحرم.
قرأت عَلَى الْحَسَن بن أبي بكر عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي. قَالَ: مات أَبُو عَلِيّ المعمري فِي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين، ودفن في يوم الجمعة بعد صلاة العصر عَلَى الطريق عند مقابر البرامكة بباب البردان، وكان فِي الحديث وجمعه وتصنيفه إماما ربانيا وكان قد شد أسنانه بالذهب، ولم يغير شيبه.
وقيل بلغ اثنتين وثمانين سنة، وكان قديما يكنى أبا الْقَاسِم، ثم اكتنى بأبي عَلِيّ، أحسب أَنَّهُ كره أن يذكر بكنيته فيسب، فنزه الكنية عَنْ ذلك والله أعلم. وقد كَانَ ولي القضاء للبرتي عَلَى القصر وأعمالها، وقيل لَهُ المعمري بأمه أم الْحَسَن بنت سُفْيَان ابن أَبِي سُفْيَان صاحب معمر بن راشد.
3893- الْحَسَن بن عَلِيّ بن الوليد، أَبُو جَعْفَر الفارسي الفسوي [1] :
سكن بَغْدَاد وحدث بها عَنْ سعيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، وعلي بن الجعد الجوهري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وفيض بن وثيق البصري، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن نافع درخت، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ، وعمرو بن مُحَمَّد الناقد. روى عنه أَبُو عمرو بن السماك وعبد الصمد بن علي الطستي، وعبد الباقي بن قانع الْقَاضِي، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي، وأبو علي بن الصواف، ومحمد بن عَلِيّ بن حبيش.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ البزّاز أخبرنا عثمان ابن أحمد الدّقّاق- إملاء- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْفَارِسِيُّ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مَسْمُومَةً، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: «أَمْسِكُوا فَإِنَّهَا مَسْمُومَةٌ. فَقَالَ: مَا حَمَلَكِ على ما صنعت» [2] ؟ فقالت:
أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَسَيُطْلِعَكَ اللَّهُ عَلَيَّ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أُرِيحُ النَّاسَ منك.
__________
[1] 3893- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/83.
[2] انظر الحديث في: دلائل النبوة 4/260. وفتح الباري 7/497.(7/384)
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العبّاسى- حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عُثْمَان بن جابر العطار أخبرنا عَلِيّ بن إِبْرَاهِيم بن حَمَّاد الْقَاضِي حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الْحَسَن بن عَلِيّ الفسوي. قَالَ: ولدت سنة اثنتين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ. قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْنِ حيان يَقُولُ:
سنة تسعين ومائتين فيها مات الْحَسَن بن عَلِيّ بن الوليد الفسوي.
أخبرنا عَلِيّ بن مُحَمَّد السّمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع:
أن الْحَسَن بن عَلِيّ الفسوي مات فِي سنة ست وتسعين ومائتين.
3894- الْحَسَن بن عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوب بن يَحْيَى بن طالب بن غراب:
قرابة خلف بن هشام بن طالب بن غراب البزار الْمُقْرِئ. حدث عَنْ محمود بن خداش روى عنه عبد الصمد الطستي.
3895- الْحَسَن بن علي بن الحجاج، الأنصاري، يلقب حمصة:
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معاوية الجمحي. روى عنه أَبُو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَجَّاجِ الأَنْصَارِيُّ الْبَغْدَادِيُّ- يلقب حمصة- حدّثنا عبد الله بن معاوية الجمحي حدّثنا حمّاد- يعنى ابن زيد- حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ عَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنَ غَيْرِ احْتِلامٍ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَيُّوبَ إِلا حَمَّاد، تفرد به عَبْد اللَّهِ بْن معاوية.
3896- الْحَسَن بن عَلِيّ بن سعيد بن شهريار، أَبُو عَلِيّ الرقي:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ أَبِيهِ، وعن عامر بن سيار الحلبي، وعبد الملك بن سُلَيْمَان القرقساني، وعلي بن ميمون، وزريق بن الورد الرقيين. روى عنه مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن نجيح الْحَافِظ وأبو سهل بن زياد القطان. وَقَالَ الدارقطني: هو ضعيف.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زياد القطّان أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَهْرَيَارَ الرَّقِّيُّ حدّثنا أبي حدّثنا محمّد بن مصعب حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي وَهُوَ مَرِيضٌ يَعُودُهُ، فَرَقَاهُ فَتَفَلَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ، فرأيت رحاض الْبُزَاقِ عَلَى خَدِّهِ.(7/385)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّازُ حدّثنا ابن سعيد بن شهريار حدّثنا عامر بن سيار حدّثنا إسماعيل بن عيّاش حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجَارِيَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَقَدْ رَضَّهَا يَهُودِيٌّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ فَقَتَلَهَا، وَانْتَزَعَ حُلِيَّهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَتَّهِمُونَ؟» قَالُوا: نَتَّهِمُ رَجُلا مِنَ الْيَهُودِ، فَأُتِيَ بِالْيَهُودِيِّ وَرَجُلَيْنِ مِنَ الْيَهُودِ مَعَهُ، فَدَعَا أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَمْ يَكُنْ منهما متهم بِقَتْلِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْجَارِيَةِ- وَبِهَا رَمَقٌ- «أَهَذَا قَتَلَكِ؟» فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ لا، ثُمَّ أُتِيَ بِالآخَرِ فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأُتِيَ بِالْيَهُودِيِّ الَّذِي اتُّهِمَ بِهَا فقال: «هذا قتلك؟» فأشارت برأسها أَنْ نَعَمْ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْيَهُودِيِّ، فَرُضَّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ونحن قعود!
. حدّثني الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن يونس. قَالَ: الْحَسَن بن عَلِيّ بن سعيد بن شهريار يكنى أبا عَلِيّ، رقي، توفي بمصر يوم الخميس ليومين بقيا من شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائتين لم يكن فِي الحديث بذاك، تعرف وتنكر.
3897- الْحَسَن بن عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان، أَبُو مُحَمَّد القطان ويعرف بابن علويه [1] :
سمع عاصم بن عَلِيّ، وإسماعيل بن عِيسَى العطار، وعباد بن مُوسَى الختلي، ومحمّد بن الصّبّاح الجرجرائى، وإبراهيم بن المنذر، ويزيد بن مروان الخلال، ونصر ابن الحكم الياسري، وعُبَيْد اللَّهِ بن مُحَمَّد العيشي، وبشّار بن موسى الخفاف، وبشر ابن الوليد، ومحمد بن حميد الرَّازِيّ، ويحيى بن المبارك المباركى، وأبو الصلت الهروي، وأبا عبيدة بن الفضيل بن عياض. روى عنه أبو عمرو بن السماك وأحمد ابن سلمان النجاد، وإسماعيل الخطبي، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي، وأحمد بن سندي الحدّاد وأبو علي بن الصواف، ومخلد بن جَعْفَر الدَّقَّاق، وأَبُو الْحُسَيْنِ الزينبي، وكان ثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُولُ سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن عَلِيّ بن سُلَيْمَان القطان فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أبو
__________
[1] 3897- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/119. وسؤالات السهمي للدارقطنى 248.(7/386)
مُحَمَّد الْحَسَن بن علويه القطان صاحب المبتدأ يوم السبت لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وأخبرني أن مولده فِي شوال سنة خمس ومائتين.
3898- الْحَسَن بن عَلِيّ بن دلويه:
حدث عَنْ أَحْمَد بن ثابت الجحدري. روى عنه أَبُو الْقَاسِمِ الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَلْوَيْهِ الْبَغْدَادِيُّ حدّثنا أحمد بن ثابت الجحدري حدّثنا محمّد بن خالد بن عثمة حدّثنا عبد الله بن المنيب المدني حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَلأَزْوَاجِ الأَنْصَارِ وَذَرَارِيهِمْ وَذَرَارِيِّ ذَرَارِيهِمْ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَن عَبْد اللَّهِ بْنِ الْمُنِيبِ إلا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ.
3899- الْحَسَن بن عَلِيّ السرخسي:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ حَمْدَان بن ذي النون، روى عنه الطبراني أيضًا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ شَهْرَيَارَ أخبرنا سليمان بن أحمد حدّثنا الحسن بن علي السرخسي- ببغداد- حدّثنا حمدان بن ذى النون حدّثنا شدّاد بن حكيم حَدَّثَنَا زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ زُفَرَ إِلا شَدَّادٌ.
3900- الْحَسَن بن عَلِيّ بن عُمَر، أَبُو سعيد الفقيه:
نزل المصيصة وحدث بها عَنْ أَحْمَد بن عِيسَى المصري، وإسحاق بن أَبِي إسرائيل.
روى عنه إِبْرَاهِيم بن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَن القرميسيني، ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيُّ الْمِصِّيصِيُّ.
أخبرنا لحسن بن علي الجوهريّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب الهاشمي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْبَغْدَادِيُّ- بالمصيصة- حدّثنا إسحاق
__________
[1] 3898- انظر الحديث في: فتح الباري 8/561، 650. والمطالب العالية 4175 ز(7/387)
ابن أبي إسرائيل حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَمِيرٍ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرًا صَالِحًا [1] » .
3901- الْحَسَن بن عَلِيّ بن إِسْمَاعِيل، أَبُو سعيد الجصاص:
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: ومات أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ بن إِسْمَاعِيل الجصاص في ذى القعدة سنة إحدى وثلاثمائة، عن ستر وصدق، وكان ينزل بالجانب الغربي مربعة بلاشوية [2] ، كثير الحديث سيما عَنْ أهل مصر، كالربيع بن سُلَيْمَان، والمذكورين معه.
3902- الْحَسَن بن عَلِيّ، أَبُو مُحَمَّد الخفاف الْبَغْدَادِيّ:
روى عَنْ يَحْيَى بن معاذ الرَّازِيّ حدث عنه أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَن بن مُحَمَّد السكوني الكوفي.
3903- الْحَسَن بن مُوسَى:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْن الفضل بن نصيف الفراء- في كتابه إلينا من مصر- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خروف بن كامل المديني- إِمْلاءً- قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى البغدادي قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كريمة.
3904- الْحَسَن بن عَلِيّ بن مصعب بن بدر اللخمي:
أحد الغرباء. حدث ببغداد عَنْ هشام بن عمار الدمشقي، وحرملة بن يَحْيَى المصري. روى عنه الْحَسَن بن سُلَيْمَان بن عَبْد اللَّهِ الأصبهاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عياض القاضي- بصور- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جميع قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ الْحَسَن بن سُلَيْمَان بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الأصبهاني يَقُولُ سمعت الْحَسَن بن عَلِيّ بن مصعب بن بدر اللخمي- ببغداد- يَقُولُ: سمعت هشام بن عمار يَقُولُ سمعت مالك بن أنس يَقُولُ: لا يفلح كذاب أبدا، ولا يأتي بخير.
3905- الْحَسَن بن عَلِيّ بن سهل، العاقولي:
حدث عَنْ حمدان بن المختار. روى عنه القاضي أبو بكر بن الجعابي.
__________
[1] 3900- انظر الحديث في: ميزان الاعتدال، ت 11531.
[2] 3901- هكذا في الصميصاطية، وفي الأصل: بلاشومة.(7/388)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ- قطيط- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَدَّلُ- بأصبهان- حدّثنا محمّد بن عمر التّميميّ الحافظ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الْعَاقُولِيُّ حدّثنا حمدان بن المختار حدّثنا حفص بن عبيد الله ابن عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ [1] »
. 3906- الْحَسَن بن عَلِيّ، أَبُو عَلِيّ النّخعيّ:
يعرف بأبي الأشنان.
أَجَازَ لِي أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ- وكتبت من أصل كتابه- قال: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: الحسن بن عَلِيٍّ أَبُو عَلِيٍّ النَّخَعِيُّ يُلَقَّبُ أَبُو الأُشْنَانِ، رَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ فِي الْخُلْدِ وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ لأَنَّهُ كَانَ يَكْذِبُ كَذِبًا فَاحِشًا، وَيُحَدِّثُ عَنْ قَوْمٍ لَمْ يَرَهُمْ، وَيَلْزَقُ أَحَادِيثَ قَوْمٍ تَفَرَّدُوا بِهِ عَلَى قَوْمٍ لَيْسَ عِنْدَهُمْ.
حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ- وَمَا أَظُنُّهُ رَآهُ- عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِيَ الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ [2] »
. وَهَذَا إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ بِشْرِ بْنِ بَكْرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، وَرَوَاهُ عَنْ بِشْرٍ ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ، الْبُوَيْطِيُّ، وَالرَّبِيعُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ.
وَرَوَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَطَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي إِسْنَادِهِ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ.
قَالَ: وَحَدَّثَ أَيْضًا أَبُو الأَشْنَانِ عَنْ هُدْبَةَ عَنْ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ [3] »
. وأبطل أَبُو الأشنان فِي روايته هذا الحديث عَنْ هدبة عَنْ جرير، وليس الحديث عن هدبة عَنْ جرير، وإنما يروى عَنْ مُحَمَّد بن أبان الواسطي عَنْ جرير، ويروى عَنْ وهب بن جرير عَنْ أَبِيهِ، فأما حديث مُحَمَّد بن أبان فحدث عنه إِبْرَاهِيم بن إسحاق السّرّاج، ثم كَانَ يَقُولُ من بعد إِبْرَاهِيم حَدَّثَنِي أخى- يعنى أبا العبّاس السّرّاج-
__________
[1] 3905- سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 3906- انظر الحديث في: السنن الكبرى، للبيهقي 10/61. والمستدرك 2/198.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(7/389)
عني عَنْ مُحَمَّد بن أبان، وقد حدث أَبُو الأشنان هذا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يزيد الدمشقي عَنِ الأوزاعي بأشياء معضلة، وعن غيره بالمناكير، وهو بين الأمر فِي الضعفاء.
3907- الْحَسَن بن عَلِيّ بن عبد الصمد بن يونس بن مهران، أبو سعيد البصريّ، ويعرف بالأزمي [1] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ صهيب بن مُحَمَّدِ بْنِ عباد بن صهيب وبحر بن الحكم الكسائي، وغيرهما. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، وابن الجعابي، ومحمد بن حميد المخرمي، ومُحَمَّد بْن المظفر. وعَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أخبرَنَا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حدّثنا بحر بن يحيى حدّثنا عبد الكريم ابن روح حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ مُسْلِمٍ. قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ حَدَّثَتْ أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلاثًا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا سُكْنَى، وَلا نَفَقَةَ [2] »
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا علي بن عمر السكري. قَالَ وجدت فِي كتاب أخي: مات أَبُو سعيد الأزمي سنة ثمان وثلاثمائة فِي وسط آخر جمعة من رجب، ومنزله مربعة أَبِي عُبَيْد اللَّهِ.
3908- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ بن زياد، أبو بكر الشاعر المعروف بابن العلاف [3] :
حدث عَنْ أَبِي عُمَر الدوري الْمُقْرِئ، وحميد بن مسعدة البصري، ونصر بن عَلِيّ الجهضمي، ومحمد بن إِسْمَاعِيل الحساني. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بن النخاس، وأبو الْحَسَن الجراحي الْقَاضِي، وأبو عُمَر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ الْقَاضِي. قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العبّاس الخزاز حدّثنا أبو بكر بن العلاف حدّثنا أبو عمر الدوري حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ الْجَزَرِيُّ عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ....
-
__________
[1] 3907- انظر: الأنساب، للسمعاني 1/204.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1180. وسنن ابن ماجة 2036.
[3] 3908- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/300.(7/390)
فَأَهْلُ الْبِدَعِ وَالأَهْوَاءِ-.... وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ....
[آل عمران 106، 107] فَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمّد بن عمران حدّثني الغمر بن محمّد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَسَن بن عَلِيّ بن بشار العلاف الشاعر بمجلس أَبِي الْحَسَن الأخفش. قَالَ: صك لي عَلَى عَلِيّ بن يَحْيَى برزق، فأعطانى دنانير وأمر ألّا أحتسب بها عليه، فكتبت إليه بهذه الأبيات، وذكر أن أبا هفان كتبها بيده:
أبا حسن لما سبقت إِلَى العلى ... تفردت فيها بالفضيلة فِي السبق
فصيرت لي حقا بفضلك واجبا ... وأعطيتني شيئا سوى ذلك الحق
فقدت بها قلبي إليك وإن تسل ... خبيرا به يخبرك صدقك عَنْ صدقي
ملكت قيادي يا ابن يَحْيَى بنعمة ... فإن زدتني أخرى ملكت بها رقي
فمن أين لي فِي الخلق مثلك سيد ... إذا كَانَ لم يسمع بمثلك فِي الخلق
وقد سار شعري فيك غربا ومشرقا ... كجودك لما سار فِي الغرب والشرق
فإن قابلوا شعري بجودك سائرا ... فما بين أشعاري وجودك من فرق
فليتك- إذ خلدت حمدك- باقيا ... عَلَى غابر الأيام تبقى كما تبقي
أخبرنا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ الْمُعَدَّل حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي بكر الحسن العلاف الشاعر- وكان أحد ندماء المعتضد- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كنت ذات يوم فِي دار المعتضد وقد أطلنا الجلوس بحضرته، ثم نهضنا إِلَى مجالسنا فِي حجرة كانت موسومة بالندماء، فلما أخذنا مضاجعنا، وهدأت العيون، أحسسنا بفتح الأبواب، وتفتيح الأقفال بسرعة، فارتاعت الجماعة لذلك، وجلسنا فِي فرشنا، فدخل إلينا خادم من خدم المعتضد فَقَالَ: إن أمير المؤمنين يَقُولُ لكم أرقت الليلة بعد انصرافكم فعملت:
ولما انتهينا للخيال الذي سرى ... إذا الدار قفر والمزار بعيد
وقد أرتج عَلِيّ تمامه، فأجيزوه، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته، وفي الجماعة كل شاعر مجيد مذكور، وأديب فاضل مشهور، فأفحمت الجماعة وأطالوا الفكر، فقلت مبتدرا لهم:
فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي ... لعل خيالا طارقا سيعود
فرجع الخادم إليه بهذا الجواب، ثم عاد إلي، فَقَالَ: أمير المؤمنين يَقُولُ لك أحسنت وما قصرت، وقد وقع بيتك الموقع الذي أريده، وقد أمر لك بجائزة وها هي، فأخذتها، وازداد غيظ الجماعة مني.(7/391)
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عَلِيّ التوزي. قَالَ: مات الْحَسَن بن عَلِيّ بن العلاف الشاعر فِي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وله مائة سنة! وَقَالَ لي: هلال بن المحسن: مات فِي سنة تسع عشرة وثلاثمائة عَنْ مائة سنة.
3909- الْحَسَن بن عَلِيّ، أَبُو عَلِيّ المعروف بالطوابيقي:
حدث عَنْ عَلِيّ بن أَحْمَد البصري شيخ لَهُ مجهول. روى عنه يوسف القواس.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُحْتَسِبُ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالا: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عمر القواس حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بالطوابيقي- زاد أحمد صاحب موسى الصنوبري إِمْلاءً ثُمَّ اتَّفَقَا- قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد البصريّ جار الطَّوِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي [1] »
. 3910- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن زكريا بْن صالح بن عاصم بن زفر بن العلاء بن أسلم، أَبُو سعيد العدوي البصري [2] :
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ عمرو بْن مرزوق، وعروة بن سعيد، ومسدد بن مسرهد، وهدبة بن خالد، وطالوت بن عبّاد، وكامل بن طلحة، وجويرية بن أشرس، وعَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، وشيبان بن فروخ، وجبارة بن مغلس، وخراش بن عَبْد اللَّهِ، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، وأحمد بْن جعفر بْن سلم، وأبو الْقَاسِم بن النخاس، وأحمد بن إبراهيم شاذان، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني فِي آخرين.
أخبرني التنوخي. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شَاذَانَ: سألت أبا سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ البصري فِي أي سنة ولدت؟ قَالَ فِي سنة عشر ومائتين.
أخبرنا محمود بن عمر العكبري أخبرنا أَبُو طالب عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري قَالَ:
مررت بالبصرة بباب عُثْمَان بن أَبِي العاص الثقفي فإذا الناس مجتمعون فِي منخل طحان، فملت إليهم لأنظر كما ينظر الغلمان، فإذا بهذا الشيخ فقلت: من هذا؟
__________
[1] 3909- انظر الحديث في: المطالب العالية 3327. وفتح الباري 11/169. وكشف الخفا 1/97. والأسرار المرفوعة 92.
[2] 3910- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/301. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 284.(7/392)
فقالوا: هذا خراش بن عَبْد اللَّهِ خادم أنس بن مالك، قُلْتُ: كم لَهُ من سنة؟ قالوا:
ثلاثون ومائة سنة! فزحمت الناس ودخلت إليه وبين يديه جمعية يكتبون عنه، والباقون نظارة، فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في أسفل نعلى، وذلك فِي سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
أنبأنا أَحْمَد بن علي اليزدي أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ. قَالَ: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي البصري سكن بغداد، رأيت مشايخنا وكهولنا قد كتبوا عنه لكن فيه نظر، يقال حبسه إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْقَاضِي إنكارا عليه فيما كَانَ يحدث به عن مشايخنا.
نقلت من أصل أبي سعيد المالينى- وأجاز لي روايته عنه- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي يضع الحديث، ويسرق الحديث ويلزقه عَلَى قوم آخرين، ويحدث عَنْ قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن اللَّه لم يخلقهم، وعامة ما حدث به- إلا القليل- موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أَنَّهُ هو الذي وضعها.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن عَلِيّ أَبِي سعيد البصري فَقَالَ: ذا متروك، قُلْتُ: كَانَ يسمى الذئب؟ قَالَ: نعم.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا محمّد الحسين بن علي الصيمري يقول: الحسن بن علي ابن زكريا أَبُو سعيد العدوي أصله بصري سكن بغداد، كذاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عَلَى النَّبِيّ ما لم يقل، زعم لنا أن خراشا حدثه عَنْ أنس بن مالك أحاديث فوق العشرة. وزعم لنا أن عروة بن سعيد حدثه عَنِ ابن عون نسخة.
ومما حدث به- لا جزاه اللَّه خيرا- عَنْ شيخ قد سماه لنا عَنْ شُعْبَة عَنْ توبة العنبري عَنْ أنس رفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا بالنار [1] »
وأشياء كثيرة تبين كذبه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المالينى- قراءة- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْنِ سليمان النخاس المقرئ حدّثنا الحسن بن علي بن زفر حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بِشْرٍ
__________
[1] انظر الحديث في: الفوائد المجموعة 218. والأحاديث الضعيفة 131. واللآلئ المصنوعة 1/59. وتنزيه الشريعة 1/174. والموضوعات 1/161.(7/393)
حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالْحَدَقِ السُّودِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْوَجْهَ الْحَسَنَ بِالنَّارِ [1] »
. رَوَاهُ أَبُو سعيد مَرَّةً أُخْرَى عَنْ شَيْخٍ غَيْرِ الصَّبَّاحِ سَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتَ عَنْ شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَاهُ الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ. وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري أخبرنا محمّد بن طاهر القرشيّ حدّثنا الحسن بن صالح البصريّ حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مَلِيحًا بِالنَّارِ»
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الطَّرَازِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا مسدد بن مسرهد حدّثنا حمّاد بن زيد حدّثنا أبان بن تغلب حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ [2] »
. وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ هَكَذَا، وَقَدْ سَرَقَهُ الْعَدَوِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَلَيْسَ الْحَدِيثُ عِنْدَ مُسَدَّدٍ، وَإِنَّمَا عَارِمٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ ابن عمر الْعَبْدِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، فَقَالَ فِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ.
أَخْبَرَنَا الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا الحسن بن علي العدويّ حدّثنا كامل بن طلحة حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أبغض أبا
__________
[1] انظر الحديث في: الفوائد المجموعة 218. والأحاديث الضعيفة 131. واللآلئ المصنوعة 1/59. والموضوعات 1/161. وتنزيه الشريعة 1/174.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير 6/230، 17/227، 228. ومجمع الزوائد 1/166، 3/137. وكشف الخفا 1/480، 481. والدرر المنتثرة 83.(7/394)
بكر وعمر [1] »
وهذا الحديث وضعه العدويّ عن كامل بن طلحة، وإنما يرويه عبد الرزاق بن مَنْصُور البندار عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الزاهد السمرقندي عَنِ ابن لهيعة، وأبو عَبْد اللَّهِ الزاهد مجهول، فألزقه العدوي عَلَى كامل وكامل ثقة، والحديث ليس بمحفوظ عَنِ ابن لهيعة.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ القافلائى حدّثنا عبد الرّزّاق بن منصور البندار حدّثنا أبو عبد الله السمرقندي الزاهد حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَنْ أَحَبَّ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ [2] »
. وَقَدْ صَنَعَ الْعَدَوِيُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادًا آخَرَ.
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إسحاق المقرئ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا طالوت عن عبّاد الجحدري حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ [3] »
. وَهَذَا الإِسْنَادُ صَحِيحٌ وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَقَدْ أَتَى الْعَدَوِيُّ أَمْرًا عَظِيمًا وَارْتَكَبَ أَمْرًا قَبِيحًا، فِي الْجُرْأَةِ بِوَضْعِهِ أَعْظَمَ مِنْ جُرْأَتِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: قرأت عَلَى أَبِي الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: حسن بن عَلِيّ العدوي أَبُو سعيد متروك.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ: سمعت أبا بكر بْن شاذان يَقُولُ: رأيت أبا سعيد العدوي وقد اسودت طاقات يسيرة من شعر لحيته بعد بياضها لفرط الكبر.
قَالَ لي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال: مات أَبُو سعيد العدوي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وكان مولده سنة عشر ومائتين.
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 1/326، 327. واللآلئ المصنوعة 1/159. وتنزيه الشريعة 1/348. والفوائد المجموعة 338.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] انظر التخريج السابق.(7/395)
ذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه أن أبا سعيد العدوي مات فِي شهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قَالَ غيره: مات فِي يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة.
3911- الْحَسَن بن عَلِيّ بن زيد بن حميد بن عُبَيْد اللَّهِ بن مقسم، أَبُو مُحَمَّد مولى عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بن عبد المطلب:
من أهل سر من رأى. حدث ببغداد عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَبْد الكريم الأزدي، وعمرو بن عَلِيّ الفلاس، وأبي مُوسَى مُحَمَّد بن المثنى، وحجاج بن يوسف الشاعر، وعباس بن يزيد البحراني، وأبي هشام الرفاعي، والحسين بن علي الأسود العجلي، وطاهر بن خالد بن نزار وعثمان بن معبد بن نوح، وعلي بن حرب، وعَبْد اللَّهِ بْن عبد الصمد بن أَبِي خداش الموصلي. روى عنه أَبُو الْحَسَن الدارقطني، وأبو عَبْد اللَّهِ بْن بطة العكبري، وأبو القاسم بن الثلاج، وغيرهم أحاديث مستقيمة تدل عَلَى صدقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّامِرِيُّ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ببغداد- حدّثنا حجاج بن يوسف بن الشّاعر حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَلَّمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَسَنٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ [1] »
. كذا فِي أصل شيخنا وهذا الحديث إنما يرويه الأوزاعي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ بن أَبِي طالب عَنِ ابن المسيب. كذلك رواه عنه عامة أصحابه.
قرأت فِي كتاب مُوسَى بن مُحَمَّدِ بْنِ عتاب: مات الْحَسَن بن عَلِيّ بن زيد بن حميد فِي المحرم سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وقرأت فِي كتاب ابن الثَّلاج- بِخطه- تُوُفِّيَ الحسن بن علي بن زيد بن حميد البزّاز في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 3911- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/207، 9/35. وصحيح مسلم، كتاب الهبات 2.(7/396)
3912- الْحَسَن بن عَلِيّ، أَبُو سعيد البرذعي:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن أَيُّوبَ روى عنه الدارقطني.
3913- الْحَسَن بن عَلِيّ بن إِسْحَاق بن يحيى بن شيرزاد، أَبُو عَلِيّ المعروف بالشيرزاذي:
حدث عَنِ الْعَبَّاس بن محمد الدوري، وعلي بن داود القنطري، وعيسى بن جَعْفَر الْوَرَّاق، وعلي بن سهل بن المغيرة، والحسن بن مكرم، وعبد الكريم بن الهيثم حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَكَانَ ثقة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً في سنة ست وأربعمائة. حدّثنا الحسن ابن علي الشيرزاذي حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، وَعِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَّاقُ. قَالا:
حَدَّثَنَا قُبَيْصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إذا عاد المسلم الْمُسْلِمَ كَانَ فِي خِرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ [1] »
. 3914- الحسن بن علي بن عبد الله بن حَمَّاد بن زكويه، أَبُو سعيد الْوَرَّاق:
ذكر ابن الثلاج أَنَّهُ حدثه عَنْ يَحْيَى بن هَارُون الأهوازي.
3915- الْحَسَن بن عَلِيّ بن حَمَّاد، الْوَرَّاق:
حدث عَنْ إِسْحَاق بن داود بن سُلَيْمَان. روى عنه أَبُو حفص بن شاهين.
3916- الْحَسَن بن عَلِيّ بن نعيم بن سهل بن أبان، أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، يعرف بالنعيمي:
حدث بمصر عَنْ غسان بن خلف الضرير الْمُقْرِئ. روى عنه أَبُو الفتح بْن مسرور وذكر أَنَّهُ كَانَ غير ثقة.
3917- الْحَسَن بن عَلِيّ بن عبيد بن الْحَسَن بن مُحَمَّد، أَبُو أَحْمَد الخلال المعروف بابن الكوسج [2] :
سمع الْحَسَن بن علويه القطان، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج وأبا شعيب الحراني، وأحمد بن حَمَّاد بن سُفْيَان، وأحمد بن يَحْيَى الحلوانيّ، والحسن بن
__________
[1] 3913- انظر الحديث في: مسند أحمد 5/284. وكشف الخفا 1/113.
[2] 3917- انظر المنتظم، لابن الجوزي 14/135.(7/397)
عَلِيّ المعمري، ونحوهم. روى عنه المعافى بن زكريا، وحدثنا عنه ابن رزقويه وَكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أخبرنا أَبُو أَحْمَد الْحَسَن بن عَلِيّ بن عبيد الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاضِرِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ سعيد حدّثنا عمران بن عبد الله الثّوري حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ [1] »
. حَدَّثَنِي الأزهري عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن الفرات. قَالَ: توفي أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ عُبَيْدٍ الخلال- يعرف بابن الكوسج- فِي جمادى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة.
3918- الْحَسَن بن عَلِيّ، أَبُو سعيد الرَّازِيّ:
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قَالَ سمعت أبا سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ الرَّازِيّ- فِي مجلس أَبِي بَكْرٍ الشافعي- قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ. يَقُولُ: دلالة ولاية أَبِي بَكْرٍ الصديق من القرآن قول اللَّه تعالى: قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ، فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً
[الفتح 16] .
3919- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الحسن بن الخطّاب بن جبير الْوَرَّاق:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة، وإبراهيم بن شريك الكوفيين، ومحمّد ابن مُحَمَّد الباغندي. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حدّثنا أبو علي بن الصَّوَّافِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الإِمَامُ والحسن ابن علي بن الخطّاب الورّاق البغدادي وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ. قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن عثمان بن أبي شيبة حدّثنا زكريّا بن يحيى حدّثنا يحيى بن سالم حدّثنا أشعث بن عَمِّ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ- وَكَانَ يُفَضَّلُ عَلَى الحسن- حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ جَابِرٍ.
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، عَلِيٌّ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ، قَبْلَ أَنْ تُخْلَقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَيْ عام [2] » .
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 3919- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/235. ومجمع الزوائد 9/111.(7/398)
3920- الحسن بن علي بن عبد الله، الفرغاني:
حدث ببغداد عَنْ عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ مروان السامري. حَدَّثَنَا عنه أَبُو نعيم الْحَافِظ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرْغَانِيَّ- بِبَغْدَادَ- يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ سَمِعْتُ صُهَيْبًا يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ [1] »
. 3921- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الهيثم بن طهمان، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشاهد المعروف بابن البادا [2] :
سمع أبا شعيب الحراني، والحسن بن علويه القطّان، وشعيب بن محمّد الذارع.
حَدَّثَنَا عنه ابن ابنه أَحْمَد بن عَلِيّ بن الْحَسَن، والقاضي أَبُو الفرج بن سميكة ومحمّد ابن الْحُسَيْن بن الحراني، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين بن الحراني أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسن بن البادا، حدّثنا الحسن بن علويه القطّان حدّثنا عاصم بن علي بن عاصم حدّثنا عبّاد بن عبّاد حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُنَا يَوْمَ إِحْدَانَا، بَعْدَ مَا أُنْزِلَتْ: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ
[الأحزاب 51] قَالَتْ مُعَاذَةُ: فَمَا كُنْتِ تَقُولِينَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَأْذَنَكِ؟ قَالَتْ أَقُولُ: إِنْ كَانَ ذَلِكَ إِلَيَّ لَمْ أُوثِرْ على نفسي أحدا.
أخبرنا أَبُو الْحَسَن أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ البادا قَالَ: مولد جدي فِي سنة أربع وسبعين ومائتين، ومات فِي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، عُمِّرَ سبعا وتسعين سنة، مكث منها فِي آخر عمره خمس عشرة سنة مقعدا أعمى، قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البادا الشاهد يوم السبت لثمان خلون من رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان لا بأس به.
__________
[1] 3920- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2918. والمعجم الكبير 8/36. ومجمع الزوائد 1/177. والمطالب العالية 2913.
[2] 3921- انظر المنتظم، لابن الجوزي 14/283.(7/399)